الصحيح من أحاديث السيرة النبوية

محمد الصوياني

الصَّحيِحُ من أحاديث السّيرة النبوية تأليف محمَّد الصويَاني مدار الوطن للنشر

إهداء وشكر إلى أساتذتي الكرام

إهداء وشكر إلى أساتذتي الكرام فضيلة الشيخ الدكتور/ عادل بن علي الثدي فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد بن عثمان المزيد سعادة الأستاذ/ عبد الله بن عبد الرحمن الطلحة

الصَّحِيحُ من أحاديث السيرة النبوية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حقوق الطبع محفوظة الطبعة الأولى 1432هـ/ 2011م مدار الوطن للنشر الدائري الشرقي - مخرج 15 الرياض -الملز- 2كم غرب أسواق المجد ت: 009664792042 (5 خطوط) فاكس:009664723941 الموقع علي الإنترنت: www.madaralwatan.com البريد الإلكترونى: [email protected]

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمَّد وعلى آله وأصحابه أجمعين. المقدمة في حِسٍ نقدي رائع قال الميموني: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: ثلاث كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير" (¬1). تلك الكلمات الصادرة من أحد كبار النقاد في علم الحديث وعلله، الإِمام الكبير أحمد بن حنبل تكشف مرحلة متقدمة من النقد لم تعرفها أمة من الأمم، فكل أمم الأرض تبتهج بمزع من تاريخها حتى ولو كانت تلك المزع أكذوبة أو أسطورة، فالفقر المدقع الذي يلف تاريخ الأمم يجعلها تبحث عن أي شيء داخل تلك الظلمة التاريخية، وفي وسط تلك العتمة يقف تاريخ واحد على خشبة مسرح الحياة، وحده يشرب الأضواء وحده يكتنز بالثراء وسط تلك العتمة، تاريخ الإِسلام، تاريخ النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته تحت بؤرة الضوء تلك، وحول تلك الدائرة يبدأ التلاشي لتتسرب العتمة، وكأن نزول القرآن منح تلك الحقبة شيئًا من نوره، وبعد وفاة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ يبدأ التاريخ بالذبول، وتلين الأسانيد كلما ابتعدنا عن دائرة الضوء. وتبقى تلك الدائرة ثابتة ومسافرة عبر التاريخ، لدرجة أننا نعرف عدد الشيب في لحية النبي -عليه السلام- وكل الأطعمة التي تناولها، بينما لا نعرف شيئًا من ذلك عن رئيس أو ملك مات بالأمس، أو ربما لا يزال حيًا، معجز ومذهل هذا القرآن الكريم، كيف منح ذلك النور لتلك الفترة حتى اليوم .. حتى المستقبل. ¬

_ (¬1) البرهان في علوم القرآن (2 - 156).

لا فقر في تاريخ النبي -عليه السلام-، لكنه الثراء الذي جعل أحمد بن حنبل يصف معظم مرويات كتب المغازي بأنها لا أصل لها، ولو كنا أمة فقيرة التاريخ لما قال شيئًا من ذلك، ولا أصبح لدينا من النقد ما يعتد به، وإذا رأيت أمة تهتم بالنقد أكثر من اهتمامها بالجمع فهي أمة تعي ماضيها وتحترم حاضرها، وإذا رأيت أمة تغفل النقد وتجمع ما هب ودب، فهي لا تعي ولا تحترم شيئًا من الماضي ولا الحاضر. أمتنا هي الوحيدة أمة السند، وكلمات ابن حنبل تعني بالتأكيد أن غالب مرويات تلك المواضيع ضعيفة السند، فالمتتبع لمرويات السيرة والمغازي وكتبها (موضوعنا) يجد أنها تحتوي على القليل من الصحيح مقارنة بمرويات الصحاح والسنن والمسانيد، كما يشعر بأهمية استخراج ما في تلك الكتب العظيمة من مرويات تهتم بالسير والمغازي. وقد وظف المستشرقون والعلمانيون مرويات مكذوبة وضعيفة في السيرة للطعن في نبينا - صلى الله عليه وسلم - والطعن في رسالته، وجعلوها شوكة في خاصرة تاريخنا، يشوشون به على الدعاة والعلماء ويشوهون بها صورة الإسلام، وكانوا يستغلون كل حرف من حروف السيرة في ذلك، ونظرا لتعلق هذا التاريخ بالوحي والنبي - صلى الله عليه وسلم - حينئذ فمن المنتظر أن تبقى سيرته -عليه السلام- نقية كأحاديث الأحكام تمامًا؛ لأن القبول بالمرويات الضعيفة والمكذوبة يعني تشويها لتلك الفترة البيضاء. لذا كان هذا البحث، والذي يمثل من ناحية الحجم جزعًا صغيرًا مقارنة بالمرويات الضعيفة الكثيرة، هذا البحث يمثل الحلقة الثانية من سلسلة تستهدف فرز المرويات الصحيحة من الضعيفة، بدأت بكتاب (السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة) والذي زاوجت فيه بين المرويات الصحيحية وربطها بأسلوب أدبي سدًا للفراغات خاصة في المرحلة المكية، نظرًا لكونها مرحلة عملية بالدرجة الأولى، تتكيء على تجذير العقيدة أكثر من الأمور التشريعية التي تتابعت

بعد قيام الدولة الإِسلامية في المدينة، وليس للأدب والإنشاء أي دور سوى الربط والتشويق لا أكثر. ثم هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، ويتبعهما إن شاء الله الكتب التالية: * صحيح سيرة ابن إسحاق. * صحيح سيرة ابن هشام. * صحيح سيرة ابن سعد. * صحيح سيرة الطبري. * صحيح سيرة ابن كثير. وهي الكتب المتخصصة الأهم، نظرًا لثرائها بالأسانيد، ولكون ما أتى بعدها عالة عليها، وقد استبعدت ما كتبه ابن حزم وابن حبان وغيرهما في السيرة نظرًا لافتقارها إلى الأسانيد، لأختم المشروع بحول الله وقوته بموسوعة أحاديث السيرة، نظرًا للكم الهائل من المرويات الصحيحة والضعيفة خارج تلك الكتب السابقة. والكتاب من ناحية التخريج ينقسم إلى قسمين: قسم من مرويات الصحيحن أو أحدهما وأكتفي فيه بالعزو لهما. وقسم خارج الصحيحين، وهو يشمل كل ما وقعت عليه من مرويات مسندة في السنن والمستدركات والمسانيد والمعاجم إضافة إلى ما في كتب السير، وهذا القسم خرجته كالتالي: ذكرت درجته لمن يريد الاكتفاء بالحكم، ثم من رواه بالإضافة إلى صاحب المتن لمن يريد الاستزادة.

ثم قمت بنقد السند أو المتن أو نقدهما معًا لمن يريد الاطمئنان إلى صحة الحديث والتأكد منه. هذا وأسأل الله أن يرزقني الإخلاص لوجهه الكريم وأن ينفعني به يوم الدين إنه سميع مجيب، وأن يغفر لي إسرافي على نفسي وتقصيري إنه غفور رحيم، فإن أصبت فمن الله فله وحده الحمد والشكر من قبل ومن بعد، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان، وأسأل الله العفو إنه عفو يحب العفو. محمد الصوياني

المولد

المولد 1 - قال الإمام مسلم (2 - 819): حدثنا محمد بن المثنى ومحمَّد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير سمع عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه -: أن رسول. الله - صلي الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم الإثنين قال: "ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل علي فيه". 2 - قال مسلم (3 - 1391): حدثني وحرملة قالا أخبرني ابن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من قتال أهل خيبر وانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم، قال: فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أمي عذاقها، وأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مكانهن من حائطه". [قال ابن شهاب: وكان من شأن أم أيمن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ما توفي أبوه، فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة ثم توفيت بعد ما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أشهر. ملاحظة: الشاهد من الحديث غير موصول فقد أرسله الإِمام الزهري رحمه الله]. 3 - قال ابن إسحاق حدثني: المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قال: "ولدت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل"، وسأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم أخا بني يعمر بن ليث: أأنت أكبر أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكبر مني وأنا أقدم منه في الميلاد. ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل، ورفعت بي أمي على الموضع" قال: "ورأيت خذق الفيل أخضر محيلا"، قال: أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمَّد بن إسحاق. [درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده ضعيف، رواه من طريق ابن إسحاق كل من الترمذيُّ (5 - 589) والحاكم (3 - 516) والطبرانيُّ في الكبير (18 - 342) والشيباني في الآحاد والمثاني (1 - 407)]

الرضاع

هذا السند: ضعيف فابن إسحاق سمع هذا الحديث من شيخه كما عند الحاكم، لكن شيخه المطلب يحتاج إلي توثيق فلم يوثقه سوى ابن حبان ولذلك قال الحافظ -رحمه الله-: المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة المطلبي مقبول، تقريب التهذيب 534، لكن الشاهد من الحديث حسن بالروايات الأخرى انظر ما بعده]. 4 - قال الضحاك في الآحاد والمثاني (2 - 183): حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي نا عبد العزيز بن أبي ثابت نا الزبير بن موسى عن أبي الحويرث قال: سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقباث بن أشيم الكناني - رضي الله عنه -: أنت أكبر أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "رسول الله أكبر مني، وأنا أسن منه، ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل وتنبىء على رأس أربعين من الفيل". [درجته: في سنده ضعف يسير لكنه حسن بما قبله، رواه: الحاكم 3 - 724 والطبرانيُّ في المعجم الكبير (19 - 37)]، هذا السند: فيه ضعف وهو من طرق عن الزبير بن موسى عن أبي الحويرث ... وضعفه يسير من أجل الزبير بن موسى قال في تهذيب التهذيب (3 - 276): روى عنه ابن جريج والثوري وابن نجيح وعبد العزيز بن أبي ثابت قال بن نمير روى عنه الكبار القدماء وليس بقديم الموت، وذكره ابن حبان في الثقات لكن الحديث حسن بما قبله]. 5 - قال ابن إسحاق 42: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عمره ابنة عبد الرحمن بن أسعد ابن زرارة عن عائشة زوج النبي قالت: "لقد رأيت قائد الفيل وسائسه أعميين مقعدين يستطعمان بمكة". [درجته: سنده صحيح، عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني تابعي ثقة، تقريب التهذيب 297 وشيخته عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية تابعية ثقة أكثرت عن عائشة]. الرضاع 1 - قال الإمام البخاري (5 - 1961): حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت: يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال: "أو تحبين ذلك؟ " فقلت:

التسمية

نعم لست لك بمخلية وأحب من شاركني في خير أختي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن ذلك لا يحل لي" قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة، قال: "بنت أم سلمة؟ " قلت: نعم، فقال: "لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أَخواتكن". قال عروة: (وثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له ماذا لقيت قال أبو لهب لم ألق أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة). [ملاحظة: ما بين الأقواس ليس على شرط البخاري فهو مرسل]. التسمية 1 - قال ابن سعد (1 - 104): أخبرنا أبو عامر العقدي واسمه عبد الملك بن عمرو أخبرنا زهير بن محمَّد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمَّد بن علي يعني بن الحنفية أنه سمع علي بن أبي طالب -عليه السلام- يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سميت أحمد". [درجته: سنده حسن، هذا السند: حسن من أجل عبد الله بن محمَّد بن عقيل وهو حسن الحديث إذا لم يخالف قال في التقريب: عبد الله بن محمَّد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي أبو محمَّد المدني أمه زينب بنت علي صدوق في حديثه لين ويقال تغير بأخرة وهو من رجال الشيخين تقريب التهذيب321، وشيخه تابعي كبير وثقة جليل وهو ابن علي بن أبي طالب (2 - 192)، أما زهير فحديثه حسن إلا إذا كان الراوي عنه شامي فقد حدث بالشام من حفظه فغلط، فرواية الشاميين عنه غير مستقيمة لكن هذه الرواية ليست رواية شامي، بل هي رواية بصري وقد قال الإمام أحمد بن حنبل وهو عراقي: ورواية أصحابنا عنه مستقيمة التهذيب (3 - 348) أما أبو عامر واسمه عبد الملك بن عمرو القيسي فثقة: التهذيب (6 - 409)].

شق الصدر

شق الصدر 1 - قال مسلم (1 - 145): حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل -عليه السلام- وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال: "هذا حظ الشيطان منك" ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني ظئره) فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: "وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره". 2 - قال أحمد (4 - 184): حدثنا حيوة ويزيد بن عبد ربه قالا ثنا بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن بن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد السلمي أنه حدثهم: أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال: "كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وبن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادًا، فقلت: يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال: أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني إلى القفا فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال: أحدهما لصاحبه -قال يزيد في حديثه: "ائتني بماء ثلج فغسلا به جوفي- ثم قال: ائتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال: ائتني بالسكينة فذراها في قلبي ثم قال: أحدهما لصاحبه: حصه. فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة، وقال حيوة في حديثه: حصه فحصه واختم عليه بخاتم النبوة فقال: أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة واجعل ألفًا من أمته في كفة، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم، فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني وفرقت فرقًا شديدًا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيته فأشفقت علي أن يكون البس بي، قالت: أعذك بالله. فرحلت بعيرًا لها فجعلتني. وقال يزيد:

فحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: أو أديت أمانتي وذمتي؟ وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك فقالت: أني رأيت خرج مني نورًا أضاءت منه قصور الشام". [درجته: حسن لغيره، رواه: الحاكم (2 - 673) وأحمدُ (4 - 184) والدارميُّ (1 - 20) ولطبرانيُّ في مسند الشاميين (2 - 198)، هذا السند: حسن بما بعده وهو من طرق عن بقية عن بحير عن خالد بن معدان ثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد السلمي، وبقية مدلس لكنه صرح بالسماع من شيخه فانتفت شبهة التدليس، لكن يبقى فيه ضعف لجهالة عبد الرحمن السلمي قال الحافظ -رحمه الله-: مقبول. أي عند المتابعة (1 - 493) لكن الحديث حسن بما قبله وما بعده من الأحاديث]. 3 - قال الدارمي (1 - 21): أخبرنا عبد الله بن عمران ثنا أبو داود ثنا جعفر بن عثمان القرشي عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن أبي ذر الغفاري قال: قلت: يا رسول الله كيف علمت أنك نبي حين استنبئت؟ فقال: "يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة، فوقع أحدهما على الأرض وكان الآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم. قال: فزنه برجل، فوزنت به فوزنته، ثم قال فزنه بعشرة فوزنت بهم فرجحتهم، ثم قال: زنه بمائة فوزنت بهم فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف فوزنت بهم فرجحتهم، كأني انظر إليهم ينتثرون علي من خفة الميزان، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لو وزنته بأمته لرجحها". [درجته: حديثٌ حسنٌ بما قبله، رواه البزار (9 - 437) والطبريُّ في التاريخ (1 - 534) والدارميُّ (1 - 21)، من طرق عن أبي داود الطيالسي قال نا جعفر ... به، هذا السند: فيه ضعف يسير من أجل عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير فهو وإن كان من رجال الشيخين إلا أنه لم يوثق توثيقًا يعتد به ولذلك لخص الحافظ -رحمه الله- أقوال العلماء فيه فقال: مقبول. أي عند المتابعة أما تلميذه فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2 - 482): وجعفر بن عبد الله بن عثمان بن حميد القرشي المخزومي الحجازي يقال له جعفر الحميدي روى عن عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير، روى عنه أبو داود وأبو عاصم وعبد الله بن داود سمعت أبى يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد

عناية عبد المطلب

ابن محمَّد بن حنبل فيما كتب إلى قال سألت أبى عن شيخ روى عنه أبو داود الطيالسي يقال له جعفر ابن عبد الله بن عثمان القرشي فقال أبى: جعفر ثقة .. وبعد فالحديث حسن بما قبله]. عناية عبد المطلب قال الطبراني في المعجم الكبير (6 - 64): حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون الواسطي (ح)، وحدثنا الحضرمي ثنا وهب بن بقية قالا ثنا خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن عن كندير بن سعيد عن أبيه قال: حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف بالبيت وهو يرجز وهو يقول: ربي رد إلي راكبي محمدًا ... رده رب إلي واصطنع عندي يدا قلت: من هذا؟ قالوا: هذا عبد المطلب بن هاشم ذهبت إبل له فأرسل ابنه في طلبها فاحتبس عليه، ولم يرسله قط في حاجة إلا جاء بها قال: فما برحت أن جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاء بالإبل معه فقال: يا بني لقد حزنت عليك حزنًا لا تفارقني أبدًا. [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: الحاكم (2 - 659) وأبو يعلى (3 - 54) والبيهقيُّ في الدلائل (2 - 21) وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (2 - 67) من طرق عن خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن عن كندير وله طريق آخر هو طريق البيهقي وابن عدي: بهز بن حكيم عن أبيه عن حيدة بن معاوية وهو جده أنه خرج معتمرًا في الجاهلية، هذا السند: أما الأول ففيه ضعف لجهالة كندير ولجهالة العباس الهاشمي، قال في الجرح والتعديل (6 - 211): عباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم روى عن أبي هريرة وابن عباس وذى مخبر وكندير بن سعيد روى عنه داود بن أبي هند سمعت أبى يقول ذلك، وقال الحافظ: مستور (2 - 397) أما السند الآخر فهو حسن مشهور ويشهد لما قبله].

عناية أبى طالب

عناية أبى طالب قال ابن أبي شيبة (6 - 137): حدثنا قراد بن نوح قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت إليهم قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدًا ولا يسجد إلا لنبي. [درجته: سنده قوي، لكن لا يُدرى ممّن سمعه أبو موسى. رواه: سنن الترمذيُّ (5 - 590) والحاكم (2 - 672) من طرق عن قراد، هذا السند: قوي، قراد ثقة واسمه عبد الرحمن بن غزوان 494 وشيخه حسن الحديث من رجال مسلم (2 - 384) وأبو بكر تابعي ثقة (2 - 400)]. رعي الغنم قال البخاري (2 - 789): حدثنا أحمد بن محمَّد المكي حدثنا عمرو بن يحيى عن جده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم". فقال أصحابه وأنت؟ فقال: "نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" مشاركة قومه 1 - قال أحمد (1 - 193): حدثنا إسماعيل ثنا ابن إسحاق يعني عبد الرحمن عن الزهري عن محمَّد بن جبير عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"شهدت غلامًا مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب أن لي حمر النعم وإني أنكثه". [درجته: سنده قوي، رواه: ابن حبان (10 - 216) وأبو يعلى (2 - 156) والبيهقيُّ في الكبرى (6 - 366) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن محمَّد بن جبير بن مطعم ... به، هذا

السند: قوي محمَّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل النوفلي تابعي ثقة عارف بالنسب، تقريب التهذيب 471، وتلميذه إمام معروف وعبد الرحمن بن إسحاق المدني صدوق من رجال مسلم (1 - 472)]. 2 - قال ابن حبان (10 - 216): أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا معلي بن مهدي حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"ما شهدت من حلف قريش إلا حلف المطيبين، وما أحب أن لي حمر النعم". [درجته: حديثٌ حسنٌ دون قوله:"ما"، رواه: البيهقي في الكبرى (6 - 366)، هذا السند: فيه معلي بن مهدي فيه كلام يسير قال الحافظ في لسان الميزان (6 - 65)]: "معلي بن مهدى سكن الموصل وحدث عن أبي عوانة وشريك وعنه أبو معلى وجماعة وهو بصرى وقال أبو حاتم: يأتى أحيانًا بالمناكير قلت هو من العباد الخيرة صدوق في نفسه مات سنة خمس وثلاثين ومائتين انتهى وقد تقدم له ذكر في ترجمة إبراهيم بن ثابت من قول العقيلي انه عندهم يكذب وذكره بن حبان في الثقات وكناه أبو يعلى" وعمر بن أبي سلمة حسن الحديث إذا لم يخالف وقد خالف ما قبله بقوله ما شهدت (2 - 56) ووالده أحد التابعين الثقات (2 - 430) ومع هذا فالحديث حسن بما قبله دون قوله ما وإلا]. 3 - قال الطبري في التفسير (5 - 55): حدثنا بذلك أبو كريب قال ثنا وكيع عن شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا حلف في الإِسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإِسلام إلا شدة، وما يسرني أن لي حمر النعم وأنى نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة". [درجته: حديثٌ صحيحٌ، رواه: من طريق آخر فقال: وحدثنا أبو كريب قال ثنا مصعب بن المقدام عن إسرائيل بن يونس عن محمَّد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عكرمة عن ابن عباس، هذا السند: قوي، سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي أبو المغيرة صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة وقد تغير بأخرة فكان ربما تلقن تقريب التهذيب 255، لكنه توبع في الطريق الأخرى والذي تابعه ثقة من رجال مسلم (2 - 184) وإسرائيل بن يونس بن أبي

عمل النبي (صلى الله عليه وسلم) في التجارة

إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف الكوفي ثقة من رجال الشيخين تكلم فيه بلا حجة، تقريب التهذيب 104، ومصعب حسن الحديث من رجال مسلم (2 - 252)، وأبو كريب ثقة حافظ اسمه محمَّد بن العلاء (2 - 197) والحديث صحيح بطريقيه عن عكرمة]. عمل النبي (صلى الله عليه وسلم) في التجارة 1 - قال ابن أبي الدنيا في الصمت 107: حدثنا أحمد بن جميل أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا المسعودي حدثنا الأعمش عن مجاهد قال: حدثني مولاي عبد الله بن السائب قال: كنت شريك النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية فلما قدمنا المدينة قال لي: "أتعرفني؟ " قلت: نعم كنت شريكي فنعم الشريك، كنت لا تداري ولا تماري. [درجته: سنده قوي، رواه: أيضًا في الغيبة والنميمة 20 والطبرانيُّ في المعجم الأوسط (1 - 267) وأبو داود (2 - 676) وابن ماجه (2 - 768) وأحمدُ بن حنبل (3 - 425) والطبرانيُّ في المعجم الكبير (7 - 140) والبيهقيُّ في السنن الكبرى (6 - 78)]، هذا السند: قوي فشيخه أحمد بن جميل المروزي أبو يوسف نزيل بغداد روى عن بن المبارك ومعتمر بن سليمان وأبي نميلة وعنه يعقوب بن شيبة وعباس الدوري وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وغيرهم، قال إبراهيم بن الجنيد عن بن معين: سمع من بن المبارك وهو غلام وقال عبد الخالق بن منصور عن بن معين: ثقة وقال يعقوب بن شيبة: صدوق لم يكن بالضابط وثقه عبد الله بن أحمد، وذكره بن حبان في الثقات لسان الميزان (1 - 147)، وشيخه عبد الله بن المبارك المروزي مولى بني حنظلة ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير، تقريب التهذيب (320) أما المسعودي فالمشهور أنه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي المسعودي صدوق اختلط قبل موته وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط تقريب التهذيب (1 - 344)، قال في تهذيب التهذيب (6 - 191): قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: سماع وكيع من المسعودي قديم وأبو نعيم أيضًا وإنما اختلط المسعودي ببغداد ومن سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه جيد. ثم قال: وقال بن نمير: كان ثقة واختلط بآخره سمع منه بن مهدي ويزيد بن هارون أحاديث مختلطة ومما روى عنه الشيوخ فهو مستقيم. ثم وجدت أن المسعودي هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي أبو عبيدة المسعودي ثقة تقريب التهذيب (365) فصح بذلك السند. كما أن المسعودي -رحمه الله- لم ينفرد فقد تابعه منصور بن

الزواج بخديجة

أبي الأسود حدثنا الأعمش في الغيبة والنميمة (20) والطبرانيُّ في المعجم الأوسط (1 - 267) ومنصور بن أبي الأسود الليثي الكوفي يقال اسم أبيه حازم صدوق رمي بالتشيع، تقريب التهذيب (546) كما تابعه أبو عبيدة في الآحاد والمثاني (2 - 33). وقد يقال أن مجاهد لم يسمع من مولاه حيث رواه أبو داود وابن ماجه وأحمدُ بن حنبل والطبرانيُّ في المعجم الكبير والبيهقيُّ في الكبرى من طريق إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن قائد السائب عن السائب، لكن يعكر على هذا القول ترجمة إبراهيم بن مهاجر قال الحافظ في تقريب التهذيب (94): "إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي صدوق لين الحفظ"]. الزواج بخديجة 1 - قال أحمد (1 - 312): حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو كامل ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن بن عباس فيما يحسب حماد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر خديجة وكان أبوها يرغب أن يزوجه فصنعت طعامًا وشرابًا فدعت أباها وزمرًا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا فقالت خديجة لأبيها إن محمَّد بن عبد الله يخطبني فزوجني إياه فزوجها إياه فخلعته وألبسته حلة وكذلك كانوا يفعلون بالآباء فلما سرى عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة فقال ما شأني ما هذا قالت زوجتني محمَّد بن عبد الله قال أنا أزوج يتيم أبي طالب لا لعمري فقالت خديجة: أما تستحي تريد أن تسفه نفسك عند قريش تخبر الناس أنك كنت سكران فلم تزل به حتى رضي. [درجته: سنده جيد على شرط مسلم، رواه: الطبراني في الكبير (12 - 186) والبيهقيُّ في الكبرى (7 - 129) من طرق عن حماد قال أنا عمار بن أبي عمار عن بن عباس، هذا السند: جيد، عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم أبو عمر ويقال أبو عبد الله صدوق ربما أخطأ وهو من رجال مسلم تقريب التهذيب 408، وتلميذه حماد إمام من رجال مسلم (1 - 197) والسند على شرط مسلم انظر صحيح مسلم (4 - 1827)].

الزواج بعائشة وسودة

الزواج بعائشة وسودة 1 - قال الإمام أحمد بن حنبل (6 - 210): حدثنا محمَّد بن بشر قال حدثنا محمَّد بن عمرو قال ثنا أبو سلمة ويحيى قالا: لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت: يا رسول الله ألا تزوج، قال: "من؟ " قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا، قال: "فمن البكر؟ " قالت: ابنة أحب خلق الله -عَزَّ وجَلَّ- إليك عائشة بنت أبي بكر، قال: "ومن الثيب؟ " قالت: سودة ابنة زمعة قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول قال: "فاذهبي فاذكريهما علي" فدخلت بيت أبي بكر فقالت: يا أم رومان ماذا أدخل الله -عَزَّ وجَلَّ- عليكم من الخير والبركة، قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب عليه عائشة، قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب عليه عائشة قال: وهل تصلح له إنما هي ابنة أخيه؟ فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت له ذلك قال:"ارجعي إليه فقولي له: أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي" فرجعت فذكرت ذلك له قال: انتظري: وخرج. قالت أم رومان: أن مطعم بن عدى قد كان ذكرها على ابنه، فوالله ما وعد وعدًا قط فأخلفه لأبي بكر. فدخل أبو بكر على مطعم بن عدى وعنده امرأته أم الفتى فقالت: يا ابن أبي قحافة لعلك مصب صاحبنا مدخله في دينك الذي أنت عليه أن تزوج إليك؟ قال أبو بكر للمطعم بن عدى: أقول هذه تقول إنها تقول ذلك. فخرج من عنده وقد أذهب الله -عَزَّ وجَلَّ- ما كان في نفسه من عدته التي وعده، فرجع فقال لخولة: ادعي لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعته فزوجها إياه وعائشة يومئذ بنت ست سنين، ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة فقالت: ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة. قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطبك عليه. قالت: وددت أدخلي إلى أبي فاذكري ذاك له، وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السنن قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فحيته بتحية الجاهلية فقال: من هذه؟ فقالت: خولة بنت حكيم، قال فما شأنك: قالت:

أرسلني محمَّد بن عبد الله أخطب عليه سودة. قال: كفء كريم، ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذاك. قال: ادعها لي، فدعيتها قال: أي بنية إن هذه تزعم أن محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك وهو كفء كريم، أتحبين أن أزوجك به؟ قالت: نعم، قال: ادعيه لي. فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه فزوجها إياه، فجاءها أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثي في رأسه التراب، فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سودة بنت زمعة. قالت عائشة: فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن الخزرج في السنح قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بيتنا واجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء، فجاءتني أمي وإني لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي فأنزلتني من الأرجوحة ولي جميمة ففرقتها ومسحت وجهي بشيء من ماء ثم أقبلت تقودني حتى وقفت بي عند الباب وإني لأنهج حتى سكن من نفسي، ثم دخلت بي فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس على سرير في بيتنا وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلستني في حجره ثم قالت: هؤلاء أهلك، فبارك الله لك فيهم وبارك لهم فيك، فوثب الرجال والنساء فخرجوا، وبنى بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتنا، ما نحرت علي جزور ولا ذبحت علي شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دار إلى نسائه وأنا يومئذ بنت تسع سنين. [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: الحاكم (2 - 181) والبيهقيُّ (7 - 129) والطبرانيُّ في المعجم الكبير (23 - 23) والآحاد والمثاني (5 - 389) من طرق عن محمَّد بن عمرو قال ثنا يحيى عن عائشة، هذا السند: إسناده حسن، وظاهره الإرسال لكنه جاء متصلًا عند الأئمه السابقين، حيث رفعه الثقات: يحيى بن سعيد وعبد الله بن إدريس و، ويحيي بن عبد الرحمن بن حاطب ممّن روى عنها وروى عن غيرها من الصحابة، بل إن سياق الحديث يدل على الاتصال، وسبب كون الإسناد حسنًا هو محمَّد بن عمرو بن علقمة فهو حسن الحديث]. 2 - قال البخاري (5 - 1969): حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيتك في المنام يجيء بك الملك في سرقة من

بناء الكعبة

حرير فقال لي هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب فإذا هي أنت فقلت إن يك هذا من عند الله يمضه". ورواه مسلم (1 - 1889). بناء الكعبة 1 - قال عبد الرزاق (5 - 102): عن معمر عن عبد الله بن خثيم عن أبي الطفيل - رضي الله عنه - قال: كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم ليس فيها مدر، وكانت قدر ما يقتحمها العناق وكانت غير مسقوفة، وإنما توضع ثيابها عليها ثم يسدل سدلًا عليها، وكان الركن الأسود موضوعًا على سورها باديًا، وكانت ذات ركنين كهيئة هذه الحلقة، فأقبلت سفينة من أرض الروم حتى إذا كانوا قريبًا من جدة انكسرت السفينة، فخرجت قريش ليأخذوا خشبها فوجدوا روميًا عندها، فأخذوا الخشب أعطاهم إياها، وكانت السفينة تريد الحبشة وكان الرومي الذي في السفينة نجارًا، فقدموا بالخشب وقدموا بالرومي، فقالت قريش: نبني بهذا الخشب بيت ربنا، فلما أن أرادوا هدمه إذا هم بحية على سور البيت مثل قطعة الجائز، سوداء الظهر بيضاء البطن فجعلت كلما دنا أحد من البيت ليهدمه أو يأخذ من حجارته سعت إليه فاتحة فاها، فاجتمعت قريش عند الحرم فعجوا إلى الله وقالوا: ربنا لم نرع، أردنا تشريف بيتك وترتيبه، فإن كنت ترضى بذلك وإلا فما بدا لك فافعل، فسمعوا خوارًا في السماء، فإذا هم بطائر أعظم من النسر أسود الظهر وأبيض البطن والرجلين فغرز مخالبه في قفا الحية ثم انطلق بها يجرها وذنبها أعظم من كذا وكذا ساقط، حتى انطلق بها نحو أجياد، فهدمتها قريش وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي تحملها قريش على رقابها، فرفعوها في السماء عشرين ذراعًا، فبينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمل حجارة من أجياد وعليه نمرة إذ ضاقت عليه النمرة، فذهب يضع النمرة على عاتقه فبدت عورته من صغر النمرة، فنودي: يا محمَّد خمر عورتك. فلم ير عريانًا بعد ذلك، وكان بين الكعبة وبين ما أنزل الله عليه خمس سنين، وبين مخرجه وبنائها خمس عشرة سنة.

[درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه إسحاق بن راهويه: (3 - 993)، هذا السند: صحيح لكن تبقى إشكالية سماع أبي الطفيل للقصة فهو صحابي صغير جدًا وتلميذه عبد الله بن خثيم ثقة حجة: التهذيب (5 - 314) وتلميذه أحد الأعلام الثقات (2 - 266)]. 2 - قال البخاري (1 - 143): حدثنا مطر بن الفضل قال حدثنا روح قال حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يحدث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: يا بن أخي لو حللت إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة، قال فحله فجعله على منكبيه فسقط مغشيًا عليه فما رئي بعد ذلك عريانًا - صلى الله عليه وسلم -. ورواه مسلم (1 - 268). 3 - قال البزار (4 - 124): حدثنا أحمد بن محمَّد بن سعيد صاحب الطيالسة قال: نا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي قال: أنا عمرو بن أبي قيس قال: نا سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: كنا ننقل الحجارة إلى البيت حين بنت قريش البيت، وكان رجال ينقلون الحجارة فكانوا ينقلون رجلين رجلين، وكانت النساء تنقل الشيد، وكنت أنقل أنا وابن أخي فكنا نضع ثيابنًا تحت الحجارة، فإذا غشينا الناس اتزرنا قال: فبينا أنا أمشي ومحمَّد - صلى الله عليه وسلم - قدامي ليس عليه شيء فتأخر محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فانبطح على وجه، فجئت أسعى وألقيت الحجرين وهو ينظر إلى شيء فوقه قلت: ما شأنك؟ فقام فأخذ إزاره وقال "نهيت أن أمشي عريانًا" قلت: اكتمها الناس. مخافة أن يقولوا: مجنون. [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: الضحاك في الآحاد والمثاني (1 - 271) حدثنا عثمان بن سعيد بن عمرو وكان ثقة من الصالحين إن شاء الله تعالى ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الرازي نا عمرو بن أبي قيس، هذا السند: فيه ضعف رغم قول البزار -رحمه الله-: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن العباس إلا بهذا الإسناد وعمرو بن أبي قيس مستقيم الحديث وروى عنه جماعة من أهل العلم ورواه عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عمرو بن أبي قيس وقيس بن الربيع فأما حديث قيس فحدثنا أحمد بن

عبدة قال أنا الحسين بن الحسن قال أنا قيس عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن العباس عن النبي بنحوهم". وقول البزار صحيح في عمرو بن أبي قيس الرازي الأزرق فهو حسن الحديث إذا لم يخالف قال في التقريب (426): كوفي نزل الري صدوق له أوهام. وهو هنا لم يخالف بل توبع تابعه كما روى البزار قيس بن الربيع وهو كما قال الحافظ في تقريب التهذيب (457): قيس بن الربيع الأسدي أبو محمَّد الكوفي صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. وبعد فالعلة ليست هنا بل في شيخه، قال عنه في تقريب التهذيب (255): سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي أبو المغيرة الكوفي صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة. وروايته هنا عن عكرمة فهي معلولة لذلك، لكن الحديث ليس بشديد ضعف السند، وهو حسن برواية الشيخين السابقة]. 4 - قال البيهقي في شعب الإيمان (3 - 436): أخبرنا أبو نصر عمر بن قتادة أنا أبو الحسن محمَّد بن الحسن السراج نا أبو شعيب الحراني نا داود بن عمرو نا أبو الأحوص سلام بن سليم عن سماك بن حرب عن خالد عن خالد بن عرعرة قال: أتيت الرحبة فإذا أنا بنفر جلوس قريب من ثلاثين أو أربعين رجلًا فقعدت معهم، فخرج علينا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فما رأيته أنكر أحدًا من القوم غيري، فقال: ألا رجل يسأل فينتفع وينفع جلساءه ... (ثم ذكر قصة بناء إبراهيم للكعبة ثم قال: فمر عليه الدهر فانهدم فبنته العمالقة، قال فمر عليه الدهر فانهدم فبنته جرهم، فمر عليه الدهر فانهدم فبنته قريش ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ رجل شاب فلما أرادوا أن يرفع الحجر الأسود واختصموا فيه فقالوا: ويحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول من خرج عليهم فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط ثم ترفعه جميع القبائل كلهم. ثم قال البيهقي وروينا من وجه آخر عن سماك. [درجته: سنده قوي، رواه: الحاكم (1 - 629)، هذا السند: قوي، خالد بن عرعرة تابعي ثقة قال العجلي في معرفة الثقات (1 - 330)، وقال الحافظ: كوفي تابعي ثقة روى عن علي وسماك

مفارقة معتقدات قومه

صدوق وروايته عن عكرمة مضطربة وهذه الرواية ليست منها (1 - 332) وسلام بن سليم ثقة متقن (1 - 342) وحماد إمام ثقة مر معنا كثيًرا]. 5 - قال أحمد (3 - 425): حدثنا عبد الصمد ثنا ثابت يعني أبا زيد ثنا هلال يعني بن خباب عن مجاهد عن مولاه أنه حدثه أنه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية قال: ولي حجر أنا نحته بيدي أعبده من دون الله تبارك وتعالى، فأجئ باللبن الخاثر الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه فيجيء الكلب فيلحسه ثم يشغر فيبول، فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر وما يرى الحجر أحد فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل، فقال بطن من قريش: نحن نضعه، وقال آخرون: نحن نضعه، فقالوا: اجعلوا بينكم حكمًا. قالوا: أول رجل يطلع من الفج. فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أتاكم الأمين. فقالوا له، فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه فوضعه هو - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي هلال بن خباب تابعي صغير وهو ثقة وليس صدوقًا فقط كما قال الحافظ -رحمه الله- (2 - 323) وأبو زيد ثابت بن يزيد الأحول ثقة ثبت من رجال الشيخين (1 - 118) وشيخ أحمد عبد الصمد بن عبد الوارث صدوق من رجال الشيخين (1 - 507)]. مفارقة معتقدات قومه 1 - قال الحاكم (3 - 238): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب من أصل كتابه ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة ثنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أسامة بن زيد عن زيد بن حارثة - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مردفي [إلى نصب من الأنصاب فذبحنا له] شاة، ووضعناها في التنور حتى إذا نضجت استخرجناها فجعلناها في سفرتنا، ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير وهو مردفي في أيام الحر من أيام مكة، حتى إذا كنا بأعلى الوادي لقي فيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيا أحدهما الآخر بتحية الجاهلية، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لي أرى قومك قد شنفوك؟ قال: أما والله إن ذلك لتغير ثائرة كانت مني إليهم، ولكني أراهم على ضلالة، قال

فخرجت أبتغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار يثرب فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي، فخرجت حتى أقدم على أحبار أيلة، فوجدتهم يعبدون الله ولا يشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي، فقال لي حبر من أحبار الشام: إنك تسأل عن دين ما نعلم أحدًا يعبد الله به إلا شيخًا بالجزيرة، فخرجت حتى قدمت إليه فأخبرته الذي خرجت له، فقال: إن كل من رأيته في ضلالة، إنك تسأل عن دين هو دين الله ودين ملائكته وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج يدعو إليه، ارجع إليه وصدقه وأتبعه وآمن بما جاء به، فرجعت فلم أحسن شيئًا بعد، فأناخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البعير الذي كان تحته ثم قدمنا إليه السفرة التي كان فيها الشواء [فقال: "ما هذه؟ " فقلنا: هذه شاة ذبحناها لنصب كذا وكذا، فقال: "إني لا آكل ما ذبح لغير الله"] وكان صنمًا من نحاس يقال له أساف ونائلة يتمسح به المشركون إذا طافوا، فطاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطفت معه، فلما مررت مسحت به فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تمسه" قال زيد: فطفنا فقلت في نفسي لأمسنه حتى أنظر ما يقول، فمسحته فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تنه؟ " قال زيد: فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلمت صنمًا حتى أكرمه الله بالذي أكرمه، وأنزل عليه الكتاب، ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يبعث فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتي يوم القيامة أمة وحده. [درجته: سنده جيد وما بين المعقوفين من الألفاظ ضعيف، رواه: والنسائيُّ في فضائل الصحابة (1 - 26) والسنن الكبرى (5 - 54) من طرق عن أبي أسامة ثنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيي بن عبد الرحمن بن حاطب عن أسامة بن زيد عن أبيه، هذا السند: حسن من أجل محمَّد بن عمرو بن علقمة فهو حسن الحديث إذا لم يخالف وما بين المعقوفين منكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة التي وردت عن مخالفته -عليه السلام- لكل مظاهر الجاهلية قبل النبوة، انظر رواية البخاري تحت عنوان (الغرباء)]. 2 - قال ابن إسحاق [السيرة النبوية (2 - 27)]:حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم عن عثمان ابن أبي سليمان بن جبير بن مطعم عن عمه نافع بن جبير عن أبيه جبير بن مطعم

قال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن ينزل عليه الوحي، وإنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس من بين قومه حتى يدفع معهم منها توفيقًا من الله له - صلى الله عليه وسلم - تسليمًا كثيرًا. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه أحمد (4 - 82) وابن خزيمة (4 - 353) والطبرانيُّ (2 - 136) والبيهقيُّ في الدلائل (1 - 318)]، سنده: ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم عن عمه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه]. [هذا السند: صحيح عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني القاضي تابعي ثقة، تقريب التهذيب (297) وشيخه عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم القرشي النوفلي المكي ثقة، تقريب التهذيب (384) ونافع بن جبير بن مطعم النوفلي أبو محمَّد وأبو عبد الله المدني تابعي ثقة فاضل، تقريب التهذيب (558)]. 3 - قال ابن إسحاق في سيرته (2 - 56): حدثني محمَّد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن الحسن بن محمَّد بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله يقول: "ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلا ليلتين، كلتاهما عصمني الله -عَزَّ وجَلَّ- فيهما، قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاية غنم أهلنا فقلت لصاحبي: تبصر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر فيها كما يسمر الفتيان؟ " فقال علي: قال: "فدخلت حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفًا بالغرابيل والمزامير، فقلت ما هذا؟ فقيل: تزوج فلان فلانة فجلست أنظر، وضرب الله -عَزَّ وجَلَّ- على أذني، فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟ فقلت: ما فعلت شيئًا ثم أخبرته". [درجته: حديثٌ حسنٌ بما بعده، رواه: من طريقه الحاكم (4 - 273) وابن حبان (14 - 169) والبيهقيُّ (1 - 315) وأبو نعيم (142)، هذا السند: في سنده ضعف من أجل ابن قيس فهو وإن كان من رجال الشيخين إلا أنه لم يوثق توثيقًا معتبرًا لذلك قال الحافظ إنه مقبول: أي عند المتابعة (179) لكن الحديث حسن بما بعد].

مقدمات النبوة

4 - قال الطبراي في المعجم الصغير (2 - 138): حدثنا محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي أبو علي أبو يعلى شيران حدثنا أبي حدثنا سعد بن الصلت حدثنا مسعر بن كدام عن العباس بن خديج عن زياد بن عبد الله العامري عن عمار بن ياسر قال: قلت: يا رسول الله هل قارفت شيئًا مما قارف أهل الجاهلية قال: "لا وقد كنت على موعدين أما أحدهما فغلبتني عيني وأما الآخر فشغلتني عنه سامر القوم" لم يروه عن مسعر إلا سعد تفرد به شاذان ولا يروى عن عمار إلا بهذا الإسناد. [درجته: سنده ضعيف وهو حسن بما قبله، رواه: المعجم الأوسط (7 - 319) والخطيب في تاريخ بغداد (10 - 280)، من طريق آخر عن إسحاق بن إبراهيم شاذان حدثنا جدي سعد بن الصلت، هذا السند: ضعيف من أجل سعد بن الصلت وهو لم يوثق لكن قال في الجرح والتعديل (4 - 86): "سعد بن الصلت وهو بن الصلت بن برد بن أسلم مولى جرير بن عبد الله البجلي روي عن الأعمش والثوري ومسعر ومطرف بن طريف وإسماعيل بن أبي خالد وجعفر بن محمَّد وعمرو بن قيس الملائي ويحيي بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر العمرى وأبان بن تغلب ومعروف بن خربوذ ومحمَّد بن عمرو بن علقمة وأبى طيبة الجرجاني روى عنه محمَّد بن عبد الله الأنصاري ويحيى الحماني وابن ابنته إسحاق بن إبراهيم المعروف بشاذان الفارسي قاضى فارس وزياد بن البجلي فيه جهالة" وإسحاق صدوق قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2 - 211): "إسحاق بن إبراهيم بن محمَّد بن عبد الله بن عمر بن زيد النهشلي المعروف بشاذان الفارسي بن ابنة سعد بن الصلت قاضى فارس روى عن جده أبى أمه سعد بن الصلت وأبى داود الطيالسي والأسود بن عامر كتب إلى أبى وإلى وهو صدوق" ولكن الحديث حسن بما قبله]. مقدمات النبوة 1 - قال مسلم (4 - 1782): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن". 2 - قال الإِمام أحمد (1 - 312): حدثنا أبو كامل وحسن بن موسى قالا ثنا حماد قال أنا عمار بن أبي عمار قال حسن عن عمار قال حماد وأظنه عن بن عباس ولم يشك فيه حسن قال قال بن عباس قال

الغرباء

أبي، وثنا عفان ثنا حماد عن عمار بن أبي عمار مرسل ليس فيه بن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخديجة، فذكر عفان الحديث وقال أبو كامل وحسن في حديثهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخديجة: "إني أرى ضوءًا وأسمع صوتًا وأني أخشى أن يكون بي جنن؟ " قالت: لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا بن عبد الله، ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له فقال: إن يك صادقًا فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى فإن بعث وأنا حي فسأعززه وأنصره وأؤمن به. [درجته: سنده صحيح، رواه: الطبراني في الكبير (12 - 186) و (23 - 15) وابن سعد (1 - 195)، هذا السند: صحيح فالذين أسندوه هم يحيي بن عباد وعفان وأبو كامل وحسن بن موسى، أما عفان فقد أرسله وأسنده وعفان ثقة ثبت ربما وهم فلعل ذلك من أوهامه كما أنه تغير آخر عمره: التهذيب (2 - 25)، أما أبو كامل واسمه مظفر بن مدرك فهو ثقة (2 - 255) وكذلك الحسن بن موسى فهو ثقة من رجال الشيخين (1 - 171) ويحيي بن عباد صدوق من رجال الشيخين (2 - 350)]. 3 - قال البخاري (1 - 4): حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء. ورواه مسلم (1 - 140). الغرباء زيد بن عمرو بن نفيل 1 - قال البخاري (3 - 1391): حدثني محمَّد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي فقدمت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -

سفرة فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه، وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارًا لذلك وإعظامًا له. 2 - قال البخاري (3 - 1392): وقال الليث كتب إلى هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها - قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائمًا مسندًا ظهره إلى الكعبة يقول يا معاشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري، وكان يحيى الموؤودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها أنا أكفيكها مؤونتها فيأخذها، فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها. 3 - قال البخاري (3 - 1391): قال موسى حدثني سالم بن عبد الله ولا أعلمه إلا تحدث به عن ابن عمر: أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالمًا من اليهود فسأله عن دينهم فقال: إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني، فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله، قال زيد: ما أفر إلا من غضب الله ولا أحمل من غضب الله شيئًا أبدًا وأنى أستطيعه فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال زيد وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله. فخرج زيد فلقي عالمًا من النصارى فذكر مثله فقال لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله قال ما أفر إلا من لعنة الله ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئًا أبدًا وأنى أستطيع، فهل تدلني على غيره؟ قال ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال: وما الحنيف؟ قال دين إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله. فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم -عليه السلام- خرج، فلما برز رفع يديه فقال: اللَّهم إني أشهد أني على دين إبراهيم. 4 - قال محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة [البداية والنهاية (2 - 239)]: حدثنا أحمد بن طارق الوابشي ثنا عمرو بن عطية عن أبيه عن ابن عمر عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يتأله في الجاهلية فانطلق حتى أتى رجلًا من اليهود فقال له أحب أن تدخلني معك في دينك؟ فقال

له اليهودي: لا أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من غضب الله. فقال: من غضب الله أفر. فانطلق حتى أتى نصرانيا فقال له أحب أن تدخلني معك في دينك؟ فقال: لست أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من الضلالة، فقال: من الضلالة أفر، قال له النصراني: فإني أدلك على دين إن تبعته اهتديت. قال: أي دين؟ قال: دين إبراهيم. قال: فقال: اللَّهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم عليه أحيى وعليه أموت، قال: فذكر شأنه للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هو أمة وحده يوم القيامة. [درجته: حديثٌ حسنٌ بما قبله هذا السند: ضعيف من أجل عمرو بن عطية العوفي قال في الجرح والتعديل (6 - 250): روى عن أبيه روى عنه الحسن بن عبد الله بن حرب المصيصي نا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن عمرو بن عطية فقال ليس بقوي لكن الحديث حسن بما قبله]. 5 - قال ابن سعد [الطبقات الكبرى (1 - 162)]: أخبرنا علي بن محمَّد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي عن إسماعيل بن مجالد عن مجالد الشعبي عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: قال زيد بن عمرو بن نفيل: شاممت النصرانية واليهودية فكرهتهما فكنت بالشام وما والاه حتى أتيت راهبًا في صومعة، فوقفت عليه فذكرت له اغترابي عن قومي وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية، فقال لي: أراك تريد دين إبراهيم يا أخا أهل مكة؟ إنك لتطلب دينا ما يؤخذ اليوم به وهو دين أبيك إبراهيم، كان حنيفا لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا، كان يصلي ويسجد إلى هذا البيت الذي ببلادك فالحق ببلدك، فإن نبيًا يبعث من قومك في بلدك يأتي بدين إبراهيم بالحنيفية وهو أكرم الخلق على الله. [درجته: حسن وسنده ضعيف، هذا السند: فيه ضعف من أجل الانقطاع بين عبد الرحمن وزيد، وإسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني أبو عمر الكوفي نزيل بغداد صدوق يخطئ. وهو من رجال البخاري تقريب التهذيب (109) وفي والده ضعف يسير قال في تقريب التهذيب (520): "مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو الكوفي ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره"، وهو من رجال مسلم لكن الحديث حسن بما قبله].

6 - قال أبو داود الطيالسي (32): حدثنا المسعودي عن نفيل بن بن هاشم بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي عدي قريش عن أبيه عن جده: أن زيد بن عمرو وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فقال لزيد بن عمرو من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ قال: من بيت إبراهيم. قال: وما تلتمس؟ قال: التمس الدين. قال: ارجع فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك، فأما ورقة فتنصر، قال زيد: وأما أنا فعرضت علي النصرانية فلم توافقني فرجع وهو يقول ... لبيك لبيك حقًا حقًا ... تعبدًا ورقًا البر أبغي لا حلال، وهل مهجر كمن قال: آمنت بمن آمن به إبراهيم وهو يقول ... أنفي لك اللَّهم عان راغم ... مهما تجشمني فإني جاشم، ثم يخر فيسجد قال: وجاء ابنه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك فاستغفر له قال: "نعم فإنه يكون يوم القيامة أمة وحده" قال: أتى زيد بن عمرو بن نفيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه زيد بن حارثة وكلاهما يأكلان من سفرة لهما فدعياه لطعامهما، فقال زيد بن عمرو للنبي - صلى الله عليه وسلم - يا بن أخي إنا لا نأكل مما ذبح على النصب. [درجته: حسن بما قبله، رواه: الطبراني (1 - 151) والضياء في المختارة (3 - 309) وابن عبد البر في الاستيعاب (2 - 617) وأبو نعيم في الدلائل (1 - 80) من طرق عن المسعودي، هذا السند: فيه ضعف لجهالة نفيل فقد سكت عنه في تعجيل المنفعة (424): حيث قال: "نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد القرشي العدوي عن أبيه عن جده وعنه المسعودي وغيره ذكره البخاري وقال روى عنه وكيع وقال بن معين لا أعرفه وذكره بن حبان في الثقات وقال روى عنه المدنيون وكان راويًا لهشام بن عروة" وسكت عنه في الثقات لابن حبان (7 - 548) والجرح والتعديل (8 - 510) وكذلك من أجل ضعف المسعودي، وهو كما في تقريب التهذيب (344): "المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي المسعودي صدوق اختلط قبل موته وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط" لكن الحديث حسن بما قبله].

نزول الوحي

نزول الوحي 1 - قال البخاري (1 - 4): حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدىء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: "ما أنا بقارىء". قال: "فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارىء؟ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} ". فرجع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها - فقال: "زملوني زملوني". فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: "لقد خشيت على نفسي". فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين علي نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرءًا تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي فقالت له خديجة: يا بن عم اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة يا بن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى، فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أومخرجي هم؟ ". قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي.

ورواه مسلم (1 - 139): حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن سرح أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته. 2 - قال البخاري (3 - 1416): حدثنا مطر بن الفضل حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام حدثنا عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين ومات وهو ابن ثلاث وستين. ورواه مسلم (4 - 1826): حدثنا ابن أبي عمر حدثنا بشر بن السري حدثنا حماد عن أبي جمرة الضبعي عن ابن عباس. 3 - قال البخاري (3 - 1302): حدثني ابن بكير قال حدثني الليث عن خالد عن سعيد ابن أبي هلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: سمعت أنس بن مالك يصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط ولا سبي، رجل أنزل عليه وهو ابن أربعين، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه، وبالمدينة عشر سنين وقبض وليس في رأسه ولحيته عشرن شعرة بيضاء. قال ربيعة فرأيت شعرًا من شعره فإذا هو أحمر فسألت فقيل أحمر من الطيب. ورواه مسلم (4 - 1824): حدثنا يحيى بن يحيي قال قرأت على مالك عن ربيعة. 4 - قال ابن إسحاق: حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي حدثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله من النبوة حين جاء جبريل -عليه السلام-؟ فقال عبيد وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس: كان رسول الله يجاور في حراء من كل سنة شهرًا، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية، والتحنث التبرر، وقال أبو طالب. "وثورًا ومن أرسى ثبيرًا مكانه ... وراق ليرقى في حراء ونازل" فكان رسول الله يجاور ذلك الشهر من كل سنة

يطعم من جاءه من المساكين، فإذا قضى رسول الله جواره من شهره ذلك كان أول ما يبدأ به إذا انصرف من جواره الكعبة قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعًا أو ما شاء الله من ذلك ثم يرجع إلى بيته، حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله -عَزَّ وَجَلَّ- فيه ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها، وذلك في شهر رمضان، خرج رسول الله إلى حراء كلما كان يخرج لجواره معه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها جاءه جبريل بأمر الله، فقال رسول الله: "فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب فقال: اقرأ، فقلت: ما اقرأ؟ فغتني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ماذا أقرأ؟ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلي بمثل ما صنع بي، قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إلى قوله: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}، قال: "فقرأته"، قال: "ثم انتهى ثم انصرف عني وهببت من نومي وكأنما كتب في قلبي كتابا" قال: "ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إلي من شاعر أو مجنون، كنت لا أطيق أن أنظر إليهما، قال قلت: إن الأبعد يعني نفسه لشاعر أو مجنون لا تحدث بها عني قريش أبدًا، لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن، قال: فخرجت أريد ذلك حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتًا من السماء يقول: يا محمَّد أنت رسول الله وأنا جبريل. قال: فرفعت رأسي إلى السماء فإذا جبرئيل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول: يا محمَّد أنت رسول الله وأنا جبرئيل. قال: فوقفت انظر إليه وشغلني ذلك عما أردت، فما أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي ولا أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، حتى بلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني، ثم انصرف عني وانصرفت راجعًا إلى أهلي، حتى أتيت فجلست إلى فخذها مضيفا فقالت: يا أبا القاسم أين كنت فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا إلى؟ قال: "قلت لها: إن الأبعد لشاعر أو مجنون. فقالت: أعيذك بالله من ذلك يا أبا القاسم ما كان الله ليصنع ذلك بك مع ما أعلم منك من

صدق حديثك، وعظم أمانتك وحسن خلقك وصلة رحمك، وما ذاك يا بن عم لعلك رأيت شيئًا؟ قال: "فقلت لها: نعم ثم حدثتها بالذي رأيت" فقالت: أبشر يا بن عم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد وهو ابن عمها، وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والإنجيل فأخبرته بما أخبرها به رسول الله أنه رأى وسمع، فقال ورقة: قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر، يعني بالناموس جبرئيل -عليه السلام- الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له فليثبت. فرجعت خديجة إلى رسول الله فأخبرته بقول ورقة، فسهل ذلك عليه بعض ما هو فيه من الهم، فلما قضى رسول الله جواره وانصرف صنع كما كان يصنع، وبدأ بالكعبة فطاف بها فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالبيت فقال يا بن أخي أخبرني بما رأيت أو سمعت فأخبره رسول الله فقال له ورقة والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء إلى موسى ولتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه ولئن أنا أدركت ذلك لأنصرن الله نصرًا يعلمه ثم أدنى رأسه فقبل يافوخه ثم انصرف رسول الله إلى منزله وقد زاده ذلك من قول ورقة ثباتًا وخفف عنه بعض ما كان فيه من الهم. [درجته: سنده صحيح، وفي بعض ألفاظه نكاره رواه: من طريقه الطبري في التاريخ (1 - 532)، هذا السند: صحيح وهب بن كيسان تابعي ثقة من رجال الشيخين (2 - 339)، لكن في بعض ألفاظه مخالفة لما هو أصح منه كما مر معنا]. 1 - قال البخاري (4 - 1875): حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب حدثنا يحيي قال: سألت أبا سلمة أي القرآن أنزل أول؟ فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}. فقلت أنبئت أنه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل أول؟ فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}. فقلت أنبئت أنه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. فقال: لا أخبرك إلا بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جاورت في حراء

فترة الوحي

فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض فأتيت خديجة فقلت: دثروني وصبوا علي ماء باردًا وأنزل علي: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ". ورواه مسلم (1 - 144). فترة الوحي 1 - قال البخاري (1 - 5): قال ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحدث قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحدث عن فترة الوحي قال في حديثه: "فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فجثثت منه فرقًا فرجعت فقلت: زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} وهي الأوثان قال: ثم تتابع الوحي. رواه مسلم (1 - 143): حدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب قال حدثني يونس قال قال ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابرًا بن عبد الله الأنصاري (وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) كان يحدث. 2 - قال البخاري (3 - 1182): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال سمعت أبا سلمة قال أخبرني جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما -: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ثم فتر عني الوحي فترة فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلث زملوني زملوني فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} إلى قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ". رواه مسلم (1 - 143).

حراسة السماء

حراسة السماء 1 - قال مسلم (1 - 331): حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجن وما رآهم، انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك إلا من شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء. فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة (وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر) فلما سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا. فأنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ- على نبيه محمَّد - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} [72/الجن/الآية/:1]. رواه البخاري (4 - 1873): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. 2 - قال الترمذيُّ (5 - 427): حدثنا محمَّد بن يحيي حدثنا محمَّد بن يوسف حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحاق عن سعد بن جبير عن ابن عباس قال: كان الجن يصعدون إلى السماء يسمعون الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعًا، فأما الكلمة فتكون حقًا وأما ما زاد فيكون باطلًا، فلما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منعوا مقاعدهم، فذكروا ذلك لإبليس ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك، فقال لهم إبليس: ما هذا إلا من أمر قد حدث في أرض، فبعث جنوده فوجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا يصلي بين جبلين، أراه قال بمكة فأتوه فأخبروه فقال: "هذا الذي حدث في الأرض". [درجته: سنده صحيح، لكنه ليس بحديث وابن عباس ولد بعد هذا الحادث بعشر سنوات، رواه: الطبراني (12 - 46) حدثنا محمَّد بن يوسف الفريابي حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحاق، هذا

السند: صحيح: محمَّد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم الفريابي بكسر الفاء وسكون الراء نزيل قيسارية من ساحل الشام ثقة فاضل يقال أخطأ في شيء من حديث سفيان وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق من رجال الشيخين تقريب التهذيب (515) وبقية السند على شرط الشيخين انظر صحيح البخاري (5 - 2320)]. 3 - قال الطبري في التفسير (23 - 36): حدثنا أبو كريب قال ثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: قال كانت للشياطين مقاعد في السماء، قال: فكانوا يسمعون الوحي قال: وكانت النجوم لا تجري، وكانت الشياطين لا ترمى قال فإذا سمعوا الوحي نزلوا إلى الأرض فزادوا في الكلمة تسعًا قال فلما بعث رسول الله جعل الشيطان إذا قعد مقعده جاء شهاب فلم يخطه حتى يحرقه قال فشكوا ذلك إلى إبليس فقال ما هو إلا لأمر حدث قال فبعث جنوده فإذا رسول الله قائم يصلي بين جبلي نخلة قال أبو كريب قال وكيع يعني بطن نخلة قال فرجعوا إلى إبليس فأخبروه قال فقال: "هذا الذي حدث". [درجته: سنده صحيح، لكنه ليس بحديث بل هو من كلام ابن باس ولا أدري عمن أخذ قوله: وكانت النجوم لا تجري، رواه: أحمد بن حنبل (1 - 323)، حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن سعيد، هذا السند: صحيح إلى ابن عباس وابن عباس ولد بعدها بأكثر من عشر سنين، وهو على شرط الشيخين انظر البخاري (5 - 2320) ومسلمٌ (4 - 1850)]. 4 - قال البخاري (3 - 1403)] حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني بن وهب قال حدثني عمر أن سالمًا حدثه عن عبد الله بن عمر قال: ما سمعت عمر لشيء قط يقول إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن، بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال: لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم، علي الرجل. فدعي له فقال له ذلك؟ فقال: ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم. قال: فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال كنت كاهنهم في الجاهلية. قال: فما أعجب ما جاءتك به جنيتك؟ قال: بينما أنا يومًا في السوق جاءتني فيها الفزع فقالت: ألم تر الجن وإبلاسها، ويأسها من بعد إنكاسها، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها. قال عمرة صدق، بينما

أول من أسلم

أنا عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخًا قط أشد صوتًا منه يقول: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا أنت، فوثب القوم، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح، أمر نجيح، رجل مصيح يقول لا إله إلا الله. فقمت فما نشبنا أن قيل: هذا نبي. 5 - قال أحمد (3 - 356): حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ثنا أبو المليح ثنا عبد الله بن محمَّد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال: إن أول خبر قدم علينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن امرأة كان لها تابع قال: فأتاها في صورة طير فوقع على جذع لهم، قال فقالت: ألا تنزل فنخبرك وتخبرنا؟ قال: إنه قد خرج رجل بمكة حرم علينا الزنا ومنع من القرار. [درجته: سنده حسن وفيه أوهام، رواه: ابن سعد (1 - 167) و (1 - 189) والخطيب (10 - 451) و (11 - 13) من طريق عبيد الله بن عمرو وأبو المليح ثنا عبد الله بن محمَّد بن عقيل، هذا السند: حسن من أجل عبد الله بن محمَّد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي أبو محمَّد المدني أمه زينب بنت علي صدوق في حديثه لين ويقال تغير بأخره تقريب التهذيب (321) لذلك فهو حسن الحديث إذا لم يخالف وعنده بعض الأوهام ومن أوهامه ذكر تحريم الزنا لأن تحريمه أنزل بعد الهجرة]. أول من أسلم أول من أسلم خديجة -رضي الله عنها - لا شك، فهي أول شخص التقاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وتحدث معه واستجاب له، لا سيما بعد لقاء ورقة بن نوفل الذي أكد نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - .. لكن لبعض الصحابة وجهات نظر تأتي في هذه الأحاديث كل حسب علمه، لكن من المعروف أن زيد بن حارثة كان ابنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي سماه ورباه وزوجه: 1 - فقال الترمذيُّ (5 - 676): حدثنا الجراح بن مخلد البصري وغير واحد قالوا حدثنا محمَّد بن عمر بن الرومي حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل عن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني قال أخبرني جبلة بن حارثة أخو زيد قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله ابعث معي أخي زيدًا، قال: "هو ذا" قال: فإن انطلق معك لم أمنعه. قال زيد: يا رسول

الله والله لا أختار عليك أحدًا، قال: فرأيت رأي أخي أفضل في رأيي. [درجته: سنده صحيح، رواه: والحاكم (3/ 237) والطبرانيُّ (2/ 286)، هذا السند: سنده صحيح رووه من طريق علي بن مسهر عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني حدثني جبلة، وأبو عمرو ثقة مخضرم واسمه سعد بن إياس أبو عمرو الشيباني الكوفي ثقة مخضرم وهو من رجال الستة - تقريب التهذيب (230) وإسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت، تقريب التهذيب (107) وعلي بن مسهر القرشي الكوفي قاضي الموصل ثقة له غرائب بعد أن أضر من رجال الشيخين تقريب التهذيب (405)]. 2 - قال مسلم (4 - 1884): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه كان يقول: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمَّد حتى نزل في القرآن: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ}. 3 - قال أحمد بن حنبل (4 - 368): حدثنا يزيد بن هارون أنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا حمزة يحدث عن زيد بن أرقم قال: أول من صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي رضي الله تعالى عنه قال عمرو فذكرت ذلك لإبراهيم فأنكر ذلك وقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه. [درجته: سنده قوي، رواه: البيهقي (6 - 206) والنسائيُّ في الخصائص من طريق شعبة وفي الكبرى (5 - 43) وطب (2 - 290) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة أخبرني قال سمعت أبا حمزة رجلًا من الأنصار قال سمعت زيد بن أرقم، هذا السند: قوي عمرو بن مرة الجمعي ثقة عابد (2 - 78) وأبو حمزة هو طلحة بن يزيد الأيلي وثقه النسائي وهو من رجال البخاري انظر التهذيب (5 - 29)]. 4 - قال أحمد (1 - 373): حدثنا سليمان بن داود ثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن بن عباس قال: أول من صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد خديجة علي وقال مرة أسلم. [درجته: سنده حسن، رواه: الطيالسي (1 - 360) من طريق أبي عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن بن عباس قال: أول من صلى، هذا السند: حسن من أجل أبي بلج واسمه يحيي بن سليم الواسطىِ الكوفي وهو حسن الحديث إذا لم يخالف قال في تقريب التهذيب 625: صدوق ربما أخطأ والتهذيب (12 - 47) والبقية ثقات].

5 - قال الحاكم (3 - 121): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه: انطلق أبو ذر ونعيم بن عم أبي ذر وأنا معهم نطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو بالجبل مكتتم، فقال أبو ذر: يا محمد آتيناك نسمع ما تقول وإلى ما تدعو، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقول لا إله إلا الله وأني رسول الله" فآمن به أبو ذر وصاحبه وآمنت به، وكان علي في حاجة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسله فيها وأوحي إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الإثنين وصلى علي يوم الثلاثاء. [درجته: سنده قوي وفي متنه ضعف ونكارة هذا السند: قوي، عبد الله بن بريدة تابعي ثقة (1 - 403) وتلميذه ثقة أيضًا (2 - 381) ويونس بن بكير بن واصل الشيباني أبو بكر الجمال الكوفي صدوق يخطئ تقريب التهذيب (613)، ومن أخطائه ما جاء في هذا المتن، وتلميذه أحمد بن عبد الجبار بن محمَّد العطاردي أبو عمر الكوفي ضعيف وسماعه للسيرة صحيح، تقريب التهذيب (81). وشيخ الحاكم إمام معروف، لكن في المتن نكارة منها أن علي صلى يوم الثلاثاء، ومن المعلوم من النصوص الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل في اليوم التالي، بل لم يكن يعرف أنه نبي، وقد فتر الوحي عنه، وفي قصة أبي ذر الصحيحة خلاف ما ها هنا كما سيمر]. 6 - قال خثيمة في كتابه (129): حدثنا أبو قلابة قال أخبرنا بدل بن المحبر قال حدثنا شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال أبو بكر الصديق: أنا أول من صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي، بدل بن المحبر ثقة ثبت إلا في روايته عن زائدة وهذه ليست منها (1 - 94) وشيخه أمير المؤمنين في الحديث وسعيد بن إياس الجريري تابعي صغير وثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (233)، وشيخه أبو نضرة اسمه: المنذر بن مالك أبو نضرة العبدي .. قال في جامع التحصيل (1 - 287) روى عن علي وأبي ذر -رضي الله عنهما - وغيرهما من قدماء الصحابة وذلك مرسل قاله في التهذيب وقد سمع من بن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وطبقتهم -رضي الله عنهم - وهو ثقة (2 - 275) أما أبو قلابة واسمه: عبد الملك بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي الضرير وهو قد اختلط بعد مغادرته الشام وقدومه العراق، جاء في تهذيب التهذيب (6 - 371).

قال ابن خزيمة ثنا أبو قلابة القاضي أبو بكر بالبصرة قبل أن يختلط ويخرج إلى بغداد، وقال مسلمة بن قاسم سمعت بن الأعرابي يقول كان أبو قلابة يملي حديث شعبة على الأبواب من حفظه ثم يأتي قوم يملي عليهم حديث شعبة على الشيوخ وما رأيت أحفظ منه وكان من الثقات وكان قد حدث بسامرًا وبغداد فما ترك من حديثه شيئًا، وأنكر عليه بعض أصحاب الحديث حديثه عن أبي زيد الهروي عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى حتى تورمت قدماه، وقال: بن الأعرابي: قدم علينا عبد العزيز بن معاوية أبو خالد الأموي من الشام فحدثنا به عن أبي زيد كما حدث أبو قلابة قال مسلمة وكان راوية للحديث متقنًا ثقة يحفظ حديث شعبة كما يحفظ السورة. وحديثه هنا رواه عنه شامي هو خيثمة بن سليمان رحمهم الله جميعًا]. 7 - قال البيهقي (6 - 369): أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان عن مالك بن مغول عن رجل قال سئل ابن عباس من أول من آمن فقال: أبو بكر -رضي الله عنه - أما سمعت قول حسان: إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا خير البرية أوفاها وأعدلها ... بعد النبي وأولاها بما حملا والتالي الثاني المحمود مشهده ... وأول الناس منهم صدق الرسلا عاش حميدًا لأمر الله متبعًا ... بهدى صاحبه الماضي وما انتقلا [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: الحاكم (3 - 64) وابن أبي شيبة (7 - 14) و (7 - 363) والبيهقيُّ (6 - 369) وابن أبي عاصم (1 - 112) من طريق آخر: عن مجالد عن الشعبي قال قال ابن عباس أول من صلي أبو بكر ثم تمثل بقول حسان، هذا السند: أما الأول فضعيف لجهالة شيخ مالك بن مغول، لكنه يتقوى بالسند الآخر رغم ضعف يسير في مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو الكوفي، قال في التقريب: ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. وهو من رجال مسلم تقريب التهذيب (520)]. 8 - قال البخاري (3 - 1339): حدثني هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن عائذ الله أبي إدريس عن أبي الدرداء -رضي الله عنه - قال: كنت جالسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما

ْصاحبكم فقد غامر". فسلم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك، فقال: "ليغفر الله لك يا أبا بكر" ثلاثًا. ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثم أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلم، فجعل وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم مرتين. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي". مرتين فما أوذي بعدها. 9 - قال الترمذيُّ (5 - 611): حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد حدثنا شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال أبو بكر: ألست أول من أسلم؟ ألست صاحب كذا. [درجته: سنده صحيح لكنه معلول، رواه: ابن حبان (15 - 279) والضحاك (1 - 76) والضياء في المختارة (1 - 102/ 103) والبزار (1 - 94)، هذا السند: صحيح لكنه معلول أعله الترمذيُّ وابن أبي حاتم والدارقطنيُّ وقد فصل الدارقطني في العلل (1 - 234): يرويه الجريري عن أبي نضرة واختلف عنه فرواه عقبة بن خالد ويعقوب الخضرمي عن شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد حدثنا بذلك أبو محمَّد بن صاعد ويزداد بن عبد الرحمن وغيرهما عن أبي سعيد الأشج عن عقبة بن خالد وحدثنا أبو سهل بن زياد قال ثنا عبد الرحمن بن خراش قال حدثنا الحسين الجرجرائي ثنا يعقوب الخضرمي جميعًا عن شعبة متصلًا وغيرهما يرويه عن شعبة مرسلًا وكذلك رواه بن علية وابن المبارك وعدة عن سعيد مرسلًا وهو الصحيح]. 10 - قال مسلم (1 - 569): حدثني أحمد بن جعفر المعقري حدثنا النضر بن محمَّد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة (قال عكرمة ولقي شداد أبا أمامة وواثلة وصحب أنسًا إلى الشام وأثنى عليه فضلًا وخيرًا) عن أبي أمامة قال قال عمرو بن عبسة السلمي: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارًا فقعدت على راحلتي

فقدمت عليه، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستخفيًا جرءاء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له: ما أنت؟ قال: "أنا نبي" فقلت: وما نبي؟ قال: "أرسلني الله" فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال: "أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء" قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: "حر وعبد" (قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممّن آمن به) فقلت: إني متبعك قال: "إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني" قال: فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وكنت في أهلي، فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم على نفر من أهل يثرب من أهل المدينة فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟ قال: "نعم أنت الذي لقيتني بمكة؟ " قال: فقلت: بلى فقلت: يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة؟ قال: "صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار" قال: فقلت: يا نبي الله فالوضوء؟ حدثني عنه قال: "ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل

وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه" فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسول الله لو لم أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مرة أو مرتين أو ثلاثًا (حتى عد سبع مرات) ما حدثت به أبدًا ولكنى سمعته أكثر من ذلك. 11 - قال البخاري (3 - 1364): حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا هاشم بن هاشم عن عامر ابن سعد عن أبيه قال: لقد رأيتني وأنا ثلث الإِسلام. 12 - قال البخاري (3 - 1364): حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن زائدة حدثنا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإِسلام. تابعه أبو أسامة حدثنا هاشم. 13 - قال البخاري (3 - 1338): حدثني أحمد بن أبي الطيب حدثنا إسماعيل بن مجالد حدثنا بيان بن بشر عن وبرة بن عبد الرحمن عن همام قال سمعت عمارًا يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر. 14 - قال ابن حبان (16 - 83): أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الله بن الرومي حدثنا النضر بن محمَّد حدثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال: كنت ربع الإِسلام، أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع، أتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: السلام عليك يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من أنت؟ " فقلت، إني جندب رجل من بني غفار. [درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده ضعيف، رواه: الحاكم (3 - 385) والطبرانيُّ في الكبير (2 - 147) والحارث - زوائد الهيثمي (2 - 925) والضحاك في الآحاد والمثاني (2 - 230)، هذا السند:

مالك بن مرثد تابعي ثقة (2 - 226) لكن والده مجهول الحال (2 - 236) وأبو زميل اسمه سماك بن الوليد ليس به بأس وهو من رجال مسلم (1 - 332) وعكرمة بن عمار حديثه حسن إذا لم يخالف (2 - 30) لكن للحديث شاهد هو ما بعده]. 15 - قال الحاكم (3 - 384): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى اللخمي ثنا بشر ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة بن عبد الله عن نصر بن علقمة عن أخيه عن ابن عائذ عن جبير بن نفير قال: كان أبو ذر يقول لقد رأيتني ربع الإِسلام، لم يسلم قبلي إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وبلال -رضي الله عنهما -. [درجته: حسن وفي سنده ضعف رواه: الطبراني في الكبير (29 - 353) عن عمرو بن أبي سلمة عن صدقة بن عبد الله عن نصر بن علقمة عن أخيه عن بن عائذ عن جبير بن نفير قال، هذا السند: فيه ضعف من أجل صدقة (2 - 1 - 366) أما شيخه فليس صوابًا ما قاله الحافظ -رحمه الله- أنه: "مقبول: أي عند المتابعة لأن الرجل قد وثق .. فقد قال في تهذيب الكمال (29 - 353): قال عثمان بن سعيد الدارمي عن دحيم ثقة وأخوه محفوظ بن علقمة ثقة وللجمع بين الحديثين انظر ما بعده:]. 16 - قال الطبراني في مسند الشاميين (3 - 389): حدثنا أحمد بن مسعود المقدسي ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة بن عبد الله عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ عن جبير بن نفير قال: كان أبو ذر وعمرو بن عبسة كلاهما يقول لقد رأيتني ربع الإِسلام لم يسلم قبلي إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وبلال كلاهما لا يدري متى أسلم الآخر. [درجته: حسن بما قبله، رواه: الطبري في التاريخ (1 - 540) حدثني بن عبد الرحيم البرقي قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة ... ، هذا السند: هو ما قبله والسبب في قول الصحابيين الجليلين -رضي الله عنهما - هو ما قاله الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 714) أخبرني أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا موسى بن زكريا التستري ثنا خليفة بن خياط قال عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب بن امرئ القيس أمه رملة بنت الوقيعة من بني حزام وهو أخو أبي ذر الغفاري -رضي الله عنها - لأمه من ساكني الشام يكنى أبا يحيي].

17 - قال أحمد (1 - 404): حدثنا يحيي بن أبي بكير ثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله قال: أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد، فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد. [درجته: حسن، رواه: ابن حبان (15 - 558) وابن أبي شيبة (7 - 252) وابن ماجه (1 - 53) والحاكم (3 - 320) وأحمدُ (1 - 404) عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود ... ، هذا السند: حسن من أجل عاصم بن بهدلة وهو بن أبي النجود الكوفي أبو بكر المقرئ صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون، تقريب التهذيب (1 - 285)، وأعله الدارقطني في العلل (5 - 63) حيث جاء ما نصه وسئل عن حديث زر عن عبد الله قال كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمار وأمه سمية وبلال وصهيب والمقداد الحديث فقال يرويه يحيي بن أبي بكير عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله تفرد به يحيي بن أبي بكير وقال إنه وهم وإنما رواه زائدة عن منصور عن مجاهد قوله، وهو ما ألمح له الإِمام ابن معين في تاريخ ابن معين (3 - 320). حيث يقول: حدث يحيي بن أبي بكير عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: أول من أظهر إسلامه سبعة قال يحيي هذا عن منصور عن مجاهد هكذا حدث به الناس وقال في (ص:490): الحديث الذي يرويه بن أبي بكير عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله في قصة عمار إنما يرويه سفيان عن منصور عن مجاهد فقط قال أبو الفضل قصة عمار أول من أظهر إسلامه سبعة قال أبو الفضل هذا باطل إنما هو من رأى مجاهد. وهذا النقد مقبول لو كان يحيي بن بكير قد انفرد بهذا النص -وهو ثقة- ولم يتابع عليه، لكنه قد توبع عند الحاكم والبيهقيُّ في الكبرى (8 - 209): ثنا الحسن بن علي الجعفي ثنا زائدة .. به، فبهذا تصبح رواية مجاهد معضدة لهذه الرواية].

السابقون

18 - قال أحمد (1 - 462): حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن بن مسعود أنه قال: كنت غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبة بن إبي معيط، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر - رضي الله عنه - وقد فرا من المشركين فقالا: يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟ قلت إني مؤتمن ولست ساقيكما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل؟ " قلت: نعم فأتيتهما بها فأعتقلها النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح الضرع، ودعا فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر -رضي الله عنه - بصخرة منقعرة فاحتلب فيها، فشرب وشرب أبو بكر ثم شربت، ثم قال للضرع: "أقلص"، فقلص فأتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول. قال: إنك غلام معلم. قال: فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد. [درجته: حسن، رواه: ابن أبي شيبة (6 - 327) والطيالسيُّ (1 - 47) وأبو يعلى (9 - 210) عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة، هذا السند: من أجل عاصم بن بهدلة وهو بن أبي النجود الكوفي أبو بكر المقرئ صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون، تقريب التهذيب (1 - 285)]. السابقون ضماد الأزدي 1 - قال مسلم (2 - 593): حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمَّد بن المثنى كلاهما عن عبد الأعلى قال بن المثنى حدثني عبد الأعلى وهو أبو همام حدثنا داود عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن بن عباس: أن ضمادًا قدم مكة وكان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون إن محمدًا مجنون. فقال: لو أنى رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي. قال: فلقيه فقال: يا محمَّد إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على يدي من شاء، فهل لك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد .. " قال: فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء فأعادهن عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات قال: فقال: لقد سمعت

إياس بن معاذ

قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بلغن ناعوس البحر قال: فقال: هات يدك أبايعك على الإِسلام قال: فبايعه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وعلى قومك" قال: وعلى قومي، قال: فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فمروا بقومه فقال. صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئًا؟ فقال رجل من القوم: أصبت منهم مطهرة فقال: ردوها فإن هؤلاء قوم ضماد. إياس بن معاذ 1 - قال ابن إسحاق: سيرة ابن هشام (2 - 275): حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: "هل لكم في خير مما جئتم له؟ " فقالوا له: وما ذاك؟ قال: "أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، وأنزل علي الكتاب". قال: ثم ذكر لهم الإِسلام وتلا عليهم القرآن. قال: فقال إياس بن معاذ وكان غلامًا حدثا: أي قوم وهذا والله خير مما جئتم له. قال: فيأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من تراب البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ وقال: دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا. قال: فصمت إياس وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم، وانصرفوا إلى المدينة وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج. قال: ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك. قال محمود بن لبيدة فأخبرني من حضره من قومه عند موته: أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله تعالى ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلمًا، لقد كان استشعر الإِسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما سمع. [درجته: سنده قوي، رواه: من طريقه أحمد بن حنبل (5 - 427) والطبريُّ في التفسير (3 - 378) والطبرانيُّ (1 - 276)، هذا السند: جيد ابن إسحاق لم يدلس حيث صرح بالسماع من شيخه

الإعلان

حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن معاذ الأنصاري الأشهلي أبو محمَّد المدني، ذكره بن حبان في ثقات أتباع التابعين، وقال الآجري سألت أبا داود عنه فقال حسن الحديث تهذيب التهذيب (2 - 328) ومحمود بن لبيد بن عقبة بن رافع الأوسي الأشهلي أبو نعيم المدني صحابي صغير تقريب التهذيب (1 - 522)]. الإعلان 1 - قال البخاري (4 - 1787): حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنه - قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}. صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصفا فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ ". قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقا، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"، فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فنزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}. 2 - قال البخاري (4 - 1787): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل الله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}. قال: "يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس ابن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمَّد - صلى الله عليه وسلم - سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئًا". تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب. [ورواه مسلم (1 - 192) وحدثني حرملة بن يحيي أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب].

3 - قال مسلم (1 - 192): حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب قالا حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: لما أنزلت هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشًا فاجمتعوا فعم وخص فقال: "يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئًا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها". 4 - قال مسلم (1 - 193): حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن قبيصة بن المخارق وزهير ابن عمرو قالا: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال: انطلق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رضمة من جبل فعلا أعلاها حجرًا ثم نادى: "يا بني عبد منافاه إني نذير إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهله، فخشي أن يسبقوه فجعل يهتف يا صباحاه". 5 - قال أحمد (1 - 159): حدثنا عفان ثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي - رضي الله عنه - قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق، قال فصنع لهم مداد من طعام فأكلوا حتى شبعوا، قال وبقى الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقى الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب، فقال: يا بني عبد المطلب إنى بعثت لكم خاصة إلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ قال: فلم يقم إليه أحد. قال: فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال: فقال: اجلس. قال: ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي: اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي. [درجته: قوي بهذا اللفظ، رواه النسائي في الكبرى (5 - 125): أخبرنا الفضل بن سهل قال حدثني عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد أن

رجلًا قال لعلي يا أمير المؤمنين لم ورثت بن عمك دون عمك والطبريُّ في التاريخ (1 - 543) بمتن منكر فقال: حدثني زكرياء بن يحيى الضرير قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد أن رجلًا قال لعلي -عليه السلام- يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك دون عمك؟ فقال علي: هاؤم، ثلاث مرات، حتى اشرأب الناس ونشروا آذانهم ثم قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو دعا رسول الله بني عبد المطلب منهم رهطه كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق، قال: فصنع لهم مدًا من طعام فأكلوا حتى شبعوا، وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، قال: ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس، ولم يشربوا قال ثم قال: "يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم بخاصة وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذا الأمر ما قد رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي" فلم يقم إليه أحد فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال: فقال: اجلس، قال: ثم قال: ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتى كان في الثالثة فضرب بيده على يدي قال: "فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي". والحديث قوي دون تلك الزيادة من أجل ربيعة بن ناجذ تابعي ثقة: ثقات العجلي (159) وتلميذه تابعي وثقة أيضًا انظر التهذيب (12 - 130) أما متن الطبري فمنكر من أجل زكريا صاحب الطوام وقد وهم الفضل بن سهل في روايته عند النسائي في الكبرى (5 - 125) والصحيح ما عند أحمد حيث تابع الفضل عن عفان دون تلك الزيادة المنكرة ونكارتها واضحة فالنبى - صلى الله عليه وسلم - لا يورث، كما أن ذلك كان في أول يوم من الدعوة للتوحيد وقد نزلت بعده أحكام الميراث، ثم نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وحي أنه لا يورث وأن ما تركه صدقة، وقد سلم علي - رضي الله عنه - بذلك، كما أن من نكارة هذا المتن عدم احتجاج علي على مطالبة العباس - رضي الله عنهما - في القصة الصحيحة التالية، كما أنها تدل على أن الأمر يتعلق ببني عبد المطلب فقط، حيث قال البخاري (4 - 1479): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال

أخبرني مالك ابن أوس بن الحدثان النضري: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - دعاه إذ جاءه حاجبه يرفا فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون؟ فقال: نعم فأدخلهم، فلبث قليلًا ثم جاء فقال: هل لك في عباس وعلي يستأذنان؟ قال نعم فلما دخلا قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان في الذي أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - من بني النضير، فاستب علي وعباس فقال الرهط يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال. "لا نورث ما تركنا صدقة". يريد بذلك نفسه؟ قالوا قد قال ذلك. فأقبل عمر على عباس وعلي فقال أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال ذلك؟ قالا: نعم. قال: فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله سبحانه كان خص رسوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدًا غيره فقال جل ذكره: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} إلى قوله: {قَدِيرٌ}. فكانت هذه خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم، لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي هذا المال منها، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياته، ثم توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر فأنا ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم حينئذ، فأقبل على علي وعباس وقال تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان والله يعلم إنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق؟ ثم توفى الله أبا بكر فقلت أنا ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بما عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر والله يعلم أني فيه صادق بار راشد تابع للحق؟ ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحده وأمركما جميع فجئتني -يعني عباسًا- فقلت لكما إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نورث ما تركنا صدقة". فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، وما عملت فيه مذ وليت، وإلا

الاعتراف بصدق النبي وإعجاز القرآن

فلا تكلماني؟ فقلتما: ادفعه إلينا بذلك فدفعته إليكما. أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك؟ حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما عنه فادفعاه إلي فأنا أكفيكماه. قال فحدثت بهذا الحديث عروة بن الزبير فقال صدق مالك بن أوس أنا سمعت عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: أرسل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - فكنت أنا أردهن فقلت لهن: ألا تتقين الله؟ ألم تعلمن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "لا نورث ما تركنا صدقة -يريد بذلك نفسه- إنما يأكل آل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - في هذا المال". فانتهى أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ما أخبرتهن، قال فكانت هذه الصدقة بيد علي منعها علي عباسًا فغلبه عليها، ثم كان بيد حسن بن علي، ثم بيد حسين بن علي، ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن كلاهما كانا يتداولانها، ثم بيد زيد بن حسن وهي صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقًا. الاعتراف بصدق النبي وإعجاز القرآن 1 - قال ابن كثير في البداية والنهاية (3 - 67): قال إسحاق بن راهويه حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن عكرمة عن بن عباس - رضي الله عنه -: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال يا عم، إن قومك يريدون إن أن يجمعوا لك مالًا قال لم قال ليعطوكه، فإنك أتيت محمدًا لتعرض لما قبله؟ قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالًا. قال: فقل فيه قولًا يبلغ قومك إنك منكر له، أو إنك كاره له. قال: وماذا أقول، فوالله رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئًا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة وأنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته قال لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر. فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره من غيره فنزلت {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}.

[درجته: سنده صحيح، رواه: الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2 - 550) ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة (2 - 198)، هذا السند: صحيح وهؤلاء الرواة ثقات أئمة، معمر ثقة ثبت حافظ. التقريب (541) وأيوب بن أبي تميمة إمام ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد، انظر التقريب (117)]. 2 فقال الببهقي شعب الإيمان (1 - 157): ثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني محمَّد بن أبي محمَّد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش وقد حضر الموسم ليجتمعوا على رأي واحد فيما يقولون في محمَّد - صلى الله عليه وسلم - لوفود العرب، فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم رأيا نقوم به. فقال: بل أنتم فقولوا أسمع. فقالوا: نقول كاهن. فقال: ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسحره. فقالوا: نقول هو مجنون. فقال: ما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته، فقالوا: نقول شاعر. قال: ما هو بشاعر، ولقد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر. قالوا: فنقول هو ساحر. قال: فما هو بساحر، لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده. فقالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟ قال: والله إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لمغدق، وإن فرعه لجنى، فما أنتم بقائلين من هذا شيئًا إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول أن تقولوا: ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه وبين المرء وبين أخيه وبين المرء وبين زوجه وبين المرء وبين عشيرته. فتفرقوا عنه بذلك فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ- في الوليد بن المغيرة {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} إلى قوله {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ}. [درجته: حديثٌ حسنٌ بما قبله وسنده ضعيف، هذا السند: فيه ضعف من أجل محمَّد بن أبي محمَّد مدني مولى زيد بن ثابت روى عن سعيد بن جبير وعبد الرزاق وعنه ابن إسحاق وثقه ابن حبان انظر لسان الميزان (7 - 374) ولا يكفي هذا التوثيق لكن الرجل حسن الحديث بالشواهد ويشهد لحديثه ما قبله].

طلب المعجزات

3 - قال ابن أبي شيبة (7 - 255): حدثنا الفضل حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: قال المغيرة بن شعبة إن أول يوم عرفت فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني كنت أمشي مع أبي جهل بمكة فلقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله وإلى كتابه أدعوك إلى الله" فقال: يا محمَّد ما أنت بمنته عن سب آلهتنا؟ هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت؟ فنحن نشهد أن قد بلغت. قال: فانصرف عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل علي فقال: والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن بني قصي قالوا: فينا الحجابة، فقلناة نعم. ثم قالوا: فينا القرى. فقلنا: نعم. ثم قالوا: فينا الندوة. فقلنا: نعم. ثم قالوا: فينا السقاية. فقلنا: نعم. ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا منا نبي. والله لا أفعل. [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 207) من طريق الحاكم، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم عن المغيرة، هذا السند: جيد، أحمد بن عبد الجبار سماعه للسيرة صحيح وقد تابعه فضل، وهشام بن سعد حسن الحديث. انظر التهذيب (11/ 39). وقد قال أبو داود: إنه أثبت الناس في زيد بن أسلم، وزيد بن أسلم كان يرسل لكن مع هذا الاحتمال فالحديث له من الشواهد ما يقويه عند البيهقي أيضًا، طريقان مرسلان، أحدهما عن الزهري والآخر عن أبي إسحاق. كذلك يشهد للحديث ما جاء على لسان أبي جهل في قصة عاتكة الماضية]. طلب المعجزات انشقاق القمر 1 - قال البخاري (3 - 1331): حدثني عبد الله بن محمَّد حدثنا يونس حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس بن مالك وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه حدثهم: أن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر. ورواه مسلم (4 - 2159): حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قالا حدثنا يونس بن محمَّد حدثنا شيبان.

تحويل جبل الصفا إلى ذهب

2 - قال البخاري (3 - 1404): حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: انشق القمر ونحن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى قال اشهدوا وذهبت فرقة نحو الجبل. 3 - قال مسلم (4 - 2158): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم جميعًا عن أبي معاوية ح وحدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي كلاهما عن الأعمش ح وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي واللفظ له أخبرنا بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى إذا انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أشهدوا". 4 - قال أبو داود الطيالسي (1 - 38): حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله ثم قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت قريش هذا سحر بن أبي كبشة قال فقالوا انتظروا ما تأتيكم به السفار فإن محمدًا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، قال: فجاء السفار فقالوا ذاك. [درجته: سنده صحيح، رواه أيضًا الطبري في التفسير (27 - 85) والشاشي (1 - 402) هشيم أنا مغيرة عن أبي الضحى واللالكائي في إعتقاد أهل السنة (4 - 794)، هذا السند: صحيح ورجال إسناده ثقات، أبو الضحى تابعي ثقة اسمه مسلم بن صبيح، انظر التهذيب (20/ 132) والمغيرة هو ابن مقسم ثقة متقن لكنه ربما دلس، لكنه توبع، تابعه إمام مثله تمامًا هو الأعمش عند أبي نعيم، انظر سيرة ابن كثير (2/ 119)]. تحويل جبل الصفا إلى ذهب 1 - قال أحمد (1 - 242): حدثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران بن الحكم عن بن عباس قال: قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم - ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا ونؤمن لك؟ قال. "وتفعلون؟ " قالواة نعم. قال. فدعا فاتاه جبريل قال: إن ربك -عَزَّ وجَلَّ- يقرأ عليك السلام ويقول إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة

التعذيب

والرحمة قال:"بل باب التوبة والرحمة" [درجته: سنده صحيح، رواه: الحاكم (1 - 119) وفي مكان آخر (1 - 120) وعبد بن حميد (232) كلهم من طريق سلمة هذا السند: صحيح فعبد الرحمن هو ابن مهدي الإِمام الحافظ الثقة الثبت العارف بالرجال والحديث. انظر التقريب (1/ 439) والتهذيب (6/ 279) وسلمة بن كهيل تابعي ثقة (التقريب1/ 318) وشيخه أيضًا ثقة، واسمه الصحيح: عمران بن الحارث السلمي، أبو الحكم الكوفي وهو من رجال مسلم (التقريب 2/ 82) والتهذيب (8/ 124)]. 2 - قال أحمد (1 - 258):حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن محمَّد وسمعته أنا منه ثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل لهم الصفا ذهبًا، وأن ينحى الجبال عنهم فيزدرعوا، فقيل له: إن شئت أن تستأني بهم وان شئت أن تؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم. قال: لا، بل أستأني بهم فأنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ- هذه الآية: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً}. [درجته: سنده صحيح، رواه: الطبري في التفسير (15 - 108) والحاكم (2 - 394) والضياء في الأحاديث المختارة (10 - 78) كلهم رووا هذا الحديث من طريق جرير، هذا السند: صحيح، جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي أبو النضر البصري والد وهب ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه مات سنة سبعين بعد ما اختلط لكن لم يحدث في حال اختلاطه تقريب التهذيب (138) وهذا النص ليس عن قتادة أما جعفر بن إياس أبو بشر بن أبي وحشية فثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير وضعفه شعبة في حبيب بن سالم وفي مجاهد، تقريب التهذيب (139)]. التعذيب 1 - قال البخاري (3 - 1345): حدثني محمَّد بن يزيد الكوفي حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيي بن أبي كثير عن محمَّد بن إبراهيم عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى

النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم. 2 - قال سعيد بن منصور (2 - 320): حدثنا سفيان قال: حدثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس قالوا: سألوا أسماء عن أشد يوم أتى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: إني أظن أني أذكر ذلك، بينا هو في المسجد وفيه جماعة منهم فقالوا: إنه يقول كذا ويقول كذا فيما يكرهون، فقوموا إليه نسأله. فذهب جماعة إليه فقالوا: تقول كذا وتقول كذا؟ قال: نعم. وكان لا يكتمهم شيئًا. فامتدوه بينهم، وجاء الصريخ إلي أبي: أدرك صاحبك. قالت: فخرج أبي يسعى وله غدائر فنادى: ويلكم أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله؟ قالت: فلهوا عنه وأقبلوا إلى أبي فلقد أتانا وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام وإن له الغدائر وإنه ليقول هكذا ويدها فتتبعه. [درجته: حديثٌ حسنٌ وفي سنده ضعف، رواه أبو يعلى (1 - 52) والحميديُّ (1 - 155) والضياء في المختارة (6 - 221) وسعيد في سننه (2 - 371)، سنده: سفيان قال نا الوليد بن كثير عن ابن تدرس قال: سألوا أسماء، هذا السند: فيه ضعف من جهة ابن تدرس، فإن كان محمَّد بن مسلم بن تدرس الملقب بأبي الزبير فهو ثقة لكنه مدلس ولم يصرح بالسماع من أسماء وإن كان كما جاء في بعض الطرق يزيد بن تدرس فهو أخ لمحمد ولم أجد له ترجمة لكن الحديث حسن بما بعده، ثم وجدت في مجمع الزوائد (6 - 11) قول الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه تدروس جد أبي الزبير ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات]. 3 - قال ابن أبي حاتم، تفسير ابن كثير (4 - 731): حدثنا أبي وأبو زرعة قالا حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول: مذممًا أبينا ... ودينه قلينا وأمره عصينا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد ومعه أبو بكر فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله لقد أقبلت وأنا أخاف عليك أن تراك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنها لن تراني وقرأ قرآنًا اعتصم

به" كما قال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا}، فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني فقال: لا ورب هذا البيت ما هجاك، فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها قال: وقال الوليد في حديثه أو غيره: فعثرت أم جميل في مرطها وهي تطوف بالبيت فقالت: تعس مذمم. فقالت أم حكيم بنت عبد المطلب: إني لحصان فما أكلم، وثقاف فما أعلم، وكلتانا من بني العم وقريش بعد أعلم. [درجته: حسن وسنده ضعيف، رواه أبو يعلى (1 - 53) والحاكم (2 - 393) والحميديُّ (153)، هذا السند: فيه ضعف من جهة ابن تدرس، قال في مجمع الزوائد (6 - 11) قولًا الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه تدروس جد أبي الزبير ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. لكن الحديث قوي بما بعده]. 4 - قال الحاكم (2 - 573): أخبرنا إسحاق بن محمد الهاشمي بالكوفة ثنا محمَّد بن علي بن عفان العامري حدثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلى {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} قال فقيل لامرأة أبي لهب: إن محمدًا قد هجاك فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في الملأ فقالت: يا محمَّد على ما تهجوني؟ قال فقال: إني والله ما هجوتك، ما هجاك إلا الله قال: فقالت: هل رأيتني أحمل حطبًا أو رأيت في جيدي حبلًا من مسد؟ ثم انطلقت فمكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيامًا لا ينزل عليه فأتته فقالت: يا محمَّد ما أرى صاحبك إلا وقد ودعك وقلاك فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ-: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}. [درجته: سنده ضعيف وهو حسن، رواه: الحاكم المستدرك (2 - 574) فقال: أخبرناه أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن يزيد بن زيد: قال: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} فذكر الحديث مثله حرفًا بحرف، هذا السند: سند النص ضعيف جدًا، قال في الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث 65: إسحاق بن محمَّد الهاشمي عن أبي غرزة وعنه الحاكم واتهمه انتهى يحتمل أنه بالكذب وهو الظاهر. لكن السند الآخر

فيه ضعف لجهالة أحمد بن مهران بن خالد أبو جعفر من أهل يزد روى عن عبيد الله بن موسى لسان الميزان (1 - 316) وهو بهذا السند الضعيف حسن بما قبله وما بعده]. 5 - قال البزار (1 - 68): حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: نا أبو أحمد قال: نا عبد السلام بن حرب قال: نا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبر عن ابن عباس قال: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} جاءت امرأة أبي لهب ورسول الله جالس ومعه أبو بكر فقال له أبو بكر: لو تنحيت لا تؤذيك يا رسول الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه سيحال بيني وبينها" فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر فقالت: يا أبا بكر هجانا صاحبك فقال أبو بكر: لا ورب هذه البنية ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به. فقال: إنك لمصدق فلما ولت قال أبو بكر رحمة الله عليه: ما رأتك؟ قال: لا. ما زال ملك يسترني حتى ولت. قال أبو بكر: وهذا الحديث حسن الإسناد ويدخل في مسند أبي بكر - رضي الله عنه - إذ حكى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ قال: ورب هذه البنية ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به، وكان هذا من حكايته أبي بكر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: حسن وفي سنده ضعف رواه: ابن أبي شيبة (6 - 323) فقال: حدثنا بن فضيل عن عطاء .. وابن حبان (14 - 440)، هذا السند: فيه ضعف من أجل عطاء بن السائب الثقفي الكوفي صدوق اختلط لكن سماع شعبة وسفيان الثوري وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة ووهيب وزهير وزائدة منه صحيح. تقريب التهذيب (391) وتهذيب التهذيب (7 - 184). وليس تلميذه هنا ضمن هؤلاء فالسند ضعيف لكن الحديث حسن بما قبله وما بعده]. 6 - قال البيهقي في الدلائل (2 - 196): أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبدان حدثنا محمَّد بن الحسين حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا علي بن مسهر عن سعيد بن كثير عن أبيه حدثتني أسماء بنت أبي بكر: أن أم جميل دخلت على أبي بكر وعنده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت، يا ابن أبي قحافة ما شأن صاحبك ينشد في الشعر؟ فقال: والله ما صاحبي بشاعر. فقالت: أليس قد قال: في جيدها حجل من مسد. فما يدريه ما في جيدها؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قل لها هل تري عندي أحدًا؟ فإنها لن تراني جعل الله بيني وبينها حجابًا؟ " فقال لها أبو بكر فقالت: أتهزأ بي يا ابن أبي قحافة والله ما أرى عندك أحدًا.

ورواه من طريق آخر عن ابن مسهر. [درجته: سنده ضعيف وهو حسن بما قبله، هذا السند: فيه ضعف يسير .. علي بن مسهر ثقة (2 - 44) وشيخه ثقة أيضًا (1 - 304) أما كثير بن عبيد فقال في الجرح والتعديل (7 - 155): "كثير بن عبيد أبو سعيد كوفى رضيع عائشة وهو مولى أبى بكر روى عن زيد بن ثابت وعائشة وأسماء بنت أبى بكر روى عنه مطرف وعبد الله بن عون ومجالد وبشير وابنه سعيد بن كثير بن عبيد وعبد الله بن دكين وعنبسة بن سعد بن كثير سمعت أبى يقول ذلك" وذكره ابن حبان في الثقات (5 - 330) وقال في تهذيب التهذيب (8 - 379): "روى عنه ابنه أبو العنبس سعيد وابن ابنه عنبسة بن سعيد وابن عوف وشعيب بن الحبحاب وعبد الله بن دكين ومجالد وغيرهم"]. إذًا فليس هناك توثيق لفظي لكثير رغم كثرة من روى عنه وهو عند بعض النقاد مقبول الرواية نظرًا لأنه تابعي روى عنه جمع من الثقات .. ثم إنه لم ينفرد فقد توبع في الحديث السابق. 7 - قال البخاري (4 - 1457): حدثني عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: استقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - الكعبة فدعا على نفر من قريش، على شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأبي جهل بن هشام، فأشهد بالله لقد رأيتهم صرعى قد غيرتهم الشمس وكان يومًا حارًا. ورواه مسلم (4 - 1457). 8 - قال ابن إسحاق: تاريخ الطبري (1 - 548): عن يحيي بن عروة بن الزبير عن أبيه عروة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلت له ما أكثر ما رأيت قريشًا أصابت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما كانت تظهر من عداوته؟ قال: قد حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يومًا في الحجر فذكروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا ما رأينا ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفه أحلامنا وشتم أباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم. أو كما قالوا. فبينا هم كذلك إذا طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفًا بالبيت، فلما مر بهم غمزوه ببعض القول، قال: فعرفت ذلك في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم مضى فلم مر بهم الثانية غمزوه

مثلها، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، فوقف فقال: أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمَّد بيده لقد جئتكم بالذبح. قال فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع، وحتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول، حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم راشدا فوالله ما كنت جهولًا. فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم وما بغلكم عنه، حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه فبينا هم كذلك إذ طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون له: أنت الذي تقول كذا وكذا لما يبلغهم من عيب آلهتهم ودينهم؟ فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم، أنا الذي أقول ذلك. قال: فلقد رأيت رجلًا منهم آخذًا بجمع ردائه، قال: وقام أبو بكر الصديق دونه يقول وهو يبكي: ويلكم أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله، ثم انصرفوا عنه، فإن ذلك أشد ما رأيت قريشًا بلغت منه قط. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق ابن إسحاق أحمد (2 - 218)، وابن حبان (14 - 525)، هذا السند: صحيح ابن إسحاق لم يدلس عند أحمد وابن حبان ويحيي بن عروة ثقة. انظر (التقريب 2/ 354) ووالده إمام المغازي التابعي الثقة المعروف] 9 - قال البخاري (1 - 194): حدثنا أحمد بن إسحق السورماري قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي عند الكعبة وجمع قريش في مجالسهم إذ قال قائل منهم: ألا تنظرون إلى هذا المرائي أيكم يقوم إلى جزور آل فلان فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيجيء به ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه؟ فانبعث أشقاهم، فلما سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضعه بين كتفيه، وثبت النبي ساجدًا فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك، فانطلق منطلق إلى فاطمة عليها السلام وهي جويرية فأقبلت تسعى وثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا حتى ألقته عنه، وأقبلت عليهم تسبهم فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال: "اللَّهم عليك بقريش اللَّهم عليك بقريش اللَّهم

عليك بقريش". ثم سمى: "اللَّهم عليك بعمرو بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة بن الوليد". قال عبد الله: فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأتبع أصحاب القليب لعنة". ورواه مسلم (3 - 1418) 10 - قال أحمد 3 - 492: حدثنا محمَّد بن بكار وأبو سليمان الضبي داود بن عمرو بن زهير المسيبي وسريج وإبراهيم بن أبي العباس ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال أخبرني رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهليًا قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: يا أيها الناس قولوا: لا إله لا الله تفلحوا والناس مجتمعون عليه، ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابىء كاذب، يتبعه حيث ذهب، فسألت عنه فذكروا لي نسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا لي: هذا عمه أبو لهب. [درجته: حديث صحيح، رواه: أحمد أيضًا (4 - 341)، هذا السند: قوي، عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الزناد صدوق من رجال مسلم (1 - 479) وقد روى عنه هذا الحديث جمع من الثقات من العراقيين وغيرهم فحديثه صحيح هنا ووالده تابعي صغير وثقة فقيه من رجال الشيخين (1 - 413) والحديث صحيح بشواهده الكثيرة فقد رواه أحمد (3 - 492) عن: ثنا محمَّد بن بشار بندار قال ثنا عبد الوهاب قال ثنا محمَّد بن عمرو عن محمَّد بن المنكدر عن ربيعة بن عباد وعن سريج بن يونس قال ثنا عباد بن عباد عن محمَّد بن عمرو عن ربيعة بن عباد .. وعن سعيد بن أبي الربيع السمان قال حدثني سعيد بن سلمة يعني بن أبي الحسام قال ثنا محمَّد بن المنكدر أنه سمع ربيعة بن عباد الديلي .. وعن مسروق بن المرزبان الكوفي ثنا بن أبي زائدة قال قال بن إسحاق فحدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس قال سمعت ربيعة بن عباد الديلي]. 11 - قال الطبراني في المعجم الكبير 8 - 314: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا أبو جناب عن أبي صخرة جامع بن شداد حدثني رجل من قومي طارق بن عبد الله قال: إني بسوق ذي المجاز إذ مر رجل شاب عليه حلة من برد أحمر وهو يقول: يا أيها الناس قولوا:

لا إله إلا الله تفلحوا. ورجل خلفه يرميه قد أدمى عرقوبيه وساقيه يقول. يا أيها الناس إنه كذاب فلا تطيعوه. فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا غلام بني هاشم الذي يزعم أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا عمه عبد العزى. فلما هاجر محمَّد - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وأسلم الناس ارتحلنا من الربذة يومئذ معنا ظعينة لنا، فلما أتينا المدينة وأدنا حيطانها لبسنا ثيابًا غير ثيابنا إذا رجل في الطريق فقال: من أين أقبل القوم؟ قلنا: نمير أهلنا من تمرها ولنا جمل أحمر قائم مخطوم. قال: تبيعوني جملكم؟ قلنا: نعم. قال: بكم؟ قلنا: بكذا وكذا صاعًا من تمر. فما استنقصنا مما قلنا شيئًا وضرب بيده، فأخذ خطام الجمل، ثم أدبر به فلما توارى عنا بالحيطان قلنا. والله ما صنعنا شيئًا وبايعنا من لا نعرف. قال تقول امرأة جالسة: لقد رأيت رجلًا كأن وجهه شبة القمر ليلة البدر والله لا يظلمكم ولا يحيركم، وأنا ضامنة لجملكم. فأتى رجل فقال: أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم، هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا. قال: فأكلنا وشبعنا واكتلنا واستوفينا، ثم دخلنا المدينة فأتينا المسجد فإذا هو يخطب على المنبر، فسمعنا من قوله يقول: تصدقوا فإن الصدقة خير لكم، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، أباك وأمك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك، فقام رجل من الأنصار فقال "يا رسول الله هؤلاء بنو يربوع قتلوا رجلًا منا في الجاهلية فأعدنا عليهم. قال يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا إن أبًا لا يجني على ولد، ألا إن أبا لا يجني على ولد، ألا إن أبا لا يجني على ولد ثلاثًا. [درجته: سنده قوي، رواه: ابن أبي شيبة (7 - 332)، وابن حبان (14 - 517)، وابن خزيمة (1 - 82)، والحاكم (2 - 668)، هذا السند: قوي فيه متابعة عند ابن أبي شيبة وابن حبان وابن خزيمة والحاكم وغيرهم من طرق عن يزيد بن زياد حدثنا أبو صخرة، وأبو جناب هو يحيى بن أبي حية الكلبي أبو جناب ضعفوه لكثرة تدليسه، تقريب التهذيب 589 ومن ترجمته يتبين أن ضعفه ناتج عن التدليس، وهو هنا لم يصرح بالسماع من شيخه لكنه توبع كما مر معنا تابعه يزيد بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي وهو صدوق تقريب التهذيب 601 وأبو صخرة هو التابعي الثقة جامع بن شداد المحاربي أبو صخرة الكوفي ثقة من رجال الشيخين، تقريب التهذيب 137].

12 - قال أحمد (4 - 63): حدثنا أبو النضر قال ثنا شيبان عن أشعت قال حدثني شيخ من بني مالك بن كنانة قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوق ذي المجاز يتخللها يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا. قال: وأبو جهل يحثي عليه التراب ويقول: يا أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم فإنما يريد لتتركوا آلهتكم وتتركوا اللات والعزى. قال: وما يلتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال قلنا: انعت لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بين بردين أحمرين مربوع كثير اللحم حسن الوجه شديد سواد الشعر أبيض شديد البياض سابغ الشعر. [درجته: رجاله ثقات لكن انظر إلى التخريج، هذا السند: رجاله ثقات أشعث بن سليم هو أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي الكوفي ثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب 113 وتلميذه شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري نزيل الكوفة ثقة صاحب كتاب، تقريب التهذيب 269. وأبو النضر: هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم البغدادي مشهور بكنيته ولقبه قيصر ثقة ثبت تقريب التهذيب 570، لكن هناك إشكالية حول سماع أشعث من الصحابة، لا سيما هذا الصحابي الذي كان في سن متقدمة حضر في سوق ذي مجاز، ورواية أشعث هي عن كبار التابعين، وقد صنفه الحافظ ضمن الطبقة السادسة وهي طبقة أتباع التابعين، مما يعني وجود انقطاع بينهما، وهو ما يفسر ذكر أبي جهل مع ورود فرضية التعدد، وهو احتمال قوي نظرًا لتاريخ أبي جهل. وهو حسن بما قبله. ثم وجدت سندا قد يزيل هذه الإشكالية في مسند أحمد بن حنبل (5 - 371): حدثنا محمَّد بن جعفر ثنا شعبة عن الأشعث بن سليم قال: سمعت رجلًا في إمرة بن الزبير قال سمعت رجلًا في سوق عكاظ يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ورجل يتبعه يقول إن هذا يريد أن يصدكم عن آلهتكم فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو جهل. ففي هذا السند كشف لحلقة مجهولة تؤثر في حال السند وهو شيخ الأشعث]. 13 - قال ابن ماجه (2 - 1336): حدثنا محمَّد بن طريف ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: جاء جبريل -عليه السلام- ذات يوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس حزين قد خضب بالدماء قد ضربه بعض أهل مكة فقال: مالك؟ فقال: فعل بي هؤلاء وفعلوا. قال: أتحب أن أريك آية؟ قال: نعم، أرني. فنظر إلى شجرة من وراء

الوادي قال ادع تلك الشجرة فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه. قال: قل لها فلترجع. قال لها فرجعت حتى عادت إلا مكانها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حسبي". [درجته: سنده صحيح، رواه: أحمد (3 - 113) حدثنا أبو معاوية. والدارميُّ (1 - 26) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو معاوية وأبو يعلى (6 - 358) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية هذا السند: على شرط مسلم انظر مثلًا: صحيح مسلم (1 - 44) و (1 - 94)]. 14 - قال النزمذي (5 - 251): حدثنا عبد بن حميد حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الحرث بن عبيد عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرس حتى نزلت هذه الآية {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه من القبة فقال لهم: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله. حدثنا نصر بن علي حدثنا مسلم بن علي إبراهيم بهذا الإسناد نحوه قال أبو عيسى هذا حديث غريب وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن ابن شقيق قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرس ولم يذكروا فيه عن عائشة. [درجته: سنده حسن، رواه الحاكم (2 - 342)، والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 8)، والطبريُّ في التفسير (4 - 646)، هذا السند: حسن، حدثنا عبد الصمد بن علي البزاز ببغداد أنبأ أحمد بن محمَّد بن عيسى القاضي ثنا مسلم ومن طريق مسلم رواه أيضًا البيهقي في الكبرى (9 - 8): حدثنا أبو محمَّد عبد الله بن يوسف إملاء أنبأ أبو بكر محمَّد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن الهلالي (ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق قالا ثنا مسلم. فمداره على مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي أبو عمرو البصري ثقة مأمون مكثر عمي بأخره تقريب التهذيب (529). وشيخه الحارث بن عبيد الإيادي، أبو قدامة البصري، وهو حسن الحديث إذا لم يخالف، قال الحافظ: صدوق يخطئ من رجال مسلم تقريب التهذيب (147). وشيخه سعيد بن إياس الجريري، أبو مسعود البصري ثقة اختلط قبل موته، تقريب التهذيب (233)].

15 - قال مسلم (4 - 2154): حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمَّد بن عبد الأعلى القيسي قالا حدثنا المعتمر عن أبيه حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال: أبو جهل هل يعفر محمَّد وجهه بين أظهركم؟ قال فقيل: نعم. فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب. قال: فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته قال: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيده. قال فقيل له: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولًا وأجنحة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا قال: فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ- لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [العلق: 6 - 13]، يعني أبا جهل {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ} [العلق: 14 - 19]، زاد عبيد الله في حديثه قال وأمره بما أمره به وزاد بن عبد الأعلى فليدع ناديه يعني قومه. 16 - قال البخاري (4 - 1896): حدثنا يحيي حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة قال ابن عباس: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدًا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه. فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو فعله لأخذته الملائكة. تابعه عمرو بن خالد عن عبيد الله عن عبد الكريم. 17 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2 - 530): أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل حدثنا يحيي بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء عن داود بن أبي هند وحدثني علي بن عيسى واللفظ له حدثنا الحسين بن محمَّد القباني حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: مر أبو جهل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فقال ألم أنهك على أن تصلي يا محمَّد؟ لقد علمت ما بها أحد أكثر ناديًا مني؟ فانتهره النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال جبريل -عليه السلام- فليدع ناديه سندع الزبانية والله، لو دعا ناديه لأخذته زبانية العذاب. صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

[درجته: سنده صحيح، رواه الطبري في تفسير (12 - 648)، والترمذيُّ (5 - 444)، وأحمدُ (1 - 256)، وابن أبي شيبة (7 - 331)، هذا السند: صحيح فهو مروي من طرق عن داود، وهو داود بن أبي هند القشيري البصري ثقة متقن كان يهم بأخره تقريب التهذيب 200، وشيخه عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس أصله بربري ثقة ثبت عالم بالتفسير، تقريب التهذيب397] 18 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2 - 393): عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت: لما نزلت تبت يدا أبي لهب أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر، وهي تقول: مذممًا أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا، والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنها لن تراني وقرأ قرآنا فاعتصم به كما قال وقرأ {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45]، فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجائي؟ فقال: لا ورب هذا البيت ما هجاك. فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني بنت سيدها. [درجته: حسن وقد مر معنا]. 19 - قال مسلم (4 - 1878): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمَّد بن عبد الله الأسدي عن إسرائيل عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة نفر فقال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اطرد هؤلاء لا يجترؤن علينا. قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه، فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ- {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام: 52]. 20 - قال البيهقي الكبرى (8 - 209): حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أبو البختري عبد الله بن محمَّد بن شاكر ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا زائدة: عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: إن أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر

وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد -رضي الله عنهم - فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وأوقفوهم في الشمس، فما من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا غير بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وجعل يقول: أحد أحد. [درجته: حسن، رواه: ابن حبان (15 - 558)، وابن أبي شيبة (7 - 252)، وابن ماجه (1 - 53)، والحاكم (3 - 320)، وأحمدُ (1 - 404) عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن، هذا السند: حسن من أجل عاصم بن بهدلة وهو بن أبي النجود الكوفي أبو بكر المقرئ صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون، تقريب التهذيب (1 - 285)، وأعله الدارقطني في علل الدارقطني (5 - 63) حيث جاء ما نصه: وسئل عن حديث زر عن عبد الله قال كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمار وأمه سمية وبلال وصهيب والمقداد الحديث فقال يرويه يحيي بن أبي بكير عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله تفرد به يحيي بن أبي بكير وقال إنه وهم وإنما رواه زائدة عن منصور عن مجاهد قوله وهو ما ألمح به الإِمام ابن معين في تاريخ ابن معين (3 - 320). حيث: يقول حدث يحيى بن أبي بكير عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال أول من أظهر إسلامه سبعة قال يحيي هذا عن منصور عن مجاهد هكذا حدث به الناس وقال في (ص:490): الحديث الذي يرويه بن أبي بكير عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله في قصة عمار إنما يرويه سفيان عن منصور عن مجاهد فقط قال أبو الفضل قصة عمار أول من أظهر إسلامه سبعة قال أبو الفضل هذا باطل إنما هو من رأى مجاهد. وهذا النقد مقبول لو كان يحيي بن بكير قد انفرد بهذا النص -وهو ثقة- ولم يتابع عليه لكنه قد توبع عند الحاكم والبيهقيُّ في الكبرى (8 - 209): ثنا الحسين

بن علي الجعفي ثنا زائدة .. به، فبهذا تصبح رواية مجاهد معضدة لهذه الرواية. 21 - قال ابن إسحاق. سيرة ابن هشام (2 - 162): حدثني حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير قال: قلت لعبد الله بن عباس: أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم؟ قال: نعم والله إن كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالسًا من شدة الضر الذي نزل به حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة حتى يقولوا له آللات والعزى إلهك من دون الله؟ فيقول: نعم حتى إن الجعل ليمر بهم فيقولون له: أهذا الجعل إلهك من دون الله؟ فيقول: نعم افتداء منهم مما يبلغون من جهده. [درجته: أثر حسن وسنده قابل للتحسين، رواه من طريقه البيهقي الكبرى (8 - 209)، هذا الحديث: قابل للتحسين سعيد بن جبير الأسدي مولاهم الكوفي ثقة ثبت فقيه من رجال الشيخين، وروايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين ولم يكمل الخمسين تقريب التهذيب 234 لكن تلميذه حكيم بن جبير الأسدي الكوفي ضعيف تقريب التهذيب 176 وهو حسن الحديث بالشواهد، ويشهد له ما بعده]. 22 - قال أبو نعيم في حلية الأولياء (1 - 144): حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمَّد بن يحيى بن مندة ثنا خالد بن يوسف السمتي ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن الشعبي عن خباب بن الأرت قال لم يكن أحد إلا أعطي ما سألوه يوم عذبهم المشركون إلا خبابًا كانوا يضجعونه على الرضف فلم يسعوا منه شيئًا. [درجته: أثر سنده جيد وانظر التخريج، رواه الطبراني (4 - 77) حدثنا محمَّد بن يحيى بن منده الأصبهاني ثنا خالد بن يوسف السمتي، هذا السند: لا بأس به وخالد وثقه ابن حبان توثيقًا لفظيًا فقال في الثقات (8 - 226): يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه. لكن الحديث رواه الطبري في التفسير (7 - 650) وابن أبي شيبة (7 - 13) من طريق جرير عن مغيرة عن الشعبي مرسلًا، وهو أقوى، كما أن المغيرة كما جاء في أسماء المدلسين (209): مغيرة بن مقسم الضبي قال بن فضيل كان يدلس. لكن الحديث حسن بما قبله].

23 - قال البخاري (3 - 132): حدثني محمَّد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون. 24 - قال الطبراني في المعجم الأوسط (2 - 141): حدثنا أحمد قال حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز المقوم قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي مر بعمار بن ياسر وبأهله وهم يعذبون في الله -عَزَّ وجَلَّ- فقال: أبشروا آل ياسر موعدكم الجنة. لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا هشام ولا عن هشام إلا مسلم تفرد به إبراهيم بن عبد العزيز. [درجته: حسن وفي سنده ضعف، رواه: الحاكم في المستدرك (3 - 438): أخبرنا إبراهيم بن عصمة العدل ثنا السري بن خزيمة ثنا مسلم، هذا السند: رجاله ثقات وقد توبع تلميذ مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي أبو عمرو البصري ثقة مأمون مكثر عمي بأخره، تقريب التهذيب (529)، تابعه السري بن خزيمة عند الحاكم، وهشام بن أبي عبد الله سنبر البصري الدستوائي ثقة ثبت، تقريب التهذيب (573)، لكن أبا الزبير محمَّد بن مسلم بن تدرس الأسدي أبو الزبير المكي صدوق من رجال الشيخين إلا أنه يدلس، تقريب (506)، وقد عنعن ولم يصرح بالسماع من شيخه مما يعني احتمال تدليسه، لكن الحديث حسن بما بعده]. 25 - قال الحارث -زوئد الهيثمي (2 - 923): حدثنا عبد العزيز ثنا القاسم بن الفضل عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبطحاء فأخذ بيدي فانطلقت معه فمر بعمار بن ياسر وبأم عمار وهما يعذبان فقال اصبروا آل ياسر فان مصيركم إلى الجنة.

[درجته: صحيح بغيره وسند الحارث تالف، هذا السند: تالف وفيه انقطاع بين سالم وشيخه عثمان، قال في جامع التحصيل (179): سالم بن أبي الجعد الكوفي مشهور كثير الإرسال عن كبار الصحابة كعمر وعلي وعائشة وابن مسعود وغيرهم - رضي الله عنهم -، قال بن المديني: لم يلق بن مسعود ولم يلق عائشة. وقال أبو زرعة سالم بن أبي الجعد عن عمر وعثمان وعلي مرسل. وقال أحمد بن حنبل: لم يلق ثوبان بينهما معدان بن أبي طلحة وسالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي ثقة وكان يرسل كثيرًا تقريب التهذيب (226)، وتلميذه عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق الجملي المرادي أبو عبد الله الكوفي الأعمى ثقة عابد كان لا يدلس تقريب التهذيب (426) والقاسم بن الفضل بن معدان الحدائي أبو المغيرة البصري ثقة تقريب التهذيب (451)، والحديث بعد ذلك حسن بغيره نظرًا لشدة ضعف شيخ الحارث. عبد العزيز بن أبان بن محمَّد بن عبد الله بن سعيد بن العاص الأموي السعيدي أبو خالد الكوفي نزيل بغداد متروك وكذبه بن معين وغيره تقريب التهذيب (356). ثم وجدت متابعة للقاسم بن الفضل، تابعه الإمام الأعمش وهو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي أبو محمَّد الكوفي ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس، تقريب التهذيب (254)، عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (43 - 369): أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمَّد بن أبي عثمان وأبو طاهر أحمد بن محمَّد بن إبراهيم بن القصاري ح وأخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن القصاري أنا أبي أبو طاهر أحمد بن محمَّد بن إبراهيم الخوارزمي قالا: أنا أبو القاسم الصرصري نا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأنماطي ح وأخبرنا أبو صالح الحنوي وأبو بكر اللفتواني قالا أنا رزق الله بن عبد الوهاب أنا أحمد بن محمَّد من بن أحمد نا علي بن محمَّد بن عبيد نا علي بن إسماعيل بن الحكم وأحمدُ بن حرب ونا أحمد بن محمَّد بن عمار الكوفي قالوا: نا العباس بن محمَّد نا محمَّد بن الصلت نا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال قال عثمان مررت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعمار وأبيه وأمه وهم وفي حديث ابن عبيد عن عثمان بن عفان قال كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمر بعمار بن ياسر وأمه وأبيه يعذبون فقال اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة. وتلميذ الأعمش هو: منصور بن أبي الأسود الليثي الكوفي صدوق رمي بالتشيع تقريب التهذيب (546) ومحمَّد بن الصلت بن الحجاج الأسدي أبو جعفر الكوفي الأصم ثقة تقريب

التهذيب (484) والعباس بن محمَّد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي خوارزمي الأصل ثقة حافظ، تقريب التهذيب (294) فالحديث بهذه المتابعة وبالشواهد صحيح. 26 - قال الطبراني في المعجم الكبير 241 - 303): حدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أسد بن خالد عن سليمان بن قرم عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زناد عن عبد الله بن الحارث عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأبي عمار وأم عمار: "اصبروا آل ياسر موعدكم الجنة". [درجته: حسن بغيره وسنده ضعيف، هذا السند: فيه ضعف، عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي أبو محمَّد المدني أمير البصرة له رؤية ولأبيه وجده صحبة قال بن عبد البر أجمعوا على ثقته، تقريب التهذيب (299)، وعبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيهًا، تقريب التهذيب (340) وتلميذه الأعمش هو: سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي أبو محمَّد الكوفي ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس، تقريب التهذيب (254) وسليمان بن قرم بن معاذ أبو داود البصري النحوي ومنهم من ينسبه إلى جده سيء الحفظ، التقريب (253) لكن الحافظ قال عن تلميذه أسد بن خالد: شيخ خراساني لا يدري من هو، لسان الميزان (382). فالسند فيه جهالة، وتلميذه إبراهيم بن سعيد الجوهري أبو إسحاق الطبري نزيل بغداد ثقة حافظ تكلم فيه بلا حجة تقريب التهذيب (89)، وشيخ الطبرني محمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الملقب بـ (مطين) هو: الحافظ الكبير أبو جعفر الكوفى رأى أبا نعيم وسمع أحمد بن يونس ويحيي الحماني ويحيي بن بشر الحريري وسعيد بن عمرو الأشعثى وكان من أوعية العلم حدث عنه أبو بكر النجاد وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي علي بن حسان الدمي وعلي بن عبد الرحمن البكائي وعدة وقد صنف المسند وغير ذلك وله تاريخ صغير قال أبو بكر بن أبي دارم الحافظ كتبت عن مطين مائة ألف حديث وسئل عنه الدارقطني فقال: ثقة جبل، تذكرة الحفاظ (2 - 662)، وللدارقطني نقد للسند حيث يقول في جاء العدل (3 - 39): وسئل عن حديث عبد الله بن الحارث عن عثمان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمار وأبيه وأمه وهم يعذبون اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة فقال هكذا رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري عن حسين بن محمَّد المروذي عن سليمان بن قرم عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن عثمان

والصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهذا يعني أن كلمة بن أبي الزناد تصحيف وغلط، وعبد الرحمن بن أبي زياد قال عنه ابن أبي حاتم: أدرك بن عمرو وروى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى روى عنه الأعمش سمعت أبى يقول ذلك نا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إلي نا عثمان بن سعيد قال قلت ليحيى بن معين عبد الرحمن بن أبى زياد الذي روى عنه الأعمش ما حاله فقال: ثقة. الجرح والتعديل (5 - 236)، والحديث بعد ذلك حسن بما بعده وبما قبله]. 27 - قال ابن إسحاق 169: فحدثني رجال من آل عمار بن ياسر: أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبد الله بن مخزوم على الإسلام وهي تأبى غيره حتى قتلوها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمر بعمار وبأمه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول: "صبرًا آل ياسر موعدكم الجنة". [رواه من طريقه البيهقي في شعب الإيمان (2 - 239)، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد ثنا يونس عن ابن إسحاق، درجته: مرسل لم يذكر شيوخ ابن إسحاق عمن أخذوا هذا الخبر لكنه حسن بما قبله وما بعده]. 28 - قال في الاستيعاب (4 - 1589): ومن حديث ابن شهاب عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذون في الله فقال لهم: "صبرا يا آل ياسر إن موعدكم الجنة". [درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح، إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي تابعي ثقة تقريب التهذيب 108 ووالده صحابي]. 29 - قال في الاستيعاب (4 - 1864): حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا أحمد بن محمَّد حدثنا معن بن يحيى حدثنا يحيي بن بكير وحميد بن علي البجلي قالا حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو صخر عن أبي معاوية البجلي عن أبي رزين عن عبد الله بن مسعود عنه قال: إن أبا جهل طعن بحربة في فخد سمية أم عمار حتى بلغت فرجها فماتت. فقال عمار: يا رسول الله بلغ منا أو بلغ منها العذاب كل مبلغ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صبرا أبا اليقظان اللَّهم لا تعذب أحدًا من آل ياسر بالنار".

