الشرح المختصر على نظم المقصود

أحمد بن عمر الحازمي

1

عناصر الدرس * المبادئ العشرة. * الميزان الصرفي. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: سنشرع في هذه الساعة بإذن الله تعالى وتوفيقه في ((نظم المقصود)) وهو نظم في فن الصرف، عندما أخذنا بنظم ((الآجرومية)) لعبيد ربه، وهذا النظم لكتاب اسمه كتاب ((المقصود)) وهو من الكتب المعتمدة المشهورة عند أصحاب الفن، وإن لم يكن مشهورًا في هذا الزمان إلا أنه معروف عند أهل العلم، ومصنفه مجهول وإن نسب لأبي حنيفة رحمه الله تعالى يعني: كتاب ((المقصود)) منسوب للإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى صاحب المذهب الفقيه المعروف ولكن الصحيح أنه مجرد انتساب فقط وليس بكتاب له لأن نمطه وأسلوبه إنما جاء على طريقة المتأخرين. ولكن يبقى أن الكتاب مخدوم وأن الكتاب له من الشروح منظومات كثير وكثير، وإذا كان كذلك حينئذٍ لا يضر الجهل بصاحب ولذلك قال في ((مفتاح السعادة)): ومما اشتهر مختصر مسمى بـ ((المقصود)) يتكلم عن فن الصرف لم نقف على مصنفه وإن نُسِبَ لأبي حنيفة إلا أنه كتاب مبارك وعليه شروح مفيدة مشهورة عند أبناء الزمان - يعني: في عصره -. وإذا كان كذلك فلا إشكال في دراسته وتدريسه. ((المقصود)) نثر مطبوع قديمًا في ضمن رسائل المجموعة في فن الصرف مطبعة مصطفى الحلبي ثم حُقِّقَ متأخرًا حققه الدكتور عبد الله بن عبد الكريم ... #2.01 حسن ومطبوع لمكتبة الأهداف. و ((المقصود)) عليه عدة شروح كذلك مطبوعة طبعات قديمة مصطفى الحلبي من أشهرها ((المطلوب شرح المقصود)) وهذا هو أحسنها وأجودها والشارح مجهول كذلك كصاحب الأصل معنى أنه غير معروف هذا لا يضره كذلك ما دام أن الكتاب من أوله إلى آخره جاء على جادة أهل العلم حينئذٍ لا يضره كونه مجهولاً، وطبع معه شرحان: ((شرح الشروح))، ... و ((إمعان النظر)). كذلك مصطفى الحلبي يعني: ثلاثة كتب في كتاب واحد وأحسنها وأجودها ((المطلوب)). نظم ((المقصود)) عدة من أهل العلم وممن وقفنا عليه نظم أحمد بن عبد الرحيم الطهطاوي توفي سنة ثمان وثلاثين بعد الألف من الهجرة البنوية، نظم هذا الكتاب الذي ذكرناه سابقًا ((المقصود)) في ثلاثة عشر ومائة، وشرحه محمد بن أحمد بن محمد عليش في كتاب اسماه ((حل المعقود من نظم المقصود))، وكلاهما مطبوعان، و ((حل المعقود من نظم ... المقصود)) يكاد أن يكون الشارح عليش جمع الشروح السابقة في هذا الشرح وزاد عليه ما يتعلق بحل المتن أنه شرح جيد نفيس، وهذبته من أجل أن يكون يعني: في يد طلاب العلم. وهو موجود بالمكتبة. بين يدي مقدمات. أولاً: لماذا نظم ((المقصود)) دون غيره من الكتب التي تتعلق بفن الصرف وهي للمبتدئين؟ اشتهر عند أهل العلم تدريس ((اللامية)) لابن مالك رحمه الله تعالى وهو كتاب جيد إلا أنه فيه صعوبة بمعنى أنه: أولاً: على البحر البسيط ونظم ((المقصود)) على الرجز ولا شك أن الرجز أسهل من البسيط. ثانيًا: جاءت عبارته فيها شيء من الإغلاق صعبة المرام ونظم ((المقصود)) أسهل بكثير وأوضح منه.

ثالثًا: ابن مالك رحمه الله تعالى حاول أن يَنْظِمَ الشذوذات يعني التي خرجت عن القاعدة وهذه لا يحتاجها طالب العلم بخلاف نظم ((المقصود)) فإنما عنى بالقواعد التي يحتاج إليها في الفن وتخدم الطالب المبتدئ، وإن كان في بعض المواضيع فيه شيء من الصعوبة - أعني نظم ((المقصود)) - إلا أنه باعتبار اللامية يعتبر أجود من حيث السبك ومن حيث السهولة ومن حيث الوضوح. طالب العلم عندما يعتني بعلوم الآلة بما يكون على جادة أهل العلم بمعنى أن يكون هذا الكتاب معتمد عند أرباب الفن، ونظم ((المقصود)) كذلك إذ هو نظم للمقصود وهو كتاب معتمد كما سمعتم. وثانيًا: قد يكون الكتاب مشهورًا إلا أن غيره أولى منه بالاعتماد والاعتكاف، وهذا موجود في كتب أهل العلم قد يكون الكتاب مشهورًا وهو الذي عليه الجادة من حيث الحفظ والتدريس والشروح وغيره أولى منه، واشتهار الكتب وما يحفظ وما يدرس هذا أشبه ما يكون بالشيء النسبي الذي يختلف من زمان إلى زمان، فقد يشتهر في وقت كتاب ما ثم يموت ذكر ذلك الكتاب ويشتهر كتاب آخر، وهذه سنة الله تعالى في خلقه، ولذلك لو جئنا في المقاصد كتاب ((المقنع)) للموفق أبي محمد رحمه الله تعالى كان قبل ((زاد المستقنع)) هو العمدة وعليه الجادة، ولما ألف الحجاوي رحمه الله تعالى ((الزاد)) واختصره حينئذٍ صار العمدة على ((الزاد)) وصار ((المقنع)) نسيًا منسيًا من حيث الاعتماد والحفظ وأن يكون أصلاً عند طالب العلم. قبل ((المقنع)) كان الخرقي ((مختصر الخرقي)) لَمَّا ألف ابن قدامة التدرج في الفقه الحنبلي ((عمدة الفقه))، ثم ((المقنع))، ثم ((الكافي)) حينئذٍ لم يكن لمختصر الخرقي ذكر البتة إلا زماننا هذا وإنما يعتبر مرجعًا في فهم كلام الإمام أحمد رحمه الله تعالى باعتبار هذا العلم الذي هو الخرقي رحمه الله تعالى. فأقول: إن اشتهار الكتب في زمن دون زمن هذا أمر نسبي، ثم اعلم يا طالب العلم أن الكتب اختيار الأسماء والمصنفات والمنظومات والمنثورات هذا ليس بأمر توقيفي يعني: المخالفة فيه ليست مخالفة لحكم شرعي، فما من فن من الفنون في الشريعة سواء كانت من المقاصد أو من علوم الآلة إلا وفيها من المصنفات الكثير والكثير، سواء كانت ما يخدم المبتدئ أو المتوسط أو المنتهي، فإذا اختار من يُدَرِّس أو من يتعلم كتابًا ما وإن لم يكن مشهورًا حينئذٍ نقول: لا، لا يثرب عليه ولا يجعل ذلك مخالفة للمنهج الذي صار عليه أهل العلم، أقول ذلك لأن البعض قد انتقد ما أطرحه من حيث الاعتماد على نظم ((المقصود)) دون ((اللامية))، وإن كان الإمام مالك رحمه الله تعالى يعتبر كتابه في النحو الذي هو ((الألفية)) هو المعتمد، لكن لا يلزم أن يكون ذلك مطردًا في جميع الفنون، فاختير كتابه ((الألفية)) ولكن في ((اللامية)) هذه لا تخدم طالب العلم الشرعي، فحينئذٍ طالب العلم الشرعي يعتمد ما يخدمه في فن الشريعة وإذا كان كذلك فحينئذٍ على القاعدة العامة التي ذكرناها مرارًا أن الطالب في باب علوم الآلة يختار المنظومات وتكون هذه المنظومات سهلة واضحة بينة ويمكن حفظها، وما يكون فيه شيء من التعقيد فالأصل فيه أنه يجتنب ويترك ولو كان لإمام مشهور لماذا؟

أولاً: لأن الزمن محدود الإنسان كم سيعيش؟ فترة قصيرة وخاصة في طلب العلم وإذا كان كذلك فحينئذٍ ينبغي أن يختصر الطريق لا من حيث التلقي وإنما من حيث الاعتماد على الكتاب واختياره، ثم النظر يكون في فائدة هذا الفن حينئذٍ علوم الآلة كاسمها علوم لغيرها تخدم الكتاب والسنة، لفهم الكتاب والسنة، وإذا كان كذلك فحينئذٍ ينبغي أن يكون طالب العلم يُرَاعِي المتون التي تَشْتَمَل على أمرين أن تكون سهلة واضحة بينة باعتبار غيرها، وقد يكون في نفسها شيء من الصعوبة، ثم يعلم أن هذا المتن أو هذا العلم ليس مقصودًا لذاته، فحينئذٍ يكون الاعتماد على ما اشتهر عند أهل العلم، والمخالفة في اختيار كتاب ما لا تخرج طالب العلم عن سلوك الجادة في التلقي والتحصيل. إذًا نظم ((المقصود)) طالب العلم الذي يريد أن يستعين بهذا العلم على فهم الشريعة أولى بالاشتغال من ((اللامية)) لابن مالك رحمه الله تعالى لما ذكرناه من الصعوبة التي فيها. المقدمة الثانية: ما يتعلق بمبادئ العلم، علم الصرف هذا علم قليل التدريس في هذا الزمان كغيره من علوم الآلة لأن فيه شيئًا من الغربة نحتاج إلى فهم المبادئ العشرة التي يذكرها أهل العلم. أولاً: حد فن الصرف، يقال له التصريف وهو في اللغة التغيير والتحويل، الصرف والتصريف في لسان العرب التغيير والتحويل ومنه: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}. أي: تغييرها. وفي صيغة التكثير تصريف تفعيل إشارة إلى أن في هذا الفن تصرفات كثيرة تصريف صرف وتصريف لم سُمِّيَ بالتصريف؟ لأن فيه تغييرات كثيرة وهو كذلك كما سيأتي. وأما في الاصطلاح فإن الصرف له اطلاقات يعني: يُستعمل بمعنى ويستعمل بمعنى آخر وكلاهما مقصودان عند أهل العلم، لا بد أن يعرف طالب العلم إذا أُطلق الصرف فماذا يراد به في هذا المعنى وماذا يراد به في هذا المعنى الآخر؟ يطلق بالمعنى العملي ويطلق بالمعنى العلمي، عملي ممارس تطبيق، وبمعنى علمي يعني: تأصيل وتقعيد. الأول تعريفه بالمعنى العملي أن يقال فيه وهو ما اشتهر تعريف الزنجاني وغيره: (تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعانٍ مقصودة لا تحصل إلا بها). تحويل إذًا هذا المعنى أي معنى هذا؟ المعنى اللغوي لا بد أن يكون المعنى اللغوي موجودًا ومأخوذًا في حد المعنى الاصطلاحي، إذًا علم الصرف باعتبار كونه عمليًّا تحويل إذًا لا بد أن يُؤخذ الحد اللغوي أو المعنى اللغوي جنسًا في المعنى الاصطلاحي، لو قيل: تغيير. لا بأس، تحويل لا بأس، تغيير وتحويل كذلك لا بأس، تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعالم مقصودة لا تحصل إلا بها. المراد بالأصل الواحد والاشتقاق هو المصدر، (تحويل الأصل الواحد) يعني: تحويل المصدر. لأن المصدر هو الأصل في الاشتقاق. والْمَصْدَرُ الأَصْلُ وأيّ أَصْلِ ... وَمِنْهُ يَا صَاحِ اشْتِقاقُ الْفِعْلِ (¬1) ¬

_ (¬1) ملحة الأعراب البيت 133.

والمصدر هو اسم الحدث الجاري على الفعل، يعني: الذي يطلق على الفعل، ففرق بين الحدث وبين اسم الحدث، فرق بين الحدث نفسه وبين اسم الحدث، قلنا: مصدر لفظ هذا ضَرْبٌ قَتْلٌ أَكْلٌ هذه كلها مصادر وهي ألفاظ لكن حقائقها الموجودة يعني: الذي يُسَمَّى ضَرْب، الذي يسمى أَكْل، هو الحدث الذي جرى عليه اللفظ واضح؟ فعندنا ضَرْبٌ وعندنا ما يسمى بالضرب ما هو الذي يسمى بالضرب؟ ضَرْبٌ معروف فحينئذٍ نقول: هذا حقيقة المصدر الذي هو الحدث الجاري على الفعل، اسمه هو الذي يعنون له بالمصدر. إذًا المصدر لفظ له حقيقة، ما حقيقة المصدر؟ نقول: اسم للحدث. إذًا فرق بين الاسم والْمُسمَّى، هذا المراد بالمصدر. تحويل الأصل الواحد لا شك أن الاسم قد يكون مفردًا وقد يكون مثنًّا وقد يكون مجموعًا وقد ينسب إليه وقد يُصَغَّر إلى غير ذلك، هذا الاسم الواحد كـ زَيْد مثلاً قالوا فيه زَيْدَان وَزَيْدُون وَزِيُود وكذلك زَيْدِيٌّ وَزُيَيْد مصغر هل هذا تغيير وتحويل للاسم أم لا؟ نقول: نعم لا شك أنه تغيير وتحويل للاسم الواحد، حينئذٍ هل يدخل في قولنا: (تحويل الأصل الواحد). بأن يُجعل اللفظ صادقًا على المصدر وعلى الاسم أم لا؟ الصحيح أنه جارٍ على النوعين، بمعنى أن قول الزنجاني وغيره: (تحويل الأصل الواحد) المراد بالأصل هنا المصدر والاسم لماذا؟ لأن المصدر لا شك أنه أصل للاشتقاق، ضَرْبٌ ضَرَبَ يَضْرِبُ اضْرِبْ ضَارِبٌ مَضْرُوبٌ مَضْرِب مَضْرَب ... إلى آخره حينئذٍ حصل تغيير و (تحويل للأصل الواحد) الذي هو المصدر وجيء بأمثلة مختلفة، وكذلك الشأن في الاسم فيقال كما ذكرنا زَيْدٌ وَزَيْدَان وَزِيُود وَزَيْدُون وَزَيْدِيٌّ وَزُيَيْد ... إلى آخره، حصل تحويل وتغيير واختلفت المعاني باختلاف هذه التغيرات والتحويلات. إذًا (تحويل الأصل الواحد) نقول: المراد به المصدر، وهو اسم الحدث الجاري على الفعل والاسم كذلك داخل في (الأصل الواحد) لأن له تغيرات، ولذلك عبر بالأصل الواحد ولم يعبر بالمصدر لأنه لو قال: تحويل المصدر. لخرج الاسم ولكن لما قال: (الأصل الواحد). حينئذٍ شمل الاسم وشمل المصدر، كذلك تعبيره بالأصل الواحد فيه موافقة للمذهبين الكوفي والبصري، إذ بينهما خلاف في أصل الاشتقاق، فالمشهور عند البصريين أن الأصل هو المصدر وهو الصحيح، والمشهور عند الكوفيين أن الفعل الماضي هو أصل للاشتقاق، حينئذٍ لو عبر بالمصدر لاختص الحد بمذهب البصريين ولا يشمل مذهب الكوفيين، فلما عبر بالأصل الواحد حينئذٍ وافق المذهبين: المذهب البصري، والمذهب الكوفي. (تحويل الأصل الواحد) تغييره وتبديله سواء كان مصدرًا أو اسمًا تحويله إلى أي شيء؟

قال: إلى أمثلة مختلفة. يعني: متنوعة. والمراد بالأمثلة الأوزان مثل ماذا؟ ضَرَبَ على وزن فَعَلَ، وَيَضْرِبُ على وزن يَفْعِلُ، وَاضْرِبْ على وون افْعَلْ، وهكذا.، هذه الأمثلة المختلفة لا شك أنها مختلفة في اللفظ، الصيغة، الهيئة، وهي تدل على معاني خاصة، فَضَرَبَ يدل على إيقاع الحدث الذي هو الضرب في الزمن الماضي لأن الأصل في الاشتقاق قلنا: الضَّرْب. وهو المصدر حينئذٍ المصدر ضَرْبٌ إذا أردت أن تدل على حدث وقع في الزمن الماضي فحينئذٍ نقول لك: خذ ضَرْبًا - الذي هو المصدر - وائت به على وزن فَعَلَ. فتقول: ضَرَبَ. إذًا ضَرْبٌ مصدر يدل على حدث فقط ولا يدل على زمن، فلما أردت الدلالة على إيقاع هذا الحدث - الذي هو الضَّرْب - في الزمن الماضي جئت به على وزن فَعَلَ الذي هو ضَرَبَ، إذًا ضَرْبٌ وَضَرَبَ بينهما فرق وإن كان الضَّرْبُ أصلاً في الاشتقاق لضَرَبَ يَضْرِبُ على وزن يَفْعِلُ، إذًا ضَرَبَ وزنٌ، وَيَفْعِلُ يَضْرِبُ هذا وزنٌ آخر، متحد أم مختلف؟ مختلف طبعًا، فضَرَبَ على وزن فَعَلَ، فَعَل ثلاثة أحرف وهو ماضي، وَيَفْعِلُ هذا على أربعة أحرف وهو فعل مضارع، ولا شك أن الصيغة والصيغة كل منهما مخالف للأخرى، وكل منهما دلت على معنى لم يدل عليه الآخر، كذلك اضْرِبْ إذا أريد به إيقاع الضَّرْبِ في الزمن المستقبل. إذًا الأمثلة تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة يعني: أوزان مختلفة. يعني: متنوعة. نَصَر يَنْصُرُ انْصُر، كذلك نَاصِر اسم فَاعِل وَمَنْصُور وَمَنْصَر ونحو ذلك كما سيأتي، فحينئذٍ المراد بالأمثلة المختلفة الفعل الماضي، والمضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، والأمثلة المبالغة، والمنسوب .. إلى آخر ما يذكره الصرفيون من الأبواب، فالأصل الذي هو المصدر تحوله باعتبار المعنى المراد المقصود لك تأتي بوزن معين كما سيأتي إيضاحه فحينئذٍ تأتي به على هذا الوزن ويحصل التبديل والتغيير من الأصل الواحد. (تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعانٍ مقصودة)، معان مقصودة هو ما ذكرناه سابقًا بمعنى أن الفعل الماضي يدل على معنًى غير المعنى الذي دل عليه الفعل المضارع، غير المعنى الذي دل عليه فعل الأمر، غير المعنى الذي دل عليه اسم الفاعل، اسم المفعول، أمثلة المبالغة، هذه كلها أوزان ثم لها دلالات خاصة، فأنت تحول الأصل الواحد لمعنى تريد التعبير عنه في نفسك وتأتي به على وزن معين، فإذا أردت إيقاع الحدث أو الدلالة على أن الحدث قد وقع على شخص ما فحينئذٍ تقول: هذا مَضْرُوبٌ. وإذا أردت صياغة ما يدل على فاعل الحدث فتقول: ضَارِبٌ. إذا أردت اسم الآلة مَضْرِب، حينئذٍ المعاني اختلفت والأوزان كذلك اختلفت.

إذًا المراد بالمعاني المقصود معاني المشتقات من الأفعال والأسماء كالماضي والمضارع والأمر والنهي وغيرها كما مر آنفًا، كذلك زَيْد يدل على واحد وَزَيْدَان يدل على اثنين حينئذٍ نقول لك: إذا أردت الدلالة على اثنين بلفظ زَيْد زده ألفًا ونونًا في حالة الرفع، وياء ونونًا في حالتي النصب والجر، وإذا أردت الدلالة على جمع أقله ثلاثة ائت به على زَيْدُون يعني: بزيادة الواو والنون رفعًا، والياء والنون نصبًا وخفضًا، أو زِيُود إذا أردت التكثير وإذا أردت النسبة إليه بأن جعل أصلاً فائت بياء النسبة في آخره واكسر ما قبل آخره يقول: زَيْدِيُّ. ياء مشددة تلحق الآخر بعد كسرها، إذًا حصل في الاسم ما يحصل في الفعل، (لا تحصل إلا بها). يعني: لا تحصل هذه المعاني إلا بها أي بهذه الأمثلة المتنوعة المختلفة، والأمثلة هي الأوزان كما ذكرنا. إذًا هذا تعريف فن الصرف باعتبار كونه عمليًّا ما هو؟ (تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعانٍ مقصودة لا تحصل إلا بها). حفظ وفهم هذا التعريف أصل في فهم فن الصرف، ما تحفظه ولا تفهمه تتعب. وأما تعريفه بالمعنى العلمي: فهو علم بأصول يعرف بها أحوال أبنية الكلم التي ليست بإعراب زِيدَ ولا بناء. هذا تعريف ابن الحاجب في الشافية، (علمٌ) إذًا صدر الحد بكلمة (علمٌ)، بخلاف الأول قال: تحويل. إذًا عمل، هنا (علمٌ) إذًا افترقا، فالأول للعملي تطبيقي والثاني للعلمي الذي هو التأصيل والتقعيد، (علمٌ) يعني: إدراك أو المسائل أو الملكة. على خلاف بينهم في إطلاق العلم بالحد (علمٌ) بماذا؟ قال: ... (بأصول). أصول جمع أصل، والأصل المراد به من حيث الاصطلاح هنا القاعدة، قاعدة أو الضوابط العامة التي تكون لكل فنٍ، (علمٌ بأصول) يعني: بقواعد، هذه القواعد (يُعرف بها أحوال أبنية الكلم). أبينة جمع بناء، والمراد به الوزن، يعني: هيئة الكلمة من حيث الحركات والسكنات وعدد الحروف والترتيب، يعني: ما يضبط لك هيئة الكلمة على أي وزن. حينئذٍ يتكلم هذا الفن من هذه الحيثية عمَّا يتعلق ببناء الكلمة، ما وزنها؟ كيف تزن هذه الكلمة؟ كيف تعرف الزائد من الأصلي؟ كيف تعرف أوزان الفعل المضارع الأبواب الستة الآتية؟ وغير ذلك؟ نقول: كله يُدرس في هذا الفن لهذا الاعتبار. إذًا (يُعرف بها) أي: بهذه الأصول، (أحوال) يعني: صفات، (أبنية الكلم) يعني: أوزان الكلم. لا شك أن الصرف يتعلق بالكلمة من حيث الأول، والأثناء يعني: الأوسط. والحرف الأخير، سبق معنا أن علم النحو علم بأصول يعرف بها أحوال أواخر الكلم. إذًا الكلم الذي هو الكلمة له أوائل وله أواسط وله أواخر، أوائل وأواسط لا بحث للنحاة فيها لا الأوائل ولا الأواسط هذا متعلق بفن الصرف، بقي ماذا؟ الأواخر، الأوَاخر مشترك بين النحاة والصرفيين، لأن الصرفي يتكلم عن الإدغام أليس كذلك؟ وقالت طَّ، يقول لك: التاء تدغم في الطاء. باب كبير عظيم عندهم الإدغام، فحينئذٍ هذا تعلق بالأواخر أم لا؟ تعلق بالأواخر {قُمِ اللَّيْلَ} [المزمل: 2] يقول لك الصرفي: التقى ساكنان ميم واللام من (أل). حينئذٍ تحرك الأول بالكسر على الأصل أين تدرس قاعدة تحريك أو التقاء الساكنين؟

في فن الصرف، هذا متعلق بماذا؟ بالأواخر. إذًا تعلق بالآخر بعض أبحاث فن الصرف، تعلق بالأواخر بعض أبحاث فن الصرف. النحاة يبحثون عن ماذا؟ عن الآخر من حيث الإعراب والبناء، إذًا أحوال أبنية الكلم دخل فيه الأوائل والأواسط والأواخر، لما شارك النحاة الصرفيين في الأواخر من حيث الإعراب والبناء زيد قيد لإخراج مبحث النحاة فقيل التي ليست بإعراب ولا بناء. هذا احتراز من ماذا؟ - ليست بإعراب ولا بناء -؟ ليس من الأوائل ولا من الأواسط، وإنما احتراز للقدر المشترك بين الصرفيين والنحاة ما يتعلق بالأواخر، واضح هذا؟ إذًا فن الصرف من حيث كونه علمًا هو قواعد وأصول يعرف بها أوزان الكلمة من حيث الحركات والسكنات ومعرفة الحرف الزائد من الأصلي ومعرفة الحرف المعل من الصحيح، وتعلقهم بالحرف الأخير لأنه قدر مشترك بين النحاة والصرفيين إنما هو من جهةٍ لا تتعلق بالإعراب ولا البناء، لأن الحرف الأخير إن كان البحث فيه من حيث الإعراب والبناء فهذا مبحث النحاة. إذًا هذا النوع الثاني يَبحث عن القواعد الوزنية للوصول إلى المعاني الموزونية ويُسَمَّى علم الأوزان، فالأول يُبحث فيه عن الموزونات عندنا وزن وعندنا موزون، وزنٌ وموزونٌ، إذا قلت: ضَرَبَ على وزن فَعَلَ. أين الوزن وأين الموزون؟ ضَرَبَ موزون، وَفَعَلَ وزن، كما تقول هذا تزنه عند البقال فتضع ضَرَبَ في الوزن على فَعَلَ، يَضْرِبُ على وزن يَفْعِلُ، فَيَضْرِبُ هذا موزون، وَيَفْعِلُ هذا وزن، حينئذٍ تحويل الأصل الواحد يتعلق بماذا؟ بالوزن أو الموزون؟ بالموزون لا بالوزن، علم بأصول يعرف أحوال أبنية الكلم التي ليست بإعراب يتعلق بماذا؟ بالوزن فرق أو لا؟ أدركت؟ إذًا التعريف الواحد الأول العملي تحويل الأصل الواحد هذا يتعلق بالموزونات بحث في الموزون نفسه تغييره وتحويله، فتقول: ضَرْبٌ ضَرَبَ يَضْرِبُ .. إلى آخره وليس هذا بحثَنا، بحثُنا في ماذا؟ في معرفة الأوزان والقواعد العامة وهو الذي يبحث فيه في فن الصرف، علمٌ بالأوزان، إذًا الأول يبحث فيه عن الموزونات، والثاني عن القواعد، وهو الذي يتعلق بهذا الكتاب وغيره من كتب الصرف. موضوعه: - فن الصرف -: الكلمات العربية من حيث البحث عن تلك الأحوال كالأصالة والزيادة والصحة والإعلال ونحوها، هذه جهة. والجهة الثانية: كيفية صياغتها لإفادة تلك المعاني المقصودة. إذًا اشترك فن الصرف مع علم النحو يعني: مع موضوعه. في الكلمات العربية لكن لا من حيث الإعراب والبناء وإنما من حيث تلك الأحوال السابقة كالأصالة والزيادة، ثَمَّ الكلمات العربية المفردات العربية مشتملة على حرف أصلي وحرف زائد كيف تميز الأصلي من الزائد؟ له قواعد، ما هي هذه القواعد؟ تبحث في هذا الفن. والصحة والإعلال هل هذا معل؟ هل هذا حرف صحيح؟ هل هذا حرف علة؟ هذا كله يبحث في فن الصرف. إذًا موضوعه الكلمات العربية من حيث البحث عن تلك الأحوال كالأصالة والزيادة والصحة والإعلال ونحوها.

وثانيًا كيفية صيغاتها يعني: تأتي بها على أي وزن؟ فيقول لك: إذا أدرت الفعل الماضي تشتقه من المصدر فائت به على وزن فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعُلَ، وإذا أردت الفعل المضارع فإن كان المتكلم فتأتي به على وزن أَفْعُلُ أو أَفْعَلُ أو أَفْعِلُ ونحو ذلك، وإن كان للخطاب تَفْعَلُ أو تَفْعِلُ أو تَفْعَلُ، وإن كان للغائب يَفْعِلُ ليس عندنا بحث في الألفاظ بعينها وإنما في أوزان، كيفية الصياغة؟ تبحث في هذا الفن الذي هو الصرف العلمي. والمراد بالكلمات العربية الذي يتعلق به فن الصرف لا شك أن الكلمة ثلاثة أنواع: اسم، وفعل، وحرف. النحاة يبحثون عن الكلمة من حيث الإعراب والبناء إذًا كلها داخلة، حرف فيحكمون على أنه مبني وعلة البناء .. إلى آخره وإن كان الأصل لا يعلل، ثم هو مبني على ماذا. الاسم كذلك يميز لك المعرب من المبني ويعطيك ضوابط لمعرفة المعرب وضوابط لمعرفة المبني. ثم الفعل كذلك معرب ومبني ولك منها ضوابط. إذًا بحث النحاة في الكلمة بأنواعها الثلاثة: الاسم، والفعل، والحرف. الصرفي لا يبحث عن الكلمة بجميع أنواعها وإنما يبحث عن نوعين فقط. الأول منهما: الاسم المتمكن. والثاني: الفعل المتصرف. الاسم المتمكن، أخرج الاسم غير المتمكن، إذ الاسم نوعان: متمكن. وغير متمكن. ما المراد بالمتمكن؟ الْمُعْرَب. المراد بالمتمكن المعرب، وغير المتمكن؟ المبني، إذًا المبني كله من الأسماء لا بحث للصرفي فيه، لا يبحث فيه البتة لماذا؟ لأنه يبحث عن علم بأصول يعرف بها أحوال أبنية الكلم، يعني: التي تقبل الاشتقاق، وأما هذه فلا يتصرف فيها جامدة في الأصل. النوع الثاني: الفعل المتصرف. الفعل نوعان: جامد، ومتصرف. الجامد هو الذي يلزم حالة واحدة، بمعنى أنه إن سمع - وهو يختلف - إن سُمع الماضي منه لا يأتي منه المضارع ولا أمر ولا .. إلى آخره، أو سُمع منه المضارع فقط وليس له ماضي ولا أمر ولا .. إلى آخره، فاللفظ الذي سُمع سواء كان فعلاً ماضيًا أو فعلاً مضارعًا لا يتجاوزه البتة، هذا نسميه ماذا؟ نسميه جامدًا. المتصرف هو الذي يُشتق منه بمعنى أنه يُسمع منه الماضي والمضارع والأمر، ثم قد يكون كامل التصرف وقد يكون ناقص التصرف، يعني: لو وجد فعل ماضي واشتق منه المضارع قلنا: هذا متصرف ولو لم يُسْمَعْ له فعل أمرٍ، ويكون حينئذٍ التصرف هنا ناقصًا. إذًا المراد بالكلمات العربية أو المفردات العربية في ما يتعلق بموضوع علم الصرف هو نوعان فقط: الاسم المتمكن - احترازًا عن غير المتمكن وهو المبني فلا بحث للصرفي فيه البتة - يعني لا يأتي طالب لا يعرف الموضوع ثم يقول: هذا ما وزنه؟ ما يأتي هذا ما وزنه، لماذا؟ لأنه ليس بداخل في فن الصرف. ثانيًا: الفعل المتصرف. فلا بحث للصرفي في الحرف بجميع أنواعهم: ولا في الاسم المبني، ولا في الفعل الجامد. إذًا هذه ثلاثة أنواع من أنواع الكلم، الحرف كله برمته لا بحث للصرفي فيه البتة، فلا تقل إِلَى على وزن ماذا؟ ومُنْذ على وزن ماذا؟

هذا ما فهم الموضوع يعني: موضوع الفن. هذا خلل كبير. كذلك لا بحث للصرفي في الاسم المبني فلا يقال نَحْنُ ما وزنه؟ أنا ما وزنه؟ ولذلك تختبر به، نحن ما وزنه؟ فيفكر الطالب يذهب يمنةً ويسرة ولا في الفعل الجامد يعني: غير المتصرف. حَرْفٌ وَشِبْهُهُ من الصّرف بَرِي ... وَما سِوَاهُمَا بِتَصْرِيفٍ حَرِي (¬1) إذًا حينئذٍ نقول: الموضوع الذي يتعلق به فن الصرف المفردات العربية والمراد بها الاسم المتمكن والفعل المتصرف فقط، خرج ثلاثة أشياء فلا بحث للصرفيين فيها،، وما ورد من تثنية بعض أسماء الإشارة قلنا: الأصل الواحد هذا يدخل فيه الاسم سمع ذَا وذَانِ وسمع اللَّذَانِ الَّذِي وَاللَّذَانِ وَالَّذِينَ هذا تصريف أم لا؟ تصريف مثل زَيْدٌ وَزَيْدَان وَزَيْدُون، الَّذِي اللَّذَانِ الَّذِينَ هذا تصريف لأنه تغير من دلالته من على المفرد إلى المثنى إلى الجمع.، وكذلك صُغِّرَ ذّيَّ واللَّتَيَّ والَّذَيَّ، سُمِعَ تصغيره. نقول: هذا شاذ، بمعنى أنه خرج عن القاعدة، وما خرج عن القاعدة لا يقاس عليه البتة لأنه منفرد. أو نقول: هو صُوري لا حقيقي. يعني: ليس مثنًى وليس جمعًا وليس تصغيرًا ونحو ذلك بفقد الشروط المعتبرة في التثنية والجمع والتصغير والنسبة، إما أن يقال بأنه مثنى حقيقةً في النوعين أسماء الإشارة والأسماء الموصولة وكذلك الجمع مثنًى حقيقةً إلا أنه شاذ وخرج عن الأصل، وإما أن يقال بأنه لا يرد علينا أصلاً لماذا؟ لأن هذا ليس مثنًّا ولا جمعًا ولا مُصغرًا، وإنما هو من حيث الصورة فحسب والحاصل: أن تثنية وجمع أسماء الإشارة وكذلك أسماء الموصولة لا يَرِدُ نقضًا لما ذكرنا من أن فن الصرف لا بحث له في الاسم المبني البتة؛ لأن أسماء الإشارة مبنية كلها على الصحيح، والموصولات كذلك مبنية حتى اللذان واللتان على الصحيح، فحينئذٍ نقول: لا يرد نقضًا بسماع تثنيتهما أو جمعهما أو تصغيرهما أو النسبة إليهما وهذا لا يعتبر نقضًا للأصل السابق. واضعه: معاذ بن مسلم الهراء. مسائله: ما يُذكر فيه من أصول وقواعد، نحو: كل واو أو ياء تحركت وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا. هذه قاعدة يأتي معنا منصوصة، كل واو أَمَا مَرَّ معنا كثير تحركت الواو وافتح ما قبلها فوجب قلبها ألفًا؟ قَالَ أصله قَوَلَ، قَوَلَ على وزن فَعَلَ تقول: تحركت الواو قَوَ وانفتح ما قبلها وهو القاف فوجب قلب الواو ألفًا، قلت: قَالَ. إذًا هذه قاعدة يندرج تحتها ما لا حصر من الأفعال والأسماء، ونحو: إذا اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياءً وأدغمت في الياء سَيِّد أصلها سَيْوِد، سَيِّد مَيِّت أصلها سَيْوِد فَيْعِل، اجتمعت الواو والياء وسبق إحداهما بالسكون فوجب قلب الواو ياءً وإدغام الياء في الياء سَيِّد كيف عرفت هذا؟ باعتبار القواعد التي أصلها الصرفيون. ¬

_ (¬1) الألفية البيت 916.

ثمرته: فهم الكتاب والسنة. هذا هو الأصل في دراسة اللغة العربية لطالب العلم الشرعي من أجل أن يصلح نيته فيثاب يكون علمًا شرعيًّا، يعني: تُدرس علوم الآلة من أجل فهم الشريعة، فحسب إذًا فهم الكتاب والسنة إذ هو علم مستقل من علوم اللغة العربية، وعرفنا مرارًا مدى ارتباط علم الشريعة بفهم لسان العرب، إذ هو موقوف عليه شرط في صحة فهم الكتاب والسنة فهم لسان العرب، يعني: كالطهارة بالنسبة للصلاة فمن ولج الكتاب والسنة وأراد أن يستنبط بنفسه يعني: يجتهد. دون أن يكون له علم بلسان العرب كمن كبر للصلاة وهو مُحدث لا فرق بينهما البتة، وهي كلها أساس في فهم الكتاب والسنة، ومراعاة قواعد التصريف تعصم من الخطأ في المفردات العربية، يعني: يكون إصلاح اللسان وإصلاح القلم بالنسبة لطالب العلم نية ثانية، يعني: أمر فرعي وليس بأصلي. فلا يقال ثمرة علم النحو صون اللسان عن الخطأ، وكذلك الثمرة علم الصرف صون اللسان عن الوقوع في الخطأ، هذه ليست مقاصد حسنة، النية هذه لوحدها ليست بنية صالحة وإنما يُعنى طالب العلم بما يُصلح فهمه لا لسانه إنما يصلح الفهم والعلم الصحيح، إذ به تضبط الصيغ، وبه يعلم ما يطرد في لسان العرب، وما يندر وما يشذ إلى المجموعات أو الجموع والمصادر وسائر المشتقات. ويفهم من هذا العلم يعني: إذا فُهِمَ. يعرف أو يصير القليل كثيرًا، يعني: إذا أخذ طالب العلم المصدر ضَرْبٌ ثم عرف القواعد هو استطاع أن يُكثر، يُكثر ماذا؟ يُكثر مشتقات المصدر فيعلم القاعدة في الفعل الماضي أنه يأتي على وزن كذا، وكذلك الفعل المضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، وأمثلة المبالغة، هو عرف المصدر فقط حينئذٍ يُكثره. استمداده: من كلام الله تعالى وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكلام العرب. إذًا يُستمد من كلام الله فهو أصل في القواعد النحوية والصرفية، القرآن أصل في فهم القواعد النحوية والصرفية، وكذلك السنة أصل في فهم قواعد النحوية والصرفية، وكذلك البلاغية في النوعين وكلام العرب. حكمه: فرض كفاية. علوم الآلة كلها من فروض الكفايات، وأما من يرد التفسير والاجتهاد فهو فرض عين، تفسير فرض عين، وأما الأحكام الشرعية الفرعية فإن تعلقت المسألة بمسألة صرفية صار فرض عين. هذا ما يتعلق بالمبادئ العشرة، فهمها كما رأيت يعين على فهم فن الصرف في ماذا يبحث؟ هذا العلم يبحث في ماذا؟ إذًا عرفت حده في اللغة، وعرفت حده في الاصطلاح بمعنييه العلمي والعملي. من المقدمات المهمة التي تعين على فهم فن الصرف، الميزان الصرفي، فهم الميزان الصرفي لأن الكتاب من أوله إلى آخره سيأتينا على وزن كذا فاء عين لام ... إلى آخره، فنأخذ مقدمة في فهم الميزان الصرفي من أجل أن يسهل علينا فهم الصرف.

الصّرف علم الصرف علم صعب تعرف هذا ابتداءً، والنحو أسهل منه بكثير الذي صعب عليه النحو سيصعب عليه الصرف إلا أن يشاء الله، يستعين طالب العلم بالله عز وجل، ولذلك الحفظ في فن الصرف أكثر من الحفظ في فن النحو، والفهم في فن النحو أكثر من الفهم في فن الصرف، ولذلك الشوكاني رحمه الله تعالى في ((أدب الطلب)) قال: ولن يلم طالب العلم بشتات هذا الفن حتى تكون الشافية في صدره. أو قال: من محفوظاته. ((الشافية)) لابن حاجب رحمه الله تعالى، ((الشافية)) كتاب متوسط ليس بالطويل ولا بالقصير، فهذه ((الشافية)) جمعت علم الصرف من أوله إلى آخره كقواعد عامة وهي مختصرة ولها شروح ونظمت .. إلى آخره، فعلم الصرف علم فيه شيء من شتات فيحتاج إلى ضبط، هو في نفسه صعب - ونحن نحاول أن نيسر الأمر لكن لا بد من ذكر بعض الأصول -. كما ذكرنا أن هذه الدورات المراد بها الاختصار في ما يمكن اختصاره كالعلل، العلل النحوية كما مر معنا حذفنا كثير منها، وهنا كذلك إلا ما لا بد منه فيذكر وأما القواعد والتأصيلات فلا بد من ذكرها، وأما حل المتن فلا بد من ذكره، فك العبارة هذا فرض عين في الشرح. إذًا الميزان الصرفي، ميزان مأخوذ من الوزن والأصل فيه مِوْزَان، سَكَنَتْ الواو وكُسِرَ ما قبلها، والقاعدة أنه إذا سَكَنَتْ الواو وانْكَسَرَ ما قبلها وجب قلب الوا ياءً، قيل: مِيزَان. إذًا هذا أول ما يتعلق بالميزان، مِيزَان على وزن مِفْعَال مأخوذ من الوزن، سبق في حد الصرف العلمي علم بأصول يعرف بها أحوال أبنية الكلم، الأبنية جمع بناء، والمراد به الوزن ويُسَمَّى مثالاً عند الصرفيين وكذلك عند النحاة، وهو هيئة الكلمة، أي: الحركات والسكنات وعدد الحروف وترتيبها، حركات وسكنات وعدد الحروف وترتيب الحروف، أَلَّفَ الصرفيون لمعرفة وضبط بِنْيَةِ الكلمة، أَلَّفُوا يعني: ابتكروا. ابتكروا ماذا؟ ابتكروا ما يُسَمَّى بالميزان الصرفي، هو مبتكر، العرب ما نطقت بهذا، ما نطقت بفَعَلَ، وإنما نطقت بقَتَلَ وَضَرَبَ، وما نطقت بفَعِلَ، ما نطقت بفَعِلَ وإنما نطقت بعَلِمَ، وكذلك فَعُلَ .. إلى آخره، فالأوزان هذه مبتكرة يعني: من ابتكار الصرفيين، وهو مما يدل على عقولهم الفذة. أَلَّفَ الصرفيون لمعرفة بنية الكلمة من حيث الهيئة الحركات والسكنات ما أسموه بالميزان، توزن به الكلمة لمعرفة الحركة والسكون والحرف الأصلي من الزائد، والترتيب، أو التقديم والتأخير، وهكذا .. كما سيأتي، فجعلوا له ضوابط، الأول، سأسردها بهذه الطريقة من أجل التيسير:

الأول: اعتبروا أن أصول الكلمات ثلاثة أحرف. أول قاعدة وضعوها لفهم أو لصناعة هذا الميزان وابتكاره أن أصول الكلمات، الكلمات - مر معنا - اسم مُتَمَكِن، وفعل متصرف. بحثنا في ماذا؟ في هذه، اسم متمكن، وفعل متصرف. فيما يبحث فيه الصرفيون، اعتبروا أن أصول الكلمات ثلاثة أحرف بناء على أن أكثر الكلمات العربية ثلاثية، إذًا وضعوا الميزان على ثلاثة أحرف لم يضعوها على أربعة ولا على خمسة لماذا؟ لأنهم نظروا في المفردات العربية فوجدوا أكثر لسان العرب سواء في الأفعال وفي الأسماء مؤلف من ثلاثة أحرف، وهذه قاعدة مبناها على سلوك الأيسر في لسان العرب، كلما كان الشيء سهلاً كَثُرَ في لسان العرب، والعكس بالعكس، كل ما كان ثقيلاً قل استعماله، إذًا أكثر الأسماء ثلاثية، وأكثر الأفعال ثلاثية، إذًا الرباعي أقل من الثلاثي لأنه أثقل، فكلما ثَقُلَ قلّ استعمال، الخماسي بالنسبة للرباعي أقل، بالنسبة للثلاثي أقل وأقل لماذا؟ لأنه كل ما كثر حرف في الكلمة أو زيد حرف في الكلمة ثقل على اللسان، وكلما ثقل على اللسان فقاعدة العرب أنه يقل استعماله. إذًا الضابط الأول عند الصرفيين في وضع الميزان الصرفي أنهم وضعوه على ثلاثة أحرف لماذا؟ لكون أكثر الكلمات المفردات ثلاثية. الضابط الثاني: قابلوا هذه الأحرف الثلاثة عند الوزن بالفاء والعين واللام، يعني: عندنا وزن وعندنا موزون، نحن نريد أن نقابل الموزون بوزن، اخترعوا له ألفاظ، إذًا لا بد أن يكون ماذا؟ أن يكون لفظًا فاختاروا الحرف الأول الفاء، والثاني العين، والثالث اللام، فقالوا: فَعَلَ. على هذا الترتيب فَ عَ لَ. وتوزن الأصول في الكلام ... بالفاء ثم العين ثم اللام (¬1) إذًا قابلوا هذه الأحرف الثلاثة عند الوزن بالفاء والعين واللام، وهي حروف لا بد أن تكون محركة أو ساكنة، هذا أو ذاك، إما حركة وإما سكون، فاء عين لام، كيف نحركها؟ قالوا: نحركها بحركة الموزون. عندنا وزن وعندنا موزون، فاء عين لام، لا بد من حركة أو سكون كيف ننطق بها؟ قالوا: نحرك الفاء بحركة الموزون إن كان فتحة فتحنا الفاء، وإن كان كسرة كسرنا الفاء، وإن كان ضمة ضممنا الفاء، وكذلك العين، وأما اللام فهذا يتعلق به الإعراب والبناء، فقالوا: ضَ رَ على وزن فَ عَ. إذًا لماذا قالوا: فَ. بفتح الفاء؟ لأن الموزون ضَ بفتح الضاد فَعَ العين مفتوحة لماذا؟ لأن الموزون الذي هو الراء مفتوح، واضح؟ إذًا فَعَلَ نحركه بماذا؟ نحركه بحركات وسكنات الموزون، فنقول: فَعَلَ على وزن ضَرَبَ، وعَلِمَ على وزن فَعِلَ، وَكَرُمَ على وزن فَعُلَ، واضح هذا؟ إذًا أولاً: اعتبروا الأصول ثلاثية. ¬

_ (¬1) الوافية نظم الشافية.

ثانيًا: ابتكروا الفاء والعين واللام في الوزن محركة بحركة الموزون إن كان الحرف محركًا، أو سكنوه إن كان الحرف الموزون ساكنًا. خَرَجَ على وزن فَعَلَ، خَرَجَ هذا ثلاثي من ثلاثة أحرف على وزن ماذا؟ تقول: فَعَلَ. اخترته ثلاثيًّا بناء على أن الأصل في الميزان عند الصرفيين أنه على ثلاثة أحرف، اخترت الفاء أو العين أو اللام لأنهم اتفقوا على ذلك - وله علل لا فائدة من ذكرها - حركنا الفاء بحركة الموزون الخاء وحركنا العين بحركة الموزون الراء، ولذلك يسمى الخاء فاء الكلمة لماذا؟ لأنه في الوزن يقابل الفاء، والراء من خَرَجَ يُسمى عين الكلمة، والجيم من خرج يسمى لام الكلمة، واضح هذا؟ قَتَلَ على وزن فَعَلَ، القاف هذا فاء الكلمة، والتاء عين الكلمة، واللام لام الكلمة، واضح هذا؟ فَرِحٌ على وزن فَعِلٌ لأنه اسم، فَرِحَ فعل ماضي فَعِلَ فلا تنونه فَرِحٌ على وزن فَعِلٍ الحكم واحد في الأسماء وفي الأفعال، إذًا سموا الحرف الأول من الموزون لا من الوزن من الموزون سموه ماذا؟ فاء الكلمة، وسموا الحرف الثاني من الموزون عين الكلمة، وسموه الحرف الثالث من الموزون لام الكلمة، واضح هذا. الضابط الثالث: إذا زادت الكلمة على ثلاثة أحرف ماذا نصنع؟ عندهم ضوابط نقول: هذا على أنواع ثلاثة، عرفنا أن الأصل فَعَلَ هذا أصل الميزان، الموزون إن كان ثلاثيًّا هذا واضح، إن كان رباعيًّا أو خماسيًّا أو سداسيًّا ماذا نصنع؟ كيف نزنه؟ لا يمكن أن نزن أَكْرَمَ بفَعَلَ، ولا يمكن أن نزن انْطَلَقَ بفَعَلَ، ولا يمكن أن نزن اسْتَغْفَرَ بفَعَلَ واضح هذا؟ ستة أحرف وهذا ثلاثة، هذا أربعة أَكْرَمَ وَتَعَلَّمَ ونقول: هذا فَعَلَ، لا يمكن إذًا ماذا نصنع؟ كيف نصنع؟ نقول: هذا على أنواع ثلاثة، أنواعه ثلاثة: الأول: إن كانت الزيادة على ثلاثة أحرف - هذه لها أسباب - إن كانت بسبب أصل الوضع يعني: وَضَعَ العرب الكلمة على أربعة ابتداءً كالثلاثية لأنه كما سيأتي الفعل مثلاً الفعل وهذا نقدم به، الفعل قد يكون [زائدًا] (¬1) مجردًا وقد يكون ذا زيادة. المجرد يعني: أصل وضعه هكذا أول ما نطقت به العرب، إما ثلاثي وإما رباعي، فعندنا الثلاثي المجرد عن الزيادة ليس فيه حرف زائد البتة وهذا واضح، وعندنا رباعي مجرد عن الزيادة البتة، إذًا العرب نطقت به ابتداءً، كذلك الاسم قد يكون ثلاثيًّا وقد يكون رباعيًّا وقد يكون خماسيًّا. إذًا الفعل لا يكون إلا ثلاثي أو رباعي إن كان خماسي فلا بد من حرف زائد ليس عندنا فعل خماسي كله حروف أصلية لا وجود له، وعندنا اسم كل حروفه أصلية وهو على خمسة أحرف إذًا ثلاثي رباعي خماسي، عرفنا الثلاثي أنه كلها حروف أصلية، إذًا عندنا فعل رباعي أصلي وعندنا اسم رباعي أصلي، وعندنا خماسي من الاسم أصلي، إذًا هذه تحتاج إلى ضابط كيف نزنها وهي حروف أصلية؟ إذًا نقول: إن كانت الزيادة بسبب وضع بسبب أصل وضع الكلمة كأن تكون الكلمة في أصل وضعها على أربعة أحرف أو خمسة زدت في الميزان لامًا في الرباعي، ولامين في الخماسي. إذًا الفاء يبقى كما هو والعين تبقى كما هي، واللام الأولى تبقى كما هي وتزيد في الرباعي لامًا ثانية، وتزيد في الخماسي لامًا ثالثة. ¬

_ (¬1) سبق لسان.

إذًا في الثلاثي لامٌ واحدة، في الرباعي يكون عندنا لامان، في الخماسي يكون عندنا ثلاث لامات. والرباعي الأصول يكون في الاسم وفي الفعل، مثاله في الاسم جَعْفَرٌ، جعفر علم كم حرف؟ أربعة كلها أصول؟ كلها أصول. يعني: الجيم والعين والفاء والراء كلها أصول مثل ضَرَبَ، إذًا إذا أردنا أن نزن جعفر لا يمكن أن نزنه بفعل لأن فعل ثلاثة أحرف إذًا لا يتقابل ويطرد الموزون مع الوزن ماذا نصنع؟ نزيد لامًا فنقول: جَعْفَرٌ على وزن فَعْلَلٍ. جَعْفَ فَعْلَ الأصل الثلاثي وزدنا لامًا ثانية لتقابل الحرف الأخير لماذا؟ لأن جَعْفَ هذا قابل لفَعْلَ إذًا الزيادة في ماذا؟ في الراء جَعْفَر فنزيدها لامًا من جنس اللام التي هي أصل الميزان. مثاله في الفعل دَحْرَجَ على وزن فَعْلَلَ لَلَ لَلَ، هذه لامان إذًا فَعْلَلَ نقول: هذا في رباعي الفعل، ماذا نصنعنا الميزان الثلاثي كما هو لكن زدنا لامًا أخيرة باعتبار الحرف الأخير الزائد. والخماسي الأصول يكون في الاسم فقط ونزيد لامين لأن الذي زاد على الثلاثي هو حرفان مثاله ماذا؟ مثاله سَفَرْجَلٌ هذه خمسة أحرف كلها أصول، نقول في الوزن [فَعْلَلٌ] (¬1) سَفَرْجَلٌ فَعْلَّلٌ، الأولى ساكنة، لَلٌ، إذًا هذه ثلاثة لامات، الأولى التي في الأصل فَعْلٌ والثانية والثالثة زدنا لامين باعتبار ما زيد على الثلاثي، إذًا الخماسي لما زاد عن ثلاثة أحرف بحرفين زدنا في الميزان حرفين، واضح؟ وهذا كلها سيأتي معنا إذا ما فهمته الآن عوض الله أجرك، واضح؟ إذًا نزيد حرفين في الخماسي في خماسي الأصول، جَحْمَرِشٌ فَعْلَلِلٌ هذا الخماسي كذلك هذا في الخماسي هذا متى؟ إذا كانت الزيادة بحسب الأصل أصل الوضع يعني الكلمة هكذا وجدت على أربعة أحرف، فنزيد حرفًا في الفعل والاسم، يعني: نزيد لامًا ثانية، وإن كان في أصل وضعها على خمسة أحرف هذا لا يكون في الفعل وإنما يكون في الأسماء نزيد لامين على اللام المذكورة فيصير عندنا كم ثلاثة لامات، هذا الضابط الأول، يعني: في زيادة تكون الزيادة بحسب الأصل. ¬

_ (¬1) سبق.

الثاني: الزيادة، أن تكون الزيادة سببها من تكرير حرف من حروف الكلمة الأصلية يعني: تقول: خَرَجَ. مثلاً خَرَجَ قد يأتي خَرَجَ فَعَلَ على وزن مضعف العين، ضَعِّفْ العين خَرَّجَ هنا عندنا زيادة لكنها من جنس العين أو من جنس اللام بمعنى أنك كررت الحرف الذي هو موزون سواء كان عينًا أو لامًا، حينئذٍ ماذا تصنع تكرر في الوزن عين الحرف، فتقول مثلاً: خَرَّجَ على وزن فَعَّلَ. فَعَّلَ كم حرف؟ أربعة، والوزن كم ثلاثة، خَرَّجَ على كم حرف؟ أربعة، والزيادة ما نوع الزيادة هنا؟ هل هي زيادة بأصل الوضع؟ لا، لأن خَرَّجَ هذا ثلاثي مزيد، فيه حرف زائد لكن الحرف الزائد هنا ليس من حروف ((سألتمونيها)) آئت بالثالث، وإنما حصلت بتكرار العين أو اللام، حينئذٍ تُكرر في الوزن عين الحرف المكرر في الموزون، فلما كان المزيد تضعيفًا للعين كَرَّرْتَ العين، وإذا كان المزيد تكرارًا للام كررت اللام، فتقول: خَرَّجَ على وزن فَعَّلَ، هذا الزيادة تختلف عن السابقة، السَّابقة الزيادة أصلية وإنما سميت زيادة باعتبار الوزن فقط، وأما هي في أصلها دَحْرَجَ كلها أصول، جَحْمَرِشٌ كلها أصول، لماذا قلنا: زيادة؟ زيادة باعتبار الوزن يعني زيادة نسبية لا حقيقية، وأما هنا خَرَّجَ ففيه حرف زائد وهو الراء لكنه من جنس العين، حينئذٍ ماذا تصنع؟ تكرر في الوزن العين، خَرَّجَ على وزن فَعَّلَ، أن تكون الزيادة سببها من تكرير حرف من حروف الكلمة الأصلية، كررته حينئذٍ تكرر ما يقابلها من حروف الميزان مثل خَرَّجَ على وزن فَعَّلَ كررت العين، ومثال تكرار اللام جَلْبَبَ فعل ماضي على وزن فَعْلَلَ - ويأتي - جَلْبَبَ أصله جَلَبَ زيدت فيه الباء، فالباء الثانية مكررة، مُكررة عن ماذا؟ عن حرف أصلي فحينئذٍ جَلْبَبَ على وزن فَعْلَلَ، كررت اللام كما قلت هناك: فَعَّلَ. قلت هنا: فَعْلَلَ، إذًا تزيد في الوزن عين الحرف المزيد، يعني إذا كررت حرف الذي هو اللام زدت لامًا، وإذا كررت العين زدت عينًا وأدغمت العين في العين وأما اللام هنا فلا تدغم، إذًا جَلْبَبَ على وزن فَعْلَلَ، ويُسَمَّى الأول مُضَعّف العين والثاني مُضَعّف اللام. إذًا النوع الثاني من أنواع الزيادة أن يكون تكرارً لحرفٍ أصلي، تُكَرِّرُ عين الحرف في الوزن. النوع الثالث: إن كانت الزيادة كاسمها حرف زائد على أصل الكلمة وليس بتكرارٍ للحرف الأصلي. النوع الثالث يعني ليس الأول ولا الثاني ما هو الأول؟ النوع الأول من الزيادة أن .. [لا، النوع الأول] عندك ثلاثة أنواع. النوع الأول: أن تكون الزيادة بأصل الوضع. كيف بأصل الوضع حرف أصلي نسميه زيادة؟ نقول: باعتبار الوزن. النوع الثاني: أن يكون تكرارًا لحرف أصلي. هذه الزيادة ليست بأصل الوضع ولا تكرارًا لحرف أصلي، وإنما يُسَمَّى حرف الزيادة ويشترط أن يكون من حروف العشرة المجموعة في قولهم: ((سألتمونيها))، ... ((سألتمونيها)) وهذه تسمى حروف الزيادة بمعنى أن الزيادة في الكلمة إن كانت فهي واحدٌ من هذه الأحرف العشرة، وليس كل ما وجد منها حرفٌ حكمت عليه بأنه زائد، لا، يعني: هي مطردة لا منعكسة، كيف؟

فحينئذٍ أَكْرَمَ على وزن أَفْعَلَ الهمزة زائدة، إذًا لابد أن تكون من حروف ((سألتمونيها))، لكن ليس كل ما وجدت الهمزة حكمت عليها بأنها زائدة، أكل؟ ها الهمزة أصلية ليست بزائدة، وأكرم زائدة، إذًا نقول: فرقٌ بين أن يُحكم على اللفظ الحرف بكونه زائدًا لكونه من حروف ((سألتمونيها))، وليس كل ما وجد منها حرف حكمنا عليه بأنه زائد. لذلك تقول سَأَلَ، السين هذه من أحرف الزيادة، لكنها هنا أصلية، هنا أصلي، إن كانت الزيادة كاسمها يعني: حرفٌ زائدٌ على أصل الكلمة وليست تكرارًا للحرف الأصلي، وكانت من حروف ((سألتمونيها)) وتسمى حينئذٍ حروف الزيادة، قابلت الأصل بالأصل والزائد أنزلته كما هو في الوزن، قابلت الأصل بالأصل. يعني: لا بد أن تعرف في الكلمة التي زِيدَ فيها حرفٌ، ما هو الحرف الأصلي وما هو الحرف الزائد؟ من أجل ماذا؟ من أجل أنك إذا وزنت تقابل الأصلي بالأصلي، يعني: تقابل الفاء في الموزون بلفظ الفاء حرف الفاء، والعين بحرف العين، واللام باللام والحرف الزائد تنزله كما هو في الوزن، ولذلك يقول: أَكْرَمَ، الكاف والراء والميم أصول والهمزة زائدة، إذًا تقابل الكاف بالفاء، والراء بالعين، والميمي باللام، والهمزة كما هي تضعها في الوزن فتقول: أَكْرَمَ على وزن أَفْعَلَ. ماذا صنعت في أَفْعَلَ؟ وضعت الهمزة كما هي نطقت بالزائد في الموزون والوزن معًا في موضعه كما هو، فتقول: أَكْرَمَ على وزن أَفْعَلَ، انْطَلَقَ، الطاء واللام والقاف أصول، والهمزة والنون زائدان، كيف تزنها؟ ان، أنزلت الحرفين الزائدين في الموزون كما هما في الوزن نقول: انْطَلَقَ على وزن انْفَعَلَ، إذًا الطاء هي فاء الكلمة، واللام هي عين الكلمة، والقاف هي لام الكلمة، والهمزة والنون زائدان وضعتهما كما هما في الوزن، انْطَلَقَ على وزن انْفَعَلَ، واضح هذا؟ اسْتَغْفَرَ اسْتَفْعَلَ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ هذا الأصل، إذًا الغين هي فاء الكلمة، والفاء هي عين الكلمة، والراء هي لام الكلمة، واست، الذي هو الهمزة والسين والتاء هذه زوائد، حينئذٍ تنزلها كما هي في الوزن فتقول: اسْتَغْفَرَ على وزن اسْتَفْعَلَ، واضح هذا؟ هذا متى؟ إذا كان الحرف الزائد من ((سألتمونيها)) ليس بأصل الوضع كدَحْرَجَ وجَحْمَرِشٌ وليس بتكرار العين الحرف أصلي ولا اللام، حينئذٍ صار هذا النوع الثالث، هذه أنواع ثلاثة، هذا الأمر الثالث المتعلق بما زاد على ثلاثة أحرف. بَقِيَ مسألة وسيتعرض لها الناظم كذلك، وهو إن كان الزائد مبدلاً من تاء افْتَعَلَ، افْتَعَلَ اصْطَلَحَ، اصْطَلَحَ وزن افْتَعَلَ، اصْطَلَحَ وزنه افْتَعَلَ، الصاد أصلية لأنه من صَلُحَ أو صَلَحَ، الصاد أصلها أصلية، واللام أصلية، والحاء أصلية، عندنا حرفان زائدان افْتَ، الهمزة والتاء، فحينئذٍ نقول: اصْطَلَحَ على وزن افْتَعَلَ كيف نقول: اصْطَلَحَ افْتَعَلَ مع كون المنطوق به في الموزون طاء، هل للأصل أن نقول: افْتَعَلَ أو افْطَعَلَ؟ على ما سبق نقول: افْطَعَلَ مثل انْطَلَقَ أليس كذلك؟

لكن نقول: هذا الباب باب افْتَعَلَ التَّاء قلبت طاءً لأنه إذا وقع فاء الكلمة صادًا في باب افْتَعَلَ وجب قلب التاء طاءً كما سيأتي، وسينظمها الناظم القاعدة، فحينئذٍ نقول: اصْطَلَحَ على وزن افْتَعَلَ هنا المنطوق به طاء لكننا نزنه في الوزن بالتاء ردًا إلى أصله، ولذلك قال: على وزن فَعَلَ لا تقل على وزن فَالَ، واضح؟ بَاعَ على وزن فَعَلَ ولا تقل على وزن فَالَ لماذا؟ اعتبارًا بالأصل، لأن قَالَ أصله قَوَلَ فَعَلَ، إذا رددت الألف إلى أصلها، الألف هذه مبدلةٌ عن أصل بَاعَ أصله بَيَعَ على وزن فَعَلَ، حينئذٍ تقُول بَاعَ على وزن فَعَلَ رددت العين إلى أصلها، اصْطَلَحَ الطاء هذه منقلبة عن تاء في باب افَتْعَلَ ولها قاعدة إذًا وزنه افْتَعَلَ خِلافًا للرأي القائل بأنه يوزن على وزن افْطَعَلَ. إذًا هذا ما يتعلق بالزيادة وهي ثلاثة أنواع وضبطها يعينك على فهم ما سيأتي. الرابع: - من ضوابط الميزان -: إن كان هناك حرفًا محذوفًا في الموزون حذف ما يقابله في الوزن، يعني عندما ميزان؟ اسمٌ عند البصريين على وزن افعٌ، افعٌ حذفت للام، أسهل من هذا، قُل على وزن فُل أين العين؟ حذفت، العين محذوفة بخلاف السابق قال: لأنه منطوقٌ به حينئذٍ تنطق به باعتبار أصله وأما إذا حذف من الموزون حذف من الوزن، فقُلْ نقول: على وزن فُلْ لماذا؟ لكون العين محذوفة، ماذا حذفت؟ فل ذكرت الفاء واللام أين العين محذوف لماذا؟ لأن قُل أصله قُولْ التقى ساكنان، الواو التي هي الكلمة واللام، حذفت الواو حذف ماذا؟ عين الكلمة إذًا تحذف من الوزن فقُل على وزن فُل، واضح هذا؟ بِِعْ فِلْ ... #1.16.36 بالكسره فِل بِيعْ هذا الأصل حذفت الياء للتخلص من التقاء الساكنين، قاضٍ قَاضي الأصل بالياء اسم فاعل، تقول في وزنه: فاعٍ، فاعْ إذا وقفت عليها فاعْ حذفت اللام لماذا؟ لكونه محذوفًا من الموزون، فما حذف في الموزون حذف في الوزن، اسمٌ على وزن افعٌ أو افعٍ على مذهب البصريين، واعلٌ على مذهب الكوفيين لأن الاسم عند البصريين محذوف اللام أصله سِموٌ حذفت اللام التي هي الواو، إذا الواو محذوفة فحينئذٍ إذا قَدَّرْتَ في الوزن تذكر المحذوف أو نحذفه؟ القاعدة أنك تحذفه، حينئذٍ اسمٌ على وزن افعٌ بحذف اللام هذا اختصارًا، وعند الكوفيين مأخوذٌ من الوسم أو من وَسِمَ حذفت الواو التي هي فاء الكلمة، حينئذٍ تحذفها من الوزن وتقول اسمٌ على وزن اعْ أين الفاء؟ محذوفة اعلٌ اللام مذكورة على خلاف بين الكوفيين والبصريين، يَعِدُ على وزن، [يَعِدُ على وزن .. نعم] أين الفاء؟ حُذفت، يَعِدُ أصلٌ من وَعَدَ أين الواو؟ محذوفة، وَعَدَ يَوْعِدُ حذفت الواو لوقوعها بين عدوتيها الكسرة والياء يَوعِ، إذًا تحذفها من الوزن فتقول: يَعِدُ، لأن الفعل المضارع يَعِدُ حذفت الواو فحينئذٍ تقول الوزن باعتبار الفعل بعد الحذف فتقول: يَعِدُ على وزن يَعِلُ بحذف الفاء، عِدةَ مصدر على وزن عِلَة. الحاصل أن القاعدة في الميزان تحذف في الوزن ما حذفته في الموزون، واضح هذا؟ تحذف في الوزن ما تحذفه في الموزون، هذا ما يتعلق بمقدمة # ... 1.19.19 في بيان الميزان الصرفي.

ونشرع بعد المغرب إن شاء الله تعالى في المتن وبهذا في قدر كفاية، حاول تحفظ هذا قبل المغرب، قصر ميزان الصرف، وحد الفعل لأنه إذا ضبطته تضبط ما سيأتي، وكما ذكرنا علم الصرف علمٌ يحتاج إلى حفظ. [أسئلة:] - نظم المقصود هذا كتاب للمبتدئين ما هو كتاب الذي يفيد المتوسطين والمنتهيين؟ على كلٍ المشهور المقصود مثلاً أو اللامية لمن اختار اللامية - كما ذكرنا هذه ليست توقيفية -، ثم إن كان حفظ الصرف من ألفية ابن مالك رحمه الله تعالى ينظر ما زاده ابن الحاجب في ((الشافية)) أو في نظمها للنيساري ويكمل النقص الذي تركه ابن مالك رحمه الله، ويكتفي بهذا، ثم يكون الباقي مراجع، يعني شروحات ((الشافية)) كثير منها قد لا يحتاجه طالب العلم الشرعي المتخصص في العلوم الشرعية، قد يحتاجه المتخصص في فن الصرف قد يحتاجه، ينظر في شرح الرضي .. إلى آخره الجاربردي، لكن طالب العلم الشرعي ((الشافية)) وإذا حفظ النظم يختار ما زاد على ابن مالك رحمه الله تعالى، ثم يعتكف على شرح الجاربردي، الجاربردي أرى أنه متوسط، وهو مفيد جدًا لطالب العلم، ويكتفي بهذا، يعني العلم ليس بذاك الطويل وليس بذاك القصير، و ((الشافية)) كافية. - كتب تكون لطالب العلم مراجع عند الإشكال في فن الصرف؟ شروحات الألفية فيما يتعلق بالصرف، وكذلك كل ما يتعلق بـ ... ((الشافية)) لأنها محصورة، يعني كما مر معنا في ((جمع الجوامع)) كتاب يعتبر خلاصة خزانة لفن الأصول، كذلك ((الشافية)) بشروحاتها تعتبر خزانة لهذا الفن، وأنت طالب علم شرعي كما ذكرنا تحتاج ما تحتاجه في العلم الشرعي وما عداه يبقى على .. - ما فائدة وميزة هذه الكلمة ((سألتمونيها)) ولماذا سميت الحروف الزائدة؟ زائدة لأنها تسمية بمعنى أن صرف الصرفيين وجدوا - وهذا سيأتي إن شاء الله تعالى - أن الكلمة قد تكون مؤلفة من حروفٌ أصلية وقد يُزاد عليها، حينئذٍ بالاستقراء والتتبع نظروا ما هو الزائد وما هو الأصلي، وجدوا أن الزائد لا يكون إلا واحدًا من هذه الحروف، كما استقرأوا أن الكلمة ثلاثة أقسام، وعلامات الاسم، وعلامات الفعل، وأن الحرف لا يقبل .. إلى آخره، وجدوا أن كل كلمةٍ في لسان العرب إذا وجد فيها حرفٌ زائد لا يخرج عن هذه، ثم جمعها اختلفوا فيه مثل ((أليت))، ... و ((نأيت)) إلى آخره كذلك ((سألتمونيها))، الأمر يعني: اصطلاح فقط. والله أعلم. وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

2

عناصر الدرس * مقدمة الناظم. * أبواب الثلاثي المجرد باعتبار مضارعه. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: قال الناظم رحمه الله تعالى: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يَقُوْلُُ بَعْدَ حَمْدِ ذِي الجَلاَلِ ... مُصَلِّيًا عَلَى النَِّبيْ وَالآلِ عَبْدٌ أَسِيْرُ رَحْمَةِ الكَرِيمِ ... أَيْ أَحْمَدُ بْنُ عَابِدِ الرَّحِيْمِ بدأ بالبسملة على ما هو معتادٌ عند أهل العلم وأرباب التصريف أن يبدؤوا المصنفات بالبسملة طلبًا للبركة والاستعانة بالله عز وجل، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) أنظم، أي: أستعين بالله تعالى، والباء حينئذٍ تكون للاستعانة وسبق الكلام مفصلاً مجملاً على البسملة وما يتعلق بها، ثم قال الناظم رحمه الله تعالى: يَقُوْلُُ بَعْدَ حَمْدِ ذِي الجَلاَلِ ... مُصَلِّيًا عَلَى النَِّبيْ وَالآلِ عَبْدٌ ................... ... ........................... (عَبْدٌ) هذا فاعل يقول، (يَقُوْلُُ) فعل مضارع مرفوع وفاعله (عَبْدٌ)، (بَعْدَ حَمْدِ ذِي الجَلاَلِ)، (بَعْدَ حَمْدِ)، (بَعْدَ) ظرف زمان كثيرًا أو مكانٍ قليل، يعني: يعتبر بهذا وذاك، تأتي زمانية وتأتي مكانية، وهو ظرفٌ مبهم لا يفهم معناه إلا بالإضافة لغيره على ما هو مشهورٌ، (بَعْدَ حَمْدِ) هنا بالنص (بَعْدَ) يقول: (بَعْدَ) متعلق بيقول وهو الناصب له، (بَعْدَ حَمْدِ) بعد مضاف وحمد مضافٌ إليه إضافة لامية لأنها لا تصح أن تكون بمعنى: من ولا بمعنى: في، (بَعْدَ حَمْدِ) والحمد هنا مصدر حَمِدَ يَحَمَدُ حَمْدًا، والْحَمْدُ هو ذكر محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله، كأنه حَمِدَ الله تعالى بعد البسملة، وهذا هو الشأن أن يجمع بين البسملة والحمدلة، (بَعْدَ حَمْدِ ذِي الجَلاَلِ) يعني بعد حمدي أنا، والفاعل محذوف و (حَمْدِ) مضاف، و (ذِي الجَلاَلِ)، (ذِي) مضافٌ إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله إضافة لامية، (حَمْدِ) أنا (ذِي الجَلاَلِ) هذا الأصل فيه، (ذِي) بمعنى الصاحب وهي من الأسماء الستة، و (حَمْدِ ذِي) كذلك الإضافة لامية، و (ذِي) مضاف، و (الجَلاَلِ) مضافٌ إليه، مصدر جَلَّ الشيء يَجِلُّ عَظُمَ، يَجِلُّ بالكسر جَلَّ يَجِلُّ بالكسر عَظُمَ، فهو جَلِيلٌ، وجلالة الله تعالى عظمته.

إذًا (بَعْدَ حَمْدِ) صاحب الجلالة وهو الله تعالى والمراد بالجلالة العظمة، حال كوني: (مُصَلِّيًا) هذا حالٌ من فاعل المصدر حمد لأن الحمد هنا مضافٌ إلى مفعوله أين الفاعل؟ محذوف وهو ضمير المتكلم حمدي أنا ذا الجلال، حينئذٍ (مُصَلِّيًا) هذا حال من فاعل حمد وضمير المتكلم محذوف، و (مُصَلِّيًا) اسم فاعل، صَلَّى رباعي يُصَلِّي فهو مُصَلِّي فهو مُصَلٍّ أي طالبًا من الله تعالى صلاته، والصلاة من الله تعالى كما حكاه البخاري عن ابن عالية: " ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى ". وهذه الحال مقارِنة، ومقارَنةُ كل شيءٍ بَحَسَبِهِ، (مُصَلِّيًا عَلَى النَِّبيْ)، (عَلَى النَِّبيْ) جار مجرور متعلق بقوله: (مُصَلِّيًا) يعني هو اسم فاعل، و (النَِّبيْ) بإسكان الياء إما لغة وإما لأجل ضرورة الوزن لأنه إما أن يكون مأخوذًا من النَّبْوة وإما أن يكون مأخوذًا من النَّبَأِ، إن كان من النَّبْوَة فلا يكون مهموزًا، وإن كان من النبأ حينئذٍ يكون مهموزًا، وقد ينطق بالهمزة نبيئ، وقد تحذف الهمزة من باب التخفيف من باب التسهيل، فإذا جاءت النبي حينئذٍ يحتمل هذا وذاك، ومر معنا حدّ النبي وما يتعلق به، (عَلَى النَِّبيْ وَالآلِ) إذًا (مُصَلِّيًا عَلَى النَِّبيْ) ولم يذكر الصلاة ولم يذكر السلام بناءً على الصحيح أنه لا يُكره إفراد أحدهما عن الآخر حينئذٍ يجوز أن يصلي دون أن يُسلم ويجوز أن يُسلم دون أن يصلي بلا كراهةً، وأما الآية فهي محمولةٌ على الكمال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا} ... [الأحزاب: 56]. الواو هنا تدل على الجمع فحينئذٍ دلالة على أن ترك أحدهما والعمل بالآخر مكروه لا يستفاد من هذه الآية لأنه محتجٌ بها من جهة دلالة الاقتران وهي ضعيفةٌ في مثل هذا الموضع عند جماهير الأصوليين، إذًا (مُصَلِّيًا عَلَى النَِّبيْ) ولم يذكر السلام بناءً على الصحيح أنه لا يكره، ... (وَالآلِ) أي وعلى الآل، والآل المراد بهم أتباعه على دينه، (عَبْدٌ) قلنا: هذا فاعل يقول، (يَقُوْلُُ) (عَبْدٌ) بعدما ذكر من الحمدلة والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فجمع بين الحقين حق الله تعالى وقدمه لأنه أعلى وأهم، وحق أشرف الخلق وهو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وثنَّى به بعد حق الله تعالى لأنه يأتي في مرتبة بعده، (عَبْدٌ) قلنا: هذا فاعل (يَقُوْلُُ) المراد به عبد ... #6.

21 يعني إنسانٌ مخلوقٌ، (عَبْدٌ أَسِيْرُ) وصفه بكونه أسيرًا، وأسير فَعِيل بمعنى مَفْعُول مأخوذٌ من الأسر وهو الشدُّ أراد به لازم معناه (أَسِيْرُ رَحْمَةِ الكَرِيمِ) أراد به ملازم (رَحْمَةِ الكَرِيمِ) والأسير ملازمٌ لمكانه، أليس كذلك؟ الأَسْرُ هو الشدّ حينئذٍ إذا شدُّ على يديه ورجليه لزم مكانه حينئذٍ أراد به هنا الملازمة، (أَسِيْرُ رَحْمَةِ الكَرِيمِ) أي ملازمٌ لرحمة الكريم جل وعلا، (رَحْمَةِ) هذه صفةٌ قائمة بذاته جل وعلا وهي صفةٌ حقيقية تقتضي التفضل والإنعام تقتضي ماذا؟ التفضل والإنعام، وتفسيرها بالإنعام هذا تحريف يعني الجعل بأن معناه هو الإنعام هذا من قبيل التحريف وليس من قبيل تفسير الشيء بدلالته، إذًا (أَسِيْرُ رَحْمَةِ الكَرِيمِ) رحمة صفة ذاتية متعلقةٌ بذاته جل وعلا لازمها الإنعام ولا تفسر بالإنعام (رَحْمَةِ الكَرِيمِ)، (أَسِيْرُ) مضاف، و (رَحْمَةِ) مضافٌ إليه، ورحمة مضاف والكريم مضافٌ إليه، وهو اسمٌ من أسمائه جل وعلا قال الزجاجي: الكريم الْجَوَاد. قال غيره: الكريم كثير الخير أو الكثير الخير. (أَيْ) حرف تفسير من هو هذا العبد (أَسِيْرُ رَحْمَةِ الكَرِيمِ) أبهمه ثم فسره بقوله: (أَيْ)، (أَيْ) هذا حرف تفسير يعني: ما بعده يكون مفسرًا لما قبله، وسبق معنا أن التفسير إن كان لمفردٍ فيؤتى بأي، وإن كان لجملةٍ أو تركيبٍ أو معنًى عام فيؤتي بيعني، وفرقٌ بين العناية أعني ويعني وبين أي، (أَيْ) إذا كان المفسر مفردًا، وإذا كان جملة حينئذ تقول: يعني أو أعني ونحو ذلك، (أَيْ) حرف تفسير، (أَحْمَدُ) هذا اسمه وهو عطف بيان لما قبله وهذا على مذهب البصريين، وعلى مذهب الكوفيين أَيْ حرف عطف يعني: مثل الواو وثم والفاء، ثم بعده معطوفٌ على ما قبله، (أَحْمَدُ بْنُ عَابِدِ) ابن عبد زاد الألف للوزن ابن عبد الرحيم هذا الأصل وزاد الألف هنا من أجل الوزن، (بْنُ) برفع وهو مضاف وعبد مضاف إليه والألف قلنا: زائدة، و (عَابِدِ) مضاف و (الرَّحِيْم) مضافٌ إليه، وهو كذلك اسمٌ من أسمائه جل وعلا متضمنٌ لصفة الرحمة، وهي صفةٌ قائمةٌ بذاته تقتضي التفضل والإنعام، هذين البيتين أردا المصنف رحمه الله تعالى أن يفتح النظم بالحمدلة والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم سمى نفسه، وهذا لا مانع منه عند أرباب التصنيف أن يُسَمِّيَ المصنف نفسه من أجل أن يكون الكتاب معروفًا لا مجهولاً، وهذا ليس فيه تزكيةً للنفس بل يكون فيه إرشادًا من أجل أن تتعلق النفوس بالكتاب؛ لأن العلم إذا نُسِبَ إلى صاحبه وكان له جلالة في العلم فحينئذٍ تشوقت النفوس إلى معرفة ما كتبه. ثم بعد المقدمة بدأ الناظم رحمه الله تعالى بما يتعلق بأحكام الفعل. فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ إِذَا يُجَرَّدُ ... أَبْوَابُهُ سِتٌّ كَمَا سَتُسْرَدُ

إلى آخر كلامه، وخصَّ الفعل هنا كما ذكرنا بيوم، لماذا؟ لأن الفعل هو الأصل في الاشتقاق، والمراد بالفعل هو الفعل المتصرف، ولم يذكر الحرف أو الحروف لأنها خارجةٌ عن مبحث الصرفيين بأنواعه كلها لا بحث للصرفيين في الحرف لماذا؟ لعدم تصرفه وهو جامد لا يقبل الاشتقاق، ولم يذكر الأسماء أيضًا في هذا النظم مع كون الأسماء متمكن لها بحث عند الصرفيين من التوحيد والتثنية والجمع والنسبة والتصغير؛ لأنه أراد حصر الأفعال لا حصر الأسماء، هذا هو الأصل في مبنى هذا النظم. إذًا خصَّ الفعل دون الحرف والاسم، لكون الحرف لا يتصرف وهو خارجٌ عن مبحث الصرفيين، وقد علم مما سبق، وخصّ الفعل دون الاسم مع كون بعض الاسم له مدخلٌ في الصرف يعني: بحث الصرفيين لكون هذا النظم أراد حصره في الأفعال دون الأسماء، يعني: على ما نَهَجَهُ ابن مالك رحمه الله تعالى في اللامية: وَبَعْدُ فَالْفِعْلُ مَنْ يُحْكِمْ تَصَرُّفَهُ ... يَحُزْ مِنَ اللُّغَةِ الأَبْوَابَ وَالسُّبُلاَ (¬1) يعني: الفعل مراد به فعلٍ ما الفعل الخاص الذي هو الماضي والمضارع والأمر، أو أراد به المعنى الأعم فيشمل اللغوي حينئذٍ يكون المراد به المصدر وما اشتق منه، والثاني مرجح عند أرباب الشروحات. عرفنا حد الفعل وهذا متعلق بالنحو، كلمةٌ دلت على معنًى في نفسها واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة، حينئذٍ معرفة علامات الفعل ومتى نحكم عليها هذا مبحث ليس في علم الصرف، فيكون الطالب قد مَيَّزَ الفعل عن الاسم عن الحرف، وعرف علامات الفعل وعرف ما يميز الماضي عن المضارع عن الأمر، لأن الآن البحث في الصيغ والبحث في الأبنية على ماذا يكون بناء الماضي، وعلى ماذا يكون بناء المضارع، وكيف نشتق الأمر من المضارع، هذا الذي يُبحث فيه، وأما تمييز الفعل عن غيره من الاسم وأنواع الفعل كذلك بعضه عن بعض هذا لا يبحث هنا البتة. الفعل نوعان: أصلي. وذو زيادةٍ. يعني: ما يُسمى بالْمُجَرَّد هذا الذي يعبر عنه بالأصلي، وذو زيادةٍ يعني ذو أحرفٍ زيدت على أصل الفعل، الأصلي هو ما تجرد ماضيه عن الزائد. ما أي: فعلٌ، تجرد أي: تخلى وتعرى، ماضيه يعني: الفعل الماضي لأنه هو العبرة هنا، عن الزائد يعني عن الحرف الزائد، هذا ما يسمى بالأصلي، الضوابط لابد من حفظها ما هو الأصلي ما - أي فعلٌ - تجرد - أي تخلى وتعرى - عن ماضيه - والعبرة به لا المضارع - عن الزائد - أي عن الحرف الزائد - هذا هو الأصلي. وذو الزيادة ما اشتمل ماضيه على الزائد. ما - أي: فعلٌ - اشتمل - أي: تلبس - ماضيه على الزائد - أي على الحرف الزائد -. ومن مباحث الصرفيين ما يسمى بالزيادة أحرف الزيادة يعني: كيف تُمَيِّز الحرف الزائد عن غيره، لهم أدلة أوصلوها إلى تسعة وله مبحثٌ خاص. وَالْحَرْفُ إِنْ يَلْزَم فَأَصْلٌ وَالَّذِي ... لا يَلْزَمُ الزَّائِدُ مِثْلُ تَا احْتذي ¬

_ (¬1) لامية ابن مالك البيت: 3.

