السفر الخامس من كتاب الذيل

ابن عبد الملك المراكشي

مقدمة

مقدمة أعود إلى بعض ما قلته في مقدمة السفر الرابع مذكرا بأن هذا السفر الخامس قد جرى تحقيقه على ثلاث نسخ: (1) نسخة حليم ورمزها (ح) ؛ (2) نسخة المتحف البريطاني - القسم الأول - ورمزها (م) ؛ (3) نسخة الرباط ورمزها (ط) ، وإن الأولى هي المعتمدة، وهي التي أثبت أرقام صفحاتها، فإذا وجد القارئ فجوات في ترقيم الصفحات، فإنما مرد ذلك إلى اقتصار بعض الأوراق على صفحة واحدة في كل ورقة، وإلى أن بعض الأوراق جاء مضطربا فأعدت ترتيبه. وقد رأيت أن أحافظ على التعليقات التي وردت على هوامش (ح) لأنها مفيدة قيمة، ولكن من هو كاتب هذه التعليقات؟ نحن نعرف اثنين لهما علاقة بالنسخة (ح) أحدهما بقي من أسمه على الورقة الأولى:؟؟ محمد بن علي بن القاسم التجيبي، والثاني محمد بن إبراهيم بن سلمة الخزرجي الذي أكمل الكتاب مطالعة عام 768؛ غير إني لم أستطع - رغم البحث الطويل - أن أتوصل إلى معرفة أسم المعلق، فجمعت من خلال تعليقاته معلومات قد تسهل تعيينه في المستقبل. فهو تلميذ أبي جعفر أبن الزبير صاحب صلة الصلة، وولاؤه لهذا الأستاذ أكثر من ولائه لأبن عبد الملك، ومن شيوخه أبو القاسم بن الطيب، وأبوا عبد الله: النولي وأبن خلوف، وأبو فارس عبد العزيز بن إبراهيم الجزري

الشقري التلمسيني الأصل، وأبو عبد الله بن عياش الأنصاري الخزرجي والأديب الماهر المتكلم أبو عبد الله محمد بن عمر المعروف بابن خميس البجاوي ثم التلمسيني. وممن أجاز له عتيق بن أحمد بن محمد بن يحيى الغساني الغرناطي سنة 687 وهو يتولى يومئذ قضاء المرية، وأبو الحسن بن فضيلة، كتب إليه مجيزا جميع ما يحمله غير مرة، منها في رجب ثمانية وثمانين وستمائة - وأبن فضيلة هذا ممن كتب أيضا لأبن عبد الملك بإجازة ما كان عنده مطلقا - ومنهم: علي بن يوسف أبن علي العبدري الغرناطي أبو الحسن، كتب إليه مجيزا جميع ما يرويه من دمشق في 17 جمادى الآخرة سنة 695 وعلي بن حمد بن علي الخشني الغرناطي أبو الحسن البلوطي، كتب إليه مجيزا جميع ما يرويه. ولهذا المعلق صلة استيطان أو إقامة بسبتة ولعله من أهلها، لقوله في بني سمجون: " ولهم عندنا بسبتة بقية "، ولعله لقي بها أيضا أستاذه أبا فارس الجزري لأنه يسميه " نزيل سبتة "، ويبدو أن له رحلة بلغ فيها إلى بجاية، إذ يقول عند ذكر كتاب " التقريب والحرش " لأبن المرابط: " سمعت جميعه في أصل مؤلفه بخطه على أبي صالح ببجاية؟. " ولقي من العلماء أيضا أبا عبد الله بن برطال فحدثه عن عيسى الرعيني؛ ومن أصحابه عبد الله بن عدي القيسي؛ وليس في تعليقاته على هذا الجزء ما يتجاوز عام 727 هـ. وهو رجل دقيق حسن الضبط لا يفوته إلا النادر القليل من أخطاء النسخة الأصلية؛ حسن الإطلاع إلا أن مصادره لم تمكنه من استيفاء أكثر البياض الذي خلفه أبن عبد الملك، وأهم هذه المصادر لديه: صلة الصلة لأبن الزبير والتكملة لأبن الآبار وصلة أبن بشكوال وتاريخ أبن القرضي وقضاة قرطبة للخشني، وتاريخ أبن صاحب الصلات ومعجم أبن مسدي ومعجم أبن جميع ومعجم أبي إسحاق البلقيقي وأبم المفضل وأدباء مالقه لأبن خميس. وقد وقف من المؤلفات على كتاب الربعين حديثا لأبي عبد الله بن الصيقل وعلى كتاب الإمعان في

شروح مصنف أبن عبد الرحمن لأبي الحسن أبن النعمة ويبدو أن بعض معلوماته مستمد من " القدح المعلى " لأبن سعيد كما في النوادر المروية عن الدباج والشلوبين أو لعل المؤلفين يأخذان من مصدر واحد. ويغلب عليه التحرج وبخاصة حين يورد أبن عبد الملك خبرا أو شعرا في ذم بعض من يترجم بهم، من ذلك دفاعه عن الشلوبين في تهمة عرض بها المصنف إذ علق قائلا: " لا أعلم من ذكر أبا علي بما عرض به المصنف، وقد لقيت من أصحابه عددا كثيرا، فكان حقه ألا يتعرض لمثل هذا الشيخ في شهرته وجلالته معلوماته وكثرة المنتفعين به ". وقد اضطرني حجم هذا السفر إلى أن أجعله في قسمين، على أن تجيء الفهارس في آخر القسم الثاني، ولا يسعني إلا أن أكرر شكري لجميع الأصدقاء الذين نوهت بهم في مقدمة السفر الرابع، اعترافا بفضلهم الكبير في إخراج هذا الكتاب، والله الموفق. إحسان عباس الجامعة الأمريكية في بيروت أول آذار (مارس) 1965

العين

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا ومولانا محمد نبيه 1 - عبد الملك بن أحمد بن أحمد بن سعيد بن نهيك الزهري: شلبي أبو الوليد؛ روى عن أبي الحسين ابن الطلاء وأبي محمد بن عمروس وغيرهما، وكان محدثاً راوية، حياً سنة ثمانين وخمسمائة. 2 - عبد الملك بن أحمد بن أبي يداس الصنهاجي (1) : جياني سكن شاطبة ثم شقورة أبو مروان؛ تلا ببلده على أبي بكر ركب وتأدب به في النحو والأدب واختص به؛ وأخذ بالمرية عن أبي إسحاق بن صالح وأبوي الحجاج: الاندي وابن يسعون وأبي محمد الرشاطي وسواهم. روى عنه أبو الحسن بن احمد الشقوري وأبو عبد الله بن سلمة المعمر وأبو عمر يوسف بن عياد وأبو عمرو ونصر بن بشير؛ وكان مقرئاً نحوياً لغوياً أدبياً ذاكراً للآداب راوية للأخبار والأشعار ذا حظ من قرض الشعر؛ وخرج من بلده بعد أربعين وخمسمائة بانقراض دولة اللمتونيين فنزل شاطبة وتصدر بها لإقراء القرآن وتدرس العربية، ثم تحول إلى شقورة وأقرأ بها وتولى الخطبة بجامعها إلى أن توفي بها، في جمادى الأخرى

_ (1) بغية الوعاة: 311 والتكملة رقم: 1719.

3 - عبد الملك بن أحمد بن قاسم:

سنة ستين وخمسمائة، ومولده بجيان سنة عشر وخمسمائة أو نحوها. 3 - عبد الملك بن أحمد بن قاسم (1) : أبو الحسن؛ روى عن أبي جعفر البطروجي. 4 - عبد الملك بن أحمد بن سعود: شقوري أبو مروان؛ روى عن أبي علي الصدفي. 5 - عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن طاهر بن حيدرة ابن مفوز ابن احمد بن مفوز ابن عبد الله بن مفوز بن غفول بن عبد الله [الله] بن أيوب ابن مدرك ابن سراج بن جعفر الداخل إلى الأندلس، المعافري: شاطبي أبو الحسين بن مفوز؛ روى عن أبيه أبي بكر أحمد وعمه أبي الحسين محمد وأبي الخطاب بن واجب وأبي الربيع بن سالم وأبي عبد الله بن عبد العزيز بن سعادة. روى عنه أبو محمد مولى أبي عثمان بن حكم؛ وكان أديباً بارعاً ناظماً ناثراً مشاركاً في فنون من العلم واستقضي بغير موضع وحمدت سيرته وله مصنف سماه: " تشوف الأريب لتالف الغريب ". اسمع بمنرقة وبتونس وبها توفي في الثلث الآخر من ليلية الأربعاء مستهل محرم إحدى [2 ظ] وستين وستمائة؛ ومولده سنة ست وتسعين وخمسمائة. 6 - عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن عيسى اليحصبي: له إجازة من أبي عمر بن عبد البر.

_ (1) م: بن ربيع.

7 - عبد الملك بن أحمد بن محمد بن نذير بن وهب بن نذير الأبهري:

7 - عبد الملك بن أحمد بن محمد بن نذير بن وهب بن نذير الأبهري (1) : من أهل شنت مرية شرق، أبو مروان؛ روى واخذ (2) عن أبيه أبي جعفر وأبي إسحاق موسى بن الجياب وأبي الحسن (3) ابن الحسن صاحب الصلاة وأبي محمد عبد الدائم بن مرزوق، وتجول في بلاد الأندلس طالباً العلم وروى بمدينة سالم وغيرها. روى عنه ابنه أبو عيسى لب وأبو الوكيل بن ورهزن (4) ؛ وكان زاهداً فاضلاً حسن الخط، عني كثيراً بالرحلة في لقاء الشيوخ للرواية عنهم، واستقضى ببلده، وتوفي بعد التسعين وأربعمائة. 8 - عبد الملك بن احمد بن محمد الازدي (5) : غرناطي أبو مروان ابن القصير؛ روى عنه أبو جعفر بن أخيه أبي الحسن أحمد وأبو اسحق الغرناطي وأبو تمام وأبو خالد بن رفاعة، وكان أحد فقهاء بلده وحفاظهم، جليل القدر عند أهل بلده، تصدر لاقراء الفقه وشوور به، واستقضي ببياسة وغيرها؛ وتوفي قبل الأربعين وخمسمائة (6) .

_ (1) م: الفهري: وانظر ترجمته في التكملة رقم: 1696. (2) م: روى ببلده. (3) هنا تلتقي النسخة ط مع النسختين: م ح. (4) التكملة: ورضوان. (5) ترجمته في التكملة رقم: 1707. (6) هنا ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: عبد الملك بن احمد بن محمد بن قسوم المحاربي غرناطي، أبو مروان ابن المرأة، أخذ عن أبي بكر بن النفيس وغيره، وله رحلة إلى المشرق حج فيها، وقفل إلى بلده وكان جليلا فاضلا معلماً لكتاب الله تعالى كثير التلاوة ملازماً؟؟ توفي سنة خمس وتسعين وخمسمائة وقد علت به السن..

9 - عبد الملك بن إبراهيم بن خلف بن محمد القيسي:

9 - عبد الملك بن إبراهيم بن خلف بن محمد القيسي: قرموني؛ روى عن أبي عبد الله أحمد الخولاني. 10 - عبد الملك بن إبراهيم بن عبد الملك بن عزان: موروري (1) ؛ كان حياً سنة ثمانين وخمسمائة. 11 - عبد الملك بن ابراهيم بن هارون العبدري (2) : ميورقي أبو مروان؛ روى عن آباء عبد الله: ابن خلف البنيولي وابن غيداء وابن المعز، وأبي محمد بن حوط الله. [3 و] . روى عنه جمهور أهل بلده، وأبو عبد الله بن علي بن عثمان المشرقي؛ وكان مقرئاً مجوداً مشاركاً في العربية، تصدر لإقراء القرآن وتدريس النحو، وخطب بجامع بلده نحو عشرين سنة، واستشهد رحمه الله في تغلب الروم عليه يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من صفر سبع وعشرين وستمائة. 12 - عبد الملك بن إبراهيم بن هاشم القيسي: مروي أبو محمد حفيد هاشم؛ روى عنه صهره على بنته أبو عبد الله الحمزي، وكان فقهياً خيراً فاضلاً وشرح تفريع ابن الجلاب؛ واتفق اهل المرية على الرغبة ليوسف ابن تاشفين في توليته خطة القضاء بالمرية، فلما احس ذلك منهم قصد كبيرهم الذي يستمعون إليه ويصدرون عن رأيه وقال له: اتقوا الله فإنكم

_ (1) م ط: مروزي. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1728.

13 - عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الملك التجيبي:

متى فعلتم هذا فررت عن أهلي وولدي والله سائلكم عني، فأمسكوا عنه. 13 - عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الملك التجيبي (1) : لورقي أبو مروان ابن الفراء؛ روى عن أبي الحسن شريح؛ روى عنه أبو بكر بن أبي نصير وأبو عبد الله رشيد بن باز وكان مقرئاً نحوياً تصدر لإقرار ذلك ببلدة مدة، وكان حياً في غرة ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. 14 - عبد الملك بن أبي حرملة (2) : قرطبي؛ صحب عثمان بن أيوب بن أبي الصلت، وكان فقيهاً حافظاً متقدماً معتنياً بالعلم. 15 - عبد الملك بن إدريس (3) : بجاني سكن قرطبة؛ رحل وحج ورويى بمصر عن أبي عبد الله محمد بن جعفر الأنماطي المقرئ سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وقفل إلى الأندلس، وجلب كتاب " الوقف والابتداء " عن نافع برواية ورش روايته عن أبي عبد الله المذكور، فكتب للخليفة الحكم منه، وقوبل معه في رمضان ثمان وأربعين وثلاثمائة. 16 - عبد الملك بن إسماعيل بن محمد بن فورتش (4) : سرقسطي

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1718. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1680. (3) هامش ح: زاد ابن الابار بعد ادريس نافعاً. قلت: انظر ترجمته في التكملة رقم: 1684. (4) ترجمته في التكملة رقم: 1689.

17 - عبد الملك بن إسماعيل بن محمد بن محمود التجيبي:

أبو مروان؛ وهو أخو القاضي أبي عبد الله. روى سماعاً عن أبي عبد الله ابن الحذاء وأبي عمر الطلمنكي وأبي عمرو بن الصيرفي، وكان من بيت علم ونباهة، توفي عقب الظهر من يوم الخميس لخمس بقين من ربيع الأول سنة سبع وثلاثين واربعمائة، وهو معتقل مع أخيه القاضي بربض منتشون، ودفن بسرقسطة عقب صلاة الظهر لليلتين بقيتاً من شهر ربيه المذكور. 17 - عبد الملك بن إسماعيل بن محمد بن محمود التجيبي: وشقي أبو مروان؛ روى عن أبي بكر بن العربي بمراكش، وعن أبي الحسن عباد [3 ظ] ابن سرحان. أراه الذي ذكره ابن بشكوال في معجم شيوخه وقال فيه: " الخشني "، ولم يذكر محموداً جد أبيه ولا شيئاً مما بعد كنيته. 18 - عبد الملك بن إسماعيل الخشني (1) : ابن المعلم؛ روى عن أبي عبد الله بن الحاج، ويمكن ان يكون الوشقي المذكور قبله يليه، وتصحف التجيبي من الخشني، والله اعلم. 19 - عبد الملك بن أيمن بن فرجون (2) : ويقال فرج مولى الأمير هشام بن عبد الرحمن بن معاوية وقيل مولى الحكم بن هشام قرطبي أبو مروان؛ هو والد الفقيه محمد بن عبد الملك بن أيمن، تفقه بالأندلس

_ (1) انظر التكملة رقم: 1702. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1679 والجذوة: 263 وبغية الملتمس رقم: 1059. وقال الحميدي والضبي: وأظنه والد محمد بن عبد الملك بن أيمن المصنف.

20 - عبد الملك بن أيمن بن فرجون القرشي الأموي، مولاهم:

ورحل مع ابنه محمد إلى المشرق، فلقي أبا الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح وسحنون بن سعيد وغيرهما؛ روى عنه ابنه محمد وعبد العزيز ابن أبي سفيان الغافقي، واستأدبه الأمير عبد الرحمن بن الحكم لأولاده، وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. 20 - عبد الملك بن أيمن بن فرجون القرشي الأموي، مولاهم: أبو مروان، تفقه بالأندلس ثم رحل وحج وسمع بمصر من حفيد عبد الغني ابن سعيد الحافظ ونظراته؛ ثم قفل إلى الأندلس فاستوطن قرطبة وروى بها إلى ان توفي بها سنة سبع عشرة وخمسمائة. 21 - عبد الملك بن بونه بن سعيد بن عصام بن محمد بن ثور العبدري (1) : غرناطي سكن مالقة، أبو مروان ابن البيطار؛ روى عن أبي بحر وأبي بكر غالب بن عطية وآباء الحسن: ابن الباذش وابن دري وابن كرز ويونس بن مغيث وأبي عبد الله بن اخت غانم وأبي الوليد ابن رشد، سمع عليهم وقرأ وأجازوا له؛ وأجاز له ابوا بكر: ابن سابق وعبد الباقي بن برال، وأبو الحسن عبد الرحمن بن عفيف وأبو عبد الله ابن زغيبة (2) وأبو علي الصدفي وأبوا محمد: سبط أبي عمر بن عبد البر وابن عتاب، وسمع منه. ومن شيوخه سوى من ذكر ولا أتحقق الآن

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1712 ومعجم الصدفي: 250 (رقم: 230) وبغية الملتمس رقم: 1060. (2) م ط: رغيبة.

23 - عبد الملك بن جعفر:

كيفية أخذه عنهم: أبو جعفر البطروجي وأبو الوليد بن طريف. روى عنه أبناؤه أبو جعفر احمد وأبو محمد عبد الحق وأبو عبد الله محمد، وآباء عبد الله: ابن عروس الاستجي وابن الفخار وابن الفرس وأبو الحسن بن الضحاك وأبو زيد السهيلي وأصبغ بن أبي العباس؛ وكان محدثاً [4 و] مكثراً من الرواية، عني كثيراً بلقاء المشايخ وحملة العلم، عالماً بصناعة الحديث مثابراً على التقييد ديناً فاضلاً، واستقضي بمالقة. ولد سنة ثنتين وستين واربعمائة، وتوفي يوم السبت لست خلون من محرم تسع وأربعين وخمسمائة بمالقة، وهذا أصح ما قيل في تاريخ وفاته. 22 - عبد الملك بن جعفر بن عبيد الله بن علي بن عبد الملك بن عبد الرؤوف القرشي الأموي. 23 - عبد الملك بن جعفر: أبو مروان؛ تلا عليه أبو الحسن (1) صالح بن خلف. 24 - عبد الملك بن الحسن: أبو مروان (2) ؛ روى عن أبي الحسن شريح. 25 - عبد الملك بن حسين الأزدي: أبو مروان؛ روى عن أبي جعفر البطروجي.

_ (1) أبو الحسن: سقطت من م ط. (2) م ط: ابن مروان.

27 - عبد الملك بن خلف بن حمدوس:

26 - عبد الملك بن حكم بن قاسم القرشي الهشامي (1) روى عن أبي عبد الله بن عتاب. 27 - عبد الملك بن خلف بن حمدوس: أبو مروان؛ روى عن أبي علي بن سكرة. 28 - عبد الملك بن خلف بن محمد الخولاني (2) : غرناطي سالمي الأصل (3) أبو مروان السالمي؛ تلا بالسبع على أبي الحكم العاصي بن خلف وأبوي عبد الله: ابن شريح والطرفي، وحمل عنه جميع مصنفاته، وأبي القاسم بن عبد الوهاب وروى عن أبي عبد الله بن فرج، واستظهر عليه ملخص القابسي، وأبي علي الغساني وأبي محمد بن خزرج. روى عنه أبو بكر بن الخلوف وأبو الحسن بن عبد الله بن ثابت وكان شيخاً فاضلاً صالحاً زاهداً مقرئاً متحققاً صدراً في جلة أهل الأداء، تصدر للإقراء بغرناطة كثيراً، ولم يذكره ابن الابار في أصحاب الغساني. 29 - عبد الملك بن خلف بن معروف اللخمي: أبو مروان؛ روى عن أبي داود الهشامي وأبي عبد الله بن عبيد اللخمي وأبوي العباس: العذري وعبد الله بن احمد بن سعدون، وأبي عمران بن محمد

_ (1) م ط: الهاشمي. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1697. (3) يعني أصله من مدينة سالم بالثغر الشرقي.

30 - عبد الملك بن زكرياء:

ابن أحمد بن أبي العافية وأبي الفضل تقي بن أبي الوصول وأبي محمد بن الحسن المرادي وأبي الوليد الباجي. 30 - عبد الملك بن زكرياء (1) : قرطبي أبو مروان؛ روى عنه أبو عمر بن عبد الله سماه ابن بشكوال في مشيخته من جمعه وقال: شق الليل عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن زكرياء من اهل قرطبة عن أبي الحسن الأنطاكي، ولعله هذا وغلط فيه ابن بشكوال. 31 - عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان، ابن زهر الأيادي (2) اشبيلي وقد تقدم رفع نسبه في رسم أبيه؛ روى الحديث عن أبي محمد بن عتاب وكتب إليه وإلى أبيه من بغداد أبو محمد القاسم بن علي الحريري، وأخذ علم الطب عن أبيه. أخذ عنه ابنه أبو بكر محمد وأبو الحكم عبيد الله بن غلنده؛ وكان وجيه بلده جليل القدر في أهله نبيه السلف، حظياً عند الأمراء والملوك، متحققاً بصناعة الطب متقدماً فيها موفقاً في علاج المرضى؛ وكان أبو الوليد بن رشد يقول بتفضيله في صناعته على غيره من اهل عصره ويرفع به ويشهد بمهارته. وصنف للأمير أبي إسحاق ابن أمير المسلمين أبي يعقوب يوسف بن تاشفين اللمتوني كتاب " الاقتصاد في صلاح الأجساد "

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1685. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1717 وابن ابي أصيبة 2: 66 والمغرب 1: 265.

32 - عبد الملك بن سعيد الأوسي:

وفرغ منه سنة خمس عشرة وخمسمائة وله في الصناعة " كتاب التيسير في مداواة العلل على الأعضاء " شهر في النا وتداولوه وانتفعوا به، واعتمدوه، وكان أبو الوليد بن رشد يثني على هذا الكتاب أيضاً ويقول بفضله. وادركته مطالبة عند أبي الحسن علي بن يوسف بن تاشفين كانت سبب اعتقاله بسجن مراكش مدة، وبها وفيه لقيه أبو الحكم بن غنلده آخر صفر خمس وثلاثين وخمسمائة ثم سرح وعاد إلى بلده وتوفي به سنة سبع وخمسين وخمسمائة. 32 - عبد الملك بن سعيد الأوسي (1) : مالقي؛ تلا عليه ابنه أبو الحسن صالح بقراءة نافع، وكان من اهل العلم بالقراءات والعناية بها (2) واتقان تجويدها. 33 - عبد الملك بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة مولى الأمويين (3) : وشقي نزل بلنسية أبو مروان ابن الصيقل؛ تلا بالسبع على آباء الحسن: البرجي وابن شفيع وابن كرز وأبي زيد بن حيوة وأبي القاسم بن النخاس وأبي المطرف بن الوراق وغيرهم [5و] . وروى عن أبي بحر الاسدي وأبي بكر بن العربي وابوي الحسن: ابن الأخضر وشريح، وأبوي عبد الله: ابن الحاج وابن أبي الخير، وأبي عامر بن حبيب وأبي علي

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1704. (2) والعناية بها: سقطت من م. (3) ترجمته في التكملة رقم 1708.

34 - عبد الملك بن سلمة بن مسعود:

الصدفي وأبي عمران روى عنه أبو بكر بن هذيل وأبو جعفر بن نصرون وأبو عبد الله بن نوح وأبو عمر بن عياد؛ وكان مقرئاً مجوداً فقهياً فصيحاً متيقظاً فهماً، كتب بخطه الردئ كثيراً وأتقن ضبطه وتقييده، وتوفي بالمرية منصرفه من العدوة، سنة أربعين وخمسمائة وقد نيف على الخمسين من عمرو عن غير وارث إلا بيت المال، فصارت كتبه ببلنسية وماله بالمرية لبيت المال. 34 - عبد الملك بن سلمة بن مسعود: أبو مروان؛ روى عن أبي علي الصدفي. 35 - عبد الملك بن سليمان بن نصر: روى عن أصبغ بن راشد. 36 - عبد الملك بن طريف بن يدر بن يوسف بن مهاجر الأنصاري. 37 - عبد الملك ويقال نصر ويقال عبد الرحمن (1) ، كذا سماه أبو عامر السالمي وأبو الوليد بن الفرضي، ابن طريف اليحصبي: من ساكني ماردة؛ استقدمه منها عبد الرحمن بن معاوية لما ذكر له من علمه

_ (1) انظر التكملة رقم: 1626 وابن الفرضي 1: 298 وقضاة قرطبة: 39 والنباهي: 44.

38 - عبد الملك بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الرزاق الخزرجي:

38 - عبد الملك بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الرزاق (1) الخزرجي: أبو مروان؛ روى عن شريح. 39 - عبد الملك بن عبد الله بن بدرون الحضرمي (2) : شلبي أبو القاسم؛ روى عن طائفة من شيوخ بلده؛ روى عنه أبو عبد الله ابن الصفار الضرير، وحدث عنه بالإجازة أبو الخطاب بن خليل، وكان كاتباً بليغاً حسن الخط جيد الضبط، من أهل العناية التامة بالآداب، تاريخياً ذاكراً نبيلاً، وشرحه قصيدة أبي محمد عبد المجيد بن عبدون في رثاء المتوكل [5 ظ] على الله أبي بكر عمر بن محمد بن مسلمة التجيبي ابن الأفطس المسمى: " كمامة الزهر وصدفة الدرر " (3) شاهد بنبله ومعرفته بأيام الناس وإشرافه على حوادث الزمان، وكان حياً سنة ثمان وستمائة وتوفي بشلب. 40 - عبد الملك بن عبد الله بن حسان الغافقي: أبو مروان؛ روى عن الحاج أبي بكر بن العربي، وكان فقهياً عاقداً للشروط، بارع الخط مبرراً في العدالة، حياً سنة تسع عشرة وستمائة.

_ (1) ط: الزراق، م: الزواق، مع سقوط كلمة " عبد ". (2) ترجمته في تحفة القادم: 108 والتكملة رقم: 1727. (3) نشره دوزي بليدن عام 1860 ثم نشر بمصر سنة 1340 هـ.

41 - عبد الملك بن عبد الله بن سعدان الزهري:

41 - عبد الملك بن عبد الله بن سعدان الزهري: أبو الوليد؛ روى عن أبي الحسين بن الطلاء. 42 - عبد الملك بن عبد الله التنوخي: أبو مروان؛ روى عن الحاج أبي إسحاق بن عبد الله اليابري. 43 - عبد الملك بن عبد الله الخزرجي: ابن الوراق؛ روي عن شريح. 44 - عبد الملك بن عبد الله الغافقي: روى عن أبي علي الصدفي. 45 - عبد الملك بن عبد الله القرشي المرواني: قرطبي أبو مروان؛ روى عن أبي القاسم بن بشكوال؛ روى عنه أبو القاسم ابن الطليلسان، وكان من إشراف بلده وزهادهم حافظاً لأخبار (1) من سلف من فضلائهم، كثير الملازمة للمسجد الجامع بقرطبة والخلوة به، توفي في نحو العشرين وستمائة. 46 - عبد الملك بن عبيد الله بن أحمد بن محمد السبائي. 47 - عبد الملك بن عبيد الله: قرطبي سكن فاس أبو الوليد؛ رحل وأخذ بالإسكندرية عن أبي الطاهر السلفي، وتوفي ضحى يوم الأربعاء لتسع خلون من ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وخمسمائة (2) .

_ (1) م ط: للأخبار، وهو خطأ. (2) م ط: أربع وخمسمائة.

48 - عبد الملك بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن خليل العبدري:

48 - عبد الملك بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن خليل العبدري: بلنسي كان من أهل العلم، حياً سنة أربع عشرة وستمائة. 49 - عبد الملك بن عبد الرحمن بن أمية القرشي: قرطبي كان من أهل العلم والعدالة، حياً بعد الثمانين وأربعمائة. 50 - عبد الملك بن عبد الرحمن بن عبد الملك الأنصاري (1) سرقسطي، أبو مروان ابن غشليان، وهو والد الراوية أبي الحكم؛ روى سماعاً [6 و] عن القاضي أبي محمد بن فورتش وغيره، وأجاز له أبو علي بن سكرة، واستجاز له في رحلته إلى المشرق جماعة من علام أهله، ذكر بعضهم في رسم أبي زاهر سعيد بن محمد بن أبي زاهر. روى عنه ابنه أبو الحكم وكان محدثاً، أحد نبهاء بلده، وولي الأحكام به، وتوفي بعد خمسمائة. 51 - عبد الملك بن عبد الجبار بن ذي القرنين: أندلسي أبو مروان؛ سمع بمكة شرفها الله على الطبري صحيح مسلم مع أبي عمر ميمون بن ياسين اللمتوني، بقراءة محمد بن هبة الله بن محمد بن مميل الشيرازي. 52 - عبد الملك بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الغيث التجيبي: روى عن شريح. 53 - عبد الملك بن عبد العزيز بن ثابت اللواتي: اشبيلي

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1697 ومعجم الصدفي: 247 (رقم: 226) .

54 - عبد الملك بن عبد الملك بن عبد الملك:

أبو مروان؛ روى عن أبي عمرو عياش الأكبر ابن عظيمة، وكان مقرئاً مجوداً حسن الخط جيد الضبط. 54 - عبد الملك بن عبد الملك بن عبد الملك (1) : شوري أبو محمد وأبو مروان ابن الدليل؛ له رحلة روى فيها ببيت المقدس عن أبي حفص عمر بن بدر الحنفي. روى عنه أبو محمد بن يوسف الخلاسي ببلنسية. 55 - عبد الملك بن عبد الواحد بن أرقم اللخمي: أبو مروان؛ روى عن أبي محمد بن عتاب. 56 - عبد الملك بن عاصم العثماني والد عتبة (2) حدث عنه ابنه ببغداد ذكر ذلك ابن بشكوال (3) عن الحميدي وأغفله، قاله ابن الآبار؛ ولم يعين موضعه من الأندلس فلعله ليس من أهلها، أو لم يقدم عليها، فيبحث عنه ان شاء الله. 57 - عبد الملك بن علي بن سلمة الغافقي ثم المددي (4) : بلنسي أبو مروان ابن الجلاد؛ روى عن أبي الطاهر التميمي وأبي العرب عبد الوهاب بن محمد التجيبي؛ روى عنه أبو عبد الله بن نوح، وكان ذا مشاركة في الأدب، ناظراً في الطب محترفاً به، وتوفي في نحو سنة أربع أو خمس وسبعين وخمسمائة.

_ (1) عبد الملك الثالثة زائدة في ح وقد وضع عليها علامة تصويب: وقد سقطت من م ط. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1686 وبغية الملتمس رقم: 1047 والجذوة: 268. (3) انظر ترجمته عتبة في صلة ابن بشكوال: 427. (4) ترجمته في التكملة رقم: 1722.

58 - عبد الملك بن علي بن عبد الملك أبو مروان:

58 - عبد الملك بن علي بن عبد الملك أبو مروان (1) : روى عن أبي علي الصدفي. [6 ظ] . 59 - عبد الملك بن علي بن عبد الملك: أبو مروان؛ روى عن أبي القاسم بن بشكوال في شعبان خمس وسبعين وخمسمائة. 60 - عبد الملك بن عمر بن جهور اللخمي: أبو مروان؛ روى عن أبي محمد بن محمد بن جعفر وأبي الوليد بن الدباغ؛ كان حافظاً للفقه عارفاً بالمسائل زاهداً فاضلاً. 61 - عبد الملك بن عمر بن خلف بن جحفون ويقال جعفون الأزدي الشنائي: (2) اشبيلي نزيل فاس أبو مروان الشنوئي - نسبة إلى شنوءة - على غير طريقة العرب؛ روى بالأندلس عن أبي العباس ابن (3) اليتيم وأبي الحجاج بن الشيخ وأبي زيد السهيلي، وله رحلة قديمة إلى المشرق أخذ فيها بالإسكندرية عن أبي العباس بن علي السرقيطي وأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الديباجي. روى عنه أبو البقاء يعيش بن القديم وكان شيخاً حسن الحال مستقيم الطريقة من أهل الورع والصون والعدالة فيما يرويه ولم يكن له علم بالحديث

_ (1) سقطت هذه الترجمة من النسخة: م. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1725. (3) كلمة ابن سقطت من ط م.

62 - عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد:

إلا رواية كتاب [؟..] (1) . وكان يتعيش من بضاعة كانت له يديرها في تجارة، وتوفي بمدينة فاس في عشر الثمانين وخمسمائة. 62 - عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد (2) : قرطبي أبو مروان وهو والد أبي عامر أحمد بن ذي الوزارتين روى عن المحمدين: ابن عبد السلام وابن وضاح وكان أديباً حافظاً نبيه البيت ذاكراً للأخبار ألف للحكم ولي العهد في خلافة أبيه الناصر كتاباً في الآداب والوصايا سماه: " إصلاح الخلق " يكون في حجم رسالة ابن أبي زيد، وهو موجود بأيدي الناس منسوب إليه. 63 - عبد الملك بن عمران بن عبد الرحمن الحجري: بلنسي أبو مروان، وسمى ابن الابار أباه عمر (3) وغلط في ذلك؛ روى عن أبي داود الهشامي واكثر عنه. 64 - عبد الملك بن عياش بن فرج بن عبد الملك بن هارون الأزدي (4) : قرطبي نزلها أبوه وأصل سلفه من يابرة، أبو الحسن؛ روى عن أبيه، وهو كان القارئ لما يسمع عليه، وأبي عبد الله بن مسعود بن [7 و] أبي الخصال وأبي القاسم ابن بشكوال. روى عنه ابناه: أبو الحسن علي وأبو محمد عبيد الله، وأبو جعفر

_ (1) بياض في الأصول. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1683 وبغية الملتمس رقم: 1072. (3) التكملة رقم: 1692. (4) ترجمته في التكملة رقم: 1721.

ابن يحيى وأبو عبيد البكري وأبو محمد بن شعيب القرطبي. وكان أديباً كاتباً بليغاً شاعراً مجيداً صدراً في محسني النظم والنثر، بارع الحظ جميل الوراقة، روى قطعة صالحة من الحديث وتفقه، ولم يزل على خير حال واستقامة طريقة صدر عمره حتى كان يعرف بالزاهد لورعه وفضله، حتى استكتبه أبو جعفر أحمد بن محمد بن حمدين قاضي الجماعة بقرطبة آخر أيام اللمتونيين وحظي عنده واستخلصه لنفسه لما تقرر عنده من موجبات ذلك. ثم لما هم أبو جعفر هذا بإثارة الفتنة التي أنشأها بعد فر أبو الحسن هذا عن قرطبة ولحق باشبيلية منقطعاً إلى العبادة في بعض روابط قرى اشبيلية على خير متصل، لا يتقوت إلا من مال صديقه أبي الاصبغ الباجي لعلمه بطيب مكسبه لوراثته إياه عن أسلافه؛ فقطع أبو الحسن هذا بحالته هذه مدة، ثم إن أبا إسحاق براز بن محمد المسوفي العامل باشبيلية لأبي محمد عبد المؤمن بن علي التمس كاتباً يكتب عنه فدل عليه فلم يرعه إلا رسوله عنه، فلما وصل إليه الزمه الكتابة عنه فتقلدها على كره وتقية على نفسه، ثم نشب في صحبة الملوك بالكتابة عنهم، وارتسم في جملة خدامهم، وعدل عن طريقته الأولى المثلى، فكتب بعد أبي إسحاق هذا عن الأمير أبي حفص بن عبد المؤمن وتوجه معه إلى تلمسين، ثم عن أبي محمد عبد المؤمن بعد مقتل أبي جعفر بن عطية، ثم عن أبي يعقوب بن عبد المؤمن وهو وال باشبيلية ونال دنيا عريضة، وكانت له (1) منهم منزلة جليلة وكان ممدحاً وأصهر إليه أبو عبد الله بن زرقون.

_ (1) له: سقطت من م ط.

قال صاحبه أبو الاصبغ الباجي المذكور: دخلت إليه أعوره في مرضه الذي توفي منه قبل وفاته بثلاثة أيام، فأنشدني لنفسه متندماً من أفعاله وسوء انقلابه: عصيت هوى نفسي صغيراً فعندما ... رمتني الليالي بالمشيب وبالكبر [7 ظ] أطعت الهوى عكس القضية ليتني ... خلقت كبيراً وانتقلت إلى الصغر وتوفي بعد ذلك بثلاثة أيام ودفن بمقبرة مشكة، وعسى الله أن يسمح له ويتجاوز عنه بتندمه. قال المصنف عفا الله عنه: وعلى ذكر هذين البتين فقد تبعه ابنه أبو الحسن علي فقال: أبي قال قولاً سار في البدو والحضر ... وخلف في الباقين ذكراً وقد غبر وأسلف إحسانا أوان اقتباله ... وخاف من التقصير في حيز الكبر لذلك ما والى أنيناً وزفرة ... وأصبح يهوى أن يعاد إلى الصغر هنيئاً له أن لم يكن كابنه الذي ... (1) أطاع الهوى في الحالتين وما ائتمر

_ (1) هامش ح: عن ابن الابار " في حالتيه وما اعتذر ".

وذيلها شيخنا أبو الحسن الرعيني، رحمه الله، بقوله وانشدنيه: ويهينه أن أبدى اعترافاً وعذره ... وتغفر للجاني الذنوب إذا اعتذر وتلاهما ابنه أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن عبد الملك فقال: أطعت هوى نفسي زمان شبيبتي ... فأرجو المتاب اليوم في زمن الكبر إذا كنت سن الشيب براً فمنة ... بها يغفر الرحمن ما كان في الصغر وضمن القاضي الحسيب أبو أمية بن عفير رحمه الله عجز الثاني من بيتي أبي الحسن عبد الملك المبدوء بهما، فقال في معنى اقتضاه، وقد انشدنيهما ابنه القاضي أبو الوليد، رحمه الله عنه: يساري أغناني صغيراً عن الورى ... وألجأني الإقتار في حالة الكبر فأولى بحالي قول من قال: ليتني ... خلقت كبيراً وانتقلت إلى الصغر وقرأت على شيخنا أبي الحسن الرعيني رحمه الله (1) ، وأنشدني ابن بقي يعني شيخه أبا القاسم فيما أذن لي فيه قال: أنشدني أبو عبيد البكري قال: أنشدني الكاتب أبو الحسن بن عياش لنفسه: عصيت هوى نفسي.. البتين، قال أبو الحسن شيخنا: قلت زاد ابنه أبو الحسن: هنيئاً له؟ البيت؛ قال: وزدت انا ويهنيه؟ البيت. قال المصنف عفا الله عنه، وكتابة أبي الحسن هذا بارعة وشعره رائق

_ (1) انظر برنامج شيوخ الرعيني: 52 - 53.

ومنها ما خاطب (1) به القاضي ابن أبي بكر: [8 و] . يا من ترنح للعلياء معطفه ... ترنح الغصن بين الريح والمطر ومن إذا حاجة راحت براحته ... أذكى لها أعينا ندت عن السهر لا اعد منك انتهاضاً لي بمثقلة ... في مثلها أحجم المقدار من خور حملتها لم تلذ فيها بمعذرة ... في ساعة لاذ فيها القوم بالعذر بل بسطت لها، دام عزك، يد الاستدعاء، وبوأتها كنف الاسترعاء، وشريت بها ناصع الشكر، وخالص الذكر، حرصاً على فضيلة تعقد بلمتك، وتنتسب إلى شرف همتك، وتثق في معرض الابتياع بوفور ذمتك وما أخبرت إلا عن ما أعطى الاختبار حقيقته، وأبرز شقيقته، وحسبي وقد وضعت عنك إصراً من آصاري، وأقمت بك عمد استظهاري، وجعلتك في حاجة النفس مركز مداري، فألفيتك حيث ألقى الأمل بجرانه، وقد سرى عاكف لحظه وواقف انسانه، سميعا للنداء، سمحاً بصفة الابتداء، فاستوجبت الشك حقاً مكتوباً، واقتضيته أنواعاً وضروباً، وشغلت به الأوقات لزوماً ودءوبا، والسلام الاتم يخصكم ورحمة الله وبركاته. وتوفي سنة ثمان وستين وخمسمائة (2) .

_ (1) م ط: خطب، وهو خطا واضح. (2) هامش ح: قال عبد الملك بن محمد بن صاحب الصلاة في تاريخه: أن وفاة ابن عياش هذا كانت باشبيلية في ليلة الأربعاء غرت جمادى الآخرة من سنة ثمان المذكورة، وزعم انه قال البيتين المذكورين أولا لما كبر وصار يشرب الرب ويطرب وانه كان قبل ذلك في فتوته لا يشربه ولا يطرب والله تعالى أعلم. وقال أنه صلى عليه أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين وان جنازته كانت مشهودة.

65 - عبد الملك بن غالب القرشي العمري:

65 - عبد الملك بن غالب القرشي العمري: أبو مروان؛ روى عن أبي الحسن العبسي. روى عنه أبو عبد الله بن حسين بن عبادة. 66 - عبد الملك بن غصن الخشني (1) : حجاري أبو مروان؛ روى عن القاضي أبي وليد يونس بن عبد الله بن مغيث وكان فقيها حافظا أديبا شاعرا كاتبا، وأمتحن من قبل المأمون بن ذي النون فاعتقله بسجن وبذة (2) وجماعة معه مدة (3) ، وبه ألف كتابه المسمى كتاب: " السجن والمسجون والحزن والمحزون، وسماه أيضا: " رسالة السر المكنون في عيون الأخبار وتسلية المحزون "، وضمنه ألف بيت من شعره، ثم سرح من سجنه فلحق ببلنسية وأقام بها أشهرا، ثم أنتقل إلى قرطبة فاستقر بها وقتا، ثم أنصرف إلى غرناطة، وتوفي بها سنة أربع وخمسين وأربعمائة. 67 - عبد الملك بن فتوح الفهري: أبو مروان، روى عن [8 ظ] أبي جعفر البطروجي. 68 - عبد الملك بن قرشي بن فضل: روى بمكة - شرفها الله - عن أبي ذر الهروي. 69 - عبد الملك بن الليث بن محمد بن علي بن الليث الغساني.

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1690 والجذرة: 328 وبغية الملتمس رقم: 1546 والمغرب2: 30، 33 والمسالك 11: 447 والذخيرة، (القسم الثالث الورقة: 113) . (2) م ط: وبذي. (3) م ط: مرة.

70 - عبد الملك بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم:

70 - عبد الملك بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم: أبو مروا وأبو محمد، ابن صاحب الصلاة (1) وبالباجي، والأولى أشهر؛ روى عن أبي بكر بن أبي هارون وأبي [؟.] (2) ابن مالك وأبي عبد الله بن عميرة الكاتب وأبي بن الاشيري؛ وكان أديباً كاتباً محسناً، عني بحفظ التواريخ وتقييدها وصنف: " تاريخ ثورة المريدين بالأندلس " (3) ، و " دولة عبد المؤمن ومن أدراك بحياته من بنيه " (4) وكل ذلك مما أحسن فيه وأفاد به. 71 - عبد الملك بن محمد بن إسحاق اللخمي، شلبي أبو محمد ابن الملح (5) ؛ روى عن أبيه وأبي بكر عاصم بن ايوب البطليوسي؛ روى عنه أبو بكر بن خير وكان أديباً بارعا شاعراً محسناً كاتباً بليغاً. 72 - عبد الملك بن محمد بن خلف بن سعيد التجيبي: اشبيلي أبو مروان ابن المليلة (6) : وجعل ابن رزق عوض خلف سعيداً وقال أنه يعرف بالمصاحفي فأن يكن إياه وإلا فهما اثنان، وجعله سعيداً عوض خلف يمكن أن يكون جداً له شهر به، والله أعلم.

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1726. (2) بياض في الأصول. (3) هي ثورة ابن قسي وصاحبه محمد بن عمر بن المنذر أبي الوليد الشلبي على الملثمين، وهذا الكتاب المذكور وينقل عنه ابن الابار في الحلة السيراء. (4) هو كتابه الذي سماه: " المن بالإمامة على المستضعفين ". (5) ترجمته في التكملة رقم: 1705. (6) ترجمته في التكملة رقم: 1703.

73 - عبد الملك بن محمد بن رزق:

روى عن أبي الحكم العاصي بن محرز؛ روى عنه ابوا بكر: ابن خير وابن رزق، وأبو عبد الله بن الغاسل وأبو مروان بن الصيقل؛ وكان مقرئاً خيراً فاضلاً إمام مسجد التبانين باشبيلية. مولده على ما استقرئ منه - وكان يظن به - في حدود ست وثلاثين واربعمائة، فأنه قال: كنت عام الجوع ابن اثني عشر عاماً، وكان الناس يدفنون الثلاثة والأربعة في قبر واحد، والمساجد مربوطة أبوابها بالخزم لا يوجد لها من يؤم بها ولا من يصلي فيها؛ وكان الجوع الكبير سنة ثمان واربعين واربعمائة. وتوفي عن سن عالية قريب عصر يوم الاثنين لسبع خلون من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، ودفن عقب عصر يوم الثلاثاء تاليه بمقبرة الفخارين، وصلي عليه بها وكانت جنازته مشهودة، ووصفه ابن رزق بالمعمر وقال: كان [9 و] قد بلغ مائة سنة او نيفة عليها. قال المصنف عفا الله عنه: صوابه أو قاربها (1) بناء على ما تحصل من تاريخي مولده ووفاته، والله اعلم. 73 - عبد الملك بن محمد بن رزق: روى عن أبي عمر بن عبد البر. 74 - عبد الملك بن محمد بن سعيد الخير: قرطبي؛ كان من أهل العلم والجلالة والتبريز في العدالة، حياً في اثنين وثمانين واربعمائة. 75 - عبد الملك بن محمد بن شماخ الغافقي: أبو مروان أخو

_ (1) كذا قال ابن الأبار أيضاً في التكملة.

77 - عبد الملك بن محمد بن طفيل القيسي:

أبي جعفر، روى عن أبي جعفر البطروجي. 76 - عبد الملك بن محمد بن صباح القيسيك موروري، كان حياً سنة ثمانين وخمسمائة. 77 - عبد الملك بن محمد بن طفيل القيسي (1) : برشاني وقيل وادي آشي أبو مروان، روى عن أخيه أبي العباس وتلا بالسبع على ابوي بكر: ابن المفرج الربو بلة ويحيى بن سعيد، وابوي (2) الحسن: ابن الدش (3) وابن يوسف السالمي، وأبي داود الهشامي. روى عنه أبو عبد الله ابن أحمد (4) الشعباني وأبو العباس ابن البراذعي، وكان مقرئاً شديد العناية بالتجويد والإتقان فيه. 78 - عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرج الفهري: اشبيلي لبلي اصل السلف، أبو مروان ابن الجد، وهو والد الحافظ أبي بكر بن الجد، روى عن أبيه وأبي الحسن شريح وأبي إسحاق ابن مروان وابن حبيش؛ توفي سنة اثنين وسبعين وخمسمائة، وثكله أبوه. 79 - عبد الملك بن محمد بن عبد العزيز بن وليد اللخمي: شاطبي

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1710. (2) م ط: وأبو. (3) التكملة: الدوش. (4) التكملة: ابان.

80 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن ثابت:

تغرب إلى فاس، وروى بها عن نزيلها أبي الحسن علي بن محمد بن سعيد ابن الطشتلير ونسخ بها استذكار أبي عمر بن عبد البر، وفرغ منه في وسط رجب لثمان وتسعين واربعمائة، وكان حسن الوراقة نقيها صحيح النقل متقناً. 80 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن ثابت: روى عن أبي الحسن شريح. 81 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن سلمتيت (1) : باغي أبو مروان، روى عن أبي القاسم أحمد بن محمد بن بقي. 82 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن محمد بن عزان: موروري، كان حياً سنة ثمان وخمسمائة. [9 ظ] . 83 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الأنصاري الأوسي: (2) غرناطي أبو مروان الحمامي، روى عن أبوي بكر: ابن الخلوف وابن العربي، وأبي جعفر البطروجي وأبوي الحسن: ابن موهب ويونس بن مغيث وأبي مروان الباجي واختص به وكتب عنه أيام قضائه. روى عنه أبو سليمان بن حوط الله، لقيه بمالقة، وأبو القاسم الملاحي، وكان فقيهاً، واستقضي وتوفي بغرناطة.

_ (1) م: سملتيت. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1723.

84 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الغساني:

84 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الغساني (1) : مروي أبو بكر، كان فقيهاً جليلاً واستقضي بالمرية، وتوفي سنة ست واربعين وخمسمائة. 85 - عبد الملك بن محمد بن عثمان بن محمد الأنصاري. 86 - عبد الملك بن محمد بن عمار الجذامي: أبو محمد، روى عن أبي الحسين بن الطلاء. 87 - عبد الملك بن محمد بن عمر التميمي (2) : مروي أبو مروان ابن ورد، وهو أخو أبي القاسم بن ورد، روى عن أبوي علي: الغساني والصدفي وغيرهما. روى عنه أبو عمر بن مسعود، وكان فقيهاً حافظاً للمسائل متحققاً بالرأي مشاوراً بصيراً بالفتيا، ويذكر أنه كان أوقف على المسائل خاصة من أخيه. قال أبو عبد الله بن سعادة المعمر: حدثني الحاج أبو حفص عمر بن عبد الملك بن الزيات الصقلي بمرسى يابسة، عن الفقيه الأديب أبي عمر بن مسعود عن أبي مروان بن ورد بالمرية عام أربعين وخمسمائة، أنه أتاه في النوم شيخ عظيم الهيأة فأخذ بعضديه من خلفه وهزه هزاً عنيفاً حتى رعبه وقال له قل: ألا ايها المغرور ويحك لا تنم ... فلله في ذا الخلق أمر قد انبرم

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1711. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1709 ومعجم الصدفي: 249 (رقم: 229) .

89 - عبد الملك بن محمد بن مروان بن خطاب:

فلابد أن يرزوا بأمر يسوءهم ... فقد أحدثوا جرماً على حاكم الأمم ودخلت (1) المرية يوم الجمعة [....] من عام اثنين وأربعين وخمسمائة. 88 - عبد الملك بن محمد بن الفتح بن إبراهيم بن جعفر الأنصاري. 89 - عبد الملك بن محمد بن مروان بن خطاب (2) : مرسي، ابن أبي جمرة؛ روى عن أبيه ورحل إلى المشرق، وروى عن سحنون ابن سعيد. روى [10 و] عنه ابنه مروان. 90 - عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر الأيادي اشبيلي ثم داني أبو مروان (3) : وقد تقدم رفع نسبه في رسم ابنه زهر، روى بالأندلس عن طائفة من اهلها، ورحل وحج ودخل القيروان ومصر وأقام في رحلته طويلا، ثم قفل إلى الأندلس واستوطن دانية. روى عنه ابنه أبو العلاء وكان فقيهاً حافظاً يقظاً ذاكراً متفنناً في معارف ماهراً في الطب، تعلمه في رحلته عند رؤساء أهله حتى برع فيه وشهر به وأورثه عقبه، متقدماً في التعاليم وجلب من المشرق دواوين من فنون العلم على تفاريقها منها [؟..] فهو اول من أدخله الأندلس، وتوفي بدانية ودفن بازاء الجامع القديم مع قبر أبي الوليد الوقشي.

_ (1) يعني دخول الأفرنج لها في هذا العام، ثم استردها المسلمون سنة 552. (2) ترجمته في التملة رقم: 1681. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1691 وطبقات الأمم: 84 وابن أبي اصيبعة 2: 64.

91 - عبد الملك بن محمد بن مسعود بن فرج بن خلصة أبي الخصال [؟.] :

91 - عبد الملك بن محمد بن مسعود بن فرج بن خلصة أبي الخصال [؟.] (1) : فرغليطي الاصل أبو مروان، وهو ولد ذي الوزارتين أبي عبد الله بن أبي الخصال. روى عن أبيه وعمه أبي مروان وأبي محمد عبد الحق بن عطية، وكان فاضلاً ديناً من نجباء الابناء نشأ على صون وعفاف وانقطاع إلى طلب العلم وفنون الخير، ثم رحل وحج وعاد إلى الأندلس وقتل في حدود الثلاثين وخمسمائة، وثكله ابوه - رحمهما الله - ورثاه بقصيدة فريدة هي هذه: جزعت وقد كان التجلد بي أحرى ... ولكن زند الوجد في كبدي أورى وما فاض هذا الدمع إلا لزفرة ... أحس لها في كل جارحة مسرى رزئت بمن لا أملك العين بعده ... ففي كل ما حين لها عبرة تترى وأني لأنساه ذهولاً وحيرة ... وما ذلك النسيان إلا من الذكرى عدمت أبا مروان حين وجدته ... ولم تبق في يسرى خلائقه عسرا

_ (1) بياض في الأصول وبهامش ح: الغافقي قرطبي وأصله من شقورة، وفر غليط من قراها. قلت: وأنظر ترجمته في التكملة: رقم: 1700.

وحين أقر العين شرخ شبابه ... وتمت به النعمى وحفت به البشرى وكنت إذا أيقظته لملمة ... أخذت الكرى عن مقلة منه لا تكرى وطارت به الجلى إلى كل هيعة ... وأثباجها تطوى واوداجها تفرى ومن قبل ما خاض البحار مصمماً ... إلى البيت حتى استلام الركن والحجرا [10 و] وقفى إلى قبر الرسول بزورة ... فقضى ووفى الحق والفرض والنذرا وعفر في تلك المعالم وجهه ... سجوداً لمولى يملك الخلق والامرا وقد كنت في تلك السبيل احتسبته ... واضمرت يأساً عن لقائي له صبرا فرد على رغم الخطوب مسلماً ... وقد حاز من آثاره في التقى فخرا وزدت به وجداً كما ازداد غبطة ... وحزت إلى عمري بريعانه عمرا وطولت آمالي رجاء بقائه ... فأسفر ذاك الطول عن مدة قصرا

وأسلمي في كربة مدلهمة ... نزلت، ولم أملك، على حكمها قسرا تقسمني ما بين حي وميت ... فمن معشر قتلى ومن معشر أسرى وكان ظهيراً عليهم وفيهم ... أشد به أزراً وأحمي به ظهرا فهون عندي فقده فقد من مضى ... وصارت به الكبرى التي كانت الصغرى وما مات إلا بعد ما مات قرنه ... ولاقاه من هباته الضيغم الاضرى فراه بيمناه بصارم نفسه ... وخلى على كره لصاحبه اليسرى وما زال اقران الظهور مقاتلاً ... وكيف توقي الموت من حيث لا يدري وما سلق ذاك الحتف إلا شهادة ... تركت بها في كل منزلة نشرا تعوضت من فان بباق مخلد ... وعوضتني منك التأسي والاجرا فمن منزل البلوى إلى منزل الرضى ... ومن عرض الدنيا إلى جوهر الأخرى

سأصبر إلا عن سوابق عبرة ... أرى ابداً جفني بتصريفها (1) يغرى وما عذب الرحمن بالدمع باكياً ... يداري بدمع العين في قلبه جمرا وما مفزع المحزون إلا إلى البكا ... وكل حزازات القلوب به تقرا وفي وجد يعقوب بيوسف أسوة ... فلا تعذلوني اليوم في عبرة تذرى وكل فتى قد كان للعين قرة ... سيلمؤها حرا كما ملئت قرا سقت جدثاً واراك كل غمامة ... تكشف عن ارض حللت بها الضرا وحياك عني كل روح ورحمة ... وما شئت من نور ومن روضة خضرا ويا كبدي هلاً تفطرت حسرة ... ويا أدمعي هلا جريت له حمرا ويا فرطي أني ذخرتك لي غنى ... ليوم يعود الأغنياء به فقرا [11 و]

_ (1) م ط: بتطريفها.

ويا مودعيه في الثرى هل علمتم ... بأن له في غير ارضكم قبرا نعم كل قبر قبره فاذا بدا ... قرأت عليه من تذكره سطرا وأن لم أزره في الحياة وربما ... فموعدنا المضروب نجعله الحشرا وقال لي الاخوان: هلا نقلته ... وما نقل من بواته القلب والصدرا أأقرب من فكري وذكري وخاطري ... فأمضي له ظهراً وأحدو به سفرا أعق بها أوصاله لو فعلته ... وأرهقه في غير محمدة عسرا وأنصب من رد الإله حياته ... وأوسعها لما طوى عمره نشرا ألا انني استودعته الله وحده ... وحسبي بنصر الله في ظلمة نصرا 92 - عبد الملك بن محمد بن هشام بن سعد القيسي (1) : شلبي أبو الحسين

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1715 ومعجم الصدفي: 251 (رقم 232) وبغية الملتمس رقم: 1055.

ابن الطلاء (1) ؛ روى ببلده عن أبي الحسن موسى بن قنتلة وأبي القاسم محمد بن إسماعيل الزنجاني وتفقه بهما ولم يذكر انهما أجازا له وروى بغيرها عن أبي بحر الاسدي وابوي الحسن: ابن الاخضر - واختلف إليه كثيرا في علوم اللسان وعليه معوله فيها - ويونس بن مغيث، وأبي الحسين سراج بن عبد الملك وأبوي عبد الله: ابن الحاج، وتفقه به، وابن شبرين، وأخذ عنه علم الكلام (2) وأصول الفقه، وأبي القاسم خلف بن صواب وأبوي محمد: ابن عتاب وعبد المجيد بن عبدون، وأبوي الوليد: ابن رشد، وتفقه به، وابن طريف وأجازوا له؛ وكتب إليه مجيزاً (3) من أهل الأندلس: أبو الاصبغ عبد العزيز بن الحسن الحضرمي الميورقي وأبو بكر الطرطوشي نزيل الإسكندرية وأبو جعفر: ابن بشتغير وابن المرخي، وآباء الحسن: شريح وعبد الرحمن بن عبد الله بن عفيف وعباد بن سرحان، وآباء عبد الله: أحمد الخولاني وابن أبي الخير وابن الطلاع وابن أخت غانم، وأبو عبد الملك بن الجعديله وأبوا علي: الصدفي، وسمع منه، والغساني، وأبو عمران بن أبي تليد، وآباء القاسم: الاحمدان ابن منظور وابن أبي الوليد الباجي والحسن الهوزني وخلف بن الأبرش، وأبو محمد بن السيد؛ ومن أهل المشرق: أبو الحسن علي بن المشرف بن

_ (1) هامش ح: كان ابوه يطلي اللجم وغيرها بالفضة فنسب إلى ذلك. (2) م ط: علم العربية، وما جاء في ح اقرب إلى ما قاله ابن الآبار إذ ذكر في التكملة أنه كان ذا مشاركة في علم الاعتقادات وأصول الديانات وانه حذق ذلك على ابن شبرين. (3) وكتب إليه مجيزاً: مكررة في م ط.

93 - عبد الملك بن محمد بن وليد:

مسلم وأبو الطاهر السلفي وأبو عبد الله بن منصور الحضرمي [11ظ] . وحدث بحكم الإجازة العامة عن أبي الفضل أحمد بن الحسين بن إبراهيم بن خيرون البغدادي. ومن شيوخه الأندلسيين ولا أتحقق الآن كيفية أخذه عنه [؟] (1) وأجاز الرواية عنه لجميع المسلمين قبل وفاته بيومين. وكان محدثاً حافظاً متسع الرواية حسن الخط ضابطاً متقناً بصيرا بالحديث عاكفا عليه عارفا بالفقه وأصوله وعلم الكلام وافر الحظ من علوم اللسان نحواً وأدباً ولغة ونسبا، معروف الفضل كريم الخلق جميل العشرة، واستقضي بحصن مرجيق في فتنة ابن قسي، وشوور ببلده وخطب به، ثم صرف عنهما معا، واستمر على إمامة الفريضة بجامع بلده إلى أن توفي به ضحوة يوم الأربعاء لخمس بقين من صفر أحد وخمسين وخمسمائة، ومولده بعد صلاة العصر من يوم جمعة سنة خمس وسبعين وأربعمائة. 93 - عبد الملك بن محمد بن وليد (2) : قرطبي فيما أظن، ابن الخليع؛ روى عن أبي القاسم خلف بن عبد اللهبن مدير سنة ست وسبعين وأربعمائة.

_ (1) بياض في الأصول وتتمته في حاشية ح: " ابو بكر بن خير وأبو القاسم القنطري وعقيل بن محمد بن العقل وغيرهم ". وهو من التعليقات المزيدة وليس من أصل المؤلف. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1693 وقد سقطت هذه الترجمة من النسختين: م ط.

95 - عبد الملك بن محمد الأزدي:

94 - عبد الملك بن محمد بن يوسف. 95 - عبد الملك بن محمد الأزدي: أبو مروان؛ روى عن أبي جعفر البطروجي. 96 - عبد الملك بن محمد البكري (1) : قرطبي أبو الفوارس؛ روى عن أبي محمد قاسم بن محمد المرواني الشبانسي. روى عنه أبو محمد الركلي، وكان أديبا. 97 - عبد الملك بن محمد العبدري: أبو مروان، روى عن أبي علي ابن سكرة وأبي محمد بن أبي جعفر. 98 - عبد الملك بن محمد (2) : بلنسي سكن قرطبة أبو مروان بن جريول وابن القبراط (3) ؛ اخذ عنه الطب أبو الحسين عبيد الله بن محمد المذحجي وأبو الوليد بن رشد، وكان أحد المهرة في صناعة الطب معترفا له بالتقدم فيها.

_ (1) ترجمته في التكملة: رقم 1688. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1714. واكبر الظن انه هو الذي ذكره ابن أبي أصيبعة باسم عبد الملك بن قبلال (2: 79) أبي مروان، وهو معاصر لابن رشد، وقد تصفحت عليه كلمة القبراط لدى نقلها. (3) م ط: القنبراط، والتكملة: كنبراط.

99 - عبد الملك بن مجبر بن محمد البكري:

99 - عبد الملك بن مجبر بن محمد البكري (1) : مالقي أبو مروان؛ روى عن أبي الحسين بن الطراوة وابوي عبد الله: ابن مزاحم وابن أخت غانم. روى عنه أبو الحسن صالح بن خلف وأبو زيد السهيلي وأبو عبد الله بن الفخار ودحمان بن عبد الرحمن؛ وكان من أهل المعرفة بالقراءات [12 و] والنحو والأدب درس ذلك طويلاً، وشهر بالنبل والفضل. 100 - عبد الملك بن مختار (2) : من ساكني قرطبة روى عن أبي حرشان وتأدب به في النحو واللغة. 101 - عبد الملك بن مروان بن ابان القرشي: طليطلي؛ كان من أهل العلم وجلالة البيت والتبريز في العدالة، حياً سنة احدى واربعين وأربعمائة. 102 - عبد الملك بن مروان بن رزيق (3) : بطليوسي ماردي الأصل ابن (4) الغشا؛ رحل سنة تسع وثلاثمائة مع أخيه محمد، ولأخيه محمد هذا سماع من أبي بكر بن أبي داود وأبي القاسم البغوي وغيرهما،

_ (1) بغية الوعاة: 314 وفيه نقل عن صلة الصلة؛ وانظر ترجمة له في التكملة رقم: 1723. (2) ترجمته في التكملة رقم 1677 وطبقات الزبيدي: 287 وبغية الوعاة: 314، وقد وقعت هذه الترجمة في م ط بعد التي تليها. (3) ترجمته في التكملة: 1682 ولأخيه محمد ترجمة في ابن القرضي 2: 60. (4) م ط: أبو.

104 - عبد الملك بن مسعدة [؟] بن معاوية بن صالح:

ولعله اشترك معه في الرواية، والله اعلم. 103 - عبد الملك بن مروان الغافقي؛ روى عن فضل بن سلمة. 104 - عبد الملك بن مسعدة [؟] (1) بن معاوية بن صالح: قرطبي أبو مروان؛ كان من فقهاء بلده ونبهائه، وتوفي به في ذي الحجة سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وشهد جنازته خلق عظيم. 105 - عبد الملك بن مسعود بن أبي خصال بن فرج بن خلصة أبي الخصال الغافقي: (2) قرطبي فرغليطي الأصل أبو مروان بن أبي الخصال، وهو أخو ذي الوزارتين أبي عبد الله وصغيره؛ روى عن أبي بحر وغيره من أعلام أهل العلم بقرطبة. روى عنه أبو عبد الله أبن العويص؛ وكان من أهل الأدب والتقدم في الكتابة والبلاغة والفصاحة، ذا حظ من قرض الشعر، وكتب عن بعض رؤساء لمتونه بمراكش وبفاس وبغيرهما (3) ، ثم تخلى عن ذلك وأنقطع إلى الله وأقبل على ما يعنيه من أمر معاده؛ وتوفي لست بقين من شهر ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ابن نحو ستين سنة، ورثاه أخوه كبيره أبو عبد الله بقصائد فرائد منها هذه القصيدة:

_ (1) بياض في الأصول، وفي التكملة رقم 1678: من ولد معاوية بن صالح. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1706 والمغرب 2: 68 وبغية الملتمس رقم: 1076 والمعجب: 114. (3) م: وغيرهما.

الصبر أجمل لو أطقت الأجملا ... وأخف لو صدق التجمل محملا يا واحدا عم الجميع مصابه ... ما كنت إلا عارضا متهللا قدمت قبلي في الوفاة وهكذا ... يتقدم الأخيار أول أولا ولقد تخرمت المنية شطرنا ... وبقيت في شطر فكان الأفضلا [12 ظ] عشنا بذلك حقبة في غبطة ... ونداك يحمل كل عبء أثقلا وسددت خلة من مضى لما أنقضى ... واستقبل الباقون خطبا مقبلا وكفيتني وكفيتهم ما يتقى ... وجلوت خطب الدهر عنا فانجلى فليبكينك كل ناد صالح ... وليندبنك من أحب ومن قلى وليبقين عليك ذكر ناصع ... ما أدبر الليل البهيم وأقبلا جملت عشرتنا وطول زماننا ... لما تفرطنا فكان كلا ولا يا من تواضع قدره عن رفعة ... ما فوق ما أصبحت فيه معتلى فاستوفي حظك عند ربك كله ... وأحطط لديه فقد بلغت المنزلا فله تركت الفانيات ولم تزل ... بالباقيات الصالحات موكلا ما مر يوم من حياتك عاطلا ... بل كان بالتقوى محلى مخملا والليل يعرف (1) منك نضوا خاشعا ... لله يسكب فيه دمعا مسبلا

_ (1) م ط: منه.

ما ذاق طعم النوم إلا خلسة ... بخلت على أجنه أن يكحلا فطواه بين ركوعه وسجوده ... بدموع تقواه مندى مخضلا أحشاؤه موقوذة ولسانه ... يهدي إلى الله الكتاب مرتلا ماذا أؤمل بعد وضعك في الثرى ... هيهات أخطأ آمل ما أملا يا واهب العق النفيس أخذته ... فاجعله في دار الرضا متقبلا ولقد فقدت سميه من قبله ... متضرجا بدم الفؤاد مقتلا رزء على رزء تتابع ثكله ... وكما ثكلت فغايتي أن أثكلا عزيت نفسي عنهما ولربما ... غلب البكاء تجلدي فاسترسلا يا أيها السهم المغب لوقته ... لا بد يوما أن تصيب المقتلا عذرا أبا مروان عشت ولم أمت ... كمدا عليك وكان موتي أسهلا فاذهب كما ذهب الحيا أحيا الربى ... علوا وغادر كل خفض منهلا فلقد تركت بناء صدق خالدا ... يبقى جديدا والجديد إلى بلى يا ليتني قد مت قبلك سابقا ... وبقيت بعدي ثابتا متهللا يأوي إليك طليقنا وأسيرنا ... وتفك ربقة (1) كل عان مبتلى [13 و] لا تخلف الأيام مثلك ماجدا ... أندى وأعطى في الحقوق وأبذلا وأشد في ذات الإله صريمة ... وأمد شأوا في الصعاب وأقولا لوددت برك أن يشاب بجفوة ... فيكون عذرا عند قلبي إن سلا

_ (1) م ط: ربعة.

107 - عبد الملك بن مقدام الرعيني:

لكن صفت منك الخلائق واعتلت ... عن علة تبدي العيون تنصلا صلى عليك الله من متقدم ... ظهرت كرامته فكان الأمثلا وسقتك ديمة مزنة هطالة ... تروي مع العلم المنيف المجملا وتعهدتك من المهيمت رحمة ... فتحت إلى الفردوس باباً مقفلا أعددت بعدك حالتين هما هما ... صبراً اقيده ودمعاً مهملا هملت عليك العين إذ أقررتها ... ومن الوفاء بعهدها ان تهملا لم تبق لي في العيش بعدك لذة ... ولئن أمر مذاقه في ما حلا ناجيت قبرك والدموع سوافح ... ورأيت شخصك بالضمير مخيلا ووددت إذ عشنا معاً أنا معاً ... إذ فات صنوك (1) أن يكون الاعجلا 106 - عبد الملك بن مفرج بن يعلى اللخمي: قرطبي؛ كان من اهل العلم والعدالة، حياً في حدود الخمسين وثلاثمائة. 107 - عبد الملك بن مقدام الرعيني: اشبيلي. 108 - عبد الملك بن موسى بن عبد الملك بن وليد بن محمد بن وليد بن مروان بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن خطاب (2) : مرسي أبو مروان ابن أبي جمرة؛ سمع اباه عمرو المقرئ وأجاز له من أهل الأندلس

_ (1) م ط: صبوك. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1694.

109 - عبد الملك بن نصر بن باسه:

أبو عبد الله بن عائذ (1) وأبو محمد مكي وأبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث؛ ومن أهل المشرق: أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف ابن الجويني. روى عنه ابنه أحمد؛ وتوفي بمرسية لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وأربعمائة. 109 - عبد الملك بن نصر بن باسه: أبو مروان؛ روى عن أبي جعفر البطروجي. 10 - عبد الملك بن واجب بن محمد بن واجب: أبو القاسم؛ روى عن أبي القاسم بن بشكوال. 111 - عبد الملك بن وليد بن محمد بن وليد (2) جد المرفوع النسب آنفاً: مرسي ابن أبي جمرة؛ [13 ظ] روى عن أبيه، روى عنه ابنه موسى. 112 - عبد الملك بن هارون بن يحيى - ويقال ابن أبي دحية -: الجحمي أبو مروان؛ روى عن أبي اسحاق بن محمد بن ملكون وأبي عمرو وعياش الأكبر ابن عظيمظة. 113 - عبد الملك بن هاشم بن زكريا المرادي (3) : روى عن أب علي الصدفي.

_ (1) م ط: عايد، وفي التكملة: عابد. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1687. (3) ترجمته في معجم الصدفي: 251 (231) .

114 - عبد الملك بن هذيل بن خلف بن لب بن رزين:

114 - عبد الملك بن هذيل بن خلف بن لب بن رزين (1) : أبو مروان ذو الرياستين ملك شنت مرية الشرق، وتسمى في أول ولايته حسام الدولة، ثم تسمى ذا الرياستين، وكان ذا نجدة واقدام وصرامة وله في الثغر وقائع مشهورة، وكان بعيد الشأو في الادب مديد الباع في النظم والنثر، أقر له بذلك بلغاء زمانه. ومن نظمه، وقد صرع عن فرسه، فبلغه ان بعض عداته سر بذلك (2) : أني سقطت ولا جبن ولا خور ... وليس يدفع ما ياتي به القدر لا يشمتن حسودي ان سقطت فقد ... يكبو الجواد وينبو الصارم الذكر هذا الكسوف يرى تأثيره أبدا ... ولا يعاب به شمس ولا قمر وديوان كلامه نظماً ونثراً متداول بين أهل ذلك الشأن، وكان ممن أقره أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين على موضعه فلم يتغير له حال إلى أن توفي، عفا الله عنه. 115 - عبد الملك بن هشام التجيبي (3) سرقسطي أبو مروان روى عن أبي عبد الله بن ميمون الحسيني (4) ؛ روى عنه أبو محمد الركلي.

_ (1) ترجمته في الحلة السيراء (الورقة: 88) حيث وردت طائفة من شعره، وابن عذاري 3: 181 وأعمال الأعلام: 206 وقلائد العقيان: 51 والمغرب 2: 428. (2) الأبيات في القلائد وأعمال الأعلام. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1695. (4) سرقسطي؟ الحسيني: سقط من م ط.

116 - عبد الملك بن هشام الجذامي:

116 - عبد الملك بن هشام الجذامي (1) : قرطبي أبو محمد وأبو مروان؛ روى بالأندلس عن أبي محمد بن عتاب، وله رحلة إلى المشرق، لقي فيها بالإسكندرية ابا الطاهر السلفي واخذ عنه سنة سبع وستين وخمسمائة؛ وحج وروى عنه بمكة، شرفها الله، أبو علي بن العرجاء. 117 - عبد الملك بن يحيى بن بالغ الجذامي: روى عن أبي الحسن عباد بن سرحان، وكان حياً سنة تسع عشرة وخمسمائة. 118 - عبد الملك بن يحيى بن عمر الجذامي (2) : قرطبي أبو الحسن وأبو مروان ابن المرجوني؛ روى عن أبوي عبد الله: ابن أبي أحد عشر وابن وضاح، وأبي الوليد بن رشد؛ وأجاز له أبو الحكم بن غشليان [14 و] وأبو عبد الله بن أبي الخير وأبو المطرف بن هارون ورحل وحج واخذ بمكة شرفها الله عن قاضي الحرمين أبي [القاسم] (3) عبد الرحمن ابن علي الشيباني الطبري. روى عنه أبو القاسم بن بشكوال، وهو في عداد أصحابه. 119 - عبد الملك بن يزيد بن مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر لدين الله المرواني (4) : قرطبي أبو مروان؛ كان قائماً على

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1720. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1716 وفيها ابن عمرو والجذامي. (3) بياض في الأصول، وأثبته في حاشية ح من زيادات المعلق، وكذلك هو في التكملة. (4) ترجمته في التكملة رقم: 1699.

120 - عبد الملك بن يوسف بن عبد ربه:

اللغة شديد العناية بها وبحفظها وضبطها، وله تاليف في المثلث على حروف المعجم سماه: " بحر الدرر وروض الفكر "، وكان حياً سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. 120 - عبد الملك بن يوسف بن عبد ربه (1) : روى سماعاً عن أبي الليث نصر السمرقندي وأبي الوليد الباجي، وله إجازة من أبي الوليد الوقشي. روى عنه أبو عبد الله المكناسي؛ وكان محدثاً عدلاً من أهل الادب والكتابة والتصاون والفضل، أسمع الحديث بشاطبة، وتوفي بها قبل الثلاثين وخمسمائة. 121 - عبد الملك بن يوسف بن نصرون الازدي: أندلسي؛ رحل وروى بمصر عن مهدي بن يوسف الوراق: " التلقين " سماعاً منه في شوال ثلاث وسبعين وأربعمائة. 122 - عبد الملك بن يوسف: أبو الوليد ابن القلالة؛ روى عن أبي الحسين بن الطلاء. 123 - عبد الملك بن المديني: أبو مروان؛ روى عن أبي علي الصدفي. 124 - عبد الملك السالمي: أبو مروان؛ تلا على أبي القاسم عبد الوهاب

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1701.

125 - عبد المنعم بن سمجون:

ابن محمد؛ تلا عليه أبو الحسن بن عبد الله بن ثابت، وكان مكتباً مجوداً ضابطاً. 125 - عبد المنعم بن سمجون: أبو محمد؛ روى عن أبي علي الغساني؛ روى عنه أبو بكر يحيى الاركشي وأبو العباس بن عثمان. ووقع في (1) فوائد أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني الديباجي ابن أبي اليابس، أنشدني أبو العباس يعني ابن عثمان هذا، قال: أنشدني القاضي أبو محمد عبد المنعم بن سمجون بغرناطة لنفسه: لست وجيهاً لدى إلهي ... هذا مدى عيشتي اعتقادي [14 ظ] لو كنت وجهاً لما براني ... في عالم الكون والفساد ولم يذكره ابن الآبار في أصحاب الغساني. 126 - عبد المنعم بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الضحاك الفزاري (2) : غرناطي أبو محمد؛ أكثر عن أبيه وسمع أبا عبد الله ابن الفرس، وأجاز له باستجازة أبيه أبو أحمد بن زرقون، وآباء اسحاق: ابن أحمد بن رشيق وابن ثبات وابن حبيش وابن صالح، وأبو محمد

_ (1) م ط: فيه. (2) حاشية ح: ابن البقري، وابن الضحاك. قلت: وانظر ترجمته في صلة الصلة: 20 والتكملة رقم: 2173.

ابن الإمام وأبو الاصبغ عبد العزيز بن عيسى بن عبادة وعيسى بن محمد ابن شاهد وآباء بكر: عبد العزيز بن مدير وابن صاف الجياني وابن العربي وابن مسلمة ويحيى بن موسى البرزالي ويحيى بن النفيس، وآباء جعفر: ابن الباذش والبطروجي وابن خلف بن حكم، وأبوا الحجاج: الاندي وابن محمد بن عمر بن جبلة، وآباء الحسن: طارق بن يعيش وشريح وعبد الرحيم الحجازي وعباد بن سرحان وعمرو بن بدر وابن عبد العزيز بن الإمام وابن محمد بن لب والمالطي، والمحمدان: ابن أحمد بن خيثمة وابن عظيمة، وأبو حفص بن أيوب وأبو الحكم بن غشليان وأبو زيد بن علي الخزرجي، وآباء عبد الله: البغدادي والحمزي وابن عبد الرحمن القرشي وابن عبد الرزاق الكلبي وابن فرج وابن وضاح وابن يبقى وابن أبي الخصال، وأبو عامر محمد بن جعفر بن شرويه وآباء العباس: ابن حرب وابن خلف النميري وحامد بن محمد وأبو الفضل عياض، وآباء القاسم: الأحمدان ابن محمد بن نصير وابن ورد، وعبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد، وآباء محمد: شعيب الأشجعي وابن خطاب والرشاطي والوحيدي، وأبو علي بن عبد العزيز بن فرج وأبو مروان بن مسرة وأبو الوليد بن الدباغ. روى عنه أبو القاسم الملاحي قال ابن الآبار: وكان في عداد أصحابه. قال المصنف عفا الله عنه: وليس كذلك عندي. وحدث عنه بالإجازة القاضي أبو الوليد بن الحاج وقال: جاورنا بقرطبة وكان يستعمل في

127 - عبد المنعم بن علي بن محمد بن عبد الله بن حزمون الكلبي:

خطة القضاء بأنظارها [15 و] وكان لا بأس به. قال المصنف عفا الله عنه: مولده على ما استقرئ من إجازات الشيوخ آخر إحدى أو أول اثنتين وثلاثين وخمسمائة (1) . 127 - عبد المنعم بن علي بن محمد بن عبد الله بن حزمون الكلبي: قرطبي؛ روى عن أبي داود بن يحييى المعافري (2) . 128 - عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن حسان الغساني (3) : جلياني نزل القاهرة من مصر، أبو الفضل وأبو محمد، تجول ببلاد المشرق سائحاً وحج؛ روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الرحيم الخطيب بضريح الخليل وأبو عبد الله بن يحيى المرسي، وكان أديباً بارعاً حكيماً ناظماً ناثراً وله مصنفات منها: " جامع أنماط الوسائل في القريض والخطب والرسائل " أكثره كلامه نظماً ونثراً، ومنه قوله في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة (4) : ألا إنما الدنيا بحار تلاطمت ... فما اكثر الغرقى على الجنبات وأكثر ما (5) لاقيت يغرق إلفه ... وقل فتى ينجي من الغمرات

_ (1) هامش ح: مولده سنة ست وثلاثين وخمسمائة وتوفي سنة عشر وستمائة. (2) هامش ح: وروى أيضاً عن ابيه علي ويكنى أبا محمد؛ وأنظر أيضاً صلة الصلة: 16. (3) ترجمته في صلة الصلة: 15 والتكملة رقم 1815 وتحفة القادم: 90 والنفح: 3: 370 وفوات الوفيات رقم: 263 وابن أبي أصبيعة 2: 157، وفي هامش ح: جليانة من عمل وادي آش. (4) هامش ح: ابن الآبار: ثمان وستين وخمسمائة. والبيتان في النفح. (5) هامش ح: ابن الآبار: من صاحبت (والبيت سقط من المطبوعة) .

129 - عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن فرج بن خلف ابن سعيد بن هشام الخزرجي غرناطي أبو محمد ابن الفرس:

توفي سنة ثلاث وستمائة. 129 - عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن فرج بن خلف ابن سعيد بن هشام الخزرجي غرناطي أبو محمد ابن الفرس (1) : تلا بحرف (2) نافع على جده وبالسبع على أبي الحسن بن هذيل وقرأ عليهما، وسمع غير ذلك، وبحرف نافع على أبي بكر بن الخلوف؛ وروى قراءة وسماعاً على أبوي عبد الله: أبيه - وتفقه به في الحديث وأصول الفقه وعلم الكلام - وابن سعادة، وأبي عامر بن شروية وأبي محمد بن أيوب الشاطبي وأبوي الوليد: ابن القوة وابن الدباغ، وأكثر عنه، وناوله أبو الحسن بن النعمة تفسيره وأبو عامر السالمي بعض مصنفاته وغيرها، وأبو محمد عاشر أجزاء من شرحه المدونة، وكلهم أجاز له مطلقاً، إلا جده وأباه وابن الخلوف والسالمي وابن شروية فإنهم أجازوا له ما رووه، وزاد السالمي ما ألف. وروى قراءة وسماعاً أيضاً عن أبي بكر بن الحسين ابن بشر [15 ظ] وأبي الحسن بن محمد بن زيادة الله وأبي عبد الله بن إبراهيم الجذامي وأبوي العباس: الخروبي وابن محمد بن زيادة الله، وأبي محمد عبد الجبار بن موسى الشماتي (3) ولم يذكر أنهم أجازوا له. وأجاز له من أهل الأندلس آباء بكر: ابن برنجال وابن طاهر المحدث

_ (1) ترجمته في بغية الوعاة: 315 وصلة الصلة: 17 والتكملة رقم: 1814 والإحاطة، وتحفة القادم: 81 ورايات المبرزين: 54 وبغية الملتمس رقم: 1050. (2) م ط: حرف. (3) م ط: السماتي.

وابن العربي وابن فندلة وابن أبي ليلى، وألوا جعفر: ابن عمر بن قبليل وابن المرخي، وأبو الحجاج القضاعي، وآباء الحسن: شريح وابن الباذش وابن موهب وابن نافع ويونس بن مغيث، وآباء عبد الله: الحمزي (1) وابن سليمان البوتني وابن صاف الجياني وابن غلام الفرس وابن معمر وابن نجاح وابن وضاح وابن أبي الخال وأبو عبد الرحمن مساعد الأصبحي وأبو العباس ابن النخاس وأبو القاسم بن بقي وابن ورد، وآباء محمد: الرشاطي وسبط ابن عبد الله والوحيدي وعبد الحق بن عطية، وأبوا مروان: الباجي وابن قزمان وأبو الوليد بن حجاج؛ ومن اهل سبتة أبو الفضل عياض؛ ومن اهل المشرق أبوا بكر: المحمدان ابن عبد الباقي بن احمد وابن عشير بن معروف الشرواني، وأبو سعيد ويقال أبو سعد (2) حيدر بن يحيى بن حيدرة الجيلي (3) وأبو الطاهر السلفي وأبو عد الله المازري المهدوي وأبو علي الحسن بن عبد الله بن عمر المقرئ ابن العرجاء وأبو الفضل جعفر بن زيد بن جامع بن الحسن الطائي وأبو محمد عبد الرحمن وأبو المظفر محمد ابنا أمام الحرمين وقاضيهما علي ابن الحسن الطبري. روى عنه ابنه أبو يحيى عبد الرحمن وأبو أحمد جعفر بن أبي الحسين

_ (1) م ط: الجمزي. (2) ويقال أبو سعد: سقطت من م ط. (3) م ط. الجبلي.

ابن زعرور وأبو اسحاق بن عبد الله بن قسوم، وأبوا بكر: ابن عبد النور وابن عتيق اللاردي، وأبوا جعفر: ابن زكريا بن مسعود وابن عبد المجيد الجيار، وآباء الحسن: ابن الجنان وابن القطان وابن قطرال وابن واجب وابن أبي محمد بن يحيى وأبو الحسين عبيد الله بن عاصم وأبو الربيع بن سالم وأبو سليمان بن حوط الله وأبو عبد الله التجيبي وابن عبد الحق التلمسيني وأبوا العباس: ابن الرومية وابن هارون، وأبوا عمرو: ابن سالم وسعد بن محمد بن [16 و] عزيز، وآباء القاسم المحمدون: ابن عبد الواحد الملاحي وابن عامر بن فرقد وابن محمد بن عبد الرحمن ابن الحاج، وأبوا محمد: ابن حوط الله وابن محمد الكواب، وابو الوليد ابن الحاج وأبو يحيى هانئ. وحدث عنه بالإجازة أبو بكر بن محرز وأبو العباس العزفي وأبو القاسم بن الطيلسان. وكان من بيت علم وجلالة مستبحراً (1) في فنون المعارف على تفاريقها، متحققاً بها نافذاً فيها، ذكي القلب حافظاً للفقه حاضر الذكر له، متقدماً في علوم اللسان فصيح المنطق، استظهر اوان طلبه الكتابين: المدونة وكتاب سيبويه وغيرهما، وعني به ابوه وجده عناية تامة فاسمعاه ممن أمكن إسماعه إياه من شيوخ زمانه واستجازا له من لم يتأت له سماعه منهم، وطلب بنفسه فاتسعت بذلك روايته وعظمت درايته، وشارك الجلة من اعلام بقايا المائة السادسة كأبي جعفر بن مضا وابوي القاسم: ابن حبيش

_ (1) م ط: مستنجزاً.

والسهيلي، وأبي محمد بن عبيد الله في الرواية بالسماع عن طائفة كبيرة من شيوخهم، وانفرد عنهم بكثرة المجيزين له حسب ما مر ذكره مفصلاً. وكان آخر تلك الطبقة وخاتمة أكابرها، وقيد بخطه الباعر كثيرا، واعتنى بكتاب سيبويه ومصنفات الفارسي وابن جني، وله مصنفات كثيرة ومختصرات نبيلة ونظم ونثر، وكل ذلك شاهد بمتانة علمه وصحة إدراكه، ومن اجلها مصنفه في " أحكام القرآن " فانه اجل ما ألف في بابه، وهو الذي قال فيه الناقد أبو الربيع بن سالم: وهو كتاب حسن مفيد جمعه في ريعان الشبيبتين من طلبه وسنه، فللنشاط اللازم عن ذلك أثره في حسن ترتيبه وتهذيبه، وفرغ من تأليفه بمرسيه عام ثلاثة وخمسين وخمسمائة، وله في الأبنية مصنف نافع، واستقضي بغير موضع (1) وعرف بالطهارة والجزالة في أحكامه. قال أبو القاسم بن فرقد: سألنا من القاضي العالم أبي محمد بن حوط الله أن نسمع منه كتاب السيرة، قال: فأسمعنا منه دولا، ثم لما كان ذات يوم رمى من يده [16 ظ] الكتاب وقال: أرى ان هذا خيانة، قلنا:

_ (1) هامش ح: ولي قضاء جزيرة شقر ثم وادي آش ثم جيان ثم غرناطة ثم عزل عنها ثم وليها الولاية التي كان من بعض ظهيره بها قول المنصور له: أقول لك ما قاله موسى عليه السلام لأخيه هرون " اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين " وجعل إليه النظر في الحسبة والشرطة وغير ذلك فكان له النظر في الدماء فما دونها، ولم يكن يقطع أمر دونه ببلده وما يرجع إلى نظره وقام في ذلك أحسن قيام وظهرت سيرته. أهـ. وهذا النص مأخوذ عن صلة الصلة: 18: 19.

وما ذاك يا سيدنا؟ قال: الذي اعتمد عليه في سماع هذا الكتاب منه قد وصل فقوموا بنا إليه، قال: فحملنا إلى خارج البلد من جهة النهر الأعظم وأدخلنا على أبي محمد عبد المنعم بن الفرس في خبائه وقدر ان سمعنا عليه والحمد لله؛ قال أبو القاسم: فشاهدت من أبي محمد عبد المنعم من الذكاء والإدراك ما لم اعهد من غيره، ورأيت مناظرات أخر وكأني لم ألق أحداً، في كلام غير هذا. وقال أبو الربيع بن سالم: سمعت أبا بكر بن الجد وحسبك به شاهداً في هذا الباب يقول غير مرة: ما اعلم بالأندلس احفظ لمذهب مالك من عبد المنعم بن الفرس بعد أبي عبد الله بن زرقون. وكان المنصور من بني عبد المؤمن كلما وقعت إليه مسألة غريبة وقدر شذوذها، ذكراً أو فهماً، عن الحاضرين بمجلسه من أهل العلم - وكان أبو محمد هذا من أجلهم - أجرى ذكرها بينهم، فوقعت المذاكرة فيها بينهم حتى إذا استوفى كل منهم ذكر ما حضره فيها استشرف المنصور إلى الشفوف عليهم باستقصاء ما من الأجوبة فيها لديهم، فعند ذلك يتقدم أو محمد فيقول (1) : بقي فيها كذا وكذا فيأتي على ما كان المنصور قد أعده للظهور بينهم، وكثر هذا من أبي محمد حتى استثقله المنصور، فكان من أكبر الدواعي إلى هجرته إياه.

_ (1) م ط: فتقوم، وهو خطأ بين.

130 - عبد المنعم بن موسى بن يوسف الاوسي:

وقال أبو عبد الله التجيبي، وقد عده في شيوخه: لقيته بمرسية سنة ست وستين وخمسمائة، وقت رحلتي إلى أبيه، فرأيت من حفظه وذكائه وتفننه في العلوم ما عجبت منه، وكان يحضر معنا التدريس والإلقاء عن أبيه فإذا تكلم أنصت الحاضرون لجودة ما ينصه وإتقانه واستيفائه جميع ما يجب أن يذكر في الوقت. وكان نحيف البدن كثيف المعرفة عظيمها، شاعراً مطبوعاً وأنشدني كثيراً من شعره، واضطرب في روايته قبل موته بيسير لاختلا أصابه صدر خمس وتسعين وخمسمائة، مع علة خدر طاولته فترك الأخذ عنه، إلى أن توفي على تلك الحال بغرناطة، عند صلاة العصر من يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة، [17 و] ودفن خارج باب البيرة، وشهد جنازته عالم لا يحصون كثرة، وكسر الناس نعشه وتقسموه تبركاً به؛ ومولده سنة أربع وعشرين وخمسمائة، قاله أبو سليمان بن حوط الله وأبو القاسم بن فرقد. وقال ابنه أبو يحيى عبد الرحمن وأبو محمد ابن القرطبي عنه: إن مولده سنة خمس وعشرين، زاد أبو الربيع ابن سالم: آخر السنة. 130 - عبد المنعم بن موسى بن يوسف الاوسي: اشبيلي في ما أحسب. 131 - عبد المنعم بن ياسين بن عبد الوهاب الأزدي (1) : غرناطي

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 16 - 17 وذكر أنه توفي سنة 588.

132 - عبد المنعم بن يحيى بن خلف بن النفيس الحميري:

أبو محمد؛ روى عن شريح وكان ضريراً. 132 - عبد المنعم بن يحيى بن خلف بن النفيس الحميري (1) : غرناطي سكن الجزيرة الخضراء ثم مراكش ثم الاسكندرية، أبو الطيب وأبو محمد ابن الخلوف؛ تلا بالسبع على أبيه وأبوي الحسن: ابن عبد الله بن ثابت وابن هذيل، وأبي القاسم بن الفرس وبحرف نافع باشبيلية على أبي الحسن شريح وروى عنهم وعن آباء بكر: ابن طاهر المحدث وابن العربي وابن المرخي وابن مسعود، وآباء الحسن: عبد الرحيم الحجازي وعباد ابن سرحان وابن اللوان وابن موهب ويونس بن مغيث وأبي داود الهشامي، وآباء عبد الله: جعفر حفيد مكي والبغدادي وأبي معمر والنوالشي وابن أبي الخصال وآباء العباس: ابن ثعبان وابن حرب وابن عيشون وأبي الفضل عياض وأبوي القاسم: ابن رضا وابن داود، وأبوي محمد: الوحيدي وعبد الحق بن عطية، وأبوي مروان: ابن بونه وابن مسرة، وأوي الوليد: ابن بقوة وابن خيرة. ورحل إلى المشرق وتجول ببلاده وحج ولقي أبا الطاهر السلفي وأخذ عنه واستقر بالإسكندرية مستوطناً فيها عد حجه وحدث بها. روى عنه بالأندلس أبو عمرو عثمان بن الجميل ويوسف بن أحمد البهراني، وبالإسكندرية أبو الحسن بن خيرة وليقه بها سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وابن المفضل

_ (1) هامش ح: ويقال فيه " خلوف " أيضاً. وانظر ترجمته في صلة الصلة: 16 والتكملة رقم: 1813.

133 - عبد المولى بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن سعادة ابن احمد المذحجي:

المقدسي (1) وأبو عبد الله الرحمن التبيسي (2) . وحدث عنه بالإجازة أبو العباس العزفي؛ وكان عارفاً بالقراءات ذاكراً لها ذا حظ من العربية وطرف صالح من رواية [18 ظ] الحديث، رديء الخط غير ضابط أسماء شيوخه؛ خرج من وطنه في الفتنة ونزل مراكش وأكتب بها القرآن مدة ثم رحل إلى المشرق (3) . 133 - عبد المولى بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن سعادة ابن احمد المذحجي (4) : لوشي. 134 - عبد المولى بن أبي بكر يحيى بن خلف بن النفيس الحميري: غرناطي؛ روى عن أبيه وأبي إسحاق بن حبيش وأبي الحسن شريح. 135 - عبد المهيمن بن محمد بن مفرج الأنصاري: روى عن أبي القاسم الملاحي. 136 - عبد المؤمن بن عبد البر: أبو القاسم؛ روى عن أبي الحسن

_ (1) م ط: القرشي. (2) كذا في الأصول ولعلها التنيسي. (3) حاشية ح: توفي ابن الطيب هذا رحمه الله بالإسكندرية في العشر الأول لشهر ربيه الأول المبارك من سنة ست وثمانين وخمسمائة ودفن بوعلا ومولده سنة ثماني عشرة وخمسمائة. (4) انظر ترجمته في صلة الصلة: 43؛ وفي هامش ح: من أهل غرناطة. قال فيه شيخنا أبو جعفر ابن الزبير: إنه أخذ عن أبيه وعن أبي الحسن بن الباذش وغيرهما وقعد للإقراء بجامع غرناطة وكان من أهل المعرفة بالنحو والأدب واللغة والشعر والإقراء جيد النظم والنثر، قال: ذكره الملاحي وقال انه اختلت حاله بعد ذلك وساء انتحاله وأخلد إلى الراحة والبطالة إلى أن توفي وأحسب وفاته كانت في حدود خمسين وخمسمائة.

137 - عبد النور بن عبد الكبير بن محمد بن عيسي بن محمد بن بقي الغافقي:

ابن إبراهيم التبريزي بحصن البونت (1) . 137 - عبد النور بن عبد الكبير بن محمد بن عيسي بن محمد بن بقي الغافقي: اشبيلي. 138 - عبد الواحد بن أحمد (2) بن علي السبأي: روى عن أبي علي الصدفي. 139 - عبد الواحد بن إبرايهم بن مفرج بن أحمد بن عبد الواحد ابن حريث بن جعفر بن سعيد بن محمد بن حقل الغافقي (3) : غرناطي

_ (1) تقع بعد هذه الترجمة ترجمة من زيادات هامش ح، وهي: عبد المؤمن بن عبد الملك بن احمد بن عبد الصمد الغساني، غرناطي أبو محمد: أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن إبراهيم الطائي ولازمه في ذلك، وهو أجل من تخرج به في ذلك، وتلا أيضاً بالسبع على أبي الوليد العطار وسمع عليه تيسير أبي عمرو وغير ذلك، وأجازاه، وتلا على غيرهما وفاق أترابه في القراءات ومن فوقهم. وأخذ العربية عن أبوي الحسن العليين ابني المحمدين: الخشني والكتامي، وسمع على أبي الحسن الشاري وتلا عليه بعض الكتاب العزيز بقراءات السبعة وأجاز له، وسمع أيضاً على أبي عبد الله الجرشي وأبي يحيى بن عبد الرحيم وأجازا له، وأخذ بالمشافهة واللقاء بغرناطة ومالقة ومرسية عن جماعة منهم أبو إبراهيم ابن عامر وأبو الخطاب بن خليل وأبو زكرياء بن أبي الغصن وغيرهم، وكتب إليه بالإجازة أبو بكر ابن محرز وكان مقرئاً متقناً حافظ لخلاف السبعة وغيرهم حسن الإلقاء والتعليم بارع الخط جيد الضبط نحوياً عدلا فاضلاً سنياً متواضعاً أقرأ يسيراً ثم تأخر عن ذلك فراراً من شر من غص به وإيثارا للخمول، واحترمت المنفعة به وإكراه رحمه الله على الشهادة المخزنية فبلغ من غص به بذلك أمله وتمادت حاله على ذلك مكرها غير راض، مقبوض اليد نزيه النفس عما يشين، وتوفي رحمه الله ليلة النصف من شهر رمضان المعظم من سنة ثمان وثمانين وستمائة ومولده في حدود سنة ثلاثين وستمائة. (قلت انظر هذه الترجمة في صلة الصلة: 40) . (2) م ط: محمد. (3) ترجمته في صلة الصلة: 25.

140 - عبد الواحد بن جهير:

أبو محمد الملاحي؛ وهو والد النسابة أبي القاسم وسيأتي في رسمه تكميل في نسبهما. روى عن أبي بكر بن النفيس وأبي الحسن بن عبد الله بن ثابت وأبي الوليد بن بقوة؛ روى عنه ابنه أبو القاسم محمد، وكان محدثاً رواية عدلاً، زاهداً منقبضاً عن مخالطة الناس. 140 - عبد الواحد بن جهير (1) : كان أديباً توفي يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة أربع وخمسين وخمسمائة (2) . 141 - عبد الواحد بن سعيد بن عبد الملك بن سعيد بن عاصم العريان الثقفي: قرطبي؛ كان فقيهاً أعجوبة من أعاجيب المخلوقين في عظم أعضائه وغلظها وخروجه فيها عن المعهود من خلقة الآدميين آية من آيات الله؛ وأراده الأمير أبو [....] (3) لخدمته فلم يلف مطية تحمله. 142 - عبد الواحد بن سليمان بن عبد الواحد بن عيسى الهمداني: غرناطي؛ كان من بيت علم وجلالة، عاقداً للشروط حسن الخط، حياً

_ (1) م: جبير. (2) في هامش ح تعليقة طويلة طمس أكثرها وما تبقى منها يفيد أن المترجم دمشقي وليس بأندلسي، وأن ابن عساكر ذكره في تاريخ دمشق وذكر أنه رآه مراراً ولم يسمع من شعره، ولكن أنشده عبد العزيز بن محمد لابن جهير: قلبي أشار ببينهم ... وعليه عاد وباله (3) بياض في الأصول.

143 - عبد الواحد بن عيسى بن [19و] دينار بن واقد الغافقي:

سنة ثمان وستمائة (1) . 143 - عبد الواحد بن عيسى بن [19و] دينار بن واقد الغافقي: قرطبي؛ كان فقيهاً. 144 - عبد الواحد بن عيسى الهمداني: غرناطي أبو محمد؛ روى عنه أبو عبد الله بن أحمد بن مالك وكان فقيهاً مشاوراً. 145 - عبد الواحد بن محمد بن بقي - بواحدة - ابن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن تقي - بمعلوة - الجذامي (2) : مالقي سكن بأخرة مراكش، أبو عمرو (3) بن تقي؟ بمعلومة -؛ روى عن أبي بكر عتيق بن قنترال وأبي جعفر الجيار وأبي الخطاب بن واجب وأبي سليمان ابن حوط الله وآباء عبد الله: الأندرشي وابن صاحب الأحكام الغرناطي وابن عبد العزيز بن سعادة، وأبي العباس بن ماتع وأبوي علي: الرندي وابن الشلوبين، وأبي القاسم الملاحي وأبوي محمد: ابن محمد الشلطيشي (4) وعصام بن أبي جعفر بن يحيى. روى عنه أبنا أخته: أبو عبد الله وأبو جعفر الطنجاليان،

_ (1) حاشية ح: توفي أبو محمد عبد الواحد بن سليمان الهمداني رحمه الله شهيداً في غزاة العقاب منتصف صفر تسع وستمائة [؟.] ؛ قلت: وهذا منقول عن صلة الصلة راجع ترجمته فيها ص: 25. (2) ترجمته في صلة الصلة: 26. (3) م ط: عمر. (4) م ط: ابن الشلطيشي.

146 - عبد الواحد بن محمد بن خلف بن تقي - بواحدة - القيسي:

وأبو الحسين عبيد الله بن عاصم الدائري. وكان مقرئاً مجوداً محدثاً، ماهراً في علم العربية، ورعاً ناسكاً فاضلاً سنياً، كتب بخطه الكثير، وعني بالعلم طويلاً، وتوفي بمراكش لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سبع وثلاثين وستمائة، وهو من قرناء أبي علي الحسن بن إبراهيم بن تقي المذكور بموضعه (1) . 146 - عبد الواحد بن محمد بن خلف بن تقي - بواحدة - القيسي (2) : بنشكلي الأصل سكن دانية، أبو محمد البنشكلي؛ روى عن أبي علي الصدفي وتفقه بأبي محمد عاشر وروى عن أبي محمد بن السيد، ورحل إلى قرطبة فاخذ بها عن أبي بحر الاسدي وأبي عبد الله ابن الحاج، وتفقه به، وأبي محمد بن عتاب وأبي الوليد بن رشد، وتفقه به، وإلى المرية فروى بها عن أبي الحسن بن موهب وأجاز له أبو بكر بن برنجال. وكان فقيهاً حافظاً ذاكراً للمسائل عرف بذلك وتصدر لتدريسها ونوظر فيها عليه، وكان فقيهاً حافظاً ذاكراً للمسائل عرف بذلك وتصدر لتدريسها ونوظر فيها عليه، وكان أنيق الوراقة كتب بخطه الكثير، وقفت على خطه بنقله " البيان والتحصيل " لابن رشد من أصله سنة تسع عشرة وخمسمائة. 147 - عبد الواحد بن محمد بن عبد السلام: جربيري؛ استقضي

_ (1) حاشية ح: حدثنا عنه بالإجازة شيخنا أبو فارس عبد العزيز بن إبراهيم الجوزي العدل رحمه الله وكناه أبا محمد. (2) ترجمته في معجم شيوخ الصدفي: 266، والتكملة رقم: 1802.

148 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي:

بطرطوشة إلى أن توفي بها قبل [19 ظ] الأربعين وخمسمائة. 148 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد (1) بن إبراهيم الغافقي: غرناطي الملاحي، وهو ولد النسابة أبي القاسم، روى عن أبيه وأبي زكريا الاصبهاني. 149 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الأنصاري: أندلسي سكن مراكش، أبو محمد؛ روى عن أبي بكر بن القصيرة. روى عنه أبو القاسم رجا بن أبي عمر بن المتشبه، وكان أديباً، حياً بمراكش في حدود العشرين وخمسمائة. 150 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الهمداني: أ [ومحمد، روى عن القاضي أبي بكر بن العربي. 151 - عبد الواحد المعلم: قرطبي؛ روى عنه يحيى بن جرير وتأدب به (2) . 152 - عبد الواهب بن عبد الله بن خلف بن سيد أبيه الزهري اشبيلي روى عن أبي بكر خازن.

_ (1) ورد نسبه في م ط: عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم، فلعل فيه تكرارً من الناسخ. (2) تقع بعد هذه للترجمة ترجمة من زيادات هامش ح وهي: عبد الوارث بن سعدون الزهري قرطبي أبو سعيد؛ روى عن عبد الله بن الفرج النميري وكان صالحاً خيراً يقوم بالقرآن كل ليلة على قدم.

153 - عبد الودود بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الملك بن عيسى بن إبراهيم بن صالح الهلالي:

153 - عبد الودود بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الملك (1) بن عيسى بن إبراهيم بن صالح الهلالي (2) : منكبي سكن غرناطة أبو محمد ابن سمجون؛ روى عن عمه أبي محمد وأبي بحر الاسدي وأبوي الحجاج: القضاعي وأبي الحسن بن موهب وأبي الوليد بن بقوة. روى عنه ابنه القاضي أبو القاسم أحمد. 154 - عبد الولي بن محمد بن أحمد (3) بن عبد الولي بن أحمد بن عبد الولي: بلنسي بتي الأصل، أبو محمد البتي؛ روى عن أبي العرب عبد الوهاب البقساني، وكان عارفا بالقراءات وتجويدها، حافظاً للغات ذاكراً للآداب، حسن الوراقة كتب الكثير وأدب أبناء السلطان، ولسلفه نباهة، وتوفي بعد السبعين وخمسمائة. 155 - عبد الولي بن محمد بن اصبغ الأزدي (4) : قرطبي سكن غير بلد من العدوة، أبو الحسن بن المناصف، وكناه ابن فرتون أبا محمد؛ روى عن أبي الحسن بن عقاب وأبي عبد الله بن الفرس وأبي القاسم ابن حبيش. روى عنه بفاس أبو إسحاق بن إبراهيم العشاب، وبتونس

_ (1) حاشية ح: عبد الملك المذكور هو الملقب بسمجون وهم لواتيون فتأمل قول المصنف أنه هلالي، وقد قال ذلك ابن الآبار وابن الزبير من قبله والصحيح إنهم لواتيون ولهم ببلدة سبتة بقية وأصلهم من طنجة، توفي عبد الودود المترجم به سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ومولده سنة إحدى وخمسمائة. (2) انظر ترجمته في صلة الصلة: 43 والتكملة رقم: 2210. (3) م: بن أحمد بن أحمد. (4) انظر ترجمته في صلة الصلة: 43 والتكملة رقم: 2192.

156 - عبد الوهاب بن أبي عمر أحمد بن عبد القوي:

أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل التونسي ابن الحداد. 156 - عبد الوهاب بن أبي عمر أحمد بن عبد القوي: أبو محمد، روى عن أبي عمر اللمتوني، وكان فقيهاً مشاوراً. 157 - عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن زكريا [20 و] الأنصاري: سرقسطي؛ كان من أهل العلم والعدالة، حياً في حدود التسعين وأربعمائة. 158 - عبد الوهاب بن إبراهيم بن عيسى: أبو محمد؛ روى عن شريح. 159 - عبد الوهاب بن إسحاق بن لب الفهري (1) : شاطبي أبو محمد الحمزي (2) ؛ تفقه بالقاضي أبي جعفر بن جحدر صهره أبي زوجته. روى عن أبوي الحسن: طاهر بن مفوز وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت. وكان فقيهاً حافظاً، توفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة. 160 - عبد الوهاب بن الحسن: أبو محمد، روى عن آبى محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت. 161 - عبد الوهاب بن سعيد بن مشرف (3) : قرطبي كان من أهل

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1788. (2) حاشية ح: الحمزة قرية بشاطبة وقيل فيها الحمزاء والنسب إليها حمزاوي، قلت: وهي في التكملة المطبوعة بالراء المهملة. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1784.

162 - عبد الوهاب بن سليمان بن وهب:

المعرفة باللغة والأدب، وهو الذي قال فيه أبو بكر الزبيدي في غلط الوزير عيسى بن فطيس (1) حين كتب الجحطب (2) [؟..] (3) 162 - عبد الوهاب بن سليمان بن وهب: روى عن شريح. 163 - عبد الوهاب بن سليمان المعافري: أبو عبد الرحمن؛ روى عن حفيد مكي، ولعله الذي قبله يليه. 164 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن صالح الهمداني: مالقي، أبو عمرو ابن سالم؛ روى عن عمه أبي الربيع بن سالم وأبي زيد الفازازي (4) وأبي سليمان ابن حوط الله وأبي عبد الله بن طاهر، وأجاز له من الإسكندرية: أبو القاسم عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمر بن العباس الخطيب. 165 - عبد الوهاب بن عبد الصمد بن محمد بن غياث الصدفي (5) : لوشي، استوطن مالقة بأخرة، أبو محمد؛ روى عن أبي بكر بن العربي وأبي عبد الله النوالشي، وأكثر عنه، وأبي الوليد بن بقوة؛ وأجاز له أبو بكر بن فندلة وأبو الحسن شريح وأبو مروان الباجي وأبو الوليد ابن حجاج وغيرهم.

_ (1) وزير عبد الرحمن الناصر: راجع ترجمته في أعتاب الكتاب: 190. (2) هامش ح: الجخدب، م: الجحدب، لحن العوام: الجخطب. (3) بياض في الاصول، وانظر لحن العوام: 8 حيث أشار الزبيدي إلى هذه القصة دون أن يسمي صاحب الخطأ وإنما قال أنه رجل من أجلاء الحرمة ينسب إليه فنون العلم وضروب الآداب؛ وراجع المصدر نفسه ص: 60. (4) م: الفزاري. (5) ترجمته في صلة الصلة: 27، والتكملة رقم: 1794.

166 - عبد الوهاب بن عبد العزيز بن عثمان العبدري:

روى عنه أبو جعفر الجيار وابنا حوط الله وأبو الربيع بن سالم وأبو عمر بن سالم وأبو محمد بن القرطبي. وكان فقيهاً ضعيف الخط واستقضي وقتل باشبيلية في فتنة الجزيري سنة ست وثمانين وخمسمائة وصلب، اسأل الله العاقبة وإسبال ستر العافية. 166 - عبد الوهاب بن عبد العزيز بن عثمان العبدري: أبو محمد؛ روى عن [20 ظ] أبي الطيب سعيد بن فتح. 167 - عبد الوهاب بن عبد الملك بن يزيد الفهري: قرطبي؛ كان من أهل العلم وجلة المبرزين في العدالة، حياً في حدود الثمانين وأربعمائة. 168 - عبد الوهاب بن عامر القرشي [الفهري] (1) : مالقي أبو محمد؛ روى عنه أبو بكر عتيق بن محمد المالقي. وكان فقيهاً عاقداً للشروط بصيراً بها، عارفاً بالحساب وفرائض المواريث، ورعاً منقبضاً عن الناس فاضلاً. 169 - عبد الوهاب بن علي بن صالح الهمداني: مالقي أبو محمد ابن سالم؛ له إجازة من أبي الحسن شريح وأبي الحكم عبد السلام ابن برنجال.

_ (1) بياض في الأصول، وأثبته في هامش ح، وهو كذلك في التكملة حيث ترجمته رقم: 1791.

170 - عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب:

170 - عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب (1) : قرطبي أبو محمد؛ روى عن أبي القاسم بن بشكوال، ورحل وحج، وروى بالإسكندرية عن أبي الطاهر السلفي، روى عنه بها أبو الحسن بن المفضل وأبو عبد الله التجيبي نزيل تلمسين؛ وبمكة شرفها الله نزيلها أبو عبد الله بن أبي الصيف، وعلى ظهر السفينة أبو مروان عبد الملك بن محمد بن الكردبوس التوزري في وجهتهما من أفريقية إلى الإسكندرية في محرم ثلاث وسبعين وخمسمائة. وكان راوية عدلاً خيرا فاضلا، واستشهد غرقاً في بحر جدة بعد حجه ومجاورته بمكة - شرفها الله - أول سنة سبع وسبعين (2) وخمسمائة؛ قاله التجيبي، وأراه واهماً في ذلك فقد أجاز لأبي محمد عبد الكريم بن مغيث في ذي الحجة سنة سبع وتسعين وخمسمائة، فابحث عنه، والله المرشد. 171 - عبد الوهاب بن علي بن محمد القيسي (3) : وقال فيه ابن حوط الله: عبد الوهاب بن محمد بن علي؛ مالقي أبو محمد ابن الأصم والمنشي (4) ، وقال ابن الابار: المنشري، وقال: ومنشر قرية من قرى مالقة، وذلك غلط (5) ؛ روى عن آبي الحسين بن الطراوة وأبوي عبد الله: الحجازي وابن مسورة، وأبي العباس بن سيد وأبي محمد

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 27 والتكملة رقم: 1792. (2) هامش ح: ابن الابار: خمس وسبعين. (3) ترجمته في صلة الصلة: 28، والتكملة رقمك 1295. (4) هامش ح: المنشاة من حصون مالقة الغربية، قلت: وكذلك قال ابن الزبير. (5) ابن الابار في هذا الموضع ينقل عن ابن فرتون وابن منداس، فالخطأ عائد إليهما.

القاسم بن دحمان ومروان (1) بن مجبر. روى عنه أبوا جعفر: الجيار وابن يحيى، وأبو سليمان بن حوط الله وأبو عمرو بن سالم وأبوا محمد ابني المحمدين: ابن الكواب وابن المليح؛ وحدث عنه بالإجازة: أبو محمد عبد الرحيم ابن الشيخ. وكان فقيهاً عاقداً للشروط بصيراً بعللها [21 و] نافذاً في العربية ريان من الادب مجيداً في النظم والنثر، ناقداً ورعاً زاهداً فاضلاً منبسط النفس طريف الدعابة متين الديانة، قليل الرواية نازلها، ولي الصلاة والخطبة بجامع مالقة بعد الخطيب أبي عبد الله الاستجي. وكان قبل قد آثر سكنى باديته معظم عمره راضياً بخموله، عاطفاً على ما يعينه (2) من شأن معاشه ومعاده، إلى أن توفي الخطيب أبو عبد الله الاستجي، انتقل إلى سكنى مالقة إلى أن توفي إماماً في الفريضة بجامع مالقة وخطيباً به فجر يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من شوال ثمان وتسعين وخمسمائة، ودفن بعد صلاة العصر من يومه، ومولده سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. وكانت بينه وبين أبي القاسم السهيلي وأبي الحجاج بن الشيخ وأبي محمد بن حوط الله وغيرهم من أدباء عصره مخاطبات ظهر فيها تبريزه وحسن تصرفه، وسيأتي بعضها في رسم أبي عبد الله بن غالب وفي رسم أبي الحجاج بن الشيخ أن شاء الله.

_ (1) صلة الصلة: وأبي مروان عبد الملك بن مجبر. (2) م ط: يعينه.

وله خطب بارعة وأشعار فائقة ورسائل بديعة، وبه ختم أصبغ بن أبي العباس " كتابه في أعلام مالقة " (1) . ويؤثر من تنديره المستطرف (2) أنه دخل يوماً على بعض الولاة بمالقة فسأل الوالي عنه كاتبه أبا محمد عطاء ابن غالب الهمداني المعروف بابن أخت غالب فقال عطاء: هو رجل من أهل البادية، فقال أبو محمد: نعم البادية على وجهي بادية، لا أنكر حالي ولا أعرف بخالي؛ فأسكت عطاء مفحماً وأعجب الأمير والحاضرون بجواب أبي محمد. قال أبو الحجاج بن الشيخ كان الفقيه أبو محمد، رضي الله عنه، قد أنشدني لنفسه هذين البيتين: (3) بإحدى هذه الخيمات جاره ... ترى هجري وتعذيبي تجاره وكم ناديت يا هذي ارحمينا ... فلسنا بالحديد ولا الحجاره قال: فأنشدتهما ذات يوم جماعة من الاخوان، من اهل الحذق والاتقان، فكل استملحهما حين لمحهما، وومقهما إذ رمقهما، واستحلاهما [21 ظ] لما نشرت حلاهما، إلى أن قال أحدهم: هذا السحر الحلال، والماء الزلال، لكن تعالوا نذيل البيت الأول، على ألا مطمع لكم في قافيته ولا معول، لأنه التزم فيها خمسة أحرف تباعاً، وهذا شيء يقصر كلكم عن الإتيان بمثله باعاً، وأما قافية الثاني فربما، على إنها أبعد من السما، فقلت

_ (1) ذكره السخاوي في الإعلان: 640. (2) وردت القصة في صلة الصلة: 29. (3) هما في صلة الصلة: 29.

له: با هذا لقد ضيقت واسعاً، وأيأست طامعاً، وزعمت أن ليس في الحي من حي، ولا في النادي من نادي، ولعل من تزدريه، يديره، وعسى من تحقره يجيب، بالأمر العجيب، فقال: بسم الله ادع النزال بهذا الميدان، وابرز للقتال أن كان لك به يدان، فقلت: ليخرج كل واحد منكم ما عنده، وليجهد جهده، وليقل على قدر وسعه، ورقة طبعه، ثم لنبعث به إلى قائل البيتين، ولنحكمه فانه عدل ما عنده مين، يميز الطيب من الخبيث، والجديد من الرثيث، فرضي كل منا بهذا القول، واستعنا بذي القوة والحول، والمنة والطول، وقال كل فصيح منهم ما أمكن، وزاحمتهم أنا بلساني الألكن، وألقيت دلوي في دلائهم، وجعلت امشي خلف أدلائهم، ثم جمعت ما نظموه، ورفعت ما رسموه، وبعثت به إليه طرائق قددا، ولم أسم من قائله أحدا؛ بيد أني أخرت شعري لركته، وقدمت شعرهم لرقته، وكتبت بهذه الأبيات التي ذكرها يأت، أقمتها مقام الرسالة، وأن لم تكن ذات جزالة، فإنك تصل إلى مفهومها، من منظومها، وتقف على المعنى المودع فيها، من قوافيها، وهي: أتاك الشعر قد حشرت جنوده ... يؤمكم وقد نشرت بنوده بكل مدجج بطل كمي ... جرئ القلب يستره حديده

معسكره تضل البلق فيه ... يشيب لهوله منه وليده ولكن لا ترع فالكل سلم ... إليك مسلم: يده وجيده وبعد اسمع اقل ولرب قول ... تسكته وآخر تستعيده تجمعنا نقول الشعر يوماً ... وما نبغي سوى ما نستفيده فذيلنا لكم بيتاً كسته ... علاك حلى وزانته بروده وكل يدعي أن المعلى ... له والسبق أحرزه قصيده [22 و] فقدمناك للتميز فاحكم ... بحكمك إن حكمك نستجيده فأنت إمام أهل الشعر طرا ... بإجماع الورى وهم عبيده وأنت نسيج وحدك لا تبارى ... وأنت فريد عصرك بل عميده

وهذي الخيل قد عرضت فعرب ... وهجن، لا يفند ما تريده وضع وارفع وقل تسمع ومن لم ... يطع يقطع بأمركم ما وريده - أدام الله لك العافية - لما كان الشعر المذيل على غير هذه القافية أردت أن تكون قافية شعره هذه الرسالة كتلك فقلت ولله الملك: تذاكرنا القريض وقائليه ... لنعلم فرعه ونرى نجاره فقالوا: الشعر سهل قلت: كلا ... أروني من صدوركم انفجاره حسبتم أن حوك الشعر مثل الحياكة والخياطة والنجاره ... فقالوا: ذاك أسهل قلت: أين الشجاع يلج على أسد وجاره ... أنا آتيكم منه ببيت ... وأعطي من يذيله الإجازة فقالوا: هات قلت لهم: أجيزوا ... " بإحدى هذه الخيمات جاره " فقالوا لي وأنت فقل فقلنا ... وكل يدعي أن بذ جاره وطال بنا النزاع وليس منا امرؤ من ذاك صاحبه أجاره ... بفضلك يا فقيه احكم علينا ... بحكمك واغتنم هذي التجاره وقل حقاً ولا تستحي منا ... ومن يغضب يعض على الحجاره قال أحدنا - هو الحاج أبو عبد الله بن مسلمة -: بإحدى هذه الخيمات جاره ... ترى هجري وتعذيبي تجاره

وتبسم عن أقاح لؤيليات ... وقلب غضنفر قد أتى وجاره فلولا أن مرءا خاف رباً ... فيستحيي ويسترعي نجاره لعض بصارم عضب رءوساً ... تكاليها بضرب كالنجارة وقال آخر - هو أبو عبد الله بن الحناط -: بإحدى هذه الخيمات جاره ... ترى هجري وتعذيبي تجاره وكم ناديت يا هذي ارحمينا ... فلسنا بالحديد ولا الحجارة [22 ظ] فغطت عندما سمعت وقالت: ... [؟؟؟؟؟.] (1) جاره أما تخشى إلهك يا معنى ... فقد ألبستني برد الإجاره أغرك حلمه فنطقت زوراً ... ولم تسأله من نار إجاره وقال آخر - هو أبو القاسم بن الكاتب -: بإحدى هذه الخيمات جاره ... ترى هجري وتعذيبي تجاره وكم ناديت يا هذي ارحمينا ... فلسنا بالحديد ولا الحجاره فمالت نحو خيمتها وقالت ... ومن أشراكنا يرجو انسجاره فلا يك طامعاً في النيل إنا ... قطعنا من حبائلنا هجاره وأن وصالنا بسل حرام ... وربتما يحلل بالإجاره

_ (1) بياض في الأصول.

وقال آخر - هو أبو علي القرطبي -: بإحدى هذه الخيمات جاره ... ترى هجري وتعذيبي تجاره وكم ناديت يا هذي أرحمينا ... فلسنا بالحديد ولا الحجاره أجيبي هائما صبا مشوقا ... أجيريه من الشكوى إجاره فمثلك قد يرق لمستهام ... ويرحم في صبابته نجاره سلام طيب عبق على من ... أصار بحسنه قلبي وجاره وقال آخر - هو أبو علي بن كسرى -: بإحدى هذه الخيمات جاره ... ترى هجري وتعذيبي تجاره وكم ناديت يا هذي أرحمينا ... فلسنا بالحديد ولا الحجاره سلي في ملتقى الخيلين زحفا ... إذا سأل الردى مني الإجاره هنالك تعرفين خطير قدري ... وتسترضين من حر نجاره وقال آخر - هو أبو عبد الله الحجاري -: بإحدى هذه الخيمات جاره ... ترى هجري وتعذيبي تجاره وكم ناديت يا هذي أرحمينا ... فلسنا بالحديد ولا الحجاره أجيري هائما كلفا معنى ... فكم ظبي سواكم قد أجاره شريف الحب ليس يريد وصلا ... سوى لثم فصل فيه نجاره [23 و]

وقال آخر - هو القرشي أبن أحمد -: وحاش الحسن منك فديت أن لا ... يجير من البعاد من أستجاره فرحمى منك أو عتبى إلينا ... فقلبي من هوى يأبى ازدجاره بحكم الحب ذاب جوى، وطرفي ... أبى من دمعه إلا إنفجاره ومن تصد العيون له فؤادا ... تبت حوباؤه للشوق جاره وقال آخر - هو أبو الحجاج بن الشيخ -: بإحدى هذه الخيمات جاره ... ترى هجري وتعذيبي تجاره برؤيتها تضن وكل جار ... علمت يرى مع الساعات جاره فتاة من بني النجار تأبى ... من القلب الشجي إلا أنتجاره تعمم رأسها بضفير فرع ... وتحكم يا خليلي اعتجاره فتنت بها وقد فتنت قديما ... حجيج منى وقد فتنت تجاره وتشتجر العوالي في هواها ... وكل يرتضي فيها اشتجاره وإني مستجير من هواها ... ولكن ليس تنفع الإستجاره يا سيدي: لك الفضل بين لنا من أصاب ... طريق الصواب ومن أخطأ ومن كان في السير مستعجلا ... ومن سار قصدا ومن أبطأ ومن نخل بستانه أثمرت ... ومن زرع فدانه أشطأ فكل يرى إن أرض القريض ... بخيل الإصابة قد أوطأ

أدام الله عزك، هذه الأخبار لم يزل أهل الآداب يستطرفونها قديما وحديثا، ويسيرون إليها سيرا حثيثا، وأنت - وفقك الله - وإن كنت قد تركت هذه الطريقة، وسلكت سبل الجد والحقيقة، فلك - والحمد لله - بإخوانك اهتمام، ولا سيما بمن بينك وبينه أي ذمام، وأيضا فللكتاب جواب، وهو في اللزام كرد السلام، فلا يثقل عليك - أتم الله نعمه لديك - وأجب بما تيسر وخف، فقد مددنا إليك كل مقلة وكف، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. فأجابه الفقيه أبو محمد، رضي الله عنه [23 ظ] : بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على (1) وعلى آله وسلم تسليما: إن خليلا لي من قضاعه ... ذكرني أيامي المضاعه إذ الهوى واللهو لي بضاعه ... مهلا فذاك الدر قد أضاعه خلك لم يستدم أرتضاعه ... أيها الفاضل الحسيب، إلى متى هذا التغزل والنسيب؟ ألم تنفد أيام الجهل؟ ألم يعد الفتى كالكهل؟ أما والله لقد أحاطت بالرقاب السلاسل (2) ، وآن أن يخاف من العقاب المتغزل المراسل، رويدك - وأنا المراد - رويدك، فقد طالما أوهنت في تلك الخزعبلات عمرك وأيدك،

_ (1) م: صلى الله على سيدنا ومولانا. (2) نثر قول أبي خراش الهذلي: وليس كعهد الدار يا أم مالك ... ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل ... سوى العدل شيئا واستراح العواذل

وعصيت في النصح عمرك وزيدك، وأتبعت الأثر وتركت صيدك، ودراك دراك (1) ، سكون الحراك، وخل عنك ساجعات الأيك، وقل لها وراءك وإليك، ثم ما أنت وعهد ساكنات الخيام، وإن كانت من مباركات الأيام!! كم تسأل عن أنباء سعاد سعدا!! هلا قلت قول الألباء سحقا للهوى وبعدا؛ هذا أوان الشر، با من أرمى على الأشر، فتعال فلنخلع تلك اللينات من الملابس، ولنرجع عن الترهات البسابس، ولنذر الديار وساكناتها، ولنقر الأطيار على وكناتها، ولنذهب في منهاج من صالح العمل، ولنتأهب لانزعاج ليس يسعى به الجمل، هذا والله هو الرأي السديد، عند ذوي الرأي الحديد، ومع هذا فلابد أن نسلك في مسألتك أدنى سبل الإسعاف، ونتمسك من الجواز بالأحبل الضعاف، ونتذوق حلاوة أخبار الاستهتار فلها طعم لذيذ، ونصدق إزراء من أتانا بها صفراء يزعم إنها نبيذ. وقد ذكرت أن قوما من الشعراء، ذيلوا لي بيتا قد كان عندي منبوذا بالعراء، وأردت أن أقف على أبياتهم، وأعرف كيف تفاوتهم في غاياتهم، وزعمت أن لي بصرا بالتفريق، بيم من سار قصدا أو حاد عن الطريق، فسأقف عليها وإن كان الباع قصيرا، ولم يكن الناقد بصيرا: فإن لا أكن كل الشجاع فإنني ... بضرب الطلى وإلهام حق عليم (2)

_ (1) م: ودارك در السكوت. (2) ورد الشطر الثاني من هذا البيت في الأصول كالشطر الثاني من البيت الذي يليه، وهو خطأ لعله سهو من الناسخ، والبيتان لبعض بني أسد وقال التبريزي في شرح الحماسة إنهما لعبد العزيز بن زرارة، وأنظر شرح المرزوقي 1: 378 (القطعة: 83) .

وإلا أكن كل الجواد فإنني ... على الزاد في الظلماء غير لئيم قال أحدهم: فلولا إن امرءا خاف ربا؟. (البيت) ، هذا كلام لا يصدر إلا عن الرصين المهذب، الذي لا تستفزه ذوات العيون والبنان المخضب، وما أقربه من منزلة الفلاح، من خاف ربه في مواصلة الملاح، ولشد ما أبرق في شعره وأرعد، وتهدد وتوعد، وموه وشعوذ، واستطال على الجزالة وأستحوذ، - عفا الله عنه - إن لم يكن ذا صارم عضب، فإنه ذو لسان عذب. وتاليه على أحسن هدي وأم، وهما في الخشية رضيعا ثدي أم، وصاحبته واعظة فصيحة، نصحته والدين النصيحة، كررت الوعظ، وكسرت النعظ، لله درها، لقد على في الصالحات قدرها. والثالث غير مبخوس الكيل، وهو القائل: فلا تك طامعا في النيل، وإنه في النسيب، لموفور النصيب، وإن حرمته صاحبته وصلا، وجعلته حرام بتلا، فقولها: " وربتما يحلل بالإجارة "، دليل على إن قد لان بعض الحجاره، وقد أوجدت السبيل إلى التحليل، غير إن رب للتقليل. وليتني كنت جارا، لمن أصار حسن الجارة قلبه لها وجارا، هذا العاشق حقا، وسحقا لمن قال: " فسلي ثيابي من ثيابك " سحقا، لقد توسل في شعره بلطيف سبب، وأشار إلى شريف نسب، وأجاد الخضوع لمحبوبه والضراعه، حتى كاد يمد إلى مطلوبه ذراعه.

ولقد أرسل نهاره في الحرب وارداً وحفا، من قال: " سلي بي ملتقى الخيلين زحفا "؛ فإن يصدق فلست في لبس، إنه أشجع من أخي عبس، ألا تراه يقول: " إذا سأل الردى مني الاجاره " فهذه بلية، زائدة على المنية، وعنترة يقول (1) : إن المنية لو تمثل مثلت ... مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل فهذا يزعم انه يشبه الموت، وبينه وبين من يستجير منه الردى فوت، وأن صح دعواه، عند من يهواه، جنت يمناه، ثمر مناه، ولعله؟ والله يغفر له - ينشد إذا التقى الصفان، وتدانى الصنفان، ونظر إلى سرعان الخيل، وعاد النهار كالليل: [24 ظ] لست على القرن بعطاف ... ولا لدى الحرب بوقاف لكنني أهرب مستعجلا ... لو ربطت رجلي إلى قاف وينشد: والحرب العوان كأنها ... من الهول بحر في تدافعه طما: " وقالوا: تقدم: قلت: لست بفاعل ... أخاف على فخارتي أن تحطما " (2)

_ (1) من ديوانه: 58 (ط. صادر - بيروت) . (2) البيت لأبي دلامة قاله حين دعاه أبو مسلم لمبارزة أحد الفرسان (أنظر الأغاني 10: 280 ط. دار الثقافة) .

ثم حكى قصيراً حين ركب العصا (1) ، وقال: اللهم اغفر لمن عصى؛ وحبذا القائل: شريف الحب ليس يريد وصلا ... سوى لثم فصل فيه نجاره هذا رجل يرجع إلى عفاف، ويقنع بكفاف، سلك في هواه أحمد طريقه، وقنع ممن يهواه بمجة ريقه، وليس كالعسل (2) ، الطالب للنسل، وإذا تمادت العلة، واشتدت الغلة، فلا شاف، كارتشاف، ولا مطفئ حريق، كرشفة ريق، ولعمري لقد شارك في الصفه، من كان عنه الضمير فاسق الشفه، أيؤمن (3) هذا الفاضل، وأين من؟ ومثله فليؤتمن، غير انه يبعد عندي أن يكون الجازر ينفخ ولا يسلخ، وكيف تجتمع شفاه الأحباب، ثم لا تقرع حلقة الباب!! وهل سمعت بمن رتع حول الحمى وأن كان محترزاً، إلا صيره جرزاً (4) ؟! وخبرني أمالقي، من سأل في شعره العتبى والرحمى أم عراقي، وقد سكن الحمى، ينساب في توصيله إلى المأرب انسياب الأيم، ويلج بلطيف توسله على الكواكب أبواب الخيم وكل رفيق فذو توفيق. وأما الذي فتنته إحدى بنات النجار، فروضه في الشعر أنف الينمة (5)

_ (1) قصير هو صاحب جذيمة المضروب به المثل " لا يطاع لقصير أمر " والعصا: فرس جذيمة. (2) العسل: لعله من عسل المرأة أي نكحها. وفي ح ضبطت بفتح السين. (3) م ط: أنؤمن. (4) ارض جزر: أكل نباتها. (5) م ط: النعمة.

والجرجار (1) ، نيف على إخوانه في اللزوم، وزحف إلى أقرانه مشدود الحيزوم، غير إن في شعره: فتنت بها وقد فتنت قديما ... حجيج مني وقد فتنت تجاره إني أسائله (2) عن هذه المرأة يا أبا الحجاج: كيف فتنت قديما قلوب الحجاج، ثم لم يغير القدم بهجتها، منذ قضت حجتها: ولم يزل القدم يغير الحدود والرسوم، فكيف الخدود والجسوم، وأخبر أنها الآن تعمم رأسها بضفير فرع، وهذا رأس يجب ان يكون أرضاً غير ذات زرع، وليس هنا شبهه، في أنه كله جبهه، ومن أخبرك من الفتيات الناسكات أنها مسنه، فقل لهن أن إن إنه، مستحيل غير جائز، أن يفتتن هذا الشاعر بالعجائز، فان أزال [25 و] لفظة قديم، فأنا له أصحب من نديم. ثم نعود إلى استغفار الملك الغفار، فأن رحمته واسعة، وعن المحسنين غير شاسعة، اللهم اجعلنا من عبادك المحسنين، واغفر لنا ما أجرمنا في سالف السنين، واستعملنا بطاعتك بقية أعمارنا، وأصلحنا في إعلاننا وإضمارنا، أنك كريم رحيم. أعزك الله، ربما كان في كلامي بعض دعابة، لم أذهب بها إلى معابة، فلك الفضل في بسط العذر لديهم، وإيصال التحية إليهم، ثم السلام الأتم، الأعم الأكرم، على أخي وولي في الله الفقيه الأجل أبي الحجاج، ورحمة الله وبركاته.

_ (1) الينمة والجرجار: نوعان من النبات، والروض الآنف: المحمي الذي لا يرعاه أحد. (2) في الأصول: أسائلها.

ونظم أبو الحجاج بن الشيخ - رحمه الله - أربعة أبيات التزم في كل بيت منها كافا دون تكرار، وجعلها بخمسة القوافي بلفظ وكف، وبعث بالقوافي مسطرة دون الأبيات إلى الخطيب أبي محمد عبد الوهاب بن علي - رحمه الله - وسأله أن يبنى على تلك القوافي، وقدم بين يدي ذلك خمسة أبيات أقامها مقام الرسالة ولم يلتزم الكاف في هذه الأبيات الخمسة إلا في آخر بيت منها حسبما تراه وهي: أيا من له بالمعالي كلف ... ومن وجهه البدر لا بالكلف أجز ذا الكلام وسق كل لفظ ... بكاف وبعد احتمل ذي الكلف كلام فصيح وخطب فسيح ... بنقس كقار وطرس كلف وإياك تكرار ما سقته ... فتلفى كحطابة الشوك لف ولكن كلاماً كذا كله ... بكاف وكن بالكمال كلف فأجابه أبو محمد، رحمهما الله: سلام كريم عميم، على أخي وولي في الله تعالى، الفقيه الحاج أبي الحاج: كتبت وأنا مجل قدركم العلي، عبد الوهاب بن علي، بعد ان وافاني كتابكم الكريم، وأنا أحاول أن يبتني على زوجه ولدي عبدكم ويروم، فكتبت ما تسنى، وأرى أنا ما أحسنا، لأني رأيتك كثير الفرار، ممن اخذ في القوافي بالتكرار، ولم يلك كلامه ذلك اللوك، وكان كحصاد لف مع السنبل الشوك، وهذا هو دأبي، وإلى

هذه الغاية بلغت في (1) آدابي، لكن قلت [25 ظ] لنفسي: خذي المنجل واحتزمي، وما التزم صاحبك فالتزمي، ونهضت نحو الفرار مقلص الأذيال والأردان، واستن محلك من القوافي في مكون عقلي، وقال للشاردة منها قفي عقرى حلقى، وأنشد بعد أن تمدد مستريحاً واستلقى: أجدت الحصاد ولم (2) أنبل ... إذا ما حصدت سوى السنبل أخير ولي توليته ... وأزكى ولي إذا ما بلي تصفح مقالاً له جدة ... مع الدهر ما أن بلي بالبلى وأني لأزحم، إن يضعفوا ... عن امثاله، جانبي يذبل على أنني دونكم والذرا ... مكان الحضيض من الأجبل كرمت فكنت كغيث وكف ... وكاملت كعباً فكع وكف فشكراً كثيراً لملك كبير ... كفاك اكتساب كنوز الوكف وكم كاشح كاتم كيده ... نكأت بكلم كلام وكف وكللت بالسبك كانون ذكر ... ومثلك بالمسك أذكى وكف وأقرأ بعد من سلامي المعاد أتمه وأعمه، وأزكاه وأعلاه.

_ (1) م: بي. (2) م: ابقل.

والقطعة التي نظم أبو الحجاج ولم يبعثها إلى أبي محمد هي: ركبت الكبائر والمهلكات ... وامسك كل حكيم وكف وذكر المليك الشكور الوكيل ... تركت وأكثرت عكم الوكف فكيف تزكى وكم منكر ... كسبت بكيد كلام وكف فنكر وكس وادكر ولتكن ... كئيباً تبكي كمسك وكف وقال أيضاً أبو الحجاج، ولم يكرر فيها كاف ضمير ولا كاف تشبيه ولا كاف مصدر ولا اسم فاعل: كتبت شكاتي لكعب كفيل ... بكشف الكروب وكتم الكلف تدارك بكنات بكري الكعاب ... فعندك بالمكرمات كلف وأكره تكرار كافاتها ... فتكسى ذكاء كثيف الكلف ولكن كلاماً كذا كله ... بكاف وكن بالكمال كلف (1) [25 و] وتكفيك مكنونة شكلت ... بلك كمسك بصك كلف قال أبو الحجاج: لما فرغت من هذا قال لي بعض الأصحاب: لم تترك كافاً، فكتبت إليه في كتف بهذه الأبيات:

_ (1) تكررت الأبيات: 2 - 4 في الأصول.

لكهف الذكاء وركن الزكاء ... شارك وحرك كمين الكتف فكبكب كميهم وانكفئ ... بكهلهم بشراك كتف وكنزهم أكمح ومسكنهم ... فذكرك فاكلهم كالكتف وقال أيضاً والتزم في القافية ما تراه: أتكرى وتضحك والناسكون ... أكثرهم راكع معتكف ويشكر لكن بأكباده ... كلوم كوته كواها تكف فكفر كذاباً وإفكاً ونكثا ... تكللته واستكن واستكف وكاس السكركة مسكرة ... والأكواب كسر لكيما تكف وكتب إليه أبو الحجاج ابن الشيخ - رضي الله عنهما - بمقطعات من شعره، وفصول من نثره، يستفهمه فيها، كما جرت بينهما به العادة، أدام الله لهما السعادة، وسأله أن يكتب له بما أمكن من كلامه وقدم بين يدي مطلبه ذلك هذه الأبيات اللزوميات: إملأ الطرس سحر نظم ونثر ... ملا الله طرسكم حسنات إن بعثتم لنا بما لاح منه ... فبما عن لي ولاح سنات والقبيح اجتنبه في ذاك لا تأته ما اسطعت صاح والحسن آت ... فكتب إليه أبو محمد - رحمه الله - بما حضر من كلامه نظماً ونثراً وكتب معه: قد بعثنا إليك نظماً ونثراً ... جل هذا وذا عن السقطات

172 - عبد الوهاب بن محمد بن أحمد بن غالب بن خلف بن محمد بن عبد الله التجيبي:

ولكم جاهل له صوت عير ... وتراه يعيب جرس قطات (ة) قل إنصافه وصافي غواة ... كلهم قائل له السقطات ومحاسنه كثيرة أثيرة، ولاستطابتها أوردنا منها ما اوردنا، ولولا خوف الخروج عن مقصد الكتاب لأتينا منها بأكثر مما جئنا به وفي هذا القدر كفاية وشهادة على مكانه من هذا الفن (1) . [26 ظ] 172 - عبد الوهاب بن محمد بن أحمد بن غالب بن خلف بن محمد بن عبد الله التجيبي (2) : بلنسي أبو العرب البقساني؛ سمع ببلنسية أبا إسحاق الخفاجي وأبا بحر الأسدي وأبا بكر بن العربي وأبوي الحسن: خليص بن عبد الله وابن واجب، وأبا زيد بن منتال وأبا عبد الله الموروري، وآباء محمد: البطليوسي وابن خيرون والوجدي. وكان قد خرج اثر الفتنة الرومية من بلنسية صحبة أخيه فتردد في

_ (1) زاد في هامش ح بعد هذه الترجمة ترجمة لم ترد في الأصل وهي: عبد الوهاب بن قطن العقيلي، قنبيلي أبو محمد، كان فقيهاً جليلا أديباً شاعراً ناثراً خاطب القاضي أبا عبد الله بن حسون أيام قضائه بغرناطة بقصيدة حسنة تظلم فيها من جيرانه أهل حصن الحواير في عين ماء لهم بقنبيل وشكر القاضي وأثنى على عدله وفضله، وكانت وفاة هذا القاضي سنة تسع عشرة وخمسمائة، ومن القصيدة المذكورة: أقاضي المسلمين لنا حقوق ... ستعلمها وتعلم مقتضاها لنا عين مقسمة علينا ... وليس لقا الحيا شيء سواها لنا خمس من الأثمان منها ... وسائرها الحواير منتهاها ورثناها تراثاً من قديم ... فتروينا بري من رواها قلت: وهذه الترجمة من صلة الصلة: 26. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1970.

بلاد الأندلس وروى بشاطبة عن أبي عامر بن حبيب وأبي محمد الركلي وأبي الوليد بن قبرون اللاردي، وبمرسية عن أبي علي الصدفي وأبي محمد بن أبي جعفر، وبغرناطة عن أبي الحسن (1) بن كرز وأبي خالد يزيد بن المهلب وتأدب ببعضهم. وأجاز له من أهل الأندلس أبو جعفر بن جحدر وأبو الحسن شريح وعبد الرحمن بن عفيف وأبو عمران بن أبي تليد وأبوا محمد: ابن عتاب وابن عطية، وآباء الوليد: أحمد بن طريف ومحمد بن رشد وهشام بن بقوة؛ ومن أهل المشرق (2) أبو علي بن العرجاء. روى عنه أبو الحسن بن سعد الخير وأبو عمر بن عياد وأبوا محمد: ابن سفيان وعبد الولي بن محمد البتي، وأبو مروان بن الجلاد. قال ابن الآبار: وترك الرواية عنه شيوخنا البلنسون ولا باس به فيما قرأ أو سمع، ولم يكن مسموعه من الحديث متسعاً. وكان عارفاً بالفقه، بصيراً بعقد الشروط، مشاركاً في النحو والعروض حافظاً للآداب واللغات، ممتع المجالسة ذاكراً لغرائب الأخبار وملح الحكايات وطرف الفوائد، أديباً شاعراً محسناً خطيباً بالغاً، حسن الخط، كتب الكثير وأحكم ضبطه. ولاه بأخرة من عمره أبو الحسن زيادة الله بن الحلال قضاء لرية سنة ست وأربعين وخمسمائة. مولده ببلنسية في شعبان تسع وسبعين واربعمائة، وتوفي بها يوم الخميس لثمان بقين من محرم اثنين وخمسين وخمسمائة وصلى عليه أبو الحسن بن النعمة يوم الجمعة بعده

_ (1) بن قبرون؟؟ أبي الحصن: سقط من: م ط. (2) م: الشرق.

