السماع لابن القيسراني

ابن القيسراني

السماع لابن القيسراني

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَبِهِ الْعَوْنُ وَالْعِصْمَةُ قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهِ: أَمَّا بَعْدُ، إِنَّ سَائِلا سَأَلَ عَنِ السَّمَاعِ بِسَائِرِ أَنْوَاعِهِ، وَأَحَبَّ أَنْ أُبَيِّنَ ذَلِكَ مُفَصَّلا مُرَتَّبًا، بِذِكْرِ الأَدِلَّةِ، وَإِقَامَةِ الشَّوَاهِدِ: الْجَوَابُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. اعْلَمْ أَنَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ إِلَى الْكَافَةِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الإِيمَانِ بِوَحْدَانِيَّتِهِ. وَالتَّصْدِيقِ لِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ مَا جَهِلُوهُ، وَيُحَذِّرَهُمْ قَبِيحَ مَا ارْتَكَبُوهُ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ، وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ، وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ، وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَت عَلَيْهِم " الآيَةُ. بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ، مَا حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ بِمَكَّةَ / قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ / قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ الرِّيبَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان ابْن عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ الْحَبَشُ

يَأْتُونَ فَيَلْعَبُونَ بِحِرَابٍ لَهُمْ، فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ أُذِنِ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعَاتِقِهِ حَتَّى أَكَوُنَ أَنَا الَّذِي أَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يَلْعَبُ بَنُو أَرْفِدَةَ أَوْ كَمَا قَالَ: لِيَعْلَمَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَنْ فِي دِينِنَا فُسْحَةً. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخَرَجَهُ مُسْلِمُ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَة، وَلَفْظهمْ جَاءَ حبش يزفنون فِي الْمَسْجِد. فَبلغ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرِّسَالَةِ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ وَسن شرع. وَأمر وَنهي كَمَا أَمر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَلَيْسَ لأَحَدٍ / بَعْدَهُ وَبَعْدَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدين الَّذين أَمر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالاقْتِدَاءِ بِهِمْ، وَالاتِّبَاعِ لِسُنَّتِهِمْ أَنْ يُحَرِّمَ مَا أَحَلَّهُ اللَّهِ عَزَّ وَجل وَرَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا بِدَليِلٍ نَاطِقٍ مِنْ آيَةٍ مُحْكَمَةٍ، أَوْ سُنَّةٍ مَاضِيةٍ صَحِيحَةٍ أَوْ إِجْمَاعٍ عَنِ الأَمَّةِ عَلَى مَقَالَتِهِ، فَأَمَّا الاسْتِدْلالُ بِالْمَوْضُوعَاتِ وَالْغَرَائِبِ وَالأَفْرَادِ مِنْ رِوَايَةِ الْكَذَبَةِ وَالْمَجْرُوحِينَ الَّذِينَ لَا يَقُومُ بِرَوَايَتِهِمْ حُجَّةٌ، وَبِأَقَاوِيلَ مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ عَلَى حَسِبِ مُرَادِهِ وَرَأْيِهِ، فَحَاشَا وَكَلَّا أَنْ يُرْجَعَ إِلَى قَوْلِهِمْ. وَيُسْلَكَ طَرِيقُهُمْ؛ إِذْ لَوْ جَازَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ قَوْلُ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَوْلَى مِنْ قَوْلِ غَيْرِهِ. وَإِنِّمَا يُلْتَزَمُ قَولُ مَنْ أُيِّدَ بِالْوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ، وعُصِمَ مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ: قَالَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحي يُوحى " فَعلمنَا أَنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَمْ يَأْمُرْ بِأَمْرٍ

وَلَمْ يَنْهَ عَنْ أَمْرٍ، إِلَّا بِوَحْيٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلذَلِك كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذَا سُئِلَ عَنْ أَمْرٍ تَوَقَّفَ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْوَحْيُ / وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةُ لِغَيْرِهِ، فَيَلْزَمَ قَبُولُ قَوْلِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ بِنَيْسَابُورَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بكر مُحَمَّد بن اسحق بْنِ خُزَيْمَةَ يَقُولُ: لَيْسَ لأَحَدٍ مَعَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَوْلٌ إِذَا صَحَّ الْخَبَرُ عَنْهُ، سَمِعْتُ أَبَا هِشَامٍ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الرِّفَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ آدَمَ يَقُولُ: لَا يُحْتَاجُ مَعَ قَول رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى قَوْلِ أَحَدٍ، وَإِنَّمَا كَانَ يُؤثر سنة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَبِي بَكْرٍ وُعُمَرَ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُمَا، لِيُعْلَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَاتَ وَهُوَ عَلَيْهَا، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ بِجُرْجَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: حَدثنَا الْحسن بن اسحق الْخَوْلانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى / قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ الأَصْلِ: قُرْآنٌ أَوْ سُنَّةٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَقِيَاسٌ عَلَيْهِمَا، وَإِذَا اتَّصَلَ الحَدِيث عَن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَصَحَّ الإِسْنَادُ فِيهِ فَهُوَ سُنَّةٌ، وَالإِجْمَاعُ أَكْبَرُ مِنْ خَبَرِ الْمُنْفَرِدِ وَالْحَدِيثُ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَإِذَا احْتَمَلَ الْحَدِيثُ مَعَانِيَ فَمَا أَشْبَهَ مِنْهَا ظَاهِرَهُ أَوْلاهَا بِهِ، فَإِذَا تَكَافَأَتِ الأَحَادِيثُ فَأَصَحُّهَا إِسْنَادًا أَوْلاهَا، وَلَيْسَ الْمُنْقَطع بِشَيْء مَا عدا مُنْقَطع ابْن الْمُسَيِّبِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: هِيَ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَكِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ قَالَ

بَعْدُ بِرَأْيِهِ فَلا أَدْرِي أَفِي حَسَنَاتِهِ أَوْ سَيِّئَاتِهِ، وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: وَقَعَ فِي نُسْخَةٍ أَخْرَى، قَالَ الشّعبِيّ قَالَ عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ: مَا حَدَّثُوكَ عَن أَصْحَاب مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَخُذْ بِهِ وَمَا حَدَّثُوكَ بِرَأْيِهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ، فَكَانَ فَرْضُ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وبوحدانيته وبرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ امْتِثَالَ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ، قَالَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ /: " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَاتَّقُوا اللَّهِ، إِنَّ اللَّهِ شَدِيدُ الْعقَاب ". وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: " فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ ويسلموا تَسْلِيمًا ". وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ". فَلَمَّا افْتَرَضَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الآيَاتِ وَفِي غَيْرِهَا مِنَ الآيِ مِنْ كِتَابِهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبُولَ مَا أَمَرَ بِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَالنَّهْيَ عَمَّا أَمَرَ بِهِ وَزَجَرَ عَنْهُ، لَمْ نَجِدْ طَرِيقًا إِلَى مَعْرِفَةِ ذَلِكَ بِالْفِعْلِ الصَّحِيحِ عَنِ الثِّقَاتِ الْمَعْرُوفِينَ، دُونَ رِوَايَةِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَجْرُوحِينَ، فَمَا اتَّصَلَ بِنَا عَلَى هَذَا الشَّرْطِ قَبِلْنَاهُ، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّهُ اللَّهِ وَحَرَّمَنَا مَا حَرَّمَهُ، وَمَا كَانَ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الشَّرِيطَةِ لَمْ نَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَلَمْ نَعْمَلْ بِهِ لأَنَّا قَدْ أُمِرْنَا بِقَبُولِ / شَهَادَةِ الْعَدْلِ دُونَ غَيْرِهِ، قَالَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَأَيُّهَا الَّذين آمنو إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تصيبوا قوما بِجَهَالَة} الْآيَة. وَقَالَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَنْ كَذَبَ عَلِيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "، وَلَمَّا ظَهَرَ فِي كُلِّ زَمَانٍ أَقْوَامٌ يَتَظَاهَرُونَ بِالشَّكِّ وَالتَّفَرُّسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهِ عز وَجل

وَرَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جَهْلا مِنْهُمْ وَتَقَرُّبًا إِلَى الْعَامَّةِ بِالتَّعَسُّفِ اسْتِمَالَةً لَهُمْ، وَتَكَثُّرًا بِهِمْ - وَاسْتِخْلاصَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ بِتَعَسُّفِهِمْ - لَا كَثَّرَ اللَّهِ فِي الْمُسْلِمِينَ أَمْثَالَهُمْ - أَصْغَتِ الْعَامَةُ إِلَى قَوْلِهِمْ وظنا مِنْهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا عَنْ بَصِيرَةٍ وَوَثِيقَةٍ، وَإِطَلاقُهُمْ عَلَى مَنْ رَأَوْهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَمَرَ بِهِ هَؤُلاءِ الْعَامَّةَ - أَنَهُ مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ، مُرْتَكِبٌ لِلأَمِرِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ، وَأَنَا أُبَيِّنُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي فَصْلَيْنِ. الْفَصْلُ الأَوَّلُ يَشْتَمِلُ عَلَى جَوَازِ اسْتِمَاعِهِ بِالأَدِلَّةِ الصَّحِيحَةِ الْوَاضِحَةِ. الْفَصْلُ الثَّانِي يَشْتَمِلُ عَلَى مَا احْتَجُّوا بِهِ عَلَى تَحْرِيمِهِ، وَبَيَانِ بُطْلانِهِ، وَاللَّهُ يَعْصِمُنَا مِنَ الأَهْوَاءِ الْمُضِلَّةِ وَالآرَاءِ الْمُضْمَحِلَّةِ، إِنَّهُ جَوَّادٌ كريم.

صفحة فارغة

(الْقَولُ فِي الْغِنَاءِ عَلَى الإِطْلاقِ)

صفحة فارغة

حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّاذْيَاخِيُّ الْعَدْلُ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عبد الْملك بن الْحسن الإِسْفَرَايِينِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوب بن إِسْحَق الْحَافِظُ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِينِيُّ فَالَّذِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّد ابْن مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأُمَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ، وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ. تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ قَالَتْ: وَلَيْسَتَا / بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِزْمَارُ الشَّيْطَانِ فِي بَيت رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا. اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجه فِي صَحِيحهمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ كَرِوَايَةِ هِشَامٍ [قَالَ] : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ بِشِيرَازَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سُفْيَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّائِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحُوفِيُّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فَرْصَخٍ الإِخْمِيمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ الْخَطَّابِ.

قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالا: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ / دَخَلَ عَلَيْهَا، وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تُغنيَانِ بدفين، وَرَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسجى بِثَوْبِهِ، فانترهما، وكشف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ: دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ. وَقَالَتْ عَائِشَةُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَسْأَمُ، فَاقْدِرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِ الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ وَصَالِحٌ وَيُونُسُ وَغَيْرُهُمْ وَرَوَاهُ أَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بن عبد الرَّحْمَن ابْن عُرْوَة كَرِوَايَة هِشَام وَالزهْرِيّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْعَدْلُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِينِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دخل على رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَعِنْدِي جَارِيتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ عِنْد رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَأقبل رَسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا، قَالَتْ: وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ، السُّودَانُ

بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ. فَإِمَّا سَأَلتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَإِمَّا قَالَت: تشتهين تنظرين؟ قلت: نَعَمْ. فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ: دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ حَتَّى إِذَا مَلَلْتُ قَالَ: حَسْبُكِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاذْهَبِي. اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى رِوَايَتِهِ فِي كِتَابَيْهِمَا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَيْضًا، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، هَذَا الَّذِي فِي إِسْنَادِنَا كَمَا أَوْرَدْنَاهُ عَنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ / بِالصَّوَابِ. حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مَهْدِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنِ مَخْلَدٍ قَالَ: طَاهِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ نَزَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ مُحَمَّد بن اسحق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ اسحق بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي حِجْرِي فَزَوَّجْتُهَا وَدخل رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلَمْ يَسْمَعْ غِنَاءً فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ؛ أَلا بَعَثْتِ مَعَهَا مَنْ يُغَنِّي؟ فَإِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ مِنَ الأَنْصَارِ يُحِبُّونَ الْغِنَاءَ. غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ وَقَدْ أَوْرَدَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ نَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهِ تَعَالَى. وَرَوَاهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَرِوَايَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهَا. حَدثنَا أَبُو اسحق إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ بِهَا قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَاصِرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ أَنَسُ / بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَصِيرُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الأُصْبُعِ، أَنَّ جَمِيلَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَأَلتْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْغِنَاءِ فَقَالَ: نَكَحَ بَعْضُ الأَنْصَارِ بَعْضَ أَهْلِ عَائِشَةَ فَأَهْدَتْهَا إِلَى قُبَاءَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَهْدَيْتِ عَرُوسَكِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: فَأرْسلت مَعهَا

بغناء فِي الأَنْصَارَ يُحِبُّونَهُ؟ قَالَتْ: لَا. قَالَ: فَأَدْرِكِيهَا يَا زَيْنَبُ امْرَأَةً كَانَتْ تُغَنِّي بِالْمَدِينَةِ وَرَوَاهُ أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّد مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ عَنْ جَابِرِ كَذَلِكَ، حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم قَاسم ابْن أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ بثغرآمد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَشِيشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المقرىء بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنِ الأَجْلَحِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَنْكَحَتْ عَائِشَةُ ذَاتَ يَوْمٍ قَرَابَةً لَهَا رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَجَاءَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - /: فَقَالَ: أهديتم الفناة؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَرْسَلْتُمْ مَعَهَا؟ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: كَلِمَةً ذَهَبَتْ عَنِي. فَقَالَتْ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّ الأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَلٌ، فَلَوْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا مَنْ يَقُولُ: (أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ ... فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ) وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ عَنِ الأَجْلَحِ، حَدَّثَنَا ظُفْرُ بْنُ دَاعِيٍّ الْعَلَوِيُّ الإِسْتَرَابَاذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ فِي كِتَابِهِ إِلَى أَنْ قَالَ: حَدَّثَنَا على بن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ عَنْهُ بِمِثْلِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنَانِي الْمقري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَيْسَرَةَ مَوْلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: / لَلَّهُ أَشُدُ أَذَنًا إِلَى الرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى

قَيْنَتِهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرِكِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: فِيهِ نَظَرٌ، فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَا هَذِه التَّرْجَمَة. فَكيف يلْزمهُمَا هَذَا الْحَدِيثُ؟ بَلْ أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّمْلِيّ عَن الْوَلِيد ابْن مُسْلِمٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَوَجْهُ الاحْتِجَاجِ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، هُوَ أَنَّ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَثْبَتَ أَنَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَمِعُ إِلَى حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ كَمَا يَسْتَمِعُ صَاحِبُ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ فَأَثْبَتَ تَحْلِيلَ السَّمَاعِ، إِذْ لَا يَجُوزُ أَنْ تَقِيسَ عَلَى مُحَرَّمٍ وَلِهَذَا الْحَدِيثِ أَمْثَالٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ أخبرناه أَبُو عمر وَعبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن اسحق بأصبهان، قَالَ: أخبرنَا زين الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ هِنْد الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدثنَا يُونُس ابْن عَبْدِ الأَعْلَى / حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: مَا أَذِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى كَمَا أَخْرَجْنَاهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ بِبَغْدَادَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَرَّاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ [كَانَ] يَسِيرُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فِي خِلافَتِهِ وَمَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ، فَتَرَنَّمَ عُمَرُ بِبَيْتٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَيْسَ مَعَهُ عِرَاقِيٌّ غير غَيْرَكَ فَلْيَقُلْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَاسْتَحْيَى

عُمَرُ وَضَرَبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى انْقَطَعَتْ مِنَ الْمَوْكِبِ /، وَإِسْنَادُ هَذِهِ الْحِكَايَةِ كَالأَخْذِ بِالْيَدِّ فِي الصِّحَةِ، وَيِزِيدُ ذَلِكَ وُضُوحًا مَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَدِيبُ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ الصُّوفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتَّابٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدثنَا هشان بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر عَن يحيى ابْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الْحَجِّ الأَكْبَرِ حَتَّى إِذَا كَانَ عُمَرُ بِالرَّوْحَاءِ كَلَّمَ النَّاسَ رِيَاحُ بْنُ الْمُعْتَرِفِ وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ بِغِنَاءِ الأَعْرَابِ، فَقَالُوا: أَسْمِعْنَا، وَقَصِّرْ عَنَّا الطَّرِيقَ فَقَالَ إِنِّي أُفَرَقُ مِنْ عُمَرَ. قَالَ فَكَلَّمَ الْقَوُمُ عُمَرَ: إِنَّا كَلَّمْنَا رِيَاحًا يُسْمِعُنَا وَيُقَصِّرُ عَنَّا الْمَسِيرَ فَأَبَى إِلَّا أَنْ تَأَذَنَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا رِيَاحُ، أَسْمِعْهُمْ وَقَصِّرْ عَنْهُمُ الْمَسِيرَ، فَإِذَا أَسْحَرْتَ فَارْفَعْ وَخَذِّلْهُمْ مِنْ شِعْرِ ضِرَارِ بْنِ الْخَطَّابِ، فَرَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى وَهُمْ مُحْرِمُونَ، قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيم بن سَلمَة الْقطَّان بقزرين فِي كِتَابه الموسوم بِجَامِعِ السُّنَنِ / حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى الأَسْدِيُّ، وَسَأَلَهُ أَبُو الْقَاسِم لحراني رَحِمَهُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِرَجُلٍ يَتَغَنَّى. فَقَالَ: إِنَّ الْغِنَاءَ زَادُ الْمُسَافِرِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخْلِصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطوسي قَالَ: حَدثنَا الزبير

ابْن بَكَّارٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر ابْن الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ: كُنْتُ أُحِسُّ مِنْ نَفْسِي بِحُسْنِ صَوْتٍ، وَكَانَ صَوْتُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ كَرُغَاءِ الْبَعِيرِ، فَقَالَ: أَنَا أَحْسَنُ مِنْكَ صَوْتًا، فَقَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ احْدُوَا حَتَّى أَسْمَعَ، فَغَنَّيْنَا غِنَاءَ الرُّكْبَانِ، فَقُلْتُ لأَبِي: أَيُّنَا أَحْسَنُ صَوْتًا؟ فَقَالَ: أَنْتُمَا كُحِمَارَيِ الْعَبَّادِيِّ، أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ قَوْلَ الشَّاعِرِ: (حِمَارَا عَبَادِيٍّ إِذَا قِيلَ بَيِّنَا ... بِشَرِّهِمَا يَوْمًا يَقُولُ كِلاهُمَا) / أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمِنْقَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الأَصَّمِعِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةُ عَمْرِو بْنِ الأَصْمَعِ قَالَتْ مَرَرَنَا - وَنَحْنُ جَوَارٍ - بِمَجْلِسِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمَعَنَا جَارِيَةٌ تُغَنِّي وَمَعَهَا دُفٌّ وَهِيَ تَقُولُ: (لَئِنْ فَتَنْتَنِي فَهِيَ بِالأَمْسِ أَفْتَنْتَ ... سَعِيدًا فَأَمْسَى قَدْ قَلَى كُلَّ مُسْلِمٍ) (وَأَلْقِي مَفَاتِيحَ الْقِرَاءَةَ وَاشْتَرِي ... وِصَالَ الْغَوَانِي بِالْكِتَابِ الْمُنَمْنَمِ) فَقَالَ سَعِيدٌ. كذبتين كذبتين قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ. قَالَ: مَرَّ الشَّعْبِيُّ بِجَارِيَةٍ تُغَنِّي وَهِيَ تَقُولُ: (فُتِنَ الشَّعْبِيُّ لَمَّا ... ... ... ... .)

فَلَمَّا رَأَتِ الشَّعْبِيَّ سَكَتَتْ، فَقَالَ لَهَا الشَّعْبِيُّ: ( ... ... ... ... رَفَعَ الطَّرْفَ إِلَيْهَا) أخبرنَا أَبُو الْفَتْح عَبدُوس عبد اللَّهِ الْهَمَدَانِيُّ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْحَلَقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ الْهَرَوِيُّ /، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَرَائِطِيُّ: قَالَ: حَدَّثَنَا يَمُوتُ بْنُ الْمزرعِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ سحنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ الْمُطِّلِبِ أَسأَلُهُ عَنْ بَيْعَةِ الْجِنِّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَسْجِدِ الأَحْزَابِ، مَا كَانَ بَدْؤُهَا؟ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَلِقِيًا وَهُوَ يَتَغَنَّى: (فَمَا رَوْضَةٌ بِالْحَزْنِ طَيِّبَةُ الثَّرَى ... يَمُجُّ النَّدَى جَثْجَاثُهَا وَعَرَارُهَا) (بِأَطْيَبَ مِنْ أَرْدَانِ عَزَّةَ مَوْهِنًا ... وَقَدْ أُوقِدَتْ بِالْمِنْدَلِ الرَّطْبِ نَارُهَا) (مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ تَلْقَ شِقْوَةً ... وَبِالْحَسَبِ الْمَكْنُونِ صَافٍ تِجَارُهَا)

(فَإِنْ بَرَزَتْ كَانَتْ لِعَيْنِكَ قُرَّةً ... وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ يَعُمَّكَ عَارُهَا) فَقُلْتُ لَهُ: أَتُغَنِّي أَصْلَحَكَ اللَّهِ. وَأَنْتَ فِي جَلالَتِكَ وَشَرَفِكَ {} ؟ أما وَالله لَا حدون بهَا ركبان نجد، قَالَ: فو اللَّهِ مَا اكْتَرَثَ بِي وَعَادَ يَتَغَنَّى (فَمَا ظَبْيَةٌ أَدْمَاءُ خَفَّاقَةُ الْحَشَا ... تجوب يظلفيها مُتُونَ الْخَمَائِلِ) (بِأَحْسَنَ مِنْهَا إِذْ تَقُولُ تَذَلُّلا ... وَأَدْمُعِهَا تَذْرِفْنَ حَشْوَ الْمَكَاحِلِ) (تَمَتَّعْ بِذَا الْيَوْمِ الْقَصِيرِ فَإِنَّهُ ... رَهِينٌ بِأَيَّامِ السُّرُورِ الأَطَاوِلِ /) قَالَ: فَنِدِمْتُ عَلَى قَوْلِي لَهُ أَصْلَحَكَ فَقُلْتُ لَهُ: أَتُحَدِّثَنِي فِي هَذَا بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي. قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وأشعب يُغْنِيه (مغيرية كَالْبَدْرِ شُبِّهَ وَجْهُهَا ... مُطَهَّرَةُ الأَثْوَابِ وَالْعِرْضُ وَافِرٌ) (لَهَا حَسَبٌ زَاكٍ وَعِرْضٌ مُهَذَّبٌ ... وَعَنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ مِنَ الأَمْرِ زَاجِرٌ) (مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ تَلْقَ رِيبَةٌ ... وَلَمْ يستلمها عَنْ تُقَى اللَّهِ شَاعِرٌ)

فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: زِدْنِي؛ فَغَنَّى: (أَلَمَّتْ بِنَا وَاللَّيْلُ دَاجٍ كَأَنَّهُ ... جَنَاحُ غُرَابٍ عَنْهُ قَدْ نفَضَ الْقَطْرَ) (فَقُلْتُ: أَعَطَّارٌ ثَوَى فِي رِحَالِنَا ... وَمَا احْتَمَلَتْ لَيْلَى سِوَى رِيحِهَا عِطْرًا) فَقَالَ سَالِمٌ: وَاللَّهِ لَوْلا أَنْ تَدَاوَلَتْهُ الرُّوَاةُ، لأَجْزَلْتُ جَائِزَتَكَ، فَإِنَّكَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ بِمَكَانٍ. أَخْبَرَنَا ظُفْرُ بْنُ دَاعِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِيمَا كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ. قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصُّعْلُوكِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الدرستي يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ / مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَسَأَلَهُ أَبُو مُصْعَبٍ عَنِ السَّمَاعِ فَقَالَ: مَالِكٌ: مَا أَدْرِي، أَهْلُ الْعِلْمِ بِبِلَدِنَا لَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ. وَلا يَقْعُدُونَ عَنْهُ، وَلا يُنْكِرُهُ إِلَّا غَبِيٌّ جَاهِلٌ، أَوْ نَاسِكٌ عِرَاقِيٌّ غَلِيظُ الطَّبْعِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجِيُّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد اللَّهِ بن أَحْمد المقرى السِّمْسَارُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ بِلالٍ، قَالَ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - وَكَانَ النَّاسُ يتبركون بِهِ - قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُزَنِيُّ، قَالَ: مَرَرَنَا مَعَ الشَّافِعِي وَإِبْرَاهِيم إِبْرَاهِيم بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَلَى دَارِ قَوْمٍ وَجَارِيَةٌ تُغَنِّي: (خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الْمَطَايَا كَأَنَّنَا ... نَرَاهَا عَلَى الأَعْقَابِ بِالْقَوْمِ تَنْكِصُ) فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: مِيلُوا بِنَا نَسْمَعُ، فَلَمَّا فَرَغَتْ قَالَ الشَّافِعِيُّ لإِبْرَاهِيمَ أَيُطْرِبُكَ هَذَا قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَا لَكَ حِسٌّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ / قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ الْحُسَيْنُ الصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْفَرْغَانِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كُنْتُ أُحِبُّ السَّمَاعَ، وَكَانَ أَبِي يَكْرَهُ ذَلِكَ، فَوَاعَدْتُ

