الشيعة والقرآن

إحسان إلهي ظهير

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي وقال أبو جعفر عليه السلام: أما كتاب الله فحرفوا وأما العترة فقتلوا (حديث شيعي) بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصغار الجزء الثامن: الباب السابع عشر

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وآله، وأزواجه وذريته، وأصحابه، الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: فإننا ألفنا قبل سنوات عشرة كتاباً حول الشيعة وعقائدها (الشيعة والسنة) ولقد تسبب لكتابة هذا الكتاب كتيب صدر من إيران من أحد علمائها. الذي حاول الرد على رسالة، صغيرة الحجم كبيرة الفائدة. (الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثنى عشرية) للسيد محب الدين الخطيب رحمه الله. ولقد تأثرت كثيراً وانفعلت حينما رأيت ذلك الكتيب (مع الخطيب في خطوطه العريضة) حيث لم يقصد المعترض في رده على الخطيب تغلط عباراته التي أورده في رسالته، ولم يحاول تفنيد مستنتجاته وثمراته التي أنتجها من البحث، بل قصد التمويه والتزييف والتشكيك وأكثر من ذلك الخداع السافر والغش الظاهر، حيث ظن أنه مات الخطيب ولم يبق في السنة من يعرف خباياهم وخفاياهم فتهجم وتجاهل، وتغافل وتعاند، فأنكر ما كان ثابتاً، وتنكر على

ما كان موجوداً، وبدل أن يكون واقعياً في الرد بدأ يتضوغ ويتصيح، وصار يتألم ويتظلم قائلاً: لا ينبغي أن يكتب مثل هذه الكتيبات والرسائل في مثل هذه الآونة المحرجة. فالحري بنا وبكل مسلم غيور على دينه وأمته ترك هذه المناقشات والظروف والأحوال على ما يشاهد في العالم الإسلامي، فالفتن والكوارث هجمت علينا من كل جانب. . . . يحاربنا الإلحاد واستعمار الصهيونية والصليبية والشرقية والغربية بأساليبها الخداعة الهدامة، يغزونا أعداؤنا في عقر دارنا. ويهتكون حرماتنا، ويخربون مساجدنا، ويسعون لهدم جميع آثار الإسلام" (¬1). إلى آخر ذلك من الكلمات البراقة الخداعة. ولكنه لم يتقدم خطوات إلا ونسي ما كتب، وأعرض عما ذكر، وتنمر على الخطيب، ولم يجد في جعبته نبلاً إلا أرشقه به، ولا في جيبه شتيمة إلا ورماه بها ويا ليته اكتفى بسبه ورميه إياه ولكنه تجاوز الحدود، وطعن على أصحاب رسول الله وخلفائه الراشدين المهديين، وأزواجه. أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين. حتى لم يؤنبه ضميره، ولم يردعه الأحوال الحالكة والظروف السيئة المحيطة بالمسلمين التي تذكرها في مقدمة كتابه. كما أنه أنكر جل معتقدات الشيعة التي ذكرها الخطيب في رسالته من أمهات كتب القوم وكذبها، وحكم عليه بالافتراء والبهتان، ومنها عقيدتهم حول القرآن بأنه محرف ومغير فيه، والتقية التي يجعلونها وسيلة لإظهار ما يخالف الحق والباطل، والعداء الشديد لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يستند في إنكاره إلى دليل ولا إلى برهان وهو مع ذلك حاول اصطياد السنة في حبائله التي ¬

(¬1) "مع الخطيب في خطوطه العريضة" مقدمة ص ألف، ب للطف الله الصافي ط طهران

فرشها على الأرض بلونها وخداعها مستعملاً فيه دهاءه ومكره. ولما رأيت هذا الكتيب اندهشت لما فيه من المخادعة الواضحة والكذب الظاهر، وإنكار الحقائق الثابتة. فاستعنت الله وكتبت ذلك الكتاب الذي تلقى القبول من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومحبي أصحابه، ومبغضي أعدائه والكذب، وقراء القرآن الذين يتلونه آناء الليل وآناء النهار، القبول والرواج الذي لم يعهد له مثيل في الآونة الأخيرة. وأثبتنا فيه صدق ما قاله الخطيب لا بالكلام والعواطف، بل بالأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، والنصوص الثابتة، والعبارات الصريحة، والروايات الجلية والقطعية حيث الثبوت والنسبة، وأطنبنا القول في المسائل الثلاثة المذكورة، وخاصة في مسألة تحريف القرآن حيث أوردنا أكثر من أربعين حديثاً من أمهات كتب القوم، كلها تنص على أن القرآن حرّف وغيّر، زيد فيه ونقص منه كثير، ولعله أول مرة في اللغة العربية بهذه السعة وثبت المصادر والمراجع فلقد احترق القوم لكشف النقاب عن وجهه الحقيقي وإماطة اللثام عن البشاعة التي طالما حاولوا إخفاءها، وفرح محبو السنة وزاد سرورهم لإبطال المبطلين، ونقض شبهات المنتحلين، وأغراض المخادعين الذين كانوا مصداق قول الله عز وجل: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون} (¬1). وترجم هذا الكتاب إلى لغات عديدة حية، فلله الحمد من قبل ومن بعد. وتوقعنا أن يتصدى له أحد علماء الشيعة، ويفند ما أثبتناه ويغلط ما أوردناه، وطالما سمعنا بتكوين لجنة وتشكيل جماعة للرد على ذلك المختصر، واشتد بنا الشوق، ولم يأتنا أي خبر، اللهم إلا أحد الباكستانيين، الذي تخرج من مدارس النجف، تعرض ولكنه ليس للرد، بل للشتائم والسباب، في كتابه الذي ألفه باللغة الأردية، وتمثلت قول الشاعر: ¬

(¬1) سورة البقرة الآية9

ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمت قلت لا يعنيني (¬1). ورد آخر من أحد الملتئمين في لبنان (¬2) ولم يكن مختلفاً كثيراً عن أخيه الباكستان، فاضطررت إلى أن أقول مرة أخرى: واغفر عوراء الكريم ادخاره وأعرض عن شتم اللئيم تكرماً وها أنا ذا أجد بين يدي كتيباً آخر، الذي كلف نفسه بكتابته صاحبنا القديم (¬3) باسم (صوت الحق ودعوة الصدق) الذي لم يصل إلي إلا قبل أسبوع من كتابة هذه الأسطر وقد أرسله إلي أحد الأخوة المحبين لي والعلم من العرب وإنني لمستغرب أن مؤلفه لماذا لم يرسله إلي حيث أنه يعرف عنواني المطبوع على غلاف (الشيعة والسنة) وقت صدوره، ويظهر أنه طبع قبل مدة، كما أن كاتبه كتبه بل بضعة أعوام، لعله خجلاً مما كتب، أو إخفاء علي ما ألف، من النقد والتحليل، مع أنه أول من خاطب فيه خاطب أساتذة الجامعة الإسلامية التي تشرفت بالتخرج منها، وعلماء مدينة لاهور التي أقطنها، وتسكنني بين جنباتها وعرصاتها، ولم يكن للكتاب أثر، اسم ولا رسم، لا في لاهور حيث أصول فيها وأجول، ولا الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي أزورها حيناً بعد حين. ¬

(¬1) إلا أن حكومة باكستان لم تتركه لسبه وشتمه عمر الفاروق الأعظم، وأزواج النبي المطهرات رضوان الله عليهم أجمعين سباباً صريحة، وشتائم قبيحة قذرة، وأودعته السجن وصادرت كتابه (¬2) الذي التثم بنقاب س - خ - وسمى رده (كتاب الشيعة والسنة في الميزان) ولقد التفتنا إلى بعض إيراداته التفاتة عابرة يسيرة في هوامش مؤلفنا الذي صدر حديثاً (الشيعة وأهل البيت) طبع إدارة ترجمان السنة لاهور - باكستان (¬3) السيد لطف الله الصافي، وهو من علماء الشيعة الإيرانيين يسكن بقم، الحوزة العلمية الشيعية كما يسمونها

فيا للمسكنة والجبن! ويا للإقدام والجرأة! وعلى كل فبعد ما فرغت من مؤلفي (الشيعة وأهل البيت) وعطفت عنان قلمي إلى فرق شبه القارة وامتطيت جواد فكري وأشهب معلوماتي عارضني هذا الكتيب، واعترض في طريقي، ومنعني أن أواصل سيري في البحث الذي كنت أريده حتى أفرغ منه. فصففت كتب الشيعة أمامي بعد ما طويت عنها كشحي، ورصفتها بعد ما صرفت أنظاري منها، ووضعت الرد أمامي وورائه كتب القوم تشهد عليه وتخالفه، وقلبت الصفحة الخامسة من هذا الكتيب التي بها بدأ مقدمته، فوجدته لم يختلف على مرّ الأيام وكرّ الليالي من دأبه الخداعي القديم، فقال: من أعظم الواجبات الملقاة على عواتق العلماء وقادة الأمة والكتّاب، لا سيما في هذا العصر أن يخلصوا نياتهم وينزهوا أقلامهم عن كل ما يورث الوهن والفشل، ويؤدي إلى الضعف في صفوف المسلمين، ويبعدوا نفوسهم عن سوء الظن، وأن يتقوا الله فيما يقولون لا يكتمون الحقائق، ولا ينشرون الأباطيل، ولا يعتمدون في ما يكتبون على الزور والبهتان والافتراءات الظالمة تؤدي بالناس إلى الظلال وإثارة العصبيات البغيضة الممزقة لجسم الأمة، والممزقة (¬1) للجماعة (¬2). ¬

(¬1) والجدير بالذكر أنه لا يصدر كتاب من كتب الشيعة سواء في الحديث أم في التفسير، في الفقه أم في الأصول، في التاريخ أو الأدب وغيره إلا ويكون مليئاً من السباب والشتائم والتكفير والتفسيق لأخيار هذه الأمة وقادتها خلاف السنة، فإنهم ينزهون أقلامهم عن التعريض بأهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأهل بيت علي - رضي الله عنه -، ويعرف كل منصف هذا الفرق البيّن من قراءة كتبنا وكتبهم، ولا يستطيع إنكاره وحتى مجادل ومكابر. وعند قراءة مثل هذه المخادعات أتذكر مثالاً أردوياً (أن السارق يتصيح بمجيء السراق) (¬2) "صوت الحق" للطف الله الصافي مقدمة ص5 ط بيروت

و"فالباحث النزيه إذن لا يجوز لنفسه - إن لم يكن في قلبه مرض - أن ينحرف عن النهج الإلهي في حواره ومناقشاته مع الآخرين، ويتبع عوضاً عن ذلك أسلوب الشتائم والدس والضغينة والتهريج بالباطل" (¬1). وأخيراً "إن من أعظم الأخطار على وحدة المسلمين وتعاونهم ضد عدوهم المشترك إقدام بعض المستهترين الأغبياء الذين لا يقدرون عواقب ما يفعلون على ما يؤدي إلى انشغال أبناء الأمة الإسلامية الواحدة بصراعات كلامية لا تبتنى على أساس سليم قد يؤدي في حالة عدم وضع حد لعبثهم إلى تعميق جذور التباغض والتمزق والانهيار المخيف الذي تعاني منه أمتنا اليوم شر معاناة" (¬2). وبعد كل هذه النصائح والوعظ والدرس نسي أو تناسى، وبدأ يكيل الشتائم عادته القديمة حيث يخدع الآخرين في البداية بكلماته الودية الجذابة، وبألفاظه الصادرة عن النفاق ثم يعود إلى أصله وحقيقته فكتب: "فالوحدة الإسلامية صارت ضحية لخيانة القادة والحكام بتشجيع منكم يا حملة الفكر الوهابي! إذ أن دعوتكم هي التي تسببت في تمزيق بلاد المسلمين بشكل عام. والعرب بشكل خاص. إذ أنها بدافع حب السيطرة والانتشار من قبل داعيتها الأول (محمد عبد الوهاب) ساعدت الاستعمار في القضاء على نفوذ الخلافة العثمانية في الحجاز، وإحداث الانفصال عن حكومتها تحت ستار مذهب جديد أعني الدعوة الوهابية" (¬3). ¬

(¬1) "صوت الحق" ص8 (¬2) "صوت الحق" ص13 (¬3) "صوت الحق" ص78

وأيضاً "وما أنتم إلا بعض ضحايا الاستعمار الغافلين أو المتغافلين، وما كتاباتكم المتعصبة ضد مذاهب المسلمين بشكل عام والشيعة منهم بشكل خاص إلا تنفيذاً لهذه المخططات الصهيونية الحاقدة والاستعمارية الجهنمية" (¬1). و"حمل الوهابية في نجد والحجاز لواء العصبية المذهبية ضد المسلمين باستحلالهم دماءهم، وتوجيه بأسهم وسطوتهم وأفواه بنادقهم كلها إلى قتالهم خاصة وغزوهم كلما سنحت لهم فرصة، ومثلهم بأنواع الغدر والبغي. وقد كشفت الأحداث، وأثبتت الوقائع أنهم كانوا يقومون بكل هذه الفظائع بتأييد من بريطانيا العظمى آنذاك، عدوة المسلمين الأولى وأداة الصهيونية النافذة وقد كانت هذه تمهيد في نفس الوقت لطعن المسلمين في فلسطين بإقامة دولة إسرائيل بعد تمزيق العالم الإسلامي إلى دويلات ضعيفة متنافرة لا تقوى على مواجهة الدولة اليهودية الجديدة" (¬2). فهذه حقيقته ولأمثال هؤلاء قيل قديماً: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم وإن الله عز وجل شنع عليهم دأبهم وذمهم بقوله: كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" (¬3). ثم وما الذي يرجى من الذين يتطاولون على سيد الخلق وأشرف الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه، ويشتمون أهله، أزواجه الطاهرات وذريته الطيبين، ¬

(¬1) "صوت الحق" ص79 (¬2) "صوت الحق" للطف الله الصافي ص81، 82 وانظر إلى الحقد والكذب (¬3) سورة الصف الآية 3

وخلفائه المهديين، وأصحابه الراشدين (¬1) رضوان الله عليهم أجمعين. وهذا الذي كان يتظاهر في مقدمة كتابه كالمناصح المسالم، هو الذي يقول عن أمير المؤمنين وخليفة رسول الله في المسلمين عمر بن الخطاب الفاروق الأعظم - رضي الله عنه -، وصهر رسول الله الأمين وزوج ابنتيه الإمام المظلوم عثمان بن عفان ذي النورين - رضي الله عنه -: أن أهل السنة "نسوا اعتماد عمر بن الخطاب وعثمان ومعاوية، وعلمائهم ومحدثيهم على كعب الأحبار اليهوي (¬2) الذي كان من أوثق الناس عند عمر ومعاوية، وكانا يرجعان إليه، ويأخذان بقوله كحجة شرعية" (¬3). و"الثورة على عثمان لم تقم عليه إلا بأسباب كلها ترجع إلى سيرة عثمان، وما ارتكب من الأحداث والأعمال مما لا يرتضيه المسلمون، وكان خارجاً عن روح العدل الإسلامي (¬4) وما ابتنى عليه سياسة الحكم والإرادة في الإسلام إلى استبداده بالأمر" (¬5). ويقول: مسألة عدالة الصحابة ليست من أصول الدين وفروعه بشيء، ولا مدخلية ¬

(¬1) انظر لتفصيل ذلك كتابنا الجديد "الشيعة وأهل البيت" ومؤلفنا القديم "الشيعة والسنة" (¬2) انظر إلى الحقد والضغينة التي تنطوي عليها الصدور، وكيف يكفرون صحابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذي أسلم علي يديه، وتشرف برؤيته وأداء الصلوات خلفه. كيف يتهمونه باليهودية وعدم الإسلام؟ (¬3) "صوت الحق" ص38 (¬4) ما أخبث التعبير وما أردأه! (¬5) "صوت الحق" ص38، 39

لمثل هذا مما نسجته يد السياسة الأثيمة" (¬1). هذا ومثل هذا كثير فهذا الكتيب مليء بمثل هذه المطاعن والتعريضات. وقد فصلنا القول فيه ببعض التفصيل كي يعرف باطن القوم عن ظاهرهم. وبعد تسويد عشر صفحات من المقدمة وبدون البسملة والحمدلة، سمى الله وخاطب أساتذة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعلماء باكستان لا سيما مدينة لاهور، وبدأ يشكو ويتظلم عن كتابي (الشيعة والسنة) طبق الذي فعل في رده على الخطيب، عنه وعن (خطوطه العريضة) وثم وبعد الصياح الطويل، والنياح والعويل الغير القليل، عنون الصفحة 27 بعنوان "كتاب الشيعة والسنة وتحريف القرآن"، وأنكر قولنا بأن الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن الموجود بأيدي الناس وقال: إن الأخبار المتواترة القطعية الصريحة تدل على أن القرآن الكريم، الكتاب الذي أنزله الله على الرسول الأعظم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، هو هذا الكتاب الموجود بين الدفتين الذي يعرفه المسلمون من الشيعة والسنة، ويعرفه غيرهم أيضاً لا شك في ذلك ولا ريب" (¬2). والطريف أنه لم يورد في الكتيب كله ولا رواية واحدة تؤيده وتصدقه فضلاً عن الأخبار الكثيرة المتواترة، كما لم يستطع أن يرد رواية واحدة من الروايات التي أوردناها في كتابنا في إثبات تحريف الكتاب حسب معتقداتهم، أو يضعفها ويوهنها من حيث السند، أو ينكرها من حيث النسبة اللهم إلا السورة التي ذكرناها وذكرها الخطيب في (خطوطه العريضة) من (فصل الخطاب) أن النوري أوردها في صفحة 180 من كتابه "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ¬

(¬1) "صوت الحق" ص57 (¬2) "صوت الحق" ص28

رب الأرباب". وأظرف من هذا وأطرف بأننا أثبتنا نفس هذين الأمرين أي أمر السورة وأمر التحريف - في كتابنا (الشيعة والسنة). وللطرافة والظرافة، وإظهار معاندة القوم، وإعراضهم عن الحق، وإصرارهم على الباطل والمخادعة. ننقل ههنا ما كتبناه آنذاك. ففي صفحة 78 من (الشيعة والسنة) كتبنا في الهامش: ولقد كان الشيخ السيد محب الدين الخطيب صادقاً في رسالته "الخطوط العريضة" حين قال: وحتى القرآن الذي كان ينبغي أن يكون المرجع الجامع لنا ولهم على التقارب والوحدة، هم لا يعتقدون بذلك "ثم ذكر بعض الأمثلة من صفحة 9 إلى 16 التي تدل على أن الشيعة لا يعتقدون القرآن الذي في أيدينا وأيدي الناس بل يظنونه محرفاً، مغيراً وناقصاً. وقد رد عليه لطف الله الصافي في كتابه "مع الخطيب في خطوطه العريضة" من ص48 إلى ص82 بحماس وشدة وأنكر اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن وتغييره إنكاراً لا يستند إلى دليل وبرهان. فأولاً: - ما استطاع الشيخ الشيعي "لطف الله الصافي" أن ينكر ما ذكره الخطيب من نصوص الشيعة الدالة على التحريف والتغيير في القرآن، كما لم يستطع إنكار كتاب الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي ومرتبته وشأنه عند الشيعة، بل قد اعترف بتضلعه في الحديث وعلو مقامه عندهم. ثانياً: - ذكر الصافي نفسه بعض العبارات في كتابه التي هي بمنزلة الاعتراف باعتقاد الشيعة بالتحريف في الكتاب المبين. ثالثاً: - التجأ الشيخ الشيعي أخيراً إلى أنه لا ينبغي أن يثار مثل هذا الموضوع لأنه يعطي سلاحاً في أيدي المستشرقين للرد على المسلمين بأن القرآن

الذي يدعونه محفوظاً مصوناً قد وقع فيه الخلاف أيضاً مثل التوراة والإنجيل فقوله هذا، ليس إلا إقراراً واعترافاً بالجريمة، وإلا فالمسألة واضحة. رابعاً: - إن الصافي لم يورد في مبحثه حول القرآن رواية من الاثنى عشر - المعصومين عندهم - تدل وتنص على اعتقادهم بعدم التحريف في القرآن بخلاف الخطيب فإنه ذكر روايتين عن الاثنين منهم، تصرح بأن القرآن وقع فيه التغيير والتحريف - وها نحن ذاكرون عديداً من الأحاديث والروايات من كتبكم أنتم أيها الصافي! التي لا تقبل الشك في أن الشيعة اعتقادهم في القرآن هو كما ذكره الخطيب رحمه الله ولا تنكرونه إلا تقية وخداعاً للمسلمين" (¬1). ثم وفي صفحة 137 ذكرنا سورة النورين أو سورة الولاية من خاتمة مجتهدي القوم الملا محمد باقر المجلسي من كتابه (تذكرة الأئمة) ثم علقنا عليها في الهامش بقولنا: وقد ثبت بهذا أن سورة النورين التي ذكرها الخطيب نقلاً عن كتاب شيعي "دبستان مذاهب" لم ينفرد بذكرها ملا محسن الكشميري، بل وافقه علامة الشيعة المجلسي أيضاً حيث ذكرها في كتابه، فماذا يقول - لطف الله الصافي الذي أنكر نسبة الكتاب إلى الشيعة؟ فهل "تذكرة الأئمة" كتاب شيعي أم كتاب سني؟ وهل الملجسي من أعيان الشيعة أم لا؟ فلم التحمس إلى هذا الحد؟ وقد طبعت هذه السورة في الهند أكثر من مرة، وأقرها علماء الشيعة في القارة الهندية الباكستانية مثل السيد علي الحائري وغيره" (¬2). وأيضاً نقلنا عن النوري الطبرسي "خاتمة محدثيهم" كما يسمونه أنه قال في ¬

(¬1) "الشيعة والسنة" ص78، 79 (¬2) "الشيعة والسنة" ص138

كتابه (فصل الخطاب): ونقصان السورة هو جائز كسورة الحفد وسورة الخلع وسورة الولاية" (¬1). وعلقنا على هذا بقولنا: وقد ذكر السيد الخطيب رحمه الله في (الخطوط العريضة) أن الشيعة يعتقدون بسورة "الولاية" في القرآن وأنها أسقطت، فير عليه الصافي في كتيبه (مع الخطيب) بشدة وحماس بقوله: فانظر ما في كلامه هذا من الكذب الفاحش والافتراء البيّن - ليس في فصل الخطاب لا في ص180 ولا في غيرها من أول الكتاب إلى آخره ذكر من هذه السورة المكذوبة على الله". فنقول في جوابه وفي أسلوبه: أيها الصافي! ألا تستحي من الله؟ ولا تتفكر بأن في الناس من يظهر كذبك؟ اتق الله يا أيها الصافي! ما مات العلم بموت الخطيب، وإن في أهل السنة من يستطيعون أن يبينوا عواركم وكذبكم، فهذا هو الطبرسي يمثل للنقصان في القرآن بسورة الولاية" (¬2). وفي هذه المرة وفي هذا الكتاب أيضاً لم يعمل صاحبنا هذا إلا معاملته القديمة حيث أنكر التحريف بدون أن يستند ولو إلى رواية واحدة من أئمة المعصومين حسب زعمه، كما كرر القول بعدم وجود سورة الولاية غير ناظر ولا ملتفت إلى ما رددنا به عليه سابقاً، فكتب بكل جرأة ولا مبالاة: فهؤلاء يأتون كل يوم بكتاب زور، غايته التمزيق والتفريق وجرح العواطف، وإحياء الضغائن فيوماً يكتبون (الخطوط العريضة) ويوماً ينشرون (العواصم من القواصم) مع شرح خبيث. . . . ويوماً يكتبون بكتيب (الشيعة والسنة) ¬

(¬1) "الشيعة والسنة" ص139 (¬2) "الشيعة والسنة" ص139

ويقولون عن الشيعة. . . إنهم يقولون بتحريف كتاب الإسلام (القرآن المجيد) وإنه قد زيد فيه ونقص منه كالسورة المختلقة الموسومة بالولاية" (¬1). ثم علق عليه بقوله: هذه السورة المكذوبة على الله تعالى التي اخترعها أعداء القرآن والإسلام، أسندها النصاب إلى الشيعة هي التي ذكرها الخطيب، وذكر أن النوري أوردها في الصفحة 180 من كتابه ورددنا عليه في (مع الخطيب) أنه لم يوردها لا في هذه الصفحة ولا في غيرها. ومع ذلك أخذنا بذلك كاتب (الشيعة والسنة) وأتى بما هو سيرته، وسيرة أسلافه النصاب من الفحش، وإسناد الكذب إلى أهل الصدق، ومع أنه رأى كذب الخطيب ترحم عليه" (¬2). وإنني لأرى أن هذين الأمرين يكفيان لبيان حقيقة القوم وأصلهم، وتثبيتهم على الكذب والزور حيث يعملون بقول جوئيبلز الألماني: كرر قول الزور والكذب بكثرة حتى نفسك تنخدع بأنه صدق. ولا أدري، ولست أخال أدري أقوم آل حصن أم نساء ولعله ظن الشيخ الشيعي بأن الكتاب (فصل الخطاب) لا يوجد عند أحد غيره ولذلك اجترأ على هذا القول، وها نحن نورد هذه السورة الكاملة من (فصل الخطاب) وننقلها حرفياً كما أوردها النوري الطبرسي نقلاً عن كتاب (دبستان المذاهب) ومن الصفحة 180، 181، كما نثبت الصورة الفوتوغرافية لكلتي الصفحتين كي يعرف الحق من لا يعرفه قبل، يظهر الصدق لمن كان خافياً عليه حتى الآن. ¬

(¬1) "صوت الحق ودعوة الصدق" للطف الله الصافي ط دار المعارف بيروت ص34 (¬2) "صوت الحق ودعوة الصدق" للطف الله الصافي ط دار المعارف بيروت ص34

فقال النوري الطبرسي (¬1) في محاولته إثبات التحريف اللفظي في القرآن نقلاً: عن صاحب كتاب دبستان المذاهب "وبعضهم يقولون إن عثمان أحرق المصاحف، وأتلف السور التي كانت في فضل علي وأهل بيته عليهم السلام منها هذه السورة: بسم الله الرحمن الرحيم. يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم الدين. نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم، إن الذين يوفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات نعم، والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسو عليه يقذفون في الجحيم، ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من حمين. إن الله الذي نور السماوات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذناهم بمكرهم إن أخذي شديد أليم إن الله قد أهلك عاداً وثموداً بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون وأغرقناه ومن تبعه أجمعين ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون. إن الله يجمعهم في يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون. إن الجحيم مأواهم وإن الله عليم حكيم. يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوق يعملون قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم. إن الله لذو مغفرة وأجر عظيم وإن علياً من المتقين وإنا لنوفيه حقه يوم الدين. ما نحن عن ظلمه بغافلين. وكرمناه على أهلك أجمعين. فإنه وذريته لصابرون. وإن عدوهم إمام المجرمين. قل ¬

(¬1) ويأتي ترجمته مفصلاً في الباب الرابع الأخير عند ذكر فصل الخطاب

للذين كفروا بعد ما آمنوا طلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم الله ورسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون. يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات بينات فيها من يتوفاه مؤمناً ومن يتولية من بعدك يظهرون، فأعرض عنهم إنهم معرضون. إنا لهم محضرون في يوم لا يغني عنهم شيء ولا هم يرحمون. إن لهم في جهنم مقاماً عنه لا يعدلون. فسبح باسم ربك وكن من الساجدين. ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل. فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعناهم إلى يوم يبعثون. فاصبر فسوق يبصرون. ولقد آتينا بك الحكم كالذين من المرسلين. وجعلنا لك منهم وصياً لعلهم يرجعون. ومن يتول عن أمري فإني مرجعه فليتمتعوا بكفرهم قليلاً فلا تسأل عن الناكثين، يا أيها الرسول قد جعلنا لك في أعناق الذين آمنوا عهداً فخذه وكن من الشاكرين. إن علياً قانتاً بالليل ساجداً يحذر الآخرة ويرجوا ثواب ربه قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون سيجعل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون. إنا بشرناك بذريته الصالحين. وإنهم لأمرنا لا يخلفون، فعليهم مني صلوات ورحمة أحياء وأمواتاً يوم يبعثون. وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي إنهم قوم سوء خاسرين. وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون. والحمد لله رب العالمين. قلت: ظاهر كلامه أنه أخذها من كتب الشيعة ولم أجد لها أثراً فيها غير أن الشيخ محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ذكر في كتاب المثالب على ما حكى عنه أنهم أسقطوا من القرآن تمام سورة الولاية ولعله هذه السورة" (¬1). ¬

(¬1) "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" للنوري الطبرسي ص180، 181 ط إيران

(صورة)

(صورة)

فهذه كل حقيقة الرد علينا من قبل السيد لطف الله الصافي "المحترم" ويكفي هذه الشهادة من أهله عليه، وتكذيبه إياه، وبيان سيرته أسلافه الروافض من الفحش وإسناد الكذب إلى أهل الصدق. وكذلك إنكاره دعاء صنمي قريش (¬1) ليس إلا إنكار المتعنت المكابر والمجادل المتجاهل، وإلا فقد ثبت هذا الدعاء في كتب القوم، وادعى مفسرهم البحراني ثبوت التحريف في القرآن منه أيضاً حيث يقول: وقد وردت في زيارات عديدة كزيارة الغدير وغيرها، وفي الدعوات الكثيرة كدعاء صنمي قريش وغيره عبارات صريحة في تحريف القرآن وتغييره بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - " (¬2). كما أن آغا بزرك الطهراني ذكر دعاء الصنمين هذا في موسوعته وقال: إن شروحه بلغت إلى العشرة" (¬3). ولا أدري لم الإنكار والإصرار عليه؟ أفراراً من الفضيحة أو لجوأ إلى التقية عادة أم ظناً بأن ليس في السنة من يعرف كتب القوم؟. أما ماذا؟ وهذا وذاك يكفي للحكم على أن الرجل ممن يتعود تعمد الكذب، وكتمان الحق، وإظهار الباطل. ولكننا مع ذلك نريد أن نبين الحق والحقيقة أكثر من ذلك وأصرح حتى لا يتصدى بعد ذلك أحد لخداع المسلمين السنة حول هذه المسألة أي مسألة تحريف القرآن. ولأجل ذلك أفردنا لها هذا الكتاب، وإن القارئ ليندهش ¬

(¬1) "مع الخطيب في خطوطه العريضة" ص100 (¬2) "البرهان" لهاشم البحراني، مقدمة ص39 (¬3) "الذريعة" ج8 ص192

حينما يرى أن الروايات التي تنبئ وتصرح ببيان عقيدة القوم في القرآن وتغييره وتحريفه تزيد على ألفي حديث عند القوم، ونحن نورد في هذه العجالة أكثر من ألف حديث شيعي في هذا الخصوص، ولقد نجزئ هذا الكتاب بأجزاء أربعة: أولاً:- بيان عقيدة القوم قاطبة المتقدمين منهم في تحريف القرآن في القرون الأربعة الأولى. ثانياً:- بيان من أنكر التحريف في الدور الثاني من القرن الرابع إلى القرن السادس من الهجرة، وعدد من أنكر، والأسباب التي ألجئتهم إلى الإنكار. ثالثاً:- بيان الرد على من أنكر التحريف من الشيعة في الدور الثالث، وأسماء الذين صرحوا باعتقادهم التحريف في القرآن من محدثي القوم ومجتهديهم، وذكر كتبهم وأجزائهم التي خصصوها لبيان هذه العقيدة. رابعاً:- نقل روايات وأحاديث القوم، التي يتجاوز عددها ألف حديث ورواية نقلاً عن كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) للنوري الطبرسي، وبيان منزلة المؤلف - وهو العمود الأساسي الذي قصدنا ثبته في هذا الكتاب - وذكر الكتب التي كتبت رداً عليه وتأييداً له. وبهذا لعلي أكون أول من نقل (فصل الخطاب) جزأه الأكبر بأمانة علمية وإتقان حقيقي إلى العالم عموماً وأهل السنة خصوصاً، الكتاب الذي طالماً حاولوا إخفاءه عن السنة، وكتمانه عن الدنيا، والله حسبي وهو ولي التوفيق. وقبل أن آتي على آخر القول أريد أن أذكر أنني لست أنا ولا السيد الخطيب رحمه الله أوّل من نسب هذه العقيدة إلى القوم، بل قبل ذلك اعترف وأقر بهذه العقيدة علماء الشيعة وكبراؤها في كل عصر، وأثبتوها لأنفسهم كما سيأتي.

وعلى ذلك صرح نابغة الأندلس المفقود وإمام عصره، العلم الفحل، الحافظ ابن حزم الظاهري المتوفى سنة 456هـ‍بقوله: ومن قول الإمامية كلها قديماً وحديثاً إن القرآن مبدل، زيد فيه ما ليس منه، ونقص منه كثير، وبدل منه كثير" (¬1). وكذلك لما امتثل النصارى بقولهم واستدلوا به على وقوع التغيير والتبديل في القرآن تبرأ منهم وقال: إن دعوى الشيعة ليست حجة على القرآن ولا على المسلمين، لأنهم ليسوا منا ولسنا منهم" (¬2). هذا ومثل هذا كثير. ولا يغرن أحداً قول قائل: إن مثل هذا البحث يعطي مجالاً الأعداء للطعن في القرآن والكلام فيه" (¬3). حيث أن جوابنا نفس الجواب الذي أجاب به الإمام ابن حزم المسيحيين وعلماءهم القسيسين والرهبان. وثانياً أن هذه العقيدة مثبتة في أمهات كتب الشيعة. ولا يخلو كتاب من كتبهم من التفسير والحديث والفقه والعقائد خاصة إلا وفيها ذكر هذه العقيدة، المذكورة بالدلائل والبراهين. وهذه الكتب كلها في متناول المخالفين. ثالثاً:- أن كتاب (فصل الخطاب) طبع في إيران وانتشر في الأوساط العلمية، الشرقية منها والغربية، ووصل إلى المستشرقين، ونقلوا منه أشياء كثيرة في كتبهم وقد قيل قديماً في الفارسية ع ¬

(¬1) "الملل والنحل" ج4 ص182 ط مكتبة المثنى بغداد (¬2) انظر لتفصيل ذلك "الملل والنحل" ج2 ص78 (¬3) "صوت الحق" ص31

نهان كى ماند آن رازى كه زو سازند حفلها أي كيف يخفى ذلك السر الذي يقيمون عليه المحافل، ويزينون به المجالس. ثم ولا يوجد كتاب من تراجم القوم إلا وفيه ذكر لهذا الكتاب. كما أن كتاب (فصل الخطاب) وصل إليهم، وقد نقلوا منه (¬1). وأكثر من ذلك لا يطبع كتاب تفسير للقوم إلا وفي مقدمته بحث عن تحريف القرآن وسرد الأدلة لهذا كما سيأتي مفصلاً في محله. وبهذا يظهر أنه لا صراخ ولا عويل إلا من بطش الحق وتبيين الحقيقة للغفلة من المسلمين عامة، والسنة خاصة. هذا ولم يتكلم صاحب (صوت الحق) في رده علينا إلا في مسألة تحريف القرآن فقط ولم يحاول أن يتناول المواضيع الأخرى التي ذكرناها في كتاب (الشيعة والسنة) وبذلك أثبت أن ما كتبناه ثابتاً عنده ومسلماً، ولم يكن في إمكانه أن يرد علينا. ولو أن محاولته في مسألة تحريف القرآن باتت فاشلة محضة، وعبثاً كلف نفسه للتورط في هذا الخصوص. وأخيراً أدعو الله العلي القدير أن ينصر الحق وأهله، ويخذل الباطل ومعتنقيه، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. كما أدعو الله سبحانه تبارك وتعالى أن يجزي جميع الأخوة الذين ساهموا ويساهمون في مساعدة الحق ومؤازرته، وأخصّ بالدعاء عزيزي عطاء الرحمن الثاقب الذي لازمني لمراجعة الكتب وتبييض المسودة وتسويدها، وصديقي الشيخ ¬

(¬1) كما سنذكر في الباب الأخير عند ترجمة النوري وكتابه

عبد الخالق القدوسي صاحب المكتبة القدوسية، الذي يطير فرحاً وسروراً كلما يسمع بكتابة كتاب وخاصة للرد على فرق منحرفة عن صراط الحق وجادة الصواب ويسارع إلى تقديم الكتب التي أحتاج إليها في البحث والتحقيق. وصلى الله على سيدنا محمد عبده ورسوله نبي الهدى والرحمة وعلى آله وأصحابه أجمعين. 17/ربيع الأول/1403هـ‍ ... إحسان إلهي ظهير 3/يناير/1983م ... لاهور - باكستان

الباب الأول عقيدة الشيعة في الدور الأول من القرآن

الباب الأول عقيدة الشيعة في الدّور الأوّل من القرآن كل من يريد أن يعرف عقيدة الشيعة في القرآن، ويتحقق فيه ويبحث لا بد له من أن يرجع إلى أمهات كتب القوم ومراجعهم الأصلية في الحديث والتفسير حتى يكون منصفاً في الحكم، وعادلاً في الاستنتاج، لأنه عليها مدار عقائدهم ومعول خلافاتهم مع الآخرين، وبالتمسك برواياتهم التي رووها حسب زعمهم عن أئمتهم المعصومين من سلالة علي - رضي الله عنه - من طرقهم الخاصة وأسانيدهم المخصوصة يتميزون عن الفرق الأخرى من المسلمين كما قال شيعي معاصر في الرد علينا: أما ديننا فهو منزه من كل ما يشين ويزري لأن أصوله وفروعه ممتدة من أهل بيت النبي الذين هم أدرى بما عند النبي، وأدرى بما في القرآن الذي تنزل على جدهم، والذين هم خزانة علمه، وباب حكمته، وتراجمة وحيه، وأولهم علي بن أبي طالب الذي هو أخو الرسول وصهره ووصيه والمطلع على جميع أسراره، والذي احتاج إلى علمه كل الصحابة بما فيهم الخلفاء ولم يحتج هو لأحد منهم، والذي قال فيه شوقي: نفس النبي المصطفى وفرعه ... ودينه عند اللقا وشرعه العمران يأخذان عنه ... والقمران نسختان منه ولا خير في دين لم يستند لهذا البيت الذي قرنه رسول الله مع كتابه المجيد وجعلهما سبب الهداية للبشر ما إن تمسكوا بهما ولن ينفلك بعضهما عن البعض" (¬1). ¬

(¬1) "كتاب الشيعة والسنة في الميزان" ص98، 99 ط دار الزهراء بيروت

وأيضاً: فأهل البيت الذين هم منبع ديننا ومرشدوا أحكامنا" (¬1). وقال آخر: والشيعة لا ذنب لهم غير ولائهم لعترة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتمسك بهم، وبسيرتهم" (¬2). هذا ومثل هذا التفاخر كثير وكثير، وكتب القوم كلها مليئة منه، ولكننا اكتفينا بعبارة الاثنين الذين تصديا للرد علينا. فيلزم الباحث المنصف أن لا ينسب شيئاً إلى القوم إلا أن يكون ثابتاً من أئمتهم، والظاهر أنه لا يثبت إلا حينما يكون وارداً في الكتب التي خصصت لإيراد مروياتهم وأحاديثهم، وهذه الكتب إما أن تكون من كتب الحديث أو التفسير، وخاصة الكتب القديمة التي روت هذه الروايات بالسند، أو وافق على صحتها أئمة القوم المعصومين. ونحن نلزم أنفسنا في هذا الباب أن لا نورد شيئاً إلا ويكون صادرا من واحد من الأئمة الاثنى عشر، ومن كتب الشيعة أنفسهم المعتمدة لديهم والموثوقة عندهم، لبيان أن الشيعة في عصر الأئمة قاطبة من بكرة أبيهم - ولا أستثني منهم واحداً - كانوا يعتقدون أن القرآن محرف ومغير فيه، زيد فيه ونقص منه كثير. فنبدأ من (الكافي) للكليني، الذي قيل فيه: هو أجلّ الكتب الأربعة الأصول المعتمدة عليها، لم يكتب مثله في المنقول من آل الرسول، لثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي المتوفى سنة 328هـ‍" (¬3). ¬

(¬1) "كتاب الشيعة والسنة في الميزان" ص114 (¬2) "صوت الحق ودعوة الصدق" للطف الله الصافي ص38 ط بيروت (¬3) "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" لآغا بزرك الطهراني ج17 ص245

و"هو أجلّ الكتب الإسلامية، وأعظم المصنفات الإمامية، والذي لم يعمل للإمامية مثله، قال المولى محمد أمين الاسترآبادي في محكي فوائده: سمعنا عن مشائخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام تاب يوازيه أو يدانيه" (¬1). وأيضاً "الكافي. . . . أشرفها وأوثقها، وأتمها وأجمعها لاشتماله في الأصول من بينها، وخلوه من الفضول وشينها" (¬2). وذكر الخوانساري أن المحدث النيسابوري قال في الكافي: "ثقة الإسلام، قدوة الأعلام، والبدر التمام، جامع السنن والآثار في حضور سفراء الإمام عليه أفضل السلام، الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي، محيي طريقة أهل البيت على رأس المائة الثالثة، المؤلف لجامع (الكافي) في مدة عشرين سنة، المتوفى قبل وقوع الغيبة الكبرى - رضي الله عنه - في الآخرة والأولى، وكتابه مستغن عن الإطراء، لأنه - رضي الله عنه - كان بمحضر من نوابه عليه السلام وقد سأله بعض الشيعة من النائية تأليف كتاب (الكافي) لكونه بحضرة من يفاوضه ويذاكره ممن يثق بعلمه، فألف وصنف وشنف، وحكى أنه عرض عليه فقال: كاف لشيعتنا" (¬3). وقال الحسين على المقدم عن (الكافي): يعتقد بعض العلماء أنه عرض على القائم (أي الإمام الثاني عشر الغائب المزعوم) صلوات الله عليه، فاستحسنه وقال: كاف لشيعتنا" (¬4). و"روى الكليني عمن لا يتناهى كثرة من علماء أهل البيت عليهم السلام ورجالهم ومحدثيهم، فكتابه خلاصة آثار الصادقين عليهم السلام وعيبة سننهم ¬

(¬1) الكنى والألقاب" للعباس القمي ج3 ص98، ومثله في "مستدرك الوسائل" ج3 ص532 (¬2) "الوافي" ج1 ص6 (¬3) "روضات الجنات" ج6 ص116 (¬4) مقدمة "الكافي" ص25

القائمة" (¬1). هذا قليل من كثير مما قالوه في كتابه وأما ما قالوه فيه، فقال النجاشي: شيخ أصحابنا في وقته بالرأي، ووجههم، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم" (¬2). وقال ابن الطاؤس: الشيخ المتفق على ثقته وأمانته، أبلغ فيما يرويه، وأصدق في الدراسة" (¬3). وقال القمي: كان مجدداً مذهب الإمامية على رأس المائة الأولى محمد بن علي الباقر (ع) - الإمام الخامس عند القوم -، وعلى رأس المائة الثانية علي بن موسى الرضا (ع) - الإمام الثامن عندهم -، وعلى رأس المائة الثالثة أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني" (¬4). وقال الخوانساري: وبالجملة فشأن الرجل أجل وأعظم من أن يختفي على أعيان الفريقين، أو يكتسي ثوب الإجمال لدى ذي عينين، أو ينتفي أثر إشراقه يوماً من البين، إذ هو في الحقيقة أمين الإسلام. وفي الطريقة دليل الأعلام. وفي الشريعة جليل مقدام، ليس في وثاقته لأحد كلام، ولا في مكانته عند أئمة الأنام، وحسب الدلالة على اختصاصه بمزيد الفضل وإتقان الأمر، اتفاق الطائفة على كونه أوثق المحمدين الثلاثة الذين هم أصحاب الكتب الأربعة، ورؤساء هذه الشرعة ¬

(¬1) مقدمة "الكافي" ص25 (¬2) "رجال النجاشي" (¬3) "كشف المحجة" ص258 و"فرج الهموم" ص190 نقلاً عن مقدمة الكتاب (¬4) "الكنى والألقاب" ج3 ص99، أيضاً "روضات الجنات" ج6 ص111

المتبعة" (¬1). فذاك هو الكافي وهذا هو الكليني. فهذا الكليني يروي في ذاك الكافي: عن علي بن الحكم عن هشام بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - سبعة عشر ألف آية" (¬2). والمعروف أن القرآن ستة آلاف ومائتان وثلاث وستون آية، ومعناه أن ثلثي القرآن راح على أدراج الرياح، والموجود هو الثلث، ولقد صرح بذلك جعفر بن الباقر كما ذكر الكليني في كافيه أيضاً تحت باب "ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام". "عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبد الله الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك إني أسألك عن مسألة، ههنا أحد يسمع كلامي؟ قال: فرفع أبو عبد الله عليه السلام ستراً بينه وبين آخر فأطلع فيه ثم قال: يا أبا محمد سل عما بدا لك، قال: قلت: جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علّم علياً عليه السلام باباً يفتح له منه ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال: قلت: هذا والله العلم قال: فنكت ساعة في الأرض ثم قال: إنه لعلم وما هو بذاك. قال: ثم قال: يا أبا محمد! وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟ قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعاً ¬

(¬1) "روضات الجنات" للخوانساري ج6 ص112 (¬2) "الكافي" للكليني ج2 ص634 كتاب فضل القرآن

بذراع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه، فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي فقال: تأذن لي يا أبا محمد؟ قال: قلت: جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت، قال: فغمزني بيده وقال: حتى أرش هذا - كأنه مغضب - قال: قلت: هذا والله العلم قال: إنه لعلم وليس بذاك. ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟ قال قلت: وما الجفر؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين، علم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، قال قلت: إن هذا هو العلم، قال إنه لعلم وليس بذاك. ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد، قال: قلت: هذا والله العلم قال: إنه لعلم وما هو بذاك. ثم سكت ساعة ثم قال: إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، قال: قلت: جعلت فداك هذا والله هو العلم، قال: إنه لعلم وليس بذاك. قال: قلت: جعلت فداك فأي شيء العلم؟ قال: ما يحدث بالليل والنهار، الأمر من بعد الأمر، والشيء بعد الشيء، إلى يوم القيامة" (¬1). فأي قسم الذي حذف؟ يبينه الكليني أيضاً من إمامه المعصوم محمد الباقر - الإمام الخامس عند القوم - حيث يروي: "عن أبي علي العشري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ¬

(¬1) "الأصول من الكافي" ج1 ص239، 240

نزل القرآن أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام" (¬1). ومثله روي عن علي - رضي الله عنه - حيث أورد الرواية: "عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعاً عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي يحيى، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن أمثال، وثلث فرائض وأحكام" (¬2). ومثال لذلك الحذف؟ - يبينه الكليني أيضاً ي كافيه: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن محمد بن عيسى القمي، عن محمد بن سليمان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل" كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من ذريتهم "فنسي" هكذا والله نزلت على محمد - صلى الله عليه وسلم - " (¬3). وأيضاً "علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دفع إلى أبو الحسن عليه السلام مصحفاً وقال لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه "لم يكن الذين كفروا" فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم قال: فابعث إلي بالمصحف" (¬4). وأين هذا القرآن الآن؟ روى الكليني أيضاً "عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن ¬

(¬1) "الكافي" في الأصول، كتاب فضل القرآن ج2 ص628 (¬2) "الكافي" ج2 ص627 (¬3) "الكافي" ج1 ص16 (¬4) "الكافي" ج2 ص631

عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كفّ عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم عيه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حد. وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام وقال: أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد جمعته من اللوحين فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنما كان على أن أخبركم حين جمعته لتقرؤه" (¬1). هذه، ومثل هذه الروايات كثيرة كثيرة في أوثق كتاب من كتب القوم، الذي عرض على الإمام الغائب فأوثقه وجعله كافياً لشيعته أعرضنا عنها لما أنها وردت في كتاب (فصل الخطاب) الذي خصصنا له الباب الرابع من هذا الكتاب تجنباً عن التكرار. والمقصود أن الكليني روى هذه الروايات من أئمته المعصومين وأنهم كانوا يقولون بالتحريف في القرآن الموجود بأيدي الناس، كما كانوا يوعزون إلى شيعتهم أن يعتقدوا بمثل هذا الاعتقاد، ولقد وردت في هذه الروايات الثمانية عقيدة الأربعة من الأئمة - علي بن أبي طالب، محمد الباقر، ابنه جعفر، وأبي الحسن (¬2) ¬

(¬1) "الكافي" ج2 ص633 (¬2) والكلام تنازلاً على معتقدات الشيعة. وإلا فنحن نؤمن بأن كل هذه الروايات خرافات وأباطيل، لا صحة لها مطلقاً وبتاتاً لأن هؤلاء الأجلة مبرؤون عما يتهمهم هؤلاء الأفاكون الكذابون، واعتقادهم في القرآن اعتقاد جميع المسلمين - وهم قادتهم وقدوتهم - أن القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وضمن الله حفظه بقوله: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". وهذه هي العقيدة التي هي من أهم الفوارق بين المسلمين عامة وبين الشيعة

وفي الكتاب إثبات لهذه العقيدة من أئمته الآخرين الذين لم نورد رواياتهم للسبب الذي ذكرناه آنفاً، وسوف تأتي في محلها إن شاء الله. ونذكر بعد هذا كتاباً آخر قديماً، معتمداً عند القوم، وهو الكتاب الذي ألف أيضاً في زمن أئمة الشيعة المعصومين لديهم. ألا وهو تفسير القمي. فالقمي علي بن إبراهيم هو شيخ مشائخ الشيعة في الحديث وفي التفسير، حيث أن محمد بن يعقوب الكليني صاحب أهم كتاب من الصحاح الأربعة الشيعية أكثر الرواية عنه في كتابه (الكافي) فهو تلميذه، وقال عنه النجاشي: ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر، وصنف كتباً، وله كتاب التفسير" (¬1). و"هو من أجلّ رواة أصحابنا، ويروي عنه مشائخ أهل الحديث، ولم نقف على تاريخ وفاته إلا أنه كان حياً في سنة 307هـ‍" (¬2). و"كان في عصر أبي الحسن محمد الإمام العسكري عليه السلام" (¬3). هذا وكتبوا في تفسيره: أولاً: إن هذا التفسير أصل أصول للتفاسير الكثيرة. ثانياً: إن رواياته مروية عن الصادقين عليهما السلام مع قلة الوسائط والإسناد ولهذا قال في الذريعة: إنه في الحقيقة تفسير الصادقين عليهما السلام. ثالثاً: مؤلفه كان في زمن الإمام الحسن العسكري عليه السلام. رابعاً: أبوه الذي روى هذه الأخبار لابنه كان صحابياً للإمام الرضا عليه السلام. ¬

(¬1) "رجال النجاشي" ص183 (¬2) "الكنى والألقاب" ج3 ص68 (¬3) "الذريعة" لآغا بزرك الطهراني ج4 ص302

خامساً: إن فيه علماً جماً من فضائل أهل البيت عليهم السلام التي سعى أعداؤهم لإخراجها من القرآن الكريم. سادساً: إنه متكفل لبيان كثير من الآيات القرآنية التي لم يفهم مرادها تماماً إلا بمعونة إرشاد أهل البيت عليهم السلام التالين للقرآن" (¬1). فذاك القمي يذكر في مقدمة تفسيره: "فالقرآن منه ناسخ ومنسوخ، ومنه محكم ومنه متشابه، ومنه عام ومنه خاص، ومنه تقديم ومنه تأخير، ومنه منقطع ومنه معطوف، ومنه حرف مكان حرف، ومنه على خلاف ما أنزل الله" (¬2). وأيضاً "وأما ما هو كان على خلاف ما أنزل اله فهو قوله {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية (خير أمة) يقتلون أمير المؤمنين والحسين بن علي عليه السلام؟ فقيل له وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال إنما نزلت (كنتم خير أئمة أخرجت للناس) ألا ترى مدح الله بهم في آخر الآية (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) ومثله آية قرأت على أبي عبد الله عليه السلام {الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً} فقال أبو عبد الله عليه السلام لقد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين إماماً فقيل له يا ابن رسول الله كيف نزلت؟ فقال إنما نزلت (الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماماً) وقوله {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} فقال أبو عبد الله كيف يحفظ الشيء من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه فقيل له وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ فقال إنما نزلت (له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه ¬

(¬1) "مقدمة تفسير القمي" للسيد طيب موسوي الجزائري ص15 (¬2) "تفسير القمي" ج1 ص5

بأمر الله) ومثله كثير" (¬1). وقد كتب على ظهر هذا الكتاب المطبوع: "هو من أقدم التفاسير التي كشفت القناع عن الآيات النازلة في أهل البيت عليه السلام". وكذلك العياشي محمد بن مسعود بن عياش السلمي المعروف بالعياشي. قال فيه النجاشي: ثقة، صدوق، عين من عيون هذه الطائفة" (¬2). وقال الخوانساري نقلاً عن (معالم العلماء): أنه كان أكبر أهل الشرق علماً وفضلاً وأدباً وفهماً ونبلاً في زمانه، صنف أكثر من مائتي مصنف" (¬3). وقال القمي: قال مشائخ الرجال: إنه ثقة، صدوق، عين من عيون هذه الطائفة وكبيرها، جليل القدر، واسع الأخبار، بعيد بالرواية، مضطلع بها، له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنف، منه كتاب التفسير المعروف، ونقل عن ابن النديم أنه قال في حقه: من فقهاء الشيعة الإمامية أوحد دهره وزمانه في غزارة العلم" (¬4). وقال الطباطبائي: هو من أعيان علماء الشيعة وأساطين الحديث والتفسير بالرواية ممن عاش في القرن الثالث من الهجرة، وأما كتابه فقد تلقاه علماء هذا الشأن منذ ألف إلى يومنا هذا - ويقرب من أحد عشر قرناً - بالقبول من غير أن يذكر بقدح أو يغمض إليه بطرف" (¬5). وكتب الطهراني في (الذريعة): ¬

(¬1) "تفسير القمي" ج1 ص10 (¬2) "رجال النجاشي" ص247 (¬3) "روضات الجنات" ج6 ص130 (¬4) "الكنى والألقاب" ج2 ص449، 450 (¬5) مقدمة حول الكتاب ومؤلفه لمحمد حسين الطباطبائي ص ح

"تفسير العياشي لأبي النضر محمد بن مسعود. . . . وهو من مشائخ الكشي، ومن طبقة ثقة الإسلام الكليني" (¬1). فهذا العياشي يذكر في مقدمة تفسيره عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفي عدون، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام" (¬2). و"عن داؤد بن فرقد، عمن أخبره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو قد قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين" (¬3). و"عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام: لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجي" (¬4) وغيرها من الروايات الكثيرة التي يأتي ذكرها في محلها. ورابعهم محمد بن الحسن الصفار الذي قال عنه النجاشي: كان وجهاً في أصحابنا القميين، ثقة. عظيم القدر، راجحاً، قليل السقط في الرواية. له كتب، منها كتاب (بصائر الدرجات) توفي في سنة 290هـ‍" (¬5). و"هو من تلامذة حسن العسكري - الإمام الحادي عشر المعصوم عند القوم -" (¬6). ¬

(¬1) "الذريعة" ج4 ص295 (¬2) مقدمة التفسير تحت عنوان "فيما أنزل القرآن" ج1 ص9، وأورد هذه الرواية المجلسي في "البحار" ج19 ص30، والصافي في تفسيره ج1 ص14، والبحراني في "البرهان" ج1 ص21 (¬3) "العياشي" ج1 ص13، أيضاً "مقدمة البرهان" ص37 (¬4) "البرهان" مقدمة ص37، وورد هذا الحديث في "البحار" ج19 ص30، و"إثبات الهدى" ج3 ص43، 44 (¬5) "رجال الكشي" ص251، ومثله في "الكنى والألقاب" ج2 ص379 (¬6) "الذريعة" ج3 ص125

يورد في كتابه عقيدته في القرآن عن إمامه المعصوم بروايته المتصلة الموصولة: حدثنا علي بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داؤد، عن يحيى بن أديم، عن شريك، عن جابر قال: قال أبو جعفر (ع): دعا رسول الله أصحابه بمنى، فقال: يا أيها الناس! إني تارك فيكم حرمات الله: وعترتي، والكعبة البيت الحرام ثم قال أبو جعفر: أما كتاب الله فحرفوا، وأما الكعبة فهدموا، وأما العترة فقتلوا، وكل ودايع الله فقد تبرؤا" (¬1). وأيضاً، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما من أحد من الناس ادعى أنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده" (¬2). وأيضاً "عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر أنه قال: في القرآن ما مضى وما يحدث، وما هو كائن، وكانت فيه أسماء رجال فألقيت، وإنما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى، يعرف ذلك الوصاة" (¬3). وخامسهم فرات بن إبراهيم الكوفي فنكفي بذكره وذكر تفسيره عن الطهراني في كتابه (الذريعة). تفسير فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي المقصور على الروايات عن الأئمة الهداة عليهم السلام، وقد أكثر فيه من الرواية عن الحسين بن سعيد الكوفي ¬

(¬1) "بصائر الدرجات" الجزء الثامن، الباب السابع عشر ط إيران 1285هـ‍ (¬2) نقلاً عن "البرهان" ج1 ص15 (¬3) نقلاً عن "البرهان" ج1 ص15

الأهوازي نزيل قم والمتوفى بها الذي كان من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي عليهم السلام، وقد شارك أخاه الحسن في رواية الكتب الثلاثين كما شاركه ابنه أحمد بن الحسين في الرواية عن جميع شيوخ أبيه، وكذلك أكثر فيه من الرواية عن جعفر بن محمد بن مالك البزاز الفزاري الكوفي (المتوفى حدود 300) وكان هو المربي والمعلم لأبي غالب الزراري (المولود 285) بعد إخراجه عن الكتب وجعله في البزازين كما ذكره أبو غالب في رسالته إلى ابن ابنه، وكذلك أكثر من الرواية عن عبيد بن كثير العامري الكوفي (المتوفى 214) مؤلف كتاب "التخريج" الذي ذكرناه في (ص1) من هذا الجزء، وقد ذكر لكل من هؤلاء مشايخ كثيرة وأسانيد عديدة، وكذلك يروى فيه عن سائر مشايخه البالغين إلى نيف وماية كلهم من رواة أحاديثنا بطرقهم المسندة إلى الأئمة الأطهار عليهم السلام وليس لأكثرهم ذكر ولا ترجمة في أصولنا الرجالية، ولكن من الأسف أنه عمد بعض إلى إسقاط أكثر تلك الأسانيد واكتفى بقوله مثلاً (فرات عن حسين بن سعيد معنعناً عن فلان) وهكذا في غالب الأسانيد فأشار بقوله معنعناً إلى أن الرواية التي ذكرها فرات كانت مسندة معنعنة، وإنما تركتها للاختصار، ويروي التفسير عن فرات والد الشيخ الصدوق، وهو أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفى 329) كما أنه يروي والد الصدوق أيضاً عن علي بن إبراهيم المفسر القمي (الذي توفي بعد 307)، ولعل فرات أيضاً بقي إلى حدود تلك السنة، وأما الشيخ الصدوق فيروي في كتبه عنه كثيراً إما بواسطة والده أو بواسطة شيخه الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، وكما يروي الهاشي هذا عن فرات كذلك يروي عن والد أبي قيراط جعفر بن محمد (الذي توفي 308) فيقول احتمال أن فرات أيضاً أدرك أوائل المائة ارابعة كوالد أبي قيراط، ونسخه كثيرة في تبريز والكاظمية والنجف الأشرف أوله: (الحمد لله غافر الذنوب، وكاشف الكروب، وعالم الغيوب، والمطلع على

أسرار القلوب)، واعتمد عليه من القدماء بعد الصدوقين الشيخ الحاكم ابو القاسم الحسكاني، فينقل عن هذا التفسير في كتابه (شواهد التنزيل) وينقل عنه غياث بن إبراهيم في تفسيره الذي مر آنفاً وهو من مآخذ كتاب (البحار) قال العلامة المجلسي في أوله: وتفسير فرات وإن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح ولا قدح لكن كون أخباره موافقاً لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطي الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به) " (¬1). وبهذا يظهر قيمة الرجل وقيمة كتابه. وقال السيد الصدر عنه: إنه كان في عصر الإمام الجواد بن الرضا عليه السلام" (¬2). وقال الأورد باري: لم يزل علماؤنا يعون على هذا الكتاب منذ ألف إلى وقتنا الحاضر كما هو ظاهر من تقدم ذكرهم من مترجميه وحسبه ثقة رواية مثل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي والد شيخنا الصدوق عنه، الذي عكف العلماء على العمل بفتاواه في رسالته إلى ولده عنه أعواز النصوص، لأنه لم يثبت فيها إلا عيون ألفاظ رواها عن أئمة الهدى عليهم السلام ثقة منهم بما يرويه. وإن من جملة ما استأثره بالرواية هذا التفسير كما يدلنا عليه كتاب والده رئيس المحدثين الشيخ الصدوق في (الأمالي) وكتاب (أخبار الزهراء) وغيرهما من كتبه عن فرات بوساطة أبيه تارة وعن شيخه الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي تارة أخرى. واعتماد الصدوق عليه بعد والده كما يكشف عنه إكثاره وإصراره على الرواية عنه بأحد الواسطتين من أوضح شواهد الوثاقة وأعظم مرجحات العمل ¬

(¬1) "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" لآغا بزرك الطهراني ج4 ص489، 499 (¬2) "كتاب الشيعة وفنون الإسلام" نقلاً عن ترجمة المؤلف من الكتاب

وعلى مثله المدار في التمييز في الصحيح والسقيم" (¬1). وقال الخوانساري: فرات بن إبراهيم المحدث العميد والمفسر الحميد، صاحب كتاب التفسير الكبير الذي هو بلسان الأخبار، وأكثر أخباره في شأن الأئمة الأطهار عليهم سلام الله الملك الغفار، وهو مذكور في عداد تفسيري العياشي وعلي بن إبراهيم القمي، ويروي عنه في (الوسائل) و (البحار) على سبيل الاعتماد والاعتبار، ذكره المحدث النيسابوري في رجاله بعد ما تركه سائر أصحاب الكتب في الرجال، فقال: له كتاب تفسيره المعروف عن محمد بن أحمد بن علي الهمداني، قال شيخنا المجلسي رحمه الله في كتابه (يحار الأنوار) تفسير فرات وإن لم يتعرض من الأصحاب لمؤلفه بمدح وقدح لكن كون أخياره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة، وحسن الضبط في نقلها ما يعطي الوثوق لمؤلفه وحسن الظن به. وقد روى الصدوق رحمه الله عنه أخباراً بتوسط الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي. وروى عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني" (¬2). فهذا الفرات أيضاً سرد روايات كثيرة تدل دلالة واضحة على أن القرآن محرف ومغير فيه، كما أنه في مقدمة كتابه أورد رواية عن علي بن أبي طالب: "أنزل القرآن أربعة أرباع" (¬3). وبقية الأحاديث تأتي في محلها. وهكذا سليم بن قيس العامري الذي يعدونه من أصحاب علي - رضي الله عنه - أورد روايات في كتابه مثل التي ذكرناها قبل. ¬

(¬1) "تفسير الفرات الكوفي" ص2، 3 (¬2) "روضات الجنات" ج5 ص353، 354 (¬3) انظر مقدمة الكتاب ص1

فهؤلاء محدثو القوم ومفسروهم ورواتهم الأجلة في العصور الأولى لقوا أئمتهم ورووا عنهم بلا واسطة وبواسطة. فكلهم يروون مثل هذه الروايات، ويعتقدون بهذه العقيدة أي عقيدة تحريف القرآن وتغييره وهؤلاء هم عمدة المذهب، وتلك كتبهم عليها مدار عقائد الشيعة، لولاهم ولولاها لما ثبت لهم شيء، ولأجل ذلك قال النوري الطبرسي: اعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتمدة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية" (¬1). ثم خلفهم خلف من المحدثين والمفسرين، كلهم انتهجوا منهجهم وسلكوا مسلكهم، وأوردوا روايات وذكروا أحاديث صريحة في مدلولها، وواضحة في معناها بلغت حد التواتر وزادت عليه، حتى قال السيد نعمت الله الجزائري: إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة، بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً والتصديق بها" (¬2). وقد ذكر رواة هذه الأحاديث والمعتقدين بها وعدهم محدث القوم النوري الطبرسي ي كتابه (فصل الخطاب) واحداً بعد واحد تحت عنوان "المقدمة الثالث في ذكر أقوال علمائنا رضوان الله عليهم أجمعين في تغيير القرآن وعدمه" فيقول: فاعلم أن لهم في ذلك أقوالاً مشهورها اثنان. الأول وقوع التغيير والنقصان فيه وهو مذهب الشيخ الجليل علي بن إبراهيم ¬

(¬1) "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" ص252 (¬2) "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" ص31

القمي شيخ الكليني في تفسيره صرح بذلك في أوله وملأ كتابه من أخباره مع التزامه في أوله بأن لا يذكر فيه إلا مشايخه وثقاته ومذهب تلميذه ثقة الإسلام الكليني رحمه الله على ما نسبه إليه جماعة لنقله الأخبار الكثيرة الصريحة في هذا المعنى في كتاب الحجة خصوصاً في باب النكث والنتف من التنزيل وفي الروضة من غير تعرض لردها أو تأويلها واستظهر المحقق السيد محسن الكاظمي في شرح الوافية مذهبه في الباب الذي عقده في وسماه "باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام" فإن الظاهر من طريقته أنه إنما يعقد الباب لما يرتضيه قلت وهو كما ذكره فإن مذاهب القدماء تعلم غالباً من عناوين أبوابهم، وبه صرح أيضاً العلامة المجلسي في مرآة العقول، وبهذا يعلم مذهب الثقة الجليل محمد بن الحسن الصفار في كتاب البصائر من الباب الذي له أيضاً فيه وعنوانه هكذا "باب في الأئمة عليهم السلام أن عندهم لجميع القرآن الذي أنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وهو أصرح في الدلالة مما في الكافي ومن باب "أن الأئمة عليهم السلام محدثون" وهذا المذهب صريح الثقة محمد بن إبراهيم النعمان تلميذ الكليني صاحب كتاب الغيبة المشهور في تفسيره الصغير الذي اقتصر فيه على ذكر أنواع الآيات وأقسامها وهو بمنزلة الشرح لمقدمة تفسير علي إبراهيم، وصريح الثقة الجليل سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه كما في المجلد التاسع عشر من البحار، فإنه عقد فيه باباً ترجمته باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله عز وجل مما رواه مشائخنا رحمة الله عليهم من العلماء من آل محمد عليهم السلام" ثم ساق مرسلاً أخباراً كثيرة تأتي في الدليل الثاني عشر فلاحظ، وصرح السيد علي بن أحمد الكوفي في كتاب بدع المحدثة وقد نقلنا سابقاً عنه ما ذكره فيه في هذا المعنى، وذكر أيضاً في جملة بدع عثمان ما لفظه "وقد أجمع أهل النقل والآثار من الخاص والعام أن هذا الذي في أيدي الناس من القرآن ليس هذا القرآن كله، وإنه ذهب من القرآن ما ليس هو في أيدي

الناس، وهو أيضاً ظاهر أجلة المفسرين وأئمتهم الشيخ الجليل محمد بن مسعود العياشي، والشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي، والثقة النقد محمد بن العباس الماهيار فقد ملئوا تفاسيرهم عن الأخبار الصريحة في هذا المعنى كما يأتي ذكرها، بل روى الأول في أول كتابه أخباراً عامة صريحة فيه، فنسبة هذا القول إليهم كنسبته إلى علي بن إبراهيم، بل صرح بنسبته إلى العياشي جماعة كثيرة، وممن صرح بهذا القول ونصره الشيخ الأعظم محمد بن محمد بن النعمان المفيد فقال في المسائل السرورية على ما نقله العلامة المجلسي في مرآة العقول، والمحدث البحراني في الدرر النجفية ما لفظه "إن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء آخر من كلام البشر وهو جمهور المنزل والباقي مما أنزله الله تعالى قرآناً عند المستحفظ للشريعة، المستودع للأحكام لم يضيع منه شيء وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك. منها قصوره عن معرفة بعضه. منها ما شك فيه. ومنها ما تعمد إخراجه، وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخر، وألفه بحسب ما وجب من تأليفه فقدم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ووضع كل شيء منه في موضعه ولذا قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: أما والله لو قرء القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا وقال عليهم السلام: نزل القرآن أربعة أرباع، ربع فينا وربع في أعدائنا، وربع قصص وأمثال، وربع قضايا وأحكام، ولنا أهل البيت فضائل القرآن" ثم قال: غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم قد أمروا بقرائة ما بين الدفتين وأن لا نتعداه إلى زيادة فيه ولا إلى نقصان منه إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيقرأ الناس على ما أنزل الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام وإنما نهونا عن قرائة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف

لأنها لم تأت على التواتر وإنما جاء بها الأخبار والواحد قد يغلطه فيما ينقله ولأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرر بنفسه من أهل الخلاف وأغرى به الجبارين وعرض نفسه للهلاك فمنعونا من قراءة القرآن بخلاف ما أثبت بين الدفتين" انتهى وقال في موضع من كتاب المقالات: واتفقوا أي الإمامية على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال في موضع آخر: فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم ير فرقاً فيما ذكرناه وعد النجاشي من كتبه "كتاب البيان في تأليف القرآن" والظاهر أنه مقصور على إثبات هذا المطلب والله العالم، ويأتي إن شاء الله ما رواه في إرشاده من الأخبار الصريحة في وقوع التغيير فيه، نعم مال في موضع من الكتاب المذكور بعد ما صرح بورود الأخبار المستفيضة باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان وأنه ليس أن يدعي عدم النقصان فيه حجة يعتمد عليها إلى تأويل تلك الأخبار، وإن المراد منها أنه حذف من مصحف أمير المؤمنين عليه السلام ما كان من التأويل والتفسير، وهذا مناف لبعض وجوه النقص التي ذكرها في المسائل السرورية، ثم إنه رحمه الله نسب بعد ذلك القول بالنقصان من نفس الآيات حقيقة بل زيادة كلمة أو كلمتين مما لا يبلغ حد الإعجاز إلى بني نوبخت رحمهم الله وجماعة من متكلمي عصابة الشيعة، وأعيانهم مذكورون في كتب الرجال، وقد التزم في هذه الكتب بنقل أقوالهم. منهم شيخ المتكلمين ومتقدم النوبختيين أبو سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت صاحب الكتب الكثيرة التي منها كتاب التنبيه في الإمامة قد ينقل عنه صاحب صراط المستقيم. وابن أخته الشيخ المتكلم الفيلسوف

أبو محمد حسن بن موسى صاحب التصانيف الجيدة منها كتاب الفرق والديانات وعندنا منه نسخة، والشيخ الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت صاحب كتاب الياقوت الذي شرحه العلامة ووصفه في أوله بقوله: شيخنا الأقدم وإمامنا الأعظم. ومنهم إسحاق الكاتب الذي شاهد الحجة عجل الله فرجه، ورئيس هذه الطائفة الشيخ الذي ربما قيل بعصمته أبو القاسم حسين بن روح بن أبي بحر النوبختي السفير الثالث بين الشيعة والحجة صلوات الله عليه، وممن يظهر منه القول بالتحريف العالم الفاضل المتكلم حاجب بن الليث بن السراج كذا وصفه في رياض العلماء، وهو الذي سأل عن المفيد المسائل المعروفة قال في بعض كلماته ورأينا الناس بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا اختلافاً عظيماً في فروع الدين وبعض أصوله حتى لم يتفقوا على شيء منه وحرفوا الكتاب وجمع كل واحد منهم مصحفاً زعم أنه الحق إلى آخر ما تقدم، وممن ذهب إلى هذا القول الشيخ الثقة الجليل الأقدم فضل بن شاذان في مواضع من كتاب الإيضاح. وممن ذهب إليه من القدماء الشيخ الجليل محمد بن الحسن الشيباني صاحب تفسير "نهج البيان عن كشف معاني القرآن" في مقدماته ويظهر من تراجم الرواة أيضاً شيوع هذا المذهب حتى أفرد له بالتصنيف جماعة. فمنهم الشيخ الثقة أحمد بن محمد بن خالد البرقي صاحب كتاب المحاسن المشتمل على كتب كثيرة، وعد الشيخ الطوسي في الفهرست والنجاشي من كتبه "كتاب التحريف". ومنهم والده الثقة محمد بن خالد عد النجاشي من كتبه "كتاب التنزيل والتغيير". ومنهم الشيخ الثقة الذي لم يعثر له على زلة في الحديث كما ذكروا علي بن الحسن بن فضال، عد من كتبه "كتاب التنزيل من القرآن والتحريف".