173 - عبد الوهاب بن محمد بن حكم الأنصاري:

ودفن به. 173 - عبد الوهاب بن محمد بن حكم الأنصاري (1) : سرقسطي اختصر ذكره ابن بشكوال وكمله ابن الآبار. 174 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله بن عبد المعطي بن يحيى؛ روى عن أبي بكر بن محرز المسن. 175 - عبد الوهاب بن محمد بن عبيد [27 و] الله بن أحمد بن العاصي اللخمي: اشبيلي؛ روى عن أبوي الحسن: حبيب بن محمد بن حبيب ومحمد بن عياش، وأبي الحكم عبد الرحمن بن محمد بن حجاج، وأبوي العباس: ابن محمد بن مقدام وابن منذر، وأبوي القاسم: ابن محمد ابن أبي هارون وابن يزيد بن بقي. روى عنه ابن أخته أبو القاسم الحسن ابن أبي عبد الله بن الحسن وكان مقرئاً مجوداً فاضلاً متصدراً (2) . 176 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد القدوس بن عبد الوهاب الأنصاري: (3) أبو القاسم له رحلة روى فيها بمصر عن أحمد بن سعيد بن أحمد المقرئ الحوفي.

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1785 والصلة: 362، استشهد صاحب الترجمة في وقيعة وشقة سنة 489 وهي إحدى الوقائع الفاجعات بالأندلس، قتل فيها نحو عشرة آلاف من المسلمين. (2) يقع في هامش ح بعد هذه الترجمة: عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله الصنهاجي أبو محمد، روى؟. (وطمس سائر الترجمة، وهي رقمك 1793 في التكملة، فلتراجع) . (3) ترجمته في الصلة: 362 وهي أوفى بكثير مما ذكره ابن عبد الملك إلا أن ابن بشكوال ذكر عبد القدوس بعد عبد الوهاب، توفي المترجم به في سنة ثنتين وستين وأربعمائة، وأنظر أيضاً النفح 3: 393.

177 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الملك اللخمي:

177 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الملك اللخمي (1) : اشبيلي؛ رحل وحج وروى بمكة - كرمها الله - عن أبي عبد الله الحسين ابن علي الطبري (2) وقفل إلى بلده. روى عنه أبو الحكم عمرو بن حجاج وأبو محمد بن غالب العطار؛ وكان شيخاً فاضلاً ورعاً زاهداً، أكتب القرآن بمسجد المرادي باشبيلية مناوباً أبا بكر دحية (3) وكان حياً سنة سبع عشرة وخمسمائة. 178 - عبد الوهاب بن المعتمد أبي القاسم محمد بن المعتضد أبي عمرو عباد بن محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي (4) : اشبيلي أبو الحزم؛ وكناه ابن الآبار أبا محمد، وكان يلقب في أيام رياستهم عز الدولة؛ روى ببلده في إمارة أبيه عن أبي عبد الله مالك بن وهيب وتأدب به، وأبي الحسن بن الأخضر، وأخذ علم الطب عن أبي الحسن شهاب بن محمد المعيطي، وغرب بخلع أبيه متنقلا معه إلى العدوة، فصحب مالك بن وهيب ثانية بمراكش، وتفقه به وروى عنه الحديث ولازمه مختصاً بصحبته؛ وكان خيراً فاضلا وقوراً حسن الهدي معروف النزاهة والجلالة والعدالة، ولي صلاة الفريضة بجامع مراكش واستنيب في الخطبة به دهراً، ثم آثر التخلي عن ذلك كله والانقباض واختار التحول إلى تاد لي فتوفي بها بعد العشرين وخمسمائة.

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1786. (2) التكملة: سمع منه صحيح مسلم في رمضان سنة 492. (3) هو أبو بكر دحية بن أحمد بن هارون. (4) ترجمته في التكملة رقم: 1787.

179 - عبد الوهاب بن محمد:

179 - عبد الوهاب بن محمد: اشبيلي أبو محمد اليلبشي (1) ؛ روى عن أبي الحسن العبسي وأبي داود المقرئ وأبي القاسم عبد الوهاب ابن محمد بن عبد الوهاب؛ تلا عليه أبو الحسن نجبة وروى عنه وكان مقرئاً مجوداً تصدر لذلك طول عمره بمسجد عرفة بمقربة من باب البياسين (2) من إشبيلية وحدث [27 ظ] بيسير (3) . 180 - عابد بن مسعود بن عابد الصدفي: بر بشتري سكن بلنسية؛ كان رجلاً صالحاً خيراً مصحفياً بارع الخط مجيد الضبط مقتدى به في ذلك متنافساً فيما يكتب منه ومتغالى به؛ توفي بجزيرة شقر بعد سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وكان قبره بها معروفاً مزوراً متعرف البركة إلى ان تغلب عليها الروم. 181 - العادل بن إبراهيم بن العادل العبدري: منرقي أبو الحكم؛ روى عن أبي عثمان سعيد بن حكم وأبي الربيع بن علي الكتامي كثيراً وأبي بكر محمد بن محمد بن صاف وأبي علي التلمسيني. وكان مشاركاً في علوم جمة، حسن المداعبة والمفاكهة، ذا حظ من قرض الشعر، وكان مع مداعبته ومفاكهته مرضياً عند الخاصة والعامة.

_ (1) هامش ح: يلبش على ثلاثة فراسخ من بطليوس وكذلك قال ابن الآبار؛ وانظر ترجمته في التكملة رقم: 1789. (2) هامش ح: ابن الآبار: الدياسين. (3) التكملة: وحدث عنه أيضاً بالتيسير لأبي عمرو عن أبي داود عن مؤلفه.

182 - عاشر بن محمد بن خلف بن مرجي بن حكم الأنصاري:

182 - عاشر بن محمد بن خلف بن مرجي بن حكم الأنصاري (1) : يناشنتي سكن شاطبة أبو محمد؛ روى عن أبيه وتلا بالسبع على أبي جعفر بن محمد بن ذروة المرادي وروى عنه وتدبج معه، وببعضها على أبي القاسم بن النخاس ولقيهما بقرطبة؛ وروى الحديث عن أبي بحر الأسدي وأبي بكر بن العربي وأبي جعفر بن جحدر وأبي الحسن بن واجب وأبوي عبد الله: الموروري وأبي عامر بن حبيب، وأبي علي الصدفي وأبي عمران بن أبي تليد وأبي محمد بن عتاب، وتفقه بابي محمد بن أبي جعفر، وتأدب بأبي بن السيد. وحدث بالإجازة عن أبي عبد الله الخولاني وأبي الوليد بن رشد، وكتب إليه من المشرق: أبو الحجاج بن نادر وأبو الحسن رزين بن معاوية وصحب أبا الحسن (2) بن مغيث وأبا الحسين (3) بن سراج وأبا عبد الله بن حميد واستكثر من لقاء الأكابر من كل طبقة ورأى أبا عبد الله بن فرج يؤتى به ليلة سبع وعشرين من رمضان إلى الجامع بقرطبة على دابة بين عدلين ليشهد ختم القرآن به. روى عنه أبوا بكر: ابن أبي حمزة ومفوز بن طاهر، وأبو الخطاب ابن واجب، وآباء عبد الله: الأندرشي وابن سعادة المعمر وابن أخيه (4)

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 163 والتكملة رقم: 1954 وبغية الملتمس رقم: 1270 ومعجم شيوخ الصدفي: 298. (2) م ط: أبا العباس. (3) م ط: وأبا الحسن. (4) التكملة: وابن أخته.

وأبو عمر بن عات وأبو القاسم بن البراق وأبوا محمد: عبد المنعم ابن الفرس وغلبون. وكان فقيهاً حافظاً للمسائل معينا للرأي، معروفاً بالفهم والإتقان [28 و] بصيراً بالفتوى، أنجب تلامذة أبي محمد بن أبي جعفر وشوور ببلدة وببلنسية وشرح " المدونة " مسألة مسألة بكتاب كبير سماه: " الجامع البسيط وبغية الطالب النشيط " بلغ فيه إلى كتاب الشهادات، في نحو مائة جزء، حشد فيه أقوال الفقهاء ورجح بعضها واحتج له، وتوفي قبل إكماله. قال أبو إسحاق بن قريعات، قلت لأبي سليمان بن حوط الله: هل رأيت أحفظ من أبي بكر بن الجد؟ قال: نعم رأيت عاشراً وكان أحفظ منه. واستقضاه أبو محمد عبد المنعم بن سمجون على باغه أيام قضائه بغرناطة ثم صحبه إذ استقضي باشبيلية فاستقضاه ببعض المدن الغربية ولازمه مدة، ثم عاد إلى شرق الأندلس فتعرف به أبو زكرياء بن غانية وجل عنده وحظي لديه، وقدمه ببلنسية إلى خطة الشورى فكان بها رأس المشاورين وإليه كانت ترد صعاب المسائل ومشكلاتها، ثم استقضاه بمرسية وأعمالها في أواخر تسع وعشرين فبقي قاضياً لهم بها إلى انقراض دولة أهله اللمتونيين منها في أواخر تسع وثلاثين وخمسمائة، فصرف أجمل صرف واستقر بشاطبة يدرس الفقه ويسمع الحديث، وعليه كان مدار المناظرة لغزارة حفظه وتمكن معرفته وتفننه في العلوم وإيراده الأخبار والنوادر. وكان يكاتب الإمام أبا القاسم ابن ورد في ما عسى أن

183 - عاصم بن خلف بن محمد بن عتاب التجيبي:

يشكل عليه من نوازل الأحكام فيجيبه أبو القاسم، وجمع من ذلك ومن أجوبة أبي الوليد بن رشد " ديواناً " مفيداً؛ وكانت بينه وبين أبي جعفر ابن أبي جعفر وحشة أيام استقضاء أبي محمد بمرسية، فلما ثار أبو جعفر بها أرسل فيه، فظن بعض حسدته انه بعث ليناله بمكروه، فلما دخل عليه قام له بإكرام حفيل وبر واسع ولاطفه أجمل ملاطفة وندبه إلى الدخول معه في ما دخل فيه فامتنع أ [ومحمد من ذلك. وكان يحدث أنه ألفى طلبة العلم عند أبي جعفر هذا متقلدي السيوف قد صاروا حشماً وخدماً؛ وقعد أبو محمد في تلك الفتن كلها عاكفاً على العلم مفيداً ومستفيداً مقبلا على ما [28 ظ] يعينه، ناظراً في أسباب معيشته، إلى أن لحق بربه. وكان خيراً فاضلاً ذا ورد في الليل، فكان دأبه متى أشكل عليه شيء من متشابه القرآن تلاوة جعل بعض تلامذته يقرأ عليه السورة المتضمنة ما أشكل عليه ولا يعين له موضع الاشكال، ولا يعرف القارئ مراده من تعيين تلك السورة، ليثبت يقينه ويقوي سكونه ويرسخ حفظه. وكف بصره وتوفي بشاطبة سنة سبع وستين وخمسمائة، ومولده ببناشته سنة أربع وقيل ست وثمانين وأربعمائة. 183 - عاصم بن خلف بن محمد بن عتاب التجيبي (1) : بلنسي أبو محمد؛ روى عن صهره أبي الحسن بن واجب وأبوي محمد:

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1948.

184 - عاصم بن زيد بن يحيى بن حنظلة بن علقمة بن عدي بن زيد بن حمار بن زيد بن أيوب بن مجروف بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طانجة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التميمي العبادي:

ابن سعيد الوجدي، وتفقه به، وابن السيد. وكان متفنناً ففقيهاً حافظاً يغلب عليه علم الرأي، لسنا فصيحاً جزلاً مهيباً صادعاً بالحق مقلاً صبوراً، درس المدونة دهراً طويلاً، وشاوره القاضي أبو الحسن بن عبد العزيز. وتوفي ببلنسية معتقلاً في سجنها في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وخمسمائة أثناء ثورة عبد الملك بن شلبان المعروف بابن جلوبة بها ودفن بداخل سورها ابن سبعين سنة أو نحوها. 184 - عاصم بن زيد بن يحيى بن حنظلة بن علقمة بن عدي بن زيد بن حمار بن زيد بن أيوب بن مجروف بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طانجة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التميمي العبادي: (1) قرطبي أبو المخشي؛ وأبوه زيد هو الداخل من المشرق إلى الأندلس. كان شاعراً مطبوعاً مجوداً حلو الألفاظ بارع المعاني، وكان منقطعاً إلى سليمان بن عبد الرحمن بن معاوية وكان هشام بن عبد الرحمن يشنؤه لانقطاعه إلى أخيه فبغي عليه عنده، وانشد له أبيات فيه قيل إنها صنعت على لسانه، وإنما له منها بيت واحد قصد به معنى فحرفه الساعي عليه إلى غيره وهو (2) :

_ (1) ترجمته في الجذوة: 377 وبغية الملتمس رقم: 1543 والمغرب 2: 123 وبدائع البدائه: 21 وأنظر ابن القوطية: 59. (2) البيت في المغرب 2: 124 وبدائع البدائه.

وليس كشانئ إن سيل عرفاً ... (1) يقلب مقلة فيها اعورار وكان هشام أحول، فقيل له: إنما عرض بك ولم يرد سواك، فاغتنم [29 و] لذلك وكان والياً بماردة، فأعمل الحيلة فيه حتى سيق إليه فأمر بقطع لسانه وسمل عينيه. ولما بلغ ذلك الإمام عبد الرحمن شق عليه ما ارتكبه ابنه هشام من أبي المخشي وكتب إليه يعنفه ويقبح فعله، وصار أبو المخشي بعد ذلك يتكلم كلاماً ضعيفاً وبقي أعمى وفي ذلك يقول (2) : خضعت أم بناتي للعدى ... ان قضى الله قضاء فمضى ورأت أعمى ضريراً إنما ... مشيه بالأرض لمس بالعصا فبكت وجداً وقالت قولة ... وهي حرى بلغت مني المدى ففؤادي (3) قرح من قولها: ... ما من الأدواء داء كالعمى وإذا نال العمى ذا بصر ... كان حياً مثل ميت قد ثوى وكأن الناعم المسرور لم ... يك مسروراً إذا لاح الردى 185 - عاصم بن عبد العزيز بن محمد بن سعد (4) بن عثمان التجيبي: بلنسي أبو الحسن بن القجدرة؛ روى عن أبيه وأبي الوليد الوقشي؛ روى عنه أبو عبد الرحمن بن جحاف وكان فقيهاً مشاوراً أديباً ذا حظ من النظم

_ (1) رواية المغرب: وليس كمثل من أن سيم عرفا. (2) من هذا الشعر أربعة أبيات في تاريخ افتتاح الأندلس: 59. (3) في الأصول: قريح. (4) م: سعيد.

187 - عاصم:

أنشد أبو عبد الرحمن بن جحاف قال أنشدني أبو الحسن عاصم بن عبد العزيز بن القدرة لنفسه: يا قمر التم الذي لم يزل ... يحمي حمى الحسن بلا مين إن لم تجد بالوصل يوماً فقد ... عرضت للحين بلا مين 186 - عاصم بن عيسى بن أحمد بن عيسى بن محمد الاسدي: رندي؛ روى بن أبي القاسم السهيلي (1) . 187 - عاصم: غرناطي؛ تلا عليه بحرف نافع أبو حفص السلاماني (2) . 188 - العاصي بن محمد بن أحمد بن العاصي: روى عن خلف بن محمد بن كوثر، وكان فقيهاً نبيل التقييد، حياً سنة خمس وستين وخمسمائة. 189 - العاصي بن محمد بن العاصي اللخمي: اشبيلي؛ كان من فقهاء بلده وعدوله وحسبانه، حياً سنة خمس وخمسين وأربعمائة. 190 - عامر بن احمد بن خالص: بطليوسي [29 ظ] أبو الحسن؛ كان فقيهاً ولي قضاء بلده، وسمع وهو قاض به من أبي علي الغساني إذ

_ (1) تقع بعدها ترجمة في هامش ح وهي: عاصم بن محمد التميمي أشبوني روى عن صهره أبي علي الطيطل بن إسماعيل، روى عنه حفيده أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن عاصم. (2) م: السلاني.

191 - عامر بن أحمد الأشجعي:

قدمه زائراً سنة تسع وستين وأربعمائة. 191 - عامر بن أحمد الأشجعي: أبو الحسن؛ روى عن أبي القاسم عبد الرحيم بن محمد بن الفرس (1) . 192 - عامر بن الحسن بن عامر بن أبي الحسن: روى عن أبي القاسم ابن بشكوال. 193 - عامر بن سليمان بن أحمد بن سليمان النفزي. 194 - عامر بن عبد الله بن خلف التجيبي: وشقي؛ سمع أبا عمر بن عبد البر. 195 - عامر بن عبد الله بن عامر الأنصاري: مرسي أبو الحسن؛ رحل وروى بمكة - شرفها الله - عن أبي المظفر محمد بن علي بن الحسين الشيباني، سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وبالإسكندرية عن أبي الطاهر السلفي. 196 - عامر بن محمد بن عبد الملك الأنصاري: اشبيلي. 197 - عامر بن محمد بن قاسم التجيبي: أبو الحسن، روى عن

_ (1) أثبت في هامش ح عند هذه الموضع الترجمة التالية: عامر بن إبراهيم الأنصاري اشبيلي أبو محمد؛ أخذ عن شيوخ بلده وعن أبي القاسم ابن بشكوال في وروده عليهم سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وكان من جملة فقهاء بلده (وأنظر ترجمته في صلة الصلة: 153) .

198 - عامر بن محمد بن يحيى بن محمد بن عامر:

القاضي أبي بكر بن العربي. 198 - عامر بن محمد بن يحيى بن محمد بن عامر: روى عن أبي الحسين يونس بن مغيث. 199 - عامر بن محمد الأنصاري: (1) طليطلي سكن قرطبة أبو الحسن؛ تلا بالسبع وروى الحديث ودرس العربية على أبي عبد الله المغامي، وتفقه بأبي بكر عبيد الله بن أدهم وأبي جعفر عبد الصمد بن موسى بن هذيل وابن أبي عبد الصمد. روى عنه أبو جعفر بن مضا وقال: كان زوج عمتي وممن انعم الله علي بصحبته، وكان مقرئاً نحوياً من أهل العلم والعمل، آخر تلامذة القاضي ابن أدهم بقرطبة، وأحد الفضلاء الأجلة والعلماء الأذكياء؛ توفي بقرطبة سنة أربعين وخمسمائة وقد أربى على الثمانين. 200 - عامر بن المنتصر: روى عن أبي علي الصدفي. 201 - عامر بن موسى بن محمد الأموي: وشقي سكن قرطبة أبو يحيى؛ روى عن أبي الحسن بن القفاص وأبي القاسم بن الطيلسان. 202 - عامر بن هشام بن عبد الله بن هشام بن سعيد بن عامر بن خلف بن مطرف بن محسن بن عبد الغافر بن مهدي بن عبد الواحد بن

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 153، والتكملة رقم: 2439.

هشام الأزدي (1) : قرطبي بياني الأصل أبو القاسم؛ روى عن أبيه وأبي بكر بن خير وأبي جعفر بن [30 و] يحيى وأبي القاسم بن بشكوال وأبي محمد بن مغيث؛ روى عنه ابنه أبو عمرو محمد وأبو الحسن الرعيني شيخنا. وكان أديباً شاعراً مفلقاً كاتباً بارعاً، كتب عن أبي محمد بن أبي حفص بن عبد المؤمن وغيره وإياه ابن بخاتمة القسم الثالث (2) من مقصورته، وكان قد اختصه كثيراً وحظي عنده، وله مصنفات أدبية نافعة ومقامات بارعة فمن مصنفاته: " المخصص في شرح غريب الملخص " و " مثبط العجلان ومنشط الكسلان في الأدب " يقرب حجمه من ثلثي أمالي البغدادي، و " المقصورة " المشار إليها جعلها ثلاثة أقسام: الأول في الزهد وتأنيب النفس والتندم على تضييع أيام الشباب والتضرع إلى الله سبحانه واستغفاره وما شاكل ذلك، والثاني مبني على حديثه صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس، والثالث في شكوى الزمان وما مني به من بعض الحسدة الخوان، المتظاهرين بصفات أصفياء الاخوان، وتأبين مصطنعه السيد أبي محمد عبد الله بن أبي حفص بن عبد المؤمن المذكور؛ وعدتها مائة وخمسة وستون بيتاً أو نحوها، وذكر في صدرها أنه نظمها في أسبوع أو شيعه من بعض أيام رمضان، وأنه أنشأها لابن أخيه ثم شرحها شرحاً مفيداً بسط القول في كثير من شرح أبياتها وأودعها

_ (1) أنظر ترجمته في برنامج الرعيني: 197 والمغرب 1: 75 والتكملة رقم: 1944. (2) م ط: الثاني؛ وهو خطأ.

فوائد غريبة، ونكتاً أدبية عجيبة، وسيأتي لهذه المقصورة ذكر في رسم أبي زكريا بن موسى الهنتاتي - إن شاء الله - لسبب اقتضى إيراده هنالك. ومن مصنفاته: " ثمرة الغراب في أجناس من التجنيس غراب ". وكان جل عمره على خير وفضل واستقامة حال حتى مر ذات يوم بسكران طافح فعيره بما شاهده من سوء حاله، فابتلي بشرب الخمر والانهماك فيه، فصار لا يغب شربها ولا يصحو من سكرها، وعلى ذلك فقد قال في حاله ما يدل على حسن عقيدته وصفاء سريرته (1) : شربتها عالماً باني ... أتيت في شربها كبيره [30 ظ] مرتجياً رحمة وعفواً ... بحسن مالي من السريره وقال ونقلته من خطه: إنا إلى الله من دنياً مضت وقضت ... ولم أبت وجلا من خشية الله ترى البطالة في ميدانها بطلا ... مني وآنس أن ألهو مع اللاهي يا من أرجيه في سري وفي علني ... كما يرجيه حقا كل أواه

_ (1) برنامج الرعيني: 198.

حرمتني الجاه في الأولى وحرمته ... فاجمع لي الحظ في الأخرى مع الجاه يا رب أن فئت عن شيب قد اكرهني ... عسى قبول متابي بعد إكراه نفسي التي أورطتني غير مبقية ... ما اورطتني وحق الله إلا هي أنشدت ذلك كله على شيخنا أبي الحسن الرعيني عنه، وشعره كثير جيد. وكانت بينه وبين أبي إسحاق الزوالي وغيره من أدباء وقته مخاطبات تشهد بمتانة أدبه وراعته، وقد مر له ذكر ببعض نظمه في رسم أبي إسحاق الزوالي؛ أنشد قول الشاعر: (1) ما بال شيخ قد تخدد لحمه ... أفنى ثلاث عمائم ألوانا سوداء حالكة وسحق مفوف ... وأجد لوناً بعد ذاك هجانا قال أبو القاسم: أخذته فأحدثت فيه معنى طريفاً لم أسبق إليه هو:

_ (1) البيتان من قصيدة تنسب لغير شاعر فهي للنابغة الجعدي في حماسة البحتري: 207 ولأبي محلم في شرح المختار: 334 ودون نسبة في الكامل 1: 204. وفي المعمرين: 93 رواها المدائني عن أبي الشماخ الطائي.

203 - عامر الصفار:

مبيض شعري كالقرطاس ناصعه (1) ... وقبل ذا كان لون الحبر براقا وصار من شمط يحكيه مكتتباً ... حتى متى كان هذا الدهر وراقا ولد في رجب ثلاث وخمسين وخمسمائة، وقال ابن الآبار: سنة أربع، وتوفي بقرطبة في رمضان ثلاث وعشرين وستمائة. 203 - عامر الصفار: قرطبي؛ كان عالماً بالفرائض والحساب والمساحة معلماً بذلك، أخذ عنه محمد بن إبراهيم الأمين وسواه. 204 - عباد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم الأزدي: اشبيلي أبو عمرو؛ تلا بالثمان على أبي عبد الله بن عبد الرحمن بن جمهور، تلا عليه ابنه أبو بكر محمد، وكان مقرئاً فاضلاً، وتوفي ليلة السبت مستهل جمادى الآخرة، عام أحد وثلاثين وستمائة. 205 - عباد بن خلف: رندي أبو عمرو؛ روى عن [31 و] أبي الحسن شريح. 206 - عباد بن خليفة المنصوري (2) : أبو الحسن؛ روى عن أبي الحسن شريح.

_ (1) ناصعه: سقطت من م. (2) سقطت هذه الترجمة من م.

207 - عباد بن عبود:

207 - عباد بن عبود: أبو محمد؛ روى عن القاضي أبي بكر بن العربي، وكان أستاذاً. 208 - عباد بن محمد بن أشرف: كان فقيهاً، وقفت على خطه بنقله " البيان والتحصيل " لنفسه من أصل المصنف. 209 - عباد بن محمد بن يحيى بن عبادل: سرقسطي أبو العيش؛ روى عن أبي عبد الله بن يحيى بن سعيد سماعاً. روى عنه أبو محمد الركلي، وهو في عداد أصحابه، وشريكه في السماع على أبي عبد الله المذكور. وكان حافظاً للغات ذاكراً للآداب. 210 - عبادة: روى عن عبد الدايم بن مرزوق؛ روى عنه أبنه إبراهيم. 211 - عباس بن أيوب بن محمد بن نوح الغافقي: بلنسي وهو أخو أبي عبد الله بن نوح؛ كان من أهل العلم، حياً في رمضان سبع وتسعين وخمسمائة. 212 - عباس بن عبد الرحمن بن عباس بن ناصح الثقفي: خضراوي أبو العلاء؛ روى عن جده وعن غيره، وكان فقيهاً لغوياً حافظاً وكانت له رياسة ببلده. 213 - العباس بن العباس بن غالب الهمداني: مالقي الأصل أبو

الفضل؛ روى عنه أبو عمرو بن سالم، وكان أديباً ظريفاً بارع الكتابة جيد الشعر سريع البديهة، ربما أملى إرتجالاً في وقت واحد شعراً وموشحة ورسالة، فيأتي في ذلك ما يبهت الحاضرين. وكان حسن العشرة (1) جميل الأخلاق وطيء الأكناف، وكان قد باع بعض كتبه فكتب إليه الأستاذ أبو محمد القرطبي (2) في ذلك: نبئت عباساً توزع كتبه ... نهباً وأصبح عن هواها معزلا فعجبت من بطل يبيع سلاحه ... عمداً ويضحي في الكتابة أعزلا فأجابه أبو الفضل، رحمه الله: يا موئلي ولقد تخذتك موئلا ... أقصير فإنك غير متهم القلى بعت الدواوين الأصول لكي أرى ... باصول أشجار شريت ممولا (3) [31 ظ]

_ (1) م: العشيرة، ط: المعاشرة. (2) أنظر السفر الرابع من هذا الكتاب: 191 - 217. (3) أثبت الترجمة التالية في هامش ح: عباس بن عياش تدميري أبو المغيرة، له رحلة إلى المشرق، جمع فيها وأخذ بالقيروان عن حماس وأبن بسطام وإبن مون.

214 - عباس بن وليد:

214 - عباس بن وليد (1) : قرطبي؛ روى عن المحمدين: أبن سحنون وأبن عبد الحكم، وكان حيا سنة ثلاث وسبعين ومائتين. 215 - عباس بن علي: أبو بكر؛ روى عن أبي جعفر البطروجي. 216 - عبدوس بن حكم: أبو مروان؛ كان أديباً لغوياً كاتباً صنف في الحلى والشيات المستعملة في ديوان الجيش كتاباً مختصراً نبيلاً مفيداً. 217 - عبدون بن حيوة بن ملامس الحضرمي: إشبيلي روى عن أبيه (2) . 218 - عبود بن محمد أو يحيى بن عيسى المرادي؛ قبري: كان من أهل العلم والتقدم في العدالة والبصر بعقد الشروط وجودة الخط، حياً بعد الأربعمائة. 219 - عبيد بن ناصر بن يزيد العتكي، ويقال عبيدة: روى عن مالك بن أنس.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 161 والتكملة رقم: 2445. (2) لأبيه حيوه بن الملامس ترجمة في الجذرة: 186 وبغية الملتمس رقم: 672، وحيوة من الرجال الذين قاموا بأمر عبد الرحمن الداخل وتعصبوا له حتى خلص له الأمر، أنظر الحلة السيراء، الورقة:11.

220 - عتبة بن محمد بن عتبة الجراوي:

220 - عتبة بن محمد بن عتبة الجراوي (1) : غرناطي وادي آشي الأصل أبو يحيى؛ استقضاه المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن يوسف بن هود على الأندلس فكان بها قاضي الجماعة، وكان من أهل العلم والنباهة والجرالة والنفوذ، وقتل سنة خمس وثلاثين وستمائة. 221 - عتيق بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن الأزدي (2) : أوريولي أبو بكر بن جر بقير؛ رحل إلى المشرق رحلتين أولاهما حج فيها سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وجاور بمكة - شرفها الله - سنين، وروى فيها عن أبي علي الحسن بن عبد الله بن عمر المقرئ أبن العرجاء وحيدر بن يحيى بن حيدر الجيلي الصوفي ورزين بن معاوية وأبي الفوارس الزينبي، سنة تسعين وبمحضر أبي بكر بن العربي، وعن أبي محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل المصري الغزال؛ وأخراهما سنة عشرين وخمسمائة وسمع فيها من أبي بكر اللفتواني وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قدمها حاجاً سنة ست وعشرين وخمسمائة، وبمصر من أبي الحجاج بن نادر وأبي طاهر السلفي، وتدبج معه، وأبي عبد الله الرازي وأجاز له أبو شجاع البلخي. وقفل إلى بلده برواية واسعة وغرائب إنفرد بها وفوائد قصد لأجلها. روى عنه أبو بكر بن أبي ليلى وأبو جعفر بن خلف بن سليمان

_ (1) ترجمته في بغية الوعاة: 321 نقلا عن الإحاطة، قال: أخذ النخو والأدب عن ناهض بن إدريس وأبي عبد الله بن عروس وأبي بكر الكندي وعبد المنعم بن الفرس وإقرأ العربية واللغة؟ إلخ. (2) ترجمته في صلة الصلة: 55 والتكملة رقم: 1936.

223 - عتيق بن حمد بن عمر بن أنس العذري:

السرقسطي، وآباء عبد الله: أبن الحسن بن سعيد وأبن خلف المحاربي وأبن علي [32 و] بن حبيب، وأبو عمر بن عياد وأبو القاسم بن بشكوال؛ وحدث عنه بالإجازة أبو عبد الله بن عياش. وكان من أهل العناية بالرواية والثقة والعدالة، مولده أول محرم سبع وستين وأربعمائة بأوريولة، وتوفي بها سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. 222 - عتيق بن أحمد بن عتيق بن الحسن بن زياد بن جرج [؟] بلنسي نزل مراكش أبو بكر الذهبي وهو ولد العلامة أبي جعفر الذهبي روى عن أبيه وأبي القاسم عبد الرحمن عبد الرحمن التونسي أبن الحداد وكان عاقداً للشروط (1) . 223 - عتيق بن حمد بن عمر بن أنس العذري: (2) مروي ولد أبي العباس العذري الدلائي روى عن أبيه سماعاً ولقي أبا الفتح السمرقندي وأجاز له أبو الوليد الباجي؛ حكى عنه أبو بحر حكاية. 224 - عتيق بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن سلمون: (3) بلنسي تأدب في النحو بأبي عبد الله بن نوح وأبي محمد بن عبدون وعلم ذلك وأدب

_ (1) تقع بعد هذه الترجمة ترجمة في هامش ح: عتيق بن أحمد بن عبد الباقي لورقي نزل دمشق، أبو بكر، كان شيخاً صالحاً زاهداً عابداً صحب جماعة من الزهاد وانتفع به جماعة وكان حسن الأخلاق كثير الإغضاء وتوفي بدمشق في سنة ست عشرة وستمائة ودفن بمقابر الصوفية ويقال إنه بلغ مائة سنة. رحمه الله ونفع به. (أنظر النفح 2: 222) . (2) ترجمته في صلة الصلة: 55 والتكملة رقم: 2423. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1937. وفي هامش ح: يكنى أبا بكر، أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل.

225 - عتيق بن أحمد بن محمد بن خالد المخزومي. بلنسي أبو بكر بن الخصم؛ تلا بالسبع على أبي الحسن بن هذيل وسمع الحديث على أبي الحسن طارق بن يعيش وأبي الوليد بن الدباغ، ودرس الفقه على أبي بكر بن أسد ولازمه وتميز في أصحابه بالشفوف، وأبي الحسن بن عز الناس وأخذ عنه مع ذلك الأصول، وأبي الوليد بن خيرة؛ واللغات والآداب على أبي الحسن بن النعمة. روى عنه أبوا عبد الله:

به، وأستشهد في فتاء من سنه بكائنة غربالة (1) ، يوم الجمعة مستهل جمادى الأولى سنة ثمانين وخمسمائة. 225 - عتيق بن أحمد بن محمد بن خالد المخزومي (2) . بلنسي أبو بكر بن الخصم؛ تلا بالسبع على أبي الحسن بن هذيل وسمع الحديث على أبي الحسن طارق بن يعيش وأبي الوليد بن الدباغ، ودرس الفقه على أبي بكر بن أسد ولازمه وتميز في أصحابه بالشفوف، وأبي الحسن بن عز الناس وأخذ عنه مع ذلك الأصول، وأبي الوليد بن خيرة؛ واللغات والآداب على أبي الحسن بن النعمة. روى عنه أبوا عبد الله: أبن نسع وأبن نوح؛ وكان بارعاً في العربية متقدماً في التنقير عن معانيها وعللها أديباً ماهراً، فقيهاً مشاوراً ذا بصر في الحديث ومعرفة رجاله، فهماً ذكياً متقناً لك ما يتولاه، محبباً صالحاً زكياً منقبضاً، درس الفقه وأسمع الحديث واللغات وعلم العربية وتوفي بقسنطانية في جمادى الأولى سنة تسع (3) وأربعين وخمسمائة، وسيق إلى بلنسية فدفن بها. 226 - عتيق بن أحمد بن محمد بن [32 ظ] يحيى الغساني: غرناطي أبو بكر بن الفراء؛ تلا بالسبع على أبي [؟] (4) مسمغور، وتفقه ببي العباس بن زرقون، وأخذ " كتاب سيبويه " عن أبي الحسن

_ (1) كذلك ورد هذا الاسم في التكملة. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1935. (3) حاشية ح: أبن الآبار: ثمان. (4) بياض في الأصول وأثبته بحاشية ح: عبد الله بن محمد بن إبراهيم.

227 - عتيق بن أحمد بن محمد:

الأبدي، والطب عن أبي عبد الله بن المهلب. وكان جامعاً لفنون من المعارف معروف النبل في كل ما يتناول من الأمور العلمية، وقيد كثيراً وعني بالعلم العناية التامة، وصنف " نزهة الأبصار في نسب الأنصار " و " نظم الحلي في شرح أرجوزة أبي علي " يعني الطبية المنسوبة إلى أبن سينا، وأستقضي بالمنكب (1) وعرف بالعدالة والنزاهة؛ مولده بغرناطة في ذي حجة خمس وثلاثين وستمائة. 227 - عتيق بن أحمد بن محمد: أبو بكر؛ روى عن أبي محمد أبن السيد. 228 - عتيق بن أحمد بن ميسرة بن أحمد بن محمد بن ميسرة: - ونسبه أبو الحجاج بن محمد البياسي حسب ما وقفت عليه في خطه: عتيق بن أحمد بن عبد الرحمن بن ميسرة الغافقي - قرطبي فرغليطي الأصل أبو بكر الفرغليطي؛ روى عن أبي عبد الله بن مناصف؛ روى عنه أبو الحجاج بن محمد البياسي وأبو محمد بن عبيد الله القرطبي، وكان أديباً حافظاً للتواريخ والأنساب، ذاكراً للأخبار، طويل ذيول الكلام إذا كتب أو تحدث يأتي بطوام لا مثل لها، له في ذلك أخبار عجيبة ونوادر مضحكة.

_ (1) بهامش ح: وولي أيضاً قضاء المرية مدة ومنها كتب إلينا مجيزاً جميعاً (تواليفه) وهو يتولى إذ ذاك قضاءها وذلك في شهر ربيع الأول سبع وثمانين وستمائة ومن شيوخه اللذين روى عنهم سوى من ذكر إسماعل بن يحيى العطار وعبد الرحمن بن عبد المنعم بن الفرس وأبو علي أبن الأحوص وأبو القاسم بن ربيع الأشعري ومن تواليفه التي أجازها لنا معينة غير ما ذكر؟ البرهان لإمام الحرمين؛ وإنفاق المقتر وتلفيق المقصر؛ فيما كتبه أو كتب به إليه نظماً أو نثراً؛ وكان ملاذاً للطلبة والقصاد، متفنناً في جملة علوم، رحمه الله تعالى.

229 - عتيق بن أحمد بن يحيى بن مجبر الأنصاري:

229 - عتيق بن أحمد بن يحيى بن مجبر الأنصاري: مالقي أبو بكر؛ روى عن أبي جعفر الجيار وأبي علي الرندي وأبي محمد ابن القرطبي. وكان خيراً فاضلاً، معتنياً بالعلم حسن التقييد نبيل الخط ضابطاً، من خيار عباد الله الصالحين. أخبروني صاحبنا الفاضل أبو عبد الله بن عياش عن أبي بكر بن حبيب المالقي قال: كان أبو بكر هذا قاعداً في ظل شجرة بصحن جامع مالقة وقارئ يقرأ كتاب " الحلية " لابي نعيم على الناس يسمعهم إياه فجري ذكر أحد الفضلاء المذكورين فيه وذكر مناقبه وكراماته فصاح صيحة ثم سكت وسكن فحرك فالفي ميتاً رحمه الله. 230 - عتيق بن أسد بن عبد الرحمن بن أسد الأنصاري (1) : يناشتي نشأ بمرسية، أبو بكر؛ روى عن أبي الحسن يحيى ابن البياز وأبي علي بن سكرة وأكثر عنه أبي محمد بن أبي جعفر وأبي عبد الله بن فرج بن سليمان المكناسي [33 و] . روى عنه سبطه أبو محمد بن سفيان وأبو إسحاق ابن خفاجة وأبوا بكر: عتيق بن أحمد بن الخصم ومفوز بن طاهر ابن مفوز. وكان فقيهاً متحققاً بالفقه وهو كان الأغلب عليه، درياً بالفتاوى بصيراً بالاحكام نافذاً في المعرفة بعقد الشروط، وله فيها " مختصر " عظيم الجدوى، إلى ما كان عليه من حسن المشاركة في الحديث والأدب واللغة والنحو وقرض الشعر والبلاغة وإنشاء الخطب وحفظ الأخبار؛ درس

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1933 ومعجم الصدفي: 292 (رقم: 225) .

231 - عتيق بن الحسن:

الفقه وأسمع الحديث وكانت الفتيا تدور عليه وعلى أبي محمد عاشر مدة قضاء أبي الحسن بن عبد العزيز، واستقضي بشاطبة مرتين: أولاهما من قبل أبي بكر بن أسود ثم صرفه، وأخراهما بتقليد أبي زكريا بن غانية بعد تقديمه أياه للشورى. توفي بشاطبة ليلة الجمعة الثانية والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. 231 - عتيق بن الحسن: سرقسطي أبو بكر، روى عنه أبو الحسن ابن هشام اللورقي. 232 - عتيق بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن أبي عبد الله رشيق (1) التغلبيك بياسي نزل مرسية أبو بكر؛ تلا على أبيه وأبي بكر ابن علي بن حسنون، وروى عن أبي الحسين بن زرقون وأبي سليمان ابن حوط الله وأبي عمران المارتلي الزاهد وأبي العباس النباتي وأبي القاسم بن تقي وأبي محمد بن حوط الله؛ وأجاز له أبو بكر عتيق ابن علي بن سعيد العبدري وأبو الخطاب أحمد بن محمد بن واجب وأبو عمر أحمد بن هارون بن عات وحد [؟] (2) ابنه صاحبنا أبو علي وحدثنا عنه وأبو محمد مولى سعيد بن حكم، كتب إليه. وكان مقرئاً محدثاً فقيهاً نحوياً أديباً تاريخياً آخذاً بحظ وافر من علم

_ (1) رشيق: سقطت من م ط. (2) كذا في الأصول، وكتب بهامش ح: حدثاني عنه معاً.

233 - عتيق بن شعيب بن إبراهيم الأنصاري:

الطب عارفاً بعلم الكلام وأصول الفقه فرضياً عددياً عاقداً للشروط وصنف في الحديث وغيره؛ وكان آدم اللون، ولد لثمان بقين من جمادى الآخرة عام أحد وثمانين وخمسمائة، وتوفي بمرسية غرة ذي الحجة أحد وستين وستمائة. 233 - عتيق بن شعيب بن إبراهيم الأنصاري: أبو بكر؛ روى عن أبي علي بن سكرة. 234 - عتيق بن عبد الله بن محمد بن [23 ظ] إبراهيم اللخمي (1) : إشبيلي أبو بكر بن اليابري؛ رحل وحج وروى بالإسكندرية (2) عن أبي عبد الله بن منصور الحضرمي. روى عنه أبو الحسن الدباج وأبو سليمان بن حوط الله لقيه بسبتة، وحدثنا عنه أبو الحسين اليسر، وكان محدثاً فاضلاً زاهداً يعيش من بضاعة كانت بيده يديرها في تجارة. 235 - عتيق بن عبد الله بن يوسف بن خير الأزدي: روى عن أبي الحسن عبد الجليل بن عبد الجبار. 236 - عتيق بن عبد الجبار بن يوسف بن محرز الجذامي (3) :

_ (1) أنظر ترجمته في صلة الصلة: 60 والتكملة رقم: 2431. (2) هامش ح: (سمع) بالإسكندرية من أبن دليل وحماد بن هبة الله والكركنتي وبدمشق من الخشوعي والقاسم بن عساكر وببغداد من أبن كليب وأبن الجوزي وتوفي سنة أثنتين وعشرين وستمائة ومولده على رأس الخمسين والخمسمائة، وروى عنه ابن سيد الناس. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1943.

237 - عتيق بن عبد الحميد الأنصاري:

بلنسي أبو بكر؛ سمع من أبي داود المقرئ وأبي محمد بن السيد، وأختص به وأكثر عنه، وكان بارع الخط رائق الوراقة نافذاً في عقد الشروط، كتب عن قضاة بلده أبوي الحسن: أبن عبد العزيز وأبن واجب، وأبوي محمد: أبن جحاف والوجدي نحواً من أربعين عاماً، وولي خطة المناكح ببلده، وبه توفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، وقد نيف على الستين من عمره. 237 - عتيق بن عبد الحميد الأنصاري: أبو بكر؛ روى عنه أبو عمرو زياد بن الصفار وكان مقرئاً فاضلاً وخطب. 238 - عتيق بن علي بن خلف بن أحمد بن عمر بن سعيد بن محمد بن الأيمن بن عمر بن يحيى بن سعيد بن الأيمن بن عمرو بن يحيى بن وليد بن محمد بن عبيد بن عمر من ولد عبد الرحمن بن معاوية الأموي (1) : مربيطي، أستوطن آخراً رابطة البتي خارج مالقة، أبو بكر بن قنترال؛ تلا بالسبع مفرداً على أبي الحسن بن النعمة، وبها جامعاً على أبي محمد القاسم بن دحمان، وتأدب به في العربية والآداب، وبحرف نافع إلا حزباً أو حزبين من خاتمة القرآن على أبي محمد بن كبال، والزهراوين على أبي علي بن جامع الكفيف، وقرأ عليهم وسمع غير ذلك؛ وأخذ أيضاً بين قرءة وسماع عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي بكر يحيى بن مفرج بن القراق وأبي الحسن أبن عبد الرحمن الزهري، وآباء عبد الله: أبن حميد وأبن زرقون وابن

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 57 والتكملة رقم: 1940.

يوسف بن سعادة وأبن الفخار وأبن مجاهد، وقرأ عليه بعض الموطأ رواية الليثي، وأجاز له باقي روايته من طريق الراوية أبي محمد الباجي، وأبوي القاسم: أبن حبيش والسهيلي، وأبوي محمد: أبن عبيد [34 و] الله وأبن موجوال، وكثر من ذكر أجاز له؛ وأكثر عن أبي الحسن صالح بن عبد الملك ولم يذكر أنه أجاز له. ومن أشياخه سوى من ذكر، ولا أتحقق الآن كيفية أخذه عنه: أبو بكر بن خير حدثه وأجاز له؛ وأجاز له أبو الحسن بن هذيل وأبو القاسم بن بشكوال وأبو مروان أبن قزمان - هؤلاء شيوخه بالأندلس. ثم رحل حاجاً عام أحد وستين وخمسمائة فلقي في وجهته أعلاماً روى عنهم، منهم بالجزائر أبو محمد عبد المنعم بن عشير قرأ عليه وأجاز له وأبو يوسف حجاج بن سكاته قرأ عليه وناظر عنده، وبالإسكندرية أبو الطاهر السلفي وأبن عوف قرأ عليهما وسمع وأجازا له، وبمكة - كرمها الله - أبو الحسن بن عبد الله أبن حمود المكناسي الطويل الجوار بحرم الله فأكثر عنه وأجاز له؛ وقفل إلى الأندلس فتصدر بمالقة للإقراء والتحديث. روى عنه آباء القاسم: أبنه والقاسمان: أبن الأصفر وأبن الطيلسان، وأبن فرقد، وأبوا بكر: أبن سيد الناس وأبن عبد النور، وأبوا جعفر: الجيار وأبن يوسف الواشري، وأبو الحجاج المربلي، وأبوا الحسن: أبن أحمد بن مسعود المحاربي وأبن عبد الودود، وأبو الخطاب بن خليل وأبو سليمان بن حوط الله، وآباء عبد الله: أبن أحمد الواشري وأبن عسكر وأبن قاسم الهاشمي، وأبو العباس بن هارون وأبو علي الحسن

أبن علي بن سمعان وأبو عمرو بن تقي وآباء محمد: أبن أبي بكر الابار والحرار والكواب؛ وحدثنا عنه من شيوخنا أبو جعفر الطنجالي وأبو الحسن الرعيني وأبو الحسين اليسر. وكان شيخاً صالحاً ورعاً زاهداً ناسكاً، صحيح الاعتقاد معولاً على مذهب مالك معظماً له، رحيم القلب سريع البكاء عند ذكر الصالحين، قديم الطلب للعلم، حاملاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مواظباً على تلاوة القرآن كثير النصح في إقرائه متثبتاً، لا يشغله عن سماع القارئ عليه شيء ولا يبتغي على إقرائه (1) أجراً إلا من الله تعالى، أقرأ قديماً وأذن له شيخه أبو القاسم السهيلي في الإقراء بمجلسه شهادة له بالتحصيل والإدراك. مولده [34 ظ] لثنتي عشرة ليلة خلت من ذي حجة عام ست وعشرين وخمسمائة، قاله أبو عبد الرحمن بن غالب وقطع به، ونحوه وقفت عليه في خط أبي عبد الله بن أحمد الواشري. وذكر عنه أبو القاسم أبن فرقد أن مولده سنة سبع أو ثمان على الشك منه (2) وقال أبو جعفر الجيار: توفي بمالقة غداة يوم الأحد ودفن إثر صلاة عصرها لتسع بقين من رجب ثنتي عشرة وستمائة، وكان قد أوصى إلي إن أغسله فغسلته وكفنته ودفن بحومة الشريعة من خارجها، ونحوه في تاريخ الوفاة قال أبن فرقد ونقلته من خطه، وقال الواشري ونقلته أيضاً من خطه: توفي في الثاني والعشرين ولم يذكر اليوم.

_ (1) متثبتاً؟ إقرائه: سقطت من م. (2) هامش ح: كما قال أبنفرقد قال أبو عبد الله أبن الطراز، وقال: الشك من الشيخ، وهو ممن أخذ عنه.

239 - عتيق بن عل بن سعيد بن عبد الملك بن موسى بن عبد الله أبن يعقوب بن أيوب بن شريح بن الحسن بن رزين العبدري:

239 - عتيق بن عل بن سعيد بن عبد الملك بن موسى بن عبد الله أبن يعقوب بن أيوب بن شريح بن الحسن بن رزين (1) العبدري (2) : طرطوشي المولد ميورقي المنشأ بلنسي الاستيطان، أبو بكر بن الصفار؛ تلا بالسبع على أبي بكر بن نمارة وأبوي الحن: أبن هذيل وأبن النعمة، وروى قراءة وسماعاً على أبي جعفر بن مشليون وأبوي عبد الله: أبن حميد وأبن سعادة، وأجاز له من اهل الأندلس أبو إسحاق الغرناطي وأبو الحسن بن هلال وأبوا عبد الله: أبن عبادة الجياني وأبن الفرس، وآباء محمد: عبد الحق بن الخراط وعليم والقاسم بن دحمان، وأبو القاسم أبن بشكوال، ومن اهل المشرق أبو إبراهيم الغساني وأبو زكريا أبن علي بن يحيى (3) القيسي وأبو الطاهر السلفي وأبو عبد الله محمد بن عمر بن أحمد بن جامع الشافعي وأبو الفضل الغزنوي وأبو محمد بن بري وعساكر بن علي. روى عنه أبوا بكر: أبن رشيق وأبن عبد الرحمن، وأبوا جعفر: أبن محمد بن وهب وأبن يوسف بن الدلال، وأبو الحسن محمد بن أبي بكر أبن محمد بن أبي حفص بن واجب، وآباء عبد الله: أبن حور وأبن عبد الملك أبن نوح وأبن الشيخ، وأبو سليمان بن حوط الله وأبوا عمرو: أبن سالم وأبن عيشون، وأبو علي حسن بن عبد الرحمن الرفاء وأحمد بن محمد بن

_ (1) ط م: ابن زيد. (2) ترجمته في صلة الصلة: 57 والتكملة رقم: 1938. (3) ط: ويحيى.

234 - عتيق بن علي عبد الله بن محمد التجيبي:

عبد الجليل وعلي بن محمد بن علي بن محرز ومحمد بن يوسف بن سليمان. وكان مقرئاً مجوداً متحققاً بالاداء متقدماً في صناعة الاقراء قعد لذلك مدة طويلة [35 و] وكان فاضلا ديناً فقيهاً حافظاً ذاكراً للمسائل، بصيراً بعقد الشروط، حسن الحظ جيد الضبط، خطب بجامع بلنسية وشوور بها، واستقضي وكانت في احكامه شدة وفي أخلاقه حدة، وتوفي بها قاضيا ضحاء يوم الثلاثاء لست وعشرين، قاله ابن أبي البقاء، وقيل يوم الاثنين لسبع وعشرين، قاله أبو الربيع بن سالم؛ وقال غيرهما: لخمس وعشرين لذي حجة ستمائة ودفن لصلاة العصر من ذلك اليوم، وصلى عليه أبو الحسن بن خيرة، ودفن بمقربة باب الحنش، ومولده سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. 234 - عتيق بن علي عبد الله بن محمد التجيبي (1) : شقوري لاردي الأصل، أبو بكر اللاردي؛ روى عن أبي العباس الاقليجي، روى عنه ابنه أبو عبد الله، وكان فقيهاً حافظاً واستقضي. 241 - عتيق بن علي: مرسي أبو بكر بن الوزان، أكثر عن أبي القاسم بن حبيش وأطال ملازمته، وكان من أهل الفهم والنبل والذكاء.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 59، والتكملة رقم: 2427.

242 - عتيق بن عيسى بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله ابن محمد بن مؤمن الأنصاري الخزرجي:

242 - عتيق بن عيسى بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله ابن محمد بن مؤمن الأنصاري الخزرجي (1) : من ذرية عبادة بن الصامت رضي الله عنه - فيما ذكر أبو الحسن بن مغيث - قرطبي أبو بكر؛ سمع بقرطبة على أبي إسحاق بن ثبات وآباء بكر: البرزالي وابن عياش وابن بطال (2) وابن مدير وآباء جعفر: البروجي وابن شانجة وابن (3) عطاف، وأبوي الحسن: عبد الرحيم الحجاري ويونس بن مغيث، وأبي الحكم ابن مشليان وأبي خالد القرشي وأبي عبد الله بن فرج صاحب الأحكام بقرطبة، وأبوي القاسم: ابن بشكوال وابن رضا، وأبوي الوليد: ابن خيرة وابن رشد؛ وباشبيلية على أبي إسحاق بن حبيش وأبي بكر ابن العربي وأبي الحسن شريح وأبي عمر أحمد بن صالح؛ وبالمرية على أبوي الحسن: ابن معدان وابن موهب، وأبوي عبد الله: ابن وضاح وابن أبي أحد عشر، وأبي العباس بن العريف واختص به، وبغرناطة على أبي بكر بن الخلوف؛ وبجيان على أبي الحسن وليد بن الموثق وأبي عبد الله البغدادي؛ وبوادي آش على أبي إسحاق [35 ظ] بن رشيق؛ وبالجزيرة الخضراء على أبي العباس بن زرقون، وبستة على أبي الفضل عياض وأجازوا له غلا ابن شانجة وآباء [؟] (4) ؛ ولقي جماعة غير هؤلاء، وأجاز له أبو أحمد بن رزق، وآباء بكر: ابن زيدان وابن

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 55 والتكملة رقم: 2425. (2) م ط: بصال. (3) شانجة وابن: سقطت من م ط. (4) بياض في الأصول.

طاهر المحدث وعياش بن الفرج، وأبو الحجاج القضاعي، وآباء الحسن: ابن ثابت وابن نافع وابن اللوان، وآباء عبد الله: البونتي (1) وحفيد مكي والحمري والقرشي الناصري وابن معمر، وأبو عمرو الخضر وأبو الفضل بن شرف، وأبوا محمد: الرشاطي وابن عطية، ولم يمل إلى طلب هذا الشان إلا بعد أن جاوز الثلاثين من عمره ففاته الاخذ عن جماعة وافرة ممن أدرك من شيوخ عصره. روى عنه ابنه أبو الحسن وأبو بكر بن خير وهو في عداد أصحابه (2) ؛ وكان موسوماً بالفضل متصاوناً منقبضاً كثير الحياء والصمت والمثابرة على وظائف الخير والبر بأصحابه، مائلا إلى الصالحين وأهل التصوف يهاديهم ويتحفهم في أماكنهم ويحسن نزل من ألم به منهم ويسارع إلى قضاء حوائجهم بماله ونفسه، وكتب بخطه الكثير من العلم، وعني أخيراً بالتقييد ورواية الحديث، وله " برنامج " ضمنه ورواياته و " رسالة في الفتن والاشراط " ومصنف جمع فيه " كلام شيخه أبي العباس ابن العريف نثراً ونظماً " وآخر جمع فيه " كلام الزاهد أبي عبد الله بن يوسف السبتي ابن الآبار ورسائله وحكمه " وغير ذلك من التقاييد. ولد يوم الاثنين في العشر الوسط من ربيع الأول سنة ست وتسعين وأربعمائة، وتوفي قريب الزوال من يوم الاثنين لأربع عشرة بقيت من المحرم ثمانية وأربعين وخمسمائة.

_ (1) م ط: البوني. (2) أنظر فهرست ابن خير: 438.

243 - عتيق بن غالب:

243 - عتيق بن غالب: داني أبو بكر؛ سمع أبا داود الهشامي وغير واحد من أصحاب المغامي، وكان مقرئاً مجوداً تصدر لذلك في حياة شيخه أبي داود. 244 - عتيق بن محمد بن احمد بن عبد الحميد الأنصاري (1) : مالقي أبو بكر؛ تلا بالسبع على أبي عبد الله بن مسورة واختص بأبي محمد عبد الوهاب بن عامر وتحقق به في علم الفرائض وعقد الشروط. روى عنه أبو سليمان بن حوط الله، وكان [36 و] متقدماً في علم الفرائض مبرزاً في عقد الشروط بصيراً بعللها، توفي لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثمانين وخمسمائة (2) . 245 - عتيق بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عبد الملك: بلنسي ابن القلاس، كان من اهل العلم، حياً سنة تسع وتسعين وخمسمائة. 246 - عتيق بن محمد بن خلف بن مرزوق: بلنسي. 247 - عتيق بن محمد بن عتيق بن أحمد بن عبد الرحمن الأزدي: أوريولي؛ له إجازة من أبي الحسن رزين والحسن بن عبد الله بن عمر المقرئ. 248 - عتيق بن محمد عتيق بن عطاف الأنصاري: بلنسي أو مرسي

_ (1) في معجم الصدفي 291 (رقم 274) والصلة: 427 من يشارك المترجم في نسبه كله إلا أنه من دانية لا من مالقة، ولم يرد ها هنا ذكر أحد من شيوخه الذين ذكرهم ابن بشكوال وابن الأبار، فلعل هذا غيره. (2) هامش ح: ومولده سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.

249 - عتيق بن محمد بن علي بن أبي الفرج الأزدي:

لاردي الأصل، أبو بكر بن المؤذن؛ روى عن أبي الحسن بن هذيل وابن النعمة وأبوي عبد الله: ابن الفرس وابن يوسف بن سعادة، وأبي العباس بن الحلال؛ وأجاز له أبو بكر بن محرز البطليوسي وأبو مروان بن قزمان. روى عنه أبو عبد الله بن نوح وتأدب به في العربية، وكان فقيهاً حافظاً للمسائل، حسن المشاركة في العربية، موصوفاً بالذكاء والفهم وفصاحة العبارة وبيان الخطابة والذكاء والزكاء، أقرأ في حياة شيخه أبي الحسن ابن النعمة، وكان أبو الحسن بن هذيل يصفه بالاستاذية؛ وأنهضه أ [وبكر بن أبي جمرة إلى خطة الشورى واستقضاه الأمير محمد ابن سعد (1) على لرية؛ وكان أبو عبد الله بن نوح يثني عليه ويصف ذكاءه وزكاءه أيام أخذهما على الشيوخ، ويذكر حسن عبارته وبيانه في المذاكرة. وتوفي ببلنسية في حياة أبيه سنة أربع في قول محمد بن عياد؛ وقال أبو الربيع بن سالم: سنة خمس أو ست وخمسين وخمسمائة، ومولده سنة سبع وعشرين وخمسمائة. 249 - عتيق بن محمد بن علي بن أبي الفرج الأزدي: مالقي؛ كان

_ (1) هو المشهور بابن مردنيش، قام بأمر مرسية لما أفل أمر المرابطين بالأندلس واتسع سلطانه فاستولى على جيان وغرناطة وبلنسية وطرطوشة، ثم جرت أهوال بينة وبين الموحدين حتى توفي سنة 567 (أنظر أعمال الأعلام: 298 وتاريخ ابن خلدون 6: 237 وغيرهما من المصادر التاريخية) .

250 - عتيق بن محمد بن علي الغساني:

من أهل العلم، حياً بعد الخمسين وخمسمائة. 250 - عتيق بن محمد بن علي الغساني (1) : بلنسي، الجنان (2) حرفته التي كان يتلبس بها ويتعيش منها، ويلقب إبريل لطوله؛ تلا على أبي بكر بن محمد بن وضاح وأبي الحجاج بن [36 ظ] علي بن عبد الرزاق وأبي الحسن بن أحمد العشاب وأبي القمارشي وأبي صالح محمد بن أبي صالح الزاهد وأبوي عبد الله: ابن عبد الله الاستجي وأبي يحيى بن رضا وأبي محمد بن عبد العظيم. وكان مقرئاً عارفاً بالقراءات حسن القيام عليها متقناً في الأداء، دخل مراكش واغمات وريكة وأقرأ بهما وبغيرهما، واستقر أخيراً بغرناطة إلى أن توفي بها في حدود السبعين وستمائة، بعدما كف بصره؟ نفعه الله - وترك زوجاً أخذت عنه القرآن بالسبع وأتقنتها. 251 - عتيق بن محمد بن يحيى بن أبي بكر عتيق المعافري: بلنسي أبو بكر؛ روى عن أبي الحسن بن معدان وأبي عبد الله بن زغيبة وأبي القاسم أحمد بن محمد بن بقي. 252 - عتيق بن مفرج الأنصاري: روى عن عباد بن سرحان.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 59، وبهامش ح: أخذ أبو بكر الجنان هذا القراءات عن أبي جعفر أحمد بن يوسف الفحام المقرئ بمالقة وكان يختلف إليه من حصن بلش وبينهما أربعة وعشرون ميلا صابراً على ذلك لا يفتر ولا يعطل حرفته ببلش حتى أكمل عليه قراءات السبعة. (قلت: هذا منقول عن صلة الصلة) . (2) هامش ح: يكنى أبا بكر.

253 - عتيق بن موسى بن عقيل:

253 - عتيق بن موسى بن عقيل: بلنسي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 254 - عتيق بن يحيى المذحجي (1) : أبو بكر؛ روى عن أبي الحسن صالح بن عبد الملك الأوسي. روى عنه أبو القاسم الملاحي وكان فقيهاً حافظاً خطيباً فاضلاً. 255 - عتيق بن يوسف بن محمد بن عميرة التجيبي: روى عن أبي عبد الله بن عبد الرحيم بن الفرس. 256 - عتيق بن يوسف بن شاكر: أبو بكر؛ روى عن أبي جعفر أبن عون الله. 257 - عتيق [؟.] (2) : غرناطي أبو بكر الدركلي؛ تلا على أبي محمد الكواب، وحدث عن أبي الحسن سهل بن مالك وأبي عامر بن ربيع، وأخذ النحو عن أبن عبد السلام وكان مقرئاً فقيهاً حافظاً

_ (1) ترجمته في صلة الصلة 56: والتكملة رقم: 2429 وبهامش ح: هو عتيق بن يحيى أبن محمد بن علي بن حارث بن محمد بن سبيع بن حارث المذحجي حمي، أخذ بمالقة عن أبي إسحاق بن قرقول وصالح المذكور وغيرهما وأنتقل إلى غرناطة فولي الصلاة بجامعها ثم أستعفى من ذلك وأكتب بها وكان من أهل الفضل والورع والدين حسن التعليم لكتاب الله مشاركاً في الفقه والحديث جيد المعرفة، مولده سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وخمسمائة وتوفي يوم الثلاثاء للثاني عشر لشوال سنة ثلاث وستمائة وصلى عليه من الغد قاضي الجماعة أبو محمد عبد الحق ودفن بمقبرة باب البيرة وكانت جنازته مشهودة (قلت: أنظر صلة الصلة) . (2) بياض في الأصول.

258 - عثمان بن أحمد بن محمد بن عثمان الرعيني:

أستقضي بغير موضع من أنظار غرناطة، فعرف بالعدالة والنزاهة؛ مولده بغرناطة سنة خمس عشرة وستمائة. 258 - عثمان بن أحمد بن محمد بن عثمان الرعيني: أبو عمرو؛ روى عن محمد بن مسعود بن خليفة. 259 - عثمان بن أحمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد أبن العوام الحضرمي: إشبيلي أبو عمرو؛ روى عن أبي مروان محمد أبن أحمد الباجي، وقيد رحلته في رسالة سماها " الرحلة الباجية والعروس التاجية " ثم أتلاها بأخرى وسماها " بالرسالة التبريزية في الصلة الأبريزية للرحلة [37 و] الباجية والعروس التاجية " ضمنها ما دار بينه وبين أبي العباس بن عبد الوهاب بن زرقون المذكور قبل في شأن هذه الرسالة من مكاتبات أبتداً وجواباً. روى عنه أبو محمد بن قاسم الحرار (1) ؛ وكان فقيهاً عاقداً للشروط، مبرزاً في العدالة، عني بالعلم طويلاً، وكتب بخطه كثيراً، وكان له حظ صالح من براعة الكتابة؛ مولده في الليلة الحادية والعشرين من ذي الحجة أحد وثمانين وخمسمائة، نقلته من خطه. 260 - عثمان بن إدريس: طليطلي أبو القاسم (2) ؛ تلا على أبي عبد الله بن عيسى المغامي وأخذ عنه جملة من مصنفات أبي عمرو بن

_ (1) م ط: أبو محمد قاسم الخراز. (2) م ط: أبو العباس.

261 - عثمان بن خلف:

الصيرفي، وروى أيضاً عن أبي بكر خازم؛ تلا عليه أبو العباس بن عبد الرحمن بن الصقر، وكان مقرئاً مجوداً. 261 - عثمان بن خلف: أندلسي أبو عمرو؛ قدم دمشق سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وحدث فيها " بقصيدة مسمطة في السنة " من نظم محمد بن عبد الله بن عبد الخالق عن بعض أصحاب أبي عبد الله بن الوشاء. روى عنه أبوا الحسن العليان: أبن أحمد بن زهير وأبن محمد بن شجاع بن أبي الهول الأنطاكي، وأبو العباس بن قبيس وغيرهم. 262 - عثمان بن ربيعة (1) : أندلسي له مصنف في " طبقات شعراء الأندلس " توفي قريباً من سنة عشر وثلاثمائة (2) . 263 - عثمان بن سعد (3) بن رمضان الأنصاري: أبو سعيد، روى عن أبي الوليد الباجي. 264 - عثمان بن سعيد الصدفي: طليطلي (4) نزل قرطبة؛ كان

_ (1) ترجمته في جذوة المقتبس: 286 وبغية الملتمس رقم: 1184. (2) هامش ح: في طبقة أبن ربيعة هذا عثمان الملقب بحرقوص ألف في طبقات الشعراء ذكره أبن الفرضي (1: 364) فتأمله. قلت: وذكره الزبيدي: 313 وأسمه عثمان بن سعيد الكناني وقد توفي قريباً من عشرين وثلاثمائة. (3) م: سعيد. (4) في هامش ح: أبو سعيد.

265 - عثمان بن عبد الله بن إبراهيم:

يقرئ القرآن بمسجد الدالية منها، ثم رحل حاجاً فتوفي بالمدينة، صلوات الله على دفينها وسلامه. 265 - عثمان بن عبد الله بن إبراهيم: أبو سعيد (1) ؛ روى عن أبي محمد عبد الحق بن بونه. 266 - عثمان بن عبد الله بن إسماعيل بن دليم (2) : بجاني ميورقي الأصل وقيل خضراوي، أبو عمرو؛ وهو أبن أخي القاضي أبي عمر أحمد. روى عن أبي عمر يوسف بن أفلح، روى عنه الحميدي، وذكره الأمير أبو نصر بن ماكولاء في كتابه " الأكمال في المؤتلف والمختلف "، وقال إنه من جزيرة ميورقة. [37 ظ] 267 - عثمان بن عبد الله: غرناطي؛ أخذ عنه القراءات أبو الحسن علي بن يحيى القرشي المنكبي؛ أنظر لعله الراوي عن أبن بونه. 268 - عثمان بن عبد الله: روى عنه أبو عبد الله بن عبيد الله بن محمد الجذامي، ولعله الذي قبله يليه. 269 - عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى (3) الكلبي.

_ (1) م ط: ابن سعيد. (2) هامش ح: ذكره ابن بشكوال مختصراً. قلت: أنظر الصلة: 385 وجذوة المقتبس: 286. (3) م ط: بن يحيى بن محمد.

270 - عثمان بن عبد الرحمن الأزدي:

270 - عثمان بن عبد الرحمن الأزدي: روى عن أبي عثمان طاهر أبن هشام. 271 - عثمان بن عثمان الهمداني: غرناطي أبو عمرو بن فرنجاله؛ كان من أهل المعرفة بالفقه، ولي الأحكام وشوور بلده. 272 - عثمان بن علي بن عثمان (1) : شلبي أو أستجي وإليها نسبه أبو عبد الله بن أبي الخصال، سكن إشبيلية، أبو عمرو بن الإمام؛ روى ببلده عن أبي بكر محمد بن إبراهيم العامري، وبقرطبة عن أبوي بكر: أبن العربي وأبن المرخي، وأبوي عبد الله: جعفر حفيد مكي وأبن أبي الخصال. وكان من جلة الأدباء وعلية الكتاب والشعراء وصنف كتاباً حسناً في كتاب أهل عصره وشعرائهم على منحى " المطمح " و " قلائد العقيان " وسماه " سمط الجمان وسقط الأذهان " دل به على حسن إنشائه وجودة إنتقائه وتوفي بعد الخمسين وخمسمائة. 273 - عثمان بن علي بن عيسى اللخمي (2) : بشجي سالمي الأصل، سكن مرسية، أبو عمرو السالمي؛ روى عنه بو عمر زياد بن الصفار، وكان مقرئاً

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1833؛ وكتابه من المصادر الهامة التي ينقل عنها أبن سعيد في المغرب. (2) ترجمته في صلة الصلة: 75 والتكملة رقم: 2259 وبغية الملتمس رقم: 1191 ومعجم الصدفي: 294 (رقم 278) .

274 - عثمان بن عمر بن عبد الوهاب المعافري:

محدثاً فقيهاً، ولي الصلاة والأحكام. 274 - عثمان بن عمر بن عبد الوهاب المعافري: شاطبي أبو بكر. 275 - عثمان بن عمرو: موروري أبو عمرو؛ كان نحوياً أدب به زماناً بإشبيلية، وكان ذا سمت ووقار ومذهب جميل. 276 - عثمان بن عيسى بن سعيد اليماني: قرطبي؛ كان من أهل العلم، مبرزاً في العدالة، حياً سنة ثمانين وثلاثمائة. 277 - عثمان بن فرج بن خلف العبدري (1) : سرقسطي أستوطن القاهرة، أبو عمرو؛ روى عن أبي بكر عبد الله بن طلحة، وأجاز له أبو الحجاج أبن عبد العزيز اللخمي، وأبو الحسن علي بن علي (2) البيهقي وأبوا [38 و] عبد الله: أبن أحمد الرازي وأبن أبي سعيد بن عبد الله، وأبو العباس أحمد بن مكي البسكري. روى عنه أبو إبراهيم عوض بن محمود وآباء عبد الله: الأندرشي والتجيبي ومحمد بن المرزبان الصوفي؛ وكان محدثاً راوية متقناً عدلاً متسع الرواية، رحل فحج وعكف على نشر العلم وإفادته عمره الطويل - نفعه الله - وكان حياً سنة سبعين وخمسمائة (3) .

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 75 والتكملة رقم: 1834. (2) بن علي: مسقط من م ط. (3) هامش ح: توفي فيما ذكر أبن المفضل سنة ست وسبعين.

278 - عثمان بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم العبدري:

278 - عثمان بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم العبدري: بياسي سكن مدينة فاس واستقر أخيراً بسبتة، أبو عمرو بن الحاج؛ روى بفاس عن أبي البقاء يعيش وأبي الحسن بن موسى الأنصاري السالمي أبن النقرات وأبي ذر بن أبي ركب وأبي القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن الحسن بن زانيف، ولازمه نحو خمسة عشر عاماً، وأبي القاسم أحمد أبن محمد الطرسوني؛ وبإشبيلية عن أبي الحسن بن زرقون وأجازا له؛ ورحل مع أبيه وحجا معاً، وروى بمكة - كرمها الله - عن أبي عبد الله أبن إسماعيل بن أبي الصيف اليمني (1) وبرهان الدين أبي الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري وأبي القاسم عتيق أحمد بن باقا. روى عنه أبو الربيع سليمان بن [؟.] (2) الحاحي والقاضي أبو زكرياء بن أبي حيونم والحاج أبو عبد الله بن الخصار الضرير وأبوا محمد: عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد العزيز بن أحمد الهواري وعبد الله مولى أبي عثمان سعيد بن حكم وحدثنا عنه وحدث عنه بالإجازة أبو العباس بن فرتون (3) . وكان ديناً صالحاً فاضلاً عدلاً فيما ينقله ضابطاً لما يحدث به ثقة فيما

_ (1) م ط: التميمي. (2) بياض في الأصول. (3) هامش ح: وحدث أيضاً عنه من شيوخنا أبو جعفر ابن الزبير وأبو القاسم بن الطيب وأبوا عبد الله: النولي وابن خلوف وغيرهم.

279 - عثمان بن محمد عثمان المعافري:

يأثره، صابراً على إسماع الحديث مثابراً على إفادة ما كان عنده، حسن الخلق، أم طويلاً بمسجد القفال من سبتة؛ مولده عام خمسة وسبعين وخمسمائة، وتوفي بسبتة بالعشر الأول من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة. 279 - عثمان بن محمد عثمان المعافري: أبو عمرو روى عن أبي عبد [38 ظ] الله بن نوح وأبي محمد بن بونه. 280 - عثمان بن محمد بن عثمان: أبو عمرو؛ روى عن محمد بن عبد الله أبن يزيد؛ روى عنه مرزوق بن فرج. 281 - عثمان بن محمد بن عمر بن خميس الحجري: أبو سعيد؛ روى عن أبي محمد بن حوط الله. 282 - عثمان بن محمد بن عيسى بن عثمان بن علي بن عيسى اللخمي (1) : مرسي سالمي السلف أبو عمرو (2) البججي (3) ، وهو أبن أخت أبي عبد الله القسطلي؛ روى عن أبي الحسن بن هذيل وأبوي عبد الله: أبن عبد الرحيم وأبن يوسف بن سعادة، وأبي علي بن عريب وأبي القاسم بن حبيش ولازمه. روى عنه أبو سليمان بن حوط الله وأبو عيسى محمد بن محمد أبن أبي السداد.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 76 والتكملة رقم: 1836وبغية الملتمس رقم: 1176. (2) م: عمر. (3) في التكملة وصلة الصلة: البشجي.

283 - عثمان بن محمد بن عيسى بن يعمر:

وكان فقيهاً حافظاً مدرساً للفقه، أديباً ماهراً، ذا مشاركة في علم الحديث، وحظ صالح منقرض الشعر. دخل يوماً مجلس أبي العباس أبن الحلال القاضي فسأله بعض الحاضرين عنه فقيل له هو أبن أخت أبي عبد الله القسطلي فأنشد السائل متمثلاً (1) : فإن ابن أخت القوم مصغى إناؤه ... (2) إذا لم يزاحم خاله بأبٍ جلد فأجابه أبو عمرو بديهة: أنا أبن الأكرمين من آل لخم ... وأخوالي أولو عالي السناء وليس إنائي بين القوم مصغى ... لأني من بني ماء السماء وكان له سلف في العلم، وقد تقدم ذكر جد أبيه في من سمي بهذا الأسم؛ مولده سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وتوفي بمرسية عقب جمادى الأولى سنة ثمانين وخمسمائة. 283 - عثمان بن محمد بن عيسى بن يعمر: رى عن أبي عبد الله أحمد الخولاني ومالك العتبي.

_ (1) البيت للنمر بن تولب في الشعر والشعراء: 227 وعيون الأخبار 3: 89 وفصل المقال: 12 ونسب في نظام الغريب: 14 لدريد بن الصمة. (2) إصغاء الإناء: كناية عن التنقص والهضيمة.

284 - عثمان بن محمد المرادي:

284 - عثمان بن محمد (1) المرادي: أبو عمرو، روى عن أبي بكر أبن العربي. 285 - عثمان بن هشام بن أبي الموقى الأنصاري: روى عن أبي عمر أبن عبد البر. 286 - عثمان بن يوسف بن أبي بكر بن عبد البر بن سيدي بن أبي القاسم ثابت بن عبد الله بن يحيى بن محمد بن عبد البر بن معافى الأنصاري (2) : سرقسطي بلشيذي الأصل وقيل بلجيطيه [39 و] أبو عمرو وأبو محمد؛ تلا بالسبع على أبي زيد الفهمي أبن الوراق وأبي محمد يحيى أبن محمد بن حسان القلعي، وبقراءة نافع على أبي زيد بن حيوة، وأخذ " تيسير " الداني عن أبي الحسن بن هذيل، والعربية والآداب عن أبي جعفر بن سراج وأبي الحسن بن طاهر البرجي. روى عنه أبو الربيع بن سالم وأبوا عبد الله: أبن حسين بن عبد الله أبن عمر وأبن عياد وأبو عمر بن عياد. وكان مقرئاً مجوداً ضابطاً محققاً، تاريخاً ذاكراً ملوك بلده وقضاته وعلماءه، فقيهاً حافظاً عاقداً للشروط بصيراً بالأحكام جيد الدربة فيها، تردد في الكثير من كور بلنسية واقرأ فيها وأستوطن لرية، ثم رحل عنها حاجاً سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، فكاد يغرق في ركوبه البحر، فعاد إليها وأستقر بها وأستقضي فيها

_ (1) محمد: سقطت من م ط. (2) ترجمته في صلة الصلة: 75، والتكملة رقم: 1835.

287 - عدل بن محمد بن عدل الغافقي:

وفي جزيرة شقر. ولد بسرقسطة أول يوم من شعبان سنة سبع وثمانين وأبعمائة وتوفي بلرية منتصف ذي قعدة سبع وسبعين وخمسمائة، وصلى عليه الأستاذ أبو زكريا بن أبي إسحاق. 287 - عدل بن محمد بن عدل الغافقي (1) : أبو الحسن؛ روى عن أبي علي الصدفي. 288 - عدي بن علي (2) بن عبد الله القيسي: إشبيلي سكن سبتة أبو الحسن؛ روى عن أبي علي بن الشلوبين، وكان حافظاً لفروع المذهب المالكي ذاكراً لمسائله، حاذقاً في النحو متحققاً به، دمثاً عاقلاً يعيش من بضاعة له يديرها في تجارة كان شديد الإحتياط فيها والتحرز من مواقعة خلل يدخل عليه بسببها، وتوفي بسبته. 289 - عذرة بن إبراهيم بن مسلم بن عذرة العذري: موروري [؟.] (3) . 290 - عذرة بن أبي بكر بن عبد العزيز بن عذرة: له إجازة من أبي مروان بن عبد العزيز الباجي سنة عشرين وخمسمائة. 291 - عريب بن سعيد (4) : قرطبي عداده في الموالي من بيت يعرفون

_ (1) ترجمته في بغية الملتس رقم: 1271. (2) هامش ح: هو والد صاحبنا عبد الله بن عدي. (3) بياض في الأصول. (4) ابن سعد: في صلة الطبري وفي كتاب الأنواء؛ وأنظر شعره في اليتيمة 2: 52.

ببني التركي؛ كان أديباً شاعراً مطبوعاً تاريخياً تام المعرفة بالأخبار [39 ظ] ذا حظ من النحو واللغة، طبيباً ماهراً شديد العناية بكتب الأطباء القدماء والمحدثين (1) ؛ وله مصنفات منها " تاريخه الذي أختصره من تاريخ أبي جعفر الطبري " وأضاف إليه " أخبار أفريقية والأندلس " (2) وهو كتاب ممتع، ومنها كتابه في " الأنواء " (3) وهو مفيد مستعمل معتمد، ومنها كتابه في " خلق الإنسان وتدبير الاطفال " ومنها كتابه " في عيون الأدوية " وأنشد له ابن فرج في كتاب " الحدائق " كثيراً (4) ؛ وكان فيه بأو شديد، قال أبو عثمان سعيد بن عثمان (5) : شهدته يوماً وقد دخل على الحاجب جعفر بن عثمان (6) في منزله بربض الرصافة وعنده جلة الخدمة وودوه الناس وسعيد بن عبد الله الشنتريني (7) اقرب اهل المجلس منه مقعداً، وكانت له خاصة به وميل إليه، فتخطى رقاب الناس واحداً واحداً حتى قرب من الحاجب، فاستحيا منه واقعده في فرجة كانت

_ (1) أغفل ذكره صاعد وابن جلجل. (2) نشر له كتاب ملحق بتاريخ الطبري يعرف باسم " صلة تاريخ الطبري " وأحسب أن هذا المنشور لا يمثل ما يقوله ابن عبد الملك في هذه الترجمة، وينقل عنه لسان الدين في أعمال الأعلام (ص، 20 مثلاً) أخباراً أندلسية كما ينقل عنه ابن عذاري. (3) نشره دوزي وترجمه شارل بلا إلى الفرنسية (ليدن: 1961) بعنوان: Le Calendrier de Cordoue (4) هو الأديب أبو عمر أحمد بن فرج، وكتابه " الحدائق " ألفه للحكم المستنصر وعارض به كتاب الزهرة لابن داود الاصبهاني، أنظر الجذرة: 97، وبغية الملتمس رقم: 331، والمغرب 2: 56 وله أشعار في اليتيمة 2: 16 ومسالك الأبصار 11: 195 وترجمته في معجم ياقوت 4: 236، والمطمح: 79. (5) لعله النحوي الأديب الذي ترجم له الحميدي: 215 وبغية الملتمس رقم: 808. (6) يعني الحاجب المصحفي. (7) أنظر شعراً له في ابن عذاري 2: 393.

292 - عريب بن عبد الرحمن بن عريب القيسي:

بينه وبين الشنتريني، فغاظه ذلك وأحفظه، وتناول رقعه من بين يدي أحد كتابه، وكتب فيها هذين البيتين بديهة، وناولهما الحاجب وهما: حال بيني وبين وجهك في المجلس شخص على القلوب ثقيل ... ما توهمت قبلها ان شخصاً ... بين قلبي وناظري سيحول واستعمله الناصر على كورة اشونة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وكانت له من الحاجب المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر منزلة وخاصة حتى صدر منه جفاء بمجلسه لأبي الحسن علي بن محمد السعيدي (1) القادم من العراق، وكان مغنياً ماهراً واحداً عصره في صناعة الألحان، فغنى المنصور بقطعة لبيد (2) : مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه ... الأشطار، فلم يؤاكل عربياً بعدها ولا شاربه، وكان خازن السلاح. 292 - عريب بن عبد الرحمن بن عريب القيسي (3) : سرقسطي سكن مرسية، أبو الحسن؛ روى عن أبي علي بن سكرة وأجاز له الرئيس أبو عبد الرحمن بن طاهر (4) ، وكان نحوياً لغوياً أديباً حسن الخط

_ (1) م: السعدي. (2) انظر ديوان لبيد رقم: 59. (3) ترجمته في معجم الصدفي: 392 (رقم: 286) . (4) من أعيان مرسية، حكم فيها مدة من الزمن أيام ملوك الطوائف حتى أخذها ابن عمار من يده فانحاز إلى بلنسية (وتوفي بها سنة 507) أنظر القلائد: 56 والقسم الثالث من الذخيرة وأعمال الأعلام: 232 والمغرب 2: 247.

293 - العز بن احمد بن هارون:

293 - العز بن احمد بن هارون: قرطبي عدوي الأصل أبو تميم؛ أكثر عن أبي القاسم بن الافليلي (1) . روى عنه أبو عبد الله بن أبي الخصال وابن أبي زيد الفهمي؛ وكان حافظاً للغة ذاكراً للآداب مبرزاً في فهمها، توفي سنة ثمان وثمانين واربعمائة. 294 - عزان بن عبد الملك بن عزان بن عبد الملك بن محمد بن عزان بن عبد الملك بن محمد بن عزان (2) : كان من عاقدي الشروط باشبيلية، عدلاً في الشهادة، حياً سنة تسع عشرة وستمائة. 295 - عزان بن أبي مروان بن عبد الملك بن محمد بن عزان: روى عن شريح. 296 - عزان بن محمد بن عبد الملك بن عزان: موروري. 297 - عزيز بن عبد الملك بن سليمان بن يوسف (3) بن محمد بن خطاب القيسي (4) : مرسي سرقسطي الأصل أبو بكر؛ روى عن أبي

_ (1) هو أبو القاسم إبراهيم بن القفليلي القرطبي العالم اللغوي، أنظر ترجمته في الجذوة: 142 وبغية الملتمس رقم: 485 والذخيرة 1/1: 240 والصلة: 94 وابن خلكان 1: 33 ومعجم ياقوت 2: 4 وبغية الوعاة: 186 والمغرب 1: 72، وقد تهكم به ابن شهيد في رسالة " التوابع والزوابع ". (2) ما بعد " عزان " الثانية سقط من م ط. (3) هامش ح: بتقديم يوسف على سليمان، ثبت عند ابن الآبار وابن الزبير جميعاً. (4) أنظر ترجمته في صلة الصلة: 165 والتكملة رقم: 1952، واختصار القدح: 126 والمغرب 2: 252 وأعمال الأعلام: 315 والحلة السيراء، الورقة: 176.

البركات الزيزاري وأبي الربيع بن سالم وأبي محمد بن حوط الله وغيرهم. وأجاز له من أهل الأندلس: أبو بكر بن جابر بن الرمالية وأبو جعفر بن شراحيل وأبو زكريا الدمشقي نزيل غرناطة وأبو عبد الله ابن بالغ وأبو القاسم: ابن سمجون والملاحي؛ ومن أهل المشرق أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري وغيره. روى عنه أبو عبد الله بن محمد بن الجنان وأبو محمد بن عبد الرحمن ابن برطله وأبو المطرف أحمد بن عبد الله بن عميرة؛ وكان وجيه أهل بلده وصدرهم المعظم لديهم، مشهور الفضل لديهم، أجمل الناس صورة وأحسنهم شارة وهيئة، زاهداً ورعاً ناسكاً عابداً فاضلاً متقللا من الدنيا، حريصاً على نشر العلم ناصحاً في التعليم مثابراً على التدريس والإفادة مستبحراً في المعارف على تشعب فنونها متحققاً بكثير مما كان ينتحله منها، إلى بيان في الخطابة وبلاغة في النظم والنثر، واستمر على ذلك من طريقته المثلى معظم عمره، حتى امتحن برياسة بلده وقبل ذلك ولم تحمد سيرته، فصرف عنها، ثم صار إليه تدبير بلده صدر محرم ستة وثلاثين وستمائة، فنكص على عقبيه ودعا لنفسه وخاض في سفك الدماء واجتراً على أخذ الأموال من غير وجهها واستحل من المحظورات [40 ظ] ما لا نجاة لمرتكبها ولا مخلص من تبعتها إلا بما يرجوه العصاة من لطف الله تعالى وعفوه وتجاوزه ورحمته، واستصحب هذه الحال إلى ان قتل بمرسية، بعد صلاة التراويح، من ليلة الاثنين التاسعة عشرة من رمضان

298 - عزيز بن محمد اللخمي:

ست وثلاثين وستمائة (1) وطيف بجسده مسحوباً مجروراً بيد رعاع البلد، فكانت حاله هذه عبرة للمتوسمين؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون، نسال الله حسن العاقبة ودوام العافية؛ ومولده سنة سبع وقيل تسع - وهو اصح - وستين وخمسمائة. 298 - عزيز بن محمد اللخمي (2) : مالقي أبو هريرة؛ ذكره أبو سعيد يونس وأبو محمد عبد الغني مكبراً (3) ، وذكره أبو القاسم يحيى بن علي مصغراً (4) وهماً منه، هذا معنى ما ذكر به ابن الآبار هذا الرسم ولم يزد؛ وقد ذكره أبو الوليد بن الفرضي ورفع نسبه وذكر عن من روى وحلاه بما رآه، ولا أرى ابن الآبار ذكره الالينبه على ما وقع من الخلاف في ضبط اسمه ثم لم يستوف ما نبغي ذكره من ذلك، فانه بقي عليه أن ينبه على إن الأمير أبا نصر بن ماكولاء ذكره مكبراً بعد ذكره ما نصه: وعزيز بن هاعان الحبلي شهد فتح مصر، قاله ابن يونس، أتلاه قوله: وعزيز بن محمد للخمي أندلسي من أهل مالقة أبو هريرة، انتهى ما عند ابن ماكولاء؛ وما نسبه من ضبطه كما ذكره إلى ابن يونس فعهدته عليه إن كان وقف عليه مجود الضبط، فأما ابن يونس فلم يتعرض في كتابه إلى تقييد الأسماء، وقد وقع الاسمان في كتابي من تاريخ ابن يونس

_ (1) قال ابن الزبير: قتل في رمضان عام ثمانية وثلاثين (وستمائة) . (2) ترجمته في بغية الملتمس رقم: 1265 والجذوة: 300 وابن الفرضي 1: 385 وكتب فيها جميعاً " عزيز " بزاي وراء. (3) يعني " عزيز " بفتح العين. (4) يعني " عزيز " بضم العين.

299 - عساكر بن خالد بن إبراهيم بن عساكر الجذامي:

مهملين، وهو اصل عتيق مقروء على أبي محمد عبد الغني بن سعيد، ولم يذكر ابن يونس غير هذين الاسمين في من تسمي بهذا الاسم. واعلم وراء ذلك أن ابن الفرضي لم يقيده أيضا في تاريخه، غير أني وجدت في حاشية كتابي محاداً به ذكره بخط الضابط المقيد أبى القاسم بن القنطري ما نصه: " عزيز بفتح العين ذكره عبد الغني " انتهى؛ ولكن أبا الوليد بن الفرضي قيده في كتابه " المؤتلف والمختلف " بما [41و] رفع الخلاف وقطع النزاع وهو المقنع في ذلك فقال ما نصه: " وعزيز - بضم العين وفتح الزاي: عزيز بن محمد اللخمي أبو هريرة اندليسي من أهل مالقة حدث عن غير واحد من أهل بلده؛ روى عن بكر بن حماد وقد وهم فيه عبد الغني فذكره بفتح العين "؛ انتهى ما قصدنا نقله وفيه كما ترى تقييده مصغراً وتوهم عبد الغني في ذكره مكبراً خلاف ما اعتمده ابن الآبار فاعلمه، وسنذكر ابنه محمد بن عزيز في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله. 299 - عساكر بن خالد بن إبراهيم بن عساكر الجذامي: اشبيلي أبو القاسم؛ روى عن شريح. 300 - عساكر بن عبد الملك بن عساكر: روى عن أبي الحسن شريح. 301 - عصام بن احمد بن محمد بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى ابن خلصة الحميري ثم الكتامي (1) : قرطبي أبو محمد، وهو ولد الأستاذ

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 164 والتكملة رقم: 2441.

302 - عصام بن محمد بن عصام الخولاني:

الخطيب أبي جعفر بن يحيى؛ تلا بالسبع على أبيه، وتادب به في العربية واللغة والادب، وعليه معوله في المعارف؛ وروى عن أبي الحسن بن عقاب وأبوي القاسم: ابن بشكوال والشراط، وأجاز له ما رواه؛ وكان ماهراً في علوم اللسان نحواً ولغة وأدباً، حافظاً للتواريخ ذاكراً لها، ورعاً ناسكاً منقبضاً، رشحه أبوه للاقراء بمجلسه فأقرأ فيه مدة وخطب في حياته نائباً عنه بجامع قرطبة ثم بعده مستبداً نحو اثنين وعشرين عاماً (1) إلى أن توفي لإحدى عشرة ليلة بقيت من شعبان إحدى وثلاثين وستمائة، وقد تقدم ذكر نيابته عن أبيه في الخطبة حين اعتراه غشي أثناءها، ودفن بمقبرة أم سلمة. 302 - عصام بن محمد بن عصام الخولاني: أبو محمد؛ روى عن أبي طالب بن عقيل بن عطية. 303 - عصام: سرقسطي أبو الحسن؛ كان عارفاً بالفقه بصيراً بعقد الشروط، واستقضي بالجزائر الشرقية بعد أخيه أبي الحسن، وتوفي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. 304 - عطاء بن غالب الهمداني: مالقي أبو الحسن وأبو محمد ابن أخت غالب؛ روى عنه قريبه أبو عمرو بن سالم، وكان متين الأدب شاعراً مجيداً خطيباً بليغاً يحاضر الملوك ويجالسهم، وهو الذي جرت له [41 ظ] مع الخطيب أبي محمد عبد الوهاب بن علي الحكاية المسطرة في رسم أبي محمد (2) ،

_ (1) هامش ح: اثني عشر. (2) أنظر ص: 77 في هذا السفر.

306 - عفان بن قريش بن مروان:

فراجعها أن شئت، توفي في حدود ثمان وستمائة. 305 - عطاء بن يزيد. 306 - عفان بن قريش بن مروان: اشبيلي أبو محمد؛ روى عن أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسين بن الوليد. روى عنه أبو عبد الله ابن يزيد الأحدب الاشبيلي، وكان مؤدبا يقرئ القرآن ويعلم به. 307 - عفان العامري: سكن طليطلة، روى بها عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الخشبي وغيره، وكانت له عناية بالعلم وسماعه. 308 - عقيل بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخولاني (1) : شلبي باجي الأصل - باجة الغرب - أبو الحسن الباجي وابن العقل؛ تلا بالسبع على أبي بكر بن المفرج الربوبلة وأبوي الحسن: شريح وابن الدش، وأبي داود بن يحيى وأبي عبد الله حفيد مكي وأبي العباس بن النخاس، وأبوي القاسم: ابن رضا وعبد الرحيم بن الفرس؛ وحدث عن أبي بكر ابن العربي وأبي الحسن يونس بن مغيث وأبي الحسين بن الطلاء وأبي حفص بن يحيى بن صاحب الصلاة، وأبوي عبد الله: ابن المناصف ومالك بن هلال، وأبي العباس بن محمد بن حاطب وأبي القاسم عبد الرحمن بن عفيفة وأبي مروان الباجي وأبي الوليد محمد بن يونس

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 159 والتكملة رقم: 1945.

309 - علي بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن خلف بن يوسف ابن مسعود المحاربي:

ابن مغيث ببلده وبقرطبة واشبيلية. روى عنه أبو البقاء يعيش وأبو بكر محمد بن علي بن زيد أو يزيد الكاتب وأبو زكريا المرجيقي؛ وكان مقرئاً مجوداً عارفاً بطرق القراءات واختلاف القراء حسن الضبط لما يتولاه من ذلك، ذا حظ وافر من رواية الحديث، مبرزاً في علم العربية، زاهداً فاضلاً متواضعاً، وخطب ببلده مدة وتصدر للإقراء به وولي الصلاة بجامعه، وصنف " الأمثال الكامنة في القرآن " وغير ذلك. 309 - علي بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن خلف بن يوسف ابن مسعود المحاربي: غرناطي؛ روى عن أبيه وأبي القاسم الملاحي، ورحل إلى العدوة طالباً العلم، فأخذ بفاس عن أبي ذر بن أبي ركب وغيره، وإلى المشرق فحج، واخذ بالشام [42و] عن التاج أبي اليمن الكندي، وعاد إلى بلده غرناطة، فاخذ عنه بها واستقضي فيها، وعرف بالعدل والنزاهة والفضل. 310 - علي بن أحمد بن أبي بكر الكناني (1) : قرطبي طليطلي الأصل استوطن بلد فاس أبو الحسن بن حنين، لتجديده مسجداً منسوباً لابن حنين والتزامه الإمامة به والتدريس فيه؛ روى بقرطبة عن أبي بكر خازم وأبي الحسن العبسي، وتلا بالسبع عليه، وأبي عبد الله بن فرج وأبي عمران النسيم، وأبوي القاسم: ابن الحصار وابن مدير، وتلا

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 102 والتكملة رقم: 1885.

عليه؛ وبها وبجيان عن أبي عامر محمد بن حبيب، وبالمرية عن أبي الأصبغ عبد العزيز بن شفيع وأبي بكر بن المفرج، وبها أو بغيرها من بلاد الأندلس عن أبي القاسم خلف بن محمد بن عقال؛ ثم رحل فحج ثلاث حجات أولاهن في موسم خمسمائة، وروى في وجهته بقلعة حماد عن أبي بكر عتيق بن محمد الرداني، وبالمهدية عن أبي القاسم بن الفحام، وبأطرابلس عن عبد المجيد بن محفوظ، وبالإسكندرية عن أبي علي الحسن ابن البلميمة، وبمصر عن أبي الفضل سلامة بن أبي عبد الله القضاعي وحيدرة بن علي العسقلاني وأبي عمر عثمان بن الطيب الفرمي، وبإخميم عن أبي محمد عبد القوي بن محمد الجنجالي، وصحبه مسافراً في مركب منها إلى قوص، وبمكة كرمها الله عن أبي الحسن رزين بن معاوية، وصحبه مدة مقامه بها وأبي [؟.] (1) بن العرجاء وأبي منصور منتان بن خرزاذ الهمذاني مصنف " قصة يوسف " قال: وكنت أكتب إليه وقت تأليفه إياه باملائه أو امسك عليه المسودة ويكتب؛ وصحب بها الإمام أبا حامد الغزالي وسمع منه أكثر الموطأ رواية ابن بكير وجملة من فوائده، ودعا له ان يمتعه الله فأجيبت دعوته، وجال في بلاد العراق والحجاز والشام ومصر، وشاهد غرائب كثيرة ولقي في تجواله اعلاماً كبراء لم يعن بالأخذ عنهم إذ لم يكن له كبير اهتبال بشأن الرواية وأقام بسيرفاذ (2) شريعة بيت المقدس تسعة [42 ظ] أشهر يعلم فيها القرآن، ثم قفل إلى المغرب فلقي بتلمسين (3) أبا بحر الأسدي وروى عنه، ثم ورد

_ (1) بياض في الأصول؛ وابن العرجاء هو ابو علي الحسن بن عبد الله بن عمر القيرواني. (2) كذا وردت وعليها في ح علامة تصويب. (3) م: بتلمسان.

مدينة فاس في غرة رمضان ثلاث وخمسمائة ابن ثمان وعشرين سنة ولقي بها أبو القاسم خلف بن يوسف بن الأبرش، واشترى فيها داراً وبنى مسجداً وتزوج، وذلك كله عام قدومه فاس. روى عنه أبو الحسن: ابن محمد بن خيار وابن مؤمن وأبو الخليل مفرج بن سلمة وأبو ذر بن أبي ركب وأبو القاسم بن بقي وآباء عبد الله: الأندرشي وابن حسن بن مجبر وابن عبد الحق التلمسيني وابن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم، وأبو الحسين يحيى بن محمد بن الصايغ، وآباء محمد: ابن محمد بن تمام وعبد العزيز بن زيدان وقاسم بن محمد بن عبد الله القضاعي ابن الطويل وأبو زكرياء التادلي. وكان مقرئاً للقرآن العظيم كثير الاعتناء برواياته مجوداً متقناً، فاضلاً صالحاً مشهوراً بإجابة الدعوة، كريم المجالسة، وأسن فكان من آخر الرواة عن بعض هؤلاء الشيوخ، والتزم الإمامة بمسجده والاقراء فيه ستاً وستين سنة، إلى أن توفي - عفا الله عنه - في عقب رجب تسع وستين وخمسمائة، قاله أبو الحسن بن مؤمن. وقال أبو عبد الله بن قاسم: في شهر رجب تسع؛ وقال أبو يعقوب بن الزيات: أنه توفي في رمضان أربع وستين، وحكي ذلك عن أبي القاسم بن بقي وذلك لا يصح فقد قال أبو عبد الله بن عبد الحقك أنه لقيه وكتب له مجيزاً بفاس في شهر ربيع سنة خمس وستين، وقال أبو عبد الله بن حسن: أنه كتب إليه مجيزاً في رمضان ثمان وستين، قال أبو الحسن بن مؤمن: واحتفل الناس لشهود جنازته وأتبعوه ثناء حسناً وذكراً جميلاً، وتهافت العامة

312 - علي بن أحمد بن أبي القاسم الأنصاري:

على نعشه وقبره متبركين بهما؛ ومولده بقرطبة في رجب سبع (1) وسبعين وأربعمائة. أنشدت على شيخنا أبي الحسن الرعيني وأبي عبد الله بن أبي محمد عبد الله البكري قالا: أنشدنا أبو الحسن الشاري قال أنشدني أبو محمد ابن زيدان لشيخه أبي الحسن بن حنين في كتب الإمام أبي حامد الغزالي: [43 و] حبر العلم إمام ... أحسن الله خلاصه ببسيط ووسيط ... ووجيز وخلاصه 311 - علي بن أبي العباس أحمد بن أبي القاسم بن حمام: اشبيلي أبو الحسن ابن حمام؛ رحل وروى بمصر عن أبي العباس بن الرومية. 312 - علي بن أحمد بن أبي القاسم الأنصاري: شريشي الأصل نزل بعض سلفه الجزيرة الخضراء، أبو الحسن السماتي والشريشي، وقال فيه ابن الآبار: يعرف بالسماتي أو البياتي فلم يضبطه وصوابه ما ذكرته من بعض عقبه شيخا موصوفا بالخير والصلاح يؤدب بمسجد الرمانة منها ويعرف بالشريشي. تلا علي المترجم به بالسبع على أبوي محمد: حاجز وعياش بن عظيمة

_ (1) هامش ح: ست عند ابن الآبار وابن الزبير.

313 - علي بن أحمد بن أبي قوة بن إبراهيم بن سلمة الأزدي:

الأكبر، وببعضها على أبي إسحاق بن محمد بن فرج وأبي عبد الله بن سهل، وروى عن أبي عمرو الرطندال، وأجاز له أبو الحسن ابن لبال؛ أخذ عنه السبع أخوه أبو عبد الله. 313 - علي بن أحمد بن أبي قوة بن إبراهيم بن سلمة الأزدي (1) : داني سكن مراكش، أبو الحسن بن أبي قوة؛ تلا على أبيه وروى عنه وعن أبي بكر عبد الرحمن بن مغاور وأبي جعفر عبد الرحمن بن القصير وأبي عبد الله بن الفخار وأبي القاسم بن حبيش، ولازمه عشرين سنة، وأبي محمد الحجري؛ وأجاز له أبو الفضل الغرنوي وأبو القاسم البوصيري وأو محمد بن بري. روى عنه أبو عبد الله بن مسعود بن محمد المعافري (2) أبو الفتح وأبو العباس بن محمد بن عبد الله ابن العزام وأبو علي عمر بن يوسف الأنصاري وأبو القاسم الملاحي وحدثنا عنه شيخنا أبو الحسن الماقري الكفيف رحمه الله. وكان محدثاً مكثراً ثقة ضابطاً، عاقداً للشروط مبرزاً في العدالة، زكياً فاضلاً، بارع النظم والنثر، رائق الخط قويه، وله: " رد على ابن غرسية اللعين في رسالته الشعوبية " وغير ذلك من المنشآت، واستقضي بقصر كتامة.

_ (1) ترجمته في تحفة القادم: 107 والتكملة رقم: 1881. (2) م ط: المعروف.

حدثني الشيخ الحافظ أبو علي الماقري رحمه الله قراءة مني عليه بثغر أسفي [43 ظ] حماه الله قال حدثنا الشيخ أبو الحسن بن أبي قوة، إملاء من كتابه، قال حدثنا القاضي أبو القاسم ابن حبيش قراءة عليه عن بعض أصحاب أبي علي الصدفي عنه؛ قال أبو الحسن وحدثني أبي رحمه الله إجازة عن أبي العباس بن عيسى وأبي إسحاق بن جماعة عن أبي علي المذكور عن أبي العباس العذري، حدثنا أبو بكر بن نوح بالمسجد الحرام عند باب بني مخزوم، وقرأته عليه، قال: حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني أبو القاسم، حدثنا المقدام بن داود، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن أبي عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طعام البخيل داء وطعام السخي شفاء. وأنشدت على شيخنا أبي علي الماقري وكتب لي من كتابه قال: أنشدنا الفقيه أبو الحسن بن أبي قوة - رضي الله عنه - لنفسه: أردنا طلاب العلم مع طلب الغنى ... ولم نقتصر في الجانبين على قسم ففازت ذوو الشانين كل بشأنه ... فلا نحن في مال ولا نحن في علم وأنشدت عليه أيضاً، وقد كتب لي من كتابه، قال: أنشدنا أبو الحسن أيضاً لنفسه: أرواحنا هي أجناد مجندة ... بالبعد تنكر أو بالقرب تعترف

فما تناكر منها فهو مختلف ... وما تعارف منها فهو مؤتلف ناقص

314 - علي بن أحمد بن أشج الفهمي:

ناقص فقد وافقه في البيت كما ترى، وقصر عنه في صدر بيته الأول من بيتيه، وزاد عليه في عجزه زيادة لا خفاء بها وبحسنها وتحري معناها. توفي بمراكش سنة ثمان وستمائة، وقد أدركت بها بعض عقبه ثم انقرضوا، رحمهم الله. 314 - علي بن أحمد بن أشج الفهمي: روى عن أبي محمد أبن عتاب. 315 - علي بن أحمد بن بشتغير: أبو الحسن؛ روى عن شريح. 316 - علي بن أحمد بن حسين بن عيسى القيسي: شريشي أبو الحسن روى عن أبي بكر بن خير. 317 - علي بن أحمد بن حسين: أبو الحسن؛ روى عن أبي محمد أبن عتاب.

318 - علي بن أحمد بن خلاص:

318 - علي بن أحمد بن خلاص: أبو الحسن؛ روى عن أبي إسحاق أبن فرقد. 319 - علي بن أحمد بن سعد الله بن مالك اليعمري (1) : أبدي (2) أبو الحسن؛ روى بقرطبة عن أبي مروان بن سراج وغيره؛ روى عنه أبو عبد الله أبن أبي الخصال في صغره، وأنتفع بملازمته عند رحلته من شقورة في طلب العلم؛ وكان نحوياً أديباً شاعراً محسناً مشاركاً في فنون من العلم. وقد ذكره أبو عمرو بن الإمام في كتابه: " سمط الجمان وسقط الأذهان "، وأستقضي [44 ظ] ببلده وأقرأ العربية والآداب، ومولده سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة وتوفي سنة تسع وخمسمائة، ودفن داخل قصبة أبدة. 320 - علي بن أحمد بن سعيد بن عبد الله الكومي (3) : مروي أبو الحسن بن قنون (4) والشنت مري، ذكره بن الابار في موضعين: في الندلسيين وقال: من أهل المرية، وفي الغرباء وقال فيه: من أهل المغرب، نزل المرية، وذكر بعض شيوخه في الموضعين. قال المصنف عفا الله عنه: وهو عندي واحد. روى بالأندلس عن بلديه أبي عبد الله بن أحمد بن حمزة

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1860. (2) حاشية ح: هي من عمل جيان وهي دار اليعمريين بالأندلس. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1915. (4) التكملة: جنون.

وأبوي القاسم: أبن بشكوال والشراط، ورحل وحج، ورةى بالبقيع عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الأنصاري، وبالموصل عن أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي (1) ، وبالإسكندرية عن أبي الحجاج وأبي يعقوب يوسف بن هبة الله بن محمود بن الطفيل الدمشقي وآباء الحسن العليين: أبن فاضل بن سعد الله بن حمدون الصوري وأبن القاسم بن سيف الحصري ومقاتل بن عبد العزيز البرقي، وأبوي الطاهر: أبن عوف والسلفي، وأبي عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن مفرج بن غياث الأرتاحي وأبوي الفضل: الغزنوي ومنوجهر بن محمد بن تركان شاه. روى عنه أبو البركات عبد الرحمن الزيزاري الواعظ وأبو سليمان أبن حوط الله وأبو عبد الله بن الحلا وأبو القاسم الملاحي في مقدمه على غرناطة. وكان محدثا ذاكراً شديد العناية بهذا الشأن، منسوباً إلى معرفته، وثقه الملاحي، ورماه بالكذب أبو سليمان بن حوط الله؛ وأوطن مصر والقاهرة، وحدث بهما وصنف: " البستان في علم القرآن " و " فتح المنغلق وجمع المفترق " و " الزلفة والإرشاد إلى ما قرب وعلا من الإسناد "، وغير ذلك (2) .

_ (1) في هامش ح: وسمع ببغداد من غير واحد، وتوفي رحمه الله في ليلة الحادي والعشرين لجمادى الأولى من سنة تسع وتسعين وخمسمائة. (2) أثبت هنا ترجمة هذا موضعها وقد تأخرت في هامش ح فوقعت على الورقة - 51 ووهذه هي: علي بن أحمد بن سليمان البكري، إشبيلي أبو الحسن، له رحلة إلى المشرق سمع فيها من جماعة كثيرين منهم أبو بكر عبد الله بن نصر الحراني وأبو الحسن علي بن النفيس وأبو حفص عمر بن كرم الدينوري ابن الحمامي وأبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة القبيطي الشافعي الحراني وأبو عبد الرحيم عسكر بن عبد الرحيم بن عسكر النصيبي بها وأبو الفرج الفتح بن عبد الله بن محمد بن عبد السلام وأبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ التغلبي ابن صصرى وعبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي الشافعي وعبد الجبار بن عبد الغني الأنصاري وعلي بن أحمد بن إبراهيم بن واصل البصري الشافعي وغيرهم، وكان على هدي وإقبال على ما يعنيه موصوفاً بصدق وعفة ونبل وكان حياً سنة أربع وثلاثين وستمائة، حدث عنه بالإجازة أبو إسحاق البلفيقي الأصغر.

321 - علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن سليمان أبن مكثر الخولاني:

321 - علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن سليمان أبن مكثر الخولاني: أبو الحسن؛ روى عن أبي عبد الله بن هشام مقيم سبتة. 322 - علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن خيرة (1) : بلنسي أبو الحسن؛ تلا بقراءة ورش على أبي جعفر طارق بن موسى، وبالسبع على أبي جعفر بن عون الله الحصار؛ وروى بالأندلس عن [45 و] أبي بكر بن عتيق العبدري وأبي الخطاب بن واجب وآباء عبد الله: أبن سعادة وأبن مجاهد وأبن نوح، وأبي العطاء بن نذير؛ وأجاز له أبو الحجاج بن أيوب الفهري وأبو الحكم بن حجاج وأبو ذر الخشني وأبو عبد الله بن حميد وأبو محمد بن عبيد الله؛ ورحل في آخر ذي حجة من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وحج مرتين وجاور بمكة - كرمها الله - ولقي بها أبا حفص الميانشي وأبا الطيب عبد المنعم بن يحيى بن الخلوف، وبالإسكندرية أبا الثناء حماد بن هبة الله بن حماد الحراني وأبا الحسن أبن عتيق القرطبي وأبوي عبد الله المحمدين: أبن أبي بكر محمد

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1905.

أبن الحسن الربعي الكركنتي والحضرمي، وأبا المفضل عبد المجيد بن الحسين بن الحسن بن يوسف بن دليل الخطي الكندي الإسكندراني وأبا محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان اللخمي الشريشي الأصل، وببجاية أبا محمد عبد الحق بن الخراط، فأخذ عنهم؛ وأجاز له أبو القاسم سعيد بن سليمان بن سعيد بن أحمد بن عباس بن بلال الكندري الكوفي وأبو محمد عبد العزيز بن فارس بن عبد العزيز (1) الشيباني وغيرهم؛ وفي شيوخه كثرة. وعاد إلى بلده سنة ست وثمانين. روى عنه سبطه أبو محمد بن أبي جعفر بن عبد الله وأبو الحسن بن الجوهري وأبو عبد الله بن الأبار وأبو عبد الرحمن عبد الله بن القاسم بن زغبوش المكناسي وأبو القاسم أحمد بن نبيل. وحدثنا عنه القضاة: أبو الحجاج بن حكم وأبو العباس بن (2) محمد بن الغماز، وهو آخر الرواة عنه وفاة، وأبو علي بن الناظر. وكان مقرئاً مجوداً للقرآن أدب به دهراً ثم ترك ذلك، محدثاً حسن السمت، منقبضاً راجح العقل، فاضلا صالحاً، ولي الصلاة بجامع بلنسية والخطبة به نحو أربعين سنة لم يحفظ عنه سهو فيها إلا في النادر، وخطب به منفرداً إلى أن أسن فناوبه جماعة ثم اعتزل صلاة الجهر مدة لضعفه

_ (1) بن؟ عبد العزيز: سقطت من م ط. (2) بن: سقطت من م.

323 - علي بن أبي القاسم أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن ابن يعيش بن حزم بن يعيش بن إسماعيل بن زكريا بن محمد بن عيسى بن حبيب بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الجبار الداخل إلى الأندلس ابن أبي سلمة الفقيه عبد الله ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاله وابن عمه واحد العشرة المشهود لهم بالجنة - رضي الله عنهم - أبي محمد عبد الرحمن بن عوف الزهري:

وكبرته، واختلط قبل موته بأزيد من عام، فأخر عن الصلاة عند فراغه من صلاة الظهر، يوم الثلاثاء [45 ظ] مستهل رجب ثلاث وثلاثين وستمائة، ودفن عصر ذلك اليوم، وأنزله في قبره أبو الربيع بن سالم، (1) وكان الحفل في جنازته عظيماً حضرها الأمير يومئذ، وأتبعه الناس ثناء جميلاً، رحمه الله. 323 - علي بن أبي القاسم أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن ابن يعيش بن حزم بن يعيش بن إسماعيل بن زكريا بن محمد بن عيسى بن حبيب بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الجبار الداخل إلى الأندلس ابن أبي سلمة الفقيه عبد الله ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاله وابن عمه واحد العشرة المشهود لهم بالجنة - رضي الله عنهم - أبي محمد عبد الرحمن بن عوف الزهري (2) : اشبيلي المنشأ والاستيطان باجي المولد (3) أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر عبد الرحيم (4) بن أبي العيش وأبي الحسن شريح وأبوي عبد الله: ابن الحاج وابن أخت غانم، وأبي محمد بن عتاب وأبي الوليد بن طريف، قرأ عليهم وسمع وأجازوا له، وسمع على أبوي

_ (1) هامش ح: وفي السنة نفسها استشهد أبو الربيع رحمه الله. (2) ترجمته في صلة الصلة: 100 والتكملة رقم: 1861. (3) هامش ح: يريد باجة الأندلس. (4) م ط: أبي بكر بن عبد الرحيم.

القاسم: الحسن بن عمر الهوزني وعبد الرحمن بن علي الغساني النحريل، وتفقه بابي عمر يوسف بن شربولية (1) وأبي مروان الباجي وتأدب بابي الحسن بن الأخضر ولازمه في النحو، ولم يذكر أنهم أجازوا له، ولقي باغمات وريكة أبا محمد بن علي سبط ابن عبد البر، ولقي أبا الوليد بن رشد، وناولاه وأجازا له، وأجاز له أبو علي بن سكرة وله " برنامج " ذكرهم فيه وبين ما أخذه عنهم. وذكر ابن الأبار (2) أنه سمع من أبي بكر بن العربي وأبي الحسن بن بقي وأبي الحسن بن مغيث وأن أبا الحسن خليص بن عبد الله وأبا عمران ابن أبي تليد وأبا القاسم بن أبي جمرة أجازوا له، ولم يجر لذلك ذكراً في البرنامج المذكور. روى عنه أبناه: أبو بكر محمد وأبو القاسم وأبو محمد عبد الرحمن وهو آخر الرواة عنه وأخوه أبو المغيرة عوف وابن أخته أحمد بن محمد ابن حكم وأبوا إسحاق: ابن علي الزوالي [46 و] وابن محمد العبدري، وآباء بكر: عتيق بن قنترال والمحمدون: ابن أبي زمنين وابن خير وابن سعيد بن يبقى وابن يحيى النيار وأبو الحسن بن يحيى القرشي وأبو الحكم عبيد الله بن غلندة وأبو الخطاب بن واجب وأبو عمر يوسف بن عياد، وأبوا القاسم: عبد الرحمن ابنا المحمدين: اليزيدي وابن سعيد بن يبقي المذكور، وآباء محمد: جابر بن محمد الأموي وعبد الله بن جمهور وابن

_ (1) هامش ح: ابن الآبار: شرقولية. (2) انظر ص: 668 وفيه تفصيل لم يرد في التكملة.

324 - علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الكناني:

محمد بن إسماعيل بن زهير وأبو مروان مالك بن محمد بن الرماك وأبو الوليد جابر بن محمد الحضرمي. وكان من جلة أعيان بلده وأحد المتقدمين به للرتب العلية، واستقضي به صدر دولة أبي محمد عبد المؤمن بن علي، فحمدت سيرته؛ وكان محدثاً راوية عدلاً ثقة صحيح السماع، وافر الحظ من الفقه، متقدماً في العربية، كريم الذات قديم الشرف، وأملى في مناسك الحج " مختصراً " حسنا. مولده بباجة سنة تسعين وأربعمائة، وتوفي بأشبيلية ليلة الثلاثاء [46 ظ] منتصف ربيع الأول وقيل لأربع عشرة ليلة بقيت منه سنة سبع وستين وخمسمائة، ودفن عقب صلاة العصر يوم الثلاثاء المذكور بخارج باب مونة، وصلى عليه ابنه الوزير أبو القاسم بمقربة من شفير قبره، وكانت جنازته مشهودة والثناء عليه جميلاً. 324 - علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الكناني: أبو الحسين الوقشي؛ روى عن أبيه أبي جعفر؛ روى عنه أبو عمرو بن سالم. 325 - علي بن أحمد بن عبد العزيز الانصاري: ميورقي، أبو الحسن ابن طير؛ روى بالأندلس عن أبي الحسن بن عبد الغني الحصري وأبي عمر ابن عبد البر وأبي غانم بن وليد، ورحل وأخذ بدمشق عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبي محمد عبد العزيز بن أحمد ابن الكناني، وتدبج معه، وأبي نصر بن طلاب؛ وبصور عن أبي علي الحسين بن سعيد

326 - علي بن أحمد بن عبد الملك بن أحمدوس الخولاني:

الآمدي؛ وبالبصرة عن أبي علي التستري، وأقام لديه نحو عامين؛ ثم فصل إلى عمان طالباً الحديث والعلم، وقدم بغداد فأخذ بها عن الخطيب أبي بكر، وتدبج معه؛ روى عنه سوى من ذكر: هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبو محمد بن الاكفاني. وكان محدثاً مكثراً عدلاً ثقة حافظاً للغة ضابطاً لها، توفي ببغداد سنة سبع وسبعين وأربعمائة، قاله ابن الأكفاني، وقال أبو غالب الماوردي: قدم علينا البصرة ثم خرج إلى عمان، ولقيته بمكة سنة ثلاث وسبعين، ثم عاد إلى البصرة على ان يقيم بها، فلما وصل إلى بابها وقع عن الجمل فمات، وذلك سنة أربع وسبعين، قاله ابن عساكر عنه؛ قال: وقول الماوردي في وفاته أصح من قول ابن الأكفاني لأنه شاهد ذلك. قال المصنف عفا الله عنه: ليس في مساق هذه الحكاية ما يقتضي مشاهدة وفاته، وأن كان قد ذكر أنه لقيه بمكة - شرفها الله - فتأمله، اللهم إلا أن يكون الماوردي عند ابن عساكر أضبط لهذا الشان من ابن الاكفاني، أو يكون - عند ابن عساكر - الماوردي شاهد ذلك من وجه آخر، فالله أعلم. 326 - علي بن أحمد بن عبد الملك بن أحمدوس الخولاني (1) : مرسي أبو الحسن القرباني (2) ؛ روى عن أبي علي بن سكرة وأبي الطاهر التميمي

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1856، ومعجم الصدفي: 284 (رقم: 266) . (2) معجم الصدفي: نسبة إلى بعض أعمالها (يعني أعمال مرسية) .

327 - علي بن أحمد بن عبد الملك:

وأبي عبد الله بن أبي الخصال، وهما من طبقته؛ [47 و] وأجاز له أبو بكر غالب بن عطية وأبو الحسن بن الباذش، ورحل حاجاً فسمع منه بالإسكندرية أبو محمد العثماني: " مقامات التميمي اللزومية " ولا أتحقق عوده إلى الأندلس (1) . 327 - علي بن أحمد بن عبد الملك: أبو الحسن؛ روى عن أبي عمر اللمتوني، ولعله القرباقي، والله اعلم. 328 - علي بن أحمد بن عطية المحاربي: غرناطي سكن بلنسية، أبو الحسن؛ روى عن قريبه أبي محمد عبد الحق بن عطية، أنشد عنه أبو الربيع بن سالم. 329 - علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري: غرناطي أبو الحسن ابن الباذش؛ روى عن أبيه وأبي الوليد هشام بن أحمد بن بقوة، وأجاز له آباء الحسن: جده وشريح، وتلا عليه سبع ختمات بمضمن الكافي وسمعه عليه، وابن موهب ويونس بن مغيث وأبو اسحاق ابن خفاجة الشاعر، وأبوا بكر: ابن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن حامد وابن العربي، وآباء عبد الله: جعفر حفيد مكي وابن الحاج الشهيد وابن زغيبة وأبو عامر محمد بن أحمد بن إسماعيل الطيلطلي وأبو العباس بن خلف المجود ابن النخاس وأبو عمران بن حماد القاضي الفاضل وأبو الفضل بن

_ (1) معجم الصدفي: ولا أراه أنصرف من وجهته التي حج فيها.

330 - علي بن أحمد بن علي بن حكم القيسي:

شرف وأبو القاسم أحمد بن محمد بن بقي وأبوا محمد: ابن علي سبط ابن عبد البر وأبو محمد بن أبي جعفر، ومن أهل المشرق أبو الطاهر السلفي وأبو المظفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن زياد بن عمر بن العلاء بن شيبة الشيباني الطبري. 330 - علي بن أحمد بن علي بن حكم القيسي: غرناطي أبو الحسن وقد تقدم رفع نسبه والخلاف فيه في رسم أبيه، روى عن أبيه (1) . 331 - علي بن أحمد بن علي بن خلف بن محمد التجيبي: اشبيلي أبو الحسن بن علي؛ روى عن أبيه وعمه أبي بكر. 332 - علي بن أحمد بن علي بن صيلوص الفارسي: اشبيلي. 333 - علي بن أحمد بن علي بن عبد الله الأنصاري: اشبيلي أبو الحسن ابن القصاب؛ روى عن أبي الأصبغ الطحاب وأبي علي حسن ابن علي بن خلوف اللواتي وأبي القاسم بن بشكوال. 334 - علي بن أحمد بن علي بن عيسى بن سعيد بن مختار بن منصور بن [47 ظ] شاكر الغافقي (2) : قرطبي فرغليطي الأصل، وله قربى من عيسى بن دينار، الفقيه أبو الحسن الشقوري؛ تلا على أبيه وأبي عبد الله

_ (1) هامش ح: روى عن ابن حكم هذا أبو بكر بن مسدي، وكان فقيهاً زاهداً فاضلاً، وله رحلة حج فيها. قلت: وانظر ترجمته في صلة الصلة: 128. (2) ترجمته في صلة الصلة: 126، والتكملة رقم: 1890.

التجيبي القبري وأبي مروان بن أبي يداس، وسمع من ابن عمه أبي الحسن محمد بن عبد العزيز بن علي المذكور؛ وكتب اليه مجيزاً من اهل الاندلس اباء بكر: ابن طاهر وابن العربي وابن مدير، وابوا الحسن: ابن هذيل وابن النعمة، وابو زيد بن عبد البرزاق وابن وضاح وأبو عمرو الخضر المروي (1) وأبو محمد بن عطية وابو مروان بن بونه، ومن اهل سبتة أبو الفضل عياض، ومن أهل الإسكندرية أبو الطاهر أبو عوف والسلفي. روى عنه أبو بكر السقطي وأبو القاسم بن الطيلسان وأبو محمد بن عبد الرحمن بن برطله؛ وحدث عنه بالإجازة جماعة منهم: الأستاذ الكبير أبو بكر بن طلحة وابنة أبو محمد طلحة وأبو العباس ابن الرومية وشيخنا أبو الحسن الرعيني. وكان شيخاً فاضلاً صالحاً ورعاً ديناً ذا حظ وافر من الأدب، واستقضى ببعض أنظار قرطبة، وكف بصره آخر عمره، فالتزم إسماع الحديث بجامع قرطبة، وكان عالي الرواية تفرد في وقته بالرواية عن هؤلاء الأكابر الجلة الذين أجازوا له وغيرهم، فرغب الناس في الأخذ عنه، واستجازوه من أقاصي البلاد لعلو اسناده وثقته وفضله وعدالته، وكان دأبه ختم القرآن بين اليوم والليلة؛

_ (1) م: المري.

335 - علي بن أحمد بن علي بن فتح بن لبال بن إسحاق بن أمية بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي:

وكان حافظاً له قائماً عليه ملازماً تلاوته بجامع قرطبة الأعظم طول نهاره؛؛ ولد لليلة بقيت من شوال ست وثلاثين وخمسمائة بقرطبة، وتوفي بها ليلة الاثنين الثانية عشرة من صفر ست عشرة وستمائة، ودفن يوم الاثنين بمقبرة أم سلمة وبمقربة قبر هارون بن سالم الزاهد. 335 - علي بن أحمد بن علي بن فتح بن لبال بن إسحاق بن أمية بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي (1) : شريشي أبو الحسن ابن لبال، تلا بالسبع على أبي [48 و] الحسن شريح وسمع الحديث عليه وروى عن أبوي بكر: ابن طاهر وابن العربي، وأبي الحسن بن محمد بن مسلم الأديب وأبي الطاهر التميمي وأبي الفضل ابن الأعلم وأجاز له أبو بكر بن فندلة وأبو الحجاج القضاعي. روى عنه أبوا بكر: ابن الغزال بن خليفة وأبو الحسن بن الفخار، وابنا حوط الله وأبو العباس بن عبد المؤمن وأبو علي بن الشلوبين وأبو عمر بن محمد بن غياث. وكان معتنياً بالقراءات مجوداً لها، وافر الحظ من الآداب، حافظاً للتاريخ والنسب، متقدماً في علم العربية، عاقداً للشروط ضابطاً لها،

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 108 والتكملة رقم: 1874 وتحفة القادم: 74 والنفح 4: 506، 205 ورايات المبرزين: 23.

واستقضي بشريش فتقلد القضاء مكرها (1) . وكان من أفاضل قضاة زمنه صدعاً للحق في قضائه وقياماً بالعدل في أحكامه لا تأخذه في الله لومة لائم، ثم تخلى عنه وتجرد لما كان بصدده من التدريس ونشر العلم، وكان محرضاً على طلبه براً بطلبته، معظماً لشأنه وأهله، لين الجانب لهم ناصحاً في تعليمه، متواضعاً في أحواله، متبذلاً في لبسته، أكثر لباسه جبة صوف لا شعار لها، يتولى خدمته لنفسه وشراء ما يحتاج إليه وحمل خبزه إلى الفرن وسوقه منه تحاملاً وقهر نفس؛ وله " شرح " مفيد على مقامات الحريري ومقالة نبيلة سماها: " روضة الأديب في التفضيل بين المتنبي وحبيب " و " مقدمة في العروض " نافعة؛ وكان يقرض مقطعات من الشعر يجيد فيها، وبينه وبين جماعة من أدباء عصره مخاطبات أدبية نظماً ونثراً تدل على متانة أدبه. ومن نظمه قوله حين قلد القضاء يتبرم منه: كنت مذ كنت لم أزل ... كارهاً خطة القضا لم أردها وإنما ... ساقها نحوي القضا ولد سنة ثمان وخمسمائة، وتوفي ضحى يوم الثلاثاء لثلاث خلون من

_ (1) علق في هامش ح عند هذا الموضع فحكى قصته توليه القضاء ومما قال: سبب توليه القضاء أن والي إشبيلية كتب إلى أهل شريش أن يجتمعوا على رجل منهم يولي القضاء بها فجمعهم والي البلد فاجتمعوا عليه ولم يختلف أحد منهم فحلف ألا يكون قاضياً ورجا أن يبروا قسمه فلم يفعلوا وكتبوا مكتوباً باتفاقهم عليه إلى والي إشبيلية فوصل أمره إليها بولايته. فهم بالمشي إليه ليستعفي فمنعوه واتفقوا على المشي في طلبه أن أبى وتادى لوالي اشبيلية المذكور انه ضعيف الحال فأجرى له جراية من بيت المال مشاهرة فاشترى الفقيه أبو الحسن منها عبداً فأعتقه كفارة ليمينه. قلت: وهذا الخبر منقول عن صلة الصلة: 109.

336 - علي بن أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن يوسف مرباطري سكن بلنسية أبو الحسن ابن مرطيل وهو أخو أبي الحجاج؛ روى عن أبوي الحسن:

ذي قعدة، وقيل من ذي حجة ثنتين، وقال ابن الأبار: ثلاث وثمانين وخمسمائة؛ ودفن ذلك اليوم، وكان الحفل في جنازته عظيماً والثناء عليه جميلاً، [49 ظ] ولم يزل قبره مزوراً مرجو البركة، رضي الله عنه (1) . 336 - علي بن أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن يوسف مرباطري سكن بلنسية أبو الحسن ابن مرطيل وهو أخو أبي الحجاج؛ روى عن أبوي الحسن: ابن سعد الخير وابن النعمة، وأبي عبد الله بن حميد، وتادب به في " كتاب سيبويه "؛ أخذ عنه أخوه صغيره أبو الحجاج؛ وكان نحوياً أديباً مائلاً إلى طريقة التصوف مؤثراً للقناعة موصوفاً بالفضل والصلاح مولده سنة ثلاثين وخمسمائة، واستشهد في الكائنة على أهل بلنسية، يوم الخميس مستهل رجب ثمان وستين وخمسمائة. 337 - علي بن أحمد بن علي بن يحيى الغساني (2) : رندي سكن أخيراً مالقة، أبو الحسن العشاب؛ روى عن أبي الحجاج بن الشيخ وأبي الحسين عبيد الله بن قزمان وأبي علي الرندي وأبي محمد بن القرطبي،

_ (1) تقع هنا ترجمة من الترجمات المثبتة في هامش ح وهي: علي بن أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد الخشني غرناطي بلوطي أصل السلف وفحص البلوط بجهة قرطبة، أبو الحسن البلوطي: تلا بالسبع على أبي جعفر الطباع وأبي عبد الملك ابن إبراهيم الطائي مسمغور وأبي الوليد العطار وغيرهم، وقرأ جميع كتاب سيبويه تفقهاً على الأستاذ أبي الحسن علي بن محمد الكتامي ابن الضائع، وقرأ عليه غيره من كتب العربية وتأدب به وعرض عليه فصيح ثعلب وغيره واعتنى بالكتاب العزيز أتم اعتناء، وكان معلم كتاب موصوفاً بحسن الخلق وكرم النفس مع القناعة والاقتصاد في شئونه. كتب إلينا مجيزاً جميع ما يرويه، ومولده عام سبعة وأربعين وستمائة، وتوفي رحمه الله تعالى بغرناطة. (2) ترجمته في صلة الصلة: 134.

338 - علي بن أحمد بن علي بن يوسف الأنصاري:

وكتب إليه مجيزاً من أهل المشرق أبو تراب يحيى بن إبراهيم بن محمد البغدادي وأبو الطاهر الخشوعي وجماعة تقدم ذكرهم في رسم أحمد بن علي الهواري السبتي. حدثنا عنه شيخانا: أبو الحسن الرعيني وأبو عبد الله بن عياش الخزرجي. وكان مقرئاً نحوياً أديباً ممتع المجالسة ذاكراً للآداب متين الدين خيراً مشهور الصلاح، أقرأ طويلاً برندة ثم بمالقة إلى أن توفي بها لثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي قعدة تسع وثلاثين وستمائة، ودفن بمقبرة باب قنتراله بمقربة من الشريعة، ومولده يوم عيد الأضحى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. 338 - علي بن أحمد بن علي بن يوسف الأنصاري: اشبيلي. 339 - علي بن أحمد بن علي الأموي: أبو الحسن؛ روى عن أبي جعفر البطروجي. 340 - علي بن أحمد بن علي الأنصاري: (1) طليطلي استوطن مدينة فاس، أبو الحسن، تلا بالسبع على ابوي الحسن: شريح وعبد الرحيم الحجاري، وروى عن أبوي بكر: ابن طاهر بن فندلة وأبي عبد الله حفيد مكي، وأجاز له أبو بكر بن العربي. روى عنه أبو البقاء يعيش، وحدث عنه بالإجازة أبو الحسن بن

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 103.

341 - علي بن أحمد بن علي الحذامي:

القطان؛ [50 و] وكان محدثاً عدلاً فاضلاً، يعيش من تجارته بسوق القراقين، وقد تصدر بفاس للإقراء وإسماع الحديث. 341 - علي بن أحمد بن علي الحذامي (1) : روى عن أبي القاسم الملاحي. 342 - علي بن أحمد بن الفضل: أوريولي مالقي النشأة والاستيطان أبو الحسن؛ كان اديباً بارعاً شاعراً مجيداً، حافظاً للغة متقدماً في العربية، حسن الشارة نظيف الملبس، تاريخياً. 343 - علي بن أحمد بن قاسم الغساني: سمع بالمرية على أبي علي الصدفي. 344 - علي بن أحمد محمد بن أحمد بن كوثر المحاربي: (2) غرناطي أبو الحسن بن كوثر روى عن أبيه ورحل معه فحجا معاً سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وأخذ أبو الحسن بمكة - شرفها الله - عن إمام المقام أبي بكر بن أبي الحسن الطوسي وأبي الحسن بن خلف بن رضا الأنصاري البلنسي الكفيف، وتلا بالسبع عليه وأبي حفص الميانجي وأبي العباس الاقليجي وأبي علي الحسن بن عبد الله بن عمر القيرواني (3) ،

_ (1) كذا في ح ط؛ والجذامي في م. (2) ترجمته في صلة الصلة: 111، والتكملة رقم: 1875. (3) هامش ح: هو ابن العرجاء.

وتلا بالسبع عليه ولازمه أربع سنين، وأبي الفتح الكروخي وأبي المظفر محمد بن علي الشيباني؛ وتلا في مصر بالسبع على الخطيب أبي الفتوح العلوي، وروى بها عن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن حطيئة اللخمي المقدسي سنة ثلاث وخمسين؛ وأخذ النحو والآداب عن أبي محمد ابن بري وأبي الوليد بن خيرة القرطبي، وبالإسكندرية عن أبي الحسن مقاتل بن عبد العزيز البرقي وأبي الطاهر السلفي؛ ثم عاد إلى بلده بعلم كثير ورواية واسعة، فتصدر للإقراء وإسماع الحديث سنة ست وخمسين، فاخذ الناس عنه ورغبوا في السماع منه، واستجيز من البلاد، وكان مغيبه عن الأندلس في وجهته المشرقية نحو اثني عشر عاماً. روى عنه أبو بكر بن وضاح وأبوا جعفرك ابن عبد المجيد الجيار وابن يوسف الواشري، وأبو الحسن بن قطرال وابنا حوط الله ومحمد ابن أبي محمد منهما وأبو الربيع بن سالم وأبو عبد الله بن يحيى بن حامد الله وأبو عثمان سعد [51 ظ] الحفار وأبو عمرو بن سالم وأبوا القاسم: عبد الرحيم بن إبراهيم بن الفرس ومحمد بن عبد الواحد الملاحي، وأبوا محمدك ابن خلف ابن اليسر وابن محمد الكواب. وكان من جلة المقرئين وكبار المجودين، محدثاً راوية عدلاً، فاضل الأخلاق جواداً سمحاً كريم النفس، وله في القراءات مصنف نافع سماه: " العروس ". ولد بغرناطة سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وتوفي بها لخمس بقين من ربيع الآخر، وقال أبو عبد المجيد: في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وخمسمائة.

345 - علي بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم:

345 - علي بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم (1) : إشبيلي نزل دمشق، أبو الحسن القسطار؛ رحل وحج وتجول بلاد المشرق طالباً العلم فكتب ببغداد ودمشق وغيرهما عن طائفة كبيلارة منهم: آباء الحسن: علي بن محمد السخاوي ومحمد بن أبي جعفر القرطبي الفنكي وأبن المقير، وأبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن أبن الصلاح وبو محمد عبد الرحمن أبن إبراهيم بن أحمد المقدسي وأبو المفضل مكرم بن محمد بن أبي الصقر القرشي وأبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي وأبو المنجا عبد الله بن عمر اللتي آخر أصحاب أبي الوقت وغيرهم. وكان من أهل العناية بالرواية والضبط والتقييد والإتقان، وتوفي بدمشق في نحو الأربعين وستمائة. 346 - علي بن أحمد بن محمد بن عثمان بن يحيى الكلبي (2) : شلطيشي أبو الحسن بن القابلة؛ روى بإشبيلية عن أبي بكر بن العربي وأبي الحسن شريح وغيرهما، وبقرطبة والمرية عن جماعة وافرة من علمائها، وبغيرها من بلاد الأندلس، ثم رحل وحج وأخذ عن أبي الطاهر السلفي وأبي عبد الله محمد بن حامد القرشي، ثم قفل إلى الأندلس وجلب فوائد منها " المصابيح " لأبي محمد بن مسعود روايته عن أبن حامد المذكور عن المصنف، فنزل قرطبة سنة تسع وثلاثين، وصادف الفتنة التي أثارها أخوه كبيره أبو بكر محمد الثائر بمارتلة على

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1906. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1859.

347 - علي بن أحمد بن محمد بن يوسف بن مروان بن عمر الغساني:

اللمنتونيين، فخاف الحاج على نفسه وأختفى أشهراً بقرطبة عند صديقه أبي بكر بن عتيق بن مؤمن لخلة كانت قد تأكدت بينهما [52 و] أسبابها، فأخذ عنه حينئذ أبو الحسن بن أبي بكر بن مؤمن؛ وأشتد أسفه على أخيه وما نشب فيه، ثم تأتى له الفصول عن قرطبة، فخرج متردداً في بلاد الأندلس من مارتلة وشلطيش، ثم قصد مراكش فاستوطنها؛ وكان من أحسن الناس خلقاً وخلقاً، مشاركاً في فنون من العلم كالحديث والفقه وأصوله وعلم الكلام والطب، شاعراً مجيداً سريع لخاطر مكثراً نبيل المقاصد، كاتباً بليغاً. ووصل إلى مراكش بعد قتل أخيه متسبباً لصرف أملاكه عليه، فمرض بها وتوفي سنة خمس أو ست وستين وخمسمائة (1) . 347 - علي بن أحمد بن محمد بن يوسف بن مروان بن عمر الغساني (2) : وادي آشي أبو الحسن؛ روى عن أبي إسحاق بن عبد الرحمن القيسي وأبي الحسن طاهر بن يوسف وأبي العباس الخروبي وأبي القاسم بن حبيش وأبي محمد عبد المنعم بن الفرس ومحمد بن علي أبن مغيرة. روى عنه أبو بكر بن عبد النور وأبو جعفر أبن الدلال وآباء

_ (1) ها هنا موضع ترجمة ثبتت في هامش ح وهي: علي بن أحمد بن محمد بن غالب بن رزين الأزدي مرسي، أحد بيوت المهالبة بالأندلس، سمع من أبيه وتأدب بجماعة من شيوخ بلده وأجاز له أبو محمد عبد الحق بن الخراط. وله رحلة حج فيها بعد العشرين وستمائة ومولده على رأس الستين وخمسمائة؛ يكنى أبا الحسن وكان أديباً. (2) ترجمته في التكملة: 1882.

عبد الله: أبن أحمد المذحجي وأبن سعيد الطراز وأبن شنيف وأبن طارق وأبو علي الحسن بن سمعان وأبو القاسم بن الطيلسان. وكان فقيهاً حافظاً مستبحراً حسن النظر، أديباً شاعراً مجيداً كاتباً بليغاً فاضلاً، وصنف في شرح الموطأ مصنفاً سماه: " نهج المسالك للتفقه في مذهب مالك " في عشرة مجلدات، وفي شرح صحيح مسلم وسماه: " إقتباس السراج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج "، وفي شرح تفريع أبن الجلاب وسماه: " الترصيع في تأصيل مسائل التفريع " وصنف في الأدب، ومنظوماته ورسائله شاهدة يتبريزه وتقدمه، ومنها منظومات وسماها " بالوسيلة لإصابة المعنى في شرح أسماء الله الحسنى " ضمن كل قطعة أو قصيدة منها إسماً من أسماء الله تعالى منها قوله: بسم أسم الله سبحانه: قل الله تستفتح من أسمائه الحسنى ... بأعظمها لفظاً وأعظمها معنى هو الله فادع الله بالله تقترب ... لأقرب قرباً من وريدك أو أدنى [53 ظ] وأمله مضطراً تقف عند بابه ... وقوف عزيز لا يصد ولا يثنى بباب إله أوسع الخلق رحمة ... فلله ما اولى لبر وما أحنى

وقدم من الإخلاص ثم وسيلة ... تنل رتبة العلياء والمقصد الأسنى أمولاي هل للخلق غيرك مفضل ... يصرح عن ذكراته في الفضل أو يثنى ببابك مضطر شكا منك فقره ... لأكرم من أغنى فقيراً ومن أقنى وللفضل والمعروف منك عوائد ... لها الحمد ما أدنى قطوفاً وما أهنى فهبها لك الإنعام غراً خوالداً ... تفانى لها الأيام طراً ولا تفنى وتتبع الأسماء الحسنى إلى منتهى إحصائه منها؛ ونظم شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وله " رسالة بديعة " تشتمل على نظم ونثر، كتب بها إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر أبو عبد الله بن الابار مصنفاته فقال: وله تآليف ومجموعات منها: " كتاب الوسيلة لإصابة المعنى في أسماء الله الحسنى " فأوهم بذلك أنه تاليف غير منظوم على نحو " المقصد الأسنى " لأبي حامد الغزالي أو " الأمد الأقصى " لأبي بكر بن العربي أو غيرهما مما جرى مجراهما ولف في معناهما؛ وهذه الوسيلة كما وصفت لك، وما أرى أبن الأبار وقف عليها. مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وستمائة.

348 - علي بن أحمد بن محمد بن يوسف الأنصاري:

348 - علي بن أحمد بن محمد بن يوسف الأنصاري (1) : مروي أبو الحسن أبن الغزال؛ روى عن أبي إسحاق بن الحاج البلفيقي الزاهد والقاضي أبي بكر بن عبد الملك بن أبي نضير وأبي الحجاج الشريشي وأبي عبد الله الشواش، ولازمه إثني عشر عاماً، وأبي عبد الرحمن بن غالب وأبي محمد أبن حوط الله؛ وأجاز له ممن لم يلقه أبو الحسين بن زرقون وأبو القاسم أبن بقي؛ حدثنا عنه أبو محمد مولى سعيد بن حكم، كتب إليه؛ وكان مقرئاً مجوداً، فقيهاً حافظاً فاضلاً، نحوياً لغوياً أديباً، خيراً صالحاً، خطب بالمرية زماناً طويلاً زهاء خمسين سنة، وكان حياً سنة ست وستين وستمائة، ابن اثنين وثمانين عاماً. 349 - علي بن أحمد بن محمد العبدري: أبو الحسن؛ روى عن القاضي أبي بكر بن [54 و] العربي. 350 - علي بن أحمد بن محمد القيسي: أبو الحسن بن محمودة؛ روى عن شريح. 351 - علي بن أحمد بن محمد: منقاني - ومنقانه من نظر شرق الأندلس - أبو الحسن المنجاني؛ كان كاتباً بارعاً، حلو الشمائل حسن الخلق، متقدماً في الأدب براً بأخوانه، رائق الخط كتب بأخرة عن

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 143 وفي هامش ح: هو حفيد العابد أبي عبد الله الغزال، ولذلك كان أهل بلده يعرفونه بالحفيد توفي بعيد سنة سبعين وستمائة. قلت: وهذا التعليق منقول عن صلة الصلة.

352 - علي بن أحمد بن مالك اليعمري:

أبي محمد عبد العزيز بن أبي زيد الهنتاتي متولي الاشغال السلطانية، وتوفي بمراكش عام تسعة عشر وستمائة. 352 - علي بن أحمد بن مالك اليعمري: كان من أهل العناية بالعلم، حيا بعد الثمانين وأربعمائة. 353 - علي بن أحمد بن مسعود: أبو الحسن؛ روى عن شريح (1) . 354 - علي بن أحمد بن مسلم مولى محمد بن عباد اللخمي: اشبيلي؛ روى عن أبي عبد الله بن أبي العافية؛ روى عنه أبوا بكر: ابن صاف وابن طاهر الخدب، وآباء الحسن: ابن لبال وابن مؤمن ونخبة، وأبو زكريا ابن مرزوق؛ وكان نحوياً ماهراً لغوياً حافظاً ديناً فاضلاً، أم طويلاً بمسجد زر جون من إشبيلية.

_ (1) اثبت بهامش ح الترجمة التالية: علي بن أحمد بن مسعود المحاربي غرناطي أبو الحسن، قرأ ببلده وأجاز له أبو محمد بن علي الزهري وله رحلة إلى المشرق حج فيها واخذ في رحلته بالإسكندرية عن أبي الطاهر بن عوف وأبي عبد الله الحضرمي وغيرهما واستقضي ببرجة وكان جزلا في أحكامه وكانت له مشاركة في الطلب واستشهد خارج بلده في ذي الحجة ثمان وعشرين وستمائة، روى عنه أبو الحسين بن ربيع. (قلت: انظر صلة الصلة: 132) . وها وهنا ترجمة أخرى هذا موضعها وقد وردت في ح الورقة: 55 وهي: علي بن أحمد بن مسعود الأزدي شاطبي أبو الحسن بن صاحب الصلاة أخذ ببلده عن؟. ابن النقرات وناظر على ابن الكتاني وأجازه ابن هذيل أبو الحسن؛ أخذ عنه ابن مسدي، وكان عنده بصر بعلم الكلام؛ مولده بعد الخمسين وخمسمائة وتوفي ببلده في حدود خمس في حدود خمس وعشرين وستمائة.

