السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

العزيزي

كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير للعالم العلامة الشيخ علي بن الشيخ أحمد بن الشيخ نور الدين بن محمد بن الشيخ إبراهيم الشهير بالعزيزي تغمده الله برحمته آمين

جزء أول من كتاب العزيزي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي وفقنا للاشتغال بسنة رسوله وتبليغها من رغب فيها وإجابته لمسئوله أحمده على ذلك وابتغي منه المزيد من فيض رحمته فإنه جواد كريم يحب من عباده أن يثنوا عليه ويبلغ كلاً منهم لمقصوده ومأموله وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله المبعوث بالمعجزات الظاهرات والشريعة الواضحة لمن تأمل فيما أقر عليه وفعله وقوله اللهم صل عليه وعلى آله وأصحابه الذين حسنت نياتهم وصحت أقوالهم وذبوا عن ضعيفهم فهم النجوم المهتدى بهم المفلح من اتبعهم في قوله وعمله صلاة وسلامًا دائمين ما دام باب التوبة مفتوحًا لمن تاب من خطاياه وزلله (وبعد) فيقول العبد الفقير إلى رحمة ربه القدير علي بن أحمد بن نورالدين محمد بن إبراهيم العزيزي هذا شرح لطيف وضعته على الكتاب المسمى بالجامع الصغير في أحاديث البشير النذير تأليف الإمام العالم العلامة مجتهد عصره شيخ الحديث أبي الفضل عبد الرحمن جلال الدين الأسيوطي تغمده الله تعالى بالرحمة والرضوان وأسكنه أعلى فراديس الجنان جمعته من شروح الكتاب فحيث قلت قال الشيخ فمرادي به شيخي خادم السنة محمد حجازي الشعراني المشهور بالواعظ وإذا لم أعز الكلام لأحد فهو عن الشيخ عبد الرؤف المناوي حافظ عصره غالبًا وقد أصرح باسمه كما سترى وسميته السراج المنير بشرح الجامع

الصغير والله أسأل أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم وسببًا للفوز بجنات النعيم ويختم لكاتبه بخير آمين آمين (بسم الله الرحمن الرحيم) أي ابتدأ وافتتح أو أولف وهذا أولى إذ كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يضمر ما جعل التسمية مبدأ له كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال بسم الله كان المعنى بسم الله ارتحل والاسم مشتق من السمو وهو العلوّ وقيل من الوسم وهي العلامة والله علم على الذات الواجب الوجود المستحق بجميع المحامد لم يتسم به سواه تسمى به قبل أن يسمى وأنزله على آدم في جملة الأسماء قال تعالى هل تعلم له سميا وهو عربي عند الأكثر وعند المحققين أنه اسم الله الأعظم وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين وثلثمائة وستين موضعًا والرحمن الرحيم صفتان مشبهتان بنيتا للمبالغة من مصدر رحم والرحمن أبلغ من الرحيم لأن زيادة البنا تدل على زيادة المعنى كما في قطع بالتخفيف وقطع بالتشديد ولقولهم رحمن الدنيا ورحيم الآخرة وقيل رحيم الدنيا والرحمة رقة القلب تقتضي التفضل والأنعام وذلك غايتها وأسماء الله تعالى المأخوذة من نحو ذلك إنما تؤخذ باعتبار الغاية لا المبدء (فائدة) قال النسفي في تفسيره قيل الكتب المنزلة من السماء إلى الدنيا مائة وأربعة صحف شيث ستون وصحف إبراهيم ثلاثون وصحف موسى قبل التوراة عشرة والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان ومعاني كل الكتب مجموعة في القرآن ومعاني القرآن مجموعة في الفاتحة ومعاني الفاتحة مجموعة في البسملة ومعاني البسملة مجموعة في بائها ومعناها بي كان ما كان وبي يكون ما يكون (الحمد لله) بدأ بالبسملة وبالحمدلة اقتداء بالكتاب العزيز وعملاً بخبر كل أمر ذي بال أي حال يهتم به شرعًا لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع أي ناقص غير تام فيكون قليل البركة وفي رواية لأبي داود بالحمد لله وجمع المؤلف رحمه الله رحمه الله تعالى بين الإبتدائين عملاً بالروايتين وإشارة إلى أنه لا تعارض بينهما إذ لإبتداء حقيقي وإضافي فالحقيقي حصل بالبسملة والإضافي بالحمدلة لأنه يمتد إلى الشروع في المقصود وجملة أحمد خبرية لفظاً إنشائية معنى لحصول الحمد بالتكلم بها مع الإذعان لمداولها ويجوز أن تكون موضوعة شرعًا للإنشا والحمد مختصر بالله تعالى كما أفادته الجملة سواء جعلت ال فيه للاستغراق كما عليه الجمهور وهو ظاهر أم للجنس كما عليه الزمخشري لأن لام لله للاختصاص فلا فرد منه لغيره تعالى وإلا فلا اختصاص لتحقيق الجنس في الفرد الثابت لغيره أم للعهد كالتي في قوله تعالى إذ هما في الغار كما نقله ابن عبد السلام وأجازه الواحدي على معنى أن الحمد الذي حمد الله به نفسه وحمده به أنبياؤه وأولياؤه مختص به والعبرة بحمد من ذكر فلا فرد منه لغيره وأولى الثلاثة الجنس لأن الجنس هو المتبادر الشائع لاسيما في المصادر وعند خفاء القرائن والحمد أي اللفظي لغة الثناء باللسان على الجميل الاختياري على جهة التبجيل سواء تعلق بالفضائل أم بالفواضل فدخل في الثناء الحمد وغيره وخرج باللسان على الجميل غير الجميل أن قلنا برأي ابن عبد السلام أن الثناء حقيقة في الخير والشر وإن

قلنا برأي الجمهور وأنه حقيقة في الخير فقط ففائدة ذكر ذلك تحقيق الماهية أو دفع توهم إرادة الجمع بين الحقيقة والمجاز عند من يجوزه وبالاختياري المدح فإنه يعم الاختياري وغيره تقول مدحت اللؤلؤة على حسنها دون حمدتها وعلى جهة التبجيل متناول للظاهر والباطن إذ لو تجرد الثناء على الجميل من مطابقة الاعتقاد أو خالفه أفعال الجوارح لم يكن حمدًا بل تهكم أو تمليح وهذا لا يقتضي دخول الجوارح والجنان في التعريف لأنهما اعتبرا فيه شرطًا لا شطر أو الشكر لغة فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث أنه منعم على الشاكر أو غيره سواء كان باللسان أم بالجنان أم بالأركان فمورد الحمد اللسان وحده ومتعلقه النعمة وغيرها ومورد الشكر اللسان وغيره ومتعلقه النعمة وحدها فالحمد أعم متعلقًا وأخص مورد أو الشكر بالعكس ومن ثم تحقق تصادقهما في الثناء باللسان في مقابلة الإحسان وتفارقهما في صدق الحمد فقط على الثناء باللسان على العلم والشجاعة وصدق الشكر فقط على الثناء بالجنان على الإحسان والحمد عرفًا فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث أنه منعم على الحامد أو غيره والشكر عرفًا صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق لأجله فهو أخص متعلقًا من الثلاثة لاختصاص متعلقه بالله تعالى ولاعتبار شمول الآلات فيه بخلاف الثلاثة والشكر اللغوي مساو للحمد العرفي وبين الحمدين عموم من وجه (الذي بعث على رأس) أي أوّل (كل مائة سنة) قال المناوي من المولد النبوي أو البعثة أو الهجرة (من) أي مجتهدًا واحدًا أو متعددًا (يجدّد لهذه الأمة) المحمدية (أمر دينها) أي ما اندرس من أحكام شريعتها (وأقام) أي نصب (في كل عصر) أي زمن (من يحوط) بفتح أوّله (هذه الملة) المراد أنه يتعاهد أحكامها ويحفظها عن الضياع (بتشييد) أي إعلاء (أركانها وتأييد) أي تقوية (سننها وتبيينها) أي توضيحها للناس (وأشهد أن لا إله) أي معبود بحق (إلا الله وحده لا شريك له شهادة يزيح) أي يزيل (ظلام الشكوك صبح يقينها) أي شهادة جازمة يزيل نور يقينها ظلمة كل شك وريب (وأشهد أنّ سيدنا محمدًا عبده ورسوله) إلى كافة الثقلين (المبعوث لرفع كلمة الإسلام) أي الكلمة التي من نطق بها حكم بإسلامه وفيه إطلاق الكلمة على الكلام (وتشييدها) أي إعلائها (وخفض كلمة الكفر) دعوى الشريك لله ونحو ذلك (وتوهينها صلى الله عليه وعلى آله) أي أقاربه المؤمنين من بني هاشم والمطلب أو اتقياء أمته (وصحبه) اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي وهو من اجتمع مؤمنًا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد نبوّته وعطف الصحب على الآل الشامل لبعضهم ليشمل الصلاة والسلام باقيهم (ليوث الغابة) قال المناوي استعارة لمزيد شجاعتهم جمع ليث وهو الأسد والغابة شجر ملتف أو نحوه تأوى إليه الأسود وزاد قوله (وأسد عرينها) دفعًا لتوهم احتمال عدم إرادة الحيوان المفترس بلفظ الليث إذا الليث أيضًا نوع من العنكبوت والعرينة مأوى الأسد (هذا) المؤلف (كتاب) أي مكتوب (أودعت)

صنت وحفظت (فيه من الكلم) بفتح فكسر جمع كلمة كذلك (النبوية) أي المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم (ألوفًا) جمع ألف قيل وعدته عشرة آلاف وتسعمائة وأربعة وثلاثون (ومن الحكم) بكسر ففتح جمع حكمة وهي العلم النافع المؤدّى إلى العمل (المصطفوية) المنسوبة إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم (صنوفًا) أي أنواعًا من الأحاديث فإنها متنوّعة إلى مواعظ وغيرها (اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة) غالبًا (ولخصت فيه من معادن الأثر) بالتحريك أي المأثور أي المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم (إبريزه) بكسر الهمزة أي خالصه وأحسنه قال المناوي شبه أصول الحديث بالمعادن وما أخذه منها بالذهب الخالص وجمعه لها بالتلخيص (وبالغت في تحرير التخريج) أي اجتهدت في تحرير عزو الأحاديث إلى مخرجيها (فتركت القشر وأخذت اللباب) أي تجنبت الأخبار الموضوعة (وصنته عما تفرد به) أي بروايته راو (وضاع) للحديث (أو كذاب) كثير الكذب وإن لم يعرف بالوضع (ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع كالفائق) للعلامة ابن غنائم (والشهاب) بكسر أوّله للقاضي أبي عبد الله القضاعي (وحوى) جمع وضم (من نفائس الصناعة الحديثية) أي المنسوبة للمحدّثين (ما لم يودع قبله في كتاب) من الكتب المؤلفة في ذلك النوع (ورتبته على حروف المعجم) أي حروف التهجي (مراعيًا) في الترتيب (أوّل الحديث فما بعده) أي محافظًا على الابتداء بالحرف الأوّل والثاني من كل كلمة أولى من الحديث وهكذا (تسهيلاً على الطلاب) لعلم الحديث (وسميته بالجامع الصغير من حديث البشير النذير) ثم بين وجه التسمية بقوله (لأنه مقتضب) أي مقتطع (من الكتاب الكبير الذي سميته جمع الجوامع) تبعه كل مؤلف جامع (وقصدت فيه) أي في الكتاب الكبير (جمع الأحاديث النبوية بأسرها) أي جمعيها قال المناوي وهذا بحسب ما اطلع عليه المصنف لا باعتبار ما في نفس الأمر (وهذه رموزه) أي إشاراته الدالة على من خرج الحديث من أهل الأثر (خ) للبخاري) أمام المحدّثين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه صاحب أصح الكتب بعد القرآن (م) لمسلم) بن الحجاج القشيري (ق) لهما) في الصحيحين (د) لأبي داود) قال المناوي سليمان بن الأشعث الشافعي (ت) للترمذي) محمد بن عيسى (ن) للنساءي) أحمد بن شعيب الخراساني الشافعي (5) لابن ماجه) محمد ابن يزيد وماجه لقب لأبيه (4) لهؤلاء الأربعة) أبي داود ومن بعده (3) لهم إلا ابن ماجه (حم) لأحمد في مسنده) هو الإمام أحمد بن محمد بن حنبل ناصر السنة (عم) لابنه) عبد الله (في زوائده) أي زوائد مسند أبيه (ك) للمحاكم) محمد بن عبد الله (فإن كان في مستدركه) على الصحيح الذي قصد فيه جمع الزائد عليهما مما هو على شرطهما أو شرط أحدهما أو هو صحيح (أطلقت) العزو إليه (وإلا) بأن كان في غيره كتاريخه (بينته) بأن اصرح باسم الكتاب المضاف إليه (خد) للبخاري في الأدب) كتاب مشهور (نخ) له في التاريخ

قال المناوي أي الكبير إذ هو المعهود عند الإطلاق ويحتمل غيره وله ثلاثة تواريخ (حب) لابن حبان) محمد بن حبان التميمي الفقيه الشافعي (في صحيحه (طب) للطبراني) سليمان اللخمي (في الكبير) أي معجمه الكبير المصنف في أسماء الصحابة (طس) له في الأوسط) أي في معجمه الأوسط الذي ألفه شيوخه (طص) له في الصغير) أي في أصغر مجاميعه الثلاثة (ص) لسعيد بن منصور في سننه (ش) لابن أبي شيبة عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة (عب) لعبد الرزاق في المجامع (ع) لأبي يعلى في مسنده (قط) للدارقطني) علي بن عمر البغدادي الشافعي (فإن كان في السنن أطلقت) العزو إليه (وإلا بينته) أي أضفته إلى الكتاب الذي هو فيه (فر) للديلمي في مسند الفردوس) قال المناوي المخرج على كتاب الشهاب المرتب على هذا النحو والفردوس لعماد الإسلام أبي شجاع الديلمي ومسنده لولده أبي منصور (حل) لأبي نعيم) أحمد بن عبد الله الأصفهاني الصوفي الفقيه الشافعي (في الحلية) أي في كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (هب) للبيهقي أحد أئمة الشافعية (في شعب الإيمان (هق) له في السنن) الكبرى (عد) لابن عدي) عبد الله بن عدي الجرجاني (في الكامل) الذي ألفه في معرفة الضعفا (عق) للعقيلي) في كتابه الذي صنفه (في الضعفا) أي في بيان حال الحديث الضعيف (خط) للخطيب) أحمد ابن علي بن ثابت البغدادي الفقيه الشافعي (فإن كان) الحديث الذي أعز إليه (في التاريخ أطلقته والا) بأن كان في غيره من مؤلفاته (بينته) بأن أعين الكتاب الذي هو فيه (والله أسأل) لا غيره كما يفيده تقديم المعمول (أن يمن بقبوله وأن يجعلنا) قال المناوي أتى بنون العظمة إظهارا لملزومها الذي هو نعمة من تعظيم الله تعالى له بتأهيله للعلم امتثالاً لقوله تعالى وأمّا بنعمة ربك فحدّث (عنده) عندية إعظام وإكرام لا مكان (من حزبه) خاصته وجنده (المقلحين) الفائزين بكل خير (وحزب رسوله آمين (إنما الأعمال) أي إنما صحتها أو إنما كمالها (بالنيات) جمع نية وهي لغة القصد وشرعًا قصد الشيء مقترنًا بفعله فإن تراخى عنه كان عزمًا والحصر اكثري لا كلي إذ قد يصح العمل بلا نية كالآذان والقراءة (وإنما لكل امرئ) أو امرأة (ما نوى) أشار به كما قال العلقمي إلى أن تعيين المنوي يشترط فلو كان على إنسان صلاة فائتة لا يكفيه أن ينوي الصلاة الفائتة بل يشترط أن ينوي كونها ظهرًا أو عصرًا أو غيرها ولولا اللفظ الثاني أي وإنما لكل امرء ما نوى لاقتضى الأول إنما الأعمال بالنيات صحة النية بلا تعيين أو أوهم ذلك وقال المناوي فليس هذا تكرارًا فإن الأول دل على أن صلاح العمل وفساده بحسب النية المقتضية للإيجاد والثاني على أن المعامل ثوابه على عمله بحسب نيته (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله) أي انتقاله من دار الكفر إلى دار الإسلام قصد أو عزمًا (فهجرته إلى الله ورسوله) ثوابًا وأجرًا أي فقد استحق الثواب العظيم المستقر للمهاجرين وقال زين العرب الفاء في قوله فمن كانت هجرته إلخ فاء جزاء شرط مقدر أي وإذا كانت الأعمال بالنيات فمن كانت هجرته

(حرف الهمزة)

إلى الله ورسوله أي من قصد بالهجرة القربة إلى الله تعالى لا يخلطها بشيء من إعراض الدنيا فهجرته إلى الله ورسوله أي فهجرته مقبولة مثاب عليها وقد حصل التغاير بين الشرط والجزا بهذا التقدير (ومن كانت هجرته إلى دنيا) وفي رواية الدنيا بضم أوّله والقصر بلا تنوين واللام للتعليل أو بمعنى إلى (يصيبها) أي يحصلها (أو امرأة ينكحها) قال المناوي جعلها قسما الدنيا مقابلاً لها تعظيمًا لأمرها لكونها أشد فتنة فأو للتقسيم وهو أولى من جعله عطف خاص على عام لأن عطف الخاص على العام يختص بالواو (فهجرته إلى ما هاجر إليه) قال العلقمي قال الكرماني فإن قلت المبتدأ والخبر بحسب المفهوم متحدان فما الفائدة في الإخبار قلت لا اتحاد لأن الجزاء محذوف وهو فلا ثواب له عند الله والمذكور مستلزم له دال عليه أو فهي هجرة قبيحة خسيسة لأن المبتدأ والخبر وكذا الشرط والجزاء إذا اتحدا صورة يعلم منه التعظيم نحو أنا أنا وشعري وشعري ومن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله أو التحقير نحو فهجرته إلى ما هاجر إليه قال المناوي وذم قاصد أحدهما وإن قصد مباحًا لكونه خرج لطلب فضيلة ظاهرةًا وأبطن غيره وفيه أن الأمور بمقاصدها وهي أحد القواعد الخمس التي رد بعضهم جميع مذهب الشافعي إليها وغير ذلك من الأحكام التي تزيد على سبعمائة وقد تواتر النقل عن الأئمة في تعظيم هذا الحديث حتى قال ابن عبيد ليس في الأحاديث أجمع وأغنى وأكثر فائدة منه وقال للشافعي وأحمد هو ثلث العلم اهـ قال العلقمي وقيل ربعه وقيل خمسه وكان المتقدمون يستحبون تقديم حديث إنما الأعمال بالنيات أمام كل شيء ينشأ ويبتدأ من أمور الدين لعملوم الحاجة إليه ولهذا صدر به المصنف تبعًا للبخاري فينبغي لمن أراد أن يصنف كتابًا أن يبدأ به (ق 4) عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حل قط في غرائب) الإمام (مالك) بن أنس (عن أبي سعيد) سعد بن مالك الأنصاري الخدري (ابن عساكر) أبو القاسم علي الدمشقي الشافعي (في أماليه عن أنس) بن مالك الأنصاري خادم النبي صلى الله عليه وسلم (الرشيد العطار) قال المناوي رشيد الدين أبو الحسين يحيى المشهور بابن العطار (في جزء من تخريجه عن أبي هريرة) الدوسي عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولاً. (حرف الهمزة) (آتى) بمد الهمزة أي اجئ بعد الانصراف من الموقف (باب الجنة) قال المناوي باب الرحمة أو التوبة وفي نسخة شرح عليها المناوي يوم القيامة (فاستفتح) أي أطلب فتح الباب بالقرع (فيقول الخازن) أي الحافظ للجنة وهو رضوان (من أنت فأقول محمد) اكتفى به وإن كان المسمى به كثيرا لأنه العلم الذي لا يشتبه (فيقول بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك) قال العلقمي قال الطيبي بك متعلق بأمرت والباء للسببية قدمت للتخصيص والمعنى بسببك أمرت بأن لا أفتح لغيرك لا بشيء آخر ويجوز أن تكون صلة للفعل وأن لا أفتح

بدلاً من الضمير المجرور أي أمرت بأن لا أفتح لأحد غيرك اهـ وقد استشكل بإدريس فإنه دخل الجنة وهو فيها قلت اختلف في قوله تعالى في قصة إدريس ورفعنا مكانًا عليًا فقيل هو حي في السماء الرابعة أو السادسة أو السابعة أو في الجنة أدخلها بعد أن أذيق الموت وأحيى ولم يخرج منها فهذه أقوال ولم يربح منها شيء فلم يثبت كونه في الجنة باتفاق وعلى تقدير كونه في الجنة فيجاب بأن المراد بالدخول الدخول التام في يوم القيامة فإنه لابّد أن يحضر الموقف مع الأنبياء للسؤال لهم هل بلغوا أممهم الرسالة أم لا وما قيل بأن السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة قبله يقال في جوابه أنهم إنما دخلوا بشفاعته فالدخول منسوب إليه ويجاب بأنهم لا يدخلون من الباب لما ورد بأنهم يطيرون فيدخلون من أعلى السور فيقول الخازن من أذن لكم فيقولون بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم (حم م) عن أنس بن مالك (آخر من يدخل الجنة) قال المناوي من الموحدين (رجل يقال له) هو (جهينة) ويجوز أن يرفع بالفعل لأن المراد به الاسم أي هذا اللفظ كما أفاده البيضاوي في تفسير قوله تعالى يقال له إبراهيم وهو بضم ففتح اسم قبيلة سمى به الرجل هو (فيقول أهل الجنة عند جهينة الخبر اليقين) قال العلقمي زاد في الكبير بعد اليقين سلوه هل بقى من الخلائق أحد يعذب فيقول لا قلت قوله من الخلائق أي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لما علم أن الكفار مخلدون أبدًا اهـ فانظر ما الحامل للعلقمي على التخصيص بأمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن الكفار مخلدون أبدًا اهـ (خط) في كتاب (رواة مالك بن أنس) قال الشيخ أي في كتابه الذي اقتصر فيه على رواة مالك أي الرواين عن مالك (عن) عبد الله (بن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف (آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة) النبوية علم لها بالغلبة فلا يستعمل معرفًا إلا فيها قال العلقمي وعدّ ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم وهو أنّ بلده لا تزال عامرة إلى آخر الوقت (ت) عن أبي هريرة) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (آخر من يحشر) أي يساق إلى المدينة والحشر السوق من جهات مختلفة والمراد من يموت قال عكرمة في قوله تعالى وإذا الوحوش حشرت حشرها موتها (راعيان) تثنية راع وهو حافظ الماشية (من مزينة) بالتصغير قبيلة معروفة (يريدان) أي يقصدان (المدينة ينعقان بغنمهما) قال العلقمي بفتح التحتية وسكون النون وكسر العين المهملة بعدها قاف ثم ألف ثم نون والنعيق زجر الغنم أي يصيحان بها يسوقانها (فيجدانها) أي الغنم (وحوشًا) بضم الواو بأن تنقلب ذواتها وبأن تتوحش فتنفر من صياحهما أو الضمير للمدينة خالية والوحش الخلا أو يسكنها الوحش لانقراض ساكنيها قال النووي وهو الصحيح والأول غلط وتعقبه ابن حجر بأن قوله (حتى إذا بلغا ثنية الوداع) يؤيد الأول لأنّ وقوع ذلك قبل دخول المدينة وثنية الوداع بفتح الواو محل عقبة عند حرم المدينة سمى به لأنّ المودعين يمشون مع المسافر من المدينة إليها وقال العلقمي ثنية الوداع هي ثنية مشرفة على المدينة يطأها

من يريد مكة وقيل من يريد الشام وأيده السمهودي وقيل يقال لكل منهما ثنية الوداع (خرا) أي سقطا (على وجوههما) أي أخذتهما الصعقة عند النفحة الأولى وذا ظاهر في أنه يكون لإدراكهما الساعة قال المناوي وإيقاع الجمع موقع التثنية جائز وواقع في كلامهم إذ لا يكون لواحد أكثر من وجه ذكره ابن الشجري اهـ وقال الجلال المحلي في تفسير قوله تعالى فقد صغت قلوبكما أطلق قلوب على قلبين ولم يعبر به لاستثقال الجمع بين ثنتين فيما هو كالـ كلمة الواحدة (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (آخر ما أدرك الناس) قال العلقمي أي أهل الجاهلية (من كلام النبوة الأولى) أي نبوة آدم (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) أي إذا لم تستح من العيب ولم تخش من العار مما تفعله فافعل ما تحدثك به نفسك من إغراضها حسنًا كان أو قبيحًا فإنك مجزى به فهو أمر تهديد وفيه إشعار بأن الذي يردع الإنسان عن مواقعة السوء والحياء وقال المناوي أو هو على حقيقته ومعناه إذا كنت في أمورك آمنًا من الحياء في فعلها لكونه على وفق الشرع فاصنع منها ما شئت ولا عليك من أحد وقد نظم بعضهم معنى الحديث فقال: إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقًا ... وتستح مخلوقًا فما شئت فاصنع (ابن عساكر في تاريخه) تاريخ دمشق (عن أبي مسعود) البدري الأنصاري (آخر ما تكلم به إبراهيم) الخليل (حين ألقي في النار) التي أعدها له نمرود فجعلوها في منجنيق ورموه فيها فقال له جبريل هل لك حاجة قال أما إليك فلا فقال سل ربك فقال حسبي من سؤالي علمه بحالي فجعل الله الحظيرة روضة فلم يحترق منه إلا وثاقه فأطلع الله عليه نمرودًا من الصرح فقال إني مقرب إلى إلهك فذبح أربعة آلاف بقرة وكف عن إبراهيم وكان إذ ذاك ابن ست عشرة سنة (حسبي) أي كفاني وكافلي وهو (الله) لا غيره (ونعم) كلمة مدح (الوكيل) أي الموكول إليه وفهم من قول آخر ما نكلم به إبراهيم أنه تكلم بغيره وسيأتي أن لما ألقى إبراهيم في النار قال اللهم أنت في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك (خط) عن أبي هريرة وقال الخطيب (غريب) أي هو حديث غريب وهو ما انفرد به حافظ ولم يذكره غيره (والمحفوظ) عند المحدثين (عن ابن عباس موقوف) عليه غير مرفوع قال المناوي لكن مثله لا يقال من قبل الرأي فهو في حكمه (آخر أربعاء) ال المناوي بتثليث لباء والمد (في الشهر) من الشهرة يقال أشهر الشهر إذا طلع هلاله (يوم نحس) بالإضافة وبدونها أي شؤم وبلاء (مستمر) على من تطير به أو أعتقد نحو ستة لذاته وخاف منها معتقدا ما عليه المنجمون أما من اعتقد له لا ينفع ولا يضر إلا الله تعالى فلس هو بنحس عليه (وكيع) ن الجراح أبو سفيان الدوسي (في) كتاب (المفرد وابن مردويه) أبو بكر أحمد بن موسى (في التفسير) تفسير القرآن (خط) عن ابن عباس قال العلقمي وحاصل كلام شيخنا على الموضوعات أنه ليس بموضوع (آدم) قال المناوي من آديم الأرض أي ظاهر وجهها سمي به لخلقه منه (في السماء الدنيا)

أي القريبة منا (تعرض عليها أعمال ذريته) قال المناوي ولا مانع من عرض المعاني وإن كانت إعراضًا لأنها في عالم الملكوت متشكلة بأشكال تخصها ومعنى عرضها إنه يراهم بمواضعهم فيرى السعداء من الجانب الأيمن وغيرهم من الأيسر (ويوسف) بن يعقوب (في السماء الثانية وابنا الخالة يحيى وعيسى في السماء الثالثة وإدريس في السماء الرابعة وهارون في السماء الخامسة وموسى بن عمران في السماء السادسة وإبراهيم في السابعة) قال المناوي وزاد في رواية مسند ظهره إلى البيت المعمور قال وإذا لم تقل بتعدد المعراج فأثبت ما قبل في الترتيب ان ابني الخالة في السماء الثانية ويوسف في الثالثة وقد استشكل رؤية الأنبياء في السموات مع أن أجسادهم مستقرة في قبورهم وأجيب بأن أرواحهم تشكلت بصور أجسادهم أو أحضرت أجسادهم لملاقاته صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وهو قطعة من حديث الإسراء عند الشيخين من حديث أنس لكن فيه مخالفة في الترتيب (ابن مردويه في التفسير عن أبي السعيد) الخدري (آفة الظرف) الآفة بالمد العامة قال في المصباح الآفة عرض يفسد ما يصيبه وهي العاهة والظرف بفتح الظاء وسكون الراء الوعاء والمراد هنا الكيس والبراعة (الصلف) قال العلقمي بالصاد المهملة واللام المفتوحتين والفاء هو الفكر في الظرف والزيادة على المقدار مع تكبر اهـ وقال المناوي الصلف بالتحريك مجاوزة القدر أيضًا والعاهة براعة اللسان وذكاء الجنان التطاول على الأقران والتمدح بما ليس في الإنسان والمراد أن الظرف من الصفات الحسنة لكن له آفة رديئة كثيرًا ما تعرض عليه فإذا عرضت له أفسدته فليحذر ذو الظرافة تلك الآفة وكذا يقال فيما بعده (وآفة لشجاعة) قال العلقمي قال الجوهري الشجاعة شدة القلب عند البأس وقد شجع الرجل بالضم فهو شجاع اهـ وقال في المصباح شجع بالضم شجاعة قوى قلبه واستهان بالحروب جراءة وقداما فهو شجيع وشجاع (البغي) قال العلقمي أصل البغي مجاوزة الحد وقال المناوي أي وعاهة شدة القلب عند البأس تجاوز الحد والتعدي والإفساد (وآفة لسماحة) قال العلقمي السماحة المساهلة والسماح رباح أي المساهلة في الأشياء تربح صاحبها واسمح يسمح لك أي سهل يسهل عليك والإسماح لغة في السماح يقال سمح واسمح إذا جاد وأعطى عن كرم وقال في المصباح سمح بكذا يسمح بفتحتين سموحًا وسموحة جاد وأعطى أو وافق على ماذا يريد منه واسمح بالألف لغة (المن) المذموم وهو تعداد النعم الصادرة من الشخص إلى غيره كقوله فعلت مع فلان كذا وكذا ويطلق المن على الأنعام وتعديد النعم من الله تعالى مدح ومن الإنسان ذم ومن بلغة الزمخشري طعم الا لاء أحلى من المن وهو أمر من الا لاء عند المن أراد بالا لاء الأولى النعم وبالثانية الشجر المرو أراد بالمن الأول المذكور في قوله تعالى المن والسلوى وبالثاني تعديد النعم على المنعم عليه (وآفة الجمال) أي الحسن والجمال يقع على الصرر والمعاني قال في المصباح وجمل الرجل بالضم

وبالكسر جمالاً فهو جميل وامرأة جميلة (الخيلا) قال في النهاية الخيلاء بالضم والكسر الكبر والعجب قال المناوي أي وعاهة الحسن العجب والكبر والتيه (وآفة العبادة الفترة) أي وعاهة الطاعة التواني والتكاسل فيها بعد كمال النشاط والاجتهاد (وآفة الحديث) أي ما يحدث به وينقل (الكذب) بالتحريك ويجوز بالتخفيف بكسر الكاف وسكون الذال أي الإخبار بالشيء بخلاف ما هو عليه (وآفة العلم) قال العلقمي هو حكم الذهن الجازم المطابق لموجب (النسيان) أي وعاهة العلم أن يهمله العالم حتى يذهب عن ذهنه (وآفة الحلم) بالكسر (السفه) أي وعاهة الآناءة والتثبت وعدم العجلة الخفة والطيش وعدم الملكة (وآفة الحسب) بالتحريك هو الشرف بالآباء وما يعده الإنسان من مفاخره (الفخر) هو ادعاء العظم والكبر والشرف أي وعاهة الشرف بالآباء ادعاء العظم والتمدح بالخصال (وآفة الجود السرف) أي وعاهة السخاء التبذير وهو الإنفاق في غير طاعة ومجاوزة المقاصد الشرعية والقصد التحذير من هذه العاهات المفسدة لهذه الخصال الحميدة (هب) وكذا ابن لال (وضعفه) أي البيهقي (عن علي) أمير المؤمنين (آفة الدين ثلاثة) من الرجال (فقيه) أي عالم بالأحكام الشرعية (فاجر) أي منبعث بالمعاصي (وإمام) سلطان سمي به لأنه يتقدم على غيره (جائر) أي ظالم (و) عابد (مجتهد) في العبادة (جاهل) بأحكام الدين وخص الثلاثة لعظم الضرر فيهم لأن شؤم كل منهم يعرد على الدين بالوهن والعالم يقتدي به والإمام تعقتد العامة وجوب طاعته والمتعبد يعظم الاعتقاد فيه (فر) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (آفة العلم النسيان) لما تقدم (وإضاعته) أي هلاكه (أن تحدث به غير أهله) من لا يفهمه ولا يعرفه فتحديثه بالعلم غير أهله هلاك للعلم لعدم معرفتهم بما يحدثهم به (ش) عن الأعمش مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (معضلاً) وهو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي (وأخرج) ابن أبي شيبة (صدره فقط) وهو قوله آفة العلم النسيان (عن ابن مسعود) عبد الله الهذلي أحد العبادلة الأربعة على ما في صحاح الجوهري موقوفًا عليه غير مرفوع (أكل) بكسر الكاف والمداي متناول (الربا) قال العلقمي بالقصر وألفه بدل من واو ويكتب بهما وبالياء ويقال فيه الرماء بالميم والمد وهو لغة الزيادة وشرعًا عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة للعقد أو مع التأخير في البدلين أو أحدهما وهو أنواع وبالفضل وهو البيع مع زيادة أحد العوضين عن الآخر وربا اليد وهو البيع مع تأخير قبضهما لو قبض أحدهما وربا النسا وهو البيع لأجل قيل وربا القرض المشروط فيه جزء نفع ويمكن عوده لربا الفضل وكلها حرام كما شمله الحديث وهو من الكبائر وسيأتي مصرحًا بذلك (وموكله) أي مطعمه (وكاتبه) أي الذي يكتب الوثيقة بين المترابيين (وشاهداه) اللذان يشهدان على العقد (إن علموا به) أي إنه ربا (و) المرأة (الواشمة) التي تغرز بجلد بإبرة وتدر عليه نحو

نيلة ليخضر أو يزرق (والموشومة) المفعول بها ذلك (للحسن) أي لأجل التحسن قال المناوي ولا مفهوم له لأن الوشم قبيح شرعًا مطلقًا (ولاوى) بكسر الواو (الصدقة) أي مانع الزكاة (والمرتد) حال كونه (إعرابيًا) بفتح الهمزة وياء النسبة إلى الجمع لأنه صار علمًا فهو كالمفرد (بعد الهمزة) يعني والعائد إلى البادية ليقيم مع الأعراب بعد مهاجرته مسلمًا وكان ممن رجع من هجرته بلا عذر يعد كالمرتد لوجوب الإقامة مع النبي صلى الله عليه وسلم لنصرته (معلونون) أي مطرودون عن مواطن الأبرار لما اجترحوه من ارتكاب هذه الأفعال القبيحة التي هي من كبار الأصار (على لسان محمد) صلى الله عليه وسلم أي بقوله بما أوحي إليه لأنه صلى الله عليه وسلم لم يبعث لعانًا كما ورد (يوم القيامة) ظرف للعن أي هم يوم القيامة مبعودون مطرودون عن منازل القرب وفيه أن ما حرم أخذه حرم إعطاؤه وقد عدها الفقهاء من القواعد وفرعوا عليها كثيرًا من الأحكام لكن استثنوا منها مسائل منها الرشوة للحاكم ليصل إلى حقه وفك الأسير وإعطاء شيء لمن يخاف هجره وغير ذلك وفيه جواز لعن غير المعين من أصحاب المعاصي (ن) عن أبي مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الصحة (آكل) بمد الهمزة وضم الكاف (كما يأكل العبد) قال المناوي أي في القعود له وهيئة التناول والرضاء بما حضر فلا أتمكن عند جلوسي له كفعل أهل الرفاهية (وأجلس كما يجلس العبد) ظاهر الحديث الإطلاق وقال المناوي للأكل واحتمال الإطلاق بعيد من السياق لا كما يجلس الملك فإن التخلق بأخلاق العبدية أشرف وتجنب عادة المتكبرين وأهل الرفاهية أعظم (ابن سعد) في الطبقات (ع) كلاهما (عن عائشة) أم المؤمنين قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (آل محمد كل تقى) أي من قرابته لقيام الأدلة على أن آله من حرمت عليهم الصدقة وهم أقاربه المؤمنون من بني هاشم والمطلب أو المراد آله بالنسبة لمقام نحو الدعاء فالإضافة للاختصاص أي هم مختصون به اختصاص أهل الرجل به وأما حديث ناجد كل تقى فقال المؤلف لا أعرفه قال العلقمي المتقي اسم فاعل من قولهم وقاه فاتقى الوقاية فرط الصيانة وفي عرف الشرع اسم لمن يقي نفسه عما يرضه في الآخرة (طس) عن أنس بن مالك قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم من آل محمد فذكره وهو حديث ضعيف (آل القرآن) المراد بهم حفظته العاملون به وأضيفوا إلى القرآن لشدة اعتنائهم به (آل الله) قال العلقمي أي أولياؤه المختصون به اختصاص أهل الإنسان به وحينئذ هم أشراف الناس كما سيأتي أشراف متى حملة القرآن اهـ وقال المناوي أضيفوا إلى الله تعالى تشريفًا أمام من حفظه ولم يحفظ حدوده ويقف عند أوامره ونواهيه فاجبى من هذا التشريف إذ القرآن حجة عليه لآله (خط) في رواة مالك عن أنس بن مالك ويؤخذ من كلام العلقمي أنه حديث ضعيف لا موضوع (آمروا) بمد الهمزة وميم مخففة مكسورة (النساء في بناتهن) أي ساوروهن في تزويجهن قال العلقمي وذلك من جملة استطابة

أنفسهن وهو أدعى إلى الألفة وخوفًا من وقوع الوحشة بينهما إذا لم يكن برضاء الأم إذ البنات إلى الأمهات أميل وفي سماع قولهن أرغب ولأن المرأة ربما علمت من حال بنتها الخافي عن أبيها أمر لا يصلح معه النكاح من علة تكون بها أو سبب يمنع من الوفاء بحقوق النكاح (دهق) كلاهما عن ابن عمر بن الخطاب قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (امروا النساء) المكلفات (في أنفسهن) أي شاوروهن في تزويجهن (فإن الثيب) قال المناوي فعيل من ثاب رجع لرجوعها عن الزوج الأول أو بمعاودتها التزوج (تعرب) أي تبين وتوضح (عن نفسها) لعدم غلبة الحياء عليها (وإذن البكر) أي العذراء وهي من لم توطأ في قبلها (صمتها) أي سكوتها وإن لم تعلم أنه إذنها وفي نسخة صماتها قال المناوي والأصل وصمتها كإذنها فشبه بالإذن شرعًا ثم جعل إذنًا مجازًا ثم قدم للمبالغة وأفاد أن الولي لا يزوج موليته إلا بإذنها وأن الثيب لابد من نطقها وأن البكر يكفي سكوتها لشدة حيائها وهذا عند الشافعي في غير المجبر أما هو فيزوج البكر بغير إذن مطلقًا لأدلة أخرى وقال الأئمة الثلاثة عقده بغير إذن موقوف على إجازتها (طب هق) عن العرس بضم العين المهملة وسكون الراء (ابن عميرة) بفتح المهملة وكسر الميم الكندي صحابي معروف (آمن) بالمد وفتح الميم (سعر) بكسر المعجمة (أمية) بضم الهمزة وفتح الميم والمثناة التحتية المشددة تصغير أمة تعبد في الجاهلية وطمع في النبوة (ابن أبي الصلب) قال العلقمي واسم أبي الصلت عبد الله بن ربيعة بن عوف الثقفي (وكفر قلبه) قال العلقمي كان أمية يتعبد في الجاهلية ويؤمن بالبعث وأدرك الإسلام ولم يسلم ومن شعره ما رايته منقولاً عن البغوي عن أمية أنه لما غشى عليه وأفاق قال: كل عيش وإن تطاول دهرًا ... صائر أمره إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في قلال الجبال أرعى الوعولا إن يوم الحساب يوم عظيم ... شاب فيه الوليد يومًا ثقيلا قال الدميري وذكر عن سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع قول أمية: لك الحمد والنعماء والفضل ربنا ... فلا شيء أعلى منك حمدًا وأمجدا قال آمن شعر أمية وكفر قلبه اهـ وكفر قلبه عدم إيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر كما صرح به النووي رحمه الله (أبو بكر) محمد بن القاسم (ابن الأنباري في) كتاب المصاحف (خط) وابن عساكر في تاريخه (عن ابن عباس (أمين) يقال أمين وآمين بالمد والقصر والمدا أكثر قال العلقمي وهو اسم مبني على الفتح ومعناه اللهم استجب لي (خاتم) بفتح التاء وكسرها (رب العالمين على لسان عباده المؤمنين) أي وخاتم دعاء الل تعالى بمعنى أنه يمنع الدعاء من الخيبة والرد لأن العاهات والبلايا تندفع به كما يمنع الطابع على الكتاب من فساد وإظهار ما فيه على الغير (عدا

طب) في كتاب (الدعاء عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف (آية الكرسي) أي الآية التي يذكر فيها الكرسي (ربع القرآن) لاشتماله على التوحيد والنبوة وأحكام الدراين وآية الكرسي ذكر فيها التوحيد فهي ربعه بهذا الاعتبار (أبو الشيخ) ابن حبان (في) كتاب (الثواب) للأعمال (عن أنس) بن مالك وهو حديث ضعيف (آية ما بيننا) أي العلامة المميزة بيننا (وبين المنافقين) الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم (أنهم لا يتضلعون) أي لا يكثرون (من) شرب ماء بئر (زمزم) وهو أشرف مياه الدنيا والكوثر أشرف مياه الآخرة قال العلقمي قال أصحابنا يستحب أن يشرب من ماء زمزم وأن يكثر منه ويستحب الدخول إلى البئر والنظر فيها وأن ينزع منها بالدلو الذي عليها ويشرب قال المناوي ويستحب أن ينضح منه على رأسه ووجهه وصدره وأن يزود من مائها ويستصحب منه ما أمكنه (تح ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (آية العز) أي القوة والشدة قال العلقمي العزة في الأصل القوة والشدة والغلبة والمعنى أن الملازم على قراءتها صباحًا ومساءً يحصل له من القوة والشدة ما يصير به عزيزًا شديدًا (الحمد) أي الوصف بالجميل ثابت (لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك) في الألوهية (ولم يكن له ولي) ناصر يواليه (من) أجل (الذل) أي مذلة ليدفها بمناصرته ومعاونته (وكبره تكبيرا) أي عظمه عن كل ما لا يليق به قال البيضاوي روى أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علمه هذه الآية (حم طب) عن معاذ بن أنس) وهو حديث ضعيف (آية الإيمان) قال العلقمي آية بهمزة ممدودة وتحتية مفتوحة وهاء تأنيث والإيمان مجرور بالإضافة أي علامته قال الحافظ بن حجر هذا هو المعتمد في ضبط هذه اللفظة في جميع الروايات في الصحيح وغيره ووقع في إعراب الحديث لأبي البقاء إنه الإيمان بكسر الهمزة ونون مشددة وهاء والإيمان مرفوع وإعرابه فقال أن للتوكيد والهاء ضمير الشأن والإيمان مبتدأ وما بعده خبره قال ابن حجر وهذا تصحيف منه قال شيخنا قلت ويؤيد ذلك أن في رواية النساء أي حب الأنصار آية الإيمان (حب الأنصار) جمع ناصر كصاحب وأصحاب أو نصير كشريف وإشراف قال المناوي وعلامة كمال إيمان الإنسان أو نفس إيمانه حب مؤمني الأوس والخزرج لحسن وفاء ما عاهدوا عليه من إيوائه ونصره على أعدائه زمن الضعف والعسرة (وآية النفاق بغض الأنصار) قال المناوي صرح به مع فهمه مما قبله لاقتضاء المقام التأكيد ولا دلالة في ذا على أن من لم يحبهم غير مؤمن إذ العلامة ويعبر عنها بالخاصة تطرد ولا تنعكس فلا يلزم من عدم العلامة عدم ما هي له أو يحتمل البغض على التقييد بالجهة فبغضهم من جهة كونهم أنصار النبي صلى صلى عليه وسلم لا يجامع التصديق انتهى وقال العلقمي قال ابن السني المراد حب جميعهم وبغض جميعهم لأن ذلك إنما يكون للدين ومن بغض بعضهم

لمعنى يسوغ البغض له فليس داخلاً في ذلك (حم ق ن) عن أنس بن مالك (آية) أي علامة (المنافق ثلاث) أخبر عن آية بثلاث باعتبار إرادة الجنس أي كل واحد منها آية أو لأن مجموع الثلاث هو الآية (إذا حدث كذب) بالتخفيف أي أخبر بخلاف الواقع (وإذا وعد) قال المناوي أخبر بخير في المستقبل وقال العلقمي والوعد يستعمل في الخير والشر يقال وعدته خيرًا ووعدته شرًا فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير الوعد والعدة وفي الشر الإيعاد والوعيد قال الشاعر: وأني إذا واعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي (اخلف) أي لم يف بوعده والاسم منه الخلف (وإذا ائتمن) قال العلقمي بصيغة المجهول وفي بعض الروايات بتشديد التاء وهو بقلب الهمزة الثانية منه واوًا بدال الواو تاء وإدغام التاء في التاء أي جعل أمينًا (خان) الخيانة ضد الأمانة وأصل الخيانة النقص أي ينقص ما ائتمن عليه ولا يؤديه كما كان عليه وخيانة العبد ربه أن لا يؤدى حقوقه والأمانات عبادته التي ائتمن عليها وعلامات المنافق أزيد من ثلاث ووجه الاقتصار على الثلاث هنا أنها منبهة على ما عداها إذا صل الديانات منحصرة في القول والفعل والنية فنبه على فساد القول بالكذب وعلى فساد الفعل بالخيانة وعلى فساد النية بالخلف لأن خلف الوعد لا يقدح إذا إذا كان العزم عليه مقارنًا للوعد فإن وعد ثم عرض له بعده مانع أو بداله رأي فليس بصورة النفاق قاله الغزالي فخلف الوعدان كان مقصودًا حال الوعد أثم قاعله وإلا فإن كان بلا عذر كره له ذلك أو بعذر فلا كراهة فإن قيل قد توجد هذه الخصال في المسلم أجيب بأن المراد نفاق العمل لإنفاق الكفر كما أن الإيمان يطلق على العمل كالاعتقاد وقيل المراد من اعتاد ذلك وصار دينًا له وقيل المراد التحذير من هذه الخصال التي هي من صفات المنافقين وصاحبها شبيه بالمنافقين ومتخلق بأخلاقهم (ق ت ن) عن أبي هريرة (آية) بالتنوين أي علامة (بيننا وبين المنافقين) نفاقًا عمليًا (شهود العشاء والصبح) أي حضور صلاتهما جماعة (لا يستطيعونها) لأن الصلاة كلها ثقيلة على المنافقين وأثقل ما عليهم صلاة العشاء والفجر لقوة الداعي إلى تركهما لأن العشاء وقت السكون والراحة والشروع في النوم والصبح وقت لذة النوم وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يومًا الصبح فقال أشاهد فلان قالوا لا قال ففلان قالوا لا فذكره (ص) عن سعيد بن المسيب بفتح الياء وتكسر (مرسلا) قال الشيخ حديث صحيح (آيتان) تثنية آية (هما قران) أي من القرآن (وهما يتقيان) المؤمن (وهما مما يحبهما لله) قال المناوي والقياس يحبه أو يحبها إذ التقدير وهما من الشيء الذي أو الأشياء التي والظاهران التثنية من تصرف بعض الرواة (الآيتان من آخر) سورة (البقرة) وقد ورد في عموم فضائلهما ما لا يحصى والقصد هنا بيان فضلهما على غيرهما والحث على لزوم تلاوتهما وفيه رد على من كره أن يقال البقرة وسورة البقرة بل السورة

التي يذكر فيها البقرة وفيه أن بعض القرآن أفضل من بعض خلافًا للبعض (فائدة) قال المبتولي في بعض الروايات من قرأ عشر آيات من سورة البقرة على مصروع آفاق من أولها أربع آيات إلى قوله المفلحون وآية الكرسي وبعدها آيتان إلى خالدون وثلاث من آخرها أولها لله ما في السموات وما في الأرض إلى آخرها (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (اثت المعروف) أي أفعله (واجتنب المنكر) أي لا تقربه قال المناوي والمعروف ما عرفه الشرع أو العقل بالحسن والمنكر ما أنكره أحدهما لقبحه عنده وقال العلقمي قال في النهاية المعروف النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس والمنكر ضد ذلك (وانظر) أي تأمل (ما يعجب أذنك) أي الذي يسرك سمعه (أن يقول لك القوم) المصدر المنسبك بيان لما واللام بمعنى في أي من قول القوم فيك من ثناء حسن وفعل جميل ذكروك به عند غيبتك (إذا قمت من عندهم) يعني فارقتهم أو فارقوك (فأنه) أي افعله (وانظر الذي تكره) سماعه من الوصف الذميم كالظلم والشح وسوء الخلق والغيبة والنميمة ونحو ذلك (أن يقول لك) أي فيك (القوم إذا قمت من عندهم فاجتنبه) لقبحه فإنه مهلك وسببه أن حرملة قال يا رسول الله ما تأمرني به فذكره (خد) والحافظ محمد (بن سعد) في الطبقات (والبغوي في معجمه والباوردي) بفتح الموحدة وسكون الراء وآخره دال مهملة نسبة لبدة بناحية خراسان وكنيته أبو منصور (في) كتاب (المعرفة) معرفة الصحابة (هب) كلهم (عن حرملة) بفتح الحاء والميم (ابن عبد الله ابن أوس) بفتح الهمزة وسكون الواو وكان من أهل الصفة (وماله غيره) أي لم يعرف لحرملة رواية غير هذا الحديث قال الشيخ حديث حسن لغيره (اثت حرثك) أي محل الحرث من حليلتك وهو قبلها إذ هو لك بمنزلة أرض تزرع وذكر الحديث يدل على أن الإتيان في غير المأتى حرام (أنى شئت) أي كيف شئت من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار بأن يأتيها في قبلها من جهة دبرها وفيه رد على اليهود حيث قالوا من أتى امرأة في قبلها من جهة دبرها جاء الولد أحول (وأطعمها) بفتح الهمزة (إذا طعمت) بتاء الخطاب لا التأنيث (واكسها) بوصل الهمزة وضم السين ويجوز كسرها (إذا اكتسيت) قال العلقمي وهذا أمرا رشاد يدل على أن من كمال المروءة أن يطعمها كلما أكل ويكسوها إذا اكتسى وفي الحديث إشارة إلى أن أكله يقدم على أكلها وأنه يبدأ في الأكل قبلها وحقه في الأكل والكسوة مقدم عليها لحديث ابدأ بنفسك ثم بمن تعول (ولا تقبح الوجه) بتشديد الموحدة أي لا تقل أنه قبيح أو لا تقل قبح الله وجهك أي ذاتك فلا تنسبه ولا شيئًا من بدنها إلى القبح الذي هو ضد الحسن لأن الله تعالى صور وجهها وجسمها وأحسن كل شيء خلقه وذم الصنعة يعود إلى مذمة الصانع وهذا نظير كونه صلى الله عليه وسلم ما عاب طعامًا قط ولا شيئًا قط وإذا امتنع التقبيح فالشتم واللعن بطريق الأولى (ولا نضرب) أي ضربًا مبرحًا مطلقًا ولا غير مبرح بغير إذن شرعي كنشوز وظاهر

الحديث النهي عن الضرب مطلقًا وإن حصل نشوز وبه أخذ الشافعية فقالوا الأولى ترك الضرب مع النشوز وسيأتي اضربوهن ولا يضرب إلا شراركم وسببه أن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن جدي قال قلت يا رسول الله نساؤنا أي أزواجنا ما نأتي منها وما نذراي ما نستمتع من الزوجة وما نترك قال هي حرثك وائت حرثك (د) عن بهز بن حكيم (عن أبيه عن جده) معاوية بن حيده الصحابي القشيري قال الشيخ حديث حسن لغيره (ائتوا المساجد) جمع مسجد وهو بيت الصلاة حال كونكم (حسرا) بضم الحاء المهملة وفتح السين المهملة المشددة جمع حاسر يقال حسرت العامة عن رأسي والثوب عن بدني أي كشفتهما (ومعصبين) بكسر الصاد الشديدة أي كاشفًا الرؤس وغير كاشفيها والعصابة كلما عصبت به رأسك من عمامة أو منديل أو خرقة (فإن العمائم) جمع عمامة بكسر العين المهملة (تيجان المسلمين) مجاز على التشبيه وهو علة لمحذوف أي وأتيانكم بالعمائم أفضل فإنها كتيجان الملوك والتاج ما يصاغ للملوك من الذهب (عد) عن علي أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (ائتوا الدعوة) بفتح الدال وتضم (إذا دعيتم) والإجابة إلى وليمة العرس فرض عين بشروط وتسقط بأعذار محلها كتب الفقه وأما الإجابة إلى غيرها فمندوبة وليس من الأعذار كون المدعو صائمًا (م) عن ابن عمر بن الخطاب (ائتدموا) إرشادًا أو ندبًا قال العلقمي والأدم بالضم ما يوكل مع الخبز أي شيء كان قال في المصباح وأدمت الخبز وأدمته باللغتين أي بالقصر والمد إذا أصلحت إساغته بالأدم والأدم ما يؤتدم به مائعًا كان أو جامدًا وجمعه أدم مثل كتاب وكتب ويسكن للتخفيف فيعامل معاملة المفرد ويجمع على آدام مثل قفل وإقفال (بالزيت) المعتصر من الزيتون (وادهنوا) بالتشديد أي أطلوا (به) بدنكم بشرًا وشعرًا يعني وقتًا بعد وقت لا دائمًا للنهي عن الإدهان والترجل الا غبا في حديث آخر (فإنه يخرج) أي ينفصل (من) ثمرة (شجرة مباركة) لكثرة ما فيها من القوى النافعة ويلزم من بركتها بركة ما يخرج منها (ك) وقال على شرطهما (هب) من حديث معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه (عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (ائتموا) أي أصلحوا الخبز بالآدام فإن أكل الخبز بغير آدام وعكسه ضار فالأولى المحافظة على الائتدام (ولو بالهاء) قال المناوي الذي هو مادة الحياة وسيد الشراب وأحد أركان العالم بل ركنه الأصلي وقال الشيخ ولو بمرق يقرب من الماء (طس) وكذا أبو نعيم والخطيب (عن ابن عمر) بن الخطاب (ائتدموا من) عصارة ثمرة (هذه الشجرة) شجرة الزيتون وقوله (يعني الزيت) مدرج من كلام بعض الرواة بيان لما وقعت الإشارة عليه (ومن عرض عليه طيب) بنحو إهداء أو ضيافة فلا يرده كما يجيء في حديث لخفة المنة في قبوله وإذا قبله (فليصب) أي فليتطيب (منه) ندبًا فإنه غذاء الروح التي هي مطية القوى وهو خفيف المؤنة والمنة (طس) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (ائتزروا) أي ألبسوا الإزار (كما رأيت

الملائكة) في ليلة الإسرا أو غيرها فرأى بصرية (تأتزر عند) عرش (وبها إلى أنصاف) جمع نصف (سوقها) بضم فسكون جمع ساق والمراد النهي عن إسبال الإزار وأن السنة جعله إلى نصف الساق فإن جاوز الكعبين وقصد الخيلاء حرم وإن لم يقصد كره قال المناوي جمع ملك من الألوكة بمعنى الرسالة وهم عند جمهور المتكلمين أجسام لطيفة نورانية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة وعند الحكماء جواهر مجردة علوية مخالفة للنفوس الإنسانية بالذات ورؤية المصطفى لهم تدل للأول (فر) من حديث عمران القطان عن المثنى (عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده) عبد الله بن عمرو بن العاص وهو حديث ضعيف (ائذنوا) أي الأزواج الأمر للندب باعتبار ما كان في الصدر الأول من عدم المفاسد ولهذا قالت عائشة لو علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن من المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل (للنساء) اللاتي لا تخافون عليهن ولا منهن فتنة (أن يصلين بالليل في المسجد الطيالسي) أبو داود (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (ائذنوا للنساء) أن يذهبن (بالليل إلى المساجد) للصلاة قال العلقمي خص الليل بذلك لكونه استر وقال شيخنا مفهومه أن لا يؤذن لهن بالنهار والجمعة نهارية فدل على أنها لا تجب عليهن وقال المناوي وعلم منه ومما قبله بمفهوم الموافقة أنهم يأذنون لهن بالنهار وأيضًا لأن الليل مظنة الفتنة تقديمًا لمفهوم الموافقة على مفهوم المخالفة (حم م دت) عن ابن عمر بن الخطاب (أبى الله) أي لم يرد (أن يجعل لقاتل المؤمن) بغير حق (توبة) هذا محمول على المستحمل لذلك ولم يتب ويخلص التوبة أو هو من باب الزجر والتنفير لينكف الشخص عن هذا الفعل المذموم إما كافر غير ذمي ونحوه فيحل قتله (طب) والضياء الحافظ ضياء الدين المقري (في) الأحاديث (المختارة) مما ليس في الصحيحين (عن أنس) بن مالك وهو حديث صحيح (أبى الله أن يرزق عبده المؤمن) أي الكامل الإيمان كما يؤذن به إضافته إليه سبحانه وتعالى (إلا من حيث لا يحتسب) أي من جهة لا تخطر بباله قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب فالرزق إذا جاء من حيث لا يتوقع كان أهنا وأمرًا (فر) عن أبي هريرة (هب) عن علي أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (أبى الله) أي امتنع (أن يقبل عمل صاحب بدعة) بمعنى أن لا يثيبه على ما عمله ما دام متلبسًا بها قال العلقمي قال النووي البدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة وقال ابن عبد السلام في آخر القواعد البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة قال والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فهي محرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة والمبدعة الواجبة أمثلة منها الاشتغال بعلم النحو الذي يفهم منه كلام الله تعالى

وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك واجب لأن حفظ الشريعة واجب ولا يتأتى حفظها إلا بذلك وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب الثاني حفظ غريب الكتاب والسنة من اللغة الثالث تدريس أصول الفقه الرابع الكلام في الجرح والتعديل وتمييز الصحيح من السقيم وقد دلت قواعد الشريعة على أن حفظ الشريعة فرض كفاية فيما زاد على المتعين ولا يتأتى ذلك إلا بما ذكرناه وللبدع المحرمة أمثلة منها مذاهب القدرية والجبرية والمرجئة والمجسمة والرد على هؤلاء من البدع الواجبة وللبداع المندوبة أمثلة منها أحداث الربط والمدارس وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول ومنها التراويح والكلام في دقائق التصوف وفي الجدل ومنها جمع المحافل في الاستدلال على المسائل إن قصد بذلك وجه الله وللبدع المكروهة أمثلة كزخرفة المساجد وتزيق المصاحف وللبدع المباحة أمثلة منها المصافحة عقب الصبح والعصر ومنها التوسع في اللذيذ من المأكل والمشرب والملابس والمساكن ولبس الطيالسة وتوسيع الأكمام وقد يختلف في بعض ذلك فيجعله بعض العلماء من البدع المكروهة ويجعله آخرون من السنن المفعولة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بعده وذلك كالاستعاذة في الصلاة والبسملة (حتى) أي إلى أن (يدع) أي يترك (بدعته) والمراد البدعة المذمومة ونفي القبول قد يؤذن بانتفاء الصحة كما في خبر لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتطهر وقد لا كما هنا (هـ) وابن أبي عاصم في السنة) والديلمي (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن (أبى الله أن يجعل للبلاء) قال العلقمي يقال بلى الثوب يبلى بلي بالكسر فإن فتحتها مددت فالذي في الحديث بكسر الباء والقصر قال في المصباح بلي الثوب يبلى من باب تعب بلي بالكسر والقصر وبلاء بالفتح والمد خلق فهو بال والمعنى امتنع الله تعالى أن يجعل للألم والسقم (سلطانًا) سلاطة وشدة ضنك (على بدن عبده) أضافه إليه للتشريف (المؤمن) أي على الدوام فلا ينافي وقوعه أحيانًا لتطهيره وتمحيص ذنوبه وحمل المتبولي هذا الحديث على المؤمن الغير الكامل الإيمان فلا يعارضه حديث إذا أحب الله عبدًا ابتلاه وحديث أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل لأن ذلك محمول على المؤمن الكامل الإيمان لا يقال ما هنا أيضًا محمول على الكامل الإيمان لإضافته إليه سبحانه وتعالى حتى لا ييأس أحد من رحمته كما في حديث اجتنبوا الكبر فإن العبد لا يزال يتكبر حتى يقول الله تعالى اكتبوا عبدي هذا في الجبارين (فر) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (ابتدروا) بكسر الهمزة (الآذان) أي أسرعوا إلى فعله (ولا تبتدروا الإمامة) لأن المؤذن أمين والإمام ضمين ومن ثم ذهب النووي إلى تفضيله عليها وإنما لم يؤذن النبي صلى الله عليه وسلم لشغله بشأن الأمة ولهذا قال عمرو رضي الله تعالى عنه لولا الخلافة لأذنت لأن المؤذن يحتاج لمراقبة الأوقات فلو أذن لفاته الاشتغال بشأن الأمة (ش) عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً

وله شواهده (ابتغوا) بكسر الهمزة أي اطلبوا (الرفعة) الشرف وعلو المنزلة (عند الله أي في دار كرامته قال له بعضهم وما هي قال (تحلم) بضم اللام (عمن جهل) أي سفه (عليك) بأن تضبط نفسك عن هيجان الغضب عن سفهه (وتعطي من حرمك) منعك ما هو لك لأن مقام الإحسان إلى المسيء ومقابلة إساءته بإحسان من كمال الإيمان وذلك يؤدي إلى الرفعة في الدارين قال العلقمي والمعنى أطلب الرفعة بأن تحلم عمن جهل عليك بالعفو والصفح عنه وعدم المؤاخذة بما نال منك (عد) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف (ابتغوا) أي اطلبوا (الخير عند حسان الوجوه) لأن حسن الوجه يدل على الحياء والجود والمروءة غالبًا أو المراد حسن الوجه عند السؤال فأرشد صلى الله عليه وسلم إلى أن من هذه صفته تطلب منه الحوائج لأن ذلك قل أن يخطى (قط) (في) كتاب (الأفراد عن أبي هريرة) قال الشيخ صحيح المتن حسن السند (أبد) بفتح الهمزة وسكون الموحدة وكسر الدال المهملة والأمر للإرشاد (المودة لمن وادك) والود خالص الحب أي أظهر المحبة لمن أخلص حبه لك قال العلقمي بأن تقول لمن تحب أني أحبك كما سيأتي مصرحًا بذلك وإن اتبعت القول بفعل هدية كان ذلك أبلغ في الكمال (فإنها) أي الخصلة أو الفعلة هذه (أثبت) أي أدوم وأرسخ (الحارث) بن أبي أسامة (طب) كلاهما (عن أبي حميد الساعدي) قال الشيخ حديث حسن (ابدأ) بكسر الهمزة بصيغة الأمر (بنفسك فتصدق عليها) أي قدم نفسك بما تحتاج إليه من كسوة ونفقة على عادة مثلها لأنك المخصوص بالنعمة المنعم عليك بها (فإن فضل) بفتح الضاد (شيء) عن كفاية نفسك (فلا هلك) أي فهو لزوجتك للزوم نفقتها لك وعدم سقوطها بمضي الزمان (فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك) قال المناوي أن حمل على التطوع شمل كل قريب أو على الواجب اختص بمن تجب نفقته منهم على اختلاف المذاهب (فإن فضل عن قرابتك شيء فهكذا وهكذا) أي بين يديك وعن يمينك وشمالك كناية عن تكثير الصدقة وتنويع جهاتها (ت) عن جابر بن عبد الله السلمي ورواه عن مسلم أيضًا (ابدأ بمن تعول) أي تمون يعني من تلزمك مؤنته من زوجة وقريب وذي روح ملكته فقدمهم على غيرهم وجوبًا (طب) عن حكيم (بن حزام) بكسر الحاء المهملة قال الشيخ حديث صحيح (ابدأوا) أيها الأمة في أعمالكم (بما) أي بالذي (بدأ الله به) في القرآن فيجب عليكم الابتداء في السعي بالصفا وذا أوان ورد عن سبب لكن العبرة بعموم اللفظ (قط) من عدة طرق (عن جابر) بن عبد الله وصححه ابن حزم (ابردوا بالظهر) أي أدخلوها في البر بأن تؤخروها عن أول وقتها إلى أن يصير للحيطان ظل يمشي فيه قاصد الصلاة في مسجد بعيد يتأذى بالحر في طريقه والأمر للندب (فإن شدة الحر من فيح جهنم) قال العلقمي بفتح الفاء وسكون التحتية وحاء مهملة أي سعة انتشارها وتنفسها والجملة تعليل لمشروعية التأخير وهل الحكمة فيه دفع المشقة لكونها تسلب الخشوع أو كونها الحالة التي ينشر

فيها العذاب الأظهر الأول تتمة قال شيخنا قال أبو البقاء يقال فوح وفيح وكلاهما قد ورد وهي من فاحت الريح تفوح وتفيح وقال الطيبي من أما إبتدائية أي شدة الحر نشأت وحصلت من فيح جهنم أو تبعيضية أي بعض منها وهو إلا وجه وكذا قوله الحمى من فيح جهنم (خ) عن أبي سعيد الخدري (حم ك) عن صفوان بن مخرمة بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الراء الزهري (ن) عن أبي موسى الأشعري (طب) عن ابن مسعود عبد الله (عد) عن جابر بن عبد الله (هـ) عن المغيرة بن شعبة بضم الميم وتكسر (أبردوا) بفتح الهمزة ندبًا أو إرشادًا (بالطعام) باؤه للتعدية أو زائدة أي تناولوه باردًا (فإن الحار) تعليل لمشروعية التأخير (لا بركة فيه) لا نماء ولا زيادة والمراد نفي الخير الإلهي قال أنس أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصحفة تفور فرفع يده منها ثم ذكره (فر) عن ابن عمر ابن الخطاب (ك) عن جابر بن عبد الله (وعن أسماء) بنت أبي بكر (مسدد) في المسند عن أبي يحيى (طس) عن أبي هريرة (حل) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (ابشروا وبشروا) أي أخبركم بما يسركم وأخبروا (من وراءكم) بما يسرهم (أنه) أي بإنه (من شهد أن) مخففة من الثقيلة أي أنه (لا إله) أي لا معبود بحق في الوجود (إلا الله) الواجب الوجود (صادقًا) نصب على الحال (بها) بالشهادة أي مخلصًا في إتيانه بها بأن يصدق قلبه لسانه (دخل الجنة) أن مات على ذلك ولو بعد دخوله النار والمراد قال ذلك مع محمد رسول الله (حم طب) عن أبي موسى الأشعري قال العلقمي بجانبه علامة الصحة (أبعد الناس من الله تعالى) أي من كرامته ورحمته (يوم القيامة) خصه لأنه يوم كشف الحقائق (القاص) بالتشديد أي الذي يأتي بالقصص أي يتبع ما حفظه منها شيئًا فشيئًا (الذي يخالف إلى غير ما أمر به) ببناء أمر للفاعل أو المفعول أي الذي يخالف ما أمره الله تعالى به أو ما أمر هو الناس به من البر والتقوى فيعدل عنه لغيره فيعظ ولا يتعظ ومن لا ينفعك لحظه لا ينفعك وعظه أي نفعًا تامًا فلا ينافي أن العالم غير العامل قد ينتفع بعلمه (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (ابغض الحلال) أي الشيء الجائز الفعل والمراد غير الحرام فيشمل المكروه (إلى الله الطلاق) لأنه قطع للعصمة الناشيء عنها التناسل الذي به تكثر هذه الأمة لمحمدية (د هـ ك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (أبغض الحلق) أي الخلائق (إلى الله من) أي مكلف (آمن) أي صدق وأذعن وانقاد (لا حكامه ثم كفر) أي ارتد من بعد إيمانه (تمام) في فوائده (عن معاذ) بن جبل قال الشيخ حديث حسن (أبغض الرجال) وكذا الخنائي والنساء وخصهم لغلبة اللدد فيهم (إل الله) تعالى (الالد) بالتشديد أي الشديد الخصومة بالباطل (الخصم) بفتح فكسر بوزن فرح أي المولع بالخصومة الماهر فيها الحريص عليها (ق ت ن) عن عائشة ورواه عنها أحمد (أبغض العباد) بالتخفيف جمع عبد ويجوز تشديده جمع عابد لكن الأقرب الأول لبعده عن

التكليف (من كان ثوباه) تثنية ثوب (خير أمن عمله) يعني من لباسه كلباس الأبرار وعمله كعمل الفجار كما قال (أن تكون ثيابه ثياب الأنبياء) أي مثل ثيابهم (وعمله عمل الجبارين) أي كعملهم جمع جبار وهو المتكبر العاتي (عق فر) عن عائشة قال الشيخ حديث ضعيف (أبغض الناس إلى الله) أي أبغض عصاة المؤمنين إليه إذ الكافر أبغض منهم (ثلاثة) أحدهم (ملحد في الحرم المكرم) قال العلقمي قال في النهاية وأصل الإلحاد الميل والعدول عن الشيء وقال شيخنا الإلحاد الميل والعدول عن الحق والظلم والعدوان وقال في المصباح والحد في الجرم بالألف استحل حرمته وانتهكها قال المناوي بأن يفعل معصية فيه لهكته حرمته مع مخالفته لا مرر به فهو عاص من وجهين (ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية) أي وطالب في ملة الإسلام أحياء مآثر أهل زمن الفترة قبل الإسلام بأن يكون له الحق عند شخص فيطلبه من غيره كوالده أو وولده أو قريبه (ومطلب) بضم الميم وشدة الطاء قال العلقمي مفتعل من الطلب والمراد من يبالغ في الطلب قال الكرماني المعنى المتكلف للطلب والمراد المترتب عليه المطلوب لا مجرد الطلب أو ذكر الطلب ليلزم الزجر عن الفعل بطريق الأولى (دم امرء) أي إراقة دم إنسان (بغير حق) احترازًا عمن يقع له ذلك بحق كطلب قصاص (ليهريق) بضم الياء وفتح الهاء ويجوز إسكانها أي يصب (دمه) يعني يزهق روحه بأي طريق كان وخص الصب لأنه أغلب والثلاثة لجمعهم بين الذنب وما يزد به قبحا من الإلحاد وكونه في الحرم وإحداث بدعة وكونها من أمر الجاهلية وقتل نفس بلا موجب (خ) عن ابن عباس (أبغوني) قال العلقمي قال ابن رسلان بهمزة وصل مسكورة لأنه فعل ثلاثي أي اطلبوا لي (الضعفاء) أي صعاليك المسلمين وهم من يستضعفهم الناس لرثاثة حالهم استعين بهم فإذا قلت أبغني بقطع الهمزة فمعناه أعني على الطلب يقال أبغيتك الشيء أي أعنتك عليه اهـ قال شيخنا قال الزركشي والأول المراد بالحديث قلت والحاصل أنه إن كان من الثلاثي والمراد منه الطلب فهمزته همزة وصل مسكورة وإن كان من الرباعي والمراد منه طلب الإعانة فهمزة همزة قطع مفتوحة (فإنما ترزقون وتنصرون) تعانون على عدوكم (بضعفائكم) أي بسيهم أو ببركة دعائهم (حم م ك حب) عن أبي الدرداء وهو حديث صحيح (ابلغوا) قال العلقمي قال في المصباح وأبلغه بالألف وبلغه باللام والتشديد أوصله أي أوصلوا (حاجة من لا يستطيع) أي لا يطيق (إبلاغ حاجته بنفسه إلى) أو إلى ذي سلطان (فمن أبلغ سلطانًا) أي إنسانًا ذا قوة واقتدار على إنفاذ ما يبلغه (حاجة من لا يستطيع إبلاغها) دينية أو دنيوية (ثبت الله) تعالى (قدميه) أقرهما وقواهما (على الصراط) الجسر المضروب على متن جهنم (يوم القيامة) لأنه لما حركهما في إبلاغ حاجة هذا العاجر جوزي بمثلها جزاء وفاقًا (طب) وكذا (الشيخ عن أبي الدرداء) واسمه عويمر والدرداء ولده قال الشيخ حديث حسن (ابنوا المساجد) ندبًا مؤكدًا (أو اتخذوها) أي اجعلوها

(جما) بجيم مضمومة وميم مشدودة بلا شرف جمع اجم شبه الشرف بالقرون فإن اتخاذ الشرف مكروه لكونه من الزينة المنهي عنها (عق ش هق) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن (ابنوا مساجدكم جما وابنوا مدائنكم) بالهمزة وتركه جمع مدينة وهي المصر الجامع (مشرفة) بضم الميم وفتح الشين المعجمة وشد الراء والشرف بضم الشين وفتح الراء واحدتها شرفة التي طولت أنبيتها بالشرف لأن الزينة إنما تليق بالمدن دون المساجد التي هي بيوت الله تعالى (ش) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (ابنوا المساجد واخرجوا القمامة) بالضم الكناسة (منها فمن بني لله بيتًا) مكانًا يصلي فيه (بنى الله تعالى له بيتًا في الجنة) سعته كسعة المسجد عشر مرات فأكثر كما يفيده التنكير الدال على التعظيم والتكثير (وإخراج القمامة منها مهور الحور العين) أي نساء أهل الجنة البيض الواسعات العيون يعني لمن يسكنها وينظفها بكل مرة من كنسها زوجة من حور الجنة فمن كثر كثر له ومن قلل قلل له (طب) والضياء المقدسي (في) كتاب (المختارة عن أبي قرصافة) بكسر القاف حيدرة الكناني قال الشيخ حديث صحيح (ابن) بفتح الهمزة وكسر الموحدة فعل امرأى افصل (القدح) أي الإناء الذي يشرب منه (عن فيك) عند التنفس لئلا يسقط فيه شيء من الريق وهو من البين أي البعد (ثم تنفس) فإنه أبعد من تقذير الماء وانزه عن القذارة (سمويه في فوائده) الحديثية زاد في الكبير (هب) كلاهما (عن أبي سعيد) الخدري قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (ابن آدم) الهمزة للنداء (أطع ربك) مالكك (تسمى) أي إذ أطعته تستحق أن تسمى بين الملا (عاقلاً ولا تعصه فتسمى جاهلاً) لأن ارتكاب المعاصي مما يدعو إليه السفه والجهل لا مما تدعو إليه الحكمة والعقل فعلامة العقل الكف عما يسخط الله تعالى ولزوم ما خلق لأجله من العبادة والعاقل من عقل عن الله تعالى ما أمره ونهاه فعمل على ذلك قال العلقمي أحسن ما قيل في حد العقل آلة غريزية يميز بها بين الحسن والقبيح أو غريزية يتبعها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات وقيل صفة يميز بها بين الحسن والقبيح وقيل العقل هو التمييز الذي يتميز به الإنسان من سائر الحيوانات ومحله القلب وقيل الرأس (حل) عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وهو حديث ضعيف (ابن آدم) بفتح الهمزة في المواضع الثلاثة (عندك ما يكفيك) أي ما يسد حاجتك على وجه الكفاف (وأنت تطلب) أي والحال أنك تحاول أخذ (ما يطغيك) أي يحملك على الظلم ومجاوزة الحدود الشرعية والحقوق المرعية (ابن آدم لا بقليل) من الرزق (تقنع) أي ترضى والقناعة الرضى بما قسم (ولا من كثير تشبع) بل لا تزال شرهًا نهمًا (ابن آدم إذا أصبحت) أي دخلت في الصباح (معافى) أي سالمًا من الأسقام والآثام قال في المصباح عافاه الله تعالى أي محا عنه الإسقام والذنوب (في جسدك) أي بدنك (آمنا) بالمد (في سربك) بكسر فسكون نفسك أ, بفتح فسكون

أي مسلكك وطريقك وبفتحتين منزلك (عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفا) الهلاك والدروس وذهاب الأثر وذا من جوامع الكلم البديعة والمواعظ السنية البليغة (عد هب) قال العلقمي زاد في الكبير (حل) والخطيب وابن عساكر وابن النجار (عن عمر بن الخطاب (ابن أخت القوم منهم) بقطع همزة أخت قال العلقمي قال النووي استدل به من يورث ذوي الأرحام وأجاب الجمهور بأنه ليس في هذا اللفظ ما يقتضي توريثه وإنما معناه أن بينه وبينهم ارتباطًا وقرابة ولم يتعرض للإرث وسياق الحديث يقتضي أن المراد أنه كالواحد منهم في إفشاد سرهم ونحو ذلك كالنصرة والمودة والمشورة (حم ق ت ن) عن أنس بن مالك (وعن أبي موسى) الأشعري (طب) عن جبير بالتصغير (ابن مطعم) بصيغة اسم الفاعل (عن ابن عباس وعن أبي مالك الأشعري (ابن السبيل) أي المسافر والسبيل الطريق سمي به للزومه له (ول شارب) يعني (من زمزم) أي هو مقدم على المقيم في شربه منها لعجزه وضعفه واحتياجه إلى إبراد حر مشقة السفر (طص) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (أبو بكر) الصديق رضي الله تعالى عنه وسامه عبد الله أو عتيق (وعمر) بن الخطاب (سيد كهول أهل الجنة) أي الكهول عند الموت إذ ليس في الجنة كهل فاعتبر ما كانوا عليه عند فراق الدنيا كقوله تعالى وآتوا اليتامى أموالهم (فائدة) قال الخطيب الشربيني الناس صغار وأطفال وصبيان وذرارى إلى البلوغ وشباب وفتيان إلى الثلاثين وكهول إلى الأربعين وبعدها الرجل شيخ والمرأة شيخة واستنبط بعضهم ذلك من الكتاب العزيز قال تعالى وآتيناه الحكم صبيا قالوا سمعنا فتى يذكرهم ويكلم الناس في المهد وكهلاً أن له أبا شيخًا كبيرًا أو الهرم أقصى الكبر يقال لمن جاوز السبعين (من الأولين والآخرين) أي الناس أجمعين (إلا النبيين والمرسلين) زاد في رواية يا علي لا تخبرهما أي قبلي ليكون إخباري أعظم لسرورهما (حم ت هـ) كلهم (عن علي) أمير المؤمنين (هـ) عن أبي جحيفة بتقديم الجم (ع) والضياء المقدسي (في) كتاب (المختارة) كلاهما (عن أنس) بن مالك (طس) عن جابر بن عبد الله (وعن أبي سعيد الخدري) قال العلقمي بجانبه علامة الصحة (أبو بكر) الصديق (وعمر) الفاروق (منى بمنزلة السمع والبصر من الرأس) قال العلقمي قال شيخنا قال البيضاوي أي هما في المسلمين بمنزلة السمع والبصر في الأعضاء أو منزلتهما في الدين منزلة السمع والبصر في الجسد أو هما مني في العزة كالسمع والبصر قلت وهذا الاحتمال الثالث هو المناسب للحديث ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم سماهما بذلك لشدة حرصهما على استماع الحق وأتباعه وتهالكهما على النظر في الآيات المبينة في الأنفس والآفاق والتأمل فيها والاعتبار بها (4) عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه) عبد الله (عن جده) حنطب المخزومي (قال) أبو عمرو (ابن عبد البر وماله غيره (حل) عن ابن عباس (خط) عن جابر بن عبد الله قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(أبو بكر حير الناس) وفي رواية خير أهل الأرض (ألا أن يكون نبي) قال العلقمي نبي مرفوع بجعل كان تامة وللتقدير إلا أن يوجد نبي فلا يكون خير الناس اهـ يعني هو أفضل الناس إلا الأنبياء (طب ده) عن سلمة بن عمرو (بن الأكوع) ويقال ابن وهب بن الأكوع الأسلمي وهو حديث ضعيف (أبو بكر صاحبي ومونسي في الغار) أي الكهف الذي بجل ثور الذي أويا إليه في خروجهما مهاجرين (سدوا كل خوخة) أي باب صغير (في المسجد) النبوي صيانة له عن التطرق (لا خوخة أبي بكر) استثناها تكريمًا له وإظهارًا لفضله وفيه إيماء بأنه الخليفة بعده (عم) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح (أبو بكر مني وأنا منه) أي هو متصل بي وأنا متصل به فهو كبعضي في المحبة والشفقة والطريقة (وأبو بكر أخي في الدنيا والآخرة) أفاد به أن ما تقدم لا يختص بالدنيا (فر) عن عائشة وهو حديث ضعيف (أبو بكر) الصديق (في الجنة وعمر) الفاروق (في الجنة وعثمان) بن عفان (في الجنة وعلي) بن أبي طالب (في الجنة وطلحة) ابن عبيد الله (في الجنة) قتل يوم الجمل (والزبير) بن العوام حوارى المصطفى وابن عمته (في الجنة) قتل يوم الجمل (وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد) العدوي (في الجنة وأبو عبيدة) عامر (بن الجراح في الجنة) وتبشير الشعرة لا ينافي مجيء تبشير غيرهم أيضًا في أخبار لأن العدد لا ينفي الزائد (حم) والضياء المقدسي (عن سعيد بن زيد (ت) عن عبد الرحمن بن عوف الزهري قال الشيخ حديث صحيح (أبو سفيان) واسمه المغيرة (ابن الحارث) ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة (سيد فتيان) بكسر الفاء أي شباب (أهل الجنة) الأسخياء الكرماء إلا ما خرج بدليل آخر كالحسنين وفي رواية أبو سفيان بن الحارث خيرًا هي (ابن سعد) في طبقاته (ك) عن عروة) بن الزبير (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح (آتاكم) أيها الصحب (أهل اليمن) قال العلقمي أي بعض أهل اليمن وهم وفد حمير قالوا أتيناك لنتفقه في الدين قيل قال ذلك وهم يتبوك (هم أضعف قلوبًا) أي أعطفها وأشفقها (وارق أفئدة) أي اليتها وأسرعها قبولاً للحق فإنهم أجابوا إلى الإسلام بغير محاربة والفؤاد وسط القلب وصفه بوصفين إشارة إلى أن بناء الإيمان على الشفقة والرأفة على الخلق قال العلقمي والمراد الموجودون منهم حينئذ لا كل أهل اليمن في كل زمان (الفقه) أي الفهم في الدين (يمان) أي يمني فالألف عوض عن ياء النسبة (والحكمة) قال البيضاوي تحقيق العلم وإتقان العمل وقال الجلال الأسيوطي العلم النافع المؤدي إلى العمل (يمانية) بتخفيف الياء وتشدد والألف عوض عن ياء النسبة (ق ت) عن أبي هريرة قال المناوي مرفوعًا وقال الشيخ موقوفًا (أتاني جبريل بالحمى) وهي حرارة بين الجلد واللحم (والطاعون) بثرة مع لهب واسوداد من أثر وخزا الجن (فأمسكت) حبست (الحمى بالمدينة) النبوية لكونها لا تقتل غالبًا (وأرسلت الطاعون إلى الشام) بالهمز ويسهل

كما في الرأس لكونه يقتل غالبًا (فالطاعون شهادة لأمتي) أي أمة الإجابة (ورحمة لهم ورجز) بالزاي أي عذاب (على الكافرين) اختار الحمى أولاً على الطاعون وأقرها بالمدينة ثم دعا الله فنقلها إلى الجحفة وبقيت منها بقايا بها (حم) وابن سعد في طبقاته (عن أبي عسيب) بمهملتين كعظيم قال الشيخ حديث صحيح (أتاني جبريل فقال) لي (بشر أمتك) أمة الإجابة (إنه) أي بأنه أي الشأن (من مات) حال كونه (لا يشرك بالله شيئًا) المراد مصدقًا بكل ما جاء به الشارع (دخل الجنة) أي عاقبته دخولها وإن دخل النار والبشارة لغة اسم لخبر يغير بشرة الوجه مطلقًا سارًا ومحزونًا لكن غلب استعماله في الأول وصار اللفظ حقيقة له بحكم العرف حتى لا يفهم منه غيره واعتبر فيه الصدق فالمعنى المعرفي للبشارة الذي ليس عند المخبر عمله (قلت يا جبريل وإن سرق وإن زني قال نعم) أي يدخلها وإن فعل ذلك مرارًا (قلت وإن سرق وإني زني قال نعم قلت وإن سرق وإن زني قال نعم) كرر الاستفهام ثلاثة للاستثبات أو استعظامًا لشأن الدخول مع ملابسة ذلك أو تعجبًا ثم أكده بقوله (وإن شرب الخمر) واقتصر من الكبائر على السرقة والزنا لأن الحق أما لله وللعبد فأشار بالزنا للأول وبالسرقة للثاني (حم ت ن حب) عن أبي ذر الغفاري (أتاني جبريل في ثلاث) أي في أول ثلاث ليال (بقين من ذي القعدة) بفتح القاف وتكسر (فقال) لي (دخلت العمرة) أي أعمالها (في) أعمال (الحج) لمن قرن يكفيه أعمال الحج عنهما أو دخلت في وقته وأشهره بمعنى أنه يجوز فعلها فيها أو معناه سقوط وجوب العمرة بوجوب الحج (إلى يوم القيامة) فليس الحكم خاصًا بهذا العام (طب) عن ابن عباس قلت هذا) أي قوله في ثلاث إلخ (أصل) يستدل به (في) مشروعية (التاريخ) وهو تعريف الوقت يعني هو من جملة أصوله لأنه منفرد بالأصالة وهو حديث حسن (أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شئت) من العمر (فإنك ميت) بالتشديد والتخفيف (واجب من شئت فإنك مفارقه) بموت أو غيره (واعمل ما شئت) من خير أو شر (فإنك مجزى به) بفتح الميم وكسر الزاي أو بضمهما وفتح الزاي (واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل) أي تهجده فيه (وعزه) أي قوته وغلبته على غيره (استغناؤه عن الناس) أي عما في أيديهم (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكني (ك هب) كلهم (عن سهل بن سعد) الساعدي (هب) عن جابر بن عبد الله (حل) عن علي أمير المؤمنين قال الشيخ حديث حسن (أتاني آت) أي ملك وفيه إشعار بأنه غير جبريل (من عند ربي) أي برسالة بأامره (فخيرني بين أن يدخل) بضم أوله أي الله (نصف أمتي) أمة الإجابة (الجنة وبين الشفاعة) فيهم (فاخترت الشفاعة) لعمومها إذ بها يدخلها من مات مؤمنًا ولو بعدد دخول النار كما يفيده قوله (وهي) كائنة أو حاصلة (لمن مات) من هذه الأمة ولو مع إصراره على كل كبيرة لكنه (لا يشرك بالله شيئًا) أي ويشهد أني رسوله (حم) عن أبي موسى الأشعري (ت حب) عن عوف بن مالك الأشجعي وهو حديث

حسن (آتاني آت من عند ربي عز وجل فقال من صلى عليك من أمتك صلاة) قال المناوي أي طلب لك من الله دوام التشريف ومزيد التعظيم ونكرها ليفيد حصولها بأي لفظ كان لكن لفظ الوارد أفضل وأفضل الوارد المذكور بعد التشهد (كتب الله) قدر أو أوجب (له بها عشر حسنات) أي ثوابها مضاعفًا إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لأن الصلاة ليست حسنة واحدة بل حسنات متعددة (ومحا) أي أزال (عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها) أي يقول عليك صلاتي على وفق القاعدة أن الجزاء من جنس العمل فائدة قال العلقمي قال شيخنا قال ابن عبد البر لا يجوز لأحد إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول رحمة الله لأنه قال من صلى علي ولم يقل من ترحم علي ولا من دعالي وإن كان معنى الصلاة الرحمة ولكنه خص بهذا اللفظ تعظيمًا له فلا يعدل عنه إلى غيره ويؤيده قوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا اهـ وقال أبو القاسم شارح الإرشاد الأنصاري يجوز ذلك مضافًا للصلاة ولا يجوز مفردًا وفي الذخيرة من كتب الحنفية عن محمد يكره ذلك لإيهامه النقص لأن الرحمة غالبًا إنما تكون بفعل ما يلام عليه اهـ وقول الأعراب وحديثه في الصحيحين اللهم ارحمني ومحمدًا فقد يجاب عنه بأن الدعاء فيه على سبيل التبعية لما قبلها وقوله في حديث أبي داود وكان يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني إلخ قال شيخنا قلت لا يرد بهذا على ابن عبد البر حيث منع الدعاء له صلى الله عليه وسلم بالمغفرة والرحمة فإن هذا الحديث سيق للتشريع وتعليم الأمة كيف يقولون في هذا المحل من الصلاة مع ما فيه من تواضعه صلى الله عليه وسلم لربه وأما نحن فلا ندعو له إلا بلفظ الصلاة التي أمرنا أن ندعو له بها لما فيها من التعظيم والتفخيم والتبجيل اللائق بمنصبه الشريف وقد وافق ابن عبد البر على المنع أبو بكر بن العربي ومن أصحابنا الصيدلاني ونقله الرافعي في الشرح وأقره والنووي في الأذكار (حم) عن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري وإسناده حسن (آتاني ملك برسالة) أي بشيء مرسول به (من الله عز وجل ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء) الدنيا (والأخرى) ثابتة (في الأرض لم يرفعها) تأكيد لما قبله والقصد الإعلام بعظم أشباح الملائكة (طس) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (آتاني جبريل فقال يا محمد كن عجابًا) بالتشديد أي رافعًا صوتك (ثجاجا) أي سيالا لدماء الهدى بأن تنحرها (حم) والضياء) المقدسي (عن السائب بن خلاد) قال الشيخ حديث صحيح (آتاني جبريل فقال يا محمد) صرح باسمه هنا وفيما قبل تلذذًا بذكره (كن عجابًا بالتلبية) أي بقولك لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك أن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ثجاجًا بنحر البدن) بضم فسكون المهداة أو المجعولة الضحية فيسن رفع الصوت بالتلبية في النسك للرجل دون غيره (الفاضي) عبد الجبار (في آماليه عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره (آتاني جبريل فأمرني)

عن الله تعالى (أن آمر أصحابي) أمر ندب (ومن معي) عطفه عليه دفعا لتوهم أن مراده بهم من عرف به بنحو طول ملازمة وخدمة (أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية) إظهار الشعار إلا حرام وتعظيمًا للأحكام (حم 4 حب ك هق) كلهم (عن السائب بن خلاد) الأنصاري الخزرجي وهو حديث صحيح (آتاني جبريل فقال لي أن الله يأمرك أن تأمر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج) أي إعلامه وعلامته (حم هـ ك حب) عن زيد بن خالد) الجهني قال الشيخ حديث صحيح (آتاني جبريل فقال أن ربي وربك) المحسن إلى واليك بجميل التربية (يقول لك تدري) بحذف همزة الاستفهام تخفيفًا (كيف رفعت ذكرك فقلت الله أعلم) من كل عالم (قال لا اذكر) بضم الهمزة وفتح الكاف (إلا ذكرت) بضم فكسر (معي) قال الجلال المحلي في تفسير قوله تعالى ورفعنا لك ذكرك بأن تذكر مع ذكرى في الآذان والإقامة والتشهد والخطبة وغيرها اهـ قال البيضاوي وأي رفع مثل أن قرن اسمه باسمه في كلمتي الشهادة (ع حب) والضيا المقدسي (في) كتاب (المحتارة) كلهم (عن أبي سعيد) الخدري قال الشيخ حديث صحيح (آتاني جبريل في خضر) بفتح فكسر لباس أخضر (تعلق) بشدّ اللام وبالقاف (به) أي الخضر (الدر) اللؤلؤ العظام يعني تمثل لي بتلك الهيئة الحسنة وكان يأتيه على هيأت متكثرة (قط) في كتاب (الأفراد عن ابن مسعود) قال الشيخ حديث ضعيف (آتاني جبريل فقال إذا توضأت فخلل لحيتك) أي أوصل الماء إلى أصول شعرها ندبًا ونبه به على ندب تخليل كل شعر يجب غسل ظاهره فقط وهو الذي لا ترى بشرته عند التخاطب لأن لحيته صلى الله عليه وسلم كذلك أما اللحية الخفيفة فيجب إيصال الماء إلى باطنها (ش) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن (آتاني جبريل بقدر) بكسر فسكون إناء يطبخ فيه (فأكلت منها) أي مما فيها قال الشيخ وكان الذي فيها بر ولحم (فأعطيت قوة أربعين رجلاً) زاد أبو نعيم عن مجاهد وكل رجل من أهل الجنة يعطي قوة مائة (ابن سعد) في الطبقات (عن صفوان بن سليم) بالتصغير (مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن (آتاني جبريل في أول ما أوحي إلي) بالبناء للمفعول (فعلمني الوضوء) بالضم (في الصلاة فلما فرغ) أي أتمه (أخذ غرفة من الماء فنضح به فرجه) يعني رش بالماء الإزار الذي يلي محل الفرج من الآدمي فيندب ذلك لدفع الوسواس (حم قط ك) عن أسامة بن زيد حب المصطفى وابن حبه (عن أبيه زيد بن حارثة الكلبي مولى المصطفى قال الشيخ حديث صحيح (آتاني ملك فسلم علي) فيه أن السلام متعارف بين الملائكة (نزل من السماء لم ينزل قبلها) أي قبل تلك المرة قال المناوي صريح في أنه غير جبريل (فبشرني أن الحسن والحسين) لم يسم بهما أحد قبلهما (سيدا شباب أهل الجنة) قال المناوي أي من مات شابًا في سبيل الله من أهل الجنة إلا من خص بدليل وهم الأنبياء (وأن فاطمة) أمهما (سيدة نساء أهل الجنة) هذا مما يدل على فضلها على مريم (ابن

عساكر) في تاريخه (عن حذيفة) بن اليمان قال الشيخ حديث صحيح (اتبعوا العلماء) العاملين أي جالسوهم واهتدوا بهديهم (فإنهم سرج الدنيا) بضمتين جمع سراج أي يستضاء بهم من ظلمات الجهل كما يجلى ظلام الليل بالسراج المنير ويهتدي به فيه (ومصابيح الآخرة) قال المناوي جمع مصباح وهو السراج فمغايرة التعبير مع اتحاد المعنى للتفنن وقد يدعى أن المصباح أعظم (فر) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (آتتكم المنية) أي الموت (راتبة) أي حال كونها ثابتة مستقرة قال العلقمي قال في القاموس رتب رتوبًا ثبت ولم يتحرك اهـ وقال في المصباح رتب الشيء رتوبًا من باب قعد استقر ودام (لازمة) أي لا تفارق قال في المصباح لزم الشيء يلزم لزومًا وما ثبت ودام ويتعدى بالهمزة فيقال ألزمته (أما) بكسر فتشديد مركبة من أن وما (بشقاوة) أي بسوء عاقبة (وأما بسعادة) ضد الشقاوة أي كأنكم بالموت وقد حضركم والميت إما إلى النار وإما إلى الجنة فإلزموا العمل الصالح قال راوي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنس من أصحابه غفله نادى فيهم بذلك (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (في) كتاب (ذكر الموت) أي ما جاء فيه (هب) كلاهما (عن زيد التيمي مرسلاً) ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (اتجروا) أمر من التجارة وهو تقليب المال للربح (في أموال اليتامى) جمع يتيم وهو صغير لا أب له (لا تأكلها الزكاة) أي تنقصها وتفنيها قال العلقمي ومنه يؤخذ أنه يجب على الولي أن ينمي مال اليتيم وهو المرجح ويلحق به بقية لأولياء (طس) عن أنس بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن وقال في الكبير الأصح قلت ولعله ورد من طريقين اهـ وقال المناوي وسنده كما قال الحافظ العراقي صحيح (أتحب أن يلين قلبك) أي تزول قسوته قال العلقمي قال في المصباح لأن يلين لينًا والاسم ليان مثل كتاب وهو لين وجمعه ألين ويتعدى بالهمزة والتضعيف (وتدرك حاجتك) أي تصل إلى ما تطلبه (ارحم اليتيم) قال العلقمي الرحمة لغة رقة القلب تقتضي التفضيل فالمعنى تفضل على اليتيم بشيء من مالك وقال المناوي وذلك بأن تعطف عليه وتحن حنوا يقتضي التفضيل والإحسان (وامسح رأسه) تلطفًا أو إيناسًا أو بالدهن وسيأتي حديث امسح رأس اليتيم هكذا إلى مقدم رأسه أي من المؤخر إلى المقدم ومن له أب هكذا إلى مؤخر رأسه أي من مقدمه إلى مؤخره (وأطعمه من طعامك يلين قلبك) برفع يلين على الاستئناف في كثير من النسخ وجوز المتبولي الجزم جوابًا للأمر (وتدرك حاجتك) أي إن أحسنت إليه وفعلت به ما ذكر حصل لك لين القلب والظفر بمطلوبك وسببه أن رجلاً شكا إليه صلى الله عليه وسلم قسوة القلب فذكره (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث ضعيف (اتخذ الله إبراهيم خليلاً) أي مخاطبًا وأصله من لمناجاة (واتخذني حبيبا) فعيل بمعنى مفعول أو فاعل (ثم قال وعزتي وجلالي) أي قوتي وغلبتي (لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي) أي مناجي موسى يعني لأقتلنه وأقدمنه

عليهما قال العلقمي المحبة أصلها الميل إلى ما يوافق المحب ولكن هو في حق من يصح منه الميل والانتفاع بالرفق وهي درجة المخلوق وأما الخالق تعالى فمنزه عن الإغراض فمحبته لعبده تمكنه من سعادته وعصمته وتوفيقه وتهيئة أسباب القرب إليه وإضافة رحمته إليه وقصواها كشف الحجب عن قلبه حتى يراه بقلبه وينظر إليه ببصيرته ولسانه الذي ينطق به والخلة أعلى وأفضل من المحبة قال ابن القيم وأما ما يظنه بعض الغالطين من أن المحبة أكمل من الخلة وأن إبراهيم خليل الله ومحمدًا حبيب الله فمن جهله فإن المحبة عامة والخلة خاصة وهي نهاية المحبة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله اتخذه خليلاً ونفي أن يكون له خليل غير ربه مع إخباره بحبه لعائشة ولأبيها ولعمر بن الخطاب وغيرهم وأيضًا فإن الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الصابرين وخلته خاصة بالخليلين وبسط الكلام على ذلك ثم قال وإنما هذا من قلة الفهم والعلم عن الله تعالى ورسوله وقال الزركشي في شرح البردة زعم بعضهم أن المحبة أفضل من الخلة وقال محمد حبيب الله وإبراهيم خليل الله وضعف بأن الخلة خاصة وهي توحيد المحب والمحبة عامة قال الله تعالى أن الله يحب التوابين قال وقد صح أن الله تعالى اتخذ نبينا خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً اهـ وقال المناوي قال ابن عربي سمي خليلاً لتخلله الصفات الإلهية أي دخوله حضراتها وقيامه بمظهرياتها واستيعابه آياتها بحيث لا يشذ شيء منها عنه قال الشاعر: قد تخللت مسلك الروح مني ... وبه سمي الخليل خليلاً أي دخلت من حيث محبتك جميع مسالك روحي من القوى والأعضاء بحيث لم يبق شيء منها لم يصل إليه وبسبب هذا التخلل سمي الخليل خليلاً وهذا كما يتخلل اللون الذي هو عرض المتلون الذي هو جوهر حل فيه ذلك العرض حلول السريان والخليل من الأرض المضموم الذي كشف الغطاء عنه حتى لا يعقل سواه (هب) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (اتخذوا) ندبًا (السراويلات) التي ليست طويلة ولا واسعة فإنها مكروهة كما في حديث أبي هريرة قال العلقمي ولبس صلى الله عليه وسلم السراويل بل ورد عن أبي هريرة قلت يا رسول الله وإنك لتلبس السراويل قال أجل في السفر والحضر والليل والنهار فإني أمرت بالستر فلم أجد شيئًا استر منه والسراويل معرب يذكر ويؤنث وبالنون بدل اللازم وبالمعجمة بدل المهملة ومصروفة وغير مصروفة قال الأزهري السراويل أعجمية عربت وجاء السراويل على لفظ الجماعة وهي واحدة وقد سممعت غير واحد من الأعراب يقول سروال وإذا قالوا سراويل انثوا اهـ قال في المصباح والجمهوران السراويل أعجمية وقيل عربية جمع سروالة تقديرًا والجمع سراويلات (فإنها من أستر ثيابكم) أي من أكثرها سترة أو هي أكثرها سترة ومن زائدة وذلك لسترها للعورة التي يسوء صاحبها كشفها (وحسنوا بها نساءكم إذا خرجن) قال العلقمي قال الجوهري

وحصنت القرية بنيت حولها اهـ فالمعنى اتخذوا لما يخشى من كشفه حصنًا أي سترًا مانعًا من الرؤية لو تكشفن بسبب وقعة أو هبوب ريح شديدة ترفع الثياب أو نحو ذلك (عق عد) والبيهقي في كتاب (الأدب) كلهم (عن علي) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث حسن لغيره (اتخذوا) إرشادًا (السودان) جمع أسود اسم جنس يعم الحبشي وغيره لكن المراد هنا البحشي بقرينة ما يجيء (فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة) أي من أشرافهم وعظمائهم (لقمان الحكيم) عبد حبشي لداود أعطاه الله الحكمة لا النبوة عند الأكثر (والنجاشي) بفتح النون أشهر واسمه اصحمه بمهملات (وبلال) الحبشي (المؤذن) للنبي صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله (حب) (في) كتاب (الضعفاء) من الرواة (طب) كلاهما (عن ابن عباس) وهو حديث ضعيف (اتخذوا) ندبًا (الديك الأبيض فغن دار فيها ديك أبيض لا يقربها شيطان) فيعال من شطن بعد لبعده عن الحق أو فعلان من شاط بطل أو احترق غضبًا (ولا ساحر) وعلم من نفي القرب نفي الدخول والمراد لا يؤثر في أهلها سحر ساحر ولا تسلط شيطان لخواص عملها الشارع (ولا الدويرات) بالتصغير جمع دار (حولها) أي المحيطة بها من الجهات الأربع وسيأتي بسط ذلك في حرف الدال (طس) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (اتخذوا هذه الحمام) قال العلقمي هو ما عب أي شرب الماء بلا مص وزاد بعضهم وهدر أي صوت ولا حاجة إليه لأنه لازم العب (المقاصيص) جمع مقصوصة والمراد التي قصت أجنحتها حتى لا تطير (في بيوتكم فإنها تلهى الجن عن صبيانكم) أي عن تعلقهم بهم وأذاهم لهم قيل وللأحمر في ذلك مزيد خصوصية (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكنى (خط فر) كلهم (عن ابن عباس (عد) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (اتخذوا النعم) يشمل الضان والمعز (فإنها بركة) أي خير ونماء لسرعة نتاجها وكثرته أذهى تنتج في العام مرتين وتضع الواحد والأكثر (طب خط) عن أم هانئ بنت أبي طالب أخت على أمير المؤمنين ورواه) عنها أيضًا (بلفظ اتخذي) يا أم هانئ (غنما فإن فيها بركة) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (اتخذوا عند الفقراء أيادي) جمع يد أي اصنعوا معهم معروفًا واليد كما تطلق على الجارحة تطلق على نحو النعمة (فإن لهم دولة يوم القيامة) أي انقلابًا من الشدة إلى الرخاء ومن العسر إلى اليسر (حل) عن الحسين بن علي بن أبي طالب) وهو حديث ضعيف (اتخذه من ورق) قال المناوي بفتح الواو وبتثليث الراء أي السكون والفتح والكسر أي من فضة والأمر للندب (ولا تتمة مثقالا) وهو درهم وثلاثة أسباع درهم والنهي للتنزيه فإن زاد عن مثقال فهو للتنزيه أيضًا ما لم يسرف عادة وقوله (يعني الخاتم) تقرير من الراوي فلبس الخاتم سنة قال العلقمي وحاصل ما ذهب إليه أصحابنا الشافعية أنه يباح بلا كراهة لبس خاتم الحديد والنحاس والرصاص بفتح الراء الخبر الصحيحين التمس ولو خاتمًا من حديد وأما خبر

ما لي أرى عليك حلية أهل النار لمن جاء وعليه خاتم من حديد فضعفه النووي (3) عن بريدة بالتصغير ابن الحصيب الأسلمي قال الشيخ حديث حسن (أتدرون) أتعلمون (ما العضه) بفتح العين المهملة وسكون الضاد المعجمة قال العلقمي الرمي بالعضيهة وهو البهتان والكذب فائدة البهتان الباطل الذي يتحير منه والبهت الكذب والافتراء قالوا الله ورسوله اعلم ففسره صلى الله عليه وسلم بقوله (نقل الحديث من بعض الناس إلى بعض ليفسدوا) أي الناقلون (بينهم) أي المنقول إليهم وعنهم وهو النميمة المعدودة من الكبائر والقصد النهي عن ذلك (خدهق) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن (اترعوا) بفتح الهمزة وسكون المثناة الفوقية وكسر الراء وضم العين المهملة (الطسوس) بضم الطاء جمع طس وهو لغة الطست قال العلقمي اترعت الحوض إذا ملأته والمعنى املؤا الطست بالماء الذي تغسل به الأيدي أي الغسالة لما سيأتي عن أبي هريرة (وخالفوا المجوس) وهم عبدة النار فإنهم لا يفعلون ذلك قال العلقمي قال شيخنا قال البيهقي ارتعوا يعني املؤا وأخرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترفعوا الطسوس حتى تطف أجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم وأخرج عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عامله بواسط بلغني أن الرجل يتوضأ في طست ثم يؤمر بها افتراق وأن هذا من زي الأعاجم فتوضؤا فيها فإذا امتلأت فأهر يقوها (هب خط فر) كلهم (عن ابن عمر) بن الخطاب وضعفه البيهقي (اترعون) بفتح الهمزة والمثناة الفوقية وكسر الراء وضم العين المهملة أي اتتحرجون وتمتنعون قال الجوهري وتورع عن كذا أي تحرج (عن ذكر الفالج) هو المنبعث في المعاصي والمحارم قال في المصباح وفجر العبد فجورًا من باب قصد فسق وفجر الحالف فجورًا كذب والمصدر النسبك من (من أن تذكروه) للتأكيد هذا ما ظهر بعد التأمل والاستفهام للإنكار فإذا علمتم إنكار ذلك (فاذكروه) بما تجاهر به فقط وقال العلقمي اذكروا الفاسق بما فيه من غير زيادة اهـ فإنكم إن تذكروه (يعرفه الناس) أي يعرفون حاله فيحذروه ويتجنبوه فأمر بذكره للمصلحة فيطلب ذلك ممن أمن عن نفسه (خط) في كتاب تراجم (رواة مالك عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث ضعيف (اترعون عن ذكر الفاجر متى يعرفه الناس) قال العلقمي المعني اذكروا الفاسق المعلن بما فيه من غير زيادة لتعرف عينه تحذره الناس (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (في) كتاب الألقاب (عد طب هق خط) عن بهزين حكيم عن أبيه عن جده قال الشيخ حديث ضعيف (اتركوا الترك) جيل من الناس معروف والجمع أتراك والواحد تركي كرومي وأروام (ما تركوكم) أي مدة تركهم قال العلقمي والمعنى المراد لا تتعرضوا لهم ما داموا في دورهم ولم يتعرضوا لكم وخصوا لشدة بأسهم وبرد بلادهم (فإن أول من يسلب أمتي ملكهم) أي أول من ينتزع منهم بلادهم التي ملكوها (وما خولهم الله) فيه أي أعطاهم من النعم (بنوقنطوراء) بالمد جارية سيدنا إبراهيم صلى

الله عليه وسلم من نسلها الترك أو الترك والديلم والغز وقيل هو بنو عم يأجوج ومأجوج (طب) وكذا في الأوسط والصغير (عن ابن مسعود) وهو حديث ضعيف (اتركوا الحبشة) جيل من الناس معروف (ما تركوكم) أي مدة دوام تركهم لكم قال العلقمي ووجه تخصيصهم أن بلادهم وعرة ذات حر عظيم ويقال أن نهر النيل الواصل إلى مصر من بلادهم يأتي فإن شاؤا حبسوه وبين المسلمين وبينهم مهاد عظيمة ومفاوز شاقة فلم يكلف الشارع المسلمين دخول بلادهم لعظم ما يحصل لهم من التعب والمشقة في ذلك فإن الحبشة ستأتي إلى الكعبة وتستخرج كنزها فلا يطاقون كما أشار إليه بقوله (فإنه) أي الشأن (لا يستخرج كنز الكعبة) أي المال المدفون تحتها (إلا) عبد حبشي لقبه (ذو السويقتين من الحبشة) بالتصغير تثنية ساقة أي هو دقيقها جدا والحبشة وإن كان شأنهم دقة السوق لكن هذا متميز بمزيد من ذلك يعرف به (دك) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح (اتركوا الدنيا لأهلها) أي لعبد الدرهم والدينار والمنهمكين في تحصيلها المشغوفين بحبها فمن تركها استراح (فإنه) أي الشأن (من أخذ منها فوق ما يكفيه) لنفسه وعياله (أخذ من حتفه) قال العلقمي الحتف الهلاك والذي يظهر أن معنى من هنا يكون بمعنى في كما في قوله تعالى إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة وبعدها مضاف محذوف ويكون المعنى أخذ في أسباب هلاكه (وهو لا يشعر) أي لا يعلم والقصد الحث به على الاقتصار على قدر الكفاية (فر) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (اتق الله في عسرك ويسرك) أي في ضيقك وشدتك وضدهما بأن تجتنب ما نهى عنه وتفعل ما أمر به في جميع أحوالك (أبو قرة) بضم القاف وشدة الراء (الزبيدي) نسبة إلى زبيد المدينة المشهورة باليمن (في سننه) بضم السين (عن طليب) بالتصغير ابن عرفة قال الشيخ حديث صحيح (اتق الله) بامثتال أمره واجتناب نهيه (حيثما كنت) أي في أي زمان ومكان كنت فيه (واتبع السيئة) الصادرة منك وظاهر الحديث يعم الصغائر والكبائر قال المناوي وجرى عليه بعضهم لكن خصه الجمهور بالصغائر اهـ وقال الجلال السيوطي في تفسير قوله تعالى أن الحسنات كالصلوات الخمس يذهبن السيئات الذنوب الصغائر نزلت فيمن قبل أجنبية فأخبره صلى الله عليه وسلم فقال ألى هذا قال لجميع أمتي كلهم رواه الشيخان (الحسنة) كصلاة وصدقة واستغفار (تمحها) أي السيئة (وخالق) بالقاف (الناس بخلق حسن) أي تكلف معاشرتهم بالمعروف من طلاقة وجه وخفض جناح وتلطف وإيناس وبذل ندى وتحمل أذى فإن فاعل ذلك يرجى

له في الدنيا الفلاح وفي الآخرة الفوز بالنجاة والنجاح (فائدة) قال المناوي قال الإمام أحمد بن حنبل لأبي حاتم ما السلامة من الناس قال بأربع تغفر لهم جهلهم وتمنع جهلك عنهم وتبدو لهم شيئك وتكون من شيئهم آيسًا (حم ت ك هب) كلهم (عن أبي ذر) الغفاري (حم ت هب) عن معاذ بن جبل (ابن عساكر) في تاريخه (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث حسن (اتق الله) أي اتق عقابه بفعل المأمورات وتجنب المنهيات فالتقوى هي التي يحصل بها الوقاية من النار والفوز بدار القرار (ولا تحقرن) بفتح المثناة الفوقية وسكون الحاء المهملة وكسر القاف ونون التوكيد الثقيلة أي لا تستصغرن (من المعروف) ما عرفه الشرع والعقل بالحسن (شيأ) وإن قل كما أشار إلى ذلك بقوله (ولو أن تفرغ) بضم أوله أي تصب (من دولك في إناء المستسقى) أي طالب السقيا (ولو أن تلقى أخاك) في الإسلام أي تراه وتجتمع به (ووجهك إليه منبسط) منطلق بالبشر والسرور (وإياك وإسبال الإزار) بنصف إسبال على التخدير أي احذر رخاءه إلى أسفل الكعبين أيها الرجل أما المرأة فالإسبال في حقها أولى محافظة على الستر (فإن إسبال الإزار من المخيلة) بوزن عظيمة الكبر والخيلاء التكبر الناشء عن تخيل فضيلة يجدها الإنسان في نفسه (ولا يحبها الله) أي لا يرضاها ويعذب عليها إن شاء وهذا إن قصد ذلك (وإن امرء) أي إنسان (شتمك) أي سبك (وعيرك) بالتشديد أي قال فيك ما يعيبك ويلحق بك عارًا (بأمر هو فيك) هذا ما في كثير من النسخ وفي نسخة شرح عليها المناوي بأمر ليس هو فيك وهو أبلغ (لا تعيره بأمر هو فيه) لأن التنزه عن ذلك من مكارم الأخلاق (ودعه) أي اتركه (يكرون وباله) أي وبال ما ذكر أي سوء عاقبته وشؤم وزره (عليه) وحده (وأجره لك ولا تسبن أحدًا) من المعصومين أما غير المعصوم كحر بي ومرتد فلا يحرم شتمه ويأتي في خبر ما يفيد أن من سبه إنسان فله شتمه بمثله لا بأزيد فما هنا إلا كمل (الطيالسي) أبو داود (حب) عن جابر بن سليم الهجيمي من بني هجيم قال الشيخ حديث صحيح (اتق الله يا أبا الوليد) كنية عبادة بن الصامت قال له لما بعثه عاملاً على الزكاة (لا تأتي يوم القيامة) أي لئلا تأتي يوم العرض الأكبر (ببعير تحمله) زاد في رواية على رقبتك (له رغاء) بضم الراء والمد أي تصويت والرغاء صوت الإبل (أو بقرة لها خوار) بخاء معجمة مضمومة أي تصوت والخوار صوت البقر (أو شاة لها ثواج) بمثلثة مضمومة فهمزة ممدودة فجم صياح الغنم والمراد لا تتجاوز الواجب في الزكاة فتأخذ بعيرًا زائدًا أو شاة أو بقرة فإنك تأتي به يوم القيامة تحمله على عنقك فقال عبادة يا رسول الله إن ذلك كذلك قال أي والذي نفسي بيده إلا من رحم الله قال والذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين أبدًا (طب) عن عبادة بن الصامت الخزرجي وإسناده حسن (اتق المحارم) أي احذر الوقوع فيما حرم الله عليك (تكن أعبد الناس) أي من أعبدهم إذ يلزم من ترك المحارم فعل الفرائض ومن فعل ذلك وأتى ببعض النوافل كان أكثر

عباده (وارض بما قسم الله لك) أي أعطاك (تكن أغنى الناس) ليس الغنى بكثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس (وأحسن إلى جارك) بالقول والفعل (تكن مؤمنًا) أي كامل الإيمان (وأحب للناس ما تحب لنفسك) من الخير الأخروي والدنيوي (تكن مسلمًا) كامل الإسلام (ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) أي تصيره مغمورًا في الظلمات بمنزلة الميت الذي لا ينفع نفسه وذا من جوامع الكلم (حم ت هب) كلهم (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن (اتق) يا علي كذا هو ثابت في رواية مخرجة الخطيب (دعوة) بفتح الدال المرة من الدعاء أي تجنب دعاء (المظلوم) أي تجنب الظلم فأقام المسبب مقام السبب (فإنما يسأل الله) تعالى (حقه وإن الله تعالى لن يمنع ذا حق) أي صاحب حق (حقه) لأنه الحاكم العادل نعم ورد في حديث أنه تعالى يرضى بعض خصوم بعض عباده بما شاء (خط) عن علي أمير المؤمنين قال الشيخ حديث ضعيف السند حسن المتن (اتقوا الله في هذه البهائم) جمع بهيمة (المعجمة) أي التي لا تقدر على النطق قال العلقمي والمعنى خافوا الله في هذه البهائم التي لا تتكلم فتسأل ما بها من الجوع والعطش والتعب والمشقة (فاركبوها) إرشادًا حال كونها (صالحة وكلوها صالحة) للأكل أي سمينة والقصد الزجر عن تجويعها وتكليفها ما لا تطيق (حم د) وابن خزيمة في صحيحه (حب) كلهم (عن سهل بن الحنظلية) وإسناده صحيح (اتقوا الله واعدلوا في أولادكم) بأن تسووا بينهم في العطية وغيرها قال العلقمي وسببه أن رجلاً أعطى أحد أولاده وأراد أن يشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فامتنع وذكره وعدم العدل بين الأولاد مكروه لا حرام بقرينة قوله في مسلم أشهد على هذا غيري فامتناعه صلى الله عليه وسلم من الشهادة تورع وتنزه اهـ وقال الحنابلة بالحرمة (ق) عن النعمان بن بشير الخزرجي (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم) بفتح أوله أي كما تحبون أن يبروكم الجميع (طب) عنه أي النعمان المذكور قال الشيخ حديث صحيح (اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم) أي الحالة التي يقع بها الاجتماع والائتلاف (فإن الله الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة) بأن يلهم المظلوم العفو عن ظالمه أو يعوضه عن ذلك بأحسن الجزاء (ع ك) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (اتقوا الله فيما ملكت إيمانكم) من الإرقاء وغيرهم بالقيام بما يحتاجون إليه ولا تكلفونهم على الدوام ما لا يطيقونه على الدوام (حل) عن علي أمير المؤمنين قال الشيخ حديث صحيح (اتقوا الله في الصلاة) بالمحافظة على تعليم كيفيتها والمداومة على فعلها في أوقاتها بشروطها وعدم ارتكاب منهياتها والسعي إليها جمعة وجماعة وغير ذلك (وما ملكت إيمانكم) من آدمي وحيوان محترم (خط) عن أم سلمة هند أم المؤمنين قال الشيخ حديث ضعيف (اتقوا الله في الضعيفين) قالوا وما هما يا رسول الله قال (المملوك) ذكرًا كان أو أنثى (والمرأة) أي الأنثى زوجة كانت أو غيرها لقوله في الحديث

الآتي المرأة الأرملة ويحتمل أن يكون المراد الزوجة ووصفهما بالضعف استعطافًا (ابن عساكر) في تاريخه (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف (اتقوا الله في الصلاة اتقوا الله في الصلاة اتقوا الله في الصلاة) بتعلم أركانها وشروطها وهيآتها وأبعاضها والإتيان بها في أوقاتها والتكرير لمزيد التأكيد (اتقوا الله فيما ملكت إيمانكم) بفعل ما تقدم (اتقوا الله في الضعيفين المرأة الأرملة) قال المناوي أي المحتاجة المسكينة التي لا كافل لها (والصبي اليتيم) أي الصغير الذي لا أب له ذكرًا كان أو أنثى هب) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن (اتقوا الله وصلوا خمسكم) أي صلواتكم الخمس وأضافها إليهم لأنها لم تجتمع لغيرهم (وصوموا شهركم) رمضان والإضافة للاختصاص (وأدوا زكاة أموالكم) إلى مستحقيها أو إلى الإمام (طيبة بها أنفسكم) قال المناوي ولم يذكر الحجج لكون الخطاب وقع لمن يعرفه وغالب أهل الحجاز يحجون كل عام أو لأنه لم يكن فرض (وأطيعوا إذا) صاحب (أمركم) أي من ولي أموركم في غير معصية تدخلوا جنة ربكم) الذي رباكم في نعمته قال الطيبي أضاف الصلاة والصوم والزكاة والطاعة إليهم ليقابل العمل بالثواب في قوله جنة ربكم ولتنعقد البيعة بين الرب والعبد كما في آية أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم وقوله طيبة بها أنفسكم هو في بعض الروايات وفي بعض النسخ في أخرى إسقاطه (ت حب ك) عن أبي إمامة صدا بن عجلان الباهلي أخر الصحب موتًا بالشام قال ت حسن صحيح (اتقوا الله وصلوا) بالكسر والتخفيف من الصلة وهي العطية (أرحامكم) أقاربكم بأن تحسنوا إليهم قولاً وفعلاً مهما أمكن وذلك وصية الله للأمم السابقة في الكتب المنزلة كالتوراة والإنجيل (ابن عساكر) في تاريخه (عن ابن مسعود) وإسناده ضعيف لكن له شواهد (اتقوا الله فإن أخونكم عندنا) معشر النبيين أو النون للتعظيم (من طلب العمل) أي الولاية وليس أهلاً لها قال العلقمي لأن طلبه لها وهو ليس لها بأهل يدل على أن فيه خيانة فظاهر كلامه أن أخون ليس على بابه وقال المناوي أي أكثركم خيانة فإن كان للولاية أهلاً فالأولى عدم الطلب ما لم يتعين عليه والأوجب (طب) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث حسن (اتقوا البول) أي احترزوا أن يصيبكم منه شيء فاستبرؤا منه ندبًا وقيل وجوبًا لأن التهاون بها تهاون بالصلاة التي هي أفضل الأعمال فلذا كان أول ما يسأل عنه كما قال (فإنه أول ما يحاسب به العبد) أي الإنسان المكلف (في القبر) أي أول ما يحاسب فيه على ترك التنزه منه فأما أن يعاتب ولا يعاقب أو يناقش فيعذب قال العلقمي لا يقال قوله أول ما يحاسب العبد في القبر ينافي قوله الآتي أول ما يحاسب العبد على الصلاة لأنا نقول المحاسب عليه في القيامة جميع الأعمال وذا من بعضها ولا بعد في أن يكرر عليه مرتين في البرزخ وفي القيامة وأن التنزه عنه من شروطها فهو كالجزء منها أو الحساب عليها في القيامة على جمعيها جملة وتفصيلاً وفي القبر على بعض

شروطها (طب) عن أبي إمامة الباهلي قال الشيخ حديث حسن (اتقوا الحجر) بالتحريك (الحرام) أي الذي لا يحل لكم استعماله بملك أو إجارة أو إعارة أي اتقوا أخذه واستعماله (في البنيان) وغيره وإنما خص البنيان لأن الانتفاع به فيه أكثر (فإنه) أي فإن إدخاله في النبيان (أساس الخراب) أي قاعدته وأصله وعنه ينشأ وإليه يصير والمراد خراب الدين أو الدنيا بقلة البركة وشؤم البيت المبني به (هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (اتقوا الحديث عني) أي لا تحدثوا عني (إلا ما) في رواية بما (علمتم) نسبته إلي (فمن كذب علي متعمدًا) حال من فاعل كذب (فليتبوء مقعده من النار) أي فليتخذ له محلاً فيها ينزل فيه فهو أمر بمعنى الخبر أو هو دعاء أي بوأه الله ذلك (ومن قال في القرآن برأيه) أي من غير أن يكون له خبرة بلغة العرب وما ذكره السلف من معانيه (فليتبوء مقعده من النار) لأنه وإن طابق المعنى المقصود بالآية فقد أقدم على كلام رب العالمين بغير إذن ومثل القرآن في ذلك كل حديث نبوي (حم ت) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (اتقوا الدنيا) أي اجتنبوا الأسباب المؤدية إلى الانهماك في الزيادة على الكفاية فإنها مؤدية إلى الهلاك قال بعضهم لو وصفت الدنيا بشيء لما عددت قول أبي النواس إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ... له عن عدو في ثياب صديق (واتقوا النساء) أي اجتنبوا التطلع إلى النساء الأجنبيات والتقرب منهن فإنه مهلك (فإن إبليس طلاع رفاد) بالتشديد والمطلع مكان الاطلاع من موضع عال يقال مطلع هذا الجبل من مكان كذا أي مأناه ومصعده فإن إبليس مجرب للأمور ركاب لها يعلوها بقهر وغلبة (وما هو بشيء من فخوخه) جمع فخ وهو آلة الصيد ويجمع على فخاخ أيضًا (بأوثق لصيده) أي مصيده (في الأنقياء) بالمثناة جمع تقي (من النساء) فهن أعظم مصائده يزينهن في قلوب الرجال ويغويهم بهن فيقعون في المحذور (فر) عن معاذ بن جبل بإسناد ضعيف (اتقوا الظلم) الذي هو مجاوزة الحد والتعدي على الخلق (فإن الظلم) في الدنيا (ظلمات) على صاحبه (يوم القيامة) فلا يهتدي بسببه يوم يسعى نور المؤمنين بين أيديهم فالظلمة حسية وقيل معنوية (حم طب هب) عن ابن عمر بن الخطاب (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح) الذي هو بخل مع حرص فهو أشد البخل والبخيل مانع الزكاة ومن لا يقري الضيف فكل منهما بخيل (فإن الشح أهلك من كان قبلكم) من الأمم (وحملهم على أن سفكوا دماءهم) أي أسألوها بقتل بعضهم بعضا حرصا على استئثار المال (واستحلوا محارمهم) أي ما حرم الله من أموالهم وغيرها والخطاب للمؤمنين ردعًا لهم عن الوقوع فيما يؤديهم إلى منازل الهالكين من الكافرين الماضين وتحريضًا لهم على التوبة والمسارعة إلى نيل الدرجات مع الفائزين (حم خدم) عن جابر ابن عبد الله (اتقوا القدر) بفتح القاف والدال المهملة أي احذروا إنكاره فعليكم

أن تعتقدوا إن ما قدر في الأزل لابد من كونه وما لم يقدر فوقوعه محال وأنه تعالى خلق الخير والشر فهما مضافان إليه تعالى خلقًا وإيجادًا وإلى العبد فعلاً واكتسابًا وأن جميع الكائنات بقضائه وقدره قال العلقمي وفي الطبقات الكبرى لابن السبكي عن الربيع بن سليمان قال سئل الشافعي رضى الله تعالى عنه عن القدر فأنشأ يقول: ما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئت أن لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمنن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن (فإنه) أي فإن إنكاره كما تقدم (شعبة من النصرانية) أي فرقة من فرق دين النصارى وذلك لأن المعتزلة الذين هم القدرية أنكروا إيجاد الباري فعل العبد وجعلوا العبد قادرًا عليه فهو إثبات للشريك كقول النصارى (ابن أبي عاصم) أحمد بن عمر (طب عد) كلهم (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث ضعيف (اتقوا اللاعنين) وفي رواية مسلم اللعانين بصيغة المبالغة أي الأمرين الجالبين للعن أو الشتم والطرد الباعثين عليه (الذي يتخلى) على حذف مضاف وهو خبر عن مبتدأ محذوف أي أحدهما تغوط الذي يتغوط (في طريق الناس) المسلوك (أو في ظلهم) أي والثاني تغوط الذي يتغوط في ظلهم المتخذ مقبلاً أو للتحدث فيكره تنزيهًا وقيل تحريمًا واختاره في المجموع لما فيه من الإيذاء (حم م هـ) عن أبي هريرة (اتقوا الملاعين) مواضع اللعن جمع ملعنة الفعلة التي يلعن بها فاعلها (الثلاث) في رواية الثلاثة والأول القياس (البراز) قال العلقمي قال في النهاية هو بالفتح اسم للفضاء الواسع فكنوا به عن قضاء الحاجة كما كنوا عنه بالخلاء وبالكسر كناية عن الغائط فيجوز فتح الباء وكسرها (في الموارد) أي المجاري والطرق إلى الماء (وقارعة الطريق) قال الجوهري أعلاه وقال في النهاية وسطه وقيل أعلاه وقال النووي في شرحه صدره وقيل وسطه وقيل ما برز منه (والظل) الذي يجتمع فيه الناس لمباح ومثله كل محل اتخذ لمصالحهم المباحة فليس المراد كل ظل يمنع قضاء الحاجة تحته فقد قعد المصطفى لحاجته تحت حائش نخل وللحائش ظل بلا ريب ذكره في المجموع (ده ك هق) عن معاذ بن جبل وإسناده حسن (اتقوا الملاعن الثلاث) لقضاء الحاجة ويقضيها (في ظل يستظل) بالبناء للمجهول أي يستظل الناس (فيه) للوقاية من حر الشمس ومثله موضع الشمس في الشتاء (أو في طريق مسلوك أو نقع) أي ماء ناقع بنون ثم قاف أي مجتمع فيكره ذلك قال الأذرعي وغيره وفي هذه الأحاديث عموم للفضيلتين وهو رد على من خصه بالغائط (حم) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح (اتقوا المجذوم) أي الذي به الجذام وهو داء رديء جدًا معروف (كما يتقى الأسد) أي اجتبنوا مخالطته كما تجتنبوا مخالطة الحيوان المفترس فإنه يعدي المعاشر بإطالة اشتمام ريحه وباستعداد

مزاجه لقبوله ولا يناقضه خبر لا عدو لأنه نفى لاعتقاد الجاهلية نسبة الفعل إلى غير الله تعالى وجمع بعضهم بأن ما هنا خطاب لمن ضعف يقينه وذلك خطاب لمن قوي يقينه (تخ) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (اتقوا صاحب الجذام كما يتقى) بضم المثناة التحتية وشد الفوقية المفتوحة (السبع إذا هبط واديًا فاهبطوا غيره) مبالغة في التباعد منه (ابن سعد) في الطبقات (عن عبد الله بن جعفر) بن أبي طالب المشهور بالكرم المفرط قال الشيخ حديث صحيح (اتقوا النار) أي اجعلوا بينكم وبينها وقاية من الصدقات وأعمال البر (ولو) كان الاتقاء المذكور (بشق تمرة) بكسر الشين المعجمة أي جانبها أو نصفها فإنه قد يسد الرمق سيما للطفل فلا يحتقر المصدق ذلك (ق ن) عن عدي ابن حاتم) الطاءي الجواد بن الجواد (حم) عن عائشة أم المؤمنين (البزار) في مسنده (عن ابن بشير) المقدسي (هـ) عن أبي هريرة الأنصاري (عن أبي هريرة) الدوسي (طب) عن ابن عباس وعن أبي إمامة الباهلي وهو متواتر (اتقوا النار) أي نار جهنم (ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا) ما تتصدقون به لفقده حسًا أو شرعًا كان احتجتموه لمن تلزمكم نفقته (فبكلمة طيبة) تطيب قلب الإنسان بأن يتلطف به بالقول أو بالفعل فإنها سبب للنجاة من النار (حم ق) عن عدي بن حاتم (اتقوا الدنيا) أي احذروها فإنها أعدى أعدائكم تطالبكم بحظوظها لتصدنكم عن طاعة ربكم بطلب لذاتها (فوالذي نفسي بيده) أي بقدرته وإرادته (أنها لا سحر من هاروت وماروت) لأنهما لا يعلمان السحر حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تفكر فيعلمانه ويبينان فتنته والدنيا تعلم سحرها وتكتم فتنتها وشرها كما يرشد إليه قول أبي نواس المتقدم إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ... له عن عدو في ثياب صديق (الترمذي) الحكيم (عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون السين المهملة (المازني) وإسناده ضعيف (اتقوا بيتًا يقال له الحمام) أي احذروا دخوله قالوا أنه يذهب الوسخ ويذكر النار قال إن كنتم لابد فاعلين (فمن دخله منكم فليستتر) أي فليستر عورته عمن يحرم نظره إليها وجوبًا وعن غيره ندبًا فدخوله مع الستر جائز لكن الأولى تركه إلا لعذر (طب ك هب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح (اتقوا زلة العالم) أي فعله الخطيئة لا تتبعوه (وانظروا فيئته) بفتح الفاء أي رجوعه عما لابسه من الزلل فإن العلم لا يضيع أهله ويرجى عود العالم ببركته ولهذا قال بعضهم طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله (الحلواني) بضم الحاء المهملة وسكون اللام (عد هق) كلهم (عن كثير) بفتح الكاف وكسر المثلثة ضد القليل ابن عبد الله بن عمرو بن عوف (المزني) بالزاي لا بالذال (عن أبيه) عبد الله (عن جده) عمرو المذكور قال الشيخ حديث ضعيف (اتقوا دعوة المظلوم) أي تجنبوا الظلم لئلا يدعو عليكم المظلوم وفيه تنبيه على المنع من جميع أنواع الظلم (فإنها تحمل على الغمام) أي يأمر الله بارتفاعها حتى تجاوز الغمام

أي السحاب الأبيض حتى تصل إلى حضرته تقدس وتعالى (يقول الله عزتي وجلالي لانصرنك) بنون التوكيد الثقيلة وفتح الكاف أي لاستخلص لك الحق ممن ظلمك (ولو بعد حين) قال المناوي أي أمد طويل وذا مسوق إلى بيان أنه تعالى يمهل الظالم ولا يهمله (طب) والضياء في المختارة (عن خزيمة بن ثابت) بإسناد صحيح (اتقوا دعوة المظلوم) فإنها مقبولة (وإن كان كافرًا) معصومًا (فإنه) أي الشأن (ليس دونها حجاب) أي ليس بينها وبين القبول مانع قال العلقمي قال ابن العربي هذا مقيد بالحديث الآخر أن الداعي على ثلاث مراتب إما أن يعجل له ما طلب وإما أن يدخر له أفضل منه وإما أن يدفع عنه من السوء مثله (حم) والضياء المقدسي (عن أنس) بن مالك وإسناده صحيح (اتقوا فراسة المؤمن) بكسر الفاء وأما الفراسة بالفتح فهي الحذق في ركوب الخيل قال المناوي أي اطلاعه على ما في الضمائر بسواطع أنوار أشرقت على قلبه فتجلت له بها الحقائق وقال العلقمي عرفها بعضهم بأنها الاطلاع على ما في ضمير الناس وبعضهم بأنها مكاشفة ليقين ومعاينة المغيب أي ليست بشك ولا ظن ولا وهم وإنما هي علم وهي وبعضهم بأنها سواطع أنوار لمعت في قلبه فأدرك بها المعاني ونور الله من خواص الإيمان وقال بعضهم من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات من حلال وغيره وعم باطنه بدوام المراقبة لله وعم ظاهره باتباع السنة وتعودا كل الحلال للتقوى على عبادته لم تخط فراسته اهـ فإن قيل ما معنى الأمر باتقاء فراسة المؤمن أجيب بأن المراد تجنبوا فعل المعاصي لئلا يطلع عليكم فتفتضحوا عنده (فإنه ينظر بنور الله عز وجل) أي يبصر بعين قلبه المشرق بنور الله تعالى والكلام في المؤمن الكامل وفيه قيل: يرى عن ظهر غريب الأمر مالاً ... يراه عين آخر عن عيان (تخ) عن ابن سعيد الخدري (الحكيم) الترمذي (وسمويه) في فوائده (طب عد) كلهم (عن أبي إمامة) الباهلي (ابن جرير) الطبري (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (اتقوا محاش النساء) بحاء مهملة وشين معجمة وقيل مهملة أي إدبارهن جمع محشة وهي الدبر والنهي للتحريم فيحرم وطئ الحليلة في دبرها ولا حدفيه ويمنع منه فإن عاد عزر (سمويه) في فوائده (عد) وكذا أبو نعيم والديلمي (عن جابر) بن عبد الله قال الشيخ حديث ضعيف (اتقوا هذه المذابح) جمع مذبح (يعني المحاريب) قال العلقمي أي اجتنبوا اتخاذها في المساجد والوقوف فيها والمختار الكراهة لورود النهي عنه من طرق وقال المناوي أي تجنبوا تحري صدور المجالس يعني التنافس فيه (طب هق) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث حسن (أتموا الركوع والسجود) أي اطمئنوا فيهما (فوالذي نفسي بيده) أي بقدرته وتصرفه (إني لأراكم) بفتح الهمزة (من وراء ظهري إذا ركعتم وإذا سجدتم) قال المناوي أي رؤية إدراك فلا تتوقف على النهار

ولا على شعاع ومقابلة خرقًا للعادة وقال العلقمي قيل المراد به العلم بالوحي والصواب أنه على ظاهره وأنه إبصار حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فقيل هو بعيني وجهه فكان يرى بهما من غير مقابلة وقيل كانت له عين خلف ظهره وقيل كان بين كتفيه عينان وظاهر الأحاديث أن ذلك يختص بحالة الصلاة ويحتمل أن يكون ذلك واقعًا في جميع أحواله وقد نقل ذلك عن مجاهد وحكى تقي الدين بن مخلد أنه صلى الله عليه وسلم كان يبصر في الظلمة كما يبصر في الضوء (حم ق ن) عن أنس بن مالك (أتموا الصفوف) أي صفوف الصلاة الأول فالأول ندبًا مؤكدًا (فإني أراكم خلف ظهري (هـ) عن أنس (أتموا الصف المقدم) وهو الذي يلي الإمام قال العلقمي قال العلماء في الحض على الصف الأول المسارعة إلى خلاص الذمة والسبق لدخول المسجد والقرب من الإمام بين يديه وسلامة البال من رؤية من يكون قدامه وسلامة موضع سجوده من أذيال المصلين ويؤخذ منه أنه يكره الشروع في صف قبل إتمام ما قبله وأن هذا الفعل يفوت لفضيلة الجماعة التي هي التضعيف وبركة الجماعة اهـ واعتمد بعضهم أن فضل الجامعة يحصل ولكن يفوته فضل الصف المقدم (ثم الذي يليه) وهكذا (فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر (حم ن طب) وابن خزيمة في صحيحه (والضيا) في المختارة (عن أنس) بن مالك وإسناده صحيح (أتموا الوضوء) أي عموا بالماء جميع أجزاء كل عضو من أعضاء الوضوء قال العلقمي قال الطيبي إتمام الوضوء استيعاب المحل بالغسل وتطويل الغرة وتكرار الغسل والمسح (ويل) أي شدة هلكة في نار الآخرة (للأعقاب من النار) قال العلقمي والأعقاب جاء على لغة من يجعل المثنى جمعًا أو جمع العقبين وما حولهما وخصها بالعذاب لأنها العضو الذي لم يغشل وقيل أراد صاحب الأعقاب (هـ) عن خالد ابن الوليد سيف الله بن المغيرة (ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل) بضم الشين المعجمة وفتح الراء وسكون الحاء المهملة بعدها باء موحدة مسكورة ابن حسنة (وعمرو بن العاص) بحذف الياء ويجوز إثباتها قال الشيخ حديث حسن (أوتيت) بالبناء للمفعول أي جاءني الملك (بمقاليد الدنيا) أي بمفاتيح خزائن الدنيا (على فرس أبلق) أي لونه مخلط ببياض وسواد (جاءني به جبريل) وفي رواية إسرافيل (عليه قطيفة) بفتح القاف وكسر الطاء المهملة كساء مربع له خمل بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي هدب (من سندس) هو مارق من الديباج فخيره بين أن يكون نبيًا عبدًا أو نبيًا ملكًا فاختار الأول وترك التصرف في خزائن الأرض (حم حب) والضيا المقدسي (عن جابر) ابن عبد الله وهو حديث صحيح (أثبتكم على الصراط أشدكم حبالاً هل بيتي) علي وفاطمة وأبنائهما وذريتهما (ولأصحابي) قال المناوي يحتمل أن المراد أثبتكم في المرور على الجسر المضروب على متن جهنم ويحتمل أن المراد من كان أشد حبًا لهم كان أثبت الناس على الصراط

المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم (عدفر) عن علي أمير المؤنين وإسناده ضعيف (اثردوا) بضم الهمزة ماضيه ثرد أي فتوا الخبز في المرق ندبًا فإن فيه سهولة المساغ وتيسير التناول ومزيد اللذة (ولو بالماء) مبالغة في تأكيد طلبه والمراد ولو مرقًا يقرب من الماء (طب هب) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (اثنان فما فوقهما جماعة) فإذا صلى الشخص مع شخص آخر حصلت له فضيلة الجماعة قال المناوي وهذا قاله لما رأى رجلاً يصلي وحده فقال ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه فقام رجل فصلى معه فذكره (هـ عد) عن أبي موسى الأشعري (حم طب عد) عن أبي إمامة الباهلي (قط) عن ابن عمرو بن العاص (ابن سعد) في طبقاته (والبغوي والباوردي عن الحكم) بفتح الكاف (ابن عمير) بالتصغير قال الشيخ حديث حسن لغيره (اثنان لا ينظر الله إليهما) نظر رحمة ولطف (يوم القيامة) خصه لأنه يوم الجزاء (قاطع الرحم) أي القرابة بإساءة أو هجر (وجار السوء) هو الذي إن رأى حسنة كتمها أو سيئة فشاهها كما فسره في خبر (فر) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (اثنان خير من واحد) أي هما أولى بالإتباع وأبعد عن الابتداع (وثلاثة خير من اثنين) كذلك (وأربعة خير من ثلاثة) كذلك (فعليكم بالجماعة) أي ألزموها (فإن الله) تعالى (لن يجمع أمتي) أمة الإجابة (إلا على هدى) أي حق وصواب ولم يقع قط أنهم اجتمعوا على ضلال وهذه خصوصية لهم ومن ثم كان اجتماعهم حجة (حم) عن أبي ذر الغفاري قال الشيخ حديث صحيح (اثنان لا تجاوز صلاحتهما رؤسهما) أي لا ترفع إلى الله رفع قبول أي لا ثواب لهما فيها وإن صحت أحدهما (عبد آبق) بصيغة الماضي أي هرب (من مواليه) أي مالكه بغير عذر فلا ثواب له في صلاته (حتى يرجع) إلى طاعة مالكه (و) الثاني (امرأة عصت زوجها) في أمر يجب عليها طاعته فيه فلا ثواب لها في صلاتها (حتى ترجع) إلى طاعته (ك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (اثنان) أي خصلتان في الناس (هما بهم كفر) قال المناوي هم بهما كفر فهو من باب القلب والمراد أنهما من أعمال الكفار لا من خصائص الأبرار اهـ وقال المتبولي هما بهم كفر أي هما كفر واقع بهم فلا قلب أحداهما (الطعن في الأنساب) كان يقال هذا ليس ابن فلان مع ثبوت نسبه في ظاهر الشرع (و) الثانية (النياحة على الميت) وهو رفع الصوت بالندب بتعديد شمائله (حم م) عن أبي هريرة (اثنان يكرههما ابن آدم يكره الموت) أي حلوله به (والموت خير له من الفتنة) الكفر أو الضلال أو الإثم والامتحان فإنه ما دام حيًا لا يأمن من الوقوع في ذلك (ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب) أي السؤال عنه كما في خبر لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وفيه عن ماله (ص حم) عن محمود بن لبيد الأنصاري ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ورواياته مرسلة قال الشيخ حديث صحيح (اثنان يعجلهما الله) تعالى أي يجعل عقوبتهما (في الدنيا) لفاعلهما أحدهما (البغي) أي مجاوزة

الحد يعني التعدي بغير حق (وعقوق الوالدين) قال العلقمي يقال عق والده يعقه عقوقًا فهو عاق إذا أذاه وعصاه وخرج عليه وهو ضد البر به اهـ والمراد من له ولادة وإن علا من الجهتين (تخ طب) عن أبي بكرة نفيع بن حارث قال الشيخ حديث صحيح (أثيبوا) أي كافئوا (أخاكم) في الدين على صنعه معكم معروفًا (ادعو له بالبركة) أي النمو والزيادة في الخير قال العلقمي وسببه ما رواه أبو داود عن جابر قال صنع أبو الهيم طعامًا ودعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلما فرغ من الأكل ذكره قال ابن رسلان لعل هذا محمول على من عجز عن إثابته لخبر من أتى إليكم معروفًا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أنكم كافأتموه فجعل الدعاء عند العجز عن المكافئة (فإن الرجل إذا أكل طعامه وشرب شرابه) بالبناء للمفعول فيهما (ثم دعى له بالبركة) ببنائه للمفعول أي دعا له الاكلون بها (فذاك ثوابه منهم) أي من الأضياف العاجزين عن مكافأته (دهب) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث حسن (اجتمعوا على) أكل (طعامكم واذكروا اسم الله عليه) حال الشروع في الأكل (يبارك لكم فيه) بالجزم جواب الأمر فالاجتماع على الطعام مع التسمية سبب للبركة التي هي سبب للشبع قال العلقمي وسببه ما رواه أبو داود بسنده أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله أنا نأكل ولا نشبع قال لعلكم تتفرقوا قالا نعم فذكره (حم ده حب ك) عن وحشي بن حرب بإسناد حسن (اجتنب الغضب) قال العلقمي وسببه أن رجلاً قال يا رسول الله حدثني بكلمات أعيش بهن ولا تكثر علي فذكره وفي رواية البخاري أن رجلاً قال يا رسول الله أوصني قال لا تغضب أي اجتنب أسباب الغضب أو لا تفعل ما يأمرك به الغضب لأن نفس الغضب مطبوع في الإنسان لا يمكن إخراجه جبلية وقال ابن التين جمع صلى الله عليه وسلم في قوله لا تغضب خيري الدنيا والآخرة لأن الغضب يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه فينقص ذلك في الدين وقال بعض العلماء خلق الله الغضب من النار وجعله غريزة في الإنسان فمهما قصد أو وزع في غرض ما اشتعلت نار الغضب وثارت حتى يحمر الوجه والعينان من الدم وقال الطوفي أقوى الأشياء في طفي الغضب استحضار التوحيد الحقيقي وأنه لا فاعل إلا الله سبحانه وتعالى وكل فاعل غيره فهو آلة له فمن توجه إليه مكروه من جهة غيره فاستحضر أن الله تعالى لو شاء عدمه لم يكن ذلك من الغير اندفع غضبه لأنه لو غضب والحالة هذه كان غضبه على ربه (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (في) كتاب (ذم الغضب وابن عساكر) في التاريخ (عن رجل من الصحابة) وجهالته لا تقدح لأن الصحابة كلهم عدول (اجتنبوا) ابعدوا وهو أبلغ من لا تفعلوا (السبع) أي الكبائر السبع المذكورة في هذا الخبر لاقتضاء المقام ذكرها فقط وإلا فهي إلى السبعين قيل إلى السبعمائة أقرب قال العلقمي اضطرب في حد الكبيرة فقال جماعة هي ما يلحق صاحبها وعيد شديد بنص كتاب أو سنة وقيل هي المعصية الموجبة

للحد وهم إلى ترجيح الثاني أميل والأول هو الموافق لما ذكروه في تفصيل الكبائر لأنهم عدوا أشياء كالربا وأكل مال اليتيم وشهادة الزور ولا حد فيها (الموبقات) بموحدة مكسورة وقاف أي المهلكات جمع موبقة سميت بذلك لأنها سبب لإهلاك مرتكبها في الدنيا بما يترتب عليها من العقوبات وفي الآخرة من العذاب (الشرك بالله) أي جعل أحد شريكًا لله سبحانه وتعالى والمراد الكفر به بأي نوع وهو أعظم الكبائر ويجوز نصب الشرك على أنه بدل من السبع ورفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف وكذا يقال فيما بعده (والسحر) قال المناوي وهو مزاولة النفس الخبيثة لأقوال وأفعال يترتب عليها أمور خارقة اهـ قال العلقمي والحق أن لبعض أسباب السحر تأثيرًا في القلوب كالحب والبغض وفي البدن بالألم والسقم وإنما المنكر أن الجماد ينقلب حيوان وعكسه بسحر الساحر ونحو ذلك فإن كان فيه ما يقتضي الكفر كفروا جاز بعض العلماء تعلم السحر لأمرين إما التمييز ما فيه كفر عن غيره وإما لإزالته عمن وقع فيه وأما القصاص به فعند الشافعية أن قال قتلته بسحري وسحري يقتل غالبًا فعليه القصاص أو نادرًا فشبه عمد أو قصدت غيره فخطا وشبه العمد في ماله إلا أن تصدقه العاقلة فعليهم والفرق بين السحر والمعجزة والكرامة أن السحر يكون بمعانات أقوال وأفعال حتى يتم للساحر ما يريده والكرامة لا تحتاج لذلك بل إنما تقع غالبًا اتفاقًا وأما المعجزة فتمتاز عن الكرامة بالتحدي أي دعوى الرسالة (وقتل النفس التي حرم الله) عمدًا أو شبه عمد (إلا بالحق) أي بفعل موجب للقتل شرعًا (واكل الربا) أي تناوله بأي وجه كان (وأكل مال اليتيم) يعني التعدي فيه (والتولي يوم الزحف) قال المناوي أي الإدبار من وجوه الكفار إلا أن علم أنه إن ثبت قتل من غير نكاية في العدو اهـ قال العلقمي وإنما يكون التولي كبيرة إذا لم يزد عدد الكفار على مثلي المسلمين إلا متحرفًا لقتال أو متحيزًا إلى فئة (وقذف المحصنات المؤمنات) أي رميهن بالزنا والإحصان هنا العفة عن الفواحش أي الحافظات فروجهن (الغافلات) عن الفواحش وما قذفن به تنبيه قال العلقمي أكبر المعاصي الشرك بالله ويليه القتل بغير حق وأما ما سواهما من الزنا واللواط وعقوق الوالدين وغير ذلك من الكبائر فيقال في كل واحدة منها هي من أكبر الكبائر وإن جاء أنها أكبر الكبائر كان المراد أنها من أكبر الكبائر (ق د ن) عن أبي هريرة (اجتنبوا الخمر) أي اجتنبوا تعاطيها شربًا وغيره والمراد بها ما أسكر عند الأكثر وقال أبو حنيفة هي المتخذ من ماء العنب (فإنها مفتاح كل شر) كان مغلقًا من زوال العقل والوقوع في المنهيات وحصول الأسقام والآلام (ك هب) كلهم (عن ابن عباس) وهو حديث صحيح (اجتنبوا الوجوه) قال المناوي من كل آدمي محترم أريد حده أو تأديبه أو بهيم قصدًا استقامته وتدريبه (لا تضربوها لأن الجه نظيف شريف والضرب يشوهه فيحرم ذلك (عد) عن أبي سعيد الخدري بإسناد ضعيف (اجتنبوا التكبر) قال المناوي بمثناة فوقية قبل الكاف وهو تعظيم المرء نفسه

(واحتقاره) غيره والأنفة عن مساواته والكبر ظن المرء أنه أكبر من غيره والتكبر إظهار ذلك وهذه صفة لا يستقحها إلا الله والكبر يتولد من الإعجاب والإعجاب من الجهل اهـ وقال العلقمي اجتنبوا الكبر بالكسر وهو العظمة (فإن العبد) أي الإنسان (لا يزال يتكبر حتى يقول الله تعالى) لملائكته (اكتبوا عبدي هذا في الجبارين) جمع جبار وهو المتكبر العاتي وأضاف العبد إليه حتى لا ييأس أحد من رحمة ربه وإن كثرت ذنوبه ويعلم أنه إذا رجع إليه قبله وعطف عليه (أبو بكر) أحمد بن علي (ابن لال في) كتاب (مكارم الأخلاق) أي فيما ورد في فضلها (وعبد الغني بن سعد في) كتابه (إيضاح الأشكال (عد) كلهم (عن أبي إمامة) الباهلي قال الشيخ حديث ضعيف (اجتنبوا هذه القاذورات) قال العلقمي جمع قاذورة وهي الفعل القبيح والقول السيء وقال المناوي لكن المراد هنا الفاحشة يعني الزنا (فمن ألم بشيء منها) قال العلقمي بفتح الهمزة واللام وتشديد الميم أي قارف بالقاف والراء والفاء قال في الدر قارف الذنب واقترفه عمله (فليستتر بستر الله وليتب إلى الله) بالندم والرجوع والعزم على عدم العود (فإنه) أي الشأن (من يبدلنا صفحته) أي من يظهر لنا فعله الذي حقه الستر والإخفاء (نقم عليه) معشر الحكام (كتاب الله) أي الحد الذي شرعه الله في كتابه والسنة من الكتاب قال العلقمي والمعنى اجتنبوا فعل الذنوب التي توجب الحد في عمل شيئًا منها فليستتر وليتب ولا يظهر ذلك فإن أظهره لنا أقمنا عليه الحد ولا يسقط الحد بالتوبة في الظاهر ويسقط فيما بينه وبين الله تعالى قطعًا لأن التوبة تسقط أثر المعصية قال ابن عمر قام النبي صلى الله عليه وسلم بعد رجم الأسلمي فذكره (ك هق) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (اجتبنوا مجالس الشعيرة) أي الرفقاء المتعاشرين الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله تعالى وما والاه لما يقع فيها من اللغو واللهو وإضاعة الواجبات (ص) عن إبان بن عثمان بن عفان (مرسلاً) هو تابعي جليل قال الشيخ حديث ضعيف (اجتنبوا الكبائر) جمع كبيرة وهي ما توعد عليه بخصوصه في الكتاب أو السنة بنحو لعن أو غضب وقيل غير ذلك (وسددوا) أي اطلبوا بأعمالكم السداد أي الاستقامة والاقتصاد ولا تشددوا فيشدد عليكم (وابشروا) قال العلقمي قال الجوهري بقطع الألف ومنه قوله تعالى وابشروا بالجنة اهـ وقال المناوي إذا تجنبتم الكبائر واستعملتم السداد فأبشروا بما وعدكم الله ربكم بقوله أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم الآية (ابن جرير عن قتادة مرسلاً) قال الشيخ حديث ضعيف (اجتنبوا دعوات المظلوم) أي اجتنبوا الظلم لئلا يدعو عليكم المظلوم (ما بينها وبين الله حجاب) مجاز عن سرعة القبول (ع) عن أبي سعيد وأبي هريرة الدوسي (معًا) وزاد قوله معاد فعالتوهم أن الواو بمعنى أو قال الشيخ حديث صحيح (اجتنبوا كل ما أسكر) يشمل المتخذ من ماء العنب وغيره أي اجتنبوا ما شأنه الإسكار وإن قل كقطرة (طب) عن عبد الله بن مغفل

بضم الميم وفتح المعجمة وشدة الفاء المفتوحة المزني قال الشيخ حديث صحيح (اجتنبوا ما أسكر) أي ما شأنه الإسكار فيحرم شربه وإن لم يسكر لقلته (الحلواني) بضم الحاء المهملة وسكون اللام نسبة إلى مدينة حلوان وهو الحسن بن علي الخلال (عن علي) أمير المؤمنين ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (اجثوا) أي اجلسوا أو أبركوا (على الركب) عند إرادتكم الدعاء فإنه أبلغ في الأدب (ثم قولوا يا رب) أعطنا (يا رب) أعطنا أي كرروا ذلك كثيرًا ولحوا في الدعاء فإن الله يحب الملحين فيه وقد قيل يا رب يا رب هو الاسم الأعظم (أبو عوانة) في صحيحه (والبغوي) في معجمة (عن سعد) بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (اجرؤكم) من الجراءة الإقدام على الشيء (على قسم الجد) إذا اجتمع مع الأخوة أي اجرؤكم على الإفتا والحكم بما يستحقه من الإرث معهم (اجرؤكم على النار) أي أقدمكم على الوقوع فيها فيطلب من المفتي أو الحاكم التأمل في أحواله قبل القسمة فإن لم يكن معهم صاحب فرض فله الأحسن من أمرين المقاسمة وثلث المال وإن كان معهم صاحب فرض فله الأحسن من ثلاثة أمور ثلث الباقي بعد إخراج الفرض والمقاسمة في الباقي وسدس جميع المال (ص) عن سعيد بن المسيب بفتح المثناة التحتية أشهر من كسرها (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح (اجرؤكم على الفتيا اجرؤكم على النار) قال العلقمي لأن المفتي موقع عن الله حكمه من حلال وحرام وصحة وفساد وغير ذلك فإذا لم يكن عالمًا بما أفتى به أو تهاون في تحريره أو تهاون في استنباطه من الأدلة إن كان مجتهدًا كان إقدامه على ذلك سببًا لدخوله النار (الدارمي عن عببيد الله) بالتصغير (مرسلاً) هو أبو بكر البصري قال الشيخ حديث ضعيف (اجعل) يا بلال إذا الخطاب معه كما صرح به في رواية البيهقي (بين آذانك وإقامتك) للصلاة (نفسا) بفتح النون والفاء أي ساعة (حتى يقضي المتوضي) أي مريد الوضوء (حاجته في مهل) بفتح الميم والهاء أي بتؤدة وسكون (ويفرغ الآكل) بالمد (من طعامه) بأن يشبع (في مهل) أي من غير عجلة فيندب أن تؤخر الإقامة بقدر فعل المذكورات عند اتساع الوقت وذلك منوط بنظر الإمام وأما الآذان فبنظر المؤذن (عم) عن أبي ابن كعب (أبو الشيخ) ابن حبان (في) كتاب (الآذان عن سلمان) الفارسي (وعن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل) أي تهجدكم فيه (وترًا) والوتر سنة مؤكدة عند الشافعية وواجب عند الحنفية وأقله ركعة واكثر ما حدئ عشر ووقته بعد صلاة العشاء ولو مجموعة مع المغرب وطلوع الفجر والأفضل تأخيره لمن وثق باستيقاظه وإن فاتته الجماعة فيه وتعجيله لغيره (ق د) عن ابن عمر بن الخطاب (اجعلوا) ندبًا (ائمتكم) الذين يؤمون بكم في الصلاة (خياركم) أي أفضلكم بالفقه والقراءة ونحو ذلك مما هو مبين في الفروع (فإنهم) أي الأئمة (وفدكم) أي متقدموكم المتوسطون (فيما بينكم وبين ربكم) لأن دعاءهم أقرب إلى الإجابة قال العلقمي والوفد

الجماعة المختارة من الوقم ليتقدموهم في لقى العظما (قط هق) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (اجعلوا من صلاتكم) من للتبعيض أي شيئًا منها والمراد النوافل فمن اسم مفعول اجعلوا كما صرح به المناوي (في بيوتكم) لتعود بركتها على البيت وأهله ولتنزل الرحمة والملائكة فيها (ولا تتخذوها قبورًا) أي كالقبور مهجورة من الصلاة شبه البيوت التي لا يصلي فيها بالقبور التي تقبر الموتى فيها (حم ق د) عن ابن عمر بن الخطاب (ع) والروياني محمد بن هارون الفقيه (والضيا) المقدسي (ومحمد بن نصر) الفقيه الشافعي (في) كتاب (الصلاة) كلهم (عن عائشة) أم المؤمنين (اجعلوا بينكم وبين الحرام سترًا من الحلال) قال العلقمي والمعنى أن من جعل بينه وبين الحرام شيئًا من الحلال كان ذلك من دينه وورعه وسلامة عرضه من الذم الشرعي والعرفي ومن اتسع في الملاذ كان كم يطوف حول الحكمى ويدور به يقرب أن يقع فيه (من فعل ذلك استبرأ) بالهمز وقد يخفف أي طلب البراءة (لعرضه ودينه) عن الذم والعرض بكسر العين موضع الذم والمدح من الإنسان (ومن ارتع فيه) أي الحلال أي أكل ما شاء وتبسط في المطعم والملبس (كان كالمرتع إلى جنب الحمى) أي الشيء المحمي (يوشك) أي يقرب (أن يقع فيه) أي الشيء المحمي فيعاقب (وأن لكل ملك حمى) قال المناوي وفي رواية ألا وأن لكل ملك حمى أي من ملوك العرب حتى يحميه عن الناس فلا يقربه أحد خوفًا من سطوته (وأن حمى الله تعالى في الأرض) وفي رواية في أرضه (محارمه) أي معاصيه فمن دخل حماه بارتكاب شيء منها استحق العقوبة ومن قاربه يوشك أن يقع فيه فالمحتاط لدينه لا يقر به (حب طب) عن النعمان بن بشير الأنصاري وهو حديث صحيح (اجعلوا بينكم وبين النار حجابًا) أي ستروا جاجزًا منيعًا (ولو بشق تمرة) بكسر الشين المعجمة أي بشطر منها فلا يحتقره المتصدق فإنه حجاب منيع من النار (طب) عن فضالة بفتح الفاء ومعجمة خفيفة (ابن عبيد) مصغرا وهو حديث حسن (اجلوا الله) قال العلقمي اجلوا بفتح الهمزة وكسر الجيم وتشديد اللام أي قولوا له يا ذا الجلال والإكرام وقيل المراد عظموه وروى بالحاء المهملة أي أسلموا قال الخطابي معناه الخروج من خطر الشرك إلى حل الإسلام وسته من قولهم حل الرجل إذا خرج من الحرم إلى الحل يغفر لكم ذنوبكم قال المناوي ومن إجلاله أن لا يعصي كيف وهو يرى ويسمع (حم ع طب) عن أبي الدرداء وهو حديث حسن (اجملوا في طلب الدنيا) قال العلقمي اجملوا بقطع الهمزة المفتوحة وسكون الجيم وكسر الميم أي ترفقوا فيه (فإن كلا) أي من الخلق (ميسر) أي مهيئ مصروف سهل (لما كتب) أي قدر (له) منها يعني الرزق المقدر له سيأتيه فلا فائدة لا جهاد النفس والمعنى ترفقوا في طلب دنياكم بأن تأتوا به على الوجه المحبوب الذي لا محذور فيه ولا شدة اهتمام به (هـ ك طب هق) عن أبي حميد الساعدي عبد الرحمن أو المنذر وهو حديث صحيح (أجوع الناس طالب العلم) قال العلقمي والمعنى

أن طالب العلم المستلذ بفهمته وحصوله لا يزال يطلب ما يزيد استلذاذه فكلما طلب ازداد لذة فهو يطلب نهاية اللذة ولا نهاية لها فهو مشارك لغيره في الجوع أن ذلك الغير له نهاية وهو الشبع وهذا لا نهاية له فلذا عبر بصيغة أفعل التفضيل (واشبعهم الذي لا يبتغيه) فهو لا يلتذ به لشبعه (أبو نعيم في) كتاب فضل (العلم) الشرعي (فر) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (اجيبوا) وجوبًا (هذه الدعوة) قال المناوي أي دعوة وليمة العرس (إذا دعيتم لها) وتوفرت شروط الإجابة (ق) عن ابن عمر بن الخطاب (اجيبوا الداعي) أي الذي يدعوكم لوليمة وجوبًا إن كانت لعرس وتوفرت الشروط كما تقرر وندبًا إن كانت لغيرها (ولا تردوا الهدية) قال العلقمي إذا لم يعلم أنها من جهة الحرام إما إذا علم أنها من جهة حرام فالرد واجب والقبول حرام نعم إن علم مالكها فأخذها ليردها إليه فهذا لا بأس به وقد يجب القبول لأجل الرد إذا كان ذلك لمحجور ونحوه والنهي عن رد الهدية في حق غير القاضي أما هو فيجب الرد عليه ويحرم القبول (ولا تضربوا المسلمين) أي في غير حد أو تأديب بل تلطفوا معهم بالقول والفعل فضرب المسلم بغير حق حرام بل كبيرة والتعبير بالمسلم غالبي فمن له ذمة أو عهد فيحرم ضربه تعديًا (حم خد طب هب) عن عبد الله بن مسعود وهو حديث صحيح (اجيفوا أبوابكم) بفتح الهمزة وكسر الجيم وسكون المثناة التحتية وضم الفاء أي اغلقوها مع ذكر اسم الله تعالى (واكفئوا آنيتكم) قال العلقمي بقطع الألف المفتوحة قال القاضي عياض رحمه الله رويناه بقطع الألف المفتوحة وكسر الفاء رباعي وبوصلها وفتح الألف ثلاثي وهما صحيحان ومعناه اقلبوا الإناء ولا تتركوه للعق الشيطان ولحس الهوام وذوات الأقذار (وأوكئوا أسقيتكم) بكسر الكاف بعدها همزة أي اربطوا أفواه قربكم فعلم أن الوكاء ما يربط به من خيط أو نحوه والسقاء بالمتظرف الماء من جلد ويجمع على أسقية (واطئوا سرجكم) أمر من الإطفاء وإنما أمر بد لك لخبر البخاري أن الفويسقة جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت (فإنهم لم يؤذن لهم) أي الشياطين (بالتسور عليكم) تعليل لما تقدم والمعنى أنكم إذا فعلتم ما ذكر مع ذكر اسم الله تعالى في الجميع لا يستطيعون أن يتسوروا أي يستلقوا عليكم واستنبط بعضهم من ذلك مشروعية غلق الفم عند التثاؤب لدخوله في عموم الأبواب مجازًا (حم) عن أبي إمامة الباهلي وهو حديث صحيح (أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها) قال العلقمي ومن محصل ما أجاب به العلماء عن هذا الحديث وغيره مما اختلفت فيه الأجوبة فإنه أفضل الأعمال أن الجواب اختلف لاختلاف أحوال السائلين بأن اعلم كل قوم بما يحتاجون إليه أو بما هو اللائق بهم أو كان الاختلاف باختلاف الأوقات بأن يكون العمل في ذلك الوقت أفضل منه في غيره وقد تظاهرت النصوص على أن الصلاة أفضل من الصدقة ومع ذلك ففي وقت مواساة لمضطر تكون الصدقة أفضل أو أن أفضل ليست على بابها بل المراد بها الفضل المطلق أو المراد من أفضل الأعمال فحذفت من كما

يقال فلان أفضل الناس ويراد من أفضلهم فعلى هذا يكون الإيمان أفضلها والباقيات متساوية في كونها من أفضل الأعمال أو الأحوال ثم يعرف فضل بعضها على بعض بدلائل تدل عليها وقوله لوقتها ورد على وقتها قيل والمعنى في وقتها ومعنى المحبة من الله تعالى تعلق الإرادة بالثواب (ثم بر الوالدين) أي الإحسان إلى الأصلين وإن عليًا وامتثال أمرهما الذي لا يخالف الشرع (ثم الجهاد) في سبيل الله لإعلاء كلمته وإظهار شعار دينه (حم ق دن) عن ابن مسعود عبد الله (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) أي أكثرها ثوابًا أكثرها تتابعًا ومواظبة والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع لأن تارك العمل بعد الشروع فيه كالمعرض بعد الوصل قال المناوي والمراد المواظبة العرفية وإلا فحقيقة الدوام شمول جميع الأزمنة وهو غير مقدور (ق) عن عائشة (أحب الأعمال في الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله) يعني أن تلازم الذكر حتى يحضرك الموت وأنت ذاكر فإن للذكر فوائد لا تحصى قال الغزالي أفضل الأعمال بعد الإيمان ذكر الله (حب) وابن السني في عمل يوم وليلة (طب هب) عن معاذ بن جبل وهو حديث صحيح (أحب الأعمال) قال المناوي التي يفعلها أحدكم مع غيره (إلى الله من أطعم مسكينًا) على حذف مضاف أي عمل من أطعم مسيكنًا محترمًا (أو دفع عنه مغرمًا) دينًا أو غيره مما توجه علهي سواء لزمه أو ولم يلزمه وسواء كان الدفع بأداء أو شفاعة (أو كشف عنه كربًا) ويكون هذا أعم مما قبله ختم به قصدًا للتعميم (طب) عن الحكم بن عمير (أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض) أي بعد أداء الفرائض العينية من صلاة وزكاة وصوم وحج (إدخال السرور) أي الفرح (على المسلم) أي المعصوم بأن يفعل معه ما يسر به من نحو تبشير بحدوث نعمة أو اندفاع نقمة (طب) وكذا في الأوسط (عن ابن عباس) وهو حديث ضعيف (أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان) أي صيانته عن النطق بما نهى عنه من نحو كذب وغيبة ونميمة (هب) عن أبي جحيفة بالتصغير واسمه وهب السواي قال الشيخ حديث ضعيف (أحب الأعمال إلى الله الحب في الله) أي لأجله لا لغرض آخر كميل وإحسان ومن لازم الحب في الله حب أوليائه واصفيائه من شرط محبتهم اقتفاء آثارهم وطاعتهم (والبغض في الله) أي لأمر يسوغ له البعض كالفسقة والظلمة وأرباب المعاصي (حم) عن أبي ذر الغفاري وهو حديث حسن (أحب أهلي إلى فاطمة) قال المناوي قاله حسين سأله علي والعباس يا رسول الله أي أهلك أحب إليك (ت ك) عن أسامة بن زيد وهو حديث صحيح (أحب أهل بيتي إلي الحسن والحسين) قال العلقمي هم علي وفاطمة والحسنان وقال بعضهم بدخول الزوجات وبعضهم مؤمنو بني هاشم والمطلب اهـ واقتصر المناوي على الأول فقال ولا تعارض بين هذا وما قبله لأن جهات الحب مختلفة أو يقال فاطمة أحب أهله الإناث والحسنان (أحب أهله الذكور) هذا والحق أن فاطمة لها لا حبية المطلقة ثبت ذلك في عدة أحاديث

أفاد مجموعها التواتر المعنوي وما عداها فعلى معنى من أو اختلاف الجهة (ت) وكذا أو يعلى عن انس بن مالك وهو حديث حسن (أحب النساء) بالمدّ هو ما في كثير من النسخ وفي بعضها الناس بدل النساء (إلى عائشة) قال المناوي أي من حلاثلي الموجودين بالمدينة حال هذه المقالة (ومن الرحال أبوها) لمسابقته في الإسلام ونصحه لله ورسوله وبذل نفسه وماله في رضاهما (ق ت) عن عمرو بن العاص بالياء ويجوز حذفها (ت هـ) عن أنس بن مالك (أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن) قال المناوي أي أحب ما تسمى به العبد لتضمنهما ما هو وصف واجب للحق تعالى وهو الإلهية والرحمانية وما هو وصف للإنسان وواجب له وهو العبودية والافتقار اهـ قال العلقمي ويلحق بهذين الاسمين ما كان مثلهما كعبد الرحيم والحكمة في الاقتصار على الاسمين أنه لم يقع في القرآن إضافة عبد إلى أسمائه غيرهما (م د ت) عن ابن عمر بن الخطاب (أحب الأسماء إلى الله تعالى ما تعبد له) بضمتين فتشديد (وأصدق الأسماء همام) بفتح الهاء وشدّة الميم (وحارث) قال العلقمي لما فيه من مطابقة الاسم معناه الذي اشتق منه لأن الحارث هو الكاسب والإنسان لا يخلو من الكسب غالبا طبعا واختيارا كما قالى تعالى أنك كادح إلى ربك كدحا أي عامل أمّا للدنيا وأما للآخرة وهمام فعال من هم بالأمر يهم إذا عزم عليه وقصد فعله فكل أحد لا بد له أن يهم بأمر خيرا كان أو شرا وسيأتي أقبحها حرب ومرّة في تسموا (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكني (طب) كلاهما (عن ابن مسعود) عبد الله قال الشيخ حديث ضعيف (أحب الأديان) جمع دين قال المناوي والمراد هنا ملل الأنبياء (إلى الله) دين (الحنيفية) أي المائلة عن الباطل إلى الحق (السمحة) أي السهلة المنقادة إلى الله المسلمة أمرها إليه (حم خد طب) عن ابن عباس وهو حديث حسن (أحب البلاد) أي أحب أماكن البلاد ويمكن أن يراد بالبلد المأوى فلا تقدير (إلى الله مساجدها) لأنها بيوت الطاعة وأساس التقوى ومحل تنزلات الرحمة (وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) لأنها مواطن الغفلة والغش والحرص والفتن والطمع والخيانة والإيمان الكاذبة والأعراض الفانية فالمراد محبة وبغض ما يقع فيهما (م) في الصلاة عن أبي هريرة (حم ك) عن جبير بالتصعير (ابن مطعم) بضم أوّله وكسر ثالثه (أحب الجهاد إلى الله تعالى كلمة حق تقال لإمام جائر) أي ظالم لأن من جاهد عدو فقد تردّد بين رجاء وخوف وصاحب السلطان إذا قال الحق وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر يعرض نفسه للهلاك قطعا فهو أفضل (حم طب) عن أبي إمامة الباهلي وهو حديث حسن (أحب الحديث إلي) بالتشديد (أصدقه) قال المناوي أفعل تفضيل بتقدير من أو بمعنى فاعل والصدق مطابقة الخبر الواقع والكذب عدمها (حم خ) عن المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقيه عالم ومروان معا ابن الحكم الأموي وزاد معاد فعالتوهم أنه من

أحدهما (أحب الصيام إلى الله صيام داود) قال العلقمي نسبة المحبة في الصيام والصلاة إلى الله تعالى على معنى إرادة الخير لفاعلهما (كان يصوم يوما ويفطر يوما) هو أفضل من صوم الدهر والسر في ذلك أن صوم الدهر قد يفوت بعض الحقوق وقد لا يشق باعتياده له بخلاف صوم يوم وفطر يوم (وأحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه) قال العلقمي وهو الوقت الذي ينادي فيه الرب هل من سائل هل من مستغفر اهـ وورد أنه ينادي إلى أن ينفجر الفجر (وينام سدسه) أي الأخير ليستريح من تعب القيام وإنما كان ما ذكر أحب إلى الله تعالى لأنه أخذ بالرفق على النفوس التي يخشى منها السامة التي هي سبب ترك العبادة والله تعالى يحب أن يوالى فضله ويدام إحسانه (حم ق د ن) عن عبد الله بن عمرو بن العاص (أحب الطعام إلى الله كثرت عليه الأيدي) أي أيدي الآكلين قال المناوي والمراد ألا تقيا لخبر لا يأكل طعامك إلا تقيّ (ع حب هب) والضيا المقدسي (عن جابر) بن عبد الله قال الشيخ حديث (أحب الكلام إلى الله) أي أحب كلام المخلوقين (أن يقول العبد) أي الإنسان حرّا كان أوقنا (سبحان الله) أي أنزهه عن النقائص (وبحمده) الواو للحال أي أسبح الله متلبسا بحمد وعاطفة أي أسبح الله وأتلبس بحمده يعني أنزهه عن جميع النقائص وأحمده بأنواع الكمالات (حم م ت) عن أبي ذر الغفاري (أحب الكلام إلى الله تعالى أربع سبحان الله والحمد لله ولا آله إلا الله والله أكبر) قال المناوي لتضمنها تنزيهه عن كل ما يستحيل عليه ووصفه بكل ما يجب له من أوصاف كماله وانفراده بوحدانيته واختصاصه بعظمته وقدمه المفهومين من الربية (لا يضرك بأيهن بدأت) أي حيازة ثوابهن لكن الأفضل ترتيبها كما ذكر (حم م) عن سمرة بضم الميم وتسكن بن جندب الغزاري (أحب اللهو إلى الله تعالى) قال المناوي أي اللعب وهو ترويح النفس بما لا تقتضيه الحكمة (أجزاء الخيل) أي مسابقة الفرسان بالأفراس بقصد التأهب للجهاد (والرمى) قال العلقمي أي عن قوسه وفسر قوله تعالى (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة) بأنها الرمي (عد) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف (أحب العباد إلى الله أنفعهم لعياله) قال العلقمي العيال ممن تمون وتلزمك نفقته فالضمير في لعياله عائد على الشخص نفسه فالمراد عيال نفسه ويحتمل أن يعود الضمير لله كما في حديث يأتي في حلاف الخاء لفظه الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله وفي رواية الطبراني أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس والحديث يفسر بعضه بعضا والذي يظهران هذا الاحتمال أولى والمراد نفع من يستطيع نفعه من المخلوقين اهـ قال المناوي ويوافقه أي الأول خبر خيركم خيركم لأهله (عبد الله) ابن الإمام أحمد في كتاب (زوائد الزهد) لأبيه (عن الحسن البصري) مرسلا قال الشيخ حديث ضعيف (أحب عباد الله إلى الله أحسنهم

خلقا) بضم اللام أي مع الخلق ببذل المعروف وكف الأذى وطلاقة الوجه والتواضع ونحو ذلك قال المناوي وفي بعض الكتب المنزلة الأخلاق الصالحة ثمرات العقول الراجحة (طب) عن أسامة بن شريك الدنيا في صحابي معروف قال المناوي وإسناده صحيح واقتصار المؤلف على حسنه تقصير (أحب بيوتكم) أي أهل بيوتكم (إلى الله بيت فيه يتيم مكرم) بسكون الكاف أي بالإحسان إليه وعدم إهانته (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف (أحب إلى الله تعالى) بفتح الهمزة وتشديد الباء الموحدة المفتوحة دعاء أو خبر (عبداً سمحاً) أي سهلاً (إذا باع وسمحاً إذا اشترى وسمحاً إذا قضى) أي أدّى ما عليه من الحق ونفسه بذلك طيبة (وسمحا إذا اقتضى) أي طلب ماله برفق من غير عنف ولا تشديد بين لما ذكران السهولة والتسامح في التعامل سبب لاستحقاق المحبة عمن اتصف بضدّ ذلك وتوجه الذم إليه ومن ثم ردت الشهادة بالمضايقة في التافه (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (أحبكم إلى الله أقلكم طعماً) بضم الطاء أي أكلاً (وأخفكم بدناً) قال العلقمي والمعنى أن من كانت هذه صفته كان أنشط للعبادة وأقوى عليها وكانت هينة عليه دون غيره (فر) عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف (أحب للناس ما تحب لنفسك) بفتح الهمزة وكسر الحاء المهملة وفتح الموحدة الشديدة أي من الخير (تخ ع طب ك هب) عن يزيد بن أسيد قال المناوي بزيادة ياء وضم همزة وفتحها قال الشيخ حديث صحيح (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هو ناما عسى أن يكون حبيبك يوما ما) قال العلقمي أي حبا مقتصد الإفراط فيه وإضافة ما إليه تقيد التعليل يعني لا تسرف في الحب والبغض فعسى أن يصير الحبيب بغيضا والبغيض حبيبا فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم ولا في البغض فتستحيى فائدة أخرج الرافعي عن ابن إسحاق السبيعي قال كان علي بن أبي طالب يذكر أصحابه وجلسائه في استعمال حسن الأدب بقوله وكن معدنا للخير وأصفح عن الأذى ... فأنا راعما علمت وسامع وأحببت إذا أحبتت حبا مقاربا ... فأنك لا تدري متى أنت نازع وأبغض إذا بغضت بغضا مقاربا ... فأنك لا تدري متى الحب راجع في البر والصلة (هب) كلاهما (عن ابن عمر) بن الخطاب (وعن ابن عمر) ابن العاص (قط) في الإفراد بفتح الهمزة (عدهب) عن علىّ أمير المؤمنين مرفوعاً (حدهب) عن علىّ موقوفا عليه قال الشيخ حديث حسن (أحبوا الله لما يعدوكم به) قال العلقمي يغدوكم بالغين والذال المعجمتين الغذا بكسر الغين المعجمة والذال المعجمة المفتوحة ما به يتغذى من الطعام والشراب والغداء بفتح المعجمة والدال المهملة والمدّ الطعام الذي يؤكل أول النهار (من نعمه) جمع نعمة بمعنى أنعام والمعنى أحبوا الله لأجل ما خلق لكم من المأكول والمشروب ويحتمل أن يكون عاماً لأنعمه كلها

(وأحبوني كحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي) المصدر مضاف للفاعل في الموضعين (ت ك) في فضائل أهل البيت (عن ابن عباس) وهو حديث صحيح (أحبوا العرب) قال العلقمي العرب جيل من الناس والإعراب سكان البادية والعرب العاربة هم الذين تكلموا بلسان يعرب بن قحطان وهو اللسان القديم والعرب المستعربة هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام وهي لغات أهل الحجاز وما والاها وورد من أحب العرب فهو حبيبي حقا وذلك لأنهم هم الذين قاموا في نصرة الدين وباعوا أنفسهم لله تعالى وأظهروا الإسلام وأزاحوا ظلمة الشرك والكفر (لثلاث) أي لأجل خصال ثلاث امتازت بها (لأني عربي والقرآن عربي) قال الله تعالى بلسان عربيّ مبين (وكلام أهل الجنة عربيّ) والقصد الحث على حب العرب أي من حيث كونهم عربا وقد يعرض ما يوجب البغض والازدياد منه بحسب ما يعرض لهم من كفرا ونفاق (عق طب لشهب) عن ابن عباس) قال الشيخ حديث ضعيف (أحبوا قريشا) قال العلقمي هم ولد النضر بن كناية على الصحيح وقيل ولد فهر بن مالك بن النضر وهو قول الأكثر وقال في المصباح قريش هو النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ومن لم يلده فليس بقرشيّ وأصل القرش الجمع وتقرشوا الجمع وتقوشوا اجتمعوا وقيل القرش دابة في البحر هي سيدة الدواب البحرية وكذلك قريش سادات الناس اهـ وقال المناوي أحبوا قريشاً القبيلة المعروفة والمراد المسلمون منهم فإذا كان ذا في مطلق قريش فما ظنك بأهل البيت (فإنه) أي الشان (من أحبهم) من حيث كونهم قريشا المؤمنين (أحبه الله تعالى) دعاء أو خبر (مالك) في الموطأ (حم ق) في الاستئذان (و) في الأدب (عن أبي موسى) الأشعري (وأبي سعي) الخدريّ (مغاطب) والضيا المقدسي في المختارة كلهم (عن جندب البجلي) له صحبة) أحبوا الفقراء وجالسوهم) ليحصل لكم الرحمة والرفعة في الدارين (وأحب العرب من قلبك) أي حبا صادقا (وليردّك عن الناس ما تعلم من نفسك) قال العلقمي أي من المعائب والرذائل فلا نتجسس على أحوال الناس وأحوالهم الخفية عندك فإن ذلك يجرّ إلى ما لا خير فيه اهـ أي اشتغل بتطهير نفسك عن عيب غيرك (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (احبسوا صبيانكم) أي امنعوهم من الخروج من البيوت من الغروب (حتى تذهب فوعة العشاء) قال المناوي أي شدة سوادها وظلمتها والمراد أول ساعة من الليل (فإنها ساعة تخترق) بمثناتين فوقيتين مفتوحتين بينهما خاء معجمة ساكنة وراء وقاف أي تنشر (فيهما الشياطين) أي مردة الجنّ فإنّ الليل محل تصرّفهم وحركتهم في أول انتشارهم أشدّا اضطرابا (ك) في الأدب (عن جابر) بن عبد الله وهو حديث صحيح (احبسوا على المؤمنين ضالتهم) قال المناوي أي ضائعتهم يعني امنعوا من ضياع ما تقوم به سياستهم الدنيوية ويوصلهم إلى الفوز بالسعادة

الأخروية ثم بين ذلك المأمور بحبسه وحفظه بقوله (العلم) أي الشرعي بأن لا تهملوه ولا تقصروا في طلبه فالعلم الذي به قيام الدين وسياسة المسلمين فرض كفاية فإذا لم ينتصب في كل قطر من تندفع الحاجة به أثموا كّلهم وقال العلقمي هي أي الضالة الضائعة من كل ما يقتني وقد تطلق الضالة على المعاني ومنه الحكمة ضالة المؤمن أي لا يزال يتطلبها كما يتطلب الرجل ضالته والمعنى امنعوا عليهم ضالتهم أن تذهب وهي العلم اهـ فعلم أنه يجوز رفع العلم ونصبه (فرو ابن النجار) واسمه محمد بن محمود (في تاريخه) تاريخ بغداد (عن أنس) بن مالك وهو حديث ضعيف (احتجموا الخمس عشرة أول سبع عشرة أو لتسع عشرة أو إحدى وعشرين) قال المناوي وخص الأوتار لأنه تعالى وتريحب الوتر والأمر للإرشاد (لا يتبيع) بالمثناة التحتية ثم الفوقية ثم الموحدة المفتوحات ثم التحتية المشدّدة فغين عجمة أي لئلا يتبيغ أي يثورو يهيج أي لمنع ثوراته وهيجانه (بكم الدم فتهلكوا) أي فيكون ثورانه سببا لموتكم والخطاب لأهل الحجاز ونحوهم قال الموفق البغدادي الحجامة تنفي سطح البدن أكثر من الغصد وآمن غائله ولهذا وردت الأخبار بذكرها دون الغصد (البزار) في مسنده (وأبو نعيم في) كتاب (الطب) النبوي وكذا الطبراني (عن ابن عباس) وهو حديث حسن (احترسوا من الناس) أي تحفظوا من شرارهم (بسوء الظن (طس عد) وكذا العسكري (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (احتكار الطعام) أي احتباس ما يقتات ليقل فيغلو وخصه الشافعية بما اشتراه في زمن الغلاء وأمسكه ليزيد السعر (في الحرم) أي المكيّ (الحادفيه) أي احتكار ما يقتات حرام في جميع البلاد وبالحرم اشتد تحريما لأنه بواد غير ذي زرع فيعظم الضرر بذلك والإلحاد الانحراف عن الحق إلى الباطل (د) في الحج (عن يعلى بن أمية) التميمي وهو حديث حسن (احتكار الطعام بمكة الحاد) قال العلقمي قال تعالى (ومن يدر فيه بالحاد) أي من يهتم فيه بأمر من المعاصي وأصل الإلحاد الميل وهذا الإلحاد والظلم يعم جميع المعاصي الكبائر والصغائر لعظم حرمة المكان فمن نوى سيئة ولم يعملها لم يحاسب عليها إلا في مكة (طس) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (احثوا التراب في وجوده المدّاحين) بضم الهمزة والمثلثة وسكون الحاء المهملة بيتهما أي ارموا هو كناية عن الخيبة وأن لا يعطوا عليه شيئًا ومنهم من يجريه على ظاهره فيرمى فيه التراب وفي هذا الحديث خمسة أقوال أحدها حمله على ظاهره الثاني المراد الخيبة والخسران الثالث قولوا له بغيك التراب والعرب تستعمل ذلك لمن تكره الرابع أن ذلك يتعلق بالممدوح كان يأخذ ترابا فيذره بين يديه يتذكر بذلك مصيره إليه فلا يغتر بالمدح الذي يسمعه الخامس المراد بحثو التراب في وجه المادح أعطاه ما طلب لأن كل الذي فوق التراب للتراب وبهذا جزم البيضاوي وقال الطيبي ويحتمل أن يراد رفعه وقطع لسانه عن عرضه بما يرضيه وقال ابن بطال المراد بقوله أحثوا الخ

من يمدح الناس في وجوههم بالباطل فقد مدح صلى الله عليه وسلم في الشعر والخطب والمخاطبة ولم يحث في وجه مادحه ترابا قال النووي طريق الجمع بين الأحاديث الواردة في النهي عن المدح في الوجه والواردة بعدم النهي أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف أو على من عليه فتنة بإعجاب ونحوه إذا سمع المدح وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة بل أن حصل بذلك مصلحة كتنشيطه للخير أو للازدياد منه أو للمداوم عليه أو للاقتداء به كان مستحبا وقال في محل آخر هذا إذا كان في الوجه أما الذي في الغيبة فلا منع منه إلا أن يجازف المادح ويدخل في الكذب فيحرم عليه بسبب الكذب والمدح لغة الثناء باللسان على الجميل مطلقا على جهة التعظيم وعرفا ما يدل على اختصاص الممدوح بنوع من الفضائل وقال الجوهري هو الثناء الحسن (ت عن أبي هريرة عد حل عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث حسن (أحثوا في أفواه المداحين التراب) قال المناوي يعني لا تعطوهم على المدح شيئا فالحثو كناية عن الرّد والحرمان أو اعطوهم ما طلبوا فإن كل ما فوق التراب تراب (هـ عن المقداد بن عمرو) الكندي (هب ابن عمر) بن الخطاب (ابن عساكر) في التاريخ (عن عبادة) بضم العين المهملة مخففا (بن الصامت) وهذا الحديث صحيح المتن (أحد) بفتح الهمزة وكسر الحاء المهملة الشديدة فعل أمر (يا سعد) هو ابن أبي وقاص أي أشر بإصبع واحدة فإن الذي تدعوه واحد قال أنس مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بسعد وهو يدعو بأصبعين فذكره (حمس عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث حسن (أحد أحد) بضبط الذي قبله أي يا سعد وكرره للتأكيد (د) في الدعوات (ن) في الصلات (ك) في الدعوات (عن سعد) بن أبي وقاص (ت ن ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (أحد) بضمتين (جبل) قال المناوي على ثلاثة أميال من المدينة (يحبنا ونحبه) أي نحن نأنس به وترتاح نفوسنا لرؤيته وهو سد بيننا وبين ما يؤذينا أو المراد أهله الذين هم أهل المدينة (خ) عن سهل بن سعد الساعدي (ت) عن أنس بن مالك (حم طب) والضيا) المقدسي (عن سويد بن عامر) بن زيد بن خارجة الأنصاري قال بن المنذر لا يعرف له صحبة (وماله غيره) أي ليس لسويد غير هذا الحديث قال المناوي واعترض (أبو القاسم بن بشران في أماليه) الحديثية (عن أبي هريرة) ورواه عنه مسلم أيضا (أحد جبل يحبنا ونحبه) قال العلقمي جبل بقرب – مدينة النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الشام والصحيح أن أحد يحب حقيقة جعل الله فيه تمييز أيحب به كما حنّ الجذع اليابس وكما سبح الحصا وقيل المراد أهله فحذف المضاف (فإذا جئتموه) أي حلا تم به أو مررتم عليه (فكلوا) ندبا بقصد التبرك (من شجرة) الذي لا يضرّ أكله (ولو من عضاهه) قال العلقمي كل شجر عظيم له شوك الواحدة عضة بالتاء واصلها