لَيْلَةً ابْنَ الْخَبَّازَةِ فَمَكَثَ عِنْدِي إِلَى أَنْ عَلِمْتُ أَنْ أَبِي نَامَ، فَأَخَذَ يُغَنِّي، فَسَمِعْتُ حِسَّهُ فَوْقَ السَّطْحِ، فَصَعَدْتُ فَرَأَيْتُ أَبِي فَوْقَ السَّطْحِ يَسْتَمِعُ مَا يُغَنَّى. وَذَيْلُهُ تَحْتَ إِبِطِهِ، وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ كَأَنَّهُ يَرْقُصُ وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. أَخْبَرَنَا بِهَا أَبُو غَالِبٍ الذُّهْليُّ بِبَغْدَادَ وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بكر بن مَالك بحكى - أَظُنهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ - قَالَ: كنت أَدْعُو بن الْخَبَّازَةِ، وَكَانَ أَبِي يَنْهَانَا عَنِ الْمُغَنِّينَ، فَكَنْتُ إِذَا كَانَ عِنْدِي أَكْتُمُهُ مِنْ أَبِي لِئَلا يَسْمَعَ، قَالَ: وَكَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدِي، وَكَانَ يَقُولُ فَعَرَضَتْ / لأَبِي عِنْدَنَا حَاجَةٌ فِي زُقَاقٍ فَجَاءَ وَسَمِعَهُ يَقُولُ: فَتَسَمَّعَ فَوْقَعَ فِي سَمْعِهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِ، فَخَرَجْتُ لأُنْظُرَ فَإِذَا بِأَبِي يَتَرَجَّحُ ذَاهِبًا وَجَائِيًا فَرَدَدْتُ الْبَابَ، وَدَخَلْتُ فَلَمَّا كَانَ فِي الْغَدِ، قَالَ: لِي: يَا بُنَيَّ إِذَا كَانَ مِثْلَ هَذَا، نِعْمَ هَذَا الْكَلامُ وَمَعْنَاهُ، ابْنُ لخبازة هَذَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا أَبُو بَكْرٍ الشَّاعِرُ، وَكَانَ عَاصَرَ أَحْمَدَ رَثَاهُ حِينَ مَاتَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ بِبَغْدَادَ رَحِمَهُ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّرِيفَ أَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْهَاشِمِيُّ عَنِ السَّمَاعِ، فَقَالَ لِي. مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ فِيهِ، غَيْرَ أَنِي حَضَرْتُ دَارَ شَيْخِنَا أَبِي الْحَسَنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيِّ سَنَةَ سبعين وثلثمائة فِي دَعْوَةٍ عَمِلَهَا لأَصْحَابِهِ حَضَرَهَا أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ شَيْخُ الْمَالِكِيِّينَ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الدَّارَكِيُّ شَيْخُ الشَّافِعِيِّينَ، وَأَبُو الْحَسَنِ طَاهِرُ بْنُ الْحَسَنِ شَيْخُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَمْعُونَ شَيْخُ الْوُعَّاظِ وَالزُّهَّادِ. وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ / [مُحَمَّدُ] بْنُ مُجَاهِدٍ شَيْخُ الْمُتَكَلِّمِينَ، وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَاقِلَّانِيِّ فِي دَارِ شَيْخِنَا أَبِي الْحَسَنِ التَّمِيمِيِّ شَيْخِ الْحَنَابِلَةِ، فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لَوْ سَقَطَ السَّقْفُ عَلَيهِمْ لَمْ يَبْقَ بِالْعِرَاقِ مَنْ يُفْنَى فِي حَادِثَةٍ، يُشْبِهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ غُلامُ بَابَا وَكَانَ هَذَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِصَوْتٍ حَسَنٍ وَرُبَّمَا قَالَ شَيْئًا. فَقِيلَ لَهُ: قُلْ لَنَا: فَقَالَ وَهُمْ يَسْمَعُونَ: (خَطَّتْ أَنَامِلُهَا فِي بَطْنِ قِرْطَاسٍ ... رِسَالَةً بِعَبِيرٍ لَا بِأَنْقَاسٍ) (ابْرُزْ فَدَيْتُكَ لِي مِنْ غَيْرِ محتشم ... فَإِن حبك لي قَدْ شَاعَ فِي النَّاسِ) (فَكَانَ قَوْلِي لِمَنْ أَدَّى رِسَالَتَهَا ... قِفْ لِي لأَمْشِي عَلَى الْعَيْنَيْنِ وَالرَّاسِ) قَالَ أَبُو عَلِيٍّ / فَعِنْدَمَا رَأَيْتُ هَذَا لم يمكنني أَنْ أُفْتِيَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِحَظْرٍ وَلا إِبَاحَةٍ وَهَذَا الْقَدْرُ فِي الْبَابِ كَافٍ إِنْ شَاءَ اللَّهِ، فَإِنَّا أَوْرَدْنَا الصَّحِيحَ عَنْ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ الْغَرِيبِ، وَمَا فَعَلَهُ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ وَأَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ، وَهَذَا الإِجْمَاعُ الْمُنْعَقِدُ مِنْ غَيْرِ خَلافٍ وَقَعَ فِي / هَذِهِ الْفِرَقِ. وَهُمْ أَهْلُ الْعَقْدِ وَالْحَلِّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الْقَوْلُ فِي ضَرْبِ الدُّفِّ وَاسْتِمَاعِهِ غَيْرَ مَا تَقَدَّمَ فِي الأَحَادِيثِ قبيل

صفحة فارغة

وَأَمَّا ضَرْبُ الدُّفِّ وَالاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ فَنَقُولُ: إِنَّهُ سُنَّةٌ، سَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَمَرَ بِضَرْبِهِ، لَا يُنْكِرُهُ إِلَّا جَاهِلٌ مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ وَقَدْ قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي "، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبُسْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ:: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ". صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ بُنْدَارٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ هَذَا وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ بِآمِدَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَدْلُ / قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَيَّادٍ الفَرْغَانِيُّ حَمْدُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمَّعٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ حَارِثَةَ اللَّيْثِيِّ. أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: أَنَا سَمِعت رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ: إِنَّ مُحَرِّمَ الْحَلالِ كَمُحِلِّ الْحَرَامِ. وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَذَكَرَ قصَّة وسببا. أخبرنَا بذلك أَبُو اسحق إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّيَّانُ بِأَصْبَهَانَ. قَالَ: حَدثنَا ابْن حرشيد. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ

عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْفَقِيهُ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمَّعٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عباد ابْن حَارِثَةَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يَصْحَبُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةَ فَقَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ / - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ: " إِنَّ مُحَرِّمَ الْحَلالِ كَمُحِلِّ الْحَرَام ". وَهَذَا الإِسْنَادَانِ وَإِنْ كَانَ فِي الأَوَّلِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَفِي الثَّانِي الصَّاغَانِيُّ وُهُمَا ضَعِيفَانِ، فَإِنَّ هَذَا اللَّفْظَ قَدْ صَحَّ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جدي يَعْنِي أَحْمد بن هبيع قَالَ ك حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَمْ أَلْقَ أَبِي وَلَقِيتُ أَخِي فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الْمُحَرِّمُ حَلالَ اللَّهِ كَالْمُسْتَحِلِّ حَرَامَ اللَّهِ ". أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَاسَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ. قَالَ: نَبَّأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: أَنْبَأَنَا زُهَيْر عَن أبي اسحق قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَجَاءَ ابْنٌ لَهُ أَرَاهُ الْقَاسِمَ / فَقَالَ: أَصَبْتَ الْيَوْمَ مِنْ حَاجَتِكَ شَيْئًا؟ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ. وَمَا حَاجَتُهُ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ غُلامًا آكَلَ لِضَبٍّ مِنْهُ. فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَوَ لَيْسَ بِحَرَامٍ؟ قَالَ: وَمَنْ حَرَّمَهُ؟ قَالَ: أَوْ لَمْ يكن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَكْرَهُهُ؟ قَالَ: أَوْ لَيْسَ الرَّجُلُ يَكْرَهُ الشَّيْءُ وَلَيْسَ بِحَرَامٍ؟ ثُمَّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ مُحَرِّمَ الْحَلالِ كَمُسْتَحِلِّ الْحَرَامِ. نَبَّأَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، نَبَّأَنَا مَحْمُودُ بْنُ حِرَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَلْجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ الدُّفُّ وَالصَّوْتُ فِي النِّكَاحِ "، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَلْزَمَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ مُسْلِمًا

إِخْرَاجَهُ فِي الصَّحِيحِ، وَقَالَ: قَدْ رُوِيَ عَنْهُ - يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ حَاطِبٍ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ وَسَمَّاكَ بن حَرْب وَأَبُو عَوْنٍ وَيُوسُفَ بْنَ سَعْدٍ وَغَيْرَهُمْ، وَأَبُو بَلْجٍ هَذَا؛ اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَأَخَرْجَ هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ. وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ / ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِمَا مِنْ حَدِيثِ هُشَيْمِ بْنِ شَبِيبٍ، هَذَا وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي بَلْجٍ كَرِوَايَةِ هُشَيْمٍ شُعْبَةُ الْحَجَّاجُ، وَأَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ أَمَّا حَدِيُثُ شُعْبَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو السَّنَابِلِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ بِنَيْسَابُورَ قَالَ، قَالَ: أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن اسحق قَالَ: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ: قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: نَبَّأَنَا خَالِدٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بَلْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَاطِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ إِنَّ فَصْلَ مَا بَيْنَ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ الصَّوْتُ وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي عَوَانَةَ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَهَّاب بن مُحَمَّد ابْن اسحق بِأَصْبَهَانَ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَه الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ ابْن يَحْيَى. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بَلْجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِب عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ / ضَرْبُ الدُّفِّ ". أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفِيفٍ بِبُوشَنْجَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّد ابْن صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن عُرْوَةَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ جَابر: سمع النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. صَوْتَ دُفٍّ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: فُلانٌ تَزَوَّجَ، فَقَالَ: هَذَا نِكَاحٌ لَيْسَ بِالسِّفَاحِ، وَهَذَا الإِسْنَادُ، إِنِّمَا أَخْرَجْتُهُ عَلَى ضَعْفِهِ، لأَنَّهُ شَاهِدٌ لِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْمُتَقَدِّمِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَدْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَكَّةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: نَبَّأَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: جَاءَ رَسُول

اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: فَدَخَلَ عَلَيَّ صَبِيحَةَ بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي فَجَعَلَتْ جُوَيْرَاتٌ يَضْرِبْنَ بِدُفٍّ يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ إِلَى أَنْ قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ / (وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدِ ... ) فَقَالَ: دَعِي هَذَا، وَقُولِي الَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ قَبْلَهَا. وَهَذَا صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيٍّ غَيْرَ مَنْسُوبٍ - وَهُوَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْفَضْلِ كَذَلِكَ رَوَاهُ حَمَّاد بن سلمةعن خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ أَتَمَّ مِنْ هَذَا، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَزْوِينِيُّ بِالرَّيِّ، قَالَ: نَبَّأَنَا أَبُو طَلْحَةَ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الْمُنْذِرِ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَةَ صَاحِبُ السُّنَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدثنَا يزِيد بن هرون، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ الْمَدَايِنِيِّ - اسْمُهُ خَالِدٌ - قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عَاشُوَرَاءَ وَالْجَوَارِي يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَيَتَغَنَّيْنَ فَدَخَلْنَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: دَخَلَ عَلِيَّ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: صَبِيحَةَ عُرْسِي وَعِنْدِي جَارِيتَانِ تُغَنِّيَانِ وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا / يَوْمَ بَدْرٍ وَتَقُولانِ فِيمَا تَقُولانِ: (وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدِ ... ) فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَلا تَقُولُوهُ. لَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنَانِيُّ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الأَبَّارُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن إِسْحَق عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: سَافَرَ سَفَرًا فَنَذَرَتْ جَارِيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَدَّهُ أَنْ تَضْرِبَ

فِي بَيْتِ عَائِشَةَ بِدُفٍّ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُول اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَتِ الْجَارِيَةُ، فَقَالَت عَائِشَة للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: هَذِهِ فُلانَةُ بِنْتُ فُلانَةٍ نَذَرَتْ إِنْ رَدَّكَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ تَضْرِبَ فِي بَيْتِي بِدُفٍّ، قَالَ: فَلْتَضْرِبْ، وَهَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيةٍ " فَلَوْ كَانَ ضَرْبُ الدُّفِّ مَعْصِيةً / لأَمَرَ بِالتَّكْفِيرِ عَنْ نَذْرِهَا، وَمَنَعَهَا مِنْ فِعْلِهِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: نَبَّأَنَا هُشَيْمُ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَرَّ عِيَاضٌ الْأَشْعَرِيُّ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ: مَالِي لَا أَرَاهُمْ يُقَلِّسُونَ، فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ. قَالَ زِيَادٌ فَسَّرَ هُشَيْمٌ. " التَّقْلِيسَ: الضَّرْبُ بِالدُّفِّ ". قَالَ نَعَمْ. هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ مُغِيرَةَ كَرِوَايَةِ هُشَيْمٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ بِالرَّيِّ. قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ ابْن مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الطُّرَائِفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مُغِيرَةَ، وَذَكَرَهُ وَهَذَا الْقَدْرُ فِي ضَرْبِ الدُّفِّ وَجَوَازِ اسْتِمَاعِهِ كَافٍ إِنْ شَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. تَمَّ الْجُزْءُ الأَوَّلِ مِنْ كِتَابِ السَّمَاعِ مِنْ نُسْخَةِ الْمُصَنِّفِ بِخَطِّهِ، قَالَ يَتْلُوهُ إِنْ شَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الثَّانِي الْقَوْلُ فِي شبابه الرَّاعِي.