[درجته: في سنده ضعف، هذا السند: فيه ضعف من أجل ابن لهيعة وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه، ورواية بن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما تقريب التهذيب (319) وممن روى عنه قبل اختلاطه: عبد الله بن يزيد المقري، وقتيبة بن سعيد، وعثمان بن صالح السهمي انظر تهذيب التهذيب (5 - 329)، والقصة صحيحة لكن بغير هذا اللفظ]. 30 - قال في الإصابة (6 - 639): أخرج أبو أحمد الحاكم من طريق عقيل عن الزهري عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذون في الله تعالى فقال لهم: "صبرا يا آل ياسر، صبرا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة" وأخرج أحمد في الزهد من طريق يوسف بن ماهك نحوه مرسلًا. [درجته: هذا السند صحيح، هذا السند: صحيح عُقيل بن خالد بن عقيل الأيلي أبو خالد الأموي مولاهم ثقة ثبت تقريب التهذيب (396)، وابن شهاب الزهري هو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس طبقته تقريب (506)، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي تابعي صغير ثقة تقريب التهذيب (108)، ووالده عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي أحد الأجواد ولد بأرض الحبشة وله صحبة تقريب التهذيب (298)]. 31 - قال البخاري (2 - 736): حدثنا محمَّد بن بشار حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال: كنت قينا في الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه، قال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث. قال: دعني حتى أموت وأبعث فسأوتى مالًا وولدًا فأقضيك. فنزلت: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}. 32 - قال ابن أبي شيبة (7 - 337): حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل عن قيس قال: اشترى أبو بكر يعني بلالًا بخمسة أواقي وهو مدفون بالحجاوة. قالوا: لو أبيت إلا أوقية لبعنا له. فقال: لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته.

[درجته: مسنده صحيح، رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (1 - 38) حدثنا محمَّد بن أحمد بن الحسن ثنا محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي أبو بكر وسعيد بن عمر قالا ثنا سفيان هذا السند: صحيح وقد صححه الحافظ في فتح الباري -ابن حجر 7 - صفحة 99 فقال: روى أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد صحيح عن قيس]. وهو كما قال -رحمه الله-، فسفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمَّد الكوفي ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بأخرة وكان ربما دلس لكن عن الثقات من رؤوس طبقته وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار، تقريب التهذيب (1 - 245) وشيخه إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي البجلي ثقة ثبت تقريب التهذيب (107) وشيخه مخضرم عاش الجاهلية والإسلام وعمر، وهو قيس بن أبي حازم البجلي أبو عبد الله الكوفي ثقة من الثانية مخضرم ويقال له رؤية وهو الذي يقال إنه اجتمع له أن يروي عن العشرة تقريب التهذيب (456). 33 - قال البخاري (3 - 1402): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في مسجد الكوفة يقول: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر، ولو أن أحدًا أرفض للذي صنعتم بعثمان لكان. 34 - قال ابن أبي شيبة (7 - 337): حدثنا سفيان عن مسعر عن قيس عن طارق بن شهاب قال: كان خباب من المهاجرين وكان ممّن يعذب في الله. [درجته: سنده صحيح، رواه البيهقي في شعب الإيمان (2 - 239)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (1 - 359)، هذا السند: صحيح وقد رواه البيهقي من طريق ابن أبي شيبة: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو منصور محمَّد بن القاسم الصبغي ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وفي الحلية قال: حدثنا محمَّد بن أحمد بن الحسن ثنا محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سعيد بن عمرو ثنا سفيان بن عيينة .. به وسفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمَّد الكوفي ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بأخرة وكان ربما دلس لكن عن الثقات من رؤوس طبقته وكان أثبت الناس في عمرو

إسلام أبى ذر

ابن دينار، تقريب التهذيب (1 - 245) وشيخه مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي أبو سلمة الكوفي ثقة ثبت فاضل من رجال الشيخين (528) وقيس بن مسلم الجدلي أبو عمرو الكوفي ثقة تقريب التهذيب (458) وطارق بن شهاب بن عبد شمس البجلي الأحمسي أبو عبد الله الكوفي قال أبو داود رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه تقريب التهذيب (281) وروايته عن الصحابة - رضي الله عنهم -]. 35 - قال ابن أبي شيبة (7 - 337): حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي قال: جاء خباب إلى عمر فقال: ادنه فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار. قال فجعل خباب يريه آثارًا في ظهره مما عذبه المشركون. [درجته: سنده صحيح، رواه: ابن سعد الطبقات الكبرى (3 - 165)، وابن ماجه (1 - 54)، وأحمدُ في فضائل الصحابة (2 - 857) من طرق عن وكيع، هذا السند: صحيح أبو ليلى الكندي الكوفي يقال هو سلمة بن معاوية وقيل بالعكس وقيل سعيد بن بشر وقيل المعلى ثقة من كبار التابين تقريب التهذيب (669) وأبو إسحاق السبيعي هو عمرو بن عبد الله بن عبيد ويقال علي ويقال بن أبي شعيرة الهمداني تابعي ثقة مكثر عابد اختلط بأخره تقريب التهذيب (423) وسفيان إمام معروف ووكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي ثقة حافظ عابد من كبار طبقته تقريب التهذيب (581)]. إسلام أبى ذر 1 - قال مسلم (4 - 1919): حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا سليمان بن المغيرة أخبرنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال: قال: أبو ذر خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا فنزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس، فجاء خالنا فنثا علينا الذي قيل له فقلت أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا جماع لك فيما بعد، فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها وتغطى خالنا ثوبه فجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها، فأتينا الكاهن فخير، أنيسًا فأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها قال: وقد صليت يا بن أخي قبل أن

ألقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث سنين قلت: لمن؟ قال: لله. قلت: فأين توجه؟ قال: أتوجه حيث يوجهني ربي، أصلى عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس، فقال أنيس: أن لي حاجة بمكة فاكفني فانطلق أنيس حتى أتى مكة، فراث علي ثم جاء فقلت: ما صنعت؟ قال: لقيت رجلًا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله. قلت: فما يقول الناس؟ قال: يقولون شاعر كاهن ساحر، وكان أنيس أحد الشعراء. قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتم على لسان أحد بعدي أنه شعر، والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون. قال قلت: فاكفني حتى أذهب فأنظر. قال: فأتيت مكة فتضعفت رجلًا منهم فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ فأشار إلي فقال: الصابئ؟ فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيًا علي، قال فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر، قال فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء وشربت من مائها ولقد لبثت يا بن أخي ثلاثين بين ليلة ويوم ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع، قال: فبينا أهل مكة في ليلة قمراء أضحيان إذ ضرب على أسمختهم فما يطوف بالبيت أحد، وامرأتين منهم تدعوان إسافًا ونائلة قال فأتتا علي في طوافهما فقلت: أنكحا أحدهما الأخرى. قال فما تناهتا عن قولهما، قال فاتتا علي فقلت: هن مثل الخشبة غير أني لا أكني، فانطلقتا تولولان وتقولان: لو كان ها هنا أحد من أنفارنا. قال: فاستقبلهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وهما هابطان، قال: ما لكما؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها. قال ما قال لكما؟ قالتا: إنه قال لنا كلمة تملا الفم. وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى استلم الحجر وطاف بالبيت هو وصاحبه ثم صلى، فلما قضى صلاته قال أبو ذر: فكنت أنا أول من حياه بتحية الإِسلام، قال فقلت: السلام عليك يا رسول الله. فقال: وعليك ورحمة الله. ثم قال: من أنت؟ قال قلت: من غفار، قال فأهوى بيده فوضع أصابعه على جبهته فقلت في نفسي كره أن انتميت إلى غفار، فذهبت آخذ بيده فقدعني صاحبه وكان

أعلم به مني، ثم رفع رأسه ثم قال: متى كنت ها هنا قال قلت: قد كنت ها هنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم. قال: فمن كان يطعمك. قال قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما أجد على كبدي سخفة جوع. قال: إنها مباركة إنها طعام طعمة. فقال أبو بكر: يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة. فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وانطلقت معهما ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، وكان ذلك أول طعام أكلته بها ثم غبرت ما غبرت، ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه قد وجهت لي أرض ذات نخل لا أراها إلا يثرب، فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم؟ فأتيت أنيسًا فقال: ما صنعت؟ قلت: صنعت أني قد أسلمت وصدقت. قال: ما بي رغبة عن دينك فإني قد أسلمت وصدقت، فأتينا أمنًا فقالت ما بي رغبة عن دينكما فإني قد أسلمت وصدقت، فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارًا فأسلم نصفهم وكان يؤمهم إيماء بن رحضة الغفاري وكان سيدهم، وقال نصفهم: إذا قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أسلمنا، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فأسلم نصفهم الباقي، وجاءت أسلم فقالوا: يا رسول الله أخوتنا نسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "غفار غفر الله لها واسلم سالمها الله". 2 - قال البخاري (3 - 1294): حدثنا زيد هو بن أخزم قال أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني مثني بن سعيد القصير قال حدثني أبو جمرة قال قال لنا بن عباس: ألا أخبركم بإسلام أبي ذر؟ قال قلنا: بلى. قال قال أبو ذر: كنت رجلًا من غفار فبلغنا أن رجلًا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره، فانطلق فلقيه ثم رجع، فقلت ما عندك؟ فقال: والله لقد رأيت رجلًا يأمر بالخير وينهى عن الشر. فقلت له: لم تشفني من الخبر، فأخذت جرابًا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد، قال فمر بي علي فقال: كأن الرجل غريب. قال قلت: نعم. قال: فانطلق إلى المنزل. قال: فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره، فلما أصبحت غدوت إلى

المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء، قال: فمر بي علي. فقال: أما نال للرجل يعرف منزله بعد؟ قال قلت: لا. قال: انطلق معي قال فقال: ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة؟ قال قلت له: إن كتمت علي أخبرتك. قال: فإني أفعل. قال قلت له: بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه فقال له أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدًا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت، فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت له اعرض علي الإسلام، فعرضه فأسلمت مكاني. فقال لي: يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلا بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل. فقلت: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم، فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال: يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ. فقاموا فضربت لأموت. فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم. فقال: ويلكم تقتلون رجلًا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني. فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس. قال: فكان هذا أول إسلام أبي ذر -رحمه الله-. 3 - قال البخاري (3 - 1401): حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا المثنى عن أبي جمرة عن بن عباس - رضي الله عنه - لما بلغ أبا ذر مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني. فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلامًا ما هو بالشعر. فقال: ما شفيتني مما أردت. فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد فالتمس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل، فرآه علي فعرف أنه غريب فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى

إسلام عمر

أصبح، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أمسى فعاد إلى مضجعه، فمر به علي فقال أما نال للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب به معه لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان يوم الثالث فعاد علي مثل ذلك، فأقام معه ثم قال: ألا تحدثني ما الذي أقدمك؟ قال: إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدنني فعلت. ففعل، فأخبره قال: فإنه حق وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئًا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري. قال: والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس فأكب عليه قال ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وأن طريق تجاركم إلى الشام، فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه. إسلام عمر 1 - قال البخاري (3 - 1402): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في مسجد الكوفة يقول: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإِسلام قبل أن يسلم عمر، ولو أن أحدًا أرفض للذي صنعتم بعثمان لكان. 2 - قال البخاري (3 - 1403): حدثني محمَّد بن كثير أخبرنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عَبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم. 3 - قال البخاري (3 - 1403): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعته قال: قال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: لما أسلم عمر اجتمع الناس عند داره وقالوا: صبأ عمر وأنا غلام فوق ظهر بيتي، فجاء رجل عليه قباء من ديباج فقال: قد صبأ

عمر فما ذاك فأنا له جار قال فرأيت الناس تصدعوا عنه. فقلت: من هذا؟ قالوا: العاص بن وائل. 4 - قال البخاري (3 - 1403): حدثنا يحيي بن سليمان قال حدثني بن وهب قال حدثني عمر أن سالمًا حدثه عن عبد الله بن عمر قال: ما سمعت عمر لشيء قط يقول إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن، بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال: لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم علي الرجل، فدعي له فقال له ذلك. فقال: ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم قال فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال كنت كاهنهم في الجاهلية قال: فما أعجب ما جاءتك به جنيتك؟ قال: بينما أنا يومًا في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع فقالت: ألم تر الجن وإبلاسها، ويأسها من بعد إنكاسها، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها. قال عمر: صدق بينما أنا عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخًا قط أشد صوتًا منه يقول: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح يقول: لا إله إلا أنت. فوثب القوم. قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح يقول: لا إله إلا الله. فقمت فما نشبنا أن قيل: هذا نبي. 5 - قال ابن حبان (15 - 305): أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الرحمن بن معروف حدثنا زيد بن الحباب حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت قال: سمعت نافعًا يذكر عن بن عمر قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهم أعز الدين بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب. [درجته: سنده صحيح، رواه الترمذيُّ (5 - 617)، وأحمدُ (2 - 95)، وعبد بن حميد (245) من طرق عن خارجة والحاكم (3 - 89)، هذا السند: قوي فخارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري أبو زيد المدني وقد ينسب إلى جده صدوق له أوهام، تقريب التهذيب 186 ولم ينفرد فقد توبع عند الحاكم حيث قال: حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا محمَّد بن إسحاق الصغاني ثنا شبابة بن سوار ثنا المبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن نافع لكنه لم يذكر أبا جهل

عند الحاكم، ونافع أبو عبد الله المدني مولى بن عمر تابعي ثقة ثبت فقيه مشهور من رجال الشيخين، تقريب التهذيب 559]: 6 - قال في أمالي المحاملي (1 - 74): حدثنا عبد الله بن شبيب حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثني أبو بكر ابن أبي أويس حدثني أبي عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه عن أم عبد الله بنت أبي حثمة قالت: والله إنا لنرتحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف علي، قالت وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وغلظة علينا فقال: إنه الانطلاق يا أم عبد الله؟ قالت قلت: نعم والله لنخرجن من أرض الله -عَزَّ وجَلَّ-، آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله -عَزَّ وجَلَّ- لنا فرجًا. قال عمر -رحمه الله-: صحبكم الله. ورأيت فيه رقة لم أرها منه قط. قالت: فلما رجع ابن ربيعة من حاجته قلت: يا أبا عبد الله لو رأيت عمر بن الخطاب آنفا ورقته وحزنه علينا؟ فقال: عمر؟ فقلت: نعم. قال عامر: كأنك طمعت في إسلام عمر قالت قلت: نعم. فقال لها: لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب إياسًا منه لما كان يرى من غلظته علينا وجفائه بنا. [درجته: انظر ما بعده]: 7 - قال ابن إسحاق (2 - 160): حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن عبد العزيز بن عبد الله عن عبد الله عامر ابن ربيعة عن أمه ليلى قالت: كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا، فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة جاءني عمر بن الخطاب وأنا على بعيري نريد أن نتوجه فقال: أين يا أم عبد الله؟ فقلت له: آذيتمونا في ديننا فنذهب إلى أرض الله -عَزَّ وجَلَّ- حيث لا نؤذى في عبادة الله. فقال: صحبكم الله. فذهب ثم جاءني زوجي عامر بن ربيعة فأخبرته بما رأيت من رقة عمر فقال: أترجين يسلم؟ فقلت: نعم. فقال: والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب. [درجته: هذه القصة رواها ابن إسحاق (سيرة ابن كثير 2/ 33) (والمغازي والسيرة لابن إسحاق واللفظ له 181)، صرح فيه ابن إسحاق بالسماع وقد توبع في الحديث السابق في أمالي

المحاملي (1 - 74) حيث قال: حدثنا عبد الله بن شبيب حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثني أبو بكر ابن أبي أويس حدثني أبي عن عبد الرحمن بن الحارث وشيخ ابن إسحاق تابعي ثقة قال عنه الحافظ في: عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي أبو محمَّد المدني له رؤية وكان من كبار ثقات التابعين تقريب التهذيب (1 - 338). وسند هذه القصة تاريخيًا صحيح لكن حسب المصطلح العلمي للحديث الدقيق: فيه ضعف يسير من أجل التابعي عبد العزيز بن عبد الله فهو يحتاج إلى توثيق فقد سكت عنه ابن أبي حاتم (5/ 385) وابن حبان الذي أورده في الثقات (7/ 115) لكنني أوردتها لأنه تابعي كبير ولأنه يروي هذه القصة عن أمه - جدته وهو غير الذي ذكره البلاذري]. 8 - قال ابن إسحاق (2 - 164): حدثني نافع عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر بن الخطاب قال: أي أهل مكة أنقل للحديث؟ قالوا: جميل بن معمر الجمحي. فخرج عمر وخرجت وراء أبي وأنا غليم أعقل كلما رأيت، حتى أتاه فقال: يا جميل هل علمت أني أسلمت؟ فوالله ما راجعه الكلام حتى قام يجر رداءه، وخرج عمر معه وأنا مع أبي، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش إن عمر قد صبا. فقال عمر: كذبت ولكني أسلمت. فبادروه فقاتلهم وقاتلوه حتى قامت الشمس على رؤوسهم وبلح فجلس وعرشوا على رأسه قيامًا وهو يقول: اصنعوا ما بدا لكم، فأقسم بالله لو قد كنا ثلاث مائة رجل لقد تركتموها لنا أو تركناها لكم. فبيناهم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة وقميص قومسي فقال: مه. فقالوا: خيرًا عمر بن الخطاب صبا. فقال: فمه رجل اختار لنفسه دينًا أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبكم؟ هكذا عن الرجل. فوالله لكأنما كان ثوب كشف عنه، فلما قدمنا المدينة قلت: يا أبة من الرجل صاحب الحلة الذي صرف القوم عنك؟ قال: ذاك العاصي بن وائل السهمي. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه ابن حبان (15 - 302)، وابن حنبل في فضائل الصحابة (1 - 281)، هذا السند: صحيح، ابن إسحاق لم يدلس بل صرح بالسماع من شيخه، وشيخه نافع أبو عبد الله المدني مولى بن عمر تابعي ثقة ثبت فقيه مشهور تقريب التهذيب 559].

9 - قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (3 - 270): أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى ومحمَّد ابنا عبيد قالوا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر قال محمَّد بن عبيد في حديثه: لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا نصلي. [درجته: سنده صحيح، هذا السند: سنده صحيح، إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت، تقريب التهذيب (107)]. 10 - قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (3 - 270): أخبرنا يعلى ومحمَّد ابنا عبيد وعبيد الله بن موسى والفضل بن دكين ومحمَّد بن عبد الله الأسدي قالوا أخبرنا مسعر عن القاسم بن عبد الرحمن قال قال عبد الله بن مسعود: كان إسلام عمر فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، وكانت إمارته رحمة، لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا. [درجته: سنده منقطع ورجاله ثقات وهو حسن بما قبله، هذا السند: منقطع، القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي أبو عبد الرحمن الكوفي ثقة عابد، تقريب التهذيب 450 لكنه لم يسمع من جده وتلميذه مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي أبو سلمة الكوفي ثقة ثبت فاضل، تقريب التهذيب 528. لكن الحديث حسن بما قبله]. 11 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 90): حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: والله ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين حتى أسلم عمر. [درجته: حديثٌ حسنٌ، هذا السند: وهم من المسعودي أو عاصم فقد رواه ابن سعد دون كلمة أبيه فقال -رحمه الله- في الطبقات الكبرى (3 - 270): كما في الحديث السابق: أخبرنا يعلى ومحمَّد ابنا عبيد وعبيد الله بن موسى والفضل بن دكين ومحمَّد بن عبد الله الأسدي قالوا أخبرنا مسعر عن القاسم بن عبد الرحمن قال قال عبد الله بن مسعود. ومسعر أوثق أهل عصره لدرجة أن يقول سفيان

الهجرة إلى الحبشة

الثوري: كنا إذا اختلفنا في شيء سألنا مسعرًا عنه وقال شعبة كنا نسمي مسعرًا المصحف انظر تهذيب الكمال (27 - 466)، وهذا يعني احتمال الانقطاع لكن للحديث شاهد عنده يقويه وهو ما قبله]. الهجرة إلى الحبشة 1 - قال ابن إسحاق (4 - 193): حدثني الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة زوج النبي أنها قالت: لما ضاقت علينا مكة وأوذي أصحاب رسول الله وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم، وأن رسول الله لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله: إن بأرض الحبشة ملكًا لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه فخرجنا إليها أرسالا حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمنا على ديننا ولم نخش منه ظلمًا، فلما رأت قريش أن قد أصبنا دارًا وأمنًا أجمعوا على أن يبعثوا إليه فينا ليخرجنا من بلاده وليردنا عليهم، فبعثوا عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة فجمعوا له هدايا ولبطارقته، فلم يدعوا منهم رجلًا إلا هيئوا له هدية على ذي حدة، وقالوا لهما: ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا فيهم، ثم ادفعوا إليه هداياه، وإن استطعتم أن يردهم عليكما قبل أن يكلمهم فافعلا. فقدما عليه فلم يبق بطريق من بطارقته إلا قدموا إليه هديته وكلموه وقالوا له: إنا قدمنا على هذا الملك في سفهاء من سفهائنا فارقوا أقوامهم في دينهم ولم يدخلوا في دينكم، فبعثنا قومهم فيهم ليردهم الملك عليهم، فإذا نحن كلمناه فأشيروا عليه بأن يفعل. فقالواة نفعل. ثم قدما إلى النجاشي هداياه وكان أحب ما يهدى إليه من مكة الأدم، فلما أدخلوا عليه هداياه قالوا له: أيها الملك إن فتية منا سفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه، وقد لجئوا إلى بلادك فبعثنا إليك فيهم عشائرهم آباؤهم وأعمامهم وقومهم لتردهم عليهم، فهم أعلى بهم عينا. فقالت بطارقته: صدقوا أيها الملك لو رددتهم عليهم كانوا هم أعلى بهم عينًا، فإنهم لم يدخلوا في دينك فتمنعهم بذلك. فغضب ثم قال: لا، لعمرو الله

لا أردهم عليهم حتى أدعوهم وأكلمهم وأنظر ما أمرهم، قوم لجئوا إلى بلادي واختاروا جواري على جوار غيري، فإن كانوا كما يقولون رددتهم عليهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم ولم أدخل بينهم وبينهم ولم أنعمهم عينا. فأرسل إليهم النجاشي فجمعهم، ولم يكن شيء أبغض إلى عمرو بن العاص وعبد الله ابن أبي ربيعة من أن يسمع كلامهم، فلما جاءهم رسول النجاشي اجتمع القوم فقالوا: ماذا تقولون؟ فقالوا: وماذا نقول، نقول والله ما نعرف وما نحن عليه من أمر ديننا وما جاء به نبينا كائن في ذلك ما كان. فلما دخلوا عليه كان الذي تكلمه منهم جعفر بن أبي طالب، فقال له النجاشي، ما هذا الدين الذي أنتم عليه؟ فارقتم دين قومكم ولم تدخلوا في يهودية ولا نصرانية، فما هذا الدين؟ فقال جعفر: أيها الملك كنا قومًا على الشرك نعبد الأوثان ونأكل الميتة ونسيء الجوار ونستحل المحارم بعضنا من بعض في سفك الدماء وغيرها، لا نحل شيئًا ولا نحرمه، فبعث الله إلينا نبيا من أنفسنا نعرف وفاءه وصدقه وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونصل الرحم ونحسن الجوار ونصلي ونصوم، ولا نعبد غيره، فقال: هل معك شيء مما جاء به؟ وقد دعا أساقفتة فأمرهم فنشروا المصاحف حوله. فقال له جعفر: نعم. قال: هلم فاتل علي ما جاء به، فقرأ عليه صدرًا من {كهيعص} فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتي أخضلوا مصاحفهم، ثم قال: إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي جاء بها موسى، انطلقوا راشدين لا والله لا أردهم عليكم ولا أنعمكم عينا. فخرجا من عنده وكان أتقى الرجلين فينا عبد الله بن أبي ربيعة فقال له عمرو بن العاص: والله لآتينه غدًا بما استأصل به خضراءهم، لأخبرنه أنهم يزعمون أن إلهه الذي يعبد (عيسى بن مريم) عبد فقال له عبد الله بن أبي ربيعة وكان أتقى الرجلين: لا تفعل فإنهم وإن كانوا خالفونا فإن لهم رحمًا ولهم حقًا. فقال: والله لأفعلن. فلما كان الغد دخل عليه فقال: أيها الملك إنهم يقولون في عيسى قولًا عظيمًا، فأرسل إليهم فسلهم عنه. فبعث إليهم ولم ينزل بنا مثلها. فقال بعضنا لبعض: ماذا تقولون له

في عيسى إن هو سألكم عنه؟ فقالوا: نقول والله الذي قاله فيه والذي أمرنا نبينا أن نقوله فيه، فدخلوا عليه وعنده بطارقته فقال: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر: نقول هو عبد الله ورسوله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول. فدلى النجاشي يده إلى الأرض فأخذ عويدًا بين أصبعيه فقال: ما عدا عيسى بن مريم مما قلت هذا العود. فتناخرت بطارقته فقال: وإن تناخرتم والله، اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي (والسيوم الآمنون) ومن سبكم غرم، ومن سبكم غرم، ومن سبكم غرم، ثلاثًا ما أحب أن لي دبيرًا وإني آذيت رجلًا منكم والدبير (بلسانهم الذهب) فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه، ولا أطاع الناس في فأطيع الناس فيه، ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لنا بها، واخرجا من بلادي، فخرجا مقبوحين مردود عليهما ما جاءا به فأقمنا مع خير جار في خير دار. فلم ينشب أن خرج عليه رجل من الحبشه ينازعه في ملكه، فوالله ما علمنا حزنًا قط كان أشد منه فرقًا أن يظهر ذلك الملك عليه فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرف، فجعلنا ندعو الله ونستنصره للنجاشي، فخرج إليه سائرًا فقال أصحاب رسول الله لبعض: من رجل يخرج فيحضر الوقعة حتى ينظر على من تكون؟ فقال الزبير وكان من أحدثهم سنًا: أنا فنفخوا له قربة فجعلها في صدره، ثم خرج يسبح عليها في النيل حتى خرج من شقه الآخر إلى جنب التقاء الناس، فحضر الوقعة فهزم الله ذلك الملك وقتله، وظهر النجاشي عليه فجاءنا الزبير فجعل يلمح إلينا بردائه ويقول: ألا أبشروا فقد أظهر الله النجاشي فوالله ما علمنا فرحنا بشيء قط فرحنا بظهور النجاشي، ثم أقمنا عنده حتى خرج من خرج منا راجعًا إلى مكة وأقام من أقام. [درجته: سنده صحيح، رواه: البيهقي في الكبري (9 - 9)، هذا السند: صحيح ابن إسحاق لم يعنعن بل صرح بسماعه من شيخه الإمام المعروف: الزهري وهو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس طبقته تقريب التهذيب 506 وشيخه هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن

الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي المدني ثقة فقيه عابد، تقريب التهذيب 623]. 2 - فقال أحمد (1 - 461): حدثنا حسن بن موسى قال سمعت حديجا أخا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة عن بن مسعود قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلًا فيهم عبد الله بن مسعود وجعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وأبو موسى فأتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية فلما دخلا على النجاشي سجدا له، ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ثم قالا له: إن نفرًا من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا. قال: فأين هم؟ قال: هم في أرضك فابعث إليهم. فبعث إليهم فقال جعفر: أنا خطيبكم اليوم. فاتبعوه فسلم ولم يسجد فقالوا له: مالك لا تسجد للملك؟ قال إنا لا نسجد إلا لله -عَزَّ وجَلَّ- قال: وما ذاك؟ قال: إن الله -عَزَّ وجَلَّ- بعث إلينا رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأمرنا أن لا نسجد لأحد إلا لله -عَزَّ وجَلَّ-: وأمرنا بالصلاة والزكاة قال عمرو بن العاص: فإنهم يخالفونك في عيسى بن مريم. قال: ما تقولون في عيسى بن مريم وأمه؟ قالوا: نقول كما قال الله -عَزَّ وجَلَّ- هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشر ولم يفرضها ولد قال: فرفع عودًا من الأرض ثم قال: يا معشر الحبشة والقسيسن والرهبان والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما يسوي هذا. مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله فإنه الذي نجد في الإنجيل، وأنه الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم، انزلوا حيث شئتم، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه وأوضئه، وأمر بهدية الآخرين فردت إليهما ثم تعجل عبد الله ابن مسعود حتى أدرك بدرًا وزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استغفر له حين بلغه موته. [درجته: حديثٌ حسنٌ وفي سنده ضعف، رواه سعيد بن منصور (2 - 227) أخبرنا حديج، هذا السند: حسن من أجل حديج قال الحافظ في تقريب التهذيب 154: حديج بن معاوية بن حديج مصغرًا أخو زهير صدوق يخطئ. لكن عند مراجعة ترجمته نجده أقل رتبة من ذلك فلعله سيء الحفظ، قال الحافظ في تهذيب التهذيب (2 - 191): قال أحمد لا أعلم إلا خيرًا وقال بن معين ليس

بشيء وقال أبو حاتم محله الصدق وليس مثل أخيه في بعض حديثه ضعف يكتب حديثه وقال البخاري يتكلمون في بعض حديثه وقال النسائي ضعيف، ليس بالقوي وقال ابن سعد كان ضعيفًا في الحديث وقال الآجري عن أبي داود كان زهير لا يرضى حديجا وقال الدارقطنيُّ غلب عليه الوهم وقال ابن حبان منكر الحديث كثير الوهم على قلة روايته وقال البزار سيء الحفظ. ولذلك فرتبة صدوق يخطئ تعني أنه حسن الحديث إذا لم يخالف وهو ما يخالف تفاصيل ترجمته، لكن الحديث حسن بما بعده]. 3 - فقال ابن أبي شيبة (7 - 350): حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي قال فبلغ ذلك قومنا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد وجمعوا للنجاشي هدية، فقدمنا وقدما على النجاشي فأتوه بهديته، فقبلها وسجدوا ثم قال له عمرو بن العاص: إن قومًا منا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك. فقال لهم النجاشي: في أرضي؟ قالوا: نعم. فبعث إلينا فقال لنا جعفر: لا يتكلم منكم أحد أنا خطيبكم اليوم. قال: فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلسه وعمرو بن العاص عن يمينه وعمارة عن يساره والقسيسون والرهبان جلوس سماطين، وقد قال له عمرو بن العاص وعمارة إنهم لا يسجدون لك: قال: فلما انتهينا إليه زبرنا من عنده من القسيسين والرهبان. اسجدوا للملك. فقال جعفر: لا نسجد إلا لله. فلما انتهينا إلى النجاشي قال: ما يمنعك أن تسجد؟ قال: لا نسجد إلا لله. قال له النجاشي وما ذاك؟ قال: إن الله بعث فينا رسوله وهو الرسول الذي بشر فيه عيسى ابن مريم برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد، فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئًا ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر، قال: فأعجب النجاشي قوله فلما رأى ذلك عمرو بن العاص قال: أصلح الله الملك إنهم يخالفونك في ابن مريم، فقال النجاشي لجعفر: ما يقول صاحبك في ابن مريم؟ قال: يقول فيه قول الله هو روح الله وكلمته أخرجه من البتول العذراء التي لم يقربها بشر. قال: فتناول النجاشي عودًا من الأرض فقال: يا معشر

القسيسن والرهبان ما يزيد ما يقول هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه، مرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول الله والذي بشر به عيسى ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه. امكثوا في أرضي ما شئتم وأمر لنا بطعام وكسوة وقال: ردوا على هذين هديتهما. قال: وكان عمرو بن العاص رجلًا قصيرًا وكان عمارة بن الوليد رجلًا جميلا، قال: فأقبلا في البحر إلى النجاشي، قال: فشربوا قال: ومع عمرو بن العاص امرأته فلما شربوا الخمر قال عمارة لعمرو: مر امرأتك فلتقبلني. فقال له عمرو: ألا تستحي؟ فأخذه عمارة فرمى به في البحر، فجعل عمرو يناشده حتى أدخله السفينة، فحقد عليه عمرو ذلك، فقال عمرو للنجاشي: إنك إذا خرجت خلف عمارة في أهلك. قال: فدعا النجاشي بعمارة فنفخ في إحليله فصار مع الوحش. [درجته: سنده صحيح، رواه عبد بن حميد (1 - 193)، هذا السند: صحيح فعبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق سند صحيح وهو من أسانيد صحيح البخاري (2 - 676)، وأبو إسحاق عن عن بن أبي موسى عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - سند صحيح من أسانيد البخاري (5 - 2350)، وقال أبو حاتم عبيد الله بن موسى صدوق ثقة حسن الحديث وأبو نعيم أتقن منه وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل التعديل والتجريح (2 - 886) فالسند صحيح، وللحديث شاهد حسن عند أحمد (1 - 461) حدثنا حسن بن موسى قال سمعت حديجًا أخا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود. وحديج حسن الحديث إذا لم يخالف من هو أوثق منه]. 4 - قال البخاري (4 - 1546): حدثني محمَّد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: بلغنا مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن فخرجنا إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم، إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلًا في قومي، فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا، فوافقنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر، وكان أناس من الناس يقولون لنا يعني لأهل السفينة سبقناكم بالهجرة. ودخلت أسماء بنت عميس وهي ممّن قدم معنا

على حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت أسماء بنت عميس. قال عمر: آلحبشية هذه آلبحرية هذه؟ قالت أسماء: نعم. قال: سبقانكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم. فغضبت وقالت: كلا والله كنتم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنا في دار -أو في أرض- البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وأيم الله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن كنا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأسأله والله ولا أكذب ولا أزيغ، ولا أزيد عليه. فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا؟ قال (فما قلت له): قالت قلت له: كذا وكذا قال: "ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم -أهل السفينة- هجرتان": قالت: فلقد رأيت أبا موسي وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي - صلي الله عليه وسلم -. قال أبو بردة قالت أسماء: رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني. ورواه مسلم (4 - 1946): حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمَّد بن العلاء الهمداني قالا حدثنا أبو أسامة. 5 - قال البزار (4 - 153): حدثنا محمَّد بن المثنى قال نا معاذ بن معاذ قال نا ابن عون قال حدثني عمير بن إسحاق قال حدثني عمرو بن العاص قال: لما رأيت جعفر وأصحابه آمنين بأرض الحبشة قلت لأقعن بهذا وأصحابه فأتيت النجاشي فقلت: ائذن لعمرو بن العاص، فأذن لي. فدخلت فقلت: إن بأرضنا ابن عم لهذا يزعم أن ليس للناس إلا إله واحد، وإنا والله إن لم ترحنا منه وأصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أبدًا ولا أحد من أصحابي؟ فقال أين هو؟ قال: إنه يجيء مع رسولك إنه لا يجيء معي، فأرسل معي رسولًا فوجدناه، قاعدًا بين أصحابه، فدعاه فجاء فلما أتينا الباب ناديت ائذن لعمرو بن العاص، ونادى خلفى ائذن لحزب الله -عَزَّ وجَلَّ- فسمع

صوته فأذن له فدخل ودخلت فإذا النجاشي على السرير، وإذا جعفر قاعد بين يديه وحوله أصحابه على الوسائد، ووصف عمير السرير قال عمرو: فلما رأيت مقعده جئت حتى قعدت بينه وبين السرير وجعلته خلف ظهري، وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلًا من أصحابي قال: فسكت وسكتنا وسكت، وسكتنا حتى قلت في نفسي: لعن هذا العبد الحبشي ألا يتكلم؟ ثم تكلم فقال: نخروا قال عمرو: أي تكلموا فقلت: إن ابن عم هذا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد وأنك والله إن لم تقتله لا أقطع إليك هذه النطفة أبدًا أنا ولا أحد من أصحابي فقال: يا أصحاب عمرو ما تقولون؟ قالوا: نحن على ما قال عمرو. فقال: يا حزب الله نخر. قال: فتشهد جعفر فقال عمرو: فوالله إنه لأول يوم سمعت فيه التشهد ليومئذ، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. قال فأنت فما تقول؟ قال: فأنا على دينه قال فرفع يده فوضعها على جبينه فيما وصف ابن عون ثم قال: أناموس كناموس موسى، ما يقول في عيسى؟ قال: يقول روح الله وكلمته. قال: فأخذ شيئًا من الأرض ما أخطأ فيه مثل هذه وقال: لولا ملكي لاتبعتكم إذهب أنت يا عمرو فوالله ما أبالي ألا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدًا، واذهب أنت يا حزب الله فأنت آمن، من قاتلك قتلته ومن سلبك غرمته وقال لآذنه: انظر هذا فلا تحجبه عني إلا أن أكون مع أهلي، فإن كنت مع أهلي فأخبره فإن أبى إلا أن تأذن له فأذن له. قال: فلما كان ذات عشية لقيته في السكة فنظرت خلفه فلم أر خلفه أحدًا، فأخذت بيده فقلت: تعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. قال: فغمزني وقال: أنت على هذا وتفرقنا، فما هو إلا أن أتيت أصحابي فكأنما شهدوني واياه فما سألوني عن شيء حتى أخذوني وطرحوني فجعلوا على وجهي قطيفة وجعلوا يغمزوني وجعلت أخرج رأسي أحيانًا حتى انفلت عريانًا ما علي قشرة ولم يدعوا لي شيئًا إلا ذهبوا به، فأخذت قناع امرأة عن رأسها فوضعته على فرجي فقالت لي: كذا، وقلت: كذا كأنها تعجب مني قال وأتيت جعفرًا فدخلت عليه بيته، فلما رآني قال: ما شأنك؟

قلت: ما هو إلا أتيت أصحابي فكأنما شهدوني وإياك فما سألوني عن شيء حتى طرحوا على وجهي قطيفة غموني بها أو غمروني وذهبوا بكل شيء من الدنيا هو لي، وما ترى علي إلا قناع حبشية أخذته من رأسها. فقال: انطلق، فما انتهينا إلى باب النجاشي نادى ائذن بحزب الله وجاء آذنه فقال: إنه مع أهله، فقال استأذن لي عليه. فاستأذن له عليه، فأذن له فلما دخل قال إن عمرًا قد ترك دينه واتبع ديني. قال: كلا؟ قال: بلى. فدعا آذنه فقال: اذهب إلى عمرو فقل له إن هذا يزعم أنك قد تركت دينك واتبعت دينه فقلت: نعم. فجاء إلى أصحابي حتى قمنا على باب البيت وكتبت كل شيء حتى كتبت المنديل، فلم أدع شيئًا ذهب إلا أخذته ولو أشاء أن آخذ من مالهم لفعلت قال: ثم كنت بعد في الذين أقبلوا في السفن مسلمين. [درجته: سنده حسن، شيخه محمَّد بن المثنى بن عبيد العنزي بفتح النون والزاي أبو موسى البصري المعروف بالزمن مشهور بكنيته وباسمه ثقة ثبت تقريب التهذيب 505 وشيخه معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري أبو المثنى البصري القاضي ثقة متقن، تقريب التهذيب 536. وابن عون هو عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون البصري ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم. والعمل والسن التقريب 317 وأما عمير بن إسحاق فهو حسن الحديث وهذه هي ترجمته كما قالوا في رواة التهذيبين: عمير بن إسحاق القرشى، أبو محمَّد مولى بني هاشم. أهـ. وقال المزى: روى عنه عبد الله بن عون (بخ س) قال أبو حاتم والنسائيُّ: لا نعلم روى عنه غيره. وقال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: لا يساوى شيئًا، ولكن يكتب حديث. قال عباس: يعني لا يعرف ولكن ابن عون روى عنه قال: فقلت ليحيى: ولا يكتب حديثه؟ فقال: بلى. وقال عثمان بن سعيد الدارمى: قلت ليحيي: كيف حديثه؟ قال: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في كتاب (الثقات): روى له البخاري في (الأدب)، والنسائيُّ: أخبرنا أحمد بن محمَّد بن أبى الخير، قال: أنبأنا القاضى: أبو المكارم اللبان في كتابه إلينا من أصبهان، قال، أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر أحمد ابن السندى، قال: حدثنا موسى بن هارون الحافظ، قال: حدثنا عباس بن الوليد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا ابن عون،

دعوة القبائل

عن عمير بن إسحاق، عن المقداد بن الأسود، قال: استعملنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عمل، فلما رجعت قال: "كيف وجدت الإمارة؟ ": قلت: يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم خول لي والله لا آلى على عمل ما دمت حيا. رواه عن حميد بن مسعدة، عن بشر بن المفضل، فوقع لنا بدلًا عاليًا، وليس له عنده غيره. أهـ. قال الحافظ في تهذيب التهذيب (8/ 143): ذكر الساجى أن مالكًا سئل عنه فقال: قد روى عنه رجل، لا أقدر أن أقول فيه شيئًا. وذكره العقيلي في (الضعفاء) لأنه لم يرو عنه غير واحد. قال ابن عدى: لا أعلم روى عنه غير ابن عون، وله من الحديث شيء يسير، وبكتب حديثه. أهـ. مما سبق يتبين لي أن الرجل موثق، ومن علم حجة على من لا يعلم، لكن لا يمكن طرح أقوال المنتقدين وإن كان نقدهم مداره حول جهالة الرجل، وحتى قول ابن معين: لا شيء. فهو مصطلح يعني به: قليل الحديث. فالرجل في النهاية حسن الحديث إذا لم يخالف. وهذا ليس بحديث بل خبر]. دعوة القبائل 1 - فقال أحمد (3 - 492): حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال حدثني عبد العزيز بن محمَّد بن أبي عبيد عن بن أبي ذئب عن سعيد بن خالد القرظي عن ربيعة بن عباد الديلي أنه قال: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: يا أيها الناس إن هذا قد غوى فلا يغوينكم عن آلهة آبائكم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفر منه وهو على رجاء، ونحن نتبعه ونحن غلمان كأني أنظر إليه أحول ذا غديرتين أبيض الناس وأجملهم. [درجته: حديث صحيح وسنده حسن، هذا السند: مصعب الزبير، عالم صدوق، وعبد العزيز بن محمَّد بن عبيد الدراوردي أبو محمَّد الجهني صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطىء قال النسائي حديثه عن عبيد الله العمري منكر تقريب التهذيب (358)، فحديثه هنا حسن لأنه عن غير عبيد الله العمري، بل عن ابن أبي ذئب: واسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة وهو ثقة فاضل فقيه، عن سعيد بن خالد القرظي، وهو تابعي صدوق. انظر التهذيب (4/ 20): والحديث صحيح بما بعده].

2 - فقال أحمد (3 - 492): حدثنا محمَّد بن بشار بندار قال ثنا عبد الوهاب قال ثنا محمَّد بن عمرو عن محمَّد بن المنكدر عن ربيعة بن عباد قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بذي المجاز يدعو الناس وخلفه رجل أحول يقول: لا يصدنكم هذا عن دين آلهتكم قلت من هذا؟ قالوا: هذا عمه أبو لهب. [درجته: حديث صحيح هذا السند: حسن من أجل محمَّد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني صدوق له أوهام تقريب التهذيب 499 والحديث صحيح بما قبله وما بعده]. 3 - وقال أحمد أيضًا: حدثني سريج بن يونس قال ثنا عباد بن عباد عن محمَّد بن عمرو عن ربيعة بن عباد قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو الناس إلى الإسلام بذي المجاز وخلفه رجل أحول يقول: لا يغلبنكم هذا عن دينكم ودين آبائكم. قلت لأبي وأنا غلام: من هذا الأحول، الذي يمشي خلفه؟ قال: هذا عمه أبو لهب. قال عباد: أظن بين محمَّد بن عمرو وبين ربيعة محمَّد بن المنكدر. [هذا السند: حسن من أجل محمَّد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني قال في تقريب التهذيب (1 - 499): صدوق له أوهام لكنه أسقط شيخه وقد أصاب عباد في ملاحظته التي ذكرها الإمام أحمد والحديث صحيح بما قبله وما بعده وقد توبع محمَّد بن عمرو في الحديث التالي:]. 4 - قال أحمد أيضًا: حدثنا سعيد بن أبي الربيع السمان قال حدثني سعيد بن سلمة يعني بن أبي الحسام قال ثنا محمَّد بن المنكدر أنه سمع ربيعة بن عباد الديلي يقول: ثم رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يطوف على الناس بمنى في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة يقول يا أيها الناس إن الله -عَزَّ وجَلَّ- يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا قال: ووراءه رجل يقول: هذا يأمركم أن تدعوا دين آبائكم. فسألت من هذا الرجل؟ فقيل: هذا أبو لهب. 5 - وقال أيضًا: حدثني أبو سليمان الضبي داود بن عمرو بن زهير المسيبي قال ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن ربيعة بن عباد الديلي وكان جاهليًا أسلم فقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصر عيني بسوق ذي المجاز يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا. ويدخل في فجاجها والناس متقصفون عليه، فما رأيت أحدًا

يقول شيئًا وهو لا يسكت يقول: أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، إلا أن وراءه رجلًا أحول وضيء الوجه ذا غديرتين يقول: أنه صابئ كاذب. فقلت: من هذا؟ قالوا: محمَّد بن عبد الله وهو يذكر النبوة. قلت من هذا الذي يكذبه؟ قالوا: عمه أبو لهب. قلت: إنك كنت يومئذ صغيرًا؟ قال: لا والله إني يومئذ لأعقل. [درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده ضعيف هذا السند: فيه ضعف يسير من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني مولى قريش صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد تقريب التهذيب 340 إذا فهذا الحدث مما يدخل تحت القسم الضعيف لأن تلميذه بغدادي والحديث حسن بما قبله وبما بعده وقد توبع]. 6 - وقال أحمد أيضًا: حدثنا محمَّد بن بكار قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان عن أبيه أبي الزناد قال رأيت رجلًا يقال له ربيعة بن عباد الديلي قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يمر في فجاج ذي المجاز إلا أنهم يتبعونه وقالوا هذا محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب قال ورجل أحول وضيء الوجه ذو غديرتين يتبعه في فجاج ذي المجاز ويقول أنه صابئ كاذب. فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا عمه أبو لهب. [درجته: حديث صحيح انظر الحديث السابق]. 7 - فقال أحمد أيضًا: حدثنا مسروق بن المرزبان الكوفي ثنا بن أبي زائدة قال قال ابن إساحق فحدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس قال سمعت ربيعة بن عباد الديلي قال: إني لمع أبي رجل شاب أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبع القبائل ووراءه رجل أحول وضيء ذو جمة، يقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على القبيلة ويقول: يا بني فلان إني رسول الله إليكم آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأن تصدقوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به، فإذا فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مقالته قال الآخر من خلفه: يا بني فلان إن هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الحي بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له ولا تتبعوه. فقلت، لأبي: من هذا؟ قال: عمه أبو لهب.

[درجته: حديثٌ حسنٌ وفي سنده ضعف، رواه أيضًا الطبراني في المعجم الكبير (5 - 63) حدثنا الحسن بن علي المعمري ثنا مسروق بن المرزبان ثنا بن أبي زائدة حدثني محمَّد بن إسحاق، هذا السند: فيه ضعف من أجل حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني ضعيف تقريب التهذيب (167)، وإن وثقه ابن إسحاق إلا أن هناك من ضعفه، والحديث حسن بما قبله وما بعده]. 8 - فقال الطبراني في المعجم الأوسط (6 - 294): حدثنا محمَّد بن عبد الله بن عرس ثنا هارون بن موسى الفروي ثنا إسحاق بن محمَّد الفروي نا عبد الله بن عمر حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أمه عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه في كل سنة على القبائل من العرب أن يؤووه إلى قومهم حتى يبلغ كلام الله ورسالاته ولهم الجنة، فليست قبيلة من الغرب تستجيب له حتى أراد الله إظهار دينة ونصر نبيه وإنجاز ما وعده ساقه الله إلى هذا الحي من الأنصار، فاستجابوا له وجعل الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - دار هجرته. [درجته: حديثٌ حسنٌ بما بعده رواه: أيضًا أبو نعيم (292)، هذا السند: فيه ضعف يسير لأنه من طريق: عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو رجل صالح عابد صدوق في نفسه لكن في حديثه بعض الاضطراب، لكن يشهد له ما بعده]. 9 - قال الإمام أحمد بن حنبل (3 - 390): حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر أنا إسرائيل عن عثمان يعني بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: "هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي -عَزَّ وجَلَّ-؟ " فأتاه رجل من همدان فقال: "ممّن أنت؟ " فقال الرجل: من همدان قال: "فهل عند قومك من منعة؟ " قال: نعم، ثم إن الرجل خشي أن يحقره قومه، فأتى رسول الله فقال: آتيهم فأخبرهم ثم آتيك من عام قابل، قال: نعم، فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب. [درجته: سنده صحيح، رواه الحاكم (2 - 669)، والدارميُّ (2 - 532)، من طرق عن إسرائيل، هذا السند: صحيح، سالم ثقة تابعي سمع من جابر. انظر جامع التحصيل (217) والتقريب وعثمان بن المغيرف الثقفي بالولاء قال أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائيُّ، والعجلي،

وابن نمير، وعبد الغني بن سنيد كل هؤلاء قالوا عنه: ثقة. التهذيب (7/ 155) وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف الكوفي ثقة من رجال الشيخين تكلم فيه بلا حجة، تقريب التهذيب (104)]: 10 - قال البيهقي في الدلائل (2 - 422): حدثنا أبو عبد الرحمن محمَّد بن الحسين السلمي، أنبأنا أبو بكر محمَّد بن إسماعيل الفقيه الشاشي، حدثنا الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي، حدثني عبد الجبار بن كثير الرقي، حدثنا محمَّد بن بشر اليماني عن أبان بن عبد الله البجلي، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: (لما أمر الله تبارك وتعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يعرض نفسه على قبائل العرب، وأنا معه وأبو بكر - رضي الله عنه -، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر وكان مقدمًا في كل خير، وكان رجلًا نسابة - فسلم، وقال: ممّن القوم؟ قالوا: من ربيعة. قال أبو بكر: وأي ربيعة أنتم؟ أمن هامها، أي من لهازمها؟ فقالوا: من الهامة العظمي. فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: وأي هاماتها العظمى أنتم؟ قالوا: من ذهل الأكبر؟ قال أبو بكر: منكم عوف الذي يقال له: لا حر بوادي عوف؟ قالوا: لا. قال: فمنكم جساس بن مرة، حامي الذمار ومانع الجار؟ قالوا: لا. قال: فمنكم بسطام بن قيس، أبو اللواء، ومنتهى الأحياء؟ قالوا: لا. قال: فمنكم الحوفزان، قاتل الملوك، وسالبها أنفسها؟ قالوا: لا. قال: فمنكم المزدلف، صاحب العمامة الفردة؟ قالوا: لا. قال: أخوال الملوك من كندة؟ قالوا: لا.

قال: أصحاب الملوك من لخم؟ قالوا: لا. قال: فلستم من ذهل الأكبر، أنتم من ذهل الأصغر. فقام إليه غلام من بني شيبان يقال له "دغفل" حين تبين وجهه فقال: إن على سائلنا أن نسله والعبو لا نعرفه أو نجهله يا هذا .. قد سألتنا فأخبرناك، ولم نكتمك شيئًا، فممن الرجل؟ قال أبو بكر: أنا من قريش. فقال الفتى: بخٍ .. بخٍ أهل الشرف والرياسة. فمن أي القرشيين أنت؟ قال أبو بكر: ولد تيم بن مرة. فقال الفتى: أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة، أمنكم قصي الذي جمع القبائل من فهر، فكان يدعى في قريش مجمعًا؟ قال أبو بكر: لا. قال: فمنكم هشام الذي هشم الثريد لقومه، ورجال مكة مسنتون عجاف؟ قال: لا. قال: فمنكم شيبة الحمد: عبد المطلب مطعم طير السماء الذي كان وجهه القمر يضيء في الليلة الداجية؟ قال أبو بكر: لا. قال: فمن أهل الإفاضة بالناس أنت؟ قال: لا. قال: فمن أهل الحجابة أنت؟ قال: لا. قال: فمن أهل السقاية أنت؟ قال: لا. قال: فمن أهل النداوة أنت؟ قال: لا. قال: فمن أهل الرفادة أنت؟ قال: لا. فاجتذب أبو بكر - رضي الله عنه - زمام الناقة راجعًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الغلام: صادف در السيل درا يدفعه يضبه حينًا وحينًا يصدعه، أما والله لو ثبت لأخبرتك من قريش، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال علي: يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابي

على باقعة. قال أبو بكر: أجل يا أبا الحسن، ما من طامة، إلا وفوقها طامة، والبلاء موكل بالمنطق. قال علي - رضي الله عنه - ثم دفعنا إلى مجلس آخر، عليهم السكينة والوقار، فتقدم أبو بكر، فسلم. فقال: ممّن القوم؟ قالوا: من شيبان بن ثعلبة. فالتفت أبو بكر - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: بأبي أنت وأمي، هؤلاء غرر الناس، فيهم مفروق بن عمرو، وهاني بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، والنعمان بن شريك. وكان مفروق قد غلبهم جمالًا ولسانًا، وكانت له غديرتان تسقطان على تريبته، وكان أدنى القوم مجلسًا، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: كيف العدد فيكم؟ فقال مفروق بن عمرو: إنا لنزيد على ألف، ولن تغلب ألف من قلة. فقال أبو بكر: كيف الحرب بينكم وبن عدوكم؟ فقال المفروق: إنا لأشد ما نكون لقاءً حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله، يدلنا مرة، ويدلي علينا أخرى، لعلك أخا قريش؟ فقال أبو بكر: قد بلغكم أنه رسول الله؟ ألا هو ذا. فقال مفروق: بلغنا أنه يذكر ذاك، فإلى ما تدعو يا أخا قريش؟ فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس، وقام أبو بكر يظله بثوبه، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله لا شريك له .. وأن محمدًا عبده ورسوله، وإلى أن تؤوني وتنصروني، فإن قريشًا قد ظاهرت على أمر الله، وكذبت رسله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله الغني الحميد". فقال مفروق ابن عمرو: وإلامَ تدعونا يا أخا قريش، فوالله ما سمعت كلامًا أحسن من هذا؟ فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} فقال مفروق بن عمرو: وإلام تدعونا يا أخا قريش، فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض. فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ

الْفَحْشَاءِ}، فقال مفروقة دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك، وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة، فقال: وهذا هانئ شيخنا، وصاحب ديننا. فقال هانئ بن قبيصة: لقد سمعت مقالتك يا أخا قريش، إني أرى ان تركنا ديننا واتباعنا على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر أنه زلل في الرأي وقلة نظر في العاقبة، وإنما تكون الزلة مع العجلة، ومن ورائنا قوم نكره أن يعقد عليهم عقدًا ولكن نرجع وترجع وننظر، وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة فقال: وهذا المثنى بن حارثة، شيخنا وصاحب حربنا فقال المثنى بن حارثة: سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب في جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك، وإنا إنما نزلنا بين صريين اليمامة والسمامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذان الصريان؟ ". فقال المثنى: أنهار كسرى، مياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه مغفور، وعنده مقبول، وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا أن لا نحدث حدثًا، ولا نؤوي محدثًا، وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا قرشي مما يكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه، أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلًا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم، ويفرشكم نساءهم. أتسبحون الله وتقدسونه"، فقال النعمان بن شريك: اللَّهم فلك ذلك. فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} ثم نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قابضًا على يدي أبي بكر وهو يقول: يا أبا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها، بها يدفع الله -عَزَّ وجَلَّ- بأس بعضهم عن بعض، وبها يتحاجزون فيما بينهم، قال علي - رضي الله عنه -: فدفعنا إلي مجلس الأوس والخزرج، فما نهضنا، حتى بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم. [درجته: سنده قوى وهو صحيح، هذا السند: جيد، رواه البيهقي في الدلائل (2 - 422)،

لقاء الأوس والخزرج

واللفظ له من طرق أخرى أيضًا حيث قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر محمَّد بن عبد الله بن أحمد العماني، حدثنا محمَّد بن زكريا الغلابي، حدثنا شعيب بن واقد حدثنا أبان بن عبد الله البجلي .. ثم قال وروي أيضًا بإسناد آخر مجهول عن أبان بن تغلب .. وقال أيضًا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، حدثنا أبو محمَّد بن جعفر بن عنبسة الكوفي، حدثني محمَّد بن الحسين القرشي، حدثنا أحمد بن أبي نصر السكوني، عن أبان بن عثمان الأمر عن أبان بن تغلب .. كما رواه وأبو نعيم 282 من طرق عن أبان بن تغلب. ورواه ابن حبان في الثقات (1 - 80): أخبرنا الحسن بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة ثنا عبد الجبار بن محمَّد بن كثير التميمي ثنا محمَّد بن بشر اليماني عن أبان بن عبد الله البجلي عن أبان بن تغلب. كما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (17 - 293) عن البيهقي من طريق أبان. فمدار الحديث على أبان بن تغلب عن عكرمة عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: .. وأبان بن تغلب الربعي، أبو سعد الكوفي، ثقة قال أحمد بن حنبلة ثقة، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ثقة، وقال النسائي: ثقة، لكنه قد عرف بالتشيع، وتشيعه من النوع الذي يقول عنه الحافظ: (التشيع في عرف المتقدمين: اعتقاد تفضيل علي على عثمان .. ثم قال: وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض، فلا تقبل رواية الرافض الغالي ولا كرامة) وهذا الرجل ليس من الرافضة، بل ممّن ينطبق عليهم التعريف الأول، ولذلك قال الحافظ نفسه عنه في تقريب التهذيب 87: أبان بن تغلب أبو سعد الكوفي ثقة تكلم فيه للتشيع. وانظر التهذيب (1/ 94) وشيخه هو عكرمة أبو عبد الله مولى بن عباس أصله بربري ثقة ثبت عالم بالتفسير لم يثبت تكذيبه عن بن عمر ولا تثبت عنه بدعة. تقريب التهذيب (397). وقد قال الحافظ في الفتح: وأخرج الحاكم والبيهقيُّ في الدلائل بإسناد حسن. انظر فتح الباري (15/ 71) وقول القسطلاني في المواهب: أخرجه الحاكم والبيهقيُّ وأبو نعيم بإسناد حسن]. لقاء الأوس والخزرج 1 - قال ابن حبان (15 - 474): أخبرنا محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمَّد بن يحيي بن أبي عمر العدني حدثنا يحيى بن سليم عن بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبث عشر سنين يتتبع الناس في منازلهم، في الموسم ومجنة وعكاظ وفي

منازلهم بمنى يقول: من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة؟ فلا يجد - صلى الله عليه وسلم - أحدًا ينصره ولا يؤويه، حتى إن الرجل ليرحل من مصر أو من اليمن إلى ذي رحمه، فيأتيه قومه فيقولون له: احذر غلام قريش لا يفتنك، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله فيشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا الله له من يثرب فيأتيه الرجل فيؤمن به ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام، فائتمرنا واجتمعنا فقلنا: حتى متى نذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطرد في جبال مكة ويخاف؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة، فقال عمه العباس: يا أهل يثرب. فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين، فلما نظر في وجوهنا قال: هؤلاء قوم لا أعرفهم، هؤلاء أحداث. فقلنا: يا رسول الله على ما نبايعك؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا يأخذكم في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم وتمنعوني ما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، فلكم الجنة. فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين فقال: رويدًا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم، وعلى قتل خياركم ومفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر ثم الله. قالوا: يا أسعد أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. قال: فقمنا إليه رجلًا رجلًا فأخذ علينا شريطة العباس وضمن على ذلك الجنة. قال أبو حاتم مات أسعد بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة بأيام والمسلمون يبنون المسجد [درجته: إسنادُهُ صحيحٌ، رواه: أيضًا أحمد (3 - 339)، والبيهقيُّ (2 - 442) من طرق عن: عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير: محمَّد بن مسلم أنه حدثه جابر بن عبد الله، هذا السند: صحيح ابن خثيم ثقة. انظر التقريب (1 - 432)، وأبو الزبير تابعي من رجال الشيخين قال في

تقريب التهذيب (1 - 506): محمَّد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي صدوق إلا أنه يدلس. لكنه صرح بالسماع من جابر عند أحمد فصح حديثه]. 2 - قال محمَّد بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قالوا: لما لقيهم رسول الله قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج. قال: أمن موالى يهود؟ قالوا: نعم. قال: أفلا تجلسون حتى أكلمكم؟ قالوا: بلى. فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن. قال: وكان مما صنع الله لهم به في الإسلام أن يهود كانوا معهم ببلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم: إن نبيًا الآن مبعوث قد أظل زمانه نتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وإرم. فلما كلم رسول الله أولئك النفر ودعاهم إلى الله -عَزَّ وجَلَّ- قال بعضهم لبعض: يا قوم تعلموا والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود ولا يسبقنكم إليه. فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا له: إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، وعسى أن يجمعهم الله بك، وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك، ثم انصرفوا عن رسول الله راجعين إلى بلادهم. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الطبري في التفسير (4 - 34)، والبيهقيُّ (2 - 433)، وأبو نعيم (298)، هذا السند: صحيح. فقد قال عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه: لما لقيهم، وهذا يعني أن الأشياخ هم الذين قابلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي أنهم من الصحابة، وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأوسي الأنصاري تابعي ثقة عالم بالمغازي انظر التقريب (286)].

بيعة العقبة الأولى

بيعة العقبة الأولى 1 - قال البخاري (1 - 15): حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله أن: عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - وكان شهد بدرًا وهو أحد النقباء ليلة العقبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وحوله عصابة من أصحابه: "بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه". فبايعناه على ذلك. ورواه مسلم (3 - 1333): حدثنا يحيي بن يحيي التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن نمير كلهم عن ابن عيينة (واللفظ لعمرو) قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس عن عبادة بن الصامت قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مجلس ... 2 - قال ابن إسحاق: ابن هشام (2 - 57): حدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن عبادة بن الصامت قال: كنت فيمن حضر العقبة الأولى وكنا أثنى عشر رجلًا فبايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بيعة النساء وذلك قبل أن يفترض الحرب، على أن لا نشرك بالله شيئًا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة وإن غشيتم من ذلك شيئًا فأمركم إلى الله إن شاء عذبكم وإن شاء غفر لكم. [درجته: سنده صحيح، رواه من طريقه أحمد (5 - 323)، وابن أبي حاتم في التفسير (10 - 3351)]، هذا السند: صحيح. صرح ابن إسحاق بالسماع من شيخه الثقة الفقيه يزيد بن أبي حبيب: التهذيب (11 - 318)، وشيخه مرثد تابعي ثقة فقيه، التهذيب (10 - 82)، وابن عسيلة -رحمه الله- رحل إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجده قد مات، قال العجلي في معرفة الثقات (2 - 82): عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي شامي تابعي ثقة].

3 - قال البخاري (3 - 1413): حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن بن جريج أخبرهم قال عطاء قال جابر: أنا وأبي وخالاي من أصحاب العقبة. 4 - قال البخاري (3 - 1413): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال كان عمرو يقول سمعت جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - يقول: شهد بي خالاي العقبة. 5 - قال الإمام أحمد في حنبل (3 - 339): حدثنا إسحاق بن عيسى ثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير أنه حدثه جابر بن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم وبمجنة وبعكاظ وبمنازلهم بمنى: من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي -عَزَّ وجَلَّ- وله الجنة؟ فلا يجد أحدًا ينصره ويؤويه حتى أن الرجل يرحل من مضر أو من اليمن أو زور صمد فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله -عَزَّ وجَلَّ- يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله -عَزَّ وجَلَّ- له من يثرب فيأتيه الرجل فيؤمن به فيقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لا يبقى دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام، ثم بعثنا الله -عَزَّ وجَلَّ- فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلًا منا فقلنا: حتى متى نذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطرد في جبال مكة ويخاف؟ فدخلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة فقال عمه العباس يا بن أخي إني لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤك، إني ذو معرفة بأهل يثرب فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين، فلما نظر العباس - رضي الله عنه - وجوهنا قال: هؤلاء قوم لا أعرفهم هؤلاء أحداث. فقلنا: يا رسول الله علام نبايعك؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومه لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة. فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين فقال: رويدًا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم وأن

العقبة الثانية

تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله -عَزَّ وجَلَّ-، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله؟ قالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. فقمنا إليه رجلًا رجلًا يأخذ علينا بشرطه العباس ويعطينا على ذلك الجنة. [درجته: سنده صحيح، رواه: البيهقي (2 - 442)، والحاكم (6 - 681)، ومن طريق: ابن خثيم عن أبي الزبير أن جابر حدثه، هذا السند: صحيح، أبو الزبير محمَّد بن مسلم بن تدرس من رجال الشيخين وهو مدلس انظر التقريب (1 - 506) لكنه سمع من جابر هنا وعبد الله بن عثمان بن خثيم ثقة. قاله النسائي وابن سعد والعجلي وزاد ابن معين: حجه انظر التهذيب (5 - 275)]. العقبة الثانية 6 - قال ابن إسحاق مسند الإِمام أحمد بن حنبل (3 - 460): حدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين أخو بني سلمة أن أخاه عبيد الله بن كعب وكان من أعلم الأنصار حدثه أن أباه كعب بن مالك وكان كعب ممّن شهد العقبة وبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا، فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا: يا هؤلاء إني قد رأيت والله رأيا وأني والله ما أدري توافقوني عليه أم لا؟ قال قلنا: له وما ذاك؟ قال: قد رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر يعني الكعبة وأن أصلي إليها، قال فقلنا: والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام وما نريد أن نخالفه. فقال: إني أصلي إليها. قال فقلنا له: لكنا لا نفعل. فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة، حتى قدمنا مكة. قال أخي وقد كنا عبنا عليه ما صنع وأبى إلا الإقامة عليه، فلما قدمنا مكة قال: يا بن أخي انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسأله عما صنعت في سفري هذا فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه؟ قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنا لا نعرفه لم نره قبل ذلك، فلقينا رجل من أهل مكة فسألناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هل تعرفانه؟ قال قلنا: لا. قال: فهل

تعرفان العباس بن عبد الطلب عمه؟ قلنا: نعم. قال: وكنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرًا قال: فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس قال فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه جالس، فسلمنا ثم جلسنا إليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس: هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟ قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيد قوله، وهذا كعب بن مالك. قال: فوالله ما أنسى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الشاعر؟ قال: نعم قال فقال البراء بن معرور: يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وهداني الله للإسلام، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك شيء، فماذا ترى يا رسول الله؟ قال: لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها. قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى معنا إلى الشام. قال: وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات وليس ذلك كما قالوا، نحن أعلم به منهم قال: وخرجنا إلى الحج فواعدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العقبة من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من سادتنا، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا، فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبًا للنار غدًا، ثم دعوته إلى الإسلام وأخبرته بميعاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم وشهد معنا العقبة، وكان نقيبًا، قال: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نتسلل مستخفين تسلل القطا حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة، ونحن سبعون رجلًا ومعنا امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كدب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار، وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت إحدى نساء بني سلمة، وهي أم منيع، قال: فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جاءنا ومعه يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر بن أخيه ويتوثق له، فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول

متكلم فقال: يا معشر الخزرج. قال وكانت العرب مما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج (أوسها وخزرجها) إن محمدًا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممّن هو على مثل رأينا فيه، وهو في عز من قومه ومنعة في بلده. قال فقلنا: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت. قال: فتكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلا ودعا إلى الله -عَزَّ وجَلَّ- ورغب في الإسلام. قال: أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم، قال فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: نعم والذي بعثك بالحق، لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا. فبايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنحن أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرًا عن كابر. قال: فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل فقال: يا رسول الله إن بيننا وبن الرجال حبالًا وإنا قاطعوها، يعني العهود فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ قال: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: بل الدم الدم الهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجوا إلي منكم أثني عشر نقيبًا يكونون على قومهم. فأخرجوا منهم أثني عشر نقيبًا منهم تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، وأما معبد بن كعب فحدثني في حديثه عن أخيه عن أبيه كعب بن مالك قال: كان أول من ضرب على يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البراء بن معرور، ثم تتابع القوم فلما بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط: يا أهل الجباجب (والجباجب المنازل) هل لكم في مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم؟ قال علي (يعني بن إسحاق ما يقول عدو الله: محمَّد) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا أزب العقبة هذا بن أذيب أسمع أي عدو الله أما والله لأفرغن لك. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ارفعوا إلي رحالكم قال فقال له العباس بن عبادة بن نضلة. والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى غدًا بأسيافنا. قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لم أومر بذلك. قال: فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا، فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاؤونا في منازلنا فقالوا: يا

المفاوضات

معشر الخزرج أنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم. قال: فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء وما علمناه، وقد صدقوا لم يعلموا ما كان منا، قال فبعضنا ينظر إلى بعض قال وقام القوم وفيهم الحرث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان جديدان، قال فقلت كلمة كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا: ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من سادتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش؟ فسمعها الحرث فخلعها ثم رمي بهما إلي فقال والله لتنتعلنهما. قال يقول أبو جابر: أحفظت والله الفتى فأردد عليه نعليه قال فقلت: والله لا أردهما فأل والله صلح والله لئن صدق الفأل لأسلبنه. فهذا حديث كعب بن مالك عن العقبة وما حضر منها. [درجته: رواه أيضًا من طريقه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 444) والطبرانيُّ (19 - 87)، هذا السند: صحيح. رواه ابن حدثني معبد بن كعب ابن مالك بن القين، أخو بني سلمة، عن أخيه عبد الله، عن أبيه كعب بن مالك، قال: خرجنا في الحجة .. وهذا الإسناد صحيح شيخ ابن إسحاق، ثقة من رجال الشيخين فقد وثقه العجلي (433)، وأخوه ثقة. انظر التقريب (1/ 440) حيث قال الحافظ: ثقة يقال له رؤية]. المفاوضات 1 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (2 - 130): حدثني يزيد بن زياد عن محمَّد بن كعب القرظي قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان سيدًا قال يومًا وهو جالس في نادي قريش ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد وحده يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمَّد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء، وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيدون ويكثرون فقالوا: بلى. يا أبا الوليد، قم إليه فكلمه. فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السلطة في العشيرة والمكان في النسب، وإنك أتيت قومك بأمر

عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قل يا أبا الوليد أسمع. قال: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه، أو كما قال له، حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع منه قال: أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم. قال فاسمع مني. قال: أفعل. فقال: بسم الله الرحمن الرحيم {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ} [فصلت:1 - 5]، ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها عليه، فلما سمعها منه عتبة أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليهما يسمع منه، ثم انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك. فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني قد سمعت قولًا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه. قال: هذا رأي فيه فاصنعوا ما بدا لكم. [درجته: حديثٌ حسنٌ وفي سنده ضعف، هذا السند: ابن إسحاق لم يدلس وشيخه يزيد ثقة وهو مولى عبد الله بن عياش. التهذيب (11 - 328) وكذلك محمَّد بن كعب فهو تابعي ثقفة. لكن في

السند ضعفًا لجهالة الراوي الذي حدث محمَّد بن كعب وهو يروي عن الصحابة فإن كان صحابيًا صح السند وإن كان تابعيًا فلا بد من معرفته ومنزلته التوثيقية، وأمام هذا التردد يكون في السند ضعفًا حتى يثبث العكس، أو يكون للحديث شاهد يقويه لكنه لم يذكر اسم من حدثه قد يكون صحابيًا، وقد يكون تابعيًا. لكن للحديث شاهدان يتقوى بهما. الأول عند عبد بن حميد (ابن كثير 1 - 502) وفيه ضعف يسير. من أجل رجل لم يوثقه إلا ابن حبان وهو الذيال بن حرملة. لكنه تابعي وروى عنه وشاهد قصير عند ابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر وفيه ابن إسحاق لم يصرح بالسماع من نافع فالحديث بهذه الطرق حسن. وانظر ما بعده]. 2 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (2 - 132):. حدثني بعض أهل العلم عن سعيد ابن جبير وعن عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو سفيان بن حرب والنضر بن الحارث أخو بني عبد الدار وأبو البختري بن هشام والأسود بن المطلب بن أسد وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية والعاص بن وائل ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان وأمية بن خلف أو من اجتمع منهم قال: اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة ثم قال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمَّد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه. فبعثوا إليه إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك فأتهم. فجاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إليهم فقالوا له: يا محمَّد إنا قد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلًا من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا جئته فيما بيننا وبينك، أو كما قالوا له، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك (وكانوا يسمعون التابع من الجن رئيًا) فربما كان ذلك بذلنا لك أموالنا في طلب رآه لك، حتى نبرئك منه أو نعذر فيك، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بي ما تقولون،

ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولًا وأنزل علي كتابًا، وأمرني أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا من ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -. قالوا: يا محمَّد فإن كنت غير قابل منا شيئًا مما عرضناه عليك، فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدًا ولا أقل ماء ولا أشد عيشا منا، فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به هذه الجبال التي قد ضيقت علينا وليبسط لنا بلادنا وليفجر لنا فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضى من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب، فإنه كان شيخ صدق فنسألهم عما تقول أحق هو أم باطل، فإن صدقوك وصنعت ما سألناك صدقناك وعرفنا به منزلتك من الله وأنه بعثك رسولًا كما تقول. فقال له صلوات الله وسلامه عليه: ما بهذا بعثت إليكم من الله إنما جئتكم من الله بما بعثني به وقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم، فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله تعالى حتى يحكم الله بيني وبينكم. قالوا: فإذا لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك، سل ربك بأن يبعث معك ملكًا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك، وسله فليجعل لك جنانًا وقصورًا وكنوزًا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بالأسواق كما نقوم وتلتمس المعاش منا كما تلتمسه نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولًا كما تزعم؟ فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أنا بفاعل وما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما بعثت إليكم بهذا ولكن الله بعثني بشيرًا ونذيرًا أو كما قال فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم قالوا فأسقط السماء علينا كسفًا كما زعمت أن ربك إن شاء فعل، فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل. قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذلك إلى الله، إن شاء أن يفعله بكم فعل. قالوا: يا محمَّد أفما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب فيتقدم فيعلمك ما تراجعنا به

ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذ لم نقبل منك ما جئتنا به، إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن، وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبدًا فقد أعذرنا إليك يا محمَّد، وإنا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلكك أو تهلكنا، وقال قائلهم: نحن نعبد الملائكة وهي بنات الله وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا، فلما قالوا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينئذ قام عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو ابن عمته فهو لعاتكة بنت عبد المطلب فقال له: يا محمَّد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أمورًا ليعرفوا بها منزلتك من الله كما تقول ويصدقوك ويتبعوك فلم تفعل، ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به فضلك عليهم ومنزلتك من الله فلم تفعل، ثم سألوك أن تعجل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب فلم تفعل، أو كما قال له فوالله لا أومن بك أبدًا حتى تتخذ إلى السماء سلمًا ثم ترقى فيه وأنا انظر إليك حتى تأتيها، ثم تأتي معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول، وأيم الله لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك ثم انصرف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله حزينا آسفا لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه، ولما رأى من مباعدتهم، فلما قام عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو جهلة يا معشر قريش إن محمدًا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وشتم آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدًا بحجر ما أطيق حمله أو كما قال فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه فأسلموني ثم ذلك أو امنعوني، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم. قالوا: والله لا نسلمك لشيء أبدًا فامض لما تريد، فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرًا كما وصف ثم جلس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظره وغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كان يغدو وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة وقبلته إلى الشام، فكان إذا صلى، صلى بين الركن اليماني والحجر الأسود وجعل الكعبة بينه وبن الشام، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل، فلما سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتمل

أبو جهل الحجر ثم أقبل نحوه، حتى إذا دنا منه رجع منهزمًا منتقعًا لونه مرعوبًا قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجر من يده وقامت إليه رجال قريش فقالوا له: مالك يا أبا الحكم؟ قال: قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط، فهم بي أن يأكلني قال ابن إسحاق فذكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك جبريل -عليه السلام- لو دنا لأخذه. [درجته: بعضه صحيح وسنده ضعيف، هذا السند: كما قال ابن إسحاق حدثني بعض أهل العلم عن سعيد ابن جبير وعن عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - وابن إسحاق هنا خلط الإسنادين ومتنهمًا معًا مما يجعل تمييز حديث ابن عباس عن حديث ابن جبير صعبًا، لذلك يمكن اعتبار السندين إسنادًا واحدًا ضعيفًا، لكن يمكن -غالبًا- بالرجوع إلي مرويات الطبري الحصول على دقة أكثر في المتن والسند، فقد قال ابن إسحاق - تفسير الطبري (15 - 164): حدثني شيخ من أهل مصر قدم منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلًا من بني عبد الدار وأبا البختري أخا بني أسد والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيهًا ومنبهًا ابني الحجاج السهميين اجتمعوا أو من اجتمع منهم بعد غروب الشمس ثم ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمَّد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه. فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليكلموك. فجاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريعًا وهو يظن أنه بدا لهم في أمره بداء، وكان عليهم حريصًا يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم، حتى جلس إليهم فقالوا: يا محمَّد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك، وإنا والله ما نعلم رجلًا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وسفهت الأحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة فما بقي أمر قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن

كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك به رئيًا تراه قد غلب عليك (وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي) فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب رآه لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما بي ما تقولون، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولًا، وأنزل علي كتابًا وأمرني أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا، فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقالوا: يا محمَّد فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلادًا ولا أقل مالًا ولا أشد عيشًا منا، فسل ربك الذي بعثك بما بعثك به هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، ويبسط لنا بلادنا وليفجر لنا فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضى من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب فإنه كان شيخًا صدوقًا، فنسألهم عما تقول حق هو أم باطل، فإن صنعت ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك ثم الله، وأنه بعثك بالحق رسولًا كما تقول فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما بهذا بعثت إنما جئتكم من الله بما بعثني به فقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم، فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم. قالوا: فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك فسل ربك أن يبعث ملكًا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك واسأله فليجعل لك جنانًا وكنوزًا وقصورًا من ذهب وفضة ويغنيك بها عما نراك تبتغي فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمس نعرف فضل منزلتك من ربك إن كنت رسولًا كما تزعم. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أنا بفاعل، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بعثت إليكم بهذا ولكن الله بعثني بشيرًا ونذيرًا، فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم. قالوا: فأسقط السماء علينا كسفًا كما زعمت أن ربك

إن شاء فعل فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذلك إلى الله إن شاء فعل بكم ذلك. فقالوا: يا محمَّد فما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب، فيتقدم إليك ويعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك أيضًا إذ لم تقبل منا ما جئتنا به، فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن، وإنا والله ما نؤمن بالرحمن أبدًا، أعذرنا إليك يا محمَّد، أما والله لا نتركك وما بلغت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا. قال قائلهم: نحن نعبد الملائكة وهن بنات الله، وقال قائلهم لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا. فلما قالوا ذلك قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وهو ابن عمته ابن عاتكة ابنة عبد المطلب فقال له: يا محمَّد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أمورًا ليعرفوا منزلتك من الله فلم تفعل ذلك، ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به من العذاب، فوالله لا أومن لك أبدًا حتى تتخذ إلى السماء سلمًا ترقى فيه وأنا أنظر، حتى تأتيها وتأتي معك بنسخة منشورة معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول، وأيم الله لو فعلت ذلك لظننت ألا أصدقك. ثم انصرف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله حزينًا أسيفًا لما فاته مما كان يطمع فيه من قومه حين دعوه، ولما رأى من مباعدتهم إياه، فلما قام عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو جهل: يا معشر قريش إن محمدًا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وسب آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر قدر ما أطيق حمله فإذا سجد في صلاته فضخت رأسه به. ثم ذكر الطبري (15 - 166) قول ابن إسحاق: حدثني محمَّد بن أبي محمَّد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس بنحوه، ويقصد بذلك الحديث السابق وهذا يعني أن الرجل الذي وصفه ابن إسحاق ببعض أهل العلم هو: محمَّد بن أبي محمَّد وهو رجل مجهول الحال سكت عنه الرازي في الجرح والتعديل (8 - 88)، وقال عنه

محاولات القتل

الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال (6 - 321): محمَّد بن أبي محمَّد مدني عن سعيد بن جبير وغيره لا يعرف، روى عنه ابن إسحاق، من هنا يصح من هذه الرواية الجزء الأول منها إلي قولهم: "حتى نبرئك منه". وللحديث شاهدان يتقوى بهما. الأول عند عبد بن حميد [ابن كثير (1/ 502)] وفيه ضعف يسير من أجل رجل لم يوثقه إلا ابن حبان وهو الذيال بن حرملة، وشاهد قصير عند ابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر وفيه ابن إسحاق لم يصرح بالسماع من نافع فالحديث بهذه الطرق حسن. محاولات القتل 1 - قال أحمد (1 - 303): حدثنا إسحاق بن عيسى ثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى ونائلة وإساف، لو قد رأينا محمدًا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة - رضي الله عنها - تبكي حتى دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك؟ فقال: يا بنية أريني وضوء، فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا، ها هو ذا وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرًا، ولم يقم إليه منهم رجل فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من التراب فقال: شاهت الوجوه ثم حصبهم بها فما أصاب رجلًا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرًا. [درجته: سنده قوي، رواه أيضًا (1/ 368) حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر، عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير، وهذا الإسناد رجاله ثقات أثبات، إلا عبد الله بن عثمان بن خثيم، وحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن، فقد وثقة أئمة كبار، وليس في ترجمته جرح مفسر فالسند حسن. انظر التقريب (1/ 422) فقد قال الحافظة: صدوق. وانظر كذلك لك التهذيب (5/ 314)].

الحصار

الحصار 1 - قال البخاري (2 - 576): حدثنا الحميدي حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من الغد يوم النحر وهو بمنى: نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر، يعني ذلك (المحصب) وذلك أن قريشًا وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب أو بني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه مسلم (2 - 952). 2 - قال أحمد (3 - 120): حدثنا وكيع ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد أوذيت في الله -عَزَّ وجَلَّ- وما يؤذي أحد، وأخفت من الله وما يخاف أحد، ولقد أتت على ثلاثة من بين يوم وليلة ومالي ولعيالي [ولا لبلال] طعام يأكله ذو كبد إلا ما يواري إبط بلال. [درجته: سنده صحيح، رواه: رواه أحمد (3 - 120و386) وعبد بن حميد (1 - 392) وأبو يعلى (6 - 145)، وابن ماجه (1 - 54)، والترمذيُّ (4 - 645) من طريق وكيع وحماد بن سلمة وغيرهما عن ثابت عن أنس بن مالك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هذا السند: صحيح مشهور على شرط مسلم حماد ثقة وثابت تابعي ثقة سمع أنس والزيادة من طريق الإِمام الثقة وكيع]. وفاة خديجة وفضلها 1 - قال البخاري (3 - 1389): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها قالت وتزوجني بعدها بثلاث سنين وأمره ربه -عَزَّ وجَلَّ- أو جبريل -عليه السلام- أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب. 2 - قال البخاري (3 - 1389): حدثني عمر بن محمَّد بن حسن حدثنا أبي حدثنا حفص عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها

أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقولة "إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد". 3 - قال البخاري (3 - 1389): حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما - بشر النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة؟ قال: نعم، ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب. 4 - قال البخاري (3 - 1389): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمَّد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. ورواه مسلم (4 - 1886). 5 - قال البخاري (3 - 1389): وقال إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال: "اللَّهم هالة" قالت: فغرت فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها. 6 - قال البخاري (3 - 1388): حدثنا محمَّد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر قال سمعت عليًا - رضي الله عنه - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حدثني صدقة أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة". ورواه مسلم (4 - 1889). 7 - قال مسلم (4 - 1888): حدثنا سهل بن عثمان حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ما غرت على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا على خديجة وإني لم أدركها قالت وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذبح الشاة فيقول: "أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة"

وفاة أبي طالب

قالت: فأغضبته يومًا فقلت: خديجة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني قد رزقت حبها". 8 - قال أحمد (6 - 117): حدثنا علي بن إسحاق أنا عبد الله قال أنا مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت فغرت يومًا فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق قد أبدلك الله -عَزَّ وجَلَّ- بها خيرًا منها؟ [قال: "ما أبدلني الله -عَزَّ وجَلَّ- خيرًا منها"] قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بما لها إذا حرمني الناس ورزقني الله -عَزَّ وجَلَّ- ولدها إذ حرمني أولاد النساء". [درجته: سنده ضعيف وهو حسن إلا ما بين المعقوفين، رواه الطبراني في المعجم الكبير (23 - 13) من طريق مجالد، هذا السند: ضعيف فمجالد بن سعيد بن عمير الهمداني ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره انظر تقريب التهذيب (520)]. وفاة أبي طالب 1 - قال البخاري (1 - 457): حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن بن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه أنه أخبره: أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي طالب: يا عم قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها ثم الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك" فأنزل الله تعالى فيه: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآية. ورواه مسلم (1 - 55). 2 - قال مسلم (1 - 55): حدثنا محمَّد بن حاتم بن ميمون حدثنا يحيي بن سعيد حدثنا يزيد بن كيسان عن أب حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمه: "قل لا إله إلا

الله أشهد لك بها يوم القيامة"، قال: لولا أن تعيرني قريش يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك فأنزل الله {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56]. 3 - قال البخاري (3 - 1408): حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عبد الملك حدثنا عبد الله بن الحارث حدثنا العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار". ورواه مسلم (1 - 194). 4 - قال مسلم (1 - 195): حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت العباس يقول: قلت: يا رسول الله إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك فهل نفعه ذلك؟ قال: "نعم، وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح". 5 - قال أبو داود الطيالسي (19): حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت ناجية بن كعب يقول شهدت عليًا يقول: لما توفي أبي أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن عمك قد توفي. قال: اذهب فواره. قلتة إنه مات مشركًا. قال: اذهب فواره ولا تحدثن شيئًا حتى تأتيني. ففعلت ثم أتيته فأمرني أن أغتسل. [درجته: سنده صحيح، رواه: أيضًا أحمد (1 - 97)، والنسائيُّ (1 - 110)، وأبو داود (3 - 214)، وهذا السند: صحيح، وأبو إسحاق هو عمرو ابن عبد الله الهمداني، تابعي ثقة عابد مكثر، صرح بالسماع من شيخه التابعي الثقة ناجية ابن كعب الأسدي. انظر التقريب (2/ 294)، والراوي عنه هو الإِمام المثبت الناقد شعبة بن الحجاج]. 6 - قال الحاكم (2 - 679): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمَّد الدوري حدثنا يحيي بن معين حدثنا عقبة المجدر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما زالت قريش كاعة حتى توفي أبو طالب".

الإسراء والمعراج

[درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح، العباس بن محمَّد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي خوارزمي الأصل ثقة حافظ تقريب التهذيب (294)، وعقبة بن خالد بن عقبة السكوني أبو مسعود الكوفي المجدر بالجيم صدوق صاحب حديث تقريب التهذيب (394)، والبقية أئمة ثقات]. الإسراء والمعراج 1 - قال البخاري (3 - 1173): حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد وهشام قالا حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان (وذكر يعني رجل بين الرجلين) فأتيت بطست من ذهب ملئ حكمة وإيمانًا، فشق من النحر إلى مراق البطن، ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملئ حكمة وإيمانًا، وأتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار البراق، فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمَّد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على آدم فسلمت عليه فقال: مرحبًا بك من ابن ونبي، فأتينا السماء الثانية قيل: من هذا؟ قال جبريل: قيل: من معك؟ قال: محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. قيل: أرسل إليه؟ قال" نعم. قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت على عيسى ويحيي فقالا: مرحبًا بك من أخ ونبي فأتينا السماء الثالثة قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمَّد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت على يوسف فسلمت عليه قال: مرحبًا بك من أخ ونبي، فأتينا السماء الرابعة قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. قيل: وقد أرسل إليه؟ قيل: نعم. قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت على إدريس فسلمت عليه فقال: مرحبًا من أخ ونبي، فأتينا السماء الخامسة قيل. من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قيل: محمَّد. قيل: وقد أرسل إليه. قال نعم، قيل مرحبًا به ولنعم المجيء جاء، فأتينا على هارون فسلمت عليه فقال: مرحبًا بك من أخ ونبي، فأتينا على السماء السادسة

قيل: من هذا؟ قيل: جبريل قيل: من معك؟ قيل: محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. قيل: وقد أرسل إليه مرحبًا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على موسى فسلمت عليه فقال. مرحبًا بك من أخ ونبي، فلما جاوزت بكى فقيل: ما أبكاك: قال: يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي. فأتينا السماء السابعة قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمَّد. قيل: وقد أرسل إليه مرحبًا به ونعم المجيء جاء، فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه فقال: مرحبًا بك من ابن ونبي، فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم، ورفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران، فسألت جبريل فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران: النيل والفرات ثم فرضت علي خمسون صلاة فأقبلت حتى جئت موسى فقال: ما صنعت؟ قلت: فرضت علي خمسون صلاة. قال: أنا أعلم بالناس منك، عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا تطيق فارجع إلى ربك فسله. فرجعت فينبغي فسألته أربعين ثم مثله ثم ثلاثين ثم مثله فجعل عشرين ثم مثله فجعل عشرًا فأتيت موسى فقال مثله فجعلها خمسًا فأتيت موسى فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها خمسة فقال مثله قلت: سلمت بخير فنودي إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي الحسنة عشرًا وقال همام عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في البيت المعمور. ورواه مسلم (1 - 148). 2 - قال مسلم (4 - 1845): حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى يعني بن يونس ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير كلاهما عن سليمان التيمي عن أنس ح وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن سفيان عن سليمان التيمي سمعت أنسًا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مررت على موسى وهو يصلي في قبره" وزاد في حديث عيسى: "مررت ليلة أسري بي".

3 - قال مسلم (1 - 145): حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتيت بالبراق وهو دابة فوق الحمار ودون البغل يضع حافره ثم منتهى طرفه، قال فركبته حتى أتيت بيت المقدس، قال فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءني جبريل -عليه السلام- بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل -عليه السلام-: اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل -عليه السلام- فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بيوسف - صلى الله عليه وسلم - إذا هو قد أعطي شطر الحسن، فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل -عليه السلام- قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال محمَّد. قال: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير، قال الله -عَزَّ وجَلَّ-: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بهارون - صلى الله عليه وسلم - فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل -عليه السلام- قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بموسى - صلى الله عليه وسلم - فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم - صلى الله عليه وسلم - مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى

السدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها، فأوحى الله إلى ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قلت: خمسين صلاة. قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم. قال: فرجعت إلى ربي فقلت: يا رب خفف على أمتي فحط عني خمسًا، فرجعت إلى موسى فقلت: حط عني خمسًا. قال: إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. قال: فلم أزل ارجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى - صلى الله عليه وسلم - حتى قال: يا محمَّد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرًا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئًا فإن عملها كتبت سيئة واحدة. قال: فنزلت حتى انتهيت إلى موسى - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه". 4 - قال البخاري (3 - 1269): حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليلة أسري به لقيت موسى قال: فنعته فإذا رجل حسبته قال: مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة. قال: ولقيت عيسى فنعته النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس يعني الحمام، ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به، قال وأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر فيه خمر فقيل لي: خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته فقيل لي: هديت الفطرة أو أصبت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك. 5 - قال مسلم (1 - 157): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا مالك بن مغول ح وحدثنا بن نمير وزهير بن حرب جميعًا عن عبد الله بن نمير وألفاظهم متقاربة قال بن نمير حدثنا أبي حدثنا مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة عن مرة عن عبد الله قال: لما أسري برسول

الله - صلى الله عليه وسلم - انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها قال: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} قال: فراش من ذهب قال: فأعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا: أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئًا المقحمات. 6 - قال أحمد (1 - 375): حدثنا هشيم أنا العوام عن جبلة بن سحيم عن مؤثر بن عفازة عن بن مسعودة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى قال: فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى إبراهيم، فقال: لا علم لي بها. فردوا الأمر إلى موسى فقال: لا علم لي بها، فردوا الأمر إلى عيسى فقال: أما وجبتها فلا يعلمها أحد إلا الله، ذلك وفيما عهد إلى ربي -عَزَّ وجَلَّ- أن الدجال خارج. قال: ومعي قضيبان فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، قال: فيهلكه الله حتى أن الحجر والشجر ليقول: يا مسلم إن تحتي كافرًا فتعال فاقتله، قال: فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم قال: فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيطؤون بلادهم لا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرون على ماء إلا شربوه، ثم يرجع الناس إلي فيشكونهم فأدعو الله عليهم فيهلكهم الله ويميتهم، حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم، قال: فينزل الله -عَزَّ وجَلَّ- المطر فتجرف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر (قال أبي) ذهب على ها هنا شيء لم أفهمه كأديم (وقال يزيد يعني بن هارون) ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم (ثم رجع إلى حديث هشيم) قال: ففيما عهد إلي ربي -عَزَّ وجَلَّ- أن ذلك إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المتم التي لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادها ليلًا أو نهارًا. [درجته: سنده قوي، رواه: ابن ماجه (2 - 1365)، الطبري في التفسير (9 - 83)، والداني في السنن الواردة في الفتن (5 - 987) من طريق العوام، هذا السند: قوي العوام بن حوشب بن يزيد الشيباني، ثقة ثبت فاضل من رجال الشيخين، تقريب التهذيب (433)، وجبلة بن سحيم تابعي ثقة. انظر الجرح والتعديل (2 - 508)، وشيخه تابعي ثقة أيضًا. انظر ثقات العجلي (443)، والحافظ لم

ينقل توثيق العجلى في التهذيب ولذلك تأثر حكمه عليه في التقريب. لكن في آخر المتن نكارة حول نسف الجبال]. 7 - قال أحمد (1 - 374): حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد وحسن قالا ثنا ثابت قال حسن أبو زيد قال عبد الصمد قال ثنا هلال عن عكرمة عن بن عباس قال: أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم إلى بيت القدس، ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم، فقال ناس (قال حسن) نحن نصدق محمدًا بما يقول؟ فارتدوا كفارًا فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل، وقال أبو جهل: يخوفنا محمدًا بشجرة الزقوم، هاتوا تمرًا وزبدًا فتزقموا. ورأي الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام، ونصف وموسى وإبراهيم صلوات الله عليهم فسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدجال فقال: أقمر هجانا (قال حسن) قال: رأيته فيلمانيا أقمر هجانا إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري كأن شعر رأسه أغصان شجرة، ورأيت عيسى شابًا أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق، ورأيت موسى أسحم آدم كثير الشعر (قال حسن الشعرة) شديد الخلق، ونظرت إلى إبراهيم فلا أنظر إلى أرب من أرابه إلا نظرت إليه مني كأنه صاحبكم، فقال جبريل -عليه السلام- سلم على مالك. فسلمت عليه. [درجته: سنده جيد وابن عباس لم يولد آنذاك، رواه أبو يعلى (5 - 108)، والنسائيُّ في الكبرى (6 - 377)، حدثنا زهير حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ثابت أبو زيد عن هلال، هذا السند: حسن، من أجل هلال وهو حسن الحديث قال الحافظ في تقريب التهذيب (575): هلال بن خباب العبدي مولاهم أبو العلاء البصري نزيل المدائن صدوق تغير بأخره]. 8 - قال مسلم (1 - 156): حدثني زهير بن حرب حدثنا حجين بن المثنى حدثنا عبد العزيز وهو بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا

موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى بن مريم -عليه السلام- قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم -عليه السلام- قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم، يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمَّد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه. فالتفت إليه، فبدأني بالسلام. 9 - قال أحمد بن حنبل (1 - 257): حدثنا عثمان بن محمَّد وسمعته أنا منه ثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن بن عباس قال: ليلة أسرى بنبي الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل الجنة فسمع من جانبها وجسا، قال: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا بلال المؤذن فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حين جاء إلى الناس: قد أفلح بلال، رأيت له كذا وكذا، قال: فلقيه موسى - صلى الله عليه وسلم - فرحب به وقال مرحبًا بالنبي الأمي، قال فقال وهو رجل آدم طويل سبط شعره مع أذنيه أو فوقهما، فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا موسى -عليه السلام- قال فمضى فلقيه عيسى فرحب به، وقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عيسى. قال: فمضى فلقيه شيخ جليل مهيب فرحب به وسلم عليه وكلهم يسلم عليه، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم قال: فنظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف، فقال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ورأى رجلًا أحمر أزرق جعدا شعثًا إذا رأيته، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عاقر الناقة. قال: فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد الأقصى قام يصلي فالتفت ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه، فلما انصرف جيء بقدحين أحدهما عن اليمن والآخر عن الشمال، في أحدهما لبن وفي الآخر عسل، فأخذ اللبن فشرب منه فقال الذي كان معه القدحة أصبت الفطرة. [درجته: سنده جيد، عثمان هو العبسى ثقة شهير، التهذيب (7/ 149)، وجرير بن عبد الحميد بن قرط ثقة صحيح الكتاب، أما قابوس فهو حسن الحديث أفرط ابن حبان في جرحه كعادته، وهو حسن الحديث إذا لم يخالف فجرحه غير مفسر، ووالده تابعي ثقة اسمه حصين بن جندب الجنبي].

10 - قال أحمد (3 - 224): حدثنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني راشد بن سعد عبد الرحمن بن جبير عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما عرج بي ربي -عَزَّ وجَلَّ- مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبربل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم". [درجته: سنده صحيح، رواه: أبو داود (2 - 685)، وأبو القاسم الطبراني في مسند الشاميين (2 - 68)، وابن أبي الدنيا أبو بكر في الصمت وآداب اللسان (1 - 265) من طريق صفوان، هذا السند: صحيح، صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي ثقة تقريب التهذيب (277)، وراشد بن سعد المقرئي الحمصي ثقة كثير الإرسال تقريب التهذيب (204) لكنه توبع تابعه عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي الحمصي ثقة تقريب التهذيب (338)]. 11 - قال الطبراني في المعجم الأوسط (5 - 64): حدثنا أبو زرعة قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عطاء عن جابر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله -عز وجل-. [درجته: سنده صحيح، رواه ابن أبي عاصم في السنة (1 - 276) ثنا أيوب الوزان ثنا عروة بن مروان ثنا عبيد الله بن عمرو وموسى بن أيمن عن عبد الكريم عن عطاء عن جابر مرفوعًا، هذا السند: صحيح عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الرقي أبو وهب الأسدي ثقة فقيه تقريب التهذيب (373) وعبد الكريم بن مالك الجزري رأى أنسًا وروى عن عطاء وعكرمة وروى عنه عبيد الله بن عمرو قال أحمد ثقة ثبت وهو أثبت من خصيف وهو صاحب سنة تهذيب التهذيب (6 - 333)، وقال الإِمام الألباني محمَّد -رحمه الله- في ظلال الجنة (1 - 336): حول سند ابن أبي عاصم حديثٌ حسنٌ رجاله إسناده ثقات غير عروة بن مروان الزمي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا لكنه قد توبع كما بينه في الصحيحة]. 12 - قال البخاري (3 - 1182): حدثنا محمَّد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثا سعيد عن قتادة عن أبي العالية حدثنا ابن عم نبيكم يعني بن عباس - رضي الله عنهما -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيت ليلة أسري بي موسى رجلًا آدم طوالًا جعدًا

كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجلًا مربوعًا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس، ورأيت مالكًا خازن النار، والدجال وآيات أراهن الله إياه، فلا تكن في مرية من لقائه. قال أنس وأبو بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: تحرس الملائكة المدينة من الدجال". 13 - قال أحمد بن حنبل (3 - 164): حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن قتادة عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بالبراق ليلة أسري به مسرجًا ملجمًا ليركبه فاستصعب عليه، وقال له جبريل ما يحملك على هذا فوالله ما ركبك أحد قط أكرم على الله -عَزَّ وجَلَّ- منه قال فارفض عرقًا. [درجته: سنده صحيح، رواه عبد الرزاق الصنعاني في التفسير (2 - 372)، والترمذيُّ (5 - 301)، والآجري في الشريعة (486)، وابن حبان (1 - 234)، وعبد بن حميد (1 - 357) والطبريُّ في التفسير الطبري (8 - 12)، هذا السند: صحيح عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميرى مولاهم أبو بكر الصنعاني ثقة حافظ مصنف شهير عمي في آخر عمره فتغير وكان يتشيع تقريب التهذيب (354) ومعمر بن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئًا وكذا فيما حدث به بالبصرة تقريب التهذيب (541) والسند على شرط البخاري (5 - 2212)، ومسلمٌ (4 - 2159) وللحديث شواهد ستمر معنا]. 14 - قال أحمد بن حنبل (5 - 394): حدثنا حماد بن سلمة أنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن حذيفة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بالبراق وهو دابة أبيض طويل يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فلم يزايل ظهره هو وجبريل حتى أتيا بيت المقدس، وفتحت لهما أبواب السماء ورأيا الجنة والنار، قال وقال حذيفة: ولم يصل في بيت المقدس. قال زر: فقلت: بلى قد صلى. قال حذيفة: ما اسمك يا أصلع فإني أعرف وجهك ولا أدري ما اسمك؟ قال: قلت: أنا زر بن حبيش. قال: وما يدريك وهل تجده صلى؟ قال قلت لقول الله -عَزَّ وجَلَّ-: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} الآية، قال: وهل تجده صلى، فلو صلى فيه صلينا فيه كما نصلى في المسجد الحرام، وقيل لحذيفة ربط

العودة من الإسراء والمعراج وتكذيب قريش

الدابة بالحلقة التي ربط بها الأنبياء؟ فقال حذيفة: أو كان يخاف أن تذهب وقد آتاه الله بها. [درجته: إسناده حسن، رواه: أبو داود الطيالسي (2/ 91)، والترمذيُّ (التفسير) والبيهقيُّ (2/ 364)، هذا السند: حسن لأنه من طريق عاصم بن بهدلة، وهو حسن الحديث وهو ابن أبي النجود أحد أئمة القراءة وهو ثقة في نفسه، عدل لكن في حفظه بعض الشيء، وشيخه هنا هو التابعي المخضرم الثقة: زر بن حبيش الذي روى عن حذيفة. انظر التهذيب (5 - 38) والتقريب]. 15 - قال أبو يعلى (7 - 126): حدثنا إبراهيم بن محمَّد بن عرعرة حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال: سمعت أنسًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به مر بموسى وهو يصلي في قبره. قال أنس: ذكر أنه حمل على البراق فأوثق الدابة أو قال الفرس، فقال أبو بكر: صفها لي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر كلمة فقال: أشهد أنك رسول الله. وكان أبو بكر قد رآها. [درجته: سنده صحيح، رواه: رواه البيهقي (2/ 361) أيضًا، هذا السند: صحيح إبراهيم ثقة حافظ ومعتمر ووالده ثقتان. انظر التهذيب (10 - 227) والتقريب]. العودة من الإسراء والمعراج وتكذيب قريش 1 - قال مسلم (1 - 156): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه" 2 - قال أحمد (1 - 309): حدثنا محمَّد بن جعفر وروح المعني قالا ثنا عوف عن زرارة بن أوفي عن بن عباس قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي، فقعد معتزلًا حزينًا، قال: فمر عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم. قال: ما هو؟ قال: إنه أسرى به الليلة. قال: إلى أين؟ قال: إلى

لقاء الجن

بيت المقدس. قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: نعم. قال: فلم ير أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه إليه. قال: أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم. فقال: هيا معشر بني كعب بن لؤي، حتى قال فانتفضت إليه المجالس وجاؤوا حتى جلسوا إليهما، قال: حدث قومك بما حدثتني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:إني أسري بي الليلة. قالوا. إلى أين؟ قلت: إلى بيت المقدس. قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: نعم، قال: فمن بين مصفق ومن بين واضع يده علي رأسه متعجبًا للكذب (زعم) قالوا: وهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ (وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس على بعض النعت، قال: فجيء بالمسجد وأنا انظر حتى وضع دون دار عقال أو عقيل فنعته وأنا أنظر إليه، قال: وكان مع هذا نعت لم أحفظه، قال فقال القوم: أما النعت فوالله لقد أصاب. [درجته: سنده صحيح، رواه: الطبراني في المعجم الكبير (12 - 167)، والأوسط (3 - 52)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (6 - 377)، وابن أبي شيبة (6 - 313)، هذا السند: صحيح. رواوه من طرق عن عوف عن زرارة بن أبي أوفي عن ابن عباس، وعوف هو ابن أبي جميلة، وهو ثقة كان يقال له: عون الصدوق (التهذيب 8/ 16) وشيخه زرارة بن أوفي العامري الحرشي أبو حاجب البصري قاضيها ثقة عابد من الثالثة مات فجأة في الصلاة. تقريب التهذيب (215)]. لقاء الجن 1 - قال الحاكم في المستدرك علي الصحيحين (2 - 547): حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمَّد البلخي من أصل كتابه حدثنا أبو إسماعيل محمَّد بن إسماعيل السلمي حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال أخبرني أبو عثمان بن سنة الخزاعي وكان رجلًا من أهل الشام أنه سمع عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول: أن رسول الله قال لأصحابه وهو بمكة من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل. فلم يحضر منهم أحد غيري، فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي برجله خطًا ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة حالت بيني

الهجرة إلى المدينة

وبينه، حتى ما أسمع صوته، ثم انطلقوا وطفقوا ينقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين، حتى بقيت منهم رهط وفرغ رسول الله مع الفجر وانطلق فبرز، ثم أتاني فقال ما فعل الرهط؟ فقلت: هم أولئك يا رسول الله فأخذ عظمًا وروثًا فأعطاهم إياه زادًا، ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو بروث. [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: ابن جرير في التفسير (11 - 296) من عدة طرق عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أبي عثمان بن شبة. والصحيحة ابن سنة -كما قال الحافظ- عن ابن مسعود، هذا السند: فيه علتان، الأولى: رواية يونس عن الزهري، فيونس وإن كان ثقة إلا أن روايته عن ابن شهاب فيها وَهْمٌ قليل، والتابعي ابن سنة لم يوثق، لكن له طريقان يرتقي بهما إلى درجة الحسن، هما: جرير عن قابوس عن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن مسعود، وهذا الطريق حسن لذاته وقد مر معنا تخريجه]. الهجرة إلى المدينة 1 - قال البخاري (2 - 662): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد قال سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد". ورواه مسلم (2 - 1006). هجرة عمر بن الخطاب وعياش 1 - قال ابن إسحاق: السيرة النبوية (2 - 321): حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب قال: اتعدت لما أردنا الهجرة إلى المدينة أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام ابن العاص بن وائل السهمي (التناضب من أضاة بني غفار) فوق سرف، وقلنا: أينا لم يصبح عندها فقد حبس فليمض صاحباه، قال: فأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة عند التناضب وحبس عنا هشام وفتن فافتتن فلما قدمنا المدينة نزلنا في بني عمرو بن عوف بقباء، وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن

هشام إلى عياش بن أبي ربيعة وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما حتى قدما علينا المدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فكلماه وقالا: إن أمك قد نذرت أن لا يمس رأسها مشط حتى تراك، ولا تستظل من شمس حتى تراك. فرق لها فقلت له: يا عياش، إنه والله إن يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك فاحذرهم، فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت، ولو قد اشتد عليها حر مكة لاستظلت. قال فقال: أبر قسم أمي ولي هنالك مال فآخذه. قال فقلت: والله إنك لتعلم أني لمن أكثر قريش مالًا، ذلك نصف مالي ولا تذهب معهما قال: فأبى علي إلا أن يخرج معهما فلما أبى إلا ذلك قال قلت له: أما إذ قد فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه فإنها ناقة نجيبة ذلول فالزم ظهوها، فإن رابك من القوم ريب فانج عليها، فخرج عليه معهما حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال له أبو جهل: يا بن أخي والله لقد استغلظت بعيري هذا أفلا تعقبني على ناقتك هذه؟ قال: بلى. قال فأناخ وأناخا ليتحول عليها فلما استووا بالأرض عدوا عليه فأوثقاه وربطاه ثم دخلا به مكة وفتناه، فافتتن فكنا نقول ما الله بقابل ممّن افتتن صرفًا ولا عدلًا ولا توبة، قوم عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم. قال: وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم، فلما قدم رسول الله المدينة أنزل الله تعالى فيهم وفي قولنا وقولهم لأنفسهم {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الزمر: 53 - 55]، قال عمر بن الخطاب: فكتبتها بيدي في صحيفة وبعثت بها إلى هشام بن العاص. قال فقال هشام بن العاص: فلما أتتني جعلت أقرؤها بذي طوى أصعد بها فيه وأصوب ولا أفهمها، حتى قلت: اللَّهم فهمنيها. قال. فألقى الله تعالى في قلبي إنما أنزلت فينا وفيما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا، قال: فرجعت إلى بعيري فجلست عليه فلحقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالمدينة.

هجرة أم سلمة وزوجها

[درجته: سنده صحيح، رواه من طريق ابن إسحاق والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 13)، هذا السند: صحيح كالذهب فنافع أبو عبد الله المدني مولى بن عمر تابعي ثقة ثبت فقيه مشهور تقريب التهذيب 559 وقد مر معنا كثيرًا]. هجرة أم سلمة وزوجها 1 - قال ابن إسحاق: السيرة النبوية (2 - 315): حدثني أبي إسحاق بن يسار عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة عن جدته أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل لي بعيره ثم حملني عليه وحمل معي ابني سلمة بن أبي سلمة في حجري، ثم خرج بي يقود بعير فلما رأته رجال بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتك هذه علام نتركك تسير بها في البلاد؟ قالت: فنزعوا خطام البعير من يده فأخذوني منه. قالت: وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد رهط أبي سلمة فقالوا: لا والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا. قالت: فتجاذبوا بني سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد وحبسني بنو المغيرة عندهم وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة قالت ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني قالت فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي سنة أو قريبًا منها، حتى مر بي رجل من بني عمي أحد بني المغيرة فرأى ما بي فرحمنى، فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون هذه المسكينه فرقتم بينها وبن زوجها وبن ولدها؟ قالت فقالوا لي: الحقي بزوجك إن شئت. قالت ورد بنو عبد الأسد إلي عند ذلك ابني، قالت: فارتحلت بعيري ثم أخذت ابني فوضعته في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، قالت وما معي أحد من خلق الله قالت: أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة أخا بني عبد الدار فقال لي: إلى أين يا بنت أبي أمية؟ قال فقلت: أريد زوجي بالمدينة، قال أوما معك أحد؟ قالت فقلت: لا والله إلا الله وبني هذا. قال: والله مالك من مترك فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يهوي بي فوالله ما صحبت رجلًا من العرب قط

هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم)

أرى أنه كان أكرم منه كان إذا بلغ المنزل أناخ بي، ثم استأخر عني حتي إذا نزلت استأخر ببعيري فحط عنه ثم قيده في الشجرة، ثم تنحى عني إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه فرحله ثم استأخر عني وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذه بخطامه فقاده حتى ينزل بي حتى أقدمني المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: زوجك في هذه القرية وكان أبو سلمة بها نازولا فادخليها على بركة الله ثم انصرف راجعًا إلى مكة، قال فكانت تقول: والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحبًا قط كان أكرم من عثمان ابن طلحة. [درجته: انظر التخريج، هذا السند: ابن إسحاق صرح بالسماع من والده ووالده ابن هو إسحاق بن يسار المدني والد محمد صاحب المغازي ثقة تقريب التهذيب (103)، أما سلمة فهو تابعي وثقه ابن حبان فيحتاج إلى مزيد من التوثيق وقد أوردته لأنه تابعي روى عنه عدد من ثقات التابعين وأعلامهم ومنهم: الثقة الثبت عمرو بن دينار، وعطاء بن أبي رباح وهو ثقة فقيه فاضل وكذلك والد ابن إسحاق وهو تابعي ثقة. انظر التهذيب (4/ 148) ولأنه يروي هذا الحديث عن جدته]. هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) 1 - قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج عن ابن عباس قال وحدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس والحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال: لما اجتمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ويتشاوروا فيها في أمر رسول الله غدوا في اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى الزحمة، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بت له فوقف على باب الدار، فلما رأوه واقفًا على بابها قالوا من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى ألا يعدمكم منه رأي ونصح. قالوا: أجل فادخل. فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش كلهم من كل قبيلة من بني عبد شمس شيبة وعتبة ابنا ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، ومن بني

نوفل بن عبد مناف طعيمة بن عدي وجبير بن مطعم والحارث بن عامر بن نوفل، ومن بني عبد الدار بن قصي النضر بن الحارث بن كلدة ومن بني أسد بن عبد العزى أبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود بن المطلب، وحكيم بن حزام ومن بني مخزوم أبو جهل بن هشام، ومن بني سهم نبيه ومنبه ابنا الحجاج، ومن بني جمح أمية بن خلف، ومن كان معهم وغيرهم ممّن لا يعد من قريش فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان أمره ما قد كان وما قد رأيتم وإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا بمن قد اتبعه من غيرنا فأجمعوا فيه رأيا. قال فتشاوروا ثم قال قائل منهم: احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه بابًا ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين قبله زهيرًا والنابغة ومن مضى منهم من هذا الموت، حتى يصيبه منه ما أصابهم. قال فقال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي والله لو حبستموه كما تقولون لخرج أمره من وراء الباب الذي أغلقتموه دونه إلى أصحابه، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم ثم يكاثروكم حتى يغلبوكم على أمركم هذا، ما هذا لكم برأي فانظروا إلى غيره. ثم تشاوروا فقال قائل منهم: نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا فإذا خرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه فأصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت. قال الشيخ النجدي: والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به، والله لو فعلتم ذلك ما أمنت أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بها فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد، أديروا فيه رأيا غير هذا. قال فقال أبو جهل بن هشام: والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد. قالوا: وما هو يا أبا الحكم؟ قال: أرى أن تأخذوا من كل قبيلة فتى شابًا جلدًا نسيبًا وسيطًا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفًا صارمًا، ثم يعمدون إليه ثم يضربونه بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلها فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا

ورضوا منا بالعقل، فعقلناه لهم. قال فقال الشيخ النجدية القول ما قال الرجل، هذا الرأي لا رأي لكم غيره. فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له، فأتى جبريل رسول الله فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. قال: فلما كان العتمة من الليل اجتمعوا على بابه فترصدوه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي بن أبي طالب. نم على فراشي واتشح ببردي الحضرمي الأخضر، فنم فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهه منهم وكان رسول الله ينام في برده ذلك إذا نام. [درجته: حديثٌ حسنٌ عدا ذكر إبليس، رواه الطبري من طريق ابن إسحاق في التاريخ (1 - 566)، هذا السند: حديثٌ حسنٌ بطرقه، فقد سمعه من الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وهذا الطريق لا يفرح به لأن فيه الكلبي وهو تالف، أما الطريق الثانية: الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس، والحسن هذا متروك، أما الطريق الثالثة فرجالها ثقات: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبير عن ابن عباس، ومجاهد إمام تابعي ثقة معروف وعبد الله بن أبي نجيح ثقة، لكنه ربما دلس أي أنه قليل التدليس، وللحديث شواهد تقويه لا شك، فقد رواه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة (5 - 389) مرسلًا وهذا شاهد يكفي، كذلك له شاهد آخر من طريق الواقدي: عدة أسانيد عن علي وعائشة وسراقة. والواقدي متروك، وانظر إلى حديث رقم (9)]. 2 - قال ابن إسحاق: أخبرني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة قال: حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث في خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فيه: فخرج رسول - صلى الله عليه وسلم - وأقام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: سنده صحيح، رواه البيهقي في الكبرى (6 - 289)، هذا السند: صحيح شيخ ابن إسحاق ثقة انظر تقريب التهذيب (471)، وعروة إمام معروف أما شيخ عروة فثقة، قال عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى (5 - 78): عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان

بن زيد بن أمية ولم تسم لنا أمه وولد عبد الرحمن في عهد النبي -عليه السلام- وروى عن عمر وتوفي بالمدينة في آخر خلافة عبد الملك بن مروان وكان ثقة قليل الحديث]. 3 - قال ابن إسحاق بن يسار: حدثني من لا أتهم عن عروة بن الزبير عن عائشة في هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: وأمر- تعنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليًا - رضي الله عنه - أن يتخلف عنه بمكة حتى يؤدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الودائع التي كانت عنده للناس. [درجته: حسن وسنده فيه ضعف، رواه: البيهقي في الكبرى (6 - 289)، هذا السند: ضعيف لضعف الواسطة بين ابن إسحاق والتابعي الثقة عروة، ولا يكفي توثيق ابن إسحاق له، ثم وجدت هذا المجهول عند البيهقي لكن الحديث له شاهد يرفعه إلي درجة الحسن هو الحديث السابق]. 4 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (1 - 330): حدثنا يحيي بن حماد ثنا أبو عوانة ثنا أبو بلج ثنا عمرو بن ميمون قال إني لجالس إلى بن عباس ... قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم نام مكانه قال وكان المشركون يرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أبو بكر وعلي نائم قال وأبو بكر يحسب أنه نبي الله قال فقال: يا نبي الله، قال فقال له علي: إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه. قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم كان صاحبك نراميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك. [درجته: سنده قوي، رواه: أيضًا الإِمام أحمد بن حنبل (1 - 331) حدثنا أبو مالك كثير بن يحيي قال ثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن بن عباس نحوه والحاكم (3 - 5)، والطبرانى في المعجم الكبير (12 - 97) عن أبي عوانة، هذا السند: إسناده لا بأس به مالم ينفرد أبو بلج بلفظ مخالف، وقد تتبعت أحاديثه فوجدت عليها طابع التشيع وفي بعضها ألفاظ منكرة، وقد (قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة وكذلك قال محمَّد بن سعد والنسائيُّ والدارقطنيُّ. وقال أبو حاتم صالح الحديث لا بأس به وقال محمَّد بن سعد قال يزيد بن هارون قد رأيت أبا بلج وكان جارًا لنا وكان يتخذ الحمام يستأنس بهن وكان يذكر الله كثيرًا لكن قال البخاري: فيه نظر، وهو

مصطلح شديد من مصطلحات البخاري. تهذيب الكمال (33 - 162)، وأبو عوانه اسمه: وضاح بن عبد الله اليشكري، وهو ثقة ثبت. التقريب (2 - 331) وشيخه اسمه يحيي بن سليم وحديثه حسن إذا لم يخالف، أما عمرو بن ميمون أبو عبد الله الأودي، فهو مخضرم مشهور وثقة عابد. التقريب (2 - 80)]. 5 - قال أحمد في فضائل الصحابة (1 - 62): حدثنا وكيع عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال: لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج ومعه أبو بكر فأخذا طريق ثور قال فجعل أبو بكر يمشي خلفه ويمشي أمامه فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - مالك؟ فقال: يا رسول الله أخاف أن تؤتى من خلفك فأتأخر، وأخاف أن تؤتى من أمامك فأتقدم، قال: فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر. يا رسول الله كما أنت حتى أقمه. قال نافع فحدثني رجل عن بن أبي مليكة أن أبا بكر رأى جحرًا في الغار فألقمها قدمه وقال: يا رسول الله إن كانت لسعة أو لدغة كانت بي. [درجته: حسن ورجاله ثقات لكنه مرسل، رواه: رواه البغوي سيرة ابن كثير (2 - 237)، وابن هشام، هذا السند: فيه ضعف رغم كون كل رجاله أئمة راجع ترجمة نافع بن عمر في التقريب (2 - 296) حيث قال عنه: ثقة ثبت، وابن أبي مليكة تابعي ثقة أدرك ثلاثين صحابيًا، واسمه عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، إذًا فالنص مرسل، لكن يشهد له حديث عمر التالي، وسند آخر جاء عن عمر. انظره في دلائل البيهقي (2 - 477) وسند مرسل أيضًا عن الحسن البصري رواه ابن هشام فالحديث حسن]. 6 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 7): أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ موسى بن الحسن بن عباد ثنا عفان بن مسلم ثنا السري بن يحيى ثنا محمَّد بن سيرين قال: ذكر رجال على عهد عمر - رضي الله عنه - فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر - رضي الله عنهما - قال، فبلغ ذلك عمر - رضي الله عنه - فقال: والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر، لقد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي، فقال يا رسول الله: أذكر الطلب فأمشي خلفك، ثم أذكر

الرصد فأمشي بين يديك، فقال: يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني؟ قال: نعم والذي بعثك بالحق، ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك، فلما انتهيا بلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى أستبرىء لك الغار، فدخل واستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الحجرة فقال: مكانك يا رسول الله حتى أستبرأ الحجرة فدخل واستبرىء، ثم قال انزل يا رسول الله، فنزل فقال عمرة والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر. [درجته: يقويه ما قبله، هذا السند: صحيح لولا الانقطاع، فقد رواه البيهقي (2/ 476) أخبرنا موسى بن الحسن بن عباد، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا السري بن يحيي، حدثنا محمَّد بن سيرين قال: وكل هؤلاء ثقات لكن التابعي الإِمام محمَّد بن سيرين لم يدرك عمر، لكن الحديث حسن بما قبله، وبأحاديث أخرى]. 7 - قال ابن إسحاق. سيرة ابن هشام (3 - 15): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء بنت أبى بكر قالت: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرج معه أبو بكر احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم، قالت: وانطلق بها معه قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه؟ قالت قلت: كلا يا أبت، إنه قد ترك لنا خيرًا كثيرًا قالت: فأخذت أحجارًا فتركتها فوضعتها في كوة البيت كان أبى يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوبًا، ثم أخذت بيده فقلت يا أبت ضع يدك على هذا المال. قالت فوضع يده عليه فقال: لا بأس إن كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ. قالت: لا والله ما ترك لنا شيئًا ولكني قد أردت ان أسكن الشيخ بذلك. [درجته: سنده صحيح، رواه من طريقه الإِمام أحمد (6 - 350)، والطبرانيُّ في الكبير (24 - 88)، والحاكم (3 - 6)، هذا السند: صحيح: ابن إسحاق صرح بالسماع من شيخه يحيى بن عباد، وشيخه يحيى ثقة، انظر التقريب (2/ 350) والتهذيب (11/ 234) ووالده: عباد، كان قاضي مكة زمن أبيه وخليفته إذا حج، وهو تابعي ثقة. انظر التقريب (1/ 392) والتهذيب (5 - 98)].