ومنهم محمد بن الحسن الصيرني، في الفهرست له "كتاب التحريف والتبديل. ومنهم أحمد بن محمد بن سيار، عد الشيخ والنجاشي من كتبه "كتاب القرآن" وقد نقل عنه ابن ماهيار الثقة في تفسيره كثيراً وكذا الشيخ حسن بن سليمان الحلي تلميذ الشهيد في مختصر البصاير وسماه "التنزيل والتحريف" ونقل عنه الأستاذ الأكبر في حاشية المدارك في بحث القراءة وعندنا منه نسخة. ومنهم الثقة الجليل محمد بن العباس بن علي بن مروان الماهيار المعروف بابن الحجام صاحب التفسير المعروف المقصور على ذكر ما نزل في أهل البيت عليهم السلام ذكروا أنه لم يصنف في أصحابنا مثله، وأنه ألف ورقة، وفي الفهرست له "كتاب قراءة أمير المؤمنين عليه السلام" وكتاب "قراءة أهل البيت عليهم السلام" وقد أكثر من نقل أخبار التحريف في كتابه كما يأتي: ومنهم أبو طاهر عبد الواحد بن عمر القمي. ذكر ابن شهر آشوب في معالم العلماء أن له كتاباً "في قراءة أمير المؤمنين عليه السلام وحروفه" والحرف في الأخبار وكلمات القدماء يطلق على الكلمة كقول الباقر والصادق عليهما السلام في تبديل كلمة آل محمد بآل عمران حرف مكان حرف، وعلى الآية كقول بعض الصحابة في سورة أنى أحفظ منها حرفاً أو حرفين يا أيها الذين آمنوا إلى آخر الآية ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام والله ما حرف نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا وأنا أعرف فيمن نزل وفي أي موضع نزل، وعلى الحروف الهجائية وهي كثيرة، وعلى الأعم من الأول والأخير كقول أبي جعفر عليه السلام ولم يزد فيه أي في القرآن إلا حروف أخطأت به الكتاب، وله إطلاقات آخر لا ربط لها بالمقام. ومنهم صاحب كتاب تفسير القرآن وتأويله وتنزيله وناسخه ومنسوخاً محكمه ومتشابهه وزيادات حروفه وفضائله وثوابه روايات الثقات عن الصادقين من آل رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين، كذا في سعد السعود للسيد الجليل علي بن طاؤس ره.

ومنهم صاحب كتاب ذكر السيد في الكتاب المذكور أنه مكتوب فيه مقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد وزيد ابني علي بن الحسين وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر صلوات الله عليهم ونقل عنهم حديثاً يأتي في سورة آل عمران. ومنهم صاحب كتاب الرد على أهل التبديل ذكره ابن شهر آشوب في مناقبه كما في البحار ونقل عنه بعض الأخبار الدالة على أن مراده من أهل التبديل هو العامة وغرضه من الرد هو الطعن عليهم به لأن السبب فيه إعراض أسلافهم عن حافظه وواعيه" (¬1). "فارجع البصر هل ترى من فتور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير" (¬2). فأولئك هم أعيان الشيعة وأساطينها، وهذه هي كتبهم أعدها وأعدهم الطبرسي واحداً بعد واحد. وزاد على تلك الأسماء السيد طيب موسوي الجزائري في مقدمته على تفسير القمي تحت عنوان "تحريف القرآن" السيد نعمت الله الجزائري والحر العاملي والعلامة الفتوني والسيد البحراني (¬3) وقال بعد ذلك إن هؤلاء: ¬

(¬1) "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" ص26 إلى ص31 ط إيران 1298هـ‍ (¬2) سورة الملك الآية3، 4 (¬3) هل يستطيع الصافي أو واحد ممن يؤيده ويسانده أن يثبت واحداً من السنة صرح باسمه أنه كان يعتقد التحريف في القرآن ويستدل من الأحاديث أو الروايات المزعومة التي تنسبها الشيعة إلى السنة؟ وأعيد القول هل أحد من الشيعة يستطيع أن يثبت عن السنة مثل ما أثبتناه عن الشيعة ويذكر أسمائهم وبالألفاظ الصريحة أنهم يعتقدون التحريف في القرآن، وأما ذكر الصافي (الفرقان) الذي ألفه أحد الملاحدة في مصر سنة 1948م فلا يلزم به أهل السنة؟ لأننا نعد كل من يقول مثل هذا القول كافراً، خارجاً عن الملة الحنيفية البيضاء، جاحداً قول الله عز وجل: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". وقول الله عز وجل: "ذلك الكتاب لا ريب فيه"، ولذلك قام أهل السنة بمصر بالاحتجاج ضد هذا الكتاب، وطلبوا مصادرته بعد ما بينوا بالدلائل والبراهين أوجه البطلان والفساد، فاستجابت الحكومة السنية في مصر آنذاك هذا الطلب وصادر الكتاب، وهذا هو موقف السنة من القرآن ومن يخالفه ويعارضه ويقول فيه ما يهويه ويشتهيه. فالعدل العدل! أليس منكم رجل رشيد؟ فنحن لسنا بمنافقين، وليس من عقائدنا النفاق حتى نسمي رجلاً يعتقد التحريف في القرآن مفسراً ومحدثاً وفقيهاً وإماماً، ثم ننكر لخداع الآخرين ما يعتقده ويتبناه. فنحن الصرحاء لا نقول لمن يخالف نصوص القرآن عالماً وفاضلاً، فضلاً عن المحدث والفقيه و. . . و. . . وهلا سميت أيها الصافي واحداً ممن ينتسب إلى العلم من السنة الذي يثني على من ألف (الفرقان) الذي زعمته؟ أو يسميه عالماً، وحتى عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية، الذي نقلت كلامه لم يسم كاتب (الفرقان) باسم العالم والفاضل، بل ذكره كالمجاهيل والمجانين. أو بمثل هذه الأشياء الواهية تستند وتستدل على السنة؟ وتجيب على قادتك ومحدثيك ومفسريك وأئمتك؟. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون (سورة يونس آية 35)

"قد تمسكوا في إثبات مذهبهم بالآيات (¬1) والروايات التي لا يمكن الإغماض عنها" (¬2). ولا يستطيع أحد في العالم الشيعي أن يثبت أن واحداً من أئمتهم، وعلمائهم، ومحدثيهم، ومفسريهم، ورواتهم اعتقد غير هذا الاعتقاد فضلاً عن ادعاء وجود الروايات المتواترة (¬3) الناطقة بعدم التغيير والتحريف في القرآن الموجود بأيدي الناس بين الدفتين في القرون الثلاثة الأولى. فهل من مجيب؟. ¬

(¬1) أو بعد هذا مجال لقائل أن الشيعة يؤمنون بالموجود ولا يعتقدون تحريفه وتغييره ولا يقول به أحد؟ كما ادعى السيد لطف الله الصافي في كتابه (صوت الحق) والمغنية في (الشيعة في الميزان) وغيرهما في غيرهما (¬2) مقدمة "تفسير القمي" للسيد موسوي ص23، 24 ط مطبعة النجف (¬3) كما تخيلها السيد لطف الله الصافي في (صوت الحق) صفحة 27

الباب الثاني عقيدة الشيعة في الدور الثاني من القرآن

الباب الثاني عقيدة الشيعة في الدور الثاني من القرآن نحن ذكرنا فيما مر أن الشيعة كانوا يعتقدون التحريف في القرآن في الدور الأول بما فيهم أئمة مذهبهم، وواضعوا شرعتهم حسب مروياتهم، ولم يثبت عن واحد منهم أنه كان يعتقد خلاف ذلك، لأنه بعد ما أسسوا مذهباً خاصاً بهم جعلوا من أصله وأساسه الإمامة والولاية، وقالوا: إن الإسلام بني على خمس: الصلاة والزكاة الصوم والحج والولاية، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير" (¬1). وقال البحراني نقلاً عن تفسير الإمام أنه قال: إن تمام الإسلام باعتقاد ولاية علي عليه السلام، ولا ينفع الإقرار بالنبوة مع جحد إمامة علي كما لا ينفع الإقرار بالتوحيد من جحد بالنبوة" (¬2). وكذب على علي - رضي الله عنه - أنه قال: من لم يقر بولايتي لم ينفعه الإقرار بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - " (¬3). ونقل عن محمد بن الحسن الصفار في بصائره عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

(¬1) الكافي في الأصول" كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الإسلام ج2 ص18، وللتفصيل راجع كتابنا "الشيعة والسنة" باب الشيعة والقرآن (¬2) "البرهان" مقدمة ص24 (¬3) "البرهان" مقدمة ص24

ما بعث الله نبياً إلا وقد دعاه إلى ولايتك - أي علي - طائعاً أو كارهاً" (¬1). فوجدوا أن الولاية والوصاية والإمامة التي اختلقوها واصطنعوها، ليس لها وجود في القرآن البتة، فكيف يثبتونها وقد وجد ذكر غير الأهم منها - حسب زعمهم - في القرآن بالتكرار والإصرار. فالتجئوا لدفع هذا الإيراد إلى القول بأن القرآن قد غير ونقص منه أشياء. ولقد غيره وحذف منه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامة، وخلفاؤه ونوابه الذين خلفوه ونابوا عنه لقيادة هذه الأمة المجيدة المرحومة خاصة، لدفع علي وأهل بيته عن حقهم، ولايتهم وإمامتهم، فأسقطوا من القرآن كل ما كان يدل على إمامته ووصايتهم، وخلافتهم ونيابتهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حسب زعمهم كما رووا عن الطبرسي من كتابه (الاحتجاج) أن زنديقاً جاء إلى علي - رضي الله عنه - وقال له: لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم: - ثم طرح عليه أسئلة فأجابه بقوله -: إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى، وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين، واعتاضوا الدنيا من الدين وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله: {الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً} وبقوله: {وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب} وبقوله: {إذ يبيتون ما لا يرضى من القول} بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود باطلهم حسب ما فعلته اليهود والنصارى بعد فقد موسى وعيسى من: تغيير التوراة والإنجيل، وتحريف الكلم عن مواضعه، وبقوله: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواهه ويأبى الله إلا أن يتم ¬

(¬1) "البرهان" مقدمة ص25

نوره ولو كره المشركون} يعني: أنهم أثبتوا في الكتاب ما لم يقله الله ليلبسوا على الخليفة فأعمى الله قلوبهم حتى تركوا فيه ما دلّ على ما أحدثوه فيه، وبيّن عن إفكهم، وتلبيسهم، وكتمان ما عملوه منه، ولذلك قال لهم: لم تلبسون الحق بالباطل"، وضرب مثلهم بقوله: {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين أثبتوه في القرآن، فهو يضمحل، ويبطل ويتلاشى عند التحصيل، والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، والقلوب تقبله، والأرض في هذا الموضع فهي: محل العلم وقراره. وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين، ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب، لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل والكفر، والملل المنحرفة عن قبلتنا، وإبطال هذا العالم الظاهر الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الإيتمار لهم، والرضا بهم، ولأن أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عدداً من أهل الحق، فلأن الصبر على ولاة الأمر مفروض لقول الله عز وجل لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} وإيجابه مثل ذلك على أوليائه، وأهل طاعته بقوله: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} فحسبك من الجواب عن هذا الموضع ما سمعت، فإن شريعة التقية تحظر التصريح بأكثر منه (¬1). و"إنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره، وغير أنبيائه وحججه في أرضه. لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدلون، من إسقاط أسماء حججه منه. وتلبيسهم ذلك على الأمة ليعينوهم على باطلهم، فإثبت به الرموز، وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها، من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه وجعل أهل الكتاب المقيمين به، والعالمين بظاهره وباطنه من: ¬

(¬1) "الاحتجاج" للطبرسي ج1 ص370، 371 ط النجف

{شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها}، أي: يظهر مثل هذا العلم لمحتمله في الوقت بعد الوقت، وجعل أعدائها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره، ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها، لأسقطوها ما أسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه وماضٍ حكمه بإيجاب الحجة على خلقه، كما قال الله تعالى: فلله الحجة البالغة" أغشى أبصارهم، وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك، فتركوا بحاله، وحجبوا عن تأكيد الملتبس بإبطاله، فالسعداء ينتبهون عليه، والأشقياء يعمون عنه، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور. ثم إن الله جل ذكره لسعة رحمته، ورأفته بخلقه، وعلمه بما يحدثه المبدلون من تغيير كتابه، قسم كلامه ثلاثة أقسام، فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل وقسماً، لا يعرفه إلا من صفي ذهنه، ولطف حسه، وصح تميزه، ممن شرح الله صدره للإسلام، وقسماً، لا يعرفه إلا الله، وإمناؤه، والراسخون في العلم، وإنما فعل الله ذلك لئلا يدعي أهل الباطل من المتسولين على ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من علم الكتاب ما لم يجعل الله لهم، وليقودهم الاضطرار إلى الإيتمار لمن ولاه أمره فاستكبروا عن طاعته، تعزراً وافتراء على الله عز وجل، واغتراراً بكثرة من ظاهرهم، وعاونهم، وعاند الله عز وجل ورسوله. فأما ما علمه الجاهل والعالم، فمن فضل رسول الله في كتاب الله، فهو قول الله عز وجل: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقوله: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} ولهذه الآية ظاهر وباطن فالظاهر قوله: "صلوا عليه" والباطن قوله: "وسلموا تسليماً" أي سلموا لمن وصاه واستخلفه، وفضله عليكم، وما عهد به إليه تسليماً، وهذا مما أخبرتك: نه لا يعلم تأويله إلا من لطف حسه، وصفي ذهنه، وصح تمييزه،

وكذلك قوله: سلام على آل ياسين" لأن الله سمى به النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: {ياسين والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين} لعلمه بأنهم يسقطون قوله الله: سلام على آل محمد كما أسقطوا غيره، وما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتألفهم، ويقربهم، ويجلسهم عن يمينه وشماله، حتى أذن الله عز وجل في إبعادهم بقوله: {واهجرهم هجراً جميلاً} وبقوله: {فما للذين كفروا قبلك مهطعين * عن اليمين وعن الشمال عزين * أيطمع كل امرء منهم أن يدخل جنة نعيم * كلا إنا خلقناهم مما يعلمون} وكذلك قول الله عز وجل: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} ولم يسم بأسمائهم. وأسماء آبائهم وأمهاتهم. وأما قوله: {كل شيء هالك إلا وجهه} أنزلت كل شيء هالك إلا دينه، لأنه من المحال أن يهلك منه كل شيء ويبقى الوجه، هو أجل وأكر وأعظم من ذلك، إنما يهلك من ليس منه، ألا ترى أنه قال: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} ففصل بين خلقه ووجهه. وأما ظهورك على تناكر قوله {فإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء. ولا كل النساء أيتام، فهو: مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن، وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن، وهذا وما أشبهه مما ظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل النظر والتأمل، ووجد المعطلون وأهل الملل المخالفة للإسلام مساغاً إلى القدح في القرآن، ولو شرحت لك كلما أسقط وحرف وبدل مما يجري هذا المجرى لطال، وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناب الأولياء، ومثالب الأعداء" (¬1). و"أما ما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبي - صلى الله عليه وسلم -، والإرزاء به، والتأنيب له، مع ما أظهره الله تعالى في كتابه من تفضيله إياه على ¬

(¬1) "الاحتجاج" ج1 ص376، 377، 378

سائر أنبيائه. فإن الله عز وجل جعل لكل نبي عدواً من المشركين. كما قال في كتابه، وبحسب جلالة منزلة نبيناً - صلى الله عليه وسلم -، كذلك عظم محنته لعدوه الذي عاد منه في شقاقه ونفاقه كل أذى ومشقة لدفع نبوته، وتكذيبه إياه، وسعيه في مكارهه، وقصده لنقض كل ما أبرمه، واجتهاده ومن والاه على كفره، وعناده، ونفاقه، وإلحاده في إبطال دعواه، وتغيير ملته، ومخالفته سنته، ولم ير شيئاً أبلغ في تمام كيده من تنفيرهم عن موالاة وصيه، وإيحاشهم منه، وصدهم عنه، وإغرائهم بعداوته، والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به، وإسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل، وكفر ذوي الكفر، منه وممن وافقه على ظلمه، وبغيه، وشركه، ولقد علم الله ذلك منهم فقال: {إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا} وقال: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ولقد أحضروا الكتاب كملاً مشتملاً على التأويل، والتنزيل، والمحكم، والمتشابه، والناسخ، والمنسوخ، لم يسقط منه: حرف ألف ولا لام: فلما وقفوا على ما بينه الله من: أسماء أهل الحق والباطل، وإن ذلك أن أظهر نقض ما عهدوه قالوا: لا حاجة لنا فيه، نحن مستغنون عنه بما عندنا، وكذلك قال: {فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون}. دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عما لا يعلمون تأويله، إلى جمعه، وتأليفه، وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائهم كفرهم، فصرخ مناديهم: من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به، ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقه على معاداة أولياء الله، فألفه على اختيارهم، وما يدل للمتأمل له على اختلال تمييزهم، وافترائهم، وتركوا منه ما قدروا أنه لهم، وهو عليهم. وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره: وعلم الله أن ذلك يظهر ويبين، فقال: {ذلك مبلغهم من العلم} وانكشف لأهل الاستبصار عوارهم، وافترائهم. والذي بدا في الكتاب من الازدراء على النبي - صلى الله عليه وسلم - من فرقه

الملحدين ولذلك قال: {ويقولون منكراً من القول وزوراً} ويذكر جل ذكره لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله: {أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته} يعني: أنه ما من نبي تمنى مفارقة ما يعانيه من نفاق قومه، وعقوقهم، والانتقال عنهم إلى دار الإقامة، إلا ألقى الشيطان المعرض لعداوته عند فقده في الكتاب الذي أنزل عليه، ذمه، والقدح فيه، والطعن عليه، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين فلا تقبله، ولا تصغي إليه غير قلوب المنافقين، والجاهلين، ويحكم الله آياته بأن: يحمي أوليائه من الضلال والعدوان، ومشايعة أهل الكفر والطغيان، الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالأنعام حتى قال: {بل هم أضل سبيلاً} (¬1). وكما رووا رواية التي ذكرناها عن العياشي عن جعفر أنه قال: لو قرء القرآن كما أنزل لألفينا فيه مسمين" (¬2). ولقد صرح بذلك البحراني في مقدمة تفسيره بقوله: اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه ولهذا كما قد ورد صريحاً في حديث سنذكره لما أن كان الله عز وجل قد سبق في علمه الكامل صدور تلك الأفعال ¬

(¬1) "الاحتجاج" للطبرسي ص382، 383، 384 (¬2) "العياشي" ج1 ص13

الشنيعة من المفسدين في الدين وأنهم بحث كلما اطلعوا على تصريح بما يضرهم ويزيد في شأن علي عليه السلام وذريته الطاهرين حاولوا إسقاط ذلك رأساً أو تغييره محرفين وكان من مشيته الكاملة ومن الطاقة الشاملة محافظة أوامر الإمامة والولاية ومحارسة مظاهر فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - والأئمة بحيث تسلم عن تغيير أهل التضييع والتحريف ويبقى لأهل الحق مفادها مع بقاء التكليف لم يكتف بما كان مصرحاً به منها في كتابه الشريف، بل جعل جل بيانها بحسب البطون وعلى نهج التأويل وفي ضمن بيان ما تدل عليه ظواهر التنزيل، وأشار إلى جمل من برهانها بطريق التجوز والتعرض والتعبير عنها بالرموز والتورية وسائر ما هو من هذا القبيل حتى تتم حججه على الخلائق جميعاً ولو بعد إسقاط المسقطين ما يدل عليها صريحاً بأحسن وجه وأجمل سبيل" (¬1). وأكثر من ذلك أنه قال في مقام آخر بعد نقل هذه العقيدة من كبار القوم وذكر أسمائهم: "وعندي في وضوح صحة هذا القول (أي القول بتحريف القرآن وتغييره) بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع (¬2) ¬

(¬1) "البرهان" مقدمة، تحت عنوان "المقدمة الثانية في بيان ما يوضح وقوع بعض تغيير في القرآن، وإنه السر في جعل الإرشاد إلى أمر الولاية والإمامة والإشارة إلى فضائل أهل البيت وفرض طاعة الأئمة بحسب بطن القرآن وتأويله والإشعار بذلك على سبيل التجوز والرموز والتعريض في ظاهر القرآن وتنزيله" ص36 (¬2) فماذا يقول السيد الصافي -"العالم الشيعي الجليل"- على هذا؟ فمن الصادق ومن الكاذب؟ نحن الذين لم نقل عن الشيعة إلا ما قاله الشيعة أنفسهم عنهم. أم الصافي، وصاحب نقاب س - خ -. ومغنية، وعبد الحسين، والسيد محسن الأمين، الذين لم ينكروا هذه العقيدة إلا تقية وخداعاً للمسلمين؟ ثم ومع التصريحات من محدثي الشيعة ومفسريهم وأئمتهم كيف يجترئ السيد لطف الله الصافي أن يقول: أنا أطلب من الجميع أن يجولوا في البلاد الشيعية في إيران، والعراق وسوريا، ولبنان واليمن، والبحرين، والكويت، وسائر إمارات الخليج، والهند وباكستان، والقطيف والإحساء، وأفغانستان، وسائر البلاد الإسلامية، ويسألوا ويفحصوا عن الشيعة، وعن شأن القرآن المجيد الموجود بين الدفتين عندهم، وعند جميع المسلمين، وعقيدتهم فيه، وعن كيفية معاملتهم له حتى يعرفوا عقيدة الشيعة في القرآن الكريم، وتقديسهم، وتعظيمهم له. ولو أتى إحسان إلهي ظهير المتخرج من جامعة المدينة المنورة، بأضعاف ما أتى به من الأحاديث الضعاف، والمتشابهات مع تعمده كتم الأحاديث الصحيحة المتواترة في جوامع حديث الشيعة، وكتبهم المعتبرة المصرحة بأن الكتاب الذي نزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - هو هذا الكتاب الموجود المطبوع المنتشر في أقطار الأرض يكذبه هذا الفحص، والتجوال. ولو بالغ في نسبة التحريف إلى الشيعة فإن كتبهم، وتصريحاتهم المؤكدة تكذبه وتدفعه كما أن احتجاجهم بالقرآن في مختلف العلوم، والمسائل الإسلامية في الأصول والفروع، واستدلالهم بكل آية آية، وكلمة كلمة منه، واعتبارهم القرآن أول الحجج وأقوى الأدلة يظهر بطلان كل ما افتراه. فيا علماء باكستان، ويا أساتذة جامعة المدينة المنورة ما الذي يريده إحسان إلهي ظهير، وموزع كتابه الشيخ محسن العباد نائب رئيس الجامعة من تسجيل القول بتحريف القرآن، على طائفة من المسلمين يزيد عدد نفوس أبنائهم عن مئة مليون نسمة، وفيهم من أعلام الفكر، والعلماء العباقرة، أقطاب تفتخر بهم العلوم الإسلامية. وما فائدة الإصرار على ذلك إلا جعل الكتاب الكريم في معرض الشك والارتياب؟ ولماذا ينكران على الشيعة خواصهم، وعوامتهم، وسوقتهم قولهم الأكيد بصيانته من التحريف. ولماذا يتركان الأحاديث الصحيحة المتواترة المروية بطرف الشيعة عن أئمة أهل البيت المصرحة بأن القرآن مصون بحفظ الله تعالى عن التحريف؟ " (صوت الحق للطف الله الصافي ص28، 29، 30). فمعذرة أيها القراء عن نقل هذه العبارة الطويلة الخالية من الدليل والبرهان، ومن العقل والحجى، التي لم أنقلها إلا لبيان إصرار القوم في غلوائهم وتماديهم في أكاذيبهم وخداعهم للسذج من المسلمين. ولأول مرة أدعو السيد الصافي ومن يؤيده ويسانده، ويتبعه ويصححه: إن قلتم ما قلتم ولم يكن عندكم الخبر والعلم بعقيدة الشيعة الأصلية وكتبهم وعباراتهم وأحاديثهم ورواياتهم المستفيضة المتواترة في تحريف القرآن، وقولهم إن هذا لمن لوازم مذهب الشيعة وضروريات معتقدهم، فارجعوا إلى الحق والصواب وتوبوا إلى الله توبة نصوحاً، وتبرؤوا من هذا الدين الشائن، الذي تقشعر جلودكم، وتخجل ضمائركم، وتذهل وتذوب قلوبكم عند ذكره وحقيقته. توبوا إلى الله وتبرؤوا منه قبل أن يأتي يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، واتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة، ولا تأخذكم العزة بالإثم. فارجعوا إلى الله وإلى كتابه المنزل المحفوظ. فنكون خدمكم ومحبيكم، المخلصين لكم. وإن كنتم عارفين عالمين، فاتركوا الجبن والنفاق والخديعة والعذر، واصرحوا بالحق، واجهروا بالقول كما جهر به النوري الطبرسي، والبحراني، والجزائري، والمجلسي، وغيرهم من المتأخرين، والقمي، والكليني، والصفار، والعياشي، والعامري، والطبرسي، وغيرهم من المتقدمين. أيهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم. فهل يسمح لي القراء أن أتمثل ههنا بقول شاعر عربي قديم: وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول

وإنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة فتدبر" (¬1). فهذا هو السبب والمحرض الذي جعلهم يقولون بذاك القول الباطل، ولكنهم لم يدركوا أنهم بإظهار هذه العقيدة أظهروا ما كانوا يريدون كتمانه من ¬

(¬1) "البرهان" مقدمة ص49 الفصل الرابع

التظاهر بالإسلام. والتغلف بغلاف التقية، والتنقب بنقاب الخديعة لإضلال المسلمين بلبس ملابسهم. والصلاة بصلاتهم، والتوجه إلى قبلتهم، وأكل ذبيحتهم حيث انفصلوا عنهم انفصالاً كاملاً لإنكارهم ذلك الكتاب الإلهي السماوي الذي به اهتدى من اهتدى، وبنوره تنور من آمن به وتعليماته، إرشاداته وتوجيهاته، استقام من اعتصم به وتمسك، والرسول العظيم صلوات الله وسلامه عليه لم يكن مبلغاً إلا إياه. ولم يكن تالياً إلا آياته، ولم يكن معلماً إلا حكمه ومواعظه ولا مبيناً إلا أسراره وغوامضه. فمن أنكر هذا فبأي شيء آمن؟ وسهل على المسلمين معرفة القوم وحقيقتهم، فاضطرب عليهم أمرهم واجتمع عمداؤهم وكبراؤهم ففكروا وتدبروا كثيراً حتى يخفوا ما ظهر ويكتموا ما بدا وصدر فلبسوا لباس الخداع والتقية مرة أخرى، وأظهروا ما لم يكونوا يعتقدون لخداع المسلمين وعشهم. فأول من برز في الشيعة بالقول المخالف لهذه العقيدة العتيقة، الراسخة الثابتة كان ابن بابويه القمي أستاذ الفقيه "المفيد" الذي لقبوه بالصدوق المتوفى سنة 381هـ‍لا سابق له في القوم كما أنه نفسه لم يستند لقوله إلى مستند شيعي ثابت من رواية مروية من واحد من الأئمة الاثنى عشر عكس مخالفيه. حيث أنهم لم يؤسسوا مذهبهم وعقيدتهم في القرآن إلا على الروايات التي تواترت وبلغت أكثر من ألفين رواية كما ذكرنا سابقاً من السيد نعمت الله الجزائري، وكما حاسبناها وعددناها أنفسنا من كتب القوم. فانظر إليه ماذا يقول: اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربعة عشر سورة، وعندنا أن "الضحى" و"ألم نشرح" سورة واحدة و"لإيلاف" و"ألم تر كيف" سورة واحدة، ومن نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب. وما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن،

وثواب من ختم القرآن كله، وجواز قراءة سورتين في ركعة، والنهي عن القران بين سورتين في ركعة فريضة تصديق لما قلناه في أمر القرآن، وأن مبلغه ما في أيدي الناس. وكذلك ما روي في النهي عن قراءة القرآن كله في ليلة واحدة، وأنه لا يجوز أن يختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام تصديق لما قلنا أيضاً" (¬1). وتبعه في ذلك السيد المرتضى مؤلف نهج البلاغة ومرتبه المتوفى سنة 436هـ‍كما ذكر أبو علي الطبرسي في مقدمة تفسيره (مجمع البيان) تحت الفن الخامس: "ومن ذلك الكلام في نقصان القرآن وزيادته فإنه لا يليق بالتفسير، فأما الزيادة فيه فمجمع على بطلانه، وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييراً ونقصاناً. والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه، واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات، وذكر في مواضع أن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان، والحوادث الكبار، والوقائع العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة فإن العناية اشتدت، والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حد لم يبلغه فيما ذكرناه، لأن القرآن معجزة النبوة، ومأخذ العلوم الشرعية، والأحكام الدينية وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيراً أو منقوصاً مع العناية الصادقة والضبط الشديد. وقال أيضاً قدس الله روحه: إن العلم بتفسير القرآن وأبعاضه في صحة نقله كالعلم بحملته. وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ككتاب سيبويه والمزني. فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلهما ما يعلمونه من جملتهما حتى لو أن مدخلاً أدخل في كتاب سيبويه باباً في النحو ليس من الكتاب لعرف، وميز، وعلم أنه ¬

(¬1) "الاعتقادات" لابن بابويه القمي ط إيران 1224هـ‍

ملحق، وليس من أصل الكتاب، وكذلك القول في كتاب المزني: ومعلوم أن العناية بنقل القرآن وظبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء. وذكر أيضا (- رضي الله عنه -) أن القرآن كان على عهد رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له، وإنه كان يعرض على النبي (- صلى الله عليه وسلم -) ويتلى عليه. وإن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي (- صلى الله عليه وسلم -) عدة ختمات، وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتباً غير مبتور ولا مبثوث. وكر أن من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم" (¬1). وثالثهم أبو جعفر الطوسي تلميذ السيد المرتضى والشيخ المفيد المتوفى سنة 460هـ‍فقد قال في تبيانه: وأما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به أيضاً، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذي نصره المرتضى ره، وهو الظاهر في الروايات - إلى أن قال - ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته، والتمسك بما فيه، ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه، وعرضها عليه، فما وافقه عمل عليه، وما خالفه تجنب، ولم يلتفت إليه، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رواية لا يدفعها أحد أنه قال: إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر لأنه لا يجوز أن يأمرنا بالتمسك بما لا ¬

(¬1) "مجمع البيان" لأبي علي الطبرسي ج1، مقدمة ص15 ط دار إحياء التراث العربي بيروت، لبنان

يقدر على التمسك به، كما أن أهل البيت ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت، وإذا كان الموجود بيننا مجمعاً على صحته فينبغي أن نتشاغل بتفسيره، وبيان معانيه، وترك ما سواه" (¬1). فهؤلاء الثلاثة الذين أظهروا الإنكار من التحريف في القرآن الكريم الموجود بأيدي الناس، لا رابع لهم طوال القرون الخمسة الأولى كما صرح بذلك علماء الشيعة ومحققوها، وكما ذكر محدث القوم وشيخ مشائخهم (¬2) النوري الطبرسي حيث يذكر مذهبين للقوم، فيقول بعد ذكر القائلين بالتحريف في القرآن وتغييره وذكر مقالاتهم: "الثاني: عدم وقوع النقص والتغيير فيه، وإن جميع ما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الموجود بأيدي الناس فيما بين الدفتين، وإليه ذهب الصدوق في عقائده، والسيد المرتضى، وشيخ الطائفة في (التبيان)، ولم يعرف من القدماء موافق لهم" (¬3). ورابعهم الذي أخذ بقولهم، وانتهج منهجهم، وسلك مسلكهم لإظهار هذا القول هو الذي جاء بعدهم بقرن أبو علي الطبرسي صاحب تفسير (مجمع البيان) المتوفى سنة 548هـ‍. فهؤلاء هم الأربعة في الدور الثاني. يعني لا وجود لهذا القول إلى منتصف القرن الرابع في الدور الأول، حيث أن أئمة القوم كلهم، ورواتهم المتقدمين، ومحدثيهم، ومفسريهم المعتمدين ¬

(¬1) "التبيان" ج1 ص3 ط النجف (¬2) كما يذكره بهذا اللقب محدثوا القوم، وفقهاؤهم، كتابهم، ورجاليوهم - انظر لذلك "الكنى والألقاب" للقمي، و"الذريعة" للطهراني (¬3) "فصل الخطاب" ص32

الموثوقين لم يقولوا، ولم يصرحوا إلا بعكس ذلك - حسب مرويات القوم ومزعوماتهم -. وأما في الدور الثاني أي بعد منتصف القرن الرابع إلى القرن السادس في القرنين كلها صدر هذا القول أول مرة في الشيعة من هؤلاء الأربعة لا خامس لهم كما تتبعنا كتب القوم من الحديث والتفسير والاعتقادات، وبذلك قال النوري الطبرسي بعد ذكر الثلاثة الأول: ومن صرح بهذا القول الشيخ أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان) -إلى أن قال-: وإلى طبقته لم يعرف الخلاف صريحاً إلا من هؤلاء المشايخ الأربعة" (¬1). وهذا مع أن عقيدتهم التي أظهروها للناس لم تكن مستندة إلى قول من معصوميهم، ورواية عن أئمتهم الذين يعتقدون أنهم هم الذين وضعوا بذرة الشيعة وأسسوا قواعدها وإن مذهبهم ليس إلا مستقى من أقوالهم ومستمداً من إرشاداتهم، تعليماتهم وتوجيهاتهم، بل وبعكس ذلك هم أنفسهم رووا في كتبهم أخباراً وأحاديث من أئمتهم المعصومين تخالفهم وتناوئها كما سنبينه إن شاء الله. فهذا كل ما عند القوم لخداع المسلمين عامة وأهل السنة خاصة. ولذلك ترى أنه كلما يظهر لهم عوارهم، ويبين لهم فسادهم، ويثبت انفصالهم عن المسلمين والشريعة السماوية الغراء التي لم تقم إلا على أساس القرآن إن لا يوجد لم توجد، التجئوا إلى هؤلاء الأربعة، وركنوا إليهم، ودخلوا في كنفهم، واستظلوا بظلهم، وتحصنوا وراء مقولاتهم كما فعل صاحبنا هذا" (¬2) وقبله مغنية وغيره. ¬

(¬1) "فصل الخطاب" ص34 (¬2) في كتابه "مع الخطيب في خطوطه العريضة" ص50 وما بعد

وقد فصلنا القول في هذا، وأوردنا عباراته الكاملة لكي لا يخفى خافية. وقبل أن نحلل كلامهم، ونخبر عن السر الذي ألجأهم إلى الاكتناف بها القول والإظهار بهذه العقيدة نتريث لحظة، ونتوقف برهة، ونطالبهم جميعاً هل يستطيع أحد منهم أن يثبت أن في القوم أحداً من سبقهم إلى هذا القول؟ أولهم خامس أظهر هذه المقالة؟ كلا! لا، ولن يستطيع أحد أن يفعل ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً: لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي وهؤلاء الأربعة لم يقولوا بتلك المقالة إلا خوفاً من بطش الحق ونفرة الناس، وتجنباً عن العار والفضيحة، واكتشاف الأمر الذي طالما حاولوا إخفاءه للالتباس على المسلمين، وكتمان نواياهم الأصلية ومقاصدهم الحقيقية. وإلا فهم أنفسهم في داخلهم كانوا يعتقدون تلك العقيدة التي رسخت فيهم، وتوارثوها جيلاً بعد جيل، والتي تفرد بها طائفتهم من أول يوم أسس مذهبهم وكونت شرعتهم ووضع منهاجهم، وكانت هذه العقيدة من لوازم مذهب التشيع كما ذكره البحراني وقد مر ذكره. ودليل الصدق على ذلك نفاق القوم، الذي أعطوه صبغة دينية وسموه "التقية". فبالصراحة والوضوح إن هؤلاء الأربعة لم يقولوا بهذا القول إلا تقية ونفاقاً، كي ينخدع المسلمون، ويلتبس عليهم الأمر. وقد نص على ذلك كبيرهم "السيد المعتمد الجليل الأواه نعمت الله بن الفاضل المنتجب الأصيل السيد عبد الله الحسيني الموسوي الجزائري". "الذي كان من أعاظم علمائنا المتأخرين، وأفاخم فضلائنا المتبحرين، وواحد عصره في العربية والأدب والفقه والحديث، وأخذ حظه من المعارف الربانية بحثه

الأكيد وكده الحثيث، لم يعهد مثله في كثرة القراءة على أسانيد الفنون، ولا في كسبه الفضائل من أطراف الخزون بأصناف الشجون. كان من مشرب الأخبارية كثير الاعتناء والاعتداد بأرباب الاجتهاد، وناصر مذهبهم في مقام المقالة منهم بأصحاب العناد وأعوان الفساد، صاحب قلب سليم ووجه وسيم وطبع مستقيم، ومؤلفات مليحة، ومستطرفات في السير والآداب والنصيحة، ونوادر غريبة في الغاية وجواهر من أساطير أهل الرواية، وأبسط تصانيفه شرحه الكبير على "تهذيب الحديث" في نحو إثني عشر مجلداً، وكتاب "أنواره النعمانية" المشتملة على ما كان من ثمر عمره جيداً" (¬1). قال هذا المحدث الشيعي الكبير رداً على ما يقول بعدم التحريف في القرآن: إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحّتها والتصديق بها. نعم! قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي، وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو هذا القرآن المنزّل لا غير، ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل. ومن هنا ضبط شيخنا الطبرسي آيات القرآن وأجزاءه، فروى عن النبي أن جميع سور القرآن مائة وأربعة عشر سورة، وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية وستة وثلاثون آية، وجميع حروف القرآن ثلاث مائة ألف حرف وواحد وعشرون ألف حرف ومائتان وخمسون حرفاً. والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة، منها سد باب الطعن عليهم بأنه ذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع ¬

(¬1) نص ما ذكره الخوانساري في "روضات الجنات" ج8 ص150

جواز لحوق التحريف له. وسيأتي الجواب عن هذا" (¬1). وسنذكر بقية كلامه حول هذه المسألة عند ذكر عبارات الآخرين وهذه هي النقاط على الحروف: أولاً: إن ابن بابويه القمي الملقب بالصدق الذي أصدر هذا القول أول مرة في الشيعة أورد نفسه روايات كثيرة في كتبه التي ألفها والتي تدل على تغيير القرآن وتحريفه ونقصانه بدون أن يقدح فيها ويطعن، ما يدل على أن عقيدته الأصلية كانت طبق ما اعتقدها القوم فنورد ههنا روايات تسعة من الأحاديث الكثيرة التي أوردها في كتبه، وقد يأتي ذكر بعضها في الباب الرابع. فأولها ما أوردها في كتابه (من لا يحضره الفقيه) الذي هو أحد الصحاح الأربعة الشيعية في كتاب النكاح تحت باب المتعة، فيقول: أحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتعة، ولم يحرمها حتى قبض - واستدل على ذلك بقوله - وقرأ ابن عباس {فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة من الله} (¬2). والمعروف أن "إلى أجل مسمى" ليس من القرآن، وكذلك "من الله" بعد "فريضة". وثانيها ما أوردها في كتابه (الخصال): "حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي المعروف بالجعابي قال: حدثنا عبد الله بن بشير قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: المصحف، والمسجد، والعترة. يقول المصحف: يا رب حرفوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني ¬

(¬1) "الأنوار النعمانية" لنعمت الله الجزائري ج2 ص357 ط جديد (¬2) "من لا يحضره الفقيه لابن بابويه القمي الملقب بالصدوق" ج3 ص459

وضيعوني، وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردونا، فأجثوا للركبتين للخصومة، فيقول الله جل جلاله لي: أنا أولى بذلك" (¬1). وثالثها ورابعها وخامسها ما أوردها في كتابه (معاني الأخبار): "حدثنا علي بن عبد الله الوراق وعلي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني قالا: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري قال: حدثنا أحمد بن أبي الصباح: قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، عن هشام بن سعد بن زيد بن أسلم، عن أبي يونس قال: كتبت لعائشة مصحفاً، فقالت: إذا مررت بآية الصلاة فلا تكتبها حتى أمليها عليك، فلما مررت بها أملتها علي: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر". و"حدثنا علي بن عبد الله الوراق وعلي بن محمد بن الحسن القزويني قالا حدثنا سعد بن عبد الله (قال: حدثنا أحمد) بن أبي خلف الأشعري قال حدثنا سعد بن داؤه عن أبي هر عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عمرو بن نافع، قال: كنت أكتب مصحفاً لحفصة زوجة النبي (- صلى الله عليه وسلم -) فقالت: إذا بلغت هذه الآية فاكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر). و"حدثنا علي بن عبد الله الوراق، وعلي بن محمد بن الحسن القزويني قالا حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال حدثنا أحمد بن أبي خلف الأشعري قال حدثنا سعد بن داؤد عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة زوجة النبي (- صلى الله عليه وسلم -) قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً وقالت: إذا بلغت هذه الآية فاكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر قوموا لله قانتين) ثم قالت عائشة: سمعتها والله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (¬2). ¬

(¬1) "كتاب الخصال" ص174، 175. باب الثلاثة (¬2) "معاني الأخبار" لابن بابويه القمي ص313، 314 ط مكتبة الفريد

ثم قال بعد ذكر هذه الأخبار الثلاثة: قال مصنف هذا الكتاب: فهذه الأخبار حجة لنا على المخالفين والصلاة الوسطى صلاة الظهر. والرواية السادسة ما أوردها النوري في (فصل الخطاب) نقلاً عن (الأمالي) و (العيون) لابن بابويه: "عن الرضا عليه السلام أن في قراءة أبي بن كعب: وأنذر عشيرتك الأقربن ورهطك منهم المخلصين" (¬1). والرواية السابعة هي التي ذكرها النوري في (فصل الخطاب) أيضا نقلاً عن (الأمالي) لابن بابويه القمي: "عن ابن أبي عمير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين (ع) للناس في قوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي} (¬2). والرواية الثامنة ما أوردها الطبرسي عنه في صدد الرد عليه بعد الاستدلال بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه جمع القرآن: "فلما جاء به فقال: هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم لم يزد فيه حرف، ولم ينقص منه حرف، فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك، فانصرف وهو يقول: فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون" (¬3). والرواية التاسعة "أن أبا الحسن موسى عليه السلام - الإمام السابع عند القوم - قال: ¬

(¬1) "فصل الخطاب" ص145 (¬2) "فصل الخطاب" ص282 (¬3) "فصل الخطاب" ص32

ولا تلتمس دين من لي من شيعتك، ولا تحبن دينهم، فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله، وخانوا أماناتهم وتدري ما خانوا أماناتهم؟ ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه" (¬1). هذه ومثلها فإنها لكثيرة، وإنها تدل دلالة صريحة على أن القوم لم يلتجئوا إلى القول بعدم التحريف إلا تقية. وأما الطوسي فليس بمختلف عن ابن بابويه القمي، وهو قد ملأ كتابه بمثل هذه الروايات التي نقلنا عن متبوعه، وكذلك المرتضى والطبرسي. ونود أن نذكر ههنا بعض العبارات من كبراء الشيعة الذين ردوا على هؤلاء الأربعة أقوالهم في عدم التحريف في القرآن وكل هؤلاء لهم شأن ومقام عند القوم: فنبدأ "بالعالم، الفاضل، الكامل، العارف، المحدث، المحقق، المدقق، الحكيم، المتأله محمد بن مرتضى المدعو بالمولى محسن الكاشاني صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة كالكافي والوافي والشافي إلى غير ذلك مما يقرب من مائة تصنيف المتوفى سنة 1091هـ‍" (¬2). قال هذا في تفسيره بعد ما ذكر كلام الطبرسي والمرتضى أي أن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث: أقول: لقائل أن يقول: كما أن الدواعي كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين، كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصية، المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم. والتغيير فيه. إن وقع فإنما وقع قبل انتشاره في البلدان واستقراره على ما هو عليه الآن والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك فلا تنافي بينهما، بل لقائل أن يقول: ¬

(¬1) "فصل الخطاب" ص244 (¬2) "الكنى والألقاب" ج3 ص32، 33

إنه ما تغير في نفسه، وإنما التغيير في كتابتهم إياه، وتلفظهم به. فإنهم ما حرفوا إلا عند نسخهم من الأصل، وبقي الأصل على ما هو عليه عند أهله وهم العلماء به. فما هو عند العلماء به ليس بمحرف، وإنما المحرف ما أظهروه لأتباعهم. وأما كونه مجموعاً في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما هو عليه الآن فلم يثبت وكيف كان مجموعاً وإنما كان ينزل نجوماً، وكان لا يتم إلا بتمام عمره. وأما درسه وختمه فإنما كانوا يدرسون ويختمون ما كان عندهم منه لا تمامه" (¬1). ويقول رداً على كلام ابن بابويه القمي المذكور في أول المقال: يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعاً كما أنزله الله محفوظاً عند أهله ووجود ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي كما أن الإمام عليه السلام كذلك، فإن الثقلين سيان في ذلك. ولعل هذا هو المراد من كلام الشيخ. وأما قوله: ومن يجب اتباع قوله فالمراد به البصير بكلامه، فإنه في زمان غيبتهم قائم مقامهم لقولهم عليهم السلام: انظروا من كان منكم قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا فاجعلوه بينكم حاكماً. فإني قد جعلته عليكم حاكماً. الحديث" (¬2). كما رد على هؤلاء الأربعة "الفاضل، العالم، الماهر، المدقق، الفقيه، العارف بالتفسير والعربية والرجال، والمحدث الفاضل، والجامع المتتبع للأخبار بما لم يسبق إليه السابق سوى شيخنا المجلسي، صاحب كتاب تفسير القرآن، السيد هاشم البحراني" (¬3). ¬

(¬1) "الصافي" لفيض الكاشاني ج1 ص35، 36، المقدمة السادسة (¬2) "الصافي" ص36،37 (¬3) "روضات الجنات" للخوانساري ج8 ص181

قال في مقدمة تفسيره في الفصل الرابع تحت عنوان "بيان خلاصة أقوال علمائنا في تفسير القرآن وعدمه، وتزييف استدلال من أنكر التحريف": اعلم أن الذي يظهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه روى روايات كثيرة في هذا المعنى في كتاب الكافي الذي صرح في أوله بأنه كان يثق فيما رواه فيه ولم يتعرض لقدح فيها ولا ذكر معارض لها، وكذلك شيخه علي بن إبراهيم القمي ره فإن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه قال - رضي الله عنه - في تفسيره: أما ما كان من القرآن خلاف ما أنزل الله فهو قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} فإن الصادق - رضي الله عنه - قال لقارئ هذه الآية خير أمة تقتلون علياً والحسين بن علي - رضي الله عنه - فقيل له فكيف نزلت؟ فقال إنما نزلت خير أئمة أخرجت للناس ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية: تأمرون بالمعروف الآية، ثم ذكر رحمه الله آيات عديدة من هذا القبيل ثم قال: وأما ما هو محذوف عنه فهو قوله تعالى: لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي قال: كذا نزلت أنزله بعلمه والملائكة يشهدون، ثم ذكر أيضاً آيات من هذا القبيل ثم قال: وأما التقديم فإن آية عدة النساء الناسخة التي هي أربعة أشهر قدمت على المنسوخة التي هي سنة وكذا قوله تعالى: أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة فإنما هو "ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى" ثم ذكر أيضاً بعض آيات كذلك ثم قال وأما الآيات التي تمامها في سورة أخرى: فقال موسى أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم: وتمامها في سورة المائدة فقالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وأنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون: ونصف الآية في سورة البقرة ونصفها في سورة المائدة. ثم ذكر آيات أيضاً من هذا القبيل ولقد قال بهذا القول أيضاً

ووافق القمي والكليني ره جماعة من أصحابنا المفسرين كالعياشي والنعماني وفرات بن إبراهيم وغيرهم، وهو مذهب أكثر محققي محدثي المتأخرين، وقول الشيخ الأجل أحمد بن أبي طالب الطبرسي كما ينادي به كتابه الاحتجاج وقد نصره شيخنا العلامة باقر علوم أهل البيت عليه السلام وخادم أخبارهم عليه السلام في كتابه بحار الأنوار، وبسط الكلام فيه ما لا مزيد عليه. وعندي في وضوح صحة ذا القول بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وإنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة فتدبر حتى تعلم توهم الصدوق ره في هذا المقام حيث قال في اعتقاداته بعد أن قال: اعتقادنا أن القرآن الذي أنزل الله على نبيه هو ما بين الدفتين وما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك وأن من نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب: وتوجيه كون مراده علماء قم فاسد، إذ علي بن إبراهيم الغالي في هذا القول منهم، نعم قد بالغ في إنكار هذا الأمر السيد المرتضى ره في جواب المسائل الطرابلسبيات. وتبعه أبو علي الطبرسي في مجمع البيان حيث قال: أما الزيادة في القرآن فمجمع على بطلانه. وأما النقصان فيه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييراً ونقصاناً والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى قدس روحه وكذا تبعه شيخ الطوسي في التبيان حيث قال: وأما الكلام في زيادته ونقصانه يعني القرآن فما لا يليق به لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانه وأما النقصان منه فالظاهر أيضاً من المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا: كما نصره المرتضى وهو الظاهر من الروايات غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة العامة والخامسة بنقصان كثير من آي القرآن، ونقل شيء منه من موضع إلى موضع، لكن طريقها الآحاد التي لا توجب علماً

فالأولى الإعراض عنها وترك التشاغل بها لأنه يمكن تأويلها ولو صحت لما كان ذلك طعناً على ما هو موجود بين الدفتين فإن ذلك معلوم صحية لا يعترضه أحد من الأئمة ولا يدفعه، ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته والتمسك بما فيه ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه وعرضها عليه فما وافقه عمل عليه وما يخالفه يجتنب ولا يلتفت إليه وقد وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رواية لا يدفعها أحد أنه قال: إني مخلف فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر لأنه لا يجوز أن يأمر الأمر بالتمسك بما لا تقدر على التمسك به، كما أن أهل البيت ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت وإذا كان الموجود بيننا مجمعاً على صحته فينبغي أن نتشاغل بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه. أقول: أما ادعائهم عدم الزيادة أي زيادة آية أو آيات مما لم يكن من القرآن فالحق كما قالوا إذا لم نجد في أخبارنا المعتبرة ما يدل على خلافه سوى ظاهر بعض فقرات خبر الزنديق في الفصل السابق وقد وجهناه بما يندفع عنه هذا الاحتمال، وقد مر في الفصل الأول وفي روايات العياشي أن الباقر عليه السلام قال أن القرآن قد طرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إلا حروف قد أخطأت بها الكتبة وتوهمها الرجال، وأما كلامهم في مطلق التغيير والنقصان فبطلانه بعد أن نبهنا عليه أوضح من أن يحتاج إلى بيان وليت شعري كيف يجوز لمثل الشيخ أن يدعي أن عدم النقصان ظاهر الروايات مع أنا لم نظفر على خبر واحد يدل عليه، نعم دلالتها على كون التغيير الذي وقع غير مخل بالمقصود كثيراً خلال كحذف اسم علي وآل محمد - صلى الله عليه وسلم - وحذف أسماء المنافقين وحذف بعض الآيات وكتمانه ونحو ذلك وأن ما بأيدينا كلام الله وحجة علينا كما ظهر من خبر طلحة السابق في الفصل الأول مسلمة، ولكن بينه وبين ما ادعاه بون بعيد وكذا

قوله رحمه الله وأن الأخبار الدالة على التغيير والنقصان من الأحاد التي لا توجب علماً، مما يبعد صدوره عن مثل الشيخ لظهور أن الآحاد التي احتج بها الشيخ في كتبه وأوجب العمل عليها في كثير من مسائله الخلافية ليست بأقوى من هذه الأخبار لا سنداً ولا دلالة على أنه من الواضحات البينة أن هذه الأخبار متواترة معنى، مقترنة بقرائن قوية موجبة للعلم العادي بوقوع التغيير ولو تمحل أحد للشيخ بأن مراده أن هذه الأخبار ليست بحد معارضة ما يدل على خلافها من أدلة المنكرين، فجوابه بعد الإغماض عن كونه تمحلاً سمحاً ما سنذكره من ضعف مستند المنكرين. ومن الغرائب أيضاً أن الشيخ ادعى إمكان تأويل هذه الأخبار وقد أحطت خبراً بأن أكثرها مما ليس بقابل للتوجيه، وأما قوله ره ولو صحت الخ فمشتملة على أمور غير مضرة لنا بل بعضها لنا لا علينا إذ: منها عدم استلزام صحة أخبار التغيير والنقص الطعن على ما في هذه المصاحف، بمعنى عدم منافاة بين وقوع هذا النوع من التغيير وبين التكليف بالتمسك بهذا المغير، والعمل على ما فيه لوجوه عديدة كرفع الحرج ودفع ترتب الفساد وعدم التغيير بذلك عن إفادة الأحكام ونحوها وهو أمر مسلم عندنا ولا مضرة فيه علينا بل به نجمع بين أخبار التغيير وما ورد في اختلاف الأخبار من عرضها على كتاب الله والأخذ بالموافق له. ومنها استلزام الأمر بالتمسك بالثقلين ووجود القرآن في كل عصر ما دام التكليف، كما أن الإمام عليه السلام الذي قرينه كذلك ولا يخفى أنه أيضاً غير ضار لنا بل نافع إذ يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعاً كما أنزل الله مخصوصاً عند أهله أي الإمام الذي قرينه ولا يفترق عنه، ووجود ما احتجنا إليه عندنا وإن لم نقدر على الباقي كما أن الإمام الذي هو الثقل الآخر أيضاً كذلك لا سيما في زمان الغيبة فإن الموجود عندنا حينئذ أخباره وعلماؤه القائمون مقامه، إذ من

الظواهر أن الثقلين سيان في ذلك، ثم ما ذكره السد المرتضى لنصرة ما ذهب إليه: أن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة فإن العناية اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته وبلغت حداً لم تبلغه فيما ذكرناه لأن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية وعلماء المسلمين قد بالغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلفوا فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيراً أو منقوصاً مع العناية الصادقة والضبط الشديد. وذكر أيضاً: أن العلم بتفصيل القرآن وأبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ككتاب سيبويه والمازني مثلاً فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفاصيلها ما يعلمونه من جملتها حتى لو أن مدخلاً أدخل في كتاب سيبويه مثلاً باباً في النحو ليس من الكتاب يعرف ويميز ويعلم أنه ليس من الكتاب إنما هو ملحق، ومعلوم أن العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء. وجوابه: إنا لا نسلم توفر الدواعي على ضبط القرآن في الصدر الأول وقبل جمعه كما ترى غفلتهم عن كثير من الأمور المتعلقة بالدين، ألا ترى اختلافهم في أفعال الصلاة التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكررها معهم في كل يوم خمس مرات على طرفي النقيض؟ ألا تنظر إلى أمر الولاية وأمثالها؟ وبعد التسليم نقول أن الدواعي كما كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهو أهم، والتغيير فيه إنما وقع قبل انتشاره في البلدان واستقراره على ما هو عليه الآن والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك فلأننا في بينهما. وأيضاً أن القرآن الذي هو الأصل الموافق لما أنزل الله سبحانه لم يتغير ولم يحرف بل هو على ما هو عليه محفوظ عند أهله وهم العلماء به، فلا تحريف كما صرح به الإمام في حديث سليم الذي مر من كتاب الاحتجاج في الفصل الأول

من مقدمتنا هذه، وإنما التغيير في كتابه المغيرين إياه وتلفظهم به فإنهم ما غيروا إلا عند نسخهم القرآن فالمحرف إنما هو ما أظهروه لأتباعهم، والعجب من مثل السيد أن يتمسك بأمثال هذه الأشياء التي هي محض الاستبعاد بالتخيلات في مقابل متواتر الروايات فتدبر. ومما ذكر أيضاً لنصرة مذهبه طاب ثراه: أن القرآن كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتى عين علي جماعة من الصحابة في حفظهم له وإن كان يعرض على النبي ويتلى، وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتباً غير مبتور ولا مبثوت وذكر أن من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضعيفة ظنوا صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته. وجوابه: أن القرآن كان مجموعاً في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما هو عليه الآن غير ثابت بل غير صحيح وكيف كان مجموعاً وإنما كان ينزل نجوماً وكان لا يتم إلا بتمام عمره، ولقد شاع وذاع وطرق الأسماع في جميع الأصقاع أن علياً عليه السلام قعد بعد وفات النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته أياماً مشتغلاً بجمع القرآن، وأما درسه وختمه فإنما كانوا يدرسون ويختمون ما كان عندهم منه لإتمامه، ومن أعجب الغرائب أن السيد ره حكم في مثل هذا الخيار الضعيف الظاهر خلافه بكونه مقطوع الصحة حيث أنه كان موافقاً لمطلوبه واستضعف الأخبار التي وصلت فوق الاستفاضة عندنا وعند مخالفينا بل كثرت حتى تجاوزت عن المائة مع موافقتها للآيات والأخبار التي ذكرناها في المقالة السابقة كما بينا في آخر الفصل الأول من مقدمتنا هذه،

ومع كونها مذكورة عندنا في الكتب المعتبرة المعتمدة كالكافي مثلاً بأسانيد معتبرة وكذا عندهم في صحاحهم كصحيحي البخاري ومسلم مثلاً اللذين هما عندهم كما صرحوا به تالي كتاب الله في الصحة والاعتماد بمحض أنها دالة على خلاف المقصود وهو أعرف بما قال والله أعلم. ثم ما استدل به المنكرون بقوله: إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: وقوله سبحانه إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون: فجوابه بعد تسليم دلالتها على مقصودهم ظاهر مما بيناه من أن أصل القرآن بتمامه كما أنزل الله محفوظ عند الإمام ووراثه عن علي عليه السلام فتأمل والله الهادي" نص ما أورده السيد هاشم البحراني في مقدمة تفسيره (¬1). كما رد عليهم فيمن رد محدث القوم السيد نعمت الله الجزائري في كتابه (الأنوار النعمانية في بيان معرفة النشأة الإنسانية)، الذي كتب في مقدمته: "وقد التزمنا أن لا نذكر فيه إلا ما أخذنا عن أرباب العصمة الطاهرين عليهم السلام، وما صحّ عندنا من كتب الناقلين، فإن كتب التواريخ أكثرها. . . . قد نقله الجمهور من تواريخ اليهود، ولهذا كان أكثر فيها من الأكاذيب الفاسدة، والحكايات الباردة". يقول في هذا الكتاب بعد ذكر القراءات وحيثيتها: إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي وكون الكل قد نزر به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها، نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن المنزل لا غير ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل ومن هنا ضبط شيخنا الطبرسي آيات القرآن وأجزاءه فروى عن النبي ¬

(¬1) "البرهان" لهاشم البحراني المقدمة ص49، 50، 51 ط إيران

أن جميع سور القرآن مائة وأربعة عشر سورة وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية ومائة آية وستة وثلاثون آية وجميع حروف القرآن ثلث مائة ألف حرف وإحدى وعشرون ألف حرف ومائتان وخمسون حرفاً. والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن عليه بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف له، وسيأتي الجواب عن هذا كيف وهؤلاء الأعلام رووا في مؤلفاتهم أخباراً كثيرة تشتمل على وقوع تلك الأمور في القرآن وأن الآية هكذا ثم غيرت إلى هذا، الرابع أنه قد حكى شيخنا الشهيد طاب ثراه عن جماعة عن القراء أنهم قالوا ليس المراد بتواتر السبع أو العشر أن كل ما ورد من هذه القراءات متواتر بل المراد انحصار المتواتر الآن فيما نقل من هذه القراءة فإن بعض ما نقل عن السبعة شاذ فضلاً عن غيرهم، فإذا اعترف القراء بمثل هذا فكيف ساغ لنا الحكم على هذه القراءة كلها بالتواتر كما قاله العلامة طاب ثراه في كتاب المنتهى، وكيف ظهرت لنا القراءة المتواترة حتى نقرأ بها في الصلاة وكيف حكمنا بأن الكل قد نزر به الروح الأمين فإن هذا القول منهم رجوع عن التواتر، الخامس أنه قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين بوصية من النبي فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلاً بجمعه، فلما جمعه كما أنزل أتى به إلى المتخلفين بعد رسول الله فقال لهم هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمر بن الخطاب لا حاجة لنا إليك ولا إلى قرائتك عندنا قرآن جمعه وكتبه عثمان، فقال: لن تروه بعد هذا اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة وهو خال عن التحريف، وذلك أن عثمان قد كان من كتاب الوحي لمصلحة رآها وهي أن لا يكذبوه في أمر القرآن بأن يقولوا أنه مفترى أو أنه لم ينزل به الروح الأمين كما قال أسلافهم بل قالوه هم أيضاً، وكذلك جعل معاوية من الكتاب قبل موته ستة أشهر لمثل هذه المصلحة أيضاً، وعثمان وأضرابه ما كانوا يحضرون

إلا في المسجد مع جماعة الناس فما كانوا يكتبون إلا ما نزل به جبرئيل بين الملأ وأما الذي كان يأتي به داخل بيته فلم يكن يكتبه إلا أمير المؤمنين لأن له المحرمية دخولاً وخروجاً فكان يتفرد بكتابة مثل هذا وهذا القرآن الموجود الآن في أيدي الناس هو خط عثمان وسموه الإمام وأحرقوا ما سواه وأخفوه وبعثوا به زمن تخلفهم إلى الأقطار والأمصار، ومن ثم ترى قواعد العربية مثل كتابة الألف بعد الواو المفردة وعدمها بعد واو الجمع وغير ذلك وسموه رسم الخط القرآني ولم يعلموا أنه من عدم اطلاع عثمان على قواعد العربية والخط، وقد أرسل عمر بن الخطاب زمن خلافته إلى علي بأن يبعث له القرآن الأصلي الذي هو ألفه وكان يعلم أنه إنما طلبه لأجل أن يحرفه كقرآن ابن مسعود أو يخفيه عنده حتى يقول الناس أن القرآن هو هذا الذي كتبه عثمان لا غير فلم يبعث به إليه، وهو الآن موجود عند مولانا المهدي مع الكتب السماوية ومواريث الأنبياء. ولما جلس أمير المؤمنين على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وأخفاه، هذا لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقه، كما لم يقدر على النهي عن صلاة الضحى وكما لم يقدر على إجراء متعة النساء حتى قال لولا سبقني ابن الخطاب ما زنى إلا شقاء يعني إلا جماعة قليلة لإباحة المتعة، وكما لم يقدر على عزل شريح عن القضاء ومعاوية عن الإمارة، وقد بقي القرآن الذي كتبه عثمان حتى وقع إلى أيدي القراء فتصرفوا فيه بالمد والإدغام والتقاء الساكنين مثل ما تصرف فيه عثمان وأصحابه وقد تصرفوا في بعض الآيات تصرفاً فنفرت الطباع منه وحكم العقل بأنه ما نزل هكذا، وفي قريب هذه الأعصار ظهر رجل اسمه سجاوند أو نسبة إلى بلده فكتب هذه الرموز على كلمات القرآن وعلمه بعلامات أكثرها لا يوافق تفاسير الخاصة ولا تفاسير العامة، والظاهر أن هذا أيضاً إذا مضت عليه مدة مديدة يدعي فيه التواتر وأنه جزء القرآن فيجب كتابته واستعماله، والحاصل أن الغارة إذا وقعت اشترك فيه العدو والولي (¬1). ¬

(¬1) "كتاب الأنوار" لنعمت الله الجزائري ج2 ص356 وما بعد ط جديد تبريز إيران

وأما النوري الطبرسي فلقد رد أيضاً على هؤلاء الأربعة بقوله: الثاني عدم وقوع التغيير والنقصان فيه وأن جميع ما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الموجود بأيدي الناس فيما بين الدفتين وإليه ذهب الصدوق في عقائده والسيد المرتضى وشيخ الطائفة في التبيان ولم يعرف من القدماء موافق لهم إلا ما حكاه المفيد عن جماعة من أهل الإمامة والظاهر أنه أراد منها الصدق واتباعه، ولا بأس بنقل عباراتهم. ففي العقائد، اعتقادنا أن القرآن الذي أنزل الله تعالى على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - هو ما بين الدفتين ليس بأكثر من ذلك قال: ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب، ثم استدل على ذلك بإطلاق لفظ القرآن على هذا الموجود في الأخبار ثم حمل ما ورد من الحذف والنقصان على أنه من الوحي الذي ليس بقرآن ثم ذكر بعض الأحاديث القدسية وقال: ومثل هذا كثير، كله وحي ليس بقرآن ولو كان قرآناً لكان مقروناً به وموصولاً إليه غير مفصول عنه، كما كان أمير المؤمنين عليه السلام جمعه فلما جاء به فقال: هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف فقالوا: لا حاجة لنا فيه عندنا مثل الذي عندك فانصرف وهو يقول: فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون: انتهى، وظاهر قوله: اعتقادنا وقوله: نسب إلينا، وإن كان اعتقاد الإمامية والنسبة إليهم إلا أنه قد ذكر في هذا الكتاب ما لم يقل به أحد غيره، أو قال به قليل كعده مثله في الأمالي من دين الإمامية، وقد أشار المفيد في شرحه وطعن عليه بما لا مزيد عليه وربما يوجه أن مراده منهم علماء، ثم كما ذكر في موضع آخر أن علامة الغلاوة والمفوضة نسبتهم مشائخ قم وعلمائهم إلى التقصير، وفيه أن من مشائخ القميين علي بن إبراهيم الغالي في القول بالتغيير وكذا الصفار، والأولى توجيهه بما توجه به كلام السيد والشيخ، والخبر الذي استشهد به يدل على نقيض مطلوبه بل كلامه في معاني الأخبار مخالف لما ذكره، هذا ويأتي ذكره في الأخبار الخاصة، وقد ذكر، الثاني بعد

الاستدلال على مذهبه بتوفر الدواعي كما يأتي وجملة كلام تقدم ذكره، أن من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضعيفة ظنوا صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته انتهى. قلت قد عد هو في الشافي والشيخ في تلخيصه من مطاعن عثمان ومن عظيم ما أقدم عليه جمع الناس على قراءة زيد وإحراقه المصاحف وإبطاله ما شك أنه من القرآن ولولا جواز كون بعض ما أبطله أو جميعه من القرآن لما كان ذلك طعناً، وقال الشيخ رحمه الله أما الكلام في زيادته ونقصانه يعني القرآن فمما لا يليق به لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانه والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا كما نصره المرتضى وهو الظاهر من الروايات غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة العامة والخاصة بنقصان كثير من آي القرآن ونقل شيء منه من موضع إلى موضع لكن طريقها الآحاد التي لا توجب علماً فالأولى الإعراض عنها وترك التشاغل لها لأنه يمكن تأويلها ولو صحت لما كان ذلك طعناً على ما هو موجود بين الدفتين فإن ذلك معلوم صحته لا يعترضه أحد من الأمة ولا يدفعه ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءة والتمسك بما فيه ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه وعرضها عليه، فما وافقه عمل عليه وما يخالفه يجتنب ولم يلتفت إليه، وقد وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رواية لا يدفعها أحد أنه قال: إني مخلف فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، على أنه موجود في كل عصر لأنه لا يجوز أن يأمر الأمة بالتمسك بما لا تقدر على التمسك به كما أن أهل البيت ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت، وإذا كان الموجود بيننا مجمعاً على صحته فينبغي أن نتشاغل بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه انتهى. ويظهر للمتأمل فيه أن ميله إلى القول بعدم النقصان لعدم وجود دليل صالح

على النقصان لا لوجود دليل قاطع على العدم من توفر الدواعي على الحراسة وغيره بحيث يجب تأويل ما خالفه أو طرحه كما عليه السيد فالتقية في قوله وهو الأليق الخ إنما هي من حيث موافقة المذهب الصحيح من عدم جواز القول بشيء مخالف الأصل إلا بعد وجود دليل عليه يوجب العلم ولوجود هذه الموافقة في مورد ربما يدعي الشيخ والسيد إجماع الإمامية عليه وإن لم يظهر له قائل، وهذا هو المعتبر عند أصحابنا بالإجماع على القاعدة وبه صحح شيخنا الأنصاري تغمده الله برحمته الإجاعات المتعارضة من شخص واحد ومن معاصرين أو متقاربي العصر ورجوع المدعي عن الفتوى التي ادعى الإجماع فيها ودعوى الاجتماع في مسائل غي معنونة في كلام من يقدم على المدعى وفي مسائل قد اشتهر خلافها بعد المدعى بل في زمانه بل ما قبله، قال كل ذلك مبني على الاستناد في نسبة القول إلى العلماء على هذا الوجه انتهى. لكنه لا يدفع الإيراد عن الإجماعات المتعارضة التي لا تبتني على القاعدة كدعوى السيد الإجماع على أن صلاة الوسطى هي صلاة العصر، ودعوى الشيخ الإجماع على أنها هي الظهر، وليس مراده بالصحيح من مذهبنا أي مذهبنا في هذه المسألة إذاً ليقية شيء بشيء تحتاج إلى المغائرة بينهما ولو من حيث الكلية والفردية، فظهر أنه ليس فيه حكاية إجماع عليه، بل قوله كما نصره المرتضى صريح في عدمه بل في قلة الذاهبين إليه وظهر أيضاً أنه لو كان هناك أخبار جامعة لشرائط الحجية عند الشيخ لا يجوز عده من أصحاب هذا القول، ثم لا يخفى على المتأمل في كتاب التبيان أن طريقته فيه على نهاية المدارة والمماشاة مع المخالفين فإنك تراه اقتصر في تفسير الآيات على نقل كلام الحسن وقتادة والضحاك والسدي وابن جريح والجبائي والزجاج وابن زيد وأمثالهم ولم ينقل عن أحد من مفسري الإمامية ولم يذكر خبراً عن أحد من الأئمة عليهم السلام إلا قليلاً في بعض المواضع لعله وافقه في نقله المخالفون بل عد الأولين في الطبقة الأولى من المفسرين الذين حمدت طرائقهم ومدحت مذاهبهم وهو بمكان من

الغرابة لو لم يكن على وجه المماشاة فمن المحتمل أن يكون هذا القول منه فيه على نحو ذلك ومما يؤيد كون وضع هذا الكتاب على التقية ما ذكره السيد الجليل علي بن طاؤس في سعد السعود وهذا لفظه: ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في كتاب التبيان وحمله التقية على الاقتصاد عليه من تفصيل المكي من المدني والخلاف في أوقاته إلخ. وهو أعرف بما قال من وجوه لا يخفى على من اطلع على مقامه فتأمل. ويظهر من قوله وإذا كان الموجود بيننا الخ أن النزاع في قراءته ما روي بالآحاد لا في أصل وجود النقص ويومي إليه كلام السابق فإن أخباره بأن ما دل على النقصان روايات كثيرة يناقض قوله لكن طريقه الآحاد إلا أن يحمل على ما ذكرنا ويأتي إن شاء الله بيان سائر ما في كلماته في محله، وممن صرح بهذا القول الشيخ أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال رحمه الله: فأما الزيادة فيه فمجمع على بطلانه وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييراً أو نقصاناً والصحيح من مذهبنا خلافه وهو الذي نصره المرتضى: ثم ساق كلامه هذا ولكنه اعتمد في سورة النساء على أخبار تضمنت نقصان كلمة إلى أجل مسمى من آية المتعة وإلى طبقته لم يعرف الخلاف صريحاً إلا من هذه المشائخ الأربعة" (¬1). وقال أحد علماء الشيعة في الهند في كتابه (عماد الإسلام في علم الكلام) (¬2) رداً على المرتضى بعد ذكر اختلاف القراءات عن الشافي في الحديث: أقول: وينقدح من ههنا أن مآل قول السيد المرتضى بعدم تطرق التغير والتحريف في القرآن أصلاً هو ما يكون بحسب الآية أو الآيتين، لا ما يشتمل ¬

(¬1) "فصل الخطاب" ص33، 34، 35 (¬2) "عماد الإسلام في علم الكلام" يقال له مرآة العقول لتاج العلماء دلدار علي بن محمد معين نصير آبادي المتوفى سنة 1235هـ‍في خمس مجلدات ضخام: الأول في التوحيد، الثاني في العدل، الثالث في النبوة، الرابع في الإمامة، وفي آخره المطاعن، والخامس في المعاد" (الذريعة ج15 ص330)

التغير بحسب مفردات الألفاظ أيضاً. وإلا فكلامه صريح ههنا في أن القرآن كان في زمان رسول الله مختلفة النسخ بحسب اختلاف القراءات" (¬1). وابنه سلطان العلماء السيد محد دلدار علي يكتب في كتابه (ضربت حيدري (¬2) بعد ذكر كلام المرتضى: فإن الحق أحق بالاتباع، ولم يكن السيد علم الهدى معصوماً حتى يجب أن يطاع. فلو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقاً لم يلزمنا اتباعه، ولا ضير فيه" (¬3). فهذا البعض من الكثير الذي ذكرناه من أهم كتب القوم (¬4) في الحديث والتفسير والعقائد. ¬

(¬1) نقلاً عن "ضربت حيدرية" ج2 ص78 (¬2) "الضربة الحيدرية لكسر الشوكة العمرية أو "ضربت حيدري" فارسية لسلطان العلماء السيد محمد ابن دلدار علي النصير آبادي المتولد 1199 كتبها في رد "الشوكة العمرية" التي صنفها رشيد الدين خان تلميذ عبد العزيز الدهلوي صاحب "التحفة الاثنى عشرية" زاعماً أنها جواب "البارقة الضيغمية" في مبحث المتعة، من تصانيف السيد محمد المذكور أيضاً. ولما فتح الرشيد في شوكته باب التأويل في الحجج المذكورة في البارقة حسب جهده وطاقته، صنف سلطان العلماء "الضربة الحيدرية" في رده. أولها (الحمد لله الذي هدانا. . .). وقد طبعت مجلدين في مطبعة مجمع العلوم بلكهنو 1296 في 431ص" (الذريعة ج15 ص116) (¬3) "ضربت حيدري" ج2 ص81 (¬4) ولا ندري ماذا نقول للسيد لطف الله الصافي المسكين الذي كتب رداً علينا في كتابه الذي سماه (صوت الحق ودعوة الصدق)، وكان الأجدر أن يسميه (صوت الباطل ودعوة الكذب). يقول في كتابه هذا: ولو أتى إحسان إلهي ظهير المتخرج من جامعة المدينة المنورة. بأضعاف ما أتى به من الأحاديث الضعاف والمتشابهات مع تعمده كتم الأحاديث الصحيحة المتواترة في جوامع حديث الشيعة وكتبهم المعتبرة المصرحة بأن الكتاب الذي نزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - هو هذا الكتاب الموجود المطبوع المنتشر في أقطار الأرض يكذبه هذا الفحص، والتجوال. ولو بالغ في نسبة التحريف إلى الشيعة فإن كتبهم، وتصريحاتهم المؤكدة تكذبه وتدفعه كما أن احتجاجهم بالقرآن في مختلف العلوم، والمسائل الإسلامية في الأصول والفروع، واستدلالهم بكل آية آية، وكلمة كلمة منه، واعتبارهم القرآن أول الحجج وأقوى الأدلة يظهر بطلان كل ما افتراه. فيا علماء باكستان. ويا أساتذة جامعة المدينة المنورة ما الذي يريده إحسان إلهي ظهير. وموزع كتابه الشيخ محسن العباد. نائب رئيس الجامعة من تسجيل القول بتحريف القرآن، على طائفة من المسلمين يزيد عدد نفوس أبنائها عن مئة مليون نسمة. وفيهم من أعلام الفكر، والعلماء العباقرة أقطاب تفتخر بهم العلوم الإسلامية. وما فائدة الإصرار على ذلك إلا جعل الكتاب الكريم في معرض الشك والارتياب؟ ولماذا ينكران على الشيعة خواصهم، وعوامتهم، وسوقتهم قولهم الأكيد بصيانته من التحريف. ولماذا يتركان الأحاديث الصحيحة المتواترة المروية بطرق الشيعة عن أئمة أهل البيت، المصرحة بأن القرآن مصون بحفظ الله تعالى عن التحريف؟ ولماذا يقدحان في إجماع الشيعة وضرورة مذهبهم، واتفاق كلمات أكابرهم ورجالاتهم على صيانة القرآن الكريم من التحريف ("صوت الحق ودعوة الصدق" للطف الله الصافي ص29، 30). ولا نريد أن نقول له أكثر من ذلك: ولمن هذه الكتب أيها العجوز الطيب؟ ومن تريد خداعه؟ وقد نبهتك في كتابي "الشيعة والسنة" أن لا يغرنك أنه لا يوجد في السنة من يعرف خباياكم. فإن فيهم م يعرف خباياكم وخفاياكم، ومن لا يتكلم بكلام وإلا يثبته بالأدلة الصادقة والبراهين الصافية الجلية، وينقل النصوص من كتبكم أنتم. أو بعد ذلك لا تنتهي من هذه الجرأة الكاذبة لخداع الآخرين، فهل أنتم منتهون؟.