عضهة وقيل واحده عضاههّ اهـ قال المناوي والقصد الحث على عدم إهمال الأكل (طس عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث صعيف (أحد ركن من أركان الجنة) قال المناوي أي جانب عظيم من جوانبها وأركان الشيء جوانبه التي تقوم بها ماهيته وأخذ منه بعضهم أنه أفضل الجبال وقيل أفضلها عرفة وقيل أبو قبيس وقيل الذي تكلم فيه موسى وقيل ق وقدر حج كلا مرجحون (طب عن سهل بن سعد) الساعدي قال الشيخ حديث ضعيف (أحد هذا جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة) قال المناوي ولا يعارضه قوله فيما قبله ركن من أركان الجنة لأنه ركن بجانب الباب (وهذا عير) بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية جبل مشهور في قبلي المدينة المشرفة بقرب ذي الخليفة (يبغضنا ونبغضه وهو على باب من أبواب النار) قال المناوي قالوا جعل الله أحداً حبيباً محبوباً لمن حضر وقعته وجعله معهم في الجنة وجعل عيراً مبغوضاً وجعل لجهته المنافقين حيث راجعوا في الواقعة من جهة أحد إلى جهته فكان معهم في النار (طس) وكذا البزار (عن أبي عبس) بفتح العين المهملة وسكون الموحدة التحتية (ابن جبر) بفتح الجيم وسكون الموحدة التحتية قال الشيخ حديث ضعيف (أحد أبوى بلقيس) بفتح الهمزة والحاء المهملة وهي ملكة سبأ (كان جنيا) قال المناوي وجاء في أثار أنه أمها قال الماوردي وذا مستنكر للعقول لتباين الجنسين واختلاف الطبعين اهـ وقال العلقمي تزوج أبوها امرأة من الجن يقال لها ريحانة بنت السكن فولدت له بلقيس ويقال أن مؤخر قدمها كان مثل حافر الدابة وكان في ساقها شعر وتزّوجها سليمات صلوات الله وسلامه عليه اهـ فائدة هل يجوز للأنسي نكاح الجنية أم لا خلاف وسل شيخنا الزيادي عن ذلك وعن نكاح الجني للأنسية فأجاب بالجواز (أبو الشيخ) ابن حبان (في) كتاب (العظمة) له (وابن مردويه في التفسير) المشهور (وابن عساكر) في تاريخه (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث ضعيف (احذروا فراسة المؤمن) بكسر الفاء كما تقدّم أي الكامل الإيمان (فإنه ينظر بنور الله) أي الذي شرح به صدره (وينطق بتوفيق الله) إذا النور إذا دخل القلب استنار وانفتح وأفاض على اللسان (ابن جرير) الطبري (عن ثوبان) مولى المصطفى قال الشيخ حديث ضعيف (احذروا الدنيا) أي احذروا من الإنهماك في طلبهما والوقوع في لذاتها وشهواتها (فإنها سحر من هاروت وماروت) لأنها تكتم فتنتها وهما يقولان إنما نحن فتنة فلا تكفر كما مرّ (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في كتاب ذم الدنيا هب) كلاهما (عن أبي الدرداء) قال الشيخ حديث صعيف (احذروا الدنيا فإنه خضرة) بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين وفتح الراء أي حسنة المظهر (حلوة) أي حلوة المذاق صعبة الفراق وقال العلقمي قال الجوهري الجلو نفيض المرو المعنى احترزوا وتيقظوا لما تتناولوه فإنه ربما أدّى نعومته وطراوته إلى كثرة التطلب لها فيكون ذلك شاغلا

بكم من عبادة ربكم وربما كان سببا للعقاب في الآخرة والتعب في الدنيا (حم في) كتاب (الزهد) له (عن مصعب) بضم الميم وفتح العين المهملة (ابن سعد) بن أبي وقاص (مرسلا) قال الشيخ حديث ضعيف (احذروا الشهوة الخفية) قال العلقمي فسرها صلى الله عليه وسلم بقوله (العالم يحب أن يجلس إليه) وقيل هي شهوة الدنيا قال أبو عبيدة هو أي حديث ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية عندي ليس بمخصوص ولكنه في كل شيء من المعاصي يضمره المرء ويصرّ عليه وقيل هي حب اطلاع الناس على العمل وورد تفسيرها بغير ذلك ففي مسند أحمد زيادة قبل وما الشهوة قال يصبح العبد صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيوافقها ويدع صومه فالأولى أن يقال أن الجواب اختلف لاختلاف أحوال الناس وما قاله أبو عبيدة هو الظاهر الذي لا محيد عنه والمعنى احترسوا وتيقظوا من الشهوة الخفية فإن أسبابها مؤدية إلى الوقوع في الإثم اهـ وقال المناوي العالم يجب أن يجلس إليه بالبناء للمجهول أي يجلس الناس إليه للأخذ عنه والتعلم منه فإن ذلك يبطل عمله لتفويته للإخلاص فالعالم الصادق لا يتعرض لاستجلاب الناس إليه بلطف وحسن القول محبة للاستتباع فإن ذلك من غوائل النفس الأمارة فليحذر ذلك فإنه ابتلاء من الله واختبار والنفوس جبلت بمحبة قبول الخلق والشهرة وفي الخمول سلامة فإذا أبلغ الكتاب أجله وخلعت عليه خلعة الإرشاج أقبل الناس إليه قهرا عليه (فر) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف (احذروا الشهرتين) بالشين المعجمة والراء تثنية شهرة وهي ظهور الشيء في شنعة حيث يشهره الناس (الصوف والخز) يعني أخذروا لبس ما يؤذي إلى الشهرة في شنعة حيث يشهره الناس (الصوف والخز) يعني احذروا لبس ما يؤدّى إلى الشهرة في طرفي التخشن والتحسن قال العلقمي والخز يطلق على ثياب تتخذ من صوف وابريسم وهي مباحة وقد لبسها الصحابة والتابعون فيكون النهي عنها لأجل التشبه بالعجم وزي المترفين وعلى النوع الثاني المعروف وهي حرام لأن جميعه معمول من الإبريسم والمعنى احترزوا من لبس الصوف إذا كان لأجل أن يشتهر لابسه بصفة من الصفات وإن كانت فيه ومن لبس الخزلانة إن كان النوع الأول فهو زي المترفين فيه الشهرة والتشبه بهم وإن كان الثاني فهو محرم بالإجماع على الرحال البالغين (أبو عبد الرحمن) محمد بن الحسين (السلمي) بضم السين وفتح اللام وكسر الميم (في) كتاب (سنن الصوفية) قال المناوي قال الحطيب كان وضاعا (فر) من طريق السلمي هذا (عن عائشة) أم المؤمنين ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث ضعيف (احذر صفر الوجوه فإنه) أي ما بهم من الصفرة (إن لم يكن) ناشأ (من علة) بالكسر أي مرض أو سهر (فإنه) يكون ناشئا (من غل) بكسر الغين المعجمة أي غش وحقد (في قلوبهم للمسلمين) إذا ما اخفت الصدور ظهر على صفحات الوجوه (فر) عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف (احذروا البغي فإنه) أي الشان (ليس من عقوبة

هي أحضر) أي عجل (من عقوبة البغي) وهي الجناية على الغير وجنى عليه قهره قال العلقمي احترزوا من فعله فإن فاعله يعود عليه جزاء فعله سريعا (عد) وابن النجار في تاريخه (عن علي) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث ضعيف (احرثوا) بضم الهمزة والراء مثلثة أي ازرعوا من حرث الأرض أثارها للزراعة وبذرهما (فإن الحرث) يعني تهيئة الأرض للزراعة وإلقاء البذر فيها (مبارك) نافع للخلق فإن كل ذي عافية أي طالب رزق يأكل منه وصاحبه مأجور عليه مبارك له فيما يصير إليه (وأكثروا فيه من الجماجم) بجمين أي البذر والعظام التي تعلق تعلق على الزرع لدفع العين أو الطير والأمر إرشادي (د) في مراسيله عن علي بن الحسين مرسلا هو زين العابدين قال الشيخ حديث ضعيف (أحسن الناس قراءة الذي إذا قرأ رأيت) أي علمت (إنه يخشى الله) قال العلقمي والمعنى أنه إذا قرأ أحصل له الخوف لما يتدبره من المواعظ ولما فيه من الوعيد (محمد بن نصرفي) كتاب الصلاة (هب خط) عن ابن عباس السجزي بكسر السين المهملة وسكون الجيم وكسر الزاي (في) كتاب الإبانة (خط) عن ابن عمر بن الخطاب (فر) عن عائشة أم المؤمنين قال الشيخ حديث ضعيف (أحسن الناس قراءة من قرأ يتخزن به) قال العلقمي قال الجوهري وفلان يقرابا التخزين إذا أرق صوته به (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (أحسنوا) بفتح الهمزة وسكون الحاء وكسر السين المهملة (إذا وليتم) بفتح الواو وكسر اللام ويجوز ضم الواو مع شدّة اللام قال العلقمي الولاية هي الإمارة وكان من ولى أمرا وقام به فهو مولاه ووليه (واعفوا عما ملكتم) والعفو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه والمعنى أكثروا الإحسان للمسلمين في حال ولا يتكم مع العدل ويتجاوزوا عن ذنوب من تملكون فإن ذلك انفع لكم (الخرائطي) محمد بن جعفر بن أبي يكر (في) كتاب (مكارم الأخلاق) وكذا الدارمي (عن أبي سعيد) الخدري قال الشيخ حديث ضعيف (أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة) قال العلقمي أي سووا صفوفكم وتسوية الصفوف تطلق على أمرين اعتدال القائمين على سمت واحد وسدّ الخلل الذي في الصفوف وكل منهما مراد (حم حب) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (أحسنوا لباسكم) أي ما تلبسونه من نحو ازار ورداء وعمامة يدل على أن للإنسان أن يتحرز من الدمّة ويطلب راحة الإخوان فلا يستقذرونه وورد عن ابن عدي وقال إنه يذكر عن عائشة مرفوعا أن الله يحب من العبد أن يتزين لإخوانه إذا خرج إليهم ويؤيد ذلك الأمر بالتزين في الجمع والأعياد وغيرها

(وأصلحوا رحالكم) أي التي أنتم راكبون عليها (حتى تكونوا كأنكم سامة في الناس) بفتح الشين المعجمة وسكون الهمزة وتخفيف الميم أصلها أثر يغاير لون البدن أراد كونوا في أحسن زي وهيئة حتى تظهروا للناس وينظروا إليكم كما تظهر الشامة وينظرها الناس ويستحسنونها سيما إذا كانت في الوجه (ك) عن سهل بن الحنظلية المتعبد الزاهد وهو سهل بن الربيع والحنظلية أمه قال الشيخ حديث صحيح (أحسنوا الأصوات) جمع صوت وهو هو اعمنضغث بين قارع ومقروع (بالقرآن) أراد القرآن القراءة مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنا أي زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم بترفيعها مع الترتيل والتدبر والتأمل وورد لكل شيء حلية وحلية القرآن حسن الصوت (طب) عن ابن عباس) قال الشيخ حديث ضعيف (أحسنوا إلى محسن الأنصار واعفوا عن مسيئتهم) فيه الحث على كرامهم والمجاوزة عن سيئاتهم أي التي لا توجب الحدّ لما لهم من المآثر الحميدة وظاهر كلام المناوى أن الخطاب فيه للأئمة فإنه قال وفيه رمز إلى أن الخلافة ليست فيهم (طب) عن سهل ابن سعد الساعدي (وعبد الله بن جعفر) وزاد (معا) لما مرّ قال الشيخ حديث صحيح (أحصوا) بفتح الهمزة وضم الصاد المهملة قال تعالى (وأحصوا العدّة) قال العلقمي الإحصاء العدد والحفظ قال العراقي يحتمل أن المراد حصوا استهلاله حتى تكملوا العدة إن غم عليكم أو المراد تروا (هلال شعبان) وأحصوه (لرمضان) ليترتب عليه الاستكمال أو بالرؤية (ت ك) في الصوم (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح (احضروا الجمعة) بضم الهمزة والضاد المعجمة بينهما حاء مهملة (وادنوا من الإمام) أي قربوا منه في يوم الجمعة وغيره قال العلقمي في الحديث فضيلة القرب من الإمام فله بكل خطوة يخطوها للقرب منه قيام سنة وصيامها كما رواه الإمام أحمد وضابط ما يحصل به القرب إنه يجلس مجلسا يتمكن فيه من الاستماع والنظر إلى الخطيب فإذا أنصت ولم يلغ كان له كفلان من الأجر (فإن الرجل لا يزال يتباعد) أي عن الإمام (حتى يؤخر) بضم التحتية وتشديد الخاء المعجمة المفتوحة بمعنى يتأخر عن المجالس العالية (في الجنة وإن دخلها) (حم ك هق) عن سمرة بن جندب وهو حديث صحيح (إحفظ لسانك) قال العلقمي أي عند النطق بما لا يليق به شرعا وتيقظ لما تنطق به من خير أو شر (ابن عساكر) في تاريخه (عن مالك بن يخامر) بضم المثناة التحتية وخاء معجمة وكسر الميم وآخره راء قال الشيخ حديث صحيح المتن (أحفظ ما بين لحييك وما بين رجليك) قال العلقمي المراد حفظ لسانه وفرجه اهـ وقال المناوي احفظ ما بين لحييك بفتح اللام على الأشهر بأن لا تنطق إلا بخير ولا تأكل إلا حلالا وما بين رجليك بأن تصون فرجك عن الفواحش وتستر عورتك عن العيون (ع) وابن قانع في معجمه (وابن منده) محمد بن إسحاق الأصبهاني (والضما) المقدسي (عن صعصعة) بفتح الصادين المهملتين وسكون

العين المهملة الأولى وفتح الثانية (المجاشعي) بضم الميم وبالجيم وكسر الشين المعجمة والعين المهملة ليست إلى قبيلة الشيخ حديث صحيح (احفظ عورتك) قال العلقمي سببه قول معاوية جدبهنّ قال قلت يا رسول الله عورتنا ما تأتي منها وما نذر قال فذكره وهذا الخطاب وإن كان مفردا فهو خطاب للجمع الحاضر منهم والغائب لقرينة عموم السؤال (الأمن زوجتك أو ما ملكت يمينك) أي زوجتك وأمتك اللتين يجوز لك التمتع بها وعبارة البهجة وشرحها ولا يحرم نظر الرجل إلى المرأة وعكسه مع النكاح والملك الذين يجوز معهما التمتع وإن عرض مانع قريب الزوال كحيض ونحوه ولو في سرة لكن بكراهة وأما إذا امتنع معهما التمتع كزوجة معتدّة عن شبهة وأمة مرتدة ومجوسية ووثنية ومزوجة ومكاتبة ومشركة فيحرم نظره منهن إلى ما بين السرة والركبة دون ما زاد على ذلك على الصحيح في الروضة وأصلها لكن قال البلقيني ما ذكره في المشركة ممنوع فالصواب فيها وفي المبعضة وللبعض بالنسبة إلى سرته كالأجانب (قبل إذا كان القوم) يعني قال معاوية الصحابي يا رسول الله إذا كان القوم (بعضهم في بعض) قال المناوي وفي نسخ بعهم من بعض كأب وجدتون وابنة أو المراد المثل لمثله كرجل لرجل وأنثى لأنثى (قال إن استطعت أن لا يرنها أحد) بنون التوكيد شديدة أو خفيفة (فلا يرنها) أي اجتهد في حفظها ما استطعت وإن دعت ضرورة الكشف بقدرها (قيل) أي قلت يا رسول الله (إذا كان أحدنا خاليا) أي في خلوة فما حكمة الستر حينئذ (قال الله أحق) أي أوجب (أن يستحي) بالبناء المجهول (منه الناس) عن كشف العورة قالوا وذا رمز إلى مقام المراقبة (حم ع ك هق) عن بهز بن حكيم كأمير عن أبيه (عن جده) معاوية بن حيدة القشيري الصحابي قال الشيخ حديث صحيح (أحفظ ودّ أبيك) بضم الواو ومحبته وبكسرها صداقته (لا تقطعه) بنحو صدّأ وهجر (فيطفي الله نورك) بالنصب جواب النهي أي يخمد ضياءك والمراد حفظ محبة أبيك أو صداقته بالإحسان والمحبة سيما بعد موته ولا تهجره فيذهب الله نور إيمانك والظاهر أن هذا مخصوص بما إذا كان صديق الأب ممن يحبه في الله (خد طس هب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث حسن (أحفظوني في العباس) أي أحفظوا حرمتي وحقي عليكم باحترامه وإكرامه وكف الأذى عنه (فإنه عمى وصنو أبى) بكسر الصاد المهملة وسكون النون الصنو لمثل وأصله إن يطلع نخلتان في عرق واحد يريد أن أصل العباس وأصل أبي واحد وهو مثل أبي (عد) وابن عساكر في تاريخه (عن علي) أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (أحفظوني في أصحابي) المراد بالصاحب في الحديث من أجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد النبوّة في عالم الشهادة مؤمنا ومات على ذلك وإن تخللت ردّة فخرج من اجتمع به في عالم الملكوت كالأنبياء والملائكة وهل تثبت الصحبة لعيسى عليه الصلاة والسلام الظاهر نعم لأنه ثبت أنه رآه

في الأرض (واصهاري) الصهر يطلق على أقارب الزوجين والمراد من الحديث الذين تزوجوا إليه وهم أصهار بناته (فمن حفظني فيهم) أي راعاني في إكرامهم وحسن الأدب معهم (حفظه الله) تعالى في الدنيا والآخرة أي منعه من كل ضرّ يضره فيها (ومن لم يحفظني فيهم) بما ذكر (تخلى الله عنه) أي أعرض عنه وتركه في غيه يتردّد وذا يحتمل الدعاء والخبر (البغوي) نسبة إلى بلد مشهور في معجمه (طب) وأبو نعيم الحافظ (في) كتاب (المعرفة) معرفة الصحابة (وابن عساكر) وكذا الديلي (عن عياض) بإهمال أوّله وكسره وإعجام آخره مخففا الأنصاري قال الشيخ حديث حسن (احفوا الشوارب) بفتح الهمزة وهو بقطع الهمزة ووصلها من أحفى شاربه وحفاه إذا استأصل أخذ شعره والمراد هنا أحفوا ما طال عن الشفتين قال النووي والمختارانه يقص حتى يبد وطرف الشفة (واعفوا اللحى) بالقطع والوصل بالضبط السابق من أعفيت الشعر وعفوته والمراد توفير اللحية خلاف عادة الفرس من قصها وهمزة القطع لا تضم (م ت ن) عن ابن عمر بن الخطاب (وعن أبي هريرة (احفوا الشوارب واعفوا اللحى) بضبط ما قبله (ولا تشبهوا باليهود) قال المناوى بحذف إحدى التاءين للتخفيف وفي خبر ابن حبان بدل اليهود المجوس قال الزين العراقي والمشهور أنه من فعل المجوس (الطحاوي) في مسنده نسبة إلى طحا كسقا قرية من قرى مصر (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (أحل) بالبناء للمفعول (الذهب والحرير لإناث أمّتي) أي الخالص أو الزائد (وحرّم على ذكورها) المكلفين غير المعذورين (حم ت) في الزينة (عن أبي موسى) الأشعري قال الشيخ حديث صحيح (أحلت لنا ميتتان) تثنية ميتة وهي ما زالت حياته بغير زكاة شرعية (ودمان) تثنية دم بتخفيف ميمة وشدّها (فأما الميتتان فالحوت) يعني حيوان البحر الذي يحل أكله وإن لم يسم سمكا ولو كان طافيا (والجراد وأما الدمان فالكبد والطحال) بكسر الطاء من الأمعاء معروف ويقال هو لكل ذي كرش إلا الفرس فلا طحال له (ك هق) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (أحلفوا بالله) قال العلقمي بكسر الهمزة واللام وسكون الحاء بينهما (وبروابه) أرشد صلى الله عليه وسلم إلى أن الحالف إذا كان غرضه لفعل طاعة كجهاد أو فعل خير أو توكيد كلام أو تعظيم وهو جازم على فعل ذلك أنه لا حرج عليه في اليمين بل هي طاعة وحينئذ فلا ينافي ذلك قوله تعالى (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم) أي لا تكثروا منها لأجل أن تصدّقوا (حل) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (احلقوه) بكسر الهمزة واللام بينهما حاء مهملة أي شعر الرأس (كله) بأن لا تبقوا منه شيئا (أو اتركوه كله) بأن لا تزيلوا منه شيئا فإن حلق بعض الرأس وترك بعضه ويسمى القزع فهو مكروه قال العلقمي وسببه كما في أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأي صبيا قد حلق بضم الحاء بعض شعره وترك بعضه فنهاهم عن ذلك (د) في الترجل

(ن) في الزينة (عن ابن عمر بن الخطاب) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر (احملوا النساء على أهوائهن) الأمر فيه للأولياء أي زوجوهن بمن يرغين فيه ويرضيه إذا كان كفؤا أو استقطنها ولا يرغبن فيه ويرضينه (عد) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف (أخاف على أمّتي ثلاثا زلة العالم) الزلل هو الخطأ والذنب والمراد هنا أن يفعل العالم أمرا محذورا فيقتدي به كثير من الناس (وجدال منافق بالقرآن) الجدال مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة والمخاصمة والمذموم منه الجدال على الباطل وطلب المغالبة فيه لإظهار الحق فإنّ ذلك محمود (والتكذيب بالقدر) بأن يسندوا أفعال العباد إلى قدرتهم وينكروا القدر فيها والمعنى أخاف على أمّتي من أتباع عالم فيما وقع منه على سبيل الزلل والإصغاء إلى جدال منافق ونفيهم القدر (طب) عن أبي الدرداء) قال الشيخ حديث ضعيف (أخاف على أمّتي من بعدي) أي بعد وفاتي خصالا (ثلاثا ضلالة الأهواء) مفرد هوى مقصور أي هوى النفس (وإتباع الشهوات في البطون والفروج) بأن يصير الواحد منهم كالبهيمة قد علق همه على بطنه وفرجه (والغفلة بعد المعرفة) أي إهمال الطاعة بعد معرفة وجوبها أو ندبها (الحكيم) في نوادره (والبغوي) أبو القاسم (وأبن منده) عبد الله (وابن قانع وابن شاهين وأبو نعيم الخمسة في كتب الصحابة) هي ما عدا الحكيم (عن افلح) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشيخ حديث ضعيف (أخاف على أمتي من بعدي) في رواية بعدي بإسقاط من (ثلاثا حيف الأئمة) أي جور الإمام الأعظم ونوّابه (وإيمانا بالنجوم) أي تصديقا باعتقاد أن لها تأثيرا (وتكذيبا بالقدر) أي بأن الله تعالى قدّر الخير والشر ومنه النفع والضر (ابن عساكر) في التاريخ عن ابن محجن عمرو الثقفي قال الشيخ حديث حسن (أخاف على أمتي بعدي) قال المناوي وفي نسخ من بعدي (خصلتين تكذيبا بالقدر وتصديقا بالنجوم) لأنهم إذا صدّقوا بتأثيراتها مع قصور نظرهم إلى الأسباب هلكوا بلا ارتياب (ع عد خط) في كتاب النجوم عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن (أخبرني جبريل أن حسينا يقتل بشاطئ الفرات) قال المناوي الفرات بضم الفاء مخففا أي بجانب نهر الكوفة المشهور وهو يمر بأطراف الشام ثم بأرض الطف من بلادكر بلا فلا تعارض بين الروايتين اهـ وقال العلقمي وفي حديث آخر يقتل بأرض الطف وهو ساحل البحر وفي أرض الطف مضجعه كما في رواية ابن سعد والطبراني فبطل ما قيل أنه في المكان الفلاني أو في مكان رأسه طيف بها في البلاد فلعن الله تعالى من استهان بيت آل النبوّة وفعل بهم ما لا يليق أن يفعل (ابن سعد) في طبقاته (عن علي) أمير المؤمنين وهو حديث حسن (أخبروني) يا أصحابي (بشجرة شبه الرجل المسلم) قال العلقمي قال القرطبي وجه الشبه أن أصل دين المسلم ثابت وأن ما يصدر منه من العلوم والخير قوت للأرواح مستطاب وأنه لا يزال مستورا بدينه وأنه ينتفع

بكل ما يصدر عنه حيا وميتا اهـ وقال غيره وجه الشبه بينهما كثرة خيرهما أما في النخلة فدوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام واستعمال خشبها وورقها ونواها علفا أما في المسلم فكثرة طاعته ومكارم أخلاقه ومواظبته على صلاته وصيامه وقراءته انتهى أما من زعم أن وجهه كون النخلة إذا قطع رأسها ماتت وأنها تشرب من أعلاها فكلها ضعيفة لأن كل ذلك مشترك في الآدميين لا يختص بالمسلم وأضعف من ذلك من زعم أنه لكونها خلقت من فضلة طينة آدم فإن الحديث في ذلك لم يثبت (لا يتحات ورقها ولا ينقطع ثمرها ولا يعدم فيها ولا يبطل نفعها تؤتي أكلها كل حين) قال المناوي فإنها تؤكل من حين تطلع حتى تيبس قالوا يا رسول الله حدثنا ما هي قال (النخلة) وكان القياس أن يشبه المسلم بالنخلة لكون الشبهة فيها أظهر قلت التشبيه ليفيدان المسلم أتم نفعا منها وأكثر (خ) عن ابن عمر بن الخطاب (اخبر) قال العلقمي بضم الهمزة والموحدة وسكون الخاء المعجمة بينهما (تقله) بضم اللام ويجوز الكسر والفتح لغة والقلى البغض والمعنى جرّب الناس فإنك إذا جربتهم قليتهم أي بغضتهم وتركتهم لما يظهر لك من بواطن أسرارهم (ع طب عدحل) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث ضعيف (اختتتن إبراهيم وهو أبن ثمانين سنة بالقدوم) بفتح القاف والتخفيف اسم آلة النجار والتشديد اسم مكان في الشام وقيل عكسه والراجح أن المراد الآلة لحديث أبي يعلى أمر إبراهيم بالختان فاختتن بقدوم فاشتدّ عليه فأوحى الله إليه عجلت قبل أن آمرك بألته فقال يارب كرهت أن أؤخر أمرك وفي رواية عن أبي هريرة واختتن بالفاس والختان موضع القطع من الذكر والفرج (حم ق) عن أبي هريرة (اختضبوا بالحناء) بكسر المهملة وشد النون قال العلقمي أي اصبغوا الشعر الشايب بجرة أو صفرة وأما بالسواد فحرام لغير الجهاد والمرأة كالرجل اهـ ولم يخصه المناوى بالشايب بل قال أي غير وألون شعركم (فإنه طيب الريح) أي زكى الرائحة عطرها (يسكن الروع) بفتح الراء أي الفزع لخاصة فيها عملها الشارع وما ينطق من الهوى (ع ك) في كتاب (الكنى) والألقاب (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (اختضبوا بالحناء فإنه يزيد في شبابكم وجمالكم ونكاحكم) قال المناوى لأنه يشد الأعضاء والمراد خضب شعر اللحية أما خضب اليدين والرجلين فمشروع للأنثى حرام على الذكر على الأصح عند الشافعية (البزار) أحمد ابن عمرو وابن عبد الخالق (وأبو نعيم) الأصبهاني (في) كتاب (الطب) النبوي (عن أنس وأبو نعيم في المعرفة) أي في كتاب معرفة الصحابة (عن درهم) بن زياد بن درهم عن أبيه عن جدّه قال الشيخ حديث ضعيف (اختضبوا وافرقوا) بضم الراء والقاف أي اجعلوا شعر الرأس فرقتين فرقة على اليمين وفرقة على اليسار (وخالفوا اليهود) قال المناوى فإنهم وإن خضبوا لا يفرقون بل يسدلون ولكن هذا في الخضاب بغير سواد أما الخضاب بالسواد فحرام عند الشافعية مكروه عند المالكية (عد)

عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف (اختلاف أمتى) أى مجتهدي أمتي (رحمة) أي متسعة بجهل المذاهب كشرائع متعددة بعث النبي صلى الله عليه وسلم بكلها توسيعا في شريعتهم السهلة (نصر المقدسي في) كتاب (الحجة والبيهقي في الرسالة الأشعرية) معلقاً (بغير سند) لكنه لم يجزم به بل قال روى (واورده الحليمي) الحسين بن الحسن الإمام أبو عبد الله (والقاضي حسين وإمام الحرمين وغيرهم) كالديلمي والسبكي (ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا) والأمر كذلك فقد أسند البيهقي في المدخل وكذا الديلمي في الفردوس من حديث ابن عباس لكن بلفظ اختلاف أصحابي رحمة قال الشيخ حديث ضعيف (أخذ الأمير) أي الإمام ونوّابه (الهدية سحت) أي حرام يسحت البركة أي يذهبها هواي السحت بضم فسكون الحرام وما خبث من المكاسب (وقبول القاضي الرشوة) بتثليث الراء ما يبذل للقاضي ليحكم بغير الحق أو ليمتنع من الحكم بالحق (كفر) محمول على المستحل أو للزجر والتنفير (حم) في كتاب (الزهد عن علي) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث حسن (أخذنا فالك) بالهمز وتركه أي كلامه الحسن أيها الناطق (من فيك) وإن لم تقصد خطابنا قال المناوي قاله المناوي قال لما خرج في عسكر فسمع من يقول يا حسن قال المناوي أو لما خرج لغزوة خيبر فسمع عليا يقول يا خضرة فما سل فيها سيف انتهى وقال العلقمي الفال بهمزة ساكنة ويجوز التخفيف هو أن تسمع كلاما حسنا فتتيمن أي تتبرك به وفي الحديث قيل يا رسول الله ما الفال فقال الكلمة الصالحة ويستحب لمن يسمع ما يعجبه أن يقول يا لبيك أخذنا فالك من فيك (د) عن أبي هريرة الدوسي (ابن السني وأبو نعيم معافي) كتاب (الطب) النبوي (عن كثير) بفتح الكاف وكسر المثلثة (بن عبد الله عن أبيه عن جدّه) عمرو بن عوف (فر) وكذا أبو الشيخ (عن ابن عمر) بن الخطاب ورواه العسكري عن سمرة قال الشيخ حديث حسن (آخر الكلام) بالتشديد والبناء للمفعول (في القدر) بالتحريك (لشرار أمّتي) أي القائلين بنفيه أي نفي كون الأشياء كلها بتقدير الله (في آخر الزمان (طس ك) في التفسير (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح (أخروا الأحمال) جمع حمل بكسر فسكون قال العلقمي المراد لا يكون الحمل على حال يضرّ إذا قدم عليه أواخر وسببه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم رأى حملا حمله مقدّم على يديه فذكره (فإن الأيدي مغلقة) قال المناوي بغين معجمة أي مثقلة بالحمل (والأرجل موثقة) بضم فسكون أي كأنها مشدودوة بوثاق والقصد الرفق بالدابة ما أمكن (د) في مراسلة عن ابن شهاب (الزهري مرسلا ووصله البزار) في مسنده (ع طس) عنه أي الزهري (عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة نحوه) وهو حديث حسن (أخرجوا منديل الغمر) أي إرشاد قال العلقمي بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وكسر الراء وضم الجيم والمنديل بكسر الميم والغمر بفتح الغين المعجمة والميم معاً

قال الجوهرى هو ريح اللحم اهـ والمراد ما عليه زهومة ودسم من اللحم اهـ أي الخرقة المعدة لمسج الأيدي من زهومة اللحم ودسمه (من بيوتكم) أي الأماكن التي تبيتون فيها (فإنه مبيت) بفتح فكسر (الخبيث) أي الشيطان الرجيم (ومجلسه) لأنه يحب الدنس ويأوى إليه (فر) عن جابر بن عبد الله وهو حديث ضيف (اخسر الناس صفقة) قال المناوي أي أشدّ المؤمنين خسرانا وأعظمهم حسرة يوم القيامة (رجل أخلق) أي أتعب (يديه) أي أفقرهما بالكد والجهد (في) بلوغ (آماله) جمع أمل وهو الرجا (ولم تساعده) أي تعاونه (الأيام) أي الأوقات (على بلوغ أمنيته) أي على الظفر بمطلوبه من نحو مال ومنصب وجاه (فخرج من الدنيا) أي بالموت (بغير زاد) يوصله إلى المعاد وينفعه يوم يقوم الإشهاد (وقدم على الله تعالى بغير حجة) أي معذرة يعتذر بها وبرهان يتمسك به على تفريطه اهـ وقال العلقمي أخلق يديه الخلق التقدير والمعنى ضل وهلك رجل قدران يعمل في المستقبل أعمالا صالحة ولم تعاونه الأوقات على تحصيل أمنيته فخرج من الدنيا بغير زاد أي عمل وقدم على الله تعالى بغير حجة لأنه في وقت التقدير كان صحيحا فارغا (ابن النجار في تاريخه) تاريخ بغداد (عن عامر ابن ربيعة) العنزى البدرى (وهو مما بيض له الديلمي) قال المناوي لعدم وقوفه على سنده قال الشيخ حديث ضعيف (أخشى ما خشيت) قال العلقمي والمعني أخوف ما أخاف (على أمّتي) أنهما كهم في كثرة المآكل والمشارب المتولد عنها (كبر البطن) والتثاقل عن الأعمال الصالحة وطروق ظن أوشك بما عند الله من رزقه وأحسانه (ومداومة النوم) المفوّت للحقوق المطلوبة شرعا الجالب لبغض الرب وقسوة القلب (والكسل) أي التقاعس من النهوض إلى معاظم الأمور الفتور عن العبادات (وضعف اليقين) قال المناوي استيلاء الظلمة على القلب المانعة من ولوج التورفيه (قط) في كتاب (الأفراد) بفتح الهمزة وكذا الديلمي (عن جابر) بن عبد الله قال الشيخ حديث ضعيف (اختضبوا) قال العلقمى بكسر الهمزة والضاد المعجمة وسكون الخاء المعجمة وضم الموحدة أى أصبغوا لحاكم بكسر اللام أفصح أي بغير سواد (فان الملائكة تستبشر بخضاب المؤمن) أى يحصل لها سرور بهذا الفعل لما فيه من امتثال أمر صاحب الشرع ومخالفة أهل الكتاب اهـ والأمر للندب (عد) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (اخفضي) قال العلقمي بكسر الهمزة والفاء والضاد المعجمة وسكون الخاء المعجمة بعد الهمزة وكل فعل ثلاثي أو خماسي أو سداسي فإن همزته همزة وصل في الأمر والمصدر فإن كان ما بعد الحرف الذي يليها مكسور أو مفتوحا كسرت أو مضموما ضمت ولا تفتح أبدا والخفض للنساء كالختان للرجال (ولا تنهكى) بفتح المثناة الفوقية وسكون النون وكسر الهاء أي لا تبالغي في استقصاء الختان (فإنه) أي عدم المبالغة أنضر للوجه النضارة حسن الوجه وأحطى عند الزوج يقال حظت المرأة عند زوجها أي سعدت

به ودنت من قلبه وأحبها يقال حظي عند الناس يحظى إذا أحبوه ورفعوا منزلته والمعنى اختني ولا تبالي فإن عدم المبالغة يحصل به حسن الوجه ومحبة عند الزوج اهـ والخطاب لأم عطية التي كانت تختن الإناث بالمدينة (طب ك) عن الضحاك بن قيس قال الشيخ حديث صحيح (اخلص) قال العلقمي بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وكسر اللام الإخلاص أي الكامل هو إفراد الحق في الطاعة بالقصد وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر ودرجات الإخلاص ثلاثة عليا وهو أن يعمل العبد لله وحده امتثالا لا مرة وقياما بحق عبوديته ووسطى وهو أن يعمل لثواب الآخرة ودنيا وهي أن يعمل للإكرام في الدنيا والسلامة من آفاتها وما عدى الثلاث من الريا (دينك) بكسر الدال قال الجوهري الدين الطاعة اهـ والطاعة هي العبادة والمعنى اخلص في جميع عبادتك بأن تعبد ربك امتثالا لا مرة وقياما بحق عبوديته لا خوفا من ناره ولا طمعا في جنته ولا للسلامة من عضة الدهر ونكبته فحينئذ يكفيك القليل من الأعمال الصالحة وتكون تجارتك رابحة وفي التوراة ما أريد به وجهي فقليله كثير وما أريد به غير وجهي فكثيره قليل ومن كلامهم لا تسع في إكثار الطاعة بل في إخلاصها (يكفيك القليل من العمل) بإثبات الياء في كثير من النسخ وفي بعضها بحذفها (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (في) كتاب الإخلاص (ك) في النذر (عن معاذ) بن جبل قال الشيخ ضعيف (اخلصوا أعمالكم لله فإن الله) تعالى (لا يقبل إلا ما خلص له) الإخلاص ترك اثر يا فلو شرك في عمله فلا ثواب له (قط) عن الضحاك بن قيس قال الشيخ حديث ضعيف (اخلصوا عبادة الله تعالى) بين به أن المراد بالعمل في الحديث الذي قبله العبادة (وأقيموا خمسكم) التي هي أفضل عبادات البدن ولا تكون إقامتها إلا بالمحافظة على جميع حدودها (وأذو زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم) أي قلوبكم بأن تدفعوها إلى مستحقيها بسماح وسخاء (وصوموا شهركم) رمضان (وحجوا بيتكم) إضافة إليهم لأنّ أباهم إبراهيم وإسماعيل بنياه فإنكم إذا فعلتم ذلك (تدخلوا) بالجزم جواب الأمر (جنة ربكم) (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث ضعيف (أخلعوا نعالكم) ندبا (عند الطعام) أي عند إرادة أكله والنعل ما وقيت به القدم عن الأرض فخرج الخف (فإنها) أي الخصلة التي هي النزع (سنة جميلة (ك) عن عبس بفتح العين المهملة وسكون الموحدة بعدها سين مهملة (ابن جبر) بفتح الجيم وسكون الموحدة بعدها راء قال الشيخ حديث ضعيف (أخلفوني في أهل بيتي) وهم عليّ وفاطمة وأبناءهما وذريتهما أي كونوا خلفائي فيهم بإعظامهم واحترامهم والإحسان إليهم والتجاوز عنهم (طس) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (أخنع الأسماء) قال العلقمي بفتح الهمزة والنون بينهما خاء معجمة ساكنة أي وضعها وأذلها والخانع الذليل الخاضع قال ابن بطال وإذا كان الاسم أذل لاسيما

من تسمى به كان أشدّ ذلا (عند الله يوم القيامة) رجل على حذف مضاف أي اسم رجل (تسمى ملك الأملاك) أي سمي نفسه بذلك فرضي به واستمر عليه وفي الحديث الزجر عن التسمية بملك الأملاك فمن تسمى بذلك فقد نازع الله في رداء كبريائه واستنكف أن يكون عبد إله (لا مالك) لجميع الخلائق (إلا الله) (ق دت) عن أبي هريرة (إخوانكم خولكم) بفتح الخاء المعجمة والواو جمع خايل أي خادم قال المناوي أخبر عن الإخوة بالخول مع أن القصد عكسه اهتماما بشأن الإخوان أو لحصر الخول في الإخوان أي ليسوا الأخولكم أو إخوانكم مبتدأ وخولكم بدل منه (جعلهم الله) خبره (قنية تحت أيديكم) أي ملكا لكم (فمن كان أخوه تحت يده) أي ما تعجز قدرته عنه (فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه) قال العلقمي بضم الياء فيهما والأمر فيهما للاستحباب عند الأكثر (ولا يكلفه ما يغلبه) أي ما تعجز قدرته عنه والنهي عنه للتحريم (فإن كلفه ما يغلبه فليعنه) بنفسه أو بغيره (حم ق د ن هـ) عن أبي ذرّ الغفاري (أخوف ما أخاف) أي من أخوف ما أخافه (على أمتي كل منافق) أي نفاقاً عملياً (عليم اللسان) قال المناوي أي عالم بالعلم منطلق اللسان به لكنه جاهل القلب والعمل فاسد لعقيدة مغر للناس بشقاسقه وتفصحه وتقعره في الكلام اهـ وقال العلقمي أخرج الطبراني عن عليّ قال النبيّ صلى الله عليه وسلم إني لا أتخوّف على أمتي مؤمنا ولا مشركا فأما المؤمن فيجمعه إيمانه وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوّف عليكم منافقا عالم للسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون (عد) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (أخوف ما أخاف على أمتي الهوى) قال العلقمي الهوى مقصور مصدر هويته إذا أحببته ثم أطلق على ميل النفس ثم استعمل في ميل مذموم والجمع الأهواء والهواء بالمدّ المسخر بين السماء والأرض والجمع أهوية (وطول الأمل) وهو رجاء ما تحبه النفس والمذموم منه الاسترسال فيه وعدم الاستعداد لأمر الآخرة (عد) عن جابر بن عبد الله وهو حديث ضعيف (أخوك البكري) بكسر الباء أوّل ولد الأبوين أي أخوك شقيقك احذره (ولا تأمنه) فضلا عن الأجنبي فأخوك مبتدأ والبكّري نعته والخبر محذوف تقديره يخاف منه والقصد التحذير من الناس حتى الأقرب قال العلقمي وأورده أي هذا الحديث في الكبير بلفظ إذا هبطت بلاد قومه فأحذره فإنه قد قال القائل أخوك البكري ولا تأمنه اهـ وقال الخطابي هذا مثل مشهور للعرب وفيه إثبات الحذر واستعمال سوء الظن إذا كان على وجه السلامة من شر الناس اهـ وسببه ما أخرجه أبو داود عن عبد الله بن عمرو والغفر الخزاعي عن أبيه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان يقسمه في قريش بمكة فقال التمس صاحبا فجاءني عمرو ابن أمية الضمري قال أنا لك صاحب فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال إذا هبطت الخ قال فخرجنا حتى

إذا كانت بالأبواء قال إني أريد حاجة إلى قومي فذهب وجاء بجماعة من قومه فسبقه ونجاه الله منه (طس) عن عمرو بن الخطاب وعن عبد الله (بن عمرو بن الغفراء) بفتح الفاء وسكون الغين المعجمة والمد قال الشيخ حديث (أد الأمانة إلى من ائتمنك) قال العلقمي قال الإمام فخر الدين في الأمانة وجوه منهم من قال هي التكليف وسمى أمانة لأن من قصر فيه فعليه الغرامة ومن وفى فله الكرامة (ولا تخن من خانك) أي لا تعامله بمثل خيانته نعم من ظفر بمال وعجز عن أخذه منه جاز أن يأخذ مما ظفر به بقدر حقه ولأنه يستدرك ظلامته وإن زاد على حقه فهي خيانة (تخ د ت ك) عن أبي هريرة (قط ك) والضيا المقدّسي (عن أنس) بن مالك (طب) وكذا ابن عساكر (عن أبي إمامة) الباهلي (قط) عن أبي بن كعب البدري سيد سند جليل القدر (د) عن رجل من الصحابة وجهالته لا تصر قال الشيخ حديث (إذ ما افترض الله عليك تكن من أعبد الناس) قال الفلقي يشمل المشتحبات لأن الفرض عند الإطلاق إنما ينصرف فيه اهـ وفسر المناوي أفترض بأوجب ثم قال يعني إذا أدّيت العبادة على أكمل الأحوال تكن من أعبدهم (واجتنب ما حرّم الله عليك) أي لا تقربه فضلا عن أن تفعله (تكن من أورع الناس) أي من أعظمهم كفا عن المحرمات وأكثر الشبهات (وأرض) أي اقنع (بما قسم الله) أي قدره لك وجعله نصيبك من الدنيا (تكن من أغنى الناس) فإن من قنع بما قسم له كان كذلك والقناعة كنز لا يفنى (عد) عن ابن مسعود ورواه عنه البيهقي أيضا وهو حديث حسن (أدّبني ربي فأحسن تأديبي) قال العلقمي وسببه أن أبا بكر قال يا رسول الله لقد طفت في العرب وسمعت فصحاءهم فما سمعت أفصح منك فمن أدبك فذّكره اهـ وقال المناوى أدبنّي ربي أي علمني رياضة النفس ومحاسن الأخلاق فأحسن تأديبي بأفضاله عليّ بجميع العلوم الكسبية والوهبية بما لم يقع نظيره لأحد من البشر (ابن السمعاني في أدب الإملا عن ابن مسعود قال الشيخ حديث ضعيف (أدّبوا أولادكم) أي علموهم لينشؤا يستمروا (على) فعل (ثلاث خصال) قال العلقمي فائدة قال ابن السمعاني في القواطع أعلم أن أوّل فروض التعلم على الآباء للأولاد أنه يجب عليه أي الأب تعليم الولدان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بعث بمكة ودفن بالمدينة فإن لم يكن أب فعلى الأمّهات فعلى الأولياء الأقرب فالأقرب فالإمام فإن اشتغل فعلى جميع المسلمين (حب نبيكم) أي المحبة الإيمانية لا الطبيعية لأنها غير اختيارية ومحبته تبعث على امتثال ما جاء به (وحب أهل بيته) وهم عليّ وفاطمة وأبناؤهما وذر بنهما كما مر (وقراءة القرآن) أي حفظه ومدارسته (فإن جلة القرآن) أي حفظته على ظهر قلب (في ظل اله يوم لا ظل إلا ظله)

وهو يوم القيامة (مع أنبيائه وأصفيائه) الذين اختارهم من خلقه وارتضاهم (أبو نصر) عبد الكريم الشيرازي في فوائده (فر) وابن النجار في تاريخه (عن عمر) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث ضعيف (أدخل الله) قال المناوي بصيغة الماضي دعاء وقد يجعل خبر أو لتحقق حصوله نزل منزلة الواقع نحو أتى أمر الله (الجنة رجلا) يعني إنسانا (كان سهلا) أي لينا منقاد أحال كونه مشتريا وبائعا وقاضيا أي مؤدّيا لغريمه ما عليه (ومقتضيا) أي طالبا ماله على غريمه فلا يعسر عليه ولا يضايقه في استيفائه ولا يرهقه لبيع متاعه بالنجس (حم ن هـ هب) عن عثمان بن عفان قال الشيخ حديث صحيح (ادرؤا) بكسر الهمزة وسكون الدال المهملة وفتح الراء وبعدها همزة مضمومة أي ادفعوا (الحدود) جمع حد وهو عقوبة مقدّرة على ذنب (عن المسلمين) أي والملتزمين للأحكام (ما استطعتم) بأن وجدتم إلى الترك سبيلا شرعيا (فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله) أي ارتكوه ولا تحدّوه وإن قويت الريبة كشم رائحة الخمرة بغيه ووجوده مع امرأة أجنبية بخلوة (فإن الإمام) أي الحاكم (لأن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة) أي خطأه في العفو أولى من خطائه في العقوبة واللام للقسم والخطاب في قوله ادره للأئمة ونوابهم (ش ت ك) في الحدود (هق) كلهم (عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن (ادرؤا الحدود بالشبهات) جمع شبهة بالضم (وأقبلوا الكرام عثراتهم) أي زلاتهم لا تعاقبوهم عليها (إلا في حد من حدود الله) أي فلا يجوز قالتهم فيه إذا بلغ الإمام (عد) في جزء له من حديث أهل مصر والجزيرة عن ابن عباس) مرفوعا (وروى صدره) فقط وهو قوله ادرؤا الحدود بالشبهات (أبو مسلم الكجي) بفتح الكاف وتشديد الجيم نسبة إلى الكج وهو الجص لقب به لأنه كان يبني به كثيرا (وابن السمعاني في الذيل) كلهم (عن عمر) هو الإمام العادل الورع الزاهد (بن عبد العزيز) الأموي (ومسدد في مسنده عن ابن مسعود) موقوفاً قال الشيخ حديث حسن (ادرؤا الحدود ولا ينبغي للإمام تعطيل الحدود) أي لا تفحصوا عنها إذا لم تثبت عندكم وبعد الثبوت أقيموها وجوبا (قط هق) علي أمير المؤمنين قال الشيخ حديث حسن (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) قال العلقمي فيه وجهان أحدهما أن يقول كونوا أو أن الدعاء على حالة تستحقون فيها الإجابة وذلك بإتيان المعروف واجتناب المنكر الثاني ادعوه على حالة تستحقون فيها الإجابة وذلك بإتيان المعروف واجتناب المنكر الثاني ادعوه معتقدين لوقوع الإجابة لأن الداعي إذا لم يكن متحققا في الرجاء لم يكن رجاؤه صادقا وإذا لم يكن رجاؤه صادقا لم يكن الدعاء خالصا والداعي مخلصا وقال بعضهم لابدّ من اجتماع الوجهين إذ كل منهما مطلوب لرجاء الإجابة (واعلموا أن الله تعالى لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) المرادان القلب استولى عليه به عن الدعا فلم يحضر التذلل والخضوع والمسكنة اللائق ذلك بحال الداعي (ت) في الدعوات واستغربه (ك) في الدعاء (عن أبي هريرة)

قال الشيخ حديث صحيح لغيره (ادفعوا الحدود عن عباد الله) تعالى (ما وجدتم له مدفعا) أي للحدّ الذي هو واحد الحدود لأن الله تعالى كريم يحب العفو والستر (هـ) عن أبي هريرة) ورواه عنه الترمذي أيضا قال الشيخ حديث حسن (ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين) قال العلقمي بفتح السين ويجوز تسكينها وعبارة النهاية الوسط بالسكون فيما كان متفرق الأجزاء غير متصل كالناس والدواب وغير ذلك فإذا كان متصل الأجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح وقيل كل ما يصلح فيه بين فهو بالسكون وما لا يصلح فيه بين فهو بالفتح وقيل كل منهما موقع الآخر وكأنه الأشبه اهـ والأشهر في تفسير الصالح أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله تعالى وحقوق عباده وتتفاوت درجاته (فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء) قال المناوي بالفتح والقصد الحث على الدفن في مقابر الصلحاء وعلى العمل الصالح والبعد من أهل الشر في الحياة وبعد الممات (حل) وكذا الخليل (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث ضعيف (ادفنوا القتلى) أي قتلى أحد (في مصارعهم) أي في الأماكن التي قتلوا فيها لما أرادوا نقلهم ليدفنوهم مقبرة المدينة فنهاهم قال ابن بريزة والصحيح آن ذا كان قبل دفنهم وحينئذ فالأمر للندب (ع) عن جابر بن عبد الله وقال الشيخ حديث حسن صحيح (ادمان) بضم الهمزة وسكون الدال المهملة تثنية أدم (في إناء لا أكله ولا أحرمه) بل أتركه وسببه ما رواه أنس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقعب أو إناء فيه لبن وعسل فذكره وهو محمول على الزهد في لذة الدنيا والتقلل من لذتها فلا ينافي ما ورد من جمعه صلى الله عليه وسلم دين التمر واللبن وغيرهما (طس ك) في الأطعمة (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث صحيح لغيره (أدن العظم من فيك) قال العقامي بفتح الهمزة وسكون الدال المهملة وكسر النون أي أقرب (فإنه اهنأ وأمرأ) كلاهما بالهمز وسببه ما أخرجه أبو داود وكسر النون أي أقرب (فإنه اهنأ وأمرأ) كلاهما بالهمز وسببه ما أخرجه أبو داود عن صفوان بن أمية قال كنت آكل مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخذ اللحم من العظم فقال أدن فذكره والهنئ هو الذي لا مشقة فيه ولا عيا والمرئ هو الذي ينهضم سريعا (د) عن صفوان بن أمية بضم الهمزة وفتح الميم وشدّة المثناة التحتية تصغير أمه بن خلف الجحى قال الشيخ حديث حسن (أدنى ما تقطع فيه يد السارق ثمن المجنّ) بكسر الميم ةفتح الجيم هو الترس وكان ثمنه اذ ذاك ثلاثة دراهم وكانت مساوية ربع دينار (الطحوى) في مسنده (طب ك) كلاهما (عن أيمن الحبشي) ابن أم أيمن حاضنة المصطفى وأسمها بركة قال الشيخ حديث حسن (أدنى أهل النار عذابا) أي أهونهم وأقلهم وهو أبو طالب (ينتعل بنعلين من نار يغلى دماغه من حرارة نعليه) والمراد أن النار تأخذه إلى كعبيه فقط ولا تصل إلى بقية بدنه رفقاً به فذكر النعلين عبارة عن ذلك (م) عن أبي سعيد الخدري (أدنى أهل الجنة) قال المناوي هو جهينة أو هو غيره (الذي له ثمانون ألف خادم) أي يعطي

هذا العدد أو هو مبالغة لكن بلفظ أن أدنى في الكثرة (واثنتان وسبعون زوجة) أي من الحور العين كما رواية أي غير ماله من نساء الدنيا (وتنصب له قبة) بضم القاف وشدّة الموحدة بيت صغير مستدير (من لؤلؤ وزبرجد وياقوت) أي مركبة من هذه الجواهر الثلاث) كما بين الجابية بالجيم قربة من الشام (وصنعا) ببلدة بالين قال المناوي والمسافة بينهما أكثر من شهر قال البيضاوي أراد أنّ بعد ما بين طرفيها كما بين الموضعين وإذا كان هذا الأدنى فما بالك بالأعلى (حن ت) واستغربه (حب) والضيا في المختارة (عن أبي سعيد) الخدري قال الشيخ حديث صحيح (أدنى جبذات الموت) قال العلقمي قال الجوهري جبذت الشيء مثل جذبته مقلوب منه اهـ فهو بالجيم والموحدة والذال المعجمة (بمنزلة مائة ضربة بالسيف) أي مثلها في الألم وفي الحديث إشارة إلى أنه خلق فظيع لا يمر بالآدمي ولا غيره في حياته مثله في الشدّة والصعوبة (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (في) كتاب (ذكر الموت عن الضحاك بن حمرة) بضم الحاء المهملة وفتح الراء بينهما ميم ساكنة قال الشيخ حديث ضعيف (أدّوا صاعاً من طعام) أي من غالب ما تقتاتونه وفي رواية أخرجوا (في الفطر) أي في زكاة الفطر (حل هق) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث لغيره (أدّوا حق المجالس) قيل وما حقها قال (اذكروا الله) ذكرا (كثيرا وأرشدوا السبيل) أي أهدوا الضال إلى الطريق (وغضوا الأبصار) قال المناوي أي كفوها عن المارة حذرا من الافتتان بامرأة وغيرها والمراد بالمجالس أعم من الطرق (طب) عن سهل بن حنيف بضم المهملة وفتح النون وسكون التحتية قال الشيخ حديث حسن (ادّوا العزائم) جمع عزيمة وهي الحكم الأصلي السالم عن المعارض (واقبلوا الرخص) وهي الحكم المتغير إلى سهولة مع قيام السبب للحكم الأصلي السالم عن المعارض (واقبلوا الرخص) جمع رخصة وهي الحكم المتغير إلى سهولة مع قيام السبب للحكم الأصلي والمراد اعملوا بها ولا تشدّدوا على أنفسكم بالتزام العزائم (ودعوا الناس) أي اتركوهم ولا تبحثوا عن أحوالهم (فقد كفيتموهم) أي كفاكم الله شرهم (خط) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (أديموا) أي واظبطوا وتابعوا (الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر) بفتح الياء وتضم ضدّ الغنى (والذنوب) أي يمحوان الذنوب بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يكفرها بهما (كما ينفي الكير) قال العلقمي بكسر الكاف وسكون التحتية وهو رزق ينفخ فيه الحدّاد وأما المبني من الطين فكور (خبث الحديد) بفتح المعجمة والموحدة ونصب المثلثة أي وسخه الذي تخرجه النار والمعنى أن الذي يتابع الحج والعمرة ينتفي عنه الفقر ويطهر من الذنوب كما ينفي الكير وسخ الحديد قال المناوي أما الحج فيكفر الصغائر والكبائر وأما العمرة تكفر الصغائر (قط) في كتاب الأفراد (طس) كلاهما (عن جابر) بن عبد الله وهو حديث حسن (إذا آتاك الله مالا) بمدّ الهمزة أي أعطاك قال العلقمي وسببه ما أخرجه أبو داود عن أبي الأحوص عن أبيه قال أتيت النبيّ صلى الله عليه وسلم في ثوب دون أي

خلق فقال الك مال قلتّ من أي المال قلت قد أتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق فقال إذا أتاك فذكره (فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته) بسكون لام الأمر وضم المثناة النحتية ويجوز بالمثناة الفوقية لإضافة المذكر إلى المؤنث في قوله أثر نعمة الله عليك وكرامته وفيه استحباب ثياب تليق بحال الغني ليعرفه الفقير وذو الحاجة ومن هنا كان للعلماء أن يلبسوا من الثياب ما يليق بهم من غير أشراف ليعرفهم المستفتي وطالب العلم (ك) عن والدابي الأحوص بحاء مهملة وأبو الأحوص اسمه عوف وأبوه اسمه مالك وهو حديث صحيح (إذا أتاك الله مالا فلير) بسكون لام الأمر (عليك فإن الله يحب أن يرى أثره على عبده حسنا) أي بحسن الهيئة والتجمل (ولا يحب البؤس) أي الخضوع للناس على جهة الطمع (ولا التباؤس) بالمدّ والتسهيل أي إظهار والتخزن والتخلقن والشكاية للناس (نخ طب) والضيا المقدسي (عن زهير بن أبي علقمة) ويقال ابن علقمة الضبي قال الشيخ حديث صحيح (إذا آخى الرجل الرجل) بالمدّاى اتخذه اخا يعني صدّيقا وذكر الرجل غالبي (فليسأله) ندبا مؤكدا (عن اسمه واسم أبيه وممن هو) أي من أي قبيلة (فإنه أوصل للمودّة) أي فإن سؤاله عما ذكر أشدّ اتصالا لدلالته على الاهتمام بمزيد الاعتناء وشدّة المحبة قال العلقمي وفي رواية ليزيد بن نعامة أيضا إذا أحب الرجل الرجل فليسأله إلى آخره فالمراد بقوله أخي أحب والحديث يفسر بعضه بعضا خصوصا إذا كان الراوي واحدا (ابن سعد) في الطبقات (تخ ت) في الزهد (عن يزيد بن نعامة) بلفظ الحيوان (الضي) بفتح المعجمة وكسر الموحدة مشدّدة نسبة لضبة قبيلة مشهورة قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا أحببت رجلا فاسأله عن اسمه واسم أبيه) فإن في ذلك فوائد كثيرة منها ما ذكره بقوله (فإن كان غائبا حفظته) أي في أهله وماله وما يتعلق به (وإن كان مريضا عدته) أي زرته وتعهدته (وإن مات شهدته) أي حضرت جنازته (هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (إذا آمنك) بالمدّ (الرجل على دمه فلا تقتله) أي لا يجوز ذلك قتله قال المناوي كان الولى في الجاهلية يؤمن القاتل بقبول الدين فإذا ظفر به قتله فنهى عن ذلك الشارع (حم هـ) عن سليمان بن سرد الخزاعي الكوفي قال الشيخ حديث صحيح (إذا ابتغيتم المعروف) أي النصفة والرفق والإحسان (فاطلبوه عند حسان الوجوه) أي الحسنة وجوههم حسنا حسيا أو معنويا على ما مرّ تفصيله (عدهب) عن عبد الله بن جراد قال الشيخ حديث ضعيف (إذا ابتلى أحدكم) بالبناء للمفعول (بالقضاء) أي الحكم (بين المسلمين) خصهم لأصالتهم وإلا فالنهي الآتي يتناول ما لو قضى بين ذمّيين رفعا إليه (فلا يقض وهو غضبان) النهي فيه للتنزيه (وليسوّ بينهم) بضم المثناة التحتية وفتح السين المهملة أي بين الخصوم (في النظر) أو عدمه (والمجلس) فلا يرفع بعضهم على بعض (والإشارة) فلا يشير إلى واحد دون الآخر

والأمر للوجوب (ع) عن أم سلمة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أبردتم إليّ بريدا) البريد الرسول أي إذا أرسلتم إليّ رسولا (فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم) للتفاؤل بحسن صورته وحسن اسمه (البزار) من عدّة طرق (عن بريدة) بالتصغير قال الشيخ حديث حسن (إذا أبق العبد) أي هرب من فيه رق من مالكه بغير عذر (لم تقبل له صلاة) قال العلقمي قال ابن الصلاح هو على ظاهره وإن لم يستحل لأنه لا يلزم من الصحة القبول فصلاة الآبق صحيحة غير مقبولة كالصلاة في الدار المغصوبة يسقط بها القرض ولا ثواب فيها وكونه لا ثواب فيها هو المعتمد وهو الذي نقله النووي عن الجماهير وما ذكره الجلال المحلي وتبعه الأشموني من أن له الثواب نازعه فيه أصحاب الحواشي (م) في الإيمان (عن جرير) بن عبد الله (إذا أتى أحدكم أهله) أي جامعها قال العلقمي أي من يحل له وطئها من زوجة وأمة (ثم أراد أن يعود) أي إلى الجماع (فليتوضأ) المراد بالوضوء هنا وضوء الصلاة الكامل لما في رواية فليتوضأ وضوءه للصلاة ولو عاد إلى الجماع من غير وضوء جاز مع الكراهة ولا خلاف عندنا أنّ هذا الوضوء ليس بواجب وبهذا قال مالك والجمهور وذهب ابن حبيب من أصحاب مالك إلى وجوبه وهو مذهب داود الظاهري (حم م 4) في الطهارة عن أبي سعيد الخدري زاد (حب ك هق) فأنه أنشط للعود) قال المناوي أي أخف وأطيب النفس وأعون عليه (إذا أتى أحدكم أهله) أي أراد جماع حليلته (فليستتر) فليتغطى هو وإياها بثوب يسترهما ندبا (ولا يتجرّدان تجرّد العيرين) قال العلقمي تثنية عير بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية الحمار الوحشي والأهلي أيضا والأنثى عيرة اهـ وخصمه المناوي بالأهلي (ش طب هق) عن ابن مسعود عبد الله (هـ) عن عقبة بن عبد هو في الصحب متعدد فلو ميزه كان أولى (ن) عن عبد الله بن سرجس بفتح المهملة وكسر الراء وسكون الجيم المزني (طب) عن أبي أمامة الباهلي قال الشيح حديث صحيح (إذا أتى الرجل القوم) قال المناوي أي العدول الصلحاء (فقالوا له) بلسان الحال أو القال (مرحبا) نصب بفعل مقدّر أي صادفت أو لقيت رحبا بالضم أي سعة (فمرحبا به يوم القيامة يوم يلقى ربه) بدل مما قبله وهذا كناية عن رضاه عن وإدخاله جنته والمراد إذا أعمل عملا يستحق به أن يقال له ذلك فهو علم لسعادته (وإذا أتى الرجل القوم فقالوا له قحطا) بفتح فسكون أو فتح أو نصب على المصدر أيضا أي صادفت قحطا أى شدة وحبس غيث (ققحطاله يوم القيامة) أصله الدعاء عليه بالجدب فاستعبر لانقطاع الخير وهو كناية عن كونه مغضوبا عليه (طب ك) في الفضائل (عن الضحاك بن قيس) وهو حديث صحيح (إذا أتى أحدكم الغائط) أي محل قضاء الحاجة (فلا يستقبل القبلة) أي الكعبة ولا هنا ناهية بقرينة (ولا يولها ظهره) بحذف الياء قال العلقمي ويجوز رفع الأوّل بجعل لا نافية (شرقوا أو غربوا) قال العلقمي قال الشيخ وليّ الدين

ضبطناه في سنن أبي داود وغرّبوا بغير ألف وفي بقية الكتب الستة أو غرّبوا بإثباتها وكل منهما صحيح والمعنى استقبلوا لواجهة المشرق والمغرب قال الخطابي هذا خطاب لأهل المدينة ومن كان قبلته على ذلك السمت فأما من كانت قبلته إلى جهة المشرق أو المغرب فإنه لا يشرق ولا يغرّب (حم ق 4) عن أبي أيوب الأنصاري (إذ أتى عليّ يوم لا ازداد فيه علما) سنيا عظيما فالتنكير للتفخيم (يقرّبني إلى الله تعالى) إلى رحمته ورضاه وكرمه (فلا يورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم) قال المناوي دعاء أو خبر وذلك لأنه كان دائم الترقي في كل لمحة فالعلم كالغذاء له قال بعضهم أشار المصطفى صلى الله عليه وسلم على أن العارف أن يكون دائم التطلع إلى مواهب الحق تعالى فلا يقنع بما هو فيه بل يكون دائم الطلب قارعا باب النفحات راجيا حصول المزيد ومواهبه تعالى لا تحصى ولا نهاية لها وهي متصلة بكلماته التي ينفد البحر دون نفادها وتنفد أعداد الرمال دون إعدادها ومقصودة تبعيد نفسه من ذلك وبيان أن عدم الازدياد ما وقع قط ولا يقع أبدا لما ذكر قال بعض العارفين وأراد بالعلم هنا علم التوحيد لا الأحكام لأن فيه زيادة تكاليف على الأمة وقد بعث رحمة (طس عد حل) عن عائشة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أتى أحدكم) بالنصب (خادمه بطعامه) بالرفع فاعل أتى قال العلقمي والخادم يطلق على الذكر والأنثى أعم من أن يكون رقيقا أو حرا (قد كفاه علاجه) أي عمله (ودخانه) بالتخفيف أي مقاساة شم لهب النار (فليجلسه معه) أي على سبيل الندب وهو أولى من المناولة (فإن لم يجلسه معه) لعذر كقلة طعام أو لعيافة نفسه لذلك أو لكونه أمرد ويخشى من القالة بسببه (فلينا وله أكلة أو أكلتين) قال العلقمي بضم الهمزة أي لقمة أو لقمتين بحسب حال الطعام وحال الخادم وفي معنى الخادم حامل الطعام لوجود المعنى فيه وهو تعلق نفسه بل يؤخذ منه الاستحباب في مطلق خدم المرء ممن يعاين الطعام فتسكن نفسه فيكون لكف شره والحاصل أنه لا يستأثر عليه بشيء بل يشركه في كل شيء لكن بحسب ما يدفع به شر عينه وقد نقل ابن المنذر عن جميع أهل العلم أن الواجب إطعام الخادم من غالب القوت الذي يأكل منه مثله في تلك البلدة وكذلك القول في الأدم والكسور فإن للسيدان يستأثر بالنفيس من ذلك وإن كان الأفضل أن يشرك معه الخادم في ذلك (ق د ت هـ) عن أبي هريرة (إذا أتاكم قوم فاكرموه) قال العلقمي قال الدميري وهذا الحديث لا يدخل في عمومه الكافر لقوله تعالى ومن يهن الله فما له من مكرم فلا يوقر الذمي ولا يصدّر في مجلس وإن كان كريما في قوله لأن الله تعالى أذلهم وقال أيضا والذي اعتقده أن مراد النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله إذا أتاكم كريما قوم فأكرموه المشار إليه بقوله إن أكرمكم عند الله أتقاكم (هـ) عن ابن عمر) بن الخطاب (البزار) في مسنده (وابن خزيمة) في صحيحه (طب عدهب) عن جرير) البجلي بالتحريك (البزار) في المسند (عن أبي هريرة (عد) عن معاذ

ابن جبل وأبي قتادة (ك) عن جابر) بن عبد الله (طب) عن ابن عباس ترجمان القرآن (وعن عبد الله بن ضمرة) بن مالك البجلي (ابن عساكر) في تاريخه (عن أنس ابن مالك (وعن عدي بن حاتم والدولابي) محمد بن أحمد بن حماد (في) كتاب الكنى والألقاب (وابن عساكر) في التاريخ (عن أبي راشد عبد الرحمن بن عبد) بدل من أبي راشد يقال ابن عبيد أبو معاوية بن أبي راشد الأزدي أي رواه عنه الدولابي وابن عساكر لكن (بلفظ) إذا أتاكم (شريف قوم) من الشرف وهو المحل العالي سمى الرشيف به لارتفاع منزلته قال الشيخ حديث صحيح (إذا أتاكم الزائر فأكرموه) أي بالتوقبر والتصدير والضيافة ونحو ذلك وإن لم يكن كريم قوم وتقييده في الحديث قبله إنما هو للآكدية (هـ) عن أنس قال الشيخ حسن (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه) أي أتاكم بطلب التزويج (فزوّجوه) ندبا وقد يكون وجوبا وذلك فيما إذا سألت بالغة رشيدة وليها إن يزوجها من كفؤ فيجب عليه إجابتها إلا إذا كان الولي مجبرا واختار كفؤا غير الذي اختاره لأن نظره أتم من نظرها وقال المالكية يجب أن يزوجها ممن اختارته لتدوم الألفة بينهما وشروط الكفاءة ذكرها العلقمي فقال وهي السلامة من العيوب والنسب والدين والحرية والحرفة ونظمها بعضهم فقال نسب ودين صنعة حرية فقد العيوب وفي اليسار تردد (أن لا تفعلوا) أي إن لم تزوجوا من ترضون خلقه ودينه (تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) أي ظاهر قال المناوي وفي رواية كبير أي بدل عريض قال العلقمي والمعنى إن رددتم الكفؤ الراغب من غير حجة فهو ضلال في الأرض وفساد ظاهر لردّ من أمر الشارع بتزويجه (ن هـ ك) في النكاح (عن أبي هريرة عن ابن عمر) بن الخطاب (عد) عن ابن عمر (ت هق) عن ابن حاتم المزني وماله غيره أي لا يعرف له غير هذا الحديث وهو حديث ضعيف (إذا أتاكم السائل فضعواني يده) أي أعطوه (ولو ظلفا) فكسر فسكون (محرقا) قال العلقمي والظلف للبقر والغنم كالحافر للفرس والمراد رد والسائل بما تيسر ولو كان شيئاً قليلا (عد) عن جابر ابن عبد الله وهو حديث ضعيف (إذا اتسع الثوب) أي غير المخيط كالرداء (فتعطف به) على منكبيك) قال العلقمي التعطف هو التوشح بالثوب وهو أن يأخذ طرف الثوب الذي ألقاه على منكبه الأيمن من تحت يده اليسرى ويأخذ طرفه الذي ألقاه على الأيسر من تحت يده اليمنى ثم يعقدها على صدره (وإن ضاق عن ذلك) بأن لم يكن الكيفية المذكورة (فشبه حقويك) قال المناوي بفتح الحاء وتكسر معقد إزارك وخاصرتك (ثم صل بغير رداء) محافظة على الستر ما أمكن (حم) والطحاوي في مسنده (عن جابر) ابن عبد الله وهو حديث صحيح (إذا أثنى عليك جيرانك) بكسر الجيم في الموضعين (إنك محسن فأنت محسن وإذا أثنى عليك جيرانك إنك مسيء فأنت مسيء) قال العلماء والمعنى إذا ذكرك جيرانك بخير فأنت من أهله وإذا ذكرك جيرانك بسوء فأنت من أهله اهـ

وقال المناوي جيرانك الصالحون للتزكية ولو اثنان منهم (ابن عساكر) في تاريخه (عن ابن مسعود) وهو حديث حسن (إذا اجتمع الداعيان) إلى وليمة قال المناوي أو غيرها كشفاعة (فأجب أقربهما بابا فإن أقربهما جواراوان سبق أحدهما فأجب الذي سبق) وجوبا في وليمة العرس حيث لا عذر وندبا في غيرها قال العلقمي فيه دليل أنه إذا دعى الإنسان رجلان ولم يسبق أحدهما الآخر أجاب أقربهما منه بابا فإذا استويا أجاب أكثرهما علما ودينا وصلاحا فإن استويا يا أقرع اهـ وعبارة تسرح المنهج قدّم الأسبق ثم الأقرب رجا ثم دارا ثم يقرع وهي صريحة في أن الأقرب رحما يقدم على الأقرب دارا (حم د) عن رجل لع صحبة قال الشيخ حديث حسن (إذا اجتمع العالم) بالعلم الشرعي النافع (والعابد) أي القائم بوظائف العبادات وهو جاهل بالعلم الشرعي أي بما زاد على الفرض العيني منه (على الصراط قيل) أي يقول بعض الملائكة أو من شاء الله من خلقه بأمره (للعابد ادخل الجنة) أي برحمة الله وترفع لك الدرجات فيها بعملك (وتنعم) بالتشديد (بعبادتك) أي بسبب عملك الصالح فإنه قد نفعك لكنه قاصر عليه (وقيل للعالم قف هنا) أي عند الصراط (فاشفع لمن أحببن فإنك لا تشفع لأحد) أي ممن أذن لم في الشفاعة له (ألا شفعت) أي قبلت شفاعتك جزاء لك على الإحسان إلى عباد الله بعلمك (فقام مقام الأنبياء) أي في كونه في الدنيا هاديا للإرشاد وفي العقبي شافعاً في المعاد (أبو الشيخ) بن حبان (في) كتاب (الثواب) أي ثواب الأعمال (فر) وكذا أبوا نعيم (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أحب الله عبدا) أي أراد به الخير ووفقه (ابتلاه) أي اختبره وامتحنه بنحو مرض أو هم أو ضيق (ليسمع تضرعه) أي تذلله واستكانته وخضوعه ومبالغته في السؤال ويثبته (فر) عن ابن مسعود عبد الله (وكردوس موقوفا) عليهما (هب فر) عن أبي هريرة وهو حديث حسن لغيره (إذا أحب الله قوما ابتلاهم) بنحو ما تقدّم ليطهرهم من الذنوب (طس) وكذا في الكبير (هب) والضياء المقدسي (عن أنس) بن مالك وهو حديث صحيح (إذا أحب الله عبداً حماه من الدنيا) أي حال بينه وبينها والمراد ما زاد عن الكفاية (كما يحمي أحدكم سقيمه الماء) أي شربه إذا كان يضر والأطباء تحمي شرب الماء في أمراض معروفة بل الإكثار منه منهي عنه مطلقا أي في حق المريض وغيره (ت ك) في الطب (هب) كلهم (عن قتادة بن النعمان) الظفري البدري قال الشيخ حديث حسن (إذا أحب الله عبدا أي أراد توفيقه وإسعاده (قذف حبه في قلوب الملائكة) أي ألقاه (وإذا بغض عبد اقذف بغضه في قلوب الملائكة ثم يقذف في قلوب الآدميين) فلا يراه أو يسمع به أحد من البشر إلا أبغضه فتطابق القلوب على محبة عبد أو بغضه علامة على ما عند الله (حل) وكذا الديلمي (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أحب أحدكم أخاه) أي في الدين (فليعلمه) ندبا (أنه) أي (يحبه) قال العلقمي قال

الغزالي إنما أمر الرجل بإعلامه بحبه لأنه يوجب زيادة الحب فإن الرجل إذا عرف أخاه بحبه أحبه بالطبع (حم خدد) في الأدب (ت) في الزهد (حب ك) وصححه (عن المقدام بن معدي كرب) الكندي صحابي مشهور (حب) عن أنس بن مالك (خد) عن رجل من الصحابة قال الشيخ حديث حسن (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله) ندبا مؤكدا (فليخبره أنه يحبه) لله لا لغيره من أمور الدنيا فإنه أبقى للألفة وأثبت للمودّة (حم) والضياء المقدسي (عن أبي ذر) الغفاري قال الشيخ حديث صحيح (إذا أحب أحدكم عبدا) أي إنسانا حرّا كان أو رقيقا (فليخبره فإنه) أي المحبوب (يجد مثل الذي يجد له) الظاهر أن افعل يجد الأول يرجع إلى المحبوب وفاعل الثاني يرجع للمحب يعني يحبه بالطبع كما يحبه هو (هب) عن ابن عمر وهو حديث صحيح (إذا أحب أحدكم أن يحدّث ربه) أي يناجيه (فليقرأ القرآن) أي مع حضور قلب وتدبر (خط فر) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (إذا أحببت رجلا فلا تماره) الممارات والمراء المجادلة والمخالفة ذكره في الشارق (ولا تشاره) المشارة بتشديد الراء وفي الحديث ولا تشار أخاك أب لا تفعل بع شرا يحوجه أن يفعل بك مثله ويروي بالتخفيف من المشاررة أي الملاججة (ولا تسأل عنه أحد فعسى أن توانى) أي تصادف (له عدوّا فيخبرك بما ليس فيه) لأنّ هذا شان العدو (فيفرق ما بينك وبينه) بزيادة ما (حل) عن معاذ ابن جبل وهو حديث ضعيف (إذا أحببتم أن تعلم ما للعبد عند ربه) قال المناوي من خير أو شر (فانظروا ما يتبعه من الثنا) بالفتح والمدّ إذا ذكره أهل الصلاة بشيء فاعلموا أن الله أجرى على لسانهم ماله عندهم فإنهم ينطقون بإلهامه (ابن عساكر) في تاريخه (عن عليّ) أمير المؤمنين (ومالك) بن أنس (عن كعب) الأحبار الحميري أسلم في خلافة أبي بكر وعمر (موفوفا) قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف) قال العلقمي أي ليوهم القوم إن به رعافا وفي هذا باب من الأخذ بالأدب في ستر العورة وإخفاء القبيح والتورية بما هو أحسن وليس يدخل في باب الرياء والكذب وإنما هو من باب التجمل واستعمال الحياء وطلب السلامة من الناس اهـ وقال المناوي وذلك لئلا يخجل ويستول له الشيطان المضي فيها استحياء من الناس (هـ حب ك) في الطهارة (هق) في الصلاة (عن عائشة) أم المؤمنين وهو حديث صحيح (إذا أحسن الرجل) يعني الإنسان ذكرا كان أو أنثى (الصلاة فأتم ركوعها وسجودها) تفسير لقوله أحسن قال المناوي وإنما اقتصر عليهما لأن العرب كانت تأنف من الانحناء لكونه يشبه عمل قوم لوط فأرشدهم إلى أنه ليس من هذا القبيل (قالت الصلاة حفظك الله كما حفظني) أي قالت بلسان الحال أو المقال (فترفع) إلى عليين كما في خبر أجد وهو كناية عن القبول والرضى (وإذا أسباء الصلاة فلم يتم ركوعها وسجودها قالت الصلاة) بلسان الحال أو المقال (ضيعك الله كما ضيعتني)

أي ترك حفظك (فتلف كما يلف الثوب الخلق) بفتح اللام أي البالي (فيضرب بها وجهه كناية عن خيبته وخسرانه (الطيالسي) أبو داود وكذا الطبراني (عن عبادة) ابن الصامت الأنصاري ورواه عنه البيهقي قال الشيخ حديث صحيح (إذا اختلفتم في الطريق فاجعلوها سبعة أذرع) قال العلقمي إذا كان الطريق بين أراضي القوم وأرادوا أحياءها فإن اتفقوا على شيء فذاك وإن اختلفوا في قدره جعل سبعة أذرع أما إذا وجدنا طريقا مسلوكا وهو أكثر من ذلك فلا يجوز لأحد أن يستولى على شيء منه (حم م د ت هـ ك) عن أبي هريرة (حب هـ هق) عن ابن عباس (إذا أخذ المؤذن في أذانه وضع الرب يده فوق رأسه) قال المناوي كناية عن إدرار الرحمة والإحسان وإفاضة البرد والمدد إليه (فلا يزال كذلك) أي ينعم عليه بما ذكر (حتى) أي إلى أن (يفرغ من أذانه وانه) أي الشان (ليغفر له) بضم التحتية (مدا صوته) قال العلقمي بالتخفيف أي مسافة صوته أو ممتد صوته والمعنى لو كانت ذنوبه تملأ هذا المكان لغفرت له أو ليغفر له من الذنوب ما فعله في زمان بقدر هذه المسافة اهـ وقال المناوي وأنكر بعض اللغويين مدّ بالتشديد وصوب أنه مدا وليس بمنكر بل هما لغتان (فإذا فرغ) من أذانه (قال الرب) تقدس (صدق عبدي) أي أخبر بما طابق الواقع (وشهدت بشهادة الحق) فيه التفات وهي أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله (فأبشر) قال المناوي بما يسرك من الثواب وهذا فضل عظيم للأذان لم يرد مثله في غيره إلا قليلا وفيه شمول للمحتسب ومن يأخذ عليه أجراً ويحتمل اختصاصه بالأوّل (ك) في التاريخ تاريخ نيسابور المشهور (فر) وكذا أبو نعيم (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (إذا أخذت مضجعك) بفتح الجيم وكسرها أي أتيت محل نومك يعني وضعت جنبك على الأرض لتنام (من الليل) قال المناوي وذكره غالبي فالنهار كذلك فيما أظن (فاقرأ قل يا أيها الكافرون) أي اقرأ ندبا السورة التي أوّلها ذلك (ثم نم على خاتمتها) أي اقرأها بكمالها واجعلها خاتمة كلامك (فإنها براءة من الشرك) قال العلقمي أي لأنها متضمنة البراءة من الشرك بالله تعالى وهو عبادة الأصنام لأن الجملتين الأولتين لنفي العبادة في الحال والجملتين لنفي العبادة في الاستقبال ومشي البيضاوي على عكس ذلك لأن لا تخلص المضارع إلى الاستقبال وهو قول مرجوح وسببه كما قال الترمذي عن فروة بن نوفل أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يأتي مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا يحفظه فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هب (حم د) في الأدب (ت) في الدعوات (ك) في التفسير (هب) كلهم عن نوفل بفتح النون والفاء (ابن معاوية الديلمي (والبغوي) في الصحابة (وابن نافع) في معجمة (والضياء) في المختارة كلهم (عن جبلة) بفتح الجيم والموحدة ابن حارثة وجلة هو أخو زيد وعم أسامة جب المصطفى قال قلت

يا رسول الله علمني شيئا انتفع به فذكره وهو حديث صحيح (إذا ادخل الله الموحدين النار) قال المناوي وذا شامل لموحدي هذه الأمّة وغيرها والمراد بعضها وهو من مات عاصيا ولم يتب ولم يعف عنه (أماتهم فيها) بمعنى أنه يغيب إحساسهم أو يقبض أرواحهم لطفا منه بهم وإظهار الأثر التوحيد (أمانة) مصدر مؤكد لما قبله وفي بعض النسخ إسقاطه (فإذا أراد أن يخرجهم منها) أي بالشفاعة أو الرحمة (أمسهم) أي أذاقهم (ألم العذاب تلك الساعة (فر) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (إذا ادّهن أحدكم) قال المناوي أي دهن شعر رأسه بالدهن (فليبدأ) ندبا أو إرشاد) (بحاجبيه فإنه) أي دهنهما (يذهب بالصداع) بفتح حرف المضارعة أي وجع الرأس لأنه يفتح المسام فيخرج البخار المحتبس في الرأس (أبن السني وأبو نعيم) كلاهما (في) كتاب (الطب) النبوي (وابن عساكر) في تاريخه كلهم عن قتادة مرسلا (فر) وكذا الحكيم الترمذي (عنه) أي عن قتادة (عن أنس) بن مالك مرفوعا وقال الشيخ حديث ضعيف (إذا أدى العبد) أي من فيه رق (حق الله) من نحو صلاة وصوم (وحق مواليه) من نحو خدمة ونصح (كان له أرجان) أجر قيامه بحق الله وأجر قيامه بخدمه سيده (حم م) عن أبي هريرة (إذا أدّيت زكاة مالك) أي لمستحقها (فقد قضيت ما عليك) من الحق الواجب (ت هـ ك) في الزكاة (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح (إذا أتت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره) قال المناوي أي الدنيوي الذي هو تلفه ومحق البركة منه والأخروى الذي هو العذاب (ابن خزيمة) في صحيحه (ك) في الزكاة (عن جابر) بن عبد الله مرفوعا قال الشيخ حديث صحيح (إذا أذن في قرية) بالبناء المفعول (أمنها الله من عذابه ذلك اليوم) قال المناوي أي أمن أهلها من إنزال عذاب بهم بأن لا ينزل عليه بلاء ولا يسلط عليهم عدوا اهـ وقال العلقمي إن كان من الأمن الذي هو ضدّ الخوف ومثله الأمنة ومنه أمنة نعاساً فهو بفتح الهمزة المقصورة والميم والنون (طس) عن أنس بن مالك (إذا أذن المؤذن يوم الجمعة حرم العمل) أي حرم على من تلزمه الجمعة التشاغل عنها بما يفوتها قال العلقمي المراد به أي بالأذان الأذان بين يدي الخطيب لأنه هو المعروف في وقت الإخبار بهذا الحديث ويكره العمل من الزوال لمن تجب عليع الجمعة ويحرم بالأذان المذكور وهذا أي كراهة العمل على من لم يلزمه السعي حينئذ وإلا فيحرم (فر) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (إذا أراد الله بعبد خير اجعل صنائعه) قال العلقمي الصنيعة هي العطية والكرامة والإحسان (ومعروفة) قال العلقمي قال في النهاية المعروف الصنيعة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس (في أهل الحفاظ) بكسر الحاء المهملة وتخفيف الفاء أي أهل الدين والأمانة (وإذا أراد به شرا جعل صنائعه ومعروفه في غير أهل الحفاظ) أي جعل عطاياه وفعله الجميل في غير أهل الدين والأمانة (تنبيه) قال بعضهم أصحاب الأنفس الطاهرة والأخلاق الزكية اللطيفة يؤثر فيهم الجميل فيبعثون

بالطبع والمودّة إلى توفية الحقوق ومكافأة الخلق بالإحسان إليهم من لم يكن كذلك فهو بالضدّ (فر) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد الله بعبد خيرا) قال المناوي قيل المراد بالخبر المطلق الجنة وقيل عموم خيري الدنيا والآخرة _جعل غناه في نفسه) أي جعله قانعا بالكفاف لئلا يتعب في طلب الزيادة وليس له إلا ما قسم له اهـ قال العلقمي النفس هي الروح والنفس الجسد فالمراد جعل غناه في ذاته أي ذاته غنية عن طلب مالا حاجة له به (وثقاه في قلبه) بضم المثناة الفوقية وتخفيف القاف أي جعل خوفه في قلبه بأن يملأ منبور اليقين فمتى حصل منه غفلة في ذنب بادر إلى التوبة (وإذا أراد الله بعبد شر جعل فقره بين عينيه) فلا يزال فقير القلب حريصا على الدنيا منهمكا فيها وإن كان موسرا (الحكيم) الترمذي (فر) كلاهما عن أبي هريرة (إذا أراد الله بعبد خير فقهه في الدين) قال المناوي فهمه الأحكام الشرعي أو أراد بالفقه العلم بالله وصفاته التي تنشأ عنها المعارف القلبية اهـ وقال العلقمي أي فهمه الأحكام الشرعية أما بتصويرها والحكم عليها وإما باستبطائها من أداتها (وزهده في الدنيا) قال العلقمي الزهد هو الإعراض بالقلب وقال الإمام أحمد بن حنبل الزهد على ثلاثة أوجه الأوّل ترك الحرام بالقلب وهو زهد العوام من المسلمين والثاني ترك الفضول من الحلال بالقلب وهو زهد الخواص منهم والثالث ترك ما يشغل العبد عن الله بالقلب وهو زهد العارفين وهو خواص الخواص (وبصره) بالتشديد (عيوبه) أي عرّفه بها وبينها له ليتجنبها ويحذرها ومن لم يرد الله به خيرا يعمى عن عيوب نفسه (هب) عن أنس بن مالك (وعن محمد بن كعب القرظى مرسلا) قال المناوي بضم القاف وفتح الراء ومعجمة نسبة لقريظة اسم رجل نزل حصنا قرب المدينة فسمى به وهو حديث حسن (إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له واعظا من نفسه) قال المناوي لفظ رواية الديلمي من قلبه (يأمره) بامتثال الأوامر الإلهية (وينهاه) عن الممنوعات الشرعية ويذكره بالعواقب الرديئة (فر) وكذا ابن لال (عن أم سلمة) أم المؤمنين وإسناده جيد كما ذكره القرافي (إذا أراد الله بعبد خيرا عمله) قال المناوي بفتح العين والسين المهملتين مخففا ومشدّدا أي طيب ثناء بين الناس (قيل وما عسله) أي قالوا يا رسول الله ما معنى عسله قال (يفتح له عملا صالحا قبل موته ثم يقبضه عليه) شبه ما رزقه الله من العمل الصالح الذي طاب به ذكره بين الناس بالعسل الذي يجعل في الطعام ليحلو به ويطيب (حم طب) عن أبي عنبة) قال المناوي بكسر العين المهملة وفتح النون (الخولاني واسمه عبد الله أو عمارة وهو حديث حسن (إذا أراد الله بعبد خير استعمله قيل وما استعمله) أي قالوا يا رسول الله ما معناه وما المراد به (قال يفتح له عملاً صالحاً بين يدي موته) أي قبله (حتى يرضى عنه من حوله) قال المناوي بضم أوله والفاعل الله ويجوز فتحه والفاعل من حوله أي من أهله وجيرانه ومعارفه فيبرئون ذمته ويثنون عليه خيرا

فيجيز الرب شهادتهم (حم ك) عن عمرو بن الحق بفتح الحاء المهملة وكسر الميم وهو حديث صحيح (إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قال كيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبض عليه) وهو متلبس بذلك العمل الصالح ومن مات على شيء بعثه الله عليه كما في خبر سيجيء (حم ت حب ك) عن أنس بن مالك وهو حديث صحيح (إذا أراد الله بعبد خيرا طهره قبل موته قالوا) يا رسول الله (وما طهور العبد) بضم الطاء ى ما المراد بتطهيره (قال عمل صالح يلهمه إياه) قال العلقمي قال في النهاية الإلهام أن يلقي الله في النفس شيئا يبعثه على الفعل أو الترك وهو نوع من الوحي يخص الله به من يشاء من عباده (حتى يقبض عليه) أي يميته وهو متلبس به (طب) عن أبي أمامة الباهلي وهو حديث حسن (إذا أراد الله بعبد خيرا صير حوائج الناس إليه) أي إذا أراد الله بعبد مسلم خير أوجه إليه ذوي الحاجات ويسر قضاءها على يده أو بشفاعته وفيه عموم للحاجات الدينية والدنيوية (فر) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف (إذا أراد لله بعبد خيرا عاتبه في منامه) قال المناوي أي لامه على تقصيره وحذره من تفريطه وعزره برفق ليكون على بصيرة من أمره (فر) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (إذا أراد الله بعبده الخير) قال المناوي في رواية خيرا (عجل له العقوبة في الدنيا) ليخرج منها وليس عليه ذنب ومن فعل ذلك معه فقد أعظم اللطف به والمنة عليه (وإذا أراد لله بعبده الشر) قال المناوي في رواية شرا (أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة) أي لا يجاز به بذنبه في الدنيا حتى يجيء في الآخرة متوفر الذنوب وفيها فيستوفى ما يستحقه من العتاب وهذا الحديث له تتمة وهي وأنّ عظم الجزاء مع عظم البلاء وأن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رض فله الرضا ومن سخط فله السخط (ت) في الزهد (ك) في الحدود (عن أنس) بن مالك (طب ك هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (إذا أراد الله بعبد خبرا فقهه في الدين وألهمه رشده) قال المناوي أي وفقه لإصابة الصواب وفي إفهامه من لم يفقهه في الدين ولم يلهمه الرشد لم يرد به خيرا اهـ أي خيراً كاملاً والفقهاء عرفوا الرشد بأنه صلاح الدين والمال (البزار) في مسنده عن عبد الله بن مسعود (إذا أراد الله بعبد خيرا فتح له قفل قلبه) بضم القاف وسكون الفاء أي أزال عن قلبه حجب الأشكال وبصر بصيرته مراتب الكمال (وجعل فيه اليقين) أي العلم بوحدانية الله تعالى بسبب النظر في الموضوعات الدالة على الصانع (والصدق) أي التصديق الجازم الدائم الذي ينشأ عنه دوام العمل (وجعل قلبه واعيا لما يسلك فيه) فينفع فيه الوعظ والنصيحة (وجعل قلبه سليماً) أي من آفات الحسد والكبر ونحو ذلك من حقد وعجب ورياء وغل (ولسانه صادقاً) أي ناطقاً بما يطابق الواقع (وخليقته مستقيمة) أي طبيعته مستوية متوسطة بين طرفي الإفراط والتفريط (وجعل أذنه سميعة) أي مصغية مقبلة على ما سمعته

من أحكام الله تعالى وزواجره ومواعظه وإذ كاره (وعينه بصيرة) قال العلقمي أي بما يلزمها من الطاعات والكف عن المحرّمات اهـ فالمراد عين قلبه كما صرح به المناوي (أبو الشيخ) بن حبان (عن أبي ذر الغفاري) وهو حديث ضعيف (إذا أراد الله بأهل بيت خير أفقههم في الدين) أي فهمهم فيه أمره ونهيه بإفاضة النور على أفئدتهم (ووقر) بالتشديد (صغيرهم كبيرهم) أي صغيرهم وكبيرهم في السنّ أو المراد بالكبير العالم وبالصغير الجاهل (ورزقهم الرفق في معيشتهم) أي حياتهم (والقصد في نفقاتهم) أي طريقا وسطا معتدلا بين طرفي الإفراط والتفريط وبصرهم عيوبهم (فيتوبوا) أي ليتوبوا (منها) بالطاعة وترك النهي والخروج من المظالم والعزم على عدم العود (وإذ أراد بهم غير ذلك) أي العذاب وسوء الخاتمة (تركهم هملا) قال العلقمي الهمل بالتحريك الإبل بلا راع ويقال نعم همل أي مهملة لا راعي لها وليس فيها من يهديها ويصلحها فهي كالضالة اهـ وقال المناوي تركهم هملاً بالتحريك أي ضلالاً بأن خلى بينهم وبين أنفسهم فيحل بهم البلاء ويدركهم الشفاء لغضبه عليهم وإعراضه عنهم (قط) في كتاب (الأفراد عن أنس) ابن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد الله بقوم خيرا أكثر فقهاءهم بأن يلهمهم الاشتغال بالعلم ويسهل لهم بتحصيله (وأقل جهالهم فإذا تكلم العقبة) أي بما يوجبه العلم كأمر بمعروف ونهي عن منكر (وجد أعواناً) جمع عون وهو كما في الصحاح الظهير (وإذا تكلم الجاهل قهر) بالبناء للمفعول أي غلب وردّ عليه (وإذا أراد بهم شراً أكثر جهالتهم وأقل فقهاءهم فإذا تكلم الجاهل وجد أعواناً وإذا تكلم الفقيه قهر أبو نصر السجزي في الإبانة عن حبان) بكسر الحاء المهملة وشدّ الباء الموحدة ابن أبي جبلة بفتح الجيم والموحدة (فبر) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد الله بقوم خيراً مذهم في العمر) أي أمهل لهم وطوّل لهم في مدّة الحياة (وألهمهم الشكر) أي ألقى في قلوبهم ما يحملهم على عرفان الإحسان والثناء على المنعم بالجبان والأركان فطول عمر العبد في طاعة الله علامة على إرادة الخير له (فر) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد الله بقوم خير أولى عليهم حلماءهم) جمع حليم والحلم الأناة والتثبيت وعدم المبادرة إلى المؤاخذة بالذنب (وقصى بينهم علماؤهم) بأن يلهم الله الإمام الأعظم أن يصبر الحكم بينهم إلى العلماء منهم (وجعل المال في سمحائهم) أي كرمائهم (وإذا أراد الله بقوم شرا أولى عليهم سفهاءهم) جمع سفيه وهو ضدّ الحليم (وقضى بينهم جهالهم بأن يولى الإمام الجهال منهم لرشوة أو عمى بصيرة (وجعل المال في بخلائهم) الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله (فر) وكذا ابن لال (عن مهران) مولى المصطفى قال المناوي وإسناده جيده (إذا أراد الله بقوم نماء بالفتح والمدّ زيادة وسعة في أرزاقهم (رزقهم السماحة) أي السخاء والكرم (والعفاف) أي الكف عن المنهيات وعن سؤال الناس تكثرا (وإذا أراد بهم افتتانا) أي أن يأخذهم ويسلبهم

ما هم فيه من الخير والنعمة (فتح عليهم باب خيانة) أي نقص مما ائتمنوا عليه من حقوق الحق فضاقت أرزاقهم وفشى الفقر فيهم إذ الأمانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر كما في حديث يأتي قال العلقمي قال في المشارق أصل الخيانة النقص أي نقص ما ائتمن عليه ولا يؤذيه كما كان عليه وخيانة العبد ربه أن لا يؤدّى حقوقه وأمانات عباده التي ائتمنه عليها (فائدة) قال في المصباح وفرقوا بين الخائن والسارق والغاصب بأن الخائن هو الذي خان ما جعل عليه أمينا والسارق من أخذ خفية من موضع كان ممنوعا من الوصول إليه بما قيل كل سارق خائن دون العكس والغاصب من أخذ جهارا معتمدا على قوّته (طب) وابن عساكر والديلمي (عن عبادة بن الصامت) قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا دخل عليهم الرفق) بالكسر لين الجانب واللطف والأخذ بالتي هي أحسن (حت تخ هب) عن عائشة البزار في مسنده (عن جابر) بن عبد الله قال الشيخ حديث حسن (إذا أراد الله بعبد خير رزقه الرفق في معاشه) قال العلقمي المعاش والمعيشة مكسب الإنسان الذي يعيش بسببه (وإذا أراد به الشر رزقه الخرق في معاشه) قال العلقمي الخرق بفتح الخاء مصدر خرق بضم الراء ويقال بكسرها ضدّ الرفق وبضم الخاء اسم للحاصل بالفعل اهـ وقال المناوي فالمراد أنه إذا أراد بأحد خيرا رزقه ما يستغنى به مدّة حياته ولبنه في تصرفه مع الناس وألهمه القناعة وإذا أراد به الشرّ ابتلاه بضدّ ذلك (هب) عن عائشة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد الله برجل) أي إنسان (من أمّتي خير ألقى حب أصحابي في قلبه) فمحبتهم علامة على إرادة الله الخير لمحبيهم كما أن بغضهم علامة على عدمه (فر) عن أنس ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (إذا أراد الله بالأمير) قال العلقمي هو الذي له ولاية من خليفة وقاض ونحوهما (خيرا) يحتمل أن يريد عموم خيري الدنيا والآخرة لأنه نكرة في معرض الشرط ويحتمل أن يكون معناه الخصوص لأنّ ذلك سائغ في ألسنة العرب وقال بعض العلماء المراد بالخير المطلق الجنة والأوّل أولى (جعل له وزير صدق) أي صادقا في النصح له ولرعيته والأظهر أنّ المراد به وزير صالح لرواية النسائي جعل له وزيرا صالحا ولم يرد بالصدق الاختصاص بالقول فقط بل يعم الأقوال والأفعال (أن نسى) أي حكما من الأحكام الشرعية أو نسى مصلحة من مصالح الرعية ونحو ذلك (ذكره) ما نسيه ودله على الأصلح والأنفع (وإن ذكر) الملك ذلك واحتاج إلى مساعدته بالرأي أو اللسان أو البدن (إعانة وإن أراد به غير ذلك) أي أراد به شرا (جعل له وزير سوء) بالإضافة وفتح السين (أن نسى) شيئاً (لم يذكره) إياه وإن ذكره لم يعنه على ما فيه الرشد (هب) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن (إذا أراد الله بعبد هو أنا أنفق ماله في البنيان والماء والطين) قال المناوي إذا كان البناء لغير غرض شرعي وأدى لترك واجب أو لفعل حرام (البغوي)

أبو القاسم في المعجم (هب) كلاهما (عن محمد بن بشير الأنصاري) قال جع (وماله غيره) أي لا يعرف له غير هذا الحديث الواحد (عد) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد الله بقوم سوءاً) أي ينزل بهم ما يسوءهم (جعل أمرهم) قال المناوي أي يصير ملكهم والتصرف فيهم (إلى مترفيهم) أي متنعميهم المتعمقين في اللذات المشغولين بنبيل الشهوات (فر) عن علي أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (إذا أراد الله بقوم عذابا) أي عقوبة لهم على سيئ أعمالهم (أصاب العذاب من كان فيهم) قال المناوي أي ولم ينكر عليهم فيهم الهلاك الطائع والعاصي (ثم بعثوا على أعمالهم) قال العلقمي لأنّ ذلك من العدل ولأنّ أعمالهم الصالحة إنما يجازون بها في الآخرة وأمّا في الدنيا فمهما أصابهم بلاء كان تكفير لما قدموه من عمل سيء فكان العذاب المرسل في الدنيا على الذين ظلموا يتناول من كان معهم ولم ينكر عليهم فكان ذلك جزاء لهم على مداهنتهم ثم يوم القيامة يبعث كل منهم فيجازي بعمله (والحاصل) أنه لا يلزم من الاشتراك في الموت الاشتراك في الثواب والعقاب بل يجازي كل أحد بعمله ويستفاد من هذا مشروعية الهرب من الكفار ومن الظلمة وفي الحديث تحذير وتخويف عظيم لمن سكت عن النهي فكيف بمن يرضى (فر) عن ابن عمر بن الخطاب (إذا أراد الله بقوم عاهة) قال المناوي أي آفة أو بلية (نظر إلى أهل المساجد) نظر احترام وإكرام ورحمة وأنعام وهم الملازمون والمترددون إليها لنحو صلاة أو اعتكاف أو علم (فصرف) العاهة (عنهم) إكراماً لهم واعتناء بهم (عدفر) كلاهما (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث (إذا أراد الله بقرية هلاكاً) على حذف مضاف أي بأهل قرية (أظهر فيهم الزنى) قال العلقمي هو بالزاي والنون وبالراء والموحدة اهـ أي التجاهر بالزنى سبب في الهلاك والفقر والوبا والطاعون (فر) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة) أي للملك (مسخ ناصيته بيده) يعني كساه حلل الهيبة والوقار والقبول (عق عد خط فر) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد الله قبض عبد بأرض) أي قبض روحه بها (جعل له بها حاجة) ليسافر إليها فيدفن بالبقعة التي خلق منها (حم طب حل) عن أبي عزة عن ابن يسار بن عبد الله وهو حديث صحيح (إذا أراد الله أن يوقع عبداً) قال العلقمي الوتع بالواو والمثناة الفوقية المفتوحتين بعدهما عين مهملة الهلاك (أعمى عليه الحيلة) قال في المصباح الحيلة الحذق في تدبير الأمور وهي تقليب الفكر حتى يهتدي إلى المقصود والمعنى إذا أراد الله أن يهلك عبداً حير فكره فلا يهتدي إلى مقصوده الصواب فيقع في الهلكة اهـ وقال المناوي يرتع عبداً بضم التحتية وسكون الراء وكسر الفوقية كذا في عامة النسائي والذي في عامة الطبراني يزيع بزاي معجمة وقد وقفت على خط المؤلف فوجدته يزيع بالزاي لكنه مصلح على كشط

بخطه أي يهلكه (طس) عن عثمان بن عفان وهو حديث ضعيف (إذا أراد الله إنفاذ) بالذال المعجمة (قضائه وقدره) أي امضاء حكمه المقدّر في الأزل (سلب ذوي العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره) قال المناوي واختلفوا في حد العقل على أقوال أحدها أنه ملكة أي هيئة راسخة في النفس تدرك بها العلوم الثاني أنه نفس الإدراك سواء كان ضروريا أم نظريا الثالث أنه الإدراك الضروري فقط ومحله القلب وقيل الرأس (فإذا مضى أمره) أي وقع ما قدّره (ردّ إليهم عقولهم) فادركوا قبح ما وقع منهم (ووقعت الندامة) قال المناوي أي الأسف والحزن حتى لا ينفعهم ذلك اهـ وورد في حديث تفسير التوبة بالندم على الذنب وورد أيضا أنّ التوبة تنفع قبل سدّ بابها ما لم يغرغر الإنسان فتنفع التوبة قبل ذلك (فر) وكذا أبو نعيم (عن أنس) بن مالك (وعن عليّ) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء) قال العلقمي سببه ما في مسلم عن أبي سعيد سئل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال ما من كل الماء يكون الولد إذا فذكره والعزل هو أن يجامع فإذا قارب الإنزال نزل وانزل خارج الفرج وهو مكروه اهـ وقال المناوي قاله لما سئل عن العزل فأخبر أنه لا يغني حذر من قدر وإن ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة (م) عن أبي سعيد الخدري (إذا أراد الله بقوم قحطا) أي جدبا وشدّة واحتباس مطر (نادى مناد) أي أمر الله مالكا ينادي قال المناوي قيل والظاهر أنه جبريل وعلى هذا فالندا حقيقي ولا يلزم منه سماعنا له ويحتمل أنه مجاز عن عدم خلق الشبع في بطونهم ومحق البركة (يامعا تسعى) قال العلقمي بكسر الميم مقصورا أو الجمع أمعاء ممدودا وهي المصارين (ويا عين لا تشبعي) أي لا تمتلئ بل انظري شره وشبق للأكل (ويا بركة) أي يا زيادة الخير (ارتفعي) أي انتقلي عنهم وارجعي (ابن البخار في تاريخه) تاريخ بغداد (عن أنس) بن مالك (وهو مما بيض له الديلمي) أي لعدم وقوفه على سند قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله) فيه حذف المفعول للعلم به ودلالة الحال عليه أي فليطلب ندباً لبوله موضعاً رخو إلينا ليأمن عود الرشاش إليه فإن لم يجد إلا مكانا لينا بنحو عود (دهق) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث حسن (إذا أراد أحدكم أن يذهب إلى الخلاء وأقيمت الصلاة فليذهب إلى الخلاء) بالمدّ الموضع الخالي ثم تقل إلى موضع قضاء الحاجة والمعنى يذهب إلى قضاء الحاجة قبل الذهاب إلى الصلاة فيفرغ نفسه ثم يرجع فيصلي ومحل هذا إذا لم يخف فوت الوقت فلو خاف فوت الوقت فالأصح تقديم الصلاة ما لم يتضرّر (حم دن حب ك) عن عبد الله بن الأرقم بفتح الهمزة والقاف قال الشيخ حديث صحيح (إذا أراد أحدكم أن يبيع عقاره) أي ملكه الثابت كدار وبستان (فليعرضه على جاره) بفتح التحتية لأنه من باب عرضت المتاع للبيع بأن يظهر له أنه يريد بيعه وأنه مؤثر له على غيره والعرض على الجار مستحب

لاحتمال أن يشتري أو يأتي بشخص صالح للجواز ويمنع من لا يصلح قال المناوي ويظهر أنّ المراد بالجار الملاصق لكن يأتي خبر أربعون دارا جار وفي الأخذ بعمومه هنا بعد (ع عد) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح (إذا أراد أحدكم سفر فليسلم) ندبا (على إخوانه) من أقاربه وجيرانه وأصدقائه فيذهب إليهم ويطلب منهم الدعاء فيقول كل من المسافر والمودع للآخر أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ويزيد المقيم وردّك بخير (فإنهم يزيدونه بدعائهم له إلى دعائه خيراطس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (إذا أراد أحدكم من امرأته) أو أمته (حاجته) أي جماعها كني بها عنه لمزيد حيائه وأما قوله صلى الله عليه وسلم لمن اعترف بالزنى أنكتها فللاحتياط في تحقق موجب الحدّ (فليأتها وإن كانت على تنور) بفتح المثناة الفوقية وتشديد النون المضمومة ما يوقد فيه النار للخبز وغيره والمراد أنه يلزمها أن تطيعه وإن كانت في شغل لا بدّ منه حيث لا عذر كحيض ولا إضاعة مال كاحتراق خبز (حم طب) عن طلق بفتح الطاء وسكون اللام (ابن عليّ) وهو حديث حسن (إذا أرادت أمر أفتدبر عاقبته فإن كان خيرا) أي غير منهيّ عنه شرعا (فأمضه) أي افعله (وإن كان شرّا) أي منهيا عنه شرعا (فانته) أي كف عن فعله (ابن المبارك) عبد الله الإمام المشهور (في) كتاب (الزهد عن أبي جعفر عبد الله بن مسور) بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الواو الهاشمي نسبة إلى بني هاشم (مرسلاه (إذا أردت أن تبزق) بالزاي والسين والصاد (فلا تبزق عن يمينك) فيكره تنزيها لشرف اليمين وأدبا مع ملكه (ولكن أبصق عن يسارك إن كان فارغا) لأن الدنس حق اليسار واليمين بعكسه وخص النهي باليمين مع أن عن شماله ملكا لشرفه بكتابة الحسنات (فإن لم يكن فارغا) كأن كان على اليسار إنسان (فتحت قدمك) أي اليسرى كما في خبر (البزار) في مسنده (عن طارق) كفاعل بمهملة وله وقاف آخره (ابن عبد الله) المحاربي قال الشيخ حديث صحيح (إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسا أغر) قال المناوي يعني حصل فرسا أبيض غزو عليه بشراء أو غيره والأغرّ الأبيض من كل شيء اهـ وقال في الصحاح والغرّة بالضم بياض في جبهة الفرس فوق الدرهم يقال فرس أغرّ والأغرّ الأبيض زاد في القاموس من كل شيء (مححلا) هو الذي قوائمه بيض (مطلق اليد اليمنى) أي خالية من البياض مع وجوده في بقية القوائم (فإنك) إذا فعلت ذلك (تسلم) من العدوّ (وتغنم) أموالهم (طب ك هق) عن عقبة بالقاف (ابن عامر) الجهني قال الشيخ حديث حسن (إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة) أي التأني والتثبيت (حتى يريك الله منه المخرج) بفتح الميم والراء أي المخلص والمعنى إذا أردت أن تفعل فعلا شاقا فتثبت ولا تعجل حتى يهديك الله إلى الخلاص منه (خدهب) وكذا الطيالسي (عن رجل من بلى قال المناوي بوزحدة تحتية مفتوحة كرضى قبيلة مسهورة وإسناده حسن إذا

أردت أن يحبك الله فابغض الدنيا وإذا أردت أن يحبك الناس فما كان عندك من فضولها) بضم الفاء أي بقاياها (فانبذه) أي القه من يدك (إليهم) قال العلقمي والمعنى إذا أردت أن يحبك الله فابغض الدنيا أي بقلبك والق ما لا تحتاجه إلى الناس يحبك الله ويحبك الناس اهـ إماما يحتاجه لعياله فيحرم عليه التصديق به وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول (خط) عن ربعي بكسر الراء وسكون الموحدة (ابن حراش) بحاء مهملة مكسورة وشين معجمة مخففة (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح (إذا أردت أن تذكر عيوب غيرك) أي إذا أردت أن تتكلم بعيوب غيرك (فأذكر عيوب نفسك) أي استحضرها في ذهنك فعسى أن يكون ذلك مانعاً لك من التكلم في الناس (الرافعي) الإمام عبد الكريم القزويني (في) كتاب (تاريخ قزوين عن ابن عباس) قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أسأت فأحسن) بفتح همزة أحسن أي إذا فعلت صغيرة من صغائر الذنوب فأتبع ذلك بحسنة من حسنات الطاعة كصلاة ونحوها قال تعالى أن الحسنات يذهبن السيئات أما الكبيرة فلا يكفرها إلا التوبة (لشهب) عن ابن عمرو ابن العاص قال الشيخ حديث ضعيف (إذا استأجر أحدكم أجيرا فليعلمه أجره) أي يعرفه قدر أجرته وجوبا ليصح العقد وليصير كل منهما على بصيرة (قط في) كتاب (الأفراد عن ابن مسعود) ورواه عنه الديلمي أيضاً قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أستأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع) قال العلقمي فيه أن المستأذن لا يزيد على ثلاث بل بعد الثلاث فيرجع قال ابن عبد البر وذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا تجوز الزيادة على الثلاث في الاستئذان وقال بعضهم إذا لم يسمع فلا بأس أن يزيد وروى سحنون عن ابن وهب عن مالك لا أحب أن أزيد على الثلاث إلا من أعلم أنه لم يسمع قال بعضهم وهذا هو الأصح عند الشافعية قال ابن عبد البرّ وقيل تجوز الزيادة مطلقا بناء على أن الأمر بالرجوع بعد الثلاث للإباحة والتخفيف عن المستأذن فمن استأذن أكثر فلا حرج عليه اهـ وقال المناوى أي طلب من غيره الإذن في الدخول وكرره ثلاث مرات فلم يؤذن له فيه فليرجع وجوبا أن غلب على ظنه أنه سمعه وإلا فندبا (مالك) في الموطأ (حم ق) في الاستئذان (د) في الأدب (عن أبي موسى الأشعري وأبي سعيد) الخدري (معاً (طب) والضياء المقدسي في المختارة كلهم (عن جندب البجلي (إذا استأذنت أحدكم امرأته) أي طلبت منه الإذن (إلى المسجد) أي في الخروج إلى الصلاة فيه ليلا (فلا يمنعها) بل يأذن لها ندباً حيث أمن الفتنة لها وعليها بأن تكون عجوز ألا تشتهي وليس عليها ثوب زينة كما مر تفصيله اهـ وخصه بالليل وهو مخالف لما قدّمه قال العلقمي بعض الأحاديث مطلق في الزمان هكذا وبعضها مقيد بالليل أو العكس فحمل المطلق منها على المقيد على تفاصيل تقدمت الإشارة إلى بعضها في حديث ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد اهـ بالتخصيص بالليل وهو الظاهر خصوصاً إذا كان معها نحو محرم كزوج

لأن الليل استر لها (حم ق ن) في الصلاة (عن عمر) بن الخطاب (إذا استجمر أحدكم فليوتر) فال العلقمي قال النووي الاستجمار مسح مخل البول أو الغائط بالجمار وهي الحجارة الصغار الثلاث الأول واجبة وإن حصل الإنقاء بدونها لحديث مسلم لا يستنج أحدكم بأقل من ثلاثة أحجار والإيتار بعدها إذا حصل الاتقاء بدونه مستحب للحديث الصحيح في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من استجمر فليوتر من فعل فقدا حسن ومن لا فلا (حم م) عن جابر بن عبد الله (إذا استشار أحدكم أخاه فليشر عليه) أي إذا شاروه أخوه في الدين وكذا من له ذمّة في فعل شيء فليشر عليه وجوبا بما هو الأصلح بذلا للنصيحة (هـ) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح (إذا استشاط السلطان) قال العلقمي أي إذا التهب وتحرّق من شدة الغضب صار كأنه نار (سلط عليه الشيطان) فأغراه بالإيقاع بمن غضب عليه اهـ وقال المناوي فليحذر السلطان ذلك ويظهر أن المراد بالسلطان من له سلاطة وقهر فيدخل الإمام الأعظم ونوّابه والسيد في حق عبده والزوج بالنسبة لزوجته ونحو ذلك (حم طب) عن عطية بن عروة (السعدي) قال الشيخ حديث حسن (إذا استطاب أحدكم فلا يستطب بيمينه) أي إذا استنجى بيده اليمنى فالاستنجاء بها بلا عذر ومكروه وقيل بحرمته (وليستنج بشماله) لا نها للأذى واليمنى لغيره قال المناوي والاستنجاء عند الشافعي وأحمد واجب وعند أبي حنيفة ومالك في أحد قوليه سنة (5) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (إذا استعطرت المرأة) أي استعملت العطر وهو الطيب الذي يظهر ريحه (فمرّت على القوم) أي الرجال (ليجدوا ريحها) أي لأجل أن يشموا ريح عطرها (فهي زانية) أي هي بسبب ذلك متعرضة للزنى ساعية في أسبابه قال المناوي وفيه أن ذلك بالقصد المذكور كبيرة فتفسق به ويلزم الحاكم المنع منه اهـ وقال العلقمي سماها النبيّ صلى الله عليه وسلم زانية مجازا (3) عن أبي موسى الأشعري وهو حديث حسن (إذا استقبلك امرأتان) أي أجنبيتان فلا تمر بينهما (خذيمة أو يسرة) لأن المرأة مظنة الشهوة قال المناوي والنهي للتنزيه والأمر بالندب ما لم يتحقق حصول المفسدة بذلك وإلا كان لتحريم للوجوب (هب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف (إذا استكتم) أي أردتم السواك (فاستاكوا عرضاً) بفتح فسكون أي في عرض الأسنان فيكره طولا لأنه يدمى اللثة إلا في اللسان فيستاك فيه طولاً لخبر فيه (ص) عن عطاء مرسلا قال الشيخ حديث صحيح (إذا استلج أحدكم في اليمين فإنه آثم له عند الله من الكفارة التي أمر بها) قال العلقمي بفتح اللام وتشديد الجيم قال في الدر كأصله وهو استفعال من اللجاج ومعناه أن يحلف على شيء ويرى أن غيره خير منه فيقيم على يمينه ولا يحنث ويكفر ولا بدّ من تنزيله على ما إذا كان الحنث ليس بمعصية وأمّا قوله إثم فخرج عن ألفاظ المفاعلة المقتضية للاشتراك في الإثم لأنه قصد مقابلة اللفظ على زعم الحالف وتوهمه فإن يتوهم أن عليه

إنما في الخنث مع أنه لا إثم عليه فقال صلى الله عليه وسلم الإثم عليه في اللجاج أكثر لو ثبت الإثم والذي أجمعوا عليه أن من حلف على فعل شيء أو تركه وكان الحنث خيرا من التمادي على اليمين استحب له أن يحنث لزمته الكفارة (هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذا استلقى أحدكم على قفاه فلا يضع إحدى رجليه على الأخرى) قال العلقمي النهي عن ذلك منسوخ أو يحمل النهي حيث يخشى أن تبدو العورة والجواز حيث يؤمن ذلك (ت) عن البراء بن عازب (حم) عن جابر بن عبد الله (البزار) في مسنده (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث صحيح (إذا استنشقت فاستنثر) أي امتخط ندبا بريح الأنف أن كفى وإلا فيختصر اليد اليسرى (وإذا استجمرت فأوتر) أي ندبا لكن الثلاث واجبة وإن حصل الإنقاء بدونها كما مر (طب) عن سلمة ابن قيس قال الشيخ حديث صحيح (إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ أهله) قال المناوي حليلته أو نحو بنته (وصليا ركعتين) نقلا أو فرضا (كتبا) أي أمر الله تعالى بكتابهما (من الذاكرين الله كثيرا أو الذاكرات) الذين أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وقال العلقمي قال الدميري قال الزمخشري الذاكرون الله كثيرا والذاكرات من لا يكاد يخلو بقلبه أو بلسانه أو بهما عن ذكر الله وقراءة فالقرآن والاشتغال بالعلم من الذكر وقال القاضي عياض ذكر الله تعالى ضربان ذكر بالقلب وذكر باللسان وذكر القلب نوعان أحدهما وهو أرفع الأذكار وأجلها الفكر في عظمة الله وجلاله وجبروته وملكوته وآياته في سماواته وأرضه ومنه الحديث خير الذكر الخفي والمراد به هذا أو الثاني ذكر بالقلب عند الأمر والنهي فيتمثل ما أمر به ويترك ما نهى عنه ويقف فيما أشكل عليه وأمّا الذكر اللسان مجرد فهو أضعف الأذكار لكن فيه فضيلة عظيمة كما جاءت به الأحاديث (د ن هـ حب ك) عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري (معا) ورواه عنه البيهقي أيضا قال الشيخ حديث صحيح (إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء) أي الذي فيه ماء دون قلتين أو مائع ولو كثيرا (حتى يغسلها ثلاثا) فيكره إدخالها قبل استكمال الثلاث فلا تزول الكراهة عند الشافعية إلا بالتثليث لأن الشارع إذا غيي حكما بغاية فلا يخرج من عهدته إلا باستيفائها (فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده) وفي رواية فإنه لا يدري قال العلقمي فيه أن علة النهي احتمال هل لاقت يده ما يؤثر في الماء أي نجسا يؤثر في الماء كمحل الاستنجاء أولاً ومقتضاه إلحاق من شك في ذلك ولو كان متيقظا ومفهومه أن من درى أين باتت يده كمن لف عليها خرقة مثلاً فاستيقظ وهي على حالها أن لا كراهة وإن كان غسلها مستحبا على المختار اهـ قال المناوي وفي الحديث فوائد منها أن الماء القليل إذا ورد عليه نجس تنجس وإن لم يتغير والفرق بين ورود الماء على النجس وعكسه أن محل الاستنجاء لا يطهر بالحجر بل يعفى عنه في حق المصلي (وندب) غسل النجاسة ثلاثا فإنه أمر به في المتوهمة ففي المحققة أولى (والأخذ) بالاحتياط في العبادة

وغيرها ما لم يخرج لحد الوسوسة (واستعمال) ألفاظ الكناية فيما يتحاشا من التصريح به (مالك) في الموطأ (ولشافعي) في المسند (حم ق ع) كلهم في الطهارة عن أبي هريرة (إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر) أي فليخرج ماء الاستنشاق والقذر اليابس المجتمع من المخاط ندبا بعد الاستنشاق يفعل ذلك (ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه) يحتمل أن المراد بالشيطان حقيقته أو هو كناية عن القذر المجتمع أو عن وسوسته بالكسل عن العبادة والخياشيم جمع خيشوم وهو أقصى الأنف (ق ن) عن أبي هريرة (إذا استيقظ أحدكم فليقل الحمد الذي ردّ على روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره) أي يقول ذلك ندبا لأن النوم أخو الموت (ابن السني) في عمل يوم وليلة (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن (إذا أسلم العبد فحسن إسلامه) أي صار إسلامه حسنا باعتقاده وإخلاصه ودخوله فيه بالباطن والظاهر (يكفر الله عنه كل سيئة كان أزلفها) قال العلقمي وفي رواية زلفها بتخفيف اللام كما ضبطه صاحب المشارق وقال النووي وزلف بالتشديد وأزلف بمعنى واحد أي أسلف وقدّم (وكان بعد ذلك) أي بعد تكفير السيئات بالإسلام (القصاص) أي كتابة المجازاة في الدنيا ثم فسر القصاص بقوله (الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنه) أي بقبول التوبة أو بالغفران لم يتب قال العلقمي والقصاص اسم كان ويجوز أن تكون تامّة والحسنة مبتدأ أو بعشر الخبر والجملة استثنائية فيه وقوله إلى سبعمائة متعلق بمقدر أي منتهية وفي رواية منتهيا إلى سبعمائة فهو منصوب على الحال وأخذ بعضهم بظاهر هذه الغاية فزعم أن التضعيف لا يجاوز سبعمائة وردّ بقوله تعالى والله يضاعف لمن يشاء (فائدة) قال بعضهم الكافر لا يصح منه التقرب فلا يثاب على العمل الصالح الصادر منه في شركه وقال النووي الصواب الذي عليه المحققون بل ثقل بعضهم فيه الإجماع أن الكافر إذا فعل أفعالا جميلة كالصدقة وصلة الرحم ثم أسلم ومات على الإسلام فإن ثواب ذلك يكتب له (خ ن) عن أبي سعيد الخدري (إذا أشار الرجل على أخيه بالسلاح) أي حمل على أخيه في الدين آلة الحرب كما بينته رواية من حمل علينا بالسلاح (فهما على جرف جهنم) بضم الجيم وضم الراء وسكونها وبحاء مهملة وسكون الراء قال العلقمي وهما متقاربان ومعناه على طرف قريب من السقوط فيها (فإذا قتله وقعا فيها جميعا) أمّا القائل فظاهر وأما المقتول فلقصده قتل أخيه فإن لم يقصد قتله فهو شهيد فالحديث محمول على ما إذا قصد كل منهما قتل صاحبه (الطيالسي) أبو داود (ن) كلاهما (عن أبي بكرة) وهو حديث صحيح (إذا اشتد الحرّ فأبردوا بالصلاة) أي صلاة الظهر أي أخروها ندبا إلى انحطاط قوّة الوهج بشروط تقدم الكلام على بعضها (فإنّ شدةّ الحرّ من فيح جهنم) أي غليانها وانتشار لهبها قال المناوي (قاعدة) كل عبادة موقتة فالأفضل تعجيلها أوّل الوقت الأسبعة إلا يراد بالظهر والضحى أوّل

وقتها طلوع الشمس أي على رأي النووي ويسن تأخيرها لربع النهار والعيد يسن تأخيره للارتفاع والفطرة أول غروب الشمس ليلة العيد ويسن تأخيرها ليومه ورمي جمرة العقبة وطواف الإفاضة والحلق يدخل وقتها بنصف الليل ويسن تأخيرها ليومه (حم ق ع) عن أبي هريرة (حم ق د ت) عن أبي ذر (ق) عن ابن عمر بن الخطاب وهو متواتر (إذا اشتد كلب الجوع) قال المناوي بفتح الكاف واللام أي حدته (فعليك) يا أبا هريرة (برغيف وجرة) قال العلقمي قال في الصحاح الجرة من الخزف والجمع جرر وجرار وقال في المصباح والجرّة بالفتح إناء معروف والجمع جرار مثل كلبه وكلاب (من ماء القراح) كسلام أي الذي لا يخالطه شيء (وقل على الدنيا وأهلها) أي المتعبدين لها المشغولين بطلبها المنهمكين في تحصيلها (منى الدمار) أي الهلاك أي قل لنفسك بلسان الحال أو القال بأن تجرد منها نفسا تخاطبها قال المناوي يعني أنزلهم منزلة الهالكين فلا أنزل بهم حاجاتي ولا أقصدهم في مهماتي فليس المراد حقيقة الدعاء عليهم (عدهب) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة) أي على دفع آذاه لغلبة الدم حينئذ (لا يتبيغ الدم) أي لئلا يهيج (بأحدكم فيقتله) والخطاب لأهل الحجاز ونحوهم من الأقطار الحارة (ك) في الطب (عن أنس) بن مالك وهو حديث صحيح (إذا اشترى أحدكم بعيرا فليأخذ بدورة سنامه) بضم الذال المعجمة وتكسر أي بأعلى علوه وسنام كل شيء أعلاه (وليتعوذ بالله من الشيطان) قال المناوي لأن الشيطان على سنامه كما يجيء في خبر فإذا سمع الاستعاذة هرب ومن العلة يؤخذ أنه ليس نحو الفرس مثله (د) في النكاح (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث حسن (إذا اشترى أحدكم لحما فليكثر مرقته فإن لم يصب أحدكم لحما أصاب مرقا وهو أحد اللحمين) أي إذا حصل أحدكم لحما بشراء أو غيره ليطبخه فليكثر ندبا أو إرشاداً مرقته لأن دسم اللحم يتحلل فيه فيقوم مقام اللحم في التغذي والنفع (ت ك) في الأطعمة (هب) كلهم (عن عبد الله المزني) بضم الميم وفتح الزاي وهو حديث حسن (إذا اشتريت نعالا فاستجدها وإذا اشتريت ثوبا فاستجده) قال العلقمي يحتمل أن يكون من الجودة ويحتمل أن يكون من الجديد المقابل للقديم ويدل كلام المصباح لكل منهما لأن قوله وجدد فلان الأمر فتجدد شامل للجديد والجيد وقال المناوي فاستجدها بسكون الدال الخفيفة أي أتخذها جيدة وليس من الجديد المقابل للقديم وإلا لقال أستجدها بالتشديد وإلا مرار شادى (طس) عن أبي هريرة وعن ابن عمر بن الخطاب (بزيادة وإذا اشتريت دابة فاستفرهها) أي أتخذها فارهة والمراد النشاط والخفة (وإذا كانت عندك كريمة قوم فأكرمها) أي زوجة كريمة من قوم كرام بأن تفعل بها ما يليق بمنصب آبائها وعصابتها فإذا كانت الزوجة تخدم في بيت أبيها وجب على الزوج أخدامها (إذا اشتكى المؤمن) أي إذا مرض (أخلصه) أي المرض (من الذنوب كما يخلص الكير

خبث الحديد) والمعنى أن ما يحصل له من الألم بسبب المرض يصفيه كتصفية الكير للعديد من الخبث فإسناد التصفية إلى المرض مجاز والمراد الصغائر أما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة (خد حب طس) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن (إذا اشتكيت فضع يدك) واليمين أولى (حيث تشتكي) أي على المحل الذي يؤلمك (ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله) أي قوته وعظمته (وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ثم أرفع يدك ثم أعد ذلك) أي الوضع والتسمية والتعوذ (وتراً) قال المناوي أي سبعاً كما تفيده رواية مسلم يعني فإن ذلك يزيل الألم ويخففه (ت ك) في الطب (عن أنس) ابن مالك قال الشيخ حديث حسن (إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه) قال العلقمي سببه ما أخرجه ابن ماجة بسنده عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا فقال له ما تشتهى قال اشتهى خبز بر فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كان عنده خبز بر فليبعث إلى أخيه ثم قال إذا اشتهي فذكره وهذا الحديث فيه حكمة لطيفة وهي أن المريض إذا تناول ما يشتهيه وأن كان يضر قليلاً كان انفع أو أقل ضرراً مما لا يشتهيه وأن كان نافعا فينبغي للطبيب الكيس أن يجعل شهوة المريض من جملة أدلته على الطبيعة وما يهتدي به إلى الطريق علاجه فسبحان المستأثر بعلم الغيب اهـ وقال المناوي فليطعمه ما اشتهاه ندباً لأن المريض إذا تناول ما اشتهاه عن شهوة صادقة طبيعية وان كان فيه ضرر ما فهو أنفع له مما لا يشتهيه وأن كان نافعا لكن لا يطعم إلا قليلا بحيث تنكسر حدة شهوته قال بقراط الإقلال من الضار خير من الإكثار من النافع ووجود الشهوة في المريض علامة جيدة عند الأطباء قال ابن سينا مريض يشتهي أحب إليّ من صحيح لا يشتهي وقيل لمريض ما تشتهي قال اشتهي أن اشتهي (هـ) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك احتسب مصيبتي) أي أدخر ثواب مصيبتي في صحائف حسناتي (فأجرني فيها) أي عليها قال العلقمي بسكون الهمزة وضم الجيم وكسرها أي أثبني والأجر الثواب (وأبدلني بها خيراً منها) يعني المصيبة أي أجعل بدل ما فات شيئاً آخر انفع منه (د ك) عن أم سلمة أم المؤمنين (ت هـ) عن أبي سلمة عبد الله المخزومي قال الشيخ حديث حسن (إذا أصاب أحدكم هم أو لأواء) بفتح اللام وسكون الهمزة والمد قال العلقمي الألواء الشدة وضيق المعيشة (فليقل الله الله ربي لا أشرك به شيئاً) قال المناوي في رواية لا شريك له والمرادان ذا يفرج الهم أن صدقت النية (طس) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي) أي بفقدي (فإنها من أعظم المصائب) قال العلقمي المصيبة بالنبي صلى الله عليه وسلم أعظم من كل مصيبة تصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة انقطع بموته صلى الله عليه وسلم الوحي وماتت النبوة وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب وغير ذلك وكان أول انقطاع

الخير وأول نقصانه وروى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله فرطا وسلفا بين يديها (عدهب) عن ابن عباس (طب) عن سابط الجمحي قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا أصبحت آمناً في سر بك) بكسر السين أي نفسك أو بفتح فسكون مسلكك أو بفتحتين منزلك (معافا في بدنك) من البلايا والرزايا) (عندك قوت يومك) أي مؤنتك ومؤنة من تلزمك نفقته (فعلى الدنيا العفا) أي الهلاك والدروس وذهاب الأثر (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان) قال العلقمي قال في النهاية أي تدل وتخضع والتفكير هو أن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه (فتقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وأن اعوججت اعوججنا) قال المناوي أي تقول ذلك حقيقة أو هو مجاز بلسان الحال فنطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخذلان فلله دره من عضو ما أصغره وأعظم نفعه وضرره (ت) في الزهد (وابن خزيمة) في صحيحه (هب) كلهم (عن أبي سعيد) الخدري وهو حديث صحيح (إذا أصبحتم فقولوا اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا) قال المناوي أي أصبحنا وأمسينا متلبسين بنعمتك أو بحياطتك وحفظك (وبك نحيى وبك نموت) أي يستمر حالنا على هذا في جميع الأزمان (وإليك المصير) أي المرجع وقال العلقمي والصباح عند العرب من نصف الليل الأخير إلى الزوال ثم المساء إلى آخر نصف الليل الأول ومن فوائده أنه يشرع ذكر الألفاظ الواردة في الأذكار المتعلقة بالصباح والمساء أما التي فيها ذكر اليوم والليلة فلا يتأتى فيها ذلك إذا ول اليوم شرعا من طلوع الفجر والليلة من غروب الشمس (د) وابن السني عن ابن هريرة وهو حديث حسن (إذا اصطحب رجلان مسلمان فحال بينهما شجر أو حجر أو مدر) قال العلقمي المدر جمع مدرة مثل قصب وقصبة وهو التراب المتلبد وقال الأزهري المدر قطع الطين وبعضهم يقول الطين العلك الذي لا يخالطه رمل (فيسلم أحدهما على الآخر ويتباذلوا السلام) أي ندبا للمبتدى ووجوبا للراد لأنهما يعدان عرفا متفرقين ويؤخذ من كلام المناوي أن محل ذلك أن كان كل من الشجر والحجر والمدر يمنع الرؤية (هب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن (إذا اضطجعت فقل بسم الله أعوذ بكلمات الله) قال المناوي أي كتبه المنزلة على رسله وصفاته (التامة) أي الخالية عن التناقض والاختلاف والنقائض وقال العلقمي إنما وصف كلامه بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في كلامه شيء من النقص والعيب كما يكون في كلام الناس وقيل معنى التمام ههنا أنها تنفع المتعوذ بها وتحفظه من لآفات (من غضبه) سخطه على من عصاه وأعراضه عنه (وعقابه) أي عقوبته (ومن شر عباده ومن همزات الشياطين) أي نزغاتهم ووساوسهم (وأن يحضرون)

أي يحوموا حولي (أبو نصر السجزى في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (عن ابن عمرو) ابن العاص قال الشيخ حديث حسن (إذا أطال أحدكم الغيبة) فيه التقييد بطول الغيبة ولعل الطول هنا مرجعه العرف (فلا يطرق) بفتح أوله (أهله ليلاً) قال العلقمي الطروق المجيء بالليل وسمى الآتي بالليل طارقاً لأنه يحتاج غالباً إلى دق الباب وورد الأمر بالدخول ليلاً وجع بينهما بأن الأمر بالدخول ليلا لمن أعلم أهله بقدومه والنهى على من لم يفعل ذلك وقال المناوي فلا يطرق أهله أي حلائله بالقدوم عليهم ليلا لتفويت التأهب عليهم بل يصبر حتى يصبح لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة (حم ق) عن جابر بن عبد الله (إذا اطمأن الرجل إلى الرجل) قال في المصباح اطمأن القلب سكن ولم يقلق والاسم الطمأنينة أي سكن قلبه بتأمينه له (ثم قتله بعد ما اطمأن إليه) أي بغير حق (نصب له يوم القيامة لواء غدر) قال الشيخ لواء بكسر اللام وفتح الواو ممدوداً مضافاً إلى غدر بفتح المعجمة فسكون المهملة فراء في آخره ضد الوفا كني به عن ظهور العقوبة التي أعدها الله له ظهور اللواء وقال المناوي يعني من غدر في الدنيا تعديا عوقب في العقبى عقاباً أليماً لأن الجزاء من جنس العمل (ك) عن عمرو ابن الحمق الكاهن الخزاعي قال الشيخ حديث صحيح (إذا أعطى الله أحدكم خيراً) أي مالاً (فليبدأ بنفسه وأهل بيته) أي فليبدأ وجوباً بالإنفاق منه على نفسه ثم يمن تلزمه مؤنتهم (حم م) في المغازي من حديث طويل (عن جابر) بن سمرة (إذا أعطى أحدكم الريحان فلا يرده) قال العلقمي هو كل نبت مشموم طيب الريح (فإنه خرج من الجنة) قال المناوي يعني يشبه ريحان الجنة أو هو على ظاهره ويدعى سلب خواصه التي منها أنه لا يتغير ولا يذبل ولا يقطع ريحه (د) في مراسيله (ت) في الاستئذان (عن أبي عثمان النهدي مرسلاً) أدرك زمن المصطفى ولم يسمع منه قال الشيخ حديث حسن (إذا أعطيت شيئا) بالبناء للمفعول (من غير أن نسأل فكل وتصدق) قال المناوي أرشادا يعني انتفع به وفيه إشارة إلى أن شرط قبول المبذول علم حله أي باعتبار الظاهر ويؤخذ من كلام العلقمي أنه أن علم حله استحب القبول وأن علم حرمته حرم القبول وأن شك فالاحتياط رده وهو الورع (م د ن) عن ابن عمر (إذا أعطيتم الزكاة) بالبناء للفاعل (فلا تنسوا أثوابها) أي ما يحصل به الثواب (أن تقولوا) خبر عن مبتدأ محذوف أي وهو قولكم (اللهم أجعلها مغنما) أي غنيمة مدخرة في الآخرة (ولا تجعلها مغرما) قال المناوي أي لا تجعلني أرى أخراجها غرامة أغرمها وهذا التقدير بناء على أن أعطيتم مبنى للفاعل ويمكن بناؤه للمفعول وتوجيهه لا يخفى اهـ قال العلقمي قال النووي في أذكاره ويستحب لمن دفع زكاة أو صدقة أو نذرا أو كفارة أن يقول ربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم (هـ ع) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر) أي بتمر والمراد جنس التمر فيصدق بالواحدة والسبع أفضل وأولاه العجوة وهذا عند فقد

الرطب فإن وجد فهو أفضل (فإنه بركة) أي فإن في الإفطار عليه ثواباً كثيراً فالأمر به شرعي وهو ندب أو أرشاد (فإن لم يجد تمراً) يعنى لم يتيسر (فليفطر على الماء) القراح (فإنه طهور) بفتح الطاء أي مهر محصل للمقصود (حم ع) وابن خزيمة في صحيحه (حب) كلهم في الصوم (عن سلمان بن عامر الضبي) وهو حديث صحيح (إذا أقبل الليل من ههنا) أي من جهة المشرق (وأدبر النهار من ههنا) أي من جهة المغرب (وغربت الشمس فقد أفطر الصائم) قال المناوي أي انقضى صومه أو تم صومه شرعا أو أفطر حكماً أو دخل وقت إفطاره ويمكن كما قال الطيبى جل الإخبار على الإنشاء إظهار الحرص على وقوع المأمور به أي إذا أقبل الليل فليفطر الصائم لأن الخيرية منوطة بتعجيل الإفطار فكأنه وقع (ق د ت) عن عمر بن الخطاب (إذا اقترب الزمان) قال العلقمي قيل المراد باقتراب الزمان أن يعتدل ليله ونهاره وقيل المراد إذا قارب القيامة والأول أشهر عند أهل الرؤيا وجاء في حديث ما يؤيد الثاني اهـ واقتصر المناوي على الثاني فقال أي اقتربت الساعة (لم تكد رؤيا المسلم تكذب) أي رؤياه في منامه قال المناوي لانكشاف المغيبات وظهور الخوارق حينئذ (وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا) أي المسلمين المدلول عليهم بالمسلم فإن غير الصادق في حديثه يتطرق الخلل إلى رؤياه (ق هـ) عن أبي هريرة (إذا اقرض أحدكم أخاه قرضا) أي أخاه في الدين وكذا الذمي (فأهدى إليه طبقا) مثلا والمراد أهدى إليه شيئا (فلا يقبله أو حمله على دابته) أي أراد أن يركبه دابته أو أن يحمل عليها متاعا له (فلا يركبها) أي لا يستعملها بركوب ولا غيره قال العلقمي هو محمول على التنزه والورع أي فهو خلاف الأولى (إلا أن يكون جرى بينه وبينه قبل ذلك) (ص هـ هق) عن أنس بن مالك وهو حديث حسن (إذا قشعر جلد العبد) بتشديد الراء أي أخذته قشعريرة أي رعدة (من خشية الله تحاتت عنه خطاياه) أي تساقطت (كما يتحات عن الشجرة لبالية ورقها) والمراد العبد المؤمن والخطايا تعم الصغائر والكبائر أن حصل مع ذلك توبة بشروطها وإلا فالمراد الصغائر (سمويه) في فوئده (طب) وكذا البزار (عن العباس) بن عبد المطلب قال الشيخ حديث ضعيف (إذا أقل الرجل الطعم) بالضم أي الأكل بصوم أو غيره (ملأ جوفه نوراً) أي ملأ الرجل باطنه بالنور ثم يفيض ذلك النور على الجوارح فتصدر عنها الأعمال الصالحة وما ذكرته من أن فاعل ملأ عائد إلى الرجل هو ما في شرح الشيخ وجعله المناوي عائدا إلى الله سبحانه وتعالى وإنما كان الجوع يورث تنوير الجوف لأنه يورث صفاء القلب وتنوير البصيرة ورقة القلب حتى يدرك لذة المناحاة وذل النفس وزوال البطر والطغيان وذلك سبب لفيضان النور والجوع هو أساس طريق القوم قال الكناني كنت أنا وعمرو المكي وعياش نصطحب ثلاثين سنة نصلي الغداة بوضوء العصر ونحن على التجريد ما لنا يساوي فلسا فنقيم ثلاثة أيام وأربعة وخمسة لا نأكل شيئاً ولا

نسأل فإن ظهر لنا شيء وعرفنا حله أكلنا وألا طوينا فإذا اشتد الجوع وخفنا التلف أتينا أبا سعيد الخراز فيتخذ لنا ألوانا كثيرة ثم نرجع إلى ما كنا عليه (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (إذا أقيمت الصلاة) أي شرع في إقامتها أو قرب وقتها (فلا صلاة إلا المكتوبة) أي لا صلاة كاملة فيكره التنفل حينئذ لتفويت فضل تحريمته مع الإمام (م ع) عن أبي هريرة (إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وانتم تسعون) أي تهرولون قال العلقمي قال النووي فيه الندب الأكيد إلى إتيان الصلاة بسكينة ووقار والنهي عن إتيانها سعيا سواء فيه صلاة الجمعة وغيرها وسواء خاف فوت تكبيرة الإحرام أم لا قال في شرح البهجة وقيد ذلك في الروضة كأصلها بما إذا لم يضق الوقت فإن ضاق فالأولى الإسراع وقال المحب الطبري يجب إذا لم يدرك الجمعة إلا به والمراد بقوله تعالى فاسعوا إلى ذكر الله الذهاب يقال سعيت في كذا أو آتى كذا إذا ذهبت إليه وعملت فيه (وائتوها وأنتم تمشون) أي بهينة (وعليكم السكينة) قال المناوي أي ألزموا الوقار في المشي وغض البصر وخفض الصوت وعدم الالتفات والعبث (فما أدركتم) أي مع الإمام من الصلاة (فصلوا) معه (وما فاتكم فأتموا) أي فأتموه يعني أكملوه وحدكم فعلم أن ما أدركه المسبوق أول صلاته إذا لا تمام يقع على باقي شيء تقدم وعليه الشافعية وقال الحنفية أخر صلاته بدليل رواية فاقضوا بدل فأتموا فيجهر في الركعتين الأخيرتين عندهم لا عند الشافعية (حم ق ع) عن أبي هريرة (إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني) لئلا يطول عليكم القيام والنهي للتنزيه قال العلقمي وهذا أي هذا الحديث معارض لحديث جابر بن سمرة أن بلالا كان لا يقيم حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم ويجمع بينهما أن بلالا كان يراقب خروج النبي صلى الله عليه وسلم فأول ما يراه يشرع في الإقامة قبل أن يراه غالب الناس (حم ق د ن) عن أبي قتادة زاد (3) قد خرجت إليكم (إذا أقيمت لصلاة وحضرا العشاء فابدؤا بالعشاء) العشا بفتح العين المهملة والمتما يؤكل آخر النهار كما يؤخذ من كلام صاحب القاموس وقال في الصحاح العشى والعشية من صلاة المغرب إلى العتمة وكحضوره قرب حضوره وهذا إن اتسع الوقت وتاقت نفسه له قال المناوي وهذا وإن ورد في صلاة المغرب لكنه مطرد في كل صلاة نظر العلة وهي خوف فوت الخشوع (حم ق ت ن هـ) عن أنس بن مالك (ق هـ) عن عائشة (حم طب) (عن سلمه ابن الأكوع) الأسلمي (طب) عن ابن عباس (إذا اكتحل أحدكم فليتحل وترا) قال المناوي وكونه ثلاثا وليلاً أولى (وإذا استجمر) أي استعمل الأحجار في الاستنجاء والمراد تنجر بنحو عود وهو أنسب بما قبله (فليستجمر وتراً) ثلاثاً أو خمساً وهكذا وتقدم أن الثلاث واجبة وإن حصل الإنفاء بدونها (حم) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذا أكفر الرجل أخاه) كأن قال له يا كافراً وقال عنه فلان كافر (فقد باء بها أحدهما) بالباء الموحدة والمد أي رجع بمعصية أكفاره له فالراجع عليه أثم التكفير

لا الكفر وقيل هو محمول على المستحل أو على من اعتقد كفر المسلم بذنب ولم يكن كفرا إجماعا أو هو زجر وتنفير (م) عن ابن عمر بن الخطاب (إذا أكل أحدكم طعاما) أي أراد أن يأكل (فليذكر اسم الله) ندبا ولو كان محدثا حدثا أكبر بأن يقول بسم الله والأكمل بسم الله الرحمن الرحيم (فإن نسى أن يذكر اسم الله في أوله) وكذا أن تعمد (فليقل) ولو بعد فراغ الأكل (بسم الله على أوله وآخره (ت ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (إذا أكل أحدكم طعاما) أي أراد أن يأكل طعاماً غير لبن (فليقل اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيراً منه) قال المناوي من طعام الجنة أو أعم (وإذا شرب لبناً ولو غير حليب وعبر بالشرب لأنه الغالب (فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه) ولا يقول خيراً منه لأنه ليس في الأطعمة خير منه (فإنه ليس شيء يجزى) بضم أوله (من الطعام والشراب إلا اللبن) أي لا يكفي في دفع العطش والجوع معاً شيء واحد إلا اللبن (حم د ت هـ) عن ابن عباس وهو حديث حسن (إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يمسح يده) أي أصابعه التي أكل بها (بالمنديل حتى يلعقها) بفتح أوله من الثلاثي أي يلعقها هو (أو يلعقها) بضم أوله من الرباعي أي يلعقها غيره قال النووي المراد العاق غيره ممن لا يتقذر ذلك من زوجة وجارية وخادم وولد وكذا من كان في معناهم كتلميذ يعتقد البركة بلعقها وكذا لو ألعقها شاة ونحوها قال المناوي ومحل ذلك إذا لم يكن في الطعام غمروا الا غسلها لخبر الترمذي من نام وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه (حم ق د هـ) عن ابن عباس (حم م ن هـ) عن جابر بن عبد الله (بزيادة فإنه لا يدري في أي طعامه البركة) قال العلقمي قال النووي معنى قوله في أي طعامه البركة أن الطعام الذي يحضر للإنسان فيه بركة لا يدري أن تلك البركة فيما أكل وفيما بقى على أصابعه أو فيما بقى أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصيل البركة والمراد بالبركة ما يحصل به التغذية أو تسلم عاقبته من الأذى ويقوى على الطاعة والعلم عند الله تعالى (إذا أكل طعاما فليلعق أصابعه) بفتح حرف المضارعة قال المناوي أي في آخر الطعام لا في أثنائه لأنه يمس بأصابعه بصاقه في فيه إذا العقها ثم يعيدها فيصير كأنه بصق فيه وذلك مستقبح ذكره القرطبي (فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة) فإن الله تعالى قد يخلق الشبع عن لعق الأصابع أو القصعة (حم م ت) عن أبي هريرة (طب) عن زيد بن ثابت (طس) عن أنس بن مالك (إذا أكل أحدكم طعاما أفليغسل يده من وضر اللحم) بفتح الواو والضاد المعجمة أي دسمه وزهومته (عد) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله) قال المناوي حقيقة أو يحمل أولياءه من الأنس على ذلك ليضاد به الصلحاء (حم م هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه) فيكره بالشمال بلا عذر (وليأخذ

بيمينه وليعط بيمينه) أي ما شرف كمصحف وطعام أما المستقذر وقم الظفر ونحوه فباليسار (فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله ويأخذ بشماله) قال المناوي وأخذ جمع حنابلة ومالكية وظاهرية من التعليل حرمة أكله أو شربه أو أخذه أو أعطائه بلا عذر لأن فاعل ذلك إما شيطان أو شبيه به (الحسن بن سفيان) المشهور (في مسنده) المشهور (عن أبي هريرة) وهو حديث حسن (إذا أكل أحدكم طعاما فسقطت لقمته فليمط مارا به منها) أي فلينح ما يعافه مما أصابها (ثم يطعمها) بفتح التحتية وسكون الطاء أي يأكلها قال العلقمي من آداب الأكل أن لا يأنف من أكل ما سقط من طعامه ولا يدعه للشيطان بل يستحب له أن يأكل اللقمة الساقطة بعد مسح ما يصيبها من أذى هذا إذا لم تقع على موضع نجس فإن وقعت على موضع نجس نجست إن كان هناك رطوبة ولابد من غسلها إن أمكن فإن تعذر أطعمها هرة أو نحوها (ولا يدعها للشيطان) قال المناوي جعل تركها إبقاء لها للشيطان لأنه تضييع للنعمة وهو يرضاه ويأمر به (ت) عن جابر بن عبد الله وهو حديث حسن (إذا أكلتم الطعام) أي أردتم أكله (فاخلعوا نعالكم فأنه أروح لأقدامكم) قال المناوي لفظ رواية الحاكم أبدانكم بدل أقدامكم وتمام الحديث وإنها سنة جميلة (طس ع ك) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن (إذا التقى المسلمان بسيفهما) أو نحوهما قال المناوي وفيه حذف تقديرة متقاتلين بلا تأويل سائغ (فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار) قال العلقمي قال العلماء معنى كونهما في النار أنهما يستحقان ذلك ولكن أمرهما إلى الله تعالى إن شاء عاقبهما ثم أخرجهما من النار كسائر الموحدين وإن شاء عفا عنهم فلم يعاقبهما أصلا وقيل هو محمول على المستحل ذلك (قيل يا رسول الله) قال المناوي يعني قال أبو بكرة راوي الحديث (هذا القاتل) قال العلقمي مبتدأ وخبره محذوف أي هذا القاتل يستحق النار (فما بال المقتول) أي فما ذنبه (قال أنه كان حريصا على قتل صاحبه) أي بلا تأويل كما تقدم فلو صال عليه صائل ولم يندفع إلا بقتله فلا أثم عليه (حم ق د ن) عن أبي بكرة (هـ) عن أبي موسى الأشعري (إذا التقى المسلمان) أي الذكران أو الأنثيان أو الذكر ومحرمه أو حليلته (فتصافحا وحمدا الله واستغفر أغفر لهما) قال المناوي زاد أبو داود وقبل أن يتفرقا والمراد الصغائر قياسا على النظائر ويستثنى من هذا الحكم إلا مرد الجميل الوجه فتحرم مصافحته ومن به عاهة كالأبرص والأجذم فتكره مصافحته (د) عن البراء بن عازب قال الشيخ حديث حسن (إذا التقى المسلمان فسلم أحدهما على صاحبه كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا) بكسر الموحدة قال العلقمي قال في النهاية البشر طلاقة الوجه وبشاشته (بصاحبه فإذا تصافحا أنزل الله عليهما مائة رحمة للبادي تسعون) أي البادي بالسلام والمصافحة (وللمصافح عشرة) بفتح الفاء فيه أن المندوب قد يفضل الواجب (الحكيم) الترمذي (وأبو الشيخ) بن حبان (عن ابن

عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا التقى الختانان) أي محل ختان الرجل وخفض المرأة فجمعهما بلفظ واحد تغليبا والمراد إذا تحاذيا وذلك يحصل بإيلاج الحشفة في الفرج (فقد وجب الغسل) على الفاعل والمفعول ولو بلا إنزال قال المناوي والحصر في خبر إنما الماء من الماء منسوخ وكذا خبر الصحيحين إذا جامع الرجل امرأته ثم أكسل أي لم ينزل فليغسل ما أصاب المرأة منه ثم ليتوضأ أو ذكر الختان غالبي فيجب بدخول ذكر بلا حشفة في دبر أو فرج بهيمة عند الشافعي (هـ) عن عائشة وعن عمر ابن العاص قال الشيخ حديث صحيح (إذا ألقى الله في قلب امرء خطبة امرأة) بكسر الخاء أي التماس نكاحها (فلا بأس أن ينظر إليها) أي لا حرج عليه في النظر إليها أي إلى وجهها وكفيها فقط بل يسن ذلك وإن لم تأذن اكتفاء بإذن الشارع (حم هـ ك) في المناقب (هق) كلهم (عن محمد بن مسلمة) بفتح الميم واللام قال الشيخ حديث صحيح (إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف) أي صلاته قال المناوي ندبا وقيل وجوبا بأن لا يخل بأصل سننها ولا يستوعب الأكمل نعم له التطويل إذا أمّ بمعصورين راضين بالتطويل غير أرقاء ولا مستأجرين (فإن فيهم الصغير والكبير) أي في السن (والضعيف) قال العلقمي المراد بالضعيف هنا ضعيف الخلقة لقوله بعده (والمريض وذا الحاجة) قال العلقمي هي أشمل الأوصاف المذكورة فهي من عطف العام على الخاص (ولذا صلى لنفسه فليطول ما شاء) قال المناوي في القراءة والركوع والسجود والتشهد وإن خرج الوقت على الأصح عند الشافعية (حم ق ت) عن أبي هريرة (إذا أمّن الإمام) بشدة الميم أي أراد التأمين بعد الفاتحة في صلاة جهرية (فأمّنوا) مقارنين له (فإنه) أي الشأن (من وافق تأمينه تأمين الملائكة قال المناوي قولا وزمنا وقيل أخلاصا وخشوعا والمراد جميعهم أو الحفظة أو من يشهد الصلاة قال المؤلف وأحسن ما فسر به هذا الحديث ما رواه عبد الرزاق عن عكرمة قال صفوف أهل الأرض على صفوف أهل السماء فإذا وافق آمين في الأرض آمين في السماء غفر للعبد قال الحافظ ابن حجر مثله لا يقال بالرأي فالمصير إليه أولى (غفر له ما تقدم من ذنبه) من للبيان لا للتبعيض قال العلقمي ظاهره غفران جميع الذنوب الماضية وهو محمول عند العلماء على الصغائر وزاد الجرجاني في أماليه وما تأخر (مالك) في الموطأ (حم ق 4) عن أبي هريرة (إذا أنا مت وأبو بكر وعمر وعثمان فإن استطعت أن تموت فمت) أي يصير الموت حينئذ خيرا من الحياة قال المناوي قاله لمن قال له يا رسول الله إن جئت فلم أجدك فإلى من آتي (حل) وكذا الطبراني (عن سهل بن أبي حثمة) بفتح المهملة وسكون المثلثة عبد الله أبي عامر الأنصاري قال الشيخ حديث ضعيف (إذا انتاط غزوكم) بنون ومثناة فوقية أي بعد غزوكم (وكثرت العزائم بعين مهملة وزاى أي عزمات الأمراء على الناس في الغزو إلى الأقطار البعيدة (واستحلت الغنائم) أي استحلها الأئمة ونوابهم فلم يقسموها بين الغانمين كما أمروا (فخير جهادكم الرباط)

أي المرابطة وهي الإقامة في الثغور أي أطراف بلاد المسلمين (طب) وابن منده في الصحابة (خط) في ترجمة العباس المدائني (عن عتبة) بضم المهملة وفتح المثناة الفوقية (ابن الندر) بنون مضمومة ودال مهملة مشددة مفتوحة قال الشيخ حديث حسن (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان) أي حتى يجئ لتقووا على صومه فيحرم الصوم في نصف شعبان الثاني عند الشافعية بلا سبب ما لم يصل النصف الثاني بما قبله (حم 4) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذا انتعل أحدكم) أي لبس النعل (فليبدأ) ندبا (باليمنى وإذا خلع فليبدأ باليسرى) أي لأن اللبس كرامة للبدن واليمنى أحق بالإكرام (لتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع) أولهما متعلق بتنعل وأخرهما متعلق بتنزع والجملة خبر لتكن (حم م د ت 5) في اللباس (عن أبي هريرة) قال المناوي ونقل ابن التين عن ابن وضاع أن لتكن مدرج فاليمنى مرفوع على الابتداء (إذا انتهى أحدكم إلى المجلس أي المجلس الذي يباح الجلوس فيه (فإن وسع له فليجلس) قال الشيخ أي وسع له القوم وقال المناوي وسع له أخوه المسلم كما في رواية (وألا فلينظر إلى أوسع مكان يراه فليجلس فيه) ولا يستنكف أن يجلس خلف القوم بل يخالف الشيطان ويجلس حيث كان (البغوي) أبو القاسم في المعجم (طب هب) عن شيبة بن عثمان وهو حديث حسن (إذا انتهى أحدكم إلى المجلس) قال المناوي بحيث يرى الجالسين ويرونه ويسمع كلامهم ويسمعونه (فليسلم) عليهم ندبا مؤكدا إجماعا (فإن بدأ) أي عن (له أن يجلس معهم (فليجلس) في أوسع مكان يراه (ثم إذا قام) أي أراد أن يقوم (فليسلم) وإن قصر الفصل بين سلامه وقيامه بأن قام فورا اهـ قال العلقمي وأقله السلام عليك ولعل مراده إذا سلم على واحد والأفضل السلام عليكم وأكمل منه أن يزيد ورحمة الله وبركاته ولو قال سلام عليكم أجزأه ولا يكفي رد صبى مع وجود مكلف والفرق بينه وبين الصلاة على الميت حيث يكتفي بصلاة الصبي مع وجود الرجال أن القصد بصلاة الميت الدعاء ودعاء الصبي أقرب إلى الإجابة والقصد بالسلام الأمان والصبي ليس أهلا له وفي الحديث دلالة على أنه يسلم قبل أن يجلس وقياسه أن يسلم قبل أن يقوم قلت وفي رواية أبي داود فإن أراد أن يقوم فليسلم وهي صريحة في ذلك فلتحمل هذه عليها (وليست الأولى بأحق من الآخرة) أي ليست التسليمة الأولى بأولى وأحب من التسليمة الآخرة بل كلتاهما حق وسنة والرد واجب في الثانية كما في الأولى (حم د ت حب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذا انفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة) أي يثاب عليها كما يثاب على الصدقة قال العلقمي المراد بالاحتساب القصد إلى طلب الأجر والمراد بالصدقة الثواب وأطلقها عليه مجازا ويستفاد منه أن الأجر لا يحصل بالعمل إلا مقرونا بالنية فالغافل عن نية التقرب لا ثواب له وقوله على أهله يحتمل أن يشمل الزوجة والأقارب ويحتمل أن يختص بالزوجة ويلحق بها من عداها

بطريق الأولى لأن الصواب إذا ثبت فيما هو واجب لثبوته فما ليس بواجب أولى (حم ق ن) عن ابن مسعود عقبة بالقاف (إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة) قال العلقمي بأن لم تتجاوز العادة ومنهم من حمله على ما إذا أذن الزوج ولو بطريق الإجمال (كان لها أجرها بما أنفقت) الباء للسببية (ولزوجها أجره بما كسب) أي بسبب كسبه (وللخازن مثل ذلك) قال المناوي أي الذي أنفقه بيده وقال العلقمي هو الذي يؤمر بحفظ ذلك وصرفه لأهله أي مستحقه (لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا) فهم في أصل الأجر سواء وإذا اختلف قدره والتقييد بعدم الإفساد في الخازن مستفاد من قوله في الزوجة غير مفسدة إذا العطف عليه اهـ وفي كونه مستفادا من ذلك فيه نظر (ق ع) عن عائشة (إذا أنفقت المرأة بيت زوجها) قال المناوي في رواية من كسب وفي أخرى من طعام أي بدل بيت زوجها (من غير أمره) قال المناوي وفي رواية من غير أمر أي في ذلك الشيء المعين بعد وجود إذن سابق بصريح أو عرف (فلها نصف أجره) قال العلقمي مفروض في قدر تعلم رضى المالك به عرفا فإن زاد على ذلك لم يجز ويحتمل أن يكون المراد بالتنصيف في الحديث الحمل على المال الذي يعطيه الرجل في نفقة المرأة فإذا أنفقت منه بغير عمله كان الأجر بينهما الرجل لكونه الأصل في اكتسابه ولكونه يؤجر على ما ينفقه على أهله والمرأة بإنفاقها (ق د) عن أبي هريرة (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة) قال المناوي أي قفراء لا ماء فيها لكن المراد هنا بريه ليس فيها أحد كما يدل له رواية ليس بها أنيس (فليناد يا عباد الله احبسوا عليّ) أي دابتي امنعوها من الهرب (فإن لله في الأرض حاضراً) أي خلقاً من خلقه إنساً أوجناً أو ملكاً لا يغيب (يستحبسه عليكم) ذكر الضمير باعتبار الحيوان المنفلت فإذا قال ذلك بنية صادقة حصل المراد بعون الجواد (ع) وابن السني (طب) عن ابن مسعود عبد الله قال الشيخ حديث ضعيف (إذا انقطع شسع نعل أحدكم) بكسر الشين المعجمة وسكون المهملة أي سيرها الذي بين الأصابع (فلا يمشي في الأخرى حتى يصلحها) أي النعل الذي أنقطع شسعها فيكره المشي في نعل واحدة أو خف أو مداس بلا عذر لأنه يخل بالعدل بين الجوارح (خدم ن) عن أبي هريرة (طب) عن شداد بن أوس بفتح الهمزة وسكون الواو ومهملة (إذا انقطع شسع أحدكم) أي شسع نعله (فليسترجع) أي يقل إنا لله وإنا إليه رادعون (فإنها) قال المناوي أي هذه الحادثة التي هي انقطاع شسع النعل من المصائب البزار) في مسنده (عد) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (إذا أوى أحدكم إلى فراشه) أي انضم إليه ودخل فيه قال العلقمي أوى بقصر الهزة على الأفصح أي دخل فيه وضابطه أن أوى إن كان لازما كما هنا كان القصر أفصح وإن كان متعديا كما في قوله الحمد لله الذي آوانا كان المد أفصح (فلينفضه بداخلة إزاره) قال العلقمي للمروزي بداخل بلا هاء وهي طرف الإزار الذي يلي جسده (فإنه لا يدري

ما خلفه عليه) قال العلقمي بتخفيف اللام أي حدث بعده فيه أي من الهوام المؤذية ثم ليضطجع على شقه الأيمن ثم ليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي) أي قبضت روحي في نومي (فأرحمها) أي تفضل عليها وأحسن إليها (وإن أرسلتها) أي وإن أردت الحياة إلى بدني وأيقظتني من النوم (فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) فيه إشارة إلى آية الله يتوفى الأنفس حين موتها قال العلقمي قال الكرماني الإمساك كناية عن الموت فالمغفرة والرحمة مناسبة والإرسال كناية عن استمرار البقاء والحفظ يناسبه (ق) عن أبي هريرة (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها) أي بلا سبب شرعي ولا شيء نحو الحيض عذرا أذله التمتع بها فوق الإزار (لعنتها الملائكة حتى تصبح) أي تدخل في الصباح قال المناوي أي سبتها وذمتها الحفظة أو أهل السماء وخص اللعن بالليل لغلبة وقوع طلب الاستمتاع ليلا فإن وقع ذلك في النهار لعنتها حتى تمسي (حم ق) عن أبي هريرة (إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه) أي حال البول تكريما لليمين قال المناوي فيكره بها بلا حاجة تنزيها عند الشافعية وتحريما عند الحنابلة والظاهرية (وإذا دخل الخلاء فلا يتمسح بيمينه) قال العلقمي أي لا يستنجي والنهي للتنزيه عند الجمهور (وإذا شرب لا يتنفس في الإناء) بجزمه مع الفعلين قبله على النهي وبرفعه معهما على النفي بل يفصل القدح عن فيه ثم يتنفس والنهي للتنزيه (حم ق ع) عن أبي قتادة الحارث والنعمان (إذا بال أحدكم) أي أراد أن يبول (فليرتد) أي فليطلب (لبوله مكانا لينا) لئلا يعود عليه وشاشه (ن) وكذا الطبراني (عن أبي موسى) الأشعري قال الشيخ حديث حسن (إذا بال أحدكم) أي فرغ من بوله (فلينتر ذكره ثلاث نترات) قال العلقمي وهو بالتاء المثناة من فوق لا بالمثلثة هذا ما في النهاية وتعقبه المصنف فقال الصواب أنه بالمثلثة اهـ وقال المناوي بمثناة فوقية لا مثلثة واقتصر عليه أي يجذبه بقوة ندبا فلو تركه واستنجى عقب الانقطاع اجأه (حم د) في مراسيله (5) عن يزداد قال الشيخ حديث صحيح (إذا بال أحدكم) أي أراد البول (فلا يستقبل الريح ببوله فيرده عليه ولا يستنج بيمينه) النهي فيه للتنزيه (ع) وابن قانع في معجمه (عن حضرمي) بمهملة مفتوحة فمعجمة ساكنة وراء مفتوحة بلفظ النسبة (وهو مما بيض له الديلمي) أي بيض لسنده أي ترك له بياضا لعدم وقوفه على سند قال الشيخ حديث ضعيف (إذا بعثت سرية فلا تنتقهم) أي لا تختر إلا قويا) (وأقتطعهم) أي خذ قطعة من أصحابك بغير انتقاء وأرسلها (فإن الله ينصر القوم بأضعفهم) كما في قصة طالوت (الحارث) بن أبي أسامة في مسنده (عن ابن عباس) ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (إذا بعثتم إليّ رجلا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم) لأن قبح الوجه مذموم والطباع تنفر عنه وحاجات الجميل إلى الإجابة أقرب وحسن الاسم يتفاءل به (البزار) في مسنده (طس) كلاهما

(عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث) أي يدفعه ولا يقبله فلا ينجس إلا بتغيره (حم حب 3 قط ك هق) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (إذا تاب العبد أنسى الله الحفظة ذنوبه وأنسى ذلك جوارحه) أي عوامله من نحو يديه ورجليه فلا تشهد عليه يوم القيامة (ومعالمه من الأرض) قال العلقمي جمع معلم أي أثر تلك الأماكن التي جرت عليها المعصية (حتى يلقى الله وليس عليه شاهد من الله) قال المناوي أي من قبل الله (بذنب) لأنه تعالى يحب التوابين فإذا تقربوا إليه بما يحبه أحبهم وإذا أحبهم غار عليهم أي لا يظهر أحدا على نقص فيهم فيستر عليهم (ابن عساكر) وكذا الحكيم (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (إذا تبايعتم بالعينة) ال العلقمي بكسر العين المهملة وإسكان التحتية وفتح النون هو أن يبيعه عينا بثمن نقد كثيرة مؤجل ويسلمها له ثم يشتريها منه بنقد يسير ليبقي الكثير في ذمة المشتري أو يبيعه عينا بثمن يسير نقدا ويسلمها له ثم يشتريها منه بثمن كثير مؤجل سواء قبض الثمن الأول أم لا اهـ قال المناوي وهي مكروهة عند الشافعية محرمة عند غيرهم (وأخذتم أذناب البقر) كناية عن الاشتغال بالحرث (ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا) بضم الذال المعجمة وكسرها أي ضعفا واستهانة قال الجوهري الذل ضد العز (لا ينزعه) أي عنكم (حتى ترجعوا إلى دينكم) قال المناوي أي إلى الاهتمام بأمور دينكم جعل ذلك بمنزلة الردة والخروج عن الدين لمزيد الزجر والتهويل (د) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (إذ اتبعتم الجنازة فلا تجلسوا حتى توضع) قال المناوي بالأرض كما في رواية أبي داود عن أبي هريرة أو باللحد كما رواه أبو معاوية عن سهل هذا في حق الماشي معها أما القاعد بنحو الطريق إذا مرت به أو على القبر فلا يقوم فإنه مكروه على ما في الروضة (م) عن أبي سعيد الخدري (إذا تثاءب أحدكم) قال العلقمي بفوقية مثناة فمثلثة فهمزة بعد مدة ويقال التثاوب بواو وهو تنفس ينفتح منه الفم لدفع البخارات المحتقنة في عضلات القلب وينشأ من امتلاء المعدة وثقل البدن فيورث الكسل وسوء الفهم والغفلة اهـ وقال المناوي بهمز بعد الألف وبالواو وغلط (فليضع يده على فيه) أي ظهر كف يساره ندبا قال العلقمي لا فرق في هذا الأمر بين المصلى وغيره بل يتأكد في حالة الصلاة (فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب) قال المناوي من فمه إلى باطن بدنه يعني يتمكن منه في تلك الحالة ويغلب عليه أو يدخل حقيقة ليشغل عليه صلاته فيخرج منها أو يترك الشروع (حم ق د خ) عن أبي سعيد الخدري (إذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع) قال العلقمي أي التثاؤب بوضع يده على فيه بأن يأخذ في أسباب رده وليس المراد أنه يملك دفعه لأن الذي وقع لا يرد حقيقة (فإن أحدكم إذا قال ها) حكاية صوت المتثائب أي إذا بالغ أحدكم في التثاؤب فظهر منه هذا اللفظ (ضحك منه الشيطان) قال المناوي

حقيقة أو كناية عن فرحه وانبساطه بذلك (خ) عن أبي هريرة (إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ولا يعوي) بمثناة تحتية مفتوحة وعين مهملة ساكنة وواو مكسورة أي لا يصوت ولا يصيح كالكلب (فإن الشيطان يضحك منه) أي إذا فعل ذلك لأنه يصير ملعبة له بتشويه خلقته في تلك الحالة وتكاسله وفتوره قال العلقمي شبه المتثائب الذي يسترسل معه بعواء الكلب تنفيرا عنه واستقيا حاله فإن الكلب يرفع رأيه ويفتح فاه ويعوي والمتثائب إذا أفرط في التثاؤب أشبهه ومنها تظهر النكتة في كونه يضحك منه لأنه صيره ملعبة له بتشويه خلقته في تلك الحالة (5) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذا تجشئ أحدكم) الجشاء صوت مع ريح من الفم عند الشبع (أو عطس) قال العلقمي بفتح الطاء في الماضي وبكسرها وضمها في المضارع والضم لغة قليلة (فلا يرفع بهما الصوت) أي بالجشاء والعطاس فإن الشيطان يحب أن يرفع بهما الصوت (هب) عن عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي (د) عن شداد بن أوس وواثلة ابن الأسقع الليثي (د) في مراسيله عن يزيد بن مرثد بفتح الميم وسكون الراء وفتح المثلثة قال الشيخ حديث صحيح (إذا تخففت أمتي بالخفاف ذات المناقب الرجال والنساء) بدل من أمتي أي لبستها الرجال والنساء (وخصفوا أنعالهم) قال المناوي الظاهر أن المراد به جعلوها براقة لامعة متلونة بقصد الزينة والمباهاة (تخلى الله منهم) أي تركهم هملا وأعرض عنهم ومن تخلى عنه فهو من الهالكين (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (إذا تزوج أحدكم فليقل له) بالبناء للمفعول أي فقولوا ندبا في التهنئة (بارك الله لك وبارك عليك) زاد في رواية وجمع بينكما في خير قال المناوي كانت عادة العرب إذا تزوج أحدهم قالوا له بالرفاء والبنين (الحارث) بن أبي أسامة (طب) كلاهما (عن عقل بن أبي طالب) وهو حديث ضعيف (إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سداد من عوز) السداد بكسر كل شيء سددت به خللا أي كان فيه ما يدفع الحاجة ويسد الخلة قال المناوي وفيه إشعار بأن ذلك غير مبالغ في مدحه وأن اللائق بالكمال عدم الالتفات لقصد غير الدين (الشيرازي) في كتاب (الألقاب) والكني (عن ابن عباس وعلي) أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (إذا تزين القوم بالآخرة) أي تزينوا بزي أهل الآخرة مع كونهم ليسوا على مناهجهم (وتجملوا للدنيا) أي طلبوا الدنيا بالدين (فالنار مأواهم) أي يستحقون المكث في نار الآخرة (عد) عن أبي هريرة وهو مما بيض له الديلمي في مسند الفردوس لعدم وقوفه على سند له وهو حديث ضعيف (إذا تسارعتم للخير فامشوا حفاة) دفعاً للكبر وقصداً للتواضع وإذلال النفس أي إذا أمنتم تنجس أقدامكم (فإن الله يضاعف أجره على المنتعل) أي يضاعف أجر الحافي على أجر لابس النعل بالقصد المذكور (طس خط) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (إذا تسميتم بي فلا تكنوا بي) بفتح الكاف وشدة النون المفتوحة

فيحرم الجمع بين اسمه وكنيته صلى الله عليه وسلم لواحد ولو في هذا الزمن على الأصح عند الشافعية وقيل التحريم كان مختصا بعصره صلى الله عليه وسلم لئلا يشتبه فيقال يا أبا القاسم فيظن أنه المدعو فيلتفت فيتأذى (ت) عن جابر بن عبد الله وهو حديث حسن (إذا تصافح المسلمان لم تفرق) بحذف أحدى التاءين وأصله تتفرق (اكفهما حتى يغفر لهما) فالمصافحة سنة مجمع عليها والمراد الصغائر كما مر (طب) عن أبي أمامة الباهلي قال الشيخ حديث ضعيف (إذا تصدقت فأمضها) أي إذا أردت التصدق بصدقة فبادر بإخراجها ندبا لئلا يغلب الشح فيحول الشيطان بينك وبينها فإنها لا تخرج حتى تفك ليحيى سبعين شيطاناً كما في خبر وعلى كل خير مانع (حم تخ) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث حسن (إذا تطيبت المرأة لغير زوجها) أي استعملت الطيب ليستمتع بها غير زوجها (فإنما هو نار) أي فعلها ذلك يجر إلى النار (وشنار) بمعجمة ونون مفتوحتين مخففا أي عيب وعار وإذا كان هذا بالتطيب فما بالك بالزنى (طس) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن (إذا تغولت لكم الغيلان) أي ظهرت وتلونت بصور مختلفة وهم جنس من الجن (فنادوا بالأذان) أي أرفعوا أصواتكم بالأذان (فإن الشيطان إذا سمع النداء) أي الأذان (أدبر وله حصاص) بمهملات أولها مضموم أي شدة عدوا وضراط قال المناوي وأخذ منه أنه يندب الأذان في الدرر التي تعبث الجن فيها (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (إذا تم فجور العبد) الفاجر هو المنبعث في المعاصي والمحارم (ملك عينيه) أي صار دمعهما كأنه في يده (فبكى بهما متى شاء) ليوهم الناس أنه كثير الخوف من الله وإظهارا للخشوع (عد) عن عقبة بن عامر الجهني وهو حديث ضعيف (إذا تمنى أحدكم) أي اشتهى حصول أمر مرغوب فيه (فلينظر ما يتمنى) أي فليتأمل فيما يتمناه أن خيرا فذاك وإلا يكف عنه (فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته) وقد تكون أمنيته سببا لحصول ما تمناه (حم خد هب) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه) قال العلقمي والمعنى إذا سأل الشخص الله حوائجه فليكثر فإن فضل الله كثير (طس) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن (إذا تناول أحدكم عن أخيه شيئاً) أي أخذ من على بدنه أو ثوبه نحو قذاة (فليره أياه) بضم التحتية وسكون اللام أمر من أراه يريه تطييبا لخاطره وإشعار بأنه بصدد إزالة ما يشينه وذلك يبعث على الحب ويزيد في الود (د) في مراسيله عن ابن شهاب الزهري (قط) في الأفراد عنه عن أنس بن مالك بلفظ (إذا نزع بدل إذا تناول) قال الشيخ حديث ضعيف (إذا تنخم أحدكم وهو في المسجد فليغيب نخامته) قال العلقمي ظاهره في أرض المسجد إذا وقعت فيه ومحله ما إذا كانت ترابية أو رملية مثل مسجده صلى الله عليه وسلم وقال المناوي فليغيب نخامته بتثليث النون بأن يواريها في التراب أي تراب غير المسجد أو يبصق

في طرف نحو ثوبه أو ردائه ثم يحك بعضه ببعض ليضمحل (لا تصب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه) قال المناوي وذلك مطلوب في غير المسجد أيضا لكن البصاق في أرضه حرام ومواراته أو إخراجه واجب وفي غيره مندوب (حم ع) وابن خزيمة في صحيحه (هب) والضيا والديلمي عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح (إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء) بأن راعى شروطه وفروضه وآدابه (ثم خرج إلى المسجد لا ينزعه إلا الصلاة) أي لا يخرجه إلا أرادة الصلاة (لم تزل رجله اليسرى تمحو عنه سيئة وتكتب له اليمنى حسنة حتى يدخل المسجد) قال المناوي فيه إشعار بأن هذا الجزاء للماشي لا للراكب وفيه تكفير السيأت مع رفع الدرجات وقد يجتمع في عمل واحد شيأن أحدهما رافع والأخر مكفر واحتج من فضل الرجل على اليد وعكس بعضهم لأن باليد البطش وحسن التناول ومزاولة الأعمال والصنائع والضرب في الجهاد والرمي وغير ذلك قال بعضهم والتحقيق إنهما متعادلان لتميز كل بفضائل ليست في الأخرى (ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح) أي ما في صلاتهما جماعة مع جزيل الثواب (لأتوهما ولو حبوا) أي زاحفين على الركب (هب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث صحيح (إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى إلى المسجد كان في صلاة) أي حكمه حكم من هو في صلاة من حيث كونه مأمورا بالخشوع وترك العبث (حتى) أي إلى أن (يرجع) إلى محله (فلا يقل هكذا) يعني لا يشبك بين أصابعه وفيه إطلاق القول على الفعل وهو شائع (وشبك بين أصابعه) أي شبك النبي صلى الله عليه وسلم فالمشار إليه فعل النبي صلى الله عليه وسلم (ك) في الصلاة (عن أبي هريرة) وهو حديث صحيح (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه بإتيانه بواجباته ومندوباته (ثم خرج) من محله (عامدا إلى المسجد فلا يشبكن) ندبا (بين أصابع يديه فإنه في صلاة) أي في حكم من هو في الصلاة ومفهوم الشرط ليس قيدا معتبرا فلو توضأ واقتصر على الواجب تاركا للسنن فهو مأمور بعدم التشبيك قال العلقمي وورد ما يدل على جواز التشبيك وجمع الأسماعيلي بأن النهي يقيد بما إذا كان في الصلاة أو قاصدا إليها إذ منتظر الصلاة في حكم المصلي ولا يكره التشبيك في المسجد بعد فراغ الصلاة إذا لم ينتظر صلاة أخرى (حم د ت) عن كعب بن عجرة بفتح العين المهملة وسكون الجيم وفتح الراء قال الشيخ حديث صحيح (إذا توضأ أحدكم فلا يغسل أسفل رجليه بيده اليمنى) قال المناوي لأنهم كانوا يمشون حفاة فقد يعلق نحو أذى أو زبل بأسفلها فلا يباشر ذلك بيمناه تكرمة لها (عد) عن أبي هريرة (وهو) أي هذا الحديث (مما يبض له الديلمي) في مسند الفردوس لعدم وقوفه على سند وهو حديث ضعيف (إذا توضأتم فابدؤا بميامنكم) أي بغسل اليمنى من اليدين والرجلين ندبا فإن عكس صح مع الكراهة (5) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (إذا توضأت) أي فرغت من وضوئك (فنتضح) أي رش الماء ندبا على مذاكيرك وما يليها من الإزار حتى إذا أحسست ببلل تقدر أنه بقية الماء)

لئلا يوسوس لك الشيطان (5) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (إذا توفي أحدكم) أي قبضت روحه (فوجد شيأ) يعني خلف تركة لم يتعلق بها حق لازم (فليكفن في ثوب حبرة) جوز فيه الشيخ الوصف والإضافة وهو بكسر الحاء المهملة وفتح الموحدة بوزن عنبة ثوب يماني من قطن أو كان مخطط قال المناوي وهذا يعارضه الأحاديث الآمرة بالتكفين في البياض وهي أصح فلتقدم (د) والضيا المقدسي (عن جابر) بن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح (إذا جاء أحدكم الجمعة) أي أراد المجيء إليها وذكر المجيء غالبي فالحكم يعم المقيم بمحلها (فليغتسل) ندبا عند الجمهور وصرفه عن الوجوب خبر من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت ومن أغتسل فالغسل أفضل (مالك) في الموطأ (ق ن) عن ابن عمر بن الخطاب (إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين) أي ندبا (قبل أن يقعد) والركعتان يحصل بهما تحية المسجد فيكره الجلوس قبلهما عند الشافعي وفيه رد على أبي حنيفة ومالك في ذهابهما إلى كراهة التحية لداخله (وليجوز فيها) أي يخفف قال الخطيب الشربيني والمراد بالتخفيف فيما ذكر الاقتصار على الواجبات اهـ وقال المناوي فإن زاد على أقل مجزى بطلت عند جمع شافعية اهـ وقال ابن قاسم العبادي خفيفتين عرفا على الأوجه فلا يجب الاقتصار على الواجبات خلافا للزركشي فلو طولها بطلت صلاته ويستثنى الداخل آخر الخطبة فإن غلب على ظنه أنه إن صلاهما فاتته تكبيرة الإحرام مع الإمام تركهما ولا يقعد بل يستمر قائما لئلا يكون جالسا في المسجد قبل التحية (حم ق د ن 5) عن جابر بن عبد الله (إذا جاء أحدكم فأوسع له أخوه) أي أخوه في الإسلام (فإنما هي كرامة أكرمه الله بها) أي الفعلة أو الخصلة حيث ألهمه الله أياها (نخ هب) عن مصعب بضم الميم وسكون الصادر وفتح العين المهملتين آخره موحدة (ابن شيبة) وهو حديث حسن (إذا جاء الموت لطالب العلم وهو على هذه الحالة) أي التي هي طلب العلم الشرعي المعمول به (مات وهو شهيد) أي من شهداء الآخرة (البزار) في مسنده (عن أبي ذر) الغفاري (وأبي هريرة معا) قال الشيخ حديث ضعيف (إذا جاءكم الزائر) قال المناوي أي المسلم (فأكرموه) أي ما لا تكلف فيه وفيه النهي عن التكلف للضيف (الخرائطي) في كتاب مكارم الأخلاق (فر) وكذا ابن لال (عن أنس) بن مالك وهو حديث ضعيف (إذا جاءكم الأكفاء فانكحوهن) قال الشيخ بقطع الهمزة (ولا تربصوا) أي حدوث أمر بحذف أحدى التاءين تخفيفا أي تنتظروا (بهن الحدثان) قال العلقمي المعنى إذا طلب الكفؤ فلا تمنعه وتتربص وقوع أمر بها من موت ونحوه (فر) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف (إذا جامع أحدكم أهله) أي زوجته أو أمته (فليصدقها) بفتح المثناة التحتية وضم الدال المهملة قال الشيخ يجامعها بشهوة جماعاً صالحاً قال المناوي أي فليجامعها بشدة وقوة وحسن فعل (فإن سبقها) بالإنزال وهي ذات شهوة (فلا يعجلها) بضم المثناة التحتية من أعجل أي فلا يحملها

على أن تعجل فلا تقضي شهوتها بذلك الجماع بل يمهلها حتى تقضي وطرها فإنه من حسن المعاشرة المأمور به ويعلم ذلك بالقرائن (ع) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها ثم إذا أقضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها) أي أنزل قبل إنزالها (فلا يعجلها) أي لا يحثها على مفارقته بل يستمر معها (حتى تقضي حاجتها) ويعلم ذلك بالقراين كما مر (ع عد) عن أنس بن مالك وهو حديث صحيح (إذا جامع أحدكم امرأته فلا يتنحى حتى تقضي حاجتها كما يحب أن يقضي حاجته) فيندب ذلك لأنه من المعاشرة بالمعروف (عد) عن طلق بفتح الطاء المهملة وسكون اللام آخره قاف قال الشيخ حديث صحيح (إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها) قال المناوي وإذا نهى عنه في حال الجماع ففي غيره أولى فيكره نظر فرج الحليلة مطلقا تنزيها وخرج بالنظر لمس فلا يكره اتفاقا (فإن ذلك يورث العمى) أي البصيرة أو البصر للناظر أو الولد ولم ينظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم قط ولا رآه منه أحد من نسائه (بقى) بفتح الموحدة وكسر القاف وشد الياء التحتية (ابن مخلد) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح اللام بعدها دال مهملة (عد) عن ابن عباس قال ابن الصلاح جيد الإسناد (إذا جامع أحدكم حليلته فلا ينظر إلى الفرج فإنه) أي النظر إليه (يورث العمى ولا يكثر الكلام) فيكره تنزيها حال الجماع بلا حاجة (فإنه يورث الخرس) أي في المتكلم أو الولد (الأزدى في) كتاب (الضعفاء) والمتروكين (والخليلي في مشيخته) المشهورة (فر) كلهم (عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف (إذا جعلت أصبعيك في أذنيك سمعت خرير الكوثر) بالخا المعجمة ومهملتين يسمع خرير الكوثر أي نظيره أو ما يشبهه لا أنه يسمعه بعينه (قط) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (إذا جلستم) أي أردتم الجلوس (فاخلعوا نعالكم) ندبا (تستريح أقدامكم) بإثبات المثناة التحتية قال المناوي أي لكي تستريح فكأنه يوهم أنه منصوب قال وخرج الخف فلا يطلب نزعه (البزار) في مسنده (عن أنس) بن مالك وهو حديث ضعيف (إذا جلست في صلاتك فلا تتركن الصلاة عليّ) بنون التوكيد الثقيلة فهي واجبة في الصلاة وبه أخذ الشافعي وأقلها اللهم صلى الله عليه وسلم على محمد ومحلها آخر الصلاة بعد التشهد الأخير (فإنها زكاة الصلاة) أي صلاحها فتفسد الصلاة بتركها (قط) عن بريدة ابن الحصيب وهو حديث ضعيف (إذا جمرتم الميت فاوتروا) أي إذا بخرتم أكفانه بالطيب عند درجة فيها فبخروه وترا قال المناوي ثلاثة كما يدل له خبر أحمد إذا جمرتم الميت فأجمروه ثلاثا وذلك لأن الله وتر يحب الوتر (حب ك) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح (إذا جهل على أحدكم) بالبناء للمفعول إذا فعل به أحد فعل الجاهلية من نحو سب وشتم (وهو صائم فليقل) ندبا بلسانه أو بقلبه أو بهما (أعوذ بالله منك أني صائم) أي اعتصم بالله من شرك تذكيرا له بهذه الحالة ليكف عن جهله ولا يرد عليه بمثله

(ابن السني) في عمل يوم وليلة (م) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (إذا حاك في نفسك شيء فدعه (حم حب ك) عن أبي إمامة (إذا حج الرجل بمال من غير حله) أي مال أكتسبه من وجه حرام (فقال لبيك اللهم لبيك) أي أجبتك إجابة بعد إجابة (قال الله لا لبيك ولا سعديك هذا مردود عليك) أي لا ثواب لك فيه وإن صح وسقط به الفرض كما لو صلى في ثوب مغصوب ومعنى لبيك أنا مقيم على طاعتك وزاد الأزهري إقامة بعد إقامة وإجابة بعد إجابة وهو مثنى أريد به التكثير وسقطت نونه للإضافة (عد فر) عن عمر بن الخطاب ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (إذا حج الرجل عن والديه) أي أصليه وإن عليا (تقبل منه ومنهما) بالبناء للمجهول أي تقبله الله أي أثابه وأثابهما عليه فيكتب له ثواب حجة مستقلة ولهما كذلك (وابتشر به أرواحهما في السماء) بموحدة ساكنة فمثناة فوقية مفتوحة أي فرح به أرواحهما الكائنة في السماء فإن أرواح المؤمنين فيها والكلام في الميتين بدليل ذكر الأرواح فإن كانا حيين فكذلك إن كانا معضوبين (قط) عن زيد بن الأرقم الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح (إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة) قال المناوي وفي رواية بالحديث معرفا وفي أخرى الحديث أي بإسقاط حرف الجر فهي أي الكلمة التي حدث بها أمانة عند المحدث فيجب عليه كتمها فأن التفانه قرينة على أن مراده لا يطلع على حديثه أحد وفيه ذم افشاء السر وعليه الإجماع وقال العلقمي أي إذا حدث أحد عندك بحديث ثم غاب صار حديثه أمانة عندك ولا يجوز أضاعتها وقال ابن رسلان أي لأن التفانه إعلام لمن يحدثه أنه يخاف أنه يسمع حديثه أحد وأنه قد خصه بسره فكان الالتفات قائما مقام أكتم هذا عني أي خذه عني وأكتمه وهو عندك أمانة وفي معنى هذا الحديث إفشاء سر الآدمي لما فيه من الإيذاء البالغ والتهاون بحقوق المعارف والأصدقاء قال الحسن أن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك وإفشاء السر حرام إن كان فيه إضرار (حم د) في الأدب (ت) في البر (والضيا) في المختارة (عن جابر) بن عبد الله (ع) عن أنس بن مالك وهو حديث صحيح (إذا حرم أحدكم الزوجة والولد) بالبناء للمفعول أي لم يرزقهما (فعليه بالجهاد) لانقطاع عذره بخفة ظهره (طب) عن محمد بن حاطب القرشي قال الشيخ حديث صحيح (إذا حسدتم) قال العلقمي الحسد تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وخصه بعضهم بأن يتمنى ذلك لنفسه والحق أنه أعم (فلا تبغوا) أي لا تتعدوا وتركبوا غير الشرع فيه فمن خطر له ذلك فليبادر إلى استكراهه (وإذا ظننتم فلا تحققوا) أي إذا شككتم في أمر برجحان أي ظننتم بأحد سوأ فلا تتحققوا ذلك بالتجسس وإتباع موارده إن بعض الظن إثم (وإذا تطيرتم فامضوا) الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء التشاؤم بالشيء والمعنى إذا تشاءمتم بسبب الطيرة فلا يلتفت خاطركم إلى ذلك وأمضوا لقصدكم (وعلى الله فتوكلوا) أي فوضوا له الأمر إن الله يحب المتوكلين (عد) عن أبي هريرة وهو حديث