الصفحة فارغة

الْجُزْءُ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ السَّمَاعِ

صفحة فارغة

وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ: الْقَوْلُ فِي اسْتِمَاعِ الْيَرَاعِ، وَاحْتِجَاجِ بَعْضِهِمْ بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ، وَهُوَ حَدِيث، أخبرنَا أَبُو عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ التُّسْتَرِيُّ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: أخبرنَا أَبُو عَليّ اللؤْلُؤِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْغُوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ مِزْمَارًا قَالَ: فَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ. وَنَأَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَقَالَ لِي: يَا نَافِعُ. هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: لَا. قَالَ: فَرَفَعَ أُصْبُعَيْهِ مِنْ أُذُنَيْهِ. وَقَالَ كُنْتُ، مَعَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا قَالَ أَبُو عَلِيٍّ اللُّؤْلُئِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْمَقْدِسِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ أَوْرَدَهُ أَبُو دَاوُدَ / فِي سُنَنِهِ هَكَذَا وَقَدْ رُدَّ مِنْ وَجْهَيْنِ. الأَوَّلِ: فَسَادُهُ مِنْ طَرِيقِ الإِسْنَادِ، الثَّانِي، فَإِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَ مُوسَى هَذَا هُوَ الأَشْدَقُ الدِّمِشْقِيُّ تَكَلَّمَ فِيهِ أَهْلُ النَّقْلِ، وَتَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ نَافِعٍ وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ غَيْرُهُ وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ، وَالثَّانِي قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ لِنَافِعٍ: أَتَسْمَعُ؟ وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مَنْهِيًّا عَنْهُ لَمْ يَأْمُرْهُ بِالاسْتِمَاعِ. وَقَوْلُهُ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَسِمَعَ مِثْلَ هَذَا فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَنَهَاهُ عَنْهُ، وَصَرَّحَ بِتَحْرِيمِهِ لأَنَّهُ الشَّارِعُ الْمَأْمُورُ بِالْبَيَانِ، فَأَيُّ ضَرُورَةٍ أَوْ تَقِيَّةٍ أَحْوَجَتْهُ إِلَى أَنْ يَأْخُذَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهَا: عَلَّقْتُ عَلَى سَهْوَةٍ لِي سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ. فَلَمَّا رَآهُ رَسُول اللَّهِ

- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، تَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَهَتَكَهُ، وَسَمِعَ رَسُولُ اله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَرَأَى يَعِيشَ بْنَ طِخْفَةَ مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ فَنَهَاهُ / وَقَالَ: هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسِمَعَ رَجُلا يَلْعَنُ نَاقَتَهُ فَوَقَفَ وَقَالَ: لَا يَتْبَعْنَا / مَلْعُونٌ فَنَزَلَ عَنْهَا وَأَرْسَلَهَا. وَهَذَا بَابٌ يَطُولُ شَرْحُ مَا ورد فِيهِ هَهُنَا لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أُرْسَلَ وَبِهِ أُمِرَ، وَتَأْخِيرُ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْحَاجَةِ لَا يَجُوزُ بِحَالٍ، فَعَلِمْنَا فَسَادَ هَذَا الْحَدِيثِ إِسْنَادًا وَمَتْنًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الْقَوْلُ فِي اسْتِمَاعِ الْقَضِيبِ وَالأَوْتَارِ

صفحة فارغة

وَأَمَّا الْقَوْلُ فِي اسْتِمَاعِ الْقَضِيبِ وَالأَوْتَارِ وَيُقَالُ لَهُ: التَّغْبِيرُ. وَيُقَالُ لَهُ: الطَّقْطَقَةُ أَيْضًا فَلا فَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَوْتَارِ إِذْ لَمْ نَجِدْ فِي إِبَاحَتِهِ وَتَحْرِيمِهِ أَثَرًا لَا صَحِيحًا وَلا سَقِيمًا، وَإِنَّمَا اسْتَبَاحَ الْمُتَقَدِّمُونَ اسْتِمَاعَهُ، لأَنَّهُ مِمَّا لَمْ يَرِدِ الشَّرْعُ بِتَحْرِيمِهِ، فَكَانَ أَصْلُهُ الإِبَاحَةَ. وَأَمَّا الأَوْتَارُ، فَالْقَوْلُ فِيهَا كَالْقَوْلِ فِي الْقَضِيبِ لَمْ يَرِدِ الشَّرْعُ بِتَحْلِيلِهَا وَلا بِتَحْرِيمِهَا. وَكُلُّ مَا أَوْرَدَهُ فِي التَّحْرِيمِ، فَغير ثَابت عَن الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَنَحْنُ نُجِيبُ عَنْهُ فِي الْفَصْلِ الثَّانِي / وَنُبَيِّنُ حَالَ رُوَاتِهِ، وَلأَجْلِ هَذَا صَارَ مَذْهَبًا لأَهْلِ الْمَدِينَةِ لَا خِلافَ بَيْنَهُمْ فِي إِبَاحَةِ اسْتِمَاعِهِ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ الظَّاهِرِ، بَنُوا الأَمْرَ فِيهِ عَلَى مَسْأَلَةِ الْحَظْرِ وَالإِبَاحَةِ، وَآخِرُ مَنْ كَانَ يَسْتَبِيحُ استماعه عَن الْأَئِمَّة المقتدى بهم أَبُو اسحق إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الفيروزأبادي الْمَعْرُوفُ بِالشِّيرَازِي بِبَغْدَادَ، وَالسَّبَبُ أَنَّهُ كَانَ فِي بَدْءِ أَمْرِهِ عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الظَّاهِرِ، وَإِنَّمَا انْتَقَلَ مِنْهُ إِلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ، وَكَانَ فِي وَرَعِهِ

وَزُهْدِهِ وَتَقَشُّفِهِ بِالْمَحَلِّ الَّذِي لَا يَخْفَى إِلَّا عَلَى جَاهِلٍ لَا يُعْتَدُّ بِهِ وَكَانَ فِي عَصْرِهِ بِبَغْدَادَ وَغَيْرِهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ مِنْ سَائِرِ الْفِرَقِ، يَعْرِفُونَ هَذَا مِنْ مَذْهَبِهِ وَسِيرَتِهِ، وَلَمْ يَظْهَرْ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ أَنْكَرَ الْفِعْلَ، لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلْ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ وَثِيقَةٍ إِذْ لَا يُحْتَمَلُ مِثْلُهُ أَنْ يَكُونَ فَعَلَهُ طَرَبًا وَلَهْوًا وَلِعِبًا لأَنَّ ذَلِكَ لَا يَلِيقُ بِسِيرَتِهِ وَطَرِيقِهِ وَأَمَّا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ مَذْهَبٌ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ - مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا / الرَّازِيُّ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَوَيْهِ الْمَطَّوِّعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ كَجٍّ جُوزَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: نَجْتَنِبُ أَوْ نَتْرُكُ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْعِرَاقِ خَمْسًا، وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحِجَازِ خَمْسًا مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، شُرْبَ الْمُسْكِرِ، وَالأَكَلَ فِي الْفَجْرِ فِي رَمَضَانَ، وَلا جُمْعَةَ إِلَّا فِي خَمْسَةِ أَمْصَارٍ، وَتَأْخِيرَ صَلاةِ الْعَصْرِ حَتَّى يَكُونَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ أَرْبَعَةَ أَمْثَالِهِ، وَالْفِرَارَ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحِجَازِ، اسْتِمَاعَ الْمَلاهِي، وَالْجَمْعَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَالْمُتْعَةَ بِالنِّسَاءِ، وَالدِّرْهَمَ بِالدِّرْهَمَيْنِ، وَالدِّينَارَ بِالدِّينَارَيْنِ يَدًا لِيَدٍ وَإِتْيَانَ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ اسْتِمَاعَ الْمَلاهِي مَذْهَبٌ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَقَوْلُهُ: نَجْتَنِبُ، لَا يَدُلُّ عَلَى تَحْرِيمٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ فِي تَارِيخ بَغْدَاد: إِبْرَاهِيم ابْن سَعْدِ بْنِ / إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بن عَوْف أَبُو اسحق الزُّهْرِيُّ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: مَدِينَةِ الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، سَمِعَ أَبَاهُ، وَابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ وِهَشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، وَصَالِحَ بْنَ كيسَان، وَمُحَمّد بن إِسْحَق بْنِ يَسَارٍ رَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَاللَّيْثُ بْنُ سعد وابناه يَعْقُوب ابْنَا إِبْرَاهِيمَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مهْدي، وَيزِيد ابْن هَارُونَ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَأَبُو دَاوُد الطيالس وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ.

وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَكَانَ قَدْ نَزَلَ بَغْدَادَ وَأَقَامَ بِهَا إِلَى حِينِ وَفَاتِهِ، وَلَمْ يَزَلْ بِبَغْدَادَ جَمَاعَةٌ مِنْ عَقِبِهِ يَرْوُونَ الْعِلْمَ حَتَّى انْقَرَضُوا بِأَخَرَةٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ أَثْبَتُ مِنَ الْوَلِيدِ ابْنِ كثير، وَمن اسحق جَمِيعًا. أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو غَالِبٍ شُجَاعُ بْنُ فَارِسٍ الذُّهْلِيُّ. قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْخَطِيبَ يَقُولُ /: ذَلِكَ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو شُجَاعِ بْنُ مَنْصُورٍ الْهَمَدَانِيُّ بِهَا، قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمد بن عبد اللَّهِ مُحَمَّدٍ الأَنْمَاطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن اسحق بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مِهْرَانَ الضَّرِيرُ الصَّغَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلَفِ بْنِ يَزِيدَ أَبُو الْقَاسِمِ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [بْنُ سَعْدِ] بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ [الْعِرَاقَ] سَنَةَ أَرْبَعَ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فَأَكْرَمَهُ الرَّشِيدُ وَأَظْهَرَ بِرَّهُ. وَسُئِلَ عَنِ الْغِنَاءَ فَأَفْتَى بِتَحْلِيلِهِ، وَأَتَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لِيَسْمَعَ مِنْهُ أَحَادِيثَ الزُّهْرِيِّ فَسَمِعَهُ يَتَغَنَّى، فَقَالَ: لَقَدْ كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ، فأَمَّا الآنَ فَلا سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا أَبَدًا. قَالَ: إِذَنْ لَا أَفْقِدُ إِلَّا شَخْصَكَ، عَلَيَّ وَعَلى إِنْ حَدَّثْتُ بِبَغْدَادَ حَدِيثًا مَا أَقَمْتُ حَتَّى أُغَنِّيَ قَبْلَهُ، وَشَاعَتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ بِبَغْدَادَ فَبَلَغْتِ الرَّشِيدَ فَدَعَا بِهِ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ المخزومية الَّتِي قطعهَا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / فِي سَرِقَةِ الْحُلِيِّ، فَدَعَا بِعُودٍ فَقَالَ الرَّشِيدُ: أَعُودُ الْمِجْمَرِ؟ قَالَ: لَا وَلَكِن

أمات عُودُ الطَّرْقِ. فَتَبَسَّمَ فَفَهِمَهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ: لَعَلَّهُ بَلَغَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثَ السَّفِيهِ الَّذِي آذَانِي بِالأَمْسِ، وأَلجأَنِي إِلَى أَنْ حَلَفْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَدَعَا الرَّشِيدُ بِعُودً فَغَنَّاهُ: (يَا أُمَّ طَلْحَةَ إِنَّ الْبَيْنَ قَدْ أَفِدَا ... قل الثواء لِأَنَّهُ كَانَ الرَّحِيلُ غَدًا) فَقَالَ الرَّشِيدُ مَنْ كَانَ مِنْ فُقَهَائِكُمْ يَكْرَهُ السَّمَاعَ؟ فَقَالَ: مَنْ رَبَطَ اللَّهِ عَلَى قَلْبِهِ. قَالَ: فَهَلْ بَلَغَكَ عَنْ مَالِكٍ فِي هَذَا شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ. إِلَّا أَنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي أَنَّهُمُ اجْتَمَعُوا فِي مَدْعَاةٍ كَانَتْ فِي بَنِي يَرْبُوعٍ، وهم يَوْمئِذٍ جلة، وَمَالك أقللهم فِي فِقْهِهِ وَقَدْرِهِ وَمَعَهُمْ دُفُوفٌ وَمَعَازِفُ وَعِيدَانُ يُغَنُّونَ وَيَلْعَبُونَ وَمَعَ مَالِكٌ دُفٌّ مُرَبَّعٌ وَهُوَ يُغَنِّيهِمْ: (سُلَيْمَى أَزْمَعْتِ بَيْنًا ... وَأَيْنَ لِقَاؤُهَا أَيْنَا) (وَقَدْ قَالَتْ لأَتْرَابٍ ... لَهَا زُهْرٌ تَلاقَيْنَا) (تَعَالَيْنَ فَقَدْ طَابَ ... لَنَا الْعَيْشُ تَعَالَيْنَا) / فَضَحِكَ الرَّشِيدُ وَوَصَلَهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةٍ - يكنى أَبَا اسحق، فَقَدْ صَحَّ عِنْدَ سَائِرِ الْفُقَهَاءِ أَنَّ سَمَاعَ الأَوْتَارِ مَذْهَبٌ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ فَكَانَ يُبَالِغُ فِيهِ إِلَى هَذَا الْحَدِّ - وَقَدِ اجْتَمَعَ الأَئَمَّةُ عَلَى ثِقَتِهِ وَعَدَالَتِهِ وَالرِّوَايَةِ عَنْهُ وَاتَّفَقَ البُخَارِيّ وَمُسلم عَن إِخْرَاجِ حَدِيثِهِ فِي الصَّحِيحِ وَلَمْ تَسْقُطْ عَدَالَتُهُ بِفِعْلِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَكَيْفَ تَسْقُطُ عَدَالَةُ الْمُسْتَمِعِ؟ بَلْ قُلِّدَ الْقَضَاءَ بِبَغْدَادَ عَلَى جلالتها، وقلد أَبوهُ الْقُضَاة بِالْمَدِينَةِ عَلَى شَرَفِهَا، وَقَدْ عُلِمَ مِنْ مَذْهَبِهِمَا إِبَاحَةُ اسْتِمَاعِ الأَوْتَارِ.