وقد ثبت من هذه الردود كلها أن القوم قاطبة كانوا يعتقدون التحريف في القرآن في الصدر الأول بما فيه الزيادة والنقصان كما ذكرناه في الباب الأول مستنداً بالروايات ومؤيداً بالأحاديث المروية من معصوميهم حسب زعمهم.

ثانياً: أن الشيعة أجمعهم كانوا على نفس العقيدة في الدور الثاني اللهم إلا من تظاهر بخلاف ذلك من الأربعة. وحتى لم يوافقهم تلامذتهم وأساتذتهم الأجلاء في ذلك مثل علي بن إبراهيم، والصفار من مشائخ ابن بابويه، والمفيد من مشيخة الطوسي وتلامذة ابن بابويه وغيرهم الكثيرين الكثيرين الذين ذكر أسماؤهم فيما قبل. ثالثاً: أن الأربعة هؤلاء أيضاً لم يسندوا عقيدتهم في القرآن إلى معصوم أي إلى واحد من أئمة الاثنى عشر حيث أن مذهب الشيعة (حسب زعمهم) مبني على أقوال المعصومين وتعليماتهم، ولم تحصل لهؤلاء الأربعة العصمة، ولا حق لهم بتكوين وتخليق المذهب، كما لا عبرة بهم، وهم ليسوا من بناته ومؤسسيه. بل كل ما لهم هو حق النشر والترويج. رابعاً: أن واحداً منهم لم يدرك زمن الأئمة المعصومين خلاف غيرهم القائلين بالتحريف، فإنهم أدركوهم، ورووا منهم مباشرة. خامساً: أن كتب هؤلاء، التي أدرجوا فيها هذه العقيدة لم تعرض على المعصومين، ولا على الغائب المزعوم منهم، خلاف الكتب الأخرى التي نصت على التحريف عرضت عليهم، واستحسنوها.

سادساً: أنهم في باطنهم كانوا يعتقدون نفس العقيدة التي يعتقدها الآخرون، والتي هي من لوازم مذهب الشيعة. سابعاً: لم يقولوا بهذه المقالة إلا مماشاة ومداراة لهم مع المسلمين. ثامناً: أو قالوها تقية وخداعاً للسنة. تاسعاً: أو لمصالح أخرى، وسداً لباب المطاعن من قبل المسلمين. عاشراً: أنهم أنفسهم خالفوا هذه العقيدة عملياً حيث أدرجوا تلك الروايات والأحاديث التي تنص على التغيير والتحريف في القرآن في كتبهم. فتلك عشرة كاملة وإنها كافية لمن أراد التبصر ومعرفة الحق.

الباب الثالث عقيدة الشيعة في الدور الثالث من القرآن

الباب الثالث عقيدة الشيعة في الدور الثالث من القرآن إن شيعة الدور الأول قاطبة اعتقدوا أن القرآن مبدل ومغير فيه بما فيهم أئمتهم وبناة مذهبهم ومؤسسوا شريعتهم. وكذلك شيعة الدور الثاني اللهم إلا الأربعة منهم، فإنهم تظاهروا الخلاف في ذلك، ولم يكن خلافهم مبنياً على منقول أو معقول، بل قالوا بتلك المقولة تقية (¬1). ومداراة للآخرين كما بيناه في الباب الثاني من هذا الكتاب، وكما صرح أحد علماء الشيعة في الهند أحمد سلطان أن علماء الشيعة الذين أنكروا التحريف في القرآن لا يحمل إنكارهم إلا على التقية (¬2). ثم جاء الدول الثالث، وأدرك علماء الشيعة وقادتها خطر هذا القول وعاقبته حيث أن التقول والاعتقاد به يهدم أساس مذهبهم وبناء عقائدهم من الولاية والإمامة والوصاية (¬3) كما أشرنا إليها سابقاً، وهذا مع اجتثاث بنيانها واستئصال ¬

(¬1) انظر لمعرفة هذا المبدأ عند الشيعة الذي هو أساس الأسس التي قام عليها مذهبهم بحثاً ظريفاً جامعاً في كتابنا "الشيعة والسنة" ط إدارة ترجمان السنة لاهور، ودار الأنصار مصر، ودار طيبة بالمملكة العربية السعودية، والمكتب الإسلامي في بيروت - لبنان (¬2) "تصحيف كاتبين" ص18 (¬3) وهناك أغراض أخرى لإنكار القرآن الموجود. أولاً: أنه مليء بمدح أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتحريض المؤمنين باتباعهم واقتدائهم. ثانياً: لكون هذا القرآن مجموعاً على أيدي الخلفاء الراشدين المهديين، وإليهم يرجع هذا الفضل، وخاصة عثمان - رضي الله عنه - الذي جمع الناس على هذه القراءة، وهذا مما لا يرضيهم، وغير ذلك من الأشياء الكثيرة التي تضرب القوم ضربات قوية. فصلنا القول فيها في كتابنا "الشيعة والسنة".

بذرتها وقطع جذرتها، وإيقاع التشكيك في الكتب التي عليها مدار المذهب وأساس الأحكام، وهي منبع ومصدر المسائل والعبادات والمعاملات، وخاصة العقائد حيث بلغ عدد الروايات والأحاديث في هذه المسألة حد الاستفاضة والتواتر، وجاوزت ألفي حديث ورواية، كما قال الجزائري: إن الأخبار الدالة على هذا تزيد على ألفي حديث، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق الداماد، والعلامة المجلسي وغيره، بل الشيخ (أي الطوسي) أيضاً صرح في (التبيان) بكثرتها، بل ادعى تواترها جماعة" (¬1). وقال الطبرسي: واعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية" (¬2). وقال خاتمة محدثي القوم الملا باقر المجلسي (¬3) في مرآة العقول في شرح باب "إن القرآن كله لم يجمعه إلا الأئمة عليهم السلام" ما لفظه: لا يخفى أن هذا الخبر وكثيراً من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر، فإن قيل أنه يوجب رفع الاعتماد على القرآن ¬

(¬1) "الأنوار النعمانية" للجزائري (¬2) "فصل الخطاب" ص252 (¬3) قد ذكرنا تراجم هؤلاء جميعاً في كتابنا "الشيعة وأهل البيت"

لأنه إذا ثبت تحريفه ففي كل آية يحتمل ذلك، وتجويزهم (أي الأئمة) عملنا بهذا القرآن ثبت بالآحاد فيكون القرآن بمنزلة خبر واحد في العمل، قلنا ليس كذلك إذ تقريرهم على قراءة هذا القرآن والعمل به متواتر معلوم إذا لم ينقل من أحد من الأصحاب أن أحداً من أئمتنا أعطاه قرآناً أو علمه قراءة وهذا ظاهر لمن تتبع الأخبار، ولعمري كيف يجترئون على التكلفات الركيكة في تلك الأخبار مثل ما قيل في هذا الخبر أن الآيات الزائدة عبارة عن الأخبار القدسية أو كانت التجزئة بالآيات أكثر وفي خبر لم يكن أن الأسماء كانت مكتوبة على الهامش على سبيل التفسير" (¬1). وهذه العبارة صريحة وواضحة وصادقة في التعبير وظاهرة. وعلى هذا تداركوا الأمر قبل أن يكبر، وكتبوا كتباً، وألفوا مصنفات، وخصصوا أجزاء لإثبات هذه العقيدة وبيانها، وتسابقوا إلى جمع الروايات، والرد على المخالفين. فلم يمض قرن ولا زمان إلا وقد أصدروا فيه كتباً عديدة مليئة من هذه الروايات من أئمتهم المعصومين، والردود على المنكرين ولو تقية. ذكرنا بعضاً منها في الباب الأول. والبعض الآخر سنذكرها في الباب الرابع عند ذكر (فصل الخطاب). والجدير بالذكر أنه كما لم يخل زمان لم يكتب فيه مثل هذه الكتب من قبل القوم، فهكذا لم تخل بلدة في العالم يوجد فيها الشيعة إلا وقد ساهموا في نشر هذه الأباطيل وجمعها في كتب، وتخصيص القسم من مؤلفاتهم لبيان هذه العقيدة. فمثلاً القارة الهندية حيث يوجد فيها أكبر عدد للشيعة بعد إيران صنف فيها علماؤها أيضاً كتباً عديدة لبيان هذه العقيدة منها (استقصاء الأفهام واستيفاء الانتقام) للسيد حامد حسين الكهنوي. ذكره الطهراني في (الذريعة) بقوله: استقصاء الأفهام واستيفاء الانتقام في رد منتهى الكلام تصنيف بعض أهل ¬

(¬1) نقلاً عن "فصل الخطاب" ص353

السنة، للأمير السيد حامد حسين بن الأمير قلى. . . . المتوفى بلكهنؤ سنة 1306هـ‍صاحب العبقات وغيره من التصانيف الكثيرة، المؤلفة أكثرها باللغة الفارسية لتعميم المنفعة. وهذا أيضاً فارسي مبسوط. . . واستقصى فيه البحث في المسألة المشهورة بتحريف الكتاب" (¬1). ومنها (تصحيف كاتبين أو تاريخه قرآن مبين) كما ذكره صاحب (الذريعة): "تصحيف كاتبين أو تاريخه قرآن مبين لمرزا أحمد سلطان" (¬2). و (رشق النبال على أصحاب الضلال) للسيد ناصر حسين. و" (مصباح الظلم) لشمس العلماء السيد امداد الإمام زيدي المستبصر العظيم آبادي مطبوع بلغة أردو" (¬3). و (ضربت حيدري) للسيد محمد دلدار علي. و (عماد الإسلام) لأبيه السيد دلدار علي، وقد مر ذكرهما سابقاً. و (الإنصاف في الاستخلاف) للمرزا أحمد علي: "الإنصاف في تحقيق آية الاستخلاف لمرزا أحمد علي الأمر تسرى الهندي، المطبوع بلغة أردو" (¬4) خصص فيها باباً لبيان هذه العقيدة. وغير ذلك من الكتب الكثيرة التي كتبت خصيصاً لهذا الغرض، أو خصص قسم منها لأجل هذا. ¬

(¬1) "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" ج2 ص31 (¬2) "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" ص195 (¬3) "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" ج21 ص113 (¬4) "الذريعة" ج21 ص113

فالحاصل أن كثيراً من علماء الشيعة وكبراءهم في الدور الثالث والأخير والممتد إلى زماننا هذا، صرحوا بهذه العقيدة وصنفوا فيها. وجل علمائهم - إن لم نقل كلهم - اعتقدوا ويعتقدون بهذه العقيدة. ولا يظهر خلاف هذه إلا من يريد التمويه والتزييف وخداع السنة. مثل الشيخ الجليل للشيعة محمد حسين آل كاشف الغطاء مؤلف (أصل الشيعة وأصولها)، وغيره من حذى حذوه وانتهج منهجه لاصطياد الناس وإيقاعهم في حبائهم وتغريرهم بالباطل. وأكبر دليل على ذلك أن كاشف الغطاء هذا قال في كتابه الذي لم يؤلفه للشيعة بل للسنة: فمن اعتقد بالإمامة بالمعنى الذي ذكرناه فهو عندهم مؤمن بالمعنى الأخص، وإذا اقتصر على تلك الأركان الأربعة فهو مسلم ومؤمن بالمعنى الأعم، تترتب عليه جميع أحكام الإسلام من حرمة دمه وماله وعرضه ووجوب حفظه وحرمة غيبته وغير ذلك لأنه بعدم الاعتقاد بالإمامة يخرج عن كونه مسلماً (معاذ الله) " (¬1). مع أن من يعرف المباديات من مذهب الشيعة يعرفه أنه لا دين لمن لا يدين بالإمامة ولا إيمان لمن لا يؤمن بها (¬2)، وكما قال المفيد شيخهم الأكبر في (كتاب المسائل): اتفق الإمامية على من أنكر إمامة أحد من الأئمة، وجحد ما أوجب الله تعالى له من فرض إطاعته فهو كافر، ضال، مستحق الخلود في النار" (¬3). وأين هذا من ذاك؟ وأين كاشف الغطاء من المفيد؟ ¬

(¬1) "أصل الشيعة وأصولها" لمحمد حسين آل كاشف الغطاء ص103، 104 (¬2) انظر لتفصيل ذلك كتابنا "الشيعة وأهل البيت" حيث أوردنا فيه روايات كثيرة في هذا الخصوص من أئمتهم المعصومين حسب قولهم (¬3) نقلاً عن "البرهان" في تفسير القرآن، مقدمة ص20

وبهذا يثبت قولنا أن هذه الكتب لم تؤلف لبيان عقائد الشيعة، بل ألفت تقية للمداراة والمماشاة، ولخداع المسلمين عامة وللسنة خاصة، وما الله بغافل عما يعملون. ولإيضاح الحق الذي هو واضح من قبل، وإقامة البرهان على ما قلناه وهو مبرهن ثابت، نختار بعض المقتبسات من الكتب المختلفة المؤلفة في مختلف الفنون وفي مختلف الأزمان والأمكنة للكتاب والمؤلفين الذين لم نذكرهم في كتابنا (الشيعة والسنة)، أو لم نذكرهم في الأبواب السابقة من هذا الكتاب من المتأخرين أهل الدور الثالث، وأيضاً لم يأت ذكرهم في (فصل الخطاب). نذكرها حتى لا يبقى مجال لمخادع أن يخدع، وماكر أن يمكر، ومشكك أن يشكك ويزيف ويوه، ولمنسحب أن ينسحب، ومعرف أن يعرض. فنقول وبالله التوفيق: نبدأ بالبحراني المتوفى سنة 1108هـ‍، المفسر الشيعي المشهور الذي خصص مواضع في مقدمة كتابه، وفي المجلد الأول من تفسيره لبيان عقيدته في القرآن. فيكتب في المقدمة الثانية من مقدمة كتابه تحت عنوان "بيان ما يوضح وقوع بعض تغيير في القرآن، وأنه السر في جعل الإرشاد إلى أمر الولاية والإمامة، والإشارة إلى فضائل أهل البيت وفرض طاعة الأئمة بحسب بطن القرآن وتأويله، والإشعار بذلك على سبيل التجوز والرموز والتعريض في ظاهر القرآن وتأويله" يكتب تحت هذا العنوان الطويل العريض ما نصه: "اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء من التغييرات وأسقط الذي جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم

عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه ولهذا كما قد ورد صريحاً في حديث سنذكره لما أن كان الله عز وجل قد سبق في علمه الكامل صدور تلك الأفعال الشنيعة من المفسدين في الدين وأنهم بحيث كلما اطلعوا على تصريح بما يضرهم ويزيد في شأن علي عليه السلام وذريته الطاهرين حاولوا إسقاط ذلك رأساً أو تغييره محرفين وكان في مشيته الكاملة ومن ألطافه الشاملة محافظة أو أمر الإمامة والولاية ومحارسة مظاهر فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - والأئمة بحيث تسلم عن تغيير أهل التضييع والتحريف ويبقى لأهل الحق مفادها مع بقاء التكليف لم يكتف بما كان مصرحاً به منها في كتابه الشريف بل جعل جل بيانها بحسب البطون وعلى نهج التأويل وفي ضمن بيان ما تدل عليه ظواهر التنزيل وأشار إلى جمل من برهانها بطريق التجوز والتعريض والتعبير عنها بالرموز والتورية وسائر ما هو من هذا القبيل حتى تتم حججه على الخلائق جميعاً ولو بعد إسقاط المسقطين ما يدل عليها صريحاً بأحسن وجه وأجمل سبيل ويستبين صدق هذا المقال بملاحظة جميع ما نذكره في هذه الفصول الأربعة المشتملة على كل هذه الأحوال" (¬1). ثم ذكر في الفصل الأول إحدى وعشرين رواية من أهم كتب القوم، نذكر منها أحد عشر رواية ما لم يرد ذكرها قبل، ونترك الباقي لورودها مقدماً في الأبواب السابقة. الأول: روى علي بن إبراهيم في تفسيره بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي عليه السلام: إن القرآن خلف فراشي في الصحف والجريد والقراطيس، فخذوه، واجمعوه، ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة، فانطلق علي عليه السلام فجمعه في ثوب ¬

(¬1) "البرهان" مقدمة ص36

أصفر، ثم ختم عليه في بيته، وقال: لا أرتدي حتى أجمعه. قال كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه. وفي ثواب الأعمال بإسناد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سورة الأحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم يا ابن سنان إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها. وفيه أيضاً كما مر في آخر الفصل الأول من المقالة الأولى عنه عليه السلام أن القرآن فيه ما مضى وما يحدث وما هو كائن كانت فيه أسماء الرجال فألقيت وإنما الاسم الواحد منه في وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة. وفيه عنه قال أن القرآن قد طرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إلا حروف قد أخطأت بها الكتبة وتوهمتها الرجال. وفي كنز الفوائد بإسناده عن الصادق عليه السلام أنه قال في حديث له ذكر فيه بعض ما محي من القرآن أن عمرو بن العاص قال على منبر مصر محي من القرآن ألف حرف بألف درهم وأعطيت مائة ألف درهم على أن يمحى إن شانئك هو الأبتر فقالوا لا يجوز ذلك معاوية فكتب إليه قد بلغني ما قلت على منبر ولست هناك وفي الكنز أيضاً عن الصدوق بإسناده عن ميسر قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: والله لا يرى منكم في النار اثنان لا والله ولا واحد قلت وأين ذلك من كتاب الله تعالى؟ قال عليه السلام في سورة الرحمن هو قوله تعالى: فيومئذ لا يسئ عن ذنبه منكم أنس ولا جان فقلت له ليس فيها منكم قال: إن أول من غيرها ابن أروى وذلك أنها حجة عليه وعلى أصحابه ولو لم يكن فيها منكم لسقط عقاب الله عن خلقه إذ لم يسأل عن ذنبه أنس ولا جان فلمن يعاقب إذاً يوم القيامة وفي تفسير فرات بن إبراهيم بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في حديث له قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

يا علي لا تخرج ثلاثة أيام حتى تؤلف كتاب الله كيلا يزيد فيه الشيطان فلم يزد فيه الشيطان شيئاً ولم ينقص منه شيئاً. وفي غيبة النعماني عن ابن نباته قال سمعت علياً عليه السلام يقول كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل، قلت: يا أمير المؤمنين أوليس هو كما أنزل؟ فقال لا محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم وما ترك أبو لهب إلا للإزراء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه عمه، وتأتي متفرقة عند تفسير بعض الآيات والكلمات المغيرة روايات دالة على المقصود. وفي كتاب الاحتجاج عن أبي ذر الغفاري أنه لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم فوثب عمر وقال يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه فأخذه علي عليه السلام فانصرف ثم أحضر زيد بن ثابت وكان قارياً للقرآن فقال إن علياً جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار وقد أردنا أن تؤلف لنا القرآن وتسقط عنه ما كان فيه فضيحة وهتك المهاجرين والأنصار فأجابه زيد إلى ذلك ثم قال فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم؟ قال عمر فما الحيلة؟ قال زيد أنتم أعلم بالحيلة فقال عمر ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه فدبروا في قتله علي يد خالد بن الولد ولم يقدروا على ذلك فلما استخلف عمر سئل علياً عليه السلام أن تدفع إليهم القرآن ليحرفوه فيما بينهم فقال ي أبا الحسن إن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه فقال عليه السلام هيهات ليس إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به أن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي، فقال عمر فهل وقت لإظهار معلوم؟ قال علي عليه السلام نعم إذا قام القائم

من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فيجري السنة به صلوات الله عليه. وفي الكتاب المذكور عن كتاب مسلم عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أنه نقل كلاماً طويلاً جرى بينه وبني معاوية في محضر جماعة، منهم الحسن بن علي عليهما السلام إلى أن قال فقال الحسن عليه السلام: أن عمر أرسل إلى أبي أني أريد أن أجمع القرآن وأكتبه في مصحف فابعث إلي بما كتبت من القرآن، فأتاه وقال: تضرب والله عنقي قبل أن يصل إليك، وال: ولم؟ قال: لأن الله تعالى قال: {لا يمسه إلا المطهرون}: قال: إياي عني ولم يعنك ولا أصحابك، فغضب عمر وقال: إن ابن أبي طالب يحسب أن أحداً ليس عنده علم غيره، من كان يقرأ شيئاً من القرآن فليأتني به، فإذا جاء رجل وقرأ شيئاً وقرأ معه رجل آخر فيه كتبه وإلا لم يكتبه. ثم قال الحسن: وقد قالوا: ضاع منه قرآن كثير بل كذبوا والله بل هو مجموع محفوظ عند أهله. ثم قال عليه السلام ثم أن عمر أمر قضاته وولاته أن اجتهدوا بآرائكم واقضوا بما ترون أنه الحق فما يزال هو وولاته قد وقعوا في عظيمة فيخرجهم منها أبي ليحتج بما عليهم، فتجتمع القضاة عند خليفتهم وقد حكموا في شيء واحد بقضايا مختلفة فأجازها لهم لأن الله تعالى لم يؤته الحكمة وفصل الخطاب، الخبر. وفي الكتاب المذكور أيضاً في جملة احتجاج علي عليه السلام على جماعة من المهاجرين والأنصار أن طلحة قال له في جملة مسائلة عنه: يا أبا الحسن شيء أريد أن أسألك عنه، رأيتك خرجت بثوب مختوم، فقلت أيها الناس: إني لم أزل مشتغلاً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغسله وتكفينه ودفنه ثم اشتغلت بكتاب الله حتى جمعته فهذا كتاب الله عندي مجموعاً لم يسقط منه حرف واحد، ولم أر ذلك الذي كتبت وألفت وقد رأيت عمراً بعث إليك أن ابعث به غلي، فأبيت أن تفعل فدعا عمر بالناس فإذا شهد رجلان على آية كتبها وإن لم يشهد عليها غير رجل واحد رجاها فلم يكتب عمر. فقال عمر: وأنا أسمع أنه قتل يوم اليمامة قوم

كانوا يقرؤون قرآناً لا يقرأه غيرهم فقد ذهب وقد جاءت شاة إلى صحيفة وكتاب يكتبون فأكلتها وذهب ما فيها والكاتب يومئذ عثمان. وسمعت عمر وأصحابه الذين ألفوا ما كتبوا على عهد عمر وعلى عهد عثمان يقولون أن الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة وأن النور نيف ومائة آية والحجر تسعون ومائة آية فما هذا وما يمنعك يرحمك الله أن تخرج كتاب الله إلى الناس. وقد عهد عثمان حين أخذ ما ألف عمر فجمع له الكتاب وحمل الناس على قراءة واحدة فمزق مصحف ابن أبي كعب وابن مسعود وأحرقهما بالنار فقال له عليه السلام يا طلحة إن كل آية أنزلها الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - عندي بإملاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخط يدي، وتأويل كل آية أنزلها الله على محمد، وكل حلال وحرام، أو حد أو حكم، أو شيء يحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة فهو عندي مكتوب بإملاء رسول الله وخط يدي حتى أرش الخدس، قال طلحة: كل شيء من صغير أو كبير أو خاص أو عام كان أو يكون إلى يوم القيامة فهو عندك مكتوب؟ قال: نعم، وسر ذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسر إلي في مرضه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب، ولو أن الأمة منذ قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتبعوني وأطاعوني لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم وساق الحديث إلى أن قال ثم قال طلحة: لا أريك يا ابن الحسن أجبتني عما سألتك عنه من أمر القرآن ألا تظهره للناس؟ فقال: يا طلحة! عمداً كففت عن جوابك، فأخبرني عما كتب عمر وعثمان القرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة: بل قرآن كله، قال إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة فإن فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا، قال طلحة: حسبي أما إذا كان قرآناً فحسبي، ثم قال طلحة فأخبرني عما في يدك من القرآن وتأويله وعلم الحلال والحرام إلى من تدفعه ومن صار فيه بعدك؟ قال إن الذي أمرني رسول الله أن أدفعه إليه وصيي وأولى الناس بعدي

ابني الحسن، ثم يدفعه ابني الحسن إلى ابني الحسين، ثم يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين حتى يرد آخرهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حوضه، هم مع القرآن لا يفارقونه، والقرآن معهم لا يفارقهم، الخبر. وسيأتي في الفصل الثالث خبر آخر من كتاب الاحتجاج أيضاً مشتمل على التصريح بتغيير القرآن وعلى السر في جعل الإشارة إلى ما يتعلق بالإمامة على التعريض والتأويل وقد مر في الفصل الخامس من المقالة الثانية من المقدمة الأولى من حديث كتاب المختصر للحسن بن سليمان مشتمل على قول أبي محمد العسكري: أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب. الخبر. أقول: قد وردت في زيارات عديدة كزيارة الغدير وغيرها وفي الدعوات الكثيرة وكدعاء صنمي قريش وغيره عبارات صريحة في تحريف القرآن وتغييره بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وكفى في هذا الباب ما ذكرناه في المقالة السالفة من الأخبار الدالة على اقتفاء هذه الأمة سنن من كان قبلهم من الأمم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. إذ من الأمور الجليلة الواضحة التي لا نكير فيها أن الأمم السابقة غيروا صحفهم وحرفوا كتبهم لا سيما التوراة والإنجيل كما هو صريح القرآن والأخبار، منها خبر أول هذا الفصل وقد مر في المقالة السابقة قول الباقر عليه السلام أن بني إسرائيل اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم صلوات الله عليه، يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم ويضرب أعناقهم، فتأمل ولا تغفل عن دلالة هذه الأخبار أيضاً على وجود القرآن المحفوظ من الزيادة والنقصان في كل عصر مع إمام الزمان وأنه الذي جمعه علي عليه السلام، وأن ما في أيدينا اليوم هو الحجة لدينا بلا لوم إلى أن يظهر الحق وأهله والله الموفق" (¬1). وكذلك ذكر في المجلد الأول من تفسيره تحت عنوان: ¬

(¬1) "البرهان" مقدمة ص36 إلى 39 بألفاظه

"باب في أن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة عليهم السلام"، وأورد فيه روايات كثيرة ذكرنا بعضاً منها مقدماً. كما ذكر أيضاً عنوان "أما ما هو على خلاف ما أنزل الله، وما هو محرف منه" ثم ذكر تحته أحاديث عديدة، نتركها لأنها سوف تذكر في الباب الرابع. والثاني الذي نريد أن نورد منه كلامه هو مفسر شيعي آخر محمد محسن الملقب بالفيض الكاشاني. فإنه ذكر في مقدمة تفسيره تحت: المقدمة الثالثة: بعنوان "نبذ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه، وزيادته ونقصه". وأورد فيها روايات تتجاوز الخمسين، ثم قال الصافي: أقول ويرد على هذا كله إشكال وهو أنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفاً ومغيراً، أو يكون على خلاف ما أنزل الله، فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلاً فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غي ذلك، وأيضاً قال الله عز وجل: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} وقال: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير؟ وأيضاً قد استفاض عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والأئمة عليهم السلام حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له وفساده بمخالفته فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفاً فما فائدة العرض؟ مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله، ويخطر بالبال في دفع هذا الإشكال والعلم عند الله أن يقال: إن صحت هذه الأخبار فلعل التغيير إنما وقع فيما لا يخل بالمقصود كثير إخلال كحذف اسم علي وآل محمد - صلى الله عليه وسلم - وحذف أسماء المنافقين عليهم لعاين الله، فإن الانتفاع بعموم اللفظ باق، وكحذف بعض الآيات وكتمانه فإن الانتفاع بالباقي باق مع أن الأوصياء كانوا يتداركون ما فاتنا منه من

هذا القبيل، ويدل على هذا قوله عليه السلام في حديث طلحة إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة فإن فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا" (¬1). ومحدثهم الكبير ولعانهم الذي لا يوجد له نظير، يكتب في كتابه (حياة القلوب) شاتماً، ساباً أصحاب رسول الله وخاصة الصديق والفاروق، تحت عنوان (بيان حجة الوداع) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلن: "إن علي بن أبي طالب وليي، ووصيي، وخليفتي من بعدي، ولكن أصحابه عملوا عمل قوم موسى، فاتبعوا عجل هذه الأمة وسامريها أعني أبا بكر وعمر - أستغفر الله من نقل هذه الخرافة والخبث الذي يتدفق من القوم ويظهر ما في باطنهم - (إلى أن قال) فغضب المنافقون خلافته، خلافة رسول الله من خليفته، وتجاوزوا إلى خليفة الله أي الكتاب الذي أنزله فحرفوه، وغيروه، وعملوا به ما أرادوه" (¬2). ومثل في كتابه هذا وفي كتبه الأخرى أيضاً أمثلة عديدة للتغيير الذي حصل، والتحريف الذي وقع، مستنداً إلى أحاديث وروايات من أئمته ومعصوميه" (¬3). ولقد نقل هذا المجلسي أيضاً في كتابه عن (تفسير كازر (¬4) السورة التي أخرجها عثمان بن عفان - رضي الله عنه - من القرآن، وخاصة من مصحف عبد الله بن مسعود حسب زعمه الباطل. ونصها: "يا أيها الذين آمنوا بالنبي وبالولي الذي بعثناهما يهديانكم إلى صراط مستقيم، نبي وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير، إن الذين يوفون بعهد ¬

(¬1) "الصافي في تفسير القرآن" للفيض الكاشاني ص33،34 ط إيران (¬2) "حياة القلوب" للمجلسي ج2 ص541 وما بعد (¬3) انظر لذلك "حياة القلوب" تحت عنوان "الآيات التي أنزلت في الإمامة" ج3 ص125 وما بعد (¬4) قد ذكر هذا التفسير الطهراني في كتابه "الذريعة" ج4 ص309

الله لهم جنات النعيم. والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبين. فإن لهم في جهنم مقاماً عظيماً إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين. ما خلفهم المرسلين إلا بالحق وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب. سبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين" (¬1). وقال الشيخ علي أصغر البروجردي من أعيان القرن الثالث عشر، الذي كان في عصر محمد شاه القاجاري، في كتابه (عقائد الشيعة (¬2)) ك وواجب علينا أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يغير ولم يبدل، هو الذي ليس إلا عند إمام العصر (الغائب) عجل الله فرجه، ولكن المنافقين غيروا وحرفوا القرآن الذي عندهم" (¬3). وهكذا كتب ملا محمد تقي الكاشاني في كتابه (هداية الطالبين) المؤلف في سنة 1275هـ‍تحت "مطاعن عثمان". "إن عثمان ضرب عبد الله بن مسعود مرتين، مرة لأنه صلى علي أبي ذر، وثانياً لأنه طلب منه مصحفه حتى يجعله مثل قرآنه الذي زاد فيه ونقص. . . وأيضاً روى عنه أنه أمر زيد بن ثابت الذي كان يصادقه ويعاند علياً أن يجمع القرآن، فأسقط منه مناقب أهل البيت وذم أعدائهم والقرآن الموجود بأيدي الناس الآن المعروف بقرآن عثمان هو عين القرآن الذي جمعه زيد" (¬4). وقال "قدوة العلماء الربانيين، وأسوة الحكماء الصمدانيين، وحافظ ثغور الدين المبين، زين العابدين الكرماني" في رسالته (تذييل): ¬

(¬1) نقلاً عن "تذكرة الأئمة" ص9، 10، وهذه هي السورة بعينها، التي ذكرها الخطيب في رسالته "الخطوط العريضة" (¬2) ذكره "الطهراني في الذريعة" ج15 ص284 (¬3) "عقائد الشيعة" فارسي ص27 ط إيران (¬4) "هداية الطالبين" ص368

إن كيفية جمع القرآن أثبت أن التحريف والتصحيف والنقص وقع في القرآن، ولو أن هذا سبب لتذييل المسلمين عند اليهود والنصارى بأن طائفة منا تدعي الإسلام ثم تعمل مثل هذا العمل ولكنهم كانوا منافقين، الذين فعلوا ما فعلوا، وأن القرآن المحفوظ ليس إلا عند الإمام الغائب - ثم أورد روايات أئمته - وقال: إن الشيعة مجبورون أن يقرؤوا هذا القرآن تقية بأمر آل محمد عليهم السلام" (¬1). وقبل ذلك أخوه كتب مثل ما كتبه هو في كتابه (حسام الدين). وقبلهما أبوهم محمد كريم خان المتوفى سنة 1288هـ‍صرح بمثل هذا في كتابه (نصرة الدين (¬2)) و (إرشاد العوام (¬3)) الذي ألفه في العقائد. وقال علي بن النقي الرضوي علامة الشيعة بالهند في كتابه (إسعاف المأمول (¬4): وأما تواتر جميع ما نزل على محمد فمشكل توضيحه، قد اختلف في وقوع التحريف والنقصان في القرآن، فعن أكثر الأخباريين أنه وقع، وهو الظاهر من كلام الكليني قدس سره، وشيخه علي بن إبراهيم القمي، والشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي صاحب الاحتجاج. وقال السيد والصدوق والمحقق الطبرسي وجمهور المجتهدين بعدم وقوعه، وقد ذكر السيد العلامة نعمة الله في رسالته (منبع الحيوة) أدلة الأوائل، منها الأخبار ¬

(¬1) "تذييل في الرد على هاشم الشامي" ص13 إلى 23 الطبعة الثانية مطبع سعادت كرمان إيران (¬2) ذكره صاحب الذريعة ج24 ص175 (¬3) ذكره صاحب الذريعة ج1 ص515 (¬4) قد ورد ذكره في الذريعة ج2 ص59

المستفيضة، بل المتواترة، ما روى عن أمير المؤمنين لما سئل عن المناسبة بين قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى. وبين: فانكحوا. فقال: لقد سقط بينهما أكثر من ثلث القرآن. وما روي عن الصادق في قوله: كنتم خير أمة، قال كيف هذه الأمة خير أمة وقد قتلوا ابن رسول الله؟ ليس هكذا نزلت، وإنما نزلت وكنتم خير أئمة من أهل البيت، ومنها الأخبار المستفيضة في أن آية الغدير هكذا نزلت "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" إلى غير ذلك مما لو جمع لصار كثير الحجم، ومنها أن القرآن كان ينزل منجماً على حسب المصالح والوقائع وكتاب الوحي كانوا أربعة عشر رجلاً من الصحابة وكان رئيسهم أمير المؤمنين. وقد كانوا في الأغلب ما يكتبون إلا ما يتعلق بالأحكام وإلا ما يوحى إليه في المحافل والمجامع، وأما الذي كان يكتب ما ينزل عليه في خلواته ومنازله فليس هو إلا أمير المؤمنين لأنه كان يدور معه كيف دار، فكان مصحفه أجمع من غيره من المصاحف، فلما مضى رسول الله إلى لقاء حبيبه وتفرقت الأهواء بعد جمع أمير المؤمنين القرآن كما أنزل وشده بردائه وأنى به إلى المسجد فقال لهم هذا كتاب ربكم كما أنزل، فقال عمر: ليس لنا فيه حاجة، هذا عندنا مصحف عثمان فقال لن تروه ولن يراه أحد حتى يظهر القائم - إلى أن قال: وهذا القرآن كان عند الأئمة يتلونه في خلواتهم وربما أطلعوا عليه لبعض خواصهم كما رواه ثقة الإسلام الكليني عطر الله مرقده بإسناده إلى سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرئها الناس فقال أبو عبد الله: مه كف عن هذه القراءة واقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذا قام قرأ كتاب الله على حده وأخرج المصحف الذي كتبه على، ونحون ذلك ذكر كثيراً لا نوردها روماً للاختصار. وأما الأخبار الدالة على وجوب التمسك بالكتاب والأمر باتباعه وعرض

الأخبار عليه فلا ينافي ما ذكر من وقوع التغيير في الكتاب كما أنه أمرنا بالتمسك بأهل البيت، وقد صاروا ممنوعين عن التبليغ كما هو حقه وفيه ما فيه، وأما أن الأخبار الواردة عن الأئمة في التمسك واتباعه فيجوز أن يكون قد جوزوا العمل به من باب التقية وحكم الله الظاهري كما يقال في القراءات السبعة المتواترة، ونحو ذلك، لا يخفى عليك أن القول بجواز العمل من باب التقية في كل الأحوال سواء كان محل التقية أم لا بعيد غاية البعد وكذا القول بالتحريف والنقصان مطلقاً في القرآن يوجب مفاسد شتى ولا يبقى الاعتماد عليه، نعم لو قيل بأن المخالفين والمنافقين لما كانوا يبذلون جهدهم في إطفاء أنوار أهل البيت واختفاء فضائلهم ومناقبهم لئلا يظهر على الخلق مراتبهم التي عند الله لهم ولا تكون حجة على الخلائق لاستحقاقهم الرياسة والخلافة ولئلا تبطل خلافة الخلفاء المتغلبين ولا يحصل لهم الغلبة والسلطنة على الناس كي تكون خلافة المتغلبين هباء منثوراً. نقصوا وبدلوا الآيات التي كانت تثبت فضائلهم ومناقبهم ورياستهم وخلافتهم عليهم السلام، والأخبار الواردة في النقصان أيضاً تدل على مثل هذا النقصان، وأما دون تلك الآيات فهي باقية إلى الآن كما كان من دون تغير وتبدل أصلاً فليس له غاية بعد، فتأمل في هذا المقام فإنه من مزال الأقدام، ويقتضي بسطاً في الكلام لكن الوقت لا يرخصنا بالاتمام" (¬1). ومثل ذلك ذكر السيد محمد الكهنوي حيث قال رداً على المرتضى: أما ادعاء عدم التحريف في القرآن الموجود بأيدي الناس فهو محل النظر، بل هو ظاهر الفساد. لأن الروايات التي بلغت إلى حد التواتر التي تدل على أن علي بن أبي طالب هو الذي اشتغل بالقرآن بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبقى عوضاً ولغواً محضاً. مع أنه ورد في الروايات عن المعصومين أنه مخزون ¬

(¬1) "إسعاف المأمول" لعلي بن السني ص115 ط مطبع اثنا عشرى لكهنؤ - الهند سنة 1312هـ‍

مودع عند صاحب العصر عليه السلام" (¬1). ومثل ذلك قال أئمة الشيعة الآخرون في الهند مثل دلدار علي اللكهنوي في (عماد الإسلام)، والسيد حامد حسين في (استقصاء الأفهام)، والملا محمد في رسالته (بارقية ضيغمية)، والملا ناصر حسين في (رشق النبال)، وغيرهم في غيره، وإنه لكثير جداً. ولا يخلو كتاب من كتب الشيعة في الدور الثالث الممتد إلى عصرنا هذا إلا وفيه بحث في هذا الخصوص، وهذا أيضاً مما يدل على أن في الأمر شيئاً. نعم! قد ظهر حالياً بعض الرجال المنتسبين إلى العلم من الشيعة، الذين بدؤوا يتظاهرون إنكار التحريف والتغيير والتبديل ولكن إنكارهم هذا ليس إلا إنكار التقية كما صرح بذلك علماؤهم، المتقدمون منهم والمتأخرون كما مر بيانه. وإلا لوجب عليهم البراءة من هذه الكتب التي امتلأت بمثل هذه الروايات، ومن الرواة الذين ملأوا كتبهم بمروياتهم، الذين هم مدار أحاديث القوم ورواياتهم عن الأئمة المعصومين من أهل البيت حسب زعمهم. وإننا لنرحب كل من يقول بهذا القول، ويعلن بهذا الاعتقاد. لأن بذلك سيرتفع الخلاف الواقع والموجود بينهم وبين السنة، لأن هذه الكتب، وهؤلاء الرواة هم الذين سببوا الفرقة والبعد عن السنة وأهلها، وهداة الأمة وقادتها، بامتلائها واختلاقهم القصص الخرافية، والأساطير الوهمية، والروايات الباطلة، التي تصور للناس عامة وللمسلمين خاصة باختلاف موجود في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تولية الخلافة والإمامة، بين الصديق والفاروق وذي النورين وعامة الأصحاب، وبين علي وبني هاشم رضوان الله عليهم أجمعين. والروايات والأحاديث الموضوعة المفتراة على رسول الله الصادق الأمين التي تنبئ أن الصادق المصدوق هادي الأمة إلى سبيل الرشاد والعمل الصالح. ¬

(¬1) "ضربت حيدري" للسيد محمد اللكهنوي ج2 ص78

من عبادة الله وحده ورعاية حقوق العباد لم يرسل إلا لرفع مكانة علي وتبليغ وصايته وإمامته للخلق، وإيثار أسرته بالمناصب والمراتب وأمره الناس بالعبودية لهم دون الآخرين. معاذ الله أن يكون رسول الله إلى الخلائق أرسل لهذا الغرض المحدود. فهلموا أيها القوم وأسرعوا، واطرحوا هذه الخلافات التي لم تؤسسها ولم ترسخها إلا الأيدي الأثيمة، والأقلام المأجورة المزورة، والرجال الذين باعوا ضمائرهم بالدنيا، وآثروها على الآخرة. وارجعوا أيها القوم إلى كتاب الله المحفوظ المصون الذي نزل به جبرائيل على سيد البشر صلوات الله وسلامه عليهما، وضمن الله حفظه إلى قيام الساعة. ليهتدي به المهتدون، ويسلك بنوره السالكون. وإن لم نؤمن بصيانته عن التغيير والتحريف فبأي كتاب نهتدي وندعو الكون إلى رب الكون؟. اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان، واجعلنا من المؤمنين الحقيقيين الذين يعتقدون هذا الاعتقاد بأن: "ذلك الكتاب لا ريب فيه" (¬1). و {إنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين} (¬2). وإنه {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} (¬3). وصدق الله مولانا العظيم. ¬

(¬1) سورة البقرة، الآية1 (¬2) سورة الشعراء الآية192، 193، 194 (¬3) سورة فصلت الآية42

الباب الرابع ألف حديث شيعي في إثبات التحريف في القرآن من كتاب فصل الخطاب لمحدث شيعي النوري الطبرسي

الباب الرابع ألف حديث شيعي في إثبات التحريف في القرآن من كتاب فصل الخطاب لمحدث شيعي النّوري الطبرسي إننا خصصنا هذا البابلنقل جزء من كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) لمحدث القوم حسين بن محمد التقي النوري الطبرسي، الكتاب الذي أزاح اللثام عن وجه عقيدة القوم الأصلية في القرآن، وأثار ضجة كبرى في الأوساط الشيعية. لا من حيث أنه تفرد لبيان هذه العقيدة، أو ورد فيه شيء جديد غير مألوف مخالف لمعتقداتهم المنقولة المتواترة من أهل البيت حسب زعمهم، بل لأنه كشف النقاب عن الشيء الذي غلفوه بتقيتهم مدة طويلة عن الآخرين، وجمع فيه من الأحاديث والروايات من أمهات الكتب وأهمها نقلاً عن الأئمة الاثنى عشر، التي بلغت حد التواتر وزادت عليه. كما أن الكتاب بين للناس أن الشيعة قاطبة من اليوم الذي وجدوا لم يعتقدوا في القرآن الموجود بأيدي الناس، بل ظنوه مبدلاً ومحرفاً، زيد فيه ونقص منه، غير فيه وحرف منه، ولم يقل أحد من القوم خلاف هذا إلا مماشاة ومداراة أو تقية وخداعاً. ثم وإن الكتاب مع قيمته العلمية ومقامه السامي وشأنه الرفيع حيث يشتمل على ألفي رواية قريباً كلها من الأئمة المعصومين لم يؤلف من قبل شخص عادي لا يعبأ به ولا يلتفت إليه، بل ألفه أحد جهابذة القوم وماهر في العلوم وخاصة في علم الحديث والرجال حيث أنه مؤلف أحد المجاميع الشيعية الثلاثة (مستدرك

الوسائل) الكتاب الذي لا يقل كماً وكيفاً ووزناً عن (الوسائل) الذي طبع في عشرين مجلداً قبل مدة بالقطع المتوسط المائل إلى الصغر، حيث أن المستدرك في مجلدات ثلاثة ضخمة. ومع (المستدرك) فإنه ألف ما يقارب الثلاثين من الكتب في الحديث والرجال والعقائد، وهو من أصحاب مجدد القرن الثالث عشر الشيعي السيد الشيرازي، المعتمد لديه والموثق عنده والمرجح على غيره، كما أنه تلمذ عليه أكابر القوم وأعيانهم في الحديث والرجال مثل الشيخ عباس القمي صاحب (الكنى والألقاب) و (منتهى الآمال) وغيره من الكتب الكثيرة، والشيخ آغا بزرك الطهراني صاحب (أعلام الشيعة) و (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) وغيرها من الكتب الكبيرة الكثيرة، كما أنه كان شيخ مشائخ نجف في زمانه، البلدة التي تعد الأولى الشيعية بالنسبة للجامعات والمدارس والحوزات العلمية الشيعية، وأكثر من ذلك كان يقصده علماء الشيعة وأقطابها من البلدان الشيعية الأخرى ويعكفون عنده ويلتمسون فضله ويرجون فيضله وينالون بالمعلومات. وكان من عادته التنقيب والتدقيق والتفحص والتتبع وتقنص الشوارد والتقصي فلذلك جاء كتابه شاملاً كاملاً، شاملاً لأخبار الأولين، وكاملاً لجمع روايات موضوعية. وجامعاً أقوال كل مخالف ومؤالف. ومما زاد قيمة الكتاب أنه حلل كلام المتقدمين والمتأخرين تحليلاً علمياً منطقياً منقولياً معقولياً وواقعياً، وبين وجوه الترجيح. فلولا الخوف لضخامة حجم الكتاب لكان في ودنا أن نطبعه كاملاً ولكن لما أنه كان يشتمل على بعض المواضيع التي لا علاقة لها رأساً ومباشرة بموضوعنا (¬1) اكتفينا بطبع الجزء الأخير منه. والقارئ والباحث ليرى العجائب حيث يورد هذا الشيخ الشيعي روايات ¬

(¬1) مثل ثبوت التحريف في التوراة والزبور والأناجيل وغير ذلك من المواضيع

كثيرة من الأعيان الأربعة الذين تظاهروا من القوم بعدم التحريف، روايات صريحة واضحة جلية في تحريف القرآن وتبديله. وقبل أن نورد هذا الجزء نريد أن نذكر ترجمة هذا العالم الشيعي الجليل الذي أزعج قلوب أصحاب التقية والنفاق وزلزل أقدامهم، من الشيعة أنفسهم ومن كبراء القوم، وترجمة كتابه لتعيين منزلته وقيمة كتابه، وكما نحن نذكر خلال ذلك بعض الكتب التي كتبت تأييداً له ورداً عليه، وحقيقة الرد من بل القوم أنفسهم. فلقد كتب الشيخ عباس القمي الرجالي الشيعي المشهور في كتابه المعروف المعتمد الموثوق (الكنى والألقاب) بعد ما يذكر ترجمة أبي علي الطبرسي صاحب (مجمع البيان) ما نصه: وقد يطلق الطبرسي على شيخنا الأجل ثقة الإسلام الحاج ميرزا حسين بن العلامة محمد تقي النوري الطبرسي صاحب (مستدرك الوسائل)، شيخ الإسلام والمسلمين، مروج علوم الأنبياء والمرسلين (ع) الثقة الجليل والعالم الكامل النبيل المتبحر الخبير والمحدث الناقد البصير، ناشر الآثار وجامع شمل الأخبار، صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة والعلوم الغزيرة الباهرة بالرواية، والرافع لخميس المكارم أعظم راية، وهو أشهر من أن يذكر وفوق ما تحم حوله العبارة، كان شيخي الذي أخذت عنه في بدء حالي وانضيت إلى موائده بعلات رحالي فوهبني من فضله ما لا يضيع وحنى علي حنو الظئر على الرضيع فعادت علي بركات أنفاسه وأضاءت من ضياء نبراسه فما يسفح قلمي إنما هو من فيض بحاره وما ينفح بها كلمي هو من نسيم أسحاره. هر بوى كه ازمشك وقر نقل شنوى ازدولت آن زلف جه سنبل شنوى

لازمت خدمته برهة من الدهر في السفر والحضر وكنت أستفيد من جنابه في البين إلى أن نعب بيننا غراب البين فطوى الدهر ما نشر، والدهر ليس بمأمون على بشر، فتوفي في أواخر ج2 سنة 1320 ودفن في جوار أمير المؤمنين (ع) في الصحن الشريف وكتب هو رحمه الله ترجمة نفسه في آخر المستدرك" (¬1). كما ترجم له في كتابه الرجالي الكبير، الممزوج بالفارسية والعربية (فوائد الرضوية في أحوال علماء المذهب الجعفرية) وبدأ كلامه بهذا: شيخنا الأجل الأعظم، وعمادنا الأرفع الأقوم، صفوة المتقدمين والمتأخرين، خاتم الفقهاء والمحدثين، سحاب الفضل الهاطل، وبحر العلم الذي ليس له ساحل، مستخرج كنوز الأخبار، ومحيي ما اندرس من الآثار، كنز الفضائل ونهرها الجاري، شيخنا ومولانا العلامة المحدث الثقة النوري أنار الله تعالى برهانه وأسكنه بحبوحة جنانه" (¬2). وبعد أن ذكر أحواله في الفارسية التي يأتي ذكرها من آغا الطهراني قال: ولازم السيد السند حجة الإسلام ونادرة الأيام أستاذ البشر ومجدد المذهب في القرن الثالث عشر، المنتهي إليه رياسة الشيعة في عصره والمطاع الذي انقاد الجابرة لنهيه وأمره، الذي يعجز عن بيان معاليه اللسان رئيس المسلمين الحاج ميرزا محمد حسن الشيرازي قدس الله تربته الشريفة المتوفي في شعبان 1312 بسامراء، المدفون في جوار جده أمير المؤمنين عليه السلام" (¬3). ثم يذكر علاقته به ويقول: ¬

(¬1) كتاب "الكنى والألقاب" للعباسي القمي ج2 ص405 (¬2) "فوائد الرضوية" ص148 (¬3) "فوائد الرضوية" ص150

ويحق لي أن أقول ولقد عشت بعد الشيخ عيشة الحوت في البر وبقيت في الدهر ولكن بقاء الثلج في الحر، فقد كان له رحمه الله علي من الحقوق الواجب شكرها ما لم أستطع ذكرها، وهو شيخي الذي أخذت عنه في بدء حالي وأنضيت إلى موائد فوائده يعملات رحالي فوهبني من فضله ما لا يضيع وحنى علي حنو الظئر على الرضيع، ففرش لي حجر علومه وألقمني ندى معلومه فعادت علي بركات أنفاسه واستضاءت من ضياء نبراسه فما يسفح به قلمي إنما هو من فيض بحاره وما ينفح بها كلمي إنما هو من نسيم أسحاره وأنا أتوسل إلى رب الثواب والجزاء أن يجمل نصيبه من رضوانه أوفى الأنصباء، وكم له رحمه الله من الله تعالى ألطاف خفية ومواهب غيبية ونعم جليلة فائقة تبلغ عدد كتبه ما يقرب من ثلثين تخبر كل واحد من طول باعه، وهي كتاب مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل في مجلدات تقرب من تمام الوسائل، كتاب نفس الرحمن في فضائل سيدنا سلمان عليه السلام وهو أول مؤلفاته بعد الشجرة المؤنقة العجيبة في سلسلة إجازات العلماء المسماة بمواقع النجوم، ومرسلة الدر المنظوم، كتاب دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام في مجلدين وقد اختصرته أنا ولم يتم، كما أن له رحمه الله ترجمة المجلد الثاني منه ولم يتم، كتاب فصل الخطاب، كتاب معالم العبر في استدراك البحار السابع عشر، جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجة عليه السلام في الغيبة الكبرى، رسالة فيض القدسي في أحوال العلامة المجلسي ره، الصحيفة الثانية العلوية، الصحيفة الرابعة السجادية، النجم الثاقب في أحوال الإمام الغايب صلوات الله عليه بالفارسية، رسالة ميزان السماء في تعين مولد خاتم الأنبياء بالفارسية، الكلمة الطيبة بالفارسية، ظلمات الهاوية، رسالة في رد بعض الشبهات على كتابه فصل الخطاب، البدر المشعشع في ذرية موسى المبرقع، كشف الأستار عن وجه الغايب عن الأبصار عجل الله فرجه، سلامة المرصاد، رسالة مختصرة بالفارسية في مواليد الأئمة عليهم السلام على ما هو الأصح عندنا،

مستدرك مزار البحار لم يتم، حواشي علي لم يتم، شاخه طوبى فيما يتعلق بعيد البقر، لؤلؤ ومرجان درشرط بله أول ودوم روضه خوانان. تحية الزائر بلغة المجاور، وهي آخر مؤلفاته رضوان الله عليه ولم يمهله الأجل حتى يتمها، ومن الله تعالى علي بإتمامها إلى غير ذلك من الحواشي والرسائل. وكان رحمه الله حسن المحاضرة سريع الكتابة كثير الحافظة مقبلاً على شأنه مستوحشاً عن أوثق إخوانه، وكان شديد العبادة كثير الزهادة لم يفته صلوات الليل والقيام في طاعة ربه في آناء الليل. وكان جامعاً أعلى كل مكرمة وشرافة، وأسنى كل خصلة وفضيلة، وبلغ من كل خير ذروته وأخذ من كل علم شريف جوهره وحقيقته، أما علمه فأحسن فنه الحديث ومعرفة الرجال والإحاطة بالأقوال والاطلاع بدقائق الآيات ونكات الأخبار بحيث يتحير العقول عن كيفية استخراجه جواهر الأخبار عن كنوزها وترجع الأبصار حاسرة عن إدراك طريقته في استنباط إشاراتها ورموزها فسبحان الله المتعال من كثرة اطلاعه وطول باعه وشدة تبحره في العلوم والأخبار والسنن والآثار، كان بحراً مواجاً وسراجاً وهاجاً وكان ضنياً بعمره بحيث لم يدع دقيقة من دقائق عمره ونفيس جوهر حياته يمضي بلا فائدة ويفنى بلا عايدة بل أخذ منه حظه ونصيبه إما بجمع شتات الأخبار وتأليف متفرقات ما ورد عن الأئمة الأطهار، وإما بالذكر وتلاوة الآيات أو بالصلاة والنوافل المندوبات مواظب لكل سنة سنية ومؤد لميسور دقائق الآداب الدينية، كان واعظاً لغيره بأفعاله وداعياً إلى الله بمحاسن أحواله يذكر الله تعالى رؤيته ويزيد في العلم منطقه ويرغب في الآخرة عمله، ما قام أحد من مجلسه إلا بخير مستفاد جديد وشوق إلى الثواب وخوف من الوعيد، لا يختار من الأعمال المندوبة إلا أحمزها وأتعبها ولا يأخذ من السنن إلا أحسنها، أفعاله كانت منطبقة على كلامه وكلامه مقصور

على ما خرج عن إمامه، لازمت خدمته برهة من الدهر في السفر والحضر والليل والنهار وكنت أستفيد من جنابه في البين إلى أن نعب بيننا غراب البين فطوى الدهر ما نشر والدهر ليس بمأمون على بشر فتوفى في سنة عشرين وثلثمائة وألف حشره الله تعالى مع الأئمة الاثنى عشر عليهم السلام. وفي خلال استفادتي منه رحمه الله استجزت عنه أن يجيزني برواية مؤلفات الأصحاب رضي الله عنه بطرقه الخمسة فمن على في أواخر أيام حياته بإنجاح مسألتي فأجازني أن أروي عنه مؤلفات أصحابنا رضوان الله عليهم أجمعين قديماً وحديثاً في التفسير والحديث والفقه والأصوليين وغيرها خصوصاً الكتب الأربعة التي عليها أساس المذهب وفروع الدين، وكتاب الوسائل والبحار ومستدرك الوسائل الذي أنعم الله تعالى عليه بتأليفه وغيرها مما ساغ له إجازته وصح له روايته بطرقه المعهودة عن مشايخه العظام أتقنها وأسدها ما أخبره بها إجازة فخر الشيعة وتاج الشريعة خاتم المحققين ومؤسس القواعد التي خلت عنها زبر السابقين واللاحقين الشيخ الأجل الأعلم والأستاذ الأعظم وطود العلم الباذخ الأشم أستاذ المجتهدين وخاتمة الفقهاء والمحققين، المنتهى إليه رياسة كافة الإمامية في عصره، الأستاذ الأكبر الأكمل الحاج شيخ مرتضى الأنصاري تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته عن الشيخ الفقيه النبيه الحبر القمقام ومستنده في مناهج الأحكام المولى المحقق أحمد النراقي رحمه الله عن البرح المتلاطم الزخار وعيبة العلم والفضل والأدب والأنوار صاحب الكرامات الباهرة والآيات النيرة آية الله العلامة الطباطبائي المدعو ببحر العلوم قدس الله روحه عن شيخه المحدث المحقق العالم العليم صاحب اللؤلؤة بطرقه المذكورة فيها مع ساير مشايخه رحمهم الله بطرقه المشروحة في خاتمة المستدرك فإنا أروي عنه ره بطرقه الخمسة جميع ما صحت له روايته وجاءت له إجازته والحمد لله رب العالمين وكان ذلك في يوم الجمعة لست مضت من شهر ربيع الأول سنة 1320 في الكوفة المتبركة على

شاطئ الفرات بقرب الجسر" (¬1). فهذا هو النوري الطبرسي في نظر "شيخ المتتبعين في عصره، وأستاذ المحدثين في دهره، سلمان زمانه في الورع والتقوى، ووحيد أوانه في نشر راية الهدى، ركن الإسلام وغوث المسلمين حضرة الحاج الشيخ عباس القمي" (¬2). وأما ما قاله زعيم القوم آغغا بزرك الطهراني صاحب مؤلفات كبيرة مثل (الذريعة) و (أعلام الشيعة) وغيرها من كتب الحديث والفقه في حقه فجدير أن يلتفت إليه. يقول آغا بزرك الطهراني في كتابه (أعلام الشيعة) في الجزء الأول من القسم الثاني بعد ما يكتب اسمه: الشيخ الميرزا حسين النوري: وقبل أن يبدأ في ترجمته: ارتعش القلم بيدي عندما كتبت هذا الاسم واستوقفني عندما رأيت نفسي عازماً على ترجمة أستاذي النورين وتمثل لي بهيته المعهودة بعد أن مضى على فراقنا خمس وخمسون سنة، فخشعت إجلالاً لمقامه، ودهشت هيبة له، ولا غرابة فلو كان المترجم له غيره لهان الأمر، ولكن كيف بي وهو من أولئك الأبطال غير المحددة حياتهم وأعمالهم، أما شخصية كهذه الشخصية الرحبة العريضة فمن الصعب جداً أن يتحمل المؤرخ الأمين وزر الحديث عنها، ولا أرى مبرراً في موقفي هذا سوى الاعتراف بالقصور عن تأدية حقه. فها أنا ذا أشير إلى طرف من ترجمته، أداء لحقوقه علي والله المسؤول أن يجزيه عن الإسلام خير جزاء العاملين المحسنين" (¬3). ¬

(¬1) "فوائد الرضوية" للعباس ص150 إلى 153 (¬2) غلاف كتاب "الكنى والألقاب" ج1 (¬3) "أعلام الشيعة" لآغا بزرك الطهراني، القسم الثاني الجزء الأول ص543 ط المطبعة العلمية النجف 1385هـ‍

فهذا هو الرجل وهذا هو مقامه ومنزلته الرفيعة عند أجلة القوم. ثم يبدأ في ترجمته بقوله: هو الشيخ الميرزا حسين بن الميرزا محمد تقي بن الميرزا علي محمد بن تقي النوري الطبرسي إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة ومن أعاظم علماء الشيعة وكبار رجال الإسلام في هذا القرن. ولد في (18 - شوال 1254) في قرية (يالو) من قرى نور إحدى كور طبرستان ونشأ بها يتيماً، فقد توفي والده الحجة الكبير وله ثمان سنين وقبل أن يبلغ الحلم اتصل بالفقيه الكبير المولى محمد علي المحلاتي. ثم هاجر إلى طهران واتصل فيها بالعالم الجليل أبي زوجته الشيخ عبد الرحيم البروجردي فعكف على الاستفادة منه، ثم هاجر معه إلى العراق في (1273) فزار أستاذه ورجع وبقي هو في النجف قرب أربع سنين، ثم عاد إلى إيران، ثم رجع إلى العراق في (1278) فلازم الآية الكبرى الشيخ عبد الحسين الطهراني الشهير بشيخ العراقين وبقي معه إلى مشهد الكاظمين (ع) فبقي سنتين أيضاً وفي آخرهما رزق حج البيت وذلك في (1280)، ثم رجع إلى النجف الأشرف وحضر بحث الشيخ المرتضى الأنصاري أشهراً قلائل إلى أن توفى الشيخ في (1281) فعاد إلى إيران في (1284) وزار الإمام الرضا عليه السلام، ورجع إلى العراق أيضاً في 186) وهي السنة التي توفي فيها شيخه الطهراني، وكان أول من أجازه ورزق حج البيت ثانياً، ورجع إلى النجف فبقي فيها سنين لازم خلالها درس السيد المجدد الشيرازي، ولما هاجر أستاذه إلى سامراء في (1291) لم يخبر تلاميذه بعزمه على البقاء بها في بادي الأمر ولما أعلن ذلك خف إليه الطلاب وهاجر إليه المترجم له في (1292) بأهله وعياله مع شيخه المولى فتح علي السلطان آبادي وصهره على ابنته الشيخ فضل الله النوري وهم أول المهاجرين إليها ورزق حج البيت ثالثاً ولما رجع سافر إلى إيران ثالثاً في (1297) وزار مشهد الرضا عليه السلام ورجع فسافر إلى الحج

رابعاً في (1299) ورجع فبقي في سامراء ملازماً لأستاذه المجدد حتى توفي في (1312) فبقي المترجم له بعده بسامراء إلى (1314) فعاد إلى النجف عازماً على البقاء بها حتى أدركه الأجل انتهى ملخصاً عما ترجم به نفسه في آخر الجزء الثالث من كتابه (المستدرك) مع بعض الإضافات. كان الشيخ النوري أحد نماذج السلف الصالح التي ندر وجودها في هذا العصر، فقد امتاز بعبقرية فذة، وكان آية من آيات الله العجيبة، كمنت فيه مواهب غريبة وملكات شريفة أهلته لأن يعد في الطليعة من علماء الشيعة الذين كرسوا حياتهم طوال أعمارهم لخدمة الدين والمذهب، وحياته صفحة مشرقة من الأعمال الصالحة، وهو في مجموع آثاره ومآثره إنسان فرض لشخصه الخلود على مر العصور وألزم المؤلفين والمؤرخين بالمناية به والإشادة بغزارة فضله، فقد نذر نفسه لخدمة العلم ولم يكن فيه غير البحث والتنقيب والفحص والتتبع، وجمع شتات الأخبار وشذرات الحديث ونظم متفرقات الآثار وتأليف شوارد السير، وقد رافقه التوفيق وأعانته المشيئة الإلهية، حتى ليظن الناظر في تصانيفه أن الله شمله بخاصة ألطافه ومخصوص عنايته، وادخر له كنوزاً قيمة لم يظفر بها أعاظم السلف من هواة الآثار ورجال هذا الفن، بل يخيل للواقف على أمره أن الله خلقه لحفظ البقية الباقية من تراث آل محمد عليه وعليهم السلام (وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم). تشرفت بخدمته للمرة الأولى في سامراء في (1313) بعد وفاة المجدد الشيرازي بسنة وهي سنة ورودي العراق، كما أنها سنة وفاة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري، وذلك عندما قصدت سامراء زائراً قبل ورودي إلى النجف فوفقت لرؤية المترجم له بداره حيث قصدته لاستماع مصيبة الحسين عليه السلام وذلك يوم الجمعة الذي ينعقد فيه مجلس بداره. وكان المجلس غاصاً بالحضور الشيخ على الكرسي مشغول بالوعظ، ثم ذكر المصيبة وتفرق الحاضرون، فانصرفت

وفي نفسي ما يعلمه الله من إجلال وإعجاب وإكبار لهذا الشيخ إذ رأيت فيه حين رأيته سمات الأبرار من رجالنا الأول. ولما وصلت إلى النجف بقيت أمني النفسي لو أن تتفق لي صلة مع هذا الشيخ لأستفيد منه عن كثب، ولما اتفقت هجرته إلى النجف في (1314) لازمته ملازمة الظل ست سنين حتى اختار الله له دار إقامته، ورأيت منه خلال هذه المدة قضايا عجيبة لو أردت شرحها لطال المقام، وبودي أن أذكر مجملاً من ذلك ولو كان في ذلك خروج عن خطتنا الإيجازية. فهذا - وأيم الله - مقام الوفاء، ووقت إعطاء النصف، وقضاء الحقوق، فإني لعلى يقين من أنني لا ألتقي بأستاذي المعظم ومعلمي الأول بعد موقفي هذا إلا في عرصات القيامة. فما بالي لا أفي حقه وأغنم رضاه. كان - أعلى الله مقامه - ملتزماً بالوظائف الشرعية على الدوام وكان لكل ساعة من يومه شغل خاص لا يتخلف عنه، فوقت كتابته من بعد صلاة العصر إلى قرب الغروب، ووقت مطالعته من بعد العشاء إلى وقت النوم، وكان لا ينام إلا متطهراً ولا ينام مر الليل إلا قليلاً، ثم يستيقظ قبل الفجر بساعتين فيجدد وضوءه - ولا يستعمل الماء القليل بل كان لا يتطهر إلا بالكثير - ثم يتشرف قبل الفجر بساعة إلى الحرم المطهر، ويقف - صيفاً وشتاء - خلف باب القبلة فيشتغل بنوافل الليل إلى أن يأتي السيد داؤد نائب خازن الروضة وبيده مفاتيح الروضة فيفتح الباب ويدخل شيخنا، وهو أول داخل لها وقتذاك، وكان يشترك مع نائب الخازن بإيقاد الشموع ثم يقف في جانب الرأس الشريف فيشرع بالزيارة والتهجد إلى أن يطلع الفجر فيصلي الصبح جماعة مع بعض خواصه من العباد والأوتاد ويشتغل بالتعقيب وقبل شروع الشمس بقليل يعود إلى دار فيتوجه رأساً إلى مكتبته العظيمة المشتملة على ألوف من نفائس الكتب والآثار النادرة العزيزة الوجود أو المنحصرة عنده، فلا يخرج منها إلا للضرورة، وفي

الصباح يأتيه من كان يعينه على مقابلة ما يحتاج إلى تصحيحه ومقابلته مما صنفه أو استنسخه من كتب الحديث وغيرها. وكان إذا دخل عليه أحد في حال المقابلة اعتذر منه أو قضى حاجته باستعجال لئلا يزاحم وروده اشتغاله العلمية ومقابلته أما في الأيام الأخيرة وحينما كان مشغولاً بتكميل (المستدرك) فقد قاطع الناس على الإطلاق، حتى أنه لو سئل عن شرح حديث أو ذكر خبر أو تفصيل قضية أو تاريخ شيء أو حال راو أو غير ذلك من مسائل الفقه والأصول. لم يجب بالتفصيل بل يذكر للسائل مواضع الجواب ومصادره فيما إذا كان في الخارج، وأما إذا كان في مكتبته فيخرج الموضوع من أحد الكتب ويعطيه للسائل ليتأمله كل ذلك خوف مزاحمة الإجابة الشغل الأهم من القراءة أو الكتابة وبعد الفراغ من أشغاله كان يتغذى بغذاء معين كماً وكيفاً ثم يقيل ويصلي الظهر أول الزوال وبعد العصر يشتغل بالكتابة كما ذكرنا. أما في يوم الجمعة فكان يغير منهجه، ويشتغل بعد الرجوع من الحرم الشريف بمطالعة بعض كتب الذكر والمصيبة لترتيب ما يقرؤه على المنبر بداره، ويخرج من مكتبته بعد الشمس بساعة إلى مجلسه العام فيجلس ويحيي الحاضرين ويؤدي التعارفات ثم يرقى المنبر فيقرأ ما رآه في الكتب بذلك اليوم، ومع ذلك يحتاط في النقل بما لم يكن صريحاً في الأخبار الجزمية، وكان إذا قرأ المصيبة تنحدر دموعه على شيبته وبعد انقضاء المجلس يشتغل بوظائف الجمعة من التقليم والحلق وقص الشارب والغسل والأدعية والآداب والنوافل وغيرها، وكان لا يكتب بعد عصر الجمعة - على عادته - بل يتشرف إلى الحرم ويشتغل بالمأثور إلى الغروب كانت هذه عادته إلى أن انتقل إلى جوار ربه. ومما سنه في تلك الأعوام، زيارة سيد الشهداء مشياً على الأقدام، فقد كان ذلك في عصر الشيخ الأنصاري من سنن الأخيار وأعظم الشعائر، لكن ترك في

الأخير وصار من علائم الفقر وخصائص الأدنون من الناس، فكان العازم على ذلك يتخفى عن الناس لما في ذلك من الذل والعار، فلما رأى شيخنا ضعف هذا الأمر اهتم له والتزمه فكان في خصوص زيارة عيد الأضحى يكتري بعض الدواب لحمل الأثقال والأمتعة ويمشي هو وصحبه، لكنه لضعف مزاجه لا يستطيع قطع المسافة من النجف إلى كربلاء بمبيت ليلة كما هو المرسوم عند أهله. بل يقضي في الطريق ثلاث ليال يبيت الأولى في (المصلى) والثانية في (خان النصف) والثالثة في (خان النخيلة) فيصل كربلا في الرابعة يكون مشيه كل يوم ربع الطريق نصفه صبحاً ونصفه عصراً، ويستريح وسط الطريق لأداء الفريضة وتناول الغذاء في ظلال خيمة يحملها معه وفي السنة الثانية والثالثة زادت رغبة الناس والصلحاء بالأمر وذهب ما كان في ذلك من الإهانة والذل إلى أن صار عدد الخيم في بعض السنين أزيد من ثلاثين لكل واحدة بين العشرين والثلاثين نفراً، وفي السنة الأخيرة يعني زيارة عرفة (1319) - وهي سنة الحج الأكبر التي اتفق فيها عيد النيروز والجمعة والأضحى في يوم واحد ولكثرة ازدحام الحجيج حصل في مكة وباء عظيم هلك فيه خلق كثير - تشرفت بخدمة الشيخ إلى كربلا ماشياً، واتفق أنه عاد بعد تلك الزيارة إلى النجف ماشياً أيضاً - بعد أن اعتاد على الركوب في العودة - وذلك باستدعاء الميرزا محمد مهدي ابن المولى محمد صالح المازندراني الأصفهاني صهر الشيخ محمد باقر بن محمد تقي محشى (المعالم)، وذلك لأنه كان نذر أن يزور النجف ماشياً ولما اتفقت له ملاقاة شيخنا في كربلاء طلب منه أن يصحبه في العودة ففعل، وفي تلك السفرة بدأ به المرض الذي كانت فيه وفاته يوم خروجه من النجف وذلك على أثر أكل الطعام الذي حمله بعض أصحابه في إناء مغطى الرأس حبس فيه الزاد بحرارته فلم ير الهواء وكل من ذاق ذلك الطعام ابتلي بالقيء والإسهال، وكانت عدة أصحاب الشيخ قرب الثلاثين ولم يبتل بذلك بعضهم لعدم الأكل - وأنا كنت من جملتهم -: وقد ابتلي منهم بالمرض

قرب العشرين وبعضهم أشد من بعض وذلك لاختلافهم في مقدار الأكل من ذلك، ونجا أكثرهم بالقيء إلا شيخنا فإنه لما عرضت له حالة الاستفراغ أمسك شديداً حفظاً لبقية الأصحاب عن الوحشة والاضطراب. فبقاء ذلك الطعام في جوفه أثر عليه كما أخبرني به بعد يومين من ورودنا كربلا قال: إني أحسن بجوفي قطعة حجر لا تتحرك عن مكانتها. وفي عودتنا إلى النجف عرض له القيء في الطريق لكنه لم يجده، وابتلي بالحمى وكان يشتد مرضه يوماً فيوماً إلى أن توفي في ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الثانية (1320) ودفن بوصية منه بين العترة والكتاب يعني في الإيوان الثالث عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف من باب القبلة وكان يوم وفاته مشهوداً جزع فيه سائر الطبقات ولا سيما العلماء. ورثاه جمع من الشعراء وأرخ وفاته آخرون منهم الشاعر الفحل الشيخ محمد الملا التستري المتوفى (1322) قال: مضى الحسين الذي تجسد من نور علوم من عالم الذر قدس مثوى منه حوى علماً مقدس النفس طيب الذكر أوصافه عطرت فأنشقنا منهن تأريخه (شذى العطر) ولجثمانه كرامة، فقد حدثني العالم العادل والثقة الورع السيد محمد بن القاسم الكاشاني النجفي قال: لما حضرت زوجته الوفاة أوصت أن تدفن إلى جنبه ولما حضرت دفنها - وكان ذلك بعد وفاة الشيخ بسبع سنين - نزلت في السرداب لأضع خدها على التراب حيث كانت من محارمي لبعض الأسباب، فلما كشفت عن وجهها حانت مني التفاتة إلى جسد الشيخ زوجها فرأيته طرياً كيوم دفن، حتى أن طول المدة لم يؤثر على كفنه ولم يمل لونه من البياض إلى الصفرة.