8 - قال البيهقي في الدلائل (2 - 481): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا عباس الدوري حدثنا أسود بن عامر شاذان حدثنا إسرائيل عن الأسود عن جندب بن عبد الله قال: كان أبو بكر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغار فأصاب يده حجر فقال: إن أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت [درجته: سنده صحيح ولكن انظر للتخريج، فالأسود بن قيس العبدي ويقال العجلي الكوفي يكنى أبا قيس ثقة -تقريب التهذيب (111)، وتلميذه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف الكوفي ثقة من رجال الشيخين تكلم فيه بلا حجة- تقريب التهذيب (104)، وشاذان هو الأسود بن عامر الشامي نزيل بغداد يكنى أبا عبد الرحمن ويلقب شاذان ثقة -تقريب التهذيب (111)، وعباس بن محمَّد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي خوارزمي الأصل ثقة حافظ تقريب التهذيب (294) والبقية أئمة ثقات. لكن الإشكالية هنا في مخالفة هي في أن الحديث قد روي من طرق الأخرى عن الأسود بخلاف ذلك، فالبخاري رواه في صحيحه (3 - 1031): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس، و (5 - 2276): حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأسود بن قيس. كما رواه مسلم في صحيحه (3 - 1421): حدثنا يحيى بن يحيي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن أبي عوانة قال يحيى أخبرنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان قال: دميت إصبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض تلك المشاهد فقال: إن أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت وأبو عوانة ثقة ثبث وسفيان إمام زمانه وهما أثبت من إسرائيل. لكن لا مانع من التعدد. 9 - قال الإِمام أحمد (1 - 348): حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر قال وأخبرني عثمان الجزري أن مقسمًا مولى بن عباس أخبره عن بن عباس في قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه، فاطلع الله -عز وجل- نبيه على ذلك فبات علي على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليًا يحسبونه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبحوا ثاروا إليه

بعد الغار

فلما رأوا عليًا رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال. [درجته: حسن وفي سنده ضعف، رواه الطبراني في المعجم الكبير (11 - 407)، وعبد الرزاق (5 - 384)، هذا السند: قال ابن كثير: هذا إسناد حسن، وليس كما قال -رحمه الله-، ففيه عثمان الجزري، وحديثه حسن بالشواهد فيحتاج إلى شاهد. وهذا الشاهد جاء عن الحسن البصري مرسلًا ذكره ابن كثير في سيرته (2 - 239)، أما ذكر الحمامتين اللتين باضتا على فم الغار فلم أعثر له على سند صحيح]. 10 - قال الحافظ أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (140): حدثنا أحمد بن علي قال حدثنا بشار الخفاف قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا أبو عمران الجوني قال حدثنا المعلى بن زياد عن الحسن: انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر إلى الغار فدخلا فيه، فجاء العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت قالوا لم يدخله أحد وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قائمًا يصلي، وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: فداك أبي وأمي هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي أبكي ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تحزن إن الله معنا. [درجته: حسن وسنده مرسل، لكن يشهد له ما قبله]. بعد الغار أبو معبد 1 - قال الطبراني في المعجم الكبير (18 - 343): حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ح وحدثنا محمَّد بن محمَّد التمار البصري ثنا أبو الوليد الطيالسي قالا ثنا عبد الله بن إياد بن لقيط ثنا إياد بن لقيط قال: سمعت قيس بن النعمان السكوني قال: انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر مستخفيان من قريش فمروا براع فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل من شاة ضربها الفحل؟ قال: لا، ولكن ها هنا شاة قد خلفها الجهد. قال: ائتني بها، فأتاه

بها فمسح ضرعها ودعا بالبركة، فحلب فسقى أبا بكر ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب. فقال له: تالله ما رأيت مثلك، من أنت؟ قال: إن أخبرتك تكتم علي؟ قال: نعم. قال: أنا محمَّد رسول الله، قال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابئي؟ قال: إنهم يقولون ذلك. قال: فإني أشهد أنك رسول الله وإنه لا يقدر على ما فعلت إلا رسول، ثم قال له: اتبعك؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أما اليوم فلا، ولكن إذا سمعت أنَّا قد ظهرنا فائتنا، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ما ظهر بالمدينة. [درجته: سنده صحيح، رواه: البيهقي (2/ 497)، والحاكم (3 - 9)، والبزار (كشف الأستار 2/ 301) من رواية: عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: سمعت إيادًا يحدث عن قيس بن لقمان، قال: لما انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يستخفيان ... هذا السند: صحيح. فعبيد الله صدوق (التقريب 1/ 53) ووالده تابعي ثقة (التقريب1/ 86)]. 2 - قال البزار (كشف الأستار 2/ 301) وغيره من طرق عن عبيد الله بن إياد، حدثنا إياد، عن قيس بن النعمان: قال لما انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يستخفيان نزلا بأبي معبد، فقال: والله ما لنا شاة، وإن شاءنا لحوامل، فما بقي لنا لبن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فما تلك الشاة؟ " فأتى بها، فدعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبركة عليها، ثم حلب عسًا فسقاه، ثم شربوا. فقال: أنت الذي يزعم قريش أنك صابئ؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنهم ليقولون ذلك". قال: أشهد أن ما جئت به حق، ثم قال: أتبعك؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا، حتى تسمع أنَّا قد ظهرنا". [درجته: سنده صحيح، وهو والحديث السابق من رواية: عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: سمعت إيادًا يحدث عن قيس بن لقمان، قال: لما انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يستخفيان ... إذًا فالرواية واحدة، لكن هناك خطأ في السند عند البيهقي (2/ 497) فقد ذكره ابن كثير في سيرته (2/ 264):حدثنا عبيد الله بن إياد، حدثنا إياد، عن قيس، وهذا هو الصواب، فقيس صحابي، وعبيد الله ليس بتابعي، فهو لم يسمع من قيس، وهو ليس ضمن شيوخه الذين ذكرهم الحافظ في التهذيب (7/ 4) بل ذكر أباه ضمن شيوخه ورواية البزار خير شاهد، إذًا فالخطأ متأخر وعنه نشأ بعض الاختلاف في ألفاظ الروايتين].

أم معبد

أم معبد 1 - قال الطبراني في المعجم الكبير (4 - 48): حدثنا علي بن عبد العزيز ح وحدثنا موسى بن هارون الحمال وعلي بن سعيد الرازي وزكريا بن يحيى الساجي قالوا: ثنا مكرم بن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن حليف بن منقذ بن ربيعة بن منبش بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن حارثة بن ثعلبة بن الأزد أبو القاسم الخزاعي ثم الربعي: حدثني أبي محرز بن مهدي عن حزام بن هشام بن خالد عن أبيه هشام بن حبيش عن أبيه حبيش بن خالد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج من مكة وخرج منها مهاجرًا إلى المدينة وهو وأبو بكر - رضي الله عنه - ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة - رضي الله عنه - ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط، مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحمًا وتمرًا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئًا من ذلك، وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شاة في كسر الخيمة فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: خلفها الجهد عن الغنم. قال: فهل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك. قال: أتأذنين أن أحلبها؟ قالت: بلى بأبي أنت وأمي نعم إن رأيت بها حلبًا فاحلبها. فدعا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسح بيده ضرعها وسمى الله -عَزَّ وجَلَّ- ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعا بإناء يريض الرهط فحلب فيها ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم - صلى الله عليه وسلم -، ثم أراضوا، ثم حلب فيها ثانيًا بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها، ثم بايعها وارتحلوا عنها، فما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا يتساوكن هزلًا ضحى مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوبة في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صفيه لي يا أم معبد. قالت: رأيت رجلًا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق، لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة، وسيم في عينيه دعج. وفي أشفاره وطف، وفي صوته صهل وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة، أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل

الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق فصل لا هذر ولا تزر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربع لا تنساه عين من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرًا وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به إن قال انصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود لا عابس ولا مفند قال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، فأصبح صوت بمكة عليًا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول: جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أم معبد هما نزلاها بالهدى واهتدت به ... فقد فاز من أمسى رفيق محمَّد فيا لقصي ما زوى الله عنكم به ... من فعال لا تجارى وسؤدد ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه ... صريحًا ضرة الشاة مزبد فغادرها رهنا لديها لحالب ... يرددها في مصدر ثم مورد فلما أن سمع حسان بن ثابت بذلك شبب يجيب الهاتف وهو يقول: لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم ... وقدس من يسري إليهم ويغتدي ترحل عن قوم فضلت عقولهم ... وحل على قوم بنور مجدد هداهم به بعد الضلالة ربهم ... وأرشدهم من يتبع الحق يرشد وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا ... وهل عمايتهم هاد به كل مهتد وقد نزلت منه على أهل يثرب ... ركاب هدى حلت عليهم بأسعد نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كل مسجد وإن قال في يوم مقالة غائب ... فتصديقها في اليوم أوفي ضحى الغد ليهن أبا بكر سعادة جده ... بصحبته من يسعد الله يسعد ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد

هذه القصة

زاد موسى بن هارون في حديثه قال: وحدثناه مجاهد بن موسى عن مكرم فقال لنا: لم تعبه ثحلة ولم تزر به صقلة، والصواب ثجلة وصعلة، الثجلة كبر البطن، والصعلة صغر الرأس يريد أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن كبير البطن ولا صغير الرأس وقال لنا مكرم: في أشفاره عطف وفي صوته ضهل، وقال لنا مجاهد عن مكرم: في أشفاره وطف في صوته صحل والصواب وطف وهو الطول، والصواب صحل وهي البحة وقال لنا مكرم: لا يأس من طول والصواب لا يتشنا من طول، وقال لنا مكرم ولا عابس ولا معتد وقال لنا مجاهد عن مكرم الا عابس، ولا مفند يعني لا عابس ولا مكذب. [درجته: انظر التخريج، وملخصه أن سنده فيه ضعف لكن يقويه رواية البزار السابقة، رواه: الحاكم في المستدرك علي الصحيحين (3 - 10): حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمَّد بن عمرو الأخمسي بالكوفة ثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن بشار الخزاعي ثنا أخي أيوب بن الحكم وسالم بن محمَّد الخزاعي جميعًا: عن حزام بن هشام عن أبيه هشام بن حبيش بن خويلد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وابن سعد في الطبقات الكبرى (1 - 230): أخبرنا الحارث قال حدثني غير واحد من أصحابنا منهم محمَّد بن المثنى البزاز وغيره قالوا أخبرنا محمَّد بن بشر بن محمَّد الواسطي ويكنى أبا أحمد السكري أخبرنا عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحر بن الصباح عن أبي معبد الخزاعي. والطبرانيُّ المعجم الكبير أيضًا (7 - 105): حدثنا محمَّد بن علي الصائغ المكي ثنا عبد العزيز بن يحيي المديني ثنا محمَّد بن سليمان بن سليط الأنصاري عن أبيه عن جده ..]. هذه القصة قصة مشهورة تحتاج أسانيدها إلى دراسة دقيقة، لكن قبل ذلك أود ذكر دفاع الإمام الحاكم محمد -رحمه الله- عنها بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ويستدل على صحته وصدق رواته بدلائل فمنها: نزول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالخيمتين متواترًا في أخبار صحيحة ذوات عدد.

ومنها أن الذين ساقوا الحديث على وجهه أهل الخيمتين من الأعاريب الذين لا يتهمون بوضع الحديث والزيادة والنقصان وقد أخذوه لفظًا بعد لفظ عن أبي معبد وأم معبد. ومنها أن له أسانيد كالأخذ باليد أخذ الولد عن أبيه والأب عن جده لا إرسال ولا وهن في الرواة ومنها أن الحر بن الصباح النخعي أخذه عن أبي معبد كما أخذه ولده عنه: فأما الإسناد الذي رويناه بسياقة الحديث عن الكعبيين فإنه إسنادٌ صحيحٌ عال للعرب الأعاربة وقد علونا في حديث الحر بن الصباح: حدثناه أبو العباس محمَّد بن يعقوب عودًا على بدء ثنا الحسين بن مكرم البزار حدثني أبو أحمد بشر بن محمَّد السكري ثنا عبد الملك بن وهب المذحجي ثنا الحر بن الصباح النخعي عن أبي معبد الخزاعي قال خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة مهاجرًا فذكر الحديث بطوله مثل حديث سليمان بن الحكم وأما حديث الخيمتين المعروف برواته فقدى حدثناه أبو زكريا يحيي بن محمَّد العنبري ثنا الحسين بن محمد بن زياد وجعفر بن محمَّد بن سوار وأخبرني عبد الله بن محمَّد الدورقي في آخرين. قالوا ثنا محمَّد بن إسحاق الإِمام وأخبرني مخلد بن جعفر الباقر حي ثنا محمَّد بن جرير قالوا ثنا مكرم بن محرز ثم سمعت الشيخ الصالح أبا بكر محمَّد بن جعفر بن حمدان البزار القطيعي يقول ثنا مكرم بن محرز عن أبيه فذكروا الحديث بطوله بنحو من حديث أبي معبد. فقلت لشيخنا أبي بكر القطيعي سمعه الشيخ من مكرم قال أي والله حج بي أبي وأنا بن سبع سنين فأدخلني على مكرم بن محرز. في البداية أود استبعاد الطرق شديدة الضعف لعدم جدوى الاستدلال بها، وهي: (طريق الحر بن الصباح)، هذه الطريق مركبة بطريقة ذكية جدًا تمر حتى على العلماء، إلا علماء الجرح والتعديل، فقد قال الإِمام الناقد ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5 - 373):

عبد الملك بن وهب المذحجي مذحج اليمن كوفي روى عن الحر بن الصياح روى عنه بشر بن محمَّد السكري سمعت أبى يقول ذلك، وسمعته يقول قال بعض أصحابنا أن عبد الملك بن وهب هذا معمول عن اسمه، وهو سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي نسبة إلى جده وهب، وسماه عبد الملك والناس معبدون عبيد الله. وقد جاء ذلك مفصلًا في علل الحديث (2 - 392): سليمان بن عمرو هو ابن عبد الله بن وهب النخعي، فترك سليمان وجعل عبد الملك لأن الناس كلهم عبيد الله ونسب إلى جده وهب والمذحج قبيلة من نخع قال أبي: يحتمل أن يكون هكذا لأن الحر بن الصباح ثقة روى عنه شعبة الثورى والحسن بن عبيد الله النخعى وشريك، فلو أن هذا الحديث عن الحر كان أول ما يسأل عنه فأين كان هؤلاء الحفاظ عنه. وهناك ملاحظة أخرى للبخاري وهي قوله كما نقله الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة (7 - 376) قال: البخاري هذا مرسل، وأبو معبد مات قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -. إذًا فلا بد من استبعاد هذه الطريق لشدة ضعفها. كذلك تستبعد رواية الطبراني عن عبد العزيز بن يحيي المديني ثنا محمَّد بن سليمان بن سليط الأنصاري عن أبيه عن جده؛ لأنها أشد ضعفًا من رواية الحر بن الصباح، ففيها راو كذاب هو: عبد العزيز بن يحيى المديني قال العقيلي في الضعفاء الكبير (3 - 19) يحدث عن الثقات بالبواطيل ويدعى من الحديث ما لا يعرف به غيره من المتقدمين. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5 - 400): سئل أبى عنه فقال ضعيف نا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن عبد العزيز بن يحيى المديني فقال ليس يصدق ذكرته لإبراهيم بن المنذر فكذبه وذكرته لأبي مصعب فقلت يحدث عن سليمان بن بلال فقال كذب أنا أكبر منه ما أدركته. وتبقى طريق حزام عن هشام عن حبيش، والعلة هنا في هشام حيث أنه مجهول، قال ابن أبي حاتم الجرح والتعديل (9 - 53) روى عن عمر وسراقة بن

مالك وعائشة. بالإضافة إلى الاختلاف بين وصله وإرساله. والحديث في النهاية حسن بما قبله عدا الشعر. 2 - قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (1 - 228): أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا عون بن عمرو القيصي أخو رياح القيسي أخبرنا أبو مصعب المكي قال: أدركت زيد بن أرقم وأنس بن مالك والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الغار أمر الله شجرة فنبتت في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - فسترته، وأمر الله العنكبوت فنسجت على وجهه فسترته، وأمر الله حمامتين وحشيتن فوقعتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل بأسيافهم وعصيهم وهراواتهم حتى إذا كانوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - قدر أربعين ذراعًا، نظر أولهم فرأى الحمامتين وحشيتين بفم الغار، فعرفت أن ليس فيه أحد، قال فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله فعرف أن الله قد درأ عنه بهما فسمت النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهن وفرض جزاءهن وانحدرن في حرم الله. رجع الحديث إلى الأول قالوا: وكانت لأبي بكر منيحة غنم يرعاها عامر بن فهيرة وكان يأتيهم بها ليلًا فيحتلبون فإذا كان سحر سرح مع الناس، قالت عائشة: وجهزناهما أحب الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب، وقطعت أخرى فصيرته عصامًا لفم القربة، فبذلك سميت (ذات النطاقين) ومكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، واستأجر أبو بكر رجلًا من بني الديل هاديا خريتا يقال له عبد الله بن أريقط وهو على دين الكفر، ولكنهما أمناه فارتحلا ومعهما عامر بن فهيرة فأخذ بهم بن أريقط يرتجز، فما شعرت قريش أين وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعوا صوتًا من جني من أسفل مكة ولا يرى شخصه. جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتى أم معبد هما نزلا بالبر وارتحلا به ... فقد فاز من أمسى رفيق محمَّد [درجته: سنده ضعيف هذا السند: ضعيف قال في لسان الميزان (7 - 106): أبو مصعب المكى عن زيد بن أرقم والمغيرة وأنس بحديث الغار وعنه عون بن عمرو القيسي قال العقيلي مجهول].

طريق الهجرة

طريق الهجرة 1 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 9): أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي ثنا موسى بن إسحاق القاضي ثنا مسروق بن المرزبان ثنا يحيي بن زكريا بن أبي زائدة قال قال ابن إسحاق حدثني محمَّد بن جعفر بن الزبير ومحمَّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين عروة بن الزبير عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الغار مهاجرًا ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة مردفه أبو بكر وخلفه عبد الله بن أريقط الليثي، فسلك بهما أسفل من مكة ثم مضى بهما حتى هبط بهما على الساحل أسفل من عسفان، ثم استجاز بهما على أسفل أمج، ثم عارض الطريق بعد أن أجاز قديدًا، ثم سلك بهما الحجار، ثم أجاز بهما ثنية المرار، ثم سلك بهما الحفياء، ثم أجاز بهما مدلجة ثقف، ثم استبطن بههما مدلجة صحاح، ثم سلك بهما مذحج، ثم ببطن مذحج من ذي الغصن، ثم ببطن ذي كشد، ثم أخذ الجباجب، ثم سلك ذي سلم من بطن أعلى مدلجة، ثم أخذ القاحة، ثم هبط العرج، ثم سلك ثنية الغائر عن يمين ركوبه، ثم هبط بطن ريم، فقدم قباء على بني عمرو بن عوف. [درجته: سنده صحيح، رواه: ابن جرير بسند صحيح (2/ 375): حدثنا علي بن نصر وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبان بن العطار، حدثنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة، هذا السند: سند ابن إسحاق صحيح وابن إسحاق لم ينفرد كما نرى، بل تابعه هشام عند الطبري، وسند ابن جرير صحيح فعلي وعبد الوارث ثقتان. التقريب (2 - 45) و (1 - 527) وعبد الصمد صدوق (1 - 507) وأبان ثقة (1/ 31) وبقية السند معروف]. مكانة مكة لدى النبي (صلى الله عليه وسلم) 1 - قال أحمد (4 - 305): حدثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عدى بن الحمراء الزهري أخبره: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف بالحزورة في سوق مكة: والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله -عَزَّ وجَلَّ-، ولولا أنى أخرجت منك ما خرجت.

[درجته: سنده صحيح، رواه: أحمد من طرق أخرى عن الزهري: يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن صالح قال قال ابن شهاب وعبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري ورواه من طريق آخر عن إبراهيم بن خالد ثنا رباح عن معمر عن الزهري كما رواه من طريق الزهري كل من الترمذيُّ (5 - 722)، وابن ماجه (2 - 1037)، وعبد بن حميد (1 - 177)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (2 - 479)، والدارميُّ (2 - 311) وتابعه عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (2 - 261) محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة دون قوله ولولا أني، هذا السند: صحيح فالزهري وشيخه تابعيان إمامان جليلان]. 2 - قال النزمذي (5 - 723): حدثنا محمَّد بن موسى البصري حدثنا الفضيل بن سليمان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم حدثنا سعيد بن جبير وأبو الطفيل عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لمكة ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك". [درجته: صحيح، رواه: ابن حبان (9 - 23)، ورواه الحاكم (1 - 661)، والبيهقيُّ في شعب الإيمان (3 - 443) عن زهير عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، هذا السند: صحيح فقد توبع سليمان بن فضيل الذي وصفه الحافظ في التقريب فقال (1 - 447) فضيل بن سليمان النميري أبو سليمان البصري صدوق له خطأ كثير تابعه زهير وهو: زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل بن زهير بن خيثمة الجعفي أبو خيثمة الكوفي قال معاذ بن معاذ والله ما كان سفيان بأثبت من زهير وقال شعيب بن حرب كان زهير أحفظ من عشرين مثل شعبة وقال بشر بن عمر الزهراني عن بن عيينة عليك بزهير بن معاوية فما بالكوفة مثله وقال الميموني عن أحمد كان من معادن الصدق وقال صالح بن أحمد عن أبيه زهير فيما روى عن المشائخ ثبت بخٍ بخٍ وفي حديثه عن أبي إسحاق لين سمع منه بآخره وقال أبو زرعة ثقة إلا أنه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط وقال أبو حاتم زهير أحب إلينا من إسرائيل في كل شيء إلا في حديث أبي إسحاق نظر تهذيب التهذيب (3/ 303)، وهذا الحديث ليس من روايته عن أبي إسحاق فشيخه هنا هو ابن خثيم قال في تقريب التهذيب (1 - 313) عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي أبو عثمان صدوق].

تغيير اسم يثرب

تغيير اسم يثرب 1 - قال البخاري (2 - 662): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد قال سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد". ورواه مسلم (2 - 1006). الوصول للمدينة وبناء المسجد 1 - قال البخاري (3 - 1421): حدثنا يحيي بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال بن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارًا قافلين من الشام فكسا الزبير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يومًا بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من زفر على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معاشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهر الحرف فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف وذلك يوم الإثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صامتًا، فطفق من جاء من الأنصار ممّن لم ير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك، فلبث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت ثم مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدًا للتمر

لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن بينها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بركت به راحلته: هذا إن شاء الله المنزل، ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدًا فقالا: لا. بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدًاوطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول وهو ينقل اللبن: هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر ويقول: اللَّهم إن الأجر أجر الآخرة ... فارحم الأنصار والمهاجره فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي. [حديثٌ حسنٌ بما قبله وما بعده فهو مرسل عروة]. 2 - قال مسلم (4 - 2309): حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول: جاء أبو بكر الصديق إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلًا فقال لعازب: ابعث معي ابنك يحمله معي إلى منزلي. فقال لي أبي: احمله. فحملته وخرج أبي معه ينتقد ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما ليلة سريت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: نعم، أسرينا ليلتنا كلها حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق فلا يمر فيه أحد حتى رفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليه الشمس بعد، فنزلنا عندها فأتيت الصخرة فسويت بيدي مكانًا ينام فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - في ظلها، ثم بسطت عليه فروة ثم قلت: ثم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براعي غنم مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها الذي منه أردنا، فلقيته فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من أهل المدينة. قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم. قلت: أفتحلب لي؟ قال: نعم. فأخذ شاة فقلت له: انفض الضرع من الشعر والتراب والقذى. قال: فرأيت البراء يضرب بيده على الأخرى ينفض، فحلب لي في قعب معه كثبة من لبن، قال: ومعي إداوة أرتوي فيها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ليشرب منها ويتوضأ، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وكرهت أن

أوقظه من نومه فوافقته استيقظ فصببت على اللبن من الماء حتى برد أسفله، فقلت: يا رسول الله اشرب من هذا اللبن. قال: فشرب حتى رضيت ثم قال: ألم يأن للرحيل؟ قلت: بلى. قال: فارتحلنا بعد ما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك قال ونحن في جلد من الأرض فقلت: يا رسول الله أتينا. فقال: لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارتطمت فرسه أرى فقال: إني قد علمت أنكما قد دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا الله، فنجى فرجع لا يلقى أحدًا إلا قال قد كفيتكم ما ها هنا فلا يلقى أحدًا إلا رده قال: ووفى لنا. وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا عثمان بن عمر ح وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل كلاهما عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: اشترى أبو بكر من أبي رحلًا بثلاثة عشر درهمًا ثم وساق الحديث بمعنى حديث زهير عن أبي إسحاق وقال في حديثه من رواية عثمان بن عمر، فلما دنا دعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه ووثب عنه، وقال: يا محمَّد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن يخلصني مما أنا فيه ولك علي لأعمين على من ورائي، وهذه كنانتي فخذ سهمًا منها فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك. قال: لا حاجة لي في إبلك. فقدمنا المدينة ليلًا فتنازعوا أيهم ينزل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنزل على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك، فصعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون: يا محمَّد يا رسول الله، يا محمَّد يا رسول الله. ورواه البخاري (3 - 1323). 3 - قال محمَّد بن إسحاق: أخبرني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة قال حدثني رجال من قومي من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا سمعنا بمخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة وتوكفنا قدومه كنا نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظهر حرتنا ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظل، فإذا لم نجد

ظلا دخلنا وذلك في أيام حارة، حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلسنا كما كنا نجلس حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخلنا البيوت فكان أول من رآه رجل من اليهود، وقد رأى ما كنا نصنع وإنا ننتظر قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصرخ بأعلى صوته: يا بني قيلة هذا جدكم قد جاء. فخرجنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في ظل نخلة ومعه أبو بكر، وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك وركبه الناس وما يعرفونه من أبي بكر، حتى إذا زال الظل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام أبو بكر فأظله بردائه، فعرفناه عند ذلك. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق ابن إسحاق البيهقي في الكبر (6 - 289) كما توبع ابن إسحاق عند البخاري في التاريخ الصغير (1 - 9) حيث تابعه محمَّد بن يزيد، قال البخاري: حدثنا عمرو بن بينها قال أخبرنا زياد عن محمَّد بن يزيد حدثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة قال حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا لنا سمعنا بمخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هذا السند: صحيح شيخ ابن إسحاق تابعي ثقة قال في تقريب التهذيب (1 - 471) محمَّد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي المدني ثقة من السادسة مات سنة بضع عشرة ومائة وشيخه عبد الرحمن ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وروايته عن الصحابة وهو ثقة انظر الطبقات الكبرى (5 - 78) وانظر الثقات (5 - 103)، ويشهد له ما قبله]. 4 - قال عبد بن حميد (1 - 371): أنا عبد الرزاق أنا معمر عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة لعبت الحبشة لقدومه فرحًا بذلك، لعبوا بحرابهم. [درجته: سنده صحيح، رواه: أبو داود (4 - 281)، وأحمدُ (3 - 161) وأبو يعلى (6 - 177)، والبيهقيُّ (7 - 92)، والنسائيُّ في الكبرى كلهم من طريق عبد الرزاق، هذا السند: صحح إسناده الإِمام الألباني في صحيح السنن (3 - 930)، وهذا السند رجاله ثقات لكن فيه ضعفًا لأن رواية معمر عن ثابت ضعيفة، كما قال ابن معين: معمر عن ثابت ضعيف، وقال مرة: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس .. فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا ... وقال مرة: حديث عمر عن ثابت وعاصم وهشام وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام. فإن لم يكن لدى الشيخ ناصر طريق أخرى فهو ضعيف].

4 - قال البخاري (6 - 2532): حدثني عمرو بن بينها أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن عبد العزيز عن أنس قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أنسًا غلام كيس فليخدمك، قال: فخدمته في الحضر والسفر، فوالله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت، هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا. ورواه مسلم (4 - 1804). 5 - قال البخاري (2 - 667): حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وعك أبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول: كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله وكان بلال إذا أقلع عنه ... الحمى يرفع عقيرته يقول ألاليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل وهل أردن يومًا مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل وقال: اللَّهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللَّهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللَّهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة. قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، قالت: فكان بطحان يجري نجلا تعني ماء آجنا. 6 - قال البخاري (3 - 1430): حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث وحدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الصمد قال سمعت أبي يحدث حدثنا أبو التياح يزيد بن حميد الضبعي قال حدثني أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال لهم (بنو عمرو بن عوف) قال فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى ملأ بني النجار قال: فجاؤوا متقلدي سيوفهم قال: وكأني انظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته

وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب، قال: فكان يصلي حيث أدركته في مرابض الغنم، قال: ثم أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملإ بني النجار فجاؤوا فقال: يا بني النجار ثامنوني حائطكم هذا. فقالوا: لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. قال فكان فيه ما أقول لكم كانت فيه قبور المشوكين، وكانت فيه خرب، وكان فيه نخل فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، قال فصفوا النخل قبلة المسجد قال: وجعلوا عضادتيه حجارة قال: جعلوا ينقلون ذاك الصخر وهم يرتجزون ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم يقولون: اللَّهم إنه لا خير إلا خير الآخرة ... فانصر الأنصار والمهاجرة ورواه مسلم (1 - 373). 7 - قال أحمد (3 - 222): حدثنا هاشم ثنا سليمان عن ثابث عن أنس بن مالك قال: إني لأسعى في الغلمان يقولون: جاء محمَّد، فأسعى فلا أرى شيئًا، ثم يقولون: جاء محمَّد، فأسعى فلا أرى شيئًا، قال: حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه أبو بكر فكنا في بعض حرار المدينة، ثم بعثنا رجل من أهل المدينة ليؤذن بهما الأنصار فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار، حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار: انطلقا آمنين مطاعين فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه بين أظهرهم فخرج أهل المدينة حتى إن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن: أيهم هو؟ أيهم هو؟ قال: فما رأينا منظرًا مشبهًا به يومئذ. قال أنس بن مالك: ولقد رأيته يوم دخل علينا ويوم قبض فلم أر يومين مشبها بهما. [درجته: سنده صحيح، رواه: عبد بن حميد أيضًا (1 - 378) فقال حدثني هاشم ... ، هذا السند: صحيح شيخ أحمد وعبد قال فيه الحافظ في تقريب التهذيب (1 - 570) هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم البغدادي أبو النضر مشهور بكنيته ولقبه قيصر ثقة ثبت وشيخه ثقة قال عنه في تهذيب التهذيب (4 - 193): سليمان بن المغيرة القيسي مولاهم أبو سعيد البصري روى عن أبيه

وثابت البناني وحميد بن هلال والحسن وابن سيرين والجريري وأبي موسى الهلالي وقال ملخصًا أقوال العلماء فيه في كتاب تقريب التهذيب (1 - 254): سليمان بن المغيرة القيسي مولاهم البصري أبو سعيد ثقة ثقة قاله يحيى بن معين أما شيخه فقال في التقريب (1 - 132): ثابت بن أسلم البناني أبو محمَّد البصري ثقة عابد]. 8 - صحيح البخاري (4 - 1886): حدثنا عبدان قال أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء - رضي الله عنه - قال: أول من قدم علينا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئاننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين، ثم جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله قد جاء. فما جاء حتى قرأت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} في سور مثلها. 9 - قال ابن أبي شيبة (6 - 329): حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس أن: أبا بكر كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة، وكان أبو بكر يختلف إلى الشام، قال: وكان يعرف، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعرف، فكانوا يقولون: يا أبا بكر من هذا الغلام بين يديك؟ قال: هذا هاد يهدي السبيل. قال فلما دنوا من المدينة نزلا الحرة وبعثنا إلى الأنصار فجاءوا، قال: فشهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يومًا كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه، وشهدته يوم مات فما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه صلوات الله ورحمته ورضوانه عليه إلى يوم الدين. [درجته: سنده صحيح، رواه الدارمي (1 - 54)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (1 - 233)، والبيهقيُّ (2 - 508) من طريق عفان، هذا السند: صحيح عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار أبو عثمان البصري مولى عزرة بن ثابت الأنصاري سكن بغداد روى عن داود بن أبي الفرات وعبد الله بن بكر المزني وصخر بن جويرية وشعبة ووهيب بن خالد وهمام بن يحيى وسليم بن حيان وأبان العطار والأسود بن شيبان والحمادين وغيرهم تهذيب التهذيب (7 - 205)، وهو ثقة قال في التقريب (1 - 393): ثقة ثبت قال ابن المديني كان إذا شك في حرف من الحديث تركه .. وشيخه

حماد بن سلمة قال في التقريب (1 - 178): حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ثقه عابد أثبت الناس في ثابت .. وثابت البناني تابعي ثقة سمع من أنس وقد مر معنا]. 10 - قال البخاري (3 - 1035): حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة أن بن عباس قال له ولعلي بن عبد الله: ائتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه فأتيناه وهو وأخوه لهما يسقيانه فلما رآنا جاء فاحتبى وجدس فقال: كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح عن رأسه الغبار وقال: ويح عمار تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار. 11 - قال ابن حبان (3 - 404): أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا جدي عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال: بنيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجد المدينة فكان يقول: قدموا اليمامي من الطين فإنه من أحسنكم له مسا. [درجته: سنده صحيح، رواه: الطبراني في المعجم الكبير (8 - 332) حدثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ... والبيهقيُّ في الدلائل (2 - 542) من طريق ملازم، هذا السند: صحيح ملازم بن عمرو بن عبد الله بن بدر أبو عمرو اليمامي صدوق انظر تقريب التهذيب (1 - 555) وشيخه عبد الله بن بدر بن عميرة الحنفي السحيمي بالمهملتين مصغرًا اليمامي كان أحد الأشراف ثقة: تقريب التهذيب (1 - 296) وشيخه قيس بن طلق بن علي الحنفي اليمامي صدوق من الثالثة انظر تقريب التهذيب (1 - 457)]. 12 - صحيح البخاري (1 - 171): حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثني أبي عن صالح بن كيسان قال حدثنا نافع أن عبد الله أخبره: أن المسجد كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مبنيًا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا، وزاد فيه عمر وبناه على بن بنيانه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باللبن والجريد، وأعاد عمده خشبًا، ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج.

بناء المنبر

بناء المنبر 1 - قال البخاري (2 - 738): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم قال: أتى رجال إلى سهل بن سعد يسألونه عن المنبر فقال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فلانة امرأة قد سماها سهل: أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادًا أجلس عليهن إذا كلمت الناس، فأمرته يعملها من طرفاء الغابة، ثم جاء بها فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها فأمر بها فوضعت والحاصل عليه. 2 - قال البخاري (2 - 738): حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله ألا أجعل لك شيئًا تقعد عليه فإن لي غلامًا نجارًا؟ قال: إن شئت. قال فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر الذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت. قال: "بكت على ما كانت تسمع من الذكر". 3 - قال البخاري (1 - 310): حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمَّد بن عبد الله بن عبد القاري القرشي الإسكندراني قال حدثنا أبو حازم بن دينار أن رجالًا أتوا سهل بن سعد الساعدي وقد امتروا في المنبر مم عوده فسألوه عن ذلك فقال: والله إني لأعرف مما هو، ولقد رأيته أول يوم وضع، وأول يوم جلس عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فلانة امرأة قد سماها سهل: مري غلامك النجار أن يعمل لي أعوادًا أجلس عليهن إذا كلمت الناس، فأمرته فعملها من طرفاء الغابة، ثم جاء بها فأرسلت إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بها فوضعت ها هنا، ثم رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى عليها وكبر وهو عليها، ثم ركع وهو عليها، ثم نزل القهقري فسجد في أصل المنبر، ثم عاد فلما فرغ أقبل على الناس فقال: أيها الناس، إنما صنعت هذا لتأتموا ولتعلموا صلاتي. ورواه مسلم (1 - 386).

4 - قال الروياني (2 - 225): أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن نا عمي حدثني ابن لهيعة عن عمارة ابن غزية أنه سمع عباس بن سهل بن سعد يخبر عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم إذا خطب إلى خشبة ذات أثل كانت في المسجد، فلما فرع الناس وكثروا قيل له: يا رسول الله لو كنت جعلت منبرًا تشرف للناس عليه فإنهم قد كثروا؟ قال: ما أبالي. قال: وكان بالمدينة نجار واحد يقال له ميمون، قال: فبعث النجار إلي فانطلق وانطلقت معه حتى أتينا الخافقين، فقطعنا منه أثلا فعمله، قال فوالله ما هو إلا أن قعد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلم وفقدته الخشبة، فخارت كما يخور الثور لها حنين فجعل، العباس يمد يديه كنحو ما رأى أباه يمد يده ليحكى حنين الحنشبة، حتى فرغ وأكثر البكاء مما رأو بها قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: سبحان الله ألا ترون هذه الخشبة انزعوها واجعلوها تحت المنبر فنزعوها فدفنوها تحت المنبر. [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: أبو نعيم في الدلائل (403) من طريق ابن لهيعة والبيهقيُّ في دلائل النبوة (2 - 559)، هذا السند: ضعيف من أجل ابن لهيعة وحديثه حسن بالشواهد وللحديث طريق آخر عند البيهقي في دلائل النبوة حيث رواه من طريقين عن أبي بكر بن أويس عن سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري أخو يحيي وهو سبب ضعف هذا الطريق فهو صدوق سيء الحفظ: تقريب التهذيب (1 - 231) أي أن حديثه حسن بالشواهد]. 5 - قال الدارمي (1 - 32): أخبرنا محمَّد بن أحمد بن أبي خلف ثنا عمر بن يونس ثنا عكرمة بن عمار ثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثنا أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم يوم الجمعة فيستند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس، فجاءه رومي فقال: ألا أصنع لك شيئًا تقعد عليه وكأنك قائم؟ فصنع له منبرًا له درجتان ويقعد على الثالثة، فلما قعد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد حزنًا علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المنبر فالتزمه وهو يخور، فلما التزمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكن ثم قال: أما والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنًا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدفن. [درجته: حسن بعمومه وآخره ضعيف من أجل أغلاط عكرمة].

النزول على أبي أيوب

النزول على أبي أيوب 1 - قال مسلم (3 - 1623): وحدثني حجاج بن الشاعر وأحمدُ بن سعيد بن صخر واللفظ منهما قريب قالا حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت في رواية حجاج بن يزيد أبو زيد الأحول حدثنا عاصم بن عبد الله بن الحارث عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل عليه فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفل وأبو أيوب في العلو، قال فانتبه أبو أيوب ليلة فقال: نمشي فوق رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فتنحوا فباتوا في جانب، ثم قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: السفل أرفق. فقال: لا أعلو سقيفة أنت تحتها. فتحول النبي - صلى الله عليه وسلم - في العلو وأبو أيوب في السفل، فكان يصنع للنبي - صلى الله عليه وسلم - طعامًا فإذا جيء به إليه سأل عن موضع أصابعه، فيتتبع موضع أصابعه فصنع له طعامًا فيه ثوم فلما رد إليه سأل عن موضع أصابع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل له: لم يأكل ففزع وصعد إليه فقال: أحرام هو؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا ولكني أكرهه" قال: فإني أكره ما تكره، أو ما كرهت، قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤتى. 2 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (3 - 27): حدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي رهم السماعي قال حدثني أبو أيوب قال: لما نزل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي نزل في السفل وأنا وأم أيوب في العلو فقلت له: يا نبي الله بأبي أنت وأمي إني لأكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتي، فأظهر أنت فكن في العلو وننزل نحن فنكون في السفل. فقال: يا أبا أيوب إن أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في سفل البيت، قال فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفله وكنا فوقه في المسكن فقد إنكسر حب لنا فيه ماء، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها نكشف بها الماء تخوفًا أن يقطر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه شيء فيؤذيه، قال: وكنا نصنع له العشاء ثم نبعث إليه فإذا رد علينا فضله تيممت أنا وأم أيوب موضع يده فأكلنا نبتغي بذلك البركة، حتى بعثنا إليه ليلة بعشائه وقد جعلنا له بصلًا أو ثومًا فرده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم أر ليده فيه أثرًا، قال فجئته فزعًا فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي رددت عشاءك لم أر فيه موضع يدك وكنت إذا رددته علينا تيممت أنا وأم أيوب موضع

استقبال اليهود للنبي (صلى الله عليه وسلم)

يدك نبتغي بذلك البركة؟ قال: إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل أناجي، فأما أنتم فكلوه فأكلناه ولم نصنع له تلك الشجرة بعد. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق ابن إسحاق كل من أحمد (5 - 420)، والحاكم (3 - 521)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (4 - 119)، هذا السند: صحيح فشيخ ابن إسحاق ثقة قال الحافظ في تقريب التهذيب (1 - 600): يزيد بن أبي حبيب المصري أبو رجاء واسم أبيه سويد واختلف في ولائه ثقة فقيه، مرثد بن عبد الله اليزني أبو الخير المصري الفقيه قال ابن يونس كان مفتي أهل مصر في زمانه وكان عبد العزيز بن مروان يحضره فيجلسه للفُتيا وذكره بن حبان في الثقات قال سعيد بن عفير توفي سنة تسعين قلت وقال العجلي مصري تابعي ثقة وقال بن سعد كان ثقة وله فضل وعبادة وقال بن شاهين في الثقات قال بن معين كان ثم أهل مصر مثل علقمة ثم أهل الكوفة وكان رجل صدق ووثقه يعقوب بن سفيان انظر تهذيب التهذيب (10 - 74)]. استقبال اليهود للنبي (صلى الله عليه وسلم) 1 - قال ابن هشام السيرة النبوية (2 - 38): قال ابن إسحاق وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل عن سلمة بن سلامة بن وقش وكان سلمة من أصحاب بدر قال: كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل، قال فخرج علينا يوما من بيته حتى وقف على بني عبد الأشهل قال سلمة وأنا يومئذ من أحدث من فيه سنا على بردة لي مضطجع فيها بفناء أهلي، فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار، قال فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان أن بعثا كائن بعد الموت. فقالوا له: ويحك يا فلان ينبهون هذا كائنًا أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم؟ قال: نعم والذي يحلف به، ولود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدار يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطينونه عليه بأن ينجو من تلك النار غدًا. فقالوا له: ويحك يا فلان فما آية ذلك؟ قال: نبي مبعوث من نحو هذه البلاد وأشار بيده إلى مكة واليمن، فقالوا: ومتى تراه؟ قال: فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنًا فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه. قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله محمَّد رسوله - صلى الله عليه وسلم -

وهو حي بين أظهرنا فآمنا به وكفر به بغيًا وحسدًا، قال فقلنا له: ويحك يا فلان ألست الذي قلت لنا فيه ما قلت. قال: بلى ولكن ليس به. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق ابن إسحاق كل من أحمد (3 - 467)، والحاكم (3 - 471)، هذا السند: صحيح فصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو عمران المدني ثقة ذكره بن حبان في الثقات وأخرج له الشيخان حديثًا واحدًا في قصة قتل أبي جهل وقال العجلي مدني تابعي ثقة وقال حسن بن زيد بن حسن بن علي كان أفضل الناس تهذيب التهذيب (4 - 332)، ومحمود بن لبيد صحابي]، 2 - قال البخاري (3 - 1423): حدثنا محمَّد حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا عبد العزيز بن صهيب حدثنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: أقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - شاب لا يعرف، قال فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل. قال: فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق وإنما يعني سبيل الخير، فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم فقال: يا رسول الله هذا فارس قد لحق بنا. فالتفت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: اللَّهم اصرعه. فصرعه الفرس. ثم قامت تحمحم، فقال: يا نبي الله مرني بما شئت. قال: فقف مكانك لا تتركن أحدًا يلحق بنا. قال: فكان أول النهار جاهدًا علا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وكان آخر النهار مسلحة له فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جانب الحرة ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر فسلموا عليهما وقالوا اركبا آمنين مطاعين، فركب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح، فقيل في المدينة: جاء نبي الله، جاء نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فأشرفوا ينظرون ويقولون: جاء نبي الله، جاء نبي الله، فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم، فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها فجاء وهي معه فسمع من نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم رجع إلى أهله فقال: نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أي بيوت أهلنا أقرب؟ فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله هذه داري وهذا بابي. قال: فانطلق فهييء لنا مقيلًا. قال: قوما على بركة الله.

فلما جاء نبي الله - صلى الله عليه وسلم - جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق، وقد علمت زفر أني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت، قالوا في ما ليس في، فأرسل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبلوا فدخلوا عليه فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقًا، وأني جئتكم بحق فأسلموا. قالوا: ما نعلمه. قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -. قالها ثلاث مرار قال: فأي رجل عبد الله بن سلام؟ قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا. قال؟ أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم. قال أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا؟ حاشى لله ماكان ليسلم. قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشى لله ماكان ليسلم. قال: يا بن سلام اخرج عليهم، فخرج فقال. يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق. فقالوا: كذبت فأخرجهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 3 - قال البخاري (4 - 1628): حدثنا عبد الله بن منير سمع عبد الله بن بكر حدثنا حميد عن أنس قال: سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في أرض يخترف فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي. فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال أخبرني بهن جبريل آنفا قال: جبريل؟ قال: نعم. قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة. فقرأ هذه الآية {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 97]، أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزعت. قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، يا رسول الله إن اليهود قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني، فجاءت اليهود فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي رجل عبد؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وبن سيدنا. قال: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ فقالوا: أعاذه الله من ذلك. فخرج

سلمان الفارسي في المدينة

عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فقالوا: شرنا وابن شرنا وانتقصوه. قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله. 4 - قال ابن إسحاق: السيرة النبوية (3 - 52): حدثني عبد الله ابن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم قال حدثت عن صفية بنت حيي بن أخطب أنها قالت: كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه. قالت: فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ونزل قباء في بني عمرو بن عوف غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين، قالت: فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس، قالت: فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى، قالت: فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إلي واحد منهما مع ما بهما من الغم. قالت: وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب: أهو هو؟ قال: نعم والله. قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت. [درجته: سنده قوي، رواه: من طريقه البيهقي (2/ 533) وأبو نعيم، جهالة شيخ شيخ ابن إسحاق عبد الله بن أبي بكر، وقد ورد اسم هذا الشيخ عند أبي نعيم وهو جد عبد الله بن أبي بكر ... واسمه محمَّد بن عمرو بن حزم قال الحافظ في (التقريب 2/ 195) له رؤية وليس له سماع إلا من الصحابة وحفيده تابعي صغير وثقة من رجال الشيخين (1/ 405التقريب) وله شاهد عن الزهري عند البيهقي (2/ 532)]. سلمان الفارسي في المدينة 1 - قال البزار (6 - 462): أخبرنا عمرو بن علي قال أخبرنا عبد الله بن هارون بن أبي عيسى عن أبيه عن ابن إسحاق أنه سمع عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن عبد الله بن عباس قال حدثني حديثه من فيه قال: كنت رجلًا فارسيًا من أهل أصفهان من قرية منها يقال لها (جي) وكان أبي دهقان قريته، وكنت أحب خلق الله إليه لم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية، فاجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار

أوقدها لا أتركها تخبو ساعة، وكانت لأبي ضيعة عظيمة فشغل يومًا فقال لي: يا بني إني قد شغلت هذا اليوم عن ضيعتي اذهب إليها فطالعها، وأمرني فيها ببعض ما يريد، ثم قال لي: لا تحبس علي فإنك إن احتبست علي كنت أهم إلي من ضيعتي وشغلتني عن كل شيء، فخرجت أريد ضيعته أسير إليها، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته، فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم رجاء هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه، فما برحت من عندهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي، ثم قلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: رجل بالشام. ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وقد شغلته عن عمله فقال: أي بني أين كنت، ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟ قال قلت: إني مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فدخلت إليهم فما زلت عندهم وهم يصلون حتى غربت الشمس. فقال: أي بني ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه، ثم حبسني في بيته وبعثت إلى النصارى فقلت: إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم، فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم، فقلت لهم: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم، فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل هذا الدين علمًا؟ قالوا: الأسقف في الكنيسة. فجئته فقلت له: إني قد رغبت في هذا الدين فأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك. قال: فادخل. فدخلت معه وكان رجل سوء يأمر بالصدقة ويرغبهم فإذا جمعوا إليه شيئًا منها اكتنزه لنفسه فلم يعط إنسانًا منها شيئًا، حتى جمع قلالًا من ذهب وورق وأبغضته بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع، ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء، يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جئتموه بها أكتنزها لنفسه فلم يعط إنسانًا أو لم يعط المساكين منها شيئًا. قالوا وما علمك بذاك؟

قلت لهم: فأنا أدلكم على كنزه. قالوا: فدلنا عليه. فدللتهم عليه فاستخرجوا ذهبًا وورقًا، فلما رأوها قالوا: والله لا تدفنوه أبدًا فصلبوه ثم رجموه بالحجارة، وكان ثم رجل آخر فجعلوه مكانه. قال يقول سلمان: فما رأيت رجلًا لا يصلي الخمس أفضل منه أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلًا ونهًار منه، فأحببته حبًا لم أحبه شيئًا قط، فما زلت معه زمانًا ثم حضرته الوفاة فقلت له: يا فلان إني قد كنت معك فأحببتك حبًا لم أحبه شيئًا قبلك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: أي بني والله ما أعلم أحدًا على ما كنت عليه، لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا كثيرًا مما كانوا عليه إلا رجل بالموصل وهو فلان، وهو على ما كنت عليه فالحق به. فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له: يا فلان إن فلانًا أوصاني عند موته أن ألحق بك، وأخبرني أنك على أمره. فقال: فأقم عندي. فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم ألبث أن مات، فلما حضرته الوفاة قلت له: يا فلان إن فلانًا أوصاني إليك وأمرني فألحق بك وقد حضر من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: أي بني والله ما أعلم رجلًا على مثل ما كنا عليه إلا رجل بنصيبين وهو فلان فالحق به، فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فجئته فأخبرته بما أمرني به صاحبه، فقال: أقم عندي فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل، فوالله ما لبث أن نزل به الموت، فلما حضر قلت له: يا فلان إن فلانًا أوصى بي إلى فلان. وأوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: يا بني ما أعلم بقي أحد على ما آمرك أن تأتيه إلا رجلًا بعمورية من أرض الروم على مثل ما نحن عليه فإنه على أمرنا. فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية فأخبرته خبري فقال: أقم عندي، فأقمت عند خير رجل على هدى أصحابه وأمرهم، واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة، ثم نزل به أمر الله فلما حضر قلت له: يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان، ثم أوصى فلان إلى فلان، ثم أوصاني فلان إلى فلان، ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: والله ما أعلم أصلح لك على ما كنا عليه أحد من الناس

آمرك أن تأتيه، ولكن قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حرتين، به علامات لا تخفى، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل، ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث، ثم مر بي نفر من كلب تجار لهم فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه؟ قالوا: نعم. فأعطيتهم وحملوني معهم حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل يهودي كنت عنده، فرأيت النخل فرجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق في نفسي، فبينا أنا عنده قدم عليه ابن عم له من بني قريظة فابتاعني منه فحملني إلى المدينة فوالله ما هو إلا رأيتها عرفتها بصفة صاحبي لي، فأقمت بها فبعث الله رسوله وأقام بمكة ما أقام ما أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل له فيه بعض العمل وسيدي جالس تحتي، إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال: قاتل الله بني قيلة والله إنهم الآن لمجتمعون عند رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي. فلما سمعتها أخذني يعني الفرح حتى ظننت أني سأسقط على سيدي، ونزلت عن النخلة وجعلت أقول لابن عمه ذلك: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟ فغضب سيدي ولكمني لكمه شديدة، ثم قال لي. مالك ولهذا أقبل على عملك، قلت: لا شيء، إنما أردت أن أستفتيه عما قال، وقد كان عندي شيء قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت إلى رسول الله وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذووا حاجة، وهذا شيء كان عندي صدقة فرأيتكم أحق به من غيركم، قال وقربته إليه فقال رسول الله لأصحابه: كلوا، وأمسك هو فلم يأكل منه. فقلت في نفسي، هذه واحدة. ثم انصرفت عنه فجمعت شيئًا، فتحول رسول الله إلى المدينة ثم جئت به فقلت له: إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هديه أكرمتك بها، فأكل رسول الله منها وأمر أصحابه فأكلوا، وقال قلت في نفسي: هاتان ثنتان. ثم جئت رسول رسول الله وهو ببقيع الغرقد قد

اتبع جنازة رجل من أصحابه وهو جالس فسلمت عليه، ثم استدبرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي، فلما رآني رسول الله استدبرته عرف أني استثبت في شيء وصف لي، فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته فأكببت عليه أقبله وأبكي، فقال رسول الله: تحول. فتحولت فجلست بين يديه فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس. فأعجب رسول الله أن يسمع ذلك أصحابه، ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله بدر وأحد، ثم قال رسول الله: كاتب يا سلمان فكاتبت صاحبي على ثلاث مائة نخلة أحييها له، وبأربعين أوقية فقال رسول الله لأصحابه: أعينوا أخاكم. فأعانوني في النخل الرجل بثلاثين، والرجل بعشرين، والرجل بخمس عشرة، والرجل بعشر، والرجل بقدر ما عنده حتى اجتمعت لي ثلاث مائة، فقال لي رسول الله: اذهب يا سلمان فإذا فرغت فأذني أكون معك أنا أضعها بيدي، ففقرت لها وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته، فخرج رسول الله معي إليها فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله بيده، حتى فرغنا فوالذي نفس سلمان بيده ما مات منها نخلة واحدة، فأديت النخل وبقي على المال فأتى رسول الله بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المغازي، قال: ما المكاتب؟ فدعيت له فقال: خذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان. فقلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال: خذها فإن الله سيؤدي بها عنك فوزنت له منها، فوالذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم، وعتق سلمان وشهدت مع رسول الله الخندق، ثم لم يفتني معه مشهد. [درجته: سنده صحيح، رواه ابن إسحاق ومن طريقه البزار وأحمدُ (5 - 441): حدثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق وابن سعد في الطبقات الكبرى (4 - 75) حدثنا عبد الله بن إدريس قال حدثنا محمَّد بن إسحاق .. ، هذا السند: صحيح قال في تقريب التهذيب (286): عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأوسي الأنصاري أبو عمر المدني ثقة عالم بالمغازي ومحمود بن لبيد صحابي - رضي الله عنه -]. 2 - قال البخاري (3 - 1435): حدثني الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا معتمر قال أبي. وحدثنا أبو عثمان عن سلمان الفارسي: أنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب.

وصول عائشة وزواجها

وصول عائشة وزواجها 1 - قال البخاري (3 - 1414): حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: تزوجني النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج، فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين. 2 - قال مسلم (2 - 1039): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لزهير قالا حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحظى عنده مني. قال: وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال. الوثنيون وتحولهم إلى منافقين 1 - قال البخاري (4 - 1663): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير: أن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب على حمار على قطيفة فدكية، وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، قال حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود والمسلمين، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه ثم قال: لا تغبروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم، ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي بن سلول: أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقًا، فلا

أول جمعة في المدينة

تؤذنا به في مجالسنا، ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم حتي سكنوا، ثم ركب النبي - صلى الله عليه وسلم - دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - يا سعد ألم تسمع ما قال (أبو حباب يريد عبد الله بن أبي) قال كذا وكذا؟ قال سعد بن عبادة: يا رسول الله اعف عنه واصفح عنه فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة، فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذي. قال الله -عَزَّ وجَلَّ-: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186]، وقال الله: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة: 109] إلى آخر الآية، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتأول العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم، فلما غزا رسول - صلى الله عليه وسلم - بدرًا فقتل الله به صناديد كفار قريش قال بن أبي بن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه فبايعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الإِسلام فأسلموا. ورواه مسلم (3 - 1423). أول جمعة في المدينة 1 - قال ابن إسحاق: السيرة النبوية (2 - 282): حدثني محمَّد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه أبي أمامة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كنت قائد أبي كعب بن مالك حين ذهب بصره، فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة قال: فمكث حينًا على ذلك لا يسمع الأذان للجمعة إلا صلى عليه واستغفر له، قال فقلت في نفسي: والله إن هذا بي لعجز ألا أسأله: ما له إذا سمع

أول مولود في الإسلام

الأذان للجمعة صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة قال فخرجت به في يوم جمعة كما كنت أخرج فلما سمع الأذان للجمعة صلى عليه واستغفر له قال فقلت له: يا أبت ما لك إذا سمعت الأذان للجمعة صليت على أبي أمامة؟ فقال: أي بني كان أول من جمع بنا بالمدينة في (هزم النبيت) من حرة (بني بياضة) يقال له (نقيع الخضمات) قال قلت: وكم أنتم يومئذ؟ قال: أربعون رجلًا. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق ابن إسحاق كل من ابن الجاوود في المنتقى (1 - 82)، والحاكم (1 - 417)، والبيهقيُّ في الصغرى (1 - 374)، والكبرى (3 - 177) وأبو داود (1 - 280)، وابن أبي شيبة (7 - 242)، والطبرانيُّ في الكبير (19 - 91)، هذا السند: صحيح فشيخ ابن إسحاق محمَّد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ثقة انظر تقريب التهذيب (1 - 469)، ووالده معدود في الصحابة - رضي الله عنهم -: أسعد أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري ولد في حياة النبي وسمي باسم جده لأمه واسمه أسعد بن بينها وكني بكنيته روى عن النبي مرسلًا وعن عمر وعثمان وعمه عثمان وأبيه سهل وابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد وزيد بن ثابت وعائشة - رضي الله عنهم - وغيرهم وعنه ابناه سهل ومحمَّد وغيرهم قال أبو معشر المدني رأيتة شيخًا كبير يخضب بالصفرة وقال خليفة وغيره مات سنة مائة قلت اسم أمه حبيبة بنت أسعد وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال سعيد في الموطأ ولد على عهد النبي ولم يسمع منه شيئًا - تهذيب التهذيب (1 - 231) وشيخه عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري أبو الخطاب المدني ثقة من كبار التابعين تقريب التهذيب (1 - 349)]. أول مولود في الإسلام 9 - قال البخاري (3 - 1422): حدثني زكريا بن يحيى عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء - رضي الله عنها -: أنها حملت بعبد الله بن الزبير، قالت: فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء، فولدته بقباء ثم أتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود في الإسلام. تابعه خالد بن مخلد عن علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن أسماء - رضي الله عنها - أنها هاجرت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي حبلى.

الحب والموآخاة بين المهاجرين والأنصار

2 - قال البخاري (3 - 1423): حدثنا قتيبة عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أول مولود ولد في الإِسلام عبد الله بن الزبير أتوا به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - تمرة فلاكها ثم أدخلها في فيه فأول ما دخل بطنه ريق النبي - صلى الله عليه وسلم -. الحب والموآخاة بين المهاجرين والأنصار 1 - قال البخاري (2 - 803): حدثنا محمَّد حدثنا إسماعيل بن زكريا حدثنا عاصم قال: قلت لأنس - رضي الله عنه - أبلغك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا حلف في الإِسلام. فقال: قد حالف النبي - صلى الله عليه وسلم - بين قريش والأنصار في داري ورواه مسلم (4 - 1960). 2 - قال البخاري (2 - 802): حدثنا الصلت بن محمَّد حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن بن عباس - رضي الله عنهما - (ولكل جعلنا موالي) قال: (ورثة) {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} قال: كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم فلما نزلت {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نسخت ثم قال: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} إلا النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوصي له. 3 - قال البخاري (3 - 1429): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا بن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت: أن أم العلاء امرأة من نسائهم بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أن عثمان بن مظعون طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين، قالت أم العلاء: فاشتكى عثمان عندنا فمرضته حتى توفي، وجعلناه في أثوابه فدخل علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وما يدريك أن الله أكرمه؟ قالت قلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن؟ قال: أما هو فقد جاءه والله اليقين، والله إني لأرجو له الخير، وما أدري والله وأنا رسول الله ما يفعل بي، قالت: فوالله لا أزكي أحدًا بعده. قالت: فأحزنني ذلك فنمت فأريت لعثمان بن مظعون عينا تجري، فجئت

صيام عاشوراء

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته. فقال: ذلك عمله. 4 - قال البخاري (2 - 819): حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قالت الأنصار للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل. قال: لا، فقالوا تكفوننا المؤونة ونشرككم في الثمرة؟ قالوا: سمعنا وأطعنا. 5 - قال البخاري (2 - 722): حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا حميد عن أنس - رضي الله عنه - قال: قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة فآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وكان سعد ذا غنى فقال لعبد الرحمن: أقاسمك مالي نصفين وأزوجك، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك دلوني على السوق، فما رجع حتى استفضل أقطًا وسمنًا فأتى به أهل منزله، فمكثنا يسيرًا أو ما شاء الله فجاء وعليه وضر من صفرة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: مهيم؟ قال: يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار. قال: ما سقت إليها؟ قال: نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب. قال: "أولم ولو بشاة". صيام عاشوراء 1 - قال مسلم (2 - 796): حدثني بن أبي عمر حدثنا سفيان عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرًا فنحن نصومه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصيامه. بدء الأذان 1 - قال أبو داود (1 - 134): حدثنا عباد بن موسى الختلي وزياد بن أيوب وحديث عباد أتم قالا ثنا هشيم عن أبي بشر قال زياد أخبرنا أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة كيف يجمع الناس لها، فقيل له: انصب راية عند

حضور الصلاة فإذا رأوها آذن بعضهم بعضًا. فلم يعجبه ذلك، قال فذكر له (القنع) يعني (الشبور) وقال زياد شبور اليهود فلم يعجبه ذلك، وقال هو من أمر اليهود، قال فذكر له (الناقوس) فقال: هو من أمر النصارى، فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو مهتم لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأري الأذان في منامه، قال فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال له: يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان. قال وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يومًا قال ثم أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ما منعك أن تخبرني؟ فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله. قال: فأذن بلال. قال أبو بشر فأخبرني أبو عمير أن الأنصار تزعم أن عبد الله بن زيد لولا أنه كان يومئذ مريضًا لجعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذنًا. [درجته: سنده صحيح، رواه: البيهقي (1 - 390) من طريق يحيى بن يحيى ثنا هشيم، هذا السند: صحيح فهشيم صرح بالسماع من شيخه أبي بشر وهو كما جاء في تهذيب التهذيب (2 - 71): جعفر بن إياس وهو بن أبي وحشية اليشكري أبو بشر الواسطي بصري الأصل روى عن عباد بن شرحبيل اليشكري وغيرهم وروى عنه الأعمش وأيوب وهما من أقرانه وداود بن أبي هند وشعبة وغيلان بن جامع ورقبة بن مصقلة وأبو عوانة وهشيم وخالد بن عبد الله الواسطي وعدة قال علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول كان شعبة يضعف أحاديث أبي بشر عن حبيب بن سالم وقال أحمد أبو بشر أحب إلي من المنهال قلت من المنهال قال نعم شديدًا أبو بشر أوثق قال أحمد وكان شعبة يقول لم يسمع أبو بشر من حبيب بن سالم وقال أيضًا كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد قال لم يسمع منه شيئًا وقال ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والعجلي والنسائيُّ ثقة وقال بن معين طعن عليه شعبة في حديثه عن مجاهد قال من صحيفة وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وقال البرديجي كان ثقة وهو من أثبت الناس في سعيد بن جبير وشيخه كما جاء في: تقريب التهذيب (1 - 661) أبو عمير بن أنس بن مالك الأنصاري قيل اسمه عبد الله ثقة من الرابعة]. 2 - قال أبو داود (1 - 135): حدثنا محمَّد بن منصور الطوسي ثنا يعقوب ثنا أبي عن محمَّد بن إسحاق حدثني محمَّد بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن محمَّد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال

حدثني أبي عبد الله بن زيد قال: لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسًا في يده، فقلت يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة. قال. أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى. قال فقال تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدًا رسول الله أشهد أن محمدًا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال ثم استأخر بعيد ثم قال وتقول إذا أقمت الصلاة: الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدًا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله

فلما أصبحت أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما رأيت، فقال: "إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك"، فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال فسمع ذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج يجر رداءه ويقول والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأى فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فلله الحمد". قال أبو داود: هكذا رواية الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد وقال فيه ابن إسحاق عن الزهري: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر وقال معمر ويونس عن الزهري فيه الله أكبر الله أكبر لم يثنيا. [درجته: سنده قوي، رواه: رواه ابن إسحاق السيرة النبوية (3 - 41) من طريق ابن إسحاق كل من: ابن خزيمة (1 - 193)، وابن حبان (4 - 572)، والدارمي (1 - 287)، والدارقطنيُّ (1 - 241)، وابن ماجه (1 - 232)، والبيهقيُّ في الكبرى (1 - 390)، والصغرى (1 - 200)، وأحمدُ (4 - 43)، هذا السند: صحيح محمَّد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي أبو عبد الله المدني ثقة له أفراد: تقريب التهذيب (1 - 465) وشيخه محمَّد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري الخزرجي المدني روى عن أبيه وأبي مسعود الأنصاري روى عنه ابنه عبد الله بن محمَّد وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمَّد بن إبراهيم التيمي ومحمَّد بن جعفر بن الزبير ونعيم بن عبد الله المجمر ذكره بن حبان في الثقات وقال العجلي مدني تابعي ثقة وقال ابن مندة ولد في عهد النبي عن أبيه انظر تهذيب التهذيب (9 - 229) وفي سنن البيهقي الكبرى (1 - 390): أخبرنا محمَّد بن عبد الله الحافظ قال سمعت الإِمام أبا بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب يقول سمعت أبا بكر محمَّد بن يحيى المطرز يقول سمعت محمَّد بن يحيى يقول ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا يعني حديث محمَّد بن إسحاق عن محمَّد بن إبراهيم التيمي عن محمَّد بن عبد الله بن زيد لأن محمدًا سمع من أبيه وابن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيد وفي كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي قال سألت

قريش تهدد الأنصار

محمَّد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث يعني حديث محمَّد بن إبراهيم التيمي فقال: هو عندي حديث صحيح]. 3 - قال ابن إسحاق: السيرة النبوبة (3 - 42): حدثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن امرأة من بني النجار قالت: كان بيتي من أطول بيت حول المسجد فكان بلال يؤذن عليه الفجر كل غداة، فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينتظر الفجر، فإذا رآه تمطى ثم قال: اللَّهم إني أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا على دينك. قالت: والله ما علمته كان يتركها ليلة واحدة. [درجته: سنده صحيح، رواه من طريق ابن إسحاق كل من أبي داود (1 - 143)، م والبيهقيُّ في الكبرى (1 - 425)، هذا السند: صحيح فمحمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي المدني ثقة انظر تقريب التهذيب (1 - 471) وعروة معروف والمرأة صحابية]. قريش تهدد الأنصار 1 - قال أبو داود (3 - 156): حدثنا محمَّد بن داود بن سفيان ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن كفار قريش كتبوا إلى بن أبي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر: إنكم آويتم صاحبنا وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجن أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم، فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيهم فقال: لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - تفرقوا فبلغ ذلك كفار قريش. [درجته: انظر تخريجه، رواه عبد الرزاق (5 - 358) عن معمر عن الزهري قال: وأخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا السند: أما سند أبي داود فقد صححه الإِمام الألباني -رحمه الله- لكنني أجد ملاحظة على هذا التصحيح لأن شيخ أبي داود

محمَّد بن داود بن سفيان -رحمه الله- قال الحافظ في تهذيب التهذيب (9 - 135): محمَّد بن داود بن سفيان روى عن عبد الرزاق ويحيى بن حسان وعنه أبو داود .. ولم يذكر من وثقه لذلك قال عنه في تقريب التهذيب (1 - 477): مقبول أي عند المتابعة. وهناك ملاحظة ثانية لها علاقة يكون السند من طريق عبد الرزاق .. فعند الرجوع إلى مصنف عبد الرزاق نجده يروي هذا الحديث من طريق الزهري قال: وأخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وهنا تبرز مشكلة أخرى حول اسم التابعي فعند أبي داود هو: عبد الرحمن بن كعب وهو تابعي ثقة، لكن هذه الطريق معلولة حيث قال أحمد بن صالح لم يسمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب شيئًا إنما روى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب انظر تهذيب التهذيب (6 - 233)، وهذا يعني أن سند أبي داود ضعيف لعلتين الانقطاع وضعف شيخ أبي داود، لكن قد يكون قول أحمد بن صالح مؤشرًا على غلط شيخ أبي داود -وهو ضعيف- في تسمية التابعي وهو الأرجح اعتمادًا على سند عبد الرزاق نفسه، حيث تحول الاسم إلى عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وحتى هذا الاسم قد يكون غلطًا فقد قال الحافظ في تعجيل المنفعة (1 - 227): عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري عن أبيه وجابر وعنه كثير بن زيد وعبد الله بن محمَّد بن عقيل فيه نظر قلت أما الذي روى عن جابر وروى عنه كثير بن زيد فهو كما ذكر وحديثه عن جابر في الدعاء في مسجد الفتح وأما الذي روى عن أبيه وروى عنه ابن عقيل فالذي أظنه أنه انقلب وأنه عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك شيخ الزهري وهو مترجم في التهذيب ولكن ذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات حيث وقع هنا فلعله ابن عمه والله أعلم. أمام هذا التردد لا أستطيع الجزم بصحة السند مع ظني أن هناك انقلابًا في الاسم نظرًا لكون عبد الرحمن بن عبد الله شيخ الزهري وهو مؤشر قوي لا سيما وأن الزهري لم يذكر ضمن تلاميذه، قال ابن معين في التاريخ (3 - 150): سمع الزهرى من عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب وسمع الزهرى أيضًا من أبيه عبد الرحمن من الأب والابن].

الإذن بالقتال

الإذن بالقتال 1 - قال الإمام أحمد (1 - 216): حدثنا إسحاق ثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة قال أبو بكر أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن. فنزلت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]، قال فعرف أنه سيكون قتال. قال ابن عباس: هي أول آية نزلت في القتال. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس كل من: الحاكم (2 - 76)، والطبريُّ (17 - 172)، وابن حبان (11 - 8)، والترمذيُّ (5 - 325)، والنسائيُّ (6 - 2)، وفي الكبرى له (3 - 3)، والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 10)، وقد روه الطبراني في المعجم الكبير (12 - 16) حيث توبع سفيان الثوري تابعه قيس .. حيث يقول الطبراني -رحمه الله-: حدثنا عبد الله بن محمَّد بن أبي مريم ثنا محمَّد بن يوسف الفريابي ثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيده بن جبير عن بن عباس، هذا السند: صحيح، مسلم ثقة انظر تقريب التهذيب (1 - 530) حيث يقول الحافظ: مسلم بن عمران البطين ويقال بن أبي عمران أبو عبد الله الكوفي ثقة، وإسحاق الأزرق ثقة كما جاء في تهذيب التهذيب (1 - 225) -بتصرف-: إسحاق بن يوسف بن مرداس المخزومي الواسطي المعروف بالأزرق روى عن بن عون والأعمش وشويك والثوري ومسعر وعمر بن ذر وعوف وغيرهم وعنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وأبو بكر بن أبي شيبة ودحيم وقتيبة وعمرو الناقد ويحيي بن معين وجماعة، قال ابن معين والعجلي: ثقة وقال أبو حاتم صحيح الحديث صدوق لا بأس به وقال يعقوب بن شيبة كان من أعلمهم بحديث شريك وقال الخطيب كان من الثقات المأمونين وقال ابن سعد وكان ثقة وربما غلط وذكره ابن حبان في الثقات أنه روى عن إسماعيل بن أبي خالد وقال البزار كان ثقة].

حراسة النبي (صلى الله عليه وسلم) وحمل السلاح

حراسة النبي (صلى الله عليه وسلم) وحمل السلاح 1 - قال الحاكم في المستدرك (2 - 435): حدثني محمَّد بن صالح بن هانئ حدثنا أبو سعيد محمَّد بن شاذان حدثني أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا علي بن الحسن بن واقد حدثني أبي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة كانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه فقالوا: ترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]. [درجته: سنده حسن، رواه: من طريق الحاكم البيهقي في دلائل النبوة (3 - 6)، والاعتقاد (1 - 265)، ورواه الطبراني مختصرًا في المعجم الأوسط (7 - 119)، من طريق محمَّد بن إسحاق المروزي ثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا علي بن الحسين بن واقد حدثنا أبي مختصرًا كما رواه الضياء في الأحاديث المختارة (3 - 353) من طريق علي بن الحسين بن واقد، هذا السند: حسن لأنه من طريق الربيع بن أنس الذي قال فيه الحافظ في تقريب التهذيب (1 - 205): الربيع بن أنس البكري أو الحنفي بصري نزل خراسان صدوق له أوهام ورمي بالتشيع فهذه الدرجة تعني أنه حسن الحديث لكن ما جاء في تهذيب التهذيب (3 - 207) يرفعه في بعض الحالات إلى الصحة فقد قال: العجلي بصري صدوق وقال أبو حاتم صدوق وهو أحب إلي في أبي العالية من أبي خلدة ولو رجعنا إلى ملخص أقوال العلماء في أبي خلدة لوجدنا الحافظ يقول عنه في التقريب (1 - 187): خالد بن دينار التميمي السعدي أبو خلدة مشهور بكنيته البصري الخياط صدوق. وقال النسائي ليس به بأس قال ابن معين كان يتشيع فيفرط وذكره ابن حبان في الثقات وقال الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطرابًا كثيرًا وهذه ليست من رواية أبي جعفر عنه فالسند صحيح لكن في السند أيضًا علي بن الحسين بن واقد وهو سند الحديث كما جاء في التقريب (1 - 400) حيث يقول الحافظ: علي بن الحسن بن واقد المروزي صدوق يهم وبقية رجاله ثقات وهو متصل].

تهديد طواغيت قريش

2 - يقول البخاري (3 - 1057): حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا عبد الله بن عامر بن ربيعة قال سمعت عائشة - رضي الله عنها - تقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - سهر فلما قدم المدينة قال ليت رجلًا من أصحابي صالحًا يحرسني الليلة إذ سمعنا صوت سلاح، فقال: من هذا؟ فقال: أنا سعد بن أبي وقاص جئت لأحرسك، ونام النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه مسلم (1485). تهديد طواغيت قريش 1 - قال البخاري (3 - 1328): حدثني أحمد بن إسحاق حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: انطلق سعد بن معاذ معتمرًا قال فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت، فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد. فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنًا وقد آويتم محمدًا وأصحابه؟ فقال: نعم. فتلاحيا بينهما فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي، ثم قال سعد: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام. قال فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، وجعل يمسكه فغضب سعد فقال: دعنا عنك فإني سمعت محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يزعم أنه قاتلك. قال: إياي؟ قال: نعم. قال: والله ما يكذب محمَّد إذا حدث، فرجع إلى امرأته فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمدًا يزعم أنه قاتلي. قالت: فوالله ما يكذب محمَّد، قال: فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي. قال فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف يومًا أو يومين فسار معهم فقتله الله.

بدء التحرك العسكري

بدء التحرك العسكري غزوة العشيرة: 1 - قال البخاري (4 - 1453): حدثني عبد الله بن محمَّد حدثنا وهب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق: كنت إلى جنب زيد بن أرقم فقيل له: كم غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة؟ قال تسع عشرة. قيل: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة. قلت: فأيهم كانت أول؟ قال العشير أو العسيرة. فذكرت لقتادة فقال العشيرة. سرية نخلة: 1 - قال أبو يعلى (3 - 102): حدثنا عبد الأعلي بن حماد حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي عن صاحب له وهو الحضرمي عن أبي السوار يحدث عن جندب بن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رهطًا وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح، فلما أخذ ينطلق بكى صبابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعث رجلًا مكانه يقال له عبد الله بن جحش، وكتب له كتابًا وأموه أن لا يكره أحدًا من أصحابه على المسير معه، فلما قرأ الكتاب استرجع وقال؟ سمعًا وطاعة يعني لله ورسوله خبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان ومضى بقيتهم فلقوا بن الحضرمي فقتلوه، ولم يدرك ذاك اليوم من رجب أو من جمادى فقال المشركون للمسلمين. فعلتم كذا وكذا في الشهر الحرام. فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثوه الحديث، فأنزل الله {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} إلى قوله: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217]، قال (الشرك) قال بعض الذين كانوا في السرية: والله ما قتله إلا واحد فإن يك خيرًا فقد وليته، وإن يك ذنبًا فقد عملته. وقال بعض المسلمين: إن لم يكونوا أصابوا في شهرهم هذا وزرًا فليس لهم فيه أجر فأنزل الله {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218].

[درجته: سنده قوي، رواه: من طريق معتمر ابن أبي حاتم (2 - 384)، البيهقي في الكبرى (9 - 11)، والنسائيُّ في الكبرى (5 - 249)، والطبرانيُّ في الكبير (2 - 162)، هذا السند: قوي أبو السوار العدوي البصري قيل اسمه حسان بن حريث وقيل حريث بن حسان، روى عن علي بن أبي طالب والحسن بن علي وعمران بن حصين وجندب بن عبد الله وعنه قتادة وأبو التياح والحضرمي بن لاحق وقرة بن خالد والأعمش والجريري وأبو نعامة العدوي وابن عون وأشعث الحداني وأبو خلدة خالد بن دينار، قال ابن سعد أبو السوار العدوي من بني عدي بن عبد مناة وكان ثقة وقال الآجري عن أبي داود من ثقات الناس وقال النسائي في الكنى أبو السوار حسان بن حريث العدوي ثقة انظر تهذيب التهذيب (12 - 135)، وتلميذه الحضرمي لا بأس به، جاء في تهذيب الكمال (6 - 554) قال عبد الله سألت يحيي بن معين عن الحضرمي الذي روى عنه سليمان التيمي فقال ليس به بأس وليس هو بالحضرمي بن لاحق ومعتمر ووالده ثقتان]. 2 - قال السدي. تفسير ابن كثير (1 - 253): عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} الآية وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية وكانوا سبعة نفر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي، وفيهم عمار بن ياسر وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان السلمي حليف لبني نوفل وسهيل بن بيضاء وعامر بن فهيرة وواقد بن عبد الله اليربوعي حليف لعمر بن الخطاب، وكتب لابن جحش كتابًا وأمره أن لا يقرأ حتى ينزل بطن (نخلة) فلما نزل بطن نخلة فتح الكتاب فإذا فيه: أن سر حتى تنزل بطن نخلة فقال لأصحابه: من كان يريد الموت فليمض وليوص فإنني موص وماض لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فسار فتخلف عنه سعد بن أبي وقاص وعتبة أضلا راحلة لهما فتخلفا يطلبانها، وسار ابن جحش إلى بطن نخلة فإذا هو بالحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وانفلت، وقتل عمرو وقتله واقد بن عبد الله فكانت أولى غنيمة غنمها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رجعوا إلى المدينة بأسيرين وما أصابوا من المال، أراد أهل مكة أن يفادوا الأسيرين عليه، وقالوا؟ إن محمدًا يزعم أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام وقتل صاحبنا في رجب؟ فقال المسلمون؟ إنما قتلناه في جمادى وقتل في أول ليلة من

تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة وموقف اليهود

رجب آخر ليلة من جمادى، وغمد المسلمون سيوفهم حين دخل شهر رجب وأنزل الله يعير أهل مكة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} لا يحل وما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من القتل في الشهر الحرام حين كفرتم بالله وصددتم عن محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وإخراج أهل المسجد الحرام منه حين أخرجوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أكبر من القتل عند الله. [درجته: حديثٌ حسنٌ، هذا السند: قوي أما حديث أبي مالك فمرسل وأما طريق أبي صالح عن ابن عباس فضعيف من أجل أبي صالح (باذام) وهو ضعيف كما جاء في تقريب التهذيب (1 - 120): باذام ويقال آخره نون، أبو صالح مولى أم هانئ ضعيف، لكن هناك طريق مرة عن ابن مسعود وهو طريق صحيح قال الحافظ في التقريب (1 - 525): مرة بن شراحبيل الهمداني بسكون الميم أبو إسماعيل الكوفي هو الذي يقال له مرة الطيب ثقة عابد والحديث صحيح بما قبله]. تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة وموقف اليهود 1 - قال البخاري (1 - 23): حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق عن البراء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال أخواله من الأنصار، وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم، فخرج رجل ممّن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك. قال زهير حدثنا أبو إسحاق عن البراء في حديثه هذا: أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}. 2 - قال البخاري (1 - 157): حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال:

الصفة وأهلها

إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة. ورواه مسلم (1 - 375). 3 - قال ابن كثير في التفسير (1 - 190): قال محمَّد بن إسحاق حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي نحو بيت المقدس ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله، فأنزل الله {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144]، فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل أن نصرف إلى القبلة، وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس؟ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}، وقال السفهاء من الناس وهم أهل الكتاب ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، فأنزل الله: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ} إلى آخر الآية. [درجته: سنده صحيح، فابن إسحاق صرح بالسماع من شيخه التابعي الثقة الثبت انظر تهذيب التهذيب (1 - 254)، وأبو إسحاق السبيعي غني عن التعريف وقد سمع من البراء حيث جاء في كتاب جامع التحصيل (1 - 245): قال الحافظ أبو بكر البرديجي سمع أبو إسحاق من الصحابة من البراء وزيد بن أرقم وأبي جحيفة وسليمان بن ورد والنعمان بن بشير على خلاف فيهما وعمرو بن شرحبيل وروى عن جابر بن سمرة ولا يصح سماعه منه وقد رأى علي بن أبي طالب ومعاوية وعبد الله بن عمرو وجالس رافع بن خديج قلت قال أحمد العجلي سمع أبو إسحاق من ثمانية وثلاثين صحابيًا]. الصُفة وأهلها 1 - قال البخاري (5 - 2370): حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث حدثنا عمر بن ذر حدثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول: آلله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما

سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل ثم مر بي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال: يا أبا هر. قلت: لبيك يا رسول الله. قال: الحق، ومضى فتبعته فدخل فأستأذن فأذن لي، فدخل فوجد لبنا في قدح. فقال: من أين هذا اللبن؟ قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة. قال: أبا هر. قلت: لبيك يا رسول الله. قال: الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي. قال: وأهل الصفة أضياف الإِسلام لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئًا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: يا أبا هر. قلت: لبيك يا رسول الله، قال: خذ فأعطهم. قال: فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروي ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروي، ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد روى القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر لي فتبسم فقال: أبا هر. قلت: لبيك يا رسول الله. قال: بقيت أنا وأنت. قلت: صدقت يا رسول الله. قال: اقعد فاشرب. فقعدت فشربت، فقال: اشرب. فشربت فما زال يقول: اشرب حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكًا. قال: فأرني فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة. 2 - قال البخاري (1 - 170): حدثنا يوسف بن عيسى قال حدثنا بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه، رداء إما إزار واما كساء قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته.

3 - قال أبو نعيم في حلية الأولياء (1 - 339): حدثنا محمَّد بن محمَّد بن إسحاق ثنا زكريا الساجي ثنا أحمد بن عبد الرحمن ثنا عمي عبد الله بن وهب عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: كان من أهل الصفة سبعون رجلًا ليس لواحد منهم رداء. [درجته: سنده قوي، رواه: ابن حبان (2 - 457)، هذا السند: قوي، شيخ أبي نعيم هو أبو أحمد الحاكم إمام وحافظ عصره (طبقات الحفاظ 338) وشيخه ابن يحيى الساجي ثقة فقيه من رجال التقريب (1/ 262) وأحمدُ صدوق من رجال مسلم (التقريب 1/ 19) وعمه ثقة حافظ عابد (السابق 1/ 460) وابن غزوان ثقة من رجال الشيخين (الصدر السابق 2/ 113) والتهذيب (8/ 297) وأبو حازم هو الأشجعي واسمه سلمان وهو تابعي ثقة من رجال الشيخين (1/ 315). وقد توبع ابن وهب عند ابن حبان حيث قال: أخبرنا محمَّد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى حدثنا الفضيل بن غزوان]. 3 - قال البخاري (1 - 216): حدثنا أبو النعمان قال حدثنا الفاء بن سليمان قال حدثنا أبي حدثنا أبو عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر: أن أصحاب الصفة كانوا أناسًا فقراء وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث وإن أربع فخامس أو سادس" وأن أبا بكر جاء بثلاثة، فانطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - بعشرة، قال: فهو أنا وأبي وأمي فلا أدري قال وامرأتي وخادم بيننا وبين بيت أبي بكر، وإن أبا بكر تعشى عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم لبث حيث صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له: امرأته وما حبسك عن أضيافك أو قالت ضيفك؟ قال: أو ما عشيتيهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء قد عرضوا فأبوا. قال: فذهبت أنا فاختبأت فقال: يا غنثر فجدع وسب وقال: كلوا لا هنيا. فقال: والله لا أطعمه أبدًا، وأيم الله ماكنا ينفذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها، قال يعني: حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر منها، فقال لامرأته: يا أخت بني فراس ما هذا؟ قالت: لا وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرات، فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان ذلك من الشيطان يعني يمينه، ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصبحت عنده، وكان بيننا وبين

قوم عقد فمضى الأجل ففرقنا اثنى عشر رجلًا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل فأكلوا منها أجمعون أو كما قال. ورواه مسلم (3 - 1627). 4 - قال الطبراني في المعجم الكبير (8 - 310): حدثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة .. ح وحدثنا بكر بن سهل الدمياطي ثنا أحمد بن أشكيب الكوفي ثنا محمَّد بن فضيل كلاهما: عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن طلحة بن عمرو قال: كان الرجل إذا قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن له بالمدينة عريف ينزل عليه نزل مع أصحاب الصفة، وكان لي بها قرناء وكان يجري علينا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل يوم بين اثنين مدان من تمر، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الصلوات إذا ناداه مناد من أصحابه: يا رسول الله أحرق التمر بطوننا وتخرقت عنا الخنف فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر ما لقي من قومه من الشدة قال: فكنت أنا وصاحبي بضعة عشر يومًا ما لنا طعام إلا البرير، حتى قدمنا على إخواننا من الأنصار فواسونا في طعامهم وعظم طعامهم التمر، والذي لا إله إلا هو لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكموه، وإنه لعله أن تدركوا زمانًا أو من أدركه منكم يلبسون فيه مثل ستار الكعبة، يغدى عليكم ويراح فيه بالجفان. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طرق أخرى عن داود كل من: الروياني (2 - 477) عن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي حدثنا داود، والبيهقيُّ في شعب الإيمان (7 - 284)، عن وهب بن بقية نا خالد بن عبد الله عن داود، هذا السند: صحيح فأبو حرب بن أبي الأسود الديلي البصري ثقة من رجال مسلم انظر تقريب التهذيب (1 - 632)، وداود بن أبي هند القشيري ثقة متقن من رجال الشيخين تقريب التهذيب (1 - 200)]. 5 - قال الطبراني في المعجم الكبير (18 - 310): حدثنا هارون بن ملول المصري ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا حيوة بن شريح أخبرني أبو هاني عن عمرو بن مالك عن فضالة بن عبيد قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى يخر رجال من قامتهم لما بهم من الجهد، وكانوا أصحاب الصفة

حتى تقول الأعراب: إن هؤلاء لمجانين، فلما قضى الصلاة انصرف إليهم فقال: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة. قال فضالة: وأنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ. [درجته: سنده قوي، رواه: الطبراني أيضًا من طريقين آخرين عن أبي هاني فقال: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف ثنا أحمد بن صالح ثنا بن وهب .. وحدثنا عبد الملك بن يحيي بن بكير ثنا أبي ثنا ابن لهيعة كما جاء من طرق عن أبي هاني عند الترمذيّ (4 - 583): حدثنا العباس الدوري حدثنا عبد الله بن زيد حدثنا حيوة بن شريح والبزار (9 - 205)، وابن حبان (2 - 502) عن حيوة بن شريح والبيهقيُّ في شعب الإيمان (7 - 318) من طريق ابن وهب وأبو نعيم في حلية الأولياء (1 - 339) و (2 - 17) من طريق المقرئ، هذا السند: مدار الحديث هنا على أبي هانئ واسمه كما جاء في تقريب التهذيب (1 - 182): حميد بن هانئ أبو هانئ الخولاني المصري لا بأس به من الخامسة وهو أكبر شيخ لابن وهب، وشيخه عمرو بن مالك الهمداني أبو علي الجنبي مصري ثقة انظر تقريب التهذيب (1 - 426)]. 6 - قال ابن حبان (2 - 460): أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه: عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم يا رسول الله قال: "فترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم يا رسول الله قال: "إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب" ثم سألني عن رجل من قريش فقال: "هل تعرف فلانا؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال: "فكيف تراه وتراه؟ " قلت: إذا سأل أعطي وإذا حضر أدخل، ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال: "هل تعرف فلانا؟ " قلت: لا والله ما أعرفه يا رسول الله قال: فما زال يحليه وينعته حتى عرفته فقلت: قد عرفته يا رسول الله قال: "فكيف تراه أو تراه؟ " قلت: رجل مسكين من أهل الصفة فقال: "هو خير من طلاع الأرض من الآخر" قلت: يا رسول الله أفلا يعطى من بعض ما يعطى الآخر؟ فقال: "إذا أعطي خيرًا فهو أهله وإن صرف عنه فقد أعطني حسنة".

[درجته: سنده جيد، رواه: الحاكم (4 - 363)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (2 - 154)،وفي مسند الشاميين (3 - 174)، هذا السند: جيد فقد رواه الحاكم والطبرانيُّ في الشاميين من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي الحمصي ثقة تقريب التهذيب (338) ووالده تابعي ثقة وله طريق أخرى عند الطبراني في المعجم الكبير: حدثنا علي بن المبارك ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا إسماعيل ابن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن جده عن نعيم بن عبد الله مولى عمر بن الخطالب أنه سمع أبا زينب مولى حازم الغفاري يقول سمعت أبا ذر يقول .. وفيه إسماعيل بن عبد الله بن خالد حدث عنه إسماعيل بن أبي أويس قال بن أبي حاتم: مجهول انتهى وقال بن حبان في الثقات إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي مريم مولى عبد الله بن جدعان التيمي بن أخت محمَّد بن هلال بن أبي هلال المدني يروي عن أبيه عن جده روى عنه الحجازيون هكذا نسبه بن أبي حاتم في كتابه وقال سئل أبي عنه فقال لا أعلم روى عنه إسماعيل بن أبي أويس وأرى في حديثه ضعفًا وهو مجهول. لسان الميزان (1 - 418)]. 7 - قال الإمام أحمد (3 - 487): حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي ثنا أبو داود يعني بن أبي هند عن أبي حرب أن طلحة حدثه وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أتيت المدينة وليس لي بها معرفة، فنزلت في الصفة مع رجل فكان بيني وبينه كل يوم مد من تمر، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فلما انصرف قال رجل من أصحاب الصفة يا رسول الله أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف؟ فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب ثم قال: والله لو وجدت خبزًا أو لحمًا لأطعمتكموه، أما أنكم توشكون أن تدركوا ومن أدرك ذلك منكم أن يراح عليكم بالجفان وتلبسون مثل أستار الكعبة، قال: فمكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يومًا وليلة ما لنا طعام إلا البرير حتى جئنا إلى إخواننا من الأنصار فواسونا وكان خير ما أصبنا هذا التمر. [درجته: سنده صحيح، فأبو حرب بن أبي الأسود الديلي البصري ثقة من رجال مسلم انظر تقريب التهذيب (1 - 632) وداود بن أبي هند القشيري ثقة متقن من رجال الشيخين -تقريب التهذيب (1 - 200)].

رؤيا عاتكة

8 - قال مسلم (3 - 1511): حدثنا محمَّد بن حاتم حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس بن مالك قال: جاء ناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا أن رجالًا يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلًا من الأنصار يقال لهم (القراء) فيهم خالي حرام يقرؤون القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا. اللَّهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا قال وأتى رجل حراما خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا: اللَّهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا. رؤيا عاتكة 1 - قال ابن إسحاق. المستدرك على الصحيحين (3 - 21): حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن بن عباس - رضي الله عنهما - قال بن إسحاق: وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قالا: رأت عاتكة بنت عبد المطلب - رضي الله عنها - فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو الغفاري على قريش بمكة بثلاث ليال رؤيا، فأصبحت عاتكة فأعظمتها، فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له: يا أخي لقد رأيت الليلة رؤيا أفزعتني ليدخلن على قومك منها شر وبلاء. فقال؟ وما هي؟ فقالت: رأيت فيما يرى النائم أن رجلًا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح فقال:"انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث" فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم أرى بعيره دخل به المسجد واجتمع الناس إليه ثم مثل به بعيره فإذا هو على رأس الكعبة، فقال: "انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث" ثم إن بعيره مثل به على رأس أبي قبيس. فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث" ثم أخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل، فأقبلت تهوي حتى إذا كانت في أسفل الجبل أرفضت فما بقيت دار من دور قومك ولا بيت إلا دخل فيه بعضها. فقال العباس: والله إن هذه لرؤيا فاكتميها.

قالت: وأنت فاكتمها، لئن بلغت هذه قريشًا ليؤذوننا. فخرج العباس من عندها ولقي الوليد بن عتبة وكان له صديقًا فذكرها له واستكتمه إياها. فذكرها الوليد لأبيه، فتحدث بها ففشا الحديث قال العباس: والله إني لغاد إلى الكعبة لأطوف بها إذ دخلت المسجد فإذا أبو جهل في نفر من قريش يتحدثون عن رؤيا عاتكة، فقال أبو جهل: يا أبا الفضل متى حدثت هذه؟ قلت: وما ذاك؟ قال: رؤيا رأتها عاتكة بنت عبد المطلب؟ أما رضيتم يا بني عبد المطلب أن يتنبأ رجالكم حتى تنبأ نساؤكم، فسنتربص بكم هذه الثلاث التي ذكرت عاتكة فإن كان حقًا فسيكون وإلا كتبنا عليكم كتابًا إنكم أكذب أهل بيت في العرب، فوالله ما كان إليه مني من كبير إلا أني أنكرت ما قالت. فقلت: ما رأت شيئًا ولا سمعت بهذا، فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني فقلن: أصبرتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم تناول النساء وأنت تسمع؟ فلم يكن عندك في ذلك غيرة؟ فقلت قد والله صدقتن وما كان عندي في ذلك من غيرة، إلا أني قد أنكرت ما قال فإن عاد لأكفينه، فقعدت في اليوم الثالث أتعرضه ليقول شيئًا فأشاتمه، فوالله إني لمقبل نحوه وكان رجلًا حديد الوجه حديد المنظر حديد اللسان، إذ ولى نحو باب المسجد يشتد فقلت في نفسي: اللَّهم العنه كل هذا فرقًا من أن أشاتمه؟ وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو وهو واقف على بعيره بالأبطح، قد حول رحله وشق قميصه وجدع بعيره يقول: يا معشر قريش اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان وتجارتكم قد عرض لها محمَّد وأصحابه، فالغوث فشغله ذلك عني فلم يكن إلا الجهاز حتى خرجنا، فأصاب قريشًا ما أصابها يوم بدر من قتل أشرافهم وأسر خيارهم فقالت عاتكة بنت عبد المطلب: ألم تكن الرؤيا بحق وعابكم ... بتصديقها قل من القوم هارب فقلتم ولم أكذب كذبت وإنما ... يكذبن بالصدق من هو كاذب وذكر قصة طويلة.

غزوة بدر

[درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: من طريق عروة مرسلًا الطبراني في المعجم الكبير (24 - 346)، والطبريُّ في التاريخ (2 - 23)، وابن هشام في السيرة النبوية (3 - 152) حيث دمج ابن إسحاق المتن فقال: حدثني محمَّد بن مسلم الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ويزيد بن رومان عن عروة وغيرهم من علمائنا عن عبد الله بن عباس كل قد حدثني بعض هذا الحديث كما رواه أيضًا في المعجم الكبير (24 - 344) من طريق أخرى فقال: حدثنا مسعدة بن سعد العطار ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال ثنا عبد العزيز بن عمران ثنا محمَّد بن عبد العزيز عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط عن عاتكة بنت عبد المطلب قالت: هذا السند: أما دمج ابن إسحاق في السند والمتن والذي يسبب إشكالية في فرز الروايات فقد ثم التخلص من هذه الإشكالية بالدقة التي رواها الحاكم والطبرانيُّ حيث فصل كل متن مع سنده، وليس بين المتنين فوارق كبيرة أو تعارضات، أما إشكالية السند فقد تم تجاوزها بالتعاضد حيث أن رواية عروة فيها ضعف لأن عروة -رحمه الله- لم يذكر عمن أخذ هذه الرواية، لكن تقويها رواية الحاكم فهي متصلة لكن فيها ضعفًا من جهة الحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني فهو ضعيف انظر تقريب التهذيب (1 - 167) وإن وثقه ابن إسحاق إلا أن هناك من ضعفه، أما حديث الطبراني المسند فعلته من عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج يعرف بابن أبي ثابت قال الحافظ في تقريب التهذيب (1 - 358): متروك احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه وقد توبع عند ابن منده لكن الذي تابعه ضعيف أيضًا والخلاصة أن هذه الأسانيد يقوي بعضها بعضًا]. غزوة بدر 1 - قال مسلم (3 - 1509): حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر وهارون بن عبد الله ومحمَّد بن رافع وعبد بن حميد وألفاظهم متقاربة قالوا حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان وهو بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسيسة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لا أدري ما استثنى بعض نسائه. قال: فحدثه الحديث قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلم فقال: إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا، فجعل رجال يستأذنونه

في ظهرانهم في علو المدينة؟ فقال: لا، إلا من كان ظهره حاضرًا. فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه"، فدنا المشركون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض" قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: "نعم" قال: بخٍ بخٍ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ" قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها. قال: "فإنك من أهلها" فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل. 2 - قال البخاري (4 - 1456): حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال: استصغرت أنا وابن عمر حدثني محمود حدثنا وهب عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر وكان المهاجرون يوم بدر نيفًا على ستين والأنصار نيفًا وأربعين ومائتين. 3 - قال الحاكم في المستدرك (3 - 208): أخبرني مخلد بن جعفر الباقرحي ثنا محمَّد بن جرير الفقيه حدثني محمَّد بن عبد الله بن سعيد الواسطي ثنا يعقوب بن محمَّد الزهري أنا إسحاق بن جعفر بن محمَّد عن عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمَّد بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال: عرض علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيش بدر فرد عمير بن أبي وقاص فبكى عمير فأجازه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعقد عليه حمائل سيفه. [درجته: حسن، رواه أيضًا المروزي في السنة (1 - 46)، والبزار في كشف الأستار (2/ 351)، هذا السند: صحيح ورجاله ثقات لولا أوهام يعقوب بن محمَّد الزهري وهو صدوق قال الحافظ في التقريب (1 - 608): يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني نزيل بغداد صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء لكنه لم ينفرد فقد تابعه شيخ البزار في روايته (كشف الأستار 2/ 351) واسمه محمَّد بن قيس. ولعله توبع أيضًا عند البغوي فقد روى الحديث كما قال الحافظ في الإصابة].

4 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (1 - 117):حدثنا حجاج ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي -رضي الله عنه- قال: لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فاجتويناها وأصابنا بها وعك، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخبر عن بدر، فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركون إليها، فوجدنا فيها رجلين منهم: رجلًا من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت وأما مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول هم والله كثير عددهم شديد بأسهم. فجعل المسلمون إذ قال ذلك ضربوه حتى انتهوا به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: كم القوم؟ قال: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم، فجهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخبره كم هم؟ فأبى ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله: كم ينحرون من الجزر؟ فقال: عشرا كل يوم .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: القوم ألف كل جزور لمائه وتبعها، ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها من المطر، وبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو ربه -عَزَّ وجَلَّ- ويقول:"اللَّهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد" قال فلما أن طلع الفجر نادى: الصلاة عباد الله. فجاء الناس من تحت الشجر والحجف فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحرض على القتال، ثم قال. إن جمع قريش تحت هذه الضلع الحمراء من الجبل، فلما دنا القوم منا وصاففناهم إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير في القوم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا علي ناد لي حمزة وكان أقربهم من المشركين، من صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول لهم؟ ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر، فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعه وهو ينهي عن القتال ويقول لهم: يا قوم إني أرى قوما مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير، ياقوم أعصبوها اليوم برأسي وقولوا جبن عتبة بن ربيعه، وقد علمتم أني لست بأجبنكم، فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا؟ والله لو غيرك يقول هذا لأعضضته. قد ملأت رئتك جوفك رعبا. فقال عتبة: إياي تعير يا مصفر أسته؟ ستعلم اليوم أينا الجبان. قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية فقال: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار

ستة. فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قم يا علي وقم يا حمزة وقم يا عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب" فقتل الله تعالى عتبة وشيبة ابني ربيعه والوليد بن عتبة , وجرح عبيدة فقتلنا منهم سبعين، وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيرا فقال العباس: يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهًا على فرس أبلق ما أراه في القوم. فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله. فقال: "اسكت فقد أيدك الله تعالى بملك كريم". فقال علي رضي الله عنه فأسرنا وأسرنا من بني عبد المطلب العباس وعقيلا ونوفل بن الحرث. [درجته: سنده صحيح، رواه ابن أبي شيبة (7 - 356)، والحاكم (3 - 214) من طريق إسرائيل، هذا السند: إسرائيل ثقة وهو حفيد شيخه وسماعه منه قبل الاختلاط، وجده تابعي ثقة (التقريب 1/ 64) وهما من رجال الشيخين أما حارثة بن مضرب فهو تابعي كبير وهو ثقة (التقريب (1/ 64)]. 5 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (1 - 89): ثنا أبو سعيد ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: "من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرها"، [درجته: سنده قوي، هذا السند: هو السند السابق وشيخ أحمد من رجال البخاري واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري أبو سعيد مولى بني هاشم لقبه جردقة صدوق ربما أخطأ تقريب التهذيب (344) ولعل الصواب أنه ثقة ربما أخطأ انظر فقد جاء في تهذيب التهذيب (6 - 190): قال أحمد وابن معين ثقة وقال أبو القاسم الطبراني ثقة وقال هارون بن الأشعث مات سنة سبع وتسعين ومائة قلت ووثقه البغوي والدارقطنيُّ وذكره بن شاهين في الثقات وقال الساجي يهم في الحديث وحكى العقيلي عن أحمد بن حنبل أنه قال كان كثير الخطأ ونقل القباني أنه جاء عن أحمد أنه كان لا يرضاه وقال في الجرح والتعديل (5 - 254) سئل أبي عن أبي سعيد مولى بني هاشم فقال كان أحمد يرضاه قيل له ما تقول فيه فقال ما كان به بأس].

6 - قال ابن أبي شيبة (7 - 355): حدثنا يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن أخيه يزيد بن حازم عن عكرمة مولى بن عباس قال: لما نزل المسلمون بدرا وأقبل المشركون نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عتبة بن ربيعة وهو على جمل له أحمر. فقال إن يك عند أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا. فقال عتبة: أطيعوني ولا تقاتلوا هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لم يزل ذاك في قلوبكم، ينظر الرجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا إلى جنبها وارجعوا. قال: فبلغت أبا جهل. فقال: انتفخ والله سحره حيث رأى محمدا وأصحابه، والله ما ذاك به وإنما ذاك لأن ابنه معهم وقد علم أن محمدا وأصحابه أكلة جزور لو قد التقينا. قال فقال عتبة: سيعلم مصفر إسته من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى تحت القشع قوما ليضربنكم ضربا يدعون لكم البقيع، أما ترون كأن رؤوسهم رؤوس الأفاعي، وكأن وجوههم السيوف، قال: ثم دعا أخاه وابنه ومشى بينهما حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة. [درجته: حديث صحيح، هذا السند: جيد، يزيد ثقة متقن عابد (التقريب 2/ 372) وشيخه جرير ثقة لكن حديثه عن قتادة فيه ضعف وهذا ليس منها فشيخه هنا هو أخوه يزيد وهو ثقة [التقريب (1/ 127) (2/ 63)] وعكرمة غني عن التعريف وقد مر معنا كثيرًا .. وللحديث شواهد ترفعه إلى درجة الصحة]. 7 - قال الحاكم (2 - 115): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن بن عباس -رضي الله عنهما- أنه حدثه قال: بينما أنا في الحجر جالس أتاني رجل فسألني عن {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويوقدون نارهم. فانفتل عني فذهب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن العاديات فقال: هل سألت عنها أحدا قبلي؟ قال: نعم سألت عنه ابن عباس. فقال: هي الخيل حين تغير في سبيل الله. قال: فاذهب فادعه لي. قال: فلما وقف على رأسه قال: تفتي الناس بلا علم لك، والله إن كانت

أول غزوة في الإِسلام لبدر، وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف يكون العاديات ضبحا إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى فأثرن به نقعا حين تطأها بأخفافها وحوافرها. قال ابن عباس فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فقد احتجا بأبي صخر وهو حميد بن زياد الخراط المصري وبأبي معاوية البجلي وهو والد عمار بن أبي معاوية الدهني الكوفي. [درجته: سنده حسن، رواه البيهقي (3 - 39) والحاكم من طرق آخر عن ابن وهب، هذا السند: حسن: أبو معاوية البجلي ... صدوق من رجال مسلم (التقريب 2/ 8) واسمه: عمار بن معاوية الدهني، وأبو صخر هو: حميد بن زياد بن أبي المخارق (التهذيب 3/ 36) من رجال مسلم وهو حسن الحديث إذا لم يخالف، وتلميذه ابن وهب إمام معروف وهو عبد الله بن وهب القرشي بالولاء, وتلميذه إسماعيل هو شيخ الإِسلام الحافظ شيخ المالكية وعالمهم في العراق كما قال الذهبي في التذكرة (325) وتلميذه هو مسند بغداد البغوي (التذكرة889)]. 8 - قال الإِمام أحمد (1 - 411): حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: كنا يوم بدر ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال وكانت عقبة رسول الله قال فقالا: نحن نمشي عنك. فقال: ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما. [درجته: سنده حسن، رواه أحمد (1/ 411 - 418 - 422 - 424)، هذا السند: صحيح لولا عاصم ابن أبي النجود فهو حسن الحديث إذا لم يخالف ... التقريب (1/ 383) وهو من رجال الشيخين وزر ثقة جليل مخضرم من رجال الشيخين (التقريب 1/ 259)]. 9 - قال أبو داود (3 - 79): حدثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب ثا حيي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم إنهم حفاة فاحملهم، اللَّهم إنهم عراة فاكسهم،

اللَّهم إنهم جياع فأشبعهم" ففتح الله له يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا. [درجته: سنده حسن، رواه: رواه البيهقي (3 - 38)، والحاكم (2 - 144)، وابن سعد (2 - 20)، وأبو داود (2747): من طريق ابن وهب, هذا السند: سنده حسن .. ابن وهب إمام مر معنا، وحيي حسن الحديث إذا لم يخالف، قال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة التهذيب (3 - 63)، والحبلي من رجال مسلم وهو ثقة واسمه: عبد الله بن يزيد المعافري]. 10 - قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن مسلم الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير وغيرهم من علمائنا عن عبد الله بن عباس كل قد حدثني بعض هذا الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر قالوا: لما سمع رسول الله بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين إليهم وقال هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعض، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله يلقى حربا، وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتجسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفًا من الناس حتى أصاب خبرًا من بعض الركبان أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك، فحذر عند ذلك واستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشا يستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في أصحابه، فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة وخرج رسول الله في أصحابه حتى بلغ واديًا يقال له ذفران، فخرج منه حتى إذا كان ببعضه نزل وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار النبي الناس وأخبرهم عن قريش فقام أبو بكر -رضي الله عنه- فقال فأحسن، ثم قام عمر -رضي الله عنه- فقال فأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله امض إلى حيث أمرك الله فنحن معك والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ}، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لئن سرت بنا إلى برك الغماد يعني (مدينة الحبشة) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه.

فقال له رسول الله خيرا، ثم دعا له بخير ثم قال رسول الله أشيروا علي أيها الناس. وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم كانوا عدد الناس وذلك أنهم حين بايعوه على العقبة قالوا: يا رسول الله إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا. فكأن رسول الله خاف أن لا تكون الأنصار ترى عليها نصرته إلا ممّن دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم. فلما قال ذلك رسول الله قال له سعد بن معاذ: لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل قال: فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن يلقانا عدونا غدا، إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء، لعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله. فسر رسول الله بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال: سيروا على بركة الله وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر الآن إلى مصارع القوم غدا. [درجته: حسن، رواه: الطبري في التفسير (9 - 185)، هذا السند: يقوي بعضه بعضًا فالأول مرسل عروة والآخر مسند لكن شيخ ابن إسحاق لم يسم، والمقصود به هو الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني فهو ضعيف انظر تقريب التهذيب (1 - 167)، وإن وثقه ابن إسحاق إلا أن هناك من ضعفه، لكن له شواهد مرت وستمر معنا، مع ملاحظة أن المقداد هو الذي قال: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما"]. 11 - قال ابن أبي شيبة (7 - 353): حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمَّد بن عمرو الليثي عن جده قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: كيف ترون؟ قال أبو بكر: يا رسول الله بلغنا أنهم بكذا وكذا ثم خطب الناس فقال: كيف ترون؟ فقال عمر مثل قول أبي بكر. ثم خطب فقال ما ترون؟ فقال

سعد بن معاذ: أيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي (برك الغماد) من ذي يمن لنسيرن معك ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له، فصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت وعاد من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت فنزل القرآن على قول سعد {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} إلى قوله {وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} وإنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد غنيمة ما مع أبي سفيان فأحدث الله إليه القتال. [درجته: سنده جيد وله شواهد، هذا السند: قوي فعبد الرحيم بن سليمان الكناني، ثقة له تصانيف التقريب (354) وشيخه حسن الحديث إذا لم يخالف قال الحافظ في التقريب (499) صدوق له أوهام وهو من رجال الشيخين، وجده ولد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروايته عن الصحابة، ويشهد له حديث ابن إسحاق الطويل، مع ملاحظة أن المتحدث هو سعد بن عبادة كما سيأتي]. 12 - قال ابن حبان (11 - 73): أخبرنا أبو يعلى حدثنا الأزرق بن علي أبو الجهم حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا يوسف بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب أن عليا قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أصبح ببدر من الغد أحيى تلك الليلة كلها وهو مسافر. [درجته: سنده حسن، فشيخ أبي يعلى ثقة (التقريب 1/ 51) وشيخه حسن الحديث إذا لم يخالف وهو من رجال الشيخين (التهذيب 2/ 245) ويوسف هو حفيد أبي إسحاق وهو ثقة من رجال الشيخين (التقريب 2/ 379) وبقية السند صحيح وقد مر معنا. وللحديث شاهد وهو ما بعده]. 13 - قال عبد الله بن الإِمام أحمد بن حنبل (5 - 395):حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد وسمعته أنا من عبد الله بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع ثنا أبو الطفيل ثنا حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، فأخذنا كفار قريش فقالوا: إنكم تريدون محمدا؟ قلنا: ما نريد إلا المدينة فأخذوا منا عهد الله وميثاقه

لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه الخبر فقال: انصرفا، نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم. [درجته: سنده حسن، رواه: رواه ابن أبي شيبة (7 - 363) من طريق حماد ورواه معاني الآثار 3 - 97 من طريق يونس بن بكير عن الوليد، هذا السند: حسن من أجل الوليد بن جميع وهو تابعي حسن الحديث ومن رجال مسلم التقريب (2 - 333) وتلميذه هنا هو الثقة المثبت حماد بن أسامة التهذيب (3 - 2)، وعامر بن واثلة صحابي صغير -رضي الله عنه- وهو آخر من مات من الصحابة]. 14 - قال الطبراني في المعجم الكبير (4 - 174):حدثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران حدثه أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بالمدينة: "إني أخبرت عن عير أبى سفيان أنها مقبلة، فهل لكم أن نخرج قبل هذا العير لعل الله يغنمناها؟ " فقلنا: نعم، فخرج وخرجنا فلما سرنا يومًا أو يومين قال لنا: "ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بمخرجكم؟ " فقلناة لا، والله ما لنا طاقة بقتال العدو ولكن أردنا العير ثم، قال: "ما ترون في قتال القوم"، فقلنا مثل ذلك، فقال: المقداد بن عمرو إذن لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} قال: فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا كما قال المقداد أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم فأنزل الله -عز وجل- على رسوله: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ في الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ}، ثم أنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ- {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي في قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} وقال: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ الله إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} والشوكة القوم وغير ذات الشوكة العير فلما وعدنا إحدى الطائفتين إما القوم وإما العير طابت أنفسنا، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلًا لينظر ما قبل القوم، فقال: رأيت سوادا ولا أدري. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هم هم، هلموا أن نتعاد" ففعلنا فإذا نحن ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلًا فأخبرنا رسول الله

بعدتنا فسره ذلك فحمد الله وقال: عدة أصحاب طالوت، ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا فبدرت منا بادرة أمام الصف، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم فقال: معي معي. ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللَّهم إني أنشدك وعدك" فقال بن رواحة يا رسول الله: إني أريد أن أشير عليك، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من يشير عليه إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- أعظم من أن تنشده وعده. فقال: يا ابن رواحة لأنشدن الله وعده فإن الله لا يخلف الميعاد، فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجوه القوم فانهزموا فأنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى} فقتلنا وأسرنا فقال عمر: -رضي الله عنه-: يا رسول الله ما أرى أن يكون لك أسرى فإنما نحق داعون مولفون فقلنا معشر الأنصار إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ ثم قال:"ادعوا لي عم" فدعي له فقال:"إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- قد أنزل علي {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ في الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. [درجته: سنده قوي، رواه: رواه الطبراني (4 - 209) من طريق ابن لهيعة ورواه من الطريق نفسه الإِمام الطبري (9 - 188)، هذا السند: قوي. فالراوي عن ابن لهيعة عند الطبري ابن المبارك فصح بذلك هذا الجزء من السند: وشيخ ابن لهيعة هو يزيد بن أبي حبيب وهو ثقة من رجال الشيخين (التقريب2/ 63) وهو تابعي صغير وقد رواه عن التابعي الثقة: أسلم بن يزيد التجيبي (التقريب1/ 64) وأسلم رواه عن أبي طلحة -رضي الله عنه-]. 15 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (1/ 138):حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت حارثة بن مضرب يحدث عن علي -رضي الله عنه- قال: لقد رأيتنا ليلة بدر وما منا إنسان إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان يصلي إلى شجرة ويدعو حتى أصبح، وما كان منا فارس يوم بدر غير المقداد بن الأسود. [درجته: سنده صحيح، رواه: البيهقي (3/ 39)، وابن حبان (موارد 409)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (1 - 270)، والطيالسيُّ (18) عن شعبة، هذا السند: صحيح وقد مر معنا، رجاله أئمة ثقات رجال الشيخين عدا حارثة وهو تابعي ثقة. التقريب (1/ 145)].

16 - قال مسلم (3 - 1403):حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان قال، فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقام سعد ابن عبادة فقال: إيانا تريد؟ يا رسول الله والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها, ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، قال: فندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرا ووردت عليهم روايا قريش وفيهم غلام أسود لبني الحجاج، فأخذوه فكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه؟ فيقول ما لي علم بأبي سفيان ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف فإذا قال ذلك ضربوه فقال: نعم، أنا أخبركم هذا أبو سفيان فإذا تركوه فسألوه فقال: ما لي بأبي سفيان علم ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف في الناس فإذا قال هذا أيضًا ضربوه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي فلما رأى ذلك انصرف وقال: "والذي نفسي بيده لتضربوه إذا صدقكم وتتركوه إذا كذبكم" قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا مصرع فلان" قال ويضع يده على الأرض ها هنا وها هنا قال فما أماط أحدهم عن موضع يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [وزاد أبو داود (3 - 58)، والبيهقيُّ (9 - 147)، وأحمدُ (3 - 219)، وابن حبان (11 - 24) من طرق عن حماد: والذي نفسي بيده ما جاوز أحد منهم عن موضع يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بأرجلهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر]. 17 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (3 - 169): حدثني أبي إسحاق بن يسار وغيره من أهل العلم عن أشياخ من الأنصار قالوا: لما اطمأن القوم بعثوا عمير بن وهب الجمحي فقالوا: احرزوا لنا أصحاب محمَّد. قال: فاستجال بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم فقال: ثلاث مئة رجل يزيدون قليلًا أو ينقصون، ولكن أمهلوني حتى أنظر القوم كمين أو مدد قال، فضرب في الوادي حتى أبعد فلم ير شيئًا فرجع إليهم فقال ما وجدت شيئا ولكن قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب

تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلًا منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رأيكم. فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس فأتى عتبة بن ربيعة فقال: يا الوليد إنك كبير قريش وسيدها والمطاع فيها، هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر؟ قال: وما ذاك يا حكيم؟ قال: ترجع بالناس وتحمل أمر حليفك عمرو ابن الحضرمي. قال: قد فعلت أنت علي بذلك، إنما هو حليفي فعلي عقله، وما أصيب من ماله فأت ابن الخنظلية (والحنظلية نسبها قال ابن هشام والحنظلية أم أبي جهل وهي أسماء بنت مخربة أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم) فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره يعني (أبا جهل بن هشام) ثم قام عتبة بن ربيعة خطيبا فقال: يا معشر قريش إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئًا، والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه قتل ابن عمه وابن خاله أو رجال من عشيرته، فارجعوا أو خلوا بين محمد وبين سائر العرب، فإن أصابوا فذاك الذي أردتم، وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون؟ قال حكيم: فانطلقت حتى جئت أبا جهل فوجدته قد نثل درعا له من جرابها فهو يهنئها (قال ابن هشام يهيئها). فقلت له: يا أبا الحكم إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا للذي قال؟ فقال: انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه، كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمَّد وما بعتبة ما قال ولكنه قد رأى أن محمد وأصحابه أكله جزور وفيهم ابنه، فقد تخوفكم عليه، ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي فقال هذا يريد أن يرجع بالناس وقد رأيت ثأرك بعينك، فقم فأنشد خفرتك ومقتل أخيك، فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف ثم صرخ: واعمراه , واعمراه، فحميت الحرب وحقب الناس واستوسقوا على ما هم عليه من الشر، وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة فلما بلغ عتبة قول أبي جهل انتفخ والله سحره, قال: سيعلم مصفر أسته من انتفخ سحره أنا أم هو؟

[درجته: أثر صحيح، رواه: من طريقه الطبري في التاريخ (2 - 30)، هذا السند: صحيح إلى هؤلاء الأشياخ فابن إسحاق سمع من والده، ووالده ثقة وقد سمع من بعض الصحابة (التقريب 1/ 62) وهؤلاء الأشياخ ربما كانوا من الصحابة فإن كانوا كذلك فالسند متصل، وإن لم يكن أحدهم من الصحابة فهم جمع من التابعين، وللأثر شاهد يقويه أيضًا انظر ما بعده. وشاهده عند الطبري، وفيه ضعف ليس بالشديد (2/ 443)]. 18 - قال الطبري في تاريخه (2 - 31): حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا عثامة بن عمرو السهمي قال حدثني مسور بن عبد الملك اليربوعي عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: بينا نحن عند مروان بن الحكم إذ دخل حاجبه فقال: هذا أبو خالد حكيم بن حزام. قال: ائذن له. فلما دخل حكيم بن حزام قال: مرحبا بك يا أبا خالد ادن. فحال له مروان عن صدر المجلس حتى كان بينه وبين الوسادة، ثم استقبله مروان فقال: حدثنا حديث بدر. قال: خرجنا حتى إذا نزلنا الجحفة رجعت قبيلة من قبائل قريش بأسرها فلم يشهد أحد من مشركيهم بدرا، ثم خرجنا حتى نزلنا العدوة التي ذكرها الله -عَزَّ وَجَلَّ-، فجئت عتبة بن ربيعة فقلت: يا أبا الوليد هل لك أن تذهب بشرف هذا اليوم ما بقيت؟ قال: أفعل ماذا؟ قلت: إنكم لا تطلبون من محمد إلا دم ابن الحضرمي وهو حليفك فتحمل ديته وترجع بالناس. فقال: أنت وذاك وأنا أتحمل بديته واذهب إلى ابن الحنظلية يعني أبا جهل فقل له: هل لك أن ترجع اليوم بمن معك عن ابن عمك؟ فجئته فإذا هو في جماعة من بين يديه ومن ورائه، وإذا ابن الحضرمي واقف على رأسه وهو يقول: قد فسخت عقدي من عبد شمس وعقدي إلى بني مخزوم. فقلت له: يقول لك عتبة بن ربيعة: هل لك أن ترجع اليوم عن ابن عمك بمن معك؟ قال: أما وجد رسولًا غيرك؟ قلت: لا, ولم أكن لأكون رسولا لغيره. قال حكيم، فخرجت مبادرا إلى عتبة لئلا يفوتني من الخبر شيء، وعتبة متكئ على إيماء بن رحضة الغفاري وقد أهدى إلى المشركين عشر جزائر، فطلع أبو جهل والشر في وجهه فقال لعتبة: انتفخ سحرك، فقال له عتبة: ستعلم. فسل أبو جهل سيفه فضرب به متن فرسه فقال إيماء بن رحضة: بئس الفأل هذا. فعند ذلك قامت الحرب.