وَهُؤُلاءِ الأَئِمَّةُ الَّذِينَ رَوَوْا عَنْهُ هُمْ أَهْلُ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ فِي الآفَاقِ، إِنَّمَا سَمِعُوا عَنْهُ وَرَوَوْا عَنْهُ بَعْدَ اسْتِمَاعِهِمْ غِنَاءَهُ، وَعِلْمِهِمْ بِأَنَّهُم يُبِيحُهُ، وَفِيهِمُ الْإِمَامُ الْمُسْتَخْلَفُ عَلَى الأُمَّةِ وَالإِمَامُ الْمُقْتَدَى بِهِ فِي الْوَرَعِ. أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ إِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ / غِنَاءَهُ بِبَغْدَادَ بَعْدَ حَلِفِهِ. وَلا أَشُكُّ أَنَّ أَحْمَدَ سَمِعَ غِنَاءَهُ ثُمَّ سَمِعَ حَدِيثَهُ، وَهَذَا أَمْرٌ لَمْ يَرِدْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي تَحْلِيلِهِ وَلا فِي تَحْرِيمِهِ نَصٌّ يُرْجَعُ إِلَيْهِ، وَيُعَوَّلُ عَلَيْهِ. فَكَانَ حُكْمُهُ الإِبَاحَةَ وَإِنِّمَا تَرَكَهُ مَنْ تَرَكَهُ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ تَوَرُّعًا كَمَا تَرَكُوا لُبْسَ اللَّيِّنِ، وَأَكْلَ الطَّيِّبِ وَشُرْبَ الْبَارِدِ وَالاسْتِمَتَاعَ بِالنِّسْوَانِ الْحِسَانِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا كُلَّهُ حَلالٌ لِفَاعِلِهِ، وَقَدْ تَرَكَ رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَكْلَ، الضَّبِ وَسُئِلَ عَنْهُ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا. وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي وَأُخِذَ وَأُكِلَ بَين يَدَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثُمَّ جَاءَ قَوْمٌ بَعْدَ هَذَا الصَّدْرِ فَغَلَّظُوا الْقَوْلَ فِيهِ مَخَافَةَ أَنْ يَشْتَغِلَ النَّاسُ بِهِ عَمَّا هُوَ أَوْلَى مِنْهُ ثُمَّ جَاءَ قَوْمٌ بَعْدَ هُؤُلاءِ فَحَرَّمُوهُ جَهْلا وَتَقَرُّبًا إِلَى الْعَامَّةِ بِالزُّهْدِ وَالصَّلاحِ، وَلَمْ يَقِفُوا عَلَى حَقِيقَةِ عِلْمِهِ. وَبَدْءِ أَمْرِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الرَّازِقِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصُّوفِيُّ بِأَصْبَهَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا /: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ ابْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ إِجَازَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد ابْن زِيَادِ بْنِ الأَعْرَابِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ حَدَّثَنِي مِكْتَلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ عَن أبي بكر ابْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الْحَارِث ابْن هِشَامٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ اجْتَمَعُوا عَلَى شَيْءٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُ سنة

صفحة فارغة

القَوْل فِي المزامير والملاهي

صفحة فارغة

وَأَمَّا الْقَوْلُ فِي الْمَزَامِيرِ وَالْمَلاهِي فَقَدْ وَرَدَتِ الأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ بِجَوَازِ اسْتِمَاعِهَا فَمِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ بِتِنِّيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَر بن مُحَمَّد ابْن الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ: حَدثنَا وهب ابْن جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي مُحَمَّد بن اسحق، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ قَالَ /: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَاشِدٍ الْمثنى ابْن زرعه عَن مُحَمَّد بن اسحق قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْن قَيْسِ بْنِ مَخْرُمَةَ بْنِ الْمُطِّلِبِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ: قَالَ سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ: " مَا هَمَمْتُ بِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَفْعَلُونَ غَيْرَ مَرَّتَيْنِ، كُلُّ ذَلِكَ يَحُولُ اللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَ مَا أُرِيدُ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِشَيْءٍ حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِرَسَالَتِهِ ". فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ: قَالَ دَاوُدُ: هَذَا قَوْلُ بن اسحق فِيمَا بَلَغَنِي، مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ. قَالُوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَأَنَا. اللَّفْظُ لِلْمُثَنَّى بْنِ زُرْعَةَ صَاحِبِ الْمَغَازِي، وَلَفْظُ جُرَيْرِ بْنِ حَازِمٍ لَا يُخَالِفُ مَعْنَاهُ، وَهَذَا الأَمْرُ وَإِنْ كَانَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَنُزُولِ الأَحْكَامِ / أَوِ الْفَرْقِ بَيْنَ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ فَإِنَّ الشَّرْعَ لَمَّا وَرَدَ وَأَمَرَهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْبَلاغِ وَالإِنْذَارِ أَقَرَّهُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي

الْجَاهِلِيَّةِ وَلَمْ يُحَرِّمْهُ كَمَا حَرَّمَ مَا عَصَمَهُ اللَّهُ عَنْهُ مِمَّا هَمَّ بِهِ فِي كِلْتَا اللَّيْلَتَيْنِ، فَأَلْهَاهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالصَّوْتِ وَعَصَمَهُ عَنْ ذَلِكَ الأَمْرِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ بَاقٍ عَلَى الإِبَاحَةِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا، قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ". بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ؛ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْعَدْلِ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الإِسْفَرَايِنِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوب بن اسحق الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الطرسوس قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان ابْن بِلالٍ وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَرْشِيدٍ قَوْلَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ / سَبِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَعْفَرٍ، وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ ابْن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَخْطُبُ قَائِمًا. ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ قَائِمًا يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ وَكُنَّ الْجَوَارِي إِذَا أَنْكَحُوهُنَّ يَمُرُّونَ يَضْرِبُونَ بِالدُّفِّ وَالْمَزَامِيرِ فَيَتَسَلَّلُ النَّاسُ وَيدعونَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَائِمًا، فَعَاتَبَهُمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخَرَجَهُ مُسْلِمُ فِي كِتَابِهِ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ. وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَطَفَ اللَّهْوَ عَلَى التِّجَارَةِ، وحُكْمُ الْمَعْطُوفِ حُكْمُ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ، وَبِالإِجْمَاعِ تَحْلِيلُ التِّجَارَةِ، فَثَبَتَ أَنَّ هَذَا الْحُكْمَ مِمَّا أَقَرَّهُ الشَّرْعُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، لأَنَّهُ غَيْرُ مُحْتَمِلٍ أَن يكون النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَرَّمَهُ، ثُمَّ يُمَرُّ بِهِ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ

يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ يُعَاتِبُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ تَرَكَ رَسُولَهُ / - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَائِمًا. وَخَرَجَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَسْتَمِعُ وَلَمْ يَنْزِلْ فِي تَحْرِيمِهِ آيَةٌ، وَلَا سنّ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِيهِ سُنَّةٌ. فَعَلِمْنَا بِذَلِكَ بَقَاءَهُ عَلَى حَالِهِ. وَيَزِيدُ ذَلِكَ بَيَانًا وَوُضُوحًا مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ بِهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ السَّامِرِيُّ. قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن مُوسَى ابْن يَزِيدَ الطُّوسِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ. حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهَا أَنَّهَا زَفَّتِ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ. فَقَالَ: رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَمَا كَانَ مَعَكُنَّ مِنْ لَهْوٍ؟ فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ. وَهَذَا حَدِيثٌ أَوْرَدَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ فِي بَابِ " النِّسْوَةِ الَّلاتِي يُهْدِينَ الْمَرْأَةَ إِلَى زَوْجِهَا " عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يَعْقُوبَ هَذَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ كَمَا أَوْرَدْنَاهُ أَخْبَرَنَا / أَبُو غَالِبٍ الذُّهْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن اسحق الطِّيبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَلاءِ الزَّعْفَرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو اسحق إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُعَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَوْجُ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهِبٍ، قَالَ: دَخَلَ على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حِينَ تَزَوَّجْتُ دُرَّةَ. فَقَالَ: هَلْ مِنْ لَهْوٍ؟ فَثَبَتَ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ مَا قُلْنَاهُ، وَمَنْ صَنَّفَ فِي الرَّدِ عَلَى مُسْتَمِعِهِ، إِنَّمَا اعْتَمَدَ عَلَى أَنْ فُلانًا كَرِهَهُ، وَأَنَّ فُلانًا حَرَّمَهُ. وَاسْتِدْلالٍ بِحَدِيثٍ لَا أَصْلَ - لَهُ وَلَيْسَ لأَحَدٍ - إِذَا صَحَّ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنْ يُحِلَّ حَرَامًا أَوْ يُحَرِّمَ حَلالا، وَقَدْ وَرَدَ فِي هَذَا الْبَابِ غَيْرُ حَدِيثٍ يَدُلُّ

عَلَى جَوَازِهِ إِلَّا أَنَّ أَسَانِيدَهَا مِمَّا لَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ، فَلَوْ أَوْرَدْنَاهَا الْتَزَمْنَا مِثْلَهَا فِي النَّهْيِ فَإِنْ قَالُوا قَدْ: وَرَدَ عَن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهُ قَالَ: لَا تَشْهَدُ الْمَلائِكَةُ مِنْ لَهْوِكُمْ هَذَا إِلَّا الرِّهَانَ والنضال؛ الْجَوَابُ أَنَّهُ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفَقِيمِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعُمَرُ هَذَا كَانَ السَّلَفُ يَتَّهِمُونَهُ بِأَنَّهُ يَضَعُ الْحَدِيثَ فِي الْفَضَائِلِ، وَالْمَثَالِبِ. تَمَّ الْجُزْءُ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ السَّمَاعِ يَتْلُوهُ فِي الثَّالِثِ إِنْ شَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الأَحَادِيثُ الَّتِي احْتَجُّوا بِهَا وَبَيَانُ عِلَلِهَا. وَالْجُزْءُ الثَّالِثُ مِنْ كِتَابِ السَّمَاعِ مِنْ نُسْخَةِ الْمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللَّهِ.

الْفَصْلُ الثَّانِي يَشْتَمِلُ عَلَى الأَحَادِيثِ الَّتِي احْتَجَّ بِهَا مَنْ يُنْكِرُ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ وَبَيَانِ عِلَلِهَا أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ سَعْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَاهِر بن عبد اللَّهِ الْفَقِيهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ السَّلُولِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعت وكيعا يَقُول: أهل الْعلم يَكْتُبُونَ مَا / لَهُمْ، وَمَا عَلَيْهِمْ، وَأَهْلُ الأَهْوَاءِ لَا يَكْتُبُونَ إِلَّا مَا لَهُمْ أَمَّا مَا احْتَجُّوا بِهِ مِنَ الآيَاتِ؛ احْتَجُّوا بِقَوْلهِ عَزَّ وَجَلَّ. " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث " الآيَةُ. وَأَوْرَدُوا فِي ذَلِكَ عِدَّةَ أَسَانِيدَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. فَنَظَرْتُ فِي جَمِيعِهَا فَلَمْ أَرَ فِيهَا طَرِيقًا يَثْبُتُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْ هُؤُلاءِ الصَّحَابَةِ. إِلَّا طَرِيقًا وَاحِدًا رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سعيد جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْله اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَمِنَ النَّاسِ من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث، قَالَ: الْغِنَاءُ، وَالشَّبَّابَةُ وَسَائِرُهُمَا لَا يَخْلُو مِنْ رِوَايَةِ ضَعِيفٍ، لَا تَقُومُ بِرَوَايَتِهِ الْحُجَّةُ، وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِهَا رِوَايَةَ عَطِيَّةَ الْعُوفِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقٍ غَيْرِ ثَابِتٍ أَيْضًا، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث قَالَ: بَاطِلُ الْحَدِيثِ هُوَ الْغِنَاءُ وَنَحْوَهُ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيشٍ اشْتَرَى جَارِيَةً مُغَنِّيَةً فَنَزَلَتْ فِيهِ] وَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَصِحِّ عِنْدِي الاحْتِجَاجُ بِسَنَدِهِ فَيَلْزَمُهُمْ / قَبُولُهُ، لأَنَّهُمُ احْتَجُّوا بِهِ فَيكون هَذَا فِي حَقِّ هَذَا الرَّجُلِ بِعَيْنِهِ، وَقَدْ وَرَدَ فِي هَذِهِ الآيَةِ تَفْسِيرٌ ثَالِثٌ. فَلَزِمَهُمْ قَبُولُهُ