ضعيف (إذا حضرتم موتاكم) أي عند احتضارهم (فأغمضوا البصر) أي أطبقوا الجفن الأعلى على الجفن الأسفل (فإن البصر يتبع الروح) قال العلقمي معناه أن الروح إذا خرج من الجسد يتبعه البصر ناظرا أين يذهب قال وفي فهم هذا دقة فإنه يقال إنما البصر يبصر مادام الروح في البدن فإذا فارقه تعطل الأبصار كما يتعطل الإحساس والذي ظهر لي فيه بعد النظر ثلاثين سنة أن يجاب بأحد أمرين أحدهما أن ذلك بعد خروج الروح ومن أكثر البدن وهي بعد باقية في الرأس والعينين فإذا خرج من الفم أكثرها نظر البصر إلى القدر الذي خرج الثاني أن يحمل على ما ذكره كثير من العلماء أن الروح لها اتصال بالبدن وإن كانت خارجة فترى وتسمع وترد السلام (وقولوا خيراً) أي أدعوا للميت بنحو مغفرة وللمصاب بجبر المصيبة (فإن الملائكة تؤمن على ما يقول أهل الميت) أي تقول آمين أي أستجب يا رباه ما قالوه ودعاؤهم مستجاب (حم د ك) عن شداد بن أوس) قال الشيخ حديث صحيح (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد) قال العلقمي قال النووي أجمع المسلمون على أن هذا الحدث في حاكم عالم أهل للحكم فإن أصاب فله أجران أجر باجتهاده وأجر بإصابته وإن أخطأ فله أجر باجتهاده وفي الحديث محذوف أي إذا أراد الحكم فاجتهد قالوا وأما من ليس بأهل للحكم فلا يحل له الحكم فإن حكم فلا أجر له بل هو آثم ولا ينفذ حكمه سواء وافق الحكم فأصاب أي صادف ما في نفس الأمر من حكم الله تعالى أم لا (حم ق د ن 5) عن عمرو بن العاص (حم ق ع) عن أبي هريرة (إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا) أي القتلة بالكسر هيئة القتل بأن تختاروا أسهل الطرق وأسرعها إزهاقا للروح لكن تراعي المثلية في القاتل في الهيئة والآلة أن أمكن (فإن الله يحب المحسنين) أي يرضى عنهم ويجزل مثوبتهم ويرفع درجتهم (طس) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (إذا حلم أحدكم) بفتح اللام أي رأى في منامه رؤيا (فلا يحدث الناس يتلعب الشيطان في المنام) لأنها رؤيا تحزين من الشيطان يريه إياها ليحزنه فيسوء ظنه بربه ويقل شكره فينبغي أن لا يلتفت لذلك ولا يشتغل به فعلم أن هذا في غير الرؤيا الحسنة لما سيأتي في حديث إذا رأى أحدكم الرؤيا الحسنة فليفسرها وليخبر بها وإذا رأى أحدكم الرؤيا القبيحة فلا يفسرها ولا يخبر بها وقال العلقمي كذا بخطه في الأصل وفي الكبير بتلعب الشيطان وهي ملحقة بخطة وفي ابن ماجه لفظة به ثاته في الأصل والمعنى عليها وهي فضلة ويجوز حذف الفضلة فلعلها في بعض النسخ ثابتة وفي بعضها محذوفة (م 5) عن جابر (إذا حم أحدكم) بالضم والتشديد أي أخذته الحمى (فليسن عليه الماء البارد) بفتح المثناة التحتية وضم السين المهملة وقيل معجمة وشدة النون أي فليرش عليه رشا متفرقاً ويعمل ذلك (ثلاث ليال) متوالية (من السحر) أي قبل الصبح فإنه ينفع من فعل الصيف في قطر الحر في الحمى الخالصة من ورم وعرض رديء ومواد فاسدة (ن ع ك)

والضيا عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (إذا خاف الله العبد أخاف الله منه كل شيء) قدم المفعول اهتماما بالخوف وحثا عليه (وإذا لم يخف العبد الله أخافه الله من كل شيء) قال المناوي لأن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان والمراد بالخوف كف جوارحه عن المعصية وتقييدها بالطاعة وألا فهو حديث نفس لا خوف فإذا هبته بقلبك وعملت على رضاءها بك الخلف وإن عظمته عظموك وإن أحببته أحبوك وإن وثقت به وثقوا بك وإن أنست به أنسوا بك وإن نزهته نظروا إليك بعين النزاهة والطهارة (عق) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (إذا ختم العبد القرآن) أي كلما قرأه من أوله إلى آخره (صلى عليه عند ختمه ستون ألف ملك) أي استغفروا له قال المناوي يحتمل أن هذا العدد يحضرون عند ختمه والظاهر أن المراد بالعدد التكثير لا التحديد كنظائره (فر) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو وهو حديث ضعيف (إذا ختم أحدكم القرآن فليقل اللهم آنس وحشتي في قبري) أي إذا مت وقبرت فيندب أن يدعو بذلك عقب ختمه فإن القرآن يكون مونسا له فيه منورا له ظلمته (فر) عن أبي إمامة الباهلي وهو حديث ضعيف (إذا خرج أحدكم إلى سفر) ولو قصيرا فليودع أخوانه) أي ويسألهم الدعاء أن يقول كل من المودّع والمودع للآخر استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ويزيد المقيم للمسافر وردك بخير (فإن الله تعالى جاعل له في دعائهم البركة) أي النمو والزيادة في الخير (ابن عساكر) في تاريخه (فر) كلاهما (عن زيد بن أرقم) وهو حديث ضعيف (إذا خرج ثلاثة) أي فأكثر (في سفر فليؤمروا أحدهم) أي يتخذوه أميرا عليهم ندبا وقيل وجوبا ليسمعوا ويطيعوا له لأنه أجمع لرأيهم ولشملهم وألحق بعضهم بالثلاثة الاثنين وينبغي أن يؤمروا أزهدهم في الدنيا وأوفرهم خطا من التقوى وأتمهم مروءة وسخاء وأكثرهم شفقة (د) والضيا المقدسي (عن أبي هريرة وعن أبي سعيد) الخدري معا وهو حديث حسن (إذا خرج أحدكم من الخلاء) بالمد أي عند فراغه من قضاء حاجته (فليقل الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني) أي بقاؤه وعدم خروجه (وأمسك علي ما ينفعني) قال المناوي مما جذبه الكبد وطبخه ثم دفعه إلى الأعضاء وذا من أجل النعم (ش قط) عن طاوس مرسلا هو ابن عساكر يلقب بطاوس القرّاء قال الشيخ حديث حسن (إذا خرجت المرأة إلى المسجد أي أرادت الخروج إلى محل الجماعة وهي متطيبة (فلتغتسل من الطيب) ندبا (كما تغتسل من الجنابة) أي أن عم الطيب بدنها وألا فمحله فقط قال المناوي شبه خروجها من بيتها متطيبة مهيجة لشهوة الرجال وفتح عيونهم التي بمنزلة رائد الزنا بالزنا وحكم عليها بما يحكم على الزاني من الغسل مبالغة في الزجر (ن) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (إذا خرجت من منزلك) أي أردت الخروج (فصل ركعتين تمنعانك) ظاهر كلام المناوي أن تمنعان مرفوع بثبات النون فإنه قال فإنهما تمنعانك وقال الشيخ

مجزوم بحذف النون كما في ولا تتبعان (مخرج السوء) بالفتح مصدر وبالضم اسم مكان (وإذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء) بالضبط المتقدم (البزاز عن أبي هريرة) وهو حديث حسن (إذا خرجتم من بيوتكم بالليل فأغلقوا أبوابها) ندبا لأن الشيطان لم يؤذن لهم أن يفتحوا بابا مغلقا كما في خبر قيس غلق الباب عند الخروج كالدخول ليلا ونهارا وخص الليل لأنه زمن انتشار الشياطين وأهل الفساد (طب) عن وحشي بن حرب قال الشيخ حديث حسن (إذا خطب أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها) أي إلى وجهها وكفيها فقط وإن كانت أمة أي لا إثم ولا حرج بل يسن له ذلك فيثاب عليه (إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته) إياها (وإن كانت لا تعلم) فالمأذون فيه النظر بشرط قصد النكاح إن أعجبته (حم طب) عن أبي حميد الساعدي عبد الرحمن قال الشيخ حديث صحيح (إذا خطب أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها كما يسأل عن جمالها فإن الشعر أحد الجمالين) عبر بيسأل دون ينظر لأنه لا يجوز له أن ينظر إلى شعر رأسها (فر) عن علي أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (إذا خطب أحدكم المرأة وهو يخضب بالسواد فليعلمها أنه يخضب) قال العلقمي والمناوي فليعلمها وجوبا لأن النساء يكرهن الشعر الأبيض لدلالته على الشيخوخة الدالة على ضعف القوة فكتمه تدليس وقال الشيخ فليعلمها ندبا (فر) عن عائشة قال وهو حديث حسن (إذا خفيت الخطيئة) أي استترت (لا تضر إلا صاحبها وإذا ظهرت) أي برزت بعد الخفاء (فلم تغير) بالبناء للمفعول (ضرت العامة) أي ممن لم يعمل الخطيئة أي استوجبوا العقاب ما لم يغيروها مع القدرة وسلامة العاقبة قال العلقمي والمعنى أن العامة إذا لم ينكروا على صاحب الخطيئة الظاهرة ويمنعوا منها فهم مشاركون له فيها وكأنهم راضون بذلك فيعود الضرر عليهم لعدم إنكارهم ورضاهم (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي) أي ندبا وقيل وجوبا (وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي وليقل اللهم إني أسألك من فضلك) قال العلقمي في هذا الحديث استحباب هذا الذكر عند دخول المسجد قال النووي وقد جاءت فيه أذكار كثيرة قلت ولقد لخصها شيخنا فقال إذا دخل المسجد قدم رجله اليمنى وقال أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم بسم الله والحمد لله والسلام على رسول الله اللهم صل الله على محمد اللهم أغفر ذنوبي وافتح لي أبواب رزقك وفي الخروج يقول اللهم إني أسألك من فضلك قلت وفضل الله هو نعمه التي لا تحصى وقال المناوي وخص ذكر الرحمة بالدخول والفضل بالخروج لأن الداخل اشتغل بما يزلفه إلى الله من العبادة فناسب ذكر الرحمة فإذا خرج انتشر في الأرض ابتغاء فضل الله أي رزقه فناسب ذلك الفضل (د) عن أبي حميد الساعدي وأبي اسيد قال المناوي بفتح السين بضبط المؤلف (هـ) عن أبي حميد

قال الشيخ حديث صحيح (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) ندبا والصارف عن الوجوب خبر هل عليّ غيرها قال لا قال العلقمي قال شيخ شيوخنا هذا العدد لا مفهوم لأكثره باتفاق واختلف في أقله والصحيح اعتباره فلا تتأدى هذه السنة بأقل من ركعتين واتفق أئمة الفتوى على أن الأمر في ذلك للندب ونقل ابن بطال عن أهل الظاهر الوجوب والذي صرح به ابن حزم عدمه وقال الطحاوي الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها ليس هذا الأمر بداخل فيها قلت هما عمومان تعارضا الأمر بالصلاة لكل داخل من غير تفصيل والنهي عن الصلاة في أوقات مخصوصة فلابد من تخصيص أحد العمومين فذهب جمع إلى تخصيص النهي وتعميم الأمر وهو الأصح عند الشافعية وذهب جمع إلى عكسه وهو قول الحنفية والمالكية وقوله فلا يجلس قال شيخ شيوخنا صرح جماعة بأنه إذا خالف وجلس لا يشرع له التدارك وفيه نظر اهـ قلت إما إذا جلس ناسيا أو ساهيا وقصر الفصل شرع له فعلها ومقتضى الحديث أنها تتكرر بتكرر الدخول ولو عن قرب ويكره أن يجلس من غير تحية بلا عذر وتحصل بفرض وورد وسنة لا بركعة وصلاة جنازة ومقتضى الحديث أيضا أنه يحرم بها قائما ولا يجلس فيها وهو ما اختاره الزركشي وقال الاسنوي لو أحرم بها قائما ثم أراد الجلوس فالقياس عدم المنع وكذا الدميري والأول أوجه قال في الاحيا ويكره أن يدخل المسجد بغير وضوء قال في الأذكار ومن لم يتمكن من صلاة التحية لحدث أو شغل أو نحوه فيستحب له أن يقول أربع مرات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر زاد ابن الرفعة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (فائدة) قال شيخ شيوخنا حديث أبي قتادة هذا أورد على سبب وهو أن أبا قتادة دخل المسجد فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا بين أصحابه فجلس معهم فقال له ما منعك أن تركع قال رأيتك جالسا والناس جلوس قال فإذا دخل فذكره وعند ابن أبي شيبة عن قتادة أعطوا المساجد حقها قيل وما حقها قال ركعتان قبل أن يجلس (حم ق 4) عن أبي قتادة (5) عن أبي هريرة (إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه من طعامه فليأكل ولا يسأل عنه وإن سقاه من شرابه فليشرب ولا يسأل عنه) من أي وجه اكتسبه لأن السؤال عن ذلك يورث الضغائن ويوجب التباغض والأمر للندب وإن كان صائماً نفلاً فيندب الفطران شق عدمه على صاحب الطعام (طس ك هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم وهو صائم فأراد أن يفطر فليفطر ألا أن يكون صومه ذلك رمضان أو قضاء رمضان أو نذراً) وكذا كل صوم واجب ككفاره فلا يحل له الفطر (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث حسن (إذا دخل أحدكم إلى القوم فأوسع له) بالبنا للمجهول أي أوسع له بعض القوم مكانا يجلس فيه (فليجلس فإنما هي كرامة) أي فإنما هذه الفعلة أو الخصلة التي هي التفسح له كرامة (من الله أكرمه بها أخوه المسلم) أي أجراها الله على يده (فإن لم يوسع له فلينظر

أوسعها مكاناً) أي أوسع أماكن تلك البقعة (فليجلس فيه) ولا يزاحم أحدا قال المناوي ولا يحرص على الصدر كما هو دأب فقهاء الدنيا وعلماء السوء والحامل على التصدير في المجالس إنما هو التعاظم والتكبر (الحارث) بن أبي إمامة والديلمي (عن أبي شيبة الخدري) هو أخو أبي سعيد قال الشيخ حديث حسن (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين وإذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين فإن الله جاعل له من ركعتيه في بيته خيراً) فيه ندب تحية المسجد لداخله وندب ركعتين لدخول المنزل وقد مر ندبها للخروج منه أيضاً (عق عد هب) عن أبي هريرة ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (إذا دخل أحدكم على أخيه فهو أمير عليه حتى كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (إذا دخل أحدكم على اخيه فهو أمير عليه حتى يخرج من عنده) أي صاحب البيت أمير على الداخل فليس للداخل التقدم عليه في صلاة وغيرها إلا بإذنه ولا ينصرف حتى يأذن له (عد) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث حسن (إذا دخل الضيف على القوم دخل برزقه) أي فأكرموه يخلف الله عليكم (وإذا خرج خرج بمغفرة ذنوبهم) أي الصغائر إن أكرموه وذكر القوم مثال فالواجد كذلك (فر) عن أنس وهو حديث ضعيف (إذا دخل عليكم السائل بغير إذن فلا تطعموه) قال المناوي أي الأولى لا تعطوه شيئاً زجرا له على جراءته وتعديه بالدخول بغير إذن (ابن النجار) في تاريخه (عن عائشة) وقيل إنما هو عن أنس (وهو مما بيض له الديلمي) أبو منصور في مسند الفردوس لعدم وقوفه على سنده وهو حديث ضعيف (إذا دخل العشر) أي عشر ذي الحجة (وأراد أحدكم أن يضحي) وفي نسخه شرح عليها المناوي فأراد بالفاء بدل الواو وفائه قال قال الرافعي الفاء للتعقيب (فلا يمس من شعره) أي شعر بدنه (ولا من شره شيئاً) كظفره قال المناوي فيكره تنزيها عند الشافعي وتحريماً عند أحمد إزالة شيء من شعره أو ظفره قبل التضحية لتشمل المغفرة جميع أجزائه فإنه يغفر له بأول قطرة من دمها اهـ قال العلقمي وقال الشافعي وأصحابه هو مكروه كراهة تنزيه وقال أبو حنيفة لا يكره وقال مالك في رواية لا يكره وفي رواية يكره وفي رواية يحرم في التطوع دون الواجب احتج من حرم بهذا الحديث وشبهه واحتج الشافعي وآخرون بحديث عائشة رضي الله عنها قالت كنت أفتل قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلده ويبعث به ولا يحرم عليه شيئاً أحله الله له حتى ينحر هدية قال الشافعي والبعث بالهدى أكثر لمن أرادة التضحية فدل على أنه لا يحرم عليه ذلك وجمل أحاديث النهي على كراهة التنزيه وفي معنى مريد التضحية من أراد أن يهدي شيئاً من النعم للبيت بل أولى كما تقدم وبه صرح ابن سراقة ومقتضى الحديث أنه إن أراد التضحية بأعداد زالت الكراهة بذبح الأول ويحتمل إبقاء النهي إلى آخرها (م ت 5) عن أم سلمة (إذا دخل شهر رمضان فتحت) بالتخفيف والتشديد (أبواب الجنة) قال المناوي كناية عن تواتر هبوط غيث الرحمة وتوالي صعود الطاعة بلا مانع (وغلقت أبواب جهنم) كناية

عن تنزيه أنفس الصوام عن رجس الآثام (وسلسلت الشياطين) أي قيدت وشدت بالأغلال كيلا توسوس للصائم وآية ذلك أي علامته إمساك أكثر المنهمكين في الطغيان عن الذنوب فيه وفي نسخة شرح عليها العلقمي صفدت بدل سلسلت فأنه قال بالمهملة المضمومة بعدها فاء ثقيلة مكسورة أي شدت بالأصفاد وهي الأغلال وقال شيخنا قال القاضي يحتمل أنه يحمل على ظاهره حقيقة ويحتمل المجاز ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغراؤهم وإيذاؤهم فيصيرون كالمصفدين ثم قال ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله لعباده من الطاعات في هذا الشهر مما لا يقع في غيره عموما كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات وهذه أسباب لدخول الجنة وكذلك تغليق أبواب النار وقال القرطبي يصح حمله على الحقيقة ويكون معناه أن الجنة قد فتحت وزخرفت لمن مات في رمضان لفضل هذه العبادة الواقعة فيه وغلقت عنهم أبواب النار فلا يدخلها منهم أحد مات فيه وصفدت الشياطين لئلا تفسد على الصائمين فإن قيل قد ترى الشرور والمعاصي تقع في رمضان كثيرا فلو كانت الشياطين مصفدة ما وقع شر فالجواب من أوجه (أحدها) إنما يغل عن الصائمين في الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه أما ما لم يحافظ عليه فلا يغلّ عن فاعله الشيطان (الثاني) لو سلم أنها مصفدة عن كل صائم فلا يلزم أن لا يقع شر لأن للوقوع أسباباً أخر بغير الشياطين وهي النفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية (الثالث) أن المراد غالب الشياطين والمردة منهم وأما غيرهم فقد لا يصفدون والمقصود تقليل الشرور وذلك موجود في رمضان فإن وقوع الشرور والفواحش فيه قليل بالنسبة إلى غيره من الشهور (حم ق) عن أبي هريرة (إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل) قال العلقمي قال في الكبير رواه (هب) وضعفه عن أبي سعيد اهـ وقال النووي رواه ابن ماجه والترمذي بإسناد ضعيف ويغني عنه حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل على من يعوده قال لا بأس طهور إن شاء الله ومعنى نفسوا له أطمعوه في الحياة وروجوه فيها ففي ذلك تنفيس كربه وطمأنينة قلبه (فإن ذلك لا يرد شيئاً) أي من المقدور (وهو يطيب بنفس المريض) قال المناوي الباء زائدة (ت 5) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث ضعيف (إذا دخلتم بيتا فسلموا على أهله فإذا خرجتم فأودعوا قلبه بسلام قال المناوي أي إذا وصل أحد إلى محل به مسلمون فالتعبير بالدخول وبالبيت وبالجمع غالبي فيندب السلام عند ملاقاة المسلم وعند مفارقته بذلا للأمان وإقامة لشعائر أهل الإيمان (هب) عن قتادة مرسلا قال الشيخ حديث ضعيف (إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك) قال المناوي مفعول بإضمار أن أي مره أن يدعو لك (فإن دعاءه كدعاء الملائكة) في كونه مقبولا وكونه دعاء من

لا ذنب له لأن المرض يمحص الذنوب والملائكة لا ذنب لهم قال العلقمي وفي الحديث استحباب طلب الدعاء من المريض لأنه مضطر ودعاؤه أسرع إجابة من غيره ففي السنة أقرب الدعاء إلى الله إجابة دعوة المضطر (5) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (إذا دخلت مسجداً فصل مع الناس وإن كنت قد صليت) خطاب لمحجن راوي الحديث الذي أقيمت الصلاة فصلى الناس ولم يصل معهم وقال صليت مع أهلي وفيه دلالة على استحباب إعادة الصلاة لمن صلى منفرداً أو جماعة (ص) عن محجن بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الجيم ابن أبي محجن (الدؤلي) بدال مهملة مضمومة فهمزة مفتوحة نسبة إلى حي من كنانة قال الشيخ حديث حسن (إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني) قال العلقمي معنى الأمر بالعزم الجد فيه وإن يجزم بوقوع مطلوبه ولا يعلق ذلك بمشيئة الله تعالى وإن كان مأمورا في جميع ما يريد أن يعلقه بمشيئة الله تعالى وقيل معنى العزم أن يحسن الظن بالله تعالى في الإجابة (فإن الله لا مستكره له) قال العلقمي قال الشيخ شيوخنا المرادان الذي يحتاج إلى التعليق بالمشيئة إذا كان المطلوب منه يتأتى أكراهه على الشيء فيخفف الأمر عليه ويعلم بأنه لا يطلب منه ذلك الشيء إلا برضاه وأما الله سبحانه وتعالى فهو منزه عن ذلك فليس للتعليق فائدة وقيل المعنى أن فيه صورة الاستغناء عن المطلوب والمطلوب منه والأول أولى قال ابن عبد البر لا يجوز لأحد أن يقول اللهم أعطني إن شئت وغير ذلك من أمور الدين والدنيا لأنه كلام مستحيل لا وجه له لأنه لا يفعل إلا ما يشاء وظاهره أنه حمل النهي على التحريم وهو الظاهر وحمل النووي النهي في ذلك على كراهة التنزيه وهو أولى وقال ابن بطال في الحديث أنه ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة ولا يقنط من الرحمة فإنه يدعو كريما وقد قال ابن عيينة لا يمنعن أحد الدعاء ما يعلم من نفسه يعني من التقصير فإن الله تعالى أجاب دعاء شر خلقه وهو إبليس حين قال رب أنظرني إلى يوم يبعثون وقال الداودي معنى قوله يعزم المسألة أي يجتهد ويلح ولا يقول أن شئت كالمستثنى ألا إن قالها على سبيل التبرك فلا يكره وهو جيد اهـ قال المناوي وللدعاء شروط وآداب كثيرة ومن أهمها ما ذكر فلذلك أفرده بالذكر اهتماما بشأنه ومن أهمها أيضاً التمسكن والتذلل والخضوع وحضور القلب والتطهر من الحدثين فإنه مخاطب لله تعالى فلينظر العبد كيف يخاطب مولاه (حم ق ن) عن أنس بن مالك (إذا دعا أحدكم فليؤمن على دعاء نفسه) أي الدعاء الصادر منه لنفسه أو غيره فإنه إذا أمن أمنت الملائكة معه كما مر (عد) عن أبي هريرة وبيض له الديلمي قال الشيخ حديث حسن (إذا دعا الغائب قال له الملك ولك مثل ذلك) قال المناوي أي الملك الموكل بنحو ذلك كما يرشد إليه تعريفه وفي رواية ولك بمثل بالتنوين بدون ذلك أي أدع الله أن يجعل لك مثل ما دعوت به لأخيك وارادة الاخبار بعيدة والمراد

بالغائب الغائب عن المجلس (عد) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (إذا دعا الرجل زوجته لحاجته) كناية عن الجماع (فلتأته) أي فلتمكنه من نفسها وجوبا حيث لا عذر (وإن كانت على التنور) أي مشغولة بإيقاده وهو ما يخبز فيه قال العلقمي ولعل محل الإجابة ما إذا لم يلزم عليه تلف الطعام ونحوه لكون الخبز في التنور ويمضي زمن يتلف فيه (ت ن) عن طلق بن علي قال الشيخ حديث صحيح (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب وإن كانت على ظهر قتب) أي تسير على ظهر بعير قال العلقمي قال في الدركا صله القتب للجمل كالاكاف لغير ومعناه الحث لهن على مطوعة أزواجهن ولو في هذا الحال فكيف في غيره وقيل أن النساء العرب كن إذا أردن الولادة جلسن على قتب ويقلن أنه أسلس لخروج الولد فأراد تلك الحالة قال أبو عبيد كنا نرى أن المعنى وهي تسير على ظهر البعير فجاء التفسير بغير ذلك (البزار) في مسنده (عن زيد بن أرقم) الأنصاري وهو حديث صحيح (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت) أي امتنعت بلا سبب (فبات وهو غضبان عليها لعنتها الملائكة) أي سبتها وذمتها ودعت عليها (حتى تصبح) قال العلقمي أراد حتى ترجع كما في الرواية الأخرى (حم ق د) عن أبي هريرة (إذا دعا العبد بدعوة) الباء للتأكيد والمراد العبد المسلم (فلم يستجب له) أي لم يعط ما طلب (كتب له حسنة) لأن الدعاء عبادة بل هو منحها كما يجيء في خير (خط) عن هلال بن يساف بفتح المثناة تحت وخفة المهملة وفاء (مرسلا) قال الشيخ حديث حسن (إذا دعوت الله فادع ببطن كفيك ولا تدع بظهورهما) قال العلقمي وكيفية ذلك أن يكون بطن الكف إلى الوجه وظهره إلى الأرض هذا هو السنة نعم إن اشتد أمر كدعائه برفع بلاء أو قحط أو غلاء ونحو ذلك جعل ظهورهما إلى السماء وهو المراد بقوله يدعوننا رغبا ورهبا قال العلماء الرغب بسط الأيدي وظهورها إلى الأرض والرهب بسطها وظهورها إلى السماء (فإذا فرغت فامسح بهما وجهك) لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة فمسحه إشارة إلى عود البركة إلى الباطن فمسح الوجه عقب الدعاء خارج الصلاة سنة وفاقا للتحقيق وخلافا للجموع (5) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى) أي أردتم الدعاء له (فقولوا أكثر الله مالك) لأن المال قد ينفعنا بجزيته أو موته بلا وارث (وولدك) لأنهم قد يسلمون أو نأخذ جزيتهم أو نسترقهم بشرطه وإن ماتوا كفار فيهم فداؤنا من النار ويجوز الدعاء له بنحو عافية لا مغفرة قال العلقمي فيه أي هذا الحديث جواز الدعاء للذمي بتكثير المال والولد ومثله الهداية وصحة البدن والعافية ونحو ذلك ويؤيده ما في كتاب ابن السني عن أنس قال استسقى النبي صلى الله عليه وسلم فسقاه يهودي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم جملك الله فما رآى الشيب حتى مات ويمتنع الدعاء له بالمغفرة ونحوها لقوله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به (عد) وابن عساكر في تاريخه (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف (إذا

دعى أحدكم إلى وليمة عرس فليجب) ببنائه للمجهول وجوباً إن توفرت الشروط وهي كثيرة اسلام داع ومدعووان لا يخص الداعي الأغنياء أي لأجل غنائهم فلو دعا جميع عشيرته وجيرانه وأهل حرفته وكانوا كلهم أغنياء وجبت الإجابة وليس المراد عموم جميع الناس فإنه متعذر بل لو كثرت عشيرته أو نحوها وخرجت عن الضبط وكان فقيرا لا يمكنه استيعابها فالوجه كما قال الأذرعي أنه لا يظهر منه قصد التخصيض وإن يدعو معينا بخلاف ما لو قال ليحضر من شاء وأن لا يكون هناك منكر لا يقدر على إزالته وإن لا يعذر بمرخص في ترك الجماعة وإن يكون طعام الداعي حلالا وإن لا يدعوه لخوف منه أو طمع في جاهه وإن يكون الداعي مطلق التصرف وإن لا يكون المدعو أمرد يخاف من حضوره ريبة أو فتنة أو قالة ووجود محرم أو نحوه إذا دعت أجنبية الرجال قال العلقمي هذا حجة لمن خص وجوب الإجابة بوليمة العرس وهو الراجح عندنا كما سيأتي والوليمة الطعام المتخذ للعرس مشتقة من الولم وهو الجمع وزنا ومعنى لأن الزوجين يجتمعان قاله الأزهري وغيره وقال شيخ شيوخنا الوليمة مختصة بطعام العرس عند أهل اللغة فيما نقله عنهم ابن عبد البر وهو المنقول عن الخليل وثعلب وغيرهما وجزم به الجوهري وابت الأثير وقال صاحب الحكم الوليمة طعام العرس أي للدخول والأملاك وهو العقد وقيل كل طعام صنع لعرس وغيره وقال عياض في المشارق الوليمة طعام النكاح وقيل الأملاك وقيل طعام العرس خاصة اهـ وعند الشافعي وأصحابه الوليمة تقع على كل طعام يتخذ لسرور حادث من عرس وأملاك وغيرهما لكن استعمالها مطلقة في العرس أشهر وفي غيره بقيد فيقال ختان أو غيره وجزم الماوردي ثم القرطبي بأنها لا تطلق على غير طعام العرس إلا بقرينة وأقلها للمتمكن شاة ولغيره ما قدر عليه ووليمة العرس وقتها بعد الدخول (م د) عن ابن عمر بن الخطاب (إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب) أي وجوباً أن كان طعام عرس وندبا إن كان غيره (وإن كان مفطرا فليأكل) ندبا (وإن كان صائماً) أي صوما واجبا (فليصل) بضم المثناة التحتية وفتح الصاد المهملة قال المناوي أي فليدع لأهل الطعام بالبركة ويحتمل بقاؤه على ظاهره تشريفا للمكان وأهله اهـ العلقمي اختلفوا في معنى فليصل فقال الجمهور معناه فليدع لأهل الطعام بالمغفرة والبركة ونحو ذلك وأصل الصلاة في اللغة الدعاء ومنه قوله تعالى وصل عليهم وقيل المراد الصلاة الشرعية بالركوع والسجود أي يتنفل بالصلاة ليحصل له فضلها وليتبرك أهل المكان والحاضرون (حم م د ت) عن أبي هريرة (إذا دعى أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل أني صائم) اعتذارا للداعي فإن سمح ولم يطلبه بالحضور فله التخلف وألا حضر وليس الصوم عذرا في التخلف قال العلقمي وفي هذا الحديث أنه لا بأس بإظهار العبادة النافلة إذا دعت إليه حاجة وفيه الإرشاد إلى تألف القلوب بالاعتذار (م د ت) عن أبي هريرة (إذا دعى أحدكم فليجب وإن كان

صائماً أي فليس الصوم عذراً وإن كان فرضاً فإن كان صومه نفلا وشق على صاحب الطعام عدم فطره فالأفضل الفطر ابن منيع في المعجم عن أبي أيوب الأنصاري وهو حديث صحيح (إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب) وجوبا في وليمة العرس وندبا في غيرها (فإن كان مفطرا فليأكل) ندبا (وإن كان صائماً فليدع بالبركة) لأهل الطعام ومن حضر (طب) عن ابن مسعود وهو حديث صحيح (إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم) أي أكل وشرب (وإن شاء لم يطعم) فيه أن الأكل ليس بواجب ورد على ما وقع للنووي في شرح مسلم من تصحيح الوجوب (م د) عن جابر بن عبد الله (إذا دعى أحدكم) ببناء دعى للمجهول (فجاء مع الرسول) أي رسول الداعي (فإن ذلك له إذن) أي قائم مقام أذنه فلا تحتاج لتجديد إذن قال المناوي أي إذا لم يطل عهد بين المجيء والطلب أو كان المستدعي بمحل يحتاج معه إلى الأذن عادة (خد دهب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذا دعيتم إلى كراع) بضم الكاف وتخفيف الراء آخره عين مهملة أي للأكل منها وغلطوا من جله على كراع الغمم بالغين المعجمة موضع بين مكة والمدينة (فأجيبوا) ندبا والمعنى إذا دعيتم إلى طعام ولو قليل كيد شاة فأجيبوا ولا تحقروا (م) عن ابن عمر بن الخطاب (إذا ذبح أحدكم فليجهز) بضم المثناة التحتية وجيم ساكنة آخره زاى من أجهز أي يدقق ويسرع بقطع جميع الحلقوم والمريء (5 عد هب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث حسن (إذا ذكر أصحابي) أي بما شجر بينهم من الحروب والمنازعات التي قتل بسببها كثير منهم (فأمسكوا) أي وجوبا عن الطعن فيهم فإنهم خير الأمة وخير القرون وتلك دماء طهر الله منها أيدينا فلا تلوث بها ألسنتنا ونرى الكل مأجورين في ذلك لأنه صدر منهم باجتهاد والمجتهد في مسئلة ظنية مأجور ولو أخطأ (وإذا ذكرت النجوم) أي علم تأثيرها (فأمسكوا) عن الخوض فيه (وإذا ذكر القدر فأمسكوا) أي عن محاورة أهله وهم طائفة يزعمون أن العبد يقدر على فعل نفسه واعتقدوا أن كل شيء بقضاء الله تعالى وقدره قال المناوي والقدر محركا القضاء الإلهي والقدرية جاحدون للقدر (طب) عن ابن مسعود عبد الله (وعن ثوابان) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (عد) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث حسن (إذا ذكرتم بالله) بالتشديد والبناء للمفعول أي إذا ذكركم أحد بوعيد الله وقد عزمتم على فعل معصية (فانتهوا) أي كفوا عن فعلها (البزار في مسنده عن أبي سعيد) كيسان (المقبري) بتثليث الموحدة نسبة إلى حفر القبور (مرسلا) وروى مسندا (عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف (إذا ذلت العرب) بالذال المعجمة وشدة اللام أي ضعف أمرها وهان قدرها (ذل الإسلام) أي نقص لأن أصل الإسلام نشأ منهم وبهم ظهروا وانتشر أمرها وهان قدرها (ذل الإسلام) أي نقص لأن أصل الإسلام نشأ منهم وبهم ظهر وانتشر (ع) عن جابر بن عبد الله وهو حديث حسن (إذا رأى أحدكم الرؤيا الحسنة) وهي ما فيه بشارة (فليفسرها) أي فلقصها وليظهرها (وليخبر بها) حبيباً أو عارفاً (وإذا رأى أحدكم الرؤيا القبيحة فلا يفسرها ولا يخبر بها) بل يستعيذ بالله من شرها وشر الشيطان ويتفل

عن يساره ثلاثاً ويتحول لجنبه الآخر قال العلقمي كثر كلام الناس في حقيقة الرؤيا والصحيح قول أهل السنة أن الله تعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان (ت) وكذا ابن ماجة عن أبي هريرة وهو حديث حسن (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق) بالصاد ويقال بسين وزاى (عن يساره ثلاثا) كراهة لما رأى وتحقيراً للشيطان (وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً) لأن ذلك بواسطته (وليتحول عن جنبه) الذي كان عليه حين رأى ذلك تفا ولا يتحول تلك الحالة (م د ة) عن جابر بن عبد الله (إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثا وليسأل الله من خيرها) كان يقول اللهم أني أسألك خير ما رأيت في منامي هذا (وليتعوذ من شرها) كان يقول الله أني أعوذ بك من شر ما رأيت ومن شر الشيطان فإنها لا تضره (هـ) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها) كان يقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات (وليحدث بها) أي حبيبيا أو عارفا وإذا رأى غير ذلك مما يكرهه فإنما هي من الشيطان) ليحزنه ويشوش عليه فكره ليشغله عن العبادة (فليستعذ بالله ولا يذكرها لأحد) لأنه ربما فسرها تفسيرا مكروها على ظاهر صورتها فتقع كذلك بتقدير الله فإذا كتمها واستعاذ بالله من شرها (فأنها لا تضره) قال المناوي جعل فعل التعوذ وما معه سبباً لسلامته من مكروه يترتب عليها كما جعل الصدقة وقاية للمال وسببا لدفع البلاء (حم خ ت) عن أبي سعيد (إذا رأى أحدكم من نفسه أو من ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة) قال العلقمي والسنة أن يدعو بالبركة وأن يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله والحديث يأتي في حرف الميم أوله ما أنعم الله عز وجل على عبد من نعمة من أهل ومال وولد فيقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله فلا يرى فيه آفة دون الموت (فإن العين حق) قال المناوي الإصابة بها حق أي كائن مقضى به في الوضع الإلهي لا شبهة في تأثيره في النفوس فضلا عن الأموال (ع طب ك) في الطب عن عامر بن ربيعة حليف آل الخطاب وهو حديث صحيح (إذا رأى أحدكم مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك وعلى كثير من عباده تفضيلا) أي إذا رأى مبتلى في دينه بفعل المعاصي لا بنحو مرض والخطاب في قوله ابتلاك وعليك يؤذن بأنه يظهره له ومحله إذا لم يخف منه (كان شكر تلك النعمة) أي كان قوله ما ذكر قائما بشكر تلك المنعم بها عليه وهي معافاته من ذلك البلاء (هب) عن أبي هريرة (إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته فليأت أهله) أي فليجامع حليلته (فإن البضع) بضم الموحدة وسكون المعجمة أي الفرج واحد ومعها مثل الذي معها) أي مع حليلته فرج مثل فرج تلك الأجنبية عليه والتمييز بينهما من تزيين الشيطان والتقييد بالحسناء لأنها التي تستحسن غالبا فلو رأى شوهاء فأعجبته كان كذلك (خط) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (إذا رأى أحدكم بأخيه) أي في الدين (بلاء فليحمد الله) ندبا على سلامته من مثله ويعتبر

ويكف عن الذنوب (ولا يسمعه ذلك) أي حيث لم ينشأ ذلك البلاء عن محرم فإن نشأ عن محرم كمقطوع في سرقة ولم يتب اسمعه ذلك إن أمن (ابن النجار) في تاريخه (عن جابر) بن عبد الله وهر حديث ضعيف (إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم) بالميم والجيم المفتوحتين بينهما راء مكسورة أي اختلت وفسدت وقلت فيهم أسباب الديانات (وخفت أماناتهم) بالتشديد أي قلت (وكانوا هكذا) وبين الراوي ما وقعت عليه الإشارة بقوله (وشبك بين أنامله) إشارة إلى تموج بعضهم في بعض وتلبس أمر دينهم (فألزم بيتك) يعني فأعتزل الناس (وأملك) بكسر اللام (عليك لسانك) قال العلقمي قال ابن رسلان أي أمسكه عما لا يعنيك ولا تخرجه عن فيك وتجره إلا بما يكون لك لا عليك وللطبراني طوبى لمن ملك لسانه (وخذ ما تعرف) من أمر دينك (ودع ما تنكر) من أمر الناس المخالف للشرع (وعليك بخاصة أمر نفسك) أي استعملها في المشروع وكفها عن المنهي (ودع عنك أمر العامة) أي أتركه فإذا غلب عليك ظنك أن المنكر لا يزول بإنكارك أو خفت محذورا فأنت في سعة من تركه وأنكره بالقلب مع الانجماع قاله الزمخشري والمراد بالخاصة حادثة الوقت التي تخص الإنسان (ك) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث صحيح (إذا رأيت) قال المناوي لفظ رواية البزار إذا رأيتم (أمتي تهاب الظالم أن تقول له أنك ظالم) أي تخاف من قولها له ذلك أو تشهد عليه به (فقد تودع منهم) بضم أوله أي استوى وجودهم وعدمهم (حم طب ك هب) عن ابن عمرو بن العاص (طس) عن جابر بن عبد الله وهو حديث صحيح (إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة فأعلم أنه لص) بكسر اللام أي محتال على اقتناص الدنيا بالدين ويجذبها إليه من حرام أو غيره أما لو خالطه أحيانا المصلحة كشفاعة في عبد مظلوم فلا بأس والله يعلم المفسد من المصلح (فر) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (إذا رأيت الله تعالى) أي علمت أنه (يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه استدراج) قال العلقمي قال الإمام فخر الدين الرازي في قوله تعالى سنستدرجهم يقال استدرجه إلى كذا استنزله إلى درجة فدرجة حتى يورطه قال أبو روق سنستدرجهم أي كلما أذنبوا ذنباً جددنا لهم نعمة وأنسيناهم الاستغفار اهـ وقال البيضاوي سنستدرجهم سندنيهم من العذاب درجة درجة بالإمهال وإدامة الصحة وازدياد النعمة من حيث لا يعلمون أنه استدراج بل هو الإنعام عليهم لأنهم حسبوه تفضيلاً لهم على المؤمنين اهـ والآية طبق الحديث والآية وإن كانت في الكفار فالعصاة بالقياس عليهم بل الحديث شامل لهما وفي العصاة أظهر لأن الخطاب مع المؤمنين اهـ وقال المناوي فإنما ذلك منه استدراج أي من الله له أي استنزال له من درجة إلى أخرى حتى يدنيه من العذاب فيصبه عليه صباً ويسحه عليه سحاً فالمراد بالاستدراج هنا تقريبه من العقوبة شيئاً فشيئا (حم طب هب) عن عقبة بن عامر وهو حديث حسن

(إذا رأيت من أخيك ثلاث خصال فرجه الحيا والأمانة والصدق) أي إذا وجدت فيه هذه الخصال فأمل أن تنتفع به وشاوره في أمورك لأن هذه الخصال إذا وجدت في عبد دلت على صلاحه (وإذا لم ترها فيه فلا ترجه) (عد فر) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (إذا رأيت كلما طلبت شيئاً من أمر الآخرة وابتغيته يسر له) كصلاة وصيام وحج وطلب علم (وإذا أردت شيئاً من أمر الدنيا وابتغيته عسر عليك) أي صعب فلم يحصل لك إلا بتعب وكلفة ومشقة (فأعلم أنك على حالة حسنة) أي مرضية عند الله تعالى وأنه إنما زوى عنك الدنيا ليطهرك من الذنوب ويرفع درجتك في الآخرة (وإذا رأيت كلما طلبت شيئاً من الآخرة وابتغيته عسر عليك وإذا طلبت شيئاً من أمر الدنيا وابتغيته يسر لك فأنت على حالة قبيحة) أي غير مرضية عند الله تعالى قال المناوي فإن النعم محن والله تعالى يبلو بالنعمة كما يبلو بالنقمة والأول علامة على حسن الخاتمة والثاني ضده والمسألة رباعية فيبقى ما كان يعسر عليه من أمر الدنيا والآخرة وما إذا كانا يتيسران له ولم يتعرض لهما لوضوحهما (ابن المبارك في) كتاب (الزاهد عن سعيد بن أبي سعيد مرسلا) (هب) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (إذا رأيتم من يبع أو يبتاع) أي يشتري (في المسجد فقولوا له) ندبا (لا أربح الله تجارتك) دعاء عليه بالخسران (وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالته) بفتح أوله وسكون النون وضم الشين المعجمة أي يتطلب قال العلقمي والضالة مخصوصة بالحيوان واللقطة ما سواه من الأموال وقد تطلق اللقطة على الضالة مجازاً وفي الحديث النهي عن نشد الضالة في المسجد ورفع الصوت فيه للإجارة ونحوها من العقود وقال في شرح مسلم قال القاضي قال مالك وجماعة من العلماء يكره رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره وأجاز أبو حنيفة ومحمد بن سلمة من أصحاب مالك رفع الصوت فيه بالعلم والخصومة وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس لأنه مجمعهم ولابد لهم منه اهـ قال شيخنا قلت ينبغي أن لا يكره رفع الصوت بالموعظة فيه وهذا الحديث شاهد له وخطبة الجمعة وغيرها من ذلك وكذا جميع ما يستحب فيه رفع الصوت كالأذان والإقامة والتلبية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتكبير في العيد (فقولولا ردها الله عليك) زاد في رواية مسلم فإن المساجد لم تبن لهذا (ت ك) ن أبي هريرة (إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية) أي ينتسب وينتمي إليها (فأعضوه بهن أبيه) أي اشتموه أي قولوا له اعضض على ذكر أبيك وصرحوا له بلفظ الذكر (ولا تكنوا) عنه بالهن تنكيلاً وزجراً له (حم ت) عن أبي بن كعب وهو حديث صحيح (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد) قال العلقمي وفي رواية يتعاهد المسجد والمراد باعتياد المساجد أن يكون قلبه معلقا بها منذ يخرج منها إلى أن يعود إليها قال شيخنا أي شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها وليس معناه دوام القعود فيها قاله النووي وقال التور بشتى هو بمعنى التعهد وهو التحفظ بالشيء وتجديد العهد وقال

الطيبي يتعاهد أشمل وأجمع لما يناط به أمر المساجد من العمارة واعتياد الصلاة وغيرهما أي كتنظيفها وتنويرها بالمصابيح (فأشهدوا له بالإيمان) وللحديث تتمة وهي فإن الله يقول إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله قال العلقمي أي اقطعوا له به أي بالإيمان فأن الشهادة قول صدر على مواطأة القلب اللسان على سبيل القطع (حم ت 5) وابن خزيمة في صحيحه (حب ك هق) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث صحيح (إذا رأيتم الرجل قد أعطى زهدا في الدنيا) قال العلقمي قال سفيان بن عيينة الزهد ثلاثة أحرف زاى وهاء ودال فالزاى ترك الزينة والهاء ترك الهوى والدال ترك الدنيا بجملتها والزهد في اللغة خلاف الرغبة يقال زهد في الشيء وعن الشيء زهد أو زهادة وأما حقيقته الشرعية ففيها اختلاف كثير والراجح عند بعضهم استصغار الدنيا بجملتها واحتقار جميع شأنها فمن كانت الدنيا عنده صغيرة حقيرة هانت عليه فالزاهد المستصغر للدنيا المحتقر لها الذي أنصرف قلبه عنها لصغر قدرها عنده ولا يفرح لشيء منها ولا يحزن على فقده ولا يأخذ منها إلا ما أمر بأخذه مما يعينه على طاعة ربه ويكون مع ذلك دائم الشغل بذكر الله تعالى وذكر الآخرة وهذا هو أرفع أحوال الزهد فمن بلغ هذه المرتبة فهو في الدنيا بشخصه وفي الآخرة بروحه وعقله قال الفضيل بن عياض جعل الله الشر كله في بيت وجعل مفتاحه في حب الدنيا وجعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد فيها وقال أحمد وسفيان الثوري وغيرهما الزهد قصر الأمل وقال ابن المبارك الزهد الثقة بالله وقال أبو سليمان الداراني الزهد ترك ما يشغل عن الله (وقلة منطق) أي عدم كلام في غير طاعة إلا بقدر الحاجة (فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة) قال المناوي بقاف مشددة مفتوحة أي يعلم دقائق الإشارات الشافية لأمراض القلوب المانعة من إتباع الهوى وقال المؤلف في تفسير قوله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء أي العلم النافع المؤدى إلى العمل (د حل هب) عن أبي خلاد (حل هب) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (إذا رأيتم الرجل يقتل صبرا) قال العلقمي قتل الصبر أن يمسك الحي ثم يرمي بشيء حتى يموت وكل من قتل في غير معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه مقتول صبرا (فلا تحضروا مكانه) أي المحل الذي يقتل فيه حال قتله (فإنه لعله يقتل ظلما فتنزل السخطة) بالضم أي الغضبة من الله (فيصيبكم) والمراد ما يترتب على الغضب من نزول العذاب والعقاب (ابن سعد) في طبقاته (طب) كلاهما (عن خرشة) بخاء وشين معجمتين مفتوحتين بينهما راء ساكنة وهو حديث حسن (إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي) أي يشتمون بعض أصحابي قال العلقمي قال النووي اعلم أن سب الصحابة حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم ومن لا لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون وقال القاضي سب أحدهم من المعاصي الكبائر ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل وقال بعض المالكية يقتل (فقولوا لعنة الله على شركم) أي قولوا لهم بلسان القال فإن خفتم

فبلسان الحال قال المناوي قال الزمخشري وهذا من كلام المصنف فهو على وزن وأنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين وقول حسان فشركما لخيركما الغداء اهـ وهذا عجز بيت وأوله أتهجوه ولست له بكفوء (ت) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم) قال العلقمي بضم التاء وكسر اللام المشددة أي تصيروا وراءها (أو توضع) وذهب بعض من قال بالنسخ في الصورة الأولى إلى أنه غير منسوخ في الثانية وأنه يستحب لمن يشيعها أن لا يقعد حتى توضع وقال الشيخ إنما هو في قيام من مرت به اهـ وقال المناوي وذا منسوخ بترك النبي صلى الله عليه وسلم القيام لها بعد (حم ق 4) عن عامر بن ربيعة (إذا رأيتم آية) قال المناوي أي علامة تنذر بنزول بلاء ومنه انقراض العلماء وأزواجهم الآخذات عنهم (فاسجدوا لله) التجاء إليه ولياً ذابه في دفع ما عساه يحصل من عذاب عند انقطاع بركتهن فالسجود لدفع الخلل الحاصل وقال العلقمي أي رأيتم آية أي علامة من آيات الله الدالة على وحدانية الله تعالى وعظيم قدرته أو تخويف العباد من بأس الله وسطوته وفي أبي داود عن عكرمة قال قيل لابن عباس زاد الترمذي بعد صلاة الصبح ماتت فلانة بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فخر ساجداً فقيل له أتسجد هذه الساعة يعني بعد الصبح قبل طلوع الشمس فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الحديث فيه السجود عند موت أزواج العلماء الآخذات عنهم فعند موت العلماء من باب أولى وأي أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورواية الطبراني أي آية أعظم من موت أمهات المؤمنين فخرجن من بين أظهرنا ونحن أحياء (د ت) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (إذا رأيتم الأمر) أي المنكر (لا تستطيعون تغييره) بيد ولا لسان (فاصبروا) كارهين له بقلوبكم (حتى يكون الله هو الذي يغيره) أي يزيله فلا إثم عليكم حينئذ إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها (عد هب) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا رأيتم الحريق فكبروا) أي قولوا الله أكبر وكرروه كثيرا (فإن التكبير يطفئه) حيث صدر عن كمال إخلاص وقوة يقين (ابن السني وابن عساكر عن ابن عمرو) بن العاص ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (إذا رأيتم الحريق فكبروا فأنه يطفئ النار) قال الشيخ ولعل تخصيصه أي التكبير للإيذان بأن من هو اكبر من كل شيء لحرى بأن يزول عند ذكره طغيان النار فإن قلت ما السر في إبطال الحريق بالتكبير قلت أجاب بعضهم بأنه لما كان الحريق سببه النار وهي مادة الشيطان التي خلق منها وكان فيه من الفساد العام ما يناسب الشيطان بمادته وفعله كان الشيطان إعانة عليه وتنفيذ له وكانت النار تطلب بطبعها العلو والفساد مما هدى الشيطان وإليهما يدعو وبهما سهلك وبنوا آدم والنار كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد وكبرياء الله تعالى تقمع الشيطان وفعله لأن تكبير الله تعالى له أثر في إطفاء

الحريق فإذا كبر المسلم ربه أثر تكبير في خمود النار التي هي مادة الشيطان وقد جربنا نحن وغيرنا هذا فوجدناه كذلك اهـ (عد) عن ابن عباس ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (إذا رأيتم العبد قد ألم) بفتحات وشدة الميم أي نزل (به الفقر والمرض فأن الله يريد أن يصافيه) قال المناوي أي يستخلصه بوداده ويجعله من جملة أحبابه فإن الفقر أشد البلاء وإذا أحب الله عبد ابتلاه وقال العلقمي المراد أن الله يخلصه من الذنوب والآثام بسبب صبره على ما يحصل له من الآلام (فر) عن علي أمير المؤمنين قال الشيخ حديث ضعيف (إذا رأيتم اللاتي) أي النسوة اللاتي (ألقين على رؤسهن مثل أسنمة البعر) قال الشيخ بضم الباء والعين جمع بعير وفي نسخة شرح عليها المناوي البعير بالأفراد بدل البعر فإنه قال والقياس أنه يقال سنام فالتعبير بالجمع لعله من تصرف بعض الرواة اهـ وقال العلقمي رواية مسلم كأسنمة البخت قال النووي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحو ذلك وهذا من معجزات النبوة وقد وقع هذا الصنف وهو موجود (فأعلموهن أنه لا يقبل لهن صلاة) قال المناوي مادمن كذلك وإن حكم لهن بالصحة كمن صلى في ثوب مغصوب بل أولى اهـ ولعل هذا محمول على ما إذا قصدت التبرج (طب) عن أبي شقرة اليمني قال الشيخ حديث ضعيف (إذا رأيتم عمودا أحمر من قبل) بكسر ففتح (المشرق في شهر رمضان) أي إذا رأيتم شيئاً يشبه العمود الأحمر يظهر في نواحي السماء (فادخروا طعام سنتكم) أي قوت عامكم ذلك لتطمئن قلوبكم (فإنها سنة جوع) قال المناوي فجائزان يكون ظهور ذلك علامة القحط في سنته ولا أثر لظهوره بعد وهو ما عليه ابن جرير وأن يكون كلما ظهر في سنة كانت كذلك (طب) عن عبادة بن الصامت وهو حديث حسن (إذا رأيتم المداحين) أي الذين صناعتهم الثنا على الناس (فاحثوا في وجوههم التراب) قال المناوي أي أعطوهم شيئاً قليلا يشبه التراب لخسته أو اقطعوا ألسنتهم بالمال وارادة الحقيقة في حيز البعد (حم خدم د ت) عن المقداد بن الأسود (طب هب عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن ابن عمرو بن العاص (الحاكم في) كتاب (الكنبي) والألقاب (عن أنس) بن مالك (إذا رأيتم هلال ذي الحجة قال المناوي بكسر الحاء أفصح يعني علمتم بدخوله والهلال إذا كان ابن ليلة أو ليلتين ثم هو قمر (وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره) أي عن إزالة شيء منها ليبقى كامل الأجزاء فتعتق كلها من النار (م) عن أم سلمة (إذا رأيتم الرايات السود) جمع راية وهي علم الجيش قد جاءت (من قبل خراسان) أي من جهتها قال الشيخ مدينة بالعجم (فاتوها فإن فيها خليفة الله المهدي) واسمه محمد بن عبد الله يأتي قبيل عيسى أو معه وقد ملئت الأرض ظلما وجورا فيملاها قسطا وعدلا (حم ك) عن ثوبان مولى المصطفى قال الشيخ حديث صحيح (إذا رأيتم الرجل أصفر الوجه من غير مرض ولا علة) يحتمل أنه من عطف العام على الخاص وعبارة المناوي أي مرض لازم أو حدث شاغل لصاحبه (فذلك من

غش الإسلام في قلبه) أي من إضمار وعدم النصح والحقد والغل والحسد لإخوانه المسلمين يعني الاصفرار علامة تدل على ذلك (ابن السني وأبو نعيم) كلاهما (في) كتاب (الطب) النبوي (عن أنس) بن مالك (وهو مما بيض له) أبو منصور (الديلمي) في مسند الفردوس لعدم وقوفه على سند وهو حديث ضعيف (إذا رجف قلب المؤمن) أي تحرك وأضطرب (في سبيل الله) أي عند قتال الكفار (تحاتت خطاياه كما يتحات عذق النخلة) بفتح العين المهملة وسكون الذال المعجمة آخره قاف النخلة نفسها وبكسر فسكون العرجون بما فيه من الشماريخ وهو المراد (طب حل) عن سلمان الفارسي قال الشيخ حديث حسن (إذا رددت على السائل ثلاثا) أي معتذراً من عدم إعطائه (فلم يذهب) لحاحا وعنادا (فلا بأس أن تزبره) بمثناة فوقية وزاى ساكنة وموحدة تحتية مضمومة آخره راء أي لا حرج عليك في أن ترجوه وتنهره (قط) في كتاب (الأفراد عن ابن عباس (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا ركب أحدكم الدابة فليحملها على ملاذه) بالتشديد قال العلقمي جمع ملذة بفتح الميم واللام والذال المعجمة الشديدة وهو موضع اللذة وفي رواية ملاذها أي يجرها في السهولة لا الحزونة رفقا بها (فأن الله يحمل على القوي والضعيف) قال المناوي أي أعتمد على الله وسير الدابة سيرا وسطا في سهولة ولا تغتر بقوتها فترتكب العنف في تسييرها فإنه لا قوة لمخلوق إلا بالله ولا تنظر لضعفها فتترك الحج والجهاد بل اعتمد على الله فهو الحامل وهو المعين اهـ فعلم أن قوله فأن الله الخ علة لمحذوف (قط) في الأفراد عن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث ضعيف (إذا ركبتم هذه البهائم العجم) أي التي لا تتكلم (فالجوا عليها بالجيم أي أسرعوا (فإذا كانت سنة فانجوا) قال في النهاية السنة الجدب يقال أخذتهم السنة إذا أجدبوا (وعليكم بالدبحة) بالضم والفتح أي ألزموا سير الليل (فإنما يطويها الله) قال المناوي أي لا يطوي الأرض للمسافربن حينئذ إلا الله أكراما لهم حيث أتوا بهذا الأدب الشرعي (طب) عن عبد الله بن مغفل قال ورجاله ثقات (إذا ركبتهم هذه الدواب فأعطوها حظها من المنازل) أي التي أعتيد النزول فيها أي أريحوها فيها لتقوى على السير (ولا تكونوا عليها شياطين) أي لا تركبوها ركوب الشياطين الذين لا يراعون الشفقة عليها (قط) في الأفراد عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا زار أحدكم أخاه) أي في الدين (فجلس عنده فلا يقومن حتى يستأذنه) فيندب له أن يستأذنه في الانصراف من عنده لأنه أمير عليه كما مر في حديث (فر) عن ابن عمر ابن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (إذا زار أحدكم أخاه فألقى له شيئاً) أي فرش المزور للزائر شيئاً يجلس عليه (يقيه من التراب وقاه الله عذاب النار) قال المناوي دعاء أو خبر فكما وقى أخاه ما يشينه من الأقذار في هذه الدار يجازيه الله بالوقاية من النار (طب) عن سلمان الفارسي قال الشيخ حديث ضعيف (إذا زارا أحدكم قوماً فلا يصل

بهم وليصل بهم رجل منهم) لأن صاحب المنزل أحق بالإمامة فإن قدموه فلا بأس والمراد بصاحب المنزل مالك منفعته من مالك أو مستأجر قال العلقمي والمعنى أن صاحب البيت أحق من غيره وإن كان ذلك الغير وأقرأ وأكبر سناً وإن لم يتقدم قدم من شاء ممن يصلح للإمامة وإن كان غيره أصلح منه وقال بعضهم استدل على ترك ظاهر حديث إذ زار بما رواه البخاري عن عتبان بن مالك استأذن عليّ النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له فقال أين تحب أن أصلي في بيتك فأشرت إلى المكان الذي أحب فقام وصففنا خلفه قال ابن بطال في هذا رد لحديث من زار قوما فلا يؤمهم ويمكن الجمع بينهما بأن ذلك على الإعلام بأن صاحب الدار أولى بالإمامة إلا أن يشاء رب الدار فيقدم من هو أفضل منه استحبابا بدليل تقديم عتبان في بيته الشارع وقد قال مالك يستحب لصاحب المنزل إذا حضر فيه من هو أفضل منه أن يقدمه للصلاة وقال الحافظ ابن حجر حديث الترجمة أشار البخاري بقوله باب إذا زار الإمام قوماً فأمهم إلى أنه محمول على من عدى الإمام الأعظم وقال الزين بن المنير مراد البخاري أن الإمام الأعظم ومن يجري مجراه إذا حضر بمكان مملوك لا يتقدم عليه مالك الدار أو المنفعة ولكن ينبغي للمالك أن يأذن له ليجمع بين الحقين حق الإمام في التقديم وحق المالك في منع التصرف بغير أذنه اهـ ملخصا قال ابن رسلان ويدل على هذا ما في آخر الحديث وسمعه يقول ولا يؤم رجل رجلا في سلطانه إلا بإذنه وما في رواية ابن مسعود عند البخاري فإن مالك الشيء سلطان عليه والإمام الأعظم سلطان على المالك (حم 3) عن مالك بن الحويرث قال الشيخ حديث حسن (إذا زخرفتم مساجدكم) أي زينتموها بالنقش والتزويق (وحليتم مصاحفكم) أي بالذهب والفضة (فالدمار عليكم) أي الهلاك دعاء أو خبر فكل من زخرفة المساجد وتحلية المصاحف مكروه تنزيها لأنه يشغل القلب ويلهي هذا ما في شرح المناوي والذي في البهجة وشرحها لشيخ الإسلام حل تحلية المصحف بالفضة في حق الرجل (الحكيم) الترمذي (عن أبي الدرداء) قال الشيخ حديث ضعيف (إذا زلزلت تعدل نصف القرآن) قال العلقمي قال شيخنا التوربشتي والبيضاوي يحتمل أن يقال المقصود الأعظم بالذات من القرآن بيان المبدا والمعاد وإذا زلزلت مقصورة على ذكر المعاد مستقلة ببيان أحواله فتعادل نصفه وجاء في الحديث وبيان أحكام المعاش وإحكام المعاد وهذه السورة مشتملة على القسم الأخير من الأربعة (وقل يأيها الكافرون تعدل ربع القرآن) لأنها محتوية على القسم الأول منها لأن البراءة عن الشرك إثبات التوحيد فيكون كل واحدة منها كأنها ربع القرآن قال الطيبي فإن قلت هلا جلوا المعادلة على التسوية في الثواب على المقدار المنصوص عليه قلت منعهم من ذلك لزوم فضل إذا زلزلت على سورة الإخلاص (وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن) قال العلقمي قال شيخنا قيل معناه أن القرآن على ثلاثة قصص وأحكام وصفات الله

تعالى وقل هو الله أحد متمحضة للصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء وقيل معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف وقيل هذا من متشابه الحديث وقال الحافظ ابن حجر وقول من قال بغير تضعيف هي دعوى بغير دليل ويؤيد الإطلاق ما أخرجه مسلم من حديث أبي الدرداء قال فيه قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ولأبي عبيد من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن وإذا جل على ظاهره فهل ذلك من القرآن لثلث معين أو لأي ثلث فرض منه فيه نظر ويلزم على الثاني أن من قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن أجمع وقيل المراد من عمل بما تضمنته من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأ ثلث القرآن بغير ترديد (ت ك هب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح (إذا زنى العبد) قال المناوي أي أخذ في الزنى (خرج منه الإيمان) أي نوره أو كماله (فكان على رأسه كالظلة) بضم الظاء وتشديد اللام أي السحابة (فإذا أقلع) عنه بأن نزع وتاب توبة صحيحة (رجع إليه الإيمان) أي نوره أو كماله وقال العلقمي قال الطيبي يمكن أن يقال المراد بالإيمان هنا وفي حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن الحياء كما وردان الحياء شعبة من الإيمان أي لا يزني الزاني حين يزني وهو يستحي من الله تعالى لأنه لو استحى من الله واعتقد أنه حاضر شاهد لم يرتكب هذا الفعل الشنيع وقال التوربشتي هذا من باب الزجر والتشديد في الوعيد زجرا للسامعين ولطفا بهم وتنبيها على أن الزنى من شيم أهل الكفر وأعمالهم فالجمع بينه وبين الإيمان كالمتنافيين وفي قوله صلى الله عليه وسلم كان عليه مثل الظلة وهي السحابة التي تظل إشارة إلى أنه وأن خالف حكم الإيمان فإنه تحت ظله لا يزول عنه حكمه ولا يرتفع عنه اسمه (د ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (إذا سأل أحدكمالرزق) أي سأل ربه أن يرزقه (فليسأل الحلال) لأن الحرام يسمن رزقا عند الاشاعرة فإذا أطلق سؤال الرزق شمله (عد) عن أبي سعيد وهو حديث ضعيف (إذا سأل أحدكم ربه مسألة) أي طلب منه شيئاً (فتعرف الإجابة) بفتحات مع شدة الراء قال المناوي أي تطلبها حتى عرف حصولها بأن ظهرت له أماراتها (فليقل) ندبا شكر الله عليها (الحمد لله الذي بنعمته) أي بكرمه (تتم الصالحات) أي النعم الحسان (ومن أبطأ عنه ذلك) أي تعرف الإجابة (فليقل) ندبا (الحمد لله على كل حال) أي على أي كيفية من الكيفيات التي قدرها فأن قضاء الله للمؤمن كله خير ولو انكشف له الغطاء لفرح بالضراء أكثر من فرحه بالسراء (البيهقي في الدعوات عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف (إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس فإنه سرر الجنة (طب) عن العرباض بن سارية (إذا سألتم الله تعالى) أي جلب نعمة (فاسألوه ببطون أكفكم ولا (تسألوه بظهورها) لأن اللائق هو السؤال ببطونها إذ عادة من طلب شيئا من غيره أن يمد يده إليه ليضع ما يعطيه له فيها (د) عن مالك بن يسار السكوني بفتح السين المهملة المشددة ولا يعرف له غير هذا الحديث (5 طب ك) عن ابن عباس وزاد وامسحوا

بها وجوهكم) زاد الحاكم في روايته فيندب مسح الوجه عقب الدعاء خارج الصلاة على ما مر وهو حديث حسن (إذا سئل أحدكم) بالبناء للمفعول (أمؤمن هو فلا يشك في إيمانه) قال المناوي أي فلا يقل أنا مؤمن إن شاء الله لأنه إن كان للشك فهو كفر أو للتبرك أو للتأدب أو للشك في العاقبة لا في الآن أو للنهي عن تزكية النفس فالأولى تركه وقال العلقمي أي لا يقل أنا مؤمن إن شاء الله قاصدا بذلك التعليق فخرج ما لو قصد التبرك أو أطلق بل ذكر المشيئة أولى على ما سيأتي قال شيخنا اختلف الاشاعرة والحنفية في قول الإنسان أنا مؤمن إن شاء الله وقد حكى قول ذلك عن جمهور السلف واختاره أبو منصور الماتريدي من الحنفية بل بالغ قوم من السلف وقالوا بل أنه أولى وعابوا على قول قائل أني مؤمن أخرج ذلك ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان ومنع من ذلك أبو حنيفة وطائفة وقالوا هو شك والشك في الإيمان كفر وأجيب عن ذلك بأجوبة (أحدها) أنه لا يقال ذلك شكا بل خوفاً سوء الخاتمة لأن الأعمال معتبرة بها كما أن الصائم لا يصح الحكم عليه بالصوم إلا في آخر النهار وقد أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن ابن مسعود أنه قيل له أن فلانا يقول أنا مؤمن ولا يستثنى فقال قولوا له أهو في الجنة فقال الله أعلم قال فهلا وكلت الأولى كما وكلت الثانية (ثانيها) أنه للتبرك وإن لم يكن شك كقوله تعالى لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله وقوله صلى الله عليه وسلم وأنا إن شاء الله بكم لاحقون (ثالثها) أن المشيئة راجعة إلى كمال الإيمان فقد يخل ببعضه فاستثنى لذلك كما روى البيهقي في الشعب عن الحسن البصري رحمه الله أنه سئل عن الإيمان فقال الإيمان إيمانان فإن كنت سألتني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والبعث فأنا مؤمن وإن كنت سألتني عن قوله الله تعالى إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم فوالله ما أدري أمنهم أنا أم لا (طب) عن عبد الله بن زيد الأنصاري وهو حديث حسن (إذا سافرتم فليؤمكم اقرؤكم وإن كان أصغركم) أي سناً (وإذا أمكم) أي وإذا كان أحق بإمامتكم (فهو أميركم) أي فهو أحق أن يكون أميرا على بقية الرفقة في السفر قال العلقمي قيل المراد بالاقرأ الافقه وقيل هو على ظاهره وبحسب ذلك اختلف الفقهاء فأخذ بظاهره أحمد وأبو حنيفة وبعض الشافعية فقالوا بتقديم الاقرأ فأن الذي يحتاج إليه من الفقه غير مضبوط وأجابوا عن الحديث بأن الاقرأ من الصحابة كان هو الافقه ولا يخفى أن محل الاقرأ إنما هو حيث يكون عارفا بما تتعين معرفته من أحوال الصلاة فأما إذا كان جاهلا بذلك فلا يقدم اتفاقا والسبب أن أهل ذلك العصر كانوا يعرفون معاني القرآن لكونهم أهل اللسان فالاقرأ منهم بل القارئ كان أفقه في الدين من كثير من الفقهاء الذين جاؤا بعدهم ومن كانت صفته أنه اقرأ فأنه المقدم وإن كان أصغر وإلى صحة إمامة الصبي المميز ذهب الحسن والشافعي وكرهها مالك والثوري وعن أبي حنيفة وأحمد روايتان والمشهور عنهما الأجزاء في

النوافل دون الفرائض ويدل للأول ما أخرجه البخاري من حديث عمرو بن سلمة بكسر اللام أنه كان يؤم قومه وهو ابن سبع سنين وحيث قلنا بالإمامة لواحد من المسافرين كان هو الأمير لهذا الحديث وأحق بالإمارة من غيره فيطلب من بقية الرفقة أن يولوه عليهم أميراً استحباباً ووجوبا على ما تقدم في حديث إذا خرج ثلاثة في سفر (البزار عن أبي هريرة وهو حديث حسن (إذا سافرتم في الخصب) بكسر الخاء وسكون الصاد المهملة أي زمن كثرة النبات (فأعطوا الإبل حظها من الأرض) بأن تمكنوها من رعي النبات قال العلقمي وفي رواية حقها أي بدل حظها بالقاف ومعناهما متقارب والمراد الحث على الرفق بالدواب ومراعاة مصلحتها فأن كان خصب فقللوا السير واتركوها ترعى في بعض النهار وفي أثناء السير فتأخذ حقها الذي رزقها الله أياه في السير بما ترعاه في الأرض حتى تأخذ منه ما يمسك قواها ولا تعجلوا سيرها فتمنعوها المرعى مع وجوده (وإذا سافرتم في السنة) بالفتح أي الجدب بالدال المهملة أي القحط وقلة النبات (فأسرعوا عليها السير لتقرب مدة سفرها فتصل المقصد وبها قوة ولا تقللوا السير فيلحقها الضرر لأنها تتعب ولا يحصل لها مرعى فتضعف وربما وقفت (وإذا عرستم) بشدة الراء وسكون المهملة أي نزلتم بالليل أي آخره لنحو نوم أو استراحة (فاجتنبوا الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل) أي لأن الحشرات وذوات السموم والسباع وغيرها تمشي على الطريق بالليل لتأكل ما فيها وتلتقط ما يسقط من المارة (م د ت) عن أبي هريرة (إذا سبب الله تعالى) أي أجرى وأوصل لأحدكم رزقا من وجه فلا يدعه) أي لا يتركه ويعدل لغيره (حتى يتغير له) قال المناوي وفي رواية يتنكر له فإذا صار كذلك فليتحول لغيره فأن أسباب الرزق كثيرة اهـ وورد في حديث البلاد بلاد الله والخلق عباد الله فأي موضع رأيت فيه رفقا فأقم واحمد الله تعالى (حم 5) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن (إذا سبقت للعبد من الله تعالى منزلة) أي إذا أعطاه الله في الأزل منزلة عالية (لا ينلها بعمله) لقصوره وعلوها (ابتلاه الله في جسده) بالآلام والأسقام (وفي أهله) بالفقد أو عدم الاستقامة (وماله) بإذهاب أو غيره (ثم صبره) بشدة الباء الموحدة أي ألهمه الصبر (على ذلك) أي ما ابتلاه فلا يضجر (حتى ينال المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل) قال المناوي أي التي استحقها بالقضاء الأزلي والتقدير الإلهي فأعظم بها بشارة لأهل البلاء الصابرين على الضراء والبأساء (تخ د) في رواية ابن داسة وابن سعد في الطبقات (ع) وكذا البيهقي في الشعب (عن محمد بن خالد السلمي عن أبيه) خالد البصري (عن جده) عبد الرحمن بن خباب السلمي الصحابي وهو حديث حسن (إذا سبك الرجل بما يعلم منك) أي من النقائض والعيوب والسب الشتم (فلا تسبه بما تعلم منه) من النقائض والعيوب (فيكون أجر ذلك لك) لتركك حقك وعدم انتصارك لنفسك (ووباله عليه) قال العلقمي قال في النهاية الوبال في الأصل الثقل

والمكروه ويريد به في الحديث العذاب في الآخرة (ابن منيع) والديلمي (عن ابن عمر) ابن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (إذا سجد العبد سجد معه سبعة ارآب وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه) قال العلقمي آراب بالمد جمع إرب بكسر أوله وسكون ثانيه وهو العضو وفي الحديث أن أعضاء السجود سبعة وأنه ينبغي للساجد أن يسجد عليها كلها وأن يسجد على الجبهة والأنف جميعاً أما الجبهة فلأنها الأصل والأنف تبع لها فيجب وضعها مكشوفة على الأوض ويكفي بعضها وعلى الأنف مستحب فلو تركه جاز ولو اقتصر عليه وترك الجبهة لم يجز هذا مذهب الشافعي ومالك والأكثرين وقال أبو حنيفة وابن قاسم من أصحاب مالك يجب أن يسجد على الجبهة والأنف جميعاً لظاهر الحديث وقال الأكثرون بل ظاهر الحديث أنهما في حكم عضو واحد لأنه قال في الحديث سبعة فإن جعلا عضوين صارت ثمانية وأما اليدان والركبتان والقدمان فيجب وضعهما بحيث يكون الوضع المجزئ مقارناً لوضع الجبهة لا متقدّماً ولا متأخراً ويجب التحامل عليها ويكفي وضع جزء منها فلو أخل بعضو منها لم تصح صلاته وإذا أوجبناه لم يجب كشف الكفين والقدمين إلا لابس الخف فيستر القدمين (حم م 4) عن العباس بن عبد المطلب (عبد بن حميد عن سعد) بن أبي وقاص (إذا سجد العبد طهر) بالتشديد (سجوده ما تحت جبهته إلى سبع أرضين) قال المناوي طهارة حقيقية على ما أفهمه هذا الحديث وحمله على الطهارة المعنوية وإفاضة الرحمة على ما وقع السجود عليه ينافره السبب وهو أن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في الموضع الذي يبول فيه الحسن والحسين فقلت له ألا تخص لك موضعاً فذكره أهـ والله أعلم بمراد نبيه بهذا الحديث (طس) وكذا ابن عدي (عن عائشة) قال الشيخ حديث ضعيف (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير) أي لا يقع على ركبتيه كما يقع البعير عليهما حين يقعد (وليضع يديه قبل ركبتيه) قال العلقمي وهذا الحديث منسوخ بحديث ابن أبي وقاص قال كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا بالركبتين قبل اليدين رواه ابن خزيمة في صحيحه وجعلوه عمدة في النسخ قال السبكي وأكثر العلماء على تقديم الركبتين وقال الخطابي أنه أثبت من حديث تقديم اليدين وهو أرفق بالمصلي وأحسن في الشكل ورأى العين (دن) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذا سجد أحدكم فليباشر بكفيه الأرض) أي يضعهما مكشفوتين ندباً عن مصلاه (عسى الله أن يفك (عنه الغل) بالضم قال المناوي الغل الطوق من حديد يجعل في العنق أو القيد المختص باليدين (يوم القيامة) يعني من فعل ذلك فجزاؤه ما ذكر (طس) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (إذا سجد أحدكم فليعتدل) قال العلقمي نقلاً عن ابن دقيق العيد لعل المراد بالاعتدال هنا وضع هيئة السجود على وفق الأمر لأن الاعتدال الحسي المطلوب في الركوع لا يأتي هنا (ولا يفترش ذراعيه) بالجزم على النهي أي المصلي (افتراش

الكلب) المعنى لا يجعل يديه على الأرض كالفراش والبساط وفي رواية الصحيحين أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع قال ابن رسلان وهو أن يضع ذراعيه على الأرض في السجود ويفضي بمرفقيه وكفيه إلى الأرض وحكمة النهي عن ذلك أن تركه اشبه بالتواضع وابلغ من تمكين الجبهة والأنف وأبعد عن هيئة الكسالى إذ المنبسط كذلك بشعر بالتهاون بالصلاة (حم ن) وابن خزيمة في صحيحه (والضيا) في المختارة (عن جابر) بن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح (إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك) بكسر الميم قال العلقمي مقصود الحديث أنه ينبغي للمصلي الساجد أن يضع كفيه على الأرض ويرفع مرفقيه عن الأرض وعن جنبيه وفعًا بليغًا بحيث يظهر باطن إبطه إذا لم تكن مستورة وهذا أدب متفق على استحبابه فلو تركه كان مسيئًا مرتكبًا لنهي التنزيه وصلاته صحيحة والحكمة في هذا أنه اشبه بالتواضع أي وأبعد عن هيئة الكسالى والأمر برفع المرفقين عن الجنبين مخصوص بالذكر الواجد ما يستر به عورته دون غيره من انثى وخنثى وعار (حم م) عن البراء بن عازب (إذا سرتك حسنتك) أي عبادتك وقال الشيخ طاعتك (وساءتك سيئتك) أي أحزنك ذنبك (فأنت مؤمن) أي كامل الإيمان قال المناوي لفرحك بما يرضي الله وحزنك بما يغضبه وفي الحزن عليها إشعار بالندم الذي هو أعظم أركان التوبة (حم حب طب ك هب) والضيا عن أبي أمامة الباهلي وهو حديث صحيح (إذا سرتم في أرض خصبة) بكسر الخاء المعجمة وسكون الصاد المهملة أي كثيرة النبات (فاعطوا الدواب حظها) من النبات أي مكنوها من الرعي منه (وإذا سرتم في أرض مجدبة) بالجيم والدال المهملة ولم يكن معكم ولا في الطريق علف (فانحوا عليها) أي اسرعوا عليها السير لتبلغكم المنزل قبل أن تضعف (وإذا عرستم) بتشديد الراء أي نزلتم آخر الليل (فلا تعرسوا على قارعة الطريق) أي أعلاها أو أوسطها (فأنها مأوى كل دابة) أي مأواها ليلا لتلتقط ما يسقط من المارة كما تقدم (البزار) في مسنده (عن أنس) بن مالك وهو حديث حسن (إذا سرق المملوك فبعه ولو بنش) قال العلقمي بموحدة ثم نون ثم شين معجمة شديدة والنش بفتح النون والشين المعجمة الشديدة قال الجوهري عشرون درهما ويسمون الأربعين أوفية ويسمون العشرين نشا ويسمون الخمسة نواة وقال شيخنا النش نصف الأوقية وقيل النصف من كل شيء اه قال ابن رسلان لعل المراد بالنصف هنا نصف درهم أو نصف أوقية وهو عشرون درهما والمراد أن المملوك إذا سرق يباع ويعين البائع أنه سرق ويستبدل به غيره وجزم الخطابي بأن النش عشرون درهمًا قال كذا يفسر وفيه دليل على أن السرقة عيب في المماليك يردون بها ويحصل بسببها النقص في الثمن والقيمة قال وليس في هذا الحديث دليل على سقوط القطع عن المماليك إذا سرقوا من غير ساداتهم فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم وقال عامة الفقهاء

يقطع العبد إذا سرق وإنما قصد بالحديث أن العبد السارق لا يمسك ولا يصحب ولكن يباع ويستبدل به من ليس بسارق وقد روى عن ابن عباس أن العبد إذا سرق لا يقطع وحكى عن ابن سريح وسائر الناس على خلافه (تتمة) قال الرافعي قطع العبد غير الآبق إذا سرق واجب واما الآبق إذا سرق في إباقه فاختلفوا في قطعه على ثلاثة مذاهب (أحدها) مذهب الشافعي يقطع سواء طولب في إباقه أو بعد قدومه (الثاني) وهو مذهب مالك لا يقطع سواء طولب في اباقه أو بعد قدومه لأن الآبق مضطر ولا قطع على مضطر (الثالث) مذهب أبي حنيفة يقطع بعد قدومه ولا يقطع أن طولب في أباقه لأن قطعه قضاء على سيده وهو لا يرى القضاء على الغائب والدليل على وجوب القطع عموم الآية وروى البيهقي وغيره عن نافع أن عبد العبد الله بن عمر سرق وهو آبق فبعث به إلى سعيد بن العاص وكان أمير المدينة ليقطعه فأبى سعيد أن يقطعه وقال لا تقطع يد الآبق إذا سرق فقال له ابن عمر في أي كتاب وجدت هذا فأمر به ابن عمر فقطعت يده وروى البيهقي من حديث الربيع عن الشافعي عن مالك عن الأزرق بن حكيم أنه أخذ عبدًا آبقا قد سرق فكتب فيه إلى عمر بن عبد العزيز اني كنت أسمع أن العبد الآبق إذا سرق لم يقطع فكتب عمر يقول إن الله يقول والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما الآية فإن بلغت سرقته ربع دينارًا وأكثر فاقطعه أهـ وجوز المناوي أن يكون المراد بالنش القربة البالية قال والقصد الأمر ببيعه ولو بشيء تافه وبيان أن السرقة عيب قبيح (حم خدد) عن أبي هريرة وكذا ابن ماجه (عن أبي هريرة) وهو حديث حسن (إذا سقى الرجل امرأته الماء أجر) بالبناء للمفعول أي اثيب على ذلك قال المناوي أن قصد به وجه الله تعالى وهو شامل لمناولتها الماء في انائه وجعله في فيها واتبانها به (مخ طب) عن العرباض بن سارية قال الشيخ حديث حسن (إذا سقطت لقمة أحدكم) قال المناوي في رواية وقعت (فليمط ما بها من الأذى) أي فليزل ما أصابها من تراب ونحوه فإن تنجست يطهرها أن أمكن ولا أطعمها حيوانًا (وليأكلها ولا يدعها للشيطان) أي يتركها جعل الترك للشيطان لأنه اطاعة له واضاعة لنعمة الله (ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها) بفتح أوله أي بنفسه (أو يلعقها) بضم أوله أي لغيره وعلل ذلك بقوله (فإنه لا يدري بأي طعامه البركة) أي التغذية والقوة على الطاعة وربما كان ذلك في اللقمة الساقطة (حم ن هـ) عن جابر بن عبد الله (إذا سل) بشدة اللام (أحدكم سيفا) من غمده (لينظر إليه فأرادا أن يناوله أخاه) في النسب أو الدين (فليغمده) أي يدخله في قرابه قبل مناولته أياه (ثم يناوله أياه) بالجزم عطفًا على يغمده ليأمن من اصابته له ويتحرز عن صورة الإشارة إلى أخيه التي ورد النهي عنها (حم طب ك) عن أبي بكرة قال المناوي بفتح الباء والكاف وهو حديث صحيح (إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب) أي اليهود والنصارى (فقولوا وعليكم) قال المناوي وجوبا في الرد عليهم

وقال العلقمي قال النووي تفق العلماء على الرد على أهل الكتاب إذا سلموا لكن لا يقال لهم وعليكم السام بل يقال عليكم فقط أو وعليكم بإثبات الواو وحذفها وأكثر الروايات بإثباتها وفي معناه وجهان أحدهما أنه على ظاهره فقالوا عليكم الموت فقال وعليكم أيضًا أي نحن وأنتم فيه سواء كلنا نموت والثاني أن الواو هنا للاستئناف لا للعطف والتشريك وتقديره وعليكم ما تستحقونه من الذم وأما من حذف الواو فتقديره بل عليكم السام قال القاضي اختار بعض العلماء منهم ابن حبيب المالكي حذف الواو لئلا يقتضي التشريك وقال غيره بإثباتها كما في أكثر الروايات قال وقال بعضهم يقول وعليكم السلام بكسر السين أي الحجارة وهو ضعيف وقال الخطابي وهذا هو الأصوب لأنه إذا حذف الواو صار كلامهم بعينه مردودًا عليهم خاصة وإذا اثبت الواو اقتضى المشاركة معهم فيما قالوه هذا كلام الخطابي والصواب أن حذف الواو وإثباتها جائزان كما صحت به أكثر الروايات وأن الواو أجود كما هو في أكثر الروايات ولا مفسدة فيه لأن السام الموت وهو علينا وعليهم (حم ق ت ن) عن أنس بن مالك (إذا سلم الإمام فردوا عليه) أي اقصدوا ندبا بسلامكم الرد عليه بالأولى والثانية ويسن للمأموم أن لا يسلم إلا بعد تسليمتي الإمام وبهذا اندفع الإشكال الوارد على قول الفقهاء من على يسار الإمام ينوي الرد عليه بالتسليمة الأولى ووجه الإشكال أن الإمام لا يسلم على من على يساره إلا بالثانية فكيف يرد عليه بالأولى قبل أن يسلم عليه والجواب أن كلام لفقهاء محمول على أن المأموم أتى بالسنة ولم يسلم حتى سلم الإمام التسليمتين فصح قولهم من على يساره بقصد الرد عليه بالأولى ومن على يمينه بالثانية ومن خلفه بأيتهما شاء (هـ) عن سمرة بن جندب وهو حديث صحيح (إذا سلمت الجمعة) قال المناوي أي سلم يومها من وقوع الآثام فيه (سلمت الأيام) أي أيام الأسبوع من المؤاخذة (وإذا سلم رمضان) أي شهر رمضان من ارتكاب المحرمات فيه (سلمت السنة) كلها من المؤاخذة لأنه تعالى جعل لأهل كل ملة يومًا يتفرغون فيه لعبادته فيوم الجمعة يوم عبادتنا كشهر رمضان في الشهور وساعة الإجابة فيه كليله القدر في رمضان فمن سلم له يوم جمعته سلمت أيامه ومن سلم له رمضان سلمت له سنته (قط) في الأفراد (عدحل) عن عائشة وهو حديث ضعيف (إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه) قال العلقمي قيل المراد بالنداء أذان بلال الأول لقوله عليه الصلاة والسلام أن بلالًا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم والإناء مرفوع على أنه مبتدأ وخبره ما بعده فلا يضعه بالجزم نهي يقتضي إباحة الشرب من الإناء الذي في يده وإن لا يضعه حتى يقضي حاجته والمعنى أنه يباح له أن يأكل ويشرب حتى يتبين له دخول الفجر الصادق باليقين والظاهر أن الظن به الغالب بدليل ملحق باليقين هنا أما الشاك في طلوع الفجر وبقاء الليل إذا تردد فيهما فقال أصحابنا يجوز له الأكل لأن الأصل بقاء الليل قال النووي وغيره

أن الأصحاب اتفقوا على ذلك وممن صرح به الدارمي والبندنيجي وخلائق لا يحصون أهـ وقال المناوي والمراد إذا سمع الصائم الأذان للمغرب (حم دك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (إذا سمعت الرجل يقول هلك الناس) قال المناوي ودلت حاله على أنه يقول ذلك إعجابًا بنفسه واحتقارًا لهم وازدراء لما هم عليه (فهو أهلكهم) بضم الكاف أي أحقهم بالهلاك وأقربهم إليه بذمه الناس وبفتحها فعل ماض أي فهو جعلهم هالكين لكونه قنطهم من رحمة الله أما لو قال اشفاقًا وتحسرًا عليهم فلا بأس أهـ وقال العلقمي ولفظ مسلم إذا قال الرجل هلك الناس الخ ضبط برفع الكاف وهو أشهر على أنه أفعل تفضيل أي اشدهم هلاكا وفي الحلية لأبي نعيم فهو من أهلكهم وبفتحها على أنه فعل ماض أي هو نسبهم إلى الهلاك لأنهم هلكوا في الحقيقة قال النووي واتفق العلماء على أن هذا الذم إنما هو فيمن قاله على سبيل الإزدراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم وتقبيح أحوالهم لأنه لا يعلم ستر الله تعالى في خلقه قالوا فأما من قال ذلك تحزنًا لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس عليه وقال الخطابي معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم أي أسوأ حالًا منهم بما يلحقه من الإثم في غيبتهم والوقيعة فيهم وربما أدى ذلك إلى العجب بنفسه ورؤيته أنه خير منهم (مالك) في الموطأ (حم خددم) عن أبي هريرة (إذا سمعت جيرانك) بكسر الجيم أي الصلحاء منهم (يقولون قد أحسنت فقد أحسنت وإذا سمعتهم يقولون قد أسأت فقد أسأت) قال العلقمي قال الدميري هذا الحديث نظيره ما في الصحيحين عن أنس لما مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرًا فقال وجبت وجبت وجبت ومر عليه بأخرى فأثنوا عليها شرًا فقال كذلك ثم قال أنتم شهداء الله في الأرض من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرًا وجبت له النار أهـ والمرادان الشخص إذا أثنى عليه جيرانه أنه محسن كان من أهل الإحسان وإذا أثنوا عليه شرًا كان من أهله واستعمال الثناء في الشر للمؤاخاة والمشاكلة وحقيقته إنما هي في الخير قلت وهذا رأي الجمهور وعند ابن عبد السلام أنه حقيقة فيهما (حم هـ طب) عن ابن مسعود هو عبد الله (عن كلثوم الخزاعي) قال الشيخ هو ابن علقمة ولم يتقدم له ذكر وهو حديث صحيح (إذا سمعت النداء) أي الأذان (فأجب داعي الله) وهو المؤذن لأنه الداعي لعبادته قال المناوي والمراد بالإجابة أن يقول مثله ثم يجئ إلى الجماعة حيث لا عذر (طب) عن كعب بن عجرة وهو حديث حسن (إذا سمعت النداء فأجب وعليك السكينة) أي السكون (والوقار) فالمطلوب عدم الإسراع في الإتيان إلى الصلاة ما لم يخف خروج الوقت (فإن أصبت فرجة) أي وجدتها فأنت أحق بها فتقدم إليها (وإلا) بأن لم تجدها (فلا تضيق على أخيك) أي في الدين (واقرأ ما تسمع أذنك) أي وإذا أحرمت فاقرأ سرًا

بحيث تسمع نفسك (ولا تؤذ جارك) أي المجاور لك في المصلى برفع الصوت في القراءة (وصل صلاة مودع) قال المناوي بأن تترك القوم وحديثهم بقلبك وترمي الأشغال الدنيوية خلف ظهرك وتقبل على ربك بتخشع وتدبر (أبو نصر السجزي في) كتاب (الأبانة) عن أصول الديانة (وابن عساكر) في تاريخه (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث صحيح لغيره (إذا سمعتم النداء) أي الآذان (فقولوا) قال المناوي ندبًا وقيل وجوبًا (مثل ما يقول المؤذن) قال لم يقل مثل ما قال ليشعر بأنه يجيبه بعد كل كلمة ولم يقل مثل ما تسمعون إيماء إلى أنه يجيبه في الترجيع أي وأن لم يسمع وأنه لو علم أنه يؤذن لكن لو لم يسمعه لنحو صم أو بعد يجيب وأراد بما يقول ذكر الله والشهادتين لا الحيعلتين وأفاد أنه لو سمع مؤذنًا بعد مؤذن يجيب الكل أهـ وقال العلقمي إذا سمعتم ظاهره اختصاص الإجابة بمن يسمع حتى لو رأى المؤذن على المنارة مثلًا في الوقت وعلم أنه يؤذن لكن لم يسمع أذانه لبعد أو صم لا تشرع له المتابعة قاله النووي في شرح المهذب وقال العلقمي أيضًا قوله فقولوا مثله ظاهره أنه يقول مثل قوله في جميع الكلمات لكن وردت أحاديث باستثناء حي على الصلاة وحي على الفلاح وأنه يقول بينهما لا حول ولا قوة إلا بالله وهذا هو المشهور عند الجمهور وعند الحنابلة وجه أنه يجمع بين الحيعلة والحوقلة وقال الأذرعي وقد يقال الأولى أن يقولهما أهـ قلت وهو الأولى للخروج من خلاف من قال به من الحنابلة وأكثر الأحاديث على الإطلاق أهـ وقال الزيادي في حاشيته على المنهج أي لسامع المؤذن والمقيم ولو بصوت لا يفهمه وإن كره أذانه وإقامته على الأوجه وإن لم يسمع إلا الآخرة فيجيب الجميع مبتدئًا من أوله ويجيب في الترجيع أيضًا وإن لم يسمعه ويقطع نحو القاري والطائف ما هو فيه ويتدارك من ترك المتابعة ولو بغير عذران قرب الفصل ولو ترتب المؤذنون أجاب الكل مطلقاوان أذنوا معا كفت إجابة واحدة (مالك (حم 4) عن أبي سعيد (إذا سمعتم النداء) أي الأذان (فقوموا) أي إلى الصلاة (فإنها عزمة من الله) قال المناوي أي أمر الله الذي أمرك أن تأتي به والعزم الجد في الأمر (حل) عن عثمان بن عفان وهو حديث ضعيف (إذا سمعتم الرعد) قال المناوي أي الصوت الذي يسمع من السحاب (فاذكروا الله) كأن تقولوا سبحان الذي يسبح الرعد بحمده (فإنه لا يصيب ذاكرًا) أي فإن ما ينشأ عن الرعد من المخاوف لا يصيب ذاكر الله تعالى لأن ذكره تعالى حصن حصين مما يخاف ويتقي أهأ وروى مالك في الموطأ عن عبد الله بن الزبير أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته قال ابن قاسم العبادي في حاشيته على المنهج نقل الشافعي في الأم عن مجاهد رضي الله تعالى عنهما أن الرعد ملك والبرق أجنحته يسوق بها السحاب فالمسموع صوته أو صوت سوقه على اختلاف فيه واطلق الرعد عليه مجازًا (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (إذا سمعتم الرعد فسبحوا)

أي قولوا سبحان الذي يسبح الرعد بحمده أو نحوه (ولا تكبروا) فالأولى إيثار التسبيح والحمد عند سماعه لأنه الأنسب لراجي المطر وحصول الغيث (د) في مراسيله عن عبيد الله بن جعفر مرسلًا قال الشيخ حديث حسن (إذا سمعتم أصوات الديكة) بكسر الدال المهملة وفتح التحتانية جمع ديك وهو ذكر الدجاج قال العلقمي وللديك خصيصة ليست لغيره من معرفة الوقت الليلي فإنه يقسط أصواته تقسيطًا لا يكاد ينفاوت ويوالى صياحه قبل الفجر وبعده فلا يكاد يخطئ سوء طال الليل أم قصر قال الداودي يتعلم من الديك خمس خصال حسن الصوت والقيام في السحر والغيرة والسخاء وكثرة الجماع (فسلوا الله من فضله) أي زيادة أنعامه عليكم (فإنها) أي الديكة (رأت ملكًا) بفتح اللام قال العلقمي قال شيخ شيوخنا قال عياض كان السبب فيه رجاء تأمين الملائكة على دعائه واستغفارهم له وشهادتهم له بالإخلاص ويؤخذ منه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين تبركا بهم (وإذا سمعتم نهيق الحمير) في نسخة شرح عليها المناوي الحمار بدل الحمير فإنه قال أي صوته زاد النساءي ونباح الكلب (فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها) أي الحمير والكلاب (رأت شيطانًا) وحضور الشيطان مظنة الوسوسة والطغيان ومعصية الرحمن فيناسب التعوذ لدفع ذلك وقال العلقمي قال شيخ شيوخنا قال عياض وفائدة الأمر بالعتوذ لما يخشى من شر الشيطان وشر وسوسته فليلجأ إلى الله في دفع ذلك انتهى وفي الحديث دلالة على أن الله تعالى خلق للديكة إدراكًا تدرك به كما خلق للحمير إدراكًا تدرك به الشياطين (حم ق د ت) عن أبي هريرة (إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه أي إذا أخبركم مخبر بأن جبلًا من الجبال انفصل عن محله الذي هو فيه وانتقل إلى غيره (فصدقوا) أي اعتقدوا أن ذلك غير خارج عن دائرة الإمكان (وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه) بضم اللام أي طبعه بأن فعل خلاف ما يقتضيه طبعه وثبت عليه (فلا تصدقوا أي لا تصدقوا صحة ذلك لأن ذلك خارج عن الإمكان الذي هو خلاف ما جبل عليه الإنسان ولذلك قال (فإنه يصير إلى ما جبل) بالبناء للمفعول أي طبع (عليه) قال المناوي يعني وإن فرط منه على الندور خلاف ما يقتضيه طبعه فما هو إلا كطيف منام أو برق لمع ومادام فكيما لا يقدر الإنسان أن يصير سواد الشعر بياضًا فكذا لا يقدر على تغيير طبعه (حم) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح (إذا سمعتم من يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه) أي قولوا له اعضض على ذكر أبيك وصرحوا له بالذكر (ولا تكنوا) عنه بالهن كما تقدم وقال المناوي فإنه جدير بأن يستهان به ويخاطب بما فيه قبح ردعا له عن فعله الشنيع (حم ن حب طب) والضيا المقدسي (عن أبي) بن كعب وهو حديث صحيح (إذا سمعتم نباح الكلب) بضم النون وكسرها أي صياحه (ونهيق الحمير) أي صوتها (بالليل) قال المناوي خصه أي الليل لانتشار شياطين الإنس والجن وكثرة إفسادهم (فتعوذوا بالله من الشيطان فانهن يرون ما لا ترون) من الجن والشياطين

(واقلوا الخروج) أي من منازلكم (إذا هدأت) بفتحات أي سكنت (الرجل) بكسر الراء أي سكن الناس من المشي بأرجلهم في الطرق (فإن الله عز وجل يبث) أي يفرق وينشر (في ليله من خلقه ما يشاء) من أنس وجن وهوام وغيرها (وأجيفوا الأبواب) أي اغلقوها (واذكروا اسم الله عليها) فهو السر المانع (فإن الشيطان لا يفتح بابا اجيف) أي اغلق (واذكر اسم الله عليه وغطوا الجرار) بكسر الجيم جمع جرة وهو إناء معروف (واوكثوا القرب) بالقطع والوصل وكذا ما بعده جمع قربة وهو وعاء الماء أي اربطوا فم القربة (واكفئوا الآنية) لئلا يدب عليها شيء أو تتنجس (حم خدد حب ك) عن جابر ابن عبد الله وهو حديث صحيح (إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم) أيها المؤمنون الكاملون الإيمان الذين استنارت قلوبهم (وتلين له أشعاركم) جمع شعر (وأبشاركم) جمع بشرة (وترون أنه منكم قريب) أي تعلمون أنه قريب من أفهامكم (فأنا أولاكم به) أي أحق بقربه إلي منكم لأن ما أفيض على قلبي من أنوار اليقين أكثر من المرسلين فضلًا عنكم (وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه بعيد منكم فأنا أبعدكم منه) فالأول علامة على صحة الحديث والثاني علامة على عدمها (حم ع) وكذا البزار (عن أبي أسيد) بفتح الهمزة (أو أبي حميد) قال المناوي رجاله رجال الصحيح (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه) قال المناوي أي يحرك عليكم ذلك لأن الإقدام عليه جراءة على خطر وإيقاع للنفس في التهلكة والشرع ناه عن ذلك قال الله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وقال الشيخ النهي للتنزيه (وإذا وقع وأنتم في أرض فلا تخرجوا منها فرارا) أي بقصد الفرار منه فإن ذلك حرام لأنه فرار من القدر وهو لا ينفع والثبات تسليم لما لم يسبق منه اختيار فيه قال الشيخ فلا يشكل بالنهي عن الدخول فإن لم يقصد فرارا بل خرج لنحو حاجة لم يحرم وقال العلقمي قال ابن العربي في شرح الترمذي حكمة النهي عن القدوم وأن الله تعالى أمر أن لا يتعرض للحتف إلى الهلاك والبلاء وإن كان لا نجاة من قدر الله تعالى إلا أنه من باب الحذر الذي شرعه الله تعالى ولئلا يقول القائل لو لم أدخل لم أمرض ولو لم يدخل فلان لم يمت وقال ابن دقيق العيد الذي يترجح عندي في الجمع بين النهي عن الفرار والنهي عن القدوم أن الإقدام عليه تعرض للبلاء ولعله لا يصبر عليه وربما كان فيه ضرب من الدعوى لمقام الصبر أو التوكل فمنع ذلك لاغترار النفس ودعواها ما لا تثبت عليه عند التحقيق وأما الفرار فقد يكون داخلا في باب التوكل في الإثبات متصورا بصورة من يحاول النجاة مما قدر عليه فيقع التكليف في القدوم كما يقع التكليف في الفرار فأمر بترك التكليف فيهما إذ فيه تكليف النفس ما يشق عليها ونظير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا فأمرهم بترك التمني لما فيه من التعرض للبلاء وخوف الاغترار بالنفس إذ لا يؤمن غدرها عند الوقوع ثم أمرهم بالصبر عند الوقوع تسليما لأمر الله

تعالى أهـ وقيل أن الحكمة في منع الدخول لئلا يتعلق بقلوبهم الوهم أكثر مما يتعلق بمن لم يدخل قال القاضي تاج الدين السبكي مذهبنا وهو الذي عليه الأكثرون النهي عن الفرار منه للتحريم وقال بعض العلماء هو للتنزيه قال والاتفاق على جواز الخروج لشغل عرض غير الفرار قال شيخنا وقد صرح ابن خزيمة في صحيحه بأن الفرار من الطاعون من الكبائر وأن الله يعاقب عليه ما لم يعف عنه قال شيخنا وقد اختلف في حكمة ذلك فقيل هو تعبدي لا يعقل معناه لأن الفرار من المهالك مأمور به وقد نهى عن هذا فهو لسر فيه لا تعلم حقيقته وقيل هو معلل بأن الطاعون إذا وقع في البلد عم جميع من فيه بمداخلة سببه فلا يفيد الفرار منه بل إذا كان أجله حضر فهو ميت سواء أقام أو رحل وكذا العكس ومن ثم كان الأصح من مذهبنا أن تصرفات الصحيح في البلد الذي وقع فيه الطاعون كتصرفات المريض مرض الموت فلما كانت المفسدة قد تعينت ولا انفكاك عنها تعينت الأقامة لما في الخروج من العبث الذي لا يليق بالعقلاء وبهذا أجاب إمام الحرمين في النهاية وأيضا لو توارد الناس على الخروج لبقى من وقع به عاجزا عن الخروج فضاعت مصالح المرضى لفقد من يتعهدهم والموتى لفقد من يجهزهم ولما في خروج الأقوياء على السفر من كسر قلوب من لا قوة له على ذلك وقال ابن قتيبة نهى عن الخروج لئلا يظنوا أن الفرار ينجيهم من قدر الله وعن العبور ليكون أسكن لأنفسهم وأطيب لعيشهم وفي الحديث جواز رجوع من أراد دخول بلد فعلم أن بها الطاعون وأن ذلك ليس من الطيرة وإنما هو من منع الإلقاء إلى التهلكة (حم ق ن) عن عبد الرحمن بن عوف الزهري أحد العشرة (ت) عن أسامة بن زيد (إذا سمعتم بقوم قد خسف بهم) أي غارت بهم الأرض وذهبوا فيها (ههنا قريبا) قال الشيخ أي من المدينة وقال المناوي يحتمل أنه حسن السفياني ويحتمل أنه غيره (فقد أظلت الساعة) أي أقبلت عليكم ودنت منكم كأنها ألقت عليكم ظلة (حم ك في) كتاب (الكنى) والألقاب (طب) كلهم (عن بقيرة) بضم الباء الموحدة وفتح القاف وسكون التحتية بعدها راء (الهلالية) امرأة لقعقاع وهو حديث حسن (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول) إلا حي على الصلاة وحي على الفلاح والصلاة خير من النوم في آذان الصبح فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله في الأولين وفي الثالث صدقت وبررت (ثم صلوا علي) أي ندبا وسلموا قال المناوي وصرف عن الوجوب للإجماع على عدمه خارج الصلاة (فإنه) أي الشأن (من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا) قال العلقمي قال عياض معناه رجته وتضعيف أجره لقوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها قال وقد تكون الصلاة على وجهها وظاهرها تشريفا له بين الملائكة كما في الحديث وإن ذكرني في ملاء ذكرته في ملاء خير منه قال ابن العربي أن قيل قد قال الله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فما فائدة هذا الحديث قلت أعظم فائدة وذلك أن القرآن

اقتضى أن من جاء بحسنة تضاعف عشرا والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حسنة ومقتضى القرآن أن يعطي عشر درجات في الجنة فأخبر الله تعالى أن يصلي على من صلى على رسوله عشر أو ذكر الله للعبد أعظم من الحسنة مضاعفة قال وتحقيق ذلك أن الله تعالى لم يجعل جزاء ذكره إلا ذكره وكذلك جعل جزاء ذكر نبيه ذكره لمن ذكره قال العراقي لم يقتصر على ذلك حتى زاده كتابة عشر حسنات وحط عشر سيئات ورفع عشر درجات كما ورد في أحاديث (ثم سلوا الله لي الوسيلة) فسرها صلى الله عليه وسلم بقوله (فإنها منزله في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله) الذين هم أصفياؤه وخلاصة خواص خلقه (وأرجو أن أكون أنا هو) أي أنا ذلك العبد قال المناوي وذكره على منهج الترجي تأدبا وتشريعا وقال العلقمي قال القرطبي قال ذلك قبل أن يوحى إليه أنه صاحبها ثم أخبر بذلك ومع ذلك فلابد من الدعاء بها فإن الله يزيده بكثرة دعاء أمته رفعة كزاده بصلاتهم ثم يرجع ذلك عليهم بنيل الأجور ووجوب شفاعته صلى الله عليه وسلم (فمن سأل لي الوسيلة) أي طلبها لي من الله وهو مسلم (حلت عليه الشفاعة) قال العلقمي أي وجبت وقيل غشيته ونزلت به وقال المناوي أي وجبت وجوبا وقعا عليه أو نالته أو نزلت به هبه صالحا أم ضالحا فالشفاعة تكون لزيادة الثواب والعفو عن العقاب أو بعضه (حم م 3) عن ابن عمرو بن العاص (إذا سميتم فعبدوا) بالتشديد أي إذا أردتم تسمية ولد أو خادم فسموه بما فيه عبودية لله تعالى لأن أشرف الأسماء ما تعبد له كما في خبر آخر (الحسن ابن سفيان) في جزئه (والحاكم) أبو عبد الله (في) كتاب (الكنى) والألقاب ومسدد وابن منده (طب) وأبو نعيم كلهم (عن أبي زهير) بن معاذ بن رجاح (الثقفي) واسمه معاذ وقيل همار قال الشيخ حديث ضعيف (إذا سميتم فكبر وابعني على الدبيحة) قال العلقمي بأن تقولوا بسم الله والله أكبر ويسن أن يصلي بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان في أيام الأضحية كبر قبل التسمية وبعدها ثلاثا فيقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر ويزيد ولله الحمد ويقول بعد ذلك اللهم هذا منك وإليك فتقبل مني ولم أر أصحابنا ذكروا سن التكبير بعد التسمية عند الذبح في غير أيام التضحية (طس) عن أنس بن مالك قال الشيخ صحيح المتن لغيره (إذا سميتم أحد محمدًا فلا تضربوه) قال الشيخ النهي للتحريم بلا موجب نحو تأديب وتربية وذلك من الكمال لواجب له زيادة على غيره أي آكد في الوجوب (ولا تحرموه) قال المناوي من البر والإحسان والصلة إكراما لمن تسمى باسمه (ليزار) في مسنده (عن أبي رافع) بن إبراهيم أوأسلم أو صالح القبطي مولى المصطفى وهو حديث ضعيف (إذا سميتم الولد محمد فأكرموه) أي وقروه وعظموه (ووسعوا له في المجلس) عطف خاص على عام للاهتمام (ولا تقبحوا له وجها) قال العلقمي أي تقولوا أقبح الله وجه فلان وقيل لا تنسبوه إلى القبح ضد الحسن لأن الله تعالى صوره وقد أحسن كل شيء خلقه أهـ قال المناوي وكني بالوجه عن الذات (خط) عن علي أمير المؤمنين وهو

حديث ضعيف (إذا شرب أحدكم) أي ماءا وغيره (فلا يتنفس في الإناء) فيكره ذلك تنزيها لأنه يقذره ويغير ريحه وقال العلقمي لأنه ربما حصل له تغير من النفس أما لكون المتنفس كان متغير الفم بمأكول مثلا أو لبعد عهده بالسواك والمضمة أو لأن النفس يصعد ببخار المعدة والنفخ في هذه الأحوال أشد من التنفس (وإذا أتى الخلاء) بالمد أي المحل الذي يقضي فيه الحاجة (فلا يمس ذكره بيمينه) والأنثى كذلك فيكره مس الفرج للذكر والأنثى حال قضاء الحاجة (ولا يتمسح بيمينه) أي لا يستنجي بها فيكره ذلك تنزيها (خ ت) عن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس) أي ندبا (في الإناء) قال العلقمي هو عام في كل إناء فيه طعام أو شراب أو ليس فيه شيء لأنه يقذره وربما يغير رائحته كما تقدم (فإذا أراد أن يعود) أي إلى الشراب (فلينح الإناء) أي يزيله ويبعده عن فيه (ثم يتنفس) بفتح المثناة التحتية (ثم ليعدان كان يريد) العود (5) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (إذا شرب أحدكم فليمص مصا) مصدر مؤكد أي فليأخذ الماء بشفتيه ثلاث مرات ويتنفس عقب كل مرة بعد أن ينحي الإناء عن فمه (ولا يعب عبا) أي لا يشرب بكثرة من غير تنفس وعلل ذلك بقوله (فإن الكباد من لعب) قال العلقمي هو بضم الكاف وجمع الكبد وبفتحها الشدة والضيق قال المناوي لكن المراد هنا الأول وقد اتفق على كراهة لعب أي الشرب في نفس واحد أهل الطب وذكروا أنه يولد أمراضا يعسر علاجها (ص) وابن السني وأبو نعيم في كتاب (الطب) النبوي (هب) كلهم (عن أبي حسين مرسلا) هو عبد الله بن عبد الرحمن قال الشيخ حديث صحيح المتن (إذا شربتم الماء فاشربوه مصا ولا تشربوه عبا فإن العب يورث الكباد (قر) عن علي أمير المؤمنين ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (إذا شربتم الماء فاشربوه مصا وإذا استكتم) أي استعملتم السواك (فاستاكوا عرضا) أي في عرض الأسنان فيكره طولا لأنه يدمي اللثة نعم لا يكره في اللسان طولا لخبر فيه (د) في مراسيله عن عطاء بن رباح مرسلا قال الشيخ حديث حسن (إذا شربتم اللبن فتمضمضوا منه فإن له دسما) قال العلقمي فيه استحباب المضمضة من شرب اللبن قال العلماء وكذلك غيره من المأكول والمشروب يستحب له المضمضة لئلا يبقى منه بقايا يبتلعها في حال الصلاة ولتنقطع لزوجته ودسمه ويتطهر فمه ولأن بقايا الدسم يضر باللثة والأسنان (5) عن أم سلمة أم المؤمنين وهو حديث صحيح (إذا شهدت أحدا كن العشاء فلا تمس طيبا) قال العلقمي قال النووي معناه إذا أرادت شهودها لا من شهدتها ثم عادت إلى بيتها وفيه إيذان بأنهن يحضرن العشاء مع الجماعة ولجواز شهودهن الجماعة مع الرجال شروط مرت (حم م ن) عن زينب الثقفية امرأة ابن ابن مسعود (إذا شهدت أمة من الأمم وهم أربعون فصاعدا) أي شهدوا للميت بخير واثنوا عليه (أجاز الله شهادتهم) أي قبلها فيصيره من أهل الخير وحشره معهم قيل وحكمة الأربعين أنه لم يجتمع هذا العدد

إلا وفيهم ولي (طب) والضيا المقدسي (عن والد أبي المليح) اسم الوالد أسامة بن عمير واسم أبي المليح عامر قال الشيخ حديث صحيح (إذا شهر المسلم على أخيه) أي في الدين (سلاحا) أي اخرجه من عمده وأهوى به إليه (فلا تزال ملائكة الله تعالى تلعنه) أي تدعو عليه بالطرد والإبعاد عن رحمة الله (حتى يشيمه عنه) قال العلقمي بفتح المثناة التحتية وكسر الشين المعجمة وسكون التحتية وبميم مفتوحة أي يغمده والشيم من الأضدا يكون سلا واغمادا وقال المناوي وزاد في غير الصائل والباغي (البزار) في مسنده (عن أبي بكرة) بالتحريك وهو حديث حسن (إذا صلى أحدكم فليصل صلاة مودع) أي إذا شرع في الصلاة فليقبل على الله ويدع غيره ثم فسر صلاة المودع بقوله (صلاة من لا يظن أنه يرجع إليها أبدًا) فإنه إذا استحضر ذلك بعثه على قطع العلائق والتلبس بالخشوع الذي هو روح الصلاة (فر) عن أم سلمة زوج المصطفى صلى الله عليه وسلم قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا صلى أحدكم) غير صلاة الجنازة (فليبدأ) صلاته (بتحميد الله تعالى والثناء عليه) أي بما يتضمن ذلك (ثم ليصل على النبي) أي داخل الصلاة قال الشيخ كما هو قضية السبب في أبي داود أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله تعالى أي من دعاء الافتتاح ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم في تشهده فقال عجل هذا ثم دعاه فقال إذا الخـ (ثم ليدعو) بإثبات حرف العلة في كثير من النسخ (بعد) أي بعد ما ذكر (بما شاء) من ديني أو دنيوي وماثوره أي الدعاء أي منقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من غيره ومنه اللهم اغفرلي ما قدمت وما أخرت أي اغفره إذا وقع وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت للاتباع رواه مسلم وروى أيضا كالبخاري اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيى والممات ومن فتنة المسيح الدجال وروى البخاري اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفرلي مغفرة من عندك وارحمني أنك أنت الغفور الرحيم (دت ك هق) عن فضالة بن عبيد وهو حديث صحيح (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة) كجدار أو سارية أو عصا أو نحوها (وليدن من سترته) أي بحيث لا يزيد ما بينه وبينها على ثلاثة أذرع وكذابين الصفين (لا يقطع الشيطان عليه صلاته) برفع يقطع على الاستئناف وبنصبه بتقدير لئلا يقطع ثم حذفت لام الجروان الناصبة ويجزمه على أنه جواب الأمر في قوله وليدن كما أفاده العلقمي وقال المراد بالشيطان المار بين يدي المصلي قال في شرح المصابيح معناه يدنو من السترة حتى لا يشوش الشيطان عليه صلاته وقال المناوي الشيطان من الجن والإنس يعني ينقصها بشغل قلبه بالمرور بين يديه وتشويشه عليه فليس المراد بالقطع الإبطال (حم دن حب ك) عن سهل بن أبي خيثمة الأنصاري الأوسى وهو حديث صحيح (إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر) أي سنته

ليضطجع ندباً وقيل وجوباً (على جنبه الأيمن) قال العلقمي أي يضع جنبه اليمين على الأرض قيل الحكمة فيه أن القلب في جهو اليسار فلو اضطجع عليه لاستغرق نوما لكونه أبلغ في الراحة بخلاف اليمين فيكون القلب معلقا فلا يستغرق وفيه أن الاضطجاع إنما يتم إذا كان على الشق الأيمن قال شيخنا قال الحافظ أبو الفضل العراقي في شرح الترمذي وهل يحصل أصل سنة الاضطجاع بكونه على الشق الأيس أما مع القدرة على ذلك فالظاهر أنه لا تحصل به السنة لعدم موافقته للأمر وأما إذا كان به ضرر في الشق الأيمن لعجز لا يمكن معه الاضطجاع أو يمكن لكن مع مشقة فهل يضطجع على اليسار أو يشير إلى الاضطجاع على الجانب الأيمن لعجزه عن كماله كما يفعل من عجز عن الركوع والسجود في الصلاة لم أر لأصحابنا فيه نصا وجزم ابن حزم بأنه يشير إلى الاضطجاع للشق الأيمن ولا يضطجع على اليسار أهـ والأمر بالاضطجاع أمر ندب واحتج الأئمة على عدم الوجوب بأنه لم يكن يداوم عليها وفائدة ذلك الراحة والنشاط لصلاة الصبح وعلى هذا فلا يستحب ذلك إلا للمتهجد وبه جزم ابن العربي وقيل أن فائدتها الفصل بين ركعتي الفجر وصلاة الصبح وعلى هذا فلا اختصاص ومن ثم قال الشافعي وأصحابه يستحب أن يفصل بين سنة الفجر وصلاة الصبح باضطجاع على يمينه أو بحديث أو تحول من مكانه أو نحو ذلك واستحب البغوي في شرح السنة الاضطجاع بخصوصه واختاره في المجموع لحديث أبي هريرة وقد قال أبو هريرة راوي الحديث أن الفصل بالمشي إلى المسجد لا يكفي وقال في المجموع أن تعذر عليه فصل بكلام قال شيخ شيوخنا وأفرط ابن حزم فقال يجب على كل أحد وجعله شرطا لصحة صلاة الصبح ورد عليه العلماء بعده وذهب بعض السلف إلى استحبابها في البيت دون المسجد وهو محكى عن ابن عمر وقواه بعض شيوخنا بأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله في المسجد (دت حب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذا صلى أحدكم الجمعة فلا يصل بعدها شيئًا) قال المناوي ندبا يعني ولا يصلي سنتها البعدية (حتى يتكلم) بشيء من كلام الآدميين ويحتمل الإطلاق (أو يخرج) أي من محل إقامتها إلى نحو بيته (طب) عن عصمة بن مالك الأنصاري وهو حديث ضعيف (إذا صلى أحدكم) أي أراد أن يصلي (فليلبس نعليه) قال العلقمي أي يصلي فيهما بدليل رواية البخاري كان يصلي في نعليه قال ابن بطال هو محمول على ما إذا لم يكن فيهما نجاسة وهي من الرخص كما قال ابن دقيق العيد لا من الاستحباب (أو ليخلعها) يعني ينزعهما من رجليه ويضعهما (بين رجليه) يعني إذا كانتا طاهرتين (ولا يؤذيهما غيره) قال العلقمي بسكون الهمزة ويجوز إبدالها واوا يعني بأن يضعهما أمام غيره أو عن يمينه أو خلفه فيكونان أمام غيره قلت وفي رواية لأبي داود إذا صلى أحدكم فلا يضع نعليه عن يمينه ولا عن يساره فيكونان عن يمين غيره فلا يضع المستقذر من جهته إكراما

له وفي الحديث المنع من أذى المؤمنين والملائكة بما فيه رائحة كريهة واستقذر ويفهم منه المنع من الأذى بالسب والضرب وغير ذلك من باب أولى (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل) ندبا مؤكدا (بعدها أربعا) من الركعات قال المناوي لا يعارضه رواية الركعتين لحمل النصين على الأقل وإلا كمل كما في التحقيق قال العلقمي معلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي في أكثر الأوقات أربعا لأنه أمرنا بهن وحثنا عليهن وهو أرغب في الخير وأحرص عليه وأولى به (حم م ن) عن أبي هريرة (إذا صلى أحدكم فأحدث فليمسك على أنفه) قال العلقمي قال شيخنا قال الخطابي إنما أمره أن يأخذ بأنفه ليوهم القوم أن به رعافا وفي هذا باب من الأخذ بالأدب في ستر العورة وإخفاء القبيح والتورية بما هو أحسن وليس بداخل في باب الرياء والكذب وإنما هو من باب التجمل واستعمال الحياء وطلب السلامة من الناس (ثم لينصرف) أي ليتطهر (هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن (إذا صلى أحدكم في بيته ثم دخل المسجد والقوم يصلون فليصل معهم) أي مرة واحدة (وتكون له نافلة) أي وفرضه الأولى وأما خبر لا تصلوا صلاة في يوم مرتين فمعناه لا يجب والبيت والمسجد والقوم لا مفهوم لها عند الشافعية فلو صلى الأولى في المسجد جماعة أو فرادى ثم رآى من يصلي منفردا خارج المسجد استحب له أن يعيدها فيه (طب) عن عبد الله بن سرجس قال العلقمي يفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم بعدها مهملة قال الشيخ حديث حسن (إذا صلت المرأة خمسها) أي المكتوبات الخمس (وصامت شهرها) أي رمضان غير أيام الحيض والنفاس إن كان (وحفظت فرجها) أي من وطئ غير حليلها (وأطاعت زوجها) أي في غير معصية (دخلت الجنة) قال المناوي أي مع السابقين الأولين أي أن تجنبت مع ذلك بقية الكبائر أو تابت توبة صحيحة أو عفى عنها أهـ وهذا لا يختص بها لأن كل من تاب أو عفى عنه كذلك ولك أن تقول لا يسلم ذلك فلا يلزم أن كان من تاب أو عفى عنه يدخل الجنة مع السابقين فليتأمل (البزار) في مسنده (عن أنس) بن مالك (حم) عن عبد الرحمن بن عوف (طب) عن عبد الرحمن بن حسنة بفتح الحاء وسكون السين المهملتين اسم ابيه قال الشيخ حديث حسن (إذا صلوا) أي المؤمنون (على جنازة فأثنوا خيرا يقول الرب أجزت شهادتهم فيما يعلمون واغفر له ما لا يعلمون) أي من الذنوب المستورة عليهم (تنح) عن الربيع بضم الراء وفتح الموحدة وشدة المثناة التحتية (بنت معوذ) بضم الميم وفتح العين المهملة وشدة الواو المكسورة بعدها معجمة الأنصارية الصحابية وهو حديث حسن (إذا صليت) أي دخلت في الصلاة (فلا تبزقن) بنون التوكيد (بين يديك) أي إلى جهة القبلة (ولا عن يمينك) قال العلقمي لأن عن يمينه ملكاً كما في رواية البخاري واستشكل بأن عن يساره ملكا آخر واجيب بأن ملك اليمين أعظم لكونه أميرا على ملك اليسار وأجاب بعضهم بأن الحديث خاص بالصلاة

ولا مدخل لكاتب السيئات قال ابن حجر ويشهد له ما في حديث الطبراني من حديث أبي أمامة فإنه يقوم بين يدي الله وملكه عن يمينه وقرينه عن يساره فالتفل حينئذ بالمثناة الفوقية إنما يقع على القرين وهو الشيطان ولعل ملك اليسار حينئذ يكون بحيث لا يصيبه منه شيء (ولكن ابزق تلقاء شمالك) بالكسر والمد أي جهة يسارك (إن كان فارغًا) أي من آدمى يتأذى من البزاق (وإلا أي وإن لم يكن فارغا (فتحت قدمك اليسرى وادلكه) قال المناوي إن كان ما تحته ترابا أو رملا فإن كان مبلطا فادلكها بحيث لا يبقى لها أثر البتة وإلا لم يجز لأنه تقذير له أي المسجد وتقذيره حتى بالطاهر حرام أهـ وقال الرملي في شرح البهجة عطفا على المكروهات والبصاق عن يمينه أو قبل وجهه لا عن يساره ومحله في غير المسجد أو فيه ولم يصل إليه البصاق أما فيه مع وصوله إليه فحرام مطلقا كما اقتضاه كلام الروضة وشرح مسلم وصرح به في المجموع والتحقيق ومسحه من المسجد أفضل من دفنه فيه ولحائطه من خارجه حرمته ويكره البصاق عن يمينه وأمامه أي في جهة القبلة في عير المسجد والصلاة كما جزم به النووي والبصاق بالصاد والزاي وكذا بالسين على قلة (حم 4 حب ك) عن طارق بن عبد الله المحاربي الصحابي قال الشيخ حديث صحيح (إذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا من الناس اللهم أجرني من النار) أي من عذابها أو من دخولها قل ذلك (سبع مرات فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوار من النار وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدا من الناس اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارا من النار) قال العلقمي بكسر الجيم أي أمانا منها ومن دخولها أهـ وقال المناوي يحتمل تقييده باجتناب الكبائر كالنظائر وقال الشيخ الرواية ظاهرة المعنى والمخاطب بها راوي الحديث (حم دن حب) عن الحارث بن مسلم (التميمي) قال الشيخ حديث صحيح (إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء) قال العلقمي الدعاء للميت ليس فيه لفظ محدود عند العلماء بل يدعو المصلي بما تيسر له والأولى أن يكون بالأدعية المأثورة في ذلك والدعاء في الصلاة للميت هو الركن الأعظم وأقله ما يقع عليه الاسم لأنه المقصود الأعظم من الصلاة وما قبله كالمقدمات وإليه أشار بقوله صلى الله عليه وسلم أخلصوا له الدعاء وإخلاص الدعاء له أن لا يخلط معه غيره وفيه وجوب الدعاء للميت بخصوصه وأقله اللهم اغفر له وارحمه وإن كان طفلا ولا يكفي في الطفل ونحوه اللهم اغفر لحينا وميتنا إلى آخره ولا اللهم اجعله لأبوبه فرطا وسلفا الخ فاعتمد ما حررته لك من تخصيصه بالدعاء وإن كان طفلا ولا تغتر بغيره مما يعطيه ظاهر المتون (ده حب) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (إذا صليتم خلف أئمتكم فاحسنوا طهوركم) بضم الطاء بأن تأتوا به على أكمل حالاته من شرط وفرض وسنة (فإنما يرتح) بالبناء للمفعول أي يستغلق ويصعب قال العلقمي قال في المصباح ارتجت الباب ارتجاجا اغلقته انغلاقا ومنه ارتج على

القارئ إذا لم يقدر على القراءة كأنه منع منها وهو مبني للمفعول مخفف (على القارئ قراءته بسوء طهر المصلي خلفه) أي بقبحه لأن شؤمه يعود على أمامه والرجة خاصة والبلاء عام (فر) عن حذيفة بن اليمان قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا صليتم) أي أردتم الصلاة (فائتزروا) أي البسوا الأزار قال العلقمي وائتزرت لبست الأزار وأصله بهمزتين الأولى همزة وصل والثانية فإذا افتعلت (وارتدوا) قال المناوي أي أي اشتملوا بالرداء (ولا تشبهوا بحذف إحدى التاءين (باليهود) فإنهم لا يأتزرون ولا يرتدون بل يشتملون اشتمال الصمة (عد) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا صليتم الفجر) أي فرغتم من صلاة الصبح (فلا تناموا عن طلب أرزاقكم) فإن هذه الأمة قد بورك لها في بكورها واحق ما طلب العبد رزقه في الوقت الذي بورك له فيه (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (إذا صليتم فارفعوا سبلكم) قال الشيخ بفتح السين المهملة والباء الموحدة الثياب المسبلة (فإن كل شيء أصاب الأرض من سبلكم) قال المناوي بأن جاوز الكعبين (فهو في النار) يعني فصاحبه في النار أو يكون على صاحبه في النار فتلتهب فيه فيعذب به وذا إذا قصد الفخر والخيلاء وإلا فهو مكروه والظاهر أن الشرط لا مفهوم له (تنح طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (إذا صليتم صلاة الفرض) يعني المكتوبات الخمس (فقولوا) ندبا (في عقب كل صلاة عشر مرات لا إله) أي لا معبود بحق (إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) أي هو فعال لكل ما يشاء كما يشاء (يكتب له) بالبناء للمفعول وفيه حذف أي فقائل ذلك يقدر الله له أو يأمر الملك أن يكتب في اللوح أو الصحف (من الأجر كأنما اعتق رقبة) أي أجرا كأجر من اعتق رقبة (الرافعي) الإمام عبد الكريم القزويني (في تاريخه) تاريخ قزوين (عن البراء) بن عازب قال الشيخ حديث حسن (إذا صمت) بفتح التاء والخطاب لأبي ذر (من الشهر ثلاثًا) أي أردت صوم ثلاثة أيام تطوعا من أي شهر كان (فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة) أي صم الثالث عشر من الشهر وتالييه وتسمى أيام البيض وصومها من كل شهر مندوب (حم ت ن حب) عن أبي ذر الغفاري وهو حديث صحيح (إذا صمتم فاستاكوا بالغداة) قال العلقمي قال في المصباح والغداة الضحوة وهي مؤنثة قال ابن الأنباري ولم يسمع تذكيرها ولوجلها حامل على أول النهار جاز له التذكير أي لأنها أول النهار (ولا تستاكوا بالعشي) بفتح العين المهملة وكسر المعجمة وشدة المثناة التحتية قال العلقمي قال في المصباح العشي قيل ما بين الزوال إلى الغروب وقيل هو آخر النهار وقيل العشي والعشاء من صلاة المغرب إلى العتمة أهـ وبالأول جزم المناوي وهو ما عليه الشافعية فتزول الكراهة بالغروب (فإنه) أي الشأن (ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورا بين عينيه يوم القيمة) يعني فيسعى به أو يكون علامة له يعرف بها في الموقف قال

الشيخ ويبس الشفتين كناية عن عطش الصائم للزومه له غالبا فالمقابل بذلك الجزاء الصبر عليه بعدم إجراء الريق وجلبه بالسواك (طب قط) عن خباب قال الشيخ بخاء معجمة ثم موحدة مشددة فموحدة قال وهو حديث ضعيف منجبر (إذا أضحى أحدكم فليأكل من أضحيته) قال العلقمي فيه دلالة على أنه يستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته وكلن صلى الله عليه وسلم يأكل من كبد أضحيته رواه البيهقي في سنته ولقوله تعالى فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير وإنما لم يجب ذلك لقوله تعالى والبدن جعلناها لكم من شعائر الله فجعلها لنا وما هو للإنسان فهو مخير بين تركه وأكله وظاهران محل ذلك إذ أضحى عن نفسه فلو ضحى عن غيره بإنه كميت وصى بذلك فليس له ولا لغيره من الأغنياء الأكل منها وبه صرح القفال في الميت وعلله بأن الأضحية وقعت عنه فلا يحل الأكل منها إلا بإذنه وقد تعذر فيجب التصدق عنه والأحسن التصدق بالجميع الألقمة أو لقمايا يأكلها تبر كافانه سنة عملا بظاهر الحديث (حم) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذ ضرب أحدكم خادمه) قال المناوي أي مملوكه وكذا كل من له عليه ولاية تأديبه (فذكر الله) معطوف على الشرط أي ذكر المضروب كقوله كرامة لله (فارفعوا أيديكم) جواب الشرط أي كفوا عن ضربه ندبا إجلالا لمن ذكر اسمه ومهابة لعظمته (ت) في البر (عن أبي سعيد) الخدري وهو حديث ضعيف (إذا ضرب أحدكم) أي خادمه (فليتق الوجه) وفي رواية فليجتنب لأنه لطيف يجمع المحاسن وأعضاؤه لطيفة وأكثر الإدراك بها فقد يبطلها ضرب الوجه وقد ينقصها وقد يشوه الوجه والشين فيه فاحش لأنه بارز ظاهر وهذا في المسلم ونحوه كذمي ومعاهد أما الحربي فالضرب فيه أنجح اامقصود وأردع لأهل الجحود كما هو بين (د) في الحدود (عن أبي هريرة) وهو حديث صحيح (إذا ضن) بفتح الضاد المعجمة وشدة النون (الناس بالدينار والدرهم) أي بخلوا بإنفاقهما في وجوه البر (وتبايعوا بالعينة) بالكسر وهي أن يبيع شيئًا بثمن لأجل ثم يشتريه بأقل (وتبعوا أذناب البقر) كناية عن شغلهم بالحرث والزرع وإهمالهم القيام بوظائف العبادات (وتركوا الجهاد في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله (أدخل الله عليهم ذلا) بالضم أي هوانا وضعفا (لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم) أي إلى أن يرجعوا عن ارتكاب هذه الخصال الذميمة وفي جعله إياها من غير الدين وإن مرتكبها تارك الدين مزيد تفريع وتهويل لفاعلها (حم طب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث حسن (إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق فانه) أي إكثار المرق (أوسع وأبلغ للجيران) أي أبلغ في تعميمهم (ش) عن جابر ابن عبد الله وهو حديث صحيح (إذا طلب أحدكم من أخيه حاجة) أي أراد طلبها منه (فلا يبدأه) قبل طلبها (بالمدحة) بكسر الميم أي الثناء عليه بما فيه من الصفات الحميدة (فيقطع ظهره) قال المناوي فإن الممدوح قد يغتر بذلك ويعجب به فيسقط من عين الله فاطلق قطع الظهر مر يدابه ذلك أو نحوه توسعا (ابن لال) في كتاب (مكارم الأخلاق)

أي فيما ورد في فضلها (عن ابن مسعود) عبد الله وهو حديث ضعيف (إذا طلع الفجر) أي الصادق (فلا صلاة إلا ركعتي الفجر) قال المناوي أي لا صلاة تندب حينئذ إلا ركعتين سنة الفجر ثم صلاة الصبح وبعده تحرم صلاة لا سبب لها حتى تطلع الشمس وترتفع كرمح (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (إذا طلعت الثريا) قال المناوي أي ظهرت للناظرين ساطعة عند طلوع الفجر وذلك في العشر الأول من إيار فليس المراد بطلوعها مجرد ظهورها في الأرض لأنها تطلع كل يوم وليلة (أمن الزرع من العاهة) قال المناوي أي أن العاهة تنقطع والصلاح يبدو حينئذ غالبا فيباع الثمر حينئذ أي فيصح بيعه بلا شرط بدو الصلاح وإنما نيط بظهورها الغالب (طص) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذا طنت) بالتشديد أي صوتت (أذن أحدكم فليذكرني) كان يقول محمد رسول الله (وليصل علي) كان يقول اللهم صل وسلم على محمد (وليقل ذكر الله من ذكرني بخير) قال المناوي فإن الإذن إنما تطن لما ورد على الروح من الخبر الخير وهوان المصطفى صلى الله عليه وسلم قد ذكر ذلك الإنسان بخير في الملأ الأعلى في عالم الأرواح (الحكيم) الترمذي وابن السني (طب عق عد) عن أبي رافع مسلم أو إبراهيم مولي المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو حديث حسن (إذا ظلم أهل الذمة) بالبنا للمفعول ويلحق بهم المعاهد والمستأمن (كانت الدولة دولة العدو) قال الشيخ أي يجعل الله الدولة دولة العدو فينصره علينا والمراد من الخبر النهي وقال المناوي أي كانت مدة ذلك الملك أمدا قصيرا والظلم لا يدون وإن دام دمر (وإذا كثر الزنى) بزاي ونون وقال الشيخ براء وباء موحدة (كثر السبا) بكسر السين المهملة وبالباء الموحدة مقصورا من سباه العدو أسره أهـ وقال المناوي يسلط الله العدو على أهل الإسلام فيكثر من السبي منهم (وإذا كثر اللوطية) أي الذين يأتون الذكور شهوة من دون النساء (رفع الله يده عن الخلق) أي أعرض عنهم ومنعهم ألطافه (ولا يبالي) في أي وادهلكوا لأن من فعل ذلك فقد أبطل حكمة الله وعارضه في تدبيره حيث جعل الذكر للفاعلية والأنثى للمفعولية فلا يبالي بإهلاكه (طب) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا ظننتم فلا تحققوا) قال الشيخ بحذف إحدى التاءين أي لا تجعلوا ذلك محققا في نفوسكم بل اطرحوه أهـ وقال المناوي إذا ظننتم بأحد سوءا فلا تجزموا به ما لم تتحققوه إن بعض الظن إثم (وإذا حسدتم فلا تبغوا) أي إذا وسوس إليكم الشيطان بحسد أحد فلا تطيعوه ولا تعملوا بمقتضى الحسد من البعي على المحسود وإيذائه بل خالفوا النفس والشيطان وداووا القلب من ذلك الداء (وإذا تطيرتم فامضوا) أي وإذا خرجتم لنحو سفر وعزمتم على فعل شيء فتشاءمتم لروية أو سماع ما فيه كراهة فلا ترجعوا (وعلى الله فتوكلوا) أي فوضوا أمركم إليه لا إلى غيره والتجؤا إليه في دفع شر ما تطيرتم به (وإذا وزنتم فارجحوا) أي أوفوا واحذروا أن تكونوا من الذين إذا اكتالوا على الناس

يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون (5) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا ظهر الزنى) بزاي ونون (والربا) براء مهملة وباء موحدة (في قرية) أي في أهلها (فقد أحلوا) بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام من الحلول (بأنفسهم عذاب الله) أي تسببوا في وقوعه بهم لمخالفتهم ما اقتضته الحكمة الإلهية من حفظ الإنسان وعدم اختلاط المياه وإن الناس شركاء في النقد المطعوم لا اختصاص لا حدبة إلا بعقد لا تفاضل فيه قال المناوي (تنبيه) سئل بعضهم لم كان البلاء عاما والرحمة خاصة فقال لأن هذا هو اللائق بالجناب الألهي لأن البلاء لو نزل على العامل أي عامل المعاصي وحده هلك حالا فيذهب معظم الكون لأن أهل الطاعة قليلون جدا بالنسبة للعصاة فكان من رحمة الله توزيع البلاء على العموم ليستمد ذلك العاصي فتح باب التوبة ويبقى حيا حتى يتوب وإلا لمات بلا توبة وهو تعالى يحب من عباده التوابين لأنه محل تنفيذ إرادته واظهار عظمته (طب ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح (إذا ظهرت الحية) أي برزت (في المسكن فقولوا لها) قال المناوي ندبا وقيل وجوبا (إنا نسألك) بكسر الكاف خطا باللحية وهي مؤنثة (بعهد نوح وبعهد سليمان بن داود أن لا تؤذينا) بسكون المثناة التحتية والنصب بحذف النون (فإن عادت) مرة أخرى (فاقتلوها) لأنها إذا لم تذهب بالإنذار فهي ليست من العمار ولا ممن أسلم من الجن فلا حرمة لها فتقتل وقضيته أنها لا تقتل قبل الإنذار ويعارضه قضية إطلاق الأمر بالقتل في أخبار تأتي وحملها بعضهم على غير عمار البيوت جمعا بين الأخبار أهـ وقال العلقمي قال ابن رسلان قال العلماء معناه إذا لم تذهب بالإنذار علمتم أنها ليست من عوامر البيوت ولا ممن أسلم من الجن بل هو شيطان فلا حرمة له فاقتلوه ولن يجعل الله له سبيلا بالانتصار عليكم بثاره بخلاف العوامر ومن أسلم وهذا القتل على سبيل الاستحباب لرواية في أبي داود فإذا رأيتم أحدا منهم فحذروه ثلاث مرات ثم إن بدا لكم بعد أن تحذروه فاقتلوه إذ لو كان واجبا لما علقه بالاختيار في قوله بدا لكم أي تجدد لكم رأي واختيار والإنذار يكون ثلاثة أيام في كل يوم ثلاث مرات أهـ وقال الشيخ فقولوا لها أي بحيث تسمع لظاهر الخبر والمقول أنا نسألك بعهد نوح مع أنه لم يشتهر عنه التصرف في الجن مثل سليمان لكن ثبت عنه بهذا وقوع العهد معهم لما أدخلهم معه في السفينة ذكره ابن اسحاق وغيره وفي أبي داود وعن ابن مسعود اقتلوا الحيات كلها إلا الجان الأبيض الذي كانه قضيب فضة وسيأتي اقتلوا الحيات كلهن وليس فيما ذكر تقييد بالإنذار ثلاثا بل فيه ما يؤيد عموم الزمان والمكان وهو إما أن يحمل القيد هنا على جن المدينة أو على غير ذي الطفيتين والأبتر أو أن المقيد بالإنذار منسوخ أقوال ويتوقف على تاريخ ويدل لعدم النسخة قصة أبي لبابة مع ابن عمر والكلام والايتئذان في غير العقرب والوزغة إذ لم يرد اللون فيهما (ت) عن ابن أبي ليلى عبد الرحمن الفقيه الكوفي وهو حديث حسن (إذا ظهرت الفاحشة)

قال العلقمي قال في النهاية الفحش والفاحشة والفواحش ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وكثيرا ما ترد الفاحشة بمعنى الزنى وكل خصلة قبيحة فهي فاحشة في الأقوال والأفعال (كانت الرجفة) قال المناوي أي حصلت الزلزلة والاضطراب وتفرق الكلمة وظهور الفتن (وإذا جار الحكام) أي ظلموا رعاياهم (قل المطر وإذا غدر) بالبناء للمفعول (بأهل الذمة) أي نقض عهدهم أو عوملوا من قبل الإمام بخلاف ما يوجبه عقد الجزية لهم (ظهر العدو) أي غلب عدو المسلمين وإمامهم عليهم لأن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان (فر) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا ظهرت البدع) أي المذمومة المخالفة للشرع (ولعن آخر هذه الأمة أولها) قال المناوي وهم الصحابة يعني بعضهم كالشيخين وعلي (فمن كان عنده علم) أي بتفضيل الصدر الأول وما للسلف من المناقب الحميدة (فلينشره) أي يظهره ويشيعه بين الخاص والعام ليعلم الجاهل ما لهم من الفضائل ويكف لسانه عنهم (فإن كاتم العلم يومئذ) أي يوم ظهور البدع ولعن الآخر للسلف (ككاتم ما أنزل الله على محمد) فيلجم يوم القيامة بلجام من نار كما جاء في عدة أخبار (ابن عساكر) في تاريخه (عن معاذ) بن جبل وهو حديث ضعيف (إذا عاد أحدكم مريضا) أي زار مسلما في مرضه (فليقل) في دعائه له ندبا (اللهم اشف عبدك ينكا) بفتح المثناة التحتية وسكون النون وفتح الكاف وبالهمز وتركه أي يجرح ويؤلم من النكاية بالكسر وهي القتل والاثخان (لك عدوا) من الكفار (أو يمشي لك إلى صلاة) قال المناوي وفي رواية إلى جنازة أما الكافر فلا يمكن الدعاء له بذلك وإن جازت عيادته (ك) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث صحيح (إذا عاد أحدكم مريضا فلا يأكل عنده شيئا) أي يكره له ذلك (فإنه) أي الأكل عنده (حظه من عيادته) أي فلا ثواب له فيها قال المناوي ويظهر أن مثل الأكل شرب نحو السكر فهو محبط لثواب العيادة (فر) عن أبي أمامة الباهلي وهو حديث صحيح (إذا عرف الغلام) قال المناوي اسم للمولود إلى أن يبلغ (يمينه من شماله) أي ما يضره وينفعه فهو كناية عن التمييز أهـ قال العلقمي واختلف في ضابط التمييز فقيل هو أن يعرف الصبي مضاره من منافعه وقال الإسنوي أحسن ما قيل فيه أن يصير الطفل بحيث يأكل وحده ويشرب وحده ويستنجى وحده أهـ وبعض الناس يقول التمييز قوة في الدماغ تستنبط بها المعاني (فمروه بالصلاة) أي وجوبا قال العلقمي هذا أمر من الشارع لولي الصبي والصبية من أب أوجد وإن علا والأم كذلك ومنه الوصي أو القيم من جهة الحاكم ولا يقتصر في الأمر على مجرد صيغته بل لا بدمعه من التهديد إن لم يفعل والصوم كالصلاة إن أطاقه ويضرب على عدم الفعل في العاشرة (دهق) عن رجل من الصحابة قال المناوي وهو عبد الله بن حبيب الجهني وهو حديث حسن (إذا عطس أحدكم) قال العلقمي بفتح الطاء في الماضي وبكسرها وضمها في المضارع (فحمد الله فشمتوه) أي ادعوا له

بالرحمة وقال في الدركأ صله التشميت الدعاء بالخير والبركة أهـ والتشميت قال الخليل وأبو عبيد وغيرهما يقال بالمعجمة وبالمهملة قال أبو عبيد بالمعجمة أعلا وأكثر وقال عياض هو كذلك الأكثر وأشار ابن دقيق العيد إلى ترجيحه وقال القزازان التشميت التبريك والعرب تقول شمته إذا دعى له بالبركة قال شيخنا زكريا بمعجمة ومهملة بدلها أي دعا له بالرحمة وقيل معناه بالمهملة دعا له بالبركة أو بأن يكون على سمت حسن وقال شيخنا هما بمعنى وهو الدعاء بالخير وقيل الذي بالمهملة من الرجوع فمعناه رجع كل عضو منك إلى سمته الذي كان عليه لتحلل أعضاء الرأس والعنق بالعطاس وبالمعجمة من الشوامت جمع شامتة وهي القائمة أي صان الله شوامتك التي بها قوام بدنك عن خروجها عن الاعتدال وقيل معناه بالمعجمة أبعدك الله عن الشماتة من الأعداء وبالمهملة جعلك الله على سمت حسن أي على سمت أهل الخير وصفتهم قال ابن رسلان قال شيخ شيوخنا قال ابن العربي في شرح الترمذي تكلم أهل اللغة على اشتقاق اللفظين ولم يبينوا المعنى فيه وهو بديع وذلك أن العاطس ينحل كل عضو في رأسه وما يتصل به من العنق ونحوه وكأنه إذا قيل له يرحمك الله كان المعنى أعطاك الله رحمة يرجع بها ذلك إلى حاله قبل العطاس ويقيم على حاله من غير تغير فإن كان التشميت بالمهملة فمعناه رجع مل عضو إلى سمته الذي كان عليه وإن كان بالمعجمة فمعناه صان الله شوامته أي قوائمه التي بها قوامه فقوام الدابة بسلامة قوائمها التي تنتفع بها إذا سلمت وقوام الآدمي بسلامة قوائمه التي بها قوامه وهي رأسه وما يتصل به من عنق وصدر أهـ ملخصا قال ابن دقيق العيد ظاهر الأمر الوجوب ويؤيده حديث البخاري فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته وعندهما حق المسلم على المسلم خمس وعدوا تشميت العاطس وعند مسلم وإذا عطس فحمد الله فشمته وعند أحمد وأبي يعلى إذا عطس فليقل الحمد لله وليقل من عنده يرحمك الله وقد أخذ بظاهرها ابن مزيد من المالكية وقال به جمهور أهل الظاهرة قال ابن أبي جمرة وقال جماعة من علمائنا أنه فرض عين وقواه ابن القيم في حواشي السنن فقال جاء بلفظ الوجوب الصريح وبلفظ الحق الدال عليه وبلفظ على الظاهر فيه وبصيغة الأمر التي هي حقيقة فيه وبقول الصحابي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا ريب أن الفقهاء اثبتوا أشياء كثيرة بدون مجموع هذه الأشياء وذهب آخرون إلى أنه فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ورجحه أبو الوليد بن رشد وأبو بكر بن العربي وقال به الحنفية وجمهور الحنابلة وذهب عبد الوهاب وجماعة من المالكية إلى أنه مستحب ويجزئ الواحد عن الجماعة وهو قول الشافعية والراجح من حيث الدليل القول الثاني والأحاديث الصحيحة الدالة على الوجوب لا تنافي كونه على الكفاية فإن الأمر بتشميت العاطس وإن ورد في عموم المكلفين فغرض الكفاية مخاطب به الجميع على الأصح ويسقط بفعل البعض وأما من قال أنه فرض على مبهم فإنه ينافي كونه فرض عين (وإذا

لم يحمد الله فلا تشمتوه) قال العلقمي قال شيخ شيوخنا قال النووي مقتضى هذا الحديث إن من لم يحمد الله لا يشمت قال شيخ شيوخنا قلت هو منطوقه لكن هل النهي فيه للتحريم أو للتنزيه الجمهور على الثاني قال وأقل الحمد والتشميت أن يسمع صاحبه ويؤخذ منه أنه إذا أتى بلفظ آخر غير الحمد لا يشمت ويستحب لمن حضر من عطس أن يذكره الحمد ليحمد فيشمته وقد ثبت ذلك عن إبراهيم وهو من باب النصيحة والأمر بالمعروف وزعم ابن العربي أنه جهل من فاعله قال واخطأ فيما زعم بل الصواب استحبابه أهـ قلت وقال في الدركأ صلة من سبق العاطس بالحمد أمن الشوص واللوص والعلوص أهـ قال السخاوي وهو ضعيف قال شيخ شيوخنا وفي الطبراني عن علي مرفوعا بلفظ من بادر العاطس بالحمد عوفي من وجع الخاصرة ولم يشك ضرسه أبدا وسنده ضعيف أهـ والأول بفتح الشين المعجمة وسكون الواو وبالصاد المهملة وجع الضرس وقيل الشوص وجع في البطن من ربح ينعقد تحت الاضلاع والثاني بفتح اللام المشددة وسكون الواو وبالصاد المهملة وجع الأذن وقيل وجع النحر والثالث بكسر العين وبفتح اللام الثقيلة وسكون الواو أخره صاد مهملة وجع في البطن وقيل التخمة وقد نظم ذلك بعض الناس فقال من يبتدي عاطساً بالحمد يأمن من ... شوص ولوص وعلوص كذا وردا عنيت بالشوص داء الضرس ثم بما ... يليه داء الأذن والبطن اتبع رشدا قال الحليمي الحكمة في مشروعية الحمد للعاطس أن العطاس يدفع الأذى من الدماغ الذي فيه قوة الفكر ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس وبسلامته تسلم الأعضاء فظهر بهذا أنها نعمة جليلة تناسب أن تقابل بالحمد لما فيه من الإقرار لله بالخلق والقدرة وإضافة الخلق إليه لا إلى الطبائع أهـ وقد خص من عموم الأمر بتشميت العاطس جماعة (الأول) من لم يحمد كما تقدم (الثاني) الكافر لا يشمت بالرحمة بل يقال يهديكم الله ويصلح بالكم (الثالث) المزكوم إذا زاد على الثلاث بل يدعي له بعدها بالشفاء (الرابع) ذهب بعض أهل العلم إلى أن من عرف من حاله أنه يكره التشميت لا يشمت إجلالا للتشميت قال ابن دقيق العيد والذي يظهر أنه لا يمتنع من ذلك إلا من خاف منه ضررا فأما غيره فيشمت امتثالا للأمر ومناقضة للمتكبر في مراده وكسر السورية في ذلك وهو أولى من إجلال التشميت قال شيخ شيوخنا قلت ويؤيده أن لفظ التشميت دعاء بالرحمة فهو يناسب المسلم كائنا ما كان والله أعلم (الخامس) قال ابن دقيق العيد يستثنى أيضا من عطس والإمام يخطب قلت الراجح أنه يستحب التشميت أهـ (السادس) يمكن أن يستثنى من كان عند عطاسه في حالة يمتنع عليه فيها ذكر الله كما إذا كان على الخلا أوفى الجماع فيؤخر ثم يحمد ويشمت فلو خالف في تلك الحالة هل يستحق التشميت فيه نظر قال ابن دقيق العيد ومن فوائد التشميت تحصيل المودة والتأليف بين المسلمين وتأدب

العاطس بكسر النفس عن الكبر والحمل على التواضع لما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب الذي لا يعري منه أكثر المكلفين (حم خدم) عن أبي موسى الأشعري (إذا عطس أحدكم) أي هم بالعطاس (فليضع) ندبا (كفيه على وجهه) قال المناوي أو كفه الواحدة إن كان أقطع أو أشل فيما يظهر لأنه لا يأمن أن يبدو من فضلات دماغه ما يكرهه الناظرون فيتأذون برؤيته (ولينخفض) ندبا (صوته) بالعطاس فإن الله يكره رفع الصوت به كما في خبر يجئ (ك هب) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين) قال العلقمي ظاهر الحديث يقتضي الوجوب لثبوت الأمر الصحيح ولكن نقل النووي الاتفاق على استحبابه قال شيخ شيوخنا وأما لفظه فنقل ابن بطال وغيره على طائفة لا يزيد على الحمد لله كما في حديث أبي هريرة عند البخاري وعند طائفة الحمد لله على كل حال كما في حديث علي عند النساءي قلت وجمع شيخنا بينهما فقال يقول الحمد لله رب العالمين على كل حال أهـ قلت قال شيخ شيوخنا ولا أصل لما اعتاد كثير من الناس من استعمال قراءة الفاتحة بعد قوله الحمد لله رب العالمين وكذا العدول عن الحمد إلى أشهد أن لا إله إلا الله وتقديمها على الحمد مكروه (وليقل له) بالبناء للمفعول أي وليقل له سامعه (يرحمك الله) قال العلقمي قال شيخ شيوخنا قال ابن دقيق العيد يحتمل أن يكون دعاء بالرحمة ويحتمل أن يكون إخبارا على طريق البشارة كما قال في حديث آخر طهور إن شاء الله أي هي طهرتك وكان المشمت يبشر العاطس بحصول الرحمة في المستقبل بسبب حصولها له في الحال لكونها دفعت ما يضره قال ابن بطال ذهب قوم فقالوا يقول له يرحمك الله يخصه بالدعاء وحده أهـ قال شيخ شيوخنا وأخرج البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح عن أبي جمرة سمعت ابن عباس إذا شمت يقول عافانا الله وإياكم من النار يرحمكم الله وأخرج الطبري عن ابن مسعود قال يقول يرحمنا الله وإياكم وفي الموطأ عن نافع ابن عمرانه كان إذا عطس فقيل له يرحمك الله قال يرحمنا الله وإياكم ويغفر لنا وإياكم قال ابن دقيق العيد ظاهر الحديث أن السنة لا تتأدى إلا بالمخاطبة وإما ما اعتاده كثير من الناس من قولهم للرئيس يرحم الله سيدنا فخلاف السنة وبلغني عن بعض الفضلاء أنه شمت رئيسا فقال له يرحمك الله يا سيدنا فجمع بين الأمرين وهو حسن (وليقل هو) أي العاطس لمن شمته مكافأة له (يغفر الله لنا ولكم) وفي رواية للبخاري يهديكم الله ويصلح بالكم قال أبو الوليد بن رشد يغفر الله لنا ولكم أولى لأن المكلف يحتاج إلى طلب المغفرة والجمع بينهما حسن إلا للذمي واختار ابن أبي جمرة أن يجمع بين اللفظين فيكون أجمع للخير ويخرج من الخلاف ورجحه ابن دقيق العيد وفي حديث الباب دليل على أنه يستحب لمن دعا لغيره أن يبدأ بالدعاء أولا لنفسه ويشهد له رب اغفر لي ولوالدي ربنا اغفر لما ولإخواننا وفيه أنه يأتي بصيغة الجمع وإن كان المخاطب واحدا (طب ك هب) عن ابن مسعود عبد الله (حم 3 ك هب) عن

سالم بن عبيد الأشجعي) من أهل الصفة وهو حديث صحيح (إذا عطس أحدكم فقال الحمد لله واقتصر عليه قالت الملائكة رب العالمين فإذا قال رب العالمين قالت الملائكة رحمك الله) قال المناوي فإذا أتى العبد بصيغة الحمد الكاملة استحق إجابته بالرحمة وإن قصر باقتصاره على لفظ الحمد تممت الملائكة له ما فاته (طب) وكذا في الأوسط (عن ابن عباس) وهو حديث حسن (إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه) قال العلقمي المراد به الجالس معه سواء كان ابنا أو أخا أو أبا أو أجنبيا أو صاحبا أو عدوا أهـ ويلحق بالجليس كل من سمع العاطس فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم أي به داء الزكام بضم الزاي وهو مرض من أمراض الرأس قال العلقمي وهذا يدل على معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالطب وأنه بلغ الغاية القصوى مما لم يبلغه الحكماء المتقدمون والمتأخرون وفيه أن العلل التي تحدث بالبدن تعرف بأسباب وعلامات والعطاس إذا جاوز الثلاث دل على علة الزكام (ولا يشمت بعد ثلاث) أي لا يدعي له بالدعاء المشروع للعاطس بل يقال له شفاك الله تعالى أو عافاك الله تعالى ولا يكون هذا من التشميت فإن العطسة الأولى والثانية يدل كل منهما على خفة البدن والدماغ واستفراغ الفضلات وبعد الثالثة يدل على أن به هذه العلة (د) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (إذا عظمت) بالتشديد (امتى الدنيا) قال المناوي لفظ رواية ابن أبي الدنيا الدينار والدرهم (نزعت) بالبناء للمفعول أي نزع الله (منها هيبة الإسلام) لأن من شرط الإسلام تسليم النفس لله عبودية فمن عظم الدنيا سبته فصار عبدها فيذهب بهاء الإسلام عنه لأن الهيبة إنما هي لمن هاب الله (وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) مع القدرة وسلامة العاقبة (حرمت) بضم فكسر (بركة الوحي) أي فهم القرآن فلا يفهم القاري أسراره ولا يذوق حلاوته (وإذا تسابت امتي) أي شتم بعضها بعضا (سقطت من عين الله) أي حط قدرها وحقر أمرها عنده (الحكيم) الترمذي (عن أبي هريرة) وكذا رواه عنه ابن أبي الدنيا وهو حديث حسن لغيره (إذا علم العالم فلا يعمل كان كالمصباح يضئ للناس ويحرق نفسه) قال العلقمي بضم التحتية لأنه من أحرق قال في المصباح أحرقته النار إحراقا ويتعدى بالحرف فيقال أحرقته بالنار فهو محروق وحريق أهـ وقال المناوي وعلم من ذلك أن العالم قد ينتفع به غيره وإن كان هو مرتكب الكبائر وقول بعضهم إذا لم يؤثر كلام الواعظ في السامع دل على عدم صدقه رد بأن كلام الأنبياء لم يؤثر في كل أحد مع عصمتهم فالناس قسمان قسم يقول سمعنا وأطعنا وقسم يقول سمعنا وعصينا وكل ذلك بحكم القبضتين (ابن قانع في معجمه) أي معجم الصحابة (عن سليك الغطفاني) هو سليك بن عمرو قيل ابن هدبة ويؤخذ من كلامه أنه حديث حسن لغيره (إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه) أي فليحكمه (فإنه أي اتقان العمل (مما يسلى) بضم المثناة التحتية والتشديد من التسلية وهي إزالة ما في النفس من الحزن (بنفس المصاب) قال المناوي وأصله أن المصطفى صلى الله

عليه وسلم لما دفن ابنه إبراهيم رأى فرجة في اللبن فأمر بها أن تسد ثم ذكره فالمراد بالعمل هنا تهيئة اللحد وإحكام السد لكن الحديث وأن ورد على سبب فالحكم عام (ابن سعد في طبقاته عن عطاء) الهلالي القاضي (مرسلا) هو تابعي كبير قال الشيخ حديث حسن (إذا علمت سيئة فأحدث) إلغاء للتعقيب والأمر للوجوب (عندها توبة السر بالسر) بالرفع أي بحيث يكون السر بالسر (والعلانية بالعلانية) قال الشيخ لتقع المقابلة لا أنه قيد في قبول التوبة (حم) في كتاب (الزهد عن عطاء بن يسار) الهلالي (مرسلا) وهو حديث حسن (إذا عملت عشر سيئات فأعمل حسنة تحدرهن) أي تسقطهن (بها) قال العلقمي تحدرهن بفتح المثناة الفوقية وسكون الحاء المهملة وضم الدال المهملة والراء وبها مضمومة ونون التوكيد ثقيلة قال في المصباح وحدرت الشيء حدرا من باب قعد نزلته من الحدور وزان رسول وهو المكان الذي ينحدر منه والمطاوع الانحدار وموضع منحدر مثل الحدور وأحدرته بالألف لغة اهـ والمشهور عند النحاة أن النون في مثل هذا التركيب علامة الجمع لا للتوكيد (ابن عساكر) في تاريخه عن عمرو بن الأسود مرسلا) هو العنسي الشامي الزاهد قال الشيخ حديث ضعيف (إذا عملت الخطيئة) بالبنا للمفعول أي المعصية (في الأرض كان من شهدها) أي من حضرها (فكرهها) أي بقلبه وفي رواية أنكرها (كمن غاب عنها) في عدم لحوق الإثم له وهذا فيمن عجز عن إزالتها بيده لسانه والأفضل أن يضيف إلى القلب اللسان فيقول اللهم هذا منكر لا أرتضيه (ومن غاب عنها فرضيها) وفي رواية فأحبها (كان كمن شهدها) أي حضرها فرضيها في المشاركة في الإثم وإن بعدت المسافة بينهما (د) في الفتن (عن العرس) قال المناوي بضم العين وسكون الراء ابن عميرة بفتح العين وكسر الميم الكندي وعميرة أمه وأسم أبيه قيس اهـ وقال العلقمي العرس هذا والعرس بن قيس هما صحابيان قال الشيخ حديث صحيح (إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم) ندبا عن الانتشار في الدخول والخروج وعلل ذلك بقوله (فإنها ساعة تنتشر فيها الشياطين) قال المناوي ويستمر طلب الكف حتى تذهب فوعة العشاء كما في خبر آخر والمراد بالصبي ما يشمل الصبية (طب) عن ابن عباس وهو حديث حسن (إذا غضب أحدكم فليسكت) قال المناوي أي عن النطق بغير الاستعاذة لأن الغضب يصدر عنه من القبيح ما يوجب الندم عليه بعد وبالسكوت تنكسر سورته وفي الخبر انه يتوضأ فالا كمل الجمع بينهما وبين ما في الحديثين ألا تبين (حم) عن ابن عباس وهو حديث حسن (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس) ندبا (فإن ذهب عن الغضب) اقتصر على الجلوس (وإلا) بأن استمر غضبه (فليضجع (على جنبه لأن القائم متأهب للانتقام والقاعد دونه والمضطجع دونهما والقصد الإبعاد عن هيئة الوثوب ما أمكن (حم دحب) عن أبي الغفاري قال الشيخ حديث حسن (إذا غضب الرجل) وكذا المرأة فالمراد الإنسان (فقال أعوذ بالله) زاد في رواية من الشيطان الرجيم

(سكن غضبه) لأن الغضب من لغو الشيطان والاستعاذة سلاك المؤمن فيدفعه بها (عد) عن أبى هريرة ويؤخذ من كلا المناوى أنه حديث حسن لغيره (إذا فاءت الافياء) أي رجعت ظلال الشواخص من جانب المغرب إلى جانب المشرق قال العلقمي قال في الصباح وفاء الظل يفئ فيأرجع من جانب المغرب إلى جانب المشرق والجمع فيوء وأفياء مثل بيت وبيوت قال ابن قتيبة والفيء لا يكون إلا بعد الزوال فلا يقال لما قبل الزوال فيء وإنما سمي بعد الزوال فيا لأنه ظل فاء عن جانب المغرب إلى جانب المشرق والفيء الرجوع وقال ابن السكيت والفي عمن الزوال إلى الغروب وقال ثعلب والفيء بالعشى وقال رؤية بن عجاج كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو ظل وفيء وما لم يكن عليه الشمس فهو ظل ومن هنا قيل الشمس تنسخ الظل والفيء ينسخ الشمس (وهبت الارياح) قال في النهاية الارياح جمع ريح ويجمع على أرياح قليلا وعلى رياح كثيراً (فاذكروا) ندبا (حوائجكم) أي اطلبوها من الله في تلك الساعة (فإنها ساعة الأوابين) أي الكثيرين الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة وقال المناوى أي وقت الذي يتوجه فيه المطعون إلى الله والوقت الذي يتصدرون فيه إلى إسعاف ذوى الحاجات بالشفاعة إلى ربهم (عب) عن أبى سفيان مرسلا (حل) وكذا الديلمى (عن ابن ابى أوفى) قال المناوى بفتح الهمزة وفتح الواو مقصورا علقمة بن مالك ألا سلمى الصحابي قال الشيخ حديث حسن (إذا فتحت مصرفا فاستوصوا بالقبط) أي أهل مصر (خيراً) قال المناوى أي أطلبوا الوصية من أنفسكم بفعل الخير معهم أو معناه اقبلوا وصيتي فيهم إذا استوليتم عليهم فأحسنوا إليهم وقال العلقمي قال في الصباح أوصيته بولده استعطفته عليه (فإن لهم ذمة) قال المناوي ذماما وحرمة وأمانا من جهة إبراهيم بن المصطفى فإن أمه منهم قال العلقمي قال النووي وأما الذمة فهي الجزية والحق وهي هنا بمعنى الذمام (ورجا) بفتح الراء وكسر الحاء المهملة أي قرابة لان هاجر أم إسماعيل منهم وذا من معجزاته حيث فتحت بعده (طب ك) عن كعب بن مالك الأنصاري قال الشيخ حديث حسن (إذا فتح على العبد) بالبناء للمفعول أي فتح الله على الإنسان الدعاء بأن أفيض على قلبه نور ينشرح به صدره للدعاء (فليدع) ندبا مؤكدا (ربه) بما شاء من مهماته الأخروية والدنيوية (فإن الله يستجيب له) لأنه عن الفتح تتوجه رحمة الله إليه (ت) عن ابن عمر ابن الخطاب (الحكيم) الترمذي (عن أنس) بن مالك وهو حديث حسن (إذا فعلت أمتي) قال المناوى في رواية عملت (خمسة عشر خصلة) بالفتح (حل بهما البلاء) أي نزل أو وجب قالوا وما هي يا رسول الله قال (إذا كان المغنم) أي الغنيمة قال الشيخ والمراد ما يعم الفيء (دولا) بكسر ففتح جمع دولة اسم لكل ما يتداول من المال (والأمانة مغنما) قال العلقمي معناه إذا كان عند الشخص مال على جهة الأمانة كالوديعة فجحدها أوخان فيها يأخذ شيء منها واستعملها حيث لا يجوز له الاستعمال عد ذلك غنيمة (والزكاة مغرما)

أي يرى المال أن إخراج زكاته غرامة يغرمها فيشق عليه إخراجها (وأطاع الرجل زوجته وعق أمه) أي عصاها وترك الإحسان إليها إنما خص الأم وإن كان الأب كذلك لضعفها ولين جانبها فلعقوقها مزيد في القبح (وبر صديقه) أي أحسن إليه وأدناه (وجفا أباه) أي ترك صلته وبره وبعد عن مودته وأعرض عنه (وارتفعت الأصوات في المساجد) أي بنحو الخصومات والمبايعات واللهو واللعب (وكان زعيم القوم) أي أميرهم ورئيسهم (أرذلهم) أي أحقرهم نسبا (وأكرم الرجل) بالبناء للمفعول أي أكرمه الناس (مخافة شره) أي خشية من تعدي شره إليهم والمرأة كذلك فالمراد الإنسان (وشربت الخمور) قال المناوى جمعها لاختلاف أنواعها إذ كل مسكر خمر (ولبس الحرير) أي لبسه الرجل بلا ضرورة (واتخذت القينات) قال العلقمي القينة الأمة غنت أو لم تغن والماشطة وكثيرا ما تطلق على المغنية من الإماء وهو المراد والجمع قينان وقيان (والمعازف) قال العلقمي والعزف اللعب عزف (ولعن آخر هذه الأمة أولها) قال المناوى أي لعن أهل الزمن المتأخر السلف (فليرتقبوا) جواب إذا أي فلينتظروا (عند ذلك ريحا حمراء) قال الشيخ قد كانت برمضان سنة ست وسبعين وتسمعائة كذا قاله شيخنا وقال سيأتي ما هو أعظم (أوخسفا) أي غورا بهم في الأرض (أو مسخا) قلب الخلقة من صورة إلى أخرى قال العلقمي وذكر الخطابي إن المسخ قد يكون في هذه الأمة وكذلك الخسف كما كان في سائر الأمم خلافا فالقول من زعم إن ذلك لا يكون أنما مسخها بقلوبها (ت) عن علي أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (إذا قال الرجل لأخيه) في الدين وكان قد فعل معه معروفا (جزاك الله خيرا) أي قضى لك بخير وأثابك عليه (فقد ابلغ في الثناء ابن منيع) في معجمه (م قط خط) كلاهما) عن أبي هريرة (خط) عن ابن عمر ابن الخطاب ورواه أيضا الطبراني عن أبى هريرة وهو حديث ضعيف منجبر (إذا قال الرجل لأخيه) المسلم (يا كافر فقد باء بها) أي رجع بإثم تلك المقالة (أحدهما) أي رجع بتلك الكلمة أحدهما لأن القائل أن صدق فالمقول له كافر وإن كذب بأن أعتقد المسلم بذنب ولو يكن كفر إجماعا كفر (خ) عن أبى هريرة (حم خ) عن ابن عمر بن الخطاب (إذا قال العبد) أي الإنسان (يا رب يا رب قال الله) مجيبا له (لبيك عبدي) إجابة بعد إجابة (سل تعط) أي أعطيك عين ما سألته وأعوضك عنه بما هو أصلح (ابن أبى الدنيا) أبو بكر القرشي (في الدعاء عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا قال الرجل) يعني الإنسان (للمنافق) قال المناوى وهو الذي يخفي الكفر ويظهر الإسلام اهـ ولعل المراد النفاق العملي إلا فمن أين يعلم القائل حاله (يا سيد فقد اغضب ربه) أي فعل ما يستحق به العقاب من مالك أمره لأنه إن كان سيده وهو منافق فحاله دون حاله قال العلقمي (فائدة) قال في النهاية السيد يطلق على رب والمالك والشريف

والفاضل والكريم والحليم والمتحمل أذى قومه والزوج والرئيس والمقدم وأصله من ساد يسود فهو سيود فقلبت الواو ياء لأجل الياء الساكنة قبلها ثم أدغمت (ك هب) عن بريدة بن الحصيب قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا قال المرأة لزوجها ما رأيت منك خير قط فقد حبط عملها) قال العلمقي أي أنكرت ما تقدم له من الإحسان وجحدته فتجازى بأبطال عملها أي بحرمانها الثواب إلا أن تعود وتعترف بإحسانه أو هو من باب الزجر التنفير عن هذه المقالة الكاذبة نعم إن كانت على حقيقتها فلا لوم عليها اهـ ومثل المرأة الأمه القاتلة لسيدها فلك (عد) وابن عساكر في تاريخه (عن عائشة) قال الشيخ حدبث حسن لغيره (إذا قام أحدكم يصلى من الليل) أي إذا أراد القيام للصلاة فيه (فليستك) أي يستعمل السواك (فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه ولا يخرج من فيه) أي من فم القارئ (شيء) أي من القرآن (إلا دخل فم الملك) قال المناوى لأن الملائكة لم يعطوا فضيلة تلاوة القرآن كما أفصح به في خبرا حرفهم حريصون على استماع القرآن من الآدميين (هب) وتمام في فوائده (والضيا) في المختارة (عن جابر) بن عبد الله وهو حديث صحيح (إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم) أي استغلق (القرآن على لسانه) أي ثقلت عليه القراءة كالا عجمي لغلبة النعاس قال العلقمي قال القرطبي القرآن مرفوع على أنه فاعل استعجم أي صارت قراءته كالعجممية لاختلاف حروف النائم وعدم بيانها (فلم يدر ما يقول) أي صار لنعاسه لا يفهم ماينطق به (فليضطجع) قال المناوى للنون ندبا أن خف النعاس بحيث يعقل القول آووجوبان غلبه بحيث أفضى إلى الإخلال بواجب اهـ وقال العلقمي لئلا يغير كلام الله ويبدله (حم م ده) عن أبي هريرة (إذا قام أحدكم من الليل فليفتح صلاته بركعتين خفيفتين) قال العلقمي قال النووي هذا دليل على استحبابه لينشط بهما لما بعدهما اهـ وحكمة استعجاله حل عقد الشيطان (حم م) عن أبى هريرة (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليسكن أطرافه) يعني لا يحركها قال العلقمي قال في الصباح وسكن المتحرك سكونا ذهبت حركته ويتعدى بالتضعيف فيقال سكنته (ولا يتمايل) أيمينا وشمالا (كما تتمايل اليهود) قال المناوى وسبب تمايل اليهود في الصلاة إن موسى كان يعامل بني إسرائيل على ظاهر الأمور وقال السهر وردى إنما كان يتمايل لأنه يرد عليه الوارد في صلاته وحال مناجاته فيموج به باطنه كتموج بحر ساكن يهب عليه الريح فرأى اليهود ظاهرة فتمايلوا من غي حظ لبواطنهم من ذلك ثم علل الأول بفول (فإن تسكين) قال المناوى وفي رواية سكون (الأطراف في الصلاة من تمام الصلاة) قال العلقمي أي في الثواب وقد يدون عدمه هو التحرك مبطلا كأن توالى في عض ثلاثا أو منقصا للتواب كأن يكون دون ذلك على تفصيل ذكره الفقهاء (الحكيم) الترمذي (عد حل) عن أبى بكر الصديق قال الشيخ حديث صحيح (إذا نام الرجل) قال المناوى أي الجالس لنحو إقراء علم شرعي (من

مجلسه) واد في رواية من المسجد (ثم رجع إليه فهو أحق به) من غيره إن قام منه ليعود إليه لأن له غرضا في لزوم ذلك المحل ليألفه الناس (حم خدم ده) عن أبى هريرة (حم) عن وهببن حذيفة الغفاري ويقال المزنى (إذا قام أحدكم إلى الصلاة) أي دخل فيها (فإن الرحمة تواجهه) أي تنزل به وتقبل عليه (فلا يسمح) ندبا حال للصلاة (الحصا) ونحوه الذي يعجل سجودها أو على جبهته لأنه ينافى الخشوع نعم أن كان الذي على جبهته ما نعا من السجود تعين مسحه (حم؛ حب) عن أبي ذر الغفاري قال الشيخ حديث صحيح (إذا قام العبد) أي الإنسان (في صلاته ذر) بذال معجمة وراء مشددة وهو مبني للمفعول ويحتمل بناؤه للفاعل كما أفاده العلقمى أي ذر الله عليه أو الملك بأمره (البر) أي ألقى الإحسان (على رأسه) ونشره عليه ويستمر ذلك حتى يركع (فإذا ركع علته رحمه الله) قال المناوى وفي نسخ عليه بمثناة تحتية أي نزلت عليه وغمرته ويستمر ذلك (حتى يسجد والساجد يسجد على قدمي الله) تعالى استعارة تمثيلية فإذا علم العبد ذلك (فليسأل) الله ما شاء (وليرغب) فيما أحب (ص) عن أبى عمار مرسلا وأسمه قيس قال الشيخ حديث صحيح (إذا قام صاحب القرآن) أي حافظه (فقرأ بالليل والنهار) أي تعهد تلاوته ليلا ونهارا (ذكره) أي استمر ذاكر له (وإن لم يقم به) أي بتلاوته (نسيه) لأنه شديد النفور كالإبل المعلقة إذا انفلتت من عقالها (محمد بن نصرفي) كتاب (الصلاة عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (إذا أقدم أحدكم على أهله من سفر فليهد) بضم المثناة التحتية ندبا (لأهله) هدية مما يجلب من ذلك القطر الذي سافر إليه (فليطرفهم) قال العلقمي بضم التحتية سكون الطاء المهملة وكسر الراء وسكون الفاء قال في الصحاح الطارف والطريف من المال المستحدث اهـ والمعنى فليأت لهم بشيء جديد لا ينقل لبلدهم للبيع بل للهدية (ولو كان حجارة) أي حجارة الزناد ولا يقدم عليهم بغير شيء جبر لخواطرهم ما أمكن لتشوقهم إلى ما يقدم به (هب) عن عائشة وهو حديث ضعيف (إذا أقدم أحدكم من سفر فليقدم بهدية ولو يلقى في مخلاته حجرا) أي من حجارة الزناد كما مر (ابن عساكر) في تاريخه (عن أبى الدرداء) وهو حديث ضعيف (إذا قرأ ابن آدم السجدة) أي آيتها (فسجد) أي سجود التلاوة (اعتزل) أي تباعد عنه (الشيطان) قال العلقمي في الحديث دلالة على كفر إبليس قال النووي طفر إبليس بسبب ترك السجود مأخوذ من قول الله تعالى وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا ألا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين قال الجمهور وكان في علم الله تعالى من الكافرين وقال بعضهم فصار من الكافرين كقوله تعالى وحال بينهما الموج فكان من المغرقين (يبكي يقول) قال الطيى هما حالان من فاعل اعتزل مترادفتان أو متداخلتان (ياويله) أي يا حزني وهلاكي أحضر فهذا أوانك قال المناوى جعل الويل منادى لفرط

حزنه (أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة) أي بطاعته (وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار) قال المناوى نار جهنم خالد فيها لعصيانه واستكباره قال بعضهم وإنما لم ينفعه هذا البكاء والحزن مع أنه ندم والندم توبة لأن له وجهين وجه يمد به العصاة فلا يعصى أحد إلا بواسطته فهذا لا يمكن توبته منه ووجه يؤذي به عبوديته مع ربه لكونه يرى أنه متصرف تحت مشيئته وإرادته في أصل قبضته الشقاء والتوبة أنما تصبح من الوجهين معا ولا يمكنه التوبة منهما جميعا (حم م ع) عن أبى هريرة (إذا قرأ القارئ) أي شيئا من القرآن (فأخطا) قال العلقمي قال في المصباح الخطأ مهموز بفتحتين ضد الصواب (أو نحن) بوزن جعل أي حرفه أو غيره إعرابه (أو كان أعجميا) أي لا يستطيع لكنته أن ينطق بالحروف مبينة (كتبه الملك كما انزل) أي قومه الملك الموكل بذلك فلا يرفع إلا قرآنا عربيا غير ذي عوج (فر) عن ابن عساكر قال الشيخ حديث ضعيف (إذا قرأ الإمام) أي في الصلاة (فأنصتوا) لقراءته أيها المقتدون أي استمعوا لها ندبا فلا تشتغلوا بقراءة السورة أن بلغكم صوت قراءته والأمر للندب عند الشافعي وللوجوب عند غيره (م) وابن ماجه عن ابن موسى الأشعري (إذا قرأ الرجل القرآن واحتشى من أحاديث رسول الله) أي امتلأ جوفه منها (وكان هناك) أي في ذلك الرجل (غريزة قال الشيخ بعين معجمة فراء فمثناة تحتية فزاي أي طبيعة وملكة يقتد ربها على استنباط الأحكام اهـ وقال العلقمي والمعنى امتلأ جوفه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عارف بمعناها (كان خليفة من خلفاء الأنبياء) قال المناوى أي ارتقي إلى منصب وراثة الأنبياء وهذا فيمن عمل بما يعلم (الرافعي) الإمام عبد الكريم القزويني (في تاريخه) أي تاريخ بلدة قزوين (عن أبى إمامة) الباهلي قال الشيخ حديث ضعيف (إذا قرب إلى أحدكم طعامه) أي وضع بين يديه ليأكله (وفي رجليه نعلان فلينزع نعليه) ندبا قبل الأكل وعلل ذلك بقوله (فإنه أروح للقدمين) أي أكثر راحة لهما (وهو) أي نزعهما (من السنة) قال الشيخ مدرج من الراوي أي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه فلا تهملوا ذلك (ع) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (إذا قصر) بالتشديد (العبد) أي الإنسان (في العمل) أي في القيام بما عليه من الواجبات (ابتلاه الله تعالي بالهم) قال المناوى يكون ما يقاسيه منه جابرا لتقصيره مكفرا لتهاونه روى الحكيم عن على خلق الإنسان يغلب الريح ويتقيها بيده ثم خلق النوم يغلب الإنسان ثم خلق الهم يغلب النوم فأشد خلق ربك الهم (حم في) كاب (الزهد عن الحكم المرسل) وهو حديث حسن (إذا قضى الله تعالى) أي أراد وقدر في الأزل (العبد) أي إنسان (أن يموت بأرض) وليس هو فيها (جعل له إليها حاجة) ليسافر إليها فيتوفاه الله بها ويدفن فيها (ت) في القدر (ك) في الإيمان (عن مطر) بالتحريك (ابن عكامس) بضم المهملة وخفة الكاف وكسر اليم ثم مهملة (ت) عن ابن عزة بفتح العين المهملة

وشدة الزاي وهو حديث حسن (إذا قضى أحدكم) أي أتم (حجه) ونحوه من كل سفر طاعة كغزو (فليعجل الرجوع إلى أهله فإنه أعظم لأجره) أي يندب له ذلك لما يدخل على أهله من السرور ولأن الإقامة بالوطن يسهل معها القيام بوظائف العبادات قال المناوي وقضية العلة الأولى أنه لو لم يكن له أهل لا يندب له التعجيل وقضية الثانية خلافه (ك هق) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح لغيره (إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده) يعني أدى الفرض في محل الجماعة (فليجعل لبيته نصيباً من صلاته) بأن يجعل الفرض في المسجد والنفل في منزله لحديث أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ولكونه أخفى وابعد عن الرياء وأصون من المحبطات ويتبرك أهل البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة والملائكة وتنفر منه الشياطين قال العلقمي إلا ما استثنى من النوافل كسنة الجمعة القبيلة وركعتي الإحرام والطواف قال الزركشي وصلاة الضحى لخبر رواه أبو داود وصلاة الاستخارة وصلاة منشى السفر والقادم منه والماكث بالمسجد لتعلم أو تعليم أو اعتكاف والخائف فوت الراتبة (فإن الله تعالى جاعل في بيته من صلاته خيراً) قال العلقمي من سببية بمعنى من أجل والخير الذي يجعل في البيت بسبب التنفل فيه هو عمارته بذكر الله تعالى وبطاعته وحضور الملائكة واستغفارهم ودعائهم وما يحصل لأهله من الثواب والبركة (حم م هـ) عن جابر بن عبد الله (قط) في كتاب (الافراد عن أنس) بن مالك (إذا قعد أحدكم إلى أخيه) أي في الدين ليسأله عن شيء من المسائل (فليسأله تفقهاً) أي سأله سؤال تفهم وتعلم واستفادة ومذاكرة (ولا يسأله تعنتاً) أي لا يسأله سؤال ممتحن متعنت طالب لتعجيزه وتخجيله فإنه حارم (فر) عن علي أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (إذا قلت لصاحبك) أي جليسك (والإمام يخطب) جملة حالية (يوم الجمعة) قال المناوي ظرف لقلت (أنصت) أي اسكت (فقد لغوت) أي تكلمت بما لا ينبغي لأن الخطبة أقيمت مقام ركعتين فلا ينبغي الكلام فيها فيكره حينئذ تنزيهاً عند الشافعية وتحريماً عند الثلاثة قال العلقمي قال شيخنا قال الباجي معناه المنع من الكلام وذلك لأن من أمر غيره حينئذ بالصمت فهو لاغ لأنه قد أتى بالكلام بما نهى عنه كما أن من نهى في الصلاة مصلياً عن الكلام فقد أفسد على نفسه صلاته وإنما نص على أن الآمر بالصمت لاغ تنبيهاً على أن كل متكلم مع غيره لاغ واللغو رديء الكلام وما لا خير فيه اهـ وقال شيخ شيوخنا قال الأخفش اللغو الكلام الذي لا أصل له من الباطل وشبهه وقال ابن عرفة اللغو السقط من القول وقيل الميل عن الصواب وقيل اللغو الاثم كقوله تعالى وإذا مروا باللغو مرو كراماً وقال الزين بن المنير اتفقت أقوال المفسرين على أن اللغو ما لا يحسن من الكلام وقال النضر بن شميل معنى لغوت خبت من الأجر وقيل بطلت فضيلة جمعتك وقيل صارت جمعتك ظهراً قلت أقوال أهل اللغة متقاربة المعنى ويشهد للقول الأخير ما رواه أبو داود وابن

خزيمة من حديث عبد الله بن عمرو ومرفوعاً من لغى وتخطى رقاب الناس كانت له ظهراً قال ابن وهب أحد رواته معناه أجزأت عنه الصلاة وحرم فضيلة الجمعة ولأحمد من حديث علي مرفوعاً ومن قال صة فقد تكلم ومن تكلم فلا جمعة له ولأبي داود نحوه ولأحمد والبزار من حديث ابن عباس مرفوعاً من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار للإجماع على إسقاط فرض الوقت عنه وقوله في الحديث والإمام يخطب جملة ح الية تخرج ما قبل خطبته من حين خروجه وما بعده إلى أن يشرع في الخطبة نعم لا تباح النافلة لحاضر بعد صعود الخطيب وجلوسه وإن لم يسمع الحاضر الخطبة لإعراضه عن الخطيب بالكلية والفرق بين الكلام حيث لا بأس به وإن صعد الخطيب المنبر ما لم يبتدئ الخطبة وبين الصلاة أنه قد يفوته بها سماع أول الخطبة (مالك) في الموطأ (حم ق دن هـ) عن أبي هريرة (إذا قمت إلى صلاتك) أي شرعت فيها (فصل صلاة مودّع) قال المناوي أي صلاة من لا يرجع إليها أبداً وذلك أن المصلي سائر إلى الله بقلبه فيودع هواه ودنياه وكل ما سواه (ولا تكلم) بحذف إحدى التائين للتخفيف (بكلام تعتذر) بمثناة فوقية (منه) أي لا تنطق بشيء يوجب أن تطلب من غيرك رفع اللوم عنك بسببه (واجمع) قال العلقمي هو بهمزة مقطوعة لأنه من اجمع المتعلق بالمعاني دون الذوات تقول اجمعت رأيي ولا تقول أجمعت شركائي لأن جمع بدون الهمزة يشترك بين المعاني والذوات تقول جمعت أمري وجمع شركاى قال تعالى فجمع كيده ثم أتى الذي جمع مالاً وعدده (الإياس) بكسر الهمزة وخفة المثناة من تحت (مما في إيدي الناس) أي أعزم وصمم على قطع الأمل عما في أيدي الخلق من متاع الدنيا فإنك إن فعلت ذلك استراح قلبك فإن الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن (حم هـ) عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري وهو حديث حسن (إذا كان يوم القيامة أتى بالموت) بالبناء للمفعول (كالكبش الأملح) أي الأبيض الذي يخالطه قيل سواد (فيوقف بين الجنة والنار فيذبح بينهما) زاد في رواية البزار كما تذبح الشاة (وهم) أي أهل الموقف (ينظرون إليه فلو أن أحداً مات فرحاً لمات أهل الجنة) لكن لم يعتد موت أحد من شدة الفرح فلا يموت أهلها (ولو أن أحداً مات حزناً لمات أهل النار) قال المناوي لكن الحزن لا يميت غالباً فلا يموتون وذا مثل ضرب ليوصل إلى الأفهام حصول اليأس من الموت (ت) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث حسن (إذا كان يوم الجمعة) أي وجد فكان تامة لا تحتاج إلى خبر (كان على باب من أبواب المسجد) أي الأماكن التي تقام فيها الجمعة وخص المسجد بالذكر لأن الغالب إقامتها فيه (ملائكة) قال المناوي وهم هنا غير الحفظة (يكتبون الناس) أي أجورهم (على قدر منازلهم) أي مراتبهم في الفضل أو منازلهم في المجيء (الأول فالأول فإذا جلس الإمام) أي على المنبر (طووا)