ترك شيخنا آثاراً هامة قلما رأت عين الزمن نظيرها في حسن النظم وجودة التأليف وكفى بها كرامة له، ونعود إلى حديثنا الأول فنقول: لو تأمل إنسان ما خلفه النوري من الأسفار الجليلة، والمؤلفات الخطيرة التي تموج بمياه التحقيق والتدقيق وتوقف على سعة في الاطلاع عجيبة، لم يشك في أنه مؤيد بروح القدس لأن أكثر هذه الآثار ما أفرغه في قالب التأليف بسامراء وهو يوماك من أعاظم أصحاب السيد المجدد الشيرازي وقدمائهم وكبرائهم، وكان يرجع إليه مهام أموره وعنه يصدر الرأي، وكان من عيون تلامذته المعروفين في الآفاق فكانت مراسلات سائر البلاد بتوسطه غالباً وأجوبة الرسائل تصدر عنه وبقلمه، وكان قضاء حوائج المهاجرين بسعيه أيضاً كما كان سفير المجدد ونائبه في التصدق لسائر الأمور كزيارة العلماء والأشراف الواردين إلى سامراء واستقبالهم، وتوديع العائدين إلى أماكنهم، وتنظيم أمور معاش الطلاب وإرضائهم، وعيادة المرضى وتهيئة لوازمهم وتجهيز الموتى وتشييعهم، وترتيب مجالس عزاء سيد الشهداء عليه السلام والإطعامات الكثيرة وسائر أشغال مرجع عظيم كالمجدد الشيرازي، وغير ذلك كالزمن الذي ضاع عليه في الأسفار المذكورة في أول ترجمته، وكانت له عند السيد المجدد مكانة سامية للغاية فكان لا يسميه باسمه بل يناديه بـ (حاج آغا) احتراماً له وورث ذلك عنه أولاده فقد كان ذلك اسم النوري في أيام سكننا بسامراء - أفترى أن من يقوم بهذه الشواغل الاجتماعية المتراكمة من حوله يستطيع أن يعطي المكتبة نصيبها الذي تحتاجه حياته العلمية نعم إن البطل النوري لم يكن ذلك كله صارفاً له عن أعماله فقد خرج له في تلك الظروف ما ناف على ثلاثين مجلداً من التصانيف الباهرة، غير كثير مما استنسخه بخطه الشريف من الكتب النادرة النفيسة، أما في النجف وبعد وفاة السيد المجدد فلم يكن وضعه المادي كما ينبغي أن يكون لمثله وأتخطر إلى الآن أنه قال لي يوماً إني أموت وفي قلبي حسرة وهي أني ما رأيت أحداً مدة عمري يقول لي يا فلان خذ هذا المال فاصرفه في قلمك وقرطاسك

أو اشتر به كتاباً أو أعطه لكاتب يعينك على عملك. ومع ذلك فلم يصبه ملل أو كسل فقد كان باذلاً جهده ومواصلاً عمله حتى الساعة الأخيرة من عمره، وتصانيفه صنفان (الأول) ما طبع في حياته وانتشرت نسخه في الآفاق وهو (نفس الرحمن) في فضائل سيدنا سلان طبع في (1285) و (دار السلام) فيما يتعلق بالرؤيا والمنام فرغ من تأليفه بسامراء في (1292) وطبع في طهران كلا جزأيه في 0135) ضمن مجلد ضخم كبير وطبع الجزء الأول منه مستقلاً مرة ثانية ذكرناه مفصلاً في (الذريعة) ج8 ص20 و (فصل الخطاب) في مسألة تحريف الكتاب فرغ منه في النجف في (28 - ج2، 1292) وطبع في (1298) وبعد نشره اختلف بعضهم فيه وكتب الشيخ محمود الطهراني الشهير بمعرب رسالة في الرد عليه سماها (كشف الارتياب) عن تحريف الكتاب. وأورد فيها بعض الشبهات وبعثها إلى المجدد الشيرازي فأعطاها للشيخ النوري وقد أجاب عنها برسالة فارسية مخصوصة نذكرها في القسم الثاني المخطوط من تآليفه (ومعالم العبر) في استدراك (البحار) السابع عشر و (جنة المأوى) فيمن فاز بلقاء الحجة عليه السلام في الغيبة الكبرى من الذين لم يذكرهم صاحب (البحار) أورد فيه تسعاً وخمسين حكاية فرغ منه في (1302) وطبعه المرحوم الحاج محمد حسن الأصفهاني الملقب بـ (الكمياني) أمين دار الضرب في آخر المجلد الثالث عشر من البحار الذي هو تميم له طبع ثانياً في طهران في (1333) راجع تفصيل ما ذكرناه في (الذريعة) ج5 ص159 - 160 و (الفيض القدسي) في أحوال العلامة المجلسي، فرغ منه في (1302) وطبع بها في أول (البحار) طبعة أمين الضرب المذكور و (الصحيفة الثانية العلوية) و (الصحيفة الرابعة السجادية) و (النجم الثاقب) في أحوال الإمام الغائب (ع) فارسي (الكلمة الطيبة) فارسي أيضاً و (ميزان السماء) في تعيين مولد خاتم الأنبياء فارسي ألفه بطهران في زيارته (1299) بالتماس العلامة الزعيم المولى علي الكني و (البدر المشعشع) في ذرية موسى المبرقع، فرغ منه في (ع1 - 1308)

وطبع فيها بمئبى على الحجر وعليه تقريظ المجدد ونسخة منه بخطه أهداها كتابة للحجة الميرزا محمد الطهراني وهي في مكتبته بسامراء كما فصلناه في ج3 ص68 و (كشف الأستار) عن وجه الغائب عن الإبصار في الرد على القصيدة البغدادية التي تضمنت إنكار المهدي عليه السلام و (سلامة المرصاد) فارسي في زيارة عاشوراء غير المعروفة وأعمال مقامات مسجد الكوفة غير ما هو الشائع الدائر بين الناس الموجود في المزارات المعروفة و (لؤلؤ ومرجان) درشرط بله أول ودوم روضه خان، يعني في الدرجة الأولى والثانية للخطيب يعني بذلك الإخلاص والصدق ألفه قبل وفاته بستة وطبع مرتين و (تحية الزائر) استدرك به على (تحفة الزائر) للمجلسي وطبع ثلاث مرات وهو آخر تصانيفه حتى أنه توفي قبل إتمامه فأتمه الشيخ عباس القمي حسب رغبة الشيخ وإرادته كما فصلناه في ج3 ص484، وطبع أيضاً ديوان شعره الفارسي بقطع صغير ويسمى بـ (المولودية) لأنه مجموع قصائد نظمها في الأيام المتبركة بمواليد الأئمة وفيه قصيدة في مد سامراء وهي قافيته وفيه قصيدته التي نظمها في مدح صاحب الزمان في (1295) وعد السيد محمد مرتضى الجنفوري في رسالته التي ألفها فهرساً لتصانيف الشيخ النوري من تصانيفه الفارسية المطبوعة، جوابه عن سؤال السيد محمد حسن الكمال بوري المطبوع في (البركات الأحمدية) وأهم آثاره المطبوعة وغير المطبوعة وأعظمها شأناً وأجلها قدراً هو (مستدرك الوسائل) استدرك فيه على كتاب (وسائل الشيعة) الذي ألفه المحدث الشيخ محمد الحر العاملي المتوفي في (1104) والذي هو أحد المجاميع الثلاث المتأخرة وهذا الكتاب في ثلاث مجلدات كبار بقدر الوسائل اشتمل على زهاء ثلاثة وعشرين ألف حديثاً جمعها من مواضيع متفرقة ومن كتب معتمدة مشتتة مرتباً لها على ترتيب الوسائل، وقد ذيلها بخاتمة ذات فوائد جليلة لا توجد في كتب الأصحاب وجعل لها فهرساً تاماً للأبواب نظير فهرس الوسائل الذي سماه الحر بـ (من لا يحضره الإمام). ولكن مباشر الطبع

عمل جدولاً من نفسه للفهرست وكتب كل باب في جدول فأدرج كلماً يسعه الجدول من الكلمات وأسقط الباقي فصار الفهرس المطبوع ناقصاً، وبالجملة لقد حظي هذا الكتاب بالقبول لدى عامة الفحول المتأخرين ممن يقام لآرائهم الوزن الراجح فقد اعترفوا جميعاً بتقدم المؤلف وتبحره ورسوخ قدمه وأصبح في الاعتبار كسائر المجاميع الحديثية المتأخرة، فيجب على عامة المجتهدين الفحول أن يطلعوا عليه ويرجعوا إليه في استنباط الأحكام عن الأدلة كي يتم لهم الفحص عن المعارض ويحصل اليأس عن الظفر بالمخصص حيث أذعن بذلك جل علمائنا المعاصرين للمؤلف ممن أدركنا بحثه وتشرفنا بملازمته، فقد سمعت شيخنا المولى محمد كاظم الخراساني صاحب (الكفاية) يلقي ما ذكرناه على تلامذته الحاضرين تحت منبره البالغين إلى خمسة مائة أو أكثر بين مجتهد أو قريب من الاجتهاد بأن الحجة للمجتهد في عصرنا هذا لا تتم قبل الرجوع إلى (المستدرك) والاطلاع على ما فيه من الأحاديث انتهى، هذا ما قاله بنفسه عندما وصل بحث: العمل بالعام قبل الفحص عن المخصص. وكان بنفسه يلتزم ذلك عملاً، فقد شاهدت عمه على ذلك عدة ليال وفقت فيها لحضور مجلسه الخصوصي في داره الذي كان ينعقد بعد الدرس العمومي لبعض خواص تلامذته كالسيد أبي الحسن الموسوي، والشيخ عبد الله الكبا يكانى، والشيخ علي الشاهرودي، والشيخ مهدي المازندراني، والسيد راضي الأصفهاني وغيرهم، وذلك للبحث في أجوبة الاستفتاءات، فكان يأمرهم بالرجوع إلى الكتب الحاضرة في ذلك المجلس وهي (الجواهر) و (الوسائل) و (مستدرك الوسائل) فكان يأمرهم بقراءة ما في المستدرك من الحديث الذي يكون مدركاً للفرع المبحوث عنه كما أشرت إليه في (الذريعة) ج2 ص110 - 111، وأما شيخنا الحجة شيخ الشريعة الأصفهاني فكان من الغالين في المستدرك ومؤلفه: سألته ذات يوم - وكنا نحضر بحثه في الرجال - عن مصدره في

المحاضرات التي كان يلقيها علينا فأجاب: كلنا عيال علي النوري. يشير بذلك إلى المستدرك، وكذا كان شيخنا الأعظم الميرزا محمد تقي الشيرازي وغير هؤلاء من الفطاحل مقر له بالعظمة رحمه الله. و (الصنف الثاني) من آثار المترجم له مؤلفاته غير المطبوعة وهي (مواقع النجوم) ومرسلة الدر المنظوم. والشجرة المؤنقة العجيبة. وهي سلسلة في إجازة العلماء من عصره إلى زمن الغيبة، وهو أول مؤلفاته فرغ منه ليلة الاثنين (24 - رجب - 1275) ورسالة فارسية في جواب شبهات فصل الخطاب، و (ظلمات الهاوية) في مثالب معاوية و (شاخهء طوبى) في عشرة آلاف بيت في الختوم وأعمال شهر بيع الأول وبعض المطايبات. وتقريرات بحث أستاذه الطهراني وتقريرات المجدد رآهما بخطه الشريف في مكتبة الميرزا محمد العسكري لكنه احتمل أن الثاني لغيره وإنما استنسخه بخطه ومجموعة في المتفرقات فيها فوائد نادرة و (الأربعينات) مقالة مختصرة كتبها على هامش نسخة (الكلمة الطيبة) المطبوع جمع فيها أربعين أمراً من الأمور التي أضيف إليها عدد الأربعين في أخبار الأئمة الطاهرين عليهم السلام كما ذكرته في ج1 ص436 و (أخبار حفظ القرآن) ورسالة في ترجمة المولى أبي الحسن الشريف رأيتها بخطه على تفسير الشريف الموجود في (مكتبة الميرزا محمد العسكري) في سامراء وفهرس كتب خزانته رتبه على حروف الهجاء ورسالة في مواليد الأئمة (ع) على ما هو الأصح عنده أخذها الآغا نور محمد خان الكابلي نزيل كرمانشاه و (مستدرك مزار البحار) لم يتم و (حواشي رجال أبي علي) لم تتم و (حواشي توضيح المقال) الذي طبع في آخر رجال (أبي علي) نقلت جملة منها على نسختي وضاعت مني وله ترجمة المجلد الثاني من (دار السلام) لم تتم إلى غير ذلك من الحواشي والرسائل الغير تامة و (أجوبة المسائل) والأوراق المتفرقة وقد كتب ما كان يمليه في مجالس وعظه من الأخلاق والآداب جماعة منهم، المولى محمد حسين القمشهي

الصغير الذي مر ذكره في القسم الأول من هذا الكتاب ص520 كما أنه لم يدع كتاباً في مكتبته وعلق عليه وشرع موضوعه وأحوال مؤلفه، وما هنالك من الفوائد، وأسفي شديد على ضياع تلك المكتبة وتفرقها حيث كان فيها بعض الأصول الأربعمائة التي لم يقف عليها أحد قبله، وله في جمع الكتب قضايا، مر ذات يوم في السوق فرأى أصلاً من الأصول الأربعمائة في يد امرأة عرضته للبيع ولم يكن معه شيء من المال فباع بعض ما عليه من الألبسة واشترى الكتاب، وأمثال ذلك كثير وهو سند من أجل الأسناد الثابتة ليوم المعاد، وكيف لا وهو خريت هذه الصناعة وإمام هذا الفن سبر غور علم الحديث حتى وصل إلى الأعماق فعرف الحابل من النابل وماز الغث من السمين، وهو خاتمة المجتهدين فيه أخذه عنه كل من تأخر من أعلام الدين وحجج الإسلام وقلما كتبت إجازة منذ نصف قرن إلى اليوم ولم تصدر باسمه الشريف، وسيبقى خالد الذكر ما بقي لهذه العادة المتبعة من رسم، وهو أول من أجازني وألحقني بطبقة الشيوخ في سن الشباب وقد صدرت عنه إجازات كثيرة بين كبيرة ومتوسطة ومختصرة وشفاهية ذكرنا منها في (الذريعة) ج1 ص181 ست إجازات وقد ترجمنا والده في القسم الأول من (الكرام البررة) ص222، ولشيخنا أربعة أخوة كلهم أكبر منه (1) الفقيه الكبير الشيخ الميرزا هادي اشتغل في النجف مدة طويلة وعاد إلى بلاده بعد وفاة والده بسنين فصار مرجعاً للأمور ثلاث عشرة سنة إلى أن توفي في حدود (12) وخلف ولده الميرزا مهدي (2) العالم الحكيم الآغا ميرزا علي، كان فقيهاً فيلسوفاً انتهت إليه المرجعية بعد أخيه المذكور إلى أن توفي في نيف وتسعين ومائتين وألف. وولدته ابنة الميرزا ولي المستوفي (3) و (4) الميرزا حسن والميرزا قاسم كانا من الفضلاء الأعلام كما كانا يدرسان سطوح الفقه والأصول وتوفيا قبل (1300) ولعل الغير يرى فيه إطناباً أو إغراقاً أما أنا فلم أكتب عنه سوى مختصر مما رأيته أيام معاشرتي له، والله شهيد على ما أقول

فقد رأيته عالماً ربانياً إلاهياً. وما خفي عني أكثر وأكثر والله المحيط. وقد ذكرته في (هدية الرازي) وفي (الإسناد المصطفى) إلى آل بيت المصطفى المطبوع في النجف (1356) ص5 - 6 وحصل هناك في اسم جده تقديم وتأخير فقد جاء هناك: محمد علي وصحيحه كما هو مثبت هنا على محمد" (¬1). هذا ما قاله آغا الظهراني في صاحبنا هذا النوري الطبرسي الذي نحن بصدد إصدار جزء من كتابه، وبهذا يعرف مقام الرجل وقيمته. هذا وبهذا كله ظهر شأن الرجل وقيمته، وما دمنا خصصنا له ولكتابه هذا الباب بل وبتعبير صحيح هذا الكتاب لا بأس أن ننقل ههنا ما ذكره محسن الأمين في موسوعته (أعيان الشيعة) عنه فيقول: الميرزه حسين ابن الشيخ محمد تقي بن محمد علي أو علي محمد النوري الطبرسي ولد في 18 شوال سنة 1254 في قرية يالو من قرى نور يلفظ اسم الضياء إحدى كور طبرستان وتوفي بالنجف ليلة الأربعاء 27 جمادى الآخر في سنة 1320، ودفن في الصحن الشريف في الإيوان الثالث منه عن يمين الداخل من جهة القبلة. كان عالماً فاضلاً محدثاً متبحراً في علمي الحديث والرجال، عارفاً بالسير والتاريخ منقباً فاحصاً ناقماً على أهل عصره عدم اعتنائهم بعلمي الحديث والرجال زاهداً عابداً لم تفته صلاة الليل وكان وحيد عصره في الإحاطة والاطلاع على الأخبار والآثار والكتب الغريبة وجمع من نفائس المخطوطات كتباً كثيرة دخلت عليه مرة وهي منضدة حوله لكنها تفرقت بعد موته أيدي سبا وكان لا يفتر عن المطالعة والتأليف يحكى عنه أنه كان في زيارة كربلا فرأى عند رجوعه في السوق امرأة بيدها كتابان تريد بيعهما فنظرهما فإذا هما من نفائس الكتب وقد كان له مدة يطلبهما ولا يجدهما فساومها عليهما فطلبت منه قيمة فدفع لها باقي ¬

(¬1) "أعلام الشيعة" للطهراني الجزء الأول من القسم الثاني ص544 إلى 555

نفقته فلم تكف فنزع عباءته وأعطاها الدلال فباعها فلم تكف قيمتها فنزع قباءه وباعه وأتم لها القيمة ومؤلف هذا الكتاب يجد من نفسه أنه لو اتفق له ما اتفق للمترجم لم يتوقف عن أن يفعل كما فعل وكان يقرأ بنفسه في مجالس الذكرى التي يقيمها في داره لوفيات أهل البيت عليهم السلام وحضرت يوماً في بعض تلك المجالس فسمعته يقول أن الكلام المنسوب إلى الأصبغ بن نباتة أنه خاطب به أمير المؤمنين عليه السلام لما ضربه ابن الملجم الذي فيه أن البرد لا يزلزل الجبل الأشم ولفحة الهجير لا تجفف البحر الخضم والليث يقوى إذا ارتعش لا أصل له ولم يرو في كتاب. ثم إني حينما ألفت في سيرة أمير المؤمنين علي عليه السلام فتشت فلم أجد له أثراً" (¬1). وبعد ذلك تكلم عن مشائخه وتلامذته ومصنفاته وأخباره وأحواله التي مر بيانها من قبل. وقد ترجم له الكحالة ووصفه بأنه محدث، عارف بالرجال والسير والتاريخ والكتب مشارك في بعض العلوم" (¬2). كما ترجم له علي أكبر دهخدا في موسوعته (لغت نامه) (¬3). وترجم لنفسه نفسه في آخر كتابه (مستدرك الوسائل) (¬4). وذكره إياه ومصنفاته كل من الزركلي في (الأعلام) (¬5) وصاحب (إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون) (¬6). ¬

(¬1) "أعيان الشيعة" ج27 ص139، 140، 141 الطبعة الأولى مطبعة الإتقان دمشق عام 1367 (¬2) انظر لذلك "معجم المؤلفين" للكحالة ج4 ص46 ط الترقي دمشق 1957م (¬3) شماره 29 ص140 ط مطابع مجلس طهران 1335 شمسي (¬4) المجلد الثالث ص877، 878 ط دار الخلافة طهران 1321هـ‍ (¬5) ج2 ص282 الطبعة الثانية (¬6) ج1 ص369

وأما كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) فلقد ذكر الطهراني في (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) بقوله: فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب لشيخنا الحاج الميرزه حسين النوري الطبرستاني. . . . وقد رد عليه الشيخ محمود الطهراني الشهير بالمعرب برسالة سماها (كشف الارتياب عن تحريف الكتاب) فلما بلغ ذلك الشيخ النوري كتب رسالة فارسية مفردة في الجواب عن شبهات (كشف الارتياب) وكان ذلك بعد طبع كتاب (فصل الخطاب) ونشره. . . . وطبع (فصل الخطاب) في طهران وكان قد فرغ منه في النجف لليلتين بقيتا بالجمادى الأخرى في سنة 1292هـ‍أوله: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب (¬1). فرد على هذا الكتاب الشيخ محمود المعرب الطهراني بكتابه (كشف الارتياب) وذكره الطهراني في (الذريعة): "كشف الارتياب للفقيه الشيخ محمود بن أبي القسم الشهير بالمعرب الطهراني، المتوفى أوائل العشر الثاني بعد الثلاثمائة كتبه رداً على (فصل الخطاب لشيخنا النوري. فلما عرض على الشيخ النوري كتب رسالة مفردة في الجواب عن شبهاته، وكان يوصي كل من كان عده نسخة من (فصل الخطاب) بضم هذه الرسالة إليه، حيث أنها بمنزلة المتممات له. أول (كشف الارتياب): (الحمد لله الذي أنز على عبده الكتبا) وفرغ منه في السابع عشر من جمادى الآخرة في 1302 (¬2). فرد عليه النوري بكتابه كما ذكره الطهراني: الرد على (كشف الارتياب) الذي ألفه الشيخ محمود المعرب الطهراني وأورد فيه شبهاته على (فصل الخطاب) تأليف شيخنا النوري الميرزا حسين بن المولى محمد تقي الطبري المتوفى ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة عشرين وثلثمائة وألف وهو مؤلف الرد أيضاً وكان يوصي كل من عنده (فصل الخطاب) ¬

(¬1) "الذريعة" ج16 ص231، 232 (¬2) "الذريعة" ج18 ص9

أن يضم إليه هذه الرسالة التي هي في دفع الشبهات التي أوردها الشيخ محمود عليه، وهي فارسية لم تطبع بعد. رأيت نسخة منه بخط المولى علي محمد النجف آبادي ألحقها بنسخة (فصل الخطاب المطبوع التي كانت عنده والموجودة في مكتبة (التسترية) اليوم. أوله (الحمد لله رب. . .) وألفه في المحرم سنة 1303 واستنسخه المولى المذكور 1304" (¬1). وأيده كذلك ملا باقر بن إسماعيل الكاجوري بكتابه (هداية المرتاب في تحريف الكتاب) كما ذكره الطهراني في (الذريعة) (¬2). كما نصره أيضاً ملا محمد بن سليمان بن زوير السليماني ذكره صاحب، الذريعة في كتابه: "استوفى فيه جملة من الأخبار ما يزيد على مائتين وخمسين خبراً، وعقب ذلك بذكر كلام بعض المثبتين وذكر بعض الدافعين" (¬3). كما أيده أيضاً الشيخ هادي النجفي في كتابه (محجة العلماء). وكذلك (الكفاية) للخراساني" (¬4). كما كتب رداً عليه (نزاهة المصحف) للشريف الشهرستاني" (¬5). مع أنه ظاهر البطلان، ولا يخفى على كل من يقرأ ويطالع (فصل الخطاب) ¬

(¬1) "الذريعة" ج0 ص220، 221 (¬2) ج25 ص191 (¬3) انظر لذلك "الذريعة ج18 ص27 (¬4) "الذريعة" ج16 ص232، وج20 ص144 (¬5) "الذريعة" ج24 ص105

وقد سماه مؤلفه نفسه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) ولأجل ذلك يقول الطهراني: لكننا صرفنا النظر عن نشره". فهذا هو الكتاب وهذا ما قيل فيه، وقد ذكره محمد مهدي الموسوي الأصفهاني الشيعي في كتابه (أحسن الوديعة) الذي كتبه تتميماً لروضات الجنات للخوانساري تحت ترجمة النوري هذا: "هو الشيخ المحدث الحاج الميرزه حسين النوري المتولد في الثامن عشر من شهر شوال من سنة أربع وخمسين بعد المائتين والألف، والمتوفى في ليلة الأربعاء سابع عشر من شهر جمادى الثانية سنة 1320هـ‍، والمدفون في إيوان حجرة بانو عظمى بنت سلطان الناصر لدين الله وهو إيوان الحجرة الثالثة القبلية عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف المرتضوي من الباب الموسوم بباب القبلة هذا، وله مؤلفات منها (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) طبع في إيران على الحجر بقطع (الأمالي) لشيخنا الطوسي وليته ما ألفه، وقد كتب في رده بعض العلماء رسالة شريفة بين فيها ما هو الحق، وشنع على المحدث النوري علماء زمانه، وقد أخبرني بعض الثقات أن المسيحيين ترجموا هذا الكتاب بلغاتهم ونشروها، (¬1). فهذا هو الكتاب، وذاك هو الكاتب. والآن نبدأ في سرد كلام النوري الطبرسي، القسم الأخير من كتابه (فصل الخطاب) من صفحة 235 من الدليل الحادي عشر في إثبات التحريف في القرآن وقد يحسن بنا قبل البدء أن نذكر بداية الكتاب وفهرسته كي يسهل على القارئ الفهم وربط الموضوع بالسابق كما نثبت صورة الصفحة الأولى والثانية والأخيرة من الطبعة الأولى التي طبعها المصنف نفسه. وأيضاً يجدر بنا أن نقول إننا أبقينا أسلوب النوري لبيان العدد حيث يعدد كالعادة القديمة بحروف الأبجد، ولكننا أضفنا نحن على ذلك التركيب العددي أرقاماً لسهولة العدد ولمعرفة أرقام الروايات مسلسلاً وبدون كلفة. ¬

(¬1) "أحسن الوديعة" للأصفهاني ص89، 90 ط مطبعة النجاح

بداية كتاب فصل الخطاب فهذا هو بداية الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم: فهرست ما في هذا الكتاب الشريف من المطالب إجمالاً. المقدمة الأولى في ذكر الأخبار التي وردت في جمع القرآن وسبب جمعه وكونه في معرض النقص بالنظر إلى كيفية الجمع وأن تأليفه يخالف تأليف المؤمنين. المقدمة الثانية في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن والممتنع دخوله فيه. المقدمة الثالثة في ذكر أقوال علمائنا في تغيير القرآن وعدمه. الباب الأول في ذكر ما يدل أو استدلوا به على وقوع التغيير والنقصان في القرآن. الدليل الأول مركب من أمور: (ألف) وقوع التحريف في التوراة والإنجيل بطرز حسن لطيف. (ب) في أن كلما وقع في الأمم السالفة يقع في هذه الأمة. (ج) في ذكر موارد شبه فيها بعض هذه الأمة بنظيره في الأمم السابقة مدحاً أو قدحاً. (د) في أخبار خاصة فيها دلالة على كون القرآن كالتوراة والإنجيل في وقوع التغيير فيه. الثاني - أن كيفية جمع القرآن مستلزمة عادة لوقوع التغيير والتحريف فيه

وفيه إجمال حال كتاب الوحي. الثالث - في إبطال وجود منسوخ التلاوة وأن ما ذكروه مثالاً له لا بد وأن يكون مما نقص من القرآن. الرابع - في أنه كان لأمير المؤمنين عليه السلام قرآناً مخصوصاً يخالف الموجود في الترتيب وفيه زيادة ليست من الأحاديث القدسية ولا من التفسير والتأويل. الخامس - أنه كان لعبد الله بن مسعود مصحفاً معتبراً فيه ما ليس في القرآن الموجود. السادس - أن الموجود غير مشتمل لتمام ما في مصحف أبي المعتبر عندنا. السابع - أن ابن عفان لما جمع القرآن ثانياً أسقط بعض الكلمات والآيات وفيه كيفية جمعه وبعض ما أسقطه واختلاف مصاحفه وما أخطأ فيه الكتاب. الثامن - في أخبار كثيرة دالة صريحاً على وقوع النقصان زيادة على ما هو رواها المخالفون. التاسع - أنه تعالى ذكر أسماء أوصيائه وشمائله - كذا - في كتبه المباركة السالفة فلا بد أن يذكرها في كتابه المهيمن عليها وفيه ما وصل إلينا من ذكرهم (ع) في المصحف الأولى مما لم يجمع في كتاب. العاشر - إثبات اختلاف القراء في الحروف والكلمات وغيرها وإبطال نزوله على غير وجه واحد وفيه شرح أحوال القراء وإثبات وجود التدليس في أسانيدهم. الحادي عشر - في أخبار كثيرة دالة صريحاً على وقوع النقصان في القرآن. الثاني عشر - في أخبار خاصة كك رتبناها على ترتيب سور القرآن وفيه ذكر الجواب عن شبهات أوردها على الاستدلال بها. الباب الثاني ذكر أدلة القائلين بعدم تطرق التغيير من الآيات والأخبار والاعتبار والجواب عنها مفصلاً وفيه ذكر وقوع التحريف في التوراة ثانياً في عهد الرسول (ص).

(صورة)

(صورة)

(صورة)

القسم الأخير من كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب لمُحَدِّث الشيعة النوري الطبرسي الدليل الحادي عشر في إثبات التحريف في القرآن الأخبار الكثيرة المعتبرة الصريحة في وقوع السقط ودخول النقصان في الموجود من القرآن زيادة على ما مر متفرقاً في ضمن الأدلة السابقة وأنه أقل من تمام ما نزل إعجازاً على قلب سيد الإنس والجان من غير اختصاصها بآية أو سورة، وهي متفرقة في الكتب المعتبرة التي عليها المعول وإليها المرجع عند الأصحاب. جمعت ما عثرت عليها في هذا الباب بعون الله الملك الوهاب. (ألف) 1ـ ثقة الإسلام في آخر كتاب (فضل القرآن) من (الكافي) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أن القرآن الذي جاء به جبرائيل (ع) إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - سبعة عش ألف آية. (ب) 2ـ المولى محمد صالح في (شرح الكافي) عن (كتاب سليم بن قيس الهلالي) أن أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله، وكتب على تنزيله الناخس والمنسوخ منه، والمحكم والمتشابه، والوعد والوعيد، وكان ثمانية عشر ألف آية. (ج) 3ـ أحمد بن محمد السياري في (كتاب القراءات) عن علي بن لحكم عن هشام بن سالم، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف آية.

(د) 4ـ في (الكافي): عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا. كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا، اقرؤوا كما تعلمتم. فسيجيئكم من يعلمكم. (هـ‍) 5ـ وفيه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن هاشم، عن سالم بن أبي سلمة، قال: قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أسمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرأها الناس، فقال: كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأها الناس حتى يقوم القائم عليه السلام، فإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام ورواه الصفار في (البصائر) عن محمد بن الحسين مثله. (و) 6ـ عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن سمط، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تنزيل القرآن، فقال: اقرؤوا كما علمتم. (ز) 7ـ الثقة الجليل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص ما خفي حقنا على ذي حجي، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن، قال المحدث البحراني في (الدرر النجفية): يمكن حمل الزيادة في هذا الخبر على التبديل حيث أن الأصحاب ادعوا الإجماع على عدم الزيادة فيه، والأخبار الواردة في هذا الباب مع كثرتها ليس فيها ما هو صريح في الزيادة، فتأويل هذا الخبر بما ذكرنا لا بعد فيه إلا أنه يأتي الإشارة إلى زيادة بعض الحروف، ويأتي ذكره في محله. (ح) 8ـ وعنه بإسناده عن الصادق (ع): لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين.

(ط) 9ـ وعنه بإسناده عن إبراهيم بن عمرو، قال: قال أبو عبد الله (ع)، أن في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن، كانت فيه أسماء الرجال فألقيت، وإنما الاسم الواحد منه في وجوه لا تحصى، يعرف ذلك الوصاة. ورواه الصفار في (البصائر) عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر وعنه (ع). (ي) 10ـ وعنه بإسناده عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن القرآن طرح منه آي كثير ولم يزد فيه إلا حروفاً أخطأت به الكتبة وترهمتها الرجال. (يا) 11ـ علي بن إبراهيم في تفسيره عن علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو أن الناس قرؤوا القرآن كما أنزل الله ما اختلف اثنان" قال في (الدرر): وهو واضح الدلالة في المطلوب، والمراد لا تعتريه شائبة الشبهة والإيراد، قلت وهو كك (¬1) إذ الظاهر أن المراد رفع الاختلاف في أمر الإمامة والرياسة أو ما هو مثلها والظاهر أن ما به يزول الاختلاف من جهة قراءته كما أنزل هو وجود اسم الرئيس فيه بحيث لا يحتمل غيره، وإلا فالاختلاف موجود وحمل الخبر على حمله على أسباب نزوله ينافي كون رافع الاختلاف القراءة كما أنزل إذ هو على ما ذكر تفسيره كك (¬2) وهو خلاف ظاهر مع أن رافع الاختلاف في أسباب النزول لتعارض ما ورد فيه هو ظاهر القرآن أيضاً، فلا يتوقف هو عليه. (يب) 12ـ الشيخ أبو عمرو الكشي في رجاله في ترجمة أبي الخطاب عن أبي خلف بن حماد عن أبي محمد الحسن بن طلحة عن أبي فضال عن يونس بن ¬

(¬1) يعني به كذلك (¬2) يعني به كذلك

يعقوب عن بريد العجلي عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم، فمحت قريش سبعة وتركوا أبا لهب. (يج) 13ـ محمد بن إبراهيم النعماني في غيبته عن أحمد بن هوذه عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن الحصيرة عن أصبغ بن نباتة، قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل: قلت: يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا للإزراء على رسول الله صلى الله عليه وآله (¬1) لأنه عمه: (يد) 14ـ محمد بن العباس ماهيار في تفسيره على ما نقله عنه الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في سورة زخرف عن محمد بن مخلد الدهان عن علي بن أحمد العريضي بالرقة عن إبراهيم بن علي بن جناح عن الحسن بن علي بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى علي عليه السلام إلى أن قال: قام الصادق عليه السلام: ولقد قال عمرو بن العاص على منبر مصر: محي من كتاب الله ألف حرف، وحرف منه بألف درهم، وأعطيت ألف درهم على أن يمحى "إن شانئك هو الأبتر"، فقالوا: لا يجوز ذلك، فكيف جاز ذلك لهم ولم يجز لي؟ فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه: قد بلغني ما قلت على منبر مصر ولست هناك. (يه) 15ـ عماد الدين محمد بن أبي القاسم في (بشارة المصطفى) عن الشيخ أبي البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصير قراءة عليه في المحرم سنة 16هـ‍في مشهد أمير المؤمنين عليه السلام عن أبي طالب محمد بن الحسن بن عيينة عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن أحمد عن محمد بن وهبان الديبلي عن علي بن ¬

(¬1) أي - صلى الله عليه وسلم -

أحمد بن كثير العسكري عن أحمد بن الفضل أبو سلمة الأصفهاني عن أبي علي راشد بن علي بن وابل القرشي عن عبد الله حفص المدني، قال: حدثني محمد بن إسحاق عن سعد بن زيد بن أرطأة عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته إليه، وهي طويلة شريفة جامعة لفوائد كثيرة، وفيها: يا كميل إن الله عز وجل كريم حليم عظيم رحيم، دلنا على أخلاقه وأمرنا بالأخذ بها، وحمل الناس عليها، فقد أديناها غير مختلفين وصدقناها غير مكذبين، وقبلناها غير مرتابين، لم يكن لنا والله شياطين يوحي إليها وتوحي إلينا كما وصف الله تعالى قوماً ذكرهم الله عز وجل بأسمائهم في كتابه لو قرء كما أنزل: شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً: الوصية". (يو) 16ـ الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته وفي كتابه الآخر الذي وصل إلينا منه ما يتعلق بالإمام الثاني عشر عليه السلام عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان عن الحسنين عن أبي شعيب عن محمد بن نصير عن عمرو بن فرات عن محمد بن المفضل عن مفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام في حديث طويل في أحوال القائم عليه السلام، وفيه: أنه يسند ظهره (ع) إلى الكعبة ويقول - إلى أن قال -: ثم يتلو القرآن، فيقول المسلمون: هذا وإنه القرآن حقاً الذي أنزله الله على محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما أسقط وبدل وحرف، لعن الله من أسقطه وبدله وحرفه، وفي موضع آخر منه أن الحسني يقول للمهدي صلوات اله عليه: إن كنت مهدي آل محمد عليه السلام فأين المصحف الذي جمعه جدك أمير المؤمنين عليه السلام بغير تغيير ولا تبديل؟ (يز) 17ـ غير واحد من أجلة المحدثين عن الحسن بن سليمان الحلي. قال: وجدت بخط مولانا أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام: أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب ونسو الله رب الأرباب والنبي وساقي الكوثر في مواقف الحساب، فنحن السنام الأعظم، وفينا النبوة والولاية والكرم، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون آثارنا.

(يح) 18ـ الشيخ الطبرسي في (الاحتجاج) قال: جاء بعض الزنادقة إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له: لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم، وساق الخبر وهو طويل، وفيه تسعة مواضع فيه دلالة صريحة على النقصان والتحريف ذكرناها في حال مصحف أمير المؤمنين (ع). واعلم أنه رحمه الله قال في أول كتابه، ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده إما لوجود الإجماع عليه أو موافقته لما دلت عليه العقول أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والموالف إلا ما أوردته عن أبي محمد عليه السلام الخ. وروى هذا الخبر الشيخ الصدوق (ره) في (كتاب التوحيد) عن أحمد بن الحسن القطان عن أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا أحمد بن يعقوب بن مطر، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن عبد العزيز الأحدث، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا طلحة بن زيد عن عبد الله عن أبي معمر السعداني أن رجلاً أتى أمير المؤمنين عليه السلام - وساق الخبر مع نقصان كثير عما في (الاحتجاج) منه ما يتعلق بنقصان القرآن وتغييره إما لعدم الحاجة إليه كما يفعل ذلك كثيراً فيه وفي سائر كتبه أو لعدم موافقته لمذهبه. قال المحقق النحرير الشيخ أسد الله الكاظميني في (كشف القناع) في جملة كلام له: وبالجملة فأمر الصدوق مضطرب جداً، ولا يحصل من فتواه غالباً علم ولا ظن، لا يحصل من فتاوى أساطين المتأخرين وكذلك الحال في تصحيحه وترجيحه، وقد ذكر صاحب (البحار) حديثاً عنه في (كتاب التوحيد) عن الدقاق عن الكليني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام، ثم قال: هذا الخبر مأخوذ من (الكافي)، وفيه تغييرات عجيبة تورث سوء الظن بالصدوق، وأنه إنما فعل ذلك لتوافق مذهب أهل العدل انتهى، وربما طعن عليه بعض القدماء بمثل ذلك في حديث رواه في العمل في الصوم بالعدد، وهذا عجيب من مثله، وكيف كان فالأول أظهر. (يط) 19ـ أحمد بن محمد السياري في (كتاب القراءات) عن محمد بن

سليمان عن مروان بن الجهم عن محمد بن مسلم قال: قرأ أبو جعفر عليه السلام بين يدي آيات من كتاب الله جل ثناؤه، فقلت له: جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا، فقال: صدقت نقرؤه والله كما نزل به جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، ما يعرف القرآن إلا من خوطب به. (ك) 20ـ عن سيف وهو ابن عميرة عن غير واحد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لو ترك القرآن كما أنزل لألفينا (¬1) فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا. (كا) 21ـ عن أبي سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام في حديث: أنه قال: يا حبيب إن القرآن قد طرح منه آي كثير، ولم يزد فيه إلا حروف أخطأت بها الكتاب وتهمتها الرجال. (كب) 22ـ عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمير النجفي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن القرآن فيه خبر ما مضى وما يحدث وما كان وما هو كائن، وكانت أسماء الرجال فألقيت. (كج) 23ـ عن علي بن النعمان عن أبيه عن عبد الله بن مسكان عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لولا أنه زيد في القرآن ونقص ما خفي حقنا على ذي حجي، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن. (كد) 24ـ وعن ابن فضال عن داؤه بن زيد عن بريد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن في سبعة بأسمائهم، فمحت قريش ستة وتركت أبا لهب. (كه) 25ـ وعن الحجال عن قطبة بن ميوون عن عبد الله الأعلى، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أصحاب العربية يحرفون كلام الله عز وجل عن مواضعه، والظاهر أنه (ع) أشار إلى التغييرات التي وقعت في القرآن من جهة ¬

(¬1) هكذا في الكتاب، وفي الأصل "ألفيتنا" كما هو مذكور في (تفسير الصافي)

تصرفات القراء وأرباب الأدبية فيه يما يقتضيه قواعدهم الغير المنتهية إلى النبي (- صلى الله عليه وسلم -) ولا إلى أهل اللسان كما أشرنا. وكفى في ذلك بعض أقسام الإدغام الواجب عند بعضهم المغير لهيئة الكلمة لسقوط حرف منها وتبديله بآخر يقاربه في المخرج وهكذا. (كو) 26ـ النعماني في غيبته عن ابن عقدة عن علي بن الحسين عن الحسن ومحمد ابني يوسف عن سعدان بن مسلم عن صباح المزني عن الحارث بن حضيرة عن حبة العوفي، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة وقد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل، أما إن قام قائمنا إذا قام كسره وسوى قبلته. (كز) 27ـ النعماني رحمه الله في تفسيره عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن إسماعيل بن جابر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: في القرآن ناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه إلى أن عد (ع) من الأقسام ومنه حرف مكان حرف، ومنه ما هو محرف عن جهته، ومنه ما هو على خلاف تنزيله، ثم شرح الإمام وذكر لكل واحد أمثلة إلى أن قال: وأما ما حرف من كتاب الله فقوله تعالى: كنتم خير أمة، وعد بعض الآيات المحرفة كما يأتي، وقال في آخره: ومثل هذا كثير. (كح) 28ـ الشيخ الكشي في أول رجاله عن حمدويه وإبراهيم ابني نصير، قالا: حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي، قال: حدثني علي بن حبيب المدايني عن علي بن سويد التائي، قال: كتب إلي أبو الحسن الأول عليه السلام وهو في السجن:

وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك عن غير شيعتنا، فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله، وخانوا أماناتهم إنهم ائتمنوا على كتاب الله عز وجل وعلا، فحرفوه وبدلوا فعليهم لعنة الله ولعنة ملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة. (كط) 29ـ محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمد عن الحسين قال: حدثني أحمد بن إبراهيم عن عمار عن إبراهيم بن الحسين بن بسطام عن عبد الله بن بكير، قال: حدثني عمر بن يزيد عن هشام الجواليقي عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن لله مدينة خلف البحر سعتها مسير أربعين يوماً، فيها قوم لم يعصوا الله قط - إلى أن قال -: إذا رأيتهم رأيت الخشوع والاستكانة وطلب ما يقربهم إليه إذا حبسنا ظنوا أن ذلك من سخط يتعاهدون ساعة التي تأتيهم فيها لا يسئمون ولا يفترون، يتلون كتاب الله كما علمناهم، وإن فيما نعلمهم ما لو تلي على الناس لكفروا به ولأنكروه. (ل) 30ـ الشيخ محمد بن الحسن الشيباني، في أول تفسيره المسمى بـ (نهج البيان) قال بعض المفسرين ممن روى عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) فقال: إن القرآن المجيد يشتمل على أمر ونهي، وناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه، وبيان ومبين، ومجمل ومفسر، ومطلق ومقيد" وحقيقة ومجاز، وعام وخاص، ومقدم ومؤخر، وعلى المعطوف المنقطع وعلى الحرف مكان الحرف، وفيه ما هو على خلاف الظاهر في التنزيل - إلى أن ذكر من أمثلة الأخير - قوله تعالى: ولما ضرب ابن مريم إذا قومك منه يضجون، فحرفوها يصدون وكقوله تعالى: "بلغ ما أنزل إليك من ربك" في علي عليه السلام فمحوا اسمه. (لا) 31ـ الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي عن صفوان بن يحيى عن أبي الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن حمزة عن أبي ذر قال لما نزلت

هذه الآية: "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ترد علي أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فراية مع عجل هذه الأمة، فاسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، وأما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه، فأقول: ردوا إلي النار ظمئاً مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية فرعون هذه الأمة، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه، وأما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول لهم: ردوا إلى النار ظماء مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع سامري هذه الأمة، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فعصيناه وتركناه وأما الأصغر فخذلناه وضيعناه وصنعنا به كل قبيح، فأقول: ردوا إلى النار ظماء، مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم فاسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فمزقناه وبرئنا منه وأما الأصغر فقاتلناه، فاقول لهم: ردوا إلى النار ظماء مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع إمام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون أما الأكبر فاتبعناه وأما الأصغر فأحببناه وواليناه وأردناه ونصرناه حتى اهريقت فيهم دماءنا، فأقول لهم: ردوا إلى الجنة، روى مرويين مبيضة وجوهكم، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يوم تبيض وجوه وتسود جوه" الآية. (لب) 32ـ السيدان الجليلان أبو القاسم بن رضي الدين بن طاؤس في (زوائد الفوائد) والسيد المحدث الجزائري في (أنوار النعمانية) عن الشيخ العالم أبي جعفر محمد بن جرير الطبري قال: أخبرنا الأمين السيد أبو المبارك أحمد بن محمد بن أردشبر الدستاني قال: أخبرنا السيد أبو البركات محمد الجرجاني قال: أخبرنا هبة الله القمي واسمه يحيى قال: حدثنا إسحاق بن

محمد قال حدثنا الفقيه الحسن السامري أنه قال كنت أنا ويحيى بن أحمد بن جريح البغدادي فقصدنا أحمد بن إسحاق البغدادي وهو صاحب الإمام الحسن العسكري عليه السلام بمدينة "قم" فقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبية عراقية، فسألناها عنه؟ فقالت: هو مشغول وعياله فإنه يوم عيد، فقلنا: سبحان الله، الأعياد عندنا أربعة، عيد الفطر، عيد النحر، والغدير، والجمعة قالت: روى سيدي أحمد عن إسحاق عن سيده العسكري عن أبيه علي بن محمد عليهما السلام أن هذا يوم عيد وهو خيار الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم - إلى أن ذكر - خروج أحمد بن إسحاق إليهم، ورواية عن العسكري عن أبيه أن حذيفة دخل في يوم التاسع من ربيع الأول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكره بعض فضائل هذا اليوم ومثالب من يقتل فيه، قال حذيفة: قلت: يا رسول الله، في أمتك وأصحابك وفي هذا الحرم قال (- صلى الله عليه وسلم -): جبت من المنافقين يظلم أهل بيتي، ويستعمل في أمتي الربا، ويدعوهم إلى نفسه، ويتطول على الأمة من بعدي، ويستجلب أموال الله من غير حله وينفقها في غير مناعة، ويحمل على كتفه درة الخزي، ويضل الناس عن سبيل الله، ويحرف كتابه، ويغير سنتي - إلى أن قال - ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بيت أم سلمة فرجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الشيخ الثاني، حتى رأيته بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فتح الشر، وأعاد الكفر والارتداد عن الدين، وحرف القرآن. (لج) 33ـ الشيخ الجليل سعد بن عبد الله القي في (بصائره) على ما نقله عن الشيخ حسن بن سليمان الحلي في (منتخبه) عن القاسم بن محمد الأصفهاني. عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشاد كوني، عن يحيى بن آدم عن شريك بن عبد الله عن جابر بن زيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى فقال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين، أما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي والكعبة البيت

الحرام، ثم قال أبو جعفر عليه السلام، أما كتاب الله فحرفوا وأما الكعبة فهدموا وأما العترة فقتلوا، وكل ودايع الله قد نبذوا، منها قد تبرأوا، ورواه الصفار في الجزء الثامن من (بصائره) عن علي بن محمد عن القاسم بن محمد مثله. (لد) 34ـ الصدوق في (الخصال) عن محمد بن عمر الجعاني عن عبد الله بن بشير عن الحسن بن الزبرقان عن أبي بكر بن عياش عن أبي الزبير عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون، المصحف، والمسجد، والعترة، يقول المصحف: يا رب حرفوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني، وتقول العترة، يا رب قتلونا وطردونا، فأحبثوا للركبتين في الخصومة فيقول الله لي: أنا أولى بذلك. (له) 35ـ ثقة الإسلام في (روضة الكافي) عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعي عن سويد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن علي بن سويد والحسن بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور عن علي بن سويد قال: كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام وهو في الحبس كتاباً، أسأله عن حاله وعن مسائل كثيرة احتبس الجواب عني شهراً ثم أجابني بجواب. هذه نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين - إلى أن قال -: ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا تحبن دينهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله، وخانوا أماناتهم، وتدري ما خانوا فإنهم أماناتهم ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه، الخبر. ورواه الصدوق بسند صحيح مثله. (لو) 36ـ الثقة الجليل حسين بن سعيد الأهوازي في كتابه على ما نقله عنه في البحار عن أبي الحسن بن عبد الله بن أبي يعفور قال: دخلت على

أبي عبد الله عليه السلام وعنده نفر من أصحابه فقال لي: يا ابن يعفور هل قرأت القرآن؟ قال: قلت: نعم قرأت هذه القرانة قال: عنها سألتك ليس من غيرها قال: فقلت: نعم جعلت فداك، ولم قال؟ لأن موسى حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه، فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم ولأن عيسى حدث قومه بحديث فمل يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريث فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم وهو قول الله عز وجل: {فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} وإنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه بزميلة الأسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم وهي آخر خارجة تكون الخبر قال المجلسي ره قوله: ولم: أي ولم تسألني عن غير ذلك القراءة وهي المنزلة التي ينبغي أن يعلم فأجاب عليه السلام بأن القوم لا يحتملون تغيير القرآن ولا يقبلونه واستشهد عليه السلام بما ذكر. (لز) 37ـ الشيخ الطوسي في (المصباح في دعاء قنوت الوتر) اللهم العن الرؤساء والقادة والأتباع من الأولين والآخرين الذين صدوا عن سبيلك، اللهم أنزل بهم بأسك ونقمتك فإنهم كذبوا على رسولك وبدلوا نعمتك وأفسدوا عبادك وحرفوا كتابك، وغيروا سنة نبيك، الدعا. (لح) 38ـ وفيه روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه يستحب أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصلاة، ثم ساقها وفيها، اللهم العن الذين بدلوا دينك وكتابك وغيروا سنة نبيك. (لط) 39ـ الشيخ ره في غيبته عن أحمد بن علي الرازي عن أبي الحسنين محمد بن جعفر الأسدي قال: حدثني الحسنين بن محمد بن عامر الأشعري قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب العسان الأصفهاني قال: حججت في ستة 281 وقال في متهجده دعاء آخر مروي عن صاحب الزمان عليه السلام، خرج إلى ابن الحسن الضراب الأصفهاني بمكة بإسناد لم نذكره اختصاراً نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم إلى قوله (ع)، اللهم جدد ما امتحى من دينك وأحي به ما بدل من كتابك. الدعا. (م) 40ـ الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه في (كامل الزيارة) عن محمد بن جعفر الرزاز عن الحسنين بن الخطاب عن ابن أبي نجران عن يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام، اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك وحرفوا. كتابك. الزيارة. (ما) 41ـ وفيه عن الحسنين بن محمد بن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على الله عز وجل - إلى أن قال (ع) في سياق الدعا: اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك وحرفوا كتابك وسفكوا دم أهل بيت نبيك صلى - صلى الله عليه وسلم -. (مب) 42ـ العلامة المجلسي في (البحار) عن (مزار المفيد) في زيارة لأبي عبد الله عليه السلام غير مقيدة بوقت، وفيها: الله العن الذين كذبوا رسولك وهدموا كعبتك، واستحلوا حرمك، وألحدوا في البيت الحرام، وحرفوا كتابك. (مج) 43ـ السيد رضي الدين علي بن طاؤس ره في (الإقبال) روينا بإسنادنا إلى عبد الله بن جعفر الحميري عن الحسن بن علي الكوفي عن الحسن بن محمد الحضرمي عن عبد الله بن سنان عن الصادق عليه السلام في زيارة فيها، وخالفوا السنة، وبدلوا الكتاب. (مد) 44ـ الشيخ الطوسي ره في (المصباح) في زيارة يوم عاشورا روى عبد الله بن سنان عن الصادق (ع) في حديث شريف فيه ذكر زيارة فيها: اللهم إن كثيراً من الأئمة ناصبت المستحفظين من الأئمة إلى قوله (ع) حرفت الكتاب، ورواه محمد بن المشهدي في (مزاره) كما في (البحار) عن عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري عن أبي علي بن شيخ الطائفة عن أبيه عن المفيد عن

ابن قولويه والصدوق عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان. (مه) 45ـ الكفعمي في (البلد الأمين) وفي (جنته المعروف بالمصباح) عن عبد الله بن عباس عن علي عليه السلام أنه كان يقنت بدعاً صنمي قريش وقال: إن الداعي به كالرامي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بدر وحنين بألف ألف سهم وقال: أيضاً: إنه من غوامض الأسرار وكرائم الأذكار، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يواظب عليه في ليله ونهاره وأوقات أسحاره وفي موضع آخر، اللهم العنهم بكل آية حرفوها، والشيخ العالم أسعد بن عبد القاهر شرح على هذا الدعا سماه (رشح الولاء) كما فيهما وفي (أمل الآمل) للمحدث الحر العاملي. وشرحه أيضاً المولى علي العراقي في سنة 1878 وكذا الفاضل الماهر المولى مهدي بن العالم الجليل المولى علي أصغر القزويني في أواخر الصفوية. (مو) 46ـ السيد بنطاؤس ره في (منهج الدعوات) بإسناده إلى سعد بن عبد الله في كتابه (فضل الدعاء) عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام وبكير بن صالح عن سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضا (ع) قالا: دخلنا عليه وهو في سجدة الشكر فأطال في السجود. ثم رفع رأسه فقلنا له أطلت السجود؟ فقال: من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعا كان كالرامي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، قال: قلنا: فنكتبه قال: إذا أنت سجدت سجدة الشكر فقل: اللهم الذين بدلا دينك إلى قوله (ع) وحرفا كتابك. (مز) 47ـ ابن شهر آشوب في المناقب كما في (البحار) بإسناده إلى عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن عبد الله في خطبة أبي عبد الله عليه السلام يوم عاشورا، وفيها فإنما أنتم من طواغيت الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ونفئة الشيطان وعصية الآثام ومحرفوا الكتاب.

الخطبة. ونسبته التحريف إليهم مع كونه من فعل أسلافهم كنسبة قتل الأنبياء إلى اليهود المعاصرين لجده - صلى الله عليه وسلم - في القرآن العظيم لرضاهم جميعاً بما فعلوه واقتفائهم بآثارهم واقتدائهم بسيرتهم. (مح) 48ـ السيد بن طاؤس رحمه الله في (مصباح الزائر) ومحمد بن المشهدي في (مزاره) كما في (البحار) عن الأئمة عليهم السلام في زيارة جامعة طويلة معروفة وفيها في ذكر ما حدث بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعقت سلمانها، وطردت مقدادها ونفت جندبها وفتقت بطن عمارها، وحرفت القرآن وبدلت الأحكام. (مط) 49ـ السيد قاس سره في (مهجه) عن نسخة عتيقة فيها: حدثني الشريف أبو الحسن محمد بن محمد بن المحسن بن يحيى الرضا أدام الله تعالى تأييده عن أبيه عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن صدقة عن سلامة بن محمد الأزدي عن أبي محمد جعفر بن عبد الله العقيلي وعن أبي الحسن محمد بن زنك الرهاوي عن أبي القاسم عبد الواحد الموصلي عن أبي محمد جعفر بن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب عن أبي روح النسائي عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليهما السلام في دعاء طويل له شرح عجيب وفيه: وأدل ببواره الحدود المعطلة والأحكام المهملة، والسنن الدائرة، والمعالم المغيرة، والتلاوات المغيرة، والآيات المحرفة الدعا. (ن) 50ـ الشيخ الكشي في ترجمة زارة عن حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن زرارة وعن محمد بن قولويه والحسنين بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن هارون بن الحسن بن محبوب عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين عن عبد الله بن زرارة قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ مني على والدك السلام - إلى أن قال -: عليكم بالتسليم والرد إلينا، وانتظار أمرنا وأمركم، وفرجنا وفرجكم، ولو قد قام قائمنا وتكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن، وشرايع الدين

والأحكام، والفرائض كما أنزله على محمد - صلى الله عليه وسلم - لأنكر أهل البصائر فيكم ذلك اليوم إنكاراً شديداً ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقته إلا من يحب حد السيف فوق رقابكم، إن الناس بعد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ركب الله به سنة من كان قبلكم، فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوه، فما من شيء عليه الناس اليوم إلا وهو محرف عما نزل به الوحي من عند الله قال المحقق الداماد لام التعليل الداخلة على أن باسمها وخبرها على ما في أكثر النسخ متعلقة باستئناف التعليم وفتكم بفتح الفاء وتشديد التاء المثنات من فوق جملة فعلية على جواب لو، وذلك اليوم منصوب على الظرف وإنكار شديد مرفوع على الفاعلية والمعنى شق عصاكم وكسر قوة اعتقادكم وبدد جمعكم وفرق كلمتكم وفي بعض النسخ إنكاراً شديداً نصباً على التمييز أو على نزع الخافض، وذلك اليوم بالرفع على الفاعلية وفيكم بحرف الجر المتعلقة بمجرورها بأهل البصائر للظرفية أو بمعنى منكم وذلك بالنصب على الظرف وإنكاراً شديداً منصوباً على المفعول المطلق وعلى التميز فليعرف، انتهى، وأفرد الضمير في قوله ركب به لإفراد لفظ الناس. (فا) 51ـ النعماني ره في (غيبته) عن علي بن الحسين عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن أحمد بن محمد بن نصر عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يقوم القائم عليه السلام بأمر جديد وكتاب جديد على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف ولا تأخذه في الله لومة لائم. ورواه أيضاً بطريق آخر. (نب) 52ـ السياري في كتاب (القراءات) عن سيف بن عميرة عن أبي بكر بن محمد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو قرء القرآن على ما أنزل ما اختلف فيه اثنان. (نج) 53ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد

وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعاً عن ابن محبوب عن ابن حمزة عن أبي حيى عن الأصبغ بن غباته قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نزل القرآن أثلاثاً ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام. (ند) 54ـ وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد عن الحجال عن علي بن عقبة عن داؤد بن فرقد عم نذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن نزل على أربعة أرباع، ربع حلال، وربع حرام، وربع سنن وأحكام، وربع خبر ما كان من قبلكم ونبأ ما لم يكن بعدكم وفصل ما بينكم. (نه) 55ـ وعنه عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار بن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل القرآن على أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام. (نو) 56ـ العياشي في تفسيره عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نزل القرآن على أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرائض وأحكام، وربع سنن وأمثال ولنا كرائم القرآن. (نز) 57ـ وعن محمد بن خالد الحجاج الكرخي عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا خيثمة نزل القرآن أثلاثاً، ثلث فينا وفي أحبائنا، وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا، وثلث سنة ومثل. (نح) 58ـ فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره عن أحمد بن موسى عن الحسين بن ثابت عن أبيه عن شعبة بن الحجاج عن الحكم عن ابن عباس قال: أخذ النبي يد علي صلوات الله عليهما فقال: إن القرآن أربعة أرباع، ربع فينا أهل البيت خاصة، وربع في أعدائنا، وربع حلال وحرام، وربع فرائض وأحكام، ورواه ابن المعالي من الجمهور في مناقبه كما نقل عنه في البرهان. (نط) 59ـ وعن محمد بن سعيد بن رحيم الهمداني ومحمد بن عيسى بن

زكريا عن عبد الرحمن بن سراج عن حماد بن أعين عن الحسن بن عبد الرحمن عن الأصبغ بن نباته عن علي عليه السلام قال: القرآن أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا. وربع فرائض وأحكام، وربع حلال وحرام، ولنا كرائم القرآن. (س) 60ـ وعن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح والحسن بن علي بن الحسين السلولي عن محمد بن الحسين بن المطهر عن صالح بن الأسود عن حميد بن عبد الله النخعي عن كريا بن ميسرة عن الأصبغ بن نباته قال: قال علي (ع): نزل القرآن أرباعاً وذكر قريباً منه. (سا) 61ـ السياري في كتاب (القراءات) عن الحسين بن سيف بن عميرة عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة الشمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل القرآن أرباعاً، ربعاً في عدونا وربعاً فينا، وربعاً في سنن وأمثال، وربعاً فيه فرائض وأحكام. قلت: هذه الطائفة من الأخبار. قد استدل بها المفيد رحمه الله في المسائل المروية كما تقدم في المقدمة الثالثة، وهو مبني على كون بناء التقسيم فيها على التسوية الحقيقية كما هو ظاهر التربيع والتثليث لا مجرد التقسيم وإن زاد بعضه على بعض فإن المناسب أن يقال: نزل على ثلاثة أقسام أو أربعة وعلى أن المراد تقسيم ظاهر القرآن بحسب تنزيله لا ما يشتمل البطون والتأويل، وللفروض أن الموجود لا يلائم هذه القسم فإن المشهور أن آيات الأحكام نحو من خمسمائة آية أو يزيد عليها أو ينقص بقليل، وجميع الآيات كما تقدم ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون على قول. في لا تبلغ العشر بل ولا تبلغ أحد التحديدين، وإن اعتبر بحسب الكلمات والحروف وضم آيات الأصول إلى الفروع، واكتفى بمجرد الإشعار الغير البالغ حد الظهور كما أشار إليه العلامة الطباطبائي في فوايده ولذا رفع اليد عن ظهور الربع والثلث في التقسيم الحقيقي وقال: والوجه حمل الأثلاث والأرباع

على مطلق الأقسام والأنواع، وإن اختلف في المقدار، وحمل الربع على ما البطون والثلث على ما يعمه، وبطون البطون أو الأول على غاية ما يصل إليه أفكار العلماء، والثاني على ما يعمه والمختص بالأئمة (ع) أو حملها على أحكام الآيات مع الاكتفاء في الثلث بالأشعار أو تعميمه بحيث يشمل البطون ولا ريب أن الأول أكثر من الثاني وقد تقدم في الحمل على مطلق الأقسام شيخ شيخه الشيخ أبو الحسن الشريف، في تفسيره، وهو غير بعيد بالنظر إلى الاختلاف الواقع في تلك الأخبار من تثليث تارة وتربيعه أخرى ثم الاختلاف في كل واحد منهما ففي خبر الأصبغ أدرج ما نزل في أعدائهم عليهم السلام في ثلثهم وذكر للفرائض والأحكام ثلثاً مستقلاً، وفي خبر خثيمة أدرج الثاني في السنن والأمثال وذكر لعدوهم ثلثاً برأسه ومثله في أخبار التربيع ولا حاجة لنا إلى التمسك بها، لأن في الأخبار المتقدمة غنى وكفاية لتماميها سنداً ومتناً، أما الأول فواضح لأن فيها الصحيح والموثق مع أن حلها موجودة في الكتب المعتبرة التي ضمن بعض أربابها أن لا يدرج فيها إلا الصحيح بالمعنى القديم الذي عليه النباء وإلى أن ملاحظة السند في تلك الأخبار الكثيرة توب سد باب التواتر المعنوي فيها، بل هو أشبه بالوسواس الذي ينبغي الاستعاذة منه، وأما الثاني فكذلك بالنسبة إلى أكثرها خصوصاً فيما تضمن لفظ النقط والمحور الإلقاء، والحذف والطرح، والنقص وتحديد القرآن فلو أراد أحد أن يذكره مثل تلك الدعوى في كتاب أو رسالة، لما يزيد في كلامه على تلك الكلمات شيئاً، وكذا ما اشتمل على لفظ التحريف على ما هو الظاهر المتبادر منه، فإن معناه لغة التغيير قالوا: وتحريف الكلام تغييره عن مواضعه، وهو ظاهر في تغيير صورته بأحد الوجوه المتقدمة، بل وهو الشايع منه في استعماله في أمثال تلك الموارد، فروى الصدوق في (الفقيه) عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام، يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن الله

تبارك وتعالى ينزل في كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا فقال: لعن الله المحرفين الكلام عن مواضعه، والله ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذلك إنما قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير وليلة الجمعة في أول الليلة فيأمره فينادي الخ. وفي طب الأئمة مسنداً عن الصادق عليه السلام أن رجلاً قال له: يا ابن رسول الله إن قوماً من علماء العامة يروون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله يبغض اللحامين ويمقت أهل البيت الذي يؤكل فيه كل يوم اللحم فقال (ع): غلطوا غلطاً بيناً إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله يبغض أهل بيت يأكلون في بيوتهم لحم الناس أن يغتابونهم فإنهم لا يرحمهم الله، عمدوا إلى الكلام فحرفوه بكثرة رواياتهم. وفي صفات الشيعة للصدوق بإسناده عن الصادق عليه السلام قال: همكم معالم دينكم وهم عدوكم بكم وأشرب قلوبكم بكم بغضاً، يحرفون ما يسمعونه منكم كله، ويجعلون لكم أنداداً ثم يرمونكم به بهتاناً فحسبهم بذلك عند الله معصية وفي تفسير الإمام (ع) وقد كان فريق منهم يعني من هؤلاء اليهود من بني إسرائيل يسمعون كلام الله في أصل جبل طور سيناء وأوامره ونواهيه، ثم يحرفونه عما سمعون إذا أدوه إلى من ورائهم من سائر بني إسرائيل من بعد ما عقوله وعلموا أنهم فيما يقولونه كاذبون وهم يعلمون أنهم في قبلهم كاذبون. وفي الكشاف في قوله تعالى في سورة النساء {يحرفون الكلم عن مواضعه} يميلونه عنهم ويزيلونه، لأنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه كلماً غيره فقد أمالوه عن مواضعه التي وضعه الله فيها وأزالوه عنها وذلك نحو تحريفهم اسم ربه عن موضعه في التوراة بوضعهم آدم أطول مكانة ونحو تحريفهم الرجم بوضعهم الحديد له وقال قريباً من ذلك في قوله تعالى: {يسمعون كلام الله ثم يحرفونه} وقال الشيخ الطبرسي: {يحرفون الكلم عن مواضعه}، أي يبدلون كلام الله

وأحكامه عن مواضعها وقال مجاهد: يعني بالكلم التوراة، وذلك أنهم كتموا ما في التوراة من صفات النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك جميع الأخبار الدالة على وقوع التحريف في التوراة والإنجيل، وهو بهذا المعنى عند الجميع. ثم أنه لو سلمنا عدم ظهوره فيه فنقول: لا بد لنا من حمل التحريف في تلك الأخبار على التحريف اللفظي، والتغيير الصوري لا التحريف المعنوي لقرائن كثيرة. منها أن الألفاظ المذكورة المتكررة في تلك الأخبار بالسقط والمحو وغيرها صريحة في المطلوب، فتكون قرينة تحمل التحريف عليه أيضاً لوحدة سياق تلك الأخبار مع ما ورد من أن أخبارهم يفسر بعضها بعضاً. منها ذكره مع بعض الألفاظ المذكورة كقوله (ع): لعن الله من أسقطه وبدله وحرفه وقوله: فحرفوه وبدلوه ووقوعه بياناً له كقوله محي من كتاب الله ألف حرف وحرف منه بألف درهم ويظهر منه حال غيره بالتقريب. منها تمثيله (ع) للآيات المحرفة بما غيرت صورتها وحذف حرف أو كلمة منها كما في خبري النعماني والشيباني. منها إنا لم نعثر على التحريف المعنوي الذي فعله الخلفاء الذين نسب إليهم التحريف في تلك الأخبار في آية أو أكثر وتفسيرهم لها بغير ما أراد الله تعالى منها، ولو وجد ذلك لكان في غاية القلة، وإنما شاع التحريف المعنوي والتفسير بالرأي والأهواء في الطبقات المتأخرة عنهم من المفسرين الذين عاصروا الأئمة عليهم السلام، كقتادة والضحاك والكلبي ومقاتل أو تأخروا عنهم (ع) كالبلخي والقاضي والزمخشري والرازي وأضرابهم وإنما الذي صدر من الخلفاء مخالفة القرآن في مقام العمل للدواعي النفسانية والشبهات الإبلسية، وليس هذا تحريفاً ويوضح ما ذكرنا ما في أخبار المناشدة وغيرها من تصديقهم ما عده أمير المؤمنين

عليه السلام من مناقبه من الآيات البينات، وإن لم يعملوا بلازمه نعم فسرها الزمخشري والرازي وأمثالها بما يلزم منه التحريف المعنوي فلاحظ ما ذكروه في قوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ} وقوله تعالى: {إنما وليكم الله} الآية. منها قلة إطلاق التحريف على تغيير المعنى في مقام بيانه مع ذكره بغيره من الألفاظ كالنهي عنه في أخبار كثيرة ادعى تواترها، وليس في خبر منها من حرف القرآن فهو كذا أو مثال ذلك، وإنما الموجود فيه من فسر القرآن برأيه، ومثله ومن ذلك كثير من الآيات المفسرة عند العامة بغير ما أنزله الله الشائعة في عصر الأئمة عليه السلام كآية الوضوء والتيمم والسرقة أمثالها، ولم توصف بالتحريف في خبر أو كلام أحد من الأصحاب. منها مناسبة هدم الكعبة وقتل الذرية، لكون المراد من تحريف القرآن المذكور معها تنقيص بعض أجزائه الظاهرة. منها ما ر من تشبيه تحريف المنافقين بتحريف اليهود والنصارى، ومر أن تحريفهم كان تحريفاً لفظياً كما هو صريح القرآن في مواضع كثيرة إلى غير ذلك من القرائن التي يجدها المتأمل المنصف بل يظهر للمتتبع أنه بهذا المعنى هو الشايع في كلمات الأصحاب قديماً وحديثاً، وفي السنة المخالفين حتى أنهم عبروا في تحرير الخلاف في سقوط بعض القرآن وعدمه بهذا اللفظ وتقدم في المقدمة الثالثة ذكر الكتب المصنفة في التحريف اللفظي من القدماء والتعبير عنها بكتاب التحريف أو بكتاب التحريف والتبديل، وأما ما في "رسالة أبي جعفر" عليه السلام، إلى سعد الخير وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا رفوا حروفه وحدوده، فهم يروونه ولا يرعونه فهو إشارة إلى الأحبار والرهبان من أهل الكتاب لقوله (ع) قبل ذلك: وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الخ وقوله (ع) بعد شرحه لذلك ثم اعرف أشباههم من هذه الأمة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده ثم أن الظاهر من الفقرتين أن

علماء اليهود والنصارى، وعلماء العامة أقاموا حروفه، يعني بفطرتهم له بالأصوات الحسنة والألحان المستحسنة، والمحافظة على الآداب المذكورة في علم القراءة والواجبات المستحبات المصطلح عليها بينهم والمداومة على ختمه وحرفوا حدوده بتفسيرهم له بآرائهم وعقولهم من غير استناد في معرفة أحكامه وحلاله وحرامه إلى أهل الذكر المأمور بالرجوع إليهم في ذلك وهذا مما لا ننكره وليس في الخبر دلالة ولا إشارة إلى كون المراد من التحريف في سائر الأخبار، تغيير المعنى إذا المحرف فيها هو القرآن أو الآيات أو الحروف، وفي هذا الخبر حدود القرآن، ولا يخفى اختلاف مفاد العبارتين بحسب الظهور ولا منافاة بينهما توجب رفع اليد عن أحديهما، والمحرفون فيها الخلفاء وفيه علماء العامة وأشرنا إلى تغاير فعلهما مع أن عدم كونه صارفاً لما ورد في تحريف التوراة والإنجيل مما قامت عليه الضرورة وجعه صارفاً في المقام يوجب التفكيك المستهجن فيه بل صرف الأخبار المذكورة الصريحة بعضها على المطالب لظاهر هذا الخبر الضعيف المبني على التقية لقوله (ع) في آخره ولولا أن يذهب بك الظنون عني لجليت لك عن أشياء من الحق غطيتها ولنشرت لك أشياء من الحق كتمتها ولكني اتقيتك الخ، وظاهر الخبر أن الحق المكتوم هو ما يشبه الأمر المذكور للأسرار المخزونة خروج عن الاستقامة والإنصاف. الدليل الثاني عشر الأخبار الوارد في الموارد المخصوصة من القرآن الدالة على تغيير بعض الكلمات والآيات والسور بإحدى الصور المتقدمة وهي كثيرة جداً حتى قال السيد نعمة الله الجزائري في بعض مؤلفاته كما حكي عنه أن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق الداماد والعلامة المجلسي وغيرهم بل الشيخ ره أيضاً صرح في (التبيان) بكثرتها بل ادعى تواترها جماعة يأتي ذكرهم في آخر المبحث. ونحن نذكر منها ما يصدق دعواهم مع قلة البضاعة ونبين في آخرها ضعف بعض الشبهات التي أوردها عليها

جماعة ما لا ينبغي صدورها عنهم من ضعفها مرة وقلتها أخرى، وعدم دلالتها على المطلوب تارة مخالفتها للمشهود أخرى. واعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية إلا كتاب (القراءات) لأحمد بن محمد السياري، فقد ضعفه أئمة الرجال، فالواجب علينا ذكر بعض القرائن الدالة على جواز الاستناد إلى هذا الكتاب ليكون حاله كحال غيره مما نقلنا عنه في هذا الباب فنقول قال الشيخ في الفهرست أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب بصري كان من كتاب الطاهر في زمن أبي محمد عليه السلام، ويعرف بالسياري ضعيف الحديث فاسد المذهب محفو الرواية كثير المراسيل وصنف كتباً منها كتاب (ثواب القرآن) (كتاب الطب) (كتب القراءات) (كتاب النوادر) أخبرنا بالنوادر خاصة الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا السياري إلا بما كان فيه من غلو أو تخليط، وأخبرنا بالنوادر وغيره جماعة من أصحابنا منهم الثلاثة الذين ذكرناهم عن محمد بن أحمد بن داود قال: حدثنا سلامة بن محمد قال: حدثنا علي بن محمد الحنائي قال حدثنا السياري وقال النجاشي ره أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب بصرى كان من كتاب الطاهر في زمن أبي محمد عليه السلام ويعرف بالسياري ضعيف الحديث فاسد المذهب، ذكر ذلك لنا الحسين بن عبيد الله محفو الرواية كثير المراسيل له كتب وقع إلينا منها كتاب (ثواب القرآن) (كتاب الطب) (كتاب القراءات) (كتاب النوادر) و (كتاب الغارات)، أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، وأخبرنا أبو عبد الله القزويني قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه قال حدثنا السياري إلا ما كان من غلو وتخليط وظاهرها بعد كون مستنداً لتضعيف الغضايري المعروف ضعف تضعيفاته الاعتماد على ما رواياته الخالية عن الغلو والتخليط، وإلا فلا داعي

الأحاديث التي وردت في إثبات التحريف في القرآن في كل سورة من سورة واحدة بعد واحدة وهي واحد وألف حديث

لذكر الطريق إليها وكيف يروي عنه شيخ القيمين محمد بن يحيى العطار الثقة الجليل، وقد قال النجاشي في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بعد تضعيفه وذكر فساد مذهبه، ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الرازي رحمهما الله تعالى، وفي باب الفيء والأنفال من (الكافي) عن علي بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا أظنه السياري وظاهره عدم الاعتناء بما قيل فيه بناء على ظهور أصحابنا في مشايخ الإمامية أو مشائخ أرباب الرواية، والحديث المعتبرة رواياتهم ويؤيده ما ذكره الشيخ محمد بن إدريس في آخر كتاب السرائر ما لفظه باب الزيادات، وهو آخر أبواب هذا الكتاب مما استنزعته واستطرفته من كتب المشيخة المصنفين والرواة المخلصين وستقف على أسمائهم إلى أن قال: ومن ذلك ما استطرفته من كتاب السياري واسمه أبو عبد الله صاحب موسى والرضا عليهما السلام وفي قوله صاحب موسى (ع) الخ، نظر لا يخفى على الناظر ومما يؤيد الاعتماد على روايات خصوص كتاب قراءات، وإن قلنا بفساد مذهبه كثرة رواية الشيخ الجليل محمد بن العباس بن ماهيار عنه عن كتابه هذا في تفسيره بتوسط أحمد بن القاسم وعدم وجود حديث فيه يشعر بالغلو حتى على ما اعتقده القيون نفيه فيهم (ع) ومطابقة أكثر روايات العياشي لما فيه بل لا يبعد أخذه منه إلا أنه لم يصل إلينا سند الأخبار المودعة في تفسيره لحذف بعض النساخ بل ما تفرد به في هذا الكتاب قليل لإنكاره فيه، فلا بأس بتخريجه شاهداً على كل حال، فنقول مستمداً من آل الرسول عليهم السلام. سورة الفاتحة (ألف) 62ـ علي بن إبراهيم القمي في تفسيره عن أبيه عن حماد بن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال اهدنا الصراط المستقيم صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين الخبر.