أو كما قال ابن مالك. الحرف إن يلزم بمعنى إنه - وهذه هي القاعدة العامة - إن لزم في جميع التصاريف فاحكم عليه بأنه أصلي، وإن سقط في بعضها فاحكم عليه بأنه زائد. هذا الضابط العام وهو أشهرها، إن لَزِمَ ضَرَبَ ضَرْبٌ، الضاد والراء والباء، ضَرَبَ يَضْرِبُ الياء ليس بضرب وموجودة في يضرب، إذًا زائدة لأنها ليست بلازمة، بخلاف الضاد والراء والباء فهي لازمةٌ، ضارب الألف ليست بلازمة إذًا هي زائدة، مضروب الميم والواو إذًا هذان حرفان زائدان، وَالْحَرْفُ إِنْ يَلْزَم فَأَصْلٌ وَالَّذِي ... لا يَلْزَمُ الزَّائِدُ مِثْلُ تَا احْتذي حذا حذوًا همزة والتاء، التاء زائدة، إذًا نقول هذا الضابطٌ عام، الأصلي المجرد نوعان: ثلاثيٌ. ورباعيٌّ. ولم ينقص الفعل المجرد عن الزيادة على ثلاثة أحرف، ولم يزد على أربعة أحرف، فليس عندنا فعلٌ على حرفين، فإذا وجدت فعلاً على حرفين فاحكم بأن ثم حرفًا ثالثًا محذوفًا لأن أقل ما يوضع عليه الفعل وكذلك الاسم ثلاثة أحرف، فإن وجدت الاسم على حرفين أو الفعل على حرفين فاحكم بأنه محذوف، يعني: الثالث محذوف إلا إذا كان من قبيل المبني، مثل التاء ضربتُ المبني لا مدخل له في بحثنا، وإنما لم ينقص الفعل المجرد عن الزيادة على ثلاثة أحرف ولم يزد على أربعة، فعل كما ذكرنا اليوم بأن الخماسي لا يكون في الفعل بمعنى أن الخماسي الذي حروفه كلها أصلية لا يكون في الفعل البتة، وإنما يكون في الاسم، إذًا الفعل الأصلي ثلاثي أو رباعي لم ينقص عن ثلاثة ولم يزد على أربعة أحرف، لأنه لا يوجد كلمةٌ في الفعل أقل من ثلاثة أحرف، لا يوجد بالتتبع والاستقراء، قالوا: في التعليل لأنه لابد من حرفٍ يُبتدئ به وحرف يوقف عليه وحرفٍ وسط، لأن الابتداء لا يكون إلا بمتحرك والوقف لا يكون إلا بساكن وانتقال من متحرك إلى ساكن لا بد من واسطة ولا بد من حرف هذا تعليل، وإلا العلة الصحيحة أن يقال السماع الحجة في السماع، لأنه لابد من حرفٍ يُبتدئ به ومن حرفٍ يوقف عليه ومن حرفٍ يتوسط بينهما، وأيضًا لا توجد كلمةٌ في الفعل أكثر من أربعة أحرف وكلها أصلية، هذا لا وجود له بخلاف الاسم فإنه قد يوجد الرباعي الأصلي كالفعل، وأما الخماسي فهو خاصٌ بالاسم دون الفعل كما مر معنا جحمرشٌ سفرجلٌ، ثم الزائد. عرفنا الآن المجرد على نوعين: ثلاثي، ورباعي. التقسيم لابد منه ثلاثي، ورباعي كل منهما حروفه أصلية، ليس عندنا أصلي خماسي في الفعل، الاسم منه ثلاثي، ومنه رباعي، اتحدا إلى هنا مع الفعل، وزاد الاسم على الفعل بالخماسي. ذو الزيادة: قد يكون رباعيًا، وقد يكون خماسيًا، وقد يكون سداسيًا. عدد ذو الزيادة، رباعي، وخماسي، وسداسي. إذًا إذا مر بك في الفعل خماسي فاحكم بأن حرفًا زائدًا في الكلمة، إذا مر بك سداسي فاحكم بكون ثَمَّ ثلاثة أحرف أو حرفين بأن ثَمَّ ثلاثة أحرف أو حرفين زوائد؛ لأنه إما ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف وإما رباعي زيد بحرفين فصار سداسيًا. إذًا نقول: الفعل إما أصلي، وإما ذو زيادةٍ. وعرفنا الفرق بين الأصلي وذو الزيادة. الأصلي إما ثلاثي وإما رباعي. ذو الزيادة قد يكون رباعيًا، وقد يكون خماسيًا، وقد يكون سداسيًا.

ثم الثلاثي يعني المجرد عن الزيادة: ما كان ماضيه على ثلاثة أحرفٍ أصول. إذَا عرفنا أن المجرد ثلاثي ورباعي، ما حقيقة الثلاثي؟ ما كان ماضيه على ثلاثة أحرف لأنه منسوب إلى ثلاثة - وإن كان هذا شاذ وسيأتي - نقول: منسوبٌ إلى ثلاثة، لماذا؟ لكونه تألف من ثلاثة أحرف، فضَرَبَ ثلاثي، لماذا ثلاثي؟ لكونه تألف من ثلاثة أحرف، وهذه الأحرف الثلاثة كلها أصول، يعني ليس فيها حرفٌ زائدٌ البتة، إذًا الثلاثي ما كان ماضيه على ثلاثة أحرفٍ أصولٍ، ما - أي فعلٌ أصليٌ لأن الكلام في الأصلي وهو المجرد عن الزيادة -كان ماضيه - لأنه هو الأصل في الاشتقاق من حيث الأوزان - على ثلاثة أحرفٍ أصول، نحو نَصَرَ وعَلِمَ وكَرُمَ، واضح هذا؟ قال الناظم رحمه الله تعالى وبعد أن عرفنا هذه المقدمة والتقسيمات فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ إِذَا يُجَرَّدُ ... أَبْوَابُهُ سِتٌّ كَمَا سَتُسْرَدُ (فِعْلٌ) هذا مبتدأ، سوغ الابتداء به كونه موصوفًا بقوله: (ثُلاَثِيٌّ)، الفعل الثلاثي عرفنا أنه يكون ماضيًا فحينئذٍ باستقراء كلام العرب لا يخرج أبنية الثلاثي المجرد عن ثلاثة أوزان باستقراء كلام العرب لا يخرج أبنية الفعل المجرد الثلاثي عن ثلاثة أوزان إما فَعَلَ، وإما فَعِلَ، وإما فَعُلَ. فالفاء مفتوحة في الأوزان الثلاثة فَعَلَ فَعِلَ فَعُلَ لا كسر ولا ضم، والعلة هي السماع الحجة في السماع، أما العين فهي محل الاختلاف يعني النظر في الأوزان عند الصرفيين بالأصالة في عين الفعل - أو الوزن إن شئت قلت -. فحينئذٍ لا فرق بين هذه الأوزان الثلاثة إلا في حركات العين فَعَلَ فَعِلَ فَعُلَ الفرق ما هو؟ العين في الأول مفتوحة، وفي الثاني مكسورة، وفي الثالث مضمومة، وأما اللام فهو حرف بناء، وأما الفاء فهو لازمٌ للفتح، ولا يوجد فعلٌ مبدوءً بالضم يعني فَاء إلا ما كان فرعًا وهو ما كان مغير الصيغة فُعِل ضُرِب، وأما الأصل الذي هو المبني للمعلوم وهو العبر بالتأصيل والتقعيد، فإذا قال الصرفيون: لا يوجد فعلٌ مبدوءٌ بالضم يعني ضم الفاء حينئذٍ لا يرد عليهم ضُرب وعُلم لماذا؟ لأن العبرة بالأصل وهو المبني للمعلوم، وضُرب ونحوه هذا فرعٌ لا أصل، والتقعيد والتأصيل إنما يكون بالأصول لا بالفروع. إذًا الفعل الماضي المجرد له ثلاثة أوزان فَعَلَ فَعِلَ فَعُلَ الحجة السماع، أما الفعل الماضي الثلاثي باعتبار المضارع فله: ستة أبواب؛ لأن فَعَلَ له ثلاثة، يعني ثلاثة أبنية من المضارع، وفَعِلَ له بابان، وفَعُلَ له بابٌ واحد، هي التي سينظمها الناظم، لكن النظم فيه شيءٌ من الصعوبة، نريد سردها أولاً. فَعَلَ، قلنا: الضابط عند الصرفيين هو النظر إلى حركة العين، بالسماع عُلِمَ أن فَعَلَ له ثلاثة أبواب، إما فَعَلَ يفَعَلُ، فَعَلَ يفَعِلُ، فَعَلَ يفَعُلُ، يعني: جاءت عين بالحركات الثلاثة، وإن كانوا يقدمون أولاً الكسر ثم الضم ثم الفتح، فَعَلَ يفَعِلُ ضرَب يَضْرِبُ، فَعَلَ يفَعُلُ نَصَرَ يَنْصُرُ، فَعَلَ يفَعَلُ بفتح العين فَتَحَ يَفْتَحُ هذا كم باب؟ ثلاثة أبواب.

إذًا النظر هنا ليس كالكلام السابق، الكلام السابق في أوزان الفعل الماضي قلنا: ثلاثة فَعَلَ فَعِلَ فَعُلَ انتهينا منه، هذا بالاستقراء والتتبع وهذا محل وفاق. الآن انتقلنا إلى المضارع له ستة أبواب، فَعَلَ يقابله ثلاثة أبواب، إما بفتح العين أو بضمها أو بكسرها. فَعَلَ يفَعُلُ، نَصَرَ يَنْصُرُ، هذا بابٌ. الباب الثاني: فَعَلَ بفتح العين أيضًا يفَعِلُ مثل ماذا؟ ضَرَبَ يَضْرِبُ، يَضْرِبُ بالكسر مع، أن ماضيه يأتي على وزن فَعَلَ، إذًا جاءت العين بالكسر. فَعَلَ يفَعَلُ فَتَحَ يَفْتَحُ هذه ثلاثة. ننتقل إلى الثاني، فَعِلَ له بابان، فَعِلَ يَفْعَلُ عَلِمَ [معي إشارة] عَلِمَ يَعْلَمُ، انظر انتقال من كسرٍ إلى فتحة، فَعِلَ يفَعَلَ، عَلِمَ يَعْلَمُ، فَعِلَ يَفْعِلُ حَسِبَ يَحْسِبُ وَرِثَ يَرِثُ إذا جاء بالكسر فيهما، وهو خلاف القياس، ليس عندنا فَعِلَ يفَعُلُ قياسًا مطردًا وما سمع فهو شاذٌ يحفظ ولا يقاس عليه، إذًا سقط باب لأن فَعَلَ جاء منه ثلاثة أبواب على الأصل بمخالفة الحركات، فعِل سمع منه بابان فَعِلَ يَفْعَلُ، وفَعِلَ يَفْعِلُ، وليس عندنا فَعِلَ يَفْعُلُ، ترى هذا أقل ما يقال، أظنه صعب هو الصرف في نفسه صعبٌ، فَعِلَ يَفْعِلُ، فَعِلَ يَفْعَلُ وليس عندنا فَعِلَ يَفْعُلُ. الباب الثالث: فَعُلَ في الماضي ليس له بالسماع والاستقراء والتتبع إلا بابٌ واحد وهو فَعُلَ يفَعُلُ بضم العين فيهما، وليس عندنا في لسان العرب فَعُلَ يفَعِلَ وليس عندنا فَعُلَ يفَعَلَ، وما سمع فهو إما شاذٌ أو من تداخل اللغات هذا أو ذاك، تحمله على هذا أو ذاك. إذًا ثَمَّ ثلاثة لفَعَلَ، واثنان لفَعِلَ كم؟ خمسة، وواحدٌ لفَعُلَ، (أَبْوَابُهُ سِتٌّ كَمَا سَتُسْرَدُ) هي هذه الأبواب الستة الآتي ذكرها، فهمتومها؟ واضحة؟ بالإجماع؟ ما أظنه إجماع [ها .. ها]. فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ إِذَا يُجَرَّدُ ... أَبْوَابُهُ سِتٌّ كَمَا سَتُسْرَدُ (فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ) أي فعلٌ ماضٍ هذا مبتدأ وصفه بقوله: (ثُلاَثِيٌّ) بضم الثاء نسبةً إلى ثلاثة، الأصل أن يقول: ثَلاثِيٌّ، لكن المشهور عند الصرفيين ثُلاثِيٌّ بضم الثاء هذا خطأ لكنهم جروا على ذلك فقالوا: ثُلاثيٌّ، من أين ثُلاثي؟ وهو نسبة إلى ثَلاثَة لأن العدد هنا ثَلاثة فحينئذٍ هو مؤلفٌ من ثلاثة أحرف، فالأصل أن يقال: فعلٌ ثَلاثيٌّ إن صوبته لا إشكال لا يُنْكَر عليك لأنك أنت الأصل، لكن خطأ مشهور أولى من الصواب المهجور [ها .. ها] قاعدة فاسدة.

إذًا (ثُلاَثِيٌّ) بضم الثاء منسوبٌ لثَلاثٍ بفتحها على غير قياس، والقياس ثَلاثيٌّ بالفتح، ونُسب إليها إلى الثَّلاثة لماذا؟ لأنه مؤلفٌ من ثَلاثة أحرف (فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ) هذا صفةٌ له، (إِذَا يُجَرَّدُ) هو أي الفعل الثلاثي (إِذَا يُجَرَّدُ) ومتعلقه محذوف يجرد من ماذا؟ يُعرى من ماذا؟ يخلى من ماذا؟ من أحرف الزيادة، لأننا عرفنا أن المجرد هو ما تجرد ماضيه عن الحرف الزائد، إذًا تجرد ماضيه عن الزائد هذا الذي عناه، (إِذَا يُجَرَّدُ) أي: من أحرف الزيادة مأخوذ من التجريد بمعنى التخلية، وجواب إذا محذوف بدلالة الخبر الآتي عليه، أي: إذا خلى الفعل الثلاثي من الزيادة فـ (أَبْوَابُهُ سِتٌّ)، إذا يجرد من أحرف الزيادة فـ (أَبْوَابُهُ سِتٌّ) أبوابه ستة محذوف هذا، إذا أداة شرط أو شئت تقول: ظرفٌ لما يستقبل من الزمان ضمن معنى الشرط، (يُجَرَّدُ) هذا فعل الشرط أين جوابه؟ محذوف، تقديره (إِذَا يُجَرَّدُ) فـ (أَبْوَابُهُ سِتٌّ)، وأما (أَبْوَابُهُ سِتٌّ) المذكورة فهي مبتدأ وخبر والجملة الاسمية خبر المبتدأ (فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ) (أَبْوَابُهُ سِتٌّ) هذه جملة اسمية مبتدأ أول (فِعْلٌ) ومبتدأ ثاني (أَبْوَابُهُ) (وسِتٌّ) خبر المبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، أما جواب (إِذَا يُجَرَّدُ) فهو محذوفٌ دل عليه خبر المبتدأ الأول، (إِذَا يُجَرَّدُ) فـ (أَبْوَابُهُ سِتٌّ)، (أَبْوَابُهُ) أي أقسام الفعل الثلاثي (سِتٌّ) والأصل نقول: ستة بالتاء على القاعدة وسوغ حذف التاء هنا حذف المعدود، وكان الأولى إثباتها، وهذا القاعدة التي عند النحاة أن العدد يخالف المعدود تذكيرًا وتأنيثًا - هذا إذا ذكر، إذا نطق به - وأما إذا حُذف فذكر وأنث كما شئت، يعني: يجوز الوجهان التذكير والتأنيث، إذا حذف وعند بعضهم إذا تقدم على العدد فيجوز الوجهان، وأما إذا ذكر بعده فحينئذٍ يؤنث مع المذكر ويذكر مع المؤنث على القاعدة المشهورة، (أَبْوَابُهُ سِتٌّ كَمَا سَتُسْرَدُ) (كَمَا) حال كون أبوابه الستة كائنةً كما أي: الأبواب السنة التي (سَتُسْرَدُ) هي يعود إلى ما (كَمَا سَتُسْرَدُ) تُسرد، السين هذه ستسرد سين ماذا؟ سين الاستقبال تسرد وهذا فعل مضارع مغيرُ الصيغة ونائبه ضمير يعود إلى ما (كَمَا) كالذي أو التي (سَتُسْرَدُ) وكنى بما عن الأبواب الست وراع هنا فيها المعنى، تسرد ولم يقل: سيسرد عبارةً بـ أو نظرًا للمعنى، أي تذكر على التوالي. حاصل معنى البيت أن الفعل الماضي الموضوع على ثلاثة أحرف أصول إذا خلا من الزيادة فأبوابه ستٌ ستذكر في كلامه متواليةً، يعني: متتابعة ثم قال: فَالعَيْنُ إِنْ تُفْتَحْ بِمَاضٍ فَاكْسِرِ ... أَوْ ضُمَّ أوْ فَافْتَحْ لَهَا فِي الغَابِرِ وَإِنْ تُضَمَّ فَاضْمُمَنْهَا فِيْهِ ... أوْ تَنْكَسِرْ فَافْتَحْ وَكَسْرًا عِيْهِ وَلاَمٌ اوْ عَيْنٌ بِمَا قَدْ فُتِحَا ... حَلْقِيْ سِوَى ذَا بِالشُّذُوذِ اتَّضَحَا

هذا ما يتعلق بالأبواب الستة، يعني نظمها في ثلاثة أبيات (فَالعَيْنُ) الفاء فاء الفصيحة لأنها أفصحت عن جواب شرطٍ مقدم، أي: إذا عرفت أن أبواب الفعل الثلاثي المجرد ستة إجمالاً وأردت تفصيلها أو معرفة تفصيلها (فَالعَيْنُ) حينئذٍ الفاء هذه واقعةً في جواب شرط مقدر، أفصحت عن جواب شرطٍ مقدر، فالعين عرفنا أن العين التي تكون في الوزن تقابل العين التي في الموزون، فخَرَجَ قلنا: على وزن فَعَلَ أين العين؟ الراء، إذًا النظر هنا يكون إلى الراء، وخَرَجَ يَخْرُجُ على وزن يَفْعُلُ بزيادة الياء لأنه حرفٌ زائد من ((سألتمونيها)) فنزل كما هو في الوزن على ما ذكرناه اليوم صباحًا، يَفْعُلُ خَرَجَ يَخْرُجُ.

أين العين؟ الراء هي عينها هي نفسها، خرج الراء مفتوحة فالعين مفتوحة، يَخْرُجُ يَفْعُلُ العين مضمومة، قال هنا: (فَالعَيْنُ) أي الحرف الثاني منه الذي يقابل بمسمى العين حال وزنه (إِنْ تُفْتَحْ بِمَاضٍ)، (إِنْ تُفْتَحْ بِمَاضٍ) هذا شرط (إِنْ تُفْتَحْ بِمَاضٍ) الباء هنا بمعنى في يعني في الفعل الماضي، تنظر إلى الماضي (إِنْ تُفْتَحْ بِمَاضٍ فَاكْسِرِ أَوْ ضُمَّ أوْ فَافْتَحْ لَهَا فِي) المضارع أتى بالثلاثة الأوزان الأبواب المضارع من باب فَعَلَ في بيتٍ واحد، (فَالعَيْنُ إِنْ تُفْتَحْ) أين في الماضي؟ إذًا ما جاء وزن فَعَلَ ماذا تصنع؟ قال: (فَاكْسِرِ) في المضارع فقل يَفْعِلُ (أَوْ ضُمَّ) في المضارع فقل يَفْعُلُ، (أوْ فَافْتَحْ لَهَا فِي) المضارع فقل: يَفْعَلُ، اتضح؟ إذًا هذا البيت جمع لك أبواب المضارع من باب فَعَلَ بفتح العين، (فَالعَيْنُ) مبتدأ وجملة (إِنْ تُفْتَحْ) إلى آخره هذه خبر المبتدأ، (تُفْتَحْ) مُغير الصيغة ونائبه ضمير يعود إلى العين إن تفتح هي أي العين ويجوز كما جوز الشارح أن يكون الفعل مبنيًا للمعلوم، إن تَفْتَح أنت، لكن الأول أولى على المشهور، إن تَفْتَح أنت حينئذٍ يكون المفعول به محذوف تفتحها أي: العين، أو للمعلوم والفاء ضمير المخاطب والمفعول محذوفٌ عائدٌ على العين (إِنْ تُفْتَحْ بِمَاضٍ) في ماضٍ، والباء حينئذٍ تكون ظرفية بمعنى في متعلقٌ بتفتح بماضٍ تفتح، (فَاكْسِرِ) الفاء واقعة في جواب الشرط الذي هو (إِنْ) والضمير الذي في لها فاكسرها ضمها افتحها هذا تنازع فيه الأفعال الثلاثة (فَاكْسِرِ) لها ضُمَّ لها، فافتح لها من باب التنازع حينئذٍ نقول: نعمل الأخير (فَافْتَحْ لَهَا) ونقدر في الأول والثاني من جنس ذلك الذي أُعْمِلَ فيه افتح، فحينئذٍ نقول: (فَافْتَحْ لَهَا)، (أَوْ ضُمَّ) لها واللام حينئذٍ تكون شاذة زائدةً لماذا؟ لأن الفعل إذا تعدى بنفسه حينئذٍ لا يحتاج إلى حرف جرٍ يُعَدَّى به، فاكسرها تعدَّى بنفسه لماذا يقال: فاكسر لها؟ هذا شاذ يحفظ ولا يقاس عليه، ولعل المصنف هنا والناظم من أجل الوزن زاد اللام، إذًا فاكسر الفاء واقعة في جواب الشرط إن أي: فاكسرها أي العين أيها الصرفي، أي احكم بصحة كسرها في بعض مواد وصور المضارع وانطق بها مكسورةً وهذا هو الباب الأول من الأبواب الستة، (فَاكْسِرِ) فتقول فَعَلَ يَفْعِلُ بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع، وهذا الباب فَعَلَ يَفْعِلُ يأتي متعديًا ولازمًا، يعني يتعدَّى فينصب المفعول به وقد يكون لازمًا يرفع الفاعل فحسب، ضَرَبَ يَضْرِبُ هذا متعدِّي، ورَمَى يَرْمِي وهذا مُتَعَدِّي، إذًا جاء فعَل يَفْعِلُ مُتَعَدِّيًا، ضَرَبَ يَضْرِبُ، ضَرَبَ زيدٌ عَمْرًا، يَضْرِبُ زيدٌ عَمْرًا جاء مُتَعَدِّيًا، ورَمَى يَرْمِي وهذا هو الأكثر في باب فَعَلَ يَفْعِلُ أن يكون متعدِّيًا وقد يكون لازمًا كجَلَسَ يَجْلِسُ، جَلَسَ فَعَلَ يَجْلِسُ يَفْعِلُ، وهذا لازم أو متعدِّي؟ لازم.

وجَلَسَ زيدٌ يَجْلِسُ زيدٌ إذًا جاء لازمًا، فحينئذٍ باب فَعَلَ يَفْعِلُ بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع هذا هو الباب الأول من الأبواب الست يجيء متعدِّيًا كضَرَبَ يَضْرِبُ، ويجيء لازمًا كجَلَسَ يَجْلِسُ، والأكثر وهو التعدِّي. ثم أشار إلى الباب الثاني فقال: (أَوْ ضُمَّ) (أَوْ) للتنويع يعني: ضمها أي: العين أيها الصرفي، فيها في بعض أفراد المضارع أي: أحكم بصحة ضمها فيه وانطق بها مضمومة فالباب الثاني من الأبواب الستة فَعَلَ يَفْعُلُ بفتح بفَتح العين في الماضي وضمها في المضارع، وهذا كسابقه يجيء متعدِّيًا ولازمًا، متعدِّيًا كنَصَرَ نَصَرَ فَعَلَ المضارع منه يَنْصُرُ على وزن يَفْعُلُ، نَصَرَ اللهُ المؤمنين تعدَّى بنفسه، إذًا هو متعدِّي، وقَتَلَ يَقْتُلُ فَعَلَ يَفْعُلُ، وهذا هو الأكثر أن يكون متعدِّيًا، وقد يأتي لازمًا كعَثَرَ يَعْثُرُ وقَعَدَ يَقْعُدُ، قَعَدَ على وزن فَعَلَ، ويَقْعُدُ على وزن يَفْعُلُ وجاء لازمًا. إذًا الباب الثاني من الأبواب الست فَعَلَ يَفْعُلُ [يا رب أختبركم بعد ما ننتهي] فَعَلَ يَفْعُلُ يعني بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع، ويأتي مُتَعَدِّيًا وهو الأكثر ولازمًا.

ثم أشار إلى الباب الثالث فقال: (أوْ) للتنويع (فَافْتَحْ) أيها الصرفي (لَهَا) أي العين افتح هذا يتعدى بنفسه وعده باللام وهو الشاذ لأن القاعدة أن الفعل متعدي إذا تأخر مفعوله يتعدى بنفسه ولا يتعدى باللام هذا هو القياس، فإذا عداه باللام أو بغيره من الحروف قلنا: هذا شاذٌ يحفظ ولا يقاس عليه. إن تقدم المفعول على العامل جاز تعديه باللام، وذكرنا الآية المشهورة: {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43] تعبرون الرؤيا هذا الأصل، رؤيا هذا مفعولٌ به حينئذٍ إن كنتم تعبرون للرؤيا هذا شاذّ، لما قال: {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا} قدم الرؤيا {تَعْبُرُونَ} حينئذٍ جاز أن يُعدَّى الفعل إلى المفعول به باللام وهو قياسي، لا، ليس بشاذّ، وإنما يجوز متأخرًا إذا لم يكن العامل فِعْلاً، فإن كانت اسمًا فهو قياسي {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [البروج: 16] ما هذه مفعول به لفعال (فعَّالٌ ما يُريدُ) هذا الأصل تعدَّى باللام وهو قياسي ليس كقوله {لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} لماذا؟ لكونه اسمًا لأنه لما كان اسمًا نزل درجة عن الفعل، إذ الأصل في العمل للأفعال، إذًا (فَافْتَحْ لَهَا) شاذٌ هذا المراد، يحفظ ولا يقاس عليه، والناظم هنا من أجل الوزن، (فَافْتَحْ لَهَا) أي العين تنازع فيه الأفعال الثلاثة قبله (فَاكْسِرِ لَهَا)، (ضُمَّ) لها، (فَافْتَحْ لَهَا)، فاعُمْل الأخير فيه وأسقط نظيره من الأول والثاني لأنه فضل وزاد اللام هنا والفاء كذلك (فَافْتَحْ لَهَا) فاء زائدة للضرورة من أجل الوزن، (لَهَا فِي الغَابِرِ) فافتح في الغابر (فِي الغَابِرِ) جار مجرور بالكسرة متعلق بقوله (افْتَحْ) لأنه فعل أي في الفعل الغابر، و (الغَابِرِ) هذا اسم فاعل غَبَرَ يَغْبُرُ، غَبَرَ يَغْبُرُ غُبُورًا من الأضداد يعني يطلق على الماضي وعلى المستقبل، (فَافْتَحْ لَهَا فِي الغَابِرِ) غابر قلنا: هذا من الأضداد، يعني يطلق على الماضي وعلى المستقبل لكن لا شك أن المراد به ماذا؟ المضارع لماذا؟ لأنه قال: (فَالعَيْنُ إِنْ تُفْتَحْ بِمَاضٍ) (فَافْتَحْ .. فِي الغَابِرِ) إذا قابل الماضي بالغابر، فيحمل الغابر على المضارع، واضح؟ وهذه قرينة تبين أن اللفظ هنا ليس مجملاً، إذًا غَبَرَ يَغْبُرُ غُبُورًا من الأضداد يطلق على الماضي والمضارع والمراد هنا الثاني بقرينة المقابلة بالأول. والحاصل أن الباب الثالث من الأبواب الستة فَعَلَ يَفْعَلُ بفتح العين في الماضي والمضارع ويجيء لازمًا، لا، ويجيء متعدِّيًا وهو الأكثر نقدم المتعدِّي ويجيء متعدِّيًا وهو الأكثر كمَنَعَ يَمْنَعُ، مَنَعَ فَعَلَ يَمْنَعُ فَعَلَ يَفْعَلَ إذًا فَعَلَ يَفْعَلُ وجاء متعدِّيًا، وفَتَحَ يَفْتَحُ فَعَلَ يَفْعَلُ، ويأتي لازمًا - والأول أكثر المتعدِّي - كبَرَأَ يَبْرَأُ، بَرِئَ زيد، يَبْرَأُ زَيدٌ من كذا، وأَبَى يَأْبَى نقول هذا لازم وهو على وزن فَعَلَ، أَبَيَ وهذا الأصل يَأْبَيَ تحركت الياء فيهما وفتح ما قبله فوجب قلب الياء في الموضعين ألفًا. إذًا الباب الثالث نقول: باب فَعَلَ يَفْعَلُ. هذا ما يتعلق بالأبواب التي تأتي من فعل بفتح العين وهي ثلاثة.

ثم قال: أو أشار إلى الرابع الذي يأتي من مضمومها (وَإِنْ تُضَمَّ فَاضْمُمَنْهَا فِيْهِ) ما هو الذي يضم (وَإِنْ تُضَمَّ) (بِمَاضٍ) (فَاضْمُمَنْهَا فِيْهِ) يعني: (فِي الغَابِرِ)، (وَإِنْ تُضَمَّ) ما هي؟ العين (بِمَاضٍ) أي في ماض بالتقييد السابق، (فَاضْمُمَنْهَا) العين (فِيْهِ) أي (فِي الغَابِرِ) فَعُلَ يَفْعُلُ، فَعُلَ يَفْعُلُ، (وَإِنْ تُضَمَّ) مضارع مغير الصيغة (تُضَمَّ) فِعْل شرط ونائبه ضمير العين هي (تُضَمَّ) هي أي العين ويحتمل أنه للمعلوم كما قال الشارح، والأول أولى، والفاعل ضمير المخاطب والمفعول محذوف عائد على العين، وعلى الاحتمالين متعلقه محذوف أي في الماضي بقرينة المقام. (وَإِنْ تُضَمَّ) أي في الماضي لقوله ما سبق (إِنْ تُفْتَحْ بِمَاضٍ) (إِنْ تُضَمَّ) بماضٍ، إذًا جار ومجرور محذوف للعلم به مما سبق، (فَاضْمُمَنْهَا) الفاء واقعة في جواب الشرط والضمير يعود إلى العين، (فَاضْمُمَنْهَا) أي العين أي احكم بالصحة ضمها (فِيْهِ) أي (فِي الغَابِرِ)، المراد به المضارع وهو جواب الشرط يعني أن رابع الأبواب الستة فَعُلَ يَفْعُلُ بضم العين في الماضي والمضارع ولا يجيء إلا لازمًا كَرُمَ يَكْرُمُ، فَعُلَ يَفْعُلُ، ظَرُفَ يَظْرُفُ، حَسُنَ يَحْسُنُ، عَظُمَ يَعْظُمُ، هذا الباب الرابع (أوْ تَنْكَسِرْ فَافْتَحْ) أو للتنويع، شرد # 46.27 الباب الخامس فقال: (أوْ تَنْكَسِرْ) أي العين (بِمَاضٍ)، (تَنْكَسِرْ) هي أي العين (بِمَاضٍ) لا بد أن نقيده بما قيدنا السابق، مضارع كسر فاعله ضمير العين ومتعلقه محذوف كما قدرناه (بِمَاضٍ) أو في ماض (فَافْتَحْ) أيها الصرفي، افتح ماذا؟ افتح العين، افتح العين (فِي الغَابِرِ) أي المضارع، فالباب الخامس فَعِلَ يَفْعَلُ، فَعِلَ بكسر العين يَفْعَلُ من باب عَلِمَ يَعْلَمُ يجيء متعدِّيًا كعَلِمَ يَعْلَمُ، وسَمِعَ يَسْمَعُ، ويأتي لازمًا كفَرِحَ يَفْرَحُ ويَئِسَ يَيْأَسُ، واللازم هو الأكثر. فَعَلَ في لسان العرب يأتي متعدِّيًا ولازمًا، والتعدِّي فيه أكثر، وفَعِلَ في لسان عرب يأتي لازمًا أو متعدِّيًا واللزوم فيه أكثر، فَعِلَ عكس فَعَلَ، وفَعُلَ لا يأتي إلا لازمًا، فَعُلَ ماضي مجرد لا يأتي إلا لازمًا، وفَعَلَ يأتي لازمًا ومتعدِّيًا والتعدِّي فِيه أكثر، وفَعِلَ بكسر العين يأتي لازمًا ومتعدِّيًا كذلك إلا أن اللازم أكثر لماذا؟ لِمَا ذكرناه اليوم بأن العرب من قاعدتها الكبرى سماها السيوطي في الأشباه القاعدة الكبرى العظمى وهي التماس الخفة، فكل ما كانت الكلمة أخف على اللسان كانت أكثر استعمالاً، ولذلك فَعَلَ أكثر استعمالاً من فَعِلَ، ولو نظرت في لسان العرب المعاجم وغيرها لوجدت الفعل الماضي المجرد الثلاثي فَعَلَ أكثر بكثير من فَعِلَ، ولذلك تصرف فيه أكثر رفع ونصب، وأما فَعِلَ فهو أقل ولذلك في الغالب يُكسر على ماذا؟ على الفعل لأن الأفعال المتعدية أكثر هذا الأصل والأفعال اللازمة أقل، وكان فَعَلَ أكثر استعمالاً. على كلٍ نحن قلنا: نترك هذه التعليلات.

إذا الباب الخامس فَعِلَ يَفْعَلُ كعَلِمَ يَعْلَمُ (وَكَسْرًا عِيْهِ) يعني: وأحفظ كسرًا لعين (الغَابِرِ) أي المضارع الذي انكسرت عين ماضيه الذي هو الباب السادس، فَعِلَ يَفْعِلُ، فَعِلَ يَفْعِلُ، (وَكَسْرًا عِيْهِ) يعني: أحفظ كسرًا في ماذا؟ فيما انكسرت عينه في الماضي فاكسرها في المضارع، لكنه قياسي أو سماعي؟ سماعي ولذلك قال: وأحفظ كسرًا يعني: تحفظ ألفاظ ولا يقاس عليها، تحفظ الألفاظ ولا يقاس عليها، (وَكَسْرًا عِيْهِ) أي: وأحفظ كسرًا لعين (الغَابِرِ) أي المضارع الذي انكسرت عين ماضيه فقل فَعِلَ يَفْعِلُ فهو منصوب على الاشتغال يعني كسرًا مفعول به لفعل محذوف أحفظ كسرًا، أحفظ كسرًا عيه هو الذي دل على المحذوف، والعامل محذوف يفسره قوله (عِيْهِ) أمر من وَعَى، وَعَى يَوْعِي يَعِي إذا أردت الأمر تحذف ياء المضارعة ثم تبنيه على حذف حرف العلة، عِه هذا الأصل لأنه على حرف واحد (عِيْهِ) هذه الياء من أجل الوزن فقط، وإلا الأصل عَه هذا الأصل عَه، لماذا؟ لكونه على حرف واحد لأنه وقعت الفاء حرفًا من حروف العلة واللام حرف من حروف العلة، حينئذ لم يبق الصحيح إلى العين فإذا قلت وَعَى المضارع منه يَوْعِي يَعِي حذفت الواو يَعِي كيف تأتي بالأمر؟ تحذف حرف المضارعة يَعِي إذا لا نحتاج إلى همزة الوصل لأنه حرف محرك فحذفته صار ماذا؟ عِي هذا الأصل، حذفت الياء من أجل البناء لأن فعل الأمر المعتل الآجر يُبنى على حذف حرف العلة مثل ارْمِ واخْشَ وادْعُ، عِه هذا الأصل لأنه بَقِيَ على حرف واحد، والياء حينئذ تكون زائدة أو إشباع من أجل الوزن، أمر من وَعَى بمعنى حفظ أي احفظ الكسر في عين مضارع الماضي المكسور العين، هذا هو الباب السادس من الأبواب الستة، فَعِلَ يَفْعِلُ بكسر العين في الماضي والمضارع ويجيء متعدِّيًا كحَسِبَ يَحْسِبُ: وجهان فيه من احْسِبْ (¬1) كما قال ابن مالك كحَسِبَ يَحْسِبُ بمعنى: عَدَّ ووَرِثَ يَرِثُ، ولازمًا نحو نَعِمَ يَنْعِمُ، ووَثِقَ يَثِقُ، وهو الأكثر يعني الأكثر أن يكون لازمًا، واضح هذا؟ إذًا ذكر لنا ثلاثة أبواب من الستة لباب فَعَلَ، فَعَلَ يَفْعُلُ نَصَرَ يَنْصُرُ، فَعَلَ يَفْعِلُ ضَرَبَ يَضْرِبَ، فَعَلَ يَفْعَلُ فَتَحَ يَفْتَحَ ذكر بابين لباب فَعِلَ بكسر العين في الماضي فَعِلَ يَفْعَلُ عَلِمَ يَعْلَمُ، وفَعِلَ يَفْعِلُ حَسِبَ يَحْسِبُ، وذكر بابًا واحدًا لفَعُلَ وهو يَفْعُلُ ولا يكن إلا لازمًا. القاعدة عندهم أن الضابط في باب المضارع والماضي تخالف حركت العين، فلتنظر إلى العين في الماضي ما حركتها قياسًا في المضارع أن يكون مخالفًا، ما كان موافِقًا فهو خارج عن الأصل، فتنظر فَعَلَ يَفْعُ خالفت فَعَلَ يَفْعُلُ حركت العين في المضارع مضمومة وفي الماضي مفتوحة، إذا تخالفتا، هذا لأصل أم خلاف الأصل؟ هذا على الأصل، إذًا لا سؤال عنه، فَعَلَ يَفْعِلُ، فَعَلَ فتح العين يَفْعِلُ كُسرت في المضارع تخالفا، إذًا حركة العين في المضارع والماضي متخالفتان وهذا على الأصل، فَعَلَ يَفْعَلُ جاءت هنا موافقة وهذا خلاف الأصل ولما كان خلاف الأصل شُرِطَ له شرطٌ ¬

_ (¬1) لامية ابن مالك من البيت 7.

وَلاَمٌ اوْ عَيْنٌ بِمَا قَدْ فُتِحَا ... حَلْقِيْ سِوَى ذَا بِالشُّذُوذِ اتَّضَحَا يعني: باب فَعَلَ يَفْعَلُ بالفتح فيهما ليس مطلقًا، وإنما هو مقيد بما كان الحرف - يعني العين - حرفًا حلقيًا كما سيأتي. إذًا فَعِلَ يَفْعَلُ على القياس، فَعِلَ يَفْعِلُ على خلاف القياس ولذلك صار محفوظًا ليس قياسيًا، حَسِبَ يَحْسِبُ، وَثِقَ يَثِقُ هذا مسموع ليس من باب القياس إنما يحفظ، فَعُلَ يَفْعُلُ هذا خلاف القياس، والسبب أنه جاء في الطبائع اللازمة وكان لازمًا لا يتعدَّى حينئذ لزم الضم في المضارع للدلالة على ملازمة المعنى الذي كان في الماضي، [إذًا فَعُلَ لِمَا يدل على الطباع وفَعُلَ كذلك فلما لَزِمَا $$ يراجع فضيلة الشيخ تشكيلنا إذًا فَعُلَ $ 55.00 وفَعُلَ كذلك فلما لَزِمَا] في المضارع والماضي اتحدا من حيث الحركة، هذا هو المشهور. ثم باب فَعَلَ يَفْعَلُ بفتح العين فيهما له شرط مطرد: وهو أن تكون عينه أو لامه من حروف الحلق الستة المشهورة.

قال الناظم (وَلاَمٌ اوْ عَيْنٌ) عين أو لام، ولام أو عين، أو هنا للتنويع (بِمَا قَدْ فُتِحَا)، (لاَمٌ) هذا مبتدأ المسور وصية (بِمَا قَدْ فُتِحَا)، (اوْ عَيْنٌ) أو للتنويع أو عطف على (لاَمٌ) كائن (بِمَا) أي: بفعل أو الفعل الذي (قَدْ فُتِحَا) يعني عينه (قَدْ فُتِحَا) الألف هذه للإطلاق، ما الذي فتح؟ العين [نعم] لأن العبرة هنا بحركة العين بحثنا كله في حركة العين الفاء ثابتة كما هي، إذًا أو عين عطف على (لاَمٌ)، (بِمَا قَدْ فُتِحَا) عينًا في ماضيه ومضارعه (حَلْقِيْ) خبر لام (وَلاَمٌ) حلقي (اوْ عَيْنٌ) كذلك (حَلْقِيْ) نسبة للحلق وهو أحد مخارج الحروف، يعني: أن شرط فتح العين في فَعَلَ يَفْعَلُ السابق قياسيًا أن يكون أحد الحرفين العين أو اللام حلقيًّا حروف الحلق ستة (الحاء، والخاء، والعين، والغين، والهمزة، والهاء)، فإذا كان فَعَلَ في الماضي ويَفْعَلُ في المضارع مفتوحًا فحينئذ لا بد أن يكون عينه أو لامه حرفًا حلقيًا من غير عكس، يعني لا يلزم كل ما كان فَعَلَ عينه أو لامه حرفًا حلقيًّا أن يأتي على باب فَعَلَ يَفْعَلُ، لا، ليس هذا المراد لأننا قلنا هذا خارج عن القياس، يعني ليس من باب القياس وإنما حفظ في لسان العرب فَعَلَ يَفْعَلُ، فنظر الصرفيون كيف هذا توافقت حركت عين المضارع مع الماضي والأصل التخالف فوجد أن العرب إذا كانت فعل الماضي حلقيَّا عينًا أو لامًا جاءوا به على وزن يَفْعَلُ، لا على وزن يَفْعُلُ أو يَفْعِلُ مع أنه هو القياس لماذا؟ قالوا: لأن الحرف الحلقي فيه بُعد، فيه ثِقَل في الخروج فإذا حُرِّكَ بالضم ازداد ثِقَلاً، وإذا حُرِّكَ بالكسر ازداد ثِقَلاً، وحينئذ ناسب من أجل صعوبة المخرج أن يُعطى الحركة الأخف وهي الفتح هكذا قالوا، حينئذ كلما وجد فَعَلَ يَفْعَلُ فاعلم أن العين أو اللام حرفًا حلقيًّا من غير عكس، يعني لا يلزم أنه كلما وجدت العين أو اللام حرفًا حرفيًّا يجب أن يأتي على وزن يَفْعَلَ لأن دَخَلَ، دَخَلَ على وزن فَعَلَ، والعين خاء وهي من حروف الحلق جاء على وزن يَفْعُلُ يَدْخُلُ لماذا؟ لأنه هو الأصل وهو المسموع في لسان العرب، والقاعدة هي السماع، لكن فَتَحَ جاءت اللام حَاء وهي من حروف الحلق إذا يَفْتَحُ، لَمَّا جاء يَفْتَحُ بالفتح نظرنا فإذ العين تاء، ونظرنا فإذ اللام هي حرف الحلق، واضح هذا؟ إذًا شرط فتح العين في فَعَلَ يَفْعَلُ قياسيًا أن يكون أحد الحرفين العين واللام حلقيًّا يعني واحد من حروف الحلق الستة (الحاء - خاء - والعين - والغين - والهمز - والهاء). نَحَلَ يَنْحَلُ، الحاء وقعت عينًا، فَتَحَ يَفْتَحُ الحاء وقعت وَقعت لامًا، فَخَرَ يَفْخَرُ الخاء وقعت عينًا، سَلَخَ يَسْلَخُ الخاء وقعت لامًا وهي من حروف الحلق، ورَعَى يَرْعَى العين وقعت عينًا، مَنَعَ يَمْنَعُ العين وقعت لامًا، شَغَلَ يَشْغَلُ الغين وقعت عينًا، صَبَغَ يَصْبَغُ الغين وقعت لامًا، ذَهَبَ يَذْهَبُ الهاء وقعت عينًا، وَجَهَ يَوْجَهُ الهاء وقعت لامًا، سَأَلَ يَسْأَلُ الهمزة وقعت عينًا، قَرَأَ يَقْرَأُ الهمزة وقعت لامًا.

هذه كلها قياس لماذا قياس؟ لأن العين أو اللام وقعت حرفًا من حروف الحلق، وليس كلما جاءت العين أو اللام حرفًا حلقيًا جئت به على وزن يفعَلُ، بل قد يكون يفعُلُ وقد يكون يفعِلُ، إذًا (وَلاَمٌ اوْ عَيْنٌ بِمَا قَدْ فُتِحَا حَلْقِيْ) لام قلنا: مبتدأ، وسوغ الابتداء به كونه موصوفًا بقوله: كائن (بِمَا). أي بفعلٍ (قَدْ فُتِحَا) عينًا الألف هذه للإطلاق، (حَلْقِيْ) حَلْقِيّ تشديد الأصل فيه سكنه من أجل الوزن نسبة إلى الحلق، وهو أحد مخارج الحروف، (سِوَى ذَا) غير ذا (بِالشُّذُوذِ اتَّضَحَا)، (سِوَى ذَا) يعني الذي عينه أو لامه حرف حلقي، (سِوَى) مبتدأ مضاف لـ (ذَا) اسم إشارة مما فتحت عين ماضيه ومضارعه، والمراد بـ (سِوَى) هو ما فتحت عين فيهما وليست عينه ولا لامه حرفًا حلقيًا، كـ أَبَى يَأْبَى أَبَى أصله أَبَيَ على وزن فَعَلَ، أَبَى أَبَيَ المضارع منه يَأْبَيُ يَفْعَلُ يَأْبَيُ إذًا أَبَيَ تحركت الياء وانفتح ما قبله فوجب قلب الياء ألفًا، فقيل أَبَى، الشاهد أَبَيَ على وزن فَعَلَ، إذًا بفتح العين في الماضي، المضارع على وزن يَأْبَيُ على وزن يَفْعَلُ، العين ما نوعها؟ يأبى باء اللام ياء، الباء عين الكلمة والياء لام الكلمة، وليست الباء ولا الياء من حروف الحلق، أليس كذلك؟ يَأْبَيُ يَفْعَلُ، حينئذٍ الباء هي عين الكلمة والياء التي قلبت ألفا هي لام الكلمة، وليست الباء من حروف الحلق وليست الياء من حروف الحلق، ومع ذلك جاء على وزن يَفْعَلُ؟ نقول: هذا شاذٌ. إذا جاء فَعَلَ يَفْعَلُ بالفتح فيهما وليست عينه أو لامه حرفًا حلقيًّا تحكم عليه بأنه بأَنه شاذٌ، يعني يُحفظ ولا يقاس عليه. هذا المراد بكونه شاذًا يحفظ ولا يقاس عليه، إذًا أَبَىَ يَأْبَى وسَلَى يَسْلَى وقَلَى يَقْلَى هذه كلها فَعَلَ يَفْعَلُ بالفتح فيهما، والشرط في فَعَلَ يَفْعَلُ أن يكون قياسيًا أن تكون عينه أو لامه حرف حلقيًّا، وليس واحد من هذه الأفعال الثلاث وما شاكلها عينه أو لامه حرف حلقيًّا حينئذ نحكم عليه بكونه شاذًا.

[نعم] (سِوَى ذَا) أي غير (ذَا) مما فتحت عينه في الماضي والمضارع ولم تكن عينه أو لامه حرفًا حلقيًّا (اتَّضَحَا)، (بِالشُّذُوذِ) الألف للإطلاق، (بِالشُّذُوذِ) متعلق بقوله (اتَّضَحَا) والشذوذ مصدر شذَّ، شَذَّ شذوذًا، المضعف شذَّ المضعف إذا انفرد عن غيره أو نفر، والمراد هنا بالشذوذ انفرد [نعم] المراد هنا بالشذوذ الخروج عن القياس دون الاستعمال، و (اتَّضَحَا) بمعنى ظهر، والألف للإطلاق وفاعله ضمير و (سِوَى ذَا) والجملة خبره يعني خبر (سِوَى)، فأَبَى يَأْبَى ونحوه خارج عن القياس فلا يقاس عليه غيره، ما خرج عن القياس غيره عليه لا يقاس، ولا يرد ناقضًا للشرط السابق لماذا؟ لأن الشاذ هذا حكمه لا يعتبر نقضًا للشرط السابق فهو شاذٌّ أي مخالف للقياس ولا يعتد به ولا يقاس عليه غيره سواء كان وجوده قليلاً أو كثيرًا، حينئذ يرد إشكال نقول: أَبَى شَاذٌّ، وحكم عليه الصرفيون بأنه شاذّ وقد جاء في فصيح الكلام {وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ} [التوبة: 32] فكيف نحكم عليه بأنه شاذّ ونحن قلنا في استمداد علم الصرف بل لسان العرب: أن أول ما يستمد منه كلام الله تعالى، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكلام العرب. وقد جاء في كلام الله، وجاء في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك، وجاء في كلام العرب فكيف نحكم عليه بأنه شاذٌّ؟ نقول: وصفه بالشذوذ لا ينافي وقوعه في فصيح الكلام، لأن الشاذ عند الصرفيين ثلاثة أقسام: الأول: قسم يخالف القياس دون الاستعمال. عندنا أمران قياس المراد بالقياس هنا القواعد العامة التي يذكرها الصرفيون، يُقَعِّدُون قاعدة ما لم تنطبق عليه الْقَاعِدَة حكموا عليه بأنه خارج عن القياس ولو كثر استعماله، إذًا مجرد اصطلاح، مجرد اصطلاح فَقَعَّدوا قاعدة أنه إذا كان فَعَلَ يَفْعَلُ لا بد أن يكون عينه أو لامه حرفًا حلقياً ما خرج عنه فهو شاذٌّ، سواء كان الخارج قليلاً أو كثيًرا، ووُجِدَ في فصيح الكلام أو لا، وإنما أرادوا بهذا بوصفه بكونه شاذًّا أنه لم تنطبق القاعدة عليه، إذًا مجرد اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح.

إذًا قسم يخالف القياس، والمراد بالقياس القواعد العامة التي أصلها الصرفيون وكذلك عند النحاة دون الاستعمال، كقَوَدَ بفتح الواو قَوَدَ وصَيَدَ وعَوِرَ واعْتَوَرَ واسْتَحْوَذَ قالوا: هذه قاعدة أن الحرف العلة الواو أو الياي إذا تحرك وانفتح ما قبله وجب قلب الحرف حرف العلة الواو أو الياء ألفًا، وقد حُفِظَ في بعض الألفاظ وجود القاعدة ولم تطبق القاعدة، فمثلاً قَوَدَ، قَوَدَ مثل قَوَلَ أليس كذلك؟ قَالَ قَوَلَ تحركت الواو واتفتح ما قبلها وقلبت ألفًا، هذه قاعدة؟ قاعدة نعم. بَيَعَ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فوجب قلب الياء ألفًا، هذه القاعدة قَوَدَ تحركت الواو وانفتح ما قبلها ولم نقلب ماذا نصنع؟ نقلبها بالقوة، [ها .. ها]، قل هكذا العرب نطق بها، إذًا هذه خارجة عن القياس، والقاعدة في هذه الكلمات قلب حرف العلة ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فالاستعمال بخلافها، استُعملت هكذا في لسان العرب كما قال تعالى {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} [المجادلة: 19] {اسْتَحْوَذَ} {اسْتَحْوَذَ} الأصل في الواو هنا تقلب يعني تنقل حركت الواو إلى ما قبلها فيقال تحركت الواو باعتبار الأصل وفتح ما قبلها باعتبار الفرع فوجب قلب الواو ألفًا اسْتَحاذَ هذا الأصل، لكنها ما قلبت، حينئذ نقول: هذا خارج عن القياس يوصف بكونه شاذًّا لأنه لم يندرج تحت القاعدة إذا {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} بلا قلب الواو ألفًا مع أن القياس يقتضي ذلك. الثاني: مخالف للاستعمال دون القياس. يعني جاء على القياس على القاعدة لكن الاستعمال بخلافه، مثال مشهور فإِنَّهُ أَهْلٌ لأَنْ يُأَكْرَمَ قال الشاعر: يُأَكْرَمَ. مع أنه في الاستعمال يقال ماذا يُكْرِمُ، يُكْرِمُ هذا الأصل يُكْرِمُ استعمالاً لكن القياس ما هو القياس أنك إذا أردت المضارع تزيد حرف المضارعة على الماضي أليس كذلك؟ َضَرَبَ تقول: أَضْرِبُ يَضْرِبُ نَضْرِبُ، زدت حرف المضارعة فيبقى الماضي كما هو سواء كان ثلاثيًّا أو رباعيًّا، أَكْرَمَ ماضي الأصل أُأَكْرِمُ يُأَكْرِمُ تُأَكْرِمُ .. إلى آخره تبقى الهمزة كما هي لكن هذا القياس لكن الاستعمال بخلاف القياس، قالوا: يُكْرِمُ نُكْرِمُ تُكْرِمُ بحذف الهمزة لأنها لما حذفت من أُأَ، اجتمع عندنا همزتان أليس كذلك؟ فيه ثقل فحذفوا همزة الفعل فصار أُكْرِمُ، أُكْرِمُ هذه همزة الفعل حينئذٍ قالوا طردًا للباب: نحذف الهمزة مع الياء ومع النون ومع غيرها، فقول الشاعر: فإِنَّهُ أَهْلٌ لأَنْ يُأَكْرَمَ جاء على القياس دون الاستعمال، لأن الاستعمال بخلاف ذلك. الثالث: مخالف لهما - يعني للقياس والاستعمال معًا -. مثل ماذا؟ في قول الفرزدق: مَا أَنْتَ بِالحَكَمِ التُرْضَى حُكُومَتُهُ ... وَلاَ الأَصِيلِ وَلاَ ذِي الرَّأْيِ وَالجَدَلِ

الترضى ما هو القياس؟ (أل) لا تدخل على فعل مضارع، إذًا هذا هو القياس، وهذا هو الاستعمال؟ هذا هو الاستعمال، نعم الآن تأكل وتشرب وتضرب وتنام كلها أفعال ما تدخل عليه (ال)، استعمال العرب الفعل المضارع دون (أل)، لأن (أل) من خواص الأسماء، فلا تدخل إلا على الاسم وهي علامة عليه، فهي علامة على على الاسم، فحينئذ تختص بالاسم وما اختص بالاسم لا يدخل على الفعل ولا الحرف وإلا ما صار علامة، خلافًا لابن مالك رحمه الله تعالى في (ال) الموصولة وهي هذه الذي ذُكر هنا، الترضى (ال) هذه موصولة (وكونها بمعرب الأفعال قل) هكذا قال ابن مالك: وَصِفَةٌ صَرِيحَةٌ صِلَةُ أل ... وَكوْنُهَا بِمُعْرَبِ الأَفْعَالِ قَلَّ إذا يجوز دخول (أل) الموصولية على معرب الأفعال لكنه قليل، فلم يحكم عليه بكونه شاذًا ولم يجعل (ال) الموصولة علامة على الاسمية، وهذا خلاف التحقيق، بل الصواب أن (ال) بأنواعها والموصولية داخلة فيها علامة على الاسمية وهي خاصة بالاسم ولا تدخل على الفعل، ودخولها على الفعل المضارع الموصولية هذا خطأ وحكا عبد القاهر الجرجاني إجماع على ذلك، إجماع على أنه .. إذًا ما أنت بالحكم الترضى نقول: هذا مخالف للقياس بأن (ال) لا تدخل على الفعل وقد أدخلها، ومخالف للاستعمال لأن العرب لا تستعمل ال مع الفعل إذا الشاذُّ ثلاثة أنواع. الأول: مخالف القياس دون الاستعمال. الثاني: مخالف للاستعمال دون القياس. وهذان النوعان مقبولان ويجوز وقوعهما في فصيح الكلام، ولا يعتبر نقضًا لكون كلام فصيحًا، وإنما الذي يعتبر معيبًا ولا يجوز القول به في فصيح الكلام هو كونه شاذًا من الوجهين يعني في الاستعمال والقياس، هذا لا يقع في القرآن ألبتة. فالأولان مقبولان دون الثالث، إذًا هذه الأبيات الثلاث ذكر الناظم رحمه الله تعالى فيها الأبواب الستة، وذكرنا أن الفعل الماضي المجرد على ثلاثة أبواب ما هي؟ الاختبار خمس دقائق الآن ثلاثة أبواب، ما هي؟ فَعَلَ وفَعِلَ وَفَعُلَ. الحجة في التقسيم الثلاثي السماع، يعني ليس عندنا فُعِلَ ولا فِعُلَ ولا فُعُل فِعِل ليس عندنا في الأفعال هذه الأوزان لماذا؟ لأن العرب لم تنطق بذلك، والعقل لا مدخل له في هذه الألفاظ البتة، المضارع باعتبار الماضي كم باب؟ ستة. ما الأصل في العين عين مضارع والماضي؟ التخالف هذا أصل فما جاء موافقًا عين المضارع والماضي لا بد من بحث عن خروجه عن الأصل لِمَ خرج عن الأصل، فَعَلَ يأت على كم باب؟ ثلاثة أبواب، وهي فَعَلَ يَفْعُلُ مثل ماذا؟ نَصَرَ يَنْصُرُ، فَعَلَ الثاني يَفْعِلُ مثل ضَرَبَ يَضْرِبُ، فَعَلَ يَفْعِلُ، إذًا فَعَلَ يَفْعُلُ، الثالث فَعَلَ، لا، ليس بضم العين قد نَصَرَ يَنْصُرُ فَعَلَ يَفْعَلُ بفتح العين فيهما، وقلنا: هذا ليس قياسيًا إلى في حالة واحدة وهي ما شرطه؟ قال: كون عينه أو لامه حرفًا من حروف الحلق لأنه ماذا؟ لماذا اشترطنا؟ لأنه خالف القياس، في اتحاد حركة عين المضارع مع الماضي والأصل التخالف، فلما توافقتا يعني حركة العين بحثنا عن سبب لماذا؟ فوجدنا أن حرف الحلق ثقيل والضم يزيده ثِقَلاً وكذلك الكسر، فطُلِبَتْ الخفة وأُعْطَي الفتحة، هذا المشهور عند الصرفيين.

الباب الثاني فَعِلَ يَفْعُلُ مثل؟ ما في فَعِلَ يَفْعُلُ ليس عندنا فَعِلَ يَفْعُلُ لماذا؟ نترك لماذا؟ فَعِلَ يَفْعَلُ قياس مثل عَلِمَ يَعْلَمُ، فَعِلَ يَفْعِلُ بالكسر فيهما وهذا سماعي - يعني يحفظ ولا يقاس عليه - مثل حَسِبَ يَحْسِبُ وجهان فيه من احْسِبْ مَعْ (وَغِرْتَ) وَ (حِرْ .. (¬1) إلى آخر ما نظمه ابن مالك رحمه الله تعالى في اللامية. الباب الثالث: فَعُلَ يَفْعُلُ ليس له إلى الضم كَرُمَ يَكْرُمُ، ظَرُفَ يَظْرُفُ. والله أعلم. وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ¬

_ (¬1) لامية ابن مالك من البيت: 7.

3

عناصر الدرس * أوزان الرباعي المجرد والملحق به. * أوزان الثلاثي المزيد. * أوزان الرباعي المزيد. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: قد مرَّ معنا أنَّ الفعل نوعان: أصليٌّ، وذو زيادةٍ، والأصلي: هو ما تجرد ماضيه عن الزائد، وذو الزيادة: هو ما اشتمل ماضيه على حرف الزائد. عرفنا الفرق بين الحرف الزائد والأصلي. الذي يلزم في جميع التصاريف فهو: أصلي، والذي يسقط في بعض التصاريف نحكم عليه بأنه: زائد. واَلْحَرْفُ إِنْ يَلْزَم فَأَصْلٌ وَالَّذِي ... لا يلزم الزائد ........ (¬1) إذًا: هذا الفرق بينهما في الجملة، ثَمَّ أدلة أخرى يُفرق بين الزائد والأصلي. إذًا هذا الأصلي، وذو الزيادة. الأصلي قلنا على نوعين: ثلاثي، ورباعي. والثلاثي هو: ما كان ماضيه على ثلاثة أحرف أصول. والرباعي: ما كان ماضيه على أربعة أحرف أصول. وقلنا بأنه: لا يوجد في الفعل خماسي، يعني: يوجد خماسي لكنه مزيد، إمَّا أن يكون ثلاثيًا، وإمَّا أن يكون خماسيًا وزيد عليه حرفان على الثلاثي، أو حرفٌ على الرباعي، وأمَّا خماسي وحروفه كلها أصول هذا لا وجود له في لسان العرب البتة، بخلاف الاسم فإنه يكون فيه: خماسي الأصول. الثلاثي: قلنا الماضي بالاستقراء، والنظر لكلام العرب لا يخرج عن ثلاثة أوزان: إمَّا فَعَلَ، وإمَّا فَعِلَ، وإمَّا فَعُلَ، وباعتبار المضارع أيضًا بالحصر والاستقراء والتتبع لا يخرج عن ستة أبواب، فَعَّلَ له ثلاثة أبواب، وهي: فَعَلَ يَفْعُلُ كَنَصَرَ يَنْصُرُ، وَفَعَلَ يَفْعِلُ كَضَرَبَ يَضْرِبُ، وَفَعَلَ يَفْعَلُ كَفَتَحَ يَفْتَحُ، وقلنا: هذا الثالث خلاف الأصل لأن القاعدة هنا تخالف بين حركة عين المضارع والماضي، فإن جاءت موافقةً له حينئذٍ لا بد من بحثٍ عن سببٍ، وهنا نظروا فإذا بعينِ أو لام الفعل يكون حرفًا حلقيًّا، حينئذٍ ضابط هذا الباب: فَعَلَ يَفْعَلُ أن يكون لامه أو عينه حرفًا من حروف الحلق وليس العكس، بمعنى: أنه كلما وجدت فَعَلَ يَفْعَلُ قطَعًا أنَّ عينه أو لامه حرفٌ من حروف الحلق، وليس كلما كان الفعل عينه أو لامه حرفًا من حروف الحلق لا بد أن يأتي على يَفْعَل، لا، ليس الأمر كذلك، وما خرج عن ذلك فحينئذٍ نحكم عليه بالشذوذ، وما (سِوَى ذَا بِالشُّذُوذِ اتَّضَحَا). أَبَى يَأْبَى، ومن هذا: فَعَلَ يَفْعَلُ، وليست عينه أو لامه حرفًا حلقيًّا نقول: هذا شاذّ، والمراد: بالشاذّ هنا ما خالف القياس دون الاستعمال؛ لأنه وجد في فصيح الكلام حينئذٍ نقول: هذا خالف القياس، يعني: شذّ ونفر عن القاعدة، وما شذّ ونفر عن القاعدة يُسمى في اصطلاح أهل العلم: بالشاذّ، وإذا كان كذلك حينئذٍ نقول: هذا مجرد اصطلاح ولا يمنع من وقوعه في فصيح الكلام كالقرآن والسنة، هذا النوع الأول: فَعَلَ، وله ثلاثة أبواب. ¬

_ (¬1) جزء من البيت: 926 من الألفية.

النوع الثاني: فَعِلَ، وله بابان بالاستقراء والتتبع، كانت القسمة العقلية تقتضي أكثر من ذلك، فَعِلَ بكسر العين، يَفْعَلُ هذا الباب الرابع، كَعَلِمَ يَعْلَمُ، وَفَعِلَ يَفْعِلُ توافقا. فَعِلَ يَفْعَلُ هذا: قياس. وَفَعِلَ يَفْعِلُ اتحاد الكسر في الموضعين هذه ألفاظٌ محفوظة، يعني: معدودة تحفظ ولا يقاس عليها، ليس بمطرد، وإنما لا بد أن يسمع فيه: فَعِلَ يَفْعِلُ، وهذا هو: الباب الخامس. فَعُلَ ليس له إلا بابٌ واحدٌ وهو: فَعُلَ يَفْعُلُ كَرُمَ يَكْرُمُ، وهذا لا يأتي إلا لازمًا. يعني: لا يكون متعديًا بخلاف الأبواب السابقة، فمنها: المتعدي، ومنها اللازم، وإن اختلف القلة والكثرة. هذا ما يتعلق بالثلاثي المجرد، ثم انتقل الناظم رحمه الله تعالى إلى بيان ما يتعلق بالرباعي المجرد. وهو: ما كان ماضيه على أربعة أحرف أصول رباعي، فقال رحمه الله تعالى: ثُمَّ الرُّبَاعِىُّ بِبَابٍ وَاحِدِ ... وَالْحِقْ بِهِ سِتًّا بِغَيْرِ زَائِدِ ذكر الشطر الأول الرباعي المجرد، وذكر في الشطر الثاني على جهة الإجمال: الملحق بالرباعي. عندنا: رباعي، وعندنا الملحق بالرباعي انتبهوا. (ثُمَّ) هذه للترتيب الذكري، يعني: يأتي بعد ذكر الثلاثي المجرد، يأتي ذكر الرباعي. هذا الانتقال إنما يكون من أدنى إلى أعلى كما هو مطردٌ عقلاً. ... (ثُمَّ الرُّبَاعِىُّ) يعني: ثم الفعل الرباعيّ، إذا مر بك: الثلاثي، والرباعي، والخماسي، والسداسي فاعلم أنها أوصافٌ لموصوفاتٍ محذوفة. دائمًا تقدر تقول: الثلاثي، يعني: الفعل الثلاثي. الرباعيّ، يعني: الفعل الرباعيّ، أليس عندنا الرباعي هكذا لأنه منسوبٌ إلى أربعة، والثلاثي منسوبٌ إلى ثلاثة، ما هو الموصوف نحتاج إلى تقدير موصوف ولكن يختصر الكلام، ويقال: الثلاثي، والرباعي، والخماسي، وإلا الأصل أنه يقال: الفعل الثلاثي، والفعل الرباعي، والفعل الخماسي، وهكذا، إذًا (ثُمَّ الفعل الرُّبَاعِىُّ) الذي حروفه الأصلية أربعة، ومرَّ معنا أنه: لا يزيد الفعل المجرد على أربعة أحرف لأنه ثقيل، وإذا كان ثقيلاً حينئذٍ لا بد من التخفيف في الحروف، والقياس أن يقال: أَرْبَعِيٌّ كما مرَّ معنا في ثُلاثيّ بضم الثاء والأصل أن يقال: ثَلاثيّ بفتح الثاء لأنه نسبةً إلى ثَلاث، هنا النسبة إلى أربعة، والنسبة إلى أربعة إنما يقال: أَرْبَعِيٌّ، حصل شذوذٌ من جهتين، حذفت الهمزة، وضُمَّت الراء، وزيد ألف أيضًا هذا ثالث، رباعيٌ الألف هذه ليست في أربعة، إذًا حصل شذوذ من ثلاثة أوجه: الأول: حذف الهمزة، رباعيٌّ حذفت الهمزة. ثانيًا: حركت الراء بالضمة وهي ساكنة في الأصل، أَرْبَعِيٌّ زيد ألف بعد الباء رباعيٌ وهذا يقال: فيه خطأٌ مشهورٌ وعندهم: أنه أولى من صوابٍ مهجور.

إذًا (ثُمَّ الرُّبَاعِىُّ)، (الرُّبَاعِىُّ) هذا مبتدأ خبره قوله: (بِبَابٍ وَاحِدِ)، (بِبَابٍ) جار مجرور متعلق بمحذوف كائن، أو ثابتٌ، أو حاصل (بِبَابٍ وَاحِدِ)، إذًا الرباعي المجرد ليس له إلا بابٌ واحد، ولأنه محصورٌ محدودٌ بالاستقراء والتتبع لم يذكره الناظم، وجمع حاله إلى الْمُوَقِّف، ومن هو الْمُوَقِّف؟ الشارح يُسمى الْمُوَقِّف، وقد يحيل الناظم أو الناثر بعض الألفاظ من جهة الإفصاح إلى المعلم المدرس، إذا قيل: (بِبَابٍ وَاحِدِ) قال: وهو فَعْلَلَ، إذًا: الباب الواحد هذا الوحيد فَرْد هو باب فَعْلَلَ، فَعْلَلَ بفتح الفاء واللام الأولى وإسكان العين بينهما، وإسكان العين هنا من أجل دفع توالي أربع متحركات. إذًا (بِبَابٍ وَاحِدِ) وهو فَعْلَلَ بالاستقراء والتتبع. وباب فَعْلَلَ جاء لازمًا كَدَرْبَخَ يُدَرْبِخُ، إذا طأطأ رأسه وسوى ظهره قالوا: دَرْبَخَ زيدٌ، دَرْبَخَ يُدَرْبِخُ إذًا جاء لازمًا. وَبَرْهَمَ يُبَرْهِمُ، ومتعدِّيًا كَدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ، وَبَرْهَنَ يُبَرْهِنُ، إذًا بابُ فَعْلَلَ يأتي: لازمًا، ويأتي: متعدِّيًا كما هو الشأن في الأبواب السابقة، ما عدا: فَعُلَ يَفْعُلُ، حينئذٍ نقول: باب فَعْلَلَ هو الباب الوحيد الذي يُضْبَطُ به الرباعي المجرد، وهذا دليله الاستقراء وإلا أوصلوه إلى أكثر من ذلك من حيث النظر العقلي، (وَالْحِقْ بِهِ سِتًّا بِغَيْرِ زَائِدِ)، (وَالْحِقْ) أصله: ألحق لأنه من: أَلْحَقَ يُلْحِقْ، حينئذٍ ألحق همزة القطع ولكن سهلها من أجل الوزن، يعني: للضرورة. وهذا ما يسمى بالملحق بالرباعي، الملحق بالرباعي، والإلحاق عند الصرفيين: أن تزيد في البناء زيادةً لتلحقه بِآخَرَ أكثر منه فَيُتَصَرَّفُ تَصَرُّفَهُ، يعني: الآن كلام في الرباعي أن يكون عندك ثلاثي تزيده حرفًا من أجل أن يكون مساويًا لباب دَحْرَجَ فيتصرف تصرف دَحْرَجَ، يعني: من حيث الماضي ومن حيث المضارع ومن حيث المصدر، فيتحدان في المصدر $$. وهذا أهم ما يكون في باب الإلحاق. فَجَلَبَ جَلَبَ كمثال: جَلَبَ هذا: ثلاثي، قالوا: نريد إلحاقه بالرباعي من أجل أن يَتَّحِدَ جَلَبَ مع فَعْلَلَ في الماضي والمضارع والمصدر، فزيد عليه باء، واخْتُلِفَ فيها هل هي: الأولى، أم الثانية، أم أنه يجوز أي واحدة منها؟ وهو مذهب سيبويه. جَلَبَ نقول: جَلْبَبَ زِيد فيه الباء جَلْبَبَ هذه هل حروفها كلها أصول؟ الجواب: لا، وإنما الجيم واللام وأحد الباءين هذه هي الأصول، فزِيد عليه حرف واحد من أجل أن يساوي فَعْلَلَ، فقيل: جَلْبَبَ يُجَلْبِبُ جَلْبَبَةً وَجِلْبَابًا، كَدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً وَدِحْرَاجًا، سَوَاهُ أو لا؟ سَوَاهُ. هذا يُسمى: باب الإلحاق، يعني: أن يزيد الناظر في البناء الثلاثي - طبعًا - حرفًا أن يزيد على الثلاثي حرفًا من أجل أن يكون مساويًا لباب: فَعْلَلَ، جَلْبَبَ، دَحْرَجَ، يُجَلْبِبُ، يُدَحْرِجُ، جَلْبَبَةً، دَحْرَجَةً، جِلْبَابًا، دِحْرَاجًا مساويًا؟ مساويًا له من كل وجه. هذا يُسمى ماذا؟ يسمى: الملحق بالرباعي. وهو محصورٌ بالاستقراء في ستة أبواب.

إذًا الإلحاق: أن تزيد في البناء زيادةً لتلحقه بِآخَرَ أكثر منه فَيُتَصَرَّفُ تَصُرَّفَهُ، وقيل: جعلُ كلمةٍ على مثل أُخرى رباعية الأصول أو خماسيتها، فالإلحاق سواء كان في الاسم ويكون في الاسم أو في الفعل جعلُ مثالٍ مساويًا لمثالٍ آخر أَزْيَدَ منه بزيادة حرفٍ، وهذا في الباب: الرباعي الذي معنا أو أكثر، وهذا في: الخماسي ليُعامل معاملته في جميع تصاريفه، يعني: في الماضي، والمضارع، والمصدر. والأهم أن يتحد معه في المصدر، والمراد: أن يتحد معه في فَعْلَلَةً، وأمَّا فِعْلاَلاً فهذا ليس بشرطٍ، ومرَّ معنا جَلْبَبَ، وكذلك شَمْلَلَ. قالوا: مساويًا لدحرج بزيادة اللام فيعامل شَمْلَلَ معاملة دَحْرَجَةً مطلقًا، يعني: في الماضي، والمضارع، والأمر. شَمْلَلَ يُشَمْلِلُ، دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ، شَمْلَلَةً دَحْرَجَةً، واضح هذا. فحينئذٍ شَمْلَلَ هذا يُسمى [معي أو لا] شَمْلَلَ يُسمى مُلْحَقًا، ودَحْرَجَةً أو دَحْرَجَ يُسمى ملحقٌ به، أو ملحقًا به. إذًا عندنا: ملحق، وعندنا ملحقٌ به. الملحق به: فَعْلَلَ دَحْرَجَ الأصل. والملحق هذا الذي أصله: ثلاثي وزيد عليه حرفٌ واحد من أجل أن يكون مساويًا لِدَحْرَجَ، كذلك في الاسم جَعْلُ قَرْدَدَ مساويًا لجعفرَ، جعل قَرْدَدٍ مساويًا لِجَعْفَرٍ بزيادة الدال فيعامل حينئذٍ قَرْدَدَ قَرْدَدٌ معاملة جعفرٍ، يقالُ: قَرْدَدٌ وَقَرَادِدٌ وَقُرَيْدِدٌ، كما يقال: جَعْفَر وَجَعَافِرٌ وَجُعَيْفِرٌ، يعني: في الجمع، والتفصيل. والمراد معنا هنا: هو الفعل. فقال الناظم: (وَالْحِقْ بِهِ) عرفنا أنه أمرٌ من أَلْحَقَ، وصل همزته للوزن من أجل الضرورة، أي أَلْحِق بهذا الباب الواحد الذي مرَّ، وهو: المجرد الرباعي فَعْلَلَ (الْحِقْ بِهِ سِتًّا) والأصل: ستةً، ستة أفعال، أن يُؤنث مع المذكر، ولكن كما مرَّ أن العدد: يُذكر ويؤنث، وتلتزم القاعدة مع ذكر المعدود، وأما إذا حُذف أو تقدم حينئذٍ يجوز التذكير مع المذكر، والتأنيث مع المؤنث. إذًا: (بِهِ سِتًّا) بإسقاط التاء، وسهله حذف المعدود. أي: (سِتًّا) من أبواب الثلاثي المجرد بزيادة حرفٍ واحدٍ عليه. هذا هو حقيقة الملحق بالرباعي: ثلاثي مجرد زِيد عليه حرفٌ فصار مساويًا لباب فَعْلَلَ. وسَمِّهَا ملحقةً بالرباعي المجرد، وهو مجرد اصطلاح، وبابه: السماع، يعني: ليس لك أن تأتي بكلمة ثلاثية وتزيد عليها حرفٌ هكذا من عندك وتلحقها بباب دَحْرَجَ، وإنما: السماع. إذًا فائدته ما هو؟ العلمُ والحاصل في هذه الأبواب الستة. ثم شرع في سردها فقال: فَوْعَلَ فَعْوَلَ كَذَاكَ فَيْعَلاَ ... فَعْيَلَ فَعْلَى وَكَذَاكَ فَعْلَلاَ

جمعها في بيتٍ واحد. (فَوْعَلَ فَعْوَلَ كَذَاكَ فَيْعَلاَ) هذه ثلاث. (فَعْيَلَ فَعْلَى وَكَذَاكَ فَعْلَلاَ) هذه ثلاث، جمعها في بيتٍ واحد، الأول (فَوْعَلَ) نحو: حَوْقَلَ، حَوْقَلَ على وزن فَوْعَلَ. أصله حَقَلَ حاء وقاف ولام. إذًا: ثلاثي مجرد، بمعنى: ضَعُفَ. حَوْقَلَ حَقَلَ ما الذي زيد فيه: حَقَلَ حَوْقَلَ، زِيد فيه: الواو بين الحاء والقاف، يعني: بين الفاء والعين و (فَوْعَلَ) لما تقرأ: (فَوْعَلَ) تعلم أن الذي زِيد هو الواو، لأنه مرَّ معنا القاعدة في المزيد في الحرف الزائد إن لم يكن بأصل الوضع ولم يكن مكررًا بجنس العين أو اللام يذكر بنفسه. فَحَوْقَلَ: (فَوْعَلَ) عندما تقرأ (فَوْعَلَ) تعلم أن الذي زِيد على هذا البناء هو الواو في حَوْقَلَ، وأنه: زِيد بين الفاء والعين، حينئذٍ لا يختلف فيقال: يزاد بين العين واللام لأنه بابٌ آخر، والباب الذي معنا هو: الزيادة بين الفاء والعين، فحَقَلَ: ثلاثيٌ مجرد زيد عليه الواو بين الحاء والقاف فصار حَوْقَلَ على وزن (فَوْعَلَ) وهو لازمٌ ملحقٌ بدَحْرَجَ في جميع تصاريفه، لأنك تقول: حَوْقَلَ فَعْلَلَ دَحْرَجَ، يُحَوْقِلُ يُدَحْرِجُ، حَوْقَلَةً دَحْرَجَةً، حِيقَالاً دِحْرَاجًا، حِيقَالاً أصله حِوْقَالاً، الواو أين هي حِيقَالاً أين الواو؟ الواو هي الياء. ماذا حصل؟ سكنت الواو وانكسر ما قبلها، أو سكنت إثر كسرٍ فَقُلِبَتْ الواو ياءً، وقيل: حِيقَالاً. إذًا حِيقَالاً كدِحْرَاجًا، إذًا زيد على حَقَلَ الواو بين الحاء والقاف من أجل أن يكون مُساويًا لدَحْرَجَ في جميع تصاريفه فكان الأمر كذلك. وبناؤه على السماع. إذًا حَوْقَلَ يُحَوْقِلُ حَوْقَلَةً وَحِيقَالاً، كما يقال: دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً وَدِحْرَاجًا. وهذا هو: الباب الأول. و (فَعْوَلَ) على إسقاط حرف العطف (فَعْوَلَ) ويمثل له على المشهور جَهْوَرَ (فَعْوَلَ) جَهْوَرَ، أصله: جَهَرَ من الجهر فزيدت الواو هنا بين العين واللام، حَوْقَلَ: زيدت الواو بين الفاء والعين، وهنا جَهْوَرَ زيدت الواو بين العين واللام. جَهْوَرَ (فَعْوَلَ) واضح. من أجل أن يكون مُساويًا لِدَحْرَجَ. فالأصل في جَهَرَ أي ظهر، فزِيدت الواو بين الهاء والراء، فصار: جَهْوَرَ على وزن: (فَعْوَلَ) وهو متعدٍّ ليس كسابقه ملحقٌ بدَحْرَجَ، فيقال: جَهْوَرَ يُجَهْوِرُ جَهْوَرَةً وَجِهْوَارًا، كَدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً وَدِحْرَاجًا، وهذا: الباب الثاني. (كَذَاكَ فَيْعَلاَ)، (كَذَاكَ) المشار إليه: المذكور السابق من كونه من الثلاثي الملحق بالرباعي المجرد بزيادة حرفٍ. (فَيْعَلاَ) والألف هنا للإطلاق، مثاله المشهور: بَيْطَرَ. أصله: بَطَرَ فزِيدت الياء بين الباء والطاء، يعني: بين الفاء والعين، بَيْطَرَ. أصله: بَطَرَ، بَيْطَرَ، يُبَيْطِرُ، بَيْطَرَةً، وَبِيطَارًا أليس كذلك؟ إذًا الذي زيد هو الياء. بَيْطَرَ أصل: بَطَرَ، أي: شقَّ، فزيد الياء بين الباء والطاء، فصار: بَيْطَرَ على وزن: (فَيْعَلَ) وهو متعدٍّ ملحقٌ بِدَحْرَجَ يقال: بَيْطَرَ، يُبَيْطِرُ، بَيْطَرَةً، وَبِيطَارًا وهذا: الباب الثالث.

(فَعْيَلَ) الباب الرابع نحو: عَثْيَرَ، هنا: الياء زِيدت بين العين واللام، انتبه: الباب الأول، والثاني: زيدت الواو، الباب الأول: بين الفاء والعين. الباب الثاني: بين العين واللام. الباب الثالث، والرابع: زيدت الياء، الباب الثالث: الياء بين الفاء والعين، الباب الرابع: الياء بين العين واللام، إذًا عَثْيَرَ أصبح: عَثَرَ أصله: عَثَرَ، أي: اطلع أو سقط، فزيدت الياء بين الثاء والراء، فصار: عَثْيَرَ على وزن: (فَعْيَلَ) وهو: لازم ملحقٌ بِدَحْرَجَ. عَثْيَرَ، يُعَثْيِرُ، عَثْيَرَةً، وَعِثْيَارًا. وهذا: الباب الرابع. و (فَعْلَى) فَعْلَيَ الأصل: فَعْلَيَ، نحو: سَلْقَى، أي: عَمِلَ عَمَلَ الجاسوس، فزيدت الياء في الآخر. سَلْقَى ليس عندنا ياء، عندنا ألف بينما أصله سَلْقَيَ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فَقُلِبَتْ ألفًا، قيل: سَلْقَى، وُبدلت ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار: سَلْقَى كما ذكرناه، وهو: متعدٍّ ملحقٌ بدَحْرَجَ، يقال: سَلْقَى، يُسَلْقِي، سَلْقَيَةً، وَسِلْقِيَاء [هل سبق لسان $ 23.20] سِلْقَايًا. وهذا هو: الباب الخامس. (وَكَذَاكَ فَعْلَلاَ)، (وَكَذَاكَ)، أي: مثل ذاك المذكور في السابق من: (فَوْعَلَ) وما عُطِفَ عليه. (فَعْلَلاَ) والألف هذه للإطلاق، نحو: جَلْبَبَ المثال الذي ذكرناه، أصله: جَلَبَ، أي: أتى بشيءٍ من بلدٍ لآخرَ للبيع، جَلَبَ شيئًا، إذًا يكون متعدِّيًا، أصله: جَلَبَ، أي أتى بشيءٍ من بلدٍ لآخرَ للبيع فزِيدت إحدى الباءين اختلف فيها، وجَوَّزَ سيبويه الوجهين. يعني: تكون الباء الأولى، أو الباء الثانية لا مانع منه، وإن كان المشهور في الزيادة هو الأخير دائمًا، المشهور بالإلحاق والزيادة هو ما كان آخرًا، فالترجيح أن تكون الباء الثانية هي المزيدة، إذًا فصار بعد الزيادة بباءٍ صار: جَلْبَبَ، على وزن: فَعْلَلَ، وهو متعدٍّ ملحقٌ بدَحْرَجَ، يقال: جَلْبَبَ، يُجَلْبِبُ، جَلْبَبَةً، وَجِلْبَابًا. وهذا: الباب السادس. إذًا: هذه أبوابٌ ستة تسمى: الملحق بالرباعي. لماذا؟ لأنها مساويةٌ لِفَعْلَلَ المجرد في المضارع وفي المصدر $$. وأهم شيءٍ أن يقال: اتحدا فيه المصدران. والمراد بالمصدرين لأن باب فَعْلَلَ له مصدران: فَعْلَلَةً، وَفِعْلاَلاً. والشرط هو الأول: فَعْلَلَةً، والثاني: ليس بشرط، يعني: لو وافق في الأول ولم يوافق في الثاني نقول: هذا من باب: الملحق بالرباعي، ثم شرع في بيان المزيد. عرفنا الثلاثي المجرد، والرباعي المجرد. المزيد: ذو الزيادة، قلنا: ما اشتمل ماضيه على الزائد، وهذا ثلاثة أنواع: إمَّا أن يكون رباعيًّا، وإمَّا أن يكون خماسيًّا، وإمَّا أن يكون سداسيًّا، ولك أن تقول: إمَّا أن يكون ثلاثيًّا زيد عليه، وإمَّا أن يكون رباعيًّا زيد عليه، فحينئذٍ تكون القسمة ثنائية، مزيد الثلاثيّ، ومزيد الرباعيّ، لأن ثلاثي مجرد فإذا زِيد عليه حرفٌ، أو حرفان، أو ثلاث، حينئذٍ تقول هذا: مزيد الثلاثيّ، النوع الثاني: الرباعيّ المجرد فزيد عليه حرفٌ أو حرفان حينئذٍ يقال ماذا؟ مزيد الرباعي. واضح؟ إذًا المجرد نوعان: ثلاثيّ، ورباعيّ. والمزيد نوعان: مزيد الثلاثيّ، ومزيد الرباعيّ.