أي الملائكة (الصحف) أي صحف الفضائل المتعلقة بالمبادرة إلى الجمعة دون غيرها من سماع الخطبة وإدراك الصلاة والذكر والدعاء والخشوع ونحو ذلك فإنه يكتبه الحافظان قطعاً (وجاؤوا يستمعون الذكر) أي الخطبة (ومثل المهجر) أي المبكر في الساعة الأولى من النهار (كمثل الذي يهدي) بضم أوله (بدنة) أي بعيراً ذكراً كان أو أنثى والهاء فيها للوحدة للتأنيث أي يتصدق بها متقرباً إلى الله تعالى (ثم كالذي) أي ثم الثاني الآتي في الساعة الثانية كالذي (يهدي بقرة ثم كالذي) أي ثم الثالث أي الآتي في الساعة الثالثة كالذي (يهدي الكبش) أي فحل الضأن (ثم كالذي) أي ثم الرابع الآتي في الساعة الرابعة كالذي (يهدي شاة ثم كالذي) أي ثم الخامس الآتي في الساعة الخامسة كالذي (يهدي الدجاجة) بضم الدال أفصح (ثم كالذي) أي ثم السادس الآتي في الساعة السادسة كالذي (يهدي البيضة) وذكر الدجاجة والبيضة مع أن الهدي لا يكون منهما من قبل المشاكلة (ق ن هـ) عن أبي هريرة (إذا كان جنح الليل) بضم الجيم وكسرها ظلامه واختلاطه يقال جنح الليل يجنح بفتحتين أقبل (فكفوا صبيانكم) أي امنعوهم من الخروج من البيوت ندباً (فإن الشياطين تنتشر حينئذ) أي حين إقبال الظلام (فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم) أي فلا تمنعوهم من الدخول والخروج (وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا ينتج باباً مغلقاً) أي وقد ذكر اسم الله عليه فهو السر المانع (وأوكثوا قربكم) أي اربطوا أفواه أسقيتكم وهي القرب (واذكروا اسم الله) أي عليها (وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليه) أي الإناء (شيئاً) قال العلقمي قال شيخ شيوخنا بفتح أوله وضم الراء قاله الأصمعي وهو رواية الجمهور واجاوز أبو عبيد كسر الراء وهو مأخوذ من العرض أي يجعل العود عليه بالعرض والمعنى أن لم تغطه فلا أقل من أن تعرض عليه شيئاً وأظن السر في الاكتفاء بمعرض العودان تعاطي التغطية أو العرض يقترن بالتسمية فيمنع الشياطين من الدنو منه (وأطفئوا مصابيحكم) أي إذا لم تحتاجوا غليها لنحو تربية طفل أو غير ذلك (حم ق د ن) عن جابر بن عبد الله (إذا كان يوم صوم أحدكم) فرضاً أو نفلاً (فلا يرفث) بضم الفاء وكسرها أي لا يتكلم بفحش والرفث والكلام الفاحش (ولا يجهل) أي لا يفعل شيئاً من أفعال أهل الجهل من قول أو فعل قال العلقمي قال القرطبي لا يفهم من هذا أن ذلك يباح في غير الصوم وإنما المارد أن المنع في ذلك يتأكد بالصوم (فإن امرئ شاتمه) أي إن شتمه إنسان متعرضاً لمشاتمته (أو قاتله فليقل إي صائم) قال العلقمي اختلف هل يخاطب بها الشاتم أو يقولها في نفسه وبالثاني جزم المتولي ونقله الرافعي عن الأئمة ورجح النووي الأول في الأذكار وقال في شرح المهذب كل منهما أحسن والقول باللسان أقوى ولو جمعهما كان حسناً ونقل الزركشي أن ذكرها في الحديث مرتين إشارة لذلك فيقولها بقلبه ليكف نفسه لتصرب ولا تشاتم فتذهب بركة صومها وبلسانه لكف خصمه

بنية وعظ الشاتم ودفعه بالتي هي أحسن وقال الروياني إن كان رمضان فبلسانه وإلا ففي نفسه وادعى ابن العربي أن موضع الخلاف في النفل وأما في الفرض فيقوله بلسانه قطعاً قلت عبارة العباب ويسن للصائم أن يكف لسانه عن الفحش غذ يبطل به ثوابه فإن شتم ولو متنفلاً قال وأسمع شاتمه إني صائم مرتين أو ثلاثاً والجمع بين قلبه ولسانه حسن (مالك ق ده) عن أبي هريرة (إذا كان آخر الزمان واختلف الأهواء) جمع هوى مقصوراً أي هوى النفس (فعليكم بدين أهل البادية والنساء) قال العلقمي أي الزموا اعتقادهم فيما يعتقدونه من كون الباري إلهاً واحداً لا شريك له وذلك لأن فطرتهم سليمة لا يشينها ما يعتقده أهل الأهواء اهـ وقال المناوي أي الزموا اتقادهم من تلقي أصل الإيمان وظاهر الاعتقاد بطريق التقليد والاشتغال بفعل الخير (حب) في كتاب (الضعفاء) والمتروكين (فر) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف (إذا كان الجهاد على باب أحدكم) أي قريباً جداً أي ولو أنه على بابه مبالغة (فلا يخرج إلا بإذن أبويه) النهي للتحريم فيحرم خروجه بغير إذن أصله المسلم وإن علا أو كان قنا (عد) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا كان لأحدكم شعر) بفتح العين (فليكرمه) قال العلقمي بأن يصونه من الأوساخ والأقذار وتعاهد ما اجتمع في شعر الرأس من الدرن والقمل بالتنظيف عنه بالغسل والتدهين والترجيل وهو مستحب بأن يمشطه بماء أو دهن أو غيره مما يلينه ويرسل ثائره ويمد منقبضة ومنه تسريح اللحية قال ابن رسلان وإن لم يتفرغ لتنظيفه فيكرمه بالإزالة بالحلق ونحوه قلت ومحله ما يكن في اللحية فإن حلقها حرام (د) عن أبي هريرة (هب) عن عائشة وهو حديث صحيح (إذا كان أحدكم في الشمس) قال الشيخ المراد بالشمس الفيء أي الظل كما في لفظ وارد يأتي قريباً وأن التقدير في فيء اهـ وقال العلقمي في رواية في الفيء (فقلص) بفتحات أي بفتح القاف واللام الخفيفة والصاد المهملة أي ارتفع وزال (عنه الظل وصار بعضه في الظل وبعضه في الشمس فليقم) يعني فليتحول إلى الظل ندباً لأن القعوديين الظل والشمس مضر بالبدن مفسد للمزاج (د) في الأدب (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث (إذا كان للرجل على الرجل حق) أي الإنسان على إنسان دين يعني إذا كان لإنسان عن إنسان دين وهو معسر فأنظره به مدة كان له أجر صدقة واحدة فإن أخر مطالبته بعد نوع يسار توقعاً ليساره الكامل فله بكل يوم صدقة (طب) عن عمران بن حصين وهو حديث ضعيف منجبر (إذا كان آخر الزمان) أي وجد (فلا بد للناس فيها) أي في تلك المدة وتلك الأزمنة (من الدراهم والدنانير) قال الشيخ فلابد بإثبات الفاء كما في بعض النسخ (يقيم الرجل بها دينه ودنياه) قال المناوي أي فيكون بالمال قوامها فمن أحب المال لحب الدين فهو من المصيبين اهـ وقال الشيخ

المعنى حفظ ما يحتاج إليه حينئذ ويحصله لأجل أن يقيم الشخص به دينه (طب) عن المقدام بن معدي كرب قال الشيخ وهو حديث ضعيف (إذا كان اثنان يتناجيان) بفتح الجيم أي يتحدثان سراً (فلا تدخل بينهما) قال المناوي ندباً بالكلام زاد في رواية أحمد إلا بإذنهما وقال الشيخ النهي للتحريم أي لا تصغ وخص التعبير بما ذكر لأنه طريق السماع غالباً (ابن عساكر) في تاريخه (عن ابن عمر) بن الخطاب ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (إذا كان أحدكم فقيراً لا مفهوم له والمطلوب أن يبدأ الشخص بنفسه مطلقاً غنياً كان أو فقيراً (فليبدأ بنفسه) أي فليقدم نفسه بالإنفاق عليها مما آتاه الله (فإن كان فضل) بسكون الضاد أي فإن فضل بعد كفاية مؤمنة نفسه فضلة (فعلى عياله) أي الذين يعولهم وتلزمه نفقتهم (فإن كان فضل فعلى قرابته فإن كان فضل فههنا وهنا) أي فيرده على من عن يمينه ويساره وأمامه وخلفه من الفقر فيقدم الأحوج فالأحوج (حم م د ن) عن جابر بن عبد الله (إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه) قال المناوي بكسر القاف وفتح الباء الموحدة أي جهته بل عن يساره أو تحت قدمه لا عن يمينه للنهي عنه أيضاً اهـ وقال العلقمي أي جهة قبلته (فإن الله قبل وجهه) فإن فبلة الله أو عظمته أو ثوابه مقابل وجهه (إذا صلى) مالك في الموطأ (ق ن) عن ابن عمر بن الخطاب (إذا كان يوم القيامة) قال العلقمي إنما عبر به وإن كان هو الإمام في الدنيا لأنه يوم يشتهر فيه على رؤوس الخلائق بالفضل والسؤدد من غير منازع (كنت إمام النبيين) قال العلقمي قال شيخنا قال الرافعي في تاريخ قزوين يجوز أن يقال معناه وصاحب الشفاعة بينهم ويجوز أن يريد وصاحب الشفاعة لهم (غير فخر) قال المناوي أي لا أقوله تفاخراً وتعاظماً بل تحدثاً بالنعمة (حم ت هـ ك) عن أُبَيّ بن كعب وهو حديث صحيح (إذا كان يوم القيامة نودي) بالبناء للمفعول أي أمر الله تعالى حينئذ منادياً ينادي (أين أبناء الستين وهو العمر الذي قال الله تعالى أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاء النذير) قال المناوي أي الشيب أو المرض أو الهِرم وبلوغ الستين يصلح كونه نذير للموت وقد أحسن الله إلى عبد بلغه ستين ليتوب فإذا لم يقبل على ربه حينئذ فلا عذر له (الحكيم) الترمذي (طب م ن هق) عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف (إذا كان يوم القيامة نادى مناد) أي ملك بأمر الله تعالى (لا يرفعن) بنون التوكيد الثقيلة (أحد من هذه الأمة كتابة) أي كتاب حسناته (قبل أبي بكر وعمر) قال الشيخ مع أن هذه الأمة ثبت لها في الصحيح أنها السابقة في كل شيء ومنه رفع كتبها فلزم أن يكون كتاب الشيخين متقدمين في الرفع على كل الأمم أي غير الأنبياء وأن نوزع فيه لما ورد أنه لا كتاب للأنبياء وإن نوزع فيه بآية وكل إنسان

ألزمناه طائره في عنقه (ابن عساكر) في تاريخه (عن عبد الرحمن بن عوف) الزهري أحد العشرة وهو حديث صحيح (إذا كان يوم القيمة دعا الله بعبد من عبيده) قال المناوي جائز أن يراد به واحد وأن يراد التعدد (فيقف بين يديه فيسأله عن جاهه) هل قام بحقه ببذله لمستحقه أي بشفاعة أو نحوها والجاه علو القدر والمنزلة (كما يسأله عن ماله) من أين اكتسبه وفيم أنفقه ونبه به على أنه كما يجب على العبد رعاية حق الله تعالى في ماله بالإنفاق يجب عليه رعاية حقه في بدنه ببذل المعونة للخلق في الشفاعة وغيرها (تمام) في فوائده (خط) كلاهما (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (إذا كان يوم القيمة أعطى الله تعالى كل رجل من هذه الأمة رجلاً من الكفار فيقال له هذا فداؤك من النار) قال المناوي فيورث الكافر مقعد المؤمن من النار بكفره ويورث المؤمن مقعد الكافر من الجنة بإيمانه اهـ وقال العلقمي ومعنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبي هريرة لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره (م) عن أبي موسى (إذا كان يوم القيمة نادى مناد من وراء الحجب) قال المناوي أي بحيث لا يبصره أهل الموقف (يا أهل الجمع) أي يا أهل الموقف (غضو أبصاركم) أي اخفضوها (عن فاطمة بنت محمد) صلى الله عليه وسلم (حتى تمر) أي تذهب إلى الجنة (تمام) في فوائده (ك) كلاهما (عن علي) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا كان يوم القيمة نادى مناد من عمل عملاً لغير الله فليطلب ثوابه ممن عمل له) قال المناوي أي يأمر الله بعض ملائكته أن ينادي بذلك في الموقف وفي حجة لمن ذهب إلى أن الرياء يحبط العمل وإن قل وأنه لا تعتبر غلبة الباعث اهـ وقال الشيخ وفائدة الخبر طلب الإخلاص بالعمل لله والنهي عن مخالفة ذلك فإنها حرام (ابن سعد) في طبقاته (وابن أبي فضالة) بفتح الفاء أنصاري وهو حديث ضعيف (إذا كانت الفتنة) أي الاختلاف والحروب الواقعة (بين المسلمين فاتخذ سيفاً من خشب) كناية عن العزلة والكف عن القتال والاجتماع بالفريقين قال العلقمي والأصل في رواية هذا الحديث ما أخرجه ابن ماجه بسنده عن عديسية بضم العين وفتح الدال المهملتين وتحتية ساكنة وسين مهملة بنت أهبان بضم الهمزة وسكون الهاء وموحدة وآخره نون ويقال له وهبان قالت لما جاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه هاهنا البصرة دخل على أبي فقال يا أبا مسلم أفلام تعينني على هؤلاء القوم قال بلى فدعا بجارية له فقال لا جارية أخرجي سيفي فأخرجته فسل منه قدر شر فإذا هو

من خشب فقال إن خليلي وابن عمك رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي إن كانت الفتنة بين المسلمين فاتخذ سيفاً من خشب فإن شئت خرجنا معك قال لا حاجة لي فيك ولا في سيفك (فائدة) قال شيخنا قال ابن عبد البر كلم الذئب من الصحابة ثلاثة رافع بن عميرة بفتح العين المهملة وسلمة بن الأكوع وأهبان بن أوس قلت قال شيخ شيوخنا الذي كلمه الذئب هو أهبان بن الأكوع وقال هو الذي ذكره ابن الكلبي وأبو عبيد والبلاذري اهـ فقول الذهبي تبعاً لابن عبد البر أنه أهبان ابن أوسط فيه نظر (هـ) عن أهبان تقدم ضبطه وهو حديث حسن (إذا كانت امراؤكم) أي ولاة أموركم (خياركم) أي أقومكم على الاستقامة قال في الصحاح الخيار خلاف الأشرار (وأغيناؤكم سمحائكم) أي كرمائكم (وأموركم شورى بينكم) أي لا يستأثر أحد منكم بشيء دون غيره ولا يستبد برأي (فظهر الأرض خير لكم من بطنها) أي الحياة خير لكم من الموت قال العلقمي إذا عدل الأمير في رعاياه وسمح الغني بماله للفقير وصدر الأمر عن الشورى كنتم في أمان من إقامة الأوامر والنواهي وأعمال الطاعات وفعل الخيرات فتزاد لكم الحسنات وتكثر المثوبات (وإذا كانت أمراؤكم شراركم وأغيناؤكم بخلاءكم وأموركم إلى نسائكم) أي مفوضة إليهن (فبطن الأرض خير لكم من ظهرها) أي فالموت خير لكم من الحياة لفقد استطاعة إقامة الدين (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف منجبر (إذا كان عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما) أي في القسم (جاء يوم القيمة وشقه) بكسر أوله أي نصفه أو جانبه (ساقط) أي ذاهب أو أشل وفيه دليل على انه يجب على الزوج أن يساوي بين زوجاته في القسم (ت ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (إذا كانوا) أي المتصاحبون (ثلاثة) بنصبه على أنه خبر كان وروي بالرفع على لغة أكلوني البراغيث وكان تامة قال العلقمي وفي رواية لمسلم إذا كان ثلاثة بالرفع على إن كان ت امة (فلا يتناجى اثنان) قال العلقمي كذا الأكثر بألف مقصورة ثابتة في الخط بصورة ياء وتسقط في اللفظ لالتقاء الساكنين وهو بلفظ الخبر ومعناه النهي (دون الثالث) لأنه يوقع الرعب في قلبه ويورث التنافر والضغائن (مالك في الموطأ (ق) عن ابن عمر بن الخطاب (إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم) أي يصل يبهم إماماً (وأحقهم بالإمامة أقرؤهم) قال المناوي أي أفقههم لأن الأقرأ إذ ذاك كان هو الأفقه كذا قرره الشافعية وأخذ الحنفية بظاهره فقدموا الأقرأ على الأفقه اهـ والظاهر أن حكم الاثنين حكم الثلاثة (حم م ن) عن أبي سعيد الخدري (إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله تعالى فإن كانوا في القراءة سواء فأكبرهم سنا فإن كانوا في السن سواء فأحسنهم وجهاً) قال بعض الشافعية يقدم الأفقه فالأقرأ فالأورع فالأسبق هجرة فالأسن في الإسلام قالا نسب فالأنسب فالأنظف ثوباً وبدناً وصنعة فالأحسن صوتاً فالأحسن صورة وقال في المجموع المختار تقديم أحسنهم ذكر اثم صوتاً ثم هيئة فإن تساووا وتشاحوا أقرع

بينهم وأجاب الشافعي رضي الله عنه عن الحديث بأن الصدر الأول كانوا يتفقهون مع القراءة فلا يوجد قارئ إلا وهو فقيه (هق) عن أبي زيد عمرو بن أخطب (الأنصاري) وهو حديث ضعيف (إذا كبر العبد) أي قال الإنسان الله أكبر في الصلاة أو خارجها (سترت) أي ملأت (تكبيرته ما بين السماء والارض من شيء) يعني لو كان فضلها أو ثوابها يجسم لملأ الجو وضاق به الفضاء (خط) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث ضعيف (إذا كتب أحدكم كتاباً فليتربه) قال العلقمي بلام الأمر وضم التحتية وسكون المثناة الفوقية وكسر الراء الخفيفة وسكون الموحدة وهاء قال في المصباح الترب وزان قفل لغة في التراب وتربت الكتاب بالتراب أتربه من باب ضرب وتربته بالتشديد مبالغة قال في النهاية قوله فليتربه أي فليجعل عليه التراب اهـ قال شيخنا قال الطيبي أي يسقطه على التراب اعتماداً على الحق سبحانه وتعالى في إيصاله إلى المقصد وقيل المراد ذر التراب على المكتوب وقيل معناه فليخاطب الكاتب خطاباً على غاية التواضع والمراد بالتتريب المبالغة في التواضع في الخطاب (فإنه أنجح لحاجته) أي أقرب لقضاء مطلوبه (ت) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث ضعيف (إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه) أي يذكر اسمه مقدماً على اسم المكتوب له ولا يجري على سنن الأعاجم من البداءة باسم المكتوب إليه (طب) عن النعمان بن بشير الأنصاري قال الشيخ حديث ضعيف (إذا كتب أحدكم إلى إنسان) أي أراد أن يكتب كتاباً (فليبدأ بنفسه) ثم بالمكتوب إليه نحو من فلان إلى فلان (وإذا كتب) أي أنهى الكتابة (فليترب) ندباً (كتابه) أي مكتوبة (فهو) أي تتريبه (أنجح) أي لحاجته أي أبسر لقضائها (طس) عن أبي الدرداء وهو حديث ضعيف (إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم) أي أراد أن يكتبها (فليمد الرحمن) أي حروفه بأن يمد اللام والميم ويجوف النون ويتأنق في ذلك (خط) في كتاب (الجامع) في آداب المحدث والسامع (فر) كلاهما (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث حسن (إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم) أي أردت كتابتها (فبين السين فيه) أي أظهرها ووضح سننها إجلالاً لاسم الله تعالى (خط) في ترجمة ذي الرياستين (وابن عساكر) في تاريخه (عن زيد بن ثابت) بن الضحاك قال الشيخ حديث حسن لغيره (إذا كتبت فضع قلمك على أذنك) فإنه اذكر لك ابن عساكر عن أنس (إذا كتبتم الحديث) أي أردتم كتابته (فاكتبوه بإسناده) لأن في كتابته بغير سند خلطاً للصحيح بالضعيف بل والموضوع فإذا كتب بإسناده بريء الكاتب من عهدته كما قال (فإن يك) أي الحديث (حقاً كنتم شركاً في الأجر) لمن رواه من الرجال (وإن يك باطلاً كان وزره عليه) قال العلقمي اختلف السلف من الصحابة والتابعين في كتابة الحديث فكرهها طائفة منهم ابن عمرو وابن مسعود وزيد بن ثابت وآخرون وأباحها طائفة وفعلها منهم عمر وعلي وابنه الحسن وابن عمرو والحسين

وعطاء وسعيد بن جبير وعمر بن عبد العزيز وحكاه عياض عن أكثر الصحابة والتابعين ثم أجمعوا بعد ذلك على الجواز وزال الخلاف قال ابن الصلاح ولولا تدوينه في الكتب لدرس في الأعصر الخالية وجاء في الإباحة والنهي حديثان فحدث النهي ما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تكتبوا عني شيئاً إلا القرآن ومن كتب عني شيئاً غير القرآن فليمحه وحديث الإباحة قوله صلى الله عليه وسلم اكتبوا لأبي شاة متفق عليه وروى أبو داود والحاكم عن ابن عمرو قال قلت يا رسول الله إنس أسمع منك الشيء فاكتبه قال نعم قال في الغضب والرضى قال نعم فإني لا أقول فيهما إلا حقاً وروى الحاكم وغيره من حديث أنس وغيره مرفوعاً وموقوفاً فاقيدوا العلم بالكتابة وأسند الديلمي عن على مرفوعاً إذا كتبتم الحديث بسنده وقد اختلف في الجمع بينهما وبين حديث أبي سعيد السابق فقيل الإذن لمن خيف نسيانه والنهي لمن أمن النسيان ووثق بحفظه وخيف اتكاله على الخط إذا كتب فيكون مخصوصاً أو منهياً عنه من حيث اختلاطه بالقرآن وأذن فيه حين أمن ذلك فيكون النهي منسوخاً وقيل المراد النهي عن كتابه الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لأنهم كانوا يسمعون تأويل الآية فربما كتبوه معه فنهوا عن ذلك الخوف الاشتباه (فائدة) اعلم أن الآثار كانت في عصر الصحابة وكبار التابعين غير مدونة ولا مرتبة لسيلان أذهانهم وسعة حفظهم ولأنهم كانوا نهوا عنها كما تقدم ولأن أكثرهم لا يحسن الكتابة فلما كان زمن عمر بن عبد العزيز على رأس المائة أمر بتدوين الحديث فأول من دونه بأمر عمر بن عبد العزيز ابن شهاب الزهري وأما الجمع مرتباً على الأبواب فوقع في نصف القرن الثاني فأول من جمع ذلك ابن جريج بمكة ومالك وابن إسحاق بالمدينة وهشام بواسط ومعمر باليمن وابن المبارك بخراسان والربيع بن صبيح أو سعيد بن أبي عروبة أو حماد بن سلمة بالبصرة وسفيان الثوري بالكوفة وإلا وزاعي بالشام وجرير بن عبد الحميد بالري وكل هؤلاء كانوا في عصر واحد فلا يدري أيهم أسبق كما قال الحافظ العراقي والحافظ بن حجر (ك) في علوم الحديث وأبو نعيم وكذا الديلمي (وابن عساكر) في التاريخ كلهم (عن علي) أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (إذا كثرت ذنوب العبد) أي الإنسان المسلم (فلم يكن له من العمل) أي الصالح (ما يكفرها) لفقده أو لقلته (ابتلاه الله بالحزن) قال المناوي في رواية بالهم (ليكفرها عنه به) فغالب ما يحصل من الهموم والغموم من التقصير في الطاعة (حم) عن عائشة وهو حديث حسن (إذا كثرت ذنوبك) أي وأردت اتباعها بحسنات تمحوها (فاسق الماء على الماء) قال المناوي أي اسق الماء على أثر سقي الماء بأن تتابعه أو اسق الماء وإن كنت بشط وقال العلقمي فاسق الماء على الماء ليس بقيد بل لنفي توهم أنه حازه بلا كلفه كبيرة فلا أجر فيه بل فيه الأجر والثواب فكيف إذا عظمت المشقة وكثرت المؤنة (تتناثر) بمثناتين ثم نون ثم

مثلثة بعد الألف ثم راء وظاهر كلام المناوي أنه مجزوم جواب الأمر فإنه قال فإنك إن فعلت ذلك تتناثر أي ذنوبك (كما يتناثر الورث من الشجر في الريح العاصف) أي الشديد (خط) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (إذا كذب العبد) أي الإنسان (كذبة) قال الشيخ وكذب كضرب وكذبة بفتح فسكون مرة أي غير جائزة وهي صغيرة على الراجح وقد تكون كبيرة لعوارض (تباعد عنه الملك) قال المناوي يحتمل أن ال جنسية ويحتمل أنها عهدية والمعهود الحافظ (ميلاً) وهو منتهى مد البصر (من نتن ما جاء به) أي الكاذب من الكذب كتباعده من نتن ماله ريح كريه كثوم بل أولى (ت) في الزهد (حل) كلاهما (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (إذا كنتم في سفر فأقلوا المكث في المنازل) أي الأماكن التي اعتيد النزول فيها في السفر قال الشيخ أي ما دمتم قادرين على السير وإلا فلا بد من قدر الراحة (أبو نعيم) وكذا الديلمي (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس فإن ذلك) يعني التناجي حالة عدم الاختلاط (يحزنه) بضم المثناة التحتية وكسر الزاي قال العلقمي قال النووي المناجاة المسارة وانتجى القوم وتناجوا أي سار بعضهم بعضاً وفي الحديث النهي عن تناجي اثنين بحضرة ثالث وأكثر بحضرة واحد وهو نهي تحريم فيحرم على الجماعة لمناجاة دون واحد منهم إلا أن يأذن ومذهب ابن عمر ومالك وأصحابه وجماهير العلماء أن النهي عام في كل الأزمان في الحضر والسفر وقال بعض العلماء إنما النهي عن المناجاة في السفر دون الحضر لأن السفر مظنة الخوف وادعى بعضهم أن هذا الحديث منسوخ وإن هذا كان في أول الإسلام فلما فشا الإسلام وأمن الناس سقط النهي اهـ كلام النووي قلت قال شيخ شيوخنا وهذا البعض هو عياض وتعقبه القرطبي بأن هذا تحكم وتخصيص لا دليل عليه وقال ابن العربي الخبر عام اللفظ والمعنى والعلة الحزن وهو موجود في السفر والحضر فوجب أن يعمهما النهي جميعاً وقوله حتى تختلطوا قال العلقمي بمثناة فوقية قبل الخاء أي تختلط الثلاثة بغيرهم والغير أعم من أن يكون واحد أو أكثر وقوله فإن ذلك يحزنه قال العلقمي لأنه يتوهم أن نجواهما إنما هي سوء رأيهما فيه وأنهما يتفقان على غائلة اتحصل له منها وقد نقل ابن بطال عن أشهب عن مالك قال لا يتناجى ثلاثة دون واحد ولا عشرة دون واحد للنهي عن أن يترك واحد قال وهذا مستنبط من حديث الباب لأن المعنى في ترك الجماعة للواحد كترك الاثنين للواحد قال وهذا من حسن الأدب لئلا يتباغضوا ويتقاطعوا وقال المأزري ومن تبعه لا فرق في النهي بين الاثنين والجماعة لوجود المعنى في حق الواحد قال النووي أما إذا كان أربعة فتناجى اثنان دون اثنين فلا بأس بالإجماع قال شيخ شيوخنا واختلف فيما إذا انفرد جماعة بالتناجي دون جماعة قال ابن التين وحديث عائشة في قصة فاطمة دال على الجواز وحديث ابن مسعود فأتيته وهو في ملأ

فساررته فإن في ذلك دلالة على أن المنع يرتفع إذا بقي جماعة لا يتأذون بالمساررة ويستثنى من أصل الحكام كما تقدم ما إذا أذن من يبقى سواء كان واحداً أم أكثر للأذن في التناجي دونه أو دونهم فإن المنع يرتفع لأنه حق من يبقى وأما إذا انتجى اثنان ابتداء وثم ثالث وكان بحيث لا يسمح كلامهما لو تكلما جهراً فأتى ليستمع كلامهما فلا يجوز كما لو لم يكن حاضراً معهما أصلاً قال ابن عبد البر لا يجوز لأحد أن يدخل على المتناجين في حال تناجيهما قلت ولا ينبغي للداخل القعود عندهما ولا التباعد عنهما إلا بإذنهما لأنهما لما فتحها حديثهما سراً وليس عندهما أحد دل على أن مرادهما أن لا يطلع أحد على كلامهما (حم ق ت هـ) عن ابن مسعود عبد الله (إذا لبستم) أي أردتم نحو لبس ثوب أو نعل (وإذا توضأتم) أي أردتم الوضوء (فابدؤا بميامنكم) وفي رواية بأيامنكم والأمر للندب قال المناوي فأيامن جمع أيمن أو يمين وميامن جمع ميمنة بأن يبدأ بلبس الكم أو الخف أو النعل الأيمن وخرج باللبس الخلع فيبدأ به باليسار (د حب) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به) أي بما رآه (الناس) لئلا يستقبله المعبر في تفسيرها بما يزيده غماً بل يفعل ما مر من الاستعاذة والتفل والتحول قال العلقمي قلت وسببه كما في ابن ماجه عن جابر قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وهو يخطب فقال يا رسول الله رأيت البارحة فيما يرى النائم كأن عنقي ضربت وسقط رأسي فاتبعته فأخذته فأعدته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا فذكره قال النووي قال المأزري يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أن منامه هذا من الأضغاث بوحي أو بدلالة في المنام دلته على ذلك أو على أنه من المكروه الذي هو من تحزين الشيطان وأما المعبرون فيتكلمون في كتبهم على قطع الرأس ويجعلونه دلالة على مفارقة الرائي ما هو فيه من النعم أو مفارقته من قوته ويزول سلطانه ويتغير حاله في جميع أموره إلا أن يكون عبداً فيدل على عتقه أو مريضاً فعلى شفائه أو مديوناً فعلى قضاء دينه أو من لم يحج فعلى أنه يحج أو مغموماً فعلى فرجه وخائف فعلى أمنه والله أعلم (م د) عن جابر بن عبد الله (إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثاً فقد كتم ما أنزل الله على) أي حديثاً بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الصحابة وذم من يبغضهم (هـ) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث حسن (إذا لقي أحدكم أخاه) أي في الدين (فيسلم عليه) أي ندباً (فإن حالت بينهما شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه) إن عدا متفرقين عرفاً (ده هب) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (إذا لقيت الحاج) أي عند قدومه من حجه (فسلم ليه وصافحه) أي ضع يدك اليمنى في يده اليمنى (ومره أن يستغفر لك) أي يطلب لك المغفرة من الله (قبل أن يدخل بيته) أي الأولى ذلك (فإنه) أي الحاجة (مغفور له) أي إذا كان حجه مبروراً كما قيد به في خبر فتلقى الحاج والسلام عليه وطلب الدعاء منه مندوب قال المناوي وإنما كان طلبه منه قبل دخوله بيته أولى لأنه بعده

قد يخلط (حم) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (إذا لم يبارك للرجل) أي الإنسان (في ماله جعله في الماء والطين) أي صرفه في البنيان ومر أن هذا في غير ما فيه قربة وما يحتاج إليه (هب) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (إذا مات الميت) هذا من قبيل المجاز باعتبار ما يؤول إليه إذ الميت لا يموت (تقول الملائكة) أي يقول بعضهم لبعض استفهاماً قال المناوي والمراد الملائكة الذين يمشون أمام الجنازة (ما قدم) بالتشديد من العمل أهو صالح فنستغفر له أم غيره (ويقول الناس ما خلف) بتشديد اللام أي ما ترك لورثته فالملائكة ليس اهتمامهم إلا بالأعمال والآدميون إلا بالمال الميال (هب) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (إذا مات الإنسان) قال المناوي وفي رواية ابن آدم (انقطع عمله) أي فائدة عمله وتجديد ثوابه (الأمن ثلاث) فإن ثوابها لا ينقطع بل هو دائم متصل النفع (صدقة جارية) وفي رواية دارة أي متصلة كوقف (أو علم ينتفع به) كتعليم وتصنيف قال التاج السبكي والتصنيف أقوى لطول بقائه على ممر الزمان اهـ وارتضاه المؤلف (أو ولد صالح) أي مسلم (يدعو له) لأنه السبب في وجود وفائدة تقييده بالولد مع أن دعاء غيره ينفعه تحريض الولد على الدعاء لأصله وورد في أحاديث آخر زيادة على الثلاثة وتتبعها المؤلف فبلغت أحد عشر ونظمها في قوله إذا مات ابن آدم ليس يجري ... عليه من فعال غير عشر علوم بثها ودعاء نجل ... وغرس النحل والصدقات تجري وراثة مصحف ورباط ثغر ... وحفر البئر أو إجراء نهر وبيت للغريب بناه يأوي ... إليه أو بناء محل ذكر وتعليم لقرآن كريم ... فخذها من أحاديث بحصر (خد م 3) عن أبي هريرة (إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده) أي محل قعوده من الجنة أو النار بأن تعاد الروح إلى بدنه أو بعضه (بالغداة والعشي) أي وقتها قال العلقمي أي أول النهار وآخره بالنسبة إلى أهل الدنيا قال ابن التين يحتمل أن يريد بالغداة والعشي غداة واحدة وعشية واحدة يكون كل غداة وكل عشي قال القرطبي وهذا في حق المؤمن والكافر واضح وأما المؤمن المخلط فيحتمل أيضاً في حقه لأنه يدخل الجنة في الجملة قلت هذا الاحتمال هو الصواب فيرى مقعده في الجنة فيقال له هذا مقعدك وستصير إليه بعد مجازاتك بالعقوبة على ما تستحق (إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة) أي فمقعده من مقاعد أهل الجنة (وإن كان من أهل النار فمن أهل النار) فمقعده من مقاعد أهل النار فليس الجزاء والشرط متحدين معنى بل لفظاً (يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيمة) أي يقال له من قبل الله تعالى قال العلقمي قال ابن عبد البر والمعنى حتى

يبعثك الله إلى ذلك المقعد ويحتمل أن يعود الضمير إلى الله تعالى فإلى الله ترجع الأمور والأول أظهر اهـ وقال المناوي أي لا تصل إليه إلا بعد البعث (ق ت هـ) عن ابن عمر ابن الخطاب (إذا مات صاحبكم) أي المؤمن الذي كنتم تجتمعون به وتصاحبونه (فدعوه) أي ارتكوه من الكلام فيه بما يؤذيه لو كان حياً (لا تقعوا فيه) أي لا تتكلموا في عرضه بسوء فإنه قد أفضى إلى ما قدم وغيبة الميت أفحش من غيبة الحي وقد ورد النهي عن ذلك مساوي موتانا فتخصيص الصاحب هنا لكونه آكد قال العقلمي روي أن رجلاً من الأنصار وقع في أبي العباس فلطمه العباس فجاء قومه فلبسوا السلاح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فصعد المنبر فقال أيها الناس أيّ أهل الأرض أكرم على الله فقالوا أنت يا رسول الله فقال إن العباس مني وأنا منه فلا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا فقالوا نعوذ بالله من غضبك ذكره ابن رسلان (د) عن عائشة وبجانبه علامة الحسن (إذا مات صاحب بدعة) أي مذمومة (فقد فتح) بالبناء للمفعول (في الإسلام فتح) أي فموته كبلد من ديار الفكر فتحت واستؤصل أهلها بالسيف لأن موته راحة للعباد والبلاد لافتتانهم به وعود شؤمه على الإسلام وأهله بإفساد عقائدهم (خط فر) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (إذا مات ولد العبد) أي الإنسان المسلم ذكراً كان أو أنثى (قال الله تعالى لملائكته) أي الموكلين بقبض أرواح الخلائق (قبضتم ولد عبدي) أي روحه (فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده) قال العلقمي قال في النهاية قيل للولد ثمرة لأن الثمرة ما تنتجه الشجرة والولد نتيجة الأب (فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع) أي قال الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون (فيقول الله تعالى) أي لملائكته (ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد) أي البيت المنعم به على أنه ثواب الحمد قال المناوي وفيه أن المصائب لا ثواب فيها بل في الصبر عليها وعليه جمع لكن نوزع فيه (ت) عن أبي موسى الأشعري وهو حديث حسن (إذا مدح المؤمن في وجهه بالإيمان في قلبه) قال العلقمي الربا الزيادة وهذا أو نحوه إنما يسوغ لمن عرف أن الممدوح يعرف نفسه وهو شديد الاحتراز عن آفة الكبر والعجب وآفة الفتور الريا وكان ذلك سبباً لزيادته في الأعمال الصالحة أو كان ممن يقتدى به ولا تزعزعه الرياح فهذا يزيد الأيمان في قلبه بسبب أعماله الصالحة الزائدة على العادة الذي حركه لها المدح الذي لا يعجب به ولا تستأثر نفسه به اهـ وقال المناوي المراد المؤمن الكامل الأيمان أما غيره فعلى نقيض ذلك وعليه حمل خبر إياكم والمدح فلا تعارض (ط ب ك) عن أسامة بن زيد قال الشيخ حديث صحيح (إذا مدح الفاسق غضب الرب) قال العلقمي لأن الله سبحانه وتعالى أمر بهجر الفاسق والمباعدة عنه خصوصاً المتهاجر بفسقه فإذا مدحته فقد كذبت في مدحه وخالفت ما أمرت إذ مدحه مودة له وأنت مأمور بهجره (واهتز لذلك العرش) الهز في الأصل الحركة واهتز إذا تحرك

فهو كما يكون الارتجاج للاستيثار يكون لضد ذلك أو المراد في القسمين أهله (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (في) كتاب ذم الغيبة (ع هب) عن أنس بن مالك (عد) عن بريدة قال المناوي وضعفه الحافظ العراقي وابن حجر (إذا مررت ببلدة) أي وأنت مسافر (ليس فيها سلطان) أي حاكم (فلا تدخلها) النهي للتنزيه (إنما السلطان ظل الله) أي يدفع به الأذى عن الناس كما يدفع الظل أذى حر الشمس (ورمحه في الأرض) أي يدفع به كما يدفع العدو بالرمح قال العلقمي واستوعب بهاتين الكلمتين نوعي ما على الوالي للرعية (أحدهما) الانتصار من الظالم والإعانة لأن الظل يلجأ إليه من الحرارة والشدة ولهذا قال في تمامه في رواية يأوي إليه كل مظلوم (والآخر) إرهاب العدو ليرتدع عن قصد الرعية وأذاهم فيأمنوا بمكانه من الشرور العرب تجعل الرمح كناية عن الدفع والمنع قاله في النهاية انتهى وقال المناوي في هذا من الفخامة والبلاغة ما لا يخفى فقد استوعب جميع ما على الوالي لرعيته (هب) عن أنس بن مالك ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (إذا مررتم بأهل الشرّة) بكسر الشين المعجمة وشد الراء أي من المسلمين (فسلموا عليهم) ندباً (تطفأ) قال المناوي بمثناه فوقية أو له بخط المؤلف وظاهر كلامه أنه مجزوم جواب الأمر فإنه قال فإنكم إن سلمتم عليهم تطفأ (عنكم شرّتهم ونائرتهم) أي عداوتهم وفتنتهم لأن في السلام عليهم إشارة إلى عدم احتقارهم وذلك سبب لسكون شرتهم (هب) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (إذا مررتم برياض الجنة) جمع روضة وهي الروض المعجب بالزهر قال في النهاية أراد برياض الجنة ذكر الله وشبه الخوض فيه بالرتع في الخصب (فارتعوا) قال العلقمي قال في المصباح رتعت الماشية رتعاً من باب نفع ورتوعاً رعت كيف شاءت (قالوا وما رياض الجنة قال حلق الدكر) قال العلقمي قال في النهاية بكسر الحاء وفتح اللام جمع حلقة بفتح الحاء على غير قياس وحكي عن أبي عمرو أن الواحد حلقة بالتحريك والجمع حلق بالفتح (حم ت هب) عن أنس بن مالك قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا ما رياض الجنة قال مجالس العلم) هو شامل لعلم أصول الدين والتفسير والحديث والفقه (طب) عن ابن عباس (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة قال المساجد قيل وما الرتع) بسكون المثناة الفوقية (قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) اختلف الجواب في تفسير الرتع باختلاف أحوال السائلين فرأى أن الأولى مجال سائل حلق العلم وبحال سائل آخر حلق الذكر ولهذا قال العلقمي قلت والمراد من هذه الأحاديث في تفسير الرتع مناسبة كل شخص بما يليق به من أنواع العبادة (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن (إذا مر أحدكم في مسجدنا) أي المؤمنين فليس المراد مسجداً لمدينة فقط (أو في سوقنا) تنويع من الشارع لا شك من الراوي ومعه نبل قال العلقمي النبل بفتح النون وسكون الموحدة

بعدها لام السهام العربية وهي مؤنثة ولا واحد لها من لفظها (فليمسك على نصالها) قال العلقمي جمع نصل ويجمع أيضاً على نصول والنصل حديدة السهم (بكفه) متعلق بقوله فليمسك (لا يعقر مسلماً) قال العلقمي أي لا يجرح وهو مجزوم نظراً غلى أنه جواب الأمر ويجوز الرفع أي على الاستئناف قال النووي فيه من الآداب الإمساك على النصال عند إرادة المرور بين الناس في مسجداً وسوق أو غيرهما اهـ قلت والمطلوب أنه يستحب لمن معه نبل أن يمسك على نصالها (ق ده) عن أبي موسى الأشعري (إذا مر رجال بقوم) ومثله ما لو مر نساء بنسوة (فسلم رجل من الذين مروا على الجلوس وردّ من هؤلاء واحد أجزأ عن هؤلاء وعن هؤلاء) لأن ابتداء السلام من الجماعة سنة كفاية والجواب من الجماعة فرض كفاية قال في الحلية وليس لنا سنة كفاية إلا هذه (حل) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح (إذا مرض العبد) قال المناوي أي عرض لبدنه ما أخرجه عن الاعتدال الخاص به فأوجب الخلل في أفعاله (أو سافر) وفات عليه وما وظفه على نفسه من النفل (كتب الله تعالى له) أي قدر أوامر الملك أن يكتب في اللوح وفي غيره (من الأجر مثل ما كان) أي مثل ثواب الذي كان (يعمل) من التنفل حال كونه (صحيحاً مقيماً) لعذره والعبد مجزى بنيته ومحله أن لا يكون المرض بفعله وأن لا يكون السفر معصية انتهى وقال العلقمي قال شيخ شيوخنا وهو في حق من كان يعمل طاعة فمنع منها وكان بنيته لولا المانع أن يدوم عليها كما ورد ذلك صريحاً عن أبي داود وفي آخره كأصلح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم قال ابن بطال وهذا في أمر النوافل أما صلاة الفرائض فلا تسقط بالسفر والمرض والله أعلم وتعقبه ابن المنير بأنه يحجر واسعاً ولا مانع من دخول الفرائض في ذلك بمعنى أنه إذا عجز عن الإتيان بها على الهيئة الكاملة فإنه يكتب له أجر ما عجز عنه كصلاة المريض جالساً يكتب له أجر القائم (حم خ) عن أبي موسى الأشعري (إذا مرض العبد) أي الإنسان (ثلاثة أيام) ولو مرضاً خفيفاً كحمى يسيرة وصداع قليل (خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) أي غفر له فصار لا ذنب له فهو كيوم ولادته في خلوّه عن الآثام وفيه شمول الكبائر لكن نزل على غيرها قياساً على النظائر (طس) وأبو الشيخ عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (إذا مرض العبد أي الإنسان (يقال) أي يقول الله (لصاحب الشمال) أي الملك الموكل بكتابة المعاصي (ارفع عنه القلم) فلا تكتب عليه خطيئة (ويقال لصاحب اليمين) وهو كاتب الحسنات (اكتب له أحسن ما كان يعمل فإني أعلم به وأنا قيدته) اب بالمرض فلا تقصير منه (ابن عساكر) في تاريخه (عن مكحول) فقيه الشام وعلله (مرسلاً) أرسل عن أبي هريرة وغيره وهو حديث ضعيف (إذا مشت أمتي المطيطا) قال العلقمي بضم الميم وفتح الطاء المهملة وسكون التحتية وفتح الطاء قال في النهاية المطيطا بالمد والقصر مشية فيها تبختر ومد اليدين يقال مطوت ومططت بمعنى مددت

وهي من المصغرات التي لم يستعمل لها مكبر (وخدمتها البناء الملوك أبناء فارس والروم) قال المناوي بدل مما قبله (سلط) بالبناء للمفعول أي سلط الله (شرارها على خيارها) أي مكنهم منهم وأغراهم بهم وذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنهم لما فتحوا فارس والروم وسبوا أولادهم وأستخدموهم سلط عليهم قتلة عثمان فكان ما كان (ت) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف (إذا نادى المنادي) أي أذن المؤذن للصلاة (فتحت) بالبناء للمفعول (أبواب السماء واستجيب الدعاء) أي استحباب الله دعاء الداعي حينئذ لكونها من ساعات الإجابة قال المناوي وفيه أن السماء ذات أبواب وقيل أراد بفتحها إزالة الحجب والموانع (ع ك) عن أبي أمامة الباهلي قال الشيخ حديث صحيح (إذا نزل الرجل بقوم) قال المناوي ضيفاً أو مدعواً في وليمة (فلا يصم إلا بإذنهم) النهي فيه للتنزيه أي لا يشرع في صوم نفل إلا أن أذنوا له فيه أو لا يتمه إن شرع فيه إلا بإذنهم فيحل قطع النفل عند الشافعي أما الفرض فلا دخل لإذنهم فيه (هـ) عن عائشة وهو حديث ضعيف (إذا نزل أحدكم منزلاً فقال فيه) أي نام نصف النهار (فلا يرحل حتى يصلي ركعتين) أي يندب له أن يودعه بذلك (عد) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (إذا نزل بكم كرب) أي أمر ملا الصدر غيظاً قال العلقمي قال في المصباح وكربه الأمر كرباً شق عليه حتى ملأ صدقه غيظاً (أو جهد) قال المناوي بفتح الجيم وتضم مشقة (أو بلاء) أي هم يأخذ بالنفس (فقولوا الله الله ربنا لا شريك له) أي لا مشارك له في ربوبيته فإن ذلك يزيله بشرط قوة الإيقان وتمكن الإيمان والأمر فيه للندب (هب) وكذا الطبراني (عن ابن عباس) قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل أعوذ بكلمات الله) قال المناوي أن صفاته القائمة بذاته اهـ وقال العلقمي كلمات الله القرآن (التامات) أي التي لا يدخلها نقص ولا عيب كما يدخل كلام الناس وقيل هي النافعات الكافيات الشافيات من كل ما يتعوذ به (من شر ما خلق) من الأنام والهوام (فإنه) إذا قال ذلك (لا يضره شيء) أي من المخلوقات (حتى يرتحل عنه) وفي نسخة منه أي عن ذلك المنزل قال العلقمي قال الشيخ أبو العباس القرطبي قوله فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه هذا خبر صحيح وقول صادق عملنا صدقه دليلاً وتجربة فإني منذ سمعت هذا الخبر عملت به فلم يضرني شيء إلى أن تركته فلدغتني عقرب بالمهدية ليلاً فتفكرت في نفسي فإذا أنا قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات (تتمة) قال الدميري روينا عن الشيخ فخر الدين عثمان بن محمد التورزي قال كنت يوماً أقر على شيخ لي بمكة شيئاً من الفرائض فبينا نحن جلوس إذا بعقرب تمشي فأخذها الشيخ وجعل يقلبها في يده فوضعت الكتاب فقال لي اقرأ قلت حتى أتعلم هذه الفائدة فقال هي عندك قلت ما هي قال ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال حين يصبح وحين يمسي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض

ولا في السماء وهو السميع العلم لم يضره شيء وقد قلتها أول النهار (م) عن خولة قال المناوي بخاء معجمة مفتوحة (بنت حكيم) السلمية الصالحة زوجة الرجل الصالح عثمان ابن مظعون (إذا نسي أحدكم اسم الله على طعامه) أي نسى أن يذكره حين أكله ومثله ما إذا تعمد بالأولى (فليقل) أي ندباً (إذا ذكر) أي وهو في أثنائه (بسم الله أوله وآخره) قال المناوي فإن الشيطان يقيء ما أكله كما في خبر آخر ما بعد فراغه فلا يندب عند جمع شافعية (ع) عن امرأة من الصحابة وهو وحديث حسن (إذا نصر القوم بسلاحهم وأنفسهم) بأن بذلوها في نصرة المظلوم (فألسنتهم أحق) أي أن ينصروا بها فإن ذينك أشق ومن رضى بالأشق فهو بما دونه أحق قال الشيخ وفائدة هذا الخبر الترغيب في حماية عرض المؤمن (ابن سعد) في طبقاته (عن ابن عوف) وهو حديث حسن (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه) قال المناوي بالبناء للمجهول والضمير والمجرور عائد إلى أحد (في المال والخلق) بفتح الخاء وسكون اللام أي الصورة قال العلقمي ويحتمل أن يدخل في ذلك الأولاد والأتباع وكلما يتعلق بزينة الحياة الدنيا قال شيخ شيوخنا ورأيت في نسخة معتمدة من الغرائب للدارقطني والخلق بضم الخاء واللام (فلينظر إلى من هو أسفل منه) أي من هو دونه فيهما ليرضى فيشكر ولا يحتقر ماء عنده وقال العلقمي وفي رواية إلى من تحته ويجوز في أسفل الرفع والنصب والمراد بذلك ما يتعلق بالدنيا قال ابن بطال هذا الحديث جامع لمعاني الخير لأن المرء لا يكون بحال يتعلق بالدين من عبادة ربه مجتهداً فيها إلا وجد من هو فوقه فمتى طلبت نفسه اللحاق به استقصر حاله فيكون أبداً في زيادة ولا يكون على حالة خسيسة من الدنيا إلا وجد من أهلها من هو أحسن منه حالاً فإذا تفكر في ذلك علم أن نعمة الله وصلت إليه دون كثير ممن فضل عليه بذلك من غير أمراً وجبه فيلزم نفسه الشكر فيعظم اغتباطه بذلك في معاده وقال غيره في هذا الحديث دواء الداء لأن الشخص إذا نظر إلى من هو فوقه لم يأمن أن يؤثر ذلك فيه حسداً ودواؤه أن ينظر إلى من هو أسفل منه ليكون ذلك داعيه إلى الشكر وقد وقع في نسخة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه قال خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكراً صابراً من نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله عليه ومن نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به وأما من نظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على فاته فإنه لا يكتب شاكراً ولا صابراً (حم ق) عن أبي هريرة (إذا نظر الوالد إلى ولده نظرة كان للولد) أي المنظر إليه (عدل) بكسل العين وفتحها أي مثل (عتق نسمة) يعني إذا نظر الوالد إلى ولده فرآه على طاعة كان للولد من الثواب مثل ثواب عتق رقبة بجمعه بين رضاء ربه وإقرار عين أبيه رؤيته مطيعاً له (طب) عن ابن عباس وهو حديث حسن (إذا نعس أحدكم) قال العلقمي بفتح العين ينعس بضمها وفتحها نعساً ونعاساً وغلطوا من ضم عين الماضي (وهو يصلي) جملة حالية قال المناوي فرضاً أو نقلاً (فليرقد)

وجوباً أو ندباً على تفصيل مر (حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر) أي يقصد أن يستغفر لنفسه كان يريد أن يقول اللهم اغفر لي (فيسب نفسه) أي يدعو عليها كان يقول اغفر لي بعين مهملة والعفر التراب فالمراد بالسب قلب الدعاء لا الشتم كما هو بين اهـ وقال العلقمي في رواية النسائي فلينصرف أي بدل فليرقدوا والمراد به التسليم من الصلاة بعد تمامها فرضاً كانت أو نفلاً فالنعاس سبب للنوم ولا يقطع الصلاة بمجرد النعاس وحمله المهلب على ظاهرة فقال إنما أمره بقطع الصلاة لغلبة النوم عليه فدل عليه أنه إذا كان النعاس أقل من ذلك عفى عنه وقوله فيسب نفسه بالنصب جواباً للعل والرفع عطفاً على يستغفر وجعل ابن أبى حمزة علة النهي خشية أن يوافق ساعة إجابة والترجي في لعل عائد على المصلي لا على المتكلم به أي لا يدري امستغفر أم ساب مترجياً للاستغفار وهو في الواقع بضد ذلك إلى أن قال ونظير جواز الرفع والنصب فيسب جوازهما في لعله يزكي أو يذكر فتنفعه الذكرى نصبه عاصم ورفعه الباقون (مالك) في الموطأ (د ت هـ) عن عائشة أم المؤمنين (إذا نعس أحدكم) قال العلقمي زاد الترمذي يوم الجمعة (وهو في المسجد فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره) لأنه إذا تحول حصل له من الحركة ما ينفي الفتور المقتضي للنوم فإن لم يجد فيه الصفوف مكاناً يتحول إليه فيلقم ثم يجلس قلت وعبارة شيخنا وإذا نعس والإمام يخطب تحول من مجلسه إلى مجلس صاحبه ويتحول صاحبه إلى مجلسه اهـ قال ابن رسلان قال الشافعي في الأم وإذا ثبت في موضعه وتحفظ من النعاس بوجه يراه نافياً للنعاس لم أكره بقاء ولا أحب له أن يتحول اهـ قال المناوي ومثل الجمعة غيرها وخصها للطول فيها بالخطبة (دت) عن ابن عمر ابن الخطاب قال العلقمي وبجانبه علامة الصحة (إذا نمتم) أي أردتم النوم قال العلقمي والنوم غشية ثقيلة تهجم على القلب فتقطعه عن المعرفة بالأشياء ولهذا قيل هو آفة لأن النوم أخو الموت وقيل النوم مزيل للقوة والعقل أما السنة ففي الرأس والنعاس في العين وقيل السنة ريح النوم تبدو في الوجه ثم تنبعث فقي القلب فينعس الإنسان فينام ونام عن حاجته إذا لم يهتم بها (فأطفئوا المصباح) قال المقرطبي الأمر والنهي في هذا الحديث للإرشاد قال وقد يكون للندب وجزم النووي أنه للإرشاد لكونه لمصلحة دنيوية وتعقب بأنه قد يفضي إلى مصلحة دينية وهي حفظ المحرم قتله والمال المحرم وتبذيره (فإن الفأرة) بالهمز وتركه الحيوان المعروف (تأخذ الفتيلة) أي تجرها من السراج أي شأنها ذلك (فتحرق) بضم الفوقية (أهل البيت) أي المحل الذي فيه السراج فتعبيره بالبيت للغالب ويؤخذ منه أنه لو كان المصباح في قنديل لا يتمكن منه الفار لا يندب ذلك (واغلقوا الأبواب) أي أبواب سكنكم إذا نمتم (وأكنوا الأسقية) أي اربطوا أفواه قربكم (وخمروا الشراب) أي غطوا الماء وغيره من كل مائع ولو يعرض عليه عود مع ذكر اسم الله

تعالى (طب ك) وكذا احمد (عبد الله بن سرجس) وهو حديث صحيح (إذا نهق الحمار) بفتح فكسر أي إذا سمعتم صوت حمار (فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم) أن لأنه رأى شيطاناً كما مر تعليله به في خبر (طب) عن صهيب بالتصغير قال الشيخ حديث حسن (إذا نودي للصلاة) أي إذا أذن المؤذن لصلاة من الصلوات الخمس (فتحت أبواب السماء) قال المناوي حقيقة أو هو عبارة عن إزالة الموانع (واستجيب الدعاء) أي فأكثروا من الدعاء حينئذ بإخلاص وقوة يقين فإنه لا يرد (الطيالسي) أبو داود (خ) والضيا المقدسي (عن أنس بن مالك) وهو حديث حسن (إذا هممت بأمر) أي عزمت على فعل شيء مما لا يعلم وجه الصواب فيه (فاستخر ربك) أي اطلب منه ندباً خير الأمرين فيه من الفعل والترك (سبع مرات) قال المناوي أي أعد الاستخارة سبع مرات فأكثر (ثم نظر الذي يسبق إلى قلبك) من الفعل والترك (فإن الخيرة فيه) بكسر الخاء وورد في البخاري عن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآ، يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فأقدره لي ويسره لي ثم بارك في فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به قال ويسمى حاجته (ابن السني في عمل يوم وليلة (فر) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف (إذا وجد أحدكم ألماً) بفتحتين أي وجعاً (فليضع يده) أي ندباً والأولى كونها اليمين (حيث يجد ألمه) أي على المحل الذي يحس بالوجع فيه (وليقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته على كل شيء من شر ما أجد) قال المناوي زاد في رواية وأحاذر (حم طب) عن كعب بن مالك الأنصاري أحد الثلاثة الذين خلفوا قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (إذا وجد أحدكم لأخيه) أي في النسب أو الدين (نسحاً في نفسه فليذكره له) وجوباً فإن كتمه عنه غش وخيانة ونصح يتعدى باللام على الأفصح فيقال نصحت لزيد قال تعالى إن أردت أن أنصح لكم وفي لغة يتعدى بنفسه فيقال نصحته وهو أي النصح الإخلاص والصدق في المشورة والعمل قال العلقمي قال الخطابي النصيحة هي كلمة جامعة معناها حيازة الخظ للمنصوح له (عد) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف (إذا وجد أحدكم عقرباً وهو يصلي فليقتلها بنعله اليسرى) قال المناوي ولا تبطل صلاته فإنه فعل واحد ولو قتلها باليمنى لم يكره لكن اليسرى أولى لأنها المناسبة لكل مستقذر (د) في مراسيله عن رجل من الصحابة من بني عدي بن كعب قال الشيخ حديث صحيح (إذا وجدت القملة) أو نحوها

كبرغوث وبق (في المسجد) قال المناوي حال من الفاعل أي وجدتها في شيء من ملبوسك كثوبك وأنت فيه (فلفلها في ثوبك) أو نحوه كطرف عمامتك أو منديلك حتى تخرج) منه فاطرحها حينئذ خارجه فإن طرحها فيه حرام وبه أخذ بعض الشافعية لكن افهم كلام غيره خلافه أما الميتة فطرحها فيه حرام اتفاقاً وقال العلقمي مفهوم هذا الحديث أن نبذها في المسجد منهي عنه ففي حديث آخر إذا وجد أحدكم القملة في ثيابه فليصرها ولا يطرحها في المسجد رواه الإمام أحمد قال الزركشي كره مالك قتل البراغيث والقمل في المسجد وطرح النووي في فتاويه بأنه إذا قتلها لا يجوز إلقاؤها في المسجد لأنها ميتة وقال ابن العماد وأما طرح القمل في المسجد فإن كان ميتاً حرم لنجاسته وإن كان حياً ففي كتب المالكية أنه يحرم طرح القمل حياً بخلاف البراغيث والفرق أن البرغوث يعيش بأكل التراب بخلاف القمل ففي طرحه تعذيب له بالجوع وهو لا يجوز على هذا فيحرم طرح القمل حياً في المسجد وغيره ويحرم على الرجل أن يلقي ثيابه وفيها قمل قبل قتله والأولى لا يقتله في المسجد (ص) عن رجل من بني خطمة بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة ورواه عنه أيضاً الديلمي وغيره وهو حديث حسن (إذا وسد) بضم الواو وكسر السين المهملة المشددة جعل أو أسند وفوّض (الأمر) قال المناوي أي الحكم المتعلق بالدين كالخلافة ومتعلقاتها (إلى غير أهله) من فاسق وجائر ودنيء نسب ونحو ذلك (فانتظر الساعة) فإن ذلك يدل على دنوها لإفضائه إلى اختلال الأمر وضعف الإسلام وذلك من أشراطها اهـ قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن أبي هريرة قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدّث القوم جاءه أعرافي فقال متى الساعة بمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدّث فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال وقال بعضهم بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال أين السائل عنم الساعة قال ها أنا يا رسول الله قال إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة فقال كيف إضاعتها قال إذا فذكره (خ) عن أبي هريرة (إذا وضع السيف) بالبناء للمفعول قال المناوي أي المقاتلة به والمراد وقع القتال بسيف أو غيره كرمح ونار ومنجنيق وخص السيف لغلبة القتال به (في أمتي) أي أمة الإجابة (لم يرفع عنها إلى يوم القيامة) إجابة لدعوته صلى الله عليه وسلم أن يجعل بأسهم بينهم اهـ وقال العلقمي أي يتسلسل فيهم وغن قل أو كان في بعض الجهات دون بعض فلم ينقطع قلت وهو مشاهد حتى في عربان البوادي (ت) عن توبان مولى المصطفى وهو حديث صحيح إذا وضع الطعام) أي لتأكلوه (فاخلعوا نعالكم) أي انزعوها من أرجلكم (فإنه) أي النزع (أروح) أي أكثر راحة (لأقدامكم) قال المناوي فيه إشارة إلى أن الأمر إرشادي (الدارمي) في مسنده (ك) كلاهما (عن أنس) بن مالك وهو حديث صحيح (إذا وضع الطعام) أي بين أيدي مريدي الأكل (فليبدأ) بالأكل الأمر فيه للندب (أمير القوم

أو صاحب الطعام أو خير القوم) قال المناوي بنحو علم أو صلاح وكما يسن أن يكون منه الابتداء يسن أن يكون منه الانتهاء (ابن عساكر) في تاريخه (عن أبي إدريس الخولاني مرسلاً) أرسل عن عدة من الصحابة وهو حديث ضعيف (إذا وضع الطعام) ببناء وضع للمفعول أي وضع بين أيديكم للأكل (فخذوا من حافته وذروا وسطه) أي اتركوا الأخذ من وسطه أولاً وعلل ذلك بقوله (فإن البركة) أي النمو والزيادة للخير (تنزل في وسطه) قال المناوي سواء كان الآكل وحده أو مع غيره على ما اقتضاه إطلاقهم وتخصيصه بالآكل مع غيره يحتاج لدليل اهـ وقال العلقمي قال الخطابي نهى النبيه صلى الله عليه وسلم عن الأكل من أعلا الصفحة وهي دورة الثريد وسببه ما علله به أن البركة تنزل في أعلاها قال وقد يحتمل ذلك وجهاً آخر وهو أن يكون النهي إنما وقع فيما إذا أكل مع غيره وذلك أن وجه الطعام أفضله وأطيبه وإذا قصده بالأكل كام مستأثراً به على أصحابه وفيه من ترك الأدب وسوء العشرة ما لا خفاء فيه فأما إذا أكل وحده فلا تأثير له اهـ قال الدميري وما قاله فيه نظر فإن الظاهر العموم ففي الأحياء في القسم الثاني من آداب الأكل لا يأكل من ذروة القصعة ولا من وسط الطعام بل يأكل من من استدارة الرغيب إلا إذا قل الخبز فليكسر الخبز (د) عن ابن عباس قال العلقمي وبجانبه علامة الصحة (إذا وضعت جنبك على الفراش) اي للنوم (وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقد أمنت من كل شيء) أي من شره وأذاه (إلا الموت) قال تعالى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر قال المناوي ولا يضرك بأيهن بدأت لكن الأولى تقديم ما قدمه المصطفى في اللفظ وهو الفاتحة (البزار) في مسنده (عن أنس) بن مالك وهو حديث حسن (إذا وضعتم موتاكم في قبورهم فقولوا) أي ليقل منكم من يضجعه في لحده حال إلحاده (بسم الله وعلى سنة رسول الله) أي أضعه ليكون اسم الله وسنة رسوله زاداً له وعدة يلقى بها الفتانين (حم حب طب ك) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث صحيح (إذا وعد الرجل أخاه) أي المسلم (ومن نيته أن يفي له ولم يف ولم يجيء للميعاد) أي لعذر منعه عن الوفاء بالوعد (فلا إثم عليه) قال العلقمي ولفظ الترمذي فلا جناح عليه والحديث حجة للجمهور أن الوفاء بالوعد ليس بواجب سواء كان قادراً على الوفاء أم لا أما إذا كان عند الوعد عازماً على أن لا يفي فهذا من النفاق ومن كان عازماً على الوفاء وعنّ له عذر منعه من الوفاء فلا حرج عليه وينبغي أن يحترز زمن صورة النفاق كما يحترز زمن حقيقته فإن اللسان سباق أي كثير السبق إلى الوعد ثم إن النفس ربما لا تسمح بالوفاء فيصير الوعد خلفاً وذلك من علامات النفاق فإن كان ولابد من الوعد فليقل بعده عسى فقد قيل إنه عليه الصلاة والسلام كان إذا وعد قال عسى وكان ابن مسعود لا يعدو عدا ألا يقول إن شاء الله وفيه أن من وعد شخصاً أن يأتيه إلى مكان في زمان فعليه أن يأتيه إليه في ذلك الوقت وإلا فقد

أخلف ما لم يكن عذر (د) في الأدب (ت) في الإمان (عن زيدن بن أرقم (إذا وقع الذباب في لشراب أحدكم) مااء أو غيره من المائعات (فليغمسه) الأمر فيه للإرشاد وقيل للندب (ثم لينزعه) بكسر الزاي قال العلقمي في رواية ثم ليطرحه (فإن في أحدى جناحيه داء بالمد والنصف والجناح يذكر ويؤنث وقيل أنث باعتباره اليد وجزم الصنعاني بأنه لا يؤنث وحقيقته للطائر ويقال لغيره وعلى سبيل المجاز كما في قوله تعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وإنما قال إحدى لأن الجناح يذكر ويؤنث كما تقدم فإنهم قالوا في جمعه أجنحة فأجنحة جمع المذكر كغذال وأقذله والقذال مقدم الرأس واجتمع جمع المؤنث كشمال وأشمل (وفي الأخرى شفاء) قال العلقمي قال شيخ شيوخنا ووقع في رواية أبي داود وصححه ابن حبان وأنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء ولم يقع في شيء من الطرق تعيين الجناح الذي فيه الشفاء من غيره لكن ذكر بعض العلماء أنه تأمله فوجده يتقي بجناحه الأيسر فعرف أن الأيمن هو الذي فيه الشفاء والمناسبة في ذلك ظاهرة وفي حديث أبي سعيد أنه يقدم السم ويؤخر الشفاء ويستفاد من هذه الرواية تفسري الداء الواقع في حديث الباب وأن المراد به السم وذكر بعض حذاق الأطباء أن في الذباب قوة سمية يدل عليها الورم والحطة العارضة عند لسعه وهي بمنزلة السلاح فإذا سقط الذباب فيما يؤذيه تلقاه بسلاحه فأمر الشارع أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله في الجناح الآخر من الشفاء فيزول الضرر بإذن الله تعالى (خ) عن أبي هريرة (إذا وقعت في ورطة) أي بلية يعسر الخلاص منها والخطاب لعلي رضي الله عنه لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها قال بلى فذكره (فقل) الأمر فيه للندب (بسم الله الرحمن الرحيم) أي استعين على التخلص (ولا حول ولا قوة إلا بالله) أي لا حول عن المعصية إلا بعصمة الله ولا قوة على الطاعة إلا بمشيئة الله (العليّ) أي الذي لا رتبة إلا وهي دون رتبته (العظيم) عظمة تتقاصر عنها الأفهام (فإن الله تعالى يصرف بها) أي عن قائلها (ما شاء من أنواع البلاء) وهذا إن تلفظ بها المؤمنين (إذا وقعتم ي الأمر العظيم) أي الصعب المهول (فقولوا حسبنا الله) أي كافينا (ونعم الوكيل) أي الموكول إليه قال المناوي فإن ذلك يصرف الله به ما شاء من البلاء كما في الخبر ولا تعار ضبين هذا وما قبله لأن المصطفى كان يجيب كل إنسان بما يقتضيه الحال والزمن (ابن مردويه) في تفسيره (عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف (إذا وقع في الرجل) ببناء وقع للمفعول أي وقع أحد في عرضه بسب أو غيبة (وأنت في ملأ) أي جماعة (فكن للرجل ناصراً) أي معيناً مقوّياً مؤيداً (وللقوم زاجراً) أي مانعاً لهم عن الوقيعة فيه (وقم عنهم) أي انصرف عن المحل الذي هم فيه إن أصروا ولم ينتهوا فإن المقر على الغيبة كفاعلها (ابن أبي الدنيا في) كتاب (ذم الغيبة عن أنس) بن مالك

(إذا ولى أحدكم أخاه) بفتح الواو وكسر اللام المخففة أي تولى أمر تجهيزه عند موته (فليحسن) بضم الياء وفتح الحاء وتشديد السين المهملة المكسورة (كفنه) قالا لعلقمي هو بفتح الفاء كذا ضبطه الجمهور وحكى القاضي عياض عن بعض الرواة إسكان الفاء أي فعل التكفين من الإسباغ والعموم والأول هو الصحيح وهو أن يكون الكفن حسناً والمراد بتحسينه بياضه ونظافته وإسباغه وكثافته أي كونه صفيقاً لا كونه ثميناً أي غالي الثمن لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تغالوا في الكفن فإنه يسلبه سلباً سريعاً ويكفن فيما لبسه حياً فيجوز تكفين المرأة في الحرير والمزعفر والمعصفر مع الكراهة والحق بها الصبي والمجنون والمستحب فيه البياض والمغسول أولى من الجديد لأن مآله إلى البلاء (حم م هـ) عن جابر بن عبد الله (ت هـ) عن أبي قتادة الأنصاري (إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه فإنهم) أي الموتى وإن لم يتقدم لهم ذكر لدلالة الحال (يبعثون في أكفانهم) أي التي يكفنون عند موتهم فيها ولا يعارضه حشرهم عراة لأنهم يخرجون من قبولهم بثيابهم ثم يجردون قال العلقمي وبعضهم حمل الحديث يعني كون الميت يبعث في ثيابه على العمل الصالح كقوله تعالى ولباس التقوى ذلك خير (ويتزاورون في أكفانهم) أي يزور بعضهم بعضاً فإن قيل هذا يعارضه قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الكفن إنما هو للمهنة يعني الصديد أجيب بأن الكفن إنما يكون كذلك في رؤيتنا ويكون في علم الله كما شاء الله كما قال الله تعالى في الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ونحن نراهم يتشحطون في دمائهم وإنما يكونون كذلك في رؤيتنا ويكونون في الغيب كما أخبر الله عنهم ولو كانوا في رؤيتنا كما أخبر الله عنهم لارتفع الإيمان بالغيب سمويه (عق خط) عن أنس بن مالك (الحارث) بن أبي أسامة (عن جابر) وضعفه مخرجه الخطيب (اذبحوا لله) اذبحوا الحيوان الذي يحل أكله واجعلوا الذبح لله (في أي شهر كان) رجباً أو غيره (وبروا لله) أي تعبدوا (وأطعموا) الفقراء وغيرهم كان الرجل إذا بلغت إبله مائة نحر منها بكراً في رجب لصنمه يسمونه الفرع فنهى الشرع عنه وأمر بالذبح لله قال العلقمي وسببه ما في أبي داود وابن ماجة عن أبي المليح عن نبيشة قال نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنا كنا نعتر بفتح النون وكسر المثناة الفوقية عتيرة في الجاهلية في رجب فما تأمرنا فذكره وقال يا رسول الله إنا كنا نقرّع بضم النون وتشديد الراء فرعاً في الجاهلية فما تأمرنا فقال في كل سائمة فرع تغذوه ماشيتك أي تغذوه بلبنها حتى يكون ابن مخاض أو بنت لبون حتى إذا استحمل أي قوى على الحمل وأطاقه ذبحته فتصدقت بلحمه أراه قال على ابن السبيل فإن ذلك خبر والعيرة بفتح العين المهملة وكسر المثناة الفوقية بوزن عظيمة قال القزاز سميت عتيرة بما يفعل من الذبح وهو العتر فهي فعيلة بمعنى مفعولة قال النووي قال أهل اللغة وغيرهم العتيرة

ذبيحة كانوا يذبحونها في رجب ويسمونها الرجبية أيضاً يتقربون بها لأصنامهم والفرع بفتح الفاء والراء وبالعين المهملة ويقال له أيضاً الفرعه بالهاء أول نتاج البهيمة كانوا يذبحونه لطواغيتهم ولا يملكونه رجاء البركة في الأم وكثرة نسلها قال الشافعي وقوله صلى الله عليه وسلم الفرع حق معناه ليس بباطل وهو كلام عربي خرج على جواب السائل وقوله صلى الله عليه وسلم لا فرع ولا عتيرة أي لا فرع واجب ولا عتيرة واجبة قال والحديث الآخر يدل على هذا المعنى فإنه أباح الذبح واختار له أن يعطيه أرملة أو يحمل عليها في سبيل الله قال وقوله صلى الله عليه وسلم اذبحوا لله في أي شهر كان أي اذبحوا إن شئتم واجعلوا الذبح لله في أي شهر كان لا أنها في رجب دون غيره من الشهور والصحيح عند أصحابنا وهو نص الشافعي استحباب الفرع والعتيرة وأجابوا عن حديث لا فرع ولا عتيرة بثلاثة أجوبه أحدها جواب الشافعي المتقدم أن المراد نفي الوجوب والثاني أن المراد نفي ما كان يذبحونه لأصنامهم والثالث أنهما ليسا كالأضحية في الاستحباب أو في ثواب إراقة الدم فأما تفرقة اللحم على المساكن فبر وصدقة وقد نص الشافعي في سنن حرملة أنها إن تيسرت كل شهر كان حسنا هذا تلخيص حكمها ومذهبنا (دن هـ ك) عن نبيشة بضم النون وفتح الشين المعجمة مصغراً ويقال له نبيشة الخير صححه الحاكم وضعفه الذهبي (اذكروا الله) أي باللسان ذكراً وبالقلب فكراً (فإنه) أي الذكر أو الله (عون لك) أي مساعد لك (على ما نطلب) أي على تحصيل ما يباح لك طلبه لأنه تعالى يحب أن يذكر فإذا ذكر أعطى (ابن عساكر) في تاريخه (عن عطاء عن أبي مسلم مرسلاً) هو الخرساني (اذكروا الله ذكراً) أي كثيراً جداً (حتى يقول المنافقون إنكم تراءون) أي حتى يرميكم أهل النفاق بالرياء لما يرون من محافظتكم عليه فليس خوف الرمي بالرياء عذراً في ترك الذكر (طب) عن ابن عباس وضعفه الهيثمي (اذكروا الله ذكراً خاملاً) بخاء معجمة أي منخفضة (قيل) أي قال بعض الصحب (وما الذكر الخامل) يا رسول الله قال الذكر الخفي) فهو أفضل من الذكر جهرة لسلامته من نحور ياء وهذا عند جمع من الصوفية في غير ابتداء السلوك أما في الابتداء فالذكر الجهري أنفع وقد مر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر كل إنسان بما هو الأصلح الأنفع له (ابن المبارك) عبد الله (في) كتاب (الزهد عن ضمرة بن حبيب مرسلاً) هو الزبيدي الحمصي ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (اذكروا) أي أيها المؤمنون (محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم) جمع مسوى بفتح الميم والوا أي لا تذكروهم إلا بخير قال العلقمي قال شيخ شيوخنا والأصح ما قيل في ذلك أن أمواع الكفار والفساق ويجوز ذكر مساويهم للتحذير منهم والتنفير عنهم وقد أجمع العلماء على جواز جرح المجروحين من الرواة أحياء وأمواتاً اهـ قلت وقوله والفساق هو محمول على من ارتكب بدعة بفسق بها ويموت عليها وأما الفاسق بغير ذلك فإن علمنا أنه مات وهو مصر على فسقه والمصلحة في ذكره جاز ذكر

مساوية وإلا فلا (د ت ك هق) عن ابن عمر بن الخطاب (أذن لي) بضم الهمزة وكسر الذال المعجمة (أن أحدث) مفعوله محذوف قال العلقمي أي أمتي فيه أن جميع علم الغيب مختص بالله تعالى فلا يحيط به ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا أن يطلعه الله تعالى على ما أراد منه وليس لمن اطلع أن يحدث إلا بإذن أي أن الله تعالى أذن لي أن أحدث ومفهومه أنه لولا الإذن ما حدّث (عن ملك) أي عن شأنه أو عن عظم خلقه (من ملائكة الله تعالى من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه) العاتق مجمع العضد (مسيرة سبعمائة سنة) أي بالفرس الجواد كما في خبر آخر فما ظنك بطول وعظم جثته والمراد بالسبعمائة التكثير لا التحديد (د) في السنة (والضياء) في المختارة (عن جابر) بن عبد الله وهو حديث صحيح (أذيبوا طعامكم) أي أسيلوه قال العلقمي قال في المصباح ذاب الشيء يذوب ذوباناً إذا سال فهو ذائب وهو خلاف الجامد ويتعدى بالهمزة والتضعيف فيقال أذبته وذوبته (بذكر الله والصلاة) أي بالمواظبة عليهما يعني اذكروا الله وصلوا عقب الأكل فإن للذكر والصلاة عقبه حرارة في الباطن فإذا اشتعلت قوة الحرارة الغريزية إعانتها على استحالة الطعام وانحداره عن أعالي المعدة (ولا تناموا عليه) أي قبل انهضامه عن أعالي المعدة (فتقسموا قلوبكم) أي تغلظ وشتد وتعلوها الظلمة والرين وبقدر قسوة القلب يكون البعد من الرب قال العلقمي ومقتضى القاعدة العربية أن يكون منصوباً بالفتحة على الواو لأنه جواب النهي لكن رأيته في خط شيخنا في عدة مواضع بألف بعد الواو وذلك يدل على أنها ضمير الجمع فيخرج على لغة أكلوني البراغيث (طس عد) وابن البسني في اليوم والليلة (وأبو نعيم) كلاهما (في) كتاب (الطب) النبوي (هب) كلهم (عن عائشة (أرأف) قال المناوي في رواية أرحم (أمتي بأمتي) أي أكثرهم رأفة أي شدة رحمة (أبو بكر) الصديق لأن شأنه رعاية تدبير الحق تعالى في صنعه (وأشدّهم في دين الله عمر) بن الخطاب أي أقواهم صرامة بالصاد المهملة بمعنى العزيمة وقطع الأمر وأعظمهم شهامة لغلبة سلطان الجلال على قلبه (وأصدقهم حياء عثمان) بن عفان ولشدة حيائه كانت الملائكة تستحي منه (وأقضاهم علي) بن أبي طالب أي هو أعرفهم بالقضاء في أحكام الشرع (وأفرضهم زيد بن ثابت) الأنصاري أي أكثرهم علماً بقسمة المواريث قال المناوي أي أنه سيصير كذلك بعد انقراض أكابر الصحب وإلا فعلي وأبو بكر وعمر أفرض منه (وأقرؤهم) أي أعلمهم بقراءة القرآن (أبيّ) بضم الهمزة وفتح الباء الموحدة وشدة المثناة التحتية ابن كعب بالنسبة لجماعة مخصوصين أو وقت مخصوص (وأعلمهم بالحلال والحرام) أي بمعرفة ما يحل وما يحرم من الأحكام (معاذ بن جبل) الأنصاري يعني سيصير أعلمهم بعد انقراض أكابر الصحابة (ألا) بفتح الهمزة والتخفيف حرف تنبيه (وأن لكل أمة أميناً) أي يأتمنونه ويثقون به (وأمين هذه الأمة أبو عبيدة) هو عامر (بن الجراح) أي هو أشدهم

محافظة على الأمانة وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره لكن السياق يشعر بأن له مزيداً فيها (ع) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث صحيح (أراكم) بفتح الهمزة أي أظنكم ظناً مؤكداً (ستشرّفون) بضم المثناة الفوقية وفتح السين المعجمة وشدة الراء المكسورة (مساجدكم بعدي) أي تتخذون لها شرافات بعد وفاتي (كما شرفت اليهود كنائسها) جمع كنسية وهي متعبدة (وكما شرفت النصارى بيعها) جمع بيعة بالكسر متعبدهم فأنهاكم عن اتباعهم وأخذ به الشافعية فكرهوا نقش المسجد وتزويقه واتخاذ شرافات له (هـ) عن ابن عباس وهو حديث حسن (أربا الربا) أي أزيده إثماً (شتم الأعراض) أي سبها جمع عرض بالكسر وهو محل المدح والذم من الإنسان (وأشد الشتم الهجاء) أي الوقيعة في أعراض الناس بالشعر والرجز (والراوية) أي الذي يروي الهجاء عن الشاعر (أحد الشاتمين) بفتح الميم بلفظ التثنية أو بكسرها بلفظ الجمع أي حكمه حكمه أو حكمهم في الإثم وفيه أن الهجو حرام أي إذا كان لمعصوم ولو ذمياً وإن صدق ولو كان بتعريض (هب) عن عمرو بن عثمان مرسلاً (أربا الربا تفضيل المرء على أخيه) أي في الدين وإن لم يكن من النسب (بالشتم) أي السب والذم قال المناوي ادخل العرض في جنس المال مبالغة وجعل الربا نوعين متعارفاً وغير متعارف وهو أي غير المتعارف استطالة الرجل بلسانه في عرض أخيه بأكثر مما يستحقه ثم فضل أحدهما على الآخر وناهيك به بلاغة (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (الصمت عن أبي نجيح) بفتح النون وكسر الجيم ومثناة تحتية بعدها حاء مهملة (مرسلاً) وله شواهد عديدة مرفوعة (أربع إذا كنّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا) أي فلا يشق عليك ما فاتك منها (صدق الحديث) أي ضبط اللسان عن الكذب (وحفظ الأمانة) بأن تحفظ جوارحك وما ائتمنت عليه (وحسن الخلق) بالضم بأن تكون لا تزيد على الكفاية ولو من الحلال ولا تكثر الأكل قال المناوي ولفظ رواية البيهقي وحسن خليقة وعفة طعمة (حم طب ك هب) عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن ابن عمرو بن العاص (عد) وابن عساكر في التاريخ (عن ابن عباس) وهو حديث حسن (أربع في أمتي) أي خصال أربع كائنة في أمتي (من أمر الجاهلية) أي من أفعال أهلها (لا يتركونهن) قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي في أمتي ومن أمر الجاهلية ولا يتركونهن يحتمل وجوهاً من الإعراب أحسنها أن يكون في أ/تي خبر الأربع أي خصال أربع كائنة في أمتي ومن أمر الجاهلية ولا يتركونهن حالاً من الضمير المتحول إلى الجار والمجرور (الفخر في الأحساب) أي الشرف بالآباء والتعاظم بمناقبهم (والطعن في الأنساب) أي الوقوع فيها بنحو قدح أو ذم (والاستسقاء بالنجوم) أي اعتقاد أن نزول المطر بنجم كذا (والنياحة) أي رفع الصوت بندب الميت وتعديد شمائله (م) عن أبي

مالك الأشعري (أربع حق على الله (عونهم) أي بالنصر والتأييد (الغازي) أي من خرج بقصد قتال الكفار لله (والمتزوج) أي بقصد عفة فرجه عن الزنا أو تكثير نسله (والمكاتب والحاج) أي من خرج حاجاً حجاً مبروراً قال العلقمي وقد نظم ذلك شيخنا فقال حق على الله عون جمع ... وهو لهم في غد يجازي مكاتب وناكح عفافا ... ومن أتى بيته وغازي وخامس وسيأتي حديثه في ثلاث من فعلن ثقة بالله الخ ونظمه الشيخ شمس الدين الفارضي وجاء من للموات أحيى ... فهو لهم خامس يوازي ولقطة من أحيى أرضاً ميتة ثقة بالله واحتساباً كان حقاً على الله أن بعينه وأن يبارك له (حم) عن أبي هريرة وهو حديث حسن (أربع دعوات لا ترد) بالبناء للمفعول (دعوة الحاج حتى يرجع) أي إلى وطنه (ودعوة الغازي) أي من خرج لقتال الكفار لإعلاء كلمة الله تعالى (حتى يصدر) بفتح المثناة التحتية وسكون الصاد المهملة أي يرجع إلى أهله (ودعوة المريض حتى يبرأ) أي من مرضه (ودعوة الأخ لأخيه) أي في الدين (بظهر الغيب) قال المناوي أي وهو غايب لا يشعر به وإن كان حاضراً فيما يظهر ولفظ الظهر مقحم ومحله نصب على الحال من المضاف إليه (وأسرع هؤلاء الدعوات إجابة) أي أسرعها قبولاً (دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب) أي لأنها أبلغ في الإخلاص (فر) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (أربع) أي أربع خصال أو خصال أربع مبتدأ وخبره (من كن فيه) الخ قال العلقمي فإن قيل ظاهر حديث آية المنافق ثلاثة المتقدم يقتضي الحصر فيها فكيف جاء في هذا الحديث بلفظ أربع قال شيخ شيوخنا أجاب القرطبي باحتمال أنه استجد له صلى الله عليه وسلم من العلم بخصالهم ما لم يكن عنده وأقول ليس بين الحديثين تعارض لأنه لا يلزم من عد الخصلة المذمومة الدالة على كمال النفاق كونها علامة على النفاق لاحتمال أن تكون العلامات دالات على أصل النفاق على أن في رواية عند مسلم من علامات النفاق ثلاث وكذا الطبراني وإذا حمل اللفظ الأول على هذا لم يرد السؤال فيكون قد أخبر ببعض العلامات في وقت وببعضها في وقت آخر وقال الحديث والخيانة في الأمانة وزاد الأول الخلف في الوعد والثاني الغدر في المعاهدة والفجور في الخصومة (كان منافقاً خالصا) قال العلقمي أي في هذه الخصال فقط لا في غيرها أو شديد الشبه بالمنافقين ووصفه بالخلوص يؤيد قول من قال أن المراد بالنفاق العملي لا الإيماني والنفاق العرفي لا الشرعي لأن الخلوص بهذين المعنيين لا يستلزم الكفر الملقي في الدرك الأسفل من النار (ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة

من النفاق حتى يدعى) أي إلى أن يتركها (إذا حدّث كذب) قال العلقمي أي في كل شيء الخبر عنه بخلاف ما هو عليه قاصداً الكذب (وإذا وعد أخلف) اي نقض العهد وترك الوفاء فيما عاهد عليه (وإذا خاصم فجرا) أي مال في الخصومة عن الحق واقتحم الباطل قال المناوي ومقصود الحديث الزجر عن هذه الخصال على آكد وجه وابلغه لأنه بين أنّ هذه الأمور طلائع النفاق واعلامه (حم ق 3) عن ابن عمرو بن العاص ورواه عنه أيضاً أبو داود (أربع من كنّ فيه حرمه الله تعالى على النار) قال المناوى أي نار الخلود ولا يخفي ما فيه لأن كل مسلم كذلك وإن لم تكن فيه هذه الخصال وتقدّم في حديث أنه قال أي مع السابقين أن تجنب الكبائر اوتاب او عفى عنه (وعصمه من الشيطان) اي منعه ووقاه بلطفه من كيده (من ملك نفسه حين يرغب) أي حين يريد (وحين يرهب) أي حين يخاف (وحين يشتهي وحين يغضب) وقوله من ملك نفس الخ يجوز كونه مبتدأ خبره محذوف أي فقد اجتمعت فيه الخصال الأربع ويجوز كونه خبراً عن مبتدأ محذوف خبره محذوف أي فقد اجتمعت فيه الخصال الأربع ويجوز كونه خبراً عن مبتدأ محذوف بعد حذف مضاف أي هي خصال من ملك نفسه الخ (وأربع من كنّ فيه نشر الله تعالى عليه رحمته) أي في الدنيا فيحيى قلبه (وادخله جنته) في نسخ واداخله الجنة (من آوى مسكيناً) أي أسكنه عنده وكفاه المؤنة أو تسبب له في ذلك (ورحم الضعيف) أي رق له وعطف عليه وأحسن إليه (ورفق بالمملوك) قال المناوى له أو لغيره بأن لم يحمله على الدوام ما لا يطيقه على الدوام (وانفق على الوالدين) أي أصليه وإن عليا (الحكيم) الترمذي (عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف (أربع من أعطيهنّ) بالبناء للمجهول أي أعطاه الله إياهنّ (فقد أعطى خيرى الدنيا والآخرة لسان ذاكر) لله (وقلب شاكر) له سبحانه وتعالى (وبدن على البلاء) أي الامتحان والاختبار (صابر وزوجة لا تبغيه خوناً) بفتح المعجمة وسكون الواواي لا تطلب له خيانة (في نفسها) بان لا تمكن غيره من الزنى بها (ولا ماله) بأن تتصرف فيه بما لا يرضيه (طب هب) عن ابن عباس (أربع من سنين المرسلين) أي من طريقتهم والمراد الرسل من البشر (الحياء) قال المناوي بمثناة تحتية بخط المؤلف والصواب كما قاله جماعة الختان بخاء معجمة ومثناة فوقية ونون اهـ وقال العلقمي الحياء بالمدّلغة تغير وانكسار يعترى الإنسان من خوف ما يعاب به وفي الشرع خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق والشخص الحي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة فيأتمر وينزجر (والتعطر) أي استعمال العطر وهو الطيب (والنكاح) أي التزوج (والسواك) أي استعماله ويحصل بكل خشن وأولاه الأراك قال المناوي والمراد أن الأربع من سنن غالب الرسل وإلا فنوح لم يختتن وعيسى لم يتزوج (حم ت هب) عن أبي أيوب الأنصاري قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (أربع من سعادة المرء) قال المناوي أي من بركته ويمنه وعزه (أن تكون زوجته صالحة) أي دينة جميلة

(وأولاده أبرارا) أي يبرونه ويتقون الله (وخلطاؤه) أي أصحابه وأهل حرفته الذين يخالطونه (صالحين) أي قائمين بحقوق الله وحقوق خلقه (وأن يكون رزقه) أي ما يرتزق منه من نحو حرفة أو صناعة (في بلده) أي في وطنه وهذه حالة فاضلة وأعلامنها أن يأتيه رزقه من حيث لا يحتسب (ابن عساكر) في تاريخه (فر) كلاهما (عن على) أمير المؤمنين (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في كتاب الاخوان عن عبد الله بن الحكم) بن أبي زياد الكوفي (عن أبيه الحكم عن جدّه) أبي زياد المذكور رمز المؤلف لضعفه (أربع من الشقاء) وهو ضد السعادة (جمهور العين) أي قلة دمعها وهو كناية عن قسوة القلب فالعطف في قوله (وقسوة القلب) عطف تفسير وقسوته غلظته وشدّته وصلابته (والحرص) أي الرغبة في الدنيا والانهماك عليها بخلاف تحصيل ما يحصل به الكفاف فليس بمذموم (وطول الأمل) بفتحتين أي رجاء ما تحبه النفس من طول عمر وزيادة غناء وأناط الحكم بطوله ليخرج أصله فإنه لابدّ منه في بقاء هذا العالم (بمدخل) وكذا البزار (عن أنس) بن مالك وهو حديث ضعيف (أربع لا يشبعن من أربع عين من نظر) أي إلى ما تستحسن النظر إليه (وأرض من مطر) فكل مطر وقع عليها تشربته (وأنثى من ذكر) لأنها فضلت على الرجل في قوة شبقها أي شدة غلمتها وشهوتها بسبعين ضعفاً لكن الله ألقى عليها الحياء (وعالم من علم) فإنه إذا ذاق أسراره وخاض بحاره صار عنده أعظم اللذات وبمنزلة الأقوات قال المناوي وعبر بعالم دون إنسان أو رجل لأن العلم صعب على المبتدى (حل) عن أبي هريرة (عد خط) عن عائشة قال مخرجه ابن عدى منكره (أربع قبل الظهر) أي أربع ركعات يصليهنّ الإنسان قبل صلاة الظهر أو قبل دخول وقته وهو عند الزوال قال العلقمي هذه يسمونها سنة الزوال وهي غير الأربع التي هي سنة الظهر قال شيخنا قال الحافظ العراقي وممن نص على استحبابها الغزالي في الأحياء في كتاب الأوراد (ليس فيهن تسليم) أي ليس بين كل ركعتين منها فصل بسلام (تفتح) بالبناء للمفعول (لهنّ أبواب السماء) كناية عن حسن القبول وسرعة الوصول (دت) (في) كتاب (الشمائل) النبوية (5) وابن خزيمة في صحيحه (عن أبي أيوب) الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح (أربع قبل الظهر كعدلهنّ) أي كنظيرهنّ ووزنهنّ (بعد العشاء وأربع بعد العشاء كعدلهن من ليلة القدر) قال المناوي فصح إن أربعاً قبل الظهر يعدلن الأربع ليلة القدر في الفضل أي في مطلقه ولا يلزم منه التساوي في المقدار والتضعيف (طس) عن أنس بن مالك قال العلمقي وبجانبه علامة الحسن (أربع لا يصبن إلا بعجب) بضم المثناة التحتية وفتح الصاد المهملة وسكون الباء الموحدة أي لا توجد وتجتمع في إنسان إلا على وجه عجيب أي قل أن تجتمع فيه (الصمت) أي السكوت عما لا يعني أي ما لا ثواب فيه إلا بقدر الحاجة (وهو أول العبادة) أي مبناها وأساسها (والتواضع) أي لين الجانب للخلق لله لا لأمر دنيوي (وذكر الله) أي لزومه

والدوام عليه (وقلة الشيء) أي الذي ينفق منه على نفسه وممونه فإنه لا يجامع السكوت والتواضع ولزوم الذكر بل الغالب على المقل الشكوى وإظهار الضجر وشغل الفكرة الصارف عن الذكر (طب دهب) عن أنس بأسانيد ضعيفة (أربع لا يقبلن في أربع) بالبناء للمفعول أي لا يثاب من أنفق منهن ولا يقبل عمله فيهن (نفقة من خيانة أو سرقة أو غلول) أي من غنيمة (أو مال يتيم) أي فلا يقبل الإنفاق من واحد من هؤلاء الأربع (في حج أو عمرة) بأن حج أو اعتمر بمال خانه أو سرقه أو غله أو أخذه من مال يتيم بغير حق سواء كان حجة الإسلام وعمرته أم تطوعاً (ولا جهاد) سواء كان فرض عين أم كفاية (ولا صدقة) فرضاً أو نقلاً (ص) عن مكحول مرسلاً (عد) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث حسن (أربع أنزلت) أي أنزلهن الله (من كنز تحت العرش) أي عرش الرحمن (أم الكتاب) أي الفاتحة (وآية الكرسي وخواتيم البقرة) أي آمن الرسول إلى آخر السورة (والكوثر) أي السورة التي ذكر فيها الكوثر قال المناوي والكنز النفائس المدّخرة فهي إشارة إلى أنها ادّخرت للمصطفى صلى الله عليه وسلم ولم تنزل على من قبله (طب) وأبو الشيخ ابن حبان (والضياء) المقدسي (عن أبي أمامة) الباهلي (أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة لا ويذيقهم نعيمها مدمن الخمر) أي المداوم على شربها (وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق) قال المناوي قيد به في مال اليتيم دون الربا لأن أكل الربا لا يكون إلا بغير حق بخلاف مال اليتيم (والعاق لوالديه) قال العلقمي وهو محمول على المستحل لذلك أو مع الداخلين الأولين زاد المناوى أو حتى يطهرهم بالنار (ك هب) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف (أربع أفضل الكلام) قال العلقمي وهذا ما أشبهه محمول على كلام الادمى وإلا فالقرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق والمأثور في وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل (لا يضرك بأيهن بدأت) أي لا يضرك أيها الآتي بهن في حيازة ثوابهن قال المناوي وفيه إشعار بأن الأفضل الاتيان بها على هذا الترتيب (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) قال ابن عباس وهي الباقيات الصالحا (هـ) عن سمرة بن جندب وهو حديث صحيح (أربع دعوتهن مستجابة) يعني إذا ادعوا أجاب الله دعاؤهم (الإمام العادل) أي الحاكم الذي لا يجوز في حكمه (والرجل يدعو لأخيه) أي الإنسان يدعو لأخيه في الدين (بظهر الغيب) لفظ الظهر مقحم أي بالغيب ولعل المراد لا يشعرون كان حاضراً في المجلس (ودعوة المظلوم) أي على ظالمه (ورجل يدعو لوالديه) أي إنسان يدعو لاصليه وإن عليا أولاً حدهما بالمغفرة ونحوها قال المناوي وورد ممن يستجاب دعاؤه أيضاً جماعة وذكر العدد لا يلقى الزائد (حل) عن وائلة بن الأسقع (أربعة) اي أربعة أشخاص (لا ينظر الله إليهم يوم القيامة) أي نظر رحمة (عاق) أي لوالديه وأحدهما (ومنان) أي بما يعطى (ومدمن خمر) أي مداوم على شربها (ومكذب بالقدر) بفتح القاف والدال المهملة بأن أسند أفعال العباد

إلى قدرتهم وأنكر كونها بتقدير الله تعالى قال المناوي وفيه أن الأربعة المذكورة من الكبائر (طب عد) عن أبي أمامة الباهلي بأسانيد ضعيفة كما بينه الهيثمي (أربعة يبغضهم الله البياع الحلاف) بالتشديد أي الذي يكثر الحلف على سلعته قال المناوي وهو كاذب والأولى عدم التقييد لأن كثرة الحلف مذمومة وإن كان الحالف صادقاً (والفقير المختال) أي المتكبر المعجب بنفسه (والشيخ إزاني) أي من طعن في السن وهو مصر على الزنى (والامام الجائر) أي الحاكم المائل في حكمه عن الحق (ن هب) عن أبي هريرة قال العلقمي وبجانبه علامة الصحة (أربعة تجرى عليهم أجورهم بعد الموت) أي لا ينقطع ثواب أعمالهم بموتهم (من مات مرابطاً في سبيل الله) أي إنسان مات حال كونه ملازماً ثغر الغدوة بقصد الذب عن المسلمين (ومن علم علماً أجرى له عمله ما عمل به) أي وإنسان علم علماً وعلمه غيره ثم مات فيجري عليه ثوابه مدة دوام العمل به (ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت) أي وإنسان تصدق بصدقة جارية كوقف فيجري له أجره مدة بقاء العين المتصدق بها (ورجل) أي إنسان (ترك ولداً صالحاً) أي فرعاً مسلما ذكراً أو أنثى (فهو يدعو له) بالرحمة والمغفرة فدعاؤه أسرع قبولاً من دعاء الأجنبي ولا تعارض بين قوله هنا أربعة وقوله في الحديث المار إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث كما تقدم (حم طب) عن أبي أمامة قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (أربعة يؤتون أجرهم مرتين) أي يضاعف لهم ثواب عملهم (أزواج النبي صلى الله عليه وسلم) قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين مرة على الطاعة ومرة على طلبهن رضى الله بالقناعة وحسن المعاشرة (ومن أسلم من أهل الكتاب) فله أجر بإيمانه بنبيه وأجر بإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم (ورجل كانت عنده أمه فاعجبته فأعتقها ثم تزوجها) فله أجر باعتاقها وأجر بتزويجها قال المناوي وقوله فأعجبته للتصوير لا للتقييد ولعله خرج جواباً لسائل (وعبد مملوك) قيد به تمييزاً بينه وبين الحرفانه عبد الله أيضاً (أدى حق الله تعالى) من صلاة وصوم ونحوهما (وحق سادنه) من النصح والقيام بالخدمة ولا بعد في كون عمل واحد يؤجر عليه العامل مرتين لأنه في الحقيقة عملان مختلفان طاعة الله وطاعة المخلوق فيؤجر على كل منهما مرة (طب) عن أبي أمامة الباهلي وإسناده حسن (أربعة من كنز الجنة) أي ثوابهن مدخر في الجنة (إخفاء الصدقة) فهو أفضل من إظهارها ما لم يكن المتصدق ممن يقتدي به (وكتمان المصيبة) أي عدم إشاعتها وإذاعتها على جهة الشكوى (وصلة الرحم) أي الإحسان إلى الأقارب (وقول لا حول ولا قوة إلا بالله) أي لا تحول عن المعصية ولا قوة على الطاعة إلا بقدرة الله وتوفيقه (خط) عن على أمير المؤمنين وإسناده ضعيف (أربعون خصلة) بفتح الخاء مبتدأ أول (إعلاهن) مبتدائان (منحة العنز) خبر الثاني والجملة خبر الأول والمنحة بكسر الميم

وسكون النون وفتح الحاء المهملة وفي لفظ منيحة بوزن عظيمة والعنز بفتح العين المهملة وسكون النون بعدها زاي انثى المعز والمراد بها في هذا الحديث عارية ذوات الألبان ليؤخذ لبنها ثم ترد هي إلى صاحبها قال العلقمي قال ابن بطال ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان عالماً بالأربعين المذكورة وإنما لم يذكرها المعنى هو أنفع لنا من ذكرها وذلك خشية أن يكون التعين لها مزهد في غيرها من أبواب البر اهـ وقد ذكر بعضهم منها جملة فقلال منها ردّ السلام وتشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطريق وإعطاء شسع النعل والستر على المسلم والذب عن عرضه وإدخال السرور عليه والتفسح في المجلس والدلالة على الخير والكلام الطيب والغرس والزرع والشفاعة وعيادة المريض والمصافحة والمحبة في الله والبغض لأجله والمجالسة لله والتزاور والنصح والرحمة كما في الأحاديث الصحيحة (لا يعمل عبد) أي إنسان (بخصلة منها رجاء ثوابها) بالمذ والنصب مفعول له (وتصديق موعودها) بميم أوله بخطا المؤلف أي بما وعد لفاعلها من الثواب وتصديق بالنصب عطف على رجاء ثوابها (إلا أدخله الله تعالى بها) أي بسبب قبوله لها (الجنة) بفضل الله ورحمته فالدخول برحمته وفضله لا بعمله (خ د) عن ابن عمرو بن العاص (أربعون رجلاً أمةً) أي جماعة مستقلة لا تخلو من عبد صالح غالباً (ولم يخلص أربعون رجلاً في الدعاء لميتهم) أي في صلاتهم عليه (إلا وهبه الله تعالى لهم وغفر له) أي ذنوبه أكراماً لهم (الخليلي في مشيخته) أي في معجمه الذي ذكر فيه مشايخه (عن ابن مسعود) عبد الله رمز المؤلف لضعفه (أربعون داراً) أي من كل جهة من الجهات الأربع (جار) فلو أوصى لجيرانه صرف لأربعين دار من كل جانب من الحدود الأربعة كما عليه الشافعي (د) في مراسيله عن الزهري يعني ابن شهاب (مرسلاً) بسند صحيح (ارجعن) بكسر الهمزة وسكون الراء وكسر الجيم وسكون المهملة قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن على رضي الله عنه أنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا نسوة جلوس فقال ما يجلسكن قلن ننتظر الجنازة قال هل تغسلن قلن لا قال هل تحملن قلن لا قال هل تدلين فيمن يدلي قلن لا قال ارجعن فذكره (مأزورات) بفتح الميم وسكون الهمزة أي آثمات أن ترتب على ذلك نحو جزع أو ندب وإلا كره وقياسه موزورات فقلبوا الواو ألفاً مع سكونها ليشاكل قوله (غير مأجورات) ولو انفردت لم تقلب وزيارة القبول للنساء مكروهة فإن ترتب عليها نحو جزع أو ندب حرمت (هـ) عن على (ع) عن أنس قال الشيخ حديث حسن (أرحامكم أرحامكم) بالنصب بفعل محذوف أي صلوا أرحامكم أي أقاربكم من الذكور والإناث والتكرير للتأكيد (حب) عن أنس بن مالك وهو حديث صحيح (ارحم من في الأرض) أي من جميع أصناف الخلائق (يرحمك) بالجزم جواب الأمر (من في السماء) أي من أمره النافذ فيها أو من فيها قدرته وسلطانه فإنك كما تدين تدان (طب) عن جرير بن عبد الله (طب ك) عن

ابن مسعود عبد الله وهو حديث صحيح (ارحموا ترحموا) أي ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء كما تقدم (واغفروا) أي اعفوا واصفحوا عمن ظلمكم (يغفر لكم) بالبناء للمجهول أي يغفر الله لكم (ويل) أي شدة هلكة (لاقماع القول) بفتح الهمزة جمع قمع كضلع وهو الإناء الذي ينزل في رؤس الظروف لتملأ بالمائعات ومنه ويل لأقماع لقول شبه إسماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يعملون به بالإقماع التي لا تعي شيئاً مما يفرغ فيها فكأنه يمر عليها مجتازاً كما يمر الشراب في الأقماع (ويل للمصرين) أي على الذنوب (الذين يصرون على ما فعلوا) أي يقيمون عليه (وهم يعملون) أي والحال أنهم يعلمون أن ما فعلوه معصية والإصرار الإقامة على القبيح من غير استغفار (حم خد هب) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده جيد (أردية الغزاة السيوف) أي هي بمنزلة أرديتهم فالمطلوب لهم التقليد بالسيوف ليراها العدو فيخاف ولأنه قد يحتاج إلى سل السيف فيكون لا حائل بينه وبينه (ع) عن الحسن مرسلاً وهو البصرى (ارضخى) بكسر الهمزة وسكون الراء وكسر الضاد والخاء المعجمتين أي أعطى يا أسماء بنت الصديق ولو يسيراً (ما استطعت) أي ما دمت قادرة على الإعطاء (ولا توعى) أي لا تمسكي المال في الوعاء يعني لا تمنعي فضل المال عن الفقراء (فيوعي الله عليك) أي يمنعك فضله فإسناد الوعي إلى الله مجاز عن المنع (م ن) عن أسماء بنت أبي بكر الصديق (أرضوا) بفتح الهمزة أي يا أيها المزكون الذين جاؤا يتظلمون من السعاة (مصدقيكم) أي في دفع الزكاة يعني السعادة ببذل الواجب وملاطفتهم وملاينتهم فليس المراد الأمر ببذل زيادة على الواجب قال المناوي وسبب الحديث أن ناساً من الأعراب أتوه صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن ناساً من المصدقين يأتونا فيظلمونا فقال ارضوا مصدقيكم قالوا وإن ظلمونا قال وإن ظلمتم أي في زعمكم (حم م د ن) عن جرير بن عبد الله (ارفع إزارك وانق الله) أي خف عقابه عن تعاطي ما حرمه عليك من جر ازارك تكبر أو خيلاء خطابا لمن أسبل إزاره حتى وصل إلى الأرض فإسبال الإزاران جاوز الكعبين بقصد الخيلاء فحرام وإلا فمكروه (طب) عن الشريد بن سويد الثقفي ابن مالك أو غيره قال الشيخ حديث صحيح (ارفع إزارك فإنه) أي الرفع (انقى لثوبك) بالنون والقاف أي إزمله عن القاذورات وروى بالباء الموحدة من البقاء (وتقى لربك) أي أوفق للتقوى لبعده عن الكبر (ابن سعد) في طبقاته (حم هب) كلهم (عن الأشعث بن سليم) المحاربي (عن عمته عن عمها) قال الشيخ حديث صحيح (ارفع البنيان إلى السماء) يعني إلى جهة العلو ان احتجت إليه فلا ينافيه الأحاديث الدالة على النهي عن رفيع البنيان (واسأل الله السعة) بفتح السين المهملة أي اطلب من الله أن يوسع عليك منزلك وسببه أن راوي الحديث شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيق المسكن فذكره (طب) عن خالد بن الوليد بن المغيرة وهو حديث حسن (ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين) أي

كفوها عن الوقيعة في إعراضهم (وإذا مات أحد منهم فقولوا فيه خيراً) أي لا تذكروه إلا بخير فإنّ غيبة الميت أشد من غيبة الحي وهذا مما لم يترتب على ذكره بالسوء مصلحة كالتحذير من بدعته وإلا فهو جائز بل واجب (طب) عن سهل بن سعد الساعدي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (أرقاكم أرقاكم) بالنصب أو أكرموا وقال المناوي أي الزموا الإحسان إليهم والتكرير للتأكيد (فأطعموا مما تأكلون) أي من جنس الذي تأكلونه أي الأولى لكم ذلك (وألبسوهم مما تلبسون) بفتحها أي أن لم تكن ريبة كأمرد جميل (وإن جاؤوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعها عباد الله) مفعول بيعوا (ولا تعذبوهم) بضرب أو تهديد فإنكم لستم مالكين لهم حقيقة بل هم عباد الله حقاً وإنما لكم بهم نوع اختصاص (حم) وابن سعد في طبقاته (عن زيد بن الخطاب) هو أخو سيدنا عمر قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (أرقاؤكم إخوانكم فأحسنوا إليهم) أي بالقول والفعل (استيعنوهم على ما غلبكم) أي ما لا يمكنكم مباشرته من الأعمال أو يشق عليكم (وأعينوهم على ما غلبهم) بغين معجمة أي من الأعمال التي أمرتموهم بفعلها قال المناوي وما ذكر من أنه بغين معكمة هو ما في خط المؤلف وهو الصواب فما في نسخ من أنه بمهملة تصحيف وإن كان معناه صحيحاً (حم خد) عن رجل من الصحابة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (أرقى) بكسر الهمزة وسكون الراء وكسر القاف خطاب للشفاء بنت عبد الله رواية الحديث (ما لم يكن شرك بالله) أي ما لم تشتمل الرقية على ما فيه شيء من أنواع الكفر وإلا فهي ممنوعة قال المناوي والأمر للإباحة وقد يندب وقد يجب (ك) عن الشفاء بفتح الشين المعجمة والفاء المشددة داية النبي صلى الله عليه وسلم (بنت عبد الله) بن عبد شمس العدوية وإسناده صحيح (اركبوا هذه الدواب سالمة) أي خالصة من الكدّ والاتعاب (وابتدعوها سالمة) أي اتركوها إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها قال المناوي وفي رواية ودعوها بدل ابتدعوها (ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق) ولا تجلسوا على ظهرها لتتحدّثوا مع أصحابكم وهي واقفة كجلوسكم للتحدث قال المناوي والمنهي عنه الوقوف الطويل بغير حاجة (فرب مركوبة) أي دابة مركوبة (خير من راكبها) أي عند الله تعالى (وأكثر ذكر الله منه) بين به أن الدواب منها ما هو صالح وغيره وإن لها إدراكاً وتمييزاً وإنا تسبح قال تعالى وإن من شيء إلا يسبح بحمده وقال معاذ بن أنس راوي الحديث مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم وهم وقوف على دوابهم بذكروه (حم ع طب ك) عن معاذ بن أنس واحد أسانيده صحيح (اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم) الأمر فيه للندب أي صلوها في منازلكم لا في المسجد ثم بينها بقوله (السبحة بعد المغرب) بضم السين المهملة وسكون الباء الموحدة أي النافلة بعدها واتفق الأئمة على استحبابهما وهما من الرواتب المؤكدة وسميتا سبحة لاشتمالهما على

التسبيح (هـ) عن رافع بن خديج بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة آخره جيم وهو حديث حسن (ارموا) أي بالسهام لترتاضوا وتتميزوا على الرمي قبل لقاء العدو وتصبر لكم معرفة بالرمي وقوة والأمر فيه للندب أن قصد بتعليمه الجهاد في سبيل الله فإن قصد غيره قال الماوردي فهو مباح إذا لم يقصد به محرماً فلو قصد بتعليمه الجهاد في سبيل الله فإن قصد غيره قال الماوردي فهو مباح إذا لم يقصد به محرماً فلو قصد بتعليمه قطع الطريق ونحوه صار حراماً (واركبوا) بفتح الكاف أي الخيل وغيرها من الدواب التي ترتكب للجهاد لتؤدّبوها وتروّضوها على القتال وتعتادوا ركوبها والكر بها على العدو وقال العلقمي وفي معنى ذلك تعليم الكلب للصيد والحراسة وتعليم السباحة (وأن ترموا) بفتح الهمزة مبتدأ وخبره (أحب إليّ من أن تركبوا) أي ورميكم بالسهام أحب إليّ من ركوبكم الخيل لتأديبها (كل شيء يلهب به الرجل باطل) أي لا اعتبار به (إلا رمي الرجل بقوسه أو تأديبه فرسه) أي ركوبها وركفها والجولان عليها بنية الغزو وتعليمها ما تحتاج إليه من الأمور المطلوبة في أمثالها (أو ملاعبته امرأته) أي م زاحه حليلتهت بقصد إحسان العشرة قال العلقمي ويلحق بالزوجة الولد والخادم لكن لا ينبسط بالملاعبة معهم باتباع هواهم إلى حدّ يفسد اخلقهم ويسقط بالكلية هيبته عندهم بل يراعي الاعتدال فلا يدع الهيبة والانقباض مهما رأى منكراً (فإنهنّ) أي الخصال المذكورة (من الحق) أي من الأمور المعتبرة في نظر الشرع إذا قصد بالأوّلين الجهاد وبالثالث حسن العشرة (ومن ترك الرمي) أي بالسهام بلا عذر (بعد ما علمه) بكسر اللام المحققة على الصواب أي بعد علمه إياه بالتعليم (فقد كفر الذي علمه) قال المناوي أي ستر نعمة معلمة فيكره ترك الرمي بعد معرفته لأن من تعلمه حصل أهلية الدفع عن دين الله فتركه تهاون بالدين (حم ت هب) والشافعي (عن عقبة بن عامر) الجهني وهو حديث حسن (ارموا الجمرة) بجيم مفتوحة أي المرمى في الحج (بمثل حصي الحذف) بفتح الخاء وسكون الذال المعجمة وبالفاء قال الطقمي قال في المصباح خذفت الحصاة ونحوها خذفاً من باب ضرب رميتها بطرف الإبهام والسبابة اهـ أي ارموا بقدر الحصا الصغار التي يحذف بها أي يرمى بها قال المناوي والمراد هنا ما قدر الأنملة طولاً وعرضاً وهو قدر الباقلا فيكره بدونه وفوقه ويجزى (حم) وابن خزيمة في صحيحه (والضياء) في المختارة (عن رجل من الصحابة) قال المناوي ورجاله ثقات وجهالة الصحابي لا تضر لأنهم عدول (الهقوا) قال المناوي بفتح الهمزة ويكون الراء وكسر الهاء وضم القاف (القبلة) بكسر القاف وسكون الموحدة والمراد بها السترة أي اندنوا من السترة التي تصلون غليها بحيث يكون بينكم وبينها ثلاثة أذرع فأقل والأمر فيه للندب (البزار) في مسنده (هب) وابن عساكر في تاريخه (عن عائشة) وإسناده ضعي (أريت) بالبناء للمفعول (ما تلقى أمّتي من بعدي) أي أطلعني الله تعالى بالوحي على ما يحصل لها من الشدائد (وسفك بعضهم دماء بعض) أي قتل بعضهم بالسيف والفتن

الواقعة بينهم (فكان ذلك سابقاً من الله تعالى) يعني في الأزل (كما سبق في الأمم قبلهم فسألته من يولني) بضم المثناة التحتية وفتح الواو وشدة اللام المكسورة وسكون الواو والتخفيف (شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل) أي أعطاني ما سألته (حم طس ت ك) عن أم حبيبة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح (إزرة المؤمنين) قال المناوي بكسر الهمزة أي حالته التي ترضى منه في الائتزار أن يكون الإزار (إلى أنصاف ساقيه) فإن هذه هي المطلوبة المحبوبة وهي إزارة الملائكة كما مر وما أسفل من ذلك ففي النار كما في عدة أخبار (ن) عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري (وابن عمر) ابن الخطاب (والضياء) المقدسي (عن أنس) بن مالك وهو حديث صحيح (ازهد في الدنيا) أي اعرض عنها بقلبك ولا تحصل منها إلا ما تحتاج إليه (يحبك الله) لأن الله تعالى يحب من أطاعه وطاعته لا تجتمع مع محبة الدنيا لأن حبها رأس كل خطيئة (وازهد فيما في أيدي الناس) أي فيما عندهم من الدنيا (يحبك الناس) قال المناوي لأن طباعهم جبلت على حب الدنيا ومن نازع إنساناً في محبوبه قلاه ومن تركه له أحبه واصطفاه قال الدارقطني أصول الأحاديث أربعة هذا منها قال سهل بن سعد راوي الحديث قال رجل يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله والناس فذكره (هـ طب ك) عن سهل بن سعد الساعدي قال الشيخ حديث حسن (ازهد الناس) بفتح الهمزة وسكون الزاي وفتح الهاء (في العالم أهله وجيرانه) بكسر الجيم قال المناوي زاد في رواية حتى يفارقهم وذلك سنة الله في الذين خلوا من قبل من الأنبياء والعلماء ورثتهم ومن ثم قال بعض العارفين كل مقدور عليه مزهود فيه وكل ممنوع مرغوب (حل) عن أبي الدرداء وعن جابر بن عبد الله وفيه ضعف شديد (ازهد الناس في الأنبياء) أي الرسل (وأشدهم عليهم) أي من جهة الإيذاء (الأقربون) قال المناوي منهم بنسب أو مصاهرة أو جواراً ومصاحبة ونحو ذلك وذلك لا يكاد يختلف في نبي من الأنبياء كما يعلمه من أحاط بسيرهم وقصصهم وكفاك ما وقع للمصطفى صلى الله عليه وسلم من عمه أبي هلب وزوجته وولديه واضرابهم والإنجيل لا يفقد النبي حرمته في بلده (ابن عساكر) في تاريخه (عن أبي الدرداء) وهو حديث حسن (ازهد الناس) أي أكثرهم زهداً في الدنيا (من لم ينس القبر) يعني الموت ونزول القبر ووحدته ووحشته (والبلا) أي الفنا والاضمحلال (وترك أفضل زينة الدنيا) أي مع إمكان نيلها (وآثر) بالمد (ما يبقى على ما يفنى) أي آثر الآخرة وما ينتفع بها على الدنيا وما فيها (ولم يعد غداً من أيامه وعدّ نفسه في الموتى) بجعله الموت نصب عينيه على توالي اللحظات قال المناوي وأفاد بقوله أفضل أن قليل الدنيا لا يخرج عن الزهد وليس من الزهد ترك الجماع فقد قال سفيان بن عيينة كثرة النساء ليست من الدنيا فقد كان علي كرم الله وجهه أزهد الصحابة وكان له أربع زوجات وتسع عشرة سرية وقال ابن عباس خير هذه الأمّة أكثرها نساء

وكان الجنيد شيخ القوم يحب الجماع ويقول إني أحتاج إلى المرأة كما أحتاج إلى الطعام (هب) عن الضحاك مرسلاً وإسناده حسن (أسامة) بضم الهمزة هو زيد بن حارثة (أحب الناس إليّ) أي من مواليه وكونه أحب إليه لا يستلزم تفضيله على غيره من أكابر الصحب وأهل البيت لما يجيء (حم حب) عن ابن عمر بن الخطاب قال العلقمي وبجانبه علامة الصحة (إسباغ الوضوء) قال العلقمي أي إتمامه وقال النووي أي عمومه بجميع أجزاء الأعضاء وقال الطيبي هو استيعاب المحل بالغسل وبتطويل المرة وتكرار الغسل والمسح (في المكاره) قال العلقمي قال شيخنا قال ابن العربي أراد بالمكاره برد الماء وألم الجسم وإيثار الوضوء على أمر من الدنيا فلا يتأتى له مع ذلك إلا كارهاً مؤثرا لوجه الله اهـ وتفسير المكاره ببرد الماء وألم الجسم مخالف لما قاله الفقهاء من كراهة استعمال الماء الشديد البرودة وحرمة استعماله مع العبادة ويمكن حمله على من فقد ما يسخن به الماء وعلى من لم يخف من استعمال الماء مع العلة ضرراً (وإعمال) بكسر الهمزة (الأقدام) أي استعمالها في المشي (إلى المساجد) أي مواضع الجماعة (وانتظار الصلاة بعد الصلاة) قال العلقمي قال ابن العربي أراد به وجهين أحدهما الجلوس في المسجد وذلك يتصوّر بالعادة في ثلاث صلوات العصر والمغرب والعشاء ولا يكون بعد العشاء والصبح (الثاني) تعلق القلب بالصلاة والاهتمام بها والتأهب لها وذلك يتصوّر في الصلوات كلها (تغسل الخطايا غسلاً) قال المناوي يعني لا تبقي شيئاً من الذنوب كمالاً يبقى الغسل شيئاً من وسخ الثوب والمراد الصغائر ووهم من زعم العموم وقال العلقمي قال شيخنا قال ابن العربي هذا دليل على محو الخطايا بالحسنات من الصحف بأيدي الملائكة الذين يكتبون فيها لا من أمّ الكتاب الذي هو عند الله الذي قد ثبت على ما هو عليه فلا يزاد فيه ولا ينقص منه أبداً (ع ك حب) عن عليّ أمير المؤمنين (إسباغ الوضوء) بضم الواو (شطر الإيمان) قال العلقمي أصل الشطر النصف واختلف العلماء فيه فقيل معناه أن الأجر فيه ينتهي تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان فصار لتوقفه على الإيمان في معنى الشطر وقيل المراد بالإيمان هنا الصلاة كما قال الله تعالى وما كان الله ليضيع إيمانكم والطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر ولا يلزم في الشطران يكون نصفاً حقيقياً وهذا القول أقرب الأقوال اهـ وقال المناوي يعني جزؤه أو المراد أن الإيمان يطهر الباطن والوضوء يطهر الظاهر فهو بهذا الاعتبار نصف (والحمد لله تملأ) قال المناوي بفوقية وتحتية (الميزان) أي ثواب النطق بها مع الإذعان يملأ كفه الحسنات اهـ وقال العلقمي قال شيخنا قال النووي معناه عظم أجرها يملأ الميزان وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الميزان وخفته قال القرطبي الحمد راجع للثناء على الله بأوصاف كماله فإذا حمد الله ح امد مستحضر معنى الحمد في قلبه امتلأ ميزانه من الحسنات (والتسبيح

والتكبير يملآن) أي ثواب كلّ منهما (السموات والأرض) لو قدر ثوابهما جسماً لملأ ما بين السموات والأرض وسبب عظم فضلهما ما اشتملا عليه من التنزيه لله بقوله سبحان الله والتعظيم له بقوله الله أكبر (والصلاة نور) قال المناوي أي ذات نور منورة أو ذاتها نور مبالغة انتهى وقال العلقمي قال شيخنا قال النووي معناه أنها تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به وقيل معناه أن أجرها يكون نور لصاحبها يوم القيمة وقيل أنها سبب لإشراق أنور المعارف كانشراح القلب ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها وإقباله على الله بظاهره وباطنه وقد قال الله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة (والزكاة برهان) قال المناوي وفي رواية والصدقة برهان أي حجة ودليل على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على صحة إيمانه (والصبر ضياء) قال العلقمي قال النووي معناه الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى النائبات وأنواع المكاره في الدنيا والمرادات الصبر محمود لا يزال صاحبه مستضيئاً مهتدياً مستمراً على الصواب وقال أبو علي الدقاق حقيقة الصبر أن لا يعترض على المقدور فأما إظهار البلاء على وجه الشكوى فلا ينافي الصبر قال تعالى في أيوب غنا وجدناه صابراً مع أنه قال إنس مسني الضرّ (والقرآن حجة لك) يعني إذا امتثلت أوامره واجتنبت نواهيه كان حجة لك في المواقف التي تسأل فيها عنه كمسألة الملكين في القبر والمسألة عند الميزان وفي عقبات الصراط (أو عليك) أي أن لم تمتثل ذلك احتج به عليك (كل الناس يغدو) فاعل يغدو ضمير يعود إلى كل أي كل واحد يبكر ساعياً في مطالبه (فبائع) الفاء تفصيلية وبائع بمعنى مشتري وهو خبر عن مبتدأ محذوف أي فهو مشتر (نفسه) بدليل قوله (فمعتقها) إذ الإعتاق إنما يكون من المشتري يمعتقها خبر بعد خبر والفاء سببية ويجوز أن يكون بائع مبتدأ خبره محذوف أي فمنهم بائع نفسه من ربه ببذلها في رضاه فمعتقها من العذاب (أو بائع) نفسه من الشيطان فهو (موبقها) أي مهلكها بسبب ما أوقعها فيه من العذاب (حم ن هـ حب) عن أبي مالك الأشعريّ وهو حديث صحيح (استاكوا وتنظفوا) أي استعملوا السواك ونقوا أبدانكم وملابسكم من الوسخ (أوتروا) قال المناوي أن افعلوا ذلك وتراً ثلاثاً أو خمساً وهكذا (فإن الله عز وجل وتر) أي فرد غير مزدوج بشيء (يحب الوتر) أي يرضاه ويثيب عليه فوق ما يثيبه على الشفع (ش طس) عن أبي مطرف (سليمان بن صرد) بضم الصاد المهملة وفتح الراء الخزاعي الكوفي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (استتروا في صلاتكم) أي صلوا ندباً إلى سترة كجدار أو عمود (ولو بسهم) أو نحوه كعصي مغروزة (حم ك هق) عن الربيع بن سبرة بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة وهو حديث ك هق) عن الربيع بن سبرة بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة وهو حديث صحيح (استتمام المعروف أفضل من ابتدائه) قال المناوي في رواية خبر من ابتدائه أي بدون استتمام لأن ابتداءه نفل وتمامه فرض ذكره بعض الأئمة ومراده أنه بعد الشروع

متأكد بحيث يقرب من الواجب (طس) عن جابر بن عبد الله وهو حديث ضعيف (استحلوا فروج النساء بأطيب أموالكم) بأن تنكحوهنّ بعقد شرعي واجعلوا ذلك الصداق من مال حلال لا شبهة فيه بقدر الإمكان فإن لذلك أثراً بيناً في دوام العشرة وصلاح الولد (د) في مراسيله عن يحيى بن يعمر بفتح المثناة التحتية وسكون العين المهملة وفتح الميم (مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن (استحى من الله استحياءك) أي مثل استحيائك (من رجلين من صالحي عشيرتك) أي احذر أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك كما تحذر أن تفعل ما تعاب به بحضرة رجلين من صالحي قومك (عد) عن أبي أمامة الباهلي بإسناد ضعيف (استحيوا من الله حق الحياء فإن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم) يحتمل أن المراد الحث على طلب معالي الأخلاق التي منها الحياء ومعالجة النفس على تحصيلها كما يطلب السعي في طلب الرزق والله أعلم بمراد نبيه (تخ) عن ابن مسعود عبد الله وهو حديث حسن (استحيوا من الله حق الحياء) أي حياء ثابت لازماً صادقاً قالوا يا نبي الله إنا نستحي من الله ولله الحمد قال ليس كذلك ولكن (من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى) أي جمعه من الحواس الظاهرة والباطنة فلا ينظر ولا يستمع إلى محرّم ولا يتكلم بما لا يعنيه أي ما لا ثواب له فيه قال المناوي وعطف ما وعى على الرأس إشارة إلى أن حفظ الرأس عبارة عن التنزه عن الشرك فلا يسجد لغير الله ولا يرفعه تكبراً (وليحفظ البطن وما حوى) أي وما جمعه قال المناوي وجعل البطن قطباً يدور على بقية الأعضاء من القلب والفرج واليدين والرجلين وعطف ما حوى على البطن إشارة إلى حفظه عن الحرام والتحذير من أن يملأ من المباح (وليذكر الموت والبلا) أي نزولهما به (ومن أراد الآخرة) أي الفوز بنعيمها (ترك زينة الحياة الدنيا) لأنهما ضرّتان فمتى أرضيت إحداهما أغضبت الأخرى (فمتى فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء) أي أورثه ذلك الفعل الاستحياء منه تعالى فارتقى إلى مقام المراقبة الموصل إلى درجة المشاهدة قال بعضهم فمن استحيى من الله حق الحياء ترك الشهوات وتحمل المكاره والمشاق حتى تصير نفسه مدبوغة فعندها تظهر محاسن الأخلاق وتشرق أنوار الأسماء في قلبه ويقوى علمه بالله فيعيش غنياً به ما عاش (حم ت ك هب) عن ابن مسعود عبد الله وهو حديث صحيح (استذكروا القرآن) السين للمبالغة أي واظبوا على تلاوتة واطلبوا من أنفسكم المذاكرة والمحافظة على قراءته (فلهوا أشد تفصياً) بفتح المثناة الفوقية والفاء وكسر الصاد المهملة الشديدة بعدها مثناة تحتية خفيفة ونصبه على التمييز أي تفلتا وتخلصا (من صدور الرجال من النعم) بفتحتين أي من الإبل (من عقلها) بضمتين ويجوز سكون القاف جمع عقال بسكر أوّله مثل كتب وكاب وهو الحبل الذي يشدّ في ذراع البعير قال العلقمي ومن الأولى متعلقة بتفصيا

والثانية بأشد والثانية بتفصى مقدر أي من تفصى النعم من عقلها اهـ أي أشد نفاراً من الإبل إذا أفلتت من العقال فإنها لا تكاد تلحق ونسيان القرآن بعد حفظه كبيراً (حم م ق ت ن) عن ابن مسعود عبد الله (استرشدوا العاقل) أي الكامل العقل أي اطلبوا منه الإرشاد إلى إصابة الصواب (ترشدوا) بضم المعجمة أي يحصل لكم الرشد قال المناوي فيشاور في شأن الدنيا من جرّب الأمور ومارس المخبور والمخدور وفي أمور الدين من عقل عن الله أمره ونهيه (ولا تعصوه) بفتح أوّله (فتندموا) أي ولا تخالفوه فيما يرشدكم إليه من الرأي فتصبحوا على ما فعلتم نادمين وخرج بالعاقل بالمعنى المقرر غيره فلا يتساور ولا يعمل برأيه (خط) في رواة مالك بن أنس (عن أبي هريرة) بإسناد واه (استرقوا لها) بسكون الراء أي لمن في وجهها سفعة بفتح السين ويجوز ضمها وسكون الفاء بعدها عين مهملة أي أثر سواد وقيل حمرة يعلوها سواد وقيل صفرة وقيل سواد مع لون آخر وقيل لون مخالف لون الوجه وكلها مقاربة وحاصلها أن بوجهها لوناً على غير لونه الأصلي وسببه كما في البخاري عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فذكره والرقية كلام يستشفى به من كل عارض وقد أجمع العلماء على جوازها عند اجتماع ثلاثة شروط أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته وباللسان العربي أو ما يعرف معناه من غيره وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى ولا خلاف في مشروعية الفزع إلى الله تعالى في كل ما وقع وما يتوقع وقال القرطبي الرقية ثلاثة أقسام أحدها ما كان يرقى به في الجاهلية مما لا يعقل معناه فيجب اجتنابه لئلا يكون فيه شرك أو يؤدّى إلى شرك الثاني ما كان بكلام الله أو باشمائه فيجوز فإن كان مأثور فيستحب ومن المأثور بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ومنه أيضاً بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل ما يأتيك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد الثالثة ما كان بغير أسماء الله من ملك أو صالح أو معظم من المخلوقات كالعرش فهذا ليس من الواجب اجتنابه ولا من المشروع الذي يتضمن الالتجاء إلى الله والتبرك بأسمائه فيكون تركه أولى إلا أن يتضمن تعظيم المرقى به فينبغي أن يجتنب كالحلف بغير الله (فإن بها النظرة) بسكون الظاء المعجمة أي بها إصابة عين من الجنّ وقيل من الأنس والعين نظر باستحسان مشوب بجسد من حيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر كما قال بعضهم وإنما يحصل ذلك من سمّ يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون ونظير ذلك أن الحائض تضع يدها في اللبن فيسد ولو وضعتها بعد الطهر لم يفسد وأن الصحيح ينظر في عين الأرمد فيرمد ويتثاءب واحد بحضرته فيتثاءب هو (ق) عن أمّ سلمة (استشفوا) قال المناوي من الأمراض الحسية والقلبية (بما حمد الله تعالى به نفسه) أي أثنى عليها به (قبل أن يحمد خلقه وبما مدح الله تعالى به نفسه الحمد لله وقل هو الله أحد) أي استشفوا بقراءة أو كتابة سورة الحمد

والإخلاص ومقصودة بيان أن لتينك السورتين أثراً في الشفاء أكثر من غيرهما وإلا فالقرآن كله شفاء بدليل (فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله) دعاء أو خبر (ابن قانع) في معجم الصحابة (عن رجاء) بفتح الراء والجيم والمد (الغنوى) بفتح الغين المعجمة والنون نسبة إلى قبيلة وكذا عنه أيضاً أبو نعيم (استعتبوا الخيل) أي رضوها أدّبوها للحرب والركوب (تعتب) أي فإنها تتأدب وتقبل العتاب والأمر فيه للإرشاد وتعتب قال الشيخ بضم المثناة الفوقية والبناء للفاعل اهـ ويؤيده قوله تعالى وإن يستعتبوا أي يسألوا العتبى وهو الرجوع إلى ما يحبون فما هم من المعتبين أي المجابين خصوصاً وقد قرئ في الشواذ ببناء يستعتبون للمفعول ومعتبين بصيغة اسم الفاعل أي أن سألوا أن يرضوا ربهم فما هم فاعلين لفوات التمكن قال المناوي وخص الخيل للحاجة إليها لا لإخراج غيرها لأن من الحيوان ما يقبل ذلك أكثر كالقرد والنسناس (عد) وابن عساكر في التاريخ (عن أبي أمامة) الباهلي وإسناده ضعيف (استعدّ للموت) أي تأهب للقائة بالتوبة والخروج من المظالم ويتأكد ذلك في حق المريض (قبل نزول الموت) عدل عن الضمير إلى الاسم الظاهر لتعظيم الأمر والتهويل أي قبل نزوله بك فقد يفجؤك فلا تتمكن من التوبة (طب ك هب) عن طارق بطاء مهملة وقاف وزن فاعل (المحاربي) بضم الميم بعدها جاء مهملة وهو حديث صحيح (استعن بيمينك) قال المناوي بأن تكتب ما تخشى نسيانه إعانة لحفظك وللحديث عند مخرجه المذكور تتمة وهي قوله على حفظك قال ابن عباس شكى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء حفظه فذكره (ت) عن أبي هريرة الحكيم الترمذي (عن ابن عباس (استعيذوا بالله من طمع) أي حرص شديد (يهدي إلى طبع) بفتح الطاء المهملة والموحدة أي يؤدي إلى دنس وشين وعيب قاله العلقمي استعمل الهدي هنا على سبيل الاستعارة تهكماً وقال زين العرب نحوه قال في رواية يدنى إلى طبع بدل يهدى (ومن طمع يهدي إلى غير مطمع ومن طمع حيث لا مطمع) أي ومن طمع في شيء لا مطمع فيه لتعذره حساً أو شرعاً قال القلاضي والمعنى تعوّذوا بالله من طمع يسوق إلى شين في الدين وازدراء بالمروءة (حم طب ك) عن معاذ بن جبل (استعيذوا بالله من شر جار المقام) بالضم أي الإقامة فإن ضرره اثن وعمّ جار المقام الحليلة والخادم والصديق الملازم وفيه إشعار بطلب مفارقته ما وجد لذلك سبيلاً (فإن جار المسافر إن شاء أن يزايل زايل) أي إذا أراد أن يفارق جاره فارقه (ك) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (استعيذوا بالله من العين) وهي آفة تصيب الإنسان أو الحيوان من نظر العائن فتؤثر فيه فيمرض أو يهلك (فإن العين حق) أي بقضاء الله وقدرته لا بفعل الناظر بل يحدث الله في المنظور إليه علة يكون النظر سببها ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين بقوله أعيذكما

بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامة ويقول أبوكما إبراهيم كان يعوّذ بهما إسماعيل وإسحاق وقال الكلبي دواء من أصابته العين أن يقرأ وأن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم الآية وكان بعض الأشياخ الصالحين أصحاب الأحوال يكتبها للعين ويجعلها حرزاً في الراس فلا يصاب بالعين من كانت عليه أبداً (هـ ك) عن عائشة وهو حديث صحيح (استيعذوا بالله من الفقر والعيلة) كأن تقولوا اللهم إنا نعوذ بك من الفقر والعيلة والواو بمعنى مع (ومن أن تظلموا) بالبناء للفاعل أي أحداً من الناس (أو تظلموا) بالبناء للمفعول أي أن يظلمكم أحد (طب) عن عبادة بن الصامت ضد الناطق قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (استعينوا على إنجاح حوائجكم) وفي نسخة الحوائج (بالكتمان) اكتفاء بإعانة الله وصيانة للقلب عما سواه وحذرا من حاسد يطلع عليها قبل التمام فيعطلها (فإن كل ذي نعمة محسود) أي فاكتموا النعمة على الحاسد إشفاقاً عليه وعليكم واستعينوا بالله على الظرف بها ولا ينافيه الأمر بالتحدث بالنعمة لأنه فيما بعد الحصول ولا أثر للحسد حينئذ (عق عد طب حل هب) عن معاذ بن جبل الخرائطي في كتاب (اعتدال القلوب عن عمر) بن الخطاب (خط) عن ابن عباس الحلفي في فوائد معن أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (استيعنوا بطعام السحر) بالتحريك أي السحور وهو بالفتح اسم للشيء المأكول وبالضم اسم للأكل (على صيام النهار) أي فإنه يقوّي عليه (وبالقيلولة) أي النوم وسط النهار (على قيام الليل) يعني التهجد فيه فإن النفس إذا أخذت حظها من نوم النهار قويت على السهر (هـ ك طب هب) عن ابن عباس (استعينوا على الرزق بالصدقة) أي على إدراره وتيسيره وسعته (فر) عن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني صحابي موثق وهو حديث ضعيف (استعينوا على النساء بالعرى) أي استعينوا على ملازمة النساء اللاتي في كفالتكم بزوجية أو بعصبية أو ملك للبيوت بعدم التوسعة عليهن في اللباس والاقتصار على ما يقيهنّ الحرّ والبرد على الوجه اللائق (فإن إحداهن إن كثرت ثيابها) أي زادت على قدر حاجة أمثالها (وأحسنت زينتها) أي ما تتزين به (أعجبها الخروج) أي إلى الشوارع أو نحوها ليرى الرجال منها ذلك فيترتب على ذلك من المفاسد ما هو غني عن البيان (عد) عن أنس بن مالك (استغنوا بغناء الله) بفتح الغين المعجمة والمد قال المناوي أي اسألوه من فضله وأعرضوا عمن سواه فإن خزائن الوجود والجود بيده وتمام الحديث عند مخرجه ابن عدي عشاء ليلة وغداء يوم (عد) عن أبي هريرة (استغنوا عن الناس) أي عن سؤالهم (ولو بشوص السواك) روى بعضهم بضم الشين المعجمة وفتحها أي غسالته أو ما يتفتت منه عند التسوّك والمراد التقنع بالقليل والاكتفاء بالكفاف (البزار) في مسنده (طب هب) عن ابن عباس وإسناده كما قال العراقي صحيح (استفت نفسك) أي عوّل على ما خطر بقلبك لأن لنفس الكمل شعور بما تجد عاقبته فالزم العمل بذلك (وإن أفتاك المفتون)

بخلافه لأنهم إنما يطلعون على الظواهر والكلام فيمن شرح الله صدره بنور اليقين (تخ) وكذا أحمد (عن وابصة) بكسر الموحدة وفتح الصاد المهملة ابن معبد قال العلقمي بجانبه علامة الحسن وهو صحيح و (استفرهوا ضحاياكم) بفتح المثناة الفوقية وسكون الفاء وكسر الراء أي استكرموها أي ضحوا بالكريمة أي السمينة ذات الثمن (فإنها مطاياكم على الصراط) أي فإن المضحي يركبها وتمر به على الصراط إلى الجنة فإن كانت موصوفة بما ذكر مرت على الصراط بخفة ونشاط وسرعة (ق د) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (استقم) قال المناوي أي بلزوم فعل المأمورات وتجنب المنهيات وقال الدقاق كن طالباً للاستقامة قال السهروردي وهذا أصل كبير غفل عنه كثيرون (وليحسن خلقك للناس) بأن تفعل بهم ما تحب أن يفعلوه معك بين به أن الاستقامة نوعان استقامة مع الحق بفعل طاعته وتجنب مخالفته واستقامة مع الخلق بمخالقتهم بخلق حسن (طب ك هـ ن) عن ابن عمرو) بن العاص وهو حديث حسن (استقيموا) قال العلقمي الاستقامة لغة ضد الاعوجاج واصطلاحاً الاعتدال في السلوك عن الميل إلى جهة من الجهات ويقال هي أن لا يختار العبد على الله شيئاً وقيل هي لزوم طاعة الله تعالى وهي نظام الأمور وقيل هي الإخلاص في الطاعة وقال بعضهم الاستقامة تكون في الأقوال بترك الغيبة ونحوها كالنميمة والكذب وفي الأفعال بنفي البدعة وفي الطاعات بنفي الفترة أي الفتور عنها (ولن تحصوا) قال المناوي أي ثواب الاستقامة أو لن تطيقوا أن تستقيموا حق الاستقامة لعسرها (واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة) أي من أتم أعمالكم دلالة على الاستقامة الصلاة (ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) أي لا يحافظ على إدامته أو إسباغه والاعتناء بأدائه إلا كامل الإيمان (حم هـ ك هق) عن ثوبان مولى المصطفى (هب) وفي نسخة (طب) عن ابن عمرو بن العاص (طب) عن سلمة بن الأكوع (استقيموا ونعما) أصله نعم ما أدغم وشدد (أن استقمتم) بفتح الهمزة أي نعم شيء استقامتكم وتقدم معنى الاستقامة فيما قبله (وخير أعمالكم الصلاة) ومن ثم كانت أفضل عبادات البدن بعد الإسلام (ولن يحافظ على الوضوء إلى مؤمن) أي كامل الإيمان (هـ) عن أبي أمامة الباهلي (طب) عن عبادة بن الصامت وهو حديث صحيح (استقيموا لقريش ما استقاموا لكم) أي استقيموا لهم بالطاعة مدة استقامتهم على الأحكام الشرعية (فإن لم يستقيموا لكم) بأن خالفوا الأحكام الشرعية (فضعوا سيوفكم على عواتقكم) جمع عاتق أي تأهبوا لقتالهم (ثم أبيدوا) بفتح الهمزة وكسر الموحدة وسكون التحتية بعدها دال أي أهلكوا (خضراءهم) بفتح الخاء وسكون الضاد المعجمتين والمد أي سوادهم ودهماءهم قال العلقمي والدهماء العدد الكثير والسواد الشخص والجمع أسودة اهـ وقال المناوي يعني اقتلوا جماهيرهم وفرقوا جمعهم وللحديث تتمة وهي فإن لم تفعلوا فكونوا حراثين أشقياء تأكلون من كدّ أيديكم (حم) عن ثوبان مولى المصطفى (طب)

عن النعمان بن بشير قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (استكثر من الناس ومن دعاء الخير لك) أي طلب من الناس المؤمنين خصوصاً الصلحاء طلباً كثيراً أن يدعو لك بالخير (فإن العبد) أي الإنسان (لا يدري على لسان من يستجاب له أو يرحم) فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره (خط) في رواية مالك بن أنس (عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف (استكثروا من الباقيات الصالحات) قيل وما هن يا رسول الله قال (التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ولا حول ولا قولة إلا بالله العلي العظيم) أي قولوا سبحان اله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإلى كون هذه الباقيات الصالحات المذكورة في القرآن ذهب الحبر عبد الله بن عباس والجمهور (حم حب ك) في الدعاء (عن أبي سعيد) الخدري وهو حديث صحيح (استكثروا من النعال) أي من أعدادها للسفر واستصحابها فيه (فإن الرجل لا يزال راكباً ما دام منتعلاً) قال العلقمي قال النووي معناه أنه شبيه بالراكب في خفة المشقة عليه وقلة تعبه وسلامة رجليه مما يعرض في الطريق من خشونة وشوك واذى ونحو ذلك وفيه استحباب الاستظهار في السفر بالنعال وغيرها مما يحتاج إليه المسافر (حم تخ م ن) عن جابر بن عبد الله (طب) عن عمران بنحصين (طس) عن ابن عمرو بن العاص (استكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله) أي من قولها (فإنها تدفع) عن قائلها (تسعة وسبعين باباً من الضر) بفتح الضاد المعجمة (أدناها الهمّ) قال المناوي أو قال الهرم هكذا هو على الشك عند مخرجه وذلك الخاصية فيها علمها الشارع وظهر أن المراد بهذا العدد التكثير لا التحديد (عق) عن جابر بن عبد الله وإسناده ضعيف (استكثروا من الإخوان) أي من مواخاة المؤمنين الأخيار (فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة) قال المناوي فكلما كثرت إخوانكم كثرت شفعاؤكم وخرج بالاختيار غيرهم فلا يندب مواخاتهم بل يتعين اجتنابهموبذلك يجمع بين الأخبار فصحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الشركا لريح إذا مرت على النتن حملت وإذا مرت على الطيب حملت طيباً (ابن النجار في تاريخه عن أنس) بن مالك وهو حديث ضعيف (استمتعوا من هذا البيت) أي بهذا البيت أي الكعبة فالبيت غلب عليها كالنجم على الثريا بأن تكثروا من الطواف والحج والعمرة والصلاة والاعتكاف بمسجده ونحو ذلك (فإنه قد هدم مرتين) قال العلقمي لمأر لهما ذكراً في شيء مما وقفت عليه مما يتعلق بالبيت ولعل الله أن يوقعنا على ذلك وقال المناوي اقتصاره في الهدم على مرتين أراد به هدمها عند الطوفان إلى أن بناها إبراهيم وهدمها في أيام قريش وكان ذلك مع إعادة بنائها وللمصطفى من العمر خمس وثلاثون كذا في الإتحاف (ويرفع في الثالثة) أي بهدم ذي السويقتين والمراد ترتفع بركته فإنه لا يعمر بعدها أبداً (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث صحيح (استنثروا) قال العلمقي الاستنثار استفعال من النثر بفتح النون وسكون المثلثة وهو طرح

الماء الذي يستنشقه المتوضئ الذي يجذبه أنفه وتنظيف ما في منخريه فيخرجه بريح أنفه سواء كان بإعانة يدام لا وحقيقة الاستنشاق جذب الماء بريح الأنف إلى أقصاه وحقيقة الاستنثار إخراج ذلك الماء وحكى عن مالك كراهة فعله بغير اليد والمشهور عدم الكراهة وإذا استنثر بيده فالمستحب أن يكون بخنصره اليسرى وهو سنة في الوضوء وعند القيام من النوم (مرتين بالغتين) أي أعلى نهاية الاستنثار (أو ثلاثاً) لم يذكر المبالغة في الثلاث وكأن المالغة في الثلتين قائمة مقامها المرة الثالثة (حم د هـ ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح (استنجوا) بضم الجيم (بالماء البارد فإنه مصحة) بفتح الميم والصاد وشدة الحاء المهملتين (للبواسير) أي يذهب مرض البواسير بالباء الموحدة والسين المهملة بعد الألف جمع باسور ورم تدفعه الطبيعة إلى ما يقبل الرطوبة من البدن كالدبر والأمر إرشادي طبي (طس عن عائشة (عب) وفي بعض النسخ (طب) وفي بعضها (هب) عن المسور بكسر الميم وسكون السين المهملة (ابن رفاعة) بكسر الراء (القرظي) (استنزلوا الرزق بالصدقة) أي اطلبوا إدراره عليكم وسهولة تحصيله والبركة فيه بالتصدق على الفقراء والمساكين فإنّ الخلق عيال الله ومن أحسن إلى عياله أحسن إليه وأعطاه (هب) عن علىّ أمير المؤمنين (عد) عن جبير بضم الجيم وفتح الباء الموحدة مصغر (ابن مطعم) بضم الميم وسكون الطاء وكسر العين المهملتين (أبو الشيخ) بن حبان عن أبي هريرة (استهلال الصبي العطاس) بضم المهملة أي علامة حياة الولد حينئذ قال المناوي والمراد أن العطاس أظهر العلامات إذ يستدل به على حياته فيجب حينئذ غسله وتكفينه والصلاة عليه فيرث ويورث (البزار) في مسنده (عن ابن عمر) بن الخطاب (استودع الله) من ودع أي استحفظه (دينك) قدم حفظه على حفظ الأمانة اهتماماً بشأنه (وأمانتك) أي أهلك ومن تخلفه منهم بعدك ومالك الذي تودعه أمينك وأجرى ذكر الدين مع الودائع لأن السفر موضع خوف وخطر وقد يصاب ويحصل له مشقة وتعب لإهمال بعض الأمور المتعلقة بالدين من إخراج صلاة عن وقتها وتشاغل في طهارة وقول فاحش ونحو ذلك مما هو مشاهد (وخواتيم عملك) أي عملك الصالح الذي جعلته آخر عملك فإنه يستحب للمسافر أن يختم إقامته بعمل صالح بصلاة ركعتين وصداقة وصلة رحم وقراءة آية الكرسي بعد الصلاة وغير ذلك من وصية واستبراء ذمة فيندب لكل من ودع أحداً من المسلمين أن يقول له ذلك (ت د) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث صحيح غريب (استودعك الله) أي استحفظ الله جميع مايتعلق بك من أمر دينك ودنياك (الذي لا تضيع ودائعه) أي الأشياء التي فوّض أربابها أمرها إليه سبحانه وتعالى (5) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (استوصوا بالأسارى خيراً) بضم الهمزة قال المناوي افعلوا بهم معروفاً ولا تعذبوهم وذا قاله في أسرى بدر (طب) عن أبي عزيز بفتح العين وكسر الزاي بضبط المؤلف وإسناده حسن (استوصوا

بالأنصار خيراً) قال المناوي زاد في رواية فإنهك كرشى وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقى الذي لهم (اقبلوا من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم) قال أنس صعد رسول اله صلى الله عليه وسلم ولم يصعد بعد ذلك فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكره (حم) عن أنس بن مالك وهو حديث حسن (استوصوا بالعباس خيراً) أبي الفضل بن عبد المطلب (فإنه عمى وصنو أبي) أي أصلهما واحد قال المناوي فمن حقي عليكم إذ هديتكم من الضلال إكرام من هو بهذه المنزلة مني (عد) عن على أمير المؤمنين ويؤخذ من كلامه أنه حديث حسن لغيره (استوصوا بالنساء خيراً) الباء للتعدية أي أقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها وأرفقوا بهن وأحسنوا عشرتهن فإن الوصية بهن آكد لضعفهن واحتياجهن إلى أمر من يقوم بهن وقال الطيبي السين للطلب أي اطلبوا الوصية من أنفسكم في حقهن واطلبوا الوصية من غيركم لهن وفي نصب خيراً وجهان أحدهما أنه مفعول استوصوا لأن المعنى افعلوا بهن خيراً والثاني معناه أقبلوا وصيتي وأتوا خيراً فهو منصوب بفعل محذوف كقوله تعالى ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم أي انتهوا عن ذلك وأتوا خيراً (فإن المرأة خلقت من ضلع) بكسر الضاد المعجمة وفتح اللام ويجوز تسكينها وفيه إشارة إلى ما أخرجه ابن عباس في المسند أن حواء خلقت من ضلع آدم الأقصر الأيسر وهو نائم (وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه) قال العلقمي قيل فيه إشارة إلى أن أعوج ما في المرأة لسانها وفائدة هذه المقدمة إن المرأة خلقت من ضلع أعوج فلا ينكر إعوجاجها أو الإشارة إلى أنها لا تقبل التقويم كما أن الضلع لا يقبله وأعاد الضمير مذكر في قوله أعلاه إشارة إلى أن الضلع يذكر خلافاً لمن جزم بأنه يؤنث واحتج فيه برواية مسلم ولا حجة فيه لأن التأنيث في روايته للمرأة وقيل أن الضلع يذكر ويؤنث وعلى هذا فالحفظان صحيحان (فإن ذهبت تقيمه كسرته) أي إن أردت منها أن تترك إعوجاجها أفضى الأمر إلى فراقها فهو ضرب مثل للطلاق ويؤيد ما في رواية الأعرج عن أبي هريرة عند مسلم وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها (وإن تركته) أي فلم تغمه (فلم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً) ختم بما بدأ به إشارة إلى شدة المبالغة في الوصية بهن وفي هذا الحديث رمز إلى التقويم برفق بحيث لا يبالغ فيه فيكسره ولا يتركه فيستمر على عوجه وليس المراد أن يتركها على الاعوجاج إذا تعودت ما طبعت عليه من النقص إلى تعاطي المعصية بمباشرتها أو ترك الواجب وإنما المراد أن يتركها على إعوجاجها في الأمور المباحة وفيه أيضاً الندب إلى المداراة لاستمالة النفوس وتألف القلوب وإلى سياسة النساء بالصبر على عوجهن وأن من رام تقويمهن فإنه الانتفاع بهن مع أنه لا غناء للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه فكأنه قال الاستماع بها لا يتم إلا بالصبر عليها (ق) عن أبي هريرة ورواه عنه النسائي أيضاً (استووا) أي اعتدلوا في الصلاة ندباً بأن تقوموا على سمت واحد (ولا تختلفوا) بأن لا يتقدم بعضكم

على بعض في الصلاة (فتختلف قلوبكم) بالنصب جواب النهي قال المناوي في رواية صدوركم (وليليني منكم) بكسر اللامين وياء متوحة قبل النون المشددة على التوكيد وبحذفها مع خفة النون روايتان اهـ وقال العلقمي قال الطيب من حق اللفظ أن تحذف منه الياء لأنه على صيغة الأمر وقد وجد بإثبات الياء وسكونها في سائر كتب الحديث فالفعل مبني لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة فلم يؤثر فيه الجازم (أولوا الأحلام والنهي) قال العلقمي أي ذوو الألباب والعقول وأحدها حلم بالكسر فإنه من الحلم بمعنى الإناءة والتثبت في الأمور وذلك من شعائر العقلا وواحد النهي نهية بالضم سمى العقل بذلك لأنه ينهي صاحبه عن القبيح وقال النووي أولوا الأحلام هم العقلاء وقيل البالغون والنهي بضم النون العقول فعلى قول من يقول أولوا الأحلام هم العقلاء وقيل البالغون والنهي بضم النون العقول فعلى قول من يقول أولوا الأحلام العقلاء يكون اللفظان بمعنى فلما اختلف اللفظان عطف أحدهما على الآخر تأكيداً وعلى الثاني معناه البالغون العلا اهـ وقال المناوي قدمهم ليحفظوا صلاته إذا سهى فيجبرها أو يجعل أحدهم خليفة عند الاحتياج (ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) قال المناوي وهكذا كالمراهقين فالصبيان المميزين فالخناثا فالنساء وقال العلقمي قال النووي معناه الذين يقربون منهم في هذا الوصف (حم م ن) عن ابن مسعود البدري (استووا) أي سووا صفوفكم في الصلاة ندباً (تستو قلوبكم) بالجزم جواب إلا مرأى يتألف بعضها ببعض (وتماسوا) أي تلاصقوا بحيث لا يكون بينكم فرج تسع واقفاً (تراحموا) بحذف أحد التاءين للتخفيف أي يعطف بعضكم على بعض (طس حل) عن ابن مسعود البدري وإسناده ضعيف (أسد الأعمال) بفتح الهمزة والسين المهملة أي أكثرها صواباً (ثلاثة ذكر الله على كل حال) أي في السراء والضراء سراً وجهراً (والإنصاف من نفسك) قال المناوي أي معاملة غيرك بالعدل بأن تقضي له على نفسك بما يستحقه عليك (ومواساة الأخ) أي في الدين وإن لم يكن من النسب (في المال) أي بالمال بأن تصلح خلله الدنيوي من مالك والمواساة مطلوبة مطلقاً لكنها للأقارب والأصدقاء آكد (ابن المبارك) في الزهد (وهناد والحكيم) الترمذي (عن أبي جعفر) مرسلاً (حل) عن على أمير المؤمنين (موقوفاً) عليه لا مرفوعاً قال الشيخ حديث ضعيف (أسرع الأرض خراباً يسراً هاثم يمناها) قال المناوي أي ما هو من الأقاليم عن يسار القبلة ثم ما هو عن يمناها واليسار الجنوب واليمين الشمال فعند دنوطي الدنيا يبدأ الخراب من جهة الجنوب ثم يتتابع (طس حل) عن جرير بن عبد الله وإسناده حسن (أسرع الخير ثواباً) أي أعجل أنواع الطاعة ثواباً (البر) بالكسر أي الإحسان إلى خلق الرحمن خصوصاً للأصول والحواشي من الأقارب ومن يستحق ذلك من المسلمين ومن له أمان (وصلة الرحم) الرحم هو الأقارب ويقع على كل قريب يجمع بينك وبينه نسب وصلتهم كناية عن الإحسان إليهم والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم وإن بعدوا وأساؤا (وأسرع الشر

عقوبة) أي أعجل أنواع الشر عقوبة (البغي) أي الظلم ومجاوزة الحد (وقطيعة الرحم) وهي ضد ما تقدم في صلتهم أي فعقوبة البغي وقطيعة الرحم يعجلان لفاعلهما في الدنيا مع ما يدخ له في الآخر (ت هـ) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب) قال العلقمي قال ابن رسلان معناه في غيبة المدعو له أو في سره كأنه من وراء معرفته أومعرفة الناس وخص حالة الغيبة بالذكر للبعد عن الرياء والأغراض الفاسدة المنقصة للأجر فإنه في حال الغيبة يتمحض الإخلاص ويصح قصد وجه الله تعالى بذلك فتوافقه الملائكة وجاءته البشارة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن له مثل ما دعى لأخيه والأخوة هنا الأخوة الدينية وقد يكون معها صداقة ومعونة وقد لا يكون قلت والسر في ذلك أن الملك يدعو له بمثل ذلك أو يؤمن على ما في بعض الروايات ودعاؤه أقرب إلى الإجابة لأن الملك معصوم قال شيخنا روى الخرائطي في مكارم الأخلاق عن يوسف بن إسباط قال مكثت دهراً وأنا أظن هذا الحديث إذا كان غائباً ثم نظرت فيه هو لو كان على المائدة ثم دعى له وهو لا يسمع كان غائباً (خدطب) عن ابن عمرو بن العاص وبجانبه علامة الحسن (أسرعوا) أي إسراعاً خفيفاً بين المشي المعتاد والخبب (بالجنازة) أي بحملها إلى المصلى ثم إلى المقبرة والأمر للندب فإن خيف الثغير بدون الإسراع أو التغير به وجب الثاني وقال العلقمي المراد بالإسراع شدة المشي وعلى ذلك جملة بعض السلف وهو قول الحنفية قال صاحب النهاية ويمشون بها مسرعين دون الجنب وعن الشافعي والجمهور المراد بالإسراع ما فوق سجية المشي المعتاد ويكره الإسراع الشديد ومال عياض إلى نفي الخلاف فقال من استحبه أراد الزيادة على المشي المعتاد ومن كرهه أراد الإفراط فيه كالرمل والحاصل أنه يستحب الإسراع بها لكن بحيث لا ينتهي إلى شدة يخاف منها حدوث مفسدة بالميت أو مشقة على الحامل أو المشيع لئلا ينافي إلى شدة يخاف منها حدوث مفسدة بالميت أو مشقة على الحامل أو المشيع لئلا ينافي المقصود من النظافة أو إدخال المشقة على المسلم وقال القرطبي مقصود الحديث أن لا يتباطأ بالميت عن الدفن اهـ وقيل معنى الإسراع الأسراع بالتجهيز فهو أعم من الأول قال القرطبي والأول أظهر وقال النووي الثاني باطل مردود بقوله في الحديث تضعونه عن رقابكم وتعقبه الفاكهي بأن الحمل على الرقاب قد يعبر به عن المعاني كما تقول حمل فلان على رقبته ذنوباً فيكون المعنى استريحوا من لا خير فيه قال ويؤيده أن الكل لا يحملونه (فإن تك) أي الجثة المحمولة وأصله تكون سكنت نونه للجازم وحذفت الواو لالتقاء الساكنين ثم النون تخفيفاً (صالحة) أي ذات عمل صالح (فخير) قال العلقمي هو خبر مبتدأ محذوف أي فهو خبراً ومبتدأ حذف خبره أي فلها خبر ويؤيده رواية مسلم بلفظ قربتموها إلى الخير ويأتي في قوله بعد ذلك فشطر نظير ذلك (تقدمونها إليه) الضمير راجع إلى الخير باعتبار الثواب وفي رواية فخير تقدمونها إليها قال شيخنا قال ابن مالك أنت

الضمير العائد إلى الخير وهو مذكر وكان القياس إليه ولكن المذكر يجوز تأنيثه إذا أول بمؤنث كتأويل الخير الذي تقدم إليه النفس الصالحة بالرحمة أو الحسنى أو باليسرى كقوله تعالى للذين أحسنوا الحسنى فسنيسره لليسرى ومن إعطاء المذكر حكم المؤنث باعتبار التأويل قوله صلى الله عليه وسلم في إحدى الروايتين فإن في إحدى جناحية داء وفي الأخرى شفاء والجناح مذكر ولكنه من الطائر بمنزلة اليد فجاز تأنيثه مأولاً بها ومن تأنيث المذكر بتأويله بمؤنث قوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وهو مذكر لتأويله بحسنات (وإن تك سوى ذلك) أي غير صالحة (فشرّ تضعونه عن رقابكم) أي تستريحون منه لبعده عن الرحمة فلاحظ لكم في مصاحبته بل في مفارقته قال المناوي وكانت قضية المقابلة أن يقال فشر تقدّمونها إليه فعدل عن ذلك شوقاً إلى سعة الرحمة ورجاء الفضل فقد يعفى عنه فلا يكن شراً بل خيراً (حم ق ع) عن أبي هريرة (أسست السموات السبع) بالبناء للمفعول (والأرضون السبع على قل هو الله أحد) أي لم تخلق إلا لتدل على توحيد الله ومعرفة صفاته التي نطقت بها هذه السورة ولذلك سميت سورة الأساس لاشتمالها على أصول الدين قال العلقمي لعل المراد أنه ليس القادر على إبداعها وإيجادها إلا من اتصف بالوحدانية في ملكه وهو الله الواحد القهار فمن تأمل في إيجادها علم أن الموجد لها واحد لا شريك له (تمام) في فوائده (عن أنس) ابن مالك وإسناده ضعيف (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة) قال العلقمي قال شيخ شيوخنا والمراد بهذه الشفاعة المسئولة عنها بعض أنواع الشفاعة وهي التي يقول فيها صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي فيقال له أخرج من النار من في قلبه وزن كذا من الإيمان فأسعد الناس بهذه الشفاعة من يكون إيمانه أكمل ممن دونه وأما الشفاعة العظمى من إراحة الكرب الموقف فأسعد الناس بها من سبق إلى الجنة وهم الذين يدخلونها بغير حساب ثم الذين يلونهم وهم من يدخلها بغير عذاب بعد أن يحاسب ويستحق العذاب ثم من يصيبه لفح من النار ولا يسقط والحاصل أن في قوله أسعد إشارة إلى اختلاف مراتبهم في السبق إلى الدخول باختلاف مراتبهم في الإخلاص فلذلك أكد بقوله من في قلبه مع أن الإخلاص محله القلب لكن إسناد الفعل إلى الجارحة أبلغ من التأكيد وبهذا التقدير يظهر موقع قوله أسعد وأنه على بابه من التفضيل ولا حاجة إلى قول بعض الشراح أن أسعد هنا بمعنى السعيد لكون الكل يشتركون في شرطية الإخلاص لأنا نقول يشتركون فيه لكن مراتبهم فيه متفاوتة وقال البيضاوي يحتمل أن يكون المراد من ليس له عمل يستحق به الرحمة والإخلاص لأ، احتياجه إلى الشفاعة أكثر وانتفاعه بها أوفر (من قال لا إله إلا الله) المراد مع محمد رسول الله ولو عاصياً وقد يكتفى بالجزء الأول عن كلمتي الشهادة أي عن التعبير يجمعهما لأنه صار شعاراً لجميعهما فحيث قيل كلمة الشهادة أو كلمة الإخلاص أو قول لا إله إلا الله فهو لا إله إلا الله

محمد رسول الله (خالصاً) أي من شوب شرك أو نفاق (مخلصاً من قلبه) قال العلقمي من قلبه متعلق بخالصاً أو حال من ضمير قال أي قال ذلك ناشئاً من قلبه وسببه كما في البخاري عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا هذا الحديث أحد أوّل منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس فذكره قوله أول بالرفع صفة لأحد أو بدل منه وبالنصب على الظرفية أو الحال أو على أنه مفعول ثان لظننت قال أبو البقاء ولا يضر في النصب على الحال كونه نكرة لأنها في سياق النفي كقولهم ما كان أحد مثلك وقوله من حرصك من تبعيضية أو بيانية أو معدية (خ) عن أبي هريرة (أسعد الناس يوم القيامة العباس) قال المناوي أي أعظمهم سعادة بماله في الإسلام من المآثر العديدة والمناقب الفريدة اهـ ويحتمل أن المراد أنه من أسعدهم (ابن عساكر) في تاريخه (عن ابن عمر) بن الخطاب وإسناده ضعيف (أسفر بصلاة الصبح) أي أخرها إلى الأسفار أي الإضاءة (حتى يرى القوم مواقع نبلهم) أي سهامهم إذا رموا بها قال المناوي فالباء للتعدية عند الحنفية وجعلها الشافعية للملابسة أي ادخلوا في وقت الإضاءة متلبسين بالصبح بأن تؤخر وها إليها وقال العلقمي قال في النهاية يحتمل أنهم حين أمروا بتغليس صلاة الفجر في أول وقتها كانوا يصلونها عند الفجر الأول حرصاً ورغبة فقال أسفروا بها أي أخروها إلى أن يطلع الفجر الثاني ويتحقق ويقوي ذلك أنه قال لبلال نور بالفجر قدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم وقيل إن الأمر بالأسفار خاص بالليالي المقمرة لأن أول الصبح لا يتبين فيها فأمروا بالأسفار احتياطاً قال شيخ شيوخنا حمل الحديث الطحاوي على أن المراد بالأمر تطويل القراءة فيها حتى يخرج من الصلاة مسفراً (الطيالسي) أبو داود (عن رافع بن خديج) الحارثي الصحابي المشهور ورواه عنه أيضاً الطبراني وبجانبه علامة الحسن (أسفروا بالفجر) أي بصلاة الصبح (فإنه) أي الأسفار بها (أعظم للأجر) وذلك بأن تؤخروها إلى تحقق طلوع الفجر الثاني وإضاءته وأسفروا بالخروج منها على ما تقرر قال العلقمي فإن قيل لو صلاها قبل الفجر لم يكن فيها أجر فالجواب أنهم يؤجرون على نبيتهم وإن لم تصح صلاتهم لقوله صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر أما قول ابن مسعود ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة قبل وقتها إلا صلاتين جمع بين المغرب والعشاء بجمع يعني بالمزدلفة وصلى الفجر يومئذ قبل ميقاتها قالوا ومعلوم أنه لم يكن يصليها قبل طلوع الفجر وإنما صلى بعد طلوعه مغلساً بها فدل على أنه كان يصليها في جميع الأيام غير ذلك اليوم مسفراً بها جوابه أنّ المراد أنه صلاها ذلك اليوم قبل وقتها المعتاد بشيء يسير يسع الوقت لمناسك الحج وفي غير هذا اليوم كان يؤخر بقدر ما يتطهر المحدث والجنب ونحوهما وأغرب الطحاوي فادعى أن حديث الأسفار ناسخ لحديث التغليس قال في الحاوي وهو وهم

لأنه ثبت أنه عليه السلام واظب على التغليس حتى فارق الدنيا كما في أبي داود ورواته عن آخرهم ثقات وروى البغوي في شرح السنة من حديث معاذ قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمين فقال إذا كنت في الشتاء فغلس بالفجر وأطل القراءة قدر ما يطيق الناس ولا تملهم وإذا كنت في الصيف فأسفر بالفجر فإن الليل قصير والناس ينامون فأمهلهم حتى يدركوك اهـ ولو قيل بهذا التفصيل لم يبعد لكن لم نر من قال به وبه يجمع بين الأحاديث فالتغليس محمول على الشتاء والإسفار على الصيف (ت ن حب) عن رافع بن خديج وهو حديث صحيح (أسلم ثم قاتل) بفتح الهمزة وكسر اللام قال العلقمي وسببه كما في البخاري أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد بضم الميم وفتح القاف مشدداً وهو كناية عن تغطية الوجه بآلة الحرب فقال يا رسول الله أقاتل ثم أسلم قال أسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل قليلاً وأجر ببناء أجر للمفعول أن أجر أجراً كبيراً وفي هذا الحديث أن الأجر الكثير قد يحصل بالعمل اليسير فضلاً من الله وإحساناً (خ) عن البراء بن عازب (أسلم وإن كنت كارهاً) قال المناوي خاطب به من قال إني أخدني كارهاً للإسلام (حم ع) والضيا المقدسي (عن أنس) بن مالك ورجاله رجال الصحيح (اسلم) بفتح الهمزة واللام ويقال بنو أسلم وهم بطن من خزاعة (سالمها الله) من المسالمة وترك الحرب قيل هو دعاء وقيل هو خبر أو مأخوذ من سالمته إذا لم ترمنه مكروهاً فكأنه دعاء لهم بأن يصنع الله لهم ما يوافقهم ويكون سالمها بمعنى سلمها وقد جاء فاعل بمعنى فعل كقاتله الله أي قتله وسببه كما نقله العلامة الشامي عن ابن سعد قال قدم عمر بن الأقصى بفتح الهمزة وسكون الفاء بعدها مهملة مقصوراً في عصابة أي جماعة من أسلم فقالوا قد آمنا بالله ورسوله وأتبعنا منهاجك فاجعل لنا عندك منزلة تعرف العرب فضيلتنا فإنا أخوة الأنصار ولك علينا الوفاء والنصر في الشدة والرخاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره (وغفار) بكسر الغين المعجمة وتخفيف الفاء هو أبو قبيلة من كنانة (غفر الله لها) هو لفظ خبر يراد به الدعاء ويحتمل أن يكون خبراً على بابه (أما والله) بفتح الهمزة والميم (ما أنا قلته) أي من تلقاء نفسي (ولكن الله قاله) تأي وأمرني بتبليغه فاعرفوا لهم حقهم (حم طب ك) عن سلمة بن الأكوع (م) عن أبي هريرة (أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وتجيب) بضم المثناة الفوقية وفتحها وكسر الجيم وسكون التحتية وموحدة (أجابوا الله) أي بانقيادهم إلى الإسلام من غير توقف قال العلقمي قال العلامة محمد الشامي قدم وفد تجيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلاثة عشر رجلاً وساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرضها الله عز وجل فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وأكرم منزلتهم وقالوا يا رسول الله سقنا إليك حق الله عز وجل في أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوها قسموها على فقرائكم يا رسول الله ما قدمنا عليك إلا بما فضل من فقرائنا

فقال أبو بكر يا رسول الله ما وفد علينا وفد من العرب بمثل ما وفد به هذا الحي من نجيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نقبله والهدي بيد الله عز وجل فمن أراد به خيراً شرح صدره للإيمان (طب) عن عبد الرحمن بن سندر أبي الأسود الرومي قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (أسلمت على ما أسلفت من خير) قال العلقمي قال شيخ شيوخنا قال المازري ظاهره أن الخير الذي أسلفه كتب له والتقدير أسلمت على قبول ما سلف لك من خير وقال الحربي معناه ما تقدم لك من الخير الذي عملته هو لك كما تقول أسلمت على أن أحوز لنفسي ألف درهم ولا مانع من أن الله يضيف إلى حسناته في الإسلام ثواب ما كان صدر منه في الكفر تفضلاً وإحساناً وسببه كما في البخاري عن حكيم بن حزام قال قلت يا رسول الله أرايت أشياء كنت أتحنث بالمثلثة أي أتقرب بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة وصلة رحم فهل فيها من أجل فذكره (حم ق) عن حكيم ابن حزام بكسر المهملة والزاي وهو حديث (أسلمت عبد القيس) هم بطن من أسد بن ربيعة (طوعاً) أي دخلوا في الإسلام غير مكرهين (وأسلم الناس) أي أكثرهم (كرهاً) أي مكرهين خوفاً من السيف (فبارك الله في عبد القيس) هو خبر بمعنى الدعاء أو على بابه (طب) عن رافع العبدي قال المناوي رمز المؤلف لضعفه (اسم الله الأعظم) بمعنى العظيم أن قلنا أن أسماء الله ليس بعضها أعظم من بعض أو للتفضيل أو قلنا بتفاوتها في العظم وهو رأي الجمهور (الذي إذا دعي به أجاب) بأن يعطى عين المسئول بخلاف الدعاء بغيره فإنه وغن كان لا يرد لكنه إما أن يعطاه أو يدخره للآخرة أو يعوض (في ثلاث سور من القرآن في البقرة وآل عمران وطه) أي في واحدة منها أو في كل منها قال العلقمي واختلف العلماء في الاسم الأعظم على أقوال كثيرة لخصها شيخا في كتابه الدر المنظوم قلت وتلخيص الأقوال من غير ذكر الأدلة إلا ما لا بد منه ليكون أخصر في تلخيصها الأول أنهلا وجود له يعني أن أسماء الله كلها عظيمة لا يجوز تفضل بعضها على بعض ذهب إلى ذلك قوم منهم أبو جعفر الطبري وأبو الحسن الأشعري وأبو حاتم بن حبان والقاضي أبو بكر الباقلاني ونحوه قول مالك وغيره ولا يجوز تفضيل بعض القرآن على بعض وحمل هؤلاء ما ورد من ذكر اسم الله الأعظم على أن المراد به العظيم وعبارة الطبري اختلفت الآثار في تبيين اسم الله الأعظم والذي عندي أن الأقوال كلها صحيحة إذا لم يرد فيه خبر منها أنه الاسم الأعظم ولا شيء أعظم منه فكأنه يقول كل اسم من أسمائه تعالى يجوز وصفه بكونه أعظم فيرجع إلى معنى عظيم وقال ابن حبان الأعظمية الواردة في الأخبار المراد بها مزيد ثواب الداعي بذلك كما أطلق ذلك في القرآن والمراد به مزيد ثواب القارى القول الثاني أنه مما استأثر الإجابة وفي الصلاة الوسطى الثالث أنه نقله الإمام فخر الدين عن بعض أهل الكشف الرابع أنه الله لأنه اسم لا يطلق على غيره

الخامس الله الرحمن الرحيم السادس الرحمن الرحيم الحي القيوم لحديث اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين والهكم اله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وفاتحة سورة آل عمران ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم السابع الحي القيوم لحديث اسم الله الأعظم في ثلاث سور البقرة وآل عمران وطه قاله الرازي الثامن الحنان المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام التاسع بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام العاشر ذو الجلال والإكرام الحادي عشر الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد قال الحافظ ابن حجر وهو الأرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك الثاني عشر رب رب الثالث عشر مالك الملك الرابع عشر دعوة ذي النون لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الخامس عشر كلمة التوحيد نقله عياض السادس عشر نقله الفخر الرازي عن زين العابدين أنه سأل الله تعالى أن يعلمه الاسم الأعظم فرأى في النوم هو الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم السابع عشر هو مخفي في الأسماء الحسنى الثمن عشر أن كل اسم من أسمائه تعالى دعا العبد به ربه مستغرقاً بحيث لا يكون في ذكره حالتئذ غير الله فإن من تأتي له ذلك استجيب له قاله جعفر الصادق والجنيد وغيرهما التاسع عشر أنه اللهم حكاه الزركشي العشرون الم اهـ ملخصاً (هـ ك طب) عن أبي أمامة الباهلي وإسناده حسن (اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد) أي المستحق للعبادة واحد لا شريك له (لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) المنعم بجلائل النعم ودقائقها (وفاتحة آل عمران ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) الذي به يقام كل شيء (حم د ت هـ) عن أسماء بنت يزيد من الزيادة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة وقال في الكبير حسن غريب (اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية قل اللهم) أي قل يا الله فالميم عوض عن الياء ولذلك لا يجتمعان (مالك الملك) أي يتصرف فيما يمكن التصرف فيه تصرف الملاك (الآية) بكمالها (طب) عن ابن عباس (اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي دعوة يونس بن متى) التي دعى بها وهو في بطن الحوت وهي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ما دعا بها مسلم في شيء قط إلا استحاب الله له كما في خبر يأتي (ابن جرير) الطبري (عن سعد) بن أبي وقاص بإسناد ضعيف (إسماع الأصم صدقة) أي إبلاغ الكلام للأصم بنحو صياح في إذذنه يثاب عليه كما يثاب على الصدقة (خط) في الجامع عن سهل بن سعد (أسمح أمتي) أي من أكثرهم جواداً وأكرمهم نفساً (جعفر) بن أبي طالب (المحاملي في أماليه وابن عساكر) في تاريخه عن أبي هريرة (اسمح يسمح لك) بالبناء للمفعول والفاعل أي عامل الناس بالسماحة والمساهلة يعاملك الله بمثله في الدنيا والآخرة كما تدين تدان (حم طب هب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (اسمحوا يسمح لكم) تقدم معناه (عب) عن عطاء بن أبي رباح (مرسلاً

(اسمعوا واطيعوا) قال العلقمي قال القاضي عياض وغيره أجمع العلماء على وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وعلى تحريمها في المعصية لقول الله تعالى {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم} قال العلماء المراد بأولى الأمر من واجب الله طاعته من الولاة والأمراء هذا قول جماهير السلف والخلف من المفسرين والفقهاء وغيرهم (وإن استعمل) بالبناء للمفعول (عليكم عبد حبشي كان رأسه زبيبة) وهو تمثيل في الحقارة وبشاعة الصورة قال الخطابي قد يضرب المثل بما لا يقع في الوجود يعني وهذا من ذاك أطلق العبد الحبشي مبالغة في الأمر بالطاعة وإن كان لا يتصور شرعاً أن يلي الإمارة وقد جمعت الأمة على أنها لا تكون في العبيد ويحتمل أن يسمى عبداً باعتبار ما كان قبل العتق وهذا كله إنما يكون عند الاختيار أما لو تغلب عبد حقيقة بطريق الشوكة فإن طاعته تجب إخماداً للفتنة ما لم يأمر بمعصية كما تقدم (حم خ 5) عن أنس ابن مالك ورواه مسلم أيضاً (أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته) قيل كيف يسرق منها يا رسول الله قال (لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها) قال العلقمي إنما كان أسوأ لأن الخيانة في الدين أعظم من الخيانة في المال (حم ك) عن أبي قتادة الأنصاري (الطيالسي أبو داود (حم ع) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث حسن (أشبه من رايت بجبريل دحية) بفتح أوله وكسره (الكلبي) أي هو أقرب الناس شبهاً به إذا تصور في صورة إنسان (ابن سعد) في طبقاته واسمه يحيى (عن ابن شهاب (اشتد غضب الله على من زعم أنه ملك إلا ملاك لا مالك) قال المناوي أي من تسمى بذلك ودعى به راضياً بذلك وإن لم يعتقده في الحقيقة (إلا الله) وحده وغيره وإن سمى ملكاً أو مالكاً فتجوز وإنما اشتد غضبه عليه لمنازعته له تعالى في ربوبيته وألوهيته (حم ت) عن أبي هريرة والحارث عن ابن عباس (اشتد غضب الله على الزناة) قال المناوي لتعرضهم لإفساد الحكمة الإلهية بالجهل والإفساد (أبو سعد الجرباذقاني) بفتح الجيم وسكون الراء وخفة الموحدة من تحت وبعد الألف ذال معجمة مفتوحة وقاف مخففة آخره نون نسبة لبلدة في العراق (في جزئه وأبو الشيخ) بن حبان في أماليه (فر) كلهم (عن أنس) بن مالك ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (اشتد غضب الله على امرأة دخلت على قوم ولداً ليس منهم يطلع على عوراتهم ويشركهم في أموالهم) قال المناوي لأنها عرّضت نفسها للزنا حتى حملت منه فأتت بولد فنسبته إلى صاحب الفراش فصار ولده ظاهراً (البزار) في مسنده (عن ابن عمر) بن الخطاب (اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي) أي بوجه من وجوه الإيذاء والعترة بكسر العين المهملة وسكون المثناة الفوقية نسل الرجل وأقاربه ورهطه (فر) عن أبي سعيد الخدري (اشتد غضب الله على من ظلم من لا يجد ناصراً غير الله) أي من ظلم إنساناً لا يجدله معيناً غير الله لأن ظلمه أشد من ظلم من له معين أو شوكة أو ملجأ (فر) عن على

أمير المؤمنين (اشتدّي أزمة) بفتح الهمزة وسكون الزاي وخفة الميم أي يا أزمة وهي الشدة والقحط وما يصيب الإنسان من الأمور المقلقة من الأمراض وغيرها (تنفرجي) بالجزم جواب الأمر قال العلقمي قال شيخنا زكريا وليس المراد حقيقة أمر الشدة بالاشتداد ولا نداؤ هابل المراد طلب الفرج لنزول لكن لما ثبت بالأدلة أن اشتداد الشدة سبب للفرج كقوله تعالى {إن مع العسر يسراً} وقوله تعالى {وهو الذي ينزل الغيب من بعد ما قنطوا} وقوله صلى الله عليه وسلم أن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا أمرنا وناداها إقامة للسبب مقام المسبب وفيه تسلية وتأنيس بأن الشدة نوع من النعمة لما يترتب عليها وقال السخاوي المراد أبلغي في الشدة النهاية حتى تنفرجي وذلك أن العرب كانت تقول أن الشدة إذا تناهت انفرجت وقد عمل العلامة أبو الفضل يوسف بن محمد الأنصاري المعروف بابن النحوي هذا الحديث مطلع قصيدة بديعة فقال اشتدّى أزمة تنفرجي ... قد آذن ليلك بالبلجى وقد عارضه الأديب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم لكنه إنما ابتداها بقوله لابد لضيق من فرج ... بخواطر همك لا تهج ... اشتدّى أزمة تنفرجي قال المناوي وخاطب من لا يعقل تنزيلاً له منزلة العاقل (القضاعي) في الشهاب (فر) كلاهما (عن على) أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (اشتروا الرقيق) أمر إرشاد (وشاركوهم في أرزاقهم) أي فيما يكسبونه بمخارجتهم وضرب الخراج عليهم أو نحو ذلك (وإياكم والزنج) قال العلقمي بكسر الزاي والفتح لغة وقال المناوي بفتح الزاي وتكسر أي أحذروا شراءهم (فإنهم قصيرة أعمارهم قليلة أرزاقهم) لأن الأسود إنما هو لبطنه وفرجه كما في خبر سيجيء فإن جاع سرق وإن شبع فسق كما في خبر آخر وذلك يمحق بركة العمر والرزق (طب) عن ابن عباس (أشدّ الناس) قال المناوي أي من أشدّهم وكذا يقال فيما يأتي (عذاباً) أي تعذيباً (للناس في الدنيا) أي بغير حق (أشد الناء عذاباً عند الله يوم القيامة) يعني في الآخرة فالمراد بالقيامة هنا ما بعد الموت إلى ما لا نهاية له وكما تدين تدان وفي الإنجيل بالكيل الذي تكتال يكتال لك (حم هب) عن خالد بن الوليد (ك) عن عياض بكسر العين المهملة وفتح المثناة التحتية مخففة (ابن غنم) بفتح الغين المعجمة وسكون النون (ق) عن هشام بن حكيم بن حزام الأسدي وإسناده كما قال العراقي صحيح (أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة إمام جائر) ومثله قاض لأن الله تعالى ائتمنه على عبيده وأمواله ليحفظها ويراقبه فيها فإذا تعدّى استحق ذلك (ع طس حل) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن (أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة من يرى) بضم فكسر ويجوز فتح أوّله وثانيه (الناس) مفعول على الأول

وفاعل على الثاني (أن فيه خيراً ولا خير فيه) باطناً فلما تخلق بأخلاق الأخيار وهو من الفجار استوجب ذلك (أبو عبد الرحمن السلمي) محمد بن الحسين (في الأربعين) المجموعة الصوفية (فر) كلاهما (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف (أشد الناس عذاباً يوم القيامة) أي من أشدّهم ويدل على ذلك ما في رواية مسلم أن من أشد الخ (الذين يصاهون بخلق القه) أي يشبهون ما يصنعونه من تصوير ذوات الأرواح بما يصنعه الله تعالى قال المناوي قال النووي قال العلماء تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم وهو من الكبائر لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد وسواء صنعه لما يمتهن أم لغيره فصنعه حرام بكل حال وسواء كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها ويستثنى من ذلك لعب البنات لأن عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تلعب بها عنده صلى الله عليه وسلم رواه مسلم وحكمته تدريبهنّ أمر التربية فأما تصوير ما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام وقال أيضاً هذا حكم التصوير وأما اتخاذ المصوّر بما فيه صورة حيوان فإن كان معلقاً على حائط أو ثوب ملبوس أو عمامة أو نحو ذلك مما لا يعدّ ممتهناً فهو حرام وإن كان في بساط يداس أو مخدّة أو وسادة أو نحوها مما يمتهن فليس بحرام قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عائشة قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت بقرام على سهوة لي فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وقال أشد الناس فذكره قوله بقرام بكسر القاف وتخفيف الراء هو ستر فيه رقم وتفش وقيل ثوب من صوف ملون يفرش في الهودج أو يغطي به قوله على سهوة بفتح المهملة وسكون الهاء هي الصفة في جانب البيت وقيل الكوة وقيل الرف وقيل بيت صغير يشبه المخدع وقيل بيت صغير منحدر في الأرض وسمكه مرتفع من الأرض كالخزانة الصغيرة يكون فيها المتاع ورجح هذا الأخير أبو عبيد ولا مخالفة ووقع في حديث عائشة أنها علقته على بابها وكذا عند مسلم فتعين أن السهوة بيت صغير علقت السترة على بابه واقنطر شيخنا على الأول والرابع (حم ق ن) عن عائشة (أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه) أي لم يعمل به (طس عد هب) عن أبي هريرة قال المناوي ضعفه الترمذي وغيره (أشدّ الناس بلاء) أي محنة واختباراً (الأنبياء) ويلحق بهم الأولياء لقربهم منهم وإن كانت درجتهم منحطة عنهم (ثم الأمثل فالأمثل) أي الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى فهم معرضون للمحن والبلاء والسر في ذلك أن البلاء في مقابلة النعمة فمن كانت نعمة الله عليه أكثر كان بلاؤه أشد إلا أنه كلما قويت المعرفة بالمبتلي هان عليه البلاء ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ليس بمؤمن أي مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة ومنهم من ينظر إلى أجر البلاء فيهون عليه البلاء وأعلى من ذلك درجة من يرى أن هذا تصرف المالك في ملكه فيسلم ولا يعترض وأرفع منه من شغلته المحبة عن طلب رفع البلاء (يبتلى الرجل) بالبناء للمفعول (على

حسب) بالتحريك (دينه) أي بقدر قوة إيمانه وضعفه (فإنة كان في دينه صلباً) بضم الصاد المهملة وسكون اللام أي قوياً شديداً (اشتد بلاؤه) أي عظم (وإن كان في دينه رقة) أي ضعف ولين (ابتلي على قدر دينه) أي ببلاء هين سهل قال الدميري قد يجهل بعض الناس فيظنّ أن شدّة البلاء وكثرته إنما تنزل بالعبد لهو أنه وهذا لا يقوله إلا من أعمى الله قلبه بل العبد يبتلى على حسب دينه كما في حديث الباب (فما يبرح البلاء بالعبد) أي الإنسان (حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة) كناية عن سلامته من الذنوب وخلاصه منها (حم خ ق هـ) عن سعد بن أبي وقاص (أشد الناس بلاء في الدنيا نبيّ أو صفيّ) ولهذا قال في حديث آخر أني أوعك كما يوعك رجلان منكم (تخ) عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم) أي عن بعضهنّ وإسناده حسن (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون) أي القائمون بما عليهم من حقوق الحق والخلق (ثم الأمثل فالأمثل) كما تقدم (طب) عن أخت حذيفة فاطمة أو خولة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون) أي يبتليهم الله ف يالدنيا ليرفع درجتهم في الآخرة (لقد كان أحدهم يبتلى بالفقر) أي الدنيوي الذي هو قلة المال (حتى ما يجد إلا العبادة يجوبها) بجيم وواو وموحدة أي يخرقها ويقطعها وكل شيء قطع وسطه فهو مجوب (فيلبسها) بفتح الباء الموحدة أي يدخل عنقه فيها ويراها نعمة عظيمة (ويبتلى بالقمل حتى يقتله) أي حقيقة أو مبالغة عن شدة الضنى (ولا حدهم) بلام التأكيد (كان أشد فرحاً بالبلاء من أحدكم بالعطاء) لما تقدم من أن المعرفة كلما قويت بالمبتلى هان عليه ولا يزال يرتقي في المقامات حتى يلتذ بالضراء أعظم من التذاذه بالسراء (هـ ع ك) عن أبي سعيد الخدري وإسناده صحيح (أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم) الشرعي والعمل به (في الدنيا فلم يطلبه) أي لما يراه من عظيم أفضال الله على العلماء العاملين (ورجل علم علماً فانتفع به من سمعه منه دونه) أي يكون من سمعه عمل به ففاز بسببه وهلك هو بعدم العمل به (ابن عساكر) في تاريخه (عن أنس) (أشد الناس عليكم الروم وإنما هلكتهم) أي إنما هلاكهم أي استئصالهم ابلهلاك (مع الساعة) أي قرب قيامها (حم) عن المستورد بضم الميم وكسر الراء ابن شداد القرشي وهو حديث حسن (أشد أمتي لي حباً) أي من أشدهم حبالى (قوم يكونون بعدي يود أحدهم) بيان لشدة حبهم له (أنه فقد أهله وماله وأنه رآني) وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه إخبار عن غيب وقد وقع (حم) عن أبي ذر (أشد الحرب النساء) قال المناوي براء وباء موحدة على ما في مسودّة المؤلف وعليه فمعناه أن كيدهن عظيم يغلبن به الرجال فهو أشد عليهم من محاربة الأبطال وبزاي ونون على ما في تاريخ الخطيب وجرى عليه ابن الجوزي ومعناه كما قال ابن الجوزي أشد الحزن حزن النساء (وأبعد اللقاء) بكسر اللام (الموت) لأن الشخص يؤمل آمالاً كثيرة فبسبب ذلك