(ب) 63ـ الطبرسي في (مجمع البيان) قرأ صراط من أنعمت عليم عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير وروى ذلك عن أهل البيت عليهم السلام. (ج) 64ـ أحمد بن محمد السياري في كتاب (القراءات) عن محمد بن خالد عن علي بن النعمان عن داود بن فرقد ومعلى بن خنيس أنهما سمعا أبا عبد الله عليه السلام يقول صراط من أنعمت عليهم. (د) 65ـ وعن يحيى الجلي عن ابن سكان عن عبد الحميد الطائي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقرأ صراط من أنعمت عليهم. (هـ‍) 66ـ وعن حماد عن حريز عن فضيل عن أبي جعفر عليه السلام أنه كان يقرأ صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين. (و) 67ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى غير المغضوب عليهم وغير الضالين قال المغضوب عليهم النصاب والضالين الشكاك الذين لا يعرفون الإمام عليه السلام. (ز) 68ـ العياشي في تفسيره عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم فقال فاتحة الكتاب من كنز العرش فيها بسم الله الرحمن الرحيم الآية التي يقول وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولو على أدبارهم نفوراً والحمد لله رب العالمين دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب ومالك يوم الدين قال جبرئيل ما قالها مسلم قط إلا صدق الله وأهل سماواته إياك نعبد إخلاص العبادة إياك نستعين أفضل ما طلب به العباد حوائجهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الأنبياء وهم الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم اليهود وغير الضالين النصارى. (ح) 69ـ وعن رجل عن ابن أبي عمير رفعه في قوله غير المغضوب عليهم

وغير الضالين وهكذا نزلت قال المغضوب عليهم فلان وفلان وفلان والنصاب والضالين الشكاك الذين لا يعرفون الإمام (ع). (ط) 70ـ الطبرسي وقرأ غير الضالين عمر بن الخطاب وروى ذلك عن علي عليه السلام. (ي) 71ـ السياري عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن فضل بن يسار وزرارة عن أحدهما (ع) في قوله تعالى غير المغضوب عليهم قال النصارى وغير الضالين قال اليهود. (يا) 72ـ وعن صفوان عن علا عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام الخ ما في (تفسير العياشي). (يب) 73ـ العياشي عن محمد بن علي الجلي عن أبي عبد الله (ع) أنه كان يقرأ ملك في أمالك يوم الدين ويقرأ اهدنا السراط المستقيم. (يج) 74ـ وعنه عن داود بن فرقد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ ما لا أحصي مالك يوم الدين وهذه العبارة تحمل وجهين الأول أنه سمعه (ع) يقرأ في الصلاة الكثيرة وفي غيرها ملك دون مالك وغرضه بيان خصوص قراءته عليه السلام الثاني أن يكون المراد بيان تكرار الآية الواحدة في الصلاة الواحدة بعد مفروضيته كون قراءته كذلك وهذا أظهر ويؤيده ما رواه العياشي أيضاً عن الزهري قال كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا قرأ مالك يوم الدين يكررها حتى كاد أن يموت ثم أن كون قراءتهم (ع) ملك لا ينافي في كثرة قراءتهم كما في البحار إذ بعد نزول القرآن على نحو واحد يفهم كون الأول هو الأصل من جهة كون القراءة به وكونه خلاف المشهور وأيده شيخنا البهائي في آخر مفتاح الفلاح بوجوه خمسة ولولا النص لما كان لما ذكره وقع عندنا والله الهادي.

سورة البقرة

(يد) 75ـ الثقة الجليل سعد بن عبد الله القمي في باب تحريف الآيات من كتاب ناسخ القرآن قال وقرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام سورة الحمد على ما في المصحف فرد عليه فقال اقرأ صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين. سورة البقرة (ألف) 76ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله قال الفاضل الطبرسي في (شرح الكافي) بعد نقل الخبر دلّ ظاهراً على أن قوله تعالى في علي عليه السلام كان في نظم القرآن وأن نبأ كونهم في ريب مما نزله الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - في علي (ع) كونهم في ريب من النبوة ومن كون القرآن من عند الله تعالى ثم ولذلك خاطبهم على سبيل التعجيز بقوله فأتوا بسورة من مثله ليعلموا أن القرآن من قبله تعالى وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - نبيه وأن كلماً جاء به في حق علي عليه السلام من قبله تعالى. (ب) 77ـ السياري عن محمد بن علي بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام. (ج) 87ـ الكليني عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسني عن محمد بن الفضل عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا: فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون. (د) 79ـ العياشي عن زيد الشحام عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل

جبرائيل بهذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم -: فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم الخ. (هـ‍) 80ـ السياري عن الحسن بن يوسف عن أخيه عن أبيه عن زيد الشحام عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا وذكر مثله. (و) 81ـ وعن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثله. (ز) 82ـ وعن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام مثله قال الفاضل المذكور ولعلي الغرض من نزول جبرائيل بالآية هكذا هو الإشعار بأن هذه الأمة يخالفون قول الله تعالى فيما يوجب حطة لذنوبهم وهو الولاية كما خالف بنو إسرائيل أمره بأن يقولوا حطة عند دخول الباب سجداً وبدلوها بغيرها حذو النعل بالنعل وإلا فالظاهر أن الآية نزلت في ذم بني إسرائيل بقرينة التفريغ وقد صرح علي بن إبراهيم في تفسير هذه الآية بما ذكره (ع) قال قوله تعالى وقولوا حطة أي حطت عنا ذنوبنا فبدلوا ذلك وقالوا حنطة وقال الله تعالى: فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون. (ح) 83ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) كما في (البحار) قال وقال أبو جعفر عليه السلام نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا وقال الظالمون آل محمد حقهم غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون. قلت: لا منافاة بين نزول الآية في ذم بني إسرائيل وبين ظاهر الخبر من سقوط آل محمد حقهم في موضعين منها فإن الحق أعم من الخمس والولاية والطاعة وغيرها كما صرح به قبيل هذا الكلام فمن لم يبل ولايتهم فقد ظلمهم

فلا مانع من كون المراد من الظالمين هم الذين لم يقبلوا ولايتهم ولم يقروا بفضائلهم (ع) من بني إسرائيل بل هو المعين في المقام لظاهر الأخبار المذكورة وصريح ما في تفسير العسكري (ع) قال (ع) قال الله تعالى اذكروا يا بني إسرائيل إذ قلنا لأسلافكم ادخلوا هذه القرية وهي أريحا من بلاد الشام وذلك حين خرجوا من التيه فكلوا منها من القرية حيث شئتم رغداً واسعاً بلا تعبد وادخلوا الباب باب القرية سجداً مثل الله عز وجل على الباب مثال محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلي عليه السلام وأمرهم أن يسجدوا تعظيماً لذلك الأمثال ويجددوا على أنفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما وليذكروا العهد والميثاق المأخوذين عليهم لهما وقولوا حطة أي قولوا إن سجودنا لله تعظيماً لمثال محمد وعلي واعتقادنا لولايتهما حطة لذنوبنا ومحو لسيئاتنا قال الله تعالى نغفر لكم بهذا الفعل خطاياكم السابقة ونزيل عنكم آثامكم الماضية وسنزيد المحسنين من كان فيكم لما يقارف الذنوب التي قارفها من خالف الولاية وثبت على ما أعطاه الله من نفسه من عهد الولاية فإنا نزيدهم بهذا الفعل زيادة درجات إلى أن قال فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم لم يسجدوا كما أمروا ولا قالوا ما أمروا ولكن دخلوها مستقبلوها بأستائهم وقالوا حطاً شمقاتاً يعني حنطة حمراء تنفقونها أحب إلينا من هذا الفعل وهذا القول فأنزلنا على الذين ظلموا وغيروا وبدلوا ما قيل لهم ولم ينقادوا لولاية محمد وعلي وآلهما الطيبين رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون يخرجون عن أمر الله وطاعته وقال والرجز الذي أصابهم أنه مات منهم بالطاعون في بعض يوم مائة وعشرون ألفاً وهم من علم الله تعالى منهم أنهم لا يؤمنون ولا يتوبون ولم ينزل هذا الرجز على من علم أنه يتوب أو يخرج من صلبه ذرية طيبة وتوحد الله وتؤمن بمحمد وتعرف الولاية لعلي وصيه وأخيه صلى الله عليهما وآلهما. وفي (الكافي) عن الصادق عليه السلام أما والله ما هلك من كان قبلكم وما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا إلا في ترك ولايتنا وجحود حقنا. الخبر. ويؤيده

قول أمير المؤمنين عليه السلام فيما رواه الشيخ شرف الدين النجفي عن خط الشيخ الطوسي يا سلمان أنا الذي دعيت الأمم كلها إلى طاعتي فكفرت عذبت بالنار وإليه الإشارة بقوله (ع) والباب المبتلى به الناس وبهذا المضمون أخبار كثيرة. (ط) 84ـ الكليني (5) عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا: بئس ما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً. (ي) 85ـ العياشي قال أبو جعفر عليه السلام نزل هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بئسما اشتروا الخ. (يا) 86ـ السياري عن محمد بن سنان مثله. (يب) 87ـ فرات بن إبراهيم في تفسيره عن جعفر بن محمد الفزاري عن القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان مثله. (يج) 88ـ ابن شهر آشوب في (المناقب) كما نقله في (البحار) عن كتاب المنزل عن الباقر عليه السلام بئسما اشتروا به الآية. (يد) 89ـ السياري عن محمد بن علي بن سنان عن عمار بن مروان عن علي بن يزيد عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله (ع) في قوله عز وجل وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله في علي قالوا نؤمن بما أنزل علينا. (يه) 90ـ العياشي قال جابر قال أبو جعفر عليه السلام نزلت هذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا والله وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله في علي يعني بني أمية لعنهم الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا يعني في قلوبهم بما أنزل الله عليه ويكفرون بما ورائه بما أنزل الله في علي وهو الحق مصدق لما معهم يعني

علياً كذا عنه في (البحار) وفي (البرهان) وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربك في علي الخ وفيه سهو إما من النساخ أو من قلم العياشي والله العالم. (يو) 91ـ العياشي عن عمر بن يزيد قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها فقال (ع) كذبوا ما هكذا هي نزلت إذا كان ننسخها ويأت بمثلها لم ينسخها قلت هكذا؟ قال الله قال ليس هكذا! قال تبارك وتعالى قلت كيف؟ قال قال: ليس فيها ألف ولا واو قال ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها يقول ما نميت من إمام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله. (يز) 92ـ السياري عن محمد بن علي عن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن حماد بن عبد الله عن عمر بن يزيد قال قرأت عند أبي عبد الله عليه السلام ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها فقال (ع) إذا كان ينسخها ويأت مثلها فلم ينسخها قلت هكذا؟ قال الله عز وجل قال لا قلت كيف؟ قال ليس فيها ألف ولا واو أيضاً قال تعالى نأت بخير منها مثلها. (بخ) 93ـ علي بن إبراهيم في تفسيره وأما قوله أو مثلها نهي زيادة إنما نزلت نأت بخير منها مثلها قال المجلسي ره لعل المراد بخير منه بحسب المصلحة لا بحسب الفضائل وقال بعض الأفاضل ويحتمل أن لا يقصد بخير خير إلا فعلية وبمن من الأفضلية بل يجعل قوله (ع) من صلبه وقع موقع البدل من منه وخير كناية عن الإمام (ع) لأنه خير محض بين (ع) أن معنى منها والتأنيث باعتبار لفظ الآية من صلب المنسوخ وهو الممات ومثله بدل من خير أو وصفه أي بإمام مثله في الإمامة نقص عنه في الفضيلة أو زاد فيكون (ع) قد أوضح ذلك رداً على من يختلج بخاطره أن خيراً منها بمعنى أفضل منها والتقدير حينئذ نأت بإمام مثله من صلبه بناء على الأغلب لئلا ينتقض بالحسنين عليهما السلام ولقد أفاد (ع) أنه ليس المراد بنسخ الإمام إبطال إمامته في مستقبل الأزمنة كنسخ الحكم الشرعي بل إخفاء أشخاصهم بحيث لا يبصرهم من هو في

هذا العالم وإلا فهم أحياء عند ربهم يرزقون والإمام إمام دائماً في الدنيا والآخرة بل قبل الدنيا كما قال (- صلى الله عليه وسلم -) كنت نبياً وآدم بين الماء والطين ففي الآية دلالة على اتصال الإمامة إلى يوم القيامة وأن الأرض لا تخلو عن حجة. (يط) 94ـ الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن علي بن حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل واتبعوا ما تتلا الشياطين بولاية الشياطين على ملك سليمان. (ك) 95ـ السياري عن محمد بن علي عن ابن أسباط مثله قال المجلسي ره في (مرآة العقول) الظاهر أن هذه الفقرة كانت في الآية فالمراد بالشياطين أولاً شياطين الإنس أي الكهنة أي اتبعوا ما كانت الكهنة تتلوه عليهم بسبب استيلائهم على ملكه بعده وافترائهم عليه كما رواه علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما هلك سليمان وضع إبليس السحر وكتبه في كتاب ثم طواه وكتب على ظهره هذا ما وضع آصف بن برخيا لملك سليمان بن داؤد من ذخائر كنوز العلم من أراد كذا وكذا ثم دفنه تحت السرير ثم استشار لهم فقرأه فقال الكافرون ما كان سليمان يغلبنا إلا بهذا وقال الموحدون بل هو عبد الله وبنيه وقال جل ذكره واتبعوا الآية فعلى هذا يحتمل أن يكون الظرف في قوله على ملك متعلقاً بقوله تتلوا وبقوله بولاية ويحتمل أيضاً أن يكون بولاية بياناً لما كانوا يتلونه أي اتبعوا واعتقدوا ما كان بقوله الشياطين من أن الجن والشياطين كانوا مسلطين على ملك سليمان وإنما كان يستقيم ملكه بسحرهم قلت ويؤيد ظهور الخبر في السقوط ذيله كما يأتي. (كا) 96ـ الكليني بالإسناد المذكور عن أبي عبد الله عليه السلام ويقرأ أيضاً: سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم من أقر ومنهم من بدل ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب.

(كب) 97ـ السياري عن حمد بن علي عن ابن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. (كج) 98ـ العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) مثله. (كد) 99ـ العياشي عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام: أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في علي. (كه) 100ـ السياري عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في علي من بعد ما بيناه للناس أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. (كو) 101ـ الكليني عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن محمد بن سليمان الأزدي عن أبي الجارود عن أبي إسحاق عن أمير المؤمنين عليه السلام: وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل بظلمه وسوء سريرته والله لا يحب الفساد. (كز) 102ـ العياشي عن أبي إسحاق عنه (ع) مثله. (كح) 103ـ السياري عن ابن محبوب مثله. (كط) 104ـ الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن يوسف عن أخيه عن أبيه عن أبي بكر بن محمد قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقرأ وزلزلوا ثم زلزلوا حتى يقول الرسول قال في (مرآة العقول) الظاهر أنه كان عن بكر بن محمد فزيد فيه قوله أبي من النساخ ويدل على أنه سقط من الآية قوله ثم زلزلوا انتهى. (ل) 105ـ السياري عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: وزلزلوا ثم زلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا متى نصر الله.

(لا) 106ـ وعن الحسين بن يوسف عن أخيه عن أبيه عن أبي بكر بن محمد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وذكر مثله ومنه يظهر عدم الاختلال في سند الكافي مع أن رواية سيف الذي هو من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام عن بكر بن محمد الذي صرح الشيخ بأنه من أصحاب الرضا عليه السلام أيضاً بعيد ولم يذكره أحد من رواية. (لب) 107ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين. (لج) 108ـ العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له الصلات الوسطى فقال (ع) حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوما لله قانتين والوسطى هي الظهر قال وكذلك يقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (لد) 109ـ السيد الأجل علي بن طاؤس في (فلاح السائل) رويت عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال كتبت امرأة الحسن عليهما السلام مصحفاً فقال الحسن عليه السلام للكاتب لما بلغ هذه الآية حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين. (له) 110ـ وفيه رويت من كتاب إبراهيم الخزار عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر. الآية. (لو) 111ـ وفيه رأيت في (كتاب تفسير القرآن) عن الصادقين عليهما السلام من نسخة عتيقة مليحة عندنا الآن أربعة أحاديث بعدة طرق عن الباقر والصادق عليهما السلام أن الصلاة الوسطى صلاة الظهر وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قرأ: حافظوا على الصلات والصلاة الوسطى وصلاة العصر. الآية.

(لز) 112ـ السيد رحمه الله في (سعد السعود) في (الفصل المنقول) عن (الكاشف) في جملة الاستدلال بأن الوسطى هي الظهر ما لفظه ومنها الرواية عن ابن عباس وعائشة والصلاة الوسطى وصلاة العصر وكذلك رويناه عن غير ابن عباس من أهل البيت بالواو المعطوفة في العصر على الأقرب منها وهي صلاة الظهر. (لح) 113ـ الصدوق ره في (معاني الأخبار) عن علي بن عبد الله الوراق وعلي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني معاً عن سعد بن عبد الله بن ابن خلف عن سعد بن داؤد عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً وقال إذا بلغت هذه الآية فاكتب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ثم قالت عائشة سمعتها والله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (لط) 114ـ وفيه بالإسناد عن سعد عن أحمد بن الصباح عن محمد بن عاصم عن الفضل بن ركين عن هشام سعد عن زيد بن أسلم عن أبي يونس قال كتبت لعائشة مصحفاُ فقالت إذا مررت بآية الصلاة فلا تكتبها حتى أمليها عليك فلما مررت بها أملتها عليك حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر. (م) 115ـ وفيه بالإسناد عن سعد بن داؤد عن أبي زهر عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عمرو بن نافع قال كنت أكتب مصحفاً لحفصة زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت إذا بلغت هذه الآية فاكتب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر. (ما) 116ـ الكليني ره عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعاً عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عما فرض الله من الصلاة فقال خمس صلوات في الليل والنهار فقلت

هل سماهن وبينهن في كتابه؟ فقال نعم! قال الله تعالى إلى أن قال (ع) وفي بعض القراءات: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين الخبر. ورواه الصدوق في (علل الشرايع) عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد وابن أبي نجران عن حماد عن حرير مثله. ورواه الشيخ في (التهذيب) بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله ورواه في (الفقيه) بإسناده عن زرارة والظاهر أن السؤال لما كان عما فرض الله من الصلوات اليومية بقرينة الاقتصار في الجواب على ذكرها فلا بد وأن يكون غرض زرارة معرفة استخراج ذلك من القرآن للاحتجاج مع العامة وغيرهم لأنه أجل من الجهل بها ويشهد لذلك قوله عما فرض الله الظاهر عما فرضه في كتابه على ما يظهر من أخبار كثيرة وحينئذ فقوله هل سماهن وبينهن أي على التفصيل والبيان الظاهر لا مطلقاً ولو إجمالاً لمعلومية بالجواب الأول فظهر أن الاستشهاد لبيان ذكر صلاة العصر في القرآن ببعض القراءات المعتبر عنده (ع) المتحد مع قراءتهم (ع) بقرينة عدم ذكرها فيه ي موضع آخر وإلا لأشار إليه (ع) ولما مضى ويأتي من الأخبار مع ما تقدم من وحدة ما نزل هو إلزام المخالفين لشدة اعتمادهم على الصحابة وقد تقدم أنه قراءة جمع منهم وهذا نظير قوله (ع) في محضر بعض العامة وأما نحن فنقرأه على قراءة أبي مع أنهم (ع) هم المتبوعون لا التابعون واحتمل بعضهم كون ذلك من كلام الراوي بقرينة أن الصدوق أسقطه في معاني الأخبار وهو في غاية البعد للزوم سقوط بيان ذكرها فيه عن كلامه مع أنه (ع) في مقام التفصيل وقد ذكر أربعاً منها فنسبة السهو إلى الصدوق أولى من نسبته إليه (ع) مع أن الظاهر من تلك الأسانيد كون الخبر مأخوذاً من كتاب حريز الذي صدقه الإمام (ع) مع عدم معهودية الإدارج في الأخبار من تلك الطبقة ثم إن نسخ الحديث مختلفة ففي (التهذيب) و (علل الشرايع) وصلاة العصر وفي (الكافي) و (الفقيه) بدون الواو وقد تقدم عن (الكشاف) أن بالواو قرأ ابن عباس وعائشة وبدونها قرأت حفصة ولا يبعد ترجيح الأولى

لتأييدها بجميع الأخبار الباب المصرحة بوجودها فيها واحتمال ذكرها بدون الواو تقية كما في (شرح التهذيب) للمجلسي بعيد فإن عائشة أعظم شأناً عندهم من غيرها ثم أن في الفقيه هكذا وقوموا لله قانتين في الصلاة الوسطى قال التقي المجلسي قده في شرحه ويمكن أن يكون أي قوله في صلاة الوسطى داخلاً في القراءة والظاهر أنه (ع) أراد أن هذا مراد الله تعالى والله العالم. (مب) 117ـ السياري عن صفوان عن علي عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما الصلاة الوسطى؟ فقرأ حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ثم قال الوسطى الظهر وكذلك كان يقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (مج) 118ـ وعنه عن محمد بن جمهور يرويه عنهم (ع) حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين قال راغبين. (مد) 119ـ وعن الحسين بن يوسف عن أخيه عن أبيه عن ابن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ والوسطى وصلاة العصر. (مه) 120ـ سعد بن عبد الله القمي في (كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه) قال وكان يقرأ أي الصادق عليه السلام حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر. (مو) 121ـ وعن عبد الملك بن - كذا - عن علي بن مريم عن ابن عباس أنه كان يقرأها هذا. (مز) 122ـ وعن أبان بن عثمان عن عبد الحميد عن ابن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين.

(مح) 123ـ وبهذا الإسناد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. (مط) 124ـ وعن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن عمرو بن جابر في قوله تعالى: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج مخرجات. (ن) 125ـ ثقة الإسلام في (روضة الكافي) عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد ع محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن أبي جرير القمي وهو محمد بن عبيد الله وفي نسخة عبد الله عن أبي الحسن عليه السلام: له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه. (نا) 126ـ وبالإسناد عن محمد بن خالد عن حمزة بن عبيد عن إسماعيل بن عباد عن أبي عبد الله عليه السلام ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وآخرها العلي العظيم والحمد لله رب العالمين وآيتين بعدها. (نب) 127ـ وعن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رباب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام والذين كفروا أولياؤهم الطواغيت. (نج) 128ـ تاسع البحار عن ابن شهر آشوب في مناقبه قال وجدت في كتاب المنزل عن الباقر عيه السلام والذين كفروا بولاية علي بن أبي طالب أولياؤهم الطاغوت قال نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا. (ند) 129ـ الشيخ الجليل أحمد بن علي القمي في (كتاب العروس) عن الصدق عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليهما السلام يحلف مجتهداً أن من قرأها أي آية الكرسي قبل زوال الشمس سبعين مرة فوافق تكملة السبعين زوالها غفر له ما تقدم من ذنبه

وما تأخر فإن مات في عامه ذلك مات مغفوراً غير محاسب الله: لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبه أحداً من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم إلى قوله هم فيها خالدون. (نه) 130ـ وفيه عن الحسن بن علي عليهما السلام قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية الكرسي في لوح من زمرد أخضر مكتبو بمداد مخصوص بالله ليس من يوم الجمعة إلا صك اللوح جبهة إسرافيل فإذا صك جبهته سبح فقال سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له ولا العبادة ولا الخضوع إلا لوجهه ذاك إليه القدير الواحد العزيز فإذا سبح سبح جميع من في السماوات من ملك وهللوا فإذا سمع أهل السماء الدنيا تسبيحهم قد سوا فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا دعا لقارئ آية الكرسي على التنزيل. (نو) 131ـ السيد الجليل علي بن طاؤس في (مهج الدعوات) عن الشيخ علي بن عبد الصمد عن السيد الإمام أبي البركات محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي ره قال حدثنا المفيد أبو الوفا عبد الجبار بن عبد الله المقرئ قال حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي وعنه عن الشيخ الفقيه أبي القاسم الحسن بن علي الطوسي وعنه عن الشيخ الفقيه أبي القاسم الحسن بن علي بن محمد الجويني ره وأخبرني الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن الطحال المقدادي ره قال حدثنا أبو علي بن محمد بن الحسن الطوسي قال حدثني والدي وعنه عن جده عن والده أبي الحسن عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال حدثنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا محمد بن أرومة قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام أنه قال رقعة الجيب عوذة لكل شيء وهي وساقها إلى قوله (ع) وتكتب آية الكرسي على التنزيل وتكتب لا حول ولا قوة إلا

بالله الخ قال التقى المجلسي في (شرحه الفارسي على الفقيه) ما ترجمة في آية الكرسي على ما نزلت في رواية أهل البيت (ع) بعد العظيم والحمد لله رب العالمين وبعد له ما في السماوات وما في الأرض ورد وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم وهذا رواه علي بن إبراهيم والكليني والشيخ الطبرسي وابن طاؤس وغيرهم ويسمونها بآية الكرسي على التنزيل وقال ولده العلامة في (مرآة العقول) في ذيل خبر أبي جرير المتقدم وهذا الخبر يدل على أنه قد سقط من آية الكرسي كلمات وقد ورد في بعض الأدعية المأثورة فليكتب آية الكرسي على التنزيل وهو إشارة إلى هذا وقال المحقق الداماد في حواشي القبسات والأحاديث من طرقهم وطرقنا متظافرة بأنه كان في آية المتعة فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى إلى أن قال وإن آية الكرسي على التنزيل فيها ما ليس الآن في المصاحف وفي حواشي بعض النسخ القديمة من المهج عند قوله ويكتب آية الكرسي عن التنزيل وهي قوله تعالى بعد قوله فيها له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى من ذا الذي يشفع عنده إلى آخرها. (نز) 132ـ علي بن إبراهيم في تفسيره قال وأما آية الكرسي فإنه حدثني أبي عن الحسن بن خالد أنه قرأ أبو الحسن الرضا عليه السلام الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده إلى قوله تعالى هم فيها خالدون والحمد لله رب العالمين هكذا أنزلت. (نح) 133ـ السياري عن سهل بن زياد عن حمزة بن عبيد عن إسماعيل بن عباد البصري عمن ذكره عن أبي عبد الله (ع) قال في آية الكرسي وآية له ما في السماوات وما في الأرض وما تحت الثرى وآية عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام رب العرش العظيم. (نط) 134ـ وعن محمد بن جرير عن ابن سنان التيمي عن أبي الحسن

الرضا عليه السلام له ما في السماوات وما في الأرض وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم. (س) 135ـ وعن ابن أبي عمير عن صفوان بن يونس عن أبي عبد الله عليه السلام له ما في السماوات وما في الأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده. (ما) 136ـ وعن المنقري عن جابر بن راشد عن أبي عبد الله عليه السلام قال (ع) في آية الكرسي عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم. (سب) 137ـ وعن محمد بن خالد عن عمر بن يحيى التستري وحماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأيت في بيت له عند السقف مكتوباً حول البيت آية الكرسي وفيها له ما في السماوات وما في الأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم فقلت له جعلت فداك في هذا الكتاب شيء لا أعرفه وليس هكذا نقرأها قال (ع) هكذا فاقرأها فإنها كما أنزلت. (سج) 138ـ وعن سهل بن زياد عن حمزة عن إسماعيل عن رجل عن أبي عبد الله (ع) وما يحيطون من علمه من شيء إلا بما شاء وآخرها وهو العلي العظيم والحمد لله رب العالمين وآيتين بعدها. (سد) 139ـ وعن غير واحد أنهم رووا ولا يحفظون من علمه إلا بما شاء. (مه) 140ـ وعن ابن محبوب عن ابن رئاب عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام والذين كفروا أولياؤهم الطواغيت. واعلم أن الاختلاف في تلك الأخبار بكون التحميد بعد العلي العظيم في بعدها وبعدهم فيها خالدون في بعضها ووجود هو قبل الرحمن في بعضها وعدم ذكرها في بعضهم وغير ذلك من الاختلاف لأينا في دلالة مجموعها على وقوع التغيير في تلك الآية وهو المطلوب.

ثمر: إن قوله (ع) في آخر رواية إسماعيل بن عباد الذي رواه الكليني والسياري وآخرها وهو العلي العظيم وقوله (ع) وآيتين بعدها يحتمل وجوهاً. الأول أن يكون المراد أي ذكر آيتين بعدها وعدهما من آية الكرسي فيدل على كون آخر آية الكرسي هم فيها خالدون بناء على أن مرجع الضمير في قوله وآخرها آية الكرسي كما هو الظاهر وهو أحد القولين ويؤيده بعض الأخبار المذكورة. الثاني ما قيل أن المراد أنه ذكر آيتين بعد الحمد لله رب العالمين من سورة الحمد. الثالث ما قيل أن العامة غيروا آيتين بعد آية الكرسي أيضاً نقلهما في (مرآة العقول) ولا يخفى بعدهما. الرابع ما ذكره الفاضل السيد علي خان في (شرح الصحيفة) من أن الرواية وردت بنصب آيتين ولا وجه للنصب إلا بعامل مقدر والتقدير واقرأ آيتين بعدها فيكون الكلام قد تم عند قوله عليه السلام والحمد لله رب العالمين وهو في محل النصب على تقدير القول أي وقل والحمد لله رب العالمين واقرأ آيتين بعدها ورد بأنه خلاف الظاهر فإنه عليه السلام في مقام تحيد آية الكرسي فتقدير القراءة غير ملائم لسوق الكلام إذ يصير حاصل الخبر حينئذ هكذا آخر آية الكرسي العلي العظيم قل والحمد لله رب العالمين واقرأ آيتين بعدها وهو كما ترى والفعل المقدر لا ينحصر فيما ذكر. الخامس ما احتمله بعض الأفاضل من كون الضمير في آخرها راجعاً إلى أصل الآية نظراً إلى اختلاف المفسرين وعد بعضهم لا إله إلا هو الحي القيوم آية ففي الخبر إشارة إلى رده وفساد قوله بأن آخر الآية المصدرة بقوله تعالى الله لا إله العلي العظيم وفيه من البعد وعدم الملائمة لذيل الخبر ما لا يخفى. السادس ما خطر ببالي من أن يكون المراد بيان تغيير آية الكرسي لا تحديدها والمراد بالآيتين هو ما مر برواية إسماعيل بالسند المذكور في الحديث

نو: وليس المراد بالبعدية هو من البعدية بحسب الترتيب بل هو نظير قولهم في فلان كذا وكذا من الصفات وبعد ذلك فيه خصلة أو خصال أخرى ومنه قوله تعالى والأرض بعد ذلك دحاها أي مع ذلك كما في المجمع وغيره ومحل التغيير فيها على رواية الكليني موضعان وعلى رواية السياري ثلاثة مواضع فتقدير الكلام والله العالم أنه (ع) قرأ في آية الكرسي وما يحيطون الخ وفي آخرها الذي هو العلي العظيم والحمد الخ وقرأ أيضاً منها آيتين بعد هذه الآية وأما أن موضعهما بعد الحمد أو قبله فهو ساكت عنه ويعرف أنه قبله من الحديث المذكور. ثمر: إن ما في رواية السياري من ذكر الواسطة بين إسماعيل والإمام عليه السلام هو المطابق لما في كتب الرجال من كونه من أصحاب الرضا عليه السلام ولم يذكره أحد في أصحاب الصادق عليه السلام ففي سند خبر الكافي اختلال فلا تغفل. (سو) 141ـ السياري مرسلاً عن أبي الحسن عليه السلام في قوله عز وجل: والذين يأكلون الربا لا يقومون يوم القيامة إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. (سز) 142ـ وعنه (ع) في قوله عز وجل كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة أو أكثر من ذلك وعن ابن سيف عن أخيه ن أبيه عن منصور بن حاز عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله عليه السلام والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصيته لأزواجهم إلى الحول غير إخراج مخرجات. (سح) 143ـ النعماني في تفسيره بالسند المتقدم عن أمير المؤمنين عليه السلام في جملة الآيات المحرفة وقوله تعالى وجعلناكم أئمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ومعنى وسطاً بين الرسول وبين الناس فحرفوها وجعلوها أمة. (سط) 144ـ السياري عن إسحاق بن إسماعيل عن أبي عبد الله عليه السلام

سورة آل عمران

قال فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إلا خزي في الحياة الدنيا. (ع) 145ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) في باب الآيات المحرفة قال وقوله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس وهو أئمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس. سورة آل عمران (ألف) 146ـ علي بن إبراهيم في تفسيره قال قال العالم لما نزل وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين فأسقطوا آل محمد من الكتاب. (ب) 147ـ فرات بن إبراهيم في تفسيره معنعناً عن حمران قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقرأ هذه الآية: إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين قلت ليس نقرأ هكذا فقال أدخل حرف مكان حرف. (ج) 148ـ العياشي عن هشام بن سالم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم قال هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين فوضعوا اسماً مكان اسم. (د) 149ـ وعن أيوب قال سمني أبو عبد الله عليه السلام وأنا أقرأ إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران قال وآل محمد كانت فمحوها وتركوا آل إبراهيم وآل عمران. (هـ‍) 150ـ وعن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له ما الحجة في كتاب الله إن آل محمد هم أهل بيته قال قول الله تبارك وتعالى إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد هكذا نزلت على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ولا يكون الذرية من القوم إلا نسلهم من أصلابهم وقال اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور وآل عمران وآل محمد رواية أبي خالد القماط.

(و) 151ـ الشيخ الطوسي في (التبيان) قال وفي قراءة أهل البيت عليهم السلام وآل محمد على العالمين. (ز) 152ـ الشيخ في (أماليه) عن أبي محمد الفحام قال حدثني محمد بن عيسى عن هارون أبو عبد الصمد إبراهيم عن أبيه عن جده وهو إبراهيم بن عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم قال سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقرأ إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين قال هكذا نزلت. (ح) 153ـ السياري عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن حمران بن أعين قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ: إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ثم قال هكذا والله نزلت. (ط) 154ـ وعن بعض أصحابنا أسنده إليهم عليهم السلام وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين قلت يقرؤونها الناس وآل عمران قال فقال حرف مكان حرف. (ي) 155ـ وعن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن أيوب الحر قال سمعني أبو عبد الله عليه السلام وأنا أقرأ إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين فقال عليه السلام آل محمد كان فيها فمحوها وتركوا ما سواها. (يا) 156ـ الشيخ الطبرسي ره في (مجمع البيان) قال وفي قراءة أهل البيت عليهم السلام وآل محمد على العالمين. (يب) 157ـ الشيخ محمد بن الحسن الشيباني في (نهج البيان) وروى في قراءة أهل البيت عليهم السلام وآل محمد على العالمين قلت اتفقت تلك الأخبار على نزول آل محمد في الآية لكنها اختلفت في نزول آل عمران فصريح بعضها

كونه موضوعاً مكان آل محمد وظاهر بعضها نزوله ويمكن حمل الأخير على عدم انتقال الراوي سقوطه في قراءة الإمام عليه السلام فنقله كما هو الموجود المركوز في الأذهان بل يظهر من ذل رواية أبي عمرو الزبيري أنه لم ينقل آل محمد غير أبي خالد فيمكن الحمل على سهو النساخ أيضاً بل خبر أبي خالد الذي رواه عن حمران الظاهر في وجوده معارض بصريح خبره الآخر المروي في تفسير فرات الدال على عدم نزوله وتقدم في الدليل الخامس أنه كان كذلك في مصحف ابن مسعود. (يج) 158ـ علي بن إبراهيم في موضعين من تفسيره أنه نزل يا مريم اقنتي لربك واركعي واسجدي مع الراكعين. (يد) 159ـ محمد بن الحسن الشيباني في مقدمة تفسيره في مثال ما قدم حرف على حرف في التأليف وكقوله تعالى يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين. (يه) 160ـ السياري عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخراز عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عيينة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى يا مريم اقنتي لربك واسجدي شكراً لله واركعي مع الراكعين وفي قوله تعالى إذا يختصمون في مريم عند ولادتها الخبر هكذا أورد السياري الخبر في المقام وكأنه فهم منه دخول الكلمتين في القراءة ولكن العياشي أورده بنحو يظهر منه عدمه ففيه عن الحكم بن عيينة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى في الكتاب إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين اصطفاها مرتين والاصطفاء إنما هو مرة واحدة قال فقال لي يا حكم إن لهذا تأويلاً وتفسيراً فقلت له فسره لنا أبقاك الله قال يعني اصطفاه لها أولاً من ذرية الأنبياء المصطفين المرسلين وطهرها من أن يكون في ولادتها من آبائها وأمها قال سفاح واصطفاها بهذا في القرآن يا مريم اقنتي لربك واسجدي

واركعي شكراً لله إلى أن قال وفي رواية ابن خرذاذ أن أيهم يكفل مريم حين يتمت من أبويها وما كنت لديهم يا محمد إذ يختصمون في مريم عند ولادتها بعيسى أيهم يكفلها ويكفل ولدها الخبر. (يو) 161ـ السياري عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا عن ابن عبد الله عليه السلام في قول الله جل ذكره إني رافعك إلي ومتوفيك هكذا نزلت قلت يؤيد هذه القراءة ما رواه الصدوق بإسنا عن الرضا عليه السلام أنه قال ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه عليهم السلام للناس إلا أمر عيسى عليه السلام وحده لأنه رفع عن الأرض حياً وقبض روحه بين السماء والأرض ثم رفع إلى السماء ورد عليه روحه وظاهر القراءة المشهورة كون التوفي في الأرض وذكر المفسرون لها وجوهاً رابعها ما عن النحويين منهم من أن الآية على التقديم والتأخير كقوله تعالى فكيف كان عذابي ونذر ونسبه الشيخ في (التبيان) إلى القراء وأيده الطبرسي بما روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال إن عيسى لم يمت وأنه راجع إليكم قبل يوم القيامة. (يز) 162ـ محمد بن الحسن الشيباني في (نهج البيان) قال وروى في أخبارنا عن أئمتنا عليهم السلام أني رافعك إلي ومتوفيك بعد نزولك على عهد القائم من آل محمد عليهم السلام ولا يبعد دخول تمام الكلام في القراءة والله العالم. (يح) 163ـ العياشي عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه فكيف يؤمن موسى وعيسى عليهما السلام وينصره ولم يدركه وكيف يؤمن عيسى بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وينصره ولم يدركه فقال يا حبيب إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إلا حروف أخطأت به الكتبة وتوهمتها الرجال وهذا وهم فاقرأها وإذا أخذ الله ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم

لتؤمنن به ولتنصرنه هكذا أنزله الله يا حبيب فوالله ما وفت أمة من الأمم التي كانت قبل موسى بما أخذ الله عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها ولقد كذبت الأمة التي جاءها موسى لما جاءها موسى ولم يؤمنوا به ولا نصروه إلا القليل منهم ولقد كذبت أمة عيسى بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ولم يؤمنوا به ولا نصروه لما جاءها إلا القليل منهم ولقد جحدت هذه الأمة بما أخذ عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الميثاق لعلي بن أبي طالب عليه السلام يوم إقامة الناس ونصب لهم ودعاهم إلى ولايته وطاعته في حياته وأشهدهم بذلك على أنفسهم فأي ميثاق أوكد من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في علي بن أبي طالب عليه السلام فوالله ما وفوا به بل جحدوا وكذبوا. (يط) 164ـ السياري عن ابن سالم عن حبيب السجستاني مثله إلى قوله (ع) هكذا أنزل الله يا حبيب. (ك) 165ـ وعنه قال وروي عنهم (ع) من أمم النبيين عليهم السلام وقال الشيخ الطوسي ره في (التبيان) قال الصادق عليه السلام تقديره إذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين بتصديق نبيها والعمل بما جاءهم به وأنهم خالفوهم فيما بعد وما وفوا به وتركوا كثيراً من شريعته وحرفوا كثيراً منها انتهى والظاهر أنه نقل الخبر بالمعنى وحمل وجود لفظ الأمم في الآية وكونه منزلاً فيها على كونه مقدارً فيها وإلا فهذا الاصطلاح غير معهود في كلام الأئمة (ع) مع أن كون المقام مقام التقدير تأمل لعدم ما يدل عليه شيء في المذكور وتمامية الكلام بدونه غير إخراج له عن ظاهره. (كا) 166ـ السيد رضى الدين علي بن طاؤس في (سعد السعود) عن كتاب عتيق لبعض القدماء جمع فيه قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والأئمة صلوات الله عليهم ما لفظه حدثني أبو العباس قال أخبرنا أبو الحسن بن القاسم

قال حدثنا علي بن إبراهيم قال حدثني أبي عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله (ع) لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون بميم واحدة. (كب) 167ـ السياري عن يونس عن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون هكذا أقرأها. (كج) 168ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. (كد) 169ـ العياشي عن يونس عنه (ع) مثله قال المجلسي ره في قوله هكذا فاقرأ هذا يدل على جواز التلاوة على غير القراءات المشهورة والأحوط عدم التعدي عنها لتواتر تقرير الأئمة عليهم السلام أصحابهم على القراءات المشهورة وأمرهم بقراءتهم كذلك والعمل بها حتى يظهر القائم عليه السلام انتهى. قلت يحتمل أنه كان تلك القراءة أيضاً متداولة بين الناس في عهده (ع) وصيرورتها شاذة بعد ذلك لا يضر بالجواز أو الغرض بيان القراءة الصحيحة والأمر بالاعتقاد بها. (كه) 170ـ وعن الحسين بن خالد قال قال أبو الحسن الأول كيف تقرأ هذه الآية يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ماذا قلت مسلمون فقال سبحان الله يوقع الله عليهم اسم الإيمان فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم الإسلام والإيمان فوق الإسلام قلت هكذا يقرأ في قراءة زيد قال إنما هي في قراءة علي عليه السلام وهي التنزيل الذي نزل به جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا وأنتم مسلمون لرسول الله ثم الإمام من بعده. (كو) 171ـ السياري عن هارون بن الجهم عن الحسين بن خالد مثله ويحتمل غير بعيد دخول تمام ما ذكره (ع) في القراءة. (كز) 172ـ الشيخ الطوسي في (التبيان) وروي عن أبي عبد الله عليه السلام وأنتم مسلمون بالتشدي ومعناه إلا وأنتم مستسلمون لما أن به النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنقادون له.

(كح) 173ـ أبو علي الطبرسي يروي عن أبي عبد الله عليه السلام ولتكن منكم أئمة. (كط) 174ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن سنان قال قرأت على أبي عبد الله عليه السلام كنتم خير أمة أخرجت للناس فقال أبو عبد الله عليه السلام خير أمة يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهم السلام فقال القارئ جعلت فداك كيف نزلت قال كنتم خير أئمة أخرجت للناس ألا ترى مدح الله لهم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. (ل) 175ـ العياشي عن حماد بن عيسى عن بعض أصحبه قال في قراءة علي عليه السلام كنتم خير أئمة أخرجت للناس قال هم آل محمد عليهم السلام. (لا) 176ـ وعن أبي بصير عنه (ع) أنه قال إنما نزلت هذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - في الأوصياء خاصة فقال تعالى أنتم أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر هكذا والله نزل بها جبرائيل وما عنى بها إلا محمد أو أوصياءه عليهم الصلاة. (لب) 177ـ عن ابن شهر آشوب في مناقبه عن الباقر عليه السلام أنتم خير أمة بالألف نزل بها جبرائيل وما عنى بها إلا محمد أو علياً والأوصياء من ولده عليهم السلام. (لج) 178ـ النعماني في تفسيره عن ابن عقدة بن جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن إسماعيل بن جابر عن الصادق عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال وأما ما حرف من كتاب الله فقوله تعالى كنتم خير أئمة الآية فحرفت إلى خير أمة. الخبر وهو طويل.

(لد) 179ـ السياري عن محمد بن علي عن ابن مسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت كنتم خير أمة أخرجت للناس فقال لا أدري إنما نزلت هذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - وفي أوصياءه خاصة فقال أنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ثم قال نزل بها جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا فما عنى بها إلا محمد أو أوصياءه عليهم السلام. (له) 180ـ وعن محمد بن سنان عن حماد بن عيسى عن أبي بصير قال قرأ أبو عبد الله عليه السلام كنتم خير أئمة أخرجت للناس. (لو) 181ـ الشيخ الطبرسي عن أبي عبد الله عليه السلام وكنتم خير أئمة أخرجت للناس. (لز) 182ـ في المجلد التاسع عشر من البحار وحديث في رسالة قديمة سنده هكذا جعفر بن محمد بن قولويه عن سعد الأشعري أبي القاسم ره وهو مصنفه روى مشايخنا عن أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام وساق الحديث إلى أن قال باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله عز وجل مما رواه مشايخنا رحمة الله عليهم من العلماء من آل محمد عليهم السلام قوله عز وجل كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية ويحك خير أمة يقتلون ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت جعلت فداك فكيف هي فقال أنزل الله كنتم خير أئمة أما ترى إلى مدح الله لهم في قوله تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله فمدحه لهم دليل على أنه لم يعن الأمة بأسرها ألا تعلم أن الأمة الزناة واللاطة والسراق وقطاع الطريق والظالمين والفساقين افترى أن الله مدح هؤلاء وسماهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر كلا ما مدح الله هؤلاء ولا سماهم أخياراً بل هم الأشرار.

قلت: الظاهر أن هذا الكتاب هو بعينه هو (كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه) الذي عده النجاشي من كتب سعد بن عبد الله واستظهر ذلك العلامة المذكور في المجلد الأول من بحاره. (لح) 183ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها بمحمد هكذا والله نزل بها جبرائيل (ع) على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا فيما رأيت من النسخ وفي بعض النسخ على ما حكاه في (مرآة العقول) عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عنه (ع) وهو الصحيح المطابق لما في كتب الرجال من عدم لقاء محمد بن خالد أبا عبد الله عليه السلام وكونه الراوي عن محمد بن سليمان ويؤيده الموجود في العياشي. (لط) 184ـ العياشي عن محمد بن سليمان البصري الديلمي عن أبيه عن الصادق عليه السلام مثله. (م) 185ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة قال أبو عبد الله عليه السلام ما كانوا أذلة وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما نزل لقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء. (ما) 186ـ الطبرسي ره وروي عن بعض الصادقين عليهم السلام أنه قرأ وأنتم ضعفاء وقال لا يجوز وصفهم بأنهم أذلة وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (مب) 187ـ السياري عن محمد بن سنان وحماد بن عثمان عن ربعي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل لقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء. (مج) 188ـ العياشي عن أبي بصير قال قرأت عند أبي عبد الله عليه السلام لقد نصركم الله ببدر وأنتم ذالة فقال مه والله ليس هكذا أنزلها الله إنما أنزلت وأنتم قليل.

(مد) 189ـ وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سأله أبي عن هذه الآية لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة قال ليس هكذا أنزل الله ما أذل الله رسوله قط إنما أنزلت وأنتم قليل ورواه السياري أيضاً. (مه) 190ـ وعن عيسى عن صفوان عن ابن سنان مثله. (مو) 191ـ وعن ربعي عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء وما كانوا أذلة ورسول الله فيهم عليه وعلى آله الصلاة والسلام. قلت: لما كان الغرض في تلك الأخبار نفي نزول الموجود واستنكار نزوله مع تعين القراءة به عبروا عن الأصل المحذوف تارة بلفظه وتارة بمعناه لحصول الغرض مع عدم فائدة في لفظه بعد عدم جواز القراءة به. (مز) 192ـ الثقة سعيد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال وقرأ أي الصادق عليه السلام لقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء قال أبو عبد الله عليه السلام ما كانوا أذلة وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (مح) 193ـ وفيه في قوله تعالى ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون فقال أبو عبد الله عليه السلام إنما أنزل الله لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أن يعذبهم فإنهم ظالمون كذا في النسخة ولا تخلو من سقم ولا يضر بأصل المقصود وهو وجود التغيير في الآية. (مط) 194ـ وعن الجرمي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قرأ ليس لك من الأمر شيء أن يتوب عليهم وتعذبهم فإنهم ظالمون. (ن) 195ـ السياري عن المفضل عن صالح بن علي الجرمي وسيف عن زرارة جميعاً عن أبي عبد الله (ع) ليس لك من الأمر شيء إن تبت عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون.

(نا) 196ـ وعن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا قال تلوت بين يدي أبي عبد الله عليه السلام هذه الآية ليس لك من الأمر شيء فقال بلى وشيء وهل الأمر كله إلا له (- صلى الله عليه وسلم -) ولكنها نزلت ليس لك من الأمر إن تبت عليهم أو تعذبهم فإنهم ظالمون وكيف لا يكون من الأمر شيء والله عز وجل يقول: ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال عز وجل: من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ. (نب) 197ـ النعماني بالسند المتقدم عن أمير المؤمنين عليه السلام وقال سبحانه في سورة آل عمران ليس لك من الأمر أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون لآل محمد فحذفوا آل محمد (- صلى الله عليه وسلم -). (نج) 198ـ السياري عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام: ويتخذ منكم شهيداً. (ند) 199ـ وعن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله جل وعز: سيطوقون ما بخلوا به من الزكوة يوم القيامة. قلت: الظاهر أن قوله من الزكوة بيان للموصولة عن الإمام (ع) بقرينة ما في (الكافي) في ذيل خبر عنه (ع) في عقاب مانع الزكوة وهو قول الله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة يعني ما بخلوا به من الزكوة. (نه) 200ـ وعن أبي طالب عن يونس عن علي بن أبي حمزة عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام: قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات والزبر فلم قتلتموهم. (نو) 201ـ العياشي عن محمد بن يونس عز بعض أصحابنا قال قال لي أبو جعفر عليه السلام: كل نفس ذائقة الموت ومنشورة نزل بها على محمد - صلى الله عليه وسلم -

أنه ليس من أحد من هذه الأمة إلا سينشر فأما المؤمنون فينشرون إلى قرة عين وأما الفجار فينشرون إلى خزي الله إياهم. (نز) 202ـ الشيخ الجليل سعد بن عبد الله القمي في (بصائره) كما نقله عنه الشيخ حسن بن سليمان الحلي في منتخبه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخلي بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: ليس من مؤمن إلا وله قتلة وموتة إنه من قتل نشر حتى يموت ومن مات نشر حتى يقتل ثم تلوت على أبي جعفر عليه السلام هذه الآية: كل نفس ذائقة الموت فقال هو (ع) ومنشورة. قلت: قولك ومنشورة ما هو؟ فقال (ع) هكذا أنزل بها جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم -: كل نفس ذائقة الموت ومنشورة. الخبر. (نح) 203ـ السياري عن محمد بن سنان عن فضيل عن أبي حمزة قال قرأت على أبي جعفر عليه السلام: كل نفس ذائقة الموت قال ومنشورة نزل بها جبرائيل على محمد (- صلى الله عليه وسلم -) هكذا أنه ليس من أحد من هذه الأمة إلا وهو منشورة فأما المؤمنون فينشرون إلى قرة أعينهم وأما الفجار فينشرون إلى خزي الله إياهم. (نط) 204ـ عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر بن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل نفس ذائقة الموت ومنشورة. (س) 205ـ أسعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال قرأ رجل على أبي جعفر عليه السلام: كل نفس ذائقة الموت فقال أبو جعفر عليه السلام ومنشورة هكذا والله نزل بها جبرائيل عليه السلام على محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه ليس من أحد من هذه الأمة إلا سينشر وأما المؤمنون فينشرون إلى قرة أعينهم وأما الفجار فيحشرون إلى خزي الله وأليم عذابه. (سا) 206ـ العياشي عن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى اصبروا يعني بذلك عن المعاصي وصابروا يعني التقية ورابطوا يعني على الأئمة

سورة النساء

عليهم السلام ثم قال: تدري ما معنى البدو؟ أما لبدنا فإذا تحركوا فتحركوا فاتقوا الله ما لبدنا ربكم لعلكم تفلحون قال قلت جعلت فداك إنما نقرؤوها واتقوا الله قال (ع) أنتم تقرؤونها كذا ونحن نقرأها هكذا قال في (البحار) لبد كنصر وفرح لبوداً ولبتاً أقام ولزق كالبد ذكره الفيروز آبادي والمعنى لا تستعجلوا في الخروج على المخالفين وأقيموا في بيوتكم ما لم يظهر منا ما يوجب الحركة من النداء والصيحة وعلامات خروج القائم عليه السلام وظاهره أن تلك الزيادات كانت داخلة في الآية ويحتمل أن يكون تفسيراً للمرابطة والمصابرة بارتكاب تجوز في قوله (ع) نحن نقرؤها كذا ويحتلم أن يكون لفظة الجلالة زيدت من النساخ ويكون واتقوا ما لبدنا ربكم كما يومي إليه كلام الراوي انتهى واحتمال التفسير بعيد في الغاية عن سياق الكلام ويحتمل أن يكون المراد من الرب المضاف هو الإمام عليه السلام كما استعمل كذلك فيهم (ع) في مواضع كثيرة من القرآن والمعنى والله العالم واتقوا الله في الخروج ما أقمنا إمامكم وأمرناه بالوقوف وأن لا يبرح من مكانه ولعل النساخ أسقطوا تمام الآية من كلام الراوي أولم يذكره إحالة علي الموجود في المصاحف. سورة النساء (ألف) 207ـ الشيخ الطبرسي في (الاحتجاج) عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال للزنديق وأما ظهورك على تناكر قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء ولا كل النساء يتامى فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن وبين قوله في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن. الخبر. (ب) 208ـ علي بن إبراهيم عن الصادق عليه السلام أنه قال: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة فهذه الآية دليل على المتعة. (ج) 209ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره

عن أبي عبد الله عليه السلام قال إنما نزلت: فما استمعتم به منهم إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة. (د) 210ـ كتاب عاصم بن حميد الحناط برواية الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب عن حميد بن زياد عن عبد الله أحمد بن نهيك عن مساور وسلمة عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول قال علي عليه السلام لولا ما سبقني به ابن الخطاب ما زنى إلا شقي قال ثم قرأ هذه الآية: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة قال يقول إذا انقطع الأجل فيما بينكما استحللتها بأجل آخر ترضيها ولا يحل لغيرك حتى ينقضي الأجل وعدتها حيضتان. (هـ‍) 211ـ الصدوق ره في (الفقيه) بإسناده عن الحسن بن محبوب عن أبان عن أبي مريم عن أبي جعفر عليه السلام قال أنه سأل عن المتعة فقال أن المتعة اليوم ليست كما كانت قبل اليوم إنهن كن يؤمن يؤمئذ فاليوم لا يؤمن فسألوا عنهم وأحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتعة ولم يحرمها حتى قبض وقرأ ابن عباس فما استمتعتم به منهم إلى أجل مسمى فآتوهن أجرهن فريضة والظاهر أن قوله وقرأ الخ من تتمة كلام الإمام عليه السلام بقرينة ما يأتي عن العياشي والوجه فيه ما مر في ذيل الحديث الأربعين من سورة البقرة وزعم الفاضل المولى مراد القريشي أنه من كلام الصدوق حيث قال قوله وقرأ الخ مقصود المؤلف من الاستشهاد ضم إلى أجل مسمى إلى الآية فيصير نصاً في المتعة والانضمام لبيان معنى الآية دون أن المنضم منها حتى يق أنه لو كان منها لوجب تواتره وطرح الخبر أهون من هذا الحمل الذي يأباه ذوق كل من له درية بأساليب الكلام ويأتي الجواب عن كلامه الأخير إن شاء الله تعالى والعياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال قال جابر بن عبد الله عن رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) أنهم غزوا معه فأحل لهم

المتعة ولم يحرمها وكان علي عليه السلام يقول لولا ما سبقني به ابن الخطاب يعني عمر ما زنى إلا شقي وكان ابن عباس يقرأ: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة وهؤلاء يكفرون بها ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحلها ولم يحرمها. (ز) 212ـ وعن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال كان يقرأ: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة فقال (ع) هو أن يزوجها إلى أجل ثم يحدث شيء بعد الأجل. (ح) 213ـ وعن عبد السلام عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له: ما تقول في المتعة؟ قال قال الله تعالى فما استمتعتم به منهم فآتوهن أجورهن فريضة إلى أجل مسمى ولا جناح عليكم فيما تراضيتم من بعد الفريضة قال قلت جعلت فداك أهي من الأربع؟ قالت ليس من الأربع إنما هي إجارة فقلت أرأيت إن أراد أن يزداد أتزداد قبل انقضاء الأجل الذي أجل قال لا بأس أن يكون ذلك برضاً منه ومنها بالأجل والوقت وقل سيزيدها بعد ما يمضي الأجل كذا في النسخة ولا يبعد كون السهو من الراوي لاتفاق جميع الأخبار هنا وفي ما تقدم في مصحف عبد الله بن مسعود وأبي أن الزيادة بعد قوله تعالى منهن. (ط) 214ـ السياري عن البرقي عن علي بن النعمان عن داؤد بن فرقد عن عامر بن سعيد الجهني عن جابر بن أبي جعفر عليه السلام أنه قال فإن فما استمعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة الآية قال المحقق الداماد في حاشية القبسات والأحاديث من طرقهم وطرقنا متظافرة بأنه كان في أئمة المتعة فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى وقد كان مكتوباً في مصحف ابن مسعود وابن عباس وكانا يقرءان كذلك. قلت: وكذلك كان في مصحف أبي وتقدم بعض تلك الطرق فليلاحظ. (ي) 215ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن ومنسوخه) قال:

وقرأ أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن. (يا) 216ـ السياري عن محمد بن علي بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال نزل جبرائيل بهذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هكذا يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي مصدقاً لما معكم. (يب) 217ـ السيد المحدث التوبلي في تفسير البرهان مرسلاً عن عمرو بن شمر عن جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام نزلت هذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا: يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلت في علي مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم إلى مفعولاً. (يج) 218ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل (ع) بهذه الآية هكذا يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نوراً مبيناً كذا متن الحديث في نسخ الكافي قال المولى محمد صالح في شرحه ظاهر هذا الحديث على أن قوله تعالى في علي نوراً مبيناً كان في نظم القرآن والمنافقون حرفوه وأسقطوه ونوراً حال عن علي عليه السلام. قلت: الذي ظهر لي أنه قد أسقط الراوي أو الناسخ منه كلمات وهي عجز تلك الآية كما نقلناها على ما هو الموجود في المصاحف وصدر آية أخرى في آخر هذه السورة وهي قوله تعالى: يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً وأن لفظ في علي متوسطاً بين نزلنا ومصدقاً في الأولى وبين إليكم ونوراً في الثانية موجوداً سقط من الموضعين وكان الأصل بعد قوله في علي هكذا:

مصدقاً لما معكم وبهذا الإسناد عن محمد بن سنان عن عمار عن منخل عن أبي عبد الله عليه السلام قال نزل إلى قوله: وأنزلنا إليكم علي نوراً مبيناً ويوضح ذلك أنه (ره) أورد سنداً قبل هذا هكذا: علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام وذكر سقوط في علي في قوله تعالى: وإن كنتم في ريب الآية كما تقدم ثم قال وبهذا الإسناد وذكر الحديث المذكور والسياري أورد في كتابه تلك الأخبار بهذا السند وزاد بعد قوله لما معكم وبإسناده ثم ذكر الآية الأخيرة المتضمنة لقوله في علي واحتمال كون ما في مصحفهم (ع) موافقاً لما في الخبر ومخالفاً لما عندنا كما ظنه الفاضل المذكور بعيد. (يد) 219ـ السياري عن البرقي عن الديلمي عن داؤد الرقي قال قال أبو عبد الله عليه السلام: أم يحسدون الناس على ما آتهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم وآل عمران وآل محمد الكتاب والحكمة وآيتناهم ملكاً عظيماً ثم قال (ع) نحن والله الناس الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه ونحن والله المحسودون ثلثاً. (يه) 220ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال نزلت فإن تنازعتم في شيء فارجعوه إلى الله وإلى رسوله إلى أولي الأمر منكم. (يو) 221ـ العياشي عن بريد بن معاوية قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام فسألته عن قول الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم قال فكان جوابه أن قال: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت فلان وفلان إلى أن قال (ع) ثم قال الناس يا أيها الذين آمنوا فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم إيانا عني خاصة فإن خفتم تنازعاً في الأمر فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وأولي الأمر منكم هكذا

نزلت وكيف يأمرهم بطاعة أولي الأمر ويرخص لهم في منازعتهم إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. (يز) 222ـ وعن العجلي عن أبي جعفر عليه السلام مثله سواء وزاد في آخره تفسير بعض الآيات. (يح) 223ـ وعن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر عليه السلام: فإن تنازعتم في شيء فراجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم. (يط) 224ـ السياري عن البرقي عن محمد بن أبي عمير عن يزيد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال تلى يا أيها الذين آمنوا فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم إيانا عني خاصة فإن خفتم تنازعاً في الأمر فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وأولي الأمر منكم كذا نزلت. (ك) 225ـ العياشي في ذيل خبر محمد بن مسلم وفي رواية عامر بن سعيد الجهني عن جابر عنه (ع) وأولي الأمر (ع). (كا) 226ـ السياري عن علي بن الحكم عن عامر بن سعيد الجهني عن أبي جعفر عليه السلام: قال أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم من آل محمد صلوات الله عليهم هكذا نزل بها جبرائيل. (كب) 227ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائل عن ابن أذينة عن يزيد العجلي قال سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز ذكره إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل قال إيانا عنى أن يؤدى الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم والسلاح وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم ثم قال للناس: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله

وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم إيانا عنى خاصة أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا فإن خفتم تنازعاً في أمر فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم كذا نزلت وكيف يأمرهم الله عز وجل بطاعة ولاة الأمر ويرخص في منازعتهم إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. (كج) 228ـ وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية قال تلا أبو جعفر عليه السلام أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن خفتم تنازعاً في الأمر فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وأولي الأمر منكم ثم قال (ع) كيف يأمر بطاعتهم ويرخص في منازعتهم إنما قال ذلك للمأمورين الذي قيل لهم أطيعوا الله وأطيعوا الرسول. (كد) 229ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) مما رواه عن مشايخه قال كان أي الصادق يقرأ فإن تنازعتم من في شيء فارجعوه إلى الله وإلى رسوله وأولي الأمر منكم. (كه) 230ـ كتاب سليم بن قليس الهلالي في حديث طويل عن علي عليه السلام في ذكر اختلاف الأخبار وأقام رواية إلى أن قال فقلت يا نبي الله ومن شركائي قال الذين قرنهم الله بنفسه وبي الذين قال في حقهم يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن خفتم التنازع في شيء فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم. الخبر. قلت وفي تلك الأخبار دلالة صريحة على فساد قول من قال أن الخطاب في تنازعتم لأولي الأمر على سبيل الالتفات من الغيبة إلى الخطاب وفساد ما في الكشاف من أن المراد فإن اختلفتم أنتم وأولو الأمر منكم في شيء من أمور الدين فارجعوا فيه إلى الكتاب والسنة وجه الفساد وجود أولى الأمر في الموضع الثاني أيضاً وضرورة حكم العقل بعدم تصور منازعة من أمر الله

بطاعتهم وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله كما لا يتصور منازعة الله ومنازعة رسوله فإن جاز منازعتهما جاز منازعتهم فالمخاطبون بالرد والرجوع المؤمنون المخاطبون بالطاعة وهذا من أجل الضروريات لا ينكره إلا مكابر أو مباهت وهو أيضاً بنفسه قرينة على لزوم وجود أولي الأمر في الموضع الثاني وقال المجلسي ره وظاهر كثير من الأخبار أن قوله وأولي الأمر منكم كان مثبتاً ههنا فأسقط وزعم الفاضل الطبرسي ره أنه يفهم أمرهم بالرجوع إلى ولاة الأمر عند التنازع على تقدير عدم وجوده أيضاً كما في هذا المصحف الذي جمعوه على عهد عثمان بقرينة الأمر بطاعتهم أولاً وإنما لم يذكرهم هنا للتنبيه على أن الرجوع إليهم رجوع إلى الله وإلى الرسول وفيه أن الذي يفهم من صدر الآية عدم جواز منازعتهم في شيء من أمور الدين والدنيا لمنافاتها لمطاعينهم وأما أنهم المرجع أيضاً في صورة التنازع فعدم ذكره معهما قرينة على عدمه نعم لو اقتصر في الموضع الثاني على الأمر بالرد إلى الله كان لما ذكره وجه للعلم بكون الرجوع إلى الرسول رجوع إليه تعالى فيكون قرينته على أنهم أيضاً كذلك ومن هنا قال الرازي في تفسيره في وجوه الرد على ما زعمه الإمامية من كون المراد بأولى الأمر هم الأئمة عليهم السلام وأيضاً أنه تعالى قال فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول وعلى هذا ينبغي أن يقال فردوه إلى الأم انتهى والتعرض للجواب عن أوهامه خروج عن وضع الكتاب. (كو) 231ـ ثقة الإسلام في (روضة الكافي) عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبي جنادة الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبي الحسن الأول (ع) في قول الله عز وجل أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم فقد سبقت عليهم كلمة الشقاء وسبق لهم العذاب وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً قال العلامة المجلسي في (مرآة العقول) ظاهر الخبر أن هاتين الفقرتين كانتا داخلتين في

الآية ويحتمل أن يكون عليه السلام أوردها للتفسير أي إنما أمر تعالى بالإعراض عنهم لسبق كلمة الشقاء عليهم أي علمه تعالى بشقائهم وسبق تقدير العذاب لعلمه بأنهم يصيرون أشقياء بسوء اختيارهم قلت ما احتمله في غاية البعد ع ظاهر السياق مع أنهما ليستا تفسيراً للموجود وكشفا لمعناه وذكر علة الإعراض فيهما لا يجعلهما تفسيراً له بل يجعلهما مربوطاً به ثم قال وتركه أي قوله تعالى وعظهم في الخبر إما من النساخ أو لظهوره أو لعدمه في مصحفهم (ع) قلت والأول بعيد لأن العياشي والسياري أيضاً أورداه كذلك وكذا الثاني وإلا لم يحتج إلى ذكر تمام الآية. (كز) 232ـ السياري عن الحسين بن سيف عن أبي جنادة الحصين بن المخارق مثله. (كح) 233ـ العياشي عن محمد بن علي عن أبي جنادة مثله إلا أن فيه عن أبي الحسن الأول عن أبيه عليهما السلام الخ. (كط) 234ـ السياري عن يونس عن حمزة بن الربيع عن عبد السلام بن المثنى قال قال أبو عبد الله عليه السلام يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول وظلموا آل محمد حقهم أن تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً. (ل) 235ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك يا علي فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً. هكذا نزلت. (لا) 236ـ ثقة الإسلام عن العدة عن البرقي عن أبيه عن ابن ساباط عن البطائي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في هذه الآية ثم لا يجدن في أنفسهم حرجاً مما قضيت في أمر الولاية ويسلموا لله الطاعة تسليماً. (لب) 237ـ السياري عن ابن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير

عن أبي عبد الله (ع) في قوله عز وجل لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت من أمر الوالي ويسلموا لله تسليماً. (لج) 238ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدا في أنفسهم حرجاً مما قضى محمد وآل محمد ويسلموا تسليماً. (لد) 239ـ وعن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول والله لو أن قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم لم يسلموا لنا لكانوا بذلك مشركين فعليهم بالتسليم ولو أن قوماً عبدوا الله وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشيء صنعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم صنع كذا وكذا ووجدوا ذلك في أنفسهم لكانوا بذلك مشركين ثم قرأ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم مما قضى محمد وآل محمد إلى قوله ويسلموا تسليماً. (له) 240ـ السياري عن سليمان بن إسحاق عن يحيى بن مبارك عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال حتى يحكموا محمد وآل محمد ولا يجدون في أنفسهم حرجاً الآية. (لو) 241ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن العدة عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم وسلموا للإمام تسليماً واخرجوا من دياركم رضاً له ما فعلوه إلا قليلاً منهم ولو أن أهل الخلاف فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً. (لز) 242ـ السياري عن علي بن أسباط مثله.