عَلَى أَصْلِهِمْ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَمِيعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الزُّعْيزِعَةِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سمع النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيث بِاللَّعِبِ وَالْبَاطِلِ، وَتَشُحُّ نَفْسُهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمِهِ وَهَذَا أَيْضًا غَيْرُ ثَابِتٍ عِنْدِي لأَنَّ الزُّعَيْزِعةَ لَيْسَ مِمَّنْ أَحْتَجُّ بِهِ عَلَيْهِمْ وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُ هَذَيْنِ التَّفْسِيرَيْنِ مُنَاقَضَةً لِمَا أَوْرَدُوهُ فِيمَا تَمَسَّكُوا بِهِ، وَلَسْتُ أَرْكَنُ إِلَى هَذَا أَيْضًا وَلا أَقْطَعُ بِهِ، وَلا أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ وَلا أُلْزِمُهُمْ إِيَّاهُ، بَلْ أَقُولُ فِيمَا صَحَّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَجْمَعَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ السُّنَّةَ تَقْضِي عَلَى الْكِتَابِ، وَأَنَّ الْكِتَابَ لَا يَقْضِي عَلَى السُّنَّةِ وَقَدْ جَاءَتِ السُّنَّةُ الصَّحِيحَة؛ بِأَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، اسْتَمَعَ الْغِنَاءَ، وَأَمَرَ بِاسْتِمَاعِهِ، وَأَنْكَرَ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ، وَقَدْ أَوْرَدْنَا الأَحَادِيثِ فِي هَذَا الْبَابِ، فِيمَا تَقَدَّمَ، فأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهَا، وَجَوَابٌ ثَانٍ؛ يُقَالُ لِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ الْمُحْتَجِّينِ: هَذِهِ التَّفَاسِيرُ هَلْ عَلِمُ هُؤُلاءِ الصَّحَابَةُ الَّذِينَ أَوْرَدْتُمْ أَقَاوِيلَهُمْ فِي هَذِهِ الآيَةِ مَا عَلِمَهُ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أَوْ لَمْ يَعْلَمُهُ؟ فَإِنْ قَالُوا: لَمْ يَعْلَمُهُ وَعَلِمَهُ هُؤُلاءِ، كَانَ جَهْلا عَظِيمًا بَلْ كُفْرًا، وَإِنْ قَالُوا: عَلِمَهُ: قُلْنَا: مَا نُقِلَ إِلَيْنَا عَنْهُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ مِثْلَ مَا نُقِلَ عَنْ هُؤُلاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَتَأْخِيرُ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْحَاجَةِ لَا يَجُوزُ بِحَالٍ، وَمَنْ أَمْحَلِ الْمُحَالِ أَنْ يَكُونَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيث " هُوَ الْغِنَاءُ، وَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهَا أَمَا كَانَ مَعَكُنَّ مِنْ لَهْوٍ، فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بِجُرْجَانَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ / قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَدِيٌّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا زَفَّتِ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ. فَقَالَ نَبِي اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَا عَائِشَةُ، أَمَا كَانَ مَعَكُنَّ مِنْ لَهْوٍ، فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَن الْفضل بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ كَذَلِكَ وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ حَدِيثِ الْفَضْلِ فِي الْفَصْلِ الْمُتَقَدِّمِ، وَقَدْ كَانَ يُمَرُّ بِالْغِنَاءِ عَلَى بَاب الْمَسْجِد، وَالنَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخْطب، فينفض النَّاس إِلَيْهِ، وَقد تقدم الحَدِيث فِيهِ عَن جَابر فِي صَحِيح مُسلم، وَالله أعلم بِالصَّوَابِ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ بِجِرْجَانَ قَالَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ السَّهْمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ الْحَرَّانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ الْمَيْمُونِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ثَلاثَةُ كُتُبٍ لَيْسَ لَهَا / أَصْلٌ، الْمَغَازِي. وَالْمَلاحِمُ، وَالتَّفْسِيرُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ رَحْمَةُ اللَّهِ فِي ذكر مُحَمَّد ابْن السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ: اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَّى رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَفْسِيرَ كَلامِهِ، وَتَأْوِيلَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ لَخَلْقِهِ حَيْثُ قَالَ: " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزل إِلَيْهِم " وَمِنْ أَمْحَلِ الْمُحَالِ أَنْ يَأْمَرَ اللَّهِ عز وَجل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أَنْ يُبَيِّنَ لِخَلْقِهِ مُرَادَهُ حَيْثُ جَعَلَهُ مَوْضِعَ الإِبَانَةِ عَنْ كَلامِهِ، وَيُفَسِّرَ لَهُمْ حَتَّى يَفْهَمُوا مُرَادَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الآيِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ بَلْ أَبَانَ عَنْ مُرَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الآيِ وَفَسَّرَ لأُمَّتِهِ مَا تَهِمُّ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ وَهُوَ سُنَّتُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فَمَنْ تَبِعَ السُّنَنَ وَحَفِظَهَا وَأَحْكَمَهَا فَقَدْ عَرَفَ تَفْسِيرَ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَغْنَاهُ اللَّهِ عَنِ الْكَلْبِيِّ

وَذَوِيهِ، وَمَا لَمْ يُبَيِّنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأُمِّتَهِ مِنْ مَعَانِي الآيِ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ مَعَ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ / لَهُ بِذَلِكَ، وَجَازَ لَهُ ذَلِكَ [كَانَ] لِمَنْ بَعْدَهُ مِنْ أُمَّتِهِ أَجْوَزَ، وَتَرْكُ التَّفْسِيرِ لما تَركه رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَحْرَى، وَمِنْ أَعْظَمِ الدَّلائِلِ عَلَى أَنَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ: " لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزل إِلَيْهِم " الْقُرْآن كُله، إِن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، تَرَكَ مِنَ الْكِتَابِ مُتَشَابِهًا مِنَ الآيِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا أَحْكَامٌ، فَلَمْ يُبَيِّنْ كَيْفِيَّتِهَا لأُمَّتِهِ، فَلَمَّا فعل ذَلِك رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ قَوْلِهِ: " لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم " كَانَ بَعْضَ الْقُرْآنِ لَا الْكُلَّ. وَأَمَّا احْتِجَاجُهُمْ بِالأَخْبَارِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَإِنَّا نُورِدُهَا مِنْ غَيْرِ رِوَايَةٍ بِإِسْنَادٍ مِنَّا إِلَى الرَّاوِي الَّذِي تفرد بهَا لقَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثًا، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذَّبِينَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَابَةَ، قَالَ:: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ. قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَقَيْسٌ / عَن حبيب ابْن أبي ثَابت عَن مَيْمُون ابْن أَبِي شَبِيبٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذَّبِينَ " وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ وَكِيعٍ وَشُعْبَةَ وَقَيْسٍ كَذَلِكَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرْجَانِيُّ بِهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكِرَّيا بْنِ حَيُّوَيْهِ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ لأبي سعيد الْفرْيَابِيّ، قَالَ: قَالَ الْمُزَنِيُّ: قَالَ الشَّافِعِيُّ قَالَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

: " حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلا حَرَجَ، وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلا تَكْذِبُوا "، مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَدِيثَ إِذَا حَدَّثْتَ فَرَوَيْتَهُ عَلَى مَا سَمِعْتَ حَقًّا كَانَ أَوْ غَيْرَ حَقٍّ - لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ حَرَجٌ، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا يَنْبَغِي أَنْ يُحَدَّثَ بِهِ إِلَّا عَنْ ثِقَةٍ. وَقَدْ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. من حدث عَنهُ حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فُهَوَ أَحَدُ / الْكَاذِبِينَ. قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ بِالْحَدِيثِ فَيَكُونُ عِنْدَكَ كَذِبًا ثُمَّ تُحَدِّثُ بِهِ، فَأَنْتَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ فِي الْمَأْثَمِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَدِيبُ بِنَيْسَابُورَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْحَافِظَ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُولُ: وَأَمْلَى هَذَا الْحَدِيثَ: وَظَاهِرُ هَذَا الْخَبَرِ يَدُلُّ عَلَى أَنْ مَنْ رَوَى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَدِيثًا هُوَ شَاكٌّ فِيهِ، أَصَحِيحٌ هُوَ أَوْ غَيْرُ صَحِيحٍ؟ يَكُونُ كَأَحَدِ الْكَاذِبِينَ، إِذْ لَمْ يَقُلْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: وَهُوَ يسبقن أَنه كَاذِب، وَمِنْ مِثْلِ ذَلِكَ كَانَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ، وَالصَّحَابَةُ الْمُنْتَجِبُونَ، يَتَّقُونَ كَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَيَتَشَدَّدُونَ فِي ذَلِكَ، وَذَكَرَ أُولَئِكَ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ إِلَى عَصْرِهِ رَحِمَهُ اللَّهِ، فَلأَجْلِ ذَلِكَ وَمَا أَشْبَهُهُ رَوَيْنَا هَذِهِ الأَحَادِيثَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ أَسَانِيدِهَا لِيُعْلَمَ ذَلِكَ. / احْتَجُّوا بِحَدِيثٍ رُوِيَ عَنْ أَبِي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا يَحِلُّ بَيْعُ الْمُغَنِّيَاتِ وَلا شِرَاؤُهُنَّ، وَلا تَحِلُّ التِّجَارَةُ فِيهِنَّ، وَأَثْمَانُهُنَّ حَرَامٌ وَالاسْتِمَاعُ إِلَيْهِمْ حَرَامٌ "

وَهَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ صَدَى بْنِ عِجْلانَ، وَالصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ عُدُولٌ، وَأَمَّا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، وَعَلِيٌّ وَالْقَاسِمُ، فَهُمْ فِي الرِّوَايَةِ سَوَاسِيَةٌ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِذَا انْفَرَدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْ ثِقَةٍ، فَكَيْفَ إِذَا رَوَى عَنْ مِثْلِهِ، أَمَّا عُبَيْدُ اللَّهِ؛ يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ صَاحِبُ كُلِّ مُعْضِلَةٍ، وَإِنَّ ذَلِكَ لَيَّنٌ عَلَى حَدِيثِهِ. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ كَيْفَ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: كُلُّ حَدِيثِهِ ضَعِيفٌ. قُلْتُ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ وَغَيْرِهِ؟ . قَالَ نَعَمْ، وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَتْرُوكِينَ / عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ الْمَصْرِيُّ الأَفْرِيقِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا. يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ. وَإِذَا رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ أَتَى بِالطَّامَّاتِ. وَإِذَا اجْتَمَعَ فِي إِسْنَادٍ خَبْرُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ. وَالْقَاسِمِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا يَكُونُ مَتْنُ ذَلِكَ الْحَدِيثِ: إِلَّا مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِيهِمْ، فَلا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهَذِهِ الصَّحِيفَةِ قَالَ الشَّيْخُ الْمَقْدِسِيُّ. وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدِ اجْتَمَعُوا فِي إِسْنَادِهِ. وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ يُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ، يَرْوِي عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ: الْقَاسِمُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ، يَرْوِي عَنِ الْقَاسِمِ وَمُطَّرِحُ بْنُ يَزِيدَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا، وَأما الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن ويكنى بِأبي عبد الرَّحْمَن أَيْضا، فَقَالَ يحيى بن معِين الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن لَا يَسْوَى شَيْئًا، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَذَكَرَ الْقَاسِمَ مولى يزِيد بن مُعَاوِيَة / فَقَالَ: مُنكر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: الْقَاسِمُ يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ، كَانَ يَرْوِي عَنِ الصَّحَابَةِ الْمُعْضَلاتِ وَيَأْتِي عَنِ الثِّقَاتِ بِالأَسَانِيدِ الْمَقْلُوبَاتِ حَتَّى [كَانَ] يَسْبِقُ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ كَانَ الْمُعَتِمِدَ لَهَا،

وَهَذَا شَرْحُ أَحْوَالِ رُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي احْتَجُّوا بِهِ فِي التَّحْرِيمِ، هَلْ تَجُوزُ رِوَايَتُهُ كَمَا ذَكَرَ الأَئِمَّةُ حَتَّى يُسْتَدَلَ بِهِ فِي التَّحْرِيمِ وَالتَّحْلِيلِ. وَاحْتَجُّوا بِمَا روى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهُ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَقَعَ بِهِمُ الْخَسْفُ وَالْقَذْفُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا ذَاكَ بِأَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ النِّسَاءَ رَكِبْنَ السُّرُوجَ وَكَثُرَتِ الْقَيْنَاتُ، وَشُهِدَتْ شَهَادَاتُ الزُّورِ "، الْحَدِيثُ بِطُولِهِ. وَهَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَسُلَيْمَانَ هَذَا يكنى بِأبي الْجمل قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ /. وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَيْضًا، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَيَبِيتَنَّ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أكل وشراب وَلَهو، ثمَّ ليصحبن قردة وَخَنَازِير، وليصيبن أقوامه مِنْ أُمَّتِي خَسْفٌ وقَذْفٌ بِاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ، وَشُرْبِهِمُ الْخُمُورَ، وَضَرْبِهِمْ بِالدُّفُوفِ، وَلُبْسِهُمُ الْحَرِيرَ وَلَيُنْسِفَنَّ أَحْيَاءً مِنْ أُمَّتِي الرِّيحُ كَمَا نَسَفَتْ عَادًا، وَهُوَ حَدِيث رَوَاهُ عُثْمَان ابْن خُرَّذَاذٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ رَجُلٍ غَيْرِ مُسَمَّى عَنْ فَرْقٍ السَّنَجِيِّ عَنْ عَاصِمِ ابْن عُمَرَ الْبَذِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَالرَّجُلُ الْمُكَنَّى عَنِ اسْمِهِ هُوَ زِيَادٍ الْجَصَّاصُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَاحْتَجُّوا بِمَا روى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِنَفْيِ

الطُّنْبُورِ وَالْمِزْمَارِ، وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْيَسَعَ بْنِ الأَشْعَثِ الْمَكِّيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ هَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَكِّيٌّ ضَعِيفٌ، وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ / عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: نهى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَنْ ضَرْبِ الدُّفِّ، وَلَعِبِ الصَّنْجِ وَصَوْتِ الزَّمَّارَةِ، وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ قَطْرِ بْنِ سَالِمٍ. قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ الْقَدَّاحُ، وَاهِي الْحَدِيثِ، وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَإِسْمَاعِيل فِي غير الشامين ضَعِيفٌ، وَمَطَرٌ هَذَا، شَبِيهُ الْمَجْهُولِ، وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ قَالَ: نَهَانِي رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَنِ الْمُغَنِّيَاتِ وَالنَّوَّاحَاتِ وَعَنْ شِرَائِهِنَّ وَبَيْعِهِنَّ وِتِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَقَالَ: كَسْبُهُنَّ حَرَامٌ وَهَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصَّانِيُّ عَنِ الْحَارِثِ بن نَبهَان عَن أبي اسحق السَّبِيعِيِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ، وَالْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلا يُكْتَبُ حَدِيثَهُ، قَالَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: الْحَارِثُ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: الْحَارِثُ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الْحَدِيثَ / وَلا يَحْفَظُ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ وَهَذَا لَمْ يروه عَن أبي اسحق عَمْرو بن عبد اللَّهِ السبيعِي غَيره، وَلَا رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَّانِيُّ، وَعَلَى هَذَا؛ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: أَحَادِيثُهُ لَا تُشْبِهُ أَحَادِيثَ الثِّقَاتِ، وَالْحَارِثُ الَّذِي رَوَى عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ على، وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو زُهَيْرٍ الْحَارِفِيُّ