مزيد الثلاثيّ بالنظر والتتبع والاستقراء: ثلاثة أقسام. لأنه إمَّا أن يزاد على الثلاثي المجرد حرفٌ واحد فيصير به رُباعيًّا، لكن يسمى رُباعي مزيد، ليس بالرباعيّ المزيد، يعني: رباعي ليس هو عين الرباعي المجرد، تسمية واحدة ولكنه في الأصل هو: ثلاثيّ فزيد عليه حرفٌ واحد. هذا: النوع الأول. الثاني: أن يزاد على الثلاثيّ المجرد حرفان فيصير خماسيًّا، وهذا واضح أنه مزيد. النوع الثالث: القسم الثالث: أن يُزاد على الثلاثيّ المجرد ثلاثة أحرف، فحينئذٍ يكون سُداسيًّا، إذًا ثلاثة أقسام: إما أن يُزاد حرف، أو حرفان، أو ثلاثة. ولا يوجد سُباعيّ في الفعل البتة. فشرع الناظم رحمه الله تعالى في بيان مزيد الثلاثي فقال: زَيْدُ الثُّلاَثِيْ أَرْبَعٌ مَعْ عَشْرِ ... وَهْيَ لأَقْسَامٍ ثَلاَثٍ تَجْرِي (زَيْدُ الثُّلاَثِيْ) أي: مزيد الفعل الثلاثي. (زَيْدُ الثُّلاَثِيْ)، (زَيْدُ) هذا مصدر زَادَ يَزِيدُ زَيْدًا، فَعْلٌ قِيَاسُ مَصْدَرِ الْمُعَدَّى ... مِنْ ذِي ثَلاثَةٍ كَرَدَّ رَدَّا (¬1) إذًا (زَيْدُ) هذا: مصدر، أُطْلِقَ المصدر وأريد به اسم المفعول مَزِيد. ... (الثُّلاَثِيْ) عرفنا أنه: نعتٌ لمنعوتٍ محذوف. وهو: الفعل، مزيد الفعل الثلاثي من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول، والإضافة هنا من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: الثلاثي المزيد، وهو مبتدأ على حذف المضاف، أي: أبواب الثلاثي المزيد. (أَرْبَعٌ مَعْ عَشْرِ) يعني: أربعة عشر، أربعة عشر عند التفصيل، يعني: بعد الأوزان، وهي راجعةٌ إلى ثلاثة أقسام. ... (أَرْبَعٌ مَعْ عَشْرِ)، (عَشْرِ): بإسكان الشين لغة. (أَرْبَعٌ) كائنةٌ، (مَعْ عَشْرِ) أي: أربعة عشر بابًا، (أَرْبَعٌ) أربعةٌ بابًا، بابًا: مذكر (وأَرْبَعٌ) مذكر فحينئذٍ نقول أسقط التاء هنا لأجل الوزن، وهو جائزٌ لغةً لماذا؟ لكون المعدود محذوفًا، وأسقط التاء من (أَرْبَعٌ) مع تذكير المعدود لأنه محذوف. (وَهْيَ لأَقْسَامٍ ثَلاَثٍ تَجْرِي)، (وَهْيَ)، أي: الأربعة عشر بابًا التي هي أبواب الثلاثيّ المزيد. (لأَقْسَامٍ) هذا متعلق بما بعده. (ثَلاَثٍ تَجْرِي) على تضمينه معنى ترجع ولذلك عدَّاه باللام (تَجْرِي)، يعني: ترجع، أي: أبواب الثلاثيّ المزيد ترجع للأقسام الثلاثة: القسم الأول: الثلاثيّ المزيد بحرفٍ واحدٍ، وهو ثلاثة أبواب. إذًا: ... (زَيْدُ الثُّلاَثِيْ أَرْبَعٌ مَعْ عَشْرِ)، يعني: أربعة عشر. (وَهْيَ)، أي: هذه الأربعة عشر عند الإجمال. (تَجْرِي)، يعني: ترجع (لأَقْسَامٍ ثَلاَثٍ). ¬

_ (¬1) الألفية البيت: 440.

(أَوَّلُهَا) أي: الأقسام الثلاثة، وهو ما ذكرناه سابقًا: الحرف الثلاثي المزيد بحرفٍ واحدٍ. (أَوَّلُهَا الرُّبَاعِ)، يعني: الرباعي الذي أصله: ثلاثيٌ مجرد فزيد عليه حرف، وليس الرباعي فَعْلَلَ، لا، ليس هذا بالمراد، لأن فَعْلَلَ هذا مجرد الأصول وأمَّا: أَكْرَمَ هذا رباعي من حيث الزيادة، يعني هو: ثلاثيٌ وزيد عليه أربع فزيد عليه حرفٌ فصار أربعة. إذًا: (أَوَّلُهَا)، أي أول هذه الأقسام الثلاث: الرباعي، يعني: الثلاثي المجرد الذي زِيد عليه حرفٌ واحد فصار بعد الزيادة أربعة أحرف. (أَوَّلُهَا الرُّبَاعِ)، (أَوَّلُهَا) هذا مبتدأ و (الرُّبَاعِ) هذا خبره، يعني: الذي صارت حروفه أربعةً بزيادة حرفٍ وأسقط ياء النسب للوزن، رباعيّ هذا الأصل أولها الرباعي رباعِي (أَوَّلُهَا الرُّبَاعِ) بكسر العين ولذلك تقول: خبرٌ، خبر المبتدأ مرفوع ورفعه ضمةٌ ظاهرةٌ على الياء المحذوفة للوزن، لأنَّ محل الرفع محذوف ولذلك بقيت العين مكسورة، رباعِ بكسر العين، أين الضمة التي هي علامة الخبرية؟ على الياء المحذوفة للوزن للضرورة، حينئذٍ تكون الضمة ظاهرة لكنها على حرفٍ محذوف. وذلك (مِثْلُ أَكْرَمَا) وذلك (مِثْلُ)، يعني: نحو، وشبه: (أَكْرَمَا)، يعني: ما كان على وزن: أَفْعَلَ، والأصل في تعداد الأوزان أن يؤتى بالقانون العام الذي هو: أَفْعَلَ، فَوْعَلَ، فَعَلَ، ونحو ذلك، ولا يذكر المثال إلى عند الحاجة إليه، إمَّا: أن يمثل، وإمَّا: أن يضيق عليه النظم فيأتي بالمثال، وأمَّا الأصل أن يأتي بالوزن، وذلك مثل: أَفْعَلَ، حينئذٍ أَفْعَلَ كأَكَرْمَ، أصل أَكْرَمَ: كَرُمَ، ثلاثيٌّ وزِيد عليه حرف الهمزة في أوله، قيل: أَكْرَمَ، فصار على وزن: أَفْعَلَ. إذًا الباب الأول من القسم الأول: الثلاثيّ المزيد المجرد الذي زِيد عليه حرفٌ واحد هو باب: أَفَعَلَ، أصله: كَرُمَ، على وزن: فَعُلَ، فزيدت في أوله الهمزة فصار على أَكْرَمَ، وزن أَفْعَلَ الهمزة زيدت في الوزن كما هي في القاعدة السابقة. وهذا الباب يأتي متعدِّيًا وهو الغالب، الهمزة تكون فيه للتعدِّي هذا الغالب، وقد تخرج عنه كَأَكْرَمَ زيدٌ عمْرًا، صار متعدِّيًا، وأخرج، ويأتي لازمًا: كأَدْبَرَ، وأَجْرَبَ. إذًا الغالب في باب أَفْعَلَ: أن يأتيَ متعدِّيًا، وقد يأتي لازمًا على قلةٍ.

(وَفَعَّلَ) هذا الباب الثاني من القسم الأول. (فَعَّلَ) ماذا صنع؟ ضعَّف العين، فإذا ضعَّف العين قلنا في الوزن: يُكرر ما يقابله. خَرَّجَ أصله: خَرَجَ، كرر ماذا؟ العين الراء صار مُشدَّدًا، حينئذٍ يقابله في الوزن ما يقابل الحرف السابق، فالراء يقابله: العين، فحينئذٍ نضعف العين، نقول: فَعَّلَ، خَرَّجَ، على وزن فَعَّلَ. إذًا: خَرَجَ هذا: ثلاثيٌ مجرد، فزيد عليه حرفٌ من جنس عينه فَضُعِّفَ في الوزن فقيل: فَعَّلَ. (وَفَعَّلَ)، نحو: خَرَّجَ، أصله: خَرَجَ، فكرر العين فصار الحرف: مشددًا خَرَّجَ، واختلف في الزائد: كَجَلْبَبَ، وهذا الباب للتكثير غالبًا. خَرَّجَ، يعني: كَثُرَ منه الفعل، وهو: الخروج. قَتَّلَ، يعني: كثر منه القتل. إذًا: التكثير المراد به في الفعل. ويأتي متعدِّيًا نحو: طَوَّفْتُ، بتكثير الطواف، ولازمًا نحو: جَوَّلْتُ، لتكثير الجولان، وقد يأتي لغير التكثير يعني الغالب أن يكون للتكثير، وقد يأتي لغير التكثير متعدِّيًا نحو: فَرَّحَ، وَكَرَّمَ، ولازمًا نحو: جَرَّبَ، وَعَظَّمَ، إذًا الأصل: (فَعَّلَ)، ضُعِّفَ فيه العين صار حرفًا مشددًا، يأتي للتكثير في الغالب، ويكون: متعدِّيًا، ولازمًا، ويأتي لغير التكثير ويكون: متعدِّيًا، ولازمًا. إذًا: التعدي، واللزوم في فَعَّلَ: للتكثير وغير التكثير. (وَفَاعَلاَ) الباب الثالث: باب فَاعَلاَ، والألف هنا: للإطلاق نحو: قَاتَلَ، أصله: قَتَلَ، زِيد فيه الألف قَاتَلَ، فزِيد فيه الألف بين الفاء والعين، وهذا الباب للتعدية فقط، يعني: لا يأتي لازمًا، وهو موضوعٌ لما يكون بين الاثنين، مشاركةً بين الاثنين هذا الأصل في وضعه بأن يفعل كلُّ واحدٍ منهما مثل ما يفعله به الآخر. قَاتَلَ زيدٌ عمرًا، كلُّ واحدٍ منهما فعل بالآخر ما فعله الآخر به. صحيح؟

ضَارَبَ زيدٌ عمرًا: زيدٌ أوقع ضربًا على عمروٍ، وعمرو فعل به ما فعله زيدٌ به، فأوقع هو أيضًا ضربًا على زيد، كلٌ منهما فعل بالآخر ما فعله الآخر به، ضَارَبَ كلٌّ منهما أوقع الضرب على الآخر، ولذلك نقول: زيدٌ من حيث الاصطلاح هو: فاعل، وهو كذلك: مفعول به من حيث المعنى، لأنه وقع عليه ضرب. وعمرًا من حيث الاصطلاح: مفعولٌ به، وهو كذلك: فاعلٌ من حيث المعنى، فكلٌّ منهما: فاعلٌ ومفعول به. ضَارَبَ زيدٌ، زيدٌ فاعل، ومفعولٌ به، وعمرًا فاعلٌ ومفعولٌ به، إلا أن الاصطلاح أن الأول: فاعل، والثاني: مفعولٌ به، إذًا نقول: (فَاعَلاَ) موضوعٌ في لسان العرب لما يكون بين الاثنين بأن يفعل كل واحدٍ منهما مثل ما فعله به الآخر، قَاتَل، يُقَاتِلُ، مُقَاتَلَةً، وَقِتَالاَ، قيل: قِيتَالاَ، كذلك هو، وهو: مسموع. (كَخَاصَمَا)، هذا: مثال، خاصم زيدٌ عمرًا، إذًا: مثل ضَارَبَ، الكاف هنا: داخلة على المحذوف، يعني: كقولك: خاصما، الألف هذه: للإطلاق، هذا مثالٌ لـ (فَاعَلاَ)، وكما ذكرنا: ضَارَبَ، وَقَاتَل، وقد يجيء في لسان العرب وهو المشهور يجيء: (فَاعَلاَ) للواحد فقط، كسافرا، سافرا ليس فيه مقابلةً بين اثنين، وكذلك: عَاقَبَ زيدٌ اللصَّ، عاقبه اللص عاقبه كذلك؟ لا، إذًا: أوقع العقوبة من جهة زيدٍ فقط، إذًا الأصل فيه: أن يكون مشاركةً بين اثنين، وقد يخرج عن ذلك، يعني: قد يجيء للواحد دون مشاركةٍ نحو: عَاقَبْتُ اللصَّ، وَسَافَرْتُ. إذًا أبواب الرباعي المزيد ثلاثة: أَفْعَلَ، (وَفَعَّلَ وَفَاعَلاَ). كم؟ ثلاثة. أَفْعَلَ: كَأَكْرَمَ، وَفَعَّلَ: كَخَرَّجَ، وَفَاعَلا: كَقَاتَلاَ، وقول الناظم: (مِثْلُ أَكْرَمَا) لو قال بدله: أَفْعَلَ لكان أولى، لأن عادة الصرفيين في سرد الأبواب ذكر الأوزان الكلية، لا الموزونات الجزيئة كما نص على ذلك الشارح. وَاخْصُصْ خُمَاسِيًّا بِذِي الأَوْزَانِ ... فَبَدْؤُهَا كَانْكَسَرَ وَالثَّانِي افْتَعَلَ اِفْعَلَّ كَذَا تَفَعَّلاَ ... نَحْوُ تَعَلَّمَ وَزِدْ تَفَاعَلاَ كم هذه؟ خمسة، أليس كذلك. (كَانْكَسَرَ)

(اِفْتَعَلَ، اِفْعَلَّ)، (تَفَعَّلاَ)، (تَفَاعَلاَ)، هذا الثلاثي: القسم الثاني الثلاثي المزيد بحرفين فصار خمسةً، يقال: خُماسي، وهو: ثلاثيٌ زيد عليه حرفان، إذًا الثلاثي المزيد بحرفين. قال الناظم: (وَاخْصُصْ). هذا أمرٌ من خصَّ، بمعنى: القصر، وهو: إثبات الحكم بالمذكور ونفيه عن ما عاده، على المشهور، أي: اقصر أيها الصرفيُّ فِعْلاً خماسيًا، نسبةً إلى خمسة، قالوا: فيه نقيضة فيما سبق، خمسة خماسي، إذًا: زيد في الألف وضمت الخاء، وهو خلاف القياس منسوبٌ لخمسةٍ على غير قياس، أي: ثلاثي الأصول، وزيد عليه حرفان، فصار خمسة أحرف. (بِذِي)، أي: بهذه (الأَوْزَانِ) جمع وزنٍ، بمعنى موزونٍ به، وهي: خمسة بالاستقراء، والتتبع. والباء بقوله: (بِذِي). داخلةٌ على المقصور عليه، أي: احكم بأن الخماسي مقصورٌ على هذه الأوزان الخمسة لا يتعداها البتة، ودليله: الاستقراء والتتبع، (فَبَدْؤُهَا) الفاء فصيحة، أي أولها، بدؤها أي أولها (كَانْكَسَرَ)، يعني: الفعل الذي مثل انكسر، وانكسر قلنا: أولى أن يقول: انْفَعَلَ، مع أنه لا يختلف الوزن. انْكَسَرَ: انْفَعَلَ، ماذا حصل؟ أصله: كَسَرَ الثلاثي فزيد فيه الهمزة والنون، قيل انْكَسَرَ وزنه انْفَعَلَ، إذًا انْ كما هي حرفان في الموزون أنزلتهما كما هما في الوزن، قلت: انْ انْفَعَلَ. إذًا (كَانْكَسَرَ) يَنْكَسِرُ انْكِسَارًا، أصله: كَسَرَ، فزيدت فيه الهمزة والنون أوله، وهذا الباب: باب انْفَعَلَ لا يتعدَّى أبدًا، لا يكون إلا لازمًا، سيذكر الناظم في ما سيأتي، لأن الأصل فيه: المطاوَعة، وهي قبول تأثير الغير. كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فانْكَسَرَ، يعني: قبل الانكسار، إذا لم يَنْكَسِرْ لا يقال: انْكَسَرَ أليس كذلك؟ كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فانْكَسَرَ، يعني: قبل الكسر، هذا يُسمَّى المطاوَعة. المطاوَعة: قبول تأثير الغير، لأن الفعل يتعدَّى هذا الأصل، ولذلك كَسَرْتُ الزُّجَاجَ هذا متعدِّي أليس كذلك؟ كَسَرْتُ الزُّجَاجَ متعدِّي، فانْكَسَرَ الزُّجَاجُ لازم. فالأول: كَسَرْتُ الزُّجَاجَ، كَسَرْتُ ثلاثي متعدِّي طاوَعه انْفَعَلَ فَلَزِمَ، قيل: كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فانْكَسَرَ الزُّجَاجُ، انْكَسَرَ الزُّجَاجُ فعل فاعل ولم يتعدَّ إلى مفعولٌ به، إذًا نقول: باب انْفَعَلَ لا يكون إلا لازمًا، لأنه لا يكون إلا للمطاوَعة، وهي: قبول تأثير الغير. هذا الأول انفعل.

(وَاخْصُصْ خُمَاسِيًّا بِذِي الأَوْزَانِ فَبَدْؤُهَا) قلنا: الفاء فاء الفصيحة. بدؤها، يعني: أولها، (كَانْكَسَرَ)، يعني: ما كان على وزن انْفَعَلَ وعرفناه. (وَالثَّانِي)، يعني: الوزن الثاني. (اِفْتَعَلَ) مثل ماذا؟ اجْتَمَعَ، أصله: جَمَعَ، ثلاثي فزيد عليه حرفان، وهما: الهمزة بأوله، والتاء بين الفاء والعين، قيل: اجْتَمَعَ. (اِفْتَعَلَ)، فأصله جَمَعَ، فزيدت عليه الهمزة والتاء، وهذا الباب مشتركٌ بين اللازم والمتعدِّي. فيكون متعدِّيًا إذا كان بمعنى اتَّخَذَ، اخْتَبَزَ، يعني: اتخذ ماذا؟ خبزًا، واطَّبَخَ، يعني: اتخذ طبيخه، ويكون لازمًا إذا كان بمعنى: فَعَلَ المطاوع: جَمَعْتُهُ فَاجْتَمَعَ، جَمَعْتُ المالَ فَاْجَتَمَعَ المالُ، مطاوعة مثل: ما سبق في باب انْفَعَلَ، وَمَزَجْتُهُ فَامْتَزَجَ. إذًا الباب الثاني: (اِفْتَعَلَ). الثالث: (اِفْعَلَّ) زِيد فيه همزة واللام، تضعيف اللام افْعَلَّ: احْمَرَّ، أصله: حَمِرَ، احْمَرَّ، حَمِرَ، وزيد فيه الهمزة في أوله وَضُعِفَت اللام. ... (اِفْعَلَّ)، نحو: احْمَرَّ، أصله: حَمِرَ، فزيد فيه: الألف والتشديد، يعني: تضعيف اللام في آخره، وهذا الباب: لا يتعدَّى. يعني: ملازمٌ مطلقًا، لأنه: مختصٌ بالألوان والعيوب، احْمَرَّ، واصْفَرَّ، واعْوَرَّ. احْمَرَّ زيدٌ، واعْوَرَّ عمرٌو .. إلى آخره، حينئذٍ لا يكون إلا لازمًا.

والرابع: أشار إليه بقوله: (كَذَا تَفَعَّلاَ)، أي: مثل ذلك المذكور من التعداد. (تَفَعَّلاَ) والألف للإطلاق، أو: تَكَسَّرَ، أصله: كَسَرَ، فزيد فيه: التاء والتشديد، يعني: تضعيف العين، تَكَسَّرَ كَسَرَ، الأصل فيه. فالسين هي العين، وضعفت العين وزيد فيه التاء، تَكَسَّرَ، أصله كَسَرَ، فزيدت فيه التاء والتشديد، يعني: تضعيف العين، وهذا الباب: مشتركٌ بين اللازم، إذا كان لمطاوَعة فَعَّلَ شدد العين، قَطَّعْتُهُ فَتَقَطَّعَ، قَطَّعْتُ اللحمَ فَتَقَطَّعَ اللَّحْمُ، صارَ ماذا؟ للمطاوعة. فحينئذٍ قبل التأثير فصار لازمًا، والمتعدِّي إذا كان بمعنى: أَخَذَ، نحو: تَمَزَّرَ، أي: أخذ مِئزرًا تمزر، ويجيء للتكلف، وهو الذي ذكره الناظم: (نَحْوُ تَعَلَّمَ)، التّكلف تحصيل الشيء المطلوب شيئًا بعد شيء، تحصيل المطلوب شيئًا بعد شيء. (تَعَلَّمَ) يعني: أخذ العلم شيئًا فشيئًا، هذا فيه عبرة وعظة. (تَعَلَّمَ)، أي: أخذ العلم شيئًا فشيئًا، العلم لا يأتي بغتة في يوم وليلة، في سنة، سنتين، خمس، لا، إنما يحتاج إلى زمن. إذًا: يجيء للتكلف، والمراد بالتكلف: تحصيل المطلوب شيئًا بعد شيء. (نَحْوُ تَعَلَّمَ وَزِدْ تَفَاعَلاَ)، (وَزِدْ)، هذا: أمرٌ من زَادَ يَزِيدُ، (زِدْ) أنت أيها الصرفيُّ الطالب (تَفَاعَلاَ)، والألف هذه للإطلاق، يعني: زد على الأبواب الأربعة المتقدمة (تَفَاعَلاَ) والألف هذه للإطلاق، نحو: تباعد، والأمثلة هذه المذكورة كلها مشهورة عند الصرفيين، يعني: يعبر عن الباب بها، قال: حَوْقَلَ، وَجَهْوَرَ، وَبَيْطَرَ، هو الذي صار عنوانًا لهذا الباب، تَبَاعَدَ: (تَفَاعَلاَ)، أصله: بَعُدَ، فالتاء والألف فيه: زائدتان، تَبَاعَدَ بَعُدَ فَعُلَ، فزيد فيه ماذا؟ التاء في أوله تَبَا - تَبَاعَدَ، زيد فيه: الألف بين الباء والعين، يعني: بين الفاء والعين، وهذا الباب للمشاركة بين اثنين، نحو: تضارب زيدٌ وعمرٌو، للمشاركة، أو أكثر من اثنين: تخاصم القوم، تخاصم القوم قوم هذا: اسم جمع، يصدق على ما لا حصر له، حينئذٍ تخاصم أكثر من اثنين، وتضارب زيدٌ وعمرٌو، أو تخاصم زيدٌ وعمرٌو، هذا وقع بين اثنين. إذًا هذا: الخماسي، وله كم وزن؟ خمسة. (فَبَدْؤُهَا كَانْكَسَرَ)، انْفَعَلَ و (اِفْتَعَلَ)، و (اِفْعَلَّ)، و (تَفَعَّلاَ)، و (تَفَاعَلاَ) والسماع هو الحجة، يعني: محصورةٌ فيما ذكر. ثم ذكر القسم الثالث وهو: الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف، لأن الحصر محصورٌ في ثلاثة: ثلاثيٌ مجرد مزيدٌ بحرف، وأبوابه قلنا: كم؟ ثلاثة [نعم] فأَكَرَمَ، أَفْعَلَ، وَفَعَّلَ، وَفَاعَلَ، كخاصم هذه ثلاثة. الثاني: المزيد بحرفين وأبوابه: خمسة. خمسة وثلاث ثمانية، إذًا بدأ في ذكر القسم الثالث وهو: السُّداسي. الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف، عنون له بالسداسي، ثُمَّ السُّدَاسِيْ استَفْعَلاَ وَافْعَوْعَلاَ ... وَافْعَوَّلَ افْعَنْلَى يَلِيهِ افْعَنْلَلاَ (ثُمَّ) للترتيب الذكري، (السُّدَاسِيْ) أي: الفعل السداسي، أي: الذي بلغت حروفه ستة بزيادة ثلاثة أحرف على أحرف الثلاثي الأصلية، وأبوابه ستة:

الأول: (استَفْعَلاَ)، والألف هنا: للإطلاق، نقروي #48.57 نحو: اسْتَخْرَجَ، على وزن (استَفْعَلاَ)، أصله قبل الزيادة أصله خَرَجَ، انظر خَرَجَ كيف يتصرف في العرب: أَخْرَجَ، وَخَرَّجَ، وَاسْتَخْرَجَ، مادة واحدة ولكن التحويل والتغيير يختلف، إذًا نحو: اسْتَخْرَجَ، أصله: خَرَجَ، فزيدت عليه: الهمزة والسين والتاء من أوله، فقيل: اسْتَخْرَجَ، وأصله: أن يكون لطلب الفعل، نحو: أَسْتَغْفِرُ الله، يعني: أطلب من الله المغفرة، وهذا الباب: مشتركٌ بين اللازم إذا كان بمعنى: فَعَلَ، نحو: اسْتَقْرَأ، بمعنى: قرأ، يعني: اسْتَفْعَلَ قد يأتي في المعنى بمعنى: فَعَلَ مساويًا له، فحينئذٍ تكون الهمزة والسين والتاء زائدة لا بمعنى، واضح هذا؟ إذا قيل: اسْتَفْعَلاَ بمعنى: فَعَلَ، يعني: اسْتَخْرَجَ بمعنى: خَرَجَ، إذا قيل: اسْتَخْرَجَ بمعنى: خَرَجَ، حينئذٍ: الهمزة والسين والتاء إنما زيدت في اللفظ فحسب. واضح هذا؟ إذًا الأصل في أن يكون للطلب، ولذلك السين هذه للطلب: أستغفر الله، أي: أطلب من الله مغفرته، وهذا الباب: مشتركٌ بين اللازم إذا كان بمعنى: فَعَلَ، نحو استقرأَ، بمعنى: قَرَأَ، أو بمعنى: صار، نحو: استحجر الطين، يعني: صار الطين حجرًا، وهذه السين: سين الصيرورة، والسين في أستغفرُ: سين الطلب، والسين في اسْتَقَرَأَ: ليس لها معنى. والمتعدِّي إذا كان بمعنى: أَخْرَجَ، نحو: اسْتَخْرَجَ الْمَالَ، بمعنى: أَخْرَجَ الْمَالَ، أو بمعنى: الطلب نحو: اسْتَغْفَرْتُ الله، يعني: المتعدِّي قد يكون للطلب وقد يكون لغير الطلب. (ثُمَّ السُّدَاسِيْ استَفْعَلاَ) السداسيْ: بإسكان الياء للوزن السداسيُّ هذا: الأصل. (ثُمَّ السُّدَاسِيْ)، يعني: الفعل السداسي. (استَفْعَلاَ) وهذا: النوع الأول. (وَافْعَوْعَلاَ) هذا الثاني، والألف للإطلاق. (افْعَوْعَلاَ)، نحو: اعْشَوْشَبَ، أصله: عَشِبَ، على وزن: فَعِلَ، اعْشَوْشَبَ ما الذي زِيد؟ عَشِبَ زِيد فيه: الهمزة، وإحدى الشينين اختلف فيهما: الأولى، أم الثانية، والواو. (افْعَوْعَلاَ) لَمَّا زِيد إحدى الشينين وكانت من جنس العين نزلت في الوزن. اعْشَوْشَبَ وزن: (افْعَوْعَلاَ) إذًا كم عين؟ ثنتان، لماذا؟ لأنه مثل: فَعَّلَ، قلنا: خَرَّجَ، لَمَّا زيد في الموزون حرف من جنس العين نزل كما هو عينًا في الوزن، كذلك الشين هنا: شَوْشَبَ، (افْعَوْعَلاَ) إذًا: عَشِبَ أصله، فزيد فيه الهمزة والواو وإحدى الشينين، يعني: تضعيف العين، هذا يُسمَّى مضعّف. فالهمزة والواو وإحدى الشينين زائدةٌ فيه، وهذا الباب لازمٌ يفيد المبالغة، يقال: اعْشَوْشَبَتِ الأرضُ، أي: كَثُرَ عُشْبُهَا، العُشْب معروف وهو مبالغةٌ كاخْشَوْشَنَ، خَشِنَ، اخْشَوْشَنَ مثلهم.

ثالثها: (وَافْعَوَّلَ)، (افْعَوَّلَ) نحو ماذا؟ اجْلَوَّز، (افْعَوَّلَ) أصله: فَعَلَ فزِيد فيه: الهمزة والواو مضعّفةً، (افْعَوَّلَ) الواو مضعّفةً، زيدت واوان، أدغمت الأولى في الثانية مع الهمزة في أولهم، اجْلَوّز، أصله جَلَزَ، اجْلَوَّزَ. إذًا الذي زِيد ثلاثة أحرف، الهمزة والواو مضعّفةً، أصله جَلَزَ، والهمزة والواو المشددة زوائد. وهذا الباب: لازمٌ، لأن معناه: دام مع السرعة بالسير، وهو من أفعال الطبائع، وعندهم أفعال الطبائع إنما يدل عليها بالفعل اللازم، ولذلك قيل: فَعُلَ، يَفْعُلُ لأنه يدل على الطبائع. (افْعَنْلَى) هذا: الرابع من السُّداسي، (افْعَنْلَى) اسْلَنْقَى، باب: اسْلَنْقَى، أي: نام على قفاه، أصله: سَلَقَ، اسْلَنْقَى، سَلَقَ ما الذي زِيد؟ همزة والنون والياء في آخره، الهمزة اس، لن النون، قَيَ الياء في آخره، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، فقيل: اسْلَنْقَى، افْعَنْلَى، ثم لَمَّا زِيدت الياء في آخره قُلِبَتْ الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، هذا الباب لا يكون إلا لازمًا، (افْعَنْلَى) لا يكون إلا لازمًا. (يَلِيهِ افْعَنْلَلاَ)، (يَلِيهِ) في الرتبة، يعني: يتبعه في ما ذكر، (افْعَنْلَلاَ) والألف هذه للإطلاق، وهو: الباب الخامس. أي: يتبع الأبواب السابقة، (افْعَنْلَلاَ)، نحو: اقْعَنْسَسَ، أصله قَعَسَ، فالهمزة والنون وإحدى السينين، اقْعَنْسَسَ (افْعَنْلَلاَ) إذًا الذي زيد ما هو؟ ضُعِفَ اللام: اقْعَنْ، الهمزة والنون وإحدى اللامين السين يعني، فحينئذٍ: نزلت كما هي، مثل: اعْشَوْشَبَ، (افْعَوْعَلاَ)، (افْعَنْلَلاَ) هذا زيدت اللام لماذا؟ اللام الأولى: لام الكلمة، والثانية هي: الحرف الزائد، لَمَّا زيد من جنس اللام نزلت اللام كما هي، أو ضُعِفَتْ اللام كما هي، إذًا: اقْعَنْسَسَ، أصلع قَعَسَ، على وزن فَعَلَ، فالهمزة والنون وإحدى السينين زوائد فيه، وهذا الباب لازم، يفيد المبالغة، فإذا قلت: اقْعَنْسَسَ، كان أبلغ في المعنى من قولك: قَعَسَ، والمراد بقعس: دخل ظهره وخرج صدره، هذا المراد به. ثم قال الناظم رحمه الله تعالى وأشار إلى السادس:

(وَافْعَالَ مَا قَدْ صَاحَبَ الَّلاَمَينِ)، الأصل: افْعَالّ تشديد اللام، هو باب: احْمَرَّ فزيد عليه الألف، ولذلك أسقطه البعض وإن كان المشهور عدّه، (افْعَالَّ) لَمَّا لم يستطع أن يأتي باللام مشددة، قال: (مَا قَدْ صَاحَبَ الَّلاَمَينِ)، يعني: مضعّف اللامين، إذًا الباب السادس: (افْعَالَ) كما قال الناظم هنا، حذفت لامه في النظم للوزن، ونبه على التضعيف بقوله: (مَا) وهذه مصدرية ظرفية، (قَدْ صَاحَبَ)، أي: (افْعَالَ) (الَّلاَمَينِ)، أي: مدة مصاحبة اللامين، وإذا صاحب اللامين أدغمت الأولى في الثانية على القاعدة، أي: اشتماله عليهما بالتضعيف، وبابه: احْمَارّ، هو: احْمَرَّ السابق وزِيد فيه الألف، احْمَرَّ على وزن: افْعَلَّ، وهو من: الخماسي، فزيد فيه: إحمارَّ الألف قبل اللام، فحينئذٍ نقول: هذا: صار سُداسيًا، إذًا نحو: احْمَارَّ، يَحْمَارُّ، احْمِرَارًا، احْمَارّ بالتشديد لأنه وجد الحرفان المثلان فأدغم الأول في الثاني، يَحْمَارُّ، كذلك: في التشديد تشديد اللامين احْمِرَارًا، فُصِلَ بين المثلين فانتفى الإدغام، لذلك أُدِغَمَ في الفعل الماضي، والمضارع، ولم يدغم في المصدر لماذا؟ لوجود الفاصل بين الحرفين المثلين، احْمِرَارًا: بالتخفيف في المصدر، يعني: دون إدغام، وأصله: حَمِرَ، فالهمزة والألف والتشديد زائدةٌ فيه، وهذا الباب لازم كاحْمَرَّ، يفيد المبالغة أيضًا، لأن احْمَارَّ للألوانِ، إلا أنه: أبلغ من حَمِرَ، وأبلغ من: احْمَرَّ، إذًا على الترتيب: حَمِرَ، ثم: احْمَرَّ، ثم: احْمَارَّ، كلما زاد اللون زدت في الوزن. إذًا (وَافْعَالَ مَا قَدْ صَاحَبَ الَّلاَمَينِ)، (وَافْعَالَ)، أي: افعالَّ بتشديد اللام، لَمَّا لم يتمكن من الإتيان به مشددًا في الوزن قال: (مَا قَدْ صَاحَبَ)، يعني: (افْعَالَ) بالتخفيف. (الَّلاَمَينِ)، يعني: مدة مصاحبةٍ الفعل المذكور: (افْعَالَ) دون تشديد اللامين، وإذا صاحب اللامين فحينئذٍ صار مضعّفًا، لأنه: يدغم الأول في الثاني، إذًا هذه: ثلاثة أقسامٍ لمزيدٍ الثلاثي، وهي: أربعة عشر وزنًا: ثلاثة للمزيد بحرفٍ واحد. وخمسة للمزيد بحرفين، وستة للمزيد بثلاثة أحرف. ثم قال: ................... ... زَيْدُ الرُّبَاعِيِّ عَلَى نَوْعَيْنِ ذِي سِتَّةٍ نَحْوُ افْعَلَلَّ افْعَنْلَلاَ ... ثُمَّ الخُمَاسِيْ وَزْنُهُ تَفَعْلَلاَ (زَيْدُ الرُّبَاعِيِّ) هذا: شروعٌ في النوع الثاني من المزيد، قلنا: المزيد نوعان، كما أن المجرد نوعان: ثلاثي، ورباعي. مزيد المزيد كذلك نوعان: مزيد الثلاثي ومرَّ، والآن نشرع في: مزيد الرباعي. زَيْدُ الرباعي، يعني: مزيد، زيد يقال فيه ما قيل فيما سبق، أي: مزيد الفعل الرباعي، هذا مبتدأ، كائن على نوعين، يعني: خبر متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، أي: منحصر في قسمين، لأنه: ليس عندنا سُباعي، أليس كذلك؟ فحينئذٍ: الذي يزاد إمَّا: حرف. وإمَّا: حرفان. وإما: ثلاثة.

لَمَّا كانت زيادة ثلاثة أحرف على الثلاثي المجرد لا تخرجه عن سنن ما نطقت به العرب أو السداسي جاز، حينئذٍ الرباعي ما كان على: أربعة أحرف، لو زيد بحرف صار: خماسي إذًا نطقت العرب الخماسي، أليس كذلك؟ لو زيد عليه حرفان صار: سداسي، نطقت العرب: بالسداسي، هل يقبل: أن يزاد ثلاثة أحرف؟ لا يمكن، لماذا؟ لأن لو زيد عليه ثلاثة أحرف لصار: سُباعيًا، وليس عندنا سباعي في الفعل. إذًا انحصر في نوعين: إمَّا: مزيد بحرف، وإما: مزيد بحرفين، وليس عندنا: رباعي مزيد بثلاثة أحرف، إذًا منحصر في قسمين: سُداسي، ولذا قال: بستة سداسي، ومتى يكون سُداسيًّا؟ إذا زيد عليه حرفان. إذًا السداسيّ كم نوع؟ نوعان: سداسيّ هو مزيد الثلاثيّ. وسداسيّ هو مزيد الرباعيّ. فإذا قيل: هذا سداسي نحتاج إلى تفصيل، أيُّ السداسي؟ هل هو أصله ثلاثي وزيد عليه ثلاثة أحرف، نحو: خَرَجَ اسْتَخْرَجَ، أو هو: رُباعي فزيد عليه حرفان يحتمل هذا أو ذاك يحتاج إلى تنصيص. إذًا على: نوعين، أي: منحصر في قسمين: سداسي، وله: بابان، وزنان، وخماسي وهو: بابٌ واحد، فصارت أبواب الرباعي كم مزيد؟ ثلاثة، والثلاثي المزيد: أربعة عشر، انظر يتصرفون في الثلاثي أكثر من تصرفهم في الرباعي، إذًا صارت أبواب الرباعي المزيد: ثلاثة، ترجع إلى: قسمين، لأن الزائد إمَّا حرف واحد فيصير الرباعيُّ به خماسيًّا، وإمَّا حرفان فيصير الرباعيُّ به سداسيًا، ولم يوجد منه في لسان العرب ما زيد به ثلاثة أحرف فيصير سُباعيًا، هذا لا وجود له ألبتة. (ذِي سِتَّةٍ)، هذا: بدل من نوعين، (عَلَى نَوْعَيْنِ) بالخفض، لم خفضه؟ لأنه: بدلٌ، بَدل مفصل من مجمل، (عَلَى نَوْعَيْنِ)، فيه: إجمال، (ذِي سِتَّةٍ)، بدل من نوعين: بدل مفصل من مجمل، أي نوعٍ: (ذِي) نوعٍ بالخفض، (ذِي)، أي: صاحب، (سِتَّةٍ)، أي: من الأحرف بزيادة حرفين على الأصول الأربعة، وتحته: بابان، أشار الناظم إلى الأول بقوله: (نَحْوُ افْعَلَلَّ): اقْشَعَرَّ، أصله: قَشْعَرَ، فَعْلَلَ، معي؟ قَشْعَرَ فالهمزة والتشديد زائدان فيه، أليس كذلك؟ (افْعَلَلَّ) اقْشَعَرَّ، أصله ماذا؟ قَشْعَرَ، وهذا الباب لازم كاحمرَّ في كونه للألوان، ولذلك لا يتعدَّى. إذًا الباب الأول اقْشَعَرَّ، وزنه اقْشَعَرَّ، أو موزونه اقْشَعَرَّ، وأشار إلى الثاني بقوله: (افْعَنْلَلاَ)، الألف هذه للإطلاق، فله احْرَنْجَمَ، أصله: حَرْجَمَ، أي اجْتَمَعَ، فزيد فيه الألف والنون، حَرْجَمَ احْرَنْجَمَ، فزيد فيه الهمزة والنون، وهو رباعي، فصار بالزيادة: ستة أحرف، إذًا: للسداسي الذي أصله رباعي فزيد عليه حرفان بابان: (افْعَلَلَّ) اقْشَعَرَّ، و (افْعَنْلَلاَ) احْرَنْجَمَ، والألف هذه للإطلاق.

(ثُمَّ الخُمَاسِيْ) ثم للترتيب الذكري، لأن النوع الثاني: الخماسيْ بسكون الياء، للوزن وهو: باب واحد، وزنه: تَفَعْلَلَ، وزنه أي: الخماسي تَفَعْلَلَ، والألف هذه للإطلاق نحو: تَدَحْرَجَ، أصله دَحْرَجَ، فزِيد فيه التاء في أوله، فقيل: تَدَحْرَجَ تَفَعْلَلَ، فحينئذٍ التاء زائدة، وهذا الباب لازمٌ. دَحْرَجْتُ الْحَجَرَ فتَدَحْرَجَ، لأنه مطاوِع لفَعْلَلَ، تَدَحْرَجَ مُطاوِع لفَعْلَلَ، إذا قيل: مطاوِع فاعلم أنه لازم، دَحْرَجْتُ الحجرَ - متعدِّي - فتَدَحْرَجَ الحجرُ، إذًا صار لازمًا، إذًا زِيدت التاء هنا على فَعْلَلَ صار تَفَعْلَلَ، صار به خمسة أحرف، وهذا الباب لازم، يقال: دَحْرَجْتُ الحجرَ فتَدَحْرَجَ، وهو يدل على الفاعل فقط. إذًا مزيد الرباعي محصور في ثلاثة أبنية: اثنان سداسي. وواحد خماسي. هذا ما يتعلق بـ: الثلاثي المجرد، والرباعي المجرد، ومزيد الثلاثي، ومزيد الرباعي، وهي تحفظ، وهي مملة وتحتاج إلى مثالٍ لكلِّ وزنٍّ ويكتفى به. والله أعلم. وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أسئلة: - هل سيشرح متن الورقات والزمزمي قريبًا؟ : الورقات فلا إعادة، لا يعاد، يعني مشروح مطول ومختصر، وأما الزمزمي فهو مختصر لا يحتاج إلى اختصار. نحن عندنا مشروع الاختصار ولم؟ كل شرح مطول له مختصر، وهذه سنة ابتدعتها، وهي أن - بدعة لغوية هذه - بعض المتون شرحته شرحًا موسعًا استصعبها الطلاب، فقلت: إذًا كل شرح مطول سيكون له إن شاء الله مختصر، هذا الذي هو متن المبتدئين، وأما المطولات تزداد هذا ما يحتاج الأصل وإن كان فيه شرح مختصر لكن له سبب خاص، الأصل أنه لا يختصر، الزمزمي هو مختصر خمسة عشر شريط أو شيء من هذا القبيل سبعة عشر أي هو مختصر، عشرون فما دون من عدد الأشرطة ليس بكثير بل الثلاثون، لكن الطالب شوي يعني وإلا الثلاثون ليس بكثير، يعني: لو كان الدرس مسجل في ثلاثين شريطًا حينئذٍ في شهرين ستين يوم يستطيع أن يسمعه، إن تفرغ لها في أجازة كل يوم يسمع وجهًا واحدًا حينئذٍ ينتهي منها في ستين يوم، ما هو بكثير هذا، لكن الله المستعان. (وَافْعَالَ مَا قَدْ صَاحَبَ الَّلاَمَينِ) ما هنا لماذا لا تكون موصولية؟ لا مانع الذي قد صاحب اللامين لكن هذا لا يدل على الملازمة، فإذا أردت المعنى الأتقن حينئذٍ تكون مصدرية مدة مصاحبة، إذًا مدة لا بد أن يكون ملازمًا يجوز الوجهان لكن الوجه الأول أولى. - كيف نفرق بين الموصلية والمصدرية؟ : هذا بحثه ليس هنا. - لماذا فرق الصرفيون بين المزيد الثلاثي المزيد بحرف واحد نحو: أكرم، وسافر. وبين الملحق بالرباعي؟ :

قلنا: اصطلاح، الرباعي الملحق الأصل أنه ثلاثي مزيد بحرف واحد هذا حقيقته، جَلْبَبَ ثلاثي مزيد بحرف واحد، لكن لَمَّا وافق دَحْرَجَ في المصدر قالوا: ملحق بالرباعي. يعني: كأنه رباعي مجرد، لما وافقه في المصدر كأنه رباعي مجرد، والمزيد كما مر معنا الثلاثي أربعة عشر وثلاث لا يوافق المصدر مصدر الثلاثي المجرد، لا يوافقه هذا الغالب، فإذا وافقه قالوا: هذا خرج عن الأصل، إذًا كأنه رباعي مجرد، إنما تقول: دَحْرَجَ دَحْرَجَةً، وَجَلْبَبَ جَلْبَبَةً. إذًا كأنه هو نفسه، فسموا الثاني ملحقًا بالرباعيّ، وإلا هو أصله مزيد، هذا مجرد اصطلاح.

4

عناصر الدرس * باب المصدر وما يشتق منه. * أقسام المصدر غير الميمي وحكم كلٍ. * أوزان المصدر الميمي واسمي الزمان والمكان. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: قال الناظم رحمه الله تعالى: (بَابُ المَصْدَرِ وَمَا يُشْتَقُّ مِنْهُ)، يعني: هذا باب بيان (المَصْدَرِ)، المراد به: أنواع المصدر. (وَمَا يُشْتَقُّ مِنْهُ)، يعني: والذي يشتق من المصدر، لأن المصدر هو: أصل الاشتقاق كما مرَّ معنا، وهذا العنوان يدل على ذلك. (بَابُ المَصْدَرِ وَمَا يُشْتَقُّ مِنْهُ)، أي: باب بيان أبنية المصدر، سواءٌ كان من: الثلاثي، وغير الثلاثي، الميمي، وغير الميمي. ومصدر على وزن: مَفْعَل، والمراد به عُرْفًا: اسم الحدث، يعني: الاسم الدال على الحدث، لفظ: ضَرْبٌ، قلنا: هذا اسمٌ دالٌ على الحدث على حقيقة الضرب، يعني: الذي يُدْرَكُ بالبصر، وأمَّا الذي يلفظ فهو: مصدر من حيث اللفظ، سُمِّيَ بذلك لأنه محل صدور الشيء، المصدر: كأن الماضي يصدر عنه أو منه، والمضارع يصدر عنه، وكذلك: الأمر، وكذلك: اسم الفاعل، واسم المفعول، واسم الآلة، واسم المكان كلها تصدر عن: المصدر، فهو أصل الاشتقاق. وَالْمَصْدَرُ الأَصْلُ وأيّ أَصْلٍ ... وَمِنْهُ يَا صاحِ اشْتِقَاقُ الْفِعْل (¬1) وَكَوْنُهُ أَصْلاً لِهَذَيْنِ انْتُخِبْ (¬2) ¬

_ (¬1) ملحة الإعراب البيت: 133. (¬2) الشطر الثاني من البيت: 287 من ألفية ابن مالك.

يعني: اختير كون المصدر أصلاً لفعل وللوصف. (وَمَا يُشْتَقُّ مِنْهُ)، أي: وأبنية ما يشتق منه، يعني: من المصدر، (وَمَا) هنا واقعةٌ على الألفاظ المأخوذة من المصدر، من الماضي، والمضارع، والأمر، والنهي، واسم الفاعل، واسم المفعول، واسم الزمان والمكان، والآلة. الذي يشتق منه، أي: من المصدر، (يُشْتَقُّ) هذا مغير الصيغة، وضمير نائب الفاعل يعود إلى (مَا)، وَذَكَّرَهُ باعتبارِ اللفظ، لأن: الضمير إذا عاد إلى (مَا) وكانت واقعةً على مؤنث من حيث المعنى لأن هذه أبنية: ماضي ومضارع هذه أبنية، إذًا (مَا) هنا صدقت على الأبنية، والأبنية مؤنث. قال: (يُشْتَقُّ مِنْهُ)، ولم يقل: يشتق منها، حينئذٍ نقول: يجوز فيه الوجهان، لأن (مَا) إذا كانت واقعةً على مؤنث فحينئذٍ تنازعها أمران من حيث اللفظ هي: مذكر، ومن حيث المعنى هي مؤنث. يجوز لك الوجهان إمَّا أن تعيد الضمير إلى المذكر بالمذكر بناءً على اللفظ، أو بالمعنى. (وَمَا يُشْتَقُّ مِنْهُ)، يعني: من المصدر، أي: من المصدر، وفي المقصود الأصل الذي نظمه الناظم هنا قال: فصلٌ في الوجوه التي اشتدت الحاجة إلى إخراجها من المصدر، هذا يوضح المراد بالاشتقاق لأنه نظم المقصود، ماذا يريد الناظم هنا بالاشتقاق؟ المراد به: الأخذ، لأن صاحب الأصل قال: في الوجوه التي اشتدت الحاجة إلى إخراجها من المصدر، وهي الماضي، والمضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، هي الوجوه، جمع وجهٍ، وأراد به الأبنية، أي: الكلمات المأخوذة من المصدر، وفيه: تنبيهٌ على أصالة المصدر في الاشتقاق. قال: (وَمَا يُشْتَقُّ مِنْهُ)، يعني: من المصدر، وسائر المشتقات التي يذكرها الصرفيون إنما هي مأخوذةٌ من: المصدر، إمَّا بالذات، وإمَّا بالواسطة. كيف بالذات؟ يعني: مباشرةً. كيف بالواسطة؟ يعني: بينهما واسطة، فحينئذٍ تقول: فعل الماضي مأخوذ من المصدر مباشرةً، ضَرْبٌ ضَرَبَ، وإذا أردت: يَضْرِبُ حينئذٍ ماذا تصنع؟ نقول: تزيد أحد حروف ((أنيت)) على الفعل الماضي، إذًا النظر هنا: فعل مضارع مأخوذ من الفعل الماضي فكيف نقول: مشتقٌ من المصدر؟ قالوا: هنا: مشتق من المصدر بواسطة الماضي، يعني: المضارع مشتق من المصدر، كيف؟ نحن لا ننظر إلى المصدر: ضرْب، إنما: ننظر إلى الماضي، فحينئذٍ كيف نقول: بأنه مشتقٌ من المصدر، والنظر يكون للماضي؟ نقول: هنا حصل الاشتقاق بواسطةٍ، فاشْتُقَّ المضارع من المصدر بواسطة الماضي، ولذلك نقول مثلاً اسم الفاعل، أو فعل الأمر كما سيأتي، يَضْرِبُ تحذف حرف المضارعة، اضْرِبْ .. إلى آخر ما سيأتي، وهذا مأخوذٌ من: المضارع، إذًا: الأمر مشتقٌ من المضارع هذا في ظاهره، نقول: لا، ليس الأمر مشتقًا من المضارع، إنما هو: مشتق من المصدر لكن بواسطة الفعل المضارع .. وهكذا، فكل ما عُلِّقَ الحكم فيه على غير المصدر فيكون واسطةً بينه وبين المصدر، إذًا الأصل في الاشتقاق هو: المصدر، ثم سائر المشتقات المأخوذة من المصدر إمَّا: أن تؤخذ منه مباشرةً كالماضي، وإمَّا: أن تؤخذ منه بواسطةٍ كالمضارع، الماضي واسطةٌ بينه وبين المصدر. قال الناظم رحمه الله تعالى: وَمَصْدَرٌ أَتَى عَلَى ضَرْبَيْنِ ... مِيْمِي وَغَيْرِهِ عَلَى قِسْمَيْنِ

(مِنْ ذِي الثَّلاَثِ) بفتح الثاء. مِنْ ذِي الثَّلاَثِ فَالزَمِ الَّذِي سُمِعْ ... وَمَا عَدَاهُ فَالقِيَاسَ تَتَّبِعْ (وَمَصْدَرٌ)، المراد به: اسم الحدث، وهو: مبتدأ سوغ الابتداء به قصد الحقيقة، وإلا الأصل أنه: لا يجوز الابتداء بالنكرة، وهنا: (مَصْدَرٌ) مبتدأ، وكيف ابتدئ به؟ نقول: قُصِدَ حقيقة المصدر، يعني: أراد أن يبين لك حقيقة ما يُسمَّى بالمصدر وهو: اسم الحدث. (وَمَصْدَرٌ أَتَى عَلَى ضَرْبَيْنِ)، يعني: ينقسم إلى: قسمين أتى وورد في كلام العرب حال كونه (عَلَى ضَرْبَيْنِ)، يعني نوعين: ميمي، وغيره. (مِيْمِي): هذا بدل مفصل من مجمل، لأن قوله: نوعين فيه إجمال ولَمَّا قال: (مِيْمِي) أبدله مما قبله فحينئذٍ يُسمَّى ماذا؟ بدل مفصل من مجمل، لأن الإجمال ثم التفصيل، أو الإجمال ثم الإيضاح هذا مقصدٌ من مقاصد العرب. (مِيْمِي)، قلنا: بدل مفصل من مجمل. (وَغَيْرِهِ)، أي: غير الميمي. إذًا: المصدر نوعان: مصدرٌ ميمي، ومصدرٌ غير ميميٍّ. الْمِيمِي واضح أنه نسبةٌ إلى الميم ميميٌّ ميم زدت عليها ياء النسبة، كما تقول: مكيٌّ، قرشيٌّ هذا نسبة إلى مكة كذلك: (مِيْمِي) نسبةً إلى الميم. إذًا إذَا قيل: ميميٌّ. حينئذٍ تعلم أنه ما ابتدئ أو كان أوله حرف الميم لكن يشترط فيه أن تكون زائدةً. (مِيْمِي) نسبةً إلى: الميم لابتدائه بها، وهو ما يكون أول حروفه ميمًا زائدًا على نفس الكلمة. إذًا: ميميًا خرج ما ليس مفتتحًا بالميم، مثل: الضَّرب والإِفْعَال .. ونحو ذلك التي هي غير الميمي، الميمي: ما افتتح بالميم هذا أولاً، إذًا: ما لم يفتتح بالميم فحينئذٍ: ليس بمصدر ميمي، قال: زائدًا، يُشترط في هذه الميم: أن تكون زائدة. إذًا: مَشَى يَمْشِي مَشْيًا، مشيًا هل هو مصدرٌ ميمي؟ لا. لماذا؟ لأن الميم أصلية، ويشترط في المصدر الميمي أن تكون الميم زائدةً. إذًا: ما يكون أول حروفه ميمًا زائدًا على نفس الكلمة، فأخرج ما خلا عن الميم: كالضرب ونحوه، وخرج كذلك ما كان في أوله ميم لكنه حرفٌ أصلي وليس بزائدٍ، كالمشي وهذا: مصدرٌ مَشَى ميم أصلية، مشى على وزن: فعل، فحينئذٍ الميم هذه: هي فاء الكلمة، قال: (مِيْمِي وَغَيْرِهِ) أي: غير الميمي مقابلٌ له، (عَلَى قِسْمَيْنِ) أراد أن يقسم غير الميمي، يعني عندنا ماذا؟ قَدَّمَ الميمي وغيره، غيره بالعطف بالجر عطفٌ على الميمي، ثم قال: حال كون غير الميمي (عَلَى قِسْمَيْنِ)، حال كون غير الميمي كائنًا: ... (عَلَى قِسْمَيْنِ)، فقوله: (عَلَى قِسْمَيْنِ)، هذا متعلق بمحذوف حال من غيره، يعني: بدأ بالثاني وترك الأول، هذا ماذا يُسمى في البيان؟ لف ونشر غير مرتب. لأنه مادام أنه قدم الميمي وثنى بغير الميمي كان الأصل أنه يبدأ بالميمي، لكنه عكس وهذا مسلكٌ بلاغي، وهو موجودٌ في الكتاب والسنة.

(عَلَى قِسْمَيْنِ مِنْ ذِي الثُّلاَثِ) وما عداه، يعني: إمَّا أن يكون من الثلاثي، وإمَّا أن يكون من عدا الثلاثي، يعني: الرباعي، والخماسي، والسداسي. فجعل القسمة ثنائية، إمَّا أن يكون: ثلاثيًا، أو يكون: عدد ثلاثي، بمعنى: أنه قد لا يكون رباعيًا، وخماسيًا، وسداسيًا. وفرق بينهما بناءً على أنَّ أحدهما: سماعي، والآخر قياسي، فكأنه قال لك: غير الميمي نوعان: نوعٌ سماعي، وهو مصادر: الثلاثي المجرد، هذا: سماعي، يعني: لا قياس فيه. ونوعٌ قياسي، وهو: الرباعي، والخماسي، والسداسي. إذًا: غير الميمي كم نوع؟ نوعان: سماعي. وقياسي. ما المراد: بالسماعي؟ المراد به: الذي يُحفظ ولا يقاس عليه، فليس بقاعدةٍ مطردة، وإنما تقول: سُمِعَ من كلام العرب مصدر: ضَرَبَ الضّرب، ولا يقاس عليه فتنظر في كلِّ فَعَلَ المصدر الذي نُقل فيه عن العرب. الثاني: القياسي، وهو ما عدا: الثلاثي. (مِنْ ذِي الثَّلاَثِ) قسمٌ كائنٌ على قسمين، قسمٌ كائنٌ (مِنْ ذِي الثَّلاَثِ)، يعني: من الفعل المجرد صاحب الثلاث الأحرف، ولذلك قلنا: الثلاثَ بفتح الثاء بناءً على العدد، يعني: الذي تَأَلَّفَ وَتَرَكَّبَ من ثلاثة أحرف أصول، وهذا هو: الثلاثيُّ. (مِنْ ذِي)، يعني: من الفعل المجرد، (ذِي)، أي: صاحب الأحرف الثلاثِ هذا: سماعي. (فَالزَمِ الَّذِي سُمِعْ)، يعني: فاحفظ الزم لا تتعداه، (الَّذِي سُمِعْ)، يعني المسموع، (الَّذِي): اسم موصول و (سُمِعْ) هو يعود إلى: (ذِي الثَّلاَثِ) نائب الفاعل، فحينئذٍ نقول: الموصول مع صلته بقوة المشتق، والأول هنا: باسم المفعول، يعني: (فَالزَمِ) المسموع ولا تقس عليه، (فَالزَمِ الَّذِي سُمِعْ)، أي: احفظ المسموع من العرب من أبنية الثلاثيِّ المجرد، يعني: مصادِرِهِ مختصرًا عليه، بحيث لا يقاس عليه غيره لِتَعَذُّرِ ضبطه لكثرته، فحينئذٍ المصدر السماعي هو: المصدر الذي يلزم حفظه على ما جاء عن العرب فلا يقاس عليه غيره البتة، فلا قياس لمصدر الثلاثيِّ، وهذا: مذهب سيبويه، وهو المشهور عند الصرفيين: أنَّ مصادر الثلاثيِّ المجرد سماعية وليست قياسية، وخالفه الزمخشري، وتبعه ابن مالك على أنه: قياسي، ولهم تفصيلٌ في ذلك مذكورٌ في: ((الألفية)) وغيرها، لكن الذي ذهب إليه الناظم هنا تبعًا للأصل وما اشتهر عند الصرفيين: أنَّ مصادر الفعل الثلاثيِّ المجرد سماعية، لعدم ضبطها لكثرتها فهي كثيرة، فلا تنضبط بقاعدة مطردة، فحينئذٍ يكون مسموعًا، وما لا ينضبط فحينئذٍ يوقف على المسموعِ.

ومصدر غير الثلاثي قياسيٌّ لعدم تَعَذُّرِ ضبطه لأن مصدره يصدر على طريقٍ واحدٍ له ضابطٌ معين وُضِعَ في ألفاظ معلومةٍ مقدرة: كالإفعال، في باب: أَفْعَلَ الذي مرَّ معنا، أَفْعَلَ يُفْعِلُ إِفْعَالاً كلَّ ما جاء الماضي المزيد على ثلاثة أحرف: الرباعي مثلاً أَفْعَلَ حينئذٍ المصدر يأتي على الإفعال، والقاعدة مطردة، وكذلك: الانْفِعَال، في باب: انْفَعَلَ يَنْفَعِلُ انْفِعَالاً، وكذلك: الاستفاعل، في باب: اسْتَفْعَلَ، يَسْتَفْعِلُ، اسْتِفْعَالاً، كُلُّ ما مضى اليوم معنا الأبواب تلك يعتبر المصدر فيها: قياسيًا، لماذا؟ لأنه ليس بثلاثي، ولعدم كثرته يمكن ضبطه، يعني: ليس منتشرًا، ونحوها من: مزيد الثلاثي، وكالْفَعْلَلَة، والفِعْلال والتَّفَعُّل، والافْعِلال، والافْعِيلال، وكذلك ما يتعلق بـ: تَفَعَّلَ، وَفَعَّلَ، ونحوه، كلُّ ذلك يعتبر من: القياسي. قال: (وَمَا عَدَاهُ)، يعني: قسمٌ كائنٌ مِمَّا عداه، عدا: الثلاثي، أو: ذي الثلاث، (عَدَاهُ) الذي: (عَدَاهُ)، يعني: عدا ذا الثلاثِ، يعني: الذي جاوز الثلاث، وهو: الرباعي [سواءٌ كان من مزيد الثلاثي، أو نعم] (¬1) وهو: الرباعي سواءٌ كان مزيد الثلاثي، أو الملحق بالرباعي، خماسي سواءٌ كان من مزيد الثلاثي أو الرباعي، والسداسي سواءٌ كان مزيد الثلاثي، أو مزيد الرباعي، فحينئذٍ يعتبر قياسيًا: (وَمَا عَدَاهُ)، يعني: قسمٌ كائنٌ، وهو: الفعل الذي عدا وجاوز: ذا الثلاثِ رباعيًا كان أو خماسيًا أو سداسيًا مطلقًا بدون تفصيل. (فَالقِيَاسَ تَتَّبِعْ)، يعني: ... (فَالقِيَاسَ) على ما سُمِعَ، هذا هو القياس: حَملُ فرعٍ على أصلٍ لعلةٍ جامعةٍ في الحكم، قياس واحد لأنه: قياس التنفيذ، المناطقة عند النحاة، وعند الصرفيين، وعند الفقهاء. حملُ فرعٍ على أصلٍ لعلةٍ جامعةٍ في الحكم، فحينئذٍ نقول: القياس على ما سمع من لسان العرب في ما عدا: الثلاثي هذا معتمدٌ، فالقياس على ما سمع منه من العرب (تَتَّبِعْ) تتبعه، يعني: (تَتَّبِعْ)، والذي عداه: (فَالقِيَاسَ تَتَّبِعْ) شَرَطَ اتبع، فعل ماضي، أو مضارع، ما أصله؟ تتبع: التاء الأولى تاء المضارعة، والتاء الثانية تاء الماضي، وقد تُحْذَفُ إحدى التاءين لذلك فيها ثقل (تَتَّبِعْ). {فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى} ... [عبس: 6]، أصله تَتَصَدَّى حذفت إحدى التاءين طلبًا للخفة. {نَاراً تَلَظَّى} [الليل: 14]، أي تَتَلَظَّى، تَلَظَّى فعل مضارع وليس بماضي، كذلك تصدَّى فعل مضارع وليس بماضي، وإنما حذفت إحدى التاءين. ... (تَتَّبِعْ)، فيه: ثقل لكون التاء الأولى هي تاء المضارعة، و (تَتَّبِعْ) هذا: فعل مضارع، وقف عليه بالسكون للراجح #17.12 أن تكون حركة مقدرة، والقياس بالنصب على أنه: مفعولٌ به لتَتَّبِعْ أنت القياس، (فَالقِيَاسَ تَتَّبِعْ)، فتتبعُ أنت أيها الصرفي القياس على ما سُمِعَ منه، لماذا؟ لعدم تَعَذُّرِ ضبطه، وحينئذٍ تضبط أبنيته. إذًا هذا ما يتعلق بـ: غير الميمي. ثم شرع في الميمي، فقال: مِيْمِي الثُّلاثِي إِن يَّكُنْ مِنْ أَجْوَفِ ... صَحِيْحٍ أوْ مَهْمُوزٍ أوْ مُضَعَّفِ ¬

_ (¬1) سبق لسان استدركه الشيخ سريعًا.

أَتَى كَمَفْعَلٍ بِفَتْحَتَيْنِ ... وَشَذَّ مِنْهُ مَا بِكَسْرِ العَيْنِ كَذَا سِمُ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ مِنْ ... مُضَارِعٍٍ إن لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ وَافْتَحْ لَهَا مِن نَّاقِصٍ وَمَا قُرِنْ ... وَاعْكِسْ بِمُعْتَلٍّ كَمَفْرُوْقٍ يَعِنْ الله المستعان، هذه هي: أبيات تتعلق بـ: الميمي، المصدر الميمي، كونوا معي: (مِيْمِي الثُّلاثِي)، (مِيْمِي)، عرفنا المصدر الميمي: ما كان أول حروفه ميمًا زائدةً على أصل الكلمة، ميمي وغير الميمي من حيث المعنى واحد، وإنما الكلام في اللفظ، يعني: لا يقال: بأن الإِفْعَال ليس بميمي، والمدخل ميمي، إذًا بينهما فرقٌ في المعنى، نقول: لا، كونه مصدرًا، وهذا كونه مصدرًا، هما: اسمٌ للحدث الجاري على الفعل، فلا فرق بينهما في المعنى، وإنما الكلام في الوزن، إذًا المصدر من حيث هو على نوعين، وهذان النوعان إنما الخلاف بينهما في اللفظ، وأمَّا المعنى فهو واحد، إذًا ميمي، أي المصدر الميمي، ميمي للفعل الثلاثي، أي المصدر الميمي الذي فعله ثلاثيٌّ مجرد، (مِيْمِي الثُّلاثِي)، أي: المصدر الميمي الذي فعله ثلاثيٌّ مجرد، إذًا: الميمي يأتي من جميع الأنواع، من: الثلاثي، ومن الرباعي، ومن الخماسي، ومن السداسي، لا فرق بين أبنيت الأفعال في كون الميمي يأتي منها، ولكنها تختلف من حيث حركة العين، فحينئذٍ: ميمي الفعل الثلاثي، يعني: الذي فعله ثلاثي مجرد، قال: (إِن يَّكُنْ مِنْ أَجْوَفِ)، يعني: المصدر الميمي مأخوذًا من فعلٍ أجوف، والأجوف المراد به: ما وقع في جوفه، يعني: في وسطه - الجوف هو الوسط - حرف علةٍ، يعني: إمَّا واو، أو ياء، مثل ماذا؟ مثل: قال قَوَلَ تقول: هذا أجوف لماذا؟ لكونه معتل العين، ما كان معتل العين يُسمى: أجوف في اصطلاح الصرفيين، فحينئذٍ: قال وباع. نقول هذا [ها كونوا معي] قال وباع. نقول: هذا النوع أجوف، يعني: عينه حرفًا من حروف العلة، وهو - حرف العلة - إمَّا الواو وإمَّا الياء، والألف؟ هذه: لا تكون إلا بدلاً عن واوٍ أو ياء. في الثلاثي الألف لا تأتي إلا بدلاً، لا تأتي أصلية هكذا وُجِدَتْ، لا، لا بد أن تكون بدلاً عن حرف، فليس عندنا فِعْلٌ مؤلفٌ من ثلاثة أحرف والألف فيه أصلية، والمراد: بأصلية، يعني: ليست منقلبة، فإذا قلت: قَالَ بَاعَ. موجودة الألف أين ذهب؟ تقول: قَالَ وبَاعَ. الألف هذه: ليست أصلية، بل الألف في قَالَ مبدلةٌ عن الواو، والألف في بَاعَ مبدلةٌ عن ياء. ايت بألفٍ ليست مبدلة عن واوٍ ولا ياء؟ ما وُجِدَتْ هذه، لا وجود لها.

إذًا: معتل العين ما كانت عينه واوًا أو ياءً، سواءٌ بقيت على حالها: كالقَوَتْ، قَوَتَ بقيت على حالها، أو انقلبت الواو ألفًا، وما كانت عينه ياءً سواءٌ بقيت على حالها: كصَيَدَ، أو انقلبت: كباع بَيَعَ أصلها، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت الياء ألفًا، إذًا سواء إن يكن المصدر الميمي مأخوذًا من فعلٍ أجوف، أو من فعلٍ صحيحٍ، صحيح فَعِِيل، صفةٌ مشبهة مأخوذٌ من الصحة، ضد: المرض، والصحيح: ما سَلِمَ من حروف العلة والهمزة والتضعيف. الصحيح ما يعني: فعلٌ سلم من العلة - من حروف العلة - يعني: ليست فاؤه، ولا عينه، ولا لامه حرفًا من حروف العلة، يعني: ليس مثالاً ولا أجوف ولا ناقص، أليس كذلك؟ والهمزة: همزة، سواءٌ كانت: فاءً، أو عينًا، أو لامًا. أَخَذَ، سَأَلَ، قَرَأَ، صحيح؟ أَخَذَ: وقعت الهمزة فاءً، وهذا يسمى: مهموز الفاء يقال فيه، سَأَلَ: وقعت الهمزة عينًا يُسمى: مهموز العين، قَرَأَ: وقعت الهمزة لامًا، يُسمى: مهموز اللام. إذًا ما سلم من حروف العلة والهمزة والتضعيف، يعني ألا تكون عينه، ولامه: حرفي علة. هذا المضعّف في الثلاثي، بخلاف المضعّف في الرباعي، وقد يأتي معنا. إذًا: أو هنا حذف أو من فعل صحيحٍ، يعني: ميمي الثلاثي: إمَّا أن يكون مأخوذًا من فعل أجوف - وعرفنا الأجوف -، أو من فعلٍ صحيح - وهو ما سلم من حروف العلة والهمزة والتضعيف، أو من فعلٍ مهموز، وعرفنا المهموز ما كانت: الهمزة أحد أصوله. أَخَذَ، وسَأَلَ، وقَرَأَ. أو من: فعلٍ مضعَّفٍ، مضعَّف: اسم مفعول، مضعَّف ضُعِّفَ، وهو ما كانت عينه ولامه من جنسٍ واحدٍ في الثلاثي، يعني: حرف علة. قَوِيَ، ما نوعه؟ ماذا يُسمَّى؟ يُسمى: مضعَّف لأن: عينه ولامه من جنسٍ واحد، يعني: حرف علة. إذًا: (مِيْمِي الثُّلاثِي) إن يكن من أجوف، يعني: مطلقًا، سواء كان من: أجوف، أو صحيحٍ، أو مهموزٍ، أو مضعّفٍ، بقي ماذا؟ بقي الناقص، والمثال، هذا له: حكمٌ خاص سيأتي. إذًا: التنصيص على الأجوف احترازًا من الناقص والمثال. ما هو الناقص؟ ما كانت لامه حرفًا من حروف العلة. ما هو المثال؟ ما كانت فاؤه حرفًا من حروف العلة. [أحسنتم].

إذًا: إن وقع حرف العلة فاءً فهو: مثالٌ، يسمى: مثالاً، ويطلق في استعمال الصرفيين: المعتل عليه، إذا أطلق المعتل أرادوا به: المثال في بعض المواضع، وإذا وقع حرف العلة: عينًا، يُسمَّى أجوف، وإذا وقع حرف العلة لامًا سُمِّيَ ناقص، هنا قال: (إِن يَّكُنْ مِنْ أَجْوَفِ) إذًا خص الحكم بالأجوف احترازًا عن الناقص والمثال. (أَتَى كَمَفْعَلٍ بِفَتْحَتَيْنِ)، (مِيْمِي الثُّلاثِي) إن كان مما ذكر (أَتَى) في كلام العرب حال كونه: (كَمَفْعَلٍ بِفَتْحَتَيْنِ) حال كون مَفْعَل متلبسًا بفتحتين: الأولى للميم، والثانية للعين. (مَفْعَلٍ)، الفاء: [(عين الكلمة)] (¬1)، والعين: عين الكلمة، واللام: لام الكلمة، ما الذي زيد؟ الميم، لأنه: مصدرٌ ميمي، فلا بد أن تكون: زائدة، فنزلت في المصدر كما هي على القاعدة، ما حركتها؟ الفتحة مَفْعَل، ودائمًا تكون: مفتوحة، مَفْعَل، العين مفتوحة. إذًا: ما كان من هذه الأنواع المذكورات الأربعة من الثلاثي يأتي المصدر الميمي على وزن: مَفْعَلٍ (بِفَتْحَتَيْنِ)، يعني: بفتح الميم، وبفتح العين، وهنا قبل أن نأتي لقوله: (وَشَذَّ مِنْهُ)، نقول: الضابط هنا في المصدر الميمي الثلاثي هو: النظر إلى حركة عين المضارع، [نأخذ الضابط ثم يأتي]، الضابط هنا هو النظر إلى حركة عين الفعل المضارع، يعني: الاشتقاق يكون من ماذا؟ بالنظر إلى حركة عين الفعل المضارع، إمَّا أن يكون يَفْعُل، أو يَفْعَلُ، أو يَفْعِلُ. إمَّا، وإمَّا، وإمَّا ثلاثة أحوال، إماَّ هذا، أو ذاك، أو تلك، يَفْعُلُ بضم العين، يَفْعَل بفتح العين، يَفْعِل بكسر العين، يُنظر في عين المضارع فإن كان عينه مفتوحًا، أو مضمومًا فالمصدر الميمي وسيأتي معه نضيفه الآن، واسم الزمان والمكان هذه الأحوال الثلاثة لأنها متحدة في اللفظ يأتي على وزن: مَفْعَلٍ بفتحتين، متى؟ إذا كان حركة عين المضارع مضمومة أو مفتوحة، مطلقًا المصدر الميمي، واسم الزمان، واسم المكان اتحدت في اللفظ تأتي على وزن: مَفْعَلٍ، بفتحتين: فتح الميم وفتح العين، لأن مَفْعَل المصدر الميمي له اثنان فقط، إمَّا: مَفْعَل، وإمَّا: مَفْعِل بكسر العين، فإن كانت حركت عين المضارع ضمة أو فتحة فالمصدر الميمي من الثلاثي يكون على وزن: مَفْعَلٍ، وكذلك: اسم الزمان، واسم المكان. حينئذٍ اتحدت، والذي يفرق بين هذه الألفاظ الثلاثة لأن المعاني تختلف، الذي يفرق هو السياق، ماذا أراد؟ هل أراد الزمن؟ هل أراد اسم المكان؟ هل أراد الحدث عينه؟ حينئذٍ نقول: السياق هو الذي يميز بين هذا وذاك، وأمَّا اللفظ فهو مجملٌ من حيث هو، إذًا الضابط هنا في المصدر الميمي يُنظر في عين المضارع، فإن كان عينه مفتوحًا أو مضمومًا، فالمصدر الميمي، وكذلك: اسم الزمان، واسم المكان منه على وزن: مَفْعَل بفتح العين، مثاله: فَتَحَ، نقول: يَفْتَحُ، إذًا من باب فَعَلَ يَفْعَلُ، العين مفتوحة. ¬

_ (¬1) سبق لسان صوابه (فاء الكلمة).

إذًا: المصدر الميمي، واسم الزمان والمكان من يَفْتَحُ على وزن: مَفْعَل، فنقول: مَفْتَح، ماذا صنعنا؟ زدنا ميمًا مفتوحة وفتحنا العين مَفْتَحٌ، هذا مَفْتَح زيدٍ، إمَّا الحدث الفَتْحُ، وإمَّا الزمن وفتحه، وإمَّا مكان فتح، يحتمل هذا أو ذاك، يحتمل هذه الثلاثة الأنواع، إمَّا هذا أو ذاك، الذي يحدد هو السياق، إذًا الْمَفْتَح، على وزن مَفْعَل، من فَتَحَ يَفْتَحُ، بِفَتْحِ ما يقابل العين في الماضي والمضارع، الْمَعْلَم: مَعْلَم، على وزن: مَفْعَل هذا يأتي مصدر ميمي، واسم زمان، واسم مكان لماذا؟ لأنَّه من عَلِمَ يَعْلَمُ. إذًا يَفْعَلُ بِقَطْعِ النظر عن ماضيه، سواءٌ كان مفتوح العين، أو مكسور العين، لأنَّ فَتَحَ، على وزن فَعَلَ، والمضارع منه: يَفْتَحُ، ويَعْلَمُ كذلك مثل يَفْتَحُ يختلف معه في ماذا؟ في كون ماضيه بكسر العين، وهو: عَلِمَ، عَلِمَ يَعْلَمُ. إذًا نقول في مصدر الميمي: مَعْلَم، على وزن مَفْعَل لماذا؟ لكون حركة عين مضارعه فتحةً، بقطع النظر عن ماضيه سواءٌ كان فَعَل أو فَعِلَ لأنَّ: يَفْعَلُ يأتي من فَعَلَ وفَعِل. واضحٌ هذا؟ إذًا الْمَعْلَم من عَلِمَ يَعْلَمُ بفتح ما يقابله في المضارع ونحوهما مما فُتِحَ عين مضارعه، هذا من يَفْعَلُ. الْمَدْخَل مَدْخَل، هذا: مَفْعَل، يحتمل أنَّه: مصدرًا ميميًا، أو اسم زمان، أو اسم مكان، لماذا اتحدت الثلاث؟ لأنَّ مَدْخَل أصله من: دَخَلَ، يَدْخُلُ بضم العين، وما كان مضموم العين في المضارع المصدر الميمي منه يكون على وزن مَفْعَل، وكذلك اسم الزمان واسم المكان. إذًا: الْمَدْخَل، من دَخَلَ، يَدْخُلُ بضم العين عين فعله في المضارع، والْمَحْسَنْ من حَسُنَ يَحْسُنُ. إذًا: مَحْسَن مَدْخَل، لأنَّ عين المضارع مضمومة، يَفْعُل بقطع النظر عن ماضيه، سواءٌ كان على وزن فَعَلَ، كـ: دَخَلَ، أو على وزن فَعُل، كـ: حَسُن. واضح؟ إذًا: حَسُنَ يَحْسُن مَحْسَن. دَخَلَ يَدْخُلُ مَدْخَل. إذًا: اتحد يَدْخُل، ويَحْسُن في ضم عين المضارع بقطع النظر عن ماضيه كونه بفتح العين أو بضم العين. فلا عبرة هنا بالماضي، وإنَّما العبرة بحركة عين المضارع. إذًا الْمَدْخَل من دَخَلَ يَدْخُلُ. والْمَحْسَن من حَسُنَ يَحْسُنُ بضم عين الفعل فيهما، ونحوهما مِمَّا كان عين فعل مضارعه مضمومًا. وهذه الأمثلة كلُّها صالحةٌ: للمصدر الميمي، واسم الزمان، واسم المكان، لأنَّ القاعدة: أنَّ مَفْعَل هنا متحد بين هذه المسائل الثلاثة. إذًا: ننظر إلى حركة عين المضارع، فإن كانت: مضمومة، أو مفتوحة جاء المصدر الميمي، واسم الزمان، واسم المكان، على وزن: مَفْعَل. قال هنا: مِيْمِي الثُّلَاثِي إِن يَّكُنْ مِنْ أَجْوَفِ ... صَحِيْحٍ اوْ مَهْمُوزٍ اوْ مُضَعَّفِ

(أَتَى)، يعني في كلام العرب حال كونه كمَفْعَلٍ، حال كون مَفْعَل متلبسًا (بِفَتْحَتَيْنِ) الأولى للميم، والثانية للعين. (بِفَتْحَتَيْنِ)، يعني: تنصيص على فتح الميم ليس للاحتراز، لأنَّه ليس عندنا مِفْعِل بكسر الميم، لكن المراد: فتح العين، لئلا يقابل مَفْعَل، يقابله مَفَعِل اتحدا في فتح الميم، واختلفا في حركة العين. (وَشَذَّ مِنْهُ مَا بِكَسْرِ العَيْنِ)، إن جاء المصدر الميمي مِمَّا مضارعه بالفتح عينه أو بالضم على وزن: مَفْعِل بالكسر، فهو: شاذّ. واضح؟ إذًا الأصل مَفْعَل، فإن سُمِعَ في لسان العرب يَفْعُلُ ويَفْعَلُ وجاء المصدر الميمي، أو اسم الزمان، والمكان منه على وزن مَفْعِل، والأصل أن يأتي على وزن مَفْعَل، فهو شاذٌّ. يعني خارجٌ عن القياس. هذا المراد بالشذوذ، يعني: انْفَرَد وخرج عن القياس. مَطْلِع، طَلَعَ، يَطْلُعُ. الأصل: مَطْلَعَ، لكن سُمِعَ: مَطْلِع، مَغْرِب. يعني: أمثلة للذي شذَّ. هذا .... #34.29 كلها في ((اللامية))، وما شذَّ نحو: مَطْلِع، ومَغْرِب، ومَسْجِد، ومَشْرِق، ومَجْزِر، ومَسْكِن، ومَنْبِت، ومَنْسِك، ومَفْرِق، ومَسْقِط، ومَحْشِر، ومَرْفِق، ومَجْمِع. هذه كلها على وزن: مَفْعِل، والقياس فيها على وزن مَفْعَل، لأنها: إمَّا مضمومة العين في المضارع أو مفتوحة - أيْ شاذة - فكلُّ هذه المذكورات كونها على وزن: مَفْعِل، بكسر العين: شاذٌّ. يعني يحفظ ولا يقاس عليه.

وقد رُوِيَ في بعضها الفتح على الأصل مثل وجهان فيه من: احْسِب حَسِبَ يَحْسِبُ، وحَسِبَ يَحْسَبُ جاء على القياس، وجاء على الشاذّ، بعضها سُمِعَ فيه الوجهان مثل: الْمَنْسَك مَنْسِك، ومَنْسَك سُمِعَ فيه الوجهان. إذًا: مَنْسَك، مَفْعَل على القياس، ومَنْسِك بالكسر. نقول: هذا شاذٌّ، مَنْسَك، مَنْسِك سُمِعَ فيه الوجهان، فحينئذٍ نقول: مَنْسَكُ بالفتح، مَفْعَل على القياس، لأنه من نَسَكَ يَنْسُك بالضم، والأصل فيه: مَنْسَك، سمع فيه مَنْسَك، وسُمِعَ فيه الشذوذ وهو: مَنْسِك، فحينئذٍ نقول: هذا يحفظ مَنْسِك، وذاك يعتبر قياسًا، والْمَطْلَع: سُمِعَ فيه الوجهان، والْمَغْرَب، والْمَجْمَع. هذه: أربعة سُمِعَ فيها الفتح، والبقية لم يُسْمَعَ فيها إلا الكسر، لكنَّه أجيز فيه قياسًا على ما سُمِعَ. وحينئذٍ هذه كلُّها فيها الوجهان أحدهما سماعًا، والثاني قياسًا. الأربعة الألفاظ: الْمَنْسَك، والْمَطْلَع، والْمَغْرَب، والْمَجْمَع سُمِعَ فيه الوجهان. يعني: الفتح والكسر، ما عداها من المذكورات سُمِعَ: الكسر فقط على الشذوذ، ولم يُسْمَع الفتح لكنه قيس على ما سُمِعَ، والأصل عدم القياس. وأجيز في الباقي قياسًا عليها. إذًا: (وَشَذَّ مِنْهُ)، (وَشَذَّ) أي: خرج عن القياس، يعني: خرج عن القاعدة. (وَشَذَّ) حال كونه كائنًا. (مِنْهُ مَا)، (مِنْهُ) يعني: من الميم الثلاثي هذا بيانٌ لـ: (مَا). (مَا بِكَسْرِ العَيْنِ)، يعني: الذي أَتى عن العرب بكسر العين حال كونه متلبسًا بكسر العين، فلم يأت مَفْعَل بفتحتين، وإنما جاء مَفْعِل بكسر العين، مراد كسر العين هنا: ليس عين المضارع، وإنَّما: عين مَفْعِل. إذًا: (أَتَى كَمَفْعَلٍ) بفتح العين، (وَشَذَّ مِنْهُ)، ... (مِنْهُ) يعني: من الميمي الثلاثي. (مَا بِكَسْرِ العَيْنِ)، ما أتى عن العرب وسُمِعَ عنهم حال كونه: متلبسًا بكسر العين، والأصل فيه أن يأتي على وزن: مَفْعَل بفتح العين، لكونه مأخوذًا من فِعْلٍ مضارعٍ مفتوحَ العين، أو مضموم العين.