[درجته: أثر حسن بما قبله، هذا السند: فيه ضعف من أجل المسور بن عبد الملك بن سعيد بن يربوع المدني قال في تقريب التهذيب (532): مقبول، أي عند المتابعة ووالده وثقه ابن حبان (7 - 105) فهو مثل ابنه، لكن الأثر يشهد له ما قبله]. 19 - قال مسلم (3 - 1383): حدثنا هناد بن السري حدثنا بن المبارك عن عكرمة بن عمار حدثني سماك الحنفي قال: سمعت بن عباس يقول حدثني عمر بن الخطاب: قال لما كان يوم بدر. (ح) وحدثنا زهير بن حرب واللفظ حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل هو سماك الحنفي حدثني عبد الله بن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلًا، فاستقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه "اللَّهم أنجز لي ما وعدتني، اللَّهم آت ما وعدتني، اللَّهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإِسلام لا تعبد في الأرض" فما زال يهتف بربه مادًا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ- {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} فأمده الله بالملائكة. قال أبو زميل فحدثني بن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم. فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة، فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين، قال أبو زميل قال بن عباس: فلما أسروا الأسارى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر: ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ فقال: أبو بكر يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام. فقال رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -:"ما ترى يا بن الخطاب؟ " قلت: لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان نسيبا لعمر فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر قاعدين يبكيان، قلت: يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة" شجرة قريبة من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ في الْأَرْضِ} إلى قوله {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} فأحل الله الغنيمة لهم. 20 - قال ابن ماجه (2 - 941) حدثنا عبد الله بن إسحاق الواسطي الناقد ثنا يحيى بن إسحاق عن يزيد بن حيان سمعت أبا مجلز يحدث عن ابن عباس: أن راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت سوداء ولواؤه أبيض. [درجته: سنده قوي، رواه أبو يعلى (4 - 257)، والطبرانيُّ في الكبير (2 - 22) من طريق حيان بن عبيد الله حدثنا أبو مجلز عن بن عباس وحدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه، هذا السند: قوي يحيى صدوق التقريب 587 وأبو مجلز ثقة التقريب 586 ويزيد صدوق يخطئ التقريب (1 - 600) وتقويه الطريق الأخرى]. 21 - قال ابن أبي شيبة (7 - 354): حدثنا عبد الأعلي بن عبد الأعلى عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن بن عباس قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من صنع كذا وكذا فله كذا وكذا، قال: فتسارع في ذلك شبان الرجال وبقيت الشيوخ تحت الرايات، فلما كانت الغنائم جاؤوا يطلبون الذي جعل لهم، فقال الشيوخ: لا تستأثرون علينا فإنا كنا ردءكم وكنا تحت الرايات، ولو انكشفتم انكشفتم إلينا فتنازعوا فأنزل ألله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} إلى قوله: {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

[درجته: سنده صحيح، رواه: من طرق عن داود كل من: ابن حبان (11 - 490)، والحاكم (2 - 241)، والنسائيُّ في الكبرى (6 - 349)، هذا السند: صحيح رجاله أئمة وداود ثقة متقن التقريب (200)]. 22 - قال البزار (4 - 327): حدثنا إبراهيم بن يوسف الكوفي قال نا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: كان سعد يقاتل مع رسول الله يوم بدر قتال الفارس والراجل. وقال البزار (4 - 327)، وحدثناه محمَّد بن المثنى قال نا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله بنحوه. [درجته: سنده قوي، رواه: الطبراني في الكبير (10 - 76) من طريق إبراهيم بن يوسف الصيرفي، هذا السند: صحيح إبراهيم الكوفي في التقريب أنه صدوق فيه لين لكن الأصوب أنه: ثقة فجرح النسائي غير مفسر انظر التهذيب (1/ 185) قال في الجرح والتعديل (2 - 148):إبراهيم بن يوسف الصيرفي الكوفى جار أبى نعيم روى عن عمران بن عيينة روى عنه أبى وموسى بن إسحاق الأنصاري حدثنا عبد الرحمن قال سألت موسى عنه فقال ثقة، وشيخه كذلك وبقية السند سند الشيخين انظر: البخاري (3 - 1205)، ومسلمٌ (2 - 1019) ثم وجدت متابعة قوية له عند الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2 - 753) تابعه الإملم أحمد نفسه]. 23 - قال ابن إسحاق: حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف قال: قال لي أمية وأنا أمشي معه: يا عبد الإله من الرجل منكم معلم بريشة نعامة في صدره؟ فقلت: ذاك حمزة بن عبد المطلب. فقال: ذاك فعل بنا الأفاعيل. [درجت: سنده صحيح، رواه من طريقه البيهقي الكبرى (3 - 276)، والبزار (3 - 227)، والطبريُّ في التاريخ (2 - 35)، هذا السند: صحيح ابن إسحاق لم يدلس، وعبد الواحد ثقة وليس كما قال الحافظ صدوق يخطئ .. راجع تعليقي على التقريب. وجرح ابن حبان هناك لا يعتد به, وقد وثق من أئمة هذا الشأن ... (التقريب 1/ 526) وشيخه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف ووالده تابعيان من رجال الشيخين. وله شاهد عند الطبراني في المعجم الكبير (3 - 150) حدثنا أحمد

ابن إبراهيم بن عنبر البصري حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن طلحة التيمي حدثني موسى بن الحارث التيمىِ عن أبيه]. 24 - قال ابن أبي شيبة (6 - 437): حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن عروة عن رجل من ولد الزبير يقال له يحيى بن عباد قال: كان على الزبير يوم بدر عمامة صفراء معتجرا بها، فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر. [درجته: سنده مرسل وله شاهد، رواه ابن أبي شيبة 6 - 437 من طريق آخر حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة عن الزبير بنحو منه، وعبدة بن سليمان الكلابي ثقة ثبت من رجال الشيخين تقريب التهذيب (1 - 369) وهشام بن عروة إمام مر معنا كثيرًا، وشيخه عباد بن حمزة بن عبد الله ابن الزبير تابعي ثقة (التقريب 1/ 391) وروايته عن أسماء وعائشة وجابر -رضي الله عنهم- وعن والده، وللحديث شواهد أخرى عند الطبراني في الكبير (1 - 195). حدثنا عبدان بن أحمد ثنا أبو كامل الجحدري ثنا يوسف بن خالد السمتي ثنا الصلت بن دينار عن أبي المليح عن أبيه والصلت ناصبي متروك التقريب (277)]. وشاهد آخر هو التالي. 25 - قال الطبري في التفسير (4 - 83): حدثني أحمد بن يبيح الصوفي قال ثنا عبد الرحمن بن شريك قال ثنا أبي قال ثنا هشام بن عروة عن عروة عن عبد الله بن الزبير أن الزبير: كانت عليه ملاءة صفراء يوم بدر فاعتم بها، فنزلت الملائكة يوم بدر على نبي الله معممين بعمائم صفر. [درجته في سنده ضعف، أحمد بن يحيى بن زكريا الأودي أبو جعفر الكوفي العابد ثقة تقريب التهذيب (1 - 85) وشيخه صدوق يخطئ التقريب (342) لكن والده صدوق فيه ضعف وحديثه حسن بالشواهد والبقية أئمة، لكن المرسل أصح]. 26 - قال ابن إسحاق سيرة ابن كثير (3 - 284):حدثني الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير أن أبا جهل حين التقى القوم قال: اللَّهم اقطعنا للرحم وآتانا بمالا نعرف فأحنه الغداة، فكان هو المستفتح، فبينما هم على تلك الحال وقد شجع الله المسلمين على لقاء

الملائكة في بدر

عدوهم وقللهم في أعينهم حتى طمعوا فيهم خفق رسول الله خفقة في العريش، ثم انتبه فقال: أبشر يا أبا بكر هذا جبريل معتجر بعمامته آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع، أتاك نصر الله وعدته. وأمر رسول الله فأخذ كفا من الحمى بيده ئم خرج فاستقبل القوم فقال: شاهت الوجوه ثم نفحهم بها، ثم قال لأصحابه: احملوا فلم تكن إلا الهزيمة، فقتل الله من قتل من صناديدهم، وأسر من أسر منهم. وقال زياد عن ابن إسحاق أن رسعول الله أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشا ثم قال شاهت الوجوه ثم نفحهم بها وأمر أصحابه فقال شدوا فكانت الهزيمة فقتل الله من قتل من صناديد قريش وأسر من أسر من أشرافهم. [درجته: سنده صحيح، الزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس طبقته تقريب التهذيب (506) وشيخه صحابي صغير]. الملائكة في بدر قال تعالى: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 124 - 125]. 1 - قال البخاري (4 - 1467): حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي عن أبيه وكان أبوه من أهل بدر قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال؟ من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها. قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة. 2 - قال ابن أبي شيبة (7 - 353): حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مسعر عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي قال: قيل لأبي بكر الصديق وعلي يوم بدر: مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يقف في الصف. [درجته: سنده صحيح، رواه: والبيهقيُّ (3 - 55)، وأحمدُ (1 - 147)، والبزار -الزوائد (2 -

أسرى بدر

314)، هذا السند: صحيح. رواه ابن أبي شيبة واللفظ له عدا ما بين المعقوفين (7 - 353) من طرق عن مسعر بن كدام الهلالي وهو ثقة ثبت فاضل التقريب (2 - 187) عن شيخه أبي عون الثقفي وهو ثقة من رجال الشيخين التقريب (2/ 187) عن شيخه التابعي الثقة أبي صالح عبد الرحمن بن قيس الحنفي التقريب (1 - 495)]. 3 - قال ابن إسحاق. سيرة ابن هشام (3 - 181): حدثني والدي إسحاق بن يسار حدثني رجال من بني مازن عن أبي واقد الليثي: إني لأتبع رجلًا من المشركين لأضربه فوقع رأسه قبل أن يصل سيفي، فعرفت أن غيري قد قتله. [درجته: سنده حسن، رواه من طريق ابن إسحاق البيهقي (3/ 56) وأحمدُ (5 - 450)، والطبريُّ في التاريخ (2 - 36)، هذا السند: حسن لأن شيوخ والد ابن إسحاق وهو ثقة جمع ووالد ابن إسحاق يروي عن الصحابة وعن كبار التابعين ... فإن كانوا صحابة فالسند صحيح وإن كانوا من كبار التابعين فيقوي بعضهم بعضًا]. 4 - قال الأموي. ابن كثير (2 - 434): حدثنا أبي حدثنا ابن إسحاق حدثني الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ كفًا من الحصى بيده، ثم خرج فاستقبل القوم، فقال: "شاهت الوجوه" ثم نفحهم بها، ثم قال لأصحابه: "احملوا". [درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي. وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من شيخه التابعي الإِمام الثقة الزهري، وشيخ الزهري صحابي - رضي الله عنه -، والأموي وولداه ثقتان]. أسرى بدر 1 - قال البخاري (2 - 807): حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: كاتبت أمية بن خلف كتابا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت (الرحمن) قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية، فكاتبته عبد عمرو، فلما كان في يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه حين نام الناس، فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال: أمية بن

خلف لا نجوت إن نجا أمية. فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا، فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم، فقتلوه ثم أبوا حتى يتبعونا وكان رجلا ثقيلا، فلما أدركونا قلت له: أبرك. فبرك فألقيت عليه نفسي لأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه وكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه. 2 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (3 - 179): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه .. قال ابن إسحاق وحدثينه أيضا عن عبد الله بن أبي بكر وغيرهما عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان أمية بن خلف لي صديقا بمكة , وكان اسمي عبد عمرو، فتسميت حين أسلمت عبد الرحمن ونحن بمكة، فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول: يا عبد عمرو أرغبت عن اسم سماكه أبواك؟ فأقول: نعم. فيقول: فإني لا أعرف الرحمن فاجعل بيني وبينك شيئا أدعوك به، أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول، وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف. قال: فكان إذا دعاني: يا عبد عمرو لم أجبه. قال فقلت له: يا أبا علي أجعل ما شئت. قال: فأنت عبد الإله. قال: فقلت: نعم. قال: فكنت إذا مررت به قال: فأنت عبد الإله. قال فقلت: نعم: قال: فكنت إذا مررت به قال: يا عبد الإله فأجيبه فأتحدث معه، حتى إذا كان يوم بدر مررت به وهو واقف مع ابنه علي ابن أمية آخذ بيده ومعي أدراع قد استلبتها فأنا أحلمها، فلما رآني قال لي: يا عبد عمرو، فلم أجبه فقال: يا عبد الإله. فقلت: نعم فقال: هل لك في فأنا خير لك من هذه الأدرع التي معك. قال قلت: نعم ها الله ذا. قال: فطرحت الأدرع من يدي وأخذت بيده ويد ابنه وهو يقول: ما رأيت كاليوم قط أما لكم حاجة في اللبن؟ قال: ثم خرجت أمشي بهما. قال ابن هشام: يريد باللبن أن من أسرني افتديت منه بإبل كثيرة اللبن. [درجته: رواية حسنة رواه: البخاري , هذا السند: ثلاث طرق أحدهما مرسل والآخران منقطعان ويشهد لهما حديث البخاري (2 - 807) السابق وهو ليس بحديث].

3 - قال البخاري (3 - 1143): حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه -رضي الله عنه-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في أسارى بدر: "لو كان المطعم بن عدي حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له". 4 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (3 - 180): حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد ابن إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال لي أمية بن خلف وأنا بينه وبن ابنه آخذ بأيديهما: يا عبد الإله من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره؟ قال قلت: ذاك حمزة بن عبد المطلب. قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل. قال عبد الرحمن: فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي وكان هو الذي يعذب بلالا بمكة على ترك الإِسلام، فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت فيضجعه على ظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول: لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد. فيقول بلال: أحد، أحد. قال: فلما رآه قال: رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا. قال قلت: أي بلال أسيري قال: لا نجوت إن نجا. قال قلت: أتسمع يابن السوداء. قال: لا نجوت إن نجا. قال: ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا، قال: فاحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة وأنا أذب عنه، قال: فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه، فوقع وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط. قال فقلت: انج بنفسك ولا نجاء بك فوالله ما أغني عنك شيئا. قال: فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما، قال فكان عبد الرحمن يقول: يرحم الله بلال ذهبت أدراعي وفجعني بأسيري. [درجته: سنده صحيح، رواه البيهقي في الكبرى (3 - 276) من طريق ابن إسحاق حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف قال قال لي أمية وأنا أمشي معه يا عبد الإله من الرجل منكم معلم بريشة نعامة في صدره فقلت ذاك حمزة بن عبد المطلب فقال ذاك فعل بنا الأفاعيل، هذا السند: صحيح وقد وصله البخاري كما سبق ووصله أحمد بن عبد الجبار عن يونس وسماع أحمد للسيرة صحيح، وإبراهيم له رؤية وابنه تابعي ثقة فاضل عابد (التقريب 1/ 38 , 1/ 286) وشيخ ابن إسحاق ثقة وليس كما توحي ترجمته في التقريب فجرح ابن حبان لا يضره].

5 - قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن جده قال: قدم بالأسارى حين قدم بهم المدينة وسودة بنت زمعة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عند آل عفراء في مناحتهم على (عوف ومعوذ) أبني عفراء وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب، قالت سودة: فوالله أني لعندهم إذ أتينا فقيل: هؤلاء الأسارى قد أتي بهم فرجعت إلى بيتي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه، فإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة ويداه مجموعتان إلى عنقه بحبل، فوالله ما ملكت حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت. أبا يريد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما؟ فما انتبهت إلا بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البيت: يا سودة على الله وعلى رسوله؟ فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه بالحبل أن قلت ما قلت. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الحاكم (3 - 24)، والبيهقيُّ (9 - 89)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (24 - 35)،وابن أبي شيبة (7 - 359)،هذا السند: صحيح. فعبد الله بن أبي بكر ثقة (التقريب 1/ 405) ويحيى تابعي ثقة (التقريب 2/ 352) وجده ووالد جده صحابيان]. 6 - قال الطبراني (قطعة من مسانيد العبادلة لم تطبع ضمن المعجم. 24) حدثنا محمد بن علي بن الأحمر حدثنا محمد بن يحيى القطعى حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي ... وحدثنا محمَّد بن زهير الأبلي حدثنا عبدة بن عباس الله الصفار حدثنا عبيد بن عقيل قالا: حدثنا جرير بن حازم، حدثنا ابن إسحاق، حدثني بن عباد عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قادة كانت قريش ناحت على قتلاها ثم ندمت، وقالوا: لا تنوحوا عليهم , فيبلغ ذلك محمدًا وأصحابه فيشمتوا بكم، وكان في الأسرى أبو وداعة بن ضبيرة السهمي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن له بمكة ابنًا تاجرًا ذا مال، كأنكم به قد جاءكم في فداء أبيه"، فلما قالت قريش في الفداء ما قالت، قال المطلب: صدقتم والله لئن فعلتم ليثأرن عليكم , ثم انسل في الليل , فقدم المدينة ففدى أباه بأربعة آلاف درهم.

[درجته: سنده حسن، هذا السند: حسن من أجل ابن إسحاق وقد صرح بالسماع من التابعي يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير هو ثقة (التقريب 2/ 350) وأبوه تابعي ثقة كان قاضي مكة زمن أبيه (التقريب 1/ 392) وجرير بن حازم ثقة إلا في حديثه عن قتادة وهذا ليس منه (التقريب 1/ 127) ووالده أوثق منه (2/ 338)]. 7 - قال ابن إسحاق. حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء أبى العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبى العاص حين بنى عليها، قالت: فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رق لها رقة شديدة وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا"، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه أحمد (6 - 276)، والحاكم (3 - 25)، وأبو داود (3 - 62)،والطبرانيُّ في المعجم الكبير (22 - 426)، وابن الجارود في المنتقى (1 - 274)، والبيهقيُّ الكبرى (6 - 322)،هذا السند: صحيح قد مر معنا فيحيى ثقة (التقريب 2/ 350) ووالده أوثق منه (التقريب 1/ 392) وهو تابعي تولى القضاء زمن أبيه]. 8 - قال الإِمام أحمد (1 - 247): حدثنا علي بن عاصم قال: قال: داود ثنا عكرمة عن بن عباس قال: كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة. قال: فجاء يوما غلام يبكى إلى أبيه فقال: ما شأنك؟ قال: ضربني معلمي. قال: الخبيث يطلب بذحل بدر والله لا تأتيه أبدا. [درجته سنده صحيح، رواه: الحاكم (2 - 152)، والبيهقيُّ (6 - 322)،هذا السند: صحيح لولا أخطاء علي بن عاصم فهو صدوق يخطئ (التقريب 2/ 39) وجل من لا يخطئ لكنه يصر، وهو هنا لم يخطئ فقد تابعه الثقة خالد بن عبد الله الطحان وهو ثقة ثبت من رجال الشيخين (التهذيب 3/ 100) وداود مصري ثقة متقن بالتقريب (1/ 235)].

شجاعة النبي (صلى الله عليه وسلم)

شجاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) 1 - قال الإِمام أحمد (1 - 86): حدثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي -رضي الله عنه- قال: لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا. [درجته: سند صحيح، رواه: ابن أبي شيبة (6 - 426)، هذا السند: صحيح مر معنا كثيرا في هذه الغزوة]. قتل أبي جهل 1 - قال الطبراني في المعجم الكبير (9 - 84):حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا أبو المعافى محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني ثنا محمد بن أبي تملة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن بن مسعود قال: أدركت أبا جهل يوم بدر صريعا فقلت أي عدو الله قد أخزاك الله. قال: وبما أخزاني الله من رجل قتلتموه؟ ومعي سيف لي فجعلت أضربه ولا يحيك فيه، ومعه سيف له جيد فضربت يده فوقع السيف من يده, فأخذته ثم كشفت المغفر عن رأسه فضربت عنقه، ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال آلله الذي لا إله إلا هو؟ قلت: آلله الذي لا إله إلا هو. قال: انطلق فاستثبت فانطلقت فأنا أسعى مثل الطائر ثم رجعت وأنا أسعى مثل الطائر أضحك فأخبرته فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فانطلق فأرني. فانطلقت معه فأريته. فلما وقف عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هذا فرعون هذه الأمة (هكذا رواه زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون وتابعه أبو وكيع). [درجته: سنده قوي لولا محمد بن أبي تملة فلم أجد له من ترجمة. والصواب محمد بن سلمة الحراني ابن أخت عبد الرحيم الحراني فهو من تلاميذ خاله ومن شيوخ محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني. انظر التهذيب (9/ 506) (9/ 193 - 194) ثم وجدت ولله الحمد ما أكد ظني عند النسائي في السنن الكبرى (3 - 488) أخبرني عمرو بن هشام الحراني قال ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم، وهؤلاء ثقات كلهم، وعمرو بن ميمون مخضرم ثقة مشهور، التقريب (2/ 80) أما

شهداء بدر

شيخ الطبراني فهو حافظ جليل. انظر سير أعلام النبلاء (14/ 57) وللحديث شواهد كثيرة منها شواهد عند الطبراني (9/ 81 - 82 - 83) وفيها انقطاع بين أبي عبيدة ووالده ... ومنها حديث سنده قوي عند البزار]. شهداء بدر 1 - قال الطبراني في المعجم الكبير (10 - 202):حدثنا سليمان بن الحسن العطار أبو أيوب البصري ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي أخبرني الحسن بن واقد عن الأعمش عن شقيق أن بن مسعود حدثه: أن الثمانية عشر الذين قتلوا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر جعل الله أرواحهم في الجنة في طير خضر، تسرح في الجنة. قال: فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك إطلاعة فقال: يا عبادي ماذا تشتهون؟ قالوا: يا ربنا ما فوق هذا شيء. قال فيقول: عبادي ماذا تشتهون؟ فيقولون في الرابعة: ترد أرواحنا في أجسادنا فنقتل كما قتلنا. [درجته: سنده صحيح إلى ابن مسعود، هذا السند: صحيح: شقيق بن سلمة أدرك الجاهلية والإِسلام التهذيب (4 - 361)، وسمع منه التابعي الثقة الأعمش، قال الأعمش: قال لي أبو وائل: يا سليمان لو رأيتني ونحن هراب من خالد بن الوليد ... وقال الأعمش عن إبراهيم: عليك بشقيق، فلا تضر عنعنة الأعمش، لا سيما وهما كوفيان، وتلميذه أي الحسن ثقة (التقريب 1/ 180) وعلي بن الحسن وولده ثقتان (التقريب 2/ 34 - 2/ 192) وشيخ الطبراني ثقة. انظر (سؤالات السهمي كما عزاه الشيخ عبد القدوس نذير في مجمع البحرين (6 - 147)]. فضل من شارك في معركة بدر من الصحابة 1 - قال البخاري (3 - 1095): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار سمعته منه مرتين قال أخبرني حسن بن محمد قال أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال سمعت عليا -رضي الله عنه- يقول .. حديث طويل فيه قال - صلى الله عليه وسلم -:"لعل الله أن يكون قد اطلع أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".

قتلى المشركين

قتلى المشركين 1 - قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقتلى أن يطرحوا في القليب، فطرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف، فإنه انتفخ درعه فملأها فذهبوا يحركوه فتزايل، فأقروه وألقوا عليه ما غيبة من التراب والحجارة، فلما ألقاهم في القليب وقف عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا"، فقال له أصحابه: يا رسول الله، أتكلم قوما موتى؟ قال فقال لهم: "لقد علموا أن ما وعدتهم حق"، قالت عائشة: والناس يقولون لقد سمعوا ما قلت لهم وإنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد علموا. [درجته: سنده صحيح، رواه من طريقه أحمد بن حنبل (6 - 276)، هذا السند: صحيح. يزيد تابعي صغير ثقة، وهو أحد موالي آل الزبير التقريب (2 - 364) وشيخه إمام معروف]. 2 - قال البخاري (4 - 1461):حدثني عبد الله بن محمد سمع روح بن عبادة حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى واتبعه أصحابه، وقالوا ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركي، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم. يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ قال فقال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم".

الغنائم

الغنائم 1 - قال النسائي في السنن الكبرى (1 - 349):أنا الهيثم بن أيوب نا المعتمر بن سليمان قال سمعت داود بن أبي هند يحدث عن عكرمة عن بن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتى مكان كذا وكذا، أو فعل كذا وكذا فله كذا وكذا" فسارع إليه الشبان وثبت الشيوخ تحت الرايات، فلما فتح الله لهم جاء الشباب يطلبون ما جعل لهم، فقال الأشياخ: لا تذهبوا به دوننا فإنما كنا ردءا لكم، فأنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال:1]. [درجته: سنده صحيح، رواه ابن حبان (11 - 490)،والحاكم (2 - 241)،والطحاويُّ في شرح معاني الآثار (3 - 232)،وابن أبي شيبة (7 - 354) وغيرهم من طرق عن داود، هذا السند: صحيح فداود بن أبي هند القشيري بالولاء، مصري ثقة متقن التقريب (1/ 235) وشيخه عكرمة مولى ابن عباس، وتلميذه تابعي عالم وثقة ثبت من رجال البخاري ومسلمٌ وقد مر معنا (التقريب 1/ 30)]. 2 - قال مسلم (3 - 1367): حدثنا محمد بن المثنى وبن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: نزلت في أربع آيات: أصبت سيفا. فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله نفلنيه، فقال: "ضعه" ثم قام فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ضعه من حيث أخذته" ثم قام فقال: نفلنيه يا رسول الله، فقال: "ضعه" فقام فقال: يا رسول الله نفلنيه أأجعل كمن لا غناء له، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ضعه من حيث أخذته" قال: فنزلت هذه الآية {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}. 3 - قال الطيالسي (1 - 318): حدثنا سلام عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: لما كان يوم بدر تعجل الناس إلى الغنائم فأصابوها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن الغنيمة لا تحل لأحد سود الرؤوس غيركم" وكان النبي وأصحابه إذا غنموا الغنيمة جمعوها ونزلت نار من السماء فأكلتها فأنزل الله هذه الآية: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ} إلى آخر الآيتين.

[درجته: سنده صحيح، رواه: رواه أبو داود الطيالسي (2/ 19) واللفظ له والبيهقيُّ (6/ 290)، والترمذيُّ (3/ 53)،وابن حبان (الموارد 402).من طرق عن الأعمش، هذا السند: صحيح، سلام بن سليم الحنفي أبو الأحوص الكوفي ثقة متقن: تقريب التهذيب (1 - 261) وباقي السند على شرط البخاري، وأبو صالح هو ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني ثقة ثبت التقريب (203)]. 4 - قال الترمذيُّ (4 - 135):حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر واسمه أحمد بن عبد الله الهمداني ومحمود بن غيلان قالا حدثنا أبو داود الحفري حدثنا يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة عن سفيان بن سعيد عن هشام عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إن جبرائيل هبط عليه فقال له: خيرهم يعني أصحابك في أسارى بدر القتل أو الفداء، على أن يقتل منهم قابل مثلهم". قالوا: الفداء ويقتل منا. [درجته: سنده صحيح، رواه النسائي السنن في الكبرى (5 - 200)، وابن حبان (11 - 118)، هذا السند: صحيح. لكن ورواه ابن سعد (2/ 22) عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلًا والوصل أصح كما هو عند أصحاب السنن فهو عن سفيان الثوري عن هشام بن حسان, عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي وهذا السند كالذهب: عبيدة السلماني تابعي كبير، ومخضرم ثقة ثبت، من رجال الشيخين (التقريب 1/ 547) وتلميذه تابعي ثقة ثبت عابد كبير القدر لا يرى الرواية بالمعنى قال عنه تلميذه الثقة وأثبت الناس عنه هشام ابن حسان: حدثني أصدق من أدركته من البشر (التهذيب 9/ 215) وتلميذه ثقة (التقريب2/ 318) وسفيان ثقة وعلم من أعلام الأمة. ولم ينفرد هشام بل توبع عند البيهقي (9 - 68) عن ابن عون عن محمد عن عبيدة عن علي]. 5 - قال عبد الرزاق في مصنف (5 - 206) عن معمر عن قتادة قال وأخبرني عثمان الجزري عن مقسم عن بن عباس قال: فادى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسارى بدر فكان فداء كل واحد منهم أربعة آلاف، وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء، فقام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرا قال: من للصبية يا محمد؟ قال: النار. [درجته: حديثٌ حسنٌ، هذا السند: حسن رواه معمر من طريقين كلاهما ضعيف يقوي بعضهما بعضا، الأول عن قتادة مرسلًا، والآخر متصل لكن فيه ضعف من أجل عثمان بن عمرو بن ساج فيه ضعف: تقريب التهذيب (1 - 386)].

بقاء عثمان وأسامة في المدينة

5 - قال أبو داود (3 - 79): حدثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب ثنا حيي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم إنهم حفاة فاحملهم، اللَّهم إنهم عراة فاكسهم، اللَّهم إنهم جياع فأشبعهم" ففتح الله له يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين، واكتسوا وشبعوا. [درجته: سنده حسن: رواه رواه البيهقي (3 - 38)، والحاكم (2 - 144)، وابن سعد (2 - 20)، وأبو داود (2747): من طريق ابن وهب ,هذا السند: حسن .. ابن وهب إمام مر معنا، وحيي حسن الحديث إذا لم يخالف، قال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة التهذيب (3 - 63) والحبلي من رجال مسلم وهو ثقة واسمه: عبد الله بن يزيد المعافري والحديث قد مر معنا]. بقاء عثمان وأسامة في المدينة 1 - قال البيهقي في الكبرى (9 - 174) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء وأبو الحسن المقرئ قالا أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلف عثمان بن عفان وأسامة بن زيد على رقية ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيام بدر فجاء زيد بن حارثة -رضي الله عنه- على (العضباء) ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبشارة قال: أسامة فسمعت الهيعة فخرجت، فإذا زيد قد جاء بالبشارة، فوالله ما صدقت حتى رأينا الأسارى، فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعثمان -رضي الله عنه- بسهمه. [درجته- سنده حسن، رواه البيهقي (3/ 130) أبو الحسن المقرئ وهو إمام حافظ ناقد. انظر السير للذهبي (17/ 305) وشيخه الحسن الدقاق صحيح السماع من أهل القرآن والصلاح. المصدر السابق (15/ 535) وتاريخ بغداد (7/ 422) وشيخه هو الثقة يوسف ابن يعقوب القاضي. تاريخ بغداد (14/ 310) وشيخه أحد رجال الشيخين: الثقة محمَّد ابن أبي بكر المقدمي. التقريب (2/ 148) وشيخه حسن الحديث فهو صدوق في حفظه شيء. التهذيب (8/ 58) والتقريب (2/ 72) وهو من رجال الستة واسمه عمرو بن عاصم الكلابي وشيخه ومن فوقه أئمة ثقات: حماد عن هشام عن عروة عن أسامة بن زيد. وللحديث شاهد يأتي بعده].

كتابة وثيقة المدينة بعد اغتيال كعب بن الأشرف

2 - قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزام وصالح بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال: لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بدر بعث بشيرين إلى أهل مدينة، بعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة، وبعث عبد الله بن رواحة إلى أهل العالية يبشرونهم بفتح الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فوافق زيد بن حارثة ابنه أسامة حين سوى التراب على رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, فقيل له: ذاك أبوك. حين قدم. قال أسامة: فجئت وهو واقف للناس يقول: قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام ونبيه ومنبه وأمية بن خلف. فقلت: يا أبت أحق هذا؟ قال: نعم والله يا بني. [درجته: حسن، رواه: من طريقه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 240)، هذا السند: حسن فهو من طريقين يقوى بعضهما بعضا، الأول مرسل ابن أبي بكر، والآخر فيه ضعف يسير من أجل ابن أبي أمامة حيث سكت عنه البخاري في التاريخ الكبير 4 - 272 ووثقه ابن حبان ووالده معدود في الصحابة -رضي الله عنهم-]. كتابة وثيقة المدينة بعد اغتيال كعب بن الأشرف 1 - قال مسلم (3 - 1425): حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعبد الله بن محمَّد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري كلاهما عن بن عيينة واللفظ للزهري حدثنا سفيان عن عمرو سمعت جابرا يقولا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟ " فقال محمَّد بن مسلمة: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال "نعم" قال: ائذن لي فلأقل. قال: "قل" فأتاه فقال له، وذكر ما بينهما وقال: إن هذا الرجل قد أراد صدقة، وقد عنانا، فلما سمعه قال: وأيضا والله لتملنه قال: إنا قد اتبعناه الآن ونكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي أمره , قال: وقد أردت أن تسلفني سلفا، قال فما ترهنني؟ قال ما تريد، قال ترهنني نساءكم. قال. أنت أجمل العرب أنرهنك نساءنا؟ قال له؟ ترهنوني أولادكم؟ قالك: يسب بن أحدنا، فيقال: رهن في وسقين من تمر , ولكن نرهنك اللأمة -يعني السلاح- قال: فنعم، وواعده أن يأتيه بالحارث وأبي عبس بن جبر وعباد بن بشر ,قال: فاجاؤوا فدعوه ليلًا فنزل إليهم، قال سفيان: قال غير عمرو: قالت له امرأته: إني لأسمع صوتا كأنه

صوت دم، قال: إنما هذا محمد بن مسلمة، ورضيعه أبو نائلة، إن الكريم لو دعي إلى طعنة ليلًا لأجاب، قال محمد: إني إذا جاء فسوف أمد يدي إلى رأسه فإذا استمكنت منه فدونكم، قال: فلما نزل نزل وهو متوشح فقالوا: نجد منك ريح الطيب، قال: نعم تحتي فلانة هي أعطر نساء العرب، قال: فتأذن لي أن أشم منه؟ قال: نعم، فشم، فتناول فشم. ثم قال: أتأذن لي أن أعود، قال: فاستمكن من رأسه ثم قال: دونكم. قال: فقتلوه. ورواه البخاري (4 - 1481). 2 - قال البيهقي في الكبرى (9 - 183):أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أظنه عن أبيه وكان ابن أحد الثلاثة الذين تيب عليهم: أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرًا وكان يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحرض عليه كفار قريش في شعره، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وأهلها أخلاط منهم المسلمون الذين تجمعهم دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنهم المشركون الذين يعبدون الأوثان، ومنهم اليهود، وهم أهل الحلقة والحصون وهم حلفاء للحيين الأوس والخزرج، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة استصلاحهم كلهم، وكان الرجل يكون مسلما وأبوه مشرك والرجل يكون مسلما وأخوه مشرك، وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤذون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أشد الأذى فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم ففيهم أنزل الله جل ثناؤه {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} إلى آخر الآية وفيهم أنزل الله جل ثناؤه: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأذى المسلمين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ -رضي الله عنه- أن يبعث رهطًا ليقتلوه, فبعث إليه سعد بن معاذ محمد بن مسلمة

الأنصاري وأبا عبس الأنصاري والحارث بن أخي سعد بن معاذ في خمسة رهط وذكر الحديث في قتله قال: فلما قتلوه فزعت اليهود ومن كان معهم من المشركين، فغدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أصبحوا، فقالوا: إنه طرق صاحبنا الليلة وهو سيد من سادتنا فقتل، فذكر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول في أشعاره وينهاهم به، ودعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يكتب بينه وبينهم وبين المسلمين كتابا ينتهوا إلى ما فيه، فكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبينهم وبين المسلمين عاما صحيفة كتبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت العذق الذي في دار بنت الحارث، فكانت تلك الصحيفة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- [درجته: سنده صحيح، رواه أبو داود (3000) والطبرانيُّ في المعجم الكبير (19 - 76)، هذا السند: صحيح رواه الطبراني من طريق عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن شيخه مرسلًا لكن رواه أبو داود موصولا ومن طريقه رواه في الدلائل موصولا: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن الحكم بن نافع حدثهم، قال: أخبرنا شعيب عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه والحديث صححه الإِمام الألباني في صحيح أبي داود (3000) فالزهري وعبد الرحمن تابعيان ثقتان وشعيب من أثبت الناس في الزهري (التهذيب 4/ 351: وتلميذه ثقة ثبت (التقريب 1/ 193) وتلميذه هو الإمام الثقة (الذهلي)]. 3 - قال ابن إسحاق (3 - 299): حدثني ثور عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: مشى معهم رسول الله إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال: "انطلقوا على اسم الله، اللَّهم أعنهم" ثم رجع إلى بيته في ليلة مقمرة، فانتهوا الما حصنه فهتف به أبو نائلة وكان ابن الأشرف حديث عهد بعرس، فوثب في ملحفته فأخذت امرأته بناحيتها وقالت: إنك رجل محارب وإن صاحب الحرب لا ينزل في مثل هذه الساعة. قال: أبو نائلة لو وجدني نائما ما أيقظني. قالت: فوالله إني لأعرف في صوته الشر ... قال يقول لها: لو يدعى الفتى لطعنة لأجاب, قال: فنزل فتحدث معه ساعة وتحدثوا معه، ثم قال: هل لك يابن الأشرف أن نتماشى إلى شعب العجوز فنتحدث بقية ليلتنا هذه قال: إن شئتم. فخرجوا يتماشون ساعة، ثم إن أبا نائلة شام يده في فود

خيانة بني النضير وقريظة

رأسه ثم شم يده ثم قال: ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط. ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها، حتى اطمأن ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها فأخذ بفري رأسه ثم قال: اضربوا عدو الله. فضربوه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئًا. قال محمد بن سلمة فذكرت مغولا في سيفي حين رأيت أسيافنا لم تغن شيئا، فأخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا أوقدت عليه النار، فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته، فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ، فجرح في رأسه أو في رجله أصابه بعض أسيافنا، قال: فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد، ثم على بني قريظة، ثم على بعاث، حتى أسندنا في حرة العريض، وقد أبطأ عنا صاحبنا الحارث بن أوس ونزفه الدم، فوقفنا له ساعة ثم أتانا يتبع آثارنا، فاحتملناه فجئنا به رسول الله وهو قائم يصلي فسلمنا عليه, فخرج إلينا فأخبرناه بقتل عدو الله وثفل على جرح صاحبنا ورجعنا إلى أهلنا، فأصبحنا وقد خافت يهود. [درجته: سنده صحيح، رواه من طريقه البيهقي (3/ 200)، في هذا السند صرح ابن إسحاق بالسماع من شيخه ثور الديلي وشيخه ثقة من رجال الشيخين. التقريب (1/ 120) وشيخ زيد هو الإِمام الثقة تلميذ ابن عباس -رضي الله عنه-]. خيانة بني النضير وقريظة 1 - قال مسلم (3 - 1387): حدثني محمد بن رافع وإسحاق بن منصور قال بن رافع حدثنا وقال إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر: أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني النضير، وأقر قريظة ومن عليهم، حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلا أن بعضهم لحقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآمنهم وأسلموا، وأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهود المدينة كلهم بني قينقاع وهم قوم عبد الله بن سلام، ويهود بني حارثة وكل يهودي كان بالمدينة.

غزوة بني النضير

غزوة بني النضير 1 - قال النسائي في السنن الكبرى (5 - 182): أنبأ الحسن بن محمد عن عفان الصفار قال حدثنا حفص بن غياث قال حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا] قال: اللينة هي النخلة وليخزي الفاسقين قال استنزلوهم من حصونهم وأمروا بقطع النخل، فحاك في صدورهم فقال المسلمون: قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا فلنسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل لنا فيما قطعنا من أجر وما علينا فيما تركنا من وزر؟ فأنزل الله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً} الآية، قال الزعفراني: كان عفان حدثنا بهذا الحديث عن عبد الواحد عن حبيب ثم رجع فحدثناه عن حفص. [درجته: سنده صحيح، رواه، الطبراني في المعجم الأوسط (1 - 186) حدثنا عفان بن مسلم حدثنا بن غياث، هذا السندة صحيح فحبيب وحفص بن غياث ثقتان، التقريب (1/ 150 - 189) وسعيد إمام مجاهد ثقة مر معنا كثيرا]. 2 - قال عبد الرزاق (5 - 358):عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال وأخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن كفار قويش كتبوا إلى عبد الله بن أبي بن سلول ومن كان يعبد الأوثان من الأوس والخزرج، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر يقولون: إنكم آويتم صاحبنا، وإنكم أكثر أهل المدينة عددا، وإنا نقسم بالله لتقتلنه أو لتخرجنه أو لنستعن عليكم العرب، ثم لنسيرن اليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم. فلما بلغ ذلك بن أبي ومن معه من عبدة الأوثان تراسلوا فاجتمعوا, وأرسلوا وأجمعوا لقتال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيهم في جماعة فقال: "لقد بلغ وعيد قريش منك المبالغ؟ ما كانت لتكيد بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، فأنتم هؤلاء تريدون أن تقتلوا أبناءكم وإخوانكم؟ " فلما سمعوا ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - تفرقوا فبلغ ذلك كفار قريش وكانت وقعة بدر فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود: أنكم أهل الحلقة والحصون , وأنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا

ولا يحول بيننا وبن خدم نسائكم شيء (وهو الخلاخل) فلما بلغ كتابهم اليهود أجمعت بنو النضير على الغدر، فأرسلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: أخرج إلينا في ثلاثين رجلًا من أصحابك، ولنخرج في ثلاثين حبرا حتى نلتقي في مكان كذا نصف بيننا وبينكم، فيسمعوا منك، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا كلنا، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثين من أصحابه، وخرج إليه ثلاثون حبرا من يهود حتى إذا برزوا في براز من الأرض، قال بعض اليهود لبعض كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون رجلا من أصحابه كلهم يحب أن يموت قبله؟ فأرسلوا إليه: كيف تفهم ونفهم ونحن ستون رجلا؟ أخرج في ثلاثة من أصحابك ويخرج إليك ثلاثة من علمائنا فليسمعوا منك، فإن آمنوا بك آمنا كلنا وصدقناك، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة نفر من أصحابه واشتملوا على الخناجر وأرادوا الفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى بني أخيها وهو رجل مسلم من الأنصار فأخبرته خبر ما أرادت بنو النضير من الغدر برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل أخوها سريعا حتى أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - فساره بخبرهم قبل أن يصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - , فلما كان من الغد غدا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكتائب، فحاصرهم وقال لهم: إنكم لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه، فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومهم ذلك هو والمسلمون، ثم غدا الغد على بني قريظة بالخيل والكتائب وترك بني النضير ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف، عنهم وغدا إلى بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، وعلى أن لهم لهم ما أقلت الإبل إلا الحلقة والحلقة السلاح، فجاءت بنو النضير واحتملوا ما أقلت إبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها، فكانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها فيحملون ما وافقهم من خشبها، وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام، وكان بنو النضير من سبط من أسباط بني إسرائيل لم يصبهم جلاء منذ كتب الله علي بني إسرائيل الجلاء، فلذلك أجلاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلولا ما كتب الله عليهم من الجلاء لعذبهم في الدنيا كما عذبت بنو قريظة فأنزل الله: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا في السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} حتى بلغ: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وكانت نخل بني النضير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة

قريش تهدد اليهود

فأعطاه الله إياها وخصه بها فقال: {وَمَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} يقول بغير قتال قال فأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثرها للمهاجرين وقسمها بينهم ولرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجة لم يقسم لرجل من الأنصار غيرهما، وبقي منها صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يد بني فاطمة. [درجته: انظر التخريج، رواه أبو داود (2 - 171)، هذا السند: اعترضت على تصحيح الإِمام الألباني في صحيح سنن أبي داود (3004) لأن إسناده عند أبي داود هو: حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا الإسناد ضعيف لأن شيخ أبي داود مجهول الحال وهذه هي ترجمته في التهذيب (9/ 154): روى عن عبد الرزاق ويحيى بن حسان وعنه أبو داود ثم إنه أخطأ في سند هذا الحديث فقد ذكر أن شيخ الزهري هو عبد الرحمن بن كعب والذي عند عبد الرزاق (5/ 357) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وهذا الراوي قال عنه الحافظ في تعجيل المنفعة 227: عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري عن أبيه وجابر وعنه كثير بن زيد وعبد الله بن محمَّد بن عقيل فيه نظر قلت أما الذي روى عن جابر وروى عنه كثير بن زيد فهو كما ذكر وحديثه عن جابر في الدعاء في مسجد الفتح وأما الذي روى عن أبيه وروى عنه بن عقيل فالذي أظنه أنه انقلب وأنه عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك شيخ الزهري وهو مترجم في النهذيب ولكن ذكره بن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات كالذي وقع هنا فلعله ابن عمه والله أعلم، إذا فقول الحافظ هو الأصوب لأن شيخ الزهري الذي أكثر عن الزهري هو الثقة عبد الرحمن بن عبد الله، كما أن عبد الله بن عبد الرحمن ليس من تلاميذه الزهري]. قريش تهدد اليهود 1 - قال أبو داود (3/ 156): حدثنا محمد بن داود بن سفيان ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن كفار قريش كتبوا إلى بن أبي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر: إنكم آويتم صاحبنا - صلى الله عليه وسلم - وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجن أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم، فلما بلغ

ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيهم فقال: "لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ؟ ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم؟ " فلما سمعوا ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - تفرقوا فبلغ ذلك كفار قريش، فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود إنكم أهل الحلقة والحصون وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا ,ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء وهي (الخلاخيل) فلما بلغ كتابهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أجمعت بنو النضير بالغدر، فأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك وليخرج منا ثلاثون حبرا حتى نلتقي بمكان المنصف فيسمعوا منك، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا بك فقص خبرهم، فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكتائب فحصرهم فقال لهم: "إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه" فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومهم ذلك، ثم غدا الغد علي بني قريظة بالكتائب وترك بني النضير ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم، وغدا على بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء فجلت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها، فكان نخل بني النضير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة أعطاه الله إياها وخصه بها، فقال {وَمَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُم عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر:6]، يقول بغير قتال فأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثرها للمهاجرين وقسمها بينهم، وقسم منها لرجلين من الأنصار وكانا ذوي حاجة لم يقسم لأحد من الأنصار غيرهما، وبقي منها صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي في أيدي بني فاطمة -رضي الله عنه-. [درجته: حسن، هذا السند: انظر ما قبله]. 2 - قال البخاري (4 - 1479): حدثني إسحاق أخبرنا حبان أخبرنا جويرية بن أسماء عن نافع عن بن عمر رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرق نخل بني النضير قال ولها يقول حسان بن ثابت:

زواج فاطمة

وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير قال فأجابه أبو سفيان بن الحارث: أدام الله ذلك من صنيع ... وحرق في نواحيها السعير ستعلم أينا منه بنزه ... وتعلم أي أرضينا تضير زواج فاطمة 1 - قال ابن إسحاق: حدثني ابن أبي نجيح عن مجاهد عن علي -رضي الله عنه- قال: لقد خطبت فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة تخطب؟ قلت: لا، أو نعم. قالت: فاخطبها إليه. قال قلت: وهل عندي شيء أخطبها عليه؟ قال: فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت عليه وكنا نجله ونعظمه، فلما جلست بين يديه ألجمت حتى ما استطعت الكلام، قال: "هل لك من حاجة؟ " فسكت، فقالها ثلاث مرات، قال: "لعلك جئت تخطب فاطمة؟ " قلت: نعم يا رسول الله. قال: "هل عندك من شيء تستحلها به؟ " قال: قلت: لا والله يا رسول الله. قال، "فما فعلت بالدرع التي كنت سلحتكها؟ " قال علي: والله إنها لدرع حطمية ما ثمنها إلا أربعمائة درهم. قال: "اذهب فقد زوجنكها، وابعث بها إليها فاستحلها به (كذا في كتابي. أربعمائة درهم) ورواه يونس بن بكير عن بن إسحاق فقال أربعة دراهم. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق البيهقي في دلائل النبوة (3 - 160)، والكبرى (7 - 234)، هذا السند: صحيح ابن نجيح ثقة (التقريب1/ 456) وهو ليس من التفسير الذي قال عنه يحيى بن سعيد لم يسمع بن أبي نجيح التفسير من مجاهد وقال بن حبان بن أبي نجيح نظير بن جريج في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير رويا عن مجاهد من غير سماع، فقد قال أحمد: ابن أبي نجيح ثقة وكان أبوه من خيار عباد الله، وقال بن معين وأبو زرعة والنسائيُّ ثقة، وقال بن أبي حاتم قلت لأبي: ابن أبي نجيح عن مجاهد أحب إليك أو خصيف؟ قال: ابن أبي نجيح، إنما يقال في ابن أبي نجيح القدر وهو صالح الحديث، وقال ابن سعد قال محمد بن عمر كان ثقة كثير الحديث

غزوة أحد

ويذكرون أنه كان يقول بالقدر وذكره بن حبان في الثقات. وقال العجلي مكي ثقة، انظر تهذيب التهذيب (6 - 49)]. 2 - قال النسائي (6 - 135): أخبرنا نصير بن الفرج قال حدثنا أبو أسامة عن زائدة قال حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن علي -رضي الله عنه- قال: جهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة في خميل وقربة ووسادة حشوها إذخر. [درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده ضعيف، رواه: الإِمام أحمد (1 - 104) عن حماد ثنا عطاء بن السائب، هذا السند: ضعيف من أجل عطاء بن السائب -رحمه الله- وقد اختلط، والراوي عنه هو محمد بن فضيل، قال أبو حاتم، وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب (التهذيب 7/ 205) لكنه قد توبع عند الإِمام أحمد (1 - 84)،والبيهقيُّ (3 - 161) تابعه زائدة ثنا عطاء بن السائب تابعة زائدة وقد قال الطبراني -رحمه الله-: ما رواه عنه المتقدمون فهو صحيح مثل: سفيان وشعبة وزهير وزائدة (التهذيب 7/ 207)]. غزوة أُحُد قبل المعركة 1 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (1 - 271): حدثنا سريج ثنا بن أبي الزناد عن أبية عن الأعمى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: تنفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه ذا الفقار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد فقال: "رأيت في سيفى ذي الفقار فلا، فأولته فلًا يكون فيكم، ورأيت أنى مردف كبشًا، فأولته كبش الكتيبة، ورأيت أنى في درع حصينة فأولتها المدينة ورأيت بقرًا تذبح". فبقر والله خير، فبقر والله خير" فكان الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: حديث صحيح، رواه: ابن أبي شيبة (6 - 178) والحاكم وهو التالي، سنده: هذا السند قوي ابن أبي الزناد صدوق من رجال مسلم واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان القرشي ووالده ثقة التقريب (1/ 413 - 480)، وعبيد الله تابعي ثقة فقيه التقريب (1 - 535) وله شاهد عند أحمد (3 - 351) عن أبي الزبير عن جابر].

2 - قال الحاكم (2 - 141):حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: تنفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه (ذا الفقار) يوم بدرقال بن عباس وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما جاء المشركون يوم أحد كان رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقيم بالمدينة يقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدر: أتخرج بنا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم نقاتلهم بأحد؟ ورجوا أن يصيبوا من الفضيلة ما أصاب أهل بدر، فما زالوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى لبس أداته، فندموا وقالوا: يا رسول الله أقم فالرأي رأيك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبن عدوه" قال وكان لما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ قبل أن يلبس الأداة: "أني رأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة، وإني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة, ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل، فأولته فلًا فيكم، ورأيت بقرًا تذبح فبقر والله خير، فبقروالله خير". [درجته: سنده قوي، شيخ الحاكم هو الأصم وهو إمام ثقة معروف وشيخه مصري ثقة فقيه التقريب (2 - 178)،وابن وهب المصري اسمه عبد الله وهو ثقة حافظ عابد معروف -التقريب (1 - 460)،وقد تم تخريجه في الحديث السابق ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (5 - 323):حدثنا محمد بن جعفر الرازي قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا أبو شيبة الحكم عن مقسم عن ابن عباس]. 2 - قال ابن إسحاق: حدثني ابن شهاب الزهري ومحمَّد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا قالوا: لما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون بالمشركين قد نزلوا منزلهم من أحد قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "إني قد رأيت بقرًا فأولتها خيرا، ورأيت في ذباب سيفي ثلما، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فإن أقاموا أقاموا بشر مقام وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها؟ " وكان رأي عبد الله بن أبي ابن سلول مع رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرى رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك أن لا نخرج إليهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الخروج من المدينة فقال رجال من

المسلمين ممّن أكرمهم الله بالشهادة يوم أحد وغيرهم ممّن كان فاته بدر وحضروه: يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: يا رسول الله أقم بالمدينة لا تخرج إليهم، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منا, ولا دخلها علينا قط إلا أصبنا منه، فدعهم يا رسول الله فإن أقاموا أقاموا بشر محبس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا. فلم يزل الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان من أمرهم حب لقاء القوم، حتى دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلبس لأمته فكانت تبوئة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقاعد للقتال. [درجته: حسن بما قبله وسنده ضعيف، رواه: ومن طريقه الطبري -تفسيره (4 - 71)، هذا السند: مرسل لأن كل هؤلاء الأئمة رحمهم الله لم يذكروا عمن أخذوا هذا الخبر]. 4 - قال مسلم (3 - 1512): وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهزحدثنا سليمان عن المغيرة عن ثابت قال: قال أنس: عمي الذي سميت به لم يشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدرًا، قال: فشق عليه، قال: أول مشهد شهده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيبت عنه، وإن أراني الله مشهدًا فيما بعد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليراني الله ما أصنع. قال: فهاب أن يقول غيرها. قال: فشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد، قال: فاستقبل سعد بن معاذ فقال له أنس: يا أبا عمرو أين؟ فقال واها لريح الجنة أجده دون أحد. قال: فقاتلهم حتى قتل، قال: فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية. قال فقالت أخته عمتي الربيع بنت النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه ونزلت هذه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [33/الأحزاب:23] قالوا: فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه. 5 - قال البخاري (2 - 948): حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة قال حدثني عبيد الله قال حدثني نافع قال: حدثني ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه. ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني. قال نافع: فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته هذا

الحديث. فقال إن هذا لحد بين الصغير والكبير وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة. رواه مسلم (3 - 1490). 6 - قال ابن أبي شيبة (6 - 542) سنده: حدثنا عبد الله بن إدريس عن مطرف عن أبي إسحاق عن البراء قال: عرضت أنا وابن عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر فاستصغرنا وشهدنا أحدا. [درجته: سنده صحيح، رواه من طريقه الضحاك في الآحاد (4 - 130)، والحاكم (3 - 644)، هذا السند: أما سند ابن أبي شيبة فصحيح عبد الله بن إدريس: ثقة عابد التقريب (1 - 401)، ومطرف ثقة فاضل التقريب (2 - 253) وأبو إسحاق تابعي إمام ثقة معروف وله شاهد عند الحاكم بسند هو: أخبرنا حمزة بن العباس العقبي ببغداد ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب ثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء]. 7 - قال ابن المبارك في الجهاد (69): عن جرير بن حازم عن يزيد بن حازم عن عكرمة مولى بن عباس قال: كان عمرو بن الجموح شيخ من الأنصار أعرج، فلما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر قال لبنيه. أخرجوني. فذكر للنبي عرجه وحاله فأذن له في المقام، فلما كان يوم أحد خرج الناس فقال لبنيه: أخرجوني. فقالوا، قد رخص لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأذن، قال: هيهات منعتموني الجنة ببدر وتمنعونيها بأحد؟ فخرج، فلما التقى الناس قال لرسول الله: أرأيت إن قتلت اليوم أطأ بعرجتي هذه الجنة؟ قال: " نعم". قال: فوالذي بعثك بالحق لأطأن بها الجنة اليوم أطأ بعرجتي هذه الجنة؟ قال: كان معه يقال سليم: ارجع إلى أهلك, قال: وما عليك أن أصيب اليوم خيرًا معك، قال: فتقدم إذًا قال: فتقدم العبد فقاتل حتى قُتِل ثم تقدم وقاتل هو حتى قُتِل. [هذا السند: مرسل عكرمة -رحمه الله- لم يذكر من هو شيخه لكن الحديث قوي بما بعده من شواهد].

8 - قال ابن إسحاق (4 - 3): حدثني والدي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة قالوا: كان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج، وكان له أربعة بنون شباب يغزون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا، فلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوجه إلى أحد قال له بنوه: إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- قد جعل لك رخصة فلو قعدت فنحن نكفيك، فقد وضع الله عنك الجهاد؟ فأتى عمرو بن الجموح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن بني هؤلاء يمنعون أن أخرج معك، والله إني لأرجو أن استشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد" وقال لبنيه: "وما عليكم أن تدعوه لعل الله يرزقه الشهادة" فخرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتل يوم أحد شهيدًا. [رواه من طريقه البيهقي في الكبرى (9 - 24)، هذا السند: صحيح إن كان هؤلاء الأشياخ من الصحابة والإ فهو مرسل ووالد ابن إسحاق ثقة وله رواية عن بعض الصحابة وللحديث يأتي بعده]. 9 - قال ابن المبارك في الجهاد (74): عن إسرائيل بن أبي إسحاق قال حدثنا سعيد بن مسروق قال حدثني مسلم بن صبيح قال: قال عمرو بن الجموح لبنيه منعتموني الجنة ببدر والله لئن بقيت لأدخلن الجنة فبلغ ذلك عمر فلقيه فقال: أنت القائل كذا وكذا؟ قال: نعم. قال: فلما كان يوم أحد قال عمر: لم يكن لي هم غيره فطلبته، فإذا هو في الرعيل الأول. [درجته: حسن، هذا السند: مرسل مسلم بن صبيح تابعي لم يدرك هذا الحدث لكن للحديث شاهد يأتي بعده]. 10 - قال الإِمام أحمد (5 - 299) ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا حيوة قالا حدثنا أبو الصخر حميد بن زياد أن يحيى بن النضر حدثه عن أبي قتادة: أنه حضر ذلك قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل، أمشي برجلي هذه صحيح في الجنة؟ (وكانت رجله عرجاء) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم" فقتلوا يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم فمر عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة" فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد. [درجته: سنده حسن، هذا السند: حسن من أجل أبو الصخر فهو حسن الحديث إذا لم يخالف من هو أوثق منه قال الحافظ في التقريب: صدوق يهم (1 - 202)،وشيخه تابعي ثقة روى عن أبي هريرة وأبي قتادة, والشواهد السابقة تجعله صحيحًا]. 11 - قال مسلم (3 - 1448): حدثنا زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكرياء أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع عشرة غزوة، قال جابر: لم أشهد بدرا ولا أحدا منعني أبي، فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة قط. 12 - قال البخاري (1 - 453):حدثنا مسدد أخبرنا بشر بن المفضل حدثنا حسين المعلم عن عطاء عن جابر - رضي الله عنه - قال: لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال: ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن علي دينا فاقض واستوص بأخوتك خيرا، فأصبحنا فكان أول قتيل ودفن معه آخر في قبر، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته هنية غير أذنه. 13 - قال الإِمام أحمد (3 - 397):حدثنا عفان ثنا أبو عوانة ثنا الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر عن جابر بن عبد الله قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى المشركين ليقاتلهم وقال أبي عبد الله: يا جابر لا عليك أن تكون في نظاري أهل المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا، فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي. قال: فبينما أنا في النظارين إذ جاءت عمتي بأبي وخالي عادلتهما على ناضح، فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا، إذ لحق رجل ينادي: إلا إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت. فرجعنا بهما فدفناهما حيث قتلا، فبينما أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال:

يا جابر بن عبد الله والله لقد أثار أباك عمل معاوية فبدا فخرج طائفة منه، فأتيته فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتل أو القتيل، فواريته قال: وترك أبي عليه دينا من التمر فاشتد علي بعض غرمائه في التقاضي، فأتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا نبي الله إن أبي أصيب يوم كذا وكذا وترك علي دينا من التمر واشتد علي بعض غرمائه في التقاضي فأحب أن تعينني عليه، لعله أن ينظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام المقبل. فقال: نعم آتيك إن شاء الله قريبا من وسط النهار. وجاء معه حواريه ثم استأذن ودخل فقلت لامرأتي: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءني اليوم وسط النهار فلا أريتك، ولا تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي بشيء ولا تكلميه. فدخل ففرشت له فراشا ووسادة, فوضع رأسه فنام قال وقلت لمولى لي: اذبح هذه العناق وهي داجن سمينة، والوحا العجل افرغ منها قبل أن يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معك، فلم نزل فيها حتى فرغنا منها وهو نائم فقلت له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استيقظ يدعو بالطهور وإني أخاف إذا فرغ أن يقوم فلا يفرغن من وضوئه حتى تضع العناق بين يديه , فلما قام قال: يا جابر ائتني بطهور. فلم يفرغ من طهوره حتى وضعت العناق عنده فنظر إلي، فقال: كأنك قد علمت حبنا للحم، ادع لي أبا بكر. قال ثم دعا حوارييه الذين معه فدخلوا فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال: "بسم الله كلوا" فأكلوا حتى شبعوا وفضل لحم منها كثير قال: والله إن مجلس بني سلمة لينظرون إليه وهو أحب إليهم من أعينهم ما يقربه رجل منهم مخافة أن يؤذوه، فلما فرغ قام وقام أصحابه فخرجوا بين يديه وكان يقول خلوا ظهري للملائكة، واتبعتهم حتى بلغوا أسكفة الباب، قال: وأخرجت امرأتي صدرها وكانت مستترة بسقيف في البيت قالت: يا رسول الله صل علي وعلى زوجي صلى الله عليك. فقال: صلى الله عليك وعلى زوجك، ثم قال: ادع لي فلانا (لغريمي الذي اشتد علي في الطلب) قال فجاء فقال أيسر جابر بن عبد الله (يعني إلى الميسرة طائفة من دينك الذي على أبيه) إلى هذا الصرام المقبل. قال: ما أنا بفاعل. واعتل وقال: إنما هو مال يتامى. فقال: أين جابر؟ فقال: أنا ذا يا

رسول الله. قال: كل له فإن الله -عَزَّ وَجَلَّ- سوف يوفيه، فنظرت إلى السماء فإذا الشمس قد دلكت، قال: الصلاة يا أبا بكر، فاندفعوا إلى المسجد، فقلت: قرب أوعيتك. فكلت له من العجوة فوفاه الله -عَزَّ وَجَلَّ- وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فجئت أسعى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجده كأني شرارة فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلى، فقلت: يا رسول الله ألم تر أني كلت لغريمي تمره فوفاه الله، وفضل لنا من التمر كذا وكذا. فقال: أين عمر بن الخطاب؟ فجاء يهرول فقال: سل جابر بن عبد الله عن غريمه وتمره. فقال ما أنا بسائله قد علمت أن الله -عَزَّ وَجَلَّ- سوف يوفيه إذ أخبرت أن الله -عَزَّ وجَلَّ- سوف يوفيه، فكرر عليه هذه الكلمة ثلاث مرات، كل ذلك يقول: ما أنا بسائله , وكان لا يراجع بعد المرة الثالثة فقال: يا جابر ما فعل غريمك وتمرك؟ قال قلت، وفاه الله -عَزَّ وَجَلَّ- وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فرجع إلى امرأته فقال: ألم أكن نهيتك أن تكلمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: أكنت تظن أن الله -عَزَّ وَجَلَّ- يورد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيتي ثم يخرج ولا أسأله الصلاة علي وعلى زوجي قبل أن يخرج؟ [درجته، سنده صحيح، رواه: وابن حبان (7 - 457) من طريق أبي عوانة .. ، هذا السند. صحيح أبو عوانة اسمه الوضاح اليشكري وهو ثقة ثبت مشهور التقريب (2 - 331) وشيخه نبيح العنزي قال عنه الحافظ في التقريب: مقبول والصواب أنه ثقة فالرجل لم يعرفه ابن المديني لكن عرفه العجلي فقال. ثقة وعرفه أبو زرعة فقال ثقة وصحح حديثه الترمذيُّ وابن خزيمة وابن حبان والحاكم انظر مثلًا الجرح والتعديل (8 - 508) وتهذيب التهذيب (10 - 372)]. 14 - قال البخاري (4 - 1487): أخبرني عبد الله بن محمَّد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر قال: أصطبح الخمر يوم أحد ناس ثم قتلوا شهداء. 15 - قال ابن إسحاق: حدثني وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: اصطبح والله أبي يوم أحد الخمر، ثم غدا فقاتل حتى قتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحد شهيدًا. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الحاكم (3 - 223)، هذا السند: صحيح وهب تابعي ثقة سمع من جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- التهذيب (11 - 166)].

16 - قال الحاكم (2 - 86): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني أبو صخر عن يزيد بن قسيط الليثي عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص حدثني أبي أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد: ألا تأتي ندعو الله؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقينا القوم غدا فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده فأقاتله فيك ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه. فقام عبد الله بن جحش ثم قال: اللَّهم ارزقني غدا رجلا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك غدا قلت: يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك. فيقول: صدقت. قال سعد بن أبي وقاص: يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار وإن أذنه وأنفه لمعلقان في خيط. [درجته: سنده حسن، رواه: وأبو نعيم في الحلية (1 - 108) من طريق ابن وهب، هذا السند: حسن من أجل أبي صخر واسمه: حميد بن زياد وهو حسن الحديث إذا لم يخالف قال الحافظ في التقريب (1 - 202) صدوق يهم. ومن لا يهم وبقية رجاله ثقات وللحديث شاهد عند ابن سعد (3 - 90) بسند ضعيف مرسلا وعن المطلب بن حنطب وهو مرسل أيضا]. 17 - حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبي سفيان مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال: كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط؟ فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو؟ فيقول: أصيرم بني عبد الأشهل: عمرو بن ثابت بن وقش (قال الحصين) فقلت لمحمود بن لبيد كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإِسلام على قومه فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد بدا له الإِسلام، فأسلم فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم، فدخل في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة، قال: فبينما رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به فقالوا: والله إن هذا للأصيرم وما جاء به؟ لقد تركناه وإنه لمنكر هذا الحديث. فسألوه ما جاء به قالوا: ما جاء بك يا عمرو أحربا على قومك أو رغبة في الإِسلام؟ قال: بل رغبة في الإِسلام آمنت بالله ورسوله وأسلمت، ثم

أخذت سيفى فغدوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقاتلت حتى أصابني ما أصابني، قال: ثم لم يلبث أن مات في أيديهم فذكروه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال إنه لمن أهل الجنة. [درجته، سنده حسن، رواه: من طريقه الإِمام أحمد (5 - 428)، والحاكم (3 - 222)، هذا السند: حسن من أجل الحصين وهو حسب حكم الحافظ -رحمه الله- عليه في التقريب: ضعيف إذا لم يتابع فقد قال عنه: مقبول (1 - 182) لكن عند مراجعة ترجمته في التهذيب نجد أن الرجل أوثق من ذلك فقد قال عنه أبو داود: حسن الحديث أما شيخه فتابعي ثقة اسمه وهب -التقريب (2 - 429)، وللحديث شاهد يرفعه إلى الصحة]. 18 - قال الحاكم (2 - 124): أخبرني أحمد بن محمَّد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة أنبأ محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه، فجاء يوم أحد فقال: أين بنو عمتي؟ فقالوا: بأحد، فقال: أين فلان؟ قالوا: بأحد، قال: أين فلان؟ قالوا: بأحد، فلبس لامته وركب فرسه ثم توجه قبلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو، قال: أني آمنت. فقاتل حتى جرح فحمل إلى أهله جريحًا، فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته: سليه حمية لقومك أو غضبا لهم أم غضبا لله ورسوله؟ فقال: بل غضبا لله ورسوله. فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة. [درجته: سنده حسن، رواه: أبو داود (3 - 20)، والطبرانيُّ (17 - 39)، والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 167)،والشعب (4 - 52)، هذا السند: حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمه وهو من رجال الشيخين انظر التهذيب (9 - 376)، والتقريب (1 - 169) حيث قال: صدوق له أوهام، أي حسن الحديث إذا لم يخالف وهو لم يخالف بل جاء ما يشهد له وبقية السند أئمة ثقات ويشهد للحديث ما قبله]. 19 - قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد وقع اليمان بن جابر أبو حذيفة وثابت بن وقش بن زعوراء في الآطام مع النساء والصبيان، فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان كبيران: لا أبا لك ما ننتظر، فوالله ما بقي لواحد منا من عمره إلا ظمأ حمار إنما نحن هامة

المعركة

القوم؟ ألا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فدخلا في المسلمين ولا يعلمون بهما، فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون، وأما أبو حذيفة فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه، فقال حذيفة: أبي، أبي. فقالوا: والله ما عرفناه وصدقوا، فقال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يديه فتصدق به حذيفة على المسلمين، فزاده ذلك عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الحاكم (3 - 222)، هذا السند: صحيح فعاصم تابعي ثقة عالم بالمغازي ومحمود صحابي]. المعركة 1 - قال الحاكم (3 - 241): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق عن سعد: كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل يوم أُحُد بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول: أنا أسد الله. [درجته: سنده صحيح , رواه: أيضا ابن أبي شيبة (7 - 366)، والحاكم (3 - 212) عن عمير مرسلا، هذا السند: صحيح: وقد روي مرسلا لكن وصله الحاكم بسند صحيح عن محمد بن بالويه هو أبو علي كما جاء في ترجمته في تاريخ بغداد (1/ 282) والصواب أبو بكر: وقد أورد الحافظ البغدادي عن الحاكم تاريخ وفاته وقال فيه البرقاني: ثقة، وشيخه ثقة من رجال التقريب (2/ 169) وشيخه معاوية بن عمرو بن المهلب ثقة من شيوخ البخاري -التهذيب (10/ 215) والتقريب (2/ 260) وأبو إسحاق هو إبراهيم بن محمَّد الفزاري ثقة حافظ من رجال الشيخين -التقريب (1/ 41) وعمير بن إسحاق تابعي قال الحافظ: مقبول، والصواب أنه: ثقة لأن قول ابن معين: ليس شيء يعني أنه قليل الحديث، ثم إن ابن معين قال عنه: ثقة. انظر: (قواعد في علوم الجرح للتهانوي- 263) وقال النسائي: ليس به بأس- ولم يورده العقيلي إلا أنه لم يرو عنه إلا واحد]. 2 - قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال قال الزبير: والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوازم،

ما دون إحداهن قليل ولا كثير، إذ مالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه يريدون النهب، وخلوا ظهورنا للخيل، فأتينا من أدبارنا وصرخ صارخ: ألا إن محمدا قد قتل. فانكفأنا، وأنكفأ علينا القوم بعد أن هزمنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الطبري في التفسير (4 - 126)، والضياء (3 - 76)، هذا السندة صحيح يحيى ثقة -التقريب (2 - 351)،ووالده تابعي ثقة التقريب (1 - 392)]. 3 - قال البخاري (4 - 1486): حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء -رضي الله عنه- قال: لقينا المشركين يومئذ وأجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله وقال: "لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا". فلما لقيناهم هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل رفعن عن سوقهن، قد بدت خلاخلهن فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله بن جبير: عهد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا تبرحوا. فأبوا، فلما أبوا صرفت وجوهم فأصيب سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمَّد؟ فقال: "لا تجيبوه". فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: "لا تجيبوه". فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان اعل هبل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أجيبوه"، قالوا ما نقول؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجل". قال أبو سفيان لنا العزى. ولا عزى لكم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أجيبوه". قالوا: ما نقول؟ قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم".قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني. 4 - قال البخاري (3 - 1055) حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب. وقال غيره:

تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم. ورواه مسلم (3 - 1443). 5 - قال البخاري (3 - 1390): حدثني إسماعيل بن خليل أخبرنا سلمة بن رجاء عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة , فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم على أخراهم فاجتلدت أخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه فنادى: أي عباد الله أبي أبي. فقالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم. قال أبي: فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله -عَزَّ وَجَلَّ-. 6 - قال الإِمام أحمد (1 - 287):حدثنا سليمان بن داود أنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس أنه قال: ما نصر الله تبارك وتعالى في موطن كما نصر يوم أحد، قال: فأنكرنا ذلك فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تبارك وتعالى إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- يقول في يوم أحد: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ الله وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} يقول بن عباس: والحس القتل حتى إذا فشلتم إلى قوله: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} , وإنما عني بهذا الرماة وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في موضع ثم قال: "احموا ظهورنا فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا" فلما غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحوا عسكر المشركين أكب الرماة جميعًا فدخلوا في العسكر ينهبون، وقد التقت صفوف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم كذا (وشبك بين أصابع يديه) والتبسوا ,فلما أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فضرب بعضهم بعضا، والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير، وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة , وجال المسلمون جولة نحو الجبل ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغار، إنما كانوا تحت المهراس, وصاح الشيطان: قتل

محمَّد. فلم يشك فيه أنه حق، فما زلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السعدين نعرفه بتكفئه إذا مشى، قال: ففرحنا كأنه لم يصبنا ما أصابنا. قال: فرقا نحونا وهو يقول: اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسوله قال ويقول مرة أخرى: اللَّهم إنه ليس لهم أن يعلونا حتى انتهى إلينا فمكث ساعة، فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل: أعل هبل مرتين. يعني آلهته، أين بن أبي كبشة؟ أين بن أبي قحافة؟ أين بن الخطاب؟ فقال عمرة يا رسول الله ألا أجيبه، قال: "بلى" قال فلما قال أعل هبل قال عمر: الله أعلى وأجل. قال فقال أبو سفيان: يا بن الخطاب إنه قد أنعمت عينها فعاد عنها أو فعال عنها، فقال: أين بن أبي كبشة أين بن أبي قحافة، أين بن الخطاب. فقال عمر هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا أبو بكر، وها أنا ذا عمر. قال فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر الأيام دول وإن الحرب سجال، قال فقال عمر: لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. قال إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذا وخسرنا، ثم قال أبو سفيان: أما أنكم سوف تجدون في قتلاكم مثلة ولم يكن ذاك عن رأى سراتنا قال ثم أدركته حمية الجاهلية قال فقال: أما أنه قد كان ذاك لم نكرهه. [درجته: ظاهره الضعف لكنه قوي، رواه: الطبراني (10 - 301)، والحاكم (2 - 324)، هذا السند: ظاهر هذا السند الضعف رغم أن رجاله ثقات فعبيد الله وأبو الزناد تابعيان ثقتان التقريب: (1 - 535 و 413)، وسليمان بن داود بن داود بن علي ثقة فقيه جليل -التقريب (1 - 323) وشيخه عبد الرحمن صدوق وهو سبب الضعف الظاهر فقد قال الحافظ في التقريب (1 - 480): صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد .. وسليمان بن داود بغدادي وعلى هذا فالسند ضعيف لكن عند الرجوع إلى كتاب العلل للإمام الترمذيُّ نجد قوله (2 - 606): ما روى سليمان الهاشمي عنه فهي حسان، نظرت فيها فإذا هي مقاربة وجعل علي يستحسنها]. 7 - قال الطبراني في الكبير [17 - 61]: حدثنا أحمد بن زهير التستري ثنا محمَّد بن سهل بن عسكر ثنا عبد الرزاق أنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجونى لا أعلمه إلا عن أنس عن أنس بن مالك قال: كان وهب بن عمير شهد أحدا كافرا وأصابته جراحة فكان في القتلى، فمر به

رجل من الأنصار فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ثم تركه، فلما دخل الليل وأصابه البرد لحق بمكة فبرأ فاجتمع هو وصفوان بن أمية في الحجر، فقال وهب: لولا عيالي ودين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمدا. فقال له صفوان: فكيف تصنع؟ فقال: أنا رجل جواد لا ألحق، آتيه فاغتره ثم أضربه بالسيف فألحق بالخيل ولا يلحقني أحد، فقال له صفوان: فعيالك مع عيالي، ودينك علي. فخرج يشحذ سيفه وسمه ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قدم المدينة رآه عمر بن الخطاب فهاله ذلك وشق عليه فقال لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني رأيت وهبا فرابني قدومه وهو رجل غادر، فأطيفوا نبيكم. فأطاف المسلمون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء وهب فوقف على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنعم صباحا يا محمَّد. قال: قد ابدلنا الله خيرا منها. قال: عهدي بك تحدث بها وأنت معجب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما أقدمك؟ قال: جئت أفدي أساراكم. قال: ما بال السيف؟ قال: أما أنا قد حملناه يوم بدر فلم نفلح ولم ننجح. قال: فما شيء قلت لصفوان في الحجر (لولا عيالي ودين علي لكنت أنا الذي أقتل محمدًا بنفسي) فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - خبره فقال وهب، هاه كيف قلت؟ فأعاد عليه، قال وهب: قد كنت تخبرنا خبر أهل الأرض فنكذبك، فأراك تخبر خبر أهل السماء (أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله) قال: يا رسول الله أعطني عمامتك فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عمامته، ثم خرج إلى مكة فقال عمر: لقد قدم وأنه لأبغض إلي من الخنزير، ثم رجع وهو أحب إلي من بعض ولدي. [درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي أبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب الأزدي وهو تابعي ثقة من رجال الشيخين: تقريب التهذيب (1 - 518)، وتلميذه الضبعي صمدوق من رجال مسلم: التقريب (1 - 131)، وعبد الرزاق هو الإِمام المعروف صاحب المصنف وتلميذه ابن عسكر ثقة: التقريب (2 - 167) والتستري قال عنه فى (طبقات الحفاظ (1 - 321): أحد الأعلام مكثر جود وصنف وقوى وضعف وبرع في هذا الشأن، حدث عنه ابن حبان والطبرانيُّ، قال أبو عبد الله بن منده ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي إسحاق بن حمزة وسمعته يقول ما رأيت في الدنيا أحفط من أبي جعفر التستري وقال أبو جعفر ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي زرعة وقال أبو زرعة ما رأيت في

الدنيا أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. قال ابن المقري حدثنا تاج المحدثين فذكره مات سنة عشر وثلاثمائة) وهو لم ينفرد تابعه ابن منده وهو من شيوخ الطبراني كما في الإصابة وفي رواية ابن مندة متابعة لابن عسكر رحمهم الله جميعًا]. 9 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (4 - 17): حدثني عبد الله بن الفضل بن عباس بن ربيعة ابن الحارث عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار أخو بني نوفل بن عبد مناف في زمان معاوية بن أبي سفيان، فأدربنا مع الناس فلما قفلنا مررنا بحمص، وكان وحشي مولى جبير بن مطعم قد سكنها وأقام بها، فلما قدمناها قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك في أن نأتي وحشيا فنسأله عن قتل حمزة كيف قتله؟ قال قلت له: إن شئت. فخرجنا نسأل عنه بحمص فقال لنا رجل ونحن نسأل عنه: إنكما. ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلبت عليه الخمر. فإن تجداه صاحيًا تجدا رجلًا عربيا وتجدا عنده بعض ما تريدان، وتصيبا عنده ما شئتما من حديث تسألانه عنه، وإن تجداه وبه بعض ما يكون به فانصرفا عنه ودعاه. قال: فخرجنا نمشي حتى جئناه فإذا هو بفناء داره على طنفسة له، فإذا شيخ كبير مثل البغاث (قال ابن هشام: البغاث ضرب من الطير يميل إلى السواد) فإذا هو صاح لا بأس به، قال فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي، فقال: ابن لعدي بن الخيار أنت؟ قال: نعم. قال: أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى، فإنى ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك بعرضيك فلمعت لى قدماك حين رفعتك إليها، فوالله ما هو إلا أن وقفت علي فعرفتها. قال: فجلسنا إليه فقلنا له: جئنا لتحدثنا عن قتلك حمزة كيف قتلته؟ فقال: أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألني عن ذلك، كنت غلاما لجبير بن مطعن وكان عمه طعيمة ابن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش الى أحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس وكنت عبدًا حبشيا أقذف بالحربه قذف الحبشه قلما اخطئ بها شيئا، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره، حتى رأيته فى عرض الناس

مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هذا ما يقوم له شي، فوالله إني لأتهيأ له أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني، إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال له: هلم إلي يا ابن مقطعة البظور. قال: فضربه ضربة كأن ما أخطأ رأسه، قال وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه، وذهب لينوء نحوي فغلب وتركته وإياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة، وإنما قتلته لأعتق، فلما قدمت مكة أعتقت، ثم أقمت حتى إذا افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة هربت إلى الطائف فمكثت بها، فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليسلموا تعيت علي المذاهب فقلت: ألحق بالشام أو باليمن أو ببعض البلاد، فوالله إني لفي ذلك من همي إذ قال لي رجل: ويحك إنه والله ما يقتل أحدا من الناس دخل في دينه وتشهد شهادته. فلما قال لي ذلك خرجت حتى قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه أتشهد بشهادة الحق، فلما رآني قال: "أوحشي" قلت: نعم يا رسول الله، قال: "اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة" قال: فحدثته كما حدثتكما فلما فرغت من حديثي، قال: "ويحك غيب عني وجهك فلا أرينك" قال: فكنت أتنكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث كان لئلا يراني حتى قبضه الله - صلى الله عليه وسلم - فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائما في يده السيف وما أعرفه، فتهيأت له وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى كلانا يريده، فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت فيه، وشد عليه الأنصاري فضربه بالسيف فربك أعلم أينا قتله، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد قتلت شر الناس. [درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح، شيخ ابن إسحاق تابعي ثقة من رجال الشيخين: التقريب (1 - 440)، وسليمان هو أحد أحد الفقهاء السبعة تابعي ثقة: التقريب (1 - 331)، وجعفر تابعي ثقه: التقريب (1 - 131)].

10 - قال ابن إسحاق سيرة ابن إسحاق (3 - 311): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله يقول: أوجب طلحة. حين صنع ما صنع برسول الله، وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله حتى انتهى بعضهم إلى المنقى، دون الأعوص وفر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان رجلان من الأنصار ثم من بني زريق حتى بلغوا الجلعب جبلا بناحية المدينة فأقاموا به ثلاثًا ثم رجعوا إلى رسول الله -عليه السلام-. [درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح مر معنا تخريجه في الحديث رقم (21)]. 11 - قال البخاري (3 - 1063): حدثنا أحمد بن محمَّد أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان أبو طلحة يتترس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بترس واحد، وكان أبو طلحة حسن الرمي فكان إذا رمى تشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - فينظر إلى موضع نبله. 12 - قال البخاري (3 - 1063): حدثنا سعيد بن عفير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل قال: لما كسرت بيضة النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأسه وأدمي وجهه وكسرت رباعيته وكان علي يختلف بالماء في المجن، وكانت فاطمة تغسله فلما رأت الدم يزيد على الماء كثرةً عمدت إلى حصير فأحرقتها وألصقتها على جرحه فرقأ الدم. 13 - قال أبو يعلى (13 - 455): حدثنا يحيي بن أيوب حدثنا سعيد بن عبد الرحمن القاضى عن أبي حازم: عن سهل بن سعد إنه قال: يا رسول الله يوم أحد ما رأينا مثل ما أتى فلان آتاه رجل لقد فر الناس وما فر، وما ترك للمشركين شاذة ولا فاذة إلا تبعها يضربها بسيفه قال: ومن هو؟ قال: فنسب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسبه فلم يعرفه. ثم وصف له بصفته فلم يعرفه، حتى طلع الرجل بعينه فقال: ذا يا رسول الله الذي أخبرناك عنه. فقال: هذا؟ فقالوا: نعم. قال: إنه من أهل النار. قال: فاشتد ذلك على المسلمين قالوا: وأينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار؟ فقال رجل من

القوم: يا قوم أنظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه، ولأكونن صاحبه من بينكم، ثم راح على جده في العدو فجعل الرجل يشد معه إذا شد، ويرجع معه إذا رجع فينظر ما يصير إليه أمره، حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت فوضع قائمة سيفه بالأرض، ثم وضع ذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره، وخرج الرجل يعدو ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله حتى وقف بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: وذاك ماذا؟ قال: يا رسول الله الرجل الذي ذكر لك. فقلت: إنه من أهل النار فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا: فأينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار؟ فقلت: يا قوم انظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه، ولأكونن صاحبه من بينكم فجعلت أشد معه إذا شد وأرجع معه إذا رجع، وأنظر إلى ما يصير أمره حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت، فوضع قائمة سيفه بالأرض ووضع ذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره فهو ذاك يا رسول الله يتضرب بين أضغاثه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة -فيما يبدو للناس- وإنه لمن أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار -فيما يبدو للناس- وإنه من أهل الجنة" [درجته: حديث صحيح، رواه البخاري (3 - 1061)، ومسلمٌ (1 - 106) دون ذكر (أحد) وسند أبي يعلى حسن: شيخه يحيى بن أيوب المقابري البغدادي العابد ثقة من رجال مسلم تقريب التهذيب 588، سعيد بن عبد الرحمن الجمحي القاضي وهو من رجال مسلم صدوق له أوهام (1 - 301)، ولعل من أوهامه في هذا الحديث تسميه غزوة أحد فقد. روى الشيخان عن غيره عن أبي حازم عن سهل دون ذكر اسم الغزوة]. 14 - قال البخاري (4 - 1489): حدثني عبد الله بن محمَّد حدثنا مروان بن معاوية حدثنا هاشم بن هاشم السعدي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول سعد بن أبي وقاص يقول: نثل لي النبي - صلى الله عليه وسلم - كنانته يوم أحد فقال: أرم فداك أبي وأمي.

15 - قال البخارى (4 - 1662): حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب حدثنا حسين بن محمَّد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس أن أبا طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه. 16 - قال البخارى (4 - 1488): حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد رجع ناس ممّن خرج معه، وكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرقتين فرقة تقول: نقاتلهم، وفرقة تقول: لا نقاتلهم فنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}. وقال: "أنها طيبة تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الفضة". 17 - قال البخارى (4 - 1676): حدثني محمَّد بن بشار حدثنا غندر وعبد الرحمن قالا حدثنا شعبة عن عدي عن عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}. رجع ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من أحد وكان الناس فيهم فرقتين فريق يقول اقتلهم وفريق يقول لا فنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} وقال: إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة. 18 - قال البخاري (3 - 1386): حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو طلحة بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - مجوب به عليه بحجفة له وكان أبو طلحة رجلًا راميًا شديد القد يكسر يؤمئذٍ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول: "انثرها لأبي طلحة" فأشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة: يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك. ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على متونهما تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيآن فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثًا. رواه مسلم (3 - 1443).

19 - قال البخاري (1 - 420): حدثنا محمَّد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت محمَّد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما - قال: لما قتل أبي جعلت كشف الثوب عن وجهه أبكي وينهوني عنه والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينهاني فجعلت عمتي فاطمة تبكي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اتبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه". تابعه ابن جريج أخبرني ابن المنكدر سمع جابرا -رضي الله عنه-. ورواه مسلم (4 - 1417). 20 - قال البخاري (1 - 428): حدثنا أحمد بن محمَّد المكي حدثنا إبراهيم بن سعد عن سعد عن أبيه قال: أتي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- يوما بطعام فقال قتل مصعب بن عمير وكان خيرًا مني، فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، وقتل حمزة أو رجل آخر خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، لقد خشيت أن يكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ثم جعل يبكي. 21 - قال البخاري (4 - 1490): حدثنا موسى بن إسماعيل عن معتمر عن أبيه قال: زعم أبو عثمان أنه لم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض تلك الأيام التي يقاتل فيهن غير طلحة وسعد. عن حديثهما. ورواه مسلم (4 - 1879). 22 - قال البخاري (3 - 1363): حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - قد شلت. 23 - قال ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده الزبير -رضي الله عنه- قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ذهب لينهض إلى الصخرة وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ظاهر بين درعين فلم يستطع أن ينهض إليها، فجلس طلحة بن عبيد الله تحته، فنهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى استوى عليها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوجب طلحة". [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الحاكم (3 - 28)، هذا السند: صحيح يحيى تابعي صغير ثقة (2 - 350) ووالده تابعي ثقة كان قاضي مكة زمن والده (1 - 392)].

24 - قال الشافعي (1 - 317): أخبرنا سفيان عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن أحد الصحابة -رضي الله عنهم-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ظاهر يوم أحد بين درعين. [درجته: سنده صحيح، سفيان بن عيينة إمام معروف وشيخه تابعي ثقة من رجال الشيخين (2 - 367)، والسائب صحابي صغير (2 - 367) لكن أبا داود رواه (3 - 31) فقال: حدثنا مسدد ثنا سفيان قال حسبت أني سمعت يزيد بن خصيفة يذكر عن السائب بن يزيد عن رجل قد سماه وجهالة الصحابي لا تضر .. ولذلك قال ابن ماجه (2 - 938): حدثنا هشام بن سوار ثنا سفيان بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد إن شاء الله تعالى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - .. أما في مسند الشاشي (1 - 82) فقال: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب نا إبراهيم بن بشار الرمادى نا سفيان بن عيينة. حدثنا عبد الكريم بن الهيثم نا إبراهيم بن بشار الرمادي نا سفيان بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن رجل من بني تيم عن طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ... وهذا يعني أن هناك أكثر من صحابي ... وفي علل الدارقطني (4 - 218): (سئل عن حديث السائب بن يزيد عن رجل عن طلحة بن عبيد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهر بين درعين يوم أحد فقال يرويه بن عيينة عن يزيد بن خصيفة واختلف عنه فرواه بشر بن السري عن بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن من حدثه عن طلحة وخالفه أصحاب بن عيينة فرووه عنه يزيد بن خصيفة عن السائب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلم لم يذكروا فوق السائب أحدا وقول بشر بن السري ليس بالمحفوظ). ويشهد له ما سبق وللحديث شاهد آخر عندة البزار (3 - 311): حدثنا محمَّد بن عيسى التميمي قال نا إسحاق بن محمَّد الفروي قال نا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمَّد بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهر بين درعين يوم أحد]. 25 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (4 - 39): حدثني أبي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة: أن عمرو بن الجموح كان رجلًا أعرج شديد العرج وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشاهد فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا له إن الله -عَزَّ وجَلَّ- قد عذرك فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن

هذا الوجه والخروج معك فيه هو الله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك وقال لبنيه ما عليكم أن لا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة" فخرج معه فقتل يوم أحد. [درجته: انظر ما قبله، هذا السند: صحيح إن كان هؤلاء الأشياخ صحابة فوالد ابن إسحاق تابعي ثقة يروي عن بعض الصحابة وإلا فالسند مرسل لكن يشهد له ما قبله]. 26 - قال البخاري (3 - 1032): حدثنا محمَّد بن سعيد الخزاعي حدثنا عبد الأعلى عن حميد قال سألت أنسًا. حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا زياد قال حدثني حميد الطويل عن أنس -رضي الله عنه- قال: غاب عمي أنس ابن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال اللَّهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين. ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}. إلى آخر الآية. ورواه مسلم (3 - 1512). 27 - قال البخارى (4 - 1494): حدثني أبو جعفر محمَّد بن عبد الله حدثنا حجين بن المثنى حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله من الفضل عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك في وحشي نسأله عن قتله حمزة؟ قلت: نعم. وكان وحشي يسكن حمص فسألنا عنه فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت. قال: فجئنا حتى وقفنا عليه يسيرا فسلمنا فرد السلام، قال عبيد الله: معتجر

بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه. فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال: فنظر إليه ثم قال: لا والله إلا أني أعلم أن (عدي بن الخيار) تزوج امرأة يقال لها (أم قتال بنت أبي العيص) فولدت له غلاما بمكة فكنت أسترضع له، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني نظوت إلى قدميك، قال: فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، قال: فلما أن خرج الناس عام عينين وعينين جبل بحيال أحد بينه وبينه واد خرجت مع الناس إلى القتال، فلما أن اصطفوا للقتال خرج سباع فقال: هل من مبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال: يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور أتحاد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ثم أشد عليه فكان كأمس الذاهب قال: وكمنت لحمزة تحت صخرة فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به، فلما رجع الناس رجعت معهم فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإِسلام، ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولًا فقيل لي إنه لا يهيج الرسل، قال فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رآني قال: "آنت وحشي". قلت: نعم، قال: "أنت قتلت حمزة؟ ". قلت قد كان من الأمر ما بلغك قال: "فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟ ". قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج مسيلمة الكذاب قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة قال: فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم فى ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، قال: فرميته بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته، قال: قال: عبد الله بن الفضل فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله ابن عمر يقول فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود.

28 - قال الحاكم (3 - 214): حدثني أبو بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه ثنا محمَّد بن شاذان الجوهري حدثنا معاوية بن عمرو عن بن إسحاق الفزاري عن بن عون عن عمير بن إسحاق عن سعد بن أبي وقاص قال: كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول: أنا أسد الله. [درجته: سنده صحيح ولكن .. ، عمير تابعي قال الحافظ -رحمه الله-: مقبول والصواب أنه ثقة لأن ابن معين قال عنه: ثقة .. أما قوله ليس شيء فهو مصطلح خاص به يعني عنده أنه قليل الحديث كما جاء في كتاب: قواعد في علوم الجرح للتهانوي- 263 .. وعبد الله بن عون الهلالي ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن (1 - 439)، والفزاري ثقة حافظ له تصانيف من رجال الشيخين (1 - 41)، ومعاوية ثقة من شيوخ البخاري (2 - 260)، والتهذيب (10 - 215)، وابن شاذان ثقة (2 - 169)، وابن بالويه ثقة كما قال البرقاني في تاريخ بغداد (1 - 282): محمَّد بن أحمد بن بالويه أبو علي النيسابوري المعدل سمع عبد الله بن محمَّد بن شيرويه ومحمَّد بن إسحاق بن خزيمة ومحمَّد بن إسحاق السراج ومحمَّد بن صالح الصيمري وعلي بن سعيد العسكري حدثنا عنه أبو بكر البرقاني وسألته عنه فقال ثقة. لكن يعكر على هذا السند مخالفة الثقات للحافظ الفزاري فقد جاء في الطبقات الكبرى (1 - 282) أبو أسامة حماد بن أسامة وإسحاق بن يوسف الأزرق عن ابن عون عن عمير مرسلًا وحماد ثقة ثبت لكنه تغير وربما دلس والأزرق ثقة فالسندان متكافئان وذلك يقويه من ناحية زيادة الثقة]. 29 - قال ابن أبي شيبة (7 - 372): حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال حدثنا الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه كعب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد: من رأى مقتل حمزة؟ فقال رجل أعزل: أنا رأيت مقتله قال: فانطلق فأرناه. فخرج حتى وقف على حمزة فرآه قد بقر بطنه وقد مثل به، فقال: يا رسول الله مثل به والله. فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينظر إليه ووقف بين ظهراني القتلى فقال: "أنا شهيد على هؤلاء، القوم لفوهم في دمائهم فإنه ليس جريح يجرح إلا جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، قدموا أكثر القوم قرآنا فاجعلوه في اللحد".

[درجته: سنده حسن، رواه: وابن سعد (3 - 13)، والبيهقيُّ (4 - 11)، هذا السند: حسن رجاله ثقات إلا أن في عبد الرحمن بن عبد العزيز كلامًا لا ينزل به عن رتبة الحسن، فهو ثقة كما قال يعقوب بن شيبه. وهو كثير الحديث عالم بالسيرة كما قال ابن سعد ووثقه ابن حبان كما أنه من رجال مسلم، أما جرحه فغير مفسر. قال الأزدي: ليس بالقوي عندهم .. وقال ابن أبي حاتم شيخ مضطرب الحديث (التهذيب 6/ 220) وقال الحافظ ملخصًا أقوال العلماء في التقريب (1/ 489) صدوق يخطئ، وليس هناك من لا يخطئ. 30 - قال أحمد بن حنبل (3 - 128): حدثنا صفوان بن عيسى وزيد بن الحباب قالا أنا أسامة بن زيد عن الزهري عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على حمزة فوقف عليه فرآه قد مثل به فقال لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية. وقال زيد بن الحباب: تأكله العاهة حتى يحشر من بطونها. ثم دعا بنمرة فكفنه فيها، قال: وكانت إذا مدت على رأسه بدت قدماه، وإذا مدت على قدميه بدا رأسه، قال: وكثر القتلى وقلت الثياب وكان يكفن أو يكفن الرجلين (شك صفوان) والثلاثة في الثوب الواحد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن أكثرهم قرآنا فيقدمه إلى القبلة، فدفنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يصل عليهم، وقال زيد بن الحباب (فكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في ثوب واحد). [درجته: سنده حسن، رواه: أحمد (3 - 128) ابن أبى شيبة (7 - 318) والطحاوري في شرح معاني الآثار (1 - 502) وأبو داود (3 - 195) وغيرهم، هذا السند: حسن من أجل أسامة بن زيد الليثي من رجال مسلم (1 - 53) وهو حسن الحديث إذا لم يخالف وهو هنا قد خالف من هو أوثق منه فقد جاء عند الحاكم (1 - 519): ولم يصل على أحد من الشهداء غيره. وكلمة غيره شاذة غير صحيحة، فالصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل على أحد من شهداء أحد كما روى جابر وغيره في الصحيح، وما روي في ذلك ضعيف مضطرب فقد روى البيهقي في السنن الكبرى (4 - 12): من طريق شعبة عن حصين بن عبد الرحمن قال سمعت أبا مالك الغفاري يقول كان قتلى أحد يؤتى بتسعة وعاشرهم حمزة فيصلي عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يحملون ثم يؤتى بتسعة فيصلي عليهم وحمزة مكانه حتى صلى عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وهذا السند مرسل وروى أيضًا -رحمه الله- من طريق أحمد بن

منيع ثنا أبو يوسف ثنا حصين عن أبي مالك الغفاري أنه قال صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد عشرة عشرة في كل عشرة منهم حمزة حتى صلى عليه سبعين صلاة .. ثم قال -رحمه الله-: هذا أصح ما في هذا الباب وهو مرسل أخرجه أبو داود في المراسيل بمعناه قال حدثنا هناد عن أبي الأحوص عن عطاء عن الشعبي قال صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد على حمزة سبعين صلاة، بدأ بحمزة فصلى عليه ثم جعل يدعو بالشهداء فيصلي عليهم وحمزة مكانه وهذا أيضًا منقطع .. ثم روى البيهقي (4 - 12) من طريق أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن بن عباس قال لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تطلبه لا تدري ما صنع فلقيت عليا والزبير فقال علي للزبير اذكر لأمك فقال الزبير لا بل أنت أذكر لعمتك قال فقالت ما فعل حمزة فأرياها أنهما لا يدريان قال فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال إني أخاف على عقلها فوضع يده على صدرها ودعا لها قال فاسترجعت وبكت قال ثم جاء فقام عليه وقد مثل به فقال لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير قال ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيوضع تسعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ويرفعون ويترك حمزة ثم يجاء بتسعة فيكبر عليهم سبعا حتى فرغ منهم، ثم عقب بقوله: لا أحفظه إلا من حديث أبي بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد وكانا غير حافظين، وهذا السند ضعيف من أجل يزيد (2 - 365) كما روى ابن أبي شيبة (7 - 371) من طريق عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ لرجوت أن أبر أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم فلما خالف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وعصوا ما أمروا به أفرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تسعة سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم فلما رهقوه قال رحم الله رجلًا ردهم عنا فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضًا قال يرحم الله رجلًا ردهم عنا فلم يزل يقول حتى قتل السبعة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا فجاء أبو سفيان فقال اعل هبل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولوا الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولوا الله مولانا والكافرون لا مولى لهم فقال أبو سفيان يوم بيوم بدر يوم لنا ويوم علينا ويومًا نُساء ويوما نسر حنظلة بحنظلة وفلان بفلان وفلان بفلان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا سواء أما قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون ثم قال أبو سفيان قد كان في القوم مثلة وإن كانت لعن بغير

ملاء مني ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءتي ولا سرني قال فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع ان تأكلها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكلت منه شيئًا قالوا لا قال: "ما كان الله ليدخل شيئًا من حمزة في النار" فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة فصلى عليه وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة ثم جيء بآخر فوضع إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة، وهذا السند ضعيف من أجل عطاء بن السائب ولبعض ألفاظه شواهد في الصحيح مرت معنا .. وقد اضطرب عطاء في سنده فمرة يصل السند كما هو هنا ومرة يرسله كما في مصنف عبد الرزاق (5 - 277) الذي رواه عن سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد على حمزة سبعين صلاة كلما صلى فأتى برجل صلى عليه وحمزة موضوع يصلي عليه معه، وورد اسم عطاء في السند موصولا أو منقطعًا كافيا لرده فكيف وقد خالف غيره. كما ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى على حمزة وحده .. وورد أنه صلى على حمزة وعلى بقية الشهداء كمجموعات معه -رضي الله عنهم - .. والذي جعلني لا أذكر هذا في المتن هو إشكال في أسانيد ومتون تلك الروايات وهذا الإشكال يتلخص في النقاط التالية: حديث ابن إسحاق عن ابن الزبير وهو جيد الإسناد وابن إسحاق قوي الحديث إذا لم يخالف من هو أوثق منه، وقد خالف من هو أوثق منه. حديث أنس بن مالك اضطرب فيه أسامة الليثى -وهو صدوق يهم- فمرة قال: لم يصل عليهم، ومرة قال: لم يصل على أحد من الشهداء غير حمزة .. والصواب القول الأول ثم وجدت ما يؤيد قولي هذا: وهو نقد للإمام البخاري -رحمه الله- حيث قال إن القول الثاني غير محفوظ غلط فيه أسامة فالحمد لله. حديث ابن عباس جيد السند لكنه مخالف لحديث أنس ولحديث جابر أيضًا لأنه ذكر أنه صلى على جميع الشهداء. إن مما يرجح حديث جابر هو حضوره ومشاهدته للأحداث في الوقت الذي كان فيه ابن الزبير يبلغ الثانية من عمره .. بينما كان ابن عباس مع والده في مكة والله أعلم].

31 - قال أحمد (1 - 165): حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أنبأنا عبد الرحمن يعني بن أبي الزناد عن هشام عن عروة قال: أخبرني أبي -الزبير -رضي الله عنه-: أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى قال فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تراهم فقال المرأة المرأة قال الزبير -رضي الله عنه-: فتوسمت أنها أمي صفية، قال: فخرجت أسعى إليها فادركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى. قال: فلدمت في صدري وكانت امرأة جلدة قالت: إليك لا أرض لك. قال فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزم عليك. قال: فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله فكفنوه فيهما، قال: فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل قد فعل به كما فعل بحمزة، قال: فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأقرعنا بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي صار له. [درجته: ظاهر سنده الضعف لكنه صحيح، هذا السند: رجاله ثقات وهو متصل لكن ابن أبي الزناد تغير حفظه عندما قدم بغداد وتلميذه هنا ممّن سكن بغداد لكن للناقد الكبير علي بن المديني رأي آخر نقله أيضًا الحافظ ابن حجر فقال في تهذيب التهذيب: (6 - 156): قال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه ما حدّث بالمدينة فهو صحيح وما حدث ببغداد أفسده البغداديون ورأيت عبد الرحمن بن مهدي يخط على أحاديثه وكان يقول في حديثه عن مشيختهم فلان وفلان وفلان قال ولقنه البغداديون عن فقهائهم وقال صالح بن محمَّد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره وتكلم فيه مالك لروايته عن أبيه كتاب السبعة يعني الفقهاء وقال أين كنا عن هذا وقال يعقوب بن شيبة ثقة صدوق وفي حديثه ضعف سمعت علي بن المديني يقول حديثه بالمدينة مقارب وما حدث به بالعراق فهو مضطرب قال علي وقد نظرت فيما روى عنه سليمان بن داود الهاشمي فرأيتها مقاربة. وذكره الترمذيُّ في علله (2 - 606) فقال: ما روى سليمان الهاشمي عنه فهي حسان نظرت فيها فإذا هي مقاربة وجعل علي يستحسنها سمع ذلك من علي يعقوب بن شيبة].

32 - قال أحمد بن حنبل (2 - 84): حدثنا صفوان بن عيسى أنا أسامة بن زيد عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من أحد سمع نساء الأنصار يبكين على أزواجهن فقال لكن حمزة لا بواكي له. فبلغ ذلك نساء الأنصار فجئن يبكين على حمزة قال: فانتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل فسمعهن وهن يبكين فقال: "ويحهن لم يزلن يبكين بعد منذ الليلة، مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم". [درجته: سنده حسن وهو صحيح بما بعده، رواه: ابن أبي شيبة (3 - 63)، والحاكم (3 - 215)، والبيهقيُّ في الكبرى (4 - 70)، وابن ماجه (1 - 507)، والطبرانيُّ في الكبير (3 - 146) .. من طرق عن أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر، هذا السند: حسن .. أسامة بن زيد حسن الحديث إذا لم يخالف قال الحافظ في التقريب (1 - 53): وشيخه نافع أحد كبار التابعين الثقات .. وقد صحح الحديث الإِمام الألباني في صحيح ابن ماجه (1 - 265)]. 33 - قال الحاكم (3 - 216): حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنا عبد الله بن صالح البخاري ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: ولد لرجل منا غلام، فقالوا: ما نسميه؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سموه بأحب الأسماء إلى حمزة بن عبد المطلب". [درجته سنده حسن، هذا السند: حسن فأبو علي شيخ الحاكم أحد جهابذة الحديث، واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكره، والتصنيف (التذكرة- 902) وشيخه ثقة ثبت انظر: المنتظم (6/ 145) وسفيان وعمرو بن دينار ثقتان ثبتان معروفان .. التقريب (1/ 312) (2/ 69) وعمرو بن دينار سمع من جابر .. فيتبقى في السند يعقوب بن حميد ولولاه لكان السند صحيحًا لكنه به حسن .. فهو كما لخص الحافظ أقوال العلماء: صدوق ربما وهم فحديثه حسن ومن هو الذي لم يهم]. 34 - قال إسحاق بن راهويه في مسنده (2 - 599): أخبرنا النضر بن شميل نا محمَّد بن عمرو حدثني محمَّد بن إبراهيم عن عائشة قالت: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين انصرف على بني عبد الأشهل فإذا نسائهم يبكين على قتلاهم وكان استمر القتل فيهم يومئذ فقال

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكن حمزة لا بواكي له قال فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة جعلت عائشة تبكى معهن فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستيقظ عند المغرب فصلى المغرب ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعشاء الآخرة فصلى العشاء ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نبكي فقال ألا أراهن يبكين حتى الآن مروهن فليرجعن ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن. [درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده منقطع، هذا السند: صحيح رجاله ثقات أثبات لولا خشية الانقطاع بين عائشة ومحمَّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال في جامع التحصيل (261): قال أبو حاتم لم يسمع من جابر ولا من أبي سعيد ولا من عائشة. لكن الحديث حسن بما قبله]. 35 - قال البخاري (3 - 103): حدثنا صدقة بن الفضل قال أخبرنا ابن عيينة قال سمعت محمَّد ابن المنكدر أنه سمع جابرا يقول: جيء بأبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد مثل به ووضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قومي فسمع صوت صائحة فقيل ابنة عمرو أو أخت عمرو فقال: "لم تبكي -أو لا تبكي- ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها". 36 - قال البخاري (4 - 1497): حدثني عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال: ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدًا أعز يوم القيامة من الأنصار. قال قتادة وحدثنا أنس بن مالك: أنه قتل منهم يوم أحد سبعون ويوم بئر معونة سبعون ويوم اليمامة سبعون. وقال وكان بئر معونة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويوم اليمامة على عهد أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب. 37 - قال البخاري (1 - 450): حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: (أيهم أكثر أخذًا للقرآن). فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة). وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم.

38 - قال ابن خزيمة في التوحيد (2 - 890): حدثنا عبده بن عبد الله الخزاعي قال ثنا موسى بن إبراهيم قال ثنا طلحة بن خراش قال: لقيني جابر بن عبد الله فأخبرني: أن رسول الله لقيه فقال: يا جابر مالي أراك منكسرا؟ قلت: يا رسول الله استشهد أبي وترك عليه دينا وعيالًا، فقال: ألا أبشرك بما لقي الله به أباك [إن الله لم يكلم أحدا من خلقه قط إلا من وراء حجاب وإن الله أحيا أباك فكلمه كفاحًا] وقال: يا عبدي تمنى علي ما شئت أعطيك. قال: تردني إلى الدنيا فأقتل فيك. فقال تبارك وتعالى: لا، إني أقسمت بيمين أنهم إليها لا يرجعون، يعني الدنيا. وعند غيره: وأنزلت هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية. [درجته: صحيح عدا ما بين المعقوفين، رواه الترمذيُّ (5 - 230)، وابن حبان (15 - 490)، وابن ماجه (1 - 68/ 936)، والطبرانيُّ في الكبير (24 - 348)، وابن أبي عاصم في السنة (1 - 267)، وابن المبارك في الجهاد (2 - 511)، والحاكم (3 - 224)، سنده: موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابر بن عبد الله. هذا السند: فيه ضعف لأن مداره على موسى بن إبراهيم وقد قال الحافظ صدوق يخطئ (2 - 280) وعند مراجعة ترجمته المفصلة لا تجد توثيقا لفظيا معتبرا له بل سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8 - 133) وحتى ابن حبان الذي ذكره في ثقاته جرحه بقوله: كان ممّن يخطئ (7 - 449) فتكون هذه الزيادة: التي بين المعقوفين من أوهامه -رحمه الله- .. وأما ما كان خارج المعقوفين فحسن برواية الإِمام أحمد التالية:]. 39 - قال الإمام أحمد (3 - 361): حدثنا علي بن عبد الله المديني حدثنا سفيان بن محمَّد بن علي بن ربيعة السلمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعلمت أن الله أحيى أباك فقال له: (تمن) فقال له: أرد إلى الدنيا فأقتل فيك مرة أخرى قال إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون". [درجته: سنده حسن، قال ابن كثير في تفسيره (1 - 427): تفرد به أحمد من هذا الوجه.

وسند أحمد حسن من أجل ابن عقيل فهو حسن الحديث إذا لم يخالف، وقد روى الحديث بالإضافة في الإِمام أحمد الإِمام الحميدي في مسنده 2 - 532 وعلق الإِمام الترمذيُّ على هذا الحديث بقوله: هذا حديثٌ حسنٌ غريب من هذا الوجه وقد روى عبد الله بن محمَّد بن عقيل عن جابر شيئًا من هذا ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم ورواه علي بن عبد الله بن المديني وغير واحد من كبار أهل الحديث هكذا عن موسى بن إبراهيم]. 40 - قال الحاكم (2 - 86): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب أنبأ محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أبو صخر عن يزيد بن قسيط الليثي عن إسحاق وسند أبي نعيم هو: حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طاهر بن عيسى المصري ثنا أصبغ بن الفرج ثنا ابن وهب عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص حدثني أبي أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد: ألا تأتي ندعو الله فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال يا رب إذا لقينا القوم غدا فلقني رجلًا شديدًا بأسه شديدًا حرده فأقاتله فيك ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه فقام عبد الله بن جحش ثم قال اللَّهم ارزقني غدًا رجلًا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفى وأذني فإذا لقيتك غدا قلت يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك فأقول فيك وفي رسولك فيقول صدقت قال سعد بن أبي وقاص يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أذنه وأنفه لمعلقان في خيط. [درجته: سنده حسن، رواه البيهقي (6 - 307) وأبو نعيم في حلية الأولياء (1 - 108)، هذا السند: حسن إسحاق تابعي ثقة وثقه الإِمام العجلي توثيقا لفظيا فقال: 60 مدني تابعي ثقة وتلميذه تابعي ثقة أيضًا (2 - 367) وحميد بن زياد بن أبي المخارق قال عنه الحافظ ملخصا أقوال النقاد فيه: صدوق يهم (1 - 202) وابن وهب إمام معروف وابن الحكم المصري فقيه ثقة (1 - 178) وقد توبع عند أبي نعيم تابعه الثقة أصبغ بن الفرج وشيخ الحاكم هو الإِمام الثقة المعروف بالأصم، وللحديث شاهد عند ابن سعد بسند ضعيف مرسلًا عن سعيد بن المسيب، وعن المطلب ابن حنطب مرسلًا أيضًا (3/ 90 - 91].

استشهاد والد حذيفة وثابت بن وقش

استشهاد والد حذيفة وثابت بن وقش 41 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (4 - 36): حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد رفع حسيل بن جابر وهو (اليمان أبو حذيفة بن اليمان) وثابت بن وقش في الآطام مع النساء والصبيان، فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان كبيران: ما أبا لك ما تنتظر، فوالله لا بقي لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار، إنما نحن هامة اليوم أو غدًا، أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعل الله يرزقنا شهادة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأخذا أسيافهما، ثم خرجا حتى دخلا في الناس لم يُعلم بهما، فأما ثابت ابن وقش فقتله المشركون، وأما حسيل بن جابر فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه، فقال حذيفة: أبي. فقالوا: والله إن عرفناه، وصدقوا. قال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمن. فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين، فزاده ذلك عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرًا. [درجته: سنده صحيح، عاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي، التقريب (385) ومحمود صحابي]. استشهاد عمرو بن أقيش 42 - قال أبو داود (3 - 20): حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد أخبرنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه فجاء يوم أحد فقال أين بنو عمي قالوا بأحد قال أين فلان قالوا بأحد قال فأين فلان قالوا بأحد فلبس لأمته وركب فرسه ثم توجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا إليك عنا يا عمرو قال إني قد آمنت فقاتل حتى جرح فحمل إلى أهله جريحًا فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته سليه حمية لقومك أو غضبا لهم أم غضبا لله فقال بل غضبا لله ولرسوله فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة. [درجته: سنده قوي، رواه والبيهقيُّ (9 - 167)، والحاكم (2 - 124)، والطبرانيُّ في الكبير (17 - 39)، وسند الطبراني هو: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة،

استشهاد عامر بن أمية (رضي الله عنه)

هذا السند: قوي موسى وحجاج ثقتان (2 - 280) و (1 - 154)، وحماد ثقة مر معنا قبل قليل ومحمَّد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث (2 - 196)، وانظر التهذيب (9 - 376) وشيخه تابعي ثقة مكثر وهو ابن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف (2 - 430)]. استشهاد عامر بن أمية (رضي الله عنه) 43 - قال الترمذيُّ (4 - 213): حدثنا أزهر بن مروان البصري حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي الدهماء عن هشام بن عامر قال: شكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجراحات يوم أحد فقال احفروا وأوسعوا وأحسنوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، وقدموا أكثرهم قرآنا، فمات أبي فقدم بين يدي رجلين. [درجته: سنده صحيح، رواه البيهقى في الكبرى (3 - 413)، والنسائيُّ (4 - 80) وابن ماجه (1 - 497) وعبد الرزاق (3 - 508) وأحمدُ (4 - 19) وغيرهم من طرق عن حميد بن هلال عن أبى الدهماء عن هشام بن عامر، هذا السند: صحيح فحميد تابعي ثقة عالم (1 - 204) وشيخه تابعي ثقة اسمه قرفة بن بهيس (2 - 125)، وقد توبع تابعه ابن الصحابي سعد بن هشام بن عامر وهو ثقة أيضًا (1 - 289)]. استشهاد سعد بن الربيع 44 - قال الترمذي (4 - 414): حدثنا عبد بن حميد حدثني زكرياء بن عدي أخبرنا عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال: جاءت امرأة سعد ابن أبي الربيع بابنتيها من سعد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا؟ وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالًا، ولا تنكحان إلا ولهما مال، قال: "يقضي الله في ذلك". فنزلت آية الميراث فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمهما فقال: "أعط ابنتى سعد الثلثين، وأعط أمهما الثمن، وما بقي فهو لك". قال أبو عيسى هذا حديث صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن محمَّد بن عقيل وقد رواه شريك أيضًا عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل. [درجته: سنده حسن، رواه: أبو داود (3 - 121)، والحاكم (4 - 370) والبيهقيُّ في الكبرى (6 - 229) والدارقطنيُّ (4 - 79) وابن ماجه (2 - 908) من طرق عديدة عن عبد الله بن محمد بن

المنافقون

عقيل، هذا السند حسن من أجل ابن عقيل فهو تابعي مشهور وحسن الحديث إذا لم يخالف من هو أوثق منه انظر تقريب التهذيب (1 - 448)]. المنافقون 45 - قال البخاري (4 - 1488): حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد رجع ناس ممّن خرج معه وكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرقتين فرقة تقول: نقاتلهم، وفرقة تقول. لا نقاتلهم. فنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}. وقال: "أنها طيبة تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الفضة". ورواه مسلم (4 - 2142). شدة الخوف في أحد 46 - قال البخاري (4 - 1660): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- يقول: فينا نزلت: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}. قال: نحن طائفتان بنو حارثة وبنو سلمة وما نحب -وقال سفيان مرة وما يسرني- أنها لم تنزل لقول الله: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}. قائد الرماة 47 - قال البخاى (4 - 1464): حدثني عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرماة يوم أحد (عبد الله بن جبير) فأصابوا منا سبعين، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسير وسبعين قتيلا، قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال. 48 - قال مسلم (3 - 1363): وحدثنى حجاج بن الشاعر حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن ثابت عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول يوم أحد: "اللَّهم إنك إن تشأ لا تعبد في الأرض".

49 - قال البخاري (5 - 2192): حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا محمَّد بن بشر حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد قال: رأيت بشمال النبي - صلى الله عليه وسلم - ويمينه رجلين عليهما ثياب بيض يوم أحد ما رأيتهما قبل ولا بعد. 50 - قال مسلم (4 - 1802): حدثنا أو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمَّد بن بشر وأبو أسامه عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد قال: رأيت عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بياض، ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام. 51 - قال مسلم (3 - 1443): حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا عبد الله ابن عمرو (وهو أبو معمر المنقري) حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز (وهو ابن صهيب) عن أنس بن مالك قال: لما كان يوم أحد انهزم ناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو طلحة بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - مجوب عليه بجحفة، قال: وكان أبو طلحة رجلًا راميا شديد النزع، وكسر يومئذ قوسين أو ثلاثًا قال فكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول: انثرها لأبي طلحة. قال: ويشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة: يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف لا يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك. قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواههم، ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان تفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين أو ثلاثًا من النعاس. رواه البخاري (3 - 1386). 52 - قال البخاري (4 - 1493): قال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة -رضي الله عنهما- قال: كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا، يسقط وآخذه ويسقط فآخذه.

53 - قال الطبري في تفسيره (4 - 140): حدثنا عمرو بن علي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن أبي طلحة -رضي الله عنه- قال: رفعت رأسي يوم أحد فجعلت ما أرى أحدا من القوم إلا تحت حجفته يميد من النعاس. [درجته: سنده صحيح، رواه: الحاكم (2 - 325)، هذا السند: صحيح على شرط مسلم ورواه الحاكم من طريق حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة .. والترمذيُّ (5 - 229) والضياء في الأحاديث المختارة (3 - 62) من طريق روح بن عبادة عن حماد بن سلمة وغيرهم من طرق عن حماد .. وحماد عن ثابت عن أنس سند صحيح على شرط مسلم انظر صحيح مسلم (1 - 62)، والأمثلة كثرة]. 54 - قال البخارى (3 - 1105): حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب -رضي الله عنهما- يحدث قال: جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرجالة يوم أحد -وكانوا خمسين رجلًا- عبد الله بن جبير فقال: "إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم". فهزموهم قال فأنا والله رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله ابن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة. فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اثني عشر رجلًا، فأصابوا منا سبعين وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسيرا، وسبعين قتيلا. فقال أبو سفيان: أفي القوم محمَّد؟ ثلاث مرات فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرات. ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات. ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا. فما ملك عمر نفسه فقال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت أحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوؤك. قال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر

بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تجيبونه؟ ". قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: "قولوا الله أعلى وأجل". قال: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تجيبونه؟ ". قال: قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم". 55 - قال البخاري (4 - 1487): حدثنا عبد الله بن محمَّد حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابر ابن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال: "في الجنة". فألقى تمرات في يده ثم قاتل حتى قتل. رواه مسلم (3 - 1509). 56 - قال مسلم (4 - 1917): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ سيفًا يوم أحد فقال: "من يأخذ مني هذا؟ " فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا أنا. قال: "فمن يأخذه بحقه؟ " قال: فأحجم القوم فقال سماك بن خرشة (أبو دجانة): أنا آخذه بحقه. قال: فأخذه ففلق به هام المشركين. 57 - قال البخاري (4 - 1490): حدثنا يسرة بن صفوان حدثنا إبراهيم عن أبيه عن عبد الله ابن شداد عن علي -رضي الله عنه- قال: ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك فإني سمعته يقول يوم أحد: "يا سعد ارم فداك أبي وأمي". رواه مسلم (4 - 1876). 58 - قال البخاري (4 - 1490): حدثنا مسدد حدثنا يحيي عن يحيي بن سعيد قال سمعت سعيد ابن المسيب قال سمعت سعدا يقول: جمع لي النبي - صلى الله عليه وسلم - أبويه يوم أحد. رواه مسلم (4 - 1876). 59 - قال مسلم (3 - 1415): حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد وثابت البناني عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفرد يوم أحد في سبعة من

استشهاد مصعب بن عمير

الأنصار ورجلين من قريش فلما رهقوه قال: "من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة؟ " فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضًا فقال: "من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة؟ " فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحبيه: "ما أنصفنا أصحابنا". 60 - قال البخاري (4 - 1490): حدثنا موسى بن إسماعيل عن معتمر عن أبيه قال: زعم أبو عثمان أنه لم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فى بعض تلك الأيام التي يقاتل فيهن غير طلحة وسعد. عن حديثهما. ورواه مسلم (4 - 1879). 61 - قال البخاري (3 - 1039): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن محمَّد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال: صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدًا والمقداد بن الأسود وعبد الرحمن ابن عوف -رضي الله عنهم- فما سمعت أحدًا منهم يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد. 62 - قال البخاري (4 - 1490): حدثني عبد الله بن أبى شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال: رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد. استشهاد مصعب بن عمير 63 - قال البخاري (1 - 428): حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم: أن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أتي بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه. وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.

64 - قال البخاري (4 - 1498): حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا الأعمش عن شقيق عن خباب - رضي الله عنه - قال: هاجرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله فمنا من مضى أو ذهب لم يأكل من أجره شيئًا كان منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد فلم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطي بها رجلاه خرج رأسه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه الإذخر". أو قال: "ألقوا على رجليه من الإذخر". ومنا من أيعنت له ثمرته فهو يهد يها. ورواه مسلم (2 - 649). 65 - قال الحاكم (2 - 271): أخبرنا أبو الحسين عبيد الله بن محمَّد القطيعي ببغداد من أصل كتابه حدثنا أبو إسماعيل محمَّد بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأوسي حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الأعلي بن عبد الله بن أبي فروة عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول على طريقه، فوقف عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا له ثم قرأ هذه الآية {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فأتوهم وزروهم، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه". [درجته: سنده حسن، رواه والحاكم (3 - 221)، من طريق آخر: حدثني محمَّد بن صالح بن هانئ ثنا يحيى بن محمَّد بن يحيي الشهيد ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الأعلي بن عبد الله بن أبي فروة عن قطن بن وهيب عن عبيد بن عمير عن أبي ذر -رضي الله عنه-. وأبو نعيم في حلية الأولياء (1 - 107): حدثنا إبراهيم بن عبد الله وأحمدُ بن الحسن قالا ثنا محمَّد بن إسحاق السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الأعلي بن عبد الله بن أبي فروة عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير مرسلًا. هذا السند: ظاهره الاضطراب والصواب أن السند الأول هو الصحيح لأن الثاني والثالث من رواية حاتم بن إسماعيل وهو حسن الحديث إذا لم يخالف وهو هنا لم يخالف الثقة سليمان بن

غسيل الملائكة

بلال فقط بل اضطرب في روايته فمرة نسبه إلى أبي ذر ومرة رواه مرسلًا. وقد رواه الحاكم (3/ 200) حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الأعلي بن عبد الله بن أبي فروة عن قطن بن وهب، عن عبيد بن عمير عن أبي ذر .. وعبيد: وعمير ولد على عهد النبي -عليه السلام- وذكر البخاري أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أجمع على توثيقه، انظرة التهذيب (7/ 71) وجامع التحصيل (285) وتلميذه الذي يروي عنه صدوق أظن الحافظ قد أخطأ بجعله من السادسة، والأَولي أن يكون من الخامسة أو الرابعة لأن ابن عمر توفي قبل عبيد .. وعبد الأعلى ثقة فقيه -التقريب (1/ 464) وحاتم حسن الحديث إذا لم يخالف .. قال الحافظ: صحيح الكتاب صدوق يهم وهو من رجال الشيخين- التقريب (1/ 137) وعبد الله الحجي ثقة من رجال البخاري (التقريب - 1/ 430) يحيي هو الذهلي الثقة الحافظ (التقريب-2/ 357) وتلميذه هو الثقة الحافظ الزاهد أبو جعفر الوراق .. قال ابن الجوزي .. كان له فهم وحفظ وكان من الثقات لا يأكل إلا من كسب يده. وقال عنه ابن يعقوب: صحبت محمَّد بن صالح ما رأيته أتى شيئًا لا يرضاه الله ولا سمعت منه شيئًا يسأل عنه وكان يقوم الليل (المنتظم-6/ 370) وقد رواه البيهقي (3/ 284) من طريق الحاكم (3/ 24) بسند صحيح. ثم وجدت له شاهدا عند ابن الجعد 432: حدثنا محمَّد بن حبيب الجارودي نا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال: وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد فقال اشهدوا لهؤلاء الشهداء عند الله -عَزَّ وجَلَّ- يوم القيامة فأتوهم وزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا رجوت له أو قال إلا ردوا عليه وهو سند قوي رجاله ثقات وعبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار المدني صدوق فقيه تقريب التهذيب (356)]. غسيل الملائكة 66 - قال ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله عن أبيه عن جده -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عند قتل (حنظلة بن أبي عامر) بعد أن التقى هو وأبو سفيان بن الحارث حين علاه شداد بن الأسود بالسيف فقتله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن صاحبكم تغسله الملائكة فسألوا صاحبته". فقالت: إنه خرج لما سمع الهائعة وهو جنب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لذلك غسلته الملائكة".

إصابة النبي (صلى الله عليه وسلم)

[درجته: سنده صحيح، رواه: ومن طريقه الحاكم (3 - 225)، هذا السند: صحيح يحيى تابعي صغير ثقة (2 - 350)، ووالده تابعي ثقة كان قاضي مكة زمن والده (1 - 392) ويشهد له ما بعده]. 67 - قال ابن إسحاق (301): حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد أن حنظلة بن أبي عامر أخي بني عمرو بن عوف: أنه التقى هو وأبو سفيان بن حرب، فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود، وكان يقال له (ابن شعوب) قد علا أبا سفيان، فضربه شداد فقتله، فقال رسول الله: "إن كان صاحبكم -يعني حنظلة- لتغسله الملاتكة فسلوا أهله ما شأنه؟ " فسئلت صاحبته فقالت: خرج وهو جنب حين سمع الهائعة. فقال رسول الله: "لذلك غسلته الملائكة". [درجته: سنده قوي، عاصم ثقة مر معنا، ومحمود بن لبيد صحابي صغير، ويشهد له ما قبله]. إصابة النبي (صلى الله عليه وسلم) 68 - قال البخاري (4 - 1496): حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه -يشير إلى رباعيته- اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبيل الله". رواه مسلم (3 - 1417). 69 - قال البخاري (4 - 1496): حدثني مخلد بن مالك حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا ابن جريج عن عمر بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: اشتد غضب الله على من قتله النبي - صلى الله عليه وسلم - في سبيل الله، اشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبي الله - صلى الله عليه وسلم -. 70 - قال البخاري (4 - 1496): حدثنا قتيبه بن سعيد حدثنا يعقوب عن أبي حازم: أنه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن كان يسكب الماء وبما دووي. قال: كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تغسله وعلي بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير

فأحرقتها وألصقتها، فاستمسك الدم، وكسرت رباعيته يومئذ وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه. ورواه مسلم (3 - 1416). 71 - قال الضحاك في الآحاد والمثاني (4 - 123): حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ويعقوب بن حميد بن كاسب قالا ثنا محمَّد بن فليح عن موسى بن عقبة عن الزهري عن سهل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم اغفر لقومي فإن قومي لا يعلمون". [درجته: سنده حسن، الزهري وتلميذه إمامان معروفان ومحمَّد بن فليح صدوق يهم من رجال البخاري (2 - 201)، وإبراهيم بن المنذر صدوق (1 - 43) وقد تابعه يعقوب وهو صدوق ربما وهم]. 72 - قال قال ابن أبي شيبة (7 - 371): حدثنا محمَّد بن مروان عن عمارة بن أبي حفصة عن عن عكرمة قال: شج النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته وذلق من العطش حتى جعل يقع على ركبتيه وتركه أصحابه فجاء أبي بن خلف يطلبه بدم أخيه أمية بن خلف فقال أين هذا الذي يزعم أنه نبي فليبرز لي فإنه إن كان نبيا قتلني فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطوني الحربة" فقالوا يا رسول الله وبك حراك فقال: "إني قد استسعيت الله دمه" فأخذ الحربة ثم مشى إليه فطعنه فصرعه عن دابته وحمله أصحابه فاستنقذوه فقالوا له: ما نرى بك بأسا، قال: "إنه قد استسعى الله دمي إني لأجد لها ما لو كانت على ربيعة ومضر لوسعتهم". [درجته: سنده صحيح، هذا السند: مرسل لكن ابن أبي شيبة قال بعده مباشرة: حدثنا عفان قال حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير مثله: وهذا السند صحيح فعفان ثقة ثبت إذا شك في حرف من الحديث تركه .. وشيخه ثقة عابد من رجال مسلم (1 - 197)، وبقية السند لا يسأل عنها].