الأَعْوَرُ، أَجْمَعَ أَهْلُ النَّقَلِ عَلَى كَذِبِهِ، وَالْحَمْلُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نَبْهَانَ، وَإِنْ كَانَ فِي الإِسْنَادِ مِنَ الضُّعَفَاءِ غَيْرُهُ. وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهُ قَالَ: صَوْتَانِ مَلْعُونَانِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، صَوْتُ مِزْمَارٍ عِنْدَ نعْمَة وَصَوت ندية عِنْدَ مُصِيبَةٍ، وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ هَذَا هُوَ الطَّحَّان الْيَشْكُرِي، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَأَلتُ أَبِي عَنْهُ [فَقَالَ] أَعْوَرُ كَذَّابٌ، خَبِيثٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَقَالَ / يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى طَرْحِ هُؤُلاءِ النَّفَرِ لَيْسَ يُذَاكَرُ بِحَدِيثَهُمْ، وَلا يُعْتَدُّ بِهِمْ، مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، وَكَانَ أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَلانِيُّ الرَّقِّيُّ يَقُولُ: قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الرَّقَّةَ بَعْدَ مَوْتِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ. وَاحْتَجُّوا بِمَا روى عَنهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَنَّهُ ذَكَرَ خَسْفًا وَمَسْخًا، وَقَذْفًا يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ، قَالُوا: يَا رَسُول؛ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهِ فَقَالَ: نَعَمْ. إِذَا ظَهَرَ النَّرْدُ وَالْمَعَازِفُ، وَشُرْبُ الْخُمُورِ وَلُبْسُ الْحَرِيرِ. وَهَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ عُثْمَانُ [بْنُ] مَطَرٍ عَنْ عَبْدِ الْغَفُورِ، عَن عبد الْعَزِيز ابْن سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَعُثْمَانُ هَذَا شَيْبَانِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ ضَرِيرًا، قَالَ يَحْيَى بن ابْنُ مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَاحْتَجُّوا بِمَا روى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهُ قَالَ: " بَعَثَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِمَحْقِ الْمَزَامِيرِ وَالْمَعَازِفِ وَالأَوْثَانِ الَّتِي / كَانَتْ تُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْخَمْرِ، وَأَقْسَمَ رَبِّي بِعِزَّتِهِ لَا يَشْرَبُهَا عَبْدٌ فِي الدُّنْيَا الْحَدِيثُ. وَهَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَات عَن أبي اسحق السَّبِيعِيِّ عَنِ الْحَرْثِ الأَعْوَرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. هَذَا الشَّيْخُ كَذَّابٌ - يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ الْفُرَاتِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ

مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى، حَدِيثُ الْحَرْثِ بْنِ نَبهَان عَن أبي اسحق عَنِ الْحَرْثِ الأَعْوَرِ، وَمَضَى الْكَلامُ عَلَيْهِ وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُسْنَدًا أَنَّ الْغِنَاءَ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ، وَهُوَ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعمريّ بن أَخِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَن أَبِيه عَن سعيد ابْن أبي سعيد المَقْبُري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا؛ قَالَ أَحْمَدُ ابْن مُحَمَّد بْنِ حَنْبَلٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَيْسَ يَسْوَى حَدِيثُهُ شَيْئًا، حَرَقْنَا حَدِيثَهُ. سَمِعْتُ مِنْهُ. ثُمَّ تَرَكْنَاهُ، وَكَانَ / وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ، أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ، وَكَانَ كَذَّابًا وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى قَيْنَةٍ صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الآنُكُ ". وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ ابْن الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ اسْمُهُ عُبَيْدُ بْنُ هِشَام مِنْ أَهْلِ حَلَبَ؛ ضَعِيفٌ وَلَمْ يَبْلُغْ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَالْحَدِيثُ عَنْ مَالِكٍ، مُنْكَرٌ جِدًا. وَإِنَّمَا يروي عَن بن الْمُنْكَدِرِ مُرْسَلا وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لَعَنَ [اللَّهِ] النَّائِحَةَ، وَالْمُسْتَمِعَةَ. وَالْمُغَنِّيَ وَالْمُغَنَّى لَهُ. وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ عَمْرو بْنُ يَزِيدَ الْمَدَائِنِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُمَرَ وَهَذَا، قَالَ أَبُو أَحْمد ابْن عَدِيٍّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. والْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا. وَقَالَ بن عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. وَاحْتَجُّوا بِمَا روى عَنهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / أَنَّهُ قَالَ: " النَّظَرُ إِلَى الْمُغَنِّيَةِ حَرَامٌ، وَغِنَاؤُهَا

حَرَامٌ وَثَمَنُهَا حَرَامٌ "، الْحَدِيثُ، وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمِلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ النَّوْفَلِيُّ الْمَدِينِيُّ أَبُو خَالِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حُصَيْفَةَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَذَكَرَهُ. وَيَزِيدُ الأَوَّلِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النِّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ: عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لَيْسَ بِذَلِكَ. وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذَا عَمِلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةٍ، حَلَّ فِيهَا الْبَلاءُ، وَذَكَرَهَا، وَقَالَ فِي جُمْلَتِهَا، وَاتُّخِذَتِ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ "، وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، أَبُو فَضَالَةَ الشَّامِيُّ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ / قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: أَحَادِيثُ الْفَرَجِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ مُنْكَرَةٌ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: فَرَجٌ ضَعِيفٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، كَانَ يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ وَيَلْزِقُ الْمُتُونَ الْوَاهِيَةَ بِالأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ، لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَأَوْرَدَ لَهُ هَذَا الْحَدِيثِ، وَاسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى قَوْلِهِ. وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ جَابِرٍ أَن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا، فِيهِ نُهِيتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ، صَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، وَصَوْتٌ عِنْدَ نَغَمَةِ لَعِبٍ وَلَهْوٍ وَمَزَامِيرِ شَيْطَانٍ، وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثَ. وَضُعِّفَ لأَجْلِهِ: قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان، كَانَ ردي الْحِفْظ، كثير الوهام، فَاحِشَ الْخَطَإِ، يَرْوِي الشَّيْءَ عَلَى التَّوَهُّم، وَيحدث على الحسبان وَكَثُرت الْمَنَاكِيرِ مِنْ حَدِيثِهِ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ، وَتَرَكَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى ابْن معِين.

وَاحْتَجُّوا بِأَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / سَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ: " انْظُرُوا مَنْ هَذَا؟ فَإِذَا مُعَاوِيَةُ وَعَمْرٌو يَتَغَنَّيَانِ "، الْحَدِيثُ. وَفِيهِ: اللَّهُمَّ أَرْكِسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ إِرْكَاسًا؟ وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ. وَيَزِيدُ هَذَا من أهل الْكُوفَة، كَانَ الكذبة يلقنونه على وفْق اعْتِقَادهم، فيتقلنها وَيحدث بهَا ضعفة أَئِمَّة أهل النَّقْل، وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَنْ طَرِيقٍ آخَرَ نُسِبَ فِيهِ مُعَاوِيَة هَذَا، وَأَنه بن التَّابُوتِ، أَخْبَرَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ بِجِرْجَانَ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا: سَيْفٌ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو هُؤُلاءِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَسِمَعَ قَائِلا يَقُولُ: وَذَكَرَ بَيْتًا من الشّعْر فَقَالَ / النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: هَذَا مُعَاوِيَةُ بْنُ التَّابُوتِ وَرِفَاعَةُ بْنُ عَمْرِو بن التابوت: فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اللَّهُمَّ أَرْكِسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا، وَدُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا ". هَكَذَا رَوَاهُ بن عَدِيٍّ فِي ذِكْرِ شُعَيْبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ: أَحَادِيثُهُ مُنْكَرَةٌ، وَفِيهِ تَحَامُلٌ عَلَى السَّلَفِ، قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَلَى وَهْنِهِ أَسْقَطُ لِكَذِبِهِ مِنَ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ، وَاسْمُهُ رِفَاعَة وَحده وَقَالُوا: مُعَاوِيَة وَعَمْرو غَيْرُ مَنْسُوبِينَ، وَلَقَّنُوهُ لِيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، فَحَدَّثَ بِهِ عَلَى مَا وَضَعُوهُ فِي كِتَابِهِ. وَلَمْ يَصح عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهُ ذَكَرَ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ إِلَّا بِخَيْرٍ. وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَفَعَ الحَدِيث إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهُ قَالَ: " يَكُونُ فِي آخِرَ هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ، وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ فِي مُتَّخِذِي الْقَيْنَاتِ وَشَارِبِي الْخُمُورِ،

وَلابِسِ الْحَرِيرِ "، وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْجَصَّاصُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ / وَيَزِيدُ مَتْرُوك الحَدِيث، وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَنْ مَاتَ وَلَهُ قَيْنَةٌ فَلا تُصَلُّوا عَلَيْهِ "، وَهُوَ حَدِيثٌ رُوِيَ بِإِسَنَادٍ مَجْهُولٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلِيٍّ، وَخَارِجَةُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ مِنْ أَهْلِ سَرَخْسَ، وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْجَنَدِيِّ قَالَ: قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بشر صَاحب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يَا بن الْجَنَدِيِّ: قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا أَبَا صَفْوَانَ [قَالَ] : وَاللَّهِ ليُمْسَخَنَّ قَوْمٌ وَإِنَّهُمْ لَفِي شُرْبِ الْخَمْرِ، وَضَرْبِ الْمَعَازِفِ حَتَّى يَكُونُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ح وَالْحَدِيثُ مَوْقُوفٌ وَابْنُ الْجَنَدِيِّ مَجْهُول. وَالنَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَلَّا يُعَذِّبَ أُمَّتَهُ بِمَا عَذَّبَ بِهِ الأُمَمُ قَبْلَهَا، فأَعْطَاهُ ذَلِكَ. وَاحْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَعْضُهُ، وَفِيهِ زِيَادَةٌ أُخْرَى أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا يَحِلُّ بَيْعُ الْمُغَنِّيَاتِ، وَلا شِرَاؤُهُنَّ، وَلا جُلُوسٌ إِلَيْهِنَّ / ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا رَفَعَ رَجُلٌ عَقِيرَتَهُ بِغِنَاءٍ إِلَّا ارْتَدَفَ عِنْدَ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ عَلَى عَاتِقِهِ حَتَّى يَسْكُتْ " ح وَهَذَا حَدِيثٌ قَدْ تَقَدَّمَ أَوَّلُهُ من حَدِيث عبيد بْنِ زَحْرٍ. وَهَذَهِ الزِّيَادَةُ فِي رِوَايَة مسلمة ابْن عَلِيٍّ الْحُسَيْنِيِّ الدَّمِشْقِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَرْثِ الذِّمَارِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَة ومسلمة هَذَا، قَالَ بْنُ مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثٍ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ رِوَايَةِ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعت رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ: " الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ " هَكَذَا رَوَاهُ

سَلام عَن الشَّيْخ مَجْهُولٍ لَا يُعْرَفُ وَرَوَاهُ جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ ابْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَوْلُهُ / وَلَمْ يَذْكُرِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَرَوَاهُ الثِّقَاتُ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَوْلُهُ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدًا تَقَدَّمَهُ فِيهِ، وَهَذَا أَصَحُّ الأَسَانِيدِ فِيهِ مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ. وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثٍ رُوِيَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَّيَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِذْ جَاءَهُ عَمْرُو بْنُ قُرَّةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهِ كَتَبَ عَلِيَّ الشِّقَوَةَ، وَلا أَرَانِي أُرْزَقُ إِلَّا مِنْ دُفِّي بِكَفِّي فَتَأْذَنُ لِي فِي الْغِنَاءِ مِنْ غَيْرِ فَاحِشَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لَا إِذْنَ، وَلا كَرَامَةَ، وَلا نِعْمَةَ، وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا، وَهُوَ حَدِيث رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق ابْن هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاء عَن بشر ابْن نُمَيْرٍ عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَّيَةَ، وَيَحْيَى بْنِ الْعَلاءِ هَذَا مديني الأَصْل رازي - قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ يُكَنَّى، أَبَا عَمْرٍو لَيْسَ بِثَقَةٍ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَلاءِ، الصَّيْرَفِيُّ: يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَاحْتَجُّوا / بِمَا رُوِيَ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَنَّهُ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسَبِ الزِّمَّارَةَ، وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْبَاقِلانِيُّ الْبَصْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَسُلَيْمَانَ هَذَا مَتْرُوك الحَدِيث غير ثِقَة. وَاحْتَجُّوا بقول عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي اللَّهِ عَنهُ مَا تَغَنَّيْت، وَلَا تمنيت، وَلَا مسست ذكري بيميني مُنْذُ مَا بَايَعت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الحَدِيث، وَهُوَ حَدِيثٌ رَوَاهُ صَقْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بن بنت مَالك