(كَذَا سِمُ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ)، (كَذَا)، أي: مثل ذا، الأبيات السابقة متعلقة بـ: المصدر الميمي، (كَذَا) مثلها في الحكم السابق كونها على: مَفْعَل، (وَشَذَّ مِنْهُ مَا بِكَسْرِ العَيْنِ) اسم الزمان، والمكان، فهذه الثلاثة متحدة: المصدرٌ الميمي، واسم الزمان، واسم المكان، متحدة في كونها على وزن: مَفْعَل، والنظر يكون لعين حركة المضارع، وإذا لم يكن كذلك فحينئذٍ نحكم عليه بكونه شاذًّا. (كَذَا) أي: مثل، هذا تشبيه، شبه اسم الزمان، والمكان بـ: المصدر الميمي الثلاثي، يعني: بكونه على وزن مَفْعَل. (كَذَا سِمُ) هذه لغةٌ في الاسم. اسمٌ سِمٌ لغة، نقول: حذف الألف للضرورة. (كَذَا): خبر مقدم، و (سِمُ) هذا مبتدأ مؤخر، (سِمُ الزَّمَانِ)، (سِمُ) مضاف، و (الزَّمَانِ) مضافٌ إليه، يعني: زمان الحدث، حدث المصدر. (وَالمَكَانِ)، يعني: واسم المكان، كذلك يأتي على وزن مَفْعَل وهو القياس، وإذا سُمِعَ فيه مَفْعِل فحينئذٍ يكون شاذًّا. وقول الناظم: (مِنْ أَجْوَفِ) نأتي بالأمثلة لما سبق. (مِنْ أَجْوَفِ صَحِيْحٍ اوْ مَهْمُوزٍ اوْ مُضَعَّفِ) مثاله: مَقَال، من قَالَ. قَالَ أجوف فحينئذٍ نقول: قَالَ يَقُولُ، ما المصدر الميمي واسم الزمان والمكان هنا؟ نقول: مَقَال، أصله مَقْوَل، على وزن مَفْعَل، أريدَ قلب الواو ألفًا فنقلت الحركة إلى ما قبلها، فحينئذٍ تحركت القاف وتحركت الواو قبل النقل، ويقال فيه: تحركت الواو قبل نقلها، قبل نقل الحركة وفتح ما قبلها بعد النقل، بالنظريين تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، أو نقول: اكتفاءً بجزء العلة، وهو تحرك الواو وقلبت الواو ألفًا، قيل: مَقَال، إذًا مَقَال على وزن مَفْعَل، مَقَال كَتَبَ مَقَالاً، فحينئذٍ نقول هذا على وزن مَفْعَل، ومَصَان من صَانَ يَصُونُ كذلك مثله، فالمصدر، والزمان، والمكان منه على مَفْعَل بفتح العين، والصحيح كما مضى، مَفْتَح، ومَحْسَن .. ونحوه. والمهموز: مَأْخَذْ، على وزن مَفْعَل، من أَخَذَ يَأْخُذُ، أَخَذَ هذا مهموز الفاء، وفيه تفصيل طويل. وسَأَلَ يَسْأَلُ مَسْأَلُ حينئذٍ نقول: مَسْأَل هذا مصدر ميمي واسم زمان واسم مكان، إمَّا عين السؤال المراد به الحدث، وإمَّا الزمن السؤال يعني: وقته متى حصل، وإمَّا مكانه أين حصل، يحتمل هذا وذاك. قَرَأَ يَقْرَأ نَقْرَأ، مَقْرَأ مَفْعَل، إمَّا الزمان، أو المكان، أوالمصدر. والمضعّف نحو: سَرَّ يَسُرُّ فهو مَسَرّ. وعَضَّ يَعَضُّ، فهو مَعَضّ، أصله: مَعْضَض. عَضَّ بفتح العين، يَعَضُّ، ويَعُضّ، عَضَّ يَعَضُّ بفتح العين فيهما، مَعْضَض هذا الأصل مَفْعَل ثم أدغمت الضاد الأولى في الثانية فقيل مَعَضُّ. ثم قال الناظم رحمه الله تعالى: كَذَا سِمُ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ مِنْ ... مُضَارِعٍ إن لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ

يعني: ما سبق الأحكام السابقة من مضارع، يعني: من مادة المضارع، القاعدة الضابط الذي ذكرناه (مِنْ) يعني: حال كون ميم الثلاثي وما عطف عليه أو ما شُبِّه به اسم الزمان واسم المكان مأخوذةً من مضارعٍ، يعني: من مادة فعل مضارع، والنظر فيه يكون إلى حركة العين. (إن لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ) إن لاَّ يَبِنْ بِكَسْرِهَا، إلا يظهر بكسرها، يعني: إذا لم يكن مكسورًا بأن يكون مضمومًا أو مفتوحًا. واضح هذا؟ (مِنْ مُضَارِع ٍ إن لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ)، يعني: إن يبن بفتح عينه، أو ضمها، (لاَّ بِكَسْرِهَا)، الضمير يعود: إلى عين المضارع، عطف هنا: (لاَّ بِكَسْرِهَا)، عطف على محذوف متعلقه يَبِن، يعني: إن يبن فعل المضارع بفتح عينه أو ضمها، (لاَّ بِكَسْرِهَا)، لأنه إذا كانت مكسورة فلها حكم آخر، وإنَّمَا الحكم السابق: مَفْعَل، إذا كان العين المضارع مضمومة أو مفتوحة. واضح التركيب هنا؟

(مِنْ مُضَارِعٍ)، يعني: من مادة فعل مضارع، (إن لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ) التركيب فيه شِّدة، (إن يَبِنْ) عين المضارع بفتحها أو ضمها (لاَّ بِكَسْرِهَا)، لَمَّا نفى الكسر حينئذٍ دخل في المفهوم الضم والفتح، لماذا؟ لأن القسمة ثلاثية، إمَّا: ضم، وإمَّا كسر، وإمَّا فتح، نفى الكسر فدخل في الحكم السابق الضم والفتح. واضح؟ إذًا: (إن يَبِنْ) بفتح عينه أو ضمها، لا بكسرها، يعني: لا بكسر عين المضارع. (يَبِنْ) هذا: مضارع بان، بمعنى: ظَهَرَ، وفَاعَله ضمير المضارع، ومفهوم قوله: (إن لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ)، إن كان المضارع مكسور العين فالحكم يختلف، إن كان يَفْعِلُ فالحكم يختلف ليس كالسابق. واضح؟ كَمَفْعَلٍ، أتى كَمَفْعَلٍ بفتحتين، (إن لاَّ بِكَسْرِهَا) فإن كان حركة عين المضارع مكسورة وحينئٍذ يأتي التفصيل: المصدر الميمي يأتي على وزن: مَفْعَلٍ، وافق ما سبق. اسم الزمان، واسم المكان من: يَفْعِلُ، يأتي على وزن: مَفْعِل. إذًا: (إن لاَّ بِكَسْرِهَا) إن كانت مكسورة فحينئذٍ التفصيل يكون في ماذا؟ الاستثناء يكون في اسم الزمان، واسم المكان، بمعنى: أنه لم تَطَّرد فيه الثلاثة، الأسماء السابقة: المصدر الميمي، واسم الزمان، واسم والمكان، هذه جاءت على وتيرة واحدة، وهي: مَفْعَل فيما إذا كانت حركة عين المضارع مضمومة أو مفتوحة، وأمَّا إذا كانت مكسورة: نفصل بينهما. المصدر الميمي وافق إخوته جاء على مَفْعَل، واسم الزمان واسم المكان جاء على مَفْعِل بكسر العين. إذًا مفهوم قوله: (إن لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ) إن كان المضارع مكسور العين فالمصدر الميمي منه على وزن مَفْعَل. هذا القاعدة. فإن جاء على وزن مَفْعِل، [لا، الكلام في المصدر الميمي الأصل فيه على وزن: مَفْعَل، مثل: يَفْعُل، ومَدْخَل، ومَفْتَح] وحينئذٍ نقول: إن جاء على وزن مَفْعِل فهو شاذّ. لأنه قال: (وَشَذَّ مِنْهُ مَا بِكَسْرِ العَيْنِ) كـ: الْمَرْجِع والْمَصِير، رَجَعَ ما هو المضارع؟ رَجَعَ يَرْجِعُ يَفْعِلُ جاء المصدر منه على المصدر الميمي على: مَفْعِل، قياسي أو شاذ؟ شاذ. لماذا؟ لأن القياس أن يأتي على وزن: مَفْعَل. مَصِير، صَارَ، يَصِيرُ. يَصْيِرُ هذا الأصل: يَفْعِلُ، جاء: مَصِيرُ لا مَصْيَر، حينئذٍ نقول: مَفْعِل هنا شاذّ، فالحكم واحد. إذًا لو أخذنا قاعدة المصدر الميمي من: يَفْعُلُ يَفْعَلُ يَفْعِلُ بفتح العين صحيح مَفْعَل فإن جاء فيها ثلاثة مَفْعِل بكسر العين فهو شاذّ. اسم الزمان، واسم المكان إن كان من يَفْعُل ويَفْعَل فهو على وزن: مَفْعَل، وإن كان من: يَفْعِل، فهو على وزن: مَفْعِل. واضح من يعيد؟ نعم، على وزن: مَفْعَل.

إذًا: لو أعدنا ما قاله على ترتيبه مَفْعَل: مصدر ميمي مطلقًا، يَفْعُل يَفْعَل يَفْعِل. التفصيل إنَّمَا يكون في: اسم الزمان، واسم المكان، إلا ما شذَّ كـ: الْمَرْجِع والْمَصِير. مَرْجِع رَجَعَ يَرْجِعُ مَرْجِعَ هذا شاذّ، صَارَ يَصِيُر، مَصْيِر، مَصِير، مَصِير هذا: الأصل، مَفْعِل. نقول: هذا شاذّ. (والزَّمَانِ وَالمَكَانِ مِنْ): يَفْعِل، على وزن مَفْعِلٍ بكسر العين. وهذا في: الفعل الصحيح والأجوف والمضعّف والمهموز. كـ: الْمَضْرِب، ضَرَبَ، يَضْرِبُ. نقول: مَضْرَب، مَضْرِب. مَضْرَب إيش المراد به؟ المصدر الميمي. إذًا هنا يمكن التمييز. مَضْرَب: مصدرٌ ميمي، مَضْرِب يحتمل: الزمان، والمكان. هذا: مَضْرِبُ زَيْدٍ، يعني: الوقت الذي ضَرَبَ فيه عمرًا مثلاً، أو: المكان الذي ضَرَبَ زيدٌ عمرًا فيه. فحينئذٍ يحتمل مَضْرِب: اسم الزمان، واسم المكان، لكن لا يحتمل المصدر الميمي. لماذا؟ لكونه مكسور العين، لَمَّا جاء على وزن مَفْعِل علمنا أنَّه ليس مصدرًا ميميًا، وإنَمَّا هو: إمَّا اسم زمان، أو اسم مكان. والْمَجْلِس جَلَسَ يَجْلِسُ مَجْلِس مَجْلَس، مَجْلِس هذا: اسم زمان، أو مكان، والْمَنْكِح .. ونحوها مِمَّا كان عين مضارعه مكسورًا فإن هذه الأمثلة: بالفتح مصدرٌ ميمي، وبالكسر اسم زمان ومكان. واضح هذا؟ (كَذَا سِمُ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ مِنْ مُضَارِعٍ) يعني: من مادة فعل مضارع إلا عاطفة على محذوف، يعني: إن يبن المضارع، يعني: يظهر ويتضح مضموم العين أو مفتوح العين (لاَّ بِكَسْرِهَا)، الضمير هنا: بكسرها يعود إلى العين، (لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ)، [(يَبِنْ) هذا جواب إن، لا] (¬1) (إن لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ) جواب إن محذوف، (إن لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ) يبن هو، أي: المضارع، والجواب محذوف. ثم قال: وَافْتَحْ لَهَا مِن نَّاقِصٍ وَمَا قُرِنْ ... وَاعْكِسْ بِمُعْتَلٍّ كَمَفْرُوْقٍ يَعِنْ ¬

_ (¬1) سبق، استدركه الشيخ سريعًا.

عرفنا أن قوله: (مِنْ أَجْوَفِ) هذا أراد به: التنصيص على الأجوف، وبقي: الناقص والمعتل. (وَافْتَحْ) أيها الصرفي عين مَفْعَلٍ (لَهَا) وافتحها هذا الأصل، يعنى: عين مَفْعَلٍ، (لَهَا) أي: من المصدر الميمي واسم الزمان واسم المكان. (وَافْتَحْ) أيها الصرفي (لَهَا) أيْ: المصدر الميمي والزمان والمكان (مِن نَّاقِصٍ)، حال كونها مأخوذة من فعل ناقص، اسم فاعل من نَقَصَ، وفي عُرْفِ الصرفيين الناقص: هو معتل اللامي، وهو المراد هنا، معتل اللامي، يعني: ما كانت لامه حرفًا من حروف العلة. والكلام في الثلاثي، الثلاثي المجرد حينئذٍ إمَّا واو، وإمَّا ياء، وقد تنقلب الواو أو الياء ألفًا، إمَّا هذا أو ذاك. لأن ألف لا تقع أصلاً في الثلاثي البتة سواءٌ كانت عينًا أو لامًا، فلا بد أن تكون منقلبة عن واوٍ أو عن ياء، إذًا عُرْفًا لمعتل اللامِ، وهنا أطلق الناظم: (وَافْتَحْ لَهَا مِن نَّاقِصٍ)، يعني: إذا كان الثلاثيُّ المجرد ناقصًا معتل اللام، افتح عين مَفْعَلٍ مطلقًا. يَفْعُل يَفْعَل يَفْعِل، سواءٌ كان من: صحيحٍ أو مهموز أو مضعّف، سواءٌ كان عين مضارعه مفتوحًا أو مضمومًا أو مكسورًا، وسواءٌ كان من المضعّف أو المهموز أو لا يكون منهما. فالمصدر الميمي، كذلك اسم الزمان، واسم المكان من الناقص على وزن مَفْعَلٍ مطلقًا بدون تفصيل، يعني: تنظر إلى الثلاثي فإن كان ناقصًا، يعني - لامه حرفًا من حروف العلة - حينئذٍ كل ما يأت منه على وزن: مَفْعَل، وافق ما سبق في المصدر الميمي لا خلاف بينهم، أليس كذلك؟ الأجوف وما عُطف عليه يَفْعُل يَفْعَل يَفْعِل وافقه المصدر الميمي أليس كذلك؟ بَقِيَ ماذا؟ اسم الزمان واسم المكان. وافق يَفْعُل ويَفْعَل، وخالف يَفْعِل واضح. إذًا: الناقص وافق ما سبق في المصدر الميمي، ووافق يَفْعُل، ويَفْعَل في اسم الزمان والمكان، وخالف يَفْعِل في اسم الزمان والمكان. هذا الذي عناه هنا.

قَوِيَ، على وزن فَعِلَ، قَوِيَ، يَقْوَى، قَوِيَ هذا: لامه حرفًا من حروف العلة، حينئذٍ يأتي المصدر الميمي، واسم الزمان، واسم المكان على وزن مَفْعَل، مَقْوَى. إذًا: قَوِيَ يَقْوَى، قَوِيَ أصله قَوِوَ على فَعِلَ، وقعت الواو متطرفة بعد كسر وقلبت ألف، فقلبت الواو الأخيرة ياءً فقلبت ألفًا، قلبت الواو الأخيرة ياءً في الماضي لتطرفها وانكسار ما قبلها، ويَقْوَوُوا على وزن: يَفْعَلُوا، قلبت الواو المتطرفة ياءً يَقْوَى لئلا يلزم ضم حرف علة في مضارعه، فصار: قَوِيَ يَقْوَى، على وزن رَضِيَ يَرْضَى. فالمصدر، والزمان، والمكان منه على وزن مَفْعَل، نحو: مَقْوَى. هذا في الواوي، واليائي مثاله: حَيِيَ، يَحْيَى. حَيِيَ، على وزن: فَعِلَ، يعني: لامه حرف من حروف العلة، يَحْيَى فالمصدر والزمان والمكان منه على وزن مَفْعَل بفتح العين، تقول: مَحْيا. والمهموز بالفاء نحو: أَبَى يَأْبَى، أَبِيَ أصله أليس كذلك مهموز الفاء أَبَيَ يَأْبَيَ هذا الأصل، مَأْبَى على وزن مَفْعَل. والمهموز العين نحو: نَأَى يَنْأَى مَنْأَى. إذًا قاعدة: أنَّ الناقص مطلقًا بدون نظرٍ إلى حركة العين المصدر الميمي، والزمان، والمكان، يأتي على وزن مَفْعَل بفتح العين بدون استثناء من الصحيح والمهموز .. إلى آخره.

(وَافْتَحْ لَهَا) وافتح عين مفعل (لَهَا) أي: الميم، والزمان، والمكان من فعل ناقص. (وَمَا قُرِنْ)، يعني: وكذلك المقرون، (مَا قُرِنْ)، يعني: الذي قرن، يسمى: اللفيف المقرون، وهو ما كان عينه ولامه حرفي علة، يُسمَّى لفيفا مقرونًا، يعني: قُرِن بين حرفين متتاليين وكلٌّ منهما حرفُ علة، (وَمَا قُرِنْ) أي: وافتح عين مَفْعَلٍ لها من (مَا) أي: الفعل الذي قُرِن، هذا مغير الصيغة، ويسمى: اللفيف المقرون، وهو الذي: تكون عينه ولامه حرفي علةٍ من جنس واحد، فيكون مصدره، وزمانه، ومكانه كالناقص على وزن مَفْعَل، بقطع النظر عن حركة عين المضارع سواءٌ كان على وزن يَفْعُل أو يَفْعَل أو يَفْعِل فلا تفصيل في المقرون، كما أنَّه لا تفصيل في الناقص. أََََوَى يَأْوِي مَأْوَى، أَوَى: الواو هنا عين الكلمة، والألف هذه منقلبة عن ياء، وهي عين الكلمة، إذًا: وقع عين الفِعْلِ ولامه حرفا علة، فحينئذٍ نقول: هذا يسمى ماذا؟ يسمى لفيفًا مقرونًا يأتي في فصل الفوائد. ومقرونًا لماذا؟ لكونه لم يفصل بين الحرفي حرفي العلة حرف صحيح. واو، قالوا: هذا فصل بينهما. إذًا: أََََوَى يَأْوِي مَأْوَى، طَوَى يَطْوِي مَطْوَى. إذًا: ... (وَافْتَحْ لَهَا مِن نَّاقِصٍ وَمَا قُرِنْ) في الموضعين، هذين الموضعين الناقص واللفيف المقرون الفتح مطلقًا بدون تفصيل. (وَاعْكِسْ بِمُعْتَلٍّ) يعني: خالف في جميع ما ذُكِرَ في السابق مَفْعَل، خالف في جميع ما ذكر، يعني: يكون المصدر الميمي بالكسر مَفْعِل، ويكون اسم الزمان بالكسر مَفْعِل، وكذلك اسم المكان، خالف الجميع. (اعْكِسْ) ايت بالكسر في محل الفتح، مَفْعِل في المصدر الميمي، واسم الزمان، واسم المكان. حينئذٍ تقول: مَفْعِل متى؟ قال: (بِمُعْتَلٍّ) الباء بمعنى: في، يعني: في مُعْتَلٍّ، والمعتل: ما اعتل أحد حروفه الأصول هذا الأصل، يعني: ما وقع في أصوله حرف من حروف العلة لا بد من الأصل، يعني: ما يقابل الفاء أو العين أو اللام. أمَّا إذا لم يقابل الفاء والعين واللام لا يسمى معتلاً ولو وُجِدَ فيه الواو والياء، لا بد أن يكون عين الكلمة، أو الفاء، أو اللام هو حرف علة، فإن وقع لا في ذلك الموضع لا يسمى معتلاً، لأنَّه حرف زائد ولا عبرة به، ولكن المعتل المراد به هنا: المثال، فيسمى المثال: مُعتلاً، وهو ما كانت فاؤه حرفًا من حروف العلة، وسماه معتلاً لوجود قرينة هنا، يُطلق المعتل على المثال، وما هي القرينة؟ أجوف ناقص. إذًا بقيَ المعتل. واضح هذا؟ [أحسنتم]. (وَاعْكِسْ) أيها الصرفي الحكم السابق في: الناقص، واللفيف المقرون. أي: خالفه بِفِعْلٍ مُعْتَلٍ، اسم فاعل اعتل، والاصطلاح: ما أحد أصوله حرف علة، والمراد به هنا: ما فاؤه حرف علة، ويسمى: مثالاً، فاكسر عين مَفْعَلٍ للمصدر، والزمان، والمكان. فقل: مَفْعِل مطلقًا بدون استثناء.

يعني: سواءٌ كان من يَفْعُل أو يَفْعَل أو يَفْعِل، كما قلنا في الناقص مطلقًا، كذلك المثال مطلقًا يأتي على وزن مَفْعِل، المصدر الميمي، واسم الزمان، واسم المكان، فقل: مَفْعِل، سواءٌ كان عين مضارعه مفتوحًا أو مضمومًا أو مكسورًا، نحو: وَدَءَ يَدِءُ مَوْدِءٌ، وَدَءَ الواو هنا وقعت فاء الكلمة: وَدَءَ، [يَدِيءُ أو] (¬1) يَدِءُ، مَوْدِءٌ، وَأَدَ. الواو وقعت فاء الكلمة. يَوْئِدُ، مَوْئِد. مَوْئِد هذا يصلح أن يكون: مصدرًا ميميًا، واسم زمان، واسم مكان. مَوْدِءٌ، كذلك يصلح أن يكون: مصدرًا ميميًا، أو اسم الزمان، أو اسم المكان. يَئِسَ هذا مثال لليائي وهو قليل - الأكثر أن يكون واويًا المثال، وقليل أن يكون يائيًا -، يَئِسَ. إذًا يَئِسَ الياء هنا وقعت فاء الكلمة يَيْئَسُ مَئِيسٌ، أصله مَيْئِسٌ هذا الأصل مَيِئسٌ. حينئذٍ نقول على وزن مَفْعِلٌ مَيْئِسٌ. (كَمَفْرُوْقٍ) إذًا عرفنا: (وَاعْكِسْ بِمُعْتَلٍّ)، (كَمَفْرُوْقٍ يَعِنْ)، يعني: مثل ما يُسمى باللفيف المفروق، وهو: ما كانت فاؤه، ولامه حرفي علة وفُصِل بينهم بفاصل، الفرق بين المفروق والمقرون أنَّ: المقرون يتوالي فيه الحرفان، حرفا العلة، وأمَّا المفروق: كاسمه فُرِقَ، فيأتي حرف بين الحرفين، المفروق كذلك كالمثال، يكون المصدر الميمي، واسم الزمان، واسم المكان، على وزن مَفْعِل، أي: كَفِعْلِ اللفيف المفروق، اسم مفعول فُرِقَ، واصطلاحًا: ما فاؤه ولامه حرفا علة. فاؤه ولامه. - بخلاف المقرون: ما كانت عينه ولامه - ما فاؤه ولامه حرفا علة. (يَعِنْ)، أي: يظهر ويعرض لك في فصل الفوائد، يعني: سيأتي ذكر المفروق في فصل الفوائد له أحكام متعلقة به، وَقَى وَيَقِي .. إلى آخره. وجملة (يَعِنْ) نعت لمفروق مضارع، عَنَّ مُضَعَّف من باب ضَرَبَ، عَنَّ يَعِنُّ. إذا ظهر أمامك واعترض لك سيأتي، يعني: في فصل الفوائد الآتية. فالمفروق هنا كالمعتل، يعني: يأتي على وزن: مَفْعِل، قالوا: وَقَى يَقِي مَوْقَى هذا الأصل، مَوْقِي قلبت الكسرة فتحة لعلة صرفية. إذًا: وَافْتَحْ لَهَا مِن نَّاقِصٍ وَمَا قُرِنْ ... وَاعْكِسْ بِمُعْتَلٍّ كَمَفْرُوْقٍ يَعِنْ هذا كله يتعلق بـ: مصدر الميم، واسم الزمان، واسم المكان من الثلاثي المجرد. وَمَا عَدَا الثُّلاَثِ كُلاًّ اجْعَلاَ ... مِثْلَ مُضَارِعٍ لَهَا قَدْ جُهِلاَ كَذَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ وَفَاعِلٍ كُسِرْ ... عَيْنًا وَأَوَّلٌ لَهَا مِيْمًا يَصِرْ يعني: غير الثلاثي المصدر الميمي، واسم الزمان، واسم المكان مُتَّحِدّ لا إشكال فيه، ماذا تصنع؟ تأتي بالفعل المضارع فتجعله على صيغة المجهول، وتقلب حرف المضارعة ميمًا مضمومة وما قبل الآخر يكون ماذا؟ يكون مفتوحًا. والله أعلم. وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. ¬

_ (¬1) سبق.

5

عناصر الدرس * المصدر الميمي وأسماء الزمان والمكان والفاعل المفعول من غير الثلاثي. * الفعل الماضي حكم آخره وأوله. * مباحث في همزة وصل. * الفعل المضارع علامته وحكمه. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: قال الناظم رحمه الله تعالى: وَمَا عَدَا الثُّلاَثِ كُلاًّ اجْعَلاَ ... مِثْلَ مُضَارِعٍ لَهَا قَدْ جُهِلاَ كَذَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ وَفَاعِلٍ كُسِرْ ... عَيْنًا وَأَوَّلٌ لَهَا مِيْمًا يَصِرْ هذا النوع الثاني من المصدر الميمي وهو ما كان من غير الثلاثي، عرفنا أن الثلاثي يكون على وزن مَفْعَل أو مَفْعِل، المصدر الميمي اسم الزمان اسم المكان إما مَفْعَل أو مَفْعِل على التفصيل السابق. فمن الرباعي والخماسي والسداسي كيف نأتي بالمصدر الميمي؟ كيف نشتق المصدر الميمي هو الذي عناه الناظم بقوله: (وَمَا عَدَا الثُّلاَثِ). ... (وَمَا) أي: الفعل الذي عدا أي: جاوز الفعل الثلاثِ، الثَّلاثِ أي: الثُّلاثِيّ بتشديد الياء، هذا الأصل فأسقط ياء النسب للضرورة، وأطلق هنا (مَا عَدَا الثُّلاَثِ) يدخل تحته سواء كان رباعيًّا مجردًا أو مزيدًا مُلحقًا كان أو مَوازنًا أو خماسيًّا أو سداسيًّا كل ما لم يكن ثلاثيًّا فهو داخل تحت هذا الحكم سواء كان من الثلاثي أو من الرباعي يعني من السداسي، سواء كان الخماسي من الثلاثي أو من الرباعي أو كان السداسي من الثلاثي أو من الرباعي فحينئذٍ الحكم يكون عامًا. (وَمَا عَدَا الثُّلاَثِ كُلاًّ) يعني: كلاً من المصدر الميمي واسم الزمان واسم المكان (اجْعَلاَ) كلاً هذا مفعول أول لقوله: (اجْعَلاَ). اجعلنْ هذه الألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة اجعلنْ كلاً، القياس عندهم أن الفعل المؤكد لا يتقدم عليه عامله هذا الأصل، اجعلنْ كلاً، يكون متأخر لكن للنظم هنا قدمه إذًا (كُلاًّ) هذا مفعول أول لاجعل، وقوله: (وَمَا). هذا اسم موصول بمعنى الذي مبتدأ، واجعل كلاً (مِثْلَ) هذا مفعول ثاني لاجعل، والجملة اجعل ومفعولاها في محل رفع خبر المبتدأ، والذي تجاوز الثلاثي اجعل كلاً منه (مِثْلَ مُضَارِعٍ)، (مِثْلَ) يعني: شبه. (مُضَارِعٍ) أي: فعل مضارع. وأطلق المضارع هنا فيُحمل على إطلاقه يعني: يَفْعُل وَيَفْعَل وَيَفْعِل لأنه لم يخصه بنوع دون نوع. فحينئذٍ (مِثْلَ مُضَارِعٍ) يعني: شبه فعل مضارع سواء كان بفتح العين أو ضمها أو فتحها.

(مِثْلَ مُضَارِعٍ) كائن لها يعني: الميمي والزمان والمكان. (قَدْ جُهِلاَ)، (قَدْ) حرف تحقيق و (جُهِلاَ) فعل ماضي مغير الصيغة ونائبه ضمير يعود على مضارع والجملة في محل جر نعت لمضارع، من مضارع مجهول، يعني: مبني لما لم يسمَّ فاعله. ومعلوم أن المضارع إذا أريد به غير المعلوم حينئذٍ يضم أوله ويفتح ما قبل آخره، فحينئذٍ أَكْرَمَ قالوا فيه: أُكْرِمَ هذا الرباعي، أُكْرِمَ [لا، لَمَّا يقال فيه اسْتَخْرَجَ] يُكْرَمُ أُكْرَمُ أُكْرِمَ هذا على أصله أُكْرَمُ أنا أُكْرَمُ فحينئذٍ ضم أوله وفتح ما قبل آخره، كذلك يَنْطَلِقُ يقال فيه يُنْطَلَقُ كذلك يَسْتَخْرِجُ السداسي يقال فيه: يُسْتَخْرَجُ. هذا مبني للمجهول، إذًا ما عدا الثلاثي من الرباعي دَحْرَجَ يُدَحْرَجُ بفتح الراء وَأَكْرَمَ يقال: يُأَكْرَمُ. على أصله أو يُكْرَمُ، فحينئذٍ دَحْرَجَ رباعي، وَانْطَلَقَ خماسي، وَاسْتَخَرَجَ هذا سداسي، تأتي بالمضارع منها وتضم الياء وتفتح ما قبل آخره قال: ... (قَدْ جُهِلاَ) (مِثْلَ مُضَارِعٍ)، (قَدْ جُهِلاَ)، (وَأَوَّلٌ لَهَا مِيْمًا يَصِرْ)، (وَأَوَّلٌ لَهَا) يعني: وحرف أول الذي هو حرف المضارعة (مِيْمًا يَصِرْ) يصر ميمًا، يعني: ميمًا مضمومًا، حينئذٍ تبقي ما قبل آخره على الفتح كأنه مبني للمجهول وتقلب حرف المضارعة مع كونه مضمومًا تقلبه ميمًا وتبقي الحركة كما هي، فحينئذٍ المصدر الميمي واسم الزمان واسم المكان من ما عدا الثلاثي بصيغة الفعل المضارع المبني للمجهول مع قلب حرف المضارعة ميمًا مضمومة، فحينئذٍ يقال: مُدَحْرَجٌ. ماذا صنعت؟ هذا مصدر ميمي واسم الزمان واسم المكان تقول: أصله دَحْرَجَ هذا لا يأتي على مَفْعَل ولا مَفْعِل ماذا نصنع؟ نقول: يُدَحْرِجُ. وهذا مبني للمعلوم صيره مبنيًا للمجهول يُدَحْرَجُ، تبقى الراء كما هي مفتوحة وتأتي إلى حرف المضارعة تبدله ميمًا مضمومة كما هو حينئذٍ تقول: مُدَحْرَجٌ، مُدَحْرَجٌ هذا مصدر ميمي واسم الزمان ومكان. انْطَلَقَ يَنْطَلِقُ يُنْطَلَقُ مُنْطَلَقٌ نتيجة مُنْطَلَقٌ، إذًا مُنْطَلَقٌ هذا مصدر ميمي اسم زمان اسم مكان ماذا صنعنا؟ أصله يُنْطَلَقُ يعني: مبني للمجهول. أُبدلت الياء التي حرف المضارعة ميمًا مضمومة.

اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ نقول: مُسْتَخْرَجٌ. محفوظة هذه مُسْتَخْرَجٌ حينئذٍ ماذا صنعنا؟ نقول: يُسْتَخْرَجُ، مبني للمجهول تُبدل حرف المضارعة ميمًا مضمومة صار مصدرًا ميمًا واسم زمان واسم مكان، هذه هي القاعدة فيما زاد على الثلاثة أحرف أنه يُنظر إلى الفعل المضارع فيصير مبني للمجهول ثم تبدل حرف المضارعة ميمًا مضمومة مع فتح ما قبل آخره، (وَأَوَّلٌ) يعني: وحرف أول. كائن لها (مِيْمًا يَصِرْ) يعني: أول لها للمصدر الميمي واسم الزمان واسم المكان، (مِيْمًا يَصِرْ) يصر ميمًا يعني: يصير ميمًا. (يَصِرْ) الأصل وقف عليه بالسكون يَصِيرْ، التقى الساكنان سكون الياء وسكون الراء، السكون هنا ليس بجازمٍ يَصِير إنما للوزن، يصير فالتقى ساكنان الياء والراء الساكنة فحذفت الياء، يصر ميمًا، يصر الضمير يعود إلى الأول ... (يَصِرْ) الحرف الأول وهو اسم يصر لأن صار تحتاج إلى اسم خبرها (مِيْمًا) يعني: ميمًا مضمومة.

قوله: (كَذَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ وَفَاعِلٍ). (كَذَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ) لَمَّا كان اسم المفعول يشترك مع المصدر الميمي واسم الزمان واسم المكان من غير الثلاثي أدخله هنا في هذا الموضع من أجل أن تستوي الخمسة الأحكام مصدر ميمي، اسم زمان، اسم مكان، اسم مفعول، اسم فاعل. (كَذَا) أي: مثل المذكور (اسْمُ مَفْعُوْلٍ)، (كَذَا) خبر مقدم والمشار إليه المذكور الذي هو المصدر الميم ما عُطف عليه (اسْمُ مَفْعُوْلٍ) هذا مبتدأ مؤخر و (كَذَا) هذا خبر مقدم. (اسْمُ مَفْعُوْلٍ) اسم دل على حدث معين وذاتٍ مبهمة وقع عليها الحدث، يأتي من الثلاثي على وزن مَفْعُول مَضْرُوب، مَضْرُوب يعني: وقع عليه الضرب. لكن من هو المضروب؟ هو دل على ذات لكنها معينة أو مبهمة، هذا مَضْرُوبٌ أو هو مَضْرُوبٌ أحسن، هو مَضْرُوبٌ، مضْرُوبٌ يعني: ذات وقع عليها الضرب. فمَضْرُوبٌ يدل على الذات ويدل على الحدث، إلا أنه يدل على ذات مبهمة غير معينة ما تدري من الْمَضْرُوب زيد أو عمرو أو خالد ما تدري من هو، لكن الحدث معين ضرب لا أكل ولا شرب ولا .. إلى آخره فحينئذٍ تعين الحدث والذات مبهمة، اسم دل على حدث معين مأخوذ من المادة وذات مبهمة وقع عليها الحدث، (وَفَاعِلٍ) يعني: وكذا اسم فاعل. مثل المذكور السالم (وَفَاعِلٍ) معطوف على قوله: (مَفْعُوْلٍ). واسم الفاعل: اسم دل على حدث معين وقع من ذات مبهمة، حدث معين والذات مبهمة في اسم الفاعل واسم المفعول لأنك تقول: ضَارِب. هذا من الثلاثي ضَارِب دل على ماذا؟ دل على شخص على ذات، يعني الضرب حدث لا بد من فاعل، إذًا ضَارِب دل على ذات على شخص أوقع الضرب، من هو الشخص؟ من هي الذات؟ مبهمة ما تدري اللفظ نفسه لا يدل عليه لا بد من قرينة خارجة، والحدث معين لأنه مأخوذ من الضاد والراء والباء، إذًا دل اللفظ على حدث معين وذات مبهمة، من الثلاثي وقد يأتي معنا ضَارِب يأتي هو سيأتي في آخر واسم المفعول يأتي من الثلاثي على وزن مفعول، (وَمَا عَدَا الثُّلاَثِ) الرباعي والخماسي والسداسي تأتي باسم المفعول بالنظر إلى الفعل المضارع وتبنيه لما لم يسم فاعله تقول مثلاً: يُدَحْرَجُ. ثم تقلب الياء ميمًا مضمومة مع فتح ما قبلها، فَمُدَحْرَجٌ هذا اسم مفعول، ومصدر ميمي، واسم زمان، واسم مكان، يعني: إذا جاء مُدَحْرَج ما تحمله كله على هذا، لا، المراد واحد منها، والذي يدل على هذا وذاك هو السياق إن وجدت قرينة هي التي ترجح. إذًا اتحد اسم المفعول من غير الثلاثي مع المصدر الميمي، واسم الزمان، واسم المكان، (وَفَاعِلٍ) أيضًا مثله غير الثلاثي لكن (كُسِرْ) يعني: ما قبل آخره. مُدَحْرِجٌ مُسْتَخْرِجٌ

هذا اسم فاعل، إذًا اسم الفاعل كيف نأتي به من غير الثلاثي؟ فعل مضارع مغير الصيغة يعني: نضم الأول فنقلب الياء أو الألف أو حرف المضارعة من جهة العموم ميمًا مضمومة ونكسر ما قبل آخره، فحينئذٍ يُدَحْرَجُ مُدَحْرِجٌ مُسْتَخْرِجٌ مُنْطَلِقٌ، إذًا فرق بين اسم الفاعل وغيره (كَذَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ وَفَاعِلٍ) (لكن) (كُسِرْ عَيْنًا)، (كُسِرْ) مغير الصيغة ونائبه ضمير فاعل عينًا تمييز محول عن نائب (كُسِرْ) يعني: كسرت عينه. فتكسر عين اسم الفاعل ومعنى البيت أن الفعل المتجاوز ثلاثة أحرف اجعل مصدره الميمي وزمانه ومكانه على هيئة مضارعه مغير الصيغة، سواء كان المضارع مفتوح العين أو مضمومها أو مكسورها لأنه قال: (مِثْلَ مُضَارِعٍ). أطلق فنحمله على إطلاقه إلا أنك تبدل حرف المضارعة بالميم المضمومة. وقوله: (كَذَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ وَفَاعِلٍ). لكن (كُسِرْ) معنى اسم الفاعل يفارق المصدر والزمان والمكان واسم المفعول بكسر عينه وأما هي فعينها مفتوحة يعني: اسم الزمان واسم المكان [من غير اسم الفاعل أو] (¬1) غير اسم الفاعل، واسم المفعول والمصدر الميمي والزمان والمكان هذه تكون العين فيها مفتوحة. ثم قال: وَآخِرَ المَاضِي افْتَحَنْهُ مُطْلَقَا ... وَضُمَّ إِنْ بِوَاوِ جَمْعٍ أُلْحِقَا وَسَكِّنِ انْ ضَمِيْرَ رَفْعٍ حُرِّكَا ... ............................ ¬

_ (¬1) سبق لسان.

أراد أن يبين لنا آخر المضارع وجعله مقدمة لبيان [أول المضارع] (¬1) سنتحدث عن أول الماضي [عفوًا] أول الماضي فتطرق لآخر الماضي وإن كان هذا مبحث إنما يكون مبحث النحاة يعني: البحث في الماضي في كونه مبنيًا وعلى ماذا يبنى؟ البحث إنما يكون عند النحاة، ولكن هذا من باب الاستطراد فيذكره بعض الصرفيين (وَآخِرَ المَاضِي افْتَحَنْهُ)، (آخِرَ) بالنصب على الاشتغال منصوب على الاشتغال؛ لأن (افْتَحَنْهُ) افتح آخر الماضي كأنه قال آخر الماضي افتح آخر الماضي. افتح آخر الماضي اشتغل بما بعده والسابق حينئذٍ لا بد من تقدير فعل محذوف وجوبًا يُفسره الفعل المذكور، تقدير افتح آخر الماضي يعني: افتح الحرف الذي هو كائن آخر الفعل الماضي (افْتَحَنْهُ)، أي: افتح آخر ماضي. أي: ابنه مطلقًا على الفتح. حال كون الماضي مطلقًا عن التقييد مطلقًا (افْتَحَنْهُ مُطْلَقَا) يعني: بدون تقييد لا بثلاثي ولا برباعي ولا بخماسي ولا سداسي. حينئذٍ كل ماضٍ سواء كان ثلاثيًّا أو رباعيًّا أو خماسيًّا أو سداسيًّا حينئذٍ يُبنى على فتح آخره، (وَآخِرَ المَاضِي افْتَحَنْهُ) مطلقًا يعني: عن التقييد. فيعم الثلاثي والرباعي والمزيد عليهما والمعلوم والمجهول، (وَضُمَّ) هذا استثناء يعني: الأصل هو الفتح ما لم يتصل به ضمير واو يعني: ضمير جمع، التي هي الواو الدالة على الجماعة، وضم آخر الماضي متى؟ (إِنْ بِوَاوِ جَمْعٍ أُلْحِقَا) ... (أُلْحِقَا) الألف هذه للإطلاق وهو فعل الشرط إن ألحقا بواو جمع فضمه، فحينئذٍ ضَرَبَ وعَصَا نقول: هذا مبني على الفتح الظاهر في ضَرَبَ لكونه مطلقًا يعني: عن القيد. وَعَصَا كذلك مبني على فتح مقدر ضَرَبُوا على ما ذهب إليه الناظم وهو المشهور عند المتأخرين أنه مبني على ضم وهذا الضم ظاهر، فحينئذٍ ضَرَبُوا فعل ماضي مبني على الضم لماذا؟ لمناسبة الواو وكما ذكرنا في شرح ((الآجرومية)) أن الصحيح أنه مبني على فتح مقدر مطلقًا حتى لو اتصل به واو الجمع؛ لأن هذه الواو للمناسبة، فإذا كانت للمناسبة حينئذٍ هي عارضة، ضَرَبَ ضَرَبُوا، إذًا لمناسبة الواو ضُمَّ آخره كما هو الشأن في الواو التي تكون في واو الجمع وغيرها، (وَضُمَّ) آخر الماضي (إِنْ بِوَاوِ جَمْعٍ) إضافة الدال للمدلول أي: الواو الدالة على جماعة الذكور ... (أُلْحِقَا) حذف الجواب للعلم به مما سبق، والألف في (أُلْحِقَا) للإطلاق، والصحيح أنه لا يُضم إنما تكون الفتحة مقدرة. (وَسَكِّنِ انْ ضَمِيْرَ رَفْعٍ حُرِّكَا) هذا النوع الثالث من أنواع ما يُبنى عليه الفعل الماضي، (وَسَكِّنِ) هذا أمر من التسكين سَكِّن ماذا؟ آخر الماضي حذف مفعوله للعلم به، (وَسَكِّنِ) آخر الماضي متى؟ (انْ ضَمِيْرَ رَفْعٍ) ضميرَ بالنصب على أنه خبر لكان المحذوفة مع اسمها. وَيَحْذِفُونَهَا وَيُبْقُونَ الْخَبَرْ ... ( ... وَبَعْدَ إِنْ وَلَوْ كَثِيرًا ذَا اشْتَهَرْ (¬2) ويحذفونها يعني: كان مع اسمها. ويبقون الخبر لما قال: يبقون الخبر. ¬

_ (¬1) سبق استدركه الشيخ سريعًا. (¬2) الألفية البيت: 155.

علمنا أن المحذوف كان مع اسمها وبعد إن، ولو، كثيرًا لاشتهر، إذًا: (انْ ضَمِيْرَ رَفْعٍ) إن كان فعل شرط حينئذٍ يكون محذوفًا إن كان الملحق ضمير رفع، إن كان الملحق كان فعل ماضي ناقص والملحق اسمها، (ضَمِيْرَ رَفْعٍ) ضمير خبر. إذًا كان محذوفة مع اسمها وتقديره الملحق (ضَمِيْرَ رَفْعٍ حُرِّكَا) أي: متحرك. صفة لضمير رفع، (حُرِّكَا) الألف للإطلاق نعت للضمير، (حُرِّكَا) يعني: متحركًا. متحرك (ضَمِيْرَ رَفْعٍ) متحركًا، واحترز بإضافته لرفع من ضمير النصب، لم خص ضمير الرفع؟ احترازًا عن ضمير النصب حينئذٍ يكون باقيًا على أصله وهو الفتح ضَرَبَنَا زَيْدٌ، نا هنا نصب وبقيد التحريك عن واو الجمع لأنه ضمير رفع لكنه ساكن، وشمل ضمير الرفع المتحرك تاء المتكلم ضَرَبْتُ، إذًا ضَرَبَ فعل ماضي اتصل به ضمير رفع متحرك ضَرَبْتُ سكن آخره حينئذٍ على ما اشتهر، وهو ما ذكره الناظم ضَرَبَ فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء فاعل، والصحيح أن الفتح مقدر ضَرَبْتُ، نقول: مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع كراهة أربع متحركات وهو كالكلمة الواحدة. إذًا الصحيح أن الفعل الماضي مطلقًا آخره يكون مبني على الفتح سواء كان الفتح ظاهرًا أو مقدرًا، سواء اتصل به شيء أو لا، إن لم يتصل به شيء وأمكن إظهار الفتحة فهي ظاهرة، وإلا فهي مقدرة، اتصل به وسُكِّنَ آخره لعارض أو ضم لعارض حينئذٍ نقول: هذا العارض لا يمنع تقدير ماذا؟ الفتحة، لا يمنع تقدير الفتح فيبقى على أصله. (وَسَكِّنِ انْ) بإسقاط الهمزة (وَسَكِّنِ انْ ضَمِيْرَ رَفْعٍ حُرِّكَا) إذًا شمل ضمير الرفع المتحرك: تاء المتكلم، والمخاطب، والمخاطبة، ونون الإناث، ونا الفاعل، هذا مراده بضمير رفع متحرك، وذلك في جميع الأبواب سواء كان ثلاثيًّا أو رباعيًّا أو مزيدًا عليهما، نحو: نَصَرْتُ وَدَحْرَجْتُ. حينئذٍ يكون مبنيًّا على السكون، ثم قال - وهو الذي أراد أن يبين هيئة أول الماضي وهو الذي يعتني به الصرفيون -: (وَبَدْءُ مَعْلُوْمٍ بِفَتْحٍ سُلِكَا) قالوا: سلكه أو سلك يده أدخلها فيه. والسلكة الخيط يخاط به (وَبَدْءُ مَعْلُوْمٍ) بدء هذا مصدر وهو نعت لمحذوف أي: الحرف المبدوء به في ماضي معلوم. يعني: مبني للمعلوم. إذًا فرق بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول في حركة أوله بماذا يُبدأُ؟ قال: (وَبَدْءُ مَعْلُوْمٍ). أي: الحرف المبدوء به في ماضٍ مبني للمعلوم يعني: للفاعل. احترازًا عن المبني للمجهول فله حكم آخر (بِفَتْحٍ سُلِكَا) سلك الذهاب في الطريق حينئذٍ (سُلِكَا) بفتحٍ الألف هذه للإطلاق، كأنه قال: الفتح مسلوك في أول الماضي الذي هو الحرف المبدوء به. إذًا كل فعل ماضي أوله يكون مفتوحًا إلا ما استثناه فيما يأتي. إِلاَّ الْخُمَاسِيْ والسُّدَاسِيْ فاكْسِرَنْ ... إِنْ بُدِئَا بِهَمْزِ وَصْلٍ كَامْتَحَنْ

إذًا هذا استثناء مما سبق (إِلاَّ الخُمَاسِيْ) يعني: إلا الماضي الخماسي نحو: انْطَلَقَ. بقيد (إِنْ بُدِئَا بِهَمْزِ وَصْلٍ) إن لم يبدأ بهمز وصل فلا، يبقى على الأصل وهو الفتح، إذًا الخماسي إما أن يبدأ الخماسي بهمزة وصل أو لا، فإن بُدأ بهمز وصل فحينئذٍ يُكسر لا يفتح، وإن لم يبدأ بهمز وصل على القاعدة العامة وهي الفتح، (والسُّدَاسِيْ) كذلك اسْتَخْرَجَ بُدأ بالهمزة حينئذٍ يبدئ به مكسورًا لأن الشاهد همزة وصل كما سيأتي أنها مكسورة ... (إِلاَّ الخُمَاسِيْ) يعني: إلا الماضي الخماسي. (الْخُمَاسِيْ) سكنه للوزن، (والسُّدَاسِيْ) كذلك سكنه للوزن، (إِلاَّ الخُمَاسِيْ) أي: الماضي الخماسي والسداسي ماذا تصنع؟ قال: (فاكْسِرَنْ) يعني: بدأهما. يعني: الحرف الذي بُدِأَ به الخماسي والسداسي بقيد (إِنْ بُدِئَا) أي: الخماسي والسداسي (بِهَمْزِ وَصْلٍ) كقولك: امْتَحَنَ زَيْدٌ عَمْرًا. امْتَحَنَ يعني: اختبر. امْتَحَنَ هذا خماسي، انْطَلَقَ هذا خماسي، حينئذٍ لما بُدِأَ بهمز الوصل كسرنا أوله لماذا؟ لأن اِنْ النون ساكنة، اِسْ السين ساكنة إذًا نحتاج إلى همزة وصل لماذا؟ ليتمكن الابتداء بالساكن لأنه لا يبدأ بالساكن، العرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك هذه قاعدتها، فإذا كان أول الكلمة ساكنة حينئذٍ لا بد من همزة وصل يعني: يتوصل بها إلى الابتداء بالساكن. همزة الوصل حرف والأصل في الحرف أن يكون ساكنًا لما اجتلبنا همزة الوصل في انْطَلَقَ همزة الوصل ساكنة والنون ساكنة كيف نصنع؟ نأتي بهمزة وصل؟ قالوا: إذًا نحرك همزة الوصل بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين والأصل في التخلص من التقاء بالساكنين يكون بماذا؟ بالكسر، هذا السبب يعني، انْطَلَقَ اسْتَخْرَجَ إذًا (إِلاَّ الخُمَاسِيْ والسُّدَاسِيْ فاكْسِرَنْ) هذا مفعوله محذوف (فاكْسِرَنْ) بدئهما، يعني: الحرف الذي يبدأ بهما. متى؟ (إِنْ بُدِئَا)، (إِنْ) حرف شرط (بُدِئَا) هذا فعل شرط والألف هذه نائب فاعل يعود إلى الخماسي والسداسي، (إِنْ بُدِئَا) والجواب محذوف أي: فاكسرن. (بِهَمْزِ وَصْلٍ) متعلل بقوله: (بُدِئَا). والأصل فيه الكسر على ما ذكرناه سابقًا (كَامْتَحَنْ) سقطت هنا في درج الكلام، يعني: اختبر. امْتَحَنَ، انْطَلَقَ، اسْتَخْرَجَ. مفهوم قوله: (إِنْ بُدِئَا بِهَمْزِ وَصْلٍ). إن لم يُبدأ بهمز وصل حينئذٍ دخل في القاعدة السابقة، إذًا مفهوم الشرط داخل في المستثنى منه، وما هو المستثنى منه؟ (وَبَدْءُ مَعْلُوْمٍ بِفَتْحٍ سُلِكَا) هذا مستثنى منه، هذه القاعدة الآن هذا الأصل، المعلوم المبني للمعلوم يكون مفتوحًا أوله الحرف الأول ذَهَبَ، خَرَجَ، يكون بالفتح (إِلاَّ الخُمَاسِيْ والسُّدَاسِيْ) بشرط أن يكون مبدوءً بهمز وصل، إن لم يبدأ بهمز وصل فهو داخل في المستثنى منه. لَمَّا ذكر همزة الوصل استطرد في بيان ضابطها ومواضعها، وهذه من المواضع التي يعتني بها طالب العلم كل هذه القواعد. ثُبُوْتُهَا فِي الاِبْتِدَا قَدِ التُزِمْ ... كَحَذْفِهَا فِي دَرْجِهَا مَعَ الكَلِمْ

(ثُبُوْتُهَا) أي: همزة الوصل. (فِي الاِبْتِدَا) بالكلمة المبدوءة بهمزة الوصل والنطق بها أولاً غير مسبوقة بكلمة متصلة بها (قَدِ التُزِمْ) أي: الثبوت. يعني: الهمزة التي تثبت في ابتداء الكلمة، هنا اشترك همزة الوصل وهمزة القطع يعني: في أول النطق ولا يكون قبل كلمة مسبوقة بها حينئذٍ تثبت الهمزة، يعني: ينطق بها همزة، انْطَلَقَ نقول: هذه الهمزة ثبتت في الابتداء. (كَحَذْفِهَا فِي دَرْجِهَا) يعني: في درج ووصل الكلام تحذف، ولذلك نقول: ضابط همزة الوصل هي التي تثبت في أول النطق أول الكلام وتسقط في الدرج يعني: في الوصل، ولذلك نقول: الرَّجُل. هذه همزة وصل بدأت بها بالنطق كما هي، لكن إذا قلت: جاء الرَّجُل (جاء لرَّ). حذفت الهمزة سقطت في درج الكلام يعني: في وصله، وهذا هو ضابط همزة الوصل، أما همزة القطع فهي ثابتة حتى في الدرج، يعني: هذا الذي تنفصل به همزة الوصل عن همزة القطع، تقول: قال أَكْرَمَ. أَكْرَمَ ثبتت كما هي، قلتُ: أَنا {الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} [الفاتحة: 7] الذين انعمت نقول: هذا خطأ. لماذا؟ لأنه أسقط الهمزة وهي همزة قطع، إذًا (ثُبُوْتُهَا ِفي الاِبْتِدَا قَدِ التُزِمْ كَحَذْفِهَا) شبه الالتزام في الثبوت كالالتزام بالحذف، (ثُبُوْتُهَا) هذا مبتدأ في الابتداء يعني: في حال الابتداء بالكلمة. (قَدِ التُزِمْ) هنا ماذا؟ (قَدِ) حرف تحقيق وحرك للتخلص من التقاء الساكنين، الأصل أنه ساكن، و (التُزِمْ) هو أي: الثبوت. والجملة خبر المبتدأ ثبوت هذا مبتدأ، والضمير يعود على همزة الوصل، (ثُبُوْتُهَا) من إضافة المصدر لفاعله ما الذي يثبت؟ ثبتت همزة الوصل، إذًا من إضافة المصدر إلى فاعله (ثُبُوْتُهَا) من إضافة المصدر لفاعله، فهي موجودة في حال الابتداء بالكلمة (قَدِ التُزِمْ) أي: الثبوت، (كَحَذْفِهَا) حذفك إياها والحذف هذا مصدر، إذًا من إضافة المصدر إلى المفعول، (ثُبُوْتُهَا) من إضافة المصدر إلى الفاعل، وحذفها من إضافة المصدر إلى المفعول، حذفك أنت إياها وهذا واضح ... (كَحَذْفِهَا فِي دَرْجِهَا) يعني: في وصلها. درج الكلام أي: الكلمة المفتتحة بهمزة الوصل من إضافة المصدر إلى مفعوله أي: وصلها مع الكلم. يعني: مع الكلمات السابقة عليها في النطق. إذًا همزة الوصل كل همزة ثبتت في الابتداء وسقطت في الدرج. وقيل: هي همزة سابقة موجودة في الابتداء مفقودة في الدرج. ثم ذكر مواضع لها على المشهور. كَهَمْزِ أَمْرٍ لَهُمَا وَمَصْدَرِ ... وَأَلْ وَأَيْمُنٍ وَهَمْزِ كَاجْهَرِ (كَهَمْزِ) هذا مواضع الهمزة، همزة الوصل أين تكون؟ متى تحكم على الهمزة بأنها همزة وصل؟ قال: (كَهَمْزِ أَمْرٍ لَهُمَا). الضمير يعود إلى الخماسي والسداسي، فالفعل الخماسي والسداسي الماضي منهما، والمصدر منهما، والأمر منهما همزته همزة وصل، ست مواضع، ماضي الخماسي، وماضي السداسي، ومصدر الخماسي، ومصدر السداسي، وأمر الخماسي، وأمر السداسي، ست مواضع هذه، الهمزة تكون فيه ماذا؟ همزة وصل، انْطَلَقَ يَنْطَلِقُ انْطَلِقْ انْطِلاقًا، اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ اسْتَخْرِج اسْتِخْرَاجًا، كله بالكسر واضح.

إذًا (كَهَمْزِ) لفعل أمر كائن لهما أي: الخماسي والسداسي، وهمز مصدر يعني: لهما. إذًا الماضي من الخماسي والسداسي والمصدر منهما والأمر منهما، (وَأَلْ) مطلقًا (وَأَلْ) حرف تعريفي اللام هذه الهمزة واللام فنقول: (أَلْ). لماذا؟ لكون الحرف مركبًا من حرفين كـ هل وبل، فننطق به كما هو، وعلى القول بأن اللام هي المعرف والهمزة جلبت من أجل التمكن من الابتداء بالساكن، حينئذٍ تقول: الألف واللام. (وَأَلْ) يعني: وهمز ال مطلقًا سواء كانت معرفة أو زائدة أو موصولة، حينئذٍ الهمزة فيها همزة وصل يعني: تثبت في الابتداء وتسقط في الدرج. بقطع النظر عن حركتها. (وَأَيْمُنٍ) أيمن هذا المخصوص بالقسم همزته وصل عند البصريين وقطع عند الكوفيين، يعني: فيه خلاف، فيه خَلاف بين البصريين والكوفيين.

(وَهَمْزِ كَاجْهَرِ) يعني: أمر الثلاثي الذي سُكِّنَ ما بعد حرف المضارعة، سيأتي إن شاء الله أن الفعل فعل الأمر مشتق يعني: مأخوذ من المضارع. تُسقط حرف المضارعة ثم تنظر في الحرف الذي يليه فإن كان متحركًا دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرِج لا إشكال فيه، إن كان ما بعد حرف المضارعة بعد حذفه ساكنًا لا يمكن أن يبتدئ بساكن فلا بد من الاستعانة بهمزة الوصل للتمكن والابتداء بالساكن، ضَرَبَ يَضْرِبْ تحذف حرف المضارعة الضاد ساكنة لا يمكن أن تأتي به ساكنًا يعني: تنطق به ساكنًا أثناء الكلام تقول: اضْرِبْ. الهمزة هذه همزة وصل، فكل فعل أمر جيء بالهمزة بعد حذف حرف المضارعة لكون ما بعد حرف المضارعة ساكنًا فهي همزة وصل، ولذلك قال: (وَهَمْزِ كَاجْهَرِ). يعني: أمر الثلاثي الذي سُكِّنَ ثاني مضارعه لفظًا يعني: سكن ثاني مضارعه لفظًا، سواء في ذلك مفتوح العين. اجْهَرْ جَهَرَ يَجْهَرُ، احذف حرف المضارعة إذا أدرت الأمر؟ جيم ساكنة لا يمكن النطق بها إذًا اجْهَرْ هذه الهمزة همزة وصل. ومكسورها نحو: مَضَى يَمْضِي. إذًا امْضِي الهمزة هذه همزة وصل وهو من فَعَلَ يَفْعِلُ اضْرِبْ. وسواء كان كذلك من مضمومها نَفَذَ يَنْفُذُ انْفُذْ، انْفُذْ على رسلك، انْفُذْ إذًا هذه الهمزة همزة وصل، إذًا الأمر الذي (كَاجْهَرِ) سواء كان مفتوح العين أو مضموم العين أو مكسور العين همزته همزة وصل بشرط أن يكون الثاني بعد حذف المضارعة ساكنًا، واضح هذا؟ فإن تحرك ثاني مضارعه لم يحتج إلى همزة الوصل، ولو سكن تقديرًا كقولك في الأمر من يَقُوم قُمْ يَقُوم، يَقُوم هذا الثاني متحركًا لكنه ساكن تقديرًا لأن أصل يَقُوم يَقْوُم يَفْعُل من باب يَفْعُل قَامَ يَقُومُ أصله فَعَلَ يَفْعُلُ أين الفاء؟ يَقْ القاف ساكنة في يَفْعُلُ أو متحركة؟ ساكنة ونحن نقول: يَقُوم. بتحريك القاف ماذا صنعنا؟ استثقلت الضمة على الواو فطلب التخفيف فنقلت إلى الفاء قيل: يَقُوم ومثله يَقُول، يَقُومُ أصله يَقْوُمُ حينئذٍ إذا حذفنا حرف المضارعة الثاني ساكنًا تقديرًا لأن العبرة بماذا؟ بالأصل يَقْوُمُ هذا الأصل ومع ذلك نقول: لا نأتي بهمزة الوصل لماذا؟ لكونه متحركًا ولو كانت الحركة عارضة لا أصلية، فَيَقُوم نقول: قُمْ. لا نحتاج إلى همزة الوصل، ومن يَعِدُ عِدْ، ومن يَرُدُّ رُدَّ، ويستثنى خُذْ وَكُلْ ومُرْ، فإنه يُسَكَّن ثاني مضارعها لفظًا والأكثر الأمر منها حذف الفاء والاستغناء عن همزة الوصل، أَخَذَ يَأْخُذُ نحن نقول في الأمر: خُذْ. حذفت الهمزة، أَكَلَ يَأْكُلُ الأمر كُلْ حذفت الهمزة، أَمَرَ يَأْمُرُ مُرْ. إذًا حذفت الهمزة في الجميع، ونقول: هذا موقوف على السماع وهو شاذّ. لأن الأصل فيما كان ثانيه ساكنًا بعد حذف حرف المضارعة أن يُجْتَلَبَ همزة الوصل لها، وهذا يعتبر ماذا؟ شاذًّا يحفظ ولا يقاس عليه. إذًا: كَهَمْزِ أَمْرٍ لَهُمَا وَمَصْدَرِ ... وَأَلْ وَأَيْمُنٍ وَهَمْزِ كَاجْهَرِ

بعض الأسماء محفوظة في كونها تأتي همزتها همزة وصل مثل ماذا؟ (وَابْنُمٍ) أصلها ابن فزيدت عليها الميم للمبالغة في معناها (ابْنُمٍ)، ابن كذلك همزتها همزة وصل (ابْنَةٍ) همزتها همزة وصل، اثنتين همزتها همزة وصل، امرئ حينئذٍ نقول: همزتها همزة وصل، (امْرَأَةٍ وَاثْنَتَيْنِ) (اسْمٌ اسْتٌ) هذه كلها ألفاظ مع (وَأَلْ وَأَيْمُنٍ) همزتها همزة وصل، هذا ما يسمى بالأسماء العشرة، وما عداه فيكون همزته همزة قطع. إذًا (كَذَا اسْمٌ اسْتٌ) هذا (اسْمٌ) هذا مبتدأ مؤخر وكذا خبر مقدم، أي: مثل ذاك (ابْنُمٍ ابْنٍ ابْنَةٍ) وما عطف عليه كذلك (اسْمٌ) و (اسْتٌ) بحذف الواو. ثم شرع في بيان حركة همزة الوصل، عرفنا أن همزة الوصل في الأصل ساكنة، ثم تحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين على الأصل، لكن قد تكون مفتوحة، وقد تكون مضمومة، ولها مواضع، إذًا همزة الوصل ساكنة في الأصل قد تفتح، وقد تكسر، وقد تضم، ولها ضوابط فقال: . فِي الجَمِيْعِ فَاكْسِرَنْ ... لَهَا سِوَى فِي أَيْمُنٍ أَلِ افْتَحَنْ (فِي الجَمِيْعِ) أي: جميع ما ذكر السابق، إلا الخماسي وما عطف عليه، وهمز أمر لهما، والمصدر، وابن من ابن ابنة وما عطف عليه اسم است كلها (فِي الجَمِيْعِ) جميع ما ذكرنا أن همزته همزة وصل (فَاكْسِرَنْ) يعني: انطق بها مكسورةً في جميع ما تقدم على الأصل، لأن الأصل في التخلص من التقاء الساكنين هو الكسر هذا الأصل (فَاكْسِرَنْ لَهَا) فاكسرها هذا الأصل، حينئذٍ تكون اللام هذه زائدة (فَاكْسِرَنْ لَهَا) أي: لهمزة الوصل. (سِوَى) استثناء ما عدا (فِي أَيْمُنٍ) تُفتح لكن الفتح هنا جائز ويجوز كسرها، (أَلِ) يعني سوى في أيمنٍ (أَلِ) يعني: وأل. (افْتَحَنْ) افتحنها فيهما يعني: في هذين الموضعين، فأيمن همزته همزة وصل وتفتح الهمزة لكن فتحها ليس بواجب بل هو جائز، فيجوز فيها الفتح وهو الأشهر ويجوز فيه الكسر، ... (أَلِ) الفتح واجب، الرَّجُل الْبَيْت الْمَسْجِد بفتح الهمزة لأنه لو كسر صار فيه شيء من الثقل (سِوَى فِي أَيْمُنٍ أَلِ افْتَحَنْ)، (افْتَحَنْ) هذه النون نون التوكيد، والمفعول به محذوف افتحنها فيهما في الموضعين، افتح هذا فعل أمر مبنيّ على (افْتَحَنْ) هذه النون نون التوكيد الخفيفة، فعل أمر مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، افتح همزة الوصل في أيمن وأل، أيمن قلنا: جائز، وأل هذا واجب، حينئذٍ استعمل افتح في معنييه الحقيقي والمجازي، لأن افتح في لسان العرب يدل على الوجوب وهذا الأصل. ومفهم الوجوب يُدْرَى الشَّرْعُ ... أو الحجا أو المفيد الوضع (¬1) حينئذٍ نقول: يدل على الوجوب. إذًا افتح أل على الأصل حقيقة (أَيْمُنٍ) هذا لا، مجاز لأن صيغة افعل للدلالة على الندب أو الاستحباب هذا مجاز لأنه مصروف عن الأصل، أليس كذلك؟ وافعل لدى الأكثر للوجوب (¬2) يحمل على الوجوب، على كلٍ (افْتَحَنْ) حملوه على المعنيين، الحقيقي والمجازي. وَأَمْرُ ذِي ثَلاَثَةٍ نَحْوُ اقْبُلاَ ... ضُمَّ كَمَا بِمَاضِيَيْنِ جُهِلاَ ¬

_ (¬1) مراقي السعود البيت: 244. (¬2) مراقي السعود البيت: 242.

(وَأَمْرُ ذِي ثَلاَثَةٍ) أمر يعني: هذا مبتدأ، أمر ذي أحرف ثلاثة من باب فَعَلَ يَفْعُلُ حينئذٍ قال: (ضُمَّ). هذا خبر أمر هذا مبتدأ (ضُمَّ) هذا فعل أمر، والجملة خبر المبتدأ، (ضُمَّ)، (ضُمَّ) ماذا؟ همزة الوصل، إذًا حذف المفعول به للعلم به (ضُمَّ) همزة الوصل في باب فَعَلَ يَفْعُلُ، ليس خاص فَعَلَ، المراد يَفْعُلُ إذا ضمت العين من المضارع، نَصَرَ، يَنْ يَنْصُرُ بعد حرف المضارعة النون ساكنة نجتلب همزة الوصل من أجل التمكن والابتداء بالساكن، ما حركة الهمزة؟ ننظر إلى عين الفعل فإذا به مضموم، إذًا اُنْصُر اُ حركت الهمزة هنا بالضمة لماذا؟ لكون عين الفعل المضارع مضمومة لأنه من باب يَفْعُلُ، وإذا كان الأمر من يَفْعُلُ حينئذٍ تقول: اُنْصُر. لأن بابه نَصَرَ يَنْصُرُ، قَتَلَ يَقْتُلُ اُقْتُلْ بضم الهمزة، نَفَذَ يَنْفُذُ اُنْفُذْ على رسلك .. وهكذا. هنا قال: (نَحْوُ اقْبُلاَ). بضم الباء النسخة عندكم بالفتح [اقْبَلاَ] القبول ريح الصبا لأنها تقابل الدّبور، وفلان قَبولٌ إذا قبلته النفس، وقد قَبَلَتْ به كنَصَرَ، هذا في القاموس، قَبَلَتْ به كنَصَرَ لأنه مثل به اقْبَلا، اقبَلا يحتمل هذا، لكن مَثَّل به لأي شيء؟ لضم همزة الوصل، ولا تضم همزة الوصل إلا إذا كانت العين عين المضارعة مضمومة، إذًا اُقْبُلا بالضم لا بد أن نفسره بما ذكرنا، وقد قَبَلَتْ به كـ نَصَرَ قَبْلاً وَقَبُولاً، وقد قَبِلَ به كـ نَصَرَ وَسَمِعَ وَضَرَبَ قَبَالَةً، الحمد لله أراحنا في ضبط الكلمة. إذًا قَبَلَ $ به كـ نَصَرَ وَسَمِعَ، [قَبَلَ $] قَبِلَ وَضَرَبَ [قَبَلَ $ (نرجو ضبط قبل $ 44.50)]، إذًا يأتي المضارع منه على وزن يَفْعُلُ نَصَرَ يَنْصُرُ، وَسَمِعَ يَسْمَعُ يَقْبَلُ، وَضَرَبَ يَضْرِبُ يَقْبِلُ، واضح هذا؟ إذا قيل: كـ نَصَرَ. يعني: ماضيه على فَعَلَ والمضارع على يَفْعُلُ باب نَصَرَ. وإذا قيل: كـ سَمِعَ حينئذٍ يكون ماضيه قَبِلَ والمضارع يَسْمَعُ يَقْبَلُ. وإذا قيل: ضَرَبَ يعني: ماضيه على فَعَلَ والمضارع على يَفْعِلُ قَبَلَ يَقْبِلُ. إذًا (اقْبُلاَ) بضم الباء والألف هذه بدل من نون التوكيد الخفيفة. (وَأَمْرُ ذِي ثَلاَثَةٍ نَحْوُ اقْبُلاَ ضُمَّ) همزة الوصل فيه والمعنى أن همزة الوصل تُضم في أمر الثلاثي المضموم العين في الأصل تبعًا للعين، نحو: اُنْصُرْ اُقْتُلْ اُكْتُبْ. كلها بالضم بخلاف اِمْشُوا اُمْشُو أو اِمْشُوا؟ اُمْشُو، الشين مضمومة هذه عارضة لا بد أن تكون حركة العين أصلية فلو كانت عارضةً حينئذٍ رجعنا إلى الأصل، اِمْشُوا لأن مَشَى يَمْشِي، إذًا الشين مكسورة إذًا الأصل أنه من باب يَفْعِلُ يعني: يَضْرِبُ. وَيَضْرِبُ الأمر منه اضْرِبْ اضْرِب افْعِلْ، حينئذٍ مَشَى يَمْشِي امْشِ هذا الأصل، اِمْشُوا هنا اتصل بالفعل واو الجماعة فضم ما قبله وهو العين ضمًا عارضًا لمناسبة الواو إذًا اِمْشُوا اِقْضُوا، قَضَى يَقْضِي اِقْضُوا اُقْضُوا اِقْضُوا بكسر الهمزة لماذا؟ لأن الضاد هنا مضمومة ولكن الضمة عارضة وليست بأصل، إذًا اِمْشُوا وَاقْضُوا فتكسر الهمزة فيهما لأن ضم عينها عارض لأجل الواو،

وَأَمْرُ ذِي ثَلاَثَةٍ نَحْوُ اقْبُلاَ ... ضُمَّ كَمَا بِمَاضِيَيْنِ جُهِلاَ (كَمَا بِمَاضِيَيْنِ جُهِلاَ) ما هو الذي جهلا الماضيين؟ الخماسي والسداسي [أحسنت] كلامه كله هنا إذا ذكر الماضي أو لهما يُرَدّ على الخماسي والسداسي (كَمَا) أي: كضم همزة الوصل الذي ثبت (بِمَاضِيَيْنِ) في ماضيين، الباء هنا ظرفية الخماسي والسداسي (جُهِلاَ) أي: بني للمجهول. حينئذٍ اِنْطَلَقَ ماذا تقول في المبني للمجهول؟ اُنْطُلِقَ ضممت الهمزة أم لا؟ إذًا إذا جاءت الهمزة في أول الخماسي وفي أول السداسي - لأن كل همزة الوصل تكون في الماضي الخماسي والسداسي فقط، ليس عندنا من الماضي همزته همزة وصل إلا الخماسي والسداسي - اِنْطَلَقَ اِسْتَخْرَجَ، إذا أردت بناؤه للمجهول ماذا تصنع؟ تضم أوله اُنْطُلِقَ اُ ضممت الهمزة، اُسْتُخْرِجَ ضممت الهمزة، (كَمَا) يعني كضم همزة الوصل (بِمَاضِيَيْنِ) الخماسي والسداسي (جُهِلاَ). ثم قال: وَبَدْءُ مَجْهُوْلٍ بِضَمٍّ حُتِمَا ... كَكَسْرِ سَابِقِ الَّذِي قَدْ خَتَمَا يعني: المبني للمجهول. انتهى الآن من المعلوم وما يتعلق به والاستطراد الذي ذكره في همزة الوصل وبيان مواضعها. المبني المجهول يُضم أوله ويُكسر ما قبل آخره، أليس كذلك؟ بدء مجهول هذا الماضي المجهول، بدء مجهول عرفنا بدء هنا مصدر يعني: حرف مبدوء به في ماضٍ مجهول. (مَجْهُوْلٍ) يعني: جُهِلَ فاعله لحذفه وأقيم المفعول به مُقَامه فارتفع ارتفاعه على ما تقرر في باب النحو. (وَبَدْءُ مَجْهُوْلٍ) يعني: جُهِلَ فاعله (بِضَمٍّ حُتِمَا) الألف للإطلاق، يعني: حُتِمَ تَحَتَّمَ. يعني: أوجب، (بِضَمٍّ) يعني: بضم أوله. (كَكَسْرِ سَابِقِ الَّذِي قَدْ خَتَمَا)، (كَكَسْرِ) التشبيه هنا في التحتم يعني: يتحتم الضم كتحتم الكسر ليس التشبيه هنا في كونه ضم أو يكسر، لا، هو يُضم في الأول ويكسر في الثاني، إذًا (كَكَسْرِ) المراد التشبيه هنا بالتحتم (كَكَسْرِ سَابِقِ) كسر هذا مصدر وهو مضاف لمفعوله، كسرك أنت (كَكَسْرِ) حرف (سَابِقِ)، الحرف ... (الَّذِي قَدْ خَتَمَا) هذا مبني للمعلوم (خَتَمَا) والفاعل هنا ضمير الموصول والمفعول محذوف، يعني: الماضي المجهول. والألف هذه للإطلاق، المعنى أن الماضي المجهول يُضم أوله ويُكسر ما قبل آخره، ضُرِبَ هذا في الثلاثي المجرد ضُرِبَ، عُلِمَ، حينئذٍ نقول: ضم أوله وكسر ما قبل آخره، أن الماضي المجهول يُضم أوله ويُكسر ما قبل آخره وجوبًا ليتميز عن المعلوم، يعني: منذ أن يَسمع السامع المخاطب ضَرَبَ يعلم أنه مبني للمعلوم، ضُرِبَ يعلم أنه مبني للمجهول، وهذا السبب في وجوب تغير صيغة المبني للمعلوم لما ذكر من أجل أن يعلم السامع أن المرفوع بعد هذا الفعل هو نائب فاعل، لأنك إذا حذفت - كما ذكرناه في شرح ((الآجرومية)) - أن ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا حذفت الفاعل وأقمت المفعول به مقامه فارتفع ارتفاعه صار عَمْروٌ، كان عَمْرًا صار عَمْروٌ، ضَرَبَ عَمْروٌ هذا يَلتبس مبني للمجهول أو للمعلوم لكن إذا غُير الصيغة ضُرِبَ عَمْرو علمت أن عمرو ليس بفاعل وإنما هو مفعول به في الأصل وأُقِيم مقام الفاعل، إذًا ليتميز من المعلوم.

وأما غير هذين الحرفين فهيئته في المجهول كهيئته في المعلوم، يعني: الحرف الأول وما قبل الآخر هو الذي يتغير. ماذا قال: وَبَدْءُ مَجْهُوْلٍ بِضَمٍّ حُتِمَا ... كَكَسْرِ سَابِقِ الَّذِي قَدْ خَتَمَا (كَكَسْرِ) الحرف السابق (الَّذِي قَدْ خَتَمَا) يعني: الذي يسبق الحرف الخاتم. يعني: الحرف الأخير. ثم شرع في بيان ضابط الفعل المضارع فقال: مُضَارِعًا سِمْ بِحُرُوْفِ نَأْتِي ... حَيْثُ لِمَشْهُوْرِ الْمَعَانِي تَأْتِي (مُضَارِعًا) يعني: فعلاً مضارعًا. المضارع معلوم أنه الذي يقابل الماضي والأمر، إذًا انتهى من فعل الماضي وما يتعلق به والأمر، الآن جئنا للمضارع، فقدم مقدمة وهي: أن الفعل المضارع يبدأ بأحد حرف ((نأتي))، ثم سيبين ما حركة هذه الحروف، (مُضَارِعًا سِمْ)، (سِمْ) يعني: عَلِّم فعلاً مضارعًا (بِحُرُوْفِ نَأْتِي) يعني: بواحد من حروف ((نأتي)) ليس كلها، إنما هو واحد منها نأتي، إما النون، وإما الهمزة، وإما الياء، وإما التاء، لكن ليست مطلقة وإنما (حَيْثُ لِمَشْهُوْرِ الْمَعَانِي تَأْتِي) يعني: هي زوائد وليس كل زائد من هذه الأحرف يميز به المضارع بل لا بد أن يكون ثَمَّ معنًى زائد على الحرف، فالهمزة تكون للمتكلم، والنون تكون للمتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه، والياء تكون للغائب المذكر مطلقًا مفردًا أو غيره ولجمع الغائبات، والتاء تكون للمخاطب مطلقًا مفردًا أو مثنًى أو جمعًا أو مذكرًا أو مؤنثًا وللغائبة والغائبين، وهذا على ما ذكرناه سابقًا. إذًا ((أنيت)) أو ((نأتي)) هذه صارت علمًا بالغلبة، بمعنى أن هذا التركيب بشرط الزيادة في أول الفعل مع المعنى المخصوص صارت ماذا؟ يُميز بها الفعل المضارع عن غيره من الأفعال. (مُضَارِعًا سِمْ) أي: عَلِّم. (مُضَارِعًا) أي: فعلاً مضارعًا، (سِمْ) عَلِّم، فِعْلاً مضارعًا عن ماذا؟ عن الماضي والأمر (بِحُرُوْفِ نَأْتِي)، أو ((أنيت)) أو ((أتين)) يعني: بواحد منها يكون في ابتدائه، ولا تكون كذلك إلا إذا كانت زائدة على الماضي، # 55.01 ... بالزيادة (حَيْثُ لِمَشْهُوْرِ الْمَعَانِي) المعاني جمع معنى وهو ما يراد باللفظ أو ما يُعنى باللفظ، (تَأْتِي) فاعله ضمير حروف (نَأْتِي). ثم قال: (فَإِنْ بِمَعْلُوْمٍ فَفَتْحُهَا وَجَبْ إلاَّ الرُّبَاعِيْ). عرفنا أن الفعل المضارع يميز بحروف (نَأْتِي)، ما حركة هذه الحروف؟ همزة النون الياء الفتح، قال: إن كان الفعل الماضي - العبرة بالماضي هنا - إن كان الفعل الماضي الذي زيد عليه حرف من حروف (نَأْتِي) ثلاثيًّا أو خماسيًّا أو سداسيًّا فافتح، فَافتح ماذا؟ حرف المضارعة حينئذٍ تقول: ذَهَبَ يَذْهَبُ أَذْهَبُ تَذْهَبُ نَذْهَبُ يَذْهَبُ. بفتح حرف المضارعة أليس كذلك؟ اِنْطَلَقَ يَنْطَلِقُ أَنْطَلِقُ تَنْطَلِقُ يَنْطَلِقُ بالفتح، أليس كذلك؟ اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ أَسْتَخْرِجُ نَسْتَخْرِجُ تَسْتَخْرِجُ بالفتح، ماذا بقي من الأفعال؟ الرُّباعي، الرباعي يضم حرف المضارعة فيه أَكْرَمَ يُكْرِمُ نُكْرِمُ تُكْرِمُ أُكْرِمُ، دَحْرَجَ أُدَحْرِجُ تُدَحْرِجُ يُدَحْرِجُ نُدَحْرِجُ. وَضُمَّهَا مِنْ أَصْلِهَا الرُّبَاعِي ... مثل يُجِيبُ مَنْ أَجَابَ الدَّاعِي

وَمَا سِوَاهُ فَهِيَ مِنْهُ يُفْتَتَحْ ... وَلا تُبَلْ أَخَفَّ وَزْنًا أَمْ رَجَحْ مِثَالُهُ يَذْهَبُ زَيْدٌ وَيَجِي ... وَيَسْتَجِيشُ تَارَةً وَيَلْتَجِي (¬1) نظمها الحريري في الملحة، إذًا الضابط هنا بالنظر إلى الماضي إن كان ثلاثيًّا أو خماسيًّا أو سداسيًّا فتحت حرف المضارعة، إن كان رباعيًّا حينئذٍ تضمه. (فَإِنْ بِمَعْلُوْمٍ) (فَإِنْ) الكلام في المعلوم فإن كانت حروف نأتي حالة (بِمَعْلُوْمٍ) يعني: في أول الفعل المبني للمعلوم. مضارع مبني للمعلوم (فَفَتْحُهَا وَجَبْ) الفاء وقعت في جواب الشرط، وفتح هذا مصدر مضاف لمفعوله، يعني: فتحك إياها. فتحها أي: حروف (نَأْتِي)، (وَجَبْ) هو أي: الفتح هذا خبر فتحها. إذًا مبتدأ وخبر، (إلاَّ الرُّبَاعِيْ) يعني: إلا المضارع المبني للمعلوم الرباعي يعني الذي أصله الماضي يكون رباعيًّا مثل دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ (غَيْرُ ضَمٍّ مُجْتَنَبْ)، وغير الضم ما هو؟ الفتح والكسر هذا الأصل إذا نظرنا له، حينئذٍ نقول: (غَيْرُ ضَمٍّ) الفتح والكسر ... (مُجْتَنَبْ). وهل هذا مراده؟ لا، إنما المراد (غَيْرُ ضَمٍّ) الذي هو الفتح، لأن الكسر ليس بداخل عندنا، إما فتح وإما ضم، غير الضم هو الفتح، إذًا الذي يجتنب ويترك ويهمل هو الفتح، والضم هو الذي يُسلك. إذًا (إلاَّ الرُّبَاعِيْ) مطلقًا سواء كان أصله ثلاثيًّا أو غيره، فشكل (غَيْرُ) - وهو الفتح - (ضَمٍّ مُجْتَنَبْ)، (مُجْتَنَبْ) اسم مفعول اجتنبه إذا تركه إلى ناحية جنبه خبر (غَيْرُ ضَمٍّ)، (غَيْرُ) بالرفع لا بالفتح، (غَيْرُ ضَمٍّ) وهو الفتح (مُجْتَنَبْ) أي: مطلق الترك والإهمال وعدم الاستعمال. ثم قال: وَمَا قُبَيْلَ الآخِرِ اكْسِرْ أَبَدَا ... مِنَ الَّذِي عَلَى ثَلاَثَةٍ عَدَا فِيْمَا عَدَا مَا جَاءَ مِنْ تَفَعَّلاَ ... كَالآتِيْ مِنْ تَفَاعَلَ اوْ تَفَعْلَلاَ هذا يأتي إن شاء الله تعالى يحتاج إلى كلام. نقف على هذا، والله أعلم، وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أي نعم هذا تنبيه على ما مضى الأبيات السابقة قوله ماذا؟ في أي بيت؟ ثُمَّ الرُّبَاعِيُّ بِبَابٍ وَاحِدِ ... وَالْحِقْ بِهِ سِتًّا بِغَيْرِ زَائِدِ فَوْعَلَ فَعْوَلَ كَذَاكَ فَيْعَلاَ ... فَعْيَلَ فَعْلَى وَكَذَاكَ فَعْلَلاَ فَعْلَلا ملحق بفَعْلَلَ، قلنا ماذا؟ (ثُمَّ الرُّبَاعِيُّ بِبَابٍ وَاحِدِ) وزنه ماذا؟ فَعْلَلَ، (وَالْحِقْ بِهِ سِتًّا) الحق بفَعْلَلَ ستًا من هذه الستة فَعْلَلا الأخير فَعْلَلا يلحق بفَعْلَلَ الجواب أن يقال: فَعْلَلَ الملحق به اللام الأولى والثانية أصليتان، دَحْرَجَ، وفَعَلْلَ الملحق الذي هو جَلْبَبَ اللام الثانية زائدة، جَلْبَبَ على وزن فَعْلَلَ، شَمْلَلَ على وزن فَعْلَلَ، اللام الثانية هذه زائدة. إذًا فَعْلَلا الملحق ليس فيه اللامان أصليين، وإنما اللام الأولى أصلية واللام الثانية زائدة فعُبر عنها لأنها موافقة للام على ما ذكرناه سابقًا. ¬

_ (¬1) ملحة الإعراب الأبيات 38: 40 ص 27 طبعة دار الأمل - الأردن.

وَفَعْلَلَ الملحق به الأصل اللام الأولى واللام الثانية أصليتان، وهذا المتن فيه قواعد جيدة لذلك يفوق اللامية من مارس الكتاب هذا يستفيد كثيرًا. أسئلة: - لماذا فتح الماضي في ضَرَبَنَا وسُكِّنَ في ضَرَبْنَا؟ : ضَرَبَنَا نَا المفعولية، وَضَرَبْنَا نَا الفاعلية، ضَرَبَنَا نا هذه لم تتصل بالفعل، فالاتصال هنا في اللام في اللفظ فقط وإلا فالأصل أنه منفصل لأن الفاعل يفصل في الرتبة بين العامل والمفعول، ضَرَبَنَا زَيْدٌ هنا الترتيب ضَرَبَ، ثم زَيْدٌ، ثم نَا، فيبقى على أصله فحينئذٍ اتصال نَا بضَرَبَ نقول: على نية الانفصال لا على نية الاتصال، بخلاف ضَرَبْنَا فإن نَا هنا دالة على الفاعلين فهي متصلة به اتصالاً تامًا لأن الفاعل والعامل الفعل كجزء واحد من الكلمة. فَعَلَ يَفْعِلُ مصدره الميمي على وزن مَفْعَل ((إلا بكسرها يبن))، لا بكسرها إذًا على وزن مَفْعَل هذا صحيح أو لا؟ أو نسيتم؟! فَعَلَ يَفْعِلُ بكسر العين مصدره الميمي على وزن مَفْعَل سليم، واسم الزمان والمكان منه على وزن مَفْعِل، افتراقا صحيح هذا؟ هل كسر مَفْعِل في فَعَلَ يَفْعِل شاذّ؟ في المصدر لا في اسم الزمان والمكان، نعم شاذّ في المصدر كالمرجع والمصير، رَجَعَ يَرْجِعُ الأصل مَرْجَع على وزن مَفْعَل، لكن سُمِعَ مَرْجِع فيكون شاذًّا [نعم]. والله أعلم.