355 - علي بن أحمد بن مفرج بن زياد السياري:

355 - علي بن أحمد بن مفرج بن زياد السياري: كاتن فقيهاً، وقفت على خطه بنقله كتاب " البيان والتحصيل " من أصل المؤلف سنة ثلاثين وخمسمائة. 356 - علي بن أحمد بن وهبون الكلابي: أبو الحسن؛ روى عن أبي القاسم الملاحي. 357 - علي بن أحمد بن هارون الكناني: مرسي - في ما أحسب - أبو الحسن؛ روى عن أبي محمد عبد الوهاب الطنبثائي. 358 - علي بن أحمد بن يحيى الأزدي (1) : جياني نزل سبتة، أبو الحسن؛ رحل فحج وروى عن أبي الثناء حماد الحراني وأبي بكر عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى القرشي وأبي محمد القاسم بن علي بن عساكر؛ ودخل العراق وغيره، وألزم نفسه الأذان بمنار كل بلد يدخله، وان يروى حديثاً أو حديثين عن الشيخ الذي يلقاه فيه، وربما قيده له بخطه، فاجتمع له أربعون حديثاً عن أربعين بلداً. روى عنه أبو عبد الله ابن عبد الله الأزدي القرطبي نزيل سبتة وأبو القاسم بن فرقد؛ [55 ظ] وكان رجلا صالحاً خياراً، لم يكن عنده علم سوى رواية تلك الأحاديث التي رواها كما وصف، وأناشيد عن بعض أولئك

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 130 والتكملة رقم: 2354.

395 - علي بن أحمد بن يوسف بن سلمون:

الشيوخ الذين لقيهم، والتزم الأذان بجامع سبتة وكان بها عطاراً (1) . 395 - علي بن أحمد بن يوسف بن سلمون: بلنسي؛ كان حيا سنة أربع عشرة وستمائة. 360 - علي بن أحمد الأزدي: بجاني أبو الحسن؛ عرض القراءات على محمد بن خيرون ودون عنه ألفاظ الاداء، وتصدر للإقراء ببلده والإفادة بما عنده. 361 - علي بن أحمد الأنصاري: مالقي أبو الحسن بن قرشية؛ روى عن أبي زيد السيهلي، وكان ماهراً في النحو، فقيهاً حافظاً، متقدماً في عقد الشروط ذاهباً إلى الاختصار في ما يكتبه منها مع ضبط أصولها وسهولة ألفاظها، ديناً ليناً عدلاً متواضعاً.

_ (1) هامش ح: مولده سنة خمس وخمسين وخمسمائة وتوفي في حدود ثمان وعشرين وستمائة، روى عند ابن مسدي. وأثبت بهامش ح ترجمة هذا موضعها وهي: علي بن أحمد بن اليسر القشيري الغرناطي أبو الحسن، أخذ ببلده عن أبي عبد الله ابن صاحب الأحكام وأبي القاسم بن سمجون وبفاس عن ابي البقاء يعيش بن القديم وتلا عليه بالسبع وعن أبي محمد بن ريدان وغيرهما وبمالقة عن ابي بكر بن خلف الأمي وأبي عبد الله محمد بن حسن الأنصاري الخطيب بها وأبي علي الرندي وأبي محمد القرطبي وباشبيلية عن أبي الحسين بن عظيمة وتلا عليه بالسبع وروى مع هؤلاء عن ابي الخطاب بن واجب وغيره جماعة وكان يتحرف بعقد الشروط وينوب في الأحكام بغرناطة، مشكور السيرة عدلا فاضلاً سرياً وطيء الأكناف من أهل الدين والخير، توفي سنة ثمان وأربعين وستمائة وقد أناف على الستين رحمه الله (قلت: أنظر هذه الترجمة في صلة الصلة: 137) .

362 - علي بن أحمد الباهلي:

362 - علي بن أحمد الباهلي: أبو الحسن؛ روى عن شريح. 363 - علي بن أحمد السبائي: روى عن شريح. 364 - علي بن أحمد العبدري: ميورقي أبو الحسن المطرقة (1) ؛ روى عن أبي إسحاق بن شعبة وأبي عبد الله الشكاز وأبي محمد بن حوط الله ورحل وحج وقفل إلى بلده وتصدر به لاقراء القرآن، وناوب في الخطبة بجامعه أبا مروان الخطيب، وتوفي في أسر الروم بعد تغلبهم على بلده بيسير - وكان تغلبهم عليه منتصف صفر بسبع وعشرين وستمائة - ويوم وفاته توفي واليها أبو يحيى محمد بن علي بن أبي عمران. 365 - علي بن أحمد العبدري: أبو الحسن؛ روى عن أبي العباس العذري. 366 - علي بن أحمد القيسي: اشبيلي سكن بأخرة تونس، أبو الحسن بن يديره (2) ؛ كان فقيهاً فاضلاً ديناً، وخطب برادس من أنظار تونس. 367 - علي بن إبراهيم بن حكم بن احمد بن علي بن احمد السكوني (3) :

_ (1) هامش ح: كان يعرف بابن مطرقة واستبد أخيراً بخطبة بلده وكان رجلا صالحاً غاية في حسن الوجه. (2) في ح: يديده، وعليها علامة خطأ. (3) ترجمته في صلة الصلة: 139.

368 - علي بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن علي بن يوسف بن إبراهيم الجذامي:

شريشي كرناني الأصل، أبو الحسن الكرناني؛ روى عن أبي الحسن بن إبراهيم ابن الفخار وأبي القاسم بن عمران. 368 - علي بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن علي بن يوسف بن إبراهيم الجذامي (1) : أبو الحسن ابن القفاص (2) ؛ أكثر عن أبي محمد بن بونه ولازمه اعواماً بغرناطة والمنكب، قال: ولم أفارقه إلى حين وفاته، واعطاني ما كان عنده [56 و] من خطوط ايدي شيوخه بالإجازة له وفهارسهم وأسمعتهم، وأبي خالد بن رفاعة، وأجاز له، وأبي العباس يحيي المجريطي، وتفقه به زمناً، وأبي محمد عبد الصمد بن محمد بن يعيش، وصحبه بالمنكب مدة، ولم يذكر إنهما أجازا له، وأبوي القاسم: ابن بشكوال والشراط، ولم يستجزهما، ولقي أبا القاسم السهيلي وجالسه وحضر تدريسه بمالقة؛ وبها بمراكش: أبا عبد الله ابن الفخار، وبغرناطة أبا جعفر بن عبد الصمد، وبقرطبة الحاج أبا عبد الله بن طاهر (3) المرسي قال ونزل علي مقدمه من المشرق وأقام عندي أياماً فقرات عليه فيها بعض ما رواه بالمشرق وقيده؛ وبمرسية المسن أبا الخير بشر بن بشر، وأجازوا له. روى عنه ابنه أبو [؟] (4) وأبو جعفر بن كوزانة وأبو الحسن

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 113 والديباج: 210 والإحاطة: 321 (نسخة الاسكوريال) . (2) الصلة: الفقاص. (3) م: محمد بن طاهر. (4) بياض في الأصول.

369 - علي بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن الحسن الاموي شريشي أركشي، أبو الحسن بن الفخار؛ روى عن آباء بكر:

ابن محمد بن محمد وأبو طالب عبد الجبار بن أبي طالب وآباء عبد الله: ابن إبراهيم بن بشيرة وابن حسين الأموي وابن عبد الله ابن محمد الازدي وابن عبد الملك الغافقي وابن عبد الودود وابن القاسم الطيلطلي وابن محمد بن أحمد الأوسي وابن محمد القبذاقي وابن يحيى بن أحمد، وأبو عثمان سعيد بن الحداد وآباء محمد: ابن أحمد بن عبيد الله وعبد السلام الجدميوي وابن عيسى البياني وقاسم بن تبع، وأبو مدين شعيب ابن عبد الغفور (1) وأبو يحيى عامر بن موسى. وكان محدثاً حافظاً متسع الرواية مكثراً عدلاً ماهراً في النحو، شديد العناية بالعلم ولقاء حملته والاخذ عنهم حريصاً على إفادته (2) ؛ ولد بغرناطة يوم الاضحى سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وتوفي بها لاحدى عشرة ليلة بقيت من ذي حجة عام اثنين وثلاثين وستمائة (3) . 369 - علي بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن الحسن الاموي (4) شريشي أركشي (5) ، أبو الحسن بن الفخار؛ روى عن آباء بكر: ابن عبيد وابن الغزال وابن مالك، وأبوي الحسن: ابن لبال وابن هشام،

_ (1) وابن عيسى؟. عبد الغفور: سقط من م ط. (2) هامش ح: اختصر كتاب الاستذكار لأبي عمر بن عبد البر. (3) هنا بهامش ح ترجمة لمن اسمه علي بن إبراهيم بن؟ نزل المنكب، أبو الحسن. ووصفه بأنه من أهل الخير والصلاح والدين وسقط سائر الترجمة ما عدا كلمات منقطعة. (4) ترجمته في صلة الصلة: 135 والتكملة رقم: 1907 وبرنامج الرعيني: 123. (5) هامش ح: هي قرية من قراها.

وأبي الحسين بن زرقون (1) وأبوي عبد الله: ابن زرقون وابن الفخار وأبي محمد الحجري. روى عنه أبو بكر بن سيد الناس وأبو الحجاج ابن لقمان وأبو الحسن ابن إبراهيم الكرناني وأبو الخطاب بن خليل وأبو محمد بن موسى الركيبي وأبو القاسم بن عمران [56 ظ] . ولقيه أبو عبد الله ابن الآبار وسمع منه بعض كلامه نثراً ونظماً واستجازه فأجاز له بلفظه؛ وحدثنا عنه شيخنا أبو الحسن الرعيني - رحمه الله -. وكان عارفاً بالحديث ذاكراً لأسماء رجاله وأحوالهم، حافظاً للفقه والآداب، أعجوبة زمنه في حضور الذكر لذلك كله (2) ذا حظ من النظم والنثر لم يكن بالجيد القوي، واستقضي برندة وبالجزيرة الخضراء وغيرهما، وعرف بالفضل والعدالة. ولد بعد مضي ثلث ليلة الأربعاء الرابعة عشرة من ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمسمائة، وتوفي - عفا الله عنه - بشريش إثر صلاة ظهر يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة خلت من صفر ثنتين وأربعين وستمائة؛ وقال ابن سيد الناس: سنة إحدى وأربعين، والأول الصحيح.

_ (1) هامش ح: كقول المصنف رحمه الله أنه روى عن أبي عبد الله بن زرقون قال أبو جعفر ابن الزبير شيخنا؛ وقال ابن مسدي سألته يعني ابن الفخار هذا هل روى عن ابن زرقون أبي عبد الله فقال لا وإنما يروي عن أبي الحسين أخيه. (2) هامش ح: يقال إنه كان يحفظ صحيح مسلم.

370 - علي بن إبراهيم بن علي الجمحي:

370 - علي بن إبراهيم بن علي الجمحي (1) : قرطبي بلوطي الأصل، أبو الحسن البلوطي؛ روى عن أبي بحر صفوان بن إدريس وأبوي بكر: أبن سمحون والقجالجي وتأدب بهما في العربية، وآباء القاسم: أخيل ولازمه كثيراً وانتفع بأدبه، وأبن بشكوال وأبن غالب. روى عنه أبو القاسم بن الطيلسان؛ وكان أديباً بارعاً بليغاً، ذاكراً للأنساب، حافظاً للآداب، يقظاً متوقد الذهن، جميل العشرة، سريع الخاطر في فك المعمى آية في ذلك، توفي بفاس في حدود ثمان عشرة وستمائة (2) . 371 - علي بن إبراهيم بن عيسى الأنصاري (3) : أركشي؛ روى عن أبي زكريا بن مرزوق وأبي عبد الله بن فريخ. 372 - علي بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن سعد الخير الأنصاري (4) :

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 128 والتكملة رقم: 2365. (2) ها هنا ترجمة مثبتة في هامش ح وهي: علي بن إبراهيم بن علي التجيبي غرناطي أبو الحسن بن الصحاف، أخذ القراءات عن أبي بكر النفيس ولازمه مدة وأجاز له وقرأ أيضاً على أبي جعفر بن أبي الحسن المقرئ وعلى غيرهما وسمع الحديث من شيوخ، وكان من أهل الثروة واليسار والمروءة التامة وفعل الخير في السر والجهر مسارعاً إلى أفعال البر وتجهيز الأيتام وتربيتهم على ما يرضى، مولده سنة أربع عشرة وخمسمائة وتوفي في رجب أربع وستمائة ودفن بباب البيرة من غرناطة، رحمه الله ونفعه. (قلت: أنظر هذه الترجمة في صلة الصلة: 119) . (3) سقطت هذه الترجمة من م. (4) ترجمته في صلة الصلة: 91 والتكملة رقم: 1867، وتحفة القادم: 51، ورايات المبرزين: 78، والنفح 4: 305، 5: 137، 139 وزاد المسافر رقم: 55 والمغرب 3: 317.

بلنسي قشتيلي الأصل، قشتيل الحبيب (1) ، أبو الحسن بن سعد الخير؛ روى عن بي الحسن بن النعمة، ولازمه وتأدب به، وأبوي محمد: أبن السيد، وأختص به، وأبن عيسى القلني، وأبوي الوليد: محمد بن عبد الله بن خيرة وأبن الدباغ. روى عنه أبو إسحاق بن محمد بن مفرج وأبو بحر صفوان بن إدريس وأبوا الحسن: أبن أحمد بن مرطيل وأبن محمد بن مقصر وعبد الله بن محمد بن خلف بن سعادة. وكان إماماً متقدماً بارعاً في علوم اللسان نحواً ولفة وأدباً، وأقرأ ذلك عمره كله، كاتباً بليغاً شاعراً مجيداً بديع التشبيه عجيب الإختراع والتوليد، أنيق الخط كتب [57 و] الكثير وأتقن ضبطه وجوده، وعني بالعلم طويلاً. وكانت فيه غفلة شديدة عرف بها وشهرت عنه (2) ؛ وكتب عن أبي الربيع سليمان بن عبد الله أبن عبد المؤمن وله مصنفات منها: " أختصاره العقد " ومنها جمع طرر أبي الوليد الوقشي وأبي محمد أبن السيد على " الكامل " إلى زيادات من قبله عليهما وسماه " بالقرط " ومنها " إكمال شرح أبي محمد بن السيد على الجمل " من حيث إنتهى إليه وتوفي عنه وذلك مما بعد باب الندبة إلى آخر الكتاب، ومنها " كتاب مشاهير الموشحين بالأندلس " وهم عشرون رجلاً ذكرهم بحلاهم ومحاسنهم على طريقة الفتح في " المطمح " و " القلائد " وأبن بسام في " الذخيرة " وأبن الإمام في " سمط الجمان " إلى غير ذلك

_ (1) هامش ح: هي من أعمال شنتمرية الشرق. (2) أنظر حكاية عن غفلته في النفح 4: 305.

من تقاييده وإملاءاته النبيلة المفيدة، ومن شعره ما نشدناه: يا لاحظاً تمثال نعل نبيه ... قبل مثال النعل لا متكبرا والثم به فلطالما عكفت به ... قدم النبي مروحاً ومبكرا أو ما ترى أن الشجي مقبل ... طللاً وأن لم يلف فيه مخبرا وذيلها القاضي أبو أمية بن عفير بما أنشدناه على شيخنا أبي الوليد أبنه رحمهما الله، وهو: ولربما ذكر المحب حبيبه ... بشبيه فغدا له متصورا أو ما رأيت الصحف ينقل حكمها ... فيوافق المتقدم المتأخرا والمرء يهوى بالسماع ولم يكن ... لحلى الذي قد هام فيه مبصرا ويظن حين يرى أسمه في رقعة ... أن قد رأى فيها الحبيب مصورا لا سيما في حق نعل لم تزل ... صوناً لأخمص خير من وطئ الثرى فعساك تلثم في غد من لثمها ... كأس النبي إذا وردت الكوثرا

ومن شعر أبي الحسن بن سعد الخير البديع قوله في دولاب (1) : لله دولاب يفيض بسلسل ... في روضة قد أينعت أفنانا قد طارحته بها الحمائم شجوها ... فيجيبها ويرجع الألحانا وكأنه دنف يدور بمعهد ... يبكي ويسأل فيه عمن بانا [57 ظ] ضاقت مجاري جفنه (2) عن دمعه ... فتفتحت أضلاعه أجفانا وقوله في رمانة مشققة وهو من التشبيهات العقم (3) : وساكنة من ظلال الغصون ... بخدر تروقك أفنانه تضاحك أترابها فيه لما ... غدا الجو تدمع أجفانه كما فغر الليث فاه وقد ... تضرج بالدم أسنانه ومنها في أبرة ثقفت بمئبر من لبد مسكي (4) : ومخيط ضاق عنه وصفي ... يعجز عن فعله اليماني

_ (1) الأبيات في تحفة القادم: 53 وزاد المسافر، والمغرب، والرايات، والنفح. (2) اقترح المعلق على ح أن يضع بدلها: طرفه. (3) تحفة القادم: 53. (4) البيتان في زاد المسافر.

373 - علي بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن أبي العافية الأنصاري:

يكمن في لبدة ويبدو ... كالعرق في باطن اللسان ولد ببلنسية في حدود عشر وخمسمائة، وقدم إشبيلية في خدمة أبي الربيع مهنئاً المنصور أبن عمه بفتح شلب وارتجاعها من يد ولد الرنق (1) ، فتوفي بها في ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. 373 - علي بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن أبي العافية الأنصاري: روى عن أبي عبد الله بن عبد الرحيم بن الفرس. 374 - علي بن إبراهيم بن محمد الأنصاري: سرقسطي، وقيل وادي آشي سكن مالقة، أبو الحسن بن هرودس؛ رحل وحج وأخذ بالأسكندرية عن أبي الطاهر السلفي (2) سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ثم عاد إلى الأندلس، فروى بالمرية عن أبي القاسم بن ورد وأبوي محمد: الرشاطي وعبد الحق بن عطية. روى عنه أبو القاسم بن البراق؛ وكان ذا عناية بالعلم وروايته ولقاء مشيخته، وكتب بخطه الكثير وجود ضبطه وتقييده. 375 - علي بن إبراهيم بن مطرف: مالقي وهو أبن عمة أبي عمرو بن سالم؛ له إجازة من أبي محمد بن أبي اليابس.

_ (1) Alpgonso Henriques صاحي قامرية أو ملك البرتغال. (2) هامش ح: قرأ على السلفي في التاريخ المذكور جميع أكمال أبي نصر ابن ماكولا، وقفت على صحة ذلك بخط السلفي.

376 - علي بن إبراهيم بن يحيى الكتامي:

376 - علي بن إبراهيم بن يحيى الكتامي: روى عن أبي عثمان طاهر بن هشام. 377 - علي بن إبراهيم (1) : مالقي أبو الحسن بن المل؛ روى عن أبوي محمد: أبن فائز وأبن الوحيدي؛ روى عنه أبو القاسم بن البراق؛ توفي بمرسية لليلة بقيت من محرم أحد وستين وخمسمائة. 378 - علي بن أبي بكر بن أحمد بن أبي البقاء الأصبحي (2) : داني أبو الحسن؛ تلا بالسبع على أبي إسحاق بن محارب، وروى عن أبي [58 و] بكر أسامة بن سليمان وأبي جعفر بن برنجال وأبوي عبد الله: أبن حميد وأبن نوح، وأجاز له؛ وكان مقرئاً نحوياً تصدر لإقراء القرآن وتعليم العربية، وحدث بيسير ولم يكن بالضابط، وتوفي سنة ثمان وستمائة. 379 - علي بن أبي بكر بن سعدان الأموي: مالقي - في ما أظن - أبو الحسن؛ له إجازة من المشرقيين المذكورين في رسم أبي الطاهر أحمد أبن علي الهواري باستدعاء أبي عبد الله بن إبراهيم بن حريرة (3) .

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 92. (2) ترجمته في صلة الصلة: 113. (3) ها هنا ترجمته مثبتة بهامش ح وهي: علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن علي بن سمجون أبو الحسن منكبي طنجي أصل السلف لقي أشياخاً جلة وأخذ عنهم وكان فقيها عارفاً جليلا ذا مروة كاملة وخلق حسن وكانت له خزانة كتب حافلة، توفي بالمنكب سادس شهر رمضان المعظم سنة تسع وتسعين وخمسمائة. وبنو سمجون الطنجيون لواتيون وابن الزبير وغيره من الأندلسيين ينسبهم هلاليونم (كذا) وليس بصحيح ولهم عندنا بسبتة بقية؛ وكانت له سابقة في العلم.

380 - علي بن أبي بكر بن علي بن عبيد بن علي القيسي ثم الكلابي:

380 - علي بن أبي بكر بن علي بن عبيد بن علي القيسي ثم الكلابي (1) : قبري أبو الحسن (2) ؛ وكان فقيهاً جليل القدر سري الهمة مستقيم الحال جميل الطريقة حسن السمت والهدي، أستقضاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم على قرطبة بإشارة يحيى بن يحيى بعد إبراهيم بن العباس أو يخامر بن عثمان، فاستمرت مدة ولايته القضاء والصلاة إلى أن توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين، ويقال إنه صرفه سنة تسع وعشرين وولى مكانه محمد بن زياد بن عبد الرحمن. 381 - علي بن أبي بكر بن محمد (3) : شاطبي أبو الحسن؛ روى بالأندلس عن بعض مشيخته، ورحل مشرقاً فأخذ بدمشق عن أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن عساكر. 382 - علي بن أبي عبد الحميد: أندلسي أبو الحسن؛ روى عن أحمد بن وليد؛ روى عنه أبو العباس بن عمر العذري. 383 - علي بن أبي محمد بن مجبر البكري: مالقي أبو الحسن؛ روى عن أبي محمد عبد المنعم بن الفرس. 384 - علي بن إدريس الزناتي: أبو الحسن؛ ذكره أبن الأبار وقال:

_ (1) أنظر قضاة قرطبة: 85 وقال أن عبد الرحمن ولاه بعد يخامر (وأنظر ترجمة القاضي إبراهيم بن العباس: 78 - 83 ويخامر: 83) . (2) هامش ح: كان يلقب برانش، قلت: وهكذا ذكر الخشني أيضاً. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1900.

385 - علي بن إسماعيل بن أحمد بن عامر الهمداني:

لقي أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي، وسمع من لفظه بعض تواليفه؛ حدث عنه أبو القاسم الملاحي، وسماه أبو الربيع بن سالم في مشيخته وقال فيه: كاتب أديب حسن الخط، ووصفه بالإنقباض وأحسبه غريباً، أنتهى. قال المصنف عفا الله عنه: سيأتي لي ذكر علي بن محمد بن علي بن إدريس بسماعه من لفظ أبي محمد " تلقين الوليد " من تصنيفه وسماع الملاحي وغيره عليه إياه، وأظنه هذا الذي ذكره ابن الأبار لولا وصفه بجودة الخط والذي [59 ظ] وعدنا بذكره ضعيف الخط إلا أن يكون غختلاف الخط بين الضعف والجودة في حالي البدأة والإنتهاء، ولولا إن المذكور عند أبن الأبار زناتي والذي سأذكره إن شاء الله عبدري، اللهم إلا أن يكون عبدرياً بالولاء، ويكون المذكور عند أبن الأبار قد نسب إلى جد أبيه، والله أعلم. 385 - علي بن إسماعيل بن أحمد بن عامر الهمداني (1) : غرناطي طوسي الأصل، أبو الحسن الطوسي (2) ؛ روى عن أبي محمد عبد المنعم أبن الفرس، وكان من بيت علم ونباهة. 386 - علي بن إسماعيل بن رزق بن أبي ليلى التجيبي: مروي سكن

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 111. (2) هامش ح: هو بفتح الطاء، وروى مع من ذكره عن أبي بكر بن أبي زمنين (وأبي عبد الله بن عروس) مولده سنة سبع وخمسين وخمسمائة وتوفي في حياة من سمى من أشياخه وذلك في سنة تسع وثمانين وخمسمائة. قلت: أنظر صلة الصلة.

387 - علي بن إسماعيل بن علي السعدي:

مرسية؛ أبو الحسن؛ صحب أبا العباس بن العريف وأبا القاسم بن ورد وغيرهما، وروى عنه أبو عمر بن عياد. 387 - علي بن إسماعيل بن علي السعدي: قلعي - قلعة يحصب - أفرليشي الأصل، أبو الحسن الأفرليشي (1) ؛ روى عن أبني عمه: أبي سليمان وأبي محمد أبني يزيد السعدي، وأبي عبد الله بن سعادة وأبي القاسم السهيلي. روى عنه أبو القاسم بن الطيلسان؛ وكان فقيهاً فاضلاً محدثاً ذاكراً للآداب، خطب بجامع القلعة وأم به في الفريضة زماناً وتصدر به للإقراء، وتوفي في نحو ست عشرة وستمائة. 388 - علي بن إسماعيل بن محمد بن أبي حكمة الأنصاري: روى عن أبي محمد بن أبي جعفر. 389 - علي بن إسماعيل بن محمد الحضرمي: إشبيلي؛ كان فقيهاً عاقداً للشروط مبرزاً في العدالة، حياً سنة تسع وثلاثين وستمائة. 390 - علي بن إسماعيل الفهري القرشي (2) : أشبوني شقباني الأصل، أبو الحسن الطيطل: قرأ العلم بقرطبة وأخذ عن طائفة من علمائها وأكثر من حفظ الآداب والأشعار حتى إنه ليقال إنه حفظ شعر عشرين امرأة أعرابية، وكان من الأدباء النبلاء والشعراء المحسنين مطبوع

_ (1) الأصل؟. الأفرليشي: سقطت من م ط. (2) ترجمته في الجذوة: 294 (وكتب فيها طيطن) وبغية الملتمس رقم: 1312.

الأغراض سمح القريحة، مشاركاً في الحديث والفقه، أنفد في التلبس بذلك صدراً من عمره، ثم مال إلى النسك والتقشف ونظم في تلك المعاني أشعاراً رائقة وضروباً في رقعة من جنة له على بحيرة شقبان عرفت برابطة [60 و] الطيطل إلى الآن، ولزم العبادة بها إلى أن توفي، ومن نظمه: إذا سد باب عنك من دون حاجة ... فدعه لأخرى ينفتح لك بابها فإن قراب البطن يكفيك ملؤه ... ويكفيك سوءات الأمور أجتنابها ولا تك مبذالا لعرضك واجتنب ... ركوب المعاصي يجتنبك عقابها وقوله يصف النملة (1) : وذات كشح أهيف شخت ... كأنما بولغ بالنحت زنجية تحمل (2) أقواتها ... في مثل حدي طرف الجفت كأنما آخرها قطرة ... صغيرة من قاطر الزفت أو نقطة جامدة خلفها ... قد سقطت من قلم المفتي سيارة ميارة قيظها ... تدخر القوت إلى وقت

_ (1) الأبيات في الجذوة وبغية الملتمس. (2) م ط: أثقالها.

تشتد في الأرض على أرجل ... كشعرة المخدج في البت تسري اعتسافاً ثم قد تهتدي ... (1) في ظلمة الليل إلى الخرت لا يسمع النس لها موقعاً ... (2) في وطء ميثاء ولا مرت تشهد أن الله في ملكه ... خالقها في ذلك السمت هيهات في تحقيق أعضائها ... ما يعجز الوهم عن النعت تجهر بالتسبيح آناءها ... تخاطب اللباب بالصمت سبحان من يعلم تسبيحها ... ووزنها من زنة البخت فنسبتي منها لفرط الضنى ... (3) نسبتها منه بلا كت كلا ولو حاولت من رقة ... (4) لحلت بين الثوب والطخت أرق من هذا وأضنى ضنى ... رقة ذهني وضنى بختي لكن نفسي وعلا همتي ... نجم لبيذخت كبيذخت 391 - علي بن إسماعيل: إشبيلي أبو الحسن؛ تلا بالسبع على أبي بكر أبن صاف، وروى عن أبوي عبد الله: أبن أحمد بن الباجي أو العاجي (5) وأبن زرقون وأبي الوليد أبن حجاج؛ روى عنه أبو العباس بن عباس الشريشي؛ وكان مقرئاً مجوداً، تجول في بلاد الأندلس يقرئ القرآن

_ (1) الخرت: الثقب، وهنا يعني ثقب الإبرة. (2) المرت: المفازة لا نبات فيها. (3) الكت: الإحصاء. (4) كذا في الأصول؛ وفي الجذوة: لجلت بين الثوب والتخت. (5) هامش ح: ضبب عليه ابن الأبار وهو عنده في ظنه العاجي.

392 - علي بن إسماعيل الأندلسي:

[60 ظ] ويجود عليه، وكان دحداحاً (1) ، وتوفي في حدود العشرين وستمائة. 392 - علي بن إسماعيل الأندلسي: أبو الحسن، أخذ عنه أبو بكر أبن برنجال الداني بعض شعره. 393 - علي بن أيوب: روى عن أبي الحكم عمرو بن أحمد بن حجاج. 394 - علي بن جابر بن علي بن علي بن يحيى اللخمي: إشبيلي أبو الحسن الدباج (2) ؛ تلا بالسبع على صهره أبي الحسن نجبة وأبوي بكر: عتيق اليابري وابن صاف، وأخذ النحو عن أبي بكر بن طلحة وأبي الحسن بن خروف وأبي حفص بن عمر وأبي ذر بن أبي ركب وأبي الوليد جابر بن أبي أيوب، وأجاز له أبو العباس بن مقدام وأبو محمد بن عبيد الله وأبو الوليد بن نام. روى عنه أبو بكر بن سيد الناس وأبو زكرياء بن محمد بن إبراهيم وأبو العباس بن علي الماردي وأبو عمرو بن عمريل وأبو القاسم الحسن أبن عبد الله بن الحسن الحجري وآباء محمد: أحمد بن عباد وطلحة وابن

_ (1) الدحداح: القصير السمين. (2) هامش ح: حدثنا عنه العلامة أبو الحسن بن أبي الربيع وآخرون كثيرون وشهر بالدباج لانها كانت صنعة أبيه عمره جله وصنعته هو في أوليته ثم نبذها لما شدا وبرع رحمه الله. قلت: وأنظر ترجمة الدباج في برنامج الرعيني: 88 والمغرب 1: 255 واختصار القدح: 155 والتكملة 2: 683 (رقم: 1910) وصلة الصلة: 137 والنفح: 2: 322؛ 5: 27 وبغية الوعاة: 331 وشذرات الذهب 5: 235 والنجوم الزاهرة 6: 361.

محمد بن أحمد بن كبير وعبد الحق بن حكم. وحدثنا عنه شيبوخنا أبو جعفر الطباع وأبو الحسن الرعيني وأبو الحسين عبيد الله بن عبد العزيز أبن القارئ وأبو عبد الله بن أبي وأبو علي بن الناظر - رحمهم الله -. وكان حسن السمت والهدي، ديناً صالحاً سنياً فاضلاً، ظريف الدعابة (1) حسن اللوذعية، مقرئاً مجوداً، متعلقاً برواية يسيرة من الحديث، متقدماً في العربية والأدب، يقرض قطعاً من الشعر يجيد فيها؛ عكف على لإقراء القرآن وتدريس العربية والأدب نحو خمسين سنة لم يتعرض لسواه ولا عرج على غيره نزاهة عن الأطماع وأنفة من التعلق بالدنيا وأهلها، وكان مبارك التعليم فنفع الله بصحبته والأخذ عنه خلقاً كثيراً؛ وكتب بخطه الرائق الكثير وأتقن ضبطه وتقييده، ونقل بأخرة من

_ (1) أثبت هنا ما جاء في هامش ح: كانت لأبي الحسن الدباج رحمه الله أثناء إقرائه نوادر؟ وثوبه؟ طاهر: كان يقرأ عنده صبي من أعيان الجند كانت له شارة وقحة، فصاح ذات يوم.: يا أستاذ، فلان قال لي أعطني قبلة! فقال الأستاذ غير مكترث.: وأعطيته ما طلب؟ قال: لا؛ قال: خير عملت، لا تعطه شيئاً؛ وأخذ فيما كان بسبيله من الإقراء. ولما خلا المجلس جاء الطالب للطالب وقال للأستاذ: والله يا سيدي لقد كذب هذا الوقح علي، فقال: يكفي ما كان، وإياك تطلب منه شيئاً آخراً وتقول أيضاً يا سيدي كذب علي فضحك وأنصرف خجلاً. وكان يلزم مجلسه بعض الطلبة الأعيان، لهوى كان له في بعض الفتيان فدخل على غفلة، فرفع الأستاذ رأسه وقال: أرجع إنه ما جاء اليوم؛ فخجل وعاد على حافرته، ومنعه ذلك من مخالطة الفتى ومجالسته. ثم لم تمر إلا أيام حتى قرئ بمجلس الأستاذ قول الشاعر: وقد طرقت فتاة الحي مرتدياً ... بصاحب غير عزهاة ولا غزل فقال ذلك الخجل: سيدي ما العزهاة؟ فقال الأستاذ: من ينفر عن محبوبه ولا يعود إليه. فقال: يا أستاذ، ما ادري ما أعمل، إن أقمت تعبت وإن تغيرت عيرت، فضحك الأستاذ وقال ما معناه: لولا هتك السرائر ما حفظت النوادر. (قلت: القصتان في اختصار القدح: 155) .

مسجده الذي أقرأ به أكثر حياته إلى جامع العدبس، وكان يعلم به ويؤم في صلواته الجهرية، ويؤم القاضي أبو جعفر بن منظور في صلاتي السر؛ أنشدت على شيخنا أبي الحسن الرعيني رحمه الله عنه ولنفسه (1) : ما جاء عفواً فخذ ... وما أبى فتجنب [61 و] ولا ترد كل مرعى ... ولا ترد كل مشرب فربما لذ طعم ... وفيه سم مقشب وبه (2) : لما أطلت وشمس الأفق مشرقة ... أبصرت شمسين من قرب ومن بعد من عادة الشمس تعشي عين ناظرها ... وهذه نورها يشفي من الرمد وبه: مالي أرى أيامنا ... تمر مراً مسرعا ذا حسبت أشهراً ... حسبتهن جمعا ولم نكن نعنى بأن ... نبطئ أو أن تسرعا لو لم تكن أعمارنا ... وهن يذهبن معاً

_ (1) برنامج الرعيني: 89. (2) أنظر المغرب 1: 256 والرعيني: 89 وأختصار القدح: 156 والنفح 5: 27.

ولد سنة ست وستين وخمسمائة (1) ؛ وكان من دعائه في حصار إشبيلية - رجعها الله - ألا يخرجه الله منها ولا يمتحنه بما أمتحن به أهلها، فتوفي يوم الأربعاء لتسع بقين من شعبان ست وأربعين وستمائة قبل تغلب الأنصارى - دمرهم الله - عليها، أستنقذها الله، بتسعة أيام، وتولى غسله الشيخ الصالح أبو الوليد الخراز ولم يحضر الصلاة عليه إلا ثلاثة نفر لما حل بالناس حينئذ من الموت وباء وجوعاً - نفعهم الله - وقال أبو الحسين بن السراج: توفي عند دخولهم لم يمهل؛ قال: ودفن بداره وحفر قبره بالسكاكين إستعجالاً لمواراته وأشتغالاً عن التماس آلات الحفر بهول اليوم؛ وقال أبن الأبار: توفي بعد دخول الروم بنحو ثمانية أيام لم يزل أثناءها مرتمضاً مضطرباً إلى أن قضى نحبه، والصحيح ما بدأنا به، والله أعلم (2) .

_ (1) هامش ح: سئل أبو الحسن الدباج عن مولده فقال: أبتدأت القراءة على ابن صاف عام ثمانين وخمسمائة وسني إذ ذاك نحو من ثلاثة عشر عاماً. (2) من هامش ح: وممن حدثنا عن الدباج المذكور شيخنا أبو الحكم بن أحمد بن منظور القيسي، قال أبو الحكم: أنشدني الدباج بنفسه بإشبيلية: لربنا مأدبة ... دعا إليها الجفلى فمن أتاها مسلماً ... يرتع بروضات الفلى في الثمر الحلو الذي ... قد قاف كل ما حلا لذاته لا تنقضي ... لمن صغى ومن تلا سبحان من يسره ... لذكره وسهلا لولاه لم نطق له ... ذكرا ولا تحملا والحمد لله كما ... علمنا وأفضلا

395 - علي بن جابر بن فتح الأنصاري:

395 - علي بن جابر بن فتح الأنصاري: غرناطي أبو الحسن اللواز (1) ؛ وقال أبن الآبار: يعرف بأبن اللواتي (2) ، وأراه تصحيفاً من اللواز؛ روى عن أبي بكر بن الجد وأبوي الحسن: صالح بن عبد الملك وأبن الضحاك، وأبوي عبد الله: أبن عروس وأبن الفخار، وأبي القاسم السهيلي؛ وأجاز له أبو إسحاق بن قرقول. روى عنه أبو عبد [61 ظ] الله بن عبد الكريم الجرشي (3) ؛ وكان محدثاً فاضلاً، توفي سنة تسع وستمائة. 396 - علي بن جامع الأوسي (4) : مالقي أبو بحر وأبو الحسن؛ روى عن أبي الحسن شريح وأبي الحسين بن الطراوة، وأختص به، وأبوي عبد الله: جعفر حفيد مكي وأبن أخت غانم. روى عنه أبوا بكر: عتيق أبن قنترال ويحيى بن أحمد الهواري، وأبوا جعفر: أبن علي الأوسي وأبن محمد اللوشي أبن الأصلع، وأبو الحسن بن علي النفزي الأصطبي وأبو حسين عبيد الله بن محمد المذحجي وأبو عبد الله بن يربوع وأبوا العباس: اليافعي وأصبغ بن علي بن أبي العباس. وكان نحوياً ماهراً أديباً شاعراً محسناً كاتباً بليغاً متفنناً، عالي الرواية، مكفوف البصر؛ إقرأ القرآن ودرس العربية بمسجد القاضي أبن حسون

_ (1) هامش ح: بالسين ذمره أبو عبد الله الطراز وغيره محل الزاي. قلت: وترجمته في صلة الصلة: 124 والتكملة رقم: 1883. (2) كذلك ورد في صلة الصلة. (3) قال ابن الزبير: روى عنه الأستاذ أبو عبد الله بن سعيد وأبو جعفر بن عثمان الوراد. (4) ترجمته في صلة الصلة: 102، والتكملة رقم: 2328.

397 - علي بن جعفر العبدري:

من مالقة مدة، ثم أنتقل عنها إلى باغوث (1) فأقام بها نحو ثلاثين سنة مكرماً مبروراً معاملاً بما يليق بأمثاله، وكان سبب خروجه من مالقة أن مقامة صنعت في ثلب بعض أعيان مالقة فنسبت إليه فخاف على نفسه مما عسى أن ينجر إليه منهم بسببها، ثم إنه آثر التحول إلى مالقة فشاركه في ذلك [؟..] (2) وعاد إليها محترماً متلقى بأزيد مما أمل إجلالاً وتعظيماً، وعكف بها على شأنه من الإقراء والتدريس إلى أن توفي بها. 397 - علي بن جعفر العبدري (3) : داني أبو الحسن؛ روى عنه أبو عبد الله بن أحمد الخضراوي القباعي. 398 - علي بن حامد الفزاري: مروي أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر بن صاحب الأحباس؛ روى عنه أبو العباس البراذعي. 399 - علي بن حسن بن أحمد الجذامي: سالمي أبو الحسن المصري؛ روى عن أبي عبد الله بن أبي زمنين؛ روى عنه أبو مروان بن نذير، وكان شيخاً فاضلاً مسناً عالي الرواية، فكان فقيهاً ديناً صاحب الصلاة بجامع بلده.

_ (1) كتب فوقها " كذا " في ح. (2) بياض في الأصول. (3) ترجمته في صلة الصلة: 80.

400 - علي بن حسن بن أبي الخطاب:

400 - علي بن حسن بن أبي الخطاب: أبو الحسن؛ روى عن أبي جعفر بن عبد الرحمن بن جحدر. 401 - علي بن حسن بن عبد الرحمن: وهو أخو عيسى؛ روى عن جده علي بن [؟.] (1) . 402 - علي بن حسن (2) بن علي الجذامي: إشبيلي أبو الحسن الحصار؛ روى عن أبي إسحاق بن فرقد. 403 - علي بن حسن بن محمد بن علي [62 و] الأنصاري: مالقي موري الأصل، أبو الحسن بن كسرى، وهو والد بي علي بن كسرى؛ روى عن أبي الحجاج بن الشيخ، وله إجازة من المشرقيين المذكورين في رسم أحمد بن علي الهواري. 404 - علي بن حسن: حجاري أبو البحسن؛ روى عن أبي داوود أحمد أبن موسى. روى عنه أبو الحزم وهب بن مسرة وأبو محمد بن أبي زمنين. 405 - علي بن حسين بن إبراهيم بن يحيى بن علي بن سليمان بن يحيى الأنصاري الأوسي: إشبيلي أبو الحسن الأخرس؛ تلا بالسبع على أبي محمد طلحة وروى عنه تلا عليه بها أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن

_ (1) بياض في الأصول، قلت: اسم جده " عبد الرحمن "؛ وهذا يرجح إن كلمة " علي ابن؟ " تبدأ ترجمة جديدة لم يكملها المؤلف. (2) م: حسين، وهكذا ورد هذا الاسم في الترجمتين التاليتين.

406 - علي بن حسين بن محمد:

محمد الخزرجي من اهل مكناسة الزيتون؛ وكان مقرئاً مجوداً، كتب بموضع أبي عبد الله بن عبدون بعد وفاته بتنبيهه عليه وشهادته له بالإتقان، وتوفي سنة ثلاث وتسعين وستمائة بعد إختلال عرض له في عقله، نفعه الله. 406 - علي بن حسين بن محمد (1) : شقري سكن بلنسية، أبو الحسن بن سعدوك والنجار؛ كان يستظهر من " صحيح مسلم " كثيراً، وقيل إنه كان يحفظ شطره، وتؤثر عنه كرامات مشهورة، وتحفظ له مقالات عجيبة، وكان يخبر بأشياء خفية لا تتوانى أن تظهر جلية، وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر يعظ الناس في المساجد ويذكرهم فتنفعل نفوسهم لما كانوا يعلمون من دينه وصدق يقينه. وكان العامة حزبه، وتوفي سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وكانت جنازته حافلة شهدها خلق لا يحصون كثرة؛ قال أبو الربيع بن سالم: لم أر في عمري أكثر من جمع الناس ولا أعظم في جنازته، ودفن بخارج باب الحنش أحد ابواب بلنسية، وقبره هناك معروف يزار ويتبرك به. 407 - علي بن حسين: من سكان دانية، أبو الحسن الشقاق؛ روى عن أبي عمر بن عبد البر وكان أديباً بارعاً شاعراً محسناً يمدح الملوك وأمتدح الحاجب عماد الدولة أبن هود حين صارت إليه دانية بعد إقبال الدولة أبي الحسن [62 ظ] علي بن مجاهد العامري، [ومن شعره] :

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1869.

409 - علي بن خلف بن رضا الأنصاري:

يا ظالم الناس سد حلقا ... لأكل أموالهم فتحته رزق الفتى حاضر لديه ... إن لم يكن فوقه فتحته 408 - علي بن حماد بن يوسف الأنصاري (1) : إشبيلي أبو الحسن، روى عن أبي بكر بن خير وأبي عمرو عياش الأكبر أبن عظيمة وأبي محمد قاسم بن الحاج الزقاق، روى عنه أبو الأصبغ عيسى بن عمر بن كريمة وأبو العباس بن محمد الغساني وأبو الفضل أبن القانه. وكان مقرئاً مجوداً، متحققاً بالعربية والأدب، متصدراً لإقراء القرآن وتدريس العربية والأدب بمسجد الصباغين، وإماماً به في الفريضة، ذا سمت صالح ودين متين، أشتهر بالفضل وإجابة الدعوة، وتوفي قبل العشر وستمائة (2) . 409 - علي بن خلف بن رضا الأنصاري (3) : بلنسي نزل مكة - شرفها الله - أبو الحسن؛ تلا على أبي داوود الهشامي؛ تلا عليه أبو الحسن أبن أحمد بن كوثر، لقيه بمكة - كرمها الله - سنة ثلاث وأربع (4)

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 100. (2) أثبت في هامش ح الترجمة الآتية: علي بن حيي الأنصاري سرقسطي أبو الحسن الرحلي: تلا بالسبع على أبي داوود الهشامي وأبي إسحاق الوشقي وتصدر ببلده للإقراء وتوفي به سنة أثنتي عشرة وخمسمائة عن سبعين سنة أو نحوها. (3) ترجمته في صلة الصلة: 90، والتكملة رقم: 1850. (4) هامش ح: ابن الأبار في سنتي ثلاث وأربع.

410 - علي بن خلف بن سلمان:

وأربعين وخمسمائة؛ وكان مقرئاً مجوداً ضرير البصر صالحاً فاضلاً، إقرأ بمكة - شرفها الله -. 410 - علي بن خلف بن سلمان: يابري أبو الحسن؛ روى عنه أبو العباس بن غزوان. 411 - علي بن خلف بن سليمان الكلبي: أبن الأبار؛ روى عن القاضي أبي بكر بن العربي. 412 - علي بن خلف بن عبد الرحمن القيسي: أبو الحسن؛ روى عن شريح ومحمد بن خلف بن سليمان. 413 - علي بن خلف بن علي بن خلف بن قرين الفارسي: بلنسي أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر بن نمارة. 414 - علي بن خلف بن عمر بن هلال (1) : غرناطي أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر بن الخلوف وأبوي الحسن: أبن الباذش وأبن كرز، وأبي عبد الله أبن أخت غانم وأبي علي منصور بن الخير وأبي القاسم أبن النخاس، وأخذ عن بعضهم القراءات (2) . روى عنه أبو عمر أبن عياش، وحدث عنه بالإجازة أبو بكر عتيق بن علي وأبو خطاب ابن واجب.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 97 والتكملة رقم: 1866. (2) م: للقراءة.

415 - علي بن خلف بن غالب بن مسعود الأنصاري:

وكان ذا معرفة بالقراءات وطقها مجوداً ضابطاً، سمحاً سخياً، خرج من بلده في الفتنة فاستوطن دانية وخطب بجامعها حيناً، ثم تحول إلى ميورقة وأقرأ بها القرآن [63 و] وأسمع الحديث، وكان من أهل العناية به متسه الرواية عدلاً، وكف بصره بأخرة من عمره، نفعه الله، وتوفي بميورقة في النحو السبعين وخمسمائة. 415 - علي بن خلف بن غالب بن مسعود الأنصاري (1) : وقال فيه أبن الزيات: القرشي، شلبي استوطن قرطبة ثم قصر كتامة، أبو الحسن بن غالب، والعارف؛ تلا على أبوي داود: أبن أيوب وابن يحيى، وسمع الحديث على أبي القاسم بن رضا، وأبوي جعفر: أبن عبد العزيز والبطروجي، وأبي الحسن وليد بن موفق وأبي عبد الله بن معمر، وتلا عليه بحرف نافع، وأبي محمد النفزي المرسي وأبي مروان بن مسرة، وأخذ فرائض المواريث والحساب عن أبي العباس بن عثمان الشلبي، وكتب إليه مجيزاً أبو بكر بن الخلوف وآباء الحسن: شريح وأبن موهب وأبن الإمام، وأبوا عبد الله: الجياني البغداذي وأبن أبي أحد عشر، وصحب أبا الحسين عبد الملك بن الطلاء وأبا الحكم بن برجان وأبا القاسم بن بشكوال وأبا الوليد بن مفرج، وسمع منهم كثيراً وأجازوا له لفظاً؛ وصحب من رجال التصوف سوى من ذكر أبا العباس ابن العريف.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 99 والتكملة رقم 1870 والتشوف: 211 (رقم: 81) وسلوة الأنفاس 2: 24 وجذوة الاقتباس: 297.

روى عنه أبو الحسن بن مؤمن وأبو الخليل مفرج بن سلمة وأبو الصبر الفهري وأبوا محمد: ابن محمد بن فليح وعبد الجليل بن موسى القصريب؛ وكان في فتائه إذ رحل إلى قرطبة قد استكتبه الحاج بن بلكاس اللمتوني فحظي عنده كثيراً واستولى عليه، وبقي معه كذلك مدة ثم رفض ذلك وتخلى عنه زاهداً فيه، وتصدق بما ملكته يمنه أجمع. قال أبو العباس أحمد بن إبراهيم الأزدي (1) : سمعت أبا الصبر أو عبد الجليل يقول: ورث أبو الحسن بن غالب عن أبيه نحو اثني عشر ألف دينار (2) فخرج عنها كلها تورعاً، فقال له أبو العباس بن العريف: يا أبا الحسن: هلا طهره الثلث؟ ثم إن أبا الحسن آثر الخمول والسياحة، وطاف البلاد في لقاء العلماء والزهاد، وانقطع معهم وألزم نفسه من أنواع المجاهدات كثيراً. ثم لما كانت فتنة الأندلس دارت عليه دوائر كادت تنال منه، فخلصه الله منها بجميل صنعه وما عود أولياءهمن ألطافه، وفارق الأندلس بعد تردده في كثير من [63 ظ] بلادها حتى أستوطن قصر كتامة وصار إمام الصوفية وقدوتهم، يقصدون إليه ويهتدون بآثاره ويقتبسون من أنواره. قال أبو العباس بن إبراهيم الأزدي (3) : سمعت عبد الجليل أو أبا الصبر يقول: كنت أحضر مجلس أبي الحسن فيحضره جماعة من المشاة

_ (1) ورد الخبر في التشوف: 211. (2) ح: دينر. (3) انظر التشوف: 211.

في الهواء، وكان فيهم رجل يظهر في وجهه كأثر حرق النار من احتراق الهوى. وكان ممكناً في علوم القرآن وله في طريقة التصوف مصنفات لا نظير لها منها: " كتاب اليقين "؛ وكان له حظ وافر من الادب وقرض الشعر، خاطبه القاضي أبو حفص بن عمر في أمر واستدعى منه الجواب فكتب إليه: وما عسى يصدر من باقل ... من كلم سحبان يعيا به لو جاز ان يسكت ألفا ولا ... ينطق خلفاً كان أولى به فرض الجواب اضطره صاغراً ... أن يدعي ما ليس من بابه أردتم من فضلكم أن تروا ... معيدياً في فضل أثوابه فهاكم عنوانه معرب ... عن فهه بان بإعرابه لو سكت المسكين يا ويحه ... أغرى بمن كان من أحبابه قال أبو الحسن بن مؤمن: سالته يوماً وأنا حديث السن - أرى ذلك في سنة أربعين وخمسمائة - فقلت له: يا سيدي، ما طلب الهوى؟ فقال بديهة: الياس؛ قال أبو الحسن: فاعتبرت قوله من حينئذ فلم أر كلمة أجمع ولا أخصر ولا أحج في جواب ما سالته عنه منها. وقال أبو الصبر كان من الذين (1) إذا ريئوا ذكر الله. وكان عالماً أديباً شاعراً، ديناً فاضلاً زاهداً متواضعاً؛ إذا رأيته

_ (1) م ط: من القوم الذين.

وعظك بحاله وهو صامت مما غلب عليه من الحضور والمراقبة لله تعالى، قد جمع الله له محاسن جمة من العلوم والمعارف والآداب، وخصوصاً علم الحقائق والرياضيات وعلوم المعاملات والمقامات والأحوال السنية والآداب السنية، وكان من المحدثين، قيد في الحديث روايات كثيرة، وليق من المشايخ الجلة جملة، غير أنه كان يغلب عليه المراقبة لله والتاهب للقائه وحسن الرعاية والإقبال [64 و] على الدار الآخرة، وكان قد بلغ الثمانين سنة وهو في اجتهاده كما كان في بدايته، وكان شيخ وقته علماً وحالاً وورعاً، أشفق خلق الله على الناس، وأحسنهم ظناً بهم، رحمه الله. ومما يؤثر من كراماته ما ذكره أبو يعقوب بن الزيات قال (1) : كتب إلي من قصر كتامة أبو عمران موسى بن عبد العزيز الأنصاري، أخبرني من أثق به أن أبا الحسن كان يقول: إذا أشكل علي معنى في شيء أنظر في أي وجهة كانت من جهات البيت فأجده مسطوراً. قال: وأخبر الفقيه أبو محمد عبد الجليل بن موسى أنه رأى ليلة وفاته في السماء مكتوباً: فقد وتد، قال أبو يعقوب بن الزيات: وتوفي بقصر كتامة عام ثمانيه وستين وخمسمائة ويقال عام ثلاثة وسبعين. قال المصنف عفا الله عنه: كانت وفاته ليلة السبت الرابعة من جمادى الآخرة سنة ثمان وستين، وعمر ثلاثاً وثمانين سنة، فكانت ولادته في نصف عام أربعة وثمانين وأربعمائة، ودفن خارج رحبة البقر من قصر

_ (1) التشوف: 211.

416 - علي بن خلف بن محمد الرعيني:

كتامة؛ وكتب إليه أبو القاسم بن بشكوال ووقفت على خطه بذلك ما نص المقصود منه: قرأ الإمام الفاضل أبو الحسن علي بن خلف بن غالب، سيدنا أحسن الله ذكراه، جميع هذا السفر بحضرتي، وصحح جميعه، وسألني أن أقيد ذلك بخطي فأجبته إلى ذلك على سبيل الطاعة لأمره، وتاريخ هذا المكتوب جمادى الأولى من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. 416 - علي بن خلف بن محمد الرعيني: أبو الحسن؛ روى عن أبي جعفر البطروجي. 417 - علي بن خلف بن محمد اللخمي: أبو الحسن الرقام؛ روى عن شريح. 418 - علي بن خلف بن يوسف القيسي: كان من اهل العلم، حياً في حدود خمسمائة. 419 - علي بن خلف المحاربي (1) : أبو الحسن، روى عنه ابنه أبو محمد. 420 - علي بن خلف: اشبيلي أبو الحسن؛ كان رجلاً صالحاً مؤدباً بالقرآن، مشاراً إليه بالعبادة، وجرت له مع أبي الحسين بن زرقون، في مرض أصابه خيف عليه منه، قصة تدل على صلاحه وفضله.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 85 وهي أوفى مما ذكره ابن عبد الملك.

421 - علي بن خلفون الهواري:

421 - علي بن خلفون الهواري (1) : قروي الأصل سكن الجزيرة الخضراء، أبو الحسن؛ روى عنه أبو عبد [65 ظ] الله بن أحمد القباعي وكان مقرئاً محدثاً فقيهاً مشاوراً. 422 - علي بن خليفة: أندلسي؛ رحل حاجاً وأخذ بمصر عن أبي القاسم الجوهري أجوبة مسائل في الحج سأله عنها؛ روى عنه أبو جعفر ابن محمد التطيلي (2) . 423 - علي بن خيرة: بلنسي؛ روى عن أبي العباس العذري (3) . 424 - علي بن ذي النون: داني أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر بن جماعة وأبي القاسم بن تمام. 425 - علي بن رافع بن أحمد بن خليفة بن سعيد بن رافع بن حلبس الأموي: بلنسي أبو الحسن؛ كان من اهل العلم بفرائض المواريث والحساب، أدب بذلك طويلاً. 426 - علي بن رضا الله بن عبد الرحمن: شريشي؛ كان فقيهاص عاقداً

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 145 قال ابن الزبير: وطبقته فيمن كان حياً سنة 530 أو نحو ذلك. (2) هامش ح: ابن الآبار: أبو جعفر عمر بن محمد التطيلي. (3) ها هنا موضع ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: علي بن الدراج داني أبو الحسن النحوي أخذ العربية والآداب عن ابي تمام القطيني وقعد للتعليم بها، أخذ عنه أبو عبد الله بن سعيد الداني وأبو القاسم بن محمد الخزرجي وغيرهما. (قلت أنظر التكملة رقم: 1839) .

427 - علي بن زاهر:

للشروط، حسن السياقة لها، جميل الخط، حياً سنة سبع عشرة وستمائة (1) . 427 - علي بن زاهر: من أهل جبل عمرو، أبو الحسن؛ روى عنه أبوا عبد الله: ابن أبي إسحاق وابن يونس، وكان أديباً شاعراً، توفي بلرية (2) سنة ثلاث أو اربع وعشرين وخمسمائة. 428 - علي بن زكرياء بن محمد بن زكرياء: شريشي؛ كان من فقهاء بلده وعاقدي الشروط بها. 429 - علي بن زكرياء: روى عن القاضي أبي بكر بن العربي. 430 - علي بن زياتد بن عباد: - بواحدة - أبو الحسن؛ روى عن شريح. 431 - علي بن زيد الأنصاري: اشبيلي أبو الحسن؛ له إجازة من أبي الطاهر السلفي. 432 - علي بن سعادة بن محمد بن عون الله: بلنسي؛ كان من اهل العلم، حياً سنة أربع عشرة وستمائة.

_ (1) هامش ح: أثبت ها هنا موضعها؛ علي بن رضوان بن عبد العزيز بن عدي غرناطي من إقليمها، عرض المدونة علي أبي القاسم عبد الرحيم بن الفرس وتفقه به وكان يحفظ تفريع ابن الجلاب عن ظهر قلب وكان فقيهاً عدلاً خيراً فاضلاً توفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. (2) هامش ح: لرية وجبل عمرو من عمل بلنسية.

433 - علي بن سعادة:

433 - علي بن سعادة: داني أبو الحسن؛ روى عن أبي علي ابن سكرة. 434 - علي بن سعادة: مالقي؛ رحل حاجاً، وروى بمكة - شرفها الله - عن قاضي الحرمين أبي عبد الله الطبري. 435 - علي بن سعيد بن أبي زعبل القيسي: قرطبي أخو محمد؛ كان من أهل العلم والعدالة، حياً سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. 436 - علي بن سعيد بن ربيع: أبو الحسن؛ روى عن شريح. 437 - علي بن سعيد بن محمد بن عمر اليحصبي (1) : أبو الحسن؛ تلا بالسبع على صهره أبي الحجاج ولازمه سنين وأبي الحسن الشاطبي وأبي علي [؟..] (2) وابن أبي زيد أبي القاسم الصقيل وعبد العزيز ابن الحسن وأبي محمد إمام الحرم [66 و] ؟ شرفه الله -. روى عنه أبو عمرو زياد بن محمد بن الصفار (3) . وكان مقرئاً مجوداً ونظم " إكمال نقص المسعدة في القراءات " نظم أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن هارون بن عبد الرحمن بن عيسى بن داود بن الجراح فأفاد به، وكان حياً بعد اثنين وعشرين وخمسمائة.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 82. (2) بياض في الأصول وكتب في هامش ح: الشنتمري الخطيب الحافظ. (3) هامش ح: وروى أيضاً عنه أبو العباس أحمد بن عبد الملك بن عميرة الضبي وأبو مروان عبد الملك بن أبي بكر التجيبي (المعروف بالفراء) قلت: هذا في صلة الصلة.

438 - علي بن سعيد الأموي:

438 - علي بن سعيد الأموي: طليطلي؛ روى عنه ابنه عيسى. 439 - علي بن سعيد: شنتمري سكن سرقسطة، أبو الحسن؛ تلا بالسبع على أبي عبد الله المغامي، ورحل حاجاً وروى بمكة؟ شرفها الله - " تنبيه الغافلين " في الوعظ تاليف السمرقندي عنه أو عن بعض أصحابه عنه؛ روى عنه أبو عبد الله بن موسى بن وضاح وأبو محمد القلني. 440 - علي بن سعيد: ميورقي، أبو الحسن البنشكلي (1) ؛ تلا عليه بالسبع أبو عبد الله بن المعز اليفرني، وكان مقرئاً مجودأ متصدراً لذلك. 441 - علي بن أبي الحسن سفيان: روى بمراكش عن القاضي أبي بكر بن العربي. 442 - علي بن سكن بن عمر: إشبيلي؛ روى عنه أبو عبد الله بن حماد، وكان من نبهاء بلده وجلة أهله. 443 - علي بن سلامة الهذلي: أبو الحسن، روى عن أبي القاسم (2) ؛ روى عنه عمرو بن مفرج؛ وكان حافظاً للغة والآداب، زاهداً درس اللغة والأدب كثيراً.

_ (1) م ط: البنشلي. (2) كذا في الأصول دون تعيين.

444 - علي بن سليمان بن أحمد المرادي:

444 - علي بن سليمان بن أحمد المرادي: سكن قرطبة، أبو الحسن الفرغلي (1) ؛ رحل مشرقاً مبعداً وروى الحديث بخراسان عن أبي عبد الله بن الفضل الفراوي ولأبن قاسم الشحامي وأبي المظفر القشيري وتفقه على الإمام أبي [؟] (2) محمد بن يحيى؛ وكتب الكثير وقفل إلى مكة - شرفها الله - وحج ورام التوجه إلى مصر، فتعذر عليه فرجع إلى بغداد، ثم عاد لى دمشق وأقام بها مدة، ثم تحول إلى حلب فدرس بها. روى عنه أبو القاسم عبد الصمد الحرستاني وعلي بن عساكر وأبنه أبو محمد القاسم. وكان فقيهاً شافعي المذهب نظاراً فيه حافظاً له قائماً عليه متحققاً به، ديناً تقياً صليباً في ذات الله، توفي بحلب عشية يوم الخميس قبل مغيب الشمس لسبع خلون من ذي الحجة سنة أربع وأربعين وخمسمائة ودفن يوم الجمعة بعدها (3) [66 ظ] .

_ (1) هامش ح: فرغليط قرية بشيقورة، وزاد ابن الآبار في نسبه بعد أحمد: سليمان. وأنظر ترجمته في التكملة رقم: 1851. (2) بياض في الأصول. (3) ها هنا موضع ترجمة مثبتة في هامش ح وهي: علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان الأنصاري مالقي نزل حضرة فاس أبو الحسن بن سليمان وأصله من قرطبة وهو سبط الإمام الفاضل أبي الحجاج يوسف بن محمد بن علي بن مصامد؛ تلا أبو الحسن بمالقة بالسبع أفراداً وجمعاً وتراً وشفعاً على شيخنا أبي جعفر ابن الزبير وسمع الموطأ الكبير بقراءة ابن الزبير المذكور على أبي عمر ابن حوط الله غير يسير منه فإنه قرأه بلفظه وسمع عليه تيسير الداني وسمع من أبي علي بن الأحوص ومن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن العاصي اللخمي نزيل مالقة وأجازوه وتحرف بعقد الشروط مدة ثم تركها وأقبل على إقراء الكتاب العزيز وكان عارفاً بالقراءات عاكفاً على الإقراء رجلاً صالحاً ورعاً زاهداً وعمر وأسن وتوفي بفاس في أواخر شهر ربيع الأول من سنة سبع وعشرين وسبعمائة فيما بلغنا وقد كان أرمى على الثمانين وكانت جنازته مشهودة وأتبعه الناس ثناء حسن كان له أهلاً رحمه الله تعالى ونفعه به.

445 - علي بن سليمان بن علي الغساني:

445 - علي بن سليمان بن علي الغساني: وادي آشي، رحل مشرقاً. 446 - علي بن سليمان بن محمد: زهراوي سكن غرناطة، أبو الحسن الزهراوي (1) ؛ روى عن أبيه وأبي بكر الزبيدي وأبي الحسن الأنطاكي وأبي عبد الله الرباحي وأبي سليمان عبد السلام بن السمح وغيرهم من مشيخة قرطبة. روى عنه أبو بكر المصحفي وأبو عبد الله بن قعنب وأبو عثمان سعيد بن عيسى الأصفر. وكان مقرئاً مجوداً فقيهاً نحوياً عددياً مهندساً، وهما أغلب عليه، وله في التفسير مصنف كبير وفي المعاملات على طريق البرهان كتاب مستعمل مفيد (2) ، إلى غير ذلك. ورحل وحج وأم في الفريضة (3) بجامع غرناطة القديم، وأقرأ به القرآن والفقه والنحو وغير ذلك مما كان ينتحله من العلوم. 447 - علي بن صالح بن أبي الليث الأسعد بن الفرج بن يوسف (4) :

_ (1) ترجمته في بغية الملتمس رقم: 1220 وطبقات الأمم: 70 وابن أبي أصيبعة 3: 64 (ط. بيروت) ؛ والديباج المذهب: 211 والصلة: 392. (2) اسمه كتب الأركان. (3) م ط: الفريضة والنافلة. (4) ترجمته في صلة الصلة: 96 والتكملة رقم: 1860 والديباج: 212 وقيل الابتهاج: 184 والإحاطة: 335 (نسخة الاسكوريال) وفي هامش ح: ابن أبي الليث بن الأسعد بن الفرج، نقلا عن ابن الأبار.

طرطوشي سكن دانية، بو الحسن بن غر الناس (1) . نشأ بميورقة وأخذ بها عن أبي محمد بن الصيقل، وتجول في بلاد الأندلس طالباً العلم فروى عن أبي بكر بن العربي وأبي القاسم بن ورد وأبي الوليد ابن رشد. روى عنه أبو بكر اسامة بن سليمان وأبو الحجاج بن عبد الله بن يوسف بن أيوب وأبو عبد الله وأبوه أبو عمر بن عياد وأبو القاسم بن البراق وأبو محمد بن سفيان وسليمان بن محمد بن خلف ويحيى بن عمر بن الفصيح، وحدث عنه بالإجازة أبو القاسم بن سمجون. وكان عالماً بالفقه حافظاً لمسائله، متقدماً في علم الأصول، ثاقب الذهن ذكي الفؤاد، بارع الاستنباط مسدد النظر متوقد الخاطر، فصيح العبارة ذا حظ من قرض الشعر. واستخلصه الأمير أبو زكريا بن غانية أيام إمارته ببلنسية لمشهور معرفته ونباهته ثم صار صحبته إلى قرطبة سنة سبع وثلاثين، ولازمه إلى أن توفي أبو زكريا بغرناطة سنة ثلاث وأربعين، فانتقل إلى شرق الأندلس وأستقر بدانية. وله مصنفات منها: " كتاب العزلة " ومنها " شرح معاني التحية ". ولد بطرطوشة سنة ثمان وخمسمائة، وقتل بدانية مظلوماً [67 و] عن إذن ابن سعد في آخر رمضان سنة ست وستين وخمسمائة.

_ (1) مرت هذه الكلمة في غير موضع من هذا الكتاب " عز الناس "، وكذلك هي في المصادر التي ترجمت لعلي بن صالح ما عدا صلة الصلة غير إن ضبطها في ح، في هذا الموضع واضح بالغين والراء.

448 - علي بن صالح بن عبد الرءوف:

448 - علي بن صالح بن عبد الرءوف: قرباقي أبو الحسن؛ روى عنه أبو عبد الرحمن بن غالب. 449 - علي بن طاهر بن يوسف الأموي: شاطبي أبو الحسن؛ روى بمراكش عن أبي بكر بن العربي القاضي. 450 - علي بن عبد الله بن أحمد البكري: مرسي أبو الحسن بن ميقل؛ وهو أخو أبي الوليد، وقلب ابن عياد أسمه وكنيته فقال فيه: أبو علي الحسن، غلطاً منه. رحل وحج وروى بمكة - شرفها الله - سماعاً عن أبي أسامة محمد بن أحمد بن القاسم الهروي وغيره، وتوفي قبل الخمسين وأربعمائة. 451 - علي بن عبد الله بن إبراهيم الباهلي (1) : مالقي أبو الحسن، روى عن أبي عمرو بن سالم (2) . 452 - علي بن عبد الله بن البراء: بلنسي أبو الحسن؛ له إجازة من أبي الحسن شريح. 453 - علي بن عبد الله بن ثابت بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 142. (2) هامش ح: ولقي الباهلي هذا القاضي أبا عبد الحق ببلدة تلمسين وقرأ عليه برنامجه وأجاز له وكان من أهل الصون والتعفف والأقتصاد، محب في الأدب مؤثر له، ينظم وينثر، توفي ببلده مالقة سنة سبعين وستمائة.

الخزرجي (1) من ذرية عبادة بن الصمت رضي الله عنه، غرناطي أبو الحسن بن سمراء؛ تلا بحرف نافع على أبيه وابن خاله أبي حفص ابن سمرة ومؤدبه أبي مروان السالمي، وبالسبع على أبوي الحسن: ابن الدش وابن كرز، وأبي الحسين يحيى بن البياز وأبي داود الهشامي، وأجاز له هؤلاء؛ وروى الحديث سماعاص وغيره عن أبي الحسن ابن الأخضر وأبي عبد الله بن زغيبة وأبي علي الصدفي وأبوي القاسم: ابن الأبرش وابن أبي جوشن، وأبي محمد بن عتاب؛ وأجاز له أبو بكر خازم وأبوا عبد الله: ابن أخت غانم ومولى الطلاع، وأبو علي الغساني. ورحل وحج وسمع بمكة - كرمها الله - " جامع البخاري " إلا اوراقاً يسيرة (2) على أبي مكتوم بن أبي ذر، وبعض " صحيح مسلم " في شوال ست وتسعين وأربعمائة على أبي عبد الله الحسين بن علي الطبري ولم يستجزه في باقيه، ولقي بالإسكندرية أبا عبد الله بن منصور الحضرمي فأخذ عنه وأجاز له، وقفل إلى الأندلس فروى عنه آباء بكر: ابن رزق والفلنقي وابن مؤمن، وأبوا الحسن: ابن محمد بن عبد الوارث وابن الضحاك وأستجازه لأبنيه يحيى ومحمد، وآباء [67 ظ] عبد الله: ابن حميد بن الصقر وابن عروس وابن الفرس وأبو العباس بن الصقر (3) ، وأبوا محمد: ابن علي بن خلف وعبد الصمد بن محمد بن يعيش. وحدث عنه

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 86 والتكملة رقم: 2847 ومعجم الصدفي: 282 وبغية الملتمس رقم:1223. (2) هامش ح: إلا تسع ورقات. (3) وابن عروس؟ الصقر: سقطت من م ط.

بالإجازة جماعة منهم: أبو الحسن بن مؤمن وأبو عبد الله بن عبد الرحيم. وكان من جلة المقرئين المجودين، ذا حظ وافر من رواية الحديث، زاهداً فاضلاً خيراً مأثور الكرامات، مشهوراً بلإجابة الدعوات، كريم الطباع سري الهمة، في غاية من التقشف والتخامل والتزام سنن الصالحين والجري على مناهجهم والإقتفاء بسبيلهم، والإكباب على ما يعنيه من تدريس العلم ونشره، قليل المخالطة للناس، وكان خطيباً بجامع غرناطة وصاحب الصلاة به؛ وغزا بلاد العدو غزوات كثيرة على قدميه ابتغاء الأجر؛ قال أبو عبد الله بن الصقر: سمعته - رحمه الله - يقول: كنت في أحد (1) الغزوات ونحن خارجون من بلد العدو على مقربة من بلد الإسلام في موضع قفر، ومعي رفيق لي، وقد أدركني من الضعف والأعياء ما لم أقدر معه على الحركة والمشي حتى سقطت على الأرض، فقال لي رفيقي: قم فأنهض فأن هذا موضع مخوف ولا نأمن ما يلحقنا فيه من شذاذ العسكر وسفهائهم أو من أتباع يكون من النصارى لنا، فقلت له: لا أقدر على ذلك بوجه إلا لو أكلت شيئاً من لحم، فقال لي رفيقي: أو موضع لحم هذا، ومن أين يوجد؟ فقلت: لعل الله ييسره لنا، فجعل صاحبي يلتفت يميناً وشمالاً خيفة ما يلحقنا مما ذكره، وبالقرب منا صخرة عظيمة، فنظر إليها صاحبي فإذا عليها شيء يضطرب، فنهض إليها وإذا هي حجلة قد نشبت في شيء من الشعراء فلم تستطع التخلص منه، فقبض عليها صاحبي وذكاها واخرج زناداً كانت عنده

_ (1) كذا في الأصول.

وقدح ناراً، وجمع شيئاً من الحطب وأوقد النار وشوى تلك الحجلة، وقربها إلي فأكلتها وقويت نفسي وقمت ومشيت حتى لحقت بالعسكر؛ قال ابن الصقر: وهذه من الكرامات التي تنسب إلى الفضلاء ويتحدث بها عن الأبرار، ولم يكن رحمه الله بمقصر عنهم. ولما ثار أبو الحسن بن أضحى [68 و] وأهل غرناطة على من كان بها من لمتونة واعتصم لمتونة بقصبتها، وعجز أهل غرناطة عن التغلب عليهم فيها أقتضى رأيهم أسناد أمرهم إلى رئيس كبير يؤلونه على أنفسهم فمال ابن اضحى وصنف الفقهاء وجماعة معهم إلى القاضي أبي [؟] (1) ابن حمدين الثائر بقرطبة، وما أهل الثغر وعامة البلد إلى أبي جعفر بن هود الملقب بالمستنصر لشهرة أسمه وبعد صيته في الرئاسة واستيلائه على بطروج وجيان وغيرهما، وطمعهم في مقاومته من بالقصبة من لمتونة، فساعدهم ابن أضحى ومن معه على ذلك، واتفقوا جميعاً على استدعاء ابن هود وأن يكون الرسول في ذلك إليه الفقيهين: الخطيب أبا الحسن هذا والمشاور أبا جعفر بن طلحة بن عطية، فحملوا عليهما في ذلك فتوجها فيه لما رأيا مصلحة للمسلمين. ولما لقيا المستنصر وألقيا إليه ما جاءا به عن أهل بلدهما جمع (2) عسكراً من أوباش النصارى وسقاط الجند، ونهد قاصداً إلى غرناطة ومعه الفقيهان المذكوران، واتصل ذلك بلمتونة فشق عليهم، وعلموا بعد صيت ابن هود وأنه ان تم لهم دخوله إلى

_ (1) بياض في الأصول، وهو أبو جعفر بن حمدين، أنظر خبر ثورته في أعمال الأعلام: 252، وما بعدها وراجع في ثورة ابن ضحى كتاب الحلة السيراء، الورقة: 149. (2) لقي: في الأصول، وكتب بهامش ح: جمع، تصويباً.

غرناطة مغالباً لهم كان في ذلك بوارهم، وتحققوا أيضاً فسولة جنده وانهم لا دفاع لديهم ولا حمية عندهم، أجمع رأيهم على مصادمته، فبرزوا له على نحو ثلاثة أميال من غرناطة مستميتين وألقوا عليه أنفسهم وصادقوه القتال، فانهزم اصحابه وقتل منهم جمع عظيم، وكان ممن استشهد هنالك الخطيب أبو الحسن هذا رحمه الله وقطع رأسه، وذلك يوم الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة بقيت من ذي حجة تسع وثلاثين وخمسمائة، وقد قارب السبعين من عمره، وتسنم ابن هود وفل جنده الأوعار وشواهق الجبال حتى أطلوا على غرناطة، فألفوا بسفح بعض الجبال هنالك عسكراً للمتونة نزل هنالك تضييقاً على أهل البلد من تلك الجهة يرأسه أبو [؟] (1) ابن وانودين؛ (2) فلما عاينونهم منحدرين من أعالي الجبال علموا انهم منهزمون، فركبوا إليهم من فورهم وقصدوا إلى الموضع الذي راموا الدخول منه إلى غرناطة، وهو باب مورور، فتلاقى [68 ظ] الفريقان بمقربة منه، وتقاتلوا تقاتلاً شديداً، فقتل من جماعة ابن هود جملة كثيرة، منهم أبو جعفر بن عطية المذكور، وقطع راسه وحمل إلى محلة ابن وانودين وأدخل جسده إلى البلد، وكاد ابن هود يقبض عليه لولا انه حمية من أعلى السور وفتح له باب مورور فدخل عليه مع نجا من حزبه؛ ورمي في تلك العشية برأس الخطيب أبي الحسن بالعرادة (3) من القصبة إلى المدينة، حنقاً عليه وإبلاغاً في التشفي

_ (1) بياض في الأصول. (2) م ط: واخودين. (3) العرادة: شبه المنجنيق.

454 - علي بن عبد الله بن الحسن بن الهانئ اللخمي:

منه، فدفن بالمدينة ضحى يوم الغد وهو يوم الأربعاء لعشر بقين من ذي حجة المذكور وصلى الله عليه الفقيه أبو عبد الله الفاسي، ولم يكن جسده حيث يوصل إليه، ولا يعرف لو تأتى الوصول إلى القتلى الذين كان منهم لكثرتهم، نفعه الله؛ ولما دخل ابن هود إلى غرناطة انتقل ابن وانودين إلى القصبة منضافاً إلى من كان بها من قومه، واصبح الناس إلى موضع محلته فألفوا به رأس أبي جعفر، فسيق إلى المدينة وضم إلى جسده ودفن، رحمة الله عليه (1) . 454 - علي بن عبد الله بن الحسن بن الهانئ اللخمي: غرناطي؛ روى عن أبي الحسن بن الباذش (2) .

_ (1) ها هنا موضع ترجمة مزيدة فيها هامش ح وهي: علي بن عبد الله بن الحاج الحارثي غرناطي فيما أحسب أبو الحسن بن عمادي أشتغل أول أمره بالكتابة والعمل ثم رجع إلى صناعة التوثيق وألف فيها كتاباً مختصراً وكان صالحاً متعبداً منقبضاً عن الناس كثير التلاوة لكتاب الله تعالى والصلاة، توفي سنة ست وستمائة. (قلت: انظر صلة الصلة: 119) . وها هنا موضع ترجمة أخرى: علي بن عبد الله بن الحسن القبسي - بباء واحدة - أبو حسن السنيدي غرناطي روى عن شيوخ بلده ونظر في أحباسه في الدولة الباديسية وكان جليلا وزيراً نبيه القدر كثير الثروة فاعلا للخير توفي في حدود الثمانين واربع المائة أو بعدها بقليل رحمه الله تعالى. (قلت: أنظر صلة الصلة: 79) . (2) ها هنا موضع ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: علي بن عبد الله بن خطاب إشبيلي أبو الحسن أخذ عن المحدث أبي بكر النيار وكان جليساً له في دكان واحد، وكانا على هدي واحد وسمت متقارب وأخذ معه عن أبي الحسن بن الجنان؛ روى عنه أبو الخطاب بن خليل وناب في إشبيلية في أحكام القضاء فحمدت سيرته وكان أولا يميل إلى الظاهر ثم عزم على مذهب مالك وكان الفضلاء وتوفي قبل ست المائة رحمه الله، قاله ابن الزبير، فأنظره مع علي بن عبد الله بن يوسف بن خطاب الآتي بعد. (قلت: أنظر هذه الترجمة في صلة الصلة: 117) .

455 - علي بن عبد الله بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك الأنصاري:

455 - علي بن عبد الله بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك الأنصاري (1) : مروي سكن بلنسية، أبو الحسن ابن النعمة، أخذ بين قراءة وسماع عن أبي بحر سفيان بن العاصي وأبي بكر بن العربي وآباء الحسن: خليص العبدري، وأكثر عنه، وابن دري وعبدي الرحمن ابني بقي، وعبد الله بن عفيف وعبد العزيز بن شفيع وعباد بن سرحان، أخذ عنهما في صغره بالمرية، وآباء عبد الله: ابن باسه، وتلا عليه بالسبع، وأبي القاسم بن بقي وآباء محمد: ابن السيد، وتأدب به ولازمه وأكثر عنه، وابن عتاب وعبد القادر الصدفي في صغره، وأبوي الوليد: ابن رشد وتفقه به، وابن طريف، وأجازوا له؛ وأخذ عن أبي الحسن محمد بن واجب، ولم يذكر أنه أجاز له، وأبي الحسن يونس بن محمد بن مغيث، وإجازته إياه مشكلة، ويظهر انه لم يجزه؛ ولقي أبا عبد الله البلغي وحفيد مكي وابن أخت غانم [69 و] وأجازوا له؛ وأجاز له ممن لم يذكر لقيه إياه: أبو جعفر بن بشتغير وأبو الحجاج بن [؟] (2) وأبو الحسن شريح وابن الأخضر وأبو الحكم يحيى بن محمد بن أبي المطرف

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 104 والتكملة رقم: 1863 ومعجم الصدفي: 286 وبغية الملتمس رقم: 1224 وبغية الوعاة: 340 ونيل الابتهاج: 185، وفيه نقل عن ابن عبد الملك. (2) بياض في الأصول.

وأبو زيد الفهمي الوراق وأبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الله بن حجاف وأبو محمد بن حبيب الشاطبي وأبوا القاسم: ابن صواب وابن أبي ليلى، وآباء محمد: الركلي وابن مسعود الرباحي وابن أبي جعفر، وأبو الوليد بن خديج وله " برنامج " ضمنه ذكرهم وإيراد مات اخذ عنه وكيفية تلقيه ذلك منهم، وقد ذكرهم في برنامج وبين فيه كيفية أخذه العلم وروايته إياه عنهم وهو موجود بأيدي الناس [؟] (1) . روى عنه آباء عبد الله: ابن علي بن الزبير سبطه وأبو إسحاق الزوالي (2) ، وابوا بكر: عتيق بن قنترال ويحيى الاركشي، وأبو الخطاب ابن واجب وأبو الحجاج بن احمد بن مرطير وأبو داود بن حوط الله وأبوا جعفر: ابن علي بن عون الله وابن عتيق الذهبي، وأبو محمد بن نصرون وأبوا الحسن: ابن أحمد بن مرطير وابن سعد الخير وآباء عبد الله: ابن أيوب ابن نوح وابن عبد العزيز بن سعادة وابن محمد بن عبد العزيز بن واجب وابن علي بن البراق وأحمد بن مسعود، وأبو علي الحسين بن يوسف بن زلال وأبو عمر احمد بن هارون ابن عات وأبو عامر نذير بن وهب بن كثير وأبو العطاء بن نذير وأبو محمد غلبون بن محمد بن غلبون (3) وزكريا بن عبد الله ابن عبد الملك ومحمد بن عبد الرحمن المهري الشاطبي. وكان خاتمة العلماء بشرق الأندلس في عصره، متفنناً في معارف

_ (1) بياض في الأصول. (2) كذا ورد، فانه قال: آباء عبد الله ثم لم يعد إلا اثنين. (3) بن محمد بن غلبون: سقطت من م ط.

جمة، راسخاً في العلم مقرئاً مجوداً، مفسراً محدثاً، راوية حافظاً، فقيهاً مشاوراً، بارعاً في علوم اللسان دمثاً ناسكاً، حسن الحال لين الجانب محمود السير، موسيراً عاكفاً على تدريس العلم وإفادته معيناً طلبته بالتمكين من اصوله وتقريب التعليم وجودة التفهيم، فرغب الناس في الأخذ عنه وكثر الراحلون إليه والوافدون عليه؛ وخطب بجامع بلنسية وأم في الفريضة زماناً طويلاً. وقد وصفه الكاتب الأبرع أبو بكر يحيى بن محمد الأركشي في مقامته التي سماها: " سقطاس البيان في مراتب الأعيان " بما نصه [69 ظ] ونقلته من خطه: فقيه عارف، وحامل ادوات ومعارف، وما هو إلا زبدة زمان تمخض العصر عنها، وروضة علوم تضوع القطر منها، تلتمس أشتاتها من عنده وتقتبس، ويفزع إليه في كل ما أشكل منها وألتبس، ذهب في إقتنائه أهدى مذهب، وأمتطى إلى حامليها صهوة الهجير الملهب، حتى انتهجت له شعابها، وأنقادت إلى فهمه صعابها، وما زال متتبعاص مساقط أثرها، حتى روي من سلسبيلها وكوثرها، فشيد ما عني به تشييدا، وجوده إتقاناً وتقييدا، فطالبو العلم والأدب، ينسلون إليه من كل حدب، فيقتبسون عيونه من عنده، ويقتدحون فيه واري زنده، والله تعالى يبقيه معتنياً بالعلم واهله، متلقياً لهم برحبه وسهله، ولا زال موصوفاً بالنبالة والذكاء، كما لم يزل مجهولاً على الجلالة والزكاء، ولا برح الدهر بإقباله خاطباً، والسعد في حباله حاطباً. وله مصنفات جامعة منها: " ريظ الظمآن في تفسير القرآن "؛ حكى

عنه أبو الحسن بن لب انه كان في حين اشتغاله بجمعه يبيت في بيت كتبه ويطفئ المصباح، فكلما تذكر شيئاً قام واوقده ونظر ثم يعود ويطفئه، فكان هذا دأبه كأنه يلتمس بذلك خلو الخاطر في الظلمة. قال المصنف عفا الله عنه: قد وقفت على بعض هذا الكتاب، وكان كاملاً عند بعض الطلبة بدرعة في سبعة وخمسين مجلداً متوسطة بعضها، وفيه اولها، أكثرها بخطتلميذه الأخص به أبي جعفر بن عون الله، وأكثرها، ومنه آخرها، بخط أبي عبد الله محمد بن أبي الحسن محمد بن عبد العزيز بن واجب، وتاريخ فراغه من نسخه منسلخ جمادى الآخرة، سنة سبع وستين وخمسمائة. ومنها: " الإمعان في شرح مصنف أبي عبد الرحمن " بلغ فيه الغاية من الاحتفال وحشد الأقوال، وما ارى ان أحداص تقدمه في شرح كتاب حديثي إلى مثله توسعاً في فنون العلم وأكثاراً من فوائده، وقد وقفت على أسفار منه مدمجة بخطه (1) أكثرها ضخم، وكان تجزئت ثلاثة عشر [70 و] . وله غير ذلك مما أفاد به. وكان ممن ساد بنفسه في العلم ولم يكن له سلف فيه، ولكنه وفق لطلبه وشغف به ورزق الرغبة فيه والحرص عليه. وحكى أبو الحسن بن لب أن أباه كان صيقلاً وأنه ارسله يوماص في حاجة فأبطأ عليه، فتوجه

_ (1) هامش ح: وقد وقفت أنا أيضاً على بعضه بخطه وهو كما ذكر، لا نظير له في كثرة الإفادة.

في طلبه فوجده في حلقة أبي محمد بن السيد يتسمع ما يقرأ فيها، فصرفه عنها مهاناً إلى تلك الحاجة وارتقب أتيانه أياه بها، فابطأ اكثر من أبطائه في المرة الأولى، فخرج يتطلبه فألفاه هنالك أيضاً، فاخذ في تعنيته ولومه وأفرط في ذلك، وبينما هو يوبخه ويفند رأيه ويعده (1) على ابطائه أقبل أخوه عم أبي الحسن وكان تاجراً موسراً فقال لأخيه: ما لك وله؟ فقال: هذا الخلف (2) السفيه الرأي الفاسد النظر يترك شغله الذي أهل له ويشتغل بما لا يفيده، وهل يرجو مثل هذا أن يكون من أهل العلم أو له استطاعة على القيام بها؟ فقال له أخوه: لعلك تحب القراءة؟ فقال: نعم؛ فقال لأبيه: دعه في كفالتي، فضمه غليه واعتنى به وأحسن إليه وتركه وما احب من طلب العلم؛ فقال أبو الحسن: فما فتح لي إلا بعد بطء ومشارفة يأس، وكنت في كرب من ذلك. ثم لما فتح الله عليه هم بالرحلة في لقاء حملة العلم والأخذ عنهم فقصد إلى دار عمه فلم يلفه بها، وكان ممن يواقع شرب الخمر أحياناً، فعمد إلى أواني الخمر وخويبيه كانت له منها، فكسر ذلك كله وخرج لرحلته. ولما جاء عما إلى منزله أخبرته زوجه بما فعل ابن أخيه، وقالت له: ارأيت ذلك الذي ربيته وأحسنت إليه وقمت بمؤنته ما فعل معك؟! قال: فحرج علي وغضب. ثم غاب أبو الحسن نحو عشرة أشهر ثم رجع، فكان يحلق بجانب من المسجد، وشيخه أبو محمد بن السيد يحلق بجانب آخر منه، وكان بلسانه لثغ شديد في الراء يقلبها غيناً خالصة، فحكى أبو الحسن بن لب انه جاءه يوماً

_ (1) كذا ولعلها: ويوعده أو ويعذله. (2) بفتح اللام أو تسكينها: الولد الطالح في هذه القرينة.

456 - علي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الغفور ابن فزارة الفهري:

واعظ ذو هيئة ورواء فاستأذنه في الوعظ على المنبر، وأبو الحسن حينئذ خطيب الجامع ببلنسية [70 ظ] وصاحب الصلاة به، فاذن له، فلما رقي المنبر وأخذ في وعظه، جاء بلحن فاحش يحيل أكثر المعاني إلى اضدادها وغير آي القرآن؛ ولما سمع أبو الحسن شناعة لحنه قام به وأنزله عن المنبر، وأخذ بإذنه حتى أخرجه على باب المسجد، وهو يقول له: الدوغ الدوغ - يريد الدور الدور، لافراط لثغه، يعني أنه لا ينبغي لمثله أن يعظ على المنابر في المساجد ولكنه يتطوف على الدور. ولد بالمرية سنة إحدى وتسعين، وقيل سنة تسعين وقيل بعد التسعين، واربعمائة، وانتقل أبوه إلى بلنسية سنة ست وخمسمائة، ورحل إلى قرطبة سنة ثلاث عشرة واشتكى لتسع بقين من رمضان سبع وستين وخمسمائة ففتصد مخاطراً، وتوفي من هذه الشكاية ببلنسية، عشي يوم الثلاثاء، لليلتين بقيتا من رمضان المذكور، ودفن خارج باب طل، وكانت جنازته مشهودة أحتفل لها الناس وأسفوا لفقده واثنوا عليه خيراً، رحمه الله. 456 - علي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الغفور ابن فزارة الفهري (1) : أبو الحسن؛ تلا بالسبع على أبي الحسن بن هذيل، وروى عن أبي بكر بن أسود وأبي العباس الأقليجي وأبي عيسى بن ورهزاً وأبي محمد بن علقمة وأبي الوليد بن الدباغ. روى عنه أبو الربيع بن سالم؛ وكان شيخاً معروفاً بالصلاح والإنقباض عن خلطة

_ (1) هامش ح: بلنسي.

457 - علي بن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري:

الناس عاقداً للشروط ذا عناية بها، توفي في حدود التسعين وخمسمائة. 457 - علي بن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري (1) : إشبيلي أبو الحسن بن عبد الله وابن أمية؛ روى عن أبي ذر بن أبي ركب، روى عنه أبو بكر ابن البناء وأبوا الحسن: الرعيني شيخنا وابن عصفور، وأبو العباس بن هارون وأبو محمد يحيى بن محمد بن هشام. وكان متحققاً بالنحو ذكياً بارع الخط والأدب درس العربية والآداب زماناً، وكتب بخطه الأنيق كثيراً من كتب المبتدئين: كالجمل واشعار الستة والحماسة المازنية وفصيح ثعلب ونحوها؛ وقفت على نسخ كثيرة مما ذكرته بخطه لما كان يرغب منه في ذلك وينافس له في ثمنه وجرت بينه [71 و] وبين الأستاذ أبي بكر بن طلحة مخاطبات شعرية في مسائل نحوية عويصة أفاد بها، وتوفي قبل العشرين وستمائة. 458 - علي بن عبد الله بن عبد العزيز اللخمي (2) : إشبيلي الحسن بن صاحب الرد؛ روى عنه أبو عمر بن حوط الله. 459 - علي بن عبد الله بن عبد الكريم بن علي بن لبيد الأنصاري: أبو الحسن الأشبوني؛ روى عن أبي بكر بن طلحة وأبي الحسن نجبة وأبي محمد بن حوط الله؛ وكان مقرئاً مجوداً نحوياً ماهراً، أقرأ القرآن ودرس العربية مدة.

_ (1) برنامج الرعيني: 82. (2) ترجمته في صلة الصلة: 114.

460 - علي بن عبد الله بن عبد الملك بن يوسف الأنصاري:

460 - علي بن عبد الله بن عبد الملك بن يوسف الأنصاري: أبو الحسن؛ روى عن القاضي أبي بكر بن العربي وأبي [؟] (1) سليمان ابن روبيل. 461 - علي بن عبد الله بن عبد الملك اللخمي: خضراوي اشبيلي الأصل وبها أهل بيته وانتقل سلفه هذا منها صحبة الراضي أبي خالد يزيد ابن المعتمد محمد بن عباد حين وليها من قبل أبيه قبل الثمانين وأربعمائة، أبو الحسن الباجي؛ روى عن أبي عمرو حاجز وابني حوط الله (2) . 462 - علي بن عبد الله بن عباس العاملي: روى عن أبي عثمان طاهر بن هشام. 463 - علي بن عبد الله بن عباس الكلبي: اشبيلي نزل بأخرة تونس، أبو الحسن الزياتح تفقه على أبي الحسين بن زرقون وأبي العباس ابن منذر ويحيى بن بطال؛ وكان فقيهاً حافظاً لمذهب مالك متصدراً

_ (1) بياض في الأصول. (2) زاد المعلق على هامش ح عند هذا الموضع: وولي الصلاة والخطبة وبالجزيرة ثم ولي قضاءها وكان حسن التلاوة والمعرفة بالقراءات مولده سنة تسع وستين وخمسمائة يوم الثلاثاء لتسع وعشرين خلت من شهر ربيع الأول وتوفي ممتحناً بالاستخفاء خائفاً من السلطان في سنة خمس وثلاثين وستمائة رحمه الله. وهو علي بن عبد الله بن عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن احمد بن الراوية أبي محمد عبد الله بن محمد بن شريعة، هكذا كان يكتب نسبه بخطه ومن شيوخه غير من ذكر (؟.) وأحمد بن محمد بن مقدام وأبو الأصبغ بن عبد العزيز الجزولي وأبو علي الباجي وأبو (؟) القباعي وابن الحجاج وأبو ذر الخشني وأبو سليمان بن حوط الله وغيرهم؛ حدث بالإجازة عنه البلفيقي الأصغر.

464 - علي بن عبد الله بن عباس:

لتدريسه، صابراً على نشر العلم، ورعاً فاضلاً، يعيش من عمل يده، عرضت عليه الدنيا وخططها فزهد فيها وأعرض عنها؛ ولد بإشبيلية عام ثلاثة وتسعين وخمسمائة، وتوفي بتونس ضحوة يوم الأربعاء لأربع بقين من محرم ثلاثة وسبعين وستمائة، وصلي عليه إثر صلاة العصر من يوم وفاته، ودفن بالزلاج، واحتفل الناس لشهود جنازته احتفالا قل العهد بمثله، وخرج لها الخاص والعام حتى ليقال أنه لم يعهد بمثلها (1) . 464 - علي بن عبد الله بن عباس: مالقي أبو الحسن؛ روى عنه أبو محمد بن أحمد الوحيدي؛ وكان رجلا صالحاً إماماً بحبل فاروق (2) ، ولعله العاملي الراوي عن طاهر بن هشام، فيحقق أن شاء الله. 465 - علي بن عبد الله بن عثمان السكوني: أبو محمد؛ روى عن [71 ظ] أبي الحكم عمرو بن احمد بن حجاج. 466 - علي بن عبد الله بن علي بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي: أوريولي انتقل إلى المرية سنة ثنتين وسبعين وأربعمائة أو نحوها، أبو الحسن الرشاطي، وهو والد النسابة أبي محمد؛ صحب أبا الوليد الباجي، حكى عنه ابنه أبو محمد، وكان خيراً ديناً فاضلاً. 467 - علي بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن خلف بن

_ (1) كتب عند هذا الموضع بهامش ح: ذكر لي أنه عزم عليه أن يلي قضاء الجماعة بتونس فلما رأى شدة عزمهم عليه أصبح يبيع الزيت فتركوه، رحمه الله. (2) كتب فوقها " كذا " في ح، وسيصوبه من بعد بإسقاط القاف، انظر ص 247.

468 - علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الراوية اللخمي:

أحمد بن عمر اللخمي: مروي أوريولي الأصل، أبو الحسن الرشاطي؛ وهو ولد النسابة أبي محمد، روى عن أبيه. 468 - علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الراوية اللخمي: اشبيلي أبو الحسن الباجي؛ روى عنه الخطيب أبو الحكم بن حجاج وأبو الحسن سالم الباهلي وأبو طالب عبد الجبار بن عبد الغفور الكلاعي. 469 - علي بن عبد الله بن علي: إشبيلي، غير الباجي المذكور آنفاً؛ كان بارع الحظ، حياً في حدود الثلاثين وخمسمائة. 470 - علي بن عبد الله بن علي (1) : شاطبي سكن مرسية، أبو الحسن بن النباد؛ صحب القاضي أبا بكر بن أبي جمرة واختص به وروى عنه، وعن ابوي عبد اللهك ابن عبد الرحيم وابن يوسف ابن سعادة وأبي مروان بن قزمان، روى (2) عنه أبو بكر بن جابر السقطي وأبو محمد بن عبد الرحمن بن برطله، وحدث عنه بالإجازة أبو الحسن الرعيني شيخنا وأبو محمد طلحة. وكان فقيهاً حافظاً، مشاوراً متعففاً، منقبضاً عن الدنيا، ذا جدة ويسار، حسن اللقاء، عاكفاً عمره على استفادة العلم وإفادته، محدثاً ضابطاً متقناً أديباً، وله في الفنين مصنفات حسان أخذت عنه وانتفع

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 125 والتكملة رقم: 1888. (2) م ط: وروى.

471 - علي بن عبد الله بن علي:

بها، منها: " ترتيب أحاديث التقصي على ابواب الموطا "، وتوفي بمرسية يوم الخميس لست خلون من رجب، وقيل لأربع عشرة بقين منه، سنة أربع عشرة وستمائة، ودفن عقب صلاة الجمعة تاليه. 471 - علي بن عبد الله بن علي: أبو الحسن، روى عن القاضي أبي بكر بن العربي، ولعله أحد المذكورين قبل بين ولد الرشاطي وابن البناد أو غيرهم، والله اعلم. 472 - علي بن عبد الله بن فرج الغساني: غرناطي أبو الحسن (1) ؛ روى عن أبي القاسم الملاحي، روى عنه أبو عبد الله بن الحلا، وكان شيخا [72 و] صالحاً ورعاً عارفاً بالقراءات والنحو، تصدر لاقرائهما والتعليم بهما. 473 - علي بن عبد الله بن محمد بن أبي عبدة: أبو الحسن، روى عن أبي عبد الله بن أيوب بن نوح. 474 - علي بن عبد الله بن محمد بن حزم: قرطبي - فيما أحسب - أبو الحسن، حدث عنه بالاجازة لفظاً أبو القاسم بن بشكوال. 475 - علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الأنصاري: أبو الحسن،

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 121 والتكملة رقم 2351؛ وجاء في هامش حك فان أبو الحسن بن عبد الله بن فرج يعرف بالزيتوني أخذ عن أبي عبد الله بن عروس الاستاذ ولازمه كثيراً وانتفع به وروى عنه أبو علي الحسن بن سمعان ووصفه بالتقدم في علم العربية وكان من الحفاظ يستظهر موطأ مالك؛ أ. هـ. قلت: وهو منقول من صلة الصلة بتصرف.

476 - علي بن عبد الله بن محمد بن مالك اليعمري:

روى عن أبي بكر بن طلحة. 476 - علي بن عبد الله بن محمد بن مالك اليعمري: روى عن الشهيد أبي عبد الله بن الحاج. 477 - علي بن عبد الله بن محمد بن مجبر البكري: مالقي أبو الحسن؛ روى عن أبي عبد الله بن أيوب بن نوح. 478 - علي بن عبد الله بن محمد الهواري: أبو الحسن؛ روى عن الحاج أبي عبد الله بن صاحب الصلاة بمالقة، وكان محدثاً نبيلاً كاتباً محسناً (1) . 479 - علي بن عبد الله بن مطرف بن خلف الأنصاريك أبو الحسن؛ روى عن أبي الاصبغ عيسى بن أبي البحر وأبي بكر بن العربي. 480 - علي بن عبد الله بن موسى بن طاهر الغفاري: سرقسطي أبو الحسن البرجي (2) ؛ تلا بالسبع على أبي المطرف بن الوراق، وروى عن أبوي عبد الله: ابن ملحان وابن الخراز، وتادب به، وأبي علي بن سكرة وأبي محمد بن السيد. روى عنه أبو بكر يحيى بن إبراهيم التغلبي وأبو

_ (1) ها هنا تقع ترجمة مزيدة بهامش ح وهي: علي بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن أحمد الأنصاري قرطبي أبو الحسن ابن قطرال القاضي الفاضل، أكتب تمام رسمه من التكملة. (قلت ترجمته في التكملة رقم: 1911 وصلة الصلة: 138) . (2) هامش ح: هو منسوب إلى برجة - بضم الباء - من أعمال سرقطسة، قلت: وترجمته في صلة الصلة: 88 والتكملة رقم: 1845.

481 - علي بن عبد الله بن يوسف بن خطاب بن خلف بن خطاب المعافري:

الحسن بن عبد العزيز بن مسعود وأبو مروان بن الصقيل. وكان لغوياً اديباً، ذا حظ صالح من رواية الحديث، بارع الخط أنيق الوراقة نبيل التقييد متقن الضبط، كتب بخطه الرائق الكثير وجوده، وأقرأ ببلده في حياة شيخه ابن الوراق، وتجول في أقطار الأندلس، واستقر بأخرة في وادي آش وأقرأ بها وذبح بها سنة خمس أو ست وثلاثين وخمسمائة (1) . 481 - علي بن عبد الله بن يوسف بن خطاب بن خلف بن خطاب المعافري: اشبيلي بلساني (2) الأصل، أبو الحسن؛ تلا بالسبع على أبي الحسن نخبة، وسمع على أبي بكر النيار وأبي الحسن عبد الرحمن بن مسلمة وأبي عبد الله بن زرقون، وأجاز له أبو بكر بن خير وأبو القاسم ابن بشكوال. روى عنه أبو القاسم بن فرقد وأبو محمد الحرار. وكان محدثاً راوية، فقيهاً ظاهري المذهب، عاقداً للشروط مبرزاً في تجويدها، حسن الخط ذا مشاركة في الأدب وحظ [72 ظ] من النظم والنثر، واستقضي بإشبيلية وقتاً، واتنابه القضاة بها كثيراً في الأحكام،

_ (1) صلة الصلة: في حدود 450 أو بعدها بيسير؛ قلت: وعند هذا الموضع تقع ترجمة مزيدة بهامش ح وهي: علي بن عبد الله بن هارون مالقي أبو الحسن أنشد له أصبغ ابن أبي العباس في " أدباء مالقة ": يا صديقا صفا ضميراً وظنا ... وحوى المكرمات فنا ففنا مجد كل امرئ لدى النقد لفظ ... وسنا مجدك الممجد معنى قلت: هذا من صلة الصلة: 93. (2) هامش ح: بلسانة قرية على نهر اشبيلية الاعظم؛ قلت: أنظر الحاشية رقم: 2 ص: 225 من هذا السفر.

482 - علي بن عبد الله الفهري:

وكف بصره بأخرة فلزم داره إلى أن توفي، نصف ليلة الأحد السابعة عشرة من ذي قعدة سنة تسع وعشرين وستمائة، وهو ابن ثمانين سنة وأشهر، ودفن عصر ذلك اليوم بمقبرة النخيل. 482 - علي بن عبد الله الفهري: قرطبي؛ كان فقيهاً عاقداً للشروط، حياً سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. 483 - علي بن عبد الله: إشبيلي أبو الحسن غلام الحرة؛ كان اديباً حافظاً شاعراً محسناً كاتباً بارعاً، ذا مشاركة في الطب وتقدم في معرفة النبات، وله " شرح في كتاب دياسقور يدوس " أفاد به، وضبط كثيراً من أسماء الأدوية المذكورة فيه، تلقاها عن مملوكته آنه القريقية (1) ، وكانت وقعت إليه من سبي سرقوسة صقلية، وكانت أمها قابلة عارفة للحشائش والادوية؛ وشرق وحج وجال في كثير من بلدان المغرب، ووقف على أعيان الكثير من النبات فيه وفي غيره. 484 - علي بن عبيد الله بن عبد الله بن خلف الأزدي: بلنسي إشبيلي الأصل انتقل منها أبوه، أبو الحسن الزوق (2) ؛ تلا بالسبع على أبي عبد الله بن حميد، وروى عن أبي بكر بن مغاور وأبي عبد الله بن نوح وأبي القاسم بن حبيش، وأجاز له أبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله ابن الحضرمي وأبو القاسم بن جاره. وكان مقرئاً تصدر لذلك، وتصدى

_ (1) Anna، the Greek (2) هامش ح: ابن الأبار: " ابن الزوق ".

485 - علي بن عبد عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن محمد بن القاسم بن حمود العلوي:

لعقد الشروط وكان له بصر بها؛ ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة؛ وتوفي في محرم او صفر ثلاث وتسعين وخمسمائة، وثكله أبوه. 485 - علي بن عبد عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن محمد بن القاسم بن حمود العلوي (1) : مالقي - في ما أظن - أبو الحسن؛ كان اديباً شاعراً محسناً حسن الخلق جميل العشرة طيب النفس (2) . 486 - علي بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار ابن مروان بن سلمون اللخمي. 487 - علي بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد التجيبي: قرطبي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة ست عشرة وستمائة. 488 - علي بن عبد الرحمن بن بيطش (3) البلوي: روى عن شريح. 489 - علي بن عبد الرحمن بن [73 و] حزمون (4) : مرسي أبو الحسن بن حزمون؛ روى عنه أبو عبد الله بن الطراوة، وكان شاعراً مفلقاً ذاكراً للآداب والتواريخ، أحد بواقع الدهر، بذئ اللسان مقذع

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 115. (2) هامش ح: ذكر ابن خميس هذا الشريف في أدباء مالقة وقال: توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة. قلت: وهذا التعليق منقول عن صلة الصلة. (3) م: يبطش. (4) ترجمته في زاد المسافر رقم: 32 والمغرب 2: 214 (2: 147، 2: 216 وردت موشحات له) وأزهار الرياض 2: 211، والمعجب: 194 - 197 ونفح الطيب 9: 223.

الاهاجي بارع التصرف في النظم، وكان شديد القنا وارد الأنف أزرق حاد النظر أسيل الوجه بادي الشر مهيباً. قال لي شيخنا أبو الحسن: رأيته بدكان بعض الوراقين من مرسية وأنا لا أعرفه فسالت عنه فعرفته فاستعذت بالله من شره ولم اتعرف له. كانت بينه وبين جماعة من أدباء عصره مخاطبات ومراجعات تشهد بتقدمه في الأدب واستقلاله بما يحاول من النظم وإجادته فيه؛ ورد مراكش مرات منها - وأراها آخرها - قدمة على المستنصر مادحاً له ومتظلماً من المجريطي العامل حينئذ على مرسية ومستعدياً عليه لضربه إياه بالسياط لما انهي (1) إليه من ثلبه إياه، ويذكر أنه كان يقول وهو يضرب: (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين) " الانبياء: 89 " فيجاوبه المجريطي قائلا له: (ذلك بما قدمت يدالك) " الحج: 10 " واطال سجنه؛ ولما قدم على المستنصر وتبرأ عنده مما نسب إليه من هجو المجريطي نفذ أمر المستنصر بإعدائه على المجريطي وتمكينه منه وتحيمه فيه حتى ينتصف منه بمثل ما جنى عليه، وانقلب ابن حزمون بهذا الأمر فلم يصل إلى الأندلس إلا والمستنصر قد توفي، ولم يبلغ إلى أمله من المجريطي فاشتد أسفه لذلك؛ ومن شعره: يا من له بالأنام أنس ... وهو إلى اللهو ذو التفات حالك في الموبقات حالي ... قد قناة على قناة

_ (1) م: انتهى.

استغفر الله من ذنوب ... أنا بها نازل الصفات لكن حشو الحشا رجاء ... [؟] في واسع الجهات يا رب عفواً لما تقضى ... وتوبة في الذي سيأتي ومنه، وقصد إلى بعض الرؤساء وهو أبو سعيد بن جامع وكان لداره بابان، فرقب خروجه ليلقاه في أحد البابين، فقيل إنه خرج من الباب الآخر، فقال: [73 ظ] نعوذ بالله من وجد ومن بين ... ومن وقوف على دار ببابين ومن زيارة أرباب بلا عدد ... لا يملكون حياتي لا ولا حيني إني وجدتهم لما رجوتهم ... كالريح تطلبها (1) ما بين كفين وهذه القصيدة التي رفع إلى المستنصر شاكياً بالمجريطي: إليك إمام الحق جبت المفاوزا ... وخلفت خلفي صبية وعجائزا يرجين سيب الله ثم حنانكم ... (2) إمام الهوى حتى يمتن عزائزا لعمري لقد ودعت منهن مكرهاً ... (3) جاذر في أكنانها وبراغزا

_ (1) م ط: تقلبها. (2) م ط: عجائزا. (3) البراغز: جمع برغز، وهو ولد البقرة الوحشية.

يقلن وقد قبلن رأسي بواكيا ... وقربن مني حلقة ومهامزا إلى أين تمضي؟ قلت للملك الذي ... يفيد صلات جمة وجوائزا لمستنصر بالله يردع ظالما ... وينصر مظلموماً ويحيى جنائزا فعزيت نفسي واقتعدت شملة ... (1) ترى خلفها كوم المهارى جوامزا كأن لها من جاهد الشد ناخسا ... يهيجها عند الفتور وهامزا وما رمت مرقال الودائق والسرى ... (2) أقطع غيطان الفلا والاماعزا إلى أن بدا نور الهدى متالقاً ... كما شمت مفتوقاً من الصبح بارزا مقام أمير المؤمنين ومن يزر ... مقام أبي يعقوب أصبح فائزا ألا إن عبداً للجواهر ناظما ... وللسندس العالي من الحمد طارزا

_ (1) شملة: ناقة سريعة، كوم: جمع كوماء وهي الناقة العظيمة السنام. جوامز: وائبة. (2) رمت: بكسر الراء، تركت؛ مرقال: تقطع المفارز، الودائق: جمع وديقة وهي منتصف النهار؛ الأماعز: جمع أمعز وهو الأرض الغليظة.

بغوه فلم يسطع دفاعاً ولم يجد ... (1) هنالك إلا طاعن القلب واخزا ألم تخش مجريطي حين غمزتني ... ظلوما بان تلقى على الظلم غامزا بلى والذي تسري الركاب لبيته ... (2) مخيسة تحت الشكيم غوامزا لينتصرن الله منك فلا تكن ... له بالذي لا يرتضيه مبارزا إلى الله أشكو مشرئباً إلى الغنى ... حريصاً على كسر المخازن حافزا ألا إن قارون (3) استعز بكنزه ... فواها لمن أضحى كقارون كانزا ألم يعلم الغنسان أن أمامه ... مقاماً لما أوعى وأمرا مناجزا فما باله استغنى فنهنه واجباً ... وجوز ما لم يجعل الله جائزا

_ (1) المعروف بغوا عليه بمعنى ظلموه متعدياً بالحرف. (2) سقط هذا البيت من م؛ وروي " الحجيج " موضع " الشكيم " في ط؛ والمخيسة: المذللة بالركوب؛ الغوامز: الظالعة في سيرها. (3) م ط: استفز.

فأقسم بالله الذي نور الهدى ... وصير بين البحر والبحر حاجزا لقد ظلموا شيخ القوافي يصوغها ... قصائد مما ينتقى واراجزا [74 و] أداروا عليه من سهام اعتدائهم ... أباريق مما يتقى وقواقزا وشقوا عليه ظالمين أديمه ... كأن قد أصابوه عن الحق ناشزا هم جردوني من لبوس اعتنائكم ... وهم ألبسوني من نجيعي قرامزا وهم اوطأوا ساقي أدهم كلما ... تحركت غناني فصيحاً ورامزا ولم اقترف إثماً يميت معاذري ... ولا جئت ذنباً يترك العفو عاجزاً سوى ان رأوا والحمد لله وحده ... حفيظاً لنا مما نخاف وحارزا فهموا ولولا ما وقى الله غيبوا ... حشاشة نفسي واستباحوا الجرامزا (1)

_ (1) الجرامز: جمع جرموز وهو البيت الصغير.

491 - علي بن عبد الرحمن بن زعرور العاملي:

ولو قذفت بي الريح في أرض هرمز ... وعهدك عندي ما اتقيت الهرامزا وتالله ما آنست إلا موارداً ... عذابا وطباخاً انيقاً وخابزا رجاء وخوفاً أن يرى النقع تحته ... لواء الهدى يمضي به النصر قافزا إذا أم محلال العدا وجد الردى ... به مسبطراً بارزاً ومناهزا كذلك حتى يجمع الله خلقه ... على حبكم أرواحهم والغرائزا خليفة رب العالمين الذي به ... هدى الله منا انفسا ونحائزا ألست على السلام قبة رحمة ... بنى الله أوتاداً لها ومراكزا فلا زال سلطان الإمامة جامعاً ... لامرك طاعات العباد وحائزا 490 - علي بن عبد الرحمن بن زرقون: بلنسي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 491 - علي بن عبد الرحمن بن زعرور العاملي: مالقي وهو ابن

492 - علي بن عبد الرحمن بن سيد بن غالب بن معمر المذحجي:

خالة أبي عمرو بن سالم؛ له إجازة من أبي محمد عبد الحق بن بونه. 492 - علي بن عبد الرحمن بن سيد بن غالب بن معمر المذحجي: مالقي أبو الحسن، وهو أخو الراوية أبي عبد الله؛ روى عن أبي علي الغساني وكان من اهل العلم والرواية، وتوفي في شوال ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ودفن في حضيض جبل فاروق (1) . 493 - علي بن عبد الرحمن بن طاهر. 494 - علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن نزار: شاطبي - في ما أحسب -، روى عن أبي الفتح السمرقندي وأبي الوليد الباجي؛ روى عنه أبو الحجاج بن نادر. 495 - علي بن [74 ظ] عبد الرحمن بن عبيد الله الخولاني: روى عن شريح. 496 - علي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن زكريا بن عبد الله بن إبراهيم ابن حسون الحميري الكتامي (2) : بياسي أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر ابن خلف بن النفيس وأبي الحجاج بن يسعون وأبي الحسن شريح وأبي علي منصور بن الخير وأبي محمد بن خلف الزنقي، أخذ عنهم القراءات وسمع منهم؛ روى عنه ابنه أبو بكر؛ وكان مقرئاً فاضلاً استقضي ببلده،

_ (1) هامش ح: الصواب: فارو، آخره واو. (2) ترجمته في صلة الصلة: 97.

497 - علي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن القاسم الهمداني:

وولي الصلاة والخطبة بجامعه. 497 - علي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن القاسم الهمداني: أبو الحسن؛ روى عن أبي محمد بن عبيد الله (1) . 498 - علي بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن عبد الرحمن بن يعيش بن حزم بن يعيش بن إسماعيل بن زكريا بن محمد بن عيسى بن حبيب بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الجبار الداخل إلى الأندلس ابن أبي سلمة الفقيه ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه - كذا نقلت نسبه من خطه -؛ اشبيلي، أبو الحسن الزهري (2) : تلا بالثمان وبالإدغام الكبير عن أبي عمرو على أبي بكر بن صاف الإشبيلي، وسمع " صحيح البخاري " على أبيه أبي محمد عبد الرحمن، ولزم أبا إسحاق بن ملكون مدة في تعلم اللغة العربية، وأجازوا له (3) . روى عنه أبو عبد الله بن الابار.

_ (1) بهامش ح: أبو الحسن الهمداني هذا من أهل مالقة أخذ عن أبوي بكر: ابن عبد الجبار قاضيها والكنتدي وأجاز له أبو بكر بن الجد وابن أبي زمنين وابن عمران وأبو علي غالب بن زياد وأبوا الحسن ابن كوثر ونجبة وأبو عبد الله بن زرقون وأبو العباس بن مضاء وأبو القاسم بن حبيش وأبو محمد بن عبد الرحيم بن الفرس وقد سمع على جماعة ممن ذكر وعلى غيرهم وشارك قريبيه القاضيين أبا محمد وأبا سليمان ابني حوط الله في كثير ممن أخذا عنه وسمع بقراءتهما الكثير وأجاز له من أهل المشرق أبو عبد الله الحضرمي وأبو محمد القاسم ابن عساكر وغيرهما واستقضي وكان من جلة الطلبة حياً سنة تسع وستمائة. (2) ترجمته في صلة الصلة: 135 والتكملة رقم: 1958 وبهامش ح: وكذلك وقفت انا أيضاً عليه في خطه (يعني النسب) . (3) هامش ح: كما ذكر المصنف ذكر ابن الابار أن ابن ملكون أجاز له وليس ذلك بصحيح فأني قرأت بخطه رحمه الله أنه لم يجز له قال: إذ لم تكن عادته، قال: وقرأت عليه كتباً كثيرة.

499 - علي بن عبد الرحمن بن علي بن جراح القيسي:

وكان شيخاً فاضلاً حسيباً من بيت نباهة وجلالة، ولي خطة المناكح ببلده مدة ممتدة، وقضاء الجماعة في إمارة أبي مروان أحمد بن محمد الباجي، والخطبة بجامع العدبس بأخرة من عمره، وتوفي في ربيع الىخر سنة ثلاث وأربعين وستمائة، ومولده عام خمسين وخمسمائة. 499 - علي بن عبد الرحمن بن علي بن جراح القيسي: اشبيلي، أبو الحسن المستيري (1) روى عن أبوي بكر: عتيق بن علي البلنسي وابن العربي الحاج وأبي الحسين بن زرقون وأبي المعالي سعد الجعيدي. 500 - علي بن عبد الرحمن (2) بن علي عبد الرحمن الخشني من ذرية أبي ثعلبة الخشني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه: أبذي سكن اشبيلية زماناً إلى أن تغلب النصارى - دمرهم الله - على إشبيلية، فتحول [75 و] إلى غرناطة، أبو الحسن الأبذي؛ أخذ العربية والىداب على أبي الحسن الدباج وأبي علي بن الشلوبين واختص به كثيراً؛ وكان نحوياً ماهراً حسن التصرف والتعليم معروف الخير والعفاف والانقباض عن مخالطة الناس والتحامل والقناعة وحسن الخلق، ولد بأبذة، ثلاث عشرة وستمائة. 501 - علي بن عبد الرحمن بن القاسم: أبو الحسن؛ روى عن أبي عبد الله بن نوح. ولعله علي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن القاسم

_ (1) هكذا في ح وقوفه علامة خطا وفي ط: المسيري وفي م: المستير. (2) هامش ح: علي بن محمد بن عبد الرحمن طهكذا سماه ابن الزبير؛ وقال: توفي سنة ثمانين وستمائة وهو ممن قرا عليه في سن عالية؟

502 - علي بن عبد الرحمن بن يوسف بن يوسف بن مروان بن يحيى ابن الحسين بن أفلح بن قيس بن سعد بن الحسن بن طريف بن علي بن الحسين ابن يحيى بن سعيد بن قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

المذكور قبل، والله اعلم. 502 - علي بن عبد الرحمن بن يوسف بن يوسف (1) بن مروان بن يحيى ابن الحسين بن أفلح بن قيس بن سعد بن الحسن بن طريف بن علي بن الحسين ابن يحيى بن سعيد بن قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي (2) صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذا نقلت نسبه من خط غير واحد من عقبه وأرى ان فيه تخليطاً وأنه ليس من ذرية قيس بن سعد بن عبادة وإنما هو من ذرية سعيد ابن سعد بن عبادة فقد ذكر أبو محمد بن حزم في جماهر النسب (3) أن لسعيد ابن سعد هذا عقباً بالاندلس بقرية يقال لها قر فلان (4) من عمل سرقسطة من قبل الحسين بن يحيى بن سعيد بن سعد بن عبادة، ولذلك أرى أن إقحام قيس بين سعيد وسعد وهم، والله اعلم؛ وأيضاً فأن عبادة الشار ابن ماء السماء (5) من هذا البيت وهو عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن افلح بن الحسين، فافلح مقدم على الحسين في هذا النسب وعكسه في نسب علي المترجم به؛ وقد ذكر الحكيم (6) أن بسرسقطة بيت الحسين بن

_ (1) ابن يوسف: سقطت من م ط. (2) ترجمته في صلة الصلة: 80 والتكملة رقم: 1838، 2283. (3) أنظر جمهرة الأنساب: 365. (4) في الجمهرة: قربلان، وفي الروض المعطار: قربليان، وعقدة الفاء واضحة تماماً في ح. (5) أنظر ترجمة عبادة الشاعر في جذوة المقتبس: 274 وبغية الملتمس رقم: 1123 والذخيرة 1/ 2: 1 - 12 والصلة: 446 ونسبه الذي ساقه ابن عبد الملك هنا أورده ابن بشكوال أيضاً نقلاً عن أبي الفرضي في كتاب طبقات الشعراء له. (6) لا أدري لمن تنصرف هذه الكلمة في هذا الموطن لكثرة المعروفين بها ومنهم محمد بن إسماعيل الحكيم والحكيم الأزدي (الزبيدي: 300، 327) وشهر ابن باجة باللقب كثيراً وصلته بسرسقطة لا تخفى؛ وان كانت " الحكم " انصرفت إلى المستنصر وكان كثير الاهتمام بالأنساب.

يحيى الثائر بها، وهو الحسين بن يحيى بن سعيد بن سعد (1) بن عبادة قال: ومن أهله عبادة بن افلح بن سعيد بن يحيى بن سعيد بن سعد (2) . قال المصنف عفا الله عنه: وعبادة هذا هو أبو جد عبادة الشاعر ولم يذكر ان الحسين أبا (3) لأفلح ولا ابناً له. وعلي المترجم به طليطلي، خرج منها قبل تغلب الروم عليها بيسير (4) ، وتجول في كثير من بلاد الاندلس وسكن طائفة منها، فنزل بطليوس ثم إشبيلية ثم قرطبة؛ أبو الحسن اللونقه؟ وتفسيره الطويل -. روى عن أبوي بكر: خازم وابن الغراب [75 ظ] وأبي الحسن يونس بن مغيث وأبي سعيد الوراق وأبي شاكر بن موهب وأبي العباس العذري وأبي علي الغساني وأبي عمر بن عبد البر وأبي القاسم أصبغ بن المناصف، وآباء محمد: ابن خلف بن السقاط وابن عتاب وابن محمد الشارقي، وأبي المطرف عبد الرحمن بن محمد بن سلمة، وعد ابن الأبار في شيوخه أبا عبد الله ابن السقاط؛ روى عنه ابنه أبو محمد الحسن. وكان فقيهاً عارفاً مجتهداً في طلب العلم، ورعاً موفور الحظ من علم الطب لقنه عن أبي المطرف بن وافد (5) ، وكان مسدد العلاج وله مجربات

_ (1) سقط من م. (2) سقط من م. (3) كذا في الأصول. (4) تغلب الروم على طليطلة عام 478. (5) أنظر ترجمته في طبقات الأمم: 83 - 84 وابن أبي أصبيعة 3: 29 (ط. بيروت) وكان حياً في سنة ستين وأربعمائة.

503 - علي بن عبد الرحمن النميري:

في الطب نافعة أخذت عنه فحمد اختباره إياها واختياره؛ وتوفي بقرطبة عام ثمانية، أو تسعة وتسعين وأربعمائة. 503 - علي بن عبد الرحمن النميري: غرناطي (1) أبو الحسن، وهو من بيت الراوية أبي عبد الله فأن يكن أخاه، وهو الغالب على الظن، فقد تقدم رفع نسبه فيمن يسمى أبوه علي بن عبد الرحمن. وكان من بيت علم ونباهة، معروف الصلاح والخير والفضل وولي صلاة الفريضة بجامع بلده وتوفي ضحاء يوم الثلاثاء لثمان بقين من ربيع الآخر سنة ثنتي عشرة وخمسمائة، وتوفيت زوجه عصر ذلك اليوم فخرج بنعشيهما ضحاء يوم الأربعاء بعده، وصلى عليهما القاضي أبو سعيد خلوف بن خلف الله، واحتفل القاضي لحضور جنازتيهما فلم يتخلف عنهما أحد من أهل غرناطة (2) . 504 - علي بن عبد الرحمن اليحصبي: باغي أبو الحسن؛ روى عن شريح.

_ (1) هامش ح: قال فيه شيخنا أبو جعفر ابن الزبير (أنظر صلة الصلة: 78) علي بن عبد الرحمن ابن هشام النميري إمام الفريضة بجامع غرناطة وهو جد الحافظ أبي عبد الله النميري وقال في وفاته: يوم الثلاثاء الحادي والعشرين لربيع الآخر من سنة ثنتي عشرة وأربعمائة وذكر باقي الترجمة، ولعله أصوب مما قال ابن الآبار والمصنف، والله اعلم. (2) ها هنا موضع ترجمة مزيدة بهامش ح وهي: علي بن عبد الرحمن النحلي - بفتح النون وسكون الحاء الغفل بعدها لام منسوباً - الزاهد أبو الحسن الجباح مالقي الاصل، وتجول في انظار الأندلس وسواحلها سياحة وتبتلاً وانقطاعاً وكان من كبار الزهاد العباد، وكان ببلنسية في ولاية ابي زكريا ابن غانية عليها، فاستخلصه لنفسه وأسند إليه بشوق الأندلس النظر في أسارى المسلمين وفكهم، فوفق من ذلك إلى ما حمد فيه غناؤه.

505 - علي بن عبد الرحمن:

505 - علي بن عبد الرحمن: أبو الحسن بن الوساد؛ روى عن القاضي أبي بكر بن العربي. 506 - علي بن عبد السلام بن مطرف الأموي: أبو الحسن؛ له إجازة من المشرقيين المذكورين في رسم أبي الطاهر أحمد بن علي الهواري. 507 - علي بن عبد الصمد بن شرحبيل اليافعي: روى عن أبي العباس بن النحاس. 508 - علي بن عبد الصمد بن علي بن محمد بن سعيد الأنصاري (1) : إشبيلي أبو الحسن ابن الجنان (2) ؛ روى عن آباء بكر: ابن طلحة وابن علي الحاج وابن أبي حمزة وابن أبي زمنين، وأبوي [76 و] الحجاج: ابن عبد الله بن أيوب وابن عبد الرحمن بن غصن، وأبي الحسين ابن الصائغ وأبي حفص بن عمر وأبي ذر بن أبي ركب وأبي الصبر الشهيد، وأبوي العباس: ابن مضاء وابن مقدام، وأبي العطاء بن نذير وآباء محمد: التادلي وابن جمهور والحجري وعبد المنعم بن الفرس وأبي الوليد جابر بن أبي أيوب. روى عنه أبو عمرو بن عمريل وأبو محمد طلحة، وحدث عنه بلإجازة أبو عبد الله الطنجالي وأبو عبيدة محمد بن محمد بن فرقد. وكان محدثاً ضابطاً متقناً متيقظاً ذاكراً للتواريخ الحديثية، عارفاً بطرق الرواية ثقة فيما يأثره عدلاً فيما يرويه، عاقداً

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1909. (2) هامش ح: مولد ابن الجنان هذا سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.

509 - علي بن عبد العزيز بن حزم:

للشروط بصيراً بعللها، مبرزاً في العدالة (1) . 509 - علي بن عبد العزيز بن حزم: سمع بالمرية على أبي علي ابن سكرة. 510 - علي بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن عوسجة ابن أزراق: سرقسطي أبو الحسن؛ روى عن أبوي علي: الغساني وابن سكرة وأبي عمران بن أبي تليد وأبي محمد بن عتاب، وكان فقيهاً ولي خطة الأحكام. 511 - علي بن عبد العزيز بن إبراهيم الكلبي: أبو الحسن؛ روى عن أبي جعفر البطروجي. 512 - علي بن عبد العزيز بن علي: كان من أهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 513 - علي بن عبد العزيز بن محمد بن مسعود القيسي (2) بسطي سكن مدينة فاس، أبو الحسن؛ تلا على أبي الحسن بن أبي طاهر البرجي وأبي القاسم اللبسي. تلا عليه أبو عبد الله بن خلف بن بالغ والخطيب أبو

_ (1) هامش ح: ترجمة مزيدة وهي: علي بن عبد الصمد بن محمد بن يعيش الغساني. منكبي، أبو الحسن، أخذ عن أبيه وأبي بكر الكتندي وأبي القاسم ابن سمجون وكان كاتباً بارع الخط حسن الكتابة والمعرفة، التزم الكتابة إلى حين وفاته، وكانت بمدينة سلا سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وثكله أبوه. (2) ترجمته في صلة الصلة:91 والتكملة رقم 2315.

514 - علي بن عبد العزيز بن محمد الأنصاري:

محمد قاسم بن محمد بن طويل. وكان متقدماً في تجويد القرآن وإتقان حروفه، أقرأ بفاس وغيرها، ودرس الفقه وكان حافظاً للمذهب المالكي ذاكراً لمسائله، وله في القراءات مصنف مفيد سماه " الاستدلال على رفع الإشكال في جمع (1) القراءات وتبيين المعاني المبهمات ". 514 - علي بن عبد العزيز بن محمد الأنصاري: إشبيلي فيما أحسب. 515 - علي بن عبد العزيز بن مقاتل القيسي (2) : أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر بن أبي زمنين. 516 - علي بن عبد العزيز الزناتي: قرطبي أبو الحسن؛ روى عن أبي إسحاق بن ثابت سنة ثلاث وثلاثين [76 ظ] وخمسمائة. 517 - علي بن عبد العزيز القرشي المرواني: قرطبي أبو الحسن؛ روى عن أبي جعفر بن يحيى وأبي عب الله بن جابر وأبي علي المالقي وأبوي القاسم: ابن بشكوال وابن غالب، وأخذ أصول الفقه عن ركن الدين أبي عبد الله الرعيني. روى عن أبو القاسم بن الطيلسان؛ وكان محدثاً فقيهاً سرياً فاضلاً، وأستقضي في بعض المواضع. 518 - علي بن عبد العزيز الهاشمي: أبو الحسن؛ روى عن أبي القاسم أحمد بن محمد بن بقي.

_ (1) م: جميع. (2) ترجمته في صلة الصلة: 123.

519 - علي بن عبد العزيز:

519 - علي بن عبد العزيز: آبلي أبو الحسن؛ روى عن القاضي أبي بكر بن العربي. 520 - علي بن عبد العزيز: إشبيلي - في ما أرى - أبو الأصبغ بن النيار، واراه مقلوباً؛ روى عن أبي علي الغساني وأبي القاسم بن منظور وروى عنه أبو محمد عبد الحق بن الحافظ (1) . 521 - علي بن عبد الملك الجمحي: أبو الحسن بن ملوك؛ روى عن أبي القاسم بن بشكوال. 522 - علي بن عبد الواحد بن عبد العزيز الغافقي: روى عن شريح. 523 - علي بن عبد الوهاب بن محمد: حدث عنه بالإجازة أبو بكر عبد الله بن حزب الله. 524 - علي بن عبادل: إشبيلي أبو الحسن؛ رحل فحج وروى بمكة - كرمها الله - عن أبي ذر الهروي، وقفل إلى بلده؛ وروى عنه محمد بن عمر بن وليد الهوزني سنة ثنتين وخمسين وأربعمائة. 525 - علي بن عتيق بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن مؤمن الأنصاري الخزرجي (2) : - من ذرية عبادة بن الصامت،

_ (1) فوقها في ح علامة خطأ، ولم يبين أي حافظ هو. (2) ترجمته في صلة الصلة: 115 والتكملة رقم: 1777.

رضي الله عنه، فيما ذكر أبو الحسن بن مغيث - قرطبي نزل بأخرة مدينة فاس، أبو الحسن بن مؤمن؛ روى عن آباء بكر: أبيه وأبي خير وابن عياش والفلنقي، وأبوي إسحاق: ابن الأمين وابن قرقول، وأبي جعفر بن أبي مروان، وكذا كناه والمعروف في كنيته أبو العباس، وأبي الحكم بن غشليان، وآباء الحسن: خليل وسلام وابن حنين وابن غالب، وأبي خالد بن عبد الجبار وأبوي عبد الله: ابن خليل وابن الرمامة، وبي الفضل حفيد الأعلم، وبوي القاسم: ابن رضا وابن الفرس، وأبوي محمد: الحجري وعبد الحق بن الخراط، وأكثر عنه بالأندلس وببجاية، واجازوا له؛ وعني أبوه بإسماعه صغيراً [77 و] ، فأسمعه على بي إسحاق بن ثبات وآباء بكر: عبد العزيز بن مدير واليحيين البيزالي وابن بصال وابن ريدان، وأبوي جعفر: البطروجي وابن عطاف، وأبي الحجاج بن رشد وأبي الحسن وليد بن موفق وأبي الحسين اللبلي وأبي عبد الله بن أبي الخصال وأبي عامر بن قيصر وأبي القاسم بن بشكوال، وآباء محمد: ابن فرج وابن مفيد والنفزي المرسي وعبد الحق بن عطية وعبد الغفور، وأبي مروان بن مسرة وأبي الوليد بن الدباغ، وأجازوا أيضاً له؛ وأستجاز له أبا بكر ابن العربي وابا الحسن عبد الرحيم الحجاري وأبا عبد الله حفيد مكي، وأراه إياه فقبل أيديهم، وأستوهب له دعاءهم، وابا أحمد بن رزق وأبوي إسحاق: أحمد بن رشيق وابن حبيش، وآباء بكر: ابن الخلف وعياشاً اليابري وابن فندلة وابن المرخي وابن مسلمة ويحيى بن

الحسن القرشي وأبا جعفر بن المرخي وأبا الحجاج القضاعي وابا الحسن سعد بن خلف وشريحاً وعباد بن سرحان وابن الرقاق وابن فيد وابن معدان وابن نافع ومحمداً ابن الوزان ويونس بن مغيث وأبا الحسين ابن الطلاء وابا داود بن يحيى وأبا الطاهر الأشتركوني وآباء عبد الله: الأحمر والبونتي والجياني والبغداذي والحمزي وابن صاف وابن غفوال وابن معمر وابن المناصف وابن نجاح وابن وضاح وابن أبي أحد عشر وأبا العباس القليجي وابن رزقون وابن العريف وابا عمر أحمد بن صالح وأبا عمرو الخضر وأبوي الفضل: ابن شرف وعياضاً، وأبوي القاسم: ابن بقي وابن ورد، وابا محمد الرشاطي وأبا مروان الباجي وأبا الوليد محمد بن خيرة؛ وأستجاز لنفسه أبا بكر بن ميمون وأبوي الحسن: ابن ثابت وابن مسلم، وابا القاسم ابن الرماك ولقيهما، وأبا (1) محمد قاسماً ابن الزقاق، فأجازوا كلهم له؛ وأخذ عن أبي بكر الأمروشي ولم يستجزه، وأبي جعفر عبد الرحمن بن القصير وأبي الحسن الشلطيشي وأبي عبد الله التجيبي وأبي عمر بن حزم السلالقي وأبي القاسم موسى بن نام؛ ولم يذكر أنهم أجازوا له؛ ورحل مشرقاً سنة ستين وخمسمائة، وحج سنة إحدى وستين، واقام في رحلته أزيد من عامين، ولقي بالإسكندرية [77 ظ] أبا الفضل أحمد وأبا عبد الله محمداً أبني منصور الحضرميين، وابا محمد الديباجي، فسمع عليهم وأجازوا له واستجازوه لأنفسهم، وآباء عبد الطاهر: الديباجي وابن عوف والسلفي، وابا العباس السرقسطي

_ (1) في الأصول: وآباء.

ابن الفقيه وابا محمد عبد السلام السفاقسي، فسمع عليهم واجازوا له؛ وذكر أبو العباس بن عبد المؤمن أن أبا الطاهر السلفي أستجازه أيضاً لنفسه، وما أرى ذلك إلا صحيحاً لأنه لو كان لأثبته في ذكره من برنامجه وعده من كبر مفاخره؛ ولقي بمكة - أدام الله تكريمها - أبا الحسن ابن حمود المكناسي وأبا محمد الشيري فأخذ عنهما قراءة وسماعاً وأجازا له؛ وأجاز له أبو إسحاق الموصلي وأبو الحجاج القروي وآباء الحسن: ذيبان (1) وابن قنان وابن المحلي وأبو الخطاب العليمي وأبو الرضا طارق وأبو سعد محمد المسعودي (2) وكناه أبا هبد الله، وكذلك كناه بعضهم والصحيح في كنيته أبو سعد (3) وأبو الضياء القزويني وآباء عبد الله: ابن حمزة بن أبي الصقر والرحبي والكركنتي، وىباء القاسم: البوصيري وابن جارة وابن العريف وابن عساكر وابن نصرون، وآباء محمد: ابن بري وابن صابر وعبد الغني بن سرور وعبد الواحد بن عسكر وعبد الوهاب البرقي والمبارك بن الطباخ ومضال (4) وابن عطاف، ولقيه، وأبو يعقوب بن الطفيل، وأستجاز له شرف الدين أبو الحسن بن المفضل المقدسي أبوي الثناء: حماداً الحراني ومحموداً البغداذي وأبا الجيوش عساكر وأبا الحسن أحمد بن حمزة الدمشقي وأبا حفص الجويني وأبا الخطاب المياخني وأبا الضياء بدراً الحبشي وأبا الطاهر

_ (1) م ط " ذبيان. (2) م ط: المسعود. (3) م ط: سعيد، في المرتين. (4) كذا في الأصول، وفوقها في ح علامة خطأ.

ابن معشر وأبا عمرو عثمان العبدري وأبا الغنائم المظفر الشحامي وأبا الفداء إسماعيل الموصلي وأبا الفضل عبد الله النجراني وعبد الرحمن بن رجاء الغزوني ويحيى قليبي، فأجازوا له. وأجازت له تقية قطعة صالحة من نظمها باستدعاء أبنها أبي الحسن بن حمدون. وقد ضمنهم برنامجه الذي سماه " بغية الراغب ومنية الطالب " وهو برنامج حفيل أودعه فوائد كثيرة كاد يخرج بها عن حد الفهارس إلى كتب الأمالي المفيدة [78 و] ، وقفت على نسخة منه بخطه في ثمانية عشر جزءاً أكثرها من نحو أربعين ورقة، واقتضبه في ثمانية أجزاء من تلك النسبة وقفت عليه أيضاً بخطه؛ ورأيت نسخة أخرى من الأصل في سفرين كبيرين ويكون هذا البرنامج في حجم " جامع الترمذي " أو أشف، وعرف فيه أحوال رجاله الذين روى عنهم وذكر أخبارهم ومنافبهم ومراتبهم في العلم وسيرهم وأخلاقهم وأسند عن جمهورهم أحاديث وحكايات وأناشيد وأدعية وطرفاً مستطرفة، فجاء كثير الإمتاع منوع الفنون والأغراض وصدره بطرف صالح من بيان فضل العلم وصناعة الحديث وطرق الرواية وكيفية الضبط، إلى غير ذلك من آداب علمية وفوائد حديثية نافعة. روى عنه بالإسكندرية أبوا الحسن: ابن فاضل بن سعد الله بن حمدون الصوري ابن تقية المذكورة وابن أبي المكارم المفضل المقدسي المتقدمي (1) الذكر، وأبو عبد الله محمد بن عيسى بن نزار المسوفي وأبوا

_ (1) كذا في الأصول، وفوقه في ح علامة خطأ.

محمد: عبد الله بن إبراهيم بن عبد اللله الجذامي وعبد الكريم بن أبي بكر ابن عبد الملك الربعي، وأبو المحاسن حاتم بن محمد بن الحسين المقدسي، وقد تقدم كر إستجازة بعض شيوخه الإسكندريين إياه، وفي ذلك من شرفه والشهادة له بالجلالة ما لا خفاء به؛ وبالمغرب آباء الحسن: ابن خيرة والشاري وابن القطان، وأبو الربيع بن سالم وأبو زكرياء يحيى بن أبي بكر بن عبد الله بن جبل، وأبوا عبد الله: ابن أحمد الفاسيس ابن الطويل ومحمد بن أحمد بن مؤمن القيسي الفاسي وأبو عبد الرحمن التجيبي وأبو العباس بن عبد المؤمن، وأبو القاسم بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن الفرس وأبو محمد بن أحمد المولي أبو الحجاج. وكان محدثاً راوية مكثراً، عني بهذا الشأن طويلاً وبخت فيه، حاضر الذكر للآداب والتواريخ عموماً، وخصوصاً تواريخ المحدثين، ماهراً في علم الكلام والطب موفق العلاج، بارعاً في التعاليم أديباً شاعراً حسن التصرف، متقدماً في صنعة التوثيق وفي ما كان ينتحله من [78 ظ] العلوم؛ ونظم في العقائد " قصيدة جامعة " كبيرة وقفت عليها وفيها بخطه إلحاق بيوت كثيرة وتصحيح، ورأيتها أيضاً منسوبة إلى غيره فالله اعلم. وكان ممتع المجالسة؛ قال أبو العباس بن عبد المؤمن: كنا معه أيام القراءة عليه في روضة، قال: وأتيت أبا عبد الله بن السقاط يوماً فوجدته ممتلئاً سروراً وفي عينيه أثر بكاء، فقال لي: فاتك مجلس شريف، قلت له: وما ذاك؟ فقال لي: الآن قام من موضعك أبو الحسن بن مؤمن

فذاكرنا بأنواع من الأدب ما سمعنا مثلها. قال أبو الحسن بن مؤمن: لما أجتمعت بالحافظ أبي الطاهر السلفي ودخلت إليه في منزله اكرمني وابدى لي مبرة وإقبالاً وأثنى على أهل الأندلس خيراً ثم سألني عن حوائجي، فذكرت له مقاصدي وإن جل قصدي بتلك البلاد لقياه والأخذ عنه، فأنعم بذلك ووعدني بكل خير؛ ثم أنشدته أبيات كنت رويتها وأنا بالبحر في مدحه وهي هذه: ظمئت فهل لي في مواردكم ري ... وهل لي في أكناف عزكم في وقد طفت في الآفاق علي أن أرى ... بها أحداً والحي ما إن به حي قصدت إليكم من بلاد بعيدة ... وأنصب جسمي بالسرى نحوكم طي لعلك تجلو عن فؤادي صداءه ... فقد مد اطناباً به الجهل والعي وتقبسني كفاك من شرع أحمد ... كواكب أبدتها خراسان والري وحاشاكم من أن يضيع لديكم ... رجائي أو يخشى على حاجتي لي أبا طاهر أحرزت دين محمد ... وناهيك فخراً لا يماثله شي

فأوضحت من علم الحديث معالماً ... وبينت موقوفاً وما هو مروي وعلمتنا نقد الرجال وميزهم ... ومن كان ذا جرح ومن هو مرضي ومن أجل حفظ الدين سميت حافظاً ... فلا زلت محفوظاً وقدرك مرعي ودمت قرير العين في ظل نعمة ... فخارك منشور ومجدك مبني في أبيات سقطت من حفظي، فزاد من إكرامي وبري لأنه كان كثير الإهتزاز للشعر. وعلى الجملة فمحاسن هذا الرجل كثيرة ولم يخلو معها [79 و] من طعن عليه، فقد ذكره الناقد أبو الحسن بن القطان في " برنامج شيوخه " وقال: كان متقناً في علم الرواية وذا معارف سواها من علم الكلام والتوثيق والطب، وكان شاعراً، إلا أنه لم يكن مرضياً في دينه عند الناس؛ وكتب محاذياً ذكره في هذا البرنامج بالحاشية منه ما نصه: كان ضابطاً عارفاً بما يرويه يرمى في دينه بالميل إلى الصبا خاصة (1) . قال المصنف عفا الله عنه: وهذه خلة إن صحت عنه أخلت

_ (1) عند هذا الموضع بحاشية ح بخط مخالف: قد سلط على ابن القطان من ثلبه فأنظره في رسمه (؟) من هذا الكتاب.