ابْن مِغْوَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْهُ فِي حَدِيثِ الْقَفِّ وَالصَّقْرِ هَذَا لَمْ أَرَ لَهُمْ فِيهِ كَلامًا، ورأيته ذكر فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَشْيَاءَ، لَمْ يَأْتِ بِهَا غَيْرُهُ، مِنْهَا أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ وَبِالْخِلافَةِ، وَهَذَا لَمْ يَأْتِ بِهِ غَيْرُهُ فَأَوْجَبَ تَرْكَ حَدِيثِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهِ: فِبَهِذِهِ الأَحَادِيثِ / وَأَمْثَالِهَا احْتَجَّ مَنْ أَنْكَرَ اسْتِمَاعِ الْغِنَاءِ جَهْلا مِنْهُمْ بِصِنَاعَةِ الْحَدِيثِ، وَمَعْرِفَتِهِ وَعِلْمِهِ فَيَرَى الْوَاحِدُ مِنْهُمْ إِذَا رَأَى حَدِيثًا مَكْتُوبًا فِي كِتَابٍ جَعَلَهُ لِنَفْسِهِ مَذْهَبًا، وَاحْتَجَّ بِهِ عَلَى مُخَالِفِهِ، وَهَذَا غَلَطٌ عَظِيمٌ، لَا بَلْ جَهْلٌ جَسِيمٌ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الأَدِيبِ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَعْدَ سَمَاعِهِ، وَلَمْ يُمَيِّزْ صَحِيحَهُ وَسَقِيمَهُ، فَلَيْسَ بِعَالِمٍ، وَنَحْنُ نُتْبِعُ هذَيْن الْفَصْلَيْنِ بِفضل ثَالِثٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَصْحَابَهُ، وَالتَّابِعِينَ. وأَئِمَةِ الْمُسْلِمِينَ أَمَرُوا بِالتَّسْهِيلِ وَنَهُوا عَنِ التَّضْيِيقِ وَالتَّشْدِيدِ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا يَمْزَحُونَ وَيَلْعَبُونَ، وَلَمْ يَكُونُوا كقراء زَمَاننَا هَذَا - لاكثرهم اللَّهِ - يُرَخِّصُونَ / فِيمَا حَرَّمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَتَشَدَّدُونَ فِي تَحْرِيمِ مَا أَحَلَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلا نَرَى قَارِئًا مُتَقَشِّفًا إِلَّا وَالْغَيْبَةُ شِعَارُهُ وَالْوَقِيعَةُ فِي النَّاسِ دِثَارُهُ، وَقَدْ صَحَّ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، وَلَيْسَ قَصْدُنَا اسْتِيعَابَ هَذَا الْفَصْلِ وَالْبَحْثِ عَنْ أَحْوَالِهِمْ وَنَحْنُ نَذْكُرُ قَدْرًا يَسِيرًا مِمَّا أَشَرْنَا إِلَيْهِ. وَاللَّهُ الْمُسَهِّلُ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ قَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ بِآمِدَ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَدْلُ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ: حَدَّثَنَا جَدِّي مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، حَدثنَا عبد اللَّهِ ابْن عدي. قَالَ: أخبرنَا اسحق ابْن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ / بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ غَزْوَانَ بِخَطِّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْبُخَارِيُّ عَنْ خَارِجَةَ عَنْ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْر بن اسحق قَالَ: كَانَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْنِ لَمْ أَرَ قوها أهْدى سيرة، وَلَا أقل تشديدا مِنْهُمْ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ أَبِي حَرْبٍ بِالرَّيِّ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَنَا الرُّخْصَةُ فِي فِقْهٍ فَأَمَّا التَّشْدِيد فُكُلُّ أَحَدٍ يُحْسِنَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الْفضل ابْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْمَعْرُوفُ - بِابْنِ النَّصْرِ بْنِ كَامِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ، قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَجَلِيَّ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ / الْكِنَانِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عبد اللَّهِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْمَكِّيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْت أحد مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ - فِي كَثْرَةِ مَنْ لَقِيتُ وَرَأَيْتُ مِنْهُمْ بِمَكَّةَ مِمَّنْ هُوَ مُقيم، وَمِمَّنْ قد عَلَيْنَا فِي الْمَوَاسِمِ، وَلا فِيمَنْ لقِيت بِالشَّام وسواحلها ورباطاتها، والاسكندرية - أَشَدَّ اجْتِهَادًا، وَلا أَدْوَمَ عَلَى الْعِبَادَةِ مِنَ الْمُزَنِيِّ. وَلا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَعْظِيمًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلأَمْرِهِ مِنَ الْمُزَنِيِّ وَلَقَدْ كَانَ يَنْصُرُ أَهْلَ الذِّمَّةِ مِنَ الظُّلْمِ كَمَا يَنْصُرُ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَ أَشَدَّ النَّاسِ تَضْيِيقًا عَلَى نَفْسِهِ فِي الْوَرَعِ. وَأَوْسَعَهُ فِي ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن الْحسن ابْن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمر بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْنٍ، قَالَ كَانَ مُحَمَّدٌ أَرْجَى النَّاسِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ. وَأَشَدَّهُ أَزْرًا عَلَى نَفْسِهِ.

فصل

فَصْلٌ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الْوَاعِظُ بِالرَّيِّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ / أَحْمَدَ حَمْدَوَيْهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَمُوَيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ يَحْيَى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ لَا يَلْتَفِتْ وَرَاءَهُ إِذَا مَشَى وَكَانَ رُبَّمَا تَعَلَّقَ رِدَاؤَهُ بِالشَّجَرَةِ، أَوِ الشَّيْءِ فَلا يَلْتَفِتْ يَرْفَعُوهُ عَلَيْهِ. قَالَ الأَئِمَّةُ: كَانُوا يَمْزَحُونَ وَيَضْحَكُونَ، وَكَانُوا قَدْ أَمِنُوا الْتِفَاتَهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ ابْن عَلِيٍّ الأَدِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ فِيمَا أَذِنَ قَالَ: سَمِعت على بن جمشاد يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ نُعَيْمٍ. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ شُعَيْبٍ الأَسَدِيَّ بِنَيْسَابُورَ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ بَشِيرٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى الْحَسَنِ. فَقَالَتْ: يَا أَبَا سَعِيدٍ: يَتَزَوَّجُ الرَّجُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ؟ قَالَ نَعَمْ. قَالَ: فَسَفَرَتْ عَنْ وَجْهِهَا، وَقَالَتْ: وَعَلَى مِثْلِي؟ قَالَ: وَعَلَى مِثْلِكِ. قَالَ: فَوَلَّتْ ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا سَعِيدٍ: لَا تُحَدِّثِ الرِّجَالَ / بِمِثْلِ هَذَا فَقَالَ الْحَسَنُ: وَمَا عَلَى الرَّجُلِ إِذَا كَانَتْ عِنْدَهُ مِثْلُ هَذِهِ، مَا أَقَبْلَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا أَدْبَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّيلِيُّ قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن ابْن صُبَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ هِلالٍ، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى الْبَكَّا، قَالَ: مَا عِبْنَا عَلَى الْحَسَنِ قَطُّ إِلَّا كَلِمَتَيْنِ. قَالَ: بَعَثَنِي أَصْحَاب مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَإِلَى جَنْبِهِ امْرَأَةٌ كَأَنَّهَا شِقُّ قَمَرٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقَالُوا: امْرَأَتُهُ. وَجَاءَتُهُ

امْرَأَةٌ ذَاتَ يَوْمٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَلَمَّا قَامَتْ، قَالَ: مَا عَلَى رَجُلٍ مَا فَاتَهُ مِنَ الدُّنْيَا، إِذَا أَغْلَقَ بَابَهُ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ فَمِنَّا مَنْ وَضَعَهُ عَلَى عَقْلِهَا، وَمِنَّا مَنْ وَضَعَهُ عَلَى جَمَالِهَا أخبرنَا إِسْمَاعِيل ابْن مَسْعَدَةَ، قَالَ أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصِّرَارِيُّ / قَالَ: رَأَيْت عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ - وَمَرَّتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهَا. وَقَالَ: هَذِهِ مِنْ مَرَاكِبِ الْمُلُوكِ. أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ الذُّهْلِيُّ بِبَغْدَادَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَزَّارُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ إِجَازَةً، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْبٍ الْكَاتِبُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عبد اللَّهِ اليمامي. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْعَرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فَذَكَرُوا شِعْرَ أَبِي نُوَاسَ. فَقَالَ بن عُيَيْنَةَ: أَنْشِدُونِي لَهُ شِعْرًا فأَنْشَدُوهُ: (مَا هَوَى إِلَّا لَهُ سَبَبُ ... يَبْتَدِي مِنْهُ وَيَنْشَعِبُ) (فَتَنَتْ قَلْبِي مُحِبَّبَةٌ ... وَجْهُهَا بِالْحُسْنِ مُنْتَقِبُ) (تُرِكَتْ وَالْحَسَنُ تَأْخُذُهُ ... تَنْتَقِي مِنْهُ وَتَنْتَخِبُ) (فَاكْتَسَتْ مِنْهُ ظَرَائِفَهُ ... وَاسْتَزَادَتْ بَعْضَ مَا تَهَبُ) فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَهَا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ فِرَاسٍ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا / قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَمَّامِيُّ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا

أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ فَهْمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ بِمِصْرَ جَارِيَةً أُعْطِي بِهَا أَلْفُ دِينَارٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهَا. قُلْتُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا مِثْلُكَ يَقُولُ هَذَا:؟ ! فَقَالَ لِي: اسْكُتْ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهَا وَعَلَى كُلِّ مَلِيحٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن برقار عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: قَبَّلْتُ امْرَأَةً لَيْسَتْ لِي بِامْرَأَةٍ. وَلا أَمْلِكُهَا، قَالَ: زَنَا فُوكَ قَالَ: فَمَا كَفَّارَةُ مَا صَنَعْتُ؟ قَالَ: تَسْتَغْفِرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَلا تَعُودُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بن اسحق بْنِ مَنَدَةَ بِأَصْبَهَانَ / قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي: أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. قَالَ: أَخْبرنِي بن لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ يَعْمُرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قُلْتُ: لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: عِنْدَنَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ الْعَبَّادِ. إِذَا سَمِعَنَا نَذْكُرُ شِعْرًا، صَاحَ علينا، فَقَالَ بن الْمُسَيِّبِ: ذَاكَ رَجُلٌ نَسَكَ نُسَكَ الْعَجَمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخْلِصُ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ. قَالَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. إِنَّ نَاسًا كَرِهُوا إِنْشَادَ الشِّعْرِ فَقَالَ: لَقَدْ نَسَكُوا نُسْكًا أَعْجَمِيًا، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الإِسْفَرَايِينِيُّ بِهَا، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ السَّقَا الْحَافِظُ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأُمَوِيُّ. قَالَ: / سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ

الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لأَنْ يَلْقَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْعَبْدُ بِكُلِّ ذَنْبٍ، خَلا الشِّرْكَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْهَوَى، بن عَبْدِ اللَّهِ الْعَدْلُ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّبَيْدِيِّ. قَالَ: إِنَّهُ يُعْجِبُنِي مِنَ الْقُرَّاءِ، كُلَّ سَهْلٍ طَلْقٍ مِضْحَاكٍ، فَأَمَّا مَنْ تَلْقَاهُ بِالْبِشْرِ، وَيَلْقَاكَ بِالْعُبُوسِ، كَأَنَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكَ بِعَمَلِهِ. فَلا كَثَّرَ اللَّهِ فِي الْقُرَّاءِ مِثْلَهُ - أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْملك النسوي. حَدثنَا أَبُو أَحْمد الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس السراح مُحَمَّد بن اسحق، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو قدامَة حَدثنَا وَكِيع ابْن الْجراح عَن سُفْيَان بن أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي الرساع / عَنْ أَبِي الدِّهْقَانِ، قَالَ: قَالَ الْأَحْنَف بن قيس، يَا بن أَخٍ: لَعَلَّكَ مِنَ الْعَرَّاضِينَ. فَقَالَ: يَا أَبَا بَحْرٍ، وَمَا الْعَرَّاضُونَ؟ قَالَ: الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا. يَا ابْنَ أَخٍ. إِذَا عُرِضَ لَكَ الْحَقُّ، فَاقْصِدْ لَهُ، وَالْهُ عَمَّا سِوَى ذَلِكَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى النَّيْسَابُورِيُّ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ. قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: عَلَيْكَ بِآثَارِ السَّلَفِ، وَإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ، وَإِيَّاكَ وَرَأْيَ الرِّجَالِ، وَإِنْ زَخْرَفُوهُ بِالْقَوْلِ، وَإِنَّ الأَمْرَ يَتَجَلَّى حِينَ يَتَجَلَّى وَأَنْتَ مِنْهُ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

الصَّرِيفِينِيُّ بِبَغْدَادَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلانِيُّ الْمُقْرِي، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُخَاصِمُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ / التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ. عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. قَالَ: كَانُوا يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَنِ الشَّيْءِ هُوَ حَلالٌ؟ فَمَا يَزَالُونَ يَسْأَلُونَ حَتَّى يُحَرَّمَ، فِإِذَا حُرِّمَ عَلَيْهِمْ وَقَعُوا فِيهِ فَقَدْ تَبَيَّنَ لَكَ أَعَاذَنَا اللَّهِ وَإِيَّاكَ مِنَ الأَهْوَاءِ الْمُضِلَّةِ، وَالآرَاءِ الْمُضْمَحِلَّةِ بِمَا قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ لَكَ، وَاللَّهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ يَجْعَلُنْا مِمَّنْ يَقْتَدِي بآثار رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. ويستن سنة الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ إِنَّهُ جواد كريم. آخر كتاب السماع وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين، وَصلى اللَّهِ على سيدنَا مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ. . آمين. تمّ بِحَمْد اللَّهِ

§1/1