يبعد اللقاء (وأشد منهما الحاجة للناس) أي لما في السؤال من الذل والهوان وأعظم منه عوده بعد السؤال بلا قضاء حاجة فهو من البلاء العظيم (خط) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (أشدكم من غلب نفسه عند الغضب) أي من أكملكم إيماناً من ملك نفسه وقهرها عند هيجان الغضب بأن لم يمكنها من العمل بمقتضاه (وأحلمكم من عفا بعد القدرة) أي وأرجحكم عقلاً وأناة من عفا عمن ظلمه بعد ظفره به وتمكنه من عقوبته (ابن أبي الدنيا) أبي بكر القرشي (في) كتاب (ذم الغضب عن علي) بن أبي طالب أمير المؤمنين وهو حديث ضعيف (أشراف أمتي حملة القرآن) أي حفظته الملازمون على تلاوته العاملون بأحكامه (وأصحاب الليل) أي الذين يحيونه بالتهجد ونحوه كقراءة واستغفار وتسبيح وغير ذلك فمن حفظ القرآن فقرأه وقام الليل فهو من الأشراف ودونه من اتصف بأحدهما فقط (طب هب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (أشربوا) بفتح الهمزة وكسر الراء (عينكم من الماء) أي أعطوها حظها منه (عند الوضوء) أي عند غسل الوجه والمراد أنه يندب الاحتياط في غسل الموقو خشية عدم وصول الماء إليه (ولا تنفضوا بأيديكم) أي من ماء الطهر ونحوه (فإنها) أي الأيدي عند نقضكم إياها بعد غسلها في الوضوء تشبه (مراوح الشيطان) التي يروح بها على نفسه ولهذا ذهب إلى كراهته الإمام الرافعي ووجهه بأنه كالتبري من العبادة لكن صحح النووي إباحته صحح النووي إباحته لثبوت النفض من فعله صلى الله عليه وسلم ومثل لوضوء فيما ذكر الغسل (ع عد) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف (أشرف المجالس) أي الجلسات التي يجلسها الإنسان للتعبد أو مطلقاً لا لنحو بول فإنه مكروه أو حرام (ما استقبل به القبلة) أي الكعبة بأن يجعل وجهه ومقدم بدنه تجاهها (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (أشرف الإيمان) أي من أربع خصال الإيمان (أن يأمنك الناس) أي يأمنوا منك (على دمائهم وأموالهم) وأعراضهم وأماناتهم (وأشرف الناس أن يسلم الناس من لسانك ويدك وأشرف الهجرة أن تهجر السيئات) لأن ذلك هو الجهاد الأكبر (وأشرف الجهاد أن تقتل ويعقر فرسك) قال المناوي أي تعرضه بشدة المقاتلة عليه إلى أن يجرحه العدو أو يقطع قوائمه (طس) عن ابن عمر ابن الخطاب (ورواه ابن النجار في تاريخه) تاريخ بغداد عن ابن عمر أيضاً (وزاد وأشرف الزهر أن يسكن قلبك على م رزقت) أي لا يضطرب ولا يتحرك لطلب الزيادة لعلمه بأن حصول ما فوق ذلك محال (وأن أشرف ما تسأل من الله عز وجل العافية في الدين والدنيا) ومن ثم كان أكثر دعائه عليه الصلاة والسلام وفي الخبر الآتي إليك انتهت الأماني بأصحاب العافية وهو حديث ضعيف (اشعر) قال المناوي وفي رواية أصدق (كلمة) أي قطعة من الكلام من تسمية الشيء باسم جزئه (تكلمت بها العرب) كلمة لبيد وفي رواية قالها الشاعر (ألا) كلمة تنبيه تدل على تحقيق ما بعدها

ويقال حرف استفتاح غير مركبة (كل شيء) اسم للموجود فلا يقال للمعدوم شيء (ما خلا الله باطل) المعنى كل شيء سوى وصفاته الصاتية والفعليةزائل فإن مضمحل ليس له دوام وتتمة البيت وكل نعيم لا محالة زائل أي وكل نعيم الدنيا لا بد من زواله (م ت) عن أبي هريرة (اشفع الأذان) بهمزة وصل مكسورة أي ائت بمعظمه مثنى إذ التكبير في أوله اربع والتهليل في آخره فرد (وأوتر الإقامة) أي ائت بمعظم ألفاظها مفرداً إذ التكبير في أولها اثنان ولفظ الإقامة في أثنائها كذلك قال العلقمي واختلف العلماء في لقاء الإقامة فالمشهور من مذهبنا الذي تظاهرت عليه نصوص الشافعي وبه قال أحمد وجمهور العلماء أن الإقامة إحدى عشرة كلمة وقال مالك عشر كلمات فلم يثن لفظ الإقامة وهو قول قديم للشافعي وقال أبو حنيفة الإقامة سبعة عشرة كلمة يثنيها كلها قال الخطابي مذهب جمهور العلماء والذي جرى عليه العمل في الحرمين والحجاز والشام واليمن ومصر والمغرب إلى أقصى بلاد الإسلام أن الإقامة فادى مع تكرار قوله قد قامت الصلاة إلا مالكاً فإن المشهور عنه أنه لا يكررها والحكمة في إفراد الإقامة وتثنية الأذان أن الأذان لإعلام الغائبين فيكرر ليكون أبلغ في إعلامهم والإقامة للحاضرين فلا حاجة إلى تكرارها ولهذا قال العلماء يكون رفع الصوت في الإقامة دونه في الأذان وإنما كرر لفظ الإقامة خاصة لأنه المقصود الإقامة فإن قيل قد قلتم إن المختار الذي عليه الجمهور أن الإقامة إحدى عشرة كلمة منها الله أكبر الله أكبر أولاً وآخراً فهذه تنبيه فالجواب أن هذا وإن كان صورة تثنية فهو بالنسبة إلى الأذان إفراد ولهذا قال أصحابنا يستحب للمؤذن أن يقول كل تكبيرتين بنفس واحد فيقول في أول الأذان الله أكبر الله أكبر ثم يقول الله أكبر الله أكبر بنفس آخر (خط) عن أنس بن مالك (قط) في كتاب (الأفراد عن جابر) بن عبد الله وهو حديث حسن (أشفعوا تؤجروا) أي يشفع بعضكم في بعض عند ولاة الأمور وغرهم من ذوي الحقوق قال القاضي عياض ولا يستثنى من الوجوه التي يستحث فيها الشفاعة ولا سيما من وقعت منه الهفوة أو كان من أهل الستر والعفاف قال وأما المصرون على فسادهم المشتهرون في باطلهم فلا يشفع فيهم لينزجروا (ابن عساكر) في تاريخه عن معاوية بن أبي سفيان ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (اشفعوا تؤجروا) أي يثيبكم الله بشفاعتكم (ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء) أي يظهر على لسان رسوله بوحي أو الهام ما شاء من إعطاء أو حرمان فتندب الشفاعة ويحصل الأجر للشافع مطلقاً سواء قضيت الحاجة أم لا وسببه كما في البخاري عن أبي موسى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه وقال اشفعوا تؤجروا فذكره قال العلقمي قال شيخ شيوخنا وفي الحديث الحض على الخير بالفعل أو بالتسبب إليه بكل وجه بالشفاعة إلى الكبير في كشف كرب ومعونة الضعيف إذ ليس كل أحد

يقدر على الوصول إلى الرئيس والتمكن منه ليلح عليه أو يوضح له مراده ليعرف حاله على أي وجه (ق 3) عن أبي موسى الأشعري (أشقى الأشقياء) أي أسوأهم عاقبة (من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة) لكونه مقلاً في الدنيا عاد ما للمال وهو مع ذلك كافر ويليه في الشقاوة فقير مسلم مصر على ارتكاب الكبائر مات بغير توبة ولم يعف عنه (طس) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث حسن (أشقى الناس عاقر ناقه ثمود) أي قاتلها وهو قدار بن سالف (وابن آدم) أي قابيل (الذي قتل أخاه) أي هابيل ظلماً (ما سفك على الأرض) بالبنا للمفعول أي ما أريق عليها (من دم) بقتل امرء معصوم ظلماً (الالحقه) منه) أي من أئمة (لأنه أول من سن القتل) أي جعله طريقة متبعة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة (طب ك حل) عن ابن عمرو ابن العاص قال الشيخ حديث صحيح (أشكر الناس لله) أي أكثرهم شكراً له (أشكرهم للناس) الظاهر أن الأخبار معناه الطلب أي كما يطلب شكر المنعم وهو الله سبحانه وتعالى يطلب شكر من أجرى على يديه النعمة لأنه تعالى جعل للنعم وسائط منهم وواجب شكر من جعله سبباً لا فاضتها فينبغي لمن صنع إليه معروف أن يشكر من جرى على يديه وأن يثني عليه ويدعو له وينبغي لمن لا يقوم بالشكران لا يقبل العطاء قال البحتري لا أقبل الدهر نيلاً يقولم به ... شكرى ولو كان مهديه إلىّ أبي والشكر مطلوب ولو على مجرّد الهم بالإحسان كما قال لا شكرنك معروفاً هممت به ... إن اهتمامك بالمعروف معروف (حم طب هب) والضياء المقدسي (عن الأشعث بن قيس) بن معدي كرب الكندي (طب هب) عن أسامة بن زيد (عب) عن ابن مسعود وهو حديث صحيح لغيره (أشهد بالله) بفتح الهمزة فعل مضارع أي أشهد والله فهو قسم (وأشهد لله) أي لأجله (لقد قال لي جبريل يا محمد أن مدمن الخمر) أي الملازم لشربها (كعابد وثن) أي صنم أي أن استحلها وإلا فهو زجر وتنقير (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكني (والرافعي وأبو نعيم) الحافظ (في مسلسلاته) التي بلفظ أشهد بالله (وقال) هذا حديث صحيح (ثابت) كلاهما (عن علي) أمير المؤمنين ابن أبي طالب (اشهدوا) بفتح الهمزة وكسر الهاء (هذا الحجر) بفتحات (خيراً) أي اجعلوا الحجر الأسود شهيد الكم في خير تفعلونه عنده كتقبيل واستلام أو دعاء او ذكر (فإنه يوم القيامة شافع) أي فيمن أشهده خيراً (مشفع) أي مقبول الشفاعة من قبل الله تعالى (له لسان) أي ينطق به (وشفتان يشهد لمن استلمه) أي لمسه أما بالقبلة أو باليد فيتأكد تقبيله واستلامه لذلك ولا مانع من أن الله يجعل له لساناً في الآخرة ينطق به كلساننا أو على كيفية أخرى لما يأتي أن ما في الآخرة لا يشبه ما في الدنيا إلا في الاسم (طب) عن عائشة وإسناده حسن

(أشيدوا النكاح) بفتح الهمزة وكسر الشين المعجمة وسكون المثناة التحتية وضم الدال المهملة من الإشادة وهي رفع الصوت بالشيء أي أعلنوه والمراد بالنكاح في هذا الحديث وما بعده العقد اتفاقاً وفيه نهى عن نكاح السرّ (طب) عن السائب بن يزيد قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (أشيدوا النكاح وأعلنوه) عطف تفسير (الحسن بن سفيان) في جزئه (طب) عن هناد بن الأسود القرشي الأسدي وهو حديث حسن وقال البغوي لا أصل له (أصابتكم فتنة الضراء) بفتح الضاد المعجمة والمدهى الحالة التي تضر والمراد ضيق العيش والشدة (فصبرتم وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء) وهي إقبال الدنيا والسعة والراحة فإنها أشد من فتنة الضراء والصبر عليها أشق ومعظم هذه الفتنة (من قبل النساء) بكسر القاف وفتح الموحدة أي من جهتين (إذا تسورون الذهب) أي لبسن أساور من ذهب (ولبسن ريط الشام) بفتح الراء وسكون المثناة التحتية وطاء مهملة جمع ريطة وهي كل ثوب لين رقيق ونحوه (وعصب اليمن) بفتح العين وسكون الصاد المهملتين برود يمنية يعصب غزلها أي يجمع ويربط ثم يصبغ وينسج فيصير موشى لبقاء ما عصب منه أبيض وقيل هي برود مخططة (وأتعبن الغنى) قال المناوي كذا وقفت عليه في خط المؤلف فما في نسخ من أنه اتبعن بتقديم الموحدة على العين تحريف (وكلفن الفقير ما لم يجد) أي حملنه على تحصيل ما ليس عنده من الدنيا فيضطر إلى التساهل في الإكتساب ويتجاوز الحلال إلى الحرام فيقع في الذنوب والآثام (خط) عن معاذ بن جبل وإسناده ضعيف (أصب) قال المناوي وفي رواية أصف والأول أعم (بطعامك) أي أقصد بإطعامه (من تحب في الله) فإن إطعامه آكد من إطعام غيره وإن كان إطعام الطعام لكل أحد من المعصومين مطلوباً (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (في) كتاب (فضل) زيارة (الإخوان) في الله (عن) أبي القاسم (الضحاك مرسلاً) ورواه أيضاً ابن المبارك (أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل) أي هالك لأنه موافق لا صدق الكلام وهو قوله تعالى كل من عليها فان ونتمة البيت وكل نعيم لا محالة زائل أي وكل نعيم من نعيم الدنيا لابد من زواله (ق 5) عن أبي هريرة قال المناوي زاد مسلم في رواية وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم (أصحاب البدع) قال العلقمي لعل المراد أهل الأهواء الذين نكفرهم ببدعتهم (كلاب النار) أي يتعاون فيها كعواء الكلاب أو هم أخس أهلها أو أحقرهم كما أن الكلاب أحقر الحيوان (أبو حاتم) محمد بن عبد الواحد (الخزاعي في جزئه) المشهور (عن أبي إمامة) الباهلي (أصدق الحديث ما عطس عنده) ببناء عطس للمفعول قال المناوي وإنما كان أصدق لأن العطسة تنفس الروح وتحببه إلى الله فإذا تحرك العطس عنده فهو آية الصدق (طس) عن أنس بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (أصدق الرؤيا) أي الواقعة في المنام (بالأسحار) أي ما رأى الإنسان في وقت السحر وهو

ما بين الفجرين لأن الغالب حينئذ أن الخواطر مجتمعة والدواعي متوفرة والمعدة خالية (حم ت حب ك) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث صحيح (اصرف بصرك) أي اقلبه إلى جهة أخرى وجوباً إذا وقع على أجنبية من غير قصد فإن صرفته في الحلال فلا إثم عليك وإن استدمت النظر أثمت لهذا الحديث ولقوله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وسيبه كما في الكبير عن جرير قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة أي البغتة فذكره (حم م 3) عن جرير بن عبد الله (اصرم الأحمق) بكسر الهمزة وسكون الصاد المهملة وكسر الراء أي اقطع وده وهو واضع الشيء في غير محله مع العلم بقبحه والقصد الأمر بعدم صحبته ومخالطته لقبح حالته ولأن الطباع سراقة وقد يسرق طبعك منه قالوا وعدو عاقل خير من صديق أحمق وقيل عدوك ذو العقل أبقى عليك وأرعى من الوائق الأحمق وقيل أنك تحفظ الأحمق من كل شيء إلا من نفسه وروى الحكيم الترمذي عن أنس مرفوعاً أن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر وإنما يتحرب الناس الزلف على قدر عقولهم وقيل إن أردت أن تعرف الأحمق فحدثه بالمحال فإن قبله فهو أحمق (طب) وفي نسخة هب بدل طب (عن بشير) قال المناوي ضبطه الحاكم بموحدة مفتوحة فمعجمة مكسورة وياء ورده البيهقي بأنه وهم وإنما هو بتحتية مضمومة فمهملة مضغراً (الأنصاري) ذكره الحاكم أيضاً فتبعه المؤلف قال الحافظ ابن حجر وليس كذلك وإنما هو عبدي وقيل كندي (اصطفوا) قال المناوي قال المؤلف ومن خصائص هذه الأمة الصف في الصلاة (وليتقدمكم في الصلاة) أي للإمامة (أفضلكم) أي بنحو فقه (فإن الله عز وجل يصطفى من الملائكة ومن الناس) أي يختار (طب) عن واثلة بن الأسقع ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث ضعيف (أصل كل داء) أي من الأدواء المورثة لضعف المعدة وفسادها وإلا فمن إلا دواء ما يحدث من غير التخمة (البردة) أي التخمة قال المناوي وهي بفتح الراء على الصواب خلاف ما عليه المحدثون من إسكانها وإنما سميت بذلك لأنها تبرد حرارة الشهوة وتثقل الطعام على المعدة وكثيراً ما تتولد من الشرب على الطعام قبل هضمه قال بعض الأطباء وأضر الطعام طعام بين شرابين وشراب بين طعامين قال العلقمي قال شيخنا أخرج البيهقي من طريق بقية قال أنبأنا أرطاة قال اجتمع رجال من أهل الطب عند ملك من الملوك فسألهم ما دواء رأس المعدة فقال كل رجل منهم قولاً ومنهم رجل ساكت فلما فرغوا قال ما تقول أنت قال ذكروا أشياء وكلها تنفع بعض النفع ولكن ملاك ذلك ثلاثة أشياء لا تأكل طعاماً أبداً إلا وأنت تشتهيه ولا تأكل لحماً أبداً يطيخ لك حتى يتم إنضاجه ولا تبتلع لقمة أبداً حتى تمضغها مضغاً شديداً لا يكون فيها على المعدة مؤنة وأخرج البيهقي عن إبراهيم بن علي الذهلي قال اختار الحكماء من كلام الحكمة أربعة آلاف كلمة وأخرج منها أربعمائة كلمة وأخرج منها أربعون كلمة وأخرج منها أربع كلمات (أولها) لا تثق بالنساء (الثانية) لا تحمل معدتك

ما لا تطيق (الثالثة) لا يغرنك المال وإن كثر (والرابعة) يكفيك من العلم ما تنتفع به (قط) في كتاب (العلل عن أنس ابن السني وأبو نعيم) كلاهما (في) كتاب (الطب) النبوي (عن علي) أمير المؤمنين ابن أبي طالب (وعن أبي سعيد) الخدري (وعن الزهري مرسلاً) وهو ابن شهاب (أصلح بين الناس) الخطاب فيه لأبي كاهل (ولو تعنى الكذب) يريد ولو أن تقصد الكذب فالكذب جائز في مسائل منها الإصلاح بين الناس (طب) عن أبي كاهل الأحمسي واسمه قيس أو عبد الله صحابي صغير ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث ضعيف (أصلحوا دنياكم) أي أمر معاشكم فيها (واعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون غداً) أي افعلوا الأعمال الصالحة بجد واجتهاد مع قصر أمل كأنكم تموتون قريباً بأن تجعلوا الموت نصب أعينكم وعبر في شأن الدنيا باصلحوا دون اعملوا إشارة للاقتصار منها على ما لابد منه (فر) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى غير أهله) أي افعل المعروف مع أهل المعروف ومع غيرهم (فإن أصبت أهله أصبت أهله) أي أصبت الذي ينبغي اصطناع المعروف معه قال ابن مالك قد يقصد بالجزاء المفرد بيان الشهرة وعدم التغير فيتحد بالجزاء لفظ الشرط نحو من قصدني فقد قصدني وذا منه (فإن لم تصب أهله كنت أنت من أهله) أي لأنه تعالى أثنى على فاعل المعروف مع الأسير الكافر فما بالك بمن فعله مع موحد (خط) في كتاب (رواه مالك) بن أنس (عن ابن عمر) بن الخطاب (ابن النجار) في تاريخه (عن على) بن أبي طالب وهو حديث ضعيف (اصنعوا) أي ندباً (لآل جعفر) بن أبي طالب الذي قتل بغزوة مؤتة بضم الميم وسكون الهمزة موضع معروف بالشام عند الكرك وجاء نعيه إلى المدينة (طعاماً) أي يشبعهم يومهم وليلتهم (فإنهم قد أتاهم ما يشغلهم) بفتح المثناة التحتية أي عن صنع الطعام لأنفسهم فيستحب لأقرباء الميت الأباعد وجيران أهله وإن لم يكونوا جيراناً للميت كما إذا كان ببلد آخر أن يعملوا طعاماً لأهل الميت وأن يلحوا عليهم في الأكل لأن الحزن يمنعهم من ذلك فيضعفون وهو من البر والمعروف الذي أمر الله به (حم دت ك) عن عبد الله بن جعفر قال العلقمي قال حسن صحيح (اصنعوا ما بدالكم) أي في جماع السبابا من عزل أو غيره (فما قضى الله فهو كائن وليس من كل الماء) أي المنىّ (يكون الولد) وذا قاله لما قالوا يا رسول الله أنا نأتي السبايا ونرغب في إثمانهن فما ترى في العزل وفيه جواز العزل لكن يكره في الحرة بغير أذنها (حم) عن أبي سعيد الخدري قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (اضربوهن) أي نساءكم بعد نشوزهن أي يجوز لكم ضربهن إن غلب على ظنكم أنه يفيد وإلا حرم (ولا يضرب إلا شراركم) أما الأخيار فيصبرون على عوجهن ويعاملونهن بالعفو والحلم وسببه أن رجالاً شكوا النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لهم في ضربهن فطاف منهن تلك الليلة نساء كثير يذكرن ما لقى نساء المسلمين فذكره (ابن سعد) في طبقاته

(عن القاسم بن محمد) الفقيه (مرسلاً) أرسل عن أبى هريرة وغبره (اضمنوا لي ست خصال) اى فعلها (أضمن لكم الجنة) أى أضمن لكم نظير فعلها دخول الجنة مع السابقين الأوّلين أو من غير سبق عذاب (لا تظالموا) بحذف إحدى التاءين للتخفيف (عند قسمة مواريثكم) أى لا يظلم بعضكم بعضاً أيها الورثة فان كل المسلم على المسلم حرام (وأنصفوا الناس من أنفسكم) بأن تفعلوا معهم ما تحبون فعله معكم (ولا تجبنوا) بفتح المثناة الفوقية وضم الموحدة بينهما جيم ساكنة (عند قتال عدوكم) أي لا تهابوه فتولوا الأدبار (ولا تغلوا غنائمكم) بفتح المثناة الفوقية وضم المعجمة أى لا تخونوا فيها فإن الغلول كبيرة (وأنصفوا ظالمكم من مظلومكم) وفى نسخ وامنعوا بدل وانصفوا أي خذوا للمظلوم حقه ممن ظلمه ولا تقروه على ظلمه (طب) عن أبي أمامة الباهلى قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة) أي اضمنوا فعل ست خصال بالمداومة عليها أضمن لكم دخول الجنة مع السابقين أو بغير عذاب كما تقدّم (اصدقوا إذا حدّثتم) أى لا تكذبوا فى شئ من حديثكم إلا أن يترتب على الكذب مصلحة كالإصلاح بين الناس (وأوفوا اذا وعدتم) الأمر فيه للندب (وأدّوا إذا ائتمنتم) أي أدّوا الأمانة لمن ائتمنكم عليها (واحفظوا فروجكم) من فعل الحرام (وغضوا أبصاركم) عن النظر إلى ما لا يحل (وكفوا أيديكم) أي امنعوها من تعاطي ما لا يجوز تعاطيه شرعاً (حم حب ك هب) عن عبادة بن الصامت (أطب الكلام) أي تكلم بكلام طيب قال المناوى أي قل لا إله الا الله (وأفش السلام) بأن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف من المسلمين (وصل الأرحام) أي أحسن إلى أقاربك بالقول والفعل (وصل بالليل والناس نيام) والأولى من الليل السدس الرابع والخامس (ثم ادخل الجنة بسلام) أي إذا فعلت ذلك وداومت عليه يقال لك ادخل الجنة مع سلامة من الآفات (حب حل) عن أبي هريرة (أطت السماء) بفتح الهمزة أي صوتت وحنت من ثقل ما عليها من ازدحام الملائكة وكثرة الساجدين منهم (ويحق لها ان تئط) بفتح المثناة الفوقية وكسر الهمزة يعنى صوّتت وحق لها ان تصوّت أي من كثرة ما فيها من الملائكة أثقلها حتى أطت قال العلقمى وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطيط وإنما هو كلام تغريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى (والذي نفس محمد بيده) أي بقدرته وتصرفه (ما فيها موضع شبر الا فيه جبهة ملك ساجد يسبح الله بحمده) على ضروب شتى وأنحاء من الصيغ مختلفة قال المناوى واحتج به من فضل السماء على الأرض وعكست شرذمة لكون الأنبياء منها خلقوا وفيها قبروا (ابن مردويه) فى تفسيره (عن أنس) بن مالك ورمز المؤلف لضعفه (أطع كل أمير) وجوباً ولو جائراً فيما لا إثم فيه إذ لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق (وصل خلف كل إمام) ولو فاسقاً وعبداً وصبياً مميزاً عند الشافعية (ولا تسيّن أحداً من أصحابي) لما لهم من الفضائل وحسن

الشمائل فشتم أحد منهم حرام شديد التحريم وأمّا ما وقع بينهم من الحروب فله مجال (طب) عن معاذ بن جبل (أطعموا الطعام) أى تصدقوا بما فضل عن حاجة من تلزمكم نفقته (وأطيبوا الكلام) أي تكلموا بكلام طيب مع جميع المسلمين (طب) عن الحسن بن علي قال العلقمى بجانبه علامة الحسن (أطعموا الطعام وأفشوا السلام) بقطع الهمزة فيهما أى أعلنوه بينكم أيها المسلمون بأن تسلموا على من لقيتموه من المسلمين سواء عرفتموه أم لم تعرفوه (تورثوا الجنان) أي فعلكم ذلك ومداومتكم عليه يورثكم دخول الجنة مع فضل الله تعالى (طب) عن عبد الله بن الحارث قال العلقمى بجانبه علامة الحسن (أطعموا طعامكم الأتقياء) أي الأولى ذلك لأن التقى يستعين به على التقوى فتكونون شركاء له فى طاعته (وأولوا معروفكم المؤمنين) أي الكاملين الإيمان أي الأولى ذلك (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (فى) كتاب (فضل الإخوان (ع) عن أبى سعيد الخدرى وإسناده حسن (أطفال المؤمنين) أي ذراريهم الذين لم يبلغوا الحلم (فى جبل فى الجنة) يعني أرواحهم فيه قال العلقمى قال شيخ شيوخنا قال النووي أجمع من يعتدّ به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة (يكفلهم) أبوهم (إبراهيم) وسارّة بسين مهملة وفتح الراء المشددة زوجته سميت به لأنها كانت لبراعة جمالها تسر من رآها (حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة) قال المناوي وأسند الكفالة إليهما والرد إلى إبراهيم لأن المخاطب بمثله الرجال (حم ك) والبيهقى فى كتاب (البعث عن أبي هريرة) قال الحاكم صحيح (أطفال المشركين) أي أولادهم الصغار الذين لم يبلغوا الحلم (خدم أهل الجنة) يعنى يدخلونها فيجعلون خدماً لأهلها كمن لم تبلغه الدعوة بل أولى وهذا ما عليه الجمهور وما ورد مما يخالف ذلك مؤول (طس) عن أنس بن مالك (ص) عن سلمان الفارسى (مرفوعاً) عليه قال المناوي وإسناده حسن لكنه لتعدد طرقه يرتقي إلى درجة الصحة (أطفئوا المصابيح إذا رقدتم) أى أطفئوا المصابيح من بيوتكم إذا نمتم لئلا تجر الفويسقة الفتيلة فتحرق أهل البيت (وأغلقوا الأبواب) أي أبواب بيوتكم مع ذكر اسم الله فيه وفيما بعده لأنه تعالى السر المانع (وأوكئوا الأسقية) أي اربطوا أفواه القرب (وخمروا الطعام والشراب) أي استروه وغطوه (ولو بعود تعرضه عليه) بفتح المثناة الفوقية وسكون العين المهملة وضم الراء أي تضعه عليه (خ) عن جابر بن عبد الله (اطلب العافية) أي السلامة فى الدين والدنيا (لغيرك) من كل معصوم (ترزقها) بالبناء للمفعول (فى نفسك) فإنك كما تدين تدان (الأصبهاني في) كتاب (الترغيب) والترهيب (عن ابن عمرو) عبد الله بن العاص (اطلبوا الحوائج) أي حوائجكم (إلى ذوي الرحمة من أمتي) أي الرقيقة قلوبهم (ترزقوا وتنجمعوا) أي إن فعلتم ذلك تصيبوا حوائجكم وتظفروا بمطالبكم (فإن الله تعالى يقول) فى الحديث القدسى (رحمتي فى ذوي الرحمة من عبادي) أى أسكنت المزيد منها فيهم (ولا

تطلبوا الحوائج عن دالقاسية) أي الغليظة (قلوبهم فلا ترزقوا ولا تنجحوا) أي لا يحصل لكم مطلوبكم (فإن الله تعالى يقول إن سخطي فيهم) قال المناوي أي جعلت كراهتي وشدة غضبي ومعاقبتي فيهم (عق طس) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث صعيف (اطلبوا الخير) قال المناوي زاد في رواية والمعروف (عند حسأن الوجوه) أي الطلقة المستبشرة وجوههم فإن الوجه الجميل مظنة الفعل الجميل وبين الخلق والخلق تناسب قريب اهـ وفي شرج العلقمي قيل لابن عساكر كم من رجل قبيح الوجه قضاء للحاجة قال إنما نعني حسن الوجه عند طلب الحاجة قلت لعله يريد بشاشة وجهه عند السؤال (تخ) وابن أبي الدنيا أبو بكر القرشى (في) كتاب (فضل قضاء الحوائج) للناس (تخ طب) عن عائشة (طب هب) عن ابن عباس (عد) عن ابن عمر بن الخطاب (وابن عساكر) في تاريخه (عن انس) بن مالك (طس) عن جابر بن عبد الله (تمام) في فوائده أيضا (عن أبي بكرة) بسكون الكاف وفتحها ويؤخذ من كلام المناوي أنه حسن لغير (اطلبوا الخير دهركم كله) قال العلقمي قال في النهاية الدهر الزمان الطويل ومدة الحياة وقال في المصباح الدهر يطلق على الأبد وقيل هو الزمان قل أو كثر وقال فى المشارق الدهر مدة الدنيا وقال بعضهم قد يقع الدهر على بعض الزمان يقال أقمنا على ذلك دهراً كأنه لتكثير طول المقام ولهذا اختلف الفقهاء فيمن حلف لا يكلم أخاه دهراً أو الدهر هل هو متأبد بدأم لا انتهى وعند الشافعية لو حلف لا يكلمه حيناً أو دهراً أو عصراً أو زمناً وحقباً بر بأقل زمان (وتعرضوا لنفحات رحمة الله) أي عطاياه التى تهب من رياح رحمته (فإن لله نفحات من رجمته يصيب بها من يشاء من عباده) المؤمنين قدموا على الطلب فعسى أن تصادفوا نفحة فتسعدوا سعادة الأبد قال لقمان لابنه يا بني عود لسانك أن يقول اللهم اغفر لي فإن لله ساعة لا يرد فيها سائلاً (وسلوا الله تعالى أن يستر عوراتكم) جمع عورة وهى كل ما يستحي منه إذا ظهر (وأن يؤمن) بشدة الميم (روعاتكم) أى فزعاتكم جمع روع وهو الفزع (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (الفرج) بعد الشدة (والحكيم) فى نوادره (هب حل) كلهم (عن أنس) بن مالك (هب) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (اطلبوا الرزق فى خبايا الأرض) أي التمسوه فى الحرث بنحو زرع وغرس فإن الأرض تخرج ما فيها من النبات الذي به قوام الحيوان والمراد استخراج الجواهر والمعادن وفيه أن طلب الرزق مشروع بل ربما دخل بعض الطلب فى حد الغرض وذلك لا ينافي التوكل لأن الرزق من الله لكنه سبب عادي للطلب (ع طب هب) عن عائشة قال المناوي قال النسائي هذا حديث منكر وقال البيهقى ضعيف (اطلبوا العلم) الشرعي (ولو بالصين) مبالغة فى البعد (فإن العلم فريضة على كل مسلم) أي فرض عين أو فرض كفاية (عق عد هب) وابن عبد البر أبو عمرو (في) كتاب (فضل العلم) كلهم (عن أنس) بن مالك وهو

حديث حسن لغيره (اطلبوا العلم ولو بالصين) ولهذا سافر جابر بن عبد الله رضى الله عنه من المدينة إلى مصرف في طلب حديث واحد بلغه عن رجل بمصر قال العلقمى قال الدّميرى قال ابن العربى لا خلاف أنّ طريق العلم هى طريق إلى الجنة بل هى أوضح الطرق إليها وقال الإمام السبكى مجامع السعادة سبعة أشياء الدين والعلم والعقل والادب وحسن السعة والتودد إلى الناس ورفع الكلفة عنهم ثم قال تظاهرت الآيات والأخبار والآثار وتواترت وتطابقت الدلائل الصريحة وتوافقت على فضيلة العلم والحث على تحصيله والاجتهاد فى أسبابه وتعليمه (فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يطلب) قال العلقمي وذكر أبو سليمان الخطابي في معنى وضع أجنحة الملائكة ثلاثة أقوال أحدها بسط الأجنحة والثاني أن المراد به التواضع للطالب تعظيماً لحقها والثالث النزول عند مجالس العلم وترك الطيران لقوله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يذكرون الله تعالى إلا حفت بهم الملائكة قلت ولا مانع من اجتماعها وقوله بسط الأجنحة أي تضعها لتكون وطاءله كلما مشى كما فى النهاية وقيل معناه المعونة وتيسير السعى فى طلب وقيل المراد به إظلالهم بها (ابن عبد البر عن أنس) بن مالك ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث ضعيف (اطلبوا العلم يوم الاثنين) قال المناوي لفظ رواية أبي الشيخ والديلمي في كل يوم اثنين (فإنه ميسر لطالبه) أي يتيسر له أسباب تحصيله بدفع الموانع وتهيئة الأسباب إذا طلبه فيه فطلب العلم في كل وقت مطلوب لكنه في يوم الاثنين أكد قال ابن مسعود اطلبوا معيشة لا يقدر السلطان على غصبها قيل وما هي قال العلم (ابو الشيخ) بن حبان (فر) كلاهما (عن انس) بن مالك (اطلبوا الحرائج بعزة الانفس) يعنى لا تزلوا أنفسكم بالجدّ فى الطلب والتهافت على التحصيل بل اطلبوا طلباً رفيقاً (فالأمور تجري بالمقادير) أي فإن ما قدر لك يأتيك ومالاً فلا وإن حرصت (تمام) فى فوائده (وابن عساكر) فى تاريخه (عن عبد الله بن بسر) بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة رمز المؤلف لضعفه (اطلبوا الفضل) أي الزيادة والتوسعة عليكم (عند الرحماء من أمتي) أي أمة الإجابة (تعيشوا فى أكنافهم) جمع كنف بفتحتين وهو الجانب (فإن فيهم رحمتي) قال المناوي كذا وجدته فى نسخ ولعله سقط قبله من الحديث فإن الله يقول أو نحو ذلك (ولا تطلبوا) أي الفضل (من القاسية قلوبهم) أي الفظة الغليظة (فإنهم ينتظرون سخطي) أي عذابي وعقوبتي (الخرائطي في) كتاب (مكارم الأخلاق) وكذا ابن حبان (عن أبي سعيد) الخدري قال المناوي وضعفه العراقي وغيره (اطلبوا المعروف) قال العلقمي قال في النهابة المعروف النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس وعبارة شيخنا ومن خطه نقلت المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والتقرب إليه والإحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع (من رحماء أمتي تعيشوا فى أكنافهم ولا تطلبوا من القاسية قلوبهم

فإن اللعنة تنزل عليهم) يعنى الطرد والبعد عن منازل الأبرار (يا علي) بن أبي طالب (إن الله تعالى خلق المعروف وخلق له أهلاً فحببه لهم وحبب إليهم فعاله ووجه إليهم طلابه) بالتشديد (كما وجه الماء فى الأرض الجدبة) بفتح الجيم وسكون الدال المهملة المنقطعة الغيث من الجدب وهو المحل وزناً ومعنى لتحيى به ويحيى به أهلها (إنّ أهل المعروف فى الدنيا هم أهل المعروف فى الآخرة) أي من بذل معروفه للناس فى الدنيا آتاه الله جزاء معروفه فى الآخرة وقيل من بذل جاهه لأصحاب الجرائم فيشفع فيهم شفعه الله فى أهل التوحيد فى الآخرة وعن ابن عباس أنه يغفر لهم بمعروفهم وتبقى حسناتهم خاصة فيعطونها لمن زادت سيأته على حسناته فيغفر له ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان فى الدنيا والآخرة (ك) عن على أمير المؤمنين قال المناوي وصححه الحاكم ورده الذهبى وغيره (اطلع فى القبور) قال العلقمى زيارة القبور من أعظم الدواء للقلب القاسى لأنها تذكر الموت والآخرة وذلك يحمل على قصر الأمل والزهد فى الدنيا وترك الرغبة فيها ولا شئ أنفع للقلوب القاسية من زيارة القبور قال شيخنا أخرج ابن أبي الدنيا فى كتاب القبور بسند مبهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه مر بالبقيع فقال السلام عليكم يا أهل القبور اختبار ما عندنا أن نساءكم قد تزوجن ودياركم قد سكنت وأموالكم قد فرقت فأجابه هاتف يا عمر بن الخطاب أخبار ما عندنا أن ما قدمناه فقد وجدناه وما أنفقناه فقد ربحناه وما خلفناه فقد خسرناه وأخرج الحاكم فى تاريخ نيسابور والبيهقي وابن عساكر في تاريخ دمشق بسند فيه من يجهل قال دخلنا مقابر المدينة مع علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه فنادى يا أهل القبور السلام عليكم ورحمة الله تخبرونا بأخباركم أم تريدون أن نخبركم قال فسمعنا صوتاً وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين خبرنا بما كان بعدنا فقال علي أما أزواجكم فقد تزوجت وأما أموالكم فقد قسمت وأما الأولاد فقد حشروا في زمرة اليتامى والبناء الذى شيدتم فقد سكنه أعداؤكم فهذه أخبار ما عندنا فما أخبار ما عندكم فأجابه ميت قد تحرقت الأكفان وانتشرت الشعور وتقطعت الجلود وسالت الأحداق على الخدود وسالت المناخر بالقيح والصديد ما قدّمناه وجدناه وما خلفنا خسرناه ونحن مرتهنون بالأعمال اهـ فعلى أصحاب القلوب القاسية أن يعالجوها بأربعة أشياء الأول الإقلاع عم هم عليه بحضور مجالس الذكر والوعظ والعلم والتذكير والتخويف والترغيب والترهيب وأخبار الصالحين والثاني ذكر الموت فإنه هادم اللذات ومفرق الجماعات وميتم البنين والبنات والثالث مشاهدة المحتضرين والرابع زيارة القبور فإذا تأمل الزائر حال من مضى من إخوانه وكيف انقطع عنهم الأهل والأحباب وكيف انقطعت عنهم آمالهم ولم تنفعهم أموالهم ومحا التراب محاسن وجوههم وترمل من بعدهم نساءهم وأبناؤهم وأن حاله سيئول إلى حالهم ومآله كما لهم أقبل على الله ورق قلبه وخشعه (واعتبر بالنشور)

قال العلقمي قال في النهاية نشر الميت ينشر نشوراً إذا عاش بعد الموت وأنشره الله أي أحياه وسببه أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فذكره (هب) عن أنس بن مالك قال المناوي مخرج متنه منكر (اطلعت) بتشديد الطاء المهملة أي أشرفت (فى الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء) قال العلقمي قال في الفتح قال ابن بطال ليس قوله اطلعت فى الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء يوجب فضل الفقير على الغني وإنما معناه أن الفقراء فى الجنة أكثر من الأغنياء فأخبر عن ذلك كما تقول أكثر أهل الدنيا الفقراء أخباراً عن الحال وليس الفقر أدخلهم الجنة وإنما دخلوا بصلاحهم مع الفقر فإن الفقير إذا لم يكن صالحاً لا يفضل قلت وظاهر الحديث التحريض على ترك التوسع من الدنيا كما أن فيه تحريض النساء على المحافظة على أمر الدين لئلا يدخلن النار (واطلعت فى النار) أي عليها والمراد نار جهنم (فرأيت أكثر أهلها النساء) أي لأن كفران العشير وترك الصبر عند البلاء فيهن أكثر قال العلقمي قال فى الفتح قال ابن بطال وفي حديث ابن مسعود عند مسلم فى صفة أدنى أهل الجنة ثم يدخل عليه زوجاته ولأبي يعلى عن أبي هريرة فيدخل الرجل على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله وزوجتين من ولد آدم فاستدل أبو هريرة بهذا الحديث على أن النساء فى الجنة أكثر من الرجال كما أخرجه مسلم من طريق ابن سيرين عنه وهو واضح لكن يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم فى حديث الكسوف رأيتكن أكثر أهل النار ويجاب بأنه لا يلزم من كثرتهم فى النار نفى كثرتهم فى الجنة وقال شيخنا زكريا ويجاب أيضاً بأن المراد بكونهن أكثر أهل النار نساء الدنيا وبكونهن أكثر أهل الجنة نساء الآخرة فلاتنا في (حم م ت) عن أنس بن مالك وفى نسخة عن ابن عباس (خ ت) عن عمران بن حصين بضم الحاء (أطوعكم لله) أي أكثركم طاعة له سبحانه وتعالى بالنسبة إلى الطاعة المتعلقة بالسلام بدأ وردا (الذي يبدأ صاحبه بالسلام) أي الذي يبادر من لقيه من المسلمين بالسلام قبل سلام الآخر عليه وسببه عن أبي الدرداء قال قلنا يا رسول الله إنا نلتقي فأينا يبدأ بالسلام فذكره (طب) عن أبي الدرداء وهو حديث (أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذنون) قال العلقمي الأعناق بفتح الهمزة جمع عنق قيل هم أكثر الناس تشوقاً إلى رحمة الله لأن المتشوق إلى شئ يطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه وقال شيخنا قال فى النهاية أي أكثرهم أعمالاً يقال لفلان عنق من الخير أي قطعة وقيل أراد طول الرقاب لأن الناس يومئذٍ فى كرب وهم يتطلعون لأن يؤذن لهم فى دخول الجنة وقيل أراد أنهم يومئذٍ يكونون رؤساء سادة والعرب تصف السادة بطول الأعناق وروي أطول الناس إعناقاً بكسر الهمزة أى أكثر إسراعاً وأعجل إلى الجنة وفي سنن البيهقي من طريق أبي بكر بن أبي داود سمعت أبي يقول ليس معنى الحديث أن أعناقهم تطول وذلك أن الناس يعطشون يوم القيامة فإذا عطش الإنسان انطوت

عنقه والمؤذنون لا يعطشون فأعناقهم قائمة وقال المناوي أي هم أكثرهم رجاءاً وطول العنق عبارة عن الخجل وتنكيس الرأس قال تعالى ولو ترى إذا المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم (حم) عن أنس بن مالك قال العلقمي قال في الكبير (حم) عن أنس وصحح (اطووا ثيابكم) أي لفوها مع ذكر الله تعالى (ترجع إليها أرواحها) أي تبقى فيها قوتها (فإن الشيطان) أي إبليس أو المراد الجنس (إذا وجد ثوباً مطوياً لم يلبسه) بفتح الباء الموحدة أي يمنع من لبسه (وإن وجده منشور ألبسه) أي فيسرع إليه البلاء وتذهب منه البركة (طس) عن جابر بن عبد الله (أطيب الطيب المسك) بكسر الميم قال العلقمي وهو طاهر يجوز استعماله في البدن والثوب ويجوز بيعه وهذا كله مجمع عليه ونقل أصحابنا عن الشيعة فيه مذهباً باطلاً وهم محجوجون بإجماع المسلمين وبالأحاديث الصحيحة فى استعمال النبى صلى الله عليه وسلم له واستعمال أصحابه قال أصحابنا وغيرهم هو مستثنى من القاعدة المعروفة أن ما أبين من حي فهو ميتة أو يقال أنه فى معنى الجنين والبيض واللبن اهـ وقال المناوي هو أفخر أنواعه (حم م د ن) عن أبي سعيد الخدري (أطيب الكسب) أي من أفضل طرق الاكتساب (عمل الرجل بيده) لأنه سنة الأنبياء كان داود يعمل الدروع وكان زكرياء نجاراً (وكل بيع مبرور) هو الذى لا غش فيه ولا خيانة (حم طب ك) عن رافع بن خديج (طب) عن ابن عمر ابن الخطاب قال المناوى ورجال أحمد كما قال الهيثمي رجال الصحيح (أطيب كسب المسلم سهمه فى سبيل الله) قال المناوى لأن ما حصل بسبب الحرص على نصرة دين الله لا شئ أطيب منه فهو أفضل من البيع وغيره مما مر لأنه كسب المصطفى صلى الله عليه وسلم وحرفته (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكنى (عن ابن عباس) بإسناد ضعيف (أطيب اللحم لحم الظهر) قال المناوي لفظ رواية الترمذي والنسائي أن أطيب أي ألذ يقال طاب الشئ يطيب إذا كان لذيذاً وقيل أن معناه أحسنه وقيل أطهره لبعده عن مواضع الأذى وكيفما كان فالمراد أن ذلك من أطيبه إذ لحم الذراع أطيب منه بدليل أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يحبه ويؤثره على غيره وذلك لأنه أخف على المعدة وأسرع هضماً وأعجل نضجاً قال العلقمى قلت وليس أفعل التفضيل على بابه بل هو إما على حذف من وهو كثير وإما نسبي إذ هو فى الدرجة الثالثة بعد الرقبة والذراع والعضد أو أن أطيب بمعنى طيب والحاصل أنه أطيب لحم فى الشاة ما عدا المذكورات لما ورد فى الخبر سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم ووردا كل اللحم يحسن الوجه ويحسن الخلق (حم هـ ك هب) عن عبد الله بن جعفر وهو حديث صحيح (اطيب الشراب الحلو البارد) لانه أطفأ للحرارة وأنفع للبدن وأبعث على الشكر وإذا كان بارداً وخالطه ما يحليه كالعسل أو الزبيب أو التمر أو السكر كان من أنفع ما يدخل البدن قال العلقمى قال شيخنا قال ابن القيم وأما هديه صلى الله عليه وسلم فى الشراب فمن أكمل

هدى حفظ به الصحة فإن الماء إذا مع بين وصفى الحلاوة والبرودة كان من أنفع شئ للبدن ومن آكد أسباب حفظ الصحة (ت) عن الزهرى مرسلاً وهو ابن شهاب (حم) عن ابن عباس وهو حديث صحيح (أطيعونى ما كنت) فى رواية ما دمت أى مدة دوامي (بين أظهركم) أى ما دمت بينكم حياً وعليكم باتباع ما أقول وما أفعل فإن الكتاب على نزل وأنا أعلم الخلق به لا آمر إلا بما أمر الله ولا أنهى إلا بما ينهى الله عنه (وعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه) أي إذا أنا مت فالزموا العمل بالقرآن ما أحله افعلوه وما نهى عنه فلا تقربوه (طب) عن عوف بن مالك قال المناوي ورجاله موثوقون (أظهروا النكاح) أي أعلنوا (وأخفوا الخطبة) بكسر الخاء المعجمة أي أسروها ندباً وهي الخطاب فى غرض التزويج (فر) عن أم سلمة وإسناده ضعيف (أعبد الناس) أي من أكثرهم عبادة (أكثرهم تلاوة للقرآن) أي إذا انضم إلى ذلك العمل به قال المناوي والعبادة لغة الخضوع وعرفاً فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيماً لربه (فر) عن أبي هريرة (أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن وأفضل العبادة الدعاء) أي الطلب من الله تعالى وإظهار التذلل والافتقار (الموهبي) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء (في) كتاب (فضل العلم عن يحيى بن كثير مرسلاً) قال المناوي هو ابن نصر اليماني وأردف المؤلف المسند بالمرسل إشارة إلى تقويته (اعبد الله) بهمزة وصل مضمومة أي أطعه فيما أمر به وتجنب ما نهى عنه (ولا تشرك به شيئاً) صنماً ولا غيره أو شيئاً من الإشراك جلياً أو خفياً (وأقم الصلاة المكتوبة) بالمحافظة على الإتيان بها فى أوقاتها بأركانها وشروطها ومستحباتها (وأد الزكاة المفروضة) قال المناوي قيد به مع كونها لا تكون إلا مفروضة لأنها تطلق على إعطاء المال تبرعاً (وحج واعتمر) وجوباً إن استطعت (وصم رمضان) ما لم تكن معذوراً بسفر أو مرض (وانظر ما تحب للناس أن يأتوه اليك) أي يفعلوه معك (فافعله بهم وما تكره أن يأتوه إليك فذرهم منه) أي ترك فعله بهم فإن من فعل ذلك استقام حاله (طب) عن إبي المشفق العنبري واسناده حسن (اعبد الله ولا تشرك به شيئاً واعمل لله كأنك تراه) بأن تكون مجداً فى العبادة مخلصاً فى النية (وأعدد نفسك فى الموتى) أي استحضر في كل لحظة أنك ميت (واذكر الله تعالى عند كل حجر وكل شجر) المراد أكثر من ذكر الله تعالى على كل حال (وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة) فإنها تمحها أن الحسنات يذهبن السيئات (السر بالسر والعلانية بالعلانية) أي إذا عملت سيئة سرية فقابلها بحسنة سرية وإذا عملت سيئة جهرية فقابلها بحسنة جهرية وسببه أن معاذ رضي الله عنه قال أردت سفر أفقلت يا رسول الله أوصني فذكره (طب هب) عن معاذ بن جبل (اعبد الله كأنك تراه وعد نفسك فى الموتى وإياك ودعوات المظلوم فإنهن مجابات) أي احذر الظلم لئلا يدعو عليك المظلوم

ودعاؤه مستجاب (وعليك بصلاة الغداة وصلاة العشاء فأشهدهما فلو تعلمون ما فيها لأتيتموهما ولو حبواً) أي لو تعلمون ما فى حضور جماعتهما من كثرة الثواب لأتيتم محلها ولو بغاية الجهد والكلفة (طب) عن أبي الدرداء وهو حديث حسن لغيره (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) ومن علم أن معبوده شاهد لعبادته تعين عليه بذل المجهود من الخشوع والحضور (واحسب نفسك فى الموتى) أي عدّ نفسك من أهل القبور وكن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة) ولو بعد حين كما تقدم (حل) عن زيد بن أرقم ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (اعبد الله ولا تشرك به شيئاً وزل مع القرآن أينما زال) أي در معه كيف دار بأن تعمل بما فيه (واقبل الحق ممن جاء به من صغير أو كبير وإن كان بغيضاً) لك (بعيداً) أي أجنبياً منك (واردد الباطل على من جاء به من صغير أو كبير وإن كان حبيباً قريباً) لك وسببه عن عبد الله بن مسعود قال قلت يا رسول الله علمني كلمات جوامع نوافع فذكره (ابن عساكر عن ابن مسعود) وإسناده ضعيف (اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام) أي تصدقوا بما فضل عن حاجة من تلزمكم مؤنته (وأفشوا السلام) أي أظهروه بين الناس بأن تعلموا به جميع المسلمين من عرفتم منهم ومن لم تعرفوه والسلام أول كلمة تفاوض بها آدم مع الملائكة فإنه لما خلقه الله تعالى قال له اذهب إلى أولئك النفر فسلم عليهم واستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال لهم السلام عليكم فقالت الملائكة وعليك السلام قال العلقمي قال النووي أقله أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه قلت حيث يكون معتدل السمع اهـ فإن لم يسمعه لم يكن آتياً بالسنة ويستحب أن يرفع صوته بقدر ما يتحقق أنه سمعه فإن شك استظهر ويستثنى من رفع الصوت بالسلام ما إذا دخل فى مكان فيه نيام فالسنة أن يسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان ونقل النووي عن المتولي أنه قال يكره إذا لقى جماعة أن يخص بعضهم بالسلام لأن القصد بمشروعية السلام تحصيل الألفة وفى التخصيص ايحاش لغير من خص بالسلام (تدخلوا الجنة بسلام) أي إن فعلتم ذلك ومتم عليه دخلتم الجنة آمنين لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وسببه عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شئ قال كل شئ خلق من الماء قلت أنبئني بشئ إذا فعلته دخلت الجنة فذكره (ت) عن أبي هريرة قال العلقمي وبجانبه علامة الصحة (اعتبروا الأرض بأسمائها) قال المقري لعل معناه النظر إلى الفال ولذا غير النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً من الأسماء وكره تسمية المدينة بيثرب وتذكر قضية عمر رضي الله عنه فى حكاية الرجل الذي قال إن أهلي بذات لظى فقال له عمر أدرك أهلك فقد احترقوا وفى الحكاية شمول بالنسبة إلى ما ذكرناه وبالجملة فكان صلى الله عليه وسلم يكره سيئ الأعمال ويعجبه الفأل الحسن والله أعلم (واعتبروا الصاحب بالصاحب)

قال المناوى فإن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف كما يجئ فى خبر ولذلك قيل: ولا يصحب الإنسان إلا نظيره ... وإن لم يكونا من قبيل ولا بلد وقيل انظر من تصاحب فقل نواة طرحت مع حصاة لا أشبهتها (ت) عن ابن مسعود مرفوعاً (هب) عنه موقوفاً وهو حديث حسن لغيره (اعتدلوا فى السجود) بوضع أكفكم فيه على الأرض ورفع مرافقكم عنها وبطونكم عن أفخاذكم إذا كان المصلي ذكراً قال ابن دقيق العيد ولعل المراد بالاعتدال ههنا وضع هيئة السجود على وفق الأمر لأنّ الاعتدال الحسي المطلوب في الركوع لا يتأتى هنا فإنه هناك استواء الظهر والعنق والمطلوب هنا ارتفاع الأسافل على الأعالي وقد ذكر الحكم مقروناً بعلته فإن التشبيه بالأشياء الخسيسة يناسب تركه فى الصلاة (ولا ينبسط أحدكم) بالجزم على النهي أي المصين (ذراعيه انبساط الكلب) أي لا يفرشهما على الأرض فى الصلاة فإنه مكروه لما فيه من التهاون وقلة الاعتناء بالصلاة قال العلقمي قوله ولا ينبسط كذا للأكثر بنون ساكنة قبل الموحدة وللحموي تبتسط بمثناة فوقية بعد الموحدة وفى رواية ابن عساكر بموحدة ساكنة فقط وعليها اقتصر صاحب العمدة وقوله انبساط بالنون فى الأولى والثالثة وبالمثناة الفوقية فى الثانية وهى ظاهرة والثالثة تقديرها ولا يبسط ذراعيه فينبسط انبساط الكلب (حم ق 4) عن أنس بن مالك (أعتق أم إبراهيم) مارية القبطية (ولدها) إبراهيم أعتق فعلٌ ماضٍ وولدها فاعل أي أثبت لها حرمة الحرية لا أنه أعتقها حقيقة وأجمع الفقهاء على أن ولد الرجل من أمته ينعقد حراً قال العلقمي وملخص الحكم أنه إذا أحبل أمته فولدت حياً أو ميتاً أو ما تجب به غرة عتقت بموت السيد وللسيد وطئ أم ولده بالإجماع واستثنى منه مسائل منها أمة الكافر إذا أسلمت ومنها إذا أحبل أخته مثلاً جاهلاً بالتحريم فإنها نصير مستولدة ووطؤها ممتنع ومنها أن يطأ موطؤة ابنه فتصير أم ولد ولا يحل له وطؤها ومنها ما إذا أولد مكاتبته فإنها تصير أم ولد ولا يحل له وطؤها ما دامت الكتبى صحيحة باقية وسببه كما فى الكبير عن ابن عباس قال لما ولدت مارية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق فذكره وفى ابن ماجه قال ذكرت مارية أم إبراهيم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعتقها ولدها (قط ك هق) عن ابن عباس ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (أعتقوا) بفتح الهمزة وكسر المثناة الفوقية (عنه) أي عن من وجبت عليه كفارة القتل (رقبة) أي عبداً أو أمة موصوفاً بصفة الأجزاء فإن فعلتم ذلك (يعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار) زاد فى رواية حتى الفرج بالفرج قال العلقمي وفيه دليل على تخليص الآدمي المعصوم من ضرر الرق وتمكنه من تصرفه فى منافعه على حسب إرادته وذلك من أعظم القرب لأن الله تعالى ورسوله جعلا عتق المؤمن كفارة لإثم

القتل والوطئ فى رمضان وجعله النبي صلى الله عليه وسلم فكاكاً بعتقه من النار وهذا فى عبد له دين وكسب ينتفع به إذا أعتق فأما من تضرر بالعتق كمن لا يقدر على الكسب فتسقط نفقته عن سيده ويصير كالمر على الناس فيصح عتقه وليس فيه هذه الفضيلة إلى أن قال قلت وفى رواية حتى فرجه بفرجه قال شيخ شيوخنا استشكله ابن العربي بأن الفرج لا يتعلق به ذنب يوجب له النار إلا الزنى فإن حمل على ما يتعاطاه من الصغائر كالمفاخذة لم يشكل عتقه من النار بالعتق وإلا فالزنى كبيرة لا يكفر إلا بالتوبة ثم قال فيحتمل أن يكون المرادان العتق يرجح عند الموازنة بحيث يكون مرجحاً لحسنات المعتق ترجيحاً يوازي سيئة الزنى وسببه عن وائلة بن الأسقع قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا أوجب يعنى النار بالقتل أي ارتكب خطيئة استوجب دخولها بقتله المؤمن عمداً عدوانا لقوله تعالى ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم فذكره (دك) عن وائلة بن الأسقع وهو حديث صحيح (اعتكاف عشر في رمضان كحجتين وعمرتين) أي ثواب اعتكفها يعدل ثواب حجتين وعمرتين غير مفروضتين والأوجه أن المراد العشر الأواخر منه فإن فيه ليلة القدر التي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر (طب) عن الحسين بن عليّ قال المناوي وضعفه الهيتمي وغيره (أعتموا) بفتح الهمزة وكسر المثناة الفوقية وضم الميم (بهذه الصلاة) يعني أخروا صلاة العشاء إلى العتمة وهى بعد غيبوبة الشفق الأحمر إلى ثلث الليل الأوّل (فإنكم قد فضلتم) بالبناء للمفعول (بها على سائر الأمم) قال العلقمى قال ابن رسلان هذا تعليل لتأخير صلاة العشاء إلى هذا الوقت واستدل به على أفضلية تأخير العشاء اهـ قال شيخ شيوخنا قال ابن بطال ولا يصلح ذلك الآن للائمة لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بالتخفيف على الناس وقال أن فيهم الضعيف وذا الحاجة فترك التطويل عليهم فى الانتظار أولى اهـ قال شيخنا قلت والأحاديث وإن كانت صحيحة فى استحباب التأخير لكن ظفرت بحديث يدل على أن ذلك كان فى أوّل الإسلام ثم أمر بعد ذلك بخلافه فيكون منسوخاً وهو ما أخرجه أحمد والطبرانى بسند حسن عن أبي بكر قال أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء تسع ليالٍ إلى ثلث الليل فقال له أبو بكر يا رسول الله لو أنك عجلت لكان أمثل لقيامنا من الليل فعجل بعد ذلك اهـ (ولم تصلها أمّة قبلكم) قال العلقمي قال شيخنا قال الشيخ وليّ الدين فإن قلت ما المناسبة بين تأخيرها واختصاصنا بها دون سائر الأمم حتى يجعل الثاني علة للأوّل قلت كأن المراد أنهم إذا أخروها منتظرين خروجه كانوا فى صلاة وكتب لهم ثواب المصلي فإذا كان الله تعالى شرفهم بالاختصاص بهذه الصلاة فينبغى أن يطولوها ويستعملوا أكثر الوقت فيها فإن عجزوا عن ذلك فعلوا فعلاً يحصل لهم به ثواب المصلي اهـ وسببه كما فى أبي داود عن عاصم بن حميد السكوني أنه سمع معاذ بن جبل يقول بقبنا النبيّ صلى الله عليه وسلم

بفتح الموحدة وتخفيف القاف وسكون المثناة التحتية أي انتظرناه فى صلاة العشاء إلى العتمة فتأخر حتى ظنّ الظانّ أنه ليس بخارج والقائل منا يقول صلى وأنا كذلك حتى خرج النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا له كما قالوا أي أعادوا له القول الذي قالوه فى غيبته قبل أن يظهر فذكره (دع) عن معاذ بن جبل قال العلقمى وبجانبه علامة الحسن (اعتموا) بكسر الهمزة وشدّة الميم أي البسوا العمائم (تزدادوا حلماً) أي يكثر حلمكم ويتسع صدركم لأن تحسين الهيئة يورث الوقار والرزانة (طب) عن أسامة بن عمير بالتصغير (طب ك) عن ابن عباس قال المناوي قال الحاكم صحيح ورده الذهبى (اعتموا تزدادوا حلماً والعمائم تيجان العرب) أي هم لهم بمنزلة التيجان للملوك ولأن العمائم فيهم قليلة وأكثرهم بالقلانس (عد هب) عن أسامة بن عمير ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (اعتموا) بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وكسر المثناة الفوقية أي أخروا صلاة العشاء إلى العتمة (خالفوا على الأمم قبلكم) قال العلقمى قال شيخنا فى شرح المنهاج للإسنوى الصبح صلاة آدم والظهر لداود العصر لسليمان والمغرب ليعقوب والعشاء ليونس قال الرافعى في شرح المسند أورد فيه خبر قلت الذي وقفت عليه في ذلك ما أخرجه الطحاوي عن عبد الله بن محمد عن عائشة قال إن آدم لما تيب عليه عند الفجر صلى ركعتين فصارت الصبح وفدى إسحاق عند الظهر فصلى إبراهيم أربعاً فصارت الظهر وبعث عزيز فقيل له كم لبثت فقال يوماً فرأى الشمس فقال أو بعض يوم فصلى أربع ركعات فصارت العصر وغفر لداود عند المغرب فقام فصلى أربع ركعات فجهد فجلس فى الثالثة فصارت المغرب ثلاثاً وأول من صلى العشاء الأخيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يبطل ما قاله فى العشاء من أنها ليونس فقد وردت الأحاديث بأنها من خصائص هذه الأمة ولم يصلها أحد قبلها وقال المناوي أي الأمم السالفة وإن كانوا يصلون العشاء لكنهم كانوا لا يعتمون بها بل كانوا يقاربون مغيب الشفق (هب) عن خالد بن معدان بفتح الميم وسكون العين المهملة مرسلاً (أعجز الناس) أي أضعفهم رأياً (من عجز عن الدعاء) أى الطلب من الله تعالى والتذلل والافتقار إليه سيما عند الشدائد (وأبخل الناس) أي أمنعهم للفضل وأشحهم بالبذل (من بخل بالسلام) أي على من لقيه من المسلمين من عرفه منهم ومن لم يعرفه فإنه خفيف المؤنة عظيم الثواب والبخل فى الشرع منع الواجب وعند العرب منع السائل مما يفضل عنده (طس هب) عن أبي هريرة قال العلقمى وبجانبه علامة الحسن (اعدلوا) بكسر الهمزة (بين أولادكم فى النحل) قال العلقمى بضم النون وسكون الحاء المهملة إلى أن قال وفى النهاية النحل العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق (كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البرّ) بالكسر الإحسان (واللطف) بضم اللام وسكون الطاء المهملة

أي الرفق بكم قال المناوي فإنّ انتظام المعاش والمعاد دائر مع العدل والتفاضل يجر إلى التباغض المؤدي إلى العقوق ومنع الحقوق (طب) عن النعمان بضم النون (ابن بشير وإسناده حسن) (أعدى عدوّك) يعني من أشدّ أعدائك (زوجتك التي تضاجعك) فى الفراش (وما ملكت يمينك) من الأرقاء لأنهم يوقعونك فى الإثم والعقوبة ولا عداوة أعظم من ذلك قال العلقمي قوله أعدى عدوك زوجتك التي تضاجعك أى إذا أطعتها فى التخلف عن الطاعة أو كانت سبباً لمعصية كأخذ مال من غير حله ولهذا حذر الله عن طاعتهم بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّا لكم فاحذروهم قال المفسرون بأن تطيعوهم فى التخلف عن الطاعة (فر) عن أبى مالك الأشعرى وإسناده حسن (اعذر الله إلى أمره) قال العلقمى قال شيخنا زكريا أي أزال عذره فلم يبق له اعتذاراً حيث أمهله هذه المدّة ولم يعتبر إلا لم يفعل ما يغنيه عن الاعتذار فالهمزة للسلب وقال شيخ شيوخنا الأعذار إزالة العذر والمعنى أنه لم يبق له اعتذار كان يقول لو مدّ لي فى الأجل لفعلت ما أمرت به يقال اعذر إليه إذا بلغه أقصى الغاية فى العذر ومكنه منه وإن لم يكن له عذر فى ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر الذى حصل له فلا ينبغى له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية ونسبة الإعذار الى الله مجازية والمعنى أن الله لم يترك للعبد سبباً للاعتذار يتمسك به والحاصل أنه لا يعاقب إلا بعد حجة (أخر أجله) أي أطاله (حتى بلغ ستين سنة) قال العلقمي قال ابن بطال إنما كانت الستون حداً لأنها قريبة من المعترك وهى سن الإنابة والخشوع وترقب المنية (خ) عن أبى هريرة (أعربوا القرآن) بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وكسر الراء قال العلقمي المراد بإعرابه معرفة معاني ألفاظه وليس المراد الإعراب المصطلح عليه عند النحاة وهو ما يقابل اللحن لأن القراءة مع فقده ليست قراءة ولا ثواب فيها (والتمسوا غرائبه) أي اطلبوا معنى الألفاظ التي تحتاج إلى البحث عنها فى اللغة وقال المناوي أعربوا القرآن أي بينوا ما فيه من غرائب اللغة وبدائع الإعراب وقوله التمسوا غرائبه لم يرد به غرائب اللغة لئلا يلزم التكرار ولهذا فسره ابن الأثير بقوله غرائبه فرائضه وحدوده وهى تحتمل وجهين أحدهما فرائض المواريث وحدود الأحكام والثاني أنّ المراد بالفرائض ما يلزم المكلف اتباعه وبالحدود ما يطلع به على المعاني الخفية والرموز الدقيقة قال الطيبي وهذا التأويل قريب من معنى خبر أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن الحديث فقوله أعربوا إشارة إلى ما ظهر منه وفرائضه وحدوده إلى ما بطن منه ولما كان الغرض الأصلى هذا الثاني قال والتمسوا أي شمروا عن ساعد الجدّ في تفتيش ما يعنيكم وجدوا فى تفسير ما يهمكم من الأسرار ولا توانوا فيه (ش ك) عن أبي هريرة (أعربوا الكلام) المراد بالإعراب هنا ما يقابل اللحن (كي تعربوا القرآن) أي تعلموا الإعراب لأجل أن تنطقوا بالقرآن من غير لحن (ابن

(ابن الأنباري في) كتاب (الوقف) والابتداء (والموهبي في) كتاب (فضل العلم) كلاهما عن أبي جعفر معضلاً) هو أبو جعفر الأنصارى التابعي (إعرضوا حديثي على كتاب الله) بكسر الهمزة وسكون العين المهملة وكسر الراء من العرض أي قابلوا ما في حديثى من الأحكام الدالة على الحل والحرمة على أحكام القرآن (فإن وافقه فهو مني وأنا قلته) أي فهو دليل على أنه ناشئ عني وأنا قلته وهذا إذا لم يكن في الحديث نسخ كما في كتاب الله تعالى قال العلقمي وهذا لا يتأتى إلا للراسخين في العلم وقال المناوي وهذا العرض وظيفة المجتهدين (طب) عن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم (إعرضوا على رقاكم) بضبطما قبله أي لأنى العارف الأكبر المتلقي عن معلم العلماء وسببه كما فى أبي داود عن عوف بن مالك قال كنا نرقى في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال اعرضوا فذكره (لا بأس بالرقى) بضم الراء وفتح القاف أي فلما أعرضوها قال لا بأس بالرقى أي هي جائزة إذا كان فيها نفع لما روى مسلم عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب وإنك نهيت عن الرقى قال فعرضوا عليه فقال ما أرى بأساً من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه (ما لم يكن فيه) أي فيما رقى به (شرك) أي شيئ من الكفر أو شئ من كلام أهل الشرك الذي لا يوافق الأصول الإاسلامية لأنّ ذلك محرم قال العلقمي وفيه دليل على جواز الرقى والتطبب بما لا ضرر فيه وإن كان بغير أسماء الله وكلامه لكن إذا كان مفهوماً (م د) عن عوف بن مالك (أعرضوا عن الناس) بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وكسر الراء أي ولو أو انجمعوا عنهم (ألم تر) بهمزة الاستفهام (إنك إن ابتغيت) بموحدة ساكنة ومثناة فوقية ثم غين معجمة ثم مثناة تحتية ساكنة (الريبة فى الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم) قال العلقمي المعنى ألم تعلم إنك إن ظننت التهمة فى الناس لتعلمها وتشهرها أفسدتهم لوقوع بعضهم فى بعض بالغيبة ونحوها والحاصل أن التتبع مع الإظهار إفساد كما يحصل من الغيبة ونحوها هذا ما ظهر لى فى معناه والله أعلم (طب) عن معاوية بن أبى سفيان وإسناده حسن (إعرفوا) بكسر الهمزة (أنسابكم) جمع نسب وهو القرابة أي تعرفوها وافحصوا عنها (تصلوا أرحامكم) أي لأجل أن تصلوها بالإحسان أوانكم إن فعلتم ذلك وصلتموها (فإنه) أى الشأن (لأقرب للرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة) فى نفس الأمر (ولا بعد لها) وفى نسخة بالباء بدل اللام في الموضعين (إذا وصلت وإن كانت بعيدة) أي في نفس الأمر فالقطع يوجب النكران والإحسان يوجب العرفان (الطيالسي ك) عن ابن عباس قال المناوي قال الذهبي فى المذهب إسناده جيد (اعروا النساء) بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وضم الراء جردوهنّ عن ما يزيد على ستر العورة وما يقيهنّ الحر والبرد (يلزمن الحجال) بكسر الحاء المهملة جمع حجلة وهي بيت كالقبة يستر بالثياب وله

أزرار كبار والمعنى اعروا النساء يلزمن البيوت فإن المرأة اذا كثرت ثيابها وأحسنت زينتها أعجبها الخروج (طب) عن سلمة بن مخلد بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (أعز أمر الله) بفتح الهمزة وكسر العين المهملة وفتح الزاي الشديدة (يعزك الله) بضم المثناة التحتية وبالجزم جواب الأمر قال العلقمي والمعنى اشتد في طاعة الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه بالإخلاص في العمل يمنحك الله قوّة ومهابة ويكسك جلالة تصير بها عظيماً مهاباً في أعين المخلوقات (فر) عن أبي أمامة الباهلي ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث ضعيف (إعزل) بكسر الهمزة وسكون العين المهملة (الأذى عن طريق المسلمين) أي إذا رأيت في ممرّهم ما يؤذيهم كشوك وحجر فتحه عنهم ندباً فإنّ ذلك من شعب الإيمان وسببه كما في ابن ماجة عن أبي برزة الأسلمي قلت يا رسول الله دلني على عمل أنتفع به فذكره (م هـ) عن أبي برزة (إعزل عنها إن شئت) أي إعزل ماءك أيها المجامع عن حليلتك إن شئت أن لا تحبل (فإنه) أي الشأن (سيأتيها ما قدّر لها) أي فإن قدّر لها حمل حصل وإن عزلت أو عدمه لم يقع وإن لم تعزل فعزلك لا يفيد شيئاً (م) عن جابر بن عبد الله (اعزلوا) أي عن النساء (أو لا تعزلوا) أي لا أثر للعزل ولا لعدمه (ما كتب الله من نسمة) من نفس (هي كائنة) أي في علم الله (إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة) في الخارج فلا فائدة لعزلكم ولا لإهماله لأنه تعالى إن كان قدر خلقها أسبقكم الماء وما ينفعكم الحرص وسببه عن صرمة بكسر الصاد المهملة وسكون الراء العذرى بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة قال غزا بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبنا كرام العرب فرغبنا في التمتع وقد اشتدت علينا العزوبة وأن نستمتع ونعزل فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره (طب) عن صرمة العذرى قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (اعط) وفي رواية اعطوا (كل سورة) من القرآن (حظها) أي نصيبها (من الركوع والسجود) قال المناوي يحتمل أن المراد إذا قرأتم سورة فصلوا عقبها صلاة قبل الشروع في غيرها وقال غيره يحتمل أن المراد بالسورة الركعة ويحتمل أن المراد صلِ بكل سورة ويحتمل أن المراد بالركوع والسجود اللغويان وهو الخضوع والانكسار والخشوع (ش) عن بعض الصحابة وإسناده صحيح (أعطوا أعينكم حظها فى العبادة) قال المناوي قيل وما حظها قال (النظر في المصحف) يعني قراءة القرآن نظراً فيه (والتفكر فيه) أي تدبر آيات القرآن وتأمل معانيه (والاعتبار عند عجائبه) من أوامره وزواجره ومواعظه وأحكامه ونحوها والظاهر إن المراد بالأعين الأنفس (الحكيم) الترمذي (هب) كلاهم (عن أبي سعيد) الخدري وإسناده ضعيف (أعطوا السائل) أي الذي يسأل التصدق عليه (وإن جاء على فرس) يعني لا تردوه وإن جاء على حالة تدل على غناه ككونه راكباً فرساً قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة خاتمة تحل الصدقة لغنيّ وكافر قال في الروضة ويستحب التنزه عنها ويكره له

التعرض لها وفي البيان يحرم عليه أخذها مظهر اللفاقة قال وهو حسن وعليه حمل قوله صلى الله عليه وسلم في الذي مات من أهل الصفة فوجدوا له دينارين كيتان من نار قال وأما سؤالها فقال الماوردي وغيره إن كان محتاجاً لم يحرم وإن كان غنياً بمال أو بصنعة فحرام وما يأخذه حرام اهـ واستثنى فى الأحيا من تحريم السؤال على القادر على الكسب مستغرق الوقت بطلب العلم (عد) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف (أعطوا المساجد حقها) قال المناوي قيل وما حقها قال (ركعتان) تحية المسجد إذا دخلته (قبل أن تجلس) فيه فإن جلست عمداً فأتت لتقصيرك (ش) عن أبي قتادة قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (أعطوا الأجير أجره) أي كراء عمله (قبل أن يجف عرقه) المراد الحث على تعجيل الأجرة عقب الفراغ من العمل وإن لم يعرق (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (طس) عن جابر بن عبد الله (الحكيم) الترمذي (عن أنس) بن مالك ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (أعطى) بفتح الهمزة (ولا توكى) بالجزم بحذف النون أي لا تربط الوكاء والوكاء بالمدّ هو الخيط الذى يربط به (فيوكأ عليك) قال العلقمي والمناوي بسكون الألف ويؤخذ من كلامهما أنه منصوب بفتحة مقدّرة أي لا تمسكي الماء فى الوعاء وتوكى عليه فيمسك الله فضله وثوابه عنك كما أمسكت ما أعطاك الله تعالى فإسناد إلا يكاء إلى الله مجاز عن الإمساك قال العلقمي وفيه دليل على النهي عن منع الصدقة خشية النفاد فإن تلك الأسباب تقطع مادّة البركة لأن الله تعالى يثيب على العطاء بغير حساب ومن علم أن الله يرزقه من حيث لا يحتسب فحقه أن يعطي ولا يحسب قاله ابن رسلان وسببه أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها قالت يا رسول الله ما لي شئ إلا ما أدخل على الزبير بيته أفأعطي منه فذكره (د) عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (أعطيت) بالبناء للمفعول (جوامع الكلم) قال المناوي أي الكلمات البليغة الوجيزة الجامعة للمعاني الكثيرة قال القرطبي وقد جاء هذا اللفظ ويراد به القرآن في غير هذا الحديث (واختصر لي الكلام اختصاراً) أي حتى صار كثير المعاني قليل الألفاظ (ع) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده حسن (أعطيت سورة البقرة من الذكر الأوّل) أي بدله قال العلقمي لعلّ المراد بالذكر الأول صحف إبراهيم وموسى المذكورة في سورة الأعلى وهي عشر صحف لإبراهيم وعشر صحف لموسى أنزلت عليه قبل التوراة (وأعطيت طه والطواسين والحواميم من ألواح موسى) أي بدلها (وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة) وهي من آمن الرسول إلى آخر السورة (من تحت العرش) أي من كنز تحته (والمفصل نافلة) أى زيادة وأوله من الحجرات إلى آخر سورة الناس وسمى بذلك لكثرة الفصل والتى بين السور بالبسملة (ك هب) عن معقل بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر القاف (ابن يسار) وهو حديث ضعيف

• (أعطيت آية الكرسي) أي الآية التي يذكر فيها الكرسي (من تحت العرش) أي من كنز تحته كما في رواية أخرى (تخ) وابن الضريس بالتصغير (عن الحسن) البصري (مرسلاً) ورواه الديلمي عن علي مرفوعًا • (أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب) يقذف في قلوب أعداءي كما في رواية أخرى (وأعطيت مفاتيح الأرض) جمع مفتاح وهو اسم لكل ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات استعارة لوعد الله بفتح البلاد (وسميت أحمد) أي نعت بذلك في الكتب السابقة (وجعل لي التراب طهورًا) بفتح الطاء فهو يقوم مقام الماء عند العجز عنه حسًا أو شرعًا قال العلقمي قال شيخ شيوخنا وهذا يقوي القول بأن التيمم خاص بالتراب لأن الحديث سبق لإظهار التشريف والتخصيص فلو كان جائزًا بغير التراب لما اقتصر عليه (وجعلت أمتي خير الأمم) بنص قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس (حم) عن علي أمير المؤمنين قال العلقمي وبجانبه علامة الصحة • (أعطيت فواتح الكلم) يعني أعطي ما يسر الله له من الفصاحة والبلاغة والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الوصول إليه (وجوامعه) أي أسراره التي جمعها الله فيه (وخواتمه) قال المناوي قال القرطبي يعني أنه يختم كلامه بمطقع وجيز بليغ جامع ويعني بجملة هذا الكلام أن كلامه من مبتدئه إلى خاتمته كله بليغ وجيز وكذلك كان ولهذا كانت العرب الفصحاء تقول له ما رأينا أفصح منك فيقول وما يمنعني وقد نزل القرآن بلسان عربي مبين فكان يبدأ كلامه بأعذب لفظ وأجزله ويحتمه بما يشوق السامع للإقبال عليه (ش ع طب) عن أبي موسى الأشعري قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن • (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال) بكسر المهملة جمع طويلة وفي رواية الطول بحذف الألف قال في مختصر النهاية الطول بالضم جمع الطولا وأولها البقرة وآخرها براءة جعل الأنفال مع براءة واحدة قال العلقمي لكن أخرج الحاكم والنساءي وغيرهما عن ابن عباس قال السبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف قال الراوي وذكر السابعة فتسميتها وفي رواية صحيحة عن أبي حاتم وغيره عن مجاهد وسعيد بن جبير أنها يونس وعن ابن عباس مثله وفي رواية عن الحاكم أنها الكهف (وأعطيت مكان الزبور المئين) قال المناوي وهي كل سورة تزيد مائة آية وقال العلقمي سميت بذلك لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها (وأعطيت مكان الإنجيل المثاني) أي السور التي آيها أقل من مائة آية تطلق على الفاتحة وعلى القرآن كله (وفضلت بالمفصل) أي أعطيته زيادة وأوله من الحجرات وآخره سورة الناس كما تقدم سمي بذلك لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة وقيل لقلة المنسوخ فيه ولهذا سمي بالمحكم أيضًا كما روى البخاري عن سعيد بن جبير قال أن الذي تدعونه بالمفصل هو المحكم (طب

هب) عن وائلة بن الأسقع • (أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة) وأولها آمن الرسول إلى آخر السورة (من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي) يعني أنها ادخرت وكنزت له فلم يؤتها أحد قبله قال المناوي قال في المطامح يجوز كون هذا الكنز اليقين (حم طب هب) عن حذيفة بن اليمان (حم) عن أبي ذر وإسناد أحمد صحيح • (أعطيت ثلاث خصال أعطيت صلاة في الصفوف) وكانت الأمم السابقة يصلون منفردين وجوه بعضهم لبعض (وأعطيت السلام) أي التحتية بالسلام (وهو تحية أهل الجنة) أي يحيي بعضهم بعضًا به قال المناوي (تنبيه) قال أبو طالب في كتاب التحيات تحية العرب السلام وهي أشرف التحيات وتحية إلا كاسرة السجود تملك وتقبيل الأرض وتحية الفرس طرح اليد على الأرض أمام الملك والحبشة عقد اليد على الصدر والروم كشف الرأس وتنكيسها والنوبة الإيماء بفمه مع جعل يده على رأسه ووجهه وحمير الإيماء بالأصبع (وأعطيت آمين) أي ختم الداعي دعاءه بلفظ آمين (ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم) أي لم يعط هذه الخصلة الثالثة كما يشير إليه قوله (إلا أن يكون الله تعالى أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون) أي فإنه لا يكون من الخصائص المحمدية بالنسبة لهارون بل بالنسبة لغيره من الأنبياء (الحارث) بن أبي أسامة في مسنده (وابن مردويه) في تفسيره (عن أنس) بن مالك • (أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي) قال العلقمي وعن ابن عباس لا أقولهن فخرًا ومفهومه أنه لم يختص بغير الخمس المذكورة لكن روى مسلم من حديث أبي هريرة فضلت على الأنبياء بست فذكر أربعًا من هذه الخمس وزاد ثنتين وأعطيت جوامع الكلم وختم بي النبيون ولمسلم من حديث جابر فضلنا على الناس بثلاث جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة الحديث وفيه ذكر خصلة أخرى وقد بينها ابن خزيمة والنساءي وهي وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش يشير إلى ما حطه عن أمته من الأصر وتحمل ما لا طاقة لهم به ورفع الخطأ والنسيان ولأحمد من حديث علي أعطيت أربعًا لم يعطهن أحد من أنبياء الله أعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعلت أمتي خير الأمم وذكر خصلة التراب فصارت الخصال اثنتي عشرة وقد يوجد أكثر من ذلك لمن أمعن التتبع وقد ذكر أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى أن الذي اختص به من دون الأنبياء ستون خصلة قال شيخنا بعد أن ذكر ما تقدم ثلم لما صنفت كتاب المعجزات والخصائص تتبعتها فزادت على المائتين وقال في محل آخر فزادت على الثلثمائة قال شيخ شيوخنا وطريق الجمع أن يقال لعله اطلع أولاً على بعض ما اختص به ثم اطلع على الباقي ومن لا يرى مفهوم العدد حجة يدفع هذا الإشكال من أصله وظاهر الحديث يقتضي أن كل واحدة من الخمس المذكورات لم تكن لأحد قبله وهو كذلك وأغفل الداودي الشارح غفلة عظيمة فقال قوله لم يعطهن

أحد يعني لم تجتمع لأحد قبله لأن نوحًا بعث إلى كافة الناس وأما الأربع فلم يعط أحد واحدة منهن وكأنه نظر في أول الحديث وغفل عن آخره لأنه نص صلى الله عليه وسلم على خصوصيته بهذه أيضًا لقوله وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة (نصرت بالرعب) أي بالخوف مني زاد في رواية أحمد فيقذف في قلوب أعداءي (مسيرة شهر) بالنصب أي ينصرني الله بالقاء الخوف في قلوب أعداءي من مسيرة شهر بيني وبينهم من سائر نواحي المدينة وجميع جهاتها قال العلقمي وفي الطبراني عن ابن عباس نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعب على عدوه مسيرة شهرين وأخرج عن السائب بن يزيد مرفوعًا فضلت على الأنبياء بخمس وفيه ونصرت بالرعب شهرًا أمامي وشهرًا خلفي وهو مبين لمعنى حديث ابن عباس قال شيخ شيوخنا فالظاهر اختصاصه به مطلقًا وإنما جعل الغاية شهرًا لأنه لم يكن بين بلدته وبين أحد من أعدائه أكثر منه وهذه الخصوصية حاصلة على الإطلاق حتى ولو كان وحده بغير عسكر وهل هي حاصلة لأمته من بعده فيه احتمال اهـ قلت ورأيت في بعض الحواشي نقل ابن الملقن في شرح العمدة عن مسند أحمد بلفظ والرعب يسعى بين يدي أمتي شهرًا (وجعلت لي الأرض) زاد في رواية ولأمتي (مسجدًا) أي محل سجود فلا يختص السجود منها بموضع دون غيره زاد في رواية وكان من قبلي إنما يصلون في كنائسهم (وطهورًا) بفتح الطاء المهملة بمعنى مطهرًا وإن لم يرفع حدثًا (فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل) أي بوضوء أو تيمم في مسجد أو غيره وإنما زاده فعالتوهم أنه خاص به (وأحلت لي الغنائم) يعني التصرف فيها كيف شئت وقسمتها كيف أردت (ولم تحل) قال المناوي يجوز بناؤه للفاعل والمفعول (لأحد من قبلي) أي من الأمم السابقة بل كانوا على ضربين منهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم يكن له مغانم ومنهم من أذن له فيه لكن كانوا إذا غنموا شيئًا لم يحل لهم أكله وجاءت نار فأحرقته إلا الذرية (وأعطيت الشفاعة) قال العلقمي هي سؤال الخير وترك الضرر عن الغير على سبيل التضرع والمراد بها الشفاعة العظمى في إراحة الناس من هول الموقف وهي المراد بالمقام المحمود لأنها شفاعة عامة تكون في الحشر حين يفزع الناس إليه صلى الله عليه وسلم قال شيخنا اللام للعهد قاله ابن دقيق العيد وقال ابن حجر الظاهر أن المراد هنا الشفاعة في إخراج من دخل النار ممن ليس له عمل صالح إلا التوحيد لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس وأعطيت الشفاعة وأخرتها لأمتي وهي لمن لا يشرك بالله شيئًا وفي حديث ابن عمر وهي لكم ولمن يشهد أن لا إله إلا الله وقيل الشفاعة المختصة به أنه لا يرد فيما يسأل وقيل في خروج من في قلبه ذرة من الإيمان قال الحافظ ابن حجر والذي يظهر لي أن هذه مرادة مع الأولى قال النووي الشفاعات خمس أولها مختصة بنبينا صلى الله عليه وسلم وهي إلا راحة من هول الموقف وطول الوقوف الثانية في إدخال قوم الجنة بغير حساب الثالثة لقوم استوجبوا النار من المذنبين الرابعة فيمن دخل النار من المذنبين

الخامسة الزيادة في الدرجات في الجنة (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة) لأمه للاستغراق بدليل رواية وكان كل نبي واستشكل بنوح فإنه دعا على جميع من في الأرض فأهلكوا إلا أهل السفينة ولو لم يكن مبعوثًا إليهم لما أهلكوا لقوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً وأجيب بأجوبة أحسنها ما قاله ابن حجر يحتمل أنه لم يكن في الأرض عند إرسال نوح إلا قومه فبثته خاصة لكونها إلى قومه فقط وهي عامة في الصورة لعدم وجود غيرهم لكن لو اتفق وجود غيرهم لم يكن مبعوثًا إليهم (وبعثت إلى الناس عامة) أي أرسلت إلى ناس زمني فمن بعدهم إلى آخرهم ولم يذكر الجن لأن الأنس أصل أو لأن الناس تعمهم واختار السبكي أنه صلى الله عليه وسلم أرسل إلى الملائكة أيضًا بدليل رواية أبي هريرة وأرسلت إلى الخلق كافة قال المناوي ظاهر كلام المؤلف بل صريحه أن الشيخين روياه بهذا اللفظ وقد اغتر في ذلك بصاحب العمدة وهو وهم واللفظ إنما هو للبخاري ولفظ مسلم وبعثت إلى كل أحمر وأسود (ق ت) عن جابر بن عبد الله • (أعطيت سبعين ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب) أي ولا عقاب (وجوههم كالقمر ليلة البدر) أي والحال أن ضياء وجوههم كضياء القمر ليلة كماله وهي ليلة أربعة عشر (قلوبهم على قلب رجل واحد) أي متوافقة متطابقة غير متخالفة (فاستزدت ربي عز وجل) أي طلبت منه أن يدخل من أمتي بغير حساب فوق ذلك (فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا) فالحاصل من ضرب سبعين ألفًا في مثلها أربعة آلاف ألف ألف وتسعمائة ألف ألف قال المناوي يحتمل أن المراد خصوص العدد وأن يراد الكثرة ذكره المظهري (حم) عن أبي بكر الصديق وهو حديث ضعيف • (أعطيت أمتي) أي أمة الإجابة (شيئًا لم يعطه أحد من الأمم أن يقولوا) أي يقول المصاب منهم عند المصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون) بين به أن الاسترجاع من خصائص هذه الأمة (طب) وابن مردويه في تفسيره (عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (أعطيت قريش ما لم يعط الناس) وبين ذلك المعطي بقوله (أعطوا ما أمطرت السماء) أي النبات الذي ينبت على المطر (وما جرت به الأنهار وما سالت به السيول) قال المناوي يحتمل أن المراد أنه تعالى خفف عنهم النصب في معايشهم فلم يجعل زرعهم يسقي بمؤنة كدولاب بل بالمطر والسبل وأن يراد أن الشارع أقطعهم ذلك (الحسن بن سفيان) في جزئه (وأبو نعيم في) كتاب (المعرفة) معرفة الصحابة (عن حبس) بحاء وسين مهملتين بينهما باء موحدة وزن جعفر وقيل بمثناة تحتية بدل الموحد مصغراه (أعطى يوسف شطر الحسن (ش حم ع ك) عن أنس بن مالك قال المناوي قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي • (أعظم الأيام عند الله) أي من أعظمها (يوم النحر) لأنه يوم الحج الأكبر وفيه معظم أعمال النسك إما يوم عرفة فأفضل من يوم النحر على الأصح (ثم يوم القر) بفتح القاف وشد الراء ثاني يوم النحر سمي بذلك لأنهم يقرون فيه

ويستريحون مما حصل لهم من التعب وفضلهما لذاتهما أو لما وظف فيهما من العبادات (حم د ك) عن عبد الله بن قرط الأزدي قال المناوي قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي • (أعظم الخطايا اللسان الكذوب) أي كذب اللسان الكذوب أي الكثير الكذب وهو على الزجر والتنفير (ابن لال عن ابن مسعود (عد) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (أعظم العيادة أجرًا) أي أكثرها ثوابًا (أخفها) قال المناوي بأن تخفف القعود عند المريض فعلم أن العيادة بمثناة تحتية لا بموحدة وإن صح اعتباره بدليل تعقيبه في رواية بقوله والتعزية مرة (البزار) في مسنده (عن علي) أمير المؤمنين وقد رمز المؤلف لضعفه • (أغظم الغلول) أي الخيانة (عند الله يوم القيامة ذراع) أي إثم غضب ذراع (من الأرض تجدون الرجلين جارين في الأرض أو في الدار فيقتطع أحدهما من حظ صاحبه) أي من حقه (ذراعًا فإذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين يوم القيامة) أي تخسف به الأرض فتصير البقعة المغصوبة في عنقه كالطوق (حم طب) عن أبي مالك الأشجعي هو تابعي والحديث مرسل قال المناوي قال ابن حجر إسناده حسن • (أعظم الظلم ذراع) أي ظلم غصب ذراع (من الأرض ينتقصه المرء من حق أخيه) أي في الدين وإن لم يكن من النسب (ليست حصاة أخذها إلا طوقها يوم القيامة) وذكر الحصاة في هذا الحديث والذراع فيما قبله لينبه أن ما فوق ذلك أبلغ في الإثم وأعظم في العقوبة (طب) عن ابن مسعود رمز المؤلف لحسنه • (أعظم الناس أجرًا) أي ثوابًا (في الصلاة أبعدهم إليها ممشى) فأبعدهم إنما كان أعظم أجرًا لما يحصل في بعيد الدار عن المسجد من كثرة الخطأ وفي كل خطوة عشر حسنات كما رواه أحمد قال ابن رسلان لكن بشرط أن يكون متطهرًا قال العلقمي قال الدميري فإن قيل روى أحمد في مسنده عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضل البيت القريب من المسجد على البعيد كفضل المجاهد على القاعد عن الجهاد فالجواب أن هذا في نفس البقعة وذاك في الفعل فالبعيد دارًا مشيه أكثر وثوابه أعظم والبيت القريب أفضل من البعيد (والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام) أي كما أن بعد المكان يؤثر في زيادة الأجر فكذا طول الزمن للمشقة فأجر منتظر الإمام أعظم من أجر من صلى منفردًا أو مع إمام من غير انتظار وفائدة قوله ثم ينام الإشارة إلى الاستراحة المقابلة للمشقة التي في ضمن الانتظار (ق) عن أبي موسى الأشعري (هـ) عن أبي هريرة • (أعظم الناس هما) بفتح الهاء وشد الميم أي حزنًا وغمًا (المؤمن) أي الكامل الإيمان ثم بين كونه أعظم الناس همًا بقوله (يهتم بأمر دنياه وأمر آخرته) فإن راعى دنياه أضر بآخرته أو عكس أضر بدنياه فاهتمامه بالأمور الدنيوية بحيث لا يخل بالمطالب الأخروية هم صعب عسير إلا على الموفقين (هـ) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف • (أعظم الناس حقًا على المرأة زوجها) فيجب عليها أن لا تخونه في نفسها وما له وأن لا تمنعه حقًا عليها (وأعظم الناس

حقًا على الرجل أمه) فعقها في الآكدية فوق حق الأب لما قاسته من مشاق حمله وفصاله ورضاعه (ك) عن عائشة قال المناوي قال الحاكم صحيح • (أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة) لأن اليسر داعي إلى الرفق والله رفيق يحب الرفق في الأمر كله قال عروة وأول شؤم المرأة صداقها (حم لشهب) عن عائشة قال المناوي قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي • (أعظم آية في القرآن آية الكرسي) قال البيضاوي وهذه الآية مشتملة على أمهات المسائل الإلهية فإنها دالة على أن الله تعالى موجود واحد في الألوهية متصف بالحياة واجب الوجود لذاته موجد لغيره إذ القيوم هو القائم بنفسه المقيم لغيره منزه عن التحيز والحلول مبرأ عن التغير والفتور ولا يناسب الأشباح ولا يعتر به ما يعتري الأرواح مالك الملك والملكوت ومبدع الأصول والفروع ذو البطش الشديد الذي لا يشفع عنده إلا من أذن له العالم وحده بالأشياء كلها جليها وخفيها كليها وجزئيها واسع الملك والقدرة ولا يؤده شاق ولا يشغله شأن متعال عما يدركه وهو عظيم لا يحيط به فهم ولذلك قال عليه الصلاة والسلام أن أعظم آية في القرآن آية الكرسي من قرأها بعث الله له ملكًا يكتب من حسناته ويمحوا من سيئاته إلى الغد من تلك الساعة وقال من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة لا الموت ولا يواظب عليها إلا الصديق أو عابد ومن قرأها إذا أخذ من مضجعه أمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله (وأعدل آية في القرآن أن الله يأمر بالعدل) بالتوسط في الأمور اعتقادًا كالتوحيد المتوسط بين التعطيل والتشريك والقول بالكسب المتوسط بين محض الجبر والقدر وعملاً كالتعبد بأداء الواجبات المتوسط بين البخل والتبذير (والإحسان إلى آخرها) أي إلى الخلق أو إحسان الطاعات وهو إما بحسب الكمية كالتطوع بالنوافل أو بحسب الكيفية كما قال صلى الله عليه وسلم الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (وأخوف آية في القرآن فمن يعمل مثقال ذرة) أي زنة أصغر نملة (خيرًا يراه) أي يرى ثوابه بشرط عدم الإحباط بأن مات مسلمًا (ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره) أي يرى جزاءه أن لم يغفر له (وأرجى ىية في القرآن يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) أي أفرطوا بالجناية عليها بالإسراف في المعاشر وإضافة العباد تقتضي تخصيصه بالمؤمنين على ما هو عرف القرآن (لا تقنطوا من رحمة الله) أي لا تيأسوا من مغفرته أولاً وتفضله ثانيًا (إن الله يغفر الذنوب جميعًا) يسترها بعفوه ولو بلا توبة إذا شاء إلا الشرك قال البيضاوي وتقييده بالتوبة فيما عدا الشرك خلاف الظاهر (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكني (وابن مردويه) في تفسيره (والهروي) في فضائله قال المناوي أي كتاب فضائل القرآن كلهم (عن ابن مسعود) رمز المؤلف لضعفه • (أعظم الناس فرية) بكسر الفاء وسكون الراء وفتح المثناة التحتية أي كذبًا (اثنان) أحدهما (شاعر يهجو القبيلة بأسرها) أي لرجل واحد منهم

غير مستقيم أو أن المراد أن القبيلة لا تخلو عن عبد صالح (ورجل انتفى من أبيه) بأن قال لست ابن فلان وهو كبيرة قال المناوي ومثل الأب الأم فيما يظهر (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (ذم الغضب (د) عن عائشة وإسناده حسن كما قاله في الفتح • (اعف الناس قتلة) بكسر القاف أي أكفهم وأرحمهم من لا يتعدى في هيئة القتل التي لا يحل فعلها من تشويه المقتول وإطالة تعذيبه (أهل الإيمان) لما جعل الله في قلوبهم من الرحمة والشفقة لجميع خلقه بخلاف أهل الكفر (ده) عن ابن مسعود ورجاله ثقات • (اعقلها وتوكل) أي شد ركبة ناقتك مع ذراعها بحبل واعتمد على الله فإن عقلها لا ينافي التوكل وسببه كما في الترمذي قال رجل يا رسول الله أعقل ناقتي وأتوكل أو أطلقها وأتوكل فذكره قال العلقمي قال شيخنا زكريا التتوكل هو الاعتماد على الله تعالى وقطع النظر عن الأسباب مع تهيئتها ويقال هو كلة الأمر كله إلى مالكه والتعويل على وكالته ويقال هو ترك السعي فيما لا تسعه قوة البشر ويقال هو ترك الكسب وإخلاء اليد من المال ورد بأن هذا تأكل لا توكل (ت) عن أنس بن مالك • (أعلم الناس) أي من أعملهم (من يجمع علم الناس إلى عمله) أي يحرص على تعلم ما عندهم مضافًا لما عنده (وكل صاحب علم غرثان) بغين معجمة مفتوحة وراء ساكنة ومثلثة أي جائع والمراد أنه لشدة حبه في العلم وحلاوته عنده وتلذذه بفهمه لا يزال منهمكًا في تحصيله فلا يقف عند حدو من كان ذلك دأبه يصير من أعلم الناس لشدة تحصيله للفوائد وضبط الشوارد (ع) عن جابر بن عبد الله وإسناده ضعيف • (اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة وحط عنك بها خطيئة) فأكثر من الصلاة لترفع لك الدرجات وتحط عنك الخطيئات (حم ع حب طب) عن أبي إمامة الباهلي وإسناده صحيح • (اعلم يا أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام) أي أقدر عليك بالعقوبة من قدرتك على ضربه ولكن يحلم إذا غضب وأنت لا تقدر على الحلم والعفو عنه إذا غضبت وسببه كما في مسلم قال أبو مسعود البدري كنت أضرب غلامًا لي بالسوط فسمعت صوتًا من خلفي يا أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول اعلم يا أبا مسعود فألقيت السوط من يدي وفي رواية فسقط السوط من يدي لهيبته فذكره قال فقلت هو حر لوجه الله قال أما لو لم تفعل للفحتك النار (م) عن أبي مسعود البدري • (اعلم يا بلا أنه من أحيى سنة من سنتي) قال الأشرقي الظاهر يقتضي من سنني بصيغة الجمع لكن الرواية بصيغة الأفراد والسنة ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحكام الدين وقد تكون فرضًا كزكاة الفطر وغير فرض كصلاة العيد وصلاة الجماعة وقراءة القرآن في غير الصلاة وما أشبه ذلك وأحياؤها أن يعمل بها ويحرض الناس عليها ويحثهم على إقامتها (قد أميتت بعدي) أي تركت وهجرت (كان له من الأجر مثل) أجور (من عمل بها

من غير أن ينتقص) أي الأجر الحاصل له (من أجورهم شيأ) قال البيضاوي أفعال العباد وإن كانت غير موجبة ولا مقتضية للثواب والعقاب بذواتها إلا أنه تعالى أجرى عادته بربط الثواب والعقاب بها ارتباط المسببات بالأسباب (ومن ابتدع بدعة ضلالة) يروى بالإضافة ويجوز نصيه نعتًا ومنعوتًا وقوله ضلالة يشير إلى أن بعضًا من البدع ليس بضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئًا (ت) عن عمرو بن عوف قال المناوي وحسنه الترمذي • (اعلموا أنه) أي الشأن (ليس منكم من أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله) أي الذي يخلفه الإنسان من المال وإن كان هو في الحال منسوبًا إليه فإنه باعتبار انتقاله إلى وارثه يكون منسوبًا للوارث فنسبته للمالك في حياته حقيقية ونسبته للوارث في حياة المورث مجازية ومن بعد موته حقيقية قالوا كيف ذلك يا رسول الله قال (مالك ما قدمت) أي ما أصرفته في وجوه القرب فصار أمامك تجازى عليه في الآخرة وهو الذي يضاف إليك في الحياة وبعد الموت بخلاف المال الذي تخلفه بعد موتك (ومال وارثك ما أخرت) أي ما خلفته بعدك له وفي الحديث الحث على الإكثار من الصدقة فإن ما يتصدق به الإنسان من المال هو الذي يدوم له وينفعه (ن) عن ابن مسعود قال المناوي وفي الصحيحين نحوه • (أعلنوا الكفاح) أي اظهر وأعقد النكاح إظهارًا للسرور وفرقًا بينه وبين غيره (حم حمب طب حل ك) عن عبد الله بن الزبير قال الشيخ حديث صحيح • (أعلنوا هذا النكاح وجعلوه في المساجد) أي اجعلوا عقده فهيا بحضرة جمع من العلماء والصلحاء وفيه أن عقد النكاح في المسجد لا يكره بخلاف البيع ونحوه (واضربوا عليه بالدفوف) جمع دف بالضم ما يضرب به لحادث سرور أو لعب (ت) عن عائشة قال المناوي وضعفه البيهقي • (إعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين) أي ما بين الستين من السنين إلى السبعين (وأقلهم من يجوز ذلك) أي من يخطو السبعين وراءه ويتعداها قال المناوي وإنما كانت أعمارهم قصيرة ولم يكونوا كالأمم قبلهم الذين كان أحدهم يعمر ألف سنة وأقل وأكثر وكان طوله نحو مائة ذراع وعرضه عشرة أذرع لأنهم كانوا يتناولون من الدنيا من مطعم ومشرب وملبس على قدر أجسامهم وطول أعمارهم والدنيا حلالها حساب وحرامها عقاب كما في خبر فأكرم الله هذه الأمة بقلة عقابهم وحسابهم المعوق لهم عن دخول الجنة ولهذا كانوا أول الأمم دخولاً الجنة ومن ثم قال المصطفى صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون الأولون وهذا من أخبار أنه المطابقة التي تعد من المعجزات (ت) عن أبي هريرة (ع) عن أنس ابن مالك وإسناده ضعيف • (اعمل عمل امرء يظن أنه لن يموت أبدًا واحذر حذر امرء يخشى أن يموت غدًا) يحتمل أن المراد طلب اتقان العمل وأحكامه مع تذكر الموت وقصر الأمل (هق) عن ابن عمرو بن العاص رمز المؤلف لضعفه • (اعمل لوجه واحد يكفك

الوجوه كلها) أي اخلص في أعمالك كلها بأن تقصد بها وجه الله تعالى يكفك جميع مهماتك في حياتك ومماتك (عدفر) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف • (اعملوا) قال المناوي أي بظاهر ما أمرتم به ولا تتكلوا على ما كتب لكم من خير وشر (فكل) أي كل إنسان (ميسر) أي مهيأ مصروف (لما خلق له) أي لأمر خلق ذلك الأمر له فلا يقدر على عمل غيره فذو السعادة ميسر لعمل أهلها وذو الشقاوة بعكسه (طب) عن ابن عباس وعن عمران بن حصين وإسناده صحيح • (اعملوا فكل ميسر لما يهدى له من القول) يحتمل أن المراد بالقول العمل والمراد بالعمل ما يعم عمل اللسان وخص القول لأن أكثر أعمال الخير تتعلق به (طب) عن عمران بن حصين قال المناوي رمز المؤلف لضعفه • (اعملي ولا تتكلي) خطاب لأم سلمة أي لا تتركي العمل وتعتمدي على ما في الذكر الأول (فإنما) وفي نخسة فإن (شفاعتي للهالكين من أمتي) قال المناوي وفي رواية للاهين (عد) عن أم سلمة وهو حديث ضعيف • (أعينوا أولادكم على البر) أي على بركم بالإحسان إليهم والتسوية بينهم بالعطية (من شاء استخرج العقوق من ولده) أي نفاه عنه بأن يفعل به من معاملته بالإكرام ما يوجب عوده للطاعة (طس) عن أبي هريرة قال المناوي رمز المؤلف لضعفه • (أغبط الناس عندي) بفتح الهمزة وسكون الغين المعجمة أي أحقهم بأن يغبط ويتمنى مثل حاله والغبطة هوان يتمنى الإنسان أن يكون له مثل ما لغيره من المال مثلاً من غير أن يريد زواله عنه لما أعجبه منه وعظم عنده (مؤمن خفيف الحاذ) بحاء مهملة آخره ذال معجمة أي خفيف الظهر من العيال والمال بأن يكون قليلهما (ذو حظ من صلاة) أي نصيب وافر منها (وكان رزقه كفافًا) أي بقدر حاجته لا ينقص عنها ولا يزيد وقيل الرزق الكفاف هو ما يكف عن الحاجات ويدفع الضرورات والفاقات (فصبر عليه) أي حبس نفسه عليه غير ناظر إلى توسع أبناء الدنيا في نحو مطعم وملبس (حتى يلقى الله) أي يموت فيلقاه (وأحسن عبادة ربه) بأن أتى بكمال واجباتها ومندوباتها (وكان غامضًا في الناس) بالغين والضاد المعجمتين أي خاملاً في الناس غير مشهور وروي بصاد مهملة فهو فاعل بمعنى مفعول أي محتقرًا يزدري (عجات منيته) أي موته أي كان قبض روحه سهلاً (وقل تراثه) أي ميراثه (وقلت بواكيه) جمع باكية لأن الميت يعذب ببكاء أهله أي إن كان أوصاهم بفعله قال المناوي وفيه إشارة إلى فضل المتجرد على المتزوج وقد نوع الكلام الشارع في ذلك لتنوع الأحوال والأشخاص فمن الناس من الأفضل في حقه التجرد ومنهم من فضيلته التأهل فخاطب كل إنسان بما هو الأفضل في حقه فلا تعارض بين الإخبار (حم ت هب) عن أبي إمامة الباهلي وهو حديث • (أغبوا) بفتح الهمزة وسكون الغين المعجمة (في العيادة) بمثناة تحتية أي عودوا المريض غبًا أي يومًا واتركوه يومًا وهاذ في غير من يتعهده ويأنس به (وأربعوا) أي دعوه يومين بعد يوم

العيادة وعودوه في الرابع (ع) عن جابر بن عبد الله بإسناد ضعيف • (اغتسلوا يوم الجمعة ولو كاسًا بدينار) أي حافظوا على الغسل يومها ولو عز الماء فلم يمكن تحصيله للغسل إلا بثمن غال فالمراد المبالغة (عد) عن أنس بن مالك مرفوعًا (ش) عن أبي هريرة موقوفًا قال المناوي والمرفوع ضعيف لكنه اعتضد بالموقوف • (اغتسلوا يوم الجمعة فإنه) أي الشأن (من اغتسل يوم الجمعة) أي وصلاها (فله كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة) أي من الذنوب الصغائر (وزيادة ثلاثة أيام) بالجر أي وكفارة ثلاثة أيام زائدة على ما بينها قال المناوي لتكون الحسنة بعشر أمثالها (طب) عن أبي إمامة الباهلي وإسناده ضعيف • (اغتنم خمسًا قبل خمس) أي أفعل خمسة أشياء قبل حصول خسمة (حياتك قبل موتك) أي اغتنم ما تلقى نفعه بعد موتك فإن من مات انقطع عمله (وصحتك قبل سقمك) أي العمل الصالح حال صحتك قبل حصول مانع كمرض (وفراغك قبل شغلك) بفتح الشين وسكون الغين المعجمتين قال المناوي أي فراغك في هذه الدار قبل شغلك بأهوال القيامة التي أول منازلها القبر (وشبابك قبل هرمك) أي أفعل الطاعة حال قدرتك قبل هجوم الكبر عليك (وغناك قبل فقرك) أي التصدق بما فضل عن حاجة من تلزمك نفقته قبل عروض جائحة تتلف مالك فتصير فقيرًا في الدارين فهذه الخمسة لا يعرف قدرها إلا بعذ زوالها (ك هـ ب) عن عمرو بن ميمون مرسلاً • (اغتنموا الدعاء عند الرقة) أي رقة قلوبكم عند لين القلب واهتمامه بالدعاء (فإنها رحمة) أي فإن تلك الحالة ساعة رحمة ترجى فيها الإجابة (فر) عن أبي بن كعب وإسناده حسن • (اغتنموا دعوة المؤمن المبتلي) أي في نفسه أو ماله أو أهله فإن دعاءه أقرب للقبول والكلام في غير العاصي (أبو الشيخ) في الثواب (عن أبي الدرداء) وإسناده ضعيف • (اغد) أي اذهب وتوجه حال كونك (عالمًا) أي معلمًا للعلم (أو متعلمًا) أي للعلم الشرعي النافع (أو مستمعًا) أي للعلم (أو محبًا) لواحد من هؤلاء الثلاثة (ولا تكن الخامسة فتهلك) بكسر اللام والمراد بها بغض العلم وأهله (البزار) في مسنده (طس) كلاهما (عن أبي بكرة) قال المناوي بفتح الكاف وتسكن نفيع أو ربيع ورجاله ثقات • (اغدوا) أي اذهبوا وتوجهوا (في طلب العلم) أي في طلب تحصيله أول النهار (فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي) أي أمة الإجابة (في بكورها) أي فيما تفعله أول النهار ويجعل ذلك يوم الخميس) أي يجعل مزيد البركة في البكور في يوم الخميس أكثر بركة ولا تعارض بين هذا وقوله في الحديث المار اطلبوا العلم يوم الاثنين لأنه أمر بطلبه يوم الاثنين وبطلبه يوم الخميس في أول النهار (طس) عن عائشة وإسناده ضعيف • (اغدوا في طلب العلم فإن الغدو بركة ونجاح) قال المناوي قال الغزالي المراد بالعلم في هذه الأخبار العلم النافع المعرف للصانع والدال على طريق الآخرة اهـ فشمل العلم الشرعي (خط) عن عائشة رمز المؤلف لحسنه • (اغزوا قزوين) أمر من الغزاوي

قاتلوا أهلها وهي بفتح القاف وسكون الزاي مدينة عظيمة معروفة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخًا (فإنه) أي ذلك البلد (من أعلى أبواب الجنة) بمعنى أن تلك البقعة مقدسة وأنها تصير في الآخرة من أشرف بقاع الجنة فلا يليق أن يكون مسكنًا للكفار أو الضمير راجع للغزو أي فإن غزو ذلك البلد يوصل إلى استحقاق الدخول من أعلى أبواب الجنة (ابن أبي حاتم والخليل) أبو يعلى (معافى) كتاب (فضائل قزوين عن بشر بن سلمان عن الكوفي عن رجل مرسلاً (خط) في كتاب (فضائل قزوين عن بشر بن سلمان عن أبي السري عن رجل نسى أبو السري اسمه وأسند عن أبي زرعة قال ليس في) أحاديث (قزوين حديث أصح من هذا) وكونه أصح شيء في الباب لا يلزم منه كونه صحيحًا • (اغسلوا أيديكم) أي عند إرادة الشرب (ثم اشربوا فيها) إرشاد فيهما (فليس من إناء أطيب من اليد) فيفعل ذلك ولو مع وجود الإناء ولا نظر لاستكراه المترفهين المتكبرين له لكن يظهر أن ذلك فيمن يغترف من نحو نهر أو بركة إما من معه ماء في إناء كإبريق وقلة فلا يندب له أن يصبه في يده ثم يشربه وسببه كما في ابن ماجه عن ابن عمر قال مررنا على بركة فجعلنا نكسرع فيها بفتح النون والراء بينهما كاف ساكنة وآخره عين مهملة أي نتناول الماء بأفواهنا من غير إناء ولا كف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكرعوا ولكن اغسلوا أيديكم فذكره (هـ هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال العلقمي وإسناده ضعيف • (اغسلوا ثيابكم) أي أزيلو وسخها (وخذوا من شعوركم) أي أزيلو نحو شعر إبط وعانة وما طال من نحو شارب وحاجب وعنفقة (واستاكوا) بما يزيل القلح ويحصل بكل خشن وأولاه الآراك (وتزينوا) بالأدهان وتحسين الهيئة (وتنظفوا) أي بإزالة الروائح الكريهة وتطيبوا بما خفي لونه وظهر ريحه (فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك) أي بل يهملون أنفسهم شعثًا غبرا دنسه ثيابهم وسخة أبدانهم (فزنت نساؤهم) أي كثر فيهن الزنى لاستقذارهن إياهم والأمر للندب وقضية التعليل أن الرجل الأعزب لا يطلب منه ذلك وليس مرادًا بل الأمر بتنظيف الثوب والبدن وإزالة الشعر والوسخ أمر مطلوب كما دلت عليه الأخبار والإسلام نظيف مبني على النظافة وإنما أراد أن المتزوج يطلب منه ذلك أكثر ويظهر أن مثل الرجال الحلائل فإن الرجل يعاف المرأة الوسخة الشعثة فربما يقع الزنى (ابن عساكر عن علي) أمير المؤمنين وإسناده ضعيف (اغفر) أي اعف وسامح عمن تملك تأديبه (فإن عاقبت فعاقب بقدر الذنب) أي فلا تتجاوز قدر الجرم ولا تتعدى حدود الشرع ومذهب الشافعي أن العفو عن نحو الزوجة عند نشوزها أفضل من تأديبها وتأديب الولد عند ارتكاب ما يقتضي التأديب أفضل من تركه والفرق أن تأديب الزوجة لمصلحة نفسه ويدخل فيمن يملك التأديب الحاكم أي اغفر أيها الحاكم إن كان مرتكب الذنب ممن يستحق العفو كصالح ارتكب صغيرة فالعفو عنه أفضل من تعزيزه فإن عاقبت أي فإن لم يكن مرتكب الذنب

ممن لا يستحق العفو عنه فعاقب بقدر الذنب (واتق الوجه) أي احذر ضربه لأنه مشوه له (طب) وأبو نعيم في المعرفة (عن جزء) بفتح الجيم وسكون الزاي وهمزة • (أغنى الناس حملة القرآن) أي أعظمهم غنى حفظته عن ظهر قلب العاملون به الواقفون على حدوده العارفون بمعانيه والمراد أن من كان كذلك فقد فاز بالغنى الحقيقي الذي هو غنى النفس فليس الغنى بكثرة العروض والمال أو أراد أن ذلك يجلب الغنى (ابن عساكر) في تاريخه (عن أنس) بإسناد ضعيف • (افتتحت القرى) أي غالبها (بالسيف) أي بالقتال به (وافتتحت المدينة بالقرآن) أي بسببه لأنه صلى الله عليه وسلم تلاه ليلة العقبة على الاثنى عشر من الأنصار فأسلموا ورجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم إلى الإسلام فأسلموا (هب) عن عائشة • (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة) وهذه الفرق معروفة عندهم (وتفرقت) وفي نسخة وتفترق (أمتي على ثلاث وسبعين فرقة) زاد في رواية كلها في النار إلا واحدة وذا من معجزاته لأنه أخبر عن غيب وقع قال العلقمي قال شيخنا ألف الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي في شرح هذا الحديث كتابًا قال فيه قد علم أصحاب المقالات أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه من أبواب الحلال والحرام وإنما قصد بالذم من خالف أهل الحق في أصول التوحيد وفي تقدير الخير والشر وفي شروط النبوة والرسالة وفي موالات الصحابة وما جرى مجرى هذه الأبواب لأن المختلفين فيها قد كفر بعضهم بعضًا بخلاف النوع الأول فإنهم اختلفوا فيه من غير تكفير ولا تفسيق للمخالف فيه فيرجع تأويل الحديث في افتراق الأمة إلى هذا النوع من الاختلاف وقد حدث في آخر أيام الصحابة كعبد الله بن عمر وجابر وأنس ونحوهم ثم حدث الخلاف بعد ذلك شيأ فشيأ إلى أن تكاملت الفرق الضالة اثنتين وسبعين فرقة والثالثة والسبعون هم أهل السنة والجماعة وهي الفرقة الناجية فإن قيل هذه الفرق معروفة فالجواب إنا نعرف الافتراق وأصول الفرق وإن كل طائفة من الفرق انقسمت إلى فرق وإن لم يحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها وأصول الفرق الحرورية والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية وقد قال بعض أهل العلم أصل الفرق الضالة هذه الست وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة فصارت إلى اثنتين وسبعين فرقة وقال ابن رسلان قيل أن تفصيلها عشرون منهم روافض وعشرون منهم خوارج وعشرون قدرية وسبعة مرجئة وفرقة نجلرية وهم أكثر من عشر فرق ولكن يعدون واحدة وفرقة ضرارية وفرقة جهمية وثلاث فرق كرامية فهذه ثنتان وسبعون فرقة (4) عن أبي هريرة قال العلقمي قال في الكبير ت حسن صحيح • (افرشوا لي قطيفتي في لحدي) بضم الهمزة وسكون الفاء وضم الراء ويجوز كسر الهمزة والراء وضم الشين المعجمة يقال فرشت البساط

وغيره فرشًا من باب قتل وفي لغة من باب ضرب والقطيفة كساءله خمل أي هدب وقد فعل شقران مولى المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك (فإن الأرض لم تسلط على أجساد الأنبياء) أي فالمعنى الذي يفرش للحى لأجله لم يزل بالموت وبه فارق الأنبياء غيرهم من الأموات حيث كره في حقهم وقال العلقمي قال وكيع هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم (ابن سعد) في الطبقات (عن الحسن) البصري (مرسلاً • (افرض أمتي) أي اعلمهم بعلم الفرائض الذي هو قسمة المواريث (زيد بن ثابت) الأنصاري كاتب الوحي والمراد أنه سيصير كذلك بعد انقراض أكابر الصحب قال المناوي ومن ثم أخذ الشافعي بقوله في الفرائض لهذا الحديث اهـ والمنقول ان اجتهاده كان يوافق اجتهاده (ك) عن أنس • (أفش السلام) بفتح الهمزة فعل أمرأى أظهره برفع الصوت وأن تسلم على كل من لقيته من المسلمين وإن لم تعرفه (وابذل الطعام) أي تصدق بما فضل عن نفقة من تلزمك نفقته (واستحيي من الله كما تستحيي رجلاً) أي من رجل (من رهطك) أي عشيرتك (ذي هيئة) بهمزة مفتوحة بعد المثناة التحتية والقياس ذا هيئة فيحتمل أن الجار للمجاورة أو على التوهم (وليحسن خلقك) قال المناوي قرنه باللام دون ما قبهل لأنه أس الكل وجامع الجميع (وإذا أسأت فأحسن) أي إذا وقعت منك سيئة فاتبعها بفعل حسنة (إن الحسنات يذهبن السيئات) قال المناوي ختم الأمر بالإحسان لأنه اللفظ الجامع الكلي (طب) عن أبي إمامة الباهلي • (أفشوا السلام) بقطع الهمزة المفتوحة فيه وفيما بعده قال النووي السلام أول أسباب التألف ومفتاح استجلاب المودة وفي إفشائه تمكين الفئة المسلمين بعضهم لبعض وإظهار شعارهم من غيرهم من أهل الملل مع ما فيه من رياضة النفوس ولزوم التواضع وإعظام حرمات المسلمين (تسلموا) أي من التنافر والتقاطع وتدوم المحبة والمودة وتجمع القلوب فتزول الضغائن والحروب (خدع هب حب) عن البراء بن عازب قال المناوي قال ابن حبان صحيح • (أفشوا السلام بينكم تحابوا) بحذف إحدى التاءين للتخفيف أي تأتلف قلوبكم ويرتفع عنكم التقاطع والتهاجر والشحناء وأقله أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه وإلا لم يكن آتيًا بالسنة (ك) عن أبي موسى الأشعري قال المناوي قال الحاكم صحيح • (أفشوا السلام فإنه لله تعالى رضى) أي فإن إفشاءه مما يرضي الله به عن العبد بمعنى أنه يثيب عليه (طس عد) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن • (أفشوا السلام كي تعلوا) أي فإنكم إذا أفشيتموه تحاببتم فاجتمعت كلمتكم فقهرتم عدوكم وعلوتم عليه (طب) عن أبي الدرداء وهو حديث حسن • (أفشوا السلام وأطعموا الطعام) أي تصدقوا بما فضل عن حاجة من تلزمكم نفقته (واضربوا الهام) جمع هامة بتخفيف الميم وهي الرأس والمراد به قتال العدو في الجهاد (تورثوا الجنان) بشد الراء والبناء للمفعول التي وعدها الله المتقين (ت) عن أبي هريرة قال العلقمي قال في الكبير ت حسن صحيح غريب

• (أفشوا السلام وأطعموا الطعام وكونوا إخوانًا كما أمركم الله) قال المناوي بقوله إنما المؤمنون إخوة (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب • (أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها) فهي أفضل الأعمال البدنية وإيقاعها في أول وقتها أكثر ثوابًا من إيقاعها في وسطه وآخره (د ت ك) عن أم فروة قال الشيخ حديث صحيح • (أفضل الأعمال الصلاة لوقتها وبر الوالدين) أي الإحسان إليهما وطاعتهما فيما لا يخالف الشرع فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله (والجهاد في سبيل الله) بالنفس والمال لإعلاء كلمة الله قال المناوي وأخره عن برهما لا لكونه دونهما بل لتوقف حله على إذنهما (خط) عن أنس رمز المؤلف لضعفه • (أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا) بضم السين المهملة أي سببًا لانشراح صدره (أو تقضى عنه دينًا أو تطعمه خبزًا) أي أو نحوه كلعم وفاكهة وقال المناوي وإنما خص الخبز لعموم وجوده حتى لا يبقى للإنسان عذر في ترك الطعام (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب فضل (قضاء الحوائج) للإخوان (هب) عن أبي هريرة (عد) عن ابن عمر بن الخطاب ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله تعالى التودد إلى الناس) أي التحبب إليهم بنحو زيارة وقيل التودد طلب المودة والمحبة والمراد بالناس الصالحون (طب) في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة وإسناده حسن • (أفضل الأعمال) أي من أفضلها (الكسب) اللائق (من الحلال) قال المناوي قال الغزالي ولطيب المطعم خاصية عظيمة في تصفية القلب وتنويره وتأكيد استعداده لقبول أنوار المعرفة فلذلك كان طلبه من أفضل الأعمال (ابن لال عن أبي سعيد) الخدري وإسناده ضعيف • (أفضل الأعمال الإيمان) أي التصديق (بالله وحده) وبما علم ضرورة مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم به من عند الله كالتوحيد والنبوة والبعث والجراء وافتراض الصلوات الخمس والزكاة والصيام والحجج (ثم الجهاد ثم حجة برة) بفتح الباء الموحدة أي مبرورة يعني مقبولة أو لم يخالطها إثم ولا رياء فيها وقيل الحج المبرور يظهر بآخره فإن رجع الحاج خيرًا مما كان عرف أنه مبرور فإن قيل الحديث يدل على أن الجهاد والحج ليسا من الإيمان لما تقتضيه ثم من المغايرة والترتيب فالجواب أن المراد بالإيمان هنا التصديق وهذه حقيقته والإيمان يطلق على الأعمال البدنية لأنها مكملاته وقدم الجهاد وليس من أركان الإسلام على الحج وهو ركن من أركانه لأن نفع الحج قاصر غالبًا ونفع الجهاد متعد غالبًا أو كان ذلك حيث كان الجهاد فرض عين إذ ذلك متأكد فكان أهم منه أي من الحج فقدم (تفضل سائر الأعمال) أي ما عدى ما قبلها بدليل الترتيب بتم (كما بين مطلع الشمس إلى مغربها) عبارة عن المبالغة في سموها على جميع أعمال البر قال العلقمي فائدة قال النووي ذكر في هذا الحديث الجهاد بعد الإيمان وفي حديث آخر لم يذكر الحج وذكر العتق وفي حديث آخر بدأ بالصلاة ثم البر ثم الجهاد وفي حديث آخر السلامة من اليد واللسان قال العلماء اختلاف الأجوبة في ذلك

باختلاف الأحوال واحتياج المخاطبين فذكر ما لا يعمله السائل والسامعون وترك ما علموه (طب) عن ماعز وكذا رواه عنه أحمد وإسناده جيد • (أفضل الأعمال العلم بالله) أي معرفة ما يجب له ويستحيل عليه سبحانه وتعالى فهو أشرف ما في الدنيا وجزاؤه أشرف في الآخرة والاشتعال به أهم من الاشتغال بغيره من بقية العلوم (أن العلم ينفعك معه قليل العمل وكثيره) لصحة العمل حينئذ (وأن الجهل لا ينفعك معه قليل العلم ينفعك معه قليل العمل وكثيره) لصحة العمل حينئذ (وأن الجهل لا ينفعك معه قليل العمل ولا كثيره) لفساد العمل حينئذ (الحكيم) الترمذي (عن أنس) وإسناده ضعيف • (أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله) قال العلقمي قال ابن رسلان فيه دليل على أنه يجب أن يكون للرجل أعداء يبغضهم في الله كما يكون له أصدقاء يحبهم في الله بيانه أنك إذا أحببت إنسانًا لأنه مطيع لله ومحبوب عند الله فإن عصاه فلابد أن تبغضه لأنه عاص لله وممقوت عند الله فمن أحب لسبب فبالضرورة يبغض لضده وهذان وصفان متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر وهو مطرد في الحب والبغض في العادات (د) عن ابن عمر • (أفضل الأيام عند الله يوم الجمعة) يعني أيام الأسبوع أما أفضل أيام السنة فيوم عرفة (هب) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك) أي مطلع عليك (حيث ما كنت) قال المناوي من علم ذلك استوت سريرته وعلانيته فهابه في كل مكان واستحيي منه في كل زمان فعظم في قلبه الإيمان والمراد علم الجنان لا علم اللسان (طب حل) عن عبادة بن الصامت وإسناده ضعيف • (أفضل الإيمان الصبر) أي حبس النفس على كريه تتحمله أو لذيذ تفارقه وهو ممدوح ومطلوب وقيل الصبر الوقوف مع البلاء بحسن الأدب أي بأن لا يجزع ولا يسخط (والمسامحة) أي المساهلة وعدم المضايقة لا سيما في التافه وفي نسخة السماحة (فر) عن معقل بن يسار بفتح الميم وسكون العين المهملة (تخ) عن عمير بالتصغير (الليثي) ورواه أيضًا البيهقي في الزهد بإسناد صحيح (أفضل الإيمان أن تحب الله) أي تحب أهل المعروف لأجله لا لفعلهم المعروف (وتبغض لله) أي تبغض أهل الشر لأجله لا لإيذائهم لك قال في القاموس وبغض كفرح ونصر (وتعمل لسانك في ذكر الله عز وجل) بأن لا تفتر عنه (وإن تحب للناس ما تحب لنفسك) أي تحب لهم من الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية مثل الذي تحبه لنفسك والمراد أن تحب أن يحصل لهم مثل ما حصل لك لا يعنه سواء كان ذلك في الأمور المحسوسة أو المعنوية قال العلقمي فإن قيل ظاهر الحديث طلب المساواة وكل أحد يحب أن يكون أفضل من غيره يجاب بأن المراد الحث على التواضع فلا يجب أن يكون أفضل من غيره ليرى له عليه مزية ويستفاد ذلك من قوله تعالى تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين ولا يتم ذلك إلا بترك الحسد والحقد والغش وكلها خصال مذمومة (تكره لهم ما تكره لنفسك) أي من المكاره الدنيوية والأخروية (وأن تقول خيرًا

أو تصمت) بضم الميم أي تسكت والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية فتخريج المنهيات لأن اسم الخير لا يتناولها (طب) عن معاذ بن أنس • (أفضل الجهاد) أي من أفضله بدليل رواية الترمذي أن من أعظم الجهاد (كلمة حق) بالإضافة ودونها والمراد بالكلمة ما أفاد أمرًا بمعروف أو نهيًا عن منكر من لفظ أو ما في معناه ككتابة ونحوها (عند سلطان جائر) أي ظالم وإنما كان ذلك أفضل الجهاد لأن من جاهد العدو كان مترددًا بين رجاء وخوف لا يدري هل يغلب أو يغلب وصاحب السلطان مقهور في يده فهو إذا قال الحق وأمره بالمعروف فقد تعرض للتلف وأهدف نفسه للهلاك فصار ذلك أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف (هـ) عن أبي سعيد الخدري (حم هـ طب هب) عن أبي إمامة (حم ن هب) عن طارق بن شهاب قال المناوي بعد عزوه للنساءي وإسناده صحيح • (أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل) أي الإنسان ذكرًا كان أو أثنى (نفسه وهواه) أي بالكف عن الشهوات والمنع عن الاسترسال في اللذات ولزوم فعل المأمورات وتجنب المنهيات (ابن النجار) في تاريخه (عن أبي ذر) الغفاري • (أفضل الحج العج) بفتح العين المهملة وتشديد الجيم أي من أفضل أعماله رفع الصوت بالتلبية في حق الذكر (والثج) بفتح المثلثة وتشديد الجيم هو سيلان دماء الهدى والأضاحي (ت) عن ابن عمر بن الخطاب (هـ ك هق) عن أبي بكر الصديق (ع) عن ابن مسعود قال المناوي وهو معلول من طرقه الثلاثة كما بينه ابن حجر • (أفضل الحسنات) أي المتعلقة بحسن المعاشرة (تكرمة الجلساء) قال العلقمي قال في النهاية التكرمة الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير مما يعدلا كرامه وهي مفعلة من الكرامة اهـ قلت والمراد أن يبسط له رداءًا أو وسادة أو نحو ذلك فهذا من جملة الكرامة اهـ ومن جملتها الإصغاء لحديث الجليس وضيافته بما تيسر وتشييعه لباب الدار (القضاعي) في الشهاب (عن ابن مسعود • (أفضل الدعاء دعاء المرء لنفسه) قال المناوي لأنها أقرب جار إليه والأقرب بالرعاية أحق فيكون القيام بذلك أفضل (ك) عن عائشة أم المؤمنين • (أفضل الدعاء أن تسأل ربك العفو) أي محو الذنب (والعافية) قال العلقمي قال شيخنا بأن تسلم من الأسقام والبلايا وقال أيضًا وهي من الألفاظ العامة المتناولة لدفع جميع المكروهات في البدن والباطن (في الدنيا والآخرة فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا ثم أعطيتهما في الآخرة فقد أفلحت) قال في الدر الفلاح البقاء والفوز والظفر (حم) وهناد في الزهد (ت هـ) عن أنس وحسنه الترمذي • (أفضل الدنانير) أي أكثرها ثوابًا إذا أنفقت (دينار ينفقه الرجل على عياله) أي من يعوله وتلزمه مؤنته من نحو زوجة وخادم وولد (ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله) التي أعدها للغزو عليها (ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل) يعني على رفقته الغزاة وقيل أراد بسبيله كل طاعة وقدم العيال لأن نفقتهم أهم (حم م ت ن هـ) عن ثوبان • (أفضل

الذكر لا إله إلا الله) لأنها كلمة التوحيد والتوحيد لا يماثله شيء ولأن لها تأثيرًا في تطهير الباطن فيفيد نفي الآلهة بقوله لا إله ويثبت الوحدانية لله تعالى بقوله إلا الله ويعود الذكر من ظاهر لسانه إلى باطن قلبه فيتمكن فيه ويستولي على جوارحه ويجد حلاوة هذا من ذاق ولأن الإيمان لا يصح إلا بها أي مع محمد رسول الله وليس هذا فيما سواها من الأذكار (وأفضل الدعاء الحمد لله) إطلاق الدعاء على الحمد من باب المجاز ولعله جعل أفضل الدعاء من حيث أنه سؤال لطيف يدق مسلكه ومن ذلك قول أمية بن أبي الصلت حين خرج إلى بعض الملوك يطلب نائلة إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاك من تعرضه الثناء وقيل إنما جعل الحمد أفضل لأن الدعاء عبارة عن ذكر وأن يطلب منه حاجته والحمد لله يشملها فإن من حمد الله إنما يحمده على نعمه والحمد على النعمة طلب مزيد قال تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم ويستفاد من هذا الحديث أن لا إله إلا الله أفضل من الحمد لله لأن الحمد لله ذكر (ت ن هـ حب ك) عن جابر قال المناوي قال الترمذي حسن غريب والحاكم صحيح • (أفضل الرباط الصلاة) الرباط في الأصل الإقامة على جهاد العدو ثم شبه به العمل الصالح ولفظ رواية الطيالسي الصلاة بعد الصلاة (ولزوم مجالس الذكر) أي ذكر الله ونحوه كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومجالس العلم (وما من عبد) أي إنسان (يصلي) فرضًا أو نفلاً (ثم يقعد في مصلاه) أي المحل الذي يصلي فيه (إلا لم تزل الملائكة تصلي عليه حتى يحدث) أي يستغفر له إلى أن ينتقض طهره بأي ناقض كان ويحتمل أن المراد أو يحدث حدث سوء كغيبة ونميمة (أو يقوم) أي من مصلاه (الطيالسي) أبو داود (عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف • (أفضل الرقاب) أي المعتقة (أغلاها ثمنًا) بغين معجمة وروى بمهملة ومعناهما متقارب قال العلقمي قال النووي محله والله أعلم فيمن أراد أن يعتق رقبة واحدة ما لو كان مع شخص ألف درهم مثلاً فأراد أن يشتري بها رقبة يعتقها فوجد رقبة نفيسة ورقبتين مفضولتين فالرقبتان أفضل قال وهذا بخلاف الأضحية فإن الواحدة السمينة فيها أفضل لأن المطلوب هنا فك الرقبة وهناك طيب اللحم اهـ والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فرب شخص واحد إذا أعتق انتفع بالعتق وانتفع الناس به أضعاف ما يحصل من النفع بعتق أكثر عددًا منه ورب محتاج إلى كثرة اللحم لتفرقته على المحاويج الذين ينتفعون به أكثر مما ينتفع هو بطيب اللحم فالضابط أنه مهما كان أكثر نفعًا كان أفضل سواء قل أو كثر (وأنفسها) بفتح الفاء أحبها وأكرمها (عند أهلها) أي فاغتباطهم بها أشد فإن عتق مثل ذلك لا يقع غالبًا إلا خالصًا قال تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون (حم ق ن هـ) عن أبي ذر الغفاري (حم طب) عن أبي إمامة الباهلي • (أفضل الساعات جوف الليل الآخر) قال المناوي ينصبه على الظرف أي الدعاء جوف الليل أي ثلثه الآخر لأنه وقت التجلي وزمان

التنزل الإلهي اهـ والظاهر أن جوف الليل مرفوع على أنه خبر لمتبدأ محذوف أي أفضل الساعات للعبادة جوف الليل وقال في مختصر النهاية جوف الليل سدسه الخامس (طب) عن عمرو بن عبسة بموحدة بين مهملتين مفتوحتين • (أفضل الشهداء من سفك دمه) قال المناوي أي أسيل بأيدي الكفار (وعقر جواده) يعني قتل فرسه حال القتال وخص العقر الذي هو ضرب القوائم بالسيف لغلبته في المعركة والمراد أنه جرح بسبب قتال الكفار وعقر مركوبه ثم مات من أثر ذلك الجرح فله أجر نفسه وأجر فرسه فإن عقر فرسه بعد فأجره لوارثه (طب) عن أبي إمامة رمز المؤلف لحسنه • (أفضل الصدقة) أي أعظمها أجرًا (أن تصدق) بتخفيف الصاد على حذف إحدى التاءين وبالتشديد على إدغامها (وأنت صحيح) أي سالم من مرض مخوف (شحيح) أي حريص على البخل بالمال والشح أبلغ في المنع من البخل إذ الشح بخل مع حرص وفي الحديث أن سخاوة الشخص بماله في حال مرضه لا تمحو عنه سمة البخل وإنما كان أفضل لأن مجاهدة النفس على إخراج المال مع الصحة وقيام الشح دالة على صحة القصد وقوة الرغبة في القربة بخلاف من آيس من الحياة ورأى مصير المال لغيره (تأمل) بسكون الهمزة وضم الميم وفي نسخة تؤمل (العيش) بالعين المهملة والمثناة التحتيىة والشين المعجمة أي تطمع في الغنى فتقول اترك مالي عندي ولا أتصدق به لأكون غنيًا ورواية البخاري الغني بالمعجمة والنون بدل العيش (وتخشى الفقر) أي تقول في نفسك لا تتلف مالك لئلا تصير فقيرًا وقد تعمر طويلاً (ولا تمهل) بالجزم على أنه نهي وبالرفع نفي فيكون مستأنفًا ويجوز النصب عطفًا على تصدق أي أفضل الصداقة أن تصدق حال صحتك مع حاجتك إلى ما بيدك ولا تؤخر (حتى إذا بلغت) أي الروح يدل على ذلك السياق (الحلقوم) بالضم مجرى النفس وقيل الحلق والمراد قاربت بلوغه إذ لو بلغته حقيقة لم يصح شيء من تصرفاته (قلت فلان كذا ولفلان كذا) كناية عن الموصى له وبه أي إذا وصلت هذه الحالة وعملت مصير المال لغيرك تقول أعطوا لفلان كذا واصرفوا للفقراء كذا (ألا وقد كان لفلان) أي والحال أن المال في تلك الحالة صار متعلقًا بالوارث فله إبطاله إن زاد على الثلث وألا بمعنى حقًا (حم ق د ن) عن أبي هريرة • (أفضل الصدقة جهد المقل) بضم الجيم أي مجهود قليل المال يعني قدرته واستطاعته ولا شك أن الصدقة بشيء مع شدة الحاجة إليه والشهوة له أفضل من صدقة الغنى والمراد المقل الغنى القلب ليوافق قوله الآتي أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى (وابدأ بمن تعول) أي بمن تلزمك نفقته ثم بعد ذلك تدفع الصدقة لغيرهم لأن القيام بكفاية العيال واجب عليك والصدقة مندوب إليها ولا يدخل في ذلك ترفه العيال وتشهيتهم وإطعامهم لذائذ الأطعمة بما زاد على كفايتهم من الترفه لأن من لم تندفع حاجته أولى بالصدقة ممن اندفعت حاجته في

مقصود الشرع (دك) عن أبي هريرة قال المناوي وسكت عليه أبو داود وصححه الحاكم وأقره الذهبي • (أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى) لفظ الظهر يزداد في مثل هذا إشباعًا للكلام والمعنى أفضل الصدقة ما أخرجه الإنسان من ماله بعد أن يستبقى منه قدر الكفاية ولذلك قال بعده وابدأ بمن تعول (واليد العليا) أي المعطية (خير من اليد السفلى) أي الآخذة ومحل ذلك ما لم يكن الآخذ محتاجًا ومحصل ما في الآثار أن أعلى الأيدي المنفقة ثم المتعففة عن الآخذ ثم الآخذة بغير سؤال وأسفل الأيدي السائلة والمانعة (وابدأ بمن تعول) أي بمن تلزمك نفقته (حم م ن) عن حكيم بن حزام قال المناوي بفتح الحاء والزاي اهـ وقال الشيخ صوابه بالكسر • (أفضل الصدقة سقي الماء) أي لمعصوم محتاج قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن سعد بن عبادة أنه قال يا رسول الله أن أم سعد ماتت فأي الصدقة أفضل فقال سقي الماء فحفر بئرًا وقال هذه لأم سعد (حم د ن هـ حب ك) عن سعد بن عبادة بضم المهملة والتخفيف (ع) عن ابن عباس • (أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علمًا ثم يعلمه أخاه المسلم) أي علمًا شرعيًا أو ما كان آلة له فتعليم العلم صدقة وهو من أفضل أنواع الصدقة لأن الانتفاع به فوق الانتفاع بالمال لأنه ينفدوا العلم باق (هـ) عن أبي هريرة قال المناوي قال المنذري إسناده حسن • (أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحمن الكاشح) بالشين المعجمة والحاء المهملة الذي يمضر العداوة ويطوى عليها كشحه أي باطنه والشكح وزن فليس ما بين الخاصرة إلى الضلع فالصدقة عليه أفضل من الصدقة على ذي رحم غير كاشح لما فيه من قهر النفس بالإحسان لمعاديها (حم طب) عن أبي أيوب وعن حكيم بن حزام (خدد ت) عن أبي سعيد الخدري (طب ك) عن أم كلثوم بضم الكاف وسكون اللام (بنت عقبة) بسكون القاف بن أبي معيط وهو حديث صحيح • (أفضل الصدقة ما تصدق به) يجوز كونه ماضيًا مبنيًا للمفعول أو الفاعل ومضارعًا مخففًا على حذف إحدى التاءين ومشددًا على إدغامها (على مملوك) أي آدمي أو غيره من كل معصوم (عند مالك) بالتنوين (سوء) بفتح السين لأنه مضطر غير مطلق التصرف والصدقة على المضطر مضاعفة (طس) عن أبي هريرة قال المناوي رمز المؤلف لضعفه • (أفضل الصدقة في رمضان) لأن التوسعة فيه على عيال الله محبوبة مطلوبة ولذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان (سليم الرازي في جزئه عن أنس) وضعفه ابن الجوزي • (أفضل صدقة اللسان الشفاعة) قال المناوي الموجود في أصل شعب البيهقي أفضل الصدقة صدقة اللسان قالوا وما صدقة اللسان قال الشفاعة وكذا هو في معجم الطبراني اهـ فالشفاعة خبر عن مبتدأ محذوف لكن في أكثر النسخ أفضل الصدقة بالألف واللام اللسان ويمكن توجيه ذلك بأنه على حذف مضاف أي أفضل الصدقة صدقة اللسان والشفاعة هي السؤال في التجاوز عن الجرائم والذنوب (تفك بها الأسير) أي تخلص بسيها المأسور من العذاب والشدة والأسير هو الشخص المأخوذ

وإن لم يكن مربوطًا (وتحقن بها الدم) أي تمنعه أن يسفك والواو بمعنى أو في الجميع (وتجر بها المعروف والإحسان إلى أخيك) أي في الدين وإن لم يكن من النسب (وتدفع عنه الكريهة) أي ما يكرهه ويشق عليه من النوازل والمهمات (طب هب) عن سمرة بن جندب وهو حديث ضعيف • (أفضل الصدقة أن تشبع كبدًا جائعًا) قال المناوي وصف الكبد بوصف صاحبه على الإسناد المجازي وشمل المؤمن والكافر أي المعصوم والناطق والصامت (هب) عن أنس رمز المؤلف لحسنه ولعله لاعتضاده • (أفضل الصدقة إصلاح ذات البين) يعني ما بينكم من الأحوال أي إصلاح الفساد كالعداوة والبغضاء والفتنة الثائرة بين القوم أو بين اثنين فالإصلاح إذ ذاك واجب وجوب كفاية مهما وجد إليه سبيلاً ويحصل الإصلاح بمواساة الإخوان والمحتاجين ومساعدتهم بما رزقه الله تعالى (طب هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال المناوي وإسناده ضعيف • لكنه اعتضد • (أفضل الصدقة حفظ اللسان) أي صونه عن النطق بالحرام بل بما لا يعني فهو أفضل صدقة اللسان على نفسه (فر) عن معاذ بن جبل رمز المؤلف لضعفه • (أفضل الصدقة سر إلى فقير) أي أسرار بالصدقة إليه قال تعالى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم (وجهد من مقل) أي بذل من فقير لأنه يكون بجهد ومشقة لقلة ماله وهذا فيمن يصبر على الإضافة (طب) عن أبي إمامة ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (أفضل الصدقة المنيح) بفتح الميم وكسر النون وحاء مهملة وأصله المنيحة فحذفت التاء والمنيحة لمحة وهي العطاء هبة أو قرضًا أو نحو ذلك قالوا وما ذلك يا رسول الله قال (أن تمنح الدرهم) وفي نسخة الدرهم بالجمع أي والدنانير أي بقرضه ذلك أو بتصدقه به أو بهبته (أو ظهر الدابة) أي يعيره دابة ليركبها أو يجعل له درها ونسلها وصوفها ثم يردها (طب) قال المناوي وكذا أحمد (عن ابن مسعود) ورجال أحمد رجال الصحيح • (أفضل الصدقات ظل فسطاط) بضم الفاء على الأشهر وحكى كسرها خيمة يستظل فيها المجاهد (في سبيل الله عز وجل) أي أن ينصب نحو خيمة للغزاة يستظلون به (أو منحة خادم في سبيل الله) بكسر الميم وسكون النون أي هبة خادم للمجاهد أو قرضه أو إعارته (أو طروقة فحل في سبيل الله) بفتح الطاء فعولة بمعنى مفعولة أي مطروقة معناه أن يعطي الغازي نحو فرس أو ناقة بلغت أن يطرقها الفحل ليعزو عليها قال المناوي وهذا عطف على منحة خادم والظاهر أنه معطوف على خادم (حم ت) عن أبي إمامة الباهلي (ت) عن عدي بن حاتم قال الترمذي حسن صحيح • (أفضل الصلوات عند الله تعالى صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة) فآكد الجماعات بعد الجمعة صبحها ثم صبح غيرها ثم العشاء ثم العصر ثم الظهر ثم المغرب وإنما فضلوا جماعة الصبح فالعشاء لأنها فيهما أشق (حل طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال المناوي رمز المؤلف لضعفه • (أفضل الصلاة بعد المكتوبة) أي وبعد الرواتب ونحوها من كل نفل

يسن جماعة إذ هي أفضل من مطلق النفل على الأصح (الصلاة في جوف الليل) أي سدسه الرابع والخامس فالنفل المطلق في الليل أفضل منه في النهار لأن الخشوع فيه أوفر (وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله) قال المناوي إضافة إليه تعظيمًا وتفخيمًا (المحترم) أي هو أفضل شهر يتطوع بصيامه كاملاً بعد رمضان فأما التطوع ببعض شهر فقد يكون أفضل من بعض أيامه كصيام يوم عرفة وعشر ذي الحجة ويلي ذلك بقية الأشهر الحرم وظاهره الاستواء في الفضيلة نعم قال شيخ الإسلام زكريا والظاهر تقدم رجب خروجًا من خلاف من فضله على الأشهر الحرم ثم شعبان لخبر كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلاً قال العلماء اللفظ التاني مفسر للأول والمراد بكله غالبه وقيل إنما خصه بكثرة الصيام لأنه ترتفع فيه أعمال العباد في سنتهم فإن قلت قد مر أن أفضل الصيام بعد رمضان المحرم فكيف أكثر منه في شعبان دون المحرم قلنا لعله صلى الله عليه وسلم لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه أو لعله كان يعرض له أعذار تمنع من إكثاره الصوم فيه قال العلماء وإنما لم يستكمل شهرًا غير رمضان لئلا يظن وجوبه قال العلقمي قال شيخنا قال القرطبي إنما كان صوم المحرم أفضل الصيام من أجل أنه أول السنة المستأنفة فكان استفتاحها بالصوم الذي هو أفضل الأعمال وقال شيخنا أيضًا قال الحافظ أبو الفضل العراقي في شرح الترمذي ما الحكمة في تسمية المحترم شهر الله والشهور كلها لله يحتمل أن يقال أنه لما كان من الأشهر الحرم التي حرم فيها القتال وكان أول شهور السنة أضيف إليه إضافة تخصيص ولم يصح إضافة شيء من الشهور إلى الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم الأشهر الله المحرم وقال شيخنا أقول سئلت لم خص المحرم بقولهم شهر الله دون سائر الشهور مع إن فيها ما يساويه في الفضل أو يزيد عليه كرمضان ووجدت ما يجاب به أن هذا الاسم أي المحرم إسلامي دون سائر الشهور فإن أسماءها كلها على ما كانت عليه في الجاهلية صفر الأول والذي بعده صفر الثاني فلما جاء الإسلام سماه الله المحرم فأضيف إلى الله بهذا الاعتبار وهذه فائدة لطيفة (م 4) عن أبي هريرة الروياني محمد بن هارون في مسنده (طب) عن جندب • (أفضل الصلاة طوال القنوت) أي أفضل أحوالها طول القيام فتطويله أفضل من تطويل السجود لأنه محل القراءة وبه أخذ الشافعي وأبو حنيفة قال العلقمي قال النووي المراد به هنا القيام باتفاق العلماء فيما علمت اهـ ويطلق أيضًا على غير ذلك كالطاعة والصلاة والسكون والخشوع والدعاء والإقرار بالعبودية (حم م ت هـ) عن جابر بن عبد الله (طب) عن أبي موسى الأشعري (وعن عمرو بن عبسة) السلمي (وعن عمير) بالتصغير (ابن قتادة) بفتح القاف مخففًا (الليثي • (أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته) لأنه أبعد عن الرياء (إلا المكتوبة) ففعلها في المسجد أفضل لأن الجماعة تشرع لها فهي بمحلها أفضل ومثل الفرض كل نفل تشرع فيه الجماعة

ونوافل أخر منها الضحى وسنة الجمعة القبلية (ن طب) عن زيد بن ثابت قال المناوي ورواه أيضًا شيخنا • (أفضل الصوم بعد رمضان شعبان لتعظيم رمضان) أي لأجل تعظيمه لكونه يليه فصومه كالمقدمة لصومه وهذا قاله قبل علمه بأفضلية صوم المحرم أو ذاك أفضل شهر يصام كاملاً وهذا أفضل شهر يصام أكثره ثم إن هذا لا يعارضه حديث النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين والنهي عن صوم النصف الثاني من شعبان لأن النهي محمول على من لم يصم من أول شعبان وابتدأ من نصفه الثاني (وأفضل الصدقة صدقة في رمضان) لأنه موسم الخيرات وشهر العبادات ولهذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون فيه (ت هب) عن أنس وهو حديث ضعيف • (أفضل الصوم صوم أخي داود) أي في النبوة والرسالة (كان يصوم يومًا ويفطر يومًا) إنما كان ذلك أفضل للأخذ بالرفق للنفس التي يخشى منها السآمة وقد قال صلى الله عليه وسلم أن الله لا يمل حتى تملوا الله والله يحب أن يديم فضله ويوالي إحسانه وإنما كان ذلك أرفق لأن فطر يوم وصوم يوم يريح البدن ويذهب ضرر التعب الماضي والسر في ذلك أيضًا أن صوم الدهر قد يفوت بعض الحقوق وقد لا يشق باعتياده له بخلاف صوم يوم وفطر يوم فإنه وإن كان أشق من صوم الدهر لا ينهك البدن بحيث يضعفه عن لقاء العدو بل يستعان بفطر يوم على صيام يوم فلا يضعف عن الجهاد وغيره من الحقوق (ولا يفر إذا لاقى) أي ولأجل تقويته بالفطر كان لا يفر من عدوه إذ لاقاء للقتال فلو والى الصوم لضعف عن ذلك (ت ن) عن ابن عمرو بن العاص قال العلقمي قال في الكبير قال ت حسن صحيح • (أفضل العباد درجة عند الله يوم القيامة الذاكرون الله كثيرًا) أي والذاكرات ولم يذكرهن مع إرادتهن تغليبًا للمذكر على المؤنث قال العلقمي قال شيخنا اختلف في الذاكرين الله كثيرًا فقال الإمام أبو الحسن الواحدي قال ابن عباس المراد يذكرون الله في إدبار الصلوات غدوا وعشيا وفي المضاجع وكلما استيقظ من نومه وكلما غدا وراح من منزله ذكر الله تعالى وقال مجاهد لا يكون من الذاكرين الله كثيرًا حتى يذكر الله تعالى قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا وقال عطاء من صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قوله تعالى والذاكرين الله كثيرًا فقال إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحًا ومساءً وفي الأوقات والأحوال المختلفة ليلاً ونهارًا وهي مثبتة في عمل اليوم والليلة كان من الذاكرين الله كثيرًا (حم ت) عن أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح • (أفضل العبادة الدعاء) أي الطلب من الله تعالى وإظهار التذلل والافتقار والاستكانة إذ ما شرعت العبادة إلا للخضوع لله سبحانه وتعالى (ك) عن ابن عباس (عد عن أبي هريرة ابن سعد في الطبقات (عن النعمان بن بشير وهو حديث صحيح • (أفضل العبادة قراءة القرآن) لأن القارئ يناجي ربه ولأنه أصل العلوم وأمها وأهمها فالاشتغال بقراءته أفضل من الاشتغال بجميع الأذكار إلا ما ورد فيه شيء مخصوص (ابن قانع) عبد الباقي

في معجمة (عن أسير) بضم الهمزة وفتح السين وآخره راء (ابن جابر السجزي في) كتاب (الإبانة عن أنس) وإسناده ضعيف لكن له شواهد • (أفضل العبادة انتظار الفرج) زاد في رواية من الله فإذا نزل بأحد بلاء فترك الشكاية وصبر وانتظر الفرج فذلك من أفضل العبادات لأن الصبر في البلاء انقياد لقضاء الله (هب) القضاعي عن أنس • (أفضل العمل النية الصادقة) قال المناوي لأن النية لا يدخلها الرياء فيبطلها فهي أفضل من العمل وعورض بخبر من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن عملها كتبت له عشرًا وأجيب بأن النية من حيث أنها علة ومقدمة في الوجود ولا يدخلها الرياء وعبادة مستقلة مندوبة بخلافه فهي أفضل بمعنى أنها أشرف والعمل من حيث أنه يترتب عليه الثواب أكثر منها فهو خير بمعنى أنه أفضل نظير ما قالوه في تفضيل الملك والبشر أن الملك من حيث تقدم الوجود والتجرد وغير ذلك أشرف والبشر من حيث كثرة الثواب أفضل (الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) وإسناده ضعيف • (أفضل العيادة) بمثناة تحتية أي زيادة المريض (أجرا سرعة القيام من عند المريض) بأن يكون قعوده عنده فواق ناقة كما في خبر آخر لأنه قد يبدو للمريض حاجة وهذا في غير متعهده ومن يأنس به (فر) عن جابر وهو حديث ضعيف • (أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم) أي الذي خرج بقصد الغزو وتولى خدمتهم (ثم الذي يأتيهم بالأخبار) أي أخبار العدو (وأخصهم عند الله منزلة) وأرفعهم عند الله درجة (الصائم) في الغزو فرضًا أو نفلاً إذا لم يضعفه الصوم عن القتال (طس) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن ظلمك) لما فيه من مجاهدة النفس وقهرها ومكابدة الطبع لميله إلى المؤاخذة والانتقام (حم طب) عن معاذ بن أنس وهو حديث ضعيف • (أفضل القرآن الحمد لله رب العالمين) قال العلقمي اختلف الناس هل في القرآن شيء أفضل من شيء فذهب الإمام أبو الحسن الأشعري والقاضي أبو بكر الباقلاني وابن حبان إلى المنع لأن الجميع كلام الله ولئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه وروى هذا القول عن مالك قال يحيى بن يحيى تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ وذهب آخرون إلى التفضيل لظواهر الأحاديث منهم إسحاق بن راهويه وأبو بكر ابن العربي والغزالي وقال القرطبي أنه الحق ونقله عن جماعة من العلماء والمتكلمين وقال الخطابي العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام كلام الله في الله أفضل من كلامه في غيره فقل هو الله أحد أفضل من تبت يدا أبي لهب واختلف القائلون بالتفضيل فقال بعضهم الفضل راجع إلى عظم الأجر ومضاعفة الثواب بحسب انتقالات النفس وخشيتها وتدبرها وتفكرها وقيل بل يرجع لذات اللفظ وأن ما يتضمنه قوله تعالى وإلهكم إله واحد الآية وآية الكرسي وآخر سورة الحشر وسورة الإخلاص من الدلالة على وحدانيته تعالى ليس موجودًا مثلاً في تبت يدا أبي لهب وما كان مثلها فالتفضيل إنما هو

بالمعاني العجيبة وكثرتها وقيل التفضيل باعتبار نفع العباد فالآيات الأمر والنهي والوعيد خير من آيات ليقصص لأنها إنما أريد بها تأكيد الأمر والنهي والإنذار والتبشير ولا غنى للناس عن هذه الأمور وأنها تستغنى عن القصص فكان ما هو أنفع لهم خيرًا لهم مما يجعل تابعًا لما لا بد منه ولا تنافي بين كون الفاتحة أفضل القرآن وبين كون البقرة أفضله لأن المراد أن الفاتحة أفضل السور ما عدى سورة البقرة التي فصلت فيها الحجج إذ لم تشتمل سورة على ما اشتملت عليه من ذلك ولذلك سميت فسطاط القرآن (ك هب) عن أنس ابن مالك • (أفضل القرآن سورة البقرة وأعظم آية منها) وفي نخسة بدل منها فيها (آية الكرسي) لاحتوائها على أمهات المسائل الإلهية ودلالتها على أنه تعالى واحد متصف بالحياة قائم بنفسه مقوم لغيره منزه عن التحيز والحلول لا يشفع عنده إلا من أذن له عالم بالأشياء كلها (وأن الشيطان) أي إبليس أو أعم (ليخرج من البيت) أي ونحوه من كل مكان (أن يسمع أن يقرأ فيه سورة البقرة) وفي نسخة بحذف أن الداخلة على يقرأ أي ييأس من إغواء أهله لما يرى من جدهم واجتهادهم في الدين وخص البقرة لكثرة أحكامها وأسماء الله أو لسر عمله الشارع (الحارث) بن أبي أسامة في مسنده (وابن الضريس ومحمد بن نصر عن الحسن البصري مرسلاً • (أفضل الكسب بيع مبرور) أي لا غش فيه ولا خيانة (وعمل الرجل بيده) خص الرجل لأنه المحترف غالبًا لا لإخراج غيره واليد لكون أكثر مداولة العمل بها (حم طب) عن أبي بردة بن نيار الأنصاري وإسناده حسن • (أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) يعني هي أفضل كلام الآدميين وإلا فالقرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق فأما المأثور في وقت أو حال فالاشتغال به أفضل وسبب أفضليتها اشتمالها على جملة أنواع الذكر من تنزيه وتحميد وتوحيد وتمجيد (حم) عن رجل قال المناوي ورجاله رجال الصحيح • (أفضل المؤمنين) أي الكاملين الإيمان (إسلامًا من سلم المسلمون) أي وكذا المسلمات ومن له ذمة أو عهد (من لسانه ويده) أي من التعدي بأحدهما إلا في حدا وتعزيزًا وتأديب لأنه استصلاح فإن قيل هذا يستلزم أن من اتصف بهذا خاصة كان مسلمًا كاملاً أجيب بأن المراد من اتصف بذلك مع مراعاة باقي الصفات التي هي أركان الإسلام ويحتمل أن يكون المراد بذلك تبيين علامة المسلم التي يستدل بها على إسلامه وهي سلامة المسلمين من لسانه ويده ويحتمل أن يكون المراد بذلك الإشارة إلى الحث على حسن معاملة العبد مع ربه لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه فأولى أن يحسن معاملة ربه من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى وخص اللسان بالذكر لأنه المعبر عما في النفس وكذلك اليد لأن أكثر الأفعال بها وفي ذكرها أيضًا دون غيرها من الجوارح نكتة فيدخل فيها اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير بغير حق (وأفضل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا) بضم الخاء المعجمة واللام فحسن الخلق دال على كمال الإيمان وسوء الخلق دال على نقصه

(وأفضل المهاجرين) من الهجر بمعنى الترك (من هجر ما نهى الله عنه) لأن الهجرة ضر بأن ظاهرة وباطنة والباطنة ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان والظاهرة الفرار بالدين من الفتن والهجرة الحقيقية ترك ما نهى الله عنه من المحرمات والمكروهات (وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل) أي أفضل الجهاد جهاد من اشغل نفسه بفعل المأمورات وكفها عن المنهيات امتثالاً لأمر الله عز وجل لأن الشيء إنما يفضل ويشرف بشرف ثمرته وثمرة مجاهدة النفس الهداية قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا (طب) عن ابن عمرو بن العاص قال المناوي في شرحه الكبير بإسناد حسن • (أفضل المؤمنين) أي من أرفعهم درجة (أحسنهم خلقًا) بالضم لأنه تعالى يحب الخلق الحسن قال المناوي والمراد حسن الخلق مع المؤمنين وكذا مع الكفار المعصومين والفساق على الأصح (هـ ك) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده صحيح • (أفضل المؤمنين إيمانًا) قال المناي عام مخصوص إذ العلماء الذابون عن الدين أفضل (الذي إذا سأل أعطى) ببناء سأل للفاعل وأعطى للمفعول أي أعطاه الناس ما طلبه منهم لمحبتهم له المحبة الإيمانية واعتقادهم فيه لدلالة ذلك على محبة الله له (وإذا لم يعط استغنى) أي بالله ثقة بما عنده ولا يلح في السؤال ولا يذل نفسه بإظهار الفاقة والمسكنة (خط) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده ضعيف لكن له شواهد • (أفضل المؤمنين رجل) أي إنسان ذكرًا كان أو أنثى (سمح البيع سمح الشراء) بسكون الميم أي سهل إذ باع أحداً شيئا وإذا اشترى من غيره شيئا (سمح الاقتضاء) أي سهل إذا طالب غيره بدينه فلا يضيق على المقل ولا يلجئه لبيع متاعه بدون ثمن مثله ولا يضايق في التافه (طس) عن أبي سعيد الخدري ورجاله ثقات • (أفضل الناس) أي من أفضلهم (مؤمن يجاهد في سبيل الله) المراد هو من قام بما تعين عليه القيام به ثم حصل هذه الفضيلة وليس المراد من اقتصر على الجهاد وأهل الواجبات العينية (بنفسه وماله) لما فيه من بذلهما لله تعالى والنفع المتعدى (ثم مؤمن في شعب) بكسر الشين المعجمة وسكون المهملة (من الشعاب) وهو فرجة بين جبلين أي ثم يليه في الفضيلة مؤمن منقطع للتعبد في خلوة منفرد أو إن لم يكن في شعب وإنما مثل به لأن الغالب على الشعاب الخلوة من الناس (يتقي الله) أي يخافه بفعل المأمورات وتجنب المنهيات (ويدع الناس من شره) أي يتركهم فلا يخاصمهم ولا ينازعهم وهذا محله في زمن الفتنة أو فيمن لا يصبر على أذى الناس (حم ق ت ن هـ) عن أبي سعيد الخدري • (أفضل الناس مؤمن مزهد) بضم الميم وسكون الزاي وفتح الهاء أي مزهود فيه لقلة ماله وهو أنه على الناس وقيل بكسر الهاء أي زاهد في الدنيا (فر) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (أفضل الناس رجل) أي إنسان ذكرًا كان أو أنثى (يعطي جهده) بضم الجيم أي ما يقدر عليه والمقصود أن صدقة المقل

أكثر أجرًا من صدقة كثير المال (الطيالسي) أبو داود (عن ابن عمر) بن الخطاب • (أفضل الناس مؤمن بين كريمين) أي بين أبوين مؤمنين وقيل بين أب مؤمن وهو أصله وابن مؤمن هو فرعه فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن والكريم الذي كرم نفسه أي نزهها وباعدها عن التدنس بشيء من مخالفة ربه (طب) عن كعب بن مالك وهو حديث ضعيف • (أفضل أمتي الذين يعملون بالرخص) بضم الراء جمع رخصة وهي التسهيل في الأمور يقال رخص الشرع لنا في كذا أي يسره وسهله وذلك كالقصر والجمع والفطر في السفر وغير ذلك من رخص المذاهب (ابن لال عن عمر) وهو حديث ضعيف • (أفضل أيام الدنيا أيام العشر) أي عشر ذي الحجة لا مكان اجتماع أمهات العبادة فيها وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيرها لأن صيام كل يوم منها يعدل صيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر كما في خبر وفي الحديث تفضيل بعض الأزمنة على بعض كالأمكنة وفضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة وتظهر فائدة ذلك فيمن نذر الصيام أو علق عملاً من الأعمال بأفضل الأيام فإن أفرد يومًا منها تعين يوم عرفة لأنه أفضل أيام الشعر المذكور على الصحيح فإن أراد أفضل أيام الأسبوع تعين يوم الجمعة جمعًا بين حديث الباب وحديث أبي هريرة مرفوعًا خبر يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة (البزار عن جابر) بإسناد حسن • (أفضل سور القرآن) سورة (البقرة وأفضل آيات القرآن آية الكرسي) لما اجتمع فيها من التقديس والتحميد وتنزيهه سبحانه وتعالى عن التحيز والحلول وأنه تعالى عالم وحده بالأشياء كلها ولا يشفع عنده إلا من أذن له وأنه عظيم لا يحيط به فهم (البغوي في معجمه عن ربيعة) بن عمرو الدمشقي (الجرشي) بضم الجيم وفتح الراء وشين معجمة • (أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم) أي لأن أكله يحسن الخلق كما في خبر يأتي قال المناوي فهو أفضل من اللبن عند جمع لهذا الخبر وعكس آخرون (عق حل) عن ربيعة ابن كعب الأسلمي وإسناده ضعيف • (أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن) لأن لقارئه بكل حرف منه عشر حسنات قال المناوي وذلك من خصائصه على جميع الكتب الإلهية فقراءة القرآن أفضل الذكر العام بخلاف المأثور (هب) عن النعمان بن بشير وإسناده حسن لغيره • (أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن نظرا) أي في نحو مصحف فقراءته نظرًا أفضل من قراءته عن ظهر قلب (الحكيم) الترمذي (عن عبادة بن الصامت) وإسناده حسن لغيره • (أفضل كسب الرجل ولده) أي فللوالد أن يأكل من مال ولده إذا كان محتاجًا (وكل بيع مبرور) أي لا غش فيه ولا خيانة (طب) عن أبي بردة بن نيار الأنصاري • (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون) قال العلقمي وأفضلهن فاطمة بل هي وأخوها إبراهيم أفضل من سائر الصحابة حتى الخلفاء الأربعة اهـ وقال الرملي

أفضل نساء العالم مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ثم خديجة ثم عائشة (حم طب ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (أفضلكم إذا رؤوا ذكر الله تعالى لرؤيتهم) أي لما علاهم من بهاء العبادة (الحكيم) الترمذي (عن أنس) بن مالك ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (افطر الحاجم والمحجوم) أي تعرضًا للإفطار أما الحاجم فلأنه لا يأمن من وصول شيء من الدم إلى جوفه عند المص وأما المحجوم فلأنه لا يأمن من ضعف قوته بخروج الدم فيؤل أمره إلى أن يفطر وذهب جمع من الأئمة إلى ظاهر الحديث وقالوا يفطر الحاجم والمحجوم منهم أحمد وإسحاق وقال الشافعي وأبو حنيفة ومالك بعدم فطرهما وحملوا الحديث على التشديد وأنهما نقصا أجر صيامهما أو أبطلاه بارتكاب هذا المكروه لخبر البخاري وأحمد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم (حم دن حب ك) عن ثوبان وهو متواتره (أفطر عندكم الصائمون وأن كل طعامكم الأبرار) الأنقياء الصالحون (وصلت عليكم الملائكة) قاله لسعد بن معاذ لما أفطر عنده في رمضان وقيل لسعد بن عبادة ولا مانع من الجمع لأنهما قضيتان جرتا لسعد بن عبادة وسعد بن معاذ (هـ حب) عن ابن الزبير عبد الله وهو حديث صحيح • (اف للحجام حجاب لا يستر) لأن المئزر ينكشف عن العورة غالبًا عند الحركة (وماء لا يطهر) بضم المثناة التحتية وفتح الطاء المهملة وشدة الهاء المكسورة وذلك لغلبة الاستعمال على مائة فإن حياضه لا يبلغ الواحد منها نحو قلتين وأكثر من يدخله لا يعرف حكم نية الاغتراف فيصير مستعملاً وربما كان على بدنه نجاسة فلاقاه بها (لا يحل لرجل أن يدخله إلا بمئزر) يعني بساتر عورته عمن يحرم نظره إليها (مر) بصيغة الأمر (المسلمين لا يفتنون نساءهم) أي بتمكينهن من دخول الحمام ونظر بعضهن إلى عورة بعض وربما وصف بعضهن بعضًا للرجلا فيجر للزنى (الرجال قوامون على النساء) أي مسلطون عليهن يؤدبونهن أهل قيام عليهن كقيام الولاة على الرعايا فحق عليهم منعهن مما فيه فتنة منهن أو عليهن (علموهن) الآداب الشرعية التي منها ملازمة البيوت وعدم دخول الحمام وفي دخوله أقوال أصحها أنه مباح للرجال مكروه للنساء إلا لضرورة (ومروهن بالتسبيح) يحتمل أن لمراد مرورهن بالصلاة ويحتمل بقاؤه على ظاهره (هب) عن عائشة • (افلح من رزق لبا) بضم اللام وتشديد الموحدة أي عقلاً يعني فاز وظفر من رزق عقلاً راجحًا كاملاً اهتدى به إلى الإسلام وامتثال المأمورات وتجنب المنهيات (تخ طب) عن قرة بضم القاف وشدة الراء (ابن هبيرة) بالتصغير • (افلح) أي ظفر بمطلوبه (من هدى إلى الإسلام وكان عيشه كفافًا) أي قدر الكفاية بغير زيادة ولا نقص (وقنع به) أي رضى بذلك (طب ك) عن فضالة بفتح الفاء (ابن عبيد) وهو حديث صحيح • (أفلحت يا قديم) بضم القاف وفتح الدال مصغرًا مقدام وهو المقدام بن معدي كرب المخاطب بهذا

الحديث (إن مت ولم تكن أميرًا) أي على نحو بلدًا وقوم وفي الحديث الحث عملي اجتناب الولايات لمن يخاف عليه عدم القيام بحقوقها إما من كان أهلاً للإمارة وعدل فيها فله فضل عظيم نطقت به الأحاديث الصحيحة لحديث أن المقسطين على منابر من نور (ولا كاتبًا) أي نحو جزية أو صدقة أو خراج أو وقف أو مال تجارة وهذا فيمن لا يقدر على الخلاص منها (ولا عريفًا) أي قيمًا على نحو قبيلة أو جماعة يلي أمرهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم وهو فعيل بمعنى فاعل (د) عن المقدام بن معدي كرب • (أفلا استرقيتم له) أي لمن أصيب بالعين أي طلبتم له رقية (فإن ثلث منايا أمتي من العين) ولم يرد بالثلث حقيقته بل البالغة في الكثرة (الحكيم) الترمذي (عن أنس) بن مالك ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (إقامة حد من حدود الله تعالى) أي على من فعل موجبه وثبت عليه بوجه لا احتمال معه كما يفيده خبرا درؤوا الحدود بالشبهات (خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله) لأن في إقامتها زجر الخلق عن المعاصي والذنوب وسببًا لفتح أبواب السماء بالمطر وفي القعود عنها والتهاون بها انهماك لهم في المعاصي وذلك سبب لأخذهم بالسنين والجدب وإهلاك الخلق ولإن إقامة الحد عدل والعدل خير من المطر لأن المطر يحي الأرض والعدل يحي أهل الأرض ولأن في إقامة الحدود منع الفساد في الأرض بعد إصلاحها فناسب ذكر المطر لذلك وأيضًا المطر الدائم قد لا يكون صلاحًا وإما إقامة الحد فهو صلاح محقق فكان خيرًا لهم من المطر في المدة المذكورة وخاطبهم بذلك لأن العرب لا تسترزق إلا بالمطر المعهود كما قال الله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون والنفوس العاصية لا تنزجر عن المعاصي إلا بإقامة الحدود (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (اقبلوا الكرامة) أي إذا أكرمكم إنسان بكرامة فاقبلوها والكرامة هي ما يفعل بالإنسان أو يعطاه على وجه الإكرام (وأفضل الكرامة) أي التي تكرم بها أخاك (الطيب) بأن تطيبه منه أو تهديه له (أخفه محملاً وأطيبه رائحة) أي هو أخف الشيء الذي يكرم به جملاً فلا كلفة في حمله أو طيبه ريحًا عند الآدميين وعند الملائكة فيتأكد اتحاف الإخوان به ويسن قبوله ويسن أيضًا قبول الدهان والحلوى والدر والوسادة وآلة التنظيف والريحان ويكره ردها وقد نظمها بعضهم فقال عن المصطفى سبع يسن قبولها ... إذا ما بها قد أتحف المرء خلان دهان وحلوى ثم در وسادة ... وآلة تنظيف وطيب وريحان (قط) في الإفراد (طس) عن زينب بنت جحش أم المؤمنين الأسدية • (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر) أي اقتدوا بالحليفتين اللذين يقومان من بعدي لحسن سريرتهما وفيه إشارة إلى الخلافة وأن أبا بكر مقدم على عمر (حم ت هـ) عن حنيفة • (اقتدوا بالذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر) لما فطرا عليه من الأخلاق المرضية وأعطياه من المواهب الربانية (واهتدوا بهدى عمار) بالفتح والتشديد أي

سيروا بسيرته (وتمسكوا بعهد ابن مسعود) أي ما يوصيكم به من أمر الخلافة فإنه أول من شهد بصحتها وأشار إلى استقامتها من أفاضل الصحابة وأقام عليها الدليل فقال لا نؤخر من قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نرضى لدنيانا من رضيه لديننا (ت) عن ابن مسعود الروياني عن حذيفة بن اليمان (عد) عن أنس بن مالك وإسناده حسن • (اقتربت الساعة) أي قربت القيامة أي دنا وقت قيامها (ولا تزداد منهم) يعني من الناس الحريصين على الاستكثار من الدنيا (الأقربا) قال المناوي لفظ رواية الطبراني والحلية إلا بعد أو لكل منهما وجه صحيح والمعنى على الأول كلما مر بهم زمن وهم في غفلتهم ازدادت قربًا منهم وعلى الثاني كما اقتربت ودنت تناسو أقربها وعملوا عمل من أخذت الساعة في البعد عنه (طب) عن ابن مسعود ورجاله رجال الصحيح • (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصًا) أي شحًا وإمساكًا لعماهم عن عاقبتها (ولا يزدادون من الله) أي من رحمته (إلا بعدًا) لأن الدنيا مبعدة عن الله لأنه يكرهها لم ينظر إليها منذ خلقها والبخيل مبغوض إلى الله بعيد عنه (ك) عن ابن مسعود • (اقتلوا الحية والعقرب) أل فيهما للجنس فيشمل كل منهما الذكر والأنثى (وإن كنتم في الصلاة) وإن ترتب على القتل بطلانها والأمر للندب وصرفه عن الوجوب حديث أبي يعلى كان لا يرى بقتلها في الصلاة بأسًا (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب) سماهم أسودين تغليبًا ويلحق بهما كل ضار كزنبور وخص الأسود لعظم ضرره فالاهتمام بقتله أعظم لا لإخراج غيره من الأفاعي بدليل ما بعده (دت حب ك) عن أبي هريرة ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (اقتلوا الحيات كلهن) أي بجميع أنواعهن في كل حال وزمان ومكان حتى حال الإحرام وفي البلد الحرام (فمن خاف ثأرهن) قال العلقمي بالمثلثة وسكون الهمزة أي من خاف إذا قتلهن أن يطالب بثأرهن ويقتل بقتلهن ويحتمل أن يقال من خاف إذا هاش على الحيات وأراد قتلها أن تطلبه وترتفع عليه أن تلدغه بسمها فيموت من لدغتها (فليس مني) قال العلقمي في رواية منا أي ليس عاملاً بسنتنا ولام مقتديًا بنا بل هو مخالف لأمرنا فإن غلب على ظنه حصول ضرر فلا يلام على الترك (دن) عن ابن مسعود (طب) عن جرير بن عبد الله (وعن عثمان بن العاص) ورجاله ثقات • (اقتلوا الحيات اقتلوا ذا الطفيتين) تثنية طفية بضم فسكون جنس من الحيات يكون على ظهره خطان أسودان وقيل أبيضان (والأبتر) أي الذي يشبه مقطوع الذنب (فإنهما يطمسان) أي يعميان (البصر) اي بصر الناظر إليهما ومن ينهشاه (ويسقطان) لفظ رواية الصحيحين ويستسقطان (الحبل) بفتح الحاء المهملة والموحدة أي الجنين عند نظر الحامل إليهما بالخاصية لبعض الأفراد وفي رواية لمسلم الجبالي بدل الحبل (حم ق د ت هـ) عن ابن عمر بن الخطاب • (اقتلوا الوزغ) بالتحريك سمي به لخفته وهو معروف

وسام أبرص كباره وهو مركب تركيبًا مزجيًا (ولو في جوف الكعبة) لأنه من الحشرات المؤذيات وقيل إنه يسقي الحيات ويمج في الإناء كان ينفخ النار على إبراهيم حين ألقى فيها وروي من قتل وزغة في الضربة الأولى فله مائة حسنة وروى أيضًا من قتل وزغة محا الله عنه سبع حطيئات وروى أيضًا من قتل وزغة فكأنما قتل شيطانًا ومن طبعه أنه لا يدخل بيتًا فيه رائحة الزعفران ويألف الحيات كما تألف العقارب الخنافس وهو يلفح بفيه ويبيض كما تبيض الحيات ويقيم في حجره زمن الشتاء أربعة أشهر لا يطعم شيئًا (طب) عن ابن عباس • (اقتلوا شيوخ المشركين) أي الرجال الأقوياء أهل النجدة والبأس لا الهرماء الذين لا قوة لهم ولا رأي (واستبقوا شرخهم) بفتح الشين والخاء المعجمتين المفتوحتين بينهما راء ساكنة مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع وقيل هو جمع شارخ كشارب وشرب أي الأطفال المراهقين الذين لم يبلغوا الحلم فيحرم قتل الأطفال والنساء (حم د ت) عن سمرة قال العلقمي قال ت حسن صحيح غريب (اقرأ القرآن على كل حال) أي قائمًا وقاعدًا وراقدًا وماشيًا وغير ذلك (إلا وأنت جنب) ومثل الجنب الحائض والنفساء فيحرم قراءة شيء من القرآن على من ذكر بقصد القراءة (أبو الحسن بن صخر) في فوائده (عن علي) أمير المؤمنين • (اقرأ القرآن في كل شهر) بأن تقرأ كل ليلة جزأ من ثلاثين جزأ (اقرأه في عشرين ليلة) أي في كل يوم وليلة ثلاثة أحزاب (اقرأه في عشر) بأن تقرأ في كل يوم وليلة ستة أحزاب (اقرأه في سبع) أي أسبوع (ولا تزد على ذلك) ندبًا فإنه ينبغي التفكير في معانيه وأمره ونهيه ووعده ووعيده وتدبر لك لا يحصل في أقل من أسبوع ومن قرأه في سبع جزأه على سبعة أجزاء كما فعلت الصحابة قال العلقمي فالأول ثلاث سور والثاني خمس سور بعد الثلاث والثالث تسع سور إلى مريم والرابع تسع وقيل إلى أول العنكبوت والخامس إحدى عشرة سورة وقيل إلى ص والسادس إلى آخر الحديد والسابع إلى آخر القرآن قال النووي والاختياران ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يخل بالمقصود من التدبر واستخراج المعاني وكذا من كان له شغل بالعلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يخل بما هو فيه ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ولا يقرؤه هذرمة بالذال وهي سرعة القراءة (ق د) عن ابن عمر قال المناوي ابن الخطاب وقال الشيخ ابن العاص • (اقرأ القرآن في أربعين) قال المناوي لتكون حصة كل يوم نحو مائة وخمسين آية وذلك لأن تأخيره أكثر منها يعرضه للنسيان والتهاون به (ت) عن ابن عمرو بن العاص وحسنه الترمذي • (اقرأ القرآن في خمس) أخذ به جمع من السلف منهم علقمة بن قيس فكان يقرأ في كل خمس ختمة (طب) عن ابن عمرو بن العاص رمز المؤلف لضعفه • (اقرأ

القرآن في ثلاث) بأن تقرأ في كل يوم وليلة ثلثه (إن استطعت) أي قراءته في ثلاث مع ترتيل وتدبر وإلا فاقرأه في أكثر وفي حديث من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه أي غالبًا قال الغزالي ولذلك ثلاث درجات أدناها أن يختم في الشهر مرة وأقصاها في ثلاثة أيام مرة وأعدلها أن يختم في الأسبوع وأما الختم في كل يوم فلا يستحب (حم طب) عن سعد بن المنذر له صحبة • (اقرأ القرآن ما نهاك) أي عن المعصية يعني ما دمت مؤتمرًا بأمره منتهيًا بنهيه وزجره والمراد الحث على العمل به أي لا يترك القراءة إلا من لا يعمل به (فإذا لم ينهك فلست تقرؤه) أي فكأنك لم تقرأه لإعراضك عن متابعته فلم تظفر بفوائده وعوائده فيصير حجة عليك وخصمًا لك يوم القيامة (فر) عن ابن عمرو بن العاص قال العراقي إسناده ضعيف • (اقرأ المعوذات) فيه إطلاق الجمع على المثنى أي الفلق والناس أو التغليب على الإخلاص (في دبر كل صلاة) بضم الدال والباء أي من الخمس وفيه استحباب قراءتها بعد التسليم من كل صلاة مكتوبة فإنها لم يتعوذ بمثلها فإذا تعوذ المصلى بها خلف كل صلاة كان في حراستها إلى ثاني صلاة أخرى (د حب) عن عقبة ابن عامر قال المناوي وسكت عليه أبو داود فهو صالح وصححه ابن حبان • (اقرؤ القرآن بالحزن) بالتحريك أي بصوت يشبه صوت الحزين يعني بتخشع وتباك فإن لذلك تأثيرًا في رقة القلب وجريان الدمع (فإنه نزل بالحزن) أي نزل كذلك بقراءة جبريل (ع طس حل) عن بريدة بن الحصيب وهو حديث ضعيف • (اقرؤا القرآن) أي داوموا على قراءته (ما ائتلفت) أي ما اجتمعت (عليه قلوبكم) أي ما دامت قلوبكم تألف القراءة (فإذا اختلفتم فيه) قال المناوي بأن صارت قلوبكم في فكرة شيء سوى قراءتكم وصارت القراءة باللسان مع غيبة الجنان اهـ أي صار القلب مخالفًا للسان (فقوموا عنه) أي أتركوا قراءته حتى ترجع قلوبكم وقال العلقمي فإذا اختلفتم فيه أي في فهم معانيه فقوموا عنه أي تفرقوا الثلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر قال شيخ شيوخنا قال عياض يحتمل أن يكون النهي خاصًا بزمنه صلى الله عليه وسلم لئلا يكون ذلك سببًا لنزول ما يسوءهم كما في قوله تعالى لا تسألوا عن أشياء أن تبدلكم تسؤكم ويحتمل أن يكون المعنى اقرؤا أي ألزموا الائتلاف على ما دل عليه وقاد إليه فإذا وقع الاختلاف أي عرض عارض بسببه يقتضي المنازعة الداعية إلى الافتراق فاتركوا القراءة وتمسكوا بالمحكم الموجب للألفة واعرضوا عن المتشابه المؤدي إلى الفرقة وهو كقوله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم ويحتمل أنه نهى عن القراءة إذا وقع الاختلاف في كيفية الأداء بأن يفترقوا عنه عند الاختلاف ويستمر كل منهم على قراءته (حم ق ن) عن جندب قال المناوي بضم الجيم والدال تفتح وتضم وهو عبد الله البجلي • (اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه) أي لقارئيه بأن يتمثل بصورة يراه الناس كما يجعل الله لأعمال العباد صورة ووزنًا لتوضع في الميزان والله على كل شيء قدير

فليقبل المؤمن هذا وأمثاله ويعتقد بإيمانه أنه ليس للعقل في مثل هذا سبيل (اقرؤا الزهراوين) أي انليرين سميتا به لكثرة نور الأحكام الشرعية والأسماء الإلهية فيهما أو لهدايتهما وعظم أجرهما لقارئهما (البقرة وآل عمران) بدل من الزهراوين (فإنهما يأتيان) أي ثوابهما (يوم القيامة كأنهما غمامتان) أي سحابتان تظلان قارئهما من حر الموقف (أو غيايتان) بفتح الغين المعجمة وتخفيف المثناتين التحتيتين قال في النهاية الغيابة كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغيرها وقال المناوي وهي ما أظل الإنسان فوقه وأراد به ماله صفاء وضوء إذا الغياية ضوء شعاع الشمس (أو كأنهما فرقان) بكسر الفاء وسكون الراء أي قطيعان أي طائفتان (من طير صواف) أي باسطات أجنحتها متصلاً بعضها ببعض والمراد أنهما يقيان قارئهما من حر الموقف وليست أو للشك ولا للتخيير في تشبيه السورتين ولا للتروية بل للتنويع وتقسيم القارئين فالأول لمن يقرأهما ولا يفهم المعنى والثاني للجامع بين التلاوة ودراية المعنى والثالث لمن ضم إليها التعليم والإرشاد (يحاجان عن أصحابها) أي يدفعان عنه الجحيم أو الزبانية (اقرؤا سورة البقرة) قال المناوي عمم أولا وعلق به الشفاعة ثم خص الزهراوين وعلق بهما النجاة من كرب القيامة والمحاجة ثم أفرد البقرة وعلق بها المعاني الثلاثة الآتية إيماء إلى أن لكل خاصية يعرفها الشارع (فإن أخذها) أي المواظبة على قراءتها والعمل بها (بركة) أي زيادة ونماء (وتركها حسرة) أي تأسف وتلهف على ما فاته من الثواب (ولا تستطيعها البطلة) بفتح الباء والطاء المهملة أي السحرة لزيغهم عن الحق وأنهما كهم في الباطل وأهل البطالة الذين لم يوفقوا لذلك (حم م) عن أبي إمامة الباهلي • (اقرؤا القرآن واعملوا به) أي بامتثال أوامره واجتناب نواهيه (ولا تجفوا عنه) أي تبعدوا عن تلاوته وتقصروا فيها (ولا تغلوا فيه) بفتح المثناة الفوقية وسكون الغين المعجمة أي لا تتعدوا حدوده من حيث لفظه أو معناه أو لا تبذلوا جهدكم في قراءته وتتركوا غيره من العبادات قال المناوي والجفا عنه التقصير والغلو التعمق فيه (ولا تأكلوا به) أي لا تجعلوه سببًا للأكل (ولا تستكثروا به) أي لا تجعلوه سببًا للاستكثار من الدنيا (حم ع طب هب) عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري ورجاله ثقات • (اقرؤا القرآن بلحون العرب) قال العلقمي قال في النهاية اللحون والألحان جمع لحن وهو التطريب وتحسين القراءة (وأصواتها) أي ترنماتها الحسنة التي لا يختل معها شيء من الحروف عن مخرجه لأن ذلك يضاعف النشاط (وإياكم ولحون أهل الكتابين) أي التورات والإنجيل وهم اليهود والنصارى (وأهل الفسق) أي من المسلمين الذين يخرجون القرآن عن موضوعه بالتمطيط بحيث يزيد أو ينقص حرفًا فإنه حرام إجماعًا قال العلقمي والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقراءة مطلوب فإن لم يكن حسنًا فليحسنه ما استطاع (فإنه سيجيء بعدي قوم يرجعون) بالتشديد أي يرددون أصواتهم (بالقرآن ترجيع الغناء) أي يفاوتون