بجميع ما يعزى إليه من الفضائل التي ذكرنا وغيرها. وقرأت بخط المقيد التاريخي أبي العباس بن هارون في ذكر أبي الحسن بن مؤمن هذا فقال: ادركته، عفا الله عنه، في رحلتي الى فاس وهو ممن كتب الكثير وادرك شيوخا جلة وتجول مع أبيه وكان من اهل العلم ودخل كثيراً من مدن الاندلس في اول فتنة اللمتونيين، واستجاز له ابوه كثيراً من الشيوخ؛ وكانت عند أبي الحسن هذا معارف وادراك وعناية بالعلم وله شعر صالح ومصنفات في غير ما فن من الاصول والطب والحديث والرجال، وبرنامج روايته حفين، وحج ولقي ابا الطاهر السلفي ونمطه من كبار المسندين، وكتب عنه عدة رجال بالمشرق، وعمر طويلا حتى ناهز السبعين، وكان اخر امره شاهدا بدار الاشراف بفاس، وبها توفي، عفا الله عنه، وكانوا لا يرضونه لامر كبير نسبوه اليه ولعله كذب عليه، تغمدنا الله واياه برحمته. وقال أبو العباس بن هارون، وقرأته بخطه، قال لي الشيخ المسن أبو العباس احمد بن علي بن عبد الله اللخمي المعروف بابن الحائك: اربعة من اهل فاس متعاصرون لا ترضى احوالهم: الحاج أبو الحسن بن مؤمن وأبو حمص ابن البيراقي وأبو محمد بن الياسمين وأبو عبد الله بن عبد الحميد كاتب ابن توندوت، لكن ابن عبد الحميد صلحت حاله باخرة. ولد لتسع خلون من شوال اثنين وعشرين وخمسمائة، وقفت على ذلك في خطه، وقال ابن الابار: مولده سنة [79 ظ] ثلاث وعشرين، وتوفي بفاس سنة ثمان وتسعين وخمسمائة خلاف ما عمره ابن هارون.

526 - علي بن عطية الله بن مطرف بن سلمة اللخمي:

526 - علي بن عطية الله بن مطرف بن سلمة اللخمي (1) : بلنسي أبو الحسن بن الزقاق وابن (2) الحاج، ويذكر أن بينه وبين بني عباد قرابة وأخفى أبوه نفسه بعد خلعهم، وتلبس بالأذان في منار المسجد الجامع ببلنسية. روى عن أبي محمد البطليوسي؛ روى عنه آباء بكر: ابن عبد الرحمن الكتندي واليحيين (3) : ابن رزق وابن محمد الأركشي؛ وكان شاعراً مجيداً غزلا حسن التصرف في معاني الشعر، نبيل الأغراض؛ وشعره واصفاً ومادحاً ومتغزلاً شاهد بإجادته، وهو مدون موجود بايدي الناس، ومنه في وصف قوس (4) : يا رب مائسة الأعطاف مخطفة ... إذا دنا نزعها فالعيش منتزح ظلت ترن فظل النزع يعطفها ... كما ترنم نشوان به مرح وقد تألق نصل السهم مندفعاً ... عنها فقل كوكب يرمي به قزح

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1844 والمغرب 2: 323 والمطرب: 101 - 107 (ط الخرطوم) والفوات 2: 125 والوافي للصفدي وشذرات الذهب 4: 89 والخريدة 12: 206 (نسخة دار الكتب) ؛ وقد حققت ديوانه الآنسة عفيفة ديراني، وعليه اعتمد في تخريج أشعاره الواردة في هذا الكتاب. (2) م ط: وأبو. (3) كذا في الأصل. (4) الأبيات في المغرب 2: 329 والديوان رقم: 23.

وفيها (1) : من كان يبغي ان تضاهي كفه ... أفق السماء بما حوت من أنجم لا تخل مني راحتاه لدى الوغى ... أرمي العدا بشهاب قدح مضرم فأنا التي تحكي الهلال معاطفي ... وأنا التي تحكي الكواكب أسهمي وفي معنى آخر (2) : وساق يحث الكأس حتى كانما ... تلألأ منها مثل ضوء جبينه سقاني بها صرف الحميا عشية ... وثنى باخرى من رحيق جفونه هضيم الحشا ذو وجنة عندمية ... تريك قطاف الورد في غير حينه فأشرب من يمناه ما فوق خده ... وألثم من خديه ما في يمينه

_ (1) هي القطعة: 108 في الديوان. (2) الأبيات في الوافي: 135 والمطرب: 102 والشريشي 1: 209 والفوات 2: 126 وهي القطعة رقم: 119 في الديوان.

وفي التضرع إلى الله تعالى (1) : يا عالم السر مني ... اصفح بفضلك عني منيت نفسي بعفو ... مولاي منك ومن وكان ظني جميلاً ... فكن إذن عند ظني [80 و] وفي وصف بلنسية (2) : بلنسية إذا فكرت فيها ... وفي آياتها أسنى البلاد واعظم شاهدي منها عليها ... بان جمالها للعين باد كساها ربها ديباج حسن ... له علمان من بحر وواد وله (3) : وآنسة زارت مع الليل مضجعي ... فعانقت غصن البان منها إلى الفجر أسائلها أين الوشاح وقد سرت ... معطلة منه معطرة النشر فقالت واومت للسوار: نقلته ... إلى معصمي لما تقلقل في خصري

_ (1) الأبيات في الشريشي 2: 91 وهي القطعة رقم: 118 في الديوان. (2) الأبيات في الوافي: 134 والمطرب: 108 والنفح 1: 168 وهي القطعة رقم: 32 في الديوان. (3) الأبيات في المطرب: 103 والمغرب 2: 332.

527 - علي بن أبي بكر عتيق بن إسماعيل:

وفي نحو منه (1) : وخود ضم مئزرها كثيباً ... يهال وبردها غصناً يراح لها قلب أبى النطق اكتتاماً ... وسر نظامها أبدا مباح وقد أمرتهما بالكتم لكن ... أطاع سوارها وعصى الوشاح وله، وأمر ان يكتب على قبره (2) : أإخواننا والموت قد حال دوننا ... وللموت حكم نافذ في الخلائق سبقتكم للحين والعمر حلبة ... وأعلم أن الكل لا بد لاحقي بعيشكم أو باضطجاعي في الثرى ... ألم نك في صفو من العيش رائق فمن مر بي فليمض بي مترجماً ... ولا يك منسياً وفاء الأصادق وتوفي سنة ثمان وعشرين، وقيل بعد الثلاثين وخمسمائة، ولم يبلغ الأربعين من عمره. 527 - علي بن أبي بكر عتيق بن إسماعيل: قرطبي أبو الحسن؛

_ (1) الأبيات في المطرب: 103 والمغرب 2: 332 والبيتان الثاني والثالث في الخريدة، وانظر القطعة: 41 في الديوان. (2) الأبيات في الوافي: 136 والنفح 6: 72 والفوات 2: 128، وهي القطعة رقم: 71 في الديوان.

528 - علي بن علي بن أحمد بن سليمان النفزي:

روى ببلده عن أبي الوليد بن الدباغ، وفي غيره. 528 - علي بن علي بن أحمد بن سليمان النفزي (1) : اسطبي (2) سكن غرناطة أبو الحسن تلا على أبي بحر الكفيف وتأدب به في العربية (3) ، وروى عن أبي زيد السهيلي، وأكثر عنه، وأبي مروان بن قزمان. روى عنه أبو القاسم بن الطيلسان؛ وكان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك منسوباً إلى فهمه وحسن الاستنباط في النوازل، حياً سنة ثلاث عشرة [80 ظ] وستمائة. 529 - علي بن علي بن سعيد السلمي: روى عن عبد الصمد بن عبد الرحمن اللبسي. 530 - علي بن علي بن علي: مالقي ابن الحاج (4) . 531 - علي بن عمر بن أبي الفتح بن عبد الرحمن بن إبراهيم (5) : بلنسي أبو علي؛ له إجازة من أبي عبد الله بن زرقون، روى عنه أبو الحسن طاهر بن علي الشقري وأبو عبد الله بن الأبار؛ وكان فقيهاً حافظاً للمسائل قائماً عليها، مشاركاً في أصول الفقه، واستقضي ببلنسية،

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 127 والتكملة رقم: 2359. (2) هامش ح: منسوب إلى اسطبة. (3) م طك النحو. (4) م ط: أبو الحجاج. (5) ترجمته في التكملة رقم: 1897.

532 - علي بن عمر بن محمد بن مشرف بن محمد بن أحمد بن أضحى بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن الشمر بن عبد شمس ابن الغريب الهمداني:

ودرس الفقه زماناً بمسجد سرنباق بربض ابن عطوش منها، وانتصب وقتاً لعقد الشروط، وكان من اهل البصر بها، لهجاً بالأدب، رديء الخط؛ وتوفي ببلنسية منسلخ شعبان ثلاثة وعشرين وستمائة، وصلى عليه أبو الحسن بن خيرة، وحضر السلطان يومئذ جنازته ودفن بمقبرة باب بيطاله، وقد نيف على الثمانين (1) . 532 - علي بن عمر بن محمد بن مشرف بن محمد بن أحمد بن أضحى بن عبد الله (2) بن خالد بن يزيد بن الشمر بن عبد شمس ابن الغريب الهمداني (3) : غرناطي أبو الحسن - ويقال لخالد بن يزيد الغريب لأنه أول مولود من العرب الشاميين بكورة البيرة -؛ روى عن شيوخ (4) وغيرهم؛ روى عنه أبو جعفر بن ثابت الوادي آشي وأبو خالد يزيد بن رفاعة وأبو عمرو حمزة بن علي. وكان فقيهاً متقدماً في الحفظ للمسائل، درس الفقه مدة، أديباً

_ (1) بهامش ح ترجمة مزيدة تقع في هذا الموضع وهي: علي بن علي الأنصاري غرناطي أبو الحسن الملاحي وليس من نزلاء قرية الملاحة؛ روى عن أبي بكر بن الجد قرأ عليه بغرناطة وعن أبي الحسن بن دري وأبي مروان ابن عمر المشاور، توفي ببلده سنة خمس وثمانين وخمسمائة وكانت جنازته مشهودة، (قلتك انظر هذا في صلة الصلة: 110) . (2) الحلة: ابن عبد اللطيف. (3) ترجمته في صلة الصلة: 89 والتكملة رقم: 1849 والإحاطة: 301 (نسخة الاسكوريال) والمغرب 2: 208، والقلائدك 216، والحلة السيراء، الورقة: 149. (4) كذا في الأصول، ولعلها: شيوخ بلده.

533 - علي بن عمر الزهري:

شاعراً مجوداً ذا ارتجال، واستقضي بالمرية بعد أبي عبد الله ابن الفراء سنة اربع عشرة وخمسمائة، ثم صرف وعاد إلى غرناطة فاستقر بها وصارت إليه رئاستها وتدبير أمرها في رمضان تسع وثلاثين عند انقراض دولة اللمتونيين منها، ولم تطل مدته في تدبيرها بل توفي على أثر ذلك بايام قلائل؛ ومولده بالمرية في شهر ربيع الأول سنة ثنتين وسبعين وأربعمائة. 533 - علي بن عمر الزهري: لورقي أبو القاسم؛ روى عن أبي عمر الطلمنكي وأبي عمرو المقرئ؛ روى عنه أبو القاسم خلف بن عبد الله ابن مدير سنة ثمان وخمسين وأربعمائة؛ وكان مقرئاً مجوداً فقيهاً حافظاً، واستقضي [81 و] ببلده. 534 - علي بن عمر: غرناطي أبو الحسن القلانسي: روى عن أبي الحسن بن أحمد بن الباذش. 535 - علي بن عمر بن محمد بن يوسف الأنصاري الخزرجي: أبو الحسن، روى عن أبي بكر يحيى الأركشي وأبوي القاسم: ابن بشكوال وابن غالب. 536 - علي بن عيسى بن زيد المرادي الأزديك نزل جيان أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر أبو (1) ركب وأبي محمد الرشاطي. 537 - علي بن عيسى بن عبد الله بن عبد الصمد الأملوكي: روى عن أبي الحسن شريح.

_ (1) كذا في الأصول.

539 - علي بن عيسى بن علي بن مسلمة المعافري:

538 - علي بن عيسى بن عبد الله الصدفيك روى عن أبي عبد الله ابن خلفون. 539 - علي بن عيسى بن علي بن مسلمة المعافري: اشبيلي أبو الحسن؛ كان تاريخياً حافظاً أديباً بارعاً كاتباً محسناً (1) . 540 - علي بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب: وشقي، أبو الحسن؛ روى عن أبي المطرف عبد الرحمن بن موسى بن أبي الحزم بن أبي درهم. 541 - علي بن غالب بن محمد بن حزمون الكلبي: رحل مشرقاً؛ وقفت على نسخة من " سبل الخير " بخطه، كتبها بمكة - شرفها الله - وفرغ منها يوم السبت غرة جمادى الىخرة سنة ثلاثين وخمسمائة، وكان نبيل الخط ضابطاً متقناً. 542 - علي بن غزلون: شوني أبو الحسن؛ روى عن أبي الوليد الوقشي الحديث، وأخذ العربية والأدب واللغة عن أبوي عبد الله: ابن خلصة وابن رلان؛ وكان من بيت نباهة وجدة وسراوة واعتناء بالعلم؛ وسلفه حملوا إلى موضعهم أبا عبد الله بن فتحون بن مكرم السرقسطي بعد انفصاله من قرطبة عند تغلب البرابر واستيلائهم عليها

_ (1) بهامش ح ترجمة مزيدة وهي: علي بن عيسى المقرئ مروي نزل مالقة، أبو الحسن، أخذ عنه أبو القاسم السهيلي (قلت: أنظر صلة الصلةك 87، وفيها أبو زيد االسهيلي) .

543 - علي بن فتح بن جابر الأنصاري:

ونزوله بمربيطر، فأقام عندهم مدة طويلة تحت بر وحفاوة. وتوفي علي هذا قريباً من سنة أربع وثمانين وأربعمائة. 543 - علي بن فتح بن جابر الأنصاري: أبو الحسن الأصولي. 544 - علي بن فتوح العبدري: أبو الحسن، روى عن أبي مروان ابن مسرة. 545 - علي بن فرج العبدري: أبو الحسن؛ وهو والد الرواية أبي عبد الله. 546 - علي بن فرقد بن خلف بن محمد بن الحبيب بن عبد الله بن عمرو بن فرقد القرشي العامري: موروري. 547 - علي بن الفضل بن علي بن احمد بن سعيد بن حزم الفارسي أبو محمد؛ روى عن أبيه أبي رافع، روى عنه [82 ظ] أبو عمر أحمد ابن علي (1) . 548 - علي بن قاسم بن محمد بن علي: أبو الحسن؛ رحل مشرقاً وروى بمصر عن أبي العباس بن الرومية.

_ (1) بهامش ح ترجمة مزيدة وهي: علي بن الفضل بن الحكم المرواني قرطبي أبو الحسن المعاهد أخذ عنه ابن مسدي وتوفي سنة ثلاثين وستمائة أو في حدودها، رحمه الله.

549 - علي بن قاسم بن الحاج محمد بن مبارك مولى الامويين:

549 - علي بن قاسم بن الحاج محمد بن مبارك مولى الامويين: إشبيلي ابن الزقاق؛ روى عن أبيه وأبي القاسم أحمد بن محمد اللخمي ابن نصير، وله إجازة من أبي القاسم بن مغازل. 550 - علي بن لب بن علي بن شلبون (1) : بلنسي أبو الحسن؛ أخذ العربية عن أبي إسحاق السهيلي، وروى عن أبي الربيع بن سالم واختص به، وأبي محمد بن حوط الله. قدم مراكش واستعمل على خزانة الكتب بها، وكان فقيهاً راوية ذا حظ من الادب وقرض الشعر، موسراً كثير الإحسان لقاصديه، مطعاماً واسع المعروف، وهو القائل في أبي عبد الله بن الأبار (2) : لا تعجبوا لمضرة عمت جمي؟ ... ع الخلق صادرة عن الأبار أو ليس فأراً خلقة وحقيقة ... والفار مجبول على الأضرار فقال ابن الأبار: قل لابن شلبون مقال تنزه ... غيري يجاريك الهجاء فجار إنا اقتسمنا خطتينا بيننا ... فحملت برة واحتملت فجاري 551 - علي بن لب بن محمد بن حسين بن قحافة: بلنسي. 552 - علي بن لب بن محمد: بلنسي، وهو غير الذي قبله، وكانا

_ (1) ترجمته في تحفة القادم: 151. (2) كتب حذاءه بهامش ح: لو تركت نقل هجاء أهل العلم وغيرهم كان اجمل بك أيها الشيخ.

553 - علي بن محمد بن أحمد بن حريق المخزومي:

حيين سنة ثمان وخمسمائة. 553 - علي بن محمد بن أحمد بن حريق المخزومي (1) : بلنسب أبو الحسن؛ حدث عن أبي جعفر الحصار، وأبوي عبد الله: ابن حميد وابن سعادة، وأبي القاسم بن بشكوال وتأدب بابي محمد بن يحيى الحضرمي. روى عنه أبو القاسم ابنه وابن عميرة (2) وأبو الحجاج البياسي وأبو الحسن طاهر بن علي الشقري وآباء عبد الله: ابن أحمد بن الطراوة وابن إبراهيم الكتامي وابن عبد الله بن الآبار، وأبو العباس بن طلحة الساعدي وأبو القاسم محيي الدين محمد بن محمد بن سراقة وأبو محمد بن برطله. وكان شاعراً مفلقاً مجيداً سريع البديهة بارعاً مروياً ومرتجلاً، كاتباً بليغاً مكثراً من نظم الكلام ونثره، حسن التصرف في فنونه، لم يشن كلامه قط بتضمينه ثلب أحد [83 و] ولا هجوه، حافظاً لأيام العرب وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبار الصحابة، ذاكراً للغة، فكه المحاضرة حلو النادرة مع وقار وتؤدة، فسيح المجال في الآداب، يقر له بالتقدم فيها بلغاء عصره؛ قدم مراكش وامتدح أمراءها وكان مبروراً عندهم معروف المكانة مقرباً لديهم مقضي ما يعرض له من المآرب قبلهم، وله أمداح في الأمراء بالأندلس. وشعره كثير مدون وقفت عليه في مجلدين ضخمين و " معشرات

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 129 والتكملة رقم: 1895 والنفحك (في مواضع متفرقة) والمغرب 2: 318 ورايات المبرزين: 86 وفوات الوفيات 2: 70 وزاد المسافر رقم: 7. (2) م ط: عمرة.

غزلية " وطمقصورة " عارض بها ابن دريد و " أرجوزة بديعة " عارض بها أبا الحسن بن سيدة على حروف المعجم في ما اسمك يا أخا العرب ومقالته المسماة: " بالرسالة الفريدة والاملوحة المفيدة " ضمنها أبيات " الحمل " موطئاً لكل بيت منها بما يستدعي معناه حتى يدرجه أثناء كلامه، لم يتقدم إلى مثلها وقفت عليها بخطه وشرحها؛ وشهر عنه تجنبه النظم في الخبب من أنواع العروض فقال له السيد أبو عمران بن أبي عبد الله بن أبي يعقوب بن عبد المؤمن وقد حضر عنده أول ساعات الرواح إلى الجمعة (1) : خذ في الأشعار على الخبب ... فنكولك عنه من العجب هذا وبنو الآداب قضوا ... بعلو مكانك في الأدب فأتاه عقب صلاة الجمعة من ذلك اليوم بقصيدة فريدة تنيف على [؟] بيتاً أولها (2) : أبعيد الشيب هوى وصبا ... كلا لا لهو ولا لعبا ووقف على قبر أبي بحر صفوان بن إدريس فقال مرتجلا: أبا بحر سلام الله يترى ... عليك وإن تكنفك الحجاب أحوم على كنيك لست أروى ... وأقرع في سميك لا أجاب دنت بك شقة ونأى محل ... فسيان انتزاح واقتراب فحسبي ان أرقرق دمع عيني ... وتسعدني السحائب والصحاب

_ (1) أنظر تحفة القادم: 45. (2) أورد ابن الآبار في تحفة القادم: 46 جملة صالحة من هذه القصيدة.

554 - علي بن محمد بن أحمد بن حمدين الخولاني:

ووقفت على قول الكاتب أبي عبد الله بن عياش في ذم بلنسية (1) : بلنسية بيني عن القلب سلوة ... فإنك أرض لا أحن لزهرك [83 ظ] وكيف يحب المرء داراً تقسمت ... على صار مي جوع وفتنة مشرك فقال يرد عليه، وهو لزومي (2) : بلنسية نهاية كل حسن ... حديث صح في شرق وغرب فإن قالوا: محل غلاء سعر ... ومسقط ديمتي طعن وضرب فقل: هي جنة حفت رباها ... بمكروهين: من جوع وحرب مولده ببلنسية في رمضان أحد وخمسين وخمسائة، وتوفي بها عشاء - وقيل بعد هدء من ليلة الاثنين السابعة عشرة من شعبان - ثنتين وعشرين وستمائة، وصلى الله أبو عبد الله بن قاسم الخطيب، ودفن عصر اليوم المذكور بمقبرة باب بيطالة. 554 - علي بن محمد بن أحمد بن حمدين (3) الخولاني: له إجازة من عباد بن سرحان وأبي القاسم بن جهور. 555 - علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري (4) : غرناطي

_ (1) البيتان في ياقوت " بلنسيةط، ونسبهما لابن حريق، وفي زاد المسافر (الترجمة رقمك 7) . (2) الأبيات في ياقوت: " بلنسية " وزاد المسافر. (3) م: حميد. (4) ترجمته في صلة الصلة: 108، وذكر أنه توفي سنة 581.

557 - علي بن محمد بن أحمد بن فيد الفارسي:

أبو الحسن؛ روى عن أبي الحسن بن أحمد بن كرز؛ روى عنه سبطه أبو القاسم الملاحي. 556 - علي بن محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن هشام بن سكوت. 557 - علي بن محمد بن أحمد بن فيد الفارسي (1) : قرطبي نزل ألش؛ روى بالأندلس عن أبي بحر الاسدي وأبوي بكر: ابن العربي وابن طاهر المحدث وأبي جعفر البطروجي وأبي الحجاج القفال وأبوي الحسن: شريح ويونس بن مغيث، وأبي عبد الله بن الحاج وأبوي محمد: ابن عتاب وابن منتان، وأبي مروان بن مسرة وأبي الوليد بن طريف، وأجاز له من اهلها أبو القاسم ابن ورد وأبو محمد النفزي المرسي، ورحل سنة ثلاثين وخمسمائة وحج وأخذ عن جماعة منهم بمكة - شرفها الله - أبو بكر محمد بن عشير بن معروف الشرواني وأبو علي بن العرجاء وأبو الفضل جعفر بن زيد الطائي وأبو محمد المبارك بن الطباخ وأبو المظفر الشيباني قاضي الحرمين وتدبج معه، وبالإسكندرية نزيلاها: أبو العباس السرقسطي ابن الفقيه وأبو الطاهر السلفي، واكثر عنه، فكان السلفي يقول: كتب عني ألف ورقة؛ ومنهم أبو سعد حيدر بن يحيى الجيلي وأبو العز سلطان بن إبراهيم المقدسي؛ [84 و] وقفل إلى بلده بفوائد كثيرة وغرائب جمة.

_ (1) ترجمته في صلة: 102 والتكملة رقم: 1864 وبغية الملتمس رقم: 1202.

روى عنه أبو الحسن بن مؤمن وأبو الخطاب بن واجب وآباء عبد الله: التجيبي وابن سعيد المرادي وابن عبد الصمد القلني وأبو القاسم ابن بشكوال، وهو من طبقته، وقد حدث عنه أبو الحسن رزين بن معاوية بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تهذيب ابن هشام عن السلفي والسلفي يحدث عن رزين بالاجازة، وهذا من طريف الاتفاق في الرواية. وكان محدثاً حافظاً ثقة عدلاً كامل العناية برواية العلم وتقييده، حريصاً على استفادته مشتغلاً بصناعة الحديث، موصوفاً بالذكاء والفضل والتواضع، نزيه الهمة كريم الطبع جليل القدر؛ خرج من قرطبة في الفتنة بعد الأربعين وخمسمائة فنزل ألش وولي الصلاة والخطبة بجامعها وأسمع الحديث ورحل إليه في السماع عليه رغبة في الأخذ عنه. قال أبو الحسن بن مؤمن، وقد حدث عنه بحديث: نقلت هذا الحديث من خط أبي الحسن وكان في آخره بخط شيخنا أبي القاسم بن بشكوال: سمع هذا الحديث المتقدم من لفظ الشيخ الفقيه السيد أبي الحسن علي بن محمد بن فيد - أدام الله بركته - خلف بن عبد الملك بن بشكوال ضحوة يوم الجمعة غرة صفر أربع وثلاثين وخمسمائة. مولده بقرطبة قبل التسعين وأربعمائة، واستشهد في خروجه من ألش مع عامة أهلها خوفاً على أنفسهم من الأمير محمد بن سعد (1) إذ كانوا قد خلعوا دعوته، وذلك سنة سبع وستين وخمسمائة.

_ (1) م ط: سعيد.

559 - علي بن محمد ن أحمد بن منخل النفري:

558 - علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن خلف الأنصاري السالمي. 559 - علي بن محمد ن أحمد بن منخل النفري (1) : شاطبي أبو الحسن؛ سمع على أبي بكر بن أبي زمنين وأبي محمد عبد المنعم بن الفرس وأجازا له هما وأبو بكر بن عطية وأبو جعفر بن حكم وأبو عبد الله بن عروس. حكى عنه أبو العباس العزفي في " برنامجه "، وحدث عنه بالإجازة لفظاً أبو عبد الله بن الابار، وولي القضاء ببعض كور بلده، وتوفي آخر الثلاثين وستمائة. 560 - علي بن محمد بن أحمد بن نصر: أبو الحسن؛ روى عن أبي علي [84 ظ] الصدفي. 561 - علي بن محمد بن أحمد بن يبقى المعافري: كان من اهل العلم، حيا سنة ثلاث عشرة وستمائة. 562 - علي بن محمد بن أحمد الأزدي (2) : داني أبو الحسن ابن الصقيل؛ روى عن أبي العباس بن عيسى وأبي القاسم بن ورد؛ روى عنه أبو الحجاج بن أيوب؛ وكان فقيهاً مشاوراً حافظاً للمسائل، درس " المدونة " ونوظر فيها. 563 - علي بن محمد بن أحمد الأنصاري (3) : قرطبي أبو الحسن

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1903. (2) ترجمته في صلة الصلة: 87 والتكملة رقم: 2317. (3) ترجمته في صلة الصلة: 88 والتكملة رقم: 2335.

564 - علي بن محمد بن أحمد البلوي:

ابن عقاب وأبو زويتة؛ روى عن أبي الحسن العبسي، روى عنه أبو بكر بن هشام وأبو جعفر بن يحيى وابنه أبو محمد عصام وأبوا الحسن: ابن حفص وعبد الولي بن المناصف، وأبو الحسن يحيى بن الصايغ الزاهد وأبو عبد الله الشنتالي وأبو الوليد هشام بن عبد الله. وكان إماماً في الفريضة بالجامع الأعظم من قرطبة - طهره الله - مقرئاً به محدثاً ثقة عدلاً صحيح السماع، وأسن حتى كان منفرداً في وقته برواية " الشهاب " عن العيسى عن القضاعي سماعاً متصلاً، فاخذه الناس عنه رغبة في عبو إسناده واستناداً إلى صحة سماعه؛ وتوفي بقرطبة سنة أربع وسبعين وخمسمائة ودفن بمقبرة أم سلمة. 564 - علي بن محمد بن أحمد البلوي: مروي؛ كان فقيهاً عاقداً للشروط عدلاً، حياً سنة إحدى عشرة وستمائة. 565 - علي بن محمد بن أحمد الجذامي (1) : مالقي سكن سبتة أبو الحسن ابن غماد وابن غماد - بغين معجم -؛ تلا بالسبع على أبي الحسن فتحون بن أبي البقاء وأبي القاسم خلف بن النخاس وأبي محمد بن سهل صاجحب ابن الصيرفي؛ تلا عليه أبو الحسن صالح بن خلف وأبو العباس ابن المعذور وأبو القاسم عبد الرحمن القراق السبتي. وكان مقرئاً مجوداً ضابطاً متصدراً لذلك، ضرير البصر - نفعه الله - نحوياً ماهراً، انتقل إلى سبتة من مالقة أيام الفتنة التي أثارها بها أبو الحكم

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 89 وارورد اسمه: علي بن أحمد بن محمد.

566 - علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بنالضحاك الفزاري غرناطي أبو الحسن ابن البقري:

الحسين بن الحسين بن حسون (1) وأقرأ القرآن ودرس العربية زماناً، وتوفي بها عام ثلاثين وخمسمائة. 566 - علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بنالضحاك الفزاري غرناطي أبو الحسن ابن البقري (2) : أكثر قراءة وسماعاً على أبي اسحاق ابن [85 و] عبد العزيز بن أبي تمام وآباء بكر: ابن بشر (3) وابن الخلوف وابن طاهر وابن العربي، وأبي جعفر البطروجي وأبي الحجاج الأندي وأبوي الحسن: شريح وابن موهب، وأبوي عبد الله: ابن خلف ابن موسى وابن عبد الرزاق، وأبي الفضل عياض، وأجازوا له. وروى سماعاً وقراءة على أبي أحمد بن رزق، وآباء إسحاق: ابن الإمام وابن ثبات وابن حبيش وابن رشيق، وأبي الاصبغ عيسى بن شاهد وآباء بكر: عبد العزيز بن مدير وابن فندلة وابن مسلمة، وآباء الحسن: خطاب بن احمد وعبد الرحيم الحجاري وعباد بن سرحان وابن ثابت وابن لب وعمرو بن محمد بن يدر ومحمد بن عظيمة ويونس بن مغيث وأبي زيد بن عبد الحق وأبي الطاهر بن حجاج، كذا كناه والمعروف أبو الوليد، وآباء عبد الله: حفيد مكي والحمزي وابن سليمان بن مروان وابن فرج وابن وضاح وابن أبي أحد عشر وابن أبي الخصال، وآباء العباس:

_ (1) أنظر خبر هذه الفتنة في أعمال الأعلام: 254، وقد كانت سنة 538 فقول ابن عبد الملك إن وفاة المترجم به كانت سنة 530 مما يستوقف النظر. (2) ترجمته في صلة الصلة: 94 والتكملة رقمك 754 والديباج: 210، وفيه: ويعرف بابن المقري. (3) م: بشير.

ابن ثعبان وابن حرب وابن محمد التدميري وحامد بن أيوب، وآباء القاسم: ابن تقي وابن محمد بن نصير وابن ورد، وآباء محمد: شعيب اليابري وابن خلف وابن بقي وابن علي بن عبد العزيز بن فرج وابن محمد النفزي وعبد الصمد الجياني، وأبوي مروان: الباجي وابن بونه، وأبوي الوليد: ابن بقوي وابن الدباغ، وأجازوا له، وأبي الحسن بن البيذش ولم يذكر أنه أجاز له، وأبوي عبد الله: ابن مالك واللوشي، وأبي العباس الطرطوشي وأبوي القاسم: ابن الأبرش وابن أبي جمرة، وأبوي محمد: ابن سماك وعبد الحق بن عطية، وذكر أنهم لم يجيزوا له، وأبي الحسن سلام، وآباء عبد ال: ابن الخراز - قال: أنشدني كثيراً من شعره - وابن المناصف والنوالشي وأبي عمرو الخضر - وقال إنه لم يستجزهم - وأبي الحسن سعد بن خلف، ولم يذكر كيف حمل عنه؛ ولقي أبا جعفر ابن خلف بن حكم وأبا الحجاج بن جبلة وأبوي الحسن: ابن عبد العزيز الإمام ومحمد بن أبي خثيمة، وناوله، وأبا محمد بن خطاب وأجازوا له، وأبا الحسن دحية وأجاز له قراءة أبي عمرو؛ وأجاز له معينا: أبو عبد الله بن يحيى الخولاني وأبو مروان بن القصير [85 ظ] ما رواه عن ابن سهل فقط، ومطلقاً أبو إسحاق بن صالح وأبو الأصبغ عبد العزيز ابن عبادة، وآباء بكرك البرزالي وابن صاف الجياني وابن عبد العزيز الغساني وابن المرخي وأبو ركب وأبو جعفر بن الحصين وآباء الحسن: أحمد بن القصير وطارق بن يعيش المخزومي والمالطي وابن معدان وابن النعمة، وأبو حفص بن أيوب وأبو الربيع المقرئ، وآباء عبد الله:

الجياني البغدادي وابن خلف وابن منعم وابن معمر وابن نجاح وابن يبقى وأبو عبد الرحمن مساعد وأبو عامر محمد بن جعفر، وأبوا العباس: ابن خلف النميري وابن النحاس، وأبوا عمران: ابن حماد وابن سيد، وأبو الفضائل عيسى بن محمد، وأبوا القاسم: عبد الرحمن بن عبد الله وابن الفرس، وأبوا محمدك الرشاطي وابن الوحيدي، وأبو مروان ابن مسرة؛ وله شيوخ غير هؤلاء في ما قال في " برنامجه " الذي لخصت منه تسمية شيوخه هؤلاء وكيفية أخذه عليهم منهم: أبو عبد الله بن الحاج والنميري وأبو العباس الزنقي وأخذ عنه علم الكلام؛ ومن شيوخه سوى من ذكر - ونقلته من خطه - أبو الحكم عبد الرحمن بن عبد الملك ابن غشليان. روى عنه ابنه أبو محمد عبد المنعم وابن اخته أبو جعفر ابن شراحيل وأبو بكر بن أبي زمنين وأبو الحسن بن فتح بن جابر، وهو آخر الرواة عنه، وأبو عبد الله بن أحمد بن الصقر. وكان محدثاً نبيلاً، حافظاً للتواريخ وطبقات الرواة وتعديلهم وتجريحهم، مميزاً صحيح الحديث من سقيمه عني بهذا الشأن طويلا، ماهراً في علمي الكلام وأصول الفقه، أديباً وله مصنفات كثيرة في الحديث وتواريخه والكلام منها " شرح إرشاد أبي المعالي (1) " و " أصول الفقه " و " أجوبة على مسائل اقتضي منه الجواب عليها " ورد على مقالات في أنواع شتى ظهر في ذلك كله إدراكه وحسن نظره، وكتب بخطه كثيراً

_ (1) هامش ح: وسمه بمنهاج السداد في شرح الإرشاد، والذي له في أصول الفقه وسمه بمدارك الحقائق (قلت: أنظر صلة الصلة: 95 والديباج: 210) .

567 - علي بن محمد بن إبراهيم الأنصاري:

وجوده على شدة إدماجه؛ مولدة آخر جمادى الآخرة سنة تسع وخمسمائة وتوفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة (1) . 567 - علي بن محمد بن إبراهيم الأنصاري: داني؛ روى عن [86 و] أبي علي بن سكرة. 568 - علي بن محمد بن أبي بكر بن محمد: بلنسي ابن القلاس؛ كان حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 569 - علي بن محمد بن أبي تمام الطائي (2) : قرطبي أبو الحسن؛ تلا على أبي محمد القاسم بن دحمان بالسبع، وقيل بحرف نافع فقط، لقيه بمالقة وتأدب به في العربية، وحدث عن أبيه وأبي القاسم بن بشكوال وأبي الوليد بن رشد الأصغر واختص به، وكان كاتبه. روى عنه أبو القاسم بن الطيلسان؛ وكان فقيهاً عاقداً للشروط، مبرزاً في العدالة معروف النزاهة قديم التعين، ورعاً فاضلاً، واستقضي، وتوفي ليلة الأربعاء مستهل ذي قعدة أحد عشر (3) وستمائة، ودفن إثر صلاة عصر يوم الأربعاء المذكور بمقبرة أم سلمة.

_ (1) هامش ح: هكذا قال المصنف اثنتين وخمسين تبع في ذلك لابن الابار. وقال شيخنا أبو جعفر ابن الزبير: توفي في الكائنة بغرناطة سنة سبع وخمسين وخمسمائة، خرج في جملة من خرج من غرناطة يريد وادي آش ففقد قبل أن يصل إليها ولم يوقع له على خبر، قلت: وفي الديباج: توفي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. (2) ترجمته في صلة الصلة: 124 والتكملة رقم: 1887. (3) م: إحدى عشرة.

570 - علي بن محمد بن أبي الجهم القرشي:

570 - علي بن محمد بن أبي الجهم القرشي: روى عن شريح. 571 - علي بن محمد بن أبي العيش الأنصاري (1) : طرطوشي سكن شاطبة، أبو الحسن؛ اخذ القراءات عن أبي الحسن بن الدش وأبي المطرف بن الوراق وحدث عن الشهيد أبي عبد الله بن الحاج وتأدب بابي الحجاج بن يسعون؛ روى عنه أبو بكر مفوز وأبو محمد عبد الله ابنا طاهر ابن مفوز وأبو الحسين بن جبير؛ وكان شيخاً صالحاً فاضلاً حسن القيام على تجويد كتاب الله حافظاً له مثابراً على قراءته، موفور الحظ من النحو. 572 - على بن محمد بن أبي قرة الغافقي: اشبيلي أبو الحسن. 573 - علي بن محمد بن إدريس الأنصاري: داني؛ سمع بالمرية على أبي علي الصدفي. 574 - علي بن محمد بن بالغ النحلي: أبو الحسن (2) روى عن أبي العباس بن طاهر، وكان زاهداً فاضلاً. 575 - علي بن محمد بن بقي الغساني (3) : وادي آشي؛ روى عن أبي إسحاق بن أبي البقاء وأبي جعفر بن حكم وأبي عبد الله بن إبراهيم بن

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 93 والتكملة رقم: 1857. (2) هامش ح: قد نبهنا على أبي الحسن علي بن عبد الرحمن النحلي الزاهد فانظره مع هذا. (3) ترجمته في صلة الصلة: 131 وبرنامج الرعيني: 152.

576 - علي بن محمد بن بيطش المخرومي [86ظ] :

قرشية وأبي القاسم بن البراق، روى عنه شيخنا أبو الحسن الرعيني وحدث عنه بالإجازة أبو عبد الله الطنجالي. وكان شيخاً صالحاً مقبضاً عن مخالطة الناس، مقبلاً على ما يعنيه من وظائف البر وافعال الخير مستوهباً منه الدعاء، وخطب ببلده. 576 - علي بن محمد بن بيطش المخرومي [86ظ] : أبو الحسن؛ روى عن أبي الربيع بن سالم. 577 - علي بن محمد بن حارث السالمي: أبو الحسن؛ له اجازة من أبي محمد عبد المنعم بن الفرس. 578 - علي بن محمد بن الحسن بن خلف بن يحيى الاموي: داني أبو الحسن بن برنجال؛ رحل وحج واخذ يسيراً بالإسكندرية عن أبي الطاهر السلفي، انشد عنه أبو الربيع بن سالم قال انشدني أبو الطاهر السلفي لنفسه: غرضي من الدنيا صديق لي صدوق في المقه يرعى الجميل وعينه عن كل عيب مطرقه وإذا تغير من تغير كنت منه على ثقه 579 - علي بن محمد بن حسن الأنصاري: اشبيلي جياني الأصل نزل مراكش، أبو الحسن الجياني؛ اخذ العربية والآداب عن أبي الحسن الدباج وأبي علي بن الشلوبين، اخذ عنه كثير من أصحابنا وأخذت عنه

وجالسته كثيراً: وانتفعت بمذاكرته في الطريقة الأدبية، وكان أديب النفس كاتباً بليغاً شاعراً مجيداً، رقيق الغزل بارع المنازع فائق النظم والنثر مبرزاً في فهم المعاني، نحوياً ماهراً ذاكراً للغات والآداب، من ابرع من رأيته خطاً، وكان لا يحسن بري القلم إنما كان يبرى له، وكان قد شرع في الجمع بين " تفسيري الزمخشري وابن عطية " فخلص (1) منه جملة واخترم قبل إتمامه، ورجز " الأحكام في معجزات النبي عليه الصلاة والسلام " تأليف شيخنا أبي محمد حسن بن القطان ترجيزاً حسناً مستوعب الأغراض، وله منظومات كثيرة في مقاصد شتى ورسائل منوعة، وكل ذلك شاهد بتبريزه وجودة مآخذه، وكان نفاعاً بجاهه سمحاً بماله مؤثراً بما ملكت يمينه كثير الإطعام متصدقاً على الفقراء والمساكين مبسوط اليد كريم الأخلاق طيب النفس، وله رسالة بارعة كتب بها إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهي: الى سيد المرسلين، ورسول رب العالمين، الذي جعلت له الأرض مسجداً وطهورا، وكان ولم يزل منتقلاً من صلب آدم نوراً، من يلجأ إليه يوم الفزع الأكبر النبيون، ويرجو مذخور شفاعته في غد [87و] المسيئون، ذؤابة بني هاشم، المتجشم في ذات الله سبحانه اصعب المجاشم، الذي نبع بين أصابعه الماء، وانهلت بدعوته السماء، وحن إليه الجذع حنين الثكلى، وانبأه الذراع بسمه وقد رام له اكلا، من اظلمته الحمائم، وناجته العظام الرمائم، واقر بنبوته الضب وشهد له

_ (1) م ط: فلخص.

بذلك تصديقاً، واستشفع به ريم الفلاه فمر طليقاً، المصطفى المختار، قامع جيش الغواية وقد فار، ذو الحوض المورود، والمقام المحمود، واليوم العظيم المشهود، الذي انشق له القمر، وذان له الأسود والأحمر، ولاح النور الإلهي من قسماته، وعرفه الكهنة والأحبار قبل كونه بسماته، بشرى الكليم، والنافث بالإسلام في قلب السليم، الميمون النقيبة والطليعة، المشير إلى الأصنام فخرت صريعة، حبيب الله وخليله، ومن انزل عليه تحريمه وتحليله، وقام على صدقه برهان الحق الواضح ودليله، الذي اعجز البلاغ وهم اوفر الناس في وقته عددا، ولو اتخذوت البحر مداداً والاشجار مددا (1) ، فضحهم بباهر آياته، ومحا فجرهم الكاذب سطوع (2) آياته، الذي جمعت له شتى الفضائل وضروبها، وردت عليه الشمس وقد حان غروبها، مبلغ الأمل القصبي، التافل في عين الوصي، من سبحت في كفه الأحجار، وجاءت تجر فروعها الاشجار، من احسن في ذات الله المصاع، واطعم الجيش الكبي من عناق وصاع، من أراد أبو جهل ان يغتاله ويخونه، فراى هولا وناراً عظيمة دونه، من ناجاه بعزم القوم ثبير، وانبأ بكذاب في أمته ومبيسر، العاقب الحاشر، ذو المناقب التي أعيت نشر الناشر، صلى الله عليه وعلى آله وذريته وصحبة صلاة دائمة ما نم عرف ثنائه، ولف الفجر الثريا في ملائه، من العبد المذنب المخطي، المشرع بأمله المبطي، الذي غذي بحبك وليداً، واخذ الايمان بك نظراً وتقليداً، غذيت بحب الهاشمي وليدا ...

_ (1) م مدداً والأشجار عددا. (2) م: بسطوع.

وتحالف مع الشوق إليك في اسحم داج، عوض ما نتفرق صفاء ليس فيه تداج، وقرأ أم الإخلاص في محبتك فعمله [87ظ] غير خداج، الذي ثبطته الأقدار، وعالقه الفلك المدار، عن الحلول بمشاهدك الكريمة، والمثول في معاهدك التي هي لصادي الأمل انقع ديمة. كتبته وانا أتنفس الصعداء، وأناجي بل اغبط أهل زيارتك السعداء، وللزفرات تصعد وانحدار، وللعربات تردد في الجفن وانهمار، طوراً تسيل الغمامة الثجاجة، وتارة كأني انظر من وراء زجاجة؛ أني كتبت وفي فؤادي لوعة حسرة على تفريط حره يتقد على الأحشا، وندماً على أمل أخشى أن يفصل بين قلبيه والرشا، وكيف ألذ حياة، أو آمن من الخطوب بياتاً، ولم اعبر لزيارتك سبسبا ولا لجة، ولا أقمت على دعوى الشوق إليك برهاناً ولا حجة، ولا أحرمت لحرم الله وحرمك، ولا مددت يد الافتقار فيه إلى كرمك؛ بعيد على دعوى المحبة إن تصح، وعلى خلب العزم يشح ان يسح، وإلا فعنان البطل خوار، والمحب إذا ما اشتاق زوار، ولعل العاجز يقول قولاً يظهر فيه مجازه، وكم دونه من مهمه ومفازه، أو يتأول جلي النصوص، ويتمثل: فكم ارض جذب ولصوص، كلا لو أصفى درة صفائه، لأخرجها اليم إلى الساحل، بل لو وفى لله حق وفائه، احله ذروة البلد الماحل، ضل أظله وقد أقام، وحاد عن السبيل وما استقام، وللعاجز متأول، اذا لم يكن عنده معول، تارة يطرق الغرر، ويقول: لا إضرار ولا ضرر، ويحرم ارتكاب الأخطار، ويحيل على غير ذي جناح إمكان المطار، ويجيز التيمم

مع وجود الماء، ويطيل الأمل ولم يبق إلا خافت الذماء، ويصور الجائز في صورة المحال، ولا ينشد القريض إلا والجريض دونه قد حال، ويهول اللجة والمرت، ويقول: الجمل لا بلج الخرت، هلا فلا الفلاه، ونفى أن تولد السعلاه، ومشى ولو على مستعر الجمر، ووكل الأمر في ذلك إلى صاحب الأمر، يخفضه الآل ويرفعه، ويتعرضه الرئبال فيدفعه: هلا فليت إليه ناحية الفلا ... فإن عزما في الله لا يتعذر معه أمل، وغرضاً في ذاته اوشك به أن يقال قد كمل، إلا أن الجد خله نجاده، كما أن الجد طوي [88 و] بجاده، وما هي إلا علل ثقيلة منعت الصرف، واسماء ضعفت فبنيت على الوقف، حين أشبهت الحرف، لو فتح في الأرض باب الضرب، وتخطى بصحيح عزمه مبارك الجرب، لجنى ثمرة الصبر، وكمل له حساب الجبر، وإنما منعه خفض لكن ليس على الجوار، ورفض للحزم أعقب ندامة ابن غالب عند مباينة نوار (1) ، يقول: لا أستطيع السبيل، رضى بالمرتع الوبيل، هلا أنف من مقام المجرم، وتشوف إلى مقام المحرم، وزجرها وهو البائس أيامن، حتى يحل البلد الآمن. هلا زجرت العيس تنفخ بالبرى ... ورحل لبغية المكارم، واستقبل آثار القوم الأكارم، ليلثم مواطئ سعى فيها بالوحي الروح الأمين، وتخطى عرصاتها سيد المرسلين. كيف لي أن أمرغ الخد في عبير ثراها، أو ابلغ الجد الأعظم عندما أراها؛ هل

_ (1) هو الفرزدق والنوار زوجته وقد ندم حين طلقها.

يطيش عند ذلك لبي أو يذهل، أو يزيد أوامي عندما أرد ذلك المنهل؟ من لي بالخيف ومنى، وهل هما إلا أجل بغية ومنى؟ أظنك ضللت الطريق، وإلا فأينك من ليالي التشريق؟ وهلا أزدلفت إلى المزدلفة ونقعت اوام النفس الكلفة؟ وتركت حطامك إلى الحطيم وزمزم، واقتديت في العزم بشنشنة من أخزم؟ أرأيت استلام الحجر حجراً، أم بقيت في ليل الغواية وقد تبلج لك الرشد فجرا؟ أم حجبت عن البيت العتيق، وقصرتس عن التقصير وما حلقت على التحليق؟ وما تنفعك الدموع المفاضة، وقد حرمت طواف الإفاضة؟ هل قرعت إلى الصفا كل صفاة، وأمتطيت إلى المروة اطراف المرو الحداد بعزمة مستوفاة؟ س وأجمعت في حال إنفراد وجمع، على الحلول بجمع؟ ووليت أمر عزمك مستحقه، ٍوجعلت لعراف اليمامة حقه، لعله يشفيك من وجدك، أو ينشقك نفحة من صبا نجدك؟ وإنما أنت الطليح الملقى، والصحيح لغير سبب يستلقى، برق عزمك خلب، وصلب نيتك غير صلب، ليت شعري ما يسكن هذا الشوق المثار؟ وهل أعفر وجناتي في تلك المشاهد الكريمة والآثار؟ قسماً يا ذا الخلق العظيم بمقامك الأعظم، إن حبك قد تخلل وسرى في الأعظم، فهو روح النفس وغذاؤها، ويوح (1) [88 ظ] الأنس يسطع ضياؤها، بلبانه الطيب فطنت، وبرمامه المستصحب فطمت. اللهم يا رب فأنجد عبدك المسيء وأعنه على أداء الفريضة، وأشف من لواعج شوقها لبيتك الكريم ونبيك العظيم نفسه المريضة،

_ (1) يوح: اسم الشمس.

اللهم فطيب قلبه بانتشاق ريح طيبة، ولا تجعل أمله فيك ورجاءه في كرمك إلى إخفاق وخيبة. إليك إلهي رغبتي وبكائي ... اللهم يا رب فبلغه من ذلك سوله وأمنيته، قبل أن تقضي منيته، وشفع صالح قوله بعاجل عمله، قبل حلول أجله، اللهم أنفعه بما ينطوي عليه من حب نبيك الكريم، وخليلك الذي بوأته أسنى مراتب التقريب والتكريم، وحبوته بين جميع خلقك بمزية التفضيل عليهم والتقديم، وأختم لعبدك المسيء بخاتمة الخير والسعادة بفضلك يا ذا الفضل العظيم، وعلى سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وذريته أفضل الصلاة والتسليم، ما نقع العذب الزلال نفوس الهيم، وصدع البرق رداء الليل البهيم، بحوله وفضله. وقرأتها عليه ونقلتها من خطه. وأنشدت عليه لنفسه من قصائده الحجازيات: كيف لا أندب عهداً بالحمى ... عن جفوني طارق النوم حمى نزعت شوقاً إليه مهجة ... لم يدع منها الهوى غير ذما يا ليالينا بذي الغور أما ... يتسلى القلب عنكن دما وعهوداً باللوى قد سلفت ... لم أزل أبكي عليهن دما يصدق البرق فؤادي حسرة ... فأنا أبكي إذا ما ابتسما ورياح الغور مهما نسمت ... أوقدت نار الجوى فاضطرما

لا تلوموني على الوجد فما ... يغفر المنصف باللوم فما كيف لي بالخيف يدنو ومنىً ... فهما هم فؤاد فهما يا حداة العيس رفقاً إنها ... شكت الجهد وبعد (1) المرتمى فهي تستنشق هبات الصبا ... كلما وافت بنجد علما أنسوها بالتذاذ إنها ... نعم تفهم تلك النغما طاويات لم يدع منها السرى ... ودخيل الشوق إلا الأعظما [89 و] تقصد الحوم من أعينها ... نطفاً ليست تروي من ظما ويمد السير من أعناقها ... خيزراناً حين تبدي السلما حملت اشباهها فهي بهم ... كقسي قد اقلت أسهما أوهن الوخد قواهن فإن ... لاح نجد خلت فيها لمما مدت الأعناق لما رملت ... بنقا الرمل وأمناف الحمى هاديات بالهوادي كلما ... ضل حاد جاذبته الخطما جنبوها مورد الماء فقد ... حرمته أو تزور الحرما يا خليلي رويداً إنها ... لتعاني الشوق مثلي فاعلما أنشقاها نفحة نجدية ... راحة المشتاق أن ينتسما وعداها بعداها ظفراً ... وسروراً يوم تأتي الموسما فبه تمحق آثار السرى ... وتباد البيد حتى تعدما

_ (1) م ط: وطول.

إنها قد حملت شعثاً إذا ... ما بكوا قلت غمام سجما ومتى أنوا اشتياقاً وشكوا ... صدعوا الصخر وشاقوا الأعصما شربوا الدمع حميماً وارتووا ... ولذا عافوا الزلال الشبما لم يزموا العيس حتى حرموا ... كل ماء أو يحلوا زمزما لا تلمهم في البكا معتديا ... كل جفن شام أو هام همى حسرتا إن لم أكن في (1) سلكهم ... وبهم مشتملا منتظما من عذيري من زمان قد مضى ... أقرع السن عليه ندما حسرتا إن لم أبلغ أملي ... قبل أن يأتي الردى مخترما يا جميل اللطف وأغفر زلتي ... وأقلني عثراتي منعما برح الفقر إلى رحماك بي ... لا يداوي الفقر إلا الكرما أن يكن ذنبي عظيماً قد غدا ... عفوك الواسع منه أعظما أثقلت ظهري ذنوب صحت من ... تحتها واأسفا واألما قرع الباب بها مسترحم ... لا يكن بابك عنه مبهما إن حسبي في غد إن أغتدي ... لائذاً بالمصطفى محترما [89 ظ] بشفيع المذنبين المرتجى ... في غد يشفع فيهم كرما النبي الأبطحي المجتبى ... سيد الخلق الكريم المنتمى الرسول الساطع النور الذي ... قد جلا نور هداه الظلما

_ (1) هذه هي رواية ط؛ وفي ح م: سلككم.

المكين المعتلي السامي إلى ... قاب قوسين أو أدنى مكرما خير خلق الله طراً سادهم ... بعلاء عرباً أو عجما فعليه صلوات الله ما ... شدت الورق فشاقت مغرما [غذيت بحب الهاشمي] : غذيت بحب الهاشمي وليدا ... فألفيت أمري في هواه حميدا غذيت به طفلاً صغيراً وناشئاً ... وكهلاً فما الفيت عنه محيدا تطعمته في ثدي أمي ولم أطق ... به صدراً حين أستطلت ورودا وأقسمت أن القى الإله بحبه ... يميناً عليها الله كان شهيدا إذا غرد القمري فاضت مدامعي ... فريداً كأني قد نثرت فريدا ويهتاج أشجاني نسيم إذا هفا ... بنيران شوقي زادهن وقودا أباد الأسى صبري وأفنى تجلدي ... وكنت على مر الخطوب جليدا وتحالف مع الشوق: إني كتبت وفي فؤادي لوعة ... حشيت بحر جحيمها الأحشاء أبكي لفرط شقاوتي لو أنه ... يدني الحبيب من المحب بكاء دمعاً متى أجريت وادي فيضه ... ذهبت به انفاسي الصعداء يا حسرتا نائي الأحبة نازح ... يرجو اللقاء وأين منه لقاء هامي الجفون مع البنان تمازجت ... في وجنتيه أدمع ودماء

أعشى نواظره البكاء وصدعت ... أكباده الأشواق والبرحاء يذري المدامع عابثاً بالترب لا ... تشجيه لا هند ولا أسماء شوقاً لقبر المصطفى ومحبة ... في خير من طلعت عليه ذكاء يا فوز قوم طيبوا وجناتهم ... بتراب طيبة هم هم السعداء حسرة على تفريط: أرى دعوى المحبة لا تصح ... وخلب برق عزمك لا يسح [90 و] ولو تطوى على عزم صحيح ... لهاجك من نسيم الغور نفح وكنت تطير من طرب متى ما ... يلح لك من بروق الخيف لمح ولم يرددك لفح من هجير ... ولا من ليلة ليلاء جنح أتشجيك الحمائم كل حين ... وما في مقلتيك لهن رشح أصخر قلبك المعمى عليه ... صليب لا يؤثر فيه قدح سكرت بكأس غيك أي سكر ... ثقيل ما أظنك منه تصحو تضيق خطاك عن خير البرايا ... وفيها إن قصدت سواه فسح لقد صرعتك حرب الغي صرعاً ... بقلبك لا بجسمك منه جرح وإلا فعنان البطل الخوار: هلا فليت إليه ناحية الفلا ... وبقيت ما تضحى بها متخيلا ومشيت والسعلاة لا متوحشاً ... وصدمت حر الجمر لا متململا

وصحبت آل القفر منتجعاً له ... وتركت آلك منهم مستبدلا ووطئت من شوك القتاد أزاهراً ... تندى وبالرمضاء روضاً مخضلا شوقاً إلى قبر النبي محمد ... حتى تحل بمنتداه وتنزلا حتى تمرغ حر خدك في ثرى ... عرصاته متضرعاً متذللا هلا سعيت إليه أغبر حافياً ... وكأن ركبت له أغر محجلا متألفاً للوحش في فلواتها ... متأنساً بظبائها متعللا يجلو عليك الصبح وجهاً مشرقاً ... ويريك جنح الليل طرفاً أكحلا حتى تحط الرحل في قبر به ... حفت ملائكة السماوات العلا قبر النبي الهاشمي محمد ... أكرم بمنزله المقدس منزلا فإن عزماً في الله لا يبعد معه أمل: هلا زجرت العيس تنفخ في البرى ... ووصلت في الفلوات سيرك بالسرى حتى تعفر وجنتيك بتربة ... من اجلها ولها ذممنا العنبرا ورحلت نحو الهاشمي محمد ... خير الأنام وخير من وطئ الثرى وتحل أرضاً لست من شغف بها ... أرضى بديلاً من حصاها الجوهرا [90 ظ] هلا مشيت ولو على جمر الغضا ... وكأنه نبت الرياض منورا هلا هجرت له مهادك مؤثراً ... حر الهجير عليه لا متأثرا شوقاً إلى خير الأنام محمد ... أكرم به ذاتاً واكرم عنصرا

هيهات أنت مقصر حتى ترى ... يوماً هناك محلقاً ومقصرا هلا قرعت السن من ندم على ... زمن مضى متلهفاً متحسرا هلا بكيت له وقل له البكا ... حقاً ولو تذري النجيع الأحمرا صدع الهوى اعشار قلبك والهوى ... مذ كان اعيا صدعه أن يجبرا ورحل لبغية المكارم: بين الحطيم وزمزم ... أرسل جفونك بالدم وأضرع إلى الرحمن في ... تلك المعالم ترحم لا ترض إلا عن دم ... فيها كلون العندم إن الدموع البيض لا ... تمحو خطايا المجرم بالله يا ريح الصبا ... انهي سلام المغرم بثي حديث أساه في ... نادي الحجيج الأعظم واندي بمسراك البليل عليهم وتنسمي ... وبعرف ريحك متعي ... مهج المطايا الرزم بثي حديث متيم ... يهوى المطار إليهم تصغي الحمام لشجوه ... فيقول: ويك تعلمي وتصيخ نحو نحيبه ... فتمده بترنم أرأيت استلام الحجر حجرا: إليك غلهي رغبتي وبكائي ... وفيك غدا دون الأنام رجائي

ومنك سألت العفو عن عظم زلتي ... وما خاب يوماً سائل الكرماء إذا أنت في جنح الدجنة لم تجب ... ندائي وإلا من يجيب ندائي لفضلك أزمعت الرحيل فحسرتا ... إذا أنا لم يحسن لديك ثوائي أسير بلا زاد ولا متأهباً ... كذلك يغشى منزل الفضلاء شفيعي لك المختار أحمد إنه ... عليك بحق أكرم الشفعاء [91 ز] فيا رب يسر لي زيارة قبره ... وماذا على فضل الإله بناء فقد طال شوقي نحوه وتلهفي ... عليه وأودى لاعج البرحاء أعض بناني حسرة وتندماً ... وأبكي اشتياقاً لو يفيد بكائي يقولون لي: عز الفؤاد لعله ... يفيق وأنى لات حين عزاء إلى قبر خير العالمين محمد ... نزوعي، ودائي منه هو دوائي ألا بلغي بالله يا نفحة الصبا ... نفائث أكباد إليه ظماء وانهي تحياتي إليه وعطري ... شذا مسك دارين بعرف ثنائي تحية مقصوص الجناحين واقع ... رهين فناء أو أسير بناء غدا يعتب الأجفان في صفو دمعها ... فلم ترضه حتى همت بدماء

580 - علي بن محمد بن الحسن الحضرمي:

متى عذلوا في الدمع كفكفت غربه ... فسال بأرداني وفضل ردائي وبلت أديم الأرض ديمته التي ... يشب الأسى منها بساكب ماء بقاء نعيمي في زيارة أحمد ... وكل نعيم صائر لفناء وأستقضي بحصن القصر من نظر إشبيلية وقتاً، وأتكتبه الرشيد من بني عبد المؤمن فكتب عنه قليلاً، ثم صار يستعمل في الأعمال السلطانية، فولي خطة الإشراف على بلاد حاحة من نظر مراكش، فتوفي بتامطريت، ثالث عيد الأضحى من سنة ثلاث وستين وستمائة، ودفن بقبلي جامعها وقد زرت قبره هنالك - نفعه الله بغربته - وورثه بيت مال المسلمين. 580 - علي بن محمد بن الحسن الحضرمي (1) : من سكان غرناطة قيرواني الأصل، أبو الحسن المرادي؛ روى عن أبي بكر أبيه الفقيه الأصولي الأديب، وأبي بحر سفيان بن العاصي وأبي الحسن بن موهب وأبي علي بن سكرة وأبي عمران بن أبي تليد وأبي القاسم بن ورد وأبوي محمد: ابن أبي جعفر وابن عتاب وأبي الوليد بن رشد. وذكر أبو محمد ابن حوط الله أنه روى عن أبي مروان بن سراج (2) .

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 87 والتكملة رقم: 1852 ومعجم الصدفي:283 ويسميه ابن الأبار: ابن المرادي، وإلى هذا أشار في هامش ح. (2) بعدها في م ط: وفيه نظر، والكلمة في هامش ح من زيادات المعلق، نقلا عن ابن الأبار.

581 - علي بن محمد بن إحلالة:

روى عنه أبو الحجاج بن موسى الكثيف وأبو خالد يزيد بن رفاعة وأبو القاسم بن سمجون. وكان محدثاً فقيهاً ذا حظ من الادب وقرض الشعر، واستقضي ببعض الكور. ومما استفاض [91 ظ] من شعره (1) قول في الحجة على إثبات القدر: علمي بقبح المعاصي حين أركبها (2) ... يقضي باني محمول على القدر لو كنت أملك نفسي أو أدبرها ... ما كنت أطرحها في لجة الغرر حملت أمراً ولم أقدر عليه ولم ... أكن لاقضي أفعالا على القدر ويروى: " كلفت فعلاً "؛ و " لاقضي أفعالاً بلا قدر " وكان في علم ربي أن يعذبني ... فلم أشاركه في نفع ولا ضرر (3) ويروى: " وجاز في عدل ربي " وهو أصوب أن شاء الله. إن شاء نعمني أو شاء عذبني ... أو شاء صورني في أقبح الصور يا ربي عفوك عن ذنب قضيت به ... عدلاً علي وهب لي صفح مقتدر ويروى: " صفح مغتفر ". 581 - علي بن محمد بن إحلالة: بلنسي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة.

_ (1) هامش ح: بل ذكر ابن الآبار أنها من شعر أبيه، أبي بكر. (2) ابن الآبار: أوثرها. (3) ابن الأبار: نفعي ولا ضرري.

582 - علي بن محمد بن خثيم الأنصاري:

582 - علي بن محمد بن خثيم الأنصاري (1) : إشبيلي أبو الحسن، رحل وحج وروى بمكة - شرفها الله - عن أبي شجاع زاهر بن رستم، وتوفي بإشبيلية عام ستة وأربعين وستمائة. 583 - علي بن محمد بن خلف بن علي الأوسي: روى عن أبي الحسن عباد بن سرحان. 584 - علي بن محمد بن خلف الأوسي (2) : قرطبي أبو الحسن؛ روى عن أبي الحسن بن الباذش، واختص به ولازمه كثيراً وأبي القاسم فضل الله بن محمد. روى عنه أبو جعفر بن الباذش وأبو عبد الله ابن عبد الرحمن. وكان مقرئاً مجوداً ضابطاً، نحوياً ماهراً فاضلاً، اقرأ القرآن ببلده ودرس فيه العربية، وتوفي عصر يوم الأربعاء، لليلتين بقيتا من شعبان ودفن يوم الخميس بعده، سنة ست وعشرين وخمسمائة. 585 - علي بن محمد بن خلف بن قيطون: أبو الحسن؛ روى عنه أبو بكر بن أحمد بن سيد الناس. 586 - علي بن محمد بن خلف بن محمد بن مقصير: بلنسي أبو الحسن؛ روى عن أبي الحسن بن سعد الخير.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 137. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1843.

587 - علي بن محمد بن خلف المغيلي:

587 - علي بن محمد بن خلف المغيلي: شاطبي أبو الحسن المغيلي؛ روى عن أبي عبد الله بن بركة، حكى عنه أبو عمر بن عياد، وهو في عداد اصحابه، وكان ثقة خيراً. 588 - علي بن محمد بن خلف: أبو [92 و] الحسن، روى عن أبي علي بن سكرة وآراه والأوسيين قبله رجل واحد (1) ، والله اعلم. 589 - علي بن محمد بن خليد اللخمي (2) : سكن المرية ثم مراكش أبو الحسن ابن الاشبيلي؛ أخذ عن أبي القاسم بن ورد واختص به؛ أخذ عنه أبو عمرو عثمان السلالقي وأبو القاسم عبد الرحيم بن الملجوم؛ وكان حافظاً للفقه نافذاً في أصوله، متحققاً بعلم الكلام، خطيباً بليغاً، وله مصنف سماه: " المعراج " قدم به على عبد المؤمن بن علي وهو محاصر اغمات وريكة في جمادى الاولى سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، فحظي عنده واكرم وفادته ورقاه إلى رتب علية نال بسببها دنيا عريضة وجاهاً مديداً، وتوفي بمراكش سنة سبع وستين وخمسمائة. 590 - علي بن محمد بن ديسم (3) : مرسي أبو الحسن؛ روى عن أبي عبد الله بن حميد وابن سعادة وأبي القاسم بن حبيش، وتادب في النحو قديماً بابي الحسن بن الشريك؛ روى عنه أبو محمد بن عبد الرحمن بن برطله. وكان مقرئاً نحوياً فاضلاً، صبوراً على حاله، صرورة ما

_ (1) كذا بالرفع في الأصول. (2) ترجمته في صلة الصلة: 101 والتكملة رقم: 1862. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1898.

591 - علي بن محمد بن زكريا بن يحيى الأنصاري:

تزوج قط، عفيفاً مرضي الجملة، وتعيش أحياناً مما يكتب بخطه، وكان رائق الوراقة بارع الخط، وتوفي سنة ثلاث أو أربع وعشرين وستمائة (1) . 591 - علي بن محمد بن زكريا بن يحيى الأنصاري (2) : من سكان أو ريولة أبو الحسن السكي واللاردي؛ روى عن أبي بكر بن أحمد بن عماد وأبي محمد البطليوسي، وكان مقرئاً نحوياً لغوياً. 592 - علي بن محمد بن زيادة الله الثقفي (3) : مرسي أبو الحسن؛ روى عنه أبو محمد بن عبد المنعم بن الفرس وكان فقيهاً حافظاً، درس " المدونة " وغيرها، واستقضي. 593 - علي بن محمد بن سعيد بن أبي الفتوح بن حمزة القيسي: شاطبي أبو الحسن ابن الطشتلير؛ روى عن أبي القاسم بكار بن الغرديس، لقيه بسجلماسة، وبها وبفاس عن أبي عبد الله بن علي بن الصيقل وعباد بن سرحان، روى عنه عبد الملك بن محمد بن عبد العزيز. 594 - علي بن محمد بن سعيد بن حسون [؟] (4) ابن عمر

_ (1) هامش ح: أخذ عنه أبو بكر بن مسدي وقال: أخبرني ان مولده على راس الستين أو قبلها بيسير. (2) ترجمته في صلة الصلة: 84 والتكملة رقم: 2316. (3) ترجمته في بغية الملتمس رقم: 1198، وقال: يعرف بابن الحلال. (4) بياض في الأصول.

595 - علي بن محمد بن سعيد الأنصاري:

الأنصاري: كان بجزيرة شقر، من اهل العلم، حياً سنة ست [92 ظ] وعشرين وخمسمائة. 595 - علي بن محمد بن سعيد الأنصاري (1) : قرطبي أبو الحسن ابن الفحام؛ تلا بالسبع على أبي بكر بن سمحون وأبي القاسم الشراط، وروى عن أبي القاسم بن بشكوال؛ وكان شيخاً صالحاً موصوفاً بالنسك والعبادة يتعيش من كد يمينه في خياطة ينتحلها، ويؤم في صلاة الفريضة بمسجد أبي رباح من قرطبة؛ توفي سنة أربع عشرة وستمائة. 596 - علي بن محمد بن سليمان بن خلف الأنصاري: إشبيلي أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر السلاقي وأبي ذر بن أبي ركب، وكان محدثاً أديباً بارع الخط أنيق الوراقة متقن الضبط. 597 - علي بن محمد بن عبد الله بن أبي الربيع القرشي: إشبيلي روى عن أبي القاسم بن أبي هارون، وكان ضابطاً متقناً، حياً سنة عشرين وستمائة. 598 - علي بن محمد بن صالح: مروي أبو الحسن؛ روى عن أبي الحسن شريح. 599 - علي بن محمد بن عبد الله بن جابر الأنصاري: مالقي أبو الحسن

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1889.

600 - علي بن محمد بن عبد الله بن حزمون الكلبي:

ابن النجار؛ روى عنه أبو عبد الله الطنجالي، وكان مكتباً مجوداً فاضلاً ديناً، توفي سنة إحدى وعشرين وستمائة. 600 - علي بن محمد بن عبد الله بن حزمون الكلبي (1) : روى عن أبي جعفر البطروجي. 601 - علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن خلف بن جعفر بن حزم الجذامي: قرطبي موروري الأصل أبو الحسن؛ كان من بيت علم وجلالة وجدة ويسار ونباهة، وامتحن بالإجلاء عن وطنه من قبل أبي الوليد بن جهور في ربيع الأول سنة أربعين وأربعمائة، فاستقر آخراً بمرسية، وتوفي مغرباً قبل خمسين واربعمائة. 602 - علي بن محمد عبد الله بن محمد بن حربون الكلبي: قرطبي أبو الحسن؛ روى عن أبي الحسن عبد الجليل بن عبد العزيز وأبي داود ابن يحيى (2) . 603 - علي بن محمد بن عبد الله بن معدان الصدفي: من سكان المرية أبو الحسن الركاني؛ روى عن أبي إسحاق بن صالح وأبي الحسن بن هذيل وأبي الطاهر السلفي وأبي العباس بن إبراهيم بن أحمد الأنصاري وأبي القاسم

_ (1) ترجمته في صلة الصلة 89: وجاء في هامش ح: زاد ابن الزبير في عمود نسبه محمداً بين عبد الله وحزمون وقال: روى عن عبد الجليل بن عبد العزيز وأبي داود سليمان بن يحيى المقرئ؛ وقال ابن مسدي: التدبيري الأديب، مولده سنة اثنتين وخمسين. (2) انظر الترجمة رقم: 600 والتعليق عليها، وقد جعلهما صاحب صلة الصلة شخصاً واحداً.

604 - علي بن محمد بن عبد الله الجذامي:

اللبسي وأبي [93 و] محمد الرشاطي وأبي مروان بن مسرة، وانتقل إلى العدوة فأقرأ هنالك. 604 - علي بن محمد بن عبد الله الجذامي (1) : مروي أبو الحسن البرجي - بفتح الباء بواحدة -؛ تلا بالسبع على أبي الحسن بن الدوش (2) وأبي داود الهشامي (3) وأبي عمران اللخمي، وسمع الحديث من أبوي علي: الغساني والصدفي. روى عنه أبو إسحاق بن صالح وأبو بكر بن نمارة وأبو العباس بن العريف. وكان مقرئاً مجوداً ضابطاً ذاكراً للقراءات، أصولها وحروفها، فقيهاً حافظاً متفنناً في العلوم، خيراً صالحاً، واستفتي في إحراق ابن حمدين كتب أبي حامد (4) الغزالي بتأديب محرقها وتضمينه قيمتها، وتابعه على ذلك أبو بكر عمر بن الفصيح وأبو القاسم بن ورد ودارت له في ذلك مع قاضي المرية حينئذ أبي عبد الملك مروان بن عبد الملك قصة غريبة، وتوفي بالمرية سنة تسع وخمسمائة. 605 - علي بن محمد بن عبد الله الأنصاري: سرقسطي؛ كان من أهل العلم، مبرزاً في العدالة، حياً سنة ست وثلاثين واربعمائة.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 81 والتكملة رقم: 1841 ومعجم الصدفي: 371؛ وبرجة - بفتح الباء - من عمل المرية. (2) في ح كتبت بالواو، وفي م ط دون واو. (3) م: الهاشمي. (4) في ح كتب أبي محمد وهو سهو.

606 - علي بن محمد بن عبد الله الحضرمي:

606 - علي بن محمد بن عبد الله الحضرمي: إشبيلي؛ كان فقيهاً عاقداً للشروط بصيراً بها، حياً سنة تسع وثلاثين وستمائة. 607 - علي بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن منصور الأنصاري: بلنسي لغوني (1) الأصل أبو الحسن؛ تلا بالسبع على أبي الحسن بن هيل وحدث عنه وعن أبي الحسن بن النعمة وأبي الوليد بن الدباغ، واجاز له أبو بكر بن الخلوف؛ وكان مقرئاً مجوداً متصدراً لذلك، وخطب ببعض كور بلنسية وأستأدبه السلطان حينئذ لبنيه، وتوفي آخر ربع وسبعين وخمسمائة. 608 - علي بن محمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري: قرطبي؛ كان من بيت علم وجلالة ونباهة، حياً سنة ست عشرة وستمائة. 609 - علي بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد القرشي الزهري: أبو الحسن؛ روى عن أبي ذر بن أبي ركب، لقيه بفاس؛ روى عنه أبو عبد الله بن أبي جعفر النيار. 610 - علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمارة العبدري: بلنسي أبو الحسن [93 ظ] روى عن أبي الربيع بن سالم. 611 - علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن علي

_ (1) هامش ح: لغون من عمل سرقسطة.

القضاعي ثم البلوي (1) : إشبيلي قرطبي الأصل، ويعرف سلفه بها ببني علي، أبو الحسن البلوي؛ روى عن آباء بكر: ابن الجد وابن خير، وأكثر عنه، وابن صاف وتلا عليه بالسبع، وأبوي عبد الله: ابن زرقون وابن المجاهد، وأبي عمر عياش الأكبر ابن عظيمة، وأبوي القاسم: ابن بشكوال والسهيلي، قرأ عليهم وأجازوا له؛ وتفقه بأبي الربيع المقوقي. وأجاز له من أهل الأندلس: أبو جعفر بن مضا وأبو القاسم ابن الحاج والشراط وأبو محمد عبد المنعم بن الفرس وأبو الوليد بن المناصف؛ ومن أهل المشرق: أبو الطاهر السلفي. وروى عنه شيخنا: أخوه أبو القاسم وأبو الحسن الرعيني، وأبو بكر بن سيد الناس وأبوا محمد: الحرار وطلحة وأبو عبد الله بن سعيد الطراز. وكان كبير عاقدي الشروط بإشبيلية وصدر المبرزين من عدولها، أثبت الناس على شهادة وإن طال امرها، وقوراً مهيباً سري الهمة خيراً فاضلاً حليماً، سالم الصدر حسن الخلق على شدة إنقباض كانت فيه وقلة إنبساط مع الناس وكثرة نفار منهم وحذر مخالطتهم أول ما يلقاه قاصده، فإذا خبر منه سلامة الجانب وصحة القصد والمعاملة بالجد قابله من حسن القبول وجميل العشرة بما لا مزيد عليه، محرجاً في إسماعه الحديث، ضابطاً راوية ثقة في نقله، كامل المعرفة بالفقه وفرائض المواريث والحساب والعروض؛ ولد يوم الخميس لثمان بقين من ربيع

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 130 والتكملة رقم: 1896 ومعجم الرعيني: 112.

612 - علي بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام الأنصاري الأوسي:

الأول عام أربعة وخمسين وخمسمائة، وتوفي لإحدى عشرة ليلة بقيت، وقال ابن الأبار في الموفي ثلاثين، من ربيع الآخر ثلاثة وعشرين وستمائة، والأول صحيح (1) . حدثني الشيخ المسن أبو القاسم البلوي، رحمه الله، قال حدثني أخي وكبيري أبو الحسن [؟.] (2) . 612 - علي بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام الأنصاري الأوسي: قرطبي سكن مراكش ثم رباط الفتح، أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر بن خير وأبي عبد الله بن الفخار وأبي القاسم بن بشكوال. روى عنه أبنه أبو عبد الله شيخنا. وكان لأ94 و] محدثاً راوية عدلاً، وولي بعض الأعمال السلطانية فسار فيها أحمد سيرة، ولم ينتقل عن عدالة وفضل وجلالة، وتوفي برباط الفتح سنة ثنتين وستمائة. 613 - علي بن محمد بن عبد العزيز بن عقال الفهري: بونتي سكن بلنسية، أبو الحسن؛ كان من أهل العلم والنباهة، ولي أحكام بلده للقاضي أبي محمد بن جحاف أو غيره، وتوفي ببلده. 614 - علي بن محمد بن عبد العزيز: بلنسي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة.

_ (1) وقال الرعيني: في التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر. (2) بياض في الأصول.

615 - علي بن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز اللخمي:

615 - علي بن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز اللخمي (1) : قرطبي سكن إشبيلية ومراكش، أبو الحكم ابن المرخي؛ روى عن أبيه أبي بكر وأبي الحسن بن مغيث وأبي عبد الله حفيد مكي وأبي القاسم ابن رضا، وأجاز له أبو بكر بن العربي وأبو الحسن شريح؛ روى عنه أبنه أبو بكر وأبو سليمان بن حوط الله. وكان من بيت علم وجلالة نبيه القدر، أحد الكتبة المجيدين (2) الفائقين لفظاً وخطاً، متين المعارف الأدبية، سري الهمة كريم الأخلاق، وكتب عن أبي يعقوب بن عبد المؤمن زماناً ثم إن أبا يعقوب خيم بظاهر إشبيلية في غزواته ونهى أهل محلته كلهم عن الدخول إلى إشبيلية، فدخل إليها أبو الحكم هذا فهجره أبو يعقوب ثم أقصاه ولم يعده بعد إلى الكتابة، وذلك في سنة [؟.] (3) . 616 - علي بن محمد بن عبد الملك القيسي (4) : من سكان إشبيلية، أبو الحسن الأشبوني (5) ؛ روى عن أبي بكر: ابن طاهر المحدث وابن العربي، وبي الحسن شريح، وكان محدثاً راوية أستاذا. 617 - علي بن محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرج بن أحمد ابن عبد الواحد بن حريث الغافقي: غرناطي أبو الحسن الملاحي؛ وهو

_ (1) ترجمته في التكملة: 1872 وصلة الصلة: 106. (2) م ط: المجتهدين. (3) بياض في الأصول. (4) ترجمته في صلة الصلة: 84 والتكملة رقم: 2335. (5) صلة الصلة: الأشوني.

618 - علي بن محمد بن عبد الوارث الأنصاري:

ولد النسابة المحدث أبي القاسم، روى عن أبيه وأبي زكريا الدمشقي. 618 - علي بن محمد بن عبد الوارث الأنصاري (1) : غرناطي أبو الحسن؛ روى عن أبي إسحاق بن صالح وأبي بكر بن العربي وأبي جعفر بن الباذش وأبي الحجاج القضاعي وآباء الحسن: ابن ثابت وشريح وعريب وأبي الحكم بن [94 ظ] غشليان، وأبوي عبد الله النميري وابن وضاح وأبي القاسم بن ورد، وأبوي مروان: ابن بونه وابن ميسرة، وأبي الوليد بن الدباغ؛ روى عنه أبو عبد الله الأندرشي، ةكان محدثاً راوية مكثراً ثقة في ما يرويه ضابطاً مقيداً متقناً. 619 - علي بن محمد بن عبد الودود (2) : مربيطي أبو الحسن؛ تلا بالسبع على أبي عبد الله محمد بن عبد العزيز بن واجب، وسمع الحديث على أبوي عبد الله: ابن الخباز وابن قنترال، وله إجازة من أبي الطاهر بن عوف وأبي عبد الله الحضرمي وأبي القاسم بن جاره؛ روى عنه أبو عبد الله بن الأبار، وكان شيخاً صالحاً عاقداً للشروط، ولي الأحكام والخطبة والصلاة ببلده، وتوفي به في صدر ذي الحجة من سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. 620 - علي بن محمد بن عصفور الحضرمي: إشبيلي؛ كان عاقداً للشروط، عدلاً مبرزاً، زاكياً فاضلاً.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 107. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1904.

621 - علي بن محمد بن عقيل:

621 - علي بن محمد بن عقيل: من أهل شنتمرية الشرق أبو الحسن؛ روى عن أبيعبد الله المغامي. 622 - علي بن محمد بن علي بن أحمد بن حسن الطائي: غرناطي أبو الحسن مسمغور (1) ؛ روى عن خاله أبي عبد الله بن إبراهيم. 623 - علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي الربعي. 624 - علي بن محمد بن علي بن إدريس العبدري: أبو الحسن؛ سمع من لفظ أبي محمد عبد الحق الخراط: " تلقين الوليد " أحد مصنفاته سنة ست (2) وسبعين وخمسمائة؛ روى عنه أبو إسحاق بن عبيد الله بن محمد المذحجي وأبو الحسين عبيد الله المذكور وأبو القاسم الملاحي سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وكان محدثاً نبيلاً ثقة؛ قال أبو محمد بن الخراط، في ما كتب له: محل الابن. 625 - علي بن محمد بن بيبش الأنصاري: مالقي. 626 - علي بن محمد بن علي بن جعفر: بلنسي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة اربع عشرة وستمائة. 627 - علي بن محمد بن علي بن جميل المعافري (3) : مالقي أستوطن

_ (1) م ط: مسمقور. (2) ست: سقطت من م. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1879 وشذرات الذهب 5: 17.

الشام وعرف هنالك بزين الدين، أبو الحسن بن جميل؛ روى بالأندلس عن بعض شيوخها (1) ، وبسبتة عن أبي الصبر الفهري، ورحل مشرقاً فأخذ ببجاية عن أبي [95 و] محمد عبد الحق بن الخراط، وبدمشق عن أبي الطاهر الخشوعي وأبي محمد القاسم بن أبي القاسم علي بن عساكر (2) ، وبالمسجد الأقصى عن جمال الدين أبي القاسم عبد الرحيم بن علي بن إسحاق ابن شيث بن مروان القرشي سنة أربع وستمائة وأبي الفرج يحيى بن أبي الرجا محمود بن أبي الفرج سعد بن أبي طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمد الثقفي سنة ثنتين وثمانين وخمسمائة، ومخلص الدين أبي الفضل يونس بن محمد بن بندار الصوفي الدينوري السبي وحج، أرى ذلك سنة سبع وسبعين، ولقي هنالك أعلاماً فروى عنهم؛ روى عنه ببيت المقدس أخوه أبو زيد عبد الرحمن وأبو الحسن بن محمد بن خروف القرطبي (3) . وكان ورعاً زاهداً، فاضلاً حافظاً الحديث، عارفاً بالقراءات، غماماً في النحو، حسن الخط، شهر في بلاد الشام بمتانة الدين وكمال الفضل؛ ولما أفتتح صلاح الدين بيت المقدس التمس إماماً يكون خطيبه وصاحب الصلاة به فأجمع من حضر هناك من العلماء والأفاضل المشار إليهم

_ (1) هامش ح: سمع بمالقة بلده من أبي القاسم السهيلي. (2) هامش ح: وسمع بمصر من أبي الفتح محمود بن أحمد علي القابوني. قلت: وفي شذرات الذهب إنه سمع بالشام من يحيى الثقفي وجماعة. (3) هامش ح: والزكي أبو محمد المنذري.

على أنه لا أحق من أبي الحسن هذا بذلك المنصب، فقدمه لذلك، وإياه عندي عن عماد الدين الأصبهاني ابن إله كاتب السلطان صلاح الدين - رحمهما الله - بقوله في كتابه: " الفتح القسي في الفتح القدسي " (1) : ورتب السلطان في قبة الصخرة إمامً من أحسن القراء تلاوة، وأزينهم طلاوة، وأنداهم صوتاً، وأسماهم في الديانة صيتاً، وأعرفهم بالقراءات السبع بل العشر، وأطيبهم في العرف والنشر، وأغناه وأقناه، وأولاه لما ولاه، ووقف عليه داراً وأرضاً وبستاناً، وأسدى إليه معروفاً وإحساناً " وبقوله في كتاب " البرق الشامي ": " وأقام السلطان بها إماماً حسن التلاوة، حافظاً للقرآن جامعاً في القراءة للعذوبة والحلاوة ". واستمرت حالة كذلك معلوم الجلالة إلى أن توفي فكانت جنازته مشهودة لم يتخلف عنها كبير أحد، حتى أن النصارى الذين كانوا بالكنيسة [95ظ] هنالك اتبعوا جنازته ورموا بعض ثيابهم على نعشه، واخذ بعضهم يتناول بعضا إياها ويمسحون بها على وجوههم تبركاً به، رضي الله عنه؛ وكانت وفاته [سنة خمس وستمائة] (2) وقال ابن الابار انه عاد إلى الأندلس وان أخاه روى بها عنه وما أرى صحيحا، والله اعلم. 628 - علي بن محمد بن علي بن الحسن بن أبي الحسين متوكل بن

_ (1) أنظر الفتح القسي: 65 (ط. ليدن) . (2) بياض في الأصول وأثبتناه من الزيادات في هامش.

629 - علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن سعيد بن محمد بن ذي النون بن محمد بن ذي النون الحجري:

حسان بن حسين بن ربيع بن بلج الاصبحي (1) : قنسري من جند الشام، أبو الحسن؛ اخذ بقرطبة عن أبي سليمان عبد السلام بن السمح وأبي عبد الله ابن احمد بن قادم وأبي العلاء صاعد بن الأحسن وأبي عمر احمد بن أبي الحباب وابوي القاسم: خلف بن سليمان بن غمرون واحمد بن أبان بن سيد، وأبي محمد بن إبراهيم الأصيلي وأبي يحيى زكرياء بي الاشج؛ وذكر ابن بشكوال روايته عن أبي أيوب بن غمرون لا عن ابنه خلف؛ روى عنه ابنه أبو جعفر محمد وأبو بكر المصحفي وأبو عبد الله بن نبات. وكان أديباً بليغاً، مشاركاً في النحو، حافظاً للغات ذاكراً للآداب، وصنف في " التشبيهات " (2) كتاباً حسناً، وتوفي قريباً من الثلاثين وأربعمائة. 629 - علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن سعيد بن محمد بن ذي النون بن محمد بن ذي النون الحجري: قنجايري أبو الحسن، وهو أخو الراوية الزاهد أبي محمد بن عبيد الله؛ روى عن أبي عبد الله بن أبي أحد عشر، وكان محدثاً راوية عدلاً ضابطاً صالحاً فاضلاً. 630 - علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي عبدة: أبو الحسن؛ روى عن أبي عبد الله بن أيوب بن نوح، وكان من أهل

_ (1) ترجمته في جذوة المقتبس: 290 وبغية الملتمس رقم:1193 والصلة:392. (2) في التشبيهات من أشعار أهل الأندلس.

631 - علي بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن جابر بن اوس ابن حفص بن اوس بن عزيز بن إسماعيل بن معمر بن حسان بن سلمة ابن حيي أبي الصباح بن يحيى بن الجبير اليماني:

العناية التامة بالعلم جرياً على سنن سلفه، من بيت علم وجلالة. 631 - علي بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن جابر بن اوس ابن حفص بن اوس بن عزيز بن إسماعيل بن معمر بن حسان بن سلمة ابن حيي أبي الصباح بن يحيى بن الجبير اليماني: قرطبي أبو الحسن بنم حفص؛ اكثر عن أبيه وعلى أصوله كان يعتمد في الإسماع، وأبي القاسم ابن بشكوال، ولازمة؛ وروى سماعاً وقراءة على أبي عبد الله بن المناصف وأبي القاسم بن غالب وأبي محمد بن مغيث واجازوا له؛ وسمع [96و] على أبي الحسن بن عقاب " الشهاب "، ولقي ابا اسحاق بن كوزانة وابا الاصبغ بن أبي الخصال وابا بكر بن خير وأبا الحسن بن هشام اللورقى، واجازوا له؛ واجاز له ممن لم يلق أبو الحسن نخبة. روى عنه أبو جعفر التسولي وأبو عبد الله بن علي الغرناطي الكاتب، وحدثنا عنه جماعة من شيوخنا منهم: أبو الحسن الرعيني، وكان محدثاً ضابطاً لما ينقله ثقة في ما يرونه، زاهداً ورعاً متقشفاً، مشكور الأحوال مشهور الفضل معروفاً بالصلاح والخير ومتانة الدين والاقتداء بسني الآثار السنية (1) . 632 - علي بن محمد بن علي بن عبد الملك الانصاري: شريشي - فيما احسب - أبو الحسن ابن البلنسي؛ روى عن عبد الرحمن بن عمر بن حفص.

_ (1) هامش ح: وجد خطة لبعض من اخذ عنه مؤرخاً منتصف شوال سبع عشرة وستمائة.

633 - علي بن محمد بن علي بن عيسى الحجري:

633 - علي بن محمد بن علي بن عيسى الحجري: شريشي؛ كان من اهل العلم، حياً سنة سبع عشرة وستمائة. 634 - علي بن محمد بن علي بن فتوح الأنصاري: روى عن أبي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن واجب، وتلا عليه؛ وكان بارع الخط متقناً مجوداً لكتاب الله تعالى، حسن القيام عليه (1) . 635 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن خروف الحضرمي (2) : إشبيلي أبو الحسن الدريدنه، تلا بالسبع على أبي بكر بن صاف وأبي محمد قاسم بن الزقاق، وروى الحديث عن أبي بكر بن خير وابن زرقون وأبوي عبد الله: ابن الرمامة وابن المجاهد، وتفقه بهما، وأبي القاسم ابن بشكوال وأبي محمد بن عبيد الله وأبي مروان بن قزمان، وأخذ علم الكلام واصول الفقه عن العارف أبي عبد الله الرعيني ركن الدين وأبي الوليد بن رشد الأصغر، والعربية والآداب عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي بكر بن طاهر وأبي بكر بن طاهر ولزمه، وعليه أتقن " الكتاب " وعنه لقن أغراضه، وأبي سليمان السعدي وأبي محمد القاسم ابن دحمان.

_ (1) بهامش ح ترجمة مزيدة وهي: علي بن فرج القيسي الكاتب البارع مؤلف كتاب الفتح المبين في معرفة وجوب الجهاد في الدين (قلت: أنظر صلة الصلة: 140 الترجمة رقم: 282 فلعله هو هذا) . (2) ترجمته في صلة الصلة: 122 والتكملة رقم: 1884 ووفيات الأعيان: 3: 22 وبرنامج الرعيني: 81 وجذوة الاقتباس: 307 ورشاد الأريب 15: 75 أما السيوطي في بغية الوعاة: 354 وابن شاكر في الفوات 2: 160 وابن الساعي في الجامع المختصر: 306 فقد خلطوا بينه وبين ابن خروف الشاعر.

روى عنه آباء بكر: ابن عبد النور وابن فحلون والقرطبي، وآباء الحسن: الدباج والشاري وابن القطان، وأبو الحسين عبيد الله بن عاصم الدائري وأبو الخطاب بن خليل وأبو عبد الله الرندي المسلهم وأبو العباس بن هارون وأبو العباس بن هارون وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن المصمودي ابن رحمون [96 ظ] وأبو محمد بن قاسم الحرار، وحدثنا عنه من شيوخنا أبو الحسن وأخوه أبو محمد الرعينيان، وأبو زكريا ابن عتيق وأبو علي الماقري. وكان مقرئاً مجوداً حافظاً للقراءات، نحوياً ماهراً، عددياً فرضياً، عارفاً بالكلام وأصول الفقه، وقد صنف في كل ما ينتحله من العلوم مصنفات مفيدة شرقت وغربت، وتداول الناس انتساخها رغبة فيها وشهادة بجودتها، وكان كثير العناية بالرد على الناس فرد على إمام الحرمين أبي المعالي النيسابوري في كتابه: " الإرشاد والبرهان "، وعلى أبي الحسين بن الطراوة في مقدماته على أبواب الكتاب، وعلى الاعلم في " رسالته الرشيدية " وغيرها، وعلى أبي محمد بن حزم في بعض مقالاته، وعلى أبي إسحاق بن ملكون وأبي الوليد بن رشد وأبي القاسم السهيلي في مشائل كثيرة، وعلى أبي جعفر بن مضاء وعلى غيرهم من اهل عصره، وشرح كتاب سيبويه وسماه: " تنقيح الألباب في شرح غوامض الكتابط و " جمل الزجاجي " وله مصنفات في القراءات مستجادة، وكان وقت طلب العلم مختصاً بخدمة شيخه رئيس النحاة أبي بكر بن طاهر، فيذكر أنه غاب على بعض كتبه وهما حينئذ بفاس فسجن من أجل ذلك، ولم

يزل القاضي أبو محمد بن عمر أبو القاضي أبي حفص يتلطف في أمره حتى سرح، وأزال ما حدث بسبب ذلك من الوحشة بينه وبين شيخه أبي بكر بن طاهر، وعاد إلى خدمته والقراءة عليه كما كان. وكان أبو الحسن - رحمه الله - صرورة لم يتزوج قط إلى أن توفي، وكان يقول: والله ما حللت مئزري قط على حلال ولا حرام، وكان مشهوراً بالصدق وطهارة الثوب والصيانة والعفاف، متجولاً عمره على البلدان، يدير بضاعة له كانت في تجارة أكثرها في إقامة أواني الخشب المخروطة، وأكثر ما كان يتردد بين رندة وإشبيلية وسبتة وفاس ومراكش فمتى حل ببلد شرع في إقامة ما يقيم من ذلك أن كان بلد إقامة، أو بيعه أن كان بلد بيع ما أقامه بغيره، وانتصب لتدريس ما كان لديه من المعارف ريثما يتم غرضه في البيع والإقامة، ويستوفي الجعل على الإقراء من الطلبة، [97 و] ولا يسامح أحداً في القراءة عليه إلا بجعل يرتبه عليه، ثم يرحل، هكذا كان ادبه. وكان وقور المجلس مهيباً. ورفع إلى الناصر من بني عبد المؤمن نسخة من " شرح كتاب سيبويه " بخطه في أربع مجلدات، فأثابه عليه باربعة آلاف درهم من دراهمهم، وقد رأيت هذه النسخة وأخرى بخطه أيضاً. وذكر لي بعض الرحالين انه رأى بمدرسة الفاضل البياني من القاهرة نسخة بخط المصنف في مجلد واحد وقد انتسخ كثيراً لنفسه ولرؤساء عصره. وقال شيخنا أبو الحسن الرعيني (1) : كان جامداً على ما لقن (2) عن ابن

_ (1) برنامج الرعيني: 81. (2) في ح: لقي، وفي الحاشية: لعله تلقى أو لقن.

طاهر، قليل التصرف بكيء العبارة، متسرعاً لإنكار ما لا يعرف. قال: وكانت بينه وبين شيخنا أبي علي الرندي - رحمهما الله - مناقضات في مسائل من العربية أنشقه أبو علي فيها الخردل، فما قام معه ولا قعد. وقال لي شيخنا أبو زكريا بن عتيق: كان شديد الضجر عند تتبع البحث معه والمساءلة له، فعهدي به مرات إذا ضويق في المجلس ياخذ قرقيه (1) ويقوم من مجلسه دون سلام ولا كلام، ويتخطى ما يقابله من الحلقة، ثم يرد وجهه إلى الطلبة ويقول لهم: ما أراكم عزمتم على إكمال قراءة " الكتاب " ما أخذتم أنفسكم بهذه المآخذ، أو نحو هذا من القول، ثم ينصرف. وأصابه قبل موته خدر واختلاط عقل أدى ذلك إلى أن ثقف القاضي بإشبيلية حينئذ أبو محمد بن حوط الله أو أبو حفص بن عمر؟ وقيل أبو محمد عبد الحق ولا يصح - ماله وحجر عليه - فقصده معترضاً له ومتظاهراً بالسلامة من الاختلال، واستطال عليه بلسانه وأغلظ له في القول، فلم يسع القاضي إلا صرفه مبروراً، والاحتياط عليه رعياً لشاخته، ورحمة له وشهرة مكانه قبل من العلم والدين. قال أبو العباس بن هارون: رايته في تلك الحال ماشياً في ازقة إشبيلية ذاهلاً حافياً لا يشعر بما هو فيه؛ وتوفي بإشبيلية في العشر الوسط من جمادى

_ (1) قرق - بضم القاف الأولى - لم ترد في اللسان، وهي من استعمال الأندلسيين وقد أوردها دوزي في قاموس الملابس وقال أنها تشبه ما نسميه " الصندل " وذكرها في ملحق المعاجم ونقل من رياض النفوس: " فجلس في الموضع الذي تلقى فيه النعال والأقراق "، قلت: والقراق صانعها يرد في بعض التراجم الأندلسية والمغربية.

636 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن [97 ظ] هيصم الرعيني:

الآخرة، وقال ابن الآبار: في صفر تسع وستمائة، ابن ثمانين سنة أو نحوها. 636 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن [97 ظ] هيصم الرعيني (1) : إشبيلي أبو الحسن ابن الفخار، صنعة أبيه، والبطشي، وكان سلفه فيها يعرفون ببني الحاج، كتب لي ذلك كله بخطه إلا شهرته بابن الفخار، وأخبرني به غير مرة، وأنه أراده أبوه على تعلمها فلم تساعده دريته عليها فصرف عنها، وذكر الراوية أبو القاسم بن الطيلسان أن الحاج الذي ينسبون إليه هو هيصم المذكور. تلا القرآن العظيم بالسبع وبالإدغام الكبير عن أبي عمرو بن العلاء على أبي بكر القرطبي، وبقراءتي الحرميين وبعضه بقراءة أبي عمرو على أبي بكر بن عبد النور، وأكثر عنهما وأجازوا له، وبقراءة ورش على أبي بكر بن الرماك ومؤدبه أبي علي الزبار، وقرأ عليهما غير ذلك، ولم يذكر انهما أجازا له؛ وبها (2) على أبي العباس بن منذر إنهما لم يجيزا له، وأخذ بين سماع وقراءة عن أبي إسحاق بن غالب وآباء بكر: السقطي وابن طلحة وابن قسوم، ولازمهم، وابن العربي الحاج وابن الغزال الشريشي وابن مطرف،

_ (1) هذا هو أبو الحسن الرعيني (592 - 666) شيخ المؤلف وصاحب البرنامج المفيد الذي حققه صديقنا الأستاذ إبراهي شبوح (دمشق 1962) ؛ وهذا الحشد الذي أورده المؤلف من شيوخ الرعيني مستمد من البرنامج وفيه ما لم يرد في البرنامج أيضاً. (2) أي بقراءة ورش.

وأبوي جعفر: الجيار وابن كوزانة، وآباء الحسن: البلوي، وتردد إليه كثيراً، وابن جبلة وابن خروف والدباج وسهل بن مالك وابن قطرال، وأبوي الحسين: ابن زرقون، ولزمه كثيراً وتفقه به، وابن مجمل الصنهاجي وأبي زكرياء بن مرزوق وأبي زيد الفزاري، وأختص به طويلاً، وأبي سليمان بن حوط الله، وآباء عبد الله: الأغماتي وابن خلفون وابن مرج الكحل، وأبي عامر يحيى بن ربيع وآباء العباس: ابن عبد المؤمن والعزفي وابن عبد البر، ويقال فيه أبو القاسم، والنباتي المالقي، وأبوي علي: الرندي وابن الشلوبين، وأخذ عنه " الكتاب " وغيره، وأبي عمر بن مسلمة وأبي عمرو بن سالم وأبوي القاسم: ابن بقي والقاسم بن الطيلسان، ونتفع به كثيراً، وأبي محمد عبد الكبير، ولزمه ستة أعوام في طريقة التوثيق وتفقه به، وأجازوا له مطلقاً. وقرأ على أبي بكر اللاردي وأبي جعفر بن مسلمة، وأجازا (1) له ما قرأ عليهما خاصة، وعلى أبوي إسحاق: ابن حصن، وأختص به، وابن زغلل، ولزمه في [98 و] تعلم الفرائض، وأبوي بكر: الخدوج (2) وابن المرخي، وأبي جعفر بن فرقد وآباء الحسن: ابن بقي والشاري وابن عبد الله، وأبي الحكم ابن برجان وأبوي عبد الله: الأزدي السبتي وابن رشيق، وأبي محمد الشلطيشي، ولزمه للتفقه به مدة طويلة، ولم يجيزوا له؛ وصحب طويلاً أبا بكر بن هشام وأبوي بكر: محمد بن أبي عامر بن حجاج ويحيى التطيلي وأبا جعفر بن سماك وأبا زكريا ابن العطار وأبوي عبد الله: ابن دادوش وابن المواق وأبوي

_ (1) في الأصول: وأجازوا. (2) بالدال في الأصول وبالذال مضبوطاً في نسج البرنامج.

القاسم: ابن الصواف المصري وابن فرقد، وأبا المتوكل الهيثم وأبا موسى عيسى الذجي وأنتفع بهم ولم يذكر أنهم، أجازوا له، ولقي أبا إسحاق ابن سيد أبيه، وأجاز له السبع خاصة، وأبوي بكر: عتيق ابن قنترال وابن محرز، وأبا البركات الفارسي، وصحبه كثيراً، وأبا الخطاب بن واجب وأبا زكريا بن عصفور التلمسيني بها وأبوي عبد الله: ابن الخطيب البجائي وابن عطية المالقي، وأبوي العباس: ابن الرومية والقنجايري، وأبا علي بن سمعان وأبا عمرو محمد بن غياث، وآباء محمد: ابن حوط الله والكواب وعبد الرحمن الزهري، وأبوي القاسم: عبد الرحمن بن إسحاق المزياتي الفارسي بها، وعامر بن هشام والحاج أبا يخلف حمامة بن محمد بن عمران الزموري بها؛ ورأى أبا القاسم محمد بن عبد الواحد الملاحي بغرناطة، ولم يتعرف له، وأجازوا له. وأجاز له ممن لم يذكر لقاءه إياهم، وإن كان يغلب على الظن أنه لقيهم أو اكثرهم، أبو إسحاق بن القرطبي وابوا جعفر: ابن علي بن الفحام وابن مسعود وأبو الحسن القسطلي وأبو زيد القمارشي وأبوا عبد الله: ابن حريرة وابن عياض، وأبو عيسى بن أبي السداد وأبو محمد الباهلي وأبو المكارم قاصد بن يعمر. وكتب إليه مجيزاً ولم يلقه من أهل الأندلس: أبو إسحاق الزوالي وأبو بكر عبد الرحمن بن دحمان وآباء الحسن: ابن البناد وثابت الكلاعي والشقوري وابن هشام الشريشي، وأبوا الربيع: ابن حكيم

وابن سالم، وبعث إليه بجملة وافرة من مصنفاته، قال (1) : وأنتفعت به - رضي الله -[98 ظ] عنه وإن كان في شرق البلاد وكنت في غربها، واستفدت منه علي بعد الدار ما لم أستفده من سواه على قربها؛ وآباء عبد الله بن سعادة والشواش وأبي صاحب الأحكام وابن صلتان وابن عبد البر وابن المناصف وأبو العباس بن يزيد العكاشي وأبو مروان السخان وأبوا عمرو: ابن بشير وابن عيشون،،أبو القاسم الطرسوني وأبوا عبد الحق، ومن أهل القاهرة كمال الدين أبو البركات عبد القوي بن أبي المعالي عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله بن أحمد التميمي السعدي الصقلي الأصل ابن الجباب (2) ، وخطيبها جمال الدين أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة بن المسلم بن علي بن هبة الله اللخمي ابن الجميزي، وقاضي القضاة بها زين الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي، وحيدر بن محمود الأنصاري الشافعي وعبد القادر بن أبي عبد الله البغداذي وعبد القادر بن محمد بن سعيد بن حجدر الفارسي ونصر بن محمد بن المظفر بن أبي الفنون النحوي؛ ومن أهل مصر أبو الفضل أحمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي المعالي عبد العزيز الجباب (3)

_ (1) برنامج الرعيني: 67. (2) هكذا ضبط الاسم في ح وأصول البرنامج بالجيم وتشديد الباء، وقد ترجم العماد في الخريدة (1: 189) وابن شاكر في الوفيات 1: 587 لوالده عبد العزيز الشهير بالقاضي الجليس وكتب الأسم هنالك " الحباب " بالحاء المهملة. (3) م ط: الجياب.

ابن أخي أبي البركات المذكور وبرهان الدين أبو محمد عبد العزيز بن سحنون بن علي الغماري الخالدي (1) وتقي الدين أبو الطاهر إسماعيل ابن ظافر بن عبد الله العقيلي وأبو [؟] (2) عوض بن محمد بن صاف ابن علي بن إسماعيل الجميزي البوشي وأبو الحسن علي بن عبد الصمد ابن محمد ابن الرماح وأبو عبد الله محمد بن عمر بن يوسف الأنصاري القرطبي؛ وذكر في شيوخه الأندلسيين ابا محمد بن عطية المالقي وأبا مروان ابن سليمان بن عيسى الأنصاري، ولم يبين كيف أخذه عنهما؛ وله شيوخ غير من ذكر منهم: ابن عفير وأبو العباس بن الرومية (3) [؟] (4) . ولما ورد أبو عبد الله بن عابد الأندلس وتعرض فيها للتلبس بالكتابة عن بعض رؤسائها، خاطبه أبو عبد الله الجنان (5) برسالة إلتزم العين في كلماته جمع، وهي هذه: [99 و] . يا ظاعناً عنا ظعنت بعصمة ... ورجعت معتمداً بعز صاعد عرج على ربع العلاء معرساً ... (6) بمعان عز المعتزي للعابد العالم الأعلى العميد لعصرهالمعلي لعلام العلوم العاقد ...

_ (1) الخالدي: سقط من م. (2) بياض في الأصول، ولم يرد في البرنامج. (3) مر ذكره في شيوخه. (4) بياض في الأصول. (5) أنظر السفر الرابع من هذا الكتاب: 108 والتعليقات: 230 والإحاطة 2: 256 وعنوان الدراية: 213 والنفح 10: 271 وترجم له ابن عبد الملك في المحمدين. (6) في الأصول: عز المعتزيل العابد والتصويب من هامش ح، قال: اظنه المعتزى للعابد، ولم يقطع به.

وعساك تعلمه بعقد معظم ... عني وعهد مساعد كالساعد لتعود عنه برفعة فرقاعه ... عندي لعمر علاه أعظم عائد طالعتك يا عمادي الأرفع، وعتادي الأنفع - علا كعبك، وعز شعبك، وساعدك عصرك، وتباعد عنك عصرك (1) ، وأرتفعت مصاعدك، وعمرت معاهدك، وأعجزت بدائعك، وأعجبت صنائعك، وسعد معاشرك، وقعد معاليك عن معاليك - مطلعاً على اعتقاد الاعتداد، ومسمعاً علياءك التعريف بالإعتماد، ليتعاضد المعقول بالمسموع، وتتعاقد على رعي ودائع الضلوع، ويتعبد للمطالعة مهيع، ويعذب للمراجعة مشرع، ولعمر يراعتك المبتدعة، وبراعتك المخترعة، وطبعك المعين، وإنطباعك المعين، وأسجاعك المرصعة، وأشعارك المصرعة (2) لعمرت عصراً يمنعني عن إعلامك بالإعظام، إعظامك عن الإعلام، ويعوقني أيضاغ البضاعة، ويضيعني عدم الاستطاعة، ويعيدني عبي عهد السمع والطاعة، وتعوزني العبارة، وتعجزني الإستعارة، على رقعة أبعثها لبقاعك، وأستعيض عنها بعض قراعك، فعذت بالعين، عياذ المعدم بالعين (3) ، فأرعتني سمعاً، وأعارتني سجعاً، ودعتني لأتباعها، ووعدتني باتساع باعها، فعجبت لتصرعها (4) ، بعد تمنعها، وتواضعها مع ترفعها، فعرفتني

_ (1) عصرك: وقتك، ويعني بها وقت الأجل. (2) في الأصول: المسرعة؛ والتصريع في الشعر، جعل عروض البيت مثل ضربه. (3) العين: الذهب أو المال. (4) التصرع: كالتضرع، التذلل والاستخذاء.

بإلماعها، معنى إجتماعها، واعلمتني بطوعها، لزعيمة نوعها (1) ، للمتنعة بترفيع المصاعد، المتبعة لتعريف عدد العابد، فأعظمت موقعها، ورفعت موضعها، وعاينتها مهطعة لداعيها، متبرعة بسعيد مساعيها، فانعمرت بجمعها الشعاب، وأذعنت لعظمتها الصعاب، فعب عبابها، وعم [99 ظ] غيعابها، واوسعت ربعي إمراعاً، واقطعتني العد إقطاعاً، ورعت لمعتمدها إنقطاعاً، فقنعت ببعض عطائها الممتع، واعفاني عفوها عن التعب المتعتع، وجعلت عجالتي بعلمها معلمة، وبالإعتراف بعارفتها معلمة، ولتشعب المعاني، وتصعبها على المعاني، اعلنت بالقناعة، واعترفت عندهن بضعف البضاعة، فعذلن وعذرن، واعن واطعن، وتبعن وأندفعن، وعلمن المانع عن جميعهن، فرجعن بعد إصطناع معروف أعرفه لصنيعهن؛ فافعل يا عقيد العوارف، وعميد المعارف، فعلهن، عند إعتذاري بالعجز، وتواضع لمعظمك تواضع الأعز، فألمعيتك تدعوك للإسعاف، ومعلاتك تعطفك على الضعاف، فعلامة عمان، وشاعر النعمان، والساعدي وإسجاعه، والعبادي وإمتاعه، والأصمعي وسماعه (2) ، يعجزون عن تنويع بديعك وبديع تنويعك، فعذراً لمنتجع تضيع عشبه، ومتبع تصدع شعبه، اطالعها عليك متلفعة للعي عباية، ومستطلعة عندك عناية، يدعو

_ (1) م ط: نزعها. (2) علامة عمان: الإشارة غير واضحة وربما عنى ابن دريد لأنه نشأ بعمان ولا أراه العمان الراجز فإنه ليس من عمان وإن نسب إليها، وشاعر النعمان هو النابغة؛ أما الساعدي فالنسبة فيه إلى بني ساعدة من الخزرجوأراه هنا يعني قس بن ساعدة وأضطره لزوم العين إلى ذلك، وإلا فإن قس بن ساعدة إيادي النسب، واما العبادي فقد يشير إلى عدي بن زيد العبادي الشاعر. ي

عهدك ليجمع شعاعه، ويطلع عليك شعاعه، ولينعم برقعة كالرقيع، وبديعة كالضريع، أعتزت المعلوات لعادتك، وهمعت عين سعادتك، وأعزك العزيز بطاعته، وعصم العلم بعصمتك عن إضاعته، بعزته العظيمة، ونعمته العميمة، وتعتمدك عاطرة تتضوع عنبراً وعبيراً، وتعبر عن تعطشي لمشارعك تعبيراً. فشاعت هذه الرسالة بالأندلس، وتنوقلت شرقاً وغرباً، وتحدث بعجز أبي عبد الله بن عابد عن مراجعة أبي عبد الله بن الجنان، فراجعه شيخنا أبو الحسن الرعيني - رحمه الله - عاتباً، والتزم من العين في كل كلمة ما التزم أبو عبد الله بن الجنان وزاد التزام العين قبل روى الأبيات التي أفتتح بها هذه المراجعة، وهي هذه: أعد التعهد للعميد (1) بعطفة ... (2) تعني برجعة عهدك المتباعد وأعد سمعك للعتاب أعيده ... لتعود للاعتاب عود مساعد أعهدت عقد العزم عندي عارياً ... عن رعي عهد معاهد ومواعد [100 و] فعدوت عادتك العلية منزعاً ... وعدلت عن عضد عرفت (3) وساعد وعطفت عن عمد عنان عناية ... عني فعذت بعزك المتصاعد

_ (1) م ط: بقطعة. (2) تعني: تنبت. (3) ح: عرت، وبين الراء والتاء خرم.

وتنعمت بعيون سجعك أعين ... نعمتها ومسامع لأباعد عجباً لساع معمل لعناية ... تعدوه منفعة العناء لقاعد يا علمي المتبع، وعارضي المنتجع (1) ومعتمدي المطاع الممتنع، تعهدتك للنعم همع عهادها (2) ورعتك للعصم شرع صعادها (3) واعتنى السعد بإعلائك، واعتلى العلم باعتنائك، ورفعت الأعين لزعامة إبداعك، وعمدت البراعة بدعامة اختراعك، وسعد سعيك، ووسع المعارف وعيك، وأمرع ربعك، وامعى طبعك (4) ، وصرع عداتك؛ وصعدت معلواتك، وأشرعت للصعود مهايعك (5) ، وأترعت بالسعود مشارعك، يطالعك باضوع العطرات عبقاً، وأسرعها لعلاك عنقا (6) ، متابع تعظيمك، ومنتجع تعليمك، علي الرعيني، وبعد: فرقعتك الرفيعة عنت فعنت العقول لروائعها إذعانا، ورفعت معالمها إشعاراً بتعجيز متعاطيها وإذعانا، واستدعت مدعي معارضتها ليعمل معارضا لبدائعها إمعاناً، فكع إعياء وإبداعاً (7) ، وأطلع فارتدع عجزاً وانقطاعاً، واستتبعته فعاد بعظمها ارتياعا،

_ (1) م ط: المستجع، وكذلك في ح، إلا أن التصويب فوق الكلمة بخط دقيق. (2) العهاد: الدفعات من المطر، والهمع: الهاطلة. (3) الصعاد: الرماح. (4) أمعى: يقال في النخل إذا ارطب. (5) المهايع: جمع مهيع وهو الطريق. (6) العنق: السير السريع. (7) الإبداع: كلال الراحلة وانقطاع صاحبها.

وأسمعته فاستعاد عجائبها استماعا، وأولع بمراجعتها فتلعثم (1) عيا، ودعاً دعيا، لتعالي مطالعها عن المطامع (2) ، وتعاصي منازعها على المتنازع، وتدفعها بالعباب (3) ، وترفعها عن العاب، وتلفعها بعنان الإعجاز، وتمنعها بالاعتزاز للاعتزاز، وتعليها ليفاع العالم المتوسع، وتعريها عن تنطح المتعالم المتطبع (4) ، اعتام عقودها علم فرع، (5) وصنع برع (6) ، استعد بمعانة عده (7) ، وأسعدته إعانة العلي لعبده، فعمد لاعذاب عيونها، وعني باستيعاب عيونها، واعرس لعذارها وعونها، واستجمع لجمع انواعها، وتتبع عياب متاعها (8) ، وقطع علائق اعتذارها وامتناعها، واستعرض عقائل بزاعتها (9) ، وعرض أعلاق بضاعتها، وابتدع صناعتها، [100 ظ] فنعم ونعم، وأترع وأفعم، وفرع وشعب، فاعجب، وألمع، فأقنع، ودعاها فبخعت بالطاعة (10) ، واستعطاها فأعطت وسع الاستطاعة، وأرعاها سمع عناية وعين رعاية فعدتها عوادي الإضاعة، وعنك يا رافع أعلام المعالي،

_ (1) في جميع النسخ: فتعلثم. (2) م ط: الطامع. (3) في الأصول: وتدبعها بالعياب. (4) المتطبع: المتكلف ما ليس في طبعه. (5) اعتام: اختار، علم: شبهه بالجبل، فرع: علا وارتفع. (6) الصنع: الحاذق. (7) معانة: غزارة، العد: البئر القديمة التي لا ينضب ماؤها. (8) العياب: الحقائب. (9) البزاعة: الملاحة وذكاء القلب. (10) بخعت: أقرت.

والمدافع لليراع عن العوالي، عبر الاعتبار، ولعلاك اعيد المستعار، فعبادان وعمان، والعراق والنعمان، والصريع والخليع والبديع والبعيث والعقيلي والعتابي والعتبي والاعشيان والاعميان والعينان والعلمان (1) ، والأعلام وبقاعهم، والعلماء وأسطاعهم (2) ، عندك اجتماعهم، وعليك انعقد إجماعهم؛ ولعمر مربع علائك، ومعفر اعدائك، وطابع طباعك، على انطباعك، ومعطر بقاعك، بضوع رقاعك، لاعلى علم علمك، واعرف عن الألمعية عقدة عزمك، وأبدع ألمعيتك، واعذب لوذعيتك، وجعل العلية رعيتك، فعلا عصر أودعته على الأعصار، وتعدى المعطال للمعطار، وتمتع بالعشية والعرار (3) ، واسترجع عراراً بعد تعاقب الأعمار، واستطلع لمع الاسجاع وبدع الأشعار، وتسرع عند سماع مصرعها ومرصعها لخلع

_ (1) بعض هذه الأسماء واضح الدلالة، فالصريع هو مسلم بن الوليد صريع الغواني والخليع هو الحسين بن الضحاك والبديع هو بديع الزمان الهمذاني، والبعيث الشاعر الأموي المجاشعي الذي دخل في المهاجاة بين جرير والفرزدق، والعتابي هو عمرو بن كلثوم الشاعر المترسل (الأغاني 13: 107 والفهرست: 181) والعتبي هو أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله ابن معاوية وكان فصيحاً توفي سنة 228 (الفهرست: 182 وطبقات ابن المعتز: 314) وهناك أبو النصر العتبي من شعراء اليتيمة. أما العقيلي فتدل على غير واحد ولعلها تعني هنا بشار بن برد لانه كان عقيلياً بالولاء أو أبا الحسن العقيلي أو مزاحماً العقيلي، وكذلك الأعميان فهناك من بلغائهم - إذا عددنا العقيلي بشارا - أبو العيناء وأبو العلاء المعري. (2) أسطاعهم: كذلك هي في الأصول: ولعل صوابها: وأسقاعهم، والسقع: لغة في الصقع وهي الناحية. (3) إشارة إلى قول الشاعر وهو الصمة القشيري: تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار

العذار؛ وعجباً لعدوك منزعك العيني، لفرع العابد عن الرعيني، ورعين اعز معارفك، وأعرف بمعارفك، واطوع اتباعك، واسرع لاتباعك، تدعوها فتسمع، وتستتبعها فتتبع، ويصعب انتزاع العادة، ويتعب عناء الإعادة، ومع تعرضي للمعارضة فاعترافي يعرف، واستعطافي يتعرف، فأوسعني عذراً اتطلعه، وادفع عني ذعراً أتوقعه، ودعني لأدع الاضطلاع بالاعباء، وأرفع العصب بالعباء، وأتنطع بالعجمة عند العرب العرباء - عمرت وعوامل سعدك رافعة، وعوالم عصرك لعزك خاضعة، وعصيات اليراعات لطاعتك مسارعة، بمعونة المعين المنعم، ومعاذ الاعطر الأضوع عليك يعبق فيسطع متضوعه، ويهمع فيمرع متنجعه، ما هجعت عين، وهمعت عين، وسطعت عين، بعزة العزيز. فراجعه أبو عبد الله بن الجنان على شرط التزام العين في [101 و] كل كلمة أيضاً بقوله: أتعتبني عمادي عمد عين ... (1) وعين العذر تعرفه كعيني وعهدي عهد معتقد عليم ... بمعتز اعتزائك في رعين وعجزي معلن بالعذر عني ... فدع عتبي أيا سمعي وعيني وعودني التعهد باعتناء ... (2) وعوذ عهدنا عن لقع عين

_ (1) عمد عين: عمداً صريحاً؛ عين العذر: حقيقته وشخصه. (2) لقع العين: الإصابة بالعين.

وضع للعدل معيار اعتدال ... (1) عظيم معتل عن عيب عين أأعمد للبديع بديع عصري ... بعين العي عنت بالمعين وعندي عقد إعظام وعلم ... بعلياه لعمدي مانعين وضعفي عاقني عن بعث عين ... (2) تعوضها بعقيان وعين فعدت علي معتمدي بصنع ... (3) لتصنعني على رعي وعين وتمرع عرصتي عن بعد عهد ... (4) بعهد هامع عن عين عين وتبدع للمعالي معجزات ... (5) فتطلع للعيون شعاع عين فيا علماً لأعلام عظام ... علا بالعلم اعلى المطلعين ويا عيناً يعرفنا رعيناً ... بعز العزم عند المجمعين ويا معتام صنعته اختراعاً ... (6) عجيب النوع معتاماً لعين سأتبع شرعك الأعلى اتباعاً ... وأشرع عند عذب المشرعين وأطلع للعيون على شعاب ... (7) ببعث طليعة وببعث عين وأدعو عربها شعباً فشعباً ... لأجمع جمع عين للرعيني وأرجع شيعة لعلا علي ... وأنزع بانتزاعي منزعين

_ (1) سقط البيت من م؛ العين في الميزان: الميل إلى إحدى الناحيتين. (2) العين: الطليعة ويعني به هنا الرسول، والعين: الذهب عامة أو المال الناض الحاضر. (3) صنعه على عينه: أي بإشفاق أو من حيث يراه. (4) العين: السحاب. (5) العين: الشمس أو شعاعها. (6) العين: حقيقة الشيء. (7) العين: الطليعة أو الديدبان.

وعندي بعد عودتي اعتراف ... ومعذرة تعاد لذي رعين وبعض الشعر عن عين عري ... (1) فعد الموضعين بموضعين يا عمدتي وعصري، وعدتي لعصري، ومشرعي ومشرعي، وعضدي وعذبي - نعمت عيناً بمتتابع النعما، وعلوت يفاع العزة القعسا، وهمعت مرابيعك، ونبعت ينابيعك، وتطلع صديعك، وانطبع بديعك، وساعدك الاسعاف وساعفك الإسعاد، ورجع لتعليمك المستعار والمستعاد، وارتفع بإصعادك العلاء وعلا برفعتك الإصعاد [101 ظ] ، وأعملت لربوك العيس، واستعذب بعقوتك التعريس - اعلمنيك أبصنعاء معالمك وبقاعك، فبصنعتها اعلمت ووشعت رقاعك، وعرفني: أرجعت طوالع السجع، وعادت الشعرى، مطبوعة شعرا، ورفعت برقع برقعها (2) ، وأطلعت برقعتك طلعها (3) ، فصدعت بمعجزتك الساطعة صدعاً، وقطعت عن معارضتها الدعاوى المعترضة قطعاً، فعاينا عقلة العجلان، واعجوبة السماع والعيان، واعتقلت عقولنا عقيلتك العلياء، وعربيتك العروب العيناء، فعارضت واعترضت، وعنت فعنتت، وعنت وأتعبت المعاني للمعاني، وقطعت المتعاطي عن التعاطي، فيا لمعجمة معجبة، ومطيعة منعة، فو إعجاز براعتك الناصعة، وإعجاب يراعتك الصانعة، لعرضتني للعناء، معرضة

_ (1) في القصيدة موضعان لم ترد فيهما العين وهما " في " في البيت الثاني و " لذي " في البيت التاسع عشر. (2) برقع: السماء، وقال أبو علي الفارسي: هي السماء السابعة، لا ينصرف. (3) الطلع: كل مطمئن في كل ربو إذا طلعت رأيت ما فيه.

بالاعتناء، عند استدعائها لبضاعتي، وتعنيفها على إضاعتي، فاتسع المقطوع على الراقع، وأوجع وقع العتاب الواقع، وأعدت والإعادة مشروعة للمضيع، وتصنعت والعادة اصطناع المتصنع، والعين مع نعتها بالمعانة، وبعثها لبعوث الإعانة، تعوز عند التضرع لمطالعتك، ويزعزعها الرعب عن مراجعتك، وبعد معاناة عمدت للعابدي (1) ، وتشجعت تشجع عامر العامري (2) ، وعدولها عنك تعلم معناه، فاعذر متعب عتبك ومعناه، فو معشوق الدعج ومعسول اللعس، وانصداع الصديع عن عابث للشعور عسعس (3) ، وعفقة العذار (4) ، وعطفة الاعتذار، ومراعاة عهود العلاقة والاعتلاق، وانعطاف الفروع الناعمة للتنعم بالاعتلاق، نعم: والعيش ونعيمه، والسعد المساعد بعظيمه وعميمه، والمربع المريع المنيع (5) ، والربعي المرصع للربيع (6) ومعاطاة المعاطس العاطر، ومطاوعة المعاصي المعاصر، والمعالنة برائع شعارك، والمعاينة لبدائع أشعارك، واللوامع والهوامع، والشعائر والشرائع، لرعتنا (7) بمخترعاتك، وخرعتنا

_ (1) يعني أبا عبد الله ابن عابد الذي توجهت إليه الرسالة. (2) لعل المشار إليه هو عامر بن الطفيل العامري. (3) الصديع: الفجر ويعني به هنا الشيب؛ عسعس: أقبل بظلامه. (4) عفقة العذار: عطفه. (5) المريع: المخصب. (6) الربعي: أول ما يظهر من زهر في الربيع. (7) غير واضحة في الأصول.

بمبتدعاتك، (1) وامتنعت عنا عينيتك امتناع رعين، وعزت بدعها باستتباعها عن التبعين، فاستصعبت على المصعبي (2) ، واعتزلت عن المعتزلي، وطوعت المطوعي (3) ، وعقلت العقيلي، وعرت عن [102 و] معارفة المعري، واستعبدت عبدان والعبد كاني (4) ، وعدت عن تعاليها العلوي والعثماني (5) ، وبعدت عن تعاطيها العنبري والزعفراني (6) وأعوزت بعدم نوعها عمراً والثعالبي (7) وعمدت لوضع عماد العماد (8) ، وعزت إسماعيل المعتزي لعباد (9) ، ولفعت العجاج، بالنقع والعجاج، وأعيت على السعدي وساعده (10) ، وأضعفت عضد الجعدي وساعده، وفرعت بالعراق جمع الشعراء، ورفعتك على العظماء، وعظمتك عند العلماء، وأشعرت بعجيب منازعك، وشرعت تعنيف منازعك؛ فبعيد

_ (1) خرعتنا: رمتنا بالخراع وهو الجنون. (2) لا أقطع جازماً بالذي يعنيه هنا، ولعله أبو الطيب المصعبي من شعراء اليتيمة (4: 79) . (3) المطوعي: يعرف بهذه النسبة أبو حفص عمر بن علي المطوعي من شعراء اليتيمة والدمية. (4) عبدان: في شعراء اليتيمة من اسمه عبدان الأصفهاني الخوزي فلعله هو المقصود، أما العبد كاني فلعله ابن عبد كان كاتب الدولة الطولونية. (5) النسبتان عير محدودتي الدلالة، فالعلوي ابن طباطبا أو الشريف الرضي أو المرتضى وكثير غير هؤلاء، والعثماني كذلك في التعميم. (6) الالماع بين الجمع بين النسبتين، ولكن غموض الدلالة أيضاً وارد في المقام وهناك عون ابن علي العنبري من مداح سابور بن أردشير وأبو القاسم الزعفراني من مداح الصاحب بن عباد. (7) عمرو بن بحر الجاحظ أو عمرو بن مسعدة، والثعالبي صاحب اليتيمة. (8) العماد الأصفهاني كاتب صلاح الدين الأيوبي. (9) يعني إسماعيل الصاحب بن عباد. (10) السعدي: لا أراه يعني ابن نباتة هنا وغنما المخبل السعدي لأنه جمعه مع ساعدة، وهو ابن جؤية الشاعر الهذلي.

على الشاسع عن الصنعة المتباعد، الراجع عن النجعة بعرقوبي المواعد، شروع بشرائعك العذبة، وتشرع بشرائعك الصعبة، أيعادل المستضعف بالمستطيع، ويعد المستعصي كالمطيع، ويجعل العصفور كالعقاب، والعير كأعوجي العراب، فاربع على الأتباع، يا قاطعهم عن الاتباع، باتساع الباع، وغمعان الملعان والإسراع (1) ، فبتواضعك ترفعنا، وبموضوعاتك تنفعنا، وبعراك اعتلاقنا، ولعراك أعناقنا، ومعارفك أعرف المعارف، وعلو علومك معتقد الظاعن والعكف، ونبعتك ممتنع عودها عن العجم، ورفعتك عال عمودها عند العرب والعجم، فرعت الأعلام فرعت العوالم، وتعبدت المعالي فعبدت المعالم، وطبعت على طباع الانطباع، وطبعت عسجد الصناعة عقوداً لاعناق ورعثاً لإسماع (2) ، وأعطاك عطارد مستطاعه (3) ، ودعاه داعيك فأطاعه، فأطلعتها كاعباً لعوباً، وعروسها لعوبا (4) ، عراقية الطبائع، معرقة البدائع، عنت العيون لطلعتها، وتتلعت الاعناق لتلعتها. وبعد علمنا بتبرع براعتك بإطلاعها، وترجيع العبيدي لتلعتها. وبعد علمنا بتبرع براعتك باطلاعها، وترجيع العبيدي والعودي معبد سماعها، اعتمدتنا عينها الثعلية (5) ، وأسعدتنا بمعاينتها عنايتك العلية، فعميدنا العمير، ورفيعنا النعماني، وبديعنا

_ (1) الملعان: الاسراع في السير. (2) الرعث: جمع رعاث وهو ما تقرط به الأذن. (3) من خصائص عطارد عندهم في البنية حسن القامة وحسن النطق، وفي الأخلاق الذكاء والفطنة والحكمة والسكينة والوقار والعطف والرافة والثبات في كل أمر ورعاية الحق؟ الخ. (4) كذا، ولعلها: عروبا. (5) المنسوبة إلى بني ثعل وهم مضرب المثل في الرماية.

العشبي (1) وجميع العلية البرعة، المعروفين بالمعارف المتسعة، استعظموا روائع عجابها، واستعطوا بضائع عيابها، واستعطروا نوعها (2) ، واستبدعوا نوعها، واعادوا [102 ظ] مستعذبها، واستعذبوا معادها، ودعوا للاستعلام عنك يا علم الأعلام سعادها، وعينوا علي الإعادة شرعاً، وجعلوني أتبع عيصها فرعا، فاتبعت الجماعة، وعشوت بلمع الإلماعة، مع علمي بصعوبة مسعاي، وبعد السعدان عن مرعاي (3) ، فجمعت جزعها، وجزعت على جزع جزعها (4) ، وعرضتها لأعرضها على العارف بعيوب السلعة، وأعطيها معطى العابد بالشفعة، فارفع عند العثار بضبعها (5) ، وشفع شفيع الاعتذار بتعذر (6) شفعها، وارع عهد اعتقادي، وعقد اعتمادي، فعندي لبعادك التعاج لوعة، واعتلاج روعة، وضراعتي للعلي العظيم، السميع العليم، عساه يجمع المصدوع، وينفع الضلوع، ويطلع علي أعلاقك وعقائلك، ويمنع بمعتقلاتك معاقلك، ويرفع قواعدك، ويعلي مصانعك ومصاعدك، ويمتع بمعاقد العز معاقدك، ويمرع بالسعود مرابعك ومعاهدك، بعزته

_ (1) هؤلاء من أدباء الأندلس المعاصرين حينئذ لابن الجنان فالعميري هو أبو المطرف ابن عميرة، والنعماني لعله عمر بن عيسى بن النعمان وبينه وبين أبي المطرف مراسلة، والعشبي: يشير إلى غير واحد من المشتغلين بالأعشاب أو علم النبات وأشهرهم ابن الرومية. (2) نوعها: تمايل الريح بها. (3) السعدان: من المراعي الطيبة وفي المثل: " مرعى ولا كالسعدان ". (4) الجزع: ضرب من الخرز ويعني به عبارات الرسالة، والجزع: مصدر - بمعنى القطع للوادي، والجزع - بالكسر - منعطف الوادي أو ما اتسع من مضايقه. (5) أعنها على النهوض، والضبع: وسط العضد. (6) بتعذر: سقطت من م ط.

وعظمته، وعليك يا معلمي وعلمي عبقة متضوعة العرف، معروفة الإعادة معادة العرف، تعلمك بتعظيم المعتمد على علائك، المعتد باعتنائك. فأجابه شيخنا أبو الحسن الرعيني - رحمه الله - على شرط التزام العين في كل كلمة أيضاً: علاك علت علو الشعريين ... مصاعدة لاعلى المطلعين وأربعة السعود عنت لسعد ... عدتك برعيه لقعات عين ومعهدك العلي تعهدته ... بهامعها عهود عهاد عين أعاد على العلا عصري سعود ... بريعان المعارف ممرعين عنيت بمنزعي عمل وعلم ... عناية مولع بالمنزعين تساعدك المعانة باعتماد ... على طبع وصنع طيعين وتعطيك المعاني والمعالي ... عناني طائعين متابعين فتخترع البدائع بارعات ... لمبدعي البديع الأبرعين وتعتام العجائب مطلعات ... سواطعها على سمع وعين وتعتمد العقول بمعجزات ... أشعتها تروع الساطعين [103 و] أطاعك بارعاً شعر وسجع ... لطوعك سارعا متبرعين أمطلعها علي رقاع علم ... تطالع بالعيون عيان عين ومسمعها براعة مستعد ... بأبرع مستعاد المسمعين ومودعها بضاعة ألمعي ... قريع عزازة قعساء عين

معنونة على عكمي بديع ... باعلاق المعارف مترعين ومعتمدي بعارفة اعتناء ... عرفت لعرفها عرفان عين كرعت بعدها فنعمت عيشاً ... كعطشان تطعم عذب عين أعز سمعاً لعذر العجز عنها ... (1) فتصنع باعتبار مصنعين وللأعذار منفعة وعذر ... تعرف، عاق عمراً عن رعين (2) وعندي لاعترافي واعتلاقي ... شفاعة شافعين مشفعين وتجمعنا الشعوب وعقد عهد ... مريع الربع فارع الجامعين وثعلبة ليعرب معتزاه ... ويعرب معتزى للتبعين عمرت معرفاً دعة وعزاً ... وعشت بنعمة ونعام عين علاؤك مشعر إعظامي، ومفزع اعتصامي، وعمدة اعتمالي، وصعدة اعتقالي، وعزوة اعتمادي، وعروة اعتدادي، ومهيع إشراعي، ومربع نزاعي، وعهدة اعتلاقي، وعدة اعلاقي، ومعهد اتباعي، ومصعد استسعادي، بمعانك أضع عصا الظاعن، وأمتنع عن الطاعن، وأستعلي عن السامع والمعاين، وبعنايتك أعالي الرعان، واتعاطى الإمعان، وأدعي الإفراج، واعني اليراع، وأدافع العي،

_ (1) المصنع: الشيء المستملح. (2) لعله يشير إلى قصة عمرو بن أسعد أحد التبابعة، وخاله ذي رعين، وكان عمرو قتل أخاه حساناً ونهاه ذو رعين عن ذلك، ثم ندم على قتل أخيه وأصابه أرق فقيل له ولا يزول عنك إلا إذا قتلت كل من أشار عليك بقتل أخيك فجمعهم وفيهم ذو رعين، فذكره ذو رعين ما كان من نهيه له عن قتل أخيه، وبذلك نجا من القتل.

وأضارع الألمعي، وأعادي المعيب؟ ي (1) وبعينك إعلاني بصنائعك، وإذعاني ببضائعك، واعترافي بطاعتك، واستضعافي عند ضلاعتك، واستطعامي مستعذب معانتك، واستطواعي المستصعب بإعانتك، واستطلاعي طلع عيدانتك (2) ، واسترجاعي رجع عنانتك (3) ، فارعني رعي أتباعك، وأرعني رعي سماعك، واعتقدني عاجزاً عن بعض مستطاعك، فالمعاني عانية باختراعك، ومخترعتها عون بافتراعك، والدعاوي منقطعة باعجازك وإبداعك، والد؟ ى (4) مجتمعة على انطباع طباعك، واتساع [103 ظ] باعك، ومعارضك مدفوع عن عرضك، مروع بطلائع عرضك، مسمع - على إيساع عوده عجماً وعضاً -: أيعارض إمعة عضا (5) ، الخروع يعضد ويعضى (6) ، والنبع يقرع بعضه بعضا (7) ، ليعدي عن المعجز العائد بإعناته، ويدع التعني بالمعون ومعاناته، ويعنو للمنعم بالعتق على عناته؛ وطلعت علي بإطلاعك اعجوبة المسموع، وعروبة

_ (1) كذا في الأصول، ولعلها: الأمعي. (2) ح: عيدانيك؛ والعيدانة: النخلة. (3) العنانة: السحابة. (4) كذا في الأصول. (5) العض: الداهية. (6) الخروع: الشجر الهش، يعضد: يكسر، يعضى: يقطع إجراء. (7) النبع: شجر صلب، وهذا مثل، انظر الميداني 2: 197 والعسكري 2: 231 وفصل المقال: 8، 120 وقيل إن زياداً قاله في معاوية.

الأسبوع (1) ، ورعبوبة البرقوع، (2) يستطع لمعانها، وينصع عقبانها، ويستبدع عيانها، ويستعبر العيون عيانها، ويستتبع العقول عننها (3) ، ويروع الضلوع ظعنها، لعوباً أمتعت بعلو منازعك، وعروباً أعربت عن عذوبة مشارعك، فودعجها المتعشق، ولعسها المعتق، وتلعها الفارع، وفرعها اليانع، وردعها الساطع (4) ، ومعصمها المفعوعم، ومعطفها المتنعم، ومواقع عقدها، وبزاعتها (5) المستطلعة، وعصابتها المرصعة، لاعتقدتها معجزة الاعصار، وعطوتها عطية متعداة بالاعتصار، وعلمت تعززها عن المعاد والمعار، ونعمت بمعانيها العجيبة تنعمي بالعروس المعطار، أعزز باعتزاز (6) عنصرها لعلم أعلمها ببعض اعلامه، واعتزاز علمها برفيع أعلامه، وتسرعها مع تمنعها لاعتزامه، أبدع بدائعها، وأعذب مشارعها، وعبد مهايعها، وعين مرفوعها، وعنعن مقطوعها، وعزل معلولها، واستعمل عدولها، فاستجمعت أنواع البراعة، واستعادت أعلام الصناعة، وأسمعت عجائب الإعراب، وأودت لمع الأعراب، وجمعت الصنع والطبع جمع الاستيعاب، وأعطت الأعين والأسماع جوامع عجب العجاب، فربيع على بعد الاعصر

_ (1) عروبة الأسبوع: يوم الجمعة. (2) البرقوع: لغة في البرقع. (3) العنن: الاعتراض، ولعلها: عمنها بمعنى الإقامة لتكون في مقابل " ظعنها " من حيث المعنى. (4) الردع: أثر الخلق والطيب، أو الصبغ بالزعفران. (5) البزاعة: الظرف. (6) كذا ولعلها: باعتزاء.

بمعاليها يسجع، وبمراعيها يرتع، والجامعي عندها يرجع، وجعفر يوقع، والعبدري يرصع، وأشجع يصدع ببدعه (1) ، والمرعث يعشق بمسمعه (2) ، والخزاعيان: دعبل يعرب عن معلوات يعرب، ومعنى عزة (3) يعاني علقم إعراضها ليعذب، والعديان: العاملي يعرق ويعمن، والعبادي للنعمان يعنو ويذعن (4) ؛ وعمر تدفع عنه كاعباه ومعصره (5) ، والعتيقي يسعده ويعذره (6) ، والعرجي تروعه عيون العين وتذعره (7) ، والمولع بعقاره وعنانه، [104 و] يعلن بخلع عذاره وعنانه (8) ، والعنزي (9) وعتبياته، والصانع ومعتصمياته (10) ، وتابعه وجعفرياته (11) ، والمطبوع وعضدياته (12) ،

_ (1) هو أشجع السلمي، أنظر الأغاني 18: 143 وطبقات ابن المعتز: 251 وتهذيب ابن عساكر 3: 60. (2) المرعث: بشار بن برد. (3) معنى عزة: كثير بن عبد الرحمن الخزاعي المشهور بكثير عزة. (4) العاملي: عدي بن الرقاع، والعبادي: عدي بن زيد. (5) يشير إلى قول عمر بن أبي ربيعة. فكان مجني دون من كنت اتقي ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر (6) ابن أبي عتيق صاحب عمر بن أبي ربيعة. (7) العرجي: عبد الله بن عمر بن عمرو من شعراء الدولة الأموية (الأغاني 1: 357) . (8) هذا ينصرف إلى غير شاعر منهم الوليد بن يزيد وأبو نؤاس ومن كان على طريقتهما في خلع العذار. (9) العنزي: أبو العتاهية لأنه مولى عنزة، وعتبياته: قصائده في عتبة جارية رائطة بنت أبي العباس السفاح. (10) الصانع: أبو تمام، ومعتصمياته: قصائده في المعتصم. (11) تابعه: البحتري، والجعفريات ما قاله في مدح جعفر المستنصر. (12) المطبوع: المتنبي، وعضدياته: أمداحه في عضد الدولة.

وشاعر المعرة وعنقاؤه (1) ، وعبدان الشعر وعتقاؤه (2) ، والعباسي والعلوي، والعبشمي والعبدي والعطوي والعبدري، والعكلي والعكي العامري، والمعمري والعميدي، وعمرون المسعدي، والوكيعي والمقفعي، وعبد العزيز السعدي (3) وشعر الاشعري الأعلمية (4) ، وأعداد أعيان يجمعهم شعار العلمية، ويسعهم اعتبار العينية، ومتتبعهم يتعرض للعباب العد، ويعالج اعقاد عالج بالعد، عمري لاعتمدت شياعها (5) معجباً، وعاودت استماعها متعجباً، وعاودت استماعها متعجباً، ورجعت اسجاعها مستعذبا، وعلمت موقعها بمسامع المساطع (6) ، وموضعها عند بوارع المطالع، وانطباعها للضليع واستعصاءها على الظالع، وتعرضت لاستعلام نزاعتها (7) ، وتعلم اختراعاتها، فأعرضت عن أطماعي، وعرضت بعسو طباعي، وأسمعتني: أعود يعلم العنج (8) ، وعشي يتعاطون الدعج، اربع على ظلعك، واقنع بوسعك: فربعت وقنعت، وسمعت

_ (1) عنقاؤه: إشارة إلى قوله: " أرى العنقاء الكبر أن تصادا ". (2) عبدان الشعر أو عبيده، الذين يسرفون في تنقيحه أمثال زهير والحطيئة. (3) عاد هنا إلى تعداد نسب لا يمكن التثبت من أمرها على وجه التحديد، ولكني أشير منها إلى العطوي فقد ذكره أبو حيان في الشعراء المحارفين وكذلك العميدي أما الوكيعي فيمكن أن يكون منسوباً إلى ابن وكيع التنيسي، وأما عبد العزيز فهو ابن نباتة السعدي. (4) كذا ورد في الأصول، ولم أتبينه. (5) الشياع: صوت قصبة ينفخ فيها الرعي. (6) المساطع: جمع مسطع وهو مكان السطوع ويعني به الفجر. (7) نزاعتها: منتماها. (8) من أمثالهم: عود يعلم العنج، والعود: الجمل المسن، والعنج الرياضة وهو شبيه بولهم: ومن العناء رياضة الهرم (أنظر فصل المقال: 157 والميداني 1: 309 والعسكري 2: 61) .