6

عناصر الدرس * تتمة حكم المضارع. * فعل الأمر اشتقاقه وحكمه. * أوزان اسمى الفاعل والمفعول من الثلاثي. * أوزان أمثلة المبالغة. * فصل في تصريف الصحيح. * أوجه تصرف الماضي والمضارع والأمر. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: وقفنا عند قول الناظم رحمه الله تعالى: وَمَا قُبَيْلَ الآخِرِ اكْسِرْ أَبَدَا ... مِنَ الَّذِي عَلَى ثَلاَثَةٍ عَدَا ثم شرع يبين لنا المضارع أنه يُعَلَّم بأحد حروف ((نأتي)) بشرطٍ تكون (لِمَشْهُوْرِ الْمَعَانِي تَأْتِي)، ثم بَيَّنَ حركة هذه الحروف في أول الفعل المضارع، (فَإِنْ بِمَعْلُوْمٍ فَفَتْحُهَا وَجَبْ) يعني: إن لم يكن مبنيًا للمجهول (فَفَتْحُهَا وَجَبْ إلاَّ الرُّبَاعِيْ) يعني: المضارع الثلاثي مأخوذ من الماضي الثلاثي، وكذلك الخماسي، والسداسي، النظر يكون للماضي حينئذٍ ما عدا الرباعي يُفتح حرف المضارعة، ذَهَبَ يَذْهَبُ، ضَرَبَ يَضْرِبُ، طَلَقَ يَنْطَلِقُ، اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ، ما عدا الرباعي استثناه بقوله: (إلاَّ الرُّبَاعِيْ). أي: إلا المعلوم الرباعي مطلقًا (غَيْرُ ضَمٍّ مُجْتَنَبْ)، (غَيْرُ ضَمٍّ) الذي هو الفتح إن كان دخل فيه الكسر إلا أنه مقابلٌ بما سبق، (غَيْرُ ضَمٍّ مُجْتَنَبْ) يعني: متروك، إذا كان متروك (غَيْرُ ضَمٍّ مُجْتَنَبْ) يعني: الفتح (مُجْتَنَبْ) يجب اجتنابه. ثم انتقل إلى حرف الذي قبل الأخير ما حركته؟ قال: (وَمَا قُبَيْلَ الآخِرِ). أي: الحرف الذي استقر (قُبَيْلَ) أي: قبل وهذا به تصغير من أجل الوزن فقط وإلا المراد به قبل الآخر، للمضارع المعلوم لأن المضارع المبني للمجهول يكون ما قبل الآخر مفتوحًا هذا هو الأصل (وَمَا قُبَيْلَ الآخِرِ اكْسِرْ أَبَدَا) دائمًا ضَرَبَ يَضْرِ يَضْرِبُ، يُدَحْرِ يُدَحْرِجُ، يَنْطَلِقُ، يَسْتَخْرِجُ هذا ضابط جيد أن ما قبل الآخر في الفعل المضارع المبني للمعلوم يكون مكسورة وَمَا قُبَيْلَ الآخِرِ اكْسِرْ أَبَدَا ... مِنَ الَّذِي عَلَى ثَلاَثَةٍ عَدَا يعني: الرباعي، والخماسي، والسداسي إن كان في بعض الثلاثي كذلك لكنه ليس مطردًا (مِنَ الَّذِي) يعني: حال كون (مَا قُبَيْلَ الآخِرِ) كائنًا من الفعل المضارع المعلوم (الَّذِي عَلَى ثَلاَثَةٍ) يعني: على أحرفٍ ثلاثةٍ ... (عَدَا) يعني: جاوز الثلاثة، يعني: الرباعي، والخماسي، والسداسي، من الذي عدا على ثلاثة (عَدَا) بمعنى جاوز، والضمير هنا يعود على ... (الَّذِي) وهو صلة الموصول، (الَّذِي) يعني: فعل مضارع معلوم (عَدَا) يعني: تجاوز ثلاثة أحرف. ثم استثنى بعض أفعال يعني ثلاثة فِيْمَا عَدَا مَا جَاءَ مِنْ تَفَعَّلاَ ... كَالآتِيْ مِنْ تَفَاعَلَ اوْ تَفَعْلَلاَ

البيت السابق يقول في الرباعي والخماسي والسداسي سواءٌ كان رباعيًا نحو: يُدَحْرِجُ، أو خماسيًا نحو: يَنْقَطِعُ، وسداسيًا نحو: يَسْتَخْرِجُ، ثم استثنى (مِنَ الَّذِي عَلَى ثَلاَثَةٍ عَدَا) وقال إلى ما ذكرناه سابقًا (فِيْمَا عَدَا مَا جَاءَ مِنْ تَفَعَّلاَ)، (فِيْمَا) يعني: وهذا في كلِّ فعلٍ زاد حروفه على ثلاثة أحرف، (عَدَا) أي: سوى استثناء، (مَا جَاءَ) يعني: الفعل الذي جاء عن العرب وسُمِعَ (مِنْ تَفَعَّلاَ) يعني: حال كونه من باب (تَفَعَّلاَ) مضعّف العين من الخماسي مزيد على الثلاثي، ويُفْتَح ما قبيل الآخر، فإن كان على وزن (تَفَعَّلاَ) تَكَلَّمَ نقول: في المضارع، يَتَكَلَّمُ، قلنا: قاعدة كسر ما قبل الآخر، لكن لَمَّا كان على وزن (تَفَعَّلاَ) وهذا قواعد مسموعة من لسان العرب لكن بالاستقراء والتتبع، حينئذٍ نقول: تَكَلَّمَ يَتَكَلَّمُ، تَعَلَّمَ يَتَعَلَّمُ، تَكَلَّفَ يَتَكَلَّفُ، إذًا بفتح ما قبل الآخر لأنه على وزن (تَفَعَّلاَ). إذًا (فِيْمَا عَدَا مَا جَاءَ مِنْ تَفَعَّلاَ كَالآتِيْ) يعني: كالمضارع المعلوم كذلك الآتي والوارد والثابت عن العرب من باب (تَفَاعَلَ) خماسي المزيد على الثلاثي (تَفَاعَلَ) تَقَاتَلَ ماذا؟ يَتَعَاظَمُ (اوْ) من باب (تَفَعْلَلاَ) يعني: من الخماسي المزيد على الرباعي تَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ، إذًا هذه ثلاثة أبواب يُستثنى فيها ما قبيل الآخر فالأصل فيه الكسر ويستثنى هذه الثلاثة الأبواب فيفتح ما قبل الآخر، (وَمَا قُبَيْلَ الآخِرِ اكْسِرْ أَبَدَا) هذا هو الأصل، (مِنَ الَّذِي عَلَى ثَلاَثَةٍ عَدَا)، يعني: (مِنَ الَّذِي) فعل مضارع معلوم جاوز على أحرفٍ ثلاثةٍ، (فِيْمَا عَدَا مَا جَاءَ مِنْ تَفَعَّلاَ) يعني: في الفعل المضارع المعلوم الذي جاء من غير (تَفَعَّلاَ) يعني: الذي جاء على ... (تَفَعَّلاَ) فحكمه حكمٌ آخر، كذلك الذي جاء من باب (تَفَاعَلَ) أو من باب (تَفَعْلَلاَ) حينئذٍ حكمه حكمٌ آخر فيفتح ما قبل الآخر، نحو: يَتَعَلَّمُ، وَأَتَكَلَّمُ، وَنَتَفَهَّمُ، وَتَتَرَدَّدُ، فتح ما قبل الآخر مطلقًا في هذه الأفعال، ... و (تَفَاعَلَ) تَعَاظَمُ يَتَعَاظَمُ، و (تَفَعْلَلاَ) يَتَدَحْرَجُ، فحينئذٍ يكون الفارق في هذه الأبواب الثلاثة بين المعلوم والمجهول فتح حرف المضارعة، إذا فتح ما قبل الآخر والقاعدة أن المبني للمجهول يُضم أوله ويفتح ما قبل آخره، حينئذٍ كيف نفرق بين هذه الأفعال الثلاثة الأبواب الثلاثة إذا فتح ما قبل آخرها بينها بين المعلوم والمجهول؟ نقول: بضم الأول لأن الأول يكون ماذا؟ يكون مضمومًا أَتَكَلَّمُ أَتَكَلَّ إذًا فتح ما قبل آخره لكن الهمزة مفتوحة وإذا كانت مفتوحة فحينئذٍ يكون مبنيًا للمعلوم، فالنظر يكون للأول إذا كان مفتوحًا فحينئذٍ نقول: هذا مبنيٌ للمعلوم، وإن كان مضمومًا حينئذٍ القاعدة أنه مبنيٌ للمجهول.

وفي الرباعي كسر ما قبل آخر الفعل، وفي غيرها فتح حرف المضارعة وكسر ما قبل الآخر، إذًا إما أن يكون النظر إلى حرف المضارعة، أو ما قبل الآخر، يعني: قد يلتبس في بعضٍ إما أن يكون الأول مضموم في المعلوم فحينئذٍ يشتبه بالمجهول لكن ننظر ما قبل الآخر فإن كان مفتوحًا فهو مبنيٌ للمجهول، يعني: ضُمَّ أوله وفتح ما قبل آخره فإن ضم أوله وكسر ما قبل آخره فهو مبني للمعلوم، إن فتح ما قبل آخره فحينئذٍ يلتبس بالمبني للمجهول فإن كان أوله مضمومًا فهو مبنيٌ للمجهول، فإن كان مفتوحًا فهو مبنيٌ للمعلوم. ثم قال: وَإِنْ بِمَجْهُوْلٍ فَضَمُّهَا لَزِمْ ... كَفَتْحِ سَابِقِ الَّذِي بِهِ اخْتُتِمْ (وَإِنْ) يعني: الكلام في حروف ((نأتي)) إن ضمت في المجهول فحينئذٍ نقول: هذا مبنيٌ للمجهول لكن بشرط أن يُفتح ما قبل الآخر، (وَإِنْ) كانت حروف ((نأتي)) حالةً (بِمَجْهُوْلٍ)، (وَإِنْ بِمَجْهُوْلٍ)، ... (بِمَجْهُوْلٍ) هذا متعلقٌ بمحذوف خبر، خبر ماذا؟ خبر كان المحذوفة مع اسمها، وهذا مر معنا بالأمس. وَيَحْذِفُونَهَا وَيُبْقُونَ الْخَبَرْ ... وَبَعْدَ إِنْ وَلَوْ كَثِيرًا ذَا اشْتَهَرْ (¬1) (وَإِنْ بِمَجْهُوْلٍ) وإن كانت حروف ((نأتي)) حالةً (بِمَجْهُوْلٍ) يعني: بمضارعٍ مبنيٍ للمجهول، (وَإِنْ) كانت حروف نأتي حالةً بمضارع مجهولٍ فاعله يعني: حذف الفاعل وأقيم المفعول به مقامه فارتفع ارتفاعه، حينئذٍ ما حكمها؟ هل هي كالمعلوم؟ قال: لا (فَضَمُّهَا) أي: هذا الأحرف (لَزِمْ) وجب، يُضم أوله لماذا؟ لأن العرب التزمت التفرقة بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول لئلا يلتبس نائب الفاعل بالفاعل، ففرقت بينهما بتغير الصيغة، سواء كان في الثلاثي، أو في الرباعي، أو الخماسي، أو السداسي، ... (فَضَمُّهَا) أي: حروف ((نأتي)) (لَزِمْ) يعني: وجب، (ضَمُّهَا) هذا مبتدأ، و (لَزِمْ) جملة خبر، والهاء هنا الضمير يعود على حروف ((نأتي)) (ضَمُّهَا) لإضافة المصدر لمفعوله (لَزِمْ) بخبر المبتدأ، (لَزِمْ) يعني: الضم (كَفَتْحِ سَابِقِ الَّذِي بِهِ اخْتُتِمْ) يعني: كفتح الذي أو الحرف الذي قبل الآخر، الذي اخُتتم به الفعل هذا الحرف الأخير هذا يكون محلاً للإعراب أو للبناء، قبل الذي سبقه الحرف قبيل الآخر يفتح وهذا في المضارع، وأما الماضي يكسر ما قبل آخره، (كَفَتْحِ) الكاف للتشبيه هنا، تشبيه في ماذا؟ في اللزوم، لأن الأول مشبه المشبه الضم والمشبه به الفتح، والقدر المشترك بينهما هو اللزوم، يعني: يجب الضم ضم حروف ((نأتي)) كما يجب فتح ما قبل الآخر، فالتشبيه في الحكم فقط لا في الضم والفتح، (كَفَتْحِ) إذًا التشبيه هنا في اللزوم (فَتْحِ سَابِقِ) فتح حرفٍ (سَابِقِ) الحرف الذي اختتم به الفعل المضارع، (الَّذِي بِهِ) أي: بهذا الحرف السابق (اخْتُتِمْ) هو أي: المبني للمجهول، والمعنى أن المضارع المجهول قلنا فيما سبق: أن المجهول التسمية هذه فيها نظر، إنما يقال المضارع مغير الصيغة هذا أولى، أما المجهول هذا فيه محظوران: المحظور الأول: أنه قد يقع في الكتاب والسنة ويكون المحذوف فاعل الله عز وجل أو يكون معلومًا وإذا قيل مجهول حينئذٍ صار فيه إشكال. ¬

_ (¬1) الألفية البيت: 155.

وثانيًا: أن المجهول نسبةً إلى الجهل، مبنيٌ للمجهول، فحينئذٍ يفيد بأن الغرض من حذف الفاعل هو الجهل به وليس الأمر كذلك، بل أغراه حذف الفاعل كثيرًا والجهل منها واختلف هل الجهل يُسلم به بأنه غرضٌ أم لا؟ والمشهور عند ابن مالك أنه ليس بغرض لماذا؟ لأنه يمكن أن يُؤتى باسم فاعل من مادة الفعل فيرفع على أنه فاعل {سَأَلَ سَائِلٌ} [المعارج: 1] سُرق المتاع لا يتعين هنا حذف؟ ما تعرف من السارق، مجهول، لكن يمكن أن تأتي بفاعل كيف سَرَقَ سَارِقٌ المتاع، ... {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} جاء في القرآن، إذًا يمكن أن يؤتى باسم فاعل فيرتفع على أنه فاعل ولا يلزم منه عن الجهر بالفاعل أن لا يمكن أن يؤتى بفاعلٍ، إنما يؤتى باسم فاعلٍ مشتقٍ من مادة الفعل الذي عَمِلَ في الفاعل، إذًا لا يُسلم بأن الجهل غرضٌ من أغراض حذف الفاعل، فإذا قيل: مبنيٌ للمجهول عينته، أليس كذلك؟ عينته بأن المحذوف هنا لأجل الجهل، وهذا ليس بصحيح. إذًا الأولى أن يعبر بأنه مغير الصيغة. إذًا معنى البيت أن المضارع المجهول - لكن هذا الذي اشتهر نقول: معهم - مضارع المجهول يُضم أوله الذي هو حرفٌ من حروف ((نأتي))، ويفتح ما قبل آخره وجوبًا فيهما، يعني: الضم واجب والفتح واجب، وما بينهما يبقى على حاله وهيئته من الحركات والسكنات لا فرق بين المعلوم والمجهول، إذًا التغيير إنما يكون للأول وما قبل الآخر، نحو ماذا؟ يُنْصَرُ نَصَرَ يَنْصُرُ يُنْصَ يُنْصَرُ إذًا ماذا صنعت؟ النون ساكنة كما هي في المعلوم والمجهول، وإنما ضممتَ حرف المضارعة بعد أن كان مفتوحًا غيَّرتَه - لا بد من التغيير - يَنْ يُنْ يَنْصُ الصاد مضمومة في المبني للمعلوم فتحتها يَنْصَرُ، وكذلك يُدَحْرَجُ دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ ماذا صنعت؟ يُدَحْرِجُ ضممت أوله والضمة هذه لأجل كونه رباعيًا - وإن اشتبهت في اللفظ - لكن ما الذي يميز بين المبني للمعلوم والمغير الصيغة في يُدَحْرِجُ، يُدَحْرِجُ هذا مبني للمعلوم يُدَحْرَجُ هذا مبني للمجهول، الفرق بينهما ما قبل الآخر إن كان مكسورًا فهو مبنيًا للمعلوم، وإن كان مفتوحًا فهو مبنيٌ للمجهول، وأوله مضمومٌ فيهما في المعلوم والمجهول، إذًا قد يشتبه الأول فنرجع إلى الثاني، وقد يشتبه الثاني فنرجع إلى الأول .. وهكذا، إذًا وما بينهما يبقى على حالته في المعلوم نحو: يُنْصَرُ وَيُدَحْرَجُ، وكذا في الخماسي، والسداسي مطلقًا. إذًا (وَإِنْ بِمَجْهُوْلٍ فَضَمُّهَا) أي: حروف ((نأتي)) (لَزِمْ) يعني: وجب (كَفَتْحِ سَابِقِ الَّذِي) كفتح حرف سابق الحرف (الَّذِي بِهِ) أي: الفعل (اخْتُتِمْ) هو أي المجهول، بقي الحرف الأخير من الفعل وحكمه أنه محلٌ للبناء والإعراب، يعني: لا نظرَ للصرفيين في الحرف الأخير من حيث الإعراب والبناء، لكنه من باب التتميم ذكره فقال: وَآخِرٌ لَهُ بِمُقْتَضَى العَمَلْ ... مِنْ رَّفْعٍ اوْ نَصْبٍ كَذَا جَزْمٌ حَصَلْ

(وَآخِرٌ) الآخر خلاف الأول نقيضه ضده، (وَآخِرٌ) أي: حرفٌ آخرٌ كائنٌ (لَهُ) أي: المضارع مطلقًا سواء كان مبنيًا للمعلوم أو كان مبنيًا للمجهول، فلا فرق حينئذٍ من حيث العمل، الفعل المضارع يستوي، يفترقان في بعض الأحكام المتعلقة ببنية الحروف، وأما من حيث العمل كونه معربًا أو مبنيًا فلا فرق بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول، (وَآخِرٌ) قلنا هذا مبتدأ أي حرفٌ آخرٌ نعتٌ لمنعوتٍ محذوف (لَهُ) كائنٌ له أي: المضارع سواءٌ كان معلومًا أو مجهولاً كائنٌ له، (بِمُقْتَضَى العَمَلْ) وآخرٌ بمقتضى العمل، (آخِرٌ) ثابتٌ وحاصلٌ بمقتضى العمل، إذًا (بِمُقْتَضَى) جارٌ مجرور متعلق بمحذوف الخبر مبتدأ، (آخِرٌ) مبتدأ خبره (بِمُقْتَضَى العَمَلْ)، (مُقْتَضَى) مضاف والعملِ الأصل فيه الكسر مضافٌ إليه والإضافة للبيانِ هنا، (مِنْ رَّفْعٍ) يعني: بين العمل حالة كونه (مِنْ رَّفْعٍ) فيُرفع الحرف الآخر لأن العمل يقتضي ذلك، فإذا جُرِّدَ الفعل المضارع المبني للمجهول أو للمعلوم عن ناصبٍ وجازمٍ، حينئذٍ ارتفع الفعل المضارع، والعامل فيه هو التجرد (مِنْ رَّفْعٍ) سواءٌ كان رفعًا بحركة أو بحرفٍ أو (اوْ نَصْبٍ) كذلك بحركةٍ أو بحرفٍ، صحيح بحركةٍ أو حرفٍ؟ نعم أو حرفٍ لكن بحذفه لا بثبوته وذلك إذا تقدم عليه ناصبٌ أن، ولن، وإذًا، وكي، سواءٌ كان أن مضمرة أو كانت ظاهرةً (كَذَا جَزْمٌ حَصَلْ) مثل ذا المذكور من الرفع والنصب يكون الآخر مجزومًا في الكون من العمل هذا خبرٌ مقدم و (جَزْمٌ) مبتدأٌ مؤخر، كذلك جزمٌ بحذف حركة أو بحذف حرفٍ (حَصَلْ) الجزم، والجملة نعتٌ للجزم، كذا جزمٌ حاصل (كَذَا جَزْمٌ حَصَلْ) إذًا آخر الفعل المضارع معلومًا أو مبنيًا للمجهول يكون بمقتضى العمل، إن كان العمل يقتضي الرفع رُفِعَ إما بحركة أو بحرف، إن كان سُبِقَ بناصبٍ حينئذٍ نقول: آخره منصوب إما بحركة أو بحرف. وثالثًا: إن كان سبقه جازمٌ لم، ولَمَّا .. إلى آخر ما ذكر، فحينئذٍ نقول هذا مجزومٌ وهو حكم الآخر، وهذا من باب الاستطراد والتتميم. ثم قال رحمه الله تعالى: أَمْرٌ وَنَهْيٌ إِن بِهِ لاَمًا تَصِلْ ... أَوْلاَ وَسَكِّنْ إِنْ يَّصِحَّ كَلْتَمِل وَالآخِرَ احْذِفْ إنْ يُّعَلْ كَالنُّوْنِ فِي ... أَمْثِلَةٍ وَنُوْنُ نِسْوَةٍ تَفِي

(أَمْرٌ وَنَهْيٌ) أمرٌ هذا خبرٌ محذوف هو أمرٌ يعني: الفعل المضارع يكون أمرًا وهذا عند الصرفيين، أما النحاة فلا يسمى أمرًا الفعل المضارع لا يسمى أمرًا، وإنما يقال: دخلت عليه لام الأمر فأفاد الفعل المضارع بالواسطة الأمر، ولذلك إذا أرادوا أن يضبطوا فعل الأمر قالوا: ما دل على الأمر بصيغته احترازًا عن ما دل على الأمر بواسطةٍ، فلا يسمى أمرًا، وأما عند الصرفيين فكما أطلق عليه الناظم هنا تبعًا للأصل (أَمْرٌ) وعند الأصوليين يسمى أمرًا، ولذلك من صيغ الأمر عندهم في باب الأمر {لِيُنفِقْ} [الطلاق: 7] قالوا: هذا فعل أمر. كيف فعل أمر وهو مضارع؟ قالوا: العبرة بالمعنى. وهو ما دل على الطلب، فكل ما دل على الطلب سواءٌ كان بالصيغة أو بواسطة فهو أمرٌ، كذلك هنا يسمى الفعل المضارع أمرًا، ذًا (أَمْرٌ) هذا خبرٌ لمحذوف، هو أي: المضارع يسمى بذلك لأنه أمرٌ، (وَنَهْيٌ) الواو بمعنى أو يعني: أو نهيٌ، والنهي والأمر ضدان، متى نقول هو أمر الفعل المضارع ومتى نقول نهي؟ إذا دخل عليه اللام الأمر فهو أمرٌ، وإذا دخل عليه لا الناهية فهو نهي. حينئذٍ هنا النظر إلى المعنى المركب من الحرف والفعل، وعند الأصوليين كذلك يسمى لا تضرب يسمى نهيًا، وأما عند النحاة فالعبر هنا بما دل عليه الحرف وهو لا، لا ناهيةٌ والفعل داخلٌ في حيّز النهي فحينئذٍ الفعل لا يسمى نهيًا في الأصل وإنما مدلوله مركب من الحرف والفعل يُسمى نهيًا، على كلٍّ هذا اصطلاحٌ عند بعض الصرفيين أن الفعل المضارع يكون نهيًا إذا دخلت عليه لا الناهية، لا تضرب هذا نهيٌ، لتضرب هذا أمرٌ، فالعبرة حينئذٍ بالنظر إلى الحرف الذي دخل على الفعل المضارع.

(أَمْرٌ وَنَهْيٌ إِن بِهِ لاَمًا تَصِلْ) إن تصل به بالمضارع لامًا، لامًا هذا مفعولٌ مقدم لقوله: (تَصِلْ) [أو لتصل]. مضارع وَصَلَ، وَصَلَ (تَصِلْ)، و (لاَمًا) مفعولٌ به مقدم، (إِن بِهِ) الضمير يعود إلى المضارع، هذا راجعٌ لأي شيء؟ (أَمْرٌ وَنَهْيٌ إِن بِهِ لاَمًا تَصِلْ) هذا راجعٌ للأول، يعني: رتب ثم نشر حينئذٍ قال: (أَمْرٌ وَنَهْيٌ)، ثم بين لك حقيقة الأمر وهو أن تصل به يعني: بالفعل المضارع لامًا وهي لام الطلب - لكن مرت معنا في ((الآجرومية)) وهي: لام الأمر والدعاء - والمعنى أن الفعل المضارع إن دخلت عليه لام الأمر واتصلت به فإنه يصير أمرًا سواءٌ كان غائبًا نحو: ... {لِيُنفِقْ}، {لِيُنفِقْ} هو ينفق فعل مضارع دخلت عليه لام الأمر فهو أمرٌ، وكذلك تدخل على تاء الخطاب (فبذلك فلتفرحوا) قراءةٍ، وكذلك تدخل على الصحيح على المتكلم لكنه على قلةٍ «قوموا فلأصلي لكم» إذًا هذه ثلاث مواضع دخلت لام الأمر على الغائب وعلى الخطاب وعلى المتكلم، لكن المشهور هو دخول لام الأمر على الغائب، هذا كثير في لسان العرب، (أَوْلاَ) أو اتصل به (لا) أو لا ليس النفي هنا (أَوْلاَ) يعني: اتصل به لا الناهية، حينئذٍ يكون نهيًا، أو اتصل به يعني: بالفعل المضارع هذا راجعٌ للنهي (أَوْلاَ) أو اتصل به لا يعني: اللفظ الدال على النهي، فهو عطفٌ على (لاَمًا) وراجعٌ للنهي، والمعنى أن المضارع إذا دخلت عليه لا الناهية فإنه يكون نهيًا للغائب وكذلك للحاضر، غائب مثل ماذا؟ {فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ} [الإسراء: 33] {فَلاَ يُسْرِف} لا ناهيةٌ و {يُسْرِف} الياء هذه للغائب أليس كذلك؟ لا تضرب هذا للخطاب، كذلك تدخل على المتكلم كقول الشاعر: فلا أعرفنك بعد الموت تندبني فلا أعرفنك كأنه نهى نفسه يعني: نَزَّل نفسه مُنَزَّلة الغيب فنهاها هذا المراد، إذًا (أَمْرٌ وَنَهْيٌ إِن بِهِ لاَمًا تَصِلْ) إن تصل به لامًا (أَوْلاَ) هذا من حيث المعنى. ثم قال: (وَسَكِّنْ إِنْ يَّصِحَّ كَلْتَمِل) يعني: حكم فعل المضارع من حيث الإعراب والبناء إن دخل عليه لام الأمر ولا الناهية فهو مجزوم وهو من أدوات الجزم، وإذا كان من أدوات الجزم فإما أن يكون الفعل المضارع صحيح الآخر أو لا، إن كان صحيح الآخر حينئذٍ يجزم بالسكون، ولذلك قال: (وَسَكِّنْ إِنْ يَّصِحَّ) يعني: إن كان آخره حرفًا صحيحًا ليس بحرف علة، كذلك لم يتصل به ألف الاثنين ولا واو الجماعة ولا ياء مؤنثة المخاطبة، يعني: ليس من الأمثلة الخمسة (وَسَكِّنْ) آخر المضارع متى؟ (إِنْ يَّصِحَّ) يعني: إن يكن حرفًا صحيحًا ولم يتصل به ما ذُكِر، (إِنْ يَّصِحَّ) آخر المضارع (كَلْتَمِل) لتمل تَمِيل مضارع مَالَ. قال: الشارح: وينبغي ضبطه بالمثنى التحتيّة لِيَمِلْ لأن لام الأمر لا تدخل على فعل الواحد المعلوم لغلبة استعماله، وتدخل في المجهول لقلة استعماله.

على كلٍّ يجوز الوجهان، والمشهور بالياء، لتمل تَمِلْ فعل مضارع مجزومٌ بلام الأمر وجزمه سكون آخره، (وَالآخِرَ احْذِفْ إنْ يُّعَلْ)، (وَالآخِرَ احْذِفْ) احذف الآخر يعني الحرف الأخير من الفعل المضارع إذا دخل عليه لام الأمر أو لا الناهية (احْذِفْ) متى؟ (إنْ يُّعَلْ) يعني: إن يكن حرف علةٍ، وهو الواو يدعو، أو الياء يرمي، أو الألف يخشى، أليس كذلك؟ حينئذٍ يجزم بحذف حرف العلة (وَالآخِرَ) يعني: حرف الآخر الأخير من المضارع (احْذِفْ إنْ يُّعَلْ) يعني: إن يكن حرف علةٍ، أي: احذف الحرف الأخير من المضارع الذي اتصلت به لام الأمر أو لام ناهية، (إنْ يُّعَلْ) وسكنه هنا للوزن إن يُعَلَّ بالتشديد هذا الأصل إنما سكنه لضرورة الوزن، أي: إن يكن حرف علةٍ أي: علامة الجزم في الناقص سقوط لام الفعل نحو: ليغز، ولا يغزً، ولترمِ، ولا ترمِ، ليغزُ نقول: فعل مضارع مجزومٌ بلام الأمر، وعلامة جزمِه أو جزمُهُ حذف حرف العلة، لا تغزُ لا ناهية وتغزُ فعل مضارع مجزومٌ بلا الناهية، وجزمه حذف حرف العلة. كذلك لترمِ، وكذلك لا ترمِ. (كَالنُّوْنِ فِي أَمْثِلَةٍ) هذا النوع الثالث، وهو ما كان من الأمثلة الخمسة يعني: إذا اتصل بالفعل المضارع ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء مؤنثة المخاطبة، ودخل عليه لام الأمر أو لا الناهية، حينئذٍ جزمه بحذف النون ... (كَالنُّوْنِ) تشبيه في الحذف كما يُحذف حرف العلة تحذف كذلك النون، لكن (كَالنُّوْنِ) الكائنة (فِي أَمْثِلَةٍ) خمسةٍ في حالة الرفع بالثبوت، وبحالتي النصب والجزم تكون بحذف حرف النون، (كَالنُّوْنِ فِي أَمْثِلَةٍ) خمسةٍ فإنها تحذف بلام الأمر ولا الناهية كقوله: لينصروا. ولا ينصروا، ولينصرا، ولا ينصرا، ولتنصري، ولا تنصري، والإعراب واضحٌ. (وَنُوْنُ نِسْوَةٍ تَفِي) هذا دفع إيهام يعني: إذا مر بك نون الأمثلة الخمسة ودخل اللام أو لا الناهية احذفها، ولا يلتبس عليك ذلك بنون النسوة إذا وجدتها أو دخلت لام الأمر أو لا الناهية تحذفها، لا لأن نون النسوة فاعل حينئذٍ لا يجوز حذفه البتة، وليس هو بعلامة جزمٍ في الموضعين، إذًا (وَنُوْنُ نِسْوَةٍ) ونون جمع نسوةٍ (تَفِي) يعني: تثبت مع الجازم سواء كان اللام أو لا (تَفِي) هذا مضارع وَفَى بمعنى تم وكمل، وفاعله ضمير النون وصلته محذوفة أي: مع لام الأمر ولا الناهية، (نُوْنُ) وهذا مبتدأ وجملة (تَفِي) خبر المبتدأ أي: أن نون النسوة تثبت مع الجازم فليست كنون الأمثلة، نحو: لِيَضْرِبْنَ نسوة لِيَضْرِبْنَ مع بقاء النون، ولا يَضْرِبْنَ، هندات لا يَضْرِبْنَ حينئذٍ نقول: النون باقية مع لا الناهية. واضحٌ هذا؟ ثم قال: (وَبَدْأَهُ احْذِفْ يَكُ أَمْرَ حَاضِرِ) إذًا انتقل من بيان ما يتعلق بالفعل المضارع من حيث كونه أمرًا أو نهيًا إلى فعل الأمر الذي هو اصطلاح النحاة وَبَدْأَهُ احْذِفْ يَكُ أَمْرَ حَاضِرِ ... وَهَمْزًا انْ سُكِّنَ تَالٍ صَيِّرِ أَوْ أَبْقِ إِنْ مُحَرَّكًا ثُمَّ التَزِمْ ... بِنَاءَهُ مِثْلَ مُضَارِعٍ جُزِمْ يعني: كيف نأتي بفعل الأمر وهذا صرفٌ، السابق ليس بصرف إنما هو من باب التكميل والاستقراء وقواعد جيدة، إذًا كيف نشتق فعل الأمر من المضارع؟

يَرِدُ الإشكال هنا كيف تقول بأن فعل الأمر من المشتقات وهو مأخوذٌ من المصدر وهو الأصل؟ وحينئذٍ تقول هو مأخوذٌ من الفعل المضارع؟ الجواب أن المشتقات على نوعين: منها ما يؤخذ من المصدر مباشرةً كالماضي. ومنها ما يؤخذ من المصدر بواسطةٍ كفعل الأمر، بل بواسطتين هنا، أليس كذلك؟ أو بواسطة واحدة؟ واسطتان لماذا؟ لأن المضارع مأخوذٌ من الماضي، والماضي [من الأمر إذًا هو حفيد] (¬1) من المصدر نعم هو حفيد يعني. (وَبَدْأَهُ) أي: حرفًا مبدوءًا به في المضارع، وما هو الحرف الذي بُدأ به في المضارع؟ أحرف المضارعة التي هي أحرف ((نأيت))، إذًا أحرف ((نأيت)) نثبتها على الماضي من أجل أن ندل على أن الفعل صار مضارعًا، ثم إذا أردنا الأمر نحذفها نرده إلى السابق ... (وَبَدْأَهُ) أي: حرفًا مبدوءًا به المضارع (احْذِفْ)، (احْذِفْ) (بَدْأَهُ)، (بَدْأَهُ) هذا إيش إعرابه؟ مفعولٌ به مقدم (احْذِفْ) (بَدْأَهُ)، والضير يعود على المضارع يعني: الحرف المبدوء به الفعل المضارع (احْذِفْ يَكُ أَمْرَ حَاضِرِ)، (يَكُ) وهذا مجزوم لوقوعه في جواب الطلب (احْذِفْ) (بَدْأَهُ) (يَكُ)، يكن هذا الأصل يكن وَمِنْ مُضَارِعٍ لِكَانَ مُنْجَزِمْ ... تُحْذَفُ نُونٌ وَهُوَ حَذْفٌ مَا الْتُزِمْ (¬2) يعني: يجوز إذا كان الفعل مضارعًا مجزومًا سواءٌ كان بجازمٍ ملفوظٍ به كلم ونحوها، أو كان واقعًا في جواب الطلب يجوز حذف النون، لكنه حذفٌ جائزٌ لا واجب، وهنا كذلك أصل يكن بالنون حذفت من أجل التخفيف، ولهم شروطٌ في ذلك، إذًا (يَكُ) يكن هذا فعل مضارع ناقص مجزومٌ لوقوعه في جواب الطلب احذف بدأه يك إن تحذف يكن هذا المراد بالطلب، (يَكُ أَمْرَ) بالنصب على أنه خبر (يَكُ) واسمه محذوف يعود على المضارع (يَكُ) المضارع يعني: يصير (أَمْرَ حَاضِرِ) أمر مفردٍ مذكرٍ حاضرٍ (حَاضِرِ) اسم فاعل حَضَرَ ضد الغائب، الحاضر ضد الغائب، ... (وَهَمْزًا انْ) بنقل حركة الهمزة وإسقاطها لأجل الوزن، (وَهَمْزًا انْ سُكِّنَ تَالٍ صَيِّرِ) الواو داخلةٌ على (صَيِّرِ)، (صَيِّرِ) هي التي تلي الواو، وصير تالٍ همزة، وصير [نعم] وصير هذا أمرٌ من التصيير وصير ماذا؟ الحرف الذي بدأ به، متى؟ بعد حذف حرف المضارعة، إذًا حذفنا حرف مضارعة بقي ماذا؟ بقي الحرف الذي بُدأ به بعد حذف المضارعة صير ذلك الحرف همزًا متى؟ ¬

_ (¬1) سبق. (¬2) الألفية البيت: 157.

(انْ سُكِّنَ تَالٍ)، إذًا ننظر ما بعد حرف المضارعة، إن كان ساكنًا يتعذر الابتداء بالساكن ماذا نصنع؟ نجتلب همزة الوصل من أجل التمكن من الابتداء بالساكن يَضْرِب (وَبَدْأَهُ احْذِفْ) حذفت الياء، جاء التالي ساكن، إذًا ماذا؟ صير همزة يعني: ائت بهمزة وصل من أجل التمكن للابتداء بالساكن، ثم نكسرها أو نضمها أو نفتحها على ما سبق تقريره بالأمس، (وَهَمْزًا) هذا مفعول ثاني لصيّر (إنْ سُكِّنَ تَالٍ) سُكن مغير الصيغة، ... و (تَالٍ) حرف تال يعني: تابع لبدئه. (تَالٍ)، (سُكِّنَ تَالٍ)، (تَالٍ) هذا نائب فاعل وهو مرفوع، ورفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين، (تَالٍ) تالي بالياء الأصل، فلما نون التقى ساكنان الياء الساكنة والتنوين نون ساكنة وحذفت الياء، إذًا إعراب (تَالٍ) نقول: نائب فاعل مرفوع ورفعه ضمة مقدرة على الياء محذوفة للتخلص من التقاء الساكنين. إذًا ( .. وَهَمْزًا انْ سُكِّنَ تَالٍ صَيِّرِ أَوْ أَبْقِ إِنْ مُحَرَّكًا .. ) يعني: كان الحرف التالي كان محركًا. أبقه كما هو على حاله مثل ماذا؟ دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ ماذا تقول في الأمر؟ دَحْ إذًا حذفت حرف المضارعة أين همزة الوصل؟ لم نأت بهمزة الوصل لكون التالي لحرف المضارعة محركًا، فإن كان محركًا حينئذٍ لا نحتاج إلى همزة الوصل، (أَوْ) هذا للتنويع (أَبْقِ) يعني: أبقه حذف المفعول به يعني. تالي البدء. متى؟ إن كان محركًا، محَركًا هذا خبر كان محذوف مع اسمها يعني: كان التالي محركًا. والمعنى أن كيفية صوغ بناء الأمر للحاضر أن تحذف من المضارع حرف المضارعة هذا الأصل الذي هو أحد حروف ((نأتي))، ثم تنظر لثانيه فإن وجدته ساكنًا فأت في محل حرف المضارعة الذي حذفته بهمز الوصل لماذا؟ لتعسر الابتداء بالساكن، نحو: اضْرِب يَضْرِب اضْرِب، وإن وجدته محركًا فأبقه على حاله وابتدأ به وعلى كل الحالين سكن آخره لماذا؟ لأنه قال: (ثُمَّ التَزِمْ بِنَاءَهُ مِثْلَ مُضَارِعٍ جُزِمْ) يعني: فعل الأمر للحاضر حكمه حكم المضارع المجزوم هذا في الجملة، وإلا فيه نظر (ثُمَّ التَزِمْ)، ثم بعد الحذف وما مضى العملية السابقة (التَزِمْ بِنَاءَهُ) يعني: الأمر. فهو مبني على الصحيح وليس معربًا خلافًا لمذهب الكوفيين، (مِثْلَ مُضَارِعٍ جُزِمْ) يعني: شبه فعل (مُضَارِعٍ جُزِمْ) يعني: مجزوم نعت لمضارع، وأحوال الأمر هذه تبحث في باب النحو، حينئذٍ يبنى على السكون إذا لم يتصل بآخره شيء يعني صحيح الآخر، أو اتصل به نون الإناث فيبنى على السكون لأن مضارعه كذلك، أليس كذلك؟ لأن مضارعه كذلك مضارع يجزم على السكون إذا كان صحيح الآخر ولم يتصل به شيء، ثاني يبنى على فتح آخره إذا اتصل به نونا التوكيد اضْرِبَنْ اضْرِبَنَّ هذا فعل أمر مبني على الفتح، يبنى على حذف حرف العلة ادْعُ اخْشَ ارْمِ هذا مبني على حذف حرف العلة، يبنى على حذف النون اضْرِبَا اضْرِبُوا اضْرِبِي وذلك في الأمثلة الخمسة، إذًا أربعة أحوال: يبنى على السكون. ويبنى على حذف حرف العلة. ويبنى على حذف النون. ويبنى على الفتح. وتفصيلها في باب النحو.

(ثُمَّ التَزِمْ بِنَاءَهُ) أي: بناء الأمر فهو مبني (مِثْلَ مُضَارِعٍ جُزِمْ) أي: مجزوم. جزم هو المضارع. ثم انتقل الناظم رحمه الله تعالى إلى مسألة وختم بها الباب، وهي: صياغة اسم الفاعل. كيف نأتي باسم الفاعل فقال: كَفَاعِلٍ جِيءْ بِاسْم ِ فَاعِلٍ كَمَا ... يُجَاءُ مِنْ عَلِمَ أَوْ مِنْ عَزَمَا وَمَاضٍ انْ بِضَمِّ عَيْنٍ اسْتَقَرْ ... كَضَخْمٍ اوْ ظَرِيْفٍ إِلاَّ مَا نَدَرْ وَإِنْ بِكَسْرٍ لاَزِمًا جَا كَالفَعِلْ ... وَالأَفْعَلِ الفَعْلاَنِ وَاحْفَظْ مَا نُقِلْ اسم الفاعل إما أن يكون من الثلاثي أو من غيره. من غير الثلاثي مر معنا وهو: أنه تُقلب حرف المضارعة ميمًا مضمومة ويُكسر ما قبل آخره، أَكْرَمَ يُكْرِمُ وهو مُكْرِم بإبدال الياء ميمًا مضمومة وكسر ما قبلها. في الثلاثي كيف نأتي به؟ قال: (كَفَاعِلٍ جِيءْ بِاسْمِ فَاعِلٍ). (كَفَاعِلٍ) هذا الترتيب جيء أنت يعني: ائت وانطق باسم فاعل ومر معنا اسم الفاعل ما دل على حدث وصاحبه، يعني: دل على حدث معلوم وذات مبهمة، فَضَارِب دل على حدث وهو الضرب وهو معين ودل على ذات أوقعت هذا الضرب على الغير، لكن هذه الذات مبهمة لا معلومة، (كَفَاعِلٍ) هذا حال من فاعل من المجرور اسم فاعل (كَفَاعِلٍ جِيءْ بِاسْمِ فَاعِلٍ)، جيء باسم فاعل حال كونه مثل فَاعل يعني: مثل هذا الوزن. اسم فاعل قصد معناه و (كَفَاعِلٍ) قصد لفظ يعني: كهذا الوزن ضَارِب مثلاً (كَمَا يُجَاءُ مِنْ عَلِمَ أَوْ مِنْ عَزَمَا) يعني: النظر يكون فيه إلى الماضي، والماضي إما أن يكون الثلاثي المجرد إما أن يكون فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعُلَ، إما فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعُلَ، حينئذٍ فَعَلَ متعدِّي ولازم، وفَعِلَ متعدِّي ولازم، وَفَعُلَ لا يكون إلا لازمًا، فيختلف اسم الفاعل باختلاف حركة العين وباختلاف التعدِّي واللزوم، التعدِّي واللزوم له أثر هنا، فإن كان الماضي ثلاثيًّا مجردًا والحديث في الكلام فيه متعدِّيًا - لا بد من القيد - سواء كان مفتوح العين أو مكسورها، أو لازمًا مفتوحًا من فَعِلَ وفَعَلَ، إذًا ننظر إلى فَعَلَ إما أن يكون متعدِّيًا أو لازمًا، إن كان فَعَلَ متعدِّيًا جاء اسم الفاعل على وزن فَاعِل، إن كان لازمًا حينئذٍ سواء كان متعدِّيًا أو لازمًا هذا باب فَعِلَ إن كان من باب فَعِلَ سواء كان متعدِّيًا أو لازمًا جيء باسم الفاعل على وزن فَاعِل، ولذلك قال: (مِنْ عَلِمَ أَوْ مِنْ عَزَمَا). أراد بالمثالين الوزنين ولا شك أن عَلِمَ هذا متعدِّي، وَعَزَمَ هذا على وزن فَعَلَ، إذًا إذا كان الماضي ثلاثيًّا مجردًا متعدِّيًا سواء كان مفتوح العين أو مكسورها أو لازمًا مفتوحًا حينئذٍ نقول: يأتي منه اسم الفاعل على وزن فَاعل. إذًا فَعَلَ نعيد حصل سهوًا. فَعَلَ مطلقًا سواء كان متعديًّا أو لازمًا جئ باسم الفاعل على وزن [فاعل] فَعَلَ مطلقًا سواء كان متعدَّيًا أو لازمًا. وأما فَعِلَ بكسر العين فالمتعدِّي فقط هو الذي يأتي على وزن فَاعِل، وأما اللازم فله وزن آخر.

إذًا فَعَلَ مطلقًا سواء كان متعديًّا أو لازمًا اسم الفاعل منه على وزن فاعل، وأما فَعِلَ ففيه تفصيل إن كان متعدِّيًا جيء باسم الفاعل على وزن فاعل إذًا إن كان الماضي ثلاثيًّا مجردًا متعديًّا سواء كان مفتوح العين أو مكسورها أو لازمًا مفتوحًا. إذًا فَعَلَ مطلقًا وفَعِلَ المتعدِّي (كَفَاعِلٍ جِيءْ بِاسْم ِ فَاعِلٍ كَمَا) يعني: وذلك كما. يعني: كاسم الفاعل الذي يجاء به حُذِفَ هنا للحذف والإيصال فيهما (مِنْ عَلِمَ) وهذا متعدِّي (أَوْ مِنْ عَزَمَا) عَلِمَ على وزن فَعِلَ عَلِمَ فهو عَالِم، إذًا عَالِم، وعَلِمَ هذا على وزن فَعِلَ ونقيده بكونه متعديًا أو من الفعل (عَزَمَا) الألف للإطلاق وهو على وزن فَعَلَ سواء كان متعديًا أو كان لازمًا، (عَزَمَا) عقد ضميره على فعله، (وَمَاضٍ انْ بِضَمِّ عَيْنٍ اسْتَقَرْ كَضَخْمٍ أوْ ظَرِيْفٍ)، (وَمَاضٍ) يعني: فعل ماضٍ ثلاثي مجرد. (انْ بِضَمِّ عَيْنٍ اسْتَقَرْ) إن استقر بضم عين (بِضَمِّ) هذا متعلق باستقر، يعني: إن ثبت بكونه مضموم العين ثلاثي وهو باب فَعُلَ حينئذٍ يأتي منه اسم الفاعل على وزنين (كَضَخْمٍ) يعني: فَعْلٍ بفتح فسكون ضَخُمَ فهو ضَخْمٌ، هل تقول: ضَاخم؟ لا، لا يأتي منه وإنما يقال فيه ضَخُمَ فَعُلَ فهو ضَخْم، (أوْ ظَرِيْفٍ) وهذا فَعِيل ظَرُفَ فهو ظَرِيف. إذًا ما كان من باب فَعُلَ يجيء اسم الفاعل على وزنين: الأول: على الْفَعْلِ كالضَّخْم. والثاني: على فَعِيل كالظَّرِيف. وكلاهما من باب فَعُلَ. (كَضَخْمٍ) هذا حال لمحذوف أي: فهو (كَضَخْمٍ) أي: اسم فاعله (كَضَخْمٍ) بفتح فسكون على وزن فَعْلٍ، ضَخُمَ كَعَظُمَ وزنًا ومعنًى، وقوله: (كَضَخْمٍ). الخبر لمحذوف أي: هو (كَضَخْمٍ) والجملة جواب إن، (أوْ ظَرِيْفٍ) يعني: أو كفَعِيل على وزن فَعِيل اسم فاعل ظَرُفَ والمعنى إن كان الماضي مضموم العين فاسم فاعله إما على وزن فَعْلٍ وإما على وزن فَعِيل (إِلاَّ مَا نَدَرْ) إلا ماضٍ ندر (إِلاَّ مَا) إلا الذي ندر يعني: اسم فاعله غير فَعْلٍ وفَعِيل وكان ماضيه على وزن فَعُلَ، مثل ماذا؟ قالوا: طَهُرَ. طَهُرَ الأصل إما على فَعْل أو فَعِيل لكن المسموع فيه طَاهِر على وزن فَاعِل، نقول: هذا مسموع يعني: يحفظ ولا يقاس عليه، وكذلك نَعُمَ فهو نَاعِم وَبَطُلَ فهو أبطل وغير ذلك، فهذه مسموعة، القياس فَعْل وفَعِيل (إِلاَّ مَا نَدَرْ) يعني: إلا ما قَلَّ من كون الفعل على وزن فَعُلَ ولم يأت على الفَعْل ولا الفَعِيل وهو قليل. إذًا (إِلاَّ مَا نَدَرْ) هذا استثناء أو استدراك (إِلاَّ مَا نَدَرْ) إلا الذي يعني: اسم الفاعل الذي ندر اسم فاعله على غير فَعْلٍ وفَعِيل وماضيه استقر (بِضَمِّ عَيْنٍ).

ثم قال: (وَإِنْ بِكَسْرٍ لاَزِمًا). جاء باب فَعِلَ اللازم، قلنا: فَعِلَ المتعدِّي الذي مَثَّلَ له بِعَلِمَ يأتي على وزن فَاعِل ماذا بقي؟ فَعِلَ اللازم فله ثلاثة أوزان، (وَإِنْ بِكَسْرٍ لاَزِمًا)، (وَإِنْ بِكَسْرٍ)، (بِكَسْرٍ) هذا متعلق بمحذوف خبر كان مع اسمها يعني: إن كان ما هو؟ الماضي، إن كان الماضي بكسر يعني: متلبسًا بكسر حال كون الماضي فعلاً لازمًا يعني: غير متعدِّي (جَا) لغة في جاء، (جَا) اسم فاعله على ثلاثة أوزان (كَالفَعِلْ) بفتح فكسر (كَالفَعِلْ)، زَمِنَ فَعِلَ فهو زَمِنٌ زَمِنَ فَعِلَ، فِعْل ماضي حينئذٍ اسم الفاعل يأتي على وزن فَعِل فهو زَمِنٌ، وأَشِرَ فهو أَشِرٌ جاء على وزن الفَعِل يعني: فتح فكسر، إذًا (كَالفَعِلْ) هذا مشترك بين المصدر واسم الفاعل، (وَالأَفْعَلِ) هذا الثاني حَمِرَ فهو أَحْمَر، إذا أراد اسم الفاعل فهو أَحْمَر، وحَمِرَ فهو أَحْمَر، وَجَهِرَ فهو أَجْهَر، إذًا جَهِرَ هذا اسم فَعِلَ وهو لازم يأتي اسم الفاعل على وزن أَفْعَل، و (الفَعْلاَنِ) الأفعل (الفَعْلاَنِ) يعني: و (الفَعْلاَنِ)، والوزن الثالث اسم الفاعل بكسر العين لازمًا ... (الفَعْلاَنِ) نحو ماذا؟ عَطِشَ فهو عَطْشَان، عَطْشَان على وزن فَعْلان، اسم فاعل عَطِشَ أنا عَطْشَان، إذًا هو اسم فَاعِل، وَصَدِيَ فهو صَدْيَان، إذًا الفَعِلْ وَالأَفْعَلِ وَالْفَعْلانِ كلها أوزان لاسم الفاعل إذا كان الماضي فَعِلَ لازمًا، أما المتعدِّي فهو على وزن فَاعِل (وَاحْفَظْ مَا نُقِل) يعني: ما عدا ذلك فهو محفوظ، (وَاحْفَظْ مَا) أي: أبنية اسم الفاعل الثلاثي المجرد الذي على وزن فَعِلَ لازمًا (مَا نُقِل) عن العرب مخالفًا لِمَا تقدم وهو اثنان يعني: المحفوظ اثنان، فَاعِل مثل فَنِيَ، فَنِي فَانٍ، سَلِمَ سَالِم هذا محفوظ يعني: لا يقاس عليه، وكذلك فَعِيل بَخِلَ فهو بَخِيل هنا جاء على وزن فَعِيل نقول: هذا يحفظ ولا يقاس عليه. بِوَزْنِ مَفْعُوْلٍ كَذَا فَعِيْلُ ... جَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ كَذَا قَتِيْلُ لِكَثْرَةٍ فَعَّالٌ اوْ فَعُوْلُ ... فَعِلٌ اوْ مِفْعَالٌ اوْ فَعِيْلُ (بِوَزْنِ مَفْعُوْلٍ) أراد أن يبين لك اسم المفعول أوزانهم (بِوَزْنِ مَفْعُوْلٍ كَذَا فَعِيْلُ جَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ) اسم مفعول إما أن يكون من الثلاثي أو من غير الثلاثي، إن كان من غير الثلاثي على ما سبق، يُبْدل حرف المضارعة ميمًا مضمومة ويفتح ما قبل الآخر هذا من غير الثلاثي، مُكْرَمٌ هذا اسم مفعول، مُدَحْرَجٌ اسم مفعول، ويشترك مع المصدر الميمي .. إلى آخره، والمراد هنا اسم المفعول من الثلاثي له وزنان: إما مفعول، وإما فعيل، هذا من الثلاثي، إما أن يأتي على وزن مَفْعُول مَقْتُول، وإما قَتِيل أليس كذلك؟ قَتَلَ اسم المفعول منه يأتي على وزنه إما مَقْتُول مَفْعُول، وإما قَتِيل، (بِوَزْنِ مَفْعُوْلٍ) يعني: بوزن لفظ (مَفْعُوْلٍ) هذا متعلق بمحذوف حال من اسم مفعول الآتي بِوَزْنِ مَفْعُوْلٍ كَذَا فَعِيْلُ ... جَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ ...........

(جَا) فعل ماضي (اسْمُ مَفْعُوْلٍ) هذا فاعل حال كونه (بِوَزْنِ مَفْعُوْلٍ)، (كَذَا فَعِيْلُ) مبتدأ وخبر (فَعِيْلُ) مبتدأ مؤخر (كَذَا) خبر مقدم، ... (بِوَزْنِ) لفظ (مَفْعُوْلٍ) كمَقْتُول، (كَذَا فَعِيْلُ) أي: مفعول في مجيء اسم المفعول على وزن، وفعيل هذا مشترك مع الفاعل، (جَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ) من الثلاثي المجرد مطلقًا سواء كان من باب فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعُلَ، فحينئذٍ لا فرق بين هذه الأفعال كلها، الفرق إنما يكون في اسم الفاعل، وأما اسم المفعول فلا فرق (جَا اسْمُ مَفْعُوْلٍ كَذَا قَتِيْلُ) هذا مثال لفَعِيل. إذًا اسم المفعول من الثلاثي المجرد مطلقًا سواء كان بفتح العين أو ضمها أو كسرها يأتي على وزنين: إما مفعول، وإما فعيل. ثم انتقل إلى بيان أوزان أمثلة المبالغة وهي خمسة على المشهور (لِكَثْرَةٍ) يعني: للدلالة على الكثرة، كثرة هذا مصدر ضد قل، الكثرة والقلة ضدان حينئذٍ إذا أراد المتكلم أن يدل على كثرة حدوث الحدث، كثير، لا شك أن ضَارِب وَمَضْرُوب وَضَرَبَ وَيَضْرِب وَاضْرِب تدل على وقوع الحدث مرة واحدة هذا الأصل فيه، تقول: ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا. يعني: مرة واحدة لكن لو كان كل ما رآه ضربه، أو أكثر عليه الضرب، حينئذٍ لا بد من صيغة أخرى ضَرَّاب، إذًا ضَرَّاب يعني: يكثر الضرب. (لِكَثْرَةٍ) يعني: للدلالة على الكثرة هذا خبر مقدم، فَعَّال هذا مبتدأ مؤخر. إذًا يأتي على وزن فَعَّال بالتشديد فَعَّال، كفَتَّاح وَوَهَّاب كثير الهبة، فَتَّاحَ كثير الفتح، ضَرَّاب كثير الضرب، قَتَّال كثير القتل، كَذَّاب. (أوْ فَعُولُ) فَعُولُ شَكُورُ كثير الشكر، رؤوف كثير الرأفة. (فَعِلٌ) يعني: أو فَعِلٌ. كـ حَذِر كثير الحذر. أو مِفْعَال كمِدْرَار كثير الدّرّ قالوا: المطر الضعيف القطرات. مِسْقَام كثير السُّقْمِ مِكْثَار كثير الكلام. أو فَعِيل نحو: عَلِيم. كثير العلم .. ونحو ذلك. إذًا إذا أريد الكثرة الدلالة على الكثرة يؤتى بها على هذه الأوزان الخمسة، وقد يأتي على بعضها دون بعض لِكَثْرَةٍ فَعَّالٌ اوْ فَعُوْلُ ... فَعِلٌ اوْ مِفْعَالٌ اوْ فَعِيْلُ ثم قال المصنف رحمه الله تعالى: (فَصْلٌ فِي تَصْرِيْفِ الصَّحِيْحِ). ... (فَصْلٌ) أي: هذا فصل كلام فاصل أو مفصول في تصريف يعني: في بيان تصريف اللفظ الصحيح، ومر معنا الصحيح ما هو؟ مرّ الصحيح. [ارفع صوتك] ما سلم من حروف العلة والهمزة والتضعيف هذا يسمى ماذا؟ يسمى صحيحًا، له تصريف من حيث الفعل وَمَاضٍ اوْ مُضَارِعٌ تَصَرَّفَا ... لأَوْجُهٍ كَالأَمْرِ وَالنَّهِي اعْرِفَا ثَلاَثَةٌ لِغَائِبٍ كَالْغَائِبَهْ ... كَذَا مُخَاطَبٌ وَكَالْمُخَاطَبَهْ وَمُتَكَلِّمٌ لَهُ اثْنَانِ هُمَا ... فِي غَيْرِ أَمْرٍ ثُمَّ نَهْيً عُلِمَا

(وَمَاضٍ) يعني: فعل ماضٍ سواء كان مبنيًّا للمعلوم أو مبنيًّا للمجهول فالحكم واحد، (أوْ) بمعنى الواو فعل مضارع كذلك مطلقًا سواء كان مبنيًّا للمعلوم أو مبنيًا للمجهول، (تَصَرَّفَا) هذا جملة خبر، والألف هذه فاعل، والضمير هنا أفاد التثنية يعود إلى الماضي والمضارع، (وَمَاضٍ اوْ مُضَارِعٌ) مضارع هذا معطوف على ماضٍ، (وَمَاضٍ) بالكسر (مُضَارِعٌ) بالرفع فكيف يعطف المرفوع على المخفوض؟ .. ماضٍ مرفوع لكن رفعه مقدر على الياء المحذوفة، مَاضِيٌ هذا الأصل، إذًا وَمَاضِيٌ مضارعٌ عطف رفعًا على مرفوع، مرفوعًا على مرفوع، إذًا ... (وَمَاضٍ) هذا ليس مخفوضًا وإنما هذه الكسرة كسرة التنوين ماضٍ كسرة ما قبل الياء، والكسرة الثانية كسرة التنوين، وفعل ماضٍ مطلقًا أو مضارعٍ مطلقًا (تَصَرَّفَا لأَوْجُهٍ) جمع وجه، وَأَفْعُل هنا من صيغ القلة هذا الأصل، إلا أن المراد به جمع الكثرة لأنها أربعة عشر وجهًا للماضي، وكذلك أربعة عشرة وجهًا للمضارع، وأربعة عشر وجهًا للأمر وأربعة عشر، وجهًا للنهي. (لأَوْجُهٍ) وهي: أربعة عشر وجهًا. (لأَوْجُهٍ) جار ومجرور متعلق بقوله: (تَصَرَّفَا) (تَصَرَّفَا لأَوْجُهٍ) كم وجه؟ أربعة عشر (كَالأَمْرِ وَالنَّهِي) يعني: شبه الأمر والنهي بالماضي والمضارع في ماذا؟ في كون الأمر يتصرف إلى أربعة عشر وجهًا، والنهي كذلك يتصرف إلى أربعة عشر وجهًا، (كَالأَمْرِ) يتصرف إلى أربعة عشر وجهًا، (وَالنَّهِي) كذلك يتصرف إلى أربعة عشر وجهًا، (اعْرِفَا) هذه تكملة، (اعْرِفَا) تكملة، والألف هذه نون التوكيد الخفيفة فهو حث على المعرفة. ما هي هذه الأوجه؟ (ثَلاَثَةٌ لِغَائِبٍ كَالْغَائِبَةْ) لها ثلاثة، (كَذَا مُخَاطَبٌ) له ثلاثة، (كَالْمُخَاطَبَهْ) [لها] (¬1) ثلاثة، أربع في ثلاث باثني عشر، (وَمُتَكَلِّمٌ) له اثنان، كم هذه؟ أربعة عشر، اثني عشر واثنان، أربعة عشر. إذًا ثلاثة لغائب، و (كَالْغَائِبَةْ) إذًا ثلاث وثلاث ست، (كَذَا مُخَاطَبٌ) له ثلاثة تسع (كَالْمُخَاطَبَةْ) لها ثلاثة، اثني عشر (وَمُتَكَلِّمٌ) له اثنان، هذه أربعة عشر وجهًا. ¬

_ (¬1) في الأصل [له] وهو سبق، وذكرت بعدها على الصواب.

المضارع له أربعة عشر وجهًا، وكذلك المضارع، وكذلك الأمر، والنهي (ثَلاَثَةٌ) يعني من الأوجه (لِغَائِبٍ)، ثلاثة من الأوجه التي يتصرف إليها أو لها الماضي وما عطف عليه كائنة (لِغَائِبٍ) يعني: لفاعل غائب، فاعل غَائِب: غَائِب اسم فاعل غَابَ ضد حَضَرَ، لأن الغائب هنا إما مفرد أو مثنًّا أو جمع، نحو: ضَرَبَ ضَرَبَا ضَرَبوا، هذا تصرف، يسمى تصرفًا، الفعل الماضي هنا تصرف إلى ثلاثة أحوال، ضَرَبَ غائب هو زَيدٌ ضَرَبَ عَمْرًا، إذًا ضَرَبَ هذا للواحد مفرد، ضَرَبَا هذا للمثني، ضَرَبُوا هذا للجمع، هذا مبني للمعلوم، وقد يقال في المجهول ضُرِبَ وضُرِبَا وضُرِبُوا واضح هذا، إذا (ثَلاَثَةٌ لِغَائِبٍ) يعني: للفاعل الغائب معلومًا أو مجهولاً في الماضي، ضَرَبَ وضُرِبَ، ضَرَبَا وضُرِبَا، وضَرَبُوا وضُرِبُوا، هذه ثلاثة أوجه، كذلك يَضْرِبُ يُضْرَبُ، يَضْرِبَانِ يُضْرًبَانِ، يَضْرِبُون يُضْرَبُون للمعلوم والمجهول، هذه ثلاثة، ثلاثة لغائب في المضارعة، كذلك ثلاثة للأمر للغائب لِيَضْرِبْ لِيُضْرَبْ، لِيَضْرِبَا لِيُضْرَبَا، لِيَضْرِبُوا لِيُضْرَبُوا جاء بالوجهين، المعلوم والمجهول، لا يَضْرِبْ هُوَ، لا يَضْرِبَا نهي، لا يَضْرِبُوا في النهي كذلك للمعلوم والمجهول، لا يَضْرِبْ لا يُضْرَبْ، لا يَضْرِبَا لا يُضْرَبَا، كذلك يعني المبني للمعلوم والمجهول، لا يَضْرِبُوا لا يُضْرَبُوا، (كَالْغَائِبَةْ) يعني: كالأوجه الثلاثة الثابتة للغائبة أو هو كالغائب إلا إنه مؤنث، وشبه الفاعلة الغائبة بالغائب في أن لكلٍّ ثلاثة أوجه من الماضي وما عُطِفَ عليه، يعني الماضي ثلاثة، والمضارع ثلاثة، والأمر ثلاثة، والنهي ثلاثة. فقال: كالفاعلة المؤنثة الغائبة لأنها إمَّا مفردة أو مثناة أو مجموعة، فالأحوال ثلاثة نحو ضَرَبَتْ هِيَ، ضُرِبَتْ، ضَرَبَتَا ضُرِبَتَا، ضَرَبْنَ ضُرِبْنَ، إذا بالوجهين المعلوم والمجهول، ونحو تَضْرِبُ تُضْرَبُ، تَضْرِبَانِ تُضْرَبَانِ، تَضْرِبْنَ تُضْرَبْنَ، إذا في المضارع معلومًا أو مجهولاً، ونحو لِتَضْرِبْ للخطاب هذا لِتَضْرِبْ هِيَ، لِتَضْرِبْ هي هند لِتَضْرِبَا لِتَضْرِبْنَ في الأمر كذلك معلومًا أو مجهولاً يعني لِتَضْرِبْ لتُضْرَبْ، لِتَضْرِبَا لِتُضْرَبَا، لِتَضْرِبْنَ لِتُضْرَبْنَ يعني: تغير الصيغة، ونحو لا تَضْرِبْ ولا تَضْرِبَا ولا تَضْرِبَنَ كذلك للغائبة في النهي معلومًا ومجهولاً، (كَذَا مُخَاطَبٌ) يعني مثل الغائب والغائبة، مخاطب هذا المبتدأ، وكذا خبر مقدم، أي مثل المذكور من الغائب والغائبة بأن كلاًّ له ثلاثة أوجه من أربعة عشر يعني، خبر مقدم مبتدأهما ما بعده، مخاطب مذكر لأنه إما واحد أو اثنان أو جمع نحو ضَرَبْتَ هذا خطاب للواحد ضَرَبْتَ ضَرَبْتُمَا ضَرَبْتُمْ في الماضي معلومًا ومجهولاً، ضَرَبْتَ ضُرِبْتَ، [ضَرَبْتُمَا] (¬1) ¬

_ (¬1) سبق استدرك بعده مباشرة [ضُرِبْتُمَا] ..

ضُرِبْتُمَا [ضُرِبْتُمَا ليس ضَرَبْتُمَا، ضُرَبْتُمَا] يعني يأتي للمعلوم والمجهول، وكذلك ضُرِبْتُمْ، ونحو تَضْرِبُ تَضْرِبَانِ تَضْرِبُونَ في المضارع كذلك مبني للمعلوم والمجهول، اضْرِبْ اضْرِبَا اضْرِبُوا هذا للخطاب في الأمر معلومًا، وأما المجهول على ما سبق. (إِن بِهِ لاَمًا تَصِلْ) لا يأتي هكذا الخطاب، وإنما يأتي للغائب باللام لام الأمر يعني: يكون نحو لِتُضْرَبْ لِتُضْرَبَا لِتُضْرَبُوا، وأما الخطاب فلا يأتي ونحو لا تَضْرِبْ لا تَضْرِبَا لا تَضْرِبُوا في النهي معلومًا ومجهولاً. وكالمخاطبة، كالمخاطبة يعني: كالفاعلة المخاطبة المؤنثة فلها ثلاثة أوجه كذلك لأنها إما واحدة أو اثنتان أو جمع، ضَرَبْتِي ضَرَبْتُمَا ضَرَبْتُنْ في الماضي معلومًا ومجهولاً هذا في الماضي، ونحو تَضْرِبِينَ وتَضْرِبَانِ وتَضْرِبَنْ في المضارع كذلك معلومًا ومجهولاً ونحو اضْرِبِي اضْرِبَا اضْرِبْنَ في الأمر معلومًا وباللام مع بقاء الحرف يعني: حرف المضارعة مجهولاً لِتُضْرَبِي لِتُضْرَبَا – لأنه لا يأتي مباشرةً – لِتُضْرَبْنَ، ونحو لا تَضْرِبِي لا تَضْرِبَا لا تَضْرِبْنَ في النهي معلومًا ومجهولاً. إذًا هذه اثنا عشَر وجهًا من ضرب ثلاثةٍ في أربع: الغائب، الغائبة، المخاطب، المخاطبة، كل واحدٍ منها له ثلاثة، إما مفرد، أو مثنًّا أو جمع على التفصيل السابق ثلاثة في أربعة باثني عشر. (وَمُتَكَلِّمٌ لَهُ اثْنَانِ)، (وَمُتَكَلِّمٌ) يعني فاعلٌ (مُتَكَلِّمٌ لَهُ) أي للمتكلم (اثْنَانِ) المتكلم هذا مبتدأ، وله وهذا خبر مقدم (اثْنَانِ) مبتدأ مؤخر، والجملة خبر المبتدأ الأول، (لَهُ اثْنَانِ) من الأوجه لماذا؟ لأنه إما وحده أو معه غيره، (هُمَا فِي غَيْرِ أَمْرٍ ثُمَّ نَهْيً عُلِمَا)، (هُمَا) أي الوجهان الثابتان للمتكلم كائنان (فِي غَيْرِ أَمْرٍ) و (نَهْيً عُلِمَا) أي الأمر والنهي، وغير الأمر والنهي المعلومين هذا صادقٌ بماذا؟ الماضي مطلقًا، والمضارع مطلقًا، والأمر والنهي المجهولين لأنه استثنى ماذا؟ قال: (فِي غَيْرِ أَمْرٍ)، (عُلِمَا) يعني: الأمر للمجهول داخلٌ في الحد، (ثُمَّ نَهْيً عُلِمَا) إذًا النهي للمجهول داخلٌ في الحد، الذي لا يأتي منه هو الأمر المعلوم والنهي المعلوم، وأما المجهول في النوعين فهو آتٍ منهم. وغير الأمر والنهي المعلومين صادقٌ بالماضي معلومًا ومجهولاً وبالمضارع كذلك وبالأمر والنهي مجهول، ضَرَبْتُ ضَرَبْنَا وهذا واضح، نَضْرِبُ هذا يحتمل أنه معظمٌ لنفسه يعني: وحده ويحتمل أن معه غيره، نَضْرِبُ يعني: أنا ومعي غيري، لأُضْرَب لنُضْرَب، أُضْرَب هذا مبنيٌ للمجهول يأتي منه الأمر اضْرَبْ لنُضْرَبْ جاء منه المبني للمجهول، لا أَضْرَب نَهْي لا نُضْرَب، إذًا الذي لا يأتي منه الأمر المعلوم والنهي المعلوم، وأما الأمر للمجهول يأتي منه ولذلك لأُضْرَب لنُضْرَب هذه اللام لام الأمر، ولا أضرب هذا لا الناهية ولا نُضْرَب لا الناهية يأتي منه والماضي والمضارع هذا واضحٌ فيه. وَمُتَكَلِّمٌ لَهُ اثْنَانِ هُمَا ... فِي غَيْرِ أَمْرٍ ثُمَّ نَهْيً عُلِمَا ونقف على هذا، والله أعلم.

وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أسئلة: -الاسم الفاعل لغَضِبَ غَضْبَانَ أو غَاضِب؟ : غَضِبَ الأصل فيه أنه يأتي على زنة فَعِلَ غَضِبَ زيدٌ فَعِلَ لازم، وفَعِلَ اللازم يأتي على ثلاثة أوزان: فَعِلْ والأفْعَل والْفَعْلان هذا الأصل، وغَضِبَ فهو غَضْبَانَ يعني استوى فيه أو يأتي على غَضْبَان ويدل على الامتلاء، وأما غَاضِبٌ فهذا على مذهب بعض الصرفيين أن كل ما كان على وزن فَعَلَ مضمومًا أو مفتوحًا أو مكسورًا يجوز أن يأتي على وزن فاعل. وَ (فَاعِلٌ) صَالِحٌ للكُلٍّ (¬1) كما قال ابن مالك في اللامية، والله أعلم. ¬

_ (¬1) من البيت: 57 من لامية العرب، وفي بعض النسخ (في كل) وفي بعضها (مِنْ كُلٍّ).

7

عناصر الدرس * أوجه تصرف اسمي الفاعل والمفعول. * مدخولات نوني التوكيد. * فصل في فوائد. * معنى (فاعل) و (تفاعل). * الابدال في تاء وفاء الافتعال. * حروف الزيادة وشروط الحكم بزيادتها. * حكم الرباعي والخماسي والسداسي من حيث التعدي واللزوم. * معاني همزة الإفعال. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فلا زال الحديث في (فَصْلٌ فِي تَصْرِيْفِ الصَّحِيْحِ) مَرّ أن الماضي والمضارع وكذلك الأمر والنهي كل واحد من هذه الأربعة يتصرف إلى أربعة عشر وجهًا، وَمَّر ذكرها. ثم أخذ في تصريف اسم الفاعل وبَيَّنَ أنه يتصرف إلى كذا وكذا .. إلى آخر ما يذكره. لِعَشْرَةٍ يُصَرَّفُ اسْمُ الفَاعِلِ ... فَعَلَةٍ وَفَاعِلَينِ فَاعِلِ وَفَاعِلِينَ فُعَّلٍ فُعَّالِ ... وَفِيْهِمَا اضْمُمْ فَا وَشُدَّ التَّالِي فَاعِلَةٍ فَاعِلَتَينِ فَاعِلاَ ... تِ وَفَوَاعِلَ كَمَا قَدْ نُقِلاَ ثُمَّ اسْمُ مَفْعُوْلٍ لِسَبْعٍ يَاتِي ... مَفْعُولَةٍ وَثَنِّ مَفْعُوْلاَتِ كَذَاكَ مَفْعُوْلٌ مُثَنَّاهُ وَمَفْـ ... ـعُوْلُوْنَ ثُمَّ جَمْعُ تَكْسِيرٍ يُضَفْ

(لِعَشْرَةٍ) يعني: من الأوجه، (لِعَشْرَةٍ) من الأوجه ودليله الاستقراء والتتبع، (يُصَرَّفُ اسْمُ الفَاعِلِ)، (يُصَرَّفُ) هذا مُغير الصيغة و (اسْمُ الفَاعِلِ) نائب فاعل، (اسْمُ الفَاعِلِ) نائب فاعل هنا في هذا الموضع ... (لِعَشْرَةٍ) متعلق بقوله: (يُصَرَّفُ)، يعني: يأتي تصريفه وتحويله وتغييره بحسب المعنى المراد من الاسم، يعني: اسم الفاعل على جهة الخصوص ... (فَعَلَةٍ) هذا جمع تكثير، يعني: فاعل يجمع جمع تكثير على (فَعَلَةٍ) وهذا على ما ذكرنا أن الاسم تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعانٍ مقصودة لا تحصل إلا بها. قلنا: الأصل الواحد يدخل فيه الاسم لأن زيد مثلاً يُصَرَّف تغير من مفرد إلى مثنى إلى جمع حينئذٍ هنا (فَعَلَةٍ) هذا تصرف فاعل إلى (فَعَلَةٍ) يعني: جُمِعَ جَمْع تكثير على هذا الوزن، نَاصِر اسم فاعل من نَصَرَ عرفنا أن فَعَلَ المتعدِّي يأتي الفاعل منه على وزن فَاعِل - كما مر معنا - حينئذٍ نَاصِر اسم الفاعل إذا أردت جمعه جمع تكثير فحينئذٍ تأتي به من الأوزان على وزن (فَعَلَةٍ) كـ نَصَرَةٍ وَكَاتِب كَتَبَة .. ونحو ذلك، ... (وَفَاعِلَيْنِ) إذا أردت تثنيته مثنًّا مذكر فحينئذٍ تأتي به على وزن فَاعِلَيْنِ كما هو معلوم في باب المثنى تقول: نَاصِرَيْنِ أو نَاصِرَانِ، (فَاعِلِ) للمفرد المذكر تقول: نَاصِر، (وَفَاعِلَينِ) جمع مذكر سالم نَاصِرِينَ نَاصِر، إذًا يُجْمَع نَاصِر جمع مذكر سالم ويلحق به الواو والنون في حالة الرفع، والياء والنون في حالتي النصب والخفض، (فُعَّلٍ فُعَّالِ) هذا من جمع التكثير كذلك كما أنه يجمع فَعَلَةٍ كذلك يجمع على (فُعَّالِ)، (فُعَّالِ) بضم الفاء وتشديد العين، (فُعَّالِ) فيقال: نُصَّار. اسم فاعل نَاصِر يجمع على نُصَّار، (فُعَّالِ) [نعم، الأول] (فُعَّلٍ) نُصَّرٍ نَاصِر يُجْمَع على فُعَّلٍ بضم الفاء وتشديد العين يقال: نُصَّر. و (فُعَّالِ) نُصَّار، إذًا جمع على نَصَرَةٍ وَنُصَّرٍ وَنُصَّارِ، وهذا تعدد الجمع محفوظ في لسان العرب. إذًا (فُعَّالِ) جمع مذكر مكثر، و (فُعَّلٍ) كذلك جمع مذكر مكثر، وكذلك (فَعَلَةٍ)، وأما (وَفَاعِلِينِ) هذا جمع مذكر سالم يعني: صح فيه واحده. (وَفِيْهِمَا اضْمُمْ فَا وَشُدَّ التَّالِي)، (وَفِيْهِمَا) هذا ضمير يعود على (فُعَّلٍ فُعَّالِ) يعني: في هذين الوزنين الأخيرين (وَفِيْهِمَا اضْمُمْ فَا) بقصر (وَشُدَّ) يعني: شد الحرف. (التَّالِي) اسم فاعل تلا إذا تبع يعني: الذي يتبع الفاء. وما هو الذي يتبع الفاء؟ العين، إذًا ضم الفاء (اضْمُمْ فَا وَشُدَّ التَّالِي) يعني: الذي يتلو الفاء وهو العين (فِيْهِمَا) هذا متعلق بقوله: (اضْمُمْ)، (وَفِيْهِمَا) يعني: في الوزنين المتأخرين (فُعَّلٍ) و (فُعَّالِ)، هنا

(فُعَّلٍ) و (فُعَّالِ) بإسقاط الواو (فَاعِلَةٍ) إذا أردت المفردة المؤنثة فتأتي بفاعل على (فَاعِلَةٍ) يعني: تلحقه تاء التأنيث المربوطة، تقول: نَاصِر نَاصِرَةٌ، كَاتِب كَاتِبَةٌ، ضَارِب ضَارِبَةٌ .. وهكذا، (فَاعِلَتَيْنِ) لمثنى المؤنث، كَاتِبَتَيْنِ نَاصِرَتَيْنِ .. ونحو ذلك (فَاعِلاَتِ) جمع مؤنث سالم يعني: وما بتاء وألف قد جمعا. نأتي بألف وتاء نَاصِرَة يجمع على نَاصِرَات، نَاصِرَة، كَاتِبَة يجمع على كَاتِبَات، (وَفَوَاعِلَ) جمع مؤنث مكثر (فَعَلَةٍ)، و (فُعَّلٍ فُعَّالِ) جمع مذكر مكثر، وأما (فَوَاعِلَ) وهو جمع مؤنث مكثر، مثل هُنُود هِنْد يُجْمَع على هِنْدَات ويجمع على هُنُود، إذًا كثر، كما أن زيد يجمع بواو ونون زَيْدُون ويجمع بجمع تكثير فيقال: زِيُود. يجوز في اللفظ الواحد أن يتعدد فيه الجمع سواء كان صحيحًا أو مكثرًا، إذًا (فَوَاعِلَ) هذا جمع تكثير لأي شيء؟ للمؤنث، نَاصِرَةٌ يُجمع جمع تكثير على نَوَاصِر، وكَاتِبَة على كَوَاتِب .. ونحو ذلك، (كَمَا قَدْ نُقِلاَ) يعني: كالتصريف الذي (قَدْ نُقِلاَ) عن العرب، الألف هذه للإطلاق بمعنى أن هذه الأوزان سماعية ليست اجتهادية كل الصَّرْف من أوله لآخره سماعي، حينئذٍ قلنا فيما سبق أن الصرف محمول على أو أكثره يكون على جهة السماع أكثر من النحو، ... (كَمَا) يعني: كالذي أو التصريف الذي (قَدْ) للتحقيق (نُقِلاَ) هذا مبني للمعلوم، والفاعل ضمير ما يعني: نقل عن العرب والألف إطلاقية. إذًا هذه عشرة أوجه يأتي عليها اسم الفاعل ودليله الاستقراء والتتبع. ثُمَّ اسْمُ مَفْعُوْلٍ لِسَبْعٍ يَاتِي ... مَفْعُولَةٍ وَثَنِّ مَفْعُوْلاَتِ مفعول كيف يثنى وكيف يجمع؟

قال: (ثُمَّ). يعني: بعد اسم الفاعل، و (ثُمَّ) هنا للترتيب الذكري (ثُمَّ اسْمُ مَفْعُوْلٍ) هذا مبتدأ، (يَاتِي) (لِسَبْعٍ)، (يَاتِي) جملة خبر المبتدأ، (اسْمُ مَفْعُوْلٍ) هذا مبتدأ (يَاتِي) اسم المفعول (لِسَبْعٍ)، إذًا ... (يَاتِي) هذا فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر جوازًا يعود على اسم مفعول، والجملة خبر المبتدأ، (اسْمُ مَفْعُوْلٍ) (يَاتِي) (لِسَبْعٍ)، (لِسَبْعٍ) من الأوجه لسبعةِ أوجه يجوز، يكون التنوين هنا تنوين عوض عن المضاف إليه عن كلمة يعني: يجوز هذا. (لِسَبْعٍ) التنوين الذي يدخل الأعداد يجوز أن يكون مثل كل، وبعض يعني: نائب عن المضاف إليه. سبعٍ يعني: (لِسَبْعٍ). لسبعة أوجه حينئذٍ حذف التاء أصل أوجه وجه يؤنث العدد مع المعدود إذا كان مذكرًا (لِسَبْعٍ) أصله سبعة، حذف التاء هنا وأسقط التاء لماذا؟ لكون لمعدود محذوفًا، هذا جائز. (مَفْعُولَةٍ) هذا للمفردة المؤنثة (اسْمُ مَفْعُوْلٍ) للمذكر ما هو؟ وسيذكره مَنْصُور مثلاً مَقْتُول على وزن مَفْعُول، (مَفْعُولَةٍ) للمفردة المؤنثة، مَنْصُورة هذا للمفردة المؤنثة اسم مفعول للمفردة المؤنثة على وزن مفعولة يعني: هو اسم مفعول للمذكر تتصل به التاء التي هي تاء الفرق بين المذكر والمؤنثة، (وَثَنِّ) يعني: ثن ماذا؟ مفعولة تقول: مَفْعُوَلَتَانِ، مَفْعُوَلَتَانِ مَنْصُورَتَانِ، (وَثَنِّ مَفْعُولاَتِ) يعني: و (مَفْعُولاَتِ) هذا معطوف على سابقه على حذف حرف العطف فهو جائز (مَفْعُولاَتِ) يعني: كاتبي ألف وتاء. يعني: يُجمع مَفْعُولَة على (مَفْعُولاَتِ)، وليس هنا يجمع مفعول على مفعولات، لا، لأن الذي يُجْمَع على مفعولات هو الأصل المؤنث هذا الأصل فيه، وإن كان قد يُجمع غير ذلك، (مَفْعُولاَتِ) مَنْصُورَات جمع بألف وتاء. (كَذَاكَ مَفْعُوْلٌ) هذا للمفرد المذكر مَنْصُور وَمَقْتُول، (كَذَاكَ) أي: مثل ذاك المذكور من اسم المفعول وما عُطِفَ عليه (مَفْعُولَةٍ وَثَنِّ مَفْعُولاَتِ)، (مَفْعُوْلٌ) للمفرد المذكر كمَنْصُور (مُثَنَّاهُ) مَفْعُولان مَنْصُورَان، ... (وَمَفْعُوْلُوْنَ) هذا جمع مذكر السالم مَنْصُورُون يُجمع بواو ونون، (ثُمَّ جَمْعُ تَكْسِيرٍ يُضَفْ)، (ثُمَّ جَمْعُ تَكْسِيرٍ)، (جَمْعُ) مبتدأ، و (يُضَفْ) يضاف لَمَّا سَكَّن يُضَافْ التقى ساكنان الألف والفاء، فحذفت الألف يُضَفْ يُضَافْ لِمَ حذفت الألف؟ للتخلص من التقاء الساكنين، أين الساكنان؟ سكون الوقف وسكون الألف، سكون الوقف هذا عارض، ... (جَمْعُ تَكْسِيرٍ) مَفَاعِيل مَنَاصِير يعني: يأتي على وزن مَفَاعِيل. إذًا هذه سبعة أوجه لاسم المفعول، وكلها معلومة من باب النحو، لأن ثَمَّ قَدْرًا مشتركًا بين النحاة والصرفيين، كلما يتعلق بجمع التكسير وجمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم، غير الإعراب الذي هو الرفع والنصب والخفض أو الجزم في الفعل، كلما يتعلق بغير الحرف الأخير من حيث الإعراب والبناء فهو دخيل من علم الصرف، بمعنى أنه إن جاءوا به في فن النحو من أجل أن يمهدوا للعلم بالحكم المتعلق بالحرف الأخير. ثم قال: وَنُوَنَ تَوْكِيدٍ بِالامْرِ وَالنَّهِىِ صِلْ ... وَذَاتَ خِفٍّ مَعْ سُكُوْنٍ لا تَصِلْ

(صِلْ) (نُوَنَ تَوْكِيدٍ بِالامْرِ) بالأمر هذا الأصل (بِالامْرِ) خُفِّفَتْ الهمزة فنقلت الحركة على ما قبلها، (وَنُوَنَ تَوْكِيدٍ) توكيد مصدر، والمراد به التقوية، يعني: تقوية الطلب، (وَنُوَنَ تَوْكِيدٍ) بإضافة الدال للمدلول يعني: نون تدل على التوكيد. التوكيد ليس خاصًا بالنون إنما يكون بغير النون، لكن قد يكون بالنون وقد يكون بغير النون، والمراد هنا نون التوكيد على جهة الخصوص (وَنُوَنَ تَوْكِيدٍ بِالامْرِ) مطلقًا سواء كان لغائب أو حاضرٍ كذلك النهي مطلقًا سواء كان لغائب أو حاضر، وكل منهما سواء كان معلومًا أو مجهولاً (صِلْ) نون توكيد يعني: نون التوكيد تتصل بالأمر سواء كان الأمر للغائب أو كان الأمر للمخاطب، لِيَنْصُرَنَّ، يَنْصُرَنَّ، يَنْصُر هذا فعل مضارع، حينئذٍ أدخل عليه اللام لِيَنْصُر، لِيَنْصُرَنَّ، أُكِّدَ هنا الفعل ودخلت عليه اللام والمراد به الغائب، لَتَنْصُرَنَّ مراد به الخطاب، لا يَنْصُرَنَّ هذا نهي وللغائب، لا يُنْصَرَنَّ هذا نهي ومبني للمجهول. إذًا الأمر سواء كان للخطاب أو للغيبة سواء كان مبنيًّا للمعلوم أو مبنيًّا للمجهول تدخل عليه نون التوكيد، كذلك النهي سواء كان للغائب أو للخطاب سواء كان معلومًا أو مجهولاً تدخل عليه نون التوكيد. ثم قال: (وَذَاتَ خِفٍّ مَعْ سُكُوْنٍ لا تَصِلْ). هذا كالاستثناء مما سبق، لأن نون التوكيد نوعان: ثقيلة، وخفيفة. ثقيلة يعني: مشددة عبارة عن نونين، التي هي {لَيُنبَذَنَّ} [الهمزة: 4] هذه مشددة يعني: عبارة عن نونين، وأما الخفيفة مثل ماذا؟ {وَلَيَكُوناً} [يوسف: 32] نقول: هذه نون التوكيد الخفيفة. إذًا نون التوكيد نوعان: مشددة، وهي الثقيلة، وتدخل على جميع الأمر والنهي من المعلوم والمجهول، يعني: بدون استثناء، التوكيد بنون التوكيد الثقيلة لا استثناء فيها. ونون مخففة يعني: واحدة ساكنة. وهذه فيها تفصيل، يمتنع وصلها بأمر ونهي لاثنين يعني: إذا كان الأمر والنهي للاثنين مثنى يمتنع وصلها بها، لماذا؟ لأن الاثنين آخره ألف، والألف ساكنة والنون ساكنة فحينئذٍ لو حذفت الألف للتخلص من التقاء الساكنين لالتبس بالمفرد، إذًا لا بد من إبقاء الألف. إذًا لا يمكن حذف الألف، ما الذي يمكن؟ أن يقال بأن هذا النوع لا يؤكد بنون التوكيد الخفيفة، وإنما يؤكد بنون التوكيد الثقيلة. إذًا نون مخففة يمتنع وصلها بأمر ونهي لاثنين انْصُرَا لا تَنْصُرَا، انْصُرَا هذا فعل أمر والخطاب لاثنين حينئذٍ انْصُرَا هذا لا يمكن أن يؤكد بنون التوكيد الخفيفة، انْصُرَان التقى ساكنان الألف والنون، لو قيل: انْصُرَن حذفت الألف صار خطابًا لواحد التبس وهذا لا يمكن عند العرب، فحينئذٍ كذلك لا تَنْصُرَا بالألف لتَنْصُرَن لو حذفت الألف التبس بالمفرد.