(لح) 243ـ العياشي عن أبي بصير عنه (ع) مثله سواء إلا أنه ليس فيما كلمة وسلموا بعد أنفسكم قال العلامة المجلسي ظاهر الخبر أنه أي قوله وسلموا داخل في الآية في قراءتهم (ع) ويحتمل أن يكون من كلامه (ع) إضافة للتفسير أي المراد بالقتل القتل الذي يكون في أمر التسليم للإمام (ع) وفيه بعد يعرف وجهه مما نقدم ويؤيد نقله السياري في هذا الباب قوله رضي له أي يكون خروجكم لرضاء الإمام (ع) أو على وفق رضاه وقال بعض المفسرين وهذا الحديث يحتمل التأويل ويكون قوله وسلموا الخ عطفاً تفسيرياً لاقتلوا أنفسكم فإن في التسليم للإمام (ع) نوع قهر شديد للنفس عبر عنه بالقتل لشدته أو سلموا له في قتل الأنفس لو أمر بالجهاد ويحتمل التنزيل باللفظ انتهى والوجه الأول وإن كان حسناً في نفسه إلا أنه في غاية البعد عن سياق الآية ومقابلة قتل النفس بالخروج من الديار فإن الظاهر منه إما عرض النفس للقتل بالجهاد أو قتلها كما قتل بنو إسرائيل. (لط) 244ـ الكليني عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي طالب بن يونس بن بكار عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيراً لهم. (م) 245ـ وعن أحمد بن مهران ره عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن بكار عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال هكذا نزلت هذه الآية ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيراً لهم. (ما) 246ـ السياري عن علي بن الحكم عن داؤد بن النعمان عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله جل وعلا ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فأنا قضيتها. (مب) 247ـ وعن بعض الهاشميين عن ابن اورمة عن يونس عن الرضا

عليه السلام في قوله تعالى إن تلووا أو تعرضوا عما أمرتم به فإن الله كان بما تعملون خبيراً. (مج) 248ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى وإن تلووا أو تعرضوا قال إن تلووا الأمر وتعرضوا عما أمرتم به فإن الله كان بما تعملون خبيراً وظاهر الخبر وإن كان في مقام التفسير إلا أنه يمكن استظهار نزوله كذلك بملاحظة صدر الآية وذيلها فإن صدرها هكذا عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى فستعلمون من هو في ضلال مبين يا معشر المكذبين حيث أنبأتكم رسالة ربي في ولاية علي والأئمة من بعده من هو في ضلال مبين كذا نزلت وذيلها وفي قوله تعالى فلنذيقن الذين كفروا بتركهم ولاية أمير المؤمنين عذاباً شديداً في الدنيا ولنجزينه أسوأ الذين كانوا يعملون وهما ظاهران في كونه (ع) في مقام بيان النزول اللفظي ويؤيده خبر يونس وذكر السياري في هذا المقام. (مد) 249ـ العياشي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر عن أبي عبد الله عليهما السلام قال إني أوحيت إليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده فجمع له كل وحي. (مه) 250ـ السياري عن البرقي عن القاسم بن محمد عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الله عز وجل إني أوحيت إليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده. (مو) 251ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إنما نزلت لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً. (مز) 252ـ سعد بن عبد الله القمي في الكتاب المذكور قال قرأ أبو جعفر عليه السلام لكن الله وذكر مثله.

(مخ) 253ـ العياشي عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وذكر مثله. (مط) 254ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي قال قال أبو جعفر عليه السلام نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه. (ن) 255ـ ثقة الإسلام عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا: إن الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً إلا طريق جهنم الآية كذا في نسختي المقروءة على المجلسي ره وعليها خطه والآية هكذا إن الذين كفروا وظلموا الخ قال المولى محمد صالح ولعل الاختصار للدلالة على أن العطف للتفسير مع احتمال عدم نزوله قلت والأولى الحمل على سهو النساخ أو الراوي لوجود تلك الكلمة وفي رواية القمي والعياشي والسياري. (نا) 256ـ العياشي عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم الآية. (نب) 257ـ سعد بن عبد الله القمي في الكتاب المذكور قال قرأ أبو جعفر عليه السلام هذه الآية وقال هكذا نزل به جبرائيل (ع) على محمد - صلى الله عليه وسلم - إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم إلى قوله يسيراً. (نج) 258ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة والحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال نزلت هذه الآية هكذا وذكر (ع) مثله.

(ند) 259ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ هذه الآية هكذا إن الذين كفروا الخ قال الفاضل المذكور بع نقله في ذيل شرحه للحديث المتقدم وفيه دلالة على أن ذلك نزل قرآناً ويقرب من الروايتين ما ذهب إليه بعض المفسرين من أن المراد أن الذين كفروا وظلموا الناس بصدهم عما فيه صلاحهم وخلاصهم من العذاب لأن من ظلم آل محمد حقهم فقد ظلم الناس وهم التابعون له عما فيه صلاحهم وخلاصهم من العذاب انتهى. واعلم أن القمي ره نقل الحديث السابق بهذا السند ثم قال بعده من غير فصل وقرأ أبو عبد الله عليه السلام الخ والظاهر أنه منقطع عن الخبر السابق فيكون مرسلاً وكذا فهمه جماعة فنقلوه كذلك إلا أن الفاضل المذكور أدخله في الخبر السابق فأورده بسنده كما نقلنا والأمر عندنا سهل بعد ما كان مرسلات مثله كالمسانيد. (نه) 260ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلي بن محمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم قال نزلت في فلان وفلان وفلان. الخبر. والموجود في المصحف هكذا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً وليس فيها قول لن تقبل توبتهم نعم هو في آية في سورة آل عمران وهي: إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون واحتمل الفاضل المتقدم أن يكون ذكر آية النساء وضم إليها بعض آية آل عمران للتنبيه على أن مورد الذم في الآيتين واحد وأن كل واحدة منها مفسرة للأخرى وقال بعض المفسرين ولا يبعد أن يكون السهو من الراوي حين نقله الحديث أو من القلم وأن الراوي سأل الإمام (ع) خالطاً

للآيتين فأجابه الإمام (ع) على قدر سؤاله لبيان أن مفادهما ومورد نزولهما واحد وأن ما في مصحفهم خلاف ما في المصاحف والراوي اطلع على ما فيه وأنت خبير بما في غير الاحتمال الأخير من التكلف وارتكاب خلاف الظاهر فتأمل. (نو) 261ـ السياري عن يونس عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً. (نز) 262ـ الطبرسي في (مجمع البيان) وروي عن أبي جعفر القارئ من بعض الطرق لست مؤمناً بفتح الميم الثانية وحكى أبو القاسم البلخي أنه قراءة أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام ثم قال ومن قرأ مؤمناً فإنه من الأمان ومعناه لا تقولوا لمن استسلم لكم لسنا نؤمنكم. (نح) 263ـ الكليني عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا بولايته فإن لله ما في السماوات والأرض. (نط) 264ـ العياشي عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول نزل جبرئيل وذكر مثله. (س) 265ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة والحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال نزلت هذه الآية هكذا: يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا بولايته خيراً لكم وإن يكفروا بولايته. الخبر. (سا) 266ـ وعن محمد بن علي بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي عبد الله (ع) يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم في علي نوراً مبيناً وقد مر احتمال كون هذا الخبر في (الكافي) أيضاً.

سورة المائدة

سورة المائدة (ألف) 267ـ علي بن إبرهيم عن الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصري عن ابن أبي عمير عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقد عليهم لعلي عليه السلام بالخلافة في عشرة مواطن ثم أنزل الله سبحانه وتعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين صلوات الله عليه. (ب) 268ـ السياري قال حدثني أبو عمرو الأصبهاني عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في قول الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود التي عقدت لعلي بن أبي طالب عليه السلام. (ج) 269ـ الكليني عن محمد بن الحسن وغيره عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن الهيثم بن عروة التميمي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافع فقلت هكذا ومسحت من ظهر كفي إلى المرافق فقال ليس هكذا تنزيلها إنما هي فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق ثم أمرّ يده من مرفقه إلى أصابعه. (د) 270ـ الشيخ الطوسي في (التهذيب) بإسناده عن الكليني مثله. (هـ‍) 271ـ أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي صاحب (البدع المحدثة في بدع الثلاثة) ويعرف الاستغاثة أيضاً فيما ذكره من بدع الثاني بعد ذكر الآية وفي مصحف أمير المؤمنين صلوات الله عليه برواية الئمة من ولده صلوات الله عليهم من المرافق وإلى الكعبين حدثنا بذلك علي بن إبراهيم بن هاشم القمي عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن علي بن رياب عن جعفر بن محمد الباقر عن آبائه صلوات الله عليهم أن التنزيل في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق الآية. ثم ذكر كلاماً طويلاً ثم أن الظاهر من تلك الأخبار بل صريح الأخير وجوده من في

الآية لا إلى ولذا قال الشيخ في (التهذيب) بعد إيراد الخبر ما لفظه وعلى هذه القراءة يسقط السؤال عن أصله والمراد من السؤال هو كون ظاهر ما في المصحف الابتداء من الأصابع فقول البهائي ره لعل المراد من التنزيل التأويل كما يق ينبغي تنزيل الحديث على كذا وإلا فهي متواترة فكيف يمكن نفيها خلاف الظاهر بل إرادة التأويل من التنزيل لا يخلو من ركاكة ورده المجلسي ره في (شرح التهذيب) بأنه إن أردتم تواترها إلى القراء أو تواتر ما اشترك بينها إلى من جمع القرآن فمسلم وأما تواترها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فغير مسلم وقد دلت الأخبار المتواترة بالمعنى على النقص والتغيير في الجملة لكن لا يمكن الجزم في خصوص موضع وأمرنا بقراءته والعمل به على ما ضبطه القراء إلى أن يظهر القائم عليه السلام انتهى وهو جيد وتقدم ما يوضحه. (و) 272ـ الشيخ في (التهذيب) عن المفيد ره عن أحمد بن محمد عن أبيه عن أحمد بن إدريس وسعد بن عبد الله عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله عن حماد عن محمد بن النعمان عن غالب بن الهذيل قالت سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: فامسحا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين على الخفض هي أم على النصب قال بل هي على الخفض. (ز) 273ـ العياشي عن غالب بن الهذيل عنه (ع) مثله إلا أن فيه السؤال الرفع بدل النصب ويحمل على سهو النساخ. (ح) 274ـ دعائم الإسلام للقاضي النعماني قوله تعالى وأرجلكم إلى الكعبين بالكسر قراءة أهل البيت عليهم السلام وكذلك قال أبو جعفر (ع). قلت ظاهر تلك الأخبار انحصار القراءة بالجر ونفي النزول بالنصب وكذا صرح الشيخ في (التهذيب) حيث قال فإن قيل فأين أنتم من القراءة بنصب الأرجل وعليها أكثر القراء وهي موجبة للغسل ولا يحمل سواه قلنا أول ما في ذلك أن القراءة بالجر مجمع عليها والقراءة بالنصب مختلف فيها لأنا نقول

القراءة بالنصب غير جائزة وإنما القراءة المنزلة هي القراءة بالجر ثم استدل بالخبر السابق وهذا منه صريح في عدم تواتر السبعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ونزول القرآن على حرف واحد وترجيح بعض القراءات بالأخبار كما شرحنا كله سابقاً ثم أن الموجود في نسختي بل وفي أكثر النسخ كما أشار إليه المجلسي ره فامسحوا بالفاء ولا يبعد حمله على سهو النساخ ويؤيده كونه بالواو في خبر العياشي مع اتحاد الراوي. (ط) 275ـ علي بن إبراهيم في أول تفسيره وأما هو محرف منه فهو إلى أن قال وقوله عالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ربك في علي كذا نزلت. (ى) 276ـ وفيه في سورة سبأ حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما أمر الله تعالى نبيه أن ينصب أمير المؤمنين (ع) للناس في قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي. الخبر. (يا) 277ـ فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره قال حدثنا الحسين معنعناً عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبلغ فيه الخبر. (يب) 278ـ الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة والسيد التوبلي في (غاية المرام) عن علي بن إبراهيم والظاهر أنه من غير تفسيره عن زيد الشحام قال دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام وسأله عن قوله عز وجل ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين قال لما أمر الله نبيه بنصب أمير المؤمنين (ع) للناس وهو قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته. الخبر. (يج) 279ـ أحمد بن علي الطبرسي في (الاحتجاج) عن مهدي بن أبي حرب عن أبي محمد العلوي من ولد الأفطس وكان من عباد الله الصالحين عن محمد بن همام عن محمد بن خالد عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعاً عن

قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة وقد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج والولاية إلى أن قال فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس فقال يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي إلى أن قال بعد كلام طويل ثم تلا (ع) يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي الخبر وهو طويل شريف ورواه الشيخ الجليل الشهيد ابن الفارسي في (روضة الواعظين) مثله ورواه السيد الأجل رضي الدين بن طاؤس قده عن أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليل في كتابه في المناقب عن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن الحسن بن علي أبي محمد الدينوري عن محمد بن موسى الهمداني عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة إلى آخره متناً وسنداً مع اختلاف في بعض الألفاظ. (يد) 280ـ السيد رضي الدين بن طاؤس في (كشف اليقين) عن كتاب الشيخ الثقة أبي بكر محمد بن أبي الثلج مرسلاً عن الصادق عليه السلام قال أنزل الله عز وجل على نبيه بكراع الغميم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي وإن لم تفعل الآية. (يه) 281ـ الرسالة الموضحة تأليف المظفر بن جعفر بن الحسين عن محمد بن معمر عن حمدان المعافى عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده جعفر عليهما السلام قال يوم غدير خم يوم عظيم شريف إلى أن قال ثم أنزل الله تبارك وتعالى وعيداً وتهديداً يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي الخ. الخبر. (يو) 282ـ ابن شهر آشوب في المناقب كما في البحار عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده في قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي

فإن لم تفعل عذبتك عذاباً أليماً فطرح عدوى اسم علي عليه السلام. (يز) 283ـ الأمالي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين (ع) للناس في قوله تعالى يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي. الخبر. (يح) 284ـ السياري عن ابن عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله جل ذكره يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته. (يط) 285ـ علي بن عيسى في (كشف الغمة) عن زر عن عبد الله قال كنا نقرأ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك إن علياً مولى المؤمنين الآية. (ك) 286ـ محمد بن الحسن الشيباني في (نهج البيان) في عداد الآيات المحرفة وكقوله تعالى يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فمحوا اسمه (ع). (كا) 287ـ علي بن إبراهيم ع أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داؤد المنقري عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن علي بن الحسين عليهما السلام في حديث طويل في ذكر وجوه الصيام وفيه قال قال الله تعالى ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوي عدي منكم. الخبر. (كب) 288ـ السياري عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن زيد بن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل يحكم به ذوي عدل يعني به الإمام (ع). (كج) 289ـ الطبرسي قرأ محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهم السلام يحكم به ذوي عدل. (كد) 290ـ العياشي عن حريز عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام

عن قول الله يحكم به ذوا عدل منكم قال العدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والإمام من بعده ثم قال وهذا مما أخطأت به الكتّاب. (كه) 291ـ الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام وذكر مثله. (كو) 292ـ سعد بن عبد الله القمي في كتابه عن مشائخه أن الصادق عليه السلام قرأ يحكم به ذو عدل منكم يعني الإمام وتقدم في الدليل السابع طرق أخرى لهذا الخبر من الكليني والسياري فلاحظ وقال المجلسي اشتهر بين المفسرين أن قراءة أهل البيت عليهم السلام بلفظ المفرد وقال الطرسي ره وأما ذوا عدل فقد قال أبوا الفتح فيه إنه لم يوجد ذوا لأن الواحد يكفي لكنه أراد معنى من أن يحكم به من أن يعدل ومن يكون للاثنين كما يكون للواحد كقوله يكن مثل ما فأذنت بصطحيان وأقول إن هذا الوجه الذي ذكره ابن جني بعيد غير مفهوم وقد وجدت في تفسير أهل البيت (ع) منقولاً عن السيدين عليهما السلام أن المراد بذي العدل رسول الله وأولي الأمر من بعده صلوات الله عليهم وكفى بصاحب القراءة خبراً بقراءة وفي الكشاف وقرأ محمد بن جعفر ذو عدل منكم أراد يحكم به من يعدل منكم ولم يرد الوحدة وقيل أراد الإمام والظاهر أنه اشتبه عليه جعفر بن محمد عليهما السلا فنقله مغلوباً قلب الله أفئدتهم. (كز) 293ـ الطبرسي ره وروي أن في قراءة جعفر بن محمد عليها السلام تطعمون أهاليكم وفي الكشاف قرأ جعفر بن محمد عليهما السلام أهاليكم بسكون الياء والأهالي اسم جمع لأهل كالليالي في جمع ليلة والأراضي في جمع ارض وقولهم أهلون كقولهم أرضون بسكون الراء وأما تسكين الياي في حال النصب فللتخفيف كما قالوا رأيت معدي كرب تشبيهاً للياء بالألف. (كح) 294ـ الكليني ن العدة عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد

بن أبي نصر عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام لا تسألوا عن أشياء لم تبد لكم إن تبد لكم تسؤكم. (كط) 295ـ السياري عن محمد بن علي عن أبي سلمة زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى لا تسألوا عن أشياءكم لم تبد لكم إن تبد لكم تسؤكم قال في (مرآة العقول) ظاهره أنه كانت هذه الزيادة في مصحفهم (ع) ويحتمل أن يكون (ع) ذكرها للتفسير انتى ولا يخفى بعده. (ل) 296ـ السياري عن النضر بن يزيد عن الجلبي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام والمفضل بن صالح بن أبي يعقوب قال سمعته يقول اقرأ وإذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل ربك يستطيع ولا يقرأ هل يستطيع ربك. (لا) 297ـ العياشي عن يحيى الجلبي في قوله تعالى هل يستطيع ربك قال قرأتها هل تستطيع ربك يعني هل تستطيع أن تدعو ربك. قلت: هذا صريح في كون القراءة بالتاء وهي قراءة الكسائي وحده والباقون بالياء قال الطرسي والمراد هل تستطيع سؤال ربك وذكروا الاستطاعة في سؤالهم لا لأنهم شكوا في استطاعته ولكن كأنهم ذكروه على وجه الاحتجاج عليه منهم كأنهم قالوا إنك مستطيع فما يمنعك فمثل ذلك قولك لصاحبك أتستطيع أن تذهب عني فإني مشغول أي اذهب لأنك غير عاجز عن ذلك ثم ذكر أنه لا بد أن يكون تقدير الآية هل تستطيع أن تسأل ربك إنزال مائدة وقال وروي عن أبي عبد الله عليه السلام ما يقارب هذا التقدير قال (ع) يعني هل يستطيع أن تعوا ربك. قلت: وهذه القراءة أنسب بحال الحواريين ومقامهم الذي أشير إليه قبل هذه الآية بقوله تعالى وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون وإلا فظاهر القراءة الموجودة تدل على شكهم في القدرة وبطلان دعواهم بالإيمان أولاً كما صرح به في (الكاشف).

سورة الأنعام

سورة الأنعام (ألف) 298ـ الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن أبي حمزة عن يعقوب بن شعيب عن عمران بن ميثم عنغيابة الأسدي قال قرأ رجل عند أمير المؤمنين عليه السلام فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون فقال بلى والله لقد كذبوه أشد التكذيب ولكنها مخففة لا يكذبونك لا يأتون بباطل يكذبون به حقك. (ب) 299ـ العياشي عن عمران بن مثيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال رجل عند أمير المؤمنين عليه السلام وذكر مثله. (ج) 300ـ السياري عن الحسن بن سيف عن أخيه عن أبيه عن داؤد بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام في من يقرأ فإنهم لا يكذبونك مثقلة فقال إنما هي لا يكذبونك مخففة. (د) 301ـ وعن صفوان عن يعقوب بن شعيب عن عمران إلى آخر ما مر. (هـ‍) 302ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك فإنها قرئت على أبي عبد الله فقال بلى والله لقد كذبوه أشد التكذيب وإنما نزلت لا يكذبونك أي لا يأتونك بحق يبطلون حقك. (و) 303ـ والطبرسي قرأ نافع والكسائي والأعشى عن أبي بكر لا يكذبونك بالتخفيف وهو قراءة علي عليه السلام المروي عن جعفر الصادق عليه السلام والباقون بفتح الكاف والتشديد إلى أن قال وروي عن علي عليه السلام أنه كان يقرأ لا يكذبونك ويقول إن المراد بها أنهم لا يأتون بحق أحق من حقك. (ز) 304ـ علي بن إبراهيم عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى والله ربنا ما كنا مشركين بولاية علي.

(ح) 305ـ السياري عن محمد بن علي عن ابن أسباط عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير مثله. قلت: روى الكليني عن علي بن نوح بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال قوله عز وجل ربنا ما كنا مشركين قال يعنون بولاية علي عليه السلام وعليه فقوله (ع) بولاية علي عليه السلام في الخبرين تفسير لا تنزيل وإنما نقلناه تبعاً للسياري. (ط) 306ـ الكليني ره عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران عن عبد الله بن مسكان عن زيد بن الوليد الخثعمي عن أبي الربيع الشامي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب لا يابس إلا في كتاب مبين قال فقال الورقة السقط والحبة الولد وظلمات الأرض الأرحام والرطب ما يحي الناس به واليابس ما يغيظ وكل ذلك في إمام مبين قال المجلسي ره يحتمل أن يكون في مصحفهم (ع) هكذا ثم استظهر كونه تفسيراً وأيده بما رواه الخاصة والعامة في تفسير قوله تعالى وكل شيء أحصيناه في إمام مبين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشار إلى أمير المؤمنين عليه السلام بعد نزولها وقال هذا هو الإمام المبين وفي التأييد نظر. (ى) 307ـ العياشي عن الحسين بن خالد قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله وما تسقط من ورقة إلى أن قال قال قلت في كتاب مبين قال في إمام مبين قال الفاضل المذكور وظاهر خبر الحسين أيضاً أنه (ع) فسر الكتاب بالإمام وإن احتمل أن يكون مراده (ع) أن الآية نزلت هكذا انتهى والإنصاف أنه لا ظهور لهما في أحمد المحتملين وإن كان سياق الثاني في بيان التفسير فإنهم (ع) كثيراً ما يبنوا كيفية النزول وتغيير اللفظ بأمثال هذه العبارة كما تقدم ويأتي فتأمل.

(يا) 308ـ الكليني ره عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن محمد بن مروان قال تلا أبو عبد الله عليه السلام وتمت كلمة الحسنى صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته فقلت جعلت فداك إنما نقرأها وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً فقال (ع) إن فيها الحسنى. (يب) 309ـ السياري عن رجل عن محمد بن مروان قال قال أبو عبد الله عليه السلام وتمت كلمة ربك الحسنى صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته فقلت إنا نقرأها بغير الحسنى فقال يا ابن مروان إن فيها الحسنى قال في (مرآة العقول) الخبر ضعيف ويدل على أنه كان فيها الحسنى فتركت قلت لا يضر ضعف سنده بعد تكرره وتأيده بسائر الأخبار وخصوصاً بعد ملاحظة كونه مما رواه الكليني في (الكافي) كما سنشير إليه إن شاء الله. (يج) 310ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها قال (ع) نزلت أو اكتسبت في إيمانها خيراً. (يد) 311ـ السياري عن أخيه عن أبيه عن معلى بن عثمان عن أبي عبد الله (ع) أو اكتسبت في إيمانها. (يه) 312ـ سعد بن عبد الله الأشعري في كتابه ناسخ القرآن ومنسوخه أنه قرأ الباقر أو الصادق عليهما السلام يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو اكتسبت في إيمانها خيراً. (يو) 313ـ وفيه قرأ رجل على أمير المؤمنين عليه السلام فإنهم لا يكذبونك فقال أمير المؤمنين عليه السلام بلى والله لقد كذبوه أشد التكذيب ولكن نزلت بالتخفيف يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون أي لا يأتون بحق يطلبون حقك.

سورة الأعراف

(يز) 314ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النضر بن سويد عن الجلبي عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله في قوله تعالى إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً قال فارقوا القوم والله دينهم. (يح) 315ـ وعنه في قوله تعالى إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون قال قال فارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وصاروا أخراباً ومرجع المستتر في قال راجع إلى الصادق عليه السلام كما لا يخفى على من عرف عادته وطريقته. (يط) 316ـ العياشي عن الصادق عليه السلام قال كان علي عليه السلام يقرأها فارقوا دينهم قال فارق والله القوم. (ك) 317ـ الطبرسي قرأ حمزة والكسائي فارقوا باللف وهو المروي عن علي عليه السلام والباقون فرقوا بالتشديد. سورة الأعراف (ألف) 318ـ السياري عن البرقي عن ابن سيف عن القاسم بن - كذا - عن الحسين بن أبي العلا عن أبي بصير قال تلا أبو عبد الله عليه السلام وإذا قلبت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا عائذاً بك أن تجعلنا مع القوم الظالمين. (ب) 319ـ وعن محمد بن علي عن علي بن صالح عن الحسين بن أبي العلا مثله وفيه وإذا صرفت. (ج) 320ـ الطبرسي وروى أن في قراءة عبد الله بن مسعود وسالم وإذا قلبت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا عائذاً بك أن تجعلنا مع القوم الظالمين وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام قلت وفي (الكاشف) أن أعمش قرأ وإذا قلبت. (د) 321ـ السياري عن محمد بن إسماعيل وغيره عن ابن سنان عن

منصور عن أبي السفاح عن جابر بن يعقوب عن ابن أبي عمير عن أبي الربيع القزاز عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين كذا في نسختي ولا تخلوا من سقم وفي السند اختلال ظاهر والصواب وعن جابر بن يعقوب فإن أبا السفاح من أصحاب الباقر عليه السلام. (هـ‍) 322ـ وعن البرقي عن بعض أصحابه مثله إلا أنه قال وعلي وصيه تنزيل قال بلى. (و) 323ـ فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره قال حدثنا علي بن عتاب معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام قال لو أن الجهال من هذه الأمة يعرفون متى سمى أمير المؤمنين عليه السلام لم ينكروا أن الله تبارك وتعالى حين أخذ ميثاق ذرية آدم وذلك فيما أنزل الله على محمد (- صلى الله عليه وسلم -) في كتابه فنزل به جبرائيل كما قرأناه يا جابر ألم تسمع الله؟ يقول: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين فوالله لسماه أمير المؤمنين في الأظلة حيث أخذ ميثاق ذرية آدم. (ز) 324ـ وعن أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الخرساني معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له يا ابن رسول الله متى سمي أمير المؤمنين فقال إن الله تبارك وتعالى حيث أخذ ميثاق ذرية ولد آدم وذلك فيما أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - كما قرأناه وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً عبدي ورسولي وأن علياً أمير المؤمنين فسماه الله أمير المؤمنين حيث أخذ ميثاق ذرية بني آدم. (ح) 325ـ وعن جعفر بن محمد الفزاري معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام قال لو أن الجهال من هذه الأمة يعلمون متى سمى علي أمير المؤمنين لم ينكروا ولايته وطاعته قال فسألته متى سمي علي أمير المؤمنين قال حيث أخذ الله ميثاق

ذرية آدم هكذا نزل به جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم - وإذ أخذ ربك من بني آدم ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم إن محمداً عبدي ورسولي وإن علياً أمير المؤمنين قالوا بلى ثم قال أبو جعفر عليه السلام والله لقد سماه باسم ما سمى به أحد قبله. (ط) 326ـ وعن جعفر بن محمد الأودي معنعناً عن جابر الجعفي قال قلت متى سمى علي عليه السلام أمير المؤمنين قال قال لي أو ما تقرأ القرآن؟ قال قلت بلى قال فاقرأ قلت وما أقرأ؟ قال اقرأ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم فقال لي هبه وإلى أيش ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين فثم سماه يا جابر أمير المؤمنين. (ى) 327ـ العياشي عن جابر قال قلت لأبي جعفر عليه السلام متى سمي أمير المؤمنين قال والله نزلت هذه الآية على محمد (- صلى الله عليه وسلم -) وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين فسماه الله والله أمير المؤمنين. (يا) 328ـ وعن جابر قال قال لي أبو جعفر عليه السلام يا جابر لو يعلم الجهال متى سمي أمير المؤمنين علي عليه السلام لم ينكروا حقه قال قلت جعلت فداك متى سمي فقال لي قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم إلى ألست بربكم وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين قال ثم قال لي يا جابر هكذا والله جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم -. (يب) 329ـ رضي الدين علي بن طاؤس في (كشف اليقين) عن الثقة الجليل محمد بن العباس في تفسيره عن علي بن العباس البجلي عن محمد بن مروان الغزال عن زيد بن المعدل عن أبان بن عثمان عن خالد بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال لو أن جهال هذه الأمة يعلمون متى سمي أمير المؤمنين عليه السلام

لم ينكروا ولايته وطاعته قلت متى سمي أمير المؤمنين؟ قال حيث أخذ الله ميثاق ذرية آدم كذا نزل به جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم - وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمين قالوا بلى ثم قال أبو جعفر (ع) والله لقد سماه الله باسم ما سمى به أحد قبله. (يج) 330ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن علي بن إبراهيم عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي الربيع القزاز عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له لم سمي أمير المؤمنين، أمير المؤمنين قال الله سماه وهكذا أنزل الله في كتابه وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين. (يد) 331ـ تاسع البحار عن مناقب ابن شهر آشوب عن أمالي ابن سهل بإسناده إلى جابر مثله. (يه) 332ـ وعن تفسير محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن جابر قريباً منه. (يو) 333ـ وعن دلائل محمد بن جرير الطبري الشيعي عن الحسين بن عبد الله البزاز عن أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ البزاز عن أحمد بن عبد الله بن زياد عن عيسى بن إسحاق عن إبراهيم بن هراسة عن عمرو بن شمر عن جابر مثله. (يز) 334ـ وعن السيد فخار بن معد عن الخليفة الناصر عن أحمد بن أحمد عن ابن نبهان عن ابن شاذان عن أحمد بن زياد مثله. نقل كل ذلك السيد رضى الدين بن طاؤس في (كشف اليقين) قال المولى محمد صالح في شرح الحديث المتقدم قوله عن أبي الربيع القزاز لم أجده بهذا

الوصف في كتب الرجال وبدونه مجهول وقوله قال الله تعالى سماه الخ السائل سأل عن سبب التسمية وهو (ع) أجاب بها من باب تلقي المخاطب بغير ما يترقيه للتنبيه بأن الاهم له أن يعرف التسمية ويصدق بها والجهل بسببها لا يضره قوله وأن محمداً رسولي الخ أشار (ع) إلى أن هذا كان منزلاً حذفه المحرفون المنافقون حسداً وعناداً انتهى ولا يخفى أن جهالة أبي الربيع غير مضر بعد كون الراوي عنه ابن أبي عمير الذي لا يروي بل لا يرسل إلا عن ثقة مع كون الخبر في المقام مؤيداً بما يزيد عن حد الاستفاضة ويحتمل غير بعيد أن تكون الأصل متى سمي ويكون الموجود من تصحيف النساخ بقرينة الأخبار المذكورة أو يكون الغرض السؤال عن وجه التسمية عند الناس بذلك فأبان عنه (ع) أن ذلك للتعبد والتعبير عنه (ع) بما عبر الله به عنه (ع) وليس ذلك من تلقاء أنفسهم وهذا هو الظاهر فتأمل. (يح) 335ـ السياري عن ابن محبوب عن حماد بن عيسى عن حميد بن جابر العبدي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال تلا من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق الحلال قل هي للذين آمنوا. (يط) 336ـ أبو جعفر محمد بن علي الطوسي في كتاب (ثاقب المناقب) عن محمد بن قتيبة عن مؤدب كان لأبي جعفر عليه السلام قال أنه كان بين يدي يوماً يقرأ في اللوح إذ رمى باللوح من يده وقام فزعاً وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون قضى والله مات أبي فقلت من أين علمت هذا؟ فقال دخلني من جلال عظمته شيء لا أعهده فقلت وقد مضى قال دع عنك هذا ائذن لي أن أدخل البيت وأخرج إليك واستعرضني القرآن سأفسر لك وتحفظ ودخل البيت وقمت ودخلت في طلبه إشفاقاً مني عليه فسألت عنه فقيل دخل هذا البيت ورد الباب دونه وقال لا تأذنوا لأحد علي حتى أخرج عليكم فخرج علي متغيراً وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون مضى والله أبي فقلت جعلت فداك قد مضى قال نعم وتوليت غسله وتكفينه وما

سورة الأنفال

كان ذلك يسلى منه غيري ثم قال لي دع عنك استعرضني القرآن أفسر لك تحفظه فقلت الأعراف فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم فقلت آلمص فقال هذا أول السورة وهذا ناسخ وهذا منسوخ وهذا محكم وهذا متشابه وهذا عام وهذا خاص وهذا ما غلط به الكتاب وهذا ما اشتبه على الناس. سورة الأنفال (ألف) 337ـ السياري عن النضر عن الجلبي عن شعيب عن الثمالي عن ابن جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل يسألونك عن الأنفال فقال (ع) قل يسألونك الأنفال. (ب) 338ـ وعن علي بن الحكم عن إبان بن عثمان عن عمه الواسطي عن أبي عبد الله الواسطي عن أبي عبد الله عليه السلام يسألونك عن الأنفال قال (ع) إنما هي يسألونك الأنفال. (ج) 339ـ وعن خلف عن أبي المعز عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر عليه السلام يسألونك عن الأنفال قال (ع) إنما هي يسألونك الأنفال قالوا يا رسول الله أعطنا من الأنفال فإنها لك خاصة فأنزل الله عز وجل يسألونك الأنفال قل الأنفال لله ورسوله. (د) 340ـ النعماني في تفسيره بسنده المتقدم عن أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له (ع) في كيفية تقسيم الخمس - إلى أن قال - ثم إن للقائم بأمور المسلمين بعد ذلك الأنفال التي كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى يسألونك الأنفال فحرفوها وقالوا يسألونك عن الأنفال وإنما سألوا الأنفال ليأخذوها لأنفسهم فأجابهم الله تعالى بما تقدم ذكره والدليل على ذلك قوله تعالى فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين أي الزموا طاعة الله في أن لا تطلبوا ما لا تستحقونه. الخبر.

(هـ‍) 341ـ سعدب بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) عن مشائخه أن الصادق عليه السلام قرأ يسألونك النفال والطبرسي ره قرأ ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص وعلي بن الحسين وأبو جعفر محد بن علي الباقر عليهم السلام وزيد بن علي وجعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وطلحة بن مصرف يسألونك الأنفال وقال في موضع آخر قد صح أن قراءة أهل البيت (ع) يسألونك الأنفال قلت الظاهر من قولهم سألت فلاناً عن الشيء الفلاني أنه طلب منه معرفة ماهيته أو صفاته أو بعض جهاته المجهولة قال تعالى يسألونك عن الروح يسألونك عن ذي القرنين يسألونك عن الجبال ومن قولهم سألت فلاناً شيئاً كذا أنه طلب أخذه منه وليس السؤال في الآية عن الماهية إذ المناسب للجواب حينئذ ذكر الغنيمة وميراث من لا وارث له وقطائع الملوك وبطون الأودية وغيرها مما ذكر في محله وأما السؤال عن معرفة حكمه وأنه حلال أو حرام كما كانت على من قبلهم وإن احتمله بعض المفسرين كما نقله الطبرسي لكنه لا يناسب التهديد الظاهر من قوله فاتقوا الله كما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام في الخبر السابق إذ لا قبح ولا محذور في هذا السؤال يوجب الردع والإنكار عليه فتعين كون الغرض من السؤال استدعاء تقسيمها عليهم وأن يجعل لهم سهماً منها ونصيباً فيها كما ذهب إليه جماعة ونقله الطبرسي ره عن ابن عباس وابن جريج والضحاك وعكرمة والحسن والطبري وقال ره وقد صحت الرواية عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أنهما قالا إن الأنفال كل ما أخذ من دار الحرب بغير قتال إلى أن قال وقالا إن غنائم بدر كانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه أن يعطيهم لكن الجماعة المذكورين ذهبوا إلى أن غير صلة ومعناه يسألونك عن الأنفال أن تعطيهم ولا يخلوا عن تكلف وعلى الروايات فالآية بظاهرها مستقيمة كما لا يخفى. (ز) 342ـ السياري عن محمد بن سنان عن عبد الرحيم القصير والبرقي عن محمد بن - كذا - عن أبي بصير عن ثعلبة عن عبد الرحيم عن أبي جعفر عليه السلام

سورة براءة

في قول الله عز وجل واتقوا فتنة لتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. (ح) 343ـ الطبرسي ره قرأ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وزيد بن ثابت وأبو جعفر الباقر عليه السلام والربيع ابن أنس وأب العالية لتصيبن. (ط) 344ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون نزلت في أبي لبابة بن عبد الله المنذر فلفظ الآية عام ومعناه خاص وهذه الآية نزلت في غزوة بني قريضة في سنة خمس من الهرة وقد كتبت في هذه مع أخبار بدر وكانت بدر على رأس ستة عشر شهراً من مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ونزلت مع الآية التي في سورة التوبة وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية نزلت في أبي لبابة فهذا الدليل على أن التأليف على خلاف ما أنزله الله على نبيه (- صلى الله عليه وسلم -). (ى) 345ـ السياري عن بكار عن أبيه عن حسان عن أبي جعفر عليه السلام هكذا نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تخونا الله والرسول وتخونوا أماناتكم في آل محمد وأنتم تعلمون. سورة براءة (ألف) 346ـ العياشي عن عبد الله بن محمد الحجال قال كنت عند أبي الحسن الثاني ومعي الحسن بن الجهم فقال له الحسن إنهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى ثاني اثنين إذ هما في الغار قال وما لهم في ذلك فوالله لقد قال الله فأنزل الله سكينته على رسوله وما ذكره فيها بخير قال قلت له جعلت له فداك وهكذا تقرؤنها قال هكذا قراءتها. (ب) 347ـ وعن الجلبي عن زرارة قال أبو جعفر (ع) فأنزل الله سكينته على رسوله ألا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله وجعل كلمة الذين كفروا السفلى فقال هو الكلام الذي تكلم به عتيق.

(ج) 348ـ الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الرضا عليه السلام فأنزل الله سكينته على رسوله وأيده بجنود لم تروها قلت هكذا نقرأها وهكذا تنزيلها. (د) 349ـ السياري عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أبو جعفر عليه السلام فأنزل الله سكينته على رسوله فقلت له عليه فقال على رسوله ألا ترى أن السكينة نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (هـ‍) 350ـ وعن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي جعفر عليه السلام أنه قرأ فأنزل الله سكينته على رسوله وأيده بروح القدس منه قلت ليس هكذا نقرأها قال لا هكذا فاقرأها لأن تنزيلها هكذا قلت وللأصحاب كلام طويل في المقام في استهجان عود الضمير في عليه إلى الصاحب وأن الآية تدل على عدم إيمان الصاحب والعامة قبحهم الله يفتخرون بها حتى إني رأيت بعض مصاحفهم كانت الآية المذكورة متكوبة فيها بماء الذهب ومما تضحك منه الثكلى أن السيوطي قال في (الإتقان) وقوله تعالى إلا تنصروه الآية فيها اثنا عشر ضميراً كلها للنبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ضمير عليه فلصابه كما نقله السهيلي عن الأكثرين لأنه (- صلى الله عليه وسلم -) لم تزل عليه السكينة مع أنه قال قبل ذلك من غير فصل قاعدة الأصل توافق الضمائر في المرجع حذراً من التشتيت ولهذا لما جوز بعضهم أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم إن الضمير في الثاني للتابوت وفي الأول لموسى عابه الزمخشري وجعله تنافراً مخرجاً للقرآن عن إعجازه فقال والضمائر كلها راجعة إلى موسى ورجوع بعضها إليه وبعضها إلى التابوت فيه هجنة لما يؤدي إليه من تنافر النظم الذي هو أم إعجاز القرآن ومراعاته أهم ما يجب على المفسر وقال ف قوله ليؤمنوا بالله ورسوله ويعزروه ويوقروه ويسبحوه الضمائر لله تعالى ومن فرق الضمائر فقد أبعد انتهى وتمام الكلام يطلب من محله والطبرسي في جوامعه في القراءة المذكورة أنها قراءة الصادق عليه السلام.

(ز) 451ـ السياري عن البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله أنه قال ويلك من كتاب الله. (ح) 352ـ عن مثالب بن شهر آشوب عنهم عليهم السلام أن الآية المذكورة هكذا ويلك لا تحزن. (ط) 353ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة قال الصادق عليه السلام هكذا نزلت. (ى) 354ـ الشيخ الطبرسي في (الاحتجاج) في حديث طويل وفيه أن الصادق عليه السلام قرأ لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين. (يا) 355ـ وفيه عن أبان بن تغلب قلت له يا ابن رسول الله العامة لا تقرأ كما عندك قال وكيف تقرأ يا أبان؟ قال قلت إنها تقرأ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار فقال ويلهم وأي ذنب كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تاب الله منه إنما تاب الله به على أمته. (يب) 356ـ الطبرسي وروي عن الرضا علي بن موسى الرضا عليهما السلام أنه قرأ لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين. (يج) 357ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال لرجل كيف تقرأ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار قال فقال نقرؤها هكذا قال ليس هكذا قال الله إنما قال لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار. (يد) 358ـ الكليني عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم عن الحسين بن مياح عمن أخبره قال قرأ رجل عند أبي عبد الله عليه السلام قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون فقال ليس هكذا هي إنما هي والمأمونون ونحن المأمونون. (يه) 359ـ علي بن إبراهيم قال نزلت يا أيها النبي جاهد الكفار بالمنافقين

لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجاهد المنافقين بالسيف. (يو) 360ـ الطبرسي وروى في قراءة أهل البيت عليهم السلام جاهد الكفار بالمنافقين قالوا عليهم السلام لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يقاتل المنافقين وإنما كان يتألفهم لأن المنافقين لا يظهرون الكفر وعلم الله تعالى يكفرهم لا يبيح قتلهم إذا كانوا يظهرون الإيمان. (يز) 361ـ محمد بن الحسن الشيباني في (نهج البيان) وفي قراءة أهل البيت عليهم السلام جاهد الكفار بالمنافقين يعني من قتل من الفريقين كان فتح. (يح) 362ـ السياري عن صفوان عن الأزرق عن إسماعيل عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ وآخرون يرجون لأمر الله إما أن يعذبهم وإما أن يتوب عليهم. (يط) 363ـ وعن البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلى أن تقطع قلوبهم. (ك) 364ـ الطبرسي في قوله تعالى لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم قال قرأ يعقوب وسهل إلى أن علي أنه حرف الجر وهو قراءة الحسن وقتادة والجحدري وجماعة ورواه البرقي عن أبي عبد الله عليه السلام ونقل عن جوامعه أن الصادق عليه السلام قرأ هكذا. (كا) 365ـ الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال تلوت التائبون العابدون فقال لا أقرأ التائبين العابدين إلى آخرها فسأل عن العلة في ذلك فقال (ع) اشترى من المؤمنين التائبين العابدين. (كب) 366ـ السياري عن أبي طالب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام مثله.

(كج) 367ـ العياشي عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون إلى آخر الآية فقال (ع) ذلك في الميثاق ثم قرأت التائبون العابدون فقال أبو جعفر عليه السلام لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ التائبين العابدين إلى آخر الآية ثم قال إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني الرجعة. الخبر. (كد) 368ـ سعد بن عبد الله القمي في بصائره كما نقله عنه الشيخ حسن بن سليمان الحلي عن الحسين بن أبي الخطاب عن وهب بن حفص عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر عليه السلام الخ. (كه) 369ـ الطبرسي قرأ أبي وعبد الله بن مسعود والأعمش التائبين العابدين بالياء إلى آخرها وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ثم قال إما الرفع في قوله التائبون العابدون فعلى القطع والاستيناف أي هم التائبون ويكون على المدح وقيل أنه رفع على البدل على الابتداء وخبره محذوف بعد قوله والحافظون لحدود الله أي لهم الجنة عن الزجاج وقيل أنه رفع على البدل عن الضمير في يقاتلون أي يقاتلون التائبون وأما التائبين العابديون فيحتمل أن يكون جراً وأن يكون نصباً إما الجر فعلى أن يكون وصفاً للمؤمنين أي من المؤمنين التائبين وإما النصب فعلى إضمار فعل بمعنى المدح فكأنه قال أعني أو أمدح التائبين انتهى وظاهر الأخبار أنها أوصاف لقوله المؤمنين وصاحب البيت أدرى بالذي فيه. (كو) 370ـ العياشي عن فيض المختار قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام كيف تقرأ هذه الآية في التوبة؟ وعلى الثلاثة الذين خلفوا قال قلت خلفوا قالوا لو خلفوا لكانوا في حال طاعة وزاد الحسين بن المختار عنه (ع) لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل ولكنهم خالفوا عثمان وصاحباه أما والله ما سمعوا صوت حافر ولا قعقعة سلاح إلا قالوا أتينا فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا.

(كز) 371ـ علي بن إبراهيم قال قال العالم عليه السلام إنما نزل وعلى الثلاثة الذين خالفوا ولو خلفوا لم يكن لهم عيب. (كح) 372ـ الكليني عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن فيض بن المختار قال قال أبو عبد الله عليه السلام كيف تقرأ وعلى الثلاثة الذين خلفوا قال لو كانوا خلفوا لكانوا الخ ما مر عن العياشي كذا في النسخ والظاهر سقوط قوله قال قلت خلفوا من الخبر بقرينة الخبر السابق وما رواه السياري وعدم تلائم الكلام بدونه. (كط) 373ـ السياري عن محمد بن علي عن جعفر بن بشير عن في بن المختار مثله سواء. (ل) 374ـ وعن أحمد بن محمد عن أبي بصير عن ثعلبة عن عمر بن يزيد قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول وعلى الثلاثة الذين خالفوا ثم قال والله لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل. (لا) 375ـ وعن ابن جمهور عن بعض أصحابه مثله. (لب) 376ـ الطبرسي قرأ علي بن الحسين زين العابدين وأبو جعفر محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهم السلام وأبو عبد الرحمن السلمي خالفوا انتهى والآية نزلت في غزوة تبوك وهذه الأخبار تدل على أنه وقع في الثلاثة تخلف عند خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك فسلط الله عليهم الخوف في تلك الليلة حتى ضاقت عليهم الأرض برحبتها وسعتها وضاقت عليهم أنفسهم لكثرة خوفهم وحزنهم حتى أصبحوا ولحقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - واعتذروا إليه. (لج) 377ـ الطبرسي في مصحف عبد الله بن مسعود وقراءة ابن عباس من الصادقين وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.

سورة يونس

(لد) 378ـ الكليني عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال هكذا أنزل الله لقد جاءكم رسول من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا حريص علينا بالمؤمنين رؤوف الرحيم. (له) 379ـ السياري عن سليمان بن إسحاق عن يحيى بن المبارك القرشي عن عبد الله مثله قال المجلسي ره في (مرآة العقول) ويدل أي هذا الخبر على أن مصحفهم (ع) كان مخالفاً لما في أيدي الناس في بعض الأشياء وفي (الكاشف) وقرأ من أنفسكم أي من أفضلكم وأشرفكم وقيل هي قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفاطمة عليها السلام وعائشة. سورة يونس (ألف) 380ـ السياري عن سهل بن زياد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به والموجود ولا أدراكم وفي (الكشاف) نسب القراءة الأولى إلى ابن عباس قال ورواه القراء ولا أدرأكم بالهمزة. سورة هود (ألف) 381ـ الطبرسي روى ابن عباس ومجاهد ويحيى بن يعمر وعن علي بن الحسين وأبي جعفر محمد بن علي عليهم السلام وزيد بن علي وجعفر بن محمد (ع) يثنوني على يفعوعل وفي (الكاشف) إنها بناء مبالغة كأحلولي من الحلاوة أوصلها من الثن وهو ماهش وضعف من الكلام يريد مطاوعة صدورهم للثني كما ينثني الهش من النبات أو أراد ضعف إيمانهم ومرض قلوبهم. (ب) 382ـ السياري عن ابن جنادة المكنون عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام وعلي بن الحسين عليهما السلام إلا الذين صبروا على ما صنعتم به من بعد نبيهم وعملوا الصالحات.

(ج) 383ـ النعماني بسنده المتقدم في تفسيره عن أمير المؤمين عليه السلام في عداد الآيات المحرفة وقوله تعالى أفمن كان على بينة من ربه يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتلوه شاهد منه وصيه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون فحرفوها وقالوا أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة فقدموا حرفاً على حرف فذهب معنى الآية. (د) 384ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن أبي بصير والفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال إنما نزلت أفمن كان على بينة من ربه يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به فقدموا وأخروا في التأليف. (هـ‍) 385ـ وعن الصادق عليه السلام مرسلاً إنما نزل أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى. (و) 386ـ السياري عن محمد بن سنان عن بكير الحساني وعبد الله البسمي عن أبي يعقوب عن أبي عبد الله (ع) في قول الله جل ذكره من قائل أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة قال أبو عبد الله عليه السلام فوضع هذا الحرف بين حرفين ومن قبله موسى وإنما هي شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى. (ز) 387ـ الشيباني في (نهج البيان) في أمثلة المقدم والمؤخر وكقوله تعالى ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة فقدموا حرفاً بأحرف في التأليف. (ح) 388ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن في باب تحريف الآيات قال ومنه في سورة هود (ع) أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة قال أبو عبد الله عليه السلام لا والله ما هكذا أنزلها إنما هو أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى.

(ط) 389ـ السياري عن بكر بن محمد وغيره رفعوه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل ونادى نوح ابنه ابنها وهي لغة طي يعني ابن امرأته. (ى) 390ـ وبالإسناد عن أبي جعفر عليه السلام ونادى نوح ابنه قال إنا هي لغة طي ابنه فنصب الألف. (يا) 391ـ علي بن إبراهيم عن أحمد بن إدريس عن موسى بن أكيل النميري عن العلاء بن سباته عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى ونادى نوح ابنه إنما هو ابنه من زوجته على لغة طي يقولون لابن المرأة ابنه. (يب) 392ـ العياشي عن موسى عن العلا بن سبابة في قول الله تعالى ونادى نوح ابنه قال ليس بابنه إنما هو ابن امرأته وهو لغة طي يقولون لابن المرأة ابنه. (يج) 393ـ الطبرسي وروي عن علي بن أبي طالب وأبي جعفر محمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم السلام وعروة بن الزبير ونادى نوح ابنه. (يد) 394ـ العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وقال ونادى نوح ابنه قال إنما في لغة طي ابنه بنصب الألف يعني ابن امرأته. (يه) 395ـ الحميري في (قرب الإسناد) عن أحمد بن إسحاق بن سعد عن بكر بن محمد الأزدي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ونادى نوح ابنه أي ابنها وهي لغة طي. (يو) 396ـ السياري عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام ونادى نوح ابنه وكان ابن امرأته بلغة طي هذا والعجب ما في (الكاشف) حيث قال وقرأ علي عليه السلام ابنها والضمير لامرأته وقرأ محمد بن علي عليهما السلام وعروة بن الزبير ابنه بفتح الهاء والضمير لامرأته وقرأ محمد بن علي عليهما السلام وعروة بن الزبير ابنه بفتح الهاء يريد أن ابنها فاكتفيا بالفتحة عن الألف وبه ينصر مذهب الحسن قال قتادة سألته فقال والله ما كان ابنه فقلت إن الله تعالى حكى عنه إن ابني من أهلي وأنت

تقول لم يكن ابنه وأهل الكتاب لا يختلفون في أنه كان ابنه فقال ومن يأخذ دينه من أهل الكتاب قلت المخالفة بين أمير المؤمنين عليه السلام وأولاده الحجج (ع) في القراءة وغيرها معقول كالوفاق بين رؤساء أهل الضلال في غالب أحكام الحرام والحلال وما جاء به الرسول المفضال وأما أنه ابنه وابن امرأته ففيه كلمات وأقوال مختلفة كالأخبار ومن أرادها فليرجع إلى التفاسير وكتب السير. (يز) 397ـ العياشي عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل مظلماً ثم قال أبو عبد الله عليه السلام وهكذا قراءة أمير المؤمنين عليه السلام. (يح) 398ـ السياري عن سعدان عن ابن أبي حمزة مثله سواء. (يط) 399ـ العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى فمنهم شقي وسعيد قال في ذكر أهل النار استثناء وليس في ذكر أهل الجنة استثناء وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض عطاء غير مجذوذ. (ك) 400ـ السياري عن حماد عن حريز وسعدان عن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) في قوله عز وجل فمنهم شقي وسعيد وذكر مثله. (كا) 401ـ وعن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام أنه عطاء غير مجدوذ بالدال. (كب) 402ـ العياشي وفي رواية أخرى عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. (كج) 403ـ وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قرأ فمنها قائماً وحصيداً بالنصب ثم قال يا أبا محمد لا يكون حصيداً إلا بالحديد. (كد) 404ـ وفيه وفي رواية أخرى فمنها قائم وحصيد أو لا يكون الحصيد إلا بالحديد.

سورة يوسف

(كه) 405ـ السياري عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام مثل الخبر الأول. سورة يوسف (ألف) 406ـ السياري عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله هيت لك قال إنما هي هيئت لك وفي (الكشاف) أنها قرئت كذلك وهي كذلك في تفسير علي بن إبراهيم. (ب) 407ـ الطبرسي وروي عن علي عليه السلام وأبي رجا وأبي وابل ويحيى بن وثاب هيئت لك بالهمزة وضم الياء. (ج) 408ـ السياري عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي يعقوب وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ قد شعها بالعين. (د) 409ـ وعن القاسم بن عروة عن عبد الحميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام مثله. (هـ‍) 410ـ الطبرسي ورى عن علي وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم السلام وعن الحسن ويحيى بن يعمر وقتادة ومجاهد وابن محيص قد شعفها بالعين وهو من شعف البعير إذا هتأه فأحرقه بالقطران أي أحرق قلبها. (و) 411ـ السياري عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي يعقوب قال تلا أبو عبد الله عليه السلام احمل فوق رأسي جفة فيها خبز تأكل الطير منه. (ز) 412ـ العياشي عن ابن أبي يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال الآخر إني أراي أحمل فوق رأسي خبزاً قال أحمل فوق رأسي جفنة فيها خبز تأكل الطير منه. (ح) 413ـ السياري عن النضر بن سويد عن يحيى الطوى عن معلى بن

عثمان عن معلى بن خنيس قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول سبع سنابل خضر وأخر يابسات. (ط) 414ـ وعن سيف بن عميرة مثله. (ى) 415ـ علي بن إبراهيم قرأ أبو عبد الله عليه السلام سبع سنابل خضر. (يا) 416ـ الطبرسي وقرأ جعفر بن محمد عليهما السلام سبع سنابل. (يب) 417ـ السياري عن النضر عن الجلبي عن معلى بن عثمان عن معلى بن خنيس قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ يأكلن ما قربتم لهن. (يج) 418ـ وعن سيف بن عميره مثله. (يد) 419ـ علي بن إبراهيم قال قال الصادق عليه السلام إنما نزل ما قربتم. (يه) 420ـ الطبرسي قرأ جعفر بن محمد عليهما السلام ما قربتم. (يو) 421ـ سعد بن عبد الله في كتاب ناسخ القرآن كما في البحار قال وقرأ أبو عبد الله عليه السلام إني أرى سبع بقرات سمان وسبع سنابل خضر وأخر يابسات. (يز) 422ـ وفيه وقرأ (ع) يأكلن ما قربتم لهن. (يح) 423ـ علي بن إبراهيم قال قال الصادق عليه السلام قرأ رجل على أمير المؤمنين عليه السلام ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون فقال ويحك أي شيء يعصرون يعصرون الخمر قال الرجل يا أمير المؤمنين كيف أقرأها قال إنما نزلت عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون أي يمطرون بعد سنين المجاعة والدليل على ذلك قوله تعالى وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً. (يط) 424ـ النعماني بالسند المتقدم عن علي عليه السلام وأما ما حرف

من كتاب الله إلى قوله (ع) وقوله ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون أي يمطرون فحرفوه وقالوا يعصرون وظنوا بذلك الخمر قال الله تعالى وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً. (ك) 425ـ السياري عن ابن سيف عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون بضم الياء يعني يمطرون ثم قال أما سمعت قوله تعالى وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً. (كا) 426ـ العياشي عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون بضم الياء يمطرون ثم قال أما سمعت الخ. (كب) 427ـ وعن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون مضمومة ثم قال وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً. (كج) 428ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن في باب تحريف الآيات قال وروي أن رجلاً قرأ على أمير المؤمنين عليه السلام ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون الخمر - كذا - فقال الرجل يا أمير المؤمنين فكيف؟ فقال إنما أنزل الله عز وجل ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون أي فيه يمطرون وهو قوله وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً. (كد) 429ـ السياري عن النضر عن يحيى الجلبي عن شعيب العقرقوني عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا مخففة. (كه) 430ـ العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام في قوله الله تعالى حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا مخففة.

سورة الرعد

(كو) 431ـ الطبرسي في (الجوامع) كذا بالتخفيف قراءة أئمة الهدى عليهم السلام. سورة الرعد (ألف) 432ـ الشيخ المفيد أبو سعيد محمد أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسن النيسابوري جد الشيخ جمال الدين أبي الفتوح الرازي الخزاعي صاحب التفسير المشهور في أربعين الحديث الواحد والثلاثون أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد الشعري بقراءتي عليه قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر الجرجاني قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي بحلب قال حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان القاضي قال حدثنا أبو بشر الأحمدي قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الذهلي الكوفي قال حدثنا عبد الرحمن بن راشد الأسدي المقري قال حدثنا إسحاق بن يعقوب العطار عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب عليه السلام يا علي إن الناس خلقوا من شجر شتى وخلقت أنا وأنت من شجرة واحدة وذلك بأن الله تبارك وتعالى قال وفي الأرض قطع متجاورات حتى بلغ يسقى بماء واحد هكذا قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (ب) 433ـ المحقق الداماد في (حاشية القبسات) عند قوله وأتبعته بالذكر المحفوظ أن الأحاديث من طرقنا وطرقهم متظافرة بأنه كان التنزيل إنما أنت منذر لعباد وعلي لكل قوم هاد. (ج) 434ـ شمس الدين محمد بن بديع الرضوي في (حبل المتين) عن تفسير كازر والمولى فتح الله في سياق الآيات المحرفة وفي سورة الرعد إنما أنت منذر لعباد وعلي لكل قوم هاد. (د) 435ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله فإنها قرأت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال لقاريها

ألستم عرباً؟ فكيف يكون المعقبات من بين يديه وإنما العقب من خلفه فقال الرجل جعلت فداك كيف هذا؟ فقال إنما نزلت له معقبات من خلفه ورقيب بين يديه يحفظونه بأمر الله ومن ذا الذي يقدر أن يحفظ الشي من أمر الله وهم الملائكة الموكلون بالناس. (هـ‍) 436ـ العياشي عن بريد العجلي قال سمعني أبو عبد الله عليه السلام وأنا أقرأ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله فقال مه وكيف يكون المعقبات من بين يديه إنما يكون المعقبات من خلفه يحفظونه بأمر الله. (و) 437ـ السياري عن القاسم بن عروة عن بكير عن حمران قال تلا رجل له معقبات من بين يديه ومن خلفه فقال أنتم قوم عرب كيف يكون المعقبات من بين يديه - كذا - يحفظونه بأمر الله. (ز) 438ـ الطبرسي روى عن أبي عبد الله عليه السلام له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله. (ح) 439ـ علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام يحظونه من أمر الله يقول بأمر الله. (ط) 440ـ العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى يحفظونه من أمر الله قال بأمر الله. (ى) 441ـ ابن شهر آشوب في المناقب مثله نقله في (الصافي) وهذه الرواية الثلاثة وإن لم تكن صريحة في المطلوب لجواز كون المراد أن كلمة من هنا بمعنى الباء كما نقله الطبرسي عن الحسن والمجاهد والجباني قال وروى ذلك عن ابن عباس وهذا كما يقال هذا الأمر من تدبير فلان وبتدبير فلان إلا أنه يجب حملها عليه بقرينة ما تقدم ويأتي. (يا) 442ـ الطبرسي في (المجمع) وروي عن علي وابن عباس وعكرمة وزيد

سورة إبراهيم

بن علي يحفظونه بأمر الله. (يب) 443ـ السياري عن محمد بن عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الحسين عن كثير بن سعيد عن مروان بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال أفلم يتبين للذين آمنوا. (يج) 444ـ الطبرسي قرأ علي عليه السلام وابن عباس وعلي بن الحسين (ع) وزيد بن علي وجعفر بن محمد عليهما السلام وابن أبي مليكة وعكرمة والجحدري وابن يزيد المزني أفلم يتبين والقراءة المشهورة ييأس وتقدم عن السيوطي في الاتقان عن ابن عباس في تخطئة الكتاتب أنه كتبها وهو ناعس. (يد) 445ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال قرأ الصادق عليه السلام أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً. (يه) 446ـ السياري عن ابن أسباط عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال سواء على الله من أسر القول أو جهر به. سورة إبراهيم (ألف) 447ـ العياشي عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقرأ هذه الآية وايتكم من كل ما سئلتموه قال ثم قال أبو جعفر (ع) الثوب والشيء لم يسأله إياه أعطاك. (ب) 448ـ السياري عن ابن أبي عمران عن أبي هارون المكفوف قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وايتكم من كل ما سألتموه. (ج) 449ـ الطبرسي قرأ زيد عن يعقوب من كل ما سألتموه بالتنوين وهو قراءة ابن عباس واحسن ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهما السلام والضحاك وعمر بن قائد. (د) 450ـ علي بن إبراهيم وأما قوله رب اغفر لي ولوالدي قال إنما نزلت ولولدي إسماعيل وإسحاق.

(هـ‍) 451ـ السياري عن حماد عن حريز عن أحدهما عليهما السلام كان يقرأ رب اغفر لي ولولدي يعني إسحاق ويعقوب. (و) 452ـ وعن إسماعيل ومحمد بن علي وأبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام مثله وقال هذا الحسن والحسين. (ز) 453ـ وعن محمد بن علي عن أبي جميلة عن زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه السلام حججت أناساً من المرجئة وكانوا يذكرون إسماعيل وإسحاق واذكر الحسن والحسين عليهما السلام فقال أما إذا قلت ذاك لقد قال إبراهيم رب اغفر لي ولولدي وإن هذين لابنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (ح) 454ـ الطبرسي وقرأ الحسن بن علي وأبو جعفر محمد بن علي عليهم السلام والزهري وإبراهيم النخعي ولولدي وقال في (الجوامع) إن هذه قراءة أهل البيت عليهم السلام. (ط) 455ـ العياشي عن حريز بن عبد الله عمن ذكره عن أحدهما (ع) أنه كان يقرأ رب اغفر لي ولولدي يعني إسماعيل وإسحاق. (ى) 456ـ وعن جابر قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى رب اغفر لي ولوالدي قال هذه كلمة صحفها الكتاب إنما كان استغفار إبراهيم لأبيه عن مودة وعدها إياه وإنما قال رب اغفر لي ولولدي يعني إسماعيل وإسحاق والحسن والحسين والله ابنا رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -). (يا) 457ـ سعد بن عبد الله القمي في الكتاب المتقدم مما رواه عن مشائخه عن الصادق عليه السلام قال وقرأ هذه الآية رب اغفر لي ولولدي يعني إسماعيل وإسحاق. (يب) 458ـ الطبرسي ره وقرأ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأبو جعفر الباقر وجعفر بن محمد عليهم السلام تهوي إليهم بفتح الواو. (يج) 459ـ السياري عن أبي طالب عن يونس عن السندي عن أبي عبد الله

سورة الحجر

عليه السلام في قول الله عز وجل إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله شأن شيء في الأرض ولا في السماء. (يد) 460ـ العياشي عن السندي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ ربنا إنك تعلم وذكر مثله. (يه) 461ـ السياري عن ابن أسباط عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل فاستجبتم لي وعدلهم أن تولى كذا فلا تلوموني ولوموا أنفسكم. (يو) 462ـ السياري بالأسناد قد تبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال لكن لا تعلقون. سورة الحجر (ألف) 463ـ الشيخ حسن بن سليمان الحلي تلميذ الشهيد عن سعد بن عبد الله في بصائره عن الحسين بن علي بن النعمان عن أبيه عن عبد الله بن مسكان عن كامل التمار قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا كامل أتدري ما قول الله عز وجل قد أفلح المؤمنون إلى أن قال وزاد فيه غيره أنه (ع) في قول الله عز وجل ربما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين بفتح مثقلة هكذا قرأها. (ب) 464ـ الكليني عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم - كذا في النسخ ورواية عبد العظيم عن هشام ع هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال هذا صراط علي مستقيم. (ج) 465ـ الشيخ حسن بن سليمان عن سعد عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام وقال سأله عن قول الله عز وجل هذا صراط علي مستقيم قال والله علي عليه السلام وهو والله الميزان والصراط المستقيم. (د) 466ـ السيد في (الطرائف) عن محمد بن مؤمن الشيرازي بإسناده عن

قتادة عن الحسن البصري قال كان يقرأ هذا الحرف صراط علي مستقيم فقلت للحسن ما معناه فقال يقول هذا صراط علي بن أبي طالب ودينه طريق مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه. (هـ‍) 467ـ السياري عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام وأن هذا صراط علي مستقيم. (و) 468ـ وعن منصور بن أسباط عن الحكم بن بهلول عن أبي تمامة عن ابن أذينة عن رجل عن أحدهم عليهما السلام قال قام الثاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال إنك لا تزال تقول لعلي عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى وقد ذكر الله عز وجل هارون في القرآن ولم يذكر علياً فقال (- صلى الله عليه وسلم -) ما عليك أما سمعت قول الله عز وجل وإن هذا صراط علي مستقيم. (ز) 469ـ عن ابن شهر آشوب في (المناقب) عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن جده عليهما السلام قال قال يوم الثاني لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر مثله فقال (ع) يا غليظ يا مباهل أما سمعت الخ. (ح) 470ـ وعن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عليهما السلام هذا صراط علي مستقيم. (ط) 471ـ وعنه قال وقرأ مثله في رواية جابر. (ى) 472ـ أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان في (المناقب) المائة الخامسة والثمانون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عليهم السلام قال قام عمر بن الخطاب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر مثل ما مر وفيه يا غليظ يا أعرابي إنك ما تسمع الله يقول الخ. (يا) 473ـ فرات بن إبراهيم عن الحسين بن سعيد معنعناً عن سلام بن المستنير الجعفي قال دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت جعلني الله فداك إني

أكره أن أشق عليك فإن أذنت لي أسألك سألتك فقال (ع) سلني عما شئت قال قلت أسالك عن القرآن قال نعم قال قلت ما قول الله عز وجل هذا صراط علي مستقيم قال صراط علي بن أبي طالب فقلت صراط علي فقال صراط علي بن أبي طالب عليه السلام. (يب) 474ـ وعن الحسن بن إبراهيم معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام قال حدث أبو برزة قال بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام إلى أن قال وأما قول الله هذا صراط علي مستقيم فإني قلت لربي مقبلاً عن غزوة تبوك الأولى اللهم إني قد جعلت علياً بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة له من بعدي فصدق كلامي وأنجز وعدي واذكر علياً كما ذكرت هارون فإنك قد ذكرت اسمه في القرآن فقرأ آية إلى أن قال فنزل هذا صراط علي مستقيم. (يج) 475ـ الصفار في (البصائر) عن أبي محمد عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي إلى آخر ما مر عن سعد بن عبد الله. (يد) 376ـ الطبرسي قرأ يعقوب صراط علي مستقيم بالرفع وهي قراءة أبي رجا وابن سيرين وقتادة والضحاك ومجاهد وقيس بن عمار وعمرو بن ميمون وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام وقرأ الباقون على قلت وهو عجيب فإن المروي والمفهوم من الرواية بالكسر والإضافة وأن المراد بعلي علي بن أبي طالب عليه السلام وقد مرّ رواية قتادة عن الحسن أيضاً أنه كان يقرأ بالكسر ولعله اقتصر على النظر في رواية الكافي المحتمل في بادي النظر لما ذكره مضافاً إلى تأييده بقراءة الجماعة وفيه أن الكليني رحمه الله ذكر الخبر في باب فيه نكبت ونتف من التنزيل في الولاية ولا دلالة لها عليها بوجه فلولا أنه وصل إليه بالكسر ما أدخله في هذا الباب قال الفاضل الطبرسي في شرحه لعله إشارة إلى أن قراءة قوله تعالى في سورة الحجر هذا صراط علي مستقيم بتنوين صراط وفتح

سورة النحل

اللام في علي تصحيف وأن الحق هو الإضافة وكسر اللام يعني أن الإخلاص أو طريق المخلصين طريق علي مستقيم لا انحراف عنه ولا اعوجاج فيه يؤدي سالكه إلى المقصود وقرأ علي بكسر اللام من علو الشرف كما صرح به القاضي وغيره وفيه خروج عن التصحيف في الجملة وإخفاء للحق ولا ينفعهم ذلك بعد تصريح شيوخهم به ثم ذكر ما رواه قتادة انتهى وكذا ابن شهر آشوب ساق ما نقلنا عنه وغيره في مقام ذكر أسمائه وما ورد في القرآن. (يه) 477ـ العياشي عن أبي جميلة عن أبي عبد الله عن أبي جعفر عن أبيه عليهم السلام عن قوله هذا صراط علي مستقيم قال هو أمير المؤمنين عليه السلام. سورة النحل (ألف) 478ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين يعني أكاذيب الأولين حدثني أبي عن جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إلى أن قال ونزلت هذه الآية هكذا وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين. (ب) 479ـ ابن شهر آشوب في المناقب في ذكر أساميه (ع) وجدت في كتاب المنزل عن الباقر (ع) في قوله تعالى وإذا قيل لهم الخ. (ج) 480ـ العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل (ع) بهذه الآية هكذا وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين يعنون بني إسرائيل. (د) 481ـ وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم.

(هـ‍) 482ـ فرات بن إبراهيم قال حدثني محمد بن القاسم بن عبيد معنعناً عن أبي حمزة الثمالي قال قرأ جبرائيل (ع) على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا قوله وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين. (و) 483ـ الطبرسي وروي عن أهل البيت (ع) فأتى الله بيتهم من القواعد. (ز) 484ـ العياشي عن أبي السفائج عن أبي عبد الله (ع) أنه قرأ فأتى الله بيتهم من القواعد يعني بيت مكرهم. (ح) 485ـ وعن كليب عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن قول الله تعالى فأتى الله بنيانهم من القواعد قال لا فأتى الله بيتهم من القواعد وإنما كان بيتاً. (ط) 486ـ وعن الباقر عليه السلام قال كان بيت در يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر. (ى) 487ـ السياري عن البرقي عن القاسم بن عروة عن عبد الحميد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه كان يقرأ فأتى الله بيتهم من القواعد. (يا) 488ـ وعن محمد بن أبي نصر عن الحسن بن موسى عن الحسن بن العقيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال قد مكر الذين من قبلهم ولم يقل الذين آمنوا فأتى الله بيتهم من القواعد. (يب) 489ـ وعن حماد بن عيسى عن أبي يعقوب إسحاق بن أبي السفائج الكوفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول فأتى الله بيتهم من القواعد قال ثلث عدد كانوا يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر. (يج) 490ـ وعن البرقي عن محمد بن سليمان عن إسماعيل الجريري عن أبي عبد الله (ع) أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى حقه هكذا في قراءة أمير المؤمنين عليه السلام.