واطلعت، مع تعرفي لاطلاعك على الرقعة المبعوثة لعقوتك، (1) المنعوتة باتباع دعوتك، وإعلامك بالمعرفين بمعزاها، وتعرفك بالسماع طلع معناها؛ وتعريف العبيدي، كسمعك بالمعيدي، والعودي عودي شرعا، مع اتباعه معطى المعجزات تسعا، والعيان عطل دعواتي المسموعة، واطلع علي أعلامك المتبوعة، فعرفت عجزي باستطاعتك، واستعنت على عبي ببراعتك، وأتبعتها باهزع الجعبة (2) ، معترفاً بانقطاعي عن منازعها الصعبة، وتبرع علمنا العلي العميري (3) عميد العلم وقريعه، وعماد العصر وبديعه - اتبعت العلماء أعلامه، وأشعرت العظماء إعظامها، - باستبداعها على بعد انتجاعها، وضعف انتزاعها، وعدم مسعاته، وشفعها بعقيلته (4) الرافعة لأشعتها العيون، المودعة عيوناً ينقطع عنها المدعون، إنعام لإنعامك شافع، وإسعاد لعلم السعادة رافع، فعجل منعماً برقعتها الرفيعة، وأنعم [104 ظ] معجلاً بطلعتها البزيعة، ليعاود العمر عندي ميعه، وتجمع بيعتين بسعيك الناجع بيعه، وأدعو لسميع الدعاء الصاعد، المطلع على الأعمال والعقائد، العليم بإعلان المعلن وعقد العاقد، ليعينك بالسعادات المسعدة، ويمتعك

_ (1) العقوة: الناحية والساحة. (2) الأهزع من السهام الذي يبقى وحده. (3) العميري: أبو المطرف ابن عميرة. (4) هي رسالة أبي المطرف التي التزم فيها حرف النون، وسيوردها المؤلف بعد الانتهاء من هذه الرسالة.

بمعلوماتك المتعددة، ويسعدك بعوارفه المتعهدة، بعزته وعميم نعمته، وتعانق عراصك متعطرة يستعير العبير ضوعها، ويعدم عبق العرف العليل نوعها، متعاقبة تعاقب الأعصار، متتابعة تتابع ساعات الأعمار. ولما وقف الأعلام المسمون في هاتين الرسالتين على الرسالة الأولى من رسالتي شيخنا أبي الحسن الرعيني أنشأ الكاتب الأبرع أبو المطرف بن عميرة رسالة التزم في كل كلمة منها النون - باعتبار الرعيني وابن الجنان - وهي التي استدعى شيخنا أبو الحسن بقوله: " بعقيلته الرافعة لأشعتها العيون " الفصل من أبي عبد الله بن الجنان، ثم كتب في التماسها إلى أبي المطرف الكتاب الآتي بعد إثبات هذه الرسالة النونية - أن شاء الله تعالى - فقطع عن بعثها إليها ما طرأ في الجزيرة من اختلال، وتفرق كان لغير اتصال، ولم يقض اتصال شيخنا أبي الحسن إلا من قبلي، حسبما تعرفته منه فيما ذكر لي، وذلك في سنة خمس وخمسين وستمائة. وهذه الرسالة النونية من إنشاء أبي المطرف، رحمه الله: محاسن دنيانا تبين لناظر ... ينقب عنها مستبيناً لعينها نجيب الرعينيين مارن أنفها ... وندب بني الجنان إنسان عينها فإن أنشأا نظماً ونثراً فمزنة ... تنمق أكناف الحزون بعينها وأن نحن أسندنا النفائس عنهما ... رأينا نقود الناس تعنو لعينها البيان أنواع، وإن ظن أن يمينه ضاع، فلنسجه ناس نعرفهم نقلاً

وعيانا، ونعدهم زماناً فزمانا، فنجد مناقلهم نابية، ونسبهم متدانية، ومنازعهم عن الإحسان وانية: معان عون، وغيطان وحزون، ونكت وتندر، ونبذ عيون النقد نحوها تنظر، وإنما الصناعة لناظمي جمانها، ومتناولي عنانها، اللذين ينوعان الإنشاء، ويضعان (1) أمكنة [105 و] النقب الهناء (2) نهضاً نحو المنتهى، ونبذاً بفتن النهى، ومن كالأسنى شاناً، الأدنى منا مكانا: نوء هتان، ونور فتان، وحسن يقارنه إحسان، نعم النائي قرن وقرين، ومنهل معين، وحظان: دنيا ودين، جنى جنتيهما دان، وسنى نيريهما للعيون ثان؛ إن نظما أنسيا فند زمان، ونابغة بني ذبيان، وابن الحسين عند بني حمدان، وحندجان (3) ونسيبه بالحسان، وابن القين (4) ونصيبه من الإحسان، وإن نثرا فمن ساكن أرجان، ونائب ديوان الإنشاء ببغدان، وأصناف كان من شأنهم وكان، يميناً بالرحمن، والمثاني والقرآن، وبالنور والسكينة، والنبي ومكانه من المدينة، وبسنا جبينه، ونبوع المعين من يمينه، وبالسارين بالبدن، والسائرين بين الحجون والركن، إنهما للبنتا بناء البيان، وأنجب أبناء الزمان، نزلا منزلة الفرقدين، وتناولا أنواع المناقب بيدين، فمن نزاهة تناطح كيوان، ونوال ينسي معن بني شيبان، وفطانة كبنت الزند، وثناء أنم من نسيم الرند، وناهيك

_ (1) وإنما.. ويضعان: سقطت من م. (2) من المثل: يضع الهناء مواضع النقب، والهنا: القطران والنقب: الجرب. (3) حندجان أو حندج: أمرؤ القيس. (4) ابن القين: الفرزدق وبذلك كان يعيره جرير.

بقناً لسن من الردينية، لكنها أبنى للمنازل السنية، وأنى للدان، وإن نهلت من نجيع اللبان، واين بنات الكنائن، منذرة بالمنايا الكوامن، من الناحلة أبدانا (1) ، النضارية ألوانا، المانعة والمانحة أحياناً وأحيانا، تنشر حسنات الزمن، وتنمق نسيج صنعاء اليمن، فمن منتجع نبتها منورا، ومن معاين منظرها قنا وأسنة وسنوراً، هنالك يتبين الهندي والردان، والصنديد والجبان، ويستنطق المنخوب الجنان فيجبن عن المنطق، وتسن الموضونة فتكون كنسيج الخدرنق (2) ، ومن افتنانها، واندفاق بيانها، أن تناولا العين فغنما، ونبها من عيونهما نوما، ونهباها نفضا لفنائها، ونقضاً لبنائها، فانثنت تفند مصنف ديوانها، ان اعتنى بمكانها، ونوه بعنوانها، وتناد مستنصرة معانيها المتباينة، وقرناءها المباينة والمساكنة، فيسمعها ان الانذار بين، والانتظار لنوبتنا تعين، وكأن بنا نحن نسف للناسر، ونعد بين الأنياب والمناسر، فهينيئاً لهذين العلمين صناعة بيانية، ونصاعة نيسانية، وتناول لفنون الاتقان، وتنقل بين [105 ظ] الاقناع والبرهان (إن هذان لساحران) (ط: 63) نزها منصبهما عن الدنس، وزينا بمحاسنهما جانبي الأندلس، فلجانبها ابن الجنان السني، وللثاني نادرة الزمن الرعيني، فتجنبتهما نوائب الزمان، ونامت عنهما عيون الحدثان، واكتنفتهما نعم المنان؛ ونختم بتحيتين عبقتين عينيتين غدقتين طيبتين طيبتين، تنتاب فناءهما منزلا، وتنم بناديهما عنبرا ومندلا.

_ (1) يعني الأقلام. (2) الخدرنق: ذكر العناكب.

وهذه الرسالة التي كتب بها شيخنا أبو الحسن الرعيني يتشوف في بعضها إلى هذه الرسالة النونية وخاطب بها أبا المطرف بن عميرة: التحية الكريمة، البهية الوسيمة، تخيم بنادي المجد المؤسس بناؤه، ووادي الفضل المقدس فناؤه، س حيث ازهار الأدب نضيره، وزواهر الحسب منيرة، أرى علم أعلام الجزيرة، ومن الخيرة دون كره في عظماء علمائها ليست بخيرة، القيه الجليل الرئيس الأصيل أبو المطرف ابن عميرة، أبقاه الله وآيات بلاغته البازغة تسطع، وآيات براعته بالحكم البالغة تصدع، كتب مقتبس أنوار إفادته، وملتمس الزلفى بأداء حق سيادته، المؤثر المبتدر لتمشية إشارته وتوفية إرادته، فلان؛ وق وافاني أيها العلم الذي سحرت نفائس أنفاسه، وتفخر الطروس بلطوخ أنقاسه، من قبلكم كتابان (1) أستبقا على نسق، بل شهابان أئتلفا في غسق، أما أحدهما فأشار إلى تقدم خطاب لم أحظ لعدم البخت بتلاق، وأثار بكر الرسالة النونية النورية كوامن أشواق، ومن لي أن تسمح الأيام بلقائها، أو تسنح سانحة قبول من تلقائها، حتى اتوسم مشرق محياها، واتنسم عبق رياها، واتنعم بادالة قربها من نواها، وأتعلم إعجاز الصدور والإعجاز من فحواها؛ ليتها وردت فسردت جوامع البيان، وبهرت مدارك السمع والعيان، فلقد قضت النون بالشوف، وأحظتها بالمزية على سائر الحروف، فطار ذكرها في الآفاق، وفاق قدرها في الأعلاق، وترفعت عن الميم وهي مؤاخيتها في الجهر

_ (1) كتابان: سقطت من م ط.

والغنة، وادعت فما نوزعت أن لها [106 و] ذوات الإعجام جوز الزعامة وقود الأعنة، وبالتفات سيدي إياها فازت بهذا الشرف وحق لها؛ وامتازت عن نظائرها من الاحرف حين استعملها؛ واما الآخر فانه جلا صوراً تحرز الجمال والحسن، وتلا سوراً تعجز المصافع اللسن، واهدى درراً يحق لها الادخار والخزن، وكسا حبراً لم يخلع مثلها على الروض المزن؛ حقاً ان سيدي وله الفضل والمن، القى علي حلى نفاسته التي بمثلها ينفس ويضن، وعزا الي علا رئاسته التي على غير اعطافه لا تسن، فلو حسنت بنفسي ظناً، وانتحلت ما علي خلعه ممتنا، لقيل: " بكى الخز من روح (1) "، وشدا الحمام في غير دوح، ومن لي بمجاراة من حوى مدى الحلبة متوهلا فلم يدرك، ومساماة من تبوأ علي الرتبة متأهلا فلم يشرك، اما إن الفكر دون مداناة أدنى عفوة لطليح، وإن الإعتراف بالعجز لمريح، وحسبي وقد بلحت، وصرحت من قصوري بما صرحت، عهد صحيح، وود صريح، وثناء لا أريمه ما طلعت شمس وهبت ريح، إن شاء الله تعالى؛ وأستنهض سيدي إقتضاء جواب المقام الإماري المتوكلي - أيده الله تعالى - عن كتابيه الموافيين بالتهنية، الوافيين لشكر الله على ما أولى في مستلجى صنعه الجميل من التيسير والتسنية، وقد إنتهيت الى العمل بتلك الاشارة، واديت المعنى وان قصرت في العبارة، وابديت في حقه ما

_ (1) اقتباس من قول الشاعرة حميدة بنت النعمان ابن بشير: بكى الخز من روح وأنكر جلده ... وعجت عجيجاً من جذام المطارف

يجب لدى مثابة الامارة، والجواب واصل الى سيدي صحبه هذا المكتتب، وقادم من جنابه الرحب على معلم العلم ومنتدى الادب، - بحول الله تعالى - وهو سبحانه يزين السيادة بطول بقائه، ويزيد الإفادة بحسن لقائه، بمنه وفضله. وكتب أبو المطرف بن عميرة، وهو قاض برباط الفتح، إلأى شيخنا أبي الحسن الرعيني، وهو بسبتة: قلبي على شرع الصفاء أبا الحسن ... لك طائعاً فرض الهوى والمدح سن ووحق من جمع المحاسن فيك ما ... أبصرت بعدك ما يقال له حسن كتابي إلى شيخي الذي بإسناده أعلو، وعمادي الذي عن ذكره لا أخلو وأنا على ما علمه من حب فيه، وتعظيم على قدر معرفتي بحقه وفيه [106 ظ] والسؤال عنه ديون لساني، والشوق إليه ديدني وشاني، وما كنت أحسب إلا أنه وضع عصا لاتسيار، وأزمع مكثاً في تلك الديار، ولكني مرة كنت أنسبه إلى المرية، وتارة كنت أحسبه في الجهة الأحمرية، وربما قدرت أن حمص به أستأثرت، وأشواقه إليها تكاثرت فعاد إليها كما يعود إلى الجيد الحلي، أو إلى الفقيد الولي، إلى أن طلع علي خطه كالصبح في الغسق، أو السحر في نجل الحدق، فقلت: أفي عيني سنة أم هي يقظى، وهذه رؤية لم أخلها بها تحظى، ولما أستبنت العيان، وتأملت ذلك البيان، قلت: هذا بز يشهد لليد التي نسجته، وبزر لا تجهل أرض هي أخرجته، بل هو سنا يشهر كوكبه، وتركيب

يظهر فيه أثر من ركبه، فكان عندي أحسن من النار في عين المقرور، ومن الماء في كبد المحرور، وأعجب من ضياء الصبح لاح لممنوع الكرى، ومن سواد الليل أخفى كلفاً بالسرى، وعجباً لسيدي ضن برقعة منه خاصة، وحصة فيه لجناح الهم حاصة، أفترى قلمه أكتفى بما فيه ناب، أم تذكر الخطيئة فخر راكعاً وأناب، فللمعترض أن يقول: هذه الصورة، كما إذا حج عن غيره الصرورة، فإن بعض من يحتج، يقول: إنه يقع الحج، ولكن قلمه أعرب بالإستدلال، وأغوص على حل الإشكال، فيدعي إن الكتاب يقضي الواجبين، ويقع على الجانبين، قيل لبعض الشافعية: ايعيد السجود من ظن سهواً فسجد، ثم تذكر على الأثر إن السهو ما وجد، فقال: انا للإعادة ناف، وذلك السجود عن نفسه وعن غيره كاف، فسألوه الدليل معنتين، فقال: اعتبروا حال الشاة من الأربعين. أيه يا سيدي كيف أنتم بعدي، وهل عندكم على النأي وجد كوجدي، وما عندكم في رسيس الحب، وأشواق المحبين بحسب البعد والقرب، فذلك معنى تنازعته الشعراء، وما رأيكم في المقام هنالك فإن له غصة، أو التقدم وهل تمكن فيه فرصة، والبنون والجملة كيف حالهم تفصيلاً فالجملة معلومة، وحياة مطلقة فإن الطيبة منها معدومة، وما فعلت أبيات أزمور [107 و] وهل وجد نقرها زمرا، ام لقي زيدها عمرا، أم هي بالعراء، تنادي بالويل على الشعر والشعراء، وقد نفث الخاطر

بأبيات، لها صوت لمعناها موات، وهي: صاح بهم صائح الرحيل فما ... منهم على البين واحد سلما وجاش بالروع عقر دارهم ... من بعد ما كان سر بهم حرما فهم عباديد في البلاد ولا ... شمل لفل الخطوب منتظما قد أقسم الدهر أن يمزقهم ... وجنب الحنث ذلك القسما يا سائلي عن بكاي بعدهم ... بكيت دمعاً حتى بكيت دما سيدي: حال اخيكم هنا على ما يرضي كما لكم عافية، ونعمة شافية، وأنا إلى جوابكم ناظر، وبه إذا وقع إلي طائر، والله يطيل بقاءكم، ويحرس إخاءكم. فأجابه شيخنا بهذه الرسالة: وافى الكتاب وقد تقلد جيده ... ما أنت محسن نظمه ومجيده من كل معنى ضمن لفظ في حلى ... خط يزين طلى الطروس فريده أأبا المطرف دعوة من خالص ... لعلاك غائب وده وشهيده أنت الوحيد بلاغة وبراعة ... ولك البيان طريفه وتليده فالنثر أنت بديعه وعماده ... (1) والنظم أنت حبيبه ووليده إيه أيها السيد الذي جلت سيادته، وحلت صميم الفؤاد ودادته، دامت سعادته، وهامت بما ينفع الناس عادته، ألقي إلي كتاب

_ (1) ورى ببديع الزمان والعماد الأصفهاني وحبيب أبي تمام والوليد أبي عبادة البحتري.

كريم خطته تلك اليمنى التي اليمن فيها تخطه، ونسقت جواهر بيانه التي راق بها سمطه، فلا تسألوا عن إبتهاجي بأعاجيبه، وانتهاجي لأساليبه، وشدة كلفي بالتماح وسيمه، وجدة شغفي باسترواح نسيمه، فإنه قدم وأنس النفس راحل فاستعاده، وسجم وروض الفكر ما حل فجاده، لا جرم أنه بما حوى من حرق النوى، وروى من طرق الهوى، وبكى للربع المحيل، وشكا من صائح الرحيل، هيج لواعج الأشواق وأثارها، وحرك للنفس حوارها، فحنت، (1) وأستوهب العين مدرارها، فما ضنت، فجاشت لوعة أستكنت [107 ظ] وتلاشت سلوة عنت، ووكف دمع كف، وثقل عذل خف، وأشتد الحنين، وأمتد الأنين، وعلا النحيب، وعرا الوجيب، وألتقى الصب والحين، ودرى المحب قدر ما جناه البين، وطالما اعمل في إحتمال المشاق عزيمه، وشد لإجتياب الآفاق حيازيمه: ودع مثوى المقام معتزما ... ألا يرى للغرام ملتزما وأزمع النأي عن أحبته ... والبين عن داره التي رئما وما درى أنه بعزمته ... أشعل للبين في الحشا ضرما وهل جرى ذاك في تصوره ... فربما أحدث الهوى لمما إن هي إلا نوى مشتتة ... شملاً من العيش كان منتظما وعاذل قال لي يعنتني: ... لا تبد فيما فعلته ندما قلت له: هل رأيت قبلي من ... فارق أوطانه فما ندما

_ (1) من المثل: " حرك لها حوارها تحن ".

لا حيلة في يدي فاعملها ... عدل من الله ما به حكما أما أن القلب لو فهم حقيقة البين قبل وقوعه، وعلم وقدر ما نفث من الروع في روعه، لبالغ في أجتنابه، واعتقد المعفى عنه من قبيل المعتنى به، ولحا الله الأطماع فإنها تستدرج المرء وتستجره، وتستخرج حين تعربه ما يسره، ما زالت تفتل في الذروة والذروة، وتحتل بالترغيب في الجاه والثروة، حتى انات عن الأحباب والحبائب، ورمت بالغريب أقصى المغارب، فيا لوحشة الوت بإيناسه، ويا لغربة أحلته في غير وطنه وناسه، ويا عجباً للأيام وإساءتها، وقرب مسرتها من مساءتها، كأنها لم تتحف بوصال، ولم تسعف باتصال، ولم تمتع بشباب، ولم تفتح لقضاء أوطار النفس كل باب: عجباً للزمان عق وعاقا ... وعدمنا مسرة ووفاقا أين أيامه وأين ليال ... كلآل تلألؤاً واتساقا كم نعمنا بظلها فكأنما ... مد منها الصبا علينا رواقا كم بغرناطة وحمص وصلنا ... باصطباح من السرور اغتباقا [108 و] في ربى نجد تلك أو نهر هذي ... والأماني تجري إلينا اشتياقا في رياض راقت رواء ولكن ... حين رق إلينا اشتياقا رق فيها النسيم فهو نسيب ... قد سبى رقة نفوساً رقاقا وثنى للغصون منها قدوداً ... فتلاقى تصافحاً واعتناقا

كلما هب من صباه عليل ... وتداوى بها العليل آفاقا حكم السعد بالأحبة فيه ... بكؤوس الوصال أن تتساقى ثم كرت للدهر عادة سوء ... شق فيها خطب النوى حين شاقا شتت الشمل بعد طول اجتماع ... وسقا للفراق كأساً دهاقا وأعاد الأوطان قفراً ولكن ... قد أعاد القطان منها الرفاقا ليت شعري والعيس تطوي الفيافي ... أشآماً تنوي بنا أم عراقا يا حداة الحمول رفقاً بصب ... بلغت نفسه السياق إشتياقا آه من شجوه وآه لبين ... ألزم النفس لوعة واحتراقا هذه يا سيدي استراحة من فؤاد وقذته الفرقة والقطيعة، وإستباحة لحمى الوقار بما لم تحظره الشريعة، فقديماً تشوكيت الأحزان، وتبوكيت الأوطان، وحن المشتاق، وعن له من الوجد ما لا يطاق، فاستوقف الركب لشكوى البلابل، واستوكف السحب لسقيا المنازل، وفدى الركب وإن زاده كربا (1) ، ومن له أن يكب لاثماً له ترباً، حسبه دموع تفيض مجاريها، ونجوم يساهرها ويساريها: ألف السهاد فشأنه إدمانه ... واستغرقت أحيانه أشجانه وشكا جفاء الطيف إذ لم يأته ... هل ممكن ما لم ينم إتيانه

_ (1) من قول المتنبي: فديناك من ربع وإن زدتنا كربا ... فإنك كنت الشمس للشرق والغربا

واستعبدته صبابة وكذا الهوى ... في حكمه أحراره عبدانه كم رام كتمان المحبة جهده ... ودموعه يبدو بها كتمانه وإذا المحب طوى حديث غرامه ... طي الضلوع وشت به أجفانه سيدي قد مددت إطناب الإطالة في غير طائل، واستمددت (1) طبعاً غير معين ولا سائل، ولست أمتري في أني أسئم سمعكم وامله، واقدم [108 ظ] من هذا الهذر عليه بما أنزهه عنه وأجله، وعلى ذلكم فلا بد ان أعود إلى ذكر خطابكم الذي حلا الخطب، وحلى اللؤلؤ الرطب؛ وتجلى بين سيئات الزمان حسنة، وتحلى من محاسن البيان ما لا يوفي في المادح ببعضه ولو اعمل المدح سنة، فقد تضمن أصولاً وجبت اجابتها، وان حجبت مهابتها، وتعين التقصي عن عهدها، وان تبين العجز عن تقصي امدها، منها: إنكم عجبتم مني حيث ضننت برقعة اقرنها بالمخاطبة الخلاصية العلية، وأودعها ما تعورف بين الأصفياء من إنهاء المودة وإهداء التحية، فطوراً خلتموني مكتفياً بالنيابة، ولو ابتدأت بنافلة الكتاب لقلت بفرض الإجابة، وتارةً عرضت التأويلات الفقهية، وفرضت المسألتان الحجية والسهوية، فرأيتم اولاً: ان الكتاب يجزئ عن متوليه من الجانبين، وتوهمتم ثانياً: أني أردت قضاء الواجبين، وصيرته كالعامل يعمل عملين، أو الفاعل يتعدى فعله إلى اثنين، أو اللفظ يقع باشتراك على معنيين، وكل ذلكم - وصل الله نفاسة كمالكم - لم يكن، وإهمال حقكم الأكيد الوجوب لم يسهل قط علي ولم يهن، ولكني ابتدرت الخطاب،

_ (1) غير واضحة في الأصول، وفي ح: واستنبذدت، وفوقها علامة خطأ.

وآثرت الاقتضاب، فانزعج الرقاص (1) قبل ان يقتضي كتابي في سيره، وضمنت هذه الوزارة أن يتوجه بعد مع غيره، ولو ذهبت إلى ما أشرتم إليه من الاجتزاء والإقتصار، لأثبت تحيتي عقب تلك الأسطار، مقترنة بالاعتذار، ولكنكم عجلتم علي بالعتب، ونسبتم إلي ما لم أجنه من الذنب، ولا تثريب فقد حصل المطلوب، وكل ما يفعل المحبوب محبوب؛ وأما سؤالكم - حفظكم الله - كيف أنا بعدكم، وهل وجدت في فرقة الوطن والأحبة وجدكم، فلم تشكوا أني متحمل من ذلك ضعفين، ومفارق دون الأبوين والبنين إلفين، أما غرناطيها فقد سنى الله به الاجتماع، وأساله تعالى أن لا يجعل موقفاً منه الوداع، وأما إشبيليها فإني أحاول انتظام الشمل به وأرومه، وأرجو أن يتكيف بفضل الله على قرب قدومه، وأما استعلامكم قولي في الحب وأطواره، واستفهامكم عن رأيي في الشوق ومثاره [109 و] وأن الشعراء تنازعت هذا المعنى فكل شرق بغرامه، ونطق عن مقامه، وأخبر عن ذوقه، وعبر عن ما رجح نأياً أو خف قرباً من شوقه، والأشواق بحار، والخواطر فيها تحار، وأجرى الأقوال عندي في ذلك مع القصد (2) : بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد وأما سؤالكم عن رأيي في المقام بهذه البقعة، فسأورد الجواب

_ (1) الرقاص أو الركاض: الذي ينقل البريد. (2) البيت ليزيد بن الطئرية (الأغاني 5: 213) .

عليكم بما يقف عليه العزم في هذه الرقعة، واختياري على الجملة أن أخذ عند لحاق الجملة الاشبيلية في الرحلة ثم لا أدري ما تجيء به الأقدار، وربك يخلق ما يشاء ويختار؛ وأما قطعتكم التي أجدتم بأزمور تأسيسها، وأفدتم منعمين نفيسها، فكنت وإن لم أدرك شأوها، فقد حذوت في الجواب حذوها، وعلقته بمقلوبها، وإن قصر عن أسلوبها، وكان من أملي أن أجدد معكم في رباط الفتح عهداً بالقرب، وقدرت أن يتاح هنالكم تلاقي السفين والركب، فأخلف التقدير، وأعجل عن اللحاق المسير، وضاعت الرقعة أثناء شواغل الأسفار وشغوبها، وذهلت عنها النفس بما مسها من لغوبها، وشاهدي في صدق هذه الدعوى والتي قبلها، علم هذه الوزارة العلية التي أفاضت فضلها (1) ، وأعجزت الزمان أن يوجد مثلها، فكل هذا كان منها بمرأى ومسمع، وبمحضر من عيانها ومطلع، ثم شردت عن حفظي تلك القطعة وما قيدت من جوابها، ووجب لتذكيركم كم الآن استئناف هذه وإن كنت لا أرضى بها: لبيك ها أنا للصفاء مديم ... وعلى الوفاء مدى الحياة مقيم وإليك من خلدي صميم مودة ... لي في اعتقاد خلوصها تصميم وإذا تنازعت الحديث فمنزعي ... أن المنازع في علاك مليم أعزز على الخطط التي بك فخرها ... أن يستبد بها عليك لئيم تعساً لأقلام الكتابة ليتها ... لم يعتمدها البري والتقليم

_ (1) فضلها: سقطت من م ط.

لهجت بتأخير السبوق وقدمت ... من لا يحق لذاته التقديم قعدت وقامت في اغتصاب حقوقهم ... ومن الحسادة مقعد ومقيم أيفوت مثل أبي المطرف حظه ... وينال قوم بالفهامة ذيم [109 ظ] ما ضرها أن لو تولى أمرها ... منه كفيل بالبيان زعيم ومحمل منها اليمين يراعة ... تروي الطروس بمزنها وتسيم يا سابق البلغاء غير مدافع ... لك دون غيرك ينبغي التسليم قسماً بمجدك لا يزال مساوقاً ... للدهر ما لك في بنيه قسيم أنى وانت وحيد عصرك سؤدداً ... ولك المناقب كلهن كريم ومآثر سلفية زكى بها ... شرفاً حديثاً من علاك قديم أوليت إذ واليت فضلك كل ما ... يقضي به لك في الجلال الخيم وحبوت إذ ناديتني وأنلتني ... جاهاً وأحداث الزمان تضيم وخلعتها حللاً علي بمثلها ... [؟..] هذا الزمان كما علمت حظوظه ... شتى وعهد بنيه فيه سليم قد يحرم الليث الهصور حظوظه ... منه ويدركها لديه الريم وإذا عجزت فإن حسبي واقياً ... رب بأسرار العباد عليم لا زلت محمي الجوانب ما تلا ... مصراع بيت في القريض قسيم

سيدي - رضي الله عنه - يسمح في ما يلمح، ويغضي عن ما لا يرتضي، فلم اتعاط المعارضة ولو سامنيها ما نطقت، ولم أدع المساجلة ولو رامني عليها ما أطقت؛ إنما أنا قطرة من سحابه، وفلذة من سخابه، ومنفق من فضل سخا به، وإن سخط والله المعيذ، فماذا يقول للأستاذ التلميذ؟ أسأل الله له بقاء سعيداً، وإرتقاء يدرك به من العزة القعساء شأواً بعيداً، بمنه. قال المصنف عفا الله عنه قد وقعت إلي القصيدة التي ذكر شيخنا أبو الحسن - رحمه الله - أن الرقعة التي تضمنتها ضاعت له، وهي هذه: يا صاحبي والدهر لولا كرة ... منه على حفظ الذمام ذميم أمنازعي أنت الحديث فإنه ... ما فيه لا لغو ولا تأثيم ومروض مرعى مناي فنبته ... من طول إخلاف الغيوم هشيم طال اعتباري بالزمان وإنما ... داء الزمان كما علمت قديم [110 و] مجفو حظ لا ينادى ثم لا ... ينفك عنه الحذف والترخيم وأرى إمالته تدوم وقصره ... فعلى م يلغى المد والتفخيم وعلى م أدعو والجواب كأنما ... فيه بنص قد أتى التحريم لم الق إلا مقعداً، غير الأسى ... فلدي منه مقعد ومقيم وشرابي الهم المعتق خالصاً ... فمتى يساعدني عليه نديم غارات أيامي علي خوارج ... (1) قعديها في طبعه التحكيم

_ (1) هامش ح: من قول أبي نواس: فكأني وما أزين منها ... قعدي يزين التحكيما

ولواعج يحتاج صالي حرها ... أمراً به قد خص إبراهيم ولقد أقول لصاحب هو بالذي ... أدركت من علم الزمان عليم لا يأس من روح الإله وإن قست ... يوماً قلوب الخلق فهو رحيم ولعل ميت رجائنا يحييه من ... يحيي عظام الميت وهي رميم قال المصنف عفا الله عنه: وكلام شيخنا أبي الحسن نظماً ونثراً بارع، ولضروب الإحسان جامع، وقد رأيت أن أختم رسمه بقطعة وقصيدة حجازيتين، وقصيدتين ربانيتين؛ وهذه القصيدة الحجازية أنشدتها عليه: حنيني إلى البيت العتيق شديد ... وشوقي إلى وادي العقيق يزيد فيا ليت شعري هل يباح إليهما ... وصول فيحظى بالوصال عميد ومن لي أن أدعى إلى حرمي هدى ... وهل لي على تلك البقاع وفود وهل نافع لي ماء زمزم غلة ... لها بين من مناه بعيد وألصق خدي من ضريح محمد ... بحيث تلاقت في ثراه خدود وحيث استهلت بالدموع نواظر ... لها في سوى تلك الربوع جمود فما لي لا أسعى غليها مبادراً ... بقية عمر تنقضي وتبيد تحث ركابي نحوها عزمة أمرئ ... بمحياه في ذات الإله يجود

يهم فيلقي بين عينيه عزمة ... ويمضي مضاء السهم حيث يريد فأقضي ذماء النفس في عرصاتها ... غريباً لديها والغريب شهيد [110 ظ] وإن أمرأً يقضي فريضة حجه ... وزورة قبر المصطفى لسعيد وقد فاز بالحسنى ونال زيادة ... سعيد يواريه هناك صعيد سلام على البيت الحرام وطيبة ... يكر على ربعيهما ويعود سلام محب كلما ذكر (1) [أرضها] ... تبادرت الأجفان منه تجود والقطعة الحجازية ختمها ببيت من بيتي بلال ابن حمامة - رضي الله عنه (2) - وقد أنشدتها عليه وهي: ألا هل إلى البيت العتيق سبيل ... وهل لي في وادي الأراك مقيل وهل لصد من ماء زمزم نغبة ... يقل (3) بها بين الضلوع غليل ومن لي أتاح الله سؤلي أن أرى ... دموعي في بطن المسيل تسيل فيا نجد أنجدني بهبة نفحة ... تمر بعطف الروض وهو بليل

_ (1) بياض في ح ط، والزيادة من م. (2) هو بلال مؤذن الرسول عليه السلام، وكان حين هاجر إلى المدينة أصابته الحمى فكان يقول: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي أذخر وجليل وهل أردن يوماً مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل (3) م ط: نفثة.

ففي نفس منها عليل علالة ... لقلبي وهل يشفي العليل عليل ويا كعبة رص الخليل بناءها ... أما مسعدي يوما إليك خليل ثكلت فؤادي يوم أنساك أو أرى ... إلى الصبر والسلوان عنك سبيل فلا زال بي شوق إليك مبرح ... ولا فاتني وجد عليك طويل وقبلي بلال قال يشكو غرامه ... وقد شاقه ظل هناك ظليل " ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي أذخر وجليل " وهذه القصيدة الربانية، وأنشدتها عليه: هيامي ما بين الجوانح ثائر ... وداء غرامي للفؤاد مخامر وطي ضلوعي بالأسى ما أقله ... تكل القوى عن حمله والمرائر وقد جد بي وجد وبرح بي (1) جوى ... وغصت بأسراب الدموع المحاجر سكرت وما دارت علي مدامة ... ولا فتنت عقلي عيون فواتر وجاوزت أوطار الغرام تخطياً ... إلى حيث لا تلفى خواط خواطر وجاد حيا دمعي رياض رياضتي ... فأزهارها مما سقاها نواظر فنائي في وجد وجود وميتتي ... حياة وخوفي الأمر (2) مما أحاذر وكل هوى لابد من غاية له ... وغايات حبي ما لهن أواخر [111 و] مرامي مرامي أعجزت كل عاشق ... فما رامها إلا انثنى وهو قاصر

_ (1) م ط: وقد جد بي وبرح به جوى، وهو مضطرب. (2) كذا: ولعلها: الأمن.

وقد ذهلت عن عروة بي عذرة ... وقد نسيت مجنونها بي عامر وردت وقد حامت على الورد فانثنت ... نفوس صواد عن ظماها صوادر تصرف بي هذا الهوى تحت حكمه ... وسلطانه مذ كان للخلق (1) قاهر وملكته نفسي فصال علي بي ... وضافره قلب وسمع وناظر دعاني فلبيت ائتماراً وإنني ... ولو لم يكن يدعو مباد مبادر فمنه لقلبي بالصبابة آمر ... ومنه عن السلوان ناه وناهر وما أقتادني إلا إلى حب واحد ... تقدس أن تعزى إليه النظائر فوافى جناني وهو بالوجد عامر ... وألفى لساني وهو بالجود شاكر تبارك من آياته تبهر الورى ... وأنواره تعنو إليها بالبصائر تتيه عقول الخلق في ملكوته ... وترجع أبصار وهن حواسر هو الله هادي من يشاء لسبله ... إذا جار عن مثلى الطريقة جائر هو الله كل ما خلا الله باطل ... وكل سواه غائب وهو حاضر إلى ظل رحماه اويت وفضله ... قصدت ومنه لي ولي وناصر رجوتك يا ربي لسد مفاقري ... وستر هناتي يوم تبلى السرائر فكن لرجائي يا إلهي محققاً ... إذا غيبتني في ثراها المقابر

_ (1) م ط: للحق.

وهذه القصيدة الثانية، وأنشدتها عليه: جمال حبيبي للغرام دعاني ... فيا عاذلي قلبي عليه دعاني بصرت بما لم تبصرا أنتما به ... بعين فؤادي لا بعين عياني وأدركت ما لم تدركا من بهائه ... فوجدي به غير الذي تجدان فإن شئتما أن تعرفا ما أكنه ... وإن تعلما سر الهوى فسلاني تجلى لفكري نور من أنا عبده ... فوله معقولي وجن جناني وأشرب قلبي هيبة ومحبة ... وصالت عليه شدة الخفقان وحان فنائي في وجود جلاله ... فحسبي أني في المحبة فان حبيب سقاني منعماً كأس حبه ... فلم أصح من حبيه منذ سقاني وثقت به لا أرتجي لإقالتي ... سواه إذا زلت بي القدمان [111 ظ] رضاه منى نفسي وغاية بغيتي ... وما لي بصبر عن رضاه يدان وحبي فيه لاعتزازي [؟] ... وكل هوى في غيره لهواني مدامي مدار من إدامة ذكره ... بتنزيهه لا من مدام قيان وراح إرتياحي أن تلوح لوائح ... يغيب بها عن فكري الثقلان سماعي لما يتلى من الوحي مؤنسي ... ومبهج نفسي لا سماع قيان ولذة عيشي أن أفوز بخلوة ... أجاري بها الأشجان ملء عناني ولذة خوفاً من دموعي وخشية ... على الخد من عيني نظم جمان

637 - علي بن محمد بن علي بن موسى الأنصاري:

وقد راع روعي أن تكون محبتي ... مجرد دعوى غير ذات بيان وإلا فما بالي على الذنب عاكفاً ... وفي أسر إصرار اغتراري عان علامة حبي أن أطيع وأتقي ... وألا يراني الله حيث نهاني مولده باشبيلية في شعبان اثنين وتسعين وخمسمائة، وتوفي بمراكش سحر ليلة الأربعاء الرابعة والعشرين من شهر رمضان ست وستين وستمائة، ودفن عقب ظهره بجبانة الشيوخ مقارباً باب السادة أحد أبواب قصر مراكش، وكان الحفل في جنازته عظيماً لم يتخلف عنها كبير أحد. 637 - علي بن محمد بن علي بن موسى الأنصاري: شريشي أبو الحسن ابن الغزال (1) ؛ روى عن أبي بكر بن عبيد وأبي الحسن بن لبال. 638 - علي بن محمد بن علي بن هذيل (2) : بلنسي أصيلي الأصل - أصيلا العدوة - أبو الحسن؛ تلا بالقراءات السبع وغيرها على رابه (3) أبي داود، ونشأ في حجره وأختص به واكثر عنه ولازمه أزيد من عشرين سنة، وأبي الحسين بن البياز؛ وروى عن أبي بكر خازم وأبي الحسن

_ (1) أنظر صلة الصلة: 123؛ وفي هامش ح: بل ذكر شيخنا أبو جعفر بن الزبير أنه كان يكنى أبا بكر وأنه روى عن آباء بكر: ابن الجد وابن مالك وابن عيسى وأبي الحسن بن ناصر وأبي محمد بن حباسة الأزدي؛ أخذ عنه أبو الخطاب بن خليل وكان فقيهاً مشاوراً مقرئاً ببلده، أخذ الناس عنه وتوفي في حدود سنة تسع وستمائة رحمه الله (قلت: سقط هذا من المطبوعة لبتر وقع في النسخة) . (2) ترجمته في صلة الصلة: 97 والتكملة رقم: 1858 وبغية الملتمس رقم: 1200 ومعجم الصدفي: 284 (رقم: 267) . (3) رابه: الذي ربه أي رباه.

طارق بن يعيش وأبوي عبد الله: ابن سعادة وابن عيسى (1) بن يوسف الكناني الطليطلي، وأبوي محمد: الركلي والسرقسطي الحاج، وسمع " جامع الترمذي " على الحاج الراوية أبي عبد الله بن سعادة لعلو سنده فيه، وأجاز له أبو علي الصدفي وأكثر شيوخه المسمين قبل. روى عنه آباء بكر: وابن خير وابن رزق وأبو جعفر طارق بن موسى المعافري وأبوا الحسن: القسطلي ومحمد بن [112 و] أحمد بن سلمون وآباء عبد الله: ابن أحمد بن مسعود الشاطبي والاندرشي وابن حميد وابن خلف وابن نوح وابن يوسف ابن الخباز وأبو عمر بن عات وآباء محمد: عبد الحق بن الخراط وعبد الكبير وعبد المنعم ابن الفرس. وكان صدر المقرئين وإمام المجودين، عمر فانتهت إليه رياسة الإقراء بشرق الأندلس في عصره، متقناً ضابطاً مجوداً حسن الأخذ على القراء، مشهور الفضل والزهد والثقة والعدالة صالحاً متواضعاً خيراً كثير الحياء صواماً قواماً، واسع المعروف كثير الصدقة متقللاً من الدنيا معرضاً عن أهلها، وكان متى توجه إلى ضيعته لمليلة من جزء الرصافة بغربي بلنسية صحبه طلبة العلم إليها للقراءة عليه والسماع منه، فيحمل ذلك منهم طلق الوجه منشرح الصدر جميل الصبر، وينتابونه ليلاً ونهاراً فلا يسأم من ذلك ولا يضجر على كبرته حسبما كان عليه أمره معهم قبلها، وأقرأ ببلنسية وأسمع أزيد من ستين سنة، وكان أثبت الناس في أبي داود وإليه

_ (1) في ح: وأبوي عبد الله بن عيسى، ورجح في الحاشية ما ثبت في المتن في كل من م ط.

صارت أصوله العتيقة الكثيرة في فنون العلم بخطه، وانفرد بالرواية عنه بلقاه والسماع منه أزيد من عشرين سنة. قال أبو الحسن محمد بن سلمون: كان يتصدق على الأرامل واليتامى بماله من دقيق وأدم وغير ذلك، فتقول له زوجه: أنك لتسعى بهذا العمل في فقر أبنائك، فيقول لها: لا والله بل أنا شيخ طماع أسعى في غناهم. وكنا نقرأ عليه في مرضه الذي توفي منه فكان لا يسمع منه كلام في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس إلا أن ينادي الله سائلاً منه قبضه يوم الجمعة، فإذا جاوزه رؤي يوم السبت أسفاً سيء الحال نكد البال، فيستمر أمره كذلك إلى انقضاء يوم الاثنين، فإذا كان يوم الثلاثاء ظهر عليه سرور وابتهاج لطمعه في الموت يوم الجمعة، وتكرر ذلك منه حتى عرف له ومن الله عليه بمطلوبه (1) فقبض يوم الخميس ودفن يوم الجمعة كما كان يسأل ويدعو، رحمه الله. ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، قاله أبو عبد الله الأندرشي عنه، وقال أبو الخطاب بن واجب عنه: ان مولده عام سبعين أو بعده بعام (2) لم يتحقق [112 ظ] ذلك، وتوفي بعد صلاة ظهر يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب أربع وستين وخمسمائة، وصلى عليه أبو الحسن بن النعمة، وحضر جنازته جمع عظيم من الناس، وشهدها سلطان بلنسية

_ (1) بمطلوبه: سقطت من م ط. (2) بعام: سقطت من م ط.

639 - علي بن محمد بن علي بن يوسف بن عزيز بن ذنون:

يومئذ أبو الحجاج بن سعد، وتزاحم الناس على نعشه متبركين به باكين فقده، وأتبعوه ثناء حسناً وذكراً جميلاً، ورثاه أبو محمد بن واجب بقصيدة حسنة منها: لم أنس يوم تهادت نعشه أسفا ... أيدي الورى وتراميها على الكفن كزهرة تتهاداها الأكف فلا ... تقيم في راحة إلا على ظعن قال أبو الحسن بن سلمون: كذلك كان هذا فأن الناس كانوا يتعلقون بالنطق والسقف ليدركوا النعش بايديهم ثم يمسحوا بها وجوههم. 639 - علي بن محمد بن علي بن يوسف بن عزيز بن ذنون: إشبيلي أبو الحسن؛ كان أديباً شاعراً مجوداً بارعاً تجول بشرق الأندلس وغربها وأجاز البحر إلى بر العدوة، وتطوف على بلاده وقدم مراكش وسجلماسة وغيرها، ورفع للرشيد من بني عبد المؤمن أرجوزة طويلة على طريقة ابن سيدة في ما اسمك يا أخا العرب تتجزأ منها أرجوزة ابن سيدة نحو الربع، وأرجوزة ضمنها أسماء خيل العرب والمشاهير من أهل الإسلام وشرحها مبيناً قصصها، ورفعه إلى والي سجلماسة حينئذ أبو محمد عبد الله ابن أبي زكرياء بن أبي إبراهيم مع أرجوزة ضمنها مناقله رحلة فرحلة (1) من بلنسية إلى سجلماسة، وقصائد بديعة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك مما برز فيه وشهد بفضل إدراكه وبراعة إنشائه ونبل منازعه وجودة اختياره.

_ (1) هامش ح: لعله: مرحلة فمرحلة.

640 - علي بن محمد بن علي بن يوسف الأنصاري:

640 - علي بن محمد بن علي بن يوسف الأنصاري: بلنسي كان من أهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 641 - علي بن محمد بن علي بن يوسف الكتامي (1) : اشبيلي استوطن غرناطة بعد استيلاء النصارى - قصمهم الله - على إشبيلية؟ رجعها الله - أبو الحسن بن الضائع - بضاد معجم -؛ أخذ العربية عن أبي زكرياء بن ذي النون وأبي علي بن الشلوبين، وعلم الكلام وأصول الفقه على أبي عامر يحيى بن ربيع وأبي الفتوح بن فاخر وأبوي محمد: ابن ستاري والفاسي، وأجاز له [113 و] أبو بكر بن محرز وأبو الحسين بن السراج وأبو الخطاب بن خليل وأبو زكرياء بن المرابط وأبوا عبد الله: الأزدي السبتي وابن جوبر وأبو العباس بن فرتون. روى عنه طائفة من اهل غرناطة، وكتب إلي بإجازة ما كان عنده مطلقاً؛ وكان نحوياً ماهراً حسن التصرف في علم الكلام وأصول الفقه، وافر الحظ من الفقه، وله جمع حسن بين شرحي السيرافي وابن خروف كتاب سيبويه، إلى غير ذلك من مصنفاته في العربية وما كان ينتحله من العلوم، ولد بإشبيلية سنة أربع عشرة وستمائة، وتوفي بغرناطة في ربيع الآخر سنة ثمانين وستمائة. 642 - علي بن محمد بن علي الغافقي: إشبيلي أبو الحسن؛ روى عن

_ (1) ترجمته في بغية الوعاة: 354 وينقل عن ابن الزبير، ولكن ترجمته غير موجودة في صلة الصلة المطبوعة.

643 - علي بن محمد بن علي الغافقي:

أبي الحكم عبد الرحمن بن محمد بن حجاج وأبي سعيد فرج (1) بن عبد الله. 643 - علي بن محمد بن علي الغافقي: أبو الحسن بن قميت؛ روى عن أبي علي الصدفي وأبي محمد بن محمد ابن أبي جعفر، أراه غير الذي قبله والله أعلم (2) . 644 - علي بن محمد بن علي: طليطلي نزل غرب الأندلس، أبو الحسن بن بلوط؛ روى عن أبي الوليد الباجي؛ روى عنه أبو جعفر ابن الباذش، وكان فقيهاً حاضر الذكر للمسائل درباً في الفتاوى في النوازل، توفي ليلة السبت ودفن عصر يوم السبت لعشر بقين من شوال اثني عشر وخمسمائة، ابن ثمانين عاماً أو نحوها (3) . 645 - علي بن محمد بن عمارة: بلنسي نزل بجاية؛ كان فقيهاً عاقداً للشروط. 646 - علي بن محمد بن عمران: بلنسي بونتي الأصل، أبو الحسن

_ (1) م ط: فرح. (2) بهامش ح: علي بن محمد بن علي الغافقي قرأ على أبي عبد الله بن احمد بن عبد الرحمن بن سعد الفهري، ابن الصيقل المرسي، جميع الأربعين على مذاهب أهل التصوف من جمعه، فأنظر هل هو أحد اللذين ذكر المصنف أم غيرهما. (3) بهامش ح ترجمة مزيدة وهي: علي بن محمد بن علي بن محمد الغساني غرناطي أبو الحسن ابن المرشاني، ومرشانة من أعمال المرية أصله منها، وله بغرناطة آباء وبيته بها نبيه، سمع أباه وابن رفاعة وابن عروس وابن كوثر وعبد المنعم في آخرين، وله إجازات حسان، أخذ عن ابن مسدي، وولي الخطبة ببلده، ومولده على رأس الخمسين وخمس المائة.

647 - علي بن محمد بن عمر اللمري:

ابن النقاش؛ تلا بالسبع على أبي الحسن بن النعمة، وروى عن أبي عمر اللمتوني وأبي الوليد بن الدباغ، وتفقه بأبي بكر بن أسد وأبي محمد بن عاشر، وأجاز له أبو بكر بن العربي وأبو الحسن شريح؛ وكان رجلاً صالحاً حسن الصوت يحضره الأمراء بمجالسهم لقراءة كتب الرقائق والمغازي وما في معناها لصلاحه وطيب نغمته، واختص بأبي بكر [؟] (1) بن غانية لذلك، وكان يحضره معه غزواته. 647 - علي بن محمد بن عمر اللمري (2) : روى عن أبي عبد الله بن يوسف بن سعادة. 648 - علي بن محمد بن عمر: أبو الحسن الكتاني؛ سمع بسرقسطة علي أبي بن محمد بن فورتش وكان [115 ظ] من أهل العلم والعدالة، حياً في حدود تسعين وأربعمائة. 649 - علي بن محمد بن عيسى: بطليوسي أبذي الأصل؛ روى عن أبي محمد بن عتاب. 650 - علي بن محمد بن فرجون (3) القيسي (4) : قرطبي استوطن بأخرة فاس، أبو الحسن؛ روى بالأندلس عن بعض شيوخها، ورحل

_ (1) بياض في الأصول. (2) فوقها علامة خطأ في ح. (3) م ط: فرحون. (4) ترجمته في صلة الصلة: 118 والتكملة رقم: 1880.

651 - علي بن محمد بن الفضل المعافري:

وحج، وروى بالإسكندرية عن أبي الحزم مكي بن أبي الطاهر بن عوف وأبي الطاهر السلفي وأبي عبد الله الكركنتي وابن أخته أبي محمد عبد السلام وأبي القاسم بن جارة، وقفل إلى الأندلس فروى عنه بنو حوط الله الأخوان: أبو محمد وأبو سليمان، وأبو عمر وأبو القاسم ابنا أبي محمد، وأبو عمرو سالم وأبو القاسم عبد الرحمن ابنا سالم، وأبو محمد ابن القرطبي، ثم تحول إلى فاس فروى عنه بها أبو البقاء يعيش بن عبد الله بن أحمد بن علي الحسني ابن الطويل. وكان فقيهاً حافظاً، شاعراً محسناً، ماهراً في الحساب عارفاً بفرائض المواريث، وعلم بهما طويلاً بفاس، ذاكراً تواريخ الصالحين وأخبارهم؛ ومصنفاته في ذلك كله جليلة نافعة منها: " لباب (1) اللباب في بيان مسائل الحساب " وكتاب " الزاهر في المواعظ والىداب ". وكف بصره قديماً - نفعه الله - ثم عاد إلى المشرق فجاور بمكة - كرمها الله - إلى أن توفي في محرم أحد وستمائة. 651 - علي بن محمد بن الفضل المعافري (2) : أبو الحسن؛ كان كاتباً بارعاً، شاعراً مجيداً، حسن الخلق كريم الشمائل، لوذعياً نظيف الملابس، جميل العشرة، وكان بينه وبين أبي البحر صفوان ابن إدريس وغيره من أدباء عصره مكاتبات ظهر فيها نبله وبراعة مآخذه وإجادته. وحضر وقتاً متنزهاً إشبيلية في طائفة من

_ (1) هامش ح: ابن الآبار: لب. (2) ترجمته في المغرب 2: 286 (وموشحاته 2: 288) واختصار القدح: 108 وأزهار الرياض 2ك 211 وزاد المسافر رقم: 31.

أصحابه، منهم أبو بحر صفوان ابن إدريس ومدع الرماية وهو لا يحسنها، فطلب من أبي بحر وصف ذلك الحال فقال: أعد على سمعي أحاديث المنى ... فما قبيح أن تعيد الحسنا وإنني بذكرها ليالياً ... أن الغناء بهوى النفس غنى وداو بالأخبار عنها أذني ... فرب أخبار تداوي الأذنا يا نعمة من زمن مساعد ... لو شئت منه رد أمس أمكنا [116 و] ما كانت اللذات إلا حلما ... شاهدتها أثناءه تيقنا أسحاره أسحار أرباب النهى ... وهكذا الآصال ايصال المنى رعياً لإخوان الصفاء إنهم ... أكرم علق في الحياة يقنى وأين هم (1) قد ذهبت أشخاصهم ... لم يبق منهم بعدهم إلا الكنى هي استعارات كمثل الشعر لا ... يفعل ما قال إذا ما امتحنا لكنما ابن الفضل فيهم ندرة ... ولست بالفذ أحاجي اللسنا إذا وصفت بالصفاء نفسه ... عبر عني جده وبينا إن انتمى فالفضل من آبائه ... إذا عرفت الأصل تدري ما الجنى إيه وإن سوف فيه دهره ... فالدهر قد كان يعق الفطنا وما رماح الخط إلا خشب ... ما لم تكن مشرعة لتطعنا لا ينكر الفل على بيض الظبا ... نعم ولا عض الثقاف للقنا

_ (1) م ط: إذ.

بين الحظوظ والأديب فتن ... ثكلتها ألا استحالت هدنا هذا المجيد لا أبو تمامهم ... إذا ثوى في نجده واستوطنا وما يضر السيف أضحى ماضيا ... ألا يكون منتماه اليمنا هو الذي أفادنيه زمني ... فكيف بالله أذم الزمنا وخير ما يكتسب المرء أخ ... يرى به سر الوفاء علنا فيا شقيقي نسبة إن ارتقت ... موالد الآداب أن تجمعنا (1) هات الحديث عن نهار مونق ... مصقول وجه الجو لماع السنا وفتية قد أثمرت أنفسهم ... فرائق (2) الأفعال منهم يجتنى إذا دعا المنجود فيهم من فتى ... ينجدني أجابه الكل: أنا تألفوا من كل شعب حيزاً ... كأنهم من نخبة وفد منى وبادروا ميدان نهر فائض ... يعصي المطايا ويطيع السفنا رقوه افقا فوق بكر اشبهت ... من الهلال الشكل لا التلونا كأنها فوق الخليج عقرب ... تبوأت ظهر الحباب موطنا وطاردوا فيه الأماني نهزاً ... فأشملا طوراً وطوراً ايمنا [116 ظ] لا برح الغيث يجود شطه ... وجزعه حيث تلوى وانحنى فكم هناك للصبا من معهد ... دل الهوى فيه على الجسم الضنا

_ (1) مونق: سقطت من م ط. (2) في ح م طك حدا ففي.

تردد العين الهوى يومئذ ... أمانيا والقلب يجني فتنا عجنا جياد الماء ملء شدها ... لم يعترضها سأم ولا منى تحملنا من الجياد أرجل ... وهذه تحملنا أكفنا جزنا عليها معهداً فمعهداً ... إذا رأينا منزلا قلنا: هنا حتى إذا ما اكتحلت أبصارنا ... بشنتبوس لم نرمها وطنا ذات البثى البيض التي تنظمت ... كنظمك العقد فرادى وثنا كأنها تاج تجلى تحتها ... عقد من النهر يفوت الثمنا مبيضة من غير سوء معها ... ثعبان واد لا يصير غصنا وصاحب في الطبع منه رقة ... لو أنها في جسمه كانت ضنا ينزع في القوس فيرمي أسهماً ... (1) مصيبة تقضي ظباها الحننا مالت به خمر الهوى حتى انبرى ... يرمي الحمام فيصيب الاغصنا إذا أمرناه بصيد طائر ... كأنما قلنا له اضرب غصنا فلو درينا انه خالفنا ... قلنا له أضرب غصناً لعلنا أطهر من برد التقي سهمه ... ما مس فيه الدم إلا بالمنى لو ان ذاك السهم عند قبلتي ... إذاً لصليت إليه موقنا تظله الطير ولا ترهبه ... فهي له ظل وليست بجنى قد علمت علماً بان نصله ... عن دمها أعف نصل مقتنى تشدو إذا ما أرسل السهم لها ... كأنما اهدى إليها فننا

_ (1) كذا؛ وأظن صوابه: تمضي ظباها حتنى، والمعنى تقع في الهدف متقاربة المواقع.

كأنما السهم يراعي عهدها ... (1) أيام غنت في ذراه مينا يذكر تحت شدوها مراحه ... ورقصه لهواً بها وددنا كأنما يحسن إلا يحسنا تخيل الوادي هناك حرماً ... لذاك ما خلى الحمام أمنا وربما وافى الخليج وارداً ... فأقصد الحوت وما تيقنا [117 و] ورمية عن غير قصد قرسطت ... فهي لرام لا يعد محسنا يا ويحها منه إذا تدرعت ... بالماء شق السهم ذاك الجوشنا يا صاحبي والنصح من شرط التقى ... دع السهام وتوق الأيمنا وسل غزال السرب ما لطرفه ... يجرح جسماً في حشاه سكناً الجارلا يضيع حق جاره ... وقد سكنت القلب فارع البدنا دل المشوق بغرور لينه ... فيا له صباً تدلى فدنا تيمني من طرفه مستضعف ... تراه كالمؤمن لينا هينا وتحت ذاك اللين منك شدة ... تشبه جد الموت في لعب القنا يا غصنا أثمره قلبي الشجي ... لو انه بين ذراعي انثنى غادرني غب النوى مقتسماً ... أبكي المغاني وازور الدمنا وصاحب الحب معنى أبداً ... يسلف أفكاراً فيقضي شجنا فأجابه أبو الحسن بن الفضل: حركت بالشجوى جوى قد سكنا ... فعلل النفس بما تمكنا

_ (1) كذا ولعلها: مجنا أو مسنا، من مجن أو مسن، وهما بمعنى.

واستصحب الدهر على علاته ... وليس إلا أن ترى مغتبنا الدهر ما تعلم ذو تصرف ... وأسأل به منه فصيحاً ألكنا لم يكترث في حالتيه من غدا ... بكل ما يجري القضاء مؤمنا فاستلزم الحزم إذا خطب بها ... (1) واستشعر الخطب إذا امر عنا وان ندبت بالوفاء صاحباً ... فأنه ما آب منذ ظعنا لا تنخدع في الناس واخبر منه ... من شئته تجده داء زمنا وهم بنو الدنيا فمن يصرفهم ... ان يضمروا تحت هدون دخنا أخذت نفسي بانقباضي عنهم ... فصار لي لما أطلت ديدنا سيان عندي والهوى مختلف ... قصدت خلقاً او عبدت وثنا وقد تساوى في طباعي أنني ... لبست ذلاً ولبست كفنا أفضل ما حاز الفتى قناعة ... وعفة تثنيه عن سبل الخنا أنظر إلى أجداثهم معتبرا ... هل ثم فرق بين فقر وغنى [117 ظ] وليس للإنسان إلا ما سعى ... وإن خير السعي تخليد الثنا من شاء أن يكر أفعال العلا ... في دهره كان لها مؤبنا لولا ابن إدريس وفضل خلقه ... لما بدا من مدحي ما بطنا شقيق نفسي تربة وغربة ... وأدباً ومذهبا وسننا تون الدهر على عاداته ... وهو كما أدريه ما تلونا

_ (1) كذا ورد، ولعل الصواب: إذا خطب بغى (أو عتا) ، واستشعر الصبر.

علقت منه بالمعالي كلها ... فخراً لنفس ابن علي مقتنى فاضرب به تجده عضباً ناصلا ... واستسقه تجده غيثاً هتنا مهذب الفكرة مصقول النهى ... مستعذب الخبرة معسول الجنى تستوقف الأفلاك إعجاباً به ... ويستدر في المحول المزنا أشهر من نور الصباح المجتلى ... أنضر من نور الأقاح المجتنى كماله من أول المعقول لم ... تطلب عليه فكره تبرهنا قد بعث الآداب من مرقدها ... شعثاً فقامت تسطيل الوسنا وشاف مرآها فلاح آخراً ... كما تبدت أولاً أو أحسنا لم يذك نور الروح في أجسادها ... إلا بذهن قد انار الفطنا إيه أبا بحر وعندي مقول ... يحسن ان يشكر تلك المننا أحسنت بي فهاك حبي صادقاً ... والمرء محبوب إذا ما أحسنا مثلك من (1) ابصر حال خله ... فأبطن الشكوى بها وأعلنا أعظمت أن راع الزمان أدبي ... (2) وهل ترى ذا أدب مؤمنا وفيك لم يقبل فروض حقها ... (3) أفي ترجو ان يقيم السننا ألست من سيرها غرائباً ... تتوج الشام وتكسو اليمنا

_ (1) في ح: أبصار وفوقها علامة خطأ. (2) هذا البيت والذي يليه في اختصار القدح: 110 ورواية الأول: " أنكرت؟. وهل رأيت ذا نهى ". (3) اختصار القدح: لم تقض الفروض؟ تقيم.

أصغت لها بغدان حتى استصغرت ... حبيبها ومسلما والحسنا ما لي أرى شمس الضحى لم تلتمس ... كفك كي تلثمها تيمنا أين التي أنت لها مستوجب ... لو أنصف الدهر الذي تخونا فعد عنه مضربا ومل بنا ... إلى حديث لا يمل الألسنا وعاطني كأس المجون إنها ... تثير عشقاً في الفؤاد كمنا [118 و] أتذكر العهد الذي مر لنا ... بذي النقا حيث ظباء المنحنى أيام ظل الدهر عنا غافلا ... حتى جنينا العيش غضاً ليناً ولا كيوم شربت أرواحنا ... راح الهوى فيه بكاسات المنى في فتية بل فتنة تنظموا ... سمطاً أابصرت النجوم موهنا من كل صافي الذهن وقاد الحجى ... كأنه من ذهنه تكونا لم تجتمع إلا له افعاله ... فمل إليه تلف حسناً محسنا كنت اذم زمني من قبلهم ... فيوم صافوني حمدت الزمنا سرنا على اسم الله فوق نهر ... تفنن الحسن به تفننا إذا استقام خلته وديلة ... ترجع نصف دملج إذا انثنى وربما تصوغه ريح الصبا ... سلاسلاً تقتاد فيها الفتنا

كما سألت الوصل غراً فاكتسى ... جبينه من أنف تغضنا حتى إذا ما موجت متونه ... أبصرت في بطن فتاة عكنا ملنا على شطيهما كعاشق ... يجني الوصال من هنا ومن هنا وتحتنا حاملة محمولة ... تحملها داباً لكي تحملنا أعدها للأنس من أنشأها ... لذاك ما أحكمها وأتقنا وزانها لما كسا اعطافها ... لون الشباب فأثار الددنا كأنما دهمتها بنفسج ... صافح من متن الغدير سوسنا جرت على الماء وخف وطئها ... أليس تدري جريها مستيقنا ولو تشاء في الهواء مسبحاً ... من خفة في جسمها لأمكنا كأنها غزيل أفزعه ... محتمل فاشتد يبغي ما منا كم ملعب بين الحمى وملعب ... جزنا بها كالبرق أو جازت بنا سقى ثراها القطر من معاهد ... متصلات كأنابيب القنا ما لاح منها منزل إلا ولم ... تقترح النفس سواه موطنا حتى وصلنا جنة الجسر التي ... تحوي الجمال أظهرا وأبطنا فالحمد لله الذي أذهب عن ... نفوسنا في شنتبوس الحزنا [118 ظ] ما فاتنا لما بدا جمالها ... كل جمال قبلها قد فتنا وما جهلنا غيرها لكننا ... جئنا علياً فنسينا الحسنا نعم المغاني لم يضفها ناظر ... إلا قرته الحسن نوراً بينا كم مجلس تظنه ومجلس ... يخدمه إيوان كسرى مذعنا

من رفع الصوت به ملعثماً ... رد عليه صوته مبينا راق فلاح وجنة وافتتحت ... طاقاته فيه فكانت أعينا هي القصور البيض لا ما حدثوا ... عن إرم وغيرها من البنا تختطف الأبصار من لألائها ... والليل قد أرخى القناع الأدكنا كأنما النهر الخضم تحتها ... مجرة الأفق امتداداً وسنا وهي عليه كالنجوم سحراً ... بين جموع وفرادى وثنا لا نشرت كتاب حسن روضة ... إلا بهاتيك البنا معنونا ولا أباد الدهر منها مصنعاً ... حتى ترى وهي تبيد الأزمنا فكم لنا ما بينها من مسمع ... ومنظر ومعشق، وكم لنا إن أبصرت شمس الضحى مجوننا ... تنقبت بالغيم كي لا تفتنا أو سمعت ورق الحمام شدونا ... ملن إلينا وتركن الاغصنا فمن جمال يستفز ناظراً ... ومن حديث يستميل أذنا وشادن في مقلتيه مرض ... أعدى الجسوم فبدا فيها ضنى يسيء ما شاء ولكن الهوى ... يبصر سوء الفعل منه حسنا ونافر يقتلنا إذا نأى ... مستأنس ينشرنا إذا دنا من غرس النظره في وجنته ... فقد جنى العشق ونعم ما جنى وغير بدع فتنة بحسن ... من أبدع الحسن قضى أن يفتنا وصاحب حلو المزاح ممتع ... يصفي السرور ويقد الشجا خادعنا لما مشى ما بيننا ... محتجنا لقوسه مضطبنا

يحكي لنا ما شاءه تظرفا ... ويزدهي برميه تمجنا ويدعي التصميم في أغراضه ... ولو رمى بغدان اصمى عدنا [119 و] حتى تدلى طائر من أيكة ... لم يبق إلا ان يقول: ها أنا قلنا له: قد أكثب الصيد فقم ... فأرنا من بعض ما حدثتنا فقام كسلان يمط حاجباً ... ويتمطى بين أين وونى وبينما أوترها وبينما ... كانت تشظى في يديه إحنا وعندما رمى حمام فنن ... أخطأه وما أصاب الفننا أستغفر الله له إن لم يكن ... أطعمنا الصيد فقد أضحكنا لو أن رضوى مثلت من كثب ... لسهمه لصاف عنها وانثنى ولو رمى الوادي حين مده ... لهابه السهم وأم السفنا ولو لأفكاري رمى أسهمه ... ولم يرعها اللحظ باتت أمنا يا طرف من اهوى على بعد المدى ... أصميتني فبات قلبي مثخنا لم ينج من تلك الجفون بشر ... كأنها صرف المنايا والمنى وابأبي والله أحوى أحور ... يقطع القلب ويضني البدنا (1) كنت حسبت ان تفسيراته ... عن رحمة في طرفه إذا رنا حتى امتحنت فحصلت دانياً ... منها على طول العذاب والعنا

_ (1) كذا في الأصول، ولعلها: " تفتيراته " أو " تفتيراً به ".

652 - علي بن محمد بن فضيل اللخمي:

والمرء مغرور ببادي رأيه ... ويظهر الحق إذا ما امتحنا ظبي تركت وطني أطلبه ... فصح لي أني تركت الوطنا فلست أدري والأماني ضلة ... أوطناً اندبه أم سكنا توفي في ربيع الأول عام سبعة وعشرين وستمائة، ابن أربع وستين سنة. 652 - علي بن محمد بن فضيل اللخمي: اشبيلي نزل تونس، أبو الحسن؛ كان أديباً تاريخياً نبيلاً، من أبرع الناس خطاً، توفي ليلة الجمعة السابعة والعشرين من ذي قعدة ست وسبعين وستمائة. 653 - علي بن محمد بن لب بن سعيد القيسي (1) : طليطلي، قاله ابن خير وغلطه ابن الأبار في ذلك، سكن اشبيلية أبو الحسن الباغي - باغه دانية -؛ روى عن أبي داود الهشامي وأبي عبد الله المغاني؛ روى عنه أبوا بكر: ابن خير وابن رزق، وأبو الحسن نخبة وأبو عبد الله النميري وأبو [141 ظ] القاسم عبد الرحمن بن علي السبتي القراق، وحدث عنه بالإجازة أبو جعفر بن حكم وغلط فيه، وكان مقرئاً حسن القيام على تجويد القرآن، ضابطاً لاختلاف القراء، زاهداً ورعاً فاضلاً، وأم بمسجد ابن بشكوان (2) ، واستشهد نفعه الله. 654 - علي بن محمد بن محمد بن احمد بن أبي العافية اللخمي (3) مرسي

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 87 والتكملة رقم: 1846. (2) في هامش ح: ابن الأبار: ابن بشر. وكتبت " بشكوان " بالنون في الأصول. (3) ترجمته في صلة الصلة: 131.

655 - علي بن محمد بن محمد بن شعيب:

قسطلي الأصل، أبو الحسن القسطلي (1) ؛ روى عن صهره زوج عمته وأبي امراته أسماء - أبي القاسم بن حبيش - وأبي بكر بن أبي ليلى وآباء عبد الله: ابن حميد وابن فرس وابن يوسف بن سعادة، وأبي علي بن علي، وأجاز له أبو الحسن بن هذيل. روى عنه ابن أخته أبو عبد الله بن الحسن بن حازم وأبو القاسم بن نبيل، وحدثني عنه شيخنا أبو الحسن الرعيني. وكان ذا حظ من العلم ليس بالوافر، واستقضي بمرسية مرتين وببلنسية وشاطبة، وكان جزلاً مهيباً أشبه بالرؤساء منه بالفقهاء والقضاة، وكف بصره بأخرة، وعلى ذلك كان يتولى الأعمال ويعتسف الطرق؛ مولده في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وأثار فتنة جرت هلاكه فقتل بمرسية ليلة الأربعاء، وقال ابن الآبار: ليلة الثلاثاء، سابعة جمادى الأولى عام ستة وعشرين وستمائة. 655 - علي بن محمد بن محمد بن شعيب: أشوني نزل جزائر بني زغنا، أبو الحسن الأشوني؛ روى عنه أبو محمد عبد الواحد بن محمد ابن حبيب اللخمي الجزائري. وكان نحوياً لغوياً أديباً حافظاً تاريخياً، واستملى منه أبو محمد بن حبيب المذكور " أماليه الأدبية " المنسوبة إليه فأملاها من ذكره، وهي أمال نبيلة مفيدة شاهدة بفضل حفظ وجودة اختيار وحسن تصرف، وقد أودعها جملة وافرة من منشآته نثراً ونظماً، ومنها قوله يحض على طلب العلم والاجتهاد فيه:

_ (1) صلة الصلة: القسطالي.

ان العلوم لأشخاص معينة ... فلا يراهن إلا لب من درسا من شرد النوم والظلماء عاكفة ... فكيف حتى يضاهيه الذي نعسا فادرس تسد وتكن في الناس معتلياً ... ورح - هديت - لنور العلم مقتبسا [142 و] وفي نحوه: تعلم خليلي حين الشباب ... تفق بالعلوم الرجال الكبارا فمن واظب العلم صاح صغيرا ... نفى عنه السؤال الصغارا وفي التنبيه على طلب الأدب واقتناء الكتب: عليك بصحبة الأدباء يا من ... يحاول أن يسود على الصحاب فما في الناس ارفع من أديب ... ولا في الأرض ارفع من كتاب وفي نظم المثل الجاري على ألسنة الناس: " الرأي للرأي مصقلة ": إذا صدئت مرآة فهمك فاجلها ... برأي أخي نصح مصيب يقرطس (1) ولا تمض رأياً منك دون مشورة ... (2) فأن اقتران الرأي بالرأي مدوس وفي الزهد: يقيني بحول الإله ... ولو كنت دهري عن الرشد لاه وإحياء قلبي بذكر المليك ... وكوني عن ذكره غير ساه

_ (1) يقرطس: يصيب. (2) المدوس: أداة الصقل.

فما الفوز إلا بصفو الضمير ... ودين متين وترك المناهي وتقوى القلوب ورفض الذنوب ... ودفع العيوب حذار النواهي وفي القناعة: لا تسأل الناس حب خردله ... وسل إلاها براك من طيني فرزقه للعباد ذو سعد ... ليس بفان ولا بمنون وفي الاعتراف بالذنب، وقوة الرجاء في عفو الرب: لا قوة لي يا رب فأنتصر ... ولا براءة من ذنبي فأعتذر فأن تعاقب فأني مذنب نطف ... وان صفحت فمنك الصفح ينتظر (1) أنت العظيم فأن لم تعف مقتدراً ... عن العظيم فمن يعفو ويقتدر وفي وصف حاله حين دخل الجزائر: يا ويح ناء شط عن أحبابه ... وسقاه طول البعد مر شرابه قذفت به أيدي النوى في معشر ... لم يحلفوا طراً بعظم مصابه يمسي ويصبح هائماً متحيراً ... قد عضه صرف الزمان بنابه [142 ظ] ما زال يجعله دريئة سهمه ... حتى غزاه بشريه وبصابه أم الجزائر كي يصادف ملطفاً ... يكسو الذي يشكوه من أوصابه فإذا الأنام غذوا بثدي واحد ... في كل قطر آهل بسحابه

_ (1) نطف: مريب متلطخ بالعيب.

656 - علي بن محمد بن عبد الرحمن الخشني من ذرية أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه -:

لا يطمع السبروت فيما عنده ... (1) كالفقر لا يرجى شراب سرابه حقا لقد ذهب الكرام من الورى ... لم يبق إلا كل جلف جابه إن كان جار علي دهر جائر ... فالدهر أغري باللبيب النابه ورفلت في سمل الثياب فلم يضع ... شرف المهند مسترث قرابه حر كساه العدم ثوب خموله ... وكأنما قارون في أثوابه توفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. 656 - علي بن محمد بن عبد الرحمن الخشني من ذرية أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه -: غشبيلي أبذي الأصل نزل غرناطة بعد تغلب النصارى على إشبيلية، أبو الحسن الأبذي؛ أخذ عن أبي علي بن الشلوبين واختص به كثيراً ولازمه؛ أخذ الناس عنه كثيراً وكان متقدماً في علم العربية، حاضر الذكر لأقوال النحاة، حسن الإلقاء، تصدر لإقراء العربية طويلا، وتوفي بغرناطة في رجب ثمانين وستمكائة. 657 - علي بن محمد بن محمد بن محمد الانصاري: قرطبي - فيما أحسب - أبو الحسن؛ روى عن أبي الحسن بن القفاص وأبي القاسم ابن الطيلسان. 658 - علي بن محمد بن محمد المرادي: روى عن أبي عبد الله ابن حباسة. 659 - علي بن محمد بن مروان القيسي: اشبيلي كان عاقداً للشروط

_ (1) السبروت: المحتاج المقل.

660 - علي بن محمد بن مجاهد:

بصيرا بها، حياً سنة خمس وخمسين وأربعمائة. 660 - علي بن محمد بن مجاهد (1) : روى عن القاضي أبي بكر ابن العربي. 661 - علي بن محمد بن مسلم الأموي: اشبيلي أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر بن العربي وأبي عبد الله أحمد الخولاني وكان مقرئاً. 662 - علي بن محمد بن مسلم البلوي. 663 - علي بن محمد بن مسلم، مولى المعتمد أبي القاسم محمد بن عباد اللخمي (2) : إشبيلي أبو الحسن؛ أخذ النحو عن أبي عبد الله بن أبي العافية ولازمه فيه طويلا؛ أخذ عنه أبو بكر بن طاهر وأبو الحسن نخبة وأبو الوليد بن نام وغيرهم؛ وكان [141و] من جلة النحويين، درس النحو كثيراً وعلم به، وشهر بجودة الإلقاء وإنجاب التلاميذ، وكان حياً سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. 664 - علي بن محمد بن منصور الغافقي (3) : أبو الحسن بن شراجة (4) ؛ روى بالأندلس عن أبوي عبد الله: الأستجي وابن الفخار وأبي العباس ابن اليتيم وأبي القاسم السهيلي، وأكثر عنه، وأبي محمد عبد الحق بن

_ (1) وقعت هذه الترجمة في ح بعد الترجمة التي تليها وجاءت الترجمة رقم: 661 مكررة. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1848. (3) ترجمته في صلة الصلة: 125. (4) هامش ح: تقييده بشين معجم مفتوح وراء مشددة والف وجيم وتاء تأنيث.

665 - علي بن محمد بن موسى اللخمي:

بونه، وبسبتة عن أبي محمد الحجري، وبمراكش عن نخبة وأبي العباس ابن مضاء؛ وأجاز له أبوا بكر: ابن الجد وابن أبي جمرة، وأبو جعفر ابن حكم وأبو الحسن بن كوثر وأبو خالد بن رفاعة وآباء عبد الله: ابن حميد وابن زرقون وابن نوح وأبو القاسم الشراط وأبو محمد عبد المنعم ابن الفرس. روى عنه أبو إسحاق بن عبد العزيز الفخار، وكتب إليه من أهل المشرق الجماعة المذكورون في رسم أبي الطاهر أحمد بن علي الهواري، وكان مقرئاً مجوداً محدثاً راوية، ذا حظ صالح من النحو والأدب، تصدر لإفادة ما كان عنده [من العلم] (1) دهراً طويلاً وكان ضريراً نفعه الله (2) . 665 - علي بن محمد بن موسى اللخمي: أبو الحسن؛ روى عن أبي جعفر بن عون. 666 - علي بن أبي عبد الله محمد بن نجدة الطائي: أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر بن عتيق اللاردي، وكان فقيهاً جليلاً، واستقضي. 667 - علي بن محمد بن هارون بن خلف بن هارون السماتي: إشبيلي ترجالي الأصل؛ روى عن أبي الحسن خضر بن محمد بن نمر؛ روى عنه أبو العباس.

_ (1) زيادة انفردت بها م. (2) هامش ح: توفي ببلده مالقة في عشر العشرين وستمائة (أنظر صلة الصلة) .

668 - علي بن محمد بن هشام بن حيان الأموي:

668 - علي بن محمد بن هشام بن حيان الأموي: أبو الحسن؛ روى عن أبي العباس بن عبد المؤذن. 669 - علي بن محمد بن يبقى الخزرجي (1) : أوريولي أبو الحسن ابن جبيلة - بجيم معقود وباء بواحدة مكسورين ولام مشدد مضموم وهاء استراحة - روى بالأندلس عن أبي عبد الله بن يوسف بن سعادة ورحل مشرقاً صحبة أخيه أبي بكر وأبيهما سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وروى عن من أدركه هنالك من بقايا الشيوخ كأبي حفص الميانجي وأبي سعد محمد بن عبد الرحمن المسعودي وأبي طالب أحمد بن مسلم بن رجاء اللحمي التنوخي وأبوي الطاهر: ابن عوف والسلفي، وآباء عبد الله: الحضرمي والطوسي إمام المقام - شرفه الله -[119 ظ] والقزويني والكركنتي، وأبي القاسم مخلوف بن علي بن جارة وأبي محمد بن سعد الله الحنفي وأبي يعقوب بن الطفيل الدمشقي وفاطمة بنت سعد الخير، وآثر أخوه أبو بكر المقام هنالك فاستوطن القاهرة (2) ، وقفل أبو الحسن هذا إلى الأندلس فاستقر ببلده أوريولة، وأسمع بها الحديث فروى عنه أبو السبيل (3) وأبو القاسم بن نبيل وأبو محمد بن عبد الرحمن ابن برطله وحدثنا عنه شيخنا: أبو الحسن الرعيني وأبو علي بن الناظر - رحمهما الله - وحدث بالإجازة عنه أبو القاسم بن الطيلسان بإفادة شيخنا أبي

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 133 والتكملة رقم: 1902. (2) هامش ح: وتوفي بها في العشرين من ذي القعدة سنة سبع عشرة وستمائة. (3) فوقها علامة خطأ في ح.

670 - علي بن محمد بن يحيى بن بسام القيسي:

الحسن الرعيني (1) ؛ وكان شيخاً صالحاً حسن السمت متواضعاً فاضلاً مرضي الجملة راوية عدلاً في ما ينقله، صحيح السماع، خطب ببلده أوريولة زماناً وكان صاحب الصلاة بجامعها، ملتزماً أسماع الحديث به، معروفاً بالخير ومتانة الدين إلى أن توفي ببلده سنة ثلاثين وستمائة. 670 - علي بن محمد بن يحيى بن بسام القيسي: أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر عياش بن فرج بن إبراهيم الكونكي وآباء الحسن: عبد الرحمن بن عفيف وعبد الرحيم الحجاري وعبد الجليل وفضل الله ويونس بن مغيث، وآباء القاسم: ابن بقي وابن رضى وتعبد الرحيم ابن محمد البياسي، وأبي محمد بن عتاب وأبي الوليد بن طريف؛ وأجاز له أبو الحسن عباد بن سرحان وأبو القاسم عيسى بن جهور. روى عنه أبو محمد وأبو الحسن أبنا أحمد بن محمد بن علي ابن علوش. 671 - علي بن محمد بن يحيى بن ناصر الأنصاري: قرطبي أبو الحسن؛ تلا على أبي بكر (2) بن صاف الجياني وأبي الحسن عبد الجليل، وروى عن أبي جعفر البطروجي وأبي داود بن يحيى وأبوي عبد الله: ابن معمر وابن نجاح، وآباء القاسم: ابن بقي وابن رضا وعبد الرحيم ابن الفرس، وأبي مروان ابن مسرة؛ وأجاز له أبو إسحاق بن فرقد

_ (1) هامش ح: وروى عنه أيضاً القاضي أبو بكر بن رشيق وأبو العباس أحمد بن علي الأنداري وغيرهما. (2) هامش ح: أبو عبد الله: كنى ابن الأبار لأبن صاف هذا.

672 - علي بن محمد بن ينير الأنصاري:

وأبو بكر بن الجد وأبو عبد الله بن معمر. روى عنه أبو بكر بن علي ابن الغزال وأبو الحسن بن محمد ابن البلنسي؛ وكان مقرئاً مجوداً نحوياً متقدماً متصدراً لإقراء القرآن وتدريس العربية (1) . 672 - علي بن محمد بن ينير (2) الأنصاري: من ساكني مالقة [120 و] وأصله من الثغر الشرقي؛ روى عن أبي علي الصدفي وأبي بحر الأسدي وأبي عبد الله الموروري وأبي عمران بن أبي تليد وأبي محمد بن أبي جعفر وكانت له عناية تامة بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم، وكتب الكثير. 673 - علي بن محمد بن يوسف بن خروف القيسي (3) : قرطبي أبو الحسن بن خروف؛ روى عن مشيخة بلده ثم رحل وحج وحمل عن أبي الطاهر الخشوعي " مقامات الحريري " سماعاً لثلاثين منها وإجازة لسائرها وكتب هنالك الحديث، وجاور بالقدس وروى فيه عن أبي الحسن بن جميل المالقي، وجاور بغيره واستقر بمصر (4) . روى عنه أبو عمرو بن سالم. وكان شاعراً مجيداً بارع التشبيهات نبيل المقاصد ولا سيما في المقطعات فله في نظمها الشأو الذي لا يدرك ولما عرف بالمشرق حظي عند أهله واحتفلوا

_ (1) في هامش ح ترجمة مزيدة وهي: علي بن محمد بن يزيد اليورقي أبو الحسن أخذ عنه أبو بكر بن مسدي وذكره في معجم شيوخه. (2) هامش ح: هو على أسم الشهر العجمي سواء. (3) ترجمته في صلة الصلة: 114 والتكملة رقم: 1894 ونفح الطيب 3: 395 وزاد المسافر رقم: 6 ومسالك الأبصار 11: 480 وراجع ترجمة ابن خروف النحوي فيما تقدم فقد خلطت بعض المصادر بينها. (4) هامش ح: قفل ابن خروف هذا من رحلته الأولى فأقام بقرطبة يسيراً ثم عاد إلى المشرق.

في بره والقيام بحقه واعترفوا بفضله؛ ومما شاع من شعره قوله في وصف سندي (1) : ومنوع الحركات يلعب بالنهى ... لبس المحاسن عند خلع لباسه متأود كالغصن عند كثيبه ... متلاعب كالظبي عند كناسه بالعقل يلعب مقبلاً ومدبراً ... كالدهر يلعب كيف شاء بناسه ويضم للقدمين منه رأسه ... كالسيف ضم ذبابه لرياسه وهذا من التشبيهات العقم على قلب فيه تمكن تسويته بوجه ما. ومنه يستهدي كبشاً (2) : يا من حوى كل مجد ... بجده وبجده أتاك نجل خروف ... فامنن عليه بجده ومنه في قوس عربية دار بيد شاب وسيم فأصابت إحدى ثناياه فكسرتها: بعداً لناحلة زوراء مزرية ... بالبابلية ذات الغنج والحور يطوي الهلال لها كشحاً على حنق ... لما بدت مثله في راحتي قمر باب اللمى قرعت منه وما كرعت ... فنالت الذم في ورد وفي صدر [121 ظ] لم تخش نرجستي عينيه لا خشيت ... ولم يبت منهما خلق بلا حذر

_ (1) الأبيات في صلة الصلة: 115. (2) أوردهما في زاد المسافر.

لم ترع سوسنتي كفيه لا رعيت ... وللورى بهما نفع بلا ضرر في أقحوانته الفلجاء قد عبثت ... وعطلت بعضها من حلية الأثر فقال عنها لسان الحال معتذراً ... وربما قبلت أعذار معتذر إن الغصون إذا مالت معاطفها ... بالروض تنثر ما تلقى من الزهر وفي المعنى (1) : لا زرت يا زوراء كف حلاحل ... يوم الهياج ولا رميت نبالا نازعت عند الرمي مقلة شادن ... تصمي القلوب وما تغب نصالا وقرعت ما يحمي بها حسداً له ... لما غدا بدراً ولحت هلالا فغدت جمانة سنه مرجانة ... وغدا قراح رضابه جريالا وفي استدعاء حبة مسك: يا ماجداً لا يزال يحكي ... في مجده عمه وخاله وجه لوجه المداد مني ... حبة مسك تكون خاله وفي معنى آخر (2) : تبلج صبح الذهن مني واضحاً ... فغارت من الأهوال شهب عواتم ولو كان ليل الجهل عندي حالكاً ... للاحت به مثل النجوم الدراهم

_ (1) الأبيات في زاد المسافر. (2) البيتان في زاد المسافر.

674 - علي بن محمد بن يوسف بن عبد الله الفهمي:

وفي مكبول من أبيات لم يحضرني منها عند التقييد غير هذا: وحجلت والطرف الجواد محجل ... وقيدت والمعنى الغريب مقيد وكان بينه وبين أبي جعفر بن يحيى الخطيب تباعد وقد قال يخاطبه: [؟] (1) توفي بحلب متردياً في بئر في نحو العشرين وستمائة. 674 - علي بن محمد بن يوسف بن عبد الله الفهمي: قرطبي يابري الأصل حديثاً، طليطلي أصل السلف قديماً، سكن سلاثم مراكش، أبو الحسن الفهمي؛ تلا في إشبيلية بالسبع على أبي بكر بن خير وأبي الحسن نجبة، وبغرناطة على أبي عبد الله بن عروس وأبي محمد عبد المنعم بن الخلوف سنة [122 و] ثمان وستين وخمسمائة وسمع منهم زمن أبي عبد الله بن الغاسل وأبي العباس بن مضاء وأكثر عنه؛ وأجاز له من أهل الأندلس أبو إسحاق ابن فرقد وأبو الربيع الخشني وأبو زيد السهيلي وأبو عبد الله القباعي وأبوا القاسم: ابن بشكوال وابن الحاج وأبو محمد بن عبيد الله وسواهم، ومن أهل المشرق أبو الطاهر السلفي وابن عوف روى عنه أبوا عبد الله: أبي سلمة الشاطبي ابن الأديب وابن علي البطليوسي الموصلي. وكان حافظاً للقرآن العظيم مجوداً له عارفاً بالقراءات قائماً عليها، آية

_ (1) بياض في الأصول.

من آيات الله في حسن الصوت، آخذاً بطرف صالح من العربية، ذا حظ من رواية الحديث ذكياً فهماً يقظاً ضريراً، وأجتاز المنصور من بني عبد المؤمن به يوماً وهو يقرأ بمقبرة على جاري عادته فأخذ بقلبه طيب نغمته وحسن إيراده، فقربه وأستخلصه وأمره بتعليم أولاده وقراءة حزب من التراويح في رمضان، فكان يقرأه بحرف عاصم ويؤثره على غيره؛ ثم خبر أحواله وعرف صونه وعفافه فأمره بتعليم بناته فاستعفاه من ذلك معتذراً بأنه يدرك بعض التفرقة بين الألوان، فأحظاه ذلك عنده لما تحقق من صدق، نصحه، والزمه تعليمهن، وكان ذلك سبب إثرائه وسعة حاله واقتنائه الرباع الجيدة الكثيرة بمراكش، وغيرها. وانتهى استغلاله من رباعه بمراكش وحدها خمسمائة درهم من دراهمهم في اليوم الواحد؛ وإليه ينسب الحمام الذي بالعدوة الشرقية من ساقية مراكش على المحل (1) الأعظم منها والعقار المجاور له. ولما توجه المنصور إلى سلا مستصحباً أولاده أمرهم بالكون مع أبي الحسن هذا وألحف به، فلما برز أهل سلا للقاء المنصور رأى بعضهم أبا الحسن هذا يحف به أولاد المنصور ويعظمونه ويوقرونه فقال هكذا ينبغي أن يرجع الغريب إلى وطنه وإلا فلا. ولما شرع في بنائه المشار إليه - وذلك في أيام الناصر بن المنصور - عرض له ملك أحد جيرانه مما يصلح بناءه فرام شراءه [122 ظ] منه فامتنع من بيعه إلا بزيادة كثيرة على قدر قيمته، فأجرى ذلك أبو الحسن مع من أوصله إلى الناصر، فذكر الناصر لأهل مجلسه هذه القصة

_ (1) هامش ح: لعله " المحج ".

في معرض العتب لهم وقال: لقد فرطتم في حق شيخنا ومعلمنا ومعلم إخواننا وأخواتنا أبي الحسن الفهمي، فقالوا: وما ذلك وأينا يجهل مكانته أو لا يعرف قدره ويوفي حقه؟ فقال لهم: أراد شراء ملك يحسن له ما يريد بناءه، فلم تسعوا له في تملكه، فقالوا: إن مالكه أشتط في ثمنه كثيراً؛ فقال: يشترى له بما عز من الثمن وهان ويرضى صاحبه وتقضى حاجة الفهمي؛ فقالوا: إنه لا ينقا (1) إلى شرائه بالثمن الذي عينه مالكه، فقال: يا للعجب أتحوجونه إلى دفع ثمنه من تلقاء نفسه وصلب ماله، هلا دفعتم ثمنه من أموالكم وتقربتم بذلك إلى مرضاة أبي الحسن وتقمن مسرته فذلك الذي يسرنا ويرضينا؟ فانفصلوا عن المجلس وابتاعوا ذلك المال من ربه بما أرضاه وحازه أبو الحسن وحسن به ما كان قد قصد إلى تحسينه من ذلك البناء. وإنما أراد الناصر بهذا كله تبيين مكانته عنده والإشادة بتمكن حظوته لديه وإلا فقد كان يكله إلى شرائه لنفسه أو يأمر له يثمنه من ماله؛ وتحصل له بالهبة من بني المنصور وحاشيته ووزرائه وعماله من الأموال والكتب النفيسة والذخائر ما لا يحصى كثرة، فإنه كان شديد الكدية كثير أعمال الحيل في ذلك، مصانعاً لتمكنه من جانب أولي الأمر واختصاصه بهم. وكان من عادته أنه متى بلغه أن أحداً صارت إليه فائدة من جانب السلطان أو ولي ولاية أو أستعمل في خطه قصد إليه أو بعث رسولاً نحوه يلتمس منه سهامه في عمالته أو منافعها فلا يسعه إلا إسعافه بذلك. وحكى الشيخ أبو الحسن بن قطرال (2) قال: كانت كبرى ديار أبي الحسن

_ (1) كذا في الأصول، ولعلها: " ينقاد ". (2) م: قرطال.

675 - علي بن محمد بن يوسف بن علي بن فتوح بن سعيد بن عبد الله بن أحمد بن زيد بن السمح بن مالك الخولاني:

الفهمي القريبة من حمامه قبل تملكه إياها لبعض ذوي قرابة أبي الفضل ابن محشوة الكاتب، وإنه كان قاعداً يوماً ببابها، فاجتاز به أبو الحسن الفهمي وتكففه فلم يجر الله له على يده وأنصرف من عنده خائباً؛ ثم دارت الأحوال وترب رب [132 و] تلك الدار وأضطر إلى بيعها، فتداولها الملاك إلى أن صارت إلى أبي الحسن الفهمي؛ وبينا هو قاعد يوماً بمدخلها وبعض العطارين يزن هنالك فلفلاً كان قد إبتاعه أبو الحسن منه أو باعه له، فعرض له ذلك الذي كان رب الدار بالسؤال، فعرف أبو الحسن صوته فقال: لعلك فلان، فقال: نعم، فتناول بيده الملت الذي يستعمله العطارون في اغتراف أكثر سلعهم وحثا له من ذلك الفلفل حثيات كثيرة لها قيمة صالحة ودفعها إليه فأنصرف بها، وحمد الله أبو الحسن على ما خوله من نعمه، ثم ذكر سؤاله إياه قبل ذلك بباب تلك الدار وتخييبه إياه وصرفه على الوجه الذي كان قد صرفه عليه حسبما ذكر، فسبحان مديل الأمور الفعال لما يريد. وله إلى الآن عقب باغمات وريكة خاملون. وتوفي بمراكش سنة سبع أو ثمان عشرة وستمائة، وتخلف من الكتب ما بيع في زمن المجاعة الشديدة بمائة ألف درهم. 675 - علي بن محمد بن يوسف بن علي بن فتوح بن سعيد بن عبد الله بن أحمد بن زيد بن السمح بن مالك الخولاني: خضراوي؛ كان من أهل العلم حياً سنة عشر وستمائة (1) .

_ (1) عند هذا الموضع بهامش ح: أنظر علي بن محمد بن يوسف بن عبد الملك الأنصاري الوراق أبا الحسن بن المؤذن والمسفر والمحتسب.

676 - علي بن محمد الأنصاري الخزرجي:

676 - علي بن محمد الأنصاري الخزرجي: غرناطي أبو الحسن؛ وهو جد أبي القاسم الملاحي لأمه، روى عنه سبطه أبو القاسم المذكور. 677 - علي بن محمد التجيبي: أندلسي؛ اخذ بقرطبة عن أبي إسحاق المجنقوني، ورحل مشرقاً واستوطن طبرية من بلاد الشام، وتصدر للإقراء بها، لقيه هنالك أبو عبد الله بن إبراهيم القيجاطي، وأخذ عنه في حدود ست وتسعين وخمسمائة. 678 - علي بن محمد الزهري: بسطي أبو الحسن؛ تلا بالسبع على أبي العباس الأندرشي، أخذ عنه أبو محمد قاسم بن محمد بن الأصفر وكان مقرئاً متصدراً لذلك بلده وتولى الصلاة والخطبة به. 679 - علي بن محمد الكناني: أبو الحسن؛ روى عن أبي الليث نصر التنكتي ببلنسية سنة ست وستين وأربعمائة. 680 - علي بن محمد المرادي: بلنسي سكن بعض بلاد العدوة أبو الحسن ابن البلنسي؛ تلا بالسبع على أبي [123 ظ] الحسن بن لب الشهيد، وكان مقرئاً مجوداً متصدراً للإقراء ذا حظ وافر من العربية والآداب، وله رجز حسن في هجاء المصحف سماه " بالمنصف " رفعه إلى الامير أبي علي الحسن ابن عبد المؤمن وقال فيه: أكملته في النصف من شعبانا ... فظهر الفضل به وبانا عام ثلاثة إلى ستينا ... من بعدها خمس من المئينا

682 - علي بن محمد:

وله " رجز في فصيح ثعلب " وشرحه، ورفعه إلى أبي يعقوب بن عبد المؤمن وقال قريباً من آخره: فكمل المنظوم في شعبان ... سنة سبع عد ذي بيان من السنين بعدها ستينا ... من بعدها خمس من المئينا 681 - علي بن محمد: جزيري أبو الحسن؛ روى عن القاضي أبي بكر ابن العربي. 682 - علي بن محمد: أبو الحسن اللاردي؛ له إجازة من الشرقيين المذكورين في رسم أبي الطاهر أحمد بن علي الهواري. 683 - علي بن محمد: مرسي أبو الحسن المسفر؛ روى عن أبي بكر ابن العربي؛ روى عنه أبو عبد الله الشاري، وكان محدثاً (1) . 684 - علي بن المبارك: قرطبي أبو الحسن؛ روى عن أبي مروان ابن سراج سماعاً، وأجاز له هو وأبو بكر محمد بن سابق الصقلي وأبو عبد الله بن فرج وأبو علي الغساني، وكان من أهل العناية بشأن الرواية. 685 - علي بن مبارك: مرسي أبو الحسن أبو البساتين؛ روى عنه

_ (1) هامش ح: أظنه علي بن محمد بن يوسف بن عبد الملك الذي نبهنا عليه من قبل، فان يكن هو فقد سمع من أبي الحجاج بن شيخ وأبي جعفر بن حكم وأبي احمد بن سفيان، وأجاز له أبو القاسم بن سمجون وأبو زكريا الدمشقي ورحل حاجاً فادى الفريضة وعاد إلى بلده مرسية واخذ عنه بها وتوفي بها سنة إحدى وعشرين وستمائة، ومولده بعد الخمسين والخمسمائة.

أبو عبد الله بن عياض المنتيشي، وكان مقرئاً متصوفاً واعظاً فاضلاً انشد له أبو الوليد بن الدباغ، ولعلها لغيره وتمثل بها: جالس عليماً يفدك علماً ... فالعلم من عالم يفاد أعرض عن الجهل لا ترده ... فالجهل في غيه عناد العلم تبر وذا رماد ... هل يستوي التبر والرماد توفي بمرسية ودفن حذاء قبر أبي الأصبغ عيسى بن عبد الرحمن السالمي. قال ابن الأبار: علي بن مبارك الواعظ من أهل مرسية يعرف بابن أبي البساتين، ويكنى أبا الحسن، كان مقرئاً صوفياً [124 و] روى عنه أبو عبد الله بن عياض المنتيشي، وتوفي بمرسية سنة خمسمائة، وقبره يحاذي قبر أبي الأصبغ عيسى بن عبد الرحمن الفقيه السالمي؛ من خط ابن حبيش وفيه عن ابن الدباغ: وأنشد له، ولعله تمثل به: جالس عليما (الابيات الثلاثة) . هذا ما ذكره به ابن الأبار هنا؛ وذكر في كنى الغرباء من حرف الباء ما نصه (1) : أبو البساتين الواعظ الصوفي، حدثت عن أبي خالد يزيد ابن عبد الجبار القرشي المرواني قال، أنشدني شيخنا أبو محمد عبد الله ابن إبراهيم النحوي قال، انشدني الأستاذ أبو البساتين الواعظ الصوفي:

_ (1) أنظر التكملة ص: 231.

مكب على النحو - البيتين (1) ؛ انتهى. فهما عنده رجلان كما ترى، أحدهما أبو البساتين، وهو من الغرباء، والىخر ابن أبي البساتين وهو مرسي. والترجمتان عندي لرجل واحد وهو علي بن المبارك المرسي أبو الحسن البساتين، كما ذكرناه، لاتحاد طبقتهما واتفاقهما في الانتحال وغرابة الكنية ولما ذكره أبو الوليد بن الدباغ به قال في رسم البلالي وما يشبهه من حرف الباء من كتابه في تقييد ما يقع فيه التحريف ولا يؤمن فيه التصحيف لرواة العلم من أهل الأندلس ما نصه: واما البلالي فهو يونس ابن عيسى بن خلف الأنصاري نسب إلى بلالة من عمل قونكة - مدينة من مدن جوفي الأندلس - وأصله من مدينة سالم بها ولد ثم انتقل منها إلى قونكة؛ وذكره بما رأى ان يذكره به، ثم قال: وتوفي شيخنا أبو الوليد - يعني يونس البلالي المذكور رحمه الله - في سنة ثمان وخمسمائة بحاضرة مرسية، حضرت الصلاة عليه ودفنه حذاء قبر صهره أبي الاصبغ عيسى بن عبد الرحمن بن سعيد الفقيه السالمي الحافظ رحمه الله، وحذاءهما قبر أبي الحسن علي بن المبارك المقرئ الواعظ المعروف بابي البساتين. أنشدني صاحبي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عياض المخزومي المقرئ الأديب الشاطبي ثم المنتيشي - والشين غير خالصة -

_ (1) يشير إلى قوله: مكب على النحو يعنى به ... ليسلم في قوله من زلل يقول أقوم زيغ اللسان ... فهلا يقوم زيغ العمل

ومنتيشة قرية من قرى شاطبة، رحمه الله، قال: سمعت أبا الحسن علي ابن المبارك ينشد: جالس عليما؟.. (الأبيات الثلاثة) . فقد خالف ما عند [124 ظ] ابن الأبار ما عند ابن الدباغ في موضعين أحدهما: من قبل ابن الأبار أو ابن حبيش لا محالة وهو زيادة له في قوله وأنشد له وليس عند ابن الدباغ، وغنما ذكر الأبيات غير معزوة من قبله ولا من قبل صاحبه أبي عبد الله المنتيشي؛ والثاني: زيادة " ابن " في قوله ابن أبي البساتين فان الذي عند ابن الدباغ: المعروف بابي البساتين، لا ابن أبي البساتين فان الذي عند ابن الدباغ: المعروف بابي البساتين، لا ابن أبي البساتين، فيحتمل ان يكون ذلك من قبل ابن حبيش ونقله من خطه ابن الأبار وهو الظاهر، ويحتمل ان يكون من قبل ابن الأبار وهو عندي بعيد، لان كتاب ابن الدباغ الذي نقلت منه أصل صحيح أراه عندي بعيد، لان كتاب ابن الدباغ الذي نقلت منه اصل صحيح أراه كتب في حياة المصنف، وأقدم الآثار فيه كونه لأبي عمر بن عياد ثم لأبي الخطاب بن واجب ثم لابن عمه أبي الحسن ثم وهبه لأبي عبد الله المومناني، ثم أتحفني به الصاحب الأود في الله الأفضل أبو عبد الله بن عيسى الماقري مستوطن ثغر أسفي - حماه الله، وكافأ فضله وشكر إفادته - وقد نقل من هذا الأصل أبو عبد الله بن الأبار وغيره وقرأوه على أبي الخطاب بن واجب فيبعد عندي أن يخالف ابن الأبار ما في كتاب ابن الدباغ ولا يذكر مستنده في ذلك واعتماده على ما ثبت عند ابن الدباغ أولى به من اعتماده على ما في خط ابن حبيش، والله اعلم. فأما ثبوت الألف واللام للمح الصفة في " المبارك " عند ابن الآبار

686 - علي بن مخلص الأنصاري:

وسقوطها عند ابن الدباغ فمخالفة لا عبرة بها فلذلك لم نعرض لها، وأما كونه مرسياً فيحتمل أن يكون من قبل ابن حبيش أو ابن الأبار، وأنا أولي متولي ذلك منه ما تولى، وأن كانا عند ابن الأبار رجلين من وجه وثق به إما بان يكون الغريب أبا هذا المرسي وإما أن يكون أجنبيين، وذلك كله بعيد عندي، فعليه عهدته، والله اعلم. 686 - علي بن مخلص الأنصاري: أبو الحسن، روى عن أبي محمد عبد المنعم بن الفرس. 687 - علي بن مسعود بن علي بن مسعود بن إسحاق بن إبراهيم بن عصام الخولاني: سرقسطي أبو الحسن؛ روى عن أبي القاسم ثابت بن عبد الله بن ثابت، وذكره ابن الأبار وقال: كان فقيهاً مشاوراً حافظاً للمدونة بارعاً في [125 و] الوثائق وله حظ وافر من الأدب؛ ولي قضاء ميورقة، وهو الذي خرج مع الخطيب أبي زيد بن منتيال إلى الأمير أبي الطاهر تميم بن يوسف بن تاشفين في حصار سرقسطة، وكلماه عن أهلها بمحضر أبي الغمر السايب ابن غرون في مناجزة العدو، فجبن عن ذلك، وكان انتقاله بالجيوش عنها سبب نجاح الروم إلى أن ملكوها، وأنشدنا القاضي أبو إسحاق بن عايشة الميورقي له: الموت يقطع ما أملت من أملي ... لو صح عقلي طلبت الفوز من مهل

689 - علي بن أبي موسى مطرف بن محمد بن عبد الله الكناني:

من أين أرضيك إلا أن توفقني ... هيهات هيهات ما التوفيق من قبلي هكذا أنشدنا أبو إسحاق ببلنسية وكتبناهما عنه ولم يزدنا عليهما؛ وقد غلط في نسبة هذا الشعر إلى ابن عصام وهذا ولعله تمثل به، وهذان البيتان من قطعة مجودة لغيره أولها: الموت يقبض ما أطلقت من أملي ... ؟؟ (البيت) ما ينقضي أمل إلا إلى أمل ... فالدهر في ذا وذا لم أخل من شغل يا لهف نفسي على نفسي وحق لها ... ماذا يعد لها من سيء العمل ألهو بباطن دنيا لا دوام لها ... وأستريح إلى اللذات والغزل من أين أرضيك ... ؟؟؟.. (البيت) فأرحم بعزتك اللهم ملتهفاً ... مما جنى واغتفر ما كان من زلل توفي سنة ثمان عشرة وخمسمائة. 688 - علي بن مطرف بن حسين يعرف بابن خالد. 689 - علي بن أبي موسى مطرف بن محمد بن عبد الله الكناني (1) : بلنسي وشقي الأصل، أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر ابن رزق وأبي الحسن بن هذيل وأبي عبد الله بن يوسف بن سعادة،

_ (1) م ط: الكتاني.

690 - علي بن معاذ بن سمعان الرعيني:

وأكثر عنه، وأبي القاسم بن حبيش، واجاز له أبو بكر بن محرز البطليوسي وأبو عبد الله بن الفخار وأبو مروان بن قزمان وغيرهم. وكان تام العناية بشأن الرواية، وكتب الكثير، واعتبط فلم يحدث بشيء مما رواه، وكان أبو الخطاب بن واجب يثني عليه كثيراً. توفي ببلنسية يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة من سنة اربع وستين وخمسمائة، ومولده بها في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث [125 ظ] وعشرين وخمسمائة. 690 - علي بن معاذ بن سمعان الرعيني: بجانبي روى عن عبد الملك بن حبيب، وأجاز لابن نبات وغيره من أهل قرطبة، وكان لغوياً نسابة استقدمه الحكم المستنصر بالله ليقتبس من علمه، وكان عنده جميع كتب عبد الملك بن حبيب وروايته، وأقام بقرطبة بجومة مسجد سلمة نحواً من سنة، ثم عاد إلى بجانة مسكنه. 691 - علي بن معاوية اللخمي: إشبيلي أبو الحسن؛ رحل مشرقاً، روى قديماً بمصر عن السلفي. 692 - علي بن مغيث بن محمد بن مغيث بن سعدون بن الصميل المعافري: أبو الحسن؛ روى عنه أبو عبد الله بن شق الليل. 693 - علي بن مفرج السالمي: أبو الحسن؛ روى عن أبي عبد الله ابن عيسى بن المناصف، وكان فقيهاً حافظاً. 694 - علي بن مفرج: أبو الحسن الجنجالي؛ روى عن أبي محمد

695 - علي بن منذر بن عبد الرحمن الأموي:

عبد الحق بن عطية؛ حدث عنه نصر بن عبد الله الشقوري، وكان خطيباً. 695 - علي بن منذر بن عبد الرحمن الأموي (1) : طرطوشي أبو الحسن؛ روى بالأندلس عن بعض شيوخها، ورحل وحج ودخل بغداد وأخذ بها عن أبي الحسن سعد الخير والخطيب أبي زكريا التبريزي وأبوي الفتح: الكروخي ومفلح بن احمد الدومي؛ روى عنه أبو الحسن عليم بن عبد العزيز وأبو العباس الأندرشي، وكان من جلة المقرئين وحفاظ الحديث عارفاً بطرق الرواية ضابطاص ثقة فيما ينقله، ورعاً صالحاً فاضلاً. 696 - علي بن موسى بن خلف بن محمد بن سهل بن أحمد الأنصاري. 697 - علي بن موسى بن عبد الملك بن سعيد بن خلف بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن الحسن بن عثمان بن الحسين بن عبد الله الداخل إلى الأندلس ابن سعيد بن عمار بن ياسر بن مالك بن كنانة بن قيس ابن الحصين بن لوذيم - ويقال لوذين - بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر ابن يام بن عنس - واسمه زيد - بن مالك بن أدد بن زيد

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 83 (رقم 159) .

698 - علي بن موسى بن علي بن موسى بن محمد بن خلف - ويقال علي بن موسى بن أبي القاسم بن علي الأنصاري السالمي:

العنسي المذحجي (1) : قلعي - قلعة يحصب، ويقال لها أيضاً قلعة بني سعيد نسبة إليهم - سكن تونس، أبو الحسن؛ روى عن بعض شيوخها، وحج وتجول بالشام والحجاز، ودخل الموصل وبغداذ وأخذ عن جماعة وافرة ممن [126 و] أدرك هنالك، وعاد إلى تونس [؟.] (2) . 698 - علي بن موسى بن علي بن موسى بن محمد بن خلف - ويقال علي بن موسى بن أبي القاسم بن علي الأنصاري السالمي (3) : جياني نزل مدينة فاس، أبو الحسن بن البقرات؛ تلا بالسبع على أبي عبد الله بن حطيئة وأبوي محمد: ابن علي الشنتريتي وأبي محمد الفهري، وتلا أيضاً علالى أبي علي حسين بن عريب، وروى عن أبوي إسحاق: ابن إبراهيم بن خلف المخزومي وابن قرقول، وأبي الحاج بن فتوح العشاب وأبي الحسن بن الحسن اللواتي، وآباء عبد الله: ابن خلف بن الشبوقي وابن علي بن الرمامة وابن عيسى، وأبي العباس بن عبد العزيز ابن أبي طورقيه.

_ (1) ترجمته في اختصار القدح: 1 والنفح: 4: 29 - 132 والديباج المذهب: 208. وتاريخ علماء بغداد للسلامي: 145 والفوات 2: 178 والمغرب 2: 178 وبغية الوعاة: 357 ومسالك الأبصار 8: 382 والوافي للصفدي " علي بن موسى " ومقدمة المغرب بتحقيق الدكتور شوقي ضيف وقد نشر من مؤلفاته: المغرب (القسم الأندلسي) والجزء الخاص بمصر ورايات المبرزين، وعنوان المرقصات والمطربات، وبسط الأرض في طولها والعرض، والغصون اليانعة واختصار القدح المعلى، ومن كتبه المخطوطة: المشرق في حلى المشرق، والمقتطف من أزاهر الطرف وقد توفي على الأرجح عام 685. (2) ح: بياض كثير. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1877.

699 - علي بن موسى بن محمد بن شلوط:

روى عنه أبو الحجاج بن محمد الاندي وأبو الحسن بن القطان وأبو عبد الله التجيبي وأبو العباس: ابن طاهر بن خلف وابن عبد الله السكوني، وأبو علي حسن بن عبد الرحمن البلنسي. وكان مقرئاً مجوداً محدثاً راوية، حافظاً للآداب عارفاً بالأنساب، صالحاً ورعاً فاضلاً زاهداً، ذا حظ من قرض الشعر، تصدر للإقراء بمدينة فاس وخطب بجامع القرويين منها؛ مولده بجيان في رمضان خمس عشرة وخمسمائة، وكان حياً سنة خمس وتسعين. 699 - علي بن موسى بن محمد بن شلوط (1) : بلنسي أبو الحسن الشبارتي؛ رحل وحج وسمع بمكة - شرفها الله - من أبي الحسن بن حميد وأبي محمد المبارك بن الطباخ، وقفل إلى المغرب فسكن تلمسين مدة، ثم تحول إلى بلده. روى عنه أبو عبد الله ابن الأبار؛ وكان محدثاً عدلاً خياراً، متحرفاً بالطب ماهراً فيه، وتوفي في نحو العشر وستمائة. 700 - علي بن أبي الحسين بن مؤمن بن محمد بن علي بن أحمد ابن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الله بن منظور بن عصفور الحضرمي (2) : إشبيلي استوطن بأخرة تونس أبو الحسن ابن عصفور؛ أخذ العربية والادب عن أبي الحسن الدباج وأبي علي بن الشلوبين، واختص به كثيراً؛ روى عنه الحسن بن عبد الرحمن بن عذرة، وحدثنا عنه أبو

_ (1) هامش ح: مهمل الضبط هنا وعند ابن الآبار، قلت: انظر ترجمته في التكملة رقم: 1885. (2) ترجمته في صلة الصلة: 142 وبغية الوعاة: 357.

701 - علي بن ميمون:

عبد الله بن أبي وأبو محمد مولى سعيد بن حكم؛ وكان ماهراً في علم العربية، ريان من الأدب، حسن التصرف [127 ظ] ، من ابرع من تخرج على أبي علي بن الشلوبين وأحسنهم تصنيفاً في علوم اللسان، وشرح " كتاب سيبويه " و " جمل الزجاجي "، ومصنفه في " التصريف " جليل نافع و " مقربه " في النحو شاهد بذكره للعربية واشرافه على مشهورها وشاذها، وقد تجول وسكن ثغري آنفاً مرة وآزمور أخرى، وأوطن بأخرة تونس، فعرف بها قدره، ودخل مراكش. مولده بإشبيلية عام سبعة وتسعين وخمسمائة، وهو عام السيل الكبير، وتوفي بدار سكناه من قصبة تونس، بعد ظهر يوم السبت لست بقين من ذي قعدة تسع وخمسين وستمائة، ودفن عقب العصر من يوم وفاته. 701 - علي بن ميمون: بلنسي أبو الحسن بن الشوليه؛ روى عن أبي الربيع بن سالم. 702 - علي بن نخبة بن يحيى بن خلف بن نخبة بن أحمد بن نجبة ابن يوسف بن عبد الله بن محمد بن نجبة الرعيني: اشبيلي سكن مراكش أبو الحسن؛ وهو ولد الأستاذ أبي الحسن نجبة؛ روى بمراكش عن أبيه وأبي بكر عتيق الفصيح وأبي جعفر بن مضا وأبي محمد بن حوط الله؛ وكان متين الأدب شاعراً مجيداً كاتباً بليغاً بارع الخط كتب الكثير وراقة وإنشاء، وله " اختصار " متقن في أغاني الاصبهاني. 703 - علي بن نجبة: اشبيلي أبو الحسن؛ روى عن الحاج

704 - علي بن وهب بن لب بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن نذير الفهري:

أبي عمر ميمون بن ياسين اللمتوني (1) . 704 - علي بن وهب بن لب بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن نذير الفهري: بلنسي. 705 - علي بن هابيل بن أحمد بن محمد الأنصاري: مروي أبو الحسن؛ روى عن أبي الوليد الباجي، ورحل مشرقاً؛ روى عنه بمكة - شرفها الله - أبو طاهر إسماعيل بن عمر بن أحمد القرشي المقرئ، وكان موصوفاً بالزهد والفضل، وفي كتاب ابن بشكوال (2) : هابيل بن محمد بن احمد الالبيري، فان يكن أبا علي هذا فقد قلب نسبه وبدل الأنصاري بالالبيري، على أن أبا الطاهر الراوي عن علي هذا لم يكن بالضابط في تقييده، والله اعلم. 706 - علي بن هشام بن إبراهيم بن علي الجذامي (3) : لورقي سكن قرطبة، أبو الحسن اللورقي؛ روى عن أبوي بكر: عتيق بن الحسن السرقسطي وابن نمارة، وأبوي الحسن: ابن النعمة وابن هذيل [128 و] وأخذ القراءة عنه. روى عنه أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد وأبو الحسن بن حفص وأبو حفص بن صمع وأبو سليمان بن حوط الله.

_ (1) تقع هنا ترجمة مزيدة بهامش ح وهي: علي بن نزار بن جعفر بن أبي هاشم الضني - بكسر الضاد المعجم بعدها نون منسوباً - وادي آشي أبو الحسن، أخذ عن شيوخ بلده، وكان من علية الطلبة وأدبائهم وفصحائهم ونبهائهم جيد الكناية والشعر وتوفي ببلده، قال الملاحي، رحمه الله. (قلت: أنظر صلة الصلة: 94 فهو ينقل عنها) . (2) أنظر الصلة: 623. (3) ترجمته في صلة الصلة: 113 والتكملة رقم: 1868.

707 - علي بن هشام بن إبراهيم بن علي الخولاني:

وكان من جلة المقرئين ومجوديهم، عارفاً بطريقة النحو، راوية مقيداً، ضابطاً حسن السمت، متواضعاً معروف الصيانة مشهور العفاف (1) ، وقوراً شاعرا مجيداً، سريع الدمعة رطب اللسان بالذكر، قلما يقول شعراً إلا ختمه بذكر النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه وعلى آله، أقرأ زماناً طويلاً بجامع قرطبة، واستقضي باشونة، وولي الصلاة والخطبة بلورقة، وغلب عليه الزهد، وانتقل إلى العدوة، وتوفي بمراكش بعد التسعين وخمسمائة. 707 - علي بن هشام بن إبراهيم بن علي الخولاني: أبو الحسن؛ روى عن أبي الحسن بن هذيل. 708 - علي بن هشام بن حجاج بن الصعب اللخمي (2) : شريشي إشبيلي أصل السلف أبو الحسن؛ وزاد ابن الأبار " عمر " بين هشام وحجاج، وقد وقفت على نسبه بخطه في غير موضع، وليس فيه ذكر لعمر وفيه بعد حجاج: " ابن الصعب " ومن البعيد أن يذكر الجد الابعد ويترك الأقرب، والله أعلم. روى بالأندلس على أبي بكر بن طاهر النحوي، ورحل مشرقاً سنة ثمان وستين وخمسمائة فحج، ولقي بمكة - شرفها الله - فيما احسب ضياء الدين أبا أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي البغدادي الصوفي ابن

_ (1) العفاف: سقطت من م. (2) ترجمته في صلة الصلة: 127 والتكملة رقم: 1891 وبرنامج الرعيني: 24.

سكينة والواعظ أبا علي عمر بن إبراهيم وأبا محمد عبد الرحمن بن إسماعيل ابن أبي سعد النيسابوري الصوفي، وبعد صدره من الحج بمصر نزيلها أبا يحيى اليسع الجياني، وبالإسكندرية أبوي الطاهر: ابن عوف والسلفي ولازمه مذ سبعين وخمسمائة إلى أن توفي وحضر جنازته، وأكثر عنهما، وبلديه أبا عبد الله بن حباسة وأبا علي حسن بن محمد بن الحسن بن الرسل، وبجاية أبا محمد عبد الحق بن الخراط، واختلف إليه نحو خمسة أشعر ورغبه في المقام معه ليقرأ عليه ويؤخذ عنه، وبستة أبا محمد بن عبيد الله، وأكثر عنه، وببلده أبا بكر بن مالك، وكل من ذكر أجاز له مطلقاً؛ وبالإسكندرية أيضاً المتقن [128 ظ] أبا محمد عبد المجيد بن أبي الحسن شداد بن المقدم بن عبد العزيز التميمي، وتلا عليه بالسبع وغيرها وأكثر عنه ولازمه نحو خمس سنين، والمقرئ الزاهد أبا المنصور مظفر ابن سوار بن هبة بن علي اللخمي ولازمه مدة طويلة تلا عليه فيها بالسبع وقرأ غير ذلك، وأبا الفوارس نجا بن تغلب اليكي المقرئ الضرير وتلا عليه وقرأ عليه غير ذلك، وأجازوا له ما اخذ عنهم؛ ولقي ببلده بعد وصوله من المشرق المحدث أباب كر بن عبيد واكثر ملازمته إلى أن تصدر للإقراء ولم أقف على إجازته له؛ ومن شيوخه الإسكندريين ولا أتحقق الآن كيفية أخذه عنهم الاخوان: أبو الطاهر إسماعيل وأبو محمد عبد الله الديباجيان، وأبو الحرم مكي بن أبي الطاهر ابن عوف وأبو عبد الله الكركنتي، وتلا بالسبع عليه، قاله ابن الأبار، وأراه واهماً في ذلك، والله اعلم؛ وأبو القاسم بن مخلوف بن علي بن جارة

وعبد الرحمن بن سلامة بن يوسف بن علي؛ ومن شيوخه ولا أعرف ابن لقيهم المقرئ أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الخير مسعود بن سعيد بن محمد الأنصاري قراءة عليه، ولم يذكر أنه أجاز له (1) ؛ واستجاز بعد قفوله من المشرق أبا العباس الأندرشي وأبا القاسم بن بشكوال فأجازا له؛ وذكر ابن الأبار في شيوخه بمكة - شرفها الله - أبا الحسن المكناسي وأبا حفص الميانجي وأبا محمد المبارك بن الطباخ، وبالإسكندرية أبا عبد الله الحضرمي، وقد عنى بذكر شيوخه في " برنامج " يخصهم تلميذه الأخص به أبو إسحاق البونسي ولم يذكر فيه واحداً من هؤلاء الأربعة، وكذلك وقفت على إجازات شيوخه له بخطوطهم فلم ألف لهم فيها ذكراً ألبتة، فالله أعلم. روى عنه أبو إسحاق (2) البونسي (3) وآباء بكر: ابن جابر وابنه السقطيان وعتيق بن محمد الصدفي وابن عيسى الحجري وابن فحلون ومحمد بن أبي عمرو عثمان الطبري وأبو زكرياء بن خلف العطار وأبو عبد الله بن علي الشقوري وأبوا علي: العمران ابن خلف المذكور وابن يوسف التميمي، وأبو العباس بن يحيى الجراوي وأبو القاسم بن فرقد، وأبوا محمد: الحرار وابن عمر بن خلف المذكور وعبد الله ابن [219 و] أبي الحسن بن الفخار وعبد المحرز (4) بن عبد الرزاق الحميري ومحمد بن أحمد بن أبي طالب اللخمي وممد بن أحمد بن وهب؛ وحدث عنه بالإجازة جماعة منهم: شيخنا أبو الحسن الرعيني - رحمه الله -؛ وكان

_ (1) له: سقطت من م ط. (2) م: أبو الحسن. (3) م ط: التونسي - حيثما ورد. (4) فوقها علامة خطأ في ح.

710 - علي بن هلال بن علي بن حسن بن عبد الأعلى بن هلا الحضرمي:

مقرئاً فاضلاً عدلاً ثقة، إماماً في تجويد القرآن مبرزاً في حفظ الخلاف بين القراء، وكانت القراءات بضاعته التي لا يتقدمه أحد في معرفتها ولا يدانيه، تصدر ببلده بعد قدومه من المشرق للإقراء وإسماع الحديث وغيره، فأخذ عنه أهل بلده وغيرهم من الراحلين إليه وكثر الانتفاع به، وولي الصلاة بجامع بلده، وكانت معيشته من تجارة يديرها في الصابون، ولم يزل مأخوذاً عنه ومستفاداً منه إلى أن توفي لعشر بقين من ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة، قاله ابن الأبار، وقال أبو [] (1) إنه توفي سنة سبع عشرة وستمائة. 709 - علي بن هشام بن محمد السلوليك روى بغرناطة على أبي الأصبغ ابن سهل سنة أربع وثمانين وأربعمائة. 710 - علي بن هلال بن علي بن حسن بن عبد الأعلى بن هلا الحضرمي: بلنسي نزل سبتة، أبو الحسن بن هلال؛ أخذ العدد عن أبي عبد الله البلالي، والهندسة عن أبي محمد الخولاني الجميل، والطب عن أبي العباس البطبط، وكان عددياً ماهراص مهندساً حاذقاً طبيباً بارعاً فائقاً في ذلك كله موفق العلاج، سديد الرأي في تعرف العلاج (2) ومداواته، متعرضاً لذلك مقصوداً فيه، ولم يزل معظم عمره شديد الضنانة لما كان عنده من المعارف، شرس الخلق عند التعلم متعززاً على

_ (1) بياض في الأول؛ وفي هامش ح: القول الأخير في وفاته قاله ابن الزبير شيخنا رحمه الله. (2) في متن ح: العلج وبإزائه في الهامش: لعله حال العليل.

711 - علي بن يحيى بن أحمد بن ميمون المخزومي:

المتعلمين لا يتلمذ له أحد عز أوهان إلا واقفاً أسفل دكانه الذي تصدى فيه للفتاوى الطبية، ثم سمح بأخرة لبعض الطلبة وأسعفهم بالجلوس لإقرائهم في مسجد يقرب من موضعه، فاغتنم ذلك منه وأخذ في تلك الحال عنه؛ ولد ببلنسية سنة سبع وتسعين وخمسمائة وتوفي بسبتة [؟] (1) سبعين وستمائة، وتخلف من الكتب فيما كان ينتحله من المعارف ما لا نظير له كثرة وجودة [129 ظ] . 711 - علي بن يحيى بن أحمد بن ميمون المخزومي: بلنسي؛ كان من اهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 712 - علي بن يحيى بن بندود: أبو الحسن؛ روى عن أبي مروان ابن مسرة. 713 - علي بن يحيى بن علي بن سعيد بن محمد بن عمريل الكناني: إشبيلي أبو الحسن ابن الفخار وابن يحيولش؛ روى عن أبي الحكم بن برجان وأبي زكرياء بن مرزوق وأبي عبد الله بن فريخ وأبي العباس بن عبد المؤمن وأبي الوليد بن الحاج. روى عنه أبو بكر ابن مطرف بن بندود، وكان حافظاً للغات شديد العناية بضبطها ثقة في نقله، آخذاً بحظ وافر من رواية الحديث وقسط صالح من العربية،

_ (1) هامش ح: توفي بها لسبع عشرة ليلة خلت من صفر من سنة ثمان وسبعين وستمائة. وفي م: سنة سبعين دون بياض.

714 - علي بن يحيى بن عيسى القرشي:

أديباً كتب الكثير وأتقن تقييده، واشتهر بالطهارة والعفة والصيانة، وكان أحياناً يعمل مع أبيه الفخارة. ولد باطريانة ضحاء يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت من شوال ست وثمانين وخمسمائة (1) . 714 - علي بن يحيى بن عيسى القرشي (2) : منكبي أبو الحسن الأطربي (3) ؛ تلا بالسبع على أبي الحسن بن كرز وأبي عبد الله الجذامي وعثمان بن عبد الله. روى عنه أبو الخليل مفرج بن سلمة وأبو زيد السهيلي، وحدث عنه بالإجازة أبو بكر بن خير. وكان من جلة المقرئين مقدماً في صنعة التجويد عارفاً بأصوله، ذاكراً ما اختلف فيه القراء؛ تصدر للإقراء ببلده، وتولى الصلاة به، مولده سنة ثنتين وسبعين وأربعمائة، وتوفي في رجب اثنين وخمسين وخمسمائة.

_ (1) هامش ح: أجاز لابن عمريل من المشارقة أبو أحمد بن سكينة وأبو البقاء العكبري وأبو حامد حفيد أبي الفضل الأرموي وأبو محمد بن الأخضر وغيرهم، أخذ عنه أبو إسحاق البلفيقي وهو في عداد أصحابه. أهـ. وقد وردت ترجمات مزيدة بهامش ح ندرجها ها هنا: وهي: *علي بن يحيى بن علي: شاطبي نزل دمشق، أبو الحسن؛ أجازنا بخطه جميع ما يرويه من دمشق في سابع عشر جمادى الأخرى خمس وتسعين وستمائة. *علي بن يحيى بن علي بن أحمد الحضرمي: مالقي أبو الحسن، رحل إلى المشرق مع أبيه ونعت أبوه هناك بزين الدين، سمع علي المترجم به على أبي عمرو بن الصلاح جميع كتاب علوم الحديث من جمعه بدمشق وذلك في مجالس أربعة آخرها خامس شوال من سنة أربع وثلاثين وستمائة وأجاز له جميع مروياته، وكان عارفاً بالنحو. *علي بن يحيى بن عمرو بن بقاء الجذامي قرطبي أبو الحسن المرجوني، بفتح الميم وسكون الراء بعدها جيم مضموم وبعد الواو نون منسوب، أخذ عن أبي بكر ابن العربي جامع الترمذي وغيره. (2) ترجمته في صلة الصلة: 91 والتكملة رقم: 2312. (3) هامش ح: هي قرية قريبة من منكب.

715 - علي بن يحيى بن غالب بن الصفار:

715 - علي بن يحيى بن غالب بن الصفار: روى عن أبي جعفر ابن الباذش. 716 - علي بن يحيى بن فاخر: أبو الحسن؛ روى بمراكش عن أبي بكر بن أسود. 717 - علي بن يحيى بن محمد بن علي بن هشام القيسي: سكن مراكش أبو الحسن الأخفش؛ روى عن أبي زيد السهيلي وآباء عبد الله بني الأحامد: الاستجي وابن أبان وابن نخيل، وأبي حفص بن إبراهيم الغساني وأبوي العباس ابني المحمدين: ابن خلوص والخروبي، وأبي محمد قاسم بن الزقاق؛ وكتب إليه مجيزاً أبو الطاهر السلفي. روى عنه صهره محمد بن عبد الله المهاجر وأبي رحمه الله وتلا عليه بالسبع، وأبو عبد الله بن عبد الله بن عبد العزيز الخروف وأبو العباس بن [130 و] عبد الله السكوني. وكان مقرئاً مجوداً متقناً ضابطاً فاضلاً، خطيباً بسجن مراكش، وسيأتي له ذكر في رسم صهره المذكور. 718 - علي بن يحيى بن محمد بن يحيى بن أبي العافية الأنصاري: دروقي الأصل (1) سكن مرسية، أبو الحسن؛ روى عن أبوي عبد الله: ابن الفخار وابن مدرك، وأبوي القاسم: ابن حبيش والسهيلي؛ روى عنه ابن أخته أبو عبد الله بن حازم؛ وكان محدثاً جليلاً، ذا حظ من النثر، وجمع بين " صحيح مسلم وسنن أبي داود " جمعاً حسناً.

_ (1) هامش ح: دروقة من عمل سرقسطة.

719 - علي بن يحيى بن يحيى بن يزيد الأنصاري:

719 - علي بن يحيى بن يحيى بن يزيد الأنصاري: روى عن أبي الحجاج بن الشيخ. 720 - علي بن يحيى الأزدي: جياني أبو الحسن؛ رحل وحج، حدث عنه بالإجازة أبو عبد الله وأبو جعفر شيخنا، الطنجاليان؛ وكان زاهداً فاضلاً خيراً صالحاً عاكفاً على أعمال البر. 721 - علي بن يحيى التجيبي: منرقي أبو الحسن؛ روى عن أبي الحكم منذر بن محمد المنرقي البلغي وأبي عثمان سعيد بن حكم وأبي العباس ابن الفتوخ (1) ؛ وكان متقدماً في النحو والأدب، خطيباً فاضلاً صالحاً، درس بمنرقة زماناً ما كان عنده وانتفع الناس به. 722 - علي بن ييربوع: أبو الحسن؛ كان من جلة الفقهاء وعلية النبهاء، واستقضي بمالقة، وتوفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة. 723 - علي بن اليسع (2) : بلنسي نزل تونس، أبو الحسن؛ روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل ابن الحداد التونسي بها. 724 - علي بن يوسف بن أبي غالب خلف بن غالب العبدري (3) : داني أبو الحسن بن أبي غالب؛ تلا بالسبع على أبي بكر عتيق بن محمد بن

_ (1) فوقها علامة خطأ في ح؛ وفي م ط: الفتوح. (2) هامش ح: هو علي بن اليسع بن عيسى بن حزم بن اليسع جياني ونزل أولا بلنسية مع ابيه ثم تحول إلى تونس فنزلها، روى عن أبيه وغيره وكان من جلة المقرئين وكذلك أبوه وجده (قلت: انظر هذا وغيره في ترجمته في صلة الصلة: 110) . (3) ترجمته في التكملة رقم: 1855.

725 - علي بن يوسف بن زلال الأنصاري:

عبد الحميد وأبي حفص بن أبي الفتح وروى عن أبوي بكر: ابن برنجال وابن الحناط، وأبي العباس بن عيسى، وتفقه بهم، وأبي بكر بن أسود وأبي الوليد يونس بن نبجح وأخذ اللغات والآداب عن أبي بكر اللباتي وأبوي عبد الله: ابن أبي الخصال وابن عمار الميورقي، وأبي محمد عبد العزيز بن عثمان بن الصقيل، وانشد عن أعرابي لنفسه؛ وأجاز له أبو عبد الله المازري. روى عنه ابنه احمد، وكان فقيهاً حافظاً للمسائل، صدراً في أهل [130 ظ] الشورى، درباً بالفتيا، بصيراً بعقد الشروط، أديباً بارعاً متقدماً نحوياً محققاً لغوياً ذاكراً، طيب المحادثة ذا حظ من قرض الشعر، ولي الأحكام ببيران (1) مدة طويلة وأفتى طول عمره. مولده لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر اثنين وثمانين واربعمائة، وتوفي في آخر سنة ثنتين وأول سنة ثلاث وستين وخمسمائة، قاله أبو عمر بن عياد؛ وقال سفيان: توفي سنة تسع وخمسين؛ فالله اعلم من المصيب منهما. 725 - علي بن يوسف بن زلال الأنصاري: بلنسي أبو الحسن؛؟ وأظنه أخا الحسين المذكور بموضعه - روى عن أبي الحسن بن هذيل؛ روى عنه أبو بكر المعافري الفريشي (2) وأبو جعفر الجيار، وكان مقرئاً مجوداً، ضابطاً راوية للحديث عارفاً بطرقه ثقة في نقله، مع الورع التام والزهد والصلاحية والدين المتين والفضل.

_ (1) هامش ح: بيران من أعمال دانية، جبرهما الله. (2) نسبة إلى مدينة فريش غربي فحص البلوط بالأندلس.

726 - علي بن يوسف بن شريف العذري:

726 - علي بن يوسف بن شريف (1) العذري: أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر بن طاهر المحدث. 727 - علي بن يوسف بن عبد الرحمن الأنصاري: إشبيلي؛ كان من اهل العلم حياً؛ في حدود الخمسين وخمسمائة (2) . 728 - علي بن يوسف بن علي بن يوسف بن لب: بلنسي أبو الحسن؛ روى عن أبي عبد الله بن نوح عام خمسة وستمائة. 729 - علي بن يوسف بن فرج: ثغري. 730 - علي بن يوسف بن محمد بن أحمد الأنصاري (3) : داني سكن مرسية، أبو الحسن بن الشريك؛ تلا بالسبع في دانية على أبي إسحاق بن محارب، وتأدب فيها بالنحو عند أبي القاسم بن تمام، ثم رحل لي مرسية

_ (1) هامش حك علي بن يوسف بن عبد الله بن الشريف هكذا قال ابن مسدي وهو ممن اخذ عنه، فانظره. (2) في هامش ح: ترجمتان مزيدتان وهم: *علي بن يوسف بن علي العبدري: غرناطي أبو الحسن السفاج؛ كان معدوداً في أهل العلم، كتب إلينا مجيزاً جميع ما يرويه في سنة اثنتين وتسعين وستمائة. *علي بن يوسف بن علي باق: مرسي أبو الحسن، روى عن أبي بكر بن غلبون وأبي عبد الله بن زكريا المعافري وأيب العباس بن نبيل لقيهم وأخذ عنهم بالقراءة والسماع وأجازوا له، واستجاز له شيخنا أبو جعفر بن الزبير القاضي أبا الخطاب بن خليل فأجازه وكان معلم كتاب يؤخذ عنه القرآن وخطب بالرشاقة من بلده بعد خروجهم عنه إلى حين انفصالهم فقتل رحمه الله في غدرة النصارى إياهم بمقربة من حصن وركل في جمادى الأخرى سنة أربع وسبعين وستمائة وكانت فيه سراوة وفضل ولم يكن بالضابط (قلت، انظر هذا في صلة الصلة: 144 رقم: 288) . (3) ترجمته في بغية الوعاة: 359 وصلة الصلة: 128 والتكملة رقم: 1893.

731 - علي بن يوسف بن يزيد:

فاستوطنها، وروى بها عن أبي عبد الله بن حميد وأبي القاسم بن حبيش وروى أيضاً عن أبي زيد السهيل. روى عنه ابنه أبو الحجاج وأبوا بكر: ابن الطيب وابن محمد المعافري الفريشي وأبو محمد ابن عبد الرحمن بن برطله؛ وحدث عنه بالإجازة أبو العباس ابن فرتون. وكان مقرئاً حسن القيام على تجويد كتاب الله، ضابطاً لأحكام القراءات، بارعاً في علم العربية، ذا مشاركة حسنة في غير ذلك من المعارف، ضريراً أشل اليدين - نفعه الله - آية من آيات الله في الفهم والذكاء؛ ويذكر أنه كان نجاراً فلما كف [131 و] بصره انقطع إلى طلب العلم فبرز في النحو، وتأثل من الإقراء وتعليم العربية مالاً جسيماً، وتوفي يوم الخميس عقب رجب تسع عشرة وستمائة؛ هذا الصحيح في تاريخ وفاته، ومولده بدانية سنة خمس وخمسين وخمسمائة (1) . 731 - علي بن يوسف بن يزيد (2) : أبو الحسن - وهو والد الكاتب

_ (1) هنا ترجمة مزيدة في هامش ح: علي بن يوسف بن موسى القيسي السالميك جياني أبو الحسن، روى القراءات وغيرها عن المقرئ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد المعافري ابن الفراء صاحب مكي، روي عنه المقرئون أبو الحسن بن الباذش وأبو القاسم بن أبي رجاء اللبسي وأبو مروان بن عبد الملك بن محمد بن طفيل القيسي وغيرهم، توفي في حدود سنة خمسمائة (قلت هذه الترجمة من صلة الصلة: 81) . (2) هامش ح: علي بن يوسف بن علي بن يزيد، هكذا قال فيه ابن الآبار، فينبغي أن تقدم ترجمته إلى حيث يليق به.

732 - علي بن يوسف القيسي:

أبي بكر محمد - روى عن أبي الحسين بن الطلاء وأبي محمد بن عمروس. روى عنه أبو محمد عبد المجيد بن عبد القادر الكلبي. 732 - علي بن يوسف القيسي (1) : جياني قلعي الأصل - قلعة سالم - أبو الحسن السالمي؛ تلا بالسبع على أبي عبد الله بن أحمد المعافري ابن الفراء؛ تلا عليه أبو الأصبغ بن اليسع وأبو الحسن بن الباذش وأبوا عبد الله: ابن عبادة وابن غفرال وأبو القاسم اللبسي وأبو مروان بن طفيل وغيرهم؛ وكان مقرئاً مجوداً تصدر للأقراء وعمر وأسن. 733 - علي بن يوسف اللخمي: إشبيلي أبو الحسن؛ كتب عنه أبو عمر بن عياد بعض فوائده، وكان اديباً تجول ببلاد الأندلس، واستوطن المرية إلى أن تغلب الروم عليها، فسكن دانية ثم بلنسية بأخرة، وتوفي بشاطبة (2) في حدود الستين وخمسمائة. 734 - علي بن يوسف: سرقسطي أبو الحسن بن الإمام؛ (3) روى عن بعض مشيخة بلده، واستجاز له القاضي أبو علي بن سكرة في رحلته إلى المشرق جماعة ممن لقي هنالك منهمك أبو الحسن بن العلاف وأبوا الحسين: أحمد بن عبد القادر والمبارك بن عبد الجبار وأبو الخطاب بن البطر وأبو الفضل بن خيرون وأبو المعالي ثابت بن بندار، وقد ذكر سائرهم

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1842. (2) هامش ح: ابن الآبار: توفي بناحية شاطبة. (3) ترجمته في التكملة رقم: 1853 وهي موجزة.

735 - علي بن يوسف:

في رسم أبي جعفر بن عبد الرحمن بن بالغ، روى عنه أبو الوليد بن خيرة، وكان خيراً زاهداً ذا حظ صالح من الأدب. 735 - علي بن يوسف: أبو الحسن؛ روى عن شريح، وكان فقيهاً. 736 - علي بن يونس بن طيب الأنصاريك روى عن أبي بحر سفيان بن العاصي. 737 - علي بن المديني: مرسي أبو الحسن؛ كان أديباً شاعراً وله معشرات. 738 - علي بن الدراج: داني أبو الحسن؛ أخذ العربية عن أبي تمام القطيني، أخذ ذلك عنه أبو عبد [131 ظ] الله بن سعيد وأبو القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي، وكان نحوياً (1) لغوياً، تصدر لإقراء ذلك ببلده. 739 - علي البطيطي: إشبيلي كان عاقداً للشرط بارع الخط، تدرب في كتب الشروط بين يدي ابن الشرة (2) ثم بين يدي أبي بكر بن النيار وشهر (3) أمره، واتنابه في الأحكام أبو عبد الله بن

_ (1) م ط: محدثاً. (2) في ح فوقها علامة خطأ. (3) ط: واشتهر.

740 - عليم بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن القاسم ابن خلف - ويقال عبيد الله ابن أبي القاسم خلف وهو الصواب - ابن هاني العمري:

احمد الباجي، ثم أصحبه أبو علي الحسن بن حجاج ابنه محمداً لما ولي قضاء قرطبة كاتباً عنه ونائباً. 740 - عليم بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن القاسم ابن خلف - ويقال عبيد الله ابن أبي القاسم خلف وهو الصواب - ابن هاني العمري (1) : من ذرية عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - شاطبي الأصل، نشأ ببعض أعمال دانية، أبو الحسن وأبو محمد؛ سمع بشاطبة أبا الاصبغ ابن إدريس وأبا بكر بن أسد وأبا عبد الله بن مغاور وأبا جعفر بن جحدر، ودانية أبا إسحاق بن جماعة وأبا عبد الله بن سعيد، ومكث بها سنين ثم رحل إلى المرية وسمع أبوي الحجاج: الأندي وابن يسعون، وأبا عمرو الخضر بن عبد الرحمن وأبا القاسم بن ورد وأبا محمد الرشاطي؛ ومن شيوخه سوى من ذكر أبو الحسن بن المنذر. روى عنه أبو بكر عتيق بن علي العبدري وأبوا عمر: ابن عات وابن عياد، وأبو محمد ابن سفيان. وكان محدثاً حافظاً لمتون الأحاديث، صالحاً زاهداً رافضاً للدنيا، ورعاً فاضلاً واعظاً ناصحاً، نفع الله بصحبته خلقاً كثيراً، وكان مثابراً على الدراسة يستظهر " الموطأ " و " الصحيحين " و " المدونة " وكثيراً من كتب الرأي والتفسير؛ وكان يقول: ما حفظت شيئاً فنسيته، وكان الغالب عليه حفظ السنن وعلوم القرآن، وكان ذا حظ وافر من الأدب

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 162 والتكملة رقم: 1953.

وعلم الكلام وعبارة الرؤيا وقرض الشعر، وكان باراً بأصحابه حسن العشرة لهم كثير الاعتناء بأحوالهم سريع البدار إلى قضاء حوائجهم يقطع اليوم والأيام في النظر في مصالحهم والسعي الجميل في التهمم بمآربهم وأمورهم، محبباً عند العامة والخاصة، محتسباً نفسه في تغيير المناكر، مواظباً على أوراده من أفعال الخير ووظائف البر ليلاً ونهاراً، وقد تقدم له ذكر في رسم طارق بن يعيش (1) ، وكان له بيت قد أعده لخلوته والتفرغ فيه لعبادته وتهجده وقراءة كتبه معتزلاً [132 و] فيه عن عياله، فقام فيه ليلة إلى تهجده على جاري عادته ثم إن أهله فقدوا صوته فالتمسوه فوجدوه ميتاً، وقيل إنه توفي عشية يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة - وقيل أو ذي حجة - أربع وستين وخمسمائة، وقيل سنة خمس وستين، وقد قارب الستين وذلك ببلنسية، واحتمل إلى شاطبة فدفن بها من الغدفي البقيع المتصل بجامعها، ووجد الناس عليه وجداً شديداً وأسفوه لفقده وتمسحوا بنعشه تيمناً به، ولم يزل دأبهم التبرك بتراب قبره والاستشفاء به للمرضى - نفع الله به -.