وبأمر ونهي جمع المؤنث، جمع المؤنث كذلك لا يؤكد بنون التوكيد الخفيفة، لماذا؟ لكون النون نون النسوة هنا فاعل، وإذا كان كذلك ففيه تفصيل عند النحاة، وبأمر ونهي جمع المؤنث لأنه لو وصلت شيء بما ذكر لزم اجتماع الساكنين على غير حده ولا يجوز حذف أحدهما، فحينئذٍ فالذي تدخله نون التوكيد الخفيفة من الأمر والنهي المعلومين والمجهولين غير التثنية والجمع، إذًا التثنية والجمع يُستثنى فلا يؤكد بنون التوكيد الخفيفة، ولذلك قال: (وَذَاتَ خِفٍّ مَعْ سُكُوْنٍ لا تَصِلْ). (مَعْ سُكُوْنٍ لا تَصِلْ) يعني: إذا كان آخر الفعل الأمر أو النهي سكون لا تصله بنون التوكيد الخفيفة لأنها ساكنة فيلتقي ساكنان ويمتنع حذف الألف، (وَذَاتَ خِفٍّ) يعني: صاحبة خف. يعني: خفة وهي: النون الساكنة، (مَعْ سُكُوْنٍ) يعني: سكون الآخر. الأمر والنهي (لا تَصِلْ)، (لا تَصِلْ) (ذَاتَ خِفٍّ)، (ذَاتَ) مفعول به مقدم لتصل، وتصل هذا فعل مضارع مجزوم بلا، ولا هذه ناهية لأنه يلزم منه التقاء الساكنين. إذًا (وَذَاتَ خِفٍّ مَعْ سُكُوْنٍ لا تَصِلْ)، فحينئذٍ يمتنع وصل ما كان مختومًا بسكون وهذا محصور في اثنين: ما كان مختوم بألف الاثنين، أو نون النسوة، حينئذٍ يبقى على توكيده بنون التوكيد الثقيلة ولا يؤكد بنون التوكيد الخفيفة. (فَصْلٌ فِي فَوَائِدَ) أي: هذا الفصل. (فَصْلٌ فِي فَوَائِدَ) أي: هذا فصل في بيان فوائد يحتاجها الصرفي فوائد فَوَاعِل جمع فَائِدَة مأخوذة من الفيد، وهو ما استفيد من علم أو مال أو جاه، وهذه الفوائد متنوعة منها ما يتعلق بالتعدِّي، ومنها ما يتعلق بالإبدال، ومنها ما يتعلق بمعاني الأفعال الماضية أَفْعَلَ وَاسْتَفْعَلَ والسين ونحوها كما سيأتي. بالهَمْزِ وَالتَّضْعِيْفِ عَدِّ مَا لَزِمْ ... وَحَرْفِ جَرٍّ إِنْ ثُلاَثِيًّا وُسِمْ وَغَيْرُه عَدِّ بِمَا تَأَخَّرَا ... وَإِنْ حَذَفْتَهَا فَلاَزِمًا يُرَى هذا في تعدِّية الفعل اللازم، لا شك أن الفعل نوعان: فعل متعدِّي، وفعل لازم. المتعدِّي هو الذي يتعدَّى بنفسه فينصب المفعول به، ثم قد يتعدَّى إلى مفعول واحد ضَرَبْتُ زَيْدًا، وقد يتعدَّى إلى مفعولين الثاني منهما ليس خبر في الأصل، الأول وهو باب كسا وأعطى، كَسَوْتُ زَيْدًا جُبَّةً تعدَّى إلى مفعولين أو يتعدَّى إلى مفعولين الثاني منهما خبر في الأصل ظَنَنْتُ زَيْدًا قَائِمًا، أو يتعدَّى إلى ثلاثة لكن بواسطة كما سيأتي. إذًا المتعدِّي ما يتعدَّى أثره فاعله ويجاوزه إلى المفعول به لكن يكون متعدِّيًا بنفسه، إذا أطلق الفعل المتعدِّي انصرف إلى هذا النوع.

اللازم، القاصر الذي يرفع الفاعل ولا ينصب مفعولاً به بنفسه، وانتبه لهذا القيد فقد يُخْطِئُ فيه البعض وهو أن الفعل اللازم إنما يُضْبَط بعدم نصبه للمفعول به فقط، لا لكون لا ينصب، لأن الفعل اللازم قد ينصب حالاً، قد ينصب مفعولاً لأجله، قد ينصب مفعولاً معه، قد ينصب تمييزًا، لكن لا ينصب مفعولاً به، والذي ينفى عنه من جهة النصب والعمل هو المفعول به، ولذلك تقول: جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا. جَاءَ زَيْدٌ هذا فعل قاصر لا يتعدّى ورَاكِبًا منصوب على أنه حال، والعامل فيه هو العامل في صاحب الحال، إذًا هو جاء، فجاء نصب الحال هنا، نصب الحال. إذًا الفعل القاصر هو الذي لا يتعدَّى أثره فاعله، وإنما يقتصر عليه، ولا ينصب مفعولاً به، وقد ينصب غير المفعول به كالحال .. وكما ذكرنا. الفعل اللازم قد يعدَّى بواسطة بمعنى أنه يُصَيرَّ متعديًّا لكن بواسطة لا بذاته، فحينئذٍ يكون متعديًّا بغيره. قال هنا الناظم مبينًا أوجه تعدِّي الفعل اللازم متى نحكم على أن الفعل اللازم نصب مفعولاً به والأصل فيه المنع؟ قال: (بالهَمْزِ وَالتَّضْعِيْفِ)، (وَحَرْفِ جَرٍّ). إذًا هذه ثلاثة وسائل لتعدية الفعل اللازم، فحينئذٍ ينصب الفعل اللازم مفعولاً به، إما ظاهرًا كما هو الشأن في همزة النقل والتضعيف، وإما محلاً كما هو الشأن في حرف الجر، يعني: إذا عُدِّي بحرف الجر لا يكون منصوبًا به في اللفظ، وإنما يكون في المعنى مفعولاً به، لأن المفعول به هو من وقع عليه فعل الفاعل، وإذا وقع عليه فعل الفاعل صح أن يسمى مفعولاً، قد يكون مفعولاً من حيث الاصطلاح فيُنْصَب في اللفظ وقد يكون مفعولاً من حيث المعنى، فحينئذٍ لا يقال في الإعراب إنه مفعول به ولذلك تقول: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ. زَيْدٍ هذا في المعنى مفعول به لأن المرور وقع به وعليه، فحينئذٍ نقول: بزيد جار ومجرور متعلق بِمَرَّ ولا نعربه أنه مفعول به مع كونه في المعنى مفعولاً به. الحاصل: (بالهَمْزِ وَالتَّضْعِيْفِ عَدِّ مَا لَزِمْ) عدّ أنت أيها الصرفي (مَا) يعني: فعلاً (لَزِمْ)، (لَزِمْ) فاعله ولم يتجاوزه بل اقتصر عليه يعني: لم يتجاوزه إلى نصب المفعول به، بل اقتصر على رفع الفاعل. (عَدِّ) بماذا؟ قال: (بالهَمْزِ). والمراد هنا همز التعدية، المشهور بأنه همز التعدية، أو همز النقل لأنه نقل الفعل من كونه لازمًا إلى كونه متعدِّيًا، حصل نقل، وهذا نوع من أنواع التَّصريف لأنه حصل تغيير وتحويل للفعل من كونه لازمًا إلى كونه متعدِّيًا، وهذا النقل إنما كان بالهمز فنسب إليها، وبعضهم يسميها همزة التعدية وهو أشهر.

همز النقل، بالهمز يعني: بالتعدية أو النقل، لنقله الفعل من حال لزوم إلى حال التعدِّي، فيدخل الهمز همز التعدية على الفعل الثلاثي اللازم فيعدِّيه إلى نصب مفعول واحد، جَلَسَ زَيْدٌ، جَلَسَ فعل ماضي وهو قاصر لا يتعدَّى إلى مفعول به، زَيْدٌ فاعله، أَجْلَسْتُ زَيْدًا تعدَّى أو لا؟ أَجْلَس، جَلَسَ أَجْلَس ما الفرق بينهما؟ دخلت همزة التعدية على جَلَسَ فحينئذٍ جُعِلَ الفاعل الذي رُفِعَ بِجَلَسَ صار ماذا؟ صار مفعولاً به أَجْلَسْتُ زَيْدًا، إذًا أَجْلَسَ نقول: الهمزة هذه همزة تعدية لأنها عدَّت الفعل اللازم القاصر جَلَسَ من كونه لا يرفع إلا فاعلاً ولا ينصب المفعول، حينئذٍ صيرت هذه الهمزة الفعل متعديًا فجعلت الفاعل المرفوع على الفاعلية مفعولاً به للفعل. إذًا تدخل على الفعل الثلاثي اللازم فيتعدَّى به إلى مفعول كان فاعلاً قبل دخول الهمز - كما ذكرنا - حينئذٍ يصير الفعل متعدِّيًا، فأجلس نقول: هذا متعدِّي، مُتعدِّي بماذا بنفسه أو بغيره؟ بغيره وهو الهمز، حينئذٍ تعدَّى بالهمزة، جَلَسَ زَيْدٌ أَجْلَسْتُ زَيْدًا، خَرَجَ عَمْرٌو أَخْرَجْتُ عَمْرًا .. وهكذا. وتُصَيِّرُ المتعدِّي لواحد متعدِّيًا لاثنين بعد أن كان متعدِّيًا لواحدٍ، لَبِسَ زَيْدٌ جُبَّةً، لَبِسَ هذا فعل ماضي وهو متعدِّي لكم؟ لَبِسَ زَيْدٌ جُبَّةً متعدِّي لواحد، وهو جُبّة وزيدٌ فاعل، هنا لَبِسَ زَيْدٌ جُبَّةً، أَلْبَسْتُ زَيْدًا، زَيدًا كان فاعلاً فصار بعد همزة النقل صار ماذا؟ مفعولاً به أول، ولذلك يقال في لَبِسَ هنا تعدَّى إلى مفعولين ليس الثاني منهما خبرًا في الأصل، يعني: لا يصح أن تقول: زَيْدٌ جُبَّةٌ. هل يصح أن تجعل المفعول الأول مبتدأ والمفعول الثاني خبر؟ لا يصح زَيْدٌ جُبَّةٌ، هذا لا يصح، لا يكون زيدًا جُبَّة، إذًا أَلَبَسْتُ زَيْدًا جُبَّةً تعدَّى من نصبه لواحد إلى اثنين بواسطة همزة التعدية أو النقل. والمتعدِّي لاثنين يصير متعدِّيًا لثلاث بعد أن كان متعدِّيًا لاثنين كباب عَلِمَ وَرَأى ونحو ذلك، عَلِمَ زَيْدٌ بَكْرًا عَالِمًا، عَلِمَ ماضي، زَيْدٌ فاعل، بَكْرًا مفعول أول، عَالِمًا مفعول ثاني، أَعْلَمْتُ زَيْدًا نصب على أنه مفعول أول، بَكْرًا عَالِمًا. إذًا (عَدِّ مَا لَزِمْ) (بالهَمْزِ) المراد به همز النقل، وقيدوا الهمز هنا بكونه لغير المطاوَعة كما قال الشارح لأن همزة المطاوَعة تُصَيِّر المتعدي لازمًا، يعني: بعض أنواع الهمزة تعكس يكون متعديًا فتدخل عليه الهمزة فحينئذٍ يكون ماذا؟ يصير لازمًا مثل ماذا؟ قَشَعَ اللهُ الْغَيْمَ. قَشَعَ متعدِّي لواحد، فَأَقْشَعَ الْغَيْمُ هذه الهمزة للمطاوَعة حينئذٍ صَيَّرَت الفعل بعد أن كان متعدِّيًا لازمًا، لكنها قليلة هذه. إذًا (بالهَمْزِ) أي: همز النقل لغير المطاوَعة، فإن كانت للمطاوعة فعملها العكس تجعل المتعدِّي لازمًا، ونحن نريد ماذا؟ أن نُصَيِّر اللازم متعدِّيًا. إذًا أَقْشَعَ هذه الهمزة زائدة على المتعدِّي قَشَعَ وهي للصيرورة فصار المتعدِّي لازمًا بالهمزة إذ لم يثبت مجيء أَفْعَلَ مطاوِعًا في اللغة، أَفْعَلَ أَقْشَعَ لا وجود له.

إذًا قوله: (بالهَمْزِ) (عَدِّ مَا لَزِمْ)، (بالهَمْزِ وَالتَّضْعِيْفِ) تَضْعِيف تَفْعِيل مصدر ضَعَّفَ، والمراد به هنا تضعيف العين، يعني: أن تضعف العين، تكرر العين فحينئذٍ يصير اللازم متعدِّيًا جَلَّسْتُ زَيْدًا، هنا قام التضعيف مقام الهمز، كما أنك تقول: أَجْلَسْتُ زَيْدًا. وَجَلَسَ زَيْدٌ هو الأصل كذلك تضعف اللام تقول: جَلَّسْتُ زَيْدًا. حينئذٍ تعدَّى هنا بنفسه أو بغيره؟ بغيره، ما نوع التعدِّي هنا بماذا حصل بواسطة ماذا؟ بواسطة التضعيف، والمراد بالتضعيف تكرير العين، تضعف العين فَعَّلَ، يعني: يكون على وزن فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعُلَ ثم تضعف العين فتجعله على وزن فَعَّلَ، خَرَجَ زَيْدٌ خَرَّجْتُ زَيْدًا، واضح هذا؟ إذًا بالتضعيف (وَحَرْفِ جَرٍّ) يعني: وعد ما لزم بحرف جر. هذا معطوف على (بالهَمْزِ) دائمًا العطف يكون على الأول، (حَرْفِ جَرٍّ) حرف الجر يًصَيِّر اللازم متعدِّيًا لكن لا شك أنه ليس متعدِّيًا كالتعدِّي السابق، أَخْرَجْتُ زَيْدًا، خَرَّجْتُ زَيْدًا، صَيَّر المرفوع منصوبًا فهو مفعول به في اللفظ لكن التعدِّي بحرف جر لا يُصَيِّره منصوبًا في اللفظ، ولذلك التعدِّي عند النحاة على نوعين: الأول: ما جاوز فِعْلَ فاعله إلى المفعول به وهو المقابل للازم، يعني: مشهور. مقابل للازم. الثاني: متعدِّي ما يتعلق معناه بغيره، بواسطة حرف الجر ويسمى متعدِّيًا بغيره، ما يتعلق معناه بغيره بواسطة حرف الجر ويسمى متعديًا لغيره أو بغيره، وعليه أي: على الثاني حروف الجر كلها من أسباب التعدية، فكلها تفيد التعدية لماذا؟ لأنها ولذلك قيل: سميت حروف الْجَرّ لذلك. لأنها تَجُرّ معاني الأفعال إلى الأسماء، يعني مدخولها. خَرَجْتُ بِزَيْدٍ خَرَجَ يصلح فيه ثلاثة أحوال: أَخْرَجْتُ زَيْدًا، خَرَّجْتُ زَيْدًا، خَرَجْتُ بِزَيْدٍ. تعدَّى بالباء، ماذا صنعت الباء هنا؟ عدَّت المعنى خَرَجْتُ بِزَيْدٍ إذًا وقع خروجي على زيد، ما الذي أفاده؟ الباء، إذًا الباء للتعدية هنا، تعدية ماذا خاصة أو عامة؟ الخاصة التي تقابل اللازم، والعامة التي هي أعم، تعدية عامة، التعدية بحروف الجر تعدية عامة، والتعدية التي ضَرَبْتُ زَيْدًا، زيْدًا هذا ضَرَبَ متعدِّي فقال: تعدية خاصة. إذًا المتعدَّي له معنيان. قال هنا: (وَحَرْفِ جَرٍّ). يعني: عد ما لزم بحرف جَرٍّ حينئذٍ يكون مجرورًا في اللفظ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ خَرَجْتُ به خَرَجْتُ بِزَيْدٍ، إذًا بِزَيْدٍ جار ومجرور متعلق بخرج هكذا تعربه، وليس عندنا مفعول في اللفظ كما هو الشأن فيما مضى. إذًا هذه ثلاثة أنواع: بالهمز، وبالتضعيف، وبحرف الْجَرِّ كلها تعدِّي الفعل القاصر اللازم الذي لا يتعدَّى أثره إلا على فاعله، يعني الذي يقوم بالفعل ولا يصل إلى غيره، فحينئذٍ هذه الثلاث بواحد منها يتعدَّى القاصر إلى مفعول.

(وَحَرْفِ جَرٍّ) قال: (إِنْ ثُلاَثِيًّا وُسِمْ). هذا قيد يعني: بالهمز والتضعيف هذا خاص بالثلاثي، يعني: همزة التعدية همز النقل لا يدخل إلا الفعل الثلاثي، وأما الرباعي والخماسي والسداسي فلا، كذلك التضعيف فَعَّلَ هذا خاص بالثلاثي، وأما الرباعي والخماسي والسداسي فلا، ولذلك قال: (إِنْ ثُلاَثِيًّا وُسِمْ). (وُسِمْ) يعني: عُلِّمَ ما سبق نائبه ضمير ما الذي وهو شرط إن، إِن وسم حال كونه يعني: الفعل الذي دخل عليه الهمز والتضعيف وحرف الجر ثلاثيًّا، حال كونه ثلاثيًّا إن وسم ثلاثيًّا، (عَدِّ) ما، (مَا) قلنا: فعلاً، إن وسم هذا الفعل ثلاثيًّا يعني: صار معدودًا بالثلاثة، وهذا إنما يكون فيما سبق من كون الفعل ينقسم إلى ثلاثي وإلى مزيد، (وَغَيْرُه عَدِّ بِمَا تَأَخَّرَا)، (غَيْرُه) يعني: غير الثلاثي عَدِّ غيره غير الثلاثي (بِمَا تَأَخَّرَا)، وما الذي تأخر؟ حرف الجر. إذًا حرف الجر مشترك بين تعدية الثلاثي والرباعي والخماسي والسداسي، وأما التضعيف والهمز فهو خاص بالثلاثي، (وَغَيْرُه) يعني: غير الثلاثي الضمير يعود إلى الثلاثي (وَغَيْرُه) بالنصب مفعول (عَدِّ) عدِّ غيره يعني: غير الثلاثي. أي: صَيِّر الفعل اللازم غير الثلاثي متعدِّيًا (بِمَا) أي: بالحرف حرف الجر الذي (تَأَخَّرَا) الألف هذه للإطلاق، وفاعله يعود لـ (مَا) أي: ذكر آخر في البيت السابق انْطَلَقَ زَيْدٌ هذا ما يتعدَّى بالهمز ولا يتعدَّى بالتضعيف - ومر معنا أن انْفَعَلَ لازم - كيف نعديه؟ لا يَتَعَدَّى إلا بحرف جر انْطَلَقْتُ بِزَيْدٍ، كما تقول: خَرَجْتُ بِزَيْدٍ. إذًا كما أن الثلاثي يتعدى بحرف الجر كذلك يتعدَّى الخماسي والسداسي بحرف الجر، انْطَلَقْتُ بِزَيْدٍ. (وَغَيْرُه عَدِّ بِمَا تَأَخَّرَا) يعني: بحرف الجر الذي تأخر ذكره في البيت السابق، (وَإِنْ حَذَفْتَهَا) أي: أسباب التعدية (حَذَفْتَهَا) الضمير يعود إلى أسباب التعدية، الهمزة والتضعيف وحرف الجر (حَذَفْتَهَا) أي: أسباب التعدية الثلاثة فيُرَى لازمًا، بمعنى أن الفرق بين اللازم والمتعدِّي في هذا الموضع إنما هو بذكر أو التنصيص على سبب التعدية، إن وجد واحد من هذه الأمور الثلاثة فهو متعدِّي، إن حذفتها كلها حينئذٍ صار خاليًا عن أسباب التعدية فرجع إلى أصله، والأصل في اللازم أن يبقى على أصله، أَصله بقاء ما كان على ما كان، حتى يوجد ناقل فينقله عن هذا الأصل، (وَإِنْ حَذَفْتَهَا) أي: أسباب التعدية الثلاثية (فَلاَزِمًا) اسم فاعل لَزِمَ أي: قاصرًا على رفع الفاعل (يُرَى) يعني: يُعْلَمْ هو، وباقيًا على لزومه الأصلي الذي ثبت له قبل دخول سبب من الأسباب الثلاثة السابقة، ولازم هذا مفعول ثاني ليرى مقدم عليه، والفاء هذه داخلة على يرى، وهو جواب الشرط، إن حذفتها فيرى لازمًا، المفعول الأول هو نائب الفاعل. ثم قال رحمه الله تعالى: لِصَادِرٍ مِنِ امْرَأَينِ فَاعَلاَ ... وَقَلَّ كَالإِلَهُ زَيْدًا قَاتَلاَ وَلَهُمَا أَوْ زَائِدٍ تَفَاعَلاَ ... وَقَدْ أَتَى لِغَيْرِ وَاقِعٍ جَلاَ

هذان البيتان يتعلقان بمعنى فَاعَلا وَتَفَاعَلا، مَرَّ معنا أن (فَاعَلاَ) يدل على اثنين، فالحدث الذي تضمنته مادة (فَاعَلاَ) هو واقع من اثنين، كل واحد منهما أحدث على الآخر ما أحدثه الآخر عليه، قلنا: ضَارَبَ. ضَارَبَ على وزن فَاعَل، ضَارَبَ زَيْدٌ عَمْرًا، ضَارَبَ يدل على ماذا؟ ما الذي تفهمه هنا من الضرب؟ ضَارَبَ دَلّ على مشاركة الاثنين الذَيْنِ بعده في أصل الحدث وهو الضرب، فزيد أوقع ضربًا على عمرو، وعمرًا مفعول به أوقع ضربًا على زيد، إذًا الفعل يدل على المشاركة بين اثنين، (لِصَادِرٍ مِنِ امْرَأَينِ فَاعَلاَ) يعني: إذا أردت أن تدل على أن الحدث وقع بين اثنين كل منهما أوقع ما أوقعه الآخر عليه فأت بالفعل على وزن فَاعَلَ، قَاتَلَ، ضَارَبَ، كَاتَبَ .. ونحو ذلك، (لِصَادِرٍ) يعني: للدلالة على حدث صادر اسم فاعل صَدَرَ أي: حاصل وواقع (مِنِ امْرَأَينِ) يعني: من شخصين تثنية امرئ. (فَاعَلاَ) الألف هذه للإطلاق، وفَاعَل قُصِدَ لفظه صار عَلَمًا فصار مُبْتَدَأً، وقوله: (لِصَادِرٍ) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، إذًا (فَاعَلاَ) (لِصَادِرٍ مِنِ امْرَأَينِ)، (فَاعَلاَ) هذا مبتدأ (لِصَادِرٍ مِنِ امْرَأَينِ) يعني: للدلالة على حدث صدر من اثنين من شخصين هذا الأصل فيه، وقَلَّ في لسان العرب أن يأتي (فَاعَلاَ) ويراد به شخص واحد، أو يراد به أن الحدث صدر من جهة واحدة، مثاله (وَقَلَّ) قَلَّ هذا ماذا؟ ضد كَثُرَ يعني: قليل في لسان العرب، (كَالإِلَهُ زَيْدًا قَاتَلاَ) قَاتَلَ اللهُ زَيْدًا، هنا حصل قَتْل، أو الأصل أصل الحدث من واحد وهو الله عز وجل، وأما زيدًا فلم يحصل منه شيء البتة، كذلك عَاقَبْتُ اللِّصَّ، عَاقَبَ على وزن فَاعَلَ، عَاقَبْتُ اللِّصَّ يعني: أنا أوقعتُ العقوبة على اللصّ. واللصّ لم يوقع شيء عليه إذًا ليست على بابها، وكذلك سَافَرْتُ سَافَرَ، سَافَرْتُ هنا وقع السفر من سَافَرَ زَيْدٌ وقع السفر من زيد، وأما الطريق الذي مُشِيَ فيه أو المدينة التي رُصِدَ إليها هذه لم تحصل منها شيء على المسافر. إذًا (وَقَلَّ كَالإِلَهُ) الكاف هذه اسم بمعنى مثل، فحينئذٍ يكون مضافًا إلى الجملة، (قَلَّ) مثل الإله قاتلا، الإله مثل هذا فاعل (قَلَّ) يعني: (قَلَّ) فعل ماضي أين فاعله؟ الكاف، واضح؟ لو قلت مثلاً: (قَلَّ) مثل الإله. (قَلَّ) فعل ماضي ومثل فاعل هنا الكاف فاعل، فهي اسمية بمعنى مثل، إذًا الكاف اسم بمعنى مثل فاعل (قَلَّ)، والإله مبتدأ قاتل الإله زَيْدٌ قاتل، قَاتَل هو أي: الإله. زيدًا مفعول به مقدم، والجملة خبر المبتدأ الذي هو الإله، والمعنى أن فَاعَل فيما صَدَر من واحد قليل في لسان العرب، والأصل فيه أن يكون صادرًا من اثنين، كل واحد منهما أوقع الحدث على الآخر، كل فعل على وزن فَاعَل يدل على حدث صادر من فَاعِلَيْنِ عليهما حَدَثَ زَيدٌ على عمرو، وحدث عمرو على زيدٍ، وجنس الحدثين واحد.

(وَلَهُمَا أَوْ زَائِدٍ تَفَاعَلاَ)، (تَفَاعَلاَ) غير فَاعَل، فَاعَل خاص باثنين، وأما (تَفَاعَلاَ) فهو يأتي للاثنين ويأتي لما هو أكثر من الاثنين، تَضَارَبَا على وزن تَفَاعَلا تَضَارَبَا زَيْدٌ وَعَمْرٌ المضاربة حصلت مِنْ مَنْ؟ من زيد وعمرو من اثنين تَضَارَبَا القوم أكثر من اثنين، إذًا تَضَارَبَا يدل على حدث صادر من اثنين وليس خاصًا بالدلالة على المشاركة بين اثنين، بل يزيد على ذلك، تَضَارَبَا الْقَوْمُ، تَخَاصَمَ الْقَوْمُ، تَشَاجَرَ النَّاسُ، تقول: هذا يدل على أكثر من اثنين، إلا أن إيقاع الحدث من كل واحد على الآخر هو كالسابق، يعني: كل منهما شارك الآخر، تَضَارَب زَيْدٌ وَعَمْرو، إذًا زَيْدٌ أوقع ضَرْبًا على عمرو، وعمرو أوقع ضربًا على زيدٍ، كما أن ضَارَبَ زَيدٌ عمرًا كل منهما أوقع شيئًا من الحدث على الآخر، ولذلك كل منهما فاعل ومفعول به في المعنى، إما أن يعرب في اللفظ كذلك، وإما أن يكون في المعنى إذًا (وَلَهُمَا) يعني: دلالة على حدث صادر (مِنِ امْرَأَينِ) هذا خبر مقدم (أَوْ زَائِدٍ) اسم فاعل زَادَ يعني: زائد على اثنين على (امْرَأَينِ) ثلاثة فأكثر (تَفَاعَلاَ) الألف هذه للإطلاق، وهو مبتدأ، والمثال كما مَرّ، إذًا تفاعلا لهما (أَوْ زَائِدٍ) (أَوْ) للتنويع، (تَفَاعَلاَ) الألف للإطلاق وهو مبتدأ، (وَلَهُمَا) خبر مقدم، (أَوْ زَائِدٍ) يعني: أو لزائد، تكرار اللام. (وَقَدْ أَتَى لِغَيْرِ وَاقِعٍ جَلاَ) يعني: (تَفَاعَلاَ) قد يأتي لشيء ليس بواقع مثل ماذا؟ تَمَارَضْتُ وَلَيْسَ بِي مَرَضٌ، تَجَاهَلْتُ وَلَيْسَ بِي جَهْلٌ، إذًا جاء (تَفَاعَلاَ) ولم يكن الحدث أصلاً واقعًا، وإنما هو مُدَّعَى فحسب، ولكنه قليل، والمعنى أن (تَفَاعَلاَ) يُستعمل قليلاً في لسان العرب لإظهار ما ليس في الباطن، باب التورية مثلاً أي: لإظهاره ما ليس بمتصفٍ به في الحقيقة، وعند ذلك لا يكون للمشاركة، كما أن ضَارَبَ فَاعَل السابق يأتي لصادر من واحد، كذلك (تَفَاعَلاَ) لا يأتي للدلالة على المشاركة، وعند ذلك لا يكون للمشاركة بين الاثنين ولا بين الجماعة نحو تَمَارَضْتُ أي: أظهرتُ المرضَ وَلَيْسَ بِي مَرَضٌ. تَجَاهَلْتُ أي: أظهرت الجهل وَلَيْسَ بِي جَهْلٌ. وهذا قليل كما ذكرناه. (وَقَدْ أَتَى)، (قَدْ) للتحقيق (أَتَى) يعني (تَفَاعَلاَ) الضمير يعود إلى (تَفَاعَلاَ) أتى في لسان العرب وورد (لِغَيْرِ وَاقِعٍ) يعني: مُستعملاً للدلالة على حدث غير واقع في الخارج حال كونه يعني: (تَفَاعَلاَ) (جَلاَ) بالقصر للوزن، جَلَوْتُ الأَمْرَ أي: أظهرته. وَابْدِلْ لِتَاءِ الافْتِعَالِ طَاءً انْ ... فَاءٌ مِنَ احْرُفٍ لإِطْبَاقٍ تَبِنْ كَمَا تَصِيْرُ دَاَلاً إِنْ زَايًا تَكُنْ ... أَوْ ذَالاً اوْ دَالاً كَالاِزْدِجَارِ صُنْ

افتعل مَرَّ معنا افْتَعَلَ نحو: اجْتَمَعَ. هذه التاء تسمى تاء الافتعال، افْتَعَلَ اجْتَمَعَ تاء الافتعال، قد يدخل الإبدال هنا في الفاء، قد يدخل الإبدال في الفاء ويأتي معنى الإبدال والإعلال في الباب الآتي، (وَابْدِلْ)، الإبدال هو جعل مطلق حرف مكان حرف آخر، جعل مطلق حرف يعني: لا يختص الإبدال بحروف العلة، الإعلال خاص بحروف العلة الواو والياء والألف هذا الإعلال، وأما الإبدال فهو أعمّ، فكل إعلال إبدال ولا عكس، لأن الإعلال خاص بحروف العلة، وأمَّا الإبدال فهو أعمّ، ولذلك هنا من قبيل الإبدال وليس عندنا حرف علة. إذًا (وَابْدِلْ) أصله أَبْدِل، أَبْدَلَ يُبْدِلُ إذًا أَبْدِل الهمز فيه همزة قطع، وأسقطه للوزن (وَابْدِلْ) يعني: اجعل حرفًا مكان حرفٍ لكنه خصَّ هنا قال: (لِتَاءِ الافْتِعَالِ). يعني: (لِتَاءِ) اللام هنا زائدة لأن أبدل يتعدَّى بنفسه ومَرّ معنا أن الفعل الذي يتعدَّى بنفسه لا يدخل حرف زائد على مفعوله، فإذا عُدِّيَ بحرف كان شاذًا يعني: مخالف للميزان الصحيح عند النحاة، لماذا؟ لأنه يتعدَّى بنفسه، وإذا تأخر المعمول حينئذٍ قوي الفعل على النصب مباشرة، وإذا كان العامل اسمًا حينئذٍ ضَعُفَ فَقَلَّ مرتبة من الفعل فجاز إدخال اللام في معموله {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} قلنا: ما هذه مفعول به ودخلت اللام وهي زائدة لماذا؟ للتعدية، هذه اللام للتعدية، لِمَ دخلت في {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}؟ نقول: لأن {فَعَّالٌ} اسم، والأصل في الاسم أنه للفعل، والأصل في العمل أنه للفعل لا للاسم، فإذا عمل الاسم فحينئذٍ مرتبته تكون أقل من عمل الفعل هذا الأصل، ولذلك جاء في فصيح الكلام. وأما إن تقدم المعمول على العامل مطلقًا سواء كان فعلاً أو اسمًا حينئذٍ قياسًا يجوز دخول اللام تعدية للفعل على المعمول المتقدم، أو تعدية للفعل للمعمول المتقدم، والمثال {لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}، {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43] تعبرون الرؤيا الأصل، تعدَّى بنفسه لَمَّا تقدم المفعول به على العامل ضَعُفَ العامل، العَامل الأصل يعمل فيما بعده هذا الأصل، فيقوى على ما بعده لأن الترتيب هكذا فعل فاعل مفعول به، إذا تقدم المفعول به حينئذٍ لا يرجع للعكس فيضْعُف فحينئذٍ يحتاج إلى واسطة باللام ونحوها. إذًا (وَابْدِلْ) تاء هذا هو الأصل، اللام هذه زائدة للوزن ضرورة يعني، (وَابْدِلْ) تاء (الافْتِعَالِ)، هل الافتعال فعل ماضي؟ الجواب: لا، هل فعل مضارع؟ الجواب: لا، هل هو مصدر؟ الجواب: نعم، هل الحكم خاص بالمصدر؟ الجواب: لا، واضح؟ سين جيم. إذًا الافتعال هذا مصدر، هل الحكم خاص بالمصدر دون الماضي والمضارع وسائر المشتقات؟ الجواب: لا، إذًا لا بد من التقدير (لِتَاءِ) وابدل تاء من مادة الافتعال فالحكم عام افْتَعَلَ يَفْتَعِلُ افْتِعَالاً مُفْتَعَل مُفْتَعِل حكم عام سواء كان اسم فاعل أو اسم مفعول أو كان فعلاً ماضيًا أو مضارعًا أو مصدرًا.

إذًا ليس الحكم خاص بالمصدر، حينئذٍ لا بد من التقدير، وابدل تاء من مادة الافتعال، فدخل فيه الماضي والمضارع، متى؟ (وَابْدِلْ لِتَاءِ الافْتِعَالِ طَاءً) هذا مفعول ثاني لابدل، إذًا ابدل التاء طاءً يعني: اقلب التاء وأنطق بها طاءً متى؟ (انْ فَاءٌ مِنَ احْرُفٍ لإِطْبَاقٍ تَبِنْ) إن وقعت الفاء فاءُ افْتَعَلَ سواء كان في الماضي أو المضارع أو الأمر أَو .. أو .. إن وقعت فاء الافتعال حرفًا من حروف الإطباق الأربعة، فحينئذٍ تقلب التاء طاءً، وحروف الإطباق المراد بها ما هي؟ الصاد والضاد والطاء والظاء. يعني: وقعت الفاء واحدة من هذه الحروف الأربعة فاقلب التاء طاء، وأبدل تاء الافتعال طاء (طَاءً انْ) أصلها طاءً إِن هذه همزة قطع فحينئذٍ ألقيت حركة الهمزة إلى ما قبل التنوين وحذفت الهمزة من باب الضرورة، (انْ فَاءٌ) الاسم المرفوع الذي يقع بعد إن الشرطية أو إذا الشرطية لا يمكن أن يكون إلا فاعلاً أو نائب فاعل يعني: لا يكون مبتدأً لأن إن الشرطية لا تدخل على جملة اسمية وإنما يكون ما بعدها فاعل أو نائب فاعل، (طَاءً انْ) (تَبِنْ) يعني: تظهر فاءٌ هذا فاء (انْ) (تَبِنْ) المقدر الذي دل عليه (تَبِنْ) المتأخر، (انْ) (تَبِنْ) فاء حال كونها كائنة من أحرف لإطباق يعني: منسوبة لإطباق وهي أربعة، وإطباق هذا مصدر أَطْبَقَ يُطْبِقُ إِطْبَاقًا ضد بَسَطَ، (تَبِنْ) يعني: تظهر. سكنه للوقف والأصل فيه تبين، حذف الياء هنا للتخلص من التقاء الساكنين، إذًا إذا وقعت الفاء أو محل الفاء حرفٌ من حروف الإطباق الأربعة وجب قلب التاء طاء، أليس كذلك؟ (وَابْدِلْ لِتَاءِ الافْتِعَالِ طَاءً) حينئذٍ تقول ماذا؟ افْتَعَلَ، وهذا مَرَّ معنا في اصْطَلَحَ، اصْطَلَح أصله على وزن افْتَعَلَ، اصْطَلَحَ افْتَعَلَ أصله [اصْ تَعَل] (¬1) أليس كذلك؟ [افْتَلَحَ] (¬2) افْتَعَلَ حينئذٍ قلبت التاء طاء لماذا؟ لأن الفاء هنا اصْ وقعت صادًا وهي من حروف الإطباق. اضْطَرَّ اضتَرَّ هذا الأصل فقلبت التاء طاءً لوقوع الفاء هنا في محلها حرف من حروف الإطباق الأربعة. كَمَا تَصِيْرُ دَاَلاً إِنْ زَايًا تَكُنْ ... أَوْ ذَالاً اوْ دَالاً كَالاِزْدِجَارِ صُنْ (كَمَا) هنا شبه إبدال تاء الافتعال دالاً بإبدالها طاءً، يعني: تاء الافتعال كما تقلب طاء تقلب دالاً لكن متى؟ (إِنْ زَايًا) (أَوْ ذَالاً اوْ دَالاً) إن وقعت الفاء واحدة من هذه الحروف الثلاثة، حينئذٍ تُقلب التاء دالاً (كَمَا تَصِيْرُ) يعني: كصيرورة، ما هذه مصدرية، أي: كصيرورة، تصير هذا مضارع صار، واسم ضمير تاء الافتعال، يعني: كما تصير تاء الافتعال دالاً متى؟ (إِنْ زَايًا تَكُنْ) إن تكن زايًا، إن تكن يعني: الفاء الضمير يعود إلى الفاء، و (زَايًا) هذا خبر مقدم عليه، إن تكن فاء الافتعال زايًا، أو تكن فاء الافتعال (ذَالاً) أو تكن فاء الافتعال (دَالاً) فحينئذٍ وجب قلب التاء في باب افتعل دالاً، (كَالاِزْدِجَارِ) أصله ازتجر، والازدجار هذا مصدر ازتجار هذا الأصل، فقلبت التاء دالاً ازدجر، (صُنْ) أمر من الصيانة يعني بمعنى احفظ. ¬

_ (¬1) سبق صوابه اصْ تَلَحَ. (¬2) سبق صوابه اصْتَلَحَ.

وحاصل البيت أن تاء الافتعال في الموضعين إن كانت حرفًا من حروف الإطباق وجب قلب التاء طاءً، وإن كانت فاء الافتعال حرفًا من الحروف الثلاثة الزاي والدال والذال، وجب قلب التاء دالاً، ثَمَّ تفاصيل عندهم في هذا الموضع، وكما (كَمَا تَصِيْرُ دَاَلاً إِنْ زَايًا تَكُنْ) هي فاء الافتعال (أَوْ) تكن (ذَالاً) (أَوْ) تكن فاء الافتعال (دَالاً كَالاِزْدِجَارِ صُنْ) مصدر ازْدَجَرَ ازْدِجَار قلبت التاء دالاً، ومثله ادَّكر وادَّمع أمثلة كثيرة يذكرها الصرفيون. وَإِنْ تَكُنْ فَالاِفْتَعَالِ يًا سَكَنْ ... أَوْ وَاوًا اوْ ثَا صَيِّرَنْ تَا وَادْغِمَنْ وأدغمن تسهيل الهمزة، (وَإِنْ تَكُنْ فَالاِفْتَعَالِ) فاء بالقصر إن تكن فاء الافتعال ياءً بالقصر والتنوين الأصل فيه ياءً تكن ياءً، فالافتعال فا هذا اسم تكن وهو المضاف والافتعال مضاف إليه، (يًا) يعني: ياءً (سَكَنْ) جملة نعت لياء يعني: ياء ساكنة. أو تكن فاء الافتعال واوًا، أو تكن فاء الافتعال ثاءً بالقصر، (صَيِّرَنْ) هذا جواب أن في الصور الثلاثة السابقة (صَيِّرَنْ) يعني: صَيِّرَنْهَا تاءً. (وَادْغِمَنْ) التاء في التاء. فاء الافتعال إن كانت ياءً ساكنة، أو واوًا، أو ثاءً، فإنها تبدل تاءً وتدغم في تاء الافتعال، لعسر النطق بحرف اللين الساكن مع التاء، اتَّعَدَ اتَّصَلَ اتَّسَرَ، اتَّعَدَ أصلها اوْتَعَدَ أليس كذلك؟ اتَّعَدَ أصلها اوْتَعَدَ افْتَعَلَ، وقعت الفاء واوًا ساكنة حينئذٍ قلبت الواو تاءً، وأدغمت التاء في التاء، فقيل: اتَّعَدَ. أليس كذلك؟ اتَّصَلَ أصلها اوْتَصَلَ لأنها من الوصل، اتَّسَرَ أصله ايتَسَرَ لأنه من اليسر، إذًا تقلب الفاء تاءً وتدغم التاء في التاء، (وَإِنْ تَكُنْ فَالاِفْتَعَالِ يًا) (أَوْ وَاوًا اوْ ثَا صَيِّرَنْ) يعني: صيرنها تاءً. هذا مفعول ثاني لصَيِّر والأول محذوف، (وَادْغِمَنْ) يعني: أدغم التاء الأولى التي هي منقلبة عن الفاء في التاء التي هي باب افْتَعَلَ. ثم قال رحمه الله تعالى: وَاحْكُمْ بِزَيْدٍ مِنْ أُوَيْسًا هَلْ تَنَمْ ... فَوْقَ الثَّلاَثِ إِنْ بِذِي المَرَامُ تَمْ

هذه فائدة متعلقة بحروف الزيادة التي مَرَّ معنا في الكلام على الميزان، ... (وَاحْكُمْ) أيها الصرفي (بِزَيْدٍ) يعني: بحرف زائد. (مِنْ) أحرف عشرة باستقراء كلام العرب، مجموعة في قولك: يا (أُوَيْسًا هَلْ تَنَمْ). هل تنام هذا الأصل، عشرة أُوَيْس هل تنام، الأصل يا أُوَيْسًا لأن أَوْيس هذا تصغير أَوْس فحينئذٍ هو عَلَم فيكون مبنيًا على الضم هذا الأصل، فلما نَوَّنَهُ جاز فيه النصب والرفع، يعني يصح أن يقال: يَا أُوَيْسًا ويا أُوَيْسٌ، بالوجهين هذا المشهور عند النحاة، يَا أُوَيْسًا هَلْ تَنَمْ، أُوَيْس مصغر أَوْس مفرد علم، والأصل فيه البناء على الضم ولكنه مما اضطر إلى تنوينه فَنَصَبَهُ الناظم وهو جائز والضم كذلك جائز، أُوَيْس (هَلْ تَنَمْ) هل تنام هذه عشرة أحرف إذا وجد في لسان العرب في كلمة ما من اسم أو فعل حرف زائد فلا يخرج عن هذه العشرة، بشرط أن لا تكون الزيادة بأصل الوضع، وإنها من أصل الكلمة أو تكون الزيادة بتكرار العين أو بتكرار اللام، هذا النوع الثالث من أنواع الزيادة التي مَرَّتْ معنا في الحديث على الميزان الصرفي، وجمعت في ((أمان وتسهيل)) كذلك، و ((سألتمونيها))، ((سألتمونيها)) وهو أشهر. (وَاحْكُمْ بِزَيْدٍ) يعني: بحرف زائد. (مِنْ أُوَيْسًا هَلْ تَنَمْ) يا أويس هل تنم. [[[$$ 1.00.31 - وهذا يقول: ما الفرق بين الأوزان التي ذكرها الناظم في قوله: (كَفَاعِلٍ جِيءْ بِاسْمِ فَاعِلٍ). وقوله: (لِعَشْرَةٍ يُصَرَّفُ اسْمُ الفَاعِلِ). ما الفرق؟ : (كَفَاعِلٍ جِيءْ بِاسْمِ فَاعِلٍ) يعني: الصيغة التي تدل على ذات متصفة بإيقاع الحدث هذا أولاً، [ثم بالنظر إلى تصريف] أولاً نستنبط اسم الفاعل نقول: من فَعَلَ يأتي على وزن ضَارِب فَاعِل. هذا أولاً، إذًا أوجدنا اسم الفاعل، ثم كيف يتصرف إذا أردنا المفرد المذكر كيف ننطق به؟ إذا أردنا المفردة المؤنثة، إذا أردنا المثنى المذكر والمثنى المؤنث أو الجمع جمع تصحيح وجمع تكسير كيف نصرفه؟ يعني: بعد أن يوجد. فالأوزان الأولى إيجاده استنباطه استخراجه تقول: على وزن فَاعِل الأفعل فعلان .. إلى آخره، وهذا باعتبار الفعل الماضي، وأما (لِعَشْرَةٍ) المراد به التصريف وهي معلومة فرق بينهما. - هل المرجع والمصير ونحوه يعتبر شاذًا؟ : ما الجواب؟ شاذًّا أو لا؟ المرجع والمصير شاذّ أو لا؟ شاذّ. لماذا شاذّ؟ . لأنه من رَجَعَ يَرْجِعُ، إذًا من يَفْعِلُ، وَيَفْعِلُ المصدر الميمي مَفْعَل، وهنا جاء مَرْجِع إذًا هو شاذ، يعني: خرج عن القياس. - ذكرتم أنه إن وافقت عين الفعل المضارع كان شاذًا أنه إن وافقت عين يعني: الماضي فعل مضارع كان شاذًّا؟ : أنا ما ذكرت أنه شاذَّ. قلت: الأصل هو المخالفة، إن جاء موافقًا لا بد من علة سؤال لِمَ خرج عن أصله، ما نقول شاذّ، ما قلتُ شاذّ. $$ 1.02.46]]] وَاحْكُمْ بِزَيْدٍ مِنْ أُوَيْسًا هَلْ تَنَمْ ... فَوْقَ الثَّلاَثِ ...........

إذًا هذا شرط متى تحكم؟ (فَوْقَ الثَّلاَثِ) يعني: أن يكون الحرف الذي حكمت عليه بكونه زائدًا مع ثلاثة أحرف فأكثر أصول، بمعنى أنه إن وجد الاسم أو الفعل على ثلاثة أحرف فحينئذٍ يتعذر أن يحكم بكون حرف من هذه الحروف زائدة لماذا؟ لأن أقل ما يوضع عليه الاسم أو الفعل ثلاثة أحرف، إذًا لا بد أن تكون هذه الأحرف الثلاث أصولاً، ولا يمكن أن يكون فيها حرف زائد، وما زاد على ذلك حينئذٍ يتأتى فيه الحكم بالزيادة، لا بد من ثلاثة أحرف فأكثر، إلا الرباعي الذي هو بأصل وضعه يكون على أربعة أحرف، فحينئذٍ إذا زِيد معه حرف يتأتى فيه القول بالزيادة، (فَوْقَ الثَّلاَثِ) مرتقيًا فوق الأحرف الثلاث (إِنْ بِذِي المَرَامُ تَمْ) (إِنْ) (تَمْ) (بِذِي) أي: بهذه الأحرف الثلاث. (المَرَامُ) يعني: المقصود من الكلام، المقصود من اللفظ، والذي يقصد من اللفظ هو معناه الذي ركبت هذه الأحرف الثلاث فأكثر من أجله، (إِنْ) هذا شرط محذوف فعله وهو (تَمْ)، (بِذِي) هذه إشارة للحرف الثلاث (المَرَامُ) المرام مراد به رَامَ يَرُمُ المقصود، (تَمْ) المرام هذا اسم مفعول رَامَ بمعنى قصد صفة للمحذوف أي المعنى المقصود (تَمْ)، (تَمْ) هذا الذي فسر الشرط المحذوف، (إِنْ بِذِي المَرَامُ تَمْ) (المَرَامُ) هذا فاعل لفعل محذوف دلّ عليه (تَمْ) الآتي، والمعنى معنى هذا الشطر أن شرط الحكم بزيادة الأحرف العشرة ((سألتمونيها)) أن تجتمع في الكلمة مع ثلاثة أحرف أصول فأكثر، يعني أن تكون رباعية وأصلها ثلاثي فزيد عليه حرف سواء كان اسمًا أو فعلاً، أو خماسيًا ثلاثي مزيد بحرفين، أو رباعي مزيد بحرف، أو سداسيًّا، كذلك ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف، أو رباعي مزيد بحرفين، أو سباعية ولا تكون إلا اسمًا، وفيها، في جميع الأقسام حرف فأكثر من العشرة مع ثلاثة فأكثر أصلية، وأن تؤدي الأحرف الثلاثة المعنى المقصود، إذًا شرطان: شرط من حيث العدد، عدد الحروف. وشرط من حيث المعنى، بأن تؤدي هذه الأحرف ما وضع له في لسان العرب. وَغَالِبُ الرُّباعِ عَدِّ مَا عَدَا ... فَعْلَلَ فَاعْكِسنْ كَدَرْبَخَ اهْتَدَى كُل ُّ الخُمَاسِي لاَزِمٌ إِلاَّ افْتَعَلْ ... تَفَعَّلَ اوْ تَفَاعَلاَ قَدِ احْتَمَلْ كَذَا السُّدَاسِي غَيْرَ بَابِ اسْتَفْعَلاَ ... وَاسْرَنْدَى وَاغْرَنْدَى بِمَفْعُوْلٍ صِلاَ

(وَغَالِبُ الرُّباعِ عَدِّ)، وغالبَ الرباعي عَدِّ يجوز الوجهان غالبُ وغالبَ إذا رفعت عَدِّه قدرت له مفعولاً به، وإذا نصبت حينئذٍ جعلته مفعولاً مقدمًا لعدِّ، غالب يعني: أكثر أفراد (الرُّباعِ) بحذف الياء ياء النسب للوزن (عَدِّ) يعني: عَدِّهِ إلى المفعول به فهو متعدِّي، إذًا أكثر أفراد الفعل الرباعي متعدِّي وهذه قاعدة جيدة، يعني: تعينك على إذا اشتبه عندك الأمر إلا ما استثناه، وغالبُ الرباع عَدِّه، أي: احكم على غالب أفراد الفعل الرباعي سواء كان رباعيًّا مجردًا أو ثلاثيًّا مزيدًا بحرف بأنه متعدِّي إلى المفعول به، واحترز بالغالب عن غير الغالب نحو: حَوْقَلَ. مَرَّ معنا أنه لازم حَوْقَلَ، وَأَصْبَحَ، وَمَوَّتَ، وهذه كلها لازمة وليست بمتعدية، (مَا عَدَا فَعْلَلَ) يعني: الذي عدا (مَا عَدَا فَعْلَلَ) ما عدا فعل موزانًا فَعْلَلَ (فَاعْكِسنْ) أي: خالفًا فيه الحكم المتقدم وهو: التعدية. غالب الرباعي عَدِّ (فَاعْكِسنْ) أي: خالف الحكم السابق وأعطه ماذا؟ فَعْلَلَ، حينئذٍ غالب فَعْلَلَ يكون في الغالب لازمًا، فَعْلَلَ يكون لازمًا، فهو خلاف الحكم السابق. إذًا (مَا عَدَا فَعْلَلَ) ما عدا فعلاً موازنًا فَعْلَلَ (فَاعْكِسنْ) أي: خالفًا فيه الحكم المتقدم وهو: التعدية. أي: احكم له باللزوم (كَدَرْبَخَ) يعني: قولك: دَرْبَخَ. بالخاء أي: (اهْتَدَى). هذا تفسير له باللازم، (اهْتَدَى) هذا تفسير لدربخ يعني معناه (اهْتَدَى)، على حذف حرف التفسير دربخ أي: (اهْتَدَى). إذًا غالب الرباعي متعدي، وفَعْلَلَ الغالب فيه أنه لازم عكس السابق.

(كُلُّ الخُمَاسِي لاَزِمٌ)، (كُلُّ الخُمَاسِيْ) يعني: أفرد الخماسي سكن الياء هنا للوزن (كُلُّ الخُمَاسِيْ) يعني: كل أفراد الفعل الخماسي سواء كان أصله ثلاثيًّا فزيد عليه حرفان، أو أصله رباعيًّا فزيد عليه حرف، كل أفراد الفعل الخماسي (كُلُّ) مبتدأ (لاَزِمٌ) هذا خبر، إذًا الأصل في الفعل الخماسي أنه لازم يعني: لا يتعدَّى إلى مفعول به. (إِلاَّ) ثلاثة أبواب ... (افْتَعَلْ تَفَعَّلَ اوْ تَفَاعَلاَ قَدِ احْتَمَلْ) يعني: يأتي على الوجهين التعدِّي واللزوم، فباب افْتَعَلَ يأتي على وجهين متعدِّيًا ولازمًا، اجْتَمَعَ الْمَالُ هذا لازم، اكْتَسَبْتُ الْمَالَ هذا متعدِّي واضح، إذًا افتعل يأتي متعدِّيًا ولازمًا، (تَفَعَّلَ) كذلك (قَدِ احْتَمَلْ) يأتي التعدِّي واللزوم، تَبَسَّمَ زَيْدٌ، تَعَلَّمَ الْعِلْمَ تعدَّى بنفسه، (اوْ تَفَاعَلاَ) تَخَاصَمَ الْقَوْمُ هذا لازم، تَخَاصَمَ الْقَوْمُ تَشَارَكْنَا الْمَالَ هذا متعدِّي، إذًا إلا ثلاثة أبواب لا تختص باللزوم من الخماسي (افْتَعَلْ تَفَعَّلَ اوْ تَفَاعَلاَ قَدِ احْتَمَلْ) أي: قبل التعدِّي واللزوم. (كَذَا السُّدَاسِيْ) يعني: شبه بالخماسي السداسي في ماذا؟ في اللزوم لأنه قال: (كُلُّ الخُمَاسِي لاَزِمٌ). مثله السداسي لازم، إذًا الأصل في السداسي في الغالب أنه لازم (كَذَا السُّدَاسِيْ) يعني: أبواب الفعل السداسي بإسكان الياء للوزن (غَيْرَ بَابِ اسْتَفْعَلاَ) الألف للإطلاق (غَيْرَ) إلا ما كان من باب (اسْتَفْعَلاَ) غير هنا للاستثناء، فحينئذٍ نقول: هذا الباب مستثنى ... (غَيْرَ بَابِ اسْتَفْعَلاَ) فإنه يأتي بالوجهين يعني: يكون متعدِّيًا ويكون لازمًا، اسْتَغْفَرْتُ اللهَ متعدِّي، اسْتَحْجَرَ الطِّينُ هذا لازم، إذًا اسْتَفْعَل يحتمل الوجهين: التعدِّي واللزوم. (وَاسْرَنْدَى وَاغْرَنْدَى) كلمتان (وَاسْرَنْدَى وَاغْرَنْدَى) سمع من كلام العرب (وَاسْرَنْدَى) يعني: وغير كلمتي (اسْرَنْدَى) بمعنى غلب، ... (وَاغْرَنْدَى) بمعنى طَهَرَ فهما متعدِّيان (بِمَفْعُوْلٍ صِلاً) يعني: صلاً الألف هذه أبدلت على نون التوكيد الخفيفة، ومفعوله محذوف، (بِمَفْعُوْلٍ) هذا متعلق بقوله: (صِلاً). الكلمتين اللتان هما (وَاسْرَنْدَى وَاغْرَنْدَى) للمفعول، إذًا يستثنى من السداسي باب اسْتَفْعَلَ وكلمتان سمع في لسان العرب وهما اغْرَنْدَى وَسْرَنْدَى. ثم قال: لِهَمْزِ إِفْعَالٍ مَعَانٍ سَبْعَةُ ... تَعْدِيَةٌ صَيْرُوْرَةٌ وَكَثْرَةُ حَيْنُونَةٌ إِزَالَةٌ وِجْدَانُ ... كَذَاكَ تَعْرِيضٌ فَذَا البَيَانُ لِسِينِ الاسْتِفْعَالِ جَا مَعَانِي ... لِطَلَبٍ صَيْرُورَةٍ وِجْدَانِ كَذَا اعْتِقَادٌ بَعْدَهُ التَّسْلِيْمُ ... سُؤَالُهُمْ كَاسْتَخْيَرَ الكَرِيمُ

هذا ما يتعلق بمعاني أَفْعَلَ يُفْعِلُ إِفْعَالاً يسمى همز الإفعال، (لِهَمْزِ إِفْعَالٍ مَعَانٍ) معانٍ لهمز إفعالٍ، همز الإفعال هذا خبر مقدم، ومعانٍ هذا مبتدأ مؤخر، وهمز الإفعال من إضافة الجزء للكل لأنه من باب أَفْعَلَ يُفْعِلُ إِفْعَالاً لها معانٍ أي: مدولات معانٍ. أصلها [مَعَانِوْ $ 1.12.55 هل هكذا] سكنت الياء للثقل ثم نون لكونه منكرًا ثم التقى ساكنان التنوين والياء وحذفت الياء، (سَبْعَةُ) هذا صفة لـ (مَعَانٍ) (تَعْدِيَةٌ) هذا بدل من سبعة بدل مفصل من مجمل. إذًا تأتي همزة الإفعال للتعدية أَنْ تُضَمِّنَ الفعل معنى التصير أَخْرَجْتُ زَيْدًا، همزة النقل الذي سبق معنا تسمى همزة التعدية هذا الأول. (صَيْرُوْرَةٌ) يعني: وصيرورة مصدر صار والمراد بالصيرورة أن تدل الهمزة بعد دخولها على الفعل على أن الفاعل قد صار صاحب شيءٍ هو ما اشتق الفعل منه، أَغَدَّ الْبَعِيرُ يعني: صار ذا غدة. ماذا صنعت الهمزة هنا؟ دلت على أن الفاعل الذي هو البعير قد صار صاحب شيء هو ما اشتق الفعل منه وهو الغدة، أَغَدَّ مشتق من الغدة، إذًا صار صاحب غدةٍ، أَلْبَنَتِ الشَّاة يعني: صارت ذات اللبن. أَثْمَرَ الْبُسْتَان يعني: صار ذا ثمر. أَجْرَبَ زَيْدٌ يعني: صار ذا جَرَبٍ. إذًا تأتي الهمزة لإفادة الصيرورة، (صَيْرُوْرَةٌ وَكَثْرَةُ) مصدر كَثُرَ ضد القلة، أَلْبَنَ الرَّجُلُ إذا كثر عنده اللبن يعني يبيع، إذا كثر عنده اللبن حينئذٍ تقول: أَلْبَنَ الرَّجُلُ [انتبه]. (حَيْنُونَةٌ) هذه مصدر حان حضر حينه ووقته أن يقرب الفاعل من الدخول في أصل الفعل أَحْصَدَ الزَّرْعُ يعني: قَرُبَ حَصَادُهُ. حينئذٍ الهمزة دلت على حينونة حينونَة من الحين، وَأَصْرَمَ النَّخْلُ أي: قَرُبَ صِرَامُه. ... (إِزَالَةٌ) يعني: وإزالة، مصدر أَزَالَ (إِزَالَةٌ) المراد به السلب، ومعناه أن يزيل الفاعل عن المفعول أصل الفعل يعني: يبعده عنه وينحيه، تقول: أَشْكَيْتُهُ. يعني: أزلت شِكَايَتَهُ. أَقْذَيْتُ عَيْنَهُ يعني: أزلت القذى عن عينه. فجاءت الهمزة هنا للسلب والتنحي، (وِجْدَانُ) مصدر وَجَدَ بمعنى أدرك، أن يجد الفاعل المفعول موصوفًا بصفة مشتقة من أصل ذلك الفعل، أَبْخَلْتُهُ يعني: وَجَدْتُهُ بَخِيلاً، أَحْمَدْتُهُ يعني: وَجَدْتُهُ محمودًا، أَعْظَمْتُهُ يعني: وجدته معظمًا. ونحو ذلك، (وِجْدَانُ كَذَاكَ تَعْرِيضٌ) مثل ذاك الذي ذُكِرَ في عده من المعاني همز إفعال (تَعْرِيضٌ) أن تعرض المفعول لأصل معنى الفعل، أَبَعْتُ الثَّوْبَ إذا عَرَّضْتُهُ للبيع، أَبَعْتُ الثَّوْبَ، أَبَعْتُ الدَّارَ يعني: جعلته معروضًا للبيع. إذًا هذه معاني سبعة وهي: تعدية، صيرورة، كثرة، حينونة، إزالة، وجدان والتعريض.

(فَذَا البَيَانُ) ذا مبتدأ، و (البَيَانُ) هذا خبر مصدر بَيِّنَ أو اسم مصدر بَيِّنَ، والمراد به هنا اسم المفعول أي: المعاني الْمُبَيِّنَة لهمز الإفعال فإنها تحفظ، حينئذٍ هذه الهمزة تعتبر من حروف المعاني تقول: السين وسوف وقد هذه حروف معاني، وهل وبل حروف معاني، الهمزة التي تزاد في باب أفعل الثلاثي المجرد الذي يزاد عليه حرف من أوله فيصير أَفْعَل نقول: هذه الهمزة تعتبر من حروف المعاني، لكنه ليس هو المعنى الذي وضعت له الهمزة في ... ((نأيت)) وهو مغاير لما ذكر. والله أعلم. وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

8

عناصر الدرس * معاني سين الاستفعال. * حروف العلة وأسمائها. * أقسام الفعل من حيث اشتماله على حرف العلة. * المضاعف والمهموز والصحيح. * باب المعتلات والمضاعف والمهموز. * تعريف الإعلال وذكر بعض قواعده. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: قال الناظم رحمه الله تعالى: لِسِينِ الاسْتِفْعَالِ جَا مَعَانِي ... لِطَلَبٍ صَيْرُورَةٍ وِجْدَانِ كَذَا اعْتِقَادٌ بَعْدَهُ التَّسْلِيْمُ ... سُؤَالُهُمْ كَاسْتَخْيَرَ الكَرِيمُ هنا (سِينِ الِاسْتِفْعَالِ) يعني: المعنى الذي يُفهم من سين الاستفعال لأنها زائدة وهي حرف معنى، و (الِاسْتِفْعَالِ) مصدر اسْتَفْعَلَ، وليس الحكم خاصًا بالمصدر، وإنما الشأن في كل المشتقات أو مادة الاسْتِفْعَال، (جَا مَعَانِي) جاء معاني، (جَا) لغةٌ في جاء وكذلك للوزن، (جَا مَعَانِي) بـ (سِينِ الِاسْتِفْعَالِ) بسين المتعلق بقوله: (جَا)، و (مَعَانِي) بإثبات الياء والأصل فيها الحذف، فهي معانٍ ستة: (لِطَلَبٍ) وهذا متعلق بجاء يعني: تفيد السين الطلب، مثل ماذا؟ ومَرَّ معنا فيما سبق وهو اسْتَغْفَرَ يعني: أطلب المغفرة من الله تعالى، وهذا إنما يكون في زيادة السين. ثانيًا قال: (صَيْرُورَةٍ) يعني و (صَيْرُورَةٍ)، وهذا إنما يكون فيما إذا لم يتعدَّ اسْتَحْجَرَ الطِّينُ يعني: صار الطين حجرًا صيرورةٍ، (وِجْدَانِ) بالخفض لطلبٍ وصيرورةٍ (وِجْدَانِ) مثل ماذا؟ اسْتَجَدْتُ شيئًا أي وَجَدْتُهُ جَيِّدًا، (وِجْدَانِ) يعني: وَجَدْتُهُ جَيِّدًا مثل السابق الذي مَرَّ معنا (وِجْدَانِ) مصدر وجد بمعنى أَدْرَكَ أي يجد الفاعلُ مفعولاً موصوفًا بصفةٍ مشتقةٍ لأصل ذلك الفعل. (كَذَا اعْتِقَادٌ)، (كَذَا) أي: مثل المذكور من الطلب ما عُطِفَ عليه (اعْتِقَادٌ)، والاعتقاد مصدر اعْتَقَدَ يَعْتَقِدُ بمعنى: أدرك، اسْتَكْرَمْتُ زيدًا أي اعْتَقَدْتُهُ كريمًا، وهذا يدل على ماذا؟ على أن السين هنا للاعْتِقَاد، ... (بَعْدَهُ التَّسْلِيْمُ) التسليم بعده يعني: يأتي (التَّسْلِيْمُ) بعد ما ذُكر، ... (التَّسْلِيْمُ) مصدر سَلَّمَ يُسَلِمُ تَسْلِيمًا، ماذا ذكر عندك هنا مثال ... تسليم [ها]؟ استرجع في المصيبة يعني قال: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ... [البقرة: 156] [نعم صح] (التَّسْلِيْمُ) كون (التَّسْلِيْمُ) يعني تسليمٌ للاسترجاع للمصيبة وهذا يكون متعدِّي أو لازم؟ يكون لازمًا. (سُؤَالُهُمْ كَاسْتَخْيَرَ الكَرِيمُ) سؤالهم من إضافة المصدر إلى فاعله أو مفعوله (كَاسْتَخْيَرَ) أي: سأل الخير، (الكَرِيمُ) فاعل اسْتَخْيَرَ، أليس كذلك؟ اسْتَخْيَرَ الكريم، يعني الكريم هو الذي اسْتَخْيَرَ سَأَلَ الخير، فعيل بمعنى صفة مشبهة من الكرم بمعنى الشرف والنفاس، إذًا هذا ما يتعلق بـ ... (سِينِ الِاسْتِفْعَالِ). ثم قال الناظم ننتقل إلى ما يتعلق بحروف العلة، والأفعال التي يوجد فيها حرفٌ أو حرفان. (حُرُوْفُ وَاي هِيَ حُرُوفُ العِلَّةِ والْمَدِّ ثُمَّ اللِيْنِ وَالزِّيَادَةِ)

يجوز فيها الوجهان (حُرُوْفُ وَاي) يعني: حروفٌ مؤلفةٌ من (وَاي) يعني: الواو والألف والياء، حينئذٍ تكون الإضافة بيانية، حروفٌ هي الألف والواو والياء، والإضافةُ للبيان، أو إضافة الأجزاء للكل ضابط الأجزاء للكل، يعني: التي ترتب منها لفظُ (وَاي)، (هِيَ حُرُوفُ العِلَّةِ)، (هِيَ) هذا مبتدأ ثانٍ حروف هذا مبتدأ وهو مضاف و (وَاي) مضافٌ إليه، (هِيَ) ضمير فصل، أو فاصلٌ، أو ضمير يعني: يجوز أن يكون فاصلاً ويُسَمَّى ضميرًا مجازًا، أو يكون ضمير يعني: يريد به المعنى الذي وضع له في ميزان العرب، (حُرُوفُ العِلَّةِ) هذا خبرٌ المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول الذي حروفه واي، (هِيَ حُرُوفُ العِلَّةِ) العلة هي تغير الشيءٍ عن حاله، يعني: تسمى في عرف الصرفيين حروف العلة، لكثرة تغيراتها من نقصٍ وزيادةٍ وحذفٍ وإبدالٍ وقلبٍ .. ونحو ذلك (والْمَدِّ) يعني: تسمى حروف واي حروف مدٍ، والمد ضد القصر، لامتداد الصوت عند النطق بها، وشرطها أن تكون ساكنة، وتكون حركة قبلها من جنسها، الواو قبلها ضمة، والياء يكون قبلها كسرة، والألف لا يكون قبلها إلا فتحة، هذه حروف المد امتداد الصوت عند النطق بها، وشرطها أن تُسَكَّن يعني واي ويناسبها حركة ما قبلها، حينئذٍ تسمى مد، (ثُمَّ) الترتيب الذكري (اللِيْنِ) اللين مصدر لان ضد اليبوسة، وسميت حروف لِين لِمَا فيها من اللَّيْنِ لاتساع مخرجها، وذلك إذا كانت ساكنةً سواءٌ ناسبها ما قبلها أو لا، إذًا حروف اللِّين لا يشترط فيها مناسبة الحركة التي تكون قبل الحرف حروف واي وإنما حروف المد هي التي يشترط فيها المناسبة، (وَالزِّيَادَةِ) يعني: حروف (الزِّيَادَةِ) تسمى الواو والألف والياء حروف الزيادة، ومَرَّ معنا ((أويس هل تنم)) هذه حروف زيادة؟ كيف هذا يسمى العشرة السابقة حروف الزيادة، وهنا يقول: حروف (الزِّيَادَةِ) الواو والياء؟ [كيف؟ نعم، كيف يعني؟ من باب إطلاق ماذا؟ العام على الخاص]، إذًا لا تعارض لأنه قد يقال: كيف يا أويسًا هل تنم حروف الزيادة، ثم يقول: واي حروف الزيادة؟ فنقول: حروف الزيادة هنا أطلق العام وأريد به بعض أفراده، وهذا لا يُنافي أن تكون حروف الزيادة أكثر من هذا الذي ذُكر هنا، واضح هذا؟ إذًا كما تسمى (واي) حروف العلة، وتسمى حروف المد، وتسمى حروف اللين، وتسمى حروف الزيادة، مصدر زاد ضد النقص إطلاق العام على بعض أفراده وهو جائزٌ في لسان العرب ولا يُنافي ما سبق. إذًا حروف المد أن تكون ساكنة وتناسبها حركة ما قبلها وحروف اللِين أو اللَين بشرط أن تسكن سواءٌ ناسبها حركة ما قبلها أو لا، فكل حرف مدٍ حرف لينٍ ولا عكس، والألف حرف مدٍ ولين أبدًا يعني: لأنها تكون ساكنة ويكون ما قبلها من جنسها، إذًا هي حرف مدٍ لأن ما قبلها من جنسها وحرف اللين ساكنة هي في نفسها ساكنة، ولا يشترط ما قبلها أن يكون من جنسها، إذًا هي حرف مدٍ ولين والألف حرف مدٍ ولينٍ أبدًا ... لسكونها وانفتاح ما قبلها أبدًا

يعني: على التأبيد، ثم بدأ يُبَينُ لنا أن حروف العلة وهي المقصودة هنا قد تكون في بعض الماضي، وحروف العلة تدخل الأسماء وتدخل الحروف وتدخل الأفعال، يعني: ليست مختصة بالفعل ولا بالاسم، ولذلك تدخل على الأنواع الثلاثة أنواع الكلمة الثلاثة، سَوْك حرف علة بَيْت مَال قَاتَل قَوَل بَيَعَ لَوْ كَيْ مَا دخلت على الحرف إذًا لا تختص بالفعل. فَإن يَّكُن بِبَعْضِهَا المَاضِي افْتَتَحْ ... فَسَمِّ مُعْتَلاًّ مِثَالاً كَوَضَحْ حروف العلة [إذا زيدت على الفعل أو على الاسم إما أن [يُزاد حرفٌ واحدٌ] (¬1) أن يكون حرفًا واحدًا، لا، ليس زيادة، تُسمَّى حروف الزيادة أن يكون في الفعل حرفٌ من حروف العلة، أو يكون فيه حرفان الأول ثلاثة أقسام، والثاني قسمان، واضح؟ القسم الأول: أن يشتمل الفعل على حرفٍ من حروف العلة واحد، وهذا ثلاثة أقسام، لأنه إما أن يكون في الأول في مقابل الفاء، وإما أن يكون في مقابل العين، وإما أن يكون في مقابل اللام كم قسم؟ ثلاثة. ¬

_ (¬1) سبق صَوَّبَهُ الشيخ عقبه.

الثاني: إما أن يكون في مقابل العين واللام، وإما أن يكون في مقابل الفاء واللام، هذا هو المشهور عند الصرفيين، وهو الذي فيه البحث (فَإن يَّكُن بِبَعْضِهَا المَاضِي افْتَتَحْ) إذًا إذا افتتح الفعل الماضي بحرفٍ من حروف العلة، والمراد به الواو أو الياء، وفي قوله: (بِبَعْضِهَا) نوع إجمال وإبهام لماذا؟ لأنه يوهم أن الألف تقع في أول كلام وليس الأمر كذلك، بل الحكم خاص بماذا؟ بالواو أو الياء، أما الألف فلا تقع أولاً في الفعل مطلقًا، (فَإن يَّكُن) الفاء للتفريع هذه (إن يَّكُن بِبَعْضِهَا المَاضِي)، (المَاضِي) اسم يكن، (إن يَّكُن) (المَاضِي) ببعض حروف واي افتتح يعني: مفتتحًا خبر يكن، ... (افْتَتَحْ) خبر يكن وببعضها متعلقٌ بقوله (افْتَتَحْ)، وفاعله يعود على الماضي (افْتَتَحْ) (المَاضِي)، إذًا (فَإن يَّكُن) (المَاضِي افْتَتَحْ) (بِبَعْضِهَا) الذي هو الواو أو الياء (فَسَمِّ) (المَاضِي) المفتتح أوله بالواو أو الياء معتلاً سًمِّه معتلاً (سَمِّ مُعْتَلاًّ) (المَاضِي) (مُعْتَلاًّ)، إذًا (مُعْتَلاًّ) هذا مفعولٌ ثاني لـ (سَمِّ)، ومفعوله الأول محذوف الذي هو الماضي، (فَسَمِّ) ... (المَاضِي) المفتتح بحرفٍ من حروف العلة الواو أو الياء سمه معتلاً هذا مفعول ثاني لـ (سَمِّ) والأول محذوف، (مُعْتَلاًّ) اسم فاعل اعتل لوجود حرف العلة في مقابلة الفاء، وهي حرفٌ أصليٌ في الكلمة، وإن كان المعتل عند الصرفيين قد يطلق بالمعنى الأعم وهو ما وقع في أحد أصوله حرفٌ من حروف العلة، فحينئذٍ يكون فاءً أو عينًا أو لامًا، لكن في هذا المقام قد يذكر المعتل ويراد به المثال، ولذلك قال: فسمه يعني: الماضي معتلاً، أو سمه أيضًا مثالاً، إذًا أراد بالمعتل هنا المثال، أراد به المثال، يعني: سمه مثالاً أيضًا كما سميته معتلاً لمماثلته الحرف الصحيح في عدم تغيره، يعني لماذا سمي مماثلاً؟ ماثل ماذا؟ ماثل الصحيح لأن الحرف حرف العلة في الأصل أنه قد يعتريه، إمّا عدم ظهور الحركة أو يعتريه قلبٌ أو إبدال، لكن هنا المثال لم يحصل له شيءٌ من ذلك، بل ظهرت عليه حركات ولم يبدل ولم يعل كأنه حرفٌ صحيح، إذًا سمي مثالاً لمماثلته الحرف الصحيح في عدم تغيره وفي احتمال الحركات من الفتحة في المعلوم وَضَحَ ما نوعه؟ نقول: مثال.

لِمَ؟ لكون فائه حرفًا من حروف العلة وهو الواو، إذًا وَضَحَ ظهرت عليه الحركة؟ نعم ظهرت عليه الحركة، وَضَحَ مبني للمعلوم، والضمةُ في المجهول وُضِحَ، الأمر وُضِحَ ضُمّ أوله وهو واوٌ كما يضم أوله وهو حرفٌ صحيح، إذًا لا فرق بين ضُرِبَ وبين ضَرَبَ وبين وَضَحَ ووُضِحَ من حيث الاستعمال، لم يحصل تبديل ولا تغيير في الواو مثال كما أنه لم يحصل تغيير ولا تبديل في الحرف الصحيح، وكذلك الكسرة تظهر على الواو في المصدر كالوِعْدَة لأنه من وَعَدَ، وَعَد الوِعْدة والوِجهة، إذًا سم أي الماضي المفتتح ببعض حروف العلة (واي) معتلاً، وسمه أيضًا مثالاً لم ذكرت، (كَوَضَح) وَضَحَ يعني: كقولك وَضَحَ، ووَضَحَ هذا فعلٌ ماضي افتتح بحرفٍ من حروف العلة وهو الواو، ويسمى معتلاً ويسمى مثالاً، لأنه يجري مجرى الصحيح في عدم تغير الواو أبدًا، وفي تحمل الحركات مطلقًا فتحةً وضمةً وكسرةً، فلا فرق بين وَضَحَ وبين ضَرَبَ في الاستعمال كلٌ منهما يجري مجرى الصحيح، وَضَحَ هذا معتل لكنه يجري مجرى الصحيح، وضَرَبَ هذا صحيح، فَوَضَحَ يَضَحُ أصل يَوْضَحُ وضوحًا انكشف وانجلى، ووَعَدَ ويَقِظَ ولم يوجد ماضٍ مفتتحٌ بالألف بسكونها مطلقًا، فالابتداء بالساكن حينئذٍ يكون متعذرًا. إذًا المثال هو ما كانت فاء الفعل حرفًا من حروف العلة سواءٌ كان واوًا أو ياءً ولا يوجد ما أوله ألفٌ.

(وَنَاقِصًا قُلْ كَغَزَا إِنِ اخْتُتِمْ بِهِ) يعني: النوع الثاني مما كان أحد أصوله حرفًا من حروف العلة وهو الناقص، والناقص اسم فاعل نقص والنقص ضد الزيادة، وسُمِّيَ ناقصًا هنا لكونه نُقِصَ بعض الحركات وهو أنه لا تظهر عليه بعض الحركات، أو أنه يحذف عند التنوين ناقص في الماضٍ حذف الياء، اللام لام الكلمة عند تنوينه، ولذلك سمي ناقصًا، (وَنَاقِصًا) قلنا: اسم فاعل نَقَصَ، (قُلْ) أي سَمِّهِ ناقصًا، (قُلْ) هذا ماذا؟ ضَمَّنَهُ معنى (سَمِّ) كما قال الشارح سَمِّهِ ناقصًا، (كَغَزَا) هذا مثال، ورَمَى مثله (إِنِ اخْتُتِمْ)، يعني: الماضي به أي: ببعض حروف (واي) يعني: ما كانت لامه حرفًا من حروف العلة نحو (غَزَا) أصله غَزَوَ، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فوجب قلب الواو ألفًا، إذًا (غَزَا) هذا ناقص، غَازٍ حذفت الياء، رَمَى هذا ناقص لأن أصله [رَمَيَ $ 17.57 هل بالفتح] إذا لامه حرف من حرف العلة، إذًا ما هو الناقص؟ ما كانت لامه حرفًا من حروف العلة، يعني: ما اختتم بحرف من حروف العلة الواو أو الياء، والألف تكون مبدلة عن الواو أو الياء، (وَنَاقِصَاً) قلنا: هذا مفعول (قُلْ) أي سمه، ... (قُلْ) للماضي حذف صلتهم (كَغَزَا) ورَمَى (إِنِ اخْتُتِمْ بِهِ) أي ببعض حروف (واي)، وجواب الشرط محذوف أي قل (نَاقِصَاً)، (وَإِنْ بِجَوْفِه) يعني: وإن كان بعض حروف (واي) (بِجَوْفِه) في جوفه يعني: في وسطه، الجوف هو الوسط، يعني: ما كان حرف العلة عين الفعل، إذا إما فاءً، وإما لامًا، وإما عينًا. الفاء يسمى مثالاً، واللام يسمى ناقصًا، وإن كان الحرف حرف العلة وقع عينًا للفعل حينئذٍ يسمى أجوف، مأخوذٌ من الجوف وهو الوسط، (وَإِنْ بِجَوْفِه) أي: في وسطه يعني إن كان بعض حروف (واي) كائن بجوفه، (اجْوَفَا عُلِمْ) (عُلِمْ اجْوَفَا) بإسقاط الهمزة للوزن مفعول ثاني لعُلِم، وسمي أجوف لخلو جوفه من الحرف الصحيح لوقوع حرف العلة فيه، (عُلِمْ) هو هنا نائب الفاعل هو المفعول الأول، و (اجْوَفًا) هذا مفعول ثاني، أي: عُلِمَ الماضي على الحال السابق. وَبِلَفِيْفٍ ذِي اقْتِرَانٍ سَمِّ إِنْ ... عَيْنٌ لَهُ مِنْهَا كَلاَمٍ تَسْتَبِنْ هذا ما كان فيه حرفا علة، يعني: اجتمع فيه حرفان وهذا نوعان: إما لفيف مقرون. وإما لفيف مفروق.