(يد) 491ـ العياشي عن إسماعيل الجريري قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي قال اقرأ كما أقول لك يا إسماعيل إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى حقه فقلت جعلت فداك إنا لا نقرأ هكذا في قراءة زيد قال ولكنها نقرأها هكذا في قراءة علي عليه السلام الخبر. (يه) 492ـ علي بن إبراهيم عن أبيه رفعه عن أبي عبد الله (ع) أنه قرأ إن تكونوا أئمة هي أزكى من أئمتكم فقيل يا ابن رسول الله نحن نقرأها هي أربى من أمة قال ويحك وما أربى وأومى بيده بطرحها. الخبر. (يو) 493ـ الكليني عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن زيد بن الجهم الهلالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول لما نزلت ولاية علي عليه السلام وكان من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين فكان مما أكده الله عليهما يا زيد قول رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) لهما قوماً فسلما عليه بإمرة المؤمنين فقالا أمن الله أو من رسوله؟ فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الله ومن رسوله فأنزل الله عز وجل ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون يعني به قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقولهما أمن الله أو من رسوله؟ ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكونوا أئمة هي أزكى من أئمتكم قال قلت جعلت فداك أئمة قال أي والله أئمة قلت فإنا نقرأ أربى فقال ما أربى وأومى بيده فطرحها. (يز) 494ـ السياري عن أحمد بن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن زيد بن الجهم الهلالي عن أبي عبد الله عليه السلام إن تكونوا أمة هي أربى من أمة قال أي أمتي أربى إنما هي أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم.

(يح) 495ـ وعنه في حديث آخر عنهم عليهم السلام ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً يعني ألحمير أتتخذون إيمانكم دخلاً بينكم أن تكونوا أئمة هي أزكى من أئمتكم. (يط) 496ـ العياشي عن زيد بن الجهم عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم قال قلت جعلت فداك إنما نقرأها أن تكون أمة هي أربى من أمة فقال ويحك يا زيد وما أربى أن يكون والله هي أزكى من أئمتكم. (ك) 497ـ النعماني في تفسيره بالسند المتقدم عن أمير المؤمنين عليه السلام في سياق الآيات المحرفة وعنه قوله عز وجل في سورة النحل أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم فجعلوها أمة. (كا) 498ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه كما في (البحار) باب التحريف من الآيات قال وفي سورة النحل وهي قراءة من قرأ أن تكون هي أربى من أمة فقال أبو عبد الله عليه السلام لمن قرأ هذا عنده ويحك ما أربى فقلت جعلت فداك فما هو؟ فقال إنما أنزل الله عز وجل أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم إنما يبلوكم الله به قال المجلسي ره في (مرآة العقول) بعد تفسير الآية على النحو الشائع قوله أن تكون أئمة لعله على هذا التأويل مفعول له لقوله تتخذون أي تضمرون نقض العهد لأن يكون أئمة من أئمة الضلال أزكى من أئمتكم أئمة الهدى أو المعنى تفعلون ذلك كراهة أن تكون أئمة الحق أزكى من أئمتكم الضالة والظاهر أن في قراءتهم (ع) كانت الآية هكذا وقد يؤول بأن المراد أن أربى معناه أزكى والمراد بالأمة في الموضعين الأئمة وهو بعيد قلت الأخبار خصوصاً الأخير نص في التغيير وقال الفاضل المولى محمد صالح أي تتخذون بسبب أن يكون أو لأجل أن يكون أو كراهة أن يكن أئمة هي أزكى أي أظهر وأفضل من أئمتكم والتفضل هنا مجرد عن الزيادة إذ لا طهارة في غيرهم من الأئمة قال وقوله أئمة

سورة الإسراء وبني إسرائيل

كان السائل كان في مقام الشك حيث لم ير في القرآن إلا أمة بمعنى جماعة ولو كان هذا لتم المقصود أيضاً فليتأمل قلت يتم مع ملاحظة غيرها من مواضع التغيير ومعها لا يخلوا من تكلف. (كب) 499ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال وقرأ الصادق عليه السلام فأتى الله بيتهم من القواعد قال أبو عبد الله عليه السلام بيت مكرهم هكذا نزلت. سورة الإسراء وبني إسرائيل (ألف) 500ـ الطبرسي في (المجمع والجوامع) أن علياً عليه السلام قرأ بعثنا عليكم عبيداً لنا. (ب) 501ـ السياري عن ابن محبوب عن علي بن رياب عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل فبعثنا عليهم عباداً لنا. (ج) 502ـ وعن محمد بن جمهور بإسناده عن أبي عبد الله (ع) نحوه. (د) 503ـ وعن صفوان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير قال كان أبو عبد الله (ع) يقرأ فإذا جاء وعد الآخرة لنسوه وجوهكم بالنون. (هـ‍) 504ـ وعن الحسين بن الجحال عن عبد الرحمن بن أبي حماد المنقري عن أبي عبد الله (ع) مثله. (و) 505ـ العياشي عن عمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى وإذ أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها مشددة ميمه تفسيرها كثرنا وقال لا قراءتها مخففة. (ز) 506ـ الطبرسي قرأ يعقوب آمرنا بالمد وهي قراءة علي بن أبي طالب (ع) والحسن وأبي العالية وقتادة وجماعة وقرأ أمرنا بتشديد الميم ابن عباس وأبو عباس النهدي وأبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام بخلاف قلت وتفريقه بين

قراءة الإمامين (ع) تبعاً لما وجده في بعض كتب العامة من غير إشارة إلى نكارته عجيب. (ح) 507ـ علي بن إبراهيم في قوله وما جعلنا الرؤيا الآية قال نزلت لما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في نومه كان تصعد منبره فساءه ذلك وغمه غماً شديداً فأنزل الله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ليعمهوا فيها والشجرة الملعنة في القرآن كذا نزلت وهم بنو أمية. (ط) 508ـ السياري عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عمن ذكره قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقرأ وما جعلنا الرؤيا التي أيناك إلا فتنة لهم ليعمهوا فيها. (ى) 509ـ وعن محمد بن علي عن ابن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قرأ ليعمهوا فيها. (يا) 510ـ وعن حفص الأعور الأموي عن محمد بن مسلم قال دخل سلام الجعفي علي أبي جعفر عليه السلام فقال حدثني خيثمة عن قول الله عز وجل وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ليعمهوا فيها فقال صدق خيثمة. (يب) 511ـ العياشي عن حريز عمن سمع عن أبي جعفر عليه السلام وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة في القرآن يعني بني أمية. (يج) 512ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه قال وقرأ أي الصادق عليه السلام وما جعلنا وذكر مثله. (يد) 513ـ السياري عن الحسين بن الجحال عن ابن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك في علي. (يه) 514ـ وعن محمد بن علي عن محمد بن مسلم عن أبي البراء عن عمرو

بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام وإن كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا إليك في علي ليفتري علينا غيره. (يو) 515ـ الشيخ الثقة السديد الجليل محمد بن العباس بن علي بن مروان الماهيار بالياء بعد الهاء والراء أخيراً أبو عبد الله البزاز بالزاي قبل الألف وبعدها المعروف بابن الجحام بالجيم المضمومة والحاء المهملة بعدها في تفسيره في ما نزل في أهل البيت (ع) الذي صرح جماعة من الأصحاب أنه لم يضف مثله في عناه وأنه ألف ورقة ما نقله عنه العالم الجليل الشيخ شرف الدين تلميذ المحقق الكركي في تأويل الآيات الباهرة ولم يصل إليه منه إلا من هذا الموضع إلى آخر الكتاب وكلما نذكر في هذا الكتاب منه فإنما هو بتوسطه عن أحمد بن القاسم قال حدثنا أحمد بن محمد السياري عن محمد بن خالد البرقي عن ابن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك في علي. (يز) 516ـ العياشي عن عبد الله بن عثمان البجلي عن رجل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اجتمع عنده رؤوسهما فتكلموا في علي (ع) وكان من النبي (- صلى الله عليه وسلم -) أن يلين لهما في بعض القول فأنزل الله لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً ثم لا تجد بعدك مثل علي ولياً. (يح) 517ـ العياشي عن محمد بن أبي حمزة رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية هكذا ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم إلا خساراً. (يط) 518ـ محمد بن العباس بإسناده عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن علي الصيرفي عن ابن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ولا يزيد ظالمي آل محمد حقهم إلا خساراً.

(ك) 519ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال قال أبو جعفر عليه السلام نزلت هذه الآية هكذا وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ولا يزيد الظالمين آلا محمد حقهم. (كا) 520ـ وعن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داؤد عن أبي الحسن موسى عن أبيه عليهما السلام قال نزلت هذه الآية وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين لآل محمد إلا خساراً. (كب) 521ـ السياري عن الوشا ومحمد بن علي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل (ع) بهذه الآية هكذا وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ربك من المؤمنين ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم إلا خساراً واختلاف تلك الأخبار في لفظ القدر المقدر بكونه في بعضها بالإضافة وفي بعضها بدونها وزيادة حرف الجر غير مضر بالمقصود ويأتي إن شاء الله وجهه في آخر الباب. (كج) 522ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم - فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفوراً. (كد) 523ـ الكليني ره عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسيني عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفوراً. (كه) 524ـ محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد الله بن سنان بولاية علي إلا كفوراً.

سورة الكهف

(كو) 525ـ السياري عن الوشا ومحمد بن علي عن ابن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا وساق مثله. (كز) 526ـ العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا وذكر مثله. (كح) 527ـ الطبرسي قرأ الكسائي وحده لقد علمت بضم التاء والباقون بفتحها إلى أن قال وزعموا أن هذه القراءة رويت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. (كط) 528ـ الطبرسي روي عن علي (ع) وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب والشعبي وقتادة وعمر بن قائد فرقناه بالتشديد. سورة الكهف (ألف) 529ـ علي بن إبراهيم في قوله الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيماً هذا مقدم ومؤخر لأن معناه الذي أنزل على عبده الكتاب قيماً ولم يجعل له عوجاً فقد قدم حرف على حرف. (ب) 530ـ علي قال قال أبو عبد الله عليه السلام نزلت هذه الآية هكذا وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين آل محمد ناراً. (ج) 531ـ الكليني عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا وقل الحق وذكر مثله. (د) 532ـ السياري عن البرقي عن الحريز عن ربععي عن أبي عبد الله عليه السلام وقل الحق من ربكم في ولاية أمير المؤمنين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين من آل محمد حقهم ناراً.

(هـ‍) 533ـ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن خالد البرقي عن السين بن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال قوله تعالى وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر أنا أعتدنا ظالمي آل محمد ناراً أحاط بهم سرادقها. (و) 534ـ وعن محمد بن إسماعيل عن عيسى بن داؤد عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عليهم السلام في قوله تعالى قل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر قال وقرأ إلى قوله أحسن عملاً ثم قال قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - اصدع بما تؤمر في امرة علي (ع) فإنه الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فجعل الله تركه معصية وكفراً ثم قرأ إنا أعتدنا للظالمين لآل محمداً ناراً أحاط بهم سرادقها. (ز) 535ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن في عدد الآيات المحرفة قال قال أبو جعفر عليه السلام ونزل جبرائيل بهذه الآية هكذا وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين آل محمد حقهم ناراً أحاط بهم سرادقها. (ح) 536ـ علي بن إبراهيم في أول تفسيره في مثال ما قدم وأخر من القرآن في التألف قوله فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنواب هذا الحديث أسفا وإنما هو فلعلك باخع نفسك على آثارهم أسفاً إن لم يؤمنوا بهذا الحديث. (ط) 537ـ الطبرسي قرأ علي بن أبي طالب (ع) وعكرمة ويحيى بن يعمر ينقاص بصاد غير معجمة وبالألف. (ى) 538ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى وكان وراءهم أي وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً.

(يا) 539ـ السياري عن حماد عن ربعي رفعه إلى زرارة عن أبي جعفر (ع) في قوله عز وجل يأخذ كل سفينة صالحة غصباً هذا في قراءة أمير المؤمنين عليه السلام. (يب) 540ـ العياشي عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام أنه كان يقرأ وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً. (يج) 541ـ الكشي في رجاله في ترجمة زرارة عن حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن زرارة وعن محمد بن قوليوه والحسين بن الحسن عن سعد بن عبد الله بن هارون بن الحسن بن محبوب عن محمد بن عبد الله بن زول ره وابنيه الحسن والحسين عن عبد الله بن زرارة قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام اقرأ مني على والدك السلام وقل له إني إنما أعيبك دفاعاً مني عنك لى أن قال فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك لقول الله عز وجل أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً هذا التنزيل من عند الله صالحة. الخبر. (يد) 542ـ السياري في رواية أخرى يأخذ كل سفينة صحيحة. (يه) 543ـ الطبرسي ره قال سعيد بن جبير كان ابن عباس يقرأ وكان إمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً إلى أن قال وروى أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) أيضاً أنه كان يقرأ كل سفينة صالحة غصباً وروي ذلك أيضاً عن أبي جعفر (ع) قال وهي قراءة أمير المؤمنين عليه السلام قلت وتقدمت تلك القراءة من طرق العامة أيضاً. (يو) 544ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال وقرأ أي الصادق عليه السلام وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً. (يز) 545ـ وفيه أنه (ع) كان يقرأ وكان أبواه مؤمنين وطبع كافراً.

(يح) 546ـ علي بن إبراهيم قال في قوله تعالى وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين وطبع كافراً كذا نزلت. (يط) 547ـ العياشي عن حريز عمن ذكره عن أحدهما (ع) أنه قرأ وكان أبواه مؤمنين وطبع كافراً. (ك) 548ـ السياري عن البرقي عن حريز عن ربعي عن أبي عبد الله (ع) قال كان أبواه مؤمنين وطبع كافراً. (كا) 549ـ وفي رواية أخرى وكان كافراً قال هكذا في قراءة علي عليه السلام. (كب) 550ـ الطبرسي قال سعيد بن جبير كان ابن عباس يقرأ وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين. (كج) 551ـ السياري عن حماد عن ربعي رفعه إلى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل ما فعلته يا موسى قال هكذا في قراءة أمير المؤمنين عليه السلام. (كد) 552ـ وعن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن بناتة عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله عز وجل أما من ظلم نفسه ولم يؤمن بربه فسوف نعذبه بعذاب الدنيا ثم يرد إلى ربه فيعذبه في مرجعه فيعذبه عذاباً نكراً وفي قوله عز وجل ثم اتبع ذو القرنين الشمس سبباً. (كه) 553ـ وعن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام هل أتبعك على أن تعلمن فما علمت رشداً. (كو) 554ـ الطبرسي قرأ أبو بكر برواية الأعشى والبرجمي عنه وزيد عن يعقوب أفحسب الذين كفروا برفع الباء وسكون السين وهو قراءة أمير المؤمنين (ع) وابن يعمر والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة وضحاك وابن أبي ليلى

سورة مريم

وهذا من الأحرف التي اختاها أبو بكر وخالف عاصماً فيها وذكر أنه أدخلها في قراءة عاصم من قراءة أمير المؤمنين عليه السلام حتى استخلص قراءته وقرأ الباقون بكسر السين وفتح الباء. (كز) 555ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن رجل عن أبي عبد الله (ع) أنه كان يقرأ أفحسب الذين كفروا بالجزم وقال هكذا قرأها أمير المؤمنين عليه السلام. سورة مريم (ألف) 556ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل يرثني وارث من آل يعقوب. (ب) 557ـ الطبرسي قرأ علي بن أبي طالب عليه السلام وابن عباس وجعفر بن محمد عليهما السلام وابن يعمر والحسن والجحدري وقتادة وأبو نهيك يرثني وارث من آل يعقوب. (ج) 558ـ الطبرسي قرأ عثمان وابن عباس وزيد بن ثابت وعلي بن الحسين ومحمد بن علي الباقر عليهم السلام وابن يعمر وسعيد بن جبير وأني خفت الموالي بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء. (د) 559ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى إني نذرت للرحمن صوماً وصمتاً كذا نزلت. (هـ‍) 560ـ السياري عن البرقي عن رجاله عنهم (ع) إني نذرت للرحمن صوماً وصمتاً. (و) 561ـ وعن البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قوله جل ثناؤه صوماً وصمتاً قال قلت صمتاً من أي شيء قال من الكذب قال قلت صوماً وصمتاً تنزيل قال نعم.

سورة طه

(ز) 562ـ وعن محمد بن حيم عن أبيه قال قرأ أبو عبد الله عليه السلام إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً كذا في نسختي وهي سقيمة ولم يظهر لي موضع الاختلاف ولعله شقياً بدل تقياً والله العالم. (ح) 563ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور أنه قرأ أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام في سورة مريم إني نذرت للرحمن صمتاً. (ط) 564ـ الصدوق في (العيون) بإسناده عن رجل من أهل الري في حكاية طويلة ذكر فيها أنه كان يقرأ في مشهد الرضا عليه السلام ليلة سورة مريم وكان يسمع من القبر الشريف قراءة القرآن مثل قراءته إلى أن بلغ الرجل إلى قوله يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً سمع صوتاً من القبر يوم يحشر المتقوم إلى الرحمن وفداً ويساق المجرومون إلى جهنم ورداً إلى أن قال سألت من قراء نوقان ونيشابور عن هذه القراءة فلم يعرفوا حتى رجع إلى الري فسئل عن بعض القراء فقال هذه قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رواية أهل البيت عليهم السلام قال الطبرسي في الشواذ قراءة قتادة عن الحسن يحشر المتقون ويساق المجرمون قال فقلت إنها بالنون يا ابا سعيد قال فهي المتقين إذاً إلى أن قال حجة من قرأ يحشرون ويساقون قوله وسيق الذين كفروا الآية. سورة طه (ألف) 565ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى إن الساعة آتية أكاد أخفيها قال من نسي هكذا نزلت قلت كيف يخفيها من نفسه قال جعلها من غير وقت. (ب) 566ـ السياري عن البرقي عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام وعن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي جعفر عليه السلام أنه قرأ إن الساعة آتية أكاد أخفيها من نفسي قال أراد أن لا يجعل لها وقتاً.

(ج) 567ـ الطبرسي وروى ابن عباس أكاد أخفيها من نفسي وهي كذلك في قراءة أبي وروي ذلك عن الصادق عليه السلام. (د) 568ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال وكان أي الصادق عليه السلام يقرأ إن الساعة آتية أكاد أخفيها من نفسي. (هـ‍) 569ـ محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داؤد عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال سمعت أبي يقول ورجل يسأله عن قول الله عز وجل يومئذ لا ينفع الشفاعة إلا من اذن له الرحمن الآية إلى أن قال ثم قال وعنت الوجوه للحي القيم وقد خاب من حمل ظلماً لآل محمد - صلى الله عليه وسلم - كذا نزلت. (و) 570ـ السياري عن بعض أصحابنا عن محمد بن سليمان عن أبيه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) في قوله عز وجل ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة من ذريته هكذا والله نزل بها جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم -. (ز) 571ـ وعن جعفر بن محمد بن عبد الله عن محمد بن موسى القمي عن سليمان عن عبد الله بن سنان مثله. (ح) 572ـ الكليني عن الحسين عن محمد عن علي بن محمد عن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن سنان في قوله تعالى ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فنسي هكذا والله أنزلت على محمد - صلى الله عليه وسلم -. (ط) 573ـ عن ابن شهر آشوب في مناقبه عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى ولقد عهدنا إلى آدم من قبل قال كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن

سورة الأنبياء

والحسين والأئمة من ذريتهم عليهم السلام كذا نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -. (ى) 574ـ الطبرسي قرأ أبو جعفر لنحرقنه بفتح النون وسكون الحاء وتخفيف الراء وهو قراءة علي عليه السلام وابن عباس. سورة الأنبياء (ألف) 575ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى وإن كان مثقال حبة من خردل آتينا بها أي جازينا بها ممدودة. (ب) 576ـ الطبرسي وقرأ آتينا بها بالمد ابن عباس وجعفر بن محمد عليهما السلام ومجاهد وسعيد بن جبير والعلا بن سبابة والباقون آتينا بها بالقصر. (ج) 577ـ السياري عن عبد الله بن المغيرة عن سهل عن جميل الخياط عن وليد قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقرأ وإن كان مثقال حبة آتينا بها مثقلة ممدودة قلت إنما يقرأ الناس آتينا بها قال إنما هي جازينا بها. (د) 578ـ السياري عن ابن مسكان عن زيد الشحام قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أحرف في القرآن وحرم فقال اغرب ثم اغرب وإنما هي وحرام. (هـ‍) 579ـ وعن صفوان عن المنذر عن زيد الشحام قال عرضت على أبي عبد الله عليه السلام هذه الحروف التي يقرأها بها الأعمش وأصحابه إن الله يبشرك مثقلة وحرم حرام كذا في النسخة ولا تخلوا من سقط. (و) 580ـ وعن البرقي عن ابن أبي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا يقرأ وحرم على قرية. (ز) 581ـ الطبرسي قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر حرم بكسر الحاء بغير الألف والباقون وحرام وهو قراءة الصادق عليه السلام.

سورة الحج

(ح) 582ـ السياري عن القاسم بن عروة عن أبي عبد الله عليه السلام وعن غيره (ع) أنه كره وحرم. (ط) 583ـ الطبرسي قرأ علي عليه السلام وعائشة وابن الزبير وأبي بن كعب وعكرمة حطب بالطاء. (ى) 584ـ السياري عن محمد بن علي عن علي بن حماد عن عمير وجابر وأسروا النجوى الذين ظلموا آل محمد حقهم هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم لا تبصرون. سورة الحج (ألف) 585ـ الطبرسي قرأ ابن عباس وابن مجاز ومجاهد وعكرمة والحسن رجالاً بالتشديد والضم. (ب) 586ـ السياري عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن محمد عن أبي جميلة عن أبي عبد الله عليه السلام يأتوك رجالاً قال فهم الرجالة. (ج) 587ـ الطبرسي قرأ ابن مسعود وابن عباس وابن عمرو وأبو جعفر الباقر عليه السلام وقتادة والضحاك صوافن بالنون. (د) 588ـ الطبرسي قرأ جعفر بن محمد عليهما السلام وصلوات بضم الصاد واللام. (هـ‍) 589ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن زيد بن أسامة قال رأيت أبا عبد الله عليه السلام قرأ ليحضروا منافع لهم. (و) 490ـ وعن محمد بن علي عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام هذان خصمان اختصما في ربهم فالذين كفروا بولاية علي عليه السلام قطعت لهم ثياب من نار. (ز) 591ـ الكليني عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن

أبيه عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا بولاية علي (ع) قطعت لهُم ثياب من نار. (ح) 592ـ محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داؤد النجار عن أبي الحسن موسى عليه السلام في قوله تعالى وطهر بيتي للطائفين والعاكفين. (ط) 593ـ السياري عن البرقي عن النضر عن يحيى بن أيوب عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم في الدنيا والآخرة. (ى) 594ـ وعن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله (ع) وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. (يا) 595ـ محمد بن الحسن الصفار في البصائر عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل وكان رسولاً نبياً قلت ما هو الرسول من النبي؟ قال هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين ثم تلا وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. (يب) 596ـ في (البحار) عن المفيد في (الاختصاص) مثله. (يج) 597ـ الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن الحارث البصري قال أتانا الحكم بن عينية قال إن علي بن الحسين عليهما السلام قال إن علي علي عليه السلام كله في آية واحدة قال فخرج حمران بن أعين فوجد علي بن الحسين عليهما السلام قد قبض فقال لأبي جعفر عليه السلام إن لحكم بن عيينة حدثنا عن علي بن الحسين (ع) قال إن علم علي عليه السلام كله في

آية واحدة قال أبو جعفر (ع) وما تدري ما هو؟ قال قلت لا قال هو قول الله تبارك وتعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. (يد) 598ـ وعن أحمد بن محمد بن الجحال عن ثعلبة عن زرارة قال سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله تبارك وتعالى وكان رسولاً نبياً إلى أن قال ثم تلا عليه السلام وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. (يه) 599ـ عن المفيد في (الاختصاص) كما في (البحار) وتفسير البرهان عن ابن أبي الخطاب أو أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنظي عن ثعلبة عن زرارة مثله. (يو) 600ـ الصفار عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن هارون بن مسلم عن بريد عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام في قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قلت جعلت فداك لعيشت هذه قراءتنا فما الرسول والنبي والمحدث. الخبر. (يز) 601ـ وعن عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر الحضرمي عن زرارة بن أعين قال سألته عن قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قال (ع) الرسول الذي يأتيه جبرائيل (ع). الخبر. (يح) 602ـ المميد في (الاختصاص) كما في (البحار) عن إبراهيم بن محمد الثقفي مثله. (يط) 603ـ الصفار عن أبي محمد عن عمران عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته.

(ك) 604ـ الصفار بالإسناد عن علي بن جعفر الحضرمي عن سليم بن قيس الشامي أنه سمع علياً عليه السلام يقول إني وأوصيائي من ولدي مهديون كلنا محدثون إلى أن قال سليم الشامي سألت محمد بن أبي قلت كان علي عليه السلام محدثاً قال نعم قلت وهل يحدث الملائكة إلا الأنبياء قال أما تقرأ وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث. (كا) 605ـ المفيد في (الاختصاص) عن إبراهيم بن محمد مثله. (كب) 606ـ وعن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عيينة قال دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام يوماً فقال لي يا حكم هل تدري ما الآية التي كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعرف بها صاحب قتله ويعلم بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس قال الحكم فقلت في نفسي قد وقفت على علم من علم علي بن الحسين عليهما السلام أعلم بذلك تلك الأمور العظام قال فقلت لا والله لا أعلم به أخبرني بها يا ابن رسول الله قال هو والله قول الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث فقلت وكان علي بن أبي طالب عليه السلام محدثاً قال نعم وكل إمام منا أهل البيت فهو محدث. (كج) 607ـ الكليني عن محد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد مثله وزاد بعد قوله ولا محدث وكان علي بن أبي طالب عليه السلام محدثاً فقال له رجل يقال له عبد الله بن زيد كان أخا علي بن الحسين عليه السلام لأمه سبحان الله محدثاً كأنه ينكر فأقبل علينا أبو جعفر عليه السلام فقال أما والله إن ابن أمك بعد قد كان يعرف ذلك قال فلما قال ذلك سكت الرجل فقال هي التي هلك فيها أبو الخطاب فلم يدر ما تأويل المحدث والنبي. أقول: لا يخفى عدم ملائمة ذيل الخبر لصدره فإن الصدر يدل على كون ذلك في مجلس السجاد عليه السلام وذيله على كونه بعد وفاته في مجلس أبي جعفر

عليه السلام ولذا التزم بالتفكيك بعض الشراح وقال إن قوله فقال كلام زياد بن سوقة وضمير له للحكم وهذه الحكاية كانت بعد وفاة علي بن الحسين عليهما السلام في مجلس الباقر عليه السلام وفيه ما لا يخفى والحق أنه اشتبه على الكليني أو بعض نساخ كتابه أو الكتاب أخذ الحديث منه فصولوا ذيل الخبر بذيل الآخر ولعله سقط من البين صدر الآخر سنداً ومتناً وقد مر نظير ذلك منه ره أيضاً ونبهنا عليه وذلك لأن الصفار روى بسند آخر عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيتي اثنا عشر محدثاً فقال له عبد الله بن زيد وكان أخا علي بن الحسين عليهما السلام لأمه سبحان الله الخ وأما كون عبد الله أخاه (ع) لأمه فقال الذهبي في (مختصر تهذيب الكمال) علي بن الحسين عليهما السلام أمه أم ولد اسمها غزالة خلف عليها بعد الحسين عليه السلام زيد مولى للحسين بن علي عليهما السلام فولدت له عبد الله بن زيد وكذا اشتهر بين المخالفين المفترين وأمه (ع) شهربانويه توفت في نفاسها به (ع) كما ذكره الكليني في ولادته وقد كذبهم الرضا عليه اسلام وبين سبب اشتهار ذلك فيهم كما رواه الصدوق في العيون عنه (ع) في ذكر بنتي يزدجرد اللتين بعث بهما عبد الله بن عامر وكانت صاحب الحسين (ع) نفست بعلي بن الحسين عليهما السلام فكل علياً عليه السلام بعض أمهات ولد أبيه فنشأ وهو لا يعرف أماً غيرها ثم علم أنها مولاته وكان الناس يسمونها أمه (ع) وزعموا أنه (ع) زوج أمه ومعاذ الله إنما زوج هذه على ما ذكرنا وكان سبب ذلك أنه واقع بعض نساءه ثم خرج يغتسل فلقيته أمه هذه فقال إنها إن كان في نفسك من هذا الأمر شيء فاتقي الله وأعلميني فقال نعم فزوجها فقال ناس زوج علي بن الحسين عليهما السلام أمه وفي بعض الأخبار أنها كانت سرية أخيه على المقتول بالطف وقيل أن أم عبد الله كانت أرضعته فكان أخاً رضاعياً له وقال ابن داؤد عبد الله كان أمه وشيكة ظرأ علي بن الحسين عليهما السلام وكان يدعوها أماً وهي التي زوجها فعابه عبد الملك

بن مروان بأنه زوج أمه توهماً أنها والدته وكانت والدته شهربانويه قد توفت وهو طفل. (كه) 608ـ الصفار عن عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أحمد بن يونس الجحال عن أيوب بن حسن عن قتادة أنه كان يقرأ وما أرسلنا من قبلك من رسل ولا نبي ولا محدث. (كو) 609ـ الصفار عن أبي محمد بن عمران عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال كنت أنا والمغيرة بن سعد جالسين في المسجد فأتانا الحكم بن عيينة فقال لقد سمعت من أبي جعفر (ع) حديثاً ما سمعه أحد قط فسألنا فأبى أن يخبرنا به فدخلنا عليه (ع) فقلنا إن الحكم بن عيينة أخبرنا أنه سمع منك ما لم يسمعه منك أحد قط فأبى أن يخبرنا به فقال نعم وجدنا علم علي عليه السلام في آية كتاب الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث فقلنا ليست هكذا هي فقال (ع) في كتاب علي عليه السلام وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته. الخبر والمراد بكتاب علي (ع) هو كتاب الله الذي ألفه بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - والإضافة كقولهم مصحف عبد الله ومصحف أبي لا الكتاب الجامعة الذي كان فيه الأحكام كما تقدم وهذا في غاية الظهور. (كز) 610ـ المفيد في (الاختصاص) عن موسى بن جعفر البغدادي عن ابن أسباط مثله. (كح) 611ـ الصفار عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة عن حمران قال حدثنا الحكم بن عيينة عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال علم أن علي عليه السلام في آية من القرآن قال وكتمنا الآية قال فكنا نجتمع فنتدارس القرآن فلا نعرف القرآن قال فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت

له إن الحكم بن عيينة حدثنا عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال إن علم علي عليه السلام في آية من القرآن وكتمنا الآية قال اقرأ يا حمران فقرأت وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي قال أبو جعفر عليه السلام وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. (كط) 612ـ تفسير البرهان عن ابن شهر آشوب قال قرأ ابن عباس وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. (ل) 613ـ سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال سمعت محمد بن أبي بكر وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. (لا) 614ـ محمد بن العباس في تفسيره عن جعفر بن محمد الحسني عن إدريس بن زياد الخياط عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عيينة قال قال لي علي بن الحسين عليهما السلام يا حكم هل تدري ما كانت الآية التي يعرف بها علي عليه السلام صاحب قتله ويعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس قال قلت لا والله فأخبرني بها يا ابن رسول الله قال هي قول الله عز وجل وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قلت فكان علي عليه السلام محدثاً قال نعم وكل إمام منا أهل البيت محدث. (لب) 615ـ وعن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن داؤد بن فرقد عن الحارث بن المغيرة النضري قال قال لي الحكم بن عيينة إن مولاي علي بن الحسين عليهما السلام قال إلى آخر ما مر عن الصفار. (لج) 616ـ علي بن إبراهيم بعد ما ذكر ما رواه العامة في سبب نزول الآية المذكورة قال وأما الخاصة فإنه روي عن أبي عبد الله عليه السلام أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابه خصاصة فجاء إلى رجل من الأنصار فقال له هل

عندك من طعام قال نعم يا رسول الله وذبح له عناقاً وشواه فلما أدناه منه تمنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فجاء أبو بكر وعمر ثم جاء علي (ع) بعدهما فأنزل الله في ذلك وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته يعني أبو بكر وعمر فينسخ الله ما يلقي الشيطان يعني لما جاء علي عليه السلام بعدهما. الخبر. (لذ) 617ـ الكشي في رجاله عن العياشي عن علي بن الحسن عن العباس بن عامر عن أبان بن عثمان عن الحارث بن المغيرة قال قال حمران بن أعي إن الحكم بن عيينة يروي عن علي بن الحسين عليهما السلام في آية نسأله فلا يخبرنا قال حمران سألت أبا جعفر عليه السلام فقال إن علياً عليه السلام كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب موسى ولم يكن نبياً ولا رسولاً ثم قال وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قال فعجب أبو جعفر عليه السلام. (له) 618ـ الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل وكان رسولاً نبياً وما الرسول وما النبي قال النبي الذي يرى في منامه إلى أن قال (ع) ثم تلا (ع) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. (لو) 619ـ وعن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن حسان عن أبي فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم بن بريد عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) في قوله عز وجل وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ليست هذه قراءتنا فما الرسول. الخبر. (لز) 620ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه قال وقرأ أي الصادق عليه السلام وما أرسلنا من قبلك من نبي ولا رسول ولا محدث يعني الأئمة (ع) قال بعض المفسرين بعد إيراد جملة من هذه الأخبار ما لفظه

سورة المؤمنون

وبالجملة فهذه الأخبار وغيرها مما رواه الصفار أيضاً بطرق عديدة في مواضع شريدة متحد الدلالة على أن كلمة ولا محدث هي التي نزل بها جبرائيل من الرب الجليل وهي موجودة في مصحفهم وفي بعض ما رواه الصفار في (البصائر) أنها قراءة قتادة وهو من مشاهير العامة وهذا أعني سقوط هذا القدر هو الغرض من سوق الأخبار واختلافها بسقوط من من قبلك ونصب الظرف على الظرفية في بعضها وثبوتها جارة له في أكثرها لعله محمول على نقل الإمام الآية في أخبار السقوط على المعنى أو على السهو من بعض الرواة وليس الكلام في ذلك تحته طائل يعتدّ به قلت كلمة من موجودة في جميع أخبار الباب إلا في الخبر الذي رواه الكليني وأشرنا إلى ما وقع فيه من الاختلاط وهذه الأخبار كما ذكره صريحة الدلالة في السقوط وصرح بذلك المولى محمد صالح في شرح (الكافي) والعلامة المجلسي في (البحار) و (مرآة العقول) وغيرهما والمحدث بفتح الدال من يحدثه الملائكة وقد أوضحنا ذلك في كتاب نفس الرحمن. سورة المؤمنون (ألف) 621ـ السياري عن أبي طالب عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام فتبارك الله أحسن الخالقين قال إنما هي فتبارك الله رب العالمين. (ب) 622ـ الطبرسي في (الشواذ) قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن عباس يأتون ما أتوا مقصورة قلت يدل على تلك القراءة ما رواه في (الكافي) عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى والذين يؤلون ما أتوا وقلوبهم وجلة هي شفقتهم ورجائهم يخافون الله أن يرد عليهم أعمالهم إن لم يطيعوا الله عز وجل ويرجون أن يقبل منهم وفي تفسير محمد بن العباس عنه (ع) قال يعملون ما عملوا من عمل وهم يعلمون أنهم يثابون عليه وفيه عنه (ع) قال يعملون ويعلمون أنهم مثابون عليه وفي تفسير علي بن إبراهيم يؤتون ما أتوا قال من العبادة والطاعة وفي (الكافي) ما يقرب منه وفي (المحاسن) عن الصادق عليه السلام يعملون ما عملوا من عمل

سورة النور

وغير ذلك مما يدل على تلك القراءة قال الطبرسي ره معنى قوله يؤتون ما آتوا أنهم يعطون الشيء ويشفقون أن لا يقبل منهم ومعنى يؤتون ما أتوا أنهم يعملون العمل وهم يخافونه. سورة النور (ألف) 623ـ آية الرجم الساقطة منها وقد مر طرقها في الدليل الثالث. (ب) 624ـ السياري قال وفي رسالة أبي عبد الله (ع) إلى المفضل بن عمر قال الله عز وجل إن الذين يرمون المحصنين الغافلين لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم. (ج) 625ـ الطبرسي وروي عن علي عليه السلام خطأت بالهمزة وقد تقدم القول في ذلك في سورة البقرة. (د) 626ـ السياري عن حماد عن حريز قرأ أبو عبد الله عليه السلام وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً بالمتعة حتى يغنيهم الله من فضله هكذا التنزيل. (هـ‍) 627ـ وعن حماد بن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم. (و) 628ـ الطبرسي في (الشواذ) قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير من بعد إكراههن لهن غفور رحيم وروي ذلك عن أبي عبد الله (ع). (ز) 629ـ علي بن إبراهيم وقال أبو عبد الله عليه السلام ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك. (ح) 630ـ السياري عن ابن أسباط عن ابن بكير عن أبي بصير قال وقرأ أبو جعفر عليه السلام ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك. (ط) 631ـ الطبرسي ره وقال أبو جعفر عليه السلام ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك.

سورة الفرقان

(ى) 632ـ الطبرسي وقرأ أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام يضعن من ثيابهن وروي ذلك عن ابن عباس وسعيد بن جبير. (يا) 633ـ الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ يضعن من ثيابهن. (يب) 634ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور أنه قرأ رجل ليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة فقال أبو عبد الله عليه السلام ليس عليهن جناح أن يضعن من ثيابهن. سورة الفرقان (ألف) 635ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله عن أبيه عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل بن جميل الرقي عن جابر بن يزيد الجعفي قال قال أبو جعفر عليه السلام نزل جبرائيل (ع) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية هكذا وقال الظالمون لآل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً. (ب) 636ـ محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن أحمد بن خالد عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قرأ وقال الظالمون لآل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً. (ج) 637ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (ع) مثله. (د) 638ـ السياري عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة وعن أبي سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا أذكر مثله.

(هـ‍) 639ـ فرات بن إبراهيم عن جعفر بن محمد الفزاري معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعت يقول نزل جبرائيل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية هكذا وساق مثله. (و) 640ـ سعد بن عبد الله في باب الآيات المحرفة من كتابه قال ورووا أي مشائخه عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا وقال الظالمون آل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً. (ز) 641ـ الطبرسي وقرأ أبو جعفر وزيد عن يعقوب إن نتخذ بضم النون وفتح الخاء وهو قراءة زيد بن ثابت وأبي الدرداء وروي عن جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام وزيد بن علي والباقون بفتح النون وكسر الخاء. (ح) 642ـ الطبرسي وروي عن علي عليه السلام ويمشون في الأسواق بضم الياء وفتح الشين المشددة. (ط) 643ـ علي بن إبراهيم قال قال أبو جعفر عليه السلام يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً. (ى) 644ـ السياري عن ابن محبوب عن أبي أيوب الحذاء عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - وإنها لفي مصحف علي بن أبي طالب عليه السلام يا ليتني لم أتخذ زفر خليلاً. (يا) 645ـ وعن البرقي عن خلف بن حماد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن في الكتاب لتغييراً كبيراً ليست إنكم - كذا - وقد تعلمونه مستأنفاً حتى يعرف ما كنى عنه وغير مكنى عنه فإن الله تبارك وتعالى سمى رجلاً باسمه فقال القوم يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً فكنوا عن اسمه. (يب) 646ـ وعن محمد بن إسماعيل عن محمد بن غذافر عن جعفر بن محمد الطيار عن أبي الخطاب عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال ما كنى الله في

كتابه حتى قال يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً وإنما هي في مصحف علي عليه السلام يا ويلتى ليتني لم أتخذ زفر خليلاً وسيظهر يوماً. (يج) 647ـ وعن حماد عن حريز عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام ويوم يعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني لم أتخذ زفر خليلاً يقول الأول للثاني. (يد) 648ـ عن محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الطيار عن أبي الخطاب عن أبي عبد الله عليه السلام مثل خبر السياري. (يه) 649ـ وعن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن حريز عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال وذكر مثله. (يو) 650ـ الطبرسي في (الاحتجاج) في خبر الزنديق الذي سأل أمير المؤمنين عليه السلام متناقضات القرآن بزعمه قال (ع) بعد سؤاله عن هذه الآية والكناية عن أسماء ذوي الجرائم العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى وإنها من فعل المغيرين المبدلين الذين جعلوا القرآن عضين. الخبر. (يز) 651ـ الطبرسي قرأ مسلمة بن محارب فدمر انهم تدميراً على التأكيد بالنون الثقيلة وروي ذلك عن علي عليه السلام وعنه (ع) فدمراهم تدميراً. (يح) 652ـ الكليني عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال نزل جبرئيل بهذه الاية هكذا فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفوراً. (يط) 653ـ الشيخ شرف الدين (في كنز الآيات) عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام مثله سواء. (ك) 654ـ محمد بن العباس عن محمد بن جمهور عن الحسين بن محبوب عن أبي أيوب الحذا عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام واجعلنا للمتقين إماماً قال لقد سألت ربك عظيماً إنما هي واجعل لنا من المتقين إماماً.

سورة الشعراء

(كا) 655ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضا (ع) قال قرأ عند أبي عبد الله عليه السلام والذين يقولون هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً فقال قد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين أئمة فقيل له كيف هذا يا ابن رسول الله قال إنما أنزل الله والذين يقولون هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماماً. (كب) 656ـ الطبرسي وفي قراءة أهل البيت عليهم السلام واجعل لنا من المتقين إماماً. (كج) 657ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن قال ومثله الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً قال أبو عبد الله (ع) لقد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم أئمة للمتقين إنما أنزل الله الذين يقولون إلى قوله واجعلنا من المتقين إماماً كذا في النسخة ولا تخلوا من سقم. سورة الشعراء (ألف) 658ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن عبد الكريم بن عمير عن سليمان بن خالد قال كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فقرأ في الناس شافعين ولا صديق حميم. (ب) 659ـ وعن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله (ع) في قوله عز وجل وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين. (ج) 660ـ علي بن إبراهيم عن الصادق عليه السلام قال نزلت ورهطك منهم المخلصين. (د) 661ـ الصدوق في (العيون) و (الأمالي) عن ابن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور معاً عن محمد الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت عن

الرضا عليه السلام في حديث طويل وفيه قالت العلماء فأخبرني هل فسر الله الاصطفاء في الكتاب فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنا عشر موطناً وموضعاً فأول ذلك قوله عز وجل وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود. (هـ‍) 662ـ فرات بن إبراهيم قال حدثني الحسين بن سعيد معنعناً عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام قال قال النبي (- صلى الله عليه وسلم -) وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين. (و) 663ـ محمد بن العباس عن عبد الله بن زيد عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي وعلي بن محمد بن خالد الدهان عن الحسن بن علي بن عفان قال حدثنا أبو زكريا يحيى بن هاشم الشمساري عن محمد بن عبد الله بن علي بن ارفع قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بني عبد المطلب في الشعب إلى أن قال فقال لهم إن الله عز وجل أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ورهطي المخلصين وأنتم عشيرتي الأقربون ورهطي المخلصون. الخبر. (ز) 664ـ وعن محمد بن الحسين الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن حماد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل ورهطك منهم المخلصين قال علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين وآل محمد صلوات الله عليهم خاصة. (ح) 665ـ علي بن إبراهيم في قوله ورهطك منهم المخلصين علي بن أبي طالب وحمزة وجعفر والحسن والحسين والأئمة من آل محمد عليهما السلام وفي بعض النسخ وقوله وأنذر عشيرتك الأقربين فهم رهطك منهم المخلصين علي عليه السلام الخ. (ط) 666ـ محمد بن العباس في تفسيره على ما نقله عن السيد الأجل علي

سورة النمل

طاؤس في (سعد السعود) عن محمد بن هوبة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عمار بن حماد الأنصاري عن عمر بن شمر عن مبارك بن فضالة والعامة عن الحسن بن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن قوماً خاضوا في بعض مر علي عليه السلام بعد الذي كان من وقعة الجمل قال الرجل الذي سمع من الحسن الحديث ويلكم ما تريدون ومن أول السابق بالإيمان بالله والإقرار بما جاء من عند الله لقد كنت عاشر عشر من ولد عبد المطلب إذ أتانا علي بن أبي طالب عليه السلام فقالوا أجيبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غد في منزل أبي طالب إلى أن ذكر دخولهم عليه (- صلى الله عليه وسلم -) وإشباعهم من طعام قليل إلى أن قال قال (- صلى الله عليه وسلم -) وإن الله قد أرسلني إلى الناس كافة وأنزل علي وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين. الخبر. (ى) 667ـ الطبرسي وفي قراءة ابن مسعود وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين وروي ذلك عن أبي عبد الله (ع). (يا) 668ـ علي بن إبراهيم ثم ذكر أعدائهم ومن ظلمهم فقال وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون هكذا والله نزلت وذكره أيضاً في صدر كتابه في أمثلة ما حرف من القرآن. (يب) 669ـ السياري عن البرقي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله جل ثناؤه وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون. (يج) 670ـ الطبرسي في (الجوامع) عن الصادق عليه السلام أنه قرأ وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون. سورة النمل (ألف) 671ـ الطبرسي قرأ علي بن الحسين عليهما السلام وقتادة مبصرة بفتح الميم والصاد.

سورة العنكبوت

(ب) 672ـ السياري عن البرقي عن غير واحد عنهم صلوات الله عليهم في قوله عز وجل علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء ليس فيها من. (ج) 673ـ الصفار في الخبر والسابع من البصائر عن أحمد بن محمد بن محمد بن خلف عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال تلا رجل عنده هذه الآية علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء فقال أبو عبد الله (ع) ليس فيها من إنما هي وأوتينا كل شيء. (د) 674ـ السياري عن محمد بن علي عن أحمد بن محمد عن هشام بن سالم عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل ولقد آتينا داؤد وسليمان منا فضلاً فقالا الحمد لله الذي فضلنا بالإيمان وبمحمد على كثير من عباده المؤمنين. (هـ‍) 675ـ وعن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال قلت له إن من الناس من يقرأ دابة من الأرض تكلمهم فقال أبو جعفر (ع) كلم الله من قرأ تكلمهم ولكن يكلمهم. (و) 676ـ الطبرسي في جوامعه عن الباقر عليه السلام قال كلم الله من قرأ تكلمهم ولكن يكلمهم وقال في (المجمع) قرأ ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد والجحدري وابن زرعة تكلمهم بالتاء والتخفيف قال ومن قرأ تكلمهم فمعناه تجرحهم بأكلها إياه. سورة العنكبوت (ألف) 677ـ الطبرسي قرأ علي عليه السلام فليعلمن الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين بضم الياء وكسر اللام فيهما وهو المروي عن جعفر بن محمد عليهما السلام ومحمد بن عبد الله بن عبد الله بن الحسن ووافقهم الزهري في وليعلمن الكاذبين. سورة الروم (ألف) 678ـ السياري عن محمد بن علي عن ابن أسباط عن أبي جعفر

سورة لقمان

عليه السلام قال قلت فإن الزهري قرأ ثم يعيده وهو هين قال وهو كما قال. (ب) 679ـ وعن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله (ع) وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه قال ليس بشيء إنما تنزيلها وهو هين ليه ولو كان شيء هو أهون عليه من شيء لكان أحدهما أاشد عليه. (ج) 680ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قرأ بين يديه إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً قال هم أهون على الله أن يفرقوا ولكن فارقوا دينهم لعنهم الله كذلك نزلت ونسب الطبرسي تلك القراءة إلى حمزة والكسائي. (د) 681ـ الطبرسي روي عن علي عليه السلام وابن عباس والضحاك من خلله. (هـ‍) 682ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ ولا يستفزنك الذين لا يؤقنون. سورة لقمان (ألف) 683ـ الطبرسي قرأ جعفر بن محمد عليهما السلام والبحر مداده. (ب) 684ـ السياري عن محمد بن علي عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر مداده. سورة السجدة (ألف) 685ـ الطبرسي وقرأ علي عليه السلام وابن عباس وأبان بن سعيد بن العاص والحسن بخلاف أإذا ظللنا بالضاد مكسورة اللام. (ب) 686ـ الطبرسي وروي في (الشواذ) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي هريرة قرأت أعين. سورة الأحزاب (ألف) 687ـ الطبرسي وروي عن أبي وابن مسعود وابن عباس أنهم كانوا

يقرؤون النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم وكذلك هو في مصحف أبي وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام. (ب) 688ـ علي بن إبراهيم قال نزلت وهو أب لهم. (ج) 689ـ الشيخ الطوسي في آخر باب الخمس من (التهذيب) عن ابن عقدة عن محمد بن المفضل عن الوشا عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن عبد الله بن أبي يعفور ومعلى بن خنيس عن أبي الصامت عن أبي عبد الله عليه السلام قال أكبر الكبائر سبع إلى أن قال وأما عقوق الوالدين فإن الله عز وجل قال في كتابه النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم فعقوه في ذريته الخبر. (د) 690ـ السياري عن جعفر بن محمد عن المدايني عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل وأزواه أمهاتهم وهو أب لهم. (هـ‍) 691ـ سعد بن عبد الله القمي في بصائره كما نقله عنه الحسن بن سليمان الحلي تلميذ الشهيد ره عن القاسم بن الربيع الوراق ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن صباح المدايني عن المفضل بن عمر أنه كتب إلى أبي عبد الله عليه السلام كتاباً فجاء جواب أبي عبد الله (ع) وهو طويل وقال تبارك وتعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ثم قال ولا تنكحوا. (و) 692ـ الصفار عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن صباح عن المفضل مثله. (ز) 693ـ فرات بن إبراهيم في تفسيره عن جعفر بن محمد الفزاري معنعناً عن أبي عبد الله عليه السلام أكبر الكبائر سبع الشرك بالله العظيم إلى أن قال وأما عقوق الوالدين فقد قال تعالى في كتابه النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواه أمهاتهم وهو أب لهم فعقوه في ذريته.

(ح) 694ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن قال وقرأ الصادق عليه السلام النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم. (ط) 695ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب وكان الله قوياً عزيزاً. (ى) 696ـ محمد بن العباس عن علي بن العباس عن أبي سعيد عباد بن يعقوب عن فضل بن القاسم البزاز عن سفيان الثوري عن زيد النامي عن مرة عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ كفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب وكان الله قوياً عزيزاً وتقدم هذا مع طرق أخرى في ذكر مصحف عبد الله بن مسعود. (يا) 697ـ السياري عن جعفر بن محمد عن المدائني عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب. (يب) 698ـ وعن يونس عن أبي حمزة عن فيض بن المختار قال سئل أبو عبد الله (ع) عن القرآن فقال فيه الأعاجيب من قوله عز وجل وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب. (يج) 699ـ علي بن إبراهيم عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم (ع) قال يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله في علي الأئمة كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا. (يد) 700ـ الكليني عن الحسين بن محمد مثله. (يه) 701ـ السياري عن البرقي عن أحمد بن النضر عن ابن مروان مثله. (يو) 702ـ علي بن إبراهيم عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله في قوله عز وجل ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً هكذا نزلت.

سورة السباء

(يز) 703ـ الكليني عن الحسين بن محمد مثله. (يح) 704ـ السياري عن ابن أسباط عن ابن أبي حمزة مثله. (يط) 705ـ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن علي عن ابن أسباط عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً. (ك) 706ـ الطبرسي في جوامعه وقرأ في الشواذ زوجتكها وإنها قراءة أهل البيت عليهم السلام وقال الصادق عليه السلام ما قرأتها على أبي إلا كذلك إلى أن قال (ع) وما قرأ علي عليه السلام على النبي (- صلى الله عليه وسلم -) إلا كذلك قلت وقد مر أن سورة الأحزاب كانت أطول من سورة البقرة وأنهم نقصوها وحرفوها وصرح بعض المحققين باختلال الترتيب في آية التطهير وعدم ربطها بسابقها ولاحقها المرتبطين من وجوه مذكورة في كتب الإمامة. (كا) 707ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور أن الصادق عليه السلام قرأ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قد قضيا الشهوة. (كب) 708ـ الصدوق في الفقيه قال روى هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام في القرآن رجم قال نعم قلت كيف قال الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة وإنما ذكرنا الخبرين هنا لما مر في منسوخ التلاوة أن الآية من سورة الأحزاب. سورة السباء (ألف) 709ـ علي بن إبراهيم في سياق قصة سليمان (ع) فلما خر تبينت الإنس والجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين فكذا نزلت هذه الآية وذلك أن الإنس كانوا يقولون الجن يعلمون الغيب فلما سقط سليمان على

سورة يس

وجهه علموا الإنس أن لو يعلمون الجن الغيب لم يعملوا سنة لسليمان وهو ميت ويتوهمونه حياً. (ب) 710ـ الصدوق في (العيون) و (الإكمال) عن أحمد بن زياد بن جعفر عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام في حديث طويل وفي آخره قال قال الصادق عليه السلام والله ما نزلت هذه الآية هكذا وإنما نزلت فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا الآية. (ج) 711ـ السياري عن البرقي عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام وأبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا الآية. (د) 712ـ الطبرسي وفي الشواذ قرأ ابن عباس والضحاك تبينت الإنس وهو قراءة علي بن الحسين وأبي عبد الله عليهما السلام. (هـ‍) 713ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن قال وقرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام فلما خر تبينت الجن كانوا يعلمون الغيب أنهم لا يعلمون الغيب فقال الرجل فكيف هي؟ فقال إنما أنزل الله فلما خر تبينت الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين. (و) 714ـ السياري عن ابن محبوب عن جميل بن صباح عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل ذلك جزيناهم بما كفروا نعمة الله وهل نجازي إلا الكفور. سورة يس (ألف) 715ـ اللكيني في باب الذنوب عن الحسين بن محمد عن المعلى بن

محمد عن الوشا عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول اتقوا المحقرات من الذنوب فإن لها طالباً يقول أحدكم أذنب وأستغفر الله إن الله عز وجل يقول سنكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين. الخبر. (ب) 716ـ السياري وفي حديث آخر عنهم (ع) سنكتب ما قدموا وآثارهم الآية. (ج) 717ـ كتاب جعفر بن محد بن شريح برواية أبي محمد هارون موسى التلعكبري عن محمد بن همام عن حميد بن زياد عن أبي جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز عن محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي عن جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي عن حميد بن شعيب السبيعي عن جابر الجعفي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول اتقوا هذه المحقرات وذكر مثله. (د) 718ـ الطبرسي قرأ علي بن الحسين (ع) وأبي بن كعب وابن عباس والضحاك ومجاهد يا حسرة العباد. (هـ‍) 719ـ السياري عن ابن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اله عليه السلام في قوله تعالى مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما يأكلون. (و) 720ـ الطبرسي وروي عن علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام وأبي جعفر الباقر وجعفر الصادق عليهم السلام وابن عباس وابن مسعود وعكرمة وعطاء بن أبي رباح لا مستقر لها. (ز) 721ـ السياري عن محمد بن علي عن موسى بن فرات عن يعقوب بن زيد بن مرشد الحارثي عن إبراهيم عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قرأ أمير المؤمنين عليه السلام يس فقرأ والشمس تجري لا مستقر لها. الخبر.

سورة الصافات

(ح) 722ـ وعن ابن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل يقولون متى هذا الوعد يا محمد إن كنتم صادقين. (ط) 723ـ وبالإسناد وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم من ولاية الطواغيت فلا تتبعوهم لعلكم ترحمون. (ى) 724ـ الطبرسي وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قرأ يا ويلتا من بعثنا من مرقدنا. (يا) 725ـ السياري بالإسناد اصلوها اليوم بما كنتم تفكرون في الحياة الدنيا. سورة الصافات (ألف) 726ـ الطبرسي في (الجوامع) عن علي عليه السلام أنه قرأ بل عجبت بضم التاء وقال في (المجمع) إنها قراءة أهل الكوفة غير عاصم. (ب) 727ـ السياري عن عبد الرحمن بن حماد عن زياد الكندي عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله عليه السلام يقرأ هذه الآية هكذا فلما سلما وتله للجبين قال هكذا نزلت. (ج) 728ـ الطبرسي وروي عن علي عليه السلام وابن عباس وابن مسعود ومجاهد والضحاك والأعمش وجعفر بن محمد عليهما للسلام فلما سلما بغير ألف ولام مشدّدة. (د) 729ـ السياري عن البرقي عن حماد بن شعيب العقرقوني عن أبي الكندي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل ولقد نادينا نوحاً. (هـ‍) 730ـ وعن علي بن الحكم عن سيف ع داؤد بن فرقد قال قرأت عند أبي عبد الله عليه السلام ولقد نادينا نوحاً.

(و) 731ـ علي بن إبراهيم ثم ذكر عز وجل آل محمد عليهم السلام قال وتركنا عليه في الآخرين سلام على آل يس فقال يس محمد - صلى الله عليه وسلم - وآل محمد الأئمة عليهم السلام. (ز) 732ـ فرات قال حدثني عبيد بن كثي معنعناً عن ابن عباس (- رضي الله عنه -) في قوله سلام على آل يس فقال هم آل محمد عليه السلام. (ح) 733ـ وعن أحمد بن الحسن معنعناً عن سليمان بن قيس العامري قال سمعت علياً عليه السلام يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يس ونحن آله. (ط) 734ـ محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن الحسين بن الحكم عن الحسين بن نصر بن مزاحم عن أبيه عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن علي عليه السلام قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ياسين ونحن الذين قال الله سلام على آل يس. (ى) 735ـ وعن محمد بن سهل العطار عن الخضر بن أبي فاطمة البلخي عن وهب بن نافع عن كادح بن جعفر عن جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه عن آباءه عن علي عليهم السلام في قوله عز وجل سلام على آل يس قال يس محمد (- صلى الله عليه وسلم -) ونحن آل محمد. (يا) 736ـ وعن محمد بن سهل عن إبراهيم بن داهر عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن أبي عبد الرحمن الأسلمي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقرأ سلام لى آل يس قال علي عليه السلام نحن آل محمد عليهم السلام. (يب) 737ـ وعن محمد بن الحسن الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن موسى بن عثمان عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس في قوله عز وجل سلام على آل يس قال أي على آل محمد عليهم السلام. (يج) 738ـ وعن علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن رزيق بن مرزوق البجلي عن داؤد بن علية عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن

عباس في قوله عز وجل سلام على آل يس قال أي على آل محمد (ع). (يد) 739ـ الصدوق في (معاني الأخبار) عن محمد بن إبراهيم الطالقاني عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي عن محمد بن سهل عن الخضر بن أبي فاطمة عن وهيب بنا نافع عن كادح عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن آبائه عن علي عليهم السلام في قوله الله عز وجل سلام على آل يس قال يس محمد - صلى الله عليه وسلم -. (يه) 740ـ وعن أبي عبد الله بن الحسن المؤدي عن أحمد بن علي الأصبهاني عن محمد بن أبي عمرو النهدي عن أبيه عن محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن أبي عباس في قوله عز وجل سلام على آل يس قال على آل محمد عليهم السلام. (يو) 741ـ وعن الطالقاني عن الجلودي عن محمد بن سهل عن إبراهيم بن معمر عن عبد الله بن داهر الأحمري عن أبيه عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن أبي عبد الرحمن السلمي إلى آخر ما مر عن تفسير الماهيار. (يز) 742ـ وفي (العيون) عن علي بن الحسين بن شاذويه المؤدي وجعفر بن محمد بن مسرور (- رضي الله عنه -) قالا حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت في حديث مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون والعلماء وذكره (ع) الآيات الدالة على الاصطفاء إلى أن قال قال المأمون فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن؟ فقال (ع) نعم أخبروني عن قول الله يس قال العلماء يس محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن عليه السلام الله أعطى محمداً وآل محمد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقل وذلك أن الله لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء عليهم السلام فقال تبارك وتعالى سلام على نوح في العالمين وسلام على إبراهيم وقال سلام على موسى وهارون ولم يقل سلام

على آل نوح ولا على آل موسى ولا على آل إبراهيم وقال سلام على آل يس يعني آل محمد عليهم السلام. (يح) 743ـ أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج في خبر الزنديق المكر إليه الإشارة قال أمير المؤمنين عليه السلام قوله سلام على آل يس إن الله سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الاسم حيث قال يس (- صلى الله عليه وسلم -) والقرآن الحكيم لعلمه أنهم يسقطون سلام على آل محمد كما أسقطوا غيره. (يط) 744ـ الصدوق عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عن أبي محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الباقي عن أبيه عن علي بن الحسن بن عبد الغني المغاني عن عبد الرزاق عن مندل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز وجل سلام على آل يس قال السلام من رب العالمين على محمد وآله - صلى الله عليه وسلم - والسلامة لمن تولاهم في القيامة. (ك) 745ـ وعن محمد بن إبراهيم بن إسحاق عن عبد العزيز بن يحيى عن الحسين بن معاذ عن سليمان بن داؤد عن الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك في قوله عز وجل سلام على آل يس قال يس اسم محمد - صلى الله عليه وسلم -. (كا) 746ـ الطبرسي في جوامعه عن ابن عباس آل يس آل محمد أو يس اسم من أسمائه (- صلى الله عليه وسلم -). (كب) 747ـ محمد بن الحسن الشيباني في (نهج البيان) قال وجاء في أخبارنا عن أئمتنا عليهم السلام أن آل يس آل محمد (- صلى الله عليه وسلم -) وروي ذلك عن ابن عباس رحمه الله أيضاً. (كج) 748ـ الطبرسي قرأ ابن عامر ونافع ورويس عن يعقوب آل يس بفتح الألف وكسر اللام المقطوعة من يس إلى أن قال أبو علي من قرآ آل يس فحجته أنها في المصحف مفصولة من يس وفي فصلها دلالة على أن آل هو الذي

تصغيره أهيل إلى أن قال قال ابن عباس آل يس آل محمد عليهم السلام انتهى. قال العلامة في (كشف الحق) في قوله تعالى سلام على آل يس عن ابن عباس هم آل محمد (- صلى الله عليه وسلم -) وقال الناصبي إن صح هذا وآل يس آل محمد وعلي عليه السلام منهم والسلام عليهم ولكن أين هو دليل المدعي وقال السيد الشهيد في رده قد خص الله تعالى في آيات متفرقة في هذه السورة عدة من الأنبياء بالسلام فقال سلام على نوح في العالمين سلام على إبراهيم سلام على موسى وهارون ثم قال سلام على آل يس ثم ختم السورة بقوله سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ومن البين أن السلام عليهم في أثناء السلام على الأنبياء والمرسلين دلالة صريحة على كونهم في درجة الأنبياء والمرسلين ومن هو في درجتهم لا يكون إلا إماماً معصوماً ولا أقل من كونه نصاً في الأفضلية ويؤيد ذلك ما نقله ابن حجر في صواعقه عن فخر الدين الرازي أنه قال أن أهل بيته يساوون في خمسة أشيءا في السلام قال السملا عليك أيها النبي وقال سلام على آل يس انتهى ثم أن الرازي ومن تبعه أردوا إطفاء نور الله تعالى وزادا في طنبور خرافاتهم نغمة أخرى فذكروا في وجه تلك القراءة المنسوبة إلى ثلاثة من السبعة أن ياسين أبا إلياس فإلياس آل يس والسلام عليه وجعله الرازي أقرب واحتملوا أيضاً أن المراد منه القرآن أو غيره من الكتب أو محمد - صلى الله عليه وسلم - ويكذبهم تصريح أهل الكتاب بأن إلياس ابن العاذر بن هارون ويعبر عنه في التوراة كثيراً بلفظ بيخاس وما في (مجمع البيان) عن ابن عباس ومحمد بن إسحاق وغيرهما أنه ابن يستر بن فخاص بن الغيراد بن هارون لا يلائم قصصه وأحواله وكونه على خيمة المجمع في عسكر موسى (ع) وكونه ابن عم اليسع النبي صلى الله عليهم أجمعين كما لا يخفى على من سير أحوالهم. (كد) 749ـ السياري عن محمد بن علي عن عمر بن عثمان عمن حدثه عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون.

سورة زمر

(كه) 750ـ الطبرسي قرأ جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ويزيدون. صورة ص~ (ألف) 751ـ السياري عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي خالد بن أبي عبد الله عليه السلام عطاؤنا فأمسك أو أعط بغير حساب. (ب) 752ـ وعن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن عبد الرحمن القصير قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقرأ هذا عطاؤنا فامسك أو أعط بغير حساب. (ج) 753ـ الصفار في الخبر والثامن من (البصائر) عن الحسن بن علي عن عيسى بن هشام عن عبد الصمد بن بشير عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال (ع) في آخره هذا عطاؤنا فأمسك أو أعطه بغير حساب وهكذا هي في قراءة علي عليه السلام. (د) 754ـ وعن الحسن بن علي بن عبد الله عن عيسى بن هشام عن سليمان عنه (ع) مثله. (هـ‍) 755ـ السياري عن محمد بن إسماعيل عن يونس عن فضيل الأعور عن أبي عبيدة الحارثي عن أبي عبد الله عليه السلام قوله تعالى هذا عطاؤنا فامنن أو أعطه بغير حساب قلت أو أعطه قال نعم. (و) 756ـ قال وحدثني غير واحد عن أبي عبد الله عليه السلام مثله وتقدمت الإشارة إلى وجه الاختلاف في تلك الأخبار. (ز) 757ـ وعن البرقي عن أبيه عن سدير عن أبي عبد الله (ع) قال هو بناء عظيم في صدور الذين أوتوا العلم أنتم عنه معرضون. سورة زمر (ألف) 758ـ محمد بن العباس عن محمد بن علي عن عمر بن سليمان

عن أبي بصير عن عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً فقال إن الله يغفر لكم جميعاً الذنوب قال فقلت ليس هكذا نقرأه فقال يا أبا محمد فإذا غفر الذنوب جميعاً فلمن يعذب والله ما غنى عباده غيرنا وغير شيعتنا وما نزلت إلا هكذا إن الله يغفر لكم جميعاً الذنوب. (ب) 759ـ السياري عن محمد بن علي مثله قلت وهذه الآية نظير ما يأتي في سورة الرحمن من سقوط منكم من قوله تعالى فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان. (ج) 760ـ وعن بعض أصحابه أسنده في قوله عز وجل واضرب لهم مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سالماً لرجل قال أمير المؤمنين عليه السلام سالماً لوليه. الخبر. (د) 761ـ الطبرسي قرأ ابن كثير وأهل البصرة غير سهل سالماً وقال قال أبو علي يقوي قراءة من قرأ سالماً قوله فيه شركاء متشاكسون فكما أن الشريك عبادة عن اسم العين وليس باسم حدث فكذلك الذي بإزاءه ينبغي أن يكون فاعلاً ولا يكون اسم حدث. (هـ‍) 762ـ محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن عمرو بن محد بن يزكى عن محمد بن الفضل عن محمد بن شعيب عن محمد بن قيس عن المنذر الثوري عن محمد بن الحنفية عن أبيه (ع) في قول الله عز وجل ورجلاً سالماً لرجل أنا ذلك الرجل السالم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (و) 763ـ وعن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن حمران قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله عز وجل وضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكون ورجلاً سالماً هو علي عليه السلام لرجل هو النبي (- صلى الله عليه وسلم -). الخبر.

سورة مؤمن

(ز) 764ـ وعن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن سالم عن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن مصقلة القمي عن بكير بن الفضيل عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل ورجلاً سالماً لرجل قال الرجل السالم لرجل علي عليه السلام وشيعته. (ح) 765ـ تفسير البرهان للسيد المحدث التوبلي عن ابن شهر آشوب والطبرسي بالإسناد عن أبي خالد عن الباقر عليه السلام قال الرجل السالم علي عليه السلام حقاً وشيعته. (ط) 766ـ وعن حسن بن زيد عن آباءه عليهم السلام ورجلاً سالماً لرجل هذا مثلنا أهل البيت. سورة مؤمن (ألف) 767ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن منصور عن إبراهيم بن عبد الحميد عن وليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام ذلك بأنه إذا دعى الله وحده وأهل الولاية كفرتم. (ب) 768ـ السياري عن علي بن أسباط مثله قال الفاضل الطبرسي هكذا في جميع النسخ وفي القرآن لذكم على خطاب الجمع أي ذلكم الذي أنتم فيه من العذاب بسبب أنه إذا دعى الله وحده وأهل الولاية كفرتم بالتوحيد والولاية وأنكرتموها وحمله بعض المفسرين على سهو النساخ وقال عطف أهل الولاية أما بيان على حد ما تقدمه فالمجاز إما عقلي أو لغوي وإما تقديري من قبيل من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وأراد بالمتقدم الخبر الآتي. (ج) 769ـ محمد بن العباس عن البرقي عن عثمان بن أذينة عن زيد بن الحسن قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فقال فأجابهم الله تعالى ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده وأهل الولاية كفرتم. الخبر.