_ (1) أنظر الترجمة رقم: 221 (ص: 148 - 159) من السفر الرابع.

تم القسم الأول ويليه القسم الثاني

741 - عمر بن أحمد بن إسحاق بن واجب:

741 - عمر بن أحمد بن إسحاق بن واجب: روى بسرقسطة عن أبي محمد بن سرور البكري. 742 - عمر بن أحمد (1) بن خلدون الحضرمي: اشبيلي أبو البقاء؛ أخذ التعاليم والطب عن مسلمة (2) المرجيطي، وكان من أهل المعرفة بالهندسة (3) والهيئة والطب، ماهراً في ذلك كله، توفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة. 743 - عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن هاني اللخمي (4) : غرناطي سكن المنكب، أبو علي؛ روى عن أبي عبد الحق بن بونه،

_ (1) وضع فوقها " كذا " في ح ثم علق في الهامش بما يلي: هو عمر بن محمد بن بقي بن عبد الله بن خلدون الحضرمي أبو مسلم أخذ الحساب عن مسلمة المذكور وصحب أبا إسحاق بن الروح بونه واستفاد منه كثيرا من علم الحساب أيضا وروى عنه تواليفه فيه وهو أول من علمه الحساب، وأخذ الطب عن أبوي محمد: الإلبيري والسوسي وغيرهما؛ أخذ عنه أبو خزرج الطب وغيره، وكتب عنه فوائد وقال: مولده سنة ست وسبعين يعني وثلاثمائة وذكر وفاته كما قال المصنف وزاد: للنصف من شهر رمضان؛ قلت، وقد ترجم له صاعد في طبقات الأمم: 71 وسماه عمر بن أحمد وكذلك أبن أبي أصيبعة 3: 65 (ط. بيروت) ، وذكره أبن حزم في الجمهرة: 460 وساق نسبه كما ساقه المعلق. وكل هذه المصادر تكنيه بأبي مسلم إلا المؤلف فإنه يجعل كنيته أبا البقاء، فهل هما شخصان؟ (2) م ط: مسألة. (3) م: بالهندسة والحساب. (4) ترجمته في صلة الصلة: 66 وهامش ح: زاد شيخنا أبو جعفر أبن الزبير في نسبه بين عبد الرحمن ويزيد " أحمد " وقال فيه: الغافقي، قال: وكان فقيهاً فاضلاً ورعاً من أهل الخط الحسن والوراقة الجيدة والدين المتين توفي بمنكب آخر سنة ثلاث وستمائة. فأنظر ما ذكره المصنف من رواية البلفيقي عنه، فلعله الأكبر.

744 - عمر بن أحمد بن عمر بن أنس العذري:

ورحل مشرقاً وروى بالإسكندرية عن نزيلها أبي القاسم عيسى أبن عبد العزيز عيسى بن عبد الواحد بن سليمان اللخمي النحوي؛ روى عنه أبو إسحاق البلفيقي الأصغر وأبو جعفر بن يوسف وابنه أبو عبد الله الواشريان. 744 - عمر بن أحمد بن عمر بن أنس العذري: (1) مروي أبن الدلائي؛ (2) وهو ولد الراوية أبي العباس العذري؛ روى عن أبيه. 745 - عمر بن أحمد بن عمر بن سكن الأموي: إشبيلي أبو حفص؛ رحل وحج وروى بالإسكندرية عن أبي الطاهر السلفي وعاد إلى بلده. 746 - عمر بن أحمد بن عمر بن موسى الأنصاري (3) : طرباني أبو علي الزبار؛ تلا على أبي عمرو عياش بن الطفيل وأبن برال، وروى الحديث عن أبوي عبد الله: أبن حسن بن مجبر وأبن خلفون، وأبي محمد أبن حوط الله، وتفقه بأبي عبد الله بن زرقون ثم بابنه أبي الحسين وأبوي محمد: الشلطيشي وعبد الكبير، وأخذ العدد والفرائض عن الشقاق. روى عنه أبو إسحاق بن محمد البلفيقي نزيل سبتة وأبو بكر بن سيد

_ (1) لأحمد بن عمر بن أنس العذري والد المترجم به ترجمة في صلة الصلة: 69 والجذوة: 127 وبغية الملتمس رقم: 446 (توفي سنة 478) وهو أحد الجغرافيين الأندلسيين وله كتاب " نظام المرجان في المسالك والممالك " وقد بقيت منه قطعة قام بدراستها الدكتور حسين مؤنس في بحثه عن الجغرافية والجغرافيين الأندلسيين، أنظر صحيفة معهد الدراسات، المجلدان 7 - 8: 277 - 292. (2) م ط: الدلاء؛ والدلائي نسبة إلى دلاية Dallas إحدى قرى المرية. (3) ترجمته في صلة الصلة: 70 وبرنامج الرعيني: 7.

الناس (1) وأبو الحسن الرعيني شيخنا. وكان [132 ظ] ظاهري المذهب، منقبضاً عن أبناء الدنيا متقللاً منها، عاكفاً على الاستفادة مقيداً، مجتهداً في أعمال البر خيراً زاهداً ورعاً، منقطعاً إلى الله تعالى، ملتزماً إقراء كتاب الله تعالى وإكتابه، واحد زمانه صلاحاً وسلامة باطن، واختصر " صحيح مسلم " (2) اختصاراً حسناً، وأضاف إليه زيادات البخاري في " صحيحه "، وكان اختصاره إياه بإشارة شيخه أبي محمد بن حوط الله وإمداده إياه فيه بفضل معرفته، فجاء من أنبل المختصرات وأتقنها. أخبرنا شيخنا أبو الحسن الرعيني (3) رحمه الله، قراءة عليه قال، قال لي شيخنا أبو محمد الشلطيشي، وقد جرى ذكره - يعني أبا علي الزبار - في هذا: إن هذا الرجل في عفافه وانكفافه لكما قال بعض التابعين وقد سئل عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال ذلك عن نفسه لرجل قال له في خبر يطول (4) . توفي أبو علي هذا سنة سبع وثلاثين وستمائة.

_ (1) هامش ح: قال فيه أبن سيد الناس: هذا المحدث الصالح (قلت: هذا مذكور في صلة الصلة) . (2) هامش ح: قال البلفيقي أبو إسحاق - وهو ممن أخذ عنه - إنه كان يحفظ مسند مسلم. (3) برنامج الرعيني: 9. (4) طبقات أبن سعد 4: 161 " أبو الوازع قال: قلت لأبن عمر: لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم، قال: فغضب وقال: إني لأحسبك عراقياً وما يدريك ما يغلق عليه أبن أمك بابه؟ ".

747 - عمر بن احمد بن عمر العمري:

747 - عمر بن احمد بن عمر العمري: من صرحاء ولد عمر بن الخطاب؟ رضي الله عنه - ميورقي أبو علي؛ روى عن أبي عبد الله الشكان وأبي مروان بن الخطيب؛ وكان حافظاً اشتهر باستظهار " الموطأ " والذكر لمسائل الراي وسرد أقوال الفقهاء، واستقضي بالجبل بعد إنحياز الفل الميورقيين إليه إثر تغلب الروم على ميورقة وأعمالها، وتوفي بحصن بلانسة سنة ثمان وعشرين وستمائة. 748 - عمر بن أحمد: أبو حفص ابن المحتسب. 749 - عمر بن إبراهيم بن عبد الله الزيادي: أب حفص؛ روى عن أبي محمد عبد الحق بن عطية. 750 - عمر بنإبراهيم بن عبد الغني الجذامي: أبو حفص؛ روى عن أبي علي بن سكرة. 751 - عمر بن إبراهيم بن علي بن مسعود الأنصاري: أبو حفص؛ روى عن ابي جعفر الباذش. 752 - عمر بن إبراهيم بن علي الأنصاري: قرطبي أبو عمرو؛ روى عن أبي الحسن الدباج. 753 - عمر بن إبراهيم بن مالك الأنصاري: أبو حفص التاهرتي؛ روى بقرطبة عن أبي عبد الله بن مطرف الكناني؛ روى عنه أبو محمد بن

754 - عمر بن إبراهيم بن ملاس الفزاري:

هذيل [133 و] الفهري سنة ست وأربعين وأربعمائة. 754 - عمر بن إبراهيم بن ملاس الفزاري (1) : إشبيلي أبو حفص؛ روى عن أبي بكر بن العربي وأبوي الحسن: شريح ويونس بن مغيث، وأبي القاسم أحمد بن محمد بن بقي. 755 - عمر بن إبراهيم الغساني: أبو حفص وأبو عبد المنعم ابن البحري؛ روى عن أبي علي بن سكرة. روى عنه أبو الحسن بن يحيى الأخفش. 756 - عمر بن أبي السداه: أبو حفص؛ روى عن أبي بكر بن سلمة. 757 - عمر بن أبي سيد الناس: أبو حفص؛ روى عن أبي عي الصدفي. 758 - عمر بن أبي الفتح بن سعيد بن أحمد القيسي: داني أبو حفص؛ تلا بحرف نافع على أبي إسحاق الشلوني، وبالسبع على أبي العباس ابن أبي المقرئ، وبها الا خمسة أحزاب أولها سورة الجمعة على ابي الحسن الحصري؛ تلا عليه أبو الحسن بن أبي غالب الداني؛ وكان مقرئاً مجوداً وصنف في القراءات كتاباً حسناً سماه بالعنوان ".

_ (1) م ط: الفزازي.

759 - عمر بن أبي محمد بن أبي علي:

759 - عمر بن أبي محمد بن أبي علي: روى عن ابي الحسن شريح. 760 - عمر بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل (1) : من أهل شنت مرية الغرب أبو حفص؛ وسمي ابن الأبار جده عمر ومن خط المتقن أبي بكر بن خير نقلته كما أثبته (2) ؛ روى بالأندلس عن بعض أهلها ورحل وحج وروى بمصر عن أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن قاسم الحضرمي وبمكة - كرمها الله - عن ابي علي الحسين بن طحال المقدادي وأبي علي بن العرجاء وأبي المظفر الشيباني الطبري. روى عنه أبو بكر بن خير. 761 - عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس العذري (3) : دلائي، وهو والد الرواية أبي العباس الدلائي؛ رحل وحج وروى بمكة - كرمها الله - عن ابي ذر الهروي (4) .

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 63 والتكملة رقم: 2232. (2) هامش ح: بل الصواب ما قاله أبن الأبار وكذلك ألفيته في فهرسة أبن خير المذكور بخطه دون إشكال وكذلك ذكره أبن الزبير. (قلت: أنظر فهرسة أبن خير: 642 وفيها عمر لا محمد) . (3) أنظر ترجمة أبنه أحمد في الصلة: 69 وفيها خبر عن رحلة الأب وابنه معاً. (4) ها هنا تجيء ترجمات مزيدة في هامش ح وهي: عمر بن تميم بن عبد الله الكتامي: شريشي، أبو علي؛ روى عن أبي بكر بن مالك الشريشي وأبوي الحجاج: أبن الشيخ والمنصفي وأبي الحسين أبن الصايغ وأبي العباس العزفي وأبي عمرو بن غياث وأبوي محمد: أبن حوط الله وأبن فليح وغيرهم، حدث عنه أبو إسحاق البلفيقي الأصغر وكان ثقة فيما يرويه متحرزاً فيما ينقله. قال أبو طلحة: أختبرته بالسؤالات فلم يعثر، وكان مشهوراً بالديانة والإجتهاد في الطلب أقرأ زماناً ووعظ وكانت عنده رشاقة وحلاوة، مولده بشريش عام سبعين وخمسمائة، قال أبو إسحاق البلفيقي - ونقلت ذلك من خطه -: وأنبأني بذلك أبنه أبو القاسم عنه: سمعت عبد الجليل بن موسى، سمعت أبا الحسن ابن غالب، سمعت الحمزي، سمعت ابن المرابط يقول: قال لي السلطان عين لي من أين أرتب لك أجراً قلت: ما كنت لأبيع الأجر بالأجرة. عمر بن حبيب بن محمد بن حبيب الحسيني: شريشي أبو علي بن حبيب؛ كان ماهراً في الطب وله فيه مختصر نبيل أخذه عن أبيه وعن غيره، أخذ عنه أبنه أبو القاسم إبراهيم بن عمر الطب، وقد تقدم ذكر أبيه حبيب في الكتاب وذكر غبراهيم في المستلحقات. عمر بن الحسن العقيلي؛ قنبيلي أبو حفص؛ رحل إلى قرطبة وقرأ بها وأخذ عن مشايخها وتفقه بهم وشوور ببلده، أخذ عنه أحمد بن سليمان وجبر بن عبد الوهاب؛ وتوفي في اواخر عشر الأربعين وخمسمائة.

762 - عمر بن جزي:

762 - عمر بن جزي: بلوطي سكن قرطبة أبو حفص؛ سمع سعيد بن خمير وطاهر بن عبد العزيز وعبيد الله بن يحيى وغيرهم؛ روى عنه أبو بكر محمد بن موهب القبري ويقال فيه عمرو، وحدث عنه أبو محمد عبد الله بن يوسف البلوطي أحد شيوخ الصاحبين واضطرب أو اضطربا فيه فمرة سمياه عمر أبا حفص ومرة سمياه حفصاً وفي باب " حفص " كره ابن الفرضي (1) ولعله أثبت، والله اعلم [134 ظ] . 763 - عمر بن حفص: جياني؛ كان فقيهاً واستقضي بكورة البيرة، وأصهر بابنته أم عمرو لاصبغ بن عثمان بن الوليد بن هشام بن عبد الرحمن ابن معاوية. 764 - عمر بن خطاب بن يوسف بن هلال (2) : بطليوسي أبو حفص

_ (1) أنظر تاريخ ابن الفرضي 1: 141. (2) ترجمته في صلة الصلةك 62 والتكملة رقمك 2231.

765 - عمر بن خلف الهاشمي:

ابن الماردي؛ روى عن أبيه وأبي بكر بن الحسن المرادي وأبي الحسن العبسي وأبوي عبد الله: ابن فرج وابن قاسم بن أحمد، وأبي عمرو السفاقسي وأبوي القاسم: عبد الدايم بن مرزوق ونجاح مولى يوسف ابن عبد الله، وأبي محمد الشنتجالي وغيرهم، وله " برنامج " ضمنه ذكرهم، روى عنه أبو حفص عمر بن عباد (1) بن أيوب وأبو العباس بن محرز، وكان معلم عربية درسها مدة بإشبيلية، ثم تحول إلى شريش وبها توفي سنة إحدى وخمسمائة. 765 - عمر بن خلف الهاشمي: أبو حفص؛ روى عن أبي علي ابن سكرة. 766 - عمر بن خلف: يابري أبو حفص بن اليتيم؛ روى عن أبيه وأبي الوليد الباجي، روى عنه أبو عبد الله بن خلف الألبيري (2) . 767 - عمر بن خلف: أندلسي أبو حفص؛ شرق ولقي أبا الطاهر إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران المقرئ وسمع عليه " اختصار

_ (1) هامش ح: هو بالباء الموحدة. (2) هامش حك هو عمر بن خلف بن محمد بن عبد الله اليابري: أبو حفص بن اليتيم، رحل إلى القاضي أبي الوليد الباجي (وأخذ عنه) ولم يكن أحد من أصحابه فوقه في علم الأصول والاعتقاد، وله في ذلك تواليف كثيرة مع معرفة بالطب وقرض الشعر، وكان منقبضاً عن أهل الدنيا، وعلى خلق في الكرم والايثار بذ الناس فيها، لا يبقى لنفسه قليلاً ولا كثيراً، وبما وضع عشاؤه بين يديه فيأتيه السائل فيدفعه إليه بجملته ويطوي ليليته، وكان يفعل بثياب لباسه مثل ذلك. توفي بقصر أبي دانس يوم السبت لسبع خلون من صفر سبع وعشرين وخمسمائة وكان من أهل العلم والفضل، رحمه الله.

768 - عمر بن عبد الله بن أحمد بن عمر بن أبي علي:

الحجة " [؟.] (1) سنة ست وأربعين وأربعمائة، وكان مقرئاً مجوداً. 768 - عمر بن عبد الله بن أحمد بن عمر بن أبي علي: روى عن شريح. 769 - عمر بن عبد الله بن عمر بن زرقاح الخولاني: باجي أبو حفص؛ روى عن أبي الحسن شريح وأبي محمد بن عتاب، روى عنه أبو الخليل مفرج بن سلمة، وكان فقيهاً مشاوراً. 770 - عمر بن عبد الله بن عمر بن عطاء الصدفي: قرطبي؛ كان من أهل العلم والعدالة والفضل، حياً سنة عشرين وأربعمائة. 771 - عمر بن عبد الله بن عمر؛ بلنسي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة أربع عشرة وستمائة. 772 - عمر بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبد الله بن عبدوس ابن ذكوان الأموي: قرطبي أبو حفص، وهو أخو القاضي أبي العباس، وصاحب المظالم أبي حاتم؛ وزر لسليمان المستعين بالله (2) وانخلع إليه وكان من حزبه في حرب المهدي بعقبة البقر، وقاتل بنفسه، فلما انهزموا

_ (1) بياض في الأصول. (2) هو سليمان بن الحكم الأموي بويع بقرطبة منتصف ربيع الأول سنة 400 بعد وقعة كانت له على أميرها محمد بن هشام بن عبد الجبار الملقب بالمهدي، انظر أخباره وأخبار ابن عبد الجبار في ابن عذاري 3: 50 - 118 والذخيرة 1/1: 24 - 34.

773 - عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز بن حسين بن عذرة الانصاري:

صار إلى الزهراء مجفلاً مع فل حزب المستعين، وقد كان محمد بن هشام ابن عبد الجبار حطه عن [135 و] منزلة الوزارة؛ توفي آخر يوم من ذي حجة ثلاث وأربعمائة، وصلى الله القاضي أبو العباس أخوه، ودفن بمقبرة ابن عباس. 773 - عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز بن حسين بن عذرة الانصاري (1) : خضراوي أبو حفص بن عذرة؛ روي ببلده عن أبي العباس بن زرقون، وبإشبيلية عن أبي بكر بن العربي، وبقرطبة عن أبي الحسن يونس بن مغيث وأبوي عبد الله: ابن المناصف وابن أبي الخصال، وأبي القاسم بن بقي وأبي مروان بن مسرة، وبغيرها عن أبي عبد الله بن عمر بن أزهر وأبي الفضل عياض وأبي محمد ابن (2) الوحيدي. روى عنه أبو الوليد القسطلي الأديب وحدث عنه بالإجازة أبو علي الرندي. وكان فقيهاً حافظاً، راوية للحديث منسوباً إلى معرفته، ذا حظ وافر من الأدب. ناظماً ناثراً، حدث ودرس الفقه وغيره، وأستقضي ببلده وبسبتة، فحمدت سيرته، وتوفي ببلده في ذي القعدة - وقال ابن الأبار: في أول رمضان - ست وسبعين وخمسمائة. 774 - عمر بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الله بن عمر الأنصاري الأوسي.

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1826. (2) ابن: سقطت من م.

775 - عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز:

775 - عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز: إشبيلي ابن القوطية، وهو والد اللغوي أبي بكر محمد - وقد تقدم ذكر أوليتهم في رسم [؟]- (1) ؛ رحل فحج وقفل إلى بلده، واستقضاه الناصر على استجة سنة إحدى وثلاثمائة، ثم على إشبيلة سنة ثنتين وثلاثمائة، واستمر في الولايتين سبعة أعوام وسبعة أشهر. 776 - عمر بن عبد العزيز بن أبي عامر: روى عنه عبد العزيز ابن يحيى بن لبيد. 777 - عمر بن عبد العزيز بن الحسن القيسي: لورقي؛ أخذ القراءات على أبي الحسن الشنتمري، حدث عنه ابنه أبو الأصبغ عبد العزيز. 778 - عمر بن عبد العزيز السبأي: إشبيلي - فيما احسب - أبو حفص؛ روى عن أبي عبد الله بن إبراهيم الديبلي؛ روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن عمرو بن الحذاء وأبو عبد الله بقي بن يمن ابن بقي. 779 - عمر بن عبد الغني: روى عن ابي علي الصدفي، وأظنه ابن إبراهيم المذكور قبل ونسب هنا إلى جده، والله اعلم.

_ (1) بياض في الأصول.

780 - عمر بن عبد المجيد بن عمر بن يحيى بن [135 ظ] خلف بن موسى الأزدي:

780 - عمر بن عبد المجيد بن عمر بن يحيى بن [135 ظ] خلف بن موسى الأزدي: (1) مالقي رندي الأصل أبو حفص وأبو علي، وهي المشهورة، الرندي؛ روى عن أبي إسحاق بن قرقول وأبي بكر بن خير وآباء الحسن: صالح بن عبد الملك الأوسي وابن كوثر ومحمد بن عبد العزيز الشقوري، وأبي خالد يزيد بن رفاعة وآباء عبد الله: ابن أحمد بن أبان الشعباني وابن أبي بكر السبتي ابن الحداد وابن عروس وابن الفخار، وآباء القاسم: ابن بشكوال والسهيلي - وعليه عول في معلوماته من القراءات والعربية - والشراط، وآباء محمد: الحجري وعبد الحق بن بونه وعبد المنعم بن الفرس والقاسم بن دحمان، قرأ عليهم وسمع، وأجاز له ممن لقي أبوا بكر: ابن الجد وابن صاف، وأبو حفص بن عبد الرحمن بن عذرة، وآباء عبد الله: ابن أحمد الغافقي البيساني، وناوله، والاستجي وابن حميد وابن سعيد بن مدرك، وذكر ابن الأباء انه سمع منه، وأبو العباس بن اليتيم وأبو القاسم بن حبيش؛ وممن لم يلق من أهل الأندلس أبو جعفر بن حكم وأبو عبد الله بن زرقون وأبو علي الحسن بن عبد الله السعدي وأبو مروان بن قزمان، ومن أهل المشرق أبو الأصبغ عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان وأبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي ابن عساكر، وآباء بكر: عبد الله بن عبد الواحد بن علي ابن الحسن بن شواش الدمشقي وعبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 67 والتكملة رقمك 1828 والإحاطة: 309 (نسخة الاسكوريال) وبرنامج الرعيني: 86.

القرشي القاضي ومحمد بن يوسف بن أبي بكر الآملي الطبري وأبو بكر بن حرز الله بن حجاج التونسي ثم القفصي وأبو تراب يحيى بن إبراهيم بن محمد البغدادي وآباء الحسن العليون: (1) ابن عقيل بن علي بن هبة الله التغلبي ابن الحبوبي وابن محمد بن علي بن مسلم بن محمد بن الفتح السلمي وابن الفل بن علي المقدسي وأبو الخطاب عمر بن حسن بن دحية وأبو روح بن أبي بكر الدولعي (2) وأبو شجاع زاهر بن رستم بن أبي الرجاء وأبو طالب أحمد بن عبد الله بن الحسين بن حديد الكناني وأبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي الفرشي وآباء عبد الله المحمدون: ابن إسماعيل بن علي بن أبي الصيف وابن عبد الله بن موهوب بن [136و] جامع بن عبدون الصوفي ابن البناء وابن عبد الرحمن بن عبد الله التنسي (3) وابن علوان التكريتي وابن محمد بن حامد الأصبهاني الكاتب ابن أله، وأبو عمران موسى بن علي بن فياض (4) وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري وأبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز الواسطي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله أخو أبي البركات المذكور وآباء القاسم: الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي (5) وأعبد الرحمن: ابن عبد الله عتيق أحمد ابن باقا البغدادي وابن عبد المجيد الصفراوي

_ (1) م ط: العليون. (2) م طك الدولغي. (3) م ط: التونسي. (4) وأبو عمران؟ فياض: اضطربت الجملة في م واعاد الناسخ الجملة السابقة: ابن علوان؟. الاصبهاني. (5) م ط: الثعلبي.

وابن مقرب التجيبي وعبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني وعبد الملك بن زيد بن ياسين بن زيد التغلبي الدولعي (1) خطيب جامع دمشق والإمام به، وعلي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر وآباء محمد: جامع بن باق بن عبد الله التميمي وعبد الله بن عبد الرحمن بن موسى التميمي وابن عبد الجبار بن عبد الله العثماني الديباجي وعبد الرحيم بن النفيس السلمي وعبد الكريم بن أبي بكر عتيق بن عبد الملك الربعي وعبد الوهاب بن هبة الله بن محمود بن الخلال البزاز والقاسم بن علي بن عساكر المذكور ويونس بن يحيى بن أبي البركات الهاشمي و [أبو محمد] (2) ابن المجلي المصري وأبو مسعود عبد الجليل بن أبي غالب بن أبي المعالي بن مندويه وأبو المفضل محمد بن أبي الحسين بن أبي الرضا ابن الخصم وأبوا منصور: عبد الرحمن بن محمد بن الحسن أخو أبي البركات وأبي الفضل المذكورين ويونس بن محمد بن الفاروقي، وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي اللغوي تاج الدين وحسن بن إسماعيل بن الحسن وحسين بن عبد السلام بن عتيق بن محمد بن محمد وعبد المجيد بن محمد بن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن ويحيى بن ياقوت وقال: مملوك العتبة الشريفة، والحرة تاج النساء بنت رستم أخت أبي شجاع المذكور، وكتب عنها، وحدث بالإجازة العام لأهل الأندلس عن أبي الطاهر السلفي. روى عنه أبوا الحسين: ابن أخيه وعبيد الله الدايري وأبو جعفر بن يحيى المالقي

_ (1) م ط: الدولغي. (2) بياض في الأصول والزيادة من هامش ح.

وآباء عبد الله: ابن أحمد الرندي المسلهم وابن [136 ظ] أبي يحيى أبو بكر المواق وابنا عبدي الله: ابن محمد الانصاري الجذامي الكتامي وابن علي بن عساكر، وأبو عمرو عبد الواحد بن تقي. وحدثنا عنه شيوخنا أبو الحسن الرعيني وأبوا علي: الحسن بن علي الماقري والحسين ابن الناظر، وأبو محمد بن القطان. وكان من أهل التفنن في العلوم والتوسع في المعارف، مقرئاً عارفاً مجوداً محدثاً مكثراً تام العناية بتقييد الحديث، عدلاً ثقة نحوياً متقدماً بارعاً أديباً حافظاً فاضلاً صالحاً ورعاً، أقرأ القرآن ودرس العربية والأدب طويلاً بسبتة، ثم استدعاه أهل مالقة بعد ارتحال السهيلي عنها؟ وقيل بعد موته - للتدريس بها والإقراء مكانه، فأجابهم إلى ذلك واستقر بها إلى ان توفي، وله على " جمل " الزجاجي شرح جيد أفاد به. وكان (1) بينه وبين الأستاذ أبي محمد بن القرطبي من التنافس ما يكون بين المتواردين على مشرع واحد - إذ كانا المشار غليهما بمالقة - أفضى بهما إلى رد كل واحد منهما على صاحبه في اكثر ما يصدر عنه، إلى أن توفي أبو محمد فأنفرد أبو علي برئاسة الإقراء. ومن ذلك رد أبي محمد على أبي علي في أسانيد إجازة كتبها أبو علي لبعض الطلبة ذكر أبو محمد أنه وهم في مواضع منها، وألف في ذلك كتابه المسمى " بالمبدي خطأ (2) الرندي " (3) . وكذلك

_ (1) أنظر السفر الرابع: 208. (2) السفر الرابع: لخطأ. (3) رد الرندي على هذا بكتاب سماه: " الخبي في اغاليط ابن القرطبي ".

781 - عمر بن عبد الملك بن عمر بن دلهاث العذري:

كان بين أبي علي وأبي الحسن بن خروف تنازع في مسائل تفسيرية ونحوية ظهر فيها شفوف أبي علي وتبريزه عليه، رحمهم الله أجمعين (1) . وكان لأبي علي رحمه الله نبل في منازعه وإتقان في ما يحاول بيده من التفسير وما يتعلق به مما هو كمال في حق المرتسم بالعلم وطلبه؛ وقدم مراكش وحدث عنه واخذ عنه كثير من أهلها والقادمين عليها، واختلط بأخرة (2) - رحمه الله -. مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وتوفي بمالقة سحر يوم الجمعة لعشر بقين من ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة، ودفن بشرقي شريعتها، وقال ابن غالب: في جمادى الأولى، وهو ابن ثلاث وسبعين. 781 - عمر بن عبد الملك بن عمر بن دلهاث العذري: دلائي من ذوي [137 و] قرابة أبي العباس العذري؛ رحل وحج وروى بمكة؟ شرفها الله - عن أبي ذر الهروي. 782 - عمر بن عبد الملك بن مطرف. 783 - عمر بن عثمان بن أبي صفوان محمد بن العباس بن عبد الله ابن عبد الملك بن عمر بن الحكم القرشي الأموي: قرطبي؛

_ (1) في صلة الصلة: أن رده على ابن خروف كان انتصاراً منه لشيخه أبي زيد السهيلي. (2) قال ابن الزبير: وذكره الشيخ في الذيل ووقع له تخليط ووهم في أخباره وقال انه اختل عقله آخر عمره وهذا مما لم يذكره أحد. وقد لقيت الجماء الغفير ممن قرأ على الرندي فما ذكروه بشيء من هذا بوجه.

784 - عمر بن علي بن سمرة السلاماني:

روى عن بقي بن مخلد واختص به، وكان أديباً شاعراً، وتعلق بخدمة السلطان فولي للأمير عبد الله ثم لعبد الرحمن الناصر، وتوفي وقد قارب السبعين. 784 - عمر بن علي بن سمرة السلاماني: غرناطي أبو حفص؛ تلا بحرف نافع على عاصم وأبي عبد الله بن شريح؛ تلا عليه أبو الحسن ابن عبد الله بن ثابت، وقال أنه ابن خاله، وكان مقرئاً مجوداً متصدراً لذلك صالحاً فاضلاً. 785 - عمر بن علي بن عيسى بن علي بن مسلمة المعافري: إشبيلي سكن مراكش، أبو علي بن مسلمة؛ روى عن أبي القاسم بن الطيلسان، وكان من كبار العاقدين للشروط وجلة العدول المشهورين بالتبريز، حسن الأخلاق جميل اللقاء براً بكل من يلقاه، نبيل الخط كريم العشرة، توفي بمراكش. 786 - عمر بن علي بن محمد بن علي الكلاعي: روى عن شريح. 787 - عمر بن علي بن يوسف: منرقي شاطبي الأصل أبو علي ابن الشاطبي؛ روى عن أبي عثمان سعيد بن حكم، وكان محدثاً راوية عدلاً ضابطاً. 788 - عمر بن علي الجذامي: أبو حفص؛ روى عن شريح.

789 - عمر بن عمر بن أحمد بن نخبة:

789 - عمر بن عمر بن أحمد بن نخبة: أبو (1) حفص وأبو الحسن وهي المشهورة، روى عن أبي عمر اللمتوني. 790 - عمر بن عباد بن أيوب بن عبد الله اليحصبي (2) : شريشي أبو حفص؛ رحل وحج وروى بمكة - شرفها الله - عن أبي الحسن رزين بن معاوية، وبمصر عن أبي عبد الله الرازي ابن الخطاب، وبالإسكندرية عن أبي الحجاج بن عبد العزيز وأبي الطاهر السلفي. روى عنه أبو بكر بن خير، وحدث عنه بالإجازة أبو عبد الله بن حميد وأبو محمد عبد الحق بن الخراط؛ وكان خيراً زاهداً فاضلاً متقدماً في جملة معارف، توفي بشريش ليلة الأربعاء وهو يوم التروية من سنة خمس وأربعين وخمسمائة. 791 - عمر بن عيسى بن محمد بن مزين الاودي: أبو الأصبغ؛ روى [137 ظ] عن شريح. 792 - عمر بن فتح بن سهل: روى عن ابي عمر أحمد بن محمد بن هشام بن جهور. 793 - عمر بن فرج: يابري؛ روى عن أبي الحجاج الأعلم. 794 - عمر بن أبي عمرو ولب بن أحمد البكري: بطليوسي أبو

_ (1) م: ابن، وهو خطأ واضح. (2) ترجمته في صلة الصلة: 63 والتكملة رقم: 1823.

795 - عمر بن لب بن محمد بن حسين بن قحافة:

حفص بن أبي عمرو وابن الحصار؛ روى بالأندلس عن أبي عبد الله بن ابي زمنين وأبي عمر بن الجسور وغيرهما، ورحل فحج ومكث هنالك مدة، وسمع بمصر من أبي العباس منير بن أحمد بن منير. روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن محمود الوراق وأبو العباس العذري، لقياه بمكة - كرمها (1) الله - وكان أديباً شاعراً محسناً له مقطعات في الزهد وقصائد مدح ببعضها الطلمنكي على كتابه المسمى " بالوصول إلى المعرفة الاصول " وتوفي قريباً من العشرين وأربعمائة. 795 - عمر بن لب بن محمد بن حسين بن قحافة: بلنسبي. 796 - عمر بن محمد بن أحمد بن عديس القضاعي (2) : قرطبي وقيل بلنسي أبو حفص؛ روى عن أبي بكر القجارجي وأبي محمد بن السيد، واختص به كثيراً، وتجول طالباً العلم بالأندلس والعدوة وافريقية وغيرها، وليق بباجة الأندلس أبا العباس بن حاطب ولازمه وعاد إلى وطنه. روى عنه أبو الخليل مفرج بن سلمة وأبو القاسم أحمد بن يوسف الجقالة وروى عنه بافريقية أبو محمد عبد الحق بن الحاج أبي بكر ابن ابي الحسين ابن ثعبان. وكان إماماً في اللغة مستبحراً في حفظها، ذاكراً للتواريخ والآداب، نحوياً يقظاً ماهراً، وله في اللغات والىداب مصنفات مفيدة بان فيها

_ (1) م ط: شرفها. (2) ترجمته في بغية الوعاة: 363 والتكملة رقم: 1825.

797 - عمر بن محمد بن احمد بن محمد بن مطرف بن سعيد التجيبي:

إدراكه وحضور ذكره واستقلاله بما تعاطاه من ذلك، منها: " الباهر في المثلث مضافاً إليه المثنيات " وقفت عليه بخطه في ثلاث مجلدات متوسطة إلى الكبر أقرب و " شرح الفصيح " في مقدار الباهر وقفت عليه أيضاً بخطه و " الصواب في شرح أدب الكتاب " في ثلاث مجلدات ضخمة وقفت عليه بخطه، أجزل بها الإفادة، وأقرا ببلنسية وإشبيلية ثم انتقل إلى تونس وعكف على الإفادة والتصنيف إلى ان توفي بها، سنة ست وتسعين وخمسمائة، ومولده بقرطبة - وقيل ببلنسية - سنة إحدى وخمسمائة [138 و] . 797 - عمر بن محمد (1) بن احمد بن محمد بن مطرف بن سعيد التجيبي: اندلسي أبو علي؛ يروي عن أبيه وأبي مروان بن مسرة وأبي عبد الله محمد بن علي القيسي وأبي القاسم بن بشكوال كلهم عن أبي محمد ابن عتاب، ذكره ابن الأبار ولم يزد، وهو ابن البيراقي فاسي وسيأتي ذكره في الغرباء إن شاء الله. 798 - عمر بن محمد بن أحمد العبدري: أبو حفص؛ روى عن أبي بحر بن العاصي وأبي علي الصدفي وأبي محمد بن عتاب وأبي الوليد ابن طريف. 799 - عمر بن محمد بن أبي خالد: كان حسن الخط نقية متقن

_ (1) بن محمد: مكررة في م ط.

800 - عمر بن محمد بن بطال البهراني:

الضبط كتب الكثير، أديباً معتنياً بالكتب والتقييد، حياً بلبلة سنة تسع وستين وخمسمائة. 800 - عمر بن محمد بن بطال البهراني: لبلي أبو علي؛ روى عن أبي أمية بن عفير. 801 - عمر بن محمد بن خلف بن حظي: أبو حفص؛ روى عن ابي علي الصدفي. 802 - عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن بيبش: داني أبو حفص وأبو علي ابن أبي رطلة (1) ؛ تلا في بلده بالسبع على أبوي عبد الله: ابن حميد عند قدومه عليه والخسراطه، وروى به عن أبي بكر بن جماعة وابي الحسن بن غر الناس وأبي القاسم بن تمام المالقي وغيرهم، ورحل إلى مالقة فتلا فيها بالسبع على أبي العباس الأندرشي وابي محمد القاسم بن دحمان ورواه هنالك عن القاضي أبي بكر بن الأبار وابي الحسن ابن جامع الضرير وأبي زيد السهيلي وأبي عبد الله بن الفخار، سمع عليهم كلهم، وأجاز له أبو بكر بن خير وأبوا عبد الله: ابن عبد الرحيم وابن يوسف بن سعادة، وأبو القاسم بن حبيش وغيرهم. روى عنه أبو الحسن يحيى بن أحمد بن محمد بن عيسى وأبو محمد بن عبد الرحمن ابن برطله؛ وكان مقرئاً مجوداً متصدراً لذلك وحدث بيسير (2) وكان

_ (1) هامش ح: لابن الأبار: رطلة (بفتح الراء) . (2) م: وحدث بيسير من الفنون.

803 - عمر بن محمد بن عبد المؤمن:

صدوقاً؛ وجمع رواياته في " برنامجه " وولي خطة السوق، وكان مضعفاً في رأيه، وتوفي لليلتين بقيتا من شوال ست وستمائة. 803 - عمر بن محمد بن عبد المؤمن: قرطبي أبو حفص الرمشاني؛ كان عالماً بمذهب ذا حظ صالح من المعرفة بعلوم اللسان، ضريراً؟ نفعه الله - توفي سنة اربع وخمسين وأربعمائة. 804 - عمر بن محمد بن عبيد (1) : طليطلي أراه من ذرية علي بن عيسى بن [138 ظ] عبيد أو من ذوي قرابته، حكى عنه أبو جعفر بن مطاهر. 805 - عمر بن محمد بن علي المرادي: اركشي نزل المرية أبو عمرو (2) كان طبيباً ماهراً موفق العلاج، حياً في نحو السبعين وستمائة. 806 - عمر بن محمد بن عمر بن خميس الحجري (3) : أبو علي؛ روى عن أبي محمد بن حوط الله. 807 - عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله الأزدي: إشبيلي أبو علي

_ (1) بن محمد بن عبيد: مكررة في م. (2) م: أبو عمر. (3) هامش ح: هو والد شيخنا الأديب الماهر المتكلم الشهير أبي عبد الله محمد بن عمر المعروف بابن خميس البجاوي ثم التلمسيني رحمه الله.

الشلوبين (1) والشلوبيني، وسأله أبو محمد الحرار عن هذه النسبة: أهي إلى شلوبين الذي بلسان روم الأندلس الأشقر الأزرق ام إلى شلوبانية بلد بساحل غرناطة؟ فقال: كان أبي أشقر أزرق، وكان خبازاً. روى عن أبي إسحاق بن ملكون وآباء بكر: ابن الجد وابن زهر وابن صاف والنيار، وأبي جعفر بن مضا وأبوي الحسن: ابن لبال ونجبة، وأبوي الحسين: سليمان بن أحمد ومحمد بن زرقون، وأبي الربيع بن محمد المقوقي وأبي عبد الله بن زرقون وأبوي العباس: اللص ويحيى المجريطي، وأبي عمرو عياش عظيمة وآباء القاسم: الحوفي والسهيلي وابن أبي هارون، وأبوي محمد: ابن جمهور وعبد الحق بن بونه، وأبي نصر طفيل بن عظيمة وأبوي الوليد: جابر بن أبي أيوب والحسن بن المناصف، قرأ عليهم وسمع إلا أبو الوليد بن أبي أيوب، فإنما استفاد منه كثيراً بالمذاكرة معه، قال: وبه كان انتفاعي في الطريقة العربية؛ وسمع عليه يسيراً من الأشعار العربية بقراءة أبي محمد بن حوط الله، وأجازوا له، وأجاز له آباء بكر: ابن أزهر وابن الحذاء وابن خير وابن مالك وابن مشكريل وابن أبي زمنين وأبوا جعفر: الحصار وابن يحيى، وأبو الحسن بن كوثر وأبو خالد بن رفاعة وأبو الطاهر السلفي وأبو عبد الله بن حميد وأبو العباس بن خليل وابن مقدام وأبو عمرو مرجى، وآباء القاسم: ابن بشكوال وابن حبيش والشراط والقرشي نزيل بجاية، وآباء

_ (1) ترجمته في المغرب 2: 129 وبغية الوعاة: 364 والديباج المذهب: 185 وشذرات الذهب 5: 232 والنجوم الزاهرة 6: 358 والتكملة رقم: 1829 واختصار القدح: 152.

محمد: الحجري وعبد الحق بن الخراط وعبد المنعم بن الفرس، وأبوا الوليد: ابن رشد ويزيد بن بقي، وقد جمعهم وفصل كيفية أخذه عنهم في " برنامج " نبيل تعقب فيه عليه الناقد أبو الربيع بن سالم، فانتصر وتبرأ من أكثر ذلك لناقله، وبين ذلك أحسن بيان دل على ان له نظراً [139 و] صالحاً في الرواية ومتعلقاتها. روى عنه آباء بكر: ابن الصابوني وابن سيد الناس وابن يوسف أبو العافية وأبوا الحسن: أمية، ويقال أبو معبد، وابن عصفور والأبذي وأبوا عبد الله: ابن الأبار وابن علي الغرناطي، وأبوا العباس: ابن علي الماردي وابن محمد بن منصور الجنب، وابن يوسف القبلي وآباء محمد: ابن أحمد بن علي التجيبي والحرار وابن علي بن ستاري وابن علي بن أبي قرة وأبو عمرو عبد الواحد بن تقي وأبو عبد الرحمن عبد الله بن القاسم بن زغبوش وأبو محمد عبد الحق بن حكم. وحدثنا عنه من شيوخنا آباء الحسن: الرعيني والجياني وابن الضايع وأبو الحسين بن أبي الربيع وأبو عبد الله بن أبي الربيع وأبو عبد الله بن أبي وأبو علي بن منصور الجنب. وكان ذا معرفة بالقراءات، حاملاً للآداب واللغات، آخذاً بطرف صالح من رواية الحديث، متقدماً في العربية كبير أساتيذها بإشبيلية مبرزاً في تحصيلها مستبحراً في معرفتها متحققاً بها حسن الإلقاء لها والتعبير عن أغراضها، وله فيها مصنفات نافعة وتنبيهات نبيلة وشروح واستدراكات وتكميلات تصدر لتدريسها بعد الثمانين وخمسمائة، مدة طويلة نحو ستين عاماً، وإليه كانت الرحلة فيها، واستفاد بسبب ذلك جاهاً عريضاً ومالاً

عظيماً وذكراً شائعاً. وذكر لي غير واحد ممن لقيته أنه كان يبلغ أحياناً مستفاده من الطلبة أربعة آلاف درهم في الشهر الواحد، ثم تخلى عن ذلك في نحو الأربعين وستمائة بالكبرة التي لحقته واشتغال أهل بلده بما كان قد دهمهم من اشتعال نار الفتنة التي آلت إلى أخذ الروم بلده. وكان آنق أهل عصره طريقة في الخط وأسرعهم كتباً وأكثرهم كتباً وأبعدهم في الأستاذية صيتاً؛ على كثيراً من أهل بلده كانوا يرغبون بأبنائهم عنه ولا يسمحون لهم بالتتلمذ له والقراءة عليه لقبيح لا يليق مثله بأهل العلم نسبوه إليه (1) ، وكانوا يميلون بأبنائهم إلى غيره كأبوي الحسن: ابن الدباج وابن عبد الله، وأبي بكر بن طلحة قبلهما، وغيرهم ممن شهر بالدين والعفاف وتنزه عن التهمة [139 ظ] بفساد الخلوة. وظهرت نجابته قديماً فقد وقفت على خطي الحافظ أبي بكر ابن الجد وأبي الحسن نجبة مجيزين له " كتاب سيبويه " بعد أخذه عنهما بين سماع وقراءة، وقد وصفاه بالأستاذية وما يناسبها من أوصاف نبلاء أهل العلم وطلابه، وهو ابن اثنين وعشرين عاماً أو دونها، وحسبك بهذا شهادة له بالإدراك ولاسيما من الحافظ. وكان منقطعاً إلى بني زهر، وقدم مراكش أيام المنصور من بني عبد المؤمن؛ وكانت فيه غفلة شديدة صدرت عنه بسببها نوادر غريبة

_ (1) هامش ح: لا أعلم من ذكر أبا علي بما عرض به المصنف، وقد لقيت من أصحابه عدداً كثيراً، فكان حقه ألا يتعرض لمثل هذا الشيخ في شهرته وجلالة معلوماته وكثرة المنتفعين به.

808 - عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن أبي حامد الخشني:

تناقلها الناس وتحدثوا بها استطرافاً لها (1) . ولد بإشبيلية في ما ذكر أنه وجده بخط أبيه سنة ثنتين وستين وخمسمائة، وتوفي بها في حصار الروم إياها عشي يوم الأربعاء لثمان أو تسع بقين من صفر خمس وأربعين وستمائة، وصلى عليه بظاهر جامع العدبس القاضي أبو جعفر بن منظور ودفن عصر يوم الخميس بمقبرة مشكة، وقال ابن الآبار: ان وفاته كانت في منتصف صفر من السنة. 808 - عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن أبي حامد الخشني: لبلي؛ كان حياً سنة ست وخمسين وخمسمائة. 809 - عمر بن محمد بن عمر بن يحيى القيسي: أبو حفص؛ روى عن شريح. 810 - عمر بن محمد بن عمر الأنصاري: مروي - فيما أحسب - أبو علي بن الأندلسي؛ روى عن أبي بكر بن مفضل بن مهيب وشرق. روى عن شيخنا أبو عبد الله بن هشام لقيه بباعوثا من نظر عجلون بالشام وهو خطيبها، ووصفه بالتقدم في العلم والزهد والفضل والصلاح ومتانة الدين، وكان حياً في حدود الخمسين وستمائة. 811 - عمر بن محمد بن عمر بن محمد اليحصبي: أندلسي أبو

_ (1) أورد عددا من هذه النوادر في هامش: ح وقد وردت في اختصار القدح المعلى، فلتراجع.

812 - عمر بن محمد بن فرج الانصاري:

حفص؛ أخذ عن أبي الحسن بن أضحى بعض شعره، وعمر طويلاً. 812 - عمر بن محمد بن فرج الانصاري: مارتلي أبو حاتم؛ روى عن ابي عبد الله بن أبي العافية. روى عنه أبو عمران الزاهد المارتلي (1) مقيم إشبيلية؛ وكان مقرئاً مجوداً فاضلاً ديناً فقيهاً حافظاً أديباً صالحاً وخطب بجامع بلده مارتلة وولي الصلاة به. قرأت على شيخنا أبي الحسن الرعيني - رحمه الله -: وأخبرني - يعني شيخه أبا بكر بن عبد [140 و] النور - قال (2) ، انشدني الخطيب بمارتلة أبو حاتم عمر بن محمد بن فرج، رحمه الله، لنفسه في مدح كتاب " الشهاب " (3) للقضاعي، رحمه الله: شهب السماء ضياؤها مستور ... عنا إذا أفلت توارى النور فافزع هديت إلى شهاب نوره ... متألق أبداً له تبصير تشفي جواهره القلوب من العمى ... ولطالما انشرحت بهن صدور فإذا أتى فيه حديث محمد ... (4) خذ في الصلاة عليه يا نحرير وترحمن على القضاعي الذي ... جمع (5) " الشهاب " فسعيه مشكور

_ (1) للزاهد أبي عمران موسى بن عمران المارتلي ترجمة في المغرب 40601 والتكملة: 2147 والغصون اليانعة: 135 وتحفة القادم، 92 والنفح 4: 210، 275؛ وتوفي عام 604 وأشعاره الزهدية مفرقة في صفحات كثيرة من شرح الشريشي على المقامات. (2) أنظر برنامج الرعيني: 18. (3) هو شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب من الأحاديث النبوية للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي الشافعي (- 454) . (4) هامش ح: لابن الأبار: يا مغرور. (5) لابن الأبار: وضع.

814 - عمر بن محمد بن مسلمة بن ابي محمد عبد الله المنصور بن محمد ابن مسلمة التجيبي:

قال المصنف عفا الله عنه: ولبعضهم فيه: شهاب كسا السبع الأقاليم نوره ... هدى حكم مأثورة وبيان تطلع من أفق النبي محمد ... بألف حديث بعدها مائتان إذا التاج في جو النبوة نوره ... أشار بتصديق له الثقلان 813 - عمر بن محمد بن محمد بن هابيل الأنصاري (1) : أبو علي؛ روى عن أبي القاسم بن بشكوال. 814 - عمر بن محمد بن مسلمة بن ابي محمد عبد الله المنصور بن محمد ابن مسلمة التجيبي: بطليوسي مكناسي الأصل، مكناسة الجوف، أبو محمد المتوكل ابن الأفطس (2) ؛ كان أديباً بارع الخط حافظاً للغة: وقفت على بطاقة بخط أبي علي الغساني أدرجها في ذكر المعا أثناء ما جاء من المقصور على فعل من كتاب أبي علي البغدادي في " المقصور والممدود " بخط أبي شجاع ونصها: وروى بعضهم: المؤمن ياكل في معاً واحدة والكافر يأكل في سبعة أمعاء، فقال معاً واحدة فأنث، وقال سبعة بالتاء فذكر، جمع بين اللغتين، أفادنيه المتوكل على الله أيده الله، انتهت. كان جواداً راعياً حقوق بلده موجباً لهم، محبباً فيهم، مرت لهم معه أيام هدنة وتفضل، حتى داخل أمير المسلمين يوسف بن تاشفين

_ (1) هامش ح: فقيه أديب. (2) راجع ترجمته في المغرب 1: 364 وأعمال الأعلام: 214 والقلائد: 36 والذخيرة (القسم الثاني المخطوط: 255) والمعجب: 49، وراجع حاشية المغرب (1: 364) ففيها ذكر لمصادر أخرى.

816 - عمر بن محمد بن موفق:

رؤوساء الأندلس وعزم على خلعهم عن ممالكهم انف من ذلك المتوكل وداخل النصراني أذفونش، فاستشنع ذلك من فعله، وقبض عليه وقتل [143 ظ] وذلك صدر سنة سبع وثمانين وأربعمائة، فكان آخر رؤساء بني الأفطس في بطليوس، وإياه رثى أبو محمد عبد المجيد بن عبدون بقصيدته الفريدة (1) : ما لليالي أقال الله عثرتنا ... من الليالي وخانتها يد الغير 815 - عمر بن محمد بن مفرج بن حماس الأزدي: بلنسي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 816 - عمر بن محمد بن موفق: روى عن شريح (2) . 817 - عمر بن أبي الحسن محمد بن واجب بن عمر بن محمد بن واجب

_ (1) ابن عبدون من مشهوري الشعراء الكتاب في عصر ملوك الطوائف، انظر ترجمته في الذخيرة (القسم المخطوط) 2: 264 والمغرب 1: 374 والقلائد: 145 والصلة: 382 والمطربك 27، 180 والفوات 2: 19 ومسالك الأبصار 8: 280 والمعجب: 49 وقصيدته المشار إليها هي التي شرحها ابن بدرون، واشرنا إلى هذا الشرح في ترجمة ابن بدرون ومطلعها: الدهر يفجع بعد العين بالأثر ... فما البكاء على الأشباح والصور ويبدو ان البيت الذي أورده المؤلف كان أول القصيدة في بداية الحال. فقد ذكره ابن سعيد حين ذكرها (1: 376) وقد سرد القصيدة كل من صاحب المطرب وصاحب المعجب. (2) ها هنا موضع ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: عمر بن محمد بن مشرف بن محمد بن أضحى الهمداني: غرناطي؛ أخذ بالمرية عن خلف الجراوي وابن المرابط، ورحل إلى المشرق وقفل إلى بلده، وكان عدلا خياراً فقيهاً، توفي في حدود عشر وخمسمائة.

القيسي (1) : بلنسي؛ روى عن أبيه محمد وجد أبيه عمر وأبي بحر الأسدي وأبي بكر بن العربي وأبوي محمد: ابن خيرون وابن السيد، سمع عليهم، وتفقه بابي محمد بن سعيد الوجدي، وأطال ملازمته؛ وأجاز له أبو الحسن شريح وأبو عبد الله بن شبرين وأبو الوليد بن رشد وغيرهم. روى عنه حفيده أبو الخطاب وأبو عبد الله بن سعادة وأبو عمر بن عياد وأبو محمد ابن سفيان. وكان شيخاً متواضعاً وطيء الاكناف حسن الهدي، مقتصداً في معيشته، منقبضاً عن السلطان، محبباً إلى الخاصة والعامة، من بيت علم وجلالة، فقيهاً مشاوراً، درباً بالفتيا، بصيراً بالأحكام وليها لأبيه في ولايته قضاء بلنسية وشاطبة إلى أقصى الثغور الشرقية، ثم استقضاه بأخرة من عمره على دانية أبو عبد الله بن سعد أشهراً يسيرة؛ وكان خاتمة (2) حفاظ الفقه بشرق الأندلس، درسه في حياة أبيه وبعد موته وهو كان الغالب عليه؛ قال أبو عمر بن عياد: عرض كتاب البراذعي في " اختصار المدونة " (3) على أبي محمد الوجدي (4) أربع عشرة مرة. مولده سنة ست وسبعين وأربعمائة، وتوفي بلنسية يوم الجمعة منسلخ رمضان سبع وخمسمائة، ودفن صبيحة عيد الفطر، قاله

_ (1) كتب في هامش ح: عمر بن محمد بن واجب بن عمر بن واجب بن عمر بن واجب: هكذا ثبت عند ابن الأبار وهو اعلم بالرجل وبلدته. قلت: انظر ترجمته في التكملة رقم: 1824 وفي نيل الابتهاج: 194 (هامش الديباج) . (2) خاتمة: مكررة في ح. (3) هو المسمى: " تهذيب المدونة ". (4) م ط: الوحيدي.

818 - عمر بن محمد بن هاني:

حفيده أبو الخطاب؛ وقال ابن عياد: مولده سنة أربع وسبعين ووفاته سنة ست وخمسين، ودفن يوم الفطر بباب بيطالة وصلى عليه ابنه أبو بكر وكانت جنازته مشهودة (1) . 818 - عمر بن محمد بن هاني: أبو حفص؛ روى عن [14] أبي علي الصدفي. 819 - عمر بن محمد بن يريم (2) : إشبيلي أبو حفص؛ روى عن شريح. 820 - عمر بن محمد بن يعمر: مروي أبو الخطاب؛ رحل مشرقاً وكتب عنه أبو الطاهر السلفي وقال: قدم علينا الثغر وكان من الأذكياء (3) . 821 - عمر بن محمد بن يوسف العبدري: داني، رحل مشرقاً وروى بالإسكندرية عن أبي الطاهر السلفي؛ ذكر ذلك أبو عبد الله التجيبي. 822 - عمر بن محمد التزيدي (4) : أبو حفص؛ روى عن شريح. 823 - عمر بن محمد القرشي: روى عن أبي عبد الله بن أحمد ابن منظور.

_ (1) م ط: مشهورة. (2) م ط: بريم. (3) انظر أخبار وتراجم اندلسية: 76 - 77، وفيه " قدم علينا بعد موت أبيه؟. وكان حفظه ومن الذكاء على طبقة ". (4) فوقها في ح علامة خطأ.

824 - عمر بن محمد الهوزني:

824 - عمر بن محمد الهوزني (1) : أبو حفص أخو الحسن؛ روى عن شريح. 825 - عمر بن محمد اليحصبي: أشوني أبن اليتيم؛ كان فقيهاً خيراً ورعاً. 826 - عمر بن محمد: ميورقي أبو حفص؛ روى عن أبي علي الصدفي. 827 - عمر بن محارب بن قطن بن عبد الواحد بن قطن بن عبد الملك بن قطن الفهري: قرطبي؛ كان من أهل العلم وله سلف فيه، وبيته معروف الفضل. 828 - عمر بن مسرور بن [؟] بن عمر اليحصبي: داني - في ما أحسب - أبو حفص؛ روى عن أبي علي الصدفي ويونس بن أبي سهل. 829 - عمر بن مسعود بن محمد: قرطبي؛ كان من أهل العلم والتبريز في العدالة وجودة الخط، حياً سنة تسع وعشرين وأربعمائة (2) .

_ (1) هذه الترجمة سقطت من م. (2) هنا تقع ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: عمر بن مشرف بن أضحى بن عبد اللطيف أبن غريب بن يزيد بن الشمر الهمداني غرناطي أبو حفص، وهو عم عمر بن محمد بن مشرف الملحق قبل (أنظر الحاشية: 2 ص: 467) روى عمر المترجم الآن به عن أهل بلده وكان فقيهاً وزيراً جليلاً توفي في حدود سنة خمس وخمسمائة، رحمه الله.

830 - عمر بن معلى الهمداني:

830 - عمر بن معلى الهمداني: أبو حفص؛ روى عن أبي جعفر البطروجي. 831 - عمر بن منذر بن عبد السلام الصدفي: أندلسي أبو حفص؛ كان أديباً حافظاً، وصنف في منحى " حماسة حبيب " مصنفاً حسناً أفاد به. 832 - عمر بن موسى بن سليمان اللخمي: مروي؛ روى عن أبيه أبي عمران وأبي محمد بن عتاب، وكان معتنياً بجمع الكتب وأستنساخها حريصاً على تحصيلها. 833 - عمر بن موسى بن وضاح: أبو الحسن؛ روى عن أبي علي الصدفي. 834 - عمر بن أبي السداد موفق مولى محمد بن محمد بن مسلمة: إشبيلي أبو حفص؛ روى عن أبي بكر بن العربي وأبي الحسن شريح. 835 - عمر بن وجاد الأزدي: إشبيلي أبو حفص؛ رحل وحج وقفل إلى بلده، حكى عنه أبو الحسن بن يوسف اللخمي، وكان من أدباء بلده ونبهائه، معروف [144 ظ] البيت به. 836 - عمر بن هاشم بن عبد العزيز: قرطبي أبو حفص؛ حكى عنه أبو عمر (1) .

_ (1) إلى جانبها في هامش ح لفظة: " الوزير ".

837 - عمر بن هشام الغساني:

837 - عمر بن هشام الغساني: أبو حفص أبن ميور، ميورقي؛ روى عنه أبو الحسن بن يحيى الأخفش، وقد تقدم. 838 - عمر بن إبراهيم (1) الغساني: روى عنه الأخفش المذكور، ولعله هذا، وحدث فيه تصحيف أو إسقاط. 839 - عمر بن يحيى بن عمر بن لبابة مولى أبي عثمان عبيد الله أبن عثمان: قرطبي أبو حفص؛ روى عن عمه محمد، وكان متشيعاً فيه، وأسلم بن عبد العزيز؛ وكان فقيهاً حافظاً أحد المشاورين المرجوع إليهم في الفتيا آخر أيام الأمير عبد الله بن محمد ومن شهود الأمان الذي عقده الناصر لمحمد بن هاشم التجيبي صاحب سرقسطة عند إنخلاعه منها في محرم ست وثلاثين وثلاثمائة. 840 - عمر بن يحيى بن الفضل: ياجي أبو حفص أبن صاحب الصلاة؛ روى عن أبي محمد بن عتاب؛ روى عنه عقيل بن العقل. 841 - عمر بن يحيى الأنصاري: بطليوسي سكن مراكش، أبو علي؛ روى عن أبي العباس بن القساط. 842 - عمر بن يوسف بن عمر الأوسي. 843 - عمر بن يوسف بن عنبسة: بلنسي أبو علي؛ رحل وحج

_ (1) كتب فوقها في ح: ليست ترجمته.

844 - عمر بن يوسف بن محمد بن مضاء بن عقبة اللخمي:

وروى بمكة - شرفها الله - عن أبي محمد بن يونس بن يحيى الهاشمي، وروى أيضاً عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن جبير. وروى عنه أبو محمد أبن عبد الرحمن بن برطله؛ توفي في نحو أربع وثلاثين وستمائة بمرسية. 844 - عمر بن يوسف بن محمد بن مضاء بن عقبة اللخمي (1) : إشبيلي أبو حفص الخيطي، لقبه بذلك شيخه محمد بن إسماعيل الحكيم (2) لتكرره عليه شتاء وصيفاً في قميصين فكان إذا أفتقده وسأل عنه قال: أين صاحبنا الخيطي؟ فلزمه اللقب؛ روى عن أبي الحزم عفير بن مسعود (3) ومحمد المذكور؛ روى عنه أبو تمام غالب التياني (4) وكان من أهل المعرفة بالشعر ومعانيه، شاعراً مجوداً، ذا حظ من النحو، أدب به وبالأدب، وتوفي بقرطبة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. 845 - عمر بن يوسف بن محمد التميمي: أبو علي؛ روى عن أبي الحسن بن الفخار الشريشي.

_ (1) ترجم له الزبيدي في طبقات النحويين: 330 وقال إن أصله من كورة اشبيلية ورحل إلى قربطة فسكنها حتى توفي بها، وكان شاعراً مجوداً مطبوعاً مدح أمير المؤمنين الناصر لدين الله وكان عالماً بمعاني الشعر، يتعصب للبحتري. (2) أنظر ترجمة في طبقات الزبيدي: 300. (3) أنظر ترجمته في المصدر السابق: 298. (4) في الجذوة: 172 والبغية رقم: 600 ترجمة لتمام بن غالب المعروف بأبن التياني وهو أبن المذكور هنا.

846 - عمر بن يوسف بن وجاد الأسدي:

846 - عمر بن يوسف بن وجاد الأسدي: أشبوني أبو حفص؛ روى عن أبي الوليد بن رشد. 847 - عمر بن يوسف: [145 و] مروي أبو حفص؛ وهو غير أبن لبيال؛ روى عن أبي محمد بن فرج بن أبي سهل؛ روى عنه أبو إسحاق بن وردون النميري. 848 - عمر بن يونس بن عيشون الجذامي (1) : قرطبي أبن الحراني؛ روى عن [؟] ، ورحل مشرقاً مع أخيه أحمد سنة ثلاثين وثلاثمائة وأقام هنالك نحو عشر سنين، ودخل بغداذ ودرس هنالك الطب، وعاد إلى الأندلس سنة إحدى وخمسين، وأستوطن الزهراء وخدم المستنصر بالطب، وتوفي في أيامه. 849 - عمر بن الطلاع: روى عن أبي إسحاق بن حبيش، وكان بارع الخط متقناً (2) . 850 - عمران بن محمد بن عمران الأنصاري: بلنسي أبو محمد بن

_ (1) أنظر طبقات الأمم: 80 - 81 وأبن جلجل: 112 وأبن أبي أصيبعة 3: 76 (ط. بيروت) . (2) أثبت عند هذا الموضع من هامش ح الترجمة التالية: عمر بن السراج: جياني كان كثير التصوف في العلم حاذقاً بما يتكلم فيه منه فاظلاً ناسكاً يضرب به المثل في الفضل، رحل إلى المشرق فحضر الجمعة باطرابلس فلما قام الناس للصلاة جلس ولم يصل معهم ولما تمت الصلاة قرب إلى صاحب الموضع وكان حاضراً فقال له ما منعك أن تصلي مع الجماعة؟ قال: لأنكم صليتم قبل الزوال فامتحن ذلك تجده كما أقول؛ فامتحن فوجد كما قال فأعيدت الصلاة والخطبة. وتوفي بمكة شرفها الله وثكلته أمه بها، ولها في موته قصة.

851 - عمران بن محمد بن عمران بن أحمد:

النقاش؛ كان فقيهاً ذا عناية بالعلم، معروفاً بالصلاح والتصاون. 851 - عمران بن محمد بن عمران بن أحمد: إشبيلي؛ كان فقيهاً عاقداً للشروط عدلاً، حياً عام أثني عشر وستمائة. 852 - عمران بن موسى: أبو محمد؛ روى عن أبي أمية إبراهيم بن محمد وأبي جعفر بن غزلون؛ روى عنه أبو بكر بن عيسى. 853 - عمران بن يحيى بن أحمد بن يحيى (1) : شلبي أبو محمد؛ أخذ عن بعض شيوخ بلده، وتجول بالأندلس طالباً العلم، وأخذ بقرطبة عن أبي بحر، وبمرسية عن أبي علي بن سكرة، وتصدر ببلده للإقراء. 854 - عمرو بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن حجاج بن عمر بن حبيب بن عمير بن أسعد اللخمي (2) : إشبيلي أبو الحكم ابن حجاج؛ روى عن آباء الحسن: خاله ابن عبد الله الباجي وابن عبد الرحمن ابن الأخضر وشريح، وتلا عليه بالسبع، وعباد بن سرحان وأبوي عبد الله: ابن سليمان ابن اخت غانم وابن عبد الرحمن السرقسطي، وأبي عمر أحمد بن عبد الله بن صالح وأبي مروان بن عبد العزيز الباجي، وأجازوا له، وسمع على أبي محمد عبد الوهاب بن محمد اللخمي المؤدب، ولم يجز له؛ وكتب إليه مجيزاً أبو الحجاج بن علي الأندي وأبو عبد الله بن خلف الحمزي.

_ (1) ترجمته في بغية الملتمس رقم: 1250 ومعجم الصدفي: 298 (رقم: 280) .ترجمته في بغية الملتمس رقم: 1250 ومعجم الصدفي: 298 (رقم: 280) . (2) ترجمته في صلة الصلة: 146 والتكملة رقم: 1943.

روى عنه أبو إسحاق بن أبي غالب البكري وأبو الأصبغ عيسى بن محمد الزيادي وأبو البقاء يعيش بن علي وأبوا بكر: ابن خير ويحيى بن محمد بن خلف الهوزني، وأبو الحسن بن عبد الله بن عثمان السكوني وأبو الخليل مفرج بن سلمة وأبو زكريا بن مرزوق وأبو [145 ظ] عبد الله ابن عبد الرحمن بن جمهور وأبو العباس بن عبد السلام المسيلي وأبو عمر أحمد بن عبد الملك الباجي وأبو القاسم عبد الرحيم بن الملجوم، لقيه بفاس حين وصل إليها من مراكش في جماعة من أهل إشبيلية صحبة الإمام أبي بكر العري ميتاً، وأبوا محمد: ابن عبيد الله الباجي وابن عيسى الأموي، وأبو نصر فتح بن محمد بن خلف الجذامي وأحمد بن علي الغابي وعبد الله بن خليل. وكان من أهل الإتقان في تجويد القرآن، محدثاً عارفاً بطرق الرواية معتنياً بها، صبوراً على الإقراء ناصحاً فيه، خطب بالجامع القديم من إشبيلية، وام به في الفريضة زماناً، وكان أحد اعيان بلده وحسبائه والمشهورين فيه بالفضل والدين والورع، وهو كان المصلي بفاس على القاضي أبي بكر بن العربي؛ وكانت بينه وبين أبي محمد عبد الحق بن الخراط صحبة متاكذة ومودة صحيحة، ورغب منه أبو الحكم مكاتبة في ان ينظم له قصيدة زهدية فنظمها وبعث بها إليه فلم تصل إلى إشبيلية إلا بعد وفاة أبي الحكم، وهي الفائية الطويلة الثابتة في رسم أبي محمد، رحمه الله. ولد بإشبيلية عشي يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من رمضان

855 - عمرو بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الانصاري:

سبع وسبعين وأربعمائة، وتوفي بها إثر صلاة العشاء من ليلة الخميس الثالثة عشرة منر جب أربع وستين وخمسمائة، وصلى عليه ابنه الخطيب أبو عمر محمد، وكانت جنازته مشهودة، ودفن بمقبرة مشكة في روضة هنالك لبعض سلفه، رحمهم الله، وله بمراكش عقب إلى الآن. 855 - عمرو بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الانصاري: ابن السراج. 856 - عمرو بن أحمد بن محمد بن حجاج: روى عن شريح. 857 - عمرو بن أصبغ بن خالد بن عباد اللخمي: طبيري أبو الحكم؛ كان شيخاً فاضلاً اديباً تاريخياً حافظاً. 858 - عمرو بن بكر بن خلف بن محمد بن عبد العزيز بن كوثر الغافقي: إشبيلي شاربي الأصلح روى عن شريح. 859 - عمرو بن زكريا بن زكريا بن بطال البهراني (1) : لبلي أبو الحكم؛ روى عن أبي بكر بن [146 و] العربي وأكثر عنه، وأبي الحسن شريح، وتلا بالسبع وأخذ العربية عن أبي الحسن بن الاخضر. روى عنه أبو بكر يحيى بن محمد الهوزني وأبو زيد العباس ابنا خليل وأبو العباس بن مقدام وأبو القاسم بن ابي هارون وأبوا محمد:

_ (1) ترجمته في صلة الصلة؛ 156 والتكملة رقم: 942 وبغية الوعاة: 366.

861 - عمرو بن عبد الله بن خلدون:

ابن جمهور وابن وهب القضاعي، وكان مقرئاً مجوداً فاضلاً فقيهاً حافظاً، ولي قضاء بلده وخطب بجامعه، واستشهد في الكائنة على أهله سنة تسع وأربعين وخمسمائة (1) . 860 - عمرو بن سعيد بن عمرو بن عيشون الأزديك طليطلي؛ روى عن أحمد بن زياد؛ روى عنه ابنه محمد. 861 - عمرو بن عبد الله بن خلدون: أبو العاصي؛ روى عن شريح. 862 - عمرو بن عبد الرحمن بن عيسى الفهري: روى عن شريح. 863 - عمرو بن أبي عمرو عثمان بن مسعود العبدري: روى عن أبي علي بن سكرة. 864 - عمرو بن عيسى بن عيسى بن محمد بن عيسى الأموي. 865 - عمرو بن محمد بدر الهمداني (2) : غرناطي أبو الحسن؛ روى عن ابي بكر خازم وابي عبد الله بن فرج وأبي علي الغساني، وتفقه بابوي الوليد: ابن رشد وابن العواد؛ روى عنه أبو جعفر بن

_ (1) يشير إلى حركة علي الوهيبي في ذلك العام، وقد غدر مدينة لبلة ليلاً، وفاجأها وأهلها نيام، فسار إليه الموحدون بقيادة أبي زكريا بن يومور من قرطبة، فهرب وجاء أهل لبلة يعتذرون إلى القائد الموحدي فلم يعذرهم بل قتل البريء والمذنب على السواء، أنظر أبن عذاري، الجزء الثالث تحقيق ميراندة وأبن تاويت والكتاني ص: 29 - 30 (ط. تطوان 1962) . (2) ترجمته في صلة الصلة: 165 والتكملة رقم: 1941.

866 - عمرو بن محمد بن فندلة:

شراحيل (1) وكان فقيهاً حافظاً معمراً معروفاً بالصلاح والزهد ومتانة الدين (2) حياً سنة ست وثلاثين وخمسمائة. 866 - عمرو بن محمد بن فندلة: أبو القاسم. 861 - عمرو بن محمد بن عمر بن أبي حفص الفارسي: أبو الحكم؛ روى عن شريح. 868 - عمرو بن محمد بن عمرو اليزيدي (3) : مشاني أبو حفص وأبو الحكم؛ روى عن شريح. 869 - عمرو بن محمد بن محمد بن إسماعيل العثماني أو العتابي: روى عن شريح. 870 - عمرو بن محمد بن مالك بن محمد بن زيدون المخزومي: روى عن شريح. 871 - عمرو بن محمد بن مسلم بن عبيد الله البناني: روى عن شريح.

_ (1) هامش ح: وروى أيضاً عنه أبو الحسين بن الضحاك وأبن عبد الوارث وأستشهد يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة أربعين وخمسمائة رحمه الله. (2) الدين: سقطت من م ط. (3) تكررت هذه الترجمة في م ط.

872 - عمرو بن مفرج بن أحمد العبدري:

872 - عمرو بن مفرج بن أحمد العبدري: أشبوني؛ روى عن أبوي الحسن: ابن الأخضر وابن سلامة الهذلي، وكان من جلة (1) المقرئين وأهل التجويد والإتقان بأداء الحروف، حافظاً للغة عارفاً بالنحو، وافر الحظ من الأدب. 873 - عمروس بن إسماعيل العبدري (2) : قرطبي [146 ظ] أبو يحيى الترجالي، والحصار، لإصهاره إلى بني عبد العزيز بن يحيى المعروفين ببني الحصار؛ اخذ عنه القرآن محمد بن عمر الصابوني وتعلمه عنده، وكان مكتباً ورعاً زاهداً فاضلاً عابداً مجتهداً نظير صاحبه أبي بكر يحيى بن مجاهد الألبيري (3) ، توفي يوم الأحد لعشر بقين من جمادى الأولى سنة ست وستين وثلاثمائة، ابن ست وثمانين، ودفن بمقبرة متعة. 874 - عنترة بن فلاح (4) : أحد قضاة قرطبة القدماء وفضلائهم. 875 - عوف بن أحمد بن عبد الرحمن بن احمد الزهري: إشبيلي أبو المغيرة، روى عن أبوي الحسن: أخيه وشريح.

_ (1) م: جملة. (2) هامش ح: قصد الحكم المستنصر بالله عمروساً هذا في داره، ومطالبه في ذلك قاضيه أبن السليم فحجب الخليفة، وذكر الوسيلة إلى أن ذهب الحكم عن بابه. قلت: أنظر ترجمة عمروس في بغية الملتمس رقم: 1265. (3) أنظر ترجمته في أبن الفرضي 2: 188، وقد توفي سنة 366 بعد صاحبه عمروس بأيام. (4) أنظر قضاة قرطبة للخشني: 25 - 26 والنباهي: 42.

فراغ

فراغ

فراغ

فراغ

876 - عوف بن محمد بن عوف بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الزهري:

876 - عوف بن محمد بن عوف بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الزهري: إشبيلي أبو المغيرة حفيد المذكور قبله؛ سمع أبا محمد بن حوط الله وغيره. 877 - عون بن محمد بن أحمد بن عون بن محمد بن عون المعافري (1) : قرطبي أبو بكر؛ روى عن أبيه وأبي بحر الأسدي وأبي الحسن يونس ابن مغيث وأبي عبد الله بن فرج وأبي علي الغساني وأبي محمد ابن عتاب، وكتب إليه مجيزاً أبو علي بن سكرة الصدفي وغيره، وكان من أهل العناية بالحديث وروايته ولقاء مشيخته، مع النباهة والذكاء والفضل، توفي وسط خمس عشرة وخمسمائة. 878 - عون بن محمد بن عون بن نوح الهاشمي: مالقي أبو الحسن؛ روى عن أبي سليمان بن حوط الله وأبي القاسم الملاحي. 879 - عون بن يوسف: طليطلي سكن قرطبة؛ صحب محمد بن مسرة الجبلي. 880 - عياد بن محمد بن يحيى بن محمد الجذامي: كان فقيهاً حافظاً، عاقداً للشروط، مبرزاً في العدالة. 881 - عياش بن عبد الله بن ابن إبراهيم الجنيدي (2) : أبو الحسين؛ روى

_ (1) ترجمته في معجم الصدفي: 293 (رقم: 277) . (2) فوقها علامة خطأ في ح.

882 - عياش بن عيشون:

عن أبي جعفر البطروجي. 882 - عياش بن عيشون: أبو الحسن؛ روى بقرطبة عن عبد الله بن الحسن زونان ويحيى بن يحيى. 883 - عياش بن فرج بن عبد الملك بن هارون الأزدي (1) : يابري الأصل سكن بقرطبة؛ تلا بالسبع على أبي القاسم بن الحصار وروى عنه وعن أبوي بكر: خازم وعبد الله بن طلحة وعياش بن مخراش وابي الحجاج بن الشمينة وأبي الحسن العبسي وأبي زيد بن محمد بن براج (2) وابي طلحة علي بن [147 و] طلحة وأبوي محمد: أبن طلحة وابن عتاب وأبي الوليد بن رشد. روى عنه ابنه أبو الحسن عبد الملك وأبو جعفر بن يحيى القرطبي وآباء عبد الله: الاستجي (3) وأبن حفص وابن الفرس وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي السبتي القراق، وحدث عنه بالإجازة حسن بن أحمد بن أيمن. وكان معتنياً بالقرآن العظيم وتجويد حروفه حسن الصوت به متقناً أداءه ضابطاً له وأكتبه بقرطبة زماناً طويلاً وأقرأه أيضاً بجامعها الأعظم فتخرج على يده جمهور نبهائها، وكان يؤم بمسجد أم هشام، ويدرس به النحو واللغة، ويجلس يوماً في كل جمعة يعظ فيه الناس، فنفع الله به

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 157 وبغية الملتمس رقم: 1254 وغاية النهاية: 607. (2) م ط: براح. (3) م: الأشجعي.

884 - عياش بن محمد بن أحمد بن خلف بن عياش الأنصاري الخزرجي:

خلقاً كثيراً، وكان مشهور الفضل متين الدين صالحاً زاهداً فاضلاً متصاوناً. توفي - رحمه الله - في نحو الأربعين وخمسمائة. 884 - عياش بن محمد بن أحمد بن خلف بن عياش الأنصاري الخزرجي (1) : قرطبي أبو بكر الشنتيالي؛ روى عن أبيه وجده للأم أبي القاسم بن غالب وخاله أبي بكر بن غالب، قراءة عليهم بالسبع، وسمع عليهم وعلى أبي العباس بن الحاج وأبي القاسم بن بقي، وأجاز له أبو بكر ابن خير وأبو الحكم بن حجاج وأبو العباس بن مقدام. روى عنه ابنه أبو عبد اله، وحدثنا عنه في كتابه غير مرة، وكان من جلة المقرئين وأئمة المحدثين المسندين إلى ما كان عليه من النسك والفضل التام، خطب بجامع قرطبة زماناً وام به، ولد في منتصف رجب اثنين وسبعين وخمسمائة، وتوفي بمالقة سنة أربعين وستمائة (2) ، ودفن هو وأبو عامر ربيع في يوم واحد، رحمهما الله. 885 - عياش بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن الطفيل العبدي (3) : إشبيلي أبو عمرو بن عظيمة؛ روى عن أبوي الحسن: ابيه وشريح، واجاز له أبو الحسن بن هذيل وأبو الطاهر السلفي

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 158 والتكملة رقم: 1951 وغاية النهاية: 607. (2) هامش ح: بل كانت وفاته التاسع لربيع الأول سنة تسع وثلاثين كذلك قال إبنه أبو عبد الله شيخنا رحمه الله، ووفاة أبي عامر معه في تاريخ واحد صحيحة، وفي السنة نفسها توفي معهما سهل بن مالك؛ وقد وهم في ذلك أبن الأبار رحمه الله. (3) ترجمته في صلة الصلة: 158 والتكملة رقم: 1950 وغاية النهاية: 607 وفيه: العبدري.

روى عنه أبناه المحمدان: أبو الحسن وأبو الحسين، وأبو بكر محمد وأبو عمرو عبد الرحمن ابنا عبد الله بن مغنين، وأبو بكر يحيى وأبو طالب عبد الجبار ابنا عبد الرحمن بن ثابت البهراني، وأبوا إسحاق: ابن عبد الله ابن قسوم وأبن يملول بن (1) [147 ظ] تيملي المسكالي وأبو الأصبغ بن الرد وآباء الحسن: ابن أحمد بن أبي القاسم السماتي الشريشي والبلوي وابن حماد يوسف، وابنا المحمدين: ابن علي بن خلف القيسي والأنصاري وأبو علي بن الشلوبين وأبو الفضائل إسماعيل بن أبي الوفاء المصري وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن القاسم الحميري وأبو محمد بن أحمد بن خلف اللخمي وآباء مروان: الباجي وابن عبد العزيز اللواتي وابن هارون وأبو [؟] (2) عد الرحمن بن خلف الرطندالي وأبو زكريا يحيى بن محمد بن أبان. وكان من جلة المقرئين صدراً في المتقنين لأداء الحروف قد احكم الراءة على أبيه وتصدر للإقراء بعده وخلفه في حلقته، وهو ممن يشار إليه بالتجويد، ثم سمت به همته وحمله الحرص على الاستزادة من الاستفادة على أن قصد كبير أصحاب أبيه الآخذين عنه والقارئين عليه وهو أبو الاصبغ الشماتي (3) بن الحاج واحد عصره في الإتقان، فرغب في القراءة عليه فأبى من ذلك أبو الأصبغ عليه تواضعاً منه وتأدباً معه لمكانه من الجلالة

_ (1) بن: سقطت من م ط. (2) بياض في الأصول. (3) م: السمالي.

886 - عياش بن محمد بن عياش بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الطفيل [148 و] العبدي:

وتساويهما في الرواية، فلم يزل يلح عليه مزمعاً ألا ينثني عن قصده، إلى أن تحيل أبو الأصبغ له في إبلاغه أمله بان أجلسه إلى جنبه وأخذ يقرئ أمامه نبلاء من كان يقرأ عليه حينئذ ومهرتهم، ويصرف صنعة التجويد بمحضره حتى تأيد عمرو بذلك واكسبه ملكة حسن الأداء وجودة القراءة والإلقاء، معاناً على ذلك بحسن الصوت. وصفه بعض من لقيه فقال: ما كانت قراءته تشبه قراءة غيره، إذا سمعته سمعت طبعاً آخر ونغمات تفارق هذه النغمات. قال أبو بكر بن طلحة: كان إذا كبر في الصلاة لم أتمالك إلا أن ابكي. وكان ذا حظ من العربية، واستدرك على أبيه في كتابه الموسوم " بجالب الإفادة " وكان جميل الهيئة معروفاً بالنزاهة والعدالة والجري على هدي سلفه؛ توفي (1) يوم الثلاثاء لست خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وخمسمائة. 886 - عياش بن محمد بن عياش بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الطفيل [148 و] العبدي: إشبيلي أبو عمرو بن عظيمة، وهو حفيد الذي قبله؛ روى عن ابيه أبي الحسن وأبي بكر بن مشكريل وأبي العباس بن مقدام وأبي الوليد جابر بن أبي أيوب، وأجاز له أبو إسحاق السنهوري وأبو العباس بن مضا وأبو القاسم الحوفي. روى عنه أبو العباس بن علي الماردي. 887 - عياض بن بقي (2) : إشبيلي؛ تلا بالسبع على أبي عبد الله بن

_ (1) م: وتوفي. (2) هامش ح: يكنى أبا بكر.

888 - عيسى بن أحمد بن خلف الكناني:

شريح وزوجه أم شريح، وكان يفخر بذلك ويذاكر به شريحاً فيقر له ويصدقه. 888 - عيسى بن أحمد بن خلف الكناني: روى عن أبي الحسن شريح. 889 - عيسى بن أبي يحيى أحمد بن عبد الرحمن المرادي: أبو عمرو؛ روى عن أبي الخطاب بن واجب. 890 - عيسى بن أحمد بن عيسى: قسطلي أبو موسى؛ رحل مشرفاً وأخذ بمكة - كرمها الله - عن أبي الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري سنة ست عشرة وستمائة، وروى عن ابي محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي. 891 - عيسى بن أحمد بن محمد بن أبي عبدة: قرطبي؛ روى عن آباء بكر: الحسين بن محمد وعباس بن أصبغ ومحمد بن عمر ابن القوطية، وأبي الحسين محمد بن العباس الحلبي وأبي زكرياء بن مالك بن عائذ وأبي عبد الله أبن محمد بن أبي دليم وأبي محمد قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ وأبي المغيرة خطاب بن مسلمة بن بتري وغيرهم. وكان أديباً تاريخياً حافظاً متمكن الإشراف على أخبار الناس قديماً وحديثاً وهو الذي صنف لأبي الحزم جهور ابن محمد بن جهور " الكتاب الفريد (1) في المكارم والجود " وقفت على

_ (1) م ط: العزيز.

892 - عيسى بن أحمد بن محمد بن موسى بن بشير بن جناد بن لقيط الكناني:

نسخة منه بخطه النبيل، فرغ من نسخها يوم المهرجان الكائن في ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة (1) . 892 - عيسى بن أحمد بن محمد بن موسى بن بشير بن جناد بن لقيط الكناني: قرطبي مشرقي الأصل، وجده محمد هو الداخل إلى الأندلس، الرازي (2) ؛ روى عن أبيه أبي بكر، وكان عالماً بالآداب، تاريخياً ذاكراً للأخبار، وألف للمستنصر تاريخاً ممتعاً، وللمنصور بن أبي عامر كتاباً " في الوزراء والوزارة " وكتاباً طفي الحجاب " وتوفي في شعبان تسع وسبعين وثلاثمائة، وقيل إنه [148 ظ] أدرك خلافة بني حمود. 893 - عيسى بن أحمد بن موسى بن أحمد بن يوسف بن موسى بن فصيل بن فهد بن فصيل ابن الإمام: رحل مشرقاً وروى بمكة - شرفها الله - عن أبي بكر عبد الله بن عقال الصقليسنة عشر وأربعمائة؛ روى عنه خلف بن سيد.

_ (1) في هذا التاريخ نظر لأن جهور بن محمد إنما تولى أمر قرطبة سنة 421 وتوفي سنة 435؛ وقد ولد جهور سنة 364 فلا يعقل أن يكون الكتاب مما كتب له في ذلك العام المذكور ولعل الصواب " ثمان وتسعين " فقد كان جهور ذا حظ في الحياة السياسية أيام العامريين ولقب بالوزير وبين 398 - 400 يظهر إسمه على النقود مع إسم الخليفة الأموي نفسه وهو المهدي يومئذ. (2) هو المؤرخ المشهور وكذلك والده أحمد فإن له مؤلفات في التاريخ وفي خطط قرطبة وفي الأنساب. أما عيسى فهو عمدة من جاء بعده من المؤرخين إذ ينقل عنه مثلا أبن حيان في المقتبس وأبن الأبار في الحلة عن كتابه في الحجاب وعن غيره، وكذلك أبن عذاري في البيان المغرب.

895 - عيسى بن أبي يوسف الأنصاري:

894 - عيسى بن أحمد بن يحيى بن علي الطائي. 895 - عيسى بن أبي يوسف الأنصاري: أندلسي؛ روى عن علي أبن عبد الله القطان، روى عنه ابنه غالب. 896 - عيسى بن جعفر بن محمد بن يوسف بن سليمان بن عيسى: إشبيلي، شنت مري أصل السلف، أبو الأصبع ابن الأعلم؛ روى عن أبيه وأبي الأصبغ وأبي الحسن شريح. 897 - عيسى بن حبيب بن لب بن إبراهيم بن لب بن إبراهيم بن إسحاق بن مطرف المعافري (1) : شلبي أبو الحسن بن هيبة، وهو ابن أخت أبي عبد الله مالك بن وهيب؛ روى عن آباء عبد الله: خاله وأبي أحمد القنطري وابن شبرين، وأبي عمر ميمون بن ياسين اللمتوني. روى عنه أبو بكر بن خير وأبوا العباس: ابن سابق وابن صالح، وأبو القاسم القنطري. وكان فقيهاً حافظاً نبيلاً مشاوراً، استقضي؛ ولد في ذي حجة بعد عيد الأضحى، وقيل ليلة عيد الأضحى، سنة تسع وستين وأربعمائة، وتوفي بشلب سحر ليلة الجمعة التاسعة لصفر تسع وأربعين وخمسمائة، ولم يعقب. 898 - عيسى بن حجاج الجذامي: إشبيلي؛ رحل مشرقاً وأخذ بمصر عن أبي عبد الله بن الفرج الطليطلي الصواف.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 48 والتكملة رقم: 2311 وبغية الملتمس رقم: 1143.

899 - عيسى بن حزم بن عبد الله بن عمر بن اليسع الغافقي:

899 - عيسى بن حزم بن عبد الله بن عمر بن اليسع الغافقي (1) : كولي (2) سكن جيان ثم المرية، أبو الاصبغ الفخار؛ تلا القرآن العظيم على جماعة منهم: أبوه وأبو بكر يحيى بن سعيد بن حبيب وأبو جعفر الخزرجي وآباء الحسن: ابن الدوش والعبسي وابن يوسف السالمي، وأبو الحسين ابن البياز وأبو داود الهشامي وأبو زكريا بن سعيد المحاربي وأبو القاسم بن النخاس وأبو [؟] (3) بن مدوش؛ وروى عن أبوي عبد الله: ابن فرج وابن المناصف، وأبي علي الغساني وأبي محمد بن عتاب وأبوي الوليدك ابن بقوة وابن رشد. تلا عليه ابنه أبو يحيى اليسع وأبو إسحاق بن قرقول وأبو عبد الله ابن عبادة وأبوا العباس: ابن البلنسي وأبو محمد ابن البراذعي وأبو القاسم أبن حبيش وأبو نصر فتح بن محمد بن فتح؛ وروى عنه أبو القاسم ابن [149 و] بشكوال. وكان مقرئاً مجوداً ضابطاً متقناً، فقيهاً مشاوراً فاضلاً، ولي الخطابة بجامع المرية والشورى بها مدة قضاء أبي الحسن بن أضحى، وعرف بالطهارة والزكاء والورع ومتانة الدين والصلاح والتقلل من الدنيا. 900 - عيسى بن حماد بن مالك بن حجاج بن وافق بن راهب الفزاري.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 48 والتكملة رقم: 1925 وبغية الملتمس رقم: 1142 وغاية النهاية: 608. (2) هامش ح: كولية من عمل بسطة، وفي م: كوبي. (3) بياض في الأصول.

901 - عيسى بن حسن بن علي بن عبد الرحمن بن [؟] :

901 - عيسى بن حسن بن علي بن عبد الرحمن بن [؟] : وهو أخو علي، روى عن جده علي المذكور. 902 - عيسى بن حسين بن عيسى القيسي: إشبيلي، كان فقيهاً عاقداً للشروط، حسن الخط مبرزاً في العدالة، حياً سنة خمس وسبعين وخمسمائة. 903 - عيسى بن خلف بن أبي خالد بن منصور الهشامي: مرسي؟ فيما أحسب - روى عن أبي الطيب سعيد بن فتح (1) . 904 - عيسى بن رافع (2) أحمد بن خليفة بن سعيد بن رافع بن حلبس الأموي: بلنسي أبو الأصبغ؛ تلا بالسبع على أبي الحسين بن البياز وأبي داود الهشامي، وكان مقرئاً مجوداً متصدراً لذلك. 905 - عيسى بن سعيد: أندلسي أبو الأصبغ؛ رحل مشرقاً، ودخل بغداد، واخذ بها عن أبي بكر الأبهري، ورى أيضاً عن أبي الحسن بن مقسم، وقفل إلى الأندلس. روى عنه أبو بكر بن الغراب.

_ (1) هنا ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: عيسى بن خلف اليعمري أبذي - بالباء واحدة والذال المعجم - أبو الأصبغ صاحب الوردة. أخذ القراءات عن أبي القاسم الخزرجي. أخذ عنه أبو عبد الله أبن فرج الثغري وكان مقرئاً. (2) هامش ح: ألفي أسم عيسى هذا بخط يده على نسخة من " ناسخ القرآن ومنسوخه " لمكي قد قرأها على أبي داود الهشامي وسمع أبنه خليفة من عيسى بتاريخ ثلاث وتسعين وأربعمائة وقد كتب إسمه هكذا: عيسى بن أحمد بن خليفة بن نافع فينبغي أن يقدم ووهم المصنف فيه ووهم أبن الأبار من قبله.

906 - عيسى بن سلمة بن يوسف الأنصاري:

906 - عيسى بن سلمة (1) بن يوسف الأنصاري (2) : من ساكني ميورقة أبو الأصبغ؛ روى عن ابي الحسن بن النعمة، وأدعى الرواية عن أبي الحسن بن هذيل. روى عنه غير واحد، وتوفي في نحو العشرين وستمائة. 907 - عيسى بن سليمان بن عبد الله بن عبد الملك بن عبد الله بن محمد الرعيني (3) : مالقي أبو محمد الرندي؛ روى بالأندلس عن أبي إسحاق الزوالي وأبي الحجاج بن الشيخ وأبي العباس الجيار وأبي محمد ابن القرطبي وغيرهم، ورحل وحج وأقام في رحلته نحو ستة عشر عاماً (4) ولقب هنالك برشيد الدين، واستكثر من قلاء مشايخ تلك البلاد ووالى الأخذ عنهم، وعني بذلك العناية التامة، فروى بدمشق عن أبوي عبد الله: خطيبها الدولعي (5) ونزيلها البرزالي ونزيلها أبي عمر بن غالب ابن محمد بن حبيش وأبي القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصري الربعي التغلبي وأبي نصر محمد بن [149 ظ] هبة الله بن مميل وأبي [؟] عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر بن مفضل بن سرور بن عيسى الأربلي

_ (1) م: مسلمة. (2) ترجمته في صلة الصلة: 50 والتكملة رقم: 2419. (3) ترجمته في صلة الصلة: 51 والتكملة رقم: 1929. (4) هامش ح: بل أقام نحو عشرين. (5) هامش ح: الدولعية قرية من قرى الموصل، أصل هذا الشيخ منها وهو محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين بن زيد؟. هدية بن؟. التغلبي الأرقمي، قلت: أنظر شذرات الذهب 5: 174 (وفيات عام 635) .

وأبي [؟] (1) إسماعيل الشيباني الحنفي، وروى عن ابي إبراهيم عبد الله ابن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة ومحيي الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد ورضي الدين أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار وأبي [؟] (2) محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسيين. وقفل إلى الأندلس، ووصل إلى مالقة في أوائل إحدى وثلاثين وستمائة بروايات واسعة وفوائد جمة وغرائب نافعة، على انه امتحن بالأسر في صدره، فذهب عنه كثير مما جلب، فروى عنه بها أبو بكر بن خميس وأبو عبد الله بن علي بن عسكر وهو في عداد أصحابه، وحدث عنه بالإجازة أبو عبد الله ابن الأبار، وروى عنه بسبتة أبو العباس ابن فرتون. وكان محدثاً ضابطاً متقناً حسن الخط كتب الكثير، قائماً على معرفة الرجال، مميزاً صحيح الحديث من سقيمه، مبرزاً في علومه، ديناً فاضلاً، قدم للإمامة بجامع مالقة فمرض قبل الصلاة فيه بالناس، وتوالى مرضه إلى أن توفي - رحمه الله - لثمان خلون من ربيع الأول سنة ثنتين وثلاثين وستمائة، ولم يطل الإمتاع به، ومولده في أحد شهري ربيع أحد وثمانين

_ (1) هامش ح: هو أبو الفضل إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سليمان الشيباني الموصلي الأصل القصراوي (؟) المولد. (2) هامش ح: يكنى أبا عبد الله وهو محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد العزيز بن إسماعيل بن منصور المقدسي الحافظ الرحال المصنف في الحديث، الفاضل. (قلت: تنبه لإختلاف نسبه بعد أحمد عما أورده المؤلف في المتن) .

908 - عيسى بن سليمان بن عيسى المعافري:

وخمسمائة (1) . 908 - عيسى بن سليمان بن عيسى المعافري: قرطبي؛ كان من أهل العلم والعدالة، حياً سنة عشرين وأربعمائة (2) . 909 - عيسى بن صالح: قرطبي أبو الأصبغ؛ روى عن مكي بن أبي طالب؛ روى عنه القاضي أبو عبد الله بن خليفة، ولعله غلط في اسم أبيه فإن المشهور بالرواية عن مكي عيسى بن خيرة. 910 - عيسى بن عبد الله اللخمي (3) : شريشي أبو موسى الذجي؛ روى عن أبي إسحاق الزوالي؛ روى عنه أبو القاسم عبد الكريم بن عمران وشيخنا أبو الحسن الرعيني. أنشدت على شيخنا أبي الحسن الرعيني، ونقلته من خطه، قال: أنشدني لنفسه ينفر بعض رؤساء العرب عن استكتاب يهويد: [150 و] : أيا ابن الأكرمين ومن علاه ... يوافق فرعها السامي أصول

_ (1) هامش ح: حدثني عن عيسى الرعيني المذكور القاضي الأجل أبو عبد الله بن علي بن أحمد بن علي بن برطال الأموي المالقي وهو آخر من روى عنه إجازة بإفادة خاله أبي عبد الله محمد بن علي بن خضر بن عسكر المذكور داخل الكتاب جميع ما يرويه. (2) ها هنا ترجمة مزيدة في ح وهي: عيسى بن شهاب: وادي آشي أبو الأصبغ؛ روى عن أبي عبد الله بن هشام الفهري، روى عنه أبو إسحاق البلفيقي وأخذ عنه حديث الأخذ باليد بشرطه من المسلسل. كان حياً في حدود سنة أربعين وستمائة. (قلت: أنظر هذه الترجمة في صلة الصلة: 52) . (3) ترجمته في برنامج الرعيني: 122.

912 - عيسى بن عبد الرحمن بن أزهر الحجري:

أترضى أن تكون فتى هلال ... وقيس وابن عمكم الرسول وتحمي دينه بالسيف نصراً ... وكاتبكم يكذب ما يقول وتنقده عليك العرب طراً ... أما في المسلمين به بديل متى نصحت يهود العرب يوماً ... أحقدهم لأوسكم يزول أيحكم فيهم سعد بحكم ... (1) ويلفى من يهود لكم خليل 911 - عيسى بن عبيد الله (2) بن هنيا اللخمي: شلبي أبو الأصبغ؛ روى عن أبي الحسن بن الطلاء. 912 - عيسى بن عبد الرحمن بن أزهر الحجري: شريشي أبو الاصبغ؛ روى عن أبوي القاسم: ابن جهور وابن مدير؛ روى عنه ابنه أبو بكر يحيى. 913 - عيسى بن عبد الرحمن بن عقاب الغافقي: قرطبي أبو الاصبغ؛ تلا بالسبع على أبي الحسن الحصري، وأجاز له ونظم إجازته له في قصيدة وهي: أجزت لعيسى السبع في ختمة قرا ... علي بها فليرو ذلك وليقري بما شاء منها أو بها فهو أهله ... بإتقانه مع ضبطه أحرف الذكر

_ (1) يشير إلى حكم سعد بن معاذ في بني قريظة أن يقتل منهم من جرت عليه المواسي وتسبى النساء والذرية وتقسم الأموال. (2) هامش ح: أحسبه عيسى بن عبد العزيز الآتي بعد فانظره.

وقوة حفظ ثم صحة نقله ... فما مثله من طالب لا ولا مقري وأذكر صحبي كلهم في إجازتي ... له بالذي أروي فمنهم أبو بشر سليل المعلى جاء من قيروانه ... وعبد الالاه ابن الحميد أخو البر ومنهم أبو العباس يحيى بن خالد ... وصاحبه الحبر النبيل أبو عمرو سليل ابن يحيى ثم أذكر بعده ... أبا القاسم البرقي ثم أبا بكر محمداً ابن الخازن بن محمد ... وزير عماد الدولة السامي القدر ومنهم أبو الخطاب نجل ابن يوسف ... سليل ابن يمن جل ذلك من وزر وصاحبنا السبتي علي بن يخلف ... وسائر صحبي نافر (1) العلم كالدر نظمت له شعراً تضمن ما قرا ... لخمس ليال قد خلون من الشهر لشعبان في ست وسبعين حقبة ... وزد مائتين في اثنتين من الدهر بذلكم يزهو أبو الأصبغ الذي ... أجزت ويدعو الله بالحمد والشكر [150 ظ] علي على عليا علي علاً علا ... فجل عن الاشباه والشرك والوزر فيا من تعالى في علو سمائه ... ويا عالم النجوى ويا كاشف الضر عيسى (2) ابن عقاب من عقابك أنجه ... وعطفاً على أستاذه الحصري الفهري

_ (1) كذا ولعلها: " ناثر ". (2) اقرأ بخطف الياء.

914 - عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن أصبغ بن هشام:

أنشدتها على شيخنا أبي الحسن الرعيني، قال: حدثني بها أبو القاسم ابن الطيلسان، قال: أنشدنيها أبو الأصبغ عيسى بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن ابن عقاب بمسجد أم معاوية من قرطبة، قال أنشدني أبي محمد بن عيسى، قال أنشدني أبي عيسى، قال كتب لي بهذه الإجازة المنظومة عند إكمالي عليه القرآن بالقراءات السبع في ختمة، وأنشدنيها المقرئ الإمام أبو الحسن علي بن عبد الغني الفهري الحصري رحمه الله. روى عنه ابنه أبو عبد الله، وكان مقرئاً مجوداً اقرأ القرآن طويلاً بجامع قرطبة، واتى يوماً إلى مصطبة إقرائه فأخذ يتنقل فلما رفع رأسه من سجوده وأراد النهوض إلى القيا عثر في ثوبه فسقط إلى الأرض ميتاً، نفعه الله. 914 - عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن أصبغ بن هشام: لاردي أبو الأصبغ بن كراديس؛ روى عن أبي عمر أحمد بن حسين وأبي المطرف عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن هشام؛ وكان أديباً حافظاً وله " شرح جيد في قصيدة أبي مروان الجزيري في السنة والحكم والوصايا والأمثال " (1) ، وكان بعد الأربعين وأربعمائة.

_ (1) هو عبد الملك بن إدريس الجزيري الكاتب أبو مروان من وزراء الدولة العامرية (انظر الجذرة: 261) وقصيدته المذكورة كتب بها إلى بنيه، وهي طويلة وأولها: ألوى بعزم تجلدي وتصبري ... نأي الأحبة واعتياد تذكري ومنها أبيات في الجذوة واليتيمة 1: 437 وانظر فهرست ابن خير: 410.

915 - عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن عبد الرحمن:

915 - عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن عبد الرحمن: قرطبي أبو القاسم المجريطي، وابن الحاج، وهو أخو أبي العباس يحيى؛ روى عن أبي جعفر البطروجي وأبي القاسم بن محمد بن بقي. 916 - عيسى بن عبد الرحمن التجيبي: طليطلي أبو الأصبغ؛ روى عن شريح. 917 - عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى (1) التجيبي: إشبيلي، أبو القاسم ابن الحاج؛ روى عن أحمد بن محمد بن بقي. 918 - عيسى بن عبد الصمد (2) : أبو الأصبغ روى عن شريح. 919 - عيسى بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن سليمان اللخمي (3) : شريشي استوطن الإسكندرية، أبو القاسم الوجيه؛ روى عن أبي إسحاق بن محمد التطيلي، وادعى [151 و] الإكثار عنه في السماع منه، وأبي الطاهر السلفي، وأكثر عنه؛ روى عنه أبو إسحاق بن محمد بن غليب القيجاطي وأبو علي عمر بن أحمد بن هاني، قال

_ (1) بن؟. عيسى: سقطت من م. (2) هذه الترجمة سقطت من م ط. (3) في هامش ح تعليقة طمس بعضها، وفيها " ذكر شيخنا أبو جعفر أبن الزبير عبد العزيز هذا قال: أراه من أهل قيجاطة، قال: روى القراءات وغيرها عن أبي الطيب عبد المنعم بن علي المعروف بأبن الخلوف وعن أبي محمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن سعادة الداني وأبي الفوارس نجا بن نجا؟. بن أبي حمرة القاضي وغيرهم؟. (قلت: وليست هذه الترجمة في الجزء المطبوع من صلة الصلة وأنظر غاية النهاية: 609) .

920 - عيسى بن عبد العزيز بن هنيئا اللخمي:

ابن الأبار (1) : وقفت على ذلك من " برنامجه " وأنا برئ من عهدته لعدم الإحاطة بما فيه من المناكر، ولهذا الشيخ من التخليط والغلط الذي لا يقع فيه أحد ممن زوال هذه الصناعة أدنى مزاولة، عفا الله عنه وسمح له. 920 - عيسى بن عبد العزيز بن هنيئا اللخمي (2) : شلبي أبو الإصبغ؛ روى عن أبي القاسم بن رضا وغيره؛ روى عنه أبو البقاء يعيش بن علي. 921 - عيسى بن عبد الواحد: أبو الأصبغ ابن أخت اللمائي؛ روى عن عطية بن سعيد الأندلسي؛ حدث عنه أبو الوليد بن ميقل " بجامع الترمذي " مناولة عن عطية عن أبي جعفر بن الحكم الحجبي عن أبي جعفر محمد بن جماهر عن أبي عيسى، وهو إسناد غريب غير معروف، قاله ابن الأبار. 922 - عيسى بن عبد الواحد: روى عن بقي بن مخلد. 923 - عيسى بن علي بن عيسى المعافري: روى عن أبي مروان ابن عبد العزيز الباجي، وكان فقيهاً مبرزاً في العدالة.

_ (1) هامش ح: لم أقف عليه في التكملة. (2) هامش ح: هو المتقدم الذكر فيما أحسب، الذي نبهنا عليه (راجع رقم: 911 فيما تقدم) قلت: أنظر ترجمته في صلة الصلة: 49 والتكملة رقم: 2416.

924 - عيسى بن علي بن عيسى:

924 - عيسى بن علي بن عيسى: أبو الأصبغ؛ له إجازة من أبي محمد بن عتاب. 925 - عيسى بن عمرو بن شجرة المعافري: روى عن أبي الحسن ابن حماد؛ روى عنه أبو بكر بن أحمد بن سيد الناس. 926 - عيسى بن عياش بن محمد القيني (1) : مالقي أبو الأصبغ؛ كان متفنناً في معارف جليلة، حسن التصرف فيما يتناول من العلوم، محدثاً متكلماً نحوياً اديباً فقيهاً، مبرزاً في عقد الشروط، خطيباً فاضلاً ديناً ورعاً، صنف في علم الحديث وغيره، وقدم للخطابة بجامع مالقة والإمامة (2) به عام اثنين وعشرين، التزم ذلك إلى ان توفي وقت الرواح لصلاة الجمعة، لثلاث خلون من شعبان ثمان وعشرين وستمائة، وصلي عليه على شفير قبره إثر صلاة العصر من يوم السبت تالي يوم وفاته [151 ظ] . 927 - عيسى بن فتح: شاطبي السكنى، صحب أبا جعفر البتي وأبا داود المقرئ، وكان حافظاً للأخبار، ذاكراً للتواريخ والآداب والأشعار واللغات، مشاركاً في النحو، ومال إلى دراسة الفقه فانتقل إلى اغمات وريكة، ولازم أبا محمد بن إسماعيل الأندلسي ففقه، ثم

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 50؛ وفي هامش ح: قرأ على أبي إسحاق بن أغلب الزوالي؛ وهذا مذكور في صلة الصلة. (2) م ط: والإقامة.

930 - عيسى بن محمد بن أبي الفضل:

استقضي باغمات، واستمرت ولايته نحو ثلاثة أعوام، وتوفي سنة أربع وخمسمائة في عشر الثمانين. 928 - عيسى بن فطيس بن أصبغ بن عيسى بن فطيس؛ الوزير أبو الأصبغ؛ روى عن أحمد بن بقي. 929 - عيسى بن لب بن محمد بن الحسين بن خلف بن أيوب بن ديسم ابن يوسف بن ديسم بن إسماعيل بن العافية بن إبراهيم بن مقدم بن طريف (1) بن مقدم بن طريف بن (2) عمر بن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف؛ كذا نقلت نسبه من خطه، الزهري [؟] ، (3) أبو الحسن؛ روى عن صهره أبي زوجه ابي عبد الله بن الأبار وأبي الحسين بن السراج وأبي بكر محمد بن أحمد بن سيد الناس (4) . 930 - عيسى بن محمد بن أبي الفضل: بلنسي؛ كان من أهل العلم؛ حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة.

_ (1) م ط: طرائف. (2) ظريف بن: سقطت من م ط، ويبدو أبن معلق ح وقد زادها إعتماداً على ما أورده أبن الزبير. (3) بياض في الأصول. (4) هامش ح: وروى أيضاً عن أبي بكر بن محرز وأبوي الحسن: أبن حيوة وأبن قطرال وأبي الربيع بن سالم وأبي عبد الله بن قاسم وأبي عامر بن نذير، قرأ عليهم وأجازوا له وسمع. مولده سنة خمس عشرة وستمائة، وتوفي بتونس ليلة الاثنين لأربع وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان ست وثمانين وستمائة، ومن شعره: عداني هم لادكار أحبتي ... يراوحني طوراً وطوراً يباكر وكل قصي الدار يذكر أهله ... ولكن كذكري ليس يذكر ذاكر واستجاز له أبو إسحاق البلفيقي جملة وافرة من أهل المشرق.

931 - عيسى بن محمد بن أصبغ بن محمد بن أصبغ بن عيسى بن اصبغ الأزدي:

931 - عيسى بن محمد بن أصبغ بن محمد بن أصبغ بن عيسى بن اصبغ الأزدي: قرطبي أبو الأصبغ بن المناصف، والد القاضي أبي عبد الله والكاتب أبي عمران والنحوي أبي إسحاق؛ روى عن أبيه وأبي بكر عبد العزيز بن خلف بن مدير، وخرج زمن الفتنة إلى بلد أفريقية وتجول بها واستوطن القيروان؛ روى عنه أبناؤه المذكورون، ولم يكن من أهل هذا الشأن. 932 - عيسى بن محمد بن بقي: حجاري؛ روى عن أبي عمر الطلمنكي روى عنه ابنه إسماعيل. 933 - عيسى بن محمد بن حبيب الحميري: طلياطي من بيت الوزير حبيب الحميري (1) ؛ تلا بالسبع على أبي بكر بن صاف وأبي محمد الباجي الكفيف، وسمع الحديث من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون، وصحب القاضيين: أبا حفص بن عمر وأبا محمد بن حوط الله، ومن قبلهما ولي قضاء موضعه والصلاة والخطبة بجامعه؛ روى عنه أبو عبد [152 و] الله بن أيوب السكوني وكان مقرئاً ماهراً فقيهاً حافظاً صاحب دعابة، توفي في حدود خمس وستمائة (2) .

_ (1) يعني الوزير الأديب إسماعيل بن محمد الحميري الملقب بحبيب صاحب كتاب البديع في وصف الربيع من شعراء المعتضد بن عباد (- 440) أنظر المغرب 1: 245 والذخيرة (القسم الثاني - المخطوط) : 48 والجذوة: 152 وبغية الملتمس رقم: 534. (2) ها هنا ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: عيسى بن محمد بن زكريا الأنصاري تدميري أبو الأصبغ؛ روى عن أبي بكر محمد بن خلف بن سليمان بن فتحون ولازمه وأكثر عنه، وقيد بخطه الكثير وكان من أهل الإعتناء، حياً في حدود أربعين وخمسمائة (قلت: أنظر هذه الترجمة في صلة الصلة: 48) .

934 - عيسى بن محمد بن زكريا التميمي:

934 - عيسى بن محمد بن زكريا التميمي: أبو الأصبغ بن الزاهد؛ روى عن أبي الحسين بن الطلاء، وكان فقيهاً حافظاً مشاوراً بصيراً بالفتوى درباً في معانيها. 935 - عيسى بن محمد بن شاهد الأنصاريك إشبيلي؛ روى عن أبي محمد بن السيد؛ روى عنه أبو عبد الله بن عبد الرحمن الأموي. 936 - عيسى بن محمد بن شيب الغافقي (1) : قرموني استوطن مدينة فاس أبو موسى الأشل، لشلل كان بيده اليمنى؛ روى عن أبوي بكر: الأبيض وابن العربي، وأبي عبد الله جعفر حفيد مكي وأبي العباس ابن سيد اللص وأبي محمد بن عتاب. روى عنه أبو الحسن بن القطان وأبو محمد عبد العزيز بن ريدان (2) . وكان فقيهاً حافظاً عارفاً ماهراً في عقد الشروط بصيراً بعللها، نحوياً بارعاً أديباً كاتباً شاعراً محسناً، جميل العشرة طريف الدعابة، حسن الخط وراقاً؛ توفي بفاس بعد صلاة المغرب من ليلة الجمعة، وقيل يوم الخميس، لتسع بقين من جمادى الآخرة سنة ست، وقيل سنة سبع، وثمانين وخمسمائة، ودفن إثر صلاة الجمعة، قاله أبو الحسن بن القطان؛ وقال ابن فرتون: انه توفي سنة ست وثمانين. 937 - عيسى بن محمد بن عبد الله بن خلف العبدري: مروي أبو

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 49 والتكملة رقم: 1927. (2) م ط: زيدان.

938 - عيسى بن محمد بن عبد الله اللخمي:

الأصبغ ابن الواعظ؛ صحب أبا بكر يحيى بن بقي، وتغرب عن وطنه في الفتنة فسكن الش، وروى بها عن أبي الحسن بن فيد؛ روى عنه أبو عمر بن عياد، وكان أديباً ناظماً ناثراً ماهراً، ولد بالمرية سنة سبع وخمسمائة وتوفي صادراً عن مرسية إلى ألش سنة ست وسبعين وخمسمائة أو نحوها. 938 - عيسى بن محمد بن عبد الله اللخمي: سرقسطي؛ كان من الفقهاء المبرزين في العدالة، حياً سنة ست وثلاثين وأربعمائة. 939 - عيسى بن محمد بن عتيلة (1) الأموي: قرطبي؛ كان من أهل العلم والعدالة، حياً سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. 940 - عيسى بن محمد بن [152 ظ] عمر بن أسودك مروي أبو الاصبغ؛ رحل وحج وأخذ عن أبي ذر الهروي وأبي محمد الشنتجالي، وعاد إلى بلده؛ روى عنه قريبه أبو إسحاق بن أحمد بن أسود وأبو بكر عمر بن احمد بن الفصيح، وكان مقرئاً محدثاً. 941 - عيسى بن محمد بن عمر بن محمد بن عيسى. 942 - عيسى بن محمد بن عمر: قرطبي أبو الأصبغ الألبي (2) ؛ روى عن أبي مروان بن مسرة.

_ (1) م ط: عقيلة. (2) م ط: الألي.

943 - عيسى بن محمد بن عيسى بن إسماعيل الزيادي:

943 - عيسى بن محمد بن عيسى بن إسماعيل الزيادي: إشبيلي أبو الأصبغ، وهو أخو عبد الله ويحيى؛ روى عن أبي الحكم عمرو (1) بن أحمد بن حجاج وأبي الباس بن النخاس وأبي الحسن شريح. 944 - عيسى بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن عقاب الغافقي (2) : أبو الأصبغ؛ تلا على أبوي عبد الله: أبيه وابن أبي جعفر ابن غفريل (3) وأبي القاسم بن رضا؛ روى عن أبي الوليد بن الدباغ؛ روى عنه أبو القاسم بن الطيلسان. وكان من حسباء قرطبة وفضلائها ومجودي مقرئيها، أم بالناس في أشفاع رمضان بجامعها كثيراً، واكتب القرآن مدة طويلة، ثم تولى خطة المواريث مدة ظهرت فيها أمانته، وكان كثير تلاوة القرآن حسن الصوت به جميل الإيراد له. حدث أنه مكث غائباً ببلاد النصارى - دمرهم الله - ببعض جزائر البحر زماناً إذ كان قد امتحن بالأسر في البحر، وقد ركبه مشرقاً حاجاً، وان سبب سراحه أنه تقاطع مع الله تعالى على إنقاذه من الأسر بمائة ختمة يختمها من القرآن العزيز، فكان متى ختم ختمة قام إلى حائط فخط فيه خطاً، فبينا هو يوماً قد ختم القرآن وكانت تمام الختمات المائة، وهو لم

_ (1) م: عمر. (2) ترجمته في صلة الصلة: 50 والتكملة رقم: 1928 وغاية النهاية: 614. (3) م ط: عفريل، صلة الصلة: غفرال.

945 - عيسى بن محمد بن عيسى بن موسى بن عيسى بن سعيد الأنصاري:

يشعر لذلك، رأى طائراً كان محبوساً في قفص هنالك وقد انفتح له باب القفص فخرج منه ووقف على ظهره فسوى جناحيه وطار، فوقع بخاطره أن ذلك تنبيه من الله عز وجل له، فقلم إلى تلك الخطات التي كان يخط بالحائط فعدها فألفاها مائة خطة، فخرج في الليلة الآتية إلى شاطيء البحر فوجد هنالك زورقاً فدخل فيه هو وجماعة معه من المسلمين الأسارى فنجاهم الله بنجاته، وخرجوا جميعاً إلى [153 و] بلاد المسلمين سالمين، والحمد لله رب العالمين. ولد عام ستة وعشرين وخمسمائة، وتوفي يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من محرم ستمائة، وصلى عليه المقرئ أبو عبد الله بن عياش الشنتيالي، ودفن بمقبرة ابن عباس (1) . 945 - عيسى بن محمد بن عيسى بن موسى بن عيسى بن سعيد الأنصاري: بلنسي أبو الأصبغ المنزلي؛ روى عن جده عيسى وتفقه بأبي بكر بن برنجال وغيره، وكان عاقداً للشروط معنياً بها، معروفاً بالخير والفضل، ولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وتوفي قريباً من الأربعين وخمسمائة.

_ (1) هنا تقع ترجمة مزيدة في ح (الورقة: 154) وهي: عيسى بن محمد بن عيسى بن محمد التجيبي وادي آشي نزل المرية، أبو الأصبغ، تلا بالسبع على أبي محمد الدهان وأحزاباً من القرآن بالسبع جمعاً على أبي عبد الله البسطي وصحب الزاهد العابد أبا إسحاق البلفيقي الأكبر مدة وأخذ بسبتة عن أبي العباس العزفي وبفاس عن أبن الكتاني وأبن عشوي وبمراكش عن أبي الحسن بن القطان وبالمرية عن أبي عبد الله بن هشام وسمع منه وأجاز له، وكان معلم كتاب مقرئاً بالقرآن العزيز، لزم ذلك نحو ثلاثين سنة بالمرية وغيرها، وكان من أهل الخير والصلاح والعفة تلا عليه بحرف نافع أبو إسحاق البلفيقي الأصغر وقرأ عليه غير ذلك.

946 - عيسى بن محمد بن فتوح بن فرج بن خلف بن عياش بن وهبون بن فتحون بن حرب الهاشمي:

946 - عيسى بن محمد بن فتوح بن فرج بن خلف بن عياش بن وهبون بن فتحون بن حرب الهاشمي (1) : بلنسي النشأة والسكنى منتشوني الأصل، أبو الاصبغ بين المرابط؛ تلا بالسبع على أبي بكر الصناع الهدهد وابي زيد الوراق وأبي عبد الله بن باسه وابي عمران اليناشتي الضرير، وروى عن أبي داود المقرئ وأبي علي الصدفي؛ تلا عليه بالسبع أبو عبد الله بن الخباز، وروى عنه أبو عبد الله بن سعادة المعمر؛ وحدث عنه بالإجازة ابنا عياد، وكان متقدماً في صنعة الإقراء صدراً في رؤساء متقني الأداء، متصدراً لذلك عارفاً بالشروط حسن الخط، وله في رواية ورش مصنف سماه " بالتقريب والحرش (2) ". ولد سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وتوفي ببلنسية لخمس خلون من رجب ثنتين وخمسين وخمسمائة، وقيل توفي سنة إحدى وخمسين. 947 - عيسى بن محمد بن نعمان البكري: بلنسي أبو بكر؛ أخذ عن شيوخ بلده وتفقه ببعضهم، وكان مشاركاً في فنون من العلم، توفي يوم وقيعة أنيشة - وهو يوم الخميس لعشر بقين من ذي حجة أربع وثلاثين وستمائة.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 49 والتكملة رقم: 1926 ومعجم الصدفي: 290 (رقم: 273) وغاية النهاية: 614. (2) هامش ح: سمعت جميعه في أصل مؤلفه بخطه على أبن صالح ببجاية وثنا به سماعاً بلفظه أبن زاهر مرتين وقرأته مراراً وعرضاً عن ظهر قلب على أبن الولي، وتفقهاً فيه وقراءة أيضاً على أبن برطلة بسماع ثلاثتهم من أبن سعادة المعمر، وزاد أبن زاهر منهم: وأبن عون الله - جميعاً عن مؤلفه.

948 - عيسى بن محمد بن يوسف بن سليمان بن عيسى:

948 - عيسى بن محمد بن يوسف بن سليمان بن عيسى: إشبيلي شنتمري الأصل أبو الأصبغ، وهو حفيد الاعلم، روى عن أبي الحسن يونس بن مغيث (1) . 949 - عيسى بن محمد الأنصاري: أبو الأصبغ؛ روى عن أبي [155 ظ] الحسن بن الباذش. 950 - عيسى بن محمد العبدري: أبو الأصبغ؛ روى عن أبي محمد الرشاطي. 951 - عيسى بن محمد: أبو الأصبغ ابن الحطام؛ روى عن أبي عمران المقرئ، روى عنه أبو إسحاق بن قرقول؛ وكان مقرئاً فاضلاً ديناً، عمر طويلاً. 952 - عيسى بن محمد: أبو عبد الله؛ روى عن محمد بن احمد بن حماد زغبة، روى عنه ابن جميع (2) . 953 - عيسى بن محمد: روى عن أبي لواء ياسين بن محمد بن عبد

_ (1) هامش ح: وروى أيضاً حفيد الأعلم المذكور عن أبي عبد الله محمد بن أبي الحسين بن إبراهيم بن يحيى وسمع منه وأجاز له. وقفت على خطه له مؤرخاً بالعشر الآخر لذي حجة ثلاثين وخمسمائة وقال فيه: " صاحبنا ". (2) أورد بهامش ح مثلاً من مرويات أبن جميع منقولا من معجمه.

955 - عيسى بن منيب بن كامل الأموي:

الرحيم، ورحل مشرقاً، وحكى عنه أبو سعيد بن يونس (1) . 954 - عيسى بن مسعود بن علي بن مسعود بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن محمد بن عيسى الأموي، قرطبي؛ كان مكتباً متقدماً في التاديب، مقدماً في الإمامة في صلاة الفريضة. 955 - عيسى بن منيب بن كامل الأموي: قرطبي؛ كان من أهل العلم والعدالة، حياً سنة ثمانين وثلاثمائة. 956 - عيسى بن موسى بن بشكوال (2) أبو موسى؛ روى عن أبي القاسم بن بشكوال. 957 - عيسى بن موسى بن عمر الشعباني (3) : مشلوني سكن غرناطة أبو الأصبغ ابن زروال؛ روى عن أبي الحسن شريح وأبي عبد الله ابن أخت غانم وأبي محمد بن أيوب الشاطبي وأبي مروان الباجي. روى عنه أبو بكر بن خير، وهو في عداد أصحابه، وكان من أجلة أهل الأدب بليغاً شاعراً مجيداً ماهراً خطيباً مصقعاً، وله قصيدة طويلة ميمية في

_ (1) هاهنا تقع ترجمة كزيدة في هامش ح (الورقة: 155) : عيسى بن مزين أبو الأصبغ؛ كان فقيهاً موصوفاً بزهد وفضل روى عنه المقرئ أبو الحجاج يوسف بن يحيى بن يقاء اللخمي وذكره (قلت: أنظر هذه الترجمة في صلة الصلة: 49) . (2) ترجمته في صلة الصلة: 50. (3) ترجمته في صلة الصلة: 46 والتكملة رقم: 2413.

958 - عيسى بن موسى بن عيسى بن سعيد الأنصاري:

الرد على نقفور عظيم الروم (1) . 958 - عيسى بن موسى بن عيسى بن سعيد الأنصاري (2) : بلنسي أبو الأصبغ المنزلي؛ روى عن أبيه وأبي داود المقرئ وأبي الوليد الباجي، وتفقه بابي عبد الله بن ربيعة وغيره؛ روى عنه حفيده أبو الأصبغ عيسى بن محمد المذكور قبل (3) ، وأبو عبد الله بن سليمان القلعي الوراق؛ وكان عارفاً بالفقه متحققاً به، عاقداً للشروط مبرزاً في البصر بها، متقدماً في المشاورين درباً بالفتوى، وهو كان مفتي صاحب الأحكام أبي محمد واجب بن عمر، وتوفي ليلة الثلاثاء تاسعة عشرة لربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. 959 - عيسى بن نمارة: قرطبي - فيما احسب -؛ رحل مشرقاً، وأخذ مع [156 و] أخيه كبيرة سعيد عن أبي عبد الله محمد بن الحسين ابن يوسف الاصبهاني، سنة ثنتين وعشرين وأربعمائة. 960 - عيسى بن يحيى بن حاتم - أو حكم - القيسي.

_ (1) رواها عنه أبو بكر بن خير (الفهرسة: 410) وأولها: من الملك المنصور من آل هاشم ... سليل السراة المنجبين الأعاظم وهي 172 بيتاً. ولأبن حزم قصيدة مثلها في الرد على نقفور وقد جعلتها ملحقة بكتابي " تاريخ الأدب الأندلسي - عصر سيادة قرطبة " فيما الحقته من شعر أبن حزم، ومثلهما قصيدة ثالثة في الموضوع نفسه لأبي بكر القفال الشاشي أوردها السبكي في طبقات الشافعية. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1924. (3) أنظر الترجمة رقم: 945.

962 - عيسى بن يحيى بن عيسى بن برال:

961 - عيسى بن يحيى بن عيسى بن أبي الأدهم. 962 - عيسى بن يحيى بن عيسى بن برال: مروي أبو الحسن؛ روى عن خاله أبي الحسن بن معدان. 963 - عيسى بن يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن بن أزهر الحجري: شريشي أبو القاسم؛ روى عن ابي الحسن بن جميل وأبي العباس بن عبد المؤمن وأبي عمرو بن غياث؛ روى عنه أبو بكر بن احمد بن سيد الناس، وتوفي سنة سبع وثلاثين وستمائة. 964 - عيسى بن يحيى بن عيسى (1) : أبو الأصبغ ابن الليطالني؛ روى عن أبي الحسين بن الطراوة. 965 - عيسى بن يحيى: أبو الأصبغ؛ رحل مشرقاً، وأخذ عن أبي القاسم الجوهري؛ روى عنه أبو عبد الله بن الأحدب الإشبيلي. 966 - عيسى بن يخلف: من أهل رية؛ روى عن سعيد بن نصر وصحبه وأكثر عنه، وحكى ان سعيد بن نصر حدث بكثير من " الموطأ " عن قاسم بن أصبغ، ولم يذكر هذا أبو عمر بن عبد البر بل حدث عنه بجميع الموطا، وحفظه وأمانته لا خفاء بهما، فالله اعلم. 967 - عيسى بن يوسف بن سليمان بن عيسى: إشبيلي شنتمري

_ (1) سقطت هذه الترجمة من م ط.

968 - عيسى بن يوسف بن عيسى بن إسماعيل الأنصاري:

الأصل، أبو الأصبغ وأبو أيوب بن الأعلم، وهو ولد أبي الحجاج الأعلم؛ وأبي عبد الله بن فرج (1) ، روى عن أبيه وكان له اختصاص بأبي [؟] (2) عبيد الله بن المعتمد بن محمد بن عباد حتى استوزره ونال معه دنيا عريضة. 968 - عيسى بن يوسف بن عيسى بن إسماعيل الأنصاري: روى عن أبي الحسن شريح. 969 - عيسى بن يوسف بن محمد المخزومي الفراء: روى عن شريح. 970 - عيسى بن يوسف بن يوسف بن سليمان بن عيسى: إشبيلي شنتمري الأصل أبو الأصبغ بن الأعلم وهو حفيد أبي الحجاج الأعلم؛ روى عن أبي الحسن شريح. 971 - عيسى بن الحاج التجيبي: أبو الأصبغ؛ روى عن أبي عبد الله بن الفرس، لعله المجريطي أو الراوي عن أبي [156 ظ] القاسم بن بقي أحد المذكورين قبل، والله اعلم. 972 - عيسى بن الشبيكة: شلبي؟ فيما أحسب - أبو الأصبغ؛ روى عن أبي الحسن بن الطلاء. 973 - عيشون بن محمد بن محمد بن عيشون اللخمي: مرسي نزل

_ (1) هناك نقص وقع قبل كلمة " وأبي عبد الله "، وقد وضع معلق ح علامة تحويل عند هذا الموضع ثم لم يثبت شيئاً في الحاشية. (2) بياض في الأصول.

الغين

تونس أبو عمر، يمع إياه وأبا العباس بن عميرة وأبا جعفر بن شراحيل وأبا عبد الله بن الأبار، وتدبج معه، وأجاز له أبوا بكر: أبن حسون وعبد الله بن عطية، وأبن أبي زمنين وأبوا جعفر: أبن حكم وأبن مضاء، وأبو الحجاج بن الشيخ وأبو العباس بن مقدام وأبو العطا بن نذير وأبو القاسم بن سمحون وأبو الكامل المالقي وأبو محمد عبد الحق الخزرجي وغيرهم. ولد سنة تسعين وخمسمائة، وتوفي بتونس في أواخر رجب أربع وأربعين وستمائة. 974 - غازي بن علي بن عبد العزيز السعدي: أبو الحسن؛ روى عن أبي القاسم عبد الرحيم بن محمد بن الفرس (1) . 975 - غالب بن أحمد بن حفصون: أبو الوليد؛ روى عن أبي الحسين بن الطلاء. 976 - غالب بن أحمد بن خالد: أبو تمام؛ روى عن أبي داود الهشامي. 977 - غالب بن أمية بن غالب، ويقال فيه أمية بن غالب، وقد تقدم في من أسمه أمية (2) .

_ (1) هاهنا ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: غالب بن أحمد بن أصبغ بن عبد الصمد القشيري وادي آشي ومن قرية أرنتيرة من سندها، روى عن غالب بن عطية وأبوي الوليد: أبن رشد وأبن زياد العوفي. روى عنه أبو تمام العوفي وأبو عبد الله بن خلف بن اليسر وكان فقيهاً جليلاً توفي سنة ستين وخمسمائة (قلت: أنظر هذه الترجمة في صلة الصلة: 167) . (2) ترجمته في التكملة رقم: 1955 وبغية الملتمس رقم: 1275 والجذوة: 305.

978 - غالب بن حسن بن سيد بونه الخزاعي:

978 - غالب بن حسن بن سيد بونه الخزاعي (1) : أبو تمام روى عن أبي عبد الله بن مزين بن الكماد (2) ؛ روى عنه أبو الحسن فضل بن فضيلة، وحدثنا عنه مكاتبة. 979 - غالب بن الحسن بن عبد الولي: أبو تمام بن العجنة. 980 - غالب بن زيدون: أبو الحسن؛ روى عن القاضي أبي بكر أبن العربي. 981 - غالب بن عبد الله بن أحمد بن مسعود بن مفرج بن مسعود أبن سفيان بن صنعون بن سفيان: شلبي، سكن بعض سلفه قنطرة السيف، أبو محمد القنطري، وهو أخو أبي القاسم محمد؛ روى عن أبي القاسم بن بشكوال وغيره من شيوخ أخيه، شاركه في بعضهم، وكان فقيهاً حافظاً مشاوراً. 982 - غالب بن أبي اليمن بن محمد بن (3) عامل

_ (1) هامش ح: هو غالب بن حسن بن أحمد بن سيد بونه الخزاعي، وادي لشتي، روى عن أبيه وأبي عبد الله بن مزين المذكور وصحب قريبه أبا أحمد بن سيد بونه وأنتفع بصحبته. وكان أبو تمام مقرئاً وأستاذاً مباركاً واستقضي ويقال إنه كان يختم القرآن في صلاته ما بين الفريضة والنافلة ولم يزل على ذلك حتى مات، وكانت وفاته سنة إحدى وخمسين وستمائة. حدثنا عنه؟. ووادي لشت (من نظر) دانية (قلت: أصبت بعضه مطموساً في هامش ح، والترجمة في الصلة: 169 وقد سقطت ما عد الأسم وأنظر غاية النهاية 2: 2) . (2) م: والكماد. (3) محمد بن: سقطت من م ط.

983 - غالب بن عبد الله بن هنيا:

القيسي: (1) ميورقي سكن دانية، أبو تمام القطيني (2) ؛ تلا بالسبع على أبي عمرو المقرئ وأجاز له مطلقاً، وسمع من أبي عبد الله حبيب بن أحمد وأجاز له [157 و] مروياته عن قاسم بن أصبغ وأبي علي البغداذي وغيرهما ورحل إلى صقلية سنة أربع عشرة وأربعمائة فأخذ بها عن أبي العلاء صاعد ابن الحسن، وقدم الأندلس فروى عن أبي عمر بن عبد البر، وصحب أبا الفتوح ثابتاً الجرجاني وأكثر عنه؛ روى عن أبي الوليد الباجي. روى عنه أبو الأصبغ بن شفيع وأبو بكر يحيى الفرضي وأبو الحسن عبد الرحمن بن أفلح القلبق. وكان مقرئاً محدثاً، ذا عناية بالعربية والآداب، درس ذلك طويلاً قال أبو الحسن عبد الرحمن بن أفلح المذكور: أجاز لي جميع رواياته ثم سألته عن سنه ومولده وبلده فقال: ولدت سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة في جزيرة ميورقة بقرية أبي التي يقال لها يلير، ثم توفي أبي ورجعت مع أمي إلى قرية والدها التي يقال لها قطين، وأقمت بها إلى سنة سبع وأربعمائة، ثم أرتحلت إلى حاضرة ميورقة لطلب العلم فنسبت إلى قطين قرية أم، وهذا أمر لم يسألني عنه أحد غيرك ولا أخبرت به أحداً سواك. وتوفي في اليوم الثاني عشر من رمضان خمس وستين وأربعمائة، وقيل سنة ست وستين، والأول الصحيح. 983 - غالب بن عبد الله بن هنيا: شنتمري أبو بكر؛ روى عن

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1956 وغاية النهاية 2: 2. (2) هامش ح: قطين قرية بميورقة.

984 - غالب بن عبد الرحمن بن غالب القرشي:

أبوي الحسن: محمد بن الوزان ويونس بن مغيث. 984 - غالب بن عبد الرحمن بن غالب القرشي: بلنسي أبو تمام؛ روى عنه أبو عبد الله أبن الخباز البناني، وكان مكتباً صالحاً فاضلاً. 985 - غالب بن عبد الرحمن بن محمد بن غالب الأنصاري (1) : قرطبي أبو بكر وأبو تمام، وهو ولد الأستاذ أبي القاسم الشراط؛ تلا بالسبع على أبيه وأبي بكر بن خير، وسمع منهما ومن أبي القاسم بن بشكوال وأكثر عنهم، وأبي إسحاق بن طلحة وأبي بكر الزرعال (2) ، وأبوي الحسن: عبد الرحمن بن أبي القاسم بن بقي وأبن عقاب، وآباء عبد الله: أبن حفص وأبن عراق وأبن علي اللاردي، وأبي العباس بن مضاء وأبي محمد بن يزيد السعدي. وأجاز له جماعة من الأكابر منهم أبوا الحسن: أبن حنين وأبن كوثر، وأبوا محمد: عبد الحق بن بونه والقاسم بن دحمان [157 ظ] روى عنه أبن أخته أبو القاسم بن الطيلسان وأبو الوليد بن الحاج. وكان من جلة المقرئين، ونبلاء المحدثين، ومهرة النحويين، حافظاً للغة ذاكراً للآداب، مع الفضل والزهد التام، باراً بإخوانه، حسن المحاضرة كريم المجالسة، ذا صوت حسن في القرآن والحديث، وأقرأ كثيراً بمجلس أبيه في حياته وبعد وفاته، وأسمع الحديث ودرس العربية وىلآداب، وكان يقرض شعراً لا بأس به.

_ (1) ترجمته في صلة الصلة: 168 والتكملة رقم: 1959. (2) م ط: الزرغال.

987 - غالب بن عبد الملك بن عبد العزيز بن موسى الكلبي:

ولد بين العشائين من ليلة الثلاثاء الثامنة عشرة من جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وتوفي في الربع الأول من ليلة السبت السادسة من ربيع الآخر عام ستمائة، ودفن لصق أبيه بمقبرة أم سلمة، وصلى عليه صهره إمام الفريضة بالجامع الأعظم أبو عبد الله بن عياش المقرئ الشنتيالي. 986 - غالب - ويقال عبد الغالب - بن عبد الكريم بن غالب - ويقال عبد الغالب - بن وهب بن حزم بن علوان القرشي. 987 - غالب بن عبد الملك بن عبد العزيز بن موسى الكلبي: منورقي روى عن خاله الرئيس أبي عثمان سعيد بن حكم وأبي الحسين بن حبيش؛ اللخمي الكاتب الأبرع. 988 - غالب بن علي بن غالب اليحصبي: قرطبي أبو بكر بن الزيات روى عن أبيه وأبي جعفر بن يحيى وأبي القاسم الشراط. 989 - غالب بن محمد بن أبي نصر السهمي: من أهل شنتمرية الغرب أبو تمام؛ تلا بالسبع على مكي بن أبي طالب، وتصدر للإقراء وأخذ عنه، وولي أحكام بلده في إمارة المعتضد بن عباد، وعرف بالعدل والصدع بالحق، وكان به صمم، وتوفي سنة تسع وتسعين وأربعمائة. 990 - غالب بن محمد بن إسماعيل بن غالب: بلنسي؛ كان من أهل

991 - غالب بن محمد بن غالب اللخمي:

العلم حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة (1) . 991 - غالب بن محمد بن غالب اللخمي (2) : مرسي أبو عمر بن حبيش - بفتح الحاء وكسر الباء - روى بالأندلس عن أبي عبد الله بن حميد وأبي القاسم بن حبيش (3) ، ورحل مشرقاً ونزل دمشق، وأخذ بها عن أبي حفص عمر بن طبرزذ وأبي علي خليل الرصافي البغداذيين وأبي اليمن الكندي وغيرهم؛ حدث عنه أبو محمد عيسى الرندي، وحدث عنه بالإجازة أبو عبد الله بن عسكر، وتوفي في نحو الثلاثين وستمائة [158 و] . 992 - غالب بن محمد بن هشام بن محمد بن زياد العوفي (4) : وادي آشي أبو تمام؛ روى عن أبي إسحاق بن صالح وأبي بكر بن الخلوف وأبي جعفر بن الحصين وابوي الحجاج: القضاعي وأبن يسعون بن هذيل، وأبي عبد الله الحمزي وأبي علي الصدفي وأبي عمرو الخضر بن عبد الرحمن وأبي القاسم بن ورد وأبوي محمد: الرشاطي وعبد الحق بن عطية، وابي مروان بن القصير. روى عنه أبو سليمان بن حوط الله وأبو الكرم جودي وأبو القاسم (5) ابن البراق

_ (1) هامش ح: صحب غالب بن محمد بن إسماعيل هذا أبا الحسي بن جبير وغيره من الأدباء وسمع الحديث وكتب شعراً مع فهم، وضرب في النظم بسهم، قرأ عليه أبو الربيع أبن سالم بلديه بعض شعر ابن جبير المذكور وتوفي سنة تسع وعشرين وستمائة وكان يحترف بالتجارة مرة وبالوراقة أخرى. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1960. (3) بفتح الحاء؟ حبيش: سقط كله من م ط. (4) ترجمته في صلة الصلة: 168 والتكملة رقم: 1958. (5) وأبو القاسم: سقطت من م ط.

993 - غالب القارئ:

والملاحي وأبو الوليد بن الحاج. توفي ببلده سنة ست وثمانين وخمسمائة. 993 - غالب القارئ: من سكان قرطبة أبو تمام الجلاد؛ كان أحد مجودي القرآن وقدمائهم؛ ذكره الرازي. 994 - غريب بن خلف بن قاسم القيسي (1) : لوشي سكن مالقة أبو الحسن، مجريطي الأصل، المجريطي؛ روى عن أبي بكر بن العربي وأبي علي بن سكرة. روى عنه أبوا الحسن: محمد بن عبد الوارث وصالح بن عبد الملك الأوسي، وقرأ عليه القرآن عدة ختمات وتفقه به ثم صاحبه بعد في الطلب والرحلة. وكان مقرئاً عارفاً بوجوه القراءات محدثاً عدلاً فقيهاً حافظاً متكلماً وله رسالة " البيان في من أفطر في يوم من أيام رمضان، وهل يستديم الصوم بقية اليوم أو لا "، دلت على مكانه من الفهم، والتصرف في فنون من العلم. 995 - غريب بن عبد الله الثنفي (2) : سكن طليطلة أبو عبد الله؛ كان أديباً شاعراً محسناً ذكياً ثاقب الفطنة زاهداً معروف الفضل ويقال أن الذي أخرجه من قرطبة وقوعه في أمرائها وإعلانه بتجويرهم؛ ومن شعره (3) :

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1961. (2) ترجمته في الجذوة: 307 وبغية الملتمس: 1281 والمغرب 2: 23 وذكر ابن القوطية: 68 أن غربيباً كان من أهل الحكمة والدهاء، وكان أهل طليطلة يسندون إلى رأيه فلم يطمع الحكم فيهم أيام غربيب. (3) الأبيات في الجذوة والبغية والنفح والمغرب.

996 - غصن بن إبراهيم بن أحمد بن غصن القيسي:

يهددني بمخلوق ضعيف ... يهاب من المنية ما أهاب وليس إليه محيا ذي حياة ... وليس إليه مهلك من يصاب له أجل ولي أجل وكل ... سيبلغ حيث يبلغه الكتاب وما يدري لعل الموت منه ... قريب أينا قبل المصاب لعمرك ما يرد الموت حصن ... إذا جاء الملوك ولا حجاب لعمرك أن محياي وموتي ... إلى ملك تذل له الصعاب إلى ملك يدوخ كل ملك ... وتخضع من مهابته الرقاب ومنه: أيها الآمل ما ليس له ... طالما غر جهولا أمله رب من بات يمني نفسه ... خانه دون مناه جله وفتى (1) بكر في حاجاته ... عاجلاً أعقب ريثاً عجله قل لمن مثل في أشعاره ... يذهب المرء وتبقى مثله نافس المحسن في إحسانه ... فسيكفيك مسيئاً عمله توفي في أيام الحكم بن هشام، قاله أبن القوطية، وقال أبن حيان: سنة سبع ومائتين قبل ولاية عبد الرحمن بن الحكم. 996 - غصن بن إبراهيم بن أحمد بن غصن القيسي: وادي آشي أبو الحسن، كذا جعل أبن الأبار جده " أحمد " ووقفت عليه في خطه " يحيى "، إلا

_ (1) هامش ح: يكر، ووضع عليها " صح ".

998 - غطيف بن أبي المليح القشيري:

أن يكونا رجلين؛ روى عن أبي بكر بن العربي وأبوي الحسن: شريح ويونس بن مغيث وكان شديد العناية بالعلم حسن الصوت أستعمله الملوك (1) في قراءة الأعشار أيام الجمع، وتوفي بمراكش. 997 - غصن بن مرزوق. 998 - غطيف بن أبي المليح القشيري: أبو العلاء؛ روى عن أبي القاسم الملاحي. 999 - غلبون بن محمد بن عبد العزيز بن علبون بن فتحون بن غلبون بن عمر الأنصاري (2) : مرسي أبو محمد؛ تلا بالسبع على أبي الحسن أبن هذيل وأبي علي بن عريب، وسمع منهما ومن أبي بكر بن أبي ليلى، وآباء الحسن: صالح بن عبد الملك الأوسي، وأبن فيد وأبن النعمة، وآباء عبد الله: أبن حميد وأبن سعادة وأبن عبد الرحيم، وأبي العباس بن إدريس وأبي عمر يوسف بن عياد وأبي القاسم بن حبيش وأبي محمد عاشر؛ وأجاز له أبوا بكر: بن الجد وأبن خير، وآباء عبد الله: أبن زرقون وأبن الفخار وأبن مدر، وأبو العباس بن اليتيم، وآباء القاسم: أبن بشكوال والسهيلي والقاسم بن دحمان، وآباء محمد: أبن جمهور وأبن عبيد الله وعبد

_ (1) الملوك: سقطت من م ط. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1962 وغاية النهاية 2:3.