ضروب الحركات في الصوت كأهل الغناء (والرهبانية) أي أهل الرهبانية (والنوح) أي أهل النوح (لا يجاوز حناجرهم) قال في المصباح الحنجرة فيعله مجرى النفس اهـ أي لا يجاوز مجارى أنفسهم ولعل المراد أنه كناية عن عدم الثواب (مفتونة قلوبهم) قال المناوي بنحو محبة النساء والمرد اهـ ويحتمل أنها مفتونة بحب النغم واستماعه من غير مراعاة ما اصطلح عليه القراء (وقلوب من يعجبهم شأنهم) فإن من أعجبه شأنهم فحكمه حكمهم (طس هب) عن حذيفة • (اقرؤا القرآن) أي ما تيسر منه (فإن الله تعالى لا يعذب قلبًا وعي القرآن) أي حفظه عن ظهر قلب وعمل بأحكامه من امتثال أوامره واجتناب نواهيه والاعتبار بأمثاله والاتعاظ بمواعظه فمن حفظ لفظه وضيع حدود فهو غير واع له وحفظه فرض كفاية (تمام) في فوائده (عن أبي إمامة) الباهلي • (اقرؤا القرآن وابتغوا به وجه الله تعالى) أي اقرؤه على الكيفية التي يسهل على ألسنتكم النطق بها مع اختلاف ألسنتكم فصاحة ولثغة ولكنه من غير تكليف ولا مشقة في مخارج الحروف ولا مبالغة ولا إفراط في المد والهمز والإشباع فقد كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين سهلة (من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح) بكسر القاف وسكون الدال أي السهم أي يسرعون في تلاوته إسراع السهم إذا خرج من القوس (يتعجلونه ولا يتأجلونه) أي يطلبون بقراءته العاجلة أي عرض الدنيا والرفعة فيها ولا يلتفتون إلى الأجر في الدار الآخرة وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه إخبار عن غيب قبل مجيئه (حم د) عن جابر بن عبد الله قال المناوي وسكت عليه أبو داود فهو صالح • (اقرؤا سورة البقرة في بيوتكم) أي في مساكنكم (ولا تجعلوها قبورًا) أي كالقبور خالية عن الذكر والقراءة بل اجعلوا لها نصيبًا من الطاعة (ومن قرأ سورة البقرة) قال المناوي كلها أي بأي محل كان أو في بيته وهو ظاهر السياق (توج بتاج في الجنة) حقيقة أو هو كناية عن مزيد الإكرام (هب) عن الصلصال بصادين مهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة صحابي له رواية (ابن الدلهمس) بدال مهملة ثم لام مفتوحة ثم هاء ساكنة ثم ميم مفتوحة ثم سين مهملة • (اقرؤا سورة هود يوم الجمعة) قال المناوي فإنها من أفضل سور القرآن فتليق قراءتها في أفضل أيام الأسبوع (هب) عن كعب الأحبار مرسلاً قال الحافظ بن حجر مرسل صحيح الإسناد • (اقرؤا على موتاكم يس) أي من حضره مقدمات الموت لأن الميت لا يقرأ عليه بل ذلك عند حضور مقدمات الموت لأن الإنسان حينئذ ضعيف القوة والأعضاء ساقطة المتعة لكن القلب قد أقبل على الله تعالى بكليته فيقرء عليه ما يزداد به قوة قلب ويشتد تصديقه بالأصول فهو إذا علة ولأن أحوال القيامة والبعث مذكورة فيها فإذا قرئت تجدد له ذكر تلك الأحوال وأخذ بعضهم بظاهر الخبر فصحح أنها تقرأ بعد موته وإلا ولى الجمع عملاً بالقولين قال المناوي قال ابن القيم وخص يس لما فيها من التوحيد والمعاد

والبشرى بالجنة لأهل التوحيد (حم ده حب ك) عن معقل بن يسار قال في الأذكار إسناده ضعيف • (اقرؤا) بفتح الهمزة وسكون القاف وكسر الراء وضم الهمزة (على من لقيتم من أمتي) أي أمة الإجابة (بعدي السلام) أي أبلغوه السلام عني فيحتمل أن يقال له النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عليك وأن يقال له قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرؤا على من لقيتم من أمتي بعدي السلام ويحتمل أنه كناية عن إفشاء السلام (الأول) أي من يأتي في الزمن الأول (فالأول) قال المناوي أي من يأتي في الزمن الثاني سماه أولاً لأنه سابق على من يجيء في الزمن الثالث (إلى يوم القيامة) فيندب فعل ذلك ويقال في الرد عليه وعليه الصلاة والسلام أو وعليه السلام لأن رد السلام التحية لا إنشاء السلام المقول فيه بكراهة إفراده عن الصلاة اهـ كلام المناوي وهو ظاهر في الاحتمالين الأولين من الاحتمالات السابقة (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكني (عن أبي سعيد) الخدري • (أقرأني جبريل القرآن على حرف) أي لغة أو وجه (فراجعته) أي فقلت له أن ذلك تضييق (فلم أزل أستر يده فيزيدني) أي لم أزل أطلب منه أن يطلب من الله تعالى الزيادة في الأحرف المتوسعة والتخفيف ويسأل جبريل ربه فيزيده حرفًا بعد حرف (حتى انتهى إلى سبعة أحرف) أي أوجه يجوز أن يقرأ بكل وجه منها وليس المراد أن كل كلمة وجملة منه تقرأ على سبعة أوجه بل المراد أن غاية ما ينتهي إليه عدد القراآت في الكلمة الواحدة إلى سبعة وليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بل المراد التسهيل والتيسير ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق لفظ السبعين في العشرات والسبعمائة في المائين واختلف في معنى الحديث على نحو أربعين قولاً أقربهما قولان أحدهما أن المراد سبع لغات والثاني أن المراد سبعة أوجه من المعاني بألفاظ مختلفة قال العلقمي والمختاران هذا الحديث من المشكل الذي لا يدري معناه كمتشابه القرآن (حم ق ت) عن ابن عباس • (أقرب العمل إلى الله عز وجل) أي إلى رحمته (الجهاد في سبيل الله) أي قتال الكفار لإعلاء كلمته (ولا يقاربه) أي في الأفضلية (شيء) لما فيه من الصبر على بذل الروح في رضى الرب (تخ) عن فضالة بفتح الفاء (ابن عبيد) الأنصاري • (أقرب ما يكون العبد) أي الإنسان حرًا كان أو رقيقًا (من ربه) أي من رحمته وفضله (وهو ساجد) جملة حالية أي أقرب ما يكون من رحمة ربه حاصل في حالة كونه ساجدًا لأن السجود أول عبادة أمر الله بها بعد خلق آدم فكان المتقرب بها إلى الله تعالى أقرب منه إليه في غيرها وأقرب متبدأ حذف خبره لسد الحال مسده (فاكثروا الدعاء) أي في السجود لأن حالة السجود حالة خضوع وذل وانكسار لتعفير الساجد وجهه في التراب فهي مظنة الإجابة والمراد بالقرب من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح لأقرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام والله تعالى منزه عن ذلك وقرب الله من العبد قرب إنعامه وإفاضة بره وإحسانه

وترادف مننه وفيض مواهبه إليه (م د ن) عن أبي هريرة • (أقرب ما يكون الرب من العبد) أي الإنسان (في جوف الليل) يحتمل أن يكون قوله في جوف الليل حالاً من الرب أي قائلاً في جوف الليل من يدعوني فاستجيب له سدت مسد الخبر أو من العبد قائمًا في جوف الليل داعيًا مستغفرًا نحو قولك ضربي زيدًا قائمًا ويحتمل أن يكون خبر الأقرب (الآخر) صفة لجوف الليل على أن ينصف الليل ويجعل لكل نصف جوف والقرب يحصل في جوف النصف الثاني فابتداؤه يكون من الثلث الأخير وهو وقت القيام للتهجد وإنما قال في هذا الحديث أقرب ما يكون الرب من العبد وفيما قبله أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد لأن قرب رحمة الله من المحسنين سابق على إحسانهم فإذا سجدوا قربوا من ربهم بإحسانهم (فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله) أي من الذين يذكرون الله ويكون لك مساهمة معهم وأفرد الضمير مراعاة للفظ من (في تلك الساعة فكن) وهذا أبلغ مما لو قيل إن استطعت أن تكون ذاكرًا فكن لأن الصيغة الأولى فيها صيغة عموم فهي شاملة للأنبياء والعلماء والأولياء فيكون داخلاً في جملتهم ولا حقابهم بخلاف الثانية (ت ن ك) عن عمرو بن عبسة بفتح العين والباء الموحدة وهو حديث صحيح • (أقروا الطير على مكناتها) ضبطه بعضهم بفتح الميم وكسر الكاف وتشديد النون قال العلقمي وهذا الضبط هو المناسب للمعنى وهو المعتمد إلى أن قال ولم أعرف لتشديد النون وجهًا جمع مكنة بالضم بمعنى التمكن أي أقروها على كل مكنة ترونها عليها ودعوا التطير بها كان أحدهم إذا أراد سفرًا أو حاجة ينفر طيرًا فإن طار يمنة مضى والأرجع فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أقروا الطير على مكناتها (دك) عن أم كرز بضم فسكون صححه الحاكم وسكت عليه أبو داود • (أقسم الخوف والرجاء) أي حلفا بلسان الحال إذ هما من المعاني لا الأجسام ففيه تشبيه بليغ (أن لا يجتمعا في أحد في الدنيا) أي يتساو أو تفاضل (فيريح ريح النار) أي يشم ريح لهب جهنم لأنه على طريقة الاستقامة ومن كان على طريقة الاستقامة كان جزاؤه النعيم المقيم فلابد من اجتماعهما لكن ينبغي غلبة الخوف في حال الصحة والرجاء في حال المرض وأما عند الإشراف على الموت فاستحب قوم الاقتصار على الرجاء لما يتضمن من الافتقار إلى الله تعالى ولأن المحذور من ترك الخوف قد تعذر فيتعين حسن الظن بالله والخوف المحمود هو ما صان العبد عن الإخلال بشيء من المأمورات أو الوقوع في شيء من المنهيات والمقصود من الرجاء إن وقع منه طاعة يرجو قبولها وأما من انهمك على المعصية راجيًا عدم المؤاخذة بغير ندم ولا إقلاع فهذا غرور قال الغزالي الراجي من بث بذر الإيمان وسقاه بماء الطاعات ونقى القلب عن شوك الهالكات وانتظر من فضل الله تعالى أن ينجيه من الآفات فأما المنهمك في الشهوات منتظر للمغفرة فاسم المغرور به أليق وعليه أصدق (ولا يفترقا في أحد في الدنيا فيريح ريح الجنة) فإن انفراد الخوف يؤدي إلى القنوط من رحمة الله وانفراد الرجاء

يؤدي إلى الأمن من مكر الله فعلم أنه لابد منهما كما تقدم (هب) عن وائلة بكسر المثلثة (ابن الأسقع) بفتح الهمزة والقاف • (اقضوا الله فالله أحق بالوفاء) أي وفوه حقه اللازم لكم من الإيمان وأداء الواجبات قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن ابن عباس أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها قال حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته اقضوا فذكره (تخ) عن ابن عباس • (أقطف القوم دابة أميرهم) أي أقطف دواب القوم دابة أميرهم ويحتمل نصب دابة على التمييز فلا تقدير قال المناوي أي هم يسيرون بسير دابته فيتبعونها كما يتبع قال المؤلف في مختصر النهاية القطوف من الدواب البطيء والاسم القطاف (خط) عن معاوية بن قرة بضم القاف وشدة الراء (مرسلاً • (أقل ما يوجد في أمتي في آخر الزمان درهم حلال) أي مقطوع بحله لغلبة الحرام على ما في أيدي الناس قال الحسن لو وجدت رغيفًا من حلال لأحرقته ودققته ثم دوايت به المرضى فإذا كان هذا زمن الحسن فما بالك به الآن (أو أخ) أي صديق (يوثق به) قال الزمخشري الصديق هو الصادق في ودادك الذي يهمه ما أهمك وسئل عنه بعض الحكماء فقال اسم على غير معنى حيوان غير موجود ومن نظم الأستاذ أبي إسحاق الشيرازي سألت الناس عن خل وفي ... فقالوا ما إلى هذا سبيل تمسك إن ظفرت بود حر ... فإن الحر في الدنيا قليل (عد) وابن عساكر في التاريخ (عن ابن عمر) بن الخطاب رمز المؤلف لضعفه • (أقل أمتي أبناء السبعين) لأن معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين فغالبهم يموت قبل بلوغ السبعين وأقلهم من يبلغها (الحكيم) الترمذي (عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف • (أقل أمتي الذين يبلغون السبعين) قال المناوي كذا في نسخ الكتاب كغيرها بتقديم السين قال الحافظ الهيثمي ولعله بتقديم التاء (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (أقل الحيض ثلاث وأكثره عشرة) أخذ بهذا الحديث بعض المجتهدين وذهب الشافعي إلى أن أقله يوم وليلة وأكثره خمسة عشر يومًا (طب) عن أبي إمامة وهو حديث ضعيف • (أقل) قال المناوي وفي رواية أقلل (من الذنوب) أي من فعلها (يهن عليك الموت) بضم الهاء فإن كرب الموت قد يكون من كثرة الذنوب (وأقل من الدين) بفتح الدال المهملة أي الاستدانة (تعش حرًا) أي تنج من رب الدين والتذلل له فإن له تحكما وتأمرا فبالإقلال من ذلك تصير حرًا ولا ولاء عليك لأحد وعبر بالإقلال دون الترك لأنه لا يمكن التحرز عنه بالكلية غالبًا (هب) عن ابن عمر بن الخطاب رمز المؤلف لضعفه • (أقلوا الخروج) أي من الخروج من منازلكم وفي نخسة أقل (بعد هدأة الرجل) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة وهمزة مفتوحة أي سكون الناس عن المشي في الطرق ليلاً (فإن الله تعالى دواب يبثهن) أي يفرقهن وينشرهن (في الأرض في تلك الساعة أي في أول الليل فما بعده فإن خرجتم حينئذ

فأما إن تؤذوهم أو يؤذوكم وعبر بأقل دون لا تخرج إيماءً إلى أن الخروج لما لابد منه لا حرج فيه (حم د ن) عن جابر وهو حديث صحيح • (أقلوا الدخول على الأغنياء) أي بالمال (فإنه) أي إقلال الدخول عليهم (أحرى) أي أحق (أن لا تزدر وأنعم الله عز وجل) التي أنعم بها عليكم وفي نسخ نعمة الله لأن الإنسان حسود غيور بالطبع فإذا تأمل ما أنعم الله به على غيره حمله ذلك على كفران النعمة التي أنعم الله بها عليه وعبر بأقلوا دون لا تدخلوا إيماءً إلى أن الدخول إلى ما لابد منه لا حرج فيه (ك هب) عن عبد الله بن الشخير بكسر الشين وشدة الخاء المعجمتين قال الحاكم صحيح وأقروه • (أقلي) خطاب لعائشة وهو وإن كان خاصًا فالحكم عام (من المعاذير) أي لا تكثري من الاعتذار لمن تعتذري إليه لأنه قد يورث ريبة كما أنه ينبغي للمعتذر إليه أن لا يكثر من العتاب والاعتذار طلب رفع اللوم (فر) عن عائشة وهو حديث ضعيف • (أقم الصلاة) أي عدل أركانها وأحفظها عن وقوع خلل في أفعالها وأقوالها (وأد الزكاة) أي إلى مستحقيها أو إلى الإمام (وصم رمضان) أي حيث لا عذر من نحو مرض أو سفر (وحج البيت واعتمر) أي إن استطعت إلى ذلك سبيلاً (وبر والديك) أي أصليك المسلمين وكذا الكافرين إذا كانا معصومين (وصل رحمك) أي قرابتك وإن بعدت (وأقر الضيف) أي أضف النازل بك (وأمر بالمعروف) هو ما عرفه الشارع أو العقل (وأنه عن المنكر) هو ما أنكره أحدهما فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عند القدرة وإلا من على النفس والمال (وزل مع الحق حيث زال) أي در معه كيف دار (تخ ك) عن ابن عباس قال الحاكم صحيح ورد • (أقيلوا ذوي الهيآت) أي أهل المروءة والخصال الحميدة الذين لم تظهر منهم ريبة ولا يعرفون بالشر (عثراتهم) أي ارفعوا عنهم العقوبة على زلاتهم فلا تؤاخذهم بها (إلا الحدود) أي إذا بلغت الإمام وإلا حقوق الآدمي فإن كلاً منهما يقام فالمأمور العفو عنه هفوة أو زلة لا حد فيها ولو بلغت الإمام وهي من حقوق الحق والخطاب للائمة وما في معناهم (حم خدد) عن عائشة وهو حديث ضعيف • (أقيلوا السخي) أي المؤمن الكريم الذي لا يعرف بالشر (زلته) أي هفوته الواقعة منه على سبيل الندور (فإن الله تعالى آخذ بيده) أي منجيه ومسامحه (كلما عثر) بعين مهملة ومثلثة أي زل وسقط في الإثم نادرًا (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس • (أقيموا حدود الله في البعيد والقريب) قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي يحتمل أن يراد بهما القرب والبعد في النسب أو القوة والضعف قال والثاني أنسب (ولا تأخذكم في الله لومة لائم) عطف على أقيموا فيكون تأكيدًا للأمر ويجوز أن يكون خبرًا بمعنى النهي ومقصود الحديث الصلابة في دين الله واستعمال الجد والاهتمام فيه (هـ) عن عبادة بن الصامت • (أقيموا الصفوف) أي سووها في الصلاة (وحاذروا بالمناكب) أي اجعلوا بعضها في محاذات بعض أي مقابلتها بحيث يصير منكب كل من المصلين مسامتا لمنكب الآخر

(وانصتوا) أي اسكتوا عن القراءة خلف الإمام حال قراءته للفاتحة ندبًا (فإن أجر المنصت الذي لا يسمع) أي قراءة الإمام الفاتحة (كأجر المنصت الذي يسمع) أي قراءتها وظاهر الحديث عدم وجوب القراءة على المأموم وبه أخذ بعض المجتهدين (عب) عن زيد بن أسلم مرسلاً وعن عثمان بن عفان موقوفًا عليه وهو في حكم المرفوع • (أقيموا الصفوف) أي سووها وعدلوها (فإنما تصفون بصفوف الملائكة) قالوا كيف تصف الملائكة قال يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون في كل صف (وحاذوا بين المناكب) بالحاء المهملة والذال المعجمة أي اجعلوا بعضها في محاذات بعض أي مقابلته بحيث يكون منكب كل واحد من المصلين موازيًا بالمنكب الآخر ومسامتا له فتكون المناكب والأعناق والأقدام على سمت واحد (وسدوا الخلل) بخاء معجمة ولام مفتوحتين أي الفرج التي في الصفوف إذا كانت تسع المصلي بلا مزاحمة مؤذية للمصلين مانعة من مجافاة المرفقين (ولينوا بأيدي إخوانكم) بكسر اللام وسكون المثناة التحتية أي إذا جاء من يريد الدخول في الصف ووضع يده على منكب المصلى فليلن له ويوسع له ليدخل ولا يمنعه (ولا تذروا) أي تتركوا (فرجات) بضم الفاء والراء والتنوين (للشيطان) إبليس أو أعم وهذا حث على المنع من كل سبب يؤدي إلى دخول الشيطان وسد ذلك عنه كما مر بوضع يده على فمه عند التثاؤب (ومن وصل صفا) أي بوقوفه فيه (وصله الله) أي برحمته (ومن قطع صفا) بأن كان في صف فخرج منه لغير حاجة أو جاء إلى صف وترك بينه وبين من في الصف فرجة بغير حاجة (قطعه الله عز وجل) أي عن ثوابه ورحمته إذا الجزاء من جنس العمل وذا يحتمل الدعاء والخبر (حم د طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال المناوي وصححه الحاكم وابن خزيمة (أقيموا الصف في الصلاة) أل فيه للجنس أي عدلوا صفوف الصلاة وسووها باعتدال القائمين على سمت واحد (فإن إقامة الصف من حسن الصلاة) أي من تمام إقامتها والأمر فيه للندب لا للوجوب إذ لو كان واجبًا لم يجعله من حسنها إذ حسن الشيء وتمامه زائد على حقيقته (م) عن أبي هريرة • (أقيموا صفوفكم) أي سووها (فوالله لتقيمن) بضم الميم أصله لتقيمونن (صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) أي إن لم تساووا فالواقع أحد الآمرين من التسوية أو المخالفة فتكون أو فيه للتقسيم وذلك لأن تقدم بعض المصلين على بعض جار إلى الضغائن فتختلف القلوب (د) عن النعمان بن بشير قال المناوي وسكت عليه أبو داود فهو صالح • (أقيموا صفوفكم) أي عدلوها في الصلاة (وتراصوا) بضم الصاد المهملة المشددة أي تلاصقوا فيها حتى يتصل ما بينكم (فإني آراكم من وراء ظهري) فيه إشارة إلى سبب النهي أي إنما أمرت بذلك لأني تحققت منكم خلافه والمختار حمل هذه الرؤية على الحقيقة وأنها بعيني رأسه بأن خلق الله له إدراكًا يبصر به من ورائه وقد انخرقت العادة له صلى الله عليه وسلم بأكثر من هذا (خ ن) عن أنس بن مالك • (أقيموا صفوفكم وتراصوا فوالذي نفسي بيده) أي فوالله الذي

روحي بقدرته وفي قبضته (أني لأرى الشياطين) بلام الابتداء لتأكيد مضمون الجملة وأل في الشياطين للجنس (بين صفوفكم) أي يتخللونها (كأنهم غنم عفر) أي بيض غير خالصة البياض أي تشبهها في الصورة قال المناوي بأن تشكلت كذلك والشياطين لها قوة التشكل ويخمل في الكثرة والعفرة غالبة في أنواع غنم الحجاز وفيه جواز القسم على الأمور المهمة (الطيالسي عن أنس) بن مالك • (أقيموا الركوع والسجود) أي أكملوها بالطمأنينة فيهما (فوالله أني لأراكم من بعد ظهري إذا ركعتم وإذا سجدتم) وفي نسخة من بعدي أي من وراءي وحمله على بعد الموت خلاف الظاهر فإن قيل ما الحكمة في محذيرهم من النقص في الصلاة برؤيته صلى الله عليه وسلم إياهم دون تحذيرهم رؤية الله تعالى لهم وهو مقام الإحسان المبين في سؤال جبريل حيث قال أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك أجيب بأن في التعليل برؤيته صلى الله عليه وسلم تنبيهًا على رؤية الله تعالى لهم فإنهم إذا أحسنوا الصلاة لكون النبي صلى الله عليه وسلم أيقظهم ذلك إلى مراقبة الله تعالى مع ما تضمنه الحديث من المعجزة له صلى الله عليه وسلم بذلك وبكونه يبعث شهيدًا عليهم يوم القيامة فإذا علموا بأنه يراهم تحفظوا في عبادتهم ليشهد لهم بحسن عبادتهم (ق) عن أنس • (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا) أي أن استطعتم (واستقيموا) أي داوموا على فعل الطاعات وتجنبوا المنهيات (يستقم بكم) أي إن استقمتم مع الحق استقامت أموركم مع الخلق (طب) عن سمرة بن جندب بإسناد حسن • (أكبر الكبائر إلا شراك بالله) يعني الكفر به وآثر الإشراك لغلبته في العرب وليس المراد خصوصه لأن نفي الصانع أكبر منه وأفحش (وقتل النفس) أي المحترمة بغير حق (وعقوق الوالدين) أي الأصلين وأن عليًا أو أحدهما بقطع صلة أو مخالفة في غير محرم لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله (وشهادة الزور) أي الكذب ليتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال وإن قيل أو تحليل حرام أو تحريم حلال (خ) عن أنس بن مالك • (أكبر الكبائر) أي من أكبرها (حب الدنيا) قال المناوي لأن حبها رأس كل خطيئة كما في حديث ولأنها أبغض الخلق إلى الله ولأنه لم ينظر إليها منذ خلقها ولانها ضرة الآخرة ولأنه قد يجر إلى الكفر (فر) عن ابن مسعود رمز المؤلف لضعفه • (أكبر الكبائر) أي من أكبرها (سوء الظن بالله) أي بأن يظن أنه ليس حسبه في كل أموره وأنه لا يعطف عليه ولا يرحمه ولا يعافيه لأن ذلك يؤدي إلى القنوط (فر) عن ابن عمر بن الخطاب قال ابن حجر إسناده ضعيف • (أكبر أمتي) أي أعظمهم قدرًا (الذين لم يعطوا) بفتح الطاء (فيبطروا) أي يطغوا عند النعمة (ولم يقتر عليهم) أي يضيق عليهم الرزق (فيسألوا) قال العلقمي ولعل المراد أي الذين ليسوا بأغنياء إلى الغاية وليسوا بفقراء إلى الغاية فهم أهل الكفاف والمراد من أكبرهم أجرًا لشكرهم على ما أعطوا وصبرهم على الكفاف (تخ) والبغوي وابن شاهين

عن الجذع الأنصاري) وإسناده حسن (اكتحلوا بالإثمد) بكسر الهمزة والميم أي داوموا على استعماله وهو معدن معروف بأرض المشرق (المروح) أي المطيب بنحو مسك (فإنه يجلو البصر) أي يزيد نور العين ويدفع المواد الرديئة المنحدرة إليه من الرأس (وينبت الشعر) قال المناوي بتحريك العين وهذا أفصح للازدواج وأراد بالشعر هدب العين لأنه يقوى طبقاتها وهذا من أدلة الشافعية على سن الاكتحال واعتراض العصام عليهم بأنه إنما أمر به لمصلحة البدن بدليل تعقيب الأمر بقوله فإنه إلخ والأمر بشيء ينفع البدن لا يثبت سنينه ليس في محله لأنه ثبت في عدة أخيار منها أنه صلى الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد والأصل في أفعاله صلى الله عليه وسلم أنها للقربة ما لم يدل دليل آخر على خلاف ذلك والمخاطب بذلك صاحب العين الصحيحة وأما العليلة فقد يضرها (حم) عن أبي النعمان الأنصاري وإسناده حسن • (أكثر أهل الجنة البله) بضم الموحدة جمع أبله وهم الغافلون عن الشر المطبوعون على الخير الذين غلبت عليهم سلامة الصدر وحسن الظن بالناس لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها فأقبلوا على آخرتهم فشغلوا أنفسهم بها فاستحقوا أن يكونوا أهل الجنة فأما الأبله الذي لا عقل له فغير مراد في الحديث والمراد أنهم بله في أمر دنياهم وهم في أمر الآخرة أكياس واستظهر المناوي أن أفعل التفضيل ليس على بابه وأن المراد أنهم كثير في الجنة (البزار عن أنس) وضعفه • (أكثر خرز أهل الجنة العقيق) هذا ما في أكثر النسخ بإثبات أهل وفي نسخة شرح عليها المناوي بحذفها فإنه قال أي خرز أهل الجنة فقدر أهل وقال أي هو أكثر حليتهم وقد لا يقدر ويكون المراد أكثر حصبائها (حل) عن عائشة وإسناده ضعيف • (أكثر خطايا ابن آدم من لسانه) وفي نسخة في بدل من لأنه أكثر الأعضاء عملاً أو أصغرها جرمًا وأعظمها زللاً (طب هب) عن ابن مسعود وإسناده حسن • (أكثر عذاب القبر من البول) أي عدم التنزه منه لأنه يفسد الصلاة وهي عماد الدين وفي الحديث دليل على إثبات عذاب القبر وهو مذهب أهل السنة والجماعة وهو مما يجب اعتقاده ومما نفله الأئمة متواترًا فمن أنكر عذاب القبر ونعيمه فهو كافر لا محالة (حم هـ ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي) أي بعد وفاتي (رجل) أي الافتتان برجل (يتأول القرآن يضعه على غير مواضعه) كتأويل الرافضة مرج البحرين يلتقيان أنهما علي وفاطمة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين وكتأويل بعض الصوفية من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه أن المراد من ذل يعني النفس (ورجل يرى) أي يعتقد (أنه أحق بهذا الأمر) أي الخلافة (من غيره) أي ممن هو مستجمع لشروطها فإن فتنته شديدة لما يسفك بسببه من الدماء قال المناوي ولهذا قال في حديث آخر إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما (طس) عن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (أكثر منافقي أمتي قراؤها) أراد نفاق العمل وهو الرياء لا الاعتقاد

قال العلقمي قال في النهاية أراد بالنفاق هنا الرياء لأنه إظهار غير ما في الباطن اهـ ولعل هذا خرج مخرج الزجر عن الرياء (حم طب) عن عمرو بن العاص (حم طب) عن عقبة بالقاف ابن عامر (طب عد) عن عصمة بن مالك وهو حديث حسن • (أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين) ذكر القضاء والقدر مع أن كل كائن إنما هو بهما للرد على العرب الزاعمين أن العين تؤثر بذاتها (اليطالسي) أبو داود (تخ) والحكيم الترمذي (والبزار والضياء) المقدسي (عن جابر) بإسناده حسن • (أكثر الناس ذنوبًا يوم القيامة) خص لأنه يوم وقوع الجزاء (أكثرهم كلامًا فيما لا يعنيه) أي ما لا ثواب فيه لأن من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه من حيث لا يشعر (ابن لال وابن النجار) الحافظ محب الدين (عن أبي هريرة السجزي) بكسر المهملة وسكون الجيم وزاي (في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (عن عبد الله بن أبي أوفى (حم) في كتاب (الزهد) له (عن سلمان) الفارسي (موقوفًا) وهو حديث حسن • (أكثر من أكلة كل يوم سرف) قال المناوي لأن الأكلة فيه كافية لما دون الشبع وذلك أحسن لاعتدال البدن وأحفظ للحواس اهـ وهذا محمول على الترغيب في قلة لاأكل (هب) عن عائشة • (أكثرت عليكم في السواك) أي بالغت في تكرير طلب استعماله منكم وحقيق أن أفعل أو في إيراد الأخبار في الترغيب فيه وحقيق أن تطيعوا (حم خ ن) عن أنس بن مالك • (أكثر أن تقول) أي من قول (سبحان الملك القدوس) أي المنزه عن صفات النقص وصفات الحدوث (رب الملائكة والروح) قيل هو جبريل وقيل هو ملك عظيم من أعظم الملائكة خلقًا وقيل حاجب الله يقوم بين يدي الله يوم القيامة وهو أعظم الملائكة لو فتح فاه لوسع جميع الملائكة فالخلق إليه ينظرون فمن مخافته لا يرفعون طرفهم إلى من فوقه وقيل هو ملك له سبعون ألف وجه لكل وجه سبعون ألف لسان لكل لسان سبعون ألف لغة يسبح الله بتلك اللغات كلها يخلق الله من كل تسبيحة ملكًا يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة (جللت السموات والأرض بالعزة) أي عممت بقدرته تعالى وغلبة سلطانه (والجبروت) فعلوت من الجبر وهو القهر وهذا يقوله من ابتلى بالوحشة (ابن السني) في عمل يوم وليلة (الخرائطي في مكارم الأخلاق وابن عساكر) في تاريخه (عن البراء) بن عازب • (أكثر من الدعاء فإن الدعاء يرد القضاء المبرم) أي المحكم يعني بالنسبة لما في لوح المحو والإثبات أو لما في صحف الملائكة لا للعلم الأزلي أو المراد يسهله (أبو الشيخ عن أنس) بن مالك بإسناد ضعيف • (أكثر من السجود) أي من تعدده بإكثار الركعات (فإنه) أي الشأن (ليس من مسلم يسجد لله) تعالى (سجدة) أي صحيحة (إلا رفعه الله بها درجة في الجنة وحط عنه بها خطيئة) أي محا عنه بها ذنبًا من ذنوبه ولا بعد في كون الشيء الواحد رافعًا ومكفرًا (ابن مسعود) في طبقاته (حم) عن فاطمة قال المناوي الزهراء وفي نسيخ عن أبي فاطمة وهو حديث حسن • (أكثر الدعاء

بالعافية) أي بدوام السلامة من الأمراض الحسية والمعنوية سيما الأمراض القلبية كالكبر والحسد والعجب وهذا قاله لعمه العباس حين قال له علمني شيأ اسأله الله (ك) عن ابن عباس بإسناد حسن • (أكثر الصلاة في بيتك) أي النافلة التي لا تشرع لها الجماعة إلا ما استثنى كالنحى وقبلية الجمعة ففعله في المسجد أفضل (يكثر خير بيتك) بالجزم جواب الأمر أي إن فعلت ذلك كثر خير بيتك لعود بركة الصلاة عليه (وسلم على من لقيت من أمتي) أي أمة الإجابة سواء عرفته أم لم تعرفه (تكثر حسناتك) أي بقدر إكثار السلام على من لقيته منهم فمن كثر كثر له ومن قلل قلل له (هب) عن أنس بإسناد ضعيف • (أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله) أي من قولها (فإنها) أي الحوقلة (من كنز الجنة) أي لقائلها ثواب نفيس مدخر في الجنة فهو كالكنز في كونه نفيسًا مدخرًا لاحتوائها على التوحيد الخفي ومعنى لا حول ولا قوة إلا بالله لا تحول للعبد عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة له على الطاعة إلا بتوفيق الله وقال النووي هي كلمة استسلام وتفويض وأن العبد لا يملك من أمره شيأ وليس له حيلة في دفع شر ولا قوة في جلب خير إلا بإرادة الله وفي الخبر أن رسول الله صلى الله عليه ليلة الإسراء مر على إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال إبراهيم يا محمد مر أمتك أن يكثروا من غراس الجنة قال وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله (ع طب حب) عن أبي أيوب لأنصاري وإسناده صحيح • (أكثر ذكر الموت) أي في كل حال وعند نحو الضحك آكد فإن ذكره (يسليك) بالرفع على الاستئناف (عما سواه) لأن من تأمل أن عظامه تصير بالية وأعضاؤه متمزقة هان عليه ما فاته من اللذات العاجلة واشتغل بما ينفعه في الآجلة (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (في ذكر الموت عن سفيان) الثوري (عن شريح قال المناوي بضم المعجمة القاضي (مرسلاً) تابعي كبير ولاه عمر قضاء الكوفة • (اكثروا ذكر هاذم اللذات) بالذال المعجمة أي قاطع وأما بالمهملة فمعناه مزيل الشيء من أصله قال السهيلي الرواية بالمعجمة (الموت) يجره عطف بيان وبرفعه خبر مبتدأ وبنصبه بتقدير أعنى وذلك لأنه أزجر عن المعصية وأدعى إلى الطاعة فاكثار ذكره سنة مؤكدة وللمريض آكد (ت ن هـ حب ك هب) عن أبي هريرة (طس حل هب) عن أنس (حل) عن عمر أمير المؤمنين • (اكثروا ذكر الله حتى يقولوا) أي المنافقون (مجنون) أي مثكر الذكر مجنون فلا تلتفوا لقولهم الناشيء عن مرض قلوبهم وفيه ندب إدامة الذكر فإن عيي لسانه ذكر بقلبه (حم ع حب ك هب) عن أبي سعيد الخدري قال المناوي وصححه الحاكم واقتصر ابن حجر على تحسينه • (اكثروا ذكر الله تعالى حتى يقول المنافقون أنكم مراؤن) قال المناوي وفي رواية تراؤن أي إلى أن يقولوا أن إكثاركم الذكر إنما هو رياء وسمعة يعني اكثروا ذكره ولا تدعوه وأن رموكم بذلك (ص حم) في كتاب (الزهد (هب) عن أبي الجوزاء بفتح الجيم (مرسلاً) واسمه أوس بن عبد الله تابعي • (اكثروا ذكرها ذم اللذات)

أي تعصوا بذكره لذاتكم حتى ينقطع ركونكم إليها فتقبلوا على الله (فإنه) أي الإكثار منه (لا يكون في كثير) أي من الأمل والدنيا (الأقلله) أي صيره قليلاً (ولا في قليل) أي من العمل (إلا أجزله) أي صيره جزيلاً عظيمًا (هب) عن ابن عمر بن الخطاب رمز المؤلف لحسنه • (اكثروا ذكرها ذم اللذات) بالذات المعجمة أي قاطع (فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه) لأنه إذا ذكره قل أمله وإذا قل أمله قنع باليسير (ولا ذكره في سعة) أي من الدنيا (إلا ضيقها عليه) لأن ذكره مكدر اللذات كما تقدم قال الغزالي وللعارف في ذكره فائدتان الغفرة عن الدنيا والثانية الشوق إلى لقاء الله ولا يجر إلى إقبال الخلق على الدنيا إلا قلة التكفر في الموت (حب هب) عن أبي هريرة البزار عن أنس وهو حديث صحيح • (اكثروا ذكر الموت فإنه يمحص الذنوب) اي يزيلها (ويزهد في الدنيا فإن ذكرتموه عند الغنى) بكسر ففتح (هدمه) لأنه قاطع كل لذة (وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشتكم) لما تقدم (ابن أبي الدنيا عن أنس) وإسناده ضعيف • (أكثروا الصلاة علي في اليلة الغراء) أي الغيرة المشرقة (واليوم الأزهر) أي المضيء أي ليلة الجمعة ويومها كذا جاء مفسرًا في الحديث قال المناوي وقدم الليلة لسبقها في الوجود ووصفها بالغراء لكثرة نزول الملائكة فيها إلى الأرض لأنهم أنوار واليوم بالأزهر لأنه أفضل أيام الأسبوع (فإن صلاتكم تعرض علي) وكفى بالعبد شرفًا وفخرًا أن يذكر اسمه بين يديه صلى الله عليه وسلم (هب) عن أبي هريرة (عد) عن أنس بن مالك (ص) عن الحسن البصري (وخالد بن معدان) بفتح الميم وسكون العين المهملة قال المناوي ورواه الطبراني عن أبي هريرة وبتعدد طرقه صار حسنًا • (اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة) أي تحضره فتقف على أبواب المساجد يكتبون الأول فالأول ويصافحون المصلين ويستغفرون لهم (وإن أحدًا لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حين يفرغ منها) تتمة كما في الكبر قال أبو الدرداء قلت وبعد الموت يا رسول الله قال وبعد الموت أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فنبي الله حي يرزق والوارد في الصلاة عليه ألفاظ كثيرة وأشهرها اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم قال أبو طالب المكي وأقل ذلك أي الإكثار ثلاثمائة مرة (هـ) عن أبي الدرداء ورجاله ثقات • (اكثروا من الصلاة علي في كل يوم جمعة فإن صلاة أمتي) أي أمة الإجابة (تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة) قال المناوي ما تقدم من مطلق العرض محمول على هذا المقيد أو أن هذا عرض خاص (هب) عن أبي إمامة رضي الله عنه • (اكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن فعل ذلك كنت له شهيدًا أو شافعًا) وفي نسخة شهيدًا وشافعًا بالواو بدل أو (يوم القيامة) قال المناوي إنما خص يوم الجمعة وليلة الجمعة لأن يوم الجمعة سيد الأيام والمصطفى سيد الأنام فللصلاة عليه فيه مزية (هب) عن أنس ويؤخذ من كلام المناوي

أنه حديث حسن لغيره • (اكثروا الصلاة علي) أي في كل وقت لكن في يوم الجمعة وليلتها آكد كما تقدم (فإن صلاتكم علي مغفرة لذنوبكم) أي سبب لمغفرتها (واطلبوا لي الدرجة والوسيلة فإن وسيلتي عند ربي شفاعة لكم) أي لعصاة المؤمنين منكم بمنع العذاب أو دوامه ولمن دخل الجنة برفع الدرجات فيها (ابن عساكر عن الحسن بن علي) أمير المؤمنين • (اكثروا من الصلاة على موسى فما رأيت) أي ما علمت (أحدًا من الأنبياء أحوط على أمتي منه) أي أكثر ذبا عنهم واجلب لمصالحهم واحرص على التخفيف عنهم في ليلة الإسراء لما فرض الله عليهم خمسين صلاة فأمرني بمراجعة ربي حتى جعلها خمسًا (ابن عساكر عن أنس) بن مالك • (اكثروا في الجنازة قول لا إله إلا الله) أي اكثروا حال تشييعكم للجنازة من قولها سرًا فإن بركتها تعود على الميت وعليكم إما الجهر بها حالتئذ فغير مطلوب (فر) عن أنس • (اكثروا من قول القرنتين سبحان الله وبحمده) أي أسبحه حامدًا له فإنهما تحطان الخطايا وترفعان الدرجات (ك) في تاريخه عن على أمير المؤمنين بإسناد ضعيف • (اكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله) أي اكثروا النطق بها مع استحضارها في القلب (قبل أن يحال بينكم وبينه) أي بالموت فلا تستطيعون الإتيان بها (ولقنوها موتاكم) يعني من حضره الموت فيندب تلقينه لا إله إلا الله فقط بلا إلحاح وأن يكون القائل غير وارث ولا يقال له قل بل يذكرها عنده وقول جمع يلقن محمد رسول الله أيضًا لأن القصد موته على الإسلام ولا يكون مسلمًا إلا بهما رد بأنه مسلم وإنما القصد ختم كلامه بلا إله إلا الله أما الكافر فيلقنهما قطعًا إذ لا يصير مسلمًا إلا بهما (ع عد) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (اكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة) وفي نسخ كنوز بدل كنز أي لقائلها ثواب نفيس مدخر في الجنة فهو كالكنز كما تقدم (عد) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (اكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم) الأمر فيه للندب (فإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ويكثر شره ويضيق على أهله) أي يضيق رزقه عليهم لأن البركة تابعة لكتاب الله حيثما كان كانت (قط) في الأفراد (عن أنس) بن مالك (وجابر) بن عبد الله وضعفه مخرجه الدارقطني • (اكثروا من غرس الجنة فإنه) أي الشأن (عذب ماؤها طيب ترابها) قال المناوي بل هو أطيب الطيب لأنه المسك والزعفران (فأكثروا من غراسها) بالكسر فعال بمعنى مفعول وهو جواب لشرط مقدر أي فإذا علمتم أنها عذبة الماء طيبة التربة فأكثروا من غراسها قالوا وما غراسها قال (لا حول ولا قوة إلا بالله) أي لا قدرة على الطاعة إلا بإرادة الله ولا تحول عن المعصية إلا بعصمة الله (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (اكذب الناس الصباغون والصواغون) أي صباغون نحو الثياب وصائغوا الحلى لأنها يمطلون بالمواعيد الكاذبة في رد المتاع مع علمهم أنهم لا يوفون وقد يكثر هذا في الصباغين حتى صار ذلك كالسمة لهم وإن كان غيرهم

قد يشاركهم في بعض ذلك أو المراد الذين يصبغون الكلام ويصوغونه أي يغيرونه ويزينونه (حم هـ) عن أبي هريرة • (أكرم الناس اتقاهم) قال المناوي وذلك لأن أصل الكرم كثرة الخير فلما كان المتقي كثير الخير في الدنيا وله الدرجات العلى في الآخرة كان أعم الناس كرمًا فهو أتقاهم اهـ وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم فإن التقوى بها تكمل النفوس وتتفاضل الأشخاص فمن أراد شرفًا فليلتمس منها قال عليه السلام من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله وقال يا أيها الناس إنما الناس رجلان مؤمن تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله (ق) عن أبي هريرة وفي نسخة شرح عليها المناوي خ بدل ق قال ورواه عنه مسلم أيضًا • (أكرم المجالس ما استقبل به القبلة) أي هو أشرفها فينبغي تحرى الجلوس إلى جهتها ما أمكن في غير حالة قضاء الحاجة (طس عد) عن ابن عمر بن الخطاب وضعفه المنذري • (أكرم الناس) أي أكرمهم من حيث النسب (يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) لأنه جمع شرف النبوة وشرف النسب وكونه ابن ثلاثة أنبياء أحدهم خليل الله فهو رابع نبي في نسق واحد وانضم إلى ذلك شرف علم الرؤيا ورياسة الدنيا وملكها بالسيرة الجميلة وحياطته للرعية وعموم نفعه إياهم وشفقته عليهم وإنقاذه إياهم من تلك السنين ولفظ ابن نعت في المواضع الثلاثة فالأول مرفوع والأخير مجروران (ق) عن أبي هريرة (طب) عن ابن مسعود قال سئل المصطفى من أكرم الناس فذكره • (أكرم شعرك) بأن تصونه من الأوساخ والأقذار (وأحسن إليه) بتنظيفه بالغسل وترجيله ودهنه وافعل ذلك عند الاحتياج إليه أو غبا أي وقتًا بعد وقت (ن) عن أبي قتادة الأنصاري • (اكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم) بأن تعلموهم رياضة النفس ومحاسن الأخلاق قال العلقمي والأدب هو استعمال ما يحمد قولاً وفعلاً وقيل هو تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك وقيل للحسن البصري قد أكثر الناس في علم الآداب فما أنفعها عاجلاً وأوصلها آجلاً فقال الفقه في الدين والزهد في الدنيا والقيام بما الله عليك وتوضيحه أنه إذا عدم الفقه وقع فيما لا ينبغي وإذا لم يزهد في الدنيا لم يمكنه القيام بما عليه من الأحكام لشغله بحفظها وتحصيلها وجهات كسبها وقال ابن المبارك نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم وقال عطاء الأدب الوقوف مع المستحسنات فقيل له وما معناه فقال أن تعامل الله بالأدب سرًا وعلنًا أي في أعمال قلبك وأعمال جوارحك فلا تتعاطى شيأ إلا وشهدت له الشريعة بحسنه فمن لازم الآداب الشرعية حسنت حركته وسكونه وكلامه وسكوته وقال بعضهم ترك الأدب يوجب الطرد فمن أساء الأدب على البساط رد إلى الباب ومن أساء الأدب على الباب رد إلى سياسة الدواب وإنما أطلنا الكلام في ذلك وما تركناه أكثر لما شاهدته من كثير من الطلبة من قلة الأدب أو عدمه خصوصًا ممن لهم عليه مشيخة فإنهم يسيئون الأدب في حقهم اهـ (هـ) عن أنس قال المناوي وفيه نكارة وضعف • (أكرموا حملة القرآن فمن أكرمهم فقد

أكرمني) المراد بحملته حفظته عن ظهر قلب العاملون بما فيه أما من حفظه ولم يعمل بما فيه فلا يكرم بل يهان لأنه حجة عليه لأنه (فر) عن ابن عمرو بن العاص • (أكرموا المعزى وامسحوا رغامها) قال المناوي بتثليث الراء والفتح أفصح وغين معجمة أي امسحوا التراب عنها وروى بعين مهملة وضم الراء وهو أشهر أي امسحوا ما يسيل من أنفها من نحو مخاط والأمر إرشادي (فإنها من دواب الجنة) أي نزلت منها أو تدخلها بعد الحشر أو من نوع ما فيها (البزار في مسنده عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف • (أكرموا المعزى وامسحوا الرغم) أي التراب (عنها) رعاية وإصلاحًا لها (وصلوا في مراحها) بضم الميم أي مأواها ليلاً والأمر للإباحة (فإنها من دواب الجنة) تقدم معناه في الذي قبله (عبد بن حميد عن أبي سعيد) الخدري قال المناوي وإسناده ضعيف • (أكرموا الخبز) أي بالنظر إليه فلا تستحقروه في أعينكم ولا تقطعوه من بيوتكم قال المناوي وزعم أن المراد بإكرامه التقنع به وحده لما فيه من الرضا بالموجود من الرزق وعدم التعمق في التنعم وطلب المزيد يرده الأمر بالائتدام والنهي عن أكله غير مأدوم (ك هب) عن عائشة وصححه الحاكم وأقروه • (أكرموا الخبز فإن الله أكرمه) أي حيث جعله قوتًا للنوع البشري (فمن أكرم الخبز أكرمه الله) وإكرامه بما مرو أن لا يوطأ ولا يمتهن بنحو إلقائه في قاذورة أو مزبلة وأن يأكل ما يتساقط منه (طب) عن أبي سكينة وهو حديث ضعيف • (أكرموا الخبز فإن الله أنزله من بركات السماء) يعني المطر (وأخرجه من بركات الأرض) أي من نباتها (الحكيم) الترمذي (عن الحجاج بن علاط السلمي بن منده) في تاريخ الصحابة (عن عبد الله بن بريد) قال المناوي تصغير برد (عن أبيه) وفي نسخة ابن زيد بدل بريد وهو حديث ضعيف • (أكرموا الخبز فإنه من بركات السماء) أي مطرها (والأرض) أي نباتها (من أكل ما سقط من السفرة) من فتات الخبز الساقط منها (غفر له) أي محا الله عنه ذنوبه الصغائر فلا يؤاخذه بها (ت) عن عبد الله بن أم حرام بفتح الحاء المهملة والراء ضد الحلال الأنصاري وهو حديث ضعيف • (أكرموا العلماء) العاملين بأن تعاملوهم بالإجلال والإعظام والتوقير والاحترام والإحسان إليهم بالقول والفعل (فإنهم ورثة الأنبياء ابن عساكر عن ابن عباس) بإسناد ضعيف لكن يقويه ما بعده • (أكرموا العلماء) العاملين (فإنهم ورثة الأنبياء فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله) قال المناوي والمراد هنا وفيما مر العلماء بعلوم الشرع (خط) عن جابر هو حديث ضعيف لكن يعضده ما قبله • (أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم) أي بشيء من النفل الذي لا تشرع له جماعة إلا ما استثنى كالضحى وقبلية الجمعة (ولا تتخذوها قبورًا) أي كالقبور في كونها خالية من الصلاة معطلة عن الذكر والعبادة (عب) وابن خزيمة في صحيحه (ك) عن أنس رمز المؤلف لصحته • (أكرموا الشعر) أي شعر الرأس واللحية ونحوهما بغسله ودهنه وترجيله قال المناوي وإزالته من نحو إبط وعانة والأمر للندب

(البزار عن عائشة) وهو حديث ضعيف لكن له عاضد • (أكرموا الشهود) العدول (فإن الله يستخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم) إذ لولاهم لتم للجاحد أراده من ظلم صاحب الحق وأكل ماله بالباطل (البانياسي) بفتح الباء الموحدة وكسر النون فمثناة تحتية فمهملة نسبة إلى بانياس بلد من بلاد فلسطين أبو عبد الله مالك بن أحمد (في جزئه (خط) وابن عساكر في تاريخه (عن ابن عباس) قال المناوي قال الخطيب تفرد به عبد الله ابن موسى • (اكرموا عمتكم النخلة) بسقيها وتنقية ما حولها ونحو ذلك (فإنها خلقت من فضله طينة أبيكم آدم) أي التي خلق منها فهي بهذا الاعتبار عمة الآدمي من نسبه (ليس من الشجر شجرة أكرم على الله تعالى من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران) لما حصل لها من الشرف بولادة سيدنا عيسى تحتها (فأطعموا نساءكم الولد) بضم الواو وتشديد اللام (الرطب) بضم ففتح (فإن لم يكن رطب) أي فإن لم يتيسر لفقده أو عزة وجوده (فتمر) أي فالمطعوم تمر وفي بعض الأحاديث من كان طعامها في نفاسها التمر جاء ولدها ولدًا حليمًا فإنه كان طعام مريم حيث ولدت عيسى ولو علم الله طعامًا ما هو خير لها من التمر لا طعمها إياه وقال بعضهم ليس للنفساء دواء مثل الرطب والتمر ولا للمريض مثل العسل (ع) وابن أبي حاتم (عق عد) وابن السني وأبو نعيم معًا في الطب النبوي (وابن مردوية) في تفسيره (عن علي) أمير المؤمنين بأسانيد كلها ضعيفة لكن باجتماعها تتقوى • (اكفلوا لي بست خصال) أي تحملوا والتزموا لأجل أمري الذي أمرتكم به عن الله فعل ست خصال والدوام عليها (واكفل لكم بالجنة) أي دخولها مع السابقين الأولين أو بغير عذاب وفي نسخة إسقاط الباء من ست والجنة والواو من أكفل قيل يا رسول الله وما هي قال (الصلاة) أي أداؤها لوقتها بشروطها وأركانها ومستحباتها (والزكاة) أي دفعها للمستحقين أو الإمام (والأمانة) أي أداؤها (والفرج) بأن تصونوه عن الجماع المحترم (والبطن) بأن تحترزوا عن إدخاله ما يحرم تناوله (واللسان) بأن تكفوه عن النطق بما يحرم كغيبة ونميمة قال المناوي ولم يذكر بقية أركان الإسلام لدخولها في الأمانة اهـ لأن الأمانة تشمل حقوق الله وحقوق العباد (طس) عن أبي هريرة قال المناوي لسناده لا بأس به • (أكل اللحم يحسن الوجه ويحسن الخلق) أي إذا استعمل في حالة الصحة بغير إفراط ولا تفريط (وابن عساكر عن ابن عباس) وإسناده ضعيف • (أكل كل ذي ناب من السباع حرام) أي ناب قوي يعدو به ويصول على غيره كأسد وذئب ونمر وفهد بخلاف ما لا يقوى كالضبع والثعلب (هـ) عن أبي هريرة قال المناوي ورواه البخاري عن أبي ثعلبة • (أكل الليل أمانة) قال المناوي أي الأكل فيه للصائم أمانة لأنه لا يطلع عليه إلا الله فعليه التحري في الإمساك قبل الفجر وعدم الهجوم على الأكل إلا أن يتحقق بقاء الليل اهـ فلو هجم وأكل آخر النهار مع شكه في غروب الشمس حرم عليه ولزمه القضاء

(أبو بكر بن أبي داود في جزء من حديثه (فر) عن أبي الدرداء وهو حديث ضعيف • (أكل السفر جل يذهب بطخاء القلب) أي يزيل الثقل والنعم الذي على القلب كغيم السماء والطخاء بطاء مهملة فمعجمة مفتوحتين كسماء الكرب على القلب والظلمة والظاهر أن الباء زائدة وقسم بعضهم الثمار على الأعضاء فقال الرمان للكبد والتفاح للقلب والسفرجل للمعدة والتين للطحال والبطيخ للمثانة والسفرجل يابس قابض جيد للمعدة ويسكن العطش والقيء ويدر البول وينفع من قرحة الأمعاء ومن الغثيان ويمنع من تصاعد الأبخرة إذا استعمل بعد الطعام وهو قبل الطعام يقبض وبعده يلين الطبع ويسرع بأحدار الثفل ويطفي المرة الصفراء المتولدة في المعدة ويشد البطن ويطيب النفس (القالي) قال المناوي بالقاف على أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي (في أماليه) عن أنس وفيه ضعف • (أكل الشمر) قال المناوي نبات معروف وفي نسخ التمر بمثناة فوقية بدل الشمر (أمان من القولنج) بفتح اللام وجع في الأمعاء المسمى قولن بضم اللام وهو شدة المغص لأنه يحلل الرياح والأخلاط التي في المعدة ويسهل خروجها (أبو نعيم في) كتاب (الطب) النبوي (عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف • (اكلفوا من العمل) قال العلقمي بألف وصل وسكون الكاف وفتح اللام والماضي بكسرها يقال كلفت بهذا الأمر اكلف به إذا ولعت به وأحببته (ما تطيقون) أي الدوام عليه (فإن الله لا يمل حتى تملوا) بفتح الميم في الفعلين والملال لاستثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته وهو محال على الله تعالى وقال جماعة من المحققين إنما أطلق هذا على وجه المقابلة اللفظية مجازًا كما قال تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها وأنظاره وهذا أحسن محامله وفي بعض الطرق فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا أي لا يقطع ثوابه ويتركه حتى تنقطعوا عن العمل وقيل معناه لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله قال العلقمي وهذا كله بناء على أن حتى على بابها في انتهاء الغاية وما يترتب عليها من المفهوم وجنح بعضهم إلى تأويلها فقيل معناه لا يمل الله إذا مللتم وقيل أن حتى هنا بمعنى الواو فيكون التقدير لا يمل الله وتملون فنفى عنه الملل وأثبته لهم وقيل حتى بمعنى حين والأولى أليق وأجرى على القواعد وأنه من باب المقابلة اللفظية (وأن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل) فالقليل الدائم أحب إليه من كثير منقطع لأنه كالإعراض بعد الوصل وهو قبيح (حم د ن) عن عائشة قال المناوي ورواه الشيخان أيضًا • (أكمل المؤمنين إيمانًا) أي من أكملهم (أحسنهم خلقًا) بالضم قال العلقمي قال ابن رسلان هو عبارة عن أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره ويخالطه وهي منقسمة إلى محمودة ومذمومة فالمحمودة منها صفات الأنبياء والأولياء والصالحين كالصبر عند المكاره والحلم عند الجفاء وحمل الأذى والإحسان للناس والتودد إليهم والمسارعة في قضاء حوائجهم والرحمة بهم والشفقة عليهم واللين في القول والتثبت في الأمور ومجانية المفاسد والشرور والقيام على نفسك لغيرك قال

الحسن البصري حقيقة حسن الخلق بذل المعروف وكف الأذى وطلاقة الوجه وقال القاضي أن حسن الخلق منه ما هو غريزة ومنه ما هو مكتسب بالتخلق والاقتداء بغيره (حم د حب ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا) بالضم وكذلك كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا لكونه أكملهم إيمانًا (وخياركم خياركم لنسائهم) قال العلقمي قال في النهاية هو إشارة إلى صلة الرحم والحث عليها اهـ قلت ولعل المراد بحديث الباب أن يعامل زوجته بطلاقة الوجه وكف الأذى والإحسان إليها والصبر على أذاها اهـ زاد المناوي وحفظها عن مواقع الريب قال والمراد بالنساء حلاثله وأبعاضه (ت حب) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (الله الله في أصحابي) أي اقتوا الله في حق أصحابي أي لا تلمزوهم بسوء ولا تنقصوا من حقهم ولا تسبوهم أو التقدير اذكركم الله وأنشدكم في حق أصحابي وتعظيمهم وتوقيرهم (لا تتخذوهم غرضًا بعدي) بفتح الغين المعجمة والراء أي لا تتخذوهم هدفًا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمى الهدف بالسهام بعد موتي (فمن أحبهم فبحبي أحبهم) المصدر مضاف لمفعوله أو لفاعله أي إنما أحبهم بسبب حبه إياي أو حبي إياهم (ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم) المصدر مضاف لمفعوله أي إنما أبغضهم بسبب بغضه إياي (ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك) بكسر الشين المعجمة (أن يأخذه) أي يسرع أخذ روحه أخذه غضبان منتقم قال المناوي ووجه الوصية بالبعدية وخص الوعيد بها لما كشف له عما سيكون بعده من الفتن وإيذاء كثير منهم (ت) عن عبد الله بن مغفل قال المناوي وفي إسناده اضطراب وغرابة • (الله الله) أي خافوه (فيما ملكت أيمانكم) أي من الإرقاء وكل ذي روح محترم (ألبسوا ظهورهم) أي ما يستر عورتهم ويقيهم الحر والبرد (وأشبعوا بطونهم) أي لا تجوعوهم (وألينوا لهم القول) في المخاطبة فلا تعاملوهم بإغلاظ ولا فظاظة (ابن سعد (طب) عن كعب بن مالك وإسناده ضعيف • (الله الله فيمن ليس له) أي ناصر وملجأ (إلا الله) كيتيم وغريب ومسكين وأرملة فتجنبوا أذاه وأكرموا مثواه قال المناوي فإن المرء كلما قلت أنصاره كانت رحمة الله له أكثر وعنايته به أشد وأظهر فالحذر الحذر (عد) عن أبي هريرة رمز المؤلف لضعفه • (الله الطبيب) أي هو المداوي الحقيقي لا غيره وذا قاله لوالد أبي رمثة حين رأى خاتم النبوة فظنه سلعة فقال أني طبيب أطبها فرد عليه وفي الحديث كراهة تسمية المعالج طبيبًا لأن العالم بالآلام والأمراض على الحقيقة هو الله وهو العالم بأدويتها وشفائها وهو القادر على شفائها دون دواء (د) عن أبي رمثة بكسر الراء وسكون الميم وفتح المثلثة واسمه رفاعة • (الله مع القاضي ما لم يجر) أي يتعمد الظلم في حكمه والمراد أنه معه بالنصر والتوفيق والهداية (فإذا جار تخلى عنه) أي قطع عنه إعانته وتسديده وتوفيقه لما أحدثه من الفجور (ولزمه الشيطان) أي يغويه ويضله

ليخزيه غدا ويزله (ت) عن عبد الله بن أبي أوفى قال المناوي واستغر به يعني الترمذي وصححه ابن حبان • (الله ورسوله مولى من لا مولى له) أي حافظ من لا حافظ له فحفظ الله لا يفارقه وكيف يفارقه مع أنه وليه (والخال وارث من لا وارث له) احتج به من قال بتوريث ذوي الأرحام (ت هـ) عن عمر بن الخطاب وحسنه الترمذي • (اللهم) الميم عوض عن حرف الندا أي يا الله ولذا لا يجتمعان إلا لضرورة الشعر وهي كلمة كثر استعمالها في الدعاء وقد جاء عن الحسن البصري اللهم مجتمع الدعاء وعن النضر بن شميل من قال اللهم فقد سأل الله بجميع أسمائه (لا عيش) كاملاً أو معتبرًا أو باقيًا (إلا عيش الآخرة) لأن الآخرة باقية وعيشها باق والدنيا ظل زائل والقصد بذلك فطم النفس عن الرغبة في الدنيا وحملها على الرغبة في الآخرة (حم ق 3) عن أنس بن مالك (خم ق) عن سهل ابن سعد الساعدي • (اللهم اجعل رزق آل محمد) قال المناوي زوجاته ومن في نفقته أو هم مؤمنو بني هاشم والمطلب (في الدنيا قوتًا) أي بلغة نسد رمقهم وتمسك قوتهم بحيث لا ترهقهم الفاقة ولا يكون فيهم فضول يصل إلى ترفه وتبسط ليسلموا من آفات الفقر والغنى وفي الحديث دليل على فضل الكفاف وأخذ البلغة من الدنيا والزهد فيما فوق ذلك رغبة في توفر نعيم الآخرة وإيثارًا لما يبقى على ما يفنى (م ت هـ) عن أبي هريرة قال المناوي وكذا البخاري • (اللهم اغفر للمتسرولات) أي للنساء المتسرولات أي لابسات السراويل (من) نساء (أمتي) أي أمة الإجابة لما حافظن على ما أمرن به من الستر قابلهن بالدعاء بالغفر الذي أصله الستر فذاك يستر العورات وذا يستر الخطيات (البيهقي في) كتاب (الأدب عن علي • (اللهم اغفر للحاج) أي حجا مبرورًا (ولمن استغفر له الحاج) فيتأكد طلب الاستغفار من الحاج ليدخل في دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم والأولى كون الطلب قبل دخوله بيته قال المناوي وفي حديث أورده الأصبهاني في ترغيبه يغفر له بقية ذي الحجة ومحرم وصفر وعشر من ربيع الأول وروى موقوفًا عن عمر قال ابن العماد ورواه مرفوعًا (هب) قال المناوي وكذا الحاكم (عن أبي هريرة) وقال صحيح • (اللهم رب) أي يا رب (جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد نعوذ بك من النار) أي نعتصم بك من عذابها قال المناوي وخص الأملاك الثلاثة لأنها الموكلة بالحياة وعليها مدار نظام هذا العالم أو لكمال اختصاصهم وأفضليتهم على من سواهم من الملائكة (طب ك) عن والد أبي المليح قال المناوي واسمه عامر بن إمامة قال وفيه مجاهيل لكن المؤلف رمز لصحته • (اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع) وهو ما لا يصبحه عمل أو ما لم يؤذن في تعلمه شرعًا أو ما لا يهذب الأخلاق لأنه وبال على صاحبه (وعمل لا يرفع) أي رفع قبول لرياء أو فقد نحو إخلاص لأنه إذا رد يكون صاحبه مغضوبًا عليه (ودعاء لا يسمع) وفي نسخة لا يستجاب أي لا يقبله الله لأنه إذا لم يقبل دل على خبث صاحبه (حم حب ك) عن أنس وهو حديث صحيح • (اللهم أحيني مسكينًا) بهمزة قطع مفتوحة وسكون الحاء المهملة

(وتوفني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين) أي أجمعني في جماعتهم بمعنى اجعلني منهم قال شيخ الفريقين السهرودي لو سأل الله أن يحشر المساكين في زمرته لكان لهم الفخر العميم والفضل العظيم فكيف وقد سأل أن يحشر في زمرتهم قال البيهقي في سننه الذي يدل عليه حاله صلى الله عليه وسلم عند وفاته أنه لم يسأل المسكنة التي يرجع معناها هنا إلى القلة فقد مات مكفيًا بما أفاء الله عليه وإنما سأل المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات والتواضع وكأنه صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى أن لا يجعله من الجبارين المتكبرين وأن لا يحشره في زمرة الأغنياء المترفهين قال القيسي المسكنة حرف مأخوذ من السكون يقال تمسكن أي تخشع وتواضع وقال القاضي تاج الدين السبكي في التوشيح سمعت الشيخ الإمام الوالد يقول لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيرًا من المال قط ولا كان حاله حال فقير بل كان أغنى الناس بالله قد كفى دنياه في نفسه وعياله وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم أحيني مسكينًا المراد به استكانة القلب لا المسكنة التي هي نوع من الفقر وكان يشدد النكير على من يقول خلاف ذلك (وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة) لأنه محروم معذب في الدارين (ك) عن أبي سعيد الخدري قال الحاكم صحيح • (اللهم أني اسألك من الخير كله) أي بسائر أنواعه (ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله) أي بسائر أنواعه (ما علمت منه وما لم أعلم) قال المناوي هذا من جوامع الدعاء وطلبه للخير لا ينافي أنه أعطى منه ما لم يعط غيره لأن كل صفة من صفات المحدثات قابلة للزيادة والنقص (الطيالسي) أبو داود (طب) عن جابر بن سمرة بن جندب • (اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها) أي اجعل آخر كل عمل لنا حسنًا فإن الأعمال بخواتيمها (وأجرنا من خزي الدنيا) أي رزاياها ومصائبها وخدعها وتسلط الأعداء وشماتتهم (وعذاب الآخرة) قال المناوي زاد الطبراني فمن كان هذا دعاؤه مات قبل أن يصيبه البلاء وذا من جنس استغفار الأنبياء مع كونهم علموا أنه مغفور لهم للتشريع (حم حب ك) عن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة (ابن أرطاة) قال المناوي صوابه ابن أبي أرطاة العامري ورجاله بعض أسانيده ثقات • (اللهم بارك لأمتي) أي أمة الإجابة (في بكورها) قال العلقمي وتتمته كما في ابن ماجه قال وكان إذا بعث سرية أو جيشًا بعثهم في أول النهار وقال وكان صخر رجلاً تاجرًا وكان يبعث تجارته في أول النهار فأثرى وكثر ماله قال الدميري قال النووي يستحب لمن كانت وظيفته من قراءة قرآن أو حديث أو فقه أو غيره من علوم الشرع أو تسبيح أو اعتكاف ونحوها من العبادات أو صنعة من الصنائع أو عمل من الأعمال مطلقًا ويريد أن يتمكن من فعله أول النهار وغيره أن يفعله في أول النهار وكذلك من أراد سفرًا أو إنشاء أمرًا وعقد نكاح أو غير ذلك من الأمور وهذه القاعدة ما ثبت في الحديث الصحيح (حم 4 حب) عن صخر بالخاء المعجمة ابن وداعة (الغامدي) بالغين المعجمة

والدال المهملة (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن ابن عباس وعن ابن مسعود وعن عبد الله بن سلام بتخفيف اللام (وعن عمران بن حصين) بالتصغير (وعن كعب بن مالك وعن النواس) بنون مفتوحة فواو مشددة فمهملة بعد الألف (ابن سمعان) قال المناوي كشعبان وقيل بكسر المهملة أوله وطرقه معلولة لكن تقوى بانضمامها • (اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس) قال المناوي لفظ رواية ابن مسكين في بكورهم ورواية البزار يوم خميسها فيسن في أول نهارها طلب الحاجة وابتداء السفر وعقد النكاح وغير ذلك من المهمات اهـ وقال العلقمي قال القزويني في عجائب المخلوقات يوم الخميس يوم مبارك سيما الطلب الحوائج وابتغاء السفر وروى الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يخرج إذا أراد سفرًا إلا يوم الخميس وتكره الحجامة فيه حدث حمدون بن إسماعيل قال سمعت المعتصم بالله يحدث عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من احتجم في يوم الخميس فحم مات في ذلك المرض قال دخلت على المعتصم يوم الخميس فإذا هو يحتجم فلما رأيته وقفت واجمًا ساكتًا حزينًا فقال يا حمدون لعلك تذكرت الحديث الذي حدثتك به قلت نعم يا أمير المؤمنين فقال والله ما ذكرت حتى شرط الحجام فحم من عشيته وكان ذلك المرض الذي مات فيه اهـ قلت والحديث أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس كما سيأتي في حرف الميم من احتجم في يوم الخميس فمرض فيه مات فيه اهـ (هـ) قال المناوي وكذا البزار (عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف كما في العين • (اللهم إنك سألتنا) أي كلفتنا (من أنفسنا ما لا نملكه) أي نستطيعه (الإبك) أي بأقدارك وتوفيقك وذلك المسئول فعل الطاعات وتجنب المخالفات (فاطعنا منها إما يرضيك عنا) أي توفيقًا نقتدر به على فعل الطاعات وتجنب المخالفات فإن الأمور كلها بيدك منك مصدرها وإليك مرجعها (ابن عساكر) في تاريخه (عن أبي هريرة) وهو حديث صحيح • (اللهم اهد قريشًا) أي دلها على طريق الحق وهو الدين القيم (فإن عالمها) أي العالم الذي سيظهر من نسل تلك القبيلة (يملأ طباق الأرض علمًا) أي يعم الأرض بالعلم حتى يكون طبقًا لها قال المناوي يعني لا أدعوك عليهم بإيذائهم إياي بل أدعوك أن تهديهم لأجل إحكام دينك ببعث ذلك العالم الذي حكمت بإيجاده من سلالتها وذلك هو الشافعي (اللهم كما أذقتهم عذابًا) أي بالقحط والغلاء والقتل والقهر (فأذقهم نوالاً) أي إنعامًا وعطاء وفتحًا من عندك (خط) وابن عساكر عن أبي هريرة قال المناوي وفيه ضعف لكن له شواهد بعضها عند البزار بإسناد صحيح • (اللهم أني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة) بضم الميم أي الوطن أي أعوذ بك من شره فإنه الشر الدائم والضر اللازم فإن جار البادية يتحول فمدته قصيرة فلا يعظم الضرر في تحملها ولعله دعا بذلك لما بالغ جيرانه

ومنهم عمه أبو لهب وزوجته وابنه في إذائه فقد كانوا يطرحون الفرث والدم على بابه (ك) عن أبي هريرة قال الحاكم صحيح وأقروه • (اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا) قال المناوي أي إذا أتوا بعمل حسن قرنوه بالإخلاص فيترتب عليه الجزاء فيستحقون الجنة فيستبشرون بها (وإذا أساؤا) أي فعلوا سيئة (استغفروا) أي طلبوا من الله مغفرة ما فرط منهم وهذا تعليم للأمة وإرشاد إلى لزوم الاستغفار لـ كونه ممحاة للذنوب (هـ حب) عن عائشة • (اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق الأعلى) قال المناوي أي نهاية مقام الروح وهو الحضرة الواحدية فالمسؤل إلحاقه بالمحل الذي ليس بينه وبينه أحد في الاختصاص فأتقنه ولا تعرج على ما قيل اهـ وقال العلقمي قال شيخنا في الرفيق الأعلى الملائكة أو من في آية مع الذين أنعم الله عليهم أو المكان الذي تحصل فيه مرافقتهم وهو الجنة أو السماء أقوال اهـ قلت قال الحافظ بن حجر الثالث هو المعتمد وعليه اقتصرا كثر الشرح اهـ ثم قال شيخنا وقيل المراد به الله جل جلاله لأنه من أسمائه قال وقد وجدت في بعض كتب الواقدي أن أول كلمة تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسترضع عند حليمة الله أكبر وآخر كلمة تكلم بها في الرفيق الأعلى وروى الحاكم من حديث أنس أن آخر ما تكلم به جلال ربي الرفيع (ق ت) عن عائشة • (اللهم من ولى من أمرأ متى شيئا) أي من الولايات كخلافة وسلطنة وقضاء وإمارة ووصاية ونظارة (فشق عليهم) أي حملهم على ما يشق عليهم (فأشفق عليه) أي أوقعه في المشقة جزاء وفاقا (ومن ولى من أمرأ متى شيأ فرفق بهم) أي عاملهم باللين والشفقة (فارفق به) أي أفعل به ما فيه الرفق له مجازاة له بمثل فعله وقد استحبب فلا يرى ذو ولاية جار إلا وعاقبه أمره البوار والخسار قال العلقمي قال النووي هذا من أبلغ الزواجر عن المشقة على الناس وأعظم الحث على الرفق بهم وقد تظاهرت الأحاديث بهذا المعنى (م) عن عائشة • (اللهم إني أعوذ بك) قال العلقمي قال الطيبي التعوذ الالتجا إلى الغير والتعلق به وقال عياض استعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور التي عصم منها إنما هو ليلتزم خوف الله تعالى وأعظامه والافتقار إليه ولتقتدي به الأمة وليبين لهم صفة الدعاء والمهم منه وأعوذ لفظه لفظ الخبر ومعناه الدعاء قالوا وفي ذلك تحقيق الطلب كما قيل في غفر الله بلفظ الماضي والباء للإلصاق وهو إلصاق معنوي لأنه لا يلتصق شيء بالله تعالى ولا بصفاته لكنه إلتصاق تخصيص لأنه خص الرب بالاستعاذة (من شر ما عملت) أي من شر ما اكتسبه مما يقتضي عقوبة في الدنيا أو نقصًا في الآخرة (ومن شر ما لم أعمل) قال المناوي بأن تحفظني منه في المستقبل أو أراد من عمل غيره بدليل واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة (م د ن هـ) عن عائشة • (اللهم أعني على غمرات الموت) أي شدائده جمع غمرة وهي الشدة (وسكرات الموت)

أي شدائده الزاهبة بالعقل وشدائد الموت على الأنبياء ليست نقصًا ولا عذابًا بل تكميل لفضائلهم ورفع لدرجاتهم وفي نسخة شرح عليها المناوي عطف سكرات بأو بدل الواو فإنه قال وهذا شك من عائشة ومن دوها من الرواة (ت هـ ك) عن عائشة وإسناده صحيح • (اللهم زدنا) أي من الخير (ولا تنقصنا) أي لا تذهب منا شيأ (وأكرمنا ولا تهنأ وأعطنا ولا تحرمنا) قال العلقمي عطف النواهي على الأوامر للتأكيد (وآثرنا) بالمد أي اخترنا بعنايتك وإكرامك (ولا تؤثر) أي لا تختر (علينا) غيرنا فتعزه وتذلنا يعني لا تغلب علينا أعداءنا (وأرضنا) أي بما قضيت لنا أو علينا بإعطاء الصبر والتحمل والتقنع بما قسمت لنا (ارض عنا) أي بما تقيم من الطاعة اليسيرة التي في جهدنا قال العلقيم قلت وأوله كما في الترمذي عن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوى النحل فأنزل عليه يومًا فمكثنا ساعة فسرى عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال اللهم زدنا فذكره ثم قال انزل على عشر آيات من أقامهن أي من عمل بهن دخل الجنة ثم قرأ قد أفلح المؤمنون حتى ختم عشر آيات (ت ك) عن عمر بن الخطاب وصححه الحاكم • (اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع) لذكرك ولا لسماع كلامك وهو القلب القاسي (ومن دعاء لا يسمع) أي لا يستجاب ولا يعتد به فكأنه غير مسموع (ومن نفس لا تشبع) من جمع المال أو من كثرة إلا كل الجالبة لكثرة الأبخرة الموجبة لكثرة النوم المؤدية إلى فقر الدنيا والآخرة (ومن علم لا ينفع) أي لا يعمل به أو غير شرعي (أعوذ بك من هؤلاء الأربع) ونبه بإعادة الاستعاذة على مزيد التحذير من المذكورات (ت ن) عن ابن عمرو بن العاص (د ن هـ ك) عن أبي هريرة الدوسي (ن) عن أنس بن مالك قال الترمذي حسن غريب • (اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك) لأنه لا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم إلا بأن يكون الله أحب إليه مما سواه (اللهم وما رزقني مما أحب) في نسخ بإسقاط الواو (فاجعله قوة لي فيما تحب) أي وفقني لا صرفه فيه (اللهم وما زويت) أي صرفت ونحيت (عني مما أحب فأجعله فراغًا فيما تحب) يعني اجعل ما نحيته عني من محابي عونًا لي على شغلي بمحابك (ت) عن عبد الله بن يزيد بمثناتين تحتيتين (الخطمي) بفتح المعجمة وسكون المهملة قال الترمذي حسن غريب • (اللهم اغفر لي ذنبي) قال المناوي أي ما لا يليق أوان وقع والأولى أن يقال هذا من باب التشريع والتعليم (ووسع في داري) أي محل سكني في الدنيا أو المراد القبر (وبارك لي في رزقي) أي اجعله مباركًا محفوفًا بالخير ووفقني للرضا بالمقسوم منه وعدم الالتفات لغيره (ت) عن أبي هريرة رمز المؤلف لصحته • (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك) مفرد مضاف فيعم جميع النعم الظاهرة والباطنة (وتحول) وفي رواية تحويل (عافيتك) أي من تبدل ما رزقني من العافية إلى البلاء قال العلقمي فإن قلت ما الفرق بين الزوال والتحول قلت الزوال يقال

في كل شيء كان ثابتًا في شيء ثم فارقه والتحويل تغيير الشيء وانفصاله عن غيره فكأنه سأل الله دوام العافية كما في رواية (وفجاءة) بالضم والمد وبالفتح والقصر أي بغتة (نقمتك) بكسر فسكون أي غضبك (وجميع سخطك) قال العلقمي يحتمل أن يكون المراد الاستعاذة بالله من جميع الأسباب الموجبة لسخط الله وإذا انتفت الأسباب الموجبة لسخط الله حصلت أضدادها فإن الرضا ضد السخط كما جاء في الحديث أعوذ برضاك من سخطك (م د ت) عن ابن عمر بن الخطاب • (اللهم أني أعوذ بك من منكرات الأخلاق) كحقد وحسد وجبن ولؤم وكبر (والأعمال) قال المناوي أي الكبائر كقتل وزنى وشرب مسكر وسرقة وذكر هذا مع عصمته تعليمًا للأمة (والأهواء) جمع هوى بالقصر أي هوى النفس وهو ميلها إلى الشهوات وانهماكها فيها (والأدواء) نحو جذام وبرص (ت طب ك) عن عم زياد بن علاقة قال الترمذي حسن غريب • (اللهم متعني) وسيأتي اللهم أمتعني بالألف (بسمعي وبصري) أي الجارحتين المعروفتين أو المراد بالسمع والبصر هنا أبو بكر وعمر لقوله في حديث آخر هذان السمع والبصر (واجعلهما الوارث مني) قال في الكشاف استعارة من وارث الميت لأنه يبقى بعد فنائه اهـ (وانصرني على من ظلمني وخذ منه بثأري) فيه أنه يجوز للمظلوم الدعاء علي من ظلمه ولكن الأولى العفو لدليل آخر (ت ك) عن أبي هريرة • (اللهم حبب الموت إلي من يعلم أني رسولك) لأن النفس إذا أحبت الموت أنست بربها ورسخ يقينها في قلبها وإذا نفرت منه نفر اليقين فانحطت عن درجات المتقين (طب) عن أبي مالك الأشعري قال المناوي ضعيف لضعف إسماعيل بن محمد بن عياش • (اللهم أني اسألك غناي وغنى مولاي) أي أقاربي وعصابتي وأنصاري وأصهاري وأتباعي وأحبابي ولعل المراد غنى النفس لما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق آل محمد في الدنيا قوتًا (طب) عن أبي صرمة بكسر المهملة وسكون الراء الأنصاري واسمه مالك بن قيس أو قيس بن صرمة • (اللهم اجعل فناء أمتي) قال المناوي أمة الدعوة وقيل الإجابة (قتلاً في سبيلك) أي في قتال أعدائك لا علاء دينك (بالطعن) بالرماح (والطاعون) قال المناوي وخذ أعدائهم من الجن أي اجعل فناء غالبهم بهذين أو بأحدهما دعا لهم فاستجيب له في البعض أو أراد طائفة مخصوصة (حم طب) عن أبي بردة قال المناوي أخي أبي موسى الأشعري صححه الحاكم وأقروه • (اللهم إني اسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي) خصه لأنه محل العقل فباستقامته تستقيم سائر الأعضاء (وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي) أي تجمع بها ما تفرق من أمري (وتصلح بها غائبي) قال المناوي ما غاب عني أي باطني بكمال الإيمان والأخلاق الحسان (وترفع بها شاهدي) أي ظاهري بالعمل الصالح (وتزكي بها عملي) أي تزيده وتنميه وتطهره من الرياء والسمعة (وتلهمني بها رشدي) قال المناوي تهديني بها إلى ما يرضيك ويقربني إليك اهـ وقال

الفقهاء الرشد صلاح الدين والمال والمعنى قريب أو متحد (وترد بها الفتى) قال المناوي بضم الهمزة وتكسر أي أليفي ومألوفي أي ما كنت األفه (وتعصمني بها من كل سوء) أي تمنعني وتحفظني بأن تصرفني عنه وتصرفه عني (اللهم أعطني إيمانًا ويقينًا ليس بعد كفر ورحمة أنال بها شرف الدنيا والآخرة) وفي نسخة شرف كرامتك في الدنيا والآخرة أي علو القدر فيهما (اللهم أني اسألك الفوز في القضاء) أي الفوز باللطف فيه (ونزل الشهداء) بضم النون والزاي أي منزلتهم في الجنة أو درجتهم في القرب منك لأنه محل المنعم عليهم وهو وإن كان أعظم منزلة وأوفى وأفخم لكنه ذكره للتشريع (وعيش السعداء) أي الذين قدرت لهم السعادة الأخروية (والنصر على الأعداء) أي الظفر بأعداء الدين (اللهم إني أنزل بك حاجتي) بضم الهمزة أي اسألك قضاء ما أحتاجه من أمر الدارين (وإن قصر رأيي) قال المناوي بالتشديد أي عجز عن إدراك ما هو أنجح وأصلح (وضعف عملي) أي عبادتي عن بلوغ مراتب الكمال (افتقرت) في بلوغ ذلك (إلى رحمتك فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور) أي القلوب من أمراضها كالحقد والحسد والكبر (كما تجير بين البحور) أي تفصل وتحجز وتمنع أحدهما من الاختلاط بالآخر مع الاتصال (أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثبور) أي النداء بالهلاك (ومن فتنة القبور) أي عند سؤال الملكين منكر ونكير (اللهم ما قصر عنه رأيي ولم تبلغه نيتي ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدًا من خلقك أو خير أنت معطيه أحدًا من عبادك فإني أرغب إليك فيه) أي في حصوله منك لي (واسألك برحمتك رب العالمين) أي زيادة على ذلك فإن رحمتك لا نهاية لسعتها (اللهم يا ذا الحبل الشديد) قال المناوي بموحدة أي القرآن والدين وصفه بالشدة لأنها من صفات الحبال والشدة في الدين الثبات والاستقامة وروى بمثناة تحتية وهو القوة (والأمر الرشيد) أي السديد الموافق لغاية الصواب (اسألك إلا من) أي من الفزع والأهوال (يوم الوعيد) أي يوم التهديد وهو يوم القيامة (والجنة يوم الخلود) أي خلود أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار (مع المقربين الشهود) أي الناظرين لربهم (الركع السجود) أي المكثرين للصلاة ذات الركوع والسجود في الدنيا (الموفين بالعهود) أي بما عاهدوا الله عليه (إنك رحيم) أي موصوف بكمال الإحسان لدقائق النعم (ودود) أي شديد الحب لمن والاك (وإنك تفعل ما تريد اللهم اجعلنا هادين) أي دالين الخلق على ما يوصلهم إلى الحق (مهتدين) أي إلى إصابة الصواب قولاً وعملاً (غير ضالين) أي عن الحق (ولا مضلين) أي أحدًا من الخلق (سلمًا) بكسر فسكون أي صلحًا (لأوليائك وعدوا لأعدائك نحب بحبك) أي بسبب حبنا لك (من أحبك ونعادي بعداوتك) أي بسيها (من خالفك) تنازعه نعادي وعداوتك (اللهم هذا الدعاء) أي ما أمكننا منه قد أتينا به (وعليك الإجابة) أي فضلاً منك إذ ما علي إلا له شيء يجب (وهذا الجهد) بالضم أي الوسع والطاقة (وعليك

التكلان) بالضم أي الاعتماد (اللهم اجعل لي نورًا في قلبي ونورًا من بين يدي) أي يسعى أمامي (ونورًا من خلفي) أي من وراءي (ونورًا عن يميني ونورًا عن شمالي ونورًا من فوقي ونورًا من تحتي ونورًا في سمعي ونورًا في بصري ونورًا في شعري ونورًا في بشري ونورًا في لحمي ونورًا في دمي ونورًا في عظامي) أي يضيء على المذكورات كلها لإن إبليس يأتي الإنسان من هذه الأعظاء فيوسوس فدعا بإثبات النور فيها ليدفع ظلمته (اللهم أعظم لي نورًا وأطعني نورًا واجعل لي نورًا) قال المناوي عطف عام على خاص أي اجعل لي نورًا شاملاً للأنوار المتقدمة وغيرها هذا ما رأيته في نسخ الجامع الصغير من جرياء المتكلم باللام لكن رأيت في شرح البهجة الكبير لشيخ السلام زكريا الأنصاري في الخصائص في باب النكاح ما نصه وكان صلى الله عليه وسلم إذا مشى في الشمس أو القمر لا يظهر له ظل ويشهد لذلك أنه صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورًا وختم بقوله واجعلني نورًا بنون الوقاية قبل ياء المتكلم (سبحان الذي تعطف بالعز) أي تردى به بمعنى أنه اتصف بأن يغلب كل شيء ولا يغالبه شيء قال العلقمي والتعطف في حق الله ماز يراد به الاتصاف كأن العز شمله شمول الرداء (وقال به) قال العلقمي أي أحبه واختصه لنفسه كما يقال فلا نيقول بفلان أي لمحبته واختصاصه وقيل معناه حكم به فإن القول يستعمل في معنى الحكم وقال الأزهري معناه غلب به كل عزيز (سبحان الذي لبس المجد) أي ارتدى بالعظمة والكبرياء (وتكرم به) أي تفضل وأنعم على عباده (سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له) أي لا ينبغي التنزيه المطلق إلا لجلاله المقدس (سبحان ذي الفضل والنعم) جمع نعمة بمعنى أنعام (سبحان ذي المجد والكرم سبحان ذي الجلال والإكرام) قال المناوي الذي يجله الموحدون عن التشبيه بخلقه وعن أفعالهم والذي يقال له ما أجلك وأكرمك (ت) ومحمد بن نصر المروزي (في) كتاب الصلاة (طب) والبيهقي في كتاب (الدعوات عن ابن عباس) وفي أسانيدها مقال لكنها تعاضدت • (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) أي لا تجعل أمري إلى تدبيري قدر تحريك جفن وهو مبالغة في القلة (ولا تنزع مني صالح ما أعطيتني) قال المناوي قد علم أن ذكل لا يكون ولكنه أراد تحريك هم أمته إلى الدعاء بذلك (البزار) في مسنده (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو ضعيف لضعف المناوي أي لا أعاجل بالانتقام أو المراد الصبر العام وهو حبس النفس على ما تكره طالبًا لمرضات الله (واجعلني في عيني صغيرًا وفي أعين الناس كبيرًا) أي لا كون معظمامها بأولا احتقر أحدًا من خلقك (البزار عن بريدة) بالتصغير ابن الحصيب وإسناده حسن • (اللهم إنك لست بإله استحدثناه) أي طلبنا حدوثه أي تجدده بعد أن لم يكن (ولا برب ابتدعناه) أي اخترعناه لا على مثال سابق (ولا كان لنا قبلك

من إله نلجأ إليه ونذرك) أي نتركك (ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك) أي في عبادتك والالتجاء إليك (تباركت) أي تقدست (وتعاليت) أي تنزهت قال المناوي وكان نبي الله داود يدعو به (طب) عن صهيب بالتصغير وهو حديث ضعيف • (اللهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني وتعلم سري وعلانيتي) أي ما أخفي وما أظهر (لا يخفى عليك شيء من أمري وأنا البائس) أي الذي اشتدت ضروريته (الفقير) أي المحتاج إليك في جميع أحوالي (المستغيث المستجير) أي الطالب منك الأمان من العذاب (الوجل المشفق) أي الخائف (المقر المعترف بذنبه اسألك مسألة المسكين) أي الخاضع الضعيف (وابتهل إليك ابتهال المذنب) أي أتضرع إليك تضرع من أخجلته مقارفة الذنوب (الذليل) أي المستهان به (وأدعوك دعاء الخائف المضطر) أي إلى إجابة دعائه (من خضعت لك رقبته) أي نكس رضى بالتذلل والافتقار إليك (وفاضت لك عبرته) بفتح العين المهملة وسكون الموحدة البكاء أي سألت من شدة بكائه دموعه (وذلك لك جسمه) أي انقاد لك بجميع أركانه الظاهرة والباطنة (ورغم لك أنفه) أي لصق بالتراب (اللهم لا تجعلني بدعائك شقيًا) أي خائبًا (وكن بي رؤفًا رحيمًا يا خير المسئولين ويا خير المعطين) أي يا خير من طلب منه وخير من أعطى (طب) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (اللهم اصلح ذات بيننا) أي الحالة التي يقع بها الاجتماع (وألف بين قلوبنا وأهدنا سبل السلام) أي دلنا على طريق السلامة من الآفات (ونجنا من الظلمات إلى النور) قال المناوي أي أنقذنا من ظلمات الدنيا إلى نور الآخرة وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى يخرجهم من الظلمات ظلمات الجهل واتباع الهوى وقبول الوساوس والشبه المؤدية إلى الكفر إلى النوراي إلى الهدى الموصل إلى الإيمان (وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) أي ما نعلن وما نسر أو ما بالجوارح وما بالقلب أي بعدنا عن القبائح الظاهرة والباطنة (اللهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم) أي من شأنك قبول توبة للتائبين توبة صحيحة بالندم والعزم على عدم العود والتفضل عليهم (واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها) أي نذكرك بالجميل (قائلين بها) أي مستمرين على قول ذلك مداومين عليه وفي نسخة قابلين لها (وأتمها علينا) أي بدوام ذلك (طب ك) عن ابن مسعود وإسناده جيد • (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي) قدم المعمول ليفيد الحصر أي إليك لا إلى غيرك (وقلة حيلتي وهو أني على الناس) أي احتقارهم أياي واستهانتهم بي (يا ارحم الراحمين) أي يا موصوفًا بكمال الإحسان (إلى من تكلني) أي تفوض أمري (إلى عدو يتجهمني) بالتحتية والفوقية المفتوحتين فالجيم والهاء المفتوحتين وتشديد الهاء قال العلقمي قال في النهاية إلى عدوة يتجهمني أي يلقاني بالغلظة والوجه الكريه (أم إلى قريب ملكته أمري) قال المناوي أي جعلته متسلطًا على إيذائي ولا أستطيع دفعه

(إن لم تكن ساخطًا علي) وفي رواية إن لم يكن لك سخط علي (فلا أبالي) أي بما تصنع أعداءي (غير أن عافيتك) أي السلامة من البلايا والمحن والمصائب (أوسع لي) فيه أن الدعاء بالعافية مطلوب محبوب (أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات) قال المناوي ببناء أشرقت للمفعول من شرقت بالضوء تشرق إذا امتلأت به (وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة) بفتح اللام وتضم أي استقام وانتظم (أن تحل علي غضبك) أي من أن تنزله بي أو توجبه علي (أو تنزل علي سخطك) أي غضبك فهو من عطف المرادف (ولك العقبى) بضم المهملة آخره ألف مقصورة (حتى ترضى) أي أسترضيك حتى ترضى قال العلقمي قال في النهاية واستعتب طلب أن يرضى عنه (ولا حول ولا قوة إلا بك) أي لا تحول عن فعل المعاصي ولا قوة على فعل الطاعات إلا بتوفيقك قال المناوي وفيه أبلغ رد على الأستاذ ابن فورك حيث ذهب إلى أن الولي لا يجوز أن يعرف أنه ولي لأنه يسلبه الخوف ويجلب له الأمن فإن الأنبياء إذا كانوا أشد خوفًا مع علمهم بنبوتهم فكيف بغيرهم اهـ فانظر ما وجه أخذ هذا من الحديث (طب) عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب • (اللهم واقية كواقية الوليد) أي المولود أي اسألك كلاءة وحفظًا كحفظ الطفل المولود أو أراد بالوليد موسى عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى ألم نر بك فيتًا وليدًا أي كما وقيت موسى شر فرعون وهو في حجره فقني شر قومي وأنا بين أظهرهم (ع) عن ابن عمر بن الخطاب قال المناوي وفي إسناده مجهول • (اللهم كما حسنت خلقي) بالفتح أي أوصافي الظاهرة (فحسن خلقي) بالضم أي أوصافي الباطنة (حم) عن ابن مسعود قال المناوي وإسناده جيد جدًا • (اللهم احفظتني بالإسلام قائمًا واحفظني بالإسلام قاعدًا واحفظني بالإسلام راقدًا) أي حال كوني قائمًا وقاعدًا وراقدًا يعني في جميع الحالات (ولا تشمت بي عدوًا ولا حاسدًا) أي لا تنزل بي بلية يفرح بها عدوي وحاسدي (اللهم أني اسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك) قال المناوي وفي رواية بيديك في الموضعين واليد مجاز عن القدرة المتصرفة وتثنيتها باعتبار التصرف في العالمين (ك) عن ابن مسعود • (اللهم إني اسألك موجبات رحمتك) أي مقتضياتها بوعدك فإنه لا يجوز الخلف فيه وإلا فالحق سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء (وعزائم مغفرتك) أي موجباتها يعني اسألك أعمالا بعزم تهب بها لي مغفرتك (والسلامة من كل إثم) قال العلقمي قال شيخنا قال العراقي فيه جواز سؤال العصمة من كل الذنوب وقد أنكر بعضهم جواز ذلك إذ العصمة إنما هي للأنبياء والملائكة قال والجواب أنها في حق الأنبياء واجبة وفي حق غيرهم جائزة وسؤال الجائز جائز إلا أن الأدب سؤال الحفظ في حقنا لا العصمة وقد يكون هذا هو المراد هنا (والغنيمة من كل بر) بكسر الباء الموحدة أي طاعة وخير (والفوز بالجنة والنجاة من النار) ذكره تعليمًا للأمة لأمنه لأنه متيقن الفوز والنجاة (ك) عن ابن

مسعود قال المناوي ووهم من قال أبي مسعود • (اللهم أمتعني بسمعي وبصري حتى تجعلهما الوارث مني) أي أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت (وعافني في ديني وفي جسدي وانصرني على من ظلمني) قال المناوي من أعداء دينك (حتى تريني فيه ثأري) أن تهلكه (اللهم إني أسلمت نفسي) أي ذاتي (إليك) أي جعلت ذاتي طائعة لحكمك منقادة لأمرك (وفوضت أمري إليك) قال العلقمي قال في النهاية أي رددته يقال فوضت إليه الأمر تفويضًا إذا رده إليه وجعله الحاكم فيه وفي قوله وفوضت إشارة إلى أن أموره الخارجة والداخلة مفوضة إليه لا مدبر لها غيره (وألجأت ظهري إليك) أي بعد تفويض أموري التي أنا مفتقر إليها وبها معاشي وعليها مدار أمري أسندت ظهري إليك مما يضرني ويؤذيني من الأسباب الداخلة والخارجة وخص الظهر لأن العادة جرت أن الإنسان يعتمد بظهره إلى ما يستند إليه (وخليت وجهي إليك) بخاء معجمة ومثناة تحتية أي فرغت قصدي من الشرك والنفاق وتبرأت منهما وعقدت قلبي على الإيمان (لا ملجأ) بالهمز وقد تترك للازدواج (ولا منجي) هذا مقصور لا يمد ولا يهمز إلا بقصد المناسبة للأول أي لا مهرب ولا مخلص (منك إلا إليك آمنت رسولك الذي أرسلت) قال المناوي يعني نفسه صلى الله عليه وسلم أو المراد كل رسول أرسلت أو هو تعليم لأمته (وبكتابك الذي أنزلت) يعني القرآن أو كل كتاب سبق (ك) عن علي أمير المؤمنين وقال صحيح وأقروه • (اللهم إني أعوذ بك من العجز) بسكون الجيم هو عدم القدرة على الخير وقيل ترك ما يجب فعله والتسويف به وقال المناوي سلب القوة وتخلف التوفيق (والكسل) أي التثاقل والتراخي عما لا ينبغي التثاقل عنه ويكون ذلك لعدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة فيه مع إمكانه وقيل هو من الفتور والتواني (والجبن) أي الضعف عن تعاطي القتال خوفًا على المهجة (والبخل) هو في الشرع منع الواجب وفي اللغة منع السائل المحتاج عما يفضل عن الحاجة (والهرم) أي كبر السن المؤدي إلى سقوط القوى وذهاب العقل وتخبط الرأي وقال العلقمي قال شيخنا بعض المنظر والعجز عن كثير من الطاعات والتساهل في بعضها (والقسوة) أي غلظ القلب وصلابته (والغفلة) أي غيبة الشيء المهم عن البال وعدم تذكره (والذلة) بالكسر هي أن يكون ذليلاً بحيث يستخفه الناس وينظرون إليه بعين الاحتقار (والقلة) بالكسر أي قلة المال بحيث لا يجد كفافًا وفي نسخة شرح عليها المناوي والعيلة بدل القلة فإنه قال في النهاية العائل الفقير وقد عال يعيل عيلة إذا افتقر وقال في المصباح العيلة بالفتح الفقر وهو مصدر عال يعيل من باب باع فهو عائل والجمع عالة وهي في تقدير فعلة مثل كافر وكفرة (والمسكنة) أي فقر النفس وقال المناوي سوء الحال مع قلة المال (وأعوذ بك من الفقر) أي فقر الناس وهو الشره

وهو المقابل بقوله صلى الله عليه وسلم الغنى غنى النفس والمعنى بقولهم من عدم القناعة لم يفده المال غنا قال القاضي عياض وقد تكون استعاذته من فقر المال والمراد الفتنة من احتماله وقلة الرضى به ولهذا ورد من فتنة الفقر وقال زين العرب الفقر المستعاذ منه هو الفقر المدقع الذي يفضى بصاحبه إلى كفران نعم الله تعالى ونسيان ذكره والمدقع هو الذي لا يصحبه خير ولا ورع فيوقع صاحبه فيما لا يليق (فائدة) المدقع بالدال والعين المهملتين بينهما قال في المصباح دقع يدقع من باب تعب لصق بالدقعاء ذلاً وهي التراب وزان حمراء (أو الكفر) أي من جميع أنواعه (والفسوق والشقاق) أي مخالفة الحق بأن يصير كل من المتنازعين في شق (والنفاق) أي الحقيقي أو المجازي (والسمعة) بضم السين وسكون الميم التنويه بالعمل ليسمعه الناس وقال ابن عبد السلام السمعة أن يخفى عمله لله ثم يحدث به الناس (والرياء) بكسر الراء وتخفيف التحتية والمد إظهار العبادة بقصد رؤية الناس لها ليحمدوا صاحبها وقال ابن عبد السلام الرياء أن تعمل لغير الله تعالى قال المناوي واستعاذته من هذه الخصال إبانة عن قحها والزجر عنها (وأعوذ بك من الصمم) أي بطلان السمع أو ضعفه (والبكم) قال المناوي الخرس أو أن يولد لا ينطق ولا يسمع اهـ وقال العلقمي عن الأزهري بكم بيكم من باب تعب فهو أبكم أي أخرس وقيل الأخرس الذي خلق ولا نطق له ولا يعقل الجواب (والجنون) أي زوال العقل (والجذام) وهو علة يحمر منها العضو ثم يسود ثم يتقطع ويتناثر وقال المناوي علة تسقط الشعر وتفتت اللحم وتجري الصديد منه (والبرص) وهو بياض شديد يبقع الجلد ويذهب دمويته (وسيئ الأسقام) من إضافة الصفة إلى الموصوف أي الأمراض الفاحشة الرديئة (ك) والبيهقي في كتاب (الدعاء عن أنس) قال الحاكم صحيح وأقروه • (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع) تقدم الكلام عليه في قوله اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع (ومن الجوع) أي الألم الذي ينال الحيوان من خلو المعدة (فإنه بئيس الضجيع) أي المضاجع لي في فراشي استعاذ منه لأنه يمنع استراحة البدن ويحلل المواد المجمودة بلا بدل ويشوش الدماغ ويورث الوسواس ويضعف البدن عن القيام بوظائف العبادات وقال بعضهم المراد به الجوع الصادق وله علامات منها أن لا تطلب النفس إلا دم بل تأكل الخبز وحده بشهوة أي خبز كان فمهما طلب خبزًا بعينه وطلب إدمًا فليس ذلك بجوع أي صادق وقيل علامة الجوع أن يبصق فلا يقع الذباب عليه لأنه لم يبق فيه دهنية ولا دسومة فيدل ذلك على خلو المعدة (ومن الخيانة) قال المناوي مخالفة الحق بنقض العهد في السر قال العلقمي وقال بعضهم أصل الخيانة أن يؤتمن الرجل على شيء فلا يؤدي الأمانة فيه قال أبو عبيد لا نراه خص به الأمانة في أمانات

الناس دون ما افترض الله على عباده وائتمنهم فإنه قد سمى ذلك أمانة فقال تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكتم فمن ضيع شيئاً مما أمر الله به أو ارتكب شيئاً مما نهى الله عنه فقد خان نفسه إذ جلب إليها الذم في الدنيا والعقاب في الآخرة (فإنها بئست البطانة) قال العلقمي ضدّ الظهارة وأصلها في الثوب فاتسع فيما استبطن الرجل من أمره فيجعله بطانة حاله (ومن الكسل والبخل والجبن ومن الهرم وأن أرد إلى أرذل العمر) قال المناوي أي الهرم والخوف أو ضعف كالطفولية أو ذهاب العقاب (ومن فتنة الدجال) أي محنته وامتحانه وهي أعظم فتن الدنيا والدجال فعال بالتشديد وهو من الدجل بمعنى التغطية لأنه يغطي الحق بباطله ولهذا سمي الكذاب دجالاً (وعذاب القبر) قال العلقمي العذاب اسم للعقوبة والمصدر التعذيب فهو مضاف إلى الفاعل على طريق المجاز والإضافة من إضافة المظروف إلى ظرفه فهو على تقدير في أي يتعوّذ من عذاب في القبر وفيه إثبات عذاب القبر والإيمان به واجب وأضيف العذاب إلى القبر لأنه الغالب وإلا فكل ميت أراد الله تعذيبه أنا له ما أراد به قبراً ولم يقبر ولو صلب أو غرق في البحر أو أكلته الدواب أو حرق حتى صار رماداً أو ذرى في الريح وهو على الروح والبدن جميعاً باتفاق أهل السنة وكذا القول في النعيم قال ابن القيم ثم عذاب القبر قسمان دائم وهو عذاب الكفار وبعض العصاة ومنقطع وهو عذاب من خفت جرائمهم من العصاة فإنه يعذب بحسب جريمته ثم يرفع عنه وقد يرفع عنه بدعاء أو صدقة أو نحو ذلك وقال اليافعي في روض الرياحين بلغنا أن الموتى لا يعذبون ليلة الجمعة تشريفاً لهذا الوقت قال ويحتمل اختصاص ذلك بعصاة المؤمنين دون الكفار وعمم النسفي في بحر الكلام فقال أن الكافر يرفع عنه العذاب يوم الجمعة وليلتها وجميع شهر رمضان ثم لا يعود إليه إلى يوم القيامة وإن مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة يكون له العذاب ساعة واحدة وضغطة القبر كذلك ثم ينقطع عنه العذاب ولا يعود إليه إلى يوم القيامة أهـ وهذا يدل على أن عصاة المسلمين لا يعذبون سوى جمعة واحدة أو دونها وأنهم إذا وصلوا إلى يوم الجمعة انقطع ثم لا يعود وهو يحتاج إلى دليل ولا دليل لما قاله النسفي وقال ابن القيم في البدائع نقلت من خط القاضي أبي يعلى في تعاليقه لا بدّ من انقطاع عذاب القبر لأنه من عذاب الدنيا والدنيا وما فيها منقطع فلا بدّ أن يلحقهم الفناء والبلى ولا يعرف مقدار مدّة ذلك أهـ قلت ويؤيد هذا ما أخرجه هناد بن السرى في الزهد عن مجاهد قال للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم حتى تقوم القيامة فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا فيقول المؤمن إلى جنبه هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون (وفتنة المحيا) بفتح الميم أي ما يعرض للإنسان مدّة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات وأعظمها والعياذ بالله تعالى أمر الخاتمة عند الموت قال المناوي أو هي الابتلاء عند فقد الصبر (والممات) قال العلقمي

يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت أضيفت إليه لقربها منه ويكون المراد بفتنة المحيا على هذا ما قبل ذلك ويجوز أن يراد بها فتنة القبر أي سؤال الملكين والمراد من شر ذلك وإلا فأصل السؤال واقع لا محالة فلا يدعي برفعه فيكون عذاب القبر مسبباً عن ذلك والسبب غير المسبب وقيل أراد بفتنة المحيا الابتلاء مع زوال الصبر وبفتنة الممات السؤال في القبر مع الحيرة (اللهم إنا نسألك قلوباً أوّاهة) أي متضرعة أو كثيرة الدعاء أو البكاء (مخبتة) أي خاشعة مطيعة منقادة (منيبة) أي راجعة إليك بالتوبة قال العلقمي قال في النهاية الإنابة الرجوع إلى الله بالتوبة يقال أناب ينوب إنابة فهو منيب إذا أقبل ورجع (في سبيلك) أي الطريق إليك (اللهم إنا نسألك عزائم مغفرتك) قال المناوي حتى يستوي المذنب التائب والذي لم يذنب في مآل الرحمة (ومنجيات أمرك) أي ما ينجي من عقابك (والسلامة من كل إثم) أي ذنب (والغنيمة نم كل بر) بكسر الموحدة أي خير وطاعة (والفوز بالجنة والنجاة من النار) وهذا ذكره للتشريع والتعليم (ك) عن ابن مسعود (اللهم اجعل أوسع رزقك عليّ عند كبر سني وانقطاع عمري) أي إشرافه على الانقطاع لأن الآدمي حينئذٍ ضعيف القوى قليل الكدّ عاجز السعي (ك) عن عائشة (اللهم إني أسألك العفة) هي بمعنى العفاف والعفاف هو التنزه عما لا يباح والكف عنه (والعافية في دنياي وديني وأهلي ومالي) أي السلامة من كل مكروه (اللهم استر عورتي) قال المناوي عيوبي وخللي وتقصيري وكل ما يستحيي من ظهوره (وآمن روعتي) قال العلقمي وفي رواية روعاتي قال شيخنا جمع روعة وهي المرة من الروع وهو الفزع (واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي) بالبناء للمفعول قال العلقمي قال في النهاية أي أدهى من حيث لا أشعر يريد به الخسف (البزار) في مسنده (عن ابن عباس (اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي) أي يلابسه ويخالطه (حتى أعلم أنه) أي الشأن وفي نسخة أن (لا يصيبني إلا ما كُتب لي) قال المناوي أي قدّرته عليّ في العلم القديم الأزلي أو في اللوح المحفوظ (ورضني من المعيشة بما قسمت لي) أي وأسألك أن ترزقني رضي بما قسمته لي من الرزق (البزار عن ابن عمر) بن الخطاب (اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة بالبركة) أي بقوله وارزق أهله من الثمرات وقد فعل بنقل الطائف من الشام إليه وكان أقفر لا زرع به ولا ماء (وأنا محمد عبدك ورسولك) قال المناوي لم يذكر الخلة لنفسه مع أنه خليل أيضاً تواضعاً ورعاية للأدب مع أبيه (ادعوك لأهل المدينة) لفظ المدينة صار علماً بالغلبة على طيبة فإذا أطلق انصرف إليها (أن تبارك لهم في مدّهم وصاعهم) أي فيما يكال بهما (مثلي ما باركت لأهل مكة) مفعول مطلق أو حال (مع البركة بركتين) بركتين بدل من مثل ما بارك ومع البركة حال من بركتين لأن نعت النكرة إذا تقدّم عليها يصير حالاً منها ويجوز أن يكون مع البركة بركتين مفعولين لفعل محذوف أي اللهم اجعل

(ت) عن علي أمير المؤمنين قال المناوي وكذا أحمد عن أبي قتادة قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح (اللهم إن إبراهيم حرّم مكة فجعلها حراماً) أي أظهر حرمتها بأمر الله تعالى (وإني حرّمت المدينة حراماً ما بين مأزميها) تثنية مأزم بهمزة بعد الميم وبكسر الزاي الجبل وقيل المضيق بين جبلين ثم بين حرمتها بقوله (أن لا يراق فيها دم) قال المناوي أن لا يقتل فيها آدم معصوم بغير حق انتهى وفيه نظر (ولا يحمل فيها سلاح لقتال) قال المناوي أي عند فقد الاضطرار (ولا يخبط فيها شجرة) أي يسقط ورقها (إلا لعلف) قال المناوي بسكون اللام ما تأكله الماشية (اللهم بارك لنا في مدينتنا) أي كثر خيرها (اللهم بارك لنا في صاعنا اللهم بارك لنا في مدّنا) أي فيما يكال بهما (اللهم اجعل مع البركةبركتين) أي ضاعف البركة فيها (والذي نفسي بيده) أي روحي بقدرته وتصريفه (ما من المدينة شِعب) بكسر الشين أي فرجة نافذة بني جبلين (ولا ثقب) بفتح النون وسكون القاف هو طريق بين جبلين (إلا وعليه ملكان) بفتح اللام (يحرسانها حتى تقدموا) أي يحرسان المدينة من العدو إلى قدومكم (إليها) من سفركم قال المناوي وكان هذا القول حين كانوا مسافرين للغزو وبلغهم أن العدو يريد الهجوم أو هجم عليها (م ش) عن أبي سعيد الخدري (اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم) بفتح الميم فيهما وكذا الراء والمثلثة وسكون الهمزة والغين المعجمة والمأثم ما يقتضي الإثم والمغرم قيل الدين فيما لا يحل أو فيما يحل لكن يعجز عن وفائه وهذا تعليم أو إظهار للعبودية والافتقار (ومن فتنة القبر وعذاب القبر) قال العلقمي فتنة القبر هي سؤال الملكين منكر ونكير والأحاديث صريحة فيه ولهذا سمي ملكاً لسؤال الفتانين وما أحسن قول من قال فتنة القبر التحير في جواب منكر ونكير وعلم من العطف أن عذاب القبر غير فتنة القبر فلا تكرار لأن العذاب مرتب على الفتنة والسبب غير المسبب وهو ظاهر إذا فسرنا الفتنة بالتحير وقد يسأل ولا يتحير بأن يجيب على الوضع الصحيح ويحصل بعد السؤال التعذيب لنوع من التقصير في بعض الأعمال كما في مسألة التقصير في البول ونحو ذلك فتنبه لذلك (ومن فتنة النار) هي سؤال الخزنة على جهة التوبيخ وإليه الإشارة بقوله تعالى كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير (وعذاب النار) أي إحراقها بعد فتنتها (ومن شر فتنة الغني) قال العلقمي قال ابن العربي فتنة الغني البطر والطغيان والتفاخر به وصرف المال في المعاصي وأخذه من احرام وأن لا يؤدي حقه وأن يتكبر به (وأعوذ بك من فتنة الفقر) أي حسد الأغنياء والطمع في مالهم والتذلل لهم وعدم الرضى بالمقسوم (وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال) قال المناوي بحاء مهملة لكون إحدى عينيه ممسوحة أو لمسح الخير منه أو لمسحه الأرض أي يقطعها في أمد قليل والدجال من الدجل وهو الخلط والكذب استعاذ منه مع كونه لا يدركه نشر الخبرة بين الأمة لئلا يلتبس كفره على مدركه (اللهم اغسل عني

خطاياي) أي ذنوبي بفرضها أو ذكره للتشريع والتعليم (بالماء والثلج والبرد) بفتح الراء جمع بينهما مبالغة في التطهير لأن ما غسل بالثلاثة أنقى مما غسل بالماء وحده فسأل ربه أن يطهره التطهير إلا على الموجب لجنة المأوى والمراد طهرني منها بأنواع مغفرتك قال العلقمي وحكمة العدول عن ذكر الماء الحارّ إلى الثلج والبرد مع أن الحار في العادة أبلغ إزالة للوسخ إشارة إلى أن الثلج والبرد ماءان ظاهران لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما الاستعمال فكان ذكره آكد في هذا المقام أشار إلى هذا الخطابي وقال الكرماني وله توجيه آخر وهو أنه جعل الخطايا بمنزلة النار لكونها تؤدي إليها فعبر عن إطفاء حرارتها بالغسل تأكيداً في إطفائها وبالغ فيه باستعمال المبردات ترقياً عن الماء إلى أبرد منه وهو الثلج ثم إلى أبرد منه وهو البرد بدليل أنه قد يجمد ويصير جليداً بخلاف الثلج فإنه يذوب (ونق قلبي) خصه لأنه بمنزلة ملك الأعضاء واستقامتها باستقامته (من الخطايا) تأكيد للسابق ومجاز عن إزالة الذنوب ومحو أثرها (كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس) أي الوسخ ولما كان الدنس في الثوب الأبيض أظهر من غيره من الألوان وقع به التشبيه (وباعد بيني وبين خطاياي) أي أبعد وعبر بالمفاعلة مبالغة وكرر بين لأن العطف على الضمير المجرور يعاد فيه الخافض (كما باعدت بين المشرق والمغرب) قال العلقمي المراد بالمباعة محو ما حصل منها والعصمة عما سيأتي منها وهو مجاز لأن حقيقة المباعدة إنما هي في الزمان والمكان وموقع التشبيه أن التقاء المشرق والمغرب يستحيل فكأنه أراد أن لا يبقى لها منه اقتراب بالكلية قال الكرماني يحتمل أن يكون في الدعوات الثلاث إشارة إلى الأزمنة الثلاثة والمباعدة للمستقبل والتنقية للمحال والغسل للماضي (ق ت ن) عن عائشة (اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شرّ ما عاذ به عبدك ونبيك اللهم إني أسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً) قال المناوي هذا من جوامع الكلم وأحب الدعاء إلى الله كما قال الحلمي وأعجله إجابة والقصد به طلب دوام شهود القلب أن كل واقع فهو خير وينشأ عنه الرضى فلا ينافي حديث عجباً للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان له خيراً أهـ (هـ) عن عائشة قال العلقمي قال الدميري رواه أحمد في مسنده والبخاري في الأدب والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد (اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرّجت) قال المناوي وبوّب عليه ابن ماجه باب اسم الله الأعظم (هـ) عن عائشة (اللهم من آمن بي وصدّقني وعلم أنّ ما جئت به هو الحق من عندك فأقلل ماله وولده) أي بحيث يكون ما له نقدر كفايته ليتفرغ لأعمال الآخرة

(وحبب إليه لقاءك) أي حبب إليه الموت ليلقاك (وعجل له القضاء) أي الموت (ومن لم يؤمن بي ولم يصدّقني ولم يعلم أنّ ما جئت به هو الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره) قال العلقمي قيل يعارضه ما في البخاري من أنه صلى الله عليه وسلم دعا لخادمه أنس بقوله اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه وفي رواية وأطل عمره واغفر ذنبه قال شيخ شيوخنا أن ذلك لا ينافي الخير الأخروي وأنّ فضل التقلل من الدنيا يختلف باختلاف الأشخاص أهـ قال المناوي كما يفيده الخبر القدسي أن من عبادي من لا يصلحه إلا الغني الحديث وكان قياس دعائه بطول العمر في الثاني دعاءه في الأول بقصره لكنه تركه لأن المؤمن كلما طال عمره وكثر عمله كان خيراً له (طب) عن معاذ بن جبل ويؤخذ من كلامه أنه حديث حسن لغيره (هـ) عن عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي (اللهم من آمن بك) أي صدّق بوجودك ووحدانيتك أي أنه لا إله غيرك (وشهد أني رسولك) أي إلى الثقلين (فحبب إليه لقاك) أي الموت ليلقاك (وسهل عليه قضاك) فيتلقاه بقلب سليم وصدر مشروح (وأقلل له من الدنيا) أي بحيث يكون الحاصل له منها بقدر كفايته (ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاك ولا تسهل عليه قضاك وكثر له من الدنيا) وذلك يشغله عن أعمال الآخرة (طب) عن فضالة بفتح الفاء (ابن عبيد) قال المناوي ورجاله ثقات (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر) قال المناوي الدوام على الدين ولزوم الاستقامة (وأسألك عزيمة الرشد) أي حسن التصرف في الأمر والإقامة عليه (وأسألك شكر نعمتك) أي التوفيق لشكر إنعامك (وحسن عبادتك) أي إيقاعها على الوجه الحسن وذلك باستيفاء شروطها وأركانها ومستحباتها (وأسألك لساناً صادقاً) أي محفوظاً من الكذب (وقلباً سليماً) أي من الحسد والحقد والكبر وفي نسخة حليماً بدل سليماً وعليها يدل ظاهر شرح المناوي فإنه قال بحيث لا يقلق ولا يضطرب عند هيجان الغضب (وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم وأستغفرك مما تعلم إنك أنت علام الغيوب) أي الأشياء الخفية (ت ن) عن شدّاد بن أوس قال المناوي قال العراقي منقطع وضعيف (اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت) أي رجعت وأقبلت بهمتي (وبك خاصمت) أي دافعت من يريد مخاصمتي (اللهم إني أعوذ بعزتك) أي بقوة سلطانك (لا إله إلا أنت أن تضلني) أي من أن تضلني بعدم التوفيق للرشاد (أنت الحي القيوم) أي الدائم القيام بتدبير الاخلق (الذي لا يموت) قال المناوي بالإضافة للغائب للأثر وفي رواية بلفظ الخطاب (والجنّ والإنس يموتون) أي عند انقطاع آجالهم (م) عن ابن عباس (اللهم لك الحمد كالذي نقول) أي كالذي نحمدك به من المحامد (وخيراً مما تقول) أي مما حمدت به نفسك والفعل مبدوء بالنون في الموضعين (اللهم لك صلاتي ونسكي) أي عبادتي أو ذبائحي في الحج والعمرة (ومحياي ومماتي) قال المناوي أي لك ما فيهما

من جميع الأعمال والجمهور على فتح ياء محياي وسكون ياء مماتي ويجوز الفتح والسكون فيهما (وإليك مآبي) أي مرجعي (ولك تراثي) بمثناة ومثلثة ما يخلفه الإنسان لورثته فبين أنه لا يورث وأن ما يخلفه صدقة لله تعالى (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر) أي حديث النفس بما لا ينبغي (وشتات الأمر) أي تفرقه وتشعبه (اللهم إني أسألك من خير ما تجيء به الرياح وأعوذ بك من شر ما يجء به الريح) سأل الله خير المجموعة لأنها تجيء للرحمة وتعوّذ به من شر المفردة لأنها للعذاب (ت هب) عن عليّ أمير المؤمنين (اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارث مني) قال المناوي بأن يلازمني البصر حتى عند الموت لزوم الوارث لمورثه (لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين) لعله ذكره عقب دعائه إشارة إلى أن من اتصف بكونه حكيماً كريماً منزهاً عن النقائص مستحقاً للوصف بالجميل لا يخيب من سأله (ت ك) عن عائشة قال المناوي إسناده جيد (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول) الخشية هنا الخوف وقال بعضهم خوف مقترن بتعظيم أي اجعل لنا قسماً ونصيباً يحول ويحجب ويمنع (بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك) أي مع شمولنا برحمتك وليست الطاعة وحدها مبلغة (ومن اليقين ما يهوّن) أي يسهل (علينا مصائب) وفي نسخة مصيبات (الدنيا) أي ارزقنا يقيناً بل وبأن الأمر بقضائك وقدرك وأن لا يصيبنا إلا ما كتبته علينا وأن ما قدرته لا يخلو عن حكمة ومصلحة واستجلاب مثوبة (ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا) أي مدة حياتنا (واجعله الوارث منا) الضمير راجع لما سبق من الأسماع والأبصار والقوة وإفراده وتذكيره على تأويلها بالمذكور والمعنى بوراثتها لزومها له عند موته لزوم الوارث له وقال زين العرب أراد بالسمع وعي ما يسمع والعمل به وبالبصر الاعتبار بما يرى وهكذا في سائر القوى المشار إليه بقوتنا وعلى هذا يستقيم قوله واجعله الوارث منا أي واجعل تمتعنا بأسماعنا وأخويه في مرضاتك باقياً عنا تذكر به بعد قوله ما أحييتنا وتحقق دفع أنه أراد الإرث بعد فنائه وكيف يتصور فناء الشخص وبقاء بعضه أهـ والضمير مفعول أول والوارث مفعول ثان ومناصلة له (واجعل نارنا على من ظلمنا) أي مقصوراً عليه ولا تجعلنا ممن تعدى في طلب ثأره فأخذ به غير الجاني كما كان معهوداً في الجاهلية أو اجعل إدراك ثأرنا على من ظلمنا فندرك به ثأرنا (وانصرنا على من عادانا) أي ظفرنا عليه وانتقم منه (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) أي لا تصبنا بما ينقص ديننا من أكل حرام أو اعتقاد سوء وفترة في العبادة (ولا تجعل الدنيا أكبر همنا) لأن ذلك سبب الهلاك قال العلقمي قال الطيبي فيه أن قليلاً من الهم مما لا بد منه من أمر المعاش مرخص فيه بل مستحب (ولا مبلغ علمنا) أي بحيث يكون جميع معلوماتنا الطرق المحصلة للدنيا (ولا تسلط علينا من لا يرحمنا) قال العلقمي قال الطيبي أي لا تجعلنا

مغلوبين للظلمة والكفار ويحتمل أن يراد لا تجعل الظالمين علينا حاكمين فإن الظالم لا يرحم الرعية ويحتمل من لا يرحمنا من ملائكة العذاب في القبر وفي النار (ت ك) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده جيد • (اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً) قال العلقمي قال الطيبي طلب أو لا النفع بما رزق من العلم وهو العمل بمقتضاه ثم توخى علماً زائداً عليه ليترقى منه إلى عمل زائد على ذلك ثم قال رب زدني علماً يشير إلى طلب الزيادة في السير والسلوك إلى أن يوصله إلى مخدع الوصال فظهر من هذا أن العلم وسيلة إلى العمل وهما متلازمان ومن ثم قيل ما أمر الله ورسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم وهذا من جامع الدعاء الذي لا مطمع وراءه (الحمد لله على كل حال) من أحوال السراء والضراء (وأعوذ بالله من حال أهل النار) في النار وغيرها (ت هـ ك) عن أبي هريرة قال الترمذي غريب • (اللهم اجعلني أعظم شكرك) أي وفقني لاستكثاره والدوام على استحضاره (وأكثر ذكرك) أي بالقلب واللسان والتفكر في مصنوعاتك (وأتبع نصيحتك وأحفظ وصيتك) أي بامتثال ما أمرت به واجتناب ما نهيت عنه والإكثار من فعل الخير (ت) عن أبي هريرة • (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة) أي المبعوث رحمة للعالمين (يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللهم فشفعه في) سأل أولاً أن يأذن الله لنبيه أن يشفع له ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم ملتمساً أن يشفع له ثم كر مقبلاً على الله أن يقبل شفاعته قائلاً فشفعه فيّ وسببه أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافيني قال ن شئت دعوت لك وإن شئت صبرت فهو خير لك قال فادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء فذكره قال عمر فوالله ما تفرقنا حتى دخل الرجل كأن لم يكن به ضرر (ت هـ ك) عن عثمان بن حنيف قال الحاكم صحيح • (اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني) قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن شتير بن شكل بن حميد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله علمني تعوذاً أتعوذ به فقال قل اللهم فذكره وشتير بالشين المعجمة المضمومة والمثناة الفوقية المفتوحة والتحتية الساكنة مصغر وشكل بالشين المعجمة والكاف المفتوحة واللام قال ابن رسلان فيه الاستعاذة من شرور هذه الجوارح التي هي مأمور بحفظها كما قال والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون فالسمع أمانة والبصر أمانة واللسان أمانة وهو مسئول عنها قال تعالى أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا فمن لم يحفظها ويتعدى فيها الحدود عصى الله وخان الأمانة وظلم نفسه بكل جارحة ذات شهوة لا يستطيع دفع أسرها إلا بالالتجاء إلى الله تعالى لكثرة شرها وآفاتها واللسان آفات كثيرة غالبها الكذب والغيبة والمماراة والمدح والمزاح (ومن شر قلبي) أي نفسي فالنفس مجمع الشهوات والمفاسد لحب الدنيا والرهبة

من المخلوقين وخوف فموت الرزق والحسد والحقد وطلب العلو وغير ذلك ولا يستطيع الآدمي دفع شرها إلا بالإعانة والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى (ومن شر منيي) أي من شر شدة الغلمة وسطوة الشبق إلى الجماع حتى لا أقع في الزنا والنظر إلى ما لا يجوز (دك) عن شكل بفتح المعجمة والكاف قال المناوي قال الترمذي حسن غريب • (اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري) قال العلقمي قال ابن رسلان السمع يكون مصدر السمع ويكون اسماً للجارحة والظاهر أن المراد بالسمع الاستماع وبالبصر الرؤية به فإن الانتفاع بهما هو المقصود الأعظم بهما (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر) أي فقر النفس أو الفقر المحوج للسؤال (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت) أي فلا يستعاذ من جميع المخاوف إلا بك (دك) عن أبي بكرة قال المناوي وضعفه النسائي • (اللهم إني أسألك عيشة تقية) أي زكية راضية مرضية (وميتة) بكسر الميم حالة الموت (سوية) بفتح فكسر فتشديد (ومردا) أي مرجعاً إلى الآخرة (غير مخز) قال المناوي بضم فسكون وفي رواية بإثبات الياء المشددة أي غير مذل ولا موقع في بلاء (ولا فاضح) أي كاشف للمساوي والعيوب (البزار (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناد الطبراني جيد • (اللهم إن قلوبنا وجوارحنا بيدك) أي في تصرفك فقلبها كيف تشاء (لم تملكنا منها شيئاً فإذا فعلت ذلك بهما فكن أنت وليهما) أي متولياً حفظهما وتصريفهما في مرضاتك (حل) عن جابر • (اللهم اجعل لي في قلبي نوراً وفي لساني نوراً) قال المناوي نطقي والنور استعارة للعلم والهدى (وفي بصري نوراً وفي سمعي نوراً وعن يميني نوراً وعن يساري نوراً ومن فوقي نوراً ومن تحتي نوراً ومن أمامي نوراً ومن خلفي نوراً) قال القرطبي هذه الأنوار التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن حملها على ظاهرها فيكون سأل الله أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نوراً يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم هو ومن تبعه ومن شاء الله تعالى منهم قال والأولى أن يقال هي مستعارة للعلم والهداية كما قال تعالى فهو على نور من ربه وقوله تعالى وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس ثم قال والتحقيق في معناه أن النور مظهر لما ينسب إليه وهو يختلف بحسبه فنور السمع مظهر للمسموعات ونور البصر كاشف للمبصرات ونور القلب كاشف عن المعلومات ونور الجوارح ما يبدو عليها من أعمال الطاعات وقال النووي قال العلماء طلب النور في أعضائه وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وجملته في جهاته الست حتى لا يزيغ شيء منها عنه (واجعل لي في نفسي نوراً) من عطف العام على الخاص أي اجعل لي نوراً شاملاً للأنوار السابقة ولغيرها وهذا منه صلى الله عليه وسلم دعاء بدوام ذلك لأنه حاصل له أهو تعليم لأمته (وأعظم لي نوراً) قال المناوي أي اجزل لي نوراً من عطائك نوراً عظيماً لا يكتنه كنهه لأكون دائم السير والترقي في درجات المعارف (حم ق ن) عن ابن عباس • (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة

أمري) أي حافظ لجميع أموري قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعاً أي بعهده وهو الدين (وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي) أي أصلحها بإعطاء الكفاف فيما يحتاج إليه وكونه حلالاً معيناً على الطاعة (وأصلح لي آخرتي) أي بالتوفيق لطاعتك (التي فيها معادي) أي ما أعود إليه يوم القيامة (واجعل الحياة زيادة لي في كل خير) أي اجعل عمري مصروفاً فيما تحب وترضى وجنبني عما تكره (واجعل الموت راحة لي من كل شر) أي اجعل موتي سبب خلاصي من مشقة الدنيا والتخليص من غمومها قال الطيبي وهذا الدعاء من الجوامع (م) عن أبي هريرة • (اللهم إني أسألك الهدى) أي الهداية إلى الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم (والتقى) أي الخوف من الله والحذر من مخالفته (والعفاف) أي الصيانة عن مطامع الدنيا وقال النووي العفاف والعفة التنزه عما لا يباح والكف عنه (والغنى) أي غنى النفس والاستغناء عن الناس وعما في أيديهم (م ت هـ) عن ابن مسعود • (اللهم استر عورتي) أي ما يسوءني إظهاره (وآمن روعتي) الروع والخوف والفزع ألفاظ مترادفة معناها وأحد أي اجعلني واثقاً بك متوكلاً عليك لا أخاف عيرك (واقض عني ديني) أي أعني على وفائه (طب) عن خباب • (اللهم اجعل حبك) أي حبي إياك (أحب الأشياء إليّ واجعل خشيتك) أي خوفي منك (واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك) قال المناوي أي امنعها وادفعها بسبب حصول التشوق إلى النظر إلى وجهك الكريم (وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم) أي فرحتهم بما أعطيتم منها (فأقرر عيني من عبادتك) أي فرحني بها وذلك لأن المستبشر إذا بكى من كثرة السرور يخرج من عينيه ماء بارد والباكي حزناً يخرج من عينيه ماء سخن (حل) عن الهيثم بن مالك الطائي الشامي الأعمى • (اللهم إني أعوذ بك من شر الأعميين السيل والبعير الصؤول) وزن فعول نم الصولة وهي الحملة والوثبة سماهما أعميين لما يصيب من يصيبانه من الحيرة في أمره وظاهر كلام المناوي أن السيل والبعير مرفوعان فإنه قال قيل وما الأعميان قال السيل والبعير الصؤول ويجوز جرهما بدلاً من الأعميين ونصبهما بتقدير أعني (طب) عن عائشة بنت قدامة • (اللهم إني أسألك الصحة) أي العافية من الأمراض والعاهات (والعفة) قال المناوي عن كل محرم ومكروه ومخل بالمروءة (والأمانة) أي حفظ ما ائتمنت عليه من حقوق الله تعالى وحقوق عباده (وحسن الخلق) أي مع الخلق بالصبر على أذاهم وكف الأذى عنهم والتلطف (والرضى بالقدر) أي بما قدرته في الأذل وهذا تعليم للأمة (طب) عن ابن عمرو بن العاص • (اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء) قال المناوي الفج والفحش أو يوم المصيبة أو نزول البلاء أو الغفلة بعد المعرفة (ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء) كذلك (ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة) بضم الميم أي الإقامة فإن الضرر فيها يدوم بخلاف السفر وتقدم أن جار السوء

هو الذي إذا رأى خيراً كتمه أو شراً أذاعه (طب) عن عقبة بن عامر ورجاله ثقات • (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك) قال المناوي استعاذ بمعافاته بعد استعاذته برضاه لأنه يحتمل أن يرضى عنه من جهة حقوقه ويعاقبه على حق غيره (وأعوذ بك منك) أي برحمتك من عقوبتك قال العلقمي قال الخطابي فيه معنى لطيف وذلك أنه استعذا بالله وسأل أن يجيره برضاه من سخطه وبمعافاته من عقوبته والرضى والسخط ضدان متقابلان وكذلك المعافاة والعقوبة فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له وهو الله تعالى استعاذ به منه لا غير ومعناه الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب في حق عبادته والثناء عليه اهـ وقال ذلك أي أعوذ بك منك ترقياً من الأفعال إلى منشأ الأفعال مشاهدة للحق وغيبة عن الخلق وهذا محض المعرفة الذي لا يعبر عنه قول ولا يضبطه وصف (لا أحصي ثناء عليك) أي لا أطيقه في مقابلة نعمة واحدة وقيل لا أحيط به وقال مالك معناه لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك وإن اجتهدت في الثناء عليك (أنت كما أثنيت على نفسك) أي بقوله تعالى فلله الحمد الآية وغير ذلك مما حمد به نفسه قاله اعترافاً بالعجز عن تفصيل الثناء وأنه لا يقدر على بلوغ حقيقته ورد الثناء إلى الجملة دون التفصيل والإحصا والتعيين فوكل ذلك إلى الله سبحانه وتعالى المحيط بكل شيء علماً جملة وتفصيلاً وكما أنه لا نهاية لصفاته لا نهاية لثناء عليه لأن أثناء تابع للمثنى عليه فكل ثناء اثنى به عليه وإن كثر وطال وبولغ فيه فقدر الله أعظم وسلطانه أعز وصفاته أكبر وأكثر وفضله وإحسانه أوسع وأسبغ وقال بعضهم ومعنى ذلك اعترافه بالعجز عندما ظهر له من صفات جلاله وكماله وصمديته مما لا ينتهي إلى عده ولا يوصل إلى حده ولا يحصيه عقل لا يحيط به فكر وعند الانتهاء إلى هذا المقام انتهت معرفة الأنام ولذلك قال الصديق العجز عن درك الإدراك إدراك وفي هذا الحديث دليل لأهل السنة على جواز إضافة الشر إلى الله تعالى كما يضاف إليه الخير لقوله أعوذ برضاك من سخطك ومن عقوبتك وعند الشافعية أحسن الثناء على الله تعالى لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلو حلف ليثنين على الله أحسن الثناء فطريق البر أن يقول ذلك لأن أحسن الثناء ثناء الله على نفسه أبلغ الثناء وأحسنه وأما مجامع الحمد وأجله فالحمد لله حمداً يوافي نعمه أي يلاقيها فتحصل معه ويكافئ مزيده أي يساويه فيقوم بشكر ما زاد من النعم فلو حلف ليحمدن الله بمجامع الحمد أو بأجل التحاميد فطريقه أن يقول ذلك يقال أن جبريل عليه السلام قاله لآدم عليه الصلاة والسلام وقال قد علمتك مجامع الحمد (م 4) عن عائشة • (اللهم لك الحمد شكراً) أي على نعمائك التي لا تتناهى (ولك المن فضلاً) أي زيادة قال المناوي وذا قاله لما بعث بعثاً وقال إن سلمهم الله فلله عليّ شكر فسلموا وغنموا (طب ك) عن كعب بن عجرة وهو حديث ضعيف • (اللهم إني أسألك التوفيق لمحابك) أي ما تحبه وترضاه من الأعمال (وصدق التوكل

عليك وحسن الظن بك) أي يقيناً جاز ما يكون سبباً لحسن الظن بك (حل) عن الأوزاعي مرسلاً الحكيم الترمذي (عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف • (اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك) أي ليدرك لذة ما نطق به كل لسان ذاكر (وارزقني طاعتك وطاعة رسولك) أي بلزوم الأوامر واجتناب المحظورات (وعملاً بكتابك) قال المناوي القرآن أي العمل بما فيه من الأحكام (طس) عن علي وهو حديث ضعيف • (اللهم إني أسألك صحة في إيمان) أي صحة في بدني مع تمكن التصديق من قلبي (وإيماناً في حسن خلق) بالضم أي إيماناً يصحبه حسن خلق (ونجاحاً) أي حصولاً للمطلوب (يتبعه فلاح) أي فوز ببغية الدنيا والآخرة (ورحمة منك) أي وأسألك رحمة منك (وعافية) من البلايا والمصائب (ومغفرة منك) أي ستراً للعيوب (ورضوانا) أي منك عني لا فوز بخير الدارين (طس ك) عن أبي هريرة قال المنوي ورجاله ثقات • (اللهم اجعلني أخشاك حتى كأني أراك وأسعدني بتقواك ولا تشقني بمعصيتك) قاله مع عصمته اعترافاً بالعجز وخضوعاً لله وتواضعاً لعزته وتعليماً لأمته (وخر لي في قضائك) أي اجعل لي خيراً الأمرين فيه (وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت) أي لا رضى بقضائك (واجعل غناي في نفسي) أي لأن غنى النفس هو المحمود النافع بخلاف غنى المال (وأمتعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري وأقر بذلك عيني) أي فرحني بالظفر عليه (طس) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (اللهم ألطف بي في تيسير كل عسير) أي تسهيل كل صعب شديد (فإن تيسير كل عسير عليك يسير) أي لا يعسر عليك شيء (وأسألك اليسر) أي سهولة الأمور وحسن انقيادها (والمعافاة في الدنيا والآخرة) بأن تصرف أذى الناس عني وتصرف أذاي عنهم (طس) عن أبي هريرة • (اللهم اعف عني فإنك عفو كريم) أي كثير العفو والكرم (طس) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث ضعيف • (اللهم طهر قلبي من النفاق) أي من إظهار خلاف ما في الباطن وذا وما بعده قاله تعليماً لأمته وإلا فهو معصوم من ذلك كله (وعملي من الرياء) بمثناة تحتية أي حب اطلاع الناس على عملي (ولساني من الكذب) أي ونحوه من الغيبة والنميمة (وعيني من الخيانة) أي النظر إلى ما لا يجوز (فإنك تعلم خائنة الأعين) أي الرمز بها أو مسارقة النظر أو هو من إضافة الصفة إلى الموصوف أي الأعين الخائنة (وما تخفي الصدور) أي الوسوسة أو مما يضمر من أمانة وخيانة (الحكيم (خط) عن أم معبد الخزاعية وإسناده ضعيف • (اللهم ارزقني عينين هطالتين تشفيان القلب بذروف الدموع) أي بسيلانهما من خشيتك (قبل أن تكون الدموع دماً والأضراس جمراً) أي من شدة العذاب وهذا تعليم للأمة (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب وإسناده حسن • (اللهم عافني من قدرتك) أي بقدرتك أو فيما قضيته عليّ (وأدخلني في رحمتك) وفي نسخة في جنتك أي ابتداء من غير سبق عذاب وإلا فكل

من مات على الإسلام لابد له من دخولها وإن طهر بالنار (واقض أجلي في طاعتك) أي اجعلني ملازماً على طاعتك إلى انقضاء أجلي (واختم لي بخير عملي) فإن الأعمال بخواتيمها (واجعل ثوابه الجنة) يعني رفع الدرجات فيا وإلا فالدخول بالرحمة (ابن عساكر عن ابن عمر) • (اللهم اغنني بالعلم) قالالمناوي أي علم طريق الآخرة إذ ليس الغني إلا به وهو القطب وعليه المدار (وزيني بالحلم) أي اجعله زينة لي (وأكرمني بالتقوى) لأكون من أكرم الناس عليك إن أكرمكم عند الله أتقاكم (وجملني بالعافية) فإنه لا جمال كجمالها (ابن النجار عن ابن عمر) بن الخطاب • (اللهم حجة) أي أسألك حجة (لا رياء فيها ولا سمعة) بل تكون خالصة لوجهك مقربة إلى حضرتك (هـ) عن أنس • (اللهم إني أسألك من فضلك) أي سعة جودك ورحمتك (فإنه لا يملكهما إلا أنت) أي لا يملك الفضل والرحمة أحد غيرك فإنك مقدرهما ومرسلهما (طب) عن ابن مسعود • (اللهم إني أعوذ بك من خليل ماكر) أي مظهر للمحبة والوداد وهو في باطن الأمر محتال مخادع (عيناه ترياني) أي ينظر بهما إليّ نظر الخليل لخليله خداعاً ومداهنة (وقلبه يرعاني) أي يراعي إيذائي (إن رأى حسنة دفنها) أي إن علم مني بفعل حسنة سترها وغطاها كما يدفن الميت (وإن رأى سيئة أذاعها) أي إن علم مني بفعل خطيئة زللت بها نشرها وأظهر خبرها بين الناس قال المناوي قيل أراد الأخنس بن شريف وقيل عام في المنافقين (ابن النجار) في تاريخه (عن سعيد) بن سعيد كيسان (المقبري مرسلاً) • (اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها) أي صغيرها وكبيرها (اللهم انعشني) بهمزة قطع ويجوز وصلها أي ارفعني وقوّ جانبي (واجبرني) أي شد مفارقي (واهدني لصالح الأعمال) أي الأعمال الصالحة (والأخلاق) جمع خلق بالضم الطبع والسجية (فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت) أي لأنك المقدر للخير والشر فلا يطلب جلب الخير ولا دفع الضر إلا منك (طب) عن أبي أمامة الباهلي ورجاله موثوقون • (اللهم بعلمك الغيب) قال المناوي الباء للاستعطاف والتذلل أي أنشدك بحق علمك ما خفي على خلقك مما استأثرت به اهـ فالغيب مفعول به (وقدرتك على الخلق أي جميع المخلوقات من إنس وجن وملك وغيرها (أحيني ما علمت الحياة خيراً لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي) عبر بما في الحياة لاتصافه بالحياة حالاً وإذا الشرطية في الوفاة لانعدامها حال التمني (اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة) أي في السر والعلانية لأن خشية الله رأس كل خير (وأسألك كلمة الإخلاص) أي النطق بالحق (في الرضى والغضب) أي في حالتي رضى الخلق عني وغضبهم علي فيما أقوله فلا أداهن ولا أنافق أو في حالتي رضاي وغضبي (وأسألك القصد في الفقر والغنى) أي التوسط لا أسرف ولا أقتر (وأسألك نعيماً لا ينفد) أي لا ينقضي وهو نعيم الآخرة (واسألك قرة عين لا تنقطع) قال المناوي بكثرة النسل المستمر بعدي أو بالمحافظة على

الصلاة (وأسألك الرضى بالقضاء) بأن تسهله علي فأتلقاه بانشراح صدر (وأسألك برد العيش بع الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك) أي الفوز بالتجلي الذاتي الأبدي الذي لا حجاب بعده (والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة) أي موقعة في الحيرة مفضية إلى الهلاك (اللهم زينا بزينة الإيمان) أي اجعلنا مستكملين لشعبه ليظهر نوره علينا (واجعلنا هداة) أي نهدي غيرنا (مهتدين) أي في أنفسنا وفي نسخة شرح عليها المناوي مهديين فإنه قال وصف الهداة بالمهديين إذ الهادي إذا لم يكن مهتدياً في نفسه لا يصلح أن يكون هادياً لغيره لأنه يوقع الخلق في الضلال (ن ك) عن عمار بن ياسر • (اللهم رب جبريل وميكائيل ورب إسرافيل أعوذ بك من رح النار) أي نار جهنم (ومن عذاب القبر) قال العلقمي قال شيخنا قال القاضي عياض تخصيصهم بربوبيته وهو رب كل شيء وجاء مثل هذا كثيراً من إضافة كل عظيم الشأن له دون ما يستحقر عند الثناء والدعاء مبالغة في التعظيم ودليلاً على القدرة والملك فيقال رب السموات والأرض ورب المشرق والمغرب ورب العالمين ونحو ذلك وقال القرطبي خص هؤلاء الملائكة بالذكر تشريفاً لهم إذ بهم ينتظم هذا الوجود إذ أقامهم الله تعالى في ذلك فهم المدبرون له (ن) عن عائشة • (اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين) وفي رواية ضلع الدين بفتح الضاد المعجمة واللام يعني ثقله وشدته وذلك حيث لا قدرة على الوفاء ولا سيما مع المطالبة وقال بعض السلف ما دخل هم الدين قلباً ألا أذهب من العقل ما لا يعود إليه أبداً (وغلبة العدو) عدو المرء هو الذي يفرح بمصيبته ويحزن بمسرته ويتمنى زوال نعمته (وشماتة الأعداء) أي فرحهم ببلية تنزل بعدوهم (ن ك) عن ابن عمرو بن العاص • (اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو ومن بوار الأيم) بفتح الهمزة وكسر المثناة التحتية المشددة أي كسادها والأيم هي التي لا زوج لها بكراً كانت أو ثيباً مطلقة كانت أو متوفى عنها وبوارها أن لا يرغب فيها أحد (ومن فتنة المسيح الدجال) بالحاء المهملة لأنه يمسح الأرض كلها إلا مكة والمدينة وبالخاء المعجمة لأنه ممسوخ العين والدجال هو الكذاب (قط) في الإفراد (طب) عن ابن عباس • (اللهم إني أعوذ بك من التردي) أي السقوط من مكان عال كشاهق جبل أو السقوط في بئر (والهدم) بسكون الدال المهملة أي سقوط البناء ووقوعه على الإنسان وروى بالفتح وهو اسم لما انهدم منه (والغرق) قال المناوي بكسر الراء كفرح الموت بالغرق وقيل بفتح الراء وقال العلقمي بفتح الراء مصدر وهو الذي غلبه الماء وقوي عليه فأشرف على الهلاك ولم يغرق فإذا غرق فهو غريق (والحرق) بفتح الحاء والراء المهملتين أي الالتهاب بالنار ويحتمل أن يراد وقوع الحريق في زرع أو أثاث أو غير ذلك من الأموال فإنه إذا وقع في شيء يتجاوز إلى ما لا نهاية له كما في بيوت الخشب ونحوها وإنما استعاذ من الهلاك بهذه الأسباب مع ما فيه من نيل الشهادة لانها مجهدة مقلقة لا يكاد الإنسان يصير

عليها ويثبت عندها فربما استنزله الشيطان فحمله على ما يخل بدينه (وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت) أي يفسد عقلي أو ديني بنزغاته (وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً) أي عن الحق أو عن قتال الكفار حيث لا يجوز الفرار وهذا وما أشبه تعليم للأمة وإلا فرسول الله صلى الله عليه وسلم آمن من ذلك كله ولا يجوز له الفرار مطلقاً (وأعوذ بك أن أموت لديغاً) فعيل بمعنى مفعول واللدغ بالدال لمهملة والغين المعجمة يستعمل في ذوات السموم من حية وعقرب وغير ذلك وبالذال المعجمة والعين المهملة الإحراق بالنار والأول هو المراد هنا (ت ك) عن أبي اليسر بفتح المثناة التحتية والسين المهملة (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم) مجاز عن ذاته عز وجل (واسمك العظيم) أي الأعظم من كل شيء (من الكفر والفقر) أي فقر المال أو فقر النفس وذا تعليم لامته قال المناوي وفيه من لا يعرف (طب) في السنة عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق (اللهم لا يدركني زمان) أي أسألك أن لا يلحقني ولا يصل إلى عصر أو وقت (ولا تدركوا زمانا) أي وأسأل الله أن لا تدركوا أيها الصحابة (لا يتبع فيه العليم) بالبناء للمفعول أي لا ينقاد أهل ذلك الزمان إلى العلماء ولا يتبعونهم فيما يقولون أنه الشرع (ولا يستحيي) بالبناء للمفعول (فيه من الحليم) باللام أي العاقل المثبت في الأمور (قلوبهم قلوب الأعاجم) أي قلوب أهل ذلك الزمان كقلوبهم بعيدة من الأخلاق مملوءة من الرياء والنفاق (وألسنتهم ألسنة العرب) أي متشدقون متفصحون (م حم) عن سهل بن سعد الساعدي (ك) عن أبي هريرة وإسناده ضعفوه • (اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس) قال المناوي فهم خلفاؤه على الحقيقة وبين بهذا أنه ليس مراده هنا الخلافة التي هي الإمامة العظمى (طس) عن عليّ وهو حديث ضعيف • (اللهم إني أعوذ بك من فتنة النساء) أي الامتحان بهن والابتلاء بمحبتهن والمراد غير الحلائل (وأعوذ بك من عذاب القبر) هذا تعليم للأمة (الخرائطي في) كتاب (اعتلال القلوب عن سعد بن أبي وقاص (اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة) بكسر القاف أي قلة المال التي يخشى منها قلة الصبر على الإقلال وتسلط الشيطان عليه بوسوسته بذكر تنعم الأغنياء وما هم فيه (والذلة وأعوذ بك من أن أظلم) بفتح الهمزة وكسر اللام أي أحداً من المؤمنين والمعاهدين ويدخل فيه ظلم نفسه بمعصية الله (أو أظلم) بضم الهمزة وفتح اللام أي يظلمني أحد وفي الحديث ندب الاستعاذة من الظلم والظلمة وأراد بهذه الأدعية تعليم أمته (د ن هـ ك) عن أبي هريرة سكت عليه أبو داود فهو صالح • (اللهم إني أعوذ بك من الجوع) أي من ألمه وشدة مصابرته (فإنه بئس الضجيع) أي النائم معي في فراشي ضجيعاً لملازمته له كالضجيع (وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة) بكسر الموحدة كما تقدم (د ن هـ) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (اللهم إني أعوذ بك من الشقاق) أي النزاع والخلاف

والتعادي أو العداوة استعاذة منه صلى الله عليه وسلم لأنه يؤدي إلى المقاطعة والمهاجرة (والنفاق) أي النفاق العملي أو الحقيقي الذي هو ستر الكفر وإظهار الإسلام (وسوء الأخلاق) استعاذ منه صلى الله عليه وسلم لما يترتب عليه من المفاسد الدينية والدنيوية وذلك أن صاحبه لا يخرج من ذنب إلا وقع في ذنب (د ن) عن أبي هريرة • (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام) استعاذ منها صلى الله عليه وسلم إظهار للافتقار وتعليماً لأمته (ومن سيء الأسقام) أي الأسقام السيئة أي الوديئة كالسل والاستسقاء وذات الجنب ونص على هذه الثلاثة مع دخولها في الأسقام لكونها أبغض شيء إلى العرب (حم د ن) عن أنس • (اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة) أي الدنيوية والأخروية (حم ق) عن أنس • (اللهم رب الناس مذهب الباس) أي شدة المرض (اشف أنت الشافي) أي المداوي من المرض لا غيرك (لا شافي إلا أنت شفاء) شفاء مصدر منصوب باشف ويجوز رفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو (لا يغادر) بالغين المعجمة أي لا يترك وفائدة التقييد بذلك أنه قد يحصل الشفاء من ذلك المرض يخلفه مرض آخر (سقماً) بضم فسكون وبفتحتين أي مرضاً وقد استشكل الدعاء للمريض بالشفاء مع ما في المرض من كفارة وثواب كما تظافرت الأحاديث بذلك والجواب أن الدعاء عبادة ولا ينافي الثواب والكفارة لانهما يحصلان بأول المرض والصبر عليه والداعي بين حسنيين أما أن يحصل له مقصوده أو يعوّض عنه بجلب نفع أو دفع ضرر وكل ذلك من فضل الله تعالى (حم ق 3) عن أنس بن مالك • (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة) يعني الصحة والعفاف والكفاف والتوفيق (وفي الآخرة حسنة) يعني الثواب والرحمة (وقنا) أي بعفوك ومغفرتك (عذاب النار) أي العذاب الذي استوجبناه بسوء أعمالنا وقال العلقمي قال شيخ شيوخنا اختلفت عبارات السلف في تفسير الحسنة فقيل هي العلم والعبادة في الدنيا وقيل الرزق الطيب والعلم النافع وفي الآخرة الجنة وقيل هي العافية في الدنيا والآخرة وقيل الزوجة الصالحة وقيل حسنة الدنيا الرزق الحلال الواسع والعمل الصالح وحسنة الآخرة المغفرة والثواب وقيل حسنة الدنيا العلم والعمل به وحسنة الآخرة تيسير الحساب ودخول الجنة وقيل من آتاه الله الإسلام والقرآن والأهل والمال والولد فقد آتاه في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ونقل الثعلبي عن سلف الصوفية أقوالاً أخرى متغايرة اللفظ متوافقة المعنى حاصلها السلامة في الدنيا والآخرة واقتصر في الكشاف على ما نقله الثعلبي على أنها في الدنيا المرأة الصالحة وفي الآخرة الحوراء وعذاب النار المرأة السوء وقال الشيخ عماد الدين بن كثير الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة وولد بار ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هنيء وثناء جميل إلى غير ذلك وأنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا وأما الحسنة في الآخرة فأعلاها

دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة وأما الوقاية من عذاب النار فهي تقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم وترك الشبهات اهـ من الفتح ملخصاً قلت وقيل الحسنة في الدنيا الصحة والأمن والكفاية والولد الصالح والزوجة الصالحة والنصرة على الأعداء وفي الآخرة الفوز بالثواب والخلاص من العقاب قال شيخنا الشهاب القسطلاني ومنشأ الخلاف كما قال الإمام فخر الدين أنه لو قيل آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة الحسنة لكان ذلك متناولاً لكل الحسنات لكنه نكر في محل الإثبات فلا يتناول إلا حسنة واحدة فلذلك اختلف المفسرون فكل واحد منهم حمل اللفظ على ما رآه أحسن أنواع الحسنة وهذا بناء منه على أن المفرد المعرف بالألف واللام يعم وقد اختار في المحصول خلافه ثم قال فن قيل أليس لو قيل آتنا الحسنة في الدنيا والحسنة في الآخرة لكان متناولاً لكل الأقسام فلم ترك ذلك وذكره منكراً وأجاب بأنه ليس للداعي أن يقول اللهم أعطني كذا وكذا بل يجب أن يقول اللهم أعطني أن كان كذا وكذا مصلحة لي وموافقة لقضائك وقدرك فأعطني ذلك فلو قال اللهم اعطني الحسنة في الدنيا لكان ذلك جزماً وقد بينا أن ذلك غير جائز فلما ذكره على سبيل التنكير كان المراد منه حسنة واحدة وهي التي توافق قضاءه وقدره فكان ذلك أقرب إلى رعاية الأدب قلت وفي كلام الإمام نظر فقد قال الله تعالى حكاية عن ذكريا رب هب لي من لدنك ذرية طيبة وقال هب لي من لدنك وليا يرثني ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه أنس بقوله اللهم أكثر ماله وولده إلى غير ذلك من الأحاديث (ق) عن أنس بن مالك • (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن) قال البيضاوي لما تكلم في تفسير قوله تعالى الذي أذهب عنا الحزن همهم من خوف العاقبة أو همهم من أجل المعاش أو من وسوسة إبليس وغيرها فظاهر كلامه أن الهم والحزن مترادفان وقال المناوي الهم يكون في أمر يتوقع والحزن فيما وقع فليس العطف لاختلاف اللفظين مع اتحاد المعنى (والعجز والكسل) أي القصور عن فعل الشيء الذي يجب فعله (والجبن والبخل وضلع الدين) بفتح الضاد المعجمة واللام أي ثقله الذي يميل صاحبه عن الاستواء (وغلبة الرجال) أي شدة تسلطهم بغير حق قال العلقمي وإضافته إلى الفاعل استعاذ من أن تغلبه الرجال لما في ذلك من الوهن في النفس والمعاش وقال شيخنا قال التوربشتي كأنه يريد به هيجان النفس من شدة الشبق وإضافته إلى المفعول أي يغلبهم ذلك وإلى هذا المعنى سبق فهمي ولم أجد فيه نفلاً (حم ق ن) عن أنس بن مالك • (اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين) قال المناوي أراد مسكنة القلب لا المسكنة التي هي نوع من الفقر وقيل أراد أن لا يتجاوز الكفاف (عبد بن حميد عن أبي سعيد) الخدري (طب) والضياء المقدسي (عن عبادة بن الصامت) وهو حديث ضعيف • (اللهم إني أعوذ بك من العجز)

أي ترك ما يجب فعله من أمر الدارين (والكسل) أي عدم النشاط للعبادة (والجبن والبخل والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا) أي الابتلاء مع فقد الصبر والرضا (والممات) أي سؤال منكر ونكير مع الحيرة (حم ق 3) عن أنس بن مالك • (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر) أي العقوبة فيه (وأعوذ بك من عذاب النار وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال) استعاذ منه مع أنه لا يدركه تعليماً لأمته (خ ن) عن أبي هريرة • (اللهم إني اتخذ عندك عهداً لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فأيما مؤمن آذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته فاجعلها) أي الكلمات المفهمة شتماً أو نحو لعنة (له صلاة وزكاة) أي رحمة وإكراماً وطهارة من الذنوب (وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة) ولا تعاقبه بها في العقبى قال المناوي واستشكل هذا بأنه لعن جماعة كثيرة منها المصور والعشار ومن ادعى إلى غير أبيه والمحلل والسارق وشارب الخمر وآكل الربا وغيرهم فيلزم أن يكون لهم رحمة وطهوراً وأجيب بأن لامراد هنا من لعنه في حال غضبه بدليل ما جاء في رواية فأيما رجل لعنته في غضبي وفي رواية لمسلم إنما أنا بشر أرضي كما يرضى البشر واغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه بدعوة ليس هو لها بأهل أن تجعلها له طهوراً أما من لعنه ممن فعل منهياً عنه فلا يدخل في ذلك فإن قيل كيف يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل أجيب بأن المراد بقوله ليس لها بأهل عندك في باطن أمره لا على ما يظهر مما يقتضيه حاله وجنايته حين دعا عليه فكأنه يقول من كان في باطن أمره عندك أنه ممن ترضى عنه فاجعل دعوتي عليه التي اقتضاها ما ظهر لي من مقتضى حاله حينئذ طهوراً وزكاة وهذا معنى صحيح لا إحالة فيه لأنه صلى الله عليه وسلم كان متعبداً بالظاهر وحساب الناس في البواطن على الله (ق) عن أبي هريرة • (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر وفتنة الدجال) استعاذ منها لأنها أعظم الفتن (اللهم آت) أي اعط (نفسي تقواها) أي تحرزها عن متابعة الهوى وارتكاب الفجور والفواحش (وزكها أنت خير من زكاها) أي طهرها من الأقوال والأفعال والأخلاق الذميمة ولفظة خير ليست للتفصيل بل المعنى لا مزكى لها إلا أنت كما قال (أنت وليها ومولاها) أي متولي أمرها ومالكها (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع) أي لعدم العمل به (ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها) قال المناوي وفي قرنه بين الاستعاذة من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع رمز إلى أن العلم النافع ما أورث الخشوع (حم) وعبد بن حميد (م ن) عن زيد بن أرقم • (اللهم اغفر لي خطيئتي) أي ذنبي (وجهلي) أي ما لم اعلمه (وإسرافي في أمري) أي مجاوزتي الحد في كل شيء (وما أنت أعلم به مني) أي مما علمته وما لم أعلمه (اللهم اغفر لي خطأي وعمدي) هما متقاربان (وهزلي وجدي) بكسر الجيم وهو ضد الهزل (وكل ذلك عندي) أي موجودا وممكن أي أنا متصف بهذه الأشياء فاغفرها لي

قاله صلى الله عليه وسلم تواضعاً وهضماً لنفسه وتعليماً لأمته قال العلقمي أوعد فوات الكمال وترك الأولى ذنوباً (اللهم اغفر لي ما قدمت) أي قبل هذا الوقت (وما أخرت) عنه (وما أسررت وما أعلنت) أي أخفيت وأظهرت أو ما حدثت به نفسي وما تحرك به لساني (أنت المقدم) بعض العباد إليك بالتوفيق لما ترضاه (وأنت المؤخر) بخذلان بعضهم عن التوفيق (وأنت على كل شيء قدير) أي أنت الفعال لكل ما تشاء وقدير فعيل بمعنى فاعل (ق) عن أبي موسى الأشعري • (اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها) أي تتوفاها (لك مماتها ومحياها) أي أنت المالك لإحيائها ولإماتتها أي وقت شئت لا مالك لها غيرك (أن أحييتها فاحفظها) أي صنها عن الوقوع فيما لا يرضيك (وإن أمتها فاغفر لها) أي ذنوبها فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت • (اللهم إني أسألك العافية) أي أطلب منك السلامة في الدين من الافتتان وكيد الشيطان والدنيا من الآلام والأسقام (م) عن ابن عمر بن الخطاب • (ألبان البقر شفاء) أي من الأمراض السوداوية والغم والوسواس (وسمنها دواء) قال المناوي فإنه ترياق السموم المشروبة وإنما كان كذلك لأنها ترم من كل الشجر كما جاء في الخبر فتأكل الضار والنافع فانصرف الضار إلى لحمها والنافع إلى لبنها قال العلقمي وأجودها يكون لحين يحلب وأجوده ما اشتد بياضه وطاب ريحه ولذ طعمه وحلب من حيوان فتى صحيح معتدل اللحم محمود المرعى والمشرب وهو محمود يولد دما جيداً ويرطب البدن اليابس ويغذو غذاء حسناً وإذا شرب مع العسل أنقى القروح الباطنة من الأخلاط المعفنة وشربه مع السكر يحسن اللون جداً والحليب يتدارك ضرر الجماع ويوافق الصدر والرئة جيد لأصحاب السل ولبن البقر يغذو البدن وينعشه ويطلق الباطن باعتدال وهو من أعدل الألبان وأفضلها بين لبن الضأن ولبن المعز في الرقة والدسم والإكثار من اللبن يضر باللسان واللثة ولذلك ينبغي أن يتمضمض بعده بالماء وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ... شرب لبناً ثم دعا بماء فتمضمض وقال أن له دسماً ولبن الضأن أغلظ الألبان وأرطبها يولد فضولاً بلغمية ويحدث في الجلد بياضاً إذا ادمن استعماله ولذلك ينبغي أن يشاب هذا اللبن بالماء ليدفع ضرره عن البدن قال شيخنا وأخرج ابن عساكر عن قطر بن عبد الله أنه قال رأيت عبد الله بن الزبير وهو يواصل من الجمعة إلى الجمعة فإذا كان عند إفطاره دعا بقعب من سمن ثم يأمر بلبن فيحلب عليه ثم يدعو بشيء من صبر فيذره عليه فأما اللبن فيعصمه وأما السمن فيقطع عنه العطش وأما الصبر فيفتق أمعاءه اهـ ثم قال السمن حار رطب في الأولى منضج محلل يلين الحلق والصدر وينضج فضلاته وخصوصاً بالعسل واللوز وهو ترياق السموم المشروبة قاله في الموجز وقال ابن القيم ذكر جالينوس أنه أبرأ ب من الأورام الحادثة في الأذن وفي الأرنبة وأما سمن البقر والمعز فإنه إذا شرب ينفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب

اهـ وكان صلى الله عليه وسلم ... يشرب اللبن خالصاً تارة ومشوباً بالماء أخرى وله نفع عظيم في حفظ الصحة وترطيب البدن وري الكبد ولا سيما اللبن الذي ترعى دوابه الشيح والفيصوم والخزامى وما أشبهها فإن لبنها غذاء مع الأغذية وشراب مع الأشربة ودواء مع الأدوية (ولحومها داء) أي مضرة بالبدن جالبة للسوداء عسر الهضم اهـ قال بعضهم ومحل ضرر لحومها إذا لم تكن سمينة أما السمين منها فلا ضرر فيه (طب) عن مليكة بالتصغير (بنت عمرو) • (البس الخشن الضيق) أي من الثياب (حتى لا يجد العز) أي الكبر والترفع على الناس (والفخر) أي ادعاء العظم والكبر والشرف (فيك مساغاً) أي مدخلاً فالمعنى إذا لبس الخشن الضيق زال عنه الكبر وادعاء العظم لأن هذه اللبسة تؤذن بكسر النفس وانخفاضها هذا هو الغالب من حال المؤمن قال المناوي ومن ثم قال بعض أكابر السلف كما نقله الغزالي من رق ثوبه رق دينه فلا تكن ممن قيل فيه ثوب رقيق نظيف وجسم خبيث لكن لا يبالغ في ذلك فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده حسناً كما مر (ابن منده) الحافظ أبو القاسم) عن أنيس) بالتصغير ابن الضحاك (البسوا الثياب البيض) قال المناوي أي آثروا ندباً الملبوس الأبيض على غيره من نحو ثوب وعمامة وإزار (فإنها أطهر أي لأنها تحكي ما يصيبها من النجس عيناً أو أثراً (وأطيب) لدلالتها على التواضع والتخشع وعدم الكبر والعجب (وكفنوا فيها موتاكم) أي ندباً مؤكداً ويكره التكفين في غير أبيض (حم ت ن هـ ك) عن سمرة قال الترمذي حسن صحيح والحاكم صحيح وأقروه • (التمس ولو خاتماً من حديد) أي التمس شيئاً تجعله صداقاً كأنه قال التمس شيئاً على كل حال وإن قل فيسن أن لا يعقد نكاح إلا بصداق ويجوز بأقل متمول قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن سهل قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... فقالت إني وهبت من نفسي أي وهبت نفسي لك يا رسول الله فمن زائدة فقامت طويلاً فقال رجل زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة فقال هل عندك من شيء تصدقه قال ما عندي إلا إزاري فقال أن أعطيتها إياه جلست لا إزار لك فالتمس شيئاً قال ما أجد شيئاً فقال التمس ولو خاتماً من حديد فلم يجد فقال أمعك شيء من القرآن قال نعم سورة كذا وسورة كذا لسور سماها فقال قد زوجناكها بما معك من القرآن أي بتعليمها إياه (حم ق د) عن سهل بن سعد • (التمسوا الجار قبل الدار) أي قبل شرائها أو سكناها بأجرة أي اطلبوا حسن سيرته وابحثوا عنها (والرفيق قبل الطريق) أي أعد لسفرك رفيقاً قبل الشروع فيه (طب عن رافع بن خديج) بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال وهو حديث ضعيف • (التمسوا الخير) أي اطلبوه (عند حسان الوجوه) أي حال طلب الحاجة فرب حسن الوجه ذميمه عند الطلب وعكسه (طب) عن أبي خصيفة بإسناد ضعيف • (التمسوا الرزق بالنكاح) أي التزوج فإنه جالب للبركة جار للرزق إذا صلحت النية (فر) عن ابن عباس ويؤخذ من كلام

المناوي أنه حديث حسن لغيره • (التمسوا الساعة التي ترجى) أي ترجى استجابة الدعاء فيها (في يوم الجمعة) وفي نسخة من بدل في (بعد العصر إلى غيبوبة الشمس) قال العلقمي قال شيخنا اختلف العلماء من الصحابة والتابعين وغيرهم على أن هذه الساعة باقية أو رفعت وعلى الأول هل هي في كل جمعة أو جمعة واحدة من كل سنة وعلى الأول هل هي في وقت من اليوم معين أو مبهم وعلى التعيين هل تستوعب الوقت أوتبهم فيه على الإبهام ما ابتداؤه وما انتهاؤه وعلى كل ذلك هل تستمر أو تنتقل وعلى الانتقال هل تستغرق الوقت أو بعضه وحاصل الأقوال فيها خمسة وأربعون قولاً وأقرب ما قيل في تعيينها أقوال أحدها عند أذان الفجر الثاني من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس الثالث أول ساعة بعد طلوع الشمس الرابع آخر الساعة الثالثة من النهار الخامس عند الزوال السادس عند أذان صلاة الجمعة السابع من الزوال إلى خروج الإمام الثامن منه إلى إحرامه بالصلاة التاسع منه إلى غروب الشمس العاشر ما بين خروج الإمام إلى أن تقام الصلاة الحادي عشر ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تنقضي الصلاة وهو الثابت ي مسلم عن أبي موسى مرفوعاً الثاني عشر ما بين أول الخطبة والفراغ منها الثالث عشر عند الجلوس بين الخطبتين الرابع عشر عند نزول الإمام من المنبر الخامس عشر عند إقامة الصلاة السادس عشر من إقامة الصلاة إلى تمامها وهو الوارد في الترمذي مرفوعاً السابع عشر هي الساعة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيها الجمعة الثامن عشر من صلاة العصر إلى غروب الشمس التاسع عشر في صلاة العصر العشرون بعد العصر إلى آخر وقت الاختيار الحادي والعشرون من حين تصفر الشمس إلى أن تغيب الثاني والعشرون آخر ساعة بعد العصر أخرجه أبو داود والحاكم عن جابر مرفوعاً وأصحاب السنن عن عبد الله بن سلام الثالث والعشرون إذا تدلى نصف الشمس للغروب أخرجه البيهقي وغيره عن فاطمة مرفوعاً فهذه خلاصة لأقوال فيها وباقيها يرجع إليها وأرجح هذه الأقوال الحادي عشر والثاني والعشرون قال المحب الطبري أصح الأحاديث فيها حديث أبي موسى وأشهر الأقوال فيها قول عبد الله بن سلام زاد ابن حجر وما عداهما أما ضعيف الإسناد أو موقوف استند قائله إلى اجتهاد وتوقيف ثم اختلف السلف في أي القولين المذكورين أرجح فرجح كلا مرجحون فمن رجح الأول البيهقي والقرطبي وابن العربي وقال النووي أنه الصحيح أو الصواب ورجح الثاني أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وابن عبد البر والطرطوشي وابن الزملكاني من الشافعية هـ (ت) عن أنس وإسناده ضعيف • (التمسوا ليلة القدر) أي القضاء والحكم بالأمور (في أربع وعشرين) أي في ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان قال المناوي وهذا مذهب ابن عباس والحسن (محمد بن مصرفي) كتاب (الصلاة عن ابن عباس • (التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين)

قال المناوي وبهذا أخذ الأكثر وهو اختيار الصوفية (طب) عن معاوية وإسناده صحيح • (التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان) قال المناوي أي ليلة تسع وعشرين لا ليلة السلخ (ابن نصر عن معاوية) بن سفيان وهو حديث ضعيف • (ألحدوا) أي شقوا في جانب القبر القبلي من أسفله قدر ما يوضع فيه الميت ويوسع اللحد ندباً ويتأكد ذلك عند رأسه ورجليه قال في النهاية يقال لحدت وألحدت وقال في المصباح ولحدت اللحد للميت لحداً من باب نفع وألحدته له إلحاداً حفرته ولحدت الميت وألحدته جعلته في اللحد (ولا تشقوا) أي لا تحفروا في وسطه وتبنوا جانبيه وتسقفوه من فوقه (فإن اللحد لنا والشق لغيرنا) أي هو اختيار من قبلنا من الأمم فاللحد أفضل من الشق والنهي للتنزيه هذا إن كانت الأرض صلبة فإن كانت رخوة وهي التي تنهار ولا تتماسك فالشق أفضل من اللحد (حم) عن جرير • (ألحد لآدم) بالبناء للمفعول أي عمل له لحد وضع فيه بعد موته (وغسل بالماء وترا فقالت الملائكة) أي من حضر منهم أي قال بعضهم لبعض (هذه سنة ولد آدم من بعده) فكل من مات منهم يفعل به ذلك وقولهم ذلك يحتمل أنهم رأوه في اللوح المحفوظ أو في صحفهم أو باجتهاد (ابن عساكر عن أبي بن كعب) • (ألحقوا الفرائض) أي الأنصباء المقدرة في كتاب الله تعالى (بأهلها) أي مستحقيها بالنص (فما بقي فهو لأولى) أي فهو لأقرب (رجل ذكر) قال العلقمي قال شيخنا زكريا قال النووي (فائدة) وصف رجل بذكر في خبر ألحقوا للتلبيه على سبب استحقاقه وهي الذكورة التي هي سبب العصوبة والترجيح في الإرث ولهذا جعل للذكر مثل حظ الأنثيين قال والأولى هو الأقرب لأنه لو كان المراد به الأحق لخلا عن الفائدة لأنا لا ندري من هو الأحق وأحسن من ذلك ما قاله جماعة أنه لما كان الرجل يطلق في مقابلة المرأة وفي مقابلة الصبي جاءت الصفة لبيان أنه في مقابلة المرأة وهذا كما قال علماء المعاني في مثل وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه أن اسم الجنس محتمل الفردية والجنس معاً وبالصفة يعلم المراد فلما وصفت الدابة والطائر بقى الأرض ويطير بجناحيه علم أن المراد الجنس لا الفرد اهـ قال المناوي فائدته الاحتراز عن الخنثى فإنه لا يجعل عصبة ولا صاحب فرض بل يعطي أقل النصيبين (حم ق ت) عن ابن عباس • (الزم بيتك) بفتح الزاي من لزم أي محل سكنك قال المناوي قاله لرجل استعمله على عمل فقال له خر لي والمراد بلزومه التنزه عن نحو الإمارة وإيثار الانجماع بالعزلة قال ابن دينار لراهب عظني فقال إن استطعت أن تجعل بينك وبين الناس سوراً من حديد فافعل قال الغزالي وكل من خالط الناس كثرت معاصيه وإن كان تقياً إلا أن ترك المداهنة ولم تأخذه في الله لومة لائم وبه احتج من ذهب إلى أن العزلة أفضل من المخالطة (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (ألزم نعليك قدميك) بفتح الهمزة وسكون اللام وكسر الزاي من الزم فتباح الصلاة فيهما إذا كانتا طاهرتين (فإن خلعتهما

فاجعلهما بين رجليك ولا تجعلهما عن يمينك ولا عن يمين صاحبك ولا وراءك فتؤذي من خلفك) فإن فعل ذلك بقصد الإضرار أثم أو بلا قصد خالف الأدب وفي هذا الحديث باب من الأدب وهو أن تصان ميامن الإنسان عن كل شيء مما يكون محلاً للأذى (هـ) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (الزموا هذا الدعاء) أي داوموا عليه (اللهم إني أسألك باسمك الأعظم ورضوانك الأكبر فإنه اسم من أسماء الله) أي من أسمائه التي إذا سئل بها أعطى وإذا دعى بها أجاب (البغوي) وابن قانع (طب) عن حمزة بن عبد المطلب بن هاشم وهو حديث حسن • (الزموا الجهاد) أي محاربة الكفار لإعلاء كلمة الجبار (تصحوا) أي تصح أبدانكم (وتستفتوا) أي بما يفتح عليكم من الفيء والغنيمة (عد) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (الظوا بيا ذا الجلال والإكرام) بظاء معجمة مشددة وفي رواية بحاء مهملة أي الزموا قولكم ذلك في دعائكم وقد ذهب بعضهم إلى أنه هو اسم الله الأعظم (ت) عن أنس (حم ن ك) عن ربيعة بن عامر قال الترمذي حسن غريب وصححه الحاكم • (الق عنك شعر الكفر) أي أزله بحلق أو غيره كقص ونورة والحلق أفضل وهو شامل لشعر الرأس وغيره ما عدا اللحية فيما يظهر وقيس به قلم ظفر وغسل ثوب (ثم اختتن) وفي نسخة واختتن بالواو بدل ثم أي وجوباً إن أمن الهلاك والخطاب وقع لرجل ومثله المرأة في الختان لا في إزالة شعر الرأس لأنه مثلة في حقها قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد أسلمت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الق عنك شعر الكفر ثم اختتن (حم د) عن ابن كليب بالنون من البنوة لا بالمثناة التحتية من الأبوة وفي نسخة شرح عليها المناوي عن عثيم بن كليب وعثيم بضم العين المهملة ثم ثاء مثلثة تصغير عثمان قال ابن القطان هو عثيم بن كثير بن كليب والصحابي هو كليب وإنما نسب عثيم في الإسناد إلى جده قال المناوي وفيه انقطاع وضعف • (ألهم) بالبناء للمفعول (إسماعيل هذا اللسان العربي الهاما) قال العلقمي قلت يعارضه ما في البخاري في نزول أم إسماعيل بمكة وفيه فمرت بهم رفقة من جرهم وفيه وتعلم العربية منهم قال في الفتح فيه إشعار بأن لسان أمه وأبيه لم يكن عربياً اهـ وأجاب المناوي بأنه ألهم الزيادة في بيانه بعد ما تعلم أصل العربية من جرهم ولم يكن لسان أبويه (ك هب) عن جابر قال الحاكم على شرط مسلم واعترض • (الهوا) قال العلقمي بضم الهمزة والهاء وسكون اللام بينهما أي العبوا فيما لا حرج فيه فقوله (والعبوا) عطف تفسير والأمر للإباحة (فإني أكره أن يرى) بالبناء للمفعول (في دينكم غلظة) أي شدة (هب) عن المطلب بن عبد الله وفيه انقطاع وضعف • (إليك انتهت الأماني يا صاحب العافية) قال المناوي جمع أمنية أي انتهت إليك فلا يسأل غيرك اهـ فالمراد أن الذي يعطي العافية هو الله سبحانه وتعالى فلا تطلب من غيره (طس هب) عن أبي هريرة وإسناد

الطبراني حسن • (أما إن ربك يحب المدح) بفتح همزة أما وخفة ميمها وبكسر همزة أن إن جعلت أما بمعنى حقاً وبفتحها إن جعلت افتتاحية وفي رواية الحمد بدل المدح أي يحب أني حمد كما بينه خبر أن الله يحب أن يحمد وذا قاله للأسود بن سريع لما قال له مدحت ربي بمحامد (حم خد ن ك) عن الأسود بن سريع وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح • (أما إن كل بناء) أي من القصور المشيدة والحصون المانعة والغرف المرتفعة والعقود المحكمة التي تتخذ للترفه ووصول الأهوية إلى النازل بها (وبال على صاحبه) أي سوء عقاب وطول عذاب في الآخرة لأنه إنما يبنى كذلك رجاء التمكن في الدنيا وتمني الخلود فيها مع ما فيه من اللهو عن ذكر الله والتفاخر (إلا مالا) أي مالا بد منه لنحو وقاية حر وبرد وستر عيال ودفع لص (إلا مالا) قد يحتمل أن المراد إلا مالا يخلو عن قصد قربة كوقف (د) عن أنس ورجاله موثوقون • (أما إن كل بناء فهو وبال على صاحبه يوم القيامة إلا ما كان في مسجد أو واو) أي أو كان في مدرسة ورباط وخان مسبل أو وقف أو ما لابد منه وما عداه مذموم (حم هـ) عن أنس • (أما إنك) أيها الرجل الذي لدغته العقرب (لو قلت حين أمسيت) أي دخلت في المساء (أعوذ بكلمات الله التامات) في رواية كلمة بالإفراد أي التي لا نقص فيها ولا عيب (من شر ما خلق) أي من شر خلقه وشرهم ما يفعله المكلفون من المعاصي والآثام ومضارة بعضهم بعضاً من ظلم وبغي وقتل وضرب وشتم وغير ذلك وما يفعله غير المكلفين من الأكل والنهش واللدغ والعض كالسباع والحشرات (لم تضرك) أي لم تلدغك كما هو ظاهر ما في العلقمي فإنه قال قال القرطبي هذا قول الصادق الذي علمنا صدقه دليلاً وتجربة وأني منذ سمعت هذا الخبر عملت عليه ولم يضرني شيء إلى أن تركته فلدغتني عقرب بالمهدية ليلا فتذكرت في نفسي فإذا بي قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات اهـ وقال المنوي لم تضرك بأن يحال بينك وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه (م د) عن أبي هريرة • (أما أنه لو قال حين أمسى أعوذ بكلمات الله) أي القرآن (التامات) أي التي لا يدخلها نقص ولا عيب كما يدخل كلام الناس وقيل هي النافعات الكافيات الشافيات من كل ما يتعوذ منه (من شر ما خلق ما ضره لدغ عقرب حتى يصبح) وسببه كما في ابن ماجه عن أبي هريرة قال لدغت عقرب رجلاً فلم ينم ليلته فقال أما أنه فذكره (هـ) عن أبي هريرة • (أما أن العريف أي القيم على قوم ليسوسهم ويحفظ أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم (يدفع في النار دفعاً) أي تدفعه الزبانية في نار جهنم إذا لم يقم بالحق الواجب عليه والقصد التنفير من الرياسة والتباعد عنها ما أمكن لخطرها وسمي العريف عريفاً لكونه يتعرف أمورهم حتى يعرف بها من فوقه عند الاحتياج وهو فعيل بمعنى فاعل والعرافة عمله (طب) عن يريد بن سيف • (أما بلغكم) أيها القوم الذين وسموا حماراً في وجهه (أين لعنت من وسم البهيمة في وجهها) أي دعوت على

من كوها في وجهها بالطرد والإبعاد عن الرحمة فكيف فعلتم ذلك وسببه كما في أبي داود عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بحمار وقد وسم في وجهه فقال أما فذكره قال المناوي وقرنه باللعن يدل على كونه كبيرة أي إذا كان لغير حاجة أما لها كوسم إبل الصدقة فيجوز للاتباع (أو ضربها في وجهها) أي ولعنت من ضربها في وجهها قال النووي الضرب في الوجه منهي عنه في كل حيوان محترم من الآدمي والحمير والخيل والإبل والبغال والغنم وغيرها لكنه في الآدمي أشد لأنه مجمع المحاسن مع أنه لطيف يظهر يه أثر الضرب وربما شأنه وربما أذى بعض الحواس (د) عن جابر بن عبد الله • (أما ترضى) يا عمر (أن تكون لهم الدنيا) أي نعيمها والتمتع بزهوتها ولذتها ونعيم الدنيا وإن أعطى لبعضنا إنما أعطيه ليستعين به على أمور الآخرة فهو من الآخرة وفي رواية لهما بدل لهم أي أراد كسرى وقيصر (ولنا الآخرة) أي أيها الأنبياء أو المؤمنون وسببه أن عمر بن الخطاب رأى النبي صلى الله عليه وسلم على حصير أثر في جنبه وتحت رأسه وسادة من أدم وحشوها ليف فبكى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك فقال كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا فذكره (ق هـ) عن عمر • (أما ترضى إحداكن) أيها النساء أي نساء هذه الأمة (أنها إذا كانت حاملاً من زوجها وهو عنها راض) بأن تكون مطيعة له فيما يحل ومثلها الأمة المؤمنة الحاملة من سيدها (إن لها) بأن لها مدة حملها (مثل أجر الصائم القائم في سبيل الله) أي في الجهاد (وإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء والأرض) أي من إنس وجن وملك (ما أخلى لها من قرة أعين) أي مما تقربه عينها (فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة) بضم فسكون (ولم يمص) أي الولد (من ثديها مصة) بنصب مصة وبناء يمص للفاعل كما هو ظاهر شرح المناوي ويجوز بناؤه للمفعول (إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة فإن أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم في سبيل الله) قال المناوي والمراد بالسبعين التكثير ومثل الزوجة الأمة المؤمنة الحامل من سيدها (سلامة) أي يا سلامة وهي حاضنة ولده إبراهيم (تدرين) أي تعلمين (من أعني بهذا) أي بهذا الجزاء الموعود المبشر به (المتمنعات) يجوز رفعه ونصبه أي أعني أوهن المتمنعات (الصالحات المطيعات لأزواجهن اللاتي لا يكفرن العشير) أي الزوج أي لا يغطين إحسانه إليهن ولا يجحدن أفضاله عليهن وهذا قاله لما قالت تبشر الرجال بكل خير ولا تبشر النساء (الحسن بن سفيان (طس) وابن عساكر عن سلامة حاضنة السيد إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده ضعيف • (أما كان يجد هذا ما يسكن) بضم المثناة التحتية وكسر الكاف المشددة (به رأسه) أي شعر رأسه أي يضمه ويلينه بنحو زيت فيه استحباب تنظيف شعر الرأس بالغسل والترجيل بالزيت ونحوه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدهن الشعر ويرجله غبا ويأمر به وقال من كان له

شعر فليكرمه (أما كان يجد هذا ماء يغسل به ثيابه) قال العلقمي ماء بالمد والتنوين وفيه طلب النظافة من الأوساخ الظاهرة على الثوب والبدن قال الشافعي رضي الله عنه من غسل ثوبه قل همه وفيه الأمر بغسل الثوب ولو بماء فقط اهـ وظاهر كلام المناوي أن ما موصولة فإنه قال من نحو صابون قال والاستفهام إنكاري أي كيف لا يتنظف مع إمكان تحصيل الدهن والصابون والنظافة لا تنافي النهي عن التزين في الملبس والأمر بلبس الخشن ومدح الشعث الغبر كما مر ويأتي اهـ (حم د حب ك) عن جابر وإسناده جيد • (أما) قال العلقمي حرف استفتاح مركب من حرف نفي وهمزة استفهام للتوبيخ (يخشى) أي يخاف (أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار) وفي رواية كلب بدل حمار (أو يجعل الله صورته صورة حمار) وفي رواية لمسلم وجه حمار وأو للشك من الراوي أو غيره وروى يحول بدل يجعل في الموضعين ويحول في الأولى ويجعل في الثانية وخص الرأس والوجه بذلك لأن به وقعت الجناية والمسخ حقيقة بناء على ما عليه الأكثر من وقوع المسخ بهذه الأمة أو هو مجاز عن البلادة الموصوف بها الحمار أو أنه يستحق ذلك ولا يلزم من الوعيد الوقوع وفيه أن ذلك حرام وبه قال الشافعي (ق 4) عن أبي هريرة • (أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه في الصلاة) أي قبل إمامه (أن لا يرجع إليه بصره) أي بأن يعمى ثم لا يعود إليه بصره بعد ذلك (حم هـ) عن جابر بن سمرة • (أما والله إني لأمين في السماء وأمين في الأرض) أي في نفس الأمر وعند كل عالم بحالي قدم السماء لعلوها ورمز إلى أن شهرته بذلك في الملأ الأعلى أظهر وقد كان يدعى في الجاهلية بالأمين قال أبو رافع أرسلني النبي صلى الله عليه وسلم إلى يهودي اقترض له دقيقاً فقال لا إلا برهن فأخبرته فذكره (طب) عن أبي رافع • (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله) أي من الكفر والمعاصي أي يسقطه ويمحو أثره الخطاب لعمرو بن العاص حين جاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم بشرط المغفرة (وأن الهجرة) أي الانتقال من أرض الكفر إلى بلاد الإسلام (تهدم ما كان قبلها) أي من الخطايا المتعلقة بحق الأحق لا الخلق (وأن الحج يهدم ما كان قبله) قال المناوي الحكم فيه كالذي قبله لكن جاء في خبر أنه يكفر حتى التبعات وأخذ به جمع (م) عن عمرو بن العاص • (أما إنكم) أيها الناس الذين قعدتم عن مصلانا تضحكون قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن أبي سعيد قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى أناساً كأنهم يكتشرون فقال أما فذكره قال في النهاية الكشر ظهر الأسنان للضحك وكاشره إذا ضحك في وجهه وباسطه (لو أكثرتم ذكرها ذم اللذات) بالذال المعجمة (لشغلكم عما أرى) أي من الضحك (الموت) بالجر عطف بيان وبالرفع خبر مبتدأ محذوف وبالنصب على تقدير أعني (فأكثروا ذكرها ذم اللذات الموت فإنه) أي الشأن (لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه) أي بلسان الحال أو بلسان القال والذي خلق الكلام في لسان الإنسان قادر على خلقه