خسف على أرض أحد

خسف على أرض أحد 73 - قال البزار. زوائد (2 - 329): سنده: حدثنا عبدة بن عبد الله أنبأنا زيد بن الحباب أنبأنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه: أن رجلًا قال يوم أحد: "اللَّهم إن كان محمَّد على الحق فاخسف بي" قال فخسف به. [درجته: سنده حسن، هذا السند: قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6 - 122)، رجاله رجال الصحيح وهو كما قال إلا أن زيد بن الحباب من رجال مسلم فقط وحديثه حسن إذا لم يخالف (1 - 273)، وشيخ البزار من رجال البخاري فقط وهو عبدة بن عبد الله الصفار (1 - 530)، والحسين ثقة رجال مسلم (1 - 180)، وعبد الله تابعي ثقة من رجال الشيخين (1 - 403)]. أول من عرف النبي (صلى الله عليه وسلم) 74 - قال ابن إسحاق (1 - صفحة 301): كان أول من عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الهزيمة وقول الناس: قتل رسول الله كما حدثني بن شهاب الزهري عن عبد الله بن كعب أخي بني سلمة قال: قال كعب: عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأشار إلى (أن أنصت) فلما عرف المسلمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهضوا به ونهض معهم نحو الشعب معه أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام والحارث بن الصمة -رضي الله عنهم- أجمعين في رهط من المسلمين، فلما أسند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول: أين أنت يا محمَّد؟ لا نجوت إن نجوت. فقال القوم: أيعطف عليه يا رسول الله رجل منا؟ فقال: دعوه، فلما دنا تناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه الحربة من الحارث بن الصمة يقول بعض القوم فيما ذكر لي: فلما أخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتفض بها انتفاضة تطاير عنه تطاير الشعراء من ظهر البعير إذا انتفض بها ثم استقبله فطعنه بها طعنة تردى بها عن فرسه مرارا. [درجته: سنده صحيح إلى قوله: "فلما أخذها"، رواه: من طريقه أبو نعيم (482)، هذا السند: صحيح الزهري إمام طبقته وشيخه ثقة من رجال الشيخين وله رؤية (1 - 422) أما قوله:

فرار سعد بن عثمان وعقبه بن عثمان وعثمان

"فلما أخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أي الحربة- انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشُّعْر عن ظهر البعير إذا انتفض" فضعيف لأنه دون سند بل هو من كلام ابن إسحاق]. فرار سعد بن عثمان وعقبه بن عثمان وعثمان 75 - قال ابن إسحاق (301): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أوجب طلحة حين صنع ما صنع برسول الله" وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله حتى انتهى بعضهم إلى المنقا دون الأعوص وفر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان رجلان من الأنصار ثم من بني زريق حتى بلغوا الجلعب جبلًا بناحية المدينة فأقاموا به ثلاثًا ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله فيما زعموا: لقد ذهبتم فيها عريضة. [درجته: سند أوله صحيح إلي قوله: "فزعموا" فمن بلاغات ابن إسحاق دون سند، رواه: من طريقه الطبري في التاريخ (2 - 69)، سنده: حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير، هذا السند: صحيح يحيي تابعي صغير ثقة (2 - 350) ووالده تابعي ثقة كان قاضي مكة زمن والده (1 - 392) ووالده صحابى]. 76 - قال البخاري (3 - 1352): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان هو ابن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر وحج البيت فرأى قوما جلوسًا فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا: هؤلاء قريش. قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر. قال: يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء فحدثني: هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم، فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم. قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهد؟ قال: نعم. قال: الله أكبر. قال ابن عمر: تعال أبين لك أمَّا فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له، وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت مريضة فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لك أجر رجل ممّن شهد بدر وسهمه". وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان وكانت

شهيد يمشي على الأرض

بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده اليمنى: "هذه يد عثمان". فضرب بها على يده فقال: "هذه لعثمان". فقال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك. شهيد يمشي على الأرض 77 - قال الطبراني في الكبير (4 - 239): حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا الحجاج بن المنهال ح وحدثنا محمَّد بن محمَّد التمار ثنا أبو الوليد ومحمَّد بن كثير قالوا ثنا عمرو بن مرزوق الواشجي ثنا يحيي بن عبد الحميد بن رافع بن خديج عن جدته وهي امرأة رافع: أن رافعا رمي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أو يوم خيبر شك عمرو بسهم في ثندوته، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله انزع السهم قال: "يا رافع إن شئت نزعت السهم والقطبة جميعًا، وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة إنك شهيد" قال: فنزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السهم وترك القطبة فعاش بها حتى كان في خلافة معاوية - رضي الله عنه -، فانتقض به الجرح فمات بعد العصر فأتى بن عمر فقيل: يا أبا عبد الرحمن مات رافع بن خديج فترحم عليه. قال: إن مثل رافع لا يخرج به حتى يؤذن من حول المدينة من القرى، فلما خرجنا بجنازته فصلي عليه جاء بن عمر حتى جلس على رأس القبر فصرخت مولاة لنا. فقال بن عمر: ما للسفيهة من أحد؟ لا تؤذي الشيخ فإنه لا يدين له بعذاب الله. [درجته سنده قوي، رواه: وأحمدُ (6 - 378) ثنا الحسن بن موسى وعفان قالا ثنا عمرو بن مرزوق به، هذا السند: صحيح يحيى تابعي ثقة -الجرح والتعديل (9 - 168) وتلميذه عمرو صدوق: التقريب (2 - 78)، والتهذيب (8 - 101)، وتلاميذ عمرو كلهم ثقات انظرة (التقريب- 2/ 203) (1/ 154) وأبو الوليد هو الطيالسي (التقريب-2/ 319) وشيخ الطبراني وتلميذ الحجاج هو الثقة علي بن عبد العزيز بن المرزبان البغوي (البلغة-228)].

فارس مع المسلمين لكنه في النار

فارس مع المسلمين لكنه في النار 78 - قال البخاري (4 - 1539): حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول اللَّّه - صلى الله عليه وسلم - رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقيل: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنه من أهل النار"، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه. قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه قال: فجرح الرجل جرحًا شديدًا فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: "وما ذاك؟ ". قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك، فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحًا شديدًا فاستعجل الموت فوضع سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار. إن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة". ورواه مسلم (1 - 106). الدعاء بعد المعركة 79 - قال أحمد في حنبل (3 - 424): حدثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا عبد الواحد بن أيمن المكي عن عبيد الله بن عبد الله الزرقي عن أبيه قال: "وقال الفزاري مرة" عن بن رفاعة الزرقي عن أبيه قال قال أبي وقال غير الفزاري عبيد بن رفاعة الزرقي قال: لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"استووا حتى أثني على ربي" فصاروا خلفه صفوفا فقال: "اللَّهم لك الحمد كله، اللَّهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت

بعد المعركة

ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت، اللَّهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللَّهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللَّهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف، اللَّهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت، اللَّهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللَّهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللَّهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك وأجعل عليهم رجزك وعذابك اللَّهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق". [درجته: سنده قوي، رواه البخاري في الأدب المفرد (1 - 243)، والحاكم (1 - 686) والبزار (9 - 175) كلهم من طريق مروان بن معاوية الفزاري حدثنا عبد الواحد بن أيمن حدثنا عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيه لكن مروان توبع عند البزار تابعه خلاد بن يحيى، هذا السند: قوي خلاد ثقة من كبار شيوخ البخاري (1 - 230) ومروان ثقة حافظ (2 - 239)، وعبد الواحد تابعي صغير من رجال مسلم قال الحافظ: لا بأس به (1 - 525)، وعبيد ثقة ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - (1 - 543)]. بعد المعركة 80 - قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا ذكر أصحاب أحد: "أما والله لوددت أني غودرت مع أصحاب بحض الجبل يعني سفح الجبل". [درجته: سنده صحيح، رواه من طريقه أحمد (3 - 375)، والحاكم (2 - 86)، والحارث- زوائد (2 - 702)، هذا السند: صحيح عاصم تابعى ثقة وعالم بالمغازي (1 - 385)، وعبد الرحمن بن جابر تابعي ثقة (1 - 475)].

هروب المشركين

هروب المشركين 81 - قال البخاري (4 - 1497): حدثنا محمَّد حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنهما -: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} قالت لعروة يا ابن أختي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا قال: "من يذهب في إثرهم". فانتدب منهم سبعون رجلًا قال كان فيهم أبو بكر والزبير. ورواه مسلم (4 - 1880). 82 - قال النسائي في السنن الكبرى (6 - 317): محمَّد بن منصور الجواز ثنا عن سفيان عن عمرو عن عكرمة قال قال ابن عباس: لما انصرف المشركون عن أحد وبلغوا الروحاء قالوا: لا محمدا قتلتموه ولا الكواعب أردفتم وبئس ما صنعتم؟ ارجعوا. فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد وبئر أبي عتيبة، فأنزل الله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} آل عمران. وقد كان أبو سفيان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا. فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فلم يجدوا به أحدا فأنزل الله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}. [درجته: سنده صحيح، رواه: الطبراني في المعجم الكبير (11 - 247) من طريق الجواز، هذا السند: صحيح عكرمة تلميذ ابن عباس ثقة ثبت عالم 2 - 30 وعمرو بن دينار ثقة ثبت (2 - 69) وسفيان بن عيينة إمام معروف وثقة ثبت حافظ حجة (1 - 312)، والجواز ثقة]، الشهداء 83 - قال ابن إسحاق: حدثني إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد عن أبي الزبير المكي عن بن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله -عَزَّ وجَلَّ- أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في

الشهداء بعد سنين

ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن منقلبهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله -عَزَّ وجَلَّ-: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ- هؤلاء الآيات على رسوله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ}. [درجته: حديثٌ حسنٌ: رواه من طريق ابن إسحاق: أحمد (1 - 265)، وأبو داود (3 - 15)، والحاكم (2 - 325)، وعبد بن حميد (1 - 227)، وأبو يعلى (4 - 219)، والبيهقيُّ (9 - 163)، وابن المبارك في الجهاد (1 - 60)، هذا السند: صحيح لولا عنعنة أبي الزبير .. وقد دلس أبو الزبير اسم شيخه الذي صرح به في الرواية وهو الإمام المجاهد سعيد ابن جبير، كما توبع أبو الزبير عند ابن المبارك، وللحديث شاهد سنده حسن عند ابن جرير في التفسير (4 - 171) من طريق محمَّد بن إسحاق عن الأعمش عن أي الضحى عن مسروق بن الأجدع قال سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآيات: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية، قال أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلي قناديل من ذهب في ظل العرش فيطلع الله إليهم اطلاعة فيقول يا عبادي ما تشتهون فأزيدكم فيقولون ربنا لا فوق ما أعطيتنا الجنة نأكل منها حيث شئنا ثلاث مرات ثم يطلع فيقول يا عبادي ما تشتهون فأزيدكم فيقولون ربنا لا فوق ما أعطيتنا الجنة نأكل منها حيث شئنا إلا أنا نختار أن ترد أرواحنا في أجسادنا ثم تردنا إلى الدنيا فنقاتل فيك حتى نقتل فيك مرة أخرى]. الشهداء بعد سنين 84 - قال عبد الرزاق (5 - 277): عن ابن عيينة عن أبي الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما أراد معاوية أن يجري الكظامة قال من كان له قتيل فليأت قتيله (يعني قتلى أحد) قال: فأخرجهم رطابا يتثنون. قال: فأصابت المسحاة رجل رجل منهم فانفطرت دمًا. قال فقال أبو سعيد: لا ينكر بعد هذا منكر أبدا. [درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح سفيان بن عيينة إمام معروف وثقة حافظ حجة (1 - 312)، وشيخه أبو الزبير اسمه محمَّد بن مسلم بن تدرس صدوق من رجال الشيخين (2 - 207)، وهو مدلس لكنه صرح بالسماع من شيخه هنا].

فرسان أحد

فرسان أحد 85 - قال الطبراني في المعجم الكبير (7 - 104): حدثنا محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة منجاب بن الحارث ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: دخل علي على فاطمة يوم أحد فقال خذي هذا السيف غير ذميم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لئن كنت أحسنت القتال لقد أحسنه سهل بن حنيف وأبو دجانة سماك بن خرشة" [درجته: سنده صحيح، رواه الطبراني (7 - 104)، والحاكم (3 - 26)، هذا السند: صحيح وعكرمة وعمرو وسفيان أئمة ثقات معروفون ومنجاب ثقة (2 - 264) وقول الحاكم -رحمه الله- أن السند على شرط البخاري غير صحيح بل العكس هو الصحيح فهو على شرط مسلم لأن منجاب من رجال مسلم فقط وللحديث شاهد فيه ضعف رواه ابن إسحاق ومن طريقه الحاكم (3 - 27) حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن بن عباس - رضي الله عنهما - وحسين ضعيف (1 - 176)]. مولد الحسن 1 - قال الإِمام أحمد (6 - 339): حدثنا يحيى بن بكير ثنا إسرائيل عن سماك عن قابوس بن المخارق عن أم الفضل قالت: رأيت كان في بيتي عضوا من أعضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: فجزعت من ذلك فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له فقال: "خيرًا، تلد فاطمة غلاما فتكفلينه بلبن ابنك قثم" قالت: فولدت حسنًا فأعطيته فارضعته حتى تحرك أو فطمته، ثم جئت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجلسته في حجره، فبال فضربت بين كتفيه فقال: "أرفقي بابني رحمك الله، أو أصلحك الله أوجعت ابني" قالت: قلت: يا رسول الله اخلع إزارك والبس ثوبا غيره حتى أغسله قال: "إنما يغسل بول الجارية وينضح بول الغلام". [درجته: سنده حسن، رواه من طريق قابوس كل من ابن ماجه (2 - 1293) وأبو يعلى (12 - 500) عن سماك عن قابوس والطبرانيُّ (3 - 20 و 23) وابن خزيمة (1 - 143)، هذا السند: حسن وحسنه أستاذنا الشيخ محمَّد مصطفى الأعظمي حفظه الله، ووافقه الإِمام الألباني فلم يعلق

عليه، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (1 - 85) وصحيح أبي داود (1 - 75) وقابوس تابعي لا بأس به كما جاء فى التقريب (2 - 115) ولا يضره أن يكون قد جاء عند الطبراني أنه رواه عن أبيه عن أم الفضل فأبوه صحابي. وسماك تابعي صدوق وروايته هذه ليست عن عكرمة -التقريب (1/ 332) وإسرائيل ثقة معروف مر معنا كثيرًا- التقريب (1/ 64) وقد توبع، وتلميذه ثقة من رجال البخاري ومسلمٌ التقريب (2 - 344). وللحديث طريقين عند أحمد (6 - 339): حدثنا عفان ثنا وهيب قال ثنا أيوب عن صالح أبى الخليل عن عبد الله بن الحرث عن أم الفضل، وهو سند صحيح .. صالح بن أبي مريم الضبعي مولاهم أبو الخليل البصري وثقه بن معين والنسائيُّ تقريب التهذيب (1/ 273)، وشيخه تابعي ثقة والبقية ثقات أثبات. كما رواه الحاكم (3 - 194): أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن علي الجوهري ببغداد ثنا أبو الأحوص محمَّد بن الهيثم القاضي ثنا محمَّد بن مصعب ثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد بن عبد الله عن أم الفضل]. 2 - قال الإِمام أحمد (1 - 98): حدثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي -رضي الله عنه- قال: لما ولد الحسن سميته (حربا) فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أروني ابني ما سميتموه؟ " قال قلت: حربًا. قال: "بل هو حسن" فلما ولد الحسين سميته (حربًا) فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أروني ابني ما سميتموه؟ " قال: قلت: حربًا قال: "بل هو حسين" فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أروني ابني ما سميتموه" قلت: حربا قال: "بل هو محسن" قال: "سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر". [درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي رواه أحمد أيضًا (1 - 118) واللفظ له والبخاريُّ في الأدب (286) والحاكم (3/ 180) والطبرانيُّ (2/ 96) وابن حبان والبيهقيُّ في السنن (6/ 166) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن هاني بن هاني عن علي وأبو هاني ثقة وثقه العجلي توثيقًا لفظيًا فقال: تابعي ثقة .. ووثقه النسائي فقال: ليس به بأس .. ومن علم حجة على من لم يعلم حاله كالشافعي وابن المديني انظر التهذيب (11/ 22) ووثقه ابن حبان .. وقال الشيخ شعيب حفظه الله:

مجرمون من عكل وعرينة

إسناده حسن (صحيح ابن حبان-15/ 409) وأبو إسحاق معروف وله شاهد عند الطبراني بسند منقطع]. 3 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (4 - 93): حدثنا ثنا هاشم بن القاسم ثنا جرير عن عبد الرحمن بن عوف الجرشي عن معاوية قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمص لسانه أو قال شفته يعني الحسن بن علي صلوات الله عليه، وأنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: سنده صحيح، هاشم ثقة ثبت -التقريب (2/ 314) وحريز أوثق منه التقريب (1/ 159) والتهذيب (2/ 237) وعبد الرحمن بن أبي عوف تابعي كبير ثقة- التقريب (1/ 494) .. ولك أن تتصور مدى الأمانة العلمية لدى رجال هذا السند رغم سلوكيات بعضهم تجاه علي -رضي الله عنه-. فمعاوية حاربه .. وحريز ناصبي ومع ذلك يأبى عليهم إيمانهم وصدقهم أن يخفوا مثل هذا الخبر .. وهي شهادة لعلم الجرح والتعديل الإِسلامي ونقاده رحمهم الله- في التوثيق والجرح ومدى دقتهم في ذلك]. مجرمون من عكل وعرينة 1 - قال البخاري (4 - 1535): حدثني عبد الأعلي بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة أن أنسا -رضي الله عنه- حدثهم: أن ناسا من (عكل وعرينة) قدموا المدينة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وتكلموا بالإِسلام، فقالوا: يانبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف، وإستوخموا المدينة فأمر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذود وراع، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي - صلى الله عليه وسلم - واستاقوا الذود، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم فسمروا أعينهم وقطعوا أيديهم وتركوا فى ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم. قال قتادة: بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك كان يحث على الصدقة وينهى عن المثلة.

القضاء على خالد بن نبيح

وقال شعبة أبان وحماد عن قتادة من عرينة. وقال يحيى بن أبي كثير وأيوب عن أبي قلابة عن أنس قدم نفر من عكل. 2 - قال مسلم (3 - 1296): حدثني الفضل بن سهل الأعرج حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا يزيد عن سليمان التيمي عن أنس قال: إنما سمل النبي - صلى الله عليه وسلم - أعين أولئك لأنهم سملوا أعين لرعاء. القضاء على خالد بن نبيح 1 - قال ابن إسحاق: حدثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن ابن عبد الله بن أنيس عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعرنة فاته فأقتله" قال: قلت: يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه قال: "إذا رأيته وجدت له قشعريرة [قلت: والذي أكرمك ما هبت شيئًا قط] قال: فخرجت متوشحا بسيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة (مع ظعن يرتاد لهن منزلا) وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من القشعريرة، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود، فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا، قال: أجل أنا في ذلك [قلت: باغي حاجة فهل من مبيت؟ فقال: نعم فألحق بي] قال: فمشيت معه شيئًا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه [خرجت حتى غشيت الجبل، فمكثت حتى إذا ذهب الناس عني خرجت حتى قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة] فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآني (فقال: "أفلح الوجه" قال: قلت: قتلته يا رسول الله قال: "صدقت") قال ثم قام معي رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فدخل في بيته فأعطاني عصا فقال: "أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس"، قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟ قال: قلت: أعطانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمرني أن أمسكها قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتسأله عن ذلك. قال:

القضاء على عامر بن الطفيل

فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟ قال: "آية بيني وبينك يوم القيامة أن أقل الناس المتخصرون يومئذ يوم القيامة" فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فصبت معه في كفنه ثم دفنا جميعًا. [درجته: حديثٌ حسنٌ عدا ما بين الأقواس، رواه: ومن طريقه أحمد (3 - 496) وابن خزيمة (2 - 91)، هذا السند: فيه ضعف والحديث صحيح عدا ما بين الأقواس، وقد حسن الحافظان ابن حجر وابن كثير رحمهما الله سنده الذي عند أحمد وأبي داود وهو سند ضعيف .. والحديث عند الطبراني (مسند العبادلة- 76) وأبي داود (1249) مختصرًا". وقد ضعفه الإمام الألباني في ضعيف أبي داود (123) وابن إسحاق صرح بالسماع من شيخه الثقة عند أحمد (3/ 496) فتبقى مشكلة ابن عبد الله بن أنيس .. وعند رجوعنا إلى التقريب نجد أن الحافظ قال: ان اسمه: ضمرة أو عمرو، أو دون اسم، ولكن عندما نرجع إلي سنن البيهقي (3/ 256) نجد أنه قد سماه بـ عبيد الله، وهو الأصوب والأصح للتصريح من تلميذه باسمه لكن معرفتنا باسمه لا تفي بالغرض، فالرجل تابعي لكنه لم يوثق فحديثه يحتاج إلى شاهد أو متابعة وقد وجدت هذه المتابعة عند الطبراني: حدثنا مصعب بن إبراهيم حدثني أبي حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمَّد بن كعب القرظي قال قال عبد لله بن أنيس، وفي هذا السند خطأ فالصواب يزيد بن عبد الملك بن الهاد وهو تابعي ثقة وكذلك محمَّد بن كعب القرظي وسائر رجال السند ثقات وهو متصل انظر: التقريب (1/ 34 - 512) (2/ 203 - 367) وشيخ الطبراني ثقة انظر: مجمع البحرين (3/ 155) ورواية الدراوردي ليست عن عبيد الله العمري، وكذلك رواه الضحاك في الآحاد والمثاني (4 - 77) عن عبد العزيز عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمَّد بن كعب قال قال عبد الله بن أنيس، فالسند حسن والحديث صحيح بالسندين والزيادات بين المعقوفين من رواية الضحاك والطبرانيُّ]. القضاء على عامر بن الطفيل 1 - قال البخاري (4 - 1501): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خاله أخا لأم سليم في سبعين راكبًا، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصال فقال: يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر؟ أو أكون خليفتك؟ أو أغزوك بأهل غطفان بألف

سرية الرجيع

وألف؟ فطعن عامر في بيت أم فلان فقال: غدة كغدة البكر في امرأة من آل فلان، ائتوني بفرسي. فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرام أخو أم سليم هو ورجل أعرج ورجل من بني فلان قال: كونا قريبا حتى آتيهم فإن آمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم فقال: أتومنونني أبلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يحدثهم وأومؤوا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه -قال همام أحسبه- حتى أنفذه بالرمح، قال: الله أكبر فزت ورب الكعبة. فلحق الرجل فقتلوا كلهم غير الأعرج كان في رأس الجبل، فأنزل الله علينا ثم كان من المنسوخ (إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا) فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثين صباحا على (رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين عصوا الله ورسو له - صلى الله عليه وسلم -) سرية الرجيع 1 - قال البخاري (3 - 1108): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي وهو حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة رهط سرية علينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهداة وهو بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة، فقالوا هذا تمر يثرب. فاقتصوا آثارهم، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد، وأحاط بهم القوم فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا. قال عاصم بن ثابت أمير السرية: أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذومة كافر، اللَّهم أخبر عنا نبيك. فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعه، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن في هؤلاء لأسوة يريد القتلى، فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم، فأبى فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة

بعد وقعة بدر، فابتاع خبيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل ابن عبد مناف، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا، فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسي يستحد بها، فأعارته، فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه. قالت: فوجدته مجلسه على فخذه والموسي بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي، فقال: تخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك. والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يومًا يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر، وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين. فتركوه فركع ركعتين ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها، اللَّهم أحصهم عددا. ولست أبالي حين أُقتل مسلما ... على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا، فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه خبرهم وما أصيبوا. وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلًا من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسولهم فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا. 2 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (4 - 127): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن عقبة بن الحارث قال سمعته يقول: ما أنا والله قتلت خبيبا لأني كنت أصغر من ذلك، ولكن أبا ميسرة أخا بن عبد الدار أخذ الحربة فجلعها في يدي ثم أخذ بيدي وبالحربة ثم طعنه بها حتى قتله. [درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح يحيى تابعي صغير ثقة (2 - 350) ووالده تابعي ثقة كان قاضي مكة زمن والده (1 - 392)].

الغدر بالقراء (رضي الله عنهم)

الغدر بالقراء (رضي الله عنهم) 1 - قال مسلم (3 - 1511): حدثنا محمَّد بن حاتم حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس بن مالك قال: جاء ناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلًا من الأنصار يقال لهم (القراء) فيهم خالي حرام يقرؤن القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللَّهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا قال وأتى رجل حراما خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه فقال حرام: فزت ورب الكعبة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا اللَّهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا". 2 - قال البخاري (3 - 1156): حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت بن يزيد حدثنا عاصم قال: سألت أنسًا -رضي الله عنه- عن القنوت (قال قبل الركوع) فقلت: إن فلانا يزعم أنك قلت بعد الركوع؟ فقال كذب، ثم حدثنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قنت شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء بني سليم قال بعث أربعين -أو سبعين يشك فيه- من القراء إلى أناس من المشركين فعرض لهم هؤلاء فقتلوهم وكان بينهم وبن النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد فما رأيته وجد على أحد ما وجد عليهم. 3 - قال البخاري (1 - 340): أخبرنا أحمد بن يونس قال حدثنا زائدة عن التيمي عن أبي مجلز عن أنس قال: قنت النبي - صلى الله عليه وسلم - شهرا يدعو على رعل وذكوان. مهمات لمرثد بن أبى مرثد 1 - قال الترمذيُّ (5 - 328): حدثنا عبد بن حميد حدثنا روح بن عبادة عن عبيد الله بن الأخنس أخبرني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رجل يقال له (مرثد بن أبي مرثد) وكان رجلًا يحمل الأسرى من مكة حتى يأتي بهم المدينة، قال: وكانت امرأة بغي

قدوم ملاعب الأسنة

بمكة يقال لها (عناق) وكانت صديقة له، وإنه كان وعد رجلًا من أسارى مكة يحمله، قال: فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة، قال: فجاءت عناق، فأبصرت سواد ظلي بجنب الحائط، فلما انتهت إلى عرفته فقالت مرثد؟ فقلت: مرثد فقالت: مرحبا وأهلا، هلم فبت عندنا الليلة. قال قلت: حرم الله الزنا. قالت: يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم. قال فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى كهف أو غار، فدخلت فجاءوا حتى قاموا على رأسي فبالوا فطل بولهم على رأسي وأعماهم الله عني، قال: ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجلًا ثقيلا حتى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عنه كبله فجعلت أحمله ويعينني حتى قدمت المدينة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت يا رسول الله أنكح عناقا؟ فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد على شيئًا حتى نزلت: {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك فلا تنكحها". قال أبو عيسى هذا حديثٌ حسنٌ غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. [درجته: سنده قوي، رواه أبو داود (2 - 220)، والبيهقيُّ في الكبرى (7 - 153)، والنسائيُّ (6 - 66)، والحاكم (2 - 180)، هذا السند: صحيح عبيد الله ثقة (1 - 530)، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص سند قوي مشهور]. قدوم ملاعب الأسنة 1 - قال كعب بن مالك: قال: جاء ملاعب الأسنة إلى النبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهدية فعرض -عليه السلام- فأبى أن يسلم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإني لا أقبل هدية مشرك" قال: فابعث إلى أهل نجد من شئت فأنا لهم جار فبعث إليهم بقوم فيهم المنذر بن عمرو وهو الذي كان يقال له المعتق أعتق عند الموت فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بني عامر فأبوا أن يطيعوه وأبوا أن يخفروا ملاعب الأسنة فاستجاش عليهم بني

الزواج بأم سلمة

سليم فأطاعوه فاتبعهم بقريب من مائة رجل رام فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم إلا عمرو بن أمية الضمري. [درجته: سنده صحيح، رواه: الطبراني في الكبير (19 - 70)، سنده: حدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن بكر البالسي ثنا محمَّد بن مصعب ثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبد الرحمن. وحدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا محمَّد بن أبي عمر العدني أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن ابن كعب عن أبيه. وحدثنا محمَّد بن علي الصائغ المكي ثنا محمَّد بن مقاتل المروزي ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن بن كعب بن مالك عن كعب. هذا السند: صحيح وقد رفعه الأوزاعي إلى كعب وكذلك معمر وأرسله يونس والأوزاعي ثقة جليل وعبد الرحمن بن كعب ثقة من كبار التابعين ولد على عهده - صلى الله عليه وسلم - 1 - 496 وله شاهد رواه ابن عبد البر في التمهيد (2 - 12). أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمَّد بن أحمد قال حدثنا وهب ابن مسرة قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا يوسف بن عدي قال أخبرنا ابن المبارك عن يونس ومعمر عن الزهري عن عبد الرحمن ابن مالك عن عامر بن مالك الذي يقال له ملاعب الأسنة قال قدمت على النبي -عليه السلام- بهدية فقال إنا لن نقبل هدية مشرك]. الزواج بأم سلمة 1 - قال الإمام أحمد في حنبل (6 - 295): حدثنا يزيد قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى قال حدثني بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب أم سلمة فقالت يا رسول الله انه ليس أحد من أوليائي تعني شاهدا؟ فقال: إنه ليس أحد من أوليائك شاهد ولا غائب يكره ذلك فقالت يا عمر زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -فتزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنى لا أنقصك مما أعطيت أخواتك رحيين وجرة ومرفقة من آدم حشوها ليف" فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيها ليدخل بها، فإذا رأته أخذت زينب ابنتها فجعلتها في حجرها، فينصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعلم ذلك

غزوة ذات الرقاع الأولى

عمار بن ياسر وكان أخاها من الرضاعة فأتاها فقال: أين هذه المشقوحة المقبوحة التي قد آذيت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذها فذهب بها فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليها فجعل يضرب ببصره في نواحي البيت فقال: "ما فعلت زناب" فقالت: جاء عمار فأخذها فذهب بها، فدخل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لها: "إن شئت سبعت لك سبعت وإن سبعت لك سبعت لنسائي". [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق ثابت كل من الحاكم (2 - 195)، وأبو يعلى (12 - 334)، هذا السند: صحيح ثابت تابعي ثقة وقد صرح ثابت بالسماع من عمر -رضي الله عنه- عند الحاكم، وله شاهد عند ابن سعد (8/ 93) وأحمدُ (3/ 307) من طرق عن ابن جريج، أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الحميد بن عبد الله والقاسم ابن محمَّد حدثاه: أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن يخبر أن أم سلمة أخبرته .. وأبو بكر ابن عبد الرحمن تابعي ثقة فقيه عابد -التقريب (2/ 398) وعبد الحميد بن عبد الله المخزومي يحتاج إلي توثيق لكنه متابع في هذا السند تابعه القاسم بن محمَّد المخزومي وهو مثله في الدرجة انظر: التقريب (2/ 120) والتهذيب (6/ 118) وحبيب ثقة فقيه جليل، وابن جريج لم يدلس. وللحديث شاهد بسند ضعيف عند كل من ابن سعد (8/ 90) وأحمدُ (6/ 313) والحاكم (4/ 17)]. غزوة ذات الرقاع الأولى 1 - قال مسلم (1 - 576): حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كنا بذات الرقاع قال كنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معلق بشجرة، فأخذ سيف نبي الله- صلى الله عليه وسلم - فاخترطه فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتخافني؟ قال: "لا" قال: فمن يمنعك مني؟ قال: "الله يمنعني منك" قال: فتهدده أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأغمد السيف وعلقه قال: فنودي بالصلاة، فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين قال: فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات وللقوم ركعتان. ورواه البخاري (4 - 1515) مختصرا.

2 - قال البخاري (3 - 1065): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني سنان ابن أبي سنان الدؤلي وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أخبر: أنه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل نجد، فلما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قفل معه فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتفرق الناس يستظلون بالشجر، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت سمرة وعلق بها سيفه، ونمنا نومة فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعونا وإذا عنده أعرابي فقال: "إن هذا اختراط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله، ثلاثًا". ولم يعاقبه وجلس. 3 - قال ابن إسحاق البخاري (4 - 1512): سمعت وهب بن كيسان سمعت جابرا يقول: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذات الرقاع من نخل فلقي جمعا من غطفان فلم يكن قتال، وأخاف الناس بعضهم بعضا فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتي الخوف. [درجته: سنده صحيح، هذا السند: وهب بن كيسان تابعي ثقة من رجال الشيخين (2 - 339) وقد سمع من جابر]. 4 - قال ابن إسحاق: حدثني وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة ذات الرقاع مرتحلا على جمل لي ضعيف، فلما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلت الرفاق تمضي وجعلت أتخلف حتى أدركني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما لك يا جابر؟ " قال: قلت: يا رسول الله أبطأ بي جملي هذا قال: "فأنخه" وأناخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: "أعطني هذه العصا من يدك أو قال اقطع لي عصا من شجرة" قال: ففعلت، قال: فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنخسه بها نخسات ثم قال: "اركب" فركبت، فخرج والذي بعثه بالحق يواهق ناقته مواهقة قال: وتحدث معي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أتبيعني جملك هذا يا جابر؟ " قال: قلت: يا رسول الله بل أهبه لك قال: "لا، ولكن بعنيه" قال: قلت: فسمني به، قال: "قد قلت أخذته بدرهم" قال: قلت: لا إذا يغبنني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فبدرهمين" قال: قلت: لا، قال: فلم يزل يرفع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ الأوقية، قال: قلت: فقد رضيت،

قال: "قد رضيت" قلت: نعم، قلت: "هو لك" قال: قد أخذته قال: ثم قال لي: "يا جابر هل تزوجت بعد؟ " قال: قلت: نعم يا رسول الله، قال: "أثيبًا أم بكرًا" قال: قلت: بل ثيبًا، قال: "أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك" قال: قلت: يا رسول الله إن أبي أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعًا فنكحت امرأة جامعة تجمع رؤوسهن وتقوم عليهن قال: "أصبت إن شاء الله" قال: "أما أنا لو قد جئنا صرارا أمرنا بجزور فنحرت وأقمنا عليها يومنا ذلك وسمعت بنا فنفضت نمارقها" قال: قلت: والله يا رسول الله ما لنا من نمارق قال: "إنها ستكون فإذا أنت قدمت فاعمل عملًا كيسًا" قال: فلما جئنا صرارا أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجزور فنحرت، فأقمنا عليها ذلك اليوم فلما أمسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل ودخلنا قال: فأخبرت المرأة الحديث وما قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: فدونك فسمعًا وطاعة قال: فلما أصبحت أخذت برأس الجمل فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جلست في المسجد قريبًا منه قال: وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى الجمل فقال: "ما هذا؟ " قالوا يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر قال: "فأين جابر؟ " فدعيت له قال: "تعال أي يا بن أخي، خذ برأس جملك فهو لك" قال: فدعا بلالًا فقال: "اذهب بجابر فأعطه أوقية" فذهبت معه فأعطاني أوقية وزادني شيئًا يسيرا قال: فوالله ما زال ينمي عندنا ونرى مكانه من بيتنا حتى أصيب أمس فيما أصيب الناس يعني يوم الحرة. [درجته: صحيح، رواه: من طريقه أحمد (3 - 375)، هذا السند: صحيح انظر ما قبله]. 5 - قال البخاري (4 - 1513): حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرقاع صلى صلاة الخوف: أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم. رواه مسلم (1 - 575).

غزوة جليبيب

6 - قال الإِمام أحمد (3 - 364): حدثنا عفان ثنا أبو عوانة ثنا أبو بشر عن سليمان بن قيس عن جابر بن عبد الله قال: قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محارب خصفة بنخل فرأوا من المسلمين غرة فجاء رجل منهم يقال له (غورث بن الحرث) حتى قام على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسيف فقال: من يمنعك مني قال الله -عَزَّ وجَلَّ- فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من يمنعك مني؟ " قال: كن كخير آخذ قال: "أتشهد أن لا إله إلا الله؟ " قال: لا , ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله قال: فذهب إلى أصحابه قال: قد جئتكم من عند خير الناس، فلما كان الظهر أو العصر صلى بهم صلاة الخوف، فكان الناس طائفتين، طائفة بإزاء عدوهم، وطائفة صلوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى بالطائفة الذين كانوا معه ركعتين، ثم انصرفوا فكانوا مكان أولئك الذين كانوا بإزاء عدوهم، وجاء أولئك فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، فكان للقوم ركعتان ركعتان ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات. [درجته: سنده صحيح، رواه من طريق أبي عوانة عن ابن حبان (7 - 138)، والحاكم (3 - 31)، وعبد بن حميد (1 - 330) وأبو يعلى (3 - 312)، هذا السند: صحيح سليمان تابعي ثقة (التقريب-1/ 329) وتلميذه أبو بشر اسمه جعفر بن إياس انظر: التهذيب (4/ 214) وهو تابعي ثقة - التقريب (1/ 129) وأبو عوانة ثقة ثبت من رجال الشيخين اسمه: الوضاح بن عبد الله اليشكري والحديث عند البخاري بلفظ آخر (2913)]. غزوة جليبيب 1 - قال أحمد (4/ 421 - 422 - 425):حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن كنانة بن نعيم عن أبي برزة الأسلمى: أن جليبيبا كان امرأ يدخل على النساء، يمر بهن ويلاعبهن، فقلت لامرأتي: لا يدخلن عليكم جليبيب، فإنه إن دخل عليكم لأفعلن ولأفعلن، قالوا: كانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيها حاجة أم لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , لرجل من الأنصار: "زوجني ابنتك" فقال: نعم وكرامة يا رسول الله، ونعم عيني، فقال: "إنى لست أريدها

لنفسي" قال: فلمن يا رسول الله؟ قال: "لجليبيب" قال فقال يا رسول الله أشاور أمها، فأتى أمها فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب ابنتك، فقالت: نعم، ونعمة عيني، فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه، إنما يخطبها لجليبيب، فقالت: أجليبيب إنيه، أجليبيب إنيه، أجليبيب إنيه، لا لعمر الله، لا تزوجه، فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبره بما قالت أمها، قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها، فقالت: أتردون على رسول - صلى الله عليه وسلم - أمره؟ ادفعوني فإنه لن يضيعنى، فانطلق أبوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، قال: "شأنك بها فزوجها جليبيبًا" قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة له قال: فلما أفاء الله عليه قال لأصحابه: "هل تفقدون من أحد؟ " قالوا: نفقد فلانا، ونفقد فلانا، قال"انظروا هل تفقدون من أحد؟ " قالوا: لا، قال: "لكني أفقد جليبيبا" قال: "فاطلبوه في القتلى" قال: فطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فقالوا: يا رسول الله ها هو ذا، إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام عليه فقال: "قتل سبعة وقتلوه، هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه" مرتين أو ثلاثًا، ثم وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ساعديه، وحفر له، ما له سرير إلا ساعدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم وضعه في قبره ولم يذكر أنه غسله (قال ثابت فما كان في الأنصار أيم أنفق منها) وحدث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا قال: هل تعلم ما دعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "اللَّهم صب عليها الخير صبًا ولا تجعل عيشها كدا كدا" قال: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها. [درجته: سنده صحيح، رواه: مسلم (4 - 1918)، وأحمدُ (4 - 422)، واللفظ له وسنده صحيح هذا السند: صحيح على شرط مسلم بل هو سند مسلم].

غزوة بدر الأخرى

غزوة بدر الأخرى 1 - قال النسائي في الكبرى (6 - 317) أنا محمد بن منصور عن سفيان عن عمرو عن عكرمة قال قال بن عباس: كان أبو سفيان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فلم يجدوا به أحدا فأنزل الله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}. [درجته: سنده صحيح، رواه: الطبراني في المعجم الكبير (11 - 247)، هذا السند: صحيح عكرمة تلميذ ابن عباس ثقة ثبت عالم (2 - 30) وعمرو بن دينار ثقة ثبت (2 - 69) وسفيان بن عيينة إمام معروف وثقة ثبت حافظ حجة (1 - 312)]. الزواج من زينب بنت جحش ونزول الحجاب 1 - قال البخاري (5 - 1983):حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ثابت عن أنس قال: ما أولم النبي - صلى الله عليه وسلم - على شيء من نسائه ما أولم على زينب أولم بشاة. 2 - قال مسلم (2 - 1051):حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر يعني بن سليمان عن الجعد أبي عثمان عن أنس بن مالك قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بأهله، قال فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور، فقالت: يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقل: بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلام وتقول إن هذا لك منا قليل يا رسول الله. قال: فذهبت بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن أمي تقرئك السلام وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله. فقال: "ضعه" ثم قال: "اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا ومن لقيت" وسمى رجالا قال: فدعوت من سمى ومن لقيت قال قلت لأنس: عدد كم كانوا؟ قال: زهاء ثلاثمائة وقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أنس هات التور".قال: فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه" قال: فأكلوا حتي شبعوا قال: فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم، فقال لي: "يا أنس ارفع" قال فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت، قال: وجلس طوائف منهم

غزوة بني المصطلق والزواج بجويرية

يتحدثون في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم على نسائه، ثم رجع فلما رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه، قال: فابتدروا الباب فخرجوا كلهم وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتي أرخي الستر، ودخل وأنا جالس في الحجرة فلم يلبث إلا يسيرا حتي خرج علي وأنزلت هذه الآية فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأهن علي الناس: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ} إلى آخر الآية قال الجعد: قال أنس بن مالك: أنا أحدث الناس عهدا بهذه الآيات وحجبن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -. 3 - قال البخاري (5 - 2303): حدثنا أبو النعمان حدثنا معتمر قال أبي حدثنا أبو مجلز عن أنس -رضي الله عنه-: قال: لما تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - زينب دخل القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون، فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام من القوم وقعد بقية القوم، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء ليدخل فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا فانطلقوا فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء حتى دخل فذهبت أدخل، فألقى الحجاب بيني وبينه وأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الآية. غزوة بني المصطلق والزواج بجويرية 1 - قال مسلم (3 - 1356): حدثنا يحيى بن يحيى التميمي حدثنا سليم بن أخضر عن ابن عون قال: كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال؟ قال فكتب إلي: إنما كان ذلك في أول الإِسلام، قد أغار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبق سبيهم، وأصاب يومئذ (قال يحيى أحسبه قال) جويرية (أو قال البتة) ابنة الحارث. وحدثني هذا الحديث عبد الله بن عمر وكان في ذاك الجيش. رواه البخاري (2 - 898).

2 - قال البخاري (2 - 898): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز قال: رأيت أبا سعيد -رضي الله عنه- فسألته فقال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبيًا من سبي العرب، فاشتهينا النساء فاشتدت علينا العزبة وأحببنا العزل فسألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة". 3 - قال مسلم (1 - 383): حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثني أبو الزبير عن جابر قال: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو منطلق إلى بني المصطلق، فأتيته وهو يصلي على بعيره فكلمته فقال لي بيده هكذا (وأومأ زهير بيده) ثم كلمته فقال لي هكذا (فأومأ زهير أيضا بيده نحو الأرض) وأنا أسمعه يقرأ يومئ برأسه فلما فرغ قال: ما فعلت في الذي أرسلتك له؟ فإنه لم يمنعني أن أكلمك إلا أني كنت أصلي. قال زهير: أبو الزبير جالس مستقبل الكعبة فقال بيده أبو الزبير إلى بني المصطلق فقال بيده إلى غير الكعبة. 4 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (4 - 259): حدثني محمد بن جعفر بني الزبير عن عروة ابن الزبيرعن عائشة قالت: لما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس ابن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فوالله ما هو إلا ان رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها - صلى الله عليه وسلم - ما رأيت، فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي فجئتك استعينك علي كتابتي، قال: فهل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: "أقضي عنك كتابتك وأتزوجك"، قالت: نعم يا رسول الله، قال: "قد فعلت" قالت وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تزوج جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار فقال الناس: أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

حادث الإفك بعد غزوة بني المصطلق

وأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزوجيه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أَعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه أحمد (6 - 277)، وأبو داود (2 - 415)، وابن حبان (9 - 361)،والحاكم (4 - 27)،والطبرانيُّ في المعجم الكبير (24 - 61)،وهذا السند: صحيح محمَّد بن جعفر ثقة من رجال الشيخين (2 - 150)، وعروة التابعي الثقة إمام المغازي المعروف]. حادث الإفك بعد غزوة بني المصطلق 1 - قال البخاري (4 - 1517): حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال: حدثني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت من كل رجل منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حدثيهم يصدق بعضا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض. قالوا: قالت عائشة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه. قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ما أنزل الحجاب، فكنت أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي، فحبسني ابتغاؤه قالت: وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه وهم يحسبون أني فيه, وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه , وكنت جارية حديثة السنن فبعثوا الجمل

فساروا، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب، فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي والله ما تكلمنا بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحو الظهيرة وهم نزول، قالت فهلك من هلك وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول. قال عروة (أخبرت أنه كان يشاع ويتحدث به عنده فيقره ويستمعه ويستوشيه. وقال عروة أيضًا لم يسم من أهل الإفك أيضًا إلا حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش في ناس آخرين لا علم لي بهم غير أنهم عصبة كما قال الله تعالى وإن كبر ذلك يقال له عبد الله بن أبي ابن سلول) قال عروة كانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان وتقول أنه الذي قال: فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء قالت عائشة: فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيسلم ثم يقول: "كيف تيكم". ثم ينصرف، فذلك يريبني ولا أشعر بالشر، حتى خرجت حين نقهت فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع وكان متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلًا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا. قالت: وأمرنا أمر العرب الأول في البرية قبل الغائط، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، قالت: فانطلقت أنا وأم مسطح وهي ابنة أبي رهم ابن المطلب بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها

مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح. فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلًا شهد بدرا؟ فقالت: أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال؟ قالت وقلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك. قالت: فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم ثم قال: "كيف تيكم؟ ". فقلت له: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأريد أن أستيقن الخبر من قبلهما. قالت: فأذن لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت لأمي: يا أمتاه ماذا يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا أكثرن عليها. قالت: فقلت: سبحان الله، أو لقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت أبكي، قالت: ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي ابن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله، قالت فأما أسامة أشار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه فقال أسامة: أهلك ولا نعلم إلا خيرا. وأما علي فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك. قالت: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بريرة فقال: "أي بريرة هل رأيت شيء يريبك؟ ". قالت له بريرة: والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرًا قط أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السنن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله. قالت: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يومه فاستعذر من عبد الله ابن أبي وهو على المنبر فقال: "يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرا , ولقد ذكروا رجلًا ما علمت عليه إلا خيرا، وما يدخل على أهلي إلا معي". قالت: فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد الأشهل فقال: أنا يا رسول الله أعذرك فإن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام رجل من الخزرج، وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه، وهو سعد بن عبادة وهو سيد

الخزرج قالت: وكان قبل ذلك رجلًا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله، ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل. فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله، لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين. قالت: فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم على المنبر قالت: فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم حتى سكتوا وسكت، فبكيت يومي ذلك كله لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم قالت: وأصبح أبوي عندي قد بكيت ليلتين ويوما ولا يرقأ لي دمع لا أكتحل بنوم، حتى إني لأظن أن البكاء فالق كبدي، فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي، فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي قالت: فبينا نحن على ذلك دخل رسول - صلى الله عليه وسلم - علينا فسلم ثم جلس، قالت: لم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء، قالت: فتشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين جلس ثم قال: "أما بعد يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه" قالت عائشة: فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عني فيما قال، فقال أبي: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت لأمي: أجيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قال، قالت أمي: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت وأنا جارية حديثة السنن لا أقرأ من القرآن كثيرا: إني والله لقد علمت، لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني، فوالله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}. ثم تحولت واضطجعت على فراشي والله يعلم أني حينئذ بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيًا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر، ولكني كنت أرجو

أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم رؤيا يبرئني الله بها، فوالله ما رام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه العرق مثل الجمان وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت فسري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يضحك فكانت أو كلمة تكلم بها أن قال: "يا عائشة أما الله فقد برأك". فقالت لي أمي: قومي إليه. فقلت: والله لا أقوم إليه، فإني لا أحمد إلا الله -عز وجل- قالت: وأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ}.العشر الآيات، ثم أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكر الصديق (وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره): والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال. فأنزل الله: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ - إلى قوله - وَاللهُ غَفُور رَحِيمٌ}. قال أبو بكر الصديق: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي ينفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبدا قالت عائشة: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال لزينب: "ماذا علمت أو رأيت". فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرًا. قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فعصمها الله بالورع، قالت: وطفقت أختها تحارب لها فهلكت فيمن هلك. قال ابن شهاب فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط. ثم قال عروة قالت عائشة والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول سبحان الله فوالذي نفسي بيده ما كشفت من كنف أنثى قط، قالت: ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله. ورواه مسلم (4 - 2130). 2 - قال الطبراني في المعجم الأوسط (1 - 184)،والكبير (23 - 121):حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور قال حدثنا خالد بن خداش قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت: لما بلغني ما تكلم به أهل الإفك هممت أن آتي قليبا فأطرح نفسي فيه.

[درجته: سنده حسن، هذا السند: حسن من أجل ابن خداش قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3 - 327): سمعت أبي يقول سألت سليمان بن حرب عن خالد بن خداش فقال هو صدوق لا بأس به كان يختلف معنا إلى حماد بن زيد وأثنى عليه خيرا، وقال: كان كثير الاختلاف إلى حماد بن زيد أو كثير اللزوم له حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عن خالد بن خداش فقال صدوق، وفي تهذيب التهذيب (3 - 74)،نجد أن الرجل وثق توثيقا معتبرا أما جرحه فغير مفسر ... قال يحيى بن معين وأبو حاتم وصالح بن محمَّد البغدادي صدوق وقال بن سعد ثقة وقال يعقوب بن شيبة كان ثقة صدوقا وقال يحيى بن معين قد كتبت عنه ينفرد عن حماد بن زيد بأحاديث وقال أبو داود روى عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر حديث الغار ورأيت سليمان بن حرب ينكره عليه وقال أبو حاتم الرازي سألت سليمان بن حرب عنه فقال صدوق لا بأس به كان يختلف معنا إلى حماد بن زيد وأثنى عليه خيرا .. وذكره بن حبان في الثقات وقال مات سنة 224 وكذا أرخه بن قانع وقال ثقة وفي كتاب الساجي أيضًا كان أحمد يلزمه. وقال ابن المديني ضعيف وقال زكريا الساجي فيه ضعف وشيخ الطبراني ثقة -البلغة- 61،وحماد ثقة ثبت فقيه (1 - 197)، وشيخه السختياني ثقة ثبت حجة (1 - 89)، وشيخه تابعي ثقة فقيه أدرك ثلاثين من الصحابة (1 - 431)]. 3 - قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لما تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصة التي نزل بها عذري على الناس، نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر برجلين وامرأة ممّن كان باء بالفاحشة في عائشة فجلدوا الحد. قال: وكان رماها عبد الله بن أبي مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش رموها بصفوان بن المعطل السلمي. [درجته: سنده صحيح، رواه: ومن طريقه البيهقي (8 - 250)، هذا السند: صحيح عمرة تلميذة عائشة تابعية ثقة وأكثرت الرواية عنها (2 - 607)، وتلميذها تابعي ثقة من رجال الشيخين (1 - 405)].

غزوة سيف البحر (الخبط)

غزوة سيف البحر (الخبط) 1 - قال البخاري (4 - 1585): حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنه قال: لما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثا قبل الساحل وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وهم ثلاثمائة فخرجنا وكنا ببعض الطريق فني الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد الجيش فجمع، فكان مزودي تمر، فكان يقوتنا كل يوم قليلًا قليلًا حتى فني فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة. فقلت. ما تغني عنكم تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت، ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب، فأكل منها القوم ثمان عشرة ليلة ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم أمر براحلة فرحلت ثم مرت تحتهما فلم تصبهما. 2 - قال البخاري (4 - 1585):حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الذي حفظناه من عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثمائة راكب أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد عير قريش، فأقمنا بالساحل نصف شهر، فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط فسمي ذلك الجيش جيش الخبط، فألقى لنا البحر دابة يقال لها العنبر، فأكلنا منه نصف شهر وادهنا من ودكه حتى ثابت إلينا أجسامنا، فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه فعمد إلى أطول رجل معه (قال سفيان مرة ضلعا من أضلاعه فنصبه، وأخذ رجلا وبعيرا فمر تحته. قال جابر: وكان رجل من القوم نحو ثلاث جزائر، ثم نحو ثلاث جزائر، ثم نحو ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه) وكان عمرو يقول: أخبرنا أبو صالح أن قيس بن سعد قال لأبيه كنت في الجيش فجاعوا قال: انحر. قال: نحرت. قال: ثم جاعوا قال: انحر. قال: نحرت. قال: ثم جاعوا. قال: انحر. قال: نحرت. ثم جاعوا قال: انحر. قال: نهيت. 3 - قال مسلم (4 - 2308): حدثنا هارون بن معروف ومحمَّد بن عباد وتقاربا في لفظ الحديث والسياق لهارون قالا حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا.، فكان أول من لقينا أبا اليسر. ثم ذكر حديثا طويلا وفيه ....

إجلاء يهود بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة

وشكا الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوع فقال: "عسى الله أن يطعمكم" فأتينا سيف البحر، فزخر البحر زخرة فألقى دابة فأورينا على شقها النار فاطبخنا واشتوينا وأكلنا حتى شبعنا. قال جابر: فدخلت أنا وفلان وفلان حتى عد خمسة في حجاج عينها ما يرانا أحد حتى خرجنا، فأخذنا ضلعا من أضلاعه فقوسناه ثم دعونا بأعظم رجل في الركب وأعظم جمل في الركب وأعظم كفل في الركب فدخل تحته ما يطأطىء رأسه. إجلاء يهود بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة 1 - قال البخاري (6 - 2547): حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: بينما نحن في المسجد إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "انطلقوا إلى يهود". فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدراس فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فناداهم: "يا معشر يهود أسلموا تسلموا". فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال: "ذلك أريد"، ثم قالها الثانية فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم ثم قال الثالثة فقال: "اعلموا أن الأرض لله ورسوله وإني أريد أن أجليكم، فمن وجد منكم بماله شيئًا فليبعه وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله". ورواه مسلم (3 - 1387). 2 - قال البخاري (4 - 1478): حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: حاربت النضير وقريظة، فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن علهيم، حتى حاربت قريظة فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فآمنهم وأسلموا وأجلى يهود المدينة كلهم بني قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام ويهود بني حارثة وكل يهود المدينة. رواه مسلم (3 - 1387).

3 - قال البخاري (2 - صفحة 819): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه حرق نخل بني النضير وقطع (وهي البويرة) ولها يقول حسان: وهان على سراة بني لؤي .... حريق بالبويرة مستطير ورواه مسلم (3 - 1365). 4 - قال البخاري (3 - 1063): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر - رضي الله عنه - قال: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة وكان ينفق على أهله نفقة سنته ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله. ورواه مسلم (3 - 1376). 5 - قال البخاري (4 - 1852):حدثنا محمَّد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: التوبة هي (الفاضحة) ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أنها لن تبقي أحدا منهم إلا ذكر فيها. قال قلت: سورة الأنفال؟ قال: نزلت في بدر. قال قلت: سورة الحشر؟ قال: نزلت في بني النضير. ورواه مسلم (4 - 2322). 6 - قال البخاري (4 - 1478):حدثني الحسن بن مدرك حدثنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الحشر قال: قل سورة النضير.

غزوتى: الخندق (الأحزاب) وبني قريظة

غزوتى: الخندق (الأحزاب) وبني قريظة 1 - قال ابن إسحاق. تفسير الطبري (5 - 135): أخبرني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان الذين حزبوا الأحزاب من قريش وغطفان وبني قريظة (حيي بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق وأبو رافع والربيع بن أبي الحقيق وأبو عامر ووحوح بن عامر وهوذة بن قيس) فأما وحوح وأبو عامر وهوذة فمن بني وائل، وكان سائرهم من بني النضير، فلما قدموا على قريش قالوا: هؤلاء أحبار يهود وأهل العلم بالكتب الأول فاسألوهم أدينكم خير أم دين محمد؟ فسألوهم، فقالوا: بل دينكم خير من دينه، وأنتم أهدى منه وممن اتبعه، فأنزل الله فيهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} [النساء: 51 - 54]. [درجته: حسن لغيره , هذا السند: ضعيف لجهالة حال محمَّد بن أبي محمَّد وإن كان ابن إسحاق لا يتهمه لكن الحديث له شاهد عند ابن إسحاق أيضًا -تفسير الطبري (21 - 129) عن يزيد بن رومان مولى آل الزبير عن عروة بن الزبير وعمن لا أتهم عن عبيد الله بن كعب بن مالك وعن الزهري وعن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم وعن محمَّد بن كعب القرظي وعن غيرهم من علمائنا أنه كان من حديث الخندق أن نفرا من اليهود منهم سلام بن أبي الحقيق النضري وحيي بن أخطب النضري وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري وهوذة بن قيس الوائلي وأبو عمار الوائلي في نفر من بني النضير ونفر من بني وائل وهم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله خرجوا حتى قدموا مكة على قريش فدعوهم إلى حرب رسول الله وقالوا إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله فقال لهم قريش يا معشر يهود إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمَّد أفديننا خير أم دينه قالوا بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه قال فهم الذين أنزل الله فيهم ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت وهذه الأسانيد كلها مرسلة وإن كان عبد الله بن كعب له رؤية. وهي لا تقوي بعضها البعض لأنه ربما كان مصدرها واحدًا، لكنها تتقوى بالحديث الأول عن ابن عباس فهو ليس بشديد الضعف].

2 - قال الطبراني في الأوسط (6 - 28): حدثنا عبدان بن أحمد وزكريا الساجي قالا ثنا عقبة بن سنان الذراع ثنا عثمان بن عثمان الغطفاني ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء الحارث الغطفاني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد شاطرنا تمر المدينة: قال: "حتى استأمر السعود" فبعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد ابن خيثمة وسعد بن مسعود رحمهم الله فقال: "إني قد علمت أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وإن الحارث يسألكم أن تشاطروه تمر المدينة فإن أردتم أن تدفعوا إليه عامكم هذا حتى تنظروا في أمركم بعد؟ " قالوا: يا رسول الله أوحي من السماء فالتسليم لأمر الله، أو عن رأيك أو هواك فرأينا تبع لهواك ورأيك؟ فإن كنت إنما تريد الإبقاء علينا، فوالله لقد رأيتنا وإياهم على سواء ما ينالون منا تمرة إلا بشرى أو قرى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هو ذا تسمعون ما يقولون" قالوا: غدرت يا محمد، فقال حسان بن ثابت -رضي الله عنه-: ياجار من يغدر بذمة جاره ... أبدا فإن محمدًا لايغدر وأمانة المرء حيث لقيتها ... كسر الزجاجة صدعها لا يجبر إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ... واللؤم ينبت في أصول السخبر [درجته: سنده حسن وفي متنه زيادة غير صحيحة , وهي كلمة (سعد بن الربيع) وهي من أوهام ابن علقمة، والبزار -زوائد (2 - 331):حدثنا عقبة .. هذا السند: حسن من أجل ومحمَّد بن عمرو بن علقمة حديثه حسن إذا لم يخالف من هو أوثق منه وهو من رجال البخاري ومسلمٌ بل من رجال الستة- التقريب (2/ 196) وأبو سلمة بن عبد الرحمن تابعي ثقة مكثر - التقريب (2/ 430) وعثمان صدوق من رجال مسلم - السابق (2/ 12) وعقبة بن سنان بن عقبة بن سنان بن سعد بن جابر البصري من شيوخ أبي حاتم وقد قال عنه: صدوق - الجرح والتعديل (6/ 311)]. 3 - قال الحارث: زوائد الهيثمي (2 - 702): حدثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن سليمان التيمي عن أبي عثمان -رضي الله عنه- قال: ضرب رسول - صلى الله عليه وسلم - في الخندق ثم قال: بسم الله وبه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا حبذا ربا وحبذا دينا

[درجته: سنده صحيح، معاوية ثقة من رجال الشيخين انظر التهذيب (10 - 215)، وشيخه ثقة حافظ من رجال الشيخين (1 - 41) وسليمان بن طرخان التيمي تابعي ثقة عابد من رجال الشيخين (1 - 326) وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مل مخضرم ثقة ثبت عابد من رجال الشيخين (1 - 499) وروايته عن الصحابة وليس ضمن شيوخه تابعي ثم وجدت الحديث موصولا في طبقات المحدثين بأصبهان (3 - 440) عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال لما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخندق]. 4 - قال البخاري (3 - 1382): حدثني محمد بن عبيد الله حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال: جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتادنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم لا عيش إلا عيش الآخره. فاغفر للمهاجرين والأنصار". 5 - قال البخاري (4 - 1506):حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو اغبر بطنه يقول: والله لولا الله ما اهتدينا .... ولاتصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا .... وثبت الأقدام إن لاقينا إن الألى قد بغوا علينا .... إذا أرادوا فتنة أبينا ورفع بها صوته: أبينا أبينا. 6 - قال البخاري (4 - 1504): حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثا أبو إسحاق عن حميد سمعت أنسا - رضي الله عنه - يقول: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال: "اللَّهم إن العيش عيش الآخرة. فاغفر للأنصار والمهاجره". فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا

7 - قال البخاري (4 - 1505) حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال: أتيت جابر -رضي الله عنه- فقال: إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاؤوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق؟ فقال: "أنا نازل". ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المعول فضرب الكدية فعاد كثيبا أهيل أو أهيم، فقلت: يا رسول الله ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ما كان في ذلك صبر، فعندك شيء؟ قالت عندي شعير وعناق. فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي - صلى الله عليه وسلم - والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي قد كادت تنضج، فقلت: طعيم لي، فقم أنت يا رسول ورجل أو رجلان، قال: "كم هو؟ ". فذكرت له. قال: "كثير طيب" قال: "قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي" فقال: "قوموا". فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على امرأته قال: ويحك جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمهاجرين والأنصار ومن معهم قالت: هل سألك؟ قلت: نعم، فقال: "ادخلوا ولا تضاغطوا". فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه , ثم ينزع، فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية قال: "كلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة". 8 - قال البخاري (4 - 1505):حدثني عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: لما حفر الخندق رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدًا، فانكفأت إلى امرأتي فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدا. فأخرجت إلي جرابًا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: لا تفضحنى برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبمن معه. فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك. فصاح النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أهل الخندق إن جابرًا قد صنع سورًا فحي هلا بكم"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى

أجيء". فجئت وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت: بك وبك. فقلت: قد فعلت الذي قلت، فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال: "ادع خابزة فلتخبز معي، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها". وهم ألف، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا إن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو. 9 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (4 - 174): حدثني سعيد بن مينا أنه حدث أن ابنة لبشير بن سعد أخت النعمان بن بشير قالت: دعتني أمي عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي، ثم قالت: أي بنية اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله ابن رواحة بغدائهما. قالت: فأخذتها فانطلقت بها فمررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا التمس أبي وخالي. فقال: "تعالى يا بنية, ما هذا معك؟ " قالت فقلت: يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير ابن سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغديانه. قال: "هاتيه" قالت: فصببته في كفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ملأتهما، ثم أمر بثوب فبسط له، ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب، ثم قال لإنسان عنده: "اصرخ في أهل الخندق أن هلم إلى الغداء" فاجتمع الخندق عليه فجعلوا يأكلون منه , وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب. [درجته: سنده صحيح، سعيد بن مينا مولى البختري بن أبي ذباب الحجازي يكنى أبا الوليد تابعي ثقة صحيح تقريب التهذيب (241) وقد سمع من جابر الحديث السابق وشيخته هنا صحابية صغيرة وقد رواه عنها كما عند البيهقي في دلائل النبوة (3 - 427)]. 10 - قال قال ابن أبي شيبة (7 - 378): حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن ميمون قال حدثنا البراء بن عازب قال: لما كان حيث أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحفر الخندق عرض لنا في بعض الجبل صخرة عظيمة شديدة لا تدخل فيها المعاول، فاشتكينا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآها أخذ المعول وألقى ثوبه وقال: "باسم الله" ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها وقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام،

والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة" ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض" (ثم ضرب الثالثة فقال: "باسم الله" فقطع بقية الحجر وقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء"). [درجته: حسن عدا ما بين الأقواس وسنده ضعيف رواه: أحمد (4 - 303) فقال ثنا محمَّد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون .. به، هذا السند: حسنه الحافظ فقال في فتح الباري (7 - 397):ووقع عند أحمد والنسائيُّ في هذه القصة زيادة بإسناد حسن من حديث البراء بن عازب، لكن قول الحافظ -رحمه الله- فيه نظر .. نظرًا لضعف ميمون أبي عبد الله (2 - 292) والتهذيب (10 - 351) لكن الحديث حسن بما بعده]. 11 - قال النسائي (6 - 43): أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا ضمرة عن أبي زرعة السيباني عن أبي سكينة رجل من المحررين عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ المعول ووضع رداءه ناحية الخندق، وقال: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فندر ثلث الحجر، وسلمان الفارسي قائم ينظر فبرق مع ضربة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برقة، ثم ضرب الثانية وقال: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فندر الثلث الآخر فبرقت برقة فرآها سلمان ثم ضرب الثالثة وقال: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فندر الثلث الباقي وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ رداءه وجلس. قال سلمان: يا رسول الله رأيتك حين ضربت ما تضرب الضربة إلا كانت معها برقة. قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا سلمان رأيت ذلك؟ " فقال: أي والذي بعثك بالحق يا رسول الله. قال: "فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني" قال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله ادع الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، "ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن

قيصر وما حولها حتى رأيتها بعيني" قالوا: يا رسول الله ادع الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، "ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: "دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم". [درجته: حسن وسنده ضعيف، من أجل أبي سكينة وذلك للاختلاف في صحبته قال في تهذيب التهذيب (12 - 125): أبو سكينة الحمصي وكان من المحررين روى عن النبي حديث دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم. وفيه عن رجل عن النبي عنه بلال بن سعد ويحيى بن أبي عمرو الشيباني قلت قال بن أبي حاتم عن أبيه أبو سكينة الذي روى عن جعفر بن برقان ولا يسمى ولا صحبة له وسئل أبو زرعة عنه فقال لا أعرف اسمه وقال الطبراني في معجمه أبو سكينة غير منسوب اختلف في صحبته روى عنه بلال بن سعد وجميل بن عبد الله ثنا محمد بن أحمد البراء ثنا علي بن المديني قال أبو سكينة لا يعلم له صحبة وقال بن عبد البر أبو سكينة شامي حمصي لا أعرف له اسمًا ولا نسبا روى عنه بلال بن سعد ذكره وفي الصحابة ولا دليل على ذلك وقيل أن حديثه مرسل ولا صحبة له وقد قيل أن اسمه محلم ولا ينسب انتهى وقال القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد في كتاب الصحابة الذين نزلوا حمص أبو السكينة رجل من الصحابة نزل حماه اسمه محلم بن سوار روى عنه بلال بن سعد وذكر عبد الحق في الأحكام الكبرى أن اسم أبي سكينة الذي روى عنه جعفر بن برقان زياد بن مالك وحكاه عنه بن القطان، والحديث بعد هذا حسن بما قبله وبما بعده]. 12 - قال الطبراني في الكبير (11 - 376):حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني سعيد بن محمد الجرمي ثنا ثنا أبو تميلة ثنا نعيم بن سعيد العبدي أن عكرمة حدث عن ابن عباس قال: احتفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق وأصحابة قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع، فلما رأى ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "هل دللتم على رجل يطعمنا أكله؟ " قال رجل: نعم، قال: أما لا فتقدم فدلنا عليه فانطلقوا إلى الرجل فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه منه، فأرسلت امرأته أن جئ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أتانا. فجاء الرجل يسعى فقال: بأبي وأمي، وله معزة ومعها جديها فوثب إليها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "الجدي من ورائنا" فذبح الجدي وعمدت المرأة إلى طحينة لها فعجنتها وخبزت، فأدركت القدر فثردت قصعتها فقربتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - إصبعه

فيها فقال: "بسم الله اللَّهم بارك فيها" اطعموا فأكلوا منها حتى صدروا ولم يأكلوا منها إلا ثلثها، وبقي ثلثاها فسرح أولئك العشرة الذين كانوا معه. أن اذهبوا وسرحوا إلينا بعدتكم، فذهبوا وجاء أولئك العشرة مكانهم فأكلوا منها حتى شبعوا، ثم قام ودعا لربة البيت وسمت عليها وعلى أهل بيتها، ثم تمشوا إلى الخندق فقال: اذهبوا بنا إلى سلمان فإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "دعوني فأكون أول من ضربها" فقال: "بسم الله" فضربها فوقعت فلقه ثلثها فقال: "الله أكبر قصور الروم ورب الكعبة" ثم ضرب بأخرى فوقعت فلقة فقال: "الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة" فقال عندها المنافقدن: نحن نخندق على أنفسنا وهو يعدنا قصور فارس والروم. [درجته: حسن بما قبله انظر تخريجه، هذا السند: قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6 - 132) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونعيم العنبري وهما ثقتان وهو كما قال لكنني وجدت ترجمة العنبري ولم يوثقه سوى ابن حبان حيث قال في الثقات (7 - 537): نعيم العنبري شيخ يروى عن الحسن روى عنه مسلمة بن مخلد .. والحديث حسن بما قبله]. 13 - قال البخاري (6 - 2650): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله قال: ندب النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس يوم الخندق، فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال. "لكل نبي حواري وحواري الزبير". قال سفيان حفظته من ابن المنكدر وقال له أيوب يا أبا بكر حدثهم عن جابر فإن القوم يعجبهم أن تحدثهم عن جابر فقال في ذلك المجلس سمعت جابرا -فتتابع بين أحاديث سمعت جابرا- قلت لسفيان فإن الثوري يقول يوم قريظة فقال كذا حفظته منه كما أنك جالس يوم الخندق. قال سفيان هو يوم واحد وتبسم سفيان. رواه مسلم (4 - 1879).

14 - قال مسلم (4 - 1879):حدثنا إسماعيل بن الخليل وسويد بن سعيد كلاهما عن ابن مسهر قال إسماعيل أخبرني علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النسوة في أطم حسان فكان يطأطئ لي مرة فأنظر وأطأطئ له مرة فينظر فكنت أعرف أبي إذا مر على فرسه في السلاح إلى بني قريظة. قال: وأخبرني عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير قال: فذكرت ذلك لأبي فقال: ورأيتني يا بني؟ قلت: نعم، قال: أما والله لقد جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ أبويه، فقال: "فداك أبي وأمي". ورواه البخاري (3 - 1362). 15 - قال البخاري (2 - 637): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده". 16 - قال البخاري (4 - 1511):حدثنا زكرياء بن يحيى حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له (حبان بن العرقة) رماه في الأكحل فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل -عليه السلام- وهو ينفض رأسه من الغبار فقال: وضعت السلاح؟ والله ما وضعته اخرج إليهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فأين؟ "، فأشار إلى بني قريظة. فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلوا على حكمه، فرد الحكم إلى سعد قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم. قال هشام فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدا قال اللَّهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب ما إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك - صلى الله عليه وسلم - وأخرجوه، اللَّهم

فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتي فيها. فانفجرت من لبته فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم. فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دمًا فمات -رضي الله عنه-. 17 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل -عليه السلام- فقال: قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه فاخرج إليهم. قال: "فإلى أين؟ " قال: ها هنا وأشار إلى بني قريظة فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم. 18 - قال البخاري (4 - 1510): حدثنا موسى حدثنا جرير بن حازم عن حميد بن هلال عن أنس - رضي الله عنه - قال: كأني انظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم، موكب جبريل حين سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة. 19 - قال البخاري (1 - 321):حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال حدثنا جورية عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لنا لما رجع من الأحزاب:"لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة". فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها. وقال بعضهم بل نصلي، لم يرد منا ذلك فذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يعنف واحدًا منهم. ورواه مسلم (3 - 1391). 20 - قال البخاري (2 - 948):حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامه قال حدثني عبيد الله قال حدثني نافع قال حدثني ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه، ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني. قال نافع: فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته هذا الحديث. فقال: إن هذا لحد بين الصغير والكبير. وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة. ورواه مسلم (3 - 1490).

21 - قال الحاكم (3 - 33):حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن عبد الرحمن عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قتل رجل من المشركين فطلبوا أن يواروه، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أعطوه الدية (وقتل من بني عامر بن لؤي عمرو بن عبد ود قتله علي بن أبي طالب مبارزة). [درجته: الصحيح منه ما بين الأقواس، هذا السند: ضعيف لأن الحكم لم يسمع هذا الحديث من مقسم لكن لما بين الأقواس شواهد تأتي بعده]. 22 - قال الحاكم (3 - 34): حدثنا إسماعيل بن محمَّد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: قتل من المشركين يوم الخندق عمرو بن عبد ود قتله علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. [درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده ضعيف، هذا السند مرسل ابن شهاب لم يدرك هذا الحدث ويشهد له ما قبله وما بعده]. 23 - قال الحاكم (3 - 36):أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن خالد ثنا أبي ثنا بن لهيعة قال: قال عروة بن الزبير: وقتل من كفار قريش يوم الخندق من بني عامر بن لؤي ثم من بني مالك بن حسل عمرو بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل، قتله علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. [درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده ضعيف، هذا السند ضعيف لأنه مرسل ويشهد له ما قبله]. 24 - قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير وقال وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن يهوذا عن رجال من قومه قالوا: فذكر قصة الخندق (وقتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عمرو بن عبد ود) ثم أقبل علي -رضي الله عنه- نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووجهه يتهلل فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هلا استلبت درعه فإنه ليس للعرب درع خير منها؟ فقال: ضربته فاتقاني بسواده فاستحييت بن عمي أن أستلبه. [درجته: ما بين الأقواس حديثٌ حسنٌ وسنده ضعيف، رواه: ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي (6 - 308)، هذا السند: ضعيف لإرساله لكن يشهد له ما قبله].

25 - قال أحمد بن حنبل (4 - 65): حدثنا أسود بن عامر قال ثنا شريك عن أبي إسحاق عن المهلب بن أبي صفرة عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أراهم الليلة إلا سيبيتونكم فإن فعلوا فشعاركم حم لا ينصرون". [درجته: سنده صحيح، رواه: الترمذيُّ (4 - 197)، وابن الجارود (1 - 266)، والحاكم (2 - 117)، والبيهقيُّ (6 - 361)، وأبو داود (3 - 33)،وابن أبي شيبة (7 - 375)،وعبد الرزاق (5 - 233)، والطبرانيُّ (7 - 298)،من طرق عن أبي إسحاق عن المهلب .. هذا السند: صحيح المهلب من ثقات الأمراء وقد سمع منه أبو إسحاق وقال عنه تهذيب التهذيب (10 - 293)، ما رأيت أميرا كان أفضل من المهلب]. 26 - قال البخاري (4 - 1511): حدثني محمَّد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت أبا أمامة قال سمعت أبا سعيد لخدري -رضي الله عنه- يقول: نزل أهل قريظة على حكم سعد ابن معاذ فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد، فأتى على حمار فلما دنا من المسجد قال للأنصار: "قوموا إلى سيدكم أو خيركم". فقال: "هؤلاء نزلوا على حكمك". فقال تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم، قال: "قضيت بحكم الله" وربما قال: "بحكم الملك". ورواه مسلم (3 - 1388). 27 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (4 - 185): حدثني أبو ليلى عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل الأنصاري أخو بني حارثة: أن عائشة أم المؤمنين كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق وكان من أحرز حصون المدينة، قال: وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن فقالت عائشة (وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب) فمر سعد وعليه درع له مقلصة وقد خرجت منها ذراعه كلها وفي يده حربته يرفل بها ويقول: لبث قليلًا يشهد الهيجا جمل ... لا بأس بالموت إذا حان الأجل قال فقالت له أمه الحق أي بني فقد والله أخرت. قالت عائشة: فقلت لها: يا أم سعد والله لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي .. قالت: وخفت عليه

حيث أصاب السهم منه فرمي سعد بن معاذ بسهم فقطع منه الأكحل. [درجته: سنده صحيح وما بين الأقواس غلط من الراوي، هذا السند: عند الحاكم عن عائشة وعبد الله بن سهل تابعي ثقة من رجال الشيخين -التقريب (2/ 467) واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل الأنصاري. قال البخاري: عبد الله بن سهل سمع من عائشة انظر: التهذيب (12/ 215) ويكنى بـ أبي ليلى). 28 - قال أحمد (6 - 141): حدثنا يزيد قال أنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص قال أخبرتني عائشة قالت: خرجت يوم الخندق أقفوا آثار الناس، فسمعت وئيد الأرض ورائي يعني حس الأرض قالت: فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنة، قالت: فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد، قالت: وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم قالت (فمر وهو يرتجز ويقول: لبث قليلا يشهد الهيجا جمل ... لا بأس بالموت إذا حان الأجل قالت: فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين، وإذا فيهم عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه سبغة له يعني مغفرا، فقال عمر: ما جاء بك لعمري والله إنك لجريئة وما يؤمنك أن يكون بلاءً أو يكون تحوز؟ قالت: فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت لي ساعتئذ فدخلت فيها. قالت: فرفع الرجل السبغة عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله فقال: يا عمر ويحك إنك قد أكثرت منذ اليوم وأين التحوز أو الفرار إلا إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ-؟) قالت: ويرمى سعدا رجلٌ من المشركين من قريش يقال له (بن العرقة) بسهم له. فقال له: خذها وأن ابن العرقة. فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله -عَزَّ وَجَلَّ- سعد فقال: اللَّهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة. قالت: وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية. قالت: فرقي كلمه وبعث الله -عَزَّ وَجَلَّ- الريح على المشركين فكفا الله -عَزَّ وَجَلَّ- المؤمنين القتال، وكان الله قويًا عزيزا. فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة، ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد، ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم، ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة فوضع السلاح

وأمر بقبة من آدم فضربت على سعد في المسجد. قالت: فجاءه جبريل -عليه السلام- وإن على ثناياه لنقع الغبار فقال: أقد وضعت السلاح؟ والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح، أخرج إلى بني قريظة فقاتلهم. قالت: فلبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمر علي بني غنم وهم جيران المسجد حوله فقال: من مر بكم؟ فقالوا مر بنا دحية الكلبي. وكان دحية الكلبي تشبه لحيته وسنه ووجهه جبريل -عليه السلام- فقالت: فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة، فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء قيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر، فأشار إليهم أنه الذبح قالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انزلوا على حكم سعد بن معاذ" فنزلوا. وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد بن معاذ فأتي به على حمار عليه إكاف من ليف قد حمل عليه وحف به قومه، فقالوا: يا أبا عمرو حلفائك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت قالت: لا يرجع إليهم شيئًا ولا يلتفت إليهم، حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال: قد آن لي أن لا أبالي في الله لومه لائم. قال قال أبو سعيد: فلما طلع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قوموا إلى سيدكم فأنزلوه" فقال عمر: سيدنا الله -عَزَّ وَجَلَّ- قال: انزلوه، فأنزلوه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احكم فيهم" قال سعد: فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم وقال يزيد ببغداد ويقسم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد حكمت فيهم بحكم الله -عَزَّ وَجَلَّ- وحكم رسوله" قالت: ثم دعا سعد قال: اللَّهم إن كنت أبقيت على نبيك - صلى الله عليه وسلم - من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك. قالت: فانفجر كلمه وكان قد برئ حتى ما يرى منه إلا مثل الخرص، ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت عائشة (فحضره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، قالت: فوالذي نفس محمَّد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله -عَزَّ وَجَلَّ- رحماء بينهم، قال علقمة قلت: أي أمه فكيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته).

[درجته: حسن عدا ما بين الأقواس الكبيرة, رواه: إسحاق بن راهويه (2 - 544)،والحاكم (3 - 383)، وابن حبان (15 - 498) , هذا السند: سنده ضعيف من أجل عمرو وهو يحتاج إلى توثيق لذلك قال الحافظ في التقريب (2/ 75) مقبول: أي عند المتابعة والشواهد .. انظر سيرة ابن كثير (3/ 237)، ويشهد لباقي الحديث في الصحيح وغيره وقصة أبي لبابة لها شاهد في الحديث التالي:]. 29 - قال سعيد بن منصور (5 - 204): حدثنا سعيد قال نا سفيان عن ابن أبي خالد قال سمعت عبد الله بن أبي قتادة يقول: في مسجد الكوفة: نزلت هذء الآية: {لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ}. قال: سألوا أبا لبابة بن عبد المنذر بنو قريظة يوم قريظة ما هذا الأمر؟ فأشار إلى حلقه يقول الذبح فنزلت هذه الآية. [درجته: حسن وسنده مرسل، هذا السند: مرسل وعبد الله تابعي كبير وثقة من رجال الشيخين (1 - 441)، وهناك شاهد آخر ذكره ابن كثير -رحه الله- في البداية والنهاية (4 - 119) فقال: وهكذا رواه ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة]. 30 - قال ابن إسحاق. فتح الباري (7 - 402): حدثني يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة: أن نعيمًا كان رجلًا نموما وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له "إن اليهود بعثت إلي إن كان يرضيك أن نأخذ من قريش وغطفان رهنا ندفعهم إليك فتقتلهم فعلنا" فرجع نعيم مسرعا إلى قومه فأخبرهم فقالوا والله ما كذب محمد عليهم وإنهم لأهل غدر وكذلك قال لقريش فكان ذلك سبب خذلانهم ورحيلهم. [درجته: سنده صحيح، يزيد مولى آل الزبير تابعي ثقة -التقريب (2 - 264)]. 31 - قال أحمد (3 - 350) حدثنا حجين ويونس قالا ثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر: أنه قال: رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله أو أبجله، فحسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بالنار فانتفخت يده، فتركه فنزفه الدم فحسمه أخرى، فانتفخت يده, فلما رأى ذلك قال: اللَّهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة. فاستمسك عرقه فما قطر قطرة حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأرسل إليه فحكم أن يقتل

رجالهم ويستحيى نساؤهم يستعين بهن المسلمون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أصبت حكم الله فيهم" وكانوا أربعمائة فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات. [درجته: سنده صحيح، رواه: الترمذيُّ (4 - 144)، وابن حبان (11 - 106)، وأحمدُ (3 - 350) من طرق عن الليث عن أبي الزبير عن جابر، هذا السند: صحيح، وظاهر هذا السند الضعف لأن أبا الزبير مدلس وقد عنعن .. لكن ذلك لا يضر في هذه الحالة لأن الراوي عن أبي الزبير هو الليث بن سعد، وقد بين له أبو الزبير ما سمعه من جابر فرواه عنه .. التهذيب (9/ 442) وحجين ثقة -التقريب (1/ 155). والحديث عند مسلم مختصرًا: (4 - 1731)]. 32 - قال مسلم (1 - 436): حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي ح وحدثناه عبيد الله بن معاذ (واللفظ له) قال حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الحكم عن يحيى سمع عليًا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب وهو قاعد على فرضة من فرض الخندق: "شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غربت الشمس ملأ الله قبورهم وبيوتهم (أو قال قبورهم وبطونهم) نار". 33 - قال البخاري (1 - 214): حدثنا معاذ بن فضالة قال حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله: أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعدما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش قال: يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والله ما صليتها". فقمنا إلى بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى الظهر بعدما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب. ومسلم (1 - 438). 34 - قال البخاري (3 - 1072): حدثنا أحمد بن محمَّد أخبرنا عبد الله أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد أنه سمع عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما - يقول: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب على المشركين فقال. "اللَّهم منزل الكتاب سريع الحساب اللَّهم اهزم الأحزاب اللَّهم اهزمهم وزلزلهم". ورواه مسلم (3 - 1363).

35 - قال البخاري (4 - 1512): حدثنا الحجاج بن منهال أخبرنا شعبة قال أخبرني عدي أنه سمع البراء -رضي الله عنه- قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسان: "اهجهم -أو هاجهم- وجبريل معك". وزاد إبراهيم بن طهمان عن الشيباني عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم قريظة لحسان بن ثابت: "اهج المشركين فإن جبريل معك". 36 - قال الطبراني (12 - 369): حدثنا محمّد بن الحسين الأنماطي ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري ثنا عبد العزيز بن محمَّد عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال: قيل لابن عمر: أين كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي يوم الأحزاب؟ قال: كان يصلي في بطن الشعب عند خربة هناك، ولقد أذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الانصراف للناس ثم أمرني أن أدعوهم فدعوتهم. [درجته انظر التخريج، هذا السند: قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6 - 135)، رواه الطبراني ورجاله ثقات وهو كما قال، فرجاله ثقات: عبيد الله ثقة ثبت (التقريب 1/ 537) وعبد العزيز الدراوردي: صدوق (التقريب- 1/ 512) ومصعب صدوق (التقريب- 2/ 252) وشيخ الطبراني سكت عنه الشيخ حماد الأنصاري حفظه الله في البلغة (280) ووجدت توثيقه في تاريخ بغداد (2/ 227) لكن يعكر على صفو هذه السلسلة قول الإِمام أحمد أن الدراوردي: ربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عبيد الله .. لكن الراجح أنه لم يقلب هنا .. لأنه روى نحو هذا الحديث وهو الحديث التالي، وقد توبع تابعه إمام ثقة هو ابن وهب عند ابن جرير (ابن كثير- الأحزاب). إن كان نقل ابن كثير صوابا وهو الحديث التالي:]. 37 - قال ابن جرير: حدثنا يونس حدثنا ابن وهب حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أرسلني خالي عثمان ابن مظعون -رضي الله عنه- ليلة الخندق في برد شديد وريح إلى المدينة فقال ائتنا بطعام ولحاف قال فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن لي وقال: "من أتيت من أصحابي فمرهم يرجعوا" قال: فذهب والريح تسفي كل شيء فجعلت لا ألقى أحدا إلا أمرته بالرجوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فما يلوى أحد

منهم عنقه قال: وكان معي ترس لي فكانت الريح تضربه علي وكان فيه حديد قال فضربته الريح حتى وقع بعض ذلك الحديد على كفي فأنفذها إلى الأرض. [درجته: سنده صحيح إن لم يخطئ ابن كثير في النقل، هذا السند: صحيح إن لم يكن الحافظ ابن كثير قد أخطأ في النقل فقد رجعت للطبري فوجدته (21 - 137)، عن ابن وهب قال ثني عبد الله بن عمرو، لكن قال الحافظ -رحمه الله- في فتح الباري (7 - 402)، وروى الطبراني بإسناد صحيح عن بن عمر قال بعثني خالي عثمان بن مظعون .. الحديث، فالله أعلم]. 38 - قال مسلم (3 - 1414): حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن جرير قال زهير حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: كنا عند حذيفة فقال رجل لو أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتلت معه وأبليت. فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ " فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال: "ألا برجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ " فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال: "ألا برجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ " فسكتنا فلم يجبه منا أحد فقال: "قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم" فلم أجد بدًا إذ دعاني باسمي أن أقوم قال: "اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي" فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام، حتى أتيتهم فرأيت أبا سفيان يصلى ظهره بالنار، فوضعت سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول الله: "ولا تذعرهم علي" ولو رميته لأصبته، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت قررت، فألبسني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائما حتى أصبحت، فلما أصبحت قال: "قم يا نومان". 39 - حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن مجاهد عن بن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور". [حديث صحيح رواه البخاري (1 - 350)، ومسلمٌ (2 - 617)].

40 - قال البخاري (4 - 1509): حدثني عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل سمعت أبا إسحاق يقول سمعت سليمان بن صرد يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول حين أجلى الأحزاب عنه "الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم". 41 - قال أحمد (3 - 25): حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى ثنا بن أبي ذئب ثنا سعيد بن أبي سعيد عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال: حبسنا يوم الخندق عن الصلوات حتى كان بعد المغرب هويا وذلك قبل أن ينزل في القتال ما نزل فلما كفينا القتال وذلك قوله: {وَكَفَى الله الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ الله قَوِيًّا عَزِيزًا} أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بلالًا فأقام الظهر فصلاها كما يصليها في وقتها، ثم أقام العصر فصلاها كما يصليها في وقتها، ثم أقام المغرب فصلاها كما يصليها في وقتها. [درجته: سنده صحيح، رواه: أحمد (3 - 25)، والنسائيُّ (2 - 17)، وابن حبان (7 - 147)، وغيرهم من طرق عن ابن أبي ذئب ثنا سعيد بن أبي سعيد عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه ,هذا السند: صحيح فسعيد المقبري تابعي ثقة من رجال الشيخين (1 - 297) كذلك شيخه لكنه من رجال مسلم فقط (1 - 481)، وأما ابن أبي ذئب واسمه عبد الرحمن فهو ثقة ثبت فاضل من رجال الشيخين (2 - 185)]. 42 - قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بني قريظة أنه قال: هل تدري عم كان إسلام (ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد) نفر من هذل لم يكونوا من بني قريظة ولا نضير؟ كانوا فوق ذلك؟ فقلت: لا. قال: فإنه قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له (بن الهيبان) فأقام عندنا والله ما رأينا رجلا قط لا يصلي الخمس خيرا منه، فقدم علينا قبل مبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين، فكنا إذا قحطنا وقل علينا المطر نقول له: يا بن الهيبان اخرج فاستسق لنا. فيقول: لا والله حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة. فنقول: كم تقدم؟ فيقول: صاعا من تمر أو مدين من شعير. ثم يخرج إلى ظاهرة حرتنا ونحن معه، فيستسقي، فوالله ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب (قد فعل ذلك غير مرة لا مرتين ولا ثلاثة)

فحضرته الوفاة فاجتمعنا إليه فقال: يا معشر يهود ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟ فقلنا: أنت أعلم. فقال: إنه إنما أخرجني أتوقع خروج نبي قد أظل زمانه، هذه البلاد مهاجرة فأتبعه فلا تسبقن إليه إذا خرج، يا معشر يهود فإنه يسفك الدماء ويسبي الذراري والنساء ممّن خالفه، فلا يمنعكم ذلك منه. ثم مات. فلما كانت تلك الليلة التي افتتحت فيها قريظة قال أولئك الفتية الثلاثة وكانوا شبانا أحداثا: يا معشر يهود للذي كان ذكر لكم بن الهيبان. قالوا: ما هو؟ قالوا: بلى، والله لهو يا معشر اليهود، إنه والله لهو لصفته، ثم نزلوا فأسلموا وخلوا أموالهم وأولادهم وأهاليهم، قال وكانت أموالهم في الحصين مع المشركين فلما فتح رد ذلك عليهم. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه البيهقي في الكبرى (9 - 114)، هذا السند: صحيح عاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي (1 - 385) والشيخ القرظي صحابي]. 43 - قال ابن إسحاق: حدثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين قالت: لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة. قالت: والله إنها لعندي تحدث معي تضحك ظهرا وبطنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقتل رجالهم بالسوق، إذ هتف هاتف باسمها: أين فلانة؟ قالت: أنا والله. قالت قلت: ويلك ومالك؟ قالت: أقتل. قالت قلت: ولم؟ قالت: حدثا أحدثته. قالت: فانطلق بها فضربت عنقها. وكانت عائشة تقول: والله ما أنسى عجبي من طيب نفسها وكثرة ضحكها وقد عرفت أنها تقتل. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه أحمد (6 - 277)، هذا السند: صحيح محمَّد بن جعفر ثقة من رجال الشيخين (2 - 150)، وعروة التابعي الثقة إمام المغازي المعروف (2 - 19)]. 44 - قال ابن إسحاق حدثني شعبة بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي قال: عرضنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم قريظة فكان من أنبت قتل ومن لم ينبت خلي سبيله، فكنت ممّن لم ينبت فخلي سبيلي.

[درجته: سنده صحيح، رواه الترمذيُّ (4 - 145)، وأبو داود (4 - 141)، والدارميُّ (2 - 294)،وابن ماجه (2 - 849)، وابن أبي شيبة (6 - 542)،هذا السند: صحيح عبد الملك بن عمير تابعي ثقة فقيه (1 - 521) وشيخه صحابي]. 45 - قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (3 - 427): أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد: لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة وكانت تداوي الجرحى، فكان النبي -عليه السلام- إذا مر به يقول: "كيف أمسيت؟ " وإذا أصبح قال: "كيف أصبحت؟ " فيخبره حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها فثقل فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كان يسأل عنه وقالوا: قد انطلقوا به فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا معه، فأسرع المشي حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا عن أعناقنا، فشكا ذلك إليه أصحابه: يا رسول أتعبتنا في المشي. فقال: إني أخاف أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما غسلت حنظلة. فانتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت وهو يغسل وأمه تبكيه وهي تقول: ويل أم سعد سعدا حزامة وجدا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل نائحة تكذب إلا أم سعد" ثم خرج به قال: يقول له القوم أو من شاء الله منهم: يا رسول الله ما حملنا ميتا أخف علينا من سعد فقال: "ما يمنعكم من أن يخف عليكم وقد هبط من الملائكة كذا وكذا -وقد سمى عدة كثيرة لم أحفظها- لم يهبطوا قط قبل يومهم قد حملوه معكم". [درجته: سنده حسن، رواه ابن سعد (3 - 428)، هذا السند: صحيح عاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي (1 - 385)، ومحمود صحابي أما عبد الرحمن فهو حسن الحديث إذا لم يخالف فهو من رجال الشيخين (1 - 483) وقد وثق توثيقا معتبرا ففي تهذيب التهذيب (6 - 172)، قال الدوري عن بن معين ثقة ليس به بأس وقال الدارمي عن بن معين صويلح وقال أبو زرعة والنسائيُّ والدارقطنيُّ ثقة وقال بن عدي وهو ممّن يعتبر حديثه ويكتب وقال النسائي في موضع آخر ليس به بأس، أما جرحه فغير مفسر قال بن حبان كان ممّن يخطئ ويهم كثيرا مرض القول فيه أحمد ويحيى

قتل سلام بن أبي الحقيق

وقالا: صالح وقال الأزدي ليس بالقوي عندهم، وقال النسائي مرة ليس بقوي، وجرح ابن حبان كتوثيقه]. 48 - قال مسلم (3 - 1390): حدثنا علي بن الحسين بن سليمان الكوفي حدثنا عبدة عن هشام بهذا الإسناد نحوه غير أنه قال: فانفجر من ليلته فما زال يسيل حتى مات وزاد في الحديث قال فذاك حين يقول الشاعر: ألا يا سعد سعد بني معاذ .... فما فعلت قريظة والنضير لعمرك إن سعد بني معاذ .... غداة تحملوا لهو الصبور تركتم قدركم لا شيء فيها .... وقدر القوم حامية تفور وقد قال الكريم أبو حباب .... أقيموا قينقاع ولا تسيروا وقد كانوا ببلدتهم ثقالا .... كما ثقلت بميطان الصخور قتل سلام بن أبي الحقيق 1 - قال البخاري (4 - 1482): حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار، فأمر عليهم عبد الله بن عتيك، وكان أبو رافع يؤدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعين عليه، وكان في حصن له بأرض الحجاز، فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم فقال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أن أدخل. فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس، فهتف به البواب. يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن أغلق الباب. فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علق الأغاليق على وتد، قال: فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب، وكان أبو رافع يسمر عنده وكان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت باب أغلقت علي من الداخل، قلت إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله

إسلام المغيرة بن شعبة

لا أدري أين هو من البيت، فقلت: يا أبا رافع؟ قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش، فما أغنيت شيئًا. وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال لأمك الويل إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف. قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة، ثم انطلقت حتى جلست على الباب. فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته؟ فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعى أبا رافع تاجر الحجاز. فانطلقت إلى أصحابي فقلت: النجاء فقد قتل أبا رافع. فانتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثته فقال: "ابسط رجلك". فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط. إسلام المغيرة بن شعبة 1 - قال البخاري (2 - 974): حدثني عبد الله بن محمَّد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال: أخبري عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا ... ، حديث طويل جاء فيه: كان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما الإِسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء". إسلام عمرو بن العاص وعودة مهاجري الحبشة 1 - قال البزار (4 - 153): حدثنا محمد بن المثنى قال نا معاذ بن معاذ قال نا ابن عون قال حدثني عمير بن إسحاق قال حدثني عمرو بن العاص قال: لما رأيت جعفر وأصحابه آمنين بأرض الحبشة قلت لأفعلن بهذا وأصحابه. فأتيت النجاشي فقلت: ائذن لعمرو بن العاص فأذن لي. فدخلت فقلت: إن بأرضنا ابن عم لهذا يزعم أن ليس للناس إلا إله واحد، وإنا والله إن لم ترحنا منه أصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أبدا ولا

أحد من أصحابي. فقال: أين هو؟ قال: إنه يجيء مع رسولك إنه لا يجيء معي. فأرسل معي رسولا فوجدناه قاعدا بين أصحابه فدعاه، فجاء فلما أتينا الباب ناديت: ائذن لعمرو بن العاص. ونادى خلفي: ائذن لحزب الله -عَزَّ وَجَلَّ- فسمع صوته، فأذن له فدخل ودخلت فإذا النجاشي على السرير، وإذا جعفر قاعد بين يديه وحوله أصحابه على الوسائد، ووصف عمير السرير، قال عمرو: فلما رأيت مقعده جئت حتى قعدت بينه وبين السرير، وجعلته خلف ظهري، وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي، قال: فسكت وسكتنا، وسكت وسكتنا حتى قلت في نفسي: لعن هذا العبد الحبشي ألا يتكلم؟ ثم تكلم فقال: نخروا. قال عمرو: أي تكلموا فقلت: إن ابن عم هذا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد وأنك والله إن لم تقتله لا أقطع إليك هذه النطفة أبدا أنا ولا أحد من أصحابي. فقال: يا أصحاب عمرو ما تقولون؟ قالوا: نحن على ما قال عمرو. فقال: يا حزب الله نخر. قال فتشهد جعفر فقال عمرو: فوالله إنه لأول يوم سمعت فيه التشهد ليومئذ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال: فأنت فما تقول؟ قال: فأنا على دينه. قال فرفع يده فوضعها على جبينه فيما وصف ابن عون ثم قال: أناموس كناموس موسى؟ ما يقول في عيسى؟ قال: يقول روح الله وكلمته، قال (فأخذ شيئًا من الأرض): ما أخطأ فيه مثل هذه. وقال: لولا ملكي لاتبعتكم. إذهب أنت يا عمرو فوالله ما أبالي ألا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا، واذهب أنت يا حزب الله فأنت آمن من قاتلك قتلته، ومن سلبك غرمته، وقال لآذنه: انظر هذا فلا تحجبه عني إلا أن أكون مع أهلي، فإن كنت مع أهلي فأخبره فإن أبى إلا أن تأذن له فأذن له. قال: فلما كان ذات عشية لقيته في السكة فنظرت خلفه، فلم أر خلفه أحدا فأخذت بيده فقلت: تعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قال: فغمزني وقال أنت على هذا. وتفرقنا فما هو إلا أن أتيت أصحابي فكأنما شهدوني وإياه، فما سألوني عن شيء حتى أخذوني وطرحوني، فجعلوا على وجهي قطيفة وجعلوا يغمزوني وجعلت

أخرج رأسي أحيانا حتى انفلت عريانا ما علي قشرة، ولم يدعوا لي شيئا إلا ذهبوا به فأخذت قناع امرأة عن رأسها فوضعته على فرجي، فقالت لي: كذا، وقلت: كذا. كأنها تعجب مني. قال: وأتيت جعفرا فدخلت عليه بيته، فلما رآني قال: ما شأنك؟ قلت: ما هو إلا أتيت أصحابي فكأنما شهدوني وإياك، فما سألوني عن شيء حتى طرحوا على وجهي قطيفة غموني بها أو غمروني وذهبوا بكل شيء من الدنيا هو لي، وما ترى علي إلا قناع حبشية أخذته من رأسها، فقال: انطلق. فما انتهينا إلى باب النجاشي نادى: ائذن بحزب الله وجاء آذنه فقال: إنه مع أهله. فقال: استأذن لي عليه فاستأذن له عليه فأذن له، فلما دخل قال: إن عمرا قد ترك دينه واتبع ديني. قال: كلا؟ قال: بلى. فدعا آذنه فقال: اذهب إلى عمرو فقل له: إن هذا يزعم أنك قد تركت دينك واتبعت دينه. فقلت: نعم. فجاء إلى أصحابي حتى قمنا على باب البيت وكتبت كل شيء حتى كتبت المنديل فلم أدع شيئًا ذهب إلا أخذته ولو أشاء أن آخذ من مالهم لفعلت قال ثم كنت بعد في الذين أقبلوا في السفن مسلمين. [درجته: سنده حسن، هذا السند: حسن شيخه محمَّد بن المثنى بن عبيد العنزي بفتح النون والزاي أبو موسى البصري المعروف بالزمن مشهور بكنيته وباسمه ثقة ثبت تقريب التهذيب (505) وشيخه معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبرى أبو المثنى البصري القاضي ثقة مئقن، تقريب التهذيب (536). وابن عون هو عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون البصري ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن التقريب (317) وأما عمير بن إسحاق فهو حسن الحديث وهذه هي ترجمته كما قالوا في رواة التهذيبين: عمير بن إسحاق القرشى، أبو محمد مولى بني هاشم. أهـ وقال المزى: روى عنه عبد الله بن عون (بخ س). قال أبو حاتم والنسائيُّ: لا نعلم روى عنه غيره. وقال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: لا يساوى شيئًا، ولكن يكتب حديثه. قال عباس: يعني لا يعرف ولكن ابن عون روى عنه قال: فقلت ليحيى: ولا يكتب حديثه؟ فقال: بلى. وقال عثمان بن سعيد الدارمى: قلت ليحيى: كيف حديثه؟ قال: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في كتاب (الثقات).

روى له البخاري في (الأدب)، والنسائيُّ: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي الخير، قال: أنبأنا القاضى: أبو المكارم اللبان في كتابه إلينا من أصبهان، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر أحمد ابن السندى، قال: حدثنا موسى بن هارون الحافظ، قال: حدثنا عباس بن الوليد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق، عن المقداد بن الأسود، قال: استعملنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عمل، فلما رجعت قال: "كيف وجدت الإمارة؟ ". قلت: يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم خول لي والله لا ألي على عمل ما دمت حيا. رواه عن حميد بن مسعدة، عن بشر بن المفضل، فوقع لنا بدلا عاليا، وليس له عنده غيره. أهـ. قال الحافظ في تهذيب التهذيب (8/ 143):ذكر الساجى أن مالكا سئل عنه فقال: قد روى عنه رجل، لا أقدر أن أقول فيه شيئا، وذكره العقيلي في (الضعفاء) لأنه لم يرو عنه غير واحد. قال ابن عدى. لا أعلم روى عنه غير ابن عون، وله من الحديث شيء يسير، ويكتب حديثه. أهـ. مما سبق يتبين لي أن الرجل موثق، ومن علم حجة على من لا يعلم، لكن لا يمكن طرح أقوال المنتقدين وإن كان نقدهم مداره حول جهالة الرجل، وحتى قول ابن معين، لا شيء. فهو مصطلح يعني به: قليل الحديث. فالرجل في النهاية حسن الحديث إذا لم يخالف. وهذا ليس بحديث بل خبر]. 2 - قال البخاري (4 - 1546): حدثني محمَّد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: بلغنا مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن فخرجنا إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم، إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسن رجلًا في قومي، فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا فوافقنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر، وكان أناس من الناس يقولون لنا يعني لأهل السفينة سبقناكم بالهجرة. ودخلت أسماء بنت عميس وهي ممّن قدم معنا على حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر: آلحبشية هذه آلبحرية هذه؟ قالت

الزواج بأم حبيبة بنت أبي سفيان (رضي الله عنها)

أسماء: نعم. قال: سبقانكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم فغضبت وقالت كلا والله كنتم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار -أو في أرض- البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وايم الله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأسأله والله ولا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه. فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا؟ قال "فما قلت له". قالت قلت له كذا وكذا قال: "ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم -أهل السفينة- هجرتان". قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو بردة قالت أسماء: رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني. ورواه مسلم (4 - 1946): حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمَّد بن العلاء الهمداني قالا حدثنا أبو أسامة. الزواج بأم حبيبة بنت أبي سفيان (رضي الله عنها) 1 - قال ابن حبان (13 - 386): أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا سعيد بن كثير بن عفير قال حدثنا الليث عن بن مسافر عن بن شهاب عن عائشة قالت: هاجر عبيد الله بن جحش بأم حبيبة بنت أبى سفيان وهي امرأته إلى أرض الحبشة، فلما قدم أرض الحبشة مرض، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم حبيبة وبعث معها النجاشي شرحبيل بن حسنة. [درجته: سنده صحيح، عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، روى عنه الليث بن سعد ويحيى بن أيوب المصري قال بن معين كان على مصر وكان عنده عن الزهري كتاب فيه مائتا حديث أو ثلاث مائة كان الليث يحدث بها عنه وكان جده شهد فتح بيت المقدس مع عمر وقال أبو حاتم صالح وقال النسائي ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات وقال بن يونس كانت ولايته على مصر سنة 118

عمرة وصلح الحديبية

وعزل سنة 19 وكان ثبتا في الحديث، وقال العجلي مصري ثقة وقال الذهلي ثبت وقال الدارقطنيُّ ثقة وقال الساجي هو عندهم من أهل الصدق وله مناكير وقرنه النسائي في الطبقات أصحاب الزهري بابن أبي ذئب وغيره، تهذيب التهذيب (6 - 150) ومن هذه الترجمة يتبين إن ابن مسافر ثقة وليس كما قال الحافظ -رحمه الله- أنه صدوق فقط وابن عفير صدوق عالم بالنسب (1 - 304) وهو من شيوخ البخاري ومسلمٌ والذهلي وابن خزيمة إمامان معروفان]. 2 - قال أحمد بن حنبل (6 - 427): حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر قال أبي وعلي بن إسحاق أنبأنا عبد الله أنا معمر عن الزهري عن عروة عن أم حبيبة: أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش وكان أتى النجاشي وقال علي بن إسحاق: وكان رحل إلى النجاشي فمات وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج أم حبيبة وإنها بأرض الحبشة، زوجها إياه النجاشي ومهرها أربعة آلاف ثم جهزها من عنده وبعث بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع شرحبيل بن حسنة وجهازها كله من عند النجاشي ولم يرسل إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء وكان مهور أزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعمائة درهم. [درجته: سنده صحيح، رواه: أبو داود (2 - 235)، والحاكم (2 - 198)، والبيهقيُّ (7 - 139)، وغيرهم من طرق عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن عروة عن أم حبيبة هذا السند: صحيح وهو على شرط الشيخين فمعمر بن راشد تلميذ الزهري ثقة ثبت فاضل -التقريب (2/ 266) أما تلميذه وشيخ أحمد عبد الله بن المبارك فهاك ما قاله ابن حجر ملخصًا سيرته العطرة: ثقة، ثبت، فقيه، عالم، جواد، مجاهد، جمعت فيه خصال الخير- التقريب (1/ 445)]. عمرة وصلح الحديبية 1 - قال البخاري [2 - 974]: حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال أخبري عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية حتى كانوا ببعض الطريق قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين". فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا

لقريش وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل. فألحت. فقالوا: خلأت القصواء خلأت القصواء فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل"، ثم قال: "والذي نفسي بيده لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها". ثم زجرها فوثبت، قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه وشكي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العطش، فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه، فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل تهامة فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا لم نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس، فإن أظهر فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جموا، وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله أمره". فقال بديل: سأبلغهم ما تقول. قال: فانطلق حتى أتى قريشا قال: إنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولًا، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا؟ فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء. وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته. يقول قال: سمعته يقول كذا وكذا. فحدثهم بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام عروة بن مسعود، فقال: أي قوم ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى قال: أو لست بالولد؟ قالوا: بلى. قال: فهل تتهمونني؟ قالوا: لا. قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى. قال: فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد اقبلوها ودعوني آتيه. قالوا: ائته. فأتاه فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوا من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أي محمد

أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟ وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك. فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر. قال: أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. قال وجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه السيف، وعليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب يده بنعل السيف وقال له: أخر يدك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع عروة رأسه فقال من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة. فقال: أي غدر ألست أسعى في غدرتك. وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما الإِسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء"، ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعينه قال فوالله ما تنخم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده, وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده , وما يحدون إليه النظر تعظيما له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها. فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه. فقالوا: ائته فلما أشرف على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له". فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه قال: رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى أن يصدوا عن البيت فقام رجل منهم يقال له مكرز ابن حفص فقال دعوني آتيه

فقالوا ائته فلما أشرف عليهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هذا مكرز وهو رجل فاجر". فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو، قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لقد سهل لكم من أمركم". قال معمر قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الكاتب فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بسم الله الرحمن الرحيم"، قال سهيل: أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو، ولكن اكتب (باسمك اللَّهم) كما كنت تكتب. فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اكتب باسمك اللَّهم". ثم قال: "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله". فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب (محمد بن عبد الله) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والله إني لرسول الله وإن كذبتموني. اكتب محمد بن عبد الله" قال الزهري وذلك لقوله: "لا يسألونني خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها"، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "على أن تخلوا بيننا وبن البيت فنطوف به". فقال سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة، ولكن ذلك من العام المقبل فكتب فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا. قال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما، فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يوسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة، حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل: هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنا لم نقض الكتاب بعدد".قال: فوالله إذًا لم أصالحك على شيء أبدًا. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فأجزه لي".قال: ما أنا بمجيزه لك قال: "بلى فافعل". قال: ما أنا بفاعل، قال: مكرز بل قد أجزناه لك، وقال أبو جندل: أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلمًا ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله. قال فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ألست نبي الله حقا؟

قال: "بلى"، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال "بلى". قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال "إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري " قلت. أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: "بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام". قال: قلت: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به". قال: فأتيت أبا بكر، فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيها الرجل إنه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق؟ قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به، قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به. قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالا قال: فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "قوموا فانحروا ثم احلقوا". قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك، اخرج لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحو بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ -حتى بلغ- بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}: فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية، ثم رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا: العهد الذي جعلت لنا؟ فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى إذا بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا، فاستله الآخر، فقال: أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني انظر إليه فأمكنه منه فضربه حتى برد وفر الآخر

حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآه: "لقد رأى هذا ذعرا". فلما انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير، فقال: يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم نجاني الله منهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد". فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال: وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن آتاه فهو آمن فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم فأنزل الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ -حتى بلغ- الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ}. وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت. 2 - قال البخاري (4 - 1525): حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة أن أنسا -رضي الله عنه- أخبره قال: اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع عمر كلهن في ذي القعدة، إلا التي كانت مع حجته عمرة من الحديبية في ذي القعدة وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة مع حجته. ورواه مسلم (2 - 916). 3 - قال الإِمام أحمد في حنبل (4 - 323):حدثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق بن يسار عن الزهري محمَّد بن مسلم بن شهاب عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا وساق معه الهدى سبعين بدنة، وكان الناس سبعمائة رجل فكانت كل بدنة عن عشرة، قال وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي فقال: يا رسول الله هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجت معها العوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا، وهذا خالد بن الوليد

في خيلهم قد قدموا إلى كراع الغميم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر الناس، فإن أصابوني كان الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإِسلام وهم وافرون، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة، فماذا تظن قريش؟ والله إنى لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله له حتى يظهره الله له أو تنفرد هذه السالفة" ثم أمر الناس فسلكوا ذات اليمين بين ظهري الحمض على طريق تخرجه على ثنية المرار والحديبية من أسفل مكة، قال فسلك بالجيش تلك الطريق فلما رأت خيل قريش فترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم نكصوا راجعين إلى قريش، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا سلك ثنية المرار بركت ناقته فقال الناس خلأت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما خلأت وما هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة، والله لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألوني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها" ثم قال للناس: "انزلوا" فقالوا: يا رسول الله ما بالوادي من ماء ينزل عليه الناس، فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهما من كنانته فأعطاه رجلا من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب، فغرزه فيه فجاش الماء بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن، فلما اطمأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بديل بن ورقاء في رجال من خزاعة فقال لهم كقوله لبشير بن سفيان، فرجعوا إلى قريش فقالوا: يا معشر قريش إنكم تعجلون على محمد وإن محمدا لم يأت لقتال إنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحقه، فاتهموهم. قال محمَّد يعني بن إسحاق قال الزهري (وكانت خزاعة في عيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمها ومشركها لا يخفون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا كان بمكة) قالوا: وإن كان إنما جاء لذلك فلا والله لا يدخلها أبدا علينا عنوة، ولا تتحدث بذلك العرب. ثم بعثوا إليه مكرز بن حفص بن الأخيف أحد بني عامر بن لؤي فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذا رجل غادر" فلما انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحو مما كلم به أصحابه، ثم رجع إلى قريش فأخبرهم بما قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فبعثوا إليه الحلس بن علقمة الكناني وهو يومئذ سيد الأحابش، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذا من قوم يتألهون فابعثوا

الهدى في وجهه" فبعثوا الهدي فلما رأى الهدي يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده قد أكل أوتاره من طول الحبس عن محله، رجع ولم يصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إعظاما لما رأى فقال: يا معشر قريش قد رأيت ما لا يحل صده الهدي في قلائده قد أكل أوتاره من طول الحبس عن محله، فقالوا: اجلس إنما أنت أعرابي لا علم لك. فبعثوا إليه عروة بن مسعود الثقفي، فقال: يا معشر قريش إنى قد رأيت ما يلقى منكم من تبعثون إلى محمَّد إذا جاءكم من التعنيف وسوء اللفظ، وقد عرفتم أنكم والد وإني ولد، وقد سمعت بالذي نابكم فجمعت من أطاعني من قومي ثم جئت حتى آسيتكم بنفسي قالوا: صدقت، ما أنت عندنا بمتهم، فخرج حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس بين يديه فقال: يا محمد جمعت أوباش الناس ثم جئت بهم لبيضتك لتفضها، إنها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا، وأيم الله لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غدا، قال: وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد فقال: امصص بظر اللات أنحن ننكشف عنه؟ قال: من هذا يا محمد قال: "هذا بن أبي قحافة" قال: أما والله لولا يد كانت لك عندي لكافأتك بها، ولكن هذه بها ثم تناول لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديد قال: يقرع يده ثم، قال: امسك يدك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل والله لا تصل إليك، قال: ويحك ما أفظك وأغلظك، قال: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من هذا يا محمد قال: "هذا بن أخيك المغيرة بن شعبة" قال: أغدر؟ هل غسلت سوأتك إلا بالأمس. قال فكلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل ما كلم به أصحابه فأخبره أنه لم يأت يريد حربا قال: فقام من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ وضوءً إلا ابتدروه ولا يبسق بساقًا إلا ابتدروه ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه، فرجع إلى قريش فقال: يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما، والله ما رأيت ملكًا قط مثل محمد في أصحابه، ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا فروا رأيكم قال:

وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك بعث خراش بن أمية الخزاعي إلى مكة وحمله على جمل له يقال له (الثعلب) فلما دخل مكة عقرت به قريش وأرادوا قتل خراش فمنعهم الأحابش حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا عمر ليبعثه إلى مكة، فقال: يا رسول الله إنى أخاف قريشا على نفسي وليس بها من بني عدى أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها، ولكن أدلك على رجل هو أعز مني (عثمان بن عفان) قال: فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعثه إلى قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب وأنه جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته، فخرج عثمان حتى أتى مكة ولقيه أبان بن سعيد بن العاص، فنزل عن دابته وحمله بين يديه وردف خلفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أرسله به، فقالوا لعثمان: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به؟ فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فاحتبسته قريش عندها. فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين أن عثمان قد قتل. قال محمَّد فحدثني الزهري أن قريشا بعثوا سهيل بن عمرو أحد بنى عامر بن لؤي فقالوا ائت محمدا فصالحه ولا يكون في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا فوالله لا تتحدث العرب أنه دخلها علينا عنوة أبدا فأتاه سهيل بن عمرو فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل" فلما انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكلما وأطالا الكلام وتراجعا حتى جرى بينهما الصلح فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب، فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر أوليس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولسنا بالمسلمين أوليسوا بالمشركن؟ قال: بلى. قال. فعلام نعطى الذلة في ديننا، فقال أبو بكر: يا عمر الزم غرزه حيث كان فإني أشهد أنه رسول الله. قال عمر: وأنا أشهد. ثم أتى رسول الله فقال: يا رسول الله أولسنا بالمسلمين أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطى الذلة في ديننا، فقال: أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعنى ثم قال عمر: ما زلت أصوم وأتصدق وأصلى وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ حتى رجوت أن

يكون خيرا. قال: ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فقال سهيل بن عمرو: لا أعرف هذا ولكن اكتب (باسمك اللَّهم)، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكتب باسمك اللَّهم هذا ما صالح عليه محمَّد رسول الله سهيل بن عمرو" فقال سهيل بن عمرو: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب هذا ما اصطلح عليه محمَّد بن عبد الله وسهيل بن عمرو على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض، على أنه من أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه بغير أذن وليه رده عليهم، ومن أتى قريشا ممّن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يردوه عليه، وأن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا أغلال، وكان في شرطهم حين كتبوا الكتاب أنه من أحب أن يدخل في عقد محمَّد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه فتواثبت خزاعة، فقالوا: نحن مع عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعهده. وتواثبت بنو بكر فقالوا: نحن في عقد قريش وعهدهم، وأنك ترجع عنا عامنا هذا فلا تدخل علينا مكة، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فتدخلها بأصحابك وأقمت فيهم ثلاثًا معك سلاح الراكب، لا تدخلها بغير السيوف في القرب، فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكتب الكتاب إذ جاءه أبو جندل بن سهيل بن عمرو في الحديد قد انفلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما تحمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نفسه دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا أن يهلكوا، فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه ثم قال يا محمَّد قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا، قال: صدقت. فقام إليه فأخذ بتلبيبه. قال وصرخ أبو جندل بأعلى صوته: يا معاشر المسلمين أتردونني إلى أهل الشرك فيفتنوني في ديني؟ قال فزاد الناس شرا إلى ما بهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا جندل اصبر واحتسب فان الله -عَزَّ وجَلَّ- جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجا، إنا قد عقدنا بيننا وبن القوم صلحا فأعطيناهم على ذلك وأعطونا عليه عهدًا وأنا لن

نغدر بهم. قال فوثب إليه عمر بن الخطاب مع أبي جندل فجعل يمشي إلى جنبه وهو يقول: أصبر أبا جندل فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب قال ويدنى قائم السيف منه. قال: يقول رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه قال فضن الرجل بأبيه ونفذت القضية، فلما فرغا من الكتاب وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في الحرم وهو مضطرب في الحل قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أيها الناس انحروا واحلقوا. قال: فما قام أحد. قال ثم عاد بمثلها فما قام رجل حتى عاد بمثلها فما قام رجل، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل على أم سلمة فقال: يا أم سلمة ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت فلا تكلمن منهم إنسانا، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق، فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكلم أحدًا حتى أتى هديه فنحره، ثم جلس فحلق فقام الناس ينحرون ويحلقون. قال حتى إذا كان بين مكة والمدينة في وسط الطريق فنزلت سورة الفتح. [درجته: حديث صحيح، رواه: البخاري كما في الحديث السابق. هذا السند: صحيح لولا عنعنة ابن إسحاق لكنه صرح بالسماع في مواضع أخرى]. 4 - قال البخاري (3 - 1310): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر -رضي الله عنه- قال: عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين يديه ركوة فتوضأ منها ثم أهل الناس نحوه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لكم؟ " قالوا: يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا ما في ركوتك قال: فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، قال فشربنا وتوضأنا فقلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مائة. 5 - قال البخاري (4 - 1526): حدثنا الصلت بن محمَّد حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قلت لسعيد بن المسيب بلغني أن جابر بن عبد الله كان يقول: كانوا أربع عشرة مائة. فقال لي سعيد: حدثني جابر كانوا خمس عشرة مائة الذين بايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية.

قال أبو داودة حدثنا قرة عن قتادة. تابعه بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة. 6 - قال البخاري (4 - 1526): حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية: "أنتم خير أهل الأرض". وكنا ألفا وأربعمائة، ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة. تابعه الأعمش سمع سالما سمع جابرا ألفا وأربعمائة. ورواه مسلم (3 - 1484). 7 - قال البخاري (4 - 1534): حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجزة -رضي الله عنه- قال: أتى علي النبي - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية والقمل يتناثر على وجهي فقال: "أيؤذيك هوام رأسك؟ "، قلت: نعم، قال: "فاحلق وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين أو انسك نسيكة". قال أيوب لا أدري بأي هذا بدأ. 8 - قال البخاري (2 - 647): حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى عن عبد الله ابن أبي قتادة أن أباه حدثه قال: انطلقنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم أحرم، فأنبئنا بعدو بغيقة فتوجهنا نحوهم، فبصر أصحابي بحمار وحش فجعل بعضهم يضحك إلى بعض، فنظرت فرأيته فحملت عليه الفرس فطعنته فأثبته فاستعنتهم فأبوا أن يعينوني، فأكلنا منه ثم لحقت برسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وخشينا أن نقتطع، أرفع فرسي شأوا وأسير عليه شأوا فلقيت رجلًا من بني غفار في جوف الليل فقلت: أين تركت رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: تركته بتعهن وهو قائل السقيا، فلحقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتيته فقلت: يا رسول الله إن أصحابك أرسلوا يقرؤون عليك السلام ورحمة الله- وبركاته وأنهم قد خشوا أن يقتطعهم العدو دونك فانظرهم، ففعل. فقلت: يا رسول الله إنا أصدنا حمار وحش وإن عندنا منه فاضلة؟ فقال رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "كلوا". وهم محرمون.

9 - قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (2 - 173): عبد الأعلي بن عبد الأعلى عن عبيد الله بن عمر عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال، بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي قتادة الأنصاري على الصدقة، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهم محرمون حتى نزلوا عسفان فإذا هم بحمار وحش قال: وجاء أبو قتادة وهو حل، فنكسوا رؤوسهم كراهية أن يحدوا أبصارهم فيفطن، فرآه فركب فرسه وأخذ الرمح فسقط منه فقال: ناولونيه، فقالوا: ما نحن بمعينيك عليه بشيء. فحمل عليه فعقره فجعلوا يشوون منه. ثم قالوا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا .. قال: وكان تقدمهم فلحقوه فسألوه فلم ير بذلك بأسا. [درجته: سنده صحيح، عياض تابعي ثقة (2 - 96)، وعبيد الله بن عمر تابعي صغير وثقة ثبت معروف (1 - 537)، وعبد الأعلى ثقة من رجال الشيخين (1 - 465)]. 10 - قال البخاري [4 - 1524): حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني صالح ابن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية فأصابنا مطر ذات ليلة فصلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح، ثم أقبل علينا فقال: "أتدرون ماذا قال ربكم؟ ". قلنا: الله ورسوله أعلم، فقال: "قال الله أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي، فأما من قال مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله فهو مؤمن بي كافر بالكوكب. وأما من قال مطرنا بنجم كذا وكذا فهو مؤمن بالكوكب كافر بي". 11 - قال عبد الرزاق (2 - 505): عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال: كنا مع رسول - صلى الله عليه وسلم - بعسفان قال: فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبن القبلة، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم، فقالوا: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم، قال فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} [النساء: 102]، قال: فحضرت الصلاة فأمرهم رسول الله محمد في - صلى الله عليه وسلم - فأخذوا السلاح فصففنا خلفه صفين، قال ثم ركع فركعنا جميعا، قال ثم رفع فرفعنا جميعا

ثم سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصف الذي يليه، قال والآخرون قيام يحرسونهم فلما سجدوا وقاموا جلس الآخرون فسجدوا في مكانهم، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فركعوا جميعًا ثم رفع فرفعوا جميعًا ثم سجد النبي - صلى الله عليه وسلم -بالصف الذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم فلما جلسوا جلس الاخرون فسجدوا ثم سلم عليهم ثم انصرف قال فصلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين مرة بعسفان ومرة في أرض بني سليم. [درجته: سنده صحيح، مجاهد تابعي ثقة وإمام في التفسير وفي العلم (2 - 229)، ومنصور بن المعتمر ثقة ثبت لا يدلس (2 - 277)]. 12 - قال أحمد بن حنبل (2 - 522): حدثنا عبد الصمد ثنا سعيد بن عبيد الهنائي ثنا عبد الله بن شقيق ثنا أبو هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بين ضجنان وعسفان فقال المشركون: إن لهم صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وهي العصر فأجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة، وإن جبريل -عليه السلام- أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلي ببعضهم، وتقوم الطائفة الأخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثم تأتي الأخرى فيصلون معه ويأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم لتكون لهم ركعة ركعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولرسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - ركعتان. [درجته: سنده صحيح، رواه: النسائي (3 - 174)، والترمذيُّ (5 - 243)، هذا السند: صحيح ابن شقيق تابعي ثقة (1 - 301)، وتلميذه صدوق (1 - 422)، وعبد الصمد بن عبد الو ارث صدوق (1 - 507)] 13 - قال البزار: حدثنا إسحاق بن بهلول حدثنا محمَّد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعد الخدري أنه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كنا بعسفان قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن عيون المشركين الآن على ضجنان فأيكم يعرف طريق ذات الحنظل؟ " فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أمسى: "هل من رجل ينزل فيسعى بين يدي الركاب" فقال رجل: أنا يا رسول الله فنزل

فجعلت الحجارة تنكبه والشجر يتعلق بثيابه، فقال رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -: "اركب" ثم نزل آخر فجعلت الحجارة والشجر يتعلق بثيابه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اركب"، ثم وقعنا على الطريق حتى سرنا في ثنية يقال لها الحنظل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مثل هذه الثنية إلا كمثلي الباب الذي دخل فيه بنو إسرائيل قيل لهم: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} لا يجوز أحد الليلة هذه الثنية إلا غفر له" فجعل الناس يسرعون ويجوزون، وكان آخر من جاز قتادة بن النعمان في آخر القوم، قال فجعل الناس يركب بعضهم بعضا حتى تلاحقنا قال: فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزلنا. [درجته: سنده صحيح، رواه: البزار مجمع الزوائد (6 - 144)، هذا السند: صحيح فشيخ البزار ثقة تاريخ بغداد (6 - 366)، وشيخه صدوق من رجال الشيخين (2 - 145)، وزيد وعطاء تابعيان ثقتان أما هشام فهو حسن الحديث إذا انفرد لكنه أثبت الناس في الرواية عن زيد كما قال أبو داود التهذيب (11 - 39)]. 14 - قال مسلم (4 - 2144): حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا قرة بن خالد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل". قال فكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج، ثم تتام الناس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وكلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر" فأتيناه فقلنا له: تعال يستغفر لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: والله لأن أجد ضالتي أحب إلى من أن يستغفر لي صاحبكم. قال وكان الرجل ينشد ضالة له. 15 - قال البخاري (3 - 1080): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع قال قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله فسألت نافعا على أي شيء بايعهم على الموت؟ قال: لا، بل بايعهم على الصبر.

16 - قال البخاري (4 - 1533): حدثني شجاع بن الوليد سمع النفر بن محمَّد حدثنا صخر عن نافع قال: إن الناس يتحدثون أن ابن عمر أسلم قبل عمر وليس كذلك، ولكن عمر يوم الحديبية أرسل عبد الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار يأتي به ليقاتل عليه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبايع عند الشجرة وعمر لا يدري بذلك، فبايعه عبد الله ثم ذهب إلى الفرس، فجاء به إلى عمر وعمر يستلئم للقتال فأخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبايع تحت الشجرة، قال: فانطلق فذهب معه حتى بايع رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - فهي التي يتحدث الناس أن ابن عمر أسلم قبل عمر. 17 - قال البخاري (4 - 1534): وقال هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عمر بن محمَّد العمري أخبرني نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن الناس كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية تفرقوا في ظلال الشجر، فإذا الناس محدقون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا عبد الله انظر ما شأن الناس قد أحدقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فوجدهم يبايعون فبايع، ثم رجع إلى عمر فخرج فبايع. 18 - قال مسلم (3 - 1483): حدثنا محمَّد بن حاتم حدثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير: سمع جابرا يسأل كم كانوا يوم الحديبية؟ قال كنا أربع عشرة مائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة، فبايعناه غير جد بن قيس الأنصاري اختبأ تحت بطن بعيره. 19 - قال مسلم (3 - 1485): حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد عن الحكم بن عبد الله بن الأعرج عن معقل بن يسار قال: لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يبايع الناس، وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه ونحن أربع عشرة مائة، قال: لم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر. 21 - قال مسلم (3 - 1486): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم (يعني ابن إسماعيل) عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع قال: قلت لسلمة على أي شيء بايعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية؟ قال: على الموت. ورواه البخاري (6 - 2634).