1000 - غليب:

[159 و] وأبو جعفر بن مالك بن السقاء وأبو الحسن محمد بن يوسف أبن لب وأبو محمد بن عبد الرحمن بن برطله؛ وحدث عنه بالإجازة أبو عبد الله بن الأبار. وكان مقرئاً مجوداً متقناً، راوية للحديث عدلاً ضابطاً ثقة في ما ينقله، معلوم النباهة، عاقداً للشروط ماهراً في ربط أصولها، مشاركاً في العربية والأدب، متين الدين تقياً فاضلاً، تصدر للإقراء وشهر بحسن الأداء. مولده عشي يوم الإثنين لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وخمسمائة، وتوفي بمرسية لأربع عشرة خلت من شهر ربيع الثاني سنة ثلاث عشرة وستمائة، وفيها أسترجع المسلمون شرقيرة من ثغور مرسية من أيدي النصارى، أحانهم (1) الله. 1000 - غليب: طليطلي أبو تمام؛ روى عنه الصاحبان. 1001 - غياث بن عبد الصمد بن محمد بن غياث الصدفي: لوشي أبو الحسن؛ روى عن أبوي الحسن: شريح ويونس بن مغيث، أخذ عنه بقرطبة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. 1002 - فاتح مولى صاحب الأحكام أبي جعفر أحمد بن محمد بن رومان له مصنف حسن في " الحدود والحقائق ". 1003 - فاتح مولى عبد الله بن موسى الأموي: أبو نصر؛ روى

_ (1) في الأصول: أخانهم بالمعجمة، وهو خطأ، وأحانهم: أهلكهم.

1004 - فاتح مولى أبي الحسن علي بن محمد بن عائشة الصنهاجي اللمتوني:

عن أبي الحسن بن أحمد الزهري. 1004 - فاتح مولى أبي الحسن علي بن محمد بن عائشة الصنهاجي اللمتوني: روى عن أبي علي الصدفي. 1005 - فاتح مولى أبي القاسم محمد بن عبيد الله بن محمد بن فندلة: روى عن أبي الحسين بن الطلاء. 1006 - فاتن الحكمي الخادم المعروف بالصغير وبالخازنك قرطبي أبو القاسم؛ كان في علم اللسان والبصر باللغة أوحد لا نظير له، اقرا له بذلك أبو بكر الزبيدي، وعليه عول المنصور أبو عامر بن أبي عامر في مناظرة صاعد اللغوي فقطعه وأزداد ابن أبي عامر عجباً به. وكان ضابطاً لكتب اللغة قائماً عليها، حسن الخط، راجح العقل واسع المعرفة، فصيح اللهجة مع عفاف الطعمة ونزاهة النفس ومتانة الديانة؛ توفي يوم الأحد لاربع عشرة ليلة خلت من رجب تسع وثلاثمائة (1) إثر خلع هشام المؤيد [159 ظ] . 1007 - فارح مولى السيد أبي عبد الله الحرضاني، واسمه محمد بن يوسف بن عبد المؤمن بن عليح روى عن أبي الحسن نجبة وأبي علي بن الشلوبين؛ وكان متقدماً في علوم اللسان، بارع الخط، جميل الهيئة فصيح

_ (1) هذا خطأ واضح، وصوابه تسع وتسعين وثلاثمائة ففيها بدأ محمد بن هشام بالثورة وأستولى على قرطبة وقبل هشام التخلي عن الخلافة، وكان فاتن الخصي هو رسول محمد بن هشام إلى المؤيد في ذلك.

1008 - فائز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن فائز بن عبد الرحمن العكي:

اللسان فارساً بطلاً مقداماً، قتل صبراً صدر الفتنة الناشئة بين أبي العلاء المامون والمعتصم ابن أخيه في أواخر سبع وعشرين وستمائة، وسيأتي له ذكر في رسم أبي الحسن نجبة، إن شاء الله. 1008 - فائز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن فائز بن عبد الرحمن (1) العكي: قرطبي سكن مالقة (2) أبو الحسن؛ روى عن أبيه وأبي مروان ابن قزمان، سمع منهما ومن غيرهما. روى عنه أبو عبد الله الاستجي والطراز وأبو عمرو بن سالم، وكان شيخاً فاضلاً زاهداً خطيباً، حياً سنة شبع وستمائة. 1009 - فائز القرطبي: كان عالماً بالتفسير والعربية واللغة اديباً شاعراً، وكان على ضياع المنصور أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن أبي عامر، اخذت عنه ابنته علمه وكانت زوج أبي عبد الله بن عتاب. 1010 - فائق الحكمي: كان ريان من الادب، عروضياً بارع الخط كثير التقييد معروف الاتقان. 1011 - فتح بن أحمد بن محمد بن خلف بن سعيد الجذامي: إشبيلي أبو نصر الفرياني؛ روى عن ابي إسحاق بن ملكون وأبي الأصبغ الطحان وأبي بكر بن خير وابي الحسن بن احمد الزهري وأبي الحكم عمرو بن حجاج وأبي عبد الله بن عبد الرزاق وأبي القاسم بن بشكوال وأبي محمد

_ (1) بن فائز بن عبد الرحمن: سقطت من ط. (2) هامش ح: ويقال مالقي.

1012 - الفتح بن إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن الفتح بن عمر العبدؤري:

ابن موجوال. وكان مقرئاً مجوداً نبيلاً، محدثاً متقناً ضابطاً، عني بالعلم طويلاً واستنفد في خدمته عمره، وكتب بخطه الكثير وأحكم ضبطه. 1012 - الفتح بن إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن الفتح بن عمر العبدؤري: روى عن ابي علي بن سكرة. 1013 - الفتح بن إسماعيل بن محمد الأزدي: مالقي أبو بكر؛ روى عن أبي جعفر البطروجي وأبي داود بن يحيى، وكان مقرئاً. 1014 - فتح بن خلفك روى عن أبي بكر بن أبي الموت. روى عنه يحيى بن خلف السرقسطي صاحب الأحكام (1) . 1015 - الفتح بن عبد الله بن محمد بن [160 و] عبد الله بن صخر القيسي. 1016 - فتح بن علي بن احمد بن عبد الله الانصاري: إشبيلي والد أبي بكر الأشبرون المستقضي بأخرة في غرناة؛ كان من جلة أهل العلم، مبرزاً في العدالة والصرامة في الحق (2) .

_ (1) هاهنا ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: فتح بن خلف المقرئ: بلنسي أبو نصر؛ أخذ عن داود المقرئ وطبقته؛ أخذ عنه بالإسكندرية القاضي أبو محمد العثماني. (2) هامش ح: رحل فتح بن علي هذا إلى المشرق في أحواز سنة ستمائة فحج وسمع بمكة شرفها الله من الشريف أبي محمد بن يونس القصار وأجاز له وسمع أيضاً من أبي عبد الله بن الصيف وسمع بالإسكندرية من عبد الرحمن بن مكي بن موقى وقفل إلى بلده سنة ست وثلاثين وستمائة ثم عزم على العود إلى الحجاز الشريف فعبر البحر إلى سبتة وأقام بها أشهراً لتعذر السفر وقعد بها للتوثيق ثم أخذ في الحركة في البر فأدركه أجله بتازغردة من بلاد الريف ودفن بقبلي جامعها سنة سبع وثلاثين وستمائة. روى عنه أبو محمد طلحة بن أبي ركب.

1017 - فتح بن الفرج الأزدي:

1017 - فتح بن الفرج الأزدي: قرطبي الرشاش؛ رحل مشرقاً وتوفي هنالك سنة عشر ومائتين. ذكر ابن حيان وقرأت بعضه بخط ابن حبيش، قاله ابن الابار ولا وجه عندي لذكره. 1018 - الفتح بن الفضل بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي اليزيدي: أبو العباس؛ روى عن عمه ابي سليمان مصعب. 1919 - الفتح بن محمد بن عبد الله الجذامي (1) : خضراوي أبو نصر؛ رحل وحج وسمع بالإسكندرية " التحديد لبغية المريد " في القراءات السبع على مصنفه أبي القاسم عبد الرحمن بن ابي بكر بن أبي سعيد الفرضي ابن الفحام، وقفل إلى بلده، فسمع منه هذا الكتاب أبو عبد الله بن أحمد بن مفرج الهمداني سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. 1020 - الفتح بن محمد بن عبيد الله (2) : إشبيلي أبو نصر روى عن أبوي بكر: ابن سليمان بن القصيرة وابن عيسى بن اللبانة وأبي جعفر ابن سعدون الكاتب وأبي الحسين بن سراج وأبي خالد بن يشتغير وأبي الطيب بن زرقون وأبي عبد الله بن خلصة الكاتب وأبي عبد الرحمن بن أحمد بن طاهر وأبي عامر بن سور وابي محمد عبد المجيد بن عبدون وأبي الوليد إسماعيل بن حجاج وأبي [؟] (3) ابن دريد الكاتب روى عنه

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1964. (2) ترجمته في معجم الصدفي: 300 (رقم: 285) ومعجم الأدباء 16: 186 والوفيات رقم: 498؛ والمغرب 2: 254 ومسالك الأبصار 11: 394 وشذرات الذهب 4: 107 وكتب بهامش ح: أصله من قرية شرقي قلعة يحصب تعرف بشجرة الولد. (3) بياض في الأصول.

أبو عبد الله بن عبيد الله بن العويص. وكان كاتباً بارعاً فصيحاً بليغاً ذا حظ صالح من قرض الشعر وله مصنفات منها: " قلائد العقيان " و " مطمح الأنفس "، و " حديقة المآثر " وترسيله مدون. وقصد يوماً إلى مجلس قضاء أبي الفضل مخمراً، فتنسم بعض حضور المجلس منه رائحة الخمر فاعلم القاضي بذلك، فامر به فاستثبت في استنكاهه وحده حداً تاماً وبعث إليه، بعد ان أقام عليه الحدن ثمانية دنانير وعمامة؛ فقال الفتح حينئذ لبعض أصحابهك عزمت على إسقاط اسم القاضي أبي الفضل من كتابي الموسم " بقلائد العقيان " قال، فقلت له: لا تفعل وهي نصيحة فقال له: وكيف ذلك؟ قال فقلت له: قصتك معه من الجائز ان تنسى وأنت تريد ان تخلدها مؤرخة فقال لي: وكيف؟ قال فقلت له -[160 ظ] : كل من نظر في كتابك يجدك قد ذكرت فيه من هو مثله او دونه في العلم والصيت فيسأل عن ذلك فيقال له فيتوارث العلم بذلك الأصاغر عن الأكابر، قال: فتبين له ذلك وعلم صحته فأقر اسمه في الكتاب قلائد العقيان. وستر (1) هذه القصة نحو مما يحكى أن أبا عينية بن محمد بن عبد الله ابن محمد بن أبي عيينة بن الملهب بن ابي صفرة الأزدي كان يهوى فاطمة بنت عمر بن حفص هزار مرد (2) ابن المهلب وكان يكني عنها بدنيا (3)

_ (1) كذا في الأصول وله وجه صحيح. (2) في ح: هزاذمرد، وفوقها علامة خطأ. (3) أنظر الكامل للمبرد 2: 31 والأغاني 20: 24 - 66 وذكر صاحب الأغاني: 55 سبباً آخر لهجائه خالداً.

1021 - فتح بن محمد بن فتح بن محمد الأنصاري:

فتزوجها خالد ابن عمه، فلج أبو عيينة في هجاء خالد والتشبيب بفاطمة، فكان خالد يسيره (1) ويطرح به كل مطرح ويبعد نواه، لئلا يجتمع معها البصرة فيلج في تشبيه بها ويجعل عليها للعيب والعائب سبيلا، فكان خالد إذا لج في تغريبه وتبعيده لج هو في هجاء خالد والإنحاء عليه وفي تذكر فاطمة والشوق إلى مطالبتها والملاعب التي كانا يلعبان بها واليدين؛ قال أبو بكر [؟] (2) قال لي أبي وقد تذاكرنا قصتهما وأفضى إلى هجائه خالداً: ما كان احلم خالداً!! ألا تراه كيف احتمل هجاءه على مضضه ولم يثب به ولم يزده على التسيير والتغريب ولو أراد قتله لأمكنه، لأنه إنما كان واحداً من قواده وتابعاً له ومضموماً غإليه، ولكنه خاف ان يحقق بقتله قصة فاطمة فرى احتماله هجاءه أصغر شئناً وأيسر أمراً. توفي بمراكش ليلة الأحد لثمان بقين من محرم تسع وعشرين وخمسمائة، ألفي في بيت بفندق لبيب مولى [؟] (3) اللمتوني، أحد فنادق الخنوية، وقد ذبح وعبث فيه، وما شعر به إلا بعد ثلاث من مقتله. 1021 - فتح بن محمد بن فتح بن محمد الأنصاري (4) : قرطبي

_ (1) فوقها علامة خطأ في ح. (2) بياض في الأصول. (3) بياض في الأصول. (4) ترجمته في التكملة رقم: 1968.

1022 - فتح بن محمد بن فتح الأنصاري:

أبو نصر بن الفصال؛ روى عن أبي بكر بن خير وأبي القاسم بن بشكوال، وأكثر عنه. روى عنه أبو القاسم بن الطيلسان. وكان محدثاً عدلاً، حسن الصوت جيد الإيراد، وهو الذي خلف أباه في القراءة على أبي القاسم بن بشكوال وألتزم ذلك إلى أن توفي ابن بشكوال وبقراءته وبقراءة أبيه قبل سمع أكثر (1) [161 و] السامعين عليه، واستقضي ببعض الجهات، وتوفي في أوائل شهور ستمائة. 1022 - فتح بن محمد بن فتح الأنصاري (2) : إشبيلي نزل مدينة فاس أبو نصر؛ تلا في المرية بالسبع على أبي الأصبغ عيسى بن حزم، وبحر في نافع وأبي عمر - إلا رواية أبي شعيب السوسي - على أبي الحسن بن شفيع، وبالسبع - أو بعضها - على أبي العباس القصبي، وبمالقة على ابي علي منصور بن الخير، وصحبه بها سبعة أعوام، واخذ بها أيضاً عن أبي عبد الله بن اخت غانم. روى عنه أبو الخليل مفرج بن حسين الضرير وأبو طالب عقيل بن عطية وآباء عبد الله: الأندرشي وابن عمر بن مالك المعافري وابن الدراج وابن يحيى بن يحيى الأنصاري، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الملجوم وأبو محمد عبد الجليل بن موسى. وكان مقرئاً عارفاً بالقراءات ضابطاً أحكامها ذاكراً أصولها وخلفها، أقرأ القرآن بقرطبة دهراً، ثم انتقل إلى شلب وأقرأ بها، ثم تحول إلى مدينة فاس وأقرأ بها، وتوفي في رجب سنة أربع وسبعين وخمسمائة.

_ (1) أكثر: سقطت من م ط. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1967 وغاية النهاية 2: 6.

1023 - فتح بن محمد بن مرحب:

1023 - فتح بن محمد بن مرحب: أبو نصر؛ روى عن أبي جعفر أبن عون الله. 1024 - فتح بن محمد: قرطبي أبو نصر بن الحجام؛ صحب أبا مروان بن مسرة وأخذ عنه، وكان من أهل الحديث منسوباً إلى معرفته والإتقان فيه، وغلب عليه علم الطب وشهر به. أخذ عنه أبو الحسين عبيد الله بن محمد المذحجي. 1025 - فتح بن موسى بن حماد: خضراوي (1) أبو البركات القصري؛ رحل مشرقاً وأقام هنالك ولقب جمال الدين؛ روى عنه أبو محمد عيسى بن سليمان الزندي، وكان محدثاً راوية مكثراً متسع السماع صحيحه، فقيهاً شافعياً، شاعراً مجيداً مدح الملوك وحظي لديهم، وصنف في ما كان ينتحله من العلوم، ولد بالجزيرة الخضراء في رجب ثمان وثمانين وخمسمائة. 1026 - فتح بن نصر: قرطبي؛ روى عن أبي بكر محمد بن نعمة وأبوي عبد الله: أبن إلياس وأبن سعيد بن المرابط، وأجاز له أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد وأبو داود الهشامي (2) . روى عنه أبو خالد مالك أبن أحمد بن الحصين بن عطاف. 1027 - فتح بن نصر: مروي أبو نصر؛ روى عن أبيه؛ روى

_ (1) هامش ح: وقد عده بعض أهل العلم عدوياً من أهل القصر، وقال: يكر في الغرباء. (2) م: الهاشمي. ٍ

1028 - فتح بن نطال:

عنه أبو [161 ظ] جعفر بن الباذش، وكان وراقاً. 1028 - فتح بن نطال: طليطلي (1) . 1029 - الفتح بن هادي القرشي: روى عن أبي علي الصدفي. 1030 - فتح بن يحيى بن سلمة بن مهد المرادي: أندلسي سكن تلمسين أبو نصر؛ تلا في إشبيلية بالسبع على أبي الأصبغ الطحان وأبي محمد قاسم بن الزقاق (2) ، وببلنسية على أبي الحسن بن هذيل. روى عنه أبو زكرياء بن عصفور. وكان من جلة المقرئين والحفاظ المتقنين، مبرزاً في صنعة التجويد، عارفاً بالروايات حسن الضبط لما اختلف فيه القراء. 1031 - فتح بن يوسف بن حزم بن أبي كبة (3) : مرسي أبو نصر أبن كبة؛ تلا بالسبع على أبي داود الهشام، أخذ عنه أبو عبد الله الشاري وكان مقرئاً مجوداً متصدراً ببلده للإقراء والتعليم. 1032 - الفتح بن يوسف بن علي الفهري: قرطبي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة ست عشرة وستمائة. 1033 - فتح مولى الخشني: قرطبي أبو نصر؛ كان من العباد العلماء

_ (1) هامش ح: يكنى أبا نصر، كان شيخاً فاضلاً يشار إليه بالإجابة وهو الي صلى على فتح أبن أصبغ سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. (2) م ط: الرقاق. (3) ترجمته في التكملة رقم: 19.

1034 - فتح بن مولى السكونيين:

ومن نظراء يحيى بن مجاهد وإخوانه، وتوفي في نحو أربعمائة؛ ذكره ابن الأبار (1) ، وليس من شرطه ولا شرطنا. 1034 - فتح بن مولى السكونيين: إشبيلي - فيما أحسب - أبو نصر؛ تلا بالسبع على أبي بكر بن صاف، وروى عن الحاج أبي محمد بدر، ورحل وحج وسمع بمكة - شرفها الله - من أبي عبد الله بن أبي الصيف وأبي محمد يونس الهشامي، وعاد إلى بلده. روى عنه قريبه أبو عبد الله. 1035 - فتحون بن براهيم بن علي بن فتحون الأسدي: روى عن أبي علي بن سكرة. 1036 - فتحون بن أبي البقاء: أبو الحسن؛ روى عن أبي عبد الله المغامي. روى عنه أبو الحسن بن محمد بن الغماد (2) ، وكان مقرئاً مجوداً فقيهاً مشاوواً. 1037 - فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد الأزدي: قرطبي رصافي المولد ميورقي السكنى، أبو نصر والد أبي عبد الله الحميدي الحافظ (3) ؛ سمع من ابي القاسم أصبغ بن راشد سمع منه ابنه أبو عبد الله المذكور.

_ (1) هامش ح: ذكره أبن الأبار في الحرف الفاء وفي الكنى أيضاً فيمن يكنى أبا نصر فانظره. (2) م ط: العماد. (3) ولده هو صاحب جذوة المقتبس وغيره من المؤلفات وتلميذ الإمام أبن حزم، أنظر ترجمته في المغرب 2: 467، وبغية الوعاة: 113، والصلة: 530، ووفيات الأعيان رقم: 588 وإرشاد الأريب 18: 382 والنجوم الزاهرة 5: 156 وشذرات الذهب 3: 394 وتذكرة الحفاظ: 1218.

1038 - فتوح بن عبد الله الأنصاري:

1038 - فتوح بن عبد الله الأنصاري: جياني أبو نصر بن الفحام؛ تلا بالسبع على أبي الحسن شريح. أخذ عنه أبو عبد الله أبن الخباز بجيان سنة [162 و] ثمان وثلاثين وخمسمائة، وكان من أهل المعرفة بالقراءات، مشاركاً في العربية والآداب واللغات معلماً بها. 1039 - الفتوح بن عطية البرزالي: روى عن أبي عثمان طاهر أبن هشام. 1040 - فتوح بن محمد بن منظور بن ربيع بن جعفر بن ثعلبة الداخل أبن مالك بن ثعلبة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل أبن جشم بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر: قرطبي سكن بعض بلاد العدوة؛ روى عنه عبد الله بن عبيد الله الحكيم وكان فقيهاً، أستقضاه أبو العيش محمد بن إدريس بن عمر بن إدريس العلوي. 1041 - فتوح بن يونس بن حرمالش (1) : روى عن أبي محمد القاسم أبن الفتح. 1042 - فرج بن أحمد بن سالم التنوخي: إشبيلي، كان من أهل العلم والنباهة والفضل والعدالة، حياً سنة خمس وخمسين وأربعمائة. 1043 - الفرج بن أصبغ بن الفرج بن فارس الطائي: قرطبي؛ سمع من أبيه سنة تسعين وثلاثمائة.

_ (1) الميم غير معقودة في ح وفوق الكلمة علامة خطأ.

1044 - فرج بن خلف بن فرج الكلابي:

1044 - فرج بن خلف بن فرج الكلابي: قرطبي أبو سعيد؛ روى عن أبوي الحسن: عبدي الرحمن أبن سيد بن شماخ وأبن عبد الله أبن عفيف. 1045 - فرج بن طورينة: وشقي أبو الحزم؛ روى عن أبيه أنه أقرأ الكتاب الذي (1) صولح عليه أهل وشقة، روى عنه هذا الخبر أبو محمد عبد الله بن الحسن، وكان أبو محمد هذا يقول: أحفظوها عني أن مدينة وشقة أرض صلح عنوة، هكذا حفظت عن مشايخي. 1046 - فرج بن عبد الله بن فرج بن عبد الرحمن الأنصاري: إشبيلي أبو سعيد، تلا على أبي عمرو بن عظيمة وأبي القاسم أبن أبي هارون التميمي، وسمع من أبي الحكم بن حجاج وأبي زيد شعيب بن إسماعيل كتب القراءات، وأبي القاسم السهيلي بعض مصنفاته، ومن أبي محمد عبد المنعم بن الفرس ومن أبي محمد عبد الغفور، واجاز له أبو بكر بن أبي زمنين وأبو حعفر بن مضاء وأبو الحجاج أبن الشيخ وأبو الحسن نجبة وأبو حفص بن عمر، وناوله [163 ظ] " التقصي " وأبو عبد الله بن زرقون وأبوا محمد: الحجري وعبد الحق أبن الخراط. وكان مقرئاً مجوداً، راوية للحديث، حياً سنة ست وتسعين وخمسمائة.

_ (1) م ط: الكتاب العزيز.

1047 - فرج بن عبد الله بن وهب:

1047 - فرج بن عبد الله بن وهب: قرطبي أبو القاسم أبن الصراف؛ تلا على أبي الحسن الأنطاكي وأبن النعمان. 1048 - فرج بن غزلون اليحصبي: طليطلي أبن العسال؛ روى عن عبد الوارث بن سفيان. روى عنه أبنه أبو محمد الزاهد سنة أربع وعشرين وأربعمائة. 1049 - فرج بن فرجد الأنصاري: روى عن أبي علي بن سكرة. 1050 - فرج بن محمد بن سعيد الخير الأنصاري: روى عن أبي بحر سفيان بن المعاي. 1051 - فرج بن محمد بن عبد الرؤوف بن عزيز - مكبراً - أبن عبد الرحمن الأنصاري. 1052 - فرج بن هبار أو همار بن فرج الأنصاري: كان بارع الخط متقن الضبط وراقاً يتنافس في ما يكتب، حياً سنة سبع وعشرين وأربعمائة. 1053 - فرح بن حديدة: بطليوسي، رحل وحج، وكان فقيهاً ظاهرياً، عالماً بالقراءات متصدراً للإقراء بها، وجرى بينه وبين أمير بلده المظفر أبي بكر محمد بن عبد الله بن مسلمة بن الأفطس الملقب بسماجة ما أوجب إنتقاله إلى إشبيلية، فقدمها في إمارة المعتضد عباد

1054 - فرح بن خلف بن أبي الفرح:

ووافى حينئذ إكمال أمه السيدة بناء مسجدها المنسوب إليها، فأجله المعتضد للإقراء به بعد أن أجرى عليه راتباً ونفقة من الأحباس، فلزم الإقراء به إلى أن توفي يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من محرم ثمانين وأربعمائة، ودفن يوم الثلاثاء بعده، في روضة الوزير ابن زيدون؛ ذكره ابن بشكوال في باب فرج بفتح الراء والجيم، فأخل به ولم يستوف خبره (1) . 1054 - فرح بن خلف بن أبي الفرح: من أهل الثغر الجوفي أبو الفضل؛ روى عنه أبو عبد الله بن شق الليل الطليطلي. 1055 - فرقد بن يعمر بن فرقد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان اليعمري: أبو النجم؛ روى عن أبي عبد الله بن سعيد الطراز، وتلا عليه برواية ورش كاملاً وبرواية قالون إلا سدس الأحقاف، وروى عن أبي الحسن سعد بن محمد الحفار. 1056 - فضالة بن [163 و] محمد بن أحمد بن فضالة القيسي: كان فقيهاً عاقداً للشروط بصيراً بها حسن السياقة (2) لفصولها، جيد الخط، حياً سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.

_ (1) أنظر الصلة: 437 (رقم: 991) وهو في المطبوعة بالجيم؛ وفي هامش ح: قد أصلحه أبن بشكوال ورده " فرحاً " بسكون الراء وبالحاء. (2) م: السياسة.

1057 - فضل الله بن محمد بن أحمد بن فضل الله:

1057 - فضل الله بن محمد بن أحمد بن فضل الله: قرطبي؛ كان فقيهاً عاقداً للشروط، بارع الخط، مبرزاً في العدالة، وكان حياً سنة أربع وعشرين وستمائة. 1058 - فضل بن سنابل: تدميري أبو العباس؛ رحل وحج، وسمع من أبي بكر بن المنذر وأبي جعفر الطحاوي. 1059 - الفضل بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي (1) : أبو رافع؛ كان فقيهاً ظاهرياً، سرياً فاضلاً، وفيه يقول جهور بن يحيى التجيبي ألا [؟] (2) ابن الفلو (3) : رأيت ابن حزم ولم ألقه ... فلما التقيت به لم أره لأن سنا وجهه مانع ... عيون البرية أن تبصره 1060 - الفضل بن محمد بن أحمد بن إسحاق: بلنسي بو العباس، كان اسمه أحمد ثم تسمى الفضل؛ سمع من أبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن خلصة وأبي محمد القلني؛ روى عنه أبو عمر بن عياد وهو في عداد أصحابه وقال: كان أديباً ذا بصر بالحساب والفرض، وتوفي

_ (1) ترجمته في الصلة: 440. (2) بياض في الأصول. (3) لابن الفلو ترجمة في الجذوة: 176، وبغية الملتمس رقم: 523، قال الحميدي في التعريف به: رئيس شاعر كثير القول أديب وافر الأدب شاهدته بالمرية وكتلت من شعره؛ والبيتان في الجذوة والبغية.

1061 - فضل بن محمد بن علي بن إبراهيم بن فضيلة المعافري:

ببلنسية في النصف من ذي الحجة أربع وستين وخمسمائة، وقد ناهز الستين أو زاد عليها. 1061 - فضل بن محمد بن علي بن إبراهيم بن فضيلة المعافري: اوريولي سكن غرناطة أبو الحسن بن فضيلة؛ روى عن أبوي بكر: ابن محرز، ولازمه كثيراً، وأبن المرابط، وأبي تمام غالب بن سيد بونه الخزاعي، وآباء جعفر: ابن الأديب والإشبيلي وبن شهيد والطرسوسي وأبن فرج، وأبي عبد الله غالب اللشي. روى عنه كثير من أصحابنا، وكتب إلي بإجازة ما كان عنده مطلقاً، وكان من أهل الفضل والدين المتين والعناية التامة بالعلم والبراعة في التصوف، وله فيه رسائل بارعة ومقالات نافعة، وتوفي (1) [ ... ] (2) . 1062 - الفضل بن مفضل المذحجي: خضراوي؛ كان من أهل المعرفة التامة بالنسب، ذكر عنه ابن حيان خبراً في مولوية ناصح

_ (1) هامش ح: لشيخنا أبي الحسن بن فضيلة شرح الأبيات الكندية على الطريقة الصوفية وجملة تقاييد جوابية عما كان يسأل عنه من تلك الطريقة التي كان أوحد عصره فيها. كتب لينا مجيزاً جميع ما يحمله غير مرة منها في رجب ثمانية وثمانين وستمائة، وتوفي عند طلوع الفجر من يوم الأربعاء لست عشرة ليلة خلت من محرم ستة وتسعين وستمائة وصلي عليه من يومه أثر صلاة العصر ودفن بجبانة ربض البيازين من غرناطة وكانت جنازته مشهودة حضرها السلطان يومئذ أمير المسلمين أبو عبد الله بن أبي أمير المسلمين أبي عبد الله بن الأحمر فمن دونه وأتبعه من الناس ثناء حسناً كان له أهلا وما انفصلوا من دفنه إلا مع الليل. (2) بياض في الأصول.

1063 - الفضل بن يحيى بن [163 ظ] عبيد الله بن منظور القيسي:

والد عباس (1) . 1063 - الفضل بن يحيى بن [163 ظ] عبيد الله بن منظور القيسي: إشبيلي؛ كان فقيهاً عاقداً للشروط مبرزاً في العدالة، شهير التعين (2) والحسب، من بيت علم وجلالة، حياً سنة أربع وستمائة. 1064 - الفضل بن يحيى القيسي - أبو الحسن؛ روى عن ابوي بكر: ابن طاهر المحدث وأبن العربي، وأبي الحسن الزهري، ويمكن أن يكون الذي يليه قبله، والله أعلم (3) . 1065 - فضيل بن محمد بن عبد العزيز بن سماك المعافري (4) : أندلسي أبو محمد؛ روى عن أبي العباس بن أبي امية، روى عنه أبو بكر بن أحمد الخفاف؛ وكان مقرئاً مجوداً، متحققاً بالنحو، ذا حظ صالح من الأدب، وله " تعليق " مستحسن على جمل الزجاجي دل على فهمه ونبله، وتناقله الناس إستجادة له. 1066 - فضيل: من ذرية أبي محمد عبد الله بن محمد بن أيوب بن

_ (1) يعني أن ناصحاً والد عباس بن ناصح من الموالي، وعباس المذكور شاعر مشهور في عهد الدولة الأموية بالأندلس، أنظر ترجمته في المغرب 1: 324 والفرضي 1: 245 والزبيدي: 284، وقال أبن سعيد: " ومن كتاب الفضل المذحجي نسابة أهل الجزيرة أن ناصحاً والد عباس كان عبداً لمزاحمة بنت مزاحم الثقفي الجزيري. (2) م ط: شهر بالتعين. (3) والله أعلم: لم ترد في م ط. (4) ترجمته في بغية الوعاة: 374.

1067 - فيد بن علي بن محمد بن أحمد بن فيد الفارسي:

عباس بن سعيد بن فضيل بن المنذر: إشبيلي أبو القاسم؛ كان إماماً في علم الهيئة متقدماً فيه ذا أخبار وعجائب في الفضائل، وكان في حدود العشرين وخمسمائة. 1067 - فيد بن علي بن محمد بن أحمد بن فيد الفارسي: ألشي أبو حنيفة؛ له إجازة من أبي بكر بن طاهر المحدث وأبي محمد النفزي المرسي. 1068 - قاسم بن أحمد بن حسن بن محمد بن عبيد الله الحجري: مالقي أبو محمد السكوت؛ روى عن أبوي بكر: عبد الرحمن بن دحمان وأبن علي بن يوسف الأموي وأبوي جعفر: أبني العليين: ابن غالب والفحام، وأبي صالح محمد بن محمد بن أبي صالح وأبي عبد الله ابن علي بن عسكر وأبي عمرو عبد الرحمن بن أبي محمد بن حوط الله وآباء محمد: الباهلي وأبن عبد العظيم الزهري وعبد العظيم ابن الشيخ؛ وأجاز له أبو الحسن سهل بن مالك، وحدث بالإجازة العامة لأهل مالقة عن أبي علي الرندي. روى عنه غير واحد من أهل بلده، وكتب إلي بإجازة ما كان عنده، وكان نبيهاً حافظاً ذا حظ صالح من علوم اللسان، وأستقضي بمالقة وحمدت سيرته وتوفي [؟] (1) . 1069 - قاسم بن أخطل. 1070 - القاسم بن أبي علي إسماعيل بن القاسم البغداذي: قرطبي

_ (1) هامش ح: بمالقة في السابع من شهر ربيع الأول من عام تسعين وستمائة.

1071 - قاسم بن أصبغ بن شعبان:

ذكره بعضهم والمعروف جعفر ابنه، قاله ابن [164 و] الأبار (1) . 1071 - قاسم بن أصبغ بن شعبان: قرطبي؛ سكن منهامنية عجب، كان له عناية بالعلم وروايته. 1072 - قاسم بن أيوب الطائي: مروي أبو محمد؛ كان أديباً كاتباً بليغاً وله " بستان الكتابة وريحان الخطابة " ألفه للمعتصم محمد بن معن ابن صمادح وكان على شرطه. 1073 - القاسم بن عبد الله بن أحمد بن جمهور - القيسي: إشبيلي أبو عبيد؛ روى عن أبيه وأبي بكر بن الجد؛ وكان عاقداً للشروط معنياً بها، حدث بأخرة عند إنقراض أهل الشأن، ولم يكن له بالحديث بصر وإن كان من أهل الصدق، وتوفي قبل الأربعين وستمائة. 1074 - القاسم بن عبد الله بن أحمد بن جمهور بن سعيد بن يحيى بن جمهور القيسي (2) : إشبيلي أبو عبيد بن جمهور (3) ؛ أكثر عن أبيه

_ (1) هامش ح: ما قاله أبن الأبار صحيح فأني قرأت بخط أبي علي الغساني وذكر أنه نقله من خط الحكم المستنصر بالله أن أبا علي تخلف من الولد محمداً المعروف ببي الهيجاء وجعفراً المعروف بأبي الفتح، قال الحكم: ثم أعلمني بعضهم [؟.] قلت: ولجعفر ترجمة في المغرب 1: 203 والصلة: 127 والجذوة: 175 وبغية الملتمس رقم: 611 وبغية الوعاة: 212، وإرشاد الأريب 7: 162. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1975. (3) هامش ح: أحسبه الذي قبله فتأمله وهو أخو جمهور المتقدم في موضعه من هذا الكتاب؛ مولد القاسم هذا عام أربعة وستين وخمسمائة، أخذ عنه أبو إسحاق البلفيقي، لقيه باشبيلية سنة أربع وثلاثين.

1075 - قاسم بن عبد الله بن ظافر الأموي:

وروى عن أبي إسحاق بن ملكون وأبوي بكر: ابن الجد (1) وأبن طلحة وأبي الحجاج المكاري ولازمه، ولقى أبا عبد الله ابن الفخار، وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون؛ روى عنه ابن أخته أبو العباس بن علي بن هارون، وكان فقيهاً عاقداً للشروط، مبرزاً في العدالة، سنة خمس وثلاثين وستمائة. 1075 - قاسم بن عبد الله بن ظافر الأموي: أبو محمد؛ وله إجازة من أبي بكر بن عتيق اللاردي. 1076 - القاسم بن عبد الله بن محمد بن القاسم الفهري: روى عن الشهيد أبي عبد الله بن الحاج. 1077 - قاسم بن عبد الله القلعي: أبو محمد؛ روى عن أبي علي الصدفي. 1078 - القاسم بن عبد الرحمن بن القاسم بن دحمان بن عثمان بن مطرف بن الغمر بن مرغم بن ذبيان بن فتوح بن نصر الأنصاري (2) : بلنسي سكن مالقة، وأصله من وادي الحجارة، أبو محمد؛ تلا بالسبع على أبوي الحسن: ابن عياد وأبن الغماد، وبالثمان عن أبي علي منصور بن الخير، وروى الحديث وتفقه بأبي عبد الله ابن الأديب وأبي محمد بن الوحيدي، وتأدب بأبي الحسين بن الطراوة وأبي عبد الله ابن أخت غانم

_ (1) أورد الناسخ في م هنا سهواً عبارة وقعت في الترجمة السابقة: وكان عاقداً؟ بأخرة. (2) ترجمته في بغية الوعاة: 377 والمطرب: 316 وفي نسبه زيادة. والتكملة رقم: 1971 وغاية النهاية 2: 19.

1079 - قاسم بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي حنينة اللخمي:

وأبي الفتح سعدون بن مسعود السهيلي، وأجاز له أبو بحر سفيان بن العاصي وأبو جعفر محمد بن حكم بن باق وأبو الحسن يونس بن مغيث وأبوا عبد الله: ابن الحاج وحفيد مكي [164ظ] ، وأبو القاسم بن ورد. روى عنه أبوا بكر: عبد الرحمن ابن أخيه وعتيق بن قنترال وأبو جعفر محمد بن الأصلع وأبو الحجاج بن الشيخ وأبو الحسن بن خروف النحوي وأبو الخطاب بن الجميل وأبوا علي: الرندي والقرطبي، وبنوه أبو محمد - وكان يقول فيه الأستاذ الكبير - ومحمد وسليمان، وأبو القاسم ابن البراق والسهيلي، وهو في عداد أصحابه، ويحيى بن أحمد بن أحمد الهواري. وكان كبير الأساتيذ بمالقة وصدر المقرئين بها، خيراً فاضلاً متواضعاً، طال عمره وعظم إنتفاع الناس به وروى عنه الأصاغر كما روى عنه الأكابر، ونفع الله بالأخذ عنه عالماً كثيراً، وكان ناصحاً في تعليمه حريصاً على الإفادة، ضابطاً ثقة في ما يرويه، متين الدين تام الفضل؛ ولد ببلنسية سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وتوفي بمالقة عشي يوم الاثنين لليلتين خلتا من ذي قعدة خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن بقبلي شريعتها. 1079 - قاسم بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي حنينة اللخمي: روى عن أبي العباس بن غزوان. 1080 - قاسم بن عبد الرحمن الأنصاري: روى عن أبي علي ابن سكرة.

1082 - قاسم بن عبد العزيز اللواتي:

1081 - القاسم بن عبد العزيز بن محمد بن علي بن القاسم. 1082 - قاسم بن عبد العزيز اللواتي: أبو محمد؛ روى عن أبي محمد غانم بن وليد؛ روى عنه أبو داود بن يحيى المقرئ. 1083 - قاسم بن علي بن صالح بن قيصر الأنصاري (1) : مروي سكن دانية، أبو محمد بن صالح؛ تلا بالسبع على أبي الحسن بن عبد الله ابن اليسع وأبي عبد الله بن سعيد الداني وأبوي العباس: ابن العريف والقصي، وروى عن أبي عبد الله بن احمد بن وضاح الرشاطي وأبي الوليد بن الدباغ، وأجاز له أبو القاسم عبد الرحيم بن الفرس. روى عنه أبو بكر أسامة بن سليمان، وكان مقرئاً مجوداً متصدراً لذلك. قال أبو عبد الله بن الأبار: أنشدنا أبو الربيع بن سالم قال: أنشدني أبو بكر أسامة بن سليمان الداني بها، قال انشدني الفقيه الأستاذ أبو محمد ابن قاسم بن صالح قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن محمد بن العريف لنفسه: إذا نزلت بساحتك الرزايا ... فلا تجزع لها جزع الصبي [165و] فإن لكل نازلة عزاء ... بما قد كان من فقد النبي 1084 - قاسم بن علي بن سليمان: بطليوسي ابن الصفار.

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 1972.

1085 - قاسم بن علي الأنصاري:

1085 - قاسم بن علي الأنصاري: شرقي ابو محمد؛ رحل مشرقاً ودعي هنالك بنجم الدين، روى بالقاهرة عن أبي محمد صالح بن إبراهيم ابن أحمد الفارقي ومحمد بن أحمد بن عمر بن أحمد الحنفي. 1086 - قاسم بن عمران: مرسي؛ سمع من أبي الغصن صباح بن عبد الرحمن وأبن لبابة. 1087 - قاسم بن الفضل بن أبي العيش القيسي: روى عن أبي القاسم أحمد بن عيسى بن عبد البر. 1088 - قاسم بن فيره (1) بن أبي القاسم بن أبي خلف بن أحمد الرعيني (2) : شاطبي أستوطن القاهرة، أبو محمد وأبو القاسم؛ تلا ببلده على أبي جعفر وأبيه أبي عبد الله الضرير أبني اللايه، وببلنسية على أبي الحسن بن هذيل وآباء عبد الله: ابن أحمد بن حميد وأبن علي بن أبي العاصي النفزي وأبن سعادة، وسمع منهم ومن أبي الحسن بن النعمة وأبي جعفر بن مسعود بن إبراهيم بن أشكنبذ، وتفقه بأبي الحسن عليم بن هاني وأبي محمد عاشر، ورحل حاجاً وسمع بالإسكندرية من أبي الطاهر السلفي. روى عنه صهره عيسى بن مكي بن حسين وآباء الحسن: ابن خيرة

_ (1) هامش ح: سماه الحافظ أبو بكر بن مسدي في معجم مشيخته خلفاً. ذكر ذلك في رسم إبنه محمد منها، وفي حرف الخاء من أسماء الآباء وكني فيره بأي عيسى. (2) ترجمته في بغية الوعاة: 379، ونكت الهميان: 228 وشذرات الذهب 4: 301 وطبقات السبكي 4: 297 والتكملة رقم: 1973 والديباج المذهب: 224 وغاية النهاية 2: 20.

وكمال الدين علي بن شجاع بن ابي الفضل سالم القرشي الهاشمي العباسي الضرير المتصدر بالمصرين، مصر والقاهرة، وعلي بن محمد بن عبد الصمد ابن عبد الأحد بن عبد الغالب الهمداني السخاوي، وآباء عبد الله: فخر الدين محمد بن أحمد بن الحسن السجزي وركن الدين ابن عبد الرحمن السرقسطي وابن وضاح الشغري وأبوا القاسم: عبد الرحمن ابن إسماعيل التونسي ابن الحداد وابن سعيد بن عبد الله الشافعي القليوني، وأبو موسى عيسى بن يوسف بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعي مستوطن بلبيس ومكين الدين يوسف بن أبي جعفر الأنصاري؛ وحدث عنه بالإجازة خلق كثير منهم أبو العباس العزفي. وكان من جلة أئمة المقرئين كثير المحفوظات جامعاً لفنون العلم بالتفسير، محدثاً راوية ثقة، فقيهاً مستبحراً [165 ظ] متحققاً بالعربية مبرزاً فيها، بارع الادب شاعراً مجيداً، عارفاً بالرؤيا وعبارتها، ديناً فاضلاً صالحاً مراقباً لاحواله حسن المقاصد مخلصاً في أفعاله وأقواله؛ جرت مسألة فقيهة بمحضره فذكر فيها نصاً واستحضر كتاباً فقال لهم: أطلبوها منه في مقدار كذا وكذا، وما زال يعين لهم موضعها حتى وجدوها حيث ذكر، فقالوا له: اتحفظ الفقه؟ فقال لهم: أني أحفظ وقر جمل من كتب، فقيل له هلا درستها؟ فقال ليس للعميان إلا القرآن؛ حدثنا بهذه الحكاية شيخنا الإمام تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب ابن مطيع بن أبي الطاعة القشيري ابن دقيق العيد، رضي الله عنه، إجازة. وحدثنا أيضاً إجازة قال: وقال: لي صهره أبو الحسن علي بن سالم بن

شجاع وكان أيضاً ضريراً وأخذ القراءات عنه: أردت مرة أن أقرأ شيئاً من الأصول على ابن الوراق فسمع بذلك فاستدعاني فحضرت بين يديه، فاخذ بأذني ثم قال لي: أتقرأ الأصول؟ فقلت: نعم، فمد بأذني ثم قال لي: من الفضول، أعمى يقرأ الأصول. وظهرت عليه كثير من كرامات الأولياء وأثرت عنه كسماع الأذان مراراً لا تحصى بجامع مصر وقت الزوال من غير المؤذنين؛ وقال: جرت بينه وبين الشيطان مخاطبة فقال لي: فعلت كذا فسأهلك فقلت له: والله ما أبالي بك. وقال: كنت يوماً في طريق وتخلف عني من كان معي وأنا على الدابة وأقبل اثنان فسبني أحدهما سباً قبيحاً وأقبلت على الاستعاذة وبقي كذلك ما شاء الله ثم قال لي الآخر دعه، وفي تلك الحال لحقني من كان معي (1) فأخبرته بذلك فطلب يميناً وشمالاً فلم يجد أحداً. وكان يعذل أصحابه في السر على أشياء لا يعلمها إلا الله عز وجل؛ وكان يعتل العلة الشديدة فلا يشتكي ولا يتاوه، وإذا سئل عن حاله قال: العافية، لا يزيد على ذلك؛ وكان ضريراً فإذا جلس إليه من لا يعرفه لا يرتاب في أنه يبصر لأنه لذكائه لا يظهر عليه ما يظهر على الأعمى في حركاته. وكان مجتنباً فضول الكلام فلا يتكلم إلا فيما تدعو إليه الضرورة، ويمنع جلساءه من الخوض في شيء [166 و] إلا في العلم والقرآن، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وخضوع واستكانة. وتصدر للإقراء بالمدرسة الفاضلية (2) من القاهرة، ثم تركه وأقبل على التدريس إلى

_ (1) زاد في م: وأنا على الدابة. (2) في الأصول: الفاضيلية.

حين وفاته، وانتفع به خلق كثير لا يحصون كثرة. وله منظومات علمية ظهر فيها علمه واقتداره على ما يحاول منها: القصيدة الفريدة المسماة: " حرز الأماني ووجه التهاني " أودعها القراءات السبع، وكان يقول لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا نفعه الله بها لأني نظمتها لله سبحانه؛ وقصيدة أخرى وسمها: " بعقيلة القصائد في أسنى المقاصد " ضمنها رسم المصحف. ومن منظوماته قوله مجيباً أبا الحسن علي بن عبد الغني الحصري عن أبياته الدالية (1) : أسائلكم يا مقرئي الغرب كله ... وما من سؤال الحبر عن علمه بد بحرفين مدوا ذا وما الأصل مده ... وذا لم يمدوه ومن أصله المد وقد جمعا في كلمة مستبينة ... على بعضكم تخفى ومن بعضكم تبدو فأجابه أبو محمد هذا عنها بقوله: عجبت لأهل اللين للهمز أصله ... سوى مشرع الثنيا إذا عذب الورد وما بعد همز حرف مد يمده ... سوى ما سكون قبله ما له بد

_ (1) أنظر أخبار وتراجم أندلسية: 121، وأنباه الرواة 3: 106.

وفي همز سواءت يمد وقبله ... سكون بلا مد فمن أين ذا المد يقولون عين الجمع فرع سكونها ... فذو القصر بالتحريك الأصلي يعتد ويوجب مد الهمز هذا بعينه ... لأن الذي بعد المحرك ممتد ولولا لزوم الواو قلباً لحركت ... بجمع بفعلات في الأسما له عقد وتحريكها والياً هذيل وأن فشا ... وليس له فيما روى قارئ عد وللحصري نظم السؤال بها وكم ... عليه اعتراض حين فارقه الجد ومن يعن وجه الله بالعلم فليعن ... عليه وإن عنى به خانه الجد وممن أجاب الحصري عن أبياته المسطورة قبل المقرئ أبو اسحاق إبراهيم بن طلحة الشاعر المعروف بابن الحداد فقال: [166 ظ] ألا أيها الأستاذ والله راحم ... وغافر لهو ظلتم دهركم تشدو أسائلكم يا مقرئي الغرب كله ... وما من سؤال الحبر عن علمه بد

بحرفين مدوا ذا وما الأصل مده ... وذا لم يمدوه ومن اصله المد وقد جمعا في كلمة مستبينة ... على بعضكم تخفى ومن بعضكم تبدو وها أنا في ذا الزمان أجيبكم ... فاسمع ما أسمعت قلبي من بعد بلفظة سواءت لغزت وواوها ... وبالألف التالي لها الزائد الفرد فقلت عن المدات ما المد أصلها ... وقلت لواو أصلها فتحها المد وهذا مقال منك غير محرر ... وحكم بجور حقه الفسخ والرد فليتك إذ لم تعط ذا الحق حقه ... سكت ولم تهجر وليتك لم تعد فقلت وبعض القول عي وغيبة ... على بعضكم تخفى ومن بعضكم تبدو فيا ليت شعري ما دهاك وما الذي ... عدا بك عن نهج هو الرشد والقصد وهل مد إلا في ثلاثة أحرف ... هي الأصل يدريها ويعرفها زيد

أحسن منه: * يدري حكمها الحر والعبد* ... لها أمهات هن ولدن مدها ... وهن لها أصل وهن لها ولد وهل مد حرف اللين إلا لكونه ... يضارعها في المد ان مد تمتد وأن لم يمد استغنأ الدهر كله ... عن المد فيه واستوى الوجد والفقد وما اصل حرف اللين في جمع بيضة ... وسواءتكم إلا التحرك لا الضد قال السخاوي وهذا كما قال: فنجهل فوق جهل الجاهلينا. وذلك راعى من رواه لورشنا ... بقصر ومدوا سائر الحرف واعتدوا لكونه الأولى والأحق بمده ... لما قد ذكرنا والغله له الحمد قال المصنف عفا الله عنه: همز استغنا في بيت وان لم يمد خطا لا عذر عنه؛ ثم ان هذه مآخذ ينزه عن الخوض فيها أهل العلم والورع، ولا أدري ما حمل هؤلاء الأفاضل على تأويل ذلك على الحصري حتى جراهم على الإفحاش تعريضاً كتصريح، وتمريضاً في مساق تصحيح، إلا قوله: " ومن بعضكم تبدو "، وليس فيه ما تأولوه عليه إلاً [167 و] عند نظره بعين السخط؛ وأعدل من ذلك في الحكم وأجرى على ما يناسب أهل الدين ويليق

بأولي العلم ابتداء وجوابا ما كتب به بعضهم إلى المقرئ أبي الحسن شريحك * أيا راكباً*؟: أبو جعفر أحمد بن عبيد الله بن هريرة القيسي التطيلي الأعمى (1) وأبو بكر محمد بن حزم المذحجي، فأجاباه نظماً باقتراح الخطيب المقرئ أبي الحسن شريح - رحمهم الله اجمعين - أما جواب أبي جعفر فقوله: أتاني رسولك يقفو الصواب ... فإما يعم وإما يخص بعثت إلي به خاتماً ... فركبت فيه من العلم فص تسائل عن مد سواءتكم ... وقد جاء في قصره أصل نص ولكن ورشاً رعى أصلها ... فلم يتحيف ولم ينتقص وصح له فتحها عن هذيل ... فلم يستعر بجناح أحص وصح له فتحها عن هذل ... فلم يستعر بجناح أحص وأما جواب أبي بكر بن حزم فقوله: أيا موجباً في طلاب العلا ... ليوضح من سلبها ما انغمص ويا سائلاً عن دقيق العلوم ... إليك فقد امكنتك الفرص بسواءتكم لم ير القصر فيها ... على أصل ورش لأمر ينص لأن كان ساكنها عارضاً ... وبالفتح من حقه أن يخص

_ (1) التطيلي الأعمى الشاعر الوشاح المشهور في عصر المرابطين (- 525) وقد نشرت ديوانه (ط. دار الثقافة، بيروت 1963) وليست المقطوعة التي وردت هنا مذكورة في ديوانه.

أتاك الجواب فقم فاقتنصه ... فقيمة كل امرئ ما اقتنص أيا راكباً قاصداً أرض حمص ... لسرد النظوم ودرس القصص (1) فأما بلغت فسائل شريحاً ... فذاك الذي في العلا ما نكص بحرف يمد على غير أصل ... وقد جاء في قصره اصل نص وما حركت قبله أحرف ... ولا جاء بدءاً وبالمد خص ولا قبله حرف مد يرى ... فصيدك للعلم أعلى قنص فأجابه شريح وأبدى علة ذلك وحضر مجلسه الأديبان. ومن منظومات ابي محمد قوله في ترتيب حروف " الأفعال " لأبي بكر ابن القوطية: لسير هجر عميد غمضه خلس ... حوى جوى قلبه كتمانه سرف [167 ظ] شج مدير ضريك للنوى رمض ... نشوان طب ظباء ذاهل دنف بعاده ترح ثواؤه زله ... فؤاده مستهام وامق يجف إلى غير ذلك مما برز فيه وأعرب عن إجادته. ولد بشاطبة في ذي الحجة من سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتوفي

_ (1) هذه هي الأبيات التي بعث بها صاحب السؤال إلى شريح.

1089 - قاسم بن قاسم التجيبي:

بالقاهرة بعد صلاة العصر من يوم الأحد لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بمقبرة البيساني، وتعرف تلك الناحية بسارية وهي بسفح المقطم - جبل متصل بمصر له في حفظ أجساد الموتى خاصة عجيبة - وصلى عليه أبو إسحاق المعروف بالعراقي إمام جامع مصر حينئذ، وكانت جنازته مشهورة لم يتخلف عنها كبير أحد، وأسف الناس لفقده واتبعوه ذكراً جميلاً وثناء صالحاً وكان أهله، رحمة الله عليه. 1089 - قاسم بن قاسم التجيبي: مروي أبو محمد؛ روى عنه أبو جعفر يحيى المالقي. 1090 - القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان الأنصاري الأوسي (1) : قرطبي نزل بأخرة مالقة، أبو القاسم بن الطيلسان والجمل؛ روى قراءة وسماعاً عن أمه أم الفتح فاطمة بن أبي القاسم الشراط وأبي إسحاق الزوالي وأبي الأصبغ عيسى بن عقاب وأبي البركات عبد الرحمن السقسيني (2) وأبوي بكر: عتيق بن قنترال ويحيى بن أحمد بن سعود (3) . وآباء جعفر الأحامد: الآجري والأوسي وابن الأصلع والجيار وابن يحيى، وعبد الله بن مسلمة وابوي الحجاج: الجميمي وابن وهبون،

_ (1) ترجمته في بغية الوعاة: 380 وغاية النهاية 2: 23 وبرنامج الرعيني: 27 والتكملة رقم: 1976 وشذرات الذهب 5: 215 وتذكرة الحفاظ: 1426 ونيل الإبتهاج: 221 (على هامش الديباج) . (2) فوقها علامة خطأ في ح. (3) م ط: مسعود.

وآباء الحسن: الشقوري وابن أبي تمام وابن إسماعيل السعدي وابن علي النفزي، وأبي الحكم عبد الرحمن بن محمد بن حجاج وأبي زيد الفازازي وابن عياش (1) واختص به، واللوشي وابن المعتصم الزبيدي، وآباء العباس: القنجايري وابن مقدام واليساني (2) ويكنى أيضاً أبا القاسم، وأبوي عليك القرطبي والحسين بن المالقي وابي عمرو نصر الشقوري وآباء القاسم الأحامد: ابن بق وابن جرج وابن رشد واليساني (3) ، وقد تقدم انه يكنى أيضاً أبا العباس، وسليمان عمه وعبد الرحمن بن القاسم بن السراج [168 و] (4) محمد بن الخطيب وآباء محمد: ابن حوط الله وابن علوش وابن عمرو الخزرجي وابن عيسى المرقطالي، وأبي مروان بن جرج وأبي نصر فتح بن الفصال، وأجازوا له؛ وقرأ أيضاً وسمع كثيراً على أبوي بكر: غالب خاله والحاج ابن العربي، وأبي الربيع بن حكم وآباء عبد الله: ابن عبد البر وابن غالب وأظنه قريبه المدعو بالأستاذ حمو، والقبيجاطي، وأبي العباس المجريطي وأبوي القاسم: الشراط: جده للأم، والملاحي، وأبوي محمد: الزهراوي وعبد الحق بن محمد ابن عبد الحق، ويسيراً على أبي إسحاق بن سعدي وأبي بكر بن عبد النور وآباء جعفر: جده وابن أفلح وابن حكم وابن خميس والربضي وابن كوزانة، وتدبج معه، وابن غالب، وآباء الحسن: عبد الرحمن بن حزبه والمكي وابن عبد العزيز ويونس بن مغيث،

_ (1) هامش ح: يكنى أبن عياش هذا أبا بكر وقد نقص من الكلام شيء وقد قدم من يكنى بأبي بكر فتأمل ذلك. (2) - (2) هذا النص كله سقط من م. (3) - (2) هذا النص كله سقط من م. (4) قبلها علامة خطأ في ح.

وأبوي الحسين: عبيد الله المذحجي ومخلد بن بقي، وابي الحكم أسد كلعد وأبي الخليل مفرج وأبي زرعة روح وأبوي زيد: الجذامي الناسخ وابن علي الكلبي، والضحاك بسام وأبي طالب عبد الجبار وآباء عبد الله: أبيه والاشطبي والبلاي والبنسوري وابن الجوهري وابن الحجام الواعظ وابن خيار وابن الراح وابن سالم والصياد والطيلطلي والغوني وابن عبد القادر وابن علي بن هود، وأبي عمران بن الفخار وآباء القاسم: خلف بن يوسف وزيد بن حكم وعبد الله بن جرج وعبد الرحمن بن ابي السداد ومحمد بن أحمد القشيري وابن قزمان، وآباء محمد: عمه وتاشفين وخير وابن أبي الخصال، وآباء مروان: ابن الصقيل والمرواني وابن يوسف اللواتي، وأبي الوليد بن رشد، ولم يذكر أنهم أجازوا له. ولقي أبا الحسن بن زرقون وأبا سليمان بن حوط الله وأبا القاسم التونسي ابن الحداد وأبا محمد عبد الكبير وأبا المجد هذيلا وأبا نصر الطفيل بن عظيمة، وأجازوا له. وكتب غليه مجيزاً ولم يلقه من أهل الأندلس أبو إسحاق الشطالطي وآباء بكر: ابن حسنون وغلبون وابن ميمون وابن ابي زمنين، وأبوا جعفر: ابن الحصار بن شراحيل وأبوا الحجاج: ابن الشيخ وابن غصن، وأبوا الحسن: ثابت الكلاعي والغساني، وأبو الخطاب ابن واجب وآباء عبد الله: ابن بالغ وابن سعادة وابن سعيد [168 ظ] المرادي وابن نوح وابن أبي نضير وأبو عمر بن عات وأبو عمران المارتلي الزاهد وأبو كامل تمام وآباء القاسم الاحمدون: ابن أبي هارون وابن سمجون وابن عبد البر، وآباء محمد: شعيب بن عامر

والقرطبي وعبد الرحمن الزهري وعبد المنعم بن الفرسح ومن القادمين عليها أبو بكر عمر الماليني الباخرزي، كتب إليه من مالقة، وأبو زكرياء الاصبهاني نزيل غرناطة، كتب إليه منها؛ ومن سبتة أبو الصبر الشهيد أبو العباس العزفي، ومن أهل المشرق بإفادة أبي اسحاق بن أحمد بن الواعظ المراكشي: أبو الفضل جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمداني، وأبو الهيثم عبيد الله بن أحمد بن أبي سعد بن حموية المصري جمال الدين، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن عثمان المصري، وآباء محمدك عبد الخالق بن صالح بن علي بن ريدان المسكي فخر الدين وعبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري شمس الدين (1) وعبد المهيمن بن علي البناني المصري شهاب الدينن وأبو الحسن علي بن إسماعيل ابن علي بن حسن بن عطية الصنهاجي التركاني الأبياري صدر الدين، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسان التنيسي، وبإفادة ابي العباس النباتي ابن الرومية: الأحامد ابن أحمد ابن علي بن أبي الفضل أبو القاسم ابن السمدي وابن سليمان بن أبي بكر بن سلامة بن الاصغر البغدادي وابن علي بن الحسين الغرنوي الأصل أبو الفتح، وابن أبي الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو العباس بن صرما، وابن يحيى بن علي بن محمد أبو منصور بن البراج، وأرسلان بن عبد الله السيدي، وإسماعيل بن إبراهيم بن محمد الشهرستاني أبو محمد، والأنجب ابن أبي الحسن بن أبي العز الدلال، وترك بن محمد بن بركة الخزيمي العطار أبو بكر بن سوادة، وثابت بن مشرف بن أبي سعد بن إبراهيم

_ (1) هامش ح: بل المعروف في ذمته " زكي الدين ".

الخباز الأزجي البناء أبو محمد ابن شستان، والحسنان: ابن إسحاق بن أبي منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر أبو علي ابن الجواليقي، وابن علي بن يونس البلعدي، والحسين بن عمر بن نصر بن الحسن بن باز أبو عبد الله، وخلف بن محمد بن خلف الكنزي أبو الذخر، وريحان [169 و] بن تيكان بن موسك بن علي الكردي الضرير، وكتب عنه، والسعيدان ابنا المحمدينك ابن محمد بن سعيد بن الرواز وابن ياسين، وأبوا منصور، وصدقة بن علي بن جدوان أبو البر ابن البيع (1) ، وعبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبراوي الضرير أبو البقاء، وكتب عنه، وعبيد الله ابن علي بن المبارك بن الحسين بن نغوبا الواسطي أبو المعالي، وابن المبارك ابن إبراهيم بن مختار بن السيدي، وأعبد الرحمن: ابن أبي سعد بن أحمد ابن نميرة وابن أبي بكر بن عبد العزيز الخباز الحكيم، وكتب عنهما، وابن إسحاق بن أبي منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر أبو إسحاق بن أبي منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر أبو إسحاق بن الجواليقي وابن سعد الله بن أبي الرضا أبو الفضل الطحان وابن عمر بن أبي نصر بن علي بن عبد الدايم الواعظ أبو محمد ابن الغزال، وعبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري أبو الفضل، وابن عبد الرحمن بن الأمين أبي منصور علي بن علي بن عبيد الله أبو الحسن ابن سكينة، وعبد العزيز بن دلف بن أبي طالب الخازن، وعبد اللطيف ابن عبد الوهاب (2) بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن عبد الغني بن محمد ابن جرير الطبري وابن المعمر، أبوا محمد، وعبد الوهاب بن أبي المظفر

_ (1) فوقها علامة خطأ في ح. (2) ابن أبي طالب؟ الوهاب: سقطت من م ط.

ابن أبي البركات عبد الوهاب أبو البدر الصفار، وكتب عنه؛ وعدي ابن الحجاج بن برهان، والعليان: ابن أبي الفرج محمد بن أبي جعفر بن أبي المعالي البصري الحنبلي (1) أبو الحسن بن كبة وابن يونس بن احمد ابن عبيد الله بن هبة الله بن البيع (2) ، والعمران: ابن القاسم بن المفرج بن الخضر التكريتي أبو عبد الله وابن أبي بكر بن أحمد بن الحسين، وابن جابر أبو نصر المقرئ، والمحمدون: ابن أحمد بن صالح بن شافع الجيلي وابن عمر بن الحسن (3) بن خلف القطيعي أبو الحسن بن قبيحة، وابن أبي نصر إسحاق بن محمد بن أبي الحسن هليل بن أبي علي الحسن بن أبي إسحاق بن هليل بن هارون الصابي، وابن بهرام بن علي بن بهرام وابن سعيد، وأبوا عبد الله: ابن سعيد بن يحيى بن علي الدبيثي وابن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز الواسطي أبو الفرج (4) ، وابن محمد بن أبي حرب بن عبد الصمد أبو الحسن النرسي، وابن محمد ابن محمود بن أبي محمد الحسن أبو [169 ظ] عبد الله النجار وابن أبي منصور ابن أبي طاهر بن هبة الله بن مرزوق الخياط أبو عبد الله، والمحمودان (5) ابن أبي العز الفارسي الكازروني وابن واثق، والحسن ابن علي الجرى (6) أبو القاسم بن السماك، والمحتضر بن عبد الله الصوفي عتيق أبي مسعود الثقفي أبو العز وكتب عنه، ومظفر بن علي بن محمد

_ (1) م: الحنفي. (2) فوقها علامة خطأ في ح. (3) م ط: وأبن عمرو محمد بن أبي الحسن. (4) كنيته أبو عبد الله في السطر السابق، فلعل له كنيتين. (5) م ط: والمحمود. (6) فوقها علامة خطأ في ح.

ابن المظفر، والمهذب بن أبي الحسن علي بن أبي نصر بن عبيد الله أبو نصر بن قبيدية، ومكي بن أبي طاهر بن العز بن حمدون الطبري، ويحيى بن سعد الله بن الحسين ابن تمام التكريتي أبو الفرج، وكتب عنه، واليوسفان: ابن علي بن يوسف بن شريف بن عبد الله الباذيني أبو العز ابن عمر بن محمد بن عبيد الله أبو المحاسن ابن نظام الملك، وأبو بكر بن أبي القاسم الحجري النجاد، وقفت على خطوطهم وخط من كتب عنه منهم لعذره له بالإجازة وعلى خط أبي العباس بن الرمية وغيره عن إذن أبي العباس باستدعاء الإجازة منهم. وأجاز له من مصر شرف الدين أبو محمد عبد الوهاب بن عتيق بن عبد الرحمن بن عيسى بن وردان القرشي مولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري - في ما أرى - فقد ذكر أبو سعيد بن يونس بن سعد بن أبي سرح، (1) قد ذكر في أهل مصر وقيل أن الذي قدم مصر ابناه موسى وعيسى، وهذا عندي أصح وعقبه بمصر إلى اليوم لهم الخط الذي يعرف بخط بني وردان، وذكر عيسى بن وردان مولى عبد الله بن أبي سرح (2) وذكر محمد بن احمد بن عبد الله بن هاشم بن عبد الجبار بن عبد الرحمن ابن عيسى بن وردان، وقال فيه: العامري مولى عبد الله بن أبي سرح؛ فارى عبد الوهاب هذا من ذرية عبد الرحمن بن وردان المذكور، والله اعلم؛ وذكر أيضاً موسى بن وردان وسعيد بن موسى وغيرهم وقال فيهم: أنهم موالي عبد الله بن سعد بن أبي سرح.

_ (1) سقطت هذه العبارة كلها من م. (2) سقطت هذه العبارة كلها من م.

واستجاز له شرف الدين بن وردان جماعة منهم [170 و] الاحمدان ابنا المحمدينك أبو عبد الله الأزدي بدر الدين وابن عبد العزيز بن الحسين ابن عبد الله السعدي أبو الفضل بن الجباب (1) ومكين الدين أبو علي الحسن ابن علي بن عبد المهيمن بن جعفر، ومجد الدين أبو علي الحسن بن عقيل شريف ابن رفاعة ابن غدير السعدي، وأبو القاسم حمزة بن علي بن عثمان المخزومي بهاء الدين، وآباء عبد الله المحمدون: ابن الحسين ابن المجاور وابن عمر بن يوسف الانصاري القرطبي وابن محمد بن أبي علي النوقاني شمس الدين، وأبو بكر بن محمد بن محمد بن يبقى بن جبلة (2) الخزرجي، وهو أخو أبي الحسن، وجمال الدين أبو المختار مرتضى بن العفيف أبي الجود حاتم ابن مسلم بن أبي العرب الحارثي، وأبو الحرم (3) مكي بن نعمة الدوني المقدسي نور الدين، وعبد السلام ابن الحسن بن عبد السلام الفهري سراج الدن ابن الطوير، وابن علي بن منصور الكناني الدمياطي تاج الدين، وعبد الصمد بن عبد الله بن هارون اللخمي تقي الدين، آباء محمد، والعليون آباء الحسن: ابن عبد الله شمس الدين ابن العطار وابن محمد ابن رجال الشافعي وابن هبة الله بن سلامة بن المسلم جمال الدين، وابن يوسف بن عبد الله بن بندار كمال الدين؛ وبسؤال ابن وردان وابن الواعظ: كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن الحسين السعدي ابن الجباب، وأبو علي الحسن بن الأنجب المقدسي، وأبو الغنائم

_ (1) م ط: الجياب. (2) م: جلبة. (3) م ط: الحزم.

المظفر بن عبد الله بن العباس بهاء الدين وأبو محمد نصر الله بن صالح ابن عبد الله الشافعي المصري بدر الدين، وأبو القاسم عبد الرحمن ابن محمد بن إسماعيل القرشي، وعبد العزيز بن أبي الفتح أحمد بن عمر ابن سالم بن باق البزاز جمال الدين، وابن سحنون الغماري شهاب الدين، وهمام بن راجي المصري سراج الدين أبو محمد؛ (1) وبسؤال ابن وردان وابن العربي الحاج أبي بكر: زين الدين أبو الطاهر إسماهيل بن ظافر بن عبد الله العقيلي [170 ظ] ، وبسؤال أبي بكر بن العربي: أبو محمد كمال الدين ابن عبد القوي بن عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله السعدي ابن الجباب، وبسؤال أبي بكر بن العربي وابن الواعظ: كمال الدين أبو اليمن بركات بن ظافر بن عساكر الأنصاري الخزرجي، وبسؤال أبي جعفر بن إبراهيم بن كوزانة: شرف الدين أبو الحسن علي بن أبي المكارم المفضل بن علي بن المفرج المقدسي؛ وممن أجاز له منهم ولا اعرف الآن من سأله ذلك له (2) : أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن عثمان بن يسف القرشي المصري، ويغلب على ظني أنه بسؤال ابن الواعظ والله اعلم؛ وله شيوخ سوى من ذكر. روى عنه غير واحد، وحدثنا عنه من شيوخنا: صهره أبو عبد الله ابن عياش وأبو الحسن الرعيني. وكان من جلة المقرئين ومتقدمي المجودين وكبار المحدثين المسندين، عني طويلا أتم العناية بشأن الرواية واستكثر

_ (1) زاد في م: وأبو الربيع. (2) له: سقطت من م ط.

من الإفادة واشتهر بالضبط والإتقان وانقطع إلى خدمة العلم وتقييد الآثار وتخليد الفوائد والتواريخ، وتفنن في المعارف؛ تصدر للإقراء وإسماع الحديث والإفادة بما كان عنده، وعرف بالثقة والعدالة والنزاهة وسراوة النفس وحسن الخط، وصنف فيما كان ينتحله من العلوم مصنفات منها: " الجواهر المفصلات في تصنيف الأحاديث المسلسلات " وقفت عليها بخطه ومنها: " التبين عن مناقب من عرف قبره بقرطبة من الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين " في مجلد متوسط، وقال فيه ابن الأبار: الصالحين من الأندلسيين، وليس كذلك، ومنها: " مختصر هذا الكتاب " في كناش لطيف وقفت عليه بخطه، ومنها: " زهرات البساتين ونفحات الرياحين في غرائب أخبار المسندين ومناقب آثار المهتدين " ضمنه أسماء معظم شيوخه، وقفت عليه في مجلد جيد، ومنها: " اقتطاف الأنوار واختطاف الأزهار من بساتين العلماء الأبرار " وهو اختصار زهرات البساتين المذكور ومنها: " بيان المنن على قارئ الكتاب والسنن " وقفت عليه في سفر متوسط بخطه، ومنها: " ما ورد من تغليط الأمر على شربة الخمر " إلى غير ذلك مما شهد له [171 و] بسعة الرواية وتمكن الدراية؛ فصل عن قرطبة - رجعها الله داراً للاسلام - بعد تغلب الروم عليها آخر ثلاث وثلاثين وستمائة، ونزل مالقة فقدم للصلاة والخطبة بجامع قصبتها، والتزم ذلك إلى ان توفي بها في شهر ربيع الآخر سنة ثنتين وأربعين وستمائة، ومولده سنة خمس وسبعين وخمسمائة أو نحوها (1) .

_ (1) هامش ح: وقيل سنة ست.

1091 - قاسم بن محمد بن أحمد الأنصاري:

1091 - قاسم بن محمد بن أحمد الأنصاري: أبو محمد؛ سمع أبا الحجاج ابن الشيخ. 1092 - القاسم بن محمد بن أبي بكر بن عاصم بن أبي بكر (1) التجيبي: بلنسي ابن القدرة؛ روى عن أبي الحسن بن خيرة وأبي الربيع بن سالم، وكتب إليه مجيزاً من مكة - شرفها الله - بشير بن أبي بكر بن حامد بن سليمان الجعدي التبريزي. 1093 - قاسم بن محمد بن تبع الهاشمي: قرطبي - فيما أحسب - أبو محمد؛ روى عن أبي الحسن بن القفاص وأبي القاسم بن الطيلسان. 1094 - قاسم بن محمد بن خلف بن يبقا الكلبي: إشبيلي أبو محمد؛ روى عن أبي إسحاق بن محمد الاطرياني. 1095 - قاسم بن محمد بن سعيد التجيبي: قرطبي؛ كان من أهل العلم والعدالة، حياً سنة ثمانين وثلاثمائة. 1096 - القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن دحمان الأنصاري (2) : مالقي أبو محمد، وفد تقدم رفع نسبه وذكر أوليتهم في رسم عمه القاسم؛ روى عن عمه المذكور وأبي مروان بن قزمان وسواهما،

_ (1) بن عاصم؟ بكر: سقطت من م ط. (2) ترجمته في التكملة رقم: 1974 وبغية الملتمس رقم: 1307.

1097 - القاسم بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الأنصاري:

وتصدر للإقراء بمالقة، وكان له حظ من العربية ودرسها، وتوفي في نحو عشرين وستمائة. 1097 - القاسم بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الأنصاري: أندلسي. 1098 - قاسم بن محمد بن علي بن قاسم الأنصاري: بلنسي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 1099 - القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الهمداني: وادياشي ابن البراق، وهو والد الراوية الديب أبي القاسم ابن البراق؛ روى كثيراً عن أبيه وأختص به وأجاز له، وله إجازة من آباء بكر: أحمد بن عبد الرحمن بن جزي بن محمد العوفي وأبي الحسن نجبة وأبوي عبد الله: ابن حميد وأبن الفخار [171ظ] وأبي العباس بن مضاء وأبي العطا وهب بن نذير وأبي عمرو عثمان بن الجميل وأبوي القاسم: ابن حبيش والسهيلي، وأبوي محمد: الحجري وعبد المنعم بن الفرس. 1100 - قاسم بن محمد بن علي بن محمد بن عمران الأنصاري: بلنسي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 1101 - القاسم بن محمد بن علي الأنصاري الحارثي: مروي أبو القاسم ابن الأصفر؛ تلا على أبي الحسن بن محمد الزهري البسطي وأبي عبد الله

1102 - قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ:

ابن هشام الفهري، وروى عن أبوي بكر: عتيق بن قنترال وعصام بن أبي جعفر وآباء جعفر: ابن حجة وأبن قاسم وأبن واهب وأبي الحجاج ابن بقاء اللخمي الغرناطي، وآباء عبد الله: ابن بالغ الخطيب وأبن صاحب الأحكام وأبن طاهر بوادي آش وأبن غالب حمو وأبن يربوع، وأبي العباس بن إبراهيم الخشني، وأبي القاسم الملاحي وآباء محمد: الكواب والقرطبي وعبد الصمد اللبسي. روى عنه غير واحد من أهل بلده وسواه، وحدثنا عنه أبو محمد مولى سعيد بن حكم عمن كتب إليه. وكان من جلة المقرئين وكبار المحدثين تصدر للإقراء ببلده طويلاً وذلك كان الغالب عليه، وأسمع الحديث وأدب بالعربية، وأسن فأخذ عنه الآباء والأبناء، وعرف بالفضل والصلاح والدين المتين، وأم في الفريضة بالقصبة من المرية، وكف بصره - نفعه الله؛ - مولده سنة إحدى وتسعين وخمسمائة بالمرية (1) . 1102 - قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ: قرطبي بياني الأصل؛ كان من بيت علم وجلالة، فقيهاً مبرزاً في العدالة، حياً سنة خمس وعشرين وأربعمائة. 1103 - قاسم بن محمد بن قاسم الصدفي: أرشذوني؛ روى عن أبوي القاسم: ابن حبيش والسهيلي وأبوي عبد الله: ابن حميد وابن (2)

_ (1) هامش ح: وتوفي بالمرية في ذي القعدة من سنة ست وسبعين وستمائة وكان أولا يكنى أبا محمد ثم التزم أخيراً التكني بأبي القاسم وذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكناه بأبي القاسم، رحمه الله تعالى. (2) وابن: سقطت من م ط.

1104 - قاسم بن الحاج محمد بن مبارك الأموي مولاهم:

الفخار وأبي محمد بن بونه. وكان مكتباً فاضلاً مقرئاً صالحاً ذا عناية برواية الحديث وتقييده، وتوفي في حدود الثلاثين وستمائة. 1104 - قاسم بن الحاج محمد بن مبارك الأموي مولاهم (1) : إشبيلي أبو محمد ابن الحاج والزقاق، وقال فيه أبو الحسن بن خروف: قاسم ابن عبد الله ابن الحاج، وغلط فيه؛ روى عن أبي جعفر بن المرخي وآباء الحسن: [172و] شريح وعباد بن سرحان ويونس بن مغيث، وآباء عبد الله: أحمد الخولاني (2) وجعفر حفيد مكي وأبن لب وأبن نجاح، وباء علي: الجياني وحسين بن عريب ومنصور بن الخير وأختص به، وأبوي القاسم: ابن بقي وأبن رضا، وأبي محمد شعيب اليابري وأبي مروان بن قزمان. روى عنه أبو إسحاق بن سيد أبيه وأبو الحسن بن حماد وأبن خروف وأبو الحسين ابن الصايغ وأبو الصبر الشهيد وأبوا عبد الله: ابن عبد الحق التلمسيني وأبن قاسم بن محمد بن غالب القضاعي وأبو القاسم عبد الرحيم بن الملجوم وآباء محمد: ابن أحمد بن علوش وعبد العزيز ابن عبد الرحمن القيسي وقاسم بن محمد بن عبد الله القضاعي ابن الطويل وأبو المجد هذيل بن محمد. وكان مقرئاً مجوداً متقدماً في صنعة التجويد، متحققاً بالنحو ماهراً

_ (1) ترجمته في غاية النهاية 2: 24. (2) هامش ح: أنكر شيخنا أبو جعفر أبن الزبير أن يكون روى عن الخولاني، ونفى ذلك.

1105 - القاسم بن محمد:

فيه أديباً، حافظاً حسن الخلق متواضعاً، لقي مشايخ جلة وقيد كثيراً وعني بالعلم عناية تامة (1) وصنف في السبع " البديع " وكان كثير من الشيوخ يؤثرونه على معظم ما صنف في فنه، وإنه لكذلك (2) ، واقرأ طويلاً بإشبيلية وبفاس وبسلا وغيرها، وتوفي بسلا في شهر رمضان تسع وخمسين وخمسمائة. 1105 - القاسم بن محمد: أندلسي أبو محمد؛ رحل وحج؛ وروى عن أبي ذر الهروي وأبي العباس أحمد بن علي بن الحسن الكسائي، وسمع بسوسة من أبي محمد الحسن بن عبد الله الأجداني. روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري وغيره، وكان مكتباً فاضلاً زاهداً صالحاً خيراً. 1106 - القاسم بن مسعود: بجاني أبو بكر؛ كان رجلا صالحاً إماماً في الفريضة، صاحباً لأبي محمد عبد الله بن محمد القضاعي المقرئ مقرون، وعنه حكى أبو عمر في الطبقات تاريخ وفاة مقرون هذا. 1107 - قاسم بن مسعود: روى عن القاضي أبي بكر بن العربي (3) .

_ (1) تامة: سقطت من م ط. (2) م ط: لذلك. (3) هاهنا ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: قاسم بن مشرف بن هاني، اللخمي الغافقي: البيري سكن غرناطة وروى عن مشايخها. وكان فقيهاً جليلاً توفي ضحى يوم الأربعاء منتصف شعبان ست وخمسين وأربعمائة.

1108 - قاسم بن موسى بن العاصي بن عبد الله بن كليب بن ثعلبة ابن عبيد بن مبشر بن لوذان بن سلامة بن مالك بن الحسحاس بن عامر بن أنمار بن زنباع بن مازن بن [172 ظ] كنانة بن سعد بن مالك بن زيد بن أفصى بن اياس بن حرام بن جذام الجذامي:

1108 - قاسم بن موسى بن العاصي بن عبد الله بن كليب بن ثعلبة ابن عبيد بن مبشر بن لوذان بن سلامة بن مالك بن الحسحاس بن عامر بن أنمار بن زنباع بن مازن بن [172 ظ] كنانة بن سعد بن مالك بن زيد بن أفصى بن اياس بن حرام بن جذام (1) الجذامي: قرطبي؛ طلب العلم وتصرف في الأمانات، وولي قضاء إشبيلية وقرمونة ولبلة للناصر، وكان من بيت جلالة ونباهة. 1109 - القاسم بن يوسف بن زهير المعافري: ميورقي؟ فيما أرى - أجاز له أبوه يوسف المذكور. 110 - قاسم بن يونس بن محمد بن أحمد بن النمير الأنصاري: شريشي، فيما أظن. 1111 - قاسم المؤدب: نقلت من خط عبد البر جامع أبي شبيث ما نصه: وبخطه يعني أبا القاسم حاتم بن محمد الطرابنشي (2) قال: بعث قاسم المؤدب إلى أحد الأمراء حجلاً وكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم: أصلح الله الأمير، سيدي، وحفظه وأتم النعمة عليه؛ وصفت ما بعثت به إلى الأمير - أعزه الله - في هذه الأبيات، صنع الله للأمير سيدي وأبقاه الله وكفاه.

_ (1) ورد هذا النسب في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن كليب بن ثعلبة - وفيه " يزيد " مكان زيد - في أبن الفرضي 2: 33 وإلى وروده في أبن الفرضي أشار المعلق في هامش ح. (2) م ط: الطرابلسي؛ وطرابنش: مدينة من مدن صقلية.

1113 - قحطان بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الكلبي:

أهديت للماجد والمجتبى ... سبعاً وعشراً من دجاج الجبل وهي يعاقيب إذا حصلت ... وكلها ما لم تحصل حجل أتتك (1) أحياء كما صادها ... في شبك ذو حيل محتبل محمرة الأفواه مخضوبة الأرجل ... زينت بصفاء المقل كأنها في قفص خرد ... (2) مقصورة في خدرها تندخل 1112 - قاصد بن علي بن يعمر بن بكر اليعمري: أبذي أبو المكارم؛ روى عن أبي بكر بن حسنون، ولزمه كثيراً واعتمده، وابي الحجاج بن الشيخ وابني حوط الله وأبوي عبد الله: ابن جعفر بمرسية والحصار ببلنسية وأبي محمد بن القرطبي. وكان من أهل الحق (3) والإتقان والعلم بطرق الرواية وضبط الأسانيد، شهير الأصالة ببلده، قديم التعين فيه (4) . 1113 - قحطان بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الكلبي: روى عن أبي محمد الرشاطي. 1114 - قطن بن خزز بن اللجلاج بن سعد بن سعيد بن محمد ابن عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم

_ (1) ح: أحياناً. (2) هامش ح: ثقل رحمه الله. (3) بهامش ح: لعله الحذق. (4) هامش ح: ولي قضاء المناكح بسبتة سنة خمس وأربعين وولي بعد ذلك القضاء ببعض جهات مالقة وتوفي بها سنة خمسين وستمائة.

1115 - قند بن نجم:

التميمي: جياني ذكره الرشاطي عن عريب في رسمك اللجلاجي من حرف اللام، وقال فيه: ولاه الحكم قضاء الجماعة بقرطبة، نقلته من خطه؛ ويعني بالحكم ابن هشام الربضي، وذكره ابن حارث [173 و] (1) وذكره أبو محمد بن حزم في جماهره (2) ، وزاد في نسبه عميراً بين محمد وعطارد، وذكر أنه والد بشر قاضي قرطبة؛ وذكر السالمي بشراً هذا وعده في قضاء قرطبة للحكم، وقال الحكيم: إنه ولي قضاء جيان. 1115 - قند بن نجم: قرطبي أبو القاسم؛ كان من طبقة مسلمة بن أحمد المجريطي في التحقق بالفلسفة، أخذ عنه أبو عبد الله بن الحسن الكتاني. 1116 - قومس بن باسه بن قومس: رحل مشرقاً؛ وكان من أهل العلم، حياً بمصر سنة ست وخمسين وأربعمائة. الكاف (3) 1117 - كريم بن إسماعيل العبدري: بلغي؛ كان من أهل العلم والتبريز في العدالة، حياً سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.

_ (1) أنظر قضاة قرطبة: 67 وفيه: أبن جزء في موضع: " خزز ". (2) الجمهرة: 221 (الطبعة الأولى) . (3) هاهنا ترجمة مزيدة بهامش ح مهي: كامل بن عبد الرحمن الأنصاري جبلي من جبل العيون بغرب الأندلس أبو الفضل وأبو محمد، كان من أهل الفضل والصلاح منقبضاً عن الناس ماهراً بالقرآن من التالين له، ذا حظ من الفقه وولي الإمامة والخطبة معاً بجامع نصر؟ ولم يزل عليهما إلى حين وفاته.

1118 - كمال بن علي بن أحمد بن محمد بن كمال التميمي:

1118 - كمال بن علي (1) بن أحمد بن محمد بن كمال التميمي: مروي؛ كان عاقداً للشروط عدلاً فقيهاً، من بيت جلالة، حياً سنة إحدى عشرة وستمائة. 1119 - الكميت بن الحسن (2) : سكن سرقسطة أبو بكر؛ روى عنه أبو عبد الله الحميدي بعض شعره، وكان أحد شعراء عماد الدولة أبي جعفر بن المستعين بالله أبي أيوب بن هود. 1120 - كوثر بن سليمان الطفيل بن عباس بن معاوية بن المضاء بن عباس بن عامر بن الطفيل بن مالك بن ربيعة بن علقمة بن علافة (3) بن عوف ابن الاحوص بن جعفر بن الحارث العبدري البكري: بكر وائل (4) ، إشبيلي؛ كان أحد الأئمة في القرآن. 1121 - كوثر بن يونس بن خلف البلوي: أبو الحسن؛ روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف بن عفيفة، وكان مقرئاً نحوياً. اللام 1122 - لاوي بن إسماعيل بن ربيع بن سليمان (5) : طرطوشي،

_ (1) بن علي: مكررة في م. (2) ترجمته في التكملة رقم: 348 والجذوة: 314 وبغية الملتمس رقم: 1315 وأنظر المغرب 1: 370. (3) كذا في الأصول بالفاء والمشهور: " علاثة ". (4) أكثر النسب يدل على إنه كلابي جعفري عامري فكيف أصبح في نهاية النسب بكرياً؟. (5) ترجمته في التكملة رقم: 353 ومعجم الصدفي: 93 (رقم: 80) .

1123 - لب بن أحمد بن عبد الودود بن غالب بن زنون:

وأصله فيما قيل من غرب العدوة؛ تلا بالسبع على أبي داود الهشامي، وصحبه عشر سنين أولها إحدى وثمانون، وأكثر عنه بدانية وغيرها، وروى أيضاً عن أبي الصدفي مقدمه من المشرق. 1123 - لب بن أحمد بن عبد الودود بن غالب بن زنون (1) : مربيطي أبو عيسى؛ روى عن أبي عبد الله بن سعادة وغيره؛ وكان أديباً بارعاً شاعراً مجيداً، كان أبو الربيع بن سالم يكثر الثناء عليه ويشهد بإبداعه في نظمه (2) . [173 ظ] 1124 - لب بن حسن بن أحمد التجيبي (3) : بلنسي أبو عيسى ابن الخصم؛ تلا بالسبع على أبي بكر بن نمارة وأبي الحسن بن النعمة وأبي جعفر بن طارق، وبحرف نافع على أبي الحسن بن هذيل. أخذ عنه أبو بكر بن محرز وأبو القاسم بن الولي وأبو محمد بن مطروح. وكان رجلاً صالحاً معلماً بالقرآن، مشاراً إليه بإجابة الدعوة، توفي بدانية قبل عشر وستمائة. 1125 - لب بن حسن (4) : أبو عيسى؛ روى عن أبي بحر الأسدس سنة خمس عشرة وخمسمائة.

_ (1) ترجمته في التكملة ص: 531 (ط. مصر) . (2) هاهنا ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: لب بن أمية: شاطبي أبو عيسى؛ أخذ عنه أبو عمر بن عات وكان خطيباً أديباً، رحمه الله تعالى. (3) ترجمته في التكملة رقم: 351 وغاية النهاية 2: 34. (4) سقطت هذه الترجمة من م ط.

1126 - لب بن خلف بن سعيد المعافري:

1126 - لب بن خلف بن سعيد المعافري (1) : اندلسي رحل حاجاً، وعلق عنه أبو الطاهر السلفي بعض فوائده. 1127 - لب بن سليمان بن محمد بن هود الجذامي: وشقي أبو عيسى؛ روى عن أبي محمد بن محمد بن سعدون بن مجيب الضرير. 1128 - لب بن عبد الله بن أحمد: بلنسي؛ كان من أهل العلم، بارع الخط، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 1129 - لب بن عبد الله بن لب بن أحمد الرصافي (2) : - رصافة بلنسية - أبو عيسى؛ أخذ النحو عن أبي الحسن بن النعمة، روى عنه معظم شيوخ بلنسية، وكان متحققاً بالنحو إماماً فيه درسه كثيراً، وتوفي في نحو التسعين وخمسمائة. 1130 - لب بن عبد الجبار بن عبد الرحمن (3) : شنتمري - شنت مرية الشرق - أبو عيسى بن ورهزن (4) ؛ سمع أباه والقاضي أبا بكر بن العربي، لقيه بكولية من الثغور الشرقية إذ غزاها مع الأمير أبي بكر

_ (1) ترجمته في التكملة: 351. (2) ترجمته في التكملة: 351 وبغية الوعاة: 383. (3) ترجمته في التكملة: 350. (4) م ط: وهرن.

1131 - لب بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن نذير بن وهب بن نذير الفهري:

ابن علي بن يوسف بن تاشفين، في جمادى الآخرة سنة ثنتين وعشرين وخمسمائة، وأبا مروان بن غردى. روى عنه أبو عمر بن عياد؛ وكان فقيهاً واستقضي باخرة من عمره في بلده، مضافاً إلى البونت، وقد كان ولي الأحكام بشاطبة، وتوفي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وقد نيف على الستين. 1131 - لب بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن نذير بن وهب بن نذير الفهري (1) : شنتمري - شنت مرية الشرق - أبو عيسى؛ روى عن أبيه؛ روى عنه ابنه أبو العطاء وهب، وكان فقيهاً واستقضي ببلده وراثة عن أبيه، ثم سعي به إلى السلطان فغربه واسكنه بلنسية، إلى أن توفي بها بعد الأربعين وخمسمائة. 1132 - لب بن علي بن محمد الأنصاري: أبو الحسن؛ روى عن أبي بكر بن أحمد بن عباس سنة ست وثمانين وخمسمائة (2) [174 و] . 1133 - لب بن علي بن يوسف بن عبد الوارث بن أحمد بن محمد بن عبد الوارث السلمي: ابن صاحب الصلاة (3) .

_ (1) ترجمته في التكملة: 350. (2) هذه الترجمة مكررة في ح. (3) هاهنا ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: لب بن عمر بن جراح الأنصاري: اشبيلي المولد في قول أبي إسحاق البلفيقي الأصغر، نزل سبتة، ومراكشي المولد في قول أبن فرتون وقال أبن مسدي فيه السبتي، والأول أصح إن شاء الله، أبو عيسى وأبو علي والأولى أشهرهما، أبن جراح؛ تلا بالسبع على أبي زكريا اللهوزني الاشبيلي نزيل سبتة بها وتأدب بأبي الحسن أبن خروف وأبي ذر الخشني وقرأ بغرناطة على أبي الحسن بن كوثرة: النجم والكوكب للافليلي وعلي أبي عبد الله بن عروس: وبعض كتاب سيبويه وعلي أبي القاسم إسماعيل التونسي أبن الحداد: كشاف الزمخشري ومقصورة أبن دريد وغير ذلك وأجازوه خلا أبن عروس، أخذ عنه أبو إسحاق البلفيقي وأبو العباس بن فرتون وأبو المكارم بن مسدي وغيرهم. ومن شيوخه أبو فارس عبد العزيز ابن إبراهيم الجزري الشقري ثم التلمسيني نزيل سبتة وأقر كتاب سيبويه وغيره من كتب النحو بسبتة مدة ولم يكن بالماهر في ذلك وكان موسوماً بالخير والصلاح والعفاف؛ وتوفي بسبتة بين العشاءين من ليلة الثلاثاء ثانية شوال ثمان وثلاثين وستمائة. وصلى عليه من الغد أثر الصلاة، ودفن بمقبرة مرنجلو داخل المدينة.

1134 - لب بن محمد بن اشكانة الأنصاري:

1134 - لب بن محمد بن اشكانة الأنصاري: بلغي؛ كان من أهل العلم والعدالة، حياً سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. 1135 - لب بن محمد بن الحسين بن سعيد بن الخصر: ميورقي أبو عيسى، روى عن أبيه، وله إجازة من أبي زكريا المصلي بمسجد العيثم من مصر. 1136 - لب بن محمد بن سرحان بن سيد الناس المعافري (1) : شاطبي أبو عيسى؛ روى عن عمه أبي الحسن عباد. 1137 - لب بن محمد بن محمد (2) : شاطبي بلنسي الأصل أبو عيسى البلنسي؛ صحب أبا عمر بن عات، وأطال ملازمته واكثر عنه، وأبا الخطاب بن واجب وأبا عبد الله بن سعادة المعمر وغيرهم (3) . وكان

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 350. (2) ترجمته في التكملة رقم: 352. (3) هامش ح: أخذ عنه أبو بكر بن مسدي وقال: سألته عن مولده فقال: في حدود سنة ستين.

1138 - لب بن محمد بن وهب بن نذير الفهري:

من أهل الثقة والعدالة ذاكراً للحديث صاحب أصول عتيقة. توفي بشاطبة غرة جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وستمائة. 1138 - لب بن محمد بن وهب بن نذير الفهري: بلنسي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 1139 - لب بن محمد: كان فقيهاً جليلاً واستقضي ببلغي، وكان بها قاضياً سنة ست وثلاثين وأربعمائة. 140 - لب بن أبي عامر بن نذير الفهري: بلنسي أبو عيسى؛ روى عن أبي الربيع بن سالم، لعله الذي يليه قبله. 1141 - لب بن يوسف الصدفي: أبو الوليدح روى عن شريح. 1142 - لوعاش بن محمد بن أبي الخير: أبو الحمئة؛ روى عن أبي الخطاب بن واجب. 1143 - لوعاش بن الحسن بن محمد اللخمي: ميورقي؛ كان عاقداً للشروط عدلاً، حياً سنة ثنتين وتسعين وخمسمائة. 1144 - الليث بن أحمد بن حريث العبدري: قرطبي؛ كان من أهل العلم والعدالة، بارع الخط، حياً سنة سبع وثمانين وأربعمائة. 1145 - الليث بن أحمد بن محمد بن الليث (1) : قرطبي؛ روى عن

_ (1) ترجمته في التكملة: 353.

الميم

أبيه أبي عمرو، وكان من أهل الأدب البارع، وهو كان الأغلب عليه. الميم 1146 - محمد بن أحمد بن أحمد الأنصاري: قرطبي؛ كان من أهل العلم [175 ظ] والتبريز في العدالة، حياً سنة ثمانين وثلاثمائة. 1147 - محمد بن احمد بن أبان الشعباني (1) : رندي أبو عبد الله؛ تلا القرآن على أبي مروان بن الطفيل (2) تلا عليه بالسبع أبو علي الرندي وعنده تأدب بالقرآن، وكان مكتباً محموداً عارفاً بالقراءات ضابطاً لها متصدراً للإقراء ببلده، مذكوراً بفضل ودين متين (3) ، وتوفي في حدود سبع وستين وخمسمائة. 1148 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أسد الجذامي: غافقي (4) أبو بكر؛ روى عن أبوي الحسن: شريح وابن [؟] الزهري، ولعله الغرناطي المذكور بعد قريباً من آخر المحمدين من بني أحمد، والله اعلم. 1149 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الأنصاري: إشبيلي فيما

_ (1) ترجمته في التكملة: 530. (2) هامش ح: صقيل. (3) سقطت من م ط. (4) هامش ح: حصن غافق من نظر قرطبة.

1150 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الضبي:

أحسب؛ روى عن أبي العباس بن منذر بن جهور، وكان مقرئاً مجوداً، حيا في صفر ثلاثين وستمائة. 1150 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الضبي: أبو عبد الله؛ روى عن أبي الحسين بن معدان وأبي علي بن سكرة. 1151 - محمد بن احمد بن إبراهيم بن عيسى بن هشام بن جامع بن جراح ابن لواء الأنصاري الخزرجي (1) من ولد زريق بن عبد حارثة بن مالك ابن غضب بن جشم (2) بن الخزرج، أو من ولد زريق بن عامر بن زريق المذكور، جياني أبو عبد الله الغدادي، لطول سكناه إياها، وغليه ينسب مسجد البغدادي بجيان؛ روى ببلده عن مشيخته، وبقرطبة عن ابي عبد الله بن فرج وأبي علي الغساني وأبي محمد بن عتاب وأبي الوليد هشام بن عبد الله بن فرج وأبي علي الغساني وأبي محمد بن عتاب وأبي الوليد هشام بن العواد، ورحل إلى المشرق، فسمع بالإسكندرية أبا بكر بن الوليد الطرطوشي، وبمكة - شرفها الله - أبا عبد الله الحسين بن علي الشيباني الطبري [؟] (3) عن جماعة من جلة علمائها كأبي بكر محمد بن أحمد الشاشي وأبي الحسن علي بن محمد بن علي الطبري المعروف بالكياهراس، ولزمه طويلا وتفقه به، وأبي طالب الحسين بن محمد الزيني وأبي عبد الله، ويقال فيه أبو بكر، محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي نصر التميمي القيرواني البارع في معرفة الأصول وأبي علي الحسين بن [176 و] أحمد

_ (1) ترجمته في التكملة: 474. (2) ح: جثم. (3) بياض في الأصول.

ابن علي بن جعفر الشقاق وأبي [؟] (1) بن أبي كدية وغيرهم بمصر والشام والموصل. ثم قفل إلى بلاد المغرب، وذلك في حدود خمسة عشر وخمسمائة. روى عنه أبو بكر بن مؤمن وآباء الحسن: ابن خلف بن غالب وابن الضحاك وابن مؤمن ومحمد الشقوري، وأبو الخليل مفرج بن سلمة وآباء عبد الله: ابن أحمد بن الصقيل وابن أحمد بن حميد والنميري، وأبو العباس بن عبد الرحمن بن الصقر وأبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن عبد ربه وأبو القاسم عبد الرحيم بن الملجوم وأبوا محمد: ابن عبيد الله وابن علي بن خلف وغيرهم. وكان فقيهاً حافظاً مشاوراً عارفاً بأصول الفقه، وصنف في مسائل الخلاف " تعليقه " المشهور في سبعة أسفار؛ وذكر أنه حين قدم إلى المغرب ونزل مدينة فاس بشيء منها إلى أبي موسى عيسى بن يوسف بن الملجوم فقال: هذه شعرا (2) ، يعني استحساناً لها واستعظاماً لما احتوت عليه. ومن مصنفاته كتاب " أسرار الإيمان " في سفر، وقد كان استظهر في صغره قبل خروجه من بلده " تهذيب المدونة " لأبي القاسم البراذعي، وعني بحفظ مسائل الفقه عناية تامة، وهو كان معظم علمه. وكان أول قدومه من المشرق إلى المغرب (3) نزل مدينة فاس وقعد بغربي جامع القرويين منها يدرس الفقه، وأقام بها مدة، ثم تحول إلى بلده جيان، فجلس

_ (1) بياض في الأصول. (2) كذا في الأصول، وله وجه من تخريج النحويين. (3) م ط: إلى أن.

1152 - محمد بن أحمد بن إبراهيم الكلبي:

فيها بمسجده المنسوب إليه للوعظ والقصص وإيراد حكايات الصالحين، ونحا منحى الزهد، وكانت العامة تنتاب مجلسه، واستمر على ذلك من حاله إلى عام تسعة وثلاثين، أو أربعين، وخمسمائة، فخرج من بلده للفتنة الدهماء التي اجتاحته وأزعجت أهله عنه حتى لم يبق بها إلا عاجز عن النقلة لضعف أو هرم أو من لا يؤبه له، نعوذ بالله من الفتن، وما تجره من ضروب المحن؛ فقصد مدينة فاس ونزلها عام أربع وأربعين، وأقام بها يدرس الفقه وأصوله ومسائل الخلاف، واخذ عنه مصنفات شيخه أبي [176] الحسن الكياهراس، وسئل عن معنى هذا اللفظ فقال: معنى الكيا الحبر، وكان لأبيه عبيد يعملون الهريسة فنسب إلى ذلك. ولم يزل أبو عبد الله البغدادي بفاس مقبلا على نشر العلم وإفادته إلى أن توفي بها يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة عام ستة وأربعين وخمسمائة، قاله أبو القاسم بن الملجوم. قال: وأخبروني أن مولده يوم الخميس ثاني عيد الأضحى عام سبعين وأربعمائة، وقال ابن الزبير: أن وفاته كانت في ذي القعدة، ووافق في سائره؛ وقال أبو العباس بن الصقر: إنه توفي سنة ثمان وأربعين، واليد بما قاله ابن الملجوم اوثق، لضبطه وحضوره إياه، والله اعلم. 1152 - محمد بن أحمد بن إبراهيم الكلبي: أبو بكر؛ روى عن شريح.

1153 - محمد بن أحمد بن إبراهيم:

1153 - محمد بن أحمد بن إبراهيم (1) : أبو بكر كتب عنه أبو القاسم ابن بشكوال. 1154 - محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح - بسكون الراء والحاء الغفل - الأنصاري الخزرجي (2) : قرطبي استوطن منية ابن خصيب من أرض مصر؛ تلا بالسبع في بلده على أبي جعفر بن أبي حجة، وروى عن أبي عامر بن ربيع وأكثر عنه، ورحل إلى المشرق وروى هنالك عن أبي العباس أحمد بن عمر الأنصاري القرطبي وأبوي محمد: عبد المعطي بن محمد بن عبد المعطي اللخمي الإسكندراني وعبد الوهاب ابن ظافر بن علي بن فتوح بن أبي الحسن القرشي ابن رواج، واكثر عنه. حدثنا عنه أبو جعفر بن الزبير، كتب إليه من مصر، وكان من أهل العلم بالحديث والاعتناء التام بروايته، حياً سنة ثمان وخمسين وستمائة. 1155 - محمد بن أحمد بن أبي بكر العبدري: أبو عبد الله، روى عن أبي الربيع بن سالم. 1156 - محمد بن أحمد بن أبي صوفة الحجري (3) : قرطبي سكن

_ (1) ترجمته في التكملة: 483. (2) في هامش ح تعليق بخط لسائر التعليقات عن المترجم به ونصه؛ هذا هو أبو عبد الله المفسر مصنف التفسير والأحكام، أحكام القرآن الذي لا نظير له، فضله أشياخنا المتأخرون على أكثر ما بالأيدي من التفاسير وهو في نحو من ثلاثين مجلداً وصنف كتاب التذكرة بأحوال الدنيا وأمور الآخرة مجلدان وأختصر التمهيد وزاد زيادات مناسبة وتكلم على الآثار في خمسة أسفار وكان من العلماء العاملين ومن الأئمة المعتمدين، نفع الله به. (3) ترجمته في التكملة: 415.

1157 - محمد بن أحمد بن أبي طالب [177 و] اللخمي:

الجزيرة الخضراء، أبو عبد الله؛ روى عنه أبو عبد الله القباعي. وكان مقرئاً مجوداً مفتياً راوية للحديث منسوباً إلى العلم به، فقيهاً حافظاً عارفاً بالنوازل بصيراً بطرق الفتوى، نحوياً ماهراً، ورعاً زاهداً، شوور بقرطبة، وولي قضاء الجزيرة الخضراء، وكان حياً سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. 1157 - محمد بن أحمد بن أبي طالب [177 و] اللخمي: روى عن أبي الحسن بن هشام الشريشي. 1158 - محمد بن أحمد بن أبي العافية الإيادي: قرطبي [؟] ؛ (1) كان رجلا فاضلا من أهل العلم والصلاح أم (2) في الفريضة بمسجد أم هشام، واستادبه المامون بن المعتمد بن عباد لولده، وكان حياً سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة. 1159 - محمد بن أحمد بن أبي عامرك قرطبي؛ كان حياً سنة ست عشرة وخمسمائة. 1160 - محمد بن احمد بن أبي العيش بن فريخ - تصغير فرخ بالخاء المعجم - إشبيلي أبو عبد الله؛ روى عن أبي إسحاق بن ملكون؛ روى عنه أبو الأصبغ عبد العزيز بن محمد بن فرج وأبو الحسن بن يحيى

_ (1) بياض في الأصول. (2) أم: سقطت من م ط.

ابن عمريل وأبو بكر بن يوسف أبو العافية وإبراهيم بن علي بن محمد العبدري وعلي بن إبراهيم الاركشي ومحمد بن أحمد بن شجرة (1) ومفرج بن محمد بن مفرج. 1161 - محمد بن أحمد بن أبي غالب العبدري [؟] (2) أبو عبد الله؛ روى عنه أبو محمد بن إبراهيم التطيلي، وكان فقيهاً حافظاً نحوياً ماهراً، وقفت له علي " شرح الجمل " من تأليفه بخطه وسماه " بالمنتخل "، وهو مختصر مفيد، واستقضي، وتوفي بمراكش صدر يوم الأربعاء لتسع خلون من رمضان ست وعشرين وستمائة، وصلى عليه أبو أمية إسماعيل ابن سعد السعود بن عفير بمقبرة تامراكشت. وذكر أبو جعفر بن الزبير ما نصه: محمد بن أبي العباس أحمد ابن علي غالب من أهل مالقة ومن بيت علم وأدب، يكنى أبا عبد الله؛ كان أديباً كاتباً وشاعراً مطبوعاً، روى عنه أخوه أبو داود سليمان بعض شعره، وذكره أبو عمرو بن سالم، وتوفي بمراكش سنة ست وعشرين وستمائة، فيظهر من بعض ما ذكره به أنه المترجم به. وقد كان ذكر قبل بين من توفي في محرم ومن توفي آخر رجب، وكلاهما من سنة ست عشرة وستمائة ما نصه: محمد بن أبي العباس أحمد بن أبي غالب العبدري: يكنى أبا عبد الله؛ كانت له مشاركة في فنون من

_ (1) م ط: شحرة. (2) بياض في الأصول.

1162 - محمد بن أحمد بن أبي الفتح بن منصور البكي:

العلم كالفقه وأصوله والعربية وغير ذلك وولوع بالمنطق حتى شرح " كتاب المستصفى " فما زاد على أن أرى في مسائله كيفية الإنتاج بإظهار المقدمتين في كل مسألة مسألة وما تنتجه وردها إلى ضروبها من الأشكال [177ظ] المنطقية على مراتبها، وقلما تعرض لغير هذا وما سئم منه ولا كل على طول الكتاب. وألف في العربية (1) تأليفاً مختصراً لابأس به، أما شرحه فأقل شيء فائدة، وولي القضاء وكذلك أبوه أبو العباس، وقفت على ما ذكرته من تأليفه، إنتهى. ويظهر من بعض ما ذكره به أيضاً أنه المترجم به ويقطع بأنهما عنده رجلان لذكره إياهما في طبقتين، وشارح المستصفى والجمل هو الذي ترجمنا به، لا محالة، وهو المتوفى بمراكش حسبما ذكرناه، وفيما وقع عند ابن الزبير نظر، والله أعلم. 1162 - محمد بن أحمد بن أبي الفتح بن منصور البكي: - بواحدة - ابن الرائس؛ روى بمراكش عن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز القيسي وأبي عيسى يوسف بن عيسى الشريشي. 1163 - محمد بن أحمد بن أبي القاسم الأنصاري (2) : خضراوي شريشي الأصل، أبو عبد الله السماتي الشريشي؛ تلا بالسبع على أخيه علي وأبوي عمرو: ابن عظيمة، وهو آخر الرواة عنه، والرطندلي (3)

_ (1) م ط: وألف في العيبة. (2) ترجمته في التكملة: 624. (3) كذا وردت هنا، وفي موضع سابق: الرطندالي.

1164 - محمد بن أحمد بن إدريس الحضرمي:

وشارك فيهما (1) أخاه كبيره أبا الحسن، وروى عن أبي زيد السهيلي وأبي محمد بن حوط الله، ولقي أبا السعود الطيب. تلا عليه بالسبع أبو القاسم محمد بن عبد الرحيم بن الطيب. وكان خاتمة المقرئين المجودين، شديد الحياء شهير الزهد، طويل الصمت لا يتكلم إلا فيما يعنيه، لم يتصدر للإقراء منفرداً به، وإنما ثابر على الاكتاب وتأديب النساء، لرؤيا رآها إثر وفاة أخيه أبي الحسن: فإنه سئل منه التصدر للإقراء والقعود له موضع أخيه فاكتنفه شخصان عن اليمين وعن الشمال وقالا له: أقرأ " إذا الشمس كورت " " التموير:1 " قال فجعلت أقرأها، وهما يسيران بي إلى أن انتهينا إلى موضع تعليمي للصبيان، وأنا حينئذ قد بلغت قول الله تعالى " فأين تذهبون " فقالا لي: إلى أين تذهب لا سبيل لك إلى مفارقة هذا الشأن، فنقض عزمه ذلك وأقتصر على تعليم الصبيان، إلا من قصده للتجويد [178و] عليه فإنه كان يسمح له بذلك؛ ولم يزل على حاله السني من الفضل ومتانة الدين إلى أن توفي بالجزيرة الخضراء سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وقد أربى على التسعين (2) . 1164 - محمد بن أحمد بن إدريس الحضرمي: أندلسي أبو عبد الله؛

_ (1) م ط: فيها، وهو خطأ واضح. (2) هامش ح: بل كانت وفاته ليلة الأحد لاثنتين وعشرين خلت من صفر سنة خمس وخمسين وستمائة وصلي عليه إثر صلاة عصر الأحد؟ وقد بلغ ستاً وتسعين سنة.

1165 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن طاهر:

له رحلة روى فيها بمكة - شرفها الله - عن الحسن بن عبد الله بن عمر المقرئ. 1165 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن طاهر (1) : مرسي أبو عبد الرحمن؛ روى عنه أبو عمرو زياد بن الصفار وأبو نصر الفتح بن محمد ابن عبيد الله. وكان أحد المتقدمين في البلاغة بارع الكتابة فصيحاً خطيباً أفضت إليه حيناً رئاسة تدبير بلده فسار فيه أحسن سيرة وكانت أيامه أيام عدل وإفضال، ودفع بأس وتسويغ آمال، ثم أنحت (2) عليه حوادث الأيلم بما أدى إلى إعتقاله، ولم تخل الآمال من التعلق باستقلاله، وعوده إلى أفضل ما عهد من أحواله، وفي مثل ذلك يقول أبو جعفر البتي (3) من قصيدة (4) :

_ (1) ترجمته في بغية الملتمس رقم: 23 والمغرب 2: 247 والقلائد: 56 والذخيرة القسم المخطوط - الثالث: 8 وأعمال الأعلام:232 والخريدة 12: 98 والمعجب: 75. (2) م: انتحت. (3) في المغرب (2: 357) ترجمة لأبي جعفر أحمد بن عبد الولي البني (بالبنون) وكذلك ترجم الفتح لمن أسمه أبو جعفر أبن البني في القلائد: 298 والمطمح: 91 وذكر صاحب المعجب: 110 أبا جعفر أحمد بن محمد (لا أبن عبد الولي) البني وقال " المعروف بأبن البني " وذكر صاحب المطرب أثنين، أبا جعفر؟ البتي (بالتاء) : 124 وهو نفس الذي ترجم له الفتح وأبن سعيد وعبد الواحد المراكشي، وذكر صاحب المطرب: 195 أحمد بن عبد الولي البتي وسيرته تختلف عن سيرة المترجم به السابق وهذا هو الثاني هو الذي أحرقه السيد القنبيطور عندما أحتل بلنسية سنة 488، فهذه النهاية تؤكد أنه شخص غير الأول، لأن هذا هو الأول كما قال صاحب المطرب: " وجد هالكاً في حفرة تتمزق فيها اللحام والجلود ". والبتي بالتاء - قيل أنها نسبة إلى " بتة " - من قرى بلنسية، غير إن السجعة لدى أبن سعيد وهو جغرافي أندلسي تجعلنا نتردد في قبول الرواية بالتاء فقد جاء في المغرب " كتاب المنه في حلى قرية بنه ". (4) القصيدة في القلائد: 61.

أترضى عن الدنيا فقد تتشوف ... لعمر المعالي إنها بك تكلف يقولون ليث الغاب فارق غيله ... فقلت لهم: أنتم له الآن أخوف ولن ترهبوا الصمصام إلا إذا غدا ... لكم بارزاً من غمده وهو مرهف ستفرغ يمناه لتكتب أسطراً ... يرى الموت في أثنائها كيف يدلف إذا غضبت أقلامه قالت القنا ... فديناك أنا بالمقاتل (1) أعرف فتكشف عن سر الكتيبة مثلما ... رأيناك عن سر البلاغة تكشف ويعتز (2) لي هذا الزمان بجولة ... على من به دون الورى كان يشرف رويداً قليلا يا زمان فإنه ... (3) يغصك منه بالذي أنت تعرف ولم يزل أبو بكر بن عبد العزيز صاحب بلنسية يعمل الحيلة في تسريحه إلى أن سرح، فتوجه إلى بلنسية، فلما إنتهى إلى جزيرة شقر اول عمل أبي بكر بن عبد العزيز كتب إليه (4) : كتابي وقد طفل العشي، وسال (5) بنا إليك المطي، لها من ذكراك حاد، ومن رجاء لقياك (6) هاد، وسنوافيك المساء، فنغفر للزمان ما أساء (7) ، ونرد ساحة

_ (1) في الأصول: بالمفاصل، والتصويب من هامش ح والقلائد. (2) في ح: وتعبر، والتصويب عن القلائد. (3) هامش ح: من خط الأصل: تصحح هذه القطعة من مظانها ونسبة قائلها كذلك إن شاء الله هـ. هو ابن البتي عند أبي إسحاق الأعلم. هـ. (4) وردت هذه الرسالة في الذخيرة 2: 11 والقلائد: 60. (5) القلائد: ومال، الذخيرة: وسار. (6) الذخيرة والقلائد: ومن لقياك. (7) الذخيرة والقلائد: ما قد أساء.

الأمن [178و] ، ونشكر عظيم ذلك المن، فهذه النفس أنت مقلها، وفي برد ظلك يكون مقيلها، فلله مجدك وما يأتيه، لا زلت للوفاء تحييه، ودانت لك الدنيا، ودامت بك العليا. فبادر ابن عبد العزيز إلى لقائه، وأنزله (1) في فصر مجاور لقصره، وأشركه في أمره ونهيه (1) ، فكتب إليه (3) : " من ذا يضاهيك، وإلى النجم مراميك، فشأوك لا يدرك، وشعبك لا يسلك، أقسم لأعقدن (4) على علاك من الثناء إكليلا، يذر اللحظ من سناه كليلا، ولأطوقنه شرق البلاد وغربها، ولأحملنه عجم الرجال وعربها، وكيف لا وقد نصرتني نصراً مؤزراً، وصرفت عني الضيم عقيراً معفراً، وألبستني البأو برداً مسهماً، واوليتني فضلاً متمما ". وله في أعلام رؤساء الأندلس بخلاصه من ثقافه وشكر ابن عبد العزيز على السعي في تخليصه رسائل كثيرة بارعة ضمنها مع سواها من رسائله أبو الحسن بن بسام في كتاب ترجمه: " بسلك الجواهر من نوادر ترسيل ابن طاهر " (5) . وبقي عنده معروف الفضل معظماً إلى أن توفي ابن عبد العزيز. ثم تغلب على بلنسية طاغية الروم (6) ، فأسره فيمن أسر، ثم كيف الله إنقاذه، فخلص إلى شاطبة؛ ولما أنتزع اللمتونيون بلنسية من

_ (1) هاتان العبارتان من القلائد. (1) هاتان العبارتان من القلائد. (3) القلائد: 61. (4) م ط: لأقعدن، وهو خطأ بين. (5) أنظر الذخيرة 2: 8. (6) يعني السيد القنبيطور.

1166 - محمد بن أحمد بن [179و] إسماعيل بن الصميل بن إسماعيل ابن عمرو القيسي:

يد المتغلب عليها (1) عاد ابن طاهر إليها، ولزم بيته بنفسه خالياً، وعلى ما يخصه من شئونه مقبلا. ومن إنشائه صك بتقديم صاحب أحكام على بعض جهات مرسية إذ كانت إلى نظره (2) : قلدت فلاناً - وفقه الله - النظر في أحكام فلانة، وتخيرته لها بعدما خبرته، وأستخلفته " عليها وقد عرفته، وقلدته " (3) واثقاً بدينه، راجياً لتحصينه، لأنه أحتاط فعلم، وإن أضاع أثم، فليقم الحق على أركانه، وليضع العدل في ميزانه، وليساو بين خصومه، وليأخذ من الظلم لمظلومه، فقف (4) في الحكم عند إشتباهه، ونفذه عند إتجاهه، ولا تقبل غير المرضي في شهادته، ومن (5) لا تعرف سوى الإستقامة من عادته، ولتعلم أن الله مطلع على خفياته، وسائله يوم ملاقاته ". توفي ببلنسية وصلي عليه بها، وحمل إلى مرسية فدفن بها، وقد جاوز التسعين من عمره سنة ثمان، وقيل سنة سبع، وخمسمائة. 1166 - محمد بن أحمد بن [179و] إسماعيل بن الصميل بن إسماعيل ابن عمرو القيسي: بطليوسي الأصل، نزل إشبيلية، أبو بكر وأبو عبد الله؛ روى عن أبوي بكر: ابن الجد وأبن خير، وأبي جعفر بن

_ (1) كان استرداد اللمتونيين الملثمين لبلنسية عام 495 على يد مزدلى وأبنيه عبد الواحد وعبد الله. (2) ورد في القلائد: 64: 65. (3) زيادة من القلائد. (4) والقلائد: وليقف، وكذلك أستمر الأمر للغائب في بغية الجمل. (5) ومن: سقطت من م ط.

1168 - محمد بن أحمد بن الأشج:

مضاء وأبوي الحسن: عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة ونجبة، وأبي زيد وأبي العباس وأبي محمد عبد الحق بني خليل، وآباء عبد الله: أبني الأحمدين ابن عراق وأبن المجاهد وأبن إبراهيم بن الفخار وأبن سعيد بن زرقون وأبن عبد الملك بن بشكوال وأبي القاسم بن بشكوال وابوي محمد: ابن أحمد بن موجوال وعبد الجبار بن طاهر؛ وشيوخه ينيفون على سبعين وقفت على خطوط جكاعة منهم؛ روى عنه أبو الخطاب بن خليل وأبو الوليد إسماعيل بن الأديب. وكان محدثاً متقناً ضابطاً عنب بضبط أصول كتبه الاعلاق وجود تقييدها حتى كان معتمداً فيها عليه ومرجوعاً في إتقانها إليه، وكتب بخطه الكثير، وكان جيد الخط وتوفي سنة ستمائة، أو بعدها بقليل. 1167 - محمد بن أحمد بن إسماعيل بن قرية - بفتح القاف وكسر الراء وتشديد الياء المسفولة - بلنسي، فيما احسب، أبو القاسم؛ روى عن أبي الحسن بن النعمى. 1168 - محمد بن أحمد بن الأشج: بلنسي، فيما أظن، أبو بكر؛ روى عن أبي عبد الله بن [؟] (1) القروي. 1169 - محمد بن أحمد بن أصبغ بن هيثم التغلبي: غرناطي أبو عبد الله؛ روى عن شيوخ بلده، وكان فقيهاً حافظاً، وتوفي بالمنكب في

_ (1) بياض في الأصول.

1170 - محمد بن أحمد بن باق بن أحمد الأنصاري:

صفر ثلاث وأربعين وستمائة. 1170 - محمد بن أحمد بن باق بن أحمد الأنصاري: استجي فيما أرى؛ أخذ السبع عن الحاج أبي محمد بن محمد الأستجي ابن الفخار؛ وكان مقرئاً متصدراً ملتزم الإقراء إلى أن توفي باستجة، بعد الأربعين وستمائة. 1171 - محمد بن أحمد بن برد، مولى بني شهيد (1) : قرطبي سكن المرية؛ روى عن أبيه أبي حفص وأبي الحسن عبد الملك بن مروان بن شهيد وغيرهما. وكان من بيت كتابة ونباهة، ومحمد هذا هو والد أبي حفص بن برد الأصغر (2) ، وفي حياته توفي ابنه بالمرية وثكله سنة خمس وأربعين وأربعمائة. 1172 - محمد بن احمد بن جبير بن محمد بن جبير بن سعيد بن جبير بن [179 ظ] سعيد بن جبير بن سعيد بن جبير بن محمد بن مروان بن عبد السلام ابن مروان بن عبد السلام بن جبير الكناني (3) الداخل إلى الأندلس في طالعة بلج بن بشر بن عياض القيسي القشيري، وفي محرم ثلاث وعشرين ومائة وكان

_ (1) ترجمته في التكملة: 389. (2) أنظر ترجمة أبن برد الأصغر في الذخيرة 1/ 2: 18 والمطمح: 24. (3) ترجمته في التكملة: 589 والنفح 3: 143 - 243 - 251 وإرشاد الأريب 2: 106 ومسالك الأبصار 8: 311 والمطرب 1: 86 والإحاطة 2: 168 وفيها نقل كثير عن أبن عبد الملك والمغرب 2: 384 والنجوم الزاهرة 6: 221 وغاية النهاية 2: 60 وشذرات الذهب 5: 60 والمقفى ورحلة العبدري وبدائع البدائه (أنظر مقدمة الرحلة ط رايت) .

نزوله بكورة شذونة، وهو من ولد ضمرة بن كنانة بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان؛ بلنسي نزل أبوه شاطبة، ثم استوطن هو جيان ثم غرناطة ثم فاس ثم الإسكندرية وأقام أثناء ذلك بستنة ومالقة وغيرهما حسبما اقتضته الأحوال، أبو الحسين، وهو سبط أبي عمران بن عبد الرحمن بن أبي تليد الشاطبي. روى أبو الحسين بالأندلس عن أبيه وأبي الحسن بن محمد بن أبي العيش وأبوي عبد الله: ابن أحمد بن عروس وابن الأصيلي، واخذ العربية عن أبي الحجاج بن يبقا بن يسعون، وبستنة عن أبي عبد الله بن عبد اللهابن عيسى التميمي السبتي؛ وإجاز له أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز ابن الدباغ. وله رحل ثلاث من الأندلس إلى المشرق حج في كل واحدة منها. وفصل عن غرناطة لرحلة الأولى اول ساعة من يوم الخميس لثمان خلون من شوال ثمان وسبعين وخمسمائة صحبة أبي جعفر بن حسان، وحج سنة تسع وسبعين، وعاد إلى وطنه غرناطة فوصل إليها يوم الخميس لثمان بقين من محرم إحدى وثمانين، ولقي في هذه الرحلة جماعة من اعلام العلماء وأكابر الزهاد والفضلاء منهم بمكة - شرفها الله -: ضياء الدين بن أحمد ابن عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة وأبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله الغساني التونسي وأبو حف عمر بن عبد المجيد بن عمر القرشي الميانجي، نزبلا مكة، وأبو جعفر أحمد بن علي القرطبي الفنكي وأبو

محمد عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف الخجندي رئيس الشافعية باصبهان، وببغداد العالم الواعظ المستبحر أبو الفرج - وكناه أبو الفضائل - (1) ابن الجوزي، وحضر بعض مجالسه الوعظية، وقال فيه (2) : فشاهدنا رجلا (3) ليس من عمرو ولا زيد، وفي جوف الفراكل الصيد؛ [180 و] وبدمشق أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي بن الحسين بن الحسن بن علي بن عبد الله بن العباس السلمي ابن الموازيني وأبو سعيد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون وأبو الطاهر بركات الخشوعي، وسمع عليه، وعماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني الكاتب ابن أله، وأخذ عنه بعض كلامه وغيره، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الخضر بن عبدان وأبوا محمد: عبد الرزاق بن نصر بن مسلم النجار والقاسم بن علي بن عساكر، وسمع عليه، وأبو الوليد إسماعيل بن علي بن إبراهيم والحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصري الربعي التغلبي وعبد الرحيم بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي، واجازوا له، وسمع على بعضهم سوى من ذكر سماعه هو عليه منهم، والشيخ الفاضل أبو عبد الله المرادي الإشبيلي نزيل دمشق؛ وبحران المتكلم الصوفي العارف أبو البركات حيان بن عبد العزيز وابنه الحاذي حذوه أبو علي عمر. وهذه الرحلة هي التي صنف وذكر مناقله فيها وما شاهد من عجائب البلدان وغرائب المشاهد وبدائع المصانع، وهو كتاب ممتع مؤنس مثير

_ (1) م: أبو الفضل. (2) الرحلة: 220. (3) الرحلة: مجلس رجل.

سواكن النفوس إلى الوفادة على تلك المعالم المكرمة والمشاهد المعظمة، وكان أبو الحسن الشاري يقول أنها ليست من تصنيفه وإنما قيد معاني ما تضمنته، فتولى ترتيبها ونضدها بعض الآخذين عنه بناء على ما تلقاه منه. ولما ورد في هذه الرحلة الإسكندرية متوجهاً إلى الحاج في ركب عظيم من المغاربة أمر الناظر على اللبد بالبحث عن ما أستصحبوه من مال على اختلاف أنواعه وفتش الرجال والنساء وهتكت (1) حرمة الحرم ولم يكن منهم إبقاء على أحد، وأحلفوهم بالأيمان المغلظة إستبراء لما قدروا غيبتهم عليه، قال (2) : فلما جاءتني النوبة وكانت معي حرم ذكرتهم بالله ووعظتهم فلم يعرجوا على قولي ولا التفتوا إلى كلامي وفتشوني كما فتشوا غيري فاستخرت الله تعالى ونظمت هذه القصيدة ناصحاً لأمير المسلمين صلاح الدين بن أيوب ومذكراً له بالله في حقوق المسلمين ومادحاً له فقلت (3) : [180 ظ] . أطلت على أفقك الزاهر ... سعود من الفلك الدائر فأبشر فأن رقاب العدا ... تمد إلى سيفك الباتر وعما قليل يحل الردى ... بكندهم (4) الناكث (5) الغادر

_ (1) م ط: وهتك. (2) أنظر مقدمة الرحلة: 28 نقلاً عن العبدري. (3) مقدمة الرحلة: 28 والنفح 3: 144. (4) الكند هو ما يسمى الكونت Count. (5) م: الناكب.

وخصب الورى يوم تسقي الثرى ... سحائب من دمها الهامر فكم لك من فتكة فيهم ... حكت فتكة الأسد الخادر كسرت صليبهم عنوة ... فلله درك من كاسر وغيرت آثارهم كلها ... فليس لها الدهر من جابر وأمضيت جدك في غزوهم ... فتعساً لجدهم العاثر فأدبر ملكهم بالشآم ... وولى كأمسهم الدابر جنودك بالرعب منصورة ... فناجز متى شئت أو صابر فكلهم غرق هالك ... بتيار عسكرك الزاخر ثأرت لدين الهدى في العدا ... فآثرك الله من ثائر وقمت بنصر إله الورى ... فسماك بالملك الناصر وجاهدت مجتهداً صابراً ... فلله درك من صابر تبيت الملوك على فرشها ... وترفل في الزرد السابري وتؤثر جاهد عيش الجهاد ... على طيب عيشهم الناضر وتسهر جفنك في حق من ... سيرضيك في جفنك الساهر فتحت المقدس من أرضه ... فعادت إلى وصفها الطاهر وجئت إلى قدسه المرتضى ... فخلصته من يد الكافر وأعليت فيه منار الهدى ... وأحييت من رسمه الدائر لكم ذخر الله هذي الفتوح ... من الزمن الأول الغابر وخصك من بعد ما زرته ... بها لاصطناعك في الآخر

محبتكم ألقيت في النفوس ... بذكر لكم في الورى طائر فكم لهم عند ذكر الملوك ... بمثلك من مثل سائر رفعت مغارم (1) أهل الحجاز ... بإنعامك الشامل الهامر [181 و] فكم لك بالشرق من حامد ... (2) وكم لك بالغرب من شاكر وكم بالدعاء لكم كل عام ... بمكة من معلن جاهر وكم بقيت حسبة في الظلوم ... وتلك الذخيرة للذاخر يعنف حجاج بيت الإله ... ويسطو بهم سطوة الجائر ويكشف عما بايديهم ... وناهيك من موقف صاغر وقد وقفوا بعدما كوشفوا ... كأنهم في يد الآسر ويلزمهم حلفاً باطلا ... وعقبى اليمين على الفاجر وأنعرضت بينهم حرمة ... فليس لها عنه من ساتر أليس يخاف غداً عرضه ... على الملك القادر القاهر وليس على حرم المسلمين ... بتلك المشاهد من غائر ولا حاضر نافع زجره ... فيا ذلة الحاضر الزاجر

_ (1) النفح: مغارم مكس. (2) في النفح قبل هذا البيت بيتان وهما: وأمنت أكناف تلك البلاد ... فهان السبيل على العابر وسحب أياديك فياضة ... على وارد وعلى صادر

ألا ناصح مبلغ نصحه ... إلى الملك الناصر الظافر ظلوم تضمن مال الزكاة ... لقد تعست صفقة الخاسر يسر الخيانة في باطن ... ويبدي النصيحة في ظاهر فأوقع به حادثاً إنه ... يقبح أحدوثة الذاكر فما للمناكر من زاجر ... سواك وبالعرف من آمر وحاشاك إن لم تزل رسمها ... فما لك في الناس من عاذر ورفعك أمثالها موسع ... رداء فخارك للناشر وآثارك الغر تبقى بها ... وتلك المآثر للآثر نذرت النصيحة في حقكم ... وحق الوفاء على الناذر وحبك أنطقني بالقريض ... وما أبتغي صلة الشاعر ولا كان في ما مضى مكسبي ... وبئس البضاعة للتاجر إذا الشعر صار شعار الفتي ... فناهيك من لقب شاهر وأن كان نظمي له نادراً ... فقد قيل لا حكم للنادر ولكنها خطرات الهوى ... تعن فتغلب للخاطر [181 ظ] وأما وقد زار تلك العلا ... فقد فاز بالشرف الباهر وأن كان منك قبول له ... فتلك الكرامة للزائر ويكفيه سمعك من سامع ... ويكفيه لحظك من ناظر ويزهى على الروض غب الحيا ... (1) بما حاز من ذكرك العاطر

_ (1) كتب في ح: هنا بياض، بعد لفظة " العاطر ".

ومن شعره وقد شارف المدينة المكرمة على ساكنها الصلاة والسلام (1) : أقول وآنست بالليل نارا ... لعل سراج الهدى قد أنارا وإلا فما بال أفق الدجى ... كأن سنا البرق فيه استطارا ونحن من الليل في حندس ... فما باله قد تجلى نهارا وهذا النسيم شذا المسك قد ... أعير أم المسك منه استعارا وكانت رواحلنا تشتكي ... وجاها فقد سابقتنا ابتدارا وكنا شكونا عناء السري ... فعدنا نباري سراع المهارى أظن النفوس قد استشعرت ... بلوغ هوى تخته شعارا بشائر صبح السرى آذنت ... بأن الحبيب تدانى مزارا جرى ذكر طيبة ما بيننا ... فلا قلب في الركب إلا وطارا حنيناً إلى أحمد المصطفى ... وشوقاً يهيج الضلوع استعارا ولاح لنا أحد مشرقاً ... بنور من الشهداء استنارا فمن أجل ذلك ظل الدجى ... يحل عقود النجوم انتثارا ومن ذلك الترب طاب النسيم ... نشراً وعم الجناب انتشارا ومن طرب الركب حث الخطا ... إليها ونادى البدار البدارا ولما حللنا فناء الرسول ... نزلنا باكرم خلق جوارا وحين دنونا لفرض السلام ... قصرنا الخطى ولزمنا الوقارا

_ (1) مقدمة الرحلة: 6 نقلاً عن الإحاطة، والإحاطة 2: 171 ومنها ثلاثة أبيات في النفح 3: 244 قال المقرى: وهي ثلاثة وثلاثون بيتاً من الغر.

فما نرسل اللحظ إلا اختلاسا ... ولا نرفع الطرف إلا انكسارا ولا نظهر الوجد إلا اكتتاماً ... ولا نلفظ القول إلا سرارا سوى أننا لم نطق أعينا ... بأدمعها غلبتنا انفجارا [182 و] وقفنا بروضته (1) للسلام ... نعيد السلام عليه مرارا ولولا مهابته في النفوس ... لثمنا الثرى والتزمنا الجدارا قضينا بزورتنا حجنا ... وبالعمرين (2) ختمنا اعتمارا إليك إليك نبي الهدى ... ركبت البحار وجبت القفارا وفارقت اهلي ولا منة ... ورب كلام يجر اعتذارا وكيف نمن على من به ... نؤمل للسيئات اغتفارا دعاني إليك هوى كامن ... أثار من الشوق ما قد أثارا فناديت لبيك داعي الهوى ... وما كنت عنك أطيق اصطبارا ووطنت نفسي لحكم الهوى ... علي وقلت رضيت اختيارا أخوض الدجى وأروض السرى ... ولا أطعم النوم إلا غرارا ولو كنت لا أستطيع السبيل ... لطرت ولو لم أصادف مطارا وأجدر من نال منك الرضى ... محب ذراك على البعد زارا عسى لحظة منك لي في غد ... تمهد لي في الجنان القرارا فما ضل من بهداك اهتدى ... ولا ذل من بذراك استجارا

_ (1) الإحاطة: بروضة دار السلام. (2) الإحاطة: وبالعمرتين؛ والعمران: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.

ولم يزل دأبه تمني الحج إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام؛ وفي ذلك يقول (1) : هنيئاً لمن حج بيت الهدى ... وحط عن النفس أوزارها وان السعادة مضمونة ... لمن حل طيبة أو زارها وفي مثله يقول (2) : إذا بلغ المرء ارض الحجاز ... فقد نال أفضل ما أمله وان زار قبر نبي الهدى ... فقد أكمل الله ما أم له وله في هذا المعنى كلام كثير نظماً ونثراً، وسيأتي بعض ذلك. ومنه مقالة سماها: طرسالة اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك " كتب بها إلى وليه أبي الحسن بن مقصير من فاس عند عودته إلى المشرق في ذي قعدة ثلاث وتسعين وخمسمائة. [182 ظ] ولما قفل من هذه الحجة ولاحت له وهو على ظهر البحر جبال دانية من جزيرة الأندلس قال (3) : لي نحو أرض المنى من شرق أندلس ... شوق يؤلف بين الماء والقبس

_ (1) مقدمة الرحلة: 8 والإحاطة 2: 172. (2) الصدران السابقان، والنفح 3: 245. (3) مطلعها في مقدمة الرحلة: 20 والنفح 3: 246.

لاحت لنا من ذراها الشم شاهقة ... تدني لزهر الدراري كف ملتمس وقد أغذت بنا في اليم جارية ... سوداء لا تستطيع الجري في يبس كأنها وعباب الماء يزعجها ... تنص جيد مراعي اللحظ مختلس كأن بيض نواحيها إذا انتشرت ... لواء صبح بدا في سدفة الغلس تنازع الريح منها صعب مقودها ... فترتمي بعنان مسمح سلس لولا حذاري أن أذكي لها لهباً ... زجيتها برياح الشوق من نفسي يا ليت شعري والآمال معوزة ... وربما أمكنت يوماً لمختلس هل يدنون مزار الشوق أن به ... ما شئت من نهز للأنس او خلس وهل تعودن أيام رشفت بها ... سلافة العيش أحلى من جنى اللعس حيث أنبسطنا مع اللذات تنقلنا ... أيدي المسرات من عيد إلى عرس ولما (1) شاع الخبر المبهج المسلمين جميعاً حينئذ بفتح بيت المقدس على يد السلطان الناصر صلاح الدين أبي المظفر يوسف بن أيوب بن بوري رحمه الله - وكان يوم فتحه يوم السبت لثالث عشرة ليلة بقيت من رجب ثلاث وثمانين وخمسمائة، كان ذلك من أقوى الأسباب التي بعثته على الرحلة الثانية فتحرك لها من غرناطة أيضاً يوم الخميس لتسع خلون من ربيع الأول من سنة خمس وثمانين قال: وقضى الله برحمته لي بالجمع بين زيارة الخليل عليه السلام وزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم وزيارة المساجد الثلاثة في

_ (1) أنظر الإحاطة 2: 169.

عام واحد متوجهاً وفي شهر واحد منصرفاً، ووصل إلى غرناطة يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من شعبان سبع وثمانين. وفي أثناء المدة التي بين قفوله من الرحلة الثانية ورحلته الثالثة سكن غرناطة ثم مالقة ثم فاس ثم سبتة منقطعاً إلى إسماع الحديث [183 و] والتصوف وتروية ما كان عنده، وفضله مع ذلك يزيد وورعه يتحقق وأعماله الصالحة تزكو. وكانت رحلته الثالثة من سبتة بعد وفاة زوجه الفاضلة عاتكة المدعوة بام المجد ابنة الوزير الحسيب أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن الوقشي بأيام، وكانت وفاتها يوم السبت - رحمها الله - لعشر خلون من شعبان أحد وستمائة، بعد زمانة طاولتها مدة، ودفنت يوم الأحد بعده وهو اليوم الحادي عشر من الشهر؛ قال: ومن عجائب اتفاقات الاقدار الباعثة على الاعتبار ان كان تجهيزها إلي بجيان في الحادي عشر من شعبان سبعين وخمسمائة، فوافق تجهيز الحياة تجهيز الممات، وليلة القبر تنسي ليلة العرس، فيا لها من لوعة وحرقة، ولكل اجتماع من خليلين فرقة. قال: وكان مولدها بمرسية لاثنتي عشرة ليلة بقيت من محرم ست وأربعين وخمسمائة. ووصل إلى مكة - شرفها الله - أثناء اثنتين وستمائة وجاور بحرم الله الشريف طويلاً وبيت المقدس، ثم تحول إلى مصر والإسكندرية فأقام بها يحدث ويؤخذ عنه إلى أن لحق بربه. روى عنه أبوا إسحاق: ابن مهيب وابن الواعظ وأبو تمام بن إسماعيل

وأبوا الحسن: ابن أبي نصر فاتح بن عبد الله البجائي، مقيم ببعض بلاد المشرق، وابن محمد الشاري، وأبو سليمان بن حوط الله وأبو زكرياء وأبو بكر يحيى بن عبد الملك بن أبي الغص وأبو عبد الله ابن حسن بن مجبر؛ وآباء العباس: ابن عبد المؤمن والنباتي وابن محمد بن (1) حسن اللواتي ابن تامتيت وابن محمد الموروري، وأبوا عمرو: ابن سالم وعثمان بن سفيان ابن عثمان بن الشقر التميمي التونسي؛ وممن روى عنه بالإسكندرية رشيد الدين أبو محمد عبد الكريم بن عطاء الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد ابن عيسى بن الحسين الجذامي، واستجازه أبو إسحاق ابن الواعظ لجماعة من أصحابه برغبتهم إليه في ذلك، منهم: شيخانا (2) أبو علي الحسن بن أبي الحسن علي الماقري الكفيف وأبو محمد حسن بن أبي الحسن علي بن القطان [183 ظ] ، فأجاز لهم. ولم يزل يروى عنه ويسمع منه ويستجاز من البلاد حيث ما حل. وممن روى عنه بمصر رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرج القرشي ابن العطار وفخر القضاة ابن الجباب وابنه جمال القضاة وعز القضاة. وكان أديباً بارعاً كاتباً بليغاً شاعراً مجيداً سنياً فاضلاً نزيه الهمة سري النفس كريم الأخلاق انيق الطريقة في الخط، كتب في شبيبته عن أبي سعيد عثمان بن عبد المؤمن وعن غيره من ذوي قرابته، وله فيهم أمداح كثيرة، ثم نزع عن ذلك وتوجه إلى المشرق. وكذلك جرت بينه وبين طائفة كبيرة من ادباء عصره مخاطبات ظهرت فيها براعته وإجادته؛

_ (1) بن: سقطت من م ط. (2) م ط: شيخنا.

ونظمه فائق وقفت منه على مجلد متوسط يكون قدر ديوان ابي تمام حبي ابن أوس جمع أبي بكر الصولي أو نحو ذلك ومنه جزء سماه: طنتيجة وجد الجوانح في تأبين القرين الصالح " أودعه قطعاً وقصائد في مراثي زوجه أم المجد المذكورة بعد وفاتها والتوجع لها أيام حياتها تزيد بيوته على ثلاثمائة، سوى موشحات خمس جعلها قريباً من آخره؛ ومنه جزء سماه: " نظم الجمان في التشكي من إخوان الزمان " يشتمل على أزيد من مائتي بيت في قطع؛ وله ترسيل بديع وحكم مستجادة دون ذلك كله ونقل عنه؛ فمن حكمه قوله (1) إن شرف الإنسان، فبفضل وإحسان، وأن فاق، فبتفضل وإنفاق؛ ينبغي للإنسان أن يحفظ لسانه (2) ، كما يحفظ الجفن إنسانه، فرب كلمة تقال، تحدث عثرة لا تقال. كم كست فلتات الألسنة الحداد، من وراءها من ملابس الحداد. نحن في زمن لا يحظى فيه بنفاق، إلا من عامل بنفاق. شغل الناس عن طريق الآخرة بزخارف الأعراض، فلجوا في الصدود عنها والإعراض، آثروا دنيا هي أضغاث أحلام، وكم هفت في حبها من أحلام، وكم هفت في حبها من أحلام، أطالوا فيها آمالهم، وقصروا أعمالهم، ما بالهم لم يتفرغ لغيرها بالهم، ما لهم في غير ميدانها استنان، ولا [184 و] بسوى هواها استنان، تالله لو كشفت الأسرار، لما كان هذا الإصرار؛ ولسهرت العيون، وتفجرت من شئونها من شئنها العيون، فلو أن عين البصيرة من سنتها هابة، لرات ان جميع ما في

_ (1) أنظر الإحاطة 2: 173. (2) للإنسان؟ لسانه: سقطت من م ط.

الدنيا ريح هابة، ولكن استولى العمى على البصائر، ولا يعلم المرء ما هو غليه صائر، أسأل الله هداية لسبيله، ورحمة تورد في نسيم الفردوس وسلسبيله، إنه الحنان المنان، لا رب سواه. وقوله (1) : فلتات الهبات، أشبه شيء بفلتات الشهوات، منها نافع لا يعقب ندماً، ومنها ضار يبقي في النفس ألما، فضرر الهبة وقوعها عند من لا يعتقد لحقها أداء، وربما أثمرت عنده اعتداء، وضرر الشهوة ألا توافق ابتداء، فتعود لمستعملها داء، ومثلها كمثل السكر يلتذ صاحبه بحلو جناه، فإذا صحا تعرف قدر ما جناه، ومنفعتها بعكس هذه القضية، وهي الحالة المرضية، فالأسلم للمرء ان ياتي أمره على بصيرة من رشده، مستوضحاً فيه سبيل قصده، وما التوفيق إلا بالله وما الخبير إلا من عند الله، لا إله إلا هو. ونظم معناه فقال: وكم فلتات للصنائع تتقى ... عواقبها إن لم تقع في محلها كذا شهوات المرء أن لم تكن له ... موافقة عادت عليها بكلها وقال: (2) لصنائع المعروف فلتة غافل ... إن لم تضعها في محل قابل

_ (1) الإحاطة 2: 174. (2) الإحاطة 2: 173.