(وَبِلَفِيْفٍ) (سَمِّ)، (سَمِّ) (َبِلَفِيْفٍ)، (بِلَفِيْفٍ) هذا جار مجرور متعلق بقوله: (سَمِّ)، والمفعول الأول محذوف أي (سَمِّ) الماضي ... (وَبِلَفِيْفٍ)، ولفيف فَعِيل بمعنى: فَاعِل أو مَفْعُول مأخوذ من اللف بمعنى الخلط، فسُمِّيَ لَفِيفًا لأن فيه خلط الحرف الصحيح بحرف العلة، (وَبِلَفِيْفٍ) (سَمِّ)، (سَمِّ) (بِلَفِيْفٍ) (ذِي اقْتِرَانٍ) يعني صاحب اقتران، اقتران يعني: اقترن حرف العلة بالحرف الآخر، بمعنى أنهما وقعا متتاليين لم يفصل بينهما فاصل، إما فاء وعين، وإما عين ولام، ولم يفصل بينها فاصل، ولذلك سمى لفيفًا مقرونًا، نحو قَوِوَ نحو ماذا؟ قَوِوَ وَحَيِيَ، قَوِوَ على وزن فَعِلَ، هنا وقعت العين واوًا، واللام واوًا، وحَيِيَ وقعت العين ياءً، ووقعت اللام ياءً، ولم يفصل فاصل، فاتفقا هنا في جنس الحرف، أو اختلفا نحو طَوَى يَطْوِي إذا اللام ياء طَوِيَ أصله تحركت الياء وانفتح ما قبله فقلبت ألفًا، ورَوَى رِوَايةً رَوَيَ، إذًا اختلفا، شَوَى ذَوَى اختلفا، إذًا قد يتفقان كقَوِوَ، وقد يختلفان كشَوَى وذَوَى، إذًا (وَبِلَفِيْفٍ ذِي اقْتِرَانٍ سَمِّ)، ... (سَمِّ) أنت الماضي (بِلَفِيْفٍ) مقترن، متى؟ (إِنْ عَيْنٌ) جاءت بعد إن مباشرة فقدر لها فعل، والذي دلَّ عليه الأخير، (إِنْ) (تَسْتَبِنْ) (عَيْنٌ) يعني تظهر (عَيْنٌ)، هذا فاعل (إِنْ) (تَسْتَبِنْ) يعني تظهر (عَيْنٌ)، هذا فاعل كائنةٌ له صفة (عَيْنٌ)، أي الماضي حال كون عين الماضي كائنةً منها يعني من (واي)، حال كونها أيضًا كائنة كـ (لام) يعني للماضي وكونها من حروف العلة، إذًا (إِنْ) (تَسْتَبِنْ) (عَيْنٌ) له للماضي منها من ... (واي) كلامٍ، الكاف للتشبيه، واضح التركيب؟ إن (عَيْنٌ) يعني: ... (إِنْ) (تَسْتَبِنْ) وتظهر عين الفعل الماضي له للماضي منها، إذًا العين منها من حروف (واي) كَـ (لامٍ)، إذًا العين واللام كل منهما حرف علة ... (تَسْتَبِنْ) يعني تتضح وتظهر، سَكَّنَهُ للوقف وأسقط الياء للتخلص من التقاء الساكنين وفاعله ضمير العين، ثم قال: وَإِنْ تَكُنْ فَاءٌ لَهُ وَلاَمُ ... فَذُو افْتِرَاقٍ كَوَفَى الغُلاَمُ

هذا ما يسمى باللفيف المفروق (وَإِنْ تَكُنْ فَاءٌ) هذا اسم تكن، واضح؟ (لَهُ) أي: للماضي، هذا الجار مجرور متعلق بمحذوف صفة للفاء، (إِنْ تَكُنْ فَاءٌ لَهُ) يعني: للماضي وهذا خبر تكن محذوف أي منها، يعني من حروف (واي)، (وَلاَمُ) (لَهُ) يعني: للماضي لام يعني للماضي (فَذُو افْتِرَاقٍ) يعني: يسمى لفيفًا مفروقًا، لافتراق حرفَي العلة فيه بحرف صحيح، لأن حرف العلة وقع فاءً ولامًا (إِنْ تَكُنْ فَاءٌ لَهُ) للماضي منها يعني: من حروف (واي)، (وَلاَمُ) للماضي منها من حروف (واي)، إذًا وقعت الفاء واللام حرفي علة يُسَمَّى لفيفًا مفروقًا، لماذا؟ لافتراق حَرْفَيِ العلة فيه بحرف صحيح، ومن ضوابطه أنه لا تكون اللام فيه إلا ياءً يعني اللام لا تقع واوًا، إنما تكون ياءً دائمًا، والفاء لا تكون إلى واوًا زَيْن هذا، نحو وَقَى أصله وَقَيَ وَفَى وَفَيَ وَلِي وَلِيَ هذا الأصل، إذًا الفاء لا تكون إلا واوًا، والياء لا تكون إلا لامًا، (فَذُو افْتِرَاقٍ) يعني: فالماضي صاحب افتراق مصدر افترق، كـ (وَفَى) من الوفاء بمعنى التمام، وَفَى الغلام، فعل وفاعل، وَفَى هذا يسمى لفيفًا مفروقًا لأنه فُرِقَ بين الفاء واللام وكل واحدٍ منهما حرف علة بالفاء الذي هو حرف صحيح، إذًا على ما ذكره الناظم هنا إما أن يقع حرفا العلة عينًا ولامًا، أو فاءً ولامًا، بقي قسم وهو ما فاؤه وعينه حرفا علة، الفاء والعين ما ذكره الناظم أليس كذلك؟ ما فاؤه وعينه، ذكر ما عينه ولامه، وما فائه ولامه، بقي قسم وهو ما فاؤه وعينه لم يذكره لأنه لا وجود له في الفعل، وإنما يوجد في الاسم فحسب يكون فاؤه واو وعينه حرفا علة، ولا يكون في الأفعال يوم، يَوْم نقول: هذا، وَيْح واو وياء، إذًا وقع فاءً وعينًا، وَيْلٌ، إذًا لا يجتمع الفاء والعين حرفي علة إلا في الأسماء، وأما في الأفعال فلا وجود له. (وَإِنْ تَكُنْ فَاءٌ لَهُ وَلاَمُ) (إِنْ تَكُنْ فَاءٌ) اسم (تَكُنْ)، (لَهُ) للماضي منها من (واي)، (وَلاَمُ) معطوفٌ على فاء، له للماضي منها من حروف العلة، فالماضي حينئذٍ ذو افتراق يسمى لفيفًا مفروقًا كَوَفَى. وَادْغِمْ لِمِثْلَي نَحْوُ يَازَيْدُ اكْفُفَا ... فَكُفَّ قُلْ وَسَمِّهِ الْمُضَاعَفَا

هذا المضاعف (وَادْغِمْ) الأصل فيه بهمزة القطع يعني: من أَدْغَمَ على وزن أَكْرَمَ أَدْغَمَ يُدْغِمُ إِدْغَامًا، الهمزة فيه في باب الأفعال همزة قطع، وهي التي تثبت في الابتداء وفي الدرج، وهنا أسقطها من أجل الوزن، (وَادْغِمْ) أمر من الإدغام حذفت همزه لوزن وهو لغةً إدخال شيء في شيء، واصطلاحًا [والإِدغام من مباحث [ها] لكن والصرفيون لا يذكرون على جهة الأصالة وهو من مباحثهم أصالةً، وإنما القراء يطبقون فقط [$برجاء مراجعة تفريغنا لهذه الفقرة $]، لكن لا يؤصلون، التأصيل والتقعيد، نعم التأصيل والتقعيد عند الصرفيين، وأما القراء فلا، لذلك لا يؤخذ منهم لا في التأصيل في هذه المسائل ولا في الأحكام الشرعية، حتى في الأحكام الشرعية لا يؤخذ من القراء، ولذلك يختلفون في مسألة التجويد واجب أو ليس بواجب .. إلى آخره، لا يلتفت إليهم البتة، إنما يرجع إلى الفقهاء، من جمع بين الفقه والحديث، واصطلاحًا إسكان أول الحرفين المتماثلين أو المتقاربين وإدراجه في الثاني، إسكان أول الحرفين، إن كان متحركًا يُسَكَّن من أجل أن يُدغم في الثاني، يعني: يُدخل هذا الحرف في الحرف، وهذا واضح، فَعَّلَ قلنا أُدْغمَ الأول في الثاني أُدخل فيه، خَرَّجَ نطقت به بشدة فحينئذٍ نقول: هذا الحرف مشدَّدًا وفيه إدغام، إسكان أول الحرفين المتماثلين أو المتقاربين وإدراجه في الثاني، ومفعول (ادْغِمْ) محذوف أي: (ادْغِمْ) أولاً في الثاني وصلته وهي محذوفة يعني: في الثاني، (وَادْغِمْ) ماذا؟ (وَادْغِمْ لِمِثْلَي) وادغم لمثلين بالنون حذفه لأجل للإضافة (لِمِثْلَي نَحْوِ) أي: بالجر (نَحْوِ)، (لِمِثْلَي) مثنى مثل وحذفت النون لإضافته لما بعده (نَحْوِ) قولك: (يَا زَيْدُ) هذا # 29.27 ..

(اكْفُفَا) اكْفُفْ الألف هذه ل؟ [مضاف، نون التوكيد]؟ نون التوكيد، لماذا؟ لأن الفعل فعل أمر هنا يبني على السكون هذا الأصل، فلما فَتَحَ الفاء الثانية علمنا أنه مبني على الفتح، وذلك إنما يكون إذا جُعلت الألف هنا بدلاً عن نون التوكيد الخفيفة، (اكْفُفَا) أكففن إذا هذه النون نون التوكيد، وهو أمر من الكَفِّ اكْفُفْ، قال: (ادْغِمْ) اجتمع مثلان عندنا هنا، أليس كذلك؟ اكْفُفْ الكاف ساكنة وإذا أردنا أن نُدْغِمَ الأول في الثاني لا بد أن يكون الأول ساكنًا، والفاء هنا متحركة ليست ساكنة، اكْفُفْ، أليس كذلك؟ فنقلت حركت الفاء ضمة إلى الكاف، الحرف الساكن السابق حينئذٍ سكن الأول فأُدْغِمُ في الثاني كُفَّ، كُفَّ عنا جُشَاءَك، كُفَّ حينئذٍ نقول: كُفَّ هذا فعل أمر، أليس كذلك؟ اكْفُفْ تنقل حركت الفاء الأول للكاف فاستغني عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها لأن اكْفُفْ جُلِبَتْ همزة الوصل هنا من أجل سكون الكاف، فلما نقلت حركة الفاء أُولى الضمة إلى الكاف، حينئذٍ ما احتجنا إلى همزة الوصل لأنها عارية، حينئذٍ تُرَدُّ العرايا كما هو الأصل، حينئذٍ لما اجْتُلِبَتْ همزة الوصل لعلة والحكم يدور مع علته وجودًا وعَدَمًا، فلما حركت الكاف سقطت همزة الوصل، صار كُفَّ، واستغني عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها، ثم أدغم الفاء الأول وهو ساكن في الثاني كُفَّ بضم الكاف وتشديد الفاء لذلك قال الناظم: (فَكُفَّ قُلْ وَسَمِّهِ الْمُضَاعَفَا)، (سَمِّهِ الْمُضَاعَفَا)، (فَكُفَّ) بضم الكاف وشدِّ الفاء هذا مفعول لـ (قُلْ)، فقل (كُفَّ)، (وَسَمِّهِ) بعد الإدغام ليس قبله (سَمِّهِ) بعد الإدغام (الْمُضَاعَفَا) هذا مفعول ثاني لسمي والألف في المضاعف للإطلاق، مَرَّ معنا المضاعف. والحاصل أن الفعل الذي عينه ولامه حرفان متماثلان يُدْغَم أولهما في ثانيهما، لكن لابد أولاً أن يُسَكَّنَ الأول، ويسمى المضاعف اسم مفعول من ضَاعَفَهُ. مَهْمُوزٌ الَّذِي عَلَى الهَمْزِ اشْتَمَلْ ... نَحْوُ قَرَا سَأَلَ قَبْلَ مَا أَفَلْ (مَهْمُوزٌ) هذا خبر مقدم (الَّذِي) اشتمل على الهمز، الذي اشتمل على الهمز (مَهْمُوزٌ)، أليس كذلك؟ (الَّذِي) هذا مبتدأ مؤخر (اشْتَمَلْ) هذا صلة (الَّذِي)، (عَلَى الهَمْزِ) جار مجرور متعلق باشتمل (مَهْمُوزٌ)، يعني المشتمل على الهمز مطلقًا سواء وقعت فاءً أو عينًا أو لامًا يسمى ماذا؟ يسمى مهموزًا، مهموز اسم مفعول من همزه، (نَحْوُ قَرَا) بإبدال همز اللام هنا قرأ بإبدال الهمزة ألف للوزن، و (قَرَأَ) على وزن فَعَلَ، وقعت الهمزة لامًا ويسمى مهموز اللامي، (سَأَلَ) وقعت الهمزة عينًا فيسمى مهموز العين، (قَبْلَ مَا أَفَلْ)، (قَرَأ)، (قَبْلَ) (سَأَلَ قَبْلَ) تنازع فيه الفعلان، مضاف للمصدر المسبوق من (مَا أَفَلْ)، أَفَلَ فلان عن البلد إذا غاب عنها، وأَفَل كذلك مهموز، وقعت الهمزة فيه فاءً، إذًا مهموز مطلقًا سواء وقعت الهمزة فاءً أو عينًا أو لامًا. ثُمَّ الصَّحِيْحُ مَا عَدَا الَّذِي ذُكِرْ ... كَاغْفِرْ لَنَا رَبِّي كَمَنَ لَهُ غُفِرْ

(ثُمَّ) بعد أن بَيَّنَ لك ما سبق (الصَّحِيْحُ) يعني الفعل الذي يُسَمَّى صحيحًا (الصَّحِيْحُ) قلنا: فعيل صيغة مشبهة من الصحة وهو السليم ضد المرض، في عرف الصرفيين الصحيح (مَا عَدَا الَّذِي ذُكِرْ)، يعني ما سَلِمَ من حروف العلة والهمزة والتضعيف، هذا يُسَمَّى ماذا؟ (الصَّحِيْحُ) ولذلك ذكر المثال والأجوف والناقص واللفيف بنوعيه، وذكر المضاعف، وذكر المهموز، ما عدا هذه الأنواع حينئذٍ سمه صحيحًا، (ثُمَّ الصَّحِيْحُ مَا عَدَا) أي الفعل الذي عدا وجاوز الذي ذُكِرَ آنفًا من الأقسام الستة، وذلك (كَاغْفِرْ)، (كَاغْفِرْ) كالفعلين الكائنين في قولنا: اغفر لنا، اغفر يعني استر وامح، غَفَرَ، غَفَرَ هذا صحيح، لماذا؟ لأن حروفه كلها أصول، كلها صحيحة ليس فيها حرف علة، ولا همز، ولا تضعيف. إذًا غَفَرَ ... (كَاغْفِرْ) لنا ربي (اغْفِرْ لَنَا) يا (رَبِّي) اغفر لنا، الـ (نا) هنا معشر المؤمنين كما قال الشارح يا رب (كَمَنَ لَهُ غُفِرْ) كمن، يعني كمغفرة كائنة منك لمن أي لمذنب (لَهُ غُفِرْ)، له متعلق بقوله: (غُفِرْ) ونائبه ضمير الغفر، إذًا المراد به أن غَفَرَ هذا صحيح، فكل ما خلا من حروف العلة والتضعيف وماذا؟ والهمز فهو صحيح، فهو يسمى صحيحًا. (بَابُ المُعْتَلاَّتِ وَالمُضَاعَفِ وَالمَهْمُوْزِ) يعني سيذكر لك في هذا الباب ما يتعلق بهذه المسائل المذكورات، المعتلات ثَمّ المعتلات التي ذكرها الناظم فيما سبق: المثال الأجوف، الناقص، اللفيف المفروق، اللفيف المقرون. هذه المعتلات، لها أحكام تتعلق به من حيث الإسناد، والمضاعف يعني الفعل المضاعف، والمهموز بأنواعه الثلاثة. باب بيان تصريف الأفعال المعتلات يعني التي أحد حروفها علة، عندنا مُعْتَل ومُعَلّ، مُعْتَل يعني وُجِدَ فيه حرف من حروف العلة، وينطق كما هو، مُعَلٌّ، يعني حصل إِعْلالٌ فيه إما قلب، وأما حذف. إذا فرق في الاصطلاح بين المعتل وبين المعلّ، والمراد هنا المعتل ما وقع أحد حروفه أو ما كان أحد حروف الأصول حرف علة، وأما المعلّ فهذا الذي يذكره فيما سيأتي.

الإعلال تغيير حرف العلة للتخفيف بقلبه أو إسكانه أو حذفه. هذا الإعلال، إعلال تغيير، تغيير ماذا؟ حرف العلة، إذا مُتَعَلَّقُ الإعلال حرف علة، ولذلك قلنا: افْتَعَلَ اصطلح قلنا: هذا ماذا؟ إبدال، ولا نسميه إِعلالاً، لماذا؟ لأن الإعلال خاص بحرف العلة، تغيير حرف العلة، وأما الإبدال فهو أعم، تغيير حرف العلة للتخفيف يعني طلبًا للخفة، إذًا هو مُعَلَّل بقلبه، قلب حرف العلة، أو إسكانه إسكان حرف العلة، أو حذفه، قلبه أن يقلب حرف العلة واوًا أو ياءً ألفًا، مثل ماذا؟ غَزَا أَصْلُهُ غَزَوَ تحركت الواو وانقلبت ألفًا، هذا يسمى ماذا؟ يُسَمَّى إعلالاً بالقلب، أو إسكانه بعني إسكان حرف العلة قَالَ يَقُولُ، يقُول الضمة الواو هنا مضمومة وهي حرف علة أليس كذلك؟ الضمة على الواو ثقيلة ماذا صنعنا؟ أخذنا الضمة ألقيناها على القاف الساكنة، يُسَمَّى ماذا؟ تسكين لحرف العلة، أو إسكان، حصل تخفيف أو لا؟ حصل تخفيف. هذا يُسَمَّى إعلالاً بالنقل، أو حذفه يعني حذف حرف العلة للتخفيف [غَزَا غَزَوْتُ] (¬1) قَالَ قُلْتُ قُول هذا الأصل، لو بقي على ما هو عليه قلتُ: قلتُ، ماذا قلت؟ قولت في ثقل فيه مد فيه تنطير إذًا حذف حرف العلة من جهة التخفيف طلبًا للتخفيف. إذًا الإعلال ثلاثة أنواع: إعلال بالقلب. إعلال بالنقل. إعلال بالحذف. كلها ستأتي [هذه حتة تطبيق فقط]. فالإعلال حينئذٍ يكون مقصورًا على حروف العلة، حروف العلة ثلاثة، وتضبطه قواعد مطردة. الإبدال - كما مرّ - وضع حرف مكان حرف آخر. هذا يُسَمَّى ماذا؟ يُسَمَّى إِبْدَالاً، وضع حرف بقطع النظر عن كونه حرف علة أو لا، مكان حرف آخر بقطع النظر عن كونه حرف علة أو لا، دون اشتراط أن يكون حرف علة أو غيره، فحينئذٍ كل إعلال يقال له إبدال، ولا عكس. الإبدال لا يسمى إعلالاً، والإعلال يُسمى إبدالاً، إذا كل إعلالٍ يقال له إبدالٌ ولا عكس، يجتمعان في نحو: قَالَ أصله قَوَلَ، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فوجب قلبها ألفًا، إذًا حصل إعلال وهو بالقلب، وأبدل حرف مكان حرف، وضعت الألف مكان الواو، إذًا حصل فيه إعلالٌ وإبدالٌ. ورَمَى رَمَيَ أصله، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فوجب قلب الياء ألفًا، ووضع مكان الياء ألف. وينفرد الإبدال فيما سبق اصطبر وادكر. والإبدال في غالبه لا يخضع لقياس وإنما يحكمه السماع، يعني ليس كالإعلال، فالإعلال له قواعد مطردة، وأما الإبدال فهذا ليس له قواعد وإنما هو مقصور على السماعي. وَاوًا اوْ يًا حُرِّكَا اقْلِبْ أَلِفَا ... مِن بَعْدِ فَتْحٍ كَغَزَا الَّذِيْ كَفَى ¬

_ (¬1) سبق.

هذه القاعدة التي تذكر دائمًا، إذًا تحركت الواو وانفتح ما قبلها وجب قلب الواو ألفًا، إذا تحركت الياء وانفتح ما قبله وجب قلب الياء ألفًا، سواء كانت الواو أو الياء المحركان عين الكلمة أو لام الكلمة، سواء كان هذا أو ذاك، غَزَا أصله غَزَوَ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا غَزَا، قَالَ أصله قَوَلَ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فوجب قلبها ألفًا، إذا وقعت الواو عينًا فقلبت ألفًا، ووقعت الواو لامًا فقلبت ألفًا، بَاعَ أصله بَيَعَ تحركت الياء وانفتح ما قبله فوجب قلبها ألفًا ووقعت عينًا، رَمَى رَمَيَ وقعت الياء هنا لامًا وتحركت فقلبت ألفًا، إذًا (وَاوًا) هذا مفعول قوله (اقْلِبْ)، ... (اقْلِبْ) أيها الصرفي (وَاوًا اوْ يًا حُرِّكَا) الواو أو الياء (حُرِّكَا) هذا مُغير الصيغة، والألف هذه نائب فاعل تعود إلى الواو أو الياء، (وَاوًا اوْ يًا)، (وَاوًا اوْ) بإسقاط الهمزة، والأصل فيها همزة قطع، (يًا) أصلها ياءً سُهِّلَ من أجل الوزن، وقيل لغة كذلك، (حُرِّكَا) أي محركين نعت لـ (وَاوًا اوْ يًا)، (اقْلِبْ) هذا أمر من القلب بمعنى غَيِّرْهُ، غَيِّر الواو صَيِّرْهُ ماذا؟ ألفًا، غَيّر الياء وصَيِّرْهُ ألفًا (اقْلِبْ وَاوًا اوْ يًا) محركين بشرط أن يكون محركين، اقلبهما ماذا؟ (أَلِفًا)، هذا مفعول ثاني لاقلب، (أَلِفًا) لينة حال كونهما كائنين (مِن بَعْدِ فَتْحٍ)، (مِن بَعْدِ فَتْحٍ) يعني الواو والياء أن يقعا بعد فتح. إذًا عندنا شرطان: الأول أن تتحرك الواو والياء، بأي حركة؟ ما نوع الحركة؟ ماذا قال: الناظم؟ قال: (حُرِّكَا) وأطلق. إذًا الأصل بقاء المطلق على حاله حينئذٍ لما أطلق شَمِل الكسرة والفتحة والضم، يعني بأي حركة تحركت الواو أو الياء، لا نشترط فيه حركةً معينة، إذًا بالنظر إلى حركة الواو أو الياء لا تتعين الحركة، وأما ما قبله فيتعين، يعني أن تكون الواو محركة بضم أو فتح أو كسر بعد فتح على جهة الخصوص، وأن تكون الياء محركة بأي حركة فتحًا أو كسرًا أو ضمًا بعد فتح. إذًا عندنا شرطان (حُرِّكَا) هذا قيد شرط (مِن بَعْدِ فَتْحٍ) فإن لم يكن (مِن بَعْدِ فَتْحٍ) فلا، إن لم يحركا فلا، ولذلك يقال غَزَوْتُ غَزَ غَزَوْتُ، هنا الواو ساكنة وفتح ما قبلها فلم تقلب ألفًا، لماذا؟ لانتفاء الشرط لانتفاء الشرط (مِن بَعْدِ فَتْحٍ) يعني فتح ما قبل الواو أو الياء (كَغَزَا) هذا فعل ماضي أصله غَزَوَ، وعرفنا كيف قلبت الواو ألفًا (الَّذِيْ كَفَى)، (غَزَا) فعل ماضي، فاعله (الَّذِيْ)، و (كَفَى) صلة الموصول، (كَفَى) هو الذي، وكفى أصله كَفَيَ، إذًا مثل لك للواو والياء المحركين وفُتح ما قبلهما فقلبت الواو ألفًا في غَزَا وقلبت الياء ألفًا في (كَفَى). ثُمَّ غَزَوْا وَغَزَتَا كَذَا غَزَتْ ... وَأَلِفٌ للسَّاكِنَيْنِ حُذِفَتْ

(ثُمَّ) بعد ما عرفنا ما سبق إذا أردنا إسناد الناقص، الكلام الآن في الناقص كله في الناقص، والناقص الذي لامه حرف من حروف العلة، حينئذٍ نقول في الناقص: إذا أسند لجمع المذكر الغائب واويًا كان أو يائيًا غَزَوْ (ثُمَّ غَزَوْا) ما الأصل؟ الواو هذه ما نوعها؟ هذه واو الجماعي فاعل، أليس كذلك؟ غَزَوْ أين الألف؟ أصل التركيب غَزَاوْ التقى ساكنان، إذًا إذا أسند الناقص إلى واو الجماعة سواء كان واويًا أو يائيًا حذفت اللام، لام الناقص، ولذلك ليس عندنا إلى حرفان الغين والزاي، وأين اللام؟ محذوفة، غَزَوْ وكَفَوْ مثلها أصلها غَزَاوْ وكَفَاوْ يعني بالألف كَفَا، أضف الواو كَفَاوْ، غَزَا هذا الأصل أضف الواو أصل بها الواو غَزَاوْ التقاء ساكنان الألف والواو فحينئذٍ وجب حذف الألف، فحذفت الألف المبدلة عن الواو في غَزَوْ وعن الياء في كَفَوْ للتخلص من التقاء الساكنين، وهذه الواو واو الجمع وهي فاعل، في غَزَوْ، ولام الكلمة محذوف غَزَوْ، إذًا (ثُمَّ غَزَوْا وَغَزَتَا) يعني نقول في الناقص واويًا كان أو يائيًا إذا أسند للمثنى المؤنث نقول: غَزَتَا، غَزَتْ ... غَزَتَا؟ ماذا صنعنا؟ كَفَتَا؟ حذفت لام الفعل يعني غَزَتَا أصلها غَزَاتْ والتاء ساكنة في أصلها وحركتها هنا حركة عارضة، ولذلك لم ترجع الألف بعد تحريكها، واضح؟ لأن قد يقول قائل: هنا التاء محركة، والألف في غَزَاتا الألف حذفت للتخلص من التقاء الساكنين، أين الساكنان؟ نقول: قبل تحريك التاء بالفتحة لمناسبة الألف نقول: قبل ذلك كانت ساكنة فحينئذٍ السكون يكون مقدر، يكون مقدر للعارض وهو التخلص من التقاء الساكنين، فحينئذٍ مراعاة لهذا الأصل نقول: الألف حذفت للتخلص من التقاء الساكنين، فالسكون أو التحرك العارض لا يزيل التخلص من التقاء الساكنين، فحذفت الألف لأنه التقت مع التاء، إذًا نقول في الناقص واويًا أو يائيًا المسند للمثنى المؤنث غَزَتَا وكَفَتَا، أصلهما غَزَاتَا هذا الأصل، وكَفَاتَا، وحذفت الألف في الموضعين لما سبق للتخلص من التقاء الساكنين، والساكن هو التاء تاء التأنيث لأن في أصلها ساكنة، وحركت لأجل التخلص من الساكنين مع الألف (غَزَتَا)، (تَا) الألف هذه ساكنة والتاء ساكنة في الأصل، وحركت للتخلص من التقاء الساكنين، وحذفت الألف مراعاة للساكن الذي هو مقدر في تاء التأنيث، هذا فرق بين موضعين. (ثُمَّ غَزَوْا وَغَزَتَا كَذَا غَزَتْ)، (غَزَتْ) هذا أسند للغائبة يعني: مثل المذكور السابق (كَذَا غَزَتْ) وكَفَتْ من الناقص المسند للمفردة المؤنثة الغائبة، هند غَزَتْ فحينئذٍ غَزَتْ التاء هذه تاء التأنيث، حذفت الألف التي هي مبدلة من الواو في غَزَا حذفت للتخلص من التقاء الساكنين، وكَفَتْ كَفَات هذا الأصل، حذفت الألف المبدلة عن الياء في كَفَى للتخلص من التقاء الساكنين.

إذًا (كَذَا غَزَتْ، وَأَلِفٌ للسَّاكِنَيْنِ حُذِفَتْ) في الأمثلة الساكنة يعني: بين العلة هنا (غَزَوْا وَغَزَتَا كَذَا غَزَتْ) قال: (وَأَلِفٌ). هذا مبتدأ ... (وَأَلِفٌ) مبدلة عن واو في غَزَا وعن ياء في كَفَى (للسَّاكِنَيْنِ حُذِفَتْ) حذفت للساكنين يعني: لأجل التخلص من التقاء الساكنين في (غَزَوْا وَغَزَتَا) وحذفت هي الألف، والجملة خبر (أَلِفٌ). (وَالقَلْبُ فِي جَمْعِ الإِنَاثِ مُنْتَفِي) يعني: إذا أسند الناقص إلى نون الإناث ليس عندنا قلب، وإنما يبقى على حالهم (وَالقَلْبُ) لواو الناقص ويائه ألفًا (فِي جَمْعِ الإِنَاثِ) يعني: في الفعل المسند لضمير الإناث الغائبات. (مُنْتَفِي) القلب منتفي يعني: ليس بثابت لماذا؟ لانتفاء العلة، لأنك تقول ماذا؟ تقول: غَزَوْتُنَّ رَمَيْتُنَّ كَفَيْتُنَّ. هنا سكنت الواو وسكنت الياء أو تحركت؟ سكنت أو تحركت؟ (وَالقَلْبُ فِي جَمْعِ الإِنَاثِ مُنْتَفِي) غَزَوْنَا كَفَيْنَا، لم تتحرك الواو لتقلب ألفًا، وإنما سكنت على أصلها، إذا علة قلب الواو ألفًا منتفية لماذا؟ لكونها ساكنة، وشرط في الواو أن تكون متحركة، ثم لم تحذف الواو لأنها لم تلتق مع ساكن والنون حينئذٍ تكون متحركة، إذًا إذا أُسند الفعل الناقص سواء كان واويًا أو يائيًا لنون الإناث ليس عندنا قلب للواو ولا للياء لماذا؟ لانتفاء الشرط وهو كونها متحركة، لأنها ساكنة لأن الفعل يسكن مع نون الإناث. (وَالقَلْبُ فِي جَمْعِ الإِنَاثِ)، (وَالقَلْبُ) هذا مبتدأ، يعني (فِي جَمْعِ الإِنَاثِ) فعل المسند لضمير الإناث نون النسوة الغائبات أو المخاطبات، غَزَوْنَ كَفَيْنَ غَزَوْتُنَّ كَفَيْتُنَّ مُنْتَقٍ، لماذا؟ لسكون الواو والياء تخلف الشرط. قال: (غَزَوْا وَغَزَتَا كَذَا غَزَتْ فَاقْتَفِي)، (غَزَوْا): (غَزَوْا) يعني الناقص المسند إلى ألف الاثنين ماذا يحصل؟ تبقى الواو كما هي؟ (غَزَوْا) تحركت الواو وانفتح ما قبلها لكن لا تقلب ألفًا لماذا؟ لأنه لو قلبت ألفًا ماذا حصل؟ التبس بـ اجتمع ألفان وحذفت الألف الأولى إذا التبس بماذا؟ بالمفرد، و (غَزَوْا) إبقاء الواو كما هي على حالها مع وجود الشرط وهو تحرك الواو وانفتاح ما قبلها نقول: إذا أبدلنا الواو ألفًا التقت مع ألف الاثنين فاعل، ثم حذفت الألف والتبس بالمفرد، فـ (القَلْبُ) .. (مُنْتَفِي) في الناقص المسند إلى ضمير المثنى المذكر لِمَا ذكرناه من علة سابقة، (كَذَا غَزَوْتُ)، (غَزَوْتُ) غَزَوْتِ غَزَوْتَ، هنا القلب منتفي، لماذا؟ انظر إلى الشرط (غَزَوْتُ) الواو ساكنة وشرط القلب أن تكون متحركة، إذًا إذَا سكنت الواو انتفى شرط قلب الواو ياءً، (غَزَوْتُ) إذًا الواو هذه تبقى على حالها، (فَاقْتَفِي) يعني: اتبع، الياء هذه للإشباع، اتبع ما ذكر، إذًا هذا ما يتعلق بالناقص. ثم قال: وَانْسُبْ لأَجْوَفَ كَقَالَ كَالَ مَا ... لِكَغَزَا ثُمَّ كَفَى قَدِ انْتَمَى كَغَزَتِ احْذِفْ أَلِفًا مِنْ قُلْنَ أَوْ ... كِلْنَ بِضَمِّ فَا وَكَسْرِها رَوَوْا

ها (وَانْسُبْ) يعني أَعْزُ (لأَجْوَفَ كَقَالَ كَالَ مَا لِكَغَزَا) ما الذي ثبت لغَزَا؟ قلب الواو ألفًا، انسب ذلك الحكم لقَال، وأصل قَال قَوَلَ إذًا تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، ولذلك قلنا: الحكم عام في ما سبق (وَاوًا اوْ يًا حُرِّكَا اقْلِبْ أَلِفَا) سواء كانت الواو عينًا أو لامًا، العين هو الأجوف، واللام هو الناقص، وسواء كانت الياء عينًا أو كانت الياء لامًا، العين هو الأجوف، واللام هو الناقص، والحكم واحد بين الأمرين، (وَانْسُبْ ِلأَجْوَفَ) يعني لفعل أجوف وهذا متعلق بقوله (انْسُبْ) يعني: اعْزُ (كَقَالَ كَالَ) قَوَلَ وكَالَ من الكَيْلِ إذا أصله كَيَلَ كما تقول كَفَأَ كَفَيَ، نقول: كَيَلَ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا كَالَ، قَالَ أَصْلُه قَوَلَ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فوجب قلب الواو ألفًا، (انْسُبْ)، (مَا لِكَغَزَا ثُمَّ)، (انْسُبْ)، (مَا)، (مَا) هذا مفعول لـ (انْسُبْ)، (مَا) أي قلب الواو والياء ألفًا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما فالحكم عام بين الأجوف والناقص، (لِكَغَزَا ثُمَّ كَفَى قَدِ انْتَمَى) يعني: لِمَا (قَدِ انْتَمَى): (انْتَمَى) هذه بمعنى انتسب فاعله ضمير ما، (مَا)، (قَدِ انْتَمَى)، ... (لِكَغَزَا ثُمَّ كَفَى) واضح؟ (مَا) اسم موصول في محل نصب مفعول به لأنسب، (انْسُبْ)، (مَا)، (قَدِ انْتَمَى) (لِكَغَزَا ثُمَّ كَفَى)، ... (لأَجْوَفَ كَقَالَ كَالَ) تقديم وتأخير، واضح؟ بدر واضح؟ (انْسُبْ) (مَا)، (قَدِ انْتَمَى)، (لِكَغَزَا)، (لِكَغَزَا) هذا متعلق بقوله (انْتَمَى)، (ثُمَّ) عطف على (كَغَزَا)، (كَفَى) معطوف عليه، (لأَجْوَفَ كَقَالَ كَالَ) إذًا الحكم واحد (كَغَزَتِ احْذِفْ أَلِفًا مِنْ قُلْنَ أَوْ كِلْنَ)، (غَزَتِ) حذفنا الألف لماذا؟ للتخلص من التقاء الساكنين مثلها تحذف الواو للتخلص من التقاء الساكنين إذا وقعت عينًا، كما حذفتها إذا وقعت لامًا فقَالَ قُلْنَا قَالَ قَوَلَ قُول إذا حذفت الواو لماذا؟ للعلة السابقة التخلص من التقاء الساكنين، إذًا قُلْنَا بحذف الواو التي وقعت عينًا، وسبب الحذف العلة للتخلص من التقاء الساكنين، أصله قُول، واللام ساكنة والنون هذه نون النسوة، حينئذٍ التقاء ساكنين الواو واللام، وحذفنا الواو للتخلص من التقاء الساكنين، (كَغَزَتِ احْذِفْ أَلِفًا) مبدلة من واو كائن من قلنا، هذا أجوف واوي مسند إلى نون الإناث يعني: يحذف حذفًا كائنًا كحذف ألف غَزَا (أَوْ) من (كِلْنَ) كَالَ يَكِيلُ (كِلْنَ) كِيل هذا الأصل، فحينئذٍ التقى الياء ساكنة من اللام ساكنة فحذفت الياء، إذًا تحذف الواو والياء للتخلص من التقاء الساكنين سواء وقعت لامًا للكلمة أو عينًا للكلمة، فلا فرق بين الأجوف والناقص في الحكم، كِلْنَا بضم فاء وكسرها بضم فاء في (قُلْنَ)، وكسرها أي كسر الفاء من (كِلْنَ)، كَالَ يَكِيلُ، قَالَ يَقُول، لماذا؟ ضمت الفاء في قُلنا وكسرت الكاف في (كِلْنَ)؟

للإشارة إلى الباب من أي أنواع الأبواب، هل هو من يَفْعُلُ أو يَفْعَلُ أو يَفْعِلُ لأنك لو قلتَ: كَلْن بفتح الفاء استوى عندك فَعَلَ وفَعُلَ وفَعِلَ، حينئذٍ لَمَّا كانت العين مضمومة من قَالَ فَعَلَ يَفْعُلُ إشارة إلى الباب ضممت الفاء، قُلْنَا القاف هنا فاء الكلمة والأصل في الفاء قَالَ يَقُولُ، الأصل في الفاء أنها مفتوحة لماذا نقلت الضم هنا؟ نقول: نقلتِ الضمة التي هي حركة العين المحذوفة إلى الفاء للدلالة على أن الفعل هنا من باب فَعَلَ يَفْعُلُ يعني: بضم العين في المضارع، كَالَ يَكِيلُ، يَكِيلُ كِلْنا، إذًا كُسرت الكاف هنا للإشارة إلى أن حركت العين المحذوفة هي الكسر، حينئذٍ للدلالة على نوع الباب من أي أنواع الأبواب لأنها تختلف، والذي يميز الباب عن الباب كما سبق هو حركة العين، فإذا حذفنا العين من الأجوف ما الذي يَدُلّ؟ إذا لا بد من نقل حركة العين إلى الفاء، ليدل على أن هذا الباب من باب كذا واضح؟ ولذلك نص عليها، (بِضَمِّ فَا) (قُلْنَ)، (وَكَسْرِها) أي الفاء من (كِلْنَ)، (رَوَوْا) عن العرب يعني: روى الصرفيون أو أهل اللغة عن العرب، واضح هذا؟ وَاليَاءُ إِنْ مَا قَبْلَهَا قَدِ انْكَسَرْ ... فَابْقِ مِثَالُهُ خَشِيْتَ لِلضَّرَرْ ونحن نخشى الإطالة عليكم، غدًا إن شاء الله تعالى بعد الفجر، أو غدًا بعد المغرب، فخر غدًا لا، بعد المغرب والعشاء ونجلس جلسة واحدة، ونختم إن شاء الله تعالى، واضح؟ وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أسئلة: - يا حبذا لو يعاد شرح متن ورقات للضرورة القصوى. : لا، الضرورة ما تدخل هنا، للحاجة ممكن، أمَّا الضرورة فلا. أرى تسمع ((شرح المختصر)) ونستثمر الوقت فيما هو أكثر، يعني بدل ما نعيد شرح ((الورقات)) نشرح ((مختصر ابن اللحام)) مثلاً أولى، أو يشرح ((الأصول من علم الأصول)) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى أو غيره، فإعادة الكتاب مع وجوده مطولاً ومختصرًا أرى أنه الفائدة قليلة جدًا، وأنا أرى أن الشريط كحضور الدرس، لا فرق عندي بين الأمران، بل هذا ليس تزهيدًا في حضور الدرس، بل قد يكون الذي يجمع بين الأمرين بين الحضور بجسده وبين السماع يستفيد أكثر من الذي قد يحضر ولا يسمع، القسمة ثلاثية: لا يحضر ويسمع. يحضر ولا يسمع. يحضر ويسمع. الذي يحضر ويسمع أعلى الدرجات لأنه يفوته شيء في الدرس من التقييد، وأنا ما أحذب للطلاب أن يقيد في الدرس، أريد أن يستمع هكذا يفهم يركز، هذا أجمل وأحسن وأعلى درجات في الفهم، وإذا ذهب إلى البيت يسجل، الحمد لله هذه الأجهزة ما تركت شيء، فيسمعه مرة أخرى ويقيد ما يحتاجه، وهذا أعلى الدرجات، فأقول نعيد كتابًا قد شرح مرتين الفائدة فيه قليلة، أي عِلَل ترجع إلى الأصل، هذا الدرس شرح في ثلاثة وثلاثين درس، يعني موسع مَطَّطْنَا فيه العلل على أحسن ما يكون، وهو خزانة يرجع إليه. - (مَهْمُوزٌ الَّذِي عَلَى الهَمْزِ اشْتَمَلْ) : يعني الذي هذا مبتدأ ومهموز هذا خبر، هذا أحسن. ما رأيكم في كتاب ((شذا العرف)) بالنسبة للمبتدئين؟

((شذا العرف)) هذا إعاد صيغة ((الشافية)) لكن بأسلوب عصري يعني الذي لا يريد الأسلوب الذي يسمى بالتقليدي، لا يريده يرجع إلى ((شذا العرف))، وأنا ما أحبذ طالب العلم يعتكف على كتب المعاصرين، وهو معاصر. - المعتل عند الصرفيين هل هو خاص بحروف العلة، أم هو عام بالمهموز والمضاعف واللفيف المفروق والمقرون؟ : اللفيف بنوعيه داخل في المعتل، والمهموز هذا يلحق به، ولذلك يقولون: المعتل ما كانت أحد حروفه الأصول حرف من حروف العلة، ويلحق به المهموز. - كيف ندرك أن الكلمة أصلها كذا؟ أي أصلها واو أو ياء؟ هذا بالتغيير والتبديل، يعني تأتي مثلاً: قَالَ، ما أدري قَالَ هذا الألف مبدلة عن واو أو ياء؟ عندنا المصدر وعندنا تصريف الكلمة قَالَ يَقُولُ قَوْلاً، قَالَ يَقُولُ، من أين جاءت الواو هذه؟ قَوْلاً ثلاثة أحرف، إذا قَالَ الألف مبدلة عن الواو، بَاعَ يَبِيعُ بَيْعًا، كَالَ يَكِيلُ كَيْلاً، وهكذا، صَرِّف الكلمة تصريفات وتكتشف إن شاء الله تعالى. طيب؟ وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد.

9

عناصر الدرس * قواعد في الإعلال. * صوغ اسم الفاعل من الأجوف والناقص. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: قد شرعنا في باب المعتلات والمضاعف والمهموز، وعرفنا المراد بالمعتلات والمضاعف والمهموز، وهو سيذكر ذكر في هذا الباب ما يتعلق بتصريف الأفعال التي دخلها اعتلالٌ أو تضعيف أو همز، ووقفنا عند قوله بعد أن ذكر بعض القواعد المتعلقة بالإعلال وَاليَاءُ إِنْ مَا قَبْلَهَا قَدِ انْكَسَرْ ... فَابْقِ مِثَالُهُ خَشِيْتَ لِلضَّرَرْ أَوْ ضُمَّ مَعْ سُكُوْنِهَا فَصَيِّرِ ... وَاوًا فَقُلْ يُوْسِرُ فِي كيُيْسِرِ يُيْسِرِ هذا الأصل. من القواعد المتعلقة بالإعلال الياء الساكنة أو المفتوحة إن انكسر ما قبلها صحت الياء، الياء المفتوحة أو التي سَكَنَتْ حينئذٍ تصح الياء إذا كُسِرَ ما قبلها خَشِيَ الياء هنا لا تنقلب ألف تصح بمعنى أنها لا تقلب ألفًا، فقيل: سَلمت أو صحت يعني: لا تقلب الياء ألفًا ولا واوًا، حينئذٍ خَشِيَ هنا وقعت الياء وهي حرفٌ من حروف العلة وقعت لامًا للكلمة، وسبق أن الياء إذا تحركت وفتح ما قبلها وجب قلب الياء ألفًا، وهنا خَشِيَ لم يوجد فيها هذا الشرط وإن تحركت الياء إلا أنه لم ينفتح ما قبلها وإنما كُسِرَ ما قبلها، إذًا انتفى الشرط، وَاوًا اوْ يًا حُرِّكَا اقْلِبْ أَلِفَا ... مِن بَعْدِ فَتْحٍ كَغَزَا الَّذِيْ كَفَى

كَفَيَ هل خَشِيَ مثل كَفَيَ؟ الجواب لا لماذا؟ لأن كَفَيَ وجد فيه الشرطان تحركت الياء وفتح ما قبلها فوجب قلب الياء ألفًا، وأما خَشِيَ تحركت الياء نعم لكنه لم ينفتح ما قبلها حينئذٍ صحت الياء بمعنى أنها سلمت من القلب لا تقلب البتة، (خَشِيْتَ) خَشِي الشين مكسورة وسكنت الياء، إذًا هل تحقق الشرطان، هنا انتفى الشرطان الياء ساكنة لم تتحرك وشرط قلب الياء ألفًا أن تتحرك الياء وهنا سكنت، وكذلك انكسر ما قبلها، إذًا خَشِيَ وَخَشِيتُ نقول: هنا لا تقلب الياء ألفًا لانتفاء الشرط الذي سبق تقريره، (وَاليَاءُ) الساكنة أو المفتوحة أطلقه الناظم وأراد به الساكنة في نحو: خَشِيتَ أو خَشِيتُ، وكذلك المفتوحة في نحو: خَشِيَ (إِنْ مَا قَبْلَهَا)، (إِنْ) حرف شرط، (إِنْ مَا قَبْلَهَا) يعني: إن انكسر (مَا قَبْلَهَا) يعني: الحرف الذي استقر قبل الياء مطلقًا سواءٌ كان ساكنة أو مفتوحة (قَدِ انْكَسَرْ) هذا مفسرٌ للما سبق، (فَابْقِ) أمرٌ من أَبْقَى يُبْقِي أَبْقِي إذًا بهمز القطع وهنا سهلت من أجل النظم، يعني: أسقط همزة القطع من أجل ضرورة النظم، (فَابْقِ) هذا أمرٌ من أَبْقَى همزته قطع، (فَابْقِ) ماذا؟ أبق الياء كحالها يعني: لا تقلبها ألفًا ولا واوًا، (مِثَالُهُ) أي: مثال الياء المكسور ما قبلها وهي ساكنةٌ (خَشِيْتَ لِلضَّرَرْ) خَشِيتَ الضَّرَرَ لأن خَشِيَ يَتَعَدَّى بنفسه واللام هذه زائدة من أجل الوزن وزيادتها شذوذ يعني: لا يعتبر قياسًا لأنه كما مَرَّ معنا أن الفعل إذا تأخر معموله بعده فحينئذٍ يَتَعَدَّى إليه بنفسه ولا يحتاج إلى حرف تعديةٍ، فإن زيد حرف تعديةٍ حينئذٍ يكون شاذًّا، بخلاف ما إذا يتقدم المعمول على عامله، إذًا خشيت الضرر هذا الأصل، (خَشِيْتَ لِلضَّرَرْ) نقول: هذا شاذ لكن الناظم هنا من أجل الوزن زاد هذه اللام، والضرر اسمٌ لما يتضرر به، إذًا (خَشِيْتَ) هذا مثالٌ للياء الساكنة المكسور ما قبلها وصحت الياء، يعني: لم تنقلب ألفًا لفوات الشرطين، ومثال الياء المتحركة التي انكسر ما قبلها مفتوحة خَشِيَ تزيده على ما ذكره الناظم (أَوْ ضُمَّ مَعْ سُكُوْنِهَا فَصَيِّرِ وَاوًا) يعني: هذه قاعدة أيضًا تتعلق بإعلال الياء (أَوْ ضُمَّ) يعني: ما قبلها (مَعْ سُكُوْنِهَا) [إذا سكنت الياء وضم ما قبلها وجب قلب الياء ألفًا هذه قاعدة] (¬1) ¬

_ (¬1) سبق ..

[واوًا نعم أحسنت] إذا سكنت الياء وضم ما قبلها وجب قلب الياء واوًا، واضح؟ (أَوْ ضُمَّ)، (أَوْ) هذه للتنويع (ضُمَّ) هذا ماضٍ مُغير الصيغة نائبه ضمير يعود إلى (مَا) لقوله: (إِنْ)، (إِنْ) (انْكَسَرْ) (مَا) هذا فاعل انكسر، (أَوْ ضُمَّ) يعني: ما قبلها (ضُمَّ) نائب الفاعل ضميرٌ مستتر يعود إلى ... (مَا)، (ضُمَّ مَعْ سُكُوْنِهَا) الياء (مَعْ سُكُوْنِهَا) الياء الساكنة من إضافة المصدر إلى فاعله (فَصَيِّرِ) هذا أمرٌ من صَيَّرَ مفعوله الأول محذوف والثاني (وَاوًا)، (فَصَيِّرِ) الياء الساكنة عقب ضم (وَاوًا)، يعني: اقلب الياء الساكنة التالية أو الواقعة إثر ضمٍ صَيِّرْها ماذا؟ واوًا، والتصير هنا التغيير والتحويل والتبديل وهو عين الصرف، (فَقُلْ يُوْسِرُ فِي كيُيْسِرِ) هنا اجتمع عندنا ياءان الأولى متحركة والثانية ساكنة، نقول: القاعدة إذا سكنت الياء وضم ما قبلها وجب قلب الياء الساكنة واوًا، تقول: (يُوْسِرُ). إذًا ... (يُوْسِرُ) هذه الواو ليست أصلية وإنما هي منقلبةٌ عن ياءٍ، والقاعدة أن الياء إذا سكنت وضم ما قبلها وجب قلب الياء واوًا، والمثال الذي ذكره الناظم موافقٌ للقاعدة. إذًا (فَصَيِّرِ) صَيَّرَ ماذا؟ الياء الساكنة عقب ضمٍ (وَاوًا)، (وَاوًا) هذا مفعولٌ ثاني لصيِّر، وصير مفعوله الأول محذوف دال عليه ما سبق، (فَقُلْ يُوْسِرُ) هذا مضارع (فِي كيُيْسِرِ) انظر فيه ثقل، ولذلك جاء التعديل هنا بكون قلب الياء الساكنة عقب ضمٍ لأن الانتقال من ضمٍ إلى ياء كانتقالٍ من ضمٍ إلى كسرتين وهذا فيه ثقل على اللسان، يُي فيه ثقل لكن يُوسِرُ أخف على اللسان من يُيْسِرُ واضح، فالانتقال من ضمٍ إلى كسرٍ فيه شيءٌ من الثقل والياء عبارة عن كسرتين وهو مقررٌ في موضعه. إذًا هذان البيتان يتعلقان بالياء تضمنه قاعدتين تتعلقان بالياء: الياء الساكنة أو المفتوحة إثر كسرٍ تصح واضح. الياء الساكنة إثر ضمٍ تقلب واوًا. هتان قاعدتان وهذا يمر بك كثيرًا في الصرف. وَوَاوٌ اثْرَ كَسْرٍ إِنْ تَسْكُنْ تَصِرْ ... يَاءً كَجِيْرَ بَعْدَ نَقْلٍ في جُوِرْ (وَوَاوٌ) بالرفع كائنةٌ (اثْرَ) يعني: عقب يعني: بعد (اثْرَ) هذا بهمزة القطع لكن وصله لأجل الوزن، (وَوَاوٌ اثْرَ) يعني: عقب أو بعد (كَسْرٍ إِنْ تَسْكُنْ) يعني: الواو (تَصِرْ) هذا مضارع صار الناقص، واسمه ضمير الواو الساكن (تَصِرْ) الواو الساكنة ياءً، هذا عكس ما سبق إن سكنت الواو وانكسر ما قبلها وجب قلب الواو ياءً، ما هي القاعدة؟ سكنت الواو وانكسر ما قبلها وجب قلب الواو ياءً. ومر معنا في أول الدروس مِيزَان قلنا: أصله مِوْ جاءت القاعدة الآن، مِوْزَان سكنت الواو وانكسر ما قبلها فوجب قلب الواو الساكنة ياءً، هذه قواعد ينبغي ضبطها، (وَوَاوٌ) كائنةٌ (اثْرَ كَسْرٍ) يعني: عقب كسرٍ، ... (إِنْ) هذا شرط يعني: ليس كل واوٍ تقع بعد كسرٍ، لا، وإنما شرطها ... (إِنْ تَسْكُنْ) يعني: الواو تسكن الواو واو ساكنة (اثْرَ كَسْرٍ) ماذا؟ قال: (تَصِرْ). هذا مضارع صَارَ يحتاج إلى اسمٍ وخبر، خبره ياءً (تَصِرْ) أي: الواو الساكنة (تَصِرْ) الواو الساكنة يعني: تصير الواو الساكنة وهنا جزمه لماذا؟ جواب الشرط .

إِنْ تَسْكُنْ تَصِرْ ... يَاءً كَجِيْرَ بَعْدَ نَقْلٍ في جُوِرْ جُوِرَ على وزن فُعِلَ، حينئذٍ انتقالٌ من ضمٍ إلى كسرٍ وواوٌ مكسورة هذا فيه شيءٌ من الثقل فأريد تخفيفه فألقيت حركة الجيم التي هي الضمة يعني: سقطت من أجل ماذا؟ من أجل أن نتمكن من نقل حركة الواو وهي الكسرة إلى ما قبلها فسكنت الجيم بعد إسقاط حركتها، ونسقط حركة الجيم الضمة من أجل أن نتمكن من نقل حركة الواو إلى ما قبلها، حينئذٍ صار جِوْ سكنت الواو وانكسر ما قبلها فوجب قلب الواو ياءَ، فقيل: جِيرَ (يَاءً) كقولك: (كَجِيْرَ بَعْدَ نَقْلٍ) نقل ماذا؟ نقل حركة الواو الكسرة إلى ما قبلها، بعد إسقاط حركة الجيم، تقول: (في جُوِرْ) على وزن فُعِل وهذا مر معنا في النحو، قُوِلَ، قلنا: قُوِلَ هذا مُغير الصيغة، نحن نقول: قِيلَ كيف جاء قيل والأصل قُوِلَ؟ لأنه من قَالَ يَقُولُ قَوْلاً، نقول: قُوِلَ هذا الأصل استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى ما قبلها لكن لما كان ما قبلها محركًا لا يمكن النقل إلا بعد إسقاط حركة القاف، حينئذٍ أسقطنا ضمة القاف فسكنت حينئذٍ نقلنا حركة الواو الكسرة إلى ما قبلها فصير قِوْ، سكنت الواو وانكسر ما قبلها فقلبت الواو ياءً فقيل: قِيلَ، واضح؟ يعني: قِيلَ حصل فيها ما حصل في (جُوِرْ) جُوِرَ على وزن فُعِلَ، انكسرت استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى ما قبلها بعد إسقاط حركة الجيم، وقيل: جِوْ ثم سكنت الواو وانكسر ما قبلها فوجب قلب الواو ياءً، إذًا ... (كَجِيْرَ بَعْدَ نَقْلٍ) يعني: نقلٍ لحركة الواو والعين عين الكلمة (في جُوِرْ) إذًا هذه قاعدة تتعلق بباب الإعلال وهي متعلقةٌ بالواو، وهو حرفٌ من حروف العلة إذا سكنت الواو وانكسر ما قبلها وجب قلب الواو ياءً. وَإِنْ يُحَرَّكْ وَهْيَ لاَمُ كِلْمَةِ ... كَذَا فَقُلْ غَبِيْ مِنَ الغَبَاوَةِ

(غَبِيْ) أصلها غَبِوَ على وزن فَعِلَ، غَبِوَ هنا (وَإِنْ يُحَرَّكْ) يعني: بعد كسرٍ لكن بشرط أن تقع لام الكلمة، وهنا قال: لام الكلمة ليعم الاسم والفعل لأن حكمها ليس خاصًا بالأفعال وإنما هو شامل للأسماء والأفعال، والمعتلات تدخل الأسماء وتدخل الأفعال، (وَإِنْ تُحَرَّكْ) [$ قبل ذلك قال الشيخ يحرك 13.37]، (إِنْ) حرف شرط، و (تُحَرَّكْ) هذا فعل مضارع مُغير الصيغة ونائبه ضمير الواو، وأطلق الناظم هنا الحركة تحرك ما خصها بالفتح يعني: مطلق الحركة سواءٌ كانت ضمة أو كسرة أو فتحة مطلقًا لأنه قال: (وَإِنْ تُحَرَّكْ). مطلق الحركة يعني: الواو السابقة (وَهْيَ) الواو واو الحال (وَهْيَ) أي: الواو بسكون الهاء للوزن (وَهْيَ) هذا مبتدأ (لاَمُ كِلْمَةِ) (لاَمُ) هذا خبر وهو مضاف، و (كِلْمَةِ) بإسكان اللام لغةٌ في كَلِمَة وكان الأفصح كَلِمَة، وهذا لغةٌ فيها كَلْمَة، كِلْمَة، كَلِمَة، فيها ثلاث لغات، (كِلْمَةِ) يعني: وهي أي: الواو (لاَمُ كِلْمَةِ) حال كون الواو واقعةً لامًا في الفعل، (كَذَا) حال كونها كائنةً (كَذَا) أي: الواو المتقدمة في كون كلٍ (اثْرَ كَسْرٍ)، (فَقُلْ غَبِيْ) أصله غَبِوَ فقلبت حركة الياء وانكسر ما قبلها فوجب قلب الواو ياءً، كما قيل في جُوِرْ جِيرَ هناك سكنت الواو وانكسر ما قبلها مِوْزَان هنا تحركت الواو مطلق حركة لكنها وقعت طرفًا يعني: لام كلمة وانكسر ما قبلها فحينئذٍ نقول: إذا وقعت الواو طرفًا لام كلمة وهي محركة وكسر ما قبلها وجب قلب الواو ياءً، غَبِوَ وقعت الواو طرفًا لام كلمة وانكسر ما قبلها وقيل (غَبِيْ مِنَ الغَبَاوَةِ)، ... (غَبِيْ مِنَ الغَبَاوَةِ) لِمَا قال: (مِنَ الغَبَاوَةِ)؟ ليبين لك أن الغبي بالياء أنت ما تدري كيف تعرف أن هذه الياء منقلبة عن واو صَرِّفْهَا تعرف المصدر تعرف اسم الفاعل .. إلى آخره، (مِنَ الغَبَاوَةِ) غبي غباوة، إذًا الياء هذه منقلبة عن واو، والغباوة ضد لفطانة، إذًا قاعدة هنا إذا تحركت الواو طرفًا لام كلمة وانكسر ما قبلها وجب قلب الواو ياءً. حَرَكَةٌ لِيَا كَوَاوٍ إِنْ عَقِبْ ... مَا صَحَّ سَاكِنًا فَنَقْلُهَا يَجِبْ مِثَالُ ذَا يَقُوْلُ أَوْ يَكِيْلُ ثُمْ ... يَخَافُ وَالأَلِفُ عَن وَّاوٍ تقُمْ هذا ما يسمى الإعلال بالنقل، مر أنواع الإعلال كم؟ ثلاثة: إعلالٌ بالقلب، والأمثلة السابقة عليه قلبت الواو ياءً هذا يسمى إعلالاً بالقلب. إعلالاً بالحذف. وإعلالٌ بالنقل. الحذف مَرَّ معنا شيءٌ منه، قُلْ هذا حذفٌ حذفَ العين.

النقل أن يبقى الحرف كما هو ليس عندنا خلاف، الأصل هذا، وإنما تُنْقَل قد يترتب على النقل انقلاب لكن في الأصل الإعلالٌ بالنقل المراد به نقل الحركة، قد يترتب عليه بعد ذلك قلبٌ هذا شيءٌ آخر، لكن الكلام في المرحلة الأولى أو المقدمة الأولى وهو ما يسمى إعلالاً بالنقل، يعني: نقل الحركة إلى محلٍ آخر، (حَرَكَةٌ) هذا مبتدأ كائنةٌ لياءٍ هذا الأصل قصره للوزن (كَوَاوٍ) يعني: كحركة واوٍ، إذًا (حَرَكَةٌ) لياءٍ (كَوَاوٍ)، إذًا ياءٌ محركةٌ بأي حركة أطلق الناظم هنا (كَوَاوٍ) كحركة واوٍ مطلقًا بأي حركة (إِنْ عَقِبْ مَا صَحَّ سَاكِنًا)، (إِنْ عَقِبْ) هنا (إِنْ) شرطية، و (عَقِبْ) هذا ظرف فحينئذٍ كيف يقع الظرف بعد إن؟ وإن لا تلي إلا الأفعال إذًا لا بد من التقدير إن كانا عقب، كانا هو اسمها حذفت، والألف هنا اسم كان يعود إلى الواو والياء، إن كانا يعني: الواو والياء المحركان، (عَقِبْ) يعني: إثر (مَا) أي: الحرف الذي صح بشرط أو حال كون الذي (صَحَّ سَاكِنًا) حينئذٍ ماذا؟ (فَنَقْلُهَا يَجِبْ) يعني: نقل الحركة عن الواو إلى ما قبلها بشرط أن يكون ما قبل الواو أو الياء حرفًا صحيحًا ساكنًا، يعني: لا بد من اجتماع أمرين: أن يكون حرفًا صحيحًا يعني: ليس حرف علة. وثانيًا أن يكون ساكنًا. وساكنًا هنا يشمل حالين: إما أن يكون ساكنًا بالأصالة. وإما أن يكون ساكنًا بعد إسقاط حركته كما قلنا في قُوِلَ، قلنا هنا: نريد أن ننقل حركة الواو إلى ما قبلها، طيب هو محرك بالضمة قُو ماذا نصنع؟ نُسَكِّنَهُ إذًا هنا التسكين ليس ابتداءً، وإنما حصل الثاني فنسكنه أولاً ويكون تمهيدًا لنقل حركة الواو إلى ما قبلها، فحينئذٍ نقول: قُوِلَ سَكَّنَّا أولاً القاف لماذا؟ لأن الإعلال بالنقل وهو نقل حركة الواو إلى ما قلبه لا يصح إلا إذا كان ساكنًا، إذًا لا بد أن نمهد القاعدة أولاً فنسكن القاف، ثم نأتي إلى الواو نقول: كُسِرَتِ الواو أو واوٌ عليها محركةٌ بكسرٍ وإذا قِيلَ حينئذٍ ننقلها إلى ما قبلها هذا يسمى ماذا إعلالاً بالنقل، واوٌ محركة نقلنا حركتها إلى ما قبلها بشرط أن يكون ما قبلها حرفًا صحيحًا ساكنًا، والقاف هنا حرفٌ صحيح ليس بحرف علة وكذلك هو ساكن، ولكن السكون هنا جاء مقدمةً يعني أمرًا ثانيًا، (فَنَقْلُهَا) من إضافة المصدر لمفعوله يعني: نقلك أنت الحركة حركة الياء أو حركة الواو (يَجِبْ) يعني: نقلها (فَنَقْلُهَا) من إضافة المصدر لمفعوله وهو مبتدأ، نقلها أي: نقل حركة من الياء أو الواو إلى الحرف الصحيح الساكن السابق (يَجِبْ) يعني: واجب، والوجوب هنا وجوب صناعي وليس بوجوبٌ شرعي وإن اتفق اللفظان، (مِثَالُ ذَا يَقُوْلُ أَوْ يَكِيْلُ ثُمْ يَخَافُ) ذكر لك ثلاثة أمثلة:

(مِثَالُ ذَا) يعني: المذكور النقل في لفظ (يَقُوْلُ)، (يَقُوْلُ) قلنا: هذا على قَالَ يَقُولُ، قَالَ أصله قَوَلَ مضارعه من باب يَفْعُلُ، قَالَ يَقُولُ من باب نَصَرَ يَنْصُرُ، إذًا (يَقُوْلُ) أنت ما تنطق به يَفْعُلُ كيَنْصُرُ النطق هكذا؟ لا، وإنما تقول: يَقُو ليس كَيَنْصُ إذًا وقعت الضمة هنا على الفاء وهي في الأصل على العين لأن يَفْ الفاء ساكنة والعين مضمومة يَفْعُلُ يَنْصُرَ يَقْتُلُ (يَقُوْلُ) من باب يَفْعُلُ حينئذٍ تعلم أن ثم إعلال بالنقل قد حصل هنا، وهو أن الواو هي عين الكلمة، وعلمنا أن الباب باب يَفْعُلُ إذًا ضمةٌ على واوٍ فهي ثقيلةٌ حينئذٍ نخفف اللفظ فننقل الضمة إلى ما قبلها فننظر ما قبلها فإذا به يَقْ إذًا قافٌ وهو حرفٌ صحيح وهو ساكن وهو فاء الكلمة، إذًا ماذا نصنع؟ ننقل الضمة ضمة الواو إلى ما قبلها هذا يسمى إعلالاً بالنقل، هذا في باب يَفْعُلُ (يَقْوُلُ) واضح هذا؟ إذًا يَقُولُ أصله يَقْوُلُ بإسكان القاف وضم الواو، نقلت ضمة الواو إلى القاف وهذا يسمى إعلالاً بالنقل، والشرط موجود حركةٌ لواو، وثانيًا: حرفٌ صحيحٌ ساكنٌ قبلها [نعم]. (أَوْ) النقل في لفظ (يَكِيْلُ) هذا مثالٌ لكَالَ يَكِيلُ مثالٌ لليائي، أولاً: الواو، الثاني: مثال للياء. ياءٌ محركةٌ، وما قبلها حرفٌ صحيحٌ ساكن، فحينئذٍ نقلنا حركة الياء إلى ما قبلها (يَكِيْلُ) أصلها يَكْيِلُ على وزن يَفْعِلُ كَالَ يَكِيلُ، كَالَ تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا كَيَلَ، (يَكِيْلُ) أصله يَكْيِلُ من باب يَفْعِلُ، إذًا العين مكسورة وَيَكْ الكاف حرفٌ صحيح وهو ساكن هنا، إذًا نخفف فننقل حركة الياء التي هي الكسرة إلى ما قبلها، فحينئذٍ نقول: يَكِ، فهل تحريك الكاف هنا بالأصالة؟

الجواب: لا، لأن وزنه يَفْ هذه فاء الكلمة، ودائمًا في المضارع في باب يَفْعُلُ يَفْعِلُ يَفْعَلُ الفاء ساكنة حينئذٍ إذا جاءت محركة معك تعلم أنها ليست أصلية فـ (يَقُوْلُ) تعلم أنها ليست أصلية القاف هنا حركتها إنما هي منقولة عن عين حركة عين الكلمة، كذلك يَكِ الأصل يَكْ كيف جاءت مكسورة نقول هذه الكسرة نقلت من حركة عين يَكِيلُ والأصل يَكْيِلُ هذا مثالٌ للياء، وانظر في الموضعين (يَقُوْلُ)، (يَكِيْلُ) حصل إعلالٌ بالنقل وصحت الواو والياء، أليس كذلك؟ يَقُولُ يَقْوُلُ نقلت الحركة ماذا حصل للواو هل انقلبت؟ لا، بقيت كما هي فصحت إذًا حصل إعلالٌ بالنقل وصحت الواو، يعني: لم تقلب شيئًا آخر، لا ألفًا ولا ياءً، و (يَكِيْلُ) يَكْيِلُ نقلت حركة الياء إلى ما قبلها وصحت الياء، يعني: لم تقلب واوًا ولا ألفًا، يَخَافُ أصله من باب يَفْعَلُ خَوِفَ يَخْوَفُ عَلِمَ يَعْلَمُ حينئذٍ نقول: يَخَافُ يَخْوَفُ على وزن يَفْعَلُ ماذا صنعنا؟ يَخْ الخاء حرفٌ صحيحٌ ساكن والواو متحركةً فحينئذٍ نقول: إعلالٌ بالنقل فننقل حركة الواو إلى ما قبلها وهي الخاء، ثم سكنت الواو، وهل صحت؟ ما صحت، لماذا؟ لأن العرب لم تنطق بهذا، وإنما نطقت بيخاف، وهذه الألف منقلبة عن واوٍ قطعًا، وقطعًا حصل إعلالٌ بالنقل فجمعًا بين الأمرين وهي القاعدة المطردة نقول: هنا حصل إعلالٌ بالنقل، ثم نقول: تحركت الواو قبل النقل وانفتح ما قبلها بعد النقل فقلبت الواو ألفًا، لماذا نقول هذا؟ لأنه كما ذكرنا يَخَا الخاء في الأصل ساكنة يَخْ، أليس كذلك؟ قلنا: هذه فاء الكلمة، وكل فعل مضارع فاء الكلمة فيه يكون ساكنًا وَيَخَافُ متحركة بال ... # 26.02 إذًا حصل إعلالٌ بالنقل قطعًا، وانقلبت الواو ألفًا وهي ساكنةٌ، والقاعدة أن الواو تتحرك ويفتح ما قبلها من أجل أن تقلب ألفًا وهنا ساكنة فكيف انقلبت؟ قالوا: إذًا ننظر إلى الفعلين بالنظرين قبل النقل وبعد النقل، ثم ركبت العلة من الفعلين بالنظرين فصارت العلة كاملة. أو يقال: اكتفاءً بجزء العلة فقلبت الواو ألفًا. (مِثَالُ ذَا يَقُوْلُ أَوْ يَكِيْلُ ثُمْ يَخَافُ) النقل في لفظ (يَخَافُ)، ... (وَالأَلِفُ عَن وَّاوٍ تقُمْ) في يخاف (وَالأَلِفُ) هذا مبتدأ، (عَن وَّاوٍ تقُمْ) يعني: تنقلب جملة هذه خبر (الأَلِفُ)، و (عَن وَّاوٍ) متعلقٌ به، و (تقُمْ) الأصل تَقُوم سكنه للوقف ثم التقى ساكنان الواو والميم فحذفت الواو للتخلص من التقاء الساكنين، إذًا الألف هنا في (يَخَافُ) نقول: قلبت عن الواو، والألف تقوم يعني: تنقلب (عَن وَّاوٍ) في (يَخَافُ) فقط ليس في (يَقُوْلُ) وإنما في (يَخَافُ) لأن العرب نطقت بها كذا بعد حصول الإعلال بالنقل. إذًا ذكر في هذين البيتين أن الياء أو الواو إذا تحركتا وصح ما قبلهما ساكنًا حينئذٍ نقل حركت الواو أو الياء إلى ما قبله بشرط أن يكون حرفًا صحيحًا ساكنًا، وذكر لك ثلاثة أمثلة: باب يَفْعُلُ، وَيَفْعِلُ، وَيَفْعَلُ، وبَيَّن لك أن (يَخَافُ) على جهة الخصوص حصل فيه إعلالٌ بالنقل فتبعه إعلالٌ بالقلب كما ذكرنا سابقًا. وَإِنْ هُمَا مُحَرَّكَيْنِ فِي طَرَفْ ... مُضَارِعٍ لَمْ يَنْتَصِبْ سَكِّنْ تُحَفْ

نَحْوُ الَّذِي جَا مِن رَّمَى أَوْ مِنْ عَفَا ... أَوْ مِنْ خَشِيْ وَيَاءَ ذَا اقْلِبْ أَلِفَا وياءً (وَيَاءَ) مضاف إلى ما بعده ليس بالتنوين. (وَإِنْ هُمَا) عرفنا (إِنْ) هذه حرف شرط، فإذا جاء بعدها اسمٌ لا بد من تقدير فعلٍ، (وَإِنْ هُمَا) الضمير يعود إلى الواو والياء هذا فاعل لفعلٍ محذوف لك أن تقدره كما قدره الشارح اسْتَقَرَّ، وإن استقرا يعني: الألف والواو (مُحَرَّكَيْنِ) حال كونهما محركين، وأطلق الحركة فحينئذٍ يدخل فيه التحريك بالضم أو الفتح أو الكسر، (فِي طَرَفْ) المراد في الطرف يعني: لام الكلمة، إذا قيل طرف الكلمة يعني: لامها، (فِي طَرَفْ) يعني: آخر لفعلٍ مضارعٍ (لَمْ يَنْتَصِبْ) احترازًا عن الفعل المنتصب، لأن الفعل المنتصب إذا كان في آخره واوٌ كيَدْعُو لَنْ يَدْعُوَ، أو يَرْمِي لَنْ يَرْمِيَ، نقول: هنا لا تسكن الواو ولا الياء بل تظهر الحركة الفتحة على الواو لخفتها وتظهر كذلك الفتحة على الياء لخفتها كما مَرَّ معنا، (سَكِّنْ تُحَفْ) يعني: في حالِ ماذا؟ في حال كونه مرفوعًا يعني: إذا وقع الفعل المضارع في آخره حرفٌ من حروف العلة الواو أو الياء على جهة الخصوص، وكان في حالة الرفع سَكِّنِ الواو وسكن الياء، يعني: يَدْعُو، زَيْدٌ يَدْعُو عَمْرًا، هنا وقعت الواو طرفًا في فعلٍ مضارع لم ينتصب، لم ينتصب ما الذي يقابله؟ كم حالة تقابله؟ كم؟ الرفع والجزم، والجزم هنا غير مراد لماذا؟ لأنه لا وجود للحرف، الحرف غير موجود إذًا يتعين ماذا؟ يتعين الرفع، لأن الكلام في تسكين الحرف نقول: حرف ساكن متى؟ يوجد الحرف أولاً، ثم نتكلم في سكونه وحركاته، ومتى يوجد الحرف في غير حالة النصب؟ في الرفع على جهة الخصوص، إذًا قوله: (لَمْ يَنْتَصِبْ). هذا له مفهوم، مفهومه إن انتصب حينئذٍ نقول: تظهر الحركة، إن لم ينتصب إما أن يكون مرفوعًا أو مجزومًا لأن الأحوال ثلاثة الجزم ليس بواردٍ هنا، لماذا؟ لأن السكون والتحريك إنما يكون تبعًا لوجود الحرف، والجزم إنما يكون بإسقاط الحرف إذًا غير موجود. إذًا إذا وقعت الواو طرفًا في فعلٍ مضارعٍ مرفوع سَكِّنِ الواو، ولذلك تقول: مرفوعٌ ورفعه ضمة مقدرةٌ على آخره منع من ظهورها الثقل. كذلك يَرْمِي، تقول: يَرْمِي فعل مضارع مرفوع ورفعه ضمةٌ مقدرة، إذا سَكَّنْتَ الياء وسكنت الواو. أما في حالة النصب فتظهر الفتحة على الواو لخفتها، وتظهر الفتحة على الياء لخفتها وهذا واضحٌ بَيِّن.

(وَإِنْ هُمَا مُحَرَّكَيْنِ) أي: الواو والياء حال كونهما محركين (فِي طَرَفْ مُضَارِعٍ) يعني: فعلٍ مضارعٍ في آخره يعني: وقعت الواو لامًا والياء لامًا في مضارعٍ (لَمْ يَنْتَصِبْ) يعني: مرفوع يعني: بأن كان مرفوعًا، وأما الجزم فلا وجود للواو والياء إذًا لا يشمل الجزم، (لَمْ يَنْتَصِبْ) يعني: المضارع (سَكِّنْ) هذا جواب (إِنْ)، (سَكِّنْ) ماذا؟ (سَكِّنْ) الواو وسكن الياء و (سَكِّنْ تُحَفْ)، (تُحَفْ) يعني: تُعطى ما تريد مضارع مُغير الصيغة، إذًا (سَكِّنْ) هنا حذف المفعول سكنهما يعني: الواو والياء (نَحْوُ)، أراد أن يمثل لذلك فقال: (نَحْوُ الَّذِي جَا مِن رَّمَى أَوْ مِنْ عَفَا) رَمَى يَرْمِي، (نَحْوُ) يعني: وذلك المرفوع مثاله (نَحْوُ) المضارع (الَّذِي جَا)، (جَا) لغةٌ في جاء ولا نقول للوزن (الَّذِي جَا) يعني: صيغ (مِن رَّمَى) يعني: من مصدر لفظ رَمَى، واضح؟ فنقول: حينئذٍ يَرْمِي، فعل مضارع من رَمَى يَرْمَي، يَرْمِي سَكَّنْتَ الياء لماذا؟ لكون الياء هنا وقعت . وقعت طرفًا رَمَى يَرْمِي وقعت طرفًا، حينئذٍ نقول، هو يقول: ... (مُحَرَّكَيْنِ). (وَإِنْ هُمَا مُحَرَّكَيْنِ) قال: (سَكِّنْ) ونحن نقول: ... يَرْمِي، كيف وقعت الياء محركةً؟ ارفع صوتك يعني: بالنظر إلى الأصل لأنك تقول: يَرْمِي هنا وجد العامل الذي يقتضي الرفع أو لا؟

إذا وجد العامل المقتضي للرفع وجدت الحركة، ولذلك نقول: يَرْمِي: محرك قطعًا لكن الحركة مقدرة، إذًا لا يتنافى التسكين مع التحريك هنا، الشرط (وَإِنْ هُمَا مُحَرَّكَيْنِ) (سَكِّنْ) محرك لماذا؟ لكون الفعل المضارع في حالة الرفع وجد عامل الرفع، لأن عامل الذي يقتضي الرفع وهو التجريد أو التجرد عن الناصب والجازم إذًا اقتضى الحركة فالحركة موجودة لكنها ليست ملفوظًا بها، (نَحْوُ الَّذِي جَا مِن رَّمَى)، (رَّمَى) يعني: الناقص اليائي (أَوْ) بمعنى الواو (مِنْ عَفَا) الناقص الواوي، تقول: عَفَا يَعْفُو، يَعْفُو فعلٌ مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ورفعه ضمةٌ مقدرة على آخره، إذًا الضمة موجودة لكنها منوية مقدرة، (أَوْ) المضارع الذي جاء من لفظ (خَشِيْ) أصله خَشِيَ يعني من مصدر لفظ خَشِيَ وسكنه للوزن (خَشِيْ) سكنه للوزن، لكن خَشِيَ نقول: يَخْشَى هنا نقدر الضمة أليس كذلك؟ لكن بعد قلب الياء ألفًا لأن يَخْشَى يَخْشَيَ هذا الأصل تحركت الياء وانفتح ما قبلها فوجد الحكم السابق وهو أن الواو أو الياء إذا تحركتا وانفتح ما قبلهما وجب قلب الياء أو الواو ألفًا، وهنا وجد، ولذلك قال: (وَيَاءَ ذَا اقْلِبْ أَلِفَا) اقلب ياء ذا الذي هو خَشِيَ، متى؟ إذا جاء مضارعًا لأن الماضي خَشِيَ لا تنقلب الياء ألفًا لماذا؟ لانكسار ما قبل الياء كما مَرَّ معنا، حينئذٍ صحت الياء في خَشِيَ مع كونها محركةً للانتفاء الشرط الثاني وهو انفتاح ما قبل الياء، ولكن هنا يَخْشَيَ تحركت الشين وتحركت الياء فوجب قلب الياء ألفًا، إذًا (وَيَاءَ ذَا اقْلِبْ أَلِفَا)، (اقْلِبْ) أنت ... (يَاءَ ذَا) هذا مفعول أول، لـ (اقْلِبْ) وهو مضاف إلى (ذَا) وهو اسم إشارة، والمشار إليه خَشِيَ لكن ليس الماضي وإنما المراد به المضارع يعني: خَشِيَ لا تقلب، (أَلِفَا) ألفًا هذا مفعولٌ ثاني لـ (اقْلِبْ) لماذا قلبت ألفًا؟ لأن الياء تحركت في المضارع عقب فتحٍ تحركت الياء عقب فتحٍ في المضارع لا في الماضي واضح هذا؟ إذًا خلاصة ما ذكره إن وقعت الواو والياء محركتين في طرف مضارعٍ مرفوعٍ سكنت الواو والياء إن لم ينتصب بأن كان مرفوعًا وأما إن كان منصوبًا حينئذٍ تظهر الفتحة على الواو وعلى الياء، وأما يَخْشَى تقدر الحركة كما هو معلوم. وَاحْذِفْهُمَا فِي جَمْعِهِ لاَ التَّثْنِيَةْ ... وَمَا كَتَغْزِيْنَ بِذَا مُسْتَوِيَةْ

(وَاحْذِفْهُمَا) احذف هذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب نعم لغةً وشرعًا يقتضي الوجوب، قال: احذف يعني: يحب تفهم أن الحكم واجب لكونه أتى بصيغة افْعَل وهذا في لسان، ولذلك قالوا: إذا قال السيد لعبده: ائت بماءٍ. فلم يأت فعاقبه لا يقال لِمَ عاقبته؟ أليس كذلك؟ هذا الأصل، انتفاء العقوبة هذا يكون فرعًا لكن هذا هو الأصل، إذًا (وَاحْذِفْهُمَا) إذًا يجب الحذف، حذف ماذا؟ الواو والياء المحركين من المضارع المختوم بأحدهما ... (وَاحْذِفْهُمَا فِي جَمْعِهِ) يعني: في حال جمعه، هل يجمع الفعل المضارع؟ مراد به إذا أسند إلى واو الجماعة، حينئذٍ تحذف الواو وتحذف الياء، ... (وَاحْذِفْهُمَا) أي: الواو والياء متى؟ إذا كان محركين في طرف مضارعٍ، (فِي جَمْعِهِ) مراد بالجمع هنا إسناد المضارع لواو جمعٍ الذكور، فحينئذٍ غَزَا يَغْزُو قلنا: يَغْزُو أليس ذلك؟ سَكَنَتِ الواو لِمَا سبق، إذا أردت جمعه بواو أسندته إلى واو الجماعة حينئذٍ يَغْزُوُون جاء عندنا ماذا؟ جاء عندنا واوان قال (وَاحْذِفْهُمَا) إذًا تحذف الواو التي هي لام الكلمة لماذا؟ لأن الواو التي واو الجمع ساكنة، والواو التي هي لام الكلمة عرفنا أنها ساكنة، إذًا يَغْزُو الواو ساكنة فإذا جاءت واوٌ أخرى بعدها اتصل الفعل بواو الجماعة التقى عندنا ساكنان الواو الأولى التي هي لام الكلمة من يَغْزُو، والواو الثانية التي هي فاعل الكلمة حينئذٍ نقول: نحذف الأولى التقى ساكنان فحذفنا الأولى يَغْزُونَ، الواو هذه فاعل، وأما لام الكلمة فهي محذوفةٌ. إذًا يَغْزُونَ، كذلك يَرْمُونَ أصلها يَرْمِيُونَ استثقلت الضمة على الياء فحينئذٍ نقول: سقطت فالتقى ساكنان الياء والواو فحذفت الياء، ثم قلبت كسرة الميم ضمةً لمناسبة الواو يَرْمُون، والأصل أنها لا، أنها تبقى هذا الأصل، يعني: إذا حذفت الياء لا بد من دليلٍ يدل عليها، لأنه لا يجوز حذف حرفٍ إلا بشرطين: الأول: أن يكون حرف علة. والثاني: أن يدل دليلٌ قبله. بمعنى إذا كان المحذوف ياء وجب أن يكسر ما قبل الياء، لا تحذف الياء إلا إذا وُجِدَ دليلٌ يدل عليها بعد حذفها، فإذا حذفت الياء وجب أن يكون ما قبلها مكسورًا، فيبقى مكسورًا ولا يتغير، هذا الأصل، وإذا حذفت الألف وجب أن يبقى ما قبلها مفتوحًا ولا يجوز تغييره، وكذلك الشأن في الواو أن يبقى ما قبلها مضمومًا.