22 - قال البخاري (3 - 1081): حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة -رضي الله عنه- قال: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم عدلت إلى ظل الشجرة فلما خف الناس قال: "يا ابن الأكوع ألا تبايع؟ ". قال قلت: قد بايعت يا رسول الله. قال: "وأيضًا". فبايعته الثانية. فقلت له: يا أبا مسلم على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت. 23 - قال مسلم (3 - 1433): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن القاسم ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي كلاهما عن عكرمة ابن عمار ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وهذا حديثه أخبرنا أبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا عكرمة (وهو ابن عمار) حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها، قال: فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبا الركية فإما دعا وإما بسق فيها، قال: فجاشت فسقينا واستقينا قال: ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعانا للبيعة في أصل الشجرة، قال: فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال: "بايع يا سلمة" قال قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس قال: "وأيضًا" قال: ورآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزلا -يعني ليس معه سلاح- قال فأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال: "ألا تبايعني؟ يا سلمة" قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس قال: "وأيضا" قال: فبايعته الثالثة ثم قال لي: "يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟ " قال: قلت: يا رسول الله لقيني عمي عامر عزلا فأعطيته إياها. قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "إنك كالذي قال الأول: اللَّهم أبغني حبيبا هو أحب إلى من نفسي" ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض واصطلحنا، قال: وكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أسقي فرسه وأحسه وأخدمه وآكل من طعامه، وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فكسحت شوكها فاضجعت في أصلها، قال: فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة، فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأبغضتهم فتحولت إلى شجرة

أخرى وعلقوا سلاحهم واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى منادي من أسفل الوادي: يا للمهاجرين قتل ابن زنيم. قال: فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثا في يدي قال ثم قلت: والذي كرم وجه محمَّد لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه قال: ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرس مجفف في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه" فعفا عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} (48/ لفتح/24) الآية كلها. قال ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فنزلنا منزلا بيننا وبين بني لحيان جبل، وهم المشركون، فاستغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن رقي هذا الجبل الليلة كأنه طليعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، قال سلمة: فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثًا، ثم قدمنا المدينة فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهره مع رباح غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه، وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستاقه أجمع وقتل راعيه قال فقلت: يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المشركين قد أغاروا على سرحه. قال: ثم قمت على أكمة فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثًا: يا صباحاه ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز أقول: أنا ابن أبن الأكوع ... واليوم يوم الرضع فألحق رجلًا منهم فأصك سهما في رحله حتى خلص نصل السهم إلى كتفه قال: قلت: خذها وأنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع. قال: فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم فإذا رجع إلى فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها، ثم رميته فعقرت به حتى إذا تضايق الجبل دخلوا في تضايقه علوت الجبل فجعلت أرديهم بالحجارة، قال: فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول

الله - صلى الله عليه وسلم - إلا خلفته وراء ظهري، وخلوا بيني وبينه ثم لتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحًا يستخفون، ولا يطرحون شيئًا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، حتى إذا أتوا متضايقا من ثنية فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري فجلسوا يتضحون (يعني يتغدون) وجلست على رأس قرن. قال الفزاري: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح والله، ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا. قال: فليقم إليه نفر منكم أربعة. قال فصعد إلي منهم أربعة في الجبل قال: فلما أمكنوني من الكلام قال قلت: هل تعرفوني؟ قالوا: لا. ومن أنت؟ قال قلت: أنا سلمة ابن الأكوع والذي كرم وجه محمَّد - صلى الله عليه وسلم - لا أطلب رجلًا منكم إلا أدركته، ولا يطلبني رجل منكم فيدركني. قال أحدهم: أنا أظن. قال: فرجعوا فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخللون الشجر قال: فإذا أولهم الأخرم الأسدي على أثره أبو قتادة الأنصاري وعلى أثره المقداد بن الأسود الكندي، قال فأخذت بعنان الأخرم قال: فولوا مدبرين قلت: يا أخرم احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. قال يا سلمة: إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبن الشهادة، قال: فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن قال: فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول على فرسه، ولحق أبو قتادة فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعبد الرحمن فطعنه فقتله، فوالذي كرم وجه محمَّد - صلى الله عليه وسلم - اتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ولا غبارهم شيئًا، حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له (ذا قرد) ليشربوا منه وهم عطاش قال: فنظروا إلي أعدو ورائهم فحليتهم عنه (يعني أجليتهم عنه) فما ذاقوا منه قطرة قال: ويخرجون فيشتدون في ثنية قال فأعدوا فألحق رجلًا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه قال قلت: خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال: يا ثكلته أمه أكوعه بكرة. قال قلت: نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة. قال: وأردوا فرسين على ثنية قال فجئت بهما أسوقهما إلى

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء، فتوضأت وشربت، ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على الماء الذي حلأتهم منه، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة، وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم، وإذا هو يشوي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كبدها وسنامها، قال قلت: يا رسول الله خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته. قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه في ضوء النهار فقال: "يا سلمة أتراك كنت فاعلا؟ " قلت: نعم، والذي أكرمك فقال: "إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان" قال: فجاء رجل من غطفان فقال: نحر لهم جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا فقالوا: أتاكم القوم فخرجوا هاربين فلما أصبحنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة" قال ثم أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهمين: سهم الفارس وسهم الراجل فجمعهما لي جميعًا، ثم أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة، قال فبينما نحن نسير قال وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا، قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك قال: فلما سمعت كلامه قلت: أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا؟ قال: لا، إلا أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ذرني فلأسابق الرجل قال: "إن شئت" قال: قلت اذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره فربطت عليه شرفا أو شرفي ثم إني رفعت حتى ألحقه قال فأصكه بين كتفيه، قال قلت: قد سبقت والله. قال: أنا أظن. قال فسبقته إلى المدينة، قال فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم: تالله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولاصلينا ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا؟ " قال: أنا عامر، قال: "غفر لك ربك" قال: وما استغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان يخصه إلا استشهد، قال فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له: يا نبي الله لولا ما متعتنا بعامر، قال فلما قدمنا خيبر قال: خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول: قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب قال وبرز له عمي عامر فقال: قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه. قال سلمة فخرجت فإذا أنا نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله بطل عمل عامر؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من قال ذلك؟ " قال: قلت: ناس من أصحابك قال: "كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين" ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال: "لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله" قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال: قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال علي: أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث الغابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه. قال إبراهيم حدثنا محمَّد بن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله. 24 - قال أحمد بن حنبل (3 - 26): حدثنا يحيى عن محمَّد بن أبي يحيى قال حدثني أبي أن أبا سعيد الخدري حدثه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان يوم الحديبية قال لا توقدوا نارا بليل قال فلما كان بعد ذاك قال أوقدوا واصطنعوا فإنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم. [درجته: سنده قوي، رواه الحاكم (3 - 38)، وابن أبي شيبة (5 - 263)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (5 - 268)، هذا السند: قوي محمَّد بن أبي يحيى الأسلمي صدوق وأبوه صدوقان (2 - 218) و (1 - 333)، واسم أبيه سمعان]. 25 - قال ابن إسحاق: عن أبان بن صالح عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: خرج عبدان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية قبل الصلح فكتب إليه مواليهم قالوا: يا محمَّد والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك. وإنما خرجوا هربا من الرق. فقال ناس: صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم. فغضب رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا"، وأبى أن يردهم فقال: "هم عتقاء الله". [درجته: حديث صحيح دون قوله: هم عتقاء الله، رواه: الحاكم (2 - 136)، وأبو داود (3 - 65) الضياء في المختارة (2 - 69)، والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 229)، هذا السند: قوي لولا عنعنة ابن إسحاق وأبان بن صالح ثقة (1 - 30)، وشيخه ثقة ثبت لا يدلس (2 - 277) وربعي ثقة عابد مخضرم (1 - 243)، وقد توبع شيخ ابن إسحاق في الحديث التالي:].

26 - قال أحمد بن حنبل [1 - 155]: حدثنا أسود بن عامر أخبرنا شريك عن منصور عن ربعي عن علي -رضي الله عنه- قال: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أناس من قريش فقالوا يا محمَّد إنا جيرانك وحلفاؤك وإن ناسا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه، إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا (فقال لأبي بكر -رضي الله عنه-: "ما تقول؟ " قال: صدقوا إنهم جيرانك قال فتغير وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال لعمر -رضي الله عنه-: "ما تقول؟ " قال: صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك) فتغير وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: حديثٌ حسنٌ عدا ما بين الأقواس، وفي سنده ضعف، رواه: أحمد (1 - 155)، ورواه في فضائل الصحابة (2 - 649)، والترمذيُّ (5 - 634)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (5 - 115)، سنده: قال شريك: حدثنا منصور ولو أن غير منصور حدثني ما قبلته منه ولقد سألته فأبى أن يحدثني فلما جرت بيني وبينه المعرفة كان هو الذي دعاني إليه وما سألته عنه ولكن هو ابتدأني به قال حدثني ربعي بن حراش قال حدثنا علي بن أبي طالب، هذا السند: فيه ضعف من أجل شريك بن عبد الله النخعي -رحمه الله- (1 - 351) لكن الحديث حسن بما قبله]. 27 - قال عبد الرزاق [5 - 342]: عن عكرمة بن عمار قال أخبرنا أبو زميل سماك الحنفي أنه سمع ابن عباس يقول: كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب. [درجته: سنده قوي، هذا السند: حسن من أجل عكرمة بن عمار فهو حسن الحديث إذا لم يخالف وهو من رجال مسلم (2 - 30)، وشيخه لا بأس به (1 - 332)]. 28 - قال البخاري [2 - 960]: حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء -رضي الله عنه- قال: اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعاك، لكن أنت محمَّد بن عبد الله قال: "أنا رسول الله وأنا محمَّد بن عبد الله". ثم قال لعلي: "امح رسول الله". قال: لا والله لا أمحوك أبدا. فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب فكتب: "هذا ما قاضى عليه محمَّد بن عبد الله لا يدخل مكة سلاح إلا في القراب،

وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها". فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل. فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبعتهم ابنة حمزة تنادي: يا عم، يا عم. فتناولها علي فأخذها بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك احمليها. فاختصم فيها علي وزيد وجعفر فقال: علي أنا أحق بها وهي ابنة عمي وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي وقال زيد: ابنة أخي فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال. "الخالة بمنزلة الأم". وقال لعلي: "أنت مني وأنا منك". وقال لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي". وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا". 29 - قال أحمد بن حنبل (4 - 86): حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني ثابت البناني عن عبد الله بن مغفل المزني قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القران، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي -رضي الله عنه-: "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فأخذ سهيل بن عمرو بيده فقال: ما نعرف بسم الله الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف قال: اكتب باسمك اللَّهم فكتب هذا ما صالح عليه محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل مكة" فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال: لقد ظلمناك إن كنت رسوله، أكتب في قضيتنا ما نعرف فقال: "اكتب هذا ما صالح عليه محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب وأنا رسول الله فكتب" فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ الله -عَزَّ وجَلَّ- بأبصارهم فقدمنا إليهم فأخذناهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانا؟ " فقالوا: لا، فخلى سبيلهم فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ-: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} قال أبو عبد الرحمن: قال: حماد بن سلمة في هذا الحديث عن ثابت عن أنس وقال: حسين بن واقد عن عبد الله بن مغفل وهذا الصواب عندي إن شاء الله قال.

[درجته: سنده قوي، رواه: الحاكم (2/ 61) من طريق علي ابن الحسن بن شقيق أنبأنا الحسين بن واقد، هذا السند: لا بأس به، ابن شقيق ثقة وكذلك الحسين بن واقد ثقة (التقريب- 1/ 180) وشيخه تابعي ثقة عابد (التقريب-1/ 115) قال في جامع التحصيل (151): أحد الأئمة قال أبو حاتم سمع أنسا وابن عمرو وروى الحسين بن واقد عن ثابت عن عبد الله بن مغفل فلا ندري لقيه أم لا، لكن الذهبي قال في تعليقه على سماع ثابت من عبد الله -رضي الله عنه-:لا يبعد سماع ثابت من ابن مغفل قد اتفقا -أي الشيخان- على إخراج معاوية بن قرة، وحميد بن هلال عن ابن مغفل، وثابت أسن منهما]. 30 - قال البخاري (3 - 1162): حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق قال حدثني أبي عن أبي إسحاق قال حدثني البراء -رضي الله عنه-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح، ولا يدعو منهم أحدا. قال: فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب فكتب: هذا ما قاضى عليه محمَّد رسول الله. فقالوا: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك، ولكن اكتب هذا ما قاضى عليه محمَّد بن عبد الله فقال: "أنا والله محمَّد بن عبد الله وأنا والله رسول الله"، قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعلي: "امح رسول الله". فقال علي: والله لا أمحاه أبدا قال: "فأرينه". قال فأراه إياه فمحاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده. فلما دخل ومضى الأيام أتوا عليا فقالوا مر صاحبك فليرتحل فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "نعم". ثم ارتحل. 31 - قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح حدثني مجاهد عن بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية في هداياه جملا لأبي جهل في رأسه برة من فضة ليغيظ المشركين بذلك. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الحاكم (1 - 639)، وأحمدُ (1 - 261)، وابن خزيمة (4 - 287)، والبيهقيُّ في الكبرى (5 - 230)، وأبو داود (2 - 145)، كما رواه جرير بن حازم عن بن أبي نجيح عند البيهقي، هذا السند: صحيح عبد الله بن أبي نجيح يسار المكي أبو يسار الثقفي

مولاهم ثقة رمي بالقدر وربما دلس من رجال الشيخين تقريب التهذيب (326) وتلميذ ابن عباس مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي المكي ثقة إمام في التفسير وفي العلم تقريب التهذيب (520)] 32 - قال ابن إسحاق. ابن هشام (4 - 288): حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: حلق رجال يوم الحديبية وقصر آخرون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: "والمقصرين" فقالوا يا رسول الله فلم ظاهرت الترحيم لمحلقين دون المقصرين قال: لم يشكوا. [درجته: سنده صحيح، عبد الله بن أبي نجيح يسار المكي أبو يسار الثقفي مولاهم ثقة رمي بالقدر وربما دلس من رجال الشيخين تقريب التهذيب (326) وتلميذ ابن عباس مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي المكي ثقة إمام في التفسير وفي العلم تقريب التهذيب (520)]. 33 - قال مسلم (3 - 1442): حدثني عمرو بن محمَّد الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك: أن ثمانين رجلًا من أهل مكة هبطوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فأخذهم سلمًا فاستحياهم فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ-: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}. 34 - قال البخاري (4 - 1915): حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر عن شيء فلم يجبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال عمر: ثكلتك أمك نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر: فحركت بعيري حتى كنت أمام الناس وخشيت أن ينزل في قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن قال: فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه فقال: "لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلى مما طلعت عليه الشمس". ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}.

35 - قال مسلم (3 - 1411): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير (وتقاربا في اللفظ) حدثنا أبي حدثنا عبد العزيز بن سياه حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال: قام سهل بن حنيف يوم صفين فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين، فجاء عمر بن الخطاب فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل؟ قالا: "بلى" قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: "بلى" قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: "يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا" قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال: فنزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال: يا رسول الله أوفتح هو؟ قال: "نعم" فطابت نفسه ورجع. 36 - قال أبو داود (2 - 84): حدثنا محمَّد بن عيسى ثنا مجمع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد الأنصاري قال: سمعت أبي يعقوب بن المجمع يذكر عن عمه عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري عن عمه مجمع بن جارية الأنصاري وكان أحد القراء الذين قرءوا القرآن قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الأباعر، فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. فخرجنا مع الناس نوجف (الايجاف الركض والإسراع) فوجدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - واقفا على راحلته عند كراع الغميم فلما اجتمع عليه الناس قرأ عليهم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} فقال رجل: يا رسول الله أفتح هو؟ قال: "نعم والذي نفس محمَّد بيده إنه لفتح" فقسمت خيبر على أهل الحديبية فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ثمانية عشر سهما وكان الجيش ألفا وخمسمائة فيهم ثلثمائة فارس فأعطى الفارس سهمين

وأعطى الراجل سهما. قال أبو داود حديث أبي معاوية أصح والعمل عليه وأرى الوهم في حديث مجمع أنه قال ثلثمائة فارس وكانوا مائتي فارس. [درجته: حسن بها قبله، رواه: الطبري في التفسير (26 - 71)، والحاكم (2 - 143/ 2 - 498)، والدارقطنيُّ (4 - 105)، وابن أبي شيبة (6 - 489)، وأحمدُ (3 - 420)، والطبرانيُّ (19 - 445)، وابن سعد (2 - 105)، سنده: من طرق كثيرة عن مجمع بن يعقوب الأنصاري قال سمعت أبي يحدث عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن عمه مجمع بن جارية، هذا السند: ضعف الإمام الألباني أسكنه الله فسيح جناته هذا الحديث في ضعيف أبي داود- 268 لكن الحديث حسن بما قبله، وهو عند التدقيق أقوى من حديث أحمد الذي سيأتي تحت عنوان (غزوة خيبر) والذي صححه -رحمه الله-. أو قل مثله، وذلك لعدة أسباب، منها: أن علة سند هذا الحديث هو التابعي يعقوب بن مجمع، وقد قال الذهبي في المستدرك بعد تصحيح الحاكم (2/ 131): لم يرو مسلم لمجمع شيئًا ولا لأبيه -يعني يعقوب- وهما ثقتان. وإذا تجاوزنا هذا لأن الذهبي متأخر فالرجل تابعي روى عنه أربعة: اثنان منهم ثقات وهما: ابنه مجمع وسفيان الثوري وضعيفان ووثقه ابن حبان، لكن كل ذلك لا يكفي إلا أن للحديث شاهدًا قويًا وهو ما قبله وهو به حسن عدا ما بين الأقواس الصغيرة]. 37 - قال ابن إسحاق: حدثني الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: أنزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الحاكم (2 - 498)، والبيهقيُّ (9 - 223)، والطبرانيُّ (20 - 17)، هذا السند: صحيح وهو سند البخاري وابن إسحاق السابقين]. 38 - قال ابن حبان (9 - 120): أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال: حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال: حدثنا يحيى بن سليم عن ابن خثيم قال: سألت أبا الطفيل فقلت: الأطراف الثلاثة التي تسند بالكعبة؟ قال أبو الطفيل: سألت ابن عباس عنها فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل مر الظهران في صلح قريش بلغ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قريشا كانت تقول: تبايعون ضعفاء، قال أصحابه: يا رسول الله لو أكلنا من ظهرنا فأكلنا من شحومها وحسونا من المرق فأصبحنا غدا حتى ندخل على القوم

وبنا جمام؟ قال: "لا ولكن ائتوني بفضل أزوادكم" فبسطوا أنطاعهم ثم جمعوا عليها من أطعماتهم كلها، فدعا لهم فيها بالبركة، فأكلوا حتى تضلعوا شبعا فأكفتوا في جربهم فضول ما فضل منها، فلما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قريش واجتمعت قريش نحو الحجر اضطبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "لا يرى القوم فيكم غميزة" واستلم الركن اليماني وتغيبت قريش فمشى هو وأصحابه حتى استلموا الركن الأسود فطاف ثلاثة أطواف، فلذلك تقول قريش وهم يقرون بهم يرملون: لكأنهم الغزلان قال ابن عباس: وكانت سنة. [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: البيهقي في الدلائل (4 - 119)، من طريقين: سنده: من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن ابن عباس .. والأخرى من طريق يحيى بن سليم الطائفي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل، هذا السند: قال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان: حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، والصواب أن رجاله ليسوا كلهم رجال الصحيح، وليسوا كلهم ثقات. فالحسن ليس من رجالهما، وإذا تجاوزنا العباس بن الوليد بن نصر النرسي وهو ثقة من رجالهما- تقريب التهذيب (294) وعبد الله بن عثمان بن خثيم أبو عثمان صدوق من رجال مسلم والبخاريُّ تعليقا فقط تقريب التهذيب (313) فإن يحيى بن سليم الطائفي ليس بثقة، بل هو كما لخص الحافظ في التقريب (591) أقوال العلماء فيه فقال: صدوق سيء الحفظ. وله شاهد عن البيهقي وسنده قوي لولا احتمال الانقطاع بين ابن عباس والإمام الزهري كذلك يشهد للحديث ما بعده وهو عند مسلم]. 39 - قال مسلم (3 - 1354): حدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا النضر (يعني ابن محمَّد اليمامي) حدثنا عكرمة (وهو ابن عمار) حدثنا إياس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة فأصابنا جهد حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا، فأمر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجمعنا مزاودنا فبسطنا له نطعا فاجتمع زاد القوم على النطع، قال: فتطاولت لأحرزه كم هو؟ فحزرته كربضة العنز ونحن أربع عشرة مائة قال فأكلنا حتى شبعنا جميعًا، ثم حشونا جربنا فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "فهل من وضوء؟ " قال: فجاء رجل بإداوة له فيها نطفة، فأفرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة أربع

غزوة ذى قرد

عشرة مائة، قال: ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا هل من طهور؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فرغ الوضوء". 40 - قال مسلم (3 - 1354): حدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا النضر يعني بن محمَّد اليمامي حدثنا عكرمة وهو بن عمار حدثنا إياس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة فأصابنا جهد حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا فأمر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجمعنا مزاودنا فبسطنا له نطعا فاجتمع زاد القوم على النطع قال فتطاولت لأحزره كم هو فحزرته كربضة العنز ونحن أربع عشرة مائة قال فأكلنا حتى شبعنا جميعًا ثم حشونا جربنا فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "فهل من وضوء" قال: فجاء رجل بإداوة له فيها نطفة فأفرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة أربع عشرة مائة قال: ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا: هل من طهور، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرغ الوضوء بسم الله الرحمن الرحيم. غزوة ذى قرد 1 - قال مسلم (3 - 1433): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن القاسم ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي كلاهما عن عكرمة ابن عمار ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وهذا حديثه أخبرنا أبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا عكرمة (وهو ابن عمار) حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها قال فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبا الركية فإما دعا وإما بسق فيها قال فجاشت فسقينا واستقينا قال: ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعانا للبيعة في أصل الشجرة قال: فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال: "بايع يا سلمة" قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس قال: "وأيضًا" قال: ورآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزلا (يعني ليس معه سلاح) قال: فأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال: "ألا تبايعني؟ يا سلمة" قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس قال: "وأيضًا" قال: فبايعته الثالثة ثم قال لي: "يا سلمة

أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟ " قال: قلت: يا رسول الله لقيني عمي عامر عزلا فأعطيته إياها قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "إنك كالذي قال الأول اللَّهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي" ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض واصطلحنا قال: وكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أسقي فرسه وأحسه وأخدمه وآكل من طعامه وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - قال: فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فكسحت شوكها فاضجعت في أصلها قال فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبغضتهم فتحولت إلى شجرة أخرى وعلقوا سلاحهم واضطجعوا فبينما هم كذلك إذ نادى منادي من أسفل الوادي يا للمهاجرين قتل ابن زنيم قال: فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم فجعلتة ضغثا في يدي قال: ثم قلت: والذي كرم وجه محمَّد لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه قال: ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرس مجفف في سبعين من المشركين فنظر إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "دعوهم كن لهم بدء الفجور وثناه" فعفا عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [48/ الفتح/24] الآية كلها. قال ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فنزلنا منزلا بيننا وبين بني لحيان جبل وهم المشركون فاستغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن رقي هذا الجبل الليلة كأنه طليعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قال سلمة فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثًا ثم قدمنا المدينة فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهره مع رباح غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستاقه أجمع وقتل راعيه قال فقلت يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المشركين قد أغاروا على سرحه قال ثم

قمت على أكمة فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثًا يا صباحاه ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز أقول: أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع فألحق رجلًا منهم فأصك سهما في رحله حتى خلص نصل السهم إلى كتفه قال قلت خذها: أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع قال فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم فإذا رجع إلى فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها ثم رميته فعقرت به حتى إذا تضايق الجبل دخلوا في تضايقه علوت الجبل فجعلت أرديهم بالحجارة قال فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا خلفته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه ثم لتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يستخفون ولا يطرحون شيئًا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى إذا أتوا متضايقا من ثنية فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري فجلسوا يتضحون (يعني يتغدون) وجلست على رأس قرن قال الفزاري ما هذا الذي أرى؟ قالوا لقينا من هذا البرح والله ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا قال فليقم إليه نفر منكم أربعة قال فصعد إلي منهم أربعة في الجبل قال فلما أمكنوني من الكلام قال قلت هل تعرفوني؟ قالوا لا ومن أنت؟ قال قلت أنا سلمة ابن الأكوع والذي كرم وجه محمَّد - صلى الله عليه وسلم - لا أطلب رجلًا منكم إلا أدركته ولا يطلبني رجل منكم فيدركني قال أحدهم أنا أظن قال فرجعوا فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخللون الشجر قال فإذا أولهم الأخرم الأسدي على أثره أبو قتادة الأنصاري وعلى أثره المقداد بن الأسود الكندي قال فأخذت بعنان الأخرم قال فولوا مدبرين قلت يا أخرم احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قال يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة قال فخليته

فالتقى هو وعبد الرحمن قال فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول على فرسه ولحق أبو قتادة فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعبد الرحمن فطعنه فقتله فوالذي كرم وجه محمَّد - صلى الله عليه وسلم - اتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ولا غبارهم شيئًا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذا قرد ليشربوا منه وهم عطاش قال فنظروا إلي أعدو ورائهم فحليتهم عنه (يعني أجليتهم عنه) فما ذاقوا منه قطرة قال ويخرجون فيشتدون في ثنية قال فأعدوا فألحق رجلًا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه قال قلت خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال يا ثكلته أمه أكوعه بكرة قال قلت نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة قال وأردوا فرسين على ثنية قال فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء فتوضأت وشربت ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على الماء الذي حلأتهم منه فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة وإذا بلال نحو ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم وإذا هو يشوي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كبدها وسنامها قال قلت يا رسول الله خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته قال فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه في ضوء النهار فقال: "يا سلمة أتراك كنت فاعلا؟ " قلت: نعم والذي أكرمك فقال: "إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان" قال: فجاء رجل من غطفان فقال نحر لهم جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا فقالوا أتاكم القوم فخرجوا هاربين فلما أصبحنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة" قال: ثم أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهمين سهم الفارس وسهم الراجل فجمعهما لي جميعًا ثم أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة قال فبينما نحن نسير قال وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا قال فجعل يقول ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك قال فلما سمعت كلامه قلت أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا؟ قال: لا إلا أن يكون رسول

الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ذرني فلأسابق الرجل قال: "إن شئت" قال: قلت: اذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال: فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره فربطت عليه شرفا أو شرفي ثم إني رفعت حتى ألحقه قال فأصكه بين كتفيه قال: قلت: قد سبقت والله قال: أنا أظن قال: فسبقته إلى المدينة قال: فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم: تالله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من هذا؟ " قال: أنا عامر، قال: "غفر لك ربك" قال: وما استغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان يخصه إلا استشهد قال: فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبي الله لولا ما متعتنا بعامر قال: فلما قدمنا خيبر قال: خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب قال وبرز له عمي عامر فقال: قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه، قال سلمة: فخرجت فإذا أنا نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال ذلك؟ " قال: قلت: ناس من أصحابك قال: "كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين" ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال: "لأعطين الراية رجلًا

غزوة خيبر

يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله" قال فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال: قد علمت خيبر أني مرحب .. شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فقال علي: أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث الغابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه قال إبراهيم حدثنا محمَّد بن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله. غزوة خيبر 1 - قال مسلم (2 - 778): حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر فلما فتح الله عليه الحصين ذكر له جمال صفية بنت حي بن أخطب وقد قتل زوجها، وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الروحاء حلت فبنى بها، ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آذن من حولك فكانت تلك وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب. 2 - قال البخاري (2 - 926): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب حدثنا يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: لما قدم المهاجرون إلى المدينة من مكة وليس بأيديهم يعني شيئًا، وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار على

أن يعطوهم ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمؤونة، وكانت أمه أم أنس (أم سليم) كانت أم عبد الله بن أبي طلحة فكانت أعطت أم أنس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عذاقا فأعطاهن النبي - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد، قال ابن شهاب: فأخبرني أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من قتل أهل خيبر فانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم، فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أمه عذاقها وأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مكانهن من حائطه، وقال أحمد بن شبيب أخبرنا أبي عن يونس بهذا وقال مكانهن من خالصه. ورواه مسلم (3 - 1391)، وزاد بسند مرسل: قال ابن شهاب وكان من شأن أم أيمن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب وكانت من الحبشة فلما ولدت آمنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما توفي أبوه فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة، ثم توفيت بعدما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أشهر. 3 - قال البخاري (2 - 973): حدثنا أبو أحمد حدثنا محمَّد بن يحيى أبو غسان الكناني أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر قام عمر خطيبا فقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عامل يهود خيبر على أموالهم وقال: "نقركم ما أقركم الله". وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا وقد رأيت إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال يا أمير المؤمنين أتخرجنا وقد أقرنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا؟ فقال عمر: أظننت أني نسيت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة". فقال: كانت هذه هزيلة من أبي القاسم قال: كذبت يا عدو الله، فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالًا وإبلًا وعروضًا من أقتاب وحبال وغير ذلك.

رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله -أحسبه- عن نافع عن ابن عمر، عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - اختصره، رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله أحسبه عن نافع عن بن عمر عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 4 - قال البخاري (3 - 1059): حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب عن عمرو عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي طلحة: "التمس غلاما من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر". فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم فكنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل فكنت أسمعه كثيرا يقول: "اللَّهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال". ثم قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها، وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت، فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آذن من حولك" فكانت تلك وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية. ثم خرجنا إلى المدينة قال فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب، فسرنا حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال: "هذا جبل يحبنا ونحبه". ثم نظر إلى المدينة فقال: "اللَّهم إني أحرم ما بين لابتيها بمثل ما حرم إبراهيم مكة اللَّهم بارك لهم في مدهم وصاعهم". رواه مسلم (2 - 993). 5 - قال البخاري (3 - 1142): حدثنا محمَّد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: بلغنا مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم (إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلًا من قومي) فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده فقال جعفر إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثنا ها هنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا.

فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا فوافقنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر فأسهم لنا، أو قال فأعطانا منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئًا إلا لمن شهد معه إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم. ورواه مسلم (4 - 1646). 6 - قال البخاري (3 - 1156): حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني سعيد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لما فتحت خيبر أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود". فجمعوا له فقال: "إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه؟ ". فقالوا: نعم. قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أبوكم؟ ". قالوا فلان فقال: "كذبتم بل أبوكم فلان". قالوا: صدقت قال: "فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه؟ ". فقالوا: نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا فقال لهم: "من أهل النار؟ " قالوا: نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اخسؤوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبد". ثم قال: "هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ ". فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قال: "هل جعلتم في هذه الشاة سما؟ " قالوا: نعم، قال: "ما حملكم على ذلك؟ "، قالوا: أردنا إن كنت كاذبا نستريح وإن كنت نبيا لم يضرك. 7 - قال البخاري (4 - 1546): حدثني محمَّد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا يزيد بن عبد الله عن أبي برده عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: بلغنا مخرج النبي مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن فخرجنا إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا في قومي فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا فوافقنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر وكان أناس من الناس يقولون لنا يعني لأهل السفينة سبقناكم بالهجرة. ودخلت أسماء بنت عميس وهي ممّن قدم معنا على حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن

هاجر فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء من هذه؟ قالت أسماء بنت عميس قال عمر آلحبشية هذه البحرية هذه؟ قالت أسماء نعم قال سبقانكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم فغضبت وقالت كلا والله كنتم مع رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار -أو في أرض- البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لنبي - صلى الله عليه وسلم - وأسأله والله ولا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه. فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا؟ قال: "فما قلت له". قالت: قلت له: كذا وكذا، قال: "ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم -أهل السفينة- هجرتان" قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو بردة قالت أسماء رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني. [ورواه مسلم (4 - 1946)، حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمَّد بن العلاء الهمداني قالا حدثنا أبو أسامة]. 8 - قال البخاري (2 - 767): حدثنا قتيبة عن مالك عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعم رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكل تمر خيبر هكذا؟ ". قال: لا والله يا رسول الله، إنا لنأخذ الصالح من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا". 9 - قال البخاري (3 - 1122): حدثنا علي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - صفية مردفها على راحلته، فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة فصرع النبي - صلى الله عليه وسلم - والمرأة

وإن أبا طلحة -قال أحسب قال- اقتحم عن بعيره فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله جعلني الله فداءك هل أصابك من شيء؟ قال: "لا ولكن عليك بالمرأة". فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها، فقامت المرأة فشد لهما على راحلتهما فركبا فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة أو قال أشرفوا على المدينة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون". فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة. ورواه مسلم (2 - 980) مختصرًا. 10 - قال مسلم (1 - 395): حدثني عمرو الناقد حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تلك البقلة الثوم والناس جياع فأكلنا منها أكلا شديدا ثم رحنا إلى المسجد فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الريح فقال: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئًا فلا يقربنا في المسجد فقال الناس حرمت حرمت فبلغ ذاك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي ولكنها شجرة أكره ريحها". 11 - قال مسلم (3 - 1213): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن أبي شجاع سعيد بن يزيد عن خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعاني عن فضالة بن عبيد قال: اشتريت يوم خيبر قلادة بإثني عشر دينارا فيها ذهب وخرز ففصلتها، فوجدت فيها أكثر من اثني عشر دينارا فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "لا تباع حتى تفصل" 12 - قال الدارمي (2 - 296): أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: شهدت فتح خيبر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانهزم المشركون، فوقعنا في رحالهم فابتدر الناس ما وجدوا من جزر، قال: فلم يكن ذلك بأسرع من أن فارت القدور فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكفئت قال ثم قسم بيننا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل لكل عشرة شاة، قال: وكان بنو فلان معه تسعة وكنت وحدي فالتفت إليهم فكنا عشرة بيننا شاة. قال عبد الله: بلغني أن صاحبكم يقول عن قيس بن مسلم كأنه يقول أنه لم يحفظه.

[درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق عبيد الله الحاكم (2 - 146)، وأحمدُ بن حنبل (4 - 348)، هذا السند: صحيح عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي أبو عبد الرحمن القرشي مولاهم ثقة لكنه تغير بأخرة فلم يفحش اختلاطه من رجال الشيخين -تقريب التهذيب (298) وهو لم ينفرد فقد توبع وعبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الرقي أبو وهب الأسدي ثقة فقيه ربما وهم- تقريب التهذيب (373) وشيخه هو زيد بن أبي أنيسة الجزري أبو أسامة أصله من الكوفة ثم سكن الرها ثقة له أفراد تقريب التهذيب (222) وقد سمع الحديث من قيس بن مسلم الجدلى الكوفي ثقة رمي بالإرجاء تقريب 458، وعبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي ثقة من الثانية اختلف في سماعه من عمر- تقريب التهذيب (349). عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي ثقة من الثانية اختلف في سماعه من عمر، ولم ينفرد عبيد الله، بل توبع عند كل من: الطبراني في المعجم الكبير (7 - 78) تابعه غيلان بن جامع عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ... وغيلان بن جامع بن أشعث المحاربي أبو عبد الله قاضي الكوفة ثقة من رجال مسلم- تقريب التهذيب (443)، ويزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني عن قيس عند الطبراني في المعجم الأوسط (1 - 161)]. 13 - قال مسلم (3 - 1433) في حديث سلمة بن الأكوع الطويل: أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة قال فبينما نحن نسير قال وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا قال فجعل يقول ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك قال فلما سمعت كلامه قلت أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا؟ قال لا إلا أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ذرني فلأسابق الرجل قال: "إن شئت" قال قلت اذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره فربطت عليه شرفا أو شرفي ثم إني رفعت حتى ألحقه قال فأصكه بين كتفيه قال قلت قد سبقت والله قال أنا أظن قال فسبقته إلى المدينة قال فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم:

تالله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا؟ " قال: أنا عامر، قال: "غفر لك ربك" قال: وما استغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان يخصه إلا استشهد قال فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبي الله لولا ما متعتنا بعامر قال فلما قدمنا خيبر قال خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب قال وبرز له عمي عامر فقال: قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه، قال سلمة فخرجت فإذا أنا نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال ذلك؟ " قال: قلت: ناس من أصحابك قال: "كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين" ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال: "لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله" قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال علي: أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث الغابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه، قال إبراهيم حدنا محمَّد بن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله. ملاحظة: في هذا الحديث الصحيح لفظ ضعيف، والصحيح كما في الحديث التالي أن عامر شقيق لسلمة وليس بعمه، كما جاء عند مسلم في الحديث السابق، وحديث مسلم هنا مداره على عكرمة بن عمار، وهو وإن كان كما قال الإمام أحمد: (مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير وقال أيضًا: عكرمة مضطرب الحديث عن غير إياس بن سلمة وكان حديثه عن إياس صالحا) انظر تهذيب التهذيب (7 - 233)، إلا أنه خالف من هو أوثق منه في الحديث السابق عند البخاري ومسلمٌ، وقد قال في تهذيب التهذيب (7 - 233): قال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري ثقة روى عنه الثوري وذكره بالفضل وكان كثير الغلط ينفرد عن إياس بأشياء. وقد لخص الحافظ أقوال العلماء فيه في التقريب فقال (396): صدوق يغلط وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب. 14 - قال أحمد (2 - 345): حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا وهيب ثنا خثيم يعني بن عراك عن أبيه: أن أبا هريرة قدم المدينة في رهط من قومه والنبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر وقد استخلف سباع بن عرفطة على المدينة قال فانتهيت إليه وهو يقرأ في صلاة الصبح في الركعة الأولى بـ: {كهيعص} وفي الثانية {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}، قال فقلت لنفسي: ويل لفلان إذا اكتال اكتال بالوافي وإذا كال كال بالناقص. قال: فلما صلى زودنا شيئًا حتى أتينا خيبر وقد افتتح النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر، قال: فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين فأشركونا في سهامهم.

[درجته: سنده قوي، رواه من طرق عن خثيم بن عراك: الحاكم (2 - 38)، والبيهقيُّ (6 - 334)، والطبرانيُّ في المعجم الأوسط (3 - 161)، هذا السند: قوي، عراك بن مالك الغفاري الكناني المدني ثقة فاضل -تقريب التهذيب (388) وابنه خثيم بن عراك بن مالك الغفاري المدني لا بأس به- تقريب التهذيب (192)]. 15 - قال البخاري (2 - 894): حدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير عن محمَّد بن بشر عن إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أنه لما أقبل يريد الإسلام ومعه غلامه ضل كل واحد منهما من صاحبه فأقبل بعد ذلك وأبو هريرة جالس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - (يا أبا هريرة هذا غلامك قد أتاك). فقال: أما إني أشهدك أنه حر قال فهو حين يقول: يا ليلة من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجت 16 - قال البخاري (3 - 1086): حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- قال: كان علي -رضي الله عنه- تخلف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في خيبر وكان به رمد فقال أنا أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فخرج علي فلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لأعطين الراية- أو قال: "ليأخذن"- غدا رجلًا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه". فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففتح الله عليه. وراوه مسلم (4 - 1872). 17 - قال ابن حبان (11 - 607): أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي أبو يزيد المعدل بالبصرة قال حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عبيد الله بن عمر فيما يحسب أبو سلمة عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتل أهل خيبر حتى ألجأهم إلى قصرهم فغلب على الأرض والزرع والنخل فصالحوه على أن يجلوا منها ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصفراء والبيضاء ويخرجون منها. فاشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئًا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عصمة. فغيبوا

مسكا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعم حيي: "ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير؟ " فقال: أذهبته النفقات والحروب فقال - صلى الله عليه وسلم -: "العهد قريب والمال أكثر من ذلك" فدفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الزبير بن العوام فمسه بعذاب، وقد كان حيي قبل ذلك قد دخل خربة فقال: قد رأيت حييًا يطوف في خربة ها هنا فذهبوا فطافوا فوجدوا المسك في خربه، فقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابني أبي حقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب، وسبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوه، وأراد أن يجليهم منها فقالوا: يا محمَّد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها ولم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، فكانوا لا يتفرغون أن يقوموا فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل وشيء ما بدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام يخرصها عليهم ثم يضمنهم الشطر قال: فشكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شدة خرصه وأرادوا أن يرشوه، فقال: يا أعداء الله أتطعموني السحت، والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي، ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض قال: ورأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيني صفية خضرة فقال: "يا صفية ما هذه الخضرة" فقالت: كان رأسي في حجر بن أبي حقيق وأنا نائمة، فرأيت كأن قمرًا وقع في حجري فأخبرته بذلك فلطمني، وقال: تمنين ملك يثرب؟ قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبغض الناس إلي قتل زوجي وأبي وأخي، فما زال يعتذر إلي ويقول: "إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل" حتى ذهب ذلك من نفسي، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي كل من امرأة من نسائه ثمانين وسقا من تمر كل عام وعشرين وسقا من شعير، فلما كان زمن عمر بن الخطاب غشوا المسلمين وألقوا بن عمر من فوق بيت فقال عمر بن الخطاب: من كان له سهم من خيبر فليحضر حتى نقسمها بينهم فقسمها عمر بينهم فقال رئيسهم لا تخرجنا، دعنا

نكون فيها كما أقرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر. فقال عمر لرئيسهم: أتراه سقط عني قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك كيف بك إذا أفضت بك راحلتك نحو الشام يوما ثم يوما؟ وقسمها عمر بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق حماد: الطبراني (24 - 67)، والبيهقيُّ (9 - 137)، والشيباني في الآحاد والمثاني (5/ 441)، هذا السند: صحيح فهو من طريق الإمام الثقة حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، وعبيد الله بن عمر بن حفص ثقة ثبت من أوثق الناس رواية عن التابعي الإمام الثقة نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب (1/ 537)]. 18 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (1 - 464): حدثنا محمَّد بن جعفر ثنا شعبة عن جامع بن شداد قال سمعت عبد الرحمن بن أبي علقمة قال سمعت عبد الله بن مسعود قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية، فذكروا أنهم نزلوا دهاسا من الأرض يعني الدهاس الرمل فقال: من يكلؤنا؟ فقال بلال: أنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذًا تنم" قال: فناموا حتى طلعت الشمس فاستيقظ ناس منهم فلان وفلان فيهم عمر، قال فقلنا: اهضبوا (يعني تكلموا) قال: فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "افعلوا كما كنتم تفعلون" قال: ففعلنا قال وقال: كذلك فافعلوا لمن نام أو نسي، قال: وضلت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطلبتها فوجدت حبلها قد تعلق بشجرة فجئت بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فركب مسرورا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وعرفنا ذاك فيه، قال: فتنحى منتبذا خلفنا قال: فجعل يغطي رأسه بثوبه ويشتد ذلك عليه حتى عرفنا أنه قد أنزل عليه فأتانا فأخبرنا أنه قد أنزل عليه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}. [درجته: انظر التخريج، هذا السند: صححه الإمام الألباني في الإرواء (293) ورواه أبو داود (447) وابن أبي شيبة (7 - 390)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (5 - 267)، والبزار (زوائد- 1/ 202) والطبرانيُّ في الكبير (10 - 226)، كلهم من طريق الثقة: جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة .. قال: سمعت عبد الله بن مسعود ... ولي ملاحظة بسيطة على هذا التصحيح للسند .. نظرًا لأن الشيخ -رحمه الله- اكتفى بقوله في الإرواء (293) إسنادُهُ صحيحٌ دون أن يتحدث عن سنده ومتنه لا سيما وقد أورده شاهدًا لحديث عند البخاري، وجعله موازيًا لحديث عند مسلم يحمل قصة

مماثلة، لكن عند التدقيق في السند والمتن يتبين عذري في إبداء ملاحظة على تصحيح الشيخ -رحمه الله-، فحديث مسلم يتحدث عن خيبر، وهذا الحديث يتحدث عن الحديبية. أما من ناحية السند ففي هذا السند إشكال حول الراوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، فالرجل مشكوك في صحبته، وهو غير الصحابي الذي روى قصة وقد ثقيف، بل صرح الإمام الدراقطني بأنه مجهول. فقال: لا تصح له صحبة ولا نعرفه وقال أبو حاتم: هو تابعي ليست له صحبة، فإذا تجاوزنا وقلنا إنه تابعي كبير روى عنه ثقتان، فهذا لا يسمح لنا بقبول مخالفته للحديث الصحيح عند مسلم وأن ذلك وقع بعد خيبر كما سيأتي .. وهو ما مال إليه ابن عبد البر وابن القيم في الزاد]. 19 - قال ابن حبان [5 - 374]: أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أيام خيبر يحرك شفتيه بشيء بعد صلاة الفجر فقيل له يا رسول الله إنك تحرك شفتيك بشيء ما كنت تفعله فما هذا الذي تقول؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: أقول (اللَّهم بك أحاول وبك أقاتل وبك أصاول). [درجته: سنده صحيح، على شرط مسلم عبد الرحمن تابعي كبير وثقة من رجال الشيخين. التقريب (1 - 496)، وكذلك ثابت، أما حماد فإمام ثقة لكنه من رجال مسلم فقط. ولعل الأصح لفظ (حنين) بدل (خيبر) كما سيمر معنا عند الحديث عن غزوة حنين]. 20 - قال البخاري (1 - 86): حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار مولى بني حارثة أن سويد بن النعمان أخبره: أنه خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء وهي أدنى خيبر فصلى العصر، ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق فأمو به فثري، فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكلنا ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ثم صلى ولم يتوضأ. 21 - قال الإمام أحمد (5 - 353): حدثنا زيد بن الحباب حدثني الحسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة حدثني أبي بريدة قال: حاضرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة

وجهد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنى دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له. فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدًا فلما ان أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الغداة ثم قام قائما فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليًا وهو أرمد، فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له. قال بريدة وأنا فيمن تطاول لها. [درجته: سنده قوي، رواه: النسائي في الكبرى (5 - 109)، هذا السند: قوي لأنه من طريق زيد بن الحباب أبو الحسين العكلي، رحل في الحديث فأكثر منه وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري- تقريب التهذيب (222) وقد توبع عند النسائي تابعه أبو بكر المروزي: معاذ بن خالد بن شقيق بن دينار وهو صدوق التقريب (536) وشيخهما الحسين بن واقد المروزي ثقة له أوهام من رجال مسلم تقريب التهذيب (169) وعبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي تابعي ثقة التقريب (297)]. 22 - قال أحمد بن حنبل (3 - 16): حدثنا مصعب بن المقدام وحجين بن المثني قالا ثنا إسرائيل ثنا عبد الله بن عصمة العجلي قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ الراية فهزها ثم قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال: أنا قال: أمط. ثم جاء رجل فقال: أمط ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والذي كرم وجه محمَّد لأعطينها رجلًا لا يفر. هاك يا علي" فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك وجاء بعجوتهما وقديدهما. قال مصعب: بعجوتها وقديدها. [درجته: سنده قوي، رواه: ابن حنبل في فضائل الصحابة (2 - 617)، وأبو يعلى (2 - 499)، من طريق إسرائيل، هذا السند: قوي وعبد الله بن عصمة أبو علوان تابعي صدوق قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5 - 126) سألت أبا زرعة عن عبد الله بن عصمة أبي علوان فقال كوفي ليس به بأس]. 23 - قال مسلم (2 - 1045): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثا عفان حدثا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس قال: كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر وقدمي تمس قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فأتيناهم حين بزغت الشمس وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم، فقالوا: محمَّد والخميس. قال وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم (فساء صباح المنذرين) قال: وهزمهم الله -عَزَّ وجَلَّ-

ووقعت في سهم دحية جارية جميلة فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها. قال: وأحسبه قال وتعتد في بيتها وهي (صفية بنت حيي) قال وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليمتها التمر والأقط والسمن، فحصت الأرض أفاحيص، وجيء بالأنطاع فوضعت فيها، وجيء بالأقط والسمن فشبع الناس. قال وقال الناس: لا ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد؟ قالوا: إن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي أم ولد، فلما أراد أن يركب حجبها فقعدت على عجز البعير، فعرفوا أنه قد تزوجها، فلما دنوا من المدينة دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودفعنا، قال: فعثرت الناقة العضباء وندر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وندرت فقام فسترها، وقد أشرفت النساء فقلن: أبعد الله اليهودية. قال قلت: يا أبا حمزة أوقع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إي والله لقد وقع. 24 - قال مسلم (2 - 1047): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس ح وحدثني به عبد الله بن هاشم بن حيان واللفظ له حدثنا بهز حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت حدثنا أنس قال: صارت صفية لدحية في مقسمه وجعلوا يمدحونها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ويقولون ما رأينا في السبي مثلها، قال فبعث إلى دحية فأعطاه بها ما أراد، ثم دفعها إلى أمي فقال أصلحيها، قال: ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر حتى إذا جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة، فلما أصبح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به. قال: فجعل الرجل يجيء بفضل التمر وفضل السويق حتى جعلوا من ذلك سوادا حيسا، فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء. قال فقال أنس: فكانت تلك وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها، قال: فانطلقنا حتى إذا رأينا جدر المدينة هششنا إليها فرفعنا مطينا ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيته، قال: وصفية خلفه قد أردفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فعثرت مطية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصرع وصرعت، قال: فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسترها قال: فأتيناه فقال: لم نضر. قال: فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها.

25 - قال أحمد بن حنبل (3 - 138): حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر قال سمعت ثابتا يحدث عن أنس قال: لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله إن لي بمكة مالًا وإن لي بها أهلا واني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك، فإني أريد أن اشتري من غنائم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم. قال: ففشا ذلك في مكة وانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحًا وسرورا. قال: وبلغ الخبر العباس فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم. (قال معمر فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال فأخذ ابنا له يقال له قثم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول: حي قثم حي قثم ... شبيه ذي الأنف الأشم بني ذي النعم ... برغم من رغم) قال ثابت عن أنس: ثم أرسل غلاما إلى الحجاج بن علاط: ويلك ما جئت به وماذا تقول فما وعد الله خير به جئت به؟ قال الحجاج بن علاط لغلامه: اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له فليخل لي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره. فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال: أبشر يا أبا الفضل. قال: فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه، ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله -عَزَّ وجَلَّ- في أموالهم، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية بنت حيي فاتخذها لنفسمه، وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي ها هنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثًا ثم اذكر ما بدا لك. قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع فجمعته فدفعته إليه، تم أستمر به فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت: لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي

بلغك. قال: أجل لا يخزني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله خيبر على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول لله - صلى الله عليه وسلم - صفية بنت حيي لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به. قالت: أظنك والله صادقا. قال: فإني صادق الأمر على ما أخبرتك. فذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل. قال لهم: لم يصبني إلا خير بحمد الله قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر قد فتحها الله على رسوله وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عليه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ما له، وما كان له من شيء ها هنا ثم يذهب قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون ومن كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر، فسر المسلمون ورد الله يعني ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين. [درجته: سنده صحيح عدا ما بين القوسين، رواه: أيضًا ابن حبان (6 - 194)، هذا السند: صحيح: عبد الرزاق ومعمر من الثقات المعروفين من رجال الشيخين التقريب (1 - 505) (2 - 266) وثابت البناني تابعي ثقة من رجالهما أيضًا. انظر التقريب (1 - 115)، وما بين الأقواس مرسل]. 26 - قال مسلم (2 - 1065): حدثني محمَّد بن المثنى حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت عبد الرحمن بن جبير يحدث عن أبيه عن أبي الدرداء: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أتى بامرأة مجح على باب فسطاط فقال: "لعله يريد أن يلم بها" فقالوا: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره، كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له؟! ". 27 - قال البخاري (3 - 1357): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لأعطين الراية غدا رجلًا يفتح الله على يديه" قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم يرجو أن يعطاها فقال. "أين علي بن أبي طالب؟ " فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول الله. قال: "فأرسلوا إليه فأتوني به" فلما جاء بصق في عينيه

ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم". ورواه مسلم [4 - 1872]. 28 - قال أحمد في حنبل (1 - 330): حدثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة ثنا أبو بلج ثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء. فقال ابن عباس: بل أقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى. قال فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأبعثن رجلًا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله" قال: فاستشرف لها من استشرف قال: "أين علي؟ " قالوا: هو في الرحل يطحن، قال:"وما كان أحدكم ليطحن" قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثًا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليًا خلفه فأخذها منه قال: "لا يذهب بها إلارجل مني وأنا منه" قال: وقال لبني عمه: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة" قال: وعلي معه جالس فأبوا فقال: علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: "أنت وليي في الدنيا والآخرة" قال: فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة" فأبوا قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال: "أنت وليي في الدنيا والآخرة" قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة قال: وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم نام مكانه قال: وكان المشركون يرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أبو بكر وعلي نائم قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله قال: فقال: يا نبي الله قال: فقال له علي: أن نبي الله

- صلى الله عليه وسلم - قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم كان صاحبك نراميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك قال: فقال له علي: أخرج معك، قال: فقال له نبي الله: "لا" فبكى علي، فقال له: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي إنّه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي" قال: وقال له رسول الله: "أنت وليي في كل مؤمن بعدي" وقال: "سدوا أبواب المسجد غير باب علي" فقال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره قال: وقال: "من كنت مولاه فإن مولاه علي" قال: وأخبرنا الله -عَزَّ وجَلَّ- في القرآن إنّه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد. قال: وقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر حين قال: ائذن لي فلأضرب عنقه، قال: "أوكنت فاعلا وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم". [درجته، لا بأس بسنده وفي متنه نكارة، رواه: الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 143)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (5 - 112)، والطبرانيُّ في الكبير (12 - 97) من طريق الوضاح وهو أبو عوانة. هذا السند: حسن، عمرو بن ميمون الأودي أبو عبد الله ويقال أبو يحيى مخضرم مشهور ثقة عابد من رجال الشيخين تقريب التهذيب (427)، وتلميذه أبو بلج الفزاري الكبير اسمه يحيى بن سليم أو ابن أبي سليم أو بن أبي الأسود صدوق ربما أخطأ تقريب التهذيب (625). وقد أخطأ في متن الحديث أخطاءً كثيرة منها: أن ابن عباس -رضي الله عنهما- لم يحضر أي حادثة من تلك الحوادث، فهو لم يولد عندما خاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - أبناء عمه، وكان رضيعا عند مبيت علي في فراش النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان طفلا في مكة عندما حدثت بقية الحوادث، ولذلك فالمعول في المتن والألفاظ على رواية الصحابة الذين رأوا تلك الأحداث وسمعوها ورووها، ثم يعول إلى رواية ابن عباس لا سيما وهي عن أبي بلج. وقد لاحظت في بعض روايات ابن عباس رضي الله عنه التي في السيرة مخالفات يسيرة لبعض الصحابة -رضي الله عنهم- الصحيحة ممّن شهد ونقل كشاهد عيان، والراجح رواياتهم للسبب الذي ذكرته؟].

29 - قال ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (2 - 34): ثنا أحمد بن محمَّد بن الهثم الدوري ثنا محمَّد بن علي بن الحسين بن شقيق ثنا أبو وهب محمَّد بن مزاحم بن سهل بن مزاحم ثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عن بن بريدة عن أبيه قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتح خيبر فكنت فيمن صعد الثلمة فقاتلت حتى رؤي مكاني وأبليت، وعلي ثوب أحمر فلم أعلم أني ركبت في الإسلام ذنبا أعظم منه للشهرة. [درجته: سنده قوي. رواه: رواه الروياني (1 - 79) من طريق أخرى عن محمَّد بن مزاحم حدثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان، هذا السند: قوي فمقاتل صدوق من رجال مسلم: التقريب (2 - 272) وتلميذه بكير صدوق وجرحه غير مفسر. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (1 - 434)، حيث (قال البخاري: قال أحمد: ما أرى به بأسا وكذا قال الأصم عن عبد الله بن أحمد عن أبيه وكذا قال أبو حاتم وقال النسائي ليس به بأس وقال أبو بكر بن أحمد بن بالويه عن عبد الله بن أحمد عن أبية ذاهب الحديث وقال سفيان بن عبد الملك عن بن المبارك رمى به وقال أحمد بن أبي الحواري ثنا مروان يعني بن محمَّد الطاطري ثنا بكير بن معروف أبو معاذ وكان ثقة وقال بن عدي وبكير بن معروف ليس بكثير الرواية وأرجو أنه لا بأس به وليس حديثه بالمنكر جدًا وقال الآجري عن أبي داود ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات) وابن مزاحم أبو وهب صدوق من رجال التقريب (2 - 206)]. 3 - قال البخاري 2 - 824: حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى أخبرنا نافع عن بن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - وقال عبد الرزاق أخبرنا بن جريج قال حدثني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين، وأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليقرهم بها أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء. ورواه مسلم (3 - 1187).

31 - قال مسلم (2 - 1028): حدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن بن شهاب عن الحسن وعبد الله ابني محمَّد بن علي عن أبيهما عن علي: أنه سمع ابن عباس يلين في متعة النساء. فقال: مهلا يا ابن عباس فإن رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر الإنسية. 32 - قال ابن أبي شيبة (7 - 396): حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة وأخذوا الحمر الإنسية فذبحوها وملأوا منها القدور، فبلغ ذلك نبي الله - صلى الله عليه وسلم -. قال جابر: فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكفأنا القدور وقال: سيأتيكم برزق هو أحل من ذا وأطيب. فكفأنا القدور يومئذ وهي تغلي، فحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ لحوم الحمر الإنسية ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من. الطير وحرم المجثمة والخلسة والنهبة. [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: الإمام أحمد (3 - 323)، حدثنا هاشم بن القاسم ثنا عكرمة يعني ابن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله .. وسنده ضعيف نظرًا لاضطراب رواية عكرمة عن يحيى -التقريب (1/ 30) وللحديث طريق آخر وهو الحديث التالي:]. 33 - قال الإمام أحمد في حنبل (4 - 194): حدثنا زكريا بن عدي أنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني أنه حدثهم قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر والناس جياع فأصبنا بها حمرا من حمر الإنس، فذبحناها قال: فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر عبد الرحمن بن عوف فنادى في الناس: أن لحوم حمر الإنس لا تحل لمن شمهد أني رسول الله. قال. ووجدنا في جنانها بصلا وثوما والناس جياع فجهدوا فراحوا فإذا ريح المسجد بصل وثوم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنا" وقال: "لا تحل النهبى ولا يحل كل ذي ناب من السباع ولا تحل المجثمة".

[درجته: حسن وسنده ضعيف، رواه: الطبراني في الكبير (22/ 216) ومسند الشاميين (2/ 183) عن بقية عن بحير بن سعد، هذا السند: ضعيف لأنه من طريق بقية بن الوليد قال العلائي في جامع التحصيل (150): مكثر من التدليس. لكن الحديث حسن بما قبله. ولبعض ألفاظه شواهد صحيحة جاءت في أحاديث كثيرة متفرقة]. 34 - قال البخاري (2 - 923): حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن يهودية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها فقيل: ألا نقتلها، قال: "لا" فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 35 - قال مسلم (4 - 1721): حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس: أن امرأة يهودية أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألها عن ذلك فقالت: أردت لأقتلك قال: "ما كان الله ليسلطك على ذاك" قال: أو قال: عليَّ قال: قالوا ألا نقتلها، قال: "لا" قال فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 36 - قال البخاري (4 - 1544): حدثني يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمَّد بن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: أن رسول الله نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية. ورواه مسلم (2 - 1027). 37 - قال مسلم (3 - 1213): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن أبي شجاع سعيد بن يزيد عن خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعاني عن فضالة بن عبيد قال: اشتريت يوم خيبر قلادة باثني عشر دينارا فيها ذهب وخرز ففصلتها فوجدت فيها أكثر من اثني عشر دينارا فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لا تباع حتى تفصل". 38 - قال مسلم (1 - 107): حدثني زهير بن حرب حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني سماك الحنفي أبو زميل قال حدثني عبد الله بن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب

قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: فلان شهيد فلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون" قال: فخرجت فناديت ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون. 39 - قال البخاري (4 - 1547): حدثنا عبد الله بن محمَّد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن مالك بن أنس قال حدثني ثور قال حدثني سالم مولى بن مطيع أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له (مدعم) أهداه له أحد بني الضباب، فبينما هو يحط رحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا" فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - بشراك أو بشراكين فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شراك أو شراكان من نار". 40 - قال الطبراني في المعجم الكبير (2 - 82)،: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا الحسن بن الربيع الكوفي ثنا بن المبارك عن بن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر لسهلة بنت عاصم بن عدي ولابنة لها ولدت. [درجته: سنده صحيح، رواه أيضًا ابن سعد في الطبقات الكبرى (2 - 114): أخبرنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا بن لهيعة، هذا السند: صحيح رغم وجود العالم الجليل الضعيف عبد الله بن لهيعة -رحمه الله-، فقد حدد النقاد رجالًا احتفظوا بوثائقه الصحيحة قبل اختلاطه منهم هذا الإِمام الفذ عبد الله بن المبارك، أما شيخه الحارث بن يزيد فهو تابعي ثقة ثبت عابد، التقريب (1 - 145)، وشيخ الطبراني وشيخ شيخه ثقتان انظر: التقريب (1 - 166)، والبلغة (228)].

41 - قال البخاري (3 - 1040): حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال أخبرني عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر بعد ما افتتحوها فقلت: يا رسول الله أسهم لي، فقال بعض بني سعيد بن العاص: لا تسهم له يا رسول الله، فقال أبو هريرة: هذا قاتل بن قوقل، فقال بن سعيد بن العاص: وا عجبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضأن ينعى على قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي، ولم يهني على يديه قال: فلا أدري أسهم له أم لم يسهم له قال: سفيان وحدثنيه السعيدي عن جده عن أبي هريرة قال: أبو عبد الله السعيدي عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص. 42 - قال البخاري ج (4 - 1548): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت الزهري وسأله إسماعيل بن أمية قال أخبرني عنبسة بن سعيد: أن أبا هريرة -رضي الله عنه- أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله قال له بعض بني سعيد بن العاص: لا تعطه، فقال أبو هريرة: هذا قاتل بن قوقل فقال: واعجباه لوبر تدلى من قدوم الضأن ويذكر عن الزبيدي عن الزهري قال: أخبرني عنبسة بن سعيد أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيد بن العاص قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبان على سرية من المدينة قبل نجد قال أبو هريرة: فقدم أبان وأصحابه على النبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر بعد ما افتتحها وإن حزم خيلهم لليف قال أبو هريرة: قلت يا رسول الله لا تقسم لهم، قال أبان: وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضأن؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبان اجلس" فلم يقسم لهم. 43 - قال البخاري (4 - 1545): حدثنا الحسن بن إسحاق حدثنا محمَّد بن سابق حدثنا زائدة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر للفرس سهمين وللراجل سهما قال: فسره نافع فقال: إذا كان مع الرجل فرس فله ثلاثة أسهم فإن لم يكن له فرس فله سهم. 44 - قال الإمام أحمد بن حنبل (5 - 223): حدثنا ربعي بن إبراهيم أخو إسماعيل بن علية وأثنى عليه خيرا قال: وكان يفضل على إسماعيل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن محمَّد بن زيد بن المهاجر عن عمير مولى أبي اللحم قال: شهدت مع سادتي خيبر فأمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلدت

سيفا فإذا أنا أجره قال: فقيل له: إنه عبد مملوك قال: فأمر لي بشيء من خرثى المتاع قال: وعرضت عليه رقية كنت أرقي بها المجانين في الجاهلية قال: اطرح منها كذا وكذا وارق بما بقي قال محمَّد بن زيد: وأدركته وهو يرقي بها المجانين. [درجته: سنده صحيح، رواه: أيضًا أحمد (5 - 223) حدثنا بشر بن المفضل عن محمَّد بن زيد والطبرانيُّ في المعجم الكبير (17 - 67) حدثنا فضيل بن محمَّد الملطي ثنا أبو نعيم ثنا هشام بن سعد عن محمَّد، وحدثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثن ابن لهيعة ثنا محمَّد بن زيد، وحدثنا محمود بن محمَّد الواسطي ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمَّد بن زيد، وعبد الرزاق في المصنف (5 - 228) عن إبراهيم قال أخبرني محمَّد بن زيد. هذا السند: صحيح فالحديث مداره على أحد رجال مسلم. محمَّد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان القرشي التيمي المدني رأى بن عمر وروى عن أبيه وأمه أم حرام وعمير مولى أبي اللحم وعبد الله بن عامر وأبي أمامة بن ثعلبة وسالم بن عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وطلحة بن عبد الله بن عوف ومحمَّد بن المنكدر وابن سبلان وغيرهم روى عنه الزهريّ ومالك وهشام بن سعد وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وعبد العزيز بن محمَّد الدراوردي وأن أبي ذئب وابن لهيعة وحفص بن غياث وبشر بن المفضل وآخرون قال عبد الله بن أحمد عن أبيه شيخ ثقة وقال ابن معين وأبو زرة ثقة وذكره ابن حبان في الثقات قلت وقال أبو داود والعجلي ثقة وقال البرقاني عن الدارقطني يحتج به وقال مرة أخرى يعتبر به- تهذيب التهذيب (9 - 153) وقد لخص الحافظ أقوال العلماء فيه فقال في تقريب التهذيب (1 - 479): ثقة]. 45 - قال البخاري (6 - 2675): حدثنا إسماعيل عن أخيه عن سليمان بن بلال عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث أن أبا سعيد الخدري وأبا هريرة حدثاه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أخا بني عدي الأنصاري واستعمله على خيبر، فقدم بتمر جنيب فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أكل تمر خيبر هكذا؟ قال: لا والله يا رسول الله، إنا لنشتري الصالح بالصاعين من الجمع فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تفعلوا ولكن مثلا بمثل، أو بيعوا هذا واشتروا بثمنه من هذا وكذلك الميزان. رواه مسلم (3 - 1215).

46 - قال أحمد بن حنبل (5 - 250): حدثنا حسن بن موسى وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة قال عفان أنا أبو غالب عن أبي أمامة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل من خيبر ومعه غلامان وهب أحدهما لعلي بن أبي طالب وقال: لا تضربه فإني قد نهيت عن ضرب أهل الصلاة وقد رأيته يصلي. قال عفان في حديثة: أنا أبو طالب عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبل من خيبر ومعه غلامان فقال علي: يا رسول الله اخدمنا فقال: "خذ أيهما شئت" قال: خر لي، قال: "خذ هذا ولا تضربه فإني قد رأيته يصلي مقبلنا من خيبر وإني قد نهيت" وأعطى أبا ذر غلامًا وقال: "استوص به معروفا" فأعتقه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما فعل الغلام؟ " قال: يا رسول الله أمرتني أن استوصي به معروفا فأعتقته. [درجته: سنده حسن. رواه: أيضًا أحمد (5 - 258)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (8 - 275) من طريق حماد، هذا السند: حسن فأبو غالب صاحب أبي أمامة حسن الحديث إذا لم يخالف انظر تقريب التهذيب (664): حيث قال: أبو غالب صاحب أبي أمامة بصري نزل أصبهان قيل اسمه حزور وقيل سعيد بن الحزور وقيل نافع صدوق يخطئ. وبقية الرواة أئمة ثقات]. 47 - قال البخاري (4 - 1537): حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فسرنا ليلًا فقال رجل من القوم لعامر يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلًا شاعرا حداء. فنزل يحدو بالقوم يقول: اللَّهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا فاغفر فداء لك ما اتقينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا وألقين سكينة علينا ... إنا إذا صيح بنا أبينا وبالصياح عولوا علينا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا السائق؟ " قالوا: عامر بن الأكوع قال: "يرحمه الله" قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به، فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ثم إن الله تعالى فتحها عليهم، فلما

أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذه النيران؟ على أي شيء توقدون؟ " قالوا: على لحم قال: "على أي لحم؟ " قالوا: لحم حمر الإنسية، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أهريقوها واكسروها" قال رجل: يا رسول الله أونهريقها ونغسلها قال: أوذاك، فلما تصاف القوم كان سيف عامر قصيرا فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر فمات منه قال: فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيدي قال: "مالك؟ " قلت له: فداك أبي وأمي زعموا أن عامرًا حبط عمله. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كذب من قاله، إن له لأجرين" وجمع بين إصبعيه إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله. حدثنا قتيبة حدثنا حاتم قال: نشأ بها. 48 - قال مسلم (3 - 1429): حدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني عبد الرحمن ونسبه غير بن وهب فقال بن عبد الله بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالا شديدا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارتد عليه سيفه فقتله فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك وشكوا فيه رجل مات في سلاحه وشكوا في بعض أمره قال: سلمة فقفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر فقلت: يا رسول الله ائذن لي أن أرجز لك، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عمر بن الخطاب: أعلم ما تقول قال: فقلت: والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدقت". وأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا والمشركون قد بغوا علينا قال فلما قضيت رجزي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال هذا" قلت: قال أخي, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحمه الله" قال: فقلت: يا رسول الله، إن ناسا ليهابون الصلاة عليه يقولون رجل مات بسلاحه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مات جاهدا

مجاهدا" قال بن شهاب: ثم سألت ابنا لسلمة بن الأكوع فحدثني عن أبيه مثل ذلك غير أنه قال: حين قلت إن ناسا يهابون الصلاة عليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذبوا مات جاهدا مجاهدا فله أجره مرتين" وأشار بإصبعيه. 49 - قال مسلم (1 - 472): حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان يعني بن المغيرة حدثنا ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء إن شاء الله غدا" فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد. قال أبو قتادة: فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير حتى إبهار الليل وأنا إلى جنبه قال: فنعس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمال عن راحلته فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته. قال: ثم سار حتى تهور الليل مال عن راحلته قال: فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته. قال: ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجفل، فأتيته فدعمته فرفع رأسه فقال. "من هذا؟ " قلت: أبو قتادة قال: "متى كان هذا مسيرك مني؟ " قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة قال: "حفظك الله بما حفظت به نبيه" ثم قال: "هل ترانا نخفى على الناس؟ " ثم قال: "هل ترى من أحد؟ " قلت: هذا راكب ثم قلت: هذا راكب آخر حتى اجتمعنا فكنا سبعة ركب قال: فمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطريق فوضع رأسه ثم قال: "احفظوا علينا صلاتنا" فكان أول من استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والشمس في ظهره قال: فقمنا فزعين ثم قال: اركبوا فركبنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل ثم دعا بميضأة كانت معي فيها شيء من ماء قال: فتوضأ منها وضوءًا دون وضوء، قال: وبقي فيها شيء من ماء ثم قال لأبي قتادة: "احفظ علينا ميضأتك فسيكون لها نبأ" ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين ثم صلى الغداة فصنع كما كان يصنع كل يوم قال: وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركبنا معه قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثم قال: "أما لكم في أسوة" ثم قال: "أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك

فليصلها حين ينتبه لها فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها" ثم قال: "ما ترون الناس صنعوا؟ " قال: ثم قال: أصبح الناس وقد فقدوا نبيهم فقال أبو بكر وعمر: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدكم، لم يكن ليخلفكم. وقال الناس" إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أيديكم، فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا، قال: فانتهينا إلى الناس حين امتد النهار وحمي كل شيء وهم يقولون: يا رسول الله هلكنا عطشنا، فقال: "لا هلك عليكم" ثم قال: "أطلقوا لي غمري" قال: ودعا بالميضأة فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصب وأبو قتادة يسقيهم، فلم يعد أن رأى الناس ماء في الميضأة تكابوا عليها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحسنوا الملأ كلكم سيروى" قال: ففعلوا، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصب وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ثم صب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "اشرب" فقلت: لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله، قال: "إن ساقي القوم آخرهم شربا" قال: فشربت وشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فأتى الناس الماء جامين رواء قال: فقال عبد الله بن رباح: إني لأحدث هذا الحديث في مسجد الجامع إذ قال عمران بن حصين: انظر أيها الفتى كيف تحدث فإني أحد الركب تلك الليلة، قال: قلت: فأنت أعلم بالحديث فقال: ممّن أنت؟ قلت: من الأنصار قال: حدث فأنتم أعلم بحديثكم. قال: فحدثت القوم فقال عمران: لقد شهدت تلك الليلة وما شعرت أن أحدًا حفظه كما حفظته. 50 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 233): أخبرني علي بن عبد الرحمن بن عيسى السبيعي ثنا الحسين بن الحاكم الحيري ثنا الحسن بن الحسين العرني ثنا أجلح بن عبد الله عن الشعبي عن جابر -رضي الله عنه- قال: لما قدم رسول الله من خيبر قدم جعفر -رضي الله عنه- من الحبشة تلقاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل جبهته, ثم قال: والله ما أدري بأيهما أنا أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر. أرسله إسماعيل بن أبي خالد وزكريا بن أبي زائدة فيما حدثناه علي بن عيسى الحيري ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن ابن أبي خالد وزكريا عن الشعبي قال قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر فذكر الحديث هذا حديث صحيح إنما

ظهر بمثل هذا الإسناد الصحيح مرسلًا وقد وصله أجلح بن عبد الله. [درجته: حسن بالشواهد، هذا السند: ضعيف لضعف الحسن العرني، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3 - 6): سألت أبي عنه فقال: لم يكن بصدوق عندهم. ورواه الحاكم (2 - 681): فقال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن عقبة الشيباني حدثنا الهيثم بن خالد حدثنا أبو غسان النهدي حدثنا الأجلح بن عبد الله عن الشعبي عن جابر بن عبد الله ولم أجد توثيقًا لشيخ الحاكم، والثقاث رووه عن الشعبي مرسلًا، فقد رواه الحاكم مرسلًا عن الشعبي ورواه ابن هشام أيضًا في السيرة النبوية (5 - 5)، فقال: وذكر سفيان بن عيينة عن الأجلح عن الشعبي أن جعفر كما رواه ابن أبي شيبة (7 - 351) مرسلًا: حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي. لكن رواه الطبراني في المعجم الكبير بسند لا بأس به (22 - 100): حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني وأحمدُ بن خالد بن مسرح قالا ثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني ثنا مخلد بن يزيد ثنا مسعر عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه .. وهو سند قابل للتحسين نظرا لضعف في شيخ الطبراني أحمد بن خالد فقد قال الحافظ في لسان الميزان (1 - 165) قال الدارقطنيُّ ليس بشيء. أما أنس فشيخ قال عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق (9 - 312): أنس بن السلم بن الحسن بن السلم أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي، حدث بدمشق سنة تسع وثمانين ومائتين عن عيسى بن سليمان الشيزري ومخلد بن مالك الحراني وأيوب بن سليمان الرماني المعروف بابن مطاعن إمام سليمة ومغيرة بن عبد الرحمن بن عون الحراني وعبيد بن رزين وإبراهيم بن هشام الغساني وأحمدُ بن حرب الموصلي وأحمدُ بن أبي الحواري الزاهد ودحيم ومعلل بن نفيل وأبي أحمد عبد الملك بن مسرح ومحمَّد بن رجاء الشحشاني وأبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي وإسماعيل بن أبي كريمة وعمر بن هشام الحرانيين وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وهشام بن عمار والمؤمل بن إهابة وأبي بشر بكر بن خلف وأبي الأصبغ عبد العزيز بن يحيى وأبي وهب الوليد بن عبد الملك الحرانيين وعمر بن الضحاك روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب ويحيى بن عبد الله بن الحارث الزجاج وأبو علي بن شعيب ومحمَّد بن منصور بن نصر بن إبراهيم وأبو عبد الله بن مروان وأبو الحسن بن جوصا وإبراهيم بن أحمد بن الحسن وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي ثابت وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو علي بن حبيب الحصائري وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر أحمد بن إسحاق اللخمي بن الأعرابي وأبو عثمان سعيد بن محمَّد بن حرب وأبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الطرسوسي القاضي، وسكت عنه في البلغة

غزوة فزارة

(107) وروي بسند ضعيف عن عائشة -رضي الله عنها- في الإخوان (179) ورواه البيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة خيبر أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن أبي إسماعيل العلوي ثنا أحمد بن محمَّد البيروني ثنا محمَّد بن أحمد بن أبي طيبة حدثني مكي بن إبراهيم الرعيني ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر، وسنده ضعيف لعنعنة أبي الزبير محمَّد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم المكي صدوق من رجال مسلم إلا أنه يدلس تقريب التهذيب (506) وكذلك لجهالة مكي بن عبد الله الرعيني عن سفيان بن عيينة له مناكير قال العقيلي حديثه غير محفوظ ثم ساق حديثه عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر -رضي الله عنه- قال لما قدم جعفر من الحبشة تلقاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما نظر جعفر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجل قال سفيان يعني مشى على رجل واحدة إعظاما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين كتفيه انتهى وقال بن يونس في تاريخ مصر يكنى أبا الفضل لم يتابع على ما رواه عن بن وهب توفي سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين ومائتين وهو أخو ليث بن عبد الله بن المهاجر لسان الميزان (6 - 87). وله شواهد أخرى لا تخلو من ضعف فهو بها حسن]. غزوة فزارة 1 - قال مسلم (3 - 1375): حدثنا زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال: غزونا فزارة وعلينا أبو بكر أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا، فلما كان بيننا وبين الماء ساعة أمرنا أبو بكر فعرسنا ثم شن الغارة فورد الماء، فقتل من قتل عليه وسبى، وأنظر إلى عنق من الناس فيهم الذراري فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل، فرميت بسهم بينهم وبين الجبل فلما رأوا السهم وقفوا، فجئت بهم أسوقهم وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من آدم قال: القشع النطع معها ابنة لها من أحسن العرب، فسقتهم حتى أتيت بهم أبا بكر فنفلني أبو بكر ابنتها، فقدمنا المدينة وما كشفت لها ثوبًا فلقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السوق فقال: "يا سلمة هب لي المرأة" فقلت. يا رسول الله والله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا. ثم لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الغد في السوق فقال لي: "يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك" فقلت: هي لك يا رسول الله، فوالله ما كشفت لها ثوبا. فبعث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة ففدى بها ناسًا من المسلمين كانوا أسروا بمكة.

سرية الأربعين ومعجزة الماء

سرية الأربعين ومعجزة الماء 1 - قال مسلم (1 - 474): حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا سلم بن زرير العطاردي قال سمعت أبا رجاء العطاردي عن عمران بن حصين قال: كنت مع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير له فأدلجنا ليلتنا حتى إذا كان في وجه الصبح عرسنا فغلبتنا أعيننا حتى بزغت الشمس قال: فكان أول من استيقظ منا أبو بكر وكنا لا نوقظ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من منامه إذا نام حتى يستيقظ, ثم استيقظ عمر فقام عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رأسه ورأى الشمس قد بزغت قال: ارتحلوا فسار بنا حتى إذا ابيضت الشمس نزل فصلى بنا الغداة فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا فلما انصرف قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا فلان ما منعك أن تصلي معنا؟ " قال يا نبي الله أصابتني جنابة. فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتيمم بالصعيد فصلى، ثم عجلني في ركب بين يديه نطلب الماء وقد عطشنا عطشا شديدًا فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين فقلنا لها أين الماء؟ قالت: أيهاه أيهاه لا ماء لكم. قلنا: فكم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: مسيرة يوم وليلة قلنا: انطلقي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: وما رسول الله؟ فلم نملكها من أمرها شيئًا حتى انطلقنا بها، فاستقبلنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألها فأخبرته مثل الذي أخبرتنا، وأخبرته أنها موتمة لها صبيان أيتام، فأمر بروايتها فأنيخت فمج في العزلاوين العلياوين، ثم بعث براويتها فشربنا ونحن أربعون رجلًا عطاش حتى روينا، وملأنا كل قربة معنا وإداوة وغسلنا صاحبنا غير أنا لم نسق بعيرًا وهي تكاد تنضرج من الماء (يعني المزادتين) ثم قال: "هاتوا ما كان عندكم" فجمعنا لها من كسر وتمر وصر لها صرة فقال لها: "اذهبي فأطعمي هذا عيالك واعلمي أنا لم نرزأ من مائك" فلما أتت أهلها قالت: لقد لقيت أسحر البشر أو إنه لنبي كما زعم، كان من أمره ذيت وذيت فهدي الله ذاك الصرم بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا. ورواه البخاري (1 - 130).

سرية لأحد الأنصار

سرية لأحد الأنصار 1 - قال البخاري (6 - 2649): حدثنا محمَّد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي -رضي الله عنه-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث جيشًا وأمر عليهم رجلًا فأوقد نارا وقال: "ادخلوها" فأرادوا أن يدخلوها وقال آخرون: إنما فررنا منها فذكروا للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال للذين أرادوا أن يدخلوها: "لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة" وقال للآخرين: "لا طاعة في المعصية إنما الطاعة في المعروف". ورواه مسلم (3 - 1469). سرية علقمة بن مجزز 1 - قال ابن ماجه (2 - 955): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون ثنا محمَّد بن عمرو عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث علقمة بن مجزز على بعث وأنا فيهم، فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم، وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي فكنت فيمن غزا معه، فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا فقال عبد الله (وكانت فيه دعابة): أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟ قالوا: نعم، قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار، فقام ناس فتحجزوا فلما ظن أنهم واثبون قال: أمسكوا على أنفسكم فإنما كنت أمزح معكم، فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه". [درجته: سنده جيد، رواه: من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة كل من: شيخه ابن أبي شيبة (6 - 543)، وأبي يعلى (2 - 502)، وابن حبان (10 - 421)، وأحمدُ (3 - 67)، ورواه عبد الرزاق (11 - 335)، عن معمر عن يحيى بن أبي كثير مرسلًا، هذا السند: لا بأس به من أجل محمَّد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي قال الحافظ في التقريب (499): صدوق له أوهام وهو من رجال الشيخين. وشيخه عمر بن الحكم بن ثوبان المدني تابعي صدوق انظر تقريب التهذيب (411)].

سرية الحرقات

سرية الحرقات 1 - قال مسلم (1 - 96): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر ح وحدثنا أبو كريب وإسحاق بن إبراهيم عن أبي معاوية كلاهما عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أسامة بن زيد وهذا حديث بن أبي شيبة قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلًا فقال: لا إله إلا الله. فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقال لا إله إلا الله وقتلته؟ " قال: قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح، قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟ " فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ قال: فقال سعد: وأنا والله لا أقتل مسلما حتى يقتله ذو البطين يعني أسامة. قال: قال رجل: ألم يقل الله [وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله] فقال سعد: قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة. ورواه البخاري (4 - 1555). سرية الإثنى عشر شهيدا 1 - قال الإِمام أحمد (3 - 135): حدثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعجبه الرؤيا الحسنة فربما قال: "هل رأى أحد منكم رؤيا؟ " فإذا رأى الرجل رؤيا سأل عنه، فإن كان ليس به بأس كان أعجب لرؤياه إليه قال: فجاءت امرأة فقال: يا رسول الله رأيت كأني دخلت الجنة فسمعت بها وجبة ارتجت لها الجنة، فنظرت فإذا قد جيء بفلان بن فلان وفلان بن فلان حتى عدت أثنى عشر رجلًا -وقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية قبل ذلك- قالت: فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم قال: فقيل اذهبوا بهم إلى نهر السدخ أو قال: إلى نهر البيدج قال: فغمسوا فيه فخرجوا منه وجوههم كالقمر ليلة البدر، قال: ثم أتوا بكراسي من ذهب فقعدوا عليها، وأتي بصحفة أو كلمة نحوها فيها بسرة فأكلوا منها فما يقلبونها لشق إلا أكلوا من فاكهة ما أرادوا وأكلت معهم قال:

سرية ذات الرقاع الثانية

فجاء البشير من تلك السرية فقال: يا رسول الله كان من أمرنا كذا وكذا، وأصيب فلان وفلان حتى عد الاثنى عشر الذين عدتهم المرأة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "علي بالمرأة" فجاءت قال: "قصي على هذا رؤياك" فقصت قال: هو كما قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: سنده صحيح، رواه: أبو يعلى (6 - 44)، ومن طريقه ابن حبان (13 - 418)، كما رواه عبد بن حميد (1 - 380) كلهم من طريق سليمان بن المغيرة. هذا السند: صحيح، سليمان بن المغيرة القيسي مولاهم البصري أبو سعيد ثقة ثقة قاله يحيى بن معين. انظر تقريب التهذيب (254) وشيخه هو ابن أسلم البناني تابعي ثقة سمع من أنس .. التهذيب والتقريب (1 - 115)]. سرية ذات الرقاع الثانية 1 - قال البخاري (4 - 1513): حدثنا محمَّد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا ونقبت قدماي وسقطت أظفاري وكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة (ذات الرقاع) لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا. وحدث أبو موسى بهذا ثم كره ذاك قال: ما كنت أصنع بأن أذكره كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه. ورواه مسلم (3 - 1449). غزوة نجد 1 - قال الإِمام أحمد (2 - 320): حدثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا حيوة وابن لهيعة ثنا أبو الأسود يتيم عروة أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم إنّه سأل "أبا هريرة: هل صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال أبو هريرة: نعم، فقال: متى؟ قال: عام غزوة نجد قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصلاة العصر وقامت معه طائفة وطائفة أخرى مقابلة العدو ظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكبروا جميعًا الذين معه والذين يقابلون العدو، ثم ركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة واحدة ثم ركعت معه

عمرة القضاء

الطائفة التي تليه, ثم سجد وسجدت الطائفة التي تليه والآخرون قيام مقابلة العدو، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو فقابلوهم وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلة العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة أخرى وركعوا معه، وسجدوا معه ثم أقبلت الطائفة التي كانت تقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد ومن تبعه، ثم كان التسليم فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلموا جميعًا فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان ولكل رجل من الطائفتين ركعتان ركعتان. [درجته: سنده, رواه: النسائي (3 - 173)، والبيهقيُّ في الكبرى (3 - 264)، وأبو داود (2 - 14) من طرق المقري، هذا السند: صحيح عبد الله بن يزيد المخزومي المدني المقرىء الأعور مولى الأسود بن سفيان من شيوخ مالك ثقة تقريب التهذيب (1 - 330)، وشيخه حيوة أبو العباس الحمصي ثقة تقريب التهذيب (1 - 15)، وقد تابع أبا هريرة، وأبو الأسود المدني هو يتيم عروة واسمه: محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى الأسدي وهو ثقة انظر: تقريب التهذيب (1 - 493)، وقد قال الإِمام عروة بن الزبير بن العوام عن التابعي الأمير مروان بن الحكم: عروة بن الزبير كان مروان لا يتهم في الحديث، تهذيب التهذيب (10 - 82)]. عمرة القضاء 1 - قال البخاري (4 - 1551): حدثني عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء -رضي الله عنه- قال: لما اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمَّد رسول الله قالوا لا نقر لك بهذا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئًا ولكن أنت محمَّد بن عبد الله فقال أنا رسول الله وأنا محمَّد بن عبد الله ثم قال لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "امح رسول الله" قال علي: لا والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب وليس يحسن يكتب فكتب هذا مما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها فلما دخلها ومضى

الأجل أتوا عليا فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبعته ابنة حمزة تنادي: يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك احمليها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر قال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال: "الخالة بمنزلة الأم" وقال لعلي: "أنت مني وأنا منك" وقال لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي" وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا" وقال علي: ألا تتزوج بنت حمزة, قال: "إنها ابنة أخي من الرضاعة". 2 - قال الترمذيُّ 5 - 139: حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله فقال له عمر يا بن رواحة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي حرم الله تقول الشعر! فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خل عنه يا عمر فلهي أسرع فيهم من نضح النبل". قال أبو عيسى هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب من هذا الوجه وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضًا عن معمر عن الزهريّ عن أنس نحو هذا وروي في غير هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وكعب بن مالك بين يديه وهذا أصح عند بعض أهل الحديث لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤتة وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك. [درجته: سنده قوي، رواه: عبد بن حميد (1 - 375)، وأبو يعلى (6 - 267)، والنسائيُّ (5 - 202)، (5 - 211)، هذا السند: صحيح وهو عن عبد الرزاق جاء من طريقين عند النسائي أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم قال حدثنا عبد الرزاق وأيضًا في أخبرنا محمَّد بن عبد الملك بن زنجويه وقد رواه عن عبد الرزاق تلميذه عبد بن حميد وأبو يعلى عن مؤمل بن إهاب عن عبد الرزاق، ورواه في الآحاد والمثاني (4 - 38): حدثنا الحسن بن علي وسلمة قالا ثنا عبد الرزاق، وهو قوي فشيخ عبد

الرزاق جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري صدوق زاهد انظر تقريب التهذيب (140) وشيخه تابعي ثقة مشهور، قال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس الزهريّ ثم ثابت ثم قتادة تهذيب التهذيب (2 - 3)]. ملاحظة: قال الإِمام الترمذيُّ -رحمه الله- بعد روايته للحديث معقبا: وروي في غير هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وكعب بن مالك بين يديه, وهذا أصح عند بعض أهل الحديث لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤتة وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك. أقول الصواب خلاف ما قاله بعض أهل الحديث رحمهم الله الذين نقل عنهم أن كعبا هو الذي كان ينشد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، مستدلين على ذلك باستشهاد ابن رواحة في غزوة مؤتة، وأن مؤتة كانت بعد عمرة القضاء، لأن كلامهم عليهم رحمة الله خلاف ما جاء في الأحاديث الصحيحة, بل في عمرة القضاء نفسها، فأشهر شهداء مؤتة جعفر بن أبي طالب وأول شهدائها أيضًا كانا موجودين في عمرة القضاء وجرى لهما حوار شيق مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، حول ابنة حمزة كما مر معنا في حديث البخاري السابق وفيه جاء: فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبعته ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك احمليها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر قال علي: أنا أخذتها، وهي بنت عمي وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي وقال زيد: ابنة أخي فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال: "الخالة بمنزلة الأم" وقال لعلي: "أنت مني وأنا منك" وقال لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي" وقال زيد: "أنت أخونا ومولانا" وقال علي: ألا تتزوج بنت حمزة، قال: "إنها ابنة أخي من الرضاعة". فهذا زيد وجعفر يتنافسون في كفالة ابنة جعفر بن أبي طالب.

3 - قال البخاري (4 - 1552): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد سمع بن أبي أوفى يقول: لما اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سترناه من غلمان المشركين ومنهم أن يؤذوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 4 - قال البخاري (4 - 1553): حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد هو بن أبي زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فقال المشركون إنه يقدم عليكم وقد وهنتهم حمى يثرب وأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرملوا الأشواط الثلاثة وأن يمشوا ما بين الركنين، ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم. وزاد بن سلمة عن أيوب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - لعامه الذي استأمن قال: "ارملوا"، ليرى المشركون قوتهم والمشركون من قبل قعيقعان. 5 - قال البخاري (4 - 1553): حدثني محمَّد عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن عطاء عن بن عباس -رضي الله عنهما- قال: إنما سعى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبيت وبين الصفا والمروة ليري المشركين قوته. 6 - قال البخاري (4 - 1553): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن بن عباس قال: تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ميمونة وهو محرم وبنى بها وهو حلال، وماتت بسرف. وزاد بن إسحاق حدثني بن أبي نجيح وأبان بن صالح عن عطاء ومجاهد عن بن عباس قال: تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ميمونة في عمرة القضاء. 7 - قال البخاري (2 - 630): حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- جالس إلى حجرة عائشة، وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى قال: فسألناه عن صلاتهم. فقال: بدعة. ثم قال له: كم اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال أربعًا إحداهن في رجب. فكرهنا أن نرد عليه. قال وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة فقال عروة يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول إن

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب. قالت يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط. 8 - قال ابن حبان (10 - 379): أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا ابن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن بن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة آخذ بغرزه وهو يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله قد أنزل القرآن في تنزيله بأن خير القتل في سبيله 9 - قال الحاكم (4 - 33): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني بن أبي نجيح عن عطاء ومجاهد عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها-، وأقام بمكة ثلاثًا فأتاه حويطب بن عبد العزى في نفر من قريش في اليوم الثالث، فقالوا له: إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنا. قال: وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم فصنعت لكم طعاما فحضرتموه. قالوا: لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا فخرج بميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- حتى أعرس بها بسرف. [درجته: سنده قوي، رواه: الطحاوي في شرح معاني الآثار (2 - 268)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (11 - 173)، حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن محمَّد بن أيوب صاحب المغازي ثنا إبراهيم بن سعد عن محمَّد بن إسحاق. هذا السند: مداره على ابن إسحاق رواه الطحاوي فقال حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا أسد قال ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال ثنا محمَّد بن إسحاق ح وحدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا عبد الله بن هارون قال ثنا أبي قال حدثني ابن إسحاق، والطبرانيُّ فقال حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن محمَّد بن أيوب صاحب المغازي ثنا إبراهيم بن سعد عن محمَّد بن إسحاق, وقد صرح بالسماع من شيخه فانتفت بذلك شبهة التدليس، وشيخه عبد الله بن أبي نجيح يسار المكي أبو يسار الثقفي ثقة: تقريب التهذيب (1 - 326)، وشيخاه إمامان تابعيان ثقتان.

إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص

وقد ضعفه الإِمام الألباني في تعليقه على فقه السيرة للشيخ الغزالي رحمهما الله حيث قال: رواه ابن هشام عن ابن إسحاق بدون سند. فقه السيرة (364) هذا ما قاله -رحمه الله- لكني وجدت له هذا السند في المستدرك والسند -كما مر معنا- من الحاكم إلى ابن إسحاق سند صحيح موثق في السيرة خاصة دون غيرها، قال الخطيب وقد روى العطاردي عن أبيه عن يونس اوراقا فاتته من المغازي وهذا يدل على تثبته انظر: تهذيب التهذيب (1 - 45)، وقال الحافظ في التقريب (81) وسماعه للسيرة صحيح، ومن ابن إسحاق إلى ابن عباس سند قوي]. إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص 1 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (4 - 198): حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي عن حبيب بن أبي أوس قال: حدثني عمرو بن العاص من فيه قال: لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني، فقلت لهم تعلمون والله إني لأرى أمر محمَّد يعلو الأمور علوًا كبيرا منكرًا وأني قد رأيت رأيا فما ترون فيه؟ قالوا: وما رأيت؟ قال: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده، فان ظهر محمَّد على قومنا كنا عند النجاشي، فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمَّد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا. منهم إلا خيرًا فقالوا: إن هذا الرأي. قال فقلت لهم: فاجمعوا له ما نهدي له وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدما كثيرا فخرجنا حتى قدمنا عليه، فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه. قال: فدخل عليه ثم خرج من عنده، قال فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية الضمري لو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه، فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمَّد. قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع. فقال: مرحبا بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئًا؟ قال قلت: نعم أيها الملك، قد

أهديت لك أدما كثيرا. قال: ثم قدمته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت له: أيها الملك إني قد رأيت رجلًا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه لأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا. قال: فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه، ثم قلت: أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه. فقال له: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله. قال قلت: أيها الملك أكذاك هو؟ فقال: ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده. قال قلت: فبايعني له على الإِسلام. قال: نعم. فبسط يده وبايعته على الإِسلام ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه، وكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأسلم فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة، فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام المنسم. وإن الرجل لنبي، أذهب والله أسلم فحتى متى؟ قال قلت: والله ما جئت إلا لأسلم، قال: فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع، ثم دنوت فقلت: يا رسول الله إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر وما تأخر. قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عمرو بايع فإن الإِسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها" قال فبايعته ثم انصرفت. [درجته: لا بأس به، رواه: ابن إسحاق ومن طريقه أحمد والحاكم (3 - 514)، والحارث- زوائد الهيثمي (2 - 933): حدثنا داود بن عمرو ثنا أبو راشد عن محمَّد بن إسحاق هذا السند: لا بأس به، ابن إسحاق قد صرح بالسماع من شيخه فانتفت شبهة التدليس وشيخ ابن إسحاق يزيد بن أبي حبيب المصري أبو رجاء واسم أبيه سويد ثقة فقيه من رجال الشيخين تقريب التهذيب (600)، أما راشد مولى حبيب بن أوس مصري فقد قال يحيى بن معين: ثقة يروى عنه المصريون - الجرح والتعديل (3 - 486)، أما حبيب بن أوس أو بن أبي أوس الثقفي فقد قال الحافظ في الإصابة

(2 - 15): ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر فدل على أن له إدراكًا ولم يبق من ثقيف في حجة الوداع أحد إلا وقد أسلم وشهدها فيكون من الصحابة -رضي الله عنهم- وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين]. 2 - قال مسلم (1 - 112): حدثنا محمَّد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق بن منصور كلهم عن أبي عاصم واللفظ لابن المثنى حدثنا الضحاك يعني أبا عاصم قال أخبرنا حيوة بن شريح قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن بن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فبكى طويلًا وحول وجهه إلى الجدار فجعل ابنه يقول يا أبتاه أما بشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا أما بشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا؟ قال فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إني قد كنت على أطباق ثلاث: لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته, فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإِسلام في قلبي أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك فبسط يمينه قال: فقبضت يدي قال: "مالك يا عمرو" قال: قلت: أردت أن أشترط قال: "تشترط بماذا؟ " قلت: أن يغفر لي. قال: "أما علمت أن الإِسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله" وما كان أحد أحب إلي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي.

وفاة النجاشي

وفاة النجاشي 1 - قال البخاري (1 - 446): حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أنهما حدثاه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: نعى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النجاشي صاحب الحبشة اليوم الذي مات فيه فقال: "استغفروا لأخيكم". وعن بن شهاب قال حدثني سعيد ابن المسيب أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صف بهم بالمصلى فكبر عليه أربعًا. رواه مسلم (2 - 657). 2 - قال البخاري (3 - 1407)؛ حدثنا أبو الربيع حدثنا بن عيينة عن بن جريج عن عطاء عن جابر -رضي الله عنه-: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين مات النجاشي: "مات اليوم رجل صالح فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة". 3 - قال البخاري (3 - 1408): حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن سليم بن حيان حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على أصحمة النجاشي فكبر عليه أربعًا. ورواه مسلم (2 - 657). 4 - قال الطبراني في المعجم الأوسط (3 - 120): حدثنا إبراهيم قال حدثنا أبي قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: لما مات النجاشي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "استغفروا لأخيكم" فقال بعض الناس: يأمرنا أن نستغفر له وقد مات بأرض الحبشة؟ فنزلت {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ}. [درجته: حديثٌ حسنٌ بالشواهد، رواه: كما قال ابن كثير في تفسيره (1 - 444): ابن أبي حاتم والحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث حماد بن سلمة, هذا السند: فيه ضعف يسير من أجل مؤمل بن إسماعيل قال في التقريب (555): صدوق سيء الحفظ، لكن الحديث حسن بما بعده].

صنع الخاتم

5 - قال النسائي في السنن الكبرى (6 - 319): أنا عمرو بن منصور أنا يزيد بن مهران نا أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس قال: لما جاء نعي النجاشي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا عليه". قالوا: يا رسول الله نصلي على عبد حبشي؟ فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ- {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ}. [درجته: سنده قوي، رواه: الطبراني في المعجم الأوسط (5 - 223) من طريق يزيد، هذا السند: قوي .. أبو بكر ثقة عابد تقريب التهذيب (1 - 624)، وشيخه حميد الطويل تابعي ثقة سمع من أنس]. 6 - قال محمَّد بن إسحاق. السيرة النبوية (2 - 184): حدثني يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت: لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور. [درجته: ليس بحديث ولا أدري من هي الواسطة بين عائشة ومن رأى القبر، وسنده صحيح، رواه: أبو داود (3 - 16) من طريق ابن إسحاق فيزيد مولى آل الزبير وعروة بن الزبير تابعيان ثقتان من رجال التقريب]. صنع الخاتم 1 - قال البخاري (1 - 36): حدثنا محمَّد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابًا أو أراد أن يكتب، فقيل له إنهم لا يقرؤون كتابا إلا مختوما فاتخذ خاتما من فضة نقشه (محمَّد رسول الله) كأني أنظر إلى بياضه في يده. فقلت لقتادة، من قال نقشه محمَّد رسول الله. ورواه مسلم (3 - 1657). 2 - قال مسلم (3 - 1657): حدثنا محمَّد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أنس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان أراد أن يكتب إلى العجم فقيل له: إن العجم لا يقبلون إلا كتابا عليه خاتم، فاصطنع خاتمًا من فضة قال: كأني أنظر إلى بياضه في يده.

مكاتبة الملوك

3 - قال مسلم (3 - 1656): حدثنا يحيى بن يحيى وخلف بن هشام وأبو الربيع العتكي كلهم عن حماد قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتمًا من فضة ونقش فيه (محمَّد رسول الله) وقال للناس: "إني اتخذت خاتمًا من فضة ونقشت فيه محمَّد رسول الله فلا ينقش أحد على نقشه". 4 - قال مسلم (3 - 1656): حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال: اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتما من ورق فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان حتى وقع منه في بئر أريس نقشه (محمَّد رسول الله) قال بن نمير: حتى وقع في بئر ولم يقل منه. مكاتبة الملوك 1 - قال مسلم (3 - 1397): حدثني يوسف بن حماد المعني حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس: أن نبي الله محمد - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -. 2 - قال البخاري (4 - 1610): حدثنا إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن بن عباس أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه فحسبت أن بن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمزقوا كل ممزق. 3 - قال الحارث. زوائد الهيثمي (1 - 511): حدثنا خالد بن خداش ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا بشير بن المهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: أهدى أمير القبط إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جاريتين اختين وبغلة، وكان يركب البغلة في المدينة، واتخذ إحدى الجاريتين لنفسه فولدت له إبراهيم، ووهب الأخرى لحسان بن ثابت. [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: الضحاك في الآحاد والمثاني (5 - 447)، والطبرانيُّ في الأوسط

(4 - 37)، هذا السند: قوي لولا لين في بشير قال الحافظ في التقريب (1 - 125): بشير بن المهاجر الكوفي الغنوي صدوق لين الحديث. وهو من رجال مسلم، وله شاهد ضعيف الآحاد والمثاني (5 - 447): حدثني محمَّد بن يحيى الباهلي نا يعقوب بن محمَّد عن رجل سماه عن الليث بن سعد عن الزهريّ عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت أهدى ملك من بطارقة الروم يقال له المقوقس جارية قبطية من بنات الملوك تسمى مارية وأهدى إليه معه ابن عم لها شابا]. 4 - قال مسلم (4 - 2139): حدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس: أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي: "اذهب فاضرب عنقه" فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها، فقال له علي: اخرج. فناوله يده. فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر، فكف علي عنه ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنه لمجبوب ماله ذكر. 5 - قال البخاري (4 - 1657): حدثني إبراهيم بن موسى عن هشام عن معمر وحدثني عبد الله بن محمَّد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهريّ قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال حدثني بن عباس قال: حدثني أبو سفيان من فيه إلى في، قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل، قال: وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل، قال فقال هرقل: هل ها هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقالوا: نعم. قال: فدعيت في نفر من قريش فدخلنا على هرقل فأجلسنا بين يديه، فقال: أيكم أقرب نسبًا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان فقلت: أنا فأجلسوني بين يديه وأجلسوا أصحابي خلفي، ثم دعا بترجمانه فقال: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فإن كذبني فكذبوه. قال أبو سفيان: وأيم الله لولا أن يؤثروا علي الكذب لكذبت. ثم قال لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم؟ قال قلت: هو فينا ذو حسب. قال: فهل كان من آبائه ملك؟ قال قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال قلت: بل

ضعفاؤهم، قال: يزيدون أو ينقصون. قال قلت: لا، بل يزيدون. قال: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ قال قلت: لا. قال: فهل قاتلتموه؟ قال قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال قلت: تكون الحرب بيننا وبينه سجالا يصيب منا ونصيب منه. قال: فهل يغدر؟ قال قلت: لا، ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها (قال والله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئًا غير هذه) قال: فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قلت: لا. ثم قال لترجمانه: قل له إني سألتك عن حسبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو حسب، وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها، وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت أن لا، فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه، وسألتك عن أتباعه أضعفاؤهم أم أشرافهم فقلت بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله، وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له فزعمت أن لا وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب، وسألتك هلى يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك هل قاتلتموه فزعمت أنكم قاتلتموه فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة، وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله فزعمت أن لا، فقلت لو كان قال هذا القول أحد قبله قلت رجل ائتم بقول قيل قبله. قال ثم قال: بم يأمركم؟ قال قلت: يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف. قال: إن يك ما تقول فيه حقا فإنه نبي، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أك أظنه منكم ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأه فإذا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم من محمَّد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك

بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} إلى قوله: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} " فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا. قال فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمر أمر بن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإِسلام. قال الزهريّ فدعا هرقل عظماء الروم فجمعهم في دار له فقال؛ يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد وأن يثبت لكم ملككم؟ قال: فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فقال: علي بهم فدعا بهم، فقال: إني إنما اختبرت شدتكم على دينكم فقد رأيت منكم الذي أحببت فسجدوا له ورضوا عنه. ورواه مسلم (3 - 1393). 6 - قال عبد بن حميد (1 - 115): حدثني أحمد بن يونس ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من اليهود قال فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وقال؛ إن رجلًا من اليهود سحرك، والسحر في بئر فلان. قال. فأرسل عليًا فجاء به. قال: فأمره أن يحل العقد وتقرأ آية فجعل يقرأ ويحل، حتى قام النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنما أنشط من عقال. قال: فما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك اليهودي شيئا مما صنع به. قال: ولا أراه في وجهه. [درجته: سنده صحيح، فالأعمش إمام وثقة معروف ولكنه مدلس، وشيخه يزيد بن حيان التيمي الكوفي ثقة تابعي ثقة سمع زيد بن أرقم -رضي الله عنه- تقريب التهذيب (600) وتهذيب التهذيب (11 - 281)].

غزوة مؤتة

غزوة مؤتة 1 - قال البخاري (4 - 1554): أخبرنا أحمد بن أبي بكر حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سعيد عن نافع عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة" قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية. 2 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (1 - 204): حدثنا وهب بن جرير ثنا أبى قال سمعت محمَّد بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا استعمل عليهم زيد ابن حارثة وقال: "فإن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد الله ابن رواحة" فلقوا العدو فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه وأتى خبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فخرج إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: "إن إخوانكم لقوا العدو وإن زيدًا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه" فأمهل ثم أمهل آل جعفر ثلاثًا أن يأتيهم، ثم أتاهم فقال: "لا تبكوا على أخي بعد اليوم، أدعوا لي ابني أخي" قال: فجيء بنا كأنا أفرخ فقال: "ادعوا لي الحلاق" فجيء بالحلاق فحلق رؤوسنا ثم قال: "أما محمَّد فشبيه عمنا أبى طالب، وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي" ثم أخذ بيدي فأشالها فقال: "اللَّهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه" قالها ثلاث مرار، قال فجاءت أمنا فذكرت له يتمنا وجعلت تفرح له، فقال: "العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة".

[درجته. سنده صحيح، رواه من طريق أحمد كل من الطبراني في المعجم الكبير (2 - 105)، والحاكم (3 - 337)، ورواه النسائي في السنن الكبرى (5 - 180)، أنبأ إسحاق بن منصور قال أنبأ وهب، هذا السند: صحيح وهب بن جرير بن حازم بن زيد أبو عبد الله الأزدي البصري ثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (585) ووالده ثقة تقريب التهذيب (138)، ومحمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي الضبي روى عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي وروى عنه جرير بن حازم -تهذيب التهذيب (9 - 253)، وهو ثقة -تقريب التهذيب (490) وشيخه الحسن بن سعد بن معبد الهاشمي مولاهم الكوفي ثقة - تقريب التهذيب (161)]. 3 - قال البخاري (1 - 440): حدثنا محمَّد بن عبد الله بن حوشب حدثنا عبد الوهاب حدثنا يحيى بن سعيد قال أخبرتني عمرة قالت سمعت عائشة -رضي الله عنها - تقول: لما جاء قتل زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرف فيه الحزن وأنا أطلع من شق الباب، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره بأن ينهاهن، فذهب الرجل ثم أتى فقال: قد نهيتهن وذكر أنهن لم يطعنة، فأمره الثانية أن ينهاهن فذهب ثم أتى، فقال: والله لقد غلبنني أو غلبننا (الشك من محمَّد بن حوشب) فزعمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فاحث في أفواههن التراب"، فقلت: أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل، وما تركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العناء. 4 - قال ابن أبي شيبة (6 - 392): حدثنا محمَّد بن عبيد عن وائل بن داود قال سمعت البهي يحدث أن عائشة كانت تقول: ما بعث رسول الله زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم، ولو كن حيا بعده لاستخلفه. [درجته: سنده جيد، رواه الحاكم (3 - 238) والنسائيُّ في السنن الكبرى (5 - 52) وأحمدُ (6 - 226) عن محمَّد بن عبيد حدثني وائل، كما وجده ابنه عبد الله في كتابه (6 - 281): وجدت في كتاب أبي ثنا سعيد بن محمَّد الوراق قال ثنا وائل بن داود. هذا السند: جيد وائل بن داود التيمي الكوفي ثقة تقريب التهذيب (580) وشيخه البهي تابعي ثقة وهو متصل كما في صحيح مسلم (4 - 1965) السدي عن عبد الله البهي عن عائشة].

5 - قال البخاري (1 - 387): حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب أخبرني الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- وهو يقصص في قصصه وهو يذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أخًا لكم لا يقول الرفث يعني بذلك عبد الله بن رواحة: وفينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الفجر ساطع أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع يبيت يجافى جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالمشركين المضاجع 5 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (5 - 299): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن شمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح فوجدته قد اجتمع إليه ناس من الناس قال: ثنا أبو قتادة فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيش الأمراء وقال: "عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري" فوثب جعفر فقال: بأبي أنت يا نبي الله وأمي ما كنت أرهب أن تستعمل على زيدا قال: "امضوا فإنك لا تدري أي ذلك خير" قال فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله، ثم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر وأمر أن ينادي الصلاة جامعة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ناب خير أو ثاب خير (شك عبد الرحمن) ألا أخبركم عن جيشكم هذا المغازي، إنهم انطلقوا حتى لقوا العدو فأصيب زيد شهيدا فاستغفروا له" فاستغفر له الناس "ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا أشهد له بالشهادة فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد" ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إصبعيه وقال: "اللَّهم هو سيف من سيوفك فانصره" وقال عبد الرحمن مرة فانتصر به فيومئذ سمي خالد سيف الله ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انفروا فأمدوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد" فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا.

[درجته: سنده قوي، رواه: ابن أبي شيبة (7 - 412)، وابن حبان (15 - 522) , والنسائيُّ في السنن الكبرى (5 - 69) من طرق عن الأسود. هذا السند: قوي عبد الله بن رباح الأنصاري أبو خالد المدني سكن البصرة ثقة تقريب التهذيب (302) وتلميذه خالد بن سمير بالتصغير السدوسي البصري تابعي وهو صدوق يهم قليلًا أي حسن الحديث تقريب التهذيب (188) والأسود بن شيبان السدوسي بصري يكنى أبا شيبان ثقة عابد تقريب التهذيب (111)]. 6 - قال الإِمام أحمد في حنبل (6 - 27): حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال: خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة من المسلمين في غزوة مؤتة، ورافقني مددي من اليمن ليس معه غير سيفه فنحر رجل من المسلمين جزورا فسأله المددي طائفة من جلده، فأعطاه إياه فاتخذه كهيئة الدرق، ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له اشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب، فجعل الرومي يغري بالمسلمين وقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي فعرقب فرسه، فخر وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه، فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ منه السلب. قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى ولكني استكثرته قلت لتردنه إليه أو لأعرفنكها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأبي أن يرد عليه، قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقصصت عليه قصة المددي وما فعله خالد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا خالد ما حملك على ما صنعت؟ " قال: يا رسول الله استكثرته. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا خالد رد عليه ما أخذت منه" قال عوف فقلت له: دونك يا خالد ألم أف لك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما ذاك؟ " فأخبرته، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "يا خالد لا ترده عليه هل أنتم تاركوا أمراء لي لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره". [درجته: حديث صحيح، رواه مسلم (3 - 1374) بالسند نفسه فقال: حدثني زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال].

7 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (5 - 28): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها ثم قاتل حتى قتل وهو يقول: يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وباردا شرابها والروم قد دنا عذابها ... كافرة بعيدة أنسابها علي إذا لاقيتها ضرابها فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد ثم قال: أقسمت يا نفس لتنزلنه ... لتنزلن أو لتكرهنه إن أجلب الناس وشدوا الرنه ... مالي أراك تكرهين الجنه قد طال ما قد كنت مطمئنة ... هل أنت إلا نطفة في شنه وقال أيضًا: يا نفس إلا تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلهما هديت يريد صاحبيه زيدا وجعفرا، ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق من لحم فقال: شد بهذا صلبك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده ثم انتهس منه نهسة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس، فقال: وأنت في الدنيا؟ ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم أخو بني العجلان فقال: يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم. قالوا أنت. قال: ما أنا بفاعل. فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية دافع القوم وخاشى بهم ثم انحاز وانحيز عنه حتى انصرف بالناس. [درجته: سنده صحيح، يحيى ثقة كان خليفة والده, قال الدارقطنيُّ: يحيى بن عباد وأبوه عباد ثقتان تهذيب التهذيب (11 - 205)].

8 - قال الترمذيُّ (3 - 323): حدثنا أحمد بن منيع وعلي بن حجر قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نعي جعفر قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اصنعوا لأهل جعفر طعامًا فإنه قد جاءهم ما يشغلهم". [درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده ضعيف، رواه الحميدي (1 - 247)، وأحمدُ (1 - 205)، وأبو داود (3 - 195)، وابن ماجه (1 - 514)، والبيهقيُّ في الكبرى (4 - 61)، والدارقطنيُّ (2 - 87)، وابن راهويه (5 - 41) وأبو يعلى (12 - 173)، وعبد الرزاق (3 - 550)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (2 - 108) كلهم من طريق خالد بن سارة المخزومي. وكان كما روى الحاكم (1 - 527) أنه كان صديقا لعبد الله بن جعفر، هذا السند: ظاهر هذا السند أنه صحيح، نظرًا لقول الحافظ في تقريب التهذيب (188) خالد بن سارة ويقال خالد بن عبيد بن سارة المخزومي المكي صدوق. ولعل الأصح غير ذلك ما قاله -رحمه الله-، فعند الرجوع إلى ترجمته في الجرح والتعديل (3 - 335) ولسان الميزان (7 - 207)، وهو كتاب للمجروحين، وتهذيب الكمال (8 - 78)، وتهذيب التهذيب (3 - 81)، والتاريخ الكبير (3 - 153)، كل هؤلاء رحمهم الله لم يوثقوه بل سكتوا عنه، حتى ابن حبان في كتابه الثقات (6 - 264) سكت -رحمه الله- واكتفى بقوله: خالد بن سارة يروى عن عبد الله بن جعفر روى عنه ابنه جعفر بن خالد، وسكوت ابن حبان لا يعتبر توثيقًا، لكن عبد الرزاق (3 - 550) رواه عن رجل من أهل المدينة عن عبد الله بن أبي بكر عن أمه أسماء بنت عميس وهو به حسن، كما يشهد له ما بعده]. ملاحظة: روى الشافعي -رحمه الله- في مسنده (1 - 361) الحديث عن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر، ولعله وهم فالراوي ليس جعفر الصادق -رحمه الله- بل هو جعفر بن خالد بن سارة وهو ثقة. 9 - قال عبد الرزاق (3 - 550): عن رجل من أهل المدينة عن عبد الله بن أبي بكر عن أمه أسماء بنت عميس قال: لما أصيب جعفر جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "يا أسماء لا تقولي هجرًا ولا تضربي صدرًا" قالت: وأقبلت فاطمة وهي تقول: يا بن عماه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "علي مثل جعفر فلتبك الباكية" قالت ثم عاج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله فقال:

"اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا اليوم" قال وأخبرني عبد الله بن أبي بكر عن سودة ابنة حارثة امرأة عمرو بن حزم قالت قد كان يؤمر أن تصنع لأهل الميت طعاما. [درجته: يبدو أن هناك سقطا في السند، ولعله الحديث التالي:]. 10 - قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أم عيسى الجزار قالت حدثتني أم عون ابنة محمَّد بن جعفر عن جدتها أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله فقال: "إن آل جعفر قد شغلوا بشأن ميتهم فاصنعوا لهم طعاما". قال عبد الله: فما زالت سنة حتى كان حديثا فترك. [درجته: حسن بما قبله، رواه من طريقه ابن ماجه 1 - 514، هذا السند: ضعيف فأم عيسى الخزاعية لا يعرف حالها- التقريب (758) وشيختها ليست بالقوية قال الحافظ في تقريب التهذيب (757): أم عون بنت محمَّد بن جعفر بن أبي طالب ويقال لها أم جعفر مقبولة. أي عند المتابعة، لكن الحديث حسن بما قبله]. 11 - قال ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (3 - 410): حدثنا أحمد بن محمَّد بن الحسن الشرقي ثنا أحمد بن يوسف ثنا سعيد بن الصباح أخو يحيى بن الصباح النيسابوري ثنا ورقاء بن عمر عن عمرو بن دينار عن بن عمر قال: لما قتل جعفر بن أبي طالب قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم". [درجته: حسن با قبله، هذا السند: ضعيف وأبناء الصباح ضعيفان قال ابن عدي بعد روايته: هذا الحديث: غريب جدًا بهذا الإسناد وإنما يروى هذا عن بن عيينة عن جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال الشيخ ولسعيد غير ما ذكرت من الحديث وليس بالكثير وأرجو أنه لا بأس به. وورقاء بن عمر اليشكري أبو بشر الكوفي نزيل المدائن صدوق تقريب التهذيب (580)]. 12 - قال البخاري (4 - 1555): حدثني عمران بن ميسرة حدثنا محمَّد بن فضيل عن حصين عن عامر عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته

عمرة تبكي (واجبلاه وا كذا وا كذا) تعدد عليه فقال حين أفاق: ما قلت شيئًا إلا قيل لي آنت كذلك؟ 13 - قال البخاري (4 - 1555): حدثنا قتيبة حدثنا عبثر عن حصين عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة بهذا، فلما مات لم تبك عليه. 14 - قال البخاري (4 - 1553): حدثنا أحمد حدثنا بن وهب عن عمرو عن بن أبي هلال قال وأخبرني نافع: أن بن عمر أخبره أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل فعددت به خمسين بين طعنة وضربة, ليس منها شيء في دبره يعني في ظهره. 15 - قال ابن أبي شيبة (4 - 209): حدثنا يحيى بن آدم عن قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سالم بن أبي الجعد قال: أريهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فرأى جعفر ملكًا ذا جناحين مضرجا بالدماء وزيد مقابله على السرير، وابن رواحة جالس معهما (كأنهما معرضان عنه). [درجته: حديثٌ حسنٌ عدا ما بين الأقواس وسنده ضعيف، رواه: من طريقه الطبراني في المعجم الكبير (2 - 107)، والضحاك في الآحاد والمثاني (1 - 276)، هذا السند: مرسل، شيخ ابن أبي شيبة ثقة حافظ فاضل تقريب التهذيب (587)، وشيخه قطبة بن عبد العزيز بن سياه الكوفي صدوق تقريب التهذيب (455)، وعدي ثقة انظر تقريب التهذيب (388)، وسالم بن أبي الجعد الكوفي مشهور كثير الإرسال عن كبار الصحابة جامع التحصيل (179) لكن للحديث شاهد يأتي بعده]. 16 - قال أبو يعلى (11 - 350): حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا عبد الله بن جعفر المديني وكان خيرا من أبيه إن شاء الله حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت جعفر بن أبي طالب ملكًا يطير مع الملائكة بجناحين في الجنة". [درجته: سنده ضعيف وهو حسن بما قبله، هذا السند: فيه ضعف من أجل عبد الله بن جعفر بن نجيح فهو ضعيف تقريب التهذيب (1 - 298)، ويشهد له ما قبله وما بعده:].

17 - قال الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2 - 890): حدثنا يزيد قال أنا إسماعيل عن رجل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لقد رأيته في الجنة وجناحيه مضرجين بالدماء مصبوغ القوادم" يعني جعفرا. [درجته: سنده مرسل، هذا السند: مرسل ومرسله مجهول وهو حسن بما قبله]. 18 - قال البخاري (4 - 1555): حدثني محمَّد بن أبي بكر حدثنا عرم بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: كان ابن عمر إذا حيا ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. 19 - قال الترمذيُّ (5 - 654): حدثنا علي بن حجر أخبرنا عبد الله بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة". قال: هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن جعفر وقد ضعفه يحيى بن معين وغيره وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني. [درجته: حسن وسنده ضعيف، كما قال الإِمام الترمذيُّ من أجل عبد الله قال الحافظ في تقريب التهذيب (298): عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أبو جعفر المديني والد علي بصري أصله من المدينة ضعيف، ولم ينفرد تابعه رجل فيه ضعف في صحيح ابن حبان (15 - 521): هو يحيى بن نصر حدثني أبي قال الحافظ في لسان الميزان (6 - 278): يحيى بن نصر بن حاجب القرشي عن عاصم الأحول وهلال بن خباب وثور بن يزيد عداده في أهل مرو روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري وأحمدُ بن سيار وجماعة قال أبو زرعة ليس بشيء وقال بن عدي يروي له أحاديث حسنة وأرجو أنه لا بأس به وقال مهنأ سألت أحمد بن حنبل عنه فقال كان جهميا يقول قول جهم وقال أبو حاتم يلينه. ووالده حسن إذا لم يخالف]. 2 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 42): حدثني زيد بن علي بن يونس الخزاعي بالكوفة ثنا الحسين بن محمَّد بن مصعب البجلي ثنا أحمد بن داود ثنا عمر بن عبد الغفار ثنا الأعمش

عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: لما أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل جعفر داخله من ذلك فأتاه جبريل فقال: إن الله تعالى جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة. [درجته: حسن ولكن في سنده خطأ، فالصواب هو كما جاء في الحديث رقم: (15)]. 21 - قال ابن خزيمة (3 - 237): نا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني قالا: ثنا بشر بن بكر نا ابن جابر عن سليمان بن عامر أبي يحيى حدثني أبو أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا: اصعد فقلت: إني لا أطيقه فقالا: إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دمًا" قال: "قلت من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم فقال: خابت اليهود والنصارى" فقال سليمان: ما أدري أسمعه أبو أمامة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم شيء من رأيه ثم انطلق فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا وأسوأه منظرا فقلت: من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء قتلى الكفار ثم انطلق بي فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا كأن ريحهم المراحيض قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزواني ثم انطلق بي فإذا أنا بنساء تنهشن ثديهن الحيات قلت: ما بال هؤلاء؟ قال: هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن ثم انطلق بي فإذا أنا بالغلمان يلعبون بن نهرين قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذراري المؤمنين ثم شرف شرفا فإذا أنا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جعفر وزيد وابن رواحة ثم شرفني شرفًا آخر فإذا أنا بنفر ثلاثة قلت: من هؤلاء؟ قال: هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينظروني هذا حديث الربيع. [درجته: سنده صحيح، رواه ابن حبان (16 - 536)، والبيهقيُّ في الكبرى (4 - 216)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (8 - 157)، والحاكم (2 - 228)، هذا السند: صحيح فعبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي أبو عتبة الشامي الداراني ثقة من رجال الشيخين- تقريب التهذيب (353)

غزوة ذات السلاسل

وشيخه سليم بن عامر الكلاعي ويقال الخبائري أبو يحيى الحمصي ثقة من رجال مسلم - تقريب التهذيب (249)]. 22 - قال الحاكم (3 - 43): حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمَّد بن شاذان الجوهري ثنا زكريا بن عدي ثنا عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه -رضي الله عنه- قال: لما اشتد جزع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من قتل يوم مؤتة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليدركن الدجال قوما مثلكم أو خيرا منكم ثلاث مرات ولن يخزي الله أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها". [درجته: سنده صحيح، عبد الرحمن بن جبير الحضرمي الحمصي ثقة تقريب التهذيب (338) وتلميذه صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي ثقة التقريب (277) وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ثقة انظر تهذيب التهذيب (8 - 212)، وزكريا بن عدي بن الصلت التيمي مولاهم أبو يحيى الكوفي ثقة جليل تقريب التهذيب (216)، وتلميذه محمَّد بن شاذان أبو بكر الجوهري بغدادي ثقة تقريب التهذيب (483)]. غزوة ذات السلاسل 1 - قال الإِمام أحمد في حنبل (4 - 197): حدثنا عبد الرحمن ثنا موسى بن علي عن أبيه قال سمعت عمرو بن العاص يقول: بعث إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني" فأتيته وهو يتوضأ فصعد في النظر ثم طأطأه فقال: "إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة" قال: قلت: يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإِسلام وأن أكون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح". [درجته: سنده صحيح، رواه البخاري في الأدب (1 - 112)، والبيهقيُّ في الشعب (2 - 91)، وابن حبان (8 - 6)، والحاكم (2 - 257)، من طرق عن موسى، هذا السند: صحيح موسى بن علي بن رباح قال أحمد وابن معين والعجلي والنسائيُّ ثقة وقال أبو حاتم كان رجلًا صالحا يتقن حديثه لا يزيد

ولا ينقص صالح الحديث وكان من ثقات المصريين تهذيب التهذيب (10 - 323) ووالده ثقة تقريب التهذيب (401)]. 2 - قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (3 - 188): أخبرنا جعفر بن عون ومحمَّد بن عبد الله الأسدي قالا أخبرنا مسعر عن أبي عون عن شيخ من بني أسد قال: رأيت أبا بكر في غزوة ذات السلاسل، كأن لحيته لهاب العرفج شيخا خفيفا أبيض على ناقة له أدماء. [درجته: سنده صحيح، رواه: الطبراني في المعجم الكبير (1 - 57)، من طريق مسعر والضحاك في الآحاد والمثاني (1 - 87)، هذا السند: صحيح مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي أبو سلمة الكوفي ثقة ثبت فاضل، تقريب التهذيب (528). وشيخه تابعي ثقة من رجال الشيخين، وله شاهد في الآحاد والمثاني (1 - 87) حدثني محمَّد بن عبد الله بن نمير أن عبدة بن سليمان حدثهم عن إسماعيل عن رجل من بني أسد قال رأيت أبا بكر وهذا السند رجاله ثقات ابن نمير ثقة حافظ فاضل وشيخه ثقة ثبت وشيخه إسماعيل ابن أبي خالد تابعي ثقة ثبت من رجال الشيخين وكلهم من رجال التقريب]. 3 - قال الترمذيُّ (5 - 392): حدثنا عبد بن حميد حدثنا زيد بن حباب حدثنا سلام بن سليمان النحوي أبو المنذر حدثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن الحارث بن يزيد البكري قال: قدمت المدينة فدخلت المسجد فإذا هو غاص بالناس، وإذا رايات سود تخفق وإذا بلال متقلد السيف بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها. [درجته: سنده حسن، رواه: البخاري التاريخ الكبير (2 - 260) حدثني أبو بكر قال ثنا سلام بن سليمان أبو المنذر القارئ قال حدثني عاصم، هذا السند: حسن من أجل الإِمام عاصم قال الحافظ في التقريب (285): عاصم بن بهدلة وهو بن أبي النجود بنون وجيم الأسدي مولاهم الكوفي أبو بكر المقرئ صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون، وبقية رجاله ثقات: شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي ثقة مخضرم تقريب التهذيب (268) وشيخه صحابي واسمه الحارث بن حسان].