في الجماد فلا يلزم منه سماعنا له (فيقول أنا بيت الغربة أنا بيت الوحدة) أي ساكني يصير غريباً وحيداً (وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود) قال المناوي فمن ضممته أكله التراب والدود إلا من استثنى ممن نص عليه أنه لا يبلى ولا يدود في قبره فالمراد من شأنه ذلك (فإذا دفن العبد المؤمن) أي المطيع (قال له القبر مرحباً وأهلاً) أي وجدت مكاناً رحباً ووجدت أهلاً من العمل الصالح فلا ينافي ما مر (أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهر الأرض إليّ) وفي نسخة ظهري بدل الأرض أي لكونك مطيعاً لربك وأما بالتخفيف وأن بالفتح والكسر (فإذا وليتك اليوم) أي استلويت عليك (وصرت إليّ) الواو لا تفيد الترتيب أي صرت إليّ ووليتك (فسترى صنيعي بك) أي فإني محسنه جداً قال المناوي وقضية السين أن ذلك يتأخر عن الدفن زمناً (فيتسع له مد بصره) أي بقدر ما يمتد إليه بصره ولا ينافي رواية سبعين ذراعاً لأن المراد بها التكثير لا التحديد (ويفتح له باب إلى الجنة) أي يفتحه الملائكة بإذن الله تعالى أو ينفتح بنفسه بأمره تعالى فينظر الميت إلى نعيمها وحورها فيأنس ويزول عنه كرب الغربة والوحدة (وإذا دفن العبد الفاجر) أي المؤمن الفاسق (أو الكافر) أي بأي نوع من أنواع الكفر (قال له القبر لا مرحباً ولا أهلاً أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهر الأرض إليّ) وفي نسخة ظهري بدل الأرض أي لكونك مطيعاً لربك وأما بالتخفيف وأن بالفتح والكسر (فإذا وليتك اليوم) أي استوليت عليك (وصرت إليّ) الواو لا تفيد الترتيب أي صرت إليّ ووليتك (فسترى صنيعي بك) أي فإني محسنه جداً قال المناوي وقضية السين أن ذلك يتأخر عن الدفن زمناً (فيتسع له مد بصره) أي بقدر ما يمتدّ إليه بصره ولا ينافي رواية سبعين ذراعاً لأن المراد بها التكثير لا التحديد (ويفتح له باب إلى الجنة) أي يفتحه الملائكة بإذن الله تعالى أو ينفتح بنفسه بأمره تعالى فينظر الميت إلى نعيمها وحورها فيأنس ويزول عنه كرب الغربة والوحدة (وإذا دفن العبد الفاجر) أي المؤمنين الفاسق (أو الكافر) أي بأي نوع من أنواع الكفر (قال له القبر لا مرحباً ولا أهلا أما أن كنت لأبغض من يمشي على ظهر الأرض إلىّ) وفي نسخة طهري بدل الأرض (فإذا وليتك اليوم وصرت إليّ فستر صنيعي) وفي نسخة صنعي (بك فيلتئم) أي ينضم عليه (حتى يلتقي عليه) بشدة وعنف (وتختلف أضلاعه) من شدة الضمة (ويقيض الله له سبعين تنيناً) أي ثعباناً (لو أن واحداً منها نفخ في الأرض) أي على ظهرها بين الناس (ما أنبت شيئاً ما بقيت الدنيا) أي مدة بقائها (فينهشنه) قال المناوي بشين معجمة وقد تهمل (ويخدشنه) بكسر الدال المهملة أي يجرحنه (حتى يفضي ب إلى الحساب) أي حتى يصل إلى يوم الحساب وهو يوم القيامة (إنما القبر روضة من رياض الجنة) قال العلقمي قال شيخنا قال القرطبي هذا محمول عندنا على الحقيقة لا المجاز وأن القبر يملأ على المؤمن خضراً وهو العشب من النبات وقد عينه ابن عمرو في حديثه أنه الريحان وذهب بعض العلماء إلى حمله على المجاز وأن لمراد خفة السؤال على المؤمن وسهولته عليه وأمنه وطيب عيشه وراحته وسعته عليه بحيث يرى مد بصره كما يقال فلان في الجنة إذا كان في رغد من العيش وسلامة وكذا ضده قال القرطبي والأول أصح اهـ كلام شيخنا قلت ولا مانع من الجمع بين الحقيقة والمجاز فقد ورد في الآثار ما يشهد لذلك (أو حفرة من حفر النار) حقيقة أو مجازاً قال المناوي وفيه أن المؤمن الكامل لا يضغط في قبره ولكن في حديث آخر خلافه وأن عذاب القبر بكون للكافر أيضاً وأن عذاب البرزخ غير منقطع وفي كثير من الأخبار والآثار ما يدل على انقطاعه وقد يجمع باختلاف ذلك باختلاف الأموات (ت) عن أبي سعيد الخدري وحسنه • (أما) بالتشديد وكذا ما بعده (أنا فلا أكل متكئاً) أي معتمداً على وطأ تحتي أو مائلاً إلى

أحد شقي فيكره الأكل حال الإتكاء تنزيهاً (ت) عن أبي جحفة بجيم ثم حاء • (أما أهل النار الذين هم أهلها) أي المختصون بالخلود فيها وهم الكفار (فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون) أي حياة ينتفعون بها ويستريحون معها قال العلقمي قال الدميري في بعض نسخ مسلم أهل النار الذين هم أهلها بغير أما وفي أكثرها أما والمعنى عليها ظاهر وعلى إسقاط أما تكون الفاء زائدة وهو جائز (ولكن ناس) استدراك من توهم نفي العذاب عنهم وهم المذنبون من المؤمنين (أصابتهم النار بذنوبهم فأماتتهم) أي النار وفي رواية فأماتهم أي الله (إماتة) مصدر مؤكد أي بعد أن يعذبوا ما شاء الله وهي إماتة حقيقية وقيل مجازية عن ذهاب الإحساس بالألم قال العلقمي قال شيخنا قال القرطبي فإن قيل أي زائدة حينئذ في إدخالهم النار وهم لا يحسون بالعذاب قلنا يجوز أن يدخلهم تأديباً ولم يذوقوا فيها العذاب ويكون صرف نعيم الجنة عنهم مدة كونهم فيا عقوبة لهم كالمحبوسين في السجن فإن السجن عقوبة لهم وإن لم يكن معه غل ولا قيد قال ويحتمل أنهم يعذبون اولا وبعد ذلك يموتون ويختلف حالهم في طول التعذيب بحسب جرائمهم وآثامهم ويجوز أن يكونوا متألمين حالة موتهم غير أن آلامهم تكون أخف من آلام الكفار لأن آلام المعذبين وهم موتى أخف من عذابهم وهم أحياء (حتى إذا كانوا فحماً) أي صاروا كالحطب الذي أحرق حتى اسود (أذن بالشفاعة) قال المناوي بالبناء للمفعول أو الفاعل أي أذن الله بالشفاعة فيهم فحملوا وأخرجوا (فجيء بهم) أي فتأتي بهم الملائكة إلى الجنة (ضبائر ضبائر) بمعجمة مفتوحة فموحدة أي يحملون كالأمتعة جماعات جماعات متفرقين عكس أهل الجنة فإنهم يدخلون يتحاذون بالمناكب لا يدخل آخرهم قبل أولهم ولا عكسه (فبثوا على أنهار الجنة) أي فرقوا على حافات أنهارها (ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليم) أي صبوا عليم ماء الحياة أي قالت الملائكة بإذن الله أو قال الله فيصب عليهم فيحيون (فينبتون نبات الحبة) بكسر الحاء المهملة أي حبة الرياحين ونحوها من الحبات (التي تكون في حميل السيل) أي ما حمله السيل فتخرج لضعفها صفراء ملتوية قال المناوي وذا كناية عن سرعة نباتهم وضعف حالهم ثم يشتد قواهم ويصيرون إلى منازلهم (حم م هـ) عن أبي سعيد الخدري (أما أول أشراط الساعة) أي علاماتها التي يعقبها قيامها (فنار تخرج من المشرق فتحشر الناس) أي تجمعهم مع سوق (إلى المغرب) قال المناوي قيل أراد نار الفتن وقد وقعت كفتنة التتار سارت من المشرق إلى المغرب وقيل بل تأتي (وأما أول ما يأكل أهل الجنة) أي أول طعام يأكلونه فيها (فزيادة كبد الحوت) أي زائدته وهي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد وهي في الطعم في غاية اللذة والحكمة في ذلك أنها أبرد شيء في الحوت فبأكلها تزول الحرارة التي حصلت للناس في الموقف (وأما شبه الولد أباه وأمه) أي أباه تارة وأمه تارة أخرى (فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة) أي في النزول والاستقرار في الرحم (نزع

إليه الولد) قال المناوي بنصب الولد على المفعولية أي جذب السبق الولد إلى الرجل (وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها) أي جذب السبق إليها وسببه كما في البخاري عن أنس أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه يسأله عن أشياء فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو أمه فأجابه فأسلم (حم خ ن) عن أنس بن مالك • (أما صلاة الرجل في بيته فنور فنوروا) بها (بيوتكم) قال القرطبي معناه أن الصلاة إذا فعلت بشروطها المصححة والمكملة نوّرت القلب بحيث تشرق فيه أنوار المعارف والمكاشفات حتى ينتهي أمر من يراعيها حق رعايتها أن يقول وجعلت قرة عيني في الصلاة وأيضاً فإنها تنور بين يدي مراعيها يوم القيامة في تلك الظلم وتنور وجه المصلي يوم القيامة فيكون ذا غرة وتحجيل كما في حديث أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء وقال النووي أنها تمنع عن المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به وقيل معناه أنها تكون نوراً ظاهراً على وجهه يوم القيامة وتكون في الدنيا كذلك بخلاف من مل يصل (حم م) عن عمر بن الخطاب وهو حديث حسن • (أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحداً) لعظم هولها وشدة روعها (عند الميزان) إذا نصب لوزن الأعمال قال المناوي وهي واحدة ذات لسان وكفتين وكفة الحسنات من نور وكفة السيئات من ظلمة (حتى يعلم الإنسان أيخف ميزانه) بمثناة تحتية وخاء معجمة فيكون من الهالكين (أم يثقل) فيكون من الناجين (وعند الكتاب) أي صحف الأعمال (حين يقال هاؤم) اسم فعل بمعنى خذوا (اقرؤوا كتابيه) تنازعه هاؤم واقرؤا فه مفعول اقرؤا لأنه أقرب العاملين ولأنه لو كان مفعول هاؤم لقيل اقرؤه إذ الأولى إضماره حيث أمكن أي يقوله ذلك الناجي لجماعة لما يحصل له من السرور ما يفيده كلام المحلى في تفسيره والظاهر أن قوله حين يقال هاؤم اقرؤا كتابيه معترض بين قوله وعند الكتاب وقوله (حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره) وناصب حين مقدّر أي فينسرّ حين يقال هذا ما ظهر فليتأمل قال العلقمي قال ابن السائب تلوى يده اليسرى خلف ظهره ثم يعطى كتابه وظاهر الحديث أن من يؤتى كتابه بشماله على قسمين أحدهما يؤتى كتابه بشماله لا من وراء ظهره والثاني بشماله من وراء ظهره ذكره ابن رسلان قلت ويحتمل أن يقال أن العاصي المؤمن يعطى كتابه بشماله والكافر من وراء ظهره ويشهد له الآية حيث ذكر اليمين ووراء الظهر (وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم) قال المناوي بفتح الظاء أي على ظهرها أي وسطها كالجسر فزيدت الألف والنون للمبالغة والياء لصحة دخول بين على متعدد وقيل لفظ ظهراني مقحم (حافتاه) أي الصراط (كلاليب كثيرة) أي هما نفسهما كلاليب وهو أبلغ من كونها فيهما (وحسك كثير) جمع حسكة وهي شوكة صلبة معروفة وقيل نبات

ذو شوك يتخذ مثله من حديد وقيل شوك يسمى شوك السعدان وهو نبت ذو شوك جيد مرعى الإبل تسمن عليه (يحبس الله بها من يشاء من خلقه) أي يعوقه عن المرور ليهوى في النار (حتى يعلم أينجو أم لا) قال العلقمي سببه كما في أبي داود عن عائشة أنها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك قالت ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما فذكره قولها ذكرت النار أي ما يحصل من شدة رؤيتها والعرض عليها أو الورود عليها وقولها فبكيت فيه شدة خوف الصحابة رضي الله تعالى عنهم مع عظم منزلتهم وناهيك بعائشة ومنزلتها عند النبي صلى الله عليه وسلم وقولها هل تذكرون أهليكم يحتمل أن تريد بالأهل نفسها والتقدير هل تذكروني يوم القيامة ويحتمل أن تريد نفسها وبقية صواحباتها (دك) عن عائشة • (أما بعد) أي بعد حمد الله والثناء عليه قال العلقمي وأوله كما في مسلم عن جابر ابن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعل صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين اصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد إلخ قال الدميري ويستدل به على أنه يستحب للخطيب أن يفخم أمر الخطبة ويرفع صوته ويجزل كلامه ويكون مطابقاً للفصل الذي تكلم فيه من ترغيب أو ترهيب ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمراً عظيماً وقال القرطبي وأما اشتداد الغضب فيحتمل أن يكون عند أمر خولف فيه وسبب الغضب هجوم ما تكرهه النفس ممن دونها وسبب الحزن هجوم ما تكرهه ممن فوقها والغضب يتحرك من داخل الجسد إلى خارجه والحزن يتحرك من خارجه إلى داخله ولذلك يقتل الحزن ولا يقتل الغضب لبروز الغضب وكمون الحزن فصار الحادث عن الغضب السطوة والانتقام والحادث عن الحزن المرض والأسقام لكمونه فلذلك أفضى الحزن إلى الموت ولم يفض الغضب إليه (فإن أصدق الحديث) رواية مسلم خير بدل أصدق قال المناوي أي ما يحدث ب وينقل وليس المراد ما أضيف إلى المصطفى فقط (كتاب الله) أي لإعجازه وتناسب ألفاظه فيه استحباب قول أما بعد في خطب الوعظ والجمعة والعيد وغيرها وكذا في خطب الكتب المصنفة واختلف في أول من تكلم بها فقيل داود صلى الله عليه وسلم وقيل يعرب بن قحطان وقيل قس بن ساعدة وقال كثير من المفسرين أنها فصل الخطاب الذي أوتيه داود عليه الصلاة والسلام وقال المحققون فصل الخطاب الفصل بين الحق والباطل (وإن أفضل الهدى هدى محمد) هو بضم الهاء وفتح الدال فيهما وبفتح الهاء وإسكان الدال أيضاً كذا جاءت الرواية بالوجهين وقد فسر على رواية الفتح بالطريق أي أحسن الطرق طريق محمد صلى الله عليه وسلم يقال فلان حسن الهدى أي الطريقة والمذهب ومنه اهتدوا بهدى عمار وأما على رواية الضم فمعناه الدلالة والإرشاد وهو الذي يضاف إلى الرسول والقرآن

والعباد قال الله تعالى وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وهدى للمتقين أي أحسن الدلالة دلالته صلى الله عليه وسلم وإرشاده (وشر الأمور محدثاتها) جمع محدثة بالفتح وهي ما لم يكن معروفاً في كتاب الله ولا سنة ولا إجماع وروى شر بالنصب عطفاً على اسم أن وبالرفع عطفاً على محل أن مع اسمها (وكل محدثة بدعة) أي كل قولة أحدثت بعد الصدر الأول ولم يشهد لها أصل من أصول الشرع فهي بدعة (كل بدعة ضلالة) أي توصف بذلك لإضلالها وهذا عام مخصوص فالبدعة تنقسم إلى خمسة أقسام واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة (وكل ضلالة في النار) أي فاعلها صائر إليها (أتتكم الساعة بغتة) بنصبه على الحال (بعثت أنا والساعة) روى بنصب الساعة ورفعها والمشهور النصب (هكذا) وقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى وقرنه بينهما تمثيل لمقاربتهما وأنه ليس بينهما إصبع كما أن لا نبي بينه وبينها أو أنه لتقريب ما بينهما في المدة وأن التقارب بينهما كنسبة التقارب بين الإصبعين تقريباً لا تحديداً (صبحتكم الساعة ومستكم) أي توقعوا قيامها فكأنكم بها وقد فاجأتكم صباحاً أو مساء فبادروا بالتوبة (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه) كما قال الله تعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال البيضاوي أي في الأمور كلها فإنه لا يأمرهم ولا يرضى عنهم إلا بما فيه صلاحهم بخلاف النفس فيجب أن يكون أحب إليهم من أنفسهم اهـ فمن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا احتاج إلى طعام أو غيره وجب على صاحبه المحتاج إليه بذله له صلى الله عليه وسلم وجاز له صلى الله عليه وسلم أخذه وهذا وإن كان جائزاً لم يقع (من ترك مالاً فلأهله) أي لورثته (ومن ترك ديناً أو ضياعاً) بفتح الضاد المعجمة أي عيالاً وأطفالاً ذوي ضياع فأوقع المصدر موقع الاسم (فإليّ وعليّ) أي فأمر كفاية عياله إليّ ووفاء دينه عليّ وقد كان صلى الله عليه وسلم لا يصلي على من مات وعليه دين ولم يخلف له وفاء لئلا يتساهل الناس في الاستدانة ويهملوا الوفاء فزجرهم عن ذلك بترك الصلاة عليهم ثم نسخ بما ذكر صار واجباً عليه صلى الله عليه وسلم واختلف أصحابنا هل هو من الخصائص أم لا فقال بعضهم كان من خصائصه صلى الله عليه وسلم ولا يلزم الإمام أن يقضيه من بيت المال وقال بعضهم ليس من خصائصه بل يلزم كل إمام أن يقضي من بيت المال دين من مات وعليه دين إذا لم يخلف وفاء وكان في بيت المال سعة ولم يكن هناك أهم منه واعتد الرملي الأول وفاقاً لابن المقري (وأنا ولي المؤمنين) أي متولي أمورهم فكان صلى الله عليه وسلم يباح له أن يزوج ما شاء من النساء ممن يشاء من غيره ومن نفسه وإن لم يأذن كل من الولي والمرأة وأن يتولى الطرفين بلا إذن (حم م ن هـ) عن جابر • (أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وادع الرجل) أي اتركه فلا أعطيه شيئاً (والذي ادع) أي اترك إعطاءه (أحب إلي من الذي أعطى ولكن) استدراك بني به جواب سؤال تقديره لم تفعل ذلك (أعطى أقوما لما أرى) بكسر للام أي اعلم (في قلوبهم

من الجزع) بالتحريك أي الضعف عن تحمل الفقر (والهلع) بالتحريك هو بمعنى الجزع فالجمع للإطناب أو هو شدة الجزع أو أفحشه (وأكل) بفتح فكسر (أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى) أي النفسي (والخير) أي الجبلي والداعي إلى الصبر والتعفف عن المسألة (منهم عمرو بن تغلب) بفتح المثناة الفوقية وسكون المعجمة وكسر اللام وتتمته فقال عمرو فوالله ما أحب أن يكون لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم أي ما أحب أن لي بدل كلمته النعم الحمر وهذه صفة تدل على قوة إيمانه ويكفيه هذه المنقبة الشريفة وفي الحديث أن الرزق في الدنيا ليس على قدر درجة المرزوق في الآخرة وأما في الدنيا فإنما تقع العطية والمنع بحسب السياسة الدنيوية فكان صلى الله عليه وسلم يعطي من يخشى عليه الجزع والهلع لو منع ويمنع من يثق بصبره واحتماله وقناعته بثواب الآخرة وفيه أن البشر طبع على حب العطاء وبغض المنع والإسراع إلى إنكار ذلك قبل الفكرة في عاقبته إلا من شاء الله وفيه أن المنع قد يكون خيراً للمنوع كما قال تعالى وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وسببه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بمال أو بسبي يقسمه فأعطى رجالاً وترك رجالاً فبلغه أن الذين ترك إعطاءهم تكلموا وعتبوا عليه فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال أما بعد فذكره (حم) عن عمرو بن تغلب • (أما بعد فما بال أقوام) استفهام إنكاري أي ما حالهم وهم أهل بريرة وسبيه كما في مسلم عن عائشة قالت دخلت على بريرة فقالت أن أهلي كاتبوني على تسع آواق في تسع سنين كل سنة أوقية فأعينيني فقالت لها إن شاء أهلك أن أعدها لهم عدة واحدة وأعتقك ويكون الولاء لي فذكرت ذلك لأهلها فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فأتتني فذكرت ذلك فانتهرتها فقالت لاها الله أذن قالت فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألني فأخبرته فقال اشتريها فأعتقيها واشترطي لهم الولاء فإن الولاء لمن أعتق ففعلت قالت ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية فعمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فذكره واشتراط الولاء للبائع مبطل للبيع عند الشافعية قال في شرح البهجة ولو شرط مع العتق الولاء لم يصح البيع لمخالفته ما تقرر في الشرع من أن الولاء لمن أعتق وأما قوله صلى الله عليه وسلم في خبر بريرة لعائشة واشترطي لهم الولاء فأجاب عنه الأقل بأن راويه هشام تفرد به فيحمل على وهم وقع فيه لأنه صلى الله عليه وسلم لا يأذن فيما لا يجوز والأكثر بأن الشرط لم يقع في العقد وبأنه خاص بقصة عائشة لمصلحة قطع عادتهم فإن عادتهم جعل الولاء للبائع كالمعتق كما خص فسخ الحج إلى العمرة بالصحابة لمصلحة بيان جوازه في أشهره وبأن لهم بمعنى عليهم كما في وإن أسأتم فلها انتهى وقال ابن حجر في شرح المنهاج الصحيح أنه من خصائص عائشة قالوا والحكمة في إذنه فيه ثم إبطاله أن يكون أبلغ في قطع عادتهم في ذلك كما أذن لهم في الإحرام في حجة الوداع ثم أمرهم بفسخه وجعله عمرة ليكون أبلغ في زجرهم عما اعتادوه من منع العمرة في أشهر الحج (يشترطون شروطاً

ليست في كتاب الله) أي في حكمه الذي كتبه على عبده أو في شرعه (ما كان من شرط ليس في كتاب الله) أي في حكمه الذي يتعبد ب من كتاب أو سنة أو إجماع (فهو باطل وإن كان) أي المشروط (مائة شرط) مبالغة وتأكيد لأن العموم في قوله ما كان من شرط يدل على بطلان جميع الشروط وإن زادت على المائة (قضاء الله أحق) أي حكمه هو الحق الذي يجب العمل به لا غيره (وشرط الله أوثق) أي هو القوي وما سواه باطل واه فأفعل التفضيل ليس على بابه في الموضعين (وإنما الولاء لمن أعتق) لا لغيره من مشترط وغيره فهو منفي شرعاً وعليه الإجماع (ق 4) عن عائشة • (أما بعد فما بال العامل نستعمله) أي نوليه عاملاً (فيأتينا) أي عبد الفراغ من عمله (فيقول هذا من عملكم وهذا أهدى لي) فبرهن صلى الله عليه وسلم على ذلك بحجة ظاهرة بقوله (أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر هل يهدي له أم لا) بالبناء للمفعول ثم أقسم صلى الله عليه وسلم على أن المأخوذ من ذلك خيانة فقال (فوالذي نفس محمد بيده) أي بقدرته وتصريفه (لا يغل أحدكم) بغين معجمة من الغلول وهو الخيانة (منها) أي الزكاة (شيأ) ولو تافهاً ما يفيده التنكير (إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عتقه إن كان) ما غله (بعيراً جاء به له رغاء) بضم الراء مخففاً ممدوداً أي له صوت (وإن كان بقرة جاء بها لها خوار) بضم الخاء المعجمة أي صوت قال العلقمي ولبعضهم بالجيم وواو مهموزة ويجوز تسهيلها وهو رفع الصوت والحاصل أنه بالجيم وبالخاء بمعنى ألا أنه بالخاء للبقر وغيره من الحيوان وبالجيم للبقر والناس (وإن كانت شاة جاء بها تيعر) بفتح المثناة الفوقية وسكون المثناة التحتية بعدها مهملة مفتوحة ويجوز كسرها أي لها صوت شديد (فقد بلغت) بتشديد اللام أي حكم الله الذي أرسلت به إليكم وفي الحديث أنه يسن للإمام أن يخطب في الأمور المهمة ومشروعية محاسبة المؤتمن وفيه أن من رأى متأولاً أخطأ في تأويل يضر من أخذ به أن يشهر للناس القول ويبين خطأه ليحذر من الاغترار به وفيه جواز توبيخ المخطئ واستعمال المفضول في الأمانة والإمارة مع وجود من هو أفضل منه وسببه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عبد الله بن اللتبية بضم اللام وسكون المثناة الفوقية وكسر الموحدة ثم ياء النسب على عمل فجاء فقال هذا لكم وهذا أهدى إلي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة فتشهد وأثني على الله كما هو أهله ثم قال أما بعد فذكره (حم ق) عن أبي حميد الساعدي قال المناوي ذكر البخاري أن هذه الخطبة كانت عشية بعد الصلاة • (أما بعد ألا أيها الناس) أي الحاضرون أو أعم (فإنما أنا بشر يوشك) أي يقرب (أن يأتي رسول لربي فأجيب) أي يأتني ملك الموت يدعوني فأموت وكنى بالإجابة عن الموت إشارة إلى أن اللائق تلقيه بالقبول كالمجيب إليه باختباره (وأنا تارك فيكم ثقلين) سميا ثقلين لعظمهما وشرفهما وكبر شأنهما وآثر التعبير به لأن الأخذ بما يتلقى عنهما والمحافظة على رعايتهما والقيام

بواجب حرمتيهما ثقيل (أولهما كتاب الله) هو علم بالغلبة على القرآن وقدمه لأحقيته بالتقديم (فيه الهدى) أي من الضلالة (والنور) للصدور (من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل) أي أخطأ طريق السعادة وهلك في ميدان الشقاوة (فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به) أي اعملوا بما فيه من الأوامر واجتنبوا ما فيه من النواهي فإنه السبب الموصل إلى المقامات العلية والسعادة الأبدية (وأهل بيتي) أي وثانيهما أهل بيتي وهم من حرمت عليهم الصدقة أي الزكاة من أقاربه والمراد به هنا علماؤهم (أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي) أي في احترامهم وإكرامهم والقيام بحقهم وكرره للتأكيد (حم) وعبد بن حميد قال المناوي بغير إضافة (م) عن زيد بن أرقم • (أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله) أي لإعجازه وتناسب ألفاظه واستحالة الكذب في خبره (وأوثق العري كلمة التقوى) أي كلمة الشهادة أو هي الوفاء بالعهد (وخير الملل) الأديان (ملة إبراهيم) ولذلك أمر المصطفى بإتباعها (وخير السنن سنة محمد) لأنها أهدى من كل سنة وأقوم من كل طريقة والسنن جمع سنة وهي قوله أو فعله أو تقريره (وأشرف الحديث ذكر الله) لأن الشيء يشرف بشرف من هوله (وأحسن القصص هذا القرآن) لأنه برهان ما في جميع الكتب ودليل على صحتها لاشتماله على العجائب الحكم والآيات والعبر (وخير الأمور عوازمها) أي فرائضها التي فرض الله على الأمة فعلها (وشر الأمور محدثاتها) أي شر الأمور على الدين ما أحدث من البدع بعد الصدر الأول ولم يشهد له أصل من أصول الشرع (وأحسن الهدي هدي الأنبياء) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة أي أحسن الطرائق والسير طريقة الأنبياء لعصمتم من الضلال والإضلال (وأشرف الموت قتل الشهداء) لأنه في الله ولله ولإعلاء كلمة الله (وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى) أي الكفر بعد الإيمان فهو العمى على الحقيقة (وخير العلم ما نفع) أي بأن صحبه عمل وفي نسخة وخير العمل ما نفع أي بأن صحبه إخلاص (وخير الهدي ما اتبع) بالبناء للمجهول أي اقتدى به كنشر علم وتأديب مريد وتهذيب أخلاق (وشر العمى عمى القلب) أي كون الشخص لا يبصر رشده قال تعالى ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى قال البيضاوي والمعنى من كان في هذه الدنيا أعمى القلب لا يبصر رشده كان في الآخرة أعمى لا يرى طريق النجاة (واليد العليا خير من اليد السفلى) أي المعطية خير من الآخذة إذا لم يكن الآخذ محتاجاً (وما قل) أي من الدنيا (وكفى) أي الإنسان لمؤنته ومؤنة ممونه (خير مما كثر والهي) أي عن ذكر الله والدار الآخرة لأن الاستكثار من الدنيا يورث الهم والغم والقسوة (وشر المعذرة حين يحضر الموت) فإن العبد إذا اعتذر بالتوبة عند الغرغرة لا يفيده اعتذاره لأنها حالة كشف الغطاء (وشر الندامة) أي التحسر على ما فات (يوم القيامة) فإنها لا تنفع يومئذ ولا تفيد فينبغي للإنسان أن يكثر من الأعمال الصالحة قبل وقوع

الندامة (ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبراً) يروي بالفتح والضم وهو منصوب على الظرف وقال المناوي بضمتين أي بعد فوت وقتها اهـ أي أنه يأتي الصلاة حين أدبر وقتها (ومنهم من لا يذكر الله إلا هجراً) أي تاركاً للإخلاص في الذكر فكان قلبه هاجراً للسانه غير مواصل له (وأعظم الخطايا) أي من أعظمها خطيئة (اللسان الكذوب) أي الكثير الكذب (وخير الغنى غنى النفس) فإنه الغني على الحقيقة (وخير الزاد) أي إلى الآخرة (التقوى) أي فعل الطاعات وتجنب المنهيات (ورأس الحكمة مخافة الله) أي الخوف منه فمن لم يخف منه فباب الحكمة وطريق السعادة دونه مسدود (وخير ما وقر في القلوب اليقين) أي التصديق الجازم بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أي خبر ما سكن فيه نور اليقين فإنه المزيل لظلمة الريب (والارتياب كفر) أي الشك في شيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كفر بالله وفي نسخ والارتياب من الكفر (والنياحة من عمل الجاهلية) أي النوح على الميت بنحو واكهقاه واجملاه من عادة الجاهلية وقد حرمه الإسلام (والغلول) أي الخيانة الخفية (من جثا جهنم) جمع جثوة بالضم أي الشيء المجموع يعني الحجارة المجموعة أي من جماعتها (والكنز كيّ من النار) أي المال الذي لم يؤد زكاته يكوي به صاحبه في نار جهنم (والشعر) بالكسر الكلام المقفي الموزون (من مزامير إبليس) إذا كان محرماً (والخمر جماع الإثم) أي مجمعه ومظنته لما يترتب عليه من المفاسد (والنساء حبالة الشيطان) قال العلقمي قال في النهاية حبالة بالكسر هي ما يصاد به من أي شيء كان وفي رواية حبائل الشيطان أي مصائده (والشباب شعبة من الجنون) لأنه يميل إلى الشهوات ويوقع في المضار (وشر المكاسب كسب الربا) أي التكسب به فهو من الكبائر (وشر المأكل) أي المأكول (مال اليتيم) أي بغير حق قال تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً أي ملئها ناراً لأنه يؤول إليها وسيصلون بالبناء للفاعل والمفعول أي يدخلون سعير أي ناراً شديدة (والسعيد من وعظ بغيره) قال الناوي أي من تصفح أفعال غيره فاقتدى بأحسنها وانتهى عن قبيحها اهـ ويحتمل أن المراد من وعظ بمن مات من أقرانه والله أعلم (والشقي من شقى في بطن أمه) أي حين يؤمر بكتابة أجله ورزقه وشقاوته (وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع) أي إلى القبر أي لابد من الموت وذكر ذلك لأنه الغالب (والأمر بآخره) بمد آخره أي إنما الأعمال بخواتيمها فإذا أراد الله بعبد خيراً وفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه (وملاك العمل) قال العلقمي قال في النهاية الملاك بالكسر والفتح قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه فيه (خواتمه) يعني عمل الخير بوقوفه على سلامة عاقبته (وشر الروايا روايا الكذب) بفتح الراء المهملة جمع رواية بمعنى ناقل وفي حديث الرواية أحد الشاتمين أي وشر الناقلين ناقلوا الكذب (وكل ما هو آت) أي من الموت والقيمة والحساب (قريب) قال تعالى إنهم يرونه بعيداً ونراه

قريباً (وسباب المؤمن) بكسر السين المهملة قال العلقمي قال شيخنا والسباب الشتم (فسوق) أي فسق (وقتال المؤمن) أي بغير حق (كفر) أي إن استحل قتله بلا تأويل سائغ أو هو زجر وتنفير (وأكل لحمه) أي غيبته وهو ذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه (من معصية الله) قال تعالى ولا تجسسوا بحذف إحدى التاءين أي لا تتبعوا عورات المسلمين فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته حتى يفضحه ولو في جوف بيته فظن السوء بأهل الخير من المؤمنين حرام ولا يغتب بعضكم بعضاً أي لا يذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً بالتخفيف والتشديد تمثيل فيه مبالغات الاستفهام المقرر وإسناده الفعل إلى أحد للتعميم وتعليق المحبة بما هو في غاية الكراهة وتمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان وجعل المأكول أخاً وميتاً فكرهتموه فاكرهوا الأكل وتولوا عنه وتباح الغيبة لأسباب منها التخابر من خاطب امرأة ونحوه كمن أريد الاجتماع به لأخذ علم أو صناعة فيجوز ذكر عيوبه بل يجب وإن لم يستشر بذلاً للنصيحة ومنها التظلم إلى سلطان أو قاض أو غيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه ممن ظلمه فيقول ظلمني فلان أو فعل بي كذا ومنها الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي فيقول لمن يرجو قدرته على الدفع فلان يفعل كذا فازجره ونحو ذلك ومنها الاستفتاء كأن يقول ظلمني فلان أو أبي أو أخي بكذا فهل له ذلك أم لا وما طريقي في الخلاص منه ودفع ظلمه عني ونحو ذلك ومنها أن يكون المغتاب مجاهراً بفسقه أو بدعت كالخمر ومصادرة الناس وجباية المكوس وتولي الأمور الباطلة فيجوز ذلك بما يجاهر به ولا يجوز بغيره إلا بسبب آخر ومنها التعريف كما إذا كان معروفاً بلقب كالأعمش والأزرق والقصير فيجوز تعريفه به ولا يجوز ذكره به تنقيصاً وإن أمكن التعريف بغيره كان أولى (وحرمة ماله كحرمة دمه) أي كما يمتنع سفك دمه بغير حق يمتنع أخذ ماله بغير حق (ومن يتأل) بفتح الهمزة وتشديد اللام يقال تألي يتألى تألياً وإلى يؤلي إيلاء وكلاهما بمعنى اليمين أي من حكم عليه يحلف كأن يقول والله ليدخلن الله فلاناً النار والله ليدخلن الله فلاناً الجنة (على الله يكبه) بأن يفعل خلاف ما حلف عليه مجازاة له على جرأته وفضوله (ومن يغفر يغفر الله له) أي ومن يستر على مسلم فضيحة اطلع عليها يستر الله ذنوبه فلا يؤاخذ بها (ومن يعف) أي عن الجاني عليه (يعف الله عنه) أي يمح عنه سيئاته جزاءاً وفاقا (ومن يكظم الغيظ) أي يكتمه مع قدرته على إنفاذه (يأجره الله) أي يثيبه لأنه محسن يحب المحسنين وكظم الغيظ إحسان (ومن يصبر على الرزية) أي المصيبة احتساباً (يعوّضه الله) أي يعوضه عنها خيراً مما فات (ومن يتبع السمعة يسمع الله به) أي ومن يرائي بعمله يفضحه الله (ومن يصبر) أي على ما أصابه من بلاء (يضعف الله له) بضم المثناة التحتية وشدة العين المهملة المكسورة أي يؤته أجره مرتين (ومن يعص الله يعذبه) أي لم يعف عنه فهو تحت المشيئة (اللهم اغفر لي ولأمتي اللهم

اغفر لي ولأمتي اللهم اغفر لي ولأمتي) قاله ثلاثاً لأن الله يحب الملحين في الدعاء (استغفر الله لي ولكم) أي اطلب منه المغفرة لي ولكم وفيه أنه يندب للداعي أن يبدأ بنفسه (البيهقي في) كتاب (الدلائل) دلائل النبوة (وابن عساكر عن عقبة بن عامر الجهني أبو نصر السجزي) بكسر السين المهملة (في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (عن أبي الدرداء) مرفوعا (ش) عن ابن مسعود موقوفاً وإسناده حسن • (أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة) أي هي في الرغبة فيها والميل إليها كالفاكهة التي هي في المنظر خضرة وفي المذاق حلوة وكل منهما يرغب فيه منفرداً فكيف إذا اجتماعا (وأن الله تعالى مستخلفكم فيها) أي جاعلكم خلفاء في الدنيا (فناظر كيف تعملون) أي كيف تتصرفون في مال الله الذي آتاكم هل هو على الوجه الذي يرضاه المستخلف أم لا (فاتقوا الدنيا) أي احذروا فتنتها (واتقوا النساء) أي الافتتان بهن (فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) يريد قتل النفس التي أمر فيها بنو إسرائيل بذبح البقرة فإنه قتل ابن أخيه أو عمله ليتزوج زوجته أو بنته (ألا) بالتخفيف للتنبيه (إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى) أي متفرقة (فمنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت مؤمنا) وهذا الفرق هم سعيد الدارين (ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت كافراً) وهذا القسم هم أهل الشقاوة (ومنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت كافراً) أي يسبق عليه الكتاب فيختم له بالكفر (ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمناً) أي يسبق عليه فيختم له بالكفر (ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمناً) أي يسبق عليه الكتاب فيختم له بالإيمان فيصير من أهل السعادة (ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم) قال المناوي بحذف إحدى التاءين تخفيفاً فهو بفتحات (ألا ترون) أي حال غضبه (إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه) جمع ودج بفتح الدال وتكسر العرق الذي يقطعه الذابح ويسمى الوريد (فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك) أي من مبادئ الغضب (فالأرض الأرض) أي فليضطجع بالأرض لتنكسر نفسه فتذهب حدة غضبه (ألا إن خير الرجال) وكذا النساء والخناثى (من كان بطئ الغضب سريع الرضى وشر الرجال من كان سريع الغضب بطئ الرضى فإذا كان الرجل بطئ الغضب بطئ الفئ) أي الرجوع (أو سريع الغضب سريع الفئ فإنها بها) أي فإن إحدى الخصلتين تقابل بالأخرى فلا يمدح على الإطلاق ولا يذم على الإطلاق (ألا إن خير التجار) بضم المثناة جمع تاجر (ومن كان حسن القضاء) أي الأداء لما عليه (حسن الطلب) بماله على الناس (وشر التجار من كان سيء القضاء) أي لا يوفى لغريمه دينه إلا بمشعة ومماطلة مع يساره (سيء الطلب فإذا كان الرجل) ومثله المرأة والخنثى (حسن القضاء) لأداء لما عليه (سيء الطلب) بما له على الناس (أو كان سيء القضاء حسن الطلب فإنها بها) أي فإحدى الخصلتين تقابل بالأخرى فلا يمدح على الإطلاق ولا يذم على الإطلاق (ألا إن لكل غادر لواء يوم القيامة) أي ينصب له لواء حقيقة

(بقدر غدرته) فإن كانت كبيرة نصب له لواء كبير وإن كانت صغيرة نصب له لواء صغير وفي خبر أنه سيكون عند استه وقيل اللواء مجاز عن شهرة حاله في الموقف (ألا وإن أكبر الغدر غدر أمير عامة) قال المناوي بالإضافة (ألا لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه) فلا عذر له في ترك التكلم بالحق بشرط سلامة العاقبة (ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) قال المناوي فإن ذلك أفضل من جهاد الكفار لأنه أعظم خطراً (إلا أن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقى من يومكم هذا فيما مضي منه) يعني ما بقى من الدنيا أقل مما مضى منها فكأنكم بها وقد انقضت كانقضاء يومكم هذا وبقية الشيء وإن كثرت في نفسها قليلة بالإضافة إلى معظمه وسيأتي الدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفاً (حم ت ك هب) عن أبي سعيد الخدري • (أمامكم حوض) بفتح الهمزة أي قدامكم أيها الأمة المحمدية حوض تردونه يوم القيامة وهل وروده قبل الصراط أو بعده قولان وجمع بإمكان التعدد (كما بين جرباء) بفتح الجيم وسكون الراء وموحدة مقصور وممدود قرية بالشام (وأذرج) بفتح الهمزة وسكون المعجمة وضم الراء وحاء مهملة قرية بالشام وبينهما ثلاثة أيام والمعروف في الأحاديث أن الحوض مسيرة شهر وليس ذلك ما بين جرباء وأذرج وبذلك يزول الإشكال (خ د) عن ابن عمر ابن الخطاب • (أمان لأهل الأرض من الغرق) بفتح الراء (القوس) أي ظهور القوس المسمى بقزح سمى به لأنه أول مارى على جبل قزح بالمزدلفة وفي رواية البخاري في الأدب أنه أمان لمن بعد قوم نوح فإن ظهوره لم يكن دفعاً للغرق (وأمان لأهل الأرض من الاختلاف) أي الفتن والحروب (الموالاة لقريش) يحتمل أن المراد كون أمر الولاية لهم ويحتمل أن المراد موالاة غيرهم لهم (قريش أهل الله) أي أولياؤه أضيفوا إليه تشريفاً (فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس) أي جنده قال المناوي قال الحكيم أراد بقريش أهل الهدى منهم وإلا فبنو أمية وإضرابهم حالهم معروف وإنما الحرمة لأهل التقوى (طب ك) عن ابن عباس قال المناوي وصححه الحاكم ورد بأنه واه • (أمان لأمتي من الغرب إذا ركبوا البحر) قال المناوي في رواية السفينة وفي أخرى الفلك (أن يقولوا) أي يقرؤا قوله تعالى (بسم الله مجراها ومرساها الآية) أي إلى آخرها ويقرؤا قوله تعالى (وما قدروا الله حق قدره) أي ما عرفوه حق معرفته أو ما عظموه حق عظمته (الآية) أي آية الزمر إلى مشركون (ع) وابن السني عن الحسين بن علي • (أم القرآن) قال العلقمي سميت الفاتحة أم القرآن لأنها أصل القرآن وقيل لأنها متقدمة كأنها تؤمه انتهى وقال المناوي سميت به لاشتمالها على كليات المعاني التي فيه كذا ذكروا واستشكل بأن كثيراً من السور يشتمل على هذه المعاني مع أنه لم تسم بأم القرآن وأجيب بأنها سابقة على غيرها وضعاً بل نزولاً عند الأكثر فنزلت من تلك السور منزلة مكة من جميع القرى حيث مهدت أولا ثم دحيت الأرض من تحتها فكما

سميت أم القرى سميت هذه أم القرآن على أنه لا يلزم اطراد وجه التسمية (هي السبع المثاني) قال المناوي سميت سبعاً لأنها سبع آيات باعتبار عد البسملة آية والمثاني لتكررها في الصلاة أو الإنزال فإنها نزلت بمكة حين فرضت الصلاة وبالمدينة حين حولت القبلة وفيه أن الوصف المذكور ثبت لها بمكة بدليل قوله تعالى ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم (والقرآن العظيم) قال العلقمي هو معطوف على قوله أم القرآن وهو مبتدأ وخبره محذوف تقديره والقرآن العظيم ما عداها وليس معطوفاً على قوله السبع المثاني لأن الفاتحة ليست هي القرآن كله وفي رواية عند أبي حاتم بلفظ والقرآن العظيم الذي اعطيتموه أي هو القرآن العظيم الذي أعطيتموه فيكون هذا هو الخبر وقد روى الطبراني إسنادين جيدين عن عمر ثم عن علي السبع المثاني فاتحة الكتاب قال عمر تثني في كل ركعة اهـ وقال المناوي عطف صفة الشيء على صفة أخرى له (تخ) عن أبي بكر الصديق • (أم القرآن) قال الناوي سميت به لأنها له عنوان وهو كله لها بسط وبيان (عوض من غيرها) أي من القرآن (وليس غيرها منها عوضاً) ولهذا لا يقوم غيرها مقامها في الصلاة عند القدرة على حفظها عند الشافعي ولم يكن لها في الكتب الإلهية عديل (قط ك) عن عبادة بن الصامت • (أم الولد حرة) أي كالحرة في كونها لاتباع ولا ترهن ولا توهب ولا يتصرف فيها بمزيل للملك لكن يصح تنجيز عتقها ويصح بيعها إذا اشترت نفسها أو كانت مرهونة أو جانية تعلق برقبتها مال وكان المالك فيها معسراً حال الاستيلاد (وإن كان سقطاً) وإن لم ينفخ فيه الروح بل ولو مخططاً ففي تخطيطه بحيث لا يعرفه إلا القوابل (طب) عن ابن عباس • (أم ملدم) بكسر الميم وسكون اللام وفتح الدال المهملة قال المناوي وروى بذال معجمة من لذم بمعنى لزوم وهي الحمى (تأكل اللحم وتشرب الدم) أي إذا لزمت المحموم أنحلته (بردها وحرها من جهنم) أي أرسلت منها للدنيا نذيراً للجاحدين وبشيراً للمقربين أنها كفارة فإذا ذاق لهبها في الدنيا لا يذوق لهب جهنم في الآخرة (طب) عن شبيب بن سعد • (أم أيمن) بفتح الهمزة والميم وهي بركة حاضنة المصطفى صلى الله عليه وسلم (أمي بعد أمي) أي في الاحترام والتربية فإن أمه ماتت وهو ابن نحو سبع سنين فاحتضنته فقامت مقام أمه في تربيته (ابن عساكر) في تاريخه (عن سليمان بن أبي شيخ معضلاً • (أمتي يوم القيامة غر) بضم المعجمة وشد الراء جمع أغر (من السجود) أي من أثره في الصلاة (محجلون من الوضوء) أي من أثره وكون العزة من أثر السجود لا ينافي ما سيأتي في حديث من أنها من الوضوء لجواز أن تكون منهما (ت) عن عبد الله بن بشر وهو حديث حسن غريب • (أمتي أمة مباركة لا يدري أولها خير) أي من آخرها (أو آخرها) أي خير من أولها فالخير موجود في هذه الأمة إلى قرب قيام الساعة (ابن عساكر) في تاريخه (عن عمرو بن عثمان) بن عفان وهو حديث مرسل • (أمتي أمة مرحومة) أي من الله أو من بعضهم لبعض (مغفور لها)

أي يغفر الله لها الصغائر بفعل الطاعات والكبائر بالتوبة (متاب عليها) أي يقبل الله توبتها (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (عن أنس • (أمتي هذه) أي الموجودون الآن وهم قرنه أو أعم (أمة مرحومة) أي مخصوصة بمزيد الرحمة وإتمام النعمة أو بتخفيف الإصر والأثقال التي كان على الأمم قبلها من قتل النفس في التوبة وإخراج ربع المال في الزكاة وقرض موضع النجاسة (ليس عليها عذاب في الآخرة) أي من عذب منهم لا يحس بالنار إذ ورد أنهم يموتون فيها كما تقدم (إنما عذابها في الدنيا الفتن) أي الحروب الواقعة بينهم (والزلازل) أي الشدائد ولأهوال (والقتل) أي قتل بعضهم بعضاً (والبلايا) وعذاب الدنيا أخف من عذاب الآخرة قال المنوي لأن شأن الأمم السابقة جار على منهاج العدل وأساس الربوبية وشأن هذه الأمة ماش على منهج الفضل وجود الألوهية (د طب ك هب) عن أبي موسى الأشعري • (أمثل ما تداويتم به الحجامة) أي من أنفعه لمن احتملها ولاقت به قطراً وموضعاً قال العلقمي قال أهل المعرفة الخطاب بذلك لأهل الحجاز ومن كان في معناهم من أهل البلاد الحارة لأن دماءهم رقيقة وتميل إلى ظاهر الأبدان بجذب الحرارة الخارجة منها إلى سطح البدن ويؤخذ من هذا أن الخطاب لغير الشيوخ لقلة الحرارة في أبدانهم وقد أخرج الطبري بإسناد صحيح عن ابن سيرين قال إذا بلغ الرجل أربعين سنة لم يحتجم قال الطبري وذلك أنه يصير حينئذ في انتقاص من عمره وانحلال من قوى جسده فلا ينبغي أن يزيده وهنا بإخراج الدم اهـ وهو محمول على من لم تتعين حاجته إليه وعلى من لم يعتد به وقد قال ابن سنان في أرجوزته ومن تعود الفصادة فلا يكن قاطعاً لتلك العادة ثم أشار إلى أنه يقلل ذك بالتدريج إلى أن ينقطع جملة في عشر الثمانين (والقسط) بضم القاف البحري) القسط نوعان هندي وهو أسود وبحري وهو أبيض والهندي أشدهما حرارة قال العلقمي وفي رواية عليكم بهذا العود الهندي قال في الفتح وهو محمول على أن وصف لكل ما يلايمه فحيث كان وصفه الهندي كان الاحتياج في المعالجة إلى دواء شديد الحرارة وحيث كان وصفه البحري كان دون ذلك في الحرارة لأن الهندي كما تقدم أشد حرارة من البحري (مالك) في الموطأ (حم ق ت ن) عن أنس بن مالك • (امرؤ القيس) الشاعر الجاهلي المشهور (صاحب لواء الشعراء إلى النار) أي حامل راية شعراء الجاهلية وقائدهم إلى النار لكونه ابتدع أموراً فاقتدوا به فيها (حم) عن أبي هريرة • (امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار لأنه أول من أحكم قوافيها) أي أتقنها وأوضح معانيها وفيه أنه ينبغي لمن ذكر حكماً أن يذكر تعليله لأنه أثبت وأبعد عن النسيان (أبو عروبه) بفتح العين المهملة وبعد الواو باء موحدة مفتوحة (في) كتاب (الأوائل وابن عساكر عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (امرأة ولود) أي تزوج امرأة تلد بأن لم تكن عقيماً ولا بلغت سن اليأس ولو غير حسناء (أحب إلى الل تعالى من امرأة حسناء لا تلد إني مكاثر

بكم الأمم يوم القيامة) قال المناوي أي أغالبهم بكم كثرة والقصد الحث على تكثير النسل (ابن قانع عن حرملة بن النعمان • (أمر النساء إلى آبائهن) أي أمرهن في التزويج مفوّض إلى رأى آبائهن أي إلى الأب وأبيه وإن علا فلو اختارت كفؤاً واختار الأب غيره أجيب الأب لأن رأيه أتم من رأيها (ورضاهن السكوت) أي إذا كن أبكاراً بالغات فالثيب البالغة يشترط إذنها نطقاً والصغيرة لا تستأذن فإن كانت بكراً زوجها وليها المجبر من أب أو جد بلا إذن وإن كانت ثيباً لم تزوج حتى تبلغ وتأذن إلا أن كانت مجنونة والفرق أن للبلوغ غاية تنتظر بخلاف الإفاقة (طب خط) عن أبي موسى الأشعري • (أمراً بين أمرين) أي الزموا أمراً بين طرفي الإفراط والتفريط أي الوسط وفي نسخ أمر بالرفع ويمكن توجيهه بأنه مبتدأ والظرف صفته والخبر محذوف أي حافظوا عليه أو نحه (وخير الأمور أوساطها) للسلامة من الخلل والملل (هب) عن عمرو بن الحارث بلاغاً) أي قال بلغنا عن رسول الله ذلك • (أمر الدم) بكسر الهمزة وسكون الميم وكسر الراء المخففة أي أسله وأجره من مرا يمري وروى بشدة الراء وفي رواية أمرر براءين قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله أنا نصيد فلا نجد سكيناً إلا الظرارة وفي رواية إلا الظرار بلاناء وشقة العصا فذكره والظرارة بالظاء المعجمة المكسورة وتخفيف الراء المكررة قال في النهاية الظرار جمع ظرر وهو حجر صلب محدد وشقة العصا بكسر المعجمة ما شق منها ويكون محدداً (بما شئت) يستثنى منه السن والظفر وباقي العظام (واذكر اسم الله عز وجل) ندباً عند الذبح بأن تقول بسم الله فيكره تركهاويحل المذبوح قال المناوي تنبيه قال ابن الصلاح تحريم الذكاة بالسن والظفر لم أر بعد البحث من ذكر له معنى يعقل وكأنه تعبدي قال بعضهم وإذا عجز الفقيه عن تعليل الحكم قال تعبدي أو نحوه وإذا سمعه حكيم قال هذا بالخاصية (حم دك) عن عدي بن حاتم • (أمرت أن أقاتل الناس) أي أمرني الله بمقاتلتهم وحذف الجار من أن كثير قال المناوي عام خص منه من أقر بالجزية اهـ وقال العلقمي فإن قيل مقتضى الحديث قتال كل من امتنع من التوحيد فكيف ترك قتال مؤدى الجزية والمعاهد فالجواب من أوجه منها دعوى النسخ بأن يكون الإذن بأخذ الجزية والمعاهدة متأخراً عن هذه الأحاديث بدليل أنه متأخر عن قوله تعالى اقتلوا المشركين ومنها أن يكون من العام الذي أريد به الخاص فيكون المراد بالناس في قوله أقاتل الناس أي المشركين من غير أهل الكتاب ويدل عليه رواية النسائي بلفظ أمرت أن أقاتل المشركين فإن قيل إذا تم هذا في أهل الجزية لم يتم في المعاهدين ولا فيمن منع الجزية أجيب بأن الممتنع في تركه المقاتلة رفعها لا تأخير هامدة كما في الهدنة ومقاتلة من يمتنع من أداء الجزية بدليل الآية ومنها أن يقال الغرض من ضرب الجزية اضطرارهم إلى الإسلام وسبب السبب سبب فكأنه قال حتى يسلموا أو يلتزموا ما يؤديهم إلى الإسلام وهذا حسن (حتى يشهدوا

أي يقروا ويذعنوا (أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) غاية لقتالهم وهي العبارة الدالة على الإسلام فمن قالها بلسانه سلم من السيف وكانت له حرمة الإسلام والمسلمين فإن أسلم قلبه كما أسلم لسان فقد سلم من عذاب الآخرة كما سلم من عذاب الدنيا (فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم) أي منعوها وحفظوها (إلا بحقها) أي الدماء والأموال والباء بمعنى عن يعني هي معصومة إلا عن حق الله فيها كردة وحد وترك صلاة وزكاة أو حق آدمي كقود فنقنع منهم بقولها ولا نفتش عن قلوبهم (وحسابهم على الله) فيما يسرونه من كفر وإثم قال العلقمي ولفظه على مشعرة بالإيجاب وظاهرها غير مراد فإما أن تكون بمعنى اللام أو على سبيل التشبيه أي هو كالواجب على الله في تحقق الوقوع وفيه دليل على قبول الأعمال الظاهرة والحكم بما يقتضيه الظاهر والاكتفاء في قبول الإيمان بالاعتقاد الجازم خلافاً لمن أوجب تعلم الأدلة ويؤخذ منه ترك تنفير أهل البدع المقرين بالتوحيد الملتزمين للشرائع وقبول توبة الكافر من كفره من غير تفصيل بين كفر ظاهر أو باطن اهـ قال المناوي وذا أي هذا الحدث أصل من أصول الإسلام وقاعدة من قواعده (ق 4) عن أبي هريرة وهو متواتر • (أمرت) بضم الهمزة وكسر الميم أمر ندب (بالوتر) أي بصلاته ووقته بعد فعل العشاء وقبل الفجر (والأضحى) أي بصلاة الضحى أو بالتضحية (ولم يعزم عليّ) بضم المثناة التحتية وسكون العين المهملة وفتح الزاي أي لم يفرض كل منهما عليّ قال المناوي وبهذا أخذ بعض المجتهدين ومذهب الشافعي أن الوتر والضحى والتضحية واجبة عليه لأدلة أخر اهـ قال شيخ الإسلام في شرح البهجة لخير ثلاث هن على فرائض ولكم تطوع النحر والوتر وركعتا الضحى لا أكثر وقياسه في الوتر كذلك ووجوب هذه الثلاثة عليه صلى الله عليه وسلم صححه الشيخان وغيرهما وفيه كما قال الشارح أي ولي الدين العراقي نظر لضعف الخبر قال أي شيخ الإسلام في شرح الروض وهو أي وجوبها عليه خصوصية له صلى الله عليه وسلم (قط) عن أنس • (أمرت) بضم الهمزة وكسر الميم (بيوم الأضحى عيد) بالجر والتنوين بدل مما قبله وفي الكلام حذف تقديره أمرت بالأضحية في يوم عيد الأضحى فإن الكلام لا يصح إلا به لأن أمرت يتعلق الأمر في بالتضحية لا باليوم وقال المناوي عيداً بالنصب بفعل مضمر يفسره ما بعده اهـ ويحتمل أنه مفعول مقدم لما بعده أي (جعله الله تعالى) عيداً (لهذه الأمة) قال العلقمي وفي الحديث أن اختصاص هذا اليوم بالعيد من خصائص هذه الأمة كما في عيد الفطر ويدل على ذلك حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدين كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال أن الله تعالى قد أبدلكم يومين خيراً منهما الفطر والأضحى فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يوم الذكر والشكر والعفو وهذان العيدان متكرران كل واحد منهما في العام مرة عقب إكمال العبادة ليجتمع فيهما السور بكمال العبادة فعيد الفطر عقب كمال صيام رمضان وهو الركن الثالث من أركان

الإسلام وعيد الأضحى عقب كمال الحج وهو الركن الرابع من أركان الإسلام (حم د ن ك) عن ابن عمرو بن العاص وصححه ابن حبان وغيره • (أمرت بالسواك) بكسر السين أي الفعل أي ذلك الأسنان وما حولها واللسان وداخل الفم ويطلق السواك على ما يستاك به من عود ونحوه أي أمرني الله به وكرر علىّ الأمر (حتى خشيت أن يكتب عليّ) أي يفرض (حم) عن واثلة بن الأسقع وإسناده حسن • (أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني) أي أمر ندب بدليل قوله فيما قبله حتى خشيت أن يكتب عليّ وقال شيخ الإسلام في شرح البهجة وخص بوجوب سواك فمه لكل صلاة لأنه صلى الله عليه وسلم أمر به لكل صلاة رواه أبو داود وصححه ابن خزيمة (طب) عن ابن عباس • (أمرت بالنعلين) أي بلبسهما خشية تقذر الرجلين (والخاتم) أي بلبسه في الإصبع وباتخاذه للتختم به والأمر للندب (الشيرازي في الألقاب (عد خط) والضياء المقدسي (عن أنس) بإسناد ضعيف • (أمرت أن أبشر خديجة) يعني زوجته صلى الله عليه وسلم (ببيت في الجنة من قصب) قال المنوي أي قصب اللؤلؤ كذا جاء مفسراً في رواية الطبراني (لا صخب فيه) الصخب الضجة واضطراب الأصوات للخصوم (ولا نصب) أي لا تعب (حم طب ك) عن عبد الله بن جعفر وهو حديث صحيح • (أمرت) بالبناء لما لم يسم فاعله أي أمرني الله (أن أسجد على سبعة أعظم) سمى كل واحد عظماً باعتبار الجملة وإن اشتمل كل واحد على عظام ويجوز أن يكون من باب تسمية الجملة باسم بعضها (على الجبهة) قال الكرماني فإن قلت ثبت في الدفاتر النحوية أنه لا يجوز جعل حرف جر واحد بمعنى واحد صلة لفعل واحد مكرراً وهنا قد جاءت على مكررة قلت الثانية بدل من الأولى التي في حكم الطرح أو هي متعلقة بنحو حاصلاً أي اسجد على الجبهة حال كون السجود حاصلاً على سبعة أعضاء اهـ ويكفي وضع جزء منها كما قال به كثير من الشافعية ويجب كونه مكشوفاً وقوله على الجبهة وما بعده بيان للسبعة أعظم (واليدين) أي باطن الكفين والأصابع ويكفي وضع جزء من كل يد (والركبتين وأطراف القدمين) المراد أن يجعل قدميه قائمتين على بطون أصابعهما وعقباه مرتفعتان فيستقبل بظهور قدميه القبلة (ولانكفت الثياب) بفتح النون وسكون الكاف وكسر الفاء بعدها مثناة فوقية وبالنصب أي لا نضمها ولا نجمعها عند الركوع والسجود (ولا الشعر بالتحريك) أي شعر الرأس وظاهر الحديث يقتضي أن النهي عن ضم كل من الشعر والثياب في حال الصلاة وإليه جنح الداودي ورده القاضي عياض بأنه خلاف ما عليه الجمهور فإنهم كرهوا ذلك للمصلي سواء فعله في الصلاة أو قبل أن يدخل فيه واتفقوا على أنه لا يفسد الصلاة والحكمة في منع ذلك أنه إذا رفع ثوبه عن مباشرة الأرض أشبه المتكبر وفائدة ذلك أن الشعر يسجد مع الرأس إذا لم يكف أو يلف وجاء في حكمة النهي عن ذلك أن غرزة الشعر يقعد فيه الشيطان حالة الصلاة ففي سنن أبي داود بإسناد جيد أن أبا رافع رأى الحسن بن

علي يصلي وقد غرز ضفيرته في قفاه فحلها وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك مقعد الشيطان والأمر في هذا الحديث للوجوب في أحد قولي الشافعي وهو الأصح والثاني للندب لأن فيه مندوباً اتفاقاً وهو قوله ولانكفت الثياب ولا الشعر فجمع فبعضاً من الفروض والسنة والأدب تلويحاً بطلب الكل (ق د ن هـ) عن ابن عباس • (أمرت بالوتر وركعتي الضحى ولم يكتب) بمثناة تحتية أوله أي لم يفرض ذلك المذكور وفي نسخة لم يكتبا بضمير التثنية وعليها شرح المناوي قال وفي رواية ولم تفرضا عليكم وفي أخرى ولم تفرض عليّ (حم) عن ابن عباس • (أمرت بقرية) أي أمرني الله بالهجرة إليها أو سكناها أو باستيطانها (تأكل القرى) قال العلقمي أي تغلبهم وذكروا في معناه وجهين أحدهما أنها مركز جيوش الإسلام في أول الأمر فمنها فتحت القرى وغنمت أموالها وسباياها والثاني أن أكلها ميرتها أي الطعام الذي يأكلونه قال الله تعالى ونمير أهلنا أي نأتي بالميرة لهم وهي الطعام من القرى المنفتحة وإليها تساق غنائمها وقيل كنى بالأكل عن الغلبة لأن الأكل غالب على المأكول وقيل المعنى تفتح القرى أي يفتحها أهلها فيأكلون غنائمها ويظهرون عليها وقيل المراد غلبة الفضل وأن الفضائل تضمحل في جنب عظيم فضلها حتى تكاد تكون عدماً (يقولون يثرب وهي المدينة) قال العلقمي قال في الفتح أي أن بعض المنافقين يسميها يثرب واسمها الذي يليق بها المدينة وفهم بعض العلماء من هذا كراهية تسمية المدينة يثرب وقالوا ما وقع في القرآن إنما هو حكاية عن قول غير المؤمنين وروى الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب رفعه من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة وروى عمر بن شيبة من حديث أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقال للمدينة يثرب ولهذا قال عيسى بن دينار من المالكية من سمى المدينة يثرب كتب عليه خطيئة اهـ قلت وبذلك جزم الإمام العلامة كمال الدين الدميري في كتاب الحج من منظومته حيث قال • (ومن دعاها يثرب يستغفر • فقوله خطيئة تسطر • وإنما ذكر هذا الاسم في القرآن حكاية عن قول المنافقين لأهل الإيمان وسبب هذه الكراهة أن يثرب أما من التثريب الذي هو التوبيخ والملامة أو من الثرب بالتحريك وهو الفساد كان صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن ويكره الاسم القبيح وأما قوله صلى الله عليه وسلم فذهب وهلى إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب وقوله في حديث آخر لا أراها إلا يثرب فذلك قبل النهي عن تسميتها بذلك ويثرب اسم لموضع منها أو لرجل نزل بها (تنفي الناس) أي شرارهم قال في الفتح قال عياض وكان هذا يختص بزمنه صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه بها إلا من ثبت إيمانه وقال النووي ليس هذا بظاهر لأنه ورد عند مسلم لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد وهذا والله أعلم زمن الدجال اهـ ويحتمل أن يكون المراد كلا من الزمنين وكان الأمر في حياته صلى

الله عليه وسلم لذلك السبب المذكور ثم يكون ذلك أيضاً في آخر الزمان عندما ينزل بها الدجال فترجف بأهلها فلا يبقى منافق ولا كافر إلا خرج إليه وأما ما بين ذلك فلا اهـ وقال المناوي جعل مثل المدينة وساكنيها مثل الكير وما يوقد عليه في النار فيميز به الخبيث من الطيب فيذهب الخبيث ويبقى الطيب كما كان في زمن عمر إخراج اليهود والنصارى منها (كما ينفي الكير) بكسر الكاف وسكون التحتانية وفيه لغة أخرى كور بضم الكاف والمشهور بني الناس أنه الزق الذي ينفخ فيه لكن أكثر أهل اللغة على أن المراد بالكير حانوت الحداد والصائغ قال ابن التين وقيل الكير هو الزق والحانوت هو الكور وقال صاحب المحكم الكير الزق الذي ينفخ فيه الحداد (خبت الحديد) بفتح المعجمة والموحدة بعدها مثلثة أي وسخه الذي تخرجه النار والمراد أنها لا تترك فيها من في قلبه دغل بل تميزه عن القلوب الصادقة وتخرجه كما يخرج الحداد رديء الحديد من جيده ونسب التمييز للكير لكونه السبب الأكبر في اشتعال النار التي يقع التمييز بها واستدل بهذا الحديث على أن المدينة أفضل البلاد (ق) عن أبي هريرة • (أمرت الرسل) أي والأنبياء (أن لا تأكل إلا طيباً) أي حلالا (ولا تعمل إلا صالحاً) فلا يفعلون غير صالح من كبيرة ولا صغيرة عمداً ول سهواً لعصمتهم أي أمرهم الله وأقدرهم على ذلك فلا ينافي أن غيرهم مأمور بذلك أيضاً (ك) عن أم معبد بنت أوس أخت شداد بن أوس قال الحاكم صحيح ورده الذهبي • (أمرنا) بضم الهمزة وكسر الميم أي أنا وأمتي (بإسباغ الوضوء) قال المنوي أي بإكماله بما شرع فيه من السنن لا بإتمام فروضه فإنه غير مخصوص بهم (الدارمي في مسنده عن ابن عباس • (أمرنا) أي أنا وأمتي أو سمى الكل باسم البعض (بالتسبيح) أي وبالتحميد والتكبير (في إدبار الصلوات) قال المناوي أي المكتوبات ويحتمل وغيرها (ثلاثاً وثلاثين تسبيحة) أي قول سبحان الله (وثلاثاً وثلاثين تحميدة) أي قول الحمد لله (وأربعاً وثلاثين تكبيرة) أي قول الله أكبر بدأ بالتسبيح لتضمنه نفي النقائص عنه سبحانه وتعالى ثم بالتحميد لتضمنه إثابت الكمال له ثم بالتكبير لإفادته أنه أكبر من كل شيء (طب) عن أبي الدرداء • (أمرني جبريل) عن الله (إن أكبر) قال المنوي أي بأن أقدم الأكبر سناً في مناولة السواك ونحوه (الحكيم) الترمذي (حل) عن ابن عمر • (امسحوا) جوازاً (على الخفين) حضراً وسفراً ولم ينسخ ذلك حتى مات صلى الله عليه وسلم ويمسح في الحضر يوماً وليلة وفي سفر القصر ثلاثة أيام بلياليهن قال المناوي وقد بلغت أحاديثه أي المسح على الخفين التواتر حتى قال بعضهم أخشى أن يكون إنكاره كفراً (والخمار) هو ما يغطي به الرأس فلو مسح بعض الرأس وكمل المسح عليه حصلت السنة (حم) عن بلال المؤذن وهو حديث صحيح • (امسح) ندباً (رأس اليتيم) ال للعهد الذهني أو للجنس واليتيم صغير لا أب له (هكذا إلى مقدم رأسه) أي من المؤخر إلى المقدم (ومن له أب هكذا إلى مؤخر رأسه) أي من مقدمه إلى مؤخره

(خط) وابن عساكر عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (أمسك) بفتح الهمزة (عليك بعض مالك) يا كعب الذي جاءنا معتذراً عن مخلفه عن غزوة تبوك مريداً الانخلاع من جميع ماله والتصدق به أي امسك البعض وتصدق بالبعض الذي يفضل عن دينك ومؤنة من تمون من نفقة يوم وكسوة فصل وقد بين البعض المتصدق به في رواية أبي داود عن كعب أنه قال أن من توبتي أن انخلع من جميع مالي كله لله ولرسوله صدقة قال لا قلت نصفه قال لا قلت فثلثه قال نعم (فهو خير لك) أي من التصدق بكله لئلا تتضرر بالفقر وعدم الصبر على إنفاقه فالتصدق بكل المال مكروه إلا لمن قوي يقينه كالصديق (ق 3) عن كعب بن مالك • (امش ميلاً) وهو مد البصر قال المناوي وهو أربعة آلاف خطوة (عد مريضاً) إذا كان مسلماً والأمر للندب في الجميع (امش ميلين وأصلح بين اثنين) أي إنسانين أو فئتين أي حافظ على ذلك وإن كان عليك فيه مشقة كأن تمشي إلى محل بعيد (امش ثلاثة أميال زر أخاً في الله) وإن لم يكن أخاك من النسب ومقصود الحديث أن الثالث أفضل وآكد وأهم من الثاني والثاني أهم من الأول (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (فضل) زيارة (الإخوان عن مكحول مرسلاً) قال المناوي ورواه البيهقي عن أبي أمامة وإسناده ضعيف (امشوا) ندباً (أمامي) أي قدامي (وخلوا ظهري للملائكة) أي فرغوا ما ورائي لمشيهم خلفي وهذا كالتعليل للمشي أمامه وبه علم أن غيره من الأمة ليس مثله فيه بل تمشي الطلبة خلف الشيخ (ابن سعد عن جابر • (أمط) بفتح الهمزة وكسر الميم (الأذى عن الطريق) أي أزل ندباً نحو الشوك والحجر وكل ما يؤذي عن طريق المارة (فإنه لك صدقة) أي فإن فعل ذلك تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة (خد) عن أبي برزة وهو حديث • (أمك ثم أمك ثم أمك) بنصب الميم في الثلاثة أي قدما في البر لما كابدته من مشاق الحمل والوضع والرضاع وذا إذا طلبا شيئاً في وقت ولم يمكن الجمع (ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب) قال العلقمي قال أصحابنا يستحب أن يقدم في البر الأم ثم الأب ثم الأولاد ثم الأجداد والجدات ثم الإخوة والأخوات ثم سائر المحارم من ذوي الأرحام كالأعمام والعمات وسببه كما في الترمذي عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن جدي قال قلت يا رسول الله من أبر قال أمك فذكره وأبر بفتح الهمزة والباء الموحدة وتشديد الراء مع الرفع أي من أحق بالبر وعن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة فذكره (حم د ن ك) عن معاوية بن حيدة بفتح الحاء المهملة وسكون التحتية بعدها دال مهملة (هـ) عن أبي هريرة قال الترمذي حسن صحيح • (املك يدك) أي اجعلها مملوكة لك بأن تقبضها عما يضرك وتبسطها فيما ينفعك (تخ) عن أسود بن أصرم بوزن أفعل فيهما وإسناده حسن • (املك عليك لسانك) يا من سألتنا ما النجاة أي لا تقل بلسانك إلا معروفاً وهل يكب النسا في النار إلا حصائد ألسنتهم (ابن قانع (طب) عن الحارث

ابن هشام وإسناده جيد • (املك عليك لسانك) قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن عقبة بن عامر قال قلت يا رسول الله ما النجاة قال املك فذكره أي لا تجره إلا بما يكون لك لا عليك (وليسعك بيتك) قال المناوي يعني تعرض لما هو مناسب للزوم بيتك من الاشتغال بالله وترك الأغيار (وابك على خطيئتك) أي ذنبك ضمن ابك معنى الندامة وعداه بعلى أي اندم على خطيئتك (ت) عن عقبة بن عامر • (املكوا العجين فإنه أعظم للبركة) قال العلقمي قال في النهاية يقال ملكت العجين وأملكته إذا أنعمت عجنه وأجدته أراد أن خبزه يزيد بما يحتمله من الماء بجودة العجن (عد) عن أنس قال المناوي وذا حديث منكر • (أمناء المسلمين على صلاتهم وسحورهم المؤذنون) أي هم الحافظون عليهم دخول الوقت لأجل الصلاة والتسحر للصوم فيه فمتى قصروا في تحرير الوقت فقد خانوا ما ائتمنوا عليه (هق) عن أبي محذورة • (أمنع الصفوف من الشيطان) أي أحفظها من وسوسته (الصف الأول) وهو الذي يلي الإمام فتتأكد المحافظة على الصلاة فيه (أبو الشيخ عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (أمنوا) هو بتشديد الميم أي قولوا آمين ندباً (إذا قرأ) وفي نسخة قرئ بالبناء للمفعول يعني إذا قرأ الإمام في الصلاة أو قرأ أحدكم خارجها (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) أي إذا فرغ من قراءة ذلك وورد في حديث آخر تعليله بأن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له (ابن شاهين في السنة عن عليّ • (أميران) تثنية أمير أي كأميرين (وليسا بأميين) أي الإمارة المتعارفة (المرأة تحج معه القوم فتحيض قبل أن تطوف بالبيت طواف الزيارة فليس لأصحابها أن ينفروا حتى يستأمروها) قال الإمام ينبغي لأمير الحاج أن لا يرحل عن مكة لأجل حائض لم تطف للإفاضة (والرجل يتبع الجنازة فيصلي عليها فليس له أن يرجع حتى يستأمر أهلها) أي والأمير الثاني أهل الميت فلا ينبغي له الرجوع حتى يستأذنهم ويعزيهم (المحاملي) بفتح الميم نسبة إلى المحامل التي تحمل الناس في السفن وهو القاضي أبو عبد الله (في أماليه) الحديثية (عن جابر) بإسناد ضعيف • (أن الله أبى عليّ فيمن قتل مؤمناً ثلاثاً) أي سألته أن يقبل ثوبة من قتل مؤمناً ظلماً ثلاث مرات فامتنع أو قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أي كرره ثلاثاً للتأكيد وهذا في المستحل أو خرج مخرج الزجر والتنفير قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن عقبة بن مالك قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأغارت على قوم فشد رجل من القوم فأتبعه رجل من أهل السرية شاهره فقال الشاد من القوم إني مسلم فضربه فقتله فنمى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولاً شديداً فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القائل يا رسول الله ما قال الذي قال ألا تعوذا من القتل فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن قبله من الناس ثم قال الثانية يا رسول الله ما قال الذي قال ألا تعوّذا من القتل فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم

وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ثم لم يصبر أن قال الثالثة يا رسول الله ما قال الذي قال ألا تعوّذا من القتل فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف المساءة في وجهه ثم قال أن الله أبى على فيمن قتل مؤمناً قالها ثلاثاً (حم ن ك) عن عقبة بن مالك الليثي بإسناد صحيح • (أن الله أبى لي أن أتزوج أو أزوج إلا أهل الجنة) أي منعني من مصاهرة من يختم له بعمل أهل النار فيخلد فيها (ابن عساكر عن هند بن أبي هالة) التميمي والد حذيفة • (أن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً وأن خليلي أبو بكر) الصديق رضي الله عنه فهو أفضل الناس على الإطلاق بعد الأنبياء (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (أن الله أجاركم من ثلاث خلال) أي خصال (أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعاً) بكسر اللام أي لا يدعو عليكم دعوة كما دعا نوح على قومه فهلكوا جميعاً بل كان كثير الدعاء لهم واختبأ دعوته المستجابة لأمته يوم القيامة (وأن لا يظهر) بضم أوله وكسر ثالثه (أهل الباطل على أهل الحق) قال العلقمي أي لا يعلي أهل الدين الباطل وهو الكفر على دين أهل الحق يعني أهل الإسلام بالغلبة والقهر بل يعلي دين الإسلام على جميع الأديان قيل ذلك عند نزول عيسى بن مريم عليه السلام فلا يبقى أهل دين إلا دخل في الإسلام وقيل المراد إظهار أهل الحق بالحجج الواضحة والبراهين اللائحة لأن حجج الإسلام أقوى الحجج وبراهينه أقطع الدلائل فما تحاج مؤمن وكافر إلا ظهرت حجة المسلم على الكافر (وأن لا يجتمعوا على ضلالة) قال العلقمي لفظ الترمذي لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة وزاد ابن ماجه فإذا وقع الاختلاف فعليك بالسواد الأعظم مع الحق وأهله وقد استدل به الغزالي وغيره من أهل الأصول على كون الإجماع حجة اهـ وهو من خصائص هذه الأمة (د) عن أبي مالك الأشعري • (أن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة) أي منعها قال المناوي أي من يعتقد في ذات الله وصفاته وأفعاله خلاف الحق (ابن فيل) هو ما في نسخ قال المناوي ولعله الصواب وفي نسخة شرح عليها فيد بدل فيل (طس هب) والضياء المقدسي (عن أنس • (أن الله إذا أحب عبداً جعل رزقه كفافاً) أي بقدر كفايته لا يزيد عليها فيطغيه ولا ينقص عنها فيؤذيه فإن الغنى مبطرة والفقر مذلة (أبو الشيخ عن عليّ) بإسناد ضعيف • (أن الله تعالى إذا أحب إنفاذ أمر) بالذال المعجمة أي أراد إمضاء • (سلب كل ذي لب لبه) يعني قضاء الله لابد من وقوعه ولا يمنع منه وفور عقل (خط) عن أنس • (أن الله تعالى إذا أراد إمضاء أمر نزع عقول الرجال) أي الكاملين في الرجولية أي لا يمنع من وقوع قضائه وفور عقل كما تقدم (حتى يمضي أمره) بضم المثناة التحتية (فإذا أمضاه رد إليهم عقولهم) ليعتبروا ويعتبر بهم (ووقعت الندامة) أي منهم على ما فرط منهم فإذا حصل الذل والانكسار واقبلوا عليه سبحانه وتعالى تائبين قبل توبتهم كما في صحيح الأخبار (أبو عبد الرحمن السلمي في منن الصوفية عن جعفر بن محمد) الصادق (عن أبيه عن جده) عليّ بن أبي

طالب بإسناد ضعيف • (أن الله إذا أنزل سطواته) أي قهره وشدة بطشه يقال سطا عليه وسطا به يسطو اسطوا وسطوة قهره وأذله وهو البطش بشدة (على أهل نقمته) أي المستوجبين الانتقام منهم (فوافت آجال قوم صالحين فأهلكوا بهلاكهم ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم) أي يبعث كل واحد منهم على حسب عمله من خير وشر فذلك العذاب طهرة للصالح ونقمة على الكافر والفاسق فلا يلزم من الاشتراك في الموت الاشتراك في الثواب والعقاب (هب) عن عائشة وهو حديث صحيح • (إن الله إذا أنعم على عبد نعم يحب أن يرى أثر النعمة عليه) قال المناوي لأنه إنما أعطاه ما أعطاه ليبرزه إلى جوارحه فيكون مكر ماله فإذا منعه فقد ظلم نفسه (ويكره البؤس) قال المناوي سوء الحال والفاقه اهـ وقال العلقمي الخضوع والفقر (والتباؤس) قال المناوي إظهار الفقر والحاجة لأنه كالشكوى إلى العباد من ربه فالتجمل في الناس لله لا للناس مطلوب (ويبغض السائل الملحف) قال العلقمي قال في الدر كأصله ألحف في المسألة ألح فيها ولزمها اهـ وهذا بالنسبة لسؤال الخلق أما بالنسبة لسؤال الله والطلب منه فهو محمود (ويحب الحي) أي كثير الحياء (العفيف) أي المنكف عن الحرام وسؤال الناس (المتعفف) أي المتكلف العفة (هب) عن أبي هريرة بإسناد جيد • (أن الله إذا رضي عن العبد أثنى عليه بسبعة أصناف من الخير لم يعمله) بضم الهمزة وسكون المثلثة وكسر النون قال المنوي يقدر له التوفيق للعف الخير في المستقبل ويثني عليه به قبل صدوره منه بالفعل (وإذا سخط على العبد أثنى عليه بسبعة أصناف من الشر لم يعمله) فتعوذوا لقضائه مرد) أي راد ولقد كان الأنبياء والصالحون يفرحون بالبلاء أكثر من فرحهم بالعطاء لتيقنهم ذلك وعدم غفلتهم عنه (ابن قانع عن شرحبيل) بضم المعجمة وفتح الراء (ابن السمط • (أن الله تعالى إذا أراد بالعباد نقمة) أي عقوبة (أمات الأطفال وعقم النساء) أي منع المنى أن ينعقد في أرحامهن ولدا (فتنزل بهم النقمة وليس فيهم مرحوم) قال المناوي لأن سلطان الانتقام إذا ثار وفيهم مرحوم حنث الرحمة بين يدي الله حنين الوالدة فتطفي تلك الثائرة فإذا لم يكن فيهم مرحوم ثار الغضب واعتزلت الرحمة اهـ فينبغي التلطف بالأطفال والشفقة عليهم فإذا دعت حاجة إلى التأديب فالتأديب أولى من تركه (الشيرازي في الألقاب عن حذيفة) بن اليمان (وعمار بن ياسر معاً) دفع توهم أن عن واحد منهما على الشك • (أن الله إذا أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء) أي لا يستحيي من الله تعالى أو من الخلق أو منهما (فإذا نزع منه الحياء لم تلقه) أي لم تجده (إلا مقيتاً) بكسر الميم وكسر القاف المشددة فعيل بمعنى فاعل أو مفعول قال المناوي من المقت وهو أشد الغضب اهـ وقال العلقمي قال في النهاية المقت أشد الغضب اهـ وقال في المصباح مقته مقتاً من باب قتل أبغضه أشد

البغض عن أمر قبيح (ممقتاً) بالتشديد والبناء للمجهول أي ممقوتاً بين الناس مغضوباً عليه عندهم (فإذا لم تلقه إلا مقيتاً نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه) أي لم تجده (إلا خائناً) أي فيما جعل أميناً عليه (مخوّناً) بالتشديد والبناء للمجهول أي منسوباً إلى الخيانة محكوماً له بها (نزعت منه الرحمة) أي رقة القلب والعطف على الخلق (فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيماً) فعيلاً بمعنى مفعول أي مرجوماً وأصل الرجم الرمي بالحجارة (ملعناً) بالضم والتشديد أي يلعنه النسا كثيراً (نزعت منه ربقة الإسلام) بكسر الراء وسكون الموحدة وفتح القاف قال في النهاية الربقة في الأصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو في يدها تمسكها فاستعارها للإسلام يعني ما يشد به نفسه من عرى الإسلام أي حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه اهـ وفيه أن الحياء أشرف الخصال وأكمل الأحوال (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب • (أن الله تعالى إذا أحب عبداً) أي أراد به خيراً هداه ووفقه (دعى جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي) أي جبريل (في السماء فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء) برفع المضارع بدليل ثبوت النون فيما بعده (ثم يوضع له القبول في الأرض) أي يحدث له في القلوب محبة ويزرع له فيها مهابة (وإذا أبغض عبداً) أي أراد به شراً أبعده عن الهداية (دعى جبريل فيقول إني أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في السماء أن الله يبغض فلاناً فأبغضوه فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض) أي فيبغضه أهلها جميعاً فينظرون ليه بعين الإذراء فتسقط مهابته من النفوس وإعزازه من الصدور من غير إيذاء منه لهم ولا جناية عليهم قال العلقمي قال شيخنا تبعاً للنووي قال العلماء محبة الله لعبده هي إرادة الخير له وهدايته وإنعامه عليه ورحمته وبغضه إرادته عقابه وشقاوته ونحوه وحب جبريل والملائكة يحتمل وجهين أحدهما استغفارهم له وثناؤهم عليه والثاني أنه على ظاهره المعروف من الخلق وهو ميل الخلق إليه واشتياقهم إلى لقائه وسبب ذلك كونه مطيعاً لله محبوباً له ومعنى يوضع له القبول في الأرض أي الحب في قلوب النسا ورضاهم عنه (هـ) عن أبي هريرة • (أن الله إذا أطعم نبياً طعمة) بضم الطاء وسكون العين أي مأكلة والمراد الفئ ونحوه قال العلقمي وفي بعض النسخ مكتوب على الهامش بعد طعمة ثم قبضه وبعدها صح وفي الكبير بعد طعمة ثم قبضه فلعلها في غير رواية أبي داود وهي زيادة لا يختل المعنى بحذفها ووجودها للإيضاح والتبيين (فهي للذي يقوم من بعده) أي بالخلافة أي يعمل فيها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل لا أنها تكون له ملكاً (د) عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه • (أن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها) أي توفاه (قبلها فجعله لها فرطاً) بفتحتين بمعنى الفارط المتقدم المهيئ لها مصالحها (وسلفاً بين يديها) قال المناوي هو من عطف المرادف أو أعم وفائدة التقديم الأنس والطمأنينة

وقلة كرب الغربة أو شدة الأجر لشدة المصيبة (وإذا أراد هلكة أمة) بفتح الهاء واللام أي هلاكها (عذبها ونبيها حي فأكلها وهو ينظر فأقر عينه) أي فرحه وبلغه أمنيته بهلكتها في حياته (حين كذبوه) أي في دعواه الرسالة (وعصوا أمره) أي بعدم اتباع ما جاء به من عند الله وفيه بشرى عظيمة لهذه الأمة (م) عن أبي موسى الأشعري • (أن الله تعالى إذا أراد أن يجعل) وفي نسخة يخلق (عبداً للخلافة مسح يده على جبهته) يعني ألقى عليه المهابة والقبول ليتمكن من إنفاذ الأوامر ويطاع فمسحها كناية عن ذلك (خط) عن أنس • (أن الله تعالى إذا أراد أن يخلق خلقاً للخلافة مسح يده على ناصيته) أي مقدم رأسه زاد في رواية بيمينه (فلا تقع عليه عين) أي لا تراه عين إنسان (إلا أحبته) ومن لازم محبة الخلق له امتثال أوامره وتجنب نواهيه وتمكن هيبته من القلوب (ك) عن ابن عباس • (أن الله تعالى إذا أنزل عاهة) أي بلاء (من السماء على أهل الأرض صرفت) بضم أوله وكسر ثانيه أي صرفها الله (عن عمار المساجد) بنحو ذكر الله تعالى كصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومذاكرة علم قال المناوي لا من عمرها وهو منكب على دنياه معرض عن أخراه قال بعضهم ويؤخذ منه أن من عمل صالحاً فقد أحسن إلى جميع الناس أو سيئاً فقد أساء إلى جميعهم لأنه تسبب لنزول البلاء والبلاء عام والرحمة مختصة (ابن عساكر عن أنس) • (أن الله تعالى إذا غضب على أمة لم ينزل بها عذاب خسف ولا مسخف) أي لم يعذبها بالخسف بها ولا بمسخ صورها قردة أو خنازير مثلاً والجملة معترضة بين اشرط وجوابه أو حال من فاعل غضب أي إذا غضب على أمة والحال أنه لم ينزل بها ما ذكر ويحتمل أنها نعت أمة غير معذبة بما ذكر أو معترضة بين الشرط والجزاء (غلت أسعارها ويحبس عنها أمطارها) بالبناء للمفعول (وولى) وفي نسخة ويلي بدل وولى (عليها أشرارها) أي يؤمرهم عليهم قال المناوي تنبيه أصل الغضب تغير يحصل لإرادة الانتقام وهو في حقه تعالى محال والقانون في أمثاله أن جميع الأعراض النفسانية كالغضب والرحمة والفرح والسرور والحياء والتكبر والاستهزاء لها أوائل ونهايات والغضب أوله التغير المذكور وغايته إيصال الضرر إلى المغضوب عليه فلفظ الغضب في حقه لا يحمل على أوله الذي هو من خواص الأجسام بل على غايته وهذه قاعدة شريفة نافعة في هذا الكتاب (ابن عساكر عن أنس) • (أن الله تعالى إذن لي أن أحدث عن ديك) أي عن عظم جثة ملك في صورة ديك (قد مرقت رجلاه الأرض) أي وصلت إليها وخرجتا من جانبها الآخر (وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك فيرد عليه) أي فيجيبه الله سبحانه وتعالى بقوله (لا يعلم ذلك) أي عظمة سلطاني (من حلف بي كاذباً) فازدجر شيء وأمنعه عن اليمين الكاذبة استحضار هذا الحديث فإن من نظر إلى كمال الجلال وتأمل في عظم المخلوقات الدالة على عظم خالقها انكف وامتنع عن اليمين الكاذبة (أبو الشيخ في

العظم (طس ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (أن الله تعالى استخلص هذا الدين) أي دين الإسلام (لنفسه ولا يصلح لدينكم إلا السخاء) بالمد أي الجود والكرم وفي الفعل ثلاث لغات سخا من باب علا والثانية سخى من باب تعب والثالثة مثل قرب (وحسن الخلق) أي التلطف بالناس والرفق بهم وتحمل أذاهم وكف الأذى عنهم (ألا) بالتخفيف حرف تنبيه (فزينوا دينكم بهما) الزين ضد الشين فمن وجد فيه الكرم وحسن الخلق مالت إلي النفوس وألفته القلوب وتلقت ما يبلغه عن الله بالقبول (عب) عن عمران بن حصين • (أن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم) قال المناوي ومعنى الاصطفاء والخيرية في هذه القبائل ليس باعتبار الديانة بل باعتبار الخصال الحميدة اهـ قال العلقمي قال النووي استدل به أصحابنا على أن غير قريش من العرب ليس بكفؤ لهم إلا بني المطلب فإنهم هم وبني هاشم شيء واحد كما صرح به في الحديث الصحيح (ت) عن واثلة بن الأسقع • (أن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل) قال المناوي وكانوا ثلاثة عشر (واصطفى من ولد إسماعيل كنانة) عدة قبائل أبوهم كنانة بن خزيمة (واصطفى من كنانة قريشاً) هو ابن النضر (واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم) وادع ذلك النور الذي كان في جبهة آدم عبد المطلب ثم والده وبالمصطفى شرفت بنو هاشم وقال بعضهم في تفضيل الولد على الوالد. كم من أب قد علا بابن ذوي شرف • كما علا برسول الله عدنان (ت) عن واثلة وهو حديث حسن صحيح • (أن الله اصطفى من الكلام أربعاً سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) قال المناوي فهي مختار الله من جميع كلام الآدميين (فمن قال سبحان الله كتبت له عشرون حسنة) وفي نسخة كتب بحذف تاء التأنيث (وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الله أكبر مثل ذلك ومن قال لا إله إلا الله مثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه) قال المناوي بأن قصد بها الإنشاء لا ألإخبار اهـ وقال العلقمي من قبل نفسه أي لأن الحمد لا يقع غالباً إلا بعد سبب كأكل أو شرب أو حدوث نعمة فكأنه وقع في مقابلة ما أسدى إليه فلما حمد لا في مقابلة شيء زاد في الثواب (كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون خطيئة) قال بعضهم والحمد أفضل من التسبيح ووجهه ظاهر وأما القول بأنه أكثر ثواباً من التهليل فمردود (حم ك) والضياء عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة معاً وهو حديث صحيح • (أن الله تعالى اصطفى موسى بالكلام) أي بلا واسطة والكلام الذي سمعه موسى الكليم عليه أفضل الصلاة والتسليم كلام الله تعالى حقيقة لا مجازاً فلا يكون محدثاً فلا يوصف بأنه محدث بل هو قديم لأنه الصفة الأزلية الحقيقية وهذا ما ذهب إليه الشيخ أبو الحسن الأشعري واتباعه وقالوا كما لا يتعذر رؤية ذاته تعالى مع أنه ليس جسماً

ولا عرضاً كذلك لا يتعذر سماع كلامه مع أنه ليس حرفاً ولا صوتاً وذهب الشيخ أبو منصور الماتريدي والأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني أن موسى إنما سمع صوتاً دالاً على كلام الله أي دالاً على ذلك المعنى لكن لما كان بلا واسطة الكتاب والملك خص باسم الكليم وأما نفس المعنى المذكور فيستحيل سماعه لأنه يدور مع الصوت فالقول بسماع ما ليس من جنس الحروف والأصوات غير معقول (وإبراهيم بالخلة) أي اصطفاه وخصه بكرامة تشبه كرامة الخليل عند خليله (ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (أن الله تعالى اطلع) أي تجلي تجلياً خاصاً (على أهل بدر) أي الذين حضروا وقعتها مع النبي صلى الله عليه وسلم (فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) لأنهم ارتقوا إلى مقام يقتضي الإنعام عليهم بمغفرة ذنوبهم السابقة واللاحقة فلا يؤاخذهم بها لبذلهم مهجتهم في الله ونصرهم دينه والمراد إظهار العناية لهم لا الترخيص لهم في كل فعل أو الخطاب لقوم منهم على أنهم لا يقارفون ذنبا وإن قارفوه لم يصروا وقال القرطبي هذا خطاب إكرام وتشرف تضمن أن هؤلاء حصلت لهم حالة غفرت بها ذنوبهم السالفة وتأملوا إلى أن يغفر لهم ما يستأنف من الذنوب اللاحقة ولا يلزم من وجود الصلاحية للشيء وقوعه ولقد أظهر الله تعالى صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر عنه بشئ من ذلك فإنهم لم يزالوا على أعمال أهل الجنة إلى أن فارقوا الدنيا وإن قدر صدور شيء من أحدهم بادر إلى التوبة (ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (أن الله تعالى أعطاني فيما منّ به على أني أعطيتك فاتحة الكتاب) وظاهر شرح المناوي كسر همزة إني فإن قدر القول قبلها وعبارته أن قال لي إني أعطيتك (وهي من كنوز عرشي) أي المدّخرة تحته (ثم قسمتها بيني وبينك نصفين) أي قسمين وإن تفاوتا فإن بعضها ثناء على الله وبعضها دعاء (ابن الضريس (هب) عن أنس بن مالك • (أن الله تعالى أعطاني السبع) أي السور السبع الطوال (مكان التوراة) أي بدلها (وأعطاني الرآت) أي السور التي أولها الر أو المر (إلى الطواسين مكان الإنجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور وفضلني) بأن خصني (بالحواميم والمفصل) وهو من الحجرات إلى آخر القرآن (ما قرأ هن نبي قبلي) يعني ما أنزلت على نبي غيري (محمد بن نصر عن أنس) بن مالك • (أن الله تعالى أعطى موسى الكلام) أي كلمة بلا واسطة (وأعطاني الرؤية) أي لوجهه تعالى يعني خصني بها في مقابلة ما خص به موسى (وفضلني بالمقام المحمود) الذي يحمده فيه الأولون والآخرون يوم القيامة (والحوض المورود) يعني الكوثر الذي يرده الخلائق في المحشر قال المناوي وهذا يعارضه الخبر الآتي أن لكل نبي حوضاً (ابن عساكر عن جابر) بإسناد ضعيف • (أن الله تعالى افترض صوم رمضان) أي على هذه الأمة (وسننت لكم قيامه) أي صلاة التراويح وقال المناوي الصلاة فيه ليلاً (فمن صامه وقامه) أي صام نهاره وقام

ليله (إيماناً) أي تصديقاً بأنه حق وطاعة (واحتساباً) أي لوجهه تعالى (ويقيناً كان كفارة لما مضى) من ذنوبه الصغائر (ن هب) عن عبد الرحمن بن عوف بإسناد حسن • (أن الله تعالى أمرني أن أعلمكم) بفتح المهملة (مما علمني وإن أؤدبكم) مما أدبني فأوصيكم (إذا قمتم على أبواب حجركم) جمع حجرة أي في بيوتكم وأردتم دخولها (فاذكروا اسم الله) أي قولوا بسم الله الرحمن الرحيم (يرجع الخبيث) أي الشيطان (عن منازلكم وإذا وضع بين يدي أحدكم طعام) أي ليأكله (فليسم الله حتى لا يشارككم الخبيث) قال المناوي إبليس أو أعم (في أرزاقكم) أي لأنكم إذا لم تسموا أكل معكم (ومن اغتسل بالليل فليحاذر عن عورته) أي عن كشفها (فإن لم يفعل) بأن لم يستر عورته (فأصابه لمم) أي طرف من جنون (فلا يلومن إلا نفسه) لأنه تسبب فيه بعدم الستر (ومن بال في مغتسله) أي المحل المعدل للاغتسال فيه (فأصابه الوسواس) أي بما تطاير من البول والماء (فلا يلومن إلا نفسه) لأنه تسبب في ذلك (وإذا رفعتم المائدة) أي التي أكلتم عليها (فاكنسوا ما تحتها) من فتات الخبز وبقايا الطعام (فإن الشياطين يلتقطون ما تحتها فلا تجعلوا لهم نصيب في طعامكم) أي لا ينبغي ذلك فإنهم أعداؤكم (الحكيم) الترمذي (إن أبي هريرة) • (أن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم) قالوا بينهم لنا فقال (عليّ منهم وأبو ذر والمقدار وسلمان) والمراد زيادة الحب لهم لما خصوا به من المناقب والمآثر رضي الله تعالى عنهم أما عليّ ففضله مشهور ومناقبه كثيرة معروفة منها أنه من السابقين الأولين إلى الإسلام حتى قيل أنه أول من أسلم وابن عم المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخوه وزوج ابنته وهو أفضل الصحابة بعد أبي بكر وعمر وعثمان أو بعد الأولين على ما فيه من الخلاف بين أهل السنة وأما أبو ذر فهو الغفاري واسمه جندب بن جنادة على الصحيح كان من السابقين إلى الإسلام أسلم ثم رجع بلاد قومه بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ثم هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وصحبه حتى توفى المصطفى صلى الله عليه وسلم وأما المقداد ويقال له المقداد بن الأسود وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة الكندي واشتهر بالأسود لأنه كان في حجر الأسود بن عبد يغوث فتبناه فنسب إليه وهو قديم الإسلام والصحبة من السابقين وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم سائر المشاهد وأما سلمان فهو الفارسي مولى المصطفى وكان من فضلاء الصحابة وزهادهم وعلمائهم وذوي القربى من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن العراق وكان يعمل الخوص بيده فيأكل منه (ن هـ ك) عن بريدة قال العلقمي قال في الكبير ت حسن غريب • (أن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من عليّ) قاله صلى الله عليه وسلم لما خطبها أبو بكر وعمر وغيرهما فردت وزوجه إياها (طب) عن ابن مسعود • (أن الله تعالى أمرني أن أسمي المدينة طيبة) بفتح الطاء وسكون المثناة التحتية وفتح الباء الموحدة أي لطيب أهلها أي طهارتهم من النفاق أو الشرك

ويكره تسميتها يثرب كما تقدم (طب) عن جابر بن سمرة • (أن الله تعالى أمرني بمداراة الناس) قال المناوي ندباً أو وجوباً ويدل للوجوب قوله (كما أمرني بإقامة الفرائض) أي أمرني بملاينتهم والرفق بهم فأتألفهم ليدخل من دخل منهم في الدين ويتقي شر غيره قال المناوي أما المداهنة وهي بذل الدين لصلاح الدنيا فمحرمة وقد امتثل المصطفى أمر ربه فبلغ في المداراة الغاية التي لا ترتقي وبالمداراة واحتمال الأذى يظهر الجوهر النفسي وقد قيل لكل شيء جوهر وجوهر الإنسان العقل وجوهر العقل المداراة فما من شيء يستدل به على قوة عقل الشخص ووفور علمه وحلمه كالمداراة والنفس لا تزال تشمئز ممن لا يحسن المداراة وبالمداراة تنقطع حمية النفس ويرد طيشها ووفورها (فر) عن عائشة بإسناد ضعيف • (أن الله تعالى أنزل الداء والدواء) أي ما أصاب أحد أداء إلا قدر له دواء (وجعل لكل داء دواء) أي خلق الله تعالى ذلك وجعله شفاء يشفى من الداء بقدرته تعالى (فتداووا) أي ندباً أيها المرضى قال العلقمي وأما من ليس به مرض فلا يستعمل الدواء لأن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلله أو وجد داء لا يوافقه أو وجد ما يوافق ولكن زادت كميته عليه تشبث بالصحة وعبث بها في الإفساد فالتحقيق أن الأدوية من جنس الأغذية فمن غالب أغذيتهم مفردات كأهل البوادي فأمراضهم قليلة جداً وطبهم بالمفردات ومن غالب أغذيتهم مركبات كاهل المدن يحتاجون إلى الأدوية المركبة وسبب ذلك أن أمراضهم في الغالب مركبة وهذا برهان بحسب الصناعة الطبية قاله ابن رسلان (ولا تداووا بحرام) بحذف إحدى التاءين للتخفيف قال العلقمي وقد استدل الإمام أحمد بهذا الحديث وحديث أن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها على أنه لا يجوز التداوي بمحرم ولا بشئ فيه محرم كألبان الأتن واللحوم المحرمات والترياق والصحيح من مذهبنا جواز التداوي بجميع النجاسات سوى المسكر لحديث العرنيين في الصحيحين وأن تشربوا من أبوالها أي الإبل للتداوي كما هو ظاهر الحديث وحديث الباب لا تداووا بحرام ولم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها محمول على عدم الحاجة بأن يكون هناك دواء غيره يغني عنه ويقوم مقامه من الطاهرات قال البيهقي هذان الحديثان أن صحا فمحمولان على النهي عن التداوي بالحرام من غير ضرورة ليجمع بينهما وبين حديث العرنيين (د) عن أبي الدرداء • (أن الله تعالى أنزل بركات ثلاثاً) أي من السماء كما في رواية (الشاة والنخلة والنار) يجوز رفع المذكورات بتقدير المبتدأ أي هي ونصبها بالبدلية بما قبلها وظاهر شرح المناوي الاقتصار على الرفع وسميت بركات لكثرة نفعها (طب) عن أم هانئ وهو حديث ضعيف • (أن الله أوحى إليّ) قال العلقمي قال ابن رسلان لعله وحي الهام أو برسالة (أن تواضعوا) أي بأن تواضعوا قال أبو زيد ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو أشر منه فهو متكبر وقيل التواضع الاستسلام للحق وترك الإعراض عن الحكم من الحاكم وقيل هو خفض الجناح للخلق

ولين الجانب لهم وقيل قبول الحق ممن كان كبيراً أو صغيراً شريفاً أو وضيعاً حراً أو عبداً أو أنثى قال بعضهم رأيت في المطاف إنساناً بين يديه شاكرية يمنعون الناس لأجله عن الطواف ثم رأيته بعد ذلك على جسر بغداد يسأل الناس فعجبت منه فقال لي أني تكبرت في موضع تتواضع الناس فيه فابتلاني الله بالذل في موضع ترتفع فيه الناس وقال بعضهم الشرف في التواضع والعز في التقوى والحيرة في القناعة (حتى لا يفخر أحد على أحد) أي بتعدد محاسنه عليه كبراً وحتى حرف تعليل (ولا يبغي أحد على أحد) أي لا يجور وأصل البغي مجاورة الحد (م د هـ) عن عياض بن حمار بكسر الحاء المهملة • (أن الله تعالى أوحى إليّ) أي وحي إرسال (أن تواضعوا) أي بخفض الجناح ولين الجانب (ولا يبغي بعضكم على بعض (خده) عن أنس • (أن الله تعالى أيدني) أي قواني (بأربعة وزراء) بضم الواو والمد ومنع الصرف (اثنين) بالجر بدل مما قبله أي ملكين (من اهل السماء جبريل وميكائيل) بالجر بيان لاثنين (واثنين) أي رجلين (من أهل الأرض أبي بكر وعمر) فأبو بكر يشبه ميكائيل وعمر يشبه جبريل لشدته وحدته وصلابته في أمر الله (طب حل) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى بارك ما بين العريش) أي بارك في البقعة أو الأرض التي بين العريش بلدة بالشام (الفرات) بضم الفاء وخفة الراء النهر المشهور (وخص فلسطين) بكسر الفاء وفتح اللام ناحية كبيرة وراء الأردن من أرض الشام فيها عدة مدن منها بيت المقدس (بالتقديس) أي التطهير لبقعتها أو أهلها (ابن عساكر عن زهير) بالتصغير (ابن محمد) المروزي (بلاغاً) أي قال بلغنا عن رسول الله ذلك • (أن الله تعالى بعثني رحمة مهداة) بضم الميم وسكون الهاء أي هدية للمؤمن والكافر بتأخير العذاب (بعثت برفع قوم) وهم المؤمنون (وخفض آخرين) وهم من أبي واستكبر وأن بلغ من الشرف المقام الأفخر بمعنى أنه يضع قدرهم ويذلهم باللسان والسنان (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب • (أن الله تعالى بني الفردوس) أي جنته (بيده) أي قدرته (وحظرها) أي حرمها (عن كل مشرك) أي كافر (وعن كل مدمن خمر) أي مداوم لشربها (سكير) بشدة الكاف أي مبالغ في شرب المسكر لا يفتر عنه والمراد المستحل أو هو زجر وتنفير (هب) وابن عساكر عن أنس • (أن الله تعالى تجاوز لأمتي) في رواية عن أمتي أي أمة الإجابة (عما حدثت به أنفسها) وفي أخرى ما وسوست به صدورها قال العلقمي قال ابن رسلان قال القرطبي روايتنا بنصب أنفسا على أنها مفعول حدثت وفي حدثت ضمير هو فاعل حدثت عائد على الأمة وأهل اللغة يقولون أنفسها بالرفع على انه فاعل حدثت يريدون عما تحدث به أنفسها بغير اختيارهم قاله الطحاوي اهـ ثم قال قال شيخنا قد تكلم السبكي في الحلبيات على ذلك كلاماً مبسوطاً أحسن فيه جداً فقال الذي يقع في النفس من قصد المعصية على خمس مراتب الأولى الهاجس وهو ما يلقى فيها ثم جريانه فيها وهو الخاطر ثم حديث النفس وهو

ما يقع فيها من التردد هل يفعل أولاً ثم الهم وهو ترجح فصد الفعل ثم العزم وهو قوة ذلك القصد والجزم به فالهاجس لا يؤاخذ به إجماعاً لأنه ليس من فعله وإنما هو شيء ورد عليه لا قدرة له عليه ولا صنع والخاطر الذي بعده كان قادراً على دفعه بصرف الهاجس أول وروده ولكن هو وما بعده من حديث النفس مرفوعان بالحديث الصحيح وإذا ارتفع حديث النفس ارتفع ما قبله بطريق الأولى وهذه المراتب الثلاث أيضاً لو كانت في الحسنات لم يكتب له بها أجر أما الأول فظاهر وأما الثاني والثالث فلعدم القصد وأما الهم فقد بين الحديث الصحيح أن الهم بالحسنة يكتب حسنة والهم بالسيئة لا يكتب سيئة وينظر فإن تركها لله كتبت حسنة وإن فعلها كتبت سيئة واحدة والأصح في معناه أنه يكتب عليه الفعل وحده وهو معنى قوله واحدة وان الهم مرفوع ومن هذا يعلم أن قوله في حديث النفس (ما لم تتكلم به أو تعمل) ليس له مفهوم حتى يقال أنها إذا تكلمت أو عملت يكتب عليها حديث النفس لأنه إذا كان الهم لا يكتب فحديث النفس أولى هذا كلامه في الحلبيات وقد خالفه في شرح المنهاج فقال أنه ظهر له أي قال السبكي أني ظهر لي المؤاخذة من إطلاق قوله صلى الله عليه وسلم أو تعمل ولم يقل أو تعمله قال فيؤخذ منه تحريم المشي إلى معصية وإن كان المشي في نفسه مباحاً لكن لانضمام قصد الحرام إليه فكل واحد من المشي والقصد لا يحرم عند انفراده أما إذا اجتمعا فإن كان مع الهم عمل لما هو من أسباب المهموم به فاقتضى إطلاق أو تعمل المؤاخذة به قال فاشدد بهذه الفائدة يديك واتخذها أصلاً يعود نفعه عليك وقال ولده في منع الموانع هنا دقيقة نبهنا عليها في جمع الجوامع وهي أن عدم المؤاخذة بحديث النفس والهم ليس مطلقاً بل بشرط عدم التكلم والعمل حتى إذا عمل يؤاخذ بشيئين مه وعمله ولا يكون همه مغفوراً وحديث نفسه إلا إذا لم يتعقبه العمل كما هو ظاهر الحديث ثم حكى كلام أبيه الذي في شرح المنهاج والذي في الحلبيات ورجح المؤاخذة ثم قال في الحلبيات وأما العزم فالمحققون على انه يؤاخذ به وخالف بعضهم وقال أن من الهم المرفوع وربما تمسك بقول أهل اللغة هم بالشيء عزم عليه والتمسك بهذا غير سديد لأن اللغوي لا يتنزل على هذه الدقائق واحتج الأولون بحديث إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه فعامل بالحرص واحتجوا أيضاً بالإجماع على المؤاخذة بأعمال القلوب كالحسد ونحوه وبقوله ومن يرد فيه بإلحاد بظلم الآية على تفسير الإلحاد بالمعصية ثم قال في آخر جوابه والعزم على الكبيرة وإن كانت سيئة فهو دون الكبيرة المعزوم عليها اهـ وفي الحديث إشارة إلى عظم قدر الأمة المحمدية لأجل نبيها صلى الله عليه وسلم لقوله تجاوز ففيه إشعار باختصاصه بذلك بل صرح بعضهم بأنه كان حكم الناسي كالعامد في الإثم وإن كان من الإصر الذي كان على من قبلنا وحاصل كلام الأبي عن ابن رشد أنه من خصائص هذه الأمة قلت وفي

أثناء كلام الحافظ في الفتح إشارة إليه وقال الدميري قال الخطابي في هذا الحديث من الفقه أن حديث النفس وما يوسوس به قلب الإنسان لا حكم له في شيء من الدين وفيه أنه إذا طلق امرأته بقلبه ولم يتكلم به بلسانه فإن الطلاق غير واقع وإلى هذا ذهب عطاء وابن أبي رباح وسعيد وابن جبير والشعبي وقتادة والثوري وأصحاب الرأي وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق وقال الزهري إذا عزم على ذلك وقع الطلاق لفظ به أو لم يلفظ وإلى هذا ذهب مالك والحديث حجة عليه وأجمعوا على أنه لو عزم على الظهار لم يلزمه حتى يلفظ به وهو في معنى الطلاق وكذلك لو حدث نفسه بالقذف لم يكن قاذفاً ولو حدث نفسه في الصلاة لم يكن عليه إعادة وقد حرم الله الكلام في الصلاة فلو كان حديث النفس في معنى الكلام لكانت الصلاة تبطل وأما إذا كتب بطلاق امرأته فقد يحتمل أن يكون ذلك طلاقاً لأنه قال ما لم تتكلم به أو تعمل به والكتابة نوع العمل وقد اختلف العلماء في ذلك فقال محمد بن الحسن إذا كتب بطلاق امرأته فقد لزمه الطلاق وكذلك قال أحمد ومالك والأوزاعي إذا كتب وأشهد عليه وله أن يرجع ما لم يوجه الكتاب فإذا وجهه إليها فقد وقع للطلاق وعند الشافعي أنه إذا كتب ولم يرد به الطلاق لم يقع وفرق بعضهم بين أن يكتب في بياض وبين أن يكتب على الأرض فأوقعه إذا كتبه فيما يكتب فيه من ورق أو لوح ونحوهما وأبطله إذا كتبه على الأرض قوله ما لم تتكلم به في القوليات باللسان على وفق ذلك أو تعمل به أي في العمليات بالجوارح كذلك قال المناوي فلا يؤاخذ بحديث النفس ما لم يبلغ حد الجزم وهذا مخصوص بغير الكفر فلو تردد فيه كفر حالاً (ق 4) عن أبي هريرة (طب) عن عمران بن حصين • (أن الله تعالى تجاوز لي) أي تجاوز لأجلي (عن أمتي الخطأ) قال العلقمي قال في المصباح والخطأ مهموز فبفتحتين ضد الصواب ويقصر ويمد قال المناوي عن حكمه أو إثمه أو عنهما ومنه ضمان المخطي بالمال والدية ووجوب القضاء على من صلى محدثاً سهواً وإثم المكره على القتل خرج بدليل منفصل (والنسيان) ضد الذكر والحفظ (وما استكرهوا عليه) أي حملوا على فعله قهراً قال المنوي والمراد رفع الإثم وفي ارتفاع الحكم خلف والجمهور على ارتفاعه قال العلقمي وحد الإكراه أن يهدد قادر على الإكراه بعاجل من أنواع العقوبات يؤثر العاقل لأجله الأقدام على ما أكره عليه وقد غلب على ظنه أنه يفعل ب ما هدده به أن امتنع مما أكرهه عليه وعجز عن الهرب والمقاومة والاستغاثة بغيره ونحوهما من أنواع الدفع ويختلف الإكراه باختلاف الأشخاص والأسباب المكره عليها (هـ) عن أبي ذر الغفاري (طب ك) عن ابن عباس (طب) عن ثوبان قال الحاكم صحيح • (أن الله تعالى تصدق بفطر رمضان على مريض أمتي) أي مرضاً يشق معه الصوم (ومسافرها) سفراً يباح فيه قصر الصلاة فيباح لكل واحد منهما الفطر مع وجوب القضاء لكن المسافر بعد تلبسه بالصوم لا يباح له الفطر في اليوم الأول إلا

أن تضرر (ابن سعد في طبقاته عن عائشة • (أن الله تعالى تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم) أي مكنكم من التصرف فيه بالوصية وغيرها من نحو هبة ووقف قهراً على الوارث وجعل ذلك (زيادة لكم في أعمالكم) قال العلقمي قيل أن ذلك مختص بالمسلمين لأنهم الذين يزاد في أعمالهم فحينئذ لا تصح وصية الكافر وفيه نظر لأن أصحابنا اتفقوا على صحة وصيته لأنها تصرف في المال فتصح من كل من له التصرف في المال وهي تبرع ممن له أهلية التبرع فتصح وصية الذمي والحربي حيث تصح من المسلمين (هـ) عن أبي هريرة (طب) عن معاذ وعن أبي الدرداء • (أن الله جعل الحق على لسان عمر) بن الخطاب (وقلبه) أي أجراه قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي جعل هنا بمعنى أجرى فعداه بعلى وفيه معنى ظهور الحق واستعلائه على لسانه وفي وضع الجعل موضع أجرى إشعار بأن ذلك خلقي ثابت مستقر (حم ت) عن ابن عمر (حم د ك) عن أبي ذر الغفاري (ع ك) عن أبي هريرة (طب) عن بلال المؤذن (وعن معاوية) قال الحاكم على شرط مسلم وأقروه • (أن الله جعل) وفي رواية ضرب (ما يخرج من ابن آدم) من البول والغائط (مثلاً للدنيا) بخستها وحقارتها فالمطعم وإن تكلف الإنسان وبالغ في تحسينه وتطييبه يرجع إلى حاله تستقذر فكذا الدنيا المحروص على عمارتها ترجع إلى خراب وإدبار (حم طب هب) عن الضحاك بن سفيان • (أن الله تعالى جعل الدنيا كلها قليلاً وما بقي منها إلا القليل كالثغب) بالمثلثة والغين المعجمة قال في النهاية بالفتح والسكون الموضع المطمئن في أعلا الجبل يستنقع فيه ماء المطر وقيل غدير في غلظ من الأرض أو على صخرة ويكون قليلاً (شرب صفوة وبقى كدره) يعني الدنيا كحوض كبير ملئ ماء وجعل مورداً فجعل الحوض ينقص على كثرة الوارد حتى لم يبق منه إلا وشك كدر بالت فيه الدواب وخاضت فيه الأنعام فاعتبروا يا أولي الأبصار (ك) عن ابن مسعود وقال صحيح وأقروه • (أن الله تعالى جعل هذا الشعر) أي الإشعار وهو أن يشق إحدى جانبي سنام البعير حتى يسيل دمه ليعرف أنه هدى (نسكاً) أي من مناسك الحج (وسيجعله الظالمون نكالا) قال المناوي أين ينكلون به الأنعام بل الأنام ففعله لغير ذلك حرام (ابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز بلاغاً) أي قال بلغنا عن رسول الله ذلك • (أن الله تعالى جعل لكل نبي شهوة) أي شيئاً يشتهيه (وأن شهوتي في قيام هذا الليل) أي الصلاة فيه وهو التهجد (إذا قمت) أي إلى الصلاة (فلا يصلين أحد خلفي) قال المناوي أي فإن التهجد واجب عليّ دونكم وهذا كان أولاً ثم نسخ (وأن الله جعل لكل نبي طعمة) بضم الطاء وسكون العين المهملتين أي رزقاً (وأن طعمتي هذا الخمس) أي جعلها الله في هذا الخمس أو منه قال شيخ الإسلام في شرح البهجة كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق منه في مصالحه وما فضل جعله في مصالح المسلمين وهذا لا ينافي ما قدمه أي صاحب البهجة من أنه كان له أربعة أخماس

الفئ أيضاً لأنه أراد هنا ما يأخذه له ولأهله وهناك ما كان له لو أراد أخذه لكنه لم يستأثر به أي من الفئ والغنيمة (فإذا قبضت) بالبناء للمفعول أي مت (فهو لولاة الأمر من بعدي) قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل الجمهور على أن ذكر الله سبحانه وتعالى للتعظيم كما في قوله تعالى والله ورسوله أحق أن يرضوه والمراد قسم الخمس على لخمسة المعطوفين وكأنه قال فإن لله خمسه إلى هؤلاء إلا خصين به وحكمه بعد باق غير أن سهم الرسول صلى الله عليه وسلم يصرف إلى ما كان يصرف إليه من مصالح المسلمين كما فعله الشيخان رضي الله عنهما وقيل إلى الإمام وقيل إلى الأصناف الأربعة وقال أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه سقط سهمه وسهم ذوي القرب بوفاته صلى الله عليه وسلم وصار الكل مصروفاً إلى الثلاثة الباقية وعن مالك الأمر في مفوض إلى الإمام يصرفه إلى ما يراه أهم وذهب أبو العالية إلى ظاهر الآية فقال يقسم ستة أقسام ويصرف سهم الله تعالى إلى الكعبة لما روى أنه عليه الصلاة والسلام كان يأخذ قبضة فتجعل للكعبة ثم يقسم ما بقى على خمسة وقيل سهم الله لبيت المال وقيل مضموم إلى سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل في سورة الحشر اختلف في قسم الفئ فقيل يسدس لظاهر الآية ويصرف سهم الله في عمارة الكعبة وسائر المساجد وقيل يخمس لأن ذكر الله تعالى للتعظيم ويصرف الآن سهم الرسول إلى الإمام على قول والي العساكر والثغور على قول والي مصالح المسلمين على قول وقيل يخمس خمسة كالغنيمة فإنه عليه الصلاة والسلام كان يقسم الخمس كذلك ويصرف الأخماس الأربعة كما يشاء والآن على الخلاف المذكور اهـ وقال شيخ الإسلام في شرح المنهج والآية وإن لم يكن فيها تخميس فإنه مذكور في آية الغنيمة فحمل المطلق على المقيد وكان صلى الله عليه وسلم يقسم له أربعة أخماس إلى الفئ وخمس خمسه ولكل من الأربعة المذكورين معه في الآية خمس خمس وأما بعده فيصرف ما كان له من خمس الخمس لمصالحنا ومن الأخماس الأربعة للمرتزقة (طب) عن ابن عباس وهو حديث قال المناوي في إسناده مقال • (أن الله تعالى جعل للمعروف هو اسم لكل ما عرف من الطاعة وندب من الإحسان وتقدم أن المعروف ما عرفه الشرع أو العقل بالحسن (وجوهاً من خلقه) أي الآدميين (حبب إليهم المعروف) أي نفسه (وحبب إليهم فعاله) أي فعلهم له مع غيرهم (ووجه) بالتشديد (طلاب) جمع طالب (المعروف إليهم) أي إلى قصدهم وسؤالهم (ويسر عليهم اعطاءه) أي سهل عليهم ويسر لهم أسبابه (كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة) بسكون الدال المهملة أي القليلة المطر (ليحييها ويحيي بها أهلها) وفي نسخ به والظاهر رجوع الضمير للغيث لكن رجعه المناوي للنبات ونسخة بها على حذف مضاف أي بنباتها (وأن الله تعالى جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف

وبغض إليهم فعاله وحظر عليه إعطاءه) أي منع أيديهم وكفها عنه وعسر عليهم أسبابه (كما يحظر) وفي نسخة حظر (الغيث على الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها) الظاهر رجوع الضمير للأرض وفي نسخة به أي الحظر (وما يعفو الله أكثر) قال المناوي يعني أن الجدب يكون بسبب عملهم القبيح ومع ذلك فالذي يغفره الله أكثر مما يؤاخذهم به (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أبي سعيد) الخدري بإسناد ضعيف لكن له جوابر • (أن الله جعل السلام تحية لأمتنا) أي أمة الإجابة (وأماناً لأهل ذمتنا) أخذ به بعض السلف فجوز ابتداء أهل الذمة بالسلام ومنعه الجمهور وحملوا الحديث على حال الضرورة بأ نحاف ترتب مفسدة في دين أو دنيا لو تركه وكان نفطويه يقول إذا سلمت على ذمي فقلت أطال الله عمرك وأدام سلامتك فإنما أريد الحكاية أي أن الله فعل به ذلك إلى هذا الوقت (طب هب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف • (أن الله جعل البركة في السحور) أي أكل مريد الصوم بعد نصف الليل بنية التقوى عليه (والكيل) أي ضبط الحب وإحصائه بالكيل (الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة • (أن الله جعل عذاب هذه الأمة في الدنيا القتل) أي أن يقتل بعضهم بعضاً وجعله كفارة لما اجترحوه (حل) عن عبد الله بن يزيد الأنصاري بإسناد ضعيف • (أن الله تعالى جعل ذرية كل نبي في صلبه) أي في ظهره (وجعل ذريتي في ظهر علي بن أبي طالب) أي أولاده من فاطمة دون غيرها فمن خصائصه صلى الله عليه وسلم أن أولاد بناته ينتسبون إليه (طب) عن جابر (خط) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى جعلها لك لباساً) خطاب لرجل أي جعل زوجتك لباسك (وجعلك لها لباساً) لأنه لما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتمل كل منهما على صاحبه شبهاً باللباس أو لأن كل منهما يستر حال صاحبه ويمنعه من الفجور (وأهلي يرون عورتي وأنا أرى ذلك منهم) أي يحل لهم مني ويحل لي منهم رؤيتها فلا ينافي قول عائشة ما رأيت منه ولا رأى مني (ابن سعد (طب) عن سعد بن مسعود • (أن الله جعلني عبداً كريماً) أي متواضعاً سخياً (ولم يجعلني جباراً) أي متكبراً (عنيداً) أي جائراً باغياً راداً للحق وسببه كما في ابن ماجه عن عبد الله بن بسر قال أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فجثا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتيه يأكل فقال أعرابي ما هذه الجلسة فقال إن الله فذكره (ده) عن عبد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة ورجاله ثقات • (أن الله تعالى جميل) أي له الجمال المطلق جمال الذات وجمال الصفات وجمال الأفعال وقيل أنه بمعنى ذي النور والبهجة أي مالكهما وقيل معناه جميل الأفعال بكم والنظر إليكم يكلفكم اليسير ويعين عليه ويثيب عليه الجزيل (يحب الجمال) أي يحب منكم التجمل في الهيئة وعدم إظهار الحاجة لغيره والعفاف عمن سواه وسببه وتتمته وذكر التتمة في الكبير كما في مسلم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل أن

الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً قال أن الله جميل يحب الجمال (م ت) عن ابن مسعود (طب) عن أبي أمامة الباهلي (ك) عن ابن عمر بن الخطاب (وابن عساكر) في تاريخه (عن جابر) بن عبد الله (وعن ابن عمر) بأسانيد جيدة • (أن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده) في حين الهيئة والإنفاق والشكر (ويبغض البؤس) أي سوء الحال (والتباؤس) أي إظهار الفقر والفاقة والمسألة (هب) عن أبي سعيد الخدري ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (أن الله تعالى جميل يحب الجمال سخي يحب السخاء نظيف يحب النظافة) قال المناوي لأن من تخلق بشيء من صفاته أي غير المختصة به ومعاني أسمائه الحسنى كان محبوباً له مقرباً عنده وإنما قيدت الصفات بغير المختصة به سبحانه وتعالى لئلا يرد دعوى الكبر والعظمة (عد) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى جواد) بالتخفيف أي كثير الجود والعطاء (يحب الجود أي سهولة البذل والإنفاق في طاعته (ويحب معالي الأخلاق) أي مكارمها وحسنها (ويكره سفسافها) بسين مهملة مفتوحة وفاء ساكنة أي رديئها وحقيرها وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نخل والتراب إذا أثير (هب) عن طلحة بن عبيد الله بالتصغير (حل) عن ابن عباس • (أن الله حرم من الرضاع ما حرم من النسب) والتحريم بالرضاع له شروط مذكورة في كتب الفقه منها كون ذلك خمس رضعات وكون الطفل لم يبلغ حولين وكون اللبن انفصل من أنثى بلغت تسع سنين قمرية تقريباً (ت) عن علي قال الترمذي حديث حسن صحيح • (أن الله تعالى حرم الجنة) أي دخولها مع السابقين الأولين (على كل مرائي) هو من يعمل لغير الله بأن خلط في عمله غير وجه الله كحب اطلاع الناس على عمله وإضراره بدينه (حل فر) عن أبي سعيد وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات) بضم العين المهملة من العق وهو القطع يقال عق والده إذا أذاه وعصاه وهو ضد البر به والمراد به صدور ما يتأذى به الأصل من فرعه من قول أوف عل إلا في شرك أو معصية ما لم يتعنت الأصل وإنما خص الأمهات وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيماً فلعقوق الأمهات مزيد في القبح ولأن العقوق لهن أسرع من الآباء لضعف النساء وينبه على أن بر الأم مقدم على بر الأب (ووأد البنات) بفتح الواو وسكون الهمزة هو دفنهن بالحياة وكان أهل الجاهلية يفعلون ذلك كراهة فيهن ويقال أن أول من فعل ذلك قيس بن عاصم التميمي وكان بعض أعدائه أغار عليه فأخذ بنته فاتخذها لنفسه ثم حصل بينهم صلح فخير ابنته فاختارت زوجها فآلى على نفسه أن لا يولد له بنت إلا دفنها حية فتبعته العرب على ذلك وكان فريق من العرب يأتون قتل أولادهم مطلقاً أي سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً خشية الفقر أو لعدم ما ينفقه وكان صعصعة بن ناجية التميمي وهو جد الفرزدق همام بن غالب

ابن صعصعة أول من فدى الموؤدة وذلك أنه كان يعمد إلى من يريد من يفعل ذلك فيفيدي الولد بمال يتفقان عليه وإلى ذلك أشار الفرزدق بقوله: وجدي الذي منع الوائدات • أحيى الوئيد فلم يوءد وهذا محمول على الفريق الثاني وقد بقى كل من قيس وصعصعة إلى أن أدركا الإسلام ولهما صحبة وإنما خص البنات بالذكر لأنه كان الغالب من فعلهن لأن الذكر مظنة القدرة على الاكتساب وكانوا في صفة الوأد على طريقين أحدهما أنه يأمر أمر أنه إذا اقترب وضعها أن تطلق على حفيرة فإن وضعت ذكراً أبقته وإن وضعت أنثى طمتها في الحفيرة وهذا اللائق بالفريق الأول ومنهم من كان إذا صارت البنت سداسية يقول لأمها طيبيها وزينيها لأزور بها أقاربها ثم يبعد بها في الصحراء حتى يأتي البئر فيقول لها انظري فيها ويدفعها من خلفها ويطمها وهذا اللائق بالفريق الثاني (ومنعاً) قال المناوي بسكون النون منوناً وغير منون (وهات) بكسر المثناة الفوقية فعل أمر من الإيتاء أي منع ما أمر بإعطائه وطلب ما لا يستحق أخذه وقيل كنى بهما عن البخل والمسألة فكره أن يمنع الإنسان ما عنده ويسأل ما عند غيره (وكره لكم قيل وقال) أي قيل كذا وقال فلان كذا مما يتحدث به من فضول الكلام قاله المناوي وقال العلقمي قال في الفتح في رواية الشعبي كان ينهى عن قيل وقال كذا للأكثر في جميع المواضع بغير تنوين ووقع في رواية الكشميهني هنا قيلاً وقالا والأشهر الأول وقال الجوهري قيل وقال اسمان وأشار إلى الدليل على ذلك بدخول الألف واللام عليهما وقال المحب الطبري في قيل وقال ثلاثة أوجه أحدهما أنهما مصدران للقول تقول قلت قولاً وقيلاً وقالا والمراد في الحديث الإشارة إلى كراهة كثرة الكلام لأنها تؤول إلى الخطأ قال وإنما كرره للمبالغة في الزجر عنه ثانيها أنه أراد حكاية أقاويل الناس والبحث عنها ليخبر عنها فيقول قال فلان كذا وقال فلان كذا ومحل كراهة ذلك أن يكثر من ذلك بحيث لا يؤمن مع الإكثار من الزلل إذ هو مخصوص بمن يفعل ذلك من غير تثبت ولكن يقلد من سمعه ولا يحتاط له قلت ويؤيد ذلك الحديث الصحيح كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع أخرجه مسلم وفي شرح المشكاة قوله قيل وقال من قولهم قيل كذا وبناؤهما على كونهما فعلين محكيين متضمنين الضمير وإعرابهما على إجرائهما مجرى الأسماء خاليين من الضمير ومنه قوله إنما الدنيا قيل وقال وإدخال حرف التعريف عليهما في قوله ما يعرف القال من القيل لذلك (وكثرة السؤال) أي عن أحوال الناس أو عما لا يعني أو عن المسائل العلمية امتحاناً وفخراً وتعاظماً قال العلقمي قال النووي في شرح مسلم اتفق العلماء على النهي عن السؤال من غير ضرورة قال واختلف أصحابنا في سؤال القادر على الكسب على وجهين أصحهما التحريم لظاهر الأحاديث والثاني يجوز مع الكراهة بشروط ثلاثة أنه لا يلح ولا يذل نفسه زيادة على ذل السؤال ولا يؤذي المسئول فإن فقد شرط من ذلك حرم انتهى أما السؤال

عند الحاجة فلا حرمة فيه ولا كراهة تنبيه جميع ما تقدم إذا سأل لنفسه فأما إذا سأل لغيره فالذي يظهر أيضاً أنه يختلف باختلاف الأحوال (وإضاعة المال) أي صرفه فيما لا يحل أو تعريضه للفساد وأما التوسع في المطاعم والملابس فإن كان باقتراض ولا يرجو وفاء حرم وإلا فلا (ق) عن المغيرة بن شعبة • (أن الله تعالى حرم عليّ الصدقة) فرضها ونفلها (وعلى أهل بيتي) وهم مؤمنو بني هاشم والمطب أي حرم عليهم صدقة الفرض فقط لأنها أوساخ الناس (ابن سعد عن الحسن بن عليّ) أمير المؤمنين • (أن الله تعالى حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا) ندباً متوكلين معتمدين في حصول الشفاء على الله تعالى ولو بنجس لا يقوم الطاهر مقامه ما عدا الخمر (حم) عن أنس قال المناوي ورجاله ثقات • (أن الله تعالى حيي) هو بكسر الياء الأولى والتنوين والحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم والتغير لا يقال إلا في حق الجسم لكنه لوروده في الحديث يؤول وجوباً بما هو قانون في أمثال هذه الأشياء إذ كل صفة تثبت للعبد مما يختص بالأجسام فإذا صف الله بذلك فذاك محمول على نهايات الأغراض لا على بدايات الأعراض مثاله أن الحياء حالة تحصل للإنسان لكن لها مبتدأ ومنتهى أما المبتدأ فهو التغير الجسماني الذي يلحق الإنسان من خوف أن ينسب إلى القبيح وأما النهاية فهو أن يترك الإنسان ذلك الفعل فإذا ورد الحياء في حق الله فليس المراد منه ذلك الخوف الذي هو مبتدأ الحياة ومقدمته بل ترك الفعل الذي هو منتهاه وغايته وكذلك الغضب له مقدمة وهي غليان دم القلب وشهوة الانتقام وله غاية وهي إنزال العقاب بالمغضوب عليه (ستير) بكسر السين المهملة وتشديد المثناة الفوقية المكسورة فعيل بمعنى فاعل أي ساتر العيوب والقبائح أو بمعنى مفعول أي هو مستور عن العيون في الدنيا يحب الحياء والستر بفتح السين أي يحب من فيه ذلك ولهذا جاء في الحديث الحياء من الإيمان وجاء أيضاً من ستر مسلما ستره الله (فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) أي وجوباً إن كان ثم من يحرم نظره لعورته وندباً في غير ذلك واغتساله عليه الصلاة والسلام عرياناً لبيان الجواز قال العلقمي وسببه كما في أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجالاً تغتسل بالبراز بفتح الموحدة هو الفضاء الواسع فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم أن الله فذكره وقوله فصعد المنبر فحمد بكسر العين والميمين من المنبر وحمد اهـ (حم د ن) عن يعلي بن أمية بإسناد حسن • (أن الله تعالى حيي) بكسر الياء والتنوين (كريم) قال العلقمي قال في النهاية الكريم هو الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه وهو الكريم المطلق والكريم الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل (يستحيي) عينه ولامه حرفا علة (إذا رفع الرجل) أي الإنسان (إليه يديه) أي سائلاً متذللاً حاضر القلب حلال المطعم والمشرب كما يفيده خبر مسلم (أن يردهما صفراً) بكسر الصاد المهملة وسكون الفاء وراء مهملة أي خاليتين

(خائبتين) من عطائه فيه استحباب رفع اليدين في الدعاء ويكونان مضمومتين لما روى الطبراني في الكبير عن ابن عباس كان صلى الله عليه وسلم إذا دعا ضم كفيه وجعل بطونهما مما يلي وجهه ذكره ابن رسلان (حم د ت هـ ك) عن سلمان الفارسي قال الترمذي حسن غريب • (أن الله تعالى ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش) وأولهما آمن الرسول وورد من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزاتاه عن قيام الليل (فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم) قال المناوي جمعه آي وأتى بضمير الجمع باعتبار الكلمات (فإنهما) أي الآيتين (صلاة) أي رحمة عظيمة (وقرآن ودعاء) أي يشتملان على ذلك كله (ك) عن أبي ذر • (أن الله تعالى خلق الجنة بيضاء) أي نيرة مضيئة قال المناوي وتربتها وإن كانت من زعفران وشجرها وإن كان أخضر لكنه يتلألأ نوراً (وأحب شيء إلى الله البياض) وفي نسخة إليه فألبسوه أحياكم وكفنوا فيه موتاكم (البزار عن ابن عباس) قال المناوي ضعيف لضعف هشام بن زياد • (أن الله تعالى خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور يومئ اهتدى ومن أخطأه ضل) الظاهر أن من اسم بمعنى بعض فاعل أصاب أي فمن أصابه بعض ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ذلك النور ضل ويحتمل أنها صلة والفاعل ذلك النور قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي أي خلق الثقلين من الجن والإنس كائنين في ظلمة النفس الإمارة بالسوء المجبولة بالشهوات الرديئة والأهواء المضلة والنور الملقي عليهم ما نصب من الشواهد والحجج وما أنزل عليهم من الآيات والنذر فمن شاهد آيته فهو الذي أصابه ذلك النور فخلص من تلك الظلمة واهتدى ومن لم يشاهد آيته بقى في ظلمات الطبيعة متحيراً ويمكن أن يحمل قوله خلق خلقه على خلق الذر المستخرج من صلب آدم عليه السلام فعبر بالنور عن الألطاف التي هي مباشر صبح الهداية وإشراق لمعان برق العناية ثم أشار بقوله أصاب وأخطأ إلى ظهور أثر تلك العناية في الإنزال من هداية بعض وضلالة بعض اهـ وخلق قبل الثقلين الملائكة فإنهم خلقوا من نور (حم ت ك) عن عمرو بن العاص وهو حديث صحيح • (أن الله تعالى خلق آدم من قبضة) من متعلقة بخلق فهي ابتدائية أي ابتدأ خلقه من قبضة (قبضها من جميع الأرض) أي من جميع أجزائها قال المناوي وهذا تخييل لعظمته تعالى شأنه وان كل المكنونات منقادة لإرادته فليس ثم قبضة حقيقة أو المراد أن عزرائيل قبضها حقيقة بأمره تعالى اهـ وقال العلقمي قال ابن رسلان ظاهره أنه خلق من الأرض الأولى وهو خلاف ما ذهب إليه وهب من أنه خلق رأس آدم من الأولى وعنقه من الثانية وصدره من الثالثة ويديه من الرابعة وبطنه من الخامسة وفخذيه ومذاكيره وعجزه من السادسة وساقيه وقدميه من السابعة وقال ابن عباس خلق الله آدم من أقاليم الدنيا فرأسه من تربة الكعبة وصدره من تربة الدهناء

وبطنه وظهره من تربة الهند ويديه من تربة المشرق ورجليه من تربة المغرب وقال غيره خلق الله تعالى آدم من ستين نوعاً من أنواع الأرض من التراب الأبيض والأسود والأحمر والأصفر (فجاء بنو آدم على قدر الأرض) أي على نوعها وطبعها (جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود) أي فمن البيضاء من لونه أبيض ومن الحمراء من لونه أحمر ومن السوداء من لونه أسود (وبين ذلك) أي من جميع الألوان (والسهل) أي اللين المنقاد (والحزن) بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي أي الغليظ الطبع الخشن اليابس من حزن الأرض وهو الغليظ الخشن (والخبيث والطيب) أي جاء الخبيث من الأرض الخبيثة والطيب من الأرض الطيبة قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي أراد بالخبيث من الأرض السبخة ومن بني آدم الكافر وبالطيب من الأرض العذبة ومن بني آدم المؤمن اهـ وقال ابن رسلان وقد ضرب الله مثل المؤمن والكافر والطيب والخبيث فمثل المؤمن مثل البلد الطيب الزاكي يخرج نباته أي زرعه بإذن ربه سهلاً والذي خبث مثل الكافر كمثل الأرض السبخة الطينة التي لا يخرج نباتها وغلتها إلا نكدا أي عسراً قليلاً بعناء ومشقة وكذا المؤمن يعطي العطاء بسهولة كسهولة طبعه والبخيل لا يعطي إلا بتكلف كبير اهـ وما أحسن قول الشاعر: الناس كالأرض ومنها همو • من خشن في اللمس أو لين فجندل تدمى به أرجل • واثمد يجعل في الأعين قال المناوي قال الحكيم وكذا جميع الدواب والوحوش فالحية أبدت جوهرها حيث خانت آدم حتى لعنت وأخرجت من الجنة والفأر قرض حبال سفينة نوح والغراب بدا جوهره الخبيث حيث أرسله نوح من السفينة ليأتيه بخبر الأرض فأقبل على جيفة وتركه (وبين ذلك) يحتمل أن المراد به المؤمن المرتكب المعاصي (حم د ت ك هق) عن أبي موسى الأشعري وهو حديث صحيح • (أن الله تعلى خلق الخلق) أي المخلوقات إنساً وملكاً وجناً (فجعلني في خير فرقهم) بكسر الفاء وفتح الراء أي أشرفها من الإنس (وخير الفريقين) أي وجعلني في خير الفريقين العرب والعجم (ثم تخير القبائل) أي اختار خيارهم فضلاً وفي نسخ ثم خير بحذف التاء (فجعلني في خير قبيلة) أي من العرب قال المنوي هذا بحسب الإيجاد أي قدر إيجادي في خير قبيلة (ثم تخير البيوت) أي اختار خيارهم شرفاً وفي نسخ خير بحذف التاء (فجعلني في خير بيوتهم) أي في أشرف بيوتهم (فأنا خيرهم نفساً) أي روحاً وذاتاً (وخيرهم بيتاً) أي أصلاً إذ جئت من طيب إلى طيب إلى صلب عبد الله بنكاح لا سفاح قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن العباس بن عبد المطلب قا لقلت يا رسول الله أن قريشاً جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلق فذكره قال في النهاية قال شمر لم نسمع الكبوة ولكنا سمعنا الكبا والكبة وهي

الكناسة والتراب الذي يكنس من البيت وقال الزمخشري الكبة أصلها كبوة وعلى الأصل جاء الحديث إلا أن المحدث لم يضبط الكلمة فجعلها كبوة بالفتح فإن صحت الرواية با فوجهها أن تشبه الكبوة والكبا بالكناسة والتراب الذي يكنس من البيت والجمع كباء (ت) عن العباس بن عبد المطلب • (أن الله خلق آدم من طينة) وفي نسخة من طين وفي رواية من تراب (الجابية) بجيم فموحدة فمثناة تحت قرية أو موضع بالشام والمراد أنه خلقه من قبضة من جميع أجزاء الأرض ومعظمها من طين الجابية فلا ينافي ما تقدم (وعجنه بماء من ماء الجنة) أي ليطيب عنصره ويحسن خلقه ويطبع على طباع أهلها ثم صوره وركب جسده وجعله أجوف ثم نفخ فيه الروح فكان من بديع فطرته وعجيب صنعته (ابن مردويه) في تفسيره (عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى خلق لوحاً محفوظاً) قال المناوي وهو المعبر عنه في القرآن بذلك وبالكتاب المنير وبأم القرآن (من درة بيضاء) أي لؤلؤة عظيمة كبيرة (صفحاتها) أي جنباتها ونواحيها (من ياقوتة حمراء) أي فهي في غاية الإشراق والصفاء (قلمه نور وكتابه نور) بين بذلك أن اللوح والقلم ليسا كألواح الدنيا المتعارفة ولا كأقلامها (لله في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحبي ويعزو يذل ويفعل ما يشاء) فإذا كان العبد على حالة مرضية أدركته اللحظة على حالة مرضية فوصل إلى الأمل من نوال الخير وصرف السوء وحكم عكسه عكس حكمه (طب) عن ابن عباس • (أن الله تعالى خلق الخلق) أي قدر المخلوقات (في علمه السابق حتى إذا فرغ من خلقه) أي قضاه وأتمه فالفراغ تمثيل إذ الفراغ والخلاص يكون عن المهم والله عز وجل لا يشغله شأن عن شأن (قامت الرحم) بفتح الراء وكسر الحاء المهملة (فقال) أي الله سبحانه وتعالى (مه) ما استفهامية حذفت ألفها ووقف عليها بهاء السكت وهذا قليل والسائغ أن لا يفعل ذلك بها إلا وهي مجرورة أي ما تقولين والمراد بالاستفهام إظهار الحاجة دون الاستعلام فإنه تعالى يعلم السر وأخفى (قالت) أي الرحم قال العلقمي قال في الفتح يحتمل أن يكون على الحقيقة والإعراض يجوز أن تتجسد وتتكلم بإذن الله ويجوز أن يكون على حذف أي قام ملك فتكلم على لسانها ويحتمل أن يكون ذلك على طريق ضرب المثل أو الاستعارة والمراد تعظيم شأنها وفضل وأصلها وإثم قاطعها ثم قال قال ابن أبي جمرة يحتمل أن يكون بلسان الحال ويحتمل أن يكون بلسان القال قولان مشهوران والثاني أرجح وعلى الثاني هل تتكلم كما هي أو يخلق الله تعالى لها عند كلامها حياة وعقلاً قولان أيضاً مشهوران والأول أرجح لصلاح القدرة العامة لذلك (هذا مقام العائذ بك من القطيعة) أي قالت الرحم قيامي هذا قيام العائذ المستعيذ المعتصم المستجير (قال) أي الله (نعم) قال المناوي نعم حرف إيجاب مقرر لما سبق (أما) بالتخفيف استفهام تقريري (ترضين) خطاب للرحم (أن أصل من وصلك) بأن اعطف عليه وأحسن إليه قال العلقمي قال ابن أبي جمرة

الوصل من الله كناية عن عظم إحسانه وإنما خاطب الناس بما يفهمونه ولما كان أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبة الوصال وهو القرب وإسعافه بما يريده ومساعدته على ما يرضيه وكانت حقيقته مستحيلة في حق الله تعالى عرف أن ذلك كناية عن عظيم إحسانه لعبده (واقطع من قطعك) كناية عن حرمان الإنسان أي لا أعطف عليه ولا أحسن إليه (قالت) أي الرحم (بلى يا رب) أي رضيت (قال) أي الله (فذلك لك) بكسر الكاف فيهما أي اجعل لك ما ذكر قال العلقمي خاتمة قال في الفتح قال القرطبي الرحم التي توصل عامة خاصة فالعامة رحم الدين وتجب مواصلتها بالتودد التناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة وأما الرحم الخاصة فبمزيد النفقة على القريب تفقد أحوالهم والتغافل عن زلاتهم وتتفاوت مراتب استحقاقهم في ذلك وقال ابن أبي جمرة تكون صلة الرحم بالمال والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة فإذا كانوا كفاراً أو فجاراً فمقاطعتهم في الله هو وصلهم بشرط بذل الجهد في وعظهم ثم أعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء بظهر الغيب أن يهتدوا إلى الطريق المتين وفي الحديث تعظيم أمر الرحم وإن وصلها مندوب مرغب فيه وإن قطعها من الكبائر لورود الوعيد الشديد فيه (ف) عن أبي هريرة • (أن الله خلق الرحمة) أي التي يرحم بها عباده (يوم خلقها مائة رحمة) قال المناوي القصد بذكره ضرب المثل لنا لنعرف به التفاوت بين القسطين في الدارين لا التقسيم والتجزئة فإن رحمته غير متناهية والرحمة في الأصل بمعنى الرقة الطبيعية والميل الجبلي وهذا من صفات الآدميين فهو مؤول من جهة الباري وللمتكلمين في تأويل مالا يسوغ نسبته إلى الله تعالى وجهان الحمل على الإرادة فيكون من صفات الذات والآخر الحمل على فعل الإكرام فيكون من صفات الأفعال كالرحمة أي والذي لا يسوغ نسبته إليه تعالى إلا بتأويل كالرحمة فمنهم من يحملها على إرادة الخير ومنهم من يحملها على فعل الخير ثم بعد ذلك يتعين أحد التأويلين في بعض السياقات لمانع يمنع من الآخر فهاهنا يتعين تأويل الرحمة بفعل الخير فيكون صفة فعل فتكون حادثة عند الأشعري فيتسلط الخلق عليها ولا يصح هنا تأويلها بالإرادة لأنها إذ ذاك من صفات الذات فتكون قديمة فيمتنع تعين الخلق بها ويتعين تأويلها بالإرادة في قوله تعالى لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم لأنك لو حملتها على الفعل لكان العصمة بعينها فيكون استثناء الشيء بنفسه فكأنك قلت لا عاصم إلا لعاصم فتكون الرحمة الإرادة والعصمة على بابها الفضل المنع من المكروهات كأنه قال لا يمتنع من المحذور إلا من أراد السلامة اهـ وجعل السيوطي الاستثناء منقطعاً فقال لكن من رحم الله فهو المعصوم (فأمسك) أي ادخر (عنده تسعاً وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة

واحدة) فهذه الرحمة تعم كل موجود (فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة) أي الواسعة (لم ييأس من الجنة) أي لم يقنط بل يحصل له الرجاء والطمع في دخولها لأنه يغطي عليه ما يعلمه من النعيم العظيم وعبر بالمضارع في قوله يعلم دون الماضي إشارة إلى انه لم يقع له علم ذلك ولا يقع لأنه إذا امتنع في المستقبل كان ممتنعاً في الماضي وقال فلو بالفاء إشارة إلى ترتيب ما بعدها على ما قبلها (ولو يعلم المؤمن بالذي ند الله من العذاب لم ييأس من النار) أي من دخولها وفي نسخة لم يأمن من النار فهو سبحانه وتعالى غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب والمقصود من الحديث أن الشخص ينبغي له أن يكون بني حالتي الخوف والرجاء (ق) عن أبي هريرة • (أن الله تعالى خلق يوم خلق السموات والأرض) أي أظهر تقديره لذلك يوم أظهر تقدير السموات والأرض (مائة رحمة) حصره في مائة على سبيل التمثيل وتسهيلاً للفهم وتقليلاً لما عند الخلق وتكثيراً لما عند الله سبحانه وتعالى وأما مناسبة هذا العدد الخاص فقال ابن أبي جمرة ثبت أن نار الآخرة تفضل نار الدنيا بتسعة وتسعين جزأ فإذا قوبل كل جزء برحمة زادت الرحمات ثلاثين جزأ فالرحمة في الآخرة أكثر من النقمة فيها ويؤيده قوله تعالى في الحديث القدسي غلبت رحمتي غضبي اهـ ويحتمل أن يكون مناسبة هذا العدد الخاص لكونه مثل عدد درج الجنة والجنة هي محل الرحمة فكانت كل رحمة بإزاء درجة وقد ثبت أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله تعالى فمن نالته منها رحمة واحدة كان أدنى أهل الجنة منزلة وأعلاهم من حصلت له جميع أنواع الرحمة وهذه الرحمات كلها للمؤمنين بدليل قوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيماً وأما الكفار فلا يبقى لهم حظ في الرحمة لا من جنس رحمات الدنيا ولا غيرها (كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض) أي ملء ما بينهما بفرض كونها جسماً والمراد بها التعظيم والتكثير (فجعل منها في الأرض رحمة) قال القرطبي هذا نص في أن الرحمة يراد بها متعلق الإرادة وأنها راجعة إلى المنافع والنعم (فبها تعطف) أي تحن وترق (الوالدة على ولدها) أي من الإنس والجن والدواب (والوحش والطير) أي والحشرات والهوام وغيرها (بعضها على بعض وادخر) أي امسك (عنده تسعاً وتسعين فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة) أي ضمها إليها قال القرطبي مقتضى هذا الحديث أن الله علم أنواع النعم التي ينعم بها على خلقه مائة نوع فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به منافعهم فإذا كان يوم القيامة أكمل لعباده المؤمنين ما بقى فبلغت مائة فالرحمة التي في الدنيا يتراحمون بها أيضاً يوم القيامة ويعطف بعضهم على بعض بها وقال المهلب الرحمة التي خلقها الله لعباده وجعلها في نفوسهم في الدنيا هي التي يتقاضون بها يوم القيامة التبعات بينهم وفي الحديث إشارة للمسلمين لأنه إذا حصل للإنسان من رحمة واحدة في هذه الدار المبنية على الأكدار الإسلام والقرآن

والصلاة والرحمة في قلبه وغير ذلك مما أنعم الله تعالى به فكيف الظن بمائة رحمة في الآخرة وهي دار القرار ودار الجزاء (حم م ن) عن سلمان الفارسي (حم هـ) عن أبي سعيد الخدري • (أن الله خلق الجنة) أي وجمع فيها كل طيب (وخلق النار) أي وجمع فيها كل خبيث (فخلق لهذه أهلاً) وهم السعداء وحرمها على غيرهم (ولهذه أهلاً) وهم الأشقياء وحرمها على غيرهم وزاد في رواية بعد قوله أهلاً فهم بعملها يعملون وسببه كما في مسلم عن عائشة قالت نوفي صبي فقلت طوبى له عصفور من عصافير الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا تدرين أن الله فذكره قال العلقمي قال النووي أجمع من يعتد به عل أن من مات من أطفال المؤمنين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفاً وتوقف فيهم بعض من لا يعتد به لهذا الحديث وأجاب العلماء عنه بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة فلما علم أخبرهم أنهم في الجنة (م) عن عائشة • (أن الله تعالى رضي لهذه الأمة اليسر) أي فيما شرعه لها من الأحكام ولم يشدد عليها كغيرها (وكره لها العسر) أي لم يرده بها ولم يجعله عزيمة عليها قال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر (طب) عن محجن بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الجيم (ابن الأدرع) بفتح الهمزة فمهملة ساكنة السلمى ورجاله رجال الصحيح • (أن الله تعالى رفيق) أي لطيف بعباده فلا يكلفهم فوق طاقتهم (يحب الرفق) بكسر الراء وسكون الفاء بعدها قاف هو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل (ويعطي عليه) أي في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد وفي الآخرة من الثواب الجزيل (مالا يعطى على العنف) قال العلقمي قال في النهاية هو بالضم الشاق والمشقة وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله اهـ وقال ابن رسلان بضم العين فتحها وهو التشديد والتعصيب في الأشياء ويحتمل أن الرفق في حق الله بمعنى الحلم فإنه لا يعجل بعقوبته للعصاة بل يمهل ليتوب إليه من سبقت له السعادة ويزداد إثماً من سبقت له الشقاوة قال القرطبي وهذا المعنى أليق بالحديث فإنه السبب الذي خرج عليه الحديث وسيأتي بيانه في أن الله يحب الرفق اهـ وقال المنوي والقصد به أي بهذا الحديث الحث على حسن الأخلاق والمعاملة مع الخلق وأن في ذلك خيري الدنيا والآخرة (خدد) عن عبد الله بن مغفل بضم الميم وفتح الغين وشدة الفاء (هـ حب) عن أبي هريرة (حم هب) عن عليّ (طب) عن أبي أمامة البزار عن أنس بأسانيد بعضها رجاله ثقات • (أن الله تعالى زوجني في الجنة مريم بنت عمران) أي حكم لي بجعلها زوجتي فيها (وامرأة فرعون) وهي آسية بنت مزاحم (وأخت موسى الكليم) صلى الله عليه وسلم وهي المشار إليها في قوله وقالت لأخته قصيه (طب) عن سعد بن جنادة • (أن الله سائل) أي يوم القيامة (كل راع عما استرعاه) أي أدخله تحت رعايته

(احفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) أي هل قام لهم بما لزمه من الحقوق أم قصر وضيع فيعامل من قام بحقهم بفضله ويعامل من فرط بعدله ويرضى خصماء من شاء بجوده وكما يسأله عن أهل بيته يسأل أهل بيته عنه وظاهر الحديث أن الحكام أولى بالسؤال عن أحوال الرعايا من سؤال الرجل عن أهل بيته (ن حب) عن أنس بن مالك • (أن الله تعالى سمى المدينة طابة) قال المناوي بالتنوين وعدمه وأصلها طيبة قلبت الياء ألفا لتحركها وفتح ما قبلها وكان اسمها يثرب فكرهه وسماها بذلك لطيب سكناها بالدين وفي رواية أمرني أن اسمي ولا تعارض لأن المراد أمره بإظهار ذلك اهـ وفي العلقمي طابة وطيبة مشتقان من الطيب وهي الرائحة الحسنة لطيب مائها وهوائها ومساكنها وطيب العيش بها قال بعض العلماء من أقام بالمدينة يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة لا تكاد توجد في غيرها (حم م ن) عن جابر بن سمرة • (أن الله تعالى صانع كل صانع وصنعته) قال المناوي أي مع صنعته وكمال الصنعة لا يضاف إليها وإنما يضاف لصانعها واحتج به من قال الإيمان صنعة الرحمن غير مخلوق (خ) في خلق الأفعال أي في كتاب خلق الأفعال وفي نسخة في خلق أفعال العباد وكان حقه أن يذكر اسم البخاري صريحاً من يغر رمز فإن حرف خ جعله في الخطبة رمزاً له في صحيحه لا في غيره (ك) والبيهقي في الأسماء أي في كتاب الأسماء والصفات قال المناوي لكن لفظ الحاكم أن الله خالق بدل صانع (عن حذيفة) بن اليمان وصححه الحاكم • (أن الله تعالى طيب) بشدة المثناة التحتية أي منزه عن النقائص (يحب الطيب) بشدة المثناة أي الحلال (نظيف يحب النظافة) قال العلقمي قال في النهاية نظافة الله تعالى كناية عن تنزهه عن سمات الحدوث وتعاليه في ذاته عن كل نقص وحبه النظافة من غيره كناية عن خلوص العقيدة ونفي الشرك ومجانبة الأهواء ثم نظافة الظاهر لملابسة العبادات (كريم يحب الكرم جواد يحب الجود) أي صدور ذلك من خلقه (فنظفوا أفنيتكم) ندباً جمع فناء وهو الفضا أمام الدار (ولا تشبهوا باليهود) بحذف إحدى التاءين للتخفيف أي في قذارتهم وقذارة أفنيتم قال المناوي ولهذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمزيد حرص على نظافة الملبس والأفنية وكان يتعاهد نفسه ولا تفارقه المرآة والسواك والمقراض قال أبو داود مدار السنة على أربعة أحاديث وعد هذا منها (ت) عن سعد بن أبي وقاص • (أن الله تعالى عفو) أي متجاوز عن السيئات غافر للزلات (يحب العفو) أي صدوره من خلقه لأنه تعالى يحب أسماءه وصفاته ويحب من اتصف بشيء منها ويبغض من اتصف بأضدادها (ك) عن ابن مسعود (عد) عن عبد الله بن جعفر • (أن الله تعالى عند لسان كل قائل) يعني يعلم ما يقوله الإنسان (فليتق الله عبد ولينظر ما يقول) أي ما يريد النطق به أي يتأمل ويتدبر هل يثاب عليه أم لا قال تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب أي ملك يرقب عليه عتيد أي

حاضر معه يكتب عليه ما فيه ثواب أو عقاب (حل) عن ابن عمر بن الخطاب (الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) • (أن الله تعالى غيور) فعول من الغيرة وهي الحمية والأنفة وهي محال عليه تعالى فالمراد لازمها وهو المنع والزجر عن المعصية (يحب الغيور) أي في محل الريبة (وأن عمر غيور) أي عمر بن الخطاب كثير الغيرة في محل الريبة فالله يحبه لذلك قال العلقمي قال في النهاية غيور فعول من الغيرة وهي الحمية والأنفة يقال رجل غير وامرأة غيور بلا هاء (رسته) بضم الراء وسكون المهملة وفتح المثناة الفوقية عبد الرحمن الأصبهاني (في) كتاب (الإيمان له عن عبد الله بن رافع مرسلاً • (أن الله تعالى قال من عاد إلى ولياً) المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته قال الكرماني قوله لي هو في الأصل صفة لقوله ولياً لكنه لما تقدم صار حالاً وقال ابن هبيرة في الإفصاح قوله عاد إلى أي اتخذه عدواً ولا أدري المعنى إلا أنه عاداه من أجل ولايته وهو وإن تضمن التحذير من إيذاء قلوب أولياء الله ليس على الإطلاق بل يستثنى منه ما إذا كانت الحال تقتضي نزاعاً بين وليين في مخاصمة أو محاكمة ترجع إلى استخراج حق أو كشف غامض فإنه جرى بين أبي بكر وعمر مشاجرة وبين العباس وعلي إلى غير ذلك من الوقائع اهـ قال في الفتح وقد استشكل وجود أحد يعاديه أي ولي الله لأن المعاداة إنما تقع من الجانبين ومن شأن الولي الحلم والصفح عمن يجهل عليه وأجيب بأن المعاداة لم تنحصر في الخصومة والمعاملة الدنيوية مثلاً بل قد تقع عن بغض ينشأ عن التعصب كالرافضي في بغضه لأبي بكر والمبتدع في بغضه السني فتقع المعاداة من الجانبين أما من جانب الولي فلله تعالى وفي الله وأما من جانب الآخر فلما تقدم وكذا الفاسق المتجاهر يبغضه الولي في الله ويبغضه الآخر لإنكاره عليه وملازمته لنهيه عن شهواته وقد تطلق المعاداة ويراد بها الوقوع في أحد الجانبين بالفعل ومن الآخر بالقوة (فقد آذنته بالمد وفتح المعجمة بعدها نون أي أعلمته والإيذان الإعلام (بالحرب) قال في الفتح واستشكل وقوع المحاربة وهي مفاعلة من الجانبين مع أن المخلوق في أسر الخالق وأجيب بأنه من المخاطبة بما يفهم فإن الحرب ينشأ عن العداوة والعداوة تنشأ عن المخالفة وغاية الحرب الهلاك والله تعالى لا يغلبه غالب فكان المعنى فقد تعرض لإهلاكي إياه فأطلق الحرب وأراد لازمه أي اعمل به ما يعمل العدو والمحارب قال الفاكهاني في هذا تهديد شدي لأن من حاربه الله أهلكه وهو من المجاز البليغ لأن من كره من أحب الله فقد خالف الله ومن خالف الله عانده ومن عانده أهلكه وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة فمن والى أولياء الله أكرمه الله وقال الطوفي لما كان ولي الله من تولى الله بالطاعة والتقوى تولاه الله بالحفظ والنصرة أجرى الله العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو فعدو ولي الله عدو الله فمن عاداه كان كمن حاربه ومن حاربه فكأنما حارب الله (وما تقرب إليّ عبد

بشيء) أي من الطاعات (أحب إليّ مما افترضته عليه) أي من أدائه ودخل تحت هذا اللفظ جميع فرائض العين والكفاية والفرائض الظاهرة فعلاً كالصلاة والزكاة وغيرها من العبادات وتركاً كالزنى والقتل وغيرهم من المحرمات والباطنة كالعلم بالله والحب له والتوكل عليه والخوف منه قال الطوفي الأمر بالفرائض جازم ويقع بتركها المعاقبة بخلاف النفل في الأمرين أي فإن الأمر به غير جازم ولا تقع المعاقبة بتركه وإن اشترك مع الفرائض في تحصيل الثواب فكانت الفرائض أكمل فلذا كانت أحب إلى الله تعالى وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر واحترام الآمر به وتعظيمه بالانقياد إليه وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية فكان التقرب بذلك أفضل (وما يزال عبدي يتقرب) أي يتحبب (إلي بالنوافل) أي التطوع من جميع صنوف العبادات (حتى أحبه) بضم أوله لأن الذي يؤدي الفرض قد يفعله خوفاً من العقوبة ومؤدى النوافل لا يفعله إلا إيثاراً للخدمة فلذلك جوزى بالمحبة التي هي غاية مطلوب من يتقرب بخدمته قال الإمام أبو القاسم القشيري قرب العبد من ربه يقع أولاً بإيمانه ثم بإحسانه وقرب العبد بما يخصه به في الدنيا من عرفانه وفي الآخرة من رضوانه وفيما بين ذلك من وجود لطفه وامتنانه ولا يتم قرب العبد من الحق إلا ببعده من الخلق قال وقرب الرب بالعلم والقدرة عام للناس وباللطف والنصرة خاص بالخواص وبالتأنيس خاص بالأولياء وقد استشكل بما تقدم أولاً أن الفرائض أحب العبادات المتقرّب بها إلى الله تعالى فكيف لا تنتج المحبة والجواب أن المراد بالنوافل النوافل الواقعة ممن أدى الفرائض لا ممن أخل كما قال بعض الأكابر من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور (فإذا أحببته لتقربه إليّ بما ذكر (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها) وقد استشكل كيف يكون الباري جل وعلا سمع العبد وبصره إلى آخره وأجيب بأوجه أحدها أنه ورد على سبيل التمثيل والمعنى كنت سمعه وبصره في إيثاره أمري فهو يحب طاعتي ويؤثر خدمتي ما يحب هذه الجوارح ثانيها أن المعنى أن كليته مشغولة بي فلا يصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني ولا يرى ببصره إلا ما أمرته به ولا يبطش بيده إلا فيما يحل له ولا يسعى برجله إلا في طاعتي ثالثها أن المعنى اجعل له مقاصده كأن يرى لها بسمعه وبصره إلخ رابعها كنت له في النصرة كسمعه وبصره ويده ورجله في المعاونة على عدوه خامسها قال الفاكهاني وسبقه إلى معناه ابن هبيرة هو فيما يظهر لي أنه على حذف مضاف والتقدير كنت حافظ سمعه الذي يسمعه به فلا يسمع إلا ما يحل سماعه وحافظ بصره كذلك إلخ وقال الفاكهاني يحتمل معنى آخر أدق من هذا الذي قبله وهو أن يكون سمعه بمعنى مسموعه لأن المصدر قد جاء بمعنى المفعول مثلاً فلأن أملي بمعنى مأمولي والمعنى أنه لا يسمع إلا ذكري ولا يتلذذ إلا بتلاوة كتابي ولا يأنس

إلا بمناجاتي ولا ينظر إلا في عجائب ملكوتي ولا يمد يده إلا بما فيه رضائي ورجله كذلك وقال المناوي يجعل الله سلطان الحب غالياً عليه حتى لا يرى ولا يسمع ولا يفعل إلا ما يحبه الله عوناً له على حماية هذه الجوارح عما لا يرضاه أو هو كناية عن نصرة الله له وتأييده وعنايته وإعانته في كل أموره وحماية سمعه وبصره وجميع جوارحه عما لا يرضاه (وإن سألني لأعطينه) أي ما سأل وقد استشكل بأن جماعة من العباد والصلحاء دعوا وبالغوا ولم يجابوا وأجيب بأن الإجابة تتنوع فتارة يقع المطلوب بعينه على الفور وتارة يقع ولكن يتأخر لحكمة فيه وتارة تقع الإجابة ولكن بغير عين المطلوب حيث لا يكون المطلوب مصلحة ناجزة وفي الواقع مصلحة ناجزة لو أصلح منها (وإن استعاذني) ضبط بوجهين أشهرهما أنه بالنون بعد المعجمة والثاني بالموحدة بعدها (لأعيذنه) أي مما يخاف وهذا حال المحب مع محبوبه (وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن) قال العلقمي في حديث عائشة وميمونة ترددي عن موته قال الخطابي التردد في حق الله غير جائز وأجاب بما حاصله أنه عبر عن صفة الفعل بصفة الذات أي عن الترديد بالتردد وجعل متعلق الترديد اختلاف أحوال العبد من ضعف ونصب إلى أن تنتقل محبته في الحياة إلى محبته للموت فيقبض على ذلك قال وقد يحدث الله في قلب عبده من الرغبة فيما عنده والشوق إليه والمحبة للقائه ما يشتاق معه إلى الموت فضلاً عن إزالة الكراهة عنه فأخبر انه يكره الموت ويسوءه ويكره الله مساءته فيزيل عنه كراهته الموت بما يردد عليه من الأحوال فيأتيه الموت وهو له مريد وإليه مشتاق وجنح ابن الجوزي إلى أن التردد للملائكة الذين يقبضون الروح وأضاف الحق ذلك لنفسه لأن ترددهم عن أمره قالوا وهذا التردد ينشأ عن إظهار كرامة المؤمن على ربه فإن قيل إذا أمر الله الملك بالقبض فكيف يقع منه التردد فالجواب من وجوه أحدها أن معنى التردد اللطف به كان الملك يؤخر القبض فإنه إذا نظر إلى قدر المؤمن وعظيم النفع به لأهل الدنيا احترمه فلم يبسط يده إليه فإذا ذكرا مرر به لم يجد بداً من امتثاله والثاني أن يكون هذا خطاب لنا بما نعقل والرب منزه عن حقيقته بل من جنس قوله ومن أتاني يمشي أتيته هرولة فأراد تفهيمنا تحقيق محبة الرب لعبده بذكر التردد والثالث أن المراد أنه يقبض روح المؤمن بالتأني والتدريج بخلاف سائر الأمور فإنها تحصل بمجرد قوله كن سريعاً دفعة (يكره الموت) أي لشدة صعوبته وكربه وأريده له لأنه يورده موارد الرحمة والغفران والتلذذ بنعيم الجنان (وأنا أكره مساءته) فأشوقه إليه بما ألقيه عليه كما تقدم قال العلقمي قال في الفتح أسند البيهقي في الزهد عن الجنيد مفيد الطائفة قال الكراهة هنا لما يلقى المؤمن من الموت وصعوبته وكربه وليس المعنى أنه كره له الموت لأن الموت يورده إلى رحمة الله ومغفرته اهـ فلما كان الموت بهذا الوصف والله يكره أذى المؤمن أطلق على ذلك الكراهة ويحتمل أن تكون المساءة بالنسبة إلى

طول الحياة لأنها تؤدي إلى أرذل العمر وتنكيس الخلق والرد إلى أسفل سافلين وفي الحديث أن الفرض أفضل من النفل وقد عده الفقهاء من القواعد لكن استثنوا منها إبراء المعسر فإنه أفضل من إنظاره وإنظاره واجب وإبراؤه سنة وابتداء السلام فإنه سنة والرد واجب والآذان سنة وهو أفضل من الإمامة التي هي فرض كفاية على الراجح فيهما قال الطوفي هذا الحديث أصل في السلوك إلى الله والوصول إلى معرفته ومحبته وطريقه أداء المفترضات الباطنة وهي الإيمان والظاهرة وهي الإسلام والمركبة منهما وهي الإحسان فيهما كما تضمنه حديث جبريل والإحسان يتضمن مقامات السالكين من الزهد والإخلاص والمراقبة وغيرها وفي الحديث أيضاً أن من أتى بما وجب عليه وتقرب بالنوافل لم يرد دعاؤه لوجود هذا الوعد الصادق المؤكد بالقسم وقد تقدم الجواب عما يتخلف عن ذلك وفيه أن العبد لو بلغ أعلى الدرجات حتى يكون حبوباً لله لا ينقطع عن الطلب لما فيه من الخضوع له وإظهار العبودية قال الشيخ أبو الفضل بن عطا في هذا الحديث عظم قدر الولي لكونه خرج عن تدبيره وعن انتصاره لنفسه إلى انتصار الله له وعن حوله وقوته بصدق وتوكل (خ) عن أبي هريرة • (أن الله تعالى قال لقد خلقت خلاقً) أي من الآدميين (ألسنتهم أحلى من العسل) أي فيها يتملقون ويداهنون (وقلوبهم أمر من الصبر) أي فبها يمكرون وينافقون (فبي حلفت) أي أقسمت بعظمتي وجلالي لا بغير ذلك (لأتيحنهم) بضم الهمزة وكسر المثناة الفوقية بعدها مثناة تحتية فحاء مهملة فنون أي لأقدرن لهم (فتنة) أي ابتلاء وامتحاناً (تدع الحليم) باللام (منهم حيران) أي تترك العاقل منهم متحير ألا يمكنه دفعها ولا كشف شرها (فبي يغترون أم علي يجترؤن) أي فبحلمي وإمهالي يغترون والإغترار هنا عدم الخوف من الله وإهمال التوبة والاسترسال في المعاصي والشهوات (ت) عن ابن عمر بن الخطاب قال الترمذي حديث غريب حسن • (أن الله تعالى قال أنا خلقت الخير والشر) أي قدرت كلا منهما (فطوبى لمن قدرت على يده الخير أي الخير الكثير حاصل لمن يسرته على يده (وويل) أي شدة هلكة أو واد في جهنم (لمن قدرت على يده الشر) أي جعلته سبباً له قال المناوي لأن الله تعالى جعل هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والرشاد وشرها أوعاها للبغي والفساد (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (أن الله قبض أرواحكم حين شاء) يعني عند النوم (وردها عليكم حين شاء) أي عند اليقظة والقبض مجاز عن سلب الحركة الإرادية إذ لا يلزم من قبض الروح الموت فالموت انقطاع تعلق الروح بالبدن ظاهراً وباطناً والنوم انقطاعه عن ظاهره فقط وحين شاء في الموضعين ليس لوقت واحد فإن نوم القوم لا يتفق غالباً في وقت واحد بل يتتابعون فتكون حين الأولى خبراً عن أحيان متعددة قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في كل جسد روحان إحداهما روح اليقظة التي أجرى الله العادة أنها إذا كانت في الجسد كان الإنسان

مستيقظاً فإذا خرجت من الجسد نام الإنسان ورأت تلك الروح المنامات والأخرى روح الحياة التي أجرى الله العادة أنها إذا كانت في الجسد كان حياً فإذا فارقته مات فإذا رجعت إليه حيي قال وهاتان الروحان في باطن الإنسان لا يعرف مقرهما إلا من أطلعه الله على ذلك فهما كجنينين في بطن امرأة واحدة قال ولا يبعد عندي أن تكون الروح في القلب قال ويدل على وجود روحي الحياة واليقظة قوله تعالى الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها تقديره ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها فيمسك الأنفس التي قضى عليها الموت عنده ولا يرسلها إلى أجسادها ويرسل الأنفس الأخرى وهي أنفس اليقظة إلى أجسادها إلى انقضاء أجل مسمى وهو أجل الموت فحينئذ يقبض أرواح الحياة وأرواح اليقظة جميعاً من الأجساد وسببه كما في البخاري عن أبي قتادة قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعض القوم لو عرست بنا أي عرست بنا للراحة لا للإقامة وأصله النزول آخر الليل لكان أسهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخاف أن تناموا عن الصلاة قال بلال أنا أوقظكم فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلعت الشمس وقال يا بلال أين ما قلت أي أين الوفاء بقولك أنا أوقظكم قال ما ألقيت عليّ نومة مثلها قط فذكر الحديث تسلية لهم وقال اخرجوا من هذا الوادي فإن فيه شيطاناً فلما خرجوا قال يا بلال قم فأذن في الناس بالصلاة أي أعلمهم باجتماع عليها فتوضأ صلى الله عليه وسلم وصلى بهم بعد ارتفاع الشمس (حم خ د ن) عن أبي قتادة الأنصاري • (أن الله تعالى قد حرم على النار) أي نار الخلود أو النار المعدة للكافرين لا الطبقة المعدة للعصاة (من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك) أي بقولها خالصاً من قلبه (وجه الله) أي يطلب بها النظر إلى وجهه تعالى وسببه كما في البخاري أن عتبان بن مالك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد أنكرت بصري أي أصابني فيه سوء وأنا أصلي لقومي أي لأجلهم والمراد أنه كان يؤمهم أي يصلي بهم إماماً فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم وودت بكسر الدال الأولى يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فاتخذه مصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأفعل إن شاء الله قال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال أين تحب أن أصلي من بيتك قال فأشرت إليه إلى ناحية من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم قال وحبسناه أي منعناه من الرجوع على خزيره بخاء معجمة مفتوحة بعدها زاي مكسورة ثم ياء تحتانية ثم راء ثم هاء نوع من الأطعمة يصنع من لحم يقطع صغاراً ثم يصب عليه ماء كثير فإذا انضج ذر عليه الدقيق فإن لم يكن فهي لحم فهو عصيدة صنعناها له

قال فثاب في البيت رجال بمثلثة وبعد الألف موحدة أي اجتمعوا بعد أن تفرقوا قال الخليل المثابة مجتمع الناس بعد افتراقهم ومنه قيل للبيت مثابة وقال صاحب المحكم يقال ثاب إذا رجع وثاب إذا أقبل فقال قائل منهم أين مالك بن الدخيشن بالتصغير أو ابن الدخش بلا تصغير والشك من الراوي هل هو مصغراً ومكبر فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقل ذلك إلا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله قال الله ورسوله أعلم قال أي بعضهم فأنا نرى وجهه أي تواجهه ونصيحته للمنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله قد حرم فذكره (ق) عن عتبان بكسر العين المهملة وسكون المثناة الفوقية (ابن مالك • (أن الله قد أمدكم بصلاة) أي زادكم على النوافل وذلك أن نوافل الصلوات شفع لا وتر فيها وقوله أمدكم يدل على أنها غير واجبة عليهم إذ لو كانت واجبة لخرج الكلام فيه على صيغة لفظ الإلزام فيقول ألزمكم أو فرض عليكم (هي خير لكم من حمر) بضم المهملة وسكون الميم جمع أحمر وأما حمر بضم الميم فجمع حمار (النعم) بفتح النون أي الإبل وهي أعز أموال العرب وأنفسها فجعل كناية عن خير الدنيا كله قيل هذه الصلاة خير مما تحبون من الدنيا (الوتر) بالجر بدل من الصلاة وبالرفع خبر مبتدأ محذوف أي هي الوتر (جعلها الله لكم) أي جعل وقتها (فيما بين صلاة العشاء) ولو مجموعة بالمغرب (إلى أن يطلع الفجر فلو أوتر قبل صلاة العشاء لم يصح وتره وتمسك مالك وأحمد بهذا الحديث على قولهما أن الوتر لا يقضي والمعتمد عند الشافعية أنه يسن قضاؤه وقال أبو حنيفة بوجوب الوتر لا بفرضيته فإن تركه حتى طلع الفجر أثم ولزمه القضاء وقال ابن المنذر لا أعلم أحداً وافق أبا حنيفة على وجوبه (حم د ت هـ قط ك) عن خارجة بن حذافة • (أن الله تعالى قد أعطى كل ذي حق حقه) أي نصيبه الذي فرض له في آية المواريث وكانت الوصية للوالدين والأقربين قبل نزولها واجبة لقوله تعالى كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت أن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين ثم نسخت بنزولها (فلا وصية لوارث) أي لازمة بل هي موقوفة على إجازة الورثة والضابط أن الوصية لغير الوارث بالزيادة على الثلث إن كانت مما لا وارث له خاص فباطلة لأن الحق للمسلمين فلا مجيز وإن كان هناك وارث خاص فالزائد موقوف على إجازة الورثة إن كانوا حائزين فإن أجازوا صحت وإن ردوا بطلت في الزائد لأنه حقهم وإن لم يكونوا حائزين فباطلة في قدر ما يخص غيرهم من الزائد والوصية للوارث ولو بدون الثلث باطلة إن كانت مما لا وارث له غير الموصى له وإن كان هناك وارث فموقوفة على إجازة بقية الورثة وذهب بعض العلماء على أن الوصية للوارث لا تجوز بحال وإن أجازها سائر الورثة لأن المنع منها إنما هو لحق الشرع فلو جوّزناها لكنا قد استعملنا الحكم المنسوخ وذلك غير جائز كما أن الوصية للقاتل غير جائزة وإن أجازها الورثة والوصية في اللغة الإيصال من وصي الشيء بكذا إذا وصله به لأن الموصى وصل خير دنياه بخير عقباه وفي

الشرع تبرع بحق مضاف ولو تقديراً لما بعد الموت ليس بتدبير ولا تعليق عتق وإن التحقا بها حكماً كالتبرع المنجز في مرض الموت أو الملحق به (هـ) عن أنس بإسناد حسن • (أن الله تعالى قد أوقع أجره على قدر نيته) قال المناوي أي فيزيد أجره بزيادة ما عزم على فعله اهـ قال العلقمي وسببه كما في أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب بضم الغين المعجمة وكسر اللام أي غلب عليه من شدة المرض فصاح به رسول الله صلى الله عليه وسلم أي كلمه فلم يجبه فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم أي قال أنا لله وإنا إليه راجعون وقال غلبنا عليك يا أبا الربيع بالبناء للمفعول فصاح النسوة وبكين فجعل ابن عتيك يسكتهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية قال وما الوجوب يا رسول الله قال الموت قال العلقمي سمى بذلك لأن الله أوجبه على العباد وكتبه عليهم كما ألزمهم الصلوات وكتبها عليهم وقال بعضهم لأنه وجب له الجنة أو النار كما سبق في المكتوب قالت ابنته أي ابنة عبد الله بن ثابت والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيداً وأن الأولى مكسورة الهمزة مخففة من الثقيلة أي أني كنت فإنك قد كنت قضيت جهاز بفتح الجيم ومنهم من كسرها وهو ما يعدو يهيأ لما يصلح للسفر من زا وغيره والمراد به هنا ما أعد للغزو في سبيل الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله فذكره قوله فلا تبكين باكية أي بعد الموت والحاصل من هذه المسألة أن البكاء على الميت جائز قبل الموت وبعده ولو بعد الدفن لأنه صلى الله عليه وسلم بكى على ولده إبراهيم قبل موته وقال أن العين تدمع والقلب يحزن ولا تقول إلا ما يرضي ربنا وأنا لفراقك يا إبراهيم محزونون وبكى على قبر بنت له وزار قبر أمه فبكى وبكى من حوله روى الأول الشيخان والثاني البخاري والثالث مسلم لكنه قبل الموت أولى بالجواز لأنه بعد الموت يكون أسفاً على ما فات وبعد الموت خلاف الأولى كما نقله في المجموع عن الجمهور لكنه نقل في الأذكار عن الشافعي والأصحاب أنه مكروه لحديث الباب قال السبكي وينبغي أن يقال أن كان البكاء رقة على الميت وما يخشى عليه من عذاب الله وأهوال يوم القيامة فلا يكره ولا يكون خلاف الأولى وإن كن للجزع وعدم التسليم للقضاء فيكره أو يحرم وقال الزركشي هذا كله في البكاء الذي بصوت أما مجرد دمع العين فلا منع منه واستثنى الروياني ما إذا غلبه البكاء فلا يدخل تحت النهي لأنه مما لا يملكه البشر (مالك (حم د ن هـ حب ك) عن جابر بن عتيك الأنصاري • (أن الله تعالى قد (أجار أمتي أن تجتمع) أي من الاجتماع (على ضلالة) أي على محرم ومن ثم كان اجتماعها حجة وفي الصحيحين لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله قال المناوي أما وقوع الضلالة من جماعة منهم فممكن بل واقع (ابن أبي عاصم عن أنس • (أن الله تعالى كتب الإحسان) أي أثبته وجمعه

وأمر به وحض عليه بقوله تعالى أن الله يأمر بالعدل والإحسان ومن ورود كتب بمعنى أثبت وجمع قوله تعالى وكتب في قلوبهم الإيمان والإحسان هنا بمعنى الأحكام والإكمال والتحسين في الأعمال المشروعة فحق من شرع في شيء منها أن يأتي به على غاية كماله ويحافظ على آدابه المصححة والمكملة ومن فعل ذلك قبل عمله وكثر ثوابه (على كل شيء) أي في فعل كل شيء فعلى هنا بمعنى في (فإذا قتلتم) أي قودا أو حداً لغير قاطع طريق وزان محصن لإفادة نص آخر بالتشديد فيهما (فأحسنوا القتلة) بكسر القاف أي هيئة القتل بأن تفعلوا أحسن الطرق أو أخفها إيلاماً وأسرعها زهوقاً ومن إحسان القتلة كما قال القرطبي أن لا يقصد التعذيب لكن يراعى المثلية في القاتل إن أمكن (وإذا ذبحتم) أي بهيمة تحل (فأحسنوا الذبحة) بالكسر هيئة الذبح بالرفق بها فلا يصرعها بعنف ولا يجرها للذبح بعنف ولا يذبحها بحضرة أخرى وبإحداد الآلة وتوجيهها للقبلة واستحضار نية الإباحة والقربة والإجهاز وقطع الودجين والحلقوم وإراحتها تركها حتى تبرد والاعتراف لله بالشكر والنعمة بأن سخرها لنا ولو شاء لسلطها علينا (وليحد) بضم أوله من أحد (أحدكم) أي كل ذابح (شفرته) بفتح الشين المعجمة وسكون الفاء أي سكينه وجوباً في الكالة وندباً في غيرها (وليرح ذبيحته) بضم الياء من أراح إذا حصلت له راحة وإراحتها تحصل بسقيها وإمرار السكين عليها بقوة ليسرع موتها فتستريح من ألمه (حم م 4) عن شداد بن أوس الخزرجي ابن أخي حسان • (أن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى) أي قضاه وقدره أو أمر الملك بكتابته (أدرك ذلك لا محالة) بفتح الميم أي لابد له من عمل ما قدر عليه أن يعمل لأن ما كتب لابد من إدراكه ولا يستطيع الإنسان أن يدفع ذلك عن نفسه إلا أنه يلام إذا وقع منه ما نهى عنه لحجب ذلك عنه أي كونه مغيباً عنه ولتمكنه من التمسك بالطاعة فبذلك يندفع قول القدرية والجبرية ويؤيده قوله والنفس تمنى وتشتهي لأن المشتهي بخلاف الملجأ وجملة أدرك ذلك لا محالة يحتمل أنها مسببة عما قبلها والفاء محذوفة ويحتمل أنها حال من ابن آدم (فزنا العين النظر) أي إلى ما لا يحل (وزنا اللسان المنطق) أي بما لا يحل من نحو كذب وغيبة وفي رواية النطق (والنفس تمني) بفتح أوله أي تتمنى فحذف إحدى التاءين للتخفيف أي وزنا النفس تمنيها إياه (وتشتهي) أي تشتهي الوقوع فيه وإطلاق الزنى على انظر واللمس وغيرهما بطريق المجاز لأنها من دواعيه فهو من إطلاق اسم المسبب على المسبب ومعنى الحديث أن بني آدم قدر عليهم نصيبهم من الزنا فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج ومنهم من يكون زناه مجازياً بالنظر الحرام ونحوه من المكروهات (والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) أي أن فعل بالفرج ما هو المقصود من ذلك فقد صار الفرج مصدقاً لتلك الأعضاء وأن ترك المقصود من ذلك صار الفرج مكذباً لها قال ابن بطال تفضل الله على عباده بغفران اللمم الذي هو الصغائر إذا

لم يكن للفرج تصديق بها فإذا صدقها الفرج كان ذلك كبيرة (ق د) عن أبي هريرة • (أن الله تعالى) أي تنزه عما لا يليق بجنابه (كتب الحسنات والسيئات) أي قدرهما في علمه على وفق الواقع وأمر الحفظة أن تكتب ذلك (ثم بين ذلك) قال المناوي أي للكتبة من الملائكة حتى عرفوه واستغنوا به عن استفساره في كل وقت كيف يكتبونه وقال العلقمي أي فصل الذي أجمله في قوله كتب الحسنات بقوله فمن هم الخ (فمن هم بحسنة) ي عقد عزمه عليها زاد ابن حبان يعلم أنه قد اشعر بها قلبه وحرص عليها والهم ترجيح قصد الفعل (فلم يعملها) بفتح الميم (كتبها الله له) أي للذي هم (حسنة كاملة) أي لا نقص فيه وإن نشأت عن مجرد الهم سواء كان الترك لمانع أم لا لكن يتجه أن يتفاوت عظم الحسنة بحسب الواقع فإن كان الترك لمانع وصد للذي هم به مستمر فهي عظيمة القدر وإن كان الترك من قبل الذي هم فهي دون ذلك فإن قصد الإعراض جملة فالظاهر أن لا تكتب له حسنة أصلاً لا سيما أن عمل بخلافها كأن هم أن يتصدق بدرهم مثلاً فصرفه بعينه في معصية فإن قلت كيف يطلع الملك على قلب الذي يهم به العبد أجيب بأن الله تعالى يطلعه على ذلك إذ يخلق له علماً يدرك به ذلك وقيل بل يجد الملك للهم بالحسنة رائحة طيبة وبالسيئة رائحة خبيثة (فإن هم بها فعملها) أي الحسنة (كتبها الله عنده) لصاحبها اعتناء به وتشريفاً له (عشر حسنات) لأنه أخرجها عن الهم لديوان العمل ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وهذا أقل ما وعد به من الإضعاف (إلا سبعمائة ضعف) بكسر الضاد أي مثل وقيل مثلين (إلى أضعاف كثيرة) بحسب الزيادة في الإخلاص وصدق العزم وحضور القلب وتعدى النفع كالصدقة الجارية والعلم النافع والسنة الحسنة ونحو ذلك (وأن هم بسيئة فلم يعملها) بجوارحه ولا بقلبه (كتبها الله عنده حسنة كاملة) ذكره لئلا يتوهم أن كونها مجردهم ينقص ثوابها ومحل هذا إذا تركها لله لما في رواية أبي هريرة وأن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة وقال الخطابي محل كتابة الحسنة على الترك أن يكون التارك قد قدر على الفعل ثم تركه لأن الإنسان لا يسمى تاركاً إلا مع القدرة فمن حال بينه وبين حرصه على الفعل مانع كان يمشي إلى امرأة ليزني بها فيجد الباب مغلقاً ويتعسر فتحه ومثله من تمكن من الزنى مثلاً فلم ينتشر أو طرقه ما يخاف من أذاه عاجلاً فإنه لا يثاب (فإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى سيئة واحدة) لم يعتبر مجرد الهم في جانب السيئة واعتبره في جانب الحسنة تفضلاً وفائدة التأكيد بقوله واحدة أن السيئة لا تضاعف كما تضاعف الحسنة وأيضاً دفع توهم من يظن أنه إذا عمل السيئة كتبت عليه سيئة العمل وأضيف إليها سيئة الهم وليس كذلك بل إنما يكتب عليه سيئة واحدة ولا يرد على ذلك قوله تعالى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين لأن ذلك ورد تعظيماً لحق النبي صلى الله عليه وسلم (ولا يهلك على الله إلا هالك) ولأنه تعالى كثير الحسنات