سورة السجدة

(د) 770ـ السياري عن ابن أذينة عن زيد مثله هذا ولكن روى علين بن إبراهيم في تفسيره بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى إذا دعي الله وحده الآية يقول إذا ذكر الله وحده بولاية من أمر بولايته كفرتم. الخبر وظاهره كون ما ذكر تأويلاً لا تنزيلاً والله العالم. (هـ‍) 771ـ تفسير البرهان عن ابن شهر آشوب عن ابن فياض في (شرح الأخبار) عن أبي أيوب الأنصاري قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لقد صلت الملائكة عليّ وعلى علي بن أبي طالب عليه السلام سبع سنين وذلك أنه لم يؤمن بي ذكر قبله وذلك قوله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون لمن في الأرض. سورة السجدة (ألف) 772ـ محمد بن العباس عن علي بن محمد بن مخلد الدهان عن الحسن بن علي بن أحمد العلوي قال بلغني عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لداؤد البرقي أيكم ينال السماء فوالله إن ارواحنا وأرواح النبيين لتناول العرش كل ليلة جمعة يا داؤد قرأ أبي محمد بن علي عليهما السلام حم السجدة حتى بلغ فهم لا يسمعون ثم قال نزل جبرائيل (ع) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن الإمام بعده علي عليه السلام ثم قال حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون حتى بلغ فأعرض أكثرهم عن ولاية علي فهم لا يسمعون. (ب) 773ـ فرات بن إبراهيم عن علي بن محمد الجعفي عن الحسن بن علي بن أحمد العلوي مثله. (ج) 774ـ وعن علي بن أسباط عن علي بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال قال الله عز وجل فلنذيقن

سورة حمعسق

الذين كفروا بتركهم ولاية علي بن أبي طالب عذاباً شديداً في الدنيا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون. (د) 775ـ السياري عن ابن أسباط عن علي مثله. (هـ‍) 776ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى فلنذيقن الذين كفروا بتركهم ولاية علي بن أبي طالب عذاباً شديداً الآية. (و) 777ـ العياشي عن جابر قال قلت لمحمد بن علي عليهما السلام قول الله في كتابه الذين آمنوا ثم كفروا قال هما والثالث والرابع وعبد الرحمن وطلحة وكانوا سبعة عشر رجلاً قال لما توجه النبي - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر رحمة الله إلى أهل مكة قالوا بعث هذا الصبي ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكة وفي مكة صناديدها وكانوا يسمون علياً الصبي لأنه كان اسمه في كتاب الله الصبي لقول الله تعالى من أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وهو صبي وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين. سورة حمعسق (ألف) 778ـ السياري عن عبد الأصم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل والملائكة حول العرش يسبحون بحمد ربهم ولا يفترون ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين قلت ما هذا جعلت فداك قال هذا القرآن كما أنزل على محمد بخط علي صوات الله عليهم واملجوس وعبدة الأوثان افترى أن حملة العرش يشتغفرون لها. (ب) 779ـ الطبرسي في (الجوامع) عن الصادق عليه السلام ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين. (ج) 780ـ علي بن إبراهيم ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون لآل

محمد حقهم مالهم من ولي ولا نصير. (د) 781ـ سعد بن عبد الله في بصائره كما نقله حسن بن سليمان الحلي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الحارثي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله عز وجل قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وقد وصيناك بما وصينا به آدم ونوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى والنبيين من قبلك أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه من تولية علي بن أبي طالب. الخبر. (هـ‍) 782ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام في قوله عز وجل كبر على المشركين ما تدعوهم إليه يا محمد من ولاية علي هذا في الكتاب المخطوطة. (و) 783ـ السياري عن محمد بن سنان مثله. (ز) 784ـ علي بن إبراهيم ثم قال ترى الظالمين لآل محمد حقهم مشفقين مما كسبوا قال قال خائفون مما اركتبوا. (ح) 785ـ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السباري عن محمد بن خالد عن محمد بن علي بن صوفي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) أنه قرأ وترى ظالمي آل محمد حقهم لما رأوا العذاب وعلي عليه السلام هو العذاب. الخبر. (ط) 786ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل مثله سواء. (ى) 787ـ علي بن إبراهيم قوله تعالى وترى الظالمين لآل محمد حقهم لما رأوا العذاب يقولون إلى مرد من سبيل أي إلى الدنيا. (يا) 788ـ وعن جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد

سورة زخرف

بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول ولمن انتصر بعد ظلمه إلى أن قال ثم قال وترى الظالمين لآل محمد حقهم لما رأوا العذاب إلى أن قال خاشعين من الذل لعلي ينظرون إلى علي من طرف خفي. (يب) 789ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن مسلم عن أيوب البزاز عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام خاشعين من الذل لعلي ينظرون إليه من طرف خفي. (يج) 790ـ السياري بالإسناد إلا أن الظالمين آل محمد في عذاب مقيم. (يد) 791ـ علي بن إبراهيم بالإسناد المتقدم عن الباقر عليه السلام مثله. سورة زخرف (ألف) 792ـ السياري عن الحسن بن سيف عن أخيه عن أبي القاسم عن أبي عبد الله عليه السلام لولا أن يكون الناس أمة واحدة كفاراً لجعلنا لمن يكفر بالرحمن ثم قال والله لو فعل الله عز وجل لفعلوا. (ب) 793ـ علي بن إبراهيم عن جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال نزلت هاتان الآيتان هكذا قول الله حتى إذا جاء أنا يعني فلاناً وفلاناً يقول أحدهما لصاحبه حين يراه يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين فقال الله لنبيه (- صلى الله عليه وسلم -) قل لفلان وفلان وأتباعهم ولن ينفعكم اليوم إذا ظلمتم آل محمد حقهم إنكم في العذاب مشتركون. (ج) 794ـ السياري عن محمد بن علي عن ابن أسلم عن أيوب البزاز عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم إنكم في العذاب مشتركون. (د) 795ـ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد

السياري عن محمد بن خالد البرقي عن ابن أسلم عن أيوب البزاز عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال ولن ينفعكم وذكر مثله. (هـ‍) 796ـ الطبرسي قرأ أهل العراق غير أبي بكر حتى إذا جاءنا علي الواحد والباقون جاء انا على الاثنين. (و) 797ـ الطبرسي روى جابر بن عبد الله قال إني لأدناهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع بمنى حتى قال لألفينكم ترجعون بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض وأيم الله لئن فعلتموها لاتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت إلى خلفه ثم قال أو على ثلاث مرات فرأينا جبرائيل (ع) غمزه فأنزل الله على أثر ذلك فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون بعلي بن أبي طالب. (ز) 798ـ محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن محمد بن الربيع قال قرأت على يوسف الأزرق حتى انتهيت في الزخرف فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون فقال يا محمد أمسك فأمسكت فقال يوسف قرأت على الأمش فلما انتهيت إلى هذه الآية قال يا يوسف أتدري فيمن أنزلت؟ قلت الله أعلم قال نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام فإنا نذهبن بك فإنا بعلي منتقمون محيت والله من القرآن واختلست والله من القرآن. (ح) 799ـ الشيخ في أماليه بإسناده عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال إني لأدناهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فقال لأعرفنكم ترجعون إلى آخر ما رواه الطبرسي. (ط) 800ـ علي بن إبراهيم قال حدثني أبي عن وكيع عن الأعمش عن سلمة بن كفيل عن أبي صادق عن أبي الأغر عن سلمان الفارسي ره قال بينا رسل الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في أصحابه إذ قال أنه يدخلكم الساعة تشبيه عيسى بن مريم فخرج بعض من كان جالساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

سورة الدخان

ليكون هو الداخل فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال الرجل لبعض أصحابه أما رضي محمد (- صلى الله عليه وسلم -) أن فضل علياً علينا حتى يشبهه بعيسى بن مريم والله لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية لأفضل منه فأنزل الله في ذلك المجلس ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك جدلاً بل هم قوم خصمون إن علي إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل فمحى اسمه وكشط من هذا الموضع. (ى) 801ـ الشيباني في أول تفسيره الموسوم ب‍ (نهج البيان) في أمثلة ما في القرآن خلاف ما أنزل وقال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام نزلت هذه الآية هكذا قوله عز وجل ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون. (يا) 802ـ محمد بن العباس عن محمد بن مخلد الدهان عن علي بن أحمد العريضي بالرقة عن إبراهيم بن علي بن جناح عن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر عن أبيه عن آباءه عليهم السلام أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى علي عليه السلام وهو مقبل فقال أما إن فيك لشبهاً من عيسى بن مريم إلى أن قال فأنزل الله جل اسمه ولما ضرب بن مريم إلى قوله ولو نشاء لجعلنا من بني هاشم ملائكة في الأرض يخلفون قال فقلت لأبي عبد الله عليه السلام ليس في القرآن بني هاشم قال محيت والله فيما محي ولقد قال عمرو بن العاس على منبر مصر محي من كتاب الله ألف حرف وحرف منه ألف حرف. الخبر. تقدم في الأخبار العامة. (يب) 803ـ السياري عن سهل بن زياد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام فمنها ما تشتهيه الأنفس. (يج) 804ـ الطبرسي قرأ ابن مسعود والأعمش وييى يا مال وروي ذلك عن علي عليه السلام. سورة الدخان (ألف) 805ـ السياري عن أحمد بن محمد وابن فضال وأبي شعيب عن

سورة الجاثية

أبي جميلة عن أبي عبد الله (- صلى الله عليه وسلم -) أنه قرأ كم تركوا من جنات ونعيم. (ب) 806ـ وعن جعفر بن محمد عن عبد الله بن منصور عن أبي عبد الله أنه قال في قوله تعالى ذق إنك أنت الضعيف اللئيم. سورة الجاثية (ألف) 807ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن همام عن جعفر محمد الغزاري عن الحسن بن علي اللؤلؤي عن الحسن بن أيوب عن سليمان بن صالح عن رجل عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق قال إن الكتاب لم ينطق ولن ينطق ولكن رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) هو الناطق بالكتاب قال الله تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق فقلت إنا لا نقرأها هكذا فقال هكذا والله نزل بها جبرائيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكنه مما حرف من كتاب الله. (ب) 808ـ السياري عن البرقي عن محمد بن سليمان عمن رواه أبي بصير مثله. (ج) 809ـ عن الكليني في (الروضة) عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي البصري عن أبيه عن أبي بصير عن عبد الله (ع) مثله قال العلامة المجلسي في المجلد الثاني عشر من (مرآة العقول) الظاهر أنه (ع) قرأ ينطق على البناء للمفعول وكان يقرأ بعض مشايخنا رضوان الله عليهم عليكم بتشديد الياء المضمومة والأول أظهر وأغرب بعض المفسرين فقال بعد الاحتمال الأول الذي ذكره في (البحار) أيضاً ما لفظه ويحتمل أيضاً أن يراد الكتاب المذكور في الآية هو محمد وآله الناطقون بصحائف الأعمال بل ذواتهم صحائف الأعمال لأنهم عالمون بما كان وما يكون فالكتاب في الخبر غير الكتاب في الولاية ويجوز اتحادهما ومعنى الخبر أن نسبة النطق إلى كتاب مجاز وفي الحقيقة أن الناطق به هو محمد وأهل بيته عليهم الصلاة انتهى فإن ما ذكره صحيح في نفسه لا ربط له بمضمون الخبر. وقال الكاشاني في (الوافي) بعد ذكر رواية الكليني يعني أن ينطق في الآية

سورة الأحقاف

على البناء للمجهول ويقال إنه هكذا في قرآن علي (ع) قلت وفي بعض النسخ الصحيحة المقروءة على المشايخ هذا كتابنا على وزن عمال جمع كاتب والله العالم. سورة الأحقاف (ألف) 810ـ الطبرسي قرأ علي عليه السلام وأبو عبد الرحمن السلمي وأثرة بسكون الثاء من غير ألف. (ب) 811ـ الشيخ شرف الدين النجفي في (تأويل الآيات) قال روي مرفوعاً عن محمد بن خالد البرقي عن أحمد بن النضر عن أبي مريم عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا نزلت على رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم يعني في حروبه قال قريش فعلى ما نتبعه وهو لا يدري ما يفعل به ولا بنا فأنزل الله إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً وقال قوله إن أتبع إلا ما يوحى إلي في علي هكذا نزلت. (ج) 812ـ السياري مثله في خبر طويل. (د) 813ـ الطبرسي وروي عن علي عليه السلام وأبي عبد الرحمن السلمي حسناً بفتح الحاء والسين. سورة محمد (ألف) 814ـ علي بن إبراهيم عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد بإسناده إلى إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله (ع) والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد في علي وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وألح بالهم هكذا نزلت. (ب) 815ـ السياري عن إسحاق بن إسماعيل بن الصادق عليه السلام مثله. (ج) 816ـ علي بن إبراهيم عن جعفر بن ممد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر

عليه السلام قال نزل جبرئيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية هكذا ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي فأحبط أعمالهم. (د) 817ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثله. (هـ‍) 818ـ محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن ابن الفضيل عن أبي حمزة مثله. (و) 819ـ الطبرسي قال أبو جعفر عليه السلام كرهوا ما أنزل الله في حق علي. (ز) 820ـ الطبرسي قرأ علي عليه السلام وابن عباس أمثال الجنة على الجمع. (ح) 821ـ السياري عن إسحاق بن عمار قال قرأ أبو عبد الله عليه السلام أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم فاتبعوا أهوائهم. (ط) 822ـ وعن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال قرأ أبو عبد الله عليه السلام فهل عسيتم إن توليتم فسلطتم وملكتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. (ى) 823ـ الطبرسي روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهل عسيتم إن وليتم وعن علي عليه السلام إن توليتم. (يا) 824ـ السياري عن البرقي عن محمد بن علي عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة وعبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام قال تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهل عسيتم إن توليتم وتسلطتم وملكتم. (يب) 825ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل قال سمعت أبا الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السلام سألوا افلا يتدبرون القرآن فيقضوا

سورة الفتح

ما عليهم من الحق. (يج) 826ـ الطبرسي عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام أفلا يتدبرون القرآن فيقضوا ما عليهم من الحق. (يد) 827ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن عن مشائخه قال روي عن أبي السن الأول (ع) أنه قرأ أفلا يتدبرون القرآن فيقضوا ما عليهم من الحق أم على قلوب أقفالها. (يه) 828ـ في (بشارة المصطفى) و (تحفة العقول) وبعض نسخ (نهج) في وصيته أمير المؤمنين (ع) لكميل وقد مر في الدليل الحادي عشر سندها قال (ع) يا كميل احفظ قول الله عز وجل الشيطان سول لهم وأملى والمسؤول الشيطان والمملي الله تعالى الخبر والقراءة المعروفة وأملي لهم أي الشيطان كما صرح به المفسرون. (يو) 829ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلي بن محمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له قوله تعالى ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الأمر قال نزلت والله فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرائيل على محمد (- صلى الله عليه وسلم -) ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله في علي سنطيعكم في بعض الأمر. الخبر. (يز) 830ـ الطبرسي قرأ أبو جعفر الباقر عليه السلام ليبلونكم وما بعده بالياء. (يج) 831ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن ابن سالم عن أبي عبد الله (ع) وليبلونكم حتى يعلم بالياء. سورة الفتح (ألف) 832ـ روى السياري عن الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى ليغفر لك الله أن المراد أنه حمل ذنوب شيعته قال ويقال إنها زيد من كتاب

سورة الحجر

الله عز وجل وروي عن زياد أنه قال أنا زدتها في كتاب الله فقال السامع فأنا بريء مما زدت قلت الخبر مخالف لأخبار كثيرة ولو صح لوجب حمله على زيادة حرف أو أكثر لئلا ينافي الإجماع الذي تقدم في المقدمة وقد مر له نظائر فراجع. سورة الحجر (ألف) 833ـ الطبرسي عن الباقر عليه السلام فتثبتوا بالثاء والباء. (ب) 834ـ السياري عن البرقي عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال عمدوا إلى آية من كتاب الله فادرسوها إن الذين ينادونك من وراء الحجرات بنو تميم أكثرهم لا يعقلون. (ج) 835ـ وعن ابن أصحابه يرويه عن بي عبد الله (ع) مثل حديث البرقي من بني تميم وقيل لأبي عبد الله عليه السلام أن أكثر القضاة منهم فقال لأن الأمر موكوس. (د) 836ـ علي بن إبراهيم في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا الآية نزلت في وفد بني تميم كانوا إذا قدموا رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) وقفوا على باب الحجرة فنادوا يا رسول الله اخرج إلينا فكان إذا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدموه في المشي وكانوا إذا كلموه رفعوا اصواتهم فوق صوته يقولون يا محمد يا محمد ما تقول في كذا وكذا كما يكلمون بعضهم بعضاً فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليهم يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إلى قوله تعالى إن الذين ينادونك من وراء الحجرات بنو تميم أكثرهم لا يعقلون وقال الشيخ الطوسي في (التبيان) وفي قراءة ابن مسعود وأكثرهم بنو تميم لا يعقلون. سورة ق (ألف) 837ـ علي بن إبراهيم قال قال نزلت وجاءت سكرة الحق بالموت. (ب) 838ـ الطبرسي في (الشواذ) قراءة أبي بكر عند خروج نفسه وجاءت

سورة الذاريات

سكرة الحق بالموت وهي قراءة سعيد بن جبير وطلحة ورواه أصحابنا عن أئمة الهدى. (ج) 839ـ الشيخ الطوسي في (التبيان) قال وقوله وجاءت سكرة الموت بالحق قيل في معناه قولان أحدهما جاءت السكرة بالحق من أمر الآخرة حتى عرفه صاحبه واضطر إليه والآخر جاءت سكرة الحق بالموت وهي قراءة أهل البيت (ع). (د) 840ـ سعد بن عبد الله في كتاب (ناسخ القرآن) قال قرأ الصادق عليه السلام وجاءت سكرة الحق بالموت. (هـ‍) 841ـ فرات بن إبراهيم عن جعفر بن محمد الأزدي معنعناً عن الحسين بن راشد قال قال لي شريك القاضي أيام المهدي أتريد أن أحدثك بحديث أتبرك به على أن تجعل الله عليك أن لا تحدث به حتى أموت قال قلت أنت آمن فحدث بما شئت قال كنت على باب الأعمش وعليه جاعة من أصحاب الحديث قال ففتح الأعمش الباب فنظر إليهم ثم رجع وأغلق الباب فانصرفوا وبقيت أنا فخرج فرآني فقال أنت هنا لو علمت لأدخلتك أو لأخرجت إليك قال ثم قال أتدري ما كان ترددي في الدهليز هذا اليوم قلت لا قال إني ذكرت آية في كتاب الله قلت ما هي؟ قال قول الله تعالى يا محمد يا علي القيا في جهنم كل كفار عنيد قال قلت وهكذا نزلت قال أي والذي بعث محمداً بالنبوة لهكذا نزلت. سورة الذاريات (ألف) 842ـ السياري عن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة في قوله تعالى إنما توعدون لصادق في علي هكذا نزلت. (ب) 843ـ الشيخ شرف الدين النجفي قال روي بإسناد متصل إلى محمد

سورة الطور

بن خالد البرقي عن سيف بن عميره عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال قوله تعالى إنما توعدون لصادق في علي هذا نزلت. سورة الطور (ألف) 844ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) في قول الله عز وجل وإن للذين ظلموا آل محمد حقهم عذاباً دون ذلك. (ب) 845ـ وعن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي جعفر (ع) مثله. (ج) 846ـ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة ما يقرب منه. (د) 847ـ علي بن إبراهيم وقوله تعالى وإن للذين ظلموا آل محمد حقهم عذاباً دون ذلك قال قال عذاب الرجعة بالسيف. (هـ‍) 848ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال قال أبو جعفر عليه السلام نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا فإن للظالمين آل محمد حقهم عذاباً دون ذلك ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعني عذاباً في الرجعة. سورة النجم (ألف) 849ـ السياري عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل ثم دنى فتدلى فقال يا حبيب لا تقرأها هكذا إنما هو ثم دنا فتدانا. (ب) 850ـ الصدوق في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر عليه السلام وذكر مثله وزاد فكان قاب قوسين في القرب أو أدنى.

سورة الرحمن

(ج) 851ـ علي بن إبراهيم قال إنما نزلت هذه ثم دنا فتدانا. (د) 852ـ السياري عن سهل بن زياد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ليس لها من دون الله كاشفة والذين كفروا سيئاتهم الغاشية. سورة الرحمن (ألف) 853ـ الطبرسي روى عن الرضا عليه السلام أنه قال فيومئذ لا يسئل عن ذنبه منكم إنس ولا جان. (ب) 854ـ علي بن إبراهيم قال وقوله فيومئذ لا يسئل عن ذنبه قال منكم يعني من الشيعة قلت وتقدم في الدليل السابع ما يدل على سقوط كلمة منكم بطرق عديدة وفي بعضها أنه لو لم يكن فيها منكم لسقط عقاب الله عن خلقه إذ لم يسئل عن ذنبه إنس ولا جان فلمن يعاقب إذاً يوم القيامة وقد حاول أهل التفسير الذين استبدوا برأيهم في دفع الإشكال تارة بتخصيص نفي المسألة بوقت دون وقت وأخرى بحمل النفي على نفي الاستفهام وإن سألوا سؤال توبيخ وتقريع وأخرى بالسؤال عن كونهم من أي الحزبين حزبي الجنة والنار لأن كلاً منهم معروف بسمات فالأولون بيض الوجوه والآخرون سود الوجوه وأنت خبير بأن ما لا يستند إلى المعصوم في حكم المعدوم. (ج) 855ـ عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد عن محمد بن عيسى قال حدثني إبراهيم بن عبد الحميد في سنة ثمان وتسعين ومائة في المسجد الحرام قال دخلت على أبي عبد الله (ع) فأخرج إلي مصحفاً ففتحت فوقع بصري على موضع منه فإذا فيه مكتوب هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان فاصليا فيها لا تموتان ولا تحييان يعني الأولين. (د) 856ـ محمد بن الحسين الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن سليمان الديلمي أو عن سليمان عن معاوية الدهني عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام فقال يا معاوية

ما يقولون في هذا قلت يزعمون أن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمون بسيماهم في القيامة فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم فيلقون في النار فقال لي وكيف يحتاج تبارك وتعالى إلى معرفة خلق إنشاءهم وهو خلقهم فقلت جعلت فداك وما ذاك قال ذلك لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمره بالكافر فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ثم تخبط بالسيف خبطاً وقرأ أبو عبد الله عليه السلام هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان تصليانها لا تموتان ولا تحييان. (هـ‍) 857ـ علي بن إبراهيم وقرأ أبو عبد الله (ع) هذه جهنم التي بها تكذبان تصليانها ولا تموتان ولا تحييان. (و) 858ـ الطبرسي وروي عن أبي عبد الله عليه السلام هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان أصلياها فلا تموتان فيها ولا تحييان. (ز) 859ـ السياري عن البرقي عن النضر عن عاصم قال قال أبو عبد الله عليه السلام نزلت هذه الآية هكذا هذه جهنم الخ. (ح) 860ـ وعن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن عبد الحميد قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخرج إليه مصحفاً فإذا فيه مكتوب إلى آخر ما مر عن قرب الإسناد. (ط) 861ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) مما رواه عن مشايخه قال وقرأ الصادق عليه السلام هذه جهنم التي كنتم بها تكذبان اصلياها فلا تموتان فيها ولا تحييان. (ى) 862ـ وعن داؤد بن إسحاق عن جعفر بن فرط عن أبي عبد الله (ع) وخلف بن حماد عن المغيرة بن بوية يرفعه إلى أبي عبد الله في قوله عز وجل والسماء رفعها وخفض الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا اللسان. (يا) 863ـ الطبرسي ره قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - والجحدري ومالك بن دينار والحسن رفارف وعباقري.

سورة الواقعة

سورة الواقعة (ألف) 864ـ السياري عن البرقي عن علي بن النعمان عن داؤد بن الفرقد عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام وطلح منضود قال لا بل طلع منضود. (ب) 865ـ الطبرسي وروت العامة عن علي عليه السلام أنه قرأ عنده رجل وطلح منضود فقال ما شأن الطلح إنما هو وطلع كقوله تعالى ونخل طلعها هضيم فقيل له ألا تغيره فقال (ع) إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرك ورواه عنه (ع) ابنه الحسن عليه السلام وقيس بن سعد ورواه أصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد الله (ع) وطلح منضود قال وطلع منضود. (ج) 866ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال قرأ رجل عليه أي الصادق (ع) وطلح منضود فقال لا وطلع منضود. (د) 867ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن أحمد عن أحمد بن ثابت عن الحسن بن محمد بن سماعة وأحمد بن الحسن الفراز جميعاً عن صالح بن خالد عن ثابت بن شريح عن أبان بن تغلب عن عبد الأعلى التغلبي ولا أراني إلا وقد سمعته عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السلمي أن علياً عليه السلام قرأ بهم الواقعة وتجعلون شكركم أنكم تكذبون فلما انصرف قال إني قد عرفت أنه سيقول قائل لمن قرأ هكذا إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأها كذلك وكانوا إذا مطروا قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله تعالى وتجعلون شكركم أنكم تكذبون. (هـ‍) 868ـ وعن علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى وتجعلن رزقكم أنكم تكذبون قال بل هي وتجعلون شكركم. (و) 869ـ الطبرسي وقرأ علي عليه السلام وعن ابن عباس ورويت عن

سورة الحديد

النبي - صلى الله عليه وسلم - وتجعلون شكركم. (ز) 870ـ الشيخ الطوسي في (التبيان) في معنى الآية قال ابن عباس معناه وتجعلون شكركم روى أنه كان يقرأها كذلك. (ح) 871ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال وقرأ الصادق عليه السلام وتجعلون شكركم أنكم تكذبون. (ط) 872ـ السياري عن البرقي عن صفوان عن يعقوب بن شعيب عن إبان بن تغلب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قرأ بنا علي صلوات الله عليه في النحر وتجعلون شكركم إذا مرطتم الآية إلى آخر ما مر عن علي. (ى) 873ـ وعن البرقي عن ابن النعمان عن ابن الفرقد عن ابن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول وتجعلون شكركم إذا مطرتم أنكم تكذبون. (يا) 874ـ وعن سهل بن زياد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال فروح وريحان. (يب) 875ـ الطبرسي قرأ يعقوب فروح بضم الراء وهو قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن عباس وأبي جعفر الباقر عليه السلام. سورة الحديد (ألف) 876ـ السياري عن النضر عن القاسم بن سليمان ومحمد بن علي عن أبي جميلة عن مبشر عن أبي جعفر عليه السلام قال ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في السماء ولا في أنفسكم إلا في كتاب. الحشر (ألف) 877ـ محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن عمير بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن

الصف

سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله في ظلم آل محمد إن الله شديد العقاب لمن ظلمهم. (ب) 878ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن الحسين بن محمد عن ابن أذينة عن إبان مثله. (ج) 879ـ الكليني في (الروضة) عنه مثله. الصف (ألف) 880ـ السياري عن البرقي عن حماد وصفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن عمران بن ميثم عن عبابة الأسدي أنه سمع علياً عليه السلام يقرأ هو الذي أرسل عبده بالهدى ودين الحق الآية. (ب) 881ـ الكليني عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال سألته عن قول الله تعالى يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره قال يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم قلت والله متم نوره قال متم الإمامة لقوله عز وجل آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا وهو النور الإمام (ع) قلت هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره الدين قال ليظهره على الأديان عند قيام القائم عليه السلام لقوله عز وجل والله متم نوره ولو كره الكافرون بولاية علي قلت هذا تنزيل قال أما هذا الحرف فتنزيل وأما غيره فتأويل. الخبر والمراد بهذا الحرف قوله لاية علي عليه السلام وتنزيلها وإن كان ينافي رعاية السجع إلا أنه أعلم بما قال وفي الخبر أبحاث لا يسع المقام ذكرها. الجمعة (ألف) 882ـ الطبرسي قرأ عبد الله بن مسعود فامضوا إلى ذكر الله وروي ذلك عن علي بن أبي طالب (ع) وعمر بن الخطاب وأبي بن كعب وابن عباس

وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام. (ب) 883ـ السياري عن صفوان عن زيد عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام الحرف في الجمعة فامضوا إلى ذكر الله. (ج) 884ـ المفيد في (الاختصاص) كما في (البحار) و (تفسير البرهان) عن جابر الجعفي قال كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر عليه السلام فقرأت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله قال فقال يا جابر كيف قرأت؟ قلت يا أيها الذين الخ قال هذا تحريف يا جابر قال قلت كيف أقرأ جعلني الله فداك؟ قال فقال يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجعة فامضوا إلى ذكر الله هكذا نزلت إلى أن قال وابتغوا فضل الله قال جابر وابتغوا من فضل الله قال هذا تحريف هكذا نزلت وابتغوا فضل الله إلى أن قال (ع) انصرفوا إليها قال قلت انفضوا إليها قال تحريف هكذا نزلت إلى أن قال (ع) خير من اللهو والتجارة للذين اتقوا قال قلت ليس فيها للذين اتقوا قال فقال (ع) بلى هكذا نزلت. (د) 885ـ الطبرسي روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال انصرفوا إليها. (هـ‍) 886ـ علي بن إبراهيم عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب عن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال نزلت وإذا رأوا تجارة أو لهواً انصرفوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين. (و) 887ـ السياري عن محمد بن خالد عن حماد عن حريز عن فضيل عن أبي عبد الله عليه السلام أنه كان يقرأ وإذا رأوا تجارة أو لهواً انصرفوا إليها. (ز) 888ـ وعن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الحراز عن أبي يعقوب عن

المنافقين

أبي عبد الله عليه السلام انصرفوا وقوله تعالى خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا. (ح) 889ـ وعن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام انصرفوا إليها وذروا البيع والتجارة هما وابتغوا فضل الله. (ط) 890ـ وعن سهل بن زياد عمن أخبره عن الرضا عليه السلام أنه قرأ بين يديه وابتغوا فضل الله. (ى) 891ـ الصدوق في (العيون) عن تميم بن عبد الله بن تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن رجاء بن أبي الضحاك في حديث طويل عن الرضا عليه السلام أنه كان يقرأ خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا. (يا) 892ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) إن الصادق عليه السلام قرأ إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله. (يب) 893ـ وفيه أنه (ع) قرأ ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين. المنافقين (ألف) 894ـ السياري عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب ومحسن بن أحمد الكوفي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام سواء عليهم أستغفرت لهم سبعين مرة أم لم تستغفر لهم. (ب) 895ـ وعن البرقي عن يونس عن المفضل عنه (ع) مثله. (ج) 896ـ الكليني عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام في حديث طويل وفيه وأنزل بذلك قرآناً فقال يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إلى قوله إن المنافقين بولاية علي لكاذبون إلى قوله ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا

التغابن

بولاية وصيك إلى قوله ورأيتهم يصدون عن ولاية علي وهم مستكبرون. الخبر وسوقه غير صريح في التحريف وإن لم يكن أبياً من الحمل عليه. التغابن (ألف) 897ـ السياري عن البرقي عن رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله جل ثناءه يا أيها الذين آمنوا إن أزواجكم وأولادك عدو لكم ليس فيها من. (ب) 898ـ وعن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن مسروق بن محمد عنهم (ع) نحوه. (ج) 899ـ وعن محمد بن جمهور بإسناده عن أبي عبد الله (ع) مثله وزاد وقرأ إنما أموالكم وأولادكم فتنة. الطلاق (ألف) 901ـ الطبرسي وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن عباس وأبي بن كعب وجابر بن عبد الله وعلي بن الحسين عليهما السلام وزيد بن علي وجعفر بن محمد عليهما السلام فطلقوهن في قبل عدتهن قلت وتقدم لهذا طرق في طي الأدلة السابقة. التحريم (ألف) 901ـ الطبرسي ره قرأ الكسائي وحده عرف بالتخفيف واختاره أبو بكر بن عياش وهو من الحروف العشرة التي قال إني أدخلتها في قراءة عاصم من قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام حتى استخلصت قراءته يعني قراءة علي عليه السلام وهي قراءة الحسن وأبي عبد الرحمن السلمي وكان إذا قرأ إنسان بالتشديد حصبه. (ب) 902ـ السياري عن البرقي عن النضر بن سويد وصفوان عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقرأ فقد زاغت قلوبكما.

(ج) 903ـ وعن غير واحد من أصحابنا بأسانيدهم عن أبي جعفر عليه السلام مثله. (د) 904ـ وعن محمد بن جمهور بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان مروان يقرأ فقد زاغت قلوبكما فقالت عائشة إنما كان صغوا لم يكن زيغاً فقال لا والله ما نزلت إلا زيغاً ولكنكم بدلتموها فقلت لأبي عبد الله عليه السلام ففيما الحق قال فيما كان يقرأ مروان. (هـ‍) 905ـ وعن البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام إن تتوبا إلى الله بما هممتما من السحر فقد زاغت قلوبكما. (و) 906ـ أصل عاصم بن حميد برواية الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أبي علي محمد بن همام الكاتب عن أبي القاسم حميد بن زياد بن هوارا عن عبيد الله بن أحمد عن مساور وسلمة عن عاصم بن حميد الخياط وبروايته عن أبي القاسم بن جعفر بن محمد بن إبراهيم العلوي عن الشيخ الصالح عبد الله بن أحمد بن نهيك عن مساور وسلمة جميعاً عن عاصم عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول إن تتوبا إلى الله فقد زاغت قلوبكما. (ز) 907ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور أنه روي عن أبي الحسن الأول (ع) قال سمعت يقرأ وإن تظاهر عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين علياً. (ح) 908ـ وفيه قرأ أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام إن تتوبا إلى الله فقد زاغت قلوبكما. (ط) 909ـ الطبرسي في جوامعه عن الكاظم عليه السلام أنه قرأ وإن تظاهروا عليه. (ى) 910ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل قال سمعت

الملك

عبداً صالحاً يعني موسى (ع) يقرأ إن تظاهروا عليه فإن الله مولاه. (يا) 911ـ الطبرسي روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ جاهد الكفار بالمنافقين وقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقاتل منافقاً قط إنما كان يتألفهم. (يب) 912ـ السياري عن علي بن الحكم عن عروة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام وجاهد الكفار والمنافقين قال هل رأيتم أو سمعتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتل منافقاً قط إنما كان يتألفهم فأنزل الله جاهد الكفار بالمنافقين. (يج) 913ـ سعد بن عبد الله عن مشايخه مرسلاً قال قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام جاهدوا الكفار والمنافقين فقال هل رأيتم أو سمعتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتل منافقاً إنما كان يتألفهم وإنما قال الله عز وجل جاهدوا الكفار بالمنافقين. (يد) 914ـ وعن علي بن الحكم عن سيف عن داؤد بن فرقد قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا فقال أبو عبد الله عليه السلام فنفخنا في جيبها من روحنا كذلك تنزيلها. الملك (ألف) 915ـ السياري عن ابن أسباط عن أبي حمزة عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام إن أهلكني الله ومن معي قال هذه الآية مما حرفوا وغيروا وبدلوا فإن الله عز وجل لا يهلك محمداً رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) ولا من كان معه من المؤمنين وهو خير ولد آدم ولكن قال أرأيتم إن أهلككم الله جميعاً ورحمنا فمن يجركم من عذاب أليم.

ن

(ب) 916ـ شرف الدين النجفي في (تأويل الآيات الباهرة) عن علي بن أسباط عن أبي حمزة عن أبي بصير عنه (ع) مثله إلا أن فيه فمن يجير الكافرين. (ج) 917ـ وفيه عن محمد البرقي يرفعه عن عبد الرحمن بن سلام الأشهل قال قيل لأبي عبد الله عليه السلام قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا قال ما أنزلها الله تعالى هكذا وما كان الله ليهلك نبيه (- صلى الله عليه وسلم -) ومن معه ولكن أنزلها قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معكم ونجاني ومن معي فمن يجير الكافرين من عذاب أليم. (د) 918ـ الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن ابن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله في قوله عز وجل فستعلمون من هو في ضلال مبين يا معشر المكذبين حيث أنبأكم رسالة ربي في ولاية علي والأئمة من بعده من هو في ضلال مبين كذا نزلت. (هـ‍) 919ـ السياري بافسناد فستعلمون أنكم في ضلال مبين وساق ما يقرب منه. ن (ألف) 920ـ علي بن إبراهيم قوله تعالى فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون بأيكم تفتنون هكذا نزلت. (ب) 921ـ السياري عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. (ج) 922ـ وعن الأعمش عن أبي عبد الله (ع) مثله وزاد قال كان أمير المؤمنين يقرأ فستبصرون ويبصرون بأيكم تفتنون. (د) 923ـ سعد بن عبد الله عن مشايخه أن الصادق عليه السلام قرأ فستبصر ويبصرون بأيكم تفتنون. (هـ‍) 924ـ الكليني بالسند المتقدم عن أبي عبد الله عليه السلام قال فأنزل

المعارج

الله بذلك قرآناً فقال إن ولاية علي تنزيل من رب العالمي إلى أن قال (ع) ثم عطف القول فقال إن ولاية علي لتذكرة للمتقين العالمين وإنا لنعلم أن منكم مكذبين وإن علياً لحسرة على الكافرين وإن ولايته لحق اليقين فسبح يا محمد باسم ربك العظيم. المعارج (ألف) 925ـ الكليني عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع ثم قال هكذا والله نزل بها جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم -. (ب) 926ـ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن خالد عن محمد بن سلميان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه تلا سأل سائل بعذاب واقع للكافري بولاية علي ثم قال هكذا هي في مصحف فاطمة عليها السلام. (ج) 927ـ وعن محمد البرقي بإسناده إلى محمد بن سليمان مثله وفي آخره ثم قال (ع) هكذا والله نزل بها جبرائيل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهكذا هو مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام. (د) 928ـ السياري عن البرقي عن محمد بن سليمان مثله. (هـ‍) 929ـ الكليني عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال بينا روسل الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن قال (ع) ثم أتى الوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال سال سائل بعذاب واقع للكافرين بلاوية علي ليس له دافع من الله ذي المعارج قال قلت جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا فقال هكذا أنزل الله بها جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم - وهكذا هو والله مثبت

نوح

في مصحف فاطمة عليها السلام. الخبر كذا في النسخ والظاهر سقوط شيء في الآية كما صرح به العلامة المجلسي في (مرآة العقول) ولعله كلمة السابقة بقينة ما رواه في (الأصول) عن محمد بن سليمان كما نقلنا. (و) 930ـ وابن شهر آسوب في المناقب كما في (البحار) وغيره عن أبي بصير عن الصادق (ع) في خبر طويل في قصة حارث وفي آخره فلما أصحر أنزل الله عليه طيراً من السماء في منقاره حصاة مثل العدسة فأنزلها على هامته وخرجت من دبره إلى الأرض ففحص برجله فأنزل الله تعالى على رسوله سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي قال هكذا نزل بها جبرائيل. نوح (ألف) 931ـ السياري عن حماد ع نحريز أنه قرأ اغفر لي ولوالدي آدم وحواء. الجن (ألف) 932ـ السياري عن محمد بن علي عن محمد بن المسلم عن مروان بن مسلم عن بريد العجلي قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله تعالى لنفتنهم فيه قال هذا حرف محرف إنام قال لأسقيناهم ماء غدقاً لأتفنهم فيه. (ب) 933ـ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن مسلم عن بريد العجلي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل وأن لو استقاموا على الطريقة لأستيناهم ماء غدقاً قال لأذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه عن الأئمة عليهم السلام قلت قوله لنفتينهم فيه قال إنما هو لا يفتنهم فيه يعني المنافقين. (ج) 934ـ وعن محمد بن أبي بكر عن محمد بن إسماعيل عن عيسى بن داؤد النجار عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام في قوله عز وجل وأن المساجد لله فلا دعوا مع الله أحداً قال سمعت أبا جعفر بن محمد عليهما السلام

المزمل

يقول هم الأوصياء الأئمة منا واحد فواحد فلا تدعوا إلى غيره فتكونوا كمن دعا مع الله أحداً هكذا نزلت. (د) 935ـ كنز الآيات عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قلت قوله تعالى إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً إلى أن قال فأنزل الله عز وجل قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً قل إني لن يجيرني مع الله إن عصيته أحد لن أجد من دونه ملتحداً إلا بلاغاً من الله ورسالاته في علي قلت هذا تنزيل؟ قال نعم ثم قال توكيداً ومن يعص الله ورسوله في ولاية علي فإن له نار جهنم الآية. (هـ‍) 946ـ الكليني عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عنه (ع) في خبر طويل مثله سواء. المزمل (ألف) 937ـ الكليني بالإسناد عن محمد بن الفضيل قلت فاصبر على ما يقولون قال يقولون فيك واهجرهم هجراً جميلاً وذرني يا محمد والمكذبين وصيك أولي النعمة لقلت إن هذا تنزيل قال نعم. (ب) 938ـ شرف الدين في (كنز الآيات) بالإسناد مثله سواء. المدثر (ألف) 939ـ السياري عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر عن أبي إبراهيم (ع) ولا تمنن تستكثره من الخير هكذا في كتاب علي عليه السلام. القيامة (ألف) 940ـ السياري عن خلف بن حماد عن الجلبي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه بكيده.

الدهر

(ب) 941ـ شرف الدين النجفي عن محمد البرقي عن خلف بن حامد عن الحلبي قا سمعت أبا عبد الله (ع) يقرأ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه أي يكذبه. (ج) 942ـ وفيه وقال بعض أصحابنا عنهم (ع) إن قول الله عز وجل يريد الإنسان ليفجر أمامه قال يريد أن يفجر أمير المؤمنين (ع) يعني بكيده. الدهر (ألف) 943ـ الكليني بالإسناد السابق عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قلت إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً قال بولاية علي تنزيلاً قلت هذا تنزيل؟ قال نعم ذا تأويل كذا في نسخ (الكافي) وفي (تأويل الآيات) للشيخ شرف الدين قال لا تأويل ولم ينقله عن (الكافي) وكذا نقله صاحب تفسير البرهان عن (الكافي) وهو الصواب وعلى ما في النسخ المشهورة فيحتاج إلى تكلف إما بحمل كلام السائل على الإنكار والاستبعاد والإيجاب على تصديقه للإنكار وذا تأويل كلام منقطع عنه يدل على أن تقدير الولاية بحسب التأويل دون التنزيل اللفظى وإما بجعل نعم هو الجواب فيكون تنزيلاً والمنقطع راجع إلى الآية السابقة في تأويل قوله تعالى يوفون بالنذر فراجع. (ب) 944ـ السياري عن محمد بن علي عن أبي حسادة عن محمد بن جعفر عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام إن هذا كان لكم جزاء ما صنعتم. المرسلات (ألف) 945ـ علي بن إبراهيم كأنه جمالات صفر أي سود قال الطبرسي ره قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر جمالة بغير ألف ويعقوب جمالات باللف وضم الجيم روي ذلك عن ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما وقرأ الباقون جمالات بالألف وكسر الجيم. النبأ (ألف) 946ـ الطبرسي ورووا عن علي بن أبي طالب عليه السلام وكذبوا بآياتنا كذاباً خفيفة.

(ب) 947ـ الشيخ الجليل محمد بن إبراهيم النعماني في تفسيره عن ابن عقدة عن جعفر بن أحمد بن يوسف عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن إسماعيل بن جابر عن الصادق عن أمير المؤمنين عليهما السلام في أمثلة الآيات المحرفة قال (ع) ومثله في سورة عم ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابياً فحرفوها فقالوا تراباً وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من مخاطبتي بأبي تراب. (ج) 948ـ البحار عن ابن شهر آشوب في (المناقب) قال رأيت في كتاب الرد على التبديل أن في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام يا ليتني كنت ترابياً. (د) 949ـ الثقة سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه في عداد الآيات المحرفة قال وقوله تعالى في سورة عم يتساءلون ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً إنما هو يا ليتني كنت ترابياً وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنى أمير المؤمنين عليه السلام بأبي تراب قلت روى الصدوق في (العلل والعيون) بطرق عديدة عن الصادق عليه السلام وغيره عن عبد الله بن عباس أنه سئل لم كنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً عليه السلام أبا تراب قال لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده وبه بقاءها وإليه سكونها ولقد سمعت رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) يقول إنها إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله لشيعة علي (ع) من الثواب والزلفى والكرامة قال يا ليتني كنت تراباً أي يا ليتني كنت من شيعة علي عليه السلام وذلك قوله الله عز وجل ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً قال العلامة المجلسي في تاسع بحاره يمكن أن يكون ذكر الآية لبيان وجه آخر لتسمية (ع) بأبي تراب لأن شيعته لكثرة تذللهم له وانقيادهم لأوامره سموا تراباً كما في الآية الكريمة ولكونه صاحبهم وقائدهم ومالك أمورهم سمي أبو تراب ويحتمل أن يكون استشهاد التسمية بأبي تراب أو لأنه وصف به على جهة المدح لا على ما يزعمه النواصب لعنهم الله حيث كانوا يصفونه به استخفافاً

العبس

فالمراد بالآية يا ليتني كنت ترابياً والأب يسقط في النسبة مطرداً وقد يحدث الياء أيضاً كما تقول تميم وقريش لبنيهما علي أنه يحتمل أن يكون في مصحفهم (ع) ترابياً كما في بعض نسخ الرواية يا ليتني كنت ترابياً انتهى والوجه الأخير هو إلا وجه للخبرين ولهذه الكنية وجه آخر ذكر في قوله تعالى أو مسكيناً ذا متربة حيث ورد تفسيره به (ع) من جهة كثرة علمه وأنه كان عنده كالتراب. العبس (ألف) 950ـ السياري عن خلف بن حماد عن عبد الرحمن الحذاء والأعرج عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى أما من استغنى إلى قوله تلهى هذا مما حرف. (ب) 951ـ الطبرسي قرأ أبو جعفر الباقر عليه السلام تصدى بضم التاء وفتح الصاد وتلهى بضم التاء أيضاً. الشمس (ألف) 952ـ علي بن إبراهيم عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أيمن بن محرز عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى وإذا المودة سئلت قال من قتل في مودتنا. (ب) 953ـ الطبرسي روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام وإذا المودة سئلت بفتح الميم والواو وروي ذلك عن ابن عباس أيضاً وهي المودة في القربى وأن قاطعها يسئل بأي ذنب قطعها قال وروي عن ابن عباس أنه قال من قتل في مودتنا وولايتنا. (ج) 954ـ السياري عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام وإذا المودة الآية. (د) 955ـ وعن عبد الله بن القاسم عن أبي الحسن الأزدي عن أبان بن

أبي عياش عن سيم بن قيس عن ابن عباس مثله وقل هو من قتل في مودتنا أهل البيت. (هـ‍) 956ـ وعن منصور بن حازم عن رجل عن أبي عبد الله (ع) قال سألت عن قول الله عز وجل وإذا المودة سئلت قال هي مودتنا وفينا نزلت. (و) 957ـ محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن منصور بن حازم قال قلت له جعلت فداك وإذا المودة سئلت قال هي والله مودتنا. (ز) 958ـ وعن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن يسار عن علي بن جعفر الحضرمي عن جابر الجعفي قال سألت أبا عبد الله عليه لاسلام عن قوله عز وجل وإذا المودة سئلت قال من قتل في مودتنا سئل قاتله عن قتله. (ح) 959ـ وعنه عن محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عبد الحميد عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام مثله. (ط) 960ـ وعن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن عمرو بن ثابت عن علي بن القاسم قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى وإذا الموؤدة قتلت قال شيعة آل محمد عليهم السلام تسأل بأي ذنب قتلت. (ى) 961ـ وعن علي بن جمهور عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت قوله عز وجل وإذا الموؤدة سئلت قال قال الحسين بن علي عليهما السلام. (يا) 962ـ وعن سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم إلى آخر ما هو عن السياري.

(يب) 963ـ فرات بن إبراهيم بإسناده عن محمد بن الحنفية في الآية قال مودتنا. (يج) 964ـ وعن جعفر معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام في الآية قال من قتل في مودتنا. (يد) 965ـ وعن علي بن عمر الزهري معنعناً عن الصادق عليه السلام في الآية قال هم قرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (يه) 966ـ وعن جعفر بن أحمد بن يوسف معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام في الآية قال سئلكم عن المودة التي أنزلت عليكم وصلها مودة ذي القربى بأي ذنب قتلتموهم. (يو) 967ـ وعن جعفر بن محمد الفرازي معنعناً عن أبي عبد الله (ع) في الآية قال ذاك حقنا الواجب على الناس وحبنا الواجب على الخلق قتلوا مودتنا. (يز) 968ـ الكليني عن محمد بن الحسن وغيه عن سهل بن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعاً عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال فقال تعالى قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ثم قال وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت يقول أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها مؤدة ذوي القربى بأي ذنب قتلتموهم. (يج) 969ـ وعن ابن شهر آشوب في (المناقب) مثله. (يط) 970ـ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في (كامل الزيارة) عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله عز وجل وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت قال نزلت في الحسين بن علي عليهما السلام.

(ك) 971ـ الجليل سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال ومثله في إذا الشمس كورت قوله وإذا الموؤدة سئلت ذكرها في باب الآيات المحرفة. قلت: صريح الطبرسي وكثير من نسخ الأخبار وظاهر التفسير والنزول وكون الآية ناظرة إلى آية المودة المفروضة أن القراءة هي المودة بفتح الميم والواو وكذا صرح جماعة ولكن في كثير من النسخ سيقت الكلمة كما في المصحف الشريف ويحتمل قوياً كونه من عدم التفات النساخ وإنسهم بالآية وقال بعض المفسرين بعد ذكر بعض الأخبار المذكورة ما لفظه تخريج القراءة عن المعصومين (ع) إن كان من هذه الأخبار فليست بصريحة في ذلك غاية ما فيها أن المودة معناها المودة في أحد البطون وعليه فالإسناد مجاز عقلاً أو لغة في القتل بمعنى التضييع والبطن الآخر الشيعة وإطلاق المودة عليهم من حيث أنهم قتلوا في سبيل الله فهم أحياء على حد الجارية المدفونة في ظاهر التفسير المنصوص عليها في آية أخرى وهو قوله تعالى أم يدسها في التراب والقتل هنا أيضاً يحتمل التجوز وأما الخبر الخاص بسيد الشهداء عليه السلام المخصص الآية به فمحول على البطن الخاص والفراد الأكمل ممن عدا أباه (ع) فلا يبعد نزول الآية فيه خاصة وفيمن سواه من شيعته عامة ولقد تحاشى زيد وابن الحنفية عن الاتسام بالاسم الخاص بأهل البيت (ع) ولم يدعيا دخولهما فيه ولابن عباس على ما يحكي عنه من أمثال ذلك كثير ولعله نصب الأهل بالمودة فيدخل في الموصول دون الأصول فلا طعن عليه على أن من لا توب كونه أحد الأهل فيحمل قوله على مثل قولهم (ع) سلمان منا أهل البيت بل ربما لم ينظر للخصوصية وعنى بالأهل القراءة العامة والعشيرة والله سبحانه العالم انتهى. وهو كلام متين غير أنه لا يقاوم ما ذكرنا خصوصاً نص الطبرسي المضطلع بهذا الفن وقبله السيد المرتضى في الغرر والدرر قال وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام وابن عباس ويحيى بن يعمر ومجاهد ومسلم بن صبيح وأبي الضحى ومروان وأبي صالح وجابر بن زيد أنهم قرؤوا سألت بفتح

الانفطار

السين والهمزة وإسكان التاء ثم ذكر من قرأ قتلت بالتشديد وإسكان التاء الثانية وروي عن بعضهم وإذا المودة بفتح الميم والواو إلى أن قال فأما من قرأ المودة بفتح الميم والواو فعلى أن يكون المراد الرحم والقرابة وأنه يسأل قاطعها عن سبب قطعها وتضييعها قال الله تعالى فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم انتهى. (كا) 972ـ السياري عن الرقي عمن رواه عن حمران عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى وما هو على الغيب بظنين. (كب) 973ـ وعن سيف عن عبد الحميد بن عواص عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) وظنين أي متهم. (كج) 974ـ الطبرسي قرأ أهل البصرة غير سهل والكسائي وابن كثير بظنين بالظاء. الانفطار (ألف) 975ـ السياري عن أحمد بن النضر عن عمرو عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ والأمر يومئذ وذلك اليوم كله لله. (ب) 976ـ الطبرسي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال الأمر يومئذ واليوم كله لله. المطففين (ألف) 977ـ الطبرسي قرأ الكسائي وحده خاتمة وهي قراءة علي عليه السلام وعلقمة. البروج (ألف) 978ـ السياري عن ابن فضال عن ابن بكير عن صباح الأرزق عن عاصم القمي قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقرأ بما قتل أصحاب الأخدود.

الطارق

(ب) 979ـ وعن علي بن النعمان عن داؤد بن فرقد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ غير مرة وهو يصلي بما قتل أصحاب الأخدود. (ج) 980ـ وبالإسناد الأول سمعته يقرأ وما نقموا منهم إلا أنهم آمنوا بالله العزيز الحميد. (د) 981ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه عن مشايخه أنه صلى أبو عبد الله عليه السلام بقوم من أصحابه فقرأ بما قتل أصحاب الأخدود. (هـ‍) 982ـ وفيه أنه (ع) قرأ وما نقموا منهم إلا أن آمنوا بالله. الطارق (ألف) 983ـ السياري عن خلف بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدق قلت إنا نقرأها بالخفض قال إنكم لا تدرون وعن ابن يوسف عن أخيه عن أبيه عن داؤد بن فرقد عنه (ع) مثله. الأعلى (ألف) 984ـ الطبرسي ره قرأ الكسائي وحده قدر بالتخفيف وهو قراءة علي عليه السلام. الغاشية (ألف) 985ـ الطبرسي روى عن علي عليه السلام أفلا ينظرون إلى الإبل إلى آخره بفتح أوائل هذه الحروف كلها وضم التاء عن ابن عباس وقتادة وزيد بن أسلم وزيد بن علي. (ب) 986ـ السياري عن البرقي عن محمد بن سنان عن عبد الله الكاهلي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ وزرابي مبثوثة متكئين عليها ناعمين أفلا ينظرون.

الفجر

(ج) 987ـ وعن المفضل عنه (ع) مثله. الفجر (ألف) 988ـ سعد بن عبد الله في الكتاب المذكور قال سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل والفجر فقال ليس فيها الواو إنام هو الفجر. (ب) 989ـ السياري عن البرقي عن محمد بن سليمان عن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي غير ممنوعة. (ج) 990ـ فرات بن إبراهيم عن أبي القاسم العلوي معنعناً عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام يستكره المؤمن على خروج نفسه قال فقال لا إلى أن قال ويناديه من بطنان العرش يسمعه من بحضرته يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد ووصيه والأئمة من بعده ارجعي إلى ربك راضية بولاية علي مرضية بالثواب فادخلي في عبادي مع محمد وأهل بيته وادخلي جنتي غير مشوبة. (د) 991ـ وعن محمد بن عيسى بن ذكريا الدهقان معنعناً عن محمد بن سليمان الديلمي قال حدثني أبي قال سمعت الأفريقي يقول سألت أبا عبد الله (ع) في خبر طويل في آخره ما يقرب منه. (هـ‍) 992ـ الكليني عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير الصيرفي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على ما قبض روحه قال لا والله إلى أن قال فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي يعني محمد وأهل بيته وادخلي جنتي.

الشمس

(و) 993ـ الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن عباد عن سدير مثله. (ز) 994ـ الطبرسي ولا يوثق بالفتح الكسائي ويعقوب وسهل ووردت لرواية عن أبي قلابة قال أقرأني من أقرأ رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) كذلك. الشمس (ألف) 995ـ السياري عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن الجلبي والفضيل أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام وعلي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن فضيل عن أبي عبد الله (ع) يقرأ فلا يخاف عقبيها. (ب) 996ـ وعن يونس عن صلت بن الحجاج قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ فلا يخاف عقبيها. (ج) 997ـ الطبرسي قرأ أهل المدينة وابن عامر فلا يخاف عقبيها وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام وروي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام. الليل. (ألف) 998ـ السياري عن البرقي عن محمد بن سنان عن الأحول عن سنان بن سنان قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وخلق الذكر والأنثى. (ب) 999ـ وعن غير واحد من أصحابنا عنهم (ع) مثله. (ج) 1000ـ وعن محمد بن هزيمة عن الربيع بن زكريا عن رجل عن يونس بن ظبيان قال قرأ أبو عبد الله عليه السلام والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى الله خلق الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى قال نزلت هكذا. (د) 1001ـ وعن يونس عن علي بن أبي حمزة وعن فيض بن المختار عن أبي عبدا عليه السلام أنه قرأ إن علياً للهدى وإن له للآخرة والأولى.

(هـ‍) 1002ـ وعن أبي طالب مثله سواء. (و) 1003ـ الطبرسي ره قرأ النبي وعلي صلوات الله عليهما وعلى آلهما وابن مسعود وأبي الدرداء وابن عباس والنهار إذا تجلى وخلق الذكر والأنثى بغير ما روي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام. (ز) 1004ـ الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات قال روي بإسناد متصل إلى سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله عليه السلام والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى الله خلق الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى. (ح) 1005ـ وعن محمد خالد البرقي عن يونس بن ظبيان عن علي بن أبي حمزة عن فيض بن المختار عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ إن علياً للهدى وإن له للآخرة والأولى وذلك حيث سأل عن القرآن قال فيه الأعاجيب فيه كفى الله المؤمنين القتال بعلي وفيه أن علياً للهدى وأن له للآخرة والأولى. (ط) 1006ـ وعن البرقي مرفوعاً بإسناده عن محمد بن أورمة عن الربيع بن بكر عن يونس بن ظبيان قال قرأ أبو عبد الله عليه السلام والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى الله خالق الزوجي الذكر والأنثى. (ى) 1007ـ فرات بن إبراهيم عن محمد بن القاسم بن عبيد معنعناً عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (ع) إن علينا للهدى إن علياً الهدى. (يا) 1008ـ شرف الدين عن إسماعيل بن مهران عن ابن محذور عن سماعة عن أبي عبد الله (ع) قال نزلت هذه الآية هكذا والله الله خلق الزوجين الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى والمقتبس من تلك الأخبار أن النازل علياً نصاً على الوصي (ع) دون علينا ولعلي دون لنا كما هو الموجود ومخالفة خبر فيض بن المختار من ذكر الضمير الغالب بدل الاسم الظاهر غير مضر إما بحمل

الضحى

قراءته (ع) لبيان مجرد التحريف دون أن تكون في معرض التلاوة أو لكونه تصرفاً من الراوي لذلك ومع الغض فلا يقاوم غيره ولا يضر بأصل المقصود. الضحى (ألف) 1009ـ السياري عن سعد بن سمرة بن حيدر قال لقينا أعرابياً بالحجاز فأعجبتني فصاحته وعقله فقلت له إني لأنفس بمثلك أن تكون مع هذه الفصاحة لا تحسن من كتاب الله عز وجل شيئاً قال وكيف لا أحسنه وعلينا أنزل وإني لأقرأ ولا الوكه الوك العلج قلت فاقرأ فافتح الضحى فقرأه قراءة حسنة حتى إذا بلغ ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى ووجدك عائلاً فأغنى بك قلت ويؤيده ما رواه الطبرسي عن العياشي عن الرضا عليه السلام في تفسير الآية ووجدك عائلاً تعول أقواماً بالعلم فأغناهم الله بك. (ب) 1010ـ الطبرسي قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعروة بن زبير ما ودعك بالتخفيف والقراءة المشهورة بالتشديد. (ج) 1011ـ السياري ع يعقوب بن يزيد عن أبي جميلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع) وأما اليتيم فلا تكهر وتقدم أنه كذلك في مصحف عبد الله بن مسعود. الانشراح (ألف) 1012ـ السياري عن بعض أصحابنا يرفعه إلى أبي عبد الله قال قرأ رجل بين يدي أبي عبد الله عليه السلام فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا فقال (ع) إن مع العسر يسرين هكذا نزلت. (ب) 1013ـ فرات بن إبراهيم عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحسني العلوي معنعناً عن أبي عبد الله عليه السلام فإذا فرغت فانصب علياً للولاية.

(ج) 1014ـ وعن محمد بن القاسم بن عبيد معنعناً عنه (ع) فإذا فرغت فانصب علياً وإلى ربك فارغب في ذلك. (د) 1015ـ السياري عن البرقي عن علي بن الصلت عن مفضل بن عمر عنه (ع) فإذا فرغت فانصب علياً للولاية. (هـ‍) 1016ـ شرف الدين عن محمد بن العباس في تفسيره عن محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال الله سبحانه ألم نشرح لك صدرك بعلي ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك فإذا فرغت من نبوتك فانصب علياً وصياً وإلى ربك فارغب في ذلك. (و) 1017ـ وعن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي بن أبي جميلة عنه (ع) قال قوله تعالى فإذا فرغت فانصب كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجاً فنزلت فإذا فرغت من حجتك فانصب علياً علماً للناس. (ز) 1018ـ وعن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بإسناده إلى المفضل بن عمر عنه (ع) قال إذا فرغت فانصب علياً للولاية. (ح) 1019ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عنه (ع) في قوله تعالى فإذا فرغت من نبوتك فانصب علياً وإلى ربك فارغب في ذلك. (ط) 1020ـ الطبرسي في (مشارقه) يرفعه بالإسناد إلى المقداد بن الأسود الكندي قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول اللهم اعضدني واشدد أزري واشرح صدري وارفع ذكري فنزل جبرائيل وقال قرأ يا محمد ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك فقرأها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأثبتها ابن مسعود وانتقصها عثمان وتقدم الخبر مسنداً عن الأربعين للأسعد الأربلي.

التين

التين (ألف) 1021ـ السياري عن ابن فضال قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن سورة التين وطور سينين فقال وطور سيناء هكذا نزلت وقوله تعالى فمن يكذبك بعد بالدين هكذا نزلت. (ب) 1022ـ محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن محمد بن زيد عن إبراهيم بن محمد بن سعيد عن محمد بن فضل قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه أخبرني عن قول الله عز وجل والتي إلى أن قال قلت وطور سينين قال ليس هو طور سينين ولكنه طور سيناء قال فقلت طور سيناء؟ فقال نعم إلى أن قال قلت فما يكذبك بعد بالدين قال مهلاً مهلاً لا تقل هكذا هو الكفر بالله لا والله ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفة عين قال فقلت فكيف هي؟ قال فمن يكذبك بعد بالدين. (ج) 1023ـ فرات بن إبراهيم عن جعفر معنعناً عن محمد بن الفضيل بن يسار قال سألت أبا الحسن (ع) عن قول الله تعالى والتين إلى أن قال فقلت وطور سينين فقال ليس هو وطور سينين إنما هو طور سيناء. (د) 1024ـ وعن جعفر بن محمد بن مروان معنعناً عن محمد بن الفضيل الصيرفي عنه (ع) في خبر طويل مثله وفي آخره قال قلت فما يكذبك بعد بالدين قال عاذ الله لا والله ما هكذا قال الله تبارك وتعالى ولا هكذا نزلت إنما قال فمن يكذبك بعد بالدين. (هـ‍) 1025ـ وعن محمد بن الحسين بن إبراهيم معنعناً عن محمد بن الفضيل مثله. (و) 1026ـ الطبرسي قال عمرو بن ميمون سمعت عمر بن الخطاب يقرأ بمكة في المغرب والتين والزيتون وطور سيناء فقال فظنت أنه إنما قرأها ليعلم حرمة البلد وروي ذلك عن موسى بن جعفر عليهما السلام أيضاً قال بعض

القدر

المفسرين لما كان سياق الخطاب في يكذبك للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ممتنع الانتساب له كما هو في مصاحفها لأن ظاهر معناه ما يحمل على التكذيب بالغ الإمام (ع) في منع هذه القراءة وإفاداتها مصحفة فلا حاجة لتكلف إرجاع المشهورة لهذا المعنى المروي بتفسي ما بمن أو حمل الكلام على الالتفات للإنسان وجعل الخطاب له. القدر (ألف) 1027ـ الكليني عن محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعاً عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أبو عبد الله عليه السلام كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول إنا أنزلناه في ليلة القدر صدق الله أنزل الله القرآن في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا أدري قال الله عز وجل ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. (ب) 1028ـ الإمام الهمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام في صدر الصحيفة المباركة لجده (ع) بعد ذكر رؤيا روسل الله (- صلى الله عليه وسلم -) ونزول جبرئيل لتسليته وتعبير منامه قال (ع) وأنزل الله عز وجل في ذلك إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر يملكها بنو أمية ليس فيها ليلة القدر قال فأطلع الله نبيه (- صلى الله عليه وسلم -) على أن بني أمية تملك سلطان هذه الأمة وملكها طول هذه الأمة. (ج) 1029ـ السياري روى بعض أصحابنا في إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من عند ربهم على أوصياء محمد بكل أمر. (د) 1030ـ علي بن إبراهيم في تفسيره رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

في نومه كأن قردة يصعدون منبره فغمه ذلك فأنزل الله عز وجل إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر يملكه بنو أمية ليس فيها ليلة القدر. (هـ‍) 1031ـ السياري عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من عند ربهم على محمد وآل محمد بكل أمر. (و) 1032ـ شرف الدين النجفي عن محمد بن العباس في تفسيره عن محمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن صفوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من عند ربهم على محمد وآل محمد بكل أمر سلام. (ز) 1033ـ شرف الدين النجفي بإسناده عن محمد بن جمهور عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عنه (ع) قال تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من عند ربهم على محمد وآل محمد بكل أمر سلام. (ح) 1034ـ وفيه عن الشيخ الطوسي عن رجاله عن عبد الله بن عجلان السكوني قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في خبر طويل فيه وما بيت من بيوت الأئمة (ع) إلا وفيه معراج لملائكة لقول الله عز وجل تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم بكل أمر سلام قال قلت من كل أمر قال بكل أمر قلت هذا التنزيل؟ قال نعم. (ط) 1035ـ السيد الجليل رضي الدين بن طاؤس في (الإقبال) في أعمال يوم غدير عن كتاب محمد بن علي الطرازي بإسناده إلى عبد الله بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم عن أبي الحسن الليثي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته تعرفون يوماً شيد الله به الإسلام ثم ذكر بعض فضائل

البينة

الغدير وكيفية البيعة فيه والغسل والدعاء فيه إلى أن قال (ع) ثم تقوم وتصلي شكراً لله تعالى ركعتين تقرأ في الأولى الحمد وإنا أنزلناه في ليلة القدر وقل هو الله أحد كما أنزلنا لا كما نقصنا. (ى) 1036ـ أبو غياث والحسين ابنا بسطام عن محمد بن يوسف المؤذن مؤذن مسجد سر من رأى عن محمد بن عبد الله بن زيد عن محمد بن بكر الأزدي عن أبي عبد الله (ع) أوصى أصحابه وأوليائه من كان به علة فليأخذ قلة جديدة وليجعل فيها الماء ويسقي الماء بنفسه وليقرأ على الماء سورة أنزلناه على التنزيل. (يا) 1037ـ الصفار في البصائر عن محمد بن عيسى عن ابن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل تنزل الملائكة بالروح من أمر ربه على من يشاء من عباده فقال (ع) الخبر. (يب) 1038ـ وعن المفيد في (الاختصاص) عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين وموسى بن عمر عن ابن أسباط مثله وتقدم الوجه في اختلاف الساقط المعين في الأخبار. البينة (ألف) 1039ـ تقدم عن الصادق عليه السلام أن سورة لم يكن كانت مثل البقرة وفيها فضيحة قريش فحرفوها وتقدم في الدليل الثالث أخبار كثيرة في تحريف هذه السورة. (ب) 1040ـ وروى الكليني عن علي بن محمد عن بعض أصحابه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال رفع إلى أبي الحسن عليه السلام مصحفاً وقال لا تنظروا فيه ففتحته وقرأت فيه لم يكن الذين كفروا فوجدت فيه اسم سبعين رجلاً من قريش بأسماءهم وأسماء آباءهم قال فبعث إلي أن ابعث وتقدم عن الكشي بأبسط من ذلك.

الزلزلة

الزلزلة (ألف) 1041ـ السياري عن البرقي عن النضر عن يحيى بن هارون قال صليت خلف أبي عبد الله عليه السلام بالقادسية فقرأ من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره. (ب) 1042ـ الطبرسي في بعض الروايات عن الكسائي خيراً خيراً يره وشراً يره بضم الياء فيهما وهي رواية أبان عن عاصم أيضاً وهي قراءة علي عليه السلام. العاديات 1043ـ الطبرسي قرأ علي عليه السلام فوسطن بالتشديد. التكاثر (ألف) 1044ـ السياري عن منصور عن ابن أسباط عن محمد بن أبي الحسن (ع) قال أبي وأمي تقرأ الهكم التكاثر حتى زرتم المقابر فقال أما إن هذه السورة كان فيها ما يحتاج إليه الناس حتى يرون المقابر فقالت فمالي أريها قصيرة قال وضعها عنه من شيء. (ب) 1045ـ الطبرسي قرأ علي عليه السلام وابن عامر والكسائي لترون بضم التاء. العصر (ألف) 1046ـ علي بن إبراهيم قال قرأ أبو عبد الله عليه السلام والعصر إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وائتمروا بالتقوى وائتمروا بالصبر. (ب) 1047ـ الطبرسي قيل إن في قراءة ابن مسعود والعصر إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى آخر الدهر وروى ذلك عن علي عليه السلام وتقدم في حال مصحف ابن مسعود طرق أخرى لتلك النسبة إليه.

الفيل

(ج) 1048ـ السياري عن خلف بن حماد عن الحسين عن أبي عبد الله (ع) والعصر إن الإنسان لفي خسر إلى آخر ما رواه القمي. (د) 1049ـ وعن حماد عن حريز عن ربعي عن أبي جعفر عليه السلام مثله. (هـ‍) 1050ـ وعن ابن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقرأ والعصر ونوائب الدهر. (و) 1051ـ سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) عن مشايخه أنه قرأ أبو عبد الله (ع) والعصر إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى آخر الدهر. الفيل (ألف) 1052ـ وفي الكتاب المذكور أنه (ع) قرأ ألم يأتك كيف فعل ربك بأصحاب الفيل. (ب) 1053ـ وفيه أنه قرأ إني جعلت. الكوثر (ألف) 1054ـ السياري عن أبي داؤد عن رجل عن أبي عبد الله (ع) إنا أعطيناك يا محمد الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك عمرو بن العاص هو الأبتر. الجحد (ألف) 1055ـ وعن حماد عن حريز عن أبي جعفر عليه السلام قال كان يقرأ قل للذين كفروا لا أعبد ما تعبدون أعبد الله ولا أشرك به شيئاً ولا أنتم عابدون ما أعبد إلى آخرها لكم دينكم ولي دين ديني الإسلام ثلاثاً. (ب) 1056ـ وعن يونس عن بكار عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) قال كان أبو جعفر عليه السلام يقرأ قل يا أيها الكافرون لا أعبد

تبت

ما تعبدون أعبد الله ولا أنتم عابدون ما أعبد إلى آخر لكم دينكم ولي دين ويقول ديني الإسلام ثلاثاً هكذا نزلت. تبت (ألف) 1057ـ شيخ الفقهاء الشيخ جعفر النجفي ره في رسالة (حق المبين) مرسلاً أنه نقص أربعين اسماً في سورة تبت. (ب) 1058ـ السياري عن سهل بن زياد يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال تبت يدا أبي لهب وقد تب. الإخلاص (ألف) 1059ـ السيد في (الإقبال) عن الصادق عليه السلام كما تقدم في القدر إنه أمر أصحابه أن يقرؤوا كما نزل لا كما نقص. (ب) 1060ـ السياري عن محمد بن علي عن حكم بن مسكين عن عامر بن خداعة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام علمني قل هو الله أحد قال أكتبها لك قال لا أحب أن أتعلمها إلا من فيك قال اقرأ قل هو الله أحد الله الصمد ثلاثاً آخرها كذلك الله ربنا. (ج) 1061ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن محمد بن أبي عبد الله رفعه عن عبد العزيز بن المهتدي قال سألت الرضا عليه السلام عن التوحيد فقال كل من قرأ قل هو الله وآمن بها فقد عرف التوحيد قال كيف يقرأها قال كما يقرأها الناس وزاد فيه كذلك الله ربي كذلك الله ربي وفي الخبرين إيماء إلى كون الذيل من القرآن. (د) 1062ـ السياري عن محمد بن فارس عن الحكم بن سيار قال قرأ قل هو الله أحد لا إله إلا الله الواحد الأحد الصمد الخ وفي آخره كذلك الله ربنا كذلك ربنا كذلك ربنا ورب آبائنا الأولين وعن البرقي عن ابن فضال عن عيينة

عن عبد القاهر قال قال أبو عبد الله عليه السلام اقرأ قل الله أحد كذا الله الأحد الصمد الله الواحد الصمد الخ كذا في النسخة وهي سقيمة جداً وأظن سقوط حرف العاطف بعد الصمد الأول وأنه من شك الراوي بأن الساقط هي كلمة الأحد أو الواحد والله العالم وقد وفينا بحمد الله تعالى بما وعدناه من ذكر ما ورد من الأخبار الدالة على تغيير المواضع المخصوصة من القرآن المستجمعة لشرائط الاستدلال بها سنداً ودلالة الخالية عما يوهنه سوى شبهات ضعيفة أوردها المانعون نذكرها مع الجواب عنها. (وذكر بعد ذلك إيرادات المعترضين والجواب على كل واحد بالتفصيل أعرضنا عنها تجنباً عن الإطالة). وهذا آخر ما أردنا نقله من كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب لمحدث شيعي مشهور النوري الطبرسي الذي قال فيه الشيخ كاشف الغطاء مؤلف أصل الشيعة وأصولها: "علامة الفقهاء والمحدثين جامع أخبار الأئمة الطاهرين حائز علوم الأولين والآخرين، حجة الله على اليقين، من عقمت النساء عن أن تلد مثله، وتقاعست أساطين الفضلاء فلا يداني أحد فضله ونبله، التقى الأواه، المعجب ملائكة السماء بتقواه، من لو تجلى الله لخلقه لقال هذا نوري، مولانا ثقة الإسلام الحاج ميرزا حسين النوري أدام الله تعالى وجوده الشريف". (مقدمة كتاب "كشف الأستار" للنوري الطبرسي ص24).

خاتمة الكتاب

خاتمة الكتاب لقد حاولنا في كتابنا هذا أن لا نكون ظالمين في الحكم ولا متشددين في القول مع أن السيد لطف الله الصافي صاحب كتاب (صوت الحق ودعوة الصدق) أكب كل كان ما في جعبته من التنابز بالألقاب والتشدد والتعنت والطعن واللعن عادة قومه وذويه ودأب أسلافه وأخلافه، فنحن أغضينا الطرف عن كل هذا لأن الذين لا يخافون الله في أخيار هذه الأمة ومحسنيها من الخلفاء الراشدين المهديين، رحماء رسول الله وأصهاره، من الصديق والفاروق وذي النورين، وأزواجه الطيبات الطاهرات اللاتي هن أمهات المؤمنين بنص القرآن، وقد شهد بطيبهن وطهارتهن وعفافهن رب السماوات والأرض، وعامة رفاقه الكرام البررة. كيف يتقون الله فينا؟ وأما نسبته بالكذب والزور والبهتان إلينا على أهل الصدق والحق حسب تقوله وتفوهه حيث نتهمهم باعتقادهم التحريف في القرآن والتغيير فيه، فقد بينا الصدق والكذب والحق والباطل بنقل طرف من أخبارهم ومن كتبهم أنفسهم. والحمد لله على أننا لم نحتج إلى إثبات هذا كله إلى كتاب واحد للسنة ولا إلى رواية واحدة عنهم، بل من أول الكتاب إلى آخره لم نذكر ولا رجلاً واحداً منا للاستدلال والإلزام، لأنه قد قيل قديماً. من فمك أدينك. ولا يكون شيء ألزم للخصم وحجة عليه مثل قوله نفسه وأهل بيته.

ونحمد الله على أننا فرغنا من كتابة هذا الكتاب كله وجمع الروايات وحشد العبارات في ليلتين وأيام ثلاثة حيث بدأنا الكتابة فيه في صبيحة الثالث من شهر يناير 1983م يوم الاثنين وها نحن انتهينا منه قبل انتهاء الخامس من هذا الشهر بساعتين أي في الساعة العاشرة ليلاً يوم الأربعاء. وأحمد الله على ذلك حمداً كثيراً، وبتوفيقه تتم الأعمال، وعليه توكلت وإليه أنيب، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم المعصومين وسيد المرسلين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين.

§1/1