4 - قال الطبراني في المعجم الكبير (5 - 21): حدثنا عبد الله بن محمَّد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمَّد بن يوسف الفريابي ثنا إسرائيل ح وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا محمَّد بن عثمان بن كرامة ثنا عبيد الله بن موسي ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن المهاجر عن طارق بن شهاب عن رافع بن عمرو الطائي: قال بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، وبعث معه في ذلك الجيش أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- وسراة أصحابه، فانطلقوا حتى نزلوا جبل طي فقال عمرو: انظروا إلى رجل دليل بالطريق. فقالوا: ما نعلمه إلا رافع بن عمرو فإنه كان ربيلا في الجاهلية (فسألت طارقًا: ما الربيل؟ قال: اللص الذي يغزو القوم وحده فيسرق) قال رافع: فلما قضينا غزاتنا وانتهيت إلى المكان الذي كنا خرجنا منه توسمت أبا بكر -رضي الله عنه-، فأتيته فقلت: يا صاحب الخلال إني توسمتك من بين أصحابك فائتني بشيء إذا حفظته كنت مثلكم. فقال: أتحفظ أصابعك الخمس؟ قلت: نعم. قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وتقيم الصلوات الخمس، وتؤتي الزكاة إن كان لك، وتحج البيت، وتصوم رمضان، حفظت؟ قلت: نعم. قال: وأخرى، لا تؤمرن على اثنين. قلت: هل تكون الإمرة إلا فيكم أهل المدر؟ قال: يوشك أن تفشو حتى تبلغك ومن هو دونك، إن الله -عَزَّ وجَلَّ- لما بعث نبيه - صلى الله عليه وسلم - دخل الناس في الإِسلام فمنهم من دخل فهداه الله، ومنهم من أكرهه السيف فهو عواد الله، وجيران الله في خفارة الله، إن الرجل إذا كان أميرًا فتظالم الناس بينهم فلم يأخذ لبعضهم من بعض انتقم الله منه، إن الرجل لتؤخذ شاة جاره فيظل ناتئ عضلته غضبا لجاره، والله من وراء جاره. قال رافع: فمكثت سنة ثم إن أبا بكر استخلف فركبت إليه، فقلت: أنا رافع كنت لقيتك يوم كذا وكذا مكان كذا وكذا قال: عرفت. قلت: كنت نهيتني عن الإمارة ثم ركبت بأعظم من ذلك أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، فمن لم يقم فيهم بكتاب الله فعليه بهلة الله يعني لعنة الله.

[درجته: حديثٌ حسنٌ، هذا السند. فيه ضعف يسير من أجل إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي قال الحافظ في التقريب (94): صدوق لين الحفظ، وهو من رجال مسلم ويشهد له ما بعده]. 5 - قال الضحاك في الآحاد والمثاني (4 - 442): حدثنا إبراهيم بن حجاج السامي ثنا عبد الوارث بن سعيد نا محمَّد بن جحادة عن طلحة بن مصرف عن سليمان الأحول عن طارق بن شهاب عن رافع الطائي قال: وكان لصا في الجاهلية قال: وكان يعمد إلى بيض النعام فيجعل فيه الماء ويضعه في المفازة، فلما أسلم كان الدليل للمسلمين. قال: لما كان غزوة ذات السلاسل قلت: اللَّهم وفق لي رفيقا صالحا، فوفق الله -عَزَّ وجَلَّ- أبا بكر -رضي الله عنه- فكان ينيمني على فراشه ويلبسني كساء له من أكسية فدك, فإذا أصبح لبسه ولا يلتقي طرفاه حتى يخله بخلال. فقالت هوازن بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم -: نحن نطيع صاحب الخلال؟ فقلت: يا أبا بكر علمني شيئًا ينفعني الله -عَزَّ وجَلَّ- به ولا تطل علي فأنسى. فقال لي: اعبد الله ولا تشرك به شيئًا وأقم الصلاة وتصدق إن كان لك مال وهاجر دارك فإنها درجة العمل، ولا تؤمر على رجلين. قال قلت: لم؟ أوليس الإمرة يرغب فيها وذكرتها وما تصاب فقال: إن الناس دخلوا في الإِسلام طوعا وكرها فهم رعاة الله وعون الله وفي ذمة الله -عَزَّ وجَلَّ- فمن ظلم منهم أحدا فإنما يخفر الله -عَزَّ وجَلَّ- قال طلحة: فذكرت هذا الحديث لمجاهد وزاد فيه (فإن استطعت أن لا يطلبك الله -عَزَّ وجَلَّ- بذمته فافعل). [درجته: سنده صحيح، سليمان بن أبي مسلم الأحول تابعي من رجال الشيخين، قال أحمد: ثقة ثقة تقريب التهذيب (254) وتلميذه طلحة ثقة قارئ فاضل من رجال الشيخين- التقريب (1 - 380) وقد توبع عند ابن أبي شيبة (7 - 92) تابعه الإِمام الأعمش عن سليمان بن ميسرة ومحمَّد بن جحادة ثقة من رجال الشيخين انظر تقريب التهذيب (471) وعبد الوارث العنبري بالولاء ثقة ثبت من رجال الشيخين تقريب التهذيب (367) وشيخ الضحاك ثقة ومن رجال الشيخين كبقية رجال السند].

6 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (6 - 24): حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا إبراهيم بن إسحاق وعلي بن إسحاق قالا ثنا ابن مبارك قال أنا سعيد بن أبي أيوب قال ثنا يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن مالك بن هدم عن عوف بن مالك الأشجعي قال: غزونا وعلينا عمرو بن العاص فأصابتنا مخمصة، فمروا على قوم قد نحروا جزورا فقلت: أعالجها لكم على أن تطعموني منها شيئًا؟ وقال إبراهيم: فتطعمون منها، فعالجتها ثم أخذت الذي أعطوني فأتيت به عمر بن الخطاب فأبى أن يأكله، ثم أتيت به أبا عبيدة بن الجراح فقال مثل ما قال عمر بن الخطاب فأبى أن يأكل، ثم إني بعثت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذاك في فتح مكة فقال: "أنت صاحب الجزور؟ " فقلت: نعم يا رسول الله لم يزدني على ذلك. [درجته: سنده قوي، رواه: ابن حبان (1 - 454)، والبيهقيُّ في الكبرى (6 - 120)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (18 - 71)، والروياني (1 - 396) من طرق عن يزيد، هذا السند: قوي يزيد بن أبي حبيب المصري أبو رجاء ثقة فقيه تقريب التهذيب (600)، وشيخه قال عنه العجلي في معرفة الثقات (358): ربيعة بن لقيط التجيبي مصري تابعي ثقة ووثقه ابن حبان في الثقات (4 - 230) وقال: روى عنه أهل مصر، أما مالك فقال العجلي أيضًا: معرفة الثقات (261) مالك بن هدم مصرى تابعي ثقة]. 7 - قال ابن أبي شيبة (6 - 539): حدثنا وكيع قال ثنا المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة قال: قال عمر لأبي بكر لما لم يدع عمرو الناس أن يوقدوا نارا: ألا ترى إلى هذا الذي منع الناس منافعهم؟ قال فقال أبو بكر: دعه قائما, ولاه رسول - صلى الله عليه وسلم - علينا لعلمه بالحرب. [درجته: حسن وسنده منقطع، هذا السند: حديثٌ حسنٌ وفي سنده انقطاع المنذر بن ثعلبة الطائي أو السعدي أبو النضر البصري ثقة تقريب التهذيب (546) لكن الرواية منقطعة فالتابعي الثقة عبد الله بن بريدة بن الحصيب لم يسمع من عمر -رضي الله عنه- قال أبو زرعة: مرسل جامع التحصيل (207) لكنه حسن بما بعده رقم (10)].

8 - قال أبو داود (1 - 92): حدثنا بن المثنى أخبرنا وهب بن جرير أخبرنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير المصري عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليله باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ " فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله يقول {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل شيئا. قال أبو داود عبد الرحمن بن جبير مصري مولى خارجة بن حذافة وليس هو بن جبير ابن نفير. [درجته: سنده صحيح، رواه: أحمد (4 - 203)، والحاكم (1 - 285)، والبيهقيُّ (1 - 225)، هذا السند. صحيح رواه الأئمة من طرق عن يزيد بن أبي حبيب المصري وهو ثقة فقيه تقريب التهذيب (600) وشيخه عمران بن أبي أنس القرشي العامري المدني نزل الإسكندرية ثقة من رجال مسلم تقريب التهذيب (429) وعبد الرحمن بن جبير المصري تابعي كبير ثقة عالم بالفرائض من رجال مسلم روى عن عمرو بن العاص وروى عنه عمران بن أبي أنس ويزيد بن أبي حبيب تهذيب التهذيب (6 - 140)]. 9 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (3 - 482): حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني أبو المنذر سلام بن سليمان النحوي قال ثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن الحرث بن يزيد البكري قال: خرجت أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمررت بالربذة فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها فقالت لي يا عبد الله إن لي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجة فهل أنت مبلغي إليه قال فأتيت المدينة فإذا المسجد غاص بأهله وإذا راية سوداء تخفق وبلال متقلد السيف بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت ما شأن الناس قالوا يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها قال فجلست قال فدخل منزله أو قال رحلة فاستأذنت عليه فأذن لي فدخلت فسلمت فقال هل كان بينكم وبين بني تميم

شيء قال فقلت نعم قال وكانت لنا الدبرة عليهم ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها فسألتني أن أحملها إليك وها هي بالباب فأذن لها فدخلت فقلت يا رسول الله إن رأيت أن تجعل بيننا وبين بني تميم حاجزا فاجعل الدهناء فحميت الحجوز واستوفزت قالت يا رسول الله فإلى أين تضطر مضرك قال قلت إنما مثلي ما قال الأول معزاء حملت حتفها حملت هذه ولا أشعر أنها كما كانت لي خصما أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد قال هيه وما وافد عاد وهو أعلم بالحديث منه ولكن يستطعمه قلت إن عادا قحطوا فبعثوا وافدا لهم يقال له قيل فمر بمعاوية ابن بكر فأقام عنده شهرا يسقيه الخمر وتغنيه جاريتان يقال لهما الجرادتان فلما مضى الشهر خرج جبال تهامة فنادى اللَّهم إنك تعلم أني لم أجئ إلى مريض فأداويه ولا إلى أسير فأفاديه اللَّهم أسق عادا ما كنت تسقيه فمرت به سحابات سود فنودي منها اختر فأومأ إلى سحابة منها سوداء فنودي منها خذها رمادا رمددا لا تبقي من عاد أحدا قال فما بلغني أنه بعث عليهم من الريح إلا قدر ما يجري في خاتمي هذا حتى هلكوا قال بن وائل وصدق قال فكانت المرأة والرجل إذا بعثوا وافدا لهم قالوا لا تكن كوافد عاد. [درجته: سنده حسن، رواه: الطبري في التفسير (8 - 220)، حدثنا أبو كريب قال ثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا عاصم، هذا السند: حسن من أجل عاصم بن بهدلة وهو بن أبي النجود أبو بكر المقرئ قال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام حجة في القراءة (285)، وشيخه شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره تهذيب التهذيب (4 - 317) فهو ثقة مخضرم تقريب التهذيب (268)]. 1 - قال ابن حبان (20 - 404): أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه في (ذات السلاسل) فسأله أصحابه أن يوقدوا نارًا فمنعهم، فكلموا أبا بكر فكلمه في ذلك، فقال: لا يوقد أحد منهم نارًا إلا قذفته فيها. قال: فلقوا عدوهم فهزموهم، فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم، فلما انصرف ذلك الجيش

أسر ثمامة الحنفي وحصار مكة

ذكروا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وشكوه إليه فقال: يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارًا فيرى عدوهم قلتهم، وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، فحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره فقال: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: "لم؟ " قال: لأحب من تحب. قال: "عائشة". قال: من الرجال؟ قال: "أبوها". [درجته: سنده صحيح، رواه البخاري (3 - 1339)، ومسلمٌ (4 - 1856) مختصرًا، وقيس مخضرم ثقة وتلميذه ثقة وكذلك يحيى ومن طريق يحيى رواه ابن خزيمة وغيره]. أسر ثمامة الحنفي وحصار مكة 1 - قال البخاري (4 - 1589): حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: بعث النبي خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له: (ثمامة بن أثال) فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما عندك يا ثمامة؟ " فقال: عندي خير يا محمَّد، إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت؟ فترك حتى كان الغد ثم قال له: "ما عندك يا ثمامة؟ " قال: ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر. فتركه حتى كان بعد الغد فقال: "ما عندك يا ثمامة؟ " فقال عندي ما قلت لك فقال: "أطلقوا ثمامة" فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمَّد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ، والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت؟ قال: لا, ولكن أسلمت مع محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبَّة حنطة حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه مسلم (3 - 1386): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ...

2 - قال البيهقي في الكبرى (9 - 66): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق ثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا الله حين عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما عرض له أن يمكنه الله منه، وكان عرض له وهو مشرك فأراد قتله، فأقبل ثمامة معتمرا وهو على شركه حتى دخل المدينة فتحير فيها حتى أخذ، وأتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد فخرج عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "مالك يا ثمامة هل أمكن الله منك؟ " قال: وقد كان ذلك يا محمَّد إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالًا تعطه. فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتركه حتى إذا كان الغد مر به فقال: "ما لك يا ثمام؟ " فقال: خيرًا يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالًا تعطه. ثم انصرف عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: فجعلنا المساكين نقول بيننا: ما نصنع بدم ثمامة؟ والله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة. فلما كان الغد مر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "مالك يا ثمام؟ " فقال: خيرًا يا محمَّد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالًا تعطه. فقال رسول الله: "اطلقوه فقد عفوت عنك يا ثمام" فخرج ثمامة حتى أتى حائطا من حيطان المدينة فاغتسل فيه وتطهر وطهر ثيابه، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد في أصحابه, فقال: يا محمَّد والله لقد كنت وما وجه أبغض إلي من وجهك ولا دين أبغض إلي من دينك ولا بلد أبغض إلي من بلدك، ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إلي من وجهك ولا دين أحب إلي من دينك ولا بلد أحب إلي من بلدك، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، يا رسول الله إني كنت قد خرجت معتمرًا وأنا على دين قومي فبشرني صلى الله عليك في عمرتي، فبشره وعلمه فخرج معتمرا، فلما قدم مكة وسمعته قريش يتكلم بأمر محمَّد من الإِسلام قالوا: صبأ ثمامة. فأغضبوه فقال: إني والله ما صبوت ولكني أسلمت وصدقت محمدًا وآمنت به، وأيم الذي نفس ثمامة بيده لا يأتيكم حبَّة من

اليمامة (وكانت ريف مكة) ما بقيت حتى يأذن فيها محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وانصرف إلى بلده ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة يخلي إليهم حمل الطعام، ففعل رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: حديث صحيح وسنده جيد، رواه: أيضًا في الدلائل (4 - 79)، هذا السند: قوي أبو عبد الله هو الإمام الحاكم، وشيخه: الأصم الإِمام المفيد الثقة محدث المشرق أبو العباس محمَّد بن يعقوب النيسابوري.، كان محدث عصره بلا مدافعة سمعته تذكرة الحفاظ (3 - 860)، وسماع شيخه للسيرة من شيخه يونس بن بكير صحيح، قال حمزة السهمي سألت الدارقطني عنه فقال لا بأس به أثنى عليه أبو كريب وسئل عن مغازي يونس فقال مروا إلى غلام بالكناس سمع معنا مع أبيه وقال الخطيب وقد روى العطاردي عن أبيه عن يونس أوراقًا فاتته من المغازي وهذا يدل على تثبته تهذيب التهذيب (1 - 45)، وابن إسحاق لم يدلس وشيخه سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو سعد المدني ثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (1 - 236)، والحديث عند البخاري وهو الحديث السابق]. 3 - قال البيهقي في دلائل النبوة (4 - 81): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو قتيبة سلمة بن الفضل الآدمي حدثنا إبراهيم بن هاشم حدثنا محمَّد بن حميد الرازي حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح حدثنا عبد المؤمن بن خالد الحنفي عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس: أن ثمامة بن أثال الحنفي: لما أتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أسير خلى سبيله فأسلم فلحق بمكة ثم رجع، فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز، فجاء أبو سفيان ابن حرب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال: "بلى" قال: فقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}. [درجته: حسن وسنده ضعيف، رواه الطبري في التفسير (18 - 45) حدثنا بن حميد قال ثنا يحيى بن واضح، هذا السند: ضعيف من أجل ابن حميد لكنه حسن بما قبله].

فتح مكة

فتح مكة 1 - قال البخاري (4 - 1557): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال أخبرني الحسن بن محمَّد أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول: سمعت عليا -رضي الله عنه- يقول بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها" قال: فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة قلنا لها: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. قال: فأخرجته من عقاصها. فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا حاطب ما هذا؟ " قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت امرأ ملصقا في قريش (يقول كنت حليفا) ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادًا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإِسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنه قد صدقكم" فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال: "إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" فأنزل الله السورة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} إلى قوله: {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}. ورواه مسلم (4 - 1941). 2 - قال البيهقي في الكبرى (9 - 233): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني الزهريّ عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أنهما حدثاه جميعًا قالا: كان في صلح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية بينه وبن قريش أنه من شاء أن يدخل في

عقد محمَّد وعهده دخل، ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل. فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن ندخل في عقد محمَّد وعهده، وتواثبت بنو بكر فقالوا: نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم. فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرا، ثم إن بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعهده ليلًا بماء لهم يقال له الوتير قريب من مكة، فقالت قريش: ما يعلم بنا محمد وهذا الليل وما يرانا أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح فقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وأن عمرو بن سالم ركب إلى رسول الله عندما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير حتى قدم المدينة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبره الخبر، وقد قال أبيات شعر، فلما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنشده إياها: اللَّهم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا كنا والدا وكنت ولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا فانصر رسول الله نصرا عتدا ... وادعوا عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قد تجردا ... إن سيم خسفا وجهه تربدا في فيلق كالبحر يجري مزبدا ... إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا ... وزعموا أن لست أدعو أحدا فهم أذل وأقل عددا ... قد جعلوا لي بكداء مرصدا هم بيتونا بالوتير هجدا ... فقتلونا ركعا وسجدا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نصرت يا عمرو بن سالم" فما برح حتى مرت عنانة في السماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب" وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس بالجهاز وكتمهم مخرجه وسأل الله أن يعمي عليهم قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم. [درجته: سنده قوي، مشهور مر معنا كثيرا، وما قبل ابن إسحاق سند البخاري في روايته لقصة صلح الحديبية وله شاهد مرسل يأتي بعده].

3 - قال الطبراني في المعجم الصغير (2 - 167): حدثنا محمَّد بن عبد الله القرمطي من ولد عامر بن ربيعة ببغداد حدثنا يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي حدثنا عمي محمَّد بن نضلة عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن جده علي بن الحسين حدثتني ميمونة بنت الحارث زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بات عندها ليلتها فقام يتوضأ للصلاة فسمعته يقول في متوضئه: "لبيك لبيك" ثلاثًا "نصرت نصرت" ثلاثًا، فلما خرج قالت: يا رسول الله سمعتك تقول في متوضئك "لبيك لبيك" ثلاثًا، "نصرت نصرت" ثلاثًا كأنك تكلم إنسانا، فهل كان معك أحد؟ فقال: "هذا راجز بني كعب يستصرخني ويزعم أن قريشا أعانت عليهم بني بكر" ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر عائشة أن تجهزه ولا تعلم أحدًا. قالت: فدخل عليها أبو بكر فقال: يا بنية ما هذا الجهاز؟ فقالت: والله ما أدري. فقال: والله ما هذا زمان غزو بني الأصفر فأين يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: والله لا علم لي. قالت: فأقمنا ثلاثًا ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشده: يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا إنا ولدناك وكنت ولدا ... ثمة أسلمنا ولم ننزع يدا إن قريشا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا وزعموا أن لست تدعو أحدا ... فانصر هداك الله نصرا أيدا وادع عباد الله يأتوا مددا ... فيهم رسول الله قد تجردا إن سيم خسفا وجهه تربدا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لبيك لبيك" ثلاثًا "نصرت نصرت" ثلاثًا ثم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان بالروحاء نظر إلى سحاب منتصب فقال إن هذا السحاب لينتصب بنصر بني كعب، فقام رجل من عدي بن عمرو أخو بني كعب بن عمرو فقال: يا رسول الله ونصر بني عدي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ترب نحرك وهل عدي إلا كعب وكعب إلا عدي" فاستشهد ذلك الرجل في ذلك السفر ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم أعم عليهم خبرنا حتى نأخذهم بغتة" ثم خرج حتى نزل بمر وكان أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء خرجوا تلك الليلة

حتى أشرفوا على مر، فنظر أبو سفيان إلى النيران فقال: يا بديل هذه نار بني كعب أهلك؟ فقال: جاشتها إليك الحرب فأخذتهم مزينة تلك الليلة، وكانت عليهم الحراسة فسألوا أن يذهبوا بهم إلى العباس بن عبد المطلب، فذهبوا بهم فسأله أبو سفيان أن يستأمن لهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج بهم حتى دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله أن يؤمن له من آمن فقال: "قد آمنت من آمنت ما خلا أبا سفيان" فقال: يا رسول الله لا تحجر علي، فقال: "من آمنت فهو آمن" فذهب بهم العباس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج بهم، فقال أبو سفيان: إنا نريد أن نذهب. فقال: اسفروا وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ وابتدر المسلمون وضوءه ينتضحونه في وجوههم، فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل لقد أصبح ملك بن أخيك عظيما. فقال: ليس بملك ولكنها النبوة وفي ذلك يرغبون. لم يروه عن جعفر إلا محمَّد بن نضلة تفرد به يحيى بن سليمان ولا يروى عن ميمونة إلا بهذا الإسناد. [درجته: سنده ضعيف ويشهد له ما قبله، هذا السند: فيه محمَّد بن عبد الله القرمطي ومحمَّد بن نضلة ولم أجد لهما توثيقا معتبرا، وقد ترجم الخطيب في تاريخ بغداد (5 - 433) لمحمد بن عبد الله العدوي المعروف بالقرمطي لكنه لم يوثقه. لكن الحديث السابق يشهد له]. 5 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 46): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني الزهريّ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس -رضي الله عنهما- قال: مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عام الفتح حتى نزل مر الظهران وعشرة آلاف من المسلمين، فسبعت سليم، وألفت مزينة، وفي كل القبائل عدد وإسلام، وأوعب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المهاجرون والأنصار، فلم يتخلف عنه منهم أحد، وقد عميت الأخبار على قريش فلا يأتيهم خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يدرون ما هو صانع، وكان أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثنية العقاب فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فقالت: يا رسول الله بن عمك وبن عمتك وصهرك؟ فقال: "لا حاجة لي فيهما: أما بن عمي فهتك عرضي، وأما بن عمتي وصهري فهو الذي

قال لي بمكة ما قال" فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بن الحارث بن له، فقال: والله ليأذنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا أو جوعا، فلما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رق لهما فدخلا عليه فأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما كان مضى فيه فقال: لعمرك أني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمَّد لك المدلج الحيران أظلم ليلة ... فهذا أوان الحق أهدي واهتدي فقل لثقيف لا أريد قتالكم ... وقيل لثقيف تلك عندي فأوعدي هداني هاد غير نفسي ودلني ... إلى الله من طردت كل مطرد أفر سريعا جاهدا عن محمَّد ... وادعي ولو لم انتسب لمحمد هم عصبة من لم يقل بهواهم ... وإن كان ذا رأي يلم ويفند أريد لأرضيهم ولست بلافظ ... مع القوم ما لم اهد في كل مقعد فما كنت في الجيش الذي نال عامرا ... ولا كل عن خير لساني ولا يدي قبائل جاءت من بلاد بعيدة ... توابع جاءت من سهام وسردد وإن الذي أخرجتم وشتمتم ... سيسعى لكم سعي امرئ غير قعدد قال: فلما أنشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إلى الله من طردت كل مطرد) ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدره فقال: "أنت طردتني كل مطرد". [درجته: سنده قوي، أبو عبد الله هو الإِمام الحاكم، وشيخه الأصم الإِمام المفيد الثقة تذكرة الحفاظ (3 - 860)، وسماع شيخه للسيرة من شيخه يونس بن بكير صحيح، قال حمزة السهمي سألت الدارقطني عنه فقال لا بأس به أثنى عليه أبو كريب وسئل عن مغازي يونس فقال مروا إلى غلام بالكناس سمع معنا مع أبيه وقال الخطيب وقد روى العطاردي عن أبيه عن يونس أوراقا فاتته من المغازي وهذا يدل على تثبته تهذيب التهذيب (1 - 45)، وابن إسحاق لم يدلس والبقية أئمة ثقات]. 6 - قال الطبراني في المعجم الكبير (8 - 9): حدثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمَّد بن سلمة عن محمَّد بن إسحاق حدثني محمَّد بن مسلم الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستخلف على المدينة أبا رهم

كلثوم بن حصين الغفاري، وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد ما بين عسفان وأمج أفطر، ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين من مزينة وسليم وفي كل القبائل عدد وإسلام، وأوعب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون والأنصار فلم يتخلف منهم أحد، فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران وقد عميت الأخبار عن قريش فلم يأتهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ولا يدرون ما هو فاعل، خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتحسسون وينتظرون هل يجدون خبرًا أو يسمعون به، وقد كان العباس بن عبد المطلب أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض الطريق، وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بين مكة والمدينة فالتمسا الدخول عليه، فكلمته أم سلمة فيهما فقالت: يا رسول الله بن عمك وبن عمتك وصهرك. قال: "لا حاجة لي بهما أما بن عمي فهتك عرضي، وأم ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال" فلما أخرج إليهما بذلك ومع أبي سفيان بني له فقال: والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا. فلما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رق لهما ثم أذن لهما فدخلا وأسلما، فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران قال العباس: واصباح قريش والله لئن دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عنوة قبل أن يستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر. قال: فجلست على بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيضاء فخرجت عليها حتى جئت الأراك فقلت لعلي: ألقى بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة فيخبرهم بمكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة، قال: فوالله إني لأسير عليها وألتمس ما خرجت له إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان وأبو سفيان يقول: ما رأيت كاليوم قط نيرانا ولا عسكرا. قال يقول بديل: هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب. قال يقول أبو سفيان: خزاعة والله أذل وألأم من تكون هذه نيرانها وعسكرها. قال: فعرفت صوته فقلت: يا

أبا حنظلة فعرف صوتي فقال: أبو الفضل؟ فقلت: نعم. قال: مالك فداك أبي وأمي؟ فقلت: ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس واصباح قريش والله. قال: فما الحيلة فداك أبي وأمي؟ قال قلت: والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب معي هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أستأمنه لك. قال: فركب خلفي ورجع صاحباه فحركت به كلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا: من هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته. حتى مررت بنار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: من هذا؟ وقام إلي فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلة قال: أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركضت البغلة فسبقته بما تسبق الدابة البطيء الرجل البطيء، فاقتحمت عن البغلة فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل عمر فقال: يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني فلأضرب عنقه. قال قلت: يا رسول الله إني أجرته. ثم جلست إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذت برأسه فقلت: لا والله لا يناجيه الليلة رجل دوني، فلما أكثر عمر في شأنه قلت: مهلا يا عمر أما والله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا, ولكنك عرفت أنه رجل من رجال بني عبد مناف. قال: مهلا يا عباس فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى من إسلام الخطاب لو أسلم، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إسلام الخطاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب به إلى رحلك يا عباس فإذا أصبح فائتني به" فذهبت به إلى رحلي، فبات عندي فلما أصبح غدوت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله" قال بأبي أنت وأمي ما أكرمك وأوصلك، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئًا قال: "ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله" قال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، هذه والله كان في نفسي منها شيء حتى الآن. قال العباس: ويحك يا أبا سفيان أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

قبل أن تضرب عنقك. قال: فشهد بشهادة الحق وأسلم. قلت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئًا قال: "نعم, من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن" فلما ذهب لينصرف قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها" قال فخرجت به حتى حبسته حيث أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أحبسه، قال: ومرت به القبائل على راياتها كلما مرت قبيلة قال من هؤلاء؟ فأقول: سليم. فيقول: مالي ولسليم. قال: ثم تمر القبيلة قال: من هؤلاء؟ فأقول: مزينة. فيقول: مالي ولمزينة حتى تعدت القبائل لا تمر قبيلة إلا قال: من هؤلاء؟ فأقول: بنو فلان. فيقول: مالي ولبني فلان. حتى مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخضراء كتيبة فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق قال: سبحان الله من هؤلاء يا عباس؟ قلت: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المهاجرين والأنصار. قال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك بن أخيك الغداة عظيما. قلت: يا أبا سفيان إنها النبوة. قال: فنعم إذن. قلت: النجاء إلى قومك، قال: فخرج حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش هذا محمَّد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقامت إليه امرأته هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت: أقتلوا الدسم الأحمس فبئس من طليعة قوم. قال: ويحكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاء ما لا قبل لكم به، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. قالوا: ويلك وما تغني عنا دارك؟ قال ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن. فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد. [درجته: سنده صحيح. رواه: ابن إسحاق السيرة النبوية (5 - 55)، ومن طريقه أحمد (266)، والطحاويُّ في شرح معاني الآثار (3 - 319)، هذا السند: صحيح وهو السند السابق وشيخ الطبراني عبد الله بن الحسن أبو شعيب الحراني معمر صدوق قال الدارقطنيُّ ثقة مأمون لسان الميزان (3 - 271)، وشيخه عبد الله بن محمَّد بن علي بن نفيل أبو جعفر النفيلي الحراني ثقة حافظ, تقريب التهذيب (321) ومحمَّد بن سلمة بن عبد الله الباهلي مولاهم الحراني ثقة تقريب التهذيب (481)].

7 - قال الإمام أحمد بن حنبل (1 - 334): حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال قال الزهريّ فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في رمضان من المدينة معه عشرة آلاف من المسلمين وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمة المدينة، فسار بمن معه من المسلمين إلى مكة يصوم ويصومون حتى إذا بلغ الكديد وهو ما بين عسفان وقديد أفطر وأفطر المسلمون معه فلم يصم. [درجته: سنده صحيح، رواه عبد الرزاق (5 - 372)، هذا السند: صحيح مر معنا كثيرا ورجاله أئمة ثقات رجال الشيخين]. 8 - قال مسلم (3 - 1405): حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة قال: وفدت وفود إلى معاوية وذلك في رمضان، فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله، فقلت: ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلي فأمرت بطعام يصنع، ثم لقيت أبا هريرة من العشي فقلت: الدعوة عندي الليلة. فقال: سبقتني. قلت: نعم، فدعوتهم فقال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار. ثم ذكر فتح مكة فقال: أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قدم مكة فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالدا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر، فأخذوا بطن الوادي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتيبة قال فنظر فرآني فقال: "أبو هريرة؟ " قلت لبيك يا رسول الله فقال: "لا يأتيني إلا أنصاري (زاد غير شيبان) " فقال: "اهتف لي بالأنصار" قال: فأطافوا به ووبشت قريش أوباشا لها وأتباعا فقالوا: نقدم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم" ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ثم قال: "حتى توافوني بالصفا" قال فانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله وما أحد منهم يوجه إلينا شيئًا قال فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم ثم قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن فقالت الأنصار بعضهم لبعض أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته قال

أبو هريرة: وجاء الوحي وكان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ينقضي الوحي فلما انقضى الوحي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر الأنصار" قالوا لبيك يا رسول الله قال: "قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قريته؟ " قالوا: قد كان ذاك قال: "كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم والمحيا محياكم والممات مماتكم" فأقبلوا إليه يبكون ويقولون والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم" قال: فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم. قال: وأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت. قال: فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه قال: ويزيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوس وهو آخذ بسية القوس، فلما أتى على الصنم جعل يطعنه في عينه ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل" فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو. 9 - قال أبو بعلى (11 - 524): حدثنا هدبة حدثنا سلام بن مسكين عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صار إلى مكة ليفتحها فقال لأبي هريرة: "يا أبا هريرة، اهتف بالأنصار" فقال: يا معشر الأنصار أجيبوا رسول الله. فجاؤوا كأنما كانوا على ميعاد قال: "خذوا هذا الطريق فلا يشرف لكم أحد إلا أنمتموه" أي قتلتموه، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففتح الله عليه، قال: فطاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبيت وصلى ركعتين ثم خرج من الباب الذي يلي الصفا فصعد الصفا فخطب الناس والأنصار أسفل منه فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل فقد أخذته رأفة بقومه والرغبة في قريته. فأنزل الله تعالى عليه الوحي بما قالت الأنصار فقال: "يا معشر الأنصار تقولون أما الرجل فقد أدركته الرأفة بقومه والرغبة في قريته؟ فمن أنا إذا؟ كلا والله إني عبد الله ورسوله وإن المحيا محياكم والممات مماتكم" قالوا: يا رسول الله ما قلنا ذلك إلا مخافة أن تفارقنا قال: "أنتم صادقون عند الله وعند رسوله" فوالله ما منهم أحد إلا بل نحره بدموع من عينه.

[درجته: حديث صحيح، رواه: الحاكم (2 - 62)، والدارقطني (3 - 59) من طرق عن هدبة بن خالد نا سلام بن مسكين عن ثابت. هذا السند: صحيح .. هدبة بن خالد بن الأسود القيسي أبو خالد البصري ثقة عابد من رجال الشيخين تقريب التهذيب (571) وسلام بن مسكين بن ربيعة الأزدي البصري أبو روح ثقة تقريب التهذيب (261) وبقية السند سند مسلم في الحديث السابق]. 10 - قال البخاري (2 - 655): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن بن شهاب عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل فقال إن بن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: "اقتلوه". ورواه مسلم (2 - 989). 11 - قال ابن أبي شيبة (7 - 404): حدثنا أحمد بن مفضل قال حدثنا أسباط بن نصر قال زعم السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة وامرأتين وقال: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة (عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح) فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار، فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله، وأما مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه, وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئًا ها هنا. فقال عكرمة: والله لئن لم ينجيني في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر غيره، اللَّهم إن لك عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أني آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما، قال: فجاء وأسلم وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان، فلما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس للبيعه جاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله بايع عبد الله قال فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد الثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال: "ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟ " قالوا:

وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: "إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين". [درجته، حسن وسنده ضعيف، رواه: النسائي (7 - 105)، والحاكم (2 - 62)، والبيهقيُّ في الكبرى (8 - 205)، والطحاويُّ في شرح معاني الآثار (3 - 330)، والدارقطنيُّ (4 - 167)، وأبو يعلى (2 - 100) كلهم من طرق عن أسباط، هذا السند: ضعيف من أجل أسباط بن نصر الهمداني فهو صدوق كثير الخطأ يغرب تقريب التهذيب (98) وشيخه إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي صدوق يهم، التقريب (108) لكن الحديث له شاهد وهو مرسل عكرمة ولم يذكر فيه عكرمة لكن يشهد لذكر عكرمة أحاديث أخرى: ابن أبي شيبة (7 - 402) وللحديث شاهد عند الطبراني (6 - 66) وغيره من طريق عمرو بن عثمان المخزومي وهو مقبول حسب التقريب (2 - 75) أي عند المتابعة أو الشواهد ثم وجدت له شاهدًا يرفعه إلى درجة الحسن عند البزار: زوائد (2344) من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس ومبارك والحسن ثقتان لكنهما مدلسان وقد عنعنا وحديثهما في هذه الحالة حسن بالشواهد]. 12 - قال البيهقي الكبرى (9 - 120): أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمَّد بن أحمد بن زكريا الأديب ثنا الحسين بن محمَّد بن زياد القباني ثنا أبو كريب ثنا زيد بن الحباب حدثني عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي حدثني جدي عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم فتح مكة: أمن الناس إلا هؤلاء الأربعة فلا يؤمنون في حل ولا حرم (بن خطل ومقيس بن صبابة المخزومي وعبد الله بن أبي سرح وبن نقيذ) فأما بن خطل فقتله الزبير بن العوام، وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فاستأمن له عثمان -رضي الله عنه- فأومن وكان أخاه من الرضاعة فلم يقتل، ومقيس بن صبابة قتله بن عم له قد سماه وقتل علي -رضي الله عنه- بن نقيذ وقينتين كانتا لقيس، فقتلت إحداهما وأفلتت الأخرى وأسلمت. (أبو جده سعيد بن يربوع المخزومي قاله القباني) وفي حديث أنس بن مالك فيمن أمر بقتله (أم سارة مولاة لقريش) وفي رواية بن إسحاق في المغازي سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب وكانت ممّن يؤذيه بمكة.

[درجته: حسن وسنده ضعيف، من أجل عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي قال الحافظ في تقريب التهذيب (424): مقبول، وجده قال عنه ابن سعد توفي سنة تسع ومائة وهو بن ثمانين سنة وكان ثقة في الحديث تهذيب التهذيب (6 - 169)]. وللحديث شاهد آخر يأتي بعده. 13 - قال مسلم (4 - 1935): حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني خالد بن يزيد حدثني سعيد بن أبي هلال عن عمارة بن غزية عن محمَّد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق بالنبل، فأرسل إلى بن رواحة فقال: اهجهم، فهجاهم فلم يرض فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه. فقال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تعجل، فان أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا حتى يلخص لك نسبي". فأتاه حسان ثم رجع فقال: يا رسول الله قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، قالت عائشة: فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان: إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله. وقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: هجاهم حسان فشفى واشتفى قال حسان: هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء هجوت محمدًا برًا تقيا ... رسول الله شيمته الوفاء فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء يبارين الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتمو عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء وإلا فاصبروا لضراب ... يوم يعز الله فيه من يشاء وقال الله قد أرسلت عبدا ... يقول الحق ليس به خفاء وقال الله قد يسرت جندا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء 14 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 76): حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ عبد الله بن الصقر ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا معن بن عيسى ثنا عبيد الله بن عمر بن حفص عن نافع عن بن عمر -رضي الله عنهما- قال: لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح رأى النساء يلطمن وجوه الخيل بالخمر فتبسم إلى أبي بكر -رضي الله عنه- وقال: يا أبا بكر كيف قال حسان بن ثابت؟ فأنشده أبو بكر -رضي الله عنه-: عدمت ثنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كتفي كداء ينازعن الأعنة مسرعات ... يلطمهن بالخمر النساء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ادخلوا من حيث قال حسان". [درجته: سنده قوي، رواه: الطحاوي في شرح معاني الآثار (4 - 296) من طريق إبراهيم بن المنذر، هذا السند: قوي نافع وعبيد الله ثقتان معروفان، ومعن بن عيسى بن يحيى الأشجعي مولاهم أبو يحيى المدني القزاز ثقة ثبت قال أبو حاتم هو أثبت أصحاب مالك تقريب التهذيب (542) وتلميذه إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي صدوق من رجال البخاري تقريب التهذيب (94) وتلميذه عبد الله بن الصقر السكري سمع إبراهيم بن المنذر الحزامي وإبراهيم بن محمَّد الشافعي ويعقوب بن حميد وغيرهم قال الخطيب في تاريخ بغداد (9 - 482) كان ثقة وقال الدارقطنيُّ هو صدوق وشيخ الحاكم قال عنه ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو ثقة صدوق تذكرة الحفاظ (2 - 669)].

15 - قال البخاري (6 - 2742): حدثنا أحمد بن أبي سريج أخبرنا شبابة حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن عبد الله بن المغفل المزني قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح، قال: فرجع فيها. قال: ثم قرأ معاوية يحكي قراءة بن مغفل وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع بن مغفل يحكي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه قال: آآ آثلاث مرات. 16 - قال البخاري (3 - 1089): حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال يونس أخبرني نافع عن عبد الله -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة بن زيد، ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى أناخ في المسجد، فأمره أن يأتي بمفتاح البيت، ففتح ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أسامة وبلال وعثمان، فمكث فيها نهارا طويلًا، ثم خرج فاستبق الناس وكان عبد الله بن عمر أول من دخل، فوجد بلالًا وراء الباب قائما، فسأله: أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأشار له إلى المكان الذي صلى فيه. قال عبد الله: فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة. 17 - قال مسلم (3 - 1409): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر ووكيع عن زكريا عن الشعبي قال أخبرني عبد الله بن مطيع عن أبيه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم فتح مكة: لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة. 18 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (4 - 213): حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني شعبة بن الحجاج عن عبد الله بن أبي السفر عن عامر الشعبي عن عبد الله بن مطيع بن الأسود أخي بني عدي بن كعب عن أبيه مطيع وكان اسمه العاص فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! مطيعا قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول: "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبدا, ولا يقتل قرشي بعد هذا العام صبرا أبدا". [درجته: سنده قوي، رواه من طرق عن الشعبي: الحميدي (1 - 260)، والحاكم (3 - 727)، والترمذيُّ (4 - 159)، والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 214)، والطحاويُّ في شرح معاني الآثار

(3 - 326)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (3 - 256)، وابن أبي شيبة (7 - 404)، هذا السند: صحيح وهو سند مسلم في روايته للحديث السابق مع وجود زكريا في إحدى الطرق وكذلك الصحابي]. 19 - قال الإِمام أحمد (2 - 207): حدثنا يزيد أنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لما فتح على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة قال: كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر، فأذن لهم حتى صلوا العصر، ثم قال: كفوا السلاح فلقى من الغد رجل من خزاعة رجلًا من بني بكر بالمزدلفة فقتله فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام خطيبا فقال. "إن أعدى الناس على الله من عدا في الحرم، ومن قتل غير قاتله, ومن قتل بذحول الجاهلية" فقال رجل يا رسول الله إن ابني فلانا عاهرت بأمه في الجاهلية فقال: "لا دعوة في الإِسلام، ذهب أمر الجاهلية, الولد للفراش وللعاهر الأثلب" قيل: يا رسول الله وما الأثلب؟ قال: "الحجر. وفي الأصابع عشر عشر، وفي المواضع خمس خمس، ولا صلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها, ولا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها، وأوفوا بحلف الجاهلية فإن الإِسلام لم يزده إلا شدة، ولا تحدثوا حلفا في الإِسلام". [درجته: سنده حسن، رواه: أيضًا الإِمام أحمد (2 - 179) ثنا يحيى عن حسين المعلم وفي (2 - 212) عبد الوهاب بن عطاء قال ثنا حسين والحارث (زوائد الهيثمي) (2 - 709) وابن أبي شيبة (7 - 403) , هذا السند: حسن الحسين بن ذكوان المعلم العوذي البصري ثقة ربما وهم تقريب التهذيب (166) وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال البخاري: رأيت أحمد وعليًا والحميديُّ وإسحاق يحتجون بحديث عمرو بن شعيب انظر الضعفاء الكبير (3 - 273)]. 20 - قال البخاري (1 - 53): حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن: خزاعة قتلوا رجالًا من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه، فأخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فركب راحلته فخطب فقال: "إن الله حبس عن مكة القتل أو الفيل" شك أبو عبد الله وسلط عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين، ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي ولم تحل لأحد بعدي، ألا وإنها حلت لي ساعة من نهار

ألا وإنها ساعتي هذه حرام، لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا تلتقط ساقطتها إلا لمنشد، فمن قتل فهو بخير النظرين، إما أن يعقل وإما أن يقاد أهل القتيل، فجاء رجل من أهل اليمن فقال: اكتب لي يا رسول الله فقال: "اكتبوا لأبي فلان" فقال رجل من قريش: إلا الإذخر يا رسول الله فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إلا الإذخر، إلا الإذخر" قال أبو عبد الله: يقال (يقاد بالقاف) فقيل لأبي عبد الله أي شيء كتب له؟ قال: كتب له هذه الخطبة. ورواه مسلم (2 - 988). 21 - قال أحمد بن حنبل (432): حدثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح الخزاعي قال: لما بعث عمرو بن سعيد إلى مكة بعثه يغزو بن الزبير، أتاه أبو شريح فكلمه وأخبره بما سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج إلى نادي قومه فجلس فيه، فقمت إليه فجلست معه فحدث قومه كما حدث عمرو بن سعيد ما سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعما قال له عمرو بن سعيد. قال قلت: هذا أنا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح مكة، فلما كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه وهو مشرك، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا خطيبا فقال: "يا أيها الناس إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام من حرام الله تعالى إلى يوم القيامة، لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ولا يعضد بها شجرا، لم تحلل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد يكون بعدي ولم تحلل لي إلا هذه الساعة غضبا على أهلها، ألا ثم قد رجعت كحرمتها بالأمس، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فمن قال لكم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قاتل بها، فقولوا إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- قد أحلها لرسوله ولم يحللها لكم يا معشر خزاعة، وارفعوا أيديكم عن القتل فقد كثر أن يقع، لئن قتلتم قتيلا لأدينه, فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين، إن شاؤوا فدم قاتله، وإن شاؤوا فعقله" ثم ودى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل الذي قتلته خزاعة فقال عمرو بن سعيد لأبي شريح انصرف أيها الشيخ فنحن أعلم بحرمتها منك إنها لا تمنع سافك دم ولا خالع

طاعة ولا مانع خزية قال فقلت قد كنت شاهدا وكنت غائبا وقد بلغت وقد أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبلغ شاهدنا غائبنا وقد بلغتك فأنت وشأنك قال عبد الله وجدت في كتاب أبي بخط يده. [درجته: رواه: ابن إسحاق السيرة النبوية (5 - 77)، ومن طريقه أيضًا الطحاوي شرح معاني الآثار 2 (-260). هذا السند: صحيح سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو سعد المدني ثقة تقريب التهذيب (236) وشيخه صحابي]. 22 - قال ابن حبان (13 - 340): أخبرنا الحسين بن محمَّد بن مصعب بمرو وبقرية سنج حدثنا محمَّد بن عمرو بن الهياج حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي حدثني عبيدة بن الأسود حدثنا القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث بن مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر قال: كانت خزاعة حلفاء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت بنو بكر رهط من بني كنانة حلفاء لأبي سفيان قال وكانت بينهم موادعة أيام الحديبية فأغارت بنو بكر على خزاعة في تلك المدة فبعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمدونه فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممدا لهم في شهر رمضان فصام حتى بلغ قديدا ثم أفطر وقال: "ليصم الناس في السفر ويفطروا فمن صام اجزأ عنه صومه ومن أفطر وجب عليه القضاء" ففتح الله مكة فلما دخلها اسند ظهره إلى الكعبة فقال: "كفوا السلاح إلا خزاعة عن بكر" حتى جاءه رجل فقال يا رسول الله إنّه قتل رجل بالمزدلفة فقال: "إن هذا الحرم حرام عن أمر الله لم يحل لمن كان قبلي ولا يحل لمن بعدي وإنه لم يحل لي إلا ساعة واحدة وإنه لا يحل لمسلم أن يشهر فيه سلاحا وأنه لا يختلي خلاه ولا يعضد شجرة ولا ينفر صيده" فقال رجل يا رسول الله إلا الأذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إلا الأذخر وإن أعتى الناس على الله ثلاثة من قتل في حرم الله أو قتل غير قاتله أو قتل لذحل الجاهلية" فقام رجل فقال يا نبي الله إني وقعت على جاريه بني فلان وإنها ولدت لي فأمر بولدي فليرد إلي فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ليس بولدك لا يجوز هذا في الإِسلام والمدعى عليه أولى باليمين إلا أن تقوم بينه الولد لصاحب الفراش وبفي

العاهر الاثلب" فقال رجل يا نبي الله وما الاثلب قال: "الحجر فمن عهر بامرأة لا يملكها أو بامرأة قوم أخرين فولدت فليس بولده لا يرث ولا يورث والمؤمنون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم يجير عليهم أولهم وبرد عليهم أقصاهم ولا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده ولا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها, ولا تسافر ثلاثًا مع غير ذي محرم، ولا تصلوا بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا تصلوا بعد العصر حتى تغرب الشمس". [درجته: حديثٌ حسنٌ بما قبله وفي سنده ضعف، هذا السند: فيه ضعف من أجل سنان بن الحارث بن مصرف سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4 - 254)، وطلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب اليامي ثقة قارئ فاضل تقريب التهذيب (283)، والقاسم بن الوليد قال ابن معين ثقة وقال العجلي ثقة وهو في عداد الشيوخ وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ وقال ابن سعد كان ثقة تهذيب التهذيب (8 - 305)، وعبيدة بن الأسود بن سعيد الهمداني الكوفي صدوق ربما دلس التقريب (379) وهو لم يدلس في الرواية عن شيخه، ويحيى بن عبد الرحمن بن مالك بن الحارث الأرحبي الكوفي صدوق ربما أخطأ التقريب (593) لكن الحديث حسن بما قبله]. 23 - قال الإمام أحمد بن حنبل (4 - 31): حدثنا وهب بن جرير قال حدثني أبي قال سمعت يونس يحدث عن الزهريّ عن مسلم بن يزيد أحد بني سعد بن بكر انه سمع أبا شريح الخزاعي ثم الكعبي وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: أذن لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح في قتال بني بكر حتى أصبنا منهم ثأرنا وهو بمكة، ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برفع السيف فلقى رهط منا الغد رجلًا من هذيل في الحرم يؤم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كي يسلم، وكان قد وترهم في الجاهلية وكانوا يطلبونه فقتلوه، وبادروا أن يخلص إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيأمر، فلما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضب غضبا شديدا والله ما رأيته غضب غضبًا أشد منه، فسعينا إلى أبي بكر وعمر وعلي -رضي الله عنهم- نستشفعهم وخشينا أن نكون قد هلكنا، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قام فأثنى على الله -عَزَّ وجَلَّ- بما هو أهله ثم قال: "أما بعد فإن الله -عَزَّ وَجَلَّ- هو حرم مكة ولم يحرمها الناس، وإنما أحلها لي ساعة من النهار أمس، وهي اليوم حرام كما حرمها الله -عَزَّ وَجَلَّ-

أول مرة، وأن أعتى الناس على الله -عَزَّ وَجَلَّ- ثلاثة: رجل قتل فيها، ورجل قتل غير قاتله، ورجل طلب بذحل في الجاهلية، وإني والله لأدين هذا الرجل الذي قتلتم فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". [درجته: سنده ضعيف، رواه: البيهقي في الكبرى (9 - 122)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (22 - 191)، هذا السند: فيه ضعف من أجل مسلم بن يزيد السعدي قال الحافظ في تهذيب التهذيب (10 - 126): حجازي روى عن أبي شريح الخزاعي وعنه الزهري قلت ذكره بن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا وذكره بن حبان في الثقات. قال الحافظ في تلخيص الحبير (4 - 22): حديث إن أعتى الناس عند الله ثلاثة رجل قتل في الحرم ورجل قتل غير قاتله ورجل قتل بذحل الجاهلية أحمد وابن حبان من حديث عبد الله بن عمرو ورواه الدارقطني والطبرانيُّ والحاكم من حديث أبي شريح ورواه الحاكم والبيهقيُّ من حديث عائشة بمعناه وروى البخاري في صحيحه عن بن عباس موفوعًا أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الإِسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه. لكن الحديث حسن بما قبله]. 24 - قال البخاري (4 - 1961): حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاث مائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول (جاء الحق وزهق الباطل) جاء الحق (وما يبدئ الباطل وما يعيد). ورواه مسلم (3 - 1408). 25 - قال البخاري (4 - 1598): حدثني محمَّد حدثنا سريج بن النعمان حدثنا فليح عن نافع عن بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح وهو مردف أسامة على القصواء، ومعه بلال وعثمان بن طلحة حتى أناخ عند البيت ثم قال لعثمان: ائتنا بالمفتاح فجاءه بالمفتاح. ففتح له الباب فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسامة وبلال وعثمان، ثم أغلقوا عليهم الباب، نهارًا طويلًا، ثم خرج وابتدر الناس الدخول فسبقتهم فوجدت بلالًا قائما من وراء الباب، فقلت له: أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: صلى بين

ذينك العمودين المقدمين، وكان البيت على ستة أعمدة سطرين، صلى بين العمودين من السطر المقدم، وجعل باب البيت خلف ظهره واستقبل بوجهه الذي يستقبلك حين تلج البيت بينه وبن الجدار، وقال: ونسيت أن أسأله كم صلى وعند المكان الذي صلى فيه مرمرة حمراء. 26 - قال مسلم (2 - 966): حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن أيوب السختياني عن نافع عن بن عمر قال: أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح على ناقة لأسامة بن زيد حتى أناخ بفناء الكعبة، ثم دعا عثمان بن طلحة فقال: ائتني بالمفتاح. فذهب إلى أمه فأبت أن تعطيه، فقال: والله لتعطينه أو ليخرجن هذا السيف من صلبي. قال: فأعطته إياه فجاء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدفعه إليه ففتح الباب. 27 - قال البخاري (4 - 1561): حدثني إسحاق حدثنا عبد الصمد قال حدثني أبي حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط، ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه". تابعه معمر عن أيوب وقال وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 28 - قال البخاري (3 - 1223): حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني بن وهب قال أخبرني عمرو أن بكيرا حدثه عن كريب مولى بن عباس عن بن عباس -رضي الله عنهما- قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم فقال: "أما لهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة, هذا إبراهيم مصور فما له يستقسم". 29 - قال مسلم (2 - 966): حدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد وأبو كامل الجحدري كلهم عن حماد بن زيد قال أبو كامل حدثنا حماد حدثنا أيوب عن نافع عن بن عمر قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح فنزل بفناء الكعبة، وأرسل إلى عثمان بن طلحة فجاء بالمفتح ففتح الباب، قال ثم دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وبلال وأسامة بن زيد وعثمان بن

طلحة وأمر بالباب، فأغلق فلبثوا فيه مليا ثم فتح الباب، فقال عبد الله: فبادرت الناس فتلقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارجا وبلال على إثره فقلت لبلال: هل صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قلت: أين؟ قال: بين العمودين تلقاء وجهه، قال ونسيت أن أسأله كم صلى. 30 - قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (3 - 325): حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال ثنا القاسم بن سلام بن مسكين قال حدثني أبي قال ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سار إلى مكة ليستفتحها فسرح أبا عبيدة بن الجراح والزبير بن العوام وخالد بن الوليد -رضي الله عنهم-، فلما بعثهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة -رضي الله عنه-: "اهتف بالأنصار" فنادى: يا معشر الأنصار أجيبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءوا كأنما كانوا على ميعاد، ثم قال: "اسلكوا هذا الطريق ولا يشرفن أحد إلا ... أي قتلتموه" وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفتح الله عليهم من قتل يومئذ الأربعة قال: ثم دخل صناديد قريش من المشركين الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم، ثم طاف وصلى ركعتين ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال: "ما تقولون وما تظنون" فقالوا نقول أخ وابن عم حليم رحيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقول كما قال يوسف: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} قال فخوجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإِسلام، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الباب الذي يلي الصفا فخطب والأنصار أسفل منه، فقالت الأنصار بعضهم لبعض؛ أما إن الرجل أخذته الرأفة بقومه وأدركته الرغبة في قرابته، قال: فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ- عليه الوحي فقال: "يا معشر الأنصار أقلتم أخذته الرأفة بقومه وأدركته الرغبة في قرابته؟ فما نبي أنا إذا، كلا والله إني رسول الله حقا إن المحيا لمحياكم وإن الممات لمماتكم" قالوا: والله يا رسول الله ما قلنا إلا مخافة أن تفارقنا إلا ضنا بك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنتم صادقون عند الله ورسوله" قال، فوالله ما بقي منهم رجل إلا نكس نحره بدموع عينيه. أفلا يرى أن قريشا بعد دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة قد كانوا يظنون أن السيف لا يرفع عنهم، أفتراهم كانوا يخافون ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أمنهم

قبل ذلك، هذا والله غير مخوف منه - صلى الله عليه وسلم - ولكنهم علموا أن إليه قتلهم إن شاء، وأن إليه المن عليهم إن شاء، وأن الله -عَزَّ وجَلَّ- قد أظهره عليهم وصيرهم في يده يحكم فيهم بما أراد الله تعالى من قبل، ومن بعد ذلك عليهم وعفا عنهم، ثم قال لهم يومئذ: "لا تغزى مكة بعد هذا اليوم أبدا". [درجته: سنده صحيح، رواه البيهقي في الكبرى (9 - 118) أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر ابن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سلام بن مسكين والنسائيُّ في السنن الكبرى (6 - 382) أنا أحمد ابن سليمان نا زيد بن الحباب نا سليمان بن المغيرة قال وحدثني سلام بن مسكين، هذا السند: صحيح مر معنا من طريق سلام بن مسكين، ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي هريرة وسلام بن مسكين بن ربيعة الأزدي البصري أبو روح ثقة تقريب التهذيب (261) وكذلك شيخه ثابت بن أسلم البناني أبو محمَّد البصري ثقة عابد، التقريب (132) وعبد الله بن رباح الأنصاري أبو خالد المدني سكن البصرة ثقة, تقريب التهذيب (302)]. 31 - قال الإِمام أحمد (6 - 349): حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جدته أسماء بنت أبى بكر قالت: لما وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذي طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده: أي بنية أظهري بي على أبي قبيس (قالت وقد كف بصره) قالت: فأشرفت به عليه فقال: يا بنية ماذا ترين؟ قالت: أرى سوادا مجتمعًا. قال: تلك الخيل. قالت: وأرى رجلًا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرًا. قال: يا بنية ذلك الوازع يعني الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها، ثم قالت: قد والله انتشر السواد. فقال: قد والله إذا دفعت الخيل فاسرعي بي إلى بيتي، فانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته، وفي عنق الجارية طرق لها من ورق، فتلقاها رجل فاقتلعه من عنقها، قالت: فلما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة ودخل المسجد أتاه أبو بكر بأبيه يعوده, فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه" قال أبو بكر: يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه. قال: فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له: "أسلم" فأسلم ودخل به أبو بكر -رضي الله عنه- على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأسه كأنه ثغامة،

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غيروا هذا من شعره" ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال أنشد بالله وبالإِسلام طوق أختي. فلم يجبه أحد فقال: يا أخية احتسبي طوقك. [درجته: سنده صحيح، رواه الطبراني في المعجم الكبير (24 - 88)، وابن حبان (16 - 187)، والحاكم من طريقه الصحيح المشهور أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق (3 - 48)، ومسند إسحاق بن راهويه (5 - 131) أخبرنا وهب بن جرير بن حازم حدثني أبي قال سمعت محمَّد بن إسحاق, هذا السند: صحيح يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه سند صحح فيحيى ووالده ثقتان, التقريب (592 و 290) وابن إسحاق لم يدلس]. 32 - قال النسائي (7 - 107): أخبرنا زكريا بن يحيى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا علي بن الحسن بن واقد قال أخبرني أبي عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال: في سورة النحل {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ} إلى قوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} فنسخ واستثنى من ذلك فقال: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} وهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان على مصر، كان يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به أن يقتل يوم الفتح، فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: جيد، رواه: أبو داود (4 - 128)، والبيهقيُّ في الكبرى (8 - 196)، من طريق علي بن الحسين، هذا السند: جيد علي بن الحسن بن واقد المروزي صدوق يهم وهو من رجال مسلم تقريب التهذيب (400) ووالده ثقة له أوهام ومن رجال مسلم أيضًا، التقريب (169) ويزيد النحوي وهو يزيد بن أبي سعيد أبو الحسن مولى قريش روى عن عكرمة وغيره وروى عنه الحسن بن واقد وغيره، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبى يقول ما رأيت مثل يزيد النحوي ما أدري ما أيوب السختياني نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول يزيد النحوي ثقة نا عبد الرحمن قال سألت أبى عن يزيد النحوي فقال صالح الحديث نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن يزيد النحوي فقال خراساني مروزي ثقة، الجرح والتعديل (9 - 270) وعكرمة إمام ثقة معروف].

33 - قال البخاري (4 - 1560): حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا سعدان بن يحيى حدثنا محمَّد بن أبي حفصة عن الزهريّ عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد أنه قال زمن الفتح: يا رسول الله أين تنزل غدا؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وهل ترك لنا عقيل من منزل" ثم قال: "لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن" قيل للزهري ومن ورث أبا طالب؟ قال: ورثه عقيل وطالب. قال معمر عن الزهريّ: أين تنزل غدا في حجته. ولم يقل يونس حجته ولا زمن الفتح. 34 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (3 - 410): حدثنا هشام أنا خالد عن القاسم بن ربيعة بن جوشن عن عقبة بن أوس عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يوم فتح مكة فقال: "لا إله إلا الله وحده نصر عبده وهزم الأحزاب وحده". قال هشيم مرة أخرى (الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده إلا أن كل مأثرة كانت في الجاهلية تعد وتدعى، وكل دم أو دعوى موضوعة تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ألا وأن قتيل خطأ العمد) قال هشيم مرة (بالسوط والعصا والحجر دية مغلظة مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها) وقال مرة (أربعون من ثنية إلى بازل عامها كلهن خلفه). [درجته: سنده صحيح، رواه: أيضًا الإِمام أحمد (5 - 411)، والطحاويُّ في شرح معاني الآثار (3 - 185)، والدارقطنيُّ (3 - 103) من طرق عن خالد الحذاء، هذا السند: صحيح، الحذاء هو خالد بن مهران البصري أبو المنازل الحذاء الحافظ الكاشف (1 - 369) قال ابن سعد: لم يكن خالد بحذاء ولكن كان يجلس إليهم قال وقال فهد بن حبان إنما كان يقول أحذ على هذا النحو فلقب الحذاء وكان خالد ثقة مهيبا كثير الحديث تهذيب التهذيب (3 - 104) وشيخه تابعي ثقة عارف بالنسب، تقريب التهذيب (449) وعقبة بن أوس السدوسي البصري، قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث وتهذيب التهذيب (7 - 211)]. 35 - قال البخاري (6 - 2448): حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت: يا رسول الله ما كان مما على ظهر الأرض أهل أخباء أو خباء أحب إلى أن يذلوا من أهل

أخبائك أو خبائك (شك يحيى) ثم ما أصبح اليوم أهل أخباء أو خباء أحب إلى من أن يعزوا من أهل أخبائك أو خبائك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأيضا والذي نفس محمَّد بيده" قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك، فهل علي حرج أن أطعم من الذي له قال: "لا، إلا بالمعروف" ورواه مسلم (3 - 1339): حدثنا زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا بن أخي الزهريّ عن عمه أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة. 36 - قال البخاري (4 - 1564): حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن عمرو بن سلمة قال قال لي أبو قلابة: ألا تلقاه فتسأله؟ قال: فلقيته فسألته فقال: كنا بماء ممر الناس وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس، ما للناس، ما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أن الله أرسله أوحى إليه أو أوحى الله بكذا. فكنت أحفظ ذلك الكلام وكأنما يقر في صدري، وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون: اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق. فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حقًا. فقال صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا، فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني، لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم وأنا بن ست أو سبع سنين، وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني. فقالت امرأة من الحي: ألا تغطون عنا أست قارئكم. فاشتروا فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. 37 - قال مسلم (3 - 1487): حدثنا محمَّد بن الصباح أبو جعفر حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي حدثني مجاشع بن مسعود السلمي قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أبايعه على الهجرة فقال: "إن الهجرة قد مضت لأهلها ولكن على الإِسلام والجهاد والخير".

غزوة حنين

غزوة حنين 1 - قال البخاري (4 - 1576): حدثنا محمَّد بن بشار حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا بن عون عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم، ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف ومن الطلقاء، فأدبروا عنه حتى بقي وحده فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما، التفت عن يمينه فقال: "يا معشر الأنصار" قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك. ثم التفت عن يساره فقال: "يا معشر الأنصار" قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال: "أنا عبد الله ورسوله" فانهزم المشركون فأصاب يومئذ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئا، فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن ندعى، ويعطى الغنيمة غيرنا. فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال: "يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم؟ " فسكتوا فقال: "يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحوزونه إلى بيوتكم؟ " قالوا: بلى. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار" فقال هشام: يا أبا حمزة وأنت شاهد ذاك؟ قال: وأين أغيب عنه. ورواه مسلم (2 - 735). 2 - قال مسلم (2 - 736): حدثنا عبيد الله بن معاذ وحامد بن عمر ومحمَّد بن عبد الأعلى قال بن معاذ حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثني السميط عن إنس بن مالك قال: افتتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينا، فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت. قال: فصفت الخيل ثم صفت المقاتلة ثم صفت النساء من وراء ذلك، ثم صفت الغنم ثم صفت النعم. قال: ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، قال: فجعلت خيلنا تلوي خلف ظهورنا، فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن نعلم من الناس، قال: فنادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يال المهاجرين يال المهاجرين" ثم قال: "يال الأنصار يال الأنصار" قال قال أنس: هذا

حديث عميه. قال قلنا: لبيك يا رسول الله، قال فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فأيم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله" قال فقبضنا ذلك المال، ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكة فنزلنا. قال: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي الرجل المائة من الإبل، ثم ذكر باقي الحديث بنحو حديث قتادة وأبي التياح وهشام بن زيد. 3 - قال أحمد بن حنبل (3 - 376): حدثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن جابر بن عبد الله قال: لما استقبلنا وادي حنين قال: انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر لمحيه انحدارًا. قال: وفي عماية الصبح وقد كان القوم كمنوا لنا في شعابه وفي أجنابه ومضايقه، قد أجمعوا وتهيؤا وأعدوا. قال: فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد، وانهزم الناس راجعين فاستمروا لا يلوي أحد منهم على أحد، وانحاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمن ثم قال: "إلي أيها الناس، هلم إلي، أنا رسول الله، أنا محمَّد بن عبد الله" قال: فلا شيء احتملت الإبل بعضها بعضا فانطلق الناس إلا أن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطا من المهاجرين والأنصار وأهل بيته غير كثير، وفيمن ثبت معه - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضيل بن عباس وأبو سفيان بن الحرث وربيعة بن الحوث، وأيمن بن عبيد وهو بن أم أيمن وأسامة بن زيد، قال ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء في رأس رمح طويل له أمام الناس، وهوازن خلفه فإذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه فاتبعوه. قال بن إسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع، إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه، قال، فيأتيه علي من خلفه فضرب عرقويى الجمل، فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه، فانعجف عن رحله

واجتلد الناس، فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: سنده صحيح، رواه: ابن إسحاق السيرة النبوية (5 - 110)، وابن حبان (11 - 95)، وأبو يعلى (3 - 387) من طرق عن ابن إسحاق، هذا السند: صحيح ابن إسحاق لم يدلس وعاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي، التقريب (385) وعبد الرحمن بن جابر بن عبد الله الأنصاري أبو عتيق المدني ثقة، تقريب التهذيب (337)]. 4 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (5 - 110): حدثني ابن شهاب الزهريّ عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن أبي واقد الليثي أن الحارث ابن مالك قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين ونحن حديثو عهد بالجاهلية. قال: فسرنا معه إلى حنين، قال: وكانت كفار قريش ومن سواهم من العرب لهم شجرة عظيمة خضراء يقال لها (ذات أنواط) يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ويذبحون عندها ويعكفون عليها يوما، قال: فرأينا ونحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سدرة خضراء عظيمة، قال: فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أكبر قلتم والذي نفس محمَّد بيده كما قال قوم موسى لموسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة". قال: "إنكم قوم تجهلون، إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم". [درجته: سنده صحيح، رواه من طريق الإِمام الزهريّ كل من الأئمة؛ أحمد بن حنبل (5 - 218)، وشيخه مصنف عبد الرزاق (11 - 369)، والترمذيُّ (4 - 475)، وابن حبان (15 - 94)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (6 - 346)، وأبو يعلى (3 - 30)، والطيالسيُّ (191)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (3 - 244)، هذا السند: صحيح سنان بن أبي سنان الديلي تابعي ثقة تقريب التهذيب (256) وشيخه صحابي، انظر الإصابة (7 - 455)]. 5 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 51): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سار إلى حنين لما فرغ

من فتح مكة، جمع مالك بن عوف النصري من بني نصر وجشم ومن سعد بن بكر وأوزاع من بني هلال وناسا من بني عمرو بن عاصم بن عوف بن عامر، وأوزعت معهم الأحلاف من ثقيف وبنو مالك، ثم سار بهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسار مع الأموال والنساء والأبناء، فلما سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الرحمن بن أبي حدرد الأسلمي فقال: اذهب فادخل بالقوم حتى تعلم لنا من علمهم. فدخل فمكث فيهم يوما أو يومين ثم أقبل فأخبره الخبر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب: "ألا تسمع ما يقول بن أبي حدرد" فقال عمر: كذب بن أبي حدرد. فقال بن أبي حدرد: إن كذبتني فربما كذبت من هو خير مني. فقال عمر: يا رسول الله ألا تسمع ما يقول بن أبي حدرد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد كنت يا عمر ضالا فهداك الله -عَزَّ وَجَلَّ-" ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صفوان بن أمية، فسأله أدراعا مائة درع وما يصلحها من عدتها، فقال أغصبًا يا محمَّد؟ قال: "بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك" ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سائرا. [درجته: سنده صحيح، رواه الحاكم من طريقه الصحيح المشهور أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق، وابن إسحاق لم يدلس وعاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي، التقريب (385) وعبد الرحمن بن جابر بن عبد الله الأنصاري أبو عتيق المدني تابعي ثقة تقريب التهذيب (337). كما رواه أيضًا من طريق آخر (2 - 54): أخبرناه أحمد بن سهل الفقيه ببخارى حدثنا صالح بن محمَّد الحافظ حدثنا إسحاق بن عبد الواحد القرشي حدثنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن عكرمة عن بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعار من صفوان بن أمية أدرعا وسنانا في غزوة حنين فقال يا رسول الله أعارية مؤداة قال عارية مؤداة, وإسحاق بن عبد الواحد الموصلي محدث مكثر مصنف تكلم فيه بعضهم تقريب التهذيب (102)]. 6 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (6 - 465): حدثنا يزيد بن هارون قال أنا شريك عن عبد العزيز بن رفيع عن أمية بن صفوان بن أمية عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعار منه يوم حنين أدراعا، فقال: أغصبا يا محمَّد؟ قال: "بل عارية مضمونة"، قال: فضاع بعضها فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضمنها له، قال: أنا اليوم يا رسول الله في الإِسلام أرغب.

[درجته: أوله حسن وسنده ضعيف، رواه البيهقي في السنن الكبرى (6 - 89)، هذا السند: فيه ضعف من أجل أمية بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي فهو مقبول عند المتابعة انظر تقريب التهذيب (1 - 114) ويشهد لأوله ما سبق، وقد روى آخره البيهقي في السنن الكبرى (6 - 89) عن عبد العزيز بن رفيع عن عطاء بن أبي رباح عن ناس من آل صفوان بن أمية فقالوا .. ومن طريق آخر رواه أبو داود (3 - 296) عبد العزيز بن رفيع عن أناس من آل عبد الله بن صفوان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال، وهنا نجد أن مدار الحديث على ابن رفيع وهو ثقة، تقريب التهذيب (357) لكن اضطرب في إسناده فمرة بسنده عن أمية عن أبيه مرفوعًا، ومرة يرسله عن عطاء عن ناس من آل صفوان بن أمية وثالثة يرسله عن أناس من آل عبد الله بن صفوان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال، وهذا ما يجعل آخر الحديث غير صحيح إلا بطريق أخرى لاضطرابه، فيصح منه ما روى ابن إسحاق -رحمه الله-]. 7 - قال أبو داود (3 - 9): حدثنا أبو توبة ثنا معاوية يعني بن سلام عن زيد يعني بن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني السلولي أبو كبشة أنه حدثه سهل بن الحنظلية: أنهم ساروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فأطنبوا السير حتى كانت عشية، فحضرت الصلاة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله" ثم قال: "من يحرسنا الليلة" قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله. قال: "فاركب" فركب فرسا له فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة) فلما أصبحنا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال: "هل أحسستم فارسكم؟ " قالوا: يا رسول الله ما أحسسناه. فثوب بالصلاة فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى صلاته وسلم قال: "أبشروا فقد جاءكم فارسكم" فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب، حيث أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبحت اطلعت الشعبين كليهما فنظرت فلم أر

أحدًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل نزلت الليلة؟ " قال: لا، إلا مصليا أو قاضيا حاجة قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها". [درجته: سنده صحيح، رواه: النسائي في الكبرى (5 - 273) والحاكم (2 - 93) , والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 149)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (6 - 96)، وغيرهم من طريق: معاوية بن سلام، هذا السند: صحيح، أبو كبشة تابعي كبير ثقة التقريب (465) وتلميذه تابعي ثقة أيضًا من رجال مسلم، التقريب (372) ومعاوية ثقة من رجال الشيخين، التقريب (259)]. 8 - قال مسلم (3 - 1315): حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى واللفظ لحرملة قالا أخبرنا بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قريشًا أهمهم شأن المرأة التي سرقت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الفتح، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأتي بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكلمه فيها أسامة بن زيد فتلون وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فقال أتشفع في حد من حدود الله؟! " فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشي قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاختطب فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: "أما بعد فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإني والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمَّد سرقت لقطعت يدها" ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطعت يدها. قال يونس قال بن شهاب قال عروة قالت عائشة: فحسنت توبتها بعد وتزوجت، وكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 9 - قال النسائي في السنن الكبرى (6 - 474): أخبرنا علي بن المنذر قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال: لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها العزى، فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات، فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: "ارجع فإنك لم تصنع شيئا" فرجع خالد فلما أبصرت به السدنة وهم حجبتها أمعنوا في الجبل وهم يقولون: يا عزى خبليه .. يا عزى عوريه وإلا فموتي برغم،

فأتاها خالد فإذا هي امرأة عريانة ناشرة شعرها تحتفن التراب على رأسها فعممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: "تلك العزى". [درجته: سنده حسن، رواه: أبو يعلى (2 - 196) من طريق محمَّد بن فضيل، هذا السند: حسن، محمَّد بن فضيل بن غزوان أبو عبد الرحمن الكوفي صدوق التقريب (502)، والوليد بن عبد الله بن جميع الزهريّ المكي نزيل الكوفة صدوق يهم تقريب التهذيب (582)، والوليد عن أبي الطفيل على شرط مسلم انظر الصحيح (3 - 1414 و 42144) وقد توبع تابعه عبيد الله بن أبي زياد عن أبي الطفيل في الأحاديث المختارة (8 - 220) من طريق أبي يعلى الموصلي: ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا عبد الله بن المبارك أخبرني عبيد الله بن أبي زياد عن أبي الطفيل]. 10 - قال النسائي في السنن الكبرى (5 - 188): أنبأ محمَّد بن عثمان قال حدثنا بهز قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن بن أبي ليلى عن صهيب: أن رسول الله كان يحرك شفتيه أيام حنين بعد صلاة الفجر، فقالوا: يا رسول الله إنك تحرك شفتيك بشيء؟ قال: "إن نبيا ممّن كان قبلكم، ثم ذكر كلمة معناها أعجبته كثرة أمته فقال: لن يروم هؤلاء أحد بشيء. فأوحى الله إليه أن خير أمتك بين إحدى ثلاث: إما أن أسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم، وإما أن أسلط عليهم الجوع، وإما أن أرسل عليهم الموت؟ فقالوا: أما الجوع والعدو فلا طاقة لنا بهما, ولكن الموت. فأرسل عليهم الموت فمات منهم في ليلة سبعون ألفا. فأنا أقول: اللَّهم بك أحاول وبك أقاتل وبك أصاول". [درجته: سنده صحيح، رواه: أحمد (4 - 332) حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة كما رواه البيهقي الكبرى (9 - 152) وغيره من كثيرة عن حماد، هذا السند: صحيح عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري ثقة من كبار التابعين تقريب التهذيب (349) والبقية أئمة ثقات. وقد ورد الحديث بلفظ خيبر ولعل الأصح أنه حنين، نظرًا لانفراد الثقة الثبت موسى بن إسماعيل بلفظ خيبر، بينما خالفه أئمة ثقات أثبات منهم وكيع وعفان وبهز بن أسد وسليمان بن حرب]. 11 - قال مسلم (3 - 1374): حدثنا زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة ابن عمار حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي سلمة بن الأكوع قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

هوازن، فبينا نحن نتضحى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء رجل على جمل أحمر فأناخه، ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل، ثم تقدم يتغدى مع القوم، وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة في الظهر وبعضنا مشاة, إذ خرج يشتد فأتى جمله فأطلق قيده ثم أناخه وقعد عليه، فأثاره فاشتد به الجمل، فأتبعه رجل على ناقة ورقاء. قال سلمة: وخرجت أشتد فكنت عند ورك الناقة ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر، ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله وسلاحه، فاستقبلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه فقال: "من قتل الرجل؟ " قالوا: بن الأكوع. قال: "له سلبه أجمع". 12 - قال البخاري (3 - 1144): حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن بن أفلح عن أبي محمَّد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلًا من المشركين على رجلًا من المسلمين فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله، ثم إن الناس رجعوا وجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من قتل قتيلا له عليه بينه فله سلبه" فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست. ثم قال: "من قتل قتيلا له عليه بينه فله سلبه" فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست. ثم قال الثالثة مثله فقمت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لك يا أبا قتادة؟ " فاقتصصت عليه القصة. فقال رجل: صدق يا رسول الله وسلبه عندي فأرضه عني. فقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: لا ها الله إذًا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - يعطيك سلبه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صدق" فأعطاه فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإِسلام، ورواه مسلم (3 - 1370).

13 - قال مسلم (3 - 1401): حدثنا أحمد بن جناب المصيصي حدثنا عيسى بن يونس عن زكريا عن أبي إسحاق قال: جاء رجل إلى البراء فقال: أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة؟ فقال: أشهد على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما ولى، ولكنه انطلق إخفاء من الناس وحسر إلى هذا الحي من هوازن، وهم قوم رماة فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد، فانكشفوا فأقبل القوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول: "أنا النبي لا كذب .. أن ابن عبد المطلب .. اللَّهم نزل نصرك". قال البراء: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه البخاري (4 - 1568). 14 - قال البخاري (3 - 1071): حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء وسأله رجل أكنتم فررتم يا أبا عمارة يوم حنين؟ قال: لا والله ما ولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكنه خرج شبان أصحابه وإخفاؤهم حسرا ليس بسلاح، فأتوا قوما رماة جمع هوازن وبني نصر ما يكاد يسقط لهم سهم، فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون، فأقبلوا هنالك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته البيضاء، وبن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل واستنصر ثم قال: "أنا النبي لا كذب، أنا بن عبد المطلب"، ثم صف أصحابه. 15 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (5 - 110): فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال: لا استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط، إنما ننحدر فيه انحدارا قال: وفي عماية الصبح، وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه، وقد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد، وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد، وانحاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمن ثم قال: "أين أيها الناس؟ هلموا إلي أنا رسول الله أنا محمَّد بن عبد الله" قال: فلا شيء، حملت الإبل بعضها على بعض فانطلق الناس، إلا أنه قد بقي مع

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته من ثبت معه - صلى الله عليه وسلم -، وفيمن ثبت معه من المهاجرين: أبو بكر وعمر، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث وابنه والفضل بن العباس وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد وأيمن بن عبيد قتل يومئذ، ورجل من هوزان على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح له طويل أمام هوازن، وهوازن خلفه، إذا أدرك طعن برمحة وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه, وأبو سفيان بن حرب وبعض الناس يشمت بالمسلمين. [درجته: سنده صحيح، عاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي (1 - 385)، وعبد الرحمن بن جابر تابعي ثقة (1 - 475)]. 16 - قال مسلم (3 - 1398): وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال: حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب قال قال عباس شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم نفارقه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته قبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي عباس ناد أصحاب السمرة" فقال عباس (وكان رجلًا صيتا) فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها. فقالوا: يا لبيك يا لبيك. قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار. قال: ثم قصرت الدعوة علي بني الحارث بن الخزرج. فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج، يا بني الحارث بن الخزرج، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا حين حمي الوطيس. قال: ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيات فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال: "انهزموا ورب محمد"

قال: فذهبت انظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال: فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا. 17 - قال ابن أبي شيبة (7 - 417): حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين انكشف الناس عنه فلم يبق معه إلا رجل يقال له زيد آخذ بعنان بغلته الشهباء، وهي التي أهداها له النجاشي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك يا زيد ادع الناس". فنادى: أيها الناس هذا رسول الله يدعوكم، فلم يجب أحد عند ذلك، فقال: "ويحك حض الأوس والخزرج" فقال: يا معشر الأوس والخزرج هذا رسول الله يدعوكم، فلم يجبه أحد عند ذلك، فقال: "ويحك ادع المهاجرين فإن لله في أعناقهم بيعة" قال فحدثني بريدة أنه أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون وكسروها، ثم أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى فتح عليهم. [درجته: سنده صحيح رواه ابن أبي شيبة, مرسلًا وآخره متصل وليس كما في المطالب، حيث وهم الهيثمي -رحمه الله- فوصله فالذي وصله هو الروياني (1 - 73): حدثنا محمَّد بن إسحاق حدثنا عبيد الله بن موسى أنا يوسف به موصولًا، ويوسف وشيخه وتلميذه كلهم ثقات]. 18 - قال مسلم (3 - 1402): حدثنا زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية، فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم فتوارى عني فما دريت ما صنع، ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى، فالتقوا هم وصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - فولى صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرجع منهزما وعلي بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى، فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعًا ومررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهزما وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد رأى بن الأكوع فزعا"، فلما غشوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم، فقال: شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة، فولوا مدبرين، فهزمهم الله -عَزَّ وجَلَّ- وقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنائمهم بين المسلمين.

19 - قال أبو داود الطيالسي (1 - 276): حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله عن أنس قال: جاءت هوزان يوم حنين تكثر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنساء والصبيان والإبل والغنم، فانهزم المسلمون يومئذ فجعل يقول: "يا معشر المهاجرين والأنصار إني عبد الله ورسوله, يا معشر المسلمين إلي أنا عبد الله ورسوله" فهزم المشركون من غير أن يطعن برمح أو يرمى بسهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ: "من قتل مشركا فله سلبه" فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلًا وأخذ أسلابهم. قال أبو قتادة إني حملت على رجل فضربته على حبل العاتق فأجهضت عنه وعليه درع، فأنظر من أخذها فقال رجل: أنا أخذتها يا رسول الله، فأعطينها وأرضه منها. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يسأل شيئًا إلا أعطاه ويسكت. فقال عمر: لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ثم يعطيكها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدق عمر". قال ورأى أبو طلحة مع أم سليم خنجرا فقال: ما تصنعين بهذا؟ قالت: أريد إن دنا أحد من المشركين أن ابعج بطنه. فذكر ذلك أبو طلحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن" فقالت: يا رسول الله نقتل هؤلاء ينهزموا بك. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق الإِمام الثقة حماد كل من أحمد (3 - 190)، والطيالسيُّ (1 - 276)، وابن أبي شيبة (7 - 419)، والضحاك في الآحاد والمثاني (4 - 242)، وابن حبان (11 - 166)، والحاكم (2 - 142)، والبيهقيُّ في الكبرى (6 - 306)، هذا السند: صحيح فإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري المدني تابعي سمع من أنس وهو ثقة حجة تقريب التهذيب (101)]. 20 - قال الطبراني في المعجم الأوسط (7 - 194): حدثنا محمَّد بن راشد ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن محمَّد بن إسحاق حدثني ابن أبي عبلة عن بن بديل بن ورقاء عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بديلا أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة حتى يقدم عليه، فحبست.

[درجته: سنده صحيح، رواه ابن إسحاق ومن طريقه أيضًا الطبراني في المعجم الكبير (2 - 30)، والبخاريُّ في التاريخ الكبير (2 - 141)، هذا السندة صحيح ابن إسحاق لم يدلس وشيخه إبراهيم بن أبي عبلة الشامي ثقة من رجال البخاري تقريب التهذيب (92)]. 21 - قال أحمد بن حنبل (4 - 88) حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهريّ قال وكان عبد الرحمن بن الأزهر يحدث أن خالد بن الوليد بن المغيرة جرح يومئذ وكان على الخيل خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ابن الأزهر: قد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ما هزم الله الكفار ورجع المسلمون إلى رحالهم يمشي في المسلمين ويقول: من يدل على رحل خالد بن الوليد؟ قال: فمشيت أو قال فسعيت بين يديه وأنا محتلم أقول: من يدل على رحل خالد؟ حتى حللنا على رحله، فإذا خالد بن الوليد مستند إلى مؤخرة رحله، فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى جرحه. قال الزهريّ: وحسبت أنه قال ونفث فيه رسول الله. [درجته: سنده صحيح، رواه ابن حبان (15 - 564)، وأبو داود (4 - 165)، وعبد الرزاق (5 - 379)، هذا السند: صحيح عبد الرحمن بن أزهر الزهريّ أبو جبير المدني صحابي صغير تقريب التهذيب (336) والبقية أئمة ثقات]. 22 - قال البخاري (4 - 1568): حدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل رأيت بيد بن أبي أوفى ضربة قال: ضربتها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين. قلت: شهدت حنينا؟ قال: قبل ذلك. 23 - قال الشافعي (1 - 285): أخبرنا معمر عن الزهريّ عن عبد الرحمن بن أزهر قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - عام حنين سأل عن رحل خالد بن الوليد فجريت بين يديه أسأل عن رحل خالد بن الوليد، حتى أتاه جريحا وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بشارب، فقال: اضربوه فضربوه بالأيدي والنعال وأطراف الثياب وحثوا عليه من التراب، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بكتوه" فبكتوه ثم أرسله. قال: فلما كان أبو بكر -رضي الله عنه- سأل من حضر ذلك المضروب؟ فقومه أربعين. فضرب أبو بكر في الخمر أربعين حياته، ثم عمر -رضي الله عنه- حتى تتابع الناس في الخمر فاستشار فضربه ثمانين.

غزوة أوطاس

[درجته؛ سنده صحيح، رواه: البيهقي في الكبرى (8 - 319)، والطحاويُّ في شرح معاني الآثار (3 - 155)، والحميديُّ (2 - 398)، هذا السند: صحيح عبد الرحمن بن أزهر الزهريّ أبو جبير المدني صحابي صغير تقريب التهذيب (336) والبقية أئمة ثقات]. غزوة أوطاس 1 - قال البخاري (4 - 1571): حدثنا محمَّد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: لما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه. قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، فرمي أبو عامر في ركبته رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى فقال: ذاك قاتلي الذي رماني فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولى فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي ألا تثبت؟ فكف فاختلفنا ضربتين بالسيف، فقتلته ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك. قال: فانزع هذا السهم. فنزعته فنزا منه الماء. قال: يا بن أخي أقرئ النبي - صلى الله عليه وسلم - السلام وقل له استغفر لي، واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيرا ثم مات فرجعت فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقال قل له استغفر لي. فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه، فقال: "اللَّهم اغفر لعبيد أبي عامر" ورأيت بياض إبطيه ثم قال: "اللَّهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس". فقلت: ولي. فاستغفر فقال: "اللَّهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما" قال أبو بردة: إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي موسى. ورواه مسلم (4 - 1943). 2 - قال مسلم (2 - 1023): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمَّد حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا أبو عميس عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام أوطاس في المتعة ثلاثًا ثم نهى عنها.

3 - قال مسلم (2 - 1079): حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين بعث جيشًا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا، فكأن ناسًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] أي فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن. 4 - قال البخاري (3 - 1038): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهريّ قال أخبرني عمر بن محمَّد بن جبير بن مطعم أن محمَّد بن جبير قال أخبرني جبير بن مطعم أنه: بينما يسير هو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه الناس مقفله من حنين فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة، فخطفت رداءه فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا". 5 - قال البيهقي الكبرى (6 - 336): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحنين فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدرك وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا: يا رسول الله لنا أصل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم" فقالوا: يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا؟ أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا وقولوا: إنا نستشفع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أبنائنا ونسائنا، فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم" فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس الظهر قاموا فقالوا: ما أمرهم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم"

فقال المهاجرون: فما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا. وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، قالت بنو سليم: بل ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال عيينة بن بدر: أما أنا وبنو فزارة فلا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ستة فرائض من أول فيء نصيبه" فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتبعه الناس يقولون: يا رسول الله أقسم علينا فيئنا، حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت عنه رداءه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس ردوا علي ردائي، فوالذي نفسي بيده لو كان لكم عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم، ثم ما ألفيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا". ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنب بعير وأخذ من سنامه وبرة فجعلها بين أصبعيه فقال: "أيها الناس والله ما لي من فيئكم ولا هذه الوبرة، إلا الخمس والخمس مردود عليكم، فأدوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة". فجاءه رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعر، فقال: يا رسول الله أخذت هذا لأخيط به برذعة بعير لي دبر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما حقي منها لك" فقال الرجل: أما إذا بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي بها. فرمى بها من يده. [درجته: سنده حسن، رواه: من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أحمد (2 - 184)، والنسائيُّ (6 - 262)، والطبرانيُّ في المعجم الأوسط (2 - 242)، هذا السند: حسن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سندٌ حسنٌ مشهور عمرو صدوق ووالده شعيب بن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن العاص صدوق ثبت سماعه من جده انظر التهذيب (8 - 43)]. 6 - قال أحمد بن حنبل (3 - 201): حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنا حميد عن أنس قال: أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - من غنائم حنين الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وعيينة بن حصن مائة من الإبل، فقال ناس من الأنصار: يعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنائمنا ناسًا تقطر سيوفهم من دمائنا أو تقطر سيوفنا من دمائهم؟ فبلغه ذلك فأرسل إلى الأنصار فقال: هل فيكم من غيركم؟ قالوا: لا، إلا بن أخت لنا، فقال رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -: "بن أخت القوم منهم أقلتم كذا وكذا أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد إلى دياركم؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "والذي نفسي بيده لو أخذ الناس واديًا أو شعبا أخذت وادي الأنصار أو شعبهم، الأنصار كرشي وعيبتي ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار". 7 - قال الطبراني في المعجم الكبير (5 - 270): حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمَّد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن: وفد هوازن لما أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة وقد أسلموا قالوا إنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا من الله عليك. وقام رجل من هوازن ثم أحد بني سعد بن بكر يقال له زهير يكنى بأبي صرد فقال: يا رسول الله نساؤنا عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كفلنك، ولو أنا لحقنا الحارث بن أبي شمر والنعمان بن المنذر ثم نزل بنا منه الذي أنزلت بنا لرجونا عطفه وعائدته علينا، وأنت خير المكفولين. ثم أنشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعرًا قاله وذكر فيه قرابتهم وما كفلوا منه فقال: امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وندخر امنن على بيضة قد عاقها قدر ... مفرق شملها في دهرها غير أبقت لنا الحرب هتافا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أعظم الناس حلما حين يختبر امنن على نسوة من كنت ترضعها ... إذ فوك يملأه من محضها درر إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترصفها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منه فإنا معشر زهر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أو أموالكم؟ "قالوا يا رسول الله خيرتنا بين أموالنا ونسائنا؟ بل ترد علينا أموالنا ونساءنا فقال: "أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، فإذا صليت الظهر بالناس فقوموا. فقولوا: إنا نستشفع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أبنائنا

ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم" فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس الظهر قاموا فكلموه بما أمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم" وقال المهاجرون ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت الأنصار مثل ذلك. وقال الأقرع بن حابس: أما أنا يا رسول الله وبنو تميم فلا. وقال عيينة مثل ذلك. فقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا. وقالت بنو سليم: أما ما كان لنا فهو لرسول الله. قال يقول العباس لبني سليم: وهنتموني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي فله ست قلائص من أول فيء نصيبه فردوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبناءهم ونساءهم". [درجته: سنده حسن، رواه: ابن إسحاق تاريخ الطبري (2 - 173)، وفي مكارم الأخلاق (1 - 116)، هذا السند: حسن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سندٌ حسنٌ مشهور عمرو صدوق ووالده شعيب بن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن العاص صدوق ثبت سماعه من جده انظر التهذيب (8 - 43)]. 8 - قال الطبراني في المعجم الأوسط (5 - 45): حدثنا عبيد الله بن رماحس القيسي الجشمي الرمادي قال حدثنا أبو عمرو زياد بن طارق وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة قال سمعت أبا جرول زهير بن صرد يقول: لما أسرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين يوم هوزان وذهب يفرق الغنائم والشاء أنشدته هذا الشعر: امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر امنن على بيضة قد عاقها قدر ... مفرق شملها في دهرها غير ابقت لنا الدهر هتافا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر امنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملأه من محضها الدرر إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منه فإنا معشر زهر انا لنشكر للنعماء إذ كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر

فألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من امهاتك ان العفو مشتهر يا خير من مرحت كمت الجياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشرر انا نؤمل عفوا منك تلبسه ... هذى البرية اذ تعفوا وتنتصر فاعف عفا الله عما أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر قال فلما سمع هذا الشعر قال ما كان لي ولبنى عبد المطلب فهو لكم وقالت قريش ما كان لنا فهو لله ولرسوله وقالت الأنصار ما كان لنا فهو لله ولرسوله. [درجته: حسن بما قبله وفي سنده ضعف، قال الحافظ في لسان الميزان (2 - 495): زياد بن طارق عن أبي جرول نكرة لا يعرف تفرد به عبيد الله بن رماجس، وشيخ الطبراني ترجم له في لسان الميزان أيضًا (4 - 99) فقال: عبيد الله بن رماجس القيسي الرملي عن زياد بن طارق عن زهير بن صر إنّه أنشد النبي - صلى الله عليه وسلم - قصيدته: امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر روى عنه الأمير بدر الحماني وأبو القاسم الطبراني وأحمدُ بن إسماعيل بن عاصم وأبو سعيد بن الأعرابي والحسن بن زيد الجعفري ومحمَّد بن إبراهيم بن عيسى المقدسي وكان معمرا ما رأيت للمتقدمين فيه جرحًا وما هو بمعتمد عليه ثم رأيت الحديث الذي رواه له علة قادحة. قال أبو عمر بن عبد البر في شعر زهير رواه عبيد الله بن رماجس عن زياد بن طارق عن زياد بن صرد بن زهير عن أبيه عن جده زهير بن صرد فعمد عبيد الله إلى الإسناد فاسقط رجلين منه وما قنع بذلك حتى صرح بأن زياد بن طارق قال حدثني زهير هكذا هو في معجم الطبراني وغيره بإسقاط اثنين من سنده انتهى. وهذا الذي قاله المؤلف تحكم لا دليل له عليه ولا له فيما حكاه عن ابن عبد البر ترجمه قائمة وسياقه يقتضي أن هذا كله كلام ابن عبد البر وليس كذلك بل من قوله فعمد عبيد الله إلى آخر الترجمة قال المؤلف من عند نفسه بانيا على صحة ما حكاه ابن عبد البر. وقد قرأت على أحمد بن علي سبط البرقي بدمشق أخبركم أبو عبد الله بن جابر ان أبا العباس بن الغماز أخبرهم أنا الحافظ أبو الربيع الكلاعي عن أبي عبد الله بن زرقويه عن أبي عمران بن تليد حدثنا الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب له قال زهير بن صرد الجشمي السعدي من

بني سعد بن بكر وقيل يكنى أبا جرول كان رئيس قومه وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد هوازن إذ فرغ من حنين فساق أبو عمر القصة ثم أسندها من طريق محمَّد بن إسحاق ثم قال في آخره إلا ان في الشعر بيتين لم يذكرهما محمَّد بن إسحاق في حديثه وذكرهما عبيد الله بن رماجس عن زياد بن طارق عن زياد بن صرد بن زهير بن صرد عن أبيه عن جده زهير بن صرد أبي جرول إنّه حدثه هذا الحديث انتهى كلام بن عبد البر. فهذا كما تراه حكاه مرسلًا لم يسبق إسناده إلى عبيد الله بن رماجس حتى يعلم قال من زاد هذين الرجلين في إسناده فقد رواه عن بن رماجس الستة الذين ذكرهم المؤلف وأبو بكر محمَّد بن أحمد بن محمويه العسكري وأبو الحسين أحمد بن زكريا وعبيد الله بن علي بن الخواص وساق نسب بن رماجس وسأذكره بعد فهؤلاء عدد من الثقات رووه عن عبيد الله بن رماجس قال ثنا زياد سمعت أبا جرول فالظاهر أن قولهم أولى بالصواب والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد لا سيما وهو لم يسم. وقد أخرج الحديث المذكور الحافظ ضياء الدين محمَّد بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله تعالى في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين وقال بعده زهير لم يذكره البخاري ولا بن أبي حاتم في كتابيهما ولا زياد بن طارق. وقد روى محمَّد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحو هذه القصة والشعر. قلت فالحديث حسن الإسناد لأن راوييه مستوران لم يتحقق اهليتهما ولم يجرحا ولحديثهما شاهد قوي وصرحا بالسماع وما رميا بالتدليس لا سيما تدليس التسوية الذي هو افحش أنواع التدليس إلا في القول الذي حكيناه آنفا عن بن عبد البر]. 9 - قال البخاري (3 - 1148): حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم حنين آثر النبي - صلى الله عليه وسلم - أناسًا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة. قال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله. فقلت: والله لأخبرن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته فأخبرته فقال: "فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر".

حصار الطائف

10 - قال مسلم (2 - 739): حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: لما كان يوم حنين آثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناسًا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة فقال رجل: والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد فيها وجه الله. قال فقلت: والله لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فأتيته فأخبرته بما قال. قال: فتغير وجهه حتى كان كالصرف ثم قال: "فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله؟ " قال: ثم قال: "يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر" قال قلت: لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثا. حصار الطائف 1 - قال مسلم (2 - 736): حدثنا عبيد الله بن معاذ وحامد بن عمر ومحمَّد بن عبد الأعلى قال بن معاذ حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثني السميط عن أنس بن مالك قال: افتتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينا فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت قال فصفت الخيل، ثم صفت المقاتلة، ثم صفت النساء من وراء ذلك، ثم صفت الغنم، ثم صفت النعم، قال: ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد. قال: فجعلت خيلنا تلوي خلف ظهورنا فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن نعلم من الناس. قال: فنادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يال المهاجرين يال المهاجرين" ثم قال: "يال الأنصار يال الأنصار" قال: قال: أنس هذا حديث عميه قال: قلنا: لبيك يا رسول الله. قال: فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فأيم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله" قال فقبضنا ذلك المال ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة ثم رجعنا إلى مكة فنزلنا. قال: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي الرجل المائة من الإبل ثم ذكر باقي الحديث كنحو حديث قتادة وأبي التياح وهشام بن زيد.

2 - قال الطيالسي (1 - 157): حدثنا هشام عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي نجيح السلمي قال: حاصرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصن الطائف فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من بلغ بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر. فبلغت يومئذ بستة عشر سهما فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من رمى بسهم في سبيل الله -عَزَّ وجَلَّ- فهو له درجة في الجنة، ومن شاب شيبة في الإسلام كانت به نورًا يوم القيامة، وأيما رجل مسلم أعتق رجلًا مسلما فإن الله -عَزَّ وجَلَّ- جاعل وفاء كل عظم من عظامها محرر من النار، وأيما امرأة مسلمة أعتقت فإن الله -عَزَّ وجَلَّ- جاعل وفاء كل عظم من عظامها محرر من النار". [درجته: سنده صحيح، رواه من طريق هشام الدستوائي به كل من الإِمام أحمد (4 - 113)، والحاكم (2 - 104)، والترمذيُّ (4 - 174)، والنسائيُّ (6 - 26)، والبيهقيُّ في الكبرى (10 - 272)، هذا السند: صحيح هشام بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي ثقة ثبت تقريب التهذيب (573) وشيخه إمام وتابعي ثقة معروف وسالم بن أبي الجعد الكوفي تابعي ثقة التقريب (226) ومعدان بن أبي طلحة تابعي شامي ثقة تقريب التهذيب (539)]. 3 - قال البخاري (4 - 1573): قال هشام وأخبرنا معمر عن عاصم عن أبي العالية أو أبي عثمان النهدي قال: سمعت سعدا وأبا بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (قال عاصم) قلت: لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما؟ قال: أجل أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله، وأما الآخر فنزل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف. 4 - قال البخاري (5 - 2208): حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير حدثنا هشام بن عروة أن عروة أخبره أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن أم سلمة أخبرتها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عندها وفي البيت مخنث فقال لعبد الله أخي أم سلمة يا عبد الله إن فتح لكم غدا الطائف فإني أدلك علي بنت غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخلن هؤلاء عليكن" قال أبو عبد الله تقبل بأربع وتدبر يعني أربع عكن بطنها فهي تقبل بهن، وقوله وتدبر بثمان يعني أطراف هذه العكن الأربع لأنها محيطة بالجنبين

غزوة بني جذيمة

حتى لحقت، وإنما قال بثمان ولم يقل بثمانية وواحد الأطراف وهو ذكر لأنه لم يقل ثمانية أطراف. ورواه مسلم (4 - 1715). 5 - قال البخاري (4 - 1572): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي العباس الشاعر الأعمى عن عبد الله بن عمر قال: لما حاصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطائف فلم ينل منهم شيئًا قال: "إنا قافلون إن شاء الله" فثقل عليهم وقالوا: نذهب ولا نفتحه؟ وقال: مرة نقفل. فقال: اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح فقال: "إنا قافلون غدا إن شاء الله" فأعجبهم، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال سفيان مرة فتبسم. قال: قال الحميدي: حدثنا سفيان الخبر كله. وروه مسلم (3 - 1402). غزوة بني جذيمة 1 - قال ابن إسحاق. البداية والنهاية (4 - 315): حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس عن الزهريّ عن ابن أبي حدرد الأسلمي قال: كنت يومئذ في خيل خالد بن الوليد فقال فتى من بني جذيمة وهو في سني، وقد جمعت يداه إلى عنقه برمة ونسوة مجتمعات غير بعيد منه: يا فتى؟ قلت: ما تشاء؟ قال: هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هذه النسوة حتى أقضي اليهن حاجة، ثم تردني بعد فتصنعوا ما بدا لكم؟ قال قلت: والله ليسير ما طلبت. فأخذت برمته فقدته بها حتى وقفته عليهن فقال أسلمي حبيش على نفد العيش: أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو ألفيتكم بالخوانق ألم يك أهلا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا ... اثيبي بود قبل إحدى الصفائق أثيبي بود قبل أن يشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق

فإني لا ضيعت سر أمانة ... ولا راق عيني عنك بعدك رائق سوى أن ما نال العشيرة شاغل ... عن الود إلا أن يكون النوامق قالت: وأنت فحييت عشرا وتسعا وترا وثمانية تترى، قال: ثم انصرفت به فضربت عنقه. [درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح، يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الثقفي ثقة تقريب التهذيب (1 - 608) وشيخه إمام معروف وابن أبي حدرد صحابي]. 2 - قال النسائي في السنن الكبرى (5 - 201): أنبأ محمَّد بن علي بن حرب قال أنبأ علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية قال فغنموا وفيهم رجل فقال لهم إني لست منهم عشقت امرأة فلحقتها فدعوني أنظر إليها نظرة ثم اصنعوا بي ما بدا لكم قال فإذا امرأة طويلة أدماء فقال لها أسلمي حبيش قبل نفاد العيش. أرأيت لو تبعتكم فلحقتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق ألم يك حقا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج النوى والودائق قالت: نعم فديتك. قال: فقدموه فضربوا عنقه فجاءت المرأة فوقفت عليه، فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فلما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما كان فيكم رجل رحيم". [درجته: سنده حسن، رواه: من طريق علي .. الطبراني في المعجم الكبير (11 - 369)، هذا السند: حسن من أجل علي بن الحسين بن واقد المروزي قال الحافظ في التقريب صدوق يهم (400) وهو من رجال مسلم، ووالده الحسين بن واقد المروزي أبو عبد الله القاضي ثقة له أوهام التقريب (169) وهو الذي قال عن شيخه ما رأيت مثله. وقال الدارقطنيُّ عن يزيد أيضًا: حسبك به ثقة ونبلا تهذيب التهذيب (11 - 290) وعكرمة إمام وتابعي ثقة معروف]. 3 - قال الحميدي في المسند (2 - 359): حدثنا قال ثنا سفيان قال ثنا عبد الملك بن نوفل بن مساحق أنه سمع رجلًا من مزينة يقال له بن عصام يحدث عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا

غزوة تبوك ومراسلة الملوك

بعث سرية قال: "إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلن أحدا" قال: فبعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية فأمرنا بذلك، فخرجنا قبل تهامة فأدركنا رجلًا يسوق بظعاين فقلنا له: أسلم. فقال: وما الإِسلام؟ فأخبرنا به فإذا هو لا يعرفه. فقال: أفرأيتم إن أنا لم أفعل فما أنتم صانعون؟ قال: قلنا: نقتلك. قال فهل أنتم منظري حتى أدرك الظعاين؟ قلنا: نعم، ونحن مدركوك. قال: فأدرك الظعاين، فقال: اسلمي حبيش قبل نفاد العيش. فقالت الأخرى: أسلم عشرًا وسبعًا وترًا وتسعًا تترا، ثم قال شعر: أتذكر إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلبة أو أدركتكم بالخوانق ألم يك حقا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق فلا ذنب لي إذ قلت إذ أهلنا معا ... أثيبي بوصل قبل إحدى الصفائق أثيبي بوصل قبل أن يشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق قال: ثم رجع إلينا فقال: شأنكم فقدمناه وضربنا عنقه، وانحدرت الأخرى من هودجها امرأة أدماء بحص فجثت عليه حتى ماتت. [درجته: حسن وسنده ضعيف، رواه: من طريق عبد الملك الطبراني في المعجم الكبير (17 - 177)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (5 - 260)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (2 - 149): من طريق سفيان بن عيينة حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق، هذا السند: فيه ضعف من أجل التابعي قال الحافظ في التقريب (696): ابن عصام المزني عن أبيه لا يعرف حاله قيل اسمه عبد الرحمن وقيل عبد الله، لكن الحديث حسن بما قبله]. غزوة تبوك ومراسلة الملوك 1 - قال البخاري (3 - 1021): قال عبدان أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أن: عثمان -رضي الله عنه- حيث حوصر أشرف عليهم وقال: أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حفر رومة فله الجنة؟ " فحفرتها ألستم تعلمون أنه قال: "من جهز جيش العسرة فله الجنّة" فجهزته؟ قال: فصدقوه بما قال.

2 - قال الترمذيُّ (5 - 625): حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمر عن زيد هو بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: لما حصر عثمان أشرف عليهم فوق داره ثم قال أذكركم بالله هل تعلمون أن حراء حين أنتفض قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أثبت حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد؟ " قالوا: نعم. قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في جيش العسرة: "من ينفق نفقة متقبلة والناس مجهدون معسرون" فجهزت ذلك الجيش؟ قالوا: نعم. ثم قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن بئر رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن، فابتعتها فجعلتها للغني والفقير وبن السبيل؟ قالوا: اللَّهم نعم، وأشياء عددها هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طرق عن أبي إسحاق البخاري كما مر والنسائيُّ (6 - 236)، وابن حبان (15 - 348)، والبيهقيُّ في الكبرى (6 - 167)، والدارقطنيُّ (4 - 198)، والطبرانيُّ في المعجم الأوسط (2 - 39)، وأحمدُ في فضائل الصحابة (1 - 495)، هذا السند: صحيح، السلمي تابعي كبير وثقة ثبت من رجال الشيخين: التقريب (108) وتلميذه تابعي ثقة مشهور]. 3 - قال البخاري (4 - 1603): حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها، إنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة حين تواثقنا على الإِسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها. كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة, ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد غزوة إلا ورى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا

وعدوا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ (يريد الديوان) قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي الله، وغزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، وتجهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا، فأقول في نفسي: أنا قادر عليه. فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد، فأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئًا، فقلت: أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم، فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئًا، ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض شيئا، فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن أرتحل فأدركهم، وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلًا مغموصًا عليه النفاق، أو رجلًا ممّن عذر الله من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك: "ما فعل كعب؟ " فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفيه. فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال كعب بن مالك: فلما بلغني أنه توجه قافلا حضرني همي وطفقت أتذكر الكذب، وأقول: بماذا أخرج من سخطه غدا واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أظل قادما زاح عني الباطل، وعرفت أني لن أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب، فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قادمًا، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلًا فقبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله. فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال: "تعال" فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: "ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟ " فقلت:

بلى إني والله يا رسول الله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيت جدلًا ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله، لا والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك" فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما اعتذر إليه المتخلفون، قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك، فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم رجلان قالا مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك. فقلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرًا فيهما أسوة، فمضيت حين ذكروهما لي، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا؟ ثم أصلي قريبا منه فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي، وإذا التفت نحوه أعرض عني, حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت: يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله؟ فسكت، فعدت له فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته فقال: الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار، قال: فبينا أنا أمشي بسوق المدينة

إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممّن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له، حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان، فإذا فيه: أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك. فقلت لما قرأتها: وهذا أيضًا من البلاء، فتيممت بها التنور فسجرته بها، حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيني فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تعتزل امرأتك. فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: لا، بل اعتزلها ولا تقربها. وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك. فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر. قال كعب: فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه. قال: "لا ولكن لا يقربك" قالت: إنه والله ما به حركة إلى شيء، والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا. فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه؟ فقلت: والله لا أستأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يدريني ما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استأذنته فيها، وأنا رجل شاب. فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر. قال: فخررت ساجدًا وعرفت أن قد جاء فرج، وآذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر. فذهب الناس يبشروننا، وذهب قبل صاحبي مبشرون، وركض إلي رجل فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل، وكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوته إياهما ببشراه، والله ما أملك غيرهما يومئذ. واستعرت ثوبين فلبستهما، وانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيتلقاني الناس فوجا فوجا

يهنونني بالتوبة، يقولون: لتهنك توبة الله عليك. قال كعب: حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس حوله الناس فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهناني، والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يبرق وجهه من السرور: "أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك" قال قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: "لا، بل من عند الله" وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمسك عليك بعض مالك خير لك". قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر. فقلت: يا رسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما لقيت، فوالله ما أعلم أحدًا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن مما أبلاني ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومي هذا كذبا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيت وأنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} إلى قوله: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا فإن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد فقال تبارك وتعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ} إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} قال كعب: وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه. ورواه مسلم [4 - 2120].

4 - قال البخاري (4 - 1602): حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى تبوك واستخلف عليا فقال: "أتخلفني في الصبيان والنساء؟ " قال: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي". ورواه صحيح مسلم (4 - 1870). 5 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (5 - 199) وخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب رضوان الله عليه إلى أهله وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له وتخففا منه. فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي بن أبي طالب رضوان الله عليه سلاحه ثم خرج حتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بالجرف فقال: يا نبي الله زعم المنافقون أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني؟ فقال: "كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" فرجع علي إلى المدينة ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سفره. وحدثني محمَّد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلي هذه المقالة. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق ابن إسحاق الدورقي في مسند سعد (1 - 139)، هذا السند: صحيح محمَّد بن طلحة بن يزيد بن ركانة المطلبي المكي ثقة تقريب التهذيب (485) وشيخه إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني ثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (89)]. 6 - قال النسائي في السنن الكبرى (5 - 44): أخبرنا بشر بن هلال قال أنا جعفر يعني بن سليمان قال أنا حرب بن شداد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك خلف عليا بالمدينة فقالوا فيه: مله وكره صحبته. فتبع علي النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لحقه بالطريق فقال: يا رسول الله خلفتني بالمدينة مع الذراري

والنساء حتى قالوا: مله وكره صحبته فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا علي إنما خلفتك على أهلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي". [درجته: سنده صحيح، بشر بن هلال الصواف أبو محمَّد النميري ثقة تقريب التهذيب (124) وشيخه صدوق زاهد لكنه كان يتشيع التقريب (140) قال في تهذيب التهذيب (ج 2/ ص 82) أن إسحاق بن أبي كامل قال حدثنا جرير بن يزيد بن هارون بين يدي أبيه قال: بعثني أبي إلى جعفر فقلت: بلغنا أنك تسب أبا بكر وعمر وقال أما السب فلا ولكن البغض ما شئت فإذا هو رافضي مثل الحمار. وشيخه حرب بن شداد اليشكري أبو الخطاب البصري ثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (155)]. 7 - قال البخاري (4 - 1602): حدثني محمَّد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: أرسلني أصحابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله الحملان لهم إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك فقلت: يا نبي الله إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم؟ فقال: "والله لا أحملكم على شيء" ووافقته وهو غضبان ولا أشعر، ورجعت حزينا من منع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن مخافة أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - وجد في نفسه علي، فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالًا ينادي: أي عبد الله بن قيس. فأجبته فقال: أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك. فلما أتيته قال: "خذ هذين القرينين وهذين القرينين" لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد "فانطلق بهن إلى أصحابك فقل إن الله أو قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحملكم على هؤلاء فاركبوهن" فانطلقت إليهم بهن فقلت: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحملكم على هؤلاء ولكني والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تظنوا أني حدثتكم شيئًا لم يقله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا لي: والله إنك عندنا لمصدق ولنفعلن ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منعه إياهم ثم إعطاءهم بعد، فحدثوهم بمثل ما حدثهم به أبو موسى. ورواه مسلم (3 - 1269).

8 - قال البخاري (3 - 1078): حدثني عبد الله بن محمَّد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه -رضي الله عنه-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم الخميس في غزوة تبوك وكان يحب أن يخرج يوم الخميس. 9 - قال الطبراني في المعجم الكبير (6 - 31): حدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن سنان ثنا يعقوب بن محمَّد الزهري ثنا إبراهيم بن عبد الله بن سعد بن خيثمة ثنا أبي عن أبيه قال: تخلفت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك حتى مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخلت حائطا فرأيت عريشًا قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت ما هذا بالإنصاف، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السموم والحميم وأنا في الظل والنعيم؟ فقمت إلى ناضح فاحتقبته وإلى تميرات فتزودتها، فنادت زوجتي: إلى أين يا أبا خيثمة؟ فخرجت أريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كنت ببعض الطريق لحقني عمير بن وهب الجمحي، فقلت: إنك رجل جريء وإني أعرف حيث النبي - صلى الله عليه وسلم - وإني رجل مذنب فتخلف عني حتى أخلو برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتخلف عني عمير فلما اطلعت على العسكر فرأى الناس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"كن أبا خيثمة" فجئت فقلت: كدت أهلك يا رسول الله فحدثته حديثي فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرا ودعا لي. [درجته: سنده ضعف وله شاهد، رواه: البيهقي في دلائل النبوة (5 - 222) عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، هذا السند: ضعيف من أجل يعقوب بن محمَّد الزهري المدني وهو صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء تقريب التهذيب (608) وشيخه تابعي ذكره ابن حبان في الثقات (8 - 58) فقال: إبراهيم بن عبد الله بن سعد بن حتمة بن أبي خيثمة الأنصاري يروى عن أبيه عن جده روى عنه يعقوب بن محمَّد الزهرى، ووالده قال عنه في الجرح والتعديل (5 - 63): عبد الله بن سعد بن خيثمة الأنصاري الأوسي من بني عمرو بن عوف شهد بدرا والعقبة، وقد رواه عن عروة مرسلا]. 10 - قال ابن خزيمة (1 - 52): أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عتبة بن أبي عتبة عن نافع بن جبير عن عبد الله بن عباس: أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا من شأن ساعة العسرة؟ فقال

عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى أن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع، حتى أن الرجل ينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده. فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيرًا فادع لنا. فقال: "أتحب ذلك؟ " قال: نعم. فرفع يده فلم يرجعهما حتى قالت السماء فاظلمت ثم سكبت، فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت العسكر. [درجته: سنده صحيح، رواه: ابن حبان (4 - 223)، الحاكم (1 - 263)، والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 357) من طريق ابن وهب هذا السند: صحيح عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري ثقة فقيه حافظ تقريب التهذيب (419) وشيخه قال عنه الحافظ في التقريب (242): سعيد بن أبي هلال الليثي صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا، وعتبة هو عتبة بن مسلم المدني التيمي مولاهم وهو ثقة من رجال الشيخين البخاري ومسلم التقريب (381) ونافع بن جبير بن مطعم النوفلي تابعي ثقة فاضل تقريب التهذيب (558). ولا يضره ما ذكره الإِمام الدارقطني -رحمه الله- في العلل (2 - 83) بقوله: وسئل عن حديث بن عباس عن عمر خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك في حر شديد فنزلنا أصابنا فيه عطش الحدث بطوله فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسكبت السماء فقال يرويه عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عتبة بن أبي عتبة عن نافع بن جبير بن مطعم عن بن عباس حدث به بن وهب عنه واختلف عنه فرواه أحمد بن صالح ويونس بن عبد الأعلى عن بن وهب بهذا الإسناد وخالفهم يعقوب بن محمَّد الزهري فرواه عن بن وهب ولم يذكر في الإسناد عتبة جعله بن أبي هلال عن نافع بن جبير والقول فيه قول من ذكر عتبة بن أبي عتبة وهو عتبة بن مسلم. إذا فالصواب هو رواية أحمد بن صالح ويونس بن عبد الأعلى عن بن وهب بذكر عتبة، نظرا لعدم التعويل على رواية يعقوب بن محمَّد الزهري المدني فهو كما قال الحافظ في تقريب التهذيب (608) صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء، فكيف إذا خالف الثقات أمثال يونس].

11 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (5 - 203): فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رجال من بني عبد الأشهل قال: قلت لمحمود هل كان الناس يعرفون النفاق فيهم؟ قال: نعم والله، إن كان الرجل ليعرفه من أخيه ومن أبيه ومن عمه وفي عشيرته، ثم يلبس بعضهم بعضا على ذلك، ثم قال محمود: لقد أخبرني رجال من قومي عن رجل من المنافقين معروف نفاقه كان يسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دعا، فأرسل الله السحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس. قالوا: أقبلنا عليه نقول: ويحك هل بعد هذا شيء؟ قال: سحابة مارة ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلت ناقته، فخرج أصحابه في طلبها وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من أصحابه يقال له عمارة بن حزم، وكان عقبيا بدريا وهو عم بني عمرو بن حزم وكان في رحله زيد بن اللصيت القينقاعي وكان منافقا قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رجال من بني عبد الأشهل قالوا: فقال زيد بن اللصيت وهو في رحل عمارة وعمارة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أليس محمَّد يزعم أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمارة عنده: "إن رجلًا قال هذا محمَّد يخبركم أنه نبي ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته، وإني والله ما أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها، وهي في الوادي في شعب كذا وكذا وقد حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتوني بها"، فذهبوا فجاءوا بها فرجع عمارة بن حزم إلى رحله فقال: والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آنفا عن مقالة قائل أخبره الله عنه بكذا وكذا الذي قال زيد بن اللصيت. فقال رجل ممّن كان في رحل عمارة ولم يحضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد والله قال هذه المقالة قبل أن تأتي، فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه ويقول: إلي عباد الله إن في رحلي لداهية وما أشعر، أخرج أي عدو الله من رحلي فلا تصحبني. [درجته: سنده صحيح، رواه ابن حزم في المحلى (11 - 222)، والطبريُّ التاريخ (2 - 184)، هذا السند: سنده صحيح فعاصم تابعي مر معنا كثيرًا وهو ثقة عالم بالمغازي وشيخه صحابي].

12 - قال الترمذيُّ (2 - 438): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل هو عامر بن واثلة عن معاذ بن جبل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل زيغ الشمس آخر الظهر إلى أن يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعًا وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس عجل العصر إلى الظهر وصلى الظهر والعصر جميعًا ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب. قال وفي الباب عن علي وبن عمر وأنس وعبد الله بن عمرو وعائشة وبن عباس وأسامة بن زيد وجابر بن عبد الله قال أبو عيسى والصحيح عن أسامة وروي علي بن المديني عن أحمد بن حنبل عن قتيبة هذا الحديث. [درجته: سنده صحيح، رواه: أحمد (5 - 241)، وابن حبان (4 - 313)، والبيهقيُّ في الكبرى (3 - 163)، هذا السند: صحيح، ويزيد تابعي ثقة فقيه ولم ينفرد بل تابعه أبو الزبير وقد عنعن لكن لا يضره ذلك فهو من طريق الليث كذلك صرح أبو الزبير بالسماع عند الدارمي (1 - 426) وأبو الطفيل صحابي]. 13 - قال البخاري (3 - 1236): حدثنا محمَّد بن مسكين أبو الحسن حدثنا يحيى بن حسان بن حيان أبو زكرياء حدثنا سليمان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها. فقالوا: قد عجنا منها واستقينا؟ فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء ويروي عن سبرة بن معبد وأبي الشموس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بإلقاء الطعام وقال أبو ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من اعتجن بمائه. 14 - قال أحمد (2 - 117): حدثنا عبد الصمد حدثنا صخر يعني بن جويرية عن نافع عن بن عمر قال: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس عام تبوك نزل بهم الحجر عند بيوت ثمود، فاستسقى الناس من الآبار التي كان يشرب منها ثمود، فعجنوا منها ونصبوا القدور باللحم، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأهراقوا القدور وعلفوا العجين الإبل، ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ونهاهم أن

يدخلوا على القوم الذين عذبوا قال إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم. [درجته: سنده صحيح، صخر بن جويرية أبو نافع قال أحمد: ثقة ثقة، وهو من رجال الشيخين- القريب (274)، وبقية الرواة أئمة ثقات]. 15 - قال البخاري (4 - 1609): حدثنا عبد الله بن محمَّد الجعفي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر -رضي الله عنهما- قال: لما مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحجر قال: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين" ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي. ورواه مسلم (4 - 2286). 16 - قال الإمام أحمد (3 - 296): حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال: لما مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحجر قال: "لا تسألوا الآيات وقد سألها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج، فعتوا عن أمر ربهم فعقروها، فكانت تشرب ماءهم يوما ويشربون لبنها يوما، فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله -عَزَّ وَجَلَّ- من تحت أديم السماء منهم إلا رجلًا واحدا كان في حرم الله -عَزَّ وجَلَّ-" قيل من هو يا رسول الله؟ قال: "هو أبو رغال" فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه. [درجته: سنده صحيح، رواه: الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2 - 351) من طريق معمر، هذا السند: صحيح عبد الرزاق الصنعاني إمام معروف وشيخه معمر بن راشد الأزدي أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا التقريب (541)، وابن عثمان بن خثيم المكي أبو عثمان تابعي صغير صدوق تقريب التهذيب (313)، وأبو الزبير محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي صدوق إلا أنه يدلس تقريب التهذيب (506) لكنه صرح بالسماع من شيخه فانتفت شبهة التدليس وذلك عند الفاكهي في أخبار مكة (2 - 251): حدثنا محمَّد بن أبي عمر وإبراهيم بن أبي يوسف قالا أنا يحيى بن سليم عن ابن خثيم، وفي هذا السند متابعة لمعمر -رحمه الله-].