حينئذٍ لا يجوز حذف حرفٍ إلا بهذين الشرطين أن يكون ماذا؟ حرف علة، الحرف الصحيح الأصل فيه أنه لا يحذف هذا الأصل، ولكن قد يحذف في بعض المواضع، ثانيًا: أن يدل دليلٌ على المحذوف، يَرْمُون # 41.10 الميم هنا ساكنة والأصل يَرْمِيُونَ وهذا الأصل، استثقلت الضمة على الياء فسكنت، أليس كذلك؟ فحينئذٍ نقول: التقى ساكنان الياء والواو صار ماذا؟ يَرْمِيو، إذًا واوٌ ساكنة انكسر ما قبلها لئلا تنقلب الواو ياءً هنا ماذا صنعنا؟ ضممنا ما قبلها لمناسبة الواو، لو أبقينا الحركة التي هي دليل الياء المحذوفة التي هي كسر الميم وهو الأصل، نقول: هنا لو أبقينا الحركة كما هي نقول لقلبت الواو ياءً، لأن الواو إذا سكنت إثر كسرٍ وجب قلب الواو ياءً، مثل جُوِر كما قلنا جُوِر سكنت الواو إثر كسرٍ، إذًا مِوْ سكنت الواو إثر كسرٍ فوجب قلب الواو ياءً، فرارًا من تطبيق هذه القاعدة عدلنا إلى الميم فضممناها لمناسبة الياء، يعني: قطعنا الطريق على القاعدة. إذًا يَرْمُون هنا حذفت الياء، يَرْمُون كذلك يَخْشَوْنَ يَخْشَيْون هذا الأصل، يَخْشَوْنَ يَخْشَيَوْن هذا الأصل، نقول: هنا تحركت الياء وفتح ما قبلها فوجب قلب الياء ألفًا فالتقى ساكنان ألف والواو وحذفت الألف، يَخْشَوْنَ الشين هنا مفتوحة أليس كذلك؟ بقيت عن أصل لماذا؟ لتدل على أن المحذوف ألفٌ يخشون مع أن الواو يناسبها ما قبلها أن يكون مضمومًا هذا الأصل، لكن هنا بقيت الفتحة دليلاً على أن المحذوف هو الألف، كما الشأن في مُصْطَفَوْ الذي يذكره النحاة هناك. إذًا هنا ماذا قال؟ (وَاحْذِفْهُمَا فِي جَمْعِهِ) يعني: إذا أُسند الفعل إلى واو الجماعة حينئذٍ تحذف الواو والياء للتخلص من التقاء الساكنين. (لاَ التَّثْنِيَةْ) يعني: لا في حال التثنية، فتبقى تبقى ماذا؟ تبقى الواو كما هي وتبقى الياء كما هي، تثنية كالجمع يعني: إذا أسند الفعل المضارع إلى ألف الاثنين، أي: إسناد الفعل المضارع المختوم بواوٍ أو ياءٍ محركٍ لألف الاثنين فلا تحذف منه الواو أو الياء بل أبقهما محركين يَغْزُوَانِ يَغْزُوُ إذا زدت عليه ألف التثنية حينئذٍ ماذا حصل؟ التقى ساكنان والأصل في التخلص من التقاء الساكنين هو تحريك ما قبل الساكن هذا الأصل، ولذلك لا يجوز العدول إلى الحذف للتخلص من التقاء الساكنين إلا عند تعذر التحريك لأنه إذا التقى ساكنان عندنا أمران قاعدتان: القاعدة الأولى: التخلص من التقاء الساكنين بالحركة، إن أمكن لا يعدل الحذف البتة، وهنا أمكن يَغْزُوَان تحركت الواو مع كون يَغْزُو في الأصل ساكن على القاعدة السابقة، فلما جاءت الألف التقى ساكنان الواو والألف حركنا فأمكن إذًا لا نعدل إلى الحذف، إذا تعذر تحريك الساكن حينئذٍ عدلنا إلى الحذف بالشرطين السابقين، إذًا ليس كلما التقى ساكنان حذفنا الأول؟ لا، نقول:

أولاً: نأتي إلى الجمع بينهما يعني: أن ينطق بهما هذا الأصل، فنحد#45.17 إتحادهما الأصل أن يحرك هو السابق وقد يعكس، لكن الغالب هو السابق إما بالكسر أو بالفتح أو بالضم، وهنا يناسب الألف الفتحة ولذلك حركنا الواو بالفتح يَغْزُوَان يَرْمِيَان، إذًا بقيت الياء كما هي ولم تحذف مع كونه أُسند إلى ذلك في الاثنين وأمكن التحريك فحينئذٍ لا نعدل إلى الحذف، يَخْشَيَانِ إذًا بقيت الياء كما هي. إذًا (وَاحْذِفْهُمَا) أي: الواو والياء (فِي جَمْعِهِ) يعني: إذا أُسند الفعل المضارع المختوم بواو أو ياء إلى واو الجماعة حينئذٍ تحذف اللام لام الكلمة الواو أو الياء، وأما إذا أُسند الفعل المضارع إلى ألف الاثنين حينئذٍ تحرك الواو وتحرك الياء كما هي في يَخْشَيَانِ ويَرْمِيَانِ، واضحٌ هذا؟ (وَمَا كَتَغْزِيْنَ بِذَا مُسْتَوِيَةْ)، (وَمَا كَتَغْزِيْنَ) يعني: والذي (كَتَغْزِيْنَ) هذا أُسند إلى ماذا؟ تَغْزِينَ إلى ياء المخاطبة، حكمه حكم ما أُسند إلى واو الجماعة، وما حكم ما أسند إلى واو الجماعة؟ حذف الواو والياء. إذًا الحكم يستوي بين ما أُسند الفعل المضارع المختوم بواو أو ياء إذا أُسند إلى واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة حذفت لام الكلمة للتخلص من التقاء الساكنين [أو نعم]، (وَمَا كَتَغْزِيْنَ) والذي استقر هذا مبتدأ (كَتَغْزِيْنَ)، (وَمَا كَتَغْزِيْنَ) وما استقر (كَتَغْزِيْنَ) لأن (مَا) هذه اسم موصول، و (كَتَغْزِيْنَ) هذا لا بد أن يكون متعلقًا بمحذوف، (وَمَا كَتَغْزِيْنَ) في النقص كونه منقوصًا والإسناد إلى ياء المخاطبة (بِذَا مُسْتَوِيَهْ)، (مُسْتَوِيَهْ) يعني: من الاستواء مراد به المماثلة، و (بِذَا) المشار إليه هنا الجمع يعني: مستويةٌ (بِذَا) يعني: بجمعه أي: مماثلةٌ هذا اللفظ نغزين للجمع في حذف اللام للساكنين ومستويةٌ هذا بالرفع في الأصل خبر ما إذًا والذي استقر ... (كَتَغْزِيْنَ) (مُسْتَوِيَهْ)، (بِذَا) يعني: استوى تَغْزِينَ مع تَغْزُونَ في حذف الواوين. إذًا تحذف الواو متى إذا أسند الفعل إلى واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة، وأما إذا أُسند إلى ألف الاثنين فهو الذي يُستثنى وتبقى الواو أو الياء كحالها. ثم قال رحمه الله تعالى: وَفِي اسْمِ فَاعِلِ اجْوَفٍ قُلْ قَائِلاَ ... بِأَلِفِ زَيْدٍ وَهَمْزِ مَا تَلاَ (وَفِي اسْمِ فَاعِلِ) اسم الفاعل من الأجوف، عرفنا الأجوف ما اعتل عينه قال (وَفِي اسْمِ فَاعِلِ) يعني: فاعل أجوفٍ، (فَاعِلِ اجْوَفٍ) بإسقاط الهمزة للوزن، (قُلْ) وهذا تعلق به (فِي اسْمِ فَاعِلِ)، (قُلْ قَائِلاَ)، (قُلْ) في اسم فاعل الأجوف (قَائِلاَ)، ماذا صنعت؟ قلبت العين همزةً لأن قائل على وزن فَاعِل، وقَائِل أصله فاعلٌ قَاولٌ وقعت الواو هنا قريبةً من طرفٍ بعد ألفٍ زائدةٍ، فقلبت الواو همزةً، إذًا كل أجوف إذا جيء به على وزن فاعل حينئذٍ تقلب العين همزةً ولذلك تقول من الصيام صائم قائم قائل، ماذا صنعت؟ قلبت الواو أو الياء الواقعة بعد الألف الزائدة لأجل اسم الفاعل قلبتها همزةً.

إذًا (قُلْ) في اسم فاعل يقول (قَائِلاَ)، والأصل قَاوِلٌ على وزن فَاعِل، أليس كذلك؟ لأن القاف فاء الكلمة، والواو عين الكلمة، واللام لام الكلمة، لأنه من القَوْلِ، أليس كذلك؟ قَوَلَ قَائِل، ما زيدت إلا الألف بعد القاف على وزن فَاعِل، إذًا الأصل قَاوِل على وزن فَاعِل، فتقلب الواو همزًا لماذا؟ لوقوعها بعد ألف زائدٍ مجاورٍ للطرف، لأن عندنا قاعدة إذا وقعت الواو أو الياء طرفًا في آخر الكلمة طرف، يقول: واو متطرفة يعني: في آخر الكلمة، وياء متطرفة يعني في آخر الكلمة، إذا وقعت الواو أو الياء متطرفة بعد ألف زائدة قلبت همزة، ولذلك يقولون: بِنَاء أصله بِنَايٌ. قلبت الياء همزة لوقعها طرفًا بعد ألف زائدة، هكذا يقولون. وكذلك يقولون: هذا كساء. أصله كِسَاوٌ، كَسَوْتُ زيدًا كِسَاوٌ، وقعت الواو طرفًا بعد ألف زائدة حينئذٍ قلبت الواو همزة، وكذلك هنا نقول: قَاوِل تقلب الواو همزًا لوقوعها بعد ألف زائدٍ مجاور للطرف، إذًا الطرف وما جاور الطرف أخذ الحكم، يعني عُدِيَ جاءت العدوى إليه لكونه وقع مجاورًا للطرف، كِسَاءٌ وقعت الواو طرفًا وقلبت همزة، قائل لماذا قلبت الواو همزة؟ لوقعها بعد ألف زائدة مجاورة للطرف، واضح هذا؟ كَثُرَتِ القواعد عليكم. إذًا (وَفِي اسْمِ فَاعِلِ أجْوَفٍ قُلْ قَائِلاَ) وكذلك يقال في كَائِل كَايِل من الكَيْلِ كَائِل بالهمز، أصله كَايِلٌ على وزن فَاعِلٌ كَايِلٌ، وقعت الياء بعد ألف زائدة قريبة أو مجاورة للطرف، فقلبت الياء همزةً. إذًا القاعدة كل اسم فاعل على وزن فَاعِل من فعل أجوف تقلب العين همزة، والمراد بالعين التي تقع بعد الألف الزائدة، (بِأَلِفِ زَيْدٍ وَهَمْزِ مَا تَلاَ) بيَّن لك الذي تفعله (قَائِلاَ) حال كونه متلبسًا (بِأَلِفِ زَيْدٍ) يعني: ألف زائدٍ هذا مصدر زَادَ يَزِيدُ زَيْدًا، وأراد بالمصدر هنا اسم الفاعل زَائِدٍ على بنية المضارع، (وَهَمْزِ مَا تَلاَ) يعني: الذي تلاه الألف الزائد. وما هو الذي تلاه الألف الزائد هو عين الكلمة فَاعِل، فَا هذه الألف الزائدة حينئذٍ عِل العين هي التي تقلب همزة، (بِأَلِفِ زَيْدٍ وَهَمْزِ مَا تَلاَ) يعني: قلب الحرف الذي تلاه الألف الزائد وهو عين الكلمة (وَهَمْزِ مَا تَلاَ) همزك أنت (مَا) أي: الحرف الذي تلا الألف الزائدة. (فِي نَاقِصٍ قُلْ غَازٍ إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ)، (غَازٍ)، (وَلاَ بِأَلْ وَحَذْفِ يَائِهِ يَجِبْ) وفي ناقص نقول: غازٍ. اسم الفاعل من الأجوف عرفنا حكمه، والآن انتقل إلى بيان اسم الفاعل من الناقص يعني: ما كانت لامه حرفًا من حروف العلة واوًا أو ياء، غَزَا يَغْزُو فَهُوَ غَازٍ ماذا صنعت؟ حذفت الياء للتخلص من التقاء الساكنين متى؟ إذا لم يكن (بِأَلْ). يعني: لم تدخل عليه (أَلْ) لأنه لو دخلت عليه (أَلْ) لثبتت الياء، أليس كذلك؟ الغَازِي القَاضِي الرَّامِي تثبت الياء مع الألف تثبت لماذا تثبت؟ لأن التنوين و (أَلْ) لا يجتمعان، فإذا حذفت (أَلْ) رجع التنوين وجوبًا. وَنَوِّنِ الْمُنَكَّرَ الْمَنْقُوصَا ... فِي رَفْعِهِ وَجَرِّهِ خُصوصَا

تَقُولُ هَذا مُشْتَرٍ مُخَادِعُ ... وَافْزَعْ إِلَى حَامٍ حِماهُ مَانِعُ (¬1) إذًا (غَازٍ) نقول: بالتنوين هنا فحذفت اللام، إذًا إذا جيء باسم الفاعل من الناقص سواء كان واويًّا أو واويًّا، غازٍ رامٍ، ولم تدخل عليه (أَلْ) فحينئذٍ يجب تنوينه ثم يلتقي ساكنتان الواو الساكنة أو الياء الساكنة، ثم نحذف الأول للتخلص من التقاء الساكنين. (فِي نَاقِصٍ) يعني: في اسم فاعل فِعْلٍ ناقص لامه حرف من حروف العلة، (فِي نَاقِصٍ) يعني: في اسم فاعل. فعل ناقص هذا متعلق بقوله: (قُلْ)، (قُلْ) (فِي نَاقِصٍ) (غَازٍ) بالتنوين كسر الزاي مع ذلك تقول: جاء غازٍ. بالكسر والتنوين جاء فعل ماضي (غَازٍ) فاعل مرفوع بجاء ورفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين، واضح هذا؟ جَاءَ غَازٍ فاعل مرفوع كيف مرفوع وغازٍ بالكسر؟ لا، الكسرة هذه الأولى كسرة الزاي، والزاي ليست آخر الكلمة، وإنما آخر الكلمة إنما هو غازي الياء هي آخر الكلمة، وهذه الكسرة ليست بآخر الكلمة. إذًا هي ليست حركة الإعراب وإنما هي حركة بنية، فحينئذٍ نقول: غازٍ فاعل مرفوع ورفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين. أين الساكنان؟ الياء والتنوين غازٍي ياء ساكنة ونون التي هي نون ساكنة التنوين، الأصل أن نحرك الياء للتخلص من التقاء الساكنين لكن هنا يتعذر التحريك لماذا؟ قالوا: لأن الحركة التي سنأتي بها من أجل التخلص من التقاء الساكنين هذه حركة عارضة، وتقرر عندنا أن غازي بالياء حركة الرفع والخفض تُقدر، تُقدر لماذا؟ للثقل، قالوا: إذًا أيهما أولى بالتقدير ما دام أننا قدرنا الحركة الأصلية ولم نظهرها على الياء من باب أولى أن لا نظهر حركة عارضة وهي حركة التخلص من التقاء الساكنين، إذًا يتعذر التحريك فننتقل إلى الأمر الثاني وهو الحذف ووجد الشرطان، الياء حرف علة وما قبله مكسور جاء غازٍ عرفت أن الياء هنا محذوفة. (فِي نَاقِصٍ قُلْ غَازٍ إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ) إن انتصب فحينئذٍ اختلف الحكم، ما مفهوم (إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ)؟ مرفوع [ومجزوم؟] مجرور إي، مرفوع مجرور يعني غازي ليس بفعل هذا اسم فاعل، إذًا مَرَرْتُ بِغَازٍ، صحيح؟ مَرَرْتُ بِغَازٍ الباء حرف جر غازٍ اسم مجرور بالباء وجره بكسرة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين، مثل جاء غازٍ فالحكم واحد، إذًا (إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ) له مفهوم وتحته أمران: الرفع، والخفض. إذًا إن انتصب ظهرت الفتحة رَأَيْتُ غَازِيًا أليس كذلك؟ رَأَيْتُ رَامِيًا ظهرت الفتحة، وأما في حالتي الرفع والجر نقول: هنا تقدر الحركة، ثم ينون ويلتقي ساكنان .. إلى آخر ما سبق. ¬

_ (¬1) ملحة الإعراب البيتان: 59، 60.

(وَلاَ بِأَلْ) يعني: ألا يقترن بأل، فإن اقترن بأل زال علة حذف الياء، وألا يقترن بأل، فإن اقترن بأل حينئذٍ زال علة حذف الياء وهو التنوين، لأن التنوين لا يجامع أل، حينئذٍ سقط التنوين وعادت الياء ساكنة (وَحَذْفِ يَائِهِ يَجِبْ)، (وَحَذْفِ يَائِهِ) متى؟ (وَحَذْفِ يَائِهِ يَجِبْ) (إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ وَلاَ بِأَلْ) (وَحَذْفِ يَائِهِ) هذا مصدر مضاف إلى مفعول يعني: حذفك أنت الياء ياء غازٍ يجب متى؟ (إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ) ولا يقترن بأل، يعني: في غازٍ هذا المثال وجد فيه الشرطان، (قُلْ غَازٍ) (فِي نَاقِصٍ قُلْ غَازٍ) إذًا أدخلته في الجملة جاء غازٍ (لَّمْ يَنْتَصِبْ) لأن جاء فعل ويقتضي رفع الفاعلية ولم تدخل عليه أل حينئذٍ تحذف الياء. (وَحَذْفِ يَائِهِ يَجِبْ) للتخلص من التقاء الساكنين لكن في غير المنصوب والذي لم يدخل عليه أل ما وزن غازٍ؟ .. [ارفع صوتك ما وزنه؟ ما سمعت أفصح حتى أسمع]. .. فَاعٍ، إذًا فَاعٍ، ما الذي حصل في الوزن حذفت في الوزن ما حذف في الموزون حينئذٍ تقول: غَازٍ على وزن فَاعٍ. واضح هذا. (فِي نَاقِصٍ قُلْ غَازٍ إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ) هذا جوابه محذوف دليله، (قُلْ غَازٍ)، (وَلاَ بِأَلْ وَحَذْفِ يَائِهِ يَجِبْ) هذا. نقف على هذا. والله أعلم. وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. بعد الصلاة إن شاء الله نكمل.

10

عناصر الدرس * صوغ اسم المفعول من الأجوف والناقص. * صوغ الأمر من الأجوف. * المثال وما يدخله من إعلال. * اللفيف وما يدخله من إعلال. * المضاعف وأحكامه. * المهموز وأحكامه. * خاتمة الناظم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: قال الناظم رحمه الله تعالى: وَكَمَقُوْلٍ اسْمَ مَفْعُوْلٍ خُذَا ... بِالنَّقْلِ كَالْمَكِيْلِ وَاكْسِرْ فَاءَ ذَا وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ حَتْمًا أَدْغِمَا ... كَذَاكَ مَخْشِيْ بَعْدَ قَلْبٍ قُدِّمَا بعدما انتهى مما يتعلق بالأجوف والناقص من اسم الفاعل، شرع فيما يتعلق باسم المفعول، لأن اسم المفعول قد يكون من الصحيح كمقتول ولا إعلال ولا إبدال ولا قلب ولا ما يتعلق به من حيث المعتلات، وقد يكون مأخوذًا من أجوف أو من ناقصٍ، (وَكَمَقُوْلٍ) الكاف هذه اسم بمعنى مثل حالٌ من قوله: (اسْمَ مَفْعُوْلٍ) اسم مفعول هذا مفعولٌ به مقدم لقوله: ... (خُذَا)، خذن، الألف هذه مبدلةٌ عن نون التوكيد الخفيفة، والأصل أن معمول العام المؤكد لا يتقدم عليه معموله على ما هو مشهورٌ عند النحاة، خُذَن اسم مفعولٍ هذا تركيب، ولكن الأصل أنه يتأخر ولكن قد يكون قدمه للوزن أو ممن يرى جواز تقديم ذلك (وَكَمَقُولٍ اسْمَ مَفْعُولٍ خُذَا) خذن (اسْمَ مَفْعُوْلٍ) حال كونه (كَمَقُوْلٍ) نقول: في اسم مفعول الأجوف مثل (مَقُولٍ) حال كونه مأخوذًا أو متلبسًا (بِالنَّقْلِ) للضمة من الواو إلى القاف، لأن (مَقُول) أصله مَقْوُول على مَفْعُول، مَقْوُول هذا الأصل فيه بإسكان القاف وضم الواو الأولى عين الكلمة، والواو الثانية واو مَفْعُول، مَفْعُول، إذًا فيه واو هذه الواو تسمى واو مفعول، فإذا كان في الأصل عين الكلمة من القول واو حينئذٍ قلت: مَفْعُول مَقْوُول، إذًا مفعول إذًا الواو الأولى عين الكلمة وهي مضمومة، والواو الثانية هي واو مفعول، استثقلت الضمة على الواو فنقلت إلى القاف مقْ هذا الأصل، إذًا حصل إعلال بالنقل حينئذٍ اجتمع عندنا واوان والأولى ساكنة بعد النقل والثانية ساكنة باعتبار الأصل مفعول ساكنة حينئذٍ حذف أحد الحرفين الواو، أو الواو الأولى اختلف في المحذوف لأن المحذوف الأول إن كان الواو الأولى فهو عين الكلمة، وإن كان الواو الثانية فهي حرفٌ زائد، وأيهما أولى بالحذف؟ فيه خلاف، والأولى أن يقال حذفت الواو الأولى في عين الكلمة وإن كانت أصليةً لأن واو مفعول جيء بها لمعنى تدل على اسم المفعول، وإذا كان كذلك فحينئذٍ الأصل بقاؤها ويكون المحذوف هو الأول، على كلٍ هذا أو ذاك فيه خلاف حصل إعلالٌ بالنقل وحذفت إحدى الواوين حينئذٍ مَقُول، كيف جاء مَقُول؟ نقول: عندنا واوان الواو الأولى عين الكلمة ضمت، نقلت حركة الواو الضمة إلى القاف الحرف الصحيح الساكن فالتقى ساكنان الواوان وحذفت إحدى الواوين وصار مَقُول، عرفتم؟

إذًا: (وَكَمَقُوْلٍ اسْمَ مَفْعُوْلٍ خُذَا بِالنَّقْلِ) لأي شيء؟ للضمة التي على الواو الأولى التي هي عين الكلمة إلى الحرف الصحيح الساكن قبل الواو وهو القاف، فالتقى الساكنان الواوان وحذفت إحدى الواوين، إذًا أصل مَقُول مقْوُول بإسكان القاف وضم الواو الأولى عين الكلمة، والواو الثانية واو مفعول، فحصل إعلالٌ بالنقل نقلت ضمة الواو إلى القاف الساكن قبلها لثقلها على الواو، فالتقى ساكنان واو الأجوف عين الكلمة واو اسم المفعول، وحذفت واو اسم المفعول على قولٍ وهو مذهب سيبويه لأنها زائدةٌ وهي أولى بالحذف من الأصل وهو عين الكلمة، وقيل بالعكس وهو أن الواو هذه جيء بها لمعنى وما جيء به لمعنى إذا حذف لا يدل عليه الموجود بخلاف عين الكلمة لو حذفت دل عليها الموجود وهذا أولى بالاعتبار، (بِالنَّقْلِ كَالْمَكِيْلِ) كذلك (كَالْمَكِيْلِ) اسم مفعول كَالَ أصله مَكْيُول مَفْعُول مَكْيُول كاف ساكنة ياءً عليها ضمةٌ ثم واو مفعول، كاف ساكنة والياء مضمومة على وزن مَفْعُول مَكْيِول فحصل إعلالٌ بالنقل، نقلت ضمت الياء إلى الكاف وهي حرفٌ صحيحٌ ساكن، إذًا وجد شرط النقل ياء محركة قبلها صحيحٌ ساكن، وحصل النقل حينئذٍ ماذا حصل؟ نقول: نُقِلَتْ حركة الياء وهي الضمة إلى الكاف الساكنة فالتقى ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء للتخلص من التقاء الساكنين وكسرت الكاف لتدل على الياء المحذوفة، وصار مَكِوْل يعني واو ساكنة قبلها كسرة سكنت الواو وانكسر ما قبلها فقلبت واو مفعول ياءً لسكونها إثر كسرٍ، إذًا المكيل في الأصل على وزن مَفْعُول (وَاكْسِرْ فَاءَ ذَا) يعني: (ذَا) المشار إليه الْمَكِيل لأنه الأصل (وَاكْسِرْ فَاءَ ذَا) مَكِيل أصل ماذا؟ واوٌ ساكنة قبلها كسرة إذًا: (اكْسِرْ فَاءَ ذَا) الذي هو كاف مَكِيل (وَاكْسِرْ فَاءَ ذَا) كاف مَكِيل لتدل على الياء المحذوفة لأنه لا يجوز الحذف إلا إذا دل عليه دليلٌ. (وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ حَتْمًا أَدْغِمَا)، (مِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ) ما هو المثلان؟ الواوان.

إذًا فيما سبق من مَقُول ومَكِيل إذا كان اسم المفعول من الأجوف واضح؟ حذفت الياء في الأول، وقلبت الياء في الثاني الواو، حينئذٍ نقول: هنا في هذا الموضع إذا كان اسم المفعول من الناقص ماذا نصنع؟ اجتمع عندنا واوان قال: (وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ حَتْمًا أَدْغِمَا)، (وَمِثْلَيِ) هذا مثنى مثلين حذفت النون للإضافة لما بعده، (وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ) يعني: الواوان الواقعان في ... (الْمَغْزُّوِ)، والمغزو هذا اسم مفعول من غَزَا يَغْزُو، إذًا (مِثْلَيِ) هذا مثنى مثل، (وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ حَتْمًا أَدْغِمَا) لماذا؟ من أجل التخفيف لأنه اجتمع عندنا واوان وإذا كان كذلك حينئذٍ لابد من الإدغام، والمعنى أن اسم المفعول الناقص إذا اجتمع فيه واوان الأولى ساكنة التي هي واو المفعول، والثانية متحركة التي هي لام الفعل، فإن الأولى تدغم في الثانية وجوبًا ولذلك قال: (أَدْغِمَا) حينئذٍ يكون هذا الفعل دل على الوجوب. فـ ... (الْمَغْزُّوِ) بشد الواو اسم مفعول غَزَا أصله مَغْزُووٌ إذًا اجتمع عندنا واوان الأولى ساكنة قبلها ضم وهي الزاي المضمومة، والواو الثانية هي واو المفعول فاجتمع الواو الأولى واو المفعول والواو الثانية لام الكلمة فاجتمع فيه حرفان من جنسٍ واحد أولهما ساكن والثاني متحرك ووجب إدغام الأول في الثاني للتخفيف. إذًا مَغْزُووٌ اسم مفعول من غَزَا يَغْزُو اجتمع عندنا واوان أدغمت الأولى في الثانية، (وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ حَتْمًا أَدْغِمَا)، أدغمن (أَدْغِمَا) قلنا: الألف بدلاً من النون (حَتْمًا) أي: إدغامًا محتمًا إدغامًا واجبًا يعني: ليس بإدغام جائز، مصدر حَتَمَ بمعنى أوجب والمراد اسم المفعول أي مَحْتُومًا أو مُحَتَّم، (كَذَاكَ) أي مثل الْمَغْزُوو (مَخْشِيْ) سكنه للوزن [(مَخْشِيْ) بإسكان الياء للوزن (مَخْشِيْ) لإسكان الواو للوزن $ 9.

49 سبق] أليس كذلك؟ أصله مَخْشِيٌ اسم مفعول خَشِيَ أصله مَخْشُويْ، ما الذي حصل؟ كمَفْعُول اجتمع فيه واو مفعولٍ والياء التي هي لام الكلمة، حينئذٍ اجتمعت الواو والياء عندهم القاعدة ما ذكرها المصنف إذا اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون وجب قلب الواو ياءً، وإدغامها في الياء، سَيِّد أصلها سَيْوُدَ، سَيِّد بالتشديد عندنا ياءان، أصله سَيْوِد اجتمع عندنا واو وياء، وسبقت إحدهما السكون فوجب قلب الواو ياءً وإدغام الياء في الياء، (مَخْشِيْ) مَخْشُويْ هذا الأصل، مَخْشُويْ اجتمع واوٌ وياءٌ، وسبقت إحدهما بالسكون فوجب قلب الواو ياء وإدغام الياء في الياء، فقيل: مَخْشُويْ هذا الأصل، لئلا ترجع الواو وجب قلب ضمة الشين كسرة، قيل: مَخْشِي هو أصله مَخْشُوي بضم الشين قلبت ضمة الشين كسرة من أجل أن تصح الياء، إذًا اجتمع فيه واو مفعول والياء التي هي لام الكلمة وسبقت الواو بالسكون فقلبت الواو ياءً، وأدغمت في الياء وأبدلت ضمة الشين كسرة لتسلم الياء يعني: من قلبها متى؟ لأنه إذا سكنت الياء وضم ما قبلها ما القاعدة التي مرت معنا؟ تقلب الياء واوًا، أليس كذلك؟ يُوسر أصل يُيْ إذًا سكنت الياء وضم ما قبلها كذلك هنا مَخْشُوي قلبت الواو ياءً، إذًا سكنت الياء الأولى المدغمة في الياء الثانية وضم ما قبلها في الأصل تقلب واوًا، لئلا تقلب واوًا كسرنا يعني: قطعنا على القاعدة الطريق، فنكسر الشين من أجل أن تصح الياء، إذًا لئلا تنقلب الياء الساكنة لوقوعها إثر ضمٍ لئلا تنقلب واوًا قلبنا ضمة الشين كسرةً، قيل: مَخْشِيٌّ. إذًا (كَذَاكَ مَخْشِيْ) هذا اسم مفعول خَشِيَ سكن الياء هنا من أجل الوزن وإلا هي مدغمة مَخْشِيٌّ مثل مَغْزُوٌّ (بَعْدَ قَلْبٍ قُدِّمَا)، (بَعْدَ قَلْبٍ) يعني: حال كون الإدغام في مَخْشِي ونحوه كائنًا بعد قلبٍ لواو المفعول لاجتماعها مع الياء وسبق إحداهما بالسكون، (قُدِّمَا) أي: متقدم، والألف هذه للإطلاق ... (قُدِّمَا) والضمير هنا يعود إلى القلب يعني قلبُ متقدم لأنه أدغمت الياء في الياء متى أدغمت الياء في الياء؟ بعد قلب الواو ياءً، إذًا حصل قلبٌ أول ثم إدغام بخلاف مَغْزُوّ حصل إدغامٌ مباشرة ليس عندنا قلبٌ. وَأَمْرُ غَائِبٍ أَتَى مِنْ أَجْوَفِ ... كَلِيَقُلْ وَأَصْلُهُ غَيْرُ خَفِيْ

وأمره (غَائِبٍ أَتَى مِنْ أَجْوَفِ كَلِيَقُلْ) ليقلْ (كَلِيَقُلْ) ليقلْ اللام هنا ساكنة لكن في الأصل هي متحركة، (وَأَمْرُ) شخصٍ (غَائِبٍ)، (أَمْرُ) مبتدأ، وجملة: (أَتَى) خبر المبتدأ، فإذًا (وَأَمْرُ) شخصٍ (غَائِبٍ) أي صيغة فعلٍ الأمر المسند لضمير شخصٍ غائبٍ (أَتَى) أي: ورد عن العرب من مضارعٍ أجوف، يعني: يريد أن يبين لنا الفعل فعل الأمر للمخاطب من الأجوف كيف نأتي به؟ قال: (لِيَقُلْ) أصله يَقُولُ هذا الأصل يَقُولُ وعرفنا أن القاعدة في الإتيان بفعل الأمر كيف نأتي به؟ نحذف حرف المضارعة وننظر ما بعده فإن كان ساكنًا جئنا بهمزة الوصل للتمكن من الابتداء بالسكان، هنا يَقُولُ، أصله يَقُولُ إذًا حذفنا الياء والقاف ساكنة إذًا لا بد من حرف يُبتدئ به وهو همزة الوصل، إذًا يَقُول أصله اقْوُول أبيس كذلك اقْوُول بالواو المضمومة حينئذٍ ماذا حصل؟ حصل إعلالٌ بالنقل، وهو أن نقلت حركت الواو الضمة إلى القاف فسقطت الهمزة صار ماذا؟ قُول اجتمع عندنا الواو الساكنة واللام الساكنة - اللام ساكنة للبناء - حينئذٍ حذفنا الواو، صار قُلْ، إذًا قُلْ هذا جاء بعد تلك العملية، قد تقول مباشرة قُلْ تحذف حرف المضارعة وتنظر إلى الفرع يَقُول، حينئذٍ تحذف حرف المضارعة والواو ساكنة واللام ساكنة [هذا الأصل] (¬1) ليس هذا الأصل هذا الفرع، والأصل أن تنظر إلى الأصل يَقْوُل قاف ساكنة تأتي بهمزة وصل للتمكن من الابتداء بالساكن، حصل إعلالٌ بالنقل نقلنا حركة الواو إلى ما قبلها، سكنت الواو التقى ساكنان حذفنا الواو ألقينا همزة الوصل لأن ما بعدها صار محركًا هذا أو ذاك والنتيجة قُل بحذف العين، ووزنه فُل بحذف العين كذلك في الوزن. إذًا (وَأَمْرُ غَائِبٍ أَتَى مِنْ أَجْوَفِ) يعني: (أَمْرُ الغَائِبٍ) (مِنْ أَجْوَفِ) يعني: من المضارعٍ أجوف (كَلِيَقُلْ) حال كونه كهذا المثال، (لِيَقُلْ) هنا أصله ليَقُول أبقاه على ما هو عليه، (لِيَقُلْ) اللام هذه لام الأمر فتجزم الفعل المضارع، فحينئذٍ الأصل يَقُول سكنت الواو لأنه حصل إعلالٌ بالنقل، وسكنت اللام للجازم فالتقى ساكنان (وَأَصْلُهُ) هذا مبتدأ (غَيْرُ خَفِيْ)، (غَيْرُ خَفِيٍ)، (غَيْرُ خَفِيْ) سكنه للوزن يعني: أصله ظاهر ... (لِيَقُلْ) أصله ظاهر عند طالب العلم فيعلم أن أصله يَقُول دخلت اللام سكنت اللام الأخيرة التقى ساكنان حذفت الواو لا يحتاج إلى تنصيص، ... (خَفِيْ) بإسكان الياء للوزن استنفاع للقافية أيضًا فأصله لِيَقُول بسكون القاف ليقْوُل بسكون القاف وضم الواو حصل إعلالٌ بالنقل فنقلت حركة الواو إلى القاف فالتقى الساكنان الواو واللام وحذفت الواو وصار ليقل. مُخَاطَبٌ مِنْهُ كَقُلْ بِالنَّقْلِ ... وَحَذْفِ هَمْزِهِ وَعَيْنِ الأَصْلِ هما بمعنى واحد، لكن الأول أراد به أنه أمر غائب، حينئذٍ أمر الغائب كيف يأتي هو فعلٌ مضارع دخلت عليه اللام ويبقى الياء كما هو (لِيَقُلْ)، حينئذٍ هذا ليس مبنيًا لأنه فعل مضارع دخلت عليه اللام. ¬

_ (¬1) سبق.

وأما الثاني فهو (قُلْ) الذي هو فعل أمرٍ يعني: قُول هذا الأصل، ويذكر فيه ما ذكرناه أقْوُل هذا الأصل، لأنه على وزن افْعَل أو افْعُل أو افُعُل اقْوُل، إذًا سكنت الواو بعد نقلها إلى ما قبلها، والتقى ساكنان، حذفت الواو للتخلص من التقاء الساكنين، ثم استغنينا عن الهمزة لتحرك القاف، اقْوُل هذا الأصل. (مُخَاطَبٌ) يعني مخاطب اسم مفعول خاطبه إذا كلمه، (مُخَاطَبٌ) يعني: وأمر شخصٍ مخاطب حال كونه منه يعني من الأجوف (كَقُلْ) بالنقل، (كَقُلْ) حال كون قل متلبسًا (بِالنَّقْلِ) بحركة الواو للقاف وعلى ما ذكرناه سابقًا، (وَحَذْفِ هَمْزِهِ وَعَيْنِ الأَصْلِ) انظروا (وَحَذْفِ هَمْزِهِ) يعني: بالنقل حركة الواو للقاف ثم ما الذي يترتب حذف الهمزة، أي همزة؟ همْزة الوصل لأن فعل الأمر قاعدة مطردة مشتقٌ من الفعل المضارع بإسقاط حرف المضارعة، ونظرًا للأصل يَقُول أصله يقْوُلُ إذًا يقْ حذفنا الحرف القاف ساكنة جئنا به بهمزة الوصل ثم ماذا حصل؟ حصل إعلالٌ بالنقل يَقْوُل اقْوُل، نقلنا حركت الواو إلى القاف إذًا سقطت الهمزة، هذا الذي أراده، (بِالنَّقْلِ وَحَذْفِ هَمْزِهِ) هذا مصدر من حَذَفَ من إضافة المصدر لمفعوله همزه، (وَعَيْنِ الأَصْلِ) ولحذف أو بحذف عين الأصل، له وهي واو المضارع، إذًا قُل وزنه فُل، حذفت الهمزة الذي جيء بها للتخلص من التقاء الساكنين لتحرك القاف، وحذفنا كذلك واو الفعل التي هي عين الكلمة. وَثَنِّهِ عَلَى كَقُولاَ وَالتَزِمْ ... مِن نَّاقِصٍ فِي ذَيْنِ حَذْفًا لِلمُتِمْ

(وَثَنِّهِ عَلَى كَقُولاَ) يعني: فعل الأمر من الأجوف (ثَنِّهِ عَلَى كَقُولاَ) قولاً يا زيدان وإذا قلت: قولاً. ماذا حصل؟ اللام صارت متحركة قُولا لَ إذًا اللام صارت متحركة، إذًا زالت علة حذف الواو التي هي عين الكلمة لأن قُلْ حذفنا الواو لأي سبب للتخلص من التقاء الساكنين، الواو ساكنة واللام ساكنة، وهنا اللام متحركة إذًا لم يلتق ساكنان، ولذلك قال: ... (وَثَنِّهِ). أي: ائت به حال إسناده لضمير الاثنين (عَلَى كَقُولاَ) على مثل قُولا، إذًا لم يكن عندنا ساكنان من أجل حذفٍ #21.08 إذا صحت الواو، قُولا الواو موجودة أو لا؟ موجودة، إذًا لم تحذف لماذا؟ لأنها حذفت في الأمر للمخاطب قُلْ للتخلص من التقاء الساكنين الواو ساكنة واللام ساكنة، وهنا الواو ساكنة واللام متحركة إذًا انتفت العلة، الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، (وَثَنِّهِ عَلَى كَقُولاَ) فتثبت الواو لزوال موجب حذفها في المفرد بتحريك اللام لئلا تلتقي أو يلتقي ساكنان من ألف الاثنين الساكن، وهذا واضح بين. (وَالتَزِمْ) هذا أمر من الالتزام، التزم ماذا؟ (وَالتَزِمْ) أمر من الالتزام (مِن نَّاقِصٍ) يعني: من مضارع ناقص ... (فِي ذَيْنِ) مُثَنَّى ذَا مشار به لأمر غائب وأمر المخاطب المتقدمَيْنِ (حَذْفًا لِلمُتِمْ) هذا مفعول التزم، حذفًا للحرف المتم، حرفًا، والمعنى أن صيغة أمر الغائب المخاطب من الناقص بحذف حرف العلة، في الأول قال هناك: ... (لِيَقُلْ) هذا في الأجوف، وفي الناقص لِيَغْزُ حذفت لام الكلمة، (لِيَقُلْ) حذفت عين الكلمة لأنه أجوف، إذًا لِيَرْمِ حذفت لام الكلمة لأنه ناقص، لِيَغْزُ حذفت للام الكلمة لأنه ناقص، فتقول في أمر الغائب من الناقص لِيَغْزُ وَلِيَرْمِ بكسر لام الأمر وفتح حرف المضارعة يَغْزُ، وحذف الواو من الأول والياء من الثاني، وفي أمر المخاطب مثل قُلْ ماذا تقول؟ اغْزُ ارْمِ أليس كذلك؟ تحذف حرف العلة التي هي لام الكلمة، إذًا لِيَغْزُ اغْزُ، لِيَرْمِ ارْمِ في الموضعين تحذف لام الكلمة لأنه حرف من حروف العلة، إذًا اغْزُ وارْمِ بحذف الواو والياء لأن بناء الناقص بحذف لامه، (وَثَنِّهِ عَلَى كَقُولاَ) هذا في الأجوف (وَثَنِّهِ عَلَى)، (قُولاَ)، (وَالتَزِمْ مِن نَّاقِصٍ) يعني: من مضارع (نَّاقِصٍ فِي ذَيْنِ) الذي هو المخاطب وأمر الغائب (حَذْفًا لِلمُتِمْ) ما هو الذي أتم به؟ حرف اللام، اللام هو الذي تمت به الكلمة (لِلمُتِمْ) الذي تمم به الكلمة. وَحَذْفُ فَا المُعْتَّلِ فِي مُسْتَقْبَلِ ... وَامْرٍ وَنَهْيٍ مَتَى تُعْلَمْ جَلِي بِبَابِ مَا كَوَهَبَ اوْ كَوَعَدَا ... وَرِثَ زِدْ وَقَلَّ مَا قَدْ وَرَدَا

هذا ما يتعلق بالمثال الذي قال: (فَا المُعْتَّلِ). فعرفنا أن الناظم كغيره من الصرفيين يُطلقون المعتل ويريدون به المثال، (وَحَذْفُ فَا المُعْتَّلِ فِي مُسْتَقْبَلِ) ما المراد بالمستقبل؟ فعل المضارع، (وَحَذْفُ) هذا مصدر مبتدأ ومصدر مضاف لمفعول يعني: حذفك أنت، (فَا المُعْتَّلِ) فا بالقصر للوزن مضاف للفعل، فالفعل المعتل يعني: الذي فاؤه واو وهو المثال الواوي، ... (فِي مُسْتَقْبَلِ) فهذا جار ومجرور متعلق بقوله: (حَذْفُ). والحذف أين يكون؟ في الفعل المضارع (فِي مُسْتَقْبَلِ) اسم مفعول اسْتَقْبَلَ (وَامْرٍ) يعني: وفي أمر سواء كان للغائب أو حاضر، (وَنَهْيٍ) يعني: في نهي سواء كان للغائب أو حاضر، (مَتَى تُعْلَمْ) يعني متى تُبنى هذه الأفعال للفاعل يعني: للمبني للمعلوم، وأما المجهول فلا، الحكم يختلف، بل تبقى ولا تحذف. إذًا (مَتَى تُعْلَمْ)؟ هذا قيد يعني تحذف الفاء الواو في الفعل المضارع المبني للمعلوم، حينئذٍ وَعَدَ يَعِدُ، يُوعَدُ اختلف الحكم، يَعِدُ هذا مبني للفاعل حينئذٍ نقول: وَعَدَ هذا فاؤه واو إذًا هو مثال يَوْعِدُ يَعِدُ حذفت الواو لوقعها بين عدوتيها الياء والكسرة حينئذٍ نقول: يَعِدُ. وأما إذا كان مبني لما لم يُسَمَّ فاعله حينئذٍ نقول: يُوعَدُ. لزوال العلة أي: ما قبله مضموم. (وَامْرٍ وَنَهْيٍ مَتَى تُعْلَمْ)، (مَتَى) اسم زمان مضمن لمعنى الشرط، ... (تُعْلَمْ) أي: تبنى للفاعل المعلوم، (جَلِي) يعني: ظاهر. هذا ظاهر. (بِبَابِ مَا كَوَهَبَ)، (مَتَى تُعْلَمْ جَلِي) يعني: ظهر الأمر (بِبَابِ مَا) أي: فعل (بِبَابِ) هذا جار ومجرور متعلق بقوله: (جَلِي). أليس كذلك؟ يعني: يظهر هذا الحكم ليس مطلقًا لأن الفعل يختلف قد يكون يَفْعُلُ يَفْعَلُ يَفْعِلُ، فحينئذٍ (بِبَابِ مَا كَوَهَبَ) وَهَبَ على وزن فَعَلَ أليس كذلك؟ حينئذٍ المضارع منه وَهَبَ يَهَبُ إذًا من باب فَعَلَ يَفْعَلُ، أو كـ وَعَدَ فَعَلَ يَفْعِلُ، وَرِثَ فَعِلَ يَفْعِلُ لكل منها حكم، (بِبَابِ) نقول: هذا متعلق بـ (جَلِي)، (بِبَابِ) مضاف (مَا) اسم موصول بمعنى الذي يعني: فعل استقر (كَوَهَبَ)، (وَهَبَ) يَهَبُ، أو استقر (كَوَعَدَا) الألف هذه للإطلاق، فَعَلَ يَفْعِلُ، حينئذٍ تقول في مضارع وَهَبَ يَهَبُ. أين الواو؟ سقطت، وكل مثال على وزن فَعَلَ يَفْعَلُ تسقط منه الواو، وفي أمر لغائبٍ لِيَهَبْ، لِيَهَبْ زَيْدٌ أليس كذلك؟ سقطت الواو، والمخاطب هَبْ، أليس كذلك؟ وفي نهيه لا يَهَبْ لا تَهَبْ بحذف الواو في الجميع. إذًا في المستقبل وفي الأمر وفي النهي نقول: تحذف الواو من باب وَهَبَ يَهَبُ، أو (كَوَعَدَا) وَعَدَ يقال: فَعَلَ يَفْعِلُ. (وَعَدَا) الألف هذه للإطلاق وَعَدَ يَعِدُ هذا مضارع، وَعَدَ يَعِدُ أصله يَوْعِدُ، وفي أمره للغائب لِيَعِدْ بفتح الياء وكسر العين، والمخاطب عِدْ، وفي نهيه لا يَعِد ولا تَعِد، لا يَعِدُ هو الغائب، ولا تَعِدْ هذا للخطاب.

(وَرِثَ) يَرِثُ يَوْرِثُ حذفت الواو، وفي أمره لغائب يَرِثْ، والحاضر رِثْ مثل عِدْ، ونهيه لا يَرِثْ ولا تَرِثْ، إذًا تحذف الواو في الكل سواء كان في باب فَعَلَ يَفْعَلُ والذي أشار إليه بـ وَهَبَ، أو باب فَعَلَ يَفْعِلُ الذي أشار إليه بـ وَعَدَ، أو وَرِثَ فَعِلَ يَفْعِلُ الذي أشار إليه بـ وَرِثَ. (زِدْ وَقَلَّ مَا قَدْ وَرَدَا) باقي من الأبواب فَعِلَ يَفْعَلُ هذا قليل في حذف الفاء التي هي المثال، وإنما الغالب فيها أنها تثبت إلا في موضعين (وَقَلَّ مَا قَدْ وَرَدَا) أي: في باب فَعِلَ يَفْعَلُ فقد ورد عن العرب في كلمتين بحذف الواو الواقعة فاءً له وهما: وَطِئَ، يَطَئُ. أصلها يَوْطَئُ هذا الأصل، ووَسِعَ يَسَعُ، إذًا زِدْ على ما سبق وَهَبَ وَعَدَ (وَرِثَ زِدْ وَقَلَّ مَا) بباب فَعِلَ يَفْعَلُ، (قَدْ) للتحقيق (وَرَدَا) عن العرب. إذًا هذا الباب (قَلَّ) أشار إليه بِـ (قَلَّ) يعني: قليل، وأما الأبواب الثلاثة السابقة فالمطرد فيها حذف فاء الكلمة. ومعنى البيتين أن المعتل المثال تحذف فاؤه في المضارع والأمر والنهي المبنية للفاعل المعلوم إذا كانت فاؤه واوًا، أما إذا بنيت للمجهول فلا تحذف الواو من هذه الأشياء لعدم موجب الحذف حينئذٍ، هذا هو القاعدة، وأما إذا بني للمجهول الحكم يختلف فتبقى الواو كما هي. ثم انتقل إلى بيان اللفيف لأنه قال ماذا؟ المعتلات سبق ما يتعلق بالمثال والأجوف والناقص فاعل اسم مفعول .. إلى آخره. ثُمَّ اللَّفِيْفُ لاَ بِقَيدٍ قَدْ حُكِمْ ... لِلاَمِهِ بِمَا لِنَاقِصٍ عُلِمْ وَكَالصَّحِيْحِ احْكُمْ لِعَيْنِ مَا قُرِنْ ... وَفَاءِ مَفْرُوْقٍ كَمُعْتَّلٍ زُكِنْ وَأَمْرُ ذَا لِلْفَرْدِ قِهْ وَقِي قِيَا ... لاِثْنَينِ قُوْا وَقِيْنَ لِلْجَمْعِ ائْتِيَا هذا ما يتعلق باللفيف، (ثُمَّ) للترتيب الذكري، الفعل (اللَّفِيْفُ لاَ بِقَيدٍ)، الفعل اللفيف مطلقًا لا بقيد يعني: لا مقيد (بِقَيدٍ) كونه مفروقًا أو مقرونًا، فالحكم عام يشمل النوعين، (قَدْ حُكِمْ)، (قَدْ) للتحقيق، (قَدْ حُكِمْ لِلاَمِهِ بِمَا لِنَاقِصٍ عُلِمْ) يعني: المفروق والمقرون في الموضعين اللام حرف علة، أليس كذلك؟ المفروق ما كانت فاؤه ولامه حرفي علة، إذًا اللام حرف علة، حكمه حكم الناقص، والمقرون ما كانت عينه ولامه حرفي علة، إذًا اللام حرف علة، إذًا الموضعين المفروق والمقرون بالنظر للام حكمه حكم الناقص، هذا واضح.

(ثُمَّ اللَّفِيْفُ) الفعل اللفيف مطلقًا لا مقيدًا (بِقَيدٍ)، (بِقَيدٍ) بالتنوين من كونه مفروقًا أو مقرونًا (قَدْ حُكِمْ)، (حُكِمْ) هذا ماضٍ مغير الصيغة نائبه (لِلاَمِهِ) يعني: لام اللفيف (بِمَا لِنَاقِصٍ عُلِمْ) بما علم لناقص، ... (عُلِمْ) هذا صلة ما، أليس كذلك؟ لناقص بما علم، (لِنَاقِصٍ عُلِمْ) هذا مُغير الصيغة والنائب ضمير ما، إذًا (لِنَاقِصٍ) يعني: للام والتي وقعت حرف علة في الكلمة، فحينئذٍ نحكم عليه بكونه يعامل معاملة الناقص من الإعلال وعدمه كالحذف للجازم والتخلص من التقاء الساكنين وعدم الإعلال لئلا يوجد موجب الإعلال فيه، وإنما حُمِلَ لام اللفيف مطلقًا على لام الناقص لكونه حرف علة مثله، يعني: استويا. لا فرق بينهما من حيث الإعلال وعدمه. (وَكَالصَّحِيْحِ احْكُمْ لِعَيْنِ مَا قُرِنْ) المقرون احكم له بما حكمت للصحيح، يعني لا تتبدل ولا تتغير، (وَكَالصَّحِيْحِ) يعني: وحكمًا كالحكم الذي عُلِمَ لعين الفعل الصحيح، (احْكُمْ لِعَيْنِ مَا قُرِنْ) يعني: اللفيف الذي قُرِنَ، حينئذٍ لا تتغير عين المقرون يعني: لا تُعل ولا تُنقل ولا تُقلب ولا تُحذف كعين الفعل الصحيح هذا المقرون. (وَفَاءِ مَفْرُوْقٍ) وفاء لفيف مفروق (كَمُعْتَّلٍ) يعني: كفاء المعتل. إذًا باعتبار اللام يُعامل معاملة الناقص، وباعتبار الفاء يعامل معاملة المثال السابق تحذف لما ذكر، وباعتبار العين يُعامل معاملة الصحيح هذه قسمة عادلة بين النوعين. (وَفَاءِ مَفْرُوْقٍ) اللفيف المفروق (كَمُعْتَّلٍ) يعني كفاء معتل. (زُكِنْ) أي: عُلِم هذا مُغير الصيغة نائبه ضمير المعتل، والجملة نعت له، إذًا ... (كَمُعْتَّلٍ زُكِنْ) لأنه معتل الفاء أيضًا مثله فلا فرق بينهما، فتحذف فاء اللفيف المفروق إذا كان واوًا من مضارعه في موضع تحذف فيه واو مضارع المعتل المثال، وَقَى ما نوعه وَقَى؟ مفروق، لماذا مفروق؟ لأنه فصل بينه بحرف صحيح. إذًا ماذا تقول في المضارع؟ وَقَى يَقِي حذفت حرف المضارعة، لِيَقِ حذفت اللام، وهكذا وَقَى يَقِي فإنه مثل يَعِدُ في ذلك، وتثبت في موضع تثبت فيها نحو يَوْجَى فإنه مثل يَوْجَلُ في ذلك. ثم أراد أن يفصل فقال: (وَأَمْرُ ذَا لِلْفَرْدِ قِهْ وَقِي قِيَا). (قِهْ) للمفرد، للمفرد المذكر (قِهْ)، و (وَقِي) للمفردة المؤنثة، (قِيَا) للمثنى، (قُوْا) للجمع، (قِيْنَ) للإناث، (قُوْا) لجمع المذكر، (قِيْنَ) للإناث.

إذًا (وَأَمْرُ ذَا)، (أَمْرُ) هذا مبتدأ، و (ذَا) المشار إليه اللفيف المفروق حال كونه للفرد المذكر (قِهْ) هذا خبر، (وَأَمْرُ ذَا) (قِهْ)، (قِهْ) هنا قصد لفظه وصار خبرًا يعني يصح، (قِهْ) أصله أوْقِي، أوْقي هذا الأصل صحيح أو لا؟ فحذفت فاؤه لحذفها في المضارع طردًا للباب يعني: الواو، حذفت فاؤه التي هي الواو لأجل ماذا؟ لأنها تحذف في المضارع لأن وَقَى يَقِي حذفتها فطردًا للباب حينئذٍ تحذف في الأمر والنهي .. إلى آخره، ولامه للبناء حذفت أَوْقِي حذفت اللام التي هي الياء للبناء صار ماذا؟ قِ حرف واحد، الواو حذفت طردًا للباب والهمزة ذهبت مع الواو بقي ماذا؟ قِ الياء حذفت للبناء لأنه فعل أمر صار ماذا؟ قِ فجيء بهاء السكت فقيل: قِه، إذًا هو على حرفٍ واحد ما وزنه؟

عِه، وزنه عِه الفاء ذهبت واللام ذهبت عِه، ائت بفعلٍ على وزن عِه تقول: قِه، أليس كذلك؟ ائت بفعلٍ على وزن فُل؟ تقول: قُل. ائت باسمٍ على وزن فاعٍ؟ غازٍ .. وهكذا، إذًا (قِهْ) أصله أَوْقِي حذفت فاءه لحذفها في المضارع طردًا للباب، ولامه لبناء الأمر على ذلك لأنه قال: (نَاقِصٍ). فبقيت القاف مكسورةً لتدل على الياء المحذوفة، وزيدت الهاء هاء السكت توصلاً لبقاء الكسرة ولئلا يلزم الابتداء بساكنٍ لو وقف على حرفٍ واحدٍ. إذًا هذه هاء السكت (قِهْ)، قِي هذا للمفرد المؤنثة أصله قِ ثم زيد عليه ياء المؤنثة المخاطبة ثم النون قِين هذا الأصل بياءين الأولى متحركة والثانية ساكنة الثانية، الثانية هي الفاعل والأولى هي لام الكلمة فاستثقلت الكسرة على الياء فسكنت فالتقى ساكنان الياءان فحذفت لام الكلمة لام التخلص من التقاء الساكنين وحذفت النون للبناء فصار قيِ لا نحتاج إلى هاء السكت لأن الياء هذه ياء فاعل، وأما لام الكلمة فذهبت لأنه وَقَى عرفنا أنه يُبنى على حذف حرف العلة هذا الأصل، فحينئذٍ نقول: قِي هذا فعل أمر للمفردة المؤنثة مبنيٌ على حذف النون، والياء ضمير متصل مبنيٌ على السكون في محل رفع فاعل، هذا الأصل لأن ياء مؤنثة المخاطبة. (قِهْ وَقِي قِيَا) أمر الاثنين المذكرين أو مؤنثين مبنيٌ على حذف النون والألف فاعل بقيت الياء كما هي، (قِيَا) مثل هناك غازٍ (لاِثْنَينِ) (قِيَا لاِثْنَينِ)، (قُوا) هذا للجمع، والمراد به الجمع المذكر السالم (قُوا) بضم القاف أمر لجمع المذكر، أصله قِيُو يعني: قاف مكسورة ياء مضمومة وواو بكسر القاف وضم الياء ثقلت الضمة على الياء لأنه خروج من كسر إلى ضم وهذا ثقيل في لسان العرب، استثقل الخروج من الكسر إلى الضم فسكنت القاف، ثم حصل إعلال بالنقل، نقلت ضمة الياء إلى القاف، فالتقى ساكنان الواو والياء التي هي الفاعل، فحذفت الياء لام الكلمة فصار (قُوا) على [وزن فُوا، العين ذهبت واللام ذهبت، قاف وَقَى هذا الأصل أليس كذلك؟ ... (قُوا) الواو هذه فاعل واللام ذهبت للتخلص من التقاء الساكنين والفاء وَقَى أصله ذهبت كذلك لأنه كالمعتل المثال إذًا (قُوا) وزنه فُوا هذه القاف هي فاء الكلمة والنون حذفت لماذا؟ للبناء، حذفت للبناء أليس كذلك؟] (¬1) وَقَى عُو [نعم أحسنتم]، إذًا القاف هذه وَقَى الواو هي فاء الكلمة، والقاف هي عين الكلمة، إذًا قُو على وزن عُو [أحسنتم]. (قِيْنَ) هذا كذلك للجمع لكن المراد به جمع المؤنث السالم لأنه خُتِمَ بنون الإناث (قِيْنَ) على الأصل لم تحذف الياء منه لعدم التقاء الساكنين بقيت كما هي، وبناؤه على السكون النون نون الإناث فاعل فتبقى على حالها. إذًا قوله: (وَأَمْرُ ذَا لِلْفَرْدِ قِهْ وَقِي قِيَا لاِثْنَينِ). هذا راجع لـ (قِيَا) يعني: مذكرين أو مؤنثين. (قُوا وَقِيْنَ) ذكر النوعين (لِلْجَمْعِ) يعني: المذكر باعتبار (قُوا) والمؤنث باعتبار (قِيْنَ)، (ائْتِيَا) الألف هذه بدل عن نون التوكيد الخفيفة. انتهى من المعتلات. جاء إلى المضاعف، قال: (بَابُ المُعْتَلاَّتِ وَالمُضَاعَفِ)، كل ما سبق يتعلق بالمعتلات. ¬

_ (¬1) سبق مستدرك بعده

وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا أَوْ مَدَّ مِنْ ... مُضَاعَفٍ فَهْوَ بِإِدْغَامٍ قَمِنْ (وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا) وما أي: اللفظ الذي استقر كلفظ (مَدٍّ) حال كونه مصدرًا أليس كذلك؟ (مَدٍّ) هذا مصدر لأنه وزن له فَعْل، وزنه فَعْل. فَعْلٌ قِيَاسُ مَصْدَرِ الْمُعَدَّى ... مِنْ ذِي ثَلاثَةٍ كَرَدَّ رَدَّا (¬1) رَدَّ يَرُدُّ رَدًّا، مَدَّ يَمُدُّ مَدًّا، إذًا مَدَّ هذا مصدر، ورَدَّ هذا مصدر، وزنه فَعْلٌ بالنص. فَعْلٌ قِيَاسُ مَصْدَرِ الْمُعَدَّى ... مِنْ ذِي ثَلاثَةٍ كَرَدَّ رَدَّا مَدَّ مَدّا، إذًا مدًّا هذا وزنه فَعْلٌ، (وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا أَوْ مَدَّ) يعني: كلفظ (مَدَّ) في كونه مضاعفًا محرك المثلين، والأول كذلك مضاعف إلا أنه ساكن الأول محرك الثاني، لأن مدًّا مصدر على وزن فَعْل، إذًا لا إشكال فيه يدغم الأول في الثاني، (مَدَّ) فعل ماضي على وزن فَعَلَ $$ 44.24، إذًا الأول متحرك والثاني ساكن مَدَّ المصدر مباشرة ندغم الأول في الثاني ... (مَدَّ) فعل ماضي عندنا أولاً نسقط حركة الحرف الأول لأجل الإدغام لأنه لا يدعم حرف متحرك في متحرك إنما يدغم ساكن في متحرك فحينئذٍ لا بد من التخلص من حركة الدال الأولى من أجل التواصل للإدغام، إذًا عندنا إسقاط لحركة الأول ثم بعد ذلك الإدغام لأن (مَدَّ) فعل ماضي على وزن فَعَلَ مَدَدَ كيف ندغم؟ لا بد من إسكان الدال الأولى نسقط حركتها ثم نقول: ساكن ومتحرك. (وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا أَوْ مَدَّ مِنْ مُضَاعَفٍ) يعني: مما كان الفعل فيه عينه ولامه من جنس واحد يسمى ماذا؟ يسمى مضاعفًا، (فَهْوَ بِإِدْغَامٍ قَمِنْ)، (فَهْوَ) مبتدأ أي: المذكور من مَدٍّ ومَدَّ (بِإِدْغَامٍ قَمِنْ)، (قَمِنْ) هذا خبر هو، و (بِإِدْغَامٍ) هذا متعلق به أي: حقيق.، وهذا الإدغام هنا واجب. فالمضاعف الذي لامه وعينه من جنس واحد إن كانت عينه ساكنًا ولامه متحركًا مصدرًا على وزن فَعْلٍ، أو كان عينه ولامه محركين كمَدَّ ماضيًا، فالإدغام لازم، الإدغام لازم في المصدر وفي الفعل الماضي، لكن الفرق بينهما أن المصدر الأول ساكن والثاني متحرك وهذا واضح، وأن الماضي الأول متحرك والثاني متحرك فنسقط حركة الأول والإدغام واجب في الموضعين، فالإدغام لازم لدفع الثقل اللازم من العود إلى التلفظ بالحرف بعد التلفظ به فهذا الإدغام واجب. ثم قال: أَوْ كَمَدَدْنَ أَوْ مَدَدْنَا فَاظْهِرِ ... وَفِي كَلَمْ يَمُدَّ جَوِّزْ كَافْرِرِ الإدغام قد يكون واجبًا، وقد يكون الإظهار واجبًا، وقد يجوز الوجهان، متى يجب الإدغام؟ ¬

_ (¬1) الألفية البيت: 440.

إذا كان المثلان الأول ساكن والثاني متحرك، أو الأول متحرك والثاني متحرك $46.45، أو هنا قال: أو ما كان من مضاعف (كَمَدَدْنَ)، ... (مَدَدْنَا) ما الفرق بين هذا وذاك؟ الأول متحرك والثاني ساكن هذا الفرق بينهما الأول متحرك والثاني ساكن، عكس مَدًّا الذي هو مصدر ومد الفعل الماضي الأول ساكن والثاني متحرك هنا يجب الإظهار في الموضعين، الأول اتصل بنون الإناث والثاني اتصل بـ (نا) الفاعلين، إذًا يلزم التسكين الثاني في الموضعين، لأن الفعل إذا اتصل بنون الإناث سكن آخره أليس كذلك؟ وإذا اتصل بنا الدالة على الفاعلين ضمير رفع متحرك حينئذٍ نقول: سكن الفعل الماضي، إذًا السكون الثاني وجب الإظهار ولذلك قال: (فَاظْهِرِ). هذا أمر من أظهر همزته قطع سهلها من أجل الوزن، (فَاظْهِرِ) هذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب. إذًا الإظهار واجب ولا يجوز الإدغام البتة. والمعنى أن المضاعف إن كانت عينه متحركة ولامه ساكنة عكس الأول سكونًا لازمًا فالإظهار لازم والإدغام ممتنع عند اتصاله بضمير رفع متحرك، لأن سكونها لازم لشدة اتصال الضمير بها لئلا يلزم توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة، هذا كما عللنا سابقًا، فالإظهار هنا واجب والإدغام ممتنع. إذًا أو ما كان من مضاعف (كَمَدَدْنَ) في سكون الثاني مثليه سكونًا لازمًا أو كان مثل (مَدَدْنَا) المتصل بنا الدالة على الفاعلين (فَاظْهِرِ) يعني: اظهر ماذا؟ اظهر أول مثليهما ولا تدغمه في الثاني لسكونه. ثم أشار إلى ما يجوز فيه الأمران الإدغام وعدمه (وَفِي كَلَمْ يَمُدَّ جَوِّزْ) يعني: جوز الإدغام وعدم الإدغام، يعني: يجوز فيه الوجهان الإظهار والإدغام، (جَوِّزْ) أمر من التجويز حذف مفعوله أي: جوز الإدغام نظرًا إلى عدم سكونه في الأصل لَمْ يَمُدَّ، يعني: المضاعف إذا دخل عليه جازم، الفعل المضارع إذا دخل عليه جازم وهو مضاعف يجوز فيه الوجهان، لَمْ يَمُدَّ لَمْ يَمْدُد، لَمْ يَمْدُد لَمْ يَمُدَّ يجوز بالوجهان، يجوز فيه الوجهان، وفي قولك: كـ لَمْ يَمُدَّ (جَوِّزْ) الإدغام نظرًا إلى عدم سكونه في الأصل متى؟ قبل دخول الجازم [نعم] قبل دخول الجازم لأن أصل يَمُدُّ قبل دخول الجازم الثاني متحرك، ويجوز ترك الإدغام نظرًا إلي سكونه في الحال فإن شئت الإدغام فحرك ثاني المثلين وادغم فيه الأول نحو لم يَمُدَّ، وإن شئت عدم الإدغام فأبقه على الأصل نحو لم يَمْدُدْ، وهذا واضح وجاء في القرآن. قال: (كَافْرِرِ) فَرَّ يَفِرُّ، هذا أمر من فَرَّ يَفِرُّ، فَعَلَ يَفْعِلُ بالإظهار ويجوز فيه الإدغام، فِرَّ افْرِرْ يجوز فيه الوجهان، بالإظهار نظرًا إلى سكون ثانيه أو ثاني متماثليه في الحال، ويجوز فِرَّ يعني بتحريك الثاني بالفتحة للخفة، وفِرِّ بالكسر على على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، إذا في المضاعف إذا كان فعلاً مضارعًا ودخل عليه جازم جاز فيه الوجهان الإدغام وترك الإدغام الإظهار، وإذا كان فعل أمرٍ من المضاعف جاز فيه الوجهان: افْرِرْ فِرَّ، واضح هذا؟ إذا متى يتعين الإدغام في المصدر والفعل الماضي؟ إذا لم يتصل به ما يلزم سكونه. متى يجب الإظهار في الفعل الماضي؟

إذا اتصل به نون الإناث أو نا الدالة على فاعلين لأنه يلزم سكون ثانيه، هنا يجب الإظهار ولا يجوز الإدغام، متى يجوز الوجهان الإدغام وتركه؟ في الفعل المضارع إذا دخل عليه جازم وفعل الأمر. (مَهْمُوْزٌ ابْدِلْ هَمْزَهُ مَتَى سَكَنْ) هذا النوع الثالث مضاعف قال: ... (بَابُ المُعْتَلاَّتِ وَالمُضَاعَفِ وَالمَهْمُوْزِ) وما هو المهموز؟ ما اشتمل على همز يعني وقع الهمز أحد أصوله، إما فاءً فيسمى مهموز الفاء، أو عينًا فيسمى مهموز العين، أو لامًا ويسمى مهموز اللام، هذا في الأصل أنه قريب من الصحيح لكن يلحق في الإعلال بالمعتل. مَهْمُوْزٌ ابْدِلْ هَمْزَهُ مَتَى سَكَنْ ... بِمُقْتَضَى حَرَكَةٍ أَوِ اتْرُكَنْ كَيَاكُلُ ايِذَنْ يُومِنُوا واتْرُكْ مَتَى ... حَرَّكْتَهُ وَسَابِقٌ كَذَا أَتَى نَحْوُ قَرَا وَإِن يُّحَرَّكْ هُوْ فَقَطْ ... كَاسْأَلْ كَذَا وَسَلْ أَجِزْ كَمَا انْضَبَطْ وَحَذْفُ هَمْزِ خُذْ وَمُرْ كُل لاَّ تَقِسْ ... وَكَالصَّحِيْحِ غَيْرَهُ صَرِّفْ وَقِسْ هذه كم بيت أربع أبيات متعلقة بالمهموز، إذًا (مَهْمُوْزٌ) هذا مبتدأ ... (مَهْمُوْزٌ ابْدِلْ) هذه همزة قطع أَبْدَلَ أَبْدِل مثل أَكْرِمْ، أليس كذلك؟ سُهلت للأجل الوزن (مَهْمُوْزٌ ابْدِلْ هَمْزَهُ مَتَى سَكَنْ)، (مَتَى سَكَنْ) ما هو الذي سكن؟ سَكن الهمز إذًا سكن الهمز وحينئذٍ إذا سكن الهمز لا يكون أولاً أليس كذلك؟ لا يقع أولاً، إذًا مهموزة الفاء هنا لا يأتي لأنه لا يقع أولاً ساكنًا وإنما يكون متحركًا، إذًا يكون في الثاني أو في الأخير، ... (مَتَى سَكَنْ)؟ يعني: الهمز (بِمُقْتَضَى حَرَكَةٍ) يعني: (بِمُقْتَضَى حَرَكَةٍ) يعني: يُنظر إلى حركة الحرف الذي يسبقه، أليس كذلك؟ هذا متى؟ إذا سكن (مَهْمُوْزٌ ابْدِلْ هَمْزَهُ مَتَى سَكَنْ) يعني: (مَتَى سَكَنْ) الهمز ... (بِمُقْتَضَى حَرَكَةٍ) يعني: بالنظر إلى الحركة حركة الحرف السابق إن كانت فتحة حينئذٍ تَقلب الهمزة ألفًا، إن كانت ضمة قَلَبْتَ الهمزة واوًا، إن كانت كسرة قلبت الهمزة ياءً يعنى بمقتضى الحركة السابقة، (بِمُقْتَضَى) أي: بحرف علة مجانس لحركة كائنة للحرف الذي يليه الهمز، فإن كانت الحركة فتحة قلب الهمز ألفًا لأن الألف من جنس الفتحة، وإن كانت كسرة قلب الهمز ياءً لأن الياء من جنس الكسرة، وإن كانت ضمة قلب الهمز واوًا لأن الواو من جنس الضمة. (أَوِ اتْرُكَنْ) يعني اترك الهمزة كما هي، يعني يجوز فيها الوجهان إذا سكنت الهمزة، إذا سكن الهمز جاز الوجهان: إما أن تبقى كما هي فحينئذٍ يكون كالصحيح. ويجوز لك أن تَقلب الهمزة حرفًا من حروف العلة بمقتضى الحركة السابقة للهمزة، ولذلك قال هنا (كَيَاكُلُ) (أَوِ اتْرُكَنْ) هذا يعود إلي ما سبق، يعني اترك للهمز الساكن عقب حركة، همزًا هذا حاله من غير إبدال له بحرف علة مجانس حركة ما قبله، يَأْكُل، يَأْكُل ياكل يجوز فيه الوجهان يأكل بتصحيح الهمز كما هو ويجوز قلب الهمزة حرفًا من جنس حركت الحرف الذي قبله يا إذا فتحة فتقول: يَاكُل يجوز فيه الوجهان.

إذًا يَأْكُل هذا مضارع أَكَلَ فيه همز ساكن عقب فتح، فإن شئت خففت الهمزة بابداله ألفًا فتقول: يَاكُل، وإن شأت ألقيت الهمز على حاله فتقول: يَأْكُل بالهمز. (كَيَاكُلُ ايِذَنْ) أصله ماذا؟ إِأْذَنْ أمْرٌ من الأذن بهمزتين إِأْذَن الثانية ساكنة وقبلها حرف وهو الهمز وهو مكسور، أنت مخير إما أن تصحح الهمزة تبقيها كما هي تنطق بها ساكنة إِأْذَن، ويجوز لك أن تبدل الهمزة الثانية الساكنة ياء لماذا لكون ما قبلها كسر إِيذن حذفت الهمز، بل قلبت الهمزة إلى ياءً من جنس الحركة السابقة، يومن يؤمن إما أن تبقيها كما هي وإما أن نبدل الهمزة واوًا يو لأن ما قبلها واو إذا يومن أصله يؤمن مضارعءَامَنَ همز ساكن عقب ضمة فيجوز القلب والتحقيق، فيجوز القلب والتحقيق، (كَيَاكُلُ ايِذَنْ يُومِنُوا) إذًا (مَهْمُوْزٌ) عرفنا أنه مبتدأ أبدل ... (هَمْزَهُ) بماذا؟ (بِمُقْتَضَى حَرَكَةٍ) يعني: (مُقْتَضَى حَرَكَةٍ) السابقة أما واو وإما ياء وإما ألف (مَتَى سَكَنْ) (ابْدِلْ) (أَوِ اتْرُكَنْ). إذًا قوله: (ابْدِلْ) المراد به عدم الوجوب لوجود القرينة، وهي قوله ... (أَوِ اتْرُكَنْ) يعني اترك الهمزة كما هي فدل هذه وهي قرينة صارفة للوجوب عن ظاهره، (ابْدِلْ) الأصل فيه الوجوب كما ذكرنا (كَيَاكُلُ ايِذَنْ يُومِنُوا)، (واتْرُكْ مَتَى حَرَّكْتَهُ وَسَابِقٌ كَذَا أَتَى)، (واتْرُكْ مَتَى حَرَّكْتَهُ) أي أن الهمز إن كان متحركًا وكان الحرف السابق عليه متحركًا أيضًا فإنه لا يغير ويترك على حاله نحو قَرَأَ، قَرَأَ هنا الهمز متحرك وما قبله متحرك وجب بقاء الهمز على حاله، والحكم السابق إنما يكون إذا سكن الهمز. (واتْرُكْ) يعني: الهمز مفعوله محذوف باقيًا على حاله (مَتَى حَرَّكْتَهُ) يعني: همز متحرك كعقب متحرك (وَسَابِقٌ) يعني سابق على الهمز (كَذَا أَتَى) يعني: كذلك متحرك، (أَتَى) متحركا كالهمز حينئذٍ تبقى الهمز ولا يجوز قلبها البتة (نَحْوُ قَرَا) قرأ هذا الأصل خفاه للوزن، وذلك (نَحْوُ قَرَا). وَإِن يُّحَرَّكْ هُوْ فَقَطْ ... كَاسْأَلْ كَذَا وَسَلْ أَجِزْ كَمَا انْضَبَطْ (وَإِن يُّحَرَّكْ)، (إِن) حرف شرط (يُّحَرَّكْ) جزم فعل الشرط ونائبه ضمير الهمز، (إِن يُّحَرَّكْ) الهمز. المسألة الأولى: سكن الهمز وتحرك ما قبله، هنا العكس تحرك الهمز وسكن ما قبله، وَاسْأَل سكن ما قبل الهمز وتحرك الهمز جاز الوجهان: إما أن تحقق الهمز كما هو {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا} [الزخرف: 45] جاء على ما هو عليه. ويجوز لك أن تلقي حركة الهمز على الساكن السابق وتحذف الهمزة سَلْ، من أين جاءت هذه فتحة السين؟ هذه نقول: حركة الهمز، إذًا إِذا جاء عكس المسألة الأولى بأن تحركت الهمزة وسكن ما قبلها جاز لك الوجهان على ما ذكرناه.

(وَإِن يُّحَرَّكْ هُوْ)، (يُّحَرَّكْ) قلنا الضمير هنا نائب الفاعل يعود إلى الهمز، (هُوْ) هذا توكيد لدفع توهم عوده لأقرب مذكور وهو السابق، (فَقَطْ) يعني: وحده دون السابق، (وَإِن يُّحَرَّكْ هُوْ فَقَطْ) يعني: يتحرك بحركة الهمز فقط دون السابق بل يكون ساكن، (كَاسْأَلْ) هنا ماذا؟ تحركت الهمزة وسكنت السين (كَذَا وَسَلْ أَجِزْ)، (أَجِزْ) هذا جواب إن، (إِن يُّحَرَّكْ) (أَجِزْ) (كَاسْأَلْ) (وَسَلْ)، (كَاسْأَلْ) بالتحقيق، ... (وَسَلْ) هو إلى يُسأل عنه كيف جاء وأصله اسْأل؟ نقول: حذفت الهمزة بعد إسقاط حركتها للسين السابقة التي هي ساكنة وتحركت {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [البقرة: 211] جاء في القرآن بالنوعين. (كَمَا انْضَبَطْ) إذًا (كَاسْأَلْ) نقول: الكاف هنا اسم بمعنى مثل مفعول (أَجِزْ) والمماثلة هنا في إبقاء الهمز على حاله، (كَذَا وَسَلْ)، (كَذَا) أي اسأل في الإجازة، (وَسَلْ) بنقل حركة الهمز للسين وحذف الهمز لالتقاء الساكنين وهمز الوصل للاستغناء عنه بتحريك السين، اسأل حذفنا همزة الوصل لأنه إنما جيء بها لأجل التمكن الالتداء بالساكن، (كَمَا انْضَبَطْ) أي الذي انضبط، هذا مطاوِع ضبطه بمعنى حفظه حفظًا بلبعًا، والجملة جواب (إِن يُّحَرَّكْ) وأسقط منها الفاء للضرورة، والمعنى أن الهمزة إذا تحرك عقب حرف ساكن جاز تركه على حاله لحصول الخفة بسكون ما قبله، وجاز نقل حركته إلى ما قبله ثم حذفه، وهذا التخفيف إذا كانت الهمزة عين الفعل، وإن كانت فائه فلا تخفف أصلاً، هذا الأصل إذا كانت فاءً. وشذّ تخفيف خُذْ وكُلْ ومُرْ أَمْرًا ولذلك قال هنا: (وَحَذْفُ هَمْزِ خُذْ وَمُرْ كُل لاَّ تَقِسْ) يعني: هو شاذٌ لا تقس عليه، إنما الحذف إذا كانت الهمزة عين الكلمة، واسأل هذا الذي تحذف فيه الهمزة، وأما إذا كانت ولذلك قَرَأَ قُلنا تبقى وتحقق ولا يجوز حذفها، وأما واسْأَل جاز فيه الوجهان، وأما أَخَذَ وأَكَل وأَمَرَ نقول: الأصل عدم جواز الهمزة هنا، وأما ما سمع في خُذْ وكُلْ وهي قلة نقول: هذا شاذ نحفظه ولا يقاس عليه، (وَحَذْفُ هَمْزِ خُذْ)، (حَذْفُ) هذا مصدر، مرت المصدر لمفعوله (وَحَذْفُ هَمْزِ خُذْ وَمُرْ كُل لاَّ تَقِسْ)، (لاَّ تَقِسْ) يعني: شاذّ لا تقس عليه غيره، (خُذْ) هذا أمر من الأخذ أصله أُأْخذ بهمزتين لأن أَخَذَ يَأْخُذُ إذًا الهمزة تكون ماذا؟ مضمومة، (مُرْ) أصله أُأْمُرْ بهمزتين (كُلْ) أصله أُأْكُلْ بهمزتين، فحذفت العرب الهمزة الثانية التي فاء الكلمة تخفيفًا بالحذف لكثرة الاستعمال، واستغنى عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها وهي عين الفعل فحذفوها، فقالوا: (خُذْ وَكُل)، و (مُرْ)، على كُلٍّ هذا حذف شاذٌّ، حذف الهمزة التي وقعت فاءًا حذفٌ شاذٌّ لا تقس عليه.

(وَكَالصَّحِيْحِ غَيْرَهُ صَرِّفْ وَقِسْ)، وتصريفًا (كَالصَّحِيْحِ) يعني: كتصريف الفعل الصحيح، أليس كذلك؟ وتصريفًا كتصريف الفعل الصحيح الذي ليس معتلاً ولا مضاعفًا ولا مهموزًا (غَيْرَهُ) أي الصحيح غير الصحيح هذا مفعول مقدم لقوله (صَرِّفْ وَقِسْ) أي غير الصحيح على الصحيح بجميع الوجوه التي تقدمت في باب الصحيح، يعني حكم الصحيح ما لم يكن واحدًا من المعتلات ولا المضاعف ولا المهموز، (صَرِّفْ غَيْرَهُ) يعني: غير الصحيح (وَقِسْ) غير الصحيح على هذا الصحيح، وهذا ما يتعلق بالنوع الثالث الذي عنون له في الباب (بَابُ المُعْتَلاَّتِ وَالمُضَاعَفِ وَالمَهْمُوْزِ). ثم ختم الناظم بقوله - النظم -: قَد تَّمَّ مَا رُمْنَا مِنَ المقْصُوْدِ ... فَاعْذِرْ حَدِيْثَ السِّنِّ يَا ذَا الجُوْدِ (قَد تَّمَّ)، (قَد) للتحقيق، (تَّمَّ) أي كمل (مَا) أي النظم الذي (رُمْنَا) وقصدنا وطلبنا حال كونه مأخوذًا من الكتاب المسمى بـ ... (المقْصُوْدِ)، عرفنا المقصود وقيمته، (فَاعْذِرْ حَدِيْثَ السِّنِّ)، (فَاعْذِرْ) هذا أمر من عَذَرَ من باب ضَرَبَ (فَاعْذِرْ حَدِيْثَ السِّنِّ) يعني: صغير السن، وشخصًا ناظمًا لمعاني كتاب (المقْصُوْدِ)، (فَاعْذِرْ) يعني: فهو معذور يعني: رُفِعَتْ عنه الملامة، لا يلام لأنه حديث السن، فإذا وقع زلل والخطأ، إذا وقع زلل وخطأ في النظم أو في تصيير بعض المسائل تغزره لأنه صغير في السن، (فَاعْذِرْ حَدِيْثَ السِّنِّ)، (يَا ذَا الجُوْدِ) هذا فيه استعطاف يعني: (يَا ذَا الجُوْدِ) يا صاحب السخاء والكرم يعني الذي يعذر من هو؟ الجواد الكريم. ثم ختم بما بدأ به: وَأَحْمَدُ اللهَ مُصَلِّيًا عَلَى ... مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَنْ تَلاَ (أَحْمَدُ اللهَ مُصَلِّيًا) أي طالب من الله صلاته (عَلَى مُحَمَّدٍ) - صلى الله عليه وسلم -، هنا صلى ولم يسلم بناء على الصحيح أنه لا كراهة، حَمِدَ الله تعالى لأنه وفقه على إتمام هذا النظم، (وَآلِهِ) يعني: على آله محمد - صلى الله عليه وسلم -، (وَمَنْ تَلاَ) يعني والذي تبعه في ما جاء به يعني: من السنة. وبهذا نكون قد انتهينا من التعليق على هذا المتن تعليقًا مختصرًا، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى الشرح السابق المطول. والله أعلم. وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. ويوم السبت بإذن الله تعالى نشرع في شرح القويسني على ((السُّلّم المنورق)) بخلاف ما أُعلن في الجدول يعني نؤخر ((مائة المعاني)) ونقدم ما ذكرناه. أسئلة: - الفعل مَدَّ على وزن فَعَلَ. - لم يَمُدَّ يكون الجزم مقدر لأنه تحرك في التخلص من التقاء الساكنين. - ما الطريقة المثالي في دراسة المتون هل يحفظ المتن كاملاً أولاً، ثم يرجع إلي الشرح أم في أثناء .. :

على كلٍّ الذي يميل إليه طالب العلم ويستريح له هو المقدم، هذه المسائل ليست توقيفية، ولا يقلد أحد أحدًا بمعنى أنه إذا استروح طالب العلم أن ينتهي من المتن حفظًا، ثم يشرع فيه فليكن كذلك، الذي ينصح به أن يكون الدرس محفوظًا، يعني قبل أن يأتي يحفظ الدرس المقدر، أما إنهاء الكتاب هذه مسألة أخرى، وعلى ما نذكره دائمًا بأن يجعل طالب العلم له جدول في الحفظ حينئذٍ يسبق يكون انتهى من هذا السؤال، لا يرد السؤال عنده، يعني يقول دائمًا يحدد المتون التي يرغب في حفظها، ثم يجعل لها جدولاً بحيث ينتهي من متن فيشرع في متن آخر. ما ينتهي بمتن إلا وقد إما أنه شرع في شرحه أو أنه سيأتي شرحه. - لم يتكلم المؤلف عن اسم الزمان والمكان هل الكتاب خاص بالأفعال؟ : أين أنت. - إذا قلنا التنوين لا يجتمع مع الألف والنون فكيف نقول في نون كلمة الصالحين عندما تسمى نون عوض عن التنوين؟ - نعم على كلٍّ هذا أشبعناه في الملحة ترجع إليها. - (وَكَذَا كَالصَّحِيْحِ غَيْرَهُ صَرِّفْ وَقِسْ) أليست براعة اختتام؟ : لا أظنه. والله أعلم، وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

§1/1