كالنفس في شهواتها إن لم تكن ... وفقاً لها عادت بضر عاجل وقال يصف القلم من قصيدة: قلم به الإقليم أصبح في حمى ... بشباته صرف الحوادث يصرف ولئن تقاصر قده فلقده ... ظلت له الأسل الطوال تقصف هل تغنين المرهفات غناءه ... وصليلها لصريره يستضعف حكت الظبا والسمر فعلاً منه لولا لعطل صارم ومثقف ... طعن كمثل النقط منضاف إلى ... ضرب كما شكلت بنقط أحرف [184 ظ] كل يتيه بان حوى شبهاً له ... فانظر إلى المحكي فهو الأشرف يكفيه فخراً أن كل مقدر ... يجري بما قد خطه ويصرف وقال في تفضيل الشرق (1) : لا يستوي شرق البلاد وغربها ... الشرق حاز الفضل باسترقاق (2)

_ (1) مقدمة الرحلة: 9 نقلا عن الإحاطة؛ والإحاطة 2: 173. (2) كذا في الأصول، وفي الإحاطة: باستحقاق.

أنظر لحال الشمس عند طلوعها ... زهراء تصحب بهجة الإشراق وأنظر لها عند الغروب كئيبة ... صفراء تعقب ظلمة الآفاق وكفى بيوم طلوعها من غربها ... أن يؤذن الدنيا بوشك فراق وقال في ذم الفلاسفة: قد ثبت (1) الغي في العباد ... طائفة الكون والفساد يلعنها الله حيث كانت ... فإنها آفة العباد دهرية لا يرون رسلاً ... ولا يقرون بالمعاد يعتقدون الأمور دوراً ... والناس كالزرع والحصاد وفيه أيضاً: لأشياع الفلاسفة اعتقاد ... يرون به عن الشرع انحلالا أباحوا كل محظور حرام ... وردوه لأنفسهم حلالا وما انتسبوا إلى الإسلام إلا ... لصون دمائهم ان لا تسالا فيأتون المناكر في نشاط ... ويأتون الصلاة وهم كسالى وفيه أيضاً: الدين يشكو بليه ... من فرقة منطقيه لا يشهدون صلاة ... إلا لمعنى التقيه ولا ترى الشرع إلا ... سياسة مدنيه

_ (1) كذا ولعله: بثت.

ويؤثرون عليه ... مذاهباً فلسفيه وفيه أيضاً: قل للزناديق عني ... قولا هو السيف أمضيه أرسلت شعري فيكم ... يغزوكم بقوافيه [185 و] صدعت لله فيه ... بالحق والحق يرضيه كم ظامئ لكلامي ... يرويه عجباً فيرويه وكم غليل فؤاد ... بصحة القول يشفيه وراكب لهواه ... عساه يوماً سيثنيه لعلكم ان تقولوا ... فإنكم أهل تمويه من كان جاهل شيء ... فلا يزال يعاديه هيهات بغضي فيكم ... في الله والله يدريه وذلك العلم عندي ... لا خير فيكم ولا فيه وله في هذا الغرض كثير وسيأتي شيء منه في رسم أبي الوليد محمد (1) ابن أحمد بن رشد إن شاء الله. ومن وصاياه النافعة، وآدابه الجامعة، قوله (2) : عليك بكتمان المصائب واصطبر ... عليها فما أبقى الزمان شفيقا

_ (1) محمد: سقطت من م. (2) الإحاطة 2: 173 ومقدمة الرحلة: 9.

كفاك من الشكوى إلى الناس أنه ... تسر عدواً أو تسوء صديقا وقوله (1) : من الله فاسأل كل شيء تريده ... فما يملك الإنسان نفعاً ولا ضرا ولا تتواضع للولاة فإنهم ... من الكبر في حال تموج بهم سكرا وإياك ان ترضى بتقبيل راحة ... فقد قيل إنها السجدة الصغرى وقال في الولاة وأحوالهم: من كبرت عن قدره خطة ... داخله من اجلها الكبر ومن سمت همته لم يكن ... لخطة في نفسه قدر ولاية الإنسان سكر فما ... دامت له دام به السكر مغايظ الدنيا وأربابها ... ليس عليها لامرئ صبر دعهم مع الدهر وأحداثه ... حتى ترى ما يصنع الدهر

_ (1) النفح 2: 248.

وقال يهنئ حجاجاً اجتمع بهم في مكة - شرفها الله - ويتشوق إليهم (1) : يا وفود الله فزتم بالمنى ... فهنيئاً لكم أهل منى [185 ظ] قد عرفنا عرفات معكم ... فلهذا برج الشوق بنا نحن بالمغرب نجري ذكركم ... فغروب الدمع تجري هتنا أنتم الأحباب نشكو بعدكم ... هل شكوتم بعدنا من بعدنا علنا نلقى خيالا منكم ... بلذيذ الذكر وهناً علنا لو حنا الدهر علينا لقضى ... باجتماع بكم في المنحنى لاح برق موهناً من أرضكم ... فلعمري ما هنا العيش هنا صدع الليل وميضاً وسناً ... فأبينا أن نذوق الوسنا كم جنى الليل علينا من أسى ... عاد في مرضاتكم حلو الجنى ولكم بالخيف من قلب شج ... لم يزل خوف النوى يشكو الضنى ما ارتضى جانحة الصدر له ... سكناً منذ به قد سكنا فيناديه على شحط النوى ... من لنا يوماً بقلب ملنا سر بنا يا حادي العيس عسى ... أن نلاقي يوم جمع سر بنا ما عنى داعي النوى لما دعا ... غير صب شفه برح العنا شم لنا البرق إذا هب وقل ... جمع الله بجمع شملنا

_ (1) منها أبيات في النفح 3: 243 والمغرب 2: 385 ومقدمة الرحلة: 18.

وقال وقد تذكر طيبة على ساكنها الصلاة والسلام: يا أهل طيبة قلبي ... عن منهج الصبر جارا أشكو إليكم زماناً ... علي بالبين جارا وبعدكم لست أرضى ... من البرية جارا ودمع عيني عليكم ... لأدمع المزن جاري وقال متشوقاً لأهل العقيق: سكان وادي العقيق شوقي ... إليكم في البعاد زادا ونظرة منكم المنى لو ... أهديتموها إلي زادا عهد لنا عندكم حميد ... يا ليته بالوصال عادا صادق فيه الكرى جفوني ... وبعدكم للجفون عادى وقال في السماع من الصوت الحسن: [186 و] زيادة حسن الصوت في الخلق زينة ... يروق بها لحن القريض المحبر ومن لم يحركه السماع بطيبة ... فذلك أعمى القلب أعمى التصور تصيخ إلى الحادي الجمال لواغباً ... فتوضع في بيدائها غير حسر ولله في الأرواح عند ارتياحها ... إلى اللحن سر للورى غير مظهر وكل امرئ عاب السماع فإنه ... من الجهل في عشوائه غير مبصر

وأهل الحجا أهل الحجاز وكلهم ... رأوه مباحاً عندهم غير منكر وهام به أهل التصوف رغبة ... (1) لتهييج شوق ناره لم تسعر فإن رسول الله قد قال: زينوا ... بأصواتكم آي الكتاب المطهر وزانت لداوود النبي زبوره ... مزامره بالنوح في كل محضر وفي الخلد إسرافيل يسمع أهله ... فيسليهم المسموع عن كل منظر فإن أك مغرى بالسماع وحسنه ... فحسبي اقتداء بالكريم ابن جعفر وقال في حب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته الكريم (2) وصحبه، رضي الله عنهم (3) : أحب النبي المصطفى وابن عمه ... علياً وسبطيه وفاطمة الزهرا هم أهل بيت أذهب الرجس عنهم ... وأطلعهم أفق الهدى انجما زهرا موالاتهم فرض على كل مسلم ... وحبهم أسنى الذخائر للأخرى وما أنا للصحب الكرام بمبغض ... فإني ارى البغضاء في حقهم كفرا هم جاهدوا في الله حق جهاده ... وهم نصروا دين الهدى بالظبا نصرا عليهم سلام الله ما دام ذكرهم ... لدى الملأ الأعلى وأكرم به ذكرا وقال يحرض السلطان صلاح الدين على النظر في ما ظهرت (4) من

_ (1) سقط البيت من م ط. (2) م: الكرام. (3) النفح 3: 250. (4) كذا في الأصول.

البدع بالمدينة، على دفينها الصلاة والسلام (1) : صلاح الدين أنت له نظام ... فما يخشى لعروته انفصام فأظهر سنة الله احتساباً ... فقد ظهرت بها البدع العظام وفي دين الهدى حدثت أمور ... بها للدين حزن واغتمام جدير أن يقام لها ارتماضاً ... مآتم للورى فيها التدام [186 ظ] وكيف يلذ للأجفان نوم ... وللإسلام جفن لا ينام وكيف تطيب في الدنيا حياة ... وطيبة لا يطيب بها مقام بتربتها رسول الله ثاو ... وليس لأهلها منه احتشام لو احترموه أو هابوه يوماً ... لكان لصحبه معه احترام وهل يرضى صلاتهم عليه ... إذا سبت صحابته الكرام بأم المؤمنين قد استهانوا ... وللصديق والفاروق ذاموا عزوا بعد النبي لهم ضلالا ... لقد ضل الغواة وما استقاموا وسنته أضاعوها امتهاناً ... فما لهم بواجبها اهتمام وليس يذل عندهم سوى من ... له بجميل مذهبها ارتسام وما يرعون ذمة زائريه ... وللذمي قد يرعى الذمام ومسجده المبارك عاد سوقاً ... لهم فيها على اللهو ازدحام يعيد به الصلاة مؤذنوه ... وما بإمامهم لهم ائتمام إذا قاموا لها قاموا كسالى ... على كره كأنهم نيام

_ (1) أنظر النفح 3: 144.

يضيعون المواقيت اقتصادا ... ليعدم للصلاة به انتظام وأشنع بدعة حدثت صلاة ... لسني بشيعي تقام وروضته المقدسة استباحوا ... مهابتها فادمعها سجام إذا حفوا بها لعبوا ازدراء ... وكان لهم بتربتها انتخام ويرقى للسلام وفيه لعن ... لقد ساء الهدى ذاك المقام ويرقى فوق منبره ... له في الدين خطب لا يرام هو القاضي وحسبك من قضاء ... له بالجور في الشرع احتكام يعيب على أئمتنا هداها ... إماميون فساق لئام يغرهم لفاطمة انتساب ... وما لهم بحرمتها التئام وهل يغني انتسابهم إليها ... وعن دين الهدى لهم انصرام ونوح لابنه لم يغن شيئاً ... ولا أغناه بالجبل اعتصام اعز الله بالإسلام قوماً ... فليس له بغيرهم قوام [187 و] فذلت فرقة طعنت عليهم ... وهيل على أنوفهم الرغام وكيف يعز عند الله قوم ... ودين الله بينهم يضام نقوم إلى الصلاة وهم قعود ... ويعلو عندها لهم الكلام بلعن صمت الآذان منه ... وسب للصحابة يستدام وتقرأ بين أيديهم جهاراً ... توالف كلها زور سخام ويسعى بين أيدينا اعتراضاً ... لقطع صلاتنا منهم طغام فلا المأموم يدري ما يصلي ... ولا يدري بما صلى الأمام

تراهم يسخرون بنا احتقاراً ... وللأحقاد عندهم احتدام ويعتقدوننا نجساً خبيثاً ... فليس لهم لجانبنا انضمام يرون الجمع للأختين حلاً ... وتعطى البنت ما يرث الغلام وما التجميع عندهم بشرع ... لقد شردوا كما شرد النعام وليس لهم من الإسلام حظ ... ولو صلوا مدى الدنيا وصاموا ومن قد خالف السلف ابتداعاً ... أتنفعه الصلاة أو الصيام لقد مرقوا من الدين اعتداء ... كما مرقت من المرمى السهام لهم من أهل مذهبهم شيوخ ... أقاموا بين أظهرهم وداموا روافض أحدثوا بدعاً وشادوا ... قواعدها فليس لها انهدام فكم غمر أضلوا واستزلوا ... فحم على الضلال له الحمام وكم غر ببذل المال غروا ... فكان على الحطام له انحطام ومغويهم فقيه الرفض سيف ... أتاه باسمه الموت الزؤام وفر إليهم منكم حسين ... مخافة أن يطوقه الحسام فأضرم بالمدينة نار غي ... أبت ألا يزال لها اضطرام وأوسع أهلها براً وبراً ... فكان لهم على الغي اقتحام فما يرجى لهم أبداً فلاح ... ولا رشد وهل يرجى الجهام وما لهم إلى خير مضاء ... مدى الدنيا وهب يمضي الكهام [187]

لعمرك إنهم داء عضال ... وما بسوى الحسام له انحسام ومن لم يرض حكم الله شرعاً ... فما دمه لسافكه حرام إذا انحط الرعية في هواها ... ولم تردع فراعيها يلام وان نشأت عوارض للأعاري ... فبرق السيف أولى ما يشام فأمض الهمة العليا إليهم ... وجاهد أيها الملك الهمام وأرض المصطفى في صاحبيه ... بنصر لا يفل له اعتزام أتاك رضاه عفواً فاغتنمه ... لما ترجو وحق له اغتنام أيقبل منك عند الله عذر ... وما لك من أعاديه انتقام وما نال الحجاز بكم صلاحاً ... وقد نالته مصر والشآم ولولا هيبة لدفينهم لم ... تحج الكعبة البيت الحرام فإن أسلمت دين الله فيها ... على الدنيا وساكنها السلام وأهدي إليه بعض أصحابه بالقاهرة موزاً فكتب إليه (1) : يا مهدي الموز تبقى ... وميمه لك فاء وزايه عن قريب ... لمن يناويك تاء وأغراضه في أشعاره مستحسنة، ولولا خوف الإملال والخروج بها إلى غير ما له قصدنا لاستكثرنا منها، إيثاراً لكريم آثاره، واستطابة لإيراد

_ (1) النفح 3: 144.

1174 - محمد بن أحمد بن جعفر العبدري:

أخباره وأشعاره، وفي بعض ما أوردناه منها دلالة على انطباعهن وشهادة بكرم طباعه. مولده ببلنسية سنة تسع وثلاثين، وقيل بشاطبة، سنة أربعين وخمسمائة (1) وتوفي بالإسكندرية - رحمه الله - ليلة الأربعاء التاسعة والعشرين لشعبان أربع عشرة وستمائة، قاله أبو محمد هذا من المتقدمين في الضبط والإتقان، وعند أبي القاسم الملاحي في بعض مناقل أحواله ووفاته خلل كثير لا ينبغي التعريج عليه؛ والله يتجاوز عن سيئات الجميع بفضله، لا رب سواه. 1173 - محمد بن أحمد بن جزي (2) [188 و] ؟ بضم الجيم وفتح الزاي وتشديد الياء - مرسي أبو عبد الله؛ روى عن أبي علي الصدفي وأكثر عنه، وكان مقرئاً فاضلا، نفعه الله. 1174 - محمد بن أحمد بن جعفر العبدري: أبو جعفر ابن السراج روى عنه أبو عمرو زياد بن الصفار، وكان فقيهاً خطيباً. 1175 - محمد بن أحمد بن حرب المهري: سرقسطي؛ كان فقيهاً

_ (1) هامش ح: قال الزكي أبو محمد المنذري: سألته عن مولده فقال ليلة السبت العاشر من شهر ربيع الأول سنة أربعين وخمسمائة ببلنسية، قال: وتوفي في السابع والعشرين من شعبان بثغر الإسكندرية ودفن على كوم عمرو بن العاس رضي الله عنه يريد من سنة أربع عشرة. (2) ترجمته في التكملة: 424 ومعجم الصدفي: 100 (رقم: 88) .

1176 - محمد بن أحمد بن حزم المذحجي:

مبرزاً في العدالة، حياً سنة ست وثلاثين وأربعمائة. 1176 - محمد بن أحمد بن حزم المذحجي: إشبيلي؛ روى عن أبي الحسن بن الأخضر، وسيأتي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن حسن بن حزم المذحجي بعد، ولعله هذا، والله اعلم. 1177 - محمد بن أحمد بن حزمون: أبو الوليد؛ روى عن أبي جعفر البطروجي وأبي عبد الله جعفر بن مكي بن مكي. 1178 - محمد بن أحمد بن حسان (1) : جياني أبو عبد الله؛ روى أبي الحجاج القضاعي؛ روى عنه أبو عمر يوسف بن عياد. 1179 - محمد بن أحمد بن حسن بن سعدون: بلنسي؛ كان من أهل العلم، حيا سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 1180 - محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن القشيري (2) : قرطبي أبو القاسم ابن صاحب الصلاة؛ روى عن أبيه وأبوي القاسم: ابن بشكوال وابن غالب؛ روى عنه أبو القاسم بن الطيلسان. وكان محدثاً نبيلا عناية تامة بالحديث وروايته ضابطاً لكتبه نبيل الخط متقن التقييد ثقة فيما ينقله ويرويه، وله " اختصار حسن في الغوامض والمبهمات " لابن بشكوال (3) وقفت عليه بخطه في ثلاثة أجزاء لطيفة،

_ (1) ترجمته في التكملة: 496. (2) ترجمته في التكملة: 581. (3) هامش ح: واختصرها أيضاً أبو الخطاب بن واجب.

1181 - محمد بن أحمد بن حكم التجيبي:

وتوفي سنة سبع وستمائة (1) . 1181 - محمد بن أحمد بن حكم التجيبي: إشبيلي؛ كان فقيهاً عاقداً للشروط حسن السياقة لها والضبط لاحكامها، حياً سنة تسع وثلاثين وستمائة. 1182 - محمد بن أحمد بن حكم الجذامي: شريشي. 1183 - محمد بن أحمد بن حمنال: (2) - بفتح الحاء والميم ونون وألف ولام - مرسي أبو القاسم، وغلبت [188 ظ] عليه كنيته؛ كان مقرئاً مجوداً عذب اللفظ، خطب بجامع بلده وأقرأ به القرآن ودرس العربية، وتوفي ببلده سنة ثلاث وثلاثين وستمائة (3) . 1184 - محمد بن أحمد بن خشرم العبسي: إشبيلي أبو بكر؛ روى عن أبي بكر بن العربي؛ روى عنه أبو عمرو مفضل بن عبد الملك وأبو القاسم أحمد بن أبي هارون، وكان أستاذ عربية مبرزاً في فهمها حسن التعليم

_ (1) هنا تقع ترجمة مزيدة في هامش ح وهي: محمد بن أحمد بن حسن الخزرجي مالقي أخذ القراءات والعربية عن الأستاذ أبي علي بن الشاوبين ورحل إلى المشرق فتفقه بمصر على أبن القسطلاني وكان غاية في الزهد والورع والعبادة نفعه الله ونفع به، وكان أبوه نجاراً، وكان هو أول أمره ينعاش من الخياطة، فكان الناس يزدحمون عليه تبركاً به فترك ذلك وصار يتعيش من دق القصدير ويأكل من كد يمينه ولم يزل على ذلك إلى أن توفي في ليلة الثامن والعشرين لشهر ربيع الآخر من سنة إحدى وخمسين وستمائة بالقاهرة ودفن من الغد بالقرافة وقيل ليلة سلخ ربيع المذكور وقد بلغ من العمر نحو خمسة وأربعين عاماً، رحمه الله ونفع به. (2) ترجمته في بغية الوعاة: 9. (3) بغية الوعاة: سنة 683؛ والخطأ إلى الرقم أسرع.

1185 - محمد بن أحمد الأنصاري الخزرجي:

لها، درسها بإشبيلية طويلا وأنجب تلاميذ جلة، وحكى عنه أبو الحسن ابن خروف في باب الابتداء من " شرحه الكتاب " رأياً انفرد به وكانت له نظائر من اختيارات ومذاهب نصرها واحتج بها ولها، وقالها وألزم القول بها. 1185 - محمد بن أحمد الأنصاري الخزرجي (1) : قيجاطي أبو عبد الله ابن خدريال؛ تلا بالسبع على أبي الحسن شريح وأبي القاسم ابن النخاس روى عنه أبو عبد الله بن عبد العزيز بن يبقا؛ وكان مقرئاً مجوداً فاضلا واستقضي بموضعه. 1186 - محمد بن احمد بن خلف بن بيبش العبدري (2) : اندي سكن بلنسية أبو عبد الله؛ حدث بالإجازة عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني وأبي محمد عبد القادر ابن الحناط (3) ؛ روى عنه ابنه أبو بكر بيبش، وكان فقيهاً مشاوراً عارفاً بعقد الشروط عدلاً، توفي ببلنسية عصر يوم الثلاثاء لأربع خلون من صفر إحدى وأربعين وخمسمائة. 1187 - محمد بن احمد بن خلف بن حكم: غرناطي؛ روى عن أبي الحسن عبد الرحمن بن عبد الله ابن عفيف.

_ (1) ترجمته في التكملة: 485. (2) ترجمته في التكملة: 451. (3) م ط: الخياط.

1188 - محمد بن أحمد بن خلف بن داود القيسي:

1188 - محمد بن أحمد بن خلف بن داود القيسي: قرطبيح كان من أهل العلم والتبريز بالعدالة، حياً سنة خمس وعشرين وأربعمائة. 1189 - محمد بن أحمد بن خلف بن سعيد بن خلف بن أيوب اليحصبي (1) : مروي داني الاصل، انتقل أبوه إليها، أبو القاسم؛ روى عن أبي بكر بن العربي، وكان من بيت رواية وعناية بالعلم. 1190 - محمد بن أحمد بن خلف بن عبد الملك بن غالب الغساني (2) : غرناطي، أبو بكر القليعي؛ كان نبيه البيت رفيع القدر عالي الصيت، من [189 و] أهل العلم والفضل والحسب والدين؛ وأجمع أهل بلده على استقضائه بعد أبي محمد بن سمجون سنة ثمان وخمسمائة فتقلد قضاءه، وتوفي وهو يتولاه أول صفر عشر وخمسمائة، ودفن بروضة أبيه. 1191 - محمد بن أحمد بن خلف بن عبيد الله بن فحلون السكسكي (3) : سكن شريش أبو بكر؛ تلا بالسبع على أبي الحسن شريح وأبي العباس المسيلي، وأجاز له أبو عمر أحمد بن صالح، وروى عن أبي إسحاق بن حبيش وأبوي بكرك ابن ريدان (4) وعبد العزيز بن مدير وأبي جعفر ابن نمي وأبي الحسن مفرج بن سعادة وأبي غالب أيمن القاضي وأبي محمد بن

_ (1) ترجمته في التكملة: 514. (2) ترجمته في التكملة رقم: 412. (3) ترجمته في التكملة رقم: 550. (4) م ط: زيدان.

1192 - محمد بن أحمد بن خلف بن عياش الأنصاري الخزرجي:

موجال، وتفقه به، وأبي مروان بن قزمان وغيرهم. روى عنه أبو الخطاب بن خليل وأبو سليمان وأبو محمد ابنا (1) حوط الله وسواهم، وآخر من حدث عنه بالإجازة أبو عمر بن أبي محمد بن حوط الله. وكان من أهل العلم والفضل والحفظ، كان أبو الخطاب بن خليل يكثر الثناء عليه ويشهد بجلالته ويرفع من قدره، وتوفي بعد وقيعة الأرك بأربعة أيام أو نحوها، وكانت الوقيعة على الروم يوم الأربعاء لعشر خلون من شعبان أحد وتسعين وخمسمائة، وقد قارب الثمانين، وغلط أبو القاسم بن فرقد في وفاته فقال: إنها كانت سنة أربع وثمانين، فاعلمه والله الموفق. 1192 - محمد بن أحمد بن خلف بن عياش الأنصاري الخزرجي (2) : قرطبي أبو عبد الله الشنتيالي؛ تلا على صهره أبي القاسم بن غالب الشراط بالسبع، وبقراءة نافع خاصة على أبي بكر بن سمحون (3) وتلا على أبي إسحاق بن طلحة وأبي الحسن بن عقاب وأبي عبد الله بن سالم بن برتال وأبي العباس بن صالح الضرير. وروى عن أبي بكر بن خير وأبوي القاسم: السهيلي وابن بشكوال، واختص به وأجاز له؛ وأبي محمد بن الصفار، وتفقه بابي الحسن عبد الرحمن بن بقي، وأجاز له أبو الحسن بن حنين. وله شيوخ غير هؤلاء. روى عنه ابنه أبو بكر عياش وأبو

_ (1) وأبو محمد أبنا: سقطت من م ط. (2) ترجمته في التكملة: 586 وغاية النهاية 2: 62. (3) م ط: سمجون.

1193 - محمد بن احمد بن خلف بن عيسى الأنصاري:

علي الحسين ابن المالقي وبنوه [190 ظ] : أبو حامد محمد وأبو الحسن وأبو محمد وأبو عمران ابن أخيه أبي القاسم عبد الرحمن وأبو عمر بن حوط الله وأبو القاسم بن الطيلسان. وكان من جلة المقرئين ومتقني المجودين وأكابر المحدثين، تام الفضل شهير الصلاحية والتواضع، حسن الهدي معروف الفضل، عالماً عاملا مجتهداً في العبادة، حافظاً للفقه، متحققاً بالنحو، ماهراً في الفرائض والاحساب، أم في الفريضة بجامع قرطبة الأعظم نحو ثلاثين سنة، وأقرأ به القرآن وأسمع الحديث إلى أن توفي غداة يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان تسع وستمائة، ودفن عصر يوم الثلاثاء بعده بمقبرة أم سلمة مع صهريه أبي القاسم بن غالب وابنه أبي بكر غالب، وكانت جنازته في غاية الحفل حضرها الناس على طبقاتهم، ولم يتخلف عنها كبير أحد؛ ومولده بين عامي أربعة وخمسة وثلاثين وخمسمائة (1) . 1193 - محمد بن احمد بن خلف بن عيسى الأنصاري: روى عن شريح وأبي القاسم بن بشكوال. 1194 - محمد بن أحمد بن خلف بن قاسم الأنصاري: أبو العباس؛

_ (1) بهامش ح الورقة: 189 ب (191 ترقيم أصلي) : محمد بن أحمد أبي القاسم خلف شاطبي أبو القاسم أديب من شعراء بلده لقيه أبو بكر بن مسدي ببلده شاطبة سنة عشرين وستمائة وأجازه جميع نثره ونظمه.

1195 - محمد بن أحمد بن خلف الأنصاري:

روى عن أبي الوليد بن رشد [؟] (1) وكان فقيهاً فرضيا ذا عناية بالعلم وبراعة في الخط وإتقان في التقييد. 1195 - محمد بن أحمد بن خلف الأنصاري (2) : مالقي، وجعله ابن الزبير إشبيلياً، أبو عبد الله ابن صاحب الصلاة؛ روى عن أبوي الحسن: خاله صالح بن عبد الملك وشريح، وتلا عليه وأكثر عنه، وعلى أبي العباس ابن حرب وأجازا له. وأجازا له أبو عمر أحمد بن صالح؛ روى عنه أبو سليمان بن حوط الله وأبو عمر بن أبي محمد بن حوط الله، وتوفي بعد عصر يوم الأحد لثمان بقين من شوال ثمان وتسعين وخمسمائة، وقد نيف على الثمانين. 1196 - محمد بن أحمد بن خلف الغافقي: قرطبي؛ كان من أهل العلم والتقدم في العدالة، حياً سنة خمس وعشرين وأربعمائة. 1197 - محمد بن أحمد بن خلف القيسي: مروي أبو عبد الله ابن الحمزي - بالزاي -؛ روى عن أبي إسحاق بن وردون [191 و] وأبوي بكرك عبد الرحمن بن عيسى بن رجاء الشمنتاني ومحمد بن نعمة العابر المعروف بالفروج (3) ويكنى أبا عبد الله أيضاً وأبي عبد الله بن خلف ابن المرابط وأبي العباس العذري وأبي عمران بن عمران اللخمي الراموسي

_ (1) بياض في الأصول. (2) ترجمته في التكملة رقم: 560 وغاية النهاية 2: 63. (3) م ط: بالفروخ.

1198 - محمد بن أحمد بن خلف الكتامي:

وأبي القاسم أحمد الباجي وأبي محمد عبد الملك حفيد هاشم وأبي الوليد سليمان الباجي وأبي [؟] (1) بن صاحب الأحباس. روى عنه أبو إسحاق بن قرقول وآباء بكر: ابن خير وابن رزق وابن مالك وعتيق بن مؤمن وأبو تمام غالب العوفي وأبو جعفر بن مضاء وآباء الحسن: ابن الضحاك وابن مؤمن ومحمد بن عبد العزيز الشقوري وأبو العباس الأندرشي وأبو القاسم بن بشكوال وأبو محمد بن عبيد الله. وكان شيخاً فاضلاً عدلا فقيهاً حافظاً مشاوراً متأدباً، علي الهمة كريم الطباع متواضعاً مكرماً قصاه بساماً لكل من لقيه حسن السيرة، وكان له سماع قديم صحيح لم تكن له كتب به فلم يتعرض للتسميع، وكان رابع أربعة من الخطباء ينتابون الخطابة بالمرية، فكان كل واحد منهم يخطب جمعة في الشهر، ثم صرف عن ذلك وولي قضاء الواديين بالمرية، فسار فيه أحسن سيرة، ثم رغب في الانصراف عن الخطة (2) واستعفى منها فأعفي، وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بالمرية. 1198 - محمد بن أحمد بن خلف الكتامي (3) : إشبيلي أبو عبد الله؛ صحب أبا القاسم محمد بن إسماعيل الزنجاني، ورحل فكتب عنه أبو الطاهر السلفي.

_ (1) بياض في الأصول. (2) يعني خطة القضاء. (3) ترجمته في التكملة: 482.

1199 - محمد بن أحمد بن خليل بن إسماعيل بن عبد الملك بن خلف بن محمد بن عبد الله السكوني:

1199 - محمد بن أحمد بن خليل بن إسماعيل بن عبد الملك بن خلف بن محمد بن عبد الله السكوني: لبلي الأصل، سكن إشبيلية وبها نشأ، أبو الحكم؛ روى عن أبيه وأعمامه: أبي زيد وأبوي محمد: عبد الله وعبد الحق، وأبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي القاسم بن بشكوال، روى عنه بنو اخوته. 1200 - محمد بن أحمد بن خليل: - أخو الذي يليه قبله - لبلي الأصل سكن إشبيلية وغيرها، أبو الخطاب؛ روى عن أبيه وعميه أبي زيد وأبي محمد عبد الحق وأخيه أبي بكر يحيى، وابني عم أبيه: أبي عبد الله وأبي محمد ابني [191 ظ] عبد الغفور، وخاله أبي زكريا بن أبي الحجاج وأكثر عن أبوي الحسين: ابن الصايغ وابن زرقون، ولازمه كثيراً لمتات متأكد كان بينهما، وأبي القاسم بن تقي وأبي محمد بن حوط الله وأخذ قراءة وسماعاً عن آباء بكر: ابن طلحة وابن قنترال وابن المرخي والنيار، وأبي جعفر بن مضاء وأبوي الحسن: ابن خروف وابن الفخار وأبو الحكم: القباعي وعبد الرحمن بن محمد بن حجاج، وأبي العباس بن مقدام وأبوي علي: الحسن بن عامر والنرساني، وأبي عمرو مرجى بن يونس وأبي عمران المارتلي الزاهد وأبي القاسم احمد بن محمد الطرسوني وآباء محمد: ابن جمهور وابن الشكال وعبد الرحمن الزهري وعبد الجليل بن عفير، ولقي أبا بكر بن الجد قال: وتذكرني بعد وفاة أبي وسألني فحملت إليه صغيراً، وأذكر من ترحمه على الوالد والجد: ورحم الله تلك العظام العظام؛ وابن أحمد بن عبيد والسلاقي وابن عبد النور وابن

مالك الشريشي وابن أبي (1) زمنين وأبا (2) عبد الله ابن زرقون قال: وكان قد وصل هو وابنه أبو الحسين بعد وفاة أبي بمدة إلى دارنا زائرين ومتفقدين على عادتهما معه في حياته؛ وأبا عمر بن عات وأبوي عمرو: ابن عتاب وابن مغنين، وآباء القاسم: الحوفي وعبد الملك بن بدرون وابن عذرة، وكلهم أجاز له إلا أخاه أبا بكر فلم يذكر انه أجاز له. ومن شيوخه سوى من ذكر: أبو عبد الله بن النسرة وأجاز له أبو زيد السهيلي ولم يحقق لقيه، وصحب أبا القاسم بن بقي نحو ثلاثين سنة. وكتب إليه مجيزاً ولم يلقه؛ من أهل الأندلس وبر العدوة: أبو بكر ابن صاف وأبو الحسن ابن لبال ونجبة وأبو ذر بن أبي ركب وأبو الصبر الفهري وآباء محمد: التادلي والحجري وعبد الحق بن الخراط؛ ومن أهل المشرق آباء الطاهر: ابن عوف والخشوعي والسلفي، وأبوا عبد الله: جوبكار وابن أبي الصيف. وقد جمع كتاباً ضمنه التعريف بهم وبمداركهم في العلوم، وتبين أحوالهم وكيفية أخذه عنهم، فضاع له عند خروجه من إشبيلية - رجعها الله - لما استولى عليها العدو - قصمه الله -؛ ثم جمع بعد كتاباً في نحوه [192 و] سماه " بالتذكرة] اشتمل على نيف وتسعين شيخاً أخذ عنهم مباشراً أو كتباً، وانفرد بالرواية عن طائفة منهم فكان آخر الرواة عنهم، ولكن أبا جعفر بن الزبير وهم في قوله، وقد ذكر جماعة من

_ (1) أبي: سقطت من م ط. (2) في ح م ط: وآباء، والسياق لا يدل على ذلك.

شيوخه: وهو آخر من حدث عن هؤلاء باللقاء والمشافهة فمنهم: الحافظ أبو بكر بن الجد وأبو عبد الله بن زرقون، وقد روى عنهما سماعاً أبو جعفر بن السراج، وقد تأخرت وفاته عن أبي الخطاب بنحو خمس سنين، ومنهم أبو جعفر بن مضاء وقد سمع عليه ابن السراج المذكور وشيخنا أبو القاسم البلوي، وتوفيا في عام واحد، ومنهم أبو عمرو بن غياث، وقد لقيه شيخنا أبو الحسن الرعيني، وتوفي بعد أبي الخطاب بنحو أربع عشرة سنة، ومنهم أبو بكر السلاقي، وقد سمع عليه كثيراً شيخنا أبو علي الماقري وتوفي بعد أبي الخطاب بنحو ست عشرة سنة، روى عنه [؟] (1) وحدثنا عنه أبو جعفر بن الزبير وأبو الحسن بن الضايع وأبو علي بن رشيق صاحبنا. وكان فصيح اللسان بارع التعبير عن ما يحاول، كاتباً بليغاً شاعراً مجيداً خطيباً مصقعاً مقداما على الكلام وجاداً له يرتجل الخطب البليغة بين يدي الملوك وفي المحافل الجمهورية، تنبيهاً على الصلح وحضاً على ما فيه سداد الأحوال، غير متوقف في ذلك ولا متهيب له كعادة أخيه أبي بكر يحيى وأبيهما قبلهما، وبأبي الخطاب ختم شأن الخطابة والبلاغة فيها بالأندلس، وذلك كان الغالب عليه مع إجادته في غيره مما ذكر ويذكر من تصرفاته، فقد كان فقيهاً حافظاً متقدماً في عقد الشروط، مبرزاً في علوم اللسان، نظاراً في علم الكلام وأصول الفقه. وقد نظم في العقائد قصيدة فريدة سماها: " ناظمة الفرائض (2) في عقد العقائد " وصنف في علم الكلام وفي الفقه

_ (1) بياض في الأصول. (2) كذا في الأصول، ولعلها " الفرائد ".

ومن مصنفاته: " الحجج الأقناعية في المحجور إذا استعمل في الخطط الشرعية " و " النفحة الدارية والمحة البرهانية [192 ظ] في العقيدة السنية والحقيقة الإيمانية " وكان ذاكراً للتاريخ قديمه وحديثه حسن الإيراد له، ممتع المجالسة مأمون الغيب والشهادة، وكتب عن جماعة من جلة قضاة إشبيلية. وقد جمع أبو بكر ابن أخيه أبي عمر كلامه نظماً ونثراً في كتاب سماه: " الغرر والدرر " أودعه جملة صالحة من رسائله ومنشآته الاخوانيات وما يناسبها، ولم يلف له من الإنشاءات السلطانية ما يورده فيه، فقد كان أيام شبيبته استعمله بعض الأمراء في الكتب عنه، فتلبس به حيناً على كراهة منه، ثم لما صار في سن الاكتهال، نزع بالجملة عن ذلك الحال، ولم يزل يرغب في الخدمة فيصدف عنها، ويفر أنفة بمنصبه منها، على ما كان عليه سلفه. وفي كتبه وكتب أخيه القاضي أبي بكر يقول رئيس الكتاب وكبيرهم أبو عبد الله بن عياش: كتبهما رسائل، وهي مع ذلك دواوين علم ومسائل. ومن شعره ما قاله ضجراً بحاله، وسآمة من حله وترحاله، لنوب زمانه، ونبو حمص لأوطانه، عند استيلاء الكفرة عليها: أشكو إلى الله ما لاقيت من زمن ... في غربة عارضت في مألف الوطن إذا تنكر لي حالاً تنكر لي ... أبناؤه وأثاروا ثائر الإحن أحالهم حاله مهما انتحى غرضاً ... في الاستنان به في ذلك السنن

فكم أحال من أحوال بجفوته ... وكم ألم بآلام من المحن ثم رجع في الحين، إلى عقد اليقين، في قدرة الله وحوله، واستغفر من قوله بقوله: أستغفر الله كم لله من منن ... لمت الزمان ولا لوم على الزمن فالأمر لله في الحالات اجمعها ... والكل لولاه لم يوجد ولم يكن هو الذي خلق الأشياء مخترعاً ... فالمح بلامحة الألباب والفطن وكن مع الله في علم وفي أدب ... مستوضحاً سنن القرآن والسنن قال المصنف عفا الله عنه في قول الناظم " أجمعها " [193 و] نظر من قبل استعماله إياه مضافاً ولا تستعمله العرب كذلك: وأكد ذلك المعنى وتمم ذلك المبنى بقوله (1) : بمدرك العقل كل الخلق مطلوب ... كسباً ولكن لرب الخلق منسوب مشيئة الحق في الأكوان كائنة ... علماً قديماً وسر الغيب محجوب وكل شيء فمقدور بقدرته ... وهو المسبب ما للغير تسبيب فسلم الأمر للأحكام وأرض بها ... فكل حكم بصفح اللوح مكتوب والرب رب وكل تحت قدرته ... يقضي بما شاء والمربوب مربوب وكل حي فعن رزق وعن آجل ... كل بسابقة التقدير محسوب

_ (1) بقوله: سقطت من م ط.

1201 - محمد بن احمد بن خليل السكوني:

كفاك ربك أمراً قد (1) تكفله ... فالهم بالكائن المكفي تعذيب قال المصنف عفا الله عنه: قول الناظم " للغير " لا تقوله العرب؛ وها من النظم النقي البارع الشاهد بتقدم منشئه وبلاغته، وتبريزه في شأو إجادته؛ توفي عن سن عالية في العشر الأخر من شعبان اثنين وخمسين وستمائة. 1201 - محمد بن احمد بن خليل السكوني: لبلي الأصل إشبيلي المنشأ والمسكن أبو عمر أخو أبي الحكم وأبي الخطاب المذكورين آنفاً وأبي الفضل وأبي بكر يحيى الآتي ذكره بعد، إن شاء الله؛ تفقه على أبيه وعميه: أبي زيد وأبي محمد عبد الحق، وروى عن آباء بكر: ابن الجد وابن مالك والنيار وأبوي القاسم: ابن بشكوال والحوفي، وأبي الحسن بن لبابل وأبي زيد السهيلي وأبي عبد الله بن زرقون وأبي العباس بن مضاء وأبوي محمد: ابن جمهور والحجري؛ وأجاز له من أهل المشرق: آباء الطاهر: الخشوعي والسلفي وابن عوف، وله شيوخ غير هؤلاء [..] (2) . وكان حسن المشاركة في فنون من العلم، فقيهاً حافظاً، جيد القيام على المهب المالكي ذاكراً مسائله، وجمع بين " الرسالة " و " التفريع " و " التلقين " جمعاً محكماً، وصنف في الطب والبيطرة وصنعة ركوب الخيل وتدبير الحروب (3) وتعليم الثقاف [193 ظ] والرمي ومن أين

_ (1) في الأصول: تكلفه. (2) بياض في الأصول. (3) م ط: الحروف.

1202 - محمد بن أحمد بن خليل السكوني:

يؤتى على منتحل ذلك وما ينبغي ان يأخذ به نفسه، ومعرفة شيات الخيل ودلائل العتاقة؛ وجمع بين كتابي أبي مروان بن زهر وابنه أبي بكر في الأغذية جمعاً حسناً وأضف إليهما فصل ذكر الخواص والكليات الواقعة في " تيسير " ابن زهر، وألف غير ذلك، واستقضي بغير موضع من أنظار إشبيلية، وورد مراكش ورأيته بها، وأقام فيها مدة ليست بالطويلة متلبساً بعقد الشروط، ثم عاد إلى الأندلس فاستوطن بلد سلفه إلى أن عرض له توجه إلى إشبيلية زائراً بعض ذوي قرابته بها، ففقد في وجهته تلك فلم يعثر له على خبر، كذلك اخبرني ابنه أبو الحكم أحمد. وقال ابن الزبير إنه فقد في طريق لبلة عند خروج أهل إشبيلية منها سنة ست وأربعين وستمائة، وخبر ابنه أولى بالاعتماد عليه، والله اعلم. 1202 - محمد بن أحمد بن خليل السكوني: لبلي الأصل إشبيلي النشأة والاستيطان، أخو المذكورين قبله، أبو الفضل؛ روى عن أبيه وأعمامه المذكورين في رسوم أخوته وسائر شيوخ أخوته، وله رحلة حج فيها، وأخذ بمكة - كرمها الله - عن أبي عبد الله بن أبي الصيف اليمني، وبالإسكندرية عن أبي الطاهر بن عوف. روى عنه بنوه اخوته وأبو العباس بن فرتون. وكان من بيت علم وجلالاة قد جرى تقرير فضله في غير موضع، وسيأتي في سواها، إن شاء الله. 1203 - محمد بن أحمد بن خيرون الأنصاري: أبو عبد الله؛ روى عن أبي الحجاج بن عبد الرزاق.

1204 - محمد بن أحمد بن رجاء:

1204 - محمد بن أحمد بن رجاء: من أهل شرق الأندلس؛ كان أديباً كاتباً محسناً ذا حظ من قرض الشعر يجيد في بعضه، كتب قديماً عن بعض رؤساء عصره ثم تخلى عن التلبس بالكتابة وآثر العزلة والإنفراد، ومن قوله في ذلك ونقلته من خطه: ولما رأيت الخير قد قل أهله ... ولم يبق إلا ناقص وخسيس تفردت بالآداب حتى ألفتها ... فما لي سوى أخبارهن أنيس [194 و] وما الخير إلا في التفرد للفتى ... وما الشر إلا صاحب وجليس وله وقد عاجله الشيب، ونقلته أيضاً من خطه: وقائلة لما رأت شيب مفرقي ... أشبت وعهد السن غير قديم فقلت يسوق الشيب قبل أوانه ... لزوم هموم أو زوال نعيم وله في معنى آخر، ونقلته من خطه: ما الكتب في ما تحتوي ... عليه إلا صدفه جوهرها أعلى وأغلى عند أهل المعرفه ...

1205 - محمد بن أحمد بن رشيد التميمي:

وله وقد سئل عن البلاغة فقال، ونقلته أيضاً من خطه: البلاغة لفظ فصيح، ومعنى صحيح، وإيجاز في غير تقصير، وإطالة في غير تكرير. 1205 - محمد بن أحمد بن رشيد التميمي: روى عن أبي بكر بن طلحة وأبي علي الرندي وابن أزهر. روى عنه أبو العباس بن أبي الحسين بن عيسى في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وستمائة. 1206 - محمد بن أحمد بن رضى بن سعيد بن عبد الملك بن قطن بن مطرف بن معقل بن عنان بن عقبة بن سالم بن مطر (1) بن موسى بن بكر بن عامر بن أسد بن ثابت بن كثير بن بكر بن وائل بن صعب بن علي بن وائل بن قاصد بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن زار بن معد بن عدنان البكري: اوريولي أو لورقي، أبو عبد الله؛ روى عن أبي بكر بن إبراهيم بن خلف بن محمد بن عيسى ابن عمير الجمحي وأبي عبد الله بن يوسف بن عميرة، وقفت على إجازتهما له في رقين، وقد ذكرا أنه تلا عليهما بالسبع، وقرأ غير ذلك، وقد شهد عليهما بذلك حسب جاري العادة في مثله، وأفادني ذلك بعض حفدته. وكان قد ورد مراكش وتوفي بعض حفدته الذكور بها غريباً وحيداً بمارستانها، نفعه الله.

_ (1) بن معقل ... مطر: سقطت من م ط.

1207 - محمد بن أحمد بن الزبير القيسي:

1207 - محمد بن أحمد بن الزبير القيسي (1) : شاطبي أبو عبد الله الأبرشي؛ روى عن (2) أبي ممد بن جوشن وغيره، وكان رجلاً صالحاً زاهداً بادي الخشوع والإخبات، طويل البكاء [194 ظ] مشاراً إليه بإجابة الدعوة، ولي الصلاة والخطبة بجامع بلده، وتوفي سنة سبع وستين وخمسمائة. 1208 - محمد بن أحمد بن زريق: له إجازة من أبي ذر الهروي. 1209 - محمد بن أحمد بن زكرياء التميمي: شلبي - فيما أظن - أبو الوليد بن الزاهد، روى عن أبي الحسين بن الطلاء. 1210 - محمد بن أحمد بن زكرياء المعافري: ألشي أبو عبد الله، أخذ القراءات عن أبي الأصبغ عيسى بن سلمة وأبي عبد الله بن مسعود الأزدي، وحدث عن أبي بكر بن النخال النفزي وأبي عبد الله بن وضاح ورحل إلى المشرق فحج وروى بمكة - كرمها الله - واليمن ومصر وغيرها عن بقايا الشيوخ الذين أدركهم هنالك، ثم قفل إلى بلده. روى عنه أبو جعفر بن الزبير، وكان من أهل الاعتناء التام بالقراءات والتقدم في إتقان الأداء وحسن التجويد والإقراء، وقوراً نزهاً مهيباً فاضلاً، ناقداً عارفاً بطرق الروايات وأسانيدها. قال ابن الزبير: نبهني في بعض أسانيد على وهم جرى على عدة من مهرة المقرئين وأئمتهم.

_ (1) ترجمته في التكملة: 511. (2) روى: سقطت من م ط.

1211 - محمد بن أحمد بن زيدون المخزومي:

فصل عن ألش فاراً بدينه فورد غرناطة في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وستمائة، ثم فارق غرناطة متوجهاً إلى المرية، فتوفي ببعض جهاتها بقرب ذلك، رحمه الله. 1211 - محمد بن أحمد بن زيدون المخزومي: إشبيلي أبو جعفر؛ روى عنه أبو بكر بن خير وقال: الوزير الحسيب أبو جعفر، وقال: توفي ليلة التروية ثامن ذي حجة سنة أربع وستين وخمسمائة. قال المصنف - عفا الله عنه -: كذا ذكر ابن الزبير هذا الرسم واهماً فيه وغنما روى ابن خير عن أبيه أبي بكر عبد الله، وهو الذي وصفه بما ذكره وحكى وفاته حين ذكر، فاعلمه. 1212 - محمد بن أحمد بن سراج: برجي - فيما أحسب -؛ روى عن أبوي العباس: الأندرشي وابن مطرف البرجي، وأبي القاسم السهيلي. وكان مقرئاً مجوداً تصدر لذلك وأخذ عنه، وتوفي في حدود خمس وسبعين وخمسمائة. 1213 - محمد بن احمد بن سرغس: أبو القاسم [195 و] ؛ روى عن أبي الربيع بن سالم. 1214 - محمد بن أحمد بن سري الحجري: أبو بكر؛ روى عن أبي بكر بن خير.

1215 - محمد بن أحمد بن سعادة:

1215 - محمد بن أحمد بن (1) سعادة: أبو بكر؛ روى عن أبي عمر ميمون بن ياسين اللمتوني. 1216 - محمد بن أحمد بن سعدون (2) : طليطلي أبو بكر؛ رحل إلى الحج فسمع بمكة - شرفها الله - أبا ذر الهروي، روى عنه أبو عامر محمد بن إسماعيل. 1217 - محمد بن أحمد بن سعدون (3) : له رحلة روى فيها عن محمد بن سحنون. حدث عنه أبو الفرج عبد الله بن عبد الوارث الطليطلي. 1218 - محمد بن أحمد بن سعود الأنصاري (4) : داني أبو عبد الله تلا بالسبع وغيرها على أبي عمرو الداني، واختص به وعد من كبار تلاميذه، وتصدر للإقراء في حياته، تلا عليه أبو داود (5) برواية قالون عن نافع عند قدومه إلى دانية من بلنسية للأخذ عن أبي عمرو سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وحكى انه ساكنه ونسخ الأصول منه وهو دون العشرين سنة؛ وله تصانيف في القرآن وغيره منها: " الاختلاف بين نافع من رواية قالون والكسائي (6) من رواية الدوري "، و " السنن والاقتصاد

_ (1) أحمد بن: سقطت من م ط. (2) ترجمته في التكملة: 401. (3) ترجمته في التكملة: 359. (4) ترجمته في التكملة: 395. وغاية النهاية 2: 63. (5) التكملة: أبو داود سليمان بن نجاح. (6) التكملة: وبين الكسائي.

1219 - محمد بن احمد بن سعيد بن حمزة الغساني:

في الفرق بين السين والصاد "، و " الاقتضاء للفرق بين الذال والضاد والظاء "؛ وكان حياً في حدود السبعين وأربعمائة. 1219 - محمد بن احمد بن سعيد بن حمزة الغساني (1) : مروي أبو عبد الله؛ روى عن أبي بكر بن العربي وأبي علي الصدفي وغيرهما. روى عنه أبو الحسن بن أحمد بن سعيد وأبو عبد الله الأندرشي وكان راوية للحديث عارفاً بطرق نقله منسوباً إلى فهمه، عدلاً ثقة فاضلا، ولي الصلاة والخطبة بجامع بلده. 1220 - محمد بن أحمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العبدري (2) : بلنسي سكن إشبيلية، أبو عبد الله بن موجوال وهو أخو الفقيه أبي محمد المذكور قبل في موضعه؛ تلا قديماً بالسبع على أبي الحسن بن هذيل، وتأدب بأبي محمد بن السيد واختص به، وروى عن أبي بكر بن العربي وأبوي الحسن: شريح ومحمد بن عمر بن واجب، وأبي زيد بن سعيد الفهمي وأبوي [196 ظ] عبد الله: ابن باسه وابن عبد العزيز بن أبي الخير، وأبي علي الصدفي قبل موته بايام، وأبي الفضل عياض، واختص به، وأبي القاسم خلف بن خلف السرقسطي. روى عنه أبو العباس بن محمد اليافعي. وكان مرئاً مجوداً تام العناية بالقراءات، راوية للحديث، ذا حظ

_ (1) ترجمته في التكملة: 449 ومعجم الصدفي: 151 (رقم: 131) . (2) ترجمته في التكملة: 484 ومعجم الصدفي: 166 (رقم: 194) .

1221 - محمد بن أحمد بن سعيد:

وافر من العربية، نبيل الخط على كثرة خلل يوجد فيه وقد كتب الكثير، واستشهد نفعه الله. وذكره أبو جعفر بن الزبير ذكر من لم يعرفه ولا حصل من أمره شيئاً يعتمد عليه فقال ما نصه: محمد بن سعيد بن موجوال العبدري: من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله، روى عن أبي القاسم خلف بن خلف السرقسطي وأبي الحسن محمد بن واجب القاضي ببلنسية وغيرهما وأظنه عم الحافظ الجليل أبي محمد بن موجوال وسيذكر. انتهى ما ذكره به؛ ولا خفاء بما اشتمل عليه هذا الذكر من البتر والاخداج، وأول ما فيه وهو منشأ ذلك كله سقوط " أحمد " من نسبه عليه، ثم أن محمد بن أحمد هذا الذي ذكرناه مشهور عند أهل العلم كثير الآثار أثيرها كما ذكرناه، والله اعلم. 1221 - محمد بن أحمد بن سعيد: قرطبي؛ كان من أهل العلم والعدالة، حياً سنة تسع وعشرين وأربعمائة. 1222 - محمد بن أحمد بن سعيد: ابن مشتالية؛ كان من أهل العلم، حياً سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. 1223 - محمد بن أحمد بن سلمة الأموي: أبو عبد الله؛ روى عن أبي جعفر البطروجي وأبي القاسم بن بشكوال. 1224 - محمد بن أحمد بن سليمان بن أحمد الزهري: قرطبي أبو عبد الله؛ روى عن أبي القاسم بن محمد الشراط، وكان نحوياً ماهراً

1225 - محمد بن أحمد بن سليمان بن عبد الله التجيبي:

درس العربية دهراً. 1225 - محمد بن أحمد بن سليمان بن عبد الله التجيبي (1) : أوريولي أبو عبد الله ابن الصفار، وهو والد أبي عمرو زياد؛ روى عن أبوي بكر: عبيد الله بن أدهم وابن عيسى بن اللبانة، والكاتب أبي الحسن بن اليسع وأبوي عبد الله: ابن الفراء النحوي الأعمى وابن الحداد؛ روى عنه أبو عامر محمد بن أحمد السالمي وأبو الوليد يوسف بن الدباغ. وكان أديباً تاريخياً حافظاً أيام الناس [197 و] حسن السياقة لما يورده منها، ولي احباس بلده، وصنف في أخبار ابن عباد وشعره كتاباً سماه " بالدرر الأفراد في سعر ابن عباد " وجال في الأندلس وبر العدوة ودخل مراكش. 1226 - محمد بن أحمد بن سليمان الأنصاري: روى عن شريح. 1227 - محمد بن أحمد بن سليمان: شريشي أبو عبد الله الغزال؟ بتشديد الزاي -؛ روى بالأندلس عن جماعة من علمائها، ورحل إلى المشرق وروى بالإسكندرية عن أبي البركات هبة الله بن عبد الله بن هبة الله بن أوس الأزدي وأبي المعالي بن أبي محمد عبد الله بن علي المازري (2)

_ (1) ترجمته في التكملة: 427 ومعجم الصدفي: 110 (رقم: 96) . (2) ها هنا موضع ترجمة مزيدة بهامش ح (الورقة: 198) وهي: محمد بن احمد بن سليمان الزهري اشبيلي أبو عبد الله: رحل إلى المشرق فحج ثم رحل إلى بغداد فسمع بها من أبوي القاسم: ذاكر بن كامل الخفاف ويحيى بن أسعد بن بوش، وأبي محمد عبد الخالق بن عبد الوهاب الصابوني وأبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب وجماعة من هذه الطبقة وممن بعدها، وسمع بأربل من أبي المظفر المبارك بن طاهر الخزاعي وأقام بالموصل مدة يسمع ويكتب، ورحل إلى اصبهان فأقام بها مدة وسمع بها من أصحاب أبي علي الحسن بن أحمد الحداد ومن بعده، ثم خرج إلى الكرخ واستوطنه وحدث به، وبأربل، وكان عارفاً بالأدب فاضلا، وشرح إيضاح الفارسي وغيره وله شعر، وتوفي في رجب من سنة سبع عشرة وستمائة ببروجرد شهيداً بيد التتر خذلهم الله تعالى ورحمه. (قلت: أنظر هذه الترجمة في بغية الوعاة: 11 نقلا عن ابن النجار والصفدي) .

1228 - محمد بن أحمد بن سماعة:

1228 - محمد بن أحمد بن سماعة: أبو بكر وأبو عبد الله؛ روى عن أبي بكر بن العربي. 1229 - محمد بن أحمد بن شمنون (1) : قرطبي؛ كان من أهل العلم، مبرزاً في العدالة، جيد الخط، حياً سنة عشرين وأربعمائة. 1230 - محمد بن أحمد بن شجرة: إشبيلي؛ روى عن أبي زكرياء بن مرزوق وأبي عبد الله بن فريخ. 1231 - محمد بن أحمد بن صالح القيسي: غرناطي أبو عبد الله؛ روى عن أبي جعفر بن حكم وأبي زكرياء الأصبهاني، ولازمه إلى أن توفي أبو زكرياء. وكان زاهداً ورعاً كثير الصدقة والمعروف سراً وجهراً، وكانت بغرناطة مسغبة شديدة سنة سبع عشرة وثمان عشرة، فعمد إلى ما احتوى عليه تملكه من دقيق الأشياء وجليلها حتى أواني الماء وغيرها من خرثي المتاع الذي لا خطر له، وحصر إثمان الجميع بعد تقويمه بالعدل، وأخرج من جملته الثلث فكان مبلغه سبعمائة دينار (2) أو نحوها، وتصدق به على أهل الستر والتصاون والتعفف، وتولى مباشرة تنفيذه للمحاريج، وصرف إليهم

_ (1) م ط: سمنون. (2) ح: دينر.

1232 - محمد بن أحمد بن [197 ظ] صمادح بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن صمادح بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المهاجر الداخل إلى الأندلس بن عميرة بن المهاجر بن نجدة بن شريح بن حرملة بن يزيد ابن عيذبة بن زيد بن عامر بن عدي بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن كندة [؟] :

منه ثلاثمائة دينار (1) أو نحوها، وناله أثناء تلك المحاولة (2) مرض كان سبب وفاته، عفا الله عنه، وعهد بصرف سائره ومحاذاة فعله وتخيره من يصرف إليه فامتثل رسمه في ذلك وحمى الله ذلك المال أن يصل إلا إلى مستحقيه من ذوي الحاجات المتعففين عن المسالة تصديقاً لنية المتصدق به نفعه الله، وكانت وفاته في أخريات شعبان ثمان عشرة وستمائة. 1232 - محمد بن أحمد بن [197 ظ] صمادح بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن صمادح بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المهاجر الداخل إلى الأندلس بن عميرة (3) بن المهاجر بن نجدة (4) بن شريح بن حرملة بن يزيد ابن عيذبة بن زيد بن عامر بن عدي بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن كندة [؟] (5) : يكنى محمد المترجم به أبا يحيى، وهو سرقسطي؛ روى عنه ابنه أبو الأحوص معن أمير المرية. وكان رئيساً غالباً على وشقة ثم تخلى عنها لابن عمه منديل بن يحيى التجيبي حين عزه عليه. وكان مع رئاسته من أهل العلم والأدب والفضل وله " مختصر " نبيل في غريب القرآن، ووصيته لابنيه (6) معاً من انفع الوصايا وأجمعها لمعظم آداب الدين والدنيا، وأصدقها شهادة بوفور علمه

_ (1) ح: دينر. (2) في الأصول: ونال هو، م ط: الحالة. (3) م: عمرة. (4) م ط: نجوة. (5) بياض في الأصول. (6) م: لابنتيه.

1233 - محمد بن أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى بن محمد بن اشترمي ابن رصيص بن فاخر بن فرج بن وليد بن وليد بن عبد الله بن نعم الخلف ابن حسان بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي:

وحضور ذكره وجلالة معارفه ورئاسة نفسه. وحكى ابن حيان أنه هلك عطباً في البحر الرومي، كان قد ركبه من دانية في مركب تأنق في صنعته واستجادة آلته وعدته، وتخير أعدل الأزمنة، ومعه خلق كثير تشاحوا في صحبته، فعطب جميعهم سوى نفر منهم تخلصوا للأخبار عنهم، ومضى هو لم يغن عنه حزمه ولا قوته، فكان اليم أقصى أثره، وذلك سنة تسع عشرة وأربعمائة، زاد ابن زهر: في جمادى الأولى بين يابسة والأندلس. 1233 - محمد بن أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى بن محمد بن اشترمي (1) ابن رصيص بن فاخر بن فرج بن وليد بن وليد بن عبد الله بن نعم الخلف ابن حسان بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي (2) : داني أبو عبد الله؛ روى عن أبيه، وتفقه به وبأبي بكر بن الحناط، وتلا بالسبع على أبي عبد الله بن سعيد. وكان فقيهاً حافظاً للمسائل بصيراً بالنوازل مشاوراً، من أهل الجلالة والنباهة والفضل والنزاهة؛ مولده سنة خمسمائة، وتوفي بمرسية سنة ست وستين، واحتمل إلى دانية فدفن بها قال أبو عبد الله بن الأبار: هذا الصحيح في وفاتهن وغلط ابن عياد فجعلها سنة أربع وتسعين وخمسمائة. 1234 - محمد بن أحمد بن طاهر بن محمد بن احمد بن عمران: أبو عبد

_ (1) م ط: أشرمني. (2) ترجمته في التكملة: 508.

1235 - محمد بن أحمد بن طاهر الأنصاري:

الله؛ روى عن عبد الرحمن بن محمد ابن عيسى. 1235 - محمد بن أحمد (1) بن طاهر الأنصاري (2) : إشبيلي سكن مدينة فاس طويلاً في بعض خاناتها أبو بكر الخدب - بكسر الخاء المعجم وفتح [198 و] الدال الغفل وتشديد الباء بواحدة -؛ روى عن أبي القاسم بن الرماك، وعنه اخذ " كتاب سيبويه " ولم يأخذه عن غيره فيما قال تلميذه الأخص به أبو الحسن بن خروف؛ وكان قد قرأ قبل بعض كتب النحو الصغار على أبي الحسن بن مسلم، وقد تقدم من قوله في ذلك ما إن شئت أن تراجعه راجعته في رسم أبي القاسم بن الرماك. وأخذ أيضاً عن أبي الحسن بن الأخضر. روى عنه أبو بكر بن هود وأبوا الحسن: ابن خروف وابن هشام الشريشي وأبو حفص بن عمر وأبو ذر بن أبي ركب وأبو عبد الله بن إسماعيل الأنصاري وأبو القاسم عبد الرحيم بن الملجوم وأبوا محمد: عبد الحق بن خليل وقاسم بن محمد بن عبد الله القضاعي الخطيب ابن الطويل. وكان رئيس النحويين بالمغرب في زمانه بلا مدافعة، وأفهمهم أغراض سيبويه، وأحسنهم قياماً على كتابه، وأنبلهم إشارة إلى ما تضمنه من

_ (1) م ط: محمد بن محمد. (2) ترجمته في التكملة: 532 وبغية الوعاة: 12 نقلا عن ان ابن الزبير، قال السيوطي: " وقفت على حواشيه على الكتاب بمكة المشرفة ".

الفؤائد، وله عليه تنبيهات مفيدة (1) وهي التي بسط تلميذه أبو الحسن ابن خروف في " شرحه الكتاب " وإياها اعتمد وعليها عول، إذ كان لازم صحبته كثيراً واختص به اختصاصاً طويلاً وفهم طريقته. وله تعاليق نبيلة على " معاني القرآن " للإمام أبي زكرياء يحيى بن زياد الفراء وعلى " إيضاح " الفارسي، وعلى هذه الكتب الثلاثة وأصول أبي بكر بن السراج كان معوله وبها اعتناؤه، ويرى أن ما عداها في الطريقة مطرح لا ينبغي التعريج عليه. وكان شرس الخلق اللقاء، مشتطاً على طلبة العلم فيما يشترطه عليهم جعلا على إقرائه إياهم، ضاغطاً في اقتضائه إياه منهم، شديد المشاحة فيه، له في ذلك أخبار مشهورة سمح الله له، وكان مع ذلك متحرفاً بالتجارة والخياطة؛ ويقال إنه لم يتأهل قط. ورحل إلى بلاد المشرق، ولما ورد مصر هم بمناظرة أبي محمد عبد الله ابن بري بن عبد الجبار بن بري [؟] (2) كبير النحاة بالبلاد المصرية، والمرجوع إليه بها في علم العربية، وقوي عزمه على ذلك، فاستنكف أبو محمد من الإجابة إلى هذا الغرض [198 ظ] ، ونسب هذا المقصد إلى ضرب من الشرارة، وتقدم إلى أبي بكر عتيق الفصيح - المذكور في موضعه من هذا الكتاب - بالاجتماع به وصرف خاطره عن ما عزم عليه

_ (1) التكملة: وله تعليق على كتاب سيبويه سماه " بالطرر " لم يسبق إلى مثله. (2) بياض في الأصول.

من المناظرة، إلى لقائهما لغير مذاكرة قائلا: أبي أخشى أن تتعصب له المغاربة وتتعصب لي بالمصرية فيكون ذلك سبب الفتنة بين الفريقين وذلك مما لا يليق بأهل العلم. (1) قال الفصيح: فتوجهت إليه ولم أزل ألاطفه وأبدي له في قصده ذلك من قبيح الجفاء المنسوب إلى أهل المغرب، مع ما فيه من ركوب الخطر والتعرض إلى ظهور أحدكما على الآخر، فيؤدي إلى سقوط رتبته، وذلك ما لا جدوى له. قال الفصيح: فبان له وجه نصحي له وانثنى عن ذلك الغرض، ولقي أبا محمد على غير الوجه الذي كان قد عزم على لقائه به؛ وقد جرى له مثل هذا الذي أشار إليه الفصيح مع الأستاذ أبي عبد الله بن أحمد بن هشام الإشبيلي مستوطن سبتة، وسيأتي ذكر ذلك في رسم أبي عبد الله، أن شاء الله. ولما ورد دمشق ناظر كبير النحاة بها أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، فحكم الحاضرون بان أبا بكر أعرف منه " بالكتاب " وبان أبا اليمن أنبه نفساً. وحج وأقسم أن ينتهي في رحلته ذلك إلى البصرة حتى يقرئ " كتاب سيبويه " في البلد الذي ألف فيه متحرباً الموضع من الجامع الذي يؤخذ فيه عن سيبويه، فأعانه الله على بر قسمه، وأقرأه هنالك فيما قيل، والله اعلم. ثم قفل إلى المغرب، فاختلط في طيرقه، واستقر ببجاية يثوب إليه عقله أحياناً فيتكلم في مسائل عويصة من النحو مشكلة مجيباً سائله عنها فيوضحها أحسن إيضاح، ثم يغلب عليه فيتلف، وبقي على تلك

_ (1) وذلك؟ العلم: سقطت من م ط.

1236 - محمد بن أحمد بن [199 و] عبد الله بن أحمد الأنصاري:

الحال مدة ببجاية، ثم زاد عليه خدر، نفعه الله، وتوفي بها، رحمه الله، سنة ثمانين وقيل سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، والأول اصح. وقال أبو جعفر بن الزبير: أحسن وفاته كانت في صدر عشر الثمانين وخمسمائة فلم يضبط وفاته، ولذلك ذكره في تلك الطبقة، فاعلمه. 1236 - محمد بن أحمد بن [199 و] عبد الله بن أحمد الأنصاري: إشبيلي نزل رباط تازى، أبو بكر الخفاف؛ تلا بالسبع على أبي فضيل ابن محمد، وتأدب به في العربية ولازمه نحو تسع سنين، وحدث عن أبي إسحاق بن قسوم وأبي الحسن الدباج وأبي عبد الله بن أبي بكر الفخار وأبي علي بن الشلوبين. وكان مقرئاً متحققاً بالعربية وعلم الكلام، أخذ عنه جماعة من أهل تازى وغيرهم، وله شرح على " إرشاد " أبي المعالي سماه: " اقتطاف الأزهار واستخراج نتائج الأفكار لتحصيل البغية والمراد من شرح كتاب الإرشاد " وله " شرح على عقيدة أبي عمرو السلالجي " و " الموضوع الأكمل على كتاب الجمل " إلى غير ذلك من المقالات والأجوبة عن مسائل كانت ترد عليه مما جاوره من البلدان، وتوفي بتازى. 1237 - محمد بن احمد بن عبد الله بن أحمد الأنصاري: قرطبي؛ كان من أهل العلم، حياً سنة ست عشرة وستمائة. 1238 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي بكر: روى عن أبي القاسم الملاحي.

1239 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن حصن الأنصاري الخزرجي:

1239 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن حصن الأنصاري الخزرجي (1) : من ولد سعيد بن سعد بن عبادة رضي الله عنه، بلنسي شارقي الأصل، سكن عقبه مرباطر، أبو عبد الله؛ روى عن أبي الوليد الوقشي ولازمه أزيد من ثلاثة أعوام أو نحوها، وكان من بيت نباهة، سري النفس حسن الخط، شديد العناية بالعلم، وتوفي قبل العشرين وخمسمائة. 1240 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن سعد بن مفرج الهمداني (2) : خضراوي أبو عبد الله؛ روى عن أبي نصر فتح بن محمد الجذامي. روى عنه أبو سليمان بن حوط الله. وكان ذا حظ من الرواية، فقيهاً عاقداً للشروط بصيراً بها، متقدماً في الفرائض والحساب؛ توفي يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان أربع وستمائة، ابن تسعين سنة. 1241 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن عياش العبدي: إشبيلي أبو عبد الله المرشاني؛ روى عن الحاج أبي بكر بن العربي، وله رحلة إلى المشرق حج فيها، وكان حياً سنة خمس عشرة وستمائة [199 ظ] . 1242 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب الأوسي: بلنسي؟ فيما أرى - ابن الأصم؛ كان وراقاً حسن الخط جيد الضبط، كتب الكثير وأتقنه، وكان في حدود ستمائة.

_ (1) ترجمته في التكملة: 575. (2) ترجمته في التكملة: 423.

1243 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سابق:

1243 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سابق: إشبيلي؛ روى عن شريح. 1244 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن صالح بن تمام العذري (1) سرقسطي ابن فورتش، لقب غلب على سليمان جد جده فسرى في عقبه وشهروا به، وهو جد القاضي أبي عبد الله بن إسماعيل. رحل حاجاً ولقي محمد بن محمد بن اللباد وغيره؛ وكان فقيهاً حافظاً، ولي قضاء سرقسطة وتطيلة وأعمالها للناصر وابنه المتنصر، وكان محمود السيرة معروفاً بالعدل والنزاهة. 1245 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن أبي القاسم سيد الناس، وغلبت عليه كنيته حتى صارت كالاسم، وربما كني أبا الفضل، بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن سيد الناس بن أبي الوليد منذر بن عبد الجبار بن سليمان بن عبد العزيز بن حرب بن محمد بن حسان بن سعد بن عبد الرحيم بن خلف بن يعمر بن مالك بن بهثة بن حرب بن وهب بن حلي بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة الفرس بن نزار بن معد بن عدنان اليعمري (2) :

_ (1) ترجمته في التكملة: 365. (2) أنظر ترجمة أبن سيد الناس في عنوان الدراية: 174 وتذكرة الحفاظ: 1450 ونيل الابتهاج: 224 (ط. فاس) وشذرات الذهب 5: 298؛ وحفيده هو صاحب " عيون الأثر " في السيرة.

إشبيلي أبذي الأصل (1) ، وسلفه ناقلة من منبج، وقد ذكر أبو محمد بن عبيد الله الحكيم (2) منهم أبا الوليد بن منذر المذكور، ورفع نسبه إلى يعمر بن مالك كما أثبتناه. سكن شريش مدة وبجاية أخرى واستوطن بأخرة تونس، أبو بكر بن سيد الناس. تلا على أبيه وجدته ام أبيه أم العفاف نزهة بنت أبي الحسين سليمان ابن احمد بن سليمان اللخمي، تلا بالتسع: السبع المشهورة وقراءتي يعقوب وابن محيصن، وعلى أبيه زيادة بثنتين وعشرين رواية من الشواذ، وقرأ عليهما جملة كتب، ولازم جدته نحو ستة أعوام ونصف، وأباه نحو خمسة عشر عاماً ونصف، وبالثمان: السبع وقراءة يعقوب على أبي الحسين محمد بن أبي عمرو عياش بن عظيمة ولازمه نحو سبع سنين، وبالسبع على أبي بكر عتيق بن علي المرباطري (3) [200 و] وقرأ عليه غير ذلك وبها على أبي الحسن بن جابر الدباج ولازمه أزيد من عشرين عاماً، وأبي زكريا بن محمد القطان ولازمه نحو سبعة وعشرين عاماً، وبقراءات الحرميين وأبي عمرو على أبي محمد بن عبيد الله الباجي، وبقراءة الحرميين على أبي زكرياء بن احمد بن مرزوق، وبرواية ورش عن نافع ختمات على الحاج أبي العباس بن محمد بن الصميل، وسمع عليه (4) كثيراً،

_ (1) قال الغبريني: وأصله من أبذة عمل جيان، وهي ما والاها دار اليعمريين بالأندلس. (2) كان المؤلف قد ذكر " الحكيم " ص: 250 وقد علقت عليه هنالك (أنظر التعليق: 6) بما قدرت، فجاء ضرباً من الوهم الشنيع؛ وإنما المعني بهذا هو الذي ذكرته هنالك باسم الحكيم الأزدي وأسمه عبد الله بن عبيد الله وكان عارفاً بالأنساب (الزبيدي: 327) وقد ضبطه في ح - مصغراً - بضم الحاء وفتح الكاف. (3) م ط: المربطوي. (4) م ط: بها في موضع " عليه ".

وبها على أبي نصر الطفيل بن محمد بن عظيمة، وبعض القرآن بها على أبي العباس بن محمد بن مقدام، وبرواية قالون عن نافع ختمات على أبي العباس بن أبي عبد الله ابن المجاهد. وروى عن آباء بكر صهره ابن تميم ولازمه نحو ثلاثين عاماً، وابن طلحة وابني عبد الله: ابن العربي الحاج وابن قسوم، وابن يحيى النيار وآباء إسحاق: ابن أحمد بن المديني وابن خلف السنهوري وابني عبد الله: ابن قسوم وخلفه بعد وفاته بمسجده إلى أن خرج من إشبيلية - أعادها الله للإسلام - واليابري، وأبي جعفر بن إبراهيم بن فرقد وآباء الحسن: ابن إبراهيم ابن الفخار وابني المحمدين: البلوي وابن خروف، وسمع كلامه على بعض مسائل النحوية ولم يقرأ عليه، وابن قيطون ولا اعرفه عند غيره ولعله مصحف من منظور، والله اعلم، وإن كنت لا اعرفه بني منظور، وأبي الحسين محمد بن محمد بن زرقون، وتردد إليه أزيد من عشر سنين، وأبي الحكم عبد الرحمن بن عبد السلام بن برجان وأبي الربيع ابن موسى بن سالم وأبي الصبر أيوب بن عبد الله الفهري وآباء عبد الله: ابن إسماعيل بن خلفون وابن حسن بن مجبر وابن عيسى ابن المناصف وابن قسوم وابن مغنين، وتفقه به، وآباء العباس: ابن إبراهيم القنجايري وابن طلحة وابن عبد المجيد الجيار وابن محمد ابن الرومية، ولازمه نحو ثنتين وثلاثين سنة، قال: واستجاز لي ولأبي ولأخوي جميع شيوخه بالمشرق، وأبوي علي العمري: ابن أحمد الزبار، ولازمه نحو خمس وثلاثين سنة، وابن محمد الشلوبين ولازمه نحو أربع وثلاثين سنة

وأبي عمر أحمد بن هارون بن عات وأبي عمران [200 ظ] ابن حسين المارتلي الزاهد وأبوي القاسم: أحمد بن يزيد بن بقي ومحمد بن عامر ابن فرقد، وآباء محمد: ابن أحمد البجائي ابن الخطيب وابن سليمان بن حوط الله وعبد الرحمن بن علي الزهري وعبد الكبير، واختلف إليه مدة، وأبي مروان محمد بن أحمد الباجي الخطيب وأبي المطرف عبد الرحمن بن عبد الله الزبيدي، وجالسه مدة، واكثر عن أكثرهم، وكلهم أجاز له مطلقاً؛ وأجاز له ولم يلقه من أهل الأندلس وما والاها من بر العدوة: أبو العباس صهره ابن تميم بن هشام قال: وأستجاز لي في رحلته سنة ثلاث وستمائة جميع من لقي وأخذ عنه ببلاد المشرق - جزاه الله خيراً - وابن محمد العزفي وأبو البقا يعيش بن علي وأبو بكر بن علي بن حسنون، وآباء جعفر: ابن عبد الله بن شراحيل وأبن علي الحصار وابن محمد بن يحيى، وأبو الحجاج بن محمد بن الشيخ وأبو الحسن بن أحمد الشقوري وأبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير وأبو حفص بن عبد الله ابن عمر وأبو الحكم عبد الرحمن بن أبي عمر بن حجاج. وأبو الخطاب أحمد بن محمد بن واجب وأبو ذر مصعب الخشني وأبو سليمان بن سليمان ابن حوط الله، وآباء عبد الله بنو الأحامد: ابن سعادة وابن الشواش وابن صاحب الأحكام وابن أيوب بن نوح وابن عبد العزيز بن سعادة، وأبو علي عمر بن عبد المجيد الرندي وآباء القاسم، الأحمدان: ابن عبد الودود بن سمجون وابن محمد بن أبي هارون وعبد الرحيم بن عيسى بن الملجوم ومحمد بن عبد الواحد الملاحي، وآباء محمد: ابن الحسن بن القرطبي وعبد العزيز بن علي بن ريدان وغلبون؛ ومن أهل المشرق

الأحامد: أبو العباس بن أبي السعادات أحمد البندنيجي وابن سليمان بن سلامة (1) الموصلي وأبو عبد الله بن أبي الغنائم محمد ابن المهتدي وأبو القاسم ابن عبد الله بن عبد الصمد السلمي وبدل بن المعمر (2) التبريزي أبو الخير، وداود بن أحمد بن ملاعب أبو البركات، وزاهر بن رستم أبو شجاع وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وعبد الرحمن بن عبد الله بن [201 و] علوان الأسدي أبو محمد، وعبد الصمد بن محمد الحرستاني أبو القاسم، وعبد العزيز بن محمد بن الأخضر أبو محمد، وعبد المحسن بن الفضل الطوسي أبو القاسم خطيب الموصل وابن خطيبه، وعبد الوهاب بن علي ابن سكينة أبو أحمد وعثمان بن عبد الرحمن أبو عمرو بن الصلاح، وعلي بن أبي الفتح بن ماسويه الواسطي أبو الحسن، وعمر بن محمد بن (3) طبرزد أبو حفص، ومحمد بن محمد بن صالح أبو المعالي، ومنصور بن عبد المنعم الفراوي أبو الفتح، والمؤيد بن محمد الطوسي أبو الحسن، ويونس بن أبي البركات الهاشمي أبو محمد، وقال: في طوائف من مسندي العراق والشام ومصر وغيرها يتعذر إحصاؤهم، ويدعو إلى السآمة استقصاؤهم؛ وقد تقدم قوله له أستجازة أبوي العباس: صهره ابن تميم وابن محمد بن الرومية جميع شيوخهم بالمشرق؛ ولخصت ذكر مشايخه هؤلاء من إجازة (4) كتب بها إلى بني الفقيه الرئيس الأوحد

_ (1) سلامة: سقطت من م ط. (2) م ط: معمر. (3) وعلي ... محمد بن: سقطت من م ط. (4) هامش ح: وقفت عليها.

أبي القاسم العزفي وذكر فيها أن له " برنامجا " يتضمن رواياته ولم أقف عليه. روى عنه صهره أبو محمد بن محمد بن كبير وأبو بكر محمد بن محمد بن عباس اللخمي وأبو عبد الله بن صالح الكناني الشاطبي، نزيل بجاية بها، وأبو العباس بن عثمان بن عجلان. وكان حافظاً للقرآن العظيم منسوباً إلى تجويده وإتقان أدائه، ذا حظ من التفسير ورواية الحديث واشتغال بروايته وتشبع بمعرفة الرواة، ومشاركة في العربية وقرض الشعر، أكتب بحصن القصر من نظر إشبيلية مدة، وفي الإكتاب أذهب معظم عمره بالأندلس، ثم فصل عنها واكتب القرآن بقرية خاملة من قرى شريش تدعى بونينه - بباء بواحدة معقودة مفتوحة وواو ساكنة ونونين أولاهما مكسوة وأخراهما مفتوحة وبينهما ياء مسفولة وهاء سكت - وهي مجاورة كرنانه إحدى مشاهير قرى شريش، وفصل عنها إلى سبتة ثم إلى بجاية بعد الأربعين، فذكر هنالك بجودة وخير وفضل ودين، فقدم إلى الغمامة [201 ظ] والخطبة بجامعها، ثم استدعي منوهاً في حدود أربعة وخمسين وستمائة إلى تونس وقدم للخطبة بجامعها الجديد والصلاة به، وتصدى لإسماع الحديث وغيره متظاهراً بسعة الرواية والإكثار عن الشيوخ، حسبما تقدمت الإشارة إليه في سرد شيوخه، فأنكر كثير من الناس عليه ذلك، ونسبوه إلى ادعاء ما لم يروه ولقاء من لم يلقه على الوجه الذي زعمه. وعلى الجملة فكان قاصراً عن ما تعاطاه من ذلك شديد التجاسر عليه متأيداً بما ناله من

الجاه والحظوة عند الأمير بتونس الذي ولاه الخطبة والإمامة بجامعه والحق وراء ذلك. وقد وقفت على جوابه بخطه لمن سأله عن موضع سلفه بالأندلس، وسبب حلولهم بإشبيلية - أعادها الله للإسلام - رأيت إثباته هنا، وأن كان فيه بعض طول، لتعلم منه بعض أحواله، ونصه: " أما أصلنا فمن منبج الشام وخرج سلفنا غزاة في طالعة بلج، واستوطنوا أبذة جيان، ويقال إنها شبيهة ببلدهم في خصبها واتساع خيرها، كذا رايتهم وسمعتهم يتلفظون بها بالذال المعجمة، وفي أخبارها ما يدل على أن العرب إذ ذاك تكلموا فيها بالدال المهملة، يقال أن بلجاً مر بها أو غيره فشبهها بمنبج، فقال: ما اسم هذه البلدة؟ قالوا: أبده، قال: أبدوها على يعمر، فنزلتها يعمر وبقوا بها إلى غلبة الروم عليها، ومن لم يكن يعمرياً فهو طارئ عليها؛ وللكلام على أشياء من هذه الجملة مكان غير هذا. ولم يزل سلفي بها إلى سنة نيف وخمسين ". قال المصنف عفا الله عنه: يعني وخمسائة. رجع: " وقد ثار بها بل بجيان بلدتها ابن همشك فغر بهم منها احتياطاً - زعم - على استيساق إمرته بها، فنقل منها جدي الأعلى الشيخ الفقيه أبا عبد الله محمد بن يحيى ابن محمد وبنيه الأربعة الفقهاء الأنباه أبا علي الحسين بن محمد وأبا الحجاج يوسف بن محمد وأبا محمد عبد الله جدي أبا محمد وأبا بكر يحيى بن محمد وكان أصغرهم، واحتبس الشيخ عنده في منزل مكرماً إلا انه محجور

عليه التصرف دون بنيه، فتحيل بنوه وخرجوا عنه وقد أخيفوا ولم تسعهم طاعة، وكرهوا التوجه [202 و] إلى مرسية لنقيضه ابن مردنيس (1) لما تخوفوا من لحاق معرة (2) أميرهم بابيهم فلحقوا بإشبيلية، وقد أستوسق بها ملك المؤمنية، فرفع أمرهم لواليها إذ ذاك - أظنه ابن الجبر أو غيره - فرفعهم إلى العدوة حتى بايع ابن همشك ورغبوا في العودة إلى أندلسهم فأسعفوا بذلك على أن يسكنوا إشبيلية، فكان ذلك؛ وأمر أبوهم باللحاق بهم فاجتمعوا بها، فمن هذا كان أصل موقعنا بإشبيلية في حدود سنة ثمان وخمسين وخمسمائة؛ فتأهلوا بها وولد لهم الأولاد إلا من كان منهم ولد له قبل ذلك وهم معلومون بتواريخهم، وبقيت أملاكنا ببلدنا أبذة إلى تغلب العدو عليها، واتخذنا أملاكاً أخر بعمالات إشبيلية داخلها وخارجها وما يرجع إليها، ولم تزل عامتها بأيدينا إلى تغلب العدو عليها سنة ست وأربعين وستمائة، نفع الله بذلك ". " مولد جدي الفقيه أبي محمد بابذة سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وتوفي بإشبيلية عام الأرك سنة إحدى وتسعين ومولد أبي بإشبيلية في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين، وتوفي بها في منتصف جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وستمائة؛ ومولدي بقرية من قرى إشبيلية عمل حصن القصر بالشرف تسمى الحجيرة، خرج أبواي لها في غلة الزيتون لضم فائد أملاكهم، وكانا متحابين لا يصبر أحدهما عن الآخر، فخرجا جميعاً إليها، فكانت ولادتي بها لعشر ليال بقيت من شهر أكتوبر

_ (1) كذا بالسين، ويرد في المصادر أيضاً بالشين. (2) كذا في الأصول، ولعلها: " مضرة ".

الأعجمي، ولا ادري ما وافق من الأشهر العربية لتلف تقييداتي وتقييدات سلفي في ضيعة كتبي، إلا أن والدتي كانت تقول: كنت ليلة موسم ينير من أربعين ليلة، وإلا ما تحققته بأخرة من وجوه: أن ذلك كان في صدر سنة سبع وتسعين، قبل السيل الكبير بإشبيلية بأشهر ". انتهى نقل ما قصدت إليه من جوابه وكان بخطه كما ذكرته، وقد اشتمل على كثير يدفعه أهل المعرفة من أهل بلده إشبيلية بمنشأه وحاله وانتحاله وخموله بها وإقلاله. وذكر أحد بنيه أنه ولد في صدر محرم سبع وتسعين وتوفي بتونس لثمان وقيل لسبع [202 ظ] بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وستمائة. قال المصنف عفا الله عنه: كان هذا السيل الذي ذكره الخطيب أبو بكر من اكبر السيول وأعظمها عبرة وأشدها آثاراً، وقد ذكره التاريخي أبو العباس بن علي بن هارون فنقلت من خطه فصولاً في ذكره منها: " كان السيل بإشبيلية يوم الاثنين بعد صلاة الظهر وفيه وقع السور، وكان المتهدم مسافتين منه ما بين باب اطريانة وباب المؤذن وبناحية الدقاقين حيث البركة هنالك، وأطار الماء الشقة من السور نحو الأربعين باعاً، وكان هذا اليوم يوماً هائلاً، ولو كان هذا الحادث بالليل لهلك فيه آلاف من الناس، وذلك في التاسع عشر لجمادى الآخرة عام سبعة وتسعين وخمسمائة، ووافقه من العجمي السادس والعشرين من مارس؛ وكان انتهاؤه يوم الأربعاء وعاينت في هذا السيل القوارب تعدي بباب ساباط النساء بباب العطارين، وكان دخولها وخروجها على باب المؤذن، ولم يكن أحد من

1246 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الأموي:

المعدي يعدي إلا في القوارب القرطبية لعظم الماء وجفائه. ومنها: " وعاينت قوارب المعدين تعدي بأول درب الدباغين بقرب جامع العدبس وبأول القصر الذي بقرب سوق باب الحديد ". ومنها: " وصارت إشبيلية ما بين الماء كأنها جزيرة، وكان من لطف الله تعالى ان لم يمت في هذه الكائنة أحد إلا نحو خمسة أنفس ". انتهى ما قصدت نقله. 1246 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الأموي: غرناطي، ابن الغاسل؛ روى عن أبي القاسم الملاحي. 1247 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن مطروح: لبلي أبو عبد الله؛ روى عن شريح، وكان مقرئاً مجوداً. 1248 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن وهب: روى عن أبي القاسم ابن بشكوال. 1249 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن هشام الفهري (1) : لورقي أو مروي (2) ، مرسي الأصل، أبو عبد الله الشواش؛ روى عن أبوي بكر: ابن خير وابن أبي ليلى، وأبوي الحسن: ابن النعمة وابن فيد، وآباء عبد الله: ابن إبراهيم ابن الفخار وابن حميد وابن عبد الرحيم وابن يوسف ابن سعادة، وأبوي القاسم: ابن حبيش والسهيلي، وأبوي محمد:

_ (1) ترجمته في التكملة: 607. (2) التكملة: من أهل المرية؛ وعلق أيضاً في هامش ح بذلك.

1251 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن فرح بن الجد الفهري:

الحجري والقاسم بن دحمان، وأبي [203 و] موسى القزولي، وأكثرهم بالإجازة؛ روى عنه أبو إسحاق بن ممد البلفيقي الصغير وأبوا بكر المحمدان: ابن الطيب وابن غلبون، وأبو الحسن بن أحمد بن الغزال وأبو عبد الله بن لب ابن الصايغ وأبو عمر بن حوط الله وأبو القاسم قاسم ابن الأصفر وأبو محمد بن عبد الرحمن بن برطله. وحدثنا عنه شيخنا أبو الحسن الرعيني، رحمه الله. وكان مقرئاً مجوداً متصدراً، راوية للحديث عدلا، أستاذاً متقدماً في النحو واللغة والأدب، انجب من تخرج بالمرية على أبي موسى القزولي أيام كونه بها، معروف الفضل كثير التواضع، من أبرع الناس خطاً وأتقنهم تقييداً، وتردد مراراً على مرسية فاسمع بها وأخذ عنه واستفيد منه. توفي بالمرية سنة تسع عشرة وستمائة ودفن بمقبرة الأحرش من ربضها. وقال أبو القاسم بن فرقدك توفي سنة ست عشرة، والأول أصح. 1250 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن يحيى بن خلاص بن يبقى الخولاني. 1251 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن فرح بن الجد الفهري: إشبيلي، لبلي الأصل، أبو بكر؛ روى عن عمه الحافظ أبي بكر بن الجد وأبي الحجاج المكلاتي. وكان أديباً ظريفاً حسن المشاركة في فنون من العلم، من بيت نباهة

1253 - محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري:

ورئاسة بالعلم، استقضي بحصن القصر من شرف إشبيلية، ولم تطل مدته في ذلك، ودخل مراكش مرتين أخراهما في وفد إشبيلية للقادمين على أبي محمد عبد الواحد بن أبي يعقوب بن عبد المؤمن. وهو الذي كتب لأبي مروان الباجي: " الحسب والوزارة - أعزكم الله - قد خلقا بالابتذال، وصارا من لباس الأنذال، فرأيت الاقتصار على الاختصار، وترك التشطيط في التخطيط ". وكان كثيراً ما يختلف بين إشبيلية ولبلة إلى أن توفي بلبلة سنة ثلاثين وستمائة. 1252 - محمد بن أحمد بن عبد الله الألهاني. 1253 - محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري: غرناطي أبو عبد الله ابن الحلاء؛ له رواية عن أهل بلده، وحج، وكان فقيهاً ورعاً فاضلاً، توفي بعد العشرين وخمسمائة. 1254 - محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري: أبو عبد الله؛ روى عن علي بن عبد الله بن عبد [203 ظ] الملك الباجي، وكان مقرئاً ضابطاً متقناً. 1255 - محمد بن أحمد بن عبد الله المري، وأخشى ان يكون مصحفاً من المربي - نسبة إلى المرية على غير قياس - روى عنه أبو إسحاق البلفيقي الأكبر. 1256 - محمد بن أحمد بن عبد الله الغساني: روى عن أبي علي

1257 - محمد بن أحمد بن عبد الله الكلاعي:

الرندي سنة خمس عشرة وستمائة. 1257 - محمد بن أحمد بن عبد الله الكلاعي: قرطبي أبو عبد الله؛ روى عن أبي بكر محمد بن عبد الرحمن الأزدي الفخار، وأبوي الحسن: ابن حمدون (و) ابن القصار الهواري، وأبي الحسين يحيى بن علي القرشي رشيد الدين العطار وأبي زكريا يحيى بن عبد المجيد وأبي محمد بن عبد الرحمن بن برطله وغيرهم. روى عنه [؟] (1) وكان شيخاً صالحاً زاهداً فاضلاً مقرئاً مجوداً، مولده سنة ست وعشرين وستمائة. 1258 - محمد بن احمد بن عبد الله اللخمي: أبو عبد الله؛ روى عن أبي القاسم بن محمد بن بقي. 1259 - محمد بن احمد بن عبد الله: بلنسي أبو عبد الله ابن الفخار؛ روى عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن وهب وأبي الحسن أحمد بن محمد بن واجب وأبي عبد الله بن يوسف ابن الدباغ وأبي عامر نذير بن نذير وأبي محمد عبد الكريم بن عمار والحسن بن محمد بن الحسن؛ وكان مقرئاً مجوداً شديد العناية بالقرآن العظيم وإتقان أدائه. 1260 - محمد بن احمد بن عبيد الله بن بشتغير الالهاني: أبو بكر؛ روى عن شريح.

_ (1) بياض في الأصول.

1261 - محمد بن أحمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موسى الأنصاري:

1261 - محمد بن أحمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موسى الأنصاري (1) : إشبيلي أبو عبد الله بن المجاهد، شهرة عرف بها أبوه إذ كان لا يسمع بغزاة ولا سرية إلا تجهز لها وسارع إليها وبادر نحوها. قرا أول على أبي العباس القرموني، وروى الحديث عن أبي مروان ابلاجي، وتفقه به على أبي عمر أحمد بن مبشر وأبي القاسم محمد بن إسماعيل الرنجاني وأبي يوسف الزناتي؛ ولازم مجلس أبي بكر بن العربي نحو ثلاثة اشهر ثم ترك التردد غليه فقيل له في ذلك فقال: كان يدرس وبغلته عند الباب ينتظر الركوب إلى السلطان. وتأدب بابي الحسن ابن الأخضر. روى عنه أبوا بكر: ابن خير وعتيق بن قنترال، وأبوا الحسن: البلوي وابن خروف النحوي، وأبو الخطاب عمر بن الجميل وأبو [204 و] الصبر السبتي، وآباء عبد الله ابن قسوم الزاهد وابن هارون وابن يوسف بن عبد الله بن محمد بن عامور، وأبو العباس بن منذر وأبو عمر محمد بن أحمد بن عبد الملك الباجي وأبو عمرو عبد الرحمن بن مغنين وأبو عمران المارتلي، وآباء محمد: ابن أحمد بن جمهور والشنتريني وابن عبيد الله الباجي وأبو مروان ابن أحمد أبي عمر الباجي المذكور. وكان واحد وقته زهداً في الدنيا واجتهاداً في العبادة وتمكن الورع الصحيح وتوقي الشهرة والرغبة في الخمول والإيثار بما عنده، معدوداً في

_ (1) ترجمته في التكملة: 522.

الأولياء ذوي الكرامات الشهيرة والبراهين الصالحة والمكاشفات وإجابة الدعوات ممن بعد العهد بمثله، ولم يكن يسمح لأحد في التعرض إليه بهدية أو تحفة قلت أو كثرت لا من الملوك ولا من غيرهم، على اختلاف طبقات الناس إلا من آحاد من بعض خلصانه ممن قد تحقق طيب مكسبهم، وذلك في النزر اليسير والنادر من الأوقات. وكتب الكثير من العلم بخطه، وكان مثابراً على طلبه مرغباً فيه كل من يغشاه من أصحابه وافر الحظ من علم القراءات والفقه، وعرضت عليه أوان طلبه ولاية القضاء بشريش فنفر من ذلك وامتنع حتى اعفي؛ وكان مقتصداً في أحواله: اقتصر في إجراء معيشته على نسخ المصاحف بعد طول تردده في التماس حرفة ليسلم من تبعاتها فلم يجدها. واستدعاه أبو يعقوب بن عبد المؤمن فأجابه وقرر لديه من أعذاره في إعفائه من العود إليه ما اقتضى عنده قبوله، فأسعفه في ذلك عملا على مساعدته، وعرض عليه مالاً فأبى من قبوله، فتركه لرأيه موافقة عليه ووقوفاً عند مرضاته. وكان تلميذه الأخص به أبو عمران المارتلي إذا جرى ذكره بين أصحابه يقول: لو رأيتموه رأيتم فرداً من أفراد الزمان وبدلاً من الإبدال لا يقدر ولا يمثل إلا بالصدر الأول والسلف الصالح. ومما يؤثر عنه من كراماته وحماية الله إياه ان أبا العباس الشهير بالبريرق [204 ظ] ويعرف أيضاً بأبي رقيقة - وكان أحد أصحابه - كان يهدي إليه أول طيب العنب كل سنة شيئاً من عنبه الذي يجنيه من

موضعه الصائر إليه بالإرث عن آبائه عن أجداده منذ زمن الفتح، فكان دأب أبي عبد الله قبول هديته لتحققه طيب أصلها. ولما كان في بعض الأعوام ردها عليه وأبى قبولها، فراب ذلك أبا العباس وشق عليه وغاب عنه السبب فيه، فعمد إلى أبي عبد الله وساه عن موجب رد هديته ومخالفة ما عوده من قبولها فقال له: إنما صرفتها عليك لأنها ليست من مالك، فابحث عنها. فرجع أبو العباس إلى منزله وسال أهله فأخبر أن ذلك العنب من جنة أحد جيرانهم، وقيل له: أنا رأينا عنباً أكحل طيباً ليس لنا مثله، فرأينا أن نهديه إلى الشيخ أبي عبد الله ونؤثره به، فسري عن أبي العباس ما كان قد وجد في نفسه من ذلك وعلم أن الله سبحانه قد وقى وليه من تناول شبهة. وكراماته ومآثره كثيرة أثيرة وقد دون منها الزاهد الفاضل أبو بكر بن قسوم جملة صالحه في كتابه: " محاسن الأبرار في معاملة الجبار ". حدثني الشيخ السني أبو الحسن الرعيني - رحمه الله - قراءة مني عليه قال (1) : أخبرني الشيخ الصالح أبو محمد الشنتريني الفقيه، قال: كان عندنا بإشبيلية شاعر يعرف بابي عبد الله البراذعي، وكان يعمل أبداً على زيارة أبي عبد الله بن المجاهد - رحمه الله - فكان يعطيه في اليوم الذي يأتيه فيه نصف القرصة التي كانت قوته في يومين اثنين، فإنه كان يدفع لي درهماً فيستنفق منه ستة عشر يوماً قرصة في يومين، والقرصة حينئذ (2)

_ (1) انظر الخبر في برنامج الرعيني: 93؛ والضمير في قال يرجع إلى ابن قسوم. (2) البرنامج: إذ ذاك.

من أربع وعشرين أوقية، وأنه زاره في أحد الأيام فأعطاه قلنسوة وخبزاً وعنقود عنب ودرهمين اثنين، فقال أبو عبد الله البراذعي المذكور: ما رأيت أكرم من ابن المجاهد وزرته (1) فأعطاني كسوته وقوته ودراهمه، ثم قال فيه هذه الأبيات (2) : لكل بني الدنيا نصيب (3) من أمه ... يلاحظه ذو اللب لحظ المشاهد [205 و] فأما بنو الأخرى فان نصيبهم ... من أمهم مستدرك بالشواهد وفرقان بين الحال والحال مدرك ... لذي نهية في هذه الدار زاهد فتى طلق الدنيا ثلاثاً فبتها ... ليظفر في الأخرى بحوراء ناهد له خلد في جنة الخلد راتع ... وظاهر شخص منه بين المشاهد فأن يك منهم بين أظهرنا فتى ... فإني لأرجو انه ابن المجاهد له عندنا عهد كريم ذمامه ... حميد إذا ذمت لئام المعاهد فيا رب متعنا بتشديد (4) عهده ... وجدد له من برك المتعاهد قال المصنف عفا الله عنه: هذه الأبيات لزومية، وهي شاهدة بإجادة

_ (1) البرنامج: زرته. (2) هي في برنامج الرعيني: 94. (3) ح: نصيباً، وهو خطأ. (4) البرنامج: أمتعنا بتجديد.

1262 - محمد بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن سابق:

ناظمها، اعظم الله أجره. مولده سنة ثلاث وثمانين. قال أبو الربيع بن سالم: كان إذا سئل عن مولده يقول: ولدت سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، قبل أن يسلب الله ابن عباد ملكه بعام. وتوفي - قدس الله روحه - عصر يوم الاثنين لثمان بقين من شوال أربع وسبعين وخمسمائة، ودفن ضحى يوم الثلاثاء بروضة قبور سلفه بمقبرة المطخشيلي. 1262 - محمد بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن سابق: روى عن شريح. 1263 - محمد بن أحمد بن عبيد الله الرعيني (1) : قرطبي أبو عبد الله المشاط؛ كان من أهل المعرفة والنباهة، وتقلد النظر في أحباس جعفر الفتى الحاجب، وتوفي ابنه صاحب الشرطة أبو المطرف عبد الرحمن في حياته فتولى الصلاة عليه، وتأخرت عنه وفاته بنحو سنتين إلى حدود أربعمائة. 1264 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن يعيش بن حزم بن يعيش بن إسماعيل بن زكريا بن محمد بن عيسى بن حبيب بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الجبار الداخل إلى الأندلس ابن أبي سلمة الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري: إشبيلي؛ روى عن أبي محمد بن عتاب.

_ (1) ترجمته في التكملة رقمك 377.

1265 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي العيش اللخمي:

1265 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي العيش اللخمي (1) : طرطوشي، نشأ بالمرية وسكن شاطبة، أبو عبد الله ابن الاصيلي؛ عني بالتجول في طلب العلم فتلا بالسبع على [20 ظ] أبي علي منصور بن الخير، وروى عن ابي الحجاج بن يسعون وآباء عبد الله: ابن الحاج وابن أبي الخصال وابن أخت غانم، وأبي محمد البطليموسي. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير وأبو عمر يوسف بن عياد. وكان مقرئاً مجوداً ضابطاً متقناً نحوياً ماهراً موصوفاً بجودة الفهم وتمكن المعرفة، تصدر بشاطبة لإقراء القرآن وتدريس العربية، فانتفع به الناس، وكان ضعيف الخط. مولده بطرطوشة سنة ست وتسعين وأربعمائة، وتوفي سنة ست وستين وخمسمائة، قاله ابن سفيان؛ وقال محمد بن عياد: توفي سنة سبع وستين، فالله أعلم. 1266 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن حسن بن حزم المذحجي وقد تقدم كر محمد بن أحمد بن حزم المذحجي ولعله هذا، والله اعلم. س 1267 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعد الفهري (2) : مرسي أبو عبد الله بن الصيقل ويلقب أبا هريرة لتتبعه الآثار وروايته إياها [323] وعنايته بها؛ روى عن أبي بكر ابن أبي ليلى وأبي الحجاج القضاعي،

_ (1) ترجمته في التكملة رقم: 508. (2) ترجمته في التكملة رقم: 485.

1268 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن محمد الزهري:

وآباء الحسن: طارق بن موسى وعباد بن سرحان وابن موهب، وأبي الحكم عمر الصوفي الشهيد، وآباء عبد الله بني الأحامد: ابن إبراهيم وابن موسى وأظنه ابن وضاح وابن الحاج وابن علي بن محمد بن المغيرة وأبي عامر محمد بن حبيب وأبوي العباس: الاقليجي وابن العريف وأبي محمد بن محمد الخشني ابن أبي جعفر وأبي مروان بن هبة الله القرشي وأبي الوليد بن الدباغ ولازمه واكثر عنه، وأجازوا له، وكلك أجاز له مكاتبة آباء بكر: ابن اسود وابن طاهر وابن العربي، وأبو الحجاج بن يسعون وأبوا الحسن: شريح ويونس بن مغيث، وأبو عبد الله الحمزي وأبو الفضل عياض وأبو القاسم بن بقي وأبوا محمد: الرشاطي وابن عطية؛ ومن أهل المشرق أبو الطاهر السلفي وأبو محمد العثماني الديباجي وأبو المظفر محمد بن علي الشيباني الطبري وحيدر بن يحيى الجيلي. روى عنه أبو بكر بن سفيان. وكان ذا عناية بالعلم وروايته، وكتب الكثير على ضعف خطه، وجمع فوائد جمة، وصنف في أنواع من علم الحديث (1) [206 و] وتاريخ رجاله وغيرهم، وقد ضعف، وتوفي بمرسية بعد الخمسين وخمسمائة. 1268 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن محمد الزهري (2) :

_ (1) هامش ح: من تصانيفه ووقفت عليه بخطه كتاب الأربعين حديثاً على مذاهب أهل التصوف وطرائق ذوي العبادات والتخوف. قرأه عليه يعلى بن محمد بن يعلى الغافقي ومحمد بن إبراهيم بن محمد الجمحي البلنسي وسمعه عليه عبد الله بن عبد الرحمن بن بتري البلنسي في شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة. (2) ترجمته في التكملة: 575.

1269 - محمد بن احمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن العاصي اللخمي:

بلنسي أبو عبد الله بن القح وابن محرز، وليس محرزاً أباً لهم، وإنما هو اسم لحق بهم فشهروا بالنسبة إليه؛ روى عن آباء الحسن: صهره ابن هذيل، وصحبه نحو ثلاثين سنة، وابن سعد الخير وابن النعمة وطارق، وأبي بكر بن خير وأبي عبد الله بن يوسف بن سعادة وأبي القاسم بن حبيش لقيهم وأكثر عنهم. روى عنه ابنه أبو بكر وهو أبو عبد الله بن أبي اللقاء. وكان مجوداً للقرآن العظيم عارفاً بوجوه القراءات، ضابطاً لها، حافظاً للحديث ثقة في ما ياثره، ثبتاً في ما يسنده، ذا حظ صالح من الفقه، مجيداً في النظم، ومنه في ترتيب حروف " العين " وما أشبهه: علقت حبيباً همت خيفة غدره ... قليل كرى جفني شكا ضر صده سبا زهوه طفلاً ديانة تائب ... ظلامته ذنب ثوى ربع لحده نواظره فتاكة بعميده ... ملاحته أجرت ينابيع وجده مولده سنة سبع - أو ثمان - وعشرين وخمسمائة، وتوفي ببلنسية سحر ليلة يوم الجمعة الثانية من جمادى الأولى سنة خمس وستمائة. 1269 - محمد بن احمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن العاصي اللخمي: إشبيلي استوطن بأخرة مالقة، أبو بكر؛ تلا في بلده بالسبع على أبي بكر

1270 - محمد بن احمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد النفزي:

عتيق بن خلف بن قنترال وأبي الحسين بن عظيمة. وأبي القاسم بن أبي هارون، واخذ عن أبي الحكم عبد الرحمن بن حجاج وأبي العباس ابن مقدام " كافي " ابن شريح، وله شيوخ غير هؤلاء. تلا عليه أبو بكر احمد المدعو بحميد ابن أبي محمد بن القرطبي وأبو جعفر بن الزبير، وحدثنا عنه. وكان مقرئاً مجوداً حافظاً للحديث راوية له ضابطاً لما يحدث به، من أهل الطهارة والزكاة والفضل والتعين الشهير، فصل عن إشبيلية حين تغلب الروم عليها - دمرهم الله ورجعها - فسكن مالقة، وعرف مكانه الأستاذ أبو بكر حميد، فأقعده معه في [206 ظ] مجلس إقرائه وتلا عليه ورغبة في إقراء الناس، فتصدى لذلك ولم يكن تعرض إلى شيء من ذلك ببلده، فاشتهر فضله وانثال الناس للأخذ عنه وعلا صيته بتلاوة الأستاذ أبي بكر حميد عليه، وأخذ الطلبة بالأخذ عنه، وعمر كثيراً وأسن وخطب برابطة البتي من مالقة دهراً، ثم أقعدته الكبرة عن التصرف فلزم داره إلى أن توفي بمالقة سنة ست وستين وستمائة، ومولده سنة ست وسبعين وخمسمائة. 1270 - محمد بن احمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد النفزي: شاطبي أبو عبد الله وأبو الوليد بن قبوج - بفتح القاف وضم الباء وواو مد وجيم مشربة صوت الشين -؛ تلا على أبي الحسن بن هذيل وروى عنه وأجاز له، وتفقه بابوي محمد: عاشر وهارون بن عات، وروى

1271 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي:

عنهما؛ روى عنه ابنه أبو الحسين عبيد الله وأبو محمد بن خيرة. وكان وافر الحظ من الفقه درسه مدة، وشهر بالحفظ للمسائل والرأي، وعرف بالعدالة والثقة. توفي بعد ست عشرة وستمائة؛ نسك بأخرة، وكان علي طريقة حسنة وهدي صالح، وله في ذكر ما انقطع هو إليه من الزهد في الدنيا (1) : غنيت بما عندي وما لي لا اغني ... وأعرضت في قصدي عن العرض الأدنى إلى العالم الأعلى علوت بهمتي ... فوافقت ما يبقى وفارقت ما يفنى تركت للذات البهائم أهلها ... وهمت بما يعنى به عالم المعنى توفي بعد ست عشرة وستمائة (2) ؛ مولده بشاطبة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة وتوفي (3) ببجاية يوم الخميس لليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثنتين وأربعين وستمائة. 1271 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي (4) : مرسي أبو القاسم؛ روى عن أبيه وأبوي بكر: ابن خير وابن أبي ليلى

_ (1) هامش ح: نسبة هذه الأبيات لأبي عبد الله الشاطبي وهم (وإنما هي) لأبي الحسين؟ وفي رسمه، وجاءت هنا على وجه (التمثل) والله اعلم. (2) فوقها في ح: كذا، وإزاءها في الهامش: لعله ابنه أبو الحسين: قلت: وهذا التعليق ضروري إذ ذكرت الوفاة مرتين بتاريخين مختلفين. (3) ترجمته في التكملة: 570. (4) ترجمته في التكملة: 570.

وأبوي الحسن: ابن النعمة وابن فيد، وآباء عبد الله: ابن حميد وابن يوسف بن سعادة وابن عبد الرحيم بن الفرس، وهو كان يمسك أصوله على السامعين عليه عند كسله اعتماداً [207 و] على ثقته وركوناً إلى أمانته، وابن أبي حبيش وأبي محمد عاشر وأبي الوليد بن رشد، لازمه بقرطبة وأخذ عنه علمه؛ وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال روى عنه ابن أخته أبو بحر صفوان بن إدريس وأبو الربيع بن سالم وأبو محمد بن أبي بكر الداني، وحدث عنه بالإجازة أبو بكر محمد بن غلبون. وكان فقيهاً حافظاً متقناً أديباً ذا حظ من قرض الشعر ومشاركة في الكتابة؛ قال فيه أبو الربيع بن سالم: فاضل على الإطلاق، متقدم في نزاهة النفس وكرم الأخلاق؛ واستقضاه ابن رشد في غير جهة من جهات قرطبة، ولم يزل يرشحه وينهض به حتى استقضي بالجزيرة الخضراء ثم بشاطبة، فحمدت سيرته، ثم صرف عنها وقت محنة أبي الوليد بن رشد وتتبع أصحابه، ثم استقضي بدانية. ومن نظمه ما انشده أبو عبد الله ابن الأبار، قال: أنشدني له صاحبنا أبو محمد بن أبي بكر الداني عنه (1) : يا موقظ النفس علمنها ... ولا تكلها إلى الجهالة فالشمس بدر والعلم شمس ... والجهل فيها سواد هاله قال المصنف عفا الله عنه: هذان البيتان لزوميان ولا يصح في ثانيهما

_ (1) البيتان في التكملة: 570.

1272 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الأنصاري:

ان يكون مخلعاً لوقوع " مفعولن " في صدره موقع " فاعلن " ومخرجه عندي من المنسرح على رأي لي فيه قررته في غير هذا الموضع، ليس هذا الكتاب موضع بسطه، وإذا كان لذلك استجر الأول إليه، فاعلمه. مولده سنة خمس وخمسمائة، وتوفي بدانية وهو يتولى قضاءها في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستمائة. 1272 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الأنصاري (1) : غرناطي أبو عبد الله ابن الفراء؛ روى عن أبوي جعفر: ابن الباذش والبطروجي وأبي عبد الله النميري وأبي القاسم أحمد بن محمد بن بقي؛ روى عنه أبو القاسم محمد بن عبد الواحد الملاحي. وكان محدثاً راوية حافظاً وراقاً نبيلاً بارع الخط جميل المنزع فيه متقن التقييد. 1273 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محرز السماتي [207 ظ] : ألشي، أبو بكر وأبو عبد الله؛ روى عن أبي بكر بن العربي وأبي عمر احمد بن يحيى بن الحداد وأبي محمد بن عتاب وأبي [؟] (2) بإبشاذ وأبي القاسم خلف بن الحصار وابن مزاحم، ولقي أبا علي الصدفي. روى عنه أبو بكر بن أبي زمنين وأبو الحسن نجبة. ذكره ابن فرتون وذكره أبو جعفر بن الزبير فقال فيه: الأموي السماتي من أهل الثغر لقي أبا علي ابن سكرة الصدفي وأبا بكر بن العربي

_ (1) ترجمته في التكملة: 567. (2) بعد لفظة " أبي " علامة تحويل، ثم لم يثبت شيئاً في الهامش.

ولازمه، وروى معهما عن ابن عتاب وأبي القاسم خلف بن إبراهيم بن الحصار وأبي عمر أحمد بن يحيى الحداد، وقرأ بقرطبة على أبي مروان بن سراج وغير هؤلاء؛ قال ابن خير: سألته عن مولده فقال لي: ولدت سحر ليلة الاثنين لعشر خلون من جمادى الأخرى سنة تسع وسبعين وأربعمائة، قبل كائنة الزلاقة بشهر، وتوف صبيحة يوم الثلاثاء أول يوم جمادى الأخرى سنة تسع وستين وخمسمائة، فكمل له من العمر تسعون سنة وعشرة أيام. روى عنه ابن خير ونجبة بن يحيى والقاضي أبو بكر بن أبي زمنين والحافظ أبو محمد القرطبي، وهو آخر من روى عنه، وذكره الشيخ في الذيل وخلط في ذكره واختلف عليه اسمه فظنهما اسمين وما تخلص له منه شيء. قال المصنف - عفا الله عنه -: انتهى ما ذكره به ابن الزبير مشتملاً على أوهام أحدها: جعله إياه أموياً (1) سماتياً وذلك لا يلتئم إلا ان يكون أموياً بالولاء، وذلك لا يعرف؛ والثاني: جعله من أهل الثغر وارى الثغر مصحفاً من ألش؛ ومنها: عده أبا محمد بن القرطبي في الرواة عنه ولا يصح اللهم إلا أن يكون أجاز له وذلك لا يعلم وإنما المجيز له ابن محرز الإشبيلي؛ ومنها: ما قاله في ابن فرتون من انه خلط في ذكره فظنهما اسمين وما تخلص له منه شيء، وذلك وهم وتقصير في البحث، وهما رجلان: هذا المذكور هنا والآخر محمد بن أحمد بن محرز بن عبد الله بن سعيد بن محرز بن أمية بكي وقيل بطليموس سكن إشبيلية أبو بكر المنتانجشي وعن هذا الأخير

_ (1) هامش ح: لم يثبت في نسخ (صلة الصلة) قوله: " أموياً " وهي النسخ التي؟؟.

1274 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمود:

نقل ابن خير ما أخبره به من مولده كما تقدم فقد تبين بعمود النسب والبلد. 1274 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمود: أبو عبد الله؛ روى عن أبي داود الهشامي وأبي علي الصدفي. 1275 - محمد بن احمد بن عبد [208 و] الرحمن بن موسى المرادي: أبو بكر؛ له إجازة من المجاور بمكة - شرفها الله - الحسن بن عبد الله ابن عمر المقرئ. 1276 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن موسى المرادي: أبو الوليد؛ وهو أخو الذي يليه قبله؛ له إجازة من الحسن المذكور. 1277 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن نصر بن فرج: غرناطي أو من ساكنيها، أبو عبد الله؛ روى عن شيوخ غرناطة، وكان فقيهاً جليلاً عاقداً للشروط، حياً سنة أربع وستين وخمسمائة، وتوفي عن سن عالية. 1278 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن هاني اللخمي: غرناطي سكن المنكب، أبو عبد الله؛ روى عن أبي عبد الله بن بونه وأبي القاسم أحمد بن عبد الودود بن سمجون وأبوي محمد: عبد الحق بن بونه وعبد الصمد الغساني. وكان فقيهاً عاقداً للشروط بصيراً بعللها، جيد الخط، توفي عقب أحد ربيعي سنة تسع عشرة وستمائة، وسنه نحو

1279 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري:

خمسين سنة. 1279 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري: طليطلي سكن مدينة فاس، أبو عبد الله بن بر البيوت؛ تلا على أبي عبد الله بن عيسى المغامي في موضع إقرائه بالبلاط الأوسط من الجامع الأعظم بطليطلة - أعادها الله للإسلام - وبقرطبة على أبي الحسن العبسي وأبي القاسم خلف ابن الحصار. تلا عليه أبوا العباس: ابن عبد الرحمن بن الصقر وابن محمد ابن خلوص وأبو علي حسن بن الخراز، وكان من جلة المقرئين المجودين. 1280 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري (1) : طليطلي نزل مدينة فاس، أبو عبد الله بن فرقاشش - بضم الفاء وسكون الراء وقاف والف وشينين معجمين أولهما مفتوح -؛ تلا في بلده بالسبع على أبي الحسن بن الإلبيري وأبي عبد الله المغامي؛ تلا عليه أبو إسحاق الغرناطي. وكان مقرئاً ضابطاً متقناً، وأقرا بمسجد حمزة من غرناطة حين اجتاز بها، وفيه تلا عليه أبو إسحاق المذكور، وله " مختصر " نبيل في اختلاف القراء السبعة. 1281 - محمد بن احمد بن عبد الرحمن الجشمي: إقليمي أبو عبد الله ابن المصمودي؛ روى عن صهره أبي جعفر بن [208 ظ] صدقة، وكان من أهل المعرفة التامة بالفقه، ذا حظ حسن، توفي بقرية شلارس، في

_ (1) ترجمته في التكملة: 414.

1282 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الزهري:

حدود السبعين وخمسمائة. 1282 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الزهري: روى عن أبي عبد الله بن يوسف بن سعادة، وكان مقرئاً مجوداً. 1283 - محمد بن احمد بن عبد الرحمن العبيدي (1) : إشبيلي أبو بكر بن البناء؛ تلا القرآن على أبي الحسن بن عظمة وروى عن أبي بكر بن طلحة وأبوي الحسن: ابن جابر الدباج وابن عبد الله بن آمنة، واختص به كثيراً، وأبي الحكم بن برجان وأبي علي ابن الشلوبين وأبي محمد فضيل وأبي المتوكل الهيثم وأبي هذيل وغيرهم. وكان أديباً كاتباً شاعراً مكثراً من الفنين على شدة تكلف منه لهما، فلذلك كان لا يوجد على ما يصدر عنه نظماً أو نثراً رونق الانطباع ولا رقة الطباع (2) ، وكان أحد من دار عليه تدبير بلده باخرة حتى استولى عليه (3) الروم، وقد جمع له بعض خواصه ترسيله في أربعة مجلدات ضخمة فلما وقف عليها كتب بخطه على ظهر أولها لنفسه: أني تأملت فلم أستجد ... اكثر ما فيه ولم أرضه ورمت بالإحسان فوزاً فلا ... سماءه نلت ولا أرضه

_ (1) ترجمته في اختصار القدح: 118 - 119 والمغرب 1: 249. (2) قال ابن سعيد: وعرف بالكتابة والغمامة في طريقتهما ولو فتشت رسائله لم توجد له نادرة ولا فصل مستطرف، وما كان إلا ناسخ رسائل الناس، وقال: وكنت قد كتبت من نظمه ونثره كثيراً ثم تفقدته بعين الانتقاد فنبذت الجميع. (3) كذا والأصح " عليه ".

1284 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن:

وكان حسن الخط أنيق الطريقة في الوراقة متقن التقييد، رتب على نفسه وظيفة من النسخ في كل يوم لم يكن يتركها على حال إلا أن يعوقه عن الوفاء بها عائق مرض أو سفر سوى ما يعلقه من الفوائد ويقيده من الغرائب المنتقاة سائر أيامه، فقد كان كثير الولوع بذلك شديد الرغبة في الاستكثار منه، حتى انه ليقال إنه أخرج معه بخروجه من إشبيلية نحو خمسمائة مجلد بخطه وقد وقفت على نحو ستين منها أو أزيد. وقد كتب عن ولاة إشبيلية من بني عبد المؤمن واختص كثيراً منهم بأبي عمران بن أبي عبد الله بن يوسف بن عبد المؤمن وكان بينه أبي المطرف بن عميرة وأبي عبد الله بن الجنان وغيرهم من أدباء عصره مكاتبات [؟] (1) . توفي بسبتة بعد صلاة [209 و] العصر يوم الجمعة لست خلون من شوال ست وأربعين وستمائة ابن نحو خمسة وستين عاماً. 1284 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن: أوريولي نزل تونس، ابن الأديب (2) ؛ روى عن أبي بكر بن محرز ابن القح وأبي العباس بن شهيد. 1285 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن: باجي أبو بكر؛ روى عن

_ (1) بياض في الأصول. (2) هامش ح: تلا ابن الأديب المذكور بالسبع على أبي العباس أحمد بن محمد بن شهيد الأوريولي المذكور، وأخذ الكتاب بمضمن تفسير أبن الصيرفي وأستظهره عليه وهو شهاب القضاعي ورسالة أبن أبي زيد وفصيح ثعلب وغير ذلك، وسمع من أبي الحسين بن ديسم وأبي عبد الله محمد بن أحمد (؟) الأنصاري المليلي وأبوي محمد عبدي الله: أبن عبد الرحمن بن برطله وأبن يوسف أبن أبي بكر و (؟) المعافري ومن غيرهم، وقد حدث، وكتب لنا بإجازة جميع ما يرويه من تونس، وكان ثقة حافظاً وتوفي بتونس عند طلوع الشمس من يوم الاثنين السابع والعشرين لشوال ثمانية و (؟) وستمائة، رحمه الله.

1286 - محمد بن أحمد بن عبد الأعلى:

القاضي أبي بكر بن عبد الله العربي. 1286 - محمد بن أحمد بن عبد الأعلى: بلنسي أبو عبد الله بن فرغلوش - بفتح الفاء أخت القاف وإسكان الراء وفتح الغين المعجم وضم اللام وواو وشين معجم - له إجازة من أبي عبد الله بن عبد الحق التلمسيني (1) . 1287 - محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن مرزوق بن عبد الله اليحصبي (2) : خضراوي أبو عبد الله بن العقابي - بضم العين الغفل وقاف وألف وباء بواحدة منسوباً - روى عنه أبو عبد الله القباعي؛ وكان فقيهاً حافظاً من أهل الحذق في العربية، وحضور الذكر في اللغات، شهير التعين ببلده، واستقضي به. 1288 - محمد بن أحمد بن عبد الصمد: أبو عبد الله السندسي؛ روى عن شريح، وكان مؤذناً. 1289 - محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن سعادة النفزي (3) : شاطبي أبو عبد الله، وهو ابن أخي أبي عبد الله بن عبد العزيز بن سعادة؛ تلا بالسبع على أبي إسحاق بن خليفة وأبوي بكر: ابن سيد بونه وابن نمارة، وابي الحسن بن هذيل وغيرهم؛ وروى الحديث عن آباء عبد الله: عمه

_ (1) هامش ح: وقفت عليها بخط أبن عبد الحق المذكور وتاريخها ثاني عيد الفطر سبع وستمائة. (2) ترجمته في التكملة: 489. (3) ترجمته في التكملة: 597. وغاية النهاية 2: 67.

1290 - محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن سعدون:

المذكور وابن بركة وابن يوسف بن سعادة، وأبي الحسن عليم وأبي محمد عاشر، وتفقه له، وأخذ علوم اللسان نحواً وأدباً ولغة عن أبوي الحسن: ابن سعد الخير وابن النعمة، وأبي عبد الله بن حميد وأبي محمد عبدون وغيرهم، وأجاز له جميعهم. روى عنه أبو إسحاق بن بشكنال وأبو بكر بن المرابط وأبوا عبد الله: ابن الأبار، وفاوضه في مسألة من " جمل " الزجاجي، وأجاز له، وابن علي بن فتح وأبو محمد بن عبد الرحمن بن برطله. وكان مقرئاً مجوداً متصدراً متحققاً بالنحو ضابطاً للغة حافظاً لها، درس ذلك كله، وتوفي بعد إقعاده [210 ظ] في إحدى جماد بي أربع عشرة وستمائة؛ وقال أبو محمد بن برطله: توفي سنة ثمان عشرة وستمائة، ولم يضبط ذلك (1) . 1290 - محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن سعدون: أبو عبد الله وأبو عامر؛ روى عن أبي بكر بن أبي زمنين وأبي الخطاب بن واجب وآباء عبد الله: الأندرشي والتجيبي نزيل تلمسين وابن يوسف بن عياد، وأبوي العباس: ابن مضاء ويحيى المجريطي، وأبي محمد عبد المنعم بن الفرس. روى عنه أحمد ومحمد ابنا أبي عبد الله بن نوح. 1291 - محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن سعدون: بلنسي أبو عبد الله؛ روى عن أبي الخطاب بن واجب وأبي عبد الله بن نوح،

_ (1) هامش ح: روى عنه أبن مسدي وقال إنه توفي سنة ست عشرة وستمائة والصحيح ما رواه المصنف أولا والله أعلم.

1292 - محمد بن احمد بن عبد العزيز الرعيني:

وكان مقرئاً نبيلاً حسن الخط. 1292 - محمد بن احمد بن عبد العزيز الرعيني: جزيري أبو عبد الله؛ روى عن شريح. 1293 - محمد بن أحمد بن عبد العزيز: أبو عبد الله؛ روى عن أبي عبد الله بن محمد الفلنقي وأبي العباس بن محمد بن خلوص وأبي محمد قاسم بن محمد الزقاق. روى عنه أبو الحسن منذر بن يحيى وتلا عليه، 1294 - محمد بن أحمد بن عبد المجيد بن سالم بن تمام بن سعيد بن عيسى بن سعيد الحجري: مالقي أبو عبد الله ابن الجيار، وهو ولد الفاضل أبي جعفر الجيار؛ روى عن آباء جعفر: أبيه والحصار وابن محمد بن عياش الكناني، وأبي الحجاج بن الشيخ وأبي محمد الخشني وأبي الربيع بن سالم وأبي سليمان بن حوط الله؛ وأجاز له المشرقيون المذكورون في رسم أبي الطاهر أحمد بن علي السبتي باستدعاء أبي عبد الله بن إبراهيم بن حريرة. وكان من نبلاء أقرانه وأذكيائهم، بارع الخط متقن التقييد، عني بالعلم ولقاء حملته أتم عناية، وانقطع إلى خدمته إلى أن توفي دون الثلاثين من عمره، وثكله أبوه، رحمهما الله. 1295 - محمد بن أحمد بن عبد الملك بن بونه [؟] (1) له إجازة من

_ (1) بياض في الأصول.

1296 - محمد بن أحمد بن عبد الملك بن صخر اللخمي:

أبي الحسن بن الباذش. 1296 - محمد بن أحمد بن عبد الملك بن صخر اللخمي (1) : شريشي أبو بكر؛ روى عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي بكر بن عبيد الأركشي وغيرهما. روى عنه أبو بكر بن موسى بن فحلون، وان شيخاً صالحاً من أهل العلم، وله رحلة حج فيها [21 و] . 1297 - محمد بن أبي عمر أحمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة بن رفاعة بن صخر ابن سماعة الداخل إلى الأندلس، اللخمي (2) : إشبيلي أبو عبد الله الباجي، وهو شقيق سميه أبي مروان المذكور بعده يليه وأسنهما؛ وأمهما أم القاسم ابنة الوزير أبي بكر محمد بن الحاج أبي القاسم جابر ابن الراوية أبي بكر محمد بن مغيرة بن محمد بن المغيرة بن عبد الملك بن مغيرة بن معاوية بن المؤمن الداخل إلى الأندلس ابن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاصي بن أمية بن عبد مشمش. روى عن أبيه وأبي بكر بن الجد، وتفقه به، وأبي عبد الله بن المجاهد، وتأدب في النحو والآداب بابي إسحاق بن ملكون. روى عنه أبو العباس بن محمد الموروي. وكان دري اللون أكحل محجباً حالك الشعر حسن القد والضرب،

_ (1) ترجمته في التكملة: 568. (2) ترجمته في التكملة: 579.

1298 - محمد بن أحمد بن عبد الملك - وقد تقدم رفع نسبه آنفا في رسم أخيه -:

وقوراً ديناً، منقبضاً حسن السمت والصوت، ولي الخطبة ببلده واستقضي به، ثم صرف عن القضاء بابي محمد عبد الحق بن عبد الله بن عبد الحق سنة خمس وستمائة؛ وقال عثمان بن العوام: انه دام قاضياً إلى أن توفي، والأول أصح؛ وكانت وفاته - رحمه الله - بإشبيلية بعد صلاة العشاء من ليلة الأحد التاسع والعشرين من شوال ست وستمائة، ودفن ضحى يوم الاثنين تاليه. وهو أبي مروان أحمد المدعو بالمعتضد بالله مدبر إشبيلية أيام خلاف أهلها على المدعو بأمير المسلمين المتلقب بالمتوكل أبي عبد الله محمد بن يوسف بن هود، فقتل أبو مروان هذا خارج إشبيلية في خبر يطول ذكره، لثلاث خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وستمائة، عصمنا الله من الفتن. 1298 - محمد بن أحمد بن عبد الملك (1) - وقد تقدم رفع نسبه آنفاً في رسم أخيه -: إشبيلي أبو مروان الباجي؛ تلا بالسبع وغيرها على أبي عمرو وعياش بن عظيمة، وسمع الحديث على الحافظين أبوي بكرك ابن الجد، واكثر عنه، وابن علي، وبقراءة أبيه على أبي عبد الله بن أحمد بن المجاهد؛ [211 ظ] وأخذ العربية واللغة والآداب على أبي إسحاق بن ملكون وأبي بكر بن طلحة، وأجازوا له إلا أبا إسحاق بن ملكون. وأجاز له أبوه وأبو حفص بن عمر وأبو زيد السهيلي وأبو عبد الله بن الفخار وأبو العباس بن مقدام وأبو القاسم بن بشكوال وأبو محمد بن

_ (1) ترجمته في التكملة: 637.

عبيد الله. ورحل إلى المشرق حاجاً، وسمع بدمشق على نزيلها المحدث الشهير أبي عمرو عثمان [؟] (1) إن الصلاح " تأليفه في علوم الحديث ". وهذا الأصل الذي سمع فيه قد صار إلي والحمد لله وفيه خط ابن الصلاح بتصحيح التسميع وقد تضمن إذنه في روايته عنه لكل من حصل منه نسخة، فانتسخ منه جماعة من جلة أهل العلم ونبلاءهم منهم: أبو الحسن الشاري وأبو عمرو عثمان بن الحاج وأبو القاسم أحمد بن نبيل وغيرهم ونسخت منه نسخة لبعض الأصحاب لأمر اقتضى ذلك لم يسع خلافه. وأخذ بدمشق أيضاً قراءة منه عن أبي نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي. روى عنه حفيد أخيه أبي محمد وآباء عبد الله: أبو بكر بن أحمد بن سيد الناس ابن أحمد الرندي وابن أبي بكر ابن المواق وابن الحصار نزيل سبتة، وصحبه في وجهته المشرقية وحج معه ولزمه إلى أن فرق الموت بينهما، وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن العوام وأبو القاسم عبد الكريم بن عمران وأبو محمد بن قاسم الحرار، وروى عنه بدمشق جماعة منهم: أبو عبد الله البرزالي وأبو [؟] (2) القسطار وابن يريم الإشبيليون وأبو محمد بن محمد بن أحمد بن الحجام. وكان من سادات بيته الأفاضل ببلدهم، ذا خلق وسيم وخلق عظيم،

_ (1) هامش ح: هو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى بن أبي نصر النصري الشهرزوري ثم الموصلي نزيل دمشق الشافعي المعروف بابن الصلاح. (2) هامش ح: هو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم الاشبيلي القسطار.

دري اللون أسيل الوجه حسن الضرب والقد إلى الطول، قد علا بأخرة إحدى كريمتيه بياض لم يشنها؛ وكان كريم النفس حسن اللقاء براً بأصحابه ومنتابيه، متواضعاً جميل السعي في حوائج الناس عموماً وخصوصاً، مبختاً في تيسير قضائها، متواضعاً صواماً قواماً سري الهمة كامل أدوات الفضل، خطيب زمانه، مثابراً على تلاوة القرآن، حافظاً للحديث، من احسن الناس صوتاً بهما وأطيبهم نغمة في إيرادهما، جيد الخط والضبط ذاكراً للفقه، استقضي [212 و] ببلدة أيام إمارة أبي العلاء إدريس بن المنصور من آل عبد المؤمن وبعدها، فعرف بالعدل والنزاهة ووطأة الأكناف ولين الجانب حتى يقال إنه ما سجن مدة قضائه أحداً. وخطب بجامع بلده دهراً طويلاً وتردد على حضرة مراكش مراراً، موفداً مبروراً خطيباً (1) عند الأمراء بها مقضي المآرب. وبعد الطارئ على أبي مروان أحمد ابن شقيقه أبي عمر محمد - حسبما تقدمت الإشارة آنفاً إليه - عزم على الحج فباع جل أملاكه بداخل إشبيلية وخارجها، وفعل في سائرها مات اقتضاه نظره في تصيير وتحبيس وصدقة وغير ذلك من الوجوه، محصناً ذلك كله بالإشهاد عليه، وفصل من إشبيلية يوم [؟] (2) لثمان خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، قاصداً سبتة من بر العدوة، وأقلع منها في مركب رومي يوم الأربعاء، لسبع خلون من محرم أربع وثلاثين وستمائة سائراً مع العوالي من

_ (1) كذا ولعلها " حظياً ". (2) بياض في الأصول.

بر الأندلس إلى مالقة إلى المنكب إلى المرية إلى قرطاجنة إلى لقنت، وفارق بر الأندلس إلى جزيرة يابسة إلى جزيرة ميورقة، فدخل مرساها ليلة الخميس الثالثة والعشرين من محرم المذكور، وأقلع منه ليلة الخميس التالي لها إلى جزيرة قبريرة فبات بها ليلة الجمعة، وأقلع منها صبح يوم الجمعة إلى مرسى سردانية، فدخله يوم الثلاثاء لأربع خلون من صفر، وأقلع منه يوم الخميس لست خلون من صفر إلى صقلية، فجاوزها ثم ردته الريح إلى مرسى سرقوسة إحدى مدن الجزيرة، فدخله ليلة الأربعاء الثانية عشرة من صفر، وأقام به إلى عشية يوم السبت لسبع خلون من ربيع الأول ونزل إلى سرقوسة وأقام بها من ليلة الأحد الثامنة من ربيع الأول إلى يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الىخرة، وانتقل إلى المركب وأقام به ريثما تساعده الريح على سيره، فاقلع منها يوم الأربعاء إلى جزيرة اقريطش في ثمانية أيام، ثم إلى جزيرة قبرص في خمسة أيام، ثم إلى عكا في ثلاثة أيام، وكان [212 ظ] المركب يسير كل يوم من سرقوسة إلى عكا مائة ميل، فدخل عكا يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب، وقدم دمشق غدوة يوم [؟] (1) لسبع خلون من رمضان، وأقام بها إلى منتصف شوال، فخرج منها مع الركب الشامي وكان له سبعة أعوام لم يتوجه إلى مكة - شرفها الله -، فصار إلى بصري في أربعة أيام إلى الأزرق إلى تيماء إلى خبير إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم - كرمها الله - وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام بها يومين، وانفصل

_ (1) بياض في الأصول.

على طريق الركب إلى وادي العقيق وبير علي وذي الحليفة ومنها أحرم إلى شعب علي إلى بدر إلى رابغ إلى الجحفة إلى بطن مر إلى مكة - شرفها الله - فقدمها لأربع خلون من ذي الحجة فنزل بالأبطح. ولما قضى فريضة الحج نزل بدار إمام المالكية عند باب العمرة، وكان من أمله التوجه إلى العراق فإذا الركب العراقي لم يصل إلى مكة تلك السنة خوفاً من عادية الكافر التركي، ثم خرج من مكة - زادها الله شرفاً - في محرم خمس وثلاثين متوجهاً إلى مصر، فسرى مدلجاً لشدة الحر بالنهار إلى حدة ومن حدة إلى جدة، ومنها ركب البحر فمالت به الريح إلى سلق في يوم وليلة، فسار منها مصعداً إلى دبادب وخرج في البر وسار منها ثمانية أيام إلى عيذاب في سحراء (1) البجاة، وهم نصارى سود، وأقام بها نحو ثمانية وعشرين يوماً، وقطع سحراءها (2) في عشرين يوماً إلى قنا، وكان بهذه الرفقة في نحو سبعين رجلاً، فلقيهم في تلك الصحراء قوم من النوبة دخلوها للغارة، فسلبوا الرفقة، وسار من قنا إلى قوص في يوم. وكان الملك الكامل قد توجه إلى دمشق وجهاتها ذلك العام يحاول رد البلاد التي كانت لأخيه الأشرف إلى طاعته، فوافاه وهو بالورادة من طريق دمشق الخبر بأنه وصل إلى الحج وإلى دمشق رجل مغربي فاضل يعرف بالباجي، وأثنوا عليه خيراً عنده، وقد كان صاحب المدارس بمصر أبو الخطاب عمر بن حسن بن دحية، المذكور قبل بموضعه من هذا المجموع (3) ،

_ (1) كذا بالسين. (2) كذا بالسين. (3) لم ترد ترجمته في باب " عمر " فهل من النسخ نقص؟

توفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، حسبما ذكر هنالك، فتولى [213 و] النظر فيها من لا يصلح لها. ولما اثني على أبي مروان الباجي عند الملك الكامل أراد صرف النظر في المدارس المصرية إليه، فسال عنه فأخبر انه قد نهض إلى الحج، فأمر بالبحث عنه في جميع بلاده وتلقي الركبان في شانه والإحسان إليه وأفاده (1) عليه، فطيرت الحمام من بلد إلى بلد في الوصاة به. فبينا أبو مروان قد قدم على قوص، كما ذكر آنفاً، خرج إلى الركب قوم من قبل والي المدينة يسألون عنه حسبما أمروا به، فأخبروا بأنه في تلك القافلة، فاجتمعوا به وساروا معه إلى والي قوص، وكان يدعى بابن زغبوش، فألقى إليه أمر الملك الكامل في حقه وبالغ في إكرامه والحفاية به، ودفع له خمسين دينراً مصرية وأثواباً من لباس أهل تلك البلاد فيها حرير فأبى أبو مروان قبول شيء من ذلك، وبعد لأي ومراجعة طويلة قبل الدنانير على كراهة، ورد الأثواب وقبض تلك الدنانير بعض خدمته وكان يدعى بابن مذكور؛ وسمعه حينئذ بعض خواصه وهو أبو الحجاج الأبدي، وكان ممن حج معه، يدعو بدعاء قال فيه: اللهم اقبضني إليك قبل الاجتماع به. ثم سار من قوص في النيل إلى اخميم إلى منية ابن خصيب، ولها مسجد جامع حسن على شاطيء النيل، فقال أبو مروان: قد كنت سمعت بهذا الجامع وأريد الصلاة به، فصار إليه فإذا فيه جماعة اجتمعوا لقراءة العلم، فصلى به الظهر والعصر والمغرب، ولما هم بالانصراف تعرضه

_ (1) كذا بدل " وإيفاده ".

بعض أولئك الحاضرين وقد سألوا عنه فاخبروا به فاقبلوا إليه مسلمين عليه وراغبين منه في مبيته عندهم، فبات معهم وانصرف من الغد إلى السفينة وبه شكاة، وسئل عن غذائه عند أولئك الذين أضافوا فقال: ما كان إلا يسير تمر وعسل. وأقلع من منية ابن خصيب إلى مصر، وقطع تلك المسافة في سبعة أيام، والشكاة متزيدة؛ ولما ورد مصر أراد دخولها في خفية حتى لا يشعر به أحد، فدخلها وقت العشاء ونزل منها بخان الملاحين، ويعرف بخان ابن الرصاص، ولم يعلم أحد [213 ظ] بوصوله، فأقام به ليلته تلك ويومها، وتوفي في ثلث الليلة القابلة، وهون الله عليه الموت ويسره تيسيراً عجيباً؛ ولما اصبح ميتاً أقبل جماعة من الصلحاء والزهاد في طائفة كبيرة من لفيف الناس، مغلسين يقرعون باب الخان، ويقولون لقيمه: افتح لنا نصل على الفقيه أبي مروان الباجي المتوفي الليلة هنا؛ وكان ممن حضر ذلك الجمع رجل صالح فاضل من أهل العلم والدين يدعى بعز القضاة ويعرف بابن الجباب، من بيت جلالة وعلم بمصر، فتوجه مع حفيد أخي مروان وبعض خواصه إلى العادل ابن الملك الكامل الذي استنابه أبوه على مصر، فوافوه بقصره من القلعة بالجبل المقطم المطل على القاهرة ومصر، فاعلمه بوصول الفقيه أبي مروان فسر به وسأل عنه فقيل: وصل بارحة أمس وتوفي الليلة، فتأسف لذلك، وأمر بتجهيزه فقال له حفيد أخيه وأصحابه: عنده جهازه، فشرع في غسله وتكفينه، وألقي في النعش ورمي عليه كساء أخضر، ولف بشريطتي غم طويلتين

لفاً محكماً متقارباً، حتى كان بين الشريطتين غلظ إصبع، وصلى عليه جمهور الناس بالخان. ولما فرغ الغاسل منه وخرج بالرداء الذي غسله فيه تعلق الناس بذلك الرداء وغلبوه عليه حتى لم يبق بيده منه إلا قدر ما أمسك بأنامله، والسعيد منهم من صار إليه منه قدر فتيل لكثرة ترامي الناس عليه، وكان منهم من رغب من الغاسل في بيع ما بقي عنده من الرداء، فباعه منه ولم يكن بقي عنده منه إلا يسير. وحمل الفقيه على تلك الحالة وقت صلاة العصر إلى المصلى بالشريعة وسير به سيراً حثيثاً، فاستبق الناس إليه، فمنهم من يرمي إليه عمامته فإذا وصلت إلى النعش وجذبها اشترك ناس معه فيها فلا يبقى له منها إلا قدر ما يمسك بيده، ومنهم من يرسل رداءه فيجري الحال فيه على ذلك، وصلي عليه هنالك مرة ثانية في جمع عظيم ثم سير به كذلك إلى مدفنة بالقرافة حيث قبور الصالحين والفضلاء، وإذا جماعة كبيرة من كبراء الناس وإعلامهم ينتظرونه هنالك، لم يكونوا صلوا عليه فقالوا: لابد أن نصلي عليه قبل دفنه، فصلوا [214 و] عليه وهو بشفير القبر مرة ثالثة، وروي في قبره بمقبرة الشهداء لمنسوبة إلى سارية، واختطف الناس تراب قبره مرة ثم ثانية ثم ثالثة، وأقبل عليهم الليل وانفصلوا عنه فلما كان من الغد أصبح قبره مبنياً كأحسن ما يبنى من القبور، فتساءل الناس عمن بناه، فلم يجدو عنه مخبراً، وجعل حفيد أخيه وأصحابه عند رأسه تاريخاً. وكانت وفاته ليلة الجمعة الثامنة والعشرين من جمادى الأولى من

1299 - محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عيسى اليحصبي:

عام خمسة وثلاثين وستمائة، ومولده بإشبيلية سنة أربع وستين وخمسمائة. 1299 - محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عيسى اليحصبي: له إجازة من أبي عمر بن عبد البر.

فراغ

ناقص

فراغ

ناقص

§1/1