17 - قال مسلم (4 - 1784): حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا أبو علي الحنفي حدثنا مالك وهو بن أنس عن أبي الزبير المكي أن أبا الطفيل عامر بن واثلة أخبره أن معاذ بن جبل أخبره قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعًا، حتى إذا كان يومًا أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعًا، ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعًا، ثم قال: "إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئًا حتى آتي" فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، قال: فسألهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل مسستما من مائها شيئًا؟ " قالا: نعم فسبهما النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال لهما ما شاء الله أن يقول قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلًا قليلًا حتى اجتمع في شيء، قال: وغسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر، أو قال غزير (شك أبو علي أيهما قال) حتى استقى الناس. ثم قال: "يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جنانا". 18 - قال مسلم (1 - 56): حدثنا سهل بن عثمان وأبو كريب محمَّد بن العلاء جميعًا عن أبي معاوية قال أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد شك الأعمش قال: لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة قالوا يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "افعلوا". قال: فجاء عمر، فقال: يا رسول الله إن فعلت قل الظهر، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم، ثم ادع الله لهم عليها بالبركة لعل الله أن يجعل في ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم". قال فدا بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم، قال: فجعل الرجل يجيء بكف ذرة. قال: ويجيء الآخر بكف تمر، قال: ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير. قال: فدعا رسول الله عليه بالبركة ثم قال: "خذوا في أوعيتكم" قال: فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملأوه، قال: فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أشهد أن لا

إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة". 19 - قال ابن حبان (10 - 357): أخبرنا محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا أبو يحيى محمَّد بن عبد الرحيم صاعقة قال حدثنا علي بن بحر قال حدثنا مروان بن معاوية الفزاري قال حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة؟ " فقال رجل من القوم وإن لم أقتل؟ قال: وإن لم تقتل فانطلق الرجل به فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره، فرمى بالكتاب على البساط وتنحى، فلما انتهى قيصر إلى الكتاب أخذه ثم دعا رأس الجاثليق فأقرأه، فقال: ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك؟ فنادى قيصر: من صاحب الكتاب فهو آمن؟ فجاء الرجل فقال: إذا أنا قدمت فأتني، فلما قدم أتاه فأمر قيصر بأبواب قصره فغلقت، ثم أمر مناديا ينادي: ألا إن قيصر قد اتبع محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وترك النصرانية. فأقبل جنده وقد تسلحوا حتى أطافوا بقصره. فقال لرسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد ترى إني خائف على مملكتي. ثم أمر مناديا فنادى: ألا إن قيصر قد رضي عنكم، وإنما خبركم لينظر كيف صبركم على دينكم فارجعوا، فانصرفوا وكتب قيصر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني مسلم. وبعث إليه بدنانير فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قرأ الكتاب: "كذب عدو الله ليس بمسلم وهو على النصرانية" وقسم الدنانير. [درجته: سنده صحيح، شيخ ابن حبان ثقة قال في تذكرة الحفاظ (2 - 731): السراج الحافظ الإمام الثقة شيخ خراسان أبو العباس محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفى مولاهم النيسابوري صاحب المسند والتاريخ، وشيخه محمَّد بن عبد الرحيم بن أبي زهير البغدادي البزاز أبو يحيى المعروف بصاعقة ثقة حافظ من رجال البخاري التقريب (493) وعلي بن بحر بن بري البغدادي فارسي الأصل ثقة فاضل تقريب التهذيب (398) ومروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري أبو عبد الله الكوفي نزيل مكة ودمشق ثقة حافظ من رجال الشيخين التقريب (526) وشيخه حميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة تابعي سمع أنسًا وهو ثقة التقريب (181) وللحديث شواهد تأتي بعده].

ْ2 - قال الحارث (زوائد الهيثمي) (2 - 663): حدثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يذهب بهذا الكتاب إلى قيصر وله الجنة؟ " فقال رجل: وإن لم أقتل؟ قال: "وإن لم تقتل" فانطلق الرجل فأتاه بالكتاب فقرأه فقال اذهب إلى نبيكم فأخبره أني معه ولكن لا أريد أن أدع ملكي، وبعث معه بدنانير هدية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجع فأخبره فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذب" وقسم الدنانير. [درجته: سنده مرسل وهو حسن بما قبله، هذا السند: ضعيف لأنه مرسل، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2 - 388): بكر بن عبد الله المزني وهو بن عمرو بن هلال وهو أخو علقمة بن عبد الله روى عن بن عمر وأنس روى عنه قتادة وحميد والتيمى وحبيب بن الشهيد سمعت أبى يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال بكر بن عبد الله المزني ثقة حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن بكر بن عبد الله المزني فقال بصري ثقة مأمون]. 21 - قال الطبراني في المعجم الكبير (12 - 442): حدثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ثنا أيوب بن نهيك قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول سمعت بن عمر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من يذهب بكتابي هذا إلى طاغية الروم؟ " فعرض ذلك عليهم ثلاث مرات، فقال عند ذلك: "من يذهب وله الجنة؟ " فقال رجل من الأنصار يدعى (عبيد الله بن عبد الخالق): أنا أذهب به ولي الجنة إن هلكت دون ذلك؟ قال: "نعم لك الجنة إن بلغت، وإن قتلت وإن هلكت فقد أوجب الله لك الجنة" فانطلق بكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ الطاغي فقال: أنا رسول رسول رب العالمين، فأذن له فدخل فعرف طاغية الروم أنه قد جاء بالحق من عند نبي مرسل، ثم عرض عليه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فجمع الروم عنده ثم عرضه عليهم فكرهوا ما جاء به، وآمن به رجل منهم فقتل عند إيمانه، ثم إن الرجل رجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -فأخبره بالذي كان منه وما كان من قتل الرجل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: "يبعثه الله أمة وحده" لذلك الرجل المقتول.

[درجته: حسن وسنده ضعيف، وفيه ألفاظ ضعيفة، من أجل أيوب بن نهيك، قال الحافظ في لسان الميزان (1 - 490) قال الأزدي متروك وذكره بن حبان في ثقاته وقال يخطئ انتهى وقال بن حبان في ثقاته يروي عن عطاء والشعبي روى عنه مبشر بن إسماعيل وكان مولى سعد بن أبي وقاص من أهل حلب يعتبر بحديثه من غير رواية أبي قتادة الحراني عنه وقال بن أبي حاتم من أهل حلب سمعت أبا زرعة يقول هو منكر الحديث ولم يقرأ علينا حديثه، وتلميذه يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي وهو ضعيف تقريب التهذيب (593) ولكن الحديث حسن بما قبله]. 22 - قال البخاري (3 - 1153): حدثنا سهل بن بكار حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباس الساعدي عن أبي حميد الساعدي قال: غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تبوك وأهدى ملك آيلة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بغلة بيضاء وكساه بردا وكتب له ببحرهم. 23 - قال مسلم (4 - 1785): حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان بن بلال عن عمرو بن يحيى عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك فأتينا وادي القرى على حديقة لامرأة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اخرصوها" فخرصناها وخرصها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة أوسق وقال: "أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله" وانطلقنا حتى قدمنا تبوك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ستهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقم فيها أحد منكم فمن كان له بعير فليشد عقاله" فهبت ريح شديدة فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء، وجاء رسول بن العلماء صاحب آيلة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب وأهدى له بغلة بيضاء، فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهدى له بردا ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرأة عن حديقتها كم بلغ ثمرها؟ فقالت: عشرة أوسق فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي ومن شاء فليمكث" فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال: "هذه طابة وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه" ثم قال: "إن خير دور الأنصار دار بني النجار ثم دار بني عبد الأشهل ثم دار بني عبد الحارث بن الخزرج ثم دار بني ساعدة وفي كل دور الأنصار خير" فلحقنا سعد بن عبادة فقال أبو أسيد: ألم تر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير

دور الأنصار فجعلنا آخرا؟ فأدرك سعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله خيرت دور الأنصار فجعلتنا أخرا فقال: "أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار" 24 - قال النسائي (8 - 199): أخبرنا الحسن بن قزعة عن خالد وهو بن الحرث قال حدثنا محمَّد بن عمرو عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: دخلت على أنس بن مالك حين قدم المدينة فسلمت عليه فقال: ممّن أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ. قال: إن سعدا كان أعظم الناس وأطوله، ثم بكى فأكثر البكاء ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أكيدر صاحب دومة بعثا فأرسل إليه بجبة ديباج منسوجة فيها الذهب فلبسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قام على المنبر وقعد فلم يتكلم، ونزل فجعل الناس يلمسونها بأيديهم فقال: "أتعجبون من هذه؟ لمناديل سعد في الجنة أحسن مما ترون". [درجته: سنده قوي، رواه: الإِمام أحمد (3 - 121)، والبيهقيُّ في الكبرى (3 - 273)، وابن أبي شيبة (6 - 394) من طريق محمَّد بن عمرو، هذا السند: قوي محمَّد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني صدوق له أوهام التقريب (499) وهو من رجال الشيخين، وشيخه واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري تابعي ثقة من رجال مسلم تقريب التهذيب (579)]. 25 - قال أبو داود (3 - 166): حدثنا العباس بن عبد العظيم ثنا سهل بن محمَّد ثنا يحيى بن أبي زائدة عن محمَّد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن أنس بن مالك وعن عثمان بن أبي سليمان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة فأخذ، فأتوه به فحقن له دمه وصالحه على الجزية. [درجته: سنده صحيح وإن كان ظاهره الضعف، رواه: ابن إسحاق السيرة النبوية (5 - 208)، ومن طريقه والبيهقيُّ (9 - 186)، هذا السند: صحيح عاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي (1 - 385)]. 26 - قال أحمد (2 - 222): حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا بكر بن مضر عن بن الهاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلى وانصرف إليهم فقال

لهم: "لقد أعطيت الليلة خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي، أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة، وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه، ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملئ منه رعبا، وأحلت لي الغنائم آكلها وكان من قبلي يعظمون أكلها كانوا يحرقونها، وجعلت لي الأرض مساجد وطهورا أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة هي ما هي، قيل لي: سل، فإن كل نبي قد سأل. فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله". [درجته: سنده قوي، رواه: من طريق ابن الهاد: البيهقي (1 - 222)، هذا السند: قوي ابن الهاد هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي أبو عبد الله المدني وهو تابعي ثقة مكثر انظر تقريب التهذيب (1 - 602) وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سندٌ حسنٌ مشهور]. 27 - قال البخاري (3 - 1159): حدثنا الحميدي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال سمعت بسر بن عبيد الله أنه سمع أبا إدريس قال سمعت عوف بن مالك قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في قبة من آدم فقال: "اعدد ستًا بين يدي الساعة: موتى، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية أثنا عشر ألفا". 28 - قال مسلم (1 - 317): حدثني محمَّد بن رافع وحسن بن علي الحلواني جميعًا عن عبد الرزاق قال ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج حدثني بن شهاب عن حديث عباد بن زياد أن عروة بن المغيرة ابن شعبة أخبره أن المغيرة بن شعبة أخبره: أنه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبوك، قال المغيرة: فتبرز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الغائط فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي أخذت أهريق على يديه من الإداوة وغسل يديه ثلاث مرات، ثم غسل وجهه، ثم ذهب يخرج جبته عن ذراعيه فضاق كما

جبته فأدخل يديه في الجبة حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين ثم توضأ على خفيه، ثم أقبل. قال المغيرة: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم، فأدرك رسول الله عله - صلى الله عليه وسلم - إحدى الركعتين فصلى مع الناس الركعة الآخرة، فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين فأكثروا التسبيح، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاته أقبل عليهم ثم قال: "أحسنتم" أو قال: "قد أصبتم" يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها. 29 - قال البخاري (4 - 1609): حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن سعد بن إبراهيم عن نافع بن جبير عن عروة بن المغيرة عن أبيه المغيرة بن شعبة قال: ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض حاجته فقمت أسكب عليه الماء (لا أعلمه إلا قال في غزوة تبوك) فغسل وجهه وذهب يغسل ذراعيه فضاق عليه كما الجبة، فأخرجهما من تحت جبته فغسلهما ثم مسح على خفيه. 30 - قال البخاري (4 - 1610): حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني عمرو بن يحيى عن عباس بن سهل بن سعد عن أبي حميد قال: أقبلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا على المدينة قال: "هذه طابة وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه". 31 - قال البخاري (4 - 1610): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت الزهري عن السائب بن يزيد يقول: أذكر أني خرجت مع الغلمان إلى ثنية الوداع نتلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وقال سفيان مرة) مع الصبيان حدثنا عبد الله بن محمَّد حدثنا سفيان عن الزهري عن السائب أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك. 32 - قال مسلم (1 - 359): حدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن يزيد أخبرنا حيوة عن أبي الأسود محمَّد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل في غزوة تبوك عن سترة المصلي فقال: "كمؤخرة الرحل".

33 - قال مسلم (1 - 490): حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد يعني بن الحارث حدثنا قرة حدثنا أبو الزبير حدثنا سعيد بن جبير حدثنا بن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك فجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، قال سعيد: فقلت لابن عباس: ما حمله على ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته. 34 - قال مسلم (4 - 1967): حدثنا بن نمير حدثنا أبو خالد عن داود واللفظ له ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سليمان بن حيان عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من تبوك سألوه عن الساعة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم". 35 - قال الإِمام أحمد (6 - 27): حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم قال أنا داود بن عمرو عن بر بن عبيد الله الحضرمي عن أبي إدريس الخولاني عن عوف بن مالك الأشجعي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالمسح على الخفين في غزوة تبوك ثلاثة أيام للمسافر ولياليهن وللمقيم يوم وليلة. [درجته: سنده حسن، رواه: من طريق هشيم: البيهقي (1 - 275)، والدارقطنيُّ (1 - 197)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (18 - 40)، وابن أبي شيبة (1 - 161) وهذا السند: صحيح هشيم مدلس ثقة لكنه صرح بالسماع من شيخه فانتفت شبهة التدليس، وشيخه داود بن عمرو الأودي الدمشقي عامل واسط صدوق يخطئ تقريب التهذيب (1 - 199)، وبسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي ثقة حافظ تقريب التهذيب (1 - 122)، قال في نصب الراية (1 - 168) قال أحمد: هذا من أجود حديث في المسح على الخفين لأنه في غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها]. 36 - قال البخاري (2 - 790): حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا إسماعيل بن علية أخبرنا بن جريج قال أخبرني عطاء عن صفوان بن يعلى عن يعلي بن أمية -رضي الله عنه- قال: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - جيش العسرة، فكان من أوثق أعمالي في نفسي، فكان لي أجير فقاتل إنسانا فعض أحدهما إصبع صاحبه، فانتزع إصبعه فأندر ثنيته فسقطت، فانطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأهدر ثنيته، وقال: أفيدع إصبعه في فيك تقضمها؟ (قال أحسبه قال) كما يقضم

الفحل، قال بن جريج: وحدثني عبد الله بن أبي مليكة عن جده بمثل هذه الصفة أن رجلًا عض يد رجل فأندر ثنيته فأهدرها أبو بكر -رضي الله عنه-. 37 - قال الإِمام أحمد (3 - 295): حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله قال: أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة. [درجته: سنده صحيح ولكن، رواه: من طريق معمر: عبد بن حميد (1 - 345)، وابن حبان (6 - 456)، وأبو داود (2 - 11)، والبيهقيُّ في الكبرى (3 - 152)، هذا السند: صحيح رجاله أئمة ثقات ولكن يحيى اضطرب فيه، فمرة رواه مسندا كما هو أمامنا ومرة مرسلًا كما جاء عند ابن أبي شيبة (2 - 208) حدثنا وكيع ثنا بن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك ومرة رواه عن أنس عند الطبراني في المعجم الأوسط (4 - 185) عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك]. 38 - قال الطبراني في مسند الشاميين (2 - 33): حدثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا يزيد بن عبد ربه الجرجسي ثنا بقية عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي مريم عن أبي هريرة قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تبوك فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إن الله -عَزَّ وجَلَّ- أذن لكم بهذا السير وقد أذن لكم بالرجوع، والذي نفس محمَّد بيده لولا أنه ليس عندي سعة فأعطيكم ولا تطيب أنفسكم أن تقعدوا خلفي ما قعدت خلف سرية ولا بعث من المسلمين، فلوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا بعدها مرارًا، جرح الرجل جرح في سبيل الله، والله أعلم بمن يجرح في سبيله يأتي يوم القيامة كلون الدم وريح المسك". [درجته: سنده صحيح، رواه: رواه ابن أبي عاصم في السنة (1 - 177) حدثنا ابن مصفى حدثنا بقية بن الوليد ثنا الأوزاعي، هذا السند: صحيح بقية لم يدلس والأوزاعي هو الفقيه المعروف والثقة الجليل عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو التقريب (347) ويحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة الحمصي ثقة، تقريب التهذيب 595 قال في تهذيب الكمال (31 - 481) أنه روى عن أبي مريم

الأنصاري خادم مسجد دمشق وأبو مريم الأنصاري أو الحضرمي خادم المسجد بدمشق تابعي كبير ثقة انظر تقريب التهذيب (672)]. 39 - قال الإمام أحمد بن حنبل (5 - 237): حدثنا محمَّد بن جعفر ثنا شعبة عن الحكم قال سمعت عروة بن النزال يحدث عن معاذ بن جبل قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك، فلما رأيته خليا قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال: "بخ، لقد سألت عن عظيم وهو يسير على من يسره الله عليه: تقيم الصلا المكتوية، وتؤدى الزكاة المفروضة، وتلقى الله -عَزَّ وجَلَّ- لا تشرك به شيئًا، أولا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ أما رأس الأمر فالإِسلام فمن أسلم سلم، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، أولا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة، والصدقة وقيام العبد في جوف الليل يكفر الخطايا" وتلا هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] "أولا أدلك على أملك ذلك لك كله" قال فأقبل نفر قال فخشيت أن يشغلوا عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال شعبة أو كلمة نحوها) قال: فقلت: يا رسول الله قولك أولا أدلك على أملك ذلك لك كله؟ قال: فأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى لسانه. قال: قلت: يا رسول الله وأنا لنؤاخذ بما نتكلم به؟ قال: "ثكلتك أمك معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" (قال شعبة قال لي الحكم وحدثني به ميمون بن أبي شبيب وقال الحكم سمعته منه منذ أربعين سنة). [درجته: حسن وسنده ضعيف، رواه: ابن أبي شيبة (6 - 158)، والطيالسيُّ (1 - 76)، وهذا السند: فيه ضعف من أجل عروة فهو لم يوثق توثيقا يعتد به، ثم إنه لم يسمع من معاذ قال في تهذيب الكمال (20 - 39): ورواه روح بن عبادة وعمرو بن مرزوق عن شعبة عن الحكم عن عروة بن النزال أو النزال بن عروة زاد روح عن شعبة قال فقلت له سمعه من معاذ؟ قال: لم يسمعه منه وقد أدركه، والحديث قوي بما بعده].

ْ40 - قال عبد الرزاق (11 - 194): أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأصبحت قريبا منه ونحن نسير فقلت: يا رسول الله ألا تخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال: "لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت" ثم قال: "أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل من جوف الليل" ثم قرأ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} -حتى- {نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ثم قال: "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروه سنامه؟ " فقلت: بلى يا رسول الله قال: "رأس الأمر الإِسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد" ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قال: قلت: بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال: "اكفف عليك هذا" فقلت: يا رسول الله أوإنا لمأخوذون بما نتكلم؟ قال: "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم". [درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي أبو وائل هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي ثقة مخضرم تقريب التهذيب (268) وتلميذه هو عاصم بن بهدلة أبو بكر المقرئ صدوق له أوهام التقريب (285) ومعمر بن راشد أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل التقريب التهذيب (1 - 541) وحديثه عن عاصم حسن إلا إذا خالف، وله شاهد عند الحاكم (2 - 447) عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت والحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ وحبيب بن أبي ثابت ثقة فقيه جليل لكنه كان كثير الإرسال والتدليس تقريب التهذيب (1 - 150)، لكنه لم ينفرد تابعه الحكم بن عتيبة أبو محمَّد الكندي الكوفي وهو ثقة ثبت فقيه تقريب التهذيب (175)]. 41 - قال الطبري في التفسير (10 - 172): حدثنا علي بن داود قال ثنا عبد الله بن صالح ثنا الليث قال ثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن رجلًا من المنافقين قال لعوف بن مالك في غزوة تبوك: ما لقرائنا هؤلاء أرغبنا بطونا وأكذبنا ألسنة وأجبننا عند اللقاء. فقال له عوف: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهب عوف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه. فقال زيد قال عبد الله بن عمر: فنظرت إليه متعلقا بحقب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنكبه الحجارة يقول: إنما كنا نخوض ونلعب. فيقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} ما يزيده. [درجته: حسن وسنده مرسل، هذا السند: حسن من أجل هشام بن سعد المدني صدوق له أوهام من رجال مسلم تقريب التهذيب (572) وقد وصل الحديث كما في الحديث التالي، وشيخه زيد بن أسلم العدوي مولى عمر أبو عبد الله وأبو أسامة المدني تابعي وثقة عالم تقريب (222)، وقد وصله ابن المبارك كما ذكر ابن كثير، وله شاهد يأتي بعده]. 42 - قال الطبري في التفسير (10 - 172): ... هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء. فقال رجل في المجلس: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ونزل القرآن. قال عبد الله بن عمر: فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}. [درجته: سنده حسن، هذا السند: حسن من أجل هشام بن سعد المدني صدوق له أوهام من رجال مسلم تقريب التهذيب (572) وقد وصله ابن المبارك كما ذكر ابن كثير، وله شاهد يقويه هو ما بعده]. 43 - قال الطبراني في المعجم الكبير (19 - 85): حدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا عمرو بن محمَّد العنقزي ثنا خلاد الصفار عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد وأمر بالغزو إلى تبوك، وأنا يومئذ مؤمن بالله ورسوله غير أن نفسي تتوق إلى الظل والرطب، وأنا يومئذ شاب قوي ونفسي تقول لي وعندي بعيران سوف تعتذر إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونفسي تقول لي: تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنا كذلك وأصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - غاديا

وخرجت إلى السوق أريد أن أتجهز وكأنما أمسك بيدي، وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان من المدينة قدر فرسخين وقف، فإذا هو براكب يلحق به فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كن أبا خيثمة" فإذا هو بأبي خيثمة قال وفي المدينة سبعة وثمانون من المنافقين وأنا وهلال بن أمية ومرارة فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا خيثمة: "ما فعل كعب بن مالك؟ " قال: تركته يمشي في أزقة المدينة. فقال معاذ: هو والله ما علمته يحب الله ورسوله. قال ونزل نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جانبنا فقال بعضهم: والله إنهم أرغبنا بطونا وأخشانا عند اللقاء وأضعفنا قلوبا. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمار بن ياسر فقال: "اذهب إلى هؤلاء الرهط فقل لهم ما نقستم فلئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب فقال لهم احترقتم أحرقكم الله" ونزلت: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} قال: وجاء رجل لم يكن منهم ولكنه كان يسمع فتعلق برجل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله والله ما ماليتهم، ولكني قد سمعت مقالتهم، فسار النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعل يتعلق بالرجل ويعتذر إليه ويسير معه حتى سال من عقبيه الدم، ورجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوته فأتاه هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة فأجلسنا في ناحية فقيل لكعب بن مالك: إنه والله ما رضي عن صاحبيك، فانظر بم تعتذر. قلت: أستعين على ما صنعت بالكذب وما أجد شيئا خيرا من الصدق، فأتيته فقلت: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته قال: "وعليك ما خلفك يا كعب" قلت: والله ما تخلفت من ضعف ولا حاجة ولكن البلاء قال: "أجلس مع صاحبيك" ثم قال لأصحابه: "لا تجالسوا هؤلاء النفر ولا تكلموهم ولا تبايعوهم" فأرسل إلى نسائهم لا يقربونكم، فأرسلت امرأة هلال بن أمية إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هلال شيخ كبير فتأذن لها أن تعطيه الشيء من غير أن تكلمه، فأذن لها، فأرسلت امرأة كعب: أن امرأة هلال بن أمية قد أستأذنت أن تناوله الشيء فتستأذنه فيك فقلت: بأي شيء تعتذرين؟ تقولين إني شيخ كبير، فوالله إني لشاب. أتقولين إني سقيم فوالله إني لصحيح، فأرسل إليها: ألا تفعلي. وكانت أم سلمة

نعم الشفيع إذا كانت ليلتها قالت: يا رسول الله هلال بن أمية تكلمه فينا حتى إذا كانت ذات ليلة قال: "أشعرت أن الله قد تاب على الثلاثة؟ " قالت: ألا أرسل إلى أهليهم فأبشرهم؟ قال: "إذا لا يذرنا الناس ننام هذه الليلة ولكن أصبحي" فأصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى الغداة ثم أقبل على أصحابه فقال: "أشعرتم أن الله قد تاب على الثلاثة؟ " فاستبق إلى كعب بن مالك رجلان رجل ركب فرسًا فأخذ بطن الوادي، ورجل مشى على رجليه حتى صعد الجبل، قال: يا كعب بن مالك أشعرت أن الله قد تاب عليك؟ فخررت ساجدا حتى إذا دنا مني رميت إليه برداي، ثم أقبلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت منك أو من الله فقال: "من الله -عَزَّ وجَلَّ-". [درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي شيخه الحافظ الكبير أبو جعفر محمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي المعروف بـ: (مطين) تذكرة الحفاظ (2 - 662) وابن عمر صدوق من رجال مسلم تقريب التهذيب (315) وشيخه عمرو بن محمَّد العنقزي أبو سعيد الكوفي ثقة تقريب التهذيب (426) وخلاد بن أسلم الصفار أبو بكر البغدادي أصله من مرو ثقة تقريب التهذيب (196) وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أبو محمَّد الكوفي ثقة تقريب التهذيب (1 - 317) وشيخه عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري أبو الخطاب المدني ثقة من كبار التابعين تقريب التهذيب (349)]. 44 - قال البخاري (4 - 1861): حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: كنا في غزاة قال سفيان مرة في جيش فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار. وقال المهاجري: يا للمهاجرين: فسمع ذاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما بال دعوى جاهلية؟ " قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار. فقال: دعوها فإنها منتنة، فسمع بذلك عبد الله بن أبي. فقال: فعلوها؟ أما والله (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعه لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه" وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ثم إن المهاجرين كثروا بعد.

ورواه مسلم (4 - 1998). 45 - قال البخاري (4 - 1859): حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال: كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي أو لعمر، فذكره للنبي - صلى الله عليه وسلم - فدعاني فحدثته، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا. فكذبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط فجلست في البيت. فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومقتك فأنزل الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} فبعث إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ فقال: "إن الله قد صدقك يا زيد". 46 - قال البيهقي في الدلالل (5 - 256): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمَّد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمَّد بن عمرو بن خالد ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة: ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قافلًا من تبوك إلى المدينة، حتى إذا كان ببعض الطريق مكر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناس من أصحابه، فتآمروا عليه أن يطرحوه في عقبة في الطريق، فلما بلغوا العقبة أرادوا أن يسلكوها معه، فلما غشيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر خبرهم، فقال: "من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع لكم". وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - العقبة، وأخذ الناس بطن الوادي إلا الناس الذين مكروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لما سمعوا بذلك واستعدوا وتلثموا وقد هموا بأمر عظيم، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فمشيا معه مشيًا وأمر عمار أن يأخذ بزمام الناقة وأمر حذيفة أن يسوقها، فبينا هم يسيرون إذ سمعوا بالقوم من ورائهم قد غشوهم، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر حذيفة أن يردهم وأبصر حذيفة غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجع ومعه محجن، فاستقبل وجوه رواحلهم فضربها ضربًا بالمحجن، وأبصر القوم وهم متلثمون .. فرعبهم الله -عَزَّ وجَلَّ- حين أبصروا حذيفة وظنوا أن مكرهم قد ظهر عليه، فأسرعوا حتى خالطوا الناس. وأقبل حذيفة

حتى أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أدركه، قال: "اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت يا عمار" فأسرعوا حتى استوى بأعلاها فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة: "هل عرفت يا حذيفة من هؤلاء الرهط أو الركب أو أحدًا منهم؟ " قال حذيفة: عرفت راحلة فلان وفلان وقال: كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم متلثمون فقال - صلى الله عليه وسلم -: "هل علمتم ما كان شأن الركب وما أرادوا؟ " قالوا: لا والله يا رسول الله قال: "فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا أظلمت في العقبة طرحوني منها". قالوا: أفلا تأمر بهم يا رسول الله إذا جاءك الناس فتضرب أعناقهم؟ قال: "أكره أن يتحدث الناس ويقولوا إن محمدًا قد وضع يده على أصحابه" فسماهم لهم وقال: "اكتماهم". [درجته: حسن وسند ضعيف، رواه: رواه البيهقي أيضًا في كتاب دلائل النبوة من طريق محمَّد بن إسحاق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة بن اليمان، هذا السند: ضعيف لإرساله لكن سند ابن إسحاق سند قوي لولا عنعنة ابن إسحاق، لكنه لم ينفرد فقد تابعه عند البزار (7 - 350) أبو بكر بن عياش عن الأعمش وله شاهد عند أحمد (5 - 453) من طريق يزيد أنا الوليد يعني بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل وهو ما بعده]. 47 - قال الإمام أحمد يعني بن حنبل (5 - 453): حدثنا يزيد أنا الوليد يعني بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل قال: لما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أمر مناديًا فنادى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ العقبة فلا يأخذها أحد، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوده حذيفة ويسوق به عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل غشوا عمارا وهو يسوق برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة: قد قد حتى هبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما هبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل ورجع عمار فقال: يا عمار هل عرفت القوم؟ فقال: قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون. قال: هل تدري ما أرادوا؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أرادوا أن ينفروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطرحوه، قال: فسأل عمار رجلًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: نشدتك بالله كم تعلم

كان أصحاب العقبة؟ فقال: أربعة عشر. فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر. فعدد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم ثلاثة قالوا: والله ما سمعنا منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما علمنا ما أراد القوم، فقال عمار: أشهد أن الاثنى عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. قال الوليد وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للناس (وذكر له أن في الماء قلة) فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديا فنادى: أن لا يرد الماء أحد قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فورده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد رهطا قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ. 48 - قال مسلم (4 - 2143): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أسود بن عامر حدثنا شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس قال: قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية {وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم. 49 - قال البخاري (4 - 1610): حدثنا أحمد بن محمَّد أخبرنا عبد الله أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال: إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم. قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر .. 50 - قال البخاري (4 - 1610): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت الزهري عن السائب بن يزيد يقول: أذكر أني خرجت مع الغلمان إلى ثنية الوداع نتلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال سفيان مرة: مع الصبيان. حدثنا عبد الله بن محمَّد حدثنا سفيان عن الزهري عن السائب: أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك.

51 - قال البيهقي في الكبرى (10 - 77): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا العباس بن محمَّد الدوري ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنبأ الحسن بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة عن أبية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم من بعض مغازيه فأتته جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالمًا أن أضرب بين يديك بالدف؟ فقال: "إن كنت نذرت فاضريي؟ " قال: فجعلت تضرب فدخل أبو بكر -رضي الله عنه- وهي تضرب، ثم دخل عمر -رضي الله عنه- فألقت الدف تحتها وقعدت عليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان يخاف منك يا عمر". [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق ابن واقد ابن حبان (10 - 231)، والترمذيُّ (5 - 620)، وأحمدُ بن حنبل (5 - 353)، هذا السند: صحيح الحسين بن واقد المروزي أبو عبد الله القاضي ثقة له أوهام تقريب التهذيب (169) وشيخه ثقة من رجال الشيخين البخاري ومسلمٌ تقريب التهذيب (297)]. 52 - قال أبو داود (4 - 283): حدثنا محمَّد بن عوف ثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني عمارة بن غزية أن محمَّد بن إبراهيم حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب فقال: "ما هذا يا عائشة؟ " قالت بناتي ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال: "ما هذا الذي أرى وسطهن؟ " قالت فرس قال: "وما هذا الذي عليه؟ " قالت جناحان قال: "فرس له جناحان؟ " قالت أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه. [درجته: سنده حسن، رواه: من طريق ابن أيوب النسائي في السنن الكبرى (5 - 306)، والبيهقيُّ في الكبرى (10 - 219)، هذا السند: حسن يحيى بن أيوب الغافقي أبو العباس المصري صدوق ربما أخطأ تقريب التهذيب (588) وهو من رجال الشيخين، وشيخه عمارة بن غزية الأنصاري المازني المدني لا بأس به التقريب (409) ومحمَّد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي أبو عبد الله المدني ثقة تقريب التهذيب (465) والتابعي أبو سلمة بن عبد الرحمن أحد الأئمة عن أبيه وعائشة وأبي هريرة الكاشف (2 - 431)].

53 - قال في معجم الصحابة (2 - 351): حدثنا محمَّد بن بشر أخو خطاب نا جعفر بن حميد نا عبيد الله ابن إياد عن أبيه عن قيس بن النعمان السكوني قال: خرجت خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع بها أكيدر دومة الجندل فانطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله بلغني أن خيلك انطلقت وإني خفت على أرضي ومالي فاكتبوا لي كتابا لا يعرضون في شيء هو لي، فإني أقر بالذي هو علي من الحق. فكتب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم إن أكيدر أخرج قباء من ديباج منسوج بالذهب مما كان كسرى يكسوهم فقال: يا رسول الله أقبل مني هذا فإني أهديته لك. فقال: "ارجع بقبائك فإنه ليس أحد يلبس هذا في الدنيا إلا حرمه في الآخرة" فرجع به إلى رحله حتى أتى منزله ثم إنه وجد في نفسه أن يرد عليه هديته فرجع فقال يا رسول الله إنا أهل بيت يشق علينا أن ترد هديتنا فأقبل مني هديتي فقال: "ادفعه إلى عمر" فذكر القصة. [درجته: سنده صحيح، رواه: كما قال الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة (1 - 242)، أبو يعلى وابن شاهين من طريق عبيد الله بن إياد لقيط سمعت أبي إيادا، هذا السند: صحيح قال الخطيب في تاريخ بغداد (2 - 90) قال الدارقطنيُّ محمَّد بن بشر بن مطر ثقة وشيخه ثقة من رجال مسلم: التقريب (1 - 130) وعبيد الله بن إياد صدوق من رجال مسلم ووالده ثقة انظر التقريب (1 - 86/ 531) لكن هناك وهم في المتن بلفظ: فإني أهديته لك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ارجع بقبائك فإنه ليس أحد يلبس هذا في الدنيا إلا حرمه في الآخرة" فالصحيح أنه قبلها كما سيأتي في الصحيح وغيره]. 54 - قال النسائي (8 - 200): حدثنا يوسف بن سعيد قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرًا يقول: لبس النبي - صلى الله عليه وسلم - قباء من ديباج أهدي له ثم أوشك أن نزعه، فأرسل به إلى عمر فقيل له: قد أوشك ما نزعته يا رسول الله قال: "نهاني عنه جبريل -عليه السلام-" فجاء عمر يبكي فقال: يا رسول الله كرهت أمرًا وأعطيتنيه قال: "إني لم أعطكه لتلبسه إنما أعطيتكه لتبيعه" فباعه عمر بألفي درهم. [درجته: سنده صحيح، رواه: أيضا في السنن الكبرى (5 - 472)، وأحمدُ (3 - 383)، هذا السند: أبو الزبير لم يدلس بل صرح بالسماع من شيخه فانتفت شبهة التدليس واسمه محمَّد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكي صدوق من رجال الشيخين إلا أنه يدلس انظر التقريب (506) وتلميذه

موت زينب

ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل تقريب التهذيب (363) وهو هنا لم يدلس بل صرح بالسماع من شيخه فانتفت شبهة التدليس]. 55 - قال ابن اسحاق السيرة النبوية (5 - 208): فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أنس بن مالك قال: رأيت قباء أكيدر حين قدم به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل المسلمون يلمسونه بأيدجهم ويتعجبون منه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتعجبون من هذا؟ فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا". [درجته: سنده صحيح، عاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي (1 - 385)]. 56 - قال مسلم (3 - 1645): وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وزهير بن حرب واللفظ لزهير قال أبو كريب أخبرنا وقال الآخران حدثنا وكيع عن مسعر عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي عن علي: أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوب حرير فأعطاه عليًا فقال شققه خمرا بين الفواطم وقال أبو بكر وأبو كريب بين النسوة. موت زينب 1 - قال مسلم (2 - 648): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعًا عن أبي معاوية قال عمرو حدثنا محمَّد بن خازم أبو معاوية حدثنا عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اغسلنها وترا ثلاثًا أو خمسًا واجعلن في الخامسة كافورا أو شيئا من كافور، فإذا غسلتنها فأعلمنني" قالت فأعلمناه فأعطانا حقوة وقال: "أشعرنها إياه". عام الوفود وفد ثقيف: 1 - قال مسلم (4 - 1752): حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك بن عبد الله وهشيم بن بشير عن يعلي بن عطاء عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - إنا قد بايعناك فارجع.

2 - قال مسلم (1 - 259): وحدثنا يحيى بن يحيى وإسماعيل بن سالم قالا أخبرنا هشيم عن أبي بشر عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله: أن وفد ثقيف سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: إن أرضنا أرض باردة فكيف بالغسل فقال: "أما أنا فأفرغ على رأسي ثلاثا" قال بن سالم في روايته حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر وقال إن وفد ثقيف قالوا يا رسول الله. 3 - قال الطبراني في المعجم الكبير (9 - 50): حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا محمَّد بن جعفر عن سهيل بن أبي صالح عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن عثمان بن أبي العاص قال: قدمت في وفد ثقيف حين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلبسنا حللنا بباب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا من يمسك لنا رواحلنا؟ وكل القوم أحب الدخول على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكره التخلف عنه. قال عثمان: وكنت أصغر القوم فقلت: إن شئتم أمسكت لكم على أن عليكم عهد الله لتمسكن لي إذا خرجتم؟ قالوا: فذلك لك. فدخلوا عليه ثم خرجوا فقالوا: انطلق بنا. قلت: أين؟ فقالوا: إلى أهلك. فقلت: ضربت من أهلي حتى إذا حللت بباب النبي - صلى الله عليه وسلم - أرجع ولا أدخل عليه، وقد أعطيتموني من العهد ما قد علمتم؟ قالوا: فاعجل فإنا قد كفيناك المسألة، لم ندع شيئا إلا سألناه عنه. فدخلت فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يفقهني في الدين ويعلمني. قال: "ماذا قلت؟ " فأعدت عليه القول. فقال: "لقد سألتني شيئا ما سألني عنه أحد من أصحابك اذهب فأنت أمير عليهم وعلى من تقدم عليه من قومك وأم الناس بأضعفهم" فخرجت حتى قدمت عليه مرة أخرى فقلت: يا رسول الله اشتكيت بعدك فقال: "ضع يدك اليمنى على المكان الذي تشتكي وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد سبع مرات" ففعلت فشفاني الله -عَزَّ وجَلَّ-. [درجته: سنده قوي. حكيم قال الحافظ في التقريب: صدوق (1 - 194) وتلميذه من رجال الشيخين وهو صدوق: التقريب (1 - 338)، ومحمَّد بن جعفر ابن أبي كثير ثقة: التقريب (2 - 150)، وسعيد بن أبي مريم ثقة ثبت فقيه التقريب (1 - 293)، وشيخ الطبراني صدوق من رجال التقريب (2 - 343)].

4 - قال أبو داود (3 - 163): حدثنا الحسن بن الصباح ثنا إسماعيل يعني بن عبد الكريم حدثني إبراهيم يعني بن عقيل بن منبه عن أبيه عن وهب قال: سألت جابرا عن شأن ثقيف إذ بايعت؟ قال: اشترطت على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا صدقة عليها ولا جهاد، وأنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يقول: "سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا". [درجته: سنده صحيح، الحسن بن الصباح البزار الواسطي، صدوق يهم وكان عابدا فاضلا وهو من رجال البخاري التقريب (161)، وشيخه إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه، أبو هشام الصنعاني صدوق التقريب (108)، وإبراهيم بن عقيل بن معقل الصنعاني صدوق التقريب (92)، ووالده عقيل بن معقل بن منبه اليماني ابن أخي وهب صدوق تقريب التهذيب (396)، وللحديث طرق أخرى عند أحمد (3 - 341) والضحاك في الآحاد والمثاني (3 - 188) عن ابن لهيعة وموسى بن عقبة عن أبي الزبير سألت جابر والأول قوي والثاني صحيح، كما له طريق آخر في مسند أحمد (4 - 218) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم فاشترطوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا ولا يستعمل عليهم غيرهم قال فقال إن لكم أن لا تحشروا ولا تعشروا ولا يستعمل عليكم غيركم وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا خير في دين لا ركوع فيه قال وقال عثمان بن أبي العاص يا رسول الله علمني القرآن واجعلني إمام قومي، وفي سنده ضعف من أجل الإمام الحسن بن أبي الحسن البصري واسم أبيه يسار وهو ثقة فقيه فاضل مشهور لكنه يرسل كثيرا ويدلس تقريب التهذيب (160) وقد عنعن ولم يصرح بالسماع من شيخه]. 5 - قال مسلم (1 - 259): حدثنا يحيى بن يحيى وإسماعيل بن سالم قالا أخبرنا هشيم عن أبي بشر عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله: أن وفد ثقيف سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إن أرضنا أرض باردة فكيف بالغسل؟ فقال: "أما أنا فأفرغ على رأسي ثلاثا". 6 - قال أبو يعلى (6 - 392): حدثنا ابن أبي سمينة البصري حدثنا معتمر بن سليمان عن حميد الطويل عن أنس: أن وفد ثقيف قالوا يا رسول الله إن أرضنا أرض باردة فما يكفينا من غسل الجنابة؟ قال: "أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثًا".

وفد عبد قيس

[درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح محمَّد بن إسماعيل بن أبي سمينة ثقة من رجال البخاري تقريب التهذيب (468) ومعتمر بن سليمان التيمي أبو محمَّد البصري يلقب الطفيل ثقة تقريب التهذيب (539) وحميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة البصري تابعي ثقة تقريب التهذيب (181)]. 7 - قال النسائي (7 - 80): أخبرنا محمَّد بن بشار قال حدثنا محمَّد قال حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت أوسا يقول: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد ثقيف فكنت معه في قبة فنام من كان في القبة غيري وغيره، فجاء رجل فساره فقال: اذهب فأقتله فقال: "أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله" قال يشهد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذره" ثم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها حرمت دماؤهم وأموالهم إلا بحقها" قال محمَّد فقلت لشعبة أليس في الحديث أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قال أظنها معها ولا أدري. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طرق عن شعبة: أحمد (4 - 8)، والدارميُّ (2 - 287)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (1 - 217)، هذا السند: صحيح شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي ثقة حافظ متقن، كان الثوري يقول: هو أمير المؤمنين في الحديث وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة وكان عابدا تقريب التهذيب (266) وشيخه النعمان بن سالم الطائفي ثقة من رجال مسلم تقريب التهذيب (564)]. وفد عبد قيس: 1 - قال البخاري (1 - 304): حدثنا محمَّد بن المثنى قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي جمرة الضبعي عن بن عباس أنه قال: إن أول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد عبد القيس بجواثي من البحرين. 2 - قال البخاري (1 - 29): حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أبي جمرة قال كنت أقعد مع بن عباس يجلسني على سريره فقال: أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي فأقمت معه شهرين ثم قال إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من القوم أو من الوفد" قالوا ربيعة قال: "مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى" فقالوا يا

رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة، وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع: أمرهم بالإيمان بالله وحده قال: "أتدرون ما الإيمان باللهِ وحده؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم قال: "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس" ونهاهم عن أربع عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت وربما قال المقير وقال: "احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم". ورواه مسلم (1 - 46). 3 - قال مسلم (1 - 48): حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا بن علية حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: حدثنا من لقي الوفد الذين قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد القيس قال سعيد وذكر قتادة أبا نضرة عن أبي سعيد الخدري في حديثه هذا أن أناسا من عبد القيس قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا نبي الله إنا حي من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر ولا نقدر عليك إلا في أشهر الحرم، فمرنا بأمر نأمر به من وراءنا وندخل به الجنة إذا نحن أخذنا به فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان وأعطوا الخمس من الغنائم، وأنهاكم عن أربع عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير" قالوا: يا نبي الله ما علمك بالنقير؟ قال: "بلى، جذع تنقرونه فتقذفون فيه من القطيعاء" قال سعيد أو قال: "من التمر ثم تصبون فيه من الماء، حتى إذا سكن غليانه شربتموه حتى إن أحدكم أو إن أحدهم ليضرب بن عمه بالسيف" قال وفي القوم رجل أصابته جراحة كذلك، قال: وكنت أخبأها حياء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ففيم نشرب يا رسول الله؟ قال: "في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها" قالوا: يا رسول الله إن أرضنا كثيرة الجرذان ولا تبقى بها أسقية الأدم. فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن أكلتها الجرذان، وإن أكلتها الجرذان، وإن أكلتها الجرذان" قال: وقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لأشج عبد القيس: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة".

وفد تميم واليمن

وفد تميم واليمن: 1 - قال البخاري (4 - 1587): حدثني إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف أن بن جريج أخبرهم عن بن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبرهم: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي - صلى الله عليه وسلم -: فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة. قال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس. قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي. قال عمر: ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا} حتى انقضت. 2 - قال البخاري (6 - 2699): حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال: إني عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه قوم من بني تميم فقال: "اقبلوا البشرى يا بني تميم". قالوا: بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن فقال: "اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم". قالوا: قبلنا، جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: "كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه علي الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء" ثم أتاني رجل فقال: يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها، فإذا السراب ينقطع دونها وأيم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم. 3 - قال الإمام أحمد (4 - 364): حدثنا إسحاق بن يوسف ثنا يونس عن المغيرة بن شبل قال: قال جرير لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت عيبتي، ثم لبست حلتي ثم دخلت المسجد فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فرماني الناس بالحدق قال فقلت لجليسي: يا عبد الله هل ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من امري شيئًا؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال: "أنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن، ألا وإن علي وجهه مسحة ملك" قال جرير فحمدت الله -عَزَّ وجَلَّ-. [درجته: سنده قوي، رواه: من طريق يونس النسائي في السنن الكبري (5 - 82)، والحاكم (1 - 422)، وابن خزيمة (3 - 150)، والحارث (زوائد الهيثمي) (2 - 935)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (2 - 352)، وابن أبي شيبة (6 - 397)، هذا السند: قوي، يونس بن أبي إسحاق السبيعي

أبو إسرائيل الكوفي صدوق يهم قليلًا من رجال مسلم تقريب التهذيب (613) وشيخه المغيرة بن شبيل البجلي الأحمسي أبو الطفيل الكوفي تابعي ثقة تقريب التهذيب (543)]. 4 - قال البخاري (3 - 1104): حدثني محمَّد بن عبد الله بن نمير حدثنا بن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن جرير -رضي الله عنه- قال: ما حجبني النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال: "اللَّهم ثبته واجعله هاديا مهديا". ورواه مسلم (4 - 1925). 5 - قال البخاري (3 - 1390): حدثنا إسحاق الواسطي حدثنا خالد عن بيان عن قيس قال سمعته يقول قال جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-: ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك. وعن قيس عن جرير بن عبد الله قال: كان في الجاهلية بيت يقال له (ذو الخلصة)، وكان يقال له (الكعبة اليمانية أو الكعبة الشأمية) فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل أنت مريحي من ذي الخلصة؟ " قال: فنفرت إليه في خمسين ومائة فارس من أحمس، قال: فكسرنا وقتلنا من وجدنا عنده فأتيناه فأخبرناه فدعا لنا ولأحمس. ورواه مسلم (4 - 1925). 6 - قال البخاري (5 - 2349): حدثنا علي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: قدم الطفيل بن عمرو على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن دوسا قد عصت وأبت فادع الله عليها، فظن الناس أنه يدعو عليهم فقال: "اللَّهم اهد دوسا وأت بهم". 7 - قال البخاري (4 - 1594): حدثنا محمَّد بن بشار حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم.

حرق كعبة اليمن وتعيين أمير عليها

8 - قال مسلم (1 - 73): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية رأس الكفر قبل المشرق". حرق كعبة اليمن وتعيين أمير عليها 1 - قال البخاري (3 - 1100): حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس بن أبي حازم قال: قال لي جرير قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تريحني من ذي الخلصة؟ " وكان بيتا في خثعم يسمى (كعبة اليمانية) قال: فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل، قال: وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: "اللَّهم ثبته واجعله هاديا مهديا" فانطلق إليها فكسرها وحرقها، ثم بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبره فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف أو أجرب قال: "فبارك في خيل أحمس ورجالها" خمس مرات. ومسلمٌ (4 - 1926). 2 - قال البخاري (6 - 2537): حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن قرة بن خالد حدثني حميد بن هلال حدثنا أبو بردة عن أبي موسى قال: أقبلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستاك، فكلاهما سأل فقال: "يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس" قال قلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت أنهما يطلبان العمل، فكأني انظر إلى سواكه تحت شفته قلصت فقال: "لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس إلى اليمن" ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه ألقى له وسادة قال: أنزل وإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهوديًا فأسلم ثم تهود. قال: اجلس. قال: لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله

ثلاث مرات. فأمر به فقتل ثم تذاكرا قيام الليل، فقال: أحدهما أما أنا فأقوم وأنام وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي. ورواه مسلم (3 - 1456). 3 - قال البخاري (4 - 1580): حدثني حبان أخبرنا عبد الله عن زكريا بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد مولى بن عباس عن بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: "إنك ستأتي قومًا من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب" قال أبو عبد الله: طوعت طاعت وأطاعت لغة طعت وطعت وأطعت. ورواه مسلم (1 - 50). 4 - قال البخاري (4 - 1578): حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن أبي بردة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن، قال: وبعث كل واحد منهما على مخلاف، قال: واليمن مخلافان، ثم قال: "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا". فانطلق كل واحد منهما إلى عمله وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه وكان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه وإذا هو جالس، وقد اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس أيم هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه قال: لا أنزل حتى يقتل. قال: إنما جيء به لذلك فأنزل. قال: ما أنزل حتى يقتل. فأمر به فقتل ثم نزل. فقال: يا عبد الله كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوقا. قال:

وفد اليمامة

فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. وفد اليمامة: 1 - قال البخاري (4 - 1590): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: إن جعل لي محمَّد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطعة جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: "لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت يجيبك عني" ثم انصرف عنه قال بن عباس: فسألت عن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك أرى الذي أريت فيه ما رأيت" فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي أحدهما العنسي والآخر مسيلمة". 2 - قال عبد الرزاق (11 - 392): عن معمر عن الزهري عن طلحة بن عبيد الله بن عوف عن أبي بكرة قال: أكثر الناس في مسيلمة قبل أن يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه شيئًا فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبا فقال: "أما بعد ففي شأن هذا الدجال الذي قد أكثرتم فيه، وإنه كذاب من ثلاثين كذابا يخرجون بين يدي المسيح، لأنه ليس من بلد إلا يبلغه رعب المسيح إلا المدينة على كل نقب من أنقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح". [درجته: سنده صحيح، رواه: معمر بن راشد في الجامع (11 - 392)، والطبرانيُّ في مسند الشاميين (4 - 254)، هذا السند: صحيح معمر بن راشد الأزدي أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا وكذا فيما حدث به بالبصرة

تقريب التهذيب (541) وشيخه طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري المدني القاضي بن أخي عبد الرحمن يلقب طلحة الندى تابعي ثقة مكثر فقيه تقريب التهذيب (282) ولكن معمر لم ينفرد تابعه شعيب فقد رواه في مسند الشاميين فقال: حدثنا أبو زرعة ثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني طلحة]. 3 - قال ابن اسحاق. السيرة النبوية (5 - 303): حدثني شيخ من أشجع عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي عن أبيه نعيم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهما حين قرأ كتابه: "فما تقولان أنتما" قالا: نقول كما قال، فقال: "أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما". [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الحاكم (3 - 54)، وأبو داود (3 - 83)، والبيهقيُّ الكبرى (9 - 211)، والطحاويُّ في شرح معاني الآثار (3 - 318)، وأحمدُ (3 - 487)، هذا السند: صحيح وقد صرح ابن إسحاق باسم شيخه فانتفت جهالته واسمه سعد بن طارق أبو مالك الأشجعي الكوفي تابعي ثقة تقريب التهذيب (231) وشيخه سلمة صحابي ووالده صحابي. وله طريق آخر في مسند الإِمام أحمد بن حنبل (1 - 396) وهو ما بعده]. 4 - قال الإمام أحمد بن حنبل (1 - 396): حدثنا أبو النضر ثنا المسعودي ثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: جاء بن النواحة وبن آثال رسولًا مسيلمة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهما: "أتشهدان أني رسول الله" قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "آمنت بالله ورسله لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما" قال عبد الله: فمضت السنة أن الرسل لا تقتل. [درجته: حسن وسنده ضعيف، رواه: أبو يعلى (9 - 31)، والطيالسيُّ (1 - 34)، والطحاويُّ في شرح معاني الآثار (3 - 211)، والدارميُّ (2 - 307)، وغيرهم عن المسعودي، هذا السند: فيه ضعف المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي المسعودي صدوق اختلط قبل موته وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط تقريب التهذيب (344) لكن الحديث حسن بما قبله].

وفد نجران

5 - قال البخاري (4 - 1591): حدثنا الصلت بن محمَّد قال سمعت مهدي بن ميمون قال سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه، ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنة. فلا ندع رمحًا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه شهر رجب. وسمعت أبا رجاء يقول: كنت يوم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - غلاما أرعى الإبل على أهلي فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار إلى مسيلمة الكذاب. وفد نجران: 1 - قال مسلم (3 - 1685): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمَّد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج ومحمَّد بن المثنى العنزي واللفظ لابن نمير قالوا حدثنا بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال: لما قدمت نجران سألوني فقالوا: إنكم تقرؤون (يا أخت هارون) وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألته عن ذلك فقال: "إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم". 2 - قال البخاري (4 - 1592): حدثنا محمَّد بن بشار حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: جاء أهل نجران إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ابعث لنا رجلًا أمينا فقال: "لأبعثن إليكم رجلًا أمينا حق أمين" فاستشرف لها الناس، فبعث أبا عبيدة بن الجراح. قدوم عدي بن حاتم: 1 - قال الإمام أحمد (4 - 377): حدثنا محمَّد بن أبي عدي عن بن عون عن محمَّد عن بن حذيفة قال: كنت أحدث حديثا عن عدي بن حاتم فقلت هذا عدى في ناحية الكوفة فلو أتيته فكنت أنا الذي أسمعه منه، فأتيته فقلت: إني كنت أحدث عنك حديثا فأردت أن أكون أنا الذي أسمعه منك قال: لما بعث الله -عَزَّ وجَلَّ- النبي - صلى الله عليه وسلم - فررت منه

حتى كنت في أقصى أرض المسلمين مما يلي الروم، قال: فكرهت مكاني الذي أنا فيه حتى كنت له أشد كراهية له مني من حيث جئت. قال قلت: لآتين هذا الرجل فوالله إن كان صادقا فلأسمعن منه، وإن كان كاذبا ما هو بضائري. قال: فأتيته واستشرفني الناس وقالوا: عدي بن حاتم. عدي بن حاتم. قال أظنه قال ثلاث مرار قال: فقال لي: "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم" قال قلت: إني من أهل دين، قال: "يا عدى بن حاتم أسلم تسلم" قال قلت: إني من أهل دين قالها ثلاثًا قال: "أنا أعلم بدينك منك" قال قلت: أنت أعلم بديني مني؟ قال: "نعم". قال: "أليس ترأس قومك؟ " قال قلت: بلى. قال: (فذكر محمَّد الركوسية قال كلمة التمسها يقيمها فتركها) قال: "فإنه لا يحل في دينك المرباع" قال: فلما قالها تواضعت مني هنية قال: "وإني قد أرى أن مما يمنعك خصاصة تراها ممّن حولي، وأن الناس علينا إلبا واحدا، هل تعلم مكان الحيرة" قال قلت: قد سمعت بها ولم آتها قال: "لتوشكن الظعينة أن تخرج منها بغير جوار حتى تطوف" (قال يزيد بن هارون جور. وقال يونس عن حماد جواز ثم رجع إلى حديث عدي بن حاتم) "حتى تطوف بالكعبة ولتوشكن كنوز كسرى بن هرمز أن تفتح" قال قلت: "كسرى بن هرمز؟ قال: "كسرى بن هرمز" قال قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: "كسرى بن هرمز" ثلاث مرات "وليوشكن أن يبتغى من يقبل ماله منه صدقة فلا يجد" قال: فلقد رأيت ثنتين، قد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالكعبة، وكنت في الخيل التي غارت. وقال يونس عن حماد: أغارت على المدائن، وأيم الله لتكونن الثالثة، إنه لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنيه. [درجته: سنده صحيح ولكن انظر إلى التخريج، رواه: الحاكم (4 - 564) من طريق هشام بن حسان عن محمَّد بن سيرين وابن حبان (15 - 71) من طريق آخر عن أيوب عن محمَّد بن سيرين عن أبي عبيدة، هذا السند: صحيح محمَّد بن أبي عدي الحافظ الثقة أبو عمرو محمَّد بن إبراهيم بن أبي عدي وقيل بل هي كنية إبراهيم حدث عن حميد الطويل وداود بن أبي هند وابن عون وعوف الأعرابي وحسين المعلم وطبقتهم وعنه أحمد بن حنبل والفلاس وبندار ومحمَّد بن المثنى والحسن

الزعفراني وآخرون وثقه أبو حاتم الرازي وغيره: تذكرة الحفاظ (1 - 324) وشيخه عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون البصري ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن تقريب التهذيب (317) ومحمَّد هو ابن سيرين الأنصاري أبو بكر بن أبي عمرة البصري ثقة ثبت عابد كبير القدر من رجال الشيخين كان لا يرى الرواية بالمعنى تقريب التهذيب (483)، وأبو عبيدة ثقة، روى عنه محمَّد بن سيرين ويوسف بن ميمون وخالد بن أبي أمية الكوفى وحصين بن عبد الرحمن السلمي ويزيد أبو خالد الواسطي تهذيب التهذيب (12 - 177) ووثقه العجلي توثيقًا لفظيًا فقال في: معرفة الثقات (2 - 413) أبو عبيدة بن حذيفة كوفي تابعي ثقة، لكن قال ابن أبي شيبة (7 - 342) حدثنا حسين بن محمَّد أخبرنا جرير بن حازم عن محمَّد بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة أن رجلًا قال قلت أسأل عن حديث عن عدي بن حاتم وأنا في ناحية الكوفة، ورواه أيضًا الإمام أحمد (4 - 257) حدثنا يزيد أنا هشام بن حسان عن محمَّد بن سيرين عن أبي عبيدة عن رجل قال قلت لعدي بن حاتم وهذه الرواية أرجح فهشام بن حسان الأزدي القردوسي أبو عبد الله البصري ثقة من أثبت الناس في بن سيرين وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما تقريب التهذيب (572) ويؤيده ما رواه الدارقطني (2 - 222) عن أيوب عن محمَّد به وأيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني أبو بكر البصري ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد تقريب التهذيب (117) قال ابن خيثمة عنه ثقة وهو أثبت من ابن عون وقال أبو حاتم سئل بن المديني من أثبت أصحاب نافع قال أيوب وفضله ومالك وإتقانه وعبيد الله وحفظه وقال بن البراء عن بن المديني أيوب في بن سيرين أثبت من خالد الحذاء، تهذيب التهذيب (1 - 348)، إذا فهو عن الرجل المجهول أرجح، وإن كان السند الأول صحيحًا، والحديث قوي بما بعده، ولعل ما يؤيد قولي رواية الدارقطني (2 - 222) حدثنا إبراهيم بن حماد ثنا أبو موسى محمَّد بن المثنى نا محمَّد بن عبد الله الأنصاري نا ابن عون عن محمَّد حدثني بن حذيفة شك ابن عون اسمه محمَّد بن حذيفة، فشك ابن عون يرجح رواية غيره]. 2 - قال البخاري (3 - 1316): حدثني محمَّد بن الحكم أخبرنا النضر أخبرنا إسرائيل أخبرنا سعد الطائي أخبرنا محل بن خليفة عن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل فقال: "يا عدي هل رأيت الحيرة؟ " قلت لم أرها وقد أنبئت عنها قال: "فإن طالت بك حياة لترين الظعينة

وفد مزينة

ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله" قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيئ الذين قد سعروا البلاد "ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى" قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: "كسرى بن هرمز ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له فيقولن ألم أبعث إليك رسولًا فيبلغك فيقول: بلى. فيقول: ألم أعطك مالًا وولدا وأفضل عليك؟ فيقول: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم" قال عدي: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة" قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - يخرج ملء كفه. حدثني عبد الله حدثنا أبو عاصم أخبرنا سعدان بن بشر حدثنا أبو مجاهد حدثنا محل بن خليفة سمعت عديا كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم -. وفد مزينة: 1 - قال الإِمام أحمد (5 - 445): حدثنا عبد الصمد ثنا حرب يعني بن شداد ثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن النعمان بن مقرن قال: قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أربعمائة من مزينة، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمره فقال بعض القوم يا رسول الله ما لنا طعام نتزوده؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر: "زودهم" فقال: ما عندي إلا فاضله من تمر، وما أراها تغني عنهم شيئًا. فقال: "انطلق فزودهم" فانطلق بنا إلى علية له فإذا فيها تمر مثل البكر الاورق، فقال: "خذوا" فأخذ القوم حاجتهم. قال: وكنت أنا في آخر القوم قال: فالتفت وما أفقد موضع تمرة وقد احتمل منه أربعمائة رجل. [درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي شيخ أحمد عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري أبو سهل البصري صدوق ثبت في شعبة التقريب (356) وشيخه حرب بن شداد اليشكري أبو الخطاب البصري ثقة تقريب التهذيب 155 وشيخه حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل

الكوفي ثقة تغير حفظه في الآخر تقريب التهذيب (170) وسالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الكوفي ثقة وكان يرسل كثيًرا تقريب التهذيب (226) لكنه سمع من النعمان هذا الحديث كما في التدوين في أخبار قزوين (1 - 82)]. 2 - قال النسائي في السنن الكبرى (6 - 467): أنا سعيد بن يحيى بن سعيد نا أبي نا محمَّد بن قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس وأخبرنا سعيد بن يحيى عن أبيه عن محمَّد بن قيس عن رجل من ثقيف الذي يقال له أبو عون عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: قدم وفد بني أسد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلموا فقالوا قاتلتك مضر ولسنا بأقلهم عددا ولا أكلهم شوكة وصلنا رحمك قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-: "تكلموا هكذا؟ " قالوا: لا. قال: "إن فقه هؤلاء قليل وإن الشيطان ينطق على ألسنتهم" قال عطاء في حديثه فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} الآية. [درجته: سنده قوي، رواه: من طريق أبي عون: الطبراني والمعجم الأوسط (7 - 196)، وأبو يعلى (4 - 250)، والضياء (10 - 345)، هذا السند: صحيح، سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي أبو عثمان البغدادي ثقة ربما أخطأ تقريب التهذيب (242) ووالده يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي أبو أيوب الكوفي نزيل بغداد لقبه الجمل صدوق يغرب من رجال الشيخين تقريب التهذيب (590) محمَّد بن قيس الأسدي الوالبي الكوفي ثقة من رجال مسلم تقريب التهذيب (503) وشيخه أبو عون الثقفي هو محمَّد بن عبيد الله بن سعيد الكوفي الأعور روى عن أبيه وأبي الزبير وجابر بن سمرة ومحمَّد بن حاطب الجمحي والحارث بن عمرو بن أخي المغيرة وسعيد بن جبير وعبد الله بن شداد بن الهاد وعفان بن المغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي صالح الحنفي وشريح القاضي ووراد كاتب المغيرة وغيرهم تهذيب التهذيب (9 - 286) وهو ثقة من رجال الشيخين البخاري ومسلمٌ تقريب التهذيب (494) وقد تابعه عطاء بن السائب]. 3 - قال الحاكم (2 - 668): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن جامع بن شداد عن طارق بن عبد الله المحاربي قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بسوق ذي المجاز وأنا في بياعة لي فمر وعليه حلة

حمراء فسمعته يقول: "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" ورجل يتبعه يرميه بالحجارة قد أدمى كعبه وهو يقول: يا أيها الناس لا تطيعوا هذا فإنه كذاب فقلت: من هذا؟ فقيل: غلام من بني عبد المطلب. فلما أظهر الله الإِسلام خرجنا من الربذة ومعنا ظعينة لنا حتى نزلنا قريبا من المدينة، فبينا نحن قعودا إذ أتانا رجل عليه ثوبان فسلم علينا فقال: من أين القوم؟ فقلنا: من الربذة ومعنا جمل أحمر فقال: تبيعوني هذا الجمل؟ فقلنا: نعم. فقال: بكم؟ فقلنا: بكذا وكذا صاعا من تمر. قال: أخذته وما استقصي. فأخذ بخطام الجمل فذهب به حتى توارى في حيطان المدينة. فقال بعضنا لبعض: تعرفون الرجل؟ فلم يكن من أحد يعرفه، فلام القوم بعضهم بعضا فقالوا: تعطون جملكم من لا تعرفون؟ فقالت الظعينة: فلا تلاوموا، فلقد رأينا رجل لا يغدر بكم، ما رأيت شيئًا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه، فلما كان العشي أتانا رجل فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أأنتم الذين جئتم من الربذة؟ قلنا: نعم. قال: أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم وهو يأمركم أن تأكلوا من هذا التمر حتى تشبعوا وتكتالوا حتى تستوفوا. فأكلنا من التمر حتى شبعنا واكتلنا حتى استوفينا. ثم قدمنا المدينة من الغد فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب الناس على المنبر فسمعته يقول: "يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك" وثم رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين قتلوا فلانا في الجاهلية فخذ لنا بثأرنا. فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه حتى رأيت بياض أبطيه فقال: "لا تجني أم على ولد، لا تجني أم على ولد" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. [درجته: سنده قوي، رواه: من طريق يزيد البيهقي الكبرى (6 - 20)، والدارقطنيُّ (3 - 44)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (8 - 314)، هذا السند: قوي رواه الحاكم من طريقه الصحيح المشهور أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال الحافظ في تقريب التهذيب (81) أحمد بن عبد الجبار بن محمَّد العطاردي أبو عمر الكوفي ضعيف وسماعه للسيرة صحيح، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي صدوق تقريب التهذيب (601) وهو لم ينفرد فقد

حجة أبي بكر الصديق

تابعه أبو جناب عند الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا أبو جناب عن أبي صخرة جامع بن شداد ... وأبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي مشهور بها ضعفوه لكثرة تدليسه تقريب التهذيب (589) وجامع بن شداد المحاربي أبو صخرة الكوفي ثقة التقريب (137) وابن أبي شيبة (7 - 332)]. 4 - قال البخاري (1 - 35): حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا الليث عن سعيد هو المقبري عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول: بينما نحن جلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم: أيكم محمَّد؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - متكئ بين ظهرانيهم. فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ. فقال له الرجل: بن عبد المطلب؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد أجبتك" فقال الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك؟ فقال: "سل عما بدا لك" فقال: أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: "اللَّهم نعم" قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: "اللَّهم نعم" قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: "اللَّهم نعم" قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها علي فقرائنا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم نعم" فقال الرجل: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر. حجة أبي بكر الصديق 1 - قال البخاري (4 - 1710): حدثنا إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أبا هريرة أخبره: أن أبا بكر -رضي الله عنه- بعثه في الحجة التي أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها قبل حجة الوداع في رهط يؤذن في الناس: أن لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. ورواه مسلم (2 - 982).

2 - قال الترمذيُّ (5 - 275): حدثنا محمَّد بن إسماعيل حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد بن العوام حدثنا سفيان بن حسين عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصواء فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو علي، فدفع إليه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر عليًا أن ينادي بهؤلاء الكلمات. فانطلقا فحجا فقام علي أيام التشريق فنادى ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن. وكان علي ينادي فإذا عيي قام أبو بكر فنادى بها. قال أبو عيسى وهذا حديثٌ حسنٌ غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس. [درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: من طرق عن عباد: الحاكم (3 - 53)، والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 224)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (11 - 400)، والأوسط (1 - 284)، هذا السند: حسن وفي سنده ضعف: عباد بن العوام بن عمر الكلابي ثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (290) وشيخه سفيان بن حسين بن حسن الواسطي ثقة في غير الزهري باتفاقهم تقريب التهذيب (244) وهو هنا لا يروي عن الإمام الزهري، بل يروي عن الثقة الحكم بن عتيبة الكندي الكوفي وهو ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس التقريب (175) لكن قال شعبة: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث وعدها يحيى القطان حديث الوتر وحديث القنوت وحديث عزمه الطلاق وجزاء ما قتل من النعم والرجل يأتي امرأته وهي حائض قالا وما عدا ذلك كتاب -جامع التحصيل (167) لكن له شاهد يأتي بعده]. 3 - قال الدارمي (2 - 92): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال قرأت على أبي قرة هو موسى بن طارق عن بن جريج قال حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبيح فلما استوى ليكبر سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير، فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجدعاء، لقد بدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -

في الحج فلعله أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنصلي معه. فإذا علي عليها فقال أبو بكر: أمير أم رسول. قال: لا، بل رسول أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج، فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم كان يوم النحر فأفضنا فلما رجع أبو بكر خطب الناس فحدثهم عن إفاضتهم وعن نحرهم وعن مناسكهم، فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون وكيف يرمون فعلمهم مناسكهم، فلما فرغ قام علي فقرأ براءة على الناس حتى ختمها. [درجته: حديثٌ حسنٌ وفي سنده ضعف، رواه: من طرق أبي قرة: ابن خزيمة (4 - 319)، وابن حبان (15 - 19)، والنسائيُّ (5 - 247)، والبيهقيُّ في الكبرى (5 - 111)، هذا السند: أبو قرة هو موسى بن طارق اليماني أبو قرة القاضي ثقة تقريب التهذيب (551) وشيخه ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل تقريب التهذيب (363) وهو هنا لم يدلس بل صرح بالسماع من شيخه فانتفت شبهة التدليس، وشيخه ابن خثيم هو عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي أبو عثمان صدوق من رجال مسلم تقريب التهذيب (313) وشيخه أبو الزبير المكي اسمه محمَّد بن مسلم بن تدرس الأسدي بالولاء صدوق من رجال الشيخين إلا أنه يدلس تقريب التهذيب (1 - 506) وهو هنا لم يصرح بالسماع من شيخه الصحابي جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، لكن يشهد للحديث ما قبله وبعده]. 4 - قال الطبري في التفسير (10 - 64): حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال: نزلت براءة فبعث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر ثم أرسل عليا فأخذها منه، فلما رجع أبو بكر قال هل نزل في شيء؟ قال: لا، ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي. [درجته: سنده صحيح، رواه: النسائي في السنن الكبري (5 - 128) عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق هذا السند: صحيح إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف

الكوفي ثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (104) قال عيسى بن يونس قال لي إسرائيل كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة في القرآن تهذيب التهذيب (1 - 229) وهو لم ينفرد فقد تابعه والده يونس بن أبي إسحاق السبيعي أبو إسرائيل الكوفي وهو صدوق يهم قليلًا تقريب التهذيب (613) ويشهد للحديث ما بعده]. 5 - قال أبو يعلى (5 - 412): حدثنا زهير حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا سماك عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، ثم دعاه فبعث عليًا فقال: "لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي". [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق حماد: أحمد (3 - 212)، هذا السند: صحيح، حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ثقه عابد من رجال مسلم وأثبت الناس في ثابت تقريب التهذيب (178) وشيخه سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي أبو المغيرة الكوفي صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة تقريب التهذيب (255) وهذه ليست منها فهي عن أنس]. 6 - قال الإمام أحمد (1 - 79): حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن زيد بن أثيع رجل من همدان سألنا عليا -رضي الله عنه-: بأي شيء بعثت يعني يوم بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكر -رضي الله عنه- في الحجة؟ قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد فعهده إلى مدته، ولا يحج المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا. [درجته: سنده صحيح، رواه: الترمذيُّ (3 - 222)، والدارميُّ (2 - 94)، والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 206)، وأبو يعلى (1 - 100)، وابن أبي شيبة (3 - 332)، وهذا السند: صحيح زيد بن يثيع الكوفي ثقة مخضرم تقريب التهذيب (225) وتلميذه أبو إسحاق السبيعي اسمه عمرو بن عبد الله بن عبيد الهمداني تابعي ثقة مكثر عابد تقريب التهذيب (423) وتلميذه سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمَّد الكوفي ثقة حافظ فقيه إمام حجة من رؤوس الطبقة الثامنة وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار التقريب (245)].

إرسال خالد بن الوليد ثم علي إلى اليمن

إرسال خالد بن الوليد ثم علي إلى اليمن 1 - قال البخاري (4 - 1580): حدثني أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق حدثني أبي عن أبي إسحاق سمعت البراء -رضي الله عنه- قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع خالد بن الوليد إلى اليمن قال ثم بعث عليًا بعد ذلك مكانه فقال: "مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب ومن شاء فليقبل" فكنت فيمن عقب معه قال فغنمت أواقي ذوات عدد. 2 - قال البخاري (4 - 1581): حدثني محمَّد بن بشار حدثنا روح بن عبادة حدثنا علي بن سويد بن منجوف عن عبد الله بن بريدة عن أبيه -رضي الله عنه- قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًا إلي خالد ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليًا وقد اغتسل فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟ فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرت ذلك له فقال: "يا بريدة أتبغض عليا؟ " فقلت: نعم. قال: "لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك". 3 - قال البخاري (4 - 1581): حدثنا قتيبة حدثنا عبد الواحد عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة حدثنا عبد الرحمن بن أبي نعم قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: بعث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها. قال: فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر وأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء. قال فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء" قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال: يا رسول الله اتق الله. قال: "ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله" قال: ثم ولى الرجل. قال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه. قال: "لا لعله أن يكون يصلي" فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم" قال ثم نظر إليه وهو مقف فقال: "إنه يخرج

قصة ابن صياد

من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" وأظنه قال: "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود". قصة ابن صياد 1 - قال البخاري (1 - 454): حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن بن عمر -رضي الله عنهما- أخبره أن عمر انطلق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في رهط قبل بن صياد حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة، وقد قارب بن صياد الحلم فلم يشعر حتى ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده ثم قال لابن صياد: "تشهد أني رسول الله" فنظر إليه بن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال بن صياد للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أتشهد أني رسول الله فرفضه وقال: آمنت بالله وبرسله. فقال له: ماذا ترى؟ قال بن صياد: يأتيني صادق وكاذب. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خلط عليك الأمر" ثم قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني قد خبأت لك خبيئا" فقال بن صياد: هو الدخ. فقال: "اخسأ فلن تعدو قدرك" فقال عمر -رضي الله عنه-: دعني يا رسول الله أضرب عنقه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله" وقال سالم سمعت بن عمر -رضي الله عنهما- يقول: انطلق بعد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها بن صياد وهو يختل أن يسمع من بن صياد شيئًا قبل أن يراه بن صياد، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع يعني في قطيفة له فيها رمزة أو زمرة، فرأت أم بن صياد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد: يا صاف (وهو اسم بن صياد) هذا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. فثار بن صياد فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو تركته بين" وقال شعيب في حديثه: فرضه رمرمة أو زمزمة وقال عقيل رمرمة وقال معمر: رمزة. ورواه مسلم (4 - 2244). 2 - قال مسلم (4 - 2243): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد: أن بن صياد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تربة الجنة فقال: "درمكة بيضاء مسك خالص".

موت عبد الله بن أبي بن سلول

3 - قال مسلم (4 - 2246): حدثنا محمَّد بن المثني حدثنا حسين يعني بن حسن بن يسار حدثنا بن عون عن نافع قال كان نافع يقول بن صياد قال: قال بن عمر لقيته مرتين قال فلقيته فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا والله. قال: قلت: كذبتني والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالا وولدا فكذلك هو زعموا اليوم. قال: فتحدثنا ثم فارقته قال فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه. قال فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري. قال قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه. قال: فنخر كأشد نخير حمار سمعت. قال: فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت، وأما أنا فوالله ما شعرت. قال: وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها فقالت: ما تريد إليه، ألم تعلم أنه قد قال أن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه. موت عبد الله بن أبي بن سلول 1 - قال أبو داود (3 - 184): حدثنا عبد العزيز بن يحيى ثنا محمَّد بن سلمة عن محمَّد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعود عبد الله بن أبي في مرضه الذي مات فيه، فلما دخل عليه عرف فيه الموت. قال: قد كنت أنهاك عن حب يهود. قال: فقد أبغضهم أسعد بن زرارة فمه؟ فلما مات أتاه ابنه فقال: يا رسول الله إن عبد الله بن أبي قد مات فأعطني قميصك أكفنه فيه. فنزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قميصة فأعطاه إياه. [درجته: سنده صحيح، رواه: محمد بن إسحاق البداية والنهاية (السيرة) (5 - 34)، وقد صرح بالسماع من شيخه فانتفت بذلك شبهة التدليس ومن طريقه أحمد (5 - 201)، والحاكم (1 - 491)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (1 - 163)، هذا السند: صحيح الزهري هو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس طبقته من التابعين تقريب التهذيب (506) وشيخه عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي أبو عبد الله المدني تابعي ثقة فقيه مشهور تقريب التهذيب (389)].

2 - قال البخاري (1 - 427): حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني نافع عن بن عمر -رضي الله عنهما- أن: عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له. فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - قميصه فقال: آذني أصلي عليه فآذنه، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر -رضي الله عنه- فقال: أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين؟ فقال أنا بين خيرتين قال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} فصلى عليه فنزلت: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}. 2 - قال البخاري (1 - 453): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أبي بعد ما أدخل حفرته، فأمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه. فالله أعلم، وكان كسا عباسا قميصا. قال سفيان وقال أبو هارون: وكان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قميصان فقال له بن عبد الله: يا رسول الله ألبس أبي قميصك الذي يلي جلدك. قال سفيان: فيرون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ألبس عبد الله قميصه مكافأة لما صنع. 3 - قال الطبراني في المعجم الأوسط (6 - 16): حدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي قال نا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض قال نا بشر بن عثمان السري قال نا رباح بن أبي معروف المكي عن سالم بن عجلان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن ابن عبد الله بن أبي قال له أبوه أي بني اطلب ثوبا من ثياب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكفني فيه، ومره فليصل علي. فأتاه فقال: يا رسول الله قد عرفت شرف عبد الله وهو يطلب إليك ثوبا من ثيابك تكفنه فيه وتصلي عليه. قال: فأعطاه ثوبا من ثيابه، وأراد أن يصلي عليه فقال له عمر بن الخطاب: أما تعرف عبد الله ونفاقه، تصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ فقال: "أين؟ " فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} قال: "فإني سأزيد على سبعين" فأنزل الله: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} قال: وأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ-: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} الآية.

موت إبراهيم

[درجته: سنده قوي، رواه: أيضًا في المعجم الكبير (11 - 438)، هذا السند: قوي وقد رواه في المعجم الكبير من طريقين عن بشر: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو عبيدة بن فضيل بن عياض ح وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي قالا ثنا بشر بن السري ثنا رباح بن معروف، وبشر بن السري أبو عمرو الأفوه بصري سكن مكة وكان واعظا ثقة متقنا تقريب التهذيب (123) وشيخه رباح بن أبي معروف بن أبي سارة المكي صدوق له أوهام من رجال مسلم تقريب التهذيب (205) وسالم بن عجلان الأفطس الأموي أبو محمَّد الحراني ثقة تقريب التهذيب (227) وسعيد بن جبير الأسدي مولاهم الكوفي تابعي ثقة ثبت فقيه من الثالثة وروايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة قتل بين يدي الحجاج تقريب التهذيب (234)]. موت إبراهيم 1 - قال مسلم (4 - 1807): حدثنا هداب بن خالد وشيبان بن فروخ كلاهما عن سليمان واللفظ لشيبان حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم"، ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين يقال له أبو سيف، فانطلق يأتيه واتبعته فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره قد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا أبا سيف أمسك جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمسك فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصبي فضمه إليه وقال ما شاء الله أن يقول. فقال أنس: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدمعت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى ربنا والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون". 2 - قال البخاري (1 - 439): حدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا يحيى بن حسان حدثنا قريش هو بن حيان عن ثابت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: دخلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم -عليه السلام- فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تذرفان. فقال له عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وأنت يا رسول الله؟ فقال: "يا بن عوف إنها رحمة" ثم أتبعها بأخرى فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن العين تدمع والقلب يحزن ولا

نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون" رواه موسى عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 3 - قال البخاري (1 - 360): حدثنا أبو الوليد قال حدثنا زائدة قال حدثنا زياد بن علاقة قال سمعت المغيرة بن شعبة يقول: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي". ورواه مسلم (ج 2 - 630). 4 - قال مسلم (2 - 623): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير وتقاربا في اللفظ قال حدثنا أبي حدثنا عبد الملك عن عطاء عن جابر قال: انكسفت الشمس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم مات إبراهيم بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم. فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى بالناس ست ركعات بأربع سجدات، بدأ فكبر ثم قرأ فأطال القراءة ثم ركع نحوًا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الأولى ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الثانية ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع ثم انحدر بالسجود فسجد سجدتين، ثم قام فركع أيضًا ثلاث ركعات ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها، وركوعه نحوا من سجوده، ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه حتى انتهينا. وقال أبو بكر: حتى انتهى إلى النساء ثم تقدم وتقدم الناس معه حتى قام في مقامه، فانصرف حين انصرف وقد آضت الشمس فقال: "يا أيها الناس إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس" وقال أبو بكر: لموت بشر "فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فصلوا حتى تنجلي ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه فإن

حجة النبي (صلى الله عليه وسلم)

فطن له قال: إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا، ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه". حجة النبي (صلى الله عليه وسلم) فضل الحج: 1 - قال البخاري (1 - 18): حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثنا بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل أي العمل أفضل؟ فقال: "إيمان بالله ورسوله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور". ورواه مسلم (1 - 88). 2 - قال البخاري (2 - 553): حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا سيار أبو الحكم قال سمعت أبا حازم قال سمعت أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه". 3 - قال البخاري (2 - 629): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". ورواه مسلم (2 - 983). 4 - قال مسلم (2 - 975): حدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمَّد بن زياد عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا" فقال رجل أكل عام يا رسول الله؟ فسكت

مواقيت الحج

حتى قالها ثلاثًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم" ثم قال: "ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه". 5 - قال البخاري (2 - 658): حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا حبيب بن أبي عمرة قال حدثتنا عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قلت يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: "لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج حج مبرور". فقالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 6 - قال البخاري (2 - 658): حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم". فقال رجل يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج؟. فقال: "اخرج معها". 7 - قال البخاري (2 - 656): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما -: أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ قال: "نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضية؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء". ورواه مسلم (2 - 805). مواقيت الحج: 1 - قال البخاري (2 - 554): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشأم الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، هن لهن ولمن أتى عليهن من غيرهن ممّن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة. ورواه مسلم (2 - 838).

الاشتراط

2 - قال البخاري 2 - 556: حدثني علي بن مسلم حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: لما فتح هذان المصران أتوا عمر فقالوا يا أمير المؤمنين إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حد لأهل نجد قرنا وهو جور عن طريقنا، وإنا إن أردنا قرنا شق علينا. قال: فانظروا حذوها من طريقكم فحد لهم ذات عرق. 3 - قال مسلم (2 - 840): حدثني محمَّد بن حاتم وعبد بن حميد كلاهما عن محمَّد بن بكر قال عبد أخبرنا محمَّد أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- يسأل عن المهل؟ فقال: سمعت (أحسبه رفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -) فقال: مهل أهل المدينة من ذي الحليفة والطريق الآخر الجحفة ومهل أهل العراق من ذات عرق ومهل أهل نجد من قرن ومهل أهل اليمن من يلملم. الاشتراط 1 - قال البخاري (5 - 1957): حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ضباعة بنت الزبير فقال لها: "لعلك أردت الحج". قالت والله لا أجدني إلا وجعة فقال لها: "حجي واشترطي قولي اللَّهم محلي حيث حبستني". وكانت تحت المقداد بن الأسود. ورواه مسلم (2 - 876). أنواع النسك: الإفراد 1 - قال مسلم (2 - 870): حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني خالي مالك بن أنس ح وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفرد الحج.

القران عمرة في حجة

القران عمرة في حجة 1 - قال البخاري (6 - 2673): حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير حدثني عكرمة عن ابن عباس أن عمر -رضي الله عنه- حدثه قال: حدثني النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتاني الليلة آت من ربي وهو بالعقيق أن صل في هذا الوادي المبارك وقل: عمرة وحجة". وقال هارون بن إسماعيل حدثنا علي (عمرة في حجة). 2 - قال عبد بن حميد (341): حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حاتم بن إسماعيل المدني عن جعفر بن محمَّد عن أبيه قال: دخلنا على جابر بن عبد الله فسأل عن القوم حتى انتهى إلي، فقلت: أنا محمَّد بن علي بن حسين. فأهوى بيده على رأسي فنزع زري الأعلى، ثم نزع زري، ثم وضع كفيه بين ثديي وأنا يومئذ غلام شاب فقال: مرحبا بك يا بن أخي، سل عم شئت؟ فسألته وهو أعمى، وجاء وقت الصلاة فقام في نساجة ملتحفا بها، كلما وضعها على منكبيه رجع طرفاها إليه من صغرها، ورداؤه إلى جنبه على المشجب، فصلى بنا فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال بيده فعقد تسعا، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث تسع سنين ولم يحج، ثم أذن في الناس في العاشرة: أن رسول الله حج. فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمَّد بن أبي بكر، فأرسلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف أصنع؟ فقال: "اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي" فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصري من بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به، فأهل بالتوحيد: لبيك اللَّهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. وأهل الناس بهذا الذي يلهون به. فلم

يرد عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا منه، ولزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلبيته. قال جابر: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا، ومشى أربعا، ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول ولا أعلمه ذكره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الركعتين: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة ووحد الله -عَزَّ وجَلَّ- وكبره وقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ثم دعا بين ذلك. قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة حتى انصبت قدماه إلى بطن الوادي، حتى إذا صعدنا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طواف على المروة قال: "إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة" فقام سراقة بن جعثم فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد أبد؟ فشبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابعه واحدة في الأخرى وقال: "دخلت العمرة في الحج" مرتين. لا، بل لأبد أبد، وقدم علي من اليمن ببدن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد فاطمة ممّن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت، فأنكر ذلك عليها فقالت. أبي أمرني بهذا. قال: فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرشا على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكرت عنه؟ قال فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال: "صدقت صدقت" قال: "ما قلت حين فرضت الحج؟ " قال قلت: اللَّهم إني أهل بما أهل به رسولك -عليه السلام-. قال: "فإن معي الهدي فلا تحل" قال وكان جماعة الهدى الذي قام به علي من اليمن والذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة. قال: فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج، وركب رسول

الله - صلى الله عليه وسلم - حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم أضع من دماء بني آدم دم ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد قتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لم تضلوا بعده إن عصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك قد أديت وبلغت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: "اللَّهم اشهد" ثلاث مرات ثم أذن ثم أقام فصل الظهر، ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا حين غاب القرص، وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: "أيها الناس السكينة السكينة" كلما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلًا حتى تصعد ثم أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم

تجهيز جيش أسامة

يزل واقفا حتى أسفر جدًا فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس وكان رجلًا حسن الشعر أبيض وسيما، فلما دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرت ظعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على وجهه، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده من الشق الآخر على وجه الفضل، فصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى محسرا فحرك قليلًا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها سبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصا الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثا وستين بدنة، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض إلى البيت فصلى بمكة، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال: انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلب الناس على سقايتكم لنزعت معكم، فنادوه دلوا فشرب منه. [درجته: صحيح، رواه مسلم (2 - 886): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعًا عن حاتم]. تجهيز جيش أسامة 1 - قال البخاري (4 - 1620): حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه: استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - أسامة، فقالوا فيه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قد بلغني أنكم قلتم في أسامة وإنه أحب الناس إلي". 2 - قال البخاري (3 - 1365): حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده".

مرض النبي (صلى الله عليه وسلم)

مرض النبي (صلى الله عليه وسلم) 1 - قال البخاري (6 - 2638): حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد سمعت القاسم بن محمَّد قال: قالت: عائشة -رضي الله عنها - وارأساه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك" فقالت عائشة واثكلياه، والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذاك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بل أنا وارأساه لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون". 2 - قال مسلم (4 - 1857): حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد حدثنا صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه: "ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر". 3 - قال البخاري (4 - 1614): حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن بن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: لما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واشتد به وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذن له فخرج وهو بين الرجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر. قال عبيد الله فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة فقال لي عبد الله بن عباس: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ قال قلت: لا، قال بن عباس: هو علي بن أبي طالب. وكانت عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل بيتي واشتد به وجعه قال: "هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس". فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى طفق يشير إلينا بيده: أن قد فعلتن. قالت: ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم.

4 - قال أبو يعلى (8 - 56): حدثنا جعفر بن مهران حدثنا عبد الأعلى عن محمَّد بن إسحاق حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عتبة عن عائشة قالت: رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البقيع فدخل علي فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول: وارأساه. قال: "بل أنا والله يا عائشة وارأساه" ثم قال: "وما يضرك لو مت قبلي فقمت عليك فكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك" قالت: والله لكأني بك لو فعلت ذلك قد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك. قال: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وتتام به وجعه حتى استعر به وهو في بيت ميمونة، فدعا نساءه فسألهن أن يأذن له أن يمرض في بيتي، فأذن له فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي بين رجلين من أهله، أحدهما الفضل بن عباس ورجل آخر تخط قدماه عاصبا رأسه حتى جاء بيتي. قال عبيد الله: فحدثت هذا الحديث عبد الله بن عباس، قال: تدري من الرجل الآخر؟ قال قلت: لا، قال: علي، ثم غمي على رسول الله واشتد به وجعه ثم أفاق قال: "أهريقوا علي سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم" قالت فأقعدناه في مخضب لحفصة بنت عمر فصببنا عليه الماء حتى طفق يقول بيده حسبكم حسبكم. (قال محمَّد: ثم خرج كما حدثني أيوب بن بشر عاصبا رأسه فجلس على المنبر، فكان أول ما تكلم به أن صلى على أصحاب أحد فأكثر الصلاة عليهم، ثم قال: "إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله"، قال: ففهمها أبو بكر فبكى، وعرف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه يريد. قال: "على رسلك يا أبا بكر انظروا هذه الأبواب اللاصقة في المسجد فسدوها إلا ما كان من بيت أبي بكر، فإني لا أعلم أحدا كان أفضل عندي في الصحبة منه"). [درجته: سنده قوي إلا ما بين الأقواس فصحيح بما في الصحيح، رواه: ابن إسحاق السيرة النبوية (6 - 55) وهو لم يدلس ومن طريقه رواه الطبري (2 - 226 - 229)، والبيهقيُّ في الدلائل (7 - 169)، هذا السند: قوي ابن إسحاق لم يدلس وشيخه يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الثقفى ثقة تقريب التهذيب (608) والزهري هو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب

ابن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس طبقته تقريب التهذيب (506)، أما ما بين الأقواس ففي سنده انقطاع وإن كان لأيوب رؤية، لكنه صحيح بما في البخاري وهو الحديث التالي]. 5 - قال البخاري (1 - 178): حدثنا عبد الله بن محمَّد الجعفي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت يعلي بن حكيم عن عكرمة عن بن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة، فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر". 6 - قال البخاري (1 - 314): حدثنا إسماعيل بن أبان قال حدثنا بن الغسيل قال حدثنا عكرمة عن بن عباس -رضي الله عنهما- قال: صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - المنبر وكان آخر مجلس جلسه متعطفا ملحفة على منكبيه قد عصب رأسه بعصابة دسمة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس إلي" فثابوا إليه ثم قال: "أما بعد فإن هذا الحي من الأنصار يقلون ويكثر الناس، فمن ولي شيئا من أمه محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فاستطاع أن يضر فيه أحدا أو ينفع فيه أحدا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم". 7 - قال مسلم (1 - 377): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لأبي بكر قال إسحاق أخبرنا وقال أبو بكر حدثنا زكريا بن عدي عن عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث النجراني قال حدثني جندب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك".

8 - قال ابن إسحاق السيرة النبوبة (6 - 66): قال الزهري وحدثني عبد الله ابن كعب بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم صلى واستغفر لأصحاب أحد، وذكر من أمرهم ما ذكر مع مقالته يومئذ: "يا معشر المهاجرين استوصوا بالأنصار خيرا فإن الناس يزيدون وإن الأنصار على هيئتها لا تزيد، وأنهم كانوا عيبتي التي أويت إليها فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم" قال عبد الله: ثم نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بيته وتتام به وجعه حتى غمر اللدود، قال عبد الله: فاجتمع إليه نساء من نسائه أم سلمة وميمونة ونساء من نساء المسلمين منهن أسماء بنت عميس، وعنده العباس عمه فأجمعوا أن يلدوه وقال العباس: لألدنه. قال: فلدوه. فلما أفاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صنع هذا بي؟ " قالوا: يا رسول الله عمك. قال: "هذا دواء أتى به نساء جئن من نحو هذه الأرض، وأشار نحو أرض الحبشة" قال: "ولم فعلتم ذلك" فقال عمه العباس: خشينا يا رسول الله أن يكون بك ذات الجنب، فقال: "إن ذلك لداء ما كان لله -عَزَّ وجَلَّ- ليقذفني به لا يبق في البيت أحد إلا لد. إلا عمي" فلقد لدت ميمونة وإنها لصائمة لقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقوبة لهم بما صنعوا به. [درجته: حسن بالشواهد، وفي بعض ألفاظه ضعف، هذا السند: فيه انقطاع الزهري محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس طبقته تقريب التهذيب 506 لكن شيخه عبد الله بن كعب تابعي ثقة ويقال له رؤية، لكن الحديث حسن بما في الصحيح وغيره]. 9 - قال البخاري (1 - 168): حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: لما نزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا". ورواه مسلم (1 - 377).

ْ10 - قال البخاري (3 - 1326): حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة -رضي الله عنها - قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مرحبا بابنتي" ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا فبكت. فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فسألتها عما قال؟ فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى قبض النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألتها فقالت أسر إلي: "إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي" فبكيت. فقال: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين" فضحكت لذلك. 11 - قال البخاري (4 - 1619): حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ثابت عن أنس قال: لما ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل يتغشاه فقالت فاطمة عليها السلام: واكرب أباه. فقال لها: "ليس على أبيك كرب بعد اليوم" فلما مات قالت: يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التراب" ورواه مسلم (3 - 1521). 12 - قال البخاري (4 - 1611): قال يونس عن الزهري قال عروة قالت عائشة -رضي الله عنها- كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في مرضه الذي مات فيه: "يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم". [درجته: هو من معلقات البخاري لكنه وصله البيهقي، رواه الحاكم (3 - 60)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (10 - 11): فقال أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى الأشقر ثنا يوسف بن موسى المروروذي ثنا أحمد بن صالح ثنا عنبسة ثنا يونس ... به هذا السند: لم أجد ترجمة للمروزي والأشقر، ولكن للحديث شاهد مرسل في سنن الدارمي (1 - 46): أخبرنا جعفر بن عون أنا محمَّد بن عمرو الليثي عن أبي سلمة].

13 - قال البخاري (1 - 243): حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا زائدة عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: دخلت على عائشة فقلت ألا تحدثيني عن مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: بلى. ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أصلى الناس؟ " قلنا: لا، هم ينتظرونك قال: "ضعوا لي ماء في المخضب" قالت: ففعلنا فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أصلى الناس؟ " قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله. قال: "ضعوا لي ماء في المخضب" قالت: فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: "أصلى الناس؟ " قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله فقال: "ضعوا لي ماء في المخضب" فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: "أصلى الناس؟ " فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي -عليه السلام- لصلاة العشاء الآخرة، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر: وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس. فقال له عمر أنت أحق بذلك. فصلى أبو بكر تلك الأيام، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن لا يتأخر قال: "أجلساني إلى جنبه" فأجلساه إلى جنب أبي بكر. قال: فجعل أبو بكر يصلي وهو يأتم بصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والناس بصلاة أبي بكر والنبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد. قال عبيد الله: فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هات، فعرضت عليه حديثها فما أنكر شيئًا غير أنه قال أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت: لا. قال: هو علي. ورواه صحيح مسلم (1 - 311). 14 - قال الإِمام أحمد في حنبل (3 - 117): حدثنا أسباط بن محمَّد ثنا التيمي عن قتادة عن أنس قال: كانت عامة وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حضره الموت: "الصلاة وما ملكت أيمانكم"، حتى جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغرغر بها صدره وما يكاد يفيض بها لسانه.

[درجته: سنده صحيح، رواه: (6 - 315) ثنا روح قال ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، ومن طرق عن قتادة كل من ابن ماجة (2 - 900)، والنسائيُّ في الكبرى (4 - 258)، وأبو يعلى (5 - 309)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (23 - 306)، هذا السند: صحيح وهو سند مشهور للشيخين قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي أبو الخطاب البصري ثقة ثبت وهو رأس طبقته تقريب التهذيب (453)]. 15 - قال البخاري (4 - 1611): حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن أم الفضل بنت الحارث قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا، ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله. 16 - قال البخاري (1 - 251): حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال: "مروا أبا بكر أن يصلي بالناس" فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر فقال: "مروا أبا بكر يصلي بالناس" فقلت لحفصة: قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر قال: "إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر أن يصلي بالناس" فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفسه خفة فقام يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر، فأومأ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس مقتدون بصلاة أبي بكر -رضي الله عنه-. ورواه مسلم (1 - 313). 17 - قال البخاري (3 - 1111): حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال: اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه يوم الخميس فقال:

"ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا". فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه" وأوصى عند موته بثلاث: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم". ونسيت الثالثة. وقال يعقوب بن محمَّد سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب فقال مكة والمدينة واليمامة واليمن. وقال يعقوب والعرج أول تهامة. ورواه صحيح مسلم (3 - 1257). 18 - قال البخاري (5 - 2311): حدثنا إسحاق أخبرنا بشر بن شعيب حدثني أبي عن الزهري قال أخبرني عبد الله بن كعب أن عبد الله بن عباس أخبره: أن عليا -يعني- ابن أبي طالب خرج من عند النبي - صلى الله عليه وسلم -. وحدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- خرج من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس: يا أبا حسن كيف أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أصبح بحمد الله بارئا. فأخذ بيده العباس فقال: ألا تراه؟ أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، والله إني لأرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيتوفى في وجعه، وإني لأعرف في وجوه بني عبد المطلب الموت، فاذهب بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنسأله فيمن يكون الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا أمرناه فأوصى بنا. قال علي: والله لئن سألناها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعناها لا يعطيناها الناس أبدا، وإني لا أسألها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبدا. 19 - قال ابن إسحاق. ابن هشام (6 - 67): حدثني سعيد بن عبيد بن السباق عن محمَّد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة بن زيد قال: لما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هبطت وهبط الناس معي إلى المدينة، فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أصمت فلا يتكلم، فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يصبها علي، أعرف أنه يدعو لي. [درجته: سنده صحيح، رواه: أحمد في المسند (5 - 201)، وفي فضائل الصحابة (2 - 834)،

والطبريُّ في تاريخه (2 - 229)، هذا السند: صحيح سعيد بن عبيد بن السباق الثقفي أبو السباق المدني تابعي ثقة -تقريب التهذيب (239) وشيخه محمَّد بن أسامة بن زيد بن حارثة المدني تابعي ثقة تقريب التهذيب (467)]. محمَّد بن أسامة بن زيد بن حارثة المدني ثقة. 20 - قال البخاري (5 - 2337): حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو صحيح "لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير". وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) 1 - قال البخاري (4 - 1911): حدثنا خالد بن يزيد حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: كان يعرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرًا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه. 2 - قال البخاري (1 - 240): حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك الأنصاري وكان تبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وخدمه وصحبه: أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الإثنين وهم صفوف في الصلاة فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أتموا صلاتكم وأرخى الستر فتوفي من يومه. ورواه صحيح مسلم (1 - 315). 3 - قال مسلم (1 - 348): حدثنا سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة أخبرني سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن بن

عباس قال: كشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ألا وإني نهيت أن اقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب -عَزَّ وجَلَّ- وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم". 4 - قال البخاري (5 - 2337): حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن بن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو صحيح: "لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير" فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف ثم قال: "اللَّهم الرفيق الأعلى" قلت: إذًا لا يختارنا، وعلمت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح. قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها: "اللَّهم الرفيق الأعلى" ورواه مسلم (4 - 1894). 5 - قال مسلم (4 - 1893): وحدثنا محمَّد بن المثنى وبن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عروة عن عائشة قالت: كنت أسمع أنه لن يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة قالت فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة يقول: "مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" قالت فظننته خير حينئذ. ورواه البخاري (4 - 1612). 6 - قال مسلم (4 - 1721): حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال زهير واللفظ له حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: "أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما" فلما مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثقل أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من

يدي ثم قال: "اللَّهم اغفر لي واجعلني مع الرفيق الأعلى" قالت: فذهبت أنظر فإذا هو قد قضى. 7 - قال البخاري (4 - 1616): حدثني محمَّد بن عبيد حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد قال أخبرني بن أبي مليكة أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك. فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم. فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فلينته فأمره وبن يديه ركوة أو علبة يشك عمر فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول: "لا إله إلا الله إن للموت سكرات" ثم نصب يده فجعل يقول: "اللَّهم في الرفيق الأعلى" حتى قبض ومالت يده. 8 - قال ابن إسحاق (السيرة النبوية 6 - 73): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال سمعت عائشة تقول: مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سحري ونحري وفي دولتي، لم أظلم فيه أحدا، فمن سفهي وحداثة سني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبض وهو في حجري، ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه أحمد (6 - 274)، وأبو يعلى (8 - 63)، هذا السند: صحيح يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن عائشة سند صحيح مر معنا: يحيى ثقة من رجال تقريب التهذيب (592) ووالده عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام كان قاضي مكة زمن أبيه وخليفته إذا حج وهو ثقة من رجال الشيخين البخاري ومسلمٌ، تقريب التهذيب (290)]. 9 - قال النسائي في الكبرى (4 - 263): أنبأ قتيبة بن سعيد حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن سلمة بن نبيط عن نعيم عن نبيط عن سالم بن عبيد قال وكان من أصحاب الصفة قال: أغمي على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه فأفاق فقال: "أحضرت الصلاة؟ " قالوا نعم قال: "مروا بلال فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس" ثم أغمي عليه فأفاق فقال: "أحضرت

الصلاة" فقلن نعم فقال: "مروا بلالًا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس" قالت عائشة: إن أبي رجل أسيف. فقال: "إنكن صواحبات يوسف، مروا بلالًا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس" فأمرن بلالًا أن يؤذن وأمرنا أبا بكر أن يصلي بالناس، فلما أقيمت الصلاة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أقيمت الصلاة؟ " قلن: نعم. قال: "ادعوا لي إنسانا أعتمد عليه" فجاءت بريرة وآخر معها فاعتمد عليها، فجاء أبو بكر فصلى فجلس إلى جنبه، فذهب أبو بكر يتأخر فحبسه حتى فرغ من الصلاة، فلما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عمر: لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا. فسكتوا وكانوا قوما أميين لم يكن فيهم نبي قبله. قالوا: يا سمالم اذهب إلى صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - فادعه. قال. فخرجت فوجدت أبا بكر قائما في المسجد. قال أبو بكر: مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: إن عمر يقول: لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا، فوضع يده على ساعدي، ثم أقبل يمشي حتى دخل قال: فوسعوا له حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكب عليه حتى كاد أن يمس وجهه وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى استبان له أنه قد مات. فقال أبو بكر: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، قالوا: يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قال. فعلموا أنه كما قال. قالوا: يا صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - هل يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قالوا: وكيف يصلى عليه؟ قال: يدخل قوم فيكبرون ويدعون ويجيء آخرون. قالوا: يا صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - هل يدفن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قالوا: وأين يدفن؟ قال: في المكان التي قبض الله فيها روحه، فإنه لم يقبض روحه إلا في مكان طيبة. قال: فعلموا أنه كما قال، ثم قال أبو بكر: عندكم صاحبكم. وخرج أبو بكر واجتمع المهاجرون فجعلوا يتشاورون بينهم، ثم قالوا: انطلقو إلى إخواننا من الأنصار فإن لهم من هذا الحق نصيبا. فأتوا الأنصار فقال الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فقال عمر: سيفان في غمد واحد، إذا لا يصلحان. ثم أخذ بيد أبي بكر فقال: من له هذه الثلاث {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} ومن صاحبه؟ {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} من هما؟ {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} مع من؟ ثم بايعه، ثم قال: بايعوا، فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها.

[درجته: سنده صحيح، رواه: عبد بن حميد (1 - 142) حدثني محمَّد بن الفضل ثنا عبد الله بن داود قال ذكر سلمة بن نبيط كما رواه في الآحاد والمثاني (3 - 12) عن ابن داود قال سلمة، هذا السند: صحيح رواه النسائي في الكبرى (4 - 263) أنبأ قتيبة بن سعيد حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن سلمة بن نبيط عن نعيم عن نبيط عن سالم بن عبيد. ونبيط صحابي ونعيم تابعي ثقة: التقريب (2 - 306) وهو ابن أبي هند وتلميذه ثقة من صغار التابعين: التقريب (1 - 319) وحميد الرواسي ثقة من رجال الشيخين: التقريب (1 - 203) وقتيبة ثقة ثبت من رجال الشيخين: التقريب (2 - 123) عبد الله بن داود بن عامر الهمداني أبو عبد الرحمن الخريبي ثقة عابد من التاسعة أمسك عن الرواية قبل موته فلذلك لم يسمع منه البخاري تقريب التهذيب (301)]. 10 - قال البخاري (3 - 1341): حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن عروة بن الزبير عن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات وأبو بكر بالسنح، قال إسماعيل يعني بالعالية فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبله قال: بأبي أنت وأمي طبت حيًا وميتًا، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك. فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمدا - صلى الله عليه وسلم - فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، وقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} فنشج الناس يبكون. قال: واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا: منا أمير ومنكم أمير. فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء. فقال حباب بن المنذر:

لا والله لا نفعل، منا أمير ومنكم أمير. فقال أبو بكر: لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح. فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس. فقال قائل: قتلتم سعدا. فقال عمر: قتله الله. وقال عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال عبد الرحمن بن القاسم أخبرني القاسم أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: شخص بصر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: "في الرفيق الأعلى" ثلاثا وقص الحديث قالت فما كانت من خطبتهما من خطبة إلا نفع الله بها، لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك، ثم لقد بصر أبو بكر الناس الهدى وعرفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به يتلون {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلى: {الشَّاكِرِينَ}. 11 - قال البخاري (4 - 1618): حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة أن عائشة أخبرته: أن أبا بكر -رضي الله عنه- أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل، فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مغشى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها. قال الزهري وحدثني أبو سلمة عن عبد الله بن عباس أن أبا بكر خرج وعمر بن الخطاب يكلم الناس. فقال: اجلس يا عمر. فأبى عمر أن يجلس. فأقبل الناس إليه وتركوا عمر فقال أبو بكر: أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا - صلى الله عليه وسلم - فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلى قوله: {الشَّاكِرِينَ}، وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر. فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها. فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد مات.

12 - قال البخاري (6 - 2503): حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن بن عباس قال: كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال: لو رأيت رجلًا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في فلان؟ يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت. فغضب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم. قال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها. فقال عمر: والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة. قال بن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمس ركبتي ركبته فلم أنشب أن خرج عمر ابن الخطاب، فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف. فأنكر علي وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله؟ فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي، إن الله بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة، أنزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى

إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة، أو كان الحبل أو الاعتراف. ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم وقولوا عبد الله ورسوله" ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول: والله لو قد مات عمر بايعت فلانا. فلا يغترن امرؤ أن يقول: إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلًا من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا، وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار. فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالأ عليه القوم فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار. فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم. فقلت: والله لنأتينهم. فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة. فقلت: ما له؟ قالوا: يوعك، فلما جلسنا قليلًا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإِسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهط، وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، وأن يحضنونا من الأمر. فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك. فكرهت أن أغضبه. فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت، فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة

ابن الجراح وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها. كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللَّهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئًا لا أجده الآن. فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش. فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف. فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر. فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، ثم بايعته الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة. فقلت: قتل الله سعد بن عبادة. قال عمر: وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلًا منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما نخالفهم فيكون فساد. فمن بايع رجلًا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا. 13 - قال البخاري (4 - 1613): حدثنا محمَّد حدثنا عفان عن صخر بن جويرية عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستن به فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع يده أو إصبعه ثم قال: "في الرفيق الأعلى" ثلاثًا ثم قضى وكانت تقول مات بين حاقنتي وذاقنتي. 14 - قال البخاري (5 - 2387): حدثني محمَّد بن عبيد بن ميمون حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد قال أخبرني بن أبي مليكة أن أبا عمرو ذكران مولى عائشة أخبره أن عائشة -رضي الله عنها- كانت تقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء (يشك عمر) فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: "لا إله إلا الله، إن للموت سكرات" ثم نصب يده فجعل يقول: "في الرفيق الأعلى" حتى قبض ومالت يده. قال أبو عبد الله العلبة من الخشب والركوة من الأدم.

15 - قال الإمام أحمد بن حنبل (6 - 121): حدثنا عفان ثنا همام قال أنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأسه بين سحري ونحري قالت فلما خرجت نفسه لم أجد ريحًا قط أطيب منها. [درجته: سنده صحيح، مشهور مر معنا كثيرا وهمام بن يحيى بن دينار العوذي أبو بكر البصري ثقة ربما وهم، تقريب التهذيب (574) وتلميذه عفان ثقة مشهور]. 16 - قال أحمد بن حنبل (3 - 268): حدثنا عفان ثنا جعفر بن سليمان ثنا ثابت عن أنس قال: لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء. وقال: ما نفضنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا. [درجته: سنده صحيح، رواه: أبو يعلى (6 - 51)، والترمذيُّ (5 - 588)، وابن ماجه (1 - 522)، وابن حبان (14 - 601)، هذا السند: صحيح مداره على جعفر بن سليمان الضبعي وهو صدوق زاهد لكنه كان يتشيع تقريب التهذيب (140) وشيخه تابعي ثقة سمع من أنس]. 17 - قال ابن إسحاق. البداية والنهاية (السيرة) (6 - 301): حدثني الزهري حدثني أنس بن مالك قال: لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا يقول يكون آخرنا، وإن الله قد أبقى فيكم الذي به هدى رسول الله، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه. فبايع الناس أبا بكر بعد بيعة السقيفة، ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال: أما بعد أيها الناس فأني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه

إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله. [درجته: سنده صحيح، ابن إسحاق لم يدلس والزهري هو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس طبقته. تقريب التهذيب (506)]. 18 - قال البيهقي الكبرى (8 - 143): حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وأبو محمَّد بن أبي حامد المقرئ قراءة عليه قالا ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمَّد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استعمل رجلًا منكم قرن معه رجلًا منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا. قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك. فقام زيد بن ثابت -رضي الله عنه- فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقام أبو بكر -رضي الله عنه- فقال: جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم، ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم. ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه. ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر -رضي الله عنه- على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليًا -رضي الله عنه-، فسأل عنه فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: بن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم لم ير الزبير بن العوام -رضي الله عنه- فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال: بن عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه.

[درجته: سنده صحيح، رواه: الحاكم في المستدرك على الصحيحين (8 - 143)، هذا السند: صحيح رواه البيهقي في الكبرى من طريق آخر عن وهيب فقال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن علي الحافظ الإسفرائيني ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة وإبراهيم بن أبي طالب قالا ثنا بندار بن بشار ثنا أبو هشام المخزومي ثنا وهيب فذكره بنحوه .. قال أبو علي الحافظ: سمعت محمَّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث. فكتبته له في رقعة وقرأت عليه فقال: هذا حديث يسوي بدنة. فقلت: يسوي بدنة! بل هو يسوي بدرة. وأبو نضرة اسمه: المنذر بن مالك بن قطعة العبدي العوقي البصري تابعي ثقة تقريب التهذيب (546) وداود ثقة متقن: التقريب (1 - 235) وتلميذه وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي أبو بكر البصري ثقة ثبت تقريب التهذيب (586)]. 19 - قال البيهقي في الكبرى (8 - 145): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن سلمة بن نبيط الأشجعي عن أبيه عن سالم بن عبيد وكان من أصحاب الصفة قال: كان أبو بكر -رضي الله عنه- عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل له: يا صاحب رسول الله توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: نعم. فعلموا أنه كما قال: ثم قال أبو بكر -رضي الله عنه-: دونكم صاحبكم لبني عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني في غسله يكون أمره. ثم خرج فاجتمع المهاجرون يتشاورون فبينا هم كذلك يتشاورون إذ قالوا: فانطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار فإن لهم في هذا الحق نصيبا. فانطلقوا فأتوا الأنصار فقال رجل من الأنصار: منا رجل ومنكم رجل. فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: سيفان في غمد واحد، إذا لا يصطلحا. فأخذ بيد أبي بكر -رضي الله عنه- وقال: من هذا الذي له هذه الثلاث {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} من هما؟ {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} من صاحبه؟ {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} مع من هو؟ فبسط عمر يد أبي بكر -رضي الله عنهما- فقال: بايعوه. فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها.

[درجته: سنده قوي. الأصم الإمام المفيد الثقة محدث المشرق أبو العباس محمَّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأموي مولاهم المعقلي النيسابوري وكان يكره أن يقال له الأصم قال الحاكم: كان محدث عصره بلا مدافعة، تذكرة الحفاظ (3 - 860)، أحمد بن عبد الجبار بن محمَّد العطاردي أبو عمر الكوفي ضعيف لكن سماعه للسيرة صحيح تقريب التهذيب (81)، ويونس بن بكير بن واصل الشيباني أبو بكر الجمال الكوفي صدوق يخطئ وسماعه للسيرة صحيح وهو من رجال مسلم تقريب التهذيب (613)، سلمة بن نبيط بن شريط الأشجعي أبو فراس الكوفي ثقة تقريب التهذيب (248) ووالده نبيط بن شريط الكوفي صحابي صغير يكنى أبا سلمة تقريب التهذيب (559)]. 20 - قال البخاري (3 - 1131): حدثني محمَّد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال: أخرجت إلينا عائشة -رضي الله عنها- كساء ملبدًا، وقالت: في هذا نزع روح النبي - صلى الله عليه وسلم -. وزاد سليمان عن حميد عن أبي بردة قال: أخرجت إلينا عائشة إزارا غليظا مما يصنع باليمن، وكساء من هذه التي يدعونها الملبدة. ورواه مسلم (3 - 1649): بلفظ حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد عن أبي بردة قال: دخلت على عائشة فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يصنع باليمن، وكساء من التي يسمونها الملبدة، قال: فأقسمت بالله إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبض في هذين الثوبين. 21 - قال الإمام أحمد بن حنبل (6 - 267): حدثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: لما أرادوا غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا فيه فقالوا: والله ما نرى كيف نصنع، أنجرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما نجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ قالت: فلما اختلفوا أرسل الله عليهم السنة حتى والله ما من القوم من رجل إلا ذقنه في صدره نائما، قالت: ثم كلمهم من ناحية البيت لا يدرون من هو فقال: اغسلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثيابه. قالت فثاروا إليه فغسلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في قميصه يفاض عليه الماء والسدر، ويدلكه

الرجال بالقميص، وكانت تقول: لو استقبلت من الأمر ما استدبرت ما غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نساؤه. [درجته: سنده صحيح، رواه: ابن إسحاق السيرة النبوية (6 - 84)، ومن طريقه ابن حبان (14 - 596)، والحاكم (3 - 61)، وأبو داود (3 - 196)، والبيهقيُّ الكبرى (3 - 387)، والمنتقى لابن الجارود (1 - 136)، هذا السند: صحيح ابن إسحاق لم يدلس ويحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه سند صحيح فيحيى ووالده ثقتان، التقريب (592 و 290)]. 22 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (1 - 515): أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمَّد بن يحيى ثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: قال علي بن أبي طالب: غسلت رسول الله فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئًا، وكان طيبا صلى الله عليه وآله وسلم حيا وميتا، ولي دفنه وإجنانه دون الناس أربعة (علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) ولحد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحدًا ونصب عليه اللبن نصبا. [درجته: سنده صحيح، رواه: الحاكم (3 - 61)، والبيهقيُّ في الكبرى (3 - 388)، هذا السند: صحيح فمعمر بن راشد الأزدي أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا وكذا فيما حدث به بالبصرة تقريب التهذيب (541) وشيخه الزهري هو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس طبقته تقريب التهذيب (506) وسعيد بن المسيب تابعي ثقة معروف]. 23 - قال الحاكم (3 - 670): أخبرني إبراهيم بن إسماعيل القارئ ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا صدقة بن موسى ثنا سعيد الجريري عن ابن يزيد عن عبد الله بن مغفل قال: إذا أنا مت فاجعلوا في آخر غسلي كافورا، وكفنوني في بردين وقميص، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل به ذلك. [درجته: سنده جيد، رواه: الروياني (2 - 95)، والخطيب في تاريخ بغداد (4 - 28)، هذا السند: جيد وقد ترجم في تاريخ بغداد (4 - 28) لأحمد بن إسحاق بن صالح بن عطاء أبو بكر الوزان، فقال:

حدث ببغداد وسر من رأى عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدى والربيع بن يحيى الأشناني وقرة بن حبيب القنوى وهريم بن عثمان وخالد بن خداش وعلي بن المديني وسعد بن محمَّد الحرمي وجندل بن والق وغيرهم روى عنه محمَّد بن مخلد العطار ومحمَّد بن عمرو الرزاز وعبد الله بن إسحاق البغوي وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم كتبت عنه مع أبى بسر من رأى وهو صدوق وقال الدارقطنيُّ لا بأس به، ثم روى الخطيب -رحمه الله- هذا الحديث فقال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي حدثنا أحمد بن إسحاق الوزان حدثنا مسلم بن إبراهيم أنا صدقة بن أبى المغيرة حدثنا سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل قال إذا أنا مت فاجعلوا في آخر غسلى كافورا وكفنونى في ثوبين وقميص فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل به ذلك. مما يدل على أن التابعي هنا هو ابن بريده وأمن ما في الحاكم خطأ مطبعي. وعبد الله بن بريدة بن الخصيب الأسلمي أبو سهل المروزي تابعي ثقة تقريب التهذيب (297) وتلميذه سعيد بن إياس الجريري البصري تابعي صغير وثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (233)، صدقة بن موسى الدقيقي أبو المغيرة أو أبو محمَّد السلمي البصري صدوق له أوهام، تقريب التهذيب (275)، ومسلمٌ بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي أبو عمرو البصري ثقة مأمون مكثر عمي بأخره، تقريب التهذيب (529)]. 24 - قال مسلم (2 - 649): حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ ليحى قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة، أما الحلة فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتريت له ليكفن فيها، فتركت الحلة وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، فأخذها عبد الله بن أبي بكر فقال لأحبسنها حتى أكفن فيها نفسي، ثم قال: لو رضيها الله -عَزَّ وجَلَّ- لنبيه لكفنه فيها. فباعها وتصدق بثمنها. 25 - قال الإمام أحمد في حنبل (3 - 139): حدثنا أبو النضر ثنا المبارك حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رجل يلحد وآخر يضرح فقالوا: نستخير ربنا فبعث إليهما فأيهما سبق تركناه. فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد فألحدوا له.

[درجته: سنده قوي، رواه: ابن ماجه (1 - 496)، والطبريُّ في تهذيب الآثار- مسند علي (2 - 533). من طرق عن مبارك عن حميد الطويل، هذا السند: قوي حميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة تابعي وهو ثقة التقريب (181) ومبارك بن فضالة أبو فضالة البصري صدوق يدلس ويسوي، تقريب التهذيب (519) وقد صرح بالسماع من شيخه فانتفت شبهة التدليس]. 26 - قال الإمام عبد الرزاق (3 - 520): عن ابن جريج وغيره عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة عن عائشة قالت: ما شعرنا بدفن النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل. [درجته: سنده لا بأس به وهو ليس بحديث، رواه: إسحاق بن راهويه (2 - 429)، وابن أبي شيبة (3 - 32)، وأحمدُ بن حنبل (6 - 242)، هذا السند: رواه ابن راهويه وفيه اختلاف على عبد الله بن أبي بكر فقال: أخبرنا يحيى بن واضح نا محمَّد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن فاطمة بنت محمَّد بن عمارة عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت ما علمنا بدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعنا أصوات المساحي من الليل ليلة الأربعاء، كما روي مختلفا على ابن إسحاق عند ابن أبي شيبة وغيره عن محمَّد بن إسحاق عن فاطمة بنت محمَّد عن عمرة عن عائشة. لكن ابن إسحاق وابن جريج قد عنعنا هنا مما يعني وجود احتمال للاختلاف عليهما اعتمادا لي كونهما مدلسين، لكن ابن إسحاق صرح بالسماع من شيخه في مسند الإمام أحمد (6 - 274) فقال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم عن امرأته فاطمة بنت محمد بن عمارة عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عائشة فانتفت شبهة التدليس، وأصبحت روايته هذه هي الأرجح، وعبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم الأنصارى المدني القاضي ثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (297) وامرأته لا بأس بها في مثل هذه الرواية، فهي تابعية روى عنها ثقتان، كما أن من دقة ابن إسحاق في رواياته عندما لا يعنعن قوله -كما في سنن البيهقي الكبرى (3 - 409) -: حدثتني فاطمة بنت محمَّد امرأة عبد الله بن أبي بكر قال ابن إسحاق: وأدخلني عليها حتى سمعته منها. وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية تابعية أكثرت عن عائشة ثقة تقريب التهذيب (750) من رواة الشيخين].

27 - قال الإمام مسلم (2 - 665): حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا وكيع ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر ووكيع جميعًا عن شعبة ح وحدثنا محمَّد بن المثنى واللفظ له قال حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة عن بن عباس قال: جعل في قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطيفة حمراء. 28 - قال الإمام أبو يعلى (4 - 253): حدثنا سعيد بن يحيى قال حدثني أبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال أخبرني ابن عباس: أنه دخل قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - علي والفضل وأسامة قال: وأخبرني مرحب أنهم أدخلوا عبد الرحمن بن عوف، فكأني أنظر إليهم في القبر أربعة، قال الشعبي: ومن يلي الرجل إلا أهله. [درجته: سنده صحيح، رواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (2 - 300) من طرق عن وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير عن إسماعيل .. هذا السند: صحيح إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي البجلي ثقة ثبت من رجال الشيخين تقريب التهذيب (107) والشعبي إمام معروف]. 29 - قال أبو داود 2 - 231: حدثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي والفضل وأسامة بن زيد وهم أدخلوه قبره. قال: وحدثني مرحب أو ابن أبي مرحب أنهم أدخلوا معهم عبد الرحمن بن عوف فلما فرغ علي قال: إنما يلي الرجل أهله. [درجته: انظر ما قبله]. 30 - قال مسلم (2 - 665): حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد الله بن جعفر المسوري عن إسماعيل بن محمَّد بن سعد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أن سعد بن أبي وقاص قال في مرضه الذي هلك فيه: ألحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 31 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (6 - 87): حدثني أبي إسحاق بن يسار عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث نوفل عن مولاه عبد الله بن الحارث قال: اعتمرت مع علي بن أبي طالب رضوان الله عليه في زمان عمر أو زمان عثمان، فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب، فلما فرغ من عمرته رجع فسكب له غسل فاغتسل، فلما فرغ من

غسله دخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا: يا أبا الحسن جئنا نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه؟ قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: أجل عن ذلك جئنا نسألك. قال: كذب .. قال أحدث الناس عهدا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قثم بن عباس. [درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الإمام أحمد بن حنبل (1 - 100)، هذا السند: صحيح، مقسم أبو القاسم مولى عبد الله بن الحارث ويقال له مولى ابن عباس للزومه له صدوق وكان يرسل تقريب التهذيب (545)، وشيخه عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي أبو محمَّد المدني أمير البصرة له رؤية ولأبيه وجده صحبة قال ابن عبد البر أجمعوا على ثقته تقريب التهذيب (299)]. 32 - قال الإمام أحمد بن حنبل (5 - 81): حدثنا بهز وأبو كامل قالا ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران يعني الجوني عن أبي عسيب أو أبي عسيم قالا بهز: إنه شهد الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: كيف نصلي عليه؟ قال: ادخلوا أرسالا أرسالا. قال: فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلون عليه، ثم يخرجون من الباب الآخر. قال: فلما وضع في لحده - صلى الله عليه وسلم - قال المغيرة: قد بقى من رجليه شيء لم يصلحوه، قالوا: فادخل فأصلحه، فدخل وأدخل يده فمس قدميه. فقال: أهيلوا علي التراب، فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم خرج فكان يقول: أنا أحدثكم عهدا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: سنده صحيح، أبو عسيب صحابي، وتلميذه أبو عمران الجوني عبد الملك بن حبيب الأزدي أو الكندي مشهور بكنيته ثقة تقريب التهذيب (362)، وحماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ثقه عابد من رجال مسلم وأثبت الناس في ثابت تقريب التهذيب (178) وله شاهد يأتي بعده]. 33 - قال الطبراني في المعجم الكبير (20 - 414): حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرون بن عون ثنا هشيم.

(ح) وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة ومحاضر بن المورع كلهم عن مجالد عن الشعبي عن مغيرة بن شعبة قال: كنت فيمن حفر قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فلحدنا له لحدا فلما أدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - القبر طرحت الفأس ثم قلت: الفأس الفأس. فنزلت فوضعت يدي على اللحد، وكان يقول المغيرة: أنا أقرب الناس عهدًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [درجته: حسن بما قبله، رواه: في الآحاد والمثاني (3 - 200) من طريق آخر عن مجالد، هذا السند: فيه ضعف من أجل مجالد بضم أوله وتخفيف الجيم بن سعيد بن عمير الهمداني الكوفي ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. تقريب التهذيب (520) لكن يشهد له ما قبله].

§1/1