فكتب بترك السيئة حسنة وكتب الهم بالحسنة حسنة وإن عملها كتبها عشراً إلى سبعمائة ضعف وأكثر وقلل السيئات فلم يكتب الهم بالسيئة وكتبها أن فعلت واحدة فلن يهلك مع سعة هذه الرحمة إلا من حقت عليه الكلمة وقال المناوي أن من أصر على السيئات وأعرض عن الحسنات ولم تنفع فيه الآيات والنذر فهو غير معذور فهو من الهالكين (ق) عن ابن عباس، (أن الله كتب كتابا) أي أجرى القلم على اللوح وأثبت فيه مقادير الخلائق على وفق ما تعلقت به الإرادة (قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام) كنى به عن طول عن طول المدة وتمادى ما بين التقدير والخلق من الزمن فلا ينافي عدم تحقق الأعوام قبل السماء إذ تحقق ذلك يتوقف على وجود القمر فالمراد مجرد الكثرة فلا ينافي قدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة إذ المراد أيضا طول الأمد بين التقدير والخلق كما يؤخذ من كلام المناوى في الحديثين قال العلقمى وفائدة التوقيت تعريفه صلى الله عليه وسلم إيانا فضل الآيتين فإن سبق الشيء بالذكر على سائر أجناسه وأنواعه يدل على فضيلة مختصة به (وهو عند العرش) قال المناوى أي وعلمه عنده أو المكتوب عند فوق عرشه فهو تنبيه على جلالة الأمر وتعظيم قدر ذلك الكتاب أو عبارة عن كونه مستورا عن جميع الخلق مرفوعا عن حيز الإدراك (وأنه انزل منه آيتين) بكسر إن وتنكير آيتين كما في أكثر النسخ وفي نسخة شرح عليها المناوى الآيتين بالتعريف فإنه قال اللتين (ختم بهما سورة البقرة) أي جعلهما خاتمتها (ولا يقرآن في دار) أي مكان (ثلاث ليال) أي في كل ليلة منها (فيقر بها شيطان) بالنصب جواب النفي فضلا عن أن يدخلها فعبر بنفي القرب ليفيد نفي الدخول بالأولى (ت ن ك) عن النعمان بن بشير • (إن الله تعالى كتب في أم الكتاب) أي عمله الأولي أو اللوح المحفوظ (قبل أن يخلق السموات والأرض أنني أنا الرحمن الرحيم) أي الموصوف بكمال الأنعام بجلائل النعم ودقائقها (خلقت الرحم) أي قدرتها (وشقت لها اسما من اسمي) لأن حروف الرحم موجودة في الاسم الذي هو الرحمن فهما من أصل واحد وهو الرحمة (فمن وصلها) أي بالإحسان إليها في القول والفعل (وصلته) أي أحسنت إليه وأنعمت عليه (ومن قطعها) أي بعدم الإحسان إليها (قطعته) أي أعرضت عنه وأبعدته عن رحمتي (طب) عن جرير وهو حدث ضعيف • (إن الله تعالى كتب عليكم السعي فاسعوا) أي فرضه عليكم لأنه ركن من أركان الحج (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى كتب الغيرة على النساء) بفتح المعجمة الحمية والأنفة أي حكم بوجودها فيهن وركبها في طباعهن (والجهاد على الرجال فمن صبر منهن) يحتمل أن المراد صبرت على نحو تزوج زوجها عليها (إيمانا) أي تصديقا بأن الله قدر لك (واحتسابا) أي طلبا للثواب عند الله تعالى (كان لها مثل أجر الشهيد) أي المقتول في معركة الكفار بسبب القتال قال المناوى ولا يلزم من المثلية التساوي

في المقدار فهذه الفضيلة تجبر تلك النقيصة وهي عدم قيامهن بالجهاد (طب) عن ابن مسعود بإسناد لا بأس به • (إن الله تعالى كره لكم ثلاثا) أي فعل خصال ثلاث (اللغو عند القرآن) أي عند قراءته يعني التكلم بالمطروح من القول أو مالا يعني أي ما لا ثواب فيه عند تلاوته (ورفع الصوت في الدعاء) فإن من تدعونه يعلم السر وأخفى (والتخصير في الصلاة) أي وضع اليد على الخاصرة فيها قال العلقمى قال في المصباح الاختصار والتخصر في الصلاة وضع اليد على الخضر والخصر من الإنسان وسطه وهو فوق الوركين اه فيكره ذلك تنزيها (عب) عن يحيى بن أبى كثير مرسلا • (إن الله تعالى كره لكم ستا) من الخصال أي فعلها (العبث في الصلاة) أي عمل ما لا فائدة فيه فيها (والمن في الصدقة) أي من المتصدق على المتصدق عليه بما أعطاه فإنه محبط لثوابها قال تعالى (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) (والرفث في الصيام) أي الكلام الفاحش فيه (والضحك عند القبور) أي لأنه يدل على قسوة القلب المبعدة عن جناب الرب (ودخول المساجد وأنتم جنب) يعني دخولها بغير مكث فإنه مكروه أو خلاف الأولى ومع المكت حرام (وإدخال العيون البيوت بغير إذن) أي من أهلها قال المناوى يعني نظر الأجنبي لمن هو داخل بيت غيره بغير إذن فإنه يكره تحريما (ص) عن يحيى بن أبى كثير مرسلا • (إن الله تعالى كره لكم البيان كل البيان) قال المناوى بدل مما قبله اهـ ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا أي التعمق في إظهار الفصاحة في المنطق وتكاف البلاغة لأدائه إلى إظهار الفضل على غيره وتكبره عليه (طب) عن أبى أمامة وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى كريم) أي جواد (يحب الكرم) لأنه من صفاته وهو يحب من تخلق بشيء منها (ويحب معالي الأخلاق) من الحلم ونحوه من كل خلق حسن (ويكره سفسافها) بفتح السين المهملة أي رديئها وسيئتها وفي رواية يبغض بدل يكره (طب حل ك هب) عن سهل بن سعد وإسناده صحيح • (إن الله تعالى لم يبعث نبيا ولا خليفة) أي ولا استخلف خليفة (إلا وله بطانتان) تثنية بطانة أي وليجة وهو الذي يعرفه الرجل أسراره ثقة به شبه ببطانة الثوب وقال السيوطي في تفسير قوله تعالى لا تتخذوا بطانة أصفياء تطلعونهم على سركم (بطانة تأمره بالمعروف) أي ما عرفه الشرع وحكم بحسنه (وتنهاه عن المنكر) أي ما أنكره الشرع ونهى عن فعله (وبطانة لا تألوه خبالا) أي فسادا وهو منصوب بنزع الخافض والألواء التقصير وأصله أن يتعدى بالحرف أي لا تقصر له في الفساد (ومن يوق بطانة السوء فقد وقى) ببناء الفعلين للمفعول أي وفي الشر كله بحفظ الله تعالى له منها (خدت) عن أبى هريرة قال المناوى وهو في البخاري بزيادة ونقص • (إن الله تعالى لم يجعل شفاءكم) أي من الأمراض (فيما حرم عليكم) والكلام في غير حالة الضرورة أما فيها فيحل التداوى بالنجس غير المسكران لم يقم الطاهر مقامه أما المسكر فلا يجوز التداوى به (طب) عن أم سلمة • (إن الله

لم يفرض الزكاة) بفتح المثناة التحتية أى لم يوجبها (عليكم إلا ليطيب ما بقى من أموالكم) بضم المثناة التحتية والتشديد أي يخلصها من الشبه والرذائل التي فيها فإنها تطهر المال من الخبث والنغس من البخل (وإنما فرض المواريث) أي الحقوق التي أثبتها الله بموت المورث لوارثه (لتكون) في رواية لتبقى (لمن بعدكم) أي من الورثة حتى لا يتركهم عالة يتكففون الناس فلو كان مطلق الجمع محظورا لما افترض الزكاة ولا الميراث (إلا) بالتخفيف حرف تنبيه (أخبركم) وفي نسخة أخبرك والخطاب لعمر بن الخطاب والحكم عام (بخير ما يكنز) بفتح أوله (المرء) فاعل يكنز ومفعوله محذوف أي بخير الذي يكنزه وقوله (المرأة الصالحة) خبر مبتدأ محذوف أي هو المرأة الصالحة فهي خير ما يكنز وادخارها أنفع من كنز الذهب والفضة وفسر المرأة الصالحة بقوله (إذا نظر إليها سرته) أي أعجبته لأنه إذا أعجبته دعاه ذلك إلى جماعها فيكون ذلك سببا لصون فرجه وخروج ولد صالح (وإذا أمرها أطاعته) أي فيما ليس بمعصية (وإذا غاب عنها) أي في سفر أو حضر (حفظته) في نفسها وماله زاد في رواية وإن أقسم عليها برته (دك هق) عن ابن عباس • (إن الله تعالى لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها هو) أي لم يكل قسمتها إلى نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا مجتهد بل تولى أمر قسمتها وتبين حكمها بنفسه بإنزالها مقسومة في كتابه (فجزأها) بتشديد الزاي (ثمانية أجزاء) وهي المذكورة في قوله تعالى (إنما الصدقات للفقراء) الآية وسببه كما في أبى داود عن زياد بن الحارث الصداءى قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته فأتاه رجل فقال أعطني من الصدقة فذكره وتتمته فإن كنت من تلك الأجزاء أعيتك حقك قال ابن رسلان وهذا الحديث مع الآية نص يرد على المزني وأبى حفص بن الوكيل من أصحابنا حيث قالا أنه يصرف خمسها إلى من يصرف إليه خمس الفيء والغنيمة ويرد أيضا على أبى حنيفة والثوري والحسن البصري حيث قالوا فيما حكاه ابن الصباغ يجوز صرفها إلى بعض الأصناف الثمانية حيث قال أبو حنيفة يجوز صرفها إلى الواحد وعلى مالك حيث قال يدفعها إلى أكثرهم حاجة أي لأن كل الأصناف يدفع إليهم للحاجة فوجب اعتبارها (د) عن زياد بن الحارث الصداءى بضم الصاد المهملة وفتح الدال وبعد الألف همزة • (إن الله تعالى لم يبعثني معنتا) بكسر النون (ولا متعنتا) بشدة النون أي طالب العنت وهو العسر والمشقة (ولكن بعثني معلما) بكسر اللام أي للأمة أحكام الشريعة (ميسرا) من اليسر وهو حصول الشيء عفوا بلا كلفة على المتعلم مع ذكر ما يألفه لقبول الموعظة والتعليم (م) عن عائشة • (إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا) أي وسع علينا من فضله (إن نكسو) بنصب الواو ولا يجوز إثبات واو الضمير لأن المضارع المبدوء بالنون يجب استتار الضمير فيه كقوله تعالى لن ندعو مع الله أحدا (الحجارة) أي الحيطان المبنية بالأحجار (واللبنة والطين) بفتح اللام وكسر الموحدة ويجوز كسر اللام وسكون

الموحدة وهو ما يعمل من الطين ليبنى به وفي كثير من النسخ إسقاط اللبن وذاقا له لعائشة لما أقبل من بعض غزواته فوجدها قد سترت الباب بنمط بفتح النون والميم وهو ضرب من البسط له هدب رقيق فهتكه أو قطعه والمنع للندب فيكره تنزيها لا تحريما على الأصح (م هـ) عن عائشة • (إن الله تعالى لم يجعل لمسخ) أي لآدمي ممسوخ قردا أو خنزيرا (نسلا ولا عقبا) فليس هؤلاء القردة والخنازير من أعقاب من مسخ من بني إسرائيل كما قيل (وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك) أي قبل مسخ من مسخ من بني إسرائيل (حم م) عن ابن مسعود • (إن الله تعالى لم يجعلني لحانا) أي في الكلام بل لساني لسان عربي مبين وصيغة المبالغة ليست هنا على بابها لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقع منه لحن قط (واختار لي خير الكلام كتابه القرآن) أي ومن كان لسانه القرآن كيف يلحن (الشيرازي في الألقاب عن أبى هريرة) وإسناده حسن لغيره • (إن الله تعالى لم يخلق خلقا هو أبغض إليه من الدنيا) وإنما أسكن فيها عباده ليبلوهم أيهم أحسن عملا وليجعلها مزرعة للآخرة (وما نظر إليها) نظر رضى (منذ خلقها بغضا لها) لأن أبغض الخلق إلى الله من شغل أحبابه وصرف وجوه عباده عنه والدنيا صفتها ذلك (ك) في التاريخ عن أبى هريرة وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له شفاء) أي لم ينزل مرضا إلا وأنزل له ما يداوى به (فعليكم بألبان البقر) أي ألزموا شربها (فإنها ترم من كل الشجر) بفتح التاء وضم الراء والتشديد أي تجمع منه وتأكله وفي الأشجار كغيرها منافع لا تحصى منها ما علمه إلا طبا ومنها ما استأثر الله بعلمه واللبن متولد منها ففيه تلك المنافع (حم) عن طارق بن شهاب وإسناده صحيح • (إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم) أي الكبر فإنه لا دواء له (فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر) أي ألزموا سرب لبنها تقدم وفي الحديث صحة علم الطب وندب التطبب (ك) عن ابن مسعود قال الحاكم حديث صحيح • (إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله) أي الدواء موجود ولا يحصل البرء إلا بموافقة الدواء الداء وهو قدر زائد على مجرد وجوده لكن لا يعلمه إلا من شاء (إلا السام) بالسين المهملة غير مهموز (وهو الموت) أي المرض الذي قدر على صاحبه الموت فإنه لا دواء له (ك) عن أبى سعيد الخدرى قال المناوى صحح هذا الحديث ابن حبان • (إن الله تعالى لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه) أي الشأن (سيطلعها) بفتح المثناة التحتية وشدة الطاء المهملة وكسر اللام (منكم مطلع) قال المناوى بوزن مفتعل اسم مفعول أي لم يحرن على الآدمي شيئا إلا وقد علم أنه سيطلع على وقوعه منه اهـ ويحتمل أن مطلع اسم فاعل والمعنى لم يحرم الله على الآدميين حرمة إلا وقد علم الله إن بعضهم سيقع فيها (ألا) بالتخفيف (وإني ممسك يحجزكم) جمع حجزة وهو مقعد الإزار (إن تهافتوا في النار) بحذف إحدى الناءين للتخفيف (كما يتهافت الفراش والذباب) والفراش جمع فراشة بفتح الفاء دويبة

تطير في الضوء وتوقع نفسها في النار أي أخاف عليكم إن ارتكبتم ما حرم الله عليكم أن تسقطوا في النار كما يسقط الفراش والذباب فيها فالإمساك كناية عن الأمر والنهي (حم طب) عن ابن مسعود • (إن الله تعالى لم يكتب على الليل صياما) يحتمل أن الياء من على مشددة وإن صياما تمييز محول عن المفعول وأصله لمي تكتب على صيام الليل وإن كانت الرواية بعدم تشديد الياء فعلى بمعنى في (فمن صام تعني ولا أجر له) أي أوقع نفسه في المشقة والعناء مع عدم الأجر (ابن قانع والشيرازي في الألقاب عن أبى سعد الخير الأنمارى) واسمه عامر بن سعد • (إن الله تعالى لما خلق الدنيا أعرض عنها) أي لما خلقها نظر إليها ثم أعرض عنها فلا ينافيه ما بعده (فلم ينظر إليها) أي نظر رضى وإلا فهو ينظر إليها نظر تدبير (من هوانها عليه أي حقارتها لأنها قاطعة عن الوصول إليه وعدوة وليائه (ابن عساكر) في تاريخه (عن علي بن الحسين مرسلا • (إن الله تعالى لما خلق الدنيا نظر إليها ثم أعرض عنها) بغضا لا وصافها الذميمة وأفعالها القبيحة (ثم قال وعزتي وجلالي لا أنزلتك) بفتح الهمزة وسكون اللام وضم المثناة الفوقية أي لا أنزل حبك والانهماك عليك (إلا في شرار خلقي) ووجدت في نسخة مضبوطا بالقلم لا نزلتك بضم الهمزة وكسر الزاى وفتح اللام وشدة النون (ابن عساكر عن أبى هريرة • (إن الله تعالى لما خلق الخلق كتب) أي أثبت في علمه الأزلي (بيده على نفسه أن رحمتي تغلب غضبي) المراد بالغلبة سعة الرحمة وشمولها للخلق كما يقال غلب على فلان الكرم أي هو أكثر خصاله وإلا فرحمة الله وغضبه صفتان راجعتان إلى إرادة عقوبة العاصي وإثابة المطيع وصفاته تعالى لا توصف بغلبة إحداهما الأخرى وإنما هو على سبيل المجاز للمبالغة وقال الطيبى الحديث على وزان قوله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة أي أوجب وعدا أن يرحمهم قطعا بخلاف ما يترتب على مقتضى الغضب من العقاب فإن الله تعالى عفو كريم يتجاوز عنه بفضله وأنشد وإني وإن أوعدته أو وعدته • لمحلف ابعادى ومنجز موعدي (ت هـ) عن أبى هريرة • (إن الله تعالى ليؤيد) أي يقوى وينصر (الإسلام برجال ما هم لمن أهله) قال المناوى أي من أهل الدين لكونهم كفارا أو منافقين أو فجارا على نظام دبره وقانون أحكمه في الأزل يكون سببا لكف القوى عن الضعيف (طب) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى ليؤيد الدين بالرجل الفاجر) قال المناوى قاله لما رأى في غزوة خيبر رجلا يدعى الإسلام يقاتل قتالا شديدا فقال هذا من أهل النار فخرج فقتل نفسه لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فيدخل في ذلك العالم الفاسق والإمام الجائر (طب) عن عمرو بن النعمان بن مقرن والحديث في الصحيحين • (إن الله تعلى ليبتلى المؤمن) أي يختبره ويمتحنه أي عامله معاملة المختبر (وما يبتليه إلا لكرامته عليه) قال المناوى لأن للابتلاء فوائد وحكما منها

ما لا يظهر إلا في الآخرة ومنها ما ظهر بالاستقراء كالنظر إلى قهر الربوبية والرجوع إلى ذل العبودية وإنه ليس لأحد مفر من القضاء ولا محيد عن القدر قال بعض العلماء وابتلاء المؤمن لا يعطي مقاما ولا يرقى أحدا وإنما ذلك بالصبر والرضاء (الحاكم في الكنى) بضم الكاف (عن أبى فاطمة الضمرى • (إن الله تعالى ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالخير) وتقدم إذا أحب الله عبدا ابتلاه ليسمع تضرعه لأنه حينئذ يترك الشواغل الدنيوية ويقبل على ربه بإكثار الدعاء والطلب من فيض رحمته (وإن الله ليحمى عبده المؤمن من الدنيا) أي ما زاد على قدر كغايته (كما يحمى المريض أهله الطعام) أي الطعام المضر لئلا يزيد مرضه بتناوله (هب) وابن عساكر عن حذيفة بن اليمان قال المناوى وفيه اليمان بن المغيرة وضعفوه • (إن الله تعالى ليحمى عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه) أي والحال أنه يحبه أي يريد له الخير (كما تحبون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه) فإذا كان العبد كلما طلب أمرا من أمور الدنيا عسر عليه وإذا طلب أمرا من أمور الآخرة يسر له فذلك علامة على أن الله تعالى أراد له الخير (حم) عن محمود بن لبيد (ك) عن أبى سعيد الخدرى • (إن الله تعالى ليرفع) قال المناوى لفظ رواية الطبراني بالدال لا بالراء وأكد باللام لبعد ما ذكر على الإفهام وكذا يقال فيما قبله وبعده (بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء) تمامه ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض فيدفع بالذاكر منهم عن الغافلين وبالمصلى عن غير المصلين والصائم عن غير الصائمين ويظهر أن المائة للتكثير لا للتحديد (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وضعفه المنذرى وغيره • (إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة) بفتح الهمزة المرة الواحدة من الأكل وقيل بالضم وهي اللقمة (أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها) عطف على يأكل أي يرضى عنه لأجل أكله أو شربه الحاصل عقبه الحمد قال المناوى عبر بالمرة أشعارا بأن الأكل والشرب يستحق الحمد عليه وإن قل وهذا تنويه عظيم بمقام الشكر اهـ وفيه استحباب حمد الله تعالى عقب الأكل والشرب ولو اقتصر على الحمد لله حصل أصل السنة والأكمل أن يقال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا من المسلمين الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغ وجعل له مخرجا الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة الحمد لله الذي أطعمني وأشبعني وسقاني وأرواني اللهم أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت وأحييت فلك الحمد على ما أعطيت الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا الحمد لله الذي كفانا ولو أنا الحمد لله الذي أنعم علينا وأفضل نسألك برحمتك أن يجبرنا من النار الحمد لله الذي أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسى من العرى وهدى من الضلالة وبصر من العماية وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا وإذا شرب الماء قال في آخر شربه الحمد لله

الذي سقانا عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا (حم م ت ن) عن أنس بن مالك • (إن الله تعالى ليسأل العبد يوم القيامة حتى يسأله ما منعك إذا رأيت المنكران تنكره) قال العلقمى قال في النهاية المنكر ضد المعروف وكل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه فهو منكر (فإذا العن الله العبد حجته) قال في النهاية الحجة الدليل والبرهان (قال يا رب رجوتك) الرجاء التوقع والأمل أي أملت عفوك (وفرقت من الناس) بفتح الفاء وكسر الراء وسكون القاف من باب تعب أي خفت من أذاهم وهذا فيمن خيف سطوته ولم يمكن دفعه وإلا فلا يقبل الله معذرته بذلك (حم هـ حب) عن أبى سعيد الخدرى بإسناد لا بأس فيه • (أن الله تعالى ليضحك إلى ثلاثة) قال الدميرى الضحك استعارة في الحق الرب سبحانه لأنه لا يجوز عليه تغير الحالات فهو سبحانه وتعالى منزه عن ذلك وإنما المراد الرضى بفعل هؤلاء والثواب عليه وحمد فعلهم لأن الضحك من أحدنا إنما يكون عند موافقة ما يرضيه وسروره به (الصف في الصلاة) يجوز جره وما بعده على أنه بدل من ثلاثة لكن ظاهر شرح المناوى أنه مرفوع فإنه قال أي الجماعة المصطفون في الصلاة على سمت واحد (والرجل يصلي في جوف الليل) أي يتنغل في سدسه الرابع والخامس (والرجل يقاتل خلف الكتيبة) بمثناة فوقية فتحتية فموحدة أي يقاتل الكفار قال المناوى أي يتوارى عنهم بها ويقاتل من ورائها وفي نسخة للرجل بلام الجر في الموضعين (هـ) عن أبى سعيد الخدرى • (إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه) أي ذنوبهم الصغائر أو أعم (إلا لمشرك) أي كافر وخص الشرك لغلبته حالتئذ (أو مشاحن) أي معاد عداوة ونشأت عن النفس الأمارة بالسوء (هـ) عن أبى موسى الأشعري وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى ليعجب من الشاب) أي يعظم قدره عنده فيجزل له أجره (ليست له صبوة) أي ميل إلى الهوى لحسن اعتياده للخير وقوة عزيمته في البعد عن الشر في حال الشباب الذي هو مظنة لضد ذلك (حم طب) عن عقبة بن عامر الجهنى بإسناد حسن • (إن الله تعالى ليملى للظالم) أي يمهل ويؤخر ويطيل له في المدة زيادة في استدراجه فيكثر ظلمه فيزداد عقابه (حتى إذا أخذه لم يفلته) أي لم يخلصه أي إذا أهلكه لم يرفع عنه الهلاك وقال في النهاية لم يفلته أي لم ينفلت منه ويجوزان يكون بمعنى لم يفلته منه احداى لم يخلصه اهـ فإن كان كافرا خلد في النار وإن كان مؤمنا عوقب بقدر جنايته إن لم يعف عنه (ق ت هـ) عن أبى موسى الأشعري • (إن الله تعالى لينفع العبد بالذنب يذنبه) أي لأنه يكون سببا لفراره إلى الله من نفسه والاستعاذة به والالتجاء إليه من عدوة وفي الحكم رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا (حل) عن ابن عمر قال المناوى وفيه ضعف وجهالة • (إن الله تعالى محسن) أي الإحسان

وصف لازم له (فأحسنوا) إلى عبادة فإنه يحب من تخلق بشيء من صفاته (عد) عن سمرة بن جندب بإسناد ضعيف • (إن الله تعالى مع القاضي) أي بتأييده وتسديده وإعانته وحفظه (ما لم يحف) أي يتجاوز الحق ويقع في الجور (عمدا) تخلى الله عنه وتولاه الشيطان (طب) عن ابن مسعود (حم) عن معقل بن يسار وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تبرأ الله منه وألزمه الشيطان) أي صيره ملازما له في جميع أقضيته لا ينفك عن إضلاله قال المناوى وفي لفظ ولزمه بغير همز (ك هق) عن ابن أبى أوفى وهو حديث صحيح • (إن الله تعالى مع الدائن) أي بإعانته على وفاء دينه (حتى يقضى دينه) أي يؤديه إلى غريمه وهذا فيمن استدان لواجب أو مندوب أو مباح ويريد قضاء كما يشير إليه قوله (ما لم يكن دينه فيما يكره الله) أما إذا استدان لمحرم أو مباح وعزم على عدم قضائه أو لم يعزم لكن صرفه فيما زاد على حاجته ولا يرجوله وفاء فلا يكون الله معه بل عليه وهو الذي استعاذ منه صلى الله عليه وسلم (نخ هـ ك) عن عبد الله بن جعفر قال الحاكم صحيح وأقروه • (إن الله تعالى هو الخالق) أي لجميع المخلوقات (القابض) أي الذي له إيقاع القبض والإقتار على من شاء أو القابض المقلوب عن الإيمان (الباسط) أي الرازق لمن يشاء من عباده أو الباسط بشرح القلوب للإيمان (الرازق) أي من شاء ما شاء (المسعر) أي الذي يرفع الأقوات ويضعها فليس ذلك إلا له وما تولاه بنفسه ولم يكله لعباده لا دخل لهم فيه (وإني لأرجو) أي أؤمل (أن ألقى الله تعالى) أي في القيامة (ولا يطلبني أحد) بتشديد الطاء وتخفيف النون (بمظلمة) بفتح الميم وكسر اللام اسم لما أخذ ظلما (ظلمتها إياه في دم) أي في سفكه بغير حق (ولا مال) أراد بالمال التسعير قال العلقمى وسببه كما في ابن ماجه عن أنس بن مالك قال غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله قد غلا السعر فسعر لنا فقال أن الله فذكره والتسعير هو أن يأمر السلطان أو نائبه في ذلك أهل السوق أن لا يبيعوا أمتعتهم إلا بسعر كذا أما أن يمنع الزيادة بمصلحة عامة أو يمنع النقصان لمصلحة هل السوق فاستدل بالحديث على أن التسعير حرام ووجه الدليل أنه جعل التسعير مظلمة والظلم حرام ولقوله أن الله هو المسعر لا غيره ففيه دلالتان ولأن الناس مسلطون على أموالهم وفي التسعير حجر عليهم ولأن الإمام مأمور برعاية مصلحة الكافة وليس نظرة في مصلحة المشتري برخص الثمن أولى من نظره في مصلحة البائع بوفور الثمن فإذا تقابل الأمران وجب تمكين الفريقين من الاجتهاد لأنفسهم ولذلك جعل صلى الله عليه وسلم التسعير ظلما على ما يفهمه الحديث لأن فيه إلزامه بيع سلعته بما لا يرضاه وهو ينافي قوله تعالى إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم والصحيح أنه لا فرق بين حالتي الغلا والرخص ولا بين المجلوب وغيره لعموم الحديث وبه قال أبو حنيفة والجمهور ولو باعوا كارهين السعر صح غير أنا نكره الابتياع منهم إلا إذا علم طيب نفوسهم قاله الماوردى

ونفل عن مالك جواز التسعير والأصح عندنا أنه لا يجوز التسعير وفيه دلالة على أن من أسمائه القابض والباسط والمسعر قال الدمبرى قال الخطابي والحليمى ولا ينبغي أن يدعي ربنا سبحانه وتعالى بالقابض حتى يقال معه بالباسط (فائدة) قال الدميري يقال أن سليمان عليه الصلاة والسلام سأل الله تعالى أن يأذن له أن يضيف جميع الحيوانات يوما فأذن له فأخذ سليمان في جمع الطعام مدة فأرسل الله تعالى حوتا واحدا من البحر فأكل ما جمع سليمان في تلك المدة ثم استزاده فقال له سليمان عليه الصلاة والسلام لم يبق عندي شيء ثم قال له أنت تأكل يوم مثل هذا فقال له رزقي كل يوم ثلاثة أضعاف هذا ولكن الله لم يطعمني اليوم إلا ما أعطيتني فيلتك لم تضفني فإني بقيت جائعا حيث كنت ضيفك ذكره القشيرى والقرطبي وغيرهما (حم د ت هـ حب) عن أنس قال الترمذي حسن صحيح • (إن الله تعالى وتر) أي واحد في ذاته فلا شبيه له واحد في أفعاله فلا شريك له (يحب الوتر) أي صلاته أو أعم أي يثيب عليه والعرش واحد والكرسي واحد والقلم واحد واللوح واحد وأسماؤه تعالى تسعة وتسعون (ابن نصر عن أبى هريرة وعن ابن عمرو) ورواه عنه أحمد أيضا ورجاله ثقات • (إن الله تعالى وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن) قال المناوى أرادا المؤمنين المصدقين له المنتفعين به وقد يطلق ويراد به القراءة وخص الثناء بهم في مقام الفردية لأن القرآن إنما أنزل لتقرير التوحيد وقال العلقمي قال الخطابي تخصيصه أهل القرآن بالأمر به يدل على أن الوتر غير واجب ولو كان واجبا لكان عاما وأهل القرآن في عرف الناس هم القراء والحفاظ دون العوام اهـ (ت) عن على (هـ) عن ابن مسعود وإسناد الترمذي حسن • (إن الله تعالى وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) قال المناوى حديث جليل ينبغي أن يعد نصف الإسلام لأن الفعل أما أن يصدر عن قصدوا اختيارا ولا الثاني ما يقع عن خطأ أو إكراه أو نسيان وهذا القسم معفو عنه اتفاقا قال المؤلف كغيره قاعدة الفقه أن النسيان والجهل يسقطان الآثم مطلقا أما الحكم فإن وقعا في ترك مأمور لم يسقط بل يجب تداركه أو فعل منهى ليس من باب الإتلاف فلا شيء أو فيه إتلاف لم يسقط الضمان فإن أوجب عقوبة كان شبهة في إسقاطها وخرج عن ذلك صور نادرة (هـ) عن ابن عباس قال المناوى قال المؤلف في الأشباه أنه حسن وقال في موضع آخر له شواهد تقويه تقتضى له الصحة أي فهو حسن لذاته صحيح لغيره انتهى • (إن الله وضع عن المسافر الصوم) أي أباح له الفطر مع وجوب القضاء لكن الأولى الصوم إن ل يتضرر (وشطر الصلاة) أي نصف الصلاة الرباعية وإنما يباح الفطر وقصر الصلاة في السفر بالشروط المذكورة في كتب الفقه (حم 4) عن أنس بن مالك الكعبي (القشيرى) ابن أمية قال الترمذي (وماله غيره) قال العراقي وهو كما قال • (إن الله تعالى وكل) بتشديد الكاف (بالرحم) وهو ما يشتمل على الولد يكون فيه خلقه (ملكا) بفتح اللام (يقول) أي الملك عند استقرار

النطفة في الرحم التماسا لا تمام الخلقة (أي رب) بسكون الياء في المواضع الثلاثة أي يا رب (نطفة) أي منى (أي رب علقة) أي قطعة من دم جامدة (أي رب مضغة) أي قطعة لحم بقدر ما يمضغ قال المناوى وفائدته أن يستفهم هل يتكون فيها أم لا فيقول نطفة عند كونها نطفة ويقول علقة عند كونها علقة ويقول مضغة عند كونها مضغة فبين القولين أربعون يوما وليس المراد أنه يقوله في وقت واحد اهـ ونطفة وعلقة ومضغة يجوز رفع كل منهما على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هذه ونصبه بتقدير فعل أي جعلت أو صيرت أو خلقت قال المظهري إن الله تعالى يحول الإنسان في بطن أمه حالة بعد حالة مع أنه تعالى قادر أن يخلقه في لمحة وذلك أن في التحويل فوائد وعبرا منها أنه لو خلقه دفعة واحدة لشق على الأم لأنها لم تكن معتادة لذلك فجعل أولاً نطفة لتعتاد بها مدة ثم علقة وهلم جرا إلى الولادة ومنها إظهار قدرة الله تعالى ونعمته ليعبدوه ويشكروا له حيث قلب كلا منهم من تلك الأطوار إلى كونه إنسانا حسن الصورة متحليا بالعقل والشهامة متز ينابا لفهم والفطانة ومنها إرشاد الإنسان وتنبيهه على كمال قدرته على الحشر والنشر لأن من قدر على خلق الإنسان من ماء مهين ثم من علقة ومضغة يقدر على صيرورته ترابا ونفخ الروح فيه وحشره في المحشر وحسابه والجزاء (فإذا أراد الله أن يقضى خلقه) أي يأذن في إتمام خلقه (قال أي رب شقى أو سعيد) أي قال الملك يا رب هل اكتبه من الأشقياء أم من السعداء فيبين له (ذكر أو أنثى) مبتدأ خبره محذوف أي أذكر في علمك أو عندك أو أنثى وروى بالنصب أي أتريد أو تخلق فيبين له (فما الرزق) يعني أي شيء قدرته فاكتبه (فما الأجل) يعني مدة قدرة أجله فاكتبها (فيكتب) بالبناء للمفعول (كذلك في بطن أمه) أي يكتبه الملك كما بين الله له قبل بروزه إلى هذا العالم قال العلقمى وأما صفة الكتابة فظاهر الحديث أنها الكتابة المعهودة في صحيفة ووقع ذلك صريحا في رواية لمسلم في حديث حذيفة ثم يطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص وفي حديث أبى ذر فيقضى الله ما هو قاض ويكتب ما هو لاق بين عينيه ونحوه من حديث ابن عمر في صحيح ابن حبان وزاد حتى النكبة ينكبها اهـ قلت ولا مانع من كتابة ذلك في الصحيفة وبين عينيه إذ ليس في رواية منها نفى الأخرى (حمهق) عن أنس بن مالك • (إن الله تعالى وهب لأمتي) أي أمة الإجابة (ليلة القدر) أي خصهم بها (ولم يعطها من كان قبلهم) أي من الأمم المتقدمة فيه دليل صريح على أنها من خصائص هذه الأمة (فر) عن أنس وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف) أي يرحمهم ويأمر الملائكة بالاستغفار لهم (ومن سد فرجة رفعة الله بها درجة) أي في الجنة والفرجة هي الخلل الذي يكون بين المصلين في الصفوف فيستحب أن تسد الفرج في الصفوف لينال هذا لثواب العظيم ويستحب الاعتدال في الصفوف فإذا وقفوا في صف فلا يتقدم بعضهم بصدره

ولا غيره ولا يتأجر عن الناس ويستحب أن يكون الإمام وسط القوم (حم هـ حب ك) عن عائشة قال الحاكم صحيح وأقروه • (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) وهو الذي يلي الإمام أي يستغفرون لأهله لما روى البزار عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر للصف الأول ثلاثا والثاني مرتين والثالث مرة فيستحب أن يتقدم الناس في الصف الأول ويستحب إتمامه ثم الذي يليه وأن لا يشرع في صف حتى يتم ما قبله وهذا الحكم مستمر في صفوف الرجال وكذا في صفوف النساء المنفردات بجماعتهن عن جماعة الرجال أما إذا صلت النساء مع الرجال جماعة واحدة وليس بينهما حائل فأفضل صفوف النساء آخرها (حم ده ك) عن البراء بن عازب (هـ) عن عبد الرحمن بن عوف (طب) عن النعمان بن بشير البزار عن جابر ورجاله موثوقون • (إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف) الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار أي يستغفرون لمن عن يمين الإمام من كل صف قال العلقمى قال الغزالي وغيره ينبغي لداخل المسجد أن يقصد ميمنة الصف فإنها يمن وبركة وإن الله تعالى يصلى على أهلها انتهى قلت وهذا إذا كان فيها سعة ولم يؤذ أهلها ولا تتعطل ميسرة المسجد فإن قلت ينافيه أي هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم من عمر ميسرة المسجد كتب له كفلان من الأجر قلت لا منافاة لأنه قد يحصل لصاحب الميمنة ما يوازى ذلك أو يزيد وقد يحصل لصاحب الميسرة ما يزيد على صاحب الميمنة بسبب نيته وإخلاصه وسبب الحرص على ميمنة الإمام إن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أحرص الناس على تحصيل القربات فلما حث النبي صلى الله عليه ميمنة الصف ازدحموا عليها فتعطلت الميسرة فقال ذلك (ده حب) عن عائشة بإسناد صحيح • (إن الله تعالى وملائكته يصلون على أصحاب العمائم) أي الذين يلبسونها (يوم الجمعة) فيتأكد لبسها في ذلك اليوم ويندب للإمام أن يزيد في حسن الهيئة (طب) عن أبى الدرداء وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين) أي الذين يتناولون السحور بعد نصف الليل بقصد التقوى به على الصوم فلذلك تأكد ندب السحور (طب طس حل) عن ابن عمر بن الخطاب • (إن الله تعالى لا يجمع أمتي) أي علماءهم (على ضلالة) لأن العامة تأخذ عنها دينها وإليها تفزع في النوازل فاقتضت حكمة الله ذلك (ويد الله على الجماعة) أي إن الجماعة المتفقهة من أهل الإسلام في كنف الله ووقايته (من شذشذ إلى النار) بالذال المعجمة أي من انفرد عن الجماعة أداه انفراده إلى ما يوجب دخول النار فأهل السنة هم الفرقة الناحية دون سائر الغرق (ت) عن ابن عمر بن الخطاب • (إن الله لا يحب الفاحش) أي ذا الفحش في أقواله وأفعاله (المتفحش) أي الذي يتكلف ذلك ويتعمده (ولا الصياح في الأسواق) بالتشديد أي كثير الصياح فيها (خد) عن جابر ويؤخذ من كلام المناوى أنه حديث حسن لغيره

• (إن الله لا يحب الذواقين ولا الذواقات) قال العلقمى يعنى السر يعي النكاح السر يعي الطلاق (طب) عن عبادة بن الصامت • (إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض) أي أماته قال في النهاية في الرجل هو الذي يصافيه الود فعيل بمعنى فاعل أو مفعول (فصبر) أي على فقده (واحتسب) أي طلب بفقده الاحتساب أي الثواب (بثواب دون الجنة) أي دون إدخاله الجنة مع السابقين الأولين أو من غير عذاب أو بعد عذاب يستحق ما فوقه (ن) عن ابن عمرو بن العاص • (إن الله لا يستحيى) أي لا يأمر بالحياء في الحق أو لا يفعل ما يفعله المستحيي (من الحق) من بيانية أي من ذكره فكذا أنا لا أمتنع من تعليمكم أمر دينكم وإن كان في لفظه استحياء والحياء انقباض النفس مخافة الذم فاستعماله الله مجاز على سبيل التمثيل (لا تأتوا النساء في إدبارهن) قال الدميرى اتفق العلماء الذين يعتد بهم على تحريم وطئ المرأة في دبرها قال أصحابنا لا يحل الوطئ في الدبر في شيء من الآدميين ولا غيرهم من الحيوانات في حال من الأحوال قال العلماء وقوله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم أي في موضع الزرع من الرمأة وهو قبلها الذي يفرغ فيه المنى لابتغاء الولد ففيه إباحة وطئها في قبلها إن شاء من بين يديها وإن شاء من ورائها وإن شاء مكبوبة وأما الدبر فليس هو موضع حرث ولا موضع زرع ومعنى قوله تعالى أنى شثتم أي كيف شئتم اهـ (ن هـ) عن خزيمة بن ثابت) قال المناوى يأسانيدا حدها جيد (إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة) وفي رواية مؤمنا أي لا ينقصه ولا يضيع أجر حسنة مؤمن (يعطى عليها) بالبناء للمفعول وفي رواية لها أي يعطي المؤمن بتلك الحسنة أجرا (في الدنيا) وهو دفع البلاء وتوسعة الرزق ونحو ذلك (ويثاب عليها في الآخرة) أي يدخر له ثوابها في الآخرة ولا مانع من جزائه في الدنيا والآخرة وقد ورد به الشرع فيجب اعتقاده (وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا) أي جازي فيها بما فعله من قربة لا تحتاج لنية كصلة الرحم والصدقة والعتق والضيافة ونحوها (حتى إذا أفضى إلى الآخرة) أي صار إليها (لم تكن له حسنة يعطي بها خيرا) قال العلماء اجمع العلماء على أن الكافر إذا مات على كفره لا ثواب له في الآخرة ولا يجازي فيها بشيء من عمله في الدنيا متقربا إلى الله تعالى وأما إذا فعل الكافر مثل هذه الحسنات ثم أسلم فإنه يثاب عليها في الآخرة على المذهب الصحيح (حم م) عن أنس • (إن الله تعالى لا يعذب من عباده إلا المارد المتمرد) أي العاتي الشديد المفرط في الاعتداء والعناد (الذي يتمرد على الله وأبى أن يقول لا اله إلا الله) أي امتنع أن يقولها مع قرينتها وبقية شروطها قال العلقمى وسببه كما في ابن ماجه عن ابن عمر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فمر بقوم فقال من القوم فقالوا نحن المسلمون وامرأة تحصب تنورها ومعها ابن لها فإذا ارتفع وهج التنور تنحت به فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أنت رسول الله قال نعم قالت بأبي أنت وأمي

أليس الله أرحم الراحمين قال بلى قالت أوليس الله أرحم بعباده من الأم بولدها قال بلى قالت فإن الأم لا تلقي ولدها في النار فأكب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكى ثم رفع رأسه فقال أن الله فذكره وتحصب بالمثناة الفوقية والحاء والصاد المهملتين أي ترمى فيه بما يوقده قال شيخنا قال في المصباح الحصب ما يحصب به في النار وقال أبو عبيدة في قوله تعالى حصب جهنم كلما ألقيته في النار فقد حبتها به (هـ) عن ابن عمر وإسناده ضعيف • (إن الله تعالى لا يغلب) بضم أوله وفتح ثانيه (ولا يخلب) بالخاء المعجمة أي لا يخدع قال في المصباح خلبه يخلبه من باب قتل وضرب خدعه والاسم الخلابة والفاعل خلوب مثل رسول أي كثير الخداع (ولا ينبأ بما لا يعلم) بتشديد الباء الموحدة أي لا يخبر بشيء لا يعلمه بل هو عالم بجميع الأمور ظاهرها وخفيها (طب) عن معاوية وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه) قال المناوى أي محوا يمحوه فانتزاعا مفعول قدم على فعله وقال العلقمي انتزاعا مفعول مطلق على معنى يقبض وينتزعه صفة مبينة للنزع (من العباد) أي من صدورهم لأنه وهبهم أياه فلا يسترجعه منهم وقال ابن المنير محو العلم من الصدور جائز في القدرة إلا أن هذا الحديث دل على عدم وقوعه (ولكن يقبض العلم بقبض العلماء) أي بموتهم ونقل العلقمى عن الدميري أنه جاء في الترمذي عن أبى الدرداء ما يدل على أن الذي يرفع هو العمل ثم قال ولا تباعد بينهما فإنه إذا ذهب العلم بموت العلماء خلفهم الجهال فأفتوا بالجهل فعمل به فذهب العلم والعمل وإن كانت المصاحف والكتب بأيدي الناس كما اتفق لأهل الكتابين من قبلنا (حتى إذا لم يبق عالما) بضم أوله وكسر القاف أي الله وفي رواية يبق عالم بفتح الياء والقاف (اتخذ الناس رؤسا) قال النووي ضبطناه بضم الهمزة والتنوين جمع رأس اهـ وقال العلقمي وفي رواية أبى ذر بفتح الهمزة وفي آخره همزة أخرى مفتوحة جمع رئيس وفي هذا الحديث الحث على حفظ العلم والتحذير من ترئيس الجهلة وفيه أن الفتوى هي الرياسة الحقيقية وذم من يقدم عليها بغير علم (جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم) في رواية برأيهم أي استكبارا وأنفة عن أن يقولوا إلا نعلم (فضلوا) أي في أنفسهم (وأضلوا) من أفتوه قال العلقمي وكان تحديث النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في حجة الوداع كما رواه أحمد والطبراني من حديث أبى أمامة قال لما كنا في حجة الوداع قال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا العلم قبل أن يقبض أو يرفع فقال أعرابي كيف يرفع فقال إلا أن ذهاب العلم ذهاب حملته ثلاث مرات (حم ق ت هـ) عن ابن عمرو بن العاص • (إن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره) أي لا يثبت رجلا على صلاة أرخى فيها إزاره إلى أسفل كعبيه اختيالا وعجبا وإن كانت صحيحة قال العلقمي وأوله وسببه كما في أبى داود عن أبى هريرة قال بينما رجل يصلي مسيلا إزاره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فتوضأ فذهب

فتوضأ فقال له رجل يا رسول الله مالك أمرته أن يتوضأ أي وهو قد دخل في الصلاة متوضئا ثم سكت بتشديد المثناة الفوقية عنه فقال أنه كان يصلى وهو مسبل إزاره وإن الله فذكره قال ابن رسلان ويحتمل والله اعلم أنه أمره بإعادة الوضوء دون الصلاة لأن الوضوء مكفر للذنوب كما ورد في أحاديث كثيرة منها رواية أبي يعلى والبزار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال طهور الرجل لصلاته يكفر الله بطهوره ذنوبه وصلاته له نافلة فلما كان إسبال إلا زار فيه من الإثم العظيم ما فيه أمره بالوضوء ثانيا ليكون تكفيرا لذنب إسبال إلا زار وآثمة ولم ييأمره بإعادة الصلاة لأنها صحيحة وإن لم تقبل (د) عن أبى هريرة • (إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا) أي عن الرياء والسمعة (وابتغى به وجهه) قال المناوى ومن أراد بعمله الدنيا وزيتها دون الله والآخرة فحظه ما أراد وليس له غيره والرياء من أكبر الكبائر وأخبث السرائر شهدت بمقته الآيات وإلا آثار وتواترت بذمه القصص والأخبار ومن استحيى من الناس ولم يستح من الله فقد استهان به وويل لمن أرضى الله بلسانه وأسخط بجنانه اهـ قال العلقمي وسببه كما في النساءى عن بى أمامة الباهلي قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ماله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له فأعادها ثلاث مرات ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا شيء له ثم قال إن الله فذكره اهـ (ن) عن أبى أمامة وإسناده جيد • (إن الله لا يقبل صلاة من لا يصب أنفه الأرض) أي في السجود وقال المناوى فوضع الأنف واجب لهذا الحديث عند قوم والجمهور على أنه مندوب وحملوا الحديث على أن المنفى كمال القبول لا أصله (طب) عن أم عطية الأنصارية وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى لا يقدس أمة) أي لا يطهر جماعة (لا يعطون الضعيف منهم حقه) قال المناوى في رواية فيهم بدل منهم لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (طب) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام) لما كانت الكلمة الأولى يدل ظاهرها على عدم صدور النوم عنه إذ لا يلزم من عدم الصدور عدم جواز الصدور قال النووي معنى الحديث الأخبار بأنه سبحانه وتعالى لا ينام وأنه مستحيل في حقه النوم فإن النوم انغمار وغلبة على العقل يسقط به الإحساس والله تعالى منزه عن ذلك (يخفض القسط ويرفعه) قال العلقمي قال عياض والنووي قال ابن قتيبة القسط الميزان وسمى قسطا لأن القسط العدل وبالميزان يقع العدل قال والمراد أن الله تعالى يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة إليه ويوزن من أرزاقهم النازلة إليهم فهذا تمثيل لما يقدر تنزيله فشبه بوزن الوزان وقيل المراد به بالقسط الرزق الذي هو قسط أي نصيب كل مخلوق ويخفضه فيقتره ويرفعه فيوسعه اهـ قال المناوى أو أراد بالقسط العدل أي يرفع بعدله

الطائع ويخفض العاصى (يرفع إليه) بالبناء للمجهول قال المناوى أي إلى خزائنه فيضبط إلى يوم القيامة (عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل) قال العلقمى وفي الرواية الأخرى عمل النهار بالليل وعمل الليل بالنهار فمعنى الأول والله أعلم يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار الذي بعده وعمل النهار قبل عمل الليل الذي بعده ومعنى الرواية الثانية يرفع إليه عمل النهار في أول الليل الذي بعده وعمل الليل في أول النهار الذي بعده فإن الملائكة الحفظة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل اهـ قال المناوى ولا تعارض بينه وبين ما يأتي أن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس لأن هذا أي العرض يوم الاثنين والخميس عرض خاص كما في خبر أن الله تكفل بأرزاق جميع الخلائق وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ووجه الجمع أن الأعمال تعرض كل يوم فإذا كان يوم الخميس عرضت عرضا آخر يطرح منها ما ليس فيه ثواب ولا عقاب أي من الأعمال المباحة ويثبت ما فيه ثواب أو عقاب (بحجابه النور لو كشفه) قال المناوى بتذكير الضمير وفي نسخة لو كشفها (لا حرقت سبحات وجهه) أي ذاته (ما انتهى إليه بصره من خلقه) قال العلقمى السبحات بضم السين والباء ورفع التاء في آخره وهو جمع سبحه قال صاحب العين واليروى وجميع الشارحين للحديث من اللغويين والمحدثين معنى سبحات وجهه نوره وجلاله وبهاؤه وأما الحجاب فأصله في اللغة المنع والستر وحقيقة الحجاب إنما تكون للأجسام المحدودة والله سبحانه وتعالى منزه عن الجسم والحد والمراد هنا المانع من رؤيته وسمى ذلك المانع نورا ونارا لأنهما يمنعان من الإدراك في العادة لشعاعهما والمراد بالوجه الذات والمراد بما انتهى إليه بصره من خلقه جميع المخلوقات لأن بصره سبحانه محيط بجميع الكائنات ولفظة من أبيات الجنس لا للتبعيض والتقدير لو أزال المانع من رؤيته وهو الحجاب المسمى نورا ونارا وتجلى لخلقه لا حرق جلال ذاته جميع مخلوقاته قال المناوى والضمير من إليه عائد إلى وجهه ومن بصره عائدا لي ما ومن خلقه بيان له وخالفه الشيخ فجعل الضمير من إليه عائدا إلى ما ومن بصره عائدا إلى الله سبحانه وتعالى وما قاله الشيخ هو ظاهر شرح العلقمى وهو الصواب (م هـ) عن أبى موسى الأشعرى واسمه عبد الله بن قيس • (إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم) قال المناوى الخالية عن الخيرات أهـ ومعنى نظر الله أي مجازاته أي لا يثيبكم عليها (ولكن) إنما ينظر (إلى قلوبكم) أي إلى طهارتها فحق العالم بقدر اطلاع الله تعالى على قلبه أن يفتش عن صفات قلبه وأحوالها لا مكان أن يكون في قلبه وصف مذموم يمقته الله سبحانه وتعالى بسببه وفي الحديث أن الاعتناء بإصلاح القلب مقدم على الأعمال بالجوارح إذ لا يصح عمل شرعي إلا من مؤمن عالم بالله مخلص له فيما يعمله ثم لا يكمل ذلك إلا بمراقبة الحق فيه وهو الذي عبر عنه بالإحسان حيث قال إن تعبد الله كأنك تراه وبقوله

أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله وفي شرح العلقمى أنه لما كانت القلوب هي المصححة للأعمال الظاهرة وأعمال القلب غيبت عنا فلا تقطع بمغيب لما نرى من صور أعمال الطاعة والمخالفة فلعل من يحافظ على الأعمال الظاهرة يعلم الله في قلبه وصفا مذموما لا يصح معه تلك الأعمال ولعل من رأينا عليه معصية يعلم الله أن في قلبه وصفا محمودا يغفر له بسببه فالأعمال أما رأت ظنية لا أدلة قطيعة ويترتب عليها عدم الغلو في تعظيم من رأينا عليه أفعالا صالحة وعدم احتقار مسلم رأينا عليه أفعالا سيئة بل يحتقر ويذم تلك الحالة السيئة لا تلك الذات المسيئة (وأعمالكم) قال تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا) قال المناوى فمعنى النظر الإحسان والرحمة والعطف (م هـ) عن أبى هريرة • (إن الله تعالى لا ينظر إلى من يجر إزاره) أي يسبله إلى تحت كعبيه (بطرا) للكبر والخيلاء ومعنى لا ينظر الله إليه أي لا يرحمه ولا ينظر إليه نظر رحمة والإسبال يكون في الإزار والقميص والعمامة ولا يجوز الإسبال تحت الكعبين أن كان للخيلاء فإن كان لغيرها فهو مكروه وظاهر الأحاديث في تقييدها بالخيلاء يدل على أن التخريم مخصوص بالخيلاء وأجمع العلماء على جواز إسبال الإزار للنساء وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الإذن لهن في إرخاء ذيولهن ذراعا وأما القدر المستحب فيما ينزل إليه طرف القميص والإزار فنصف الساقين والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين وأما الأحاديث المطلقة بأن ما تحت الكعبين في النار فالمراد بهما ما كان للخيلاء لأنه مطلق فوجب حمله على المقيد وبالجملة يكره كل ما زاد على الحاجة المعتادة في اللباس من الطول أو السعة (م) عن أبى هريرة • (إن الله تعالى لا ينظر إلى مسبل إزاره) أي إلى أسفل كعبيه بطرا كما علم مما تقدم وإزار مجرور بإضافة مسبل إليه (حم ن) عن ابن عباس • (إن الله تعالى لا ينظر إلى من يخضب) أي يغير لون شعره (بالسواد) أي لا ينظر إليه نظر رحمة (يوم القيامة) فهو حرام لغير الجهاد (ابن سعد عن عامر مرسلا) قال المناوى لعل مراده الشعبي • (إن الله تعالى لا يهتك) أي لا يرفع (ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير) قال المناوى بل يتفضل عليه بستر عيوبه في هذه الدار ومن ستره فيها لم يفضحه يوم القرار (عد) عن أنس وإسناده ضعيف • (إن الله تعالى لا يؤاخذ المزاح) أي الكثير المزاح الملاطف بالقول والفعل (الصادق في مزاحه) الذي لا يشوب مزاحه بكذب أو بهتان بل يخرجه على ضرب من النورية ونحوها كقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تدخل الجنة عجوز وذاك الذي في عينه بياض ونحو ذلك (ابن عساكر) في تاريخه (عن عائشة • (إن الله تعالى يؤيد هذا الدين) أي دين الإسلام (بأقوام لا خلاق لهم) قال المناوى لا أوصاف لهم حميدة يتلبسون بها (ن حب) عن أنس بن مالك (حم طب) عن أبى بكرة بفتح الكاف بإسناد جيد • (إن الله تعالى يباهى بالطائفين) أي يباهى ملائكته بالطائفين بالكعبة

أي يظهر لهم فضلهم ويعرفهم أنهم أهل الخطوة عنده (حل هب) عن عائشة وإسناده جيد • (إن الله تعالى يباهى ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة) أي الواقفين بها أي يظهر لهم فضلهم (يقول انظروا إلى عبادي) أي تأملوا هيا تهم (اتونى) أي حلوا بيتى اعظا مالي وتقر بالما يقربهم منى (شعثا) بضم الشين المعجمة وسكون العين المهملة آخره مثلثة أي متغيري الأبدان والشعور والملابس (غبرا) أي غير متنظفين قد علاهم غبار الأرض قال المناوى وذا يقتضى الغفران وعموم التكفير (حم طب) عن ابن عمرو بن العاص ورجال أحمد موثوقون • (إن الله تعالى يباهى بالشاب العابد الملائكة يقول انظروا إلى عبدي ترك شهوته من أجلي) أي قهر نفسه بكفها عن شهواتها ابتغاء لرضاءى (ابن السنى (فر) عن طلحة بن عبيد الله بإسناد ضعيف • (إن الله تعالى يبتلى عبده المؤمن) قال المناوى يمتحن القوى على احتمال ذلك (بالسقم) بضم فسكون أي بطول المرض (حتى يكفر عنه كل ذنب) فالبلاء في الحقيقة نعمة يجب الشكر عليها لا نقمة (طب) عن جبير بن مطعم (ك) عن أبى هريرة بإسناد حسن • (إن الله تعالى يبتلى العبد) أي يختبره (فيما أعطاه) له من الرزق (فإن رضي بما قسم الله له بورك له) أي بارك الله له فيه (ووسعه) عليه (وإن لم يرض) أي به (لم يبارك له) فيه (ولم يزد على ما كتب له) لأن من لم يرض بالمقسوم كأنه سخط على ربه فيستحق حرمان البركة (حم) وابن قانع (هب) عن رجل من بنى سليم ووجاله رجال الصحيح • (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسك يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) قال النووي معناه يقبل التوبة عن المسيئين نهارا وليلا حتى تطلع الشمس من مغربها ولا يختص قبولها بوقت وبسط اليد استعارة في قبول التوبة اهـ وقال المناوى يعني يبسط يد الفضل والأنعام لا يد الجارحة فإنها من لوازم الأجسام فإذا طلعت الشمس من مغربها غلق باب التوبة (حم) عن أبى موسى • (إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة) أي يقبض لها (على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) قال المناوى رجلاً أو أكثر أي يبين السنة من البدعة ويدل أهلها قال ابن كثير وقد ادعى كل قوم في أمامهم أنه المراد والظاهر حمله على العلماء من كل طائفة اهـ وقال العلقمى معنى التجديد إحياء ما أندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما وأعلم أن المجدد إنما هو بغلبة الظن بقرائن أحواله والانتفاع بعلمه (دك) والبيهقى في المعرفة عن أبي هريرة • (إن الله تعالى يبعث ريحا من اليمن) قال العلقمى جاء في آخر مسلم ريحا من قبل الشام ويجاب بوجهين أنهما ريحان شامية ويمانية ويحتمل أن مبتدأها من أحد الإقليمين ثم تصل الآخر وتنتشر عنه (الين من الحرير) قال العلقمى فيه إشارة إلى الرفق بهم والإكرام ثم قال إلا بى رفقا بهم وإكراما لهم قلت هذا من السياق وإلا فليس التسهيل دليلا على التكرمة ولا التصعيب دليلا

على الشقاء فكم شق على سعيد وسهل على شقي فعن زيد بن أسلم عن أبيه إذا بقى على المؤمن شيء من درجاته لم يبلغه من عمله شدد الله عليه الموت ليبلغ بكربه درجته في الآخرة وإن كان للكافر معروف لم يجزيه في الدنيا سهل الله عليه الموت ليستكمل ثواب معروفه ليصير إلى النار وعن عائشة رضي الله عنها لا نغبط أحد سهل عليه الموت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدخل يده في قدح ويمسح بها وجهه ويقول اللهم سهل على الموت أن للموت سكرات فقالت فاطمة واكرباه لكربك يا أبتاه فقال لا كرب لأبيك بعد اليوم (فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبه) في رواية ذرة أي وزنها (من إيمان) قال العلقمي فيه بيان للمذهب الصحيح الظاهر أن الإسلام يزيد وينقص (الاقبضته) أي قبضت روحه زاد العلقمى في كتاب الفتن حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه فيبقى شرار الناس قال النووي وقد جاء في معنى الحديث أحاديث منها لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق وهذه كلها وما في معناها على ظاهرها وأما الحديث الآخر لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة فليس مخالفا لهذه الأحاديث لأن معنى هذا لا يزالون على الحق حتى تقبضهم الريح اللينة قرب القيامة وعند تظاهر أشراطها فأطلق في هذا الحديث بقاءهم إلى قيام الساعة على أشراطها ودنوها المتناهي في القرب (ك) عن أبى هريرة • (إن الله تعالى يبغض السائل الملحف) بفتح المثناة التحتية قال العلقمى قال في النهاية يقال الحف في المسألة يلحف الحافا ذالح فيها ولزمها اهـ وقال المناوى الملحف الملح الملازم قال وهو من عنده غداء ويسأل عشاء (حل) عن أبى هريرة وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى يبغض الطلاق) أي قطع النكاح بل عذر شرعي (ويحب العتاق) بفتح العين قاله الجوهري قال المناوى لما فيه من فك الرقبة (فر) عن معاذ بن جبل وفيه ضعف وانقطاع • (إن الله تعالى يبغض البليغ من الرجال) أي المظهر التفصح (الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها) قال العلقمي قال في النهاية أي يتشدق في الكلام بلسانه ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفا اهـ وخص البقرة لأن جميع البهائم تأخذ النبات بأسنانها وهن تجمع بلسانها أما من بلاغته خلقية فغير مبغوض (حم د ت) عن ابن عمرو بن العاص قال الترمذي حديث غريب • (إن الله تعالى يبغض البذخين) بموحدة وذال وخاء معجمتين من البذخ الفخر والتطاول (الفرحين) أي فرحا مطغيا (المرحين) قال المناوى من المرح وهو الخيلاء والتكبر الذين اتخذوا الشماخة والكبر والفرح بما أوتوا دينا وشعارا (فر) عن معاذ بن جبل وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى يبغض الشيخ الغربيب) بكسر المعجمة أي الذي لا يشيب أو الذي يسود شيبه بالخضاب قال الشيخ وليس ذلك على ظاهره بل المراد أما التحبيب في الشيب والترغيب فيه أو هو مغرور بسواد شعره مقيم على الشبوبية من

اللعب واللهو فأل فبه بمعنى الذي أي الذي يعمل عمل أسود اللحية (عد) عن أبى هريرة وهو حديث ضعيف • (إن الله تعالى يبغض الغنى الظلوم) أي الكثير الظلم لغيره قال المناوى بمعنى أنه يعاقبه ويبغض الفقير الظلوم لكن الغني أشد (والشيخ الجهول) أي بالفروض العينية أو الذي يفعل فعل الجهال وإن كان عالما (والعائل المختال) أي الفقير الذي له عيال محتاجون وهو مختال أي متكبر عن تعاطي ما يقوم بهم (طس) عن علي وإسناده ضعيف • (إن الله تعالى يبغض الفاحش) قال المناوى الذي يتكلم بما يكره سماعه أو من يرسل لسانه بما لا ينبغي (المتفحش) أي المبالغ في قول الفحش أو في فعل الفاحشة لأنه تعالى طيب جميل يبغض من ليس كذلك قاله المناوى ويحتمل أن المراد المتقصد لذلك ليخرج ما لو صدر ذلك من عير قصد (حم) عن أسامة بن زيد بأسانيد أحدها. رجاله ثقات تم الجزء الأول من شرح الجامع الصغير ويليه الجزء الثاني أوله أن الله يبغض المعبس في وجوه إخوانه تم تم تم

الجزء الثاني من شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير للإمام العالم العلامة الحبر البحر الفهامة العزيزي رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين

بسم الله الرحمن الرحيم (إن الله يبغض المعبس في وجوه إخوانه) قال العلقمي بالعين المهملة والموحدة الثقيلة المكسورة وبالسين المهملة قال في النهاية العابس الكريه الملقي قال المناوي الذي يلقاهم بكراهة عابساً وفي إفهامه إرشاد إلى الطلاقة والبشاشة (فر) عن علي وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يبغض الوسخ) أي الذي لا يتعهد بدنه وثيابه بالتنظيف (والشعث) أي الذي لا يتعهد شعره قال المناوي لأنه تعالى نظيف يحب النظافة ويحب من تخلق بها ويكره ضد ذلك (هب) عن عائشة وهو ضعيف • (أن الله تعالى يبغض كل عالم بالدنيا) قال المناوي أي بما يبعده عن الله من الإمعان في تحصيلها (جاهل بالآخرة) أي بما يقرّ به إليها ويدنيه منها لأن العلم شرف لازم لا يزول ومن قدر على الشريف الباقي ورضي بالخسيس الفاني فهو مبغوض لشقاوته وإدباره (الحاكم) في تاريخه عن أبي هريرة وإسناده حسن • (أن الله تعالى يبغض البخيل في حياته) قال المناوي أي مانع الزكاة أو أعم (السخي عند موته) لأنه مضطر في الجود حالتئذ لا مختار (خط) في كتاب البخلاء عن عليّ • (أن الله تعالى يبغض المؤمن الذي لا زبر له) بفتح الزاي وسكون الموحدة آخره راء أي لا عقل له يزبره أي ينهاه عن الإقدام

على ما لا ينبغي أو لا تماسك له عن الشهوات (عق) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف (أن الله تعالى يبغض ابن السبعين في أهله) أي يبغض من هو متكاسل متوان في قضاء مصالح أهله كأنه بلغ من العمر سبعين سنة (ابن عشرين في مشيته) بكسر الميم أي هيئة المشي (ومنظره) بفتح الميم أي من هو في مشيته وهيئته كالشاب المعجب بنفسه (طس) عن أنس وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يتجلى) هو بالجيم (لأهل الجنة في مقدار كل يوم جمعة) أي من أيام الدنيا (على كثيب كافور أبيض) بإضافة كثيب حال من أهل الجنة فيرونه عياناً وذلك هو عيد أهل الجنة (خط) عن أنس قال المناوي وهو حديث موضوع (أن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) أي يحكمه كما جاء مصرحاً به في رواية وذلك لأن الإمداد الإلهي ينزل على العامل بحسب عمله فكل من كان عمله أكمل وأتقن فالحسنات تضاعف له أكثر (هب) عن عائشة وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى يحب من العامل) أي من كل عامل (إذا عمل أن يحسن) أي عمله بأن لا يبقى فيه مقال لقائل (هب) عن كليب الجرمي وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى يحب إغاثة اللهفان) أي المكروب يعني إعانته ونصرته قال في المصباح أغاثه إذا أعانه ونصره فهو مغيث (ابن عساكر عن أبي هريرة) • (أن الله تعالى يحب الرفق) أي لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل والدفع بالأخف (في الأمر كله) أي في أمر الدين والدنيا في جميع الأحوال والأفعال قال المناوي قال الغزالي فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا رفيق فيما يأمر به رفيق فيما ينهى عنه حليم فيما يأمر به حليم فيما ينهى عنه فقيه فيما يأمر به فقيه فيما ينهى عنه • وعظ المأمون واعظ بعنف فقال له يا هذا ارفق فقد بعث من هو خير منك إلى من هو شر مني قال تعالى فقولا له قولاً لينا أخذ منه أنه يتعين على العالم الرفق بالطالب ولا يوبخه ولا يعنفه انتهى • قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عائشة قالت دخل رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلاً يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وعليكم (خ) عن عائشة • (أن الله تعالى يحب السهل الطلق) أي المتهلل الوجه البسام لأنه تعالى يحب من تخلق بشيء من أسمائه وصفاته ومنها السهولة والطلاقة لأنهما من الحلم والرحمة ولقد صدق القائل. وما اكتسب المحامد طالبوها • بمثل البشر والوجه الطليق (الشيرازي (هب) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى يحب الشاب التائب) أن النادم على ما صدر منه من الذنوب لأن الشبوبة حال غلبة الشهوة وضعف العقل فأسباب المعصية فيها قوية فإذا تاب مع قوة الدواعي استوجب محبة الله

(أبو الشيخ عن أنس) وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى يحب الشاب الذي يفنى شبابه) أي يصرفه (في طاعة الله) لملازمته على فعل المأمورات وتجنب المنهيات قال المناوي لأنه لما تجرع مرارة حبس نفسه عن لذاتها في محبة الله جوزى بمحبته له والجزاء من جنس العمل (حل) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يحب الصمت) أي السكوت (عند ثلاث عند تلاوة القرآن) أي ليتدبر معانيه (وعند الزحف) أي التقاء الصفوف للجهاد (وعند الجنازة) قال المناوي أي في المشي معها والصلاة عليها (طب) عن زيد بن أرقم • (أن الله تعالى يحب العبد التقي) بمثناة فوقية أي من يترك المعاصي امتثالاً للأمر واجتناباً للنهي (الغنى) قال العلقمي قال النووي المراد بالغني غنى النفس هذا هو الغني المحبوب لقوله عليه السلام ولكن الغنى غنى النفس وأشار القاضي إلى أن المراد به الغنى بالمال (الخفي) قال العلقمي بالخاء المعجمة هذا هو الموجود في النسخ والمعروف في الروايات وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه بالمهملة فمعناه بالمهملة الوصول للرحم اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء والصحيح بالمعجمة وفي هذا الحديث حجة لمن يقول الاعتزال أفضل من الاختلاط ومن قال بتفضيل الاختلاط قد يتأول هذا على الاعتزال وقت الفتنة ونحوها انتهى وقال المحلي في تفسير قوله تعالى أنه كان بي حفياً أي باراً وقال البيضاوي بليغاً في البر والإلطاف (حم م) عن سعيد بن أبي وقاص • (أن الله تعالى يحب العبد المؤمن المفتن) بشدة المثناة الفوقية المفتوحة أي الممتحن بالذنب (التواب) أي الكثير التوبة قال في النهاية أي يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب قال المناوي وهكذا وذلك لأنه محل تنفيذ إرادته وإظهار عظمته وسعة رحمته (حم) عن عليِّ وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى يحب العطاس) يعني الذي لا ينشأ عن زكام فإنه المأمور فيه بالتحميد والتشميت ويحتمل التعميم في نوعي العطاس والتفصيل في التشميت (ويكره التثاؤب) قال العلقمي بمثناة ثم مثلثة قال الكرماني التثاؤب بالهمز على الأصح وقيل بالواو وقال شيخنا قال الخطابي معنى المحبة والكراهة فيهما ينصرف إلى سببهما وذلك أن العطاس يكون عن خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع وهو بخلاف التثاؤب فإنه يكون عن غلبة امتلاء البدن وثقله مما يكون ناشئاً عن كثرة الأكل والتخليط فيه والأول يستدعي النشاط للعبادة والثاني عكسه قال مسلمة بن عبد الملك ما تثاءب بني قط وإنها من علامات النبوة ذكره ابن رسلان (خدت) عن أبي هريرة قال المناوي رواه مسلم أيضاً فهو متفق عليه • (أن الله تعالى يحب المؤمن المتبذل) أي التارك للزينة تواضعاً (الذي لا يبالي ما لبس) قال المناوي أهو من الثياب الفاخرة أو من دنيء اللباس وخشنه لأن ذلك هو دأب الأنبياء وشأن الأولياء ومنه أخذ السهروردي أن لبس الخلقان والمرقعات أفضل الثوب الفاخر من الدنيا التي حلالها حساب وحرامها عقاب انتهى

وقال المحلي في تفسير قوله تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ما يلتذ به من الصحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب وغير ذلك وقال البيضاوي عن النعيم الذي ألهاكم والخطاب مخصوص بكل من الهاء دنياه عن دينه والنعيم بما يشغله للقرينة والنصوص الكثيرة كقوله قل من حرم زينة الله كلوا من الطيبات وقيل يعم إذ كل يسئل عن شكره وقيل الآية مخصوصة بالكفار (هب) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف) قال المناوي أي المتكلف في طلب المعاش بنحو صناعة أو زراعة أو تجارة لأن قعود الرجل فارغاً أو شغله بما لا يعنيه مذموم ومن لا عمل له لا أجر له (الحكيم طب هب) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يحب المداومة على الإخاء القديم فداوموا عليه) أي بتعهد الإخوان في الله والسؤال عن أحوالهم والإخاء ممدود (فر) عن جابر وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى يحب حفظ الود القديم) هو بمعنى ما قبله وتقدم احفظ ودّا بيك ففي الحديثين شمول لإخوان الشخص وإخوان أبيه (عد) عن عائشة أن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء أي الملازمين له بإخلاص وصدق نية ولهذا قال بعضهم: الله يغضب إن تركت سؤاله • وبني آدم حين يسأل يغضب (الحكيم عد هب) عن عائشة وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يحب الرجل) أي الإنسان (له الجار السوء يؤذيه) أي يقول أو فعل (فيصبر على أذاه) امتثالاً لأمره تعالى بالصبر على مثله (ويحتسبه) قال المناوي أي يقول كلما أذاه حسبي الله ونعم الوكيل انتهى ويحتمل أن المراد أن يصد بصبره على أذاه الاحتساب أي طلب الثواب (حتى يكفيه الله بحياة أو موت) أي إلى أن يكفيه الله شره بأن ينتقل أحدهما عن صاحبه في حال الحياة أو بموت أحدهما (خط) وابن عساكر عن أبي ذر وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى يحب أن يعمل بفرائضه) بمثل أداء ماافترضه عليه وفي رواية برخصه (عد) عن عائشة ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (أن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) ببناء تؤتى للمجهول في الموضعين قال المناوي فإن أمر الله تعالى في الرخص والعزائم واحد فليس الوضوء أولى من التيمم في محله (حم هق) عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن ابن مسعود وعن بان عباس والأصح وقفه • (أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته) أي إنعامه (على عبده) قال المناوي بالبناء للمجهول يعني مزيد الشكر لله بالعمل الصالح والعطف والتراحم والإنفاق من فضل ما عنده في الخير (ت ك) عن ابن عمرو) بن العاص قال الترمذي حديث حسن • (أن الله تعالى يحب أن تقبل) قال المناوي في رواية تفعل (رخصه كما يحب العبد مغفرة ربه) أي ستره عليه بعدم عقابه فينبغي استعمال الرخص في محلها سيما لعالم يقتدى به (طب) عن أبي الدرداء ووائلة وأبي أمامة وأنس ويؤخذ من

كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (أن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعباً في طلب الحلال) قال العلقمي قال في المصباح تعب يتعب تعباً فهو تعب إذا عي انتهى وقال المناوي أي عييا في طلب الكسب الحلال بمعنى أنه يرضى عنه ويثيبه أن قصد بعمله التقوى على طاعة الله والتقرب إليه قال العارف العالم السهروردي أجمعوا أي الصوفية على مدح الكسب والتجارة والصناعة بقصد التعاون على البر والتقوى من غير أن يراه سبباً لاستجلاب الرزق ولا تحل المسألة لغني ولا لسوى (فر) عن عليِّ وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى يحب أن يعفى عن ذنب السرى) أي الرئيس وقيل هو الشريف وقيل هو الذي لا يعرف بالشر وقيل هو السخي ذو المروءة قال العلقمي والجمع سراة وهو جمع عزيز لا يكاد يوجد له نظير لأنه لا يجمع فعيل على فعلة انتهى وقال المناوي وفي إفهامه أن الفاجر المنبعث في فجوره لا ينبغي أن يعفى عنه ولهذا قال بعض الأخيار ومن الناس من لا يرجع عن الأذى إلا إذا مس بإضرار (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن لال عن عائشة وهو ضعيف • (أن الله تعالى يحب من عباده الغيور) أي كثير الغيرة والمراد الغيرة المحبوبة وهي مكان الريبة (طس) عن علي وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء) أي السهل في معاملته من بيع وشراء وقضاء لما عليه من الحقوق لغيره لشرف نفسه بما ظهر من قطع علاقة عليه بالمال (ت ك) عن أبي هريرة قال الحاكم صحيح وأقروه • (أن الله تعالى يحب من يحب التمر) بمثناة فوقية أي أكله قال المناوي ولهذا كان أكثر طعام المصطفى صلى الله عليه وسلم الماء والتمر انتهى والمراد من عباده المؤمنين (طب) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف) أي المنكف عن الحرام والسؤال من الناس وقال المناوي أي المبالغ في العفة مع وجود الحاجة لطموح بصيرته عن الخلق إلى الخالق (أبا العيال) قال المناوي فيه إشعار بأنه يندب للفقير إظهار التعفف وعدم الشكوى • تنبيه • الفقر فقران فقر مثوبة وفقر عقوبة وعلامة الأول أن يحسن خلقه ويطيع ربه ولا يشكو ويشكر الله على فقره والثاني أن يسوء خلقه ويعصى ويشكو ويتسخط والذي يحبه الله الأول دون الثاني (هـ) عن عمران بن حصين ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث لغيره • (أن الله تعالى يحب كل قلب حزين) بأن يفعل معه من الإكرام فعل المحب مع حبيبه والله ينظر إلى قلوب العباد فيحب كل قلب تخلق بأخلاق حميدة كالخوف والرجاء والحزن والرقة والصفاء (طب ك) عن أبي الدرداء وإسناده حسن • (أن الله تعالى يحب معالى الأمور وأشرافها) قال المناوي وهي الأخلاق الشرعية والخصال الدينية (ويكره) في رواية يبغض (سفسافها) أي حقيرها ورديئها فمن اتصف بالأخلاق الزكية أحبه ومن تحلى بالأوصاف الرديئة كرهه والإنسان يضارع الملك بقوة الفكر والتمييز ويضارع البهيمة بالشهوة والدناءة فمن

صرف همته إلى اكتساب معالي الأخلاق أحبه الله فحقيق أن يلتحق بالملائكة لطهارة أخلاقه ومن صرفها إلى السفساف ورذائل الأخلاق فيصير ضارباً ككلب وشرها كخنزير أو حقوداً كجمل أو رواغاً كثعلب وجامعاً لذلك كشيطان (طب) عن الحسن بن علي ورجاله ثقات • (أن الله تعالى يحب أبناء الثمانين) أي من بلغ من العمر ثمانين سنة في الإسلام من رجل أو امرأة ويحتمل شموله من أسلم في أثنائها قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب • (أن الله تعالى يحب أبناء السبعين ويستحيي من أبناء اثمانين) قال المناوي أي يعاملهم معاملة المستحيي منم بأن لا يعذبهم فليس المراد حقيقة الحياء الذي هو انقباض النفس عن الرذائل (حل) عن علي وإسناده حسن • (أن الله تعالى يحب أن يحمد) أي يحب من عبده أن يثني عليه بماله من صفات الكمال ونعوت الجلال أي يثيبه ويعامله معاملة المحب مع حبيبه (طب) عن الأسود بن سريع بفتح السين المهملة • (أن الله تعالى يحب الفضل) قال المناوي بضاد معجمة أي الزيادة انتهى وفي نسخة القصد أي الاقتصاد (في كل شيء) من الخير فلا يطيله تطويلاً مؤدياً إلى السآمة (حتى في الصلاة) غاية في الشرف إذ هي أشرف الأعمال بعد الإيمان (ابن عساكر عن ابن عمرو) بن العاص • (أن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه) قال المناوي لما فيه من دفع التكبر والترفع عن استباحة ما أباحه الشرع والرخص عند الشافعية أقسام ماي جب فعلها كأكل الميتة للمضطر والفطر لمن خاف الهلاك بعطش أو جوع وما يندب كالقصر في السفر وما يباح كالسلام وما الأولى تركه كالجمع والتيمم لقادر وجد الماء بأكثر من ثمن مثله وما يكون فعله وما يكره كالقصر في أقل من ثلاث ليال فالحديث منزل على الأولين انتهى أي فيثيب فاعلهما (كما يكره أن تؤتى معصيته) أي يعاقب فاعلها ما لم يصدر منه ما يكفرها أو يحصل العفو (حم حب هب) عن ابن عمر بن الخطاب ورجال أحمد رجال الصحيح • (أن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القبل) بضم ففتح جمع قبلة أي حتى في تقبيل أحدكم لولده فعدم العدل بين الأولاد مكروه وقيل حرام (ابن النجار عن النعمان بن بشير) الأنصاري • (أن الله تعالى يحب الناسك النظيف) أي المتعبد النقي البدن والثوب فإنه تعالى نظيف يحب النظافة (خط) عن جابر بن عبد الله • (أن الله تعالى يحب أن يقرأ القرآن) ببناء يقرأ للمفعول (كما أنزل) قال المناوي بالبناء للمفعول أو الفاعل أي من يغر زيادة ولا نقص (السجزي في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة • (أن الله تعالى يحب أهل البيت الخصب) قال المناوي خصب كمكتف أي الكثير الخير الذي وسع على صاحبه فلم يقتر على عياله (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (قرى الضيف عن عبد الله بن عبد العزيز (بن جريج) بضم الجيم وفتح الراء (معضلا) • (أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) ببناء يرى للفاعل أو المفعول (في مأكله ومشربه) أي بالتوسعة

عليه وعلى من عليه مؤنته (ابن أبي الدنيا فيه) أي في قرى الضيف (عن علي بن زيد بن جدعان التميمي (مرسلاً) • (أن الله تعالى يحشر المؤذنين يوم القيامة أطول الناس أعناقاً) يوم ظرف ليحشر ونصب أطول على الحال وأعناقاً على التمييز أي أكثرهم رجاء (بقولهم لا إله إلا الله) قال المناوي أي بسبب نطقهم بالشهادتين في التأذين في الأوقات الخمسة (خط) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يحمي عبده المؤمن كما يحمي الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة) أي يحميه عما يضره ورب عبد الخيرة له في الفقر والمرض ولو كثر ماله وصح لبطر وطغى فالبلاء نعمة لا نقمة كما تقدم أو هو كناية عن عم الافتضاح (هب) عن حذيفة وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يخفف على من يشاء من عباده طول يوم القيامة) أي يخفف عليه حتى يصير عنده في الخفة (كوقت صلاة مكتوبة) قال المناوي أي مقدار صلاة الصبح كما في خبر آخر وهذا تمثيل لمزيد السرعة والمراد لمحة لا تكاد تدرك (هب) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (أن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد) أي السهم الذي يرمي به إلى أعداء الله بقصد إعلاء كلمة الله أي يدخل بسببه (ثلاثة نفر الجنة صانعه) حال كونه (يحتسب في صنعته الخير) أي يقصد بعمله الإعانة على الجهاد (والرامي به) أي في سبيل الله (ومنبله) بالتشديد أي مناوله للرامي ليرمي به قال العلقمي والنبل السهام العربية ولا واحد لها من لفظها وإنما يقال سهم ونشابه قال الخطابي هو الذي يناول الرامي النبل وقد يكون على وجهين أن يقوم معه بجنبه أو خلفه ومع عدد من النبل فيناوله واحداً بعد واحد وأني رد عليه النبل المرمي به انتهى قال المناوي وفيه أن الأمور بمقاصدها (حم 3) عن عقبة بن عامر • (أن الله تعالى يدخل بلقمة الخبز وقبصة التمر) قال المناوي بصاد مهملة ما يناوله الآخذ للسائل برؤوس أنامله الثلاث (ومثله) أي مثل ما ذكر (مما ينفع المسكين) كقبصة زبيب وقطعة لحم (ثلاثة الجنة) مفعول يدخل أي يدخلهم الجنة مع السابقين الأولين أو بغير عذاب (صاحب البيت الآمر به) أي الآمر بالتصدق بشيء مما ذكر (والزوجة المصلحة) أي للخبز أو الطعام (والخادم الذي يناول المسكين) أي يناول الصدقة للمتصدق عليه (ك) عن أبي هريرة (أن الله تعالى يدخل بالحجة الواحدة ثالثة نفر الجنة الميت) أي المحجوج عنه (والحاج عنه والمنفذ لذلك) قال المناوي قال البيهقي يعني الموصى وفيه شمول لما لو تطوّع بالحج ولما لو حج بأجرة (عد هب) عن جابر وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يدنو من خلفه) أيقرب منهم قرب كرامة ولطف ورحمة قال المناوي والمراد ليلة النصف من شعبان كما في رواية (فيغفر لمن استغفر) أي طلب المغفرة (إلا البغي بفرجها) أي الزانية (والعشار) بالتشديد أي المكاس والعشور المكوس التي تأخذها الملوك (طب 4) عن عثمان بن أبي العاص ورجاله ثقات • (أن الله تعالى يدني المؤمن) أي يقرّبه منه قرب رحمة كما تقدم (فيضع عليه كنفه) قال

العلقمي بفتح الكاف والنون بعدها فاء أي جانبه والكنف أيضاً الستر وهو المراد هنا والأول مجاز في حق الله تعالى كما يقال فلان في كنف فلان أي حمايته وكلاءته أي حفظه والمعنى أن تحيط به عنايته التامة (ويستره من الناس) أي أهل الموقف صيانة له عن الخزي والفضيحة (ويقرره بذنوبه) قال المناوي أي يعجله مقراً بها بأن يظهرها له ويلجئه إلى الإقرار بها (فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول) أي المؤمن (نعم أي رب) أي يا رب أعرف ذلك وهكذا كلما ذكر له ذنباً أقر به (حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك) أي باستحقاقه العذاب لإقراره بذنوب لا يجد لها مدفعاً (قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم) قال المناوي وهذا في عبد مؤمن ستر على الناس عيوبهم واحتمل في حق نفسه تقصيرهم (ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه) بالبناء للمفعول (وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد) أي أهل المحشر لأنه يشهد بعضهم على بعض (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) إشارة إلى الكافرين والمنافقين وبه رد على المعتزلة المانعين مغفرة ذنوب أهل الكبائر (حم ق ن هـ) عن ابن عمر بن الخطاب • (أن الله يرضى لكم ثلاثاً) من الخصال (ويكره لكم ثلاثاً) أي يأمركم بثلاث وينهاكم عن ثلاث قال العلقمي قال شيخنا قال العلماء الرضى والسخط والكراهة من الله تعالى المراد بها أمره ونهيه أو ثوابه وعقابه (فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً) أي في عبادته فهذه خصلة واحدة (وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً) أي القرآن قال العلقمي هو التمسك بعهده واتباع كتابه انتهى وهذه هي الخصلة الثانية (ولا تفرقوا) بحذف إحدى التاءين للتخفيف قال المناوي وذا نفي عطف على واعتصموا أي لا تختلفوا في ذلك الاعتصام كما اختلف أهل الكتاب (وان تنصاحوا) بضم المثناة الفوقية (من ولاه الله أمركم) أي من جعله والي أموركم وهو الإمام الأعظم ونوّابه قال المناوي وأراد بمناصحتهم الدعاء لهم وترك مخالفتهم والدعاء عليهم ونحو ذلك انتهى وقال العلقمي قال في النهاية النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له وليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة يجمع معناه غيرها والنصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتألف قلوب الناس لطاعتهم والصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات لهم وان لا يطروا بالثناء الكاذب وأن يدعى لهم بالصلاح هذا إن كان المراد بالأئمة الولاة وقيل فنصيحتهم قبول ما رووه وتقليدهم في الأحكام وإحسان الخلق لهم (ويكره لكم قيل وقال) أي المقاولة والخوض في أخبار الناس (وكثرة السؤال) أي الإكثار من السؤال عما لم يقع ولا تدعو إليه الحاجة وقيل المراد سؤال الناس أموالهم وقيل المراد بالسؤال عن أخبار الناس (وإضاعة المال) قال العلقمي هو صرفه في غير وجوهه الشرعية وتعريضه للتلف وسبب النهي

أنه إفساد والله لا يحب الفساد ولأنه إذا أضاع ماله تعرض لما في أيدي الناس (حم م) عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه • (أن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب) قال المناوي أي بالإيمان بالقرآن وتعظيمه والعمل به قال الطيبي أطلق الكتاب على القرآن ليثبت له الكمال لأن اسم الجنس إذا أطلق على فرد من أفراده يكون محمولاً على كماله وبلوغه إلى حد هو الجنس كله كان غيره ليس منه (أقواماً) أي درجة أقوام ويكرمهم في الدارين (ويضع به آخرين) أي يذلهم وهم من لم يؤمن به أو من آمن ولم يعمل به (م هـ) عن عمر (أن الله تعالى يزيد في عمر الرجل) يعني الإنسان أي يبارك له فيه بصرفه في الطاعات فكأنه زاد (ببره والديه) أي أصليه وأن عليا أي بإحسان إليهما وطاعته إياهما (ابن منيع (عد) عن جابر وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يسأل العبد عن فضل علمه) بتقديم اللام على الميم أي زيادته لم اكتسبه وماذا عمل به ومن أين علمه (كما يسأله عن فضل ماله) من أين اكتسبه وفيم أنفقه هذا ما شرح عليه المناوي وفي نسخة عمله بتقديم الميم على اللام (طس) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى ليسعر جهنم كل يوم في نصف النهار) أي وقت الاستواء قال العلقمي قال في النهاية يقال سعرت النار والحرب إذا أوقدتهما وسعرتهما بالتشديد للمبالغة انتهى أي يشدد لهبها (ويخبتها) بضم المثناة التحتية وسكون الخاء المعجمة وكسر الباء الموحدة بعدها مثناة فوقية أي يسكن لهبها (في يوم الجمعة) لما خص به ذلك اليوم من عظم الفضل ولهذا قال الشافعية لا تنعقد صلاة لا سبب لها وقت الاستواء إلا يوم الجمعة (طب) عن واثلة بن الأسقع • (أن الله تعالى يطلع في العيدين إلى الأرض) أي إلى أهلها فأبرزوا من المنازل) إلى مصىل العيد (تلحقكم الرحمة) بالجزم جواب الأمر (ابن عساكر عن أنس) بإسناد ضعيف • (أن الله تعالى يعافي الأميين يوم القيامة) أي الجهال الذين لم يقصروا تعليم ما لزمهم (مالا يعافى العلماء) أي الذين لم يعلموا بما علموا قال المناوي لأن الجاهل يهيم على رأسه كالبهيم والعالم إذا ركب هواه يردعه علمه فإن لم يفد فيه ذلك نوقش فعذب (حل) والضيا عن أنس • (أن الله تعالى يعجب) قال المنوي تعجب إنكاري (من سائل يسأل غير الجنة ومن معط يعطى لغير الله ومن متعوذ يتعوذ من غير النار) لأن الجنة أعظم المطالب والنار أعظم المصائب فينبغي في الطلب والاستعاذة تقديم ذلك والعطاء لغير الله رياء وهو من الكبائر (خط) عن ابن عمرو بن العاص • (أن الله تعالى يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا) هذا محمول على التعذيب بغير حق فلا يدخل فيه التعذيب بحق كالقصاص والحد والتعزير ونحو ذلك (حم م د) عن هشام بن حكيم بن حزام (حم هب) عن عياض بن غنم بضم فسكون بأسانيد صحيحة • (أن الله تعالى يعطى الدنيا على نية الآخرة) لأن أعمال الآخرة محبوبة له تعالى فمن اشتغل بأعمال الآخرة سهل عليه حصول رزقه ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب

(وأبي أن يعطى الآخرة على نية الدنيا) أي امتنع (ابن المبارك عن أنس) ورواه عنه أيضاً الديلمي بإسناد ضعيف • (أن الله تعالى يغار للمسلم) أي يغار عليه أن يطيع غيره من شيطانه وهواه (فليغر) بفتح المثناة التحتية والغين المعجمة أي المسلم على جوارحه أن يستعملها في المعاصي (طس) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يغار وأن المؤمن يغار) أي المؤمن الكامل الإيمان طبعه الله على الغيرة في محل الريبة واليغرة تغير يحصل من الحمية والأنفة مشتقة من تغيير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص وأشد ما يكون ذلك في الزوجين هذا في حق الآدمي وأما في حق الله تعالى فمحال لأنه تعالى منزه عن كل تغير ونقص فيتعين حمله على المجازاة فقيل لما كانت ثمرة الغيرة صون الحريم ومنعهن وزجر من يقصد إليهن أطلق عليه سبحانه وتعالى لكونه منع من فعل ذلك وزجر فاعله وتوعده بإيقاع العقوبة به (وغيرة الله أن يأتي المؤمن) أي من أن يأتي أي يفعل (ما حرم الله عليه) ولذلك حرم الفواحش وشرع عليها أعظم العقوبات (حم ق ت) عن أبي هريرة • (أن الله تعالى يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه) هو كناية عن حسن قبولها لأن الشيء المرضي يتلقى بالقبول باليمين عادة وقيل المراد بيمين الله سبحانه وتعالى كف الذي تدفع إليه الصدقة وإضافتها إليه سبحانه وتعالى إضافة ملك واختصاص لوضع الصدقة فيها لله تعالى وقال القرطبي يحتمل أن يكون الكف أي في رواية كف الرحمن عبارة عن كفة الميزان الذي يوزن فيه الأعمال فيكون من باب حذف المضاف كأنه قال فتربو في كفة ميزان الرحمن ويجوز أن يكون مصدر كف كفا ويكون معناه الحفظ والصيانة فكأنه قال تلك الصدقة في حفظ الله فلا ينقص ثوابها ولا يبطل جزاؤها (فيربيها لأحدكم) يعني يضعف أجرها فكنى بالتربية عن تضعيف أجرها (كما يربى أحدكم مهره) هو صغير الخيل وفي رواية فلوه وهو تمثيل لزيادة التفهيم وخصه لأنه يزيد زيادة بينة (حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد) أي جبل أحد ظاهره أن ذاتها تعظم ويبارك الله فيها ويزيدها من فضله حتى تثقل في الميزان وقيل المراد بذلك تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها (ت) عن أبي هريرة وإسناده جيد • (أن الله تعالى يقبل توبة العبد) أي رجوعه إليه من المخالفة إلى الطاعة (ما لم يغرغر) أي مالم تصل روحه حلقومه لأنه لم ييأس من الحياة فإن وصلت لذلك لم يعتد بها ليأسه ولأن من شرط التوبة العزم على عدم المعاودة وقد فات قال العلقمي والغرغرة أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلق ولا يبلع (حم ت هـ حب ك هب) عن ابن عمر) بن الخطاب قال الترمذي حسن غريب • (أن الله تعالى يقل لا هون) أي أسهل (أهل النار عذابا) سيأتي في حديث أنه أبو طالب أي يقول له يوم القيامة لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت (تفتدى به) أي الآن من النار (قال نعم) أي افتدى به (قال فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم) أي حين أخذت الميثاق يشير

بذلك إلى قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم الآية فهذا الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم فمن وفى به بعد دخوله في الدنيا فهو مؤمن ومن لم يوف به فهو كافر قال العلقمي قال النووي وفي رواية فيقول أردت منك أهون من هذا وفي رواية فيقال له قد سئلت أيسر من ذلك وفي رواية فيقال له كذبت قد سئلت أيسر من ذلك المراد بأردت في الرواية الأولى طلبت منك وأمرتك وقد أوضحته في الروايتين الأخيرتين بقوله قد سئلت أيسر فتعين تأويل أردت بذلك جمعاً بين الروايات ولأنه يستحيل عند أهل الحق أن يريد الله تعالى شيئاً ولا يقع ومذهب أهل الحق أن الله تعال مريد بجميع الكائنات خيرها وشرها ومنها الإيمان والكفر فهو سبحانه مريد لإيمان المؤمن ومريد لكفر الكافر خلافاً للمعتزلة في قولهم أنه أراد إيمان الكافر ولم يرد كفره تعالى الله عن قولهم الباطل فإنه يلزم من قولهم إثبات العجز في حقه تعالى وأنه وقع في ملكه ما لم يرده وأما هذا الحديث فقد بينا تأويله وأما قوله فيقال له كذبت فالظاهر أن معناه أنه يقال له لو رددناك إلى الدنيا وكانت لك كلها أكنت تفتدي بها فيقول نعم فيقال له كذبت قد سئلت أيسر من ذلك فأبيت ويكون هذا من معنى قوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه (أن لا يشرك بي شيئاً) قال المناوي أي بأن لا تشرك بي شيئاً من المخلوقات انتهى والظاهر أنه بدل من قوله ما هو أهون من ذلك (فأبيت إلا الشرك) أي امتنعت من الإيمان إذ أخرجتك إلى الدنيا واخترت الشرك (ت) عن أنس • (أن الله تعالى يقول أن الصوم لي) أي سر بيني وبين عبدي (وأنا أجزي به) قال العلقمي اختلف العلماء في المراد بهذا مع أن الأعمال كلها له تعالى وهو الذي يجزي بها على أقوال • أحدها أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره قاله أبو عبيد قال ويؤيده حديث ليس في الصوم رياء قال وذلك لأن الأعمال إنما تكون بالحركات إلا الصوم فإنما هو بالنية التي تخفى على الناس • الثاني معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير ويشهد له سياق رواية الموطا حيث قال كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله قال الله إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به أي أجازي عليه جزاء كثيراً من غير تعيين لمقداره • الثالث أن الصيام لم يعبد به غير الله بخلاف الصدقة والصلاة ونحو ذلك • الرابع أن جميع العبادات يوفى منها مظالم العباد إلا الصوم روى البيهقي عن ابن عيينة قال إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدى ما عليه من المظالم من عمله حتى لا يبقى له إلا الصوم فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة وهذا اختاره ابن العربي (أن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح) أي فرح بزوال جوعه وعطشه وقيل بإتمام عبادته وسلامتها من المفسدات (وإذا لقي الله تعالى فجزاه فرح) أي لما يراه من جزيل ثوابه (والذي نفس محمد بيده) أي بقدرته وتصريفه (لخلوف

فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) بضم الخاء المعجمة واللام وسكون الواو وفاء قال عياض هذه الرواية الصحيحة وبعض الشيوخ يقول بفتح الخاء قال الخطابي وهو خطأ والمراد به تغير طعم الفم وريحه لتأخر الطعام أي لخلو المعدة عن الطعام وحكى القابسي الوجهين وبالغ النووي في شرح المهذب فقال لا يجوز فتح الخاء فإن قيل الله تعالى منزه عن استطابة الروائح إذ ذاك من صفات الحوادث أجيب بأنه مجاز لأنه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك للصوم لتقريبه عند الله فالمعنى أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندكم وقيل المراد أن ذلك في حق الملائكة وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك وقيل المعنى أن الله تعالى يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما يأتي المكلوم وريح جرحه يفوح وقيل المعنى أن الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر ورجح النووي هذا الأخير وحاصله حمل معنى الطيب على القبول والرضى وقد نفل القاضي حسين في تعليقه أن للطاعات يوم القيامة ريحاً يفوح قال فرائحة الصيام فيها بين العبادات كالمسك وهل المراد أن ذلك أطيب عند الله يوم القيامة أو فى الدنيا قال العلقمي وقد تنازع ابن عبد السلام وابن الصلاح في هذه المسئلة فذهب ابن عبد السلام أن ذلك في الآخرة كما في دم الشهداء واستدل بالرواية التي فيها يوم القيامة وذهب ابن الصلاح إلى أن ذلك في الدنيا واستدل بما رواه الحسن بن سفيان في مسنده والبيهقي في الشعب وأما الثانية فإن خلوف أفواههم حين يمسون عند الله أطيب من ريح المسك قال وذهب جمهور العلماء إلى ذلك انتهى قال ابن حجر واتفقوا على أن المراد بالصيام هنا صيام من سلم صيامه من المعاصي قولاً وفعلاً (حم م ن) عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري معاً • (أن الله تعالى يقول أنا ثالث الشريكين) أي بالمعونة وحصول البركة قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي شركة الله تعالى للشريكين على الاستعارة كأنه تعالى جعل البركة والفضل بمنزلة المال المخلوط فسمى ذاته تعالى ثالثا لهما (ما لم يخن أحدهما صاحبه) قال العلقمي تحصل الخيانة ولو بشيء قليل كفلس ونحوه نعم ما يعلم به رضاه كفلس للسائل والفقير فهذا ليس بخيانة ويحتاط فيما يقع فيه الشك (فإذا خانه خرجت من بينهما) قال الرافعي معناه أن البركة تنزع من مالهما (دك) عن أبي هريرة وصححه الحاكم وسكت عليه أبو داود قيل والصواب مرسل • (أن الله تعالى يقول يا ابن آدم تفرغ لعبادتي) أي تفرغ عن مهماتك لعبادتي (املأ) بالجزم جواب الأمر (صدرك غنى) أي قلبك والغنى إنما هو غنى القلب (واسد فقرك) أي تفرغ عن مهماتك لعبادتي اقض مهامتك واغنك عن خلقي (وأن لا تفعل) أي وإن لم تتفرغ لذلك واسترسلت في طلب الدنيا (ملأت يديك شغلاً) قال المناوي بضم الغين المعجمة وضم الشين قبلها وتسكن الغين للتخفيف (ولم أسد فقرك) أي تستمر فقير القلب منهمكاً في طلب الدنيا وإن كنت

غنياً من المال (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يقول إذا أخذت كريمتي عبدي) أي أعميت عينيه الكريمتين عليه (في الدنيا لم يكن له عندي جزاء إلا الجنة) أي دخولها مع السابقين أو بغير عذاب وهذا قيده في حديث آخر بما إذا صبر واحتسب (ت) عن أنس ورجاله ثقات • (أن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون لجلالي) أي لعظمتي وطاعتي لا لدنيا (اليوم أظلهم في ظلي) أي ظل عرشي والمراد أنهم في ظله من الحر والشمس ووهج الموقف وأنفاس الخلق وقيل معناه كفهم من المكاره وإكرامهم وجعلهم في كنفه وستره ويحتمل أن الظل هنا كناية عن الراحة والنعيم (يوم لا ظل إلا ظلي) أي أنه لا يكون من له ظل كما في الدنيا ويوم لا ظل حال من ظل المذكور قبله أي أظلهم في ظلي حال كونه كائناً يوم لا ظل إلا ظلي هذا هو الظاهر (حم م) عن أبي هريرة • (أن الله تعالى يقول أنا مع عبدي) أي معه بالرحمة والتوفيق والهداية (ما ذكرني وتحركت به شفتاه) أي مدة ذكره إياي (حم هـ ك) عن أبي هريرة • (أن الله تعالى يقول أن عبدي كل عبدي) بنصب كل أي عبدي حقاً أو الكامل في عبيدي (الذي يذكرني وهو ملاق قرنه) بكسر القاف وسكون الراء أي عدوه المقارن له في القتال فلا يغفل عن ربه حتى في حال معاينة الهلاك (ت) عن عمارة بضم العين (ابن زعكرة) بفتح الزاي والكاف وسكون العين المهملة وهو حديث حسن غريب • (أن الله تعالى يقول أن عبداً) أي مكلفاً (أصححت له جسمه ووسعت له في معيشته يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليِّ) بشدة الياء أي لا يزور بيتي وهو الكعبة يعني لا يقصدها بنسك (لمحروم) أي من الخير الحاصل بفعل النسك (ع حب) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يقول أنا خير قسيم) أي قاسم أو مقاسم (لمن أشرك بي) بالبناء للمفعول (من أشرك بي شيئاً) بالبناء للفاعل أي من الخلق في عمل من الأعمال (فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك بي أنا عنه غني) قال المناوي وقليله وكثيره بالنصب على البدل من العمل أو على التوكيد ويصح رفعه على الابتداء ولشريكه خبره والجملة خبران وتمسك به من قال العمل لا يثاب عليه إلا أن أخلص لله كله واختار الغزالي اعتبار غلبة الباعث (الطيالسي (حم) عن شداد بن أوس) وإسناده حسن • (أن الله تعالى يقول لأهل الجنة) أي بعد دخولهم إياها (يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا) لبيك من التلبية وهي إجابة المنادى ولم يستعمل الأعلى لفظ التثنية في معنى التكرير أي أجبناك إجابة بعد إجابة وهو منصوب على المصدر بعامل لا يظهر كأنك قلت الب البابا بعد الباب وأصل لبيك لبين لك فحذفت النون للإضافة وعن يونس أنه غير مثنى بل اسم مفرد ويتصل به الضمير بمنزله على ولدي (وسعديك) قال المناوي بمعنى الإسعاد وهو الإعانة أي نطلب منك إسعاداً بعد إسعاد انتهى وقال العلقمي هو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال أي

ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإسعاداً بعد إسعاد ولهذا ثنى انتهى وفي نسخة شرح عليها المناوي بعد وسعديك والخير في يديك فإنه قال أي في قدرتك ولم يذكر الشر لأن الأدب عدم ذكره صريحاً (فيقول هل رضيتم) أي بما صرتم إليه من النعيم المقيم والاستفهام للتقرير قال العلقمي وفي حديث جابر عند البزار وصححه ابن حبان هل تشتهون شيئاً (فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا) وفي رواية وهل شيء أفضل مما أعطيتنا (ما لم تعط أحداً من خلقك) أي الذين لم تدخلهم الجنة (فيقول إلا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا ربنا وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل) بضم أوله وكسر الحاء المهملة أي انزل (عليكم رضواني) قال العلقمي بكسر أوله وضمه وفي حديث جابر قال رضواني أكبر وفيه تلميح بقوله تعالى ورضوان من الله أكبر لأن الله رضاه سبب كل فوز وسعادة وكل من علم أن سيده راض عليه كان أقر علينه من كل نعيم لما في ذلك من التعظيم والتكريم وفي هذا الحديث أن النعيم الذي حصل لأهل الجنة لا مزيد عليه (فلا أسخط عليكم بعده أبداً) قال المناوي مفهومه أنه لا يسخط على أهل الجنة انتهى بل منطوقه ذلك (حم ق ت) عن أبي سعيد الخدري • (أن الله تعالى يقول أنا عند ظن عبدي بي إن خيراً فخير وإن شراً فشر) قال المناوي أي أعامله على حسب ظنه وأفعل به ما يتوقعه مني وقال العلقمي قال النووي قال القاضي قيل معناه الغفران له إذا استغفر والقبول إذا ناب والإجابة إذا دعا والكفاية إذا طلب الكفاية وقيل المراد الرجا وتأميل العفو وهذا أصح (طس حل) عن وائلة • (أن الله تعالى يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني) بفتح المثناة الفوقية وضم العين من عاد يعود عيادة فهو عائد والمريض معود وأما أعاد فمصدره الإعادة تقول أعاد فلان الجدار مثلاً إعادة فهو معيد والجدار معاد (قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عندي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي) قال العلقمي قال النووي قال العلماء أضاف المرض سبحانه إليه والمراد العبد تشريفاً للعبد وتقريباً قالوا ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي ويدل عله قوله في تمام الحديث لو أطعمته لوجدت ذلك عندي لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه (م) عن أبي هريرة • (أن الله تعالى يقول أني لا هم بأهل الأرض عذاباً) بفتح اللام والهمزة وكسر الهاء وتضم وشدة الميم أي اعزم على إيقاع العذاب بهم وعذاباً منصوب على التمييز (فإذا نظرت إلى عمار بيوتي) أي عمار المساجد أنواع العبادة من صلاة وذكر ونحو ذلك (المتحابين في) أي لأجلي لا لغرض سوى ذلك

(والمستغفرين بالأسحار) أي الطالبين من الله المغفرة في الأسحار (صرفت عذابي عنهم) أي عن أهل الأرض إكراماً لمن ذكر وفيه فضل الاستغفار بالسحر على الاستغفار في غيره والسحر محرك قبل الفجر (هب) عن أنس وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يقول أني لست على كل كلام الحكيم اقبل) الحكيم بمعنى الحاكم وهو القاضي والحكيم فعيل بمعنى فاعل وقيل الحكيم ذو الحكمة (ولكن اقبل على همه وهواه فإن كان همه وهواه فيما يحب الله ويرضى) فيه التفات (جعلت صمته) أي سكوته (حمداً لله ووقاراً وإن لم يتكلم) قال المناوي فيه رمز إلى علو مقام الفكر ومن ثم قال الفضيل أنه مخ العبادة وأعظمها (ابن النجار عن المهاجرين حبيب • (أن الله تعالى يكتب للمريض أفضل ما كان يعمل في صحته ما دام في وثاقه) أي مرضه قال المناوي والمراد مرض ليس أصله معصية ترسله بسببه (وللمسافر) أي ويكتب للمسافر (أفضل ما كان يعمل في حضره) أي إذا شغله السفر عن ذلك العمل والمراد السفر الذي ليس بمعصية (طب) (عن أبي موسى) الأشعري • (أن الله تعالى يكره فوق سمائه) قال المناوي خص الفوقية إيماء إلى أن كراهة ذلك شائعة متعارفة بين الملأ الأعلى (أن يخطأ أبو بكر الصديق) أي يكره أن ينسب إليه الخطأ (في الأرض) لكمال صديقيته وإخلاص سريرته (الحارث (طب) وابن شاهين في السنة عن معاذ) وإسناده ضعيف • (أن الله تعالى يكره من الرجال الرفيع الصوت) أي شديده (ويحب الخفيض من الصوت) قال تعالى واغضض من صوتك الآية (هب) عن أبي أمامة • (أن الله تعالى يلوم على العجز) أي التقصير والتهاون في الأمور قال العلقمي قال ابن رسلان العجز في الأصل عدم القدرة على الشيء فليس للعبد تأثير في القدرة بل القدرة في الحقيقة لله تعالى والعجز عند المتكلمين صفة وجودية قائمة بالعاجز تضاد القدرة والتقابل بينهما تقابل الضدين ومع هذا فالله تعالى يلوم على العجز وهو عدم الداعية الجازمة التي يسمى بها مكتسباً وإن كانت القدرة لله تعالى (ولكن عليك بالكيس) بفتح فسكون التيقظ في الأمر وإتيانه من حيث يرجى حصوله (فإذا غلبك أمر) أي بعد الاحتياط ولم تجد إلى الدفع سبيلاً (فقل حسبي الله ونعم الوكيل) أي لعذرك حينئذ وحاصله لا تكن عاجزاً وتقول حسبي الله بل كن يقظاً حازماً فإذا غلبك أمر فقل ذلك وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المفضي عليه لما أدبر حسبي الله ونعم الوكيل تعريضاً بأنه مظلوم فذكره أي أنت مقصر بترك الأشهاد والاحتياط (د) عن عوف بن مالك وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر) برفع الآخر لأنه صفة لثلث واختلفت الروايات في تعيين الوقت وقد انحصرت في ستة أشياء هذه ثانيها إذا مضى الثلث الأول ثالثها الثلث الأول أو النصف رابعها لنصف خامسها النصف أو الثلث الأخير وسادسها الإطلاق وجمع بين الروايات بأن ذلك يقع بحسب اختلاف

الأحوال لكون أوقات الليل تختلف في الزمان وفي الآفاق باختلاف تقدم دخول الليل عند قوم وتأخره عند قوم ويحتمل أن يكون النزول في وقت والقول في وقت (نزل إلى السماء الدنيا) أي القربى وقد اختلف في معنى النزول فمنهم من أجراه على ما ورد مؤمناً به على طريق الإجمال منزهاً لله عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف وهذا معنى التفويض وهو أسلم وقال بعضهم النزول راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته بل ذلك عبارة عن ملكه الذي ينزل بأمره ونهيه والنزول كما يكون في الجسام يكون في المعاني فالمعنى ينزل أمره أو الملك بأمره أو هو استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم (فنادى هل من مستغفر) أي طالب للغفران منى فأغفر له (هل من تائب) أي نادم على ما صدر منه من الذنوب عازم على عدم العود فأتوب عليه (هل من سائل) فيعطى ما سأل (هل من داع) فاستجيب له (حتى ينفجر الفجر) قال المناوي وخص ما بعد الثلث أو النصف من الليل لأنه وقت التعرض لنفحات الرحمة وزمن عبادة المخلصين انتهى وفي الحديث أن الدعاء آخر الليل أفضل وكذا الاستغفار ويشهد له قوله تعالى والمستغفرين بالأسحار وأن الدعاء في ذلك الوقت مجاب ولا يعترض بتخلفه عن بعض الداعين لأن سبب التخلف وقوع الخلل في شرط من شروط الدعاء كالاحتراز في المطعم والمشرب والملبس أو لاستعجال الداعي أو يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم أو تحصل الإجابة ويتأخر حصول المطلوب لمصلحة العبد أو لأمر يريده الله تعالى (حم م) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة معاَ • (أن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان) أي ينزل أمره أو رحمته (إلى السماء الدنيا) قال المناوي أي ينتقل من مقتضى صفات الجلال المقتضية للقهر والانتقام من العصاة إلى مقتضى صفات الإكرام المقتضية للرأفة والرحمة وقبول المعذرة والتلطف والتعطف (فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) قبيلة معروفة خصهم لأنه ليس في العرب أكثر غنماً منهم قال المناوي والمراد غفران الصغائر قال الترمذي لا يعرف إلا من حديث الحجاج بن أرطاه وسمعت محمداً يعني البخاري يضعف هذا الحديث (حم ت هـ) عن عائشة • (أن الله تعالى ينزل) بضم أوله (على أهل هذا المسجد مسجد مكة) بالجر عطف بيان (في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة ستين للطائفين) بالكعبة (وأربعين للمصلين) بالمسجد الحرام (وعشرين للناظرين) إلى الكعبة (طب) والحاكم في الكنى (وابن عباس) وهو حديث ضعيف • (أن الله تعالى ينزل المعونة على قد المؤنة) أي يعين الإنسان على قدر مايحتاج إليه من المؤنة بحسب حاله وما يناسبه (وينزل الصبر) على قدر البلاء فمن عظمت مصيبته أفيض عليه الصبر بقدرها وإلا لهلك أهلها (عد) وابن لال في المكارم عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم) أي لأن الحلف بشيء يقتضي تعظيمه والعظمة إنما هي لله وحده قال المناوي وهذا الحديث قد اختصره المؤلف ولفظ رواية الشيخين من

حديث ابن عمر ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت انتهى والمشهور عند الشافعية والمالكية أن الحلف بغير الله تعالى كالنبي والكعبة وجبريل مكروه كراهة تنزيه والمشهور عند الحنابلة التحريم قال العلقمي فإن اعتقد في المحلوف به من التعظيم ما يعتقده في الله كفر وعلي يحمل خبر الحاكم من حلف بغير الله كفر وهذا إذا لم يسبق إليه لسانه أما إذا سبق إليه لسانه بلا قصد فلا كراهة بل هو من لغو اليمين فإن قال إن فعلت كذا فأنا يهودي أو بريء من الله أو من رسوله أو من الإسلام أو من الكعبة وأنا مستحل للخمر أو الميتة فليس بيمين لعرائه عن ذكر اسم الله أو صفته ثم أن قصد به تبعيد نفسه عن ذلك أو أطلق لم يكفر لكنه ارتكب محرماً أو صد الرضى بذلك أن فعله كفر في الحال فإن لم يكفر استحب له أن يأتي بالشهادتين وأن يستغفر الله تعالى ويستحب لكل من تكلم بكلام قبيح أن يستغفر الله تعالى وتجب التوبة من كل كلام محرم وسببه كما في البخاري عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب يحلف بأبيه فقال ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالف فليحلف بالله أو ليصمت وفي رواية له أيضاً أن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم قال عمر فوالله حلفت بها منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ذاكراً ولا آثراً وقوله ذاكراً أي عامداً ولا آثراً أي حاكياً عن الغير ما حلفت بها ولا حكيت ذلك عن غيري كقوله أن فلاناً قال وحق أبي مثلاً (حم ق 3) عن ابن عمر بن الخطاب • (أن الله تعالى يوصيكم بأمهاتكم) من النسب (ثلاثاً) أي كرره ثلاثاً لمزيد التأكيد (أن الله تعالى يوصيكم بآبائكم مرتين) أي كرره مرتين إشارة إلى تأكده وأنه دون حق الأم وسبب تقديم الأم في البر كثرة تعبها عليه وشفقتها وخدمتها وحصول المشاق في حمله ثم وضعه ثم إرضاعه ثم تربيته وخدمته ومعالجة أوساخه وتمريضه وغير ذلك (أن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب) من النسب قاله مرة واحدة إشارة إلى أنه دون ما قبله فيقدم في البر الأم ثم الأب ثم الأولاد ثم الأجداد والجدات ثم الإخوة والأخوات ثم سائر المحارم كالأعمام والعمات والخالات وقال بعض العلماء من وقر أباه طال عمره ومن وقر أمه رأى ما يسره (خده طب ك) عن المقدام بن معدي كرب بإسناد حسن • (أن الله تعالى يوصيكم بالنساء خيرا) بأن تحسنوا معاشرتهن وتوفوهن ما يجب لهن (فإنهن أمهتكم وبناتكم وخالاتكم) يحتمل أن المراد أنهن مثلهن في الشفقة وغيرها (أن الرجل من أهل الكتاب يتزوج المرأة وما تعلق يداها الخيط) بفتح المثناة الفوقية وضم اللام أي لا يكون في يدها شيء من الدنيا حتى التافه جداً كالخيط والمراد أنها في غاية الفقر (فما يرغب واحد منهما عن صاحبه) أي حتى يموتا كما في رواية يعني أن أهل الكتاب يتزوج أحدهم المرأة الفقيرة جداً فيصبر عليها ولا يفارقها إلا بالموت فافعلوا ذلك ندباً إلا لعذر كان كانت سيئة الخلق فلا تكره مفارقتها

حينئذ (طب) عن المقدام بن معدي كرب ورجاله ثقات • (أنالإبل خلقت من الشياطين) يعني خلقت من طباع الشياطين (وأن وراء كل بعير شيطاناً) يعني إذا نفر البعير كان نفاره من شيطان يعدو خلفه فينفره فإذا أردتم ركوبها فسموا الله فإن التسمية تطرد ذلك الشيطان (ص) عن خالد بن معدان بفتح الميم وسكون العين المهملة مرسلاً • (أن الأرض لتعج) بعين مهملة وجيم يقال عج يعج كضرب يضرب أي ترفع صوتها (إلى الله تعالى تشكون من الذين يلبسون الصوف) بفتح الموحدة (رياء) أي إيهاماً للناس أنهم من الصوفية الصلحاء الزهاد ليعتقدوا ويعطوا (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (أن الأرض لتنادي كل يوم) أي من على ظهرها من الآدميين نداء متسخط متوعد (سبعين مرة) يعني نداء كثيراً بلسان الحال أو المقال أن الذي خلق النطق في الإنسان قادر على خلقه في غيره (يا بني آدم كلوا ما شئتم) أكله من الأطعمة اللذيذة (واشتهيتم) أي منها وهذا أمر وارد على منهاج التهكم بدليل (فوالله لآكلن لحومكم وجلودكم) أي إذا صرتم في بطني أفنيتها ومحقته كما يفنى الحيوان ما يأكله والنداء لمن أكل منها بشهوة ونهمة وهذا مخصوص خص منه من لا تأكل الأرض جسده كالأنبياء والعلماء العاملين والأولياء والمؤذن المحتسب والشهيد (الحكيم عن ثوبان) مولى المصطفى • (أن الإسلام بدا) روى بالهمزوري بدونه أي ظهر (عربياً) أي في قلة من الناس ثم انتشر يعني كان الإسلام في أوله كالغريب الوحيد الذي لا أهل له لقلة المسلمين يومئذ وقلة من يعمل بالإسلام (وسيعود غريباً كما بدا) أي وسيلحقه الفساد والاختلال لفساد الناس وظهور الفتن وعدم القيام بواجبات الإيمان كالصلاة حتى لا يبقى إلا في قلة من الناس أيضاً كما بدا (فطوبى) أي فرحة وقرة عين أو سرور وغبطة أو الجنة أو شجرة فيها (للغربا) فسرهم صلى الله عليه وسلم في رواية بأنهم الذي يصلحون ما أفسد الناس بعده من سنته أي الذين يعتنون بإصلاح ما أفسد الناس من السنة يصيرون فيهم كالغرباء (م هـ) عن أبي هريرة وعن ابن مسعود (هـ) عن أنس (طب) عن سلمان وسهل بن سعد وابن عباس • (أن الإسلام بدا جذعاً) بجيم وذال معجمة أي شاباً فتياً والفتى من الإبل ما دخل في الخامسة (ثم ثنيا) الثني من الإبل ما دخل في السادسة (ثم رباعيا) بخفة المثناة التحتية ما دخل في السابعة (ثم سديساً) هو ما دخل في الثامنة (ثم بازلاً) هو ما دخل في التاسعة وحين يطلع نابه وتكمل قوته قال عمر رضي الله تعالى عنه وما بعد البزول إلا النقصان أي فالإسلام استكمل قوته وسيأخذ في النقصان (حم) عن رجل قال المناوي وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات • (أن الإسلام نظيف فتنظفوا) قال العلقمي المراد نظفوا بواطنكم وظواهركم والنظافة في الباطن كناية عن خلوص العقيدة ونفي الشرك ومجانبة الأهواء ثم نظافة القلب عن الغل والحقد والحسد وأمثالهم ثم نظافة المطعم والملبس عن الحرام والشبه

ونظافة الظاهر عن ملابسة القاذورات طهر بالنار ليصلح لجوار الغفار في دار الأبرار وقد تدركه العناية الإلهية فيعفى عنه (خط) عن عائشة (أن الأعمال ترفع يوم الإثنين والخميس) أي الأعمال القولية والفعلية ترفع إلى الله تعالى فيهما (فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) قال المناوي وفي رواية وأنا في عبادة ربي وهذا غير العرض اليومي والعامي فاليومي إجمالاً وما عداه تفصيلاً أو عكسه (الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة (هب) عن أسامة بن زيد • (أن الإمام العادل) بين رعيته بأن لا يجور في حكمة ولا يظلم (إذا وضع في قبره) أي على شقه الأيمن (ترك على يمينه) أي لم تحوّله عنه الملائكة (فإذا كان جائراً نقل من يمينه) وأضجع (على يساره) لأن اليمين يمن وبركة فهو للأبرار والشمال للفجار ابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز بلاغاً أي قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك • (أن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم) قال العلقمي • قال في النهاية أي إذا اتهموهم وجاهرهم بسوء الظن فيهم أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ففسدوا انتهى قال المناوي ومقصود الحديث حث الإمام على التغافل وعدم تتبع العورات (دك) عن جبير بن نغير بنون وفاء مصغراً وكثيرين مرة والمقدام وأبي أمامة • (أن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب) بفتح اللام الأولى وكسر الثانية وفتح المثناة التحتية أي يكاد أن يبلى وصفه بذلك على طريق الاستعارة (فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم) فيه أن الإيمان يزيد وينقص قوله عن ابن عمر هو ابن الخطاب بإسناد حسن (طب ك) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد رواته ثقات هذا ما في النسخة التي شرح عليها المناوي وفي كثير من النسخ (طب ك) عن ابن عمر (أن الإيمان ليأرز) بلام التوكيد وهمزة ساكنة فراء مهملة فزاي ليضم (إلى المدينة) النبوية يعني يجتمع أهل الإيمان فيها وينضمون إليها (كما تأرز الحية إلى جحرها) بضم الجيم أي كما تنضم وتلتجي إليه إذا انتشرت في طلب المعاش ثم رجعت فكذا الإيمان قال المناوي شبه انضمامهم إليها بانضمام الحية لأن حركتها اشق لمشيها على بطنها والهجرة إليها كانت مشقة وقال العلقمي بعد كلام قدمه فكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار الصحابة وقال الداودي كان هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والقرن الذي كان فيهم والذين يلونهم والذين يلونهم خاصة وقال القرطبي فيه تنبيه على صحة مذهب أهل المدينة وسلامتهم من البدع وأن عملهم حجة كما رواه مالك وهذا إن سلم اختص بعصر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وأما بعد ظهور الفتن وانتشار الصحابة في البلاد ولا سيما في أواخر المائة الثانية وهلم جرا فهو بالمشاهدة

بخلاف ذلك (حم ق هـ) عن أبي هريرة • (أن البركة تنزل في وسط الطعام) قال المناوي بسكون السين أي الإمداد من الله تعالى ينزل في وسطه (فكلوا من حافاته) أي من جوانبه وأطرافه (ولا تأكلوا من وسطه) في ابتداء الأكل أي يكره ذلك تنزيهاً لكونه محل تنزلات الرحمة والأمر فيه للندب والخطاب للجماعة أما المنفرد فيأكل من الحافة التي تليه وعليه تنزل رواية حافته بالإفراد (ت ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (أن البيت) أي المكان الذي يستقر فيه سواء كان بناء أو خيمة أو غير ذلك (الذي فيه الصور) أي ذوات الأرواح ما لم تمتهن أو يقطع رأسها قال العلقمي قال ابن العربي حاصل ما في اتخاذ الصور أنه إن كانت ذوات أجسام حرم بالإجماع وإن كانت رقماً فأربعة أقوال الأول يجوز مطلقاً على ظاهر قوله في الحديث إلا رقماً في ثوب الثاني المنع مطلقاً حتى الرقم الثالث إن كانت الصورة باقية الهيئة قائمة الشكل حرم وإن قطعت الرأس وتفرقت الأجزاء جاز قال وهذا هو الأصح الرابع إن كان مما يمتهن جاز وإن كان معلقاً لم يجز (لا تدخله الملائكة) أي ملائكة الرحمة أما الحفظة فلا يفارقون الشخص في كل حال وبه جزم ابن وضاح والخطابي وآخرون قال القرطبي كذا قال بعض علمائنا والظاهر العموم والتخصيص الدال على كون الحفظة لا يمتنعون من الدخول يس نصاً قال في الفتح ويؤيده أن من الجائز أن يطلعهم الله تعالى على عمل العبد ويسمعهم قوله وهم بباب الدار مثلاً ومثل الحفظة ملائكة الموت لا يمتنعون من الدخول وإنما لم تدخل الملائكة البيت الذي فيه الصور لأن متخذها قد تشبه بالكفار لأنهم يتخذون الصور في بيوتهم ويعظمونها فكرهت الملائكة ذلك فلم تدخل بيته هجراً له لذلك وسببه كما في البخاري عن عائشة أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهة فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أيدت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال هذه النمرقة قلت اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها فقال رسول الل هـ صلى الله عليه وسلم أن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحييوا ما خلقتم وقال أن البيت فذكره والنمرقة فبفتح النون وسكون الميم وضم الراء بعدها قاف كذا ضبطها الفرّ أو غيره وضبطها ابن السكيت بضم النون أيضاً وبكسرها وكسر الراء وقيل في النون الحركات الثلاث والراء مضمرة جزماً والجمع نمارق وهي الوسائد التي يصف بعضها إلى بعض وقيل النمرقة الوسادة التي يجلس عليها مالك في الموطأ (ق) عن عائشة • (أن البيت الذي يذكر الله فيه) قال المناوي بأي نوع من أنواع الذكر (ليضيء) حقيقة لا مجازاً خلافاً لمن وهم (لأهل السماء) أي الملائكة (كما تضيء النجوم لأهل الأرض) من الآدميين وغيرهم من سكانها أبو نعيم في المعرفة عن سابط • (أن الحجامة في الرأس دواء من كل داء) بتنوين داء كما هو ظاهر كلام المناوي فإنه قال وأبدل منه قوله (الجنون والجذام) بضم الجيم داء معروف (والعشا) بفتح العين والقصر

ضعف البصر أو عدم الإبصار ليلاً (والبرص) وهو داء يغير لون البشرة ويذهب دمويتها (والصداع) بضم الصاد المهملة وجع الرأس (طب) عن أم سلمة أم المؤمنين • (أن الحياء والإيمان قرنا جميعاً) قال المناوي أي جمعهما الله ولازم بينهما فحيثما وجد أحدهما وجد الآخر انتهى ولعل المراد أنه لو وجد الكامل من كل منهما وجد الآخر (فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) قال المناوي لتلازمها في ذلك لأن المكلف إذا لم يستح من الله لا يحفظ الرأس وما وعى ولا البطن وما حوى ولا يذكر الموت والبلا كما في الحديث المار بل ينهمك في المعاصي (ك هب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (أن الحياء والإيمان في قرن) بالتحريك أي مجموعان متلازمان كأنهما شدا بحبل قال العلقمي قال في النهاية القرن بالتحريك الحبل الذي يشد به ومنه الحياء والإيمان في قرن أي مجموعان في حبل أو قرن (فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر) أي إذا نزع من عبد الحياء تبعه الإيمان وعكسه ولعل المراد الكامل كما تقدم (هب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (أن الخصلة الصالحة تتكون في الرجل فيصلح الله له بها عمله كله) فإذا كان هذا في خصلة واحدة فما بالك بمن جمع خصب إلا عديدة من الخير (وطهور الرجل) بضم الطاء أي وضوءه وغسله من الجنابة والخبث (لصلاته) أي لأجلها (يكفر الله به ذنوبه) أي الصغائر (وتبقى صلاته له نافلة) أي زيادة في الأجر (ع طس هب) عن أنس وإسناده حسن • (أن الدال على الخير كفاعله) أي في مطلق حصول الثواب وإن اختلف القدر قال المناوي بل قد يكون أجر الدال أعظم ويدخل فيه معلم العلم دخولاً أولوياً قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن أنس بن مالك قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يحمله فدله على آخر فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أن الدال على الخير كفاعله (ت) عن أنس • (أن الدنيا ملعونة) أي مطرودة عن الله (ملعون ما فيها) أي مما يشغل عن الله قال العلقمي قال الدميري قال أبو العباس القرطبي لا يفهم من هذا الحديث إباحة لعن الدنيا وسبها مطلقاً لما روينا من حديث أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدنيا فنعم مطية المؤمن الدنيا عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر وأنه إذا قال العبد لعن الله الدنيا قالت الدنيا لعن الله أعصانا لربه خرجه الشريف أبو القاسم زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي وهذا يقتضي المنع من سب الدنيا ولعنها ووجه الجمع بينهما أن المباح لعنه من الدنيا ما كان مبعداً عن الله وشاغلاً عنها كما قال بعض السلف كل ما شغلك عن الله من مال وولد فهو عليك مشئوم وهو الذي نبه الله على ذمّه بقوله تعالى إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد وأما ما كان من الدنيا يقرب من الله ويعين على عبادة الله فهو المحمود بكل لسان والمحبوب لكل إنسان فمثل هذا لا يسب بل يرغب فيه ويحب وإليه الإشارة بالاستثناء حيث قال (إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلماً)

وهو المصرح به في قوله فنعمت مطية المؤمن عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر وبهذا يرتفع التعارض بين الحديثين وعالماً أو متعلماً قال المناوي بنصبهما عطفاً على ذكر الله ووقع الترمذي بلا ألف لا لكونهما مرفوعين لأن الاستثناء من نام موجب بل لأن عادة كثير من المحدثين إسقاط الألف من الخط (ت هـ) عن أبي هريرة قال الترمذي حسن غريب • (أن الدين النصيحة) وهي كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح وقيل هي بذل الجهد في إصلاح المنصوح وقيل هي كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح أي هي عماد دين الإسلام وقوامه وقد قال العلماء أن هذا الحديث ربع الإسلام أي أحد أحاديث أربعة يدور عليها وقال النووي بل المدار عليه وحده كما قال العلماء النصيحة (لله) معناها الإيمان به ووصفه بما يجب له وتنزيهه عما لا يليق به وإتيان طاعته وترك معصيته وموالاة من أطاعه ومعاداة من عصاه وجهاد من كفر به والاعتراف بنعمه والشكر عليها والإخلاص في جميع الأمور والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة والتلطف بجميع الناس وهذه الأوصاف راجعة إلى العبد في نصحه نفسه فإن الله غني عن نصح الناصح (ولكتابه) أي بالإيمان به بأنه كلامه تعالى وتنزيله لا يشبه شيئاً من كلام الخلق ولا يقدر على مثله أحد وبتعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه عند تأويل المحرفين وطعن الطاعنين وبالتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه والاعتبار بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء إليه وإلى ما ذكرنا من نصيحته (ولرسوله) أي بالإيمان بجميع ما جاء به وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حياً وميتاً وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه وإعظام حقه وتوقيره وإحياء طريقته وسنته ونفي التهمة عنها والتفهم في معانيها والدعاء إليها والتلطف في تعلمها وتعليمها وإجلالها والتأدب عند قراءتها والإمساك عن الكلام فيها بغير علم وإجلال أهلها لانتسابهم إليها والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة أهل نبيه وأصحابه ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه (ولأئمة المسلمين) أي بمعاونتهم على الحق وطاعتم فيه وأمرهم به وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتألف قلوب الناس لطاعتهم وأداء الصدقات لهم وأن يدعي لهم بالصلاح وهذا على أن المراد بالأئمة الولاة وقيل هم العلماء فنصيحتهم قبول ما رووه وتقليدهم في الأحكام وإحسان الظن بهم (وعامتهم) أي بإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وكف الأذى عنهم وتعليمهم ما جهلوه وستر عوراتهم وسد خلاتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم والذب عن أموالهم وأعراضهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه وحثهم على التخلق بجميع ما ذكر

من أنواع النصيحة قال ابن بطال في هذا الحديث أن النصيحة تسمى ديناً وإسلاماً وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول قال النووي والنصيحة فرض كفاية يجزى فيه من قام به ويسقط عن الباقين قال وهي لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه ويطاع أمره وأمن على نفسه المكروه فإن خشي أذى فهو في سعة الله (حم م دن) عن تميم بن أوس (الداري (ت ن) عن أبي هريرة (حم) عن ابن عباس • (أن الدين يسر) أي دين الإسلام ذو يسر أو سمى الدين يسراً مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله لأن الله تعالى رفع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم ومن أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم وتوبة هذه الأمة بالإقلاع والعزم على عدم العود والندم (ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) المشادة المغالبة قال العلقمي والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب قال ابن المنير في هذا الحديث علم من أعلام النبرة فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع انتهى قال في الفتح وليس المراد منع طلب إلا كمل في العبادة فإنه من الأمور المحمودة بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال والمبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الفضل أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح أي عن وقت الفضيلة أو إلى أن خرج الوقت المختار أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة وفي حديث محجن بن الأدرع عند أحمد أنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمبالغة وخير دينكم أيسر وقد يستفاد من هذا الإشارة إلى الأخذ بالرخصة الشرعية فإن الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع كمن يترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء فيفضي به استعمال الماء إلى حصول الضرر وليس في الدين على هذه الرواية إلا النصب وفي رواية ولن يشاد الدين إلا غلبه بإضمار الفاعل للعلم به وحكى صاحب المطالع أن أكثر الروايات برفع الدين على أن يُشاد مبني لما لم يسم فاعله وعارضه النووي بأن أكثر الروايات بالنصب قال ابن حجر ويجمع بين كلا منهما بالنسبة إلى روايات المشارقة والمغاربة انتهى وقال الطيبي بناء المفاعلة في يشاد ليس للمغالبة بل للمبالغة نحو طارقت النعل وهو من جانب المكلف ويحتمل أن يكون للمغالبة على سبيل الاستعارة (فسددوا) أي ألزموا السداد وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط قال أهل اللغة السداد التوسط في العمل (وقاربوا) أي إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه (وأبشروا) أي بالثواب على العمل المستمر وإن قل والمراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل فإن العجز إذا لم يكن من صنعه لا يستلزم نقص أجره وأيهم المبشر به تعظيماً له وتفخيماً (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) أي استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة والغدوة بالفتح سير أول النهار وقال الجوهري ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس والروحة بالفتح السير بعد الزوال والدلجة بضم أوله

وفتحه وإسكان اللام سير آخر النهار وقيل سير الليل كله ولهذا عبر فيه بالتبعيض ولأن عمل الليل أشق من عمل النهار فهذه الأوقات أطيب أوقات المسافر فكأنه صلى الله عليه وسلم خاطب مسافر إلى مقصد فنبهه على أوقات نشاطه لأن المسافر إذا سافر الليل والنهار جميعاً انقطع وعجز وإذا تحرى السير في هذه الأوقات المنشطة أمكنه المداومة من غير مشقة وحسن هذه الاستعارة أن الدنيا في الحقيقة دار نقلة إلى الآخرة ولأن هذه الأوقات بخصوصها أروح ما يكون فيها البدن للعبادة قال المناوي والحديث معدود من جوامع الكلم (خ ن) عن أبي هريرة • (أن الذكر في سبيل الله أي حال قتال الكفار (يضعف) بشدة العين المهملة فوق (النفقة سبعمائة ضعف) أي أجر ذكر الله في الجهاد يعدل ثواب النفقة فيه ويزيد بسبعمائة ضعف والظاهر أن المراد به التكثير لا التحديد (حم طب) عن معاذ بن أنس الجهني • (أن الرجل يعني الإنسان • (ليعمل عمل أهل الجنة) يعني من الطاعات الاعتقادية والقولية والفعلية (فيما يبدو للناس) أي يظهر لهم قال العلقمي قال شيخ شيوخنا هو محمول على المنافق والمراءي (وهو من أهل النار) أي بسبب أمر باطني لا يطلع الناس عليه (وأن الرجل) أي الإنسان (ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس) أي يظهر لهم (وهو من أهل الجنة) أي لخصلة خير خفية تغلب عليه فتوجب حسن الخاتمة وسبب عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال أي رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم بعد فراغ القتال في ذلك اليوم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه وشاذة وفاذة بتشديد المعجمة ما انفرد عن الجماعة وهما صفة لمحذوف أي نسمة شاذة ولا فاذة فقال أي بعض القوم ما أجزأ اليوم أحدكما أجزأ فلان أي ما أغنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنه من أهل النار فقال رجل أنا أصاحبه قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذؤابته بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل الذي تبعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفاً أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذؤابته بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل فذكره وقد استشكل ما ذكر من كون الرجل من أهل النار بأنه لم يتبين منه إلا قتل نفسه وهو بذلك عاص لا كافر وأجيب بأنه يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم اطلع على كفره في الباطن أو أنه استحل قتل نفسه (ق) عن سهل بن سعد الساعدي زاد البخاري أي في روايته على مسلم (وإنما الأعمال بخواتيمها) يعني أن العمل

السابق غير معتبر وإنما المعتبر الذي ختم به • (أن الرجل ليعمل الزمن الطويل) أي مدة العمر وهو منصوب على الظرفية (بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار) أي يعمل عمل أهل النار في آخر عمره فيدخلها (وأن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة) أي يعمل عمل أهل الجنة في آخر عمره فيدخلها قال المناوي واقتصر على قسمين مع أن الأقسام أربعة فظهور حكم الآخرين من عمل بعمل أهل الجنة أو النار طول عمره (م) عن أبي هريرة • (أن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله) بكسر الراء أي مما يرضيه ويحبه (ما يظن أن تبلغ ما بلغت) أي من رضاء الله بها عنه وكثرة الثواب الحاصل له (فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة) أي بقية عمره حتى يلقاه يوم القيامة فيقبض على الإسلام ولا يعذب في قبره ولا يهان في حشره (وأن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله) أي مما يغضبه (ما يظن أن تبلغ ما بلغت) أي من سخط الله عليه وترتب العقاب (فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة) بأن يختم له بالشقاوة ويعذب في قبره ويهان في حشره حتى يلقاه يوم القيامة فيورده النار فالحاصل أن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه القويمة فإنه صغير جرمه وعظيم طاعته وجرمه إذ لا يتبين الكفر ولا الإيمان إلا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان ولا ينجو العبد من شر اللسان إلا أن يلجمه بلجام الشرع فلا يطلقه إلا فيما ينفع في الدنيا والآخرة ويكفه عن كل شيء يخشى غائلته في عاجله وآجله وأعصى الأعضاء على الإنسان اللسان فإنه لا تعب في تحريكه ولا مؤنة في إطلاقه وقد تساهل الناس في الاحتراز عن آفاته وغوائله والحذر من مصائده وحبائله فإنه أعظم آلة للشيطان في استغواء الإنسان ولا يكب الناس في جهنم على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم (مالك حم ت ن هـ حب ك) عن بلال بن الحارث • (أن الرجل ليوضع الطعام بين يديه) أي ليأكله أو يشربه (فما يرفع حتى يغفر له) أي الصغائر كما في نظائره وذكر الرفع غالبي والمراد فراغ الأكل قيل يا رسول الله وبم ذلك قال (يقول بسم الله إذا وضع والحمد لله إذا رفع) أي يغفر له بسبب التسمية عند إرادة الأكل وبالحمد عند الفراغ فيندب ذلك ندباً مؤكداً (الضياء المقدسي عن أنس) وهو حديث ضعيف • (أن الرجل) يعني الإنسان ذكراً كان أو أنثى (ليحرم الرزق) بالبناء للمفعول أي يمنع من بعض النعم الدنيوية أو الأخروية (بالذنب يصيبه) أي بشؤم كسبه للذنب فإن قيل هذا يعارضه حديث أن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة أجيب بأنه لا تعارض لأن الحديث المعارض ضعيف وهذا صحيح والضعيف لا يعارض الصحيح أو المراد إذهاب بركة الرزق فكأنه حرمه (ولا يرد القدر) بالتحريك الشيء المقدر (إلا الدعاء) بمعنى تهوينه وتيسير الأمر فيه حتى يكون القضاء النازل كأنه لم ينزل وفي الحديث الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل أما نفعه مما نزل فصبره عليه ورضاه به ومما لم ينزل فهو أن يصرفه عنه أو يمده

قبل النزول بتأييد من عنده حتى يخفف عنه إعياء ذلك إذا نزل به فينبغي للإنسان أن يكثر من الدعاء قال الغزالي فإن قيل ما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له فاعلم أن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء فالدعاء سبب لرد البلاء ووجود الرحمة كما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض وكما أن الترس يرد السهم (ولا يزيد في العمر إلا البر • بكسر الباء الموحدة أي بر الوالدين يكون سبباً لصرفه في الطاعات فكأنه زاد (حم ن هـ حب ك) عن ثوبان) وهو حديث صحيح • (أن الرجل) يعني الإنسان (إذا نزع ثمرة من الجنة) أي قطعها من أشجارها ليأكلها (عادت مكانها أخرى) أي حالا فلا ترى شجرة من أشجارها عريانة من ثمرها كما في الدنيا (طب) عن ثوبان وهو حديث صحيح • (أن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه) قال المناوي بشهوة أو غيرها (نظر الله تعالى إليهما نظر رحمة فإذا أخذ بكفها) أي ليلاعبها أو يجامعها (تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما) أي من بينها والمراد الصغائر لا الكبائر كما يأتي ويظهر أن محل ذلك فيما إذا كان قصدهما الإعفاف أو الولد لتكثير الأمة (ميسرة) بن علي (في مشيخته والرافعي) أمام الدين عبد الكريم القزويني (في تاريخه) تاريخ قزوين (عن أبي سعيد) الخدري • (أن الرجل) يعني الإنسان (لينصرف) أي من صلاته (وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها) قال المناوي تسعها وما بعده بالرفع بدل مما قبل بدل تفصيل وفي كلام المناوي ما يفيد أن رفعها بالعطف على عشر صلاته فإنه قال وحذف من هذه المذكورات كلمة أو وهي مرادة وحذفها كذلك سائغ شائغ في استعمالهم انتهى قال العلقمي ولأحمد زيادة في أوله أن عمار بن ياسر صلى صلاة فأخفها فقيل له يا أبا اليقظان خففت فقال هل رأيتموني نقصت من حدودها شيئاً فقالوا لا فقال بادرت سهو الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن الرجل ليصلي صلاة لا يكتب له نصفها الحديث إلى آخره أو كما قال قال العراقي وإسناده صحيح وفي هذا الحديث الحث الأكيد والحض الشديد على الخشوع والخضوع في الصلاة وحضور القلب مع الله تعالى والإتيان بالسنن والآداب الزائدة على الفرائض والشروط فإن الصلاة لا تقع صحيحة ويكتب للمصلي فيها أجر كالعشر والتسع إلا إذا أتى بهما أي بالفرائض والشروط كاملين فمتى أخل بفرض أو شرط منها لم تصح ولم يكتب له أجر أصلاً ويدل على هذا قول عمار في أول الحديث هل رأيتموني تركت من حدودها شيئاً وقوله أني بادرت سهو الشيطان يدل على أن ذهاب تسعة أعشار فضل الصلاة من وسوسة الشيطان وذكره شيئاً من الأمور الدنيوية واسترساله في ذكره ومن أعرض عما يذكره به الشيطان ولم يسترسل معه لا ينقص من أجره شيء كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها وهذا العشر الذي يكتب للمصلي يكمل به تسعة أعشار من التطوعات كما روى أبو يعلي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم أن أول ما يحاسب به الصلاة يقول الله انظروا في صلاة عبدي فإن كانت تامة حسب له الأجر وإن كانت ناقصة يقول انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع تمت الفريضة من التطوع انتهى وقال المناوي أراد أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص بحسب الخشوع والتدبر ونحو ذلك مما يقتضي الكمال كما في صلاة الجماعة فإنها تعدل صلاة الفذ بخمس وعشرين أو سبع وعشرين وهذا كله حيث لا عذر له فأما من سمع بكاء صبي فخفف لأجله فله الأجر كاملاً (حم د حب) عن عمار بن ياسر قال العراقي وإسناده صحيح • (أن الرجل) يعني الإنسان ذكراً كان أو أنثى (إذا دخل في صلاته) أي أحرم بها إحراماً صحيحاً (اقبل الله عليه بوجهه) أي برحمته وفضله ولطفه وإحسانه وحق من أقبل الله عليه برحمته أن يقبل عليه بطرح الشواغل الدنيوية والوسواس المفوّت لثواب الصلاة (فلا ينصرف عنه حتى ينقلب) بقاف وموحدة أي ينصرف من صلاته (أو يحدث حدث سوء) بالإضافة يعني ما لم يحدث أمراً مخالفاً للدين أوا لمراد الحدث الناقض والأول أولى لقوله حدث سوء (هـ) عن حذيفة • (أن الرجل لا يزال في صحة رأيه) قال المناوي أي عقله المكتسب (ما نصح لمستشيره) أي مدة نصحه له (فإذا غش مستشيره سلبه الله تعالى صحة رأيه) فلا يرى رأياً ولا يدبر أمراً إلا انعكس وانتكس جزاء له على غش أخيه المسلم (ابن عساكر عن ابن عباس) وهو حديث ضعيف • (أن الرجل ليسألني الشيء) أي من أمور الدنيا (فأمنعه حتى تشفعوا فتؤجروا) أي لا أجيبه إلى مطلوبه حتى تحصل منكم الشفاعة عندي فتؤجروا عليها والخطاب للصحابة (طب) عن معاوية ابن أبي سفيان • (أن الرجل ليعمل أو المرأة بطاعة الله ستين سنة) أي زمناً طويلاً (ثم يحضرهما الموت فيضاران) بضم الياء وتشديد الراء قبل ألف التثنية أصله فيضارران بكسر الراء الأولى أي يوصلان الضرر إلى ورثتهما كان يوصيا بزيادة على الثلث أو يقصد المضارة بالوصية أي حرمان الورثة دون القرابة أو يقرا بدين لا أصل له (فتجب لهما النار) أي يستحقان بالمضارة في الوصية دخول النار ولا يلزم من الاستحقاق الدخول فقد يعفو الله ويغفر (دت) عن أبي هريرة • (أن الرجل) يعني الإنسان ذكراً كان أو أنثى (ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً) أي سواء يعني لا يظن أنها ذنب يؤاخذ به (يهوى بها سبعين خريفاً في النار) أي يسقط بسببها في جهنم سبعين عاماً لما فيها من الأوزار التي غفل عنها قال المناوي والمراد أنه يكون دائماً في صعود وهوى فالسبعين للتكثير لا للتحديد انتهى وظاهر أن محله إذا لم يتب منها يعفو الله عنه (ت هـ ك) عن أبي هريرة • (أن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً ليضحك بها القوم وأنه ليقع بها أبعد من السماء) أي يقع بها في النار أو من عين الله أبعد من وقوعه من السماء إلى الأرض قال الغزالي أراد به ما فيه إيذاء مسلم ونحوه دون مجرد المزاح أي المباح (حم) عن أبي سعيد

الخدري وهو حديث ضعيف • (أن الرجل) يعني الإنسان (إذا مات بغير مولده) يعني مات بغير المحل الذي وُلد فيه (قيس له) أي أمر الله الملائكة أن تقيس له أي تذرع له (من مولده إلى منقطع) بفتح الطاء (أثره) أي إلى موضع انتهاء أجله يعني من مات في محل غير المحل الذي وُلد فيه يفتح له في قبره قدر ما بين محل ولادته والمحل الذي مات فيه (في الجنة) قال المناوي متعلق بقيس انتهى ويحتمل أنه متعلق بمحذوف والتقدير يفتح له في قبره ما تقدم ويفتح له باب إلى الجنة وسببه كما في ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال توفى رجل بالمدينة من أهلها فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ليته مات بغير مولده فقال رجل من الناس لم يا رسول الله قال أن الرجل فذكره (ن هـ) عن ابن عمرو بن العاص • (أن الرجل) يعني الإنسان (إذا صلى مع الإمام) أي اقتدى به واستمر (حتى ينصرف) أي من صلاته قال العلقمي قلت هذا بعض حديث ذكره ابن ماجه والترمذي وأبو داود واللفظ له وأوله عن أبي ذر قال صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل فلما كانت السادسة لم يقم شيئاً من الشهر حتى بقيع سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل فلما كانت السادسة لم يقم شيئاً فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل أي نصفه فقلت يا رسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة بتشديد الفاء أي لو زدتنا من الصلاة حتى مضت هذه الليلة فقال صلى الله عليه وسلم أن الرجل إذا صلى مع الإمام حسب له قيام ليلة قال فلما كانت الرابعة لم يقم فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح قال قلت وما الفلاح قال السحور ثم لم يقم بنا بقية الشهر وقوله فقام بنا يعني الليلة السابعة كذا لابن ماجه يعني قام بهم ليلة ثلاث وعشرين وهي التي بعد سبع ليال فإن العرب تؤرخ بالباقي من الشهر وفي الحديث تسمية رمضان بغير شهر فيجوز ذلك على الصحيح بلا كراهة وكرهه عطاء ومجاهد وسمى السحور فلاحاً لأنه سبب لبقاء الصوم ويعين عليه والحاصل أنه قام بهم ليالي الأوتار ليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين فالأولى إلى نحو ثلث الليل والثانية إلى نحو نصفه والثالثة إلى أن خشوا أن يفوتهم السحور (كتب له قيام ليلة) وفي رواية حسب له وفي رواية أخرى فإنه يعدل قيام ليلته قال ابن رسلان يشبه أن تختص هذه الفضيلة التي هي كتب قيام الليلة لمن قام ع الإمام حتى يفرغ من صلاته بقيام رمضان فإن قوله صلى الله عليه وسلم أن الرجل إذا صلى مع الإمام هو جواب عن سؤالهم لو نفلتنا قيام هذه الليلة والجواب تابع للسؤال وهو تنفل قيام الليل ويدل عليه قوله إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف فذكر الصلاة مع الإمام ثم أتى بحرف يدل على الغاية والغاية لابد لها من غاية ومغيا بدل على أن هذه الفضيلة إنما تتأتى إذا اجتمعت صلوات يقتدى بالإمام فيها وهذا لا يتأتى في الفرائض المؤداة (حم 4 حب) عن أبي ذر الغفاري • (أن الرجل من أهل عليين) مشتق من العلو الذي هو الارتفاع وعليون اسم لأشرف الجنان كما أن

سجين اسم لشر النيران يعني أن الإنسان من أهل أشرف الجنان وأعلاها (ليشرف) بضم المثناة التحتية وشين معجمة وكسر الراء أي يطلع (على أهل الجنة) أي على من تحته من أهلها (فتضيء الجنة لوجهه) أي تستنير الجنة استنارة مفرطة من أجل إشراق إضاءة وجهه (عليها كأنها كوكب دريّ) أي كان وجوه أهل عليين مثل الكوكب الدري أي الصافي الأبيض المشرق (د) عن أبي سعيد الخدري وإسناده صحيح • (أن الرجل من أهل الجنة ليعطي قوة مائة رجل) أي من أهل الدنيا (في الأكل والشرب والشهوة) أي الإجماع ويحتمل العموم (والجماع) وغنما كانت كثرة الأكل في الدنيا مذمومة لما ينشأ عنها من التثاقل عن الطاعة (حاجة أحدهم) كناية عن البول والغائط (عرق) بالتحريك (يفيض من جلده) أي يخرج منه ريحه كالمسك (فإذا بطنه قد ضمر) بفتح المعجمة وضم الميم وفتحها أي انهضم وانضم (طب) عن زيد بن أرقم بإسناد رجاله ثقات • (أن الرجل ليدرك بحسن خلقه) بضم اللام (درجة القائم بالليل) أي المصلى فيه (الظامئ بالهواجر) أي العطشان في شدة الحر لأجل الصوم وإنما أعطى صاحب الخلق الحسن هذا الفضل العظيم لأن الصائم والمصلي بالليل يجاهدان أنفسهما في مخالفة حظهما الصائم يمنعها من الشراب والطعام والنكاح والمصلى يمنعها من النوم فكأنهما يجاهدان نفساً واحدة وأما من يحسن خلقه مع الناس مع تباين طباعهم وأخلاقهم فكأنه يجاهد نفوساً كثيرة فأدرك ما أدركه الصائم القائم فاستويا في الدرجة بل ربما زاد (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف • (أن الرجل) المراد به الكافر لما في رواية الطبراني أن الكافر بدل الرجل (ليلجمه العرق يوم القيامة) أي ليصل إلى فيه فيصير كاللجام من شدة الهول والمراد كما قال النووي عرق نفسه ويحتمل عرق غيره (فيقول رب ارحني) أي من طول الوقوف على هذا الحال (ولوالي النار) أي ولو أن تأمر بإرسالي إلى النار لما يراه من الأهوال الشديدة (طب) عن ابن مسعود وإسناده كما قاله المنذري جيده • (أن الرجل ليطلب الحاجة) أي الشيء الذي يحتاج إليه ممن جعل الله حوائج الناس إليه (فيزويها الله عنه) بتحتانية ثم زاي أي يصرفها عنه فلا يسهلها له (لما هو خير له) لعلم الله أن ذلك خير له وهو أعلم بما يصلح به عبده وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم (فيتهم الناس ظالماً لهم) أي بذلك الاتهام وفي نسخة ظلماً لهم (فيقول من سبعني) بفتح السين المهملة والموحدة والعين المهملة أي من تزين الباطل وعارضني فيما طلبته ليؤذيني بذلك ولو تأمل وتدبر أنه تعالى هو الفاعل الحقيقي أقام العذر لمن عارضه (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (أن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول أنى هذا) أي من أين لي هذا ولم أعمل عملاً يوجبه (فيقال باستغفار ولدك لك) أي فتقول الملائكة له هذا بسبب طلب فرعك الغفران لك وفي الحديث دليل على أن الاستغفار يمحو الذنوب ويرفع الدرجات وأن استغفار الفرع لأصله بعد موته كاستغفاره

هو لنفسه فإن ولد الرجل من كسبه فعمله كأنه عمله (حم هق) عن أبي هريرة وإسناده قوي جيد • (أن الرجل أحق بصدر دابته) أي هو أحق بأن يركب على مقدمها ويركب من شاء خلفه وله أن يقدم من شاء (وصدر فراشه) أي هو أحق بأن يجلس في صدر الفراش فلا يتقدم عليه في ذلك نحو ضيف إلا بإذنه (وأن يؤم في رحله) أي هو أحق بأن يصلي إماماً بمن حضر عنده في منزله ملكه أو الذي سكنه بحق فلا يتقدم عليه أحد إلا بإذنه ومحله في غير الإمام الأعظم أو نائبه أما هما فيقدمان على صاحب المنزل وإن لم يأذن لهما (طب) عن عبد الله بن حنظلة • (أن الرجل) يعني الإنسان (ليبتاع الثوب بالدينار والدرهم) الواو بمعنى أو (أو بالنصف الدينار) بزيادة أل كما في نسخة المؤلف التي بخطه وفي نسخ أو بنصف الدينار والمراد بشيء حقير (فيلبسه) بفتح الباء الموحدة (فما يبلغ كعبيه) أي ما يصل إلى عظميه الناتئين عند مفصل الساق والقدم وفي رواية فما يبلغ ثدييه (حتى يغفر له من الحمد) أي يغفر الله له ذنوبه الصغائر من أجل حمده لربه تعالى على حصول ذلك له فيسن لمن لبس ثوباً جديداً أن يحمد الله تعالى على تيسيره له وأولى في صيغ الحمد ما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من قوله الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي (ابن السني عن أبي سعيد) الخدري وإسناده ضعيف • (أن الرجل إذا رضي هدى الرجل) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة أي سيرته وطريقته وذكر الرجل غالبي وإلا فالمرأة كذلك (وعمله) أي ورضي عمله (فهو مثله) أي فإن كان محموداً فهو محمود وإن كان مذموماً فهو مذموم والقصد الحث على تجنب أهل المعاصي ونحوهم والاقتداء بالصلحاء في أفعالهم وأقوالهم (طب) عن عقبة ابن عامر وهو حديث ضعيف • (أن الرجل) يعني الإنسان (ليصلي الصلاة) أي في آخر وقتها (ولما فاته منها) أي من ثواب فعلها في أول وقتها (أفضل من أهله وماله) وفي رواية خير من الدنيا وما فيها (ص) عن طلق بفتح الطاء وسكون اللام وهو تابعي فالحديث مرسل • (أن الرحمة) قال المناوي وفي رواية أن الملائكة أي ملائكة الرحمة (لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم) أي قرابة له بنحو إيذاء أو هجر والمقصود الزجر عن قطيعة الرحم وحث القوم على إخراج قاطعها من بنهم لئلا يحرموا البركة بسببه (خد) عن عبد الله ابن أبي أوفى) قال المناوي بفتحات وضعفه المنذري وغيره • (أن الرزق ليطلب العبد) أي الإنسان حراً كان أو رقيقاً (أكثر مما يطلبه أجله) أي فالاهتمام بشأنه والتهافت على استزادته لا أثر له إلا شغل القلوب عن خدمة علام الغيوب وقد قال صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واجملوا في الطلب أي اطلبوا أرزاقكم طلباً برفق ومن الشعر الحسن قول بعضهم: مثل الرزق الذي تطلبه • مثل الظل الذي يمشي معك أنت لا تدركه مستعجلاً • وإذا وليت عنه تبعك

(طب) عن أبي الدرداء ورجاله ثقات • (أن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة) هذا بالنسبة لما في علم الله تعالى وأما الرزق المعلوم للملائكة الموكلين به فهو الذي يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية (وترك الدعاء) أي ترك الطلب من الله تعالى (معصية) لما في حديث آخر أن من لم يسأل الله يغضب عليه ولذلك قيل: الله يغضب إن تركت سؤاله • وبني آدم حين يُسأل يغضب والقصد الحث على الطلب من الله سبحانه وتعالى (طص) عن أبي سعيد وهو حديث ضعيف • (أن الرسالة والنبوة قد انقطعت) أي كل منهما فلا رسول بعدي ولا نبي وأما عيسى عليه الصلاة والسلام فينزل نبياً لكنه يحكم بشرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن المبشرات) بصيغة اسم الفاعل أي لم تنقطع قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال (رؤيا الرجل يعني الإنسان المسلم في منامه وهي جزء من أجزاء النبوة أي كالجزء من حيث الصحة (حم ت ك) عن أنس وهو حديث صحيح • (أن الرؤيا تقع عل ما تعبر) بضم المثناة الفوقية وفتح العين المهملة وشدة الباء الموحدة المفتوحة أي على ما تفسر به (ومثل ذلك مثل رجل) بفتح المثلثة (رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها) لم أر من تعرض لمعناه ويحتمل أنه شبه ما يراه النائم رفع شخص رجله وما تعبر به بإرادته وضعها ووجه الشبه بينهما حصولها عند التعبير وحصول الوضع عند الإرادة (فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً) أي بتأويل الرؤيا (ص) عن أنس وهو حديث صحيح • (أن الرقى) بضم الراء وفتح القاف أي التي لا يفهم معناها قال العلقمي قال الخطابي المراد ما كان بغير لسان العرب فلا يفهم معناه ولعل المراد قد يكون فهي سحر أو نحوه من المحظورات ولا يدخل في هذا التعوّذ بالقرآن انتهى أما إذا كانت من القرآن فلا بأس بها (والتمائم) بمثناة فوقية مفتوحة جمع تميمة وأصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين ثم توسعوا فيها فسموا بها كل دعوة (والتولة) بكسر المثناة الفوقية وفتح الواو بوزن عنبه ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر (شرك) أي من أنواع الشرك وسماها شركاً لأن العرب كانت تعتقد تأثيرها وتقصد بها دفع المقادير أما تميمة فيها ذكر الله تعالى وعلقها معتقداً أنه لا فاعل ولا دافع عنه إلا الله تعالى فلا بأس (حم د هـ ك) عن ابن مسعود وهو حديث صحيح • (أن الركن والمقام) أي مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام (ياقوتتان من ياقوت الجنة) وفي نسخة من يواقيت الجنة قال المناوي أي أصلهما من ياقوت الجنة والأول هو ما رأيته في خط المؤلف (طمس الله تعالى نورهما) أي ذهب به لكون الخلق لا يطيقونه (ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب) أي والخلق لا تطيق مشاهدة ذلك كما هو مشاهد في الشمس قال العلقمي قال ابن العربي يحتمل أن يكون ذلك لأن الخلق لا يحتملونه كما أطفأ حر النار حين أخرجها إلى الخلق من جهنم بغسلها في البحر مرتين قال العراقي ويدل على ذلك قول

ابن عباس في الحجر ولولا ذلك ما استطاع أحد أن ينظر إليه (حم ت حب ك) عن ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنه • (أن الروح إذا قبض تبعه البصر) قال النووي معناه إذا خرج الروح من الجسد تبعه البصر ناظراً أين يذهب قال العلقمي وسببه كما في مسلم وابن ماجه واللفظ للأول عن أم سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي مسلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال أن الروح فذكره وقوله شق بصره قال شيخنا بفتح الشين ورفع بصره فاعلاً وروى بنصب بصره وهو صحيح أيضاً قال صاحب الأفعال يقال شق بصر الميت وشق الميت بصره ومعناه شخص وقال ابن السكيت يقال شق بصر الميت ولا يقال شق الميت بصره وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرد إليه طرفه (حم م هـ) عن أم سلمة زوج المصطفى • (أن الزناة يأتون يوم القيامة تشتعل وجوههم ناراً) قال المناوي أي ذواتهم ولا مانع من إرادة الوجه وحده لأنهم لما نزعوا لباس الإيمان عاد تنور الشهوة الذي كان في قلوبهم تنوراً ظاهراً يحمى عليه بالنار لوجوههم التي كانت ناظرة إلى المعاصي (طب) عن عبد الله بن بسر بموحدة مضمومة وسين مهملة • (أن الساعة) أي القيامة (لا تقوم حتى تكون عشر آيات) أي توجد عشر علامات كبار ولها علامات دونها في الكبر (الدخان) بالرفع والتخفيف بدل من عشر أو خبر مبتدأ محذوف قال المناوي زاد في رواية يملأ ما بين المشرق والمغرب انتهى وفي البيضاوي في تفسير قوله تعالى يوم تأتي السماء بدخان مبين بعد كلام قدمه أو يوم ظهور الدخان المعدود في أشراط الساعة لما روى أنه عليه الصلاة والسلام قال أول الآيات الدخان ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر قيل وما الدخان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية وقال يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة أما المؤمن فيصيبه هيئة الزكام وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخره وأذنيه ودبره (والدجال) من الدجل وهو السحر (والدابة) أي خروج الدابة من الأرض تكلم الناس ومعها خاتم سليمان وعصى موسى صلوات الله عليهما فتجلو وجه المؤمن بالهام من الله تعالى فيصير بين عينيه نكتة بيضاء يبيض منها وجهه وتخطم أي تسم وجه الكافر بالخاتم فيسود وجهه (وطلوع الشمس من مغربها) قال المناوي بحيث يصير المشرق مغرباً وعكسه (وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب) هي مكة والمدينة واليمامة واليمن سميت به لأنها يحيط بها بحر الهند وبحر القلزم ودجلة والفرات (ونزول عيسى وفتح يأجوج ومأجوج) أي سدهما وهم صنف من الناس (ونار تخرج من قعر عدن) بالتحريك أي من أساسها وأسفلها وهي مدينة باليمن (تسوق الناس إلى المحشر) أي محل الحشر للحساب وهو أرض الشام (تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا) إشارة إلى ملازمة النار لهم إلى أن يصلوا إلى مكان الحشر وهذا الحشر يكون قبل قيام الساعة

يحشر الناس أحياء إلى الشام لقوله في حديث تقيل معهم وتبيت وتصبح وتمسي فإن هذه الأوصاف مختصة بالدنيا وبعضهم حمله على الحشر من القبرو ورد بما تقدم وهذا لحشر آخر أشراط الساعة كما في مسلم قال العلقمي وسببه كما في مسلم والترمذي واللفظ للأول عن أبي شريحة حذيفة بن أسيد كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع علينا فقال ما تذكرون قلنا الساعة قال الساعة فذكره قال شيخنا ذكر القرطبي في التذكرة عن بعض العلماء أنه رتبها فقال أول الآيات الخسوفات ثم خروج الدجال ثم نزول عيسى ثم خروج يأجوج ومأجوج في زمنه ثم الريح التي تقبض أرواح المؤمنين فتقبض روح عيسى ومن معه وحينئذ تهدم الكعبة ويرفع القرآن ويستولي الكفر على الخلق فعند ذلك تخرج الشمس من مغربها ثم تخرج حينئذ الدابة ثم يأتي الدخان وذكر بعضهم أن خروج الدابة قبل طلوع الشمس من مغربها ونوزع فيه قال شيخ شيوخنا الذي يترجح من مجموع الأخبار أن أول الآيات العظام الموزنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه الصلاة والسلام وخروج يأجوج ومأجوج في حياته وكل ذلك سابق على طلوع الشمس من مغربها ثم أول الآيات المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي طلوع الشمس من مغربها ولعل خروج الدابة في ذلك الوقت أو قريب منه وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس وأما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق إلى المغرب وبذلك يحصل الجمع بين الأخبار انتهى قلت ولعله يريد الأشراط التي يعقبها قيام الساعة ولا يتأخر القيام عنها إلا بقدر ما بقي من الأشراط من غير مهلة بينهما ولهذا قال في حديث أما أول أشراط الساعة المراد بالأشراط العلامات التي يعقبها قيام الساعة وقال ابن حجر في حديث أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب كناية عن الفتن المنتشرة التي أثارت الشر العظيم والتهبت كما تلتهب النار وكان ابتداؤها من قبل المشرق حتى خرب معظمه وانحشر الناس من جهة المشرق إلى الشام ومصر وهما من جهة المغرب والنار التي في الحديث الآخر أي الذي فيه أنها آخر الأشراط على حقيقتها انتهى قلت وقد نظم شيخنا الشيخ شرف الدين عيسى الإخناوي الشافعي الآيات مع زيادة مخالفة لصاحب التذكرة فقال: أول أشراط خروج الترك • وبعد هذا هدة بفتك والهدة الصيحة بانتشار • تفزع الخلق من الأقطار والهاشمي بعده السفياني • يليهما المهدي بالأمان وبعدهم فيخرج القحطاني • والأعور الدجال بالبهتان وبعده فينزل المسيح • وهو لنا بقتله يريح ثم طلوع الشمس من مغربها • سائرة طالبة مشرقها

ثم خروج الدابة الغريبه • من الصفا برؤية عجيبه يعقبها الدخان فيما قد نفل • ثمت يأجوج ومأجوج عقل والحبشي والسويقتين • لهدم كعبة بغير مين كذاك ريح قابض الأرواح • للمؤمنين قلت بانشراح وبعده فيرفع القرآن • من الصدور وانتفى الأمان ثم خروج النار من قعر عدن • تسوقنا لمحشر بعدوهن وتلوها النفخ ثلاثة ترا • قد قاله أئمة بلا مرا دلالة الثالث بالقرآن • قد قاله عيسى الفقير الفاني الأزهري الشافعي مذهباً • والإخنوي قلت أما وأبا ثم صلاة الله للعدنان • محمد المبعوث بالبرهان وآله وصحبه الأخيار • ما غردت بلابل الأشجار (حم م 4) عن حذيفة بن أسيد بفتح الهمزة الغفاري • (أن السحور بركة أعطاكموها الله) أي خصكم من بين جميع الأمم (فلا تدعوها) أي لا تتركوها ندباً فالتسحر سنة مؤكدة ويكره تركه ويدخل وقته بنصف الليل قال العلقمي قال شيخنا قال النووي • رووه بفتح السين وضمها قال في فتح الباري لأن المراد بالبركة الأجر والثواب فيناسب الضم لأنه مصدر بمعنى التسحر أو البركة كونه يقوى على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه فيناسب الفتح لأنه ما يتسحر به وقيل البركة ما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السحر والأولى أن البركة في السحور وتحصل بجهات متعددة وهي اتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب والتقوى على العبادة والزيادة في النشاط والذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام وقال ابن دقيق العيد هذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية فإن إقامة السنة توجب الأجر والزيادة ويحتمل الدنيوية كقوة البدن على الصوم وتيسره من غير إضرار بالصائم قال ومما يعلل به استحباب السحور المخالفة لأهل الكتاب لأنه يمتنع عندهم وهذا أحد الأجوبة المقتضية للزيادة في الأجور الأخروية قال ووقع للمتصوفة في مسألة السحور كلام من جهة اعتبار حكمة الصوم وهي كسر شهوة البطن والفرج والسحور قد يباين ذلك قال والصواب أن يقال ما زاد في المقدار حتى تعدم هذه الحكمة بالكلية فليس بمستحب كالذي يصنعه المترفهون من التأنق في المأكل وكثرة الاستعداد لها وما عدا ذلك تختلف مراتبه انتهى واختصت هذه الأمة بالسحور وتعجيل الفطر وإباحة الأكل والشرب والجماع ليلاً إلى الفجر وكان محرماً على من قبلها بعد النوم وكذا كان في صدر الإسلام ثم نسخ (حم ن) عن رجل من الصحابة • (أن السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله) أي لما يتسبب عن ذلك من الحسنات ورفع الدرجات والعمر بضم العين وتفتح (خط) عن المطلب بضم

الميم وشدة الطاء المفتوحة وكسر اللام (عن أبيه) ربيعة بن الحارث • (أن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلى فصبر) قال العلقمي وأوله كما في أبي داود عن المقداد بن الأسود وفي نسخة شرح عليها المناوي المقدام فإنه قال ابن معدي كرب وأيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن السعيد لمن جنب الفتن أن السعيد لمن جنب الفتن أن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلى فصبر فواها ثم واها انتهى وأيم الله وقسم وجنب بضم الجيم وكسر النون المشددة أي من تجنب الفتن وتباعد عنها ولزم بيته وسعيد فعيل بمعنى مفعول وكرره ثلاثاً مبالغة في التأكيد على التباعد ن الفتن واعتزال فرقها وقوله ولمن ابتلى ببناء ابتلى للمفعول أي ابتلى بالوقوع في تلك الفتن فصبر على ظلم الناس له وتحمل أذاهم ولم يدفع عن نفسه وواها بالتنوين كلمة هي اسم فعل معناها التلهف وقد توضع موضع الإعجاب بالشيء وقد ترد بمعنى التوجع (د) عن المقدام قال المناوي ابن معدي كرب وفي نسخة المقداد • (أن السقط) قال العلقمي قال في النهاية السقط بالكسر والفتح والضم والكسر أكثرها الولد الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه (ليراغم ربه) بمثناة تحتية وغين معجمة أي يغاضبه أي يتدلل عليه كما يتدلل على أبويه (إذا دخل أبواه النار فيقال أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة) قال المناوي أي تقول الملائكة أو غيرهم بإذن الله تعالى (فيجرهما بسرره) بمهملتين مفتوحتين ما تقطعه القابلة من السرة (حتى يدخلهما الجنة) أي يشفع لأبويه المؤمنين بإسناد ضعيف • (أن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضع في الأرض) بالبناء للمفعول أي وضعه الله فيها تحية بين المسلمين (فافشوا السلام بينكم) بقطع الهمزة من أفشى أي أظهروه ندباً مؤكداً بأن تسلموا على كل مسلم لقيتموه سواء عرفتموه أم لم تعرفوه فإن في إظهاره الإيذان بالأمان والتواصل بين الإخوان (خد) عن أنس بن مالك بإسناد حسن (أن السموات السبع والأرضين السبع والجبال لتلعن الشيخ الزاني) واللعن أما بلسان القال أو الحال وكما تلعن الشيخ الزاني تلعن الشيخة الزانية وخص الشيخ لأن الزنا منه أقبح وأفحش لأن شهوته ضعفت (وأن فروج الزناة ليؤذى أهل النار نتن ريحها) بفتح النون وسكون المثناة الفوقية أي أهل النار مع شدة عذابهم يتأذون من ريح الصديد السائل من فروجهم (البزار عن بريدة) قال المناوي ضعفه المنذري • (أن السيد لا يكون بخيلاً) أي الشريف المقدم في قومه في الأمور ينبغي أن لا يكون كذلك أو ينبغي أن يؤمر على قومه من يكون كذلك والبخيل هو الذي لا يقرى الضيف أو الذي لا يؤدي الزكاة (خط) في كتاب البخلاء عن أنس بن مالك بإسناد ضعيف (أن الشاهد) أي الحاضر (يرى ما لا يرى الغائب) من الرأي في الأمور المهمة لا من الرؤية يعني الحاضر يدرك ما لا يدركه الغائب إذا أخبر إذ ليس الخبر كالمعانية ولذا لما

أخبر الله موسى صلوات الله وسلامه عليه بأن قومه اتخذوا العجل من بعده لم يلق الألواح فلما عاين ما فعلوا ألقاه (ابن سعد عن عليّ) أمير المؤمنين • (أن الشمس والقمر نوران عقيران) أي معقوران (في النار) يعني يسلب الله نورهما يوم القيامة ويكونان فيها كالزمنين وإدخالهما النار ليس لتعذيبهما بل لأنهما كانا يعبدان في الدنيا وقد وع دالله الكفار بأن يحشرهم وما كانوا يعبدون فأدخلا فيها لذلك أو لأنهما خلقا منهما كما في خبر فردا إليها (الطيالسي) أبو داود (ع) عن أنس بن مالك رضي الله عنه • (أن الشمس والقمر لا ينكسفان) قال المناوي بالكاف وفي رواية للبخاري بالخاء المعجمة (لموت أحد ولا لحياته) وهذا قاله يوم مات ابنه إبراهيم فكسفت الشمس فقالوا كسفت لموته فرد عليهم قال الخطابي كانوا في الجاهلية يقولون أن الكسوف يوجب حدوث تغيير في الأرض من موت أو ضرر فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتقاد باطل وأن الشمس والقمر خلقان مسخران لله ليس لهما سلطان في غيرهما ولا قدرة على الدفع عن أنفسهما واستشكل قوله ولا لحياته لأن السياق إنما ورد في حق من ظن أن ذلك لموت إبراهيم ولم يذكروا الحياة قال العلقمي والجواب أن ذكر فائدة الحياة دفع توهم من يقول لا يلزم من نفي كونه سبباً للفقد أن لا يكون سبباً للإيجاد فعمم الشارع النفي لدفع هذا التوهم (ولكنهما آيتان من آيات الله) أي علامتان من آيات الله الدالة على وحدانيته وعظيم قدرته (يخوف الله بهما عباده) أي بكسوفهما أي لخوف العبا من بأسه قال المناوي وكونه تخويفاً لا ينافي ما قرره علماء الهيئة في الكسوف لأن لله أفعالاً على حسب العادة وأفعالاً خارجة عنها وقدرته حاكمة على كل سبب انتهى وقال العلقمي رحمه الله تعالى وفي الحديث رد على من يزعم من أهل الهيئة أن الكسوف أمر عادي لا يتقدم ولا يتأخر إذ لو كان كما يقولون لم يكن في ذلك تخويف وقد رد ذلك عليهم ابن العربي وغير واحد من أهل العلم بما في حديث أبي موسى حيث قال فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة قالوا فلو كان الكسوف بالحساب لم يقع الفزع ولم يكن للأمر بالعتق والصدقة والذكر والصلاة معنى فإن ظاهر الأحاديث أن ذلك يفيد التخويف وأن كل ما ذكر من أنواع الطاعة يرجح أن يدفع به ما يخشى من أثر ذلك الكسوف ومما نفض به ابن العربي وغيره أنهم يزعمون أن الشمس لا تنكسف على الحقيقة وإنما يحول القمر بينها وبين الأرض عند اجتماعهما في العقدتين وقال هم يزعمون أن الشمس أضعاف القمر في الجرم فكيف حجب الصغير الكبير إذا قابله وقد وقع في حديث النعمان بن بشير وغيره للكسوف سبب آخر غير ما يزعمه أهل الهيئة وهو ما أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة والحاكم بلفظ أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله وأن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له وقال بعضهم الثابت من قواعد الشريعة أن الكسوف أثر الإرادة القديمة وفعل الفاعل المختار فيخلق في هذين

الجرمين النور متى شاء والظلمة متى شاء من غير توقف على سبب أو ربط باقتران وقال ابن دقيق العيد وربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله يخوّف الله بهما عباده وليس بشيء لأن لله تعالى أفعالاً على حسب العادة وأفعالاً خارجة عن ذلك وقدرته حاكمة على كل سبب وله أن يقطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض وأن أثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إل أن يشاء الله خرقها وحاصله أن الذي يذكره أهل الحساب أن كان حقاً في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك تخويفاً لعباد الله تعالى (فإذا رأيتم ذلك) قال العلقمي وفي رواية فإذا رأيتموها أي الآية وفي رواية فإذا رأيتموهما بالتثنية والمعنى إذا رأيتم كسوف كل منهما لاستحالة وقوع ذلك منهما في حال واحدة عادة وإن كان ذلك جائزاً في القدرة الإلهية (فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم) قال العلقمي استدل به على أنه لا وقت لصلاة الكسوف معين لأن الصلاة علقت برؤيته وهي ممكنة في كل وقت من النهار وبهذا قال الشافعي ومن تبعه واستثنى الحنفية أوقات الكراهة وهو مشهور مذهب حمد وعن المالكية وقتها من وقت حل النافلة إلى الزوال وفي رواية إلى صلاة العصر ورجح الأول بأن المقصود إيقاع هذه العبادة قبل الإنجلاء وقد اتفقوا على أنها لا تقضي بعد الانجلاء فلو انحصرت في وقت لأمكن الانجلاء قبل فيفوت المقصود والمراد بالصلاة الصلاة الخاصة بالكسوف وهي معلومة من كتب الفقه وفي الحديث إشارة إلى أن الالتجاء إلى الله عند المخاوف بالدعاء سبب لمحو ما فرط من العصيان يرجى به زوال المخاوف وأن الذنوب سبب للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة نسأل الله تعالى السلامة والعافية (خ ن) عن أبي بكرة (ق ن هـ) عن أبي مسعود البدري (ق ن) عن ابن عمر بن الخطاب (ق) عن المغيرة بن شعبة • (أن الشمس والقمر إذا رأى أحدهما من عظمة الله تعالى شيئاً) قال المناوي نكره للتقليل أي شيئاً قليلاً جداً إذ لا يطيق مخلوق النظر إلى كثير منها (حاد عن مجراه) أي مال وعدل عن جهة جريه (فانكسف) أي لشدة ما يحصل له من صفة الجلال (ابن النجار عن أنس) بن مالك • (أن الشهر) أي العربي الهلالي (يكون تسعة وعشرين يوماً) أي يكون كذلك كما يكون ثلاثين يوماً ومن ثم لو نذر نحو صوم شهر معين فكان تسعاً وعشرين لم يلزمه أكثر واللام في الشهر للعهد الذهني وسببه كما في البخاري عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف لا يدخل على بعض نسائه شهراً فلما مضى تسع وعشرون يوماً غدا عليهن وراح فقيل له يا نبي الله حلفت أن لا تدخل عليهن شهراً فذكره وقوله على بعض نسائه يشعر بأن اللاتي اقسم أن لا يدخل عليهن هن من وقع منهن ما وقع من سبب القسم لا جميع النسوة لكن اتفق أنه في تلك الحالة انفكت رجله فاستمر مقيماً في المشربة

ذلك الشهر واختلف في سبب الحلف فقيل شربة العسل أو تحريم جاريته مارية وقيل هما وقيل ذبح ذبحاً فقسمه بين أزواجه فأرسل إلى زينب نصيبها فردته فقال زيدوها ثلاثاً كل ذلك ترده فكان سبب الحلف وقيل سببه أنهن طلبن منه النفقة قال ابن حجر ويحتمل أن يكون مجموع الأشياء سبباً لاعتزالهن وهذا هو اللائق بمكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وسعة صدره وكثرة صفحه وأن ذلك لم يقع منه حتى تكرر الإيذاء منهن (خ ت) عن أنس بن مالك (ق) عن أم سلمة (هـ) عن جابر بن عبد الله (وعائشة • (أن الشياطين تغدو براياتها إلى الأسواق) أي تذهب أول النهار بأعلامها إليها فيدخلون مع أول داخل ويخرجون مع آخر خارج) هذا كناية عن ملازمتهم أهل الأسواق وإغوائهم لهم أكثر من إغوائهم لغيرهم لما يقع فيها من الحلف الكاذب وغيره (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف • (أن الشيخ يملك نفسه) قال المناوي أي يقدر على كف شهوته فلا حرج عليه في التقبيل وهو صائم بخلاف الشاب انتهى وعبارة البهجة وشرحها لشيخ الإسلام فيما يندب للصائم وندب ترك قبلة لأنها من جملة الشهوات وإن تحركت شهوة له بأن خاف الإنزال والجماع تكره له أي كراهة تحريم لخبر البيهقي بإسناد جيد أنه صلى الله عليه وسلم رخص في القبلة للشيخ وهو صائم ونهى عنها الشاب وقال الشيخ يملك إربه والشاب يفسد صومه ولا فرق في الكراهة بين الشاب وغيره كما أفهمه التعليل في الخبر فالتعبير بهما في الإخبار جرى على الغالب وإن لم تحرك شهوته لم تكره لكنها خلاف الأولى (حم طب) عن ابن عمرو ابن العاص • (أن الشيطان يحب الحمرة) أي يميل بطبعه إليها فإياكم والحمرة أي احذر والبس المصبوغ منها يشارككم الشيطان فيه وظاهر الحديث كراهة لبس الثوب الأحمر لكن قال شيخ الإسلام في شرح البهجة يحل لبس غير الحرير من الثياب مطلقاً حتى الثوب الأحمر والأخضر وغيرهما من المصبوغات بلا كراهة نعم يحرم على الرجل لبس المزعفر دون المعصفر (وكل ثوب ذي شهرة) بنصب كل أي احذر والبسه وهو المشهور بمزيد الزينة والنعومة أو بمزيد الخشونة والرثاثة أي ما لم يقصد بذلك هضم النفس وإلا فلا بأس (الحاكم في الكني والألقاب وابن قانع (عد هب) عن رافع بن يزيد • (أن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم) أي مفسد للإنسان مهلك له بإغوائه كإفساد الذئب إذا أرسل في قطيع من الغنم (يأخذ الشاة القاصية) بصاد مهملة أي البعيدة عن صواحباتها (والناحية) بحاء مهملة أي التي غفل عنها وبقيت في جانب منفردة شبه حالة مفارقة الإنسان الجماعة ثم تسلط الشيطان عليه بشاة شاذة عن الغنم ثم افتراس الذئب إياها بسبب انفرادها (فإياكم والشعاب) بكسر الشين المعجمة أي احذروا التفرق والاختلاف (وعليكم بالجماعة) أي الزموا ما عليه جماعة أهل السنة (والعامة) أي جمهور الأمة المحمدية فإنهم أبعد عن موافقة الخطا (والمسجد) أي لأنه

أحب البقاع إلى الله ومنه يفر الشيطان فيغدو إلى السوق (حم) عن معاذ • (أن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه) أي لأنه بالمرصاد لمغايظة المؤمن ومكايدته (حتى يحضره عند طعامه) أي عند أكله الطعام (فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من الأذى) أي فليزل ما عليها من تراب أو غيره (ثم ليأكلها) الأمر فيه للندب ومحله إذا لم تتنجس أما إذا تنجست وتعذر غسلها فينبغي له أن يطعمها لنحو هرة (ولا يدعها للشيطان) أي لا يتركها ملقاة لأجل رضاه فإن في تركها ضياعاً للمال وهو يحبه ويرضاه (فإذا فرغ) أي من الأكل (فليلعق أصابعه) بفتح المثناة التحتية أي يلحسها ندباً (فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة) أي لا يعلم هل هي في الذي على أصابعه أو فيما بقي في القصعة أو في الساقط قال المناوي والمراد بالشيطان الجنس (م) عن جابر بن عبد الله • (أن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته) أي حال كونه كائناً في صلاته (فيلبس) بتخفيف الباء الموحدة المكسورة أي يخلط (عليه) قال في النهاية اللبس الخلط (حتى لا يدري) أي يعلم (كم صلى) أي من الركعات (فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين) فقط وأن تعدد السهو (وهو جالس قبل أن يسلم) سواء كان سهوه بزيادة أم بنقص وبهذا أخذ الشافعي وقال أبو حنيفة بعد أن يسلم وقال مالك إن كان لزيادة فبعده وإلا فقبله ثم يسلم (ت هـ) عن أبي هريرة وإسناده جيد • (أن الشيطان) أي إبليس (قال وعزتك يا رب) أي وقوتك وقدرتك (لا أبرح أغوي عبادك) بفتح همزة أبرح وضم همزة أغوى أي لا أزال أضل بني آدم أي إلا المخلصين منهم ويحتمل العموم (ما دامت أرواحهم في أجسادهم) أي مدة حياتهم (فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال اغفر لهم ما استغفروني) أي مدة طلبهم المغفرة أي الستر لذنوبهم مع الندم والإقلاع والعزم على عدم العود (حم ع ك) عن أبي سعيد الخدري وإسناده صحيح • (أن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم الآخر لوجهه) أي سقط عليه خوفاً منه لأن عمر رضي الله عنه كان شأنه القيام بالحق والغالب على قلبه عظمة الرب جل جلاله فلصذلك كان يفر منه ولا يلزم من ذلك تفضيله على أبي بكر فقد يختص المفضول بمزايا (طب) عن سديسة بالتصغير هي مولاة حفصة أم المؤمنين وإسناده حسن • (أن الشيطان ليأتي أحدكم) اللام للتأكيد (وهو في صلاته فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى أنه أحدث) أي يظن خروج ريح من دبره (فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) فإذا وجد المصلي فلا يترك صلاته ليتطهر ويستأنفها بل يجب عليه أن لا ينصرف حتى يتيقن أنه أحدث ولا يشترط السماع ولا الشم إجماعاً وفيه دليل على قاعدة الشافعية أن اليقين لا يطرح بالشك وهي إحدى القواعد الأربع التي رد القاضي حسين جميع مذهب الشافعي إليها (حم) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن • (أن الشيطان قال العلقمي قال في الفتح الظاهر أن لامراد بالشيطان إبليس وعليه يدل كلام كثير من

الشراح ويحتمل أن المراد جنس الشيطان وهو كل متمرد من الجن والإنس لكن المراد هنا شيطان الجن خاصة وقال المناوي في رواية أن إبليس بدل أن الشيطان وهو مبين للمراد أي ما في هذه الرواية يبين أن المراد بالشيطان إبليس (إذا سمع النداء بالصلاة) أي الأذان لها (أحال) بحاء مهملة أي ذهب هارباً (له ضراط) قال العلقمي جملة اسمية وقعت حالاً بدون واو لحصول الارتباط بالضمير انتهى ويؤيد هذا أنه روى بالواو أيضاً والضراط يحتمل الحقيقة لأنه جسم يتغذى يصح منه خروج الريح ويحتمل أنه عبارة عن شدة نفاره شبه شغل الشيطان نفسه عن سماع الأذان بالصوت الذي يملأ السمع ويمنعه عن سماع غيره ثم سماه ضراطاً تقبيحاً له (حتى لا يسمع صوته) أي صوت المؤذن بالتأذين وهذا ظاهر في أنه يبعد إلى غاية ينتفي فيها سماعه للصوت وقد وقع بيان الغاية في حديث مسلم الآتي بعد أربعة أحاديث وهو الروحاء وبينها وبين المدينة ستة وثلاثون ميلاً وقيل ثلاثون ميلاً وظاهر قوله حتى لا يسمع أنه يتعمد إخراج ذلك أما ليشتغل بسماع الصوت الذي يخرجه عن سماع المؤذن أو ليقابل ما يناسب الصلاة من الطهارة بالحدث أو يصنع ذلك استخفافاً كما يفعله السفهاء ويحتمل أن لا يتعمد ذلك بل يحصل له عند سماع الأذان شدة خوف يحدث له ذلك الصوت بسببها قال العلماء وإنما أدبر الشيطان عند الأذان لئلا يسمعه فيضطر إلى أن يشهد للمؤذن يوم القيامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة (فإذا سكت) أي فرغ من الأذان (رجع فوسوس) أي للمصلى والوسوسة كلام خفي يلقيه في القلب (فإذا سمع الإقامة) للصلاة (ذهب حتى لا يسمع صوته) بالإقامة أي فر وله ضراط وتركه اكتفاء بما قبله (فإذا سكت رجع فوسوس) أي إلى المصلى وفي الحديث فضل الإقامة والأذان وحقارة الشيطان لكن هربه إنما يكون من أذان شرعي مجتمع الشروط (م) عن أبي هريرة • (أن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق السماء فيقول الله فيقول من خلق الأرض فيقول الله فيقول من خلق الله) في رواية البخاري بدله من خلق ربك (فإذا وجد أحدكم ذلك) أي في نفسه (فليقل) أي راداً على الشيطان (آمنت بالله ورسوله) قال العلقمي زاد أحمد فإن ذلك يذهب عنه ولأبي داود والنسائي فليقر أقل هو الله أحد إلى آخر السورة ثم يتفل عن يساره ثم ليستعذ وفي رواية للبخاري فليستعذ بالله ولينته أي عن الاسترسال معه في ذلك ويلجأ إلى الله في دفعه ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها وهذا بخلاف ما لو تعرض إليه أحد من البشر بذلك فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان لأن الآدمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب والحال معه محصور وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء بل كلما ألزم حجة زاغ إلى غيرها إلى أن يفضي بالأمر إلى الحيرة نعوذ بالله من ذلك على أن قوله من خلق ربك تهافت ينقض آخره أوله لأن الخالق مستحيل

أن يكون مخلوقاً ثم لو كان السؤال متجهاً لاستلزم التسلسل وهو محال وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث فلو كان هو مفتقراً إلى محدث لكان من المحدثات (طب) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده جيد • (أن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلقك فيقول الله فيقول فمن خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله ورسوله) أي فليقل أخالف عدو الله المعاند وأومن بالله وبما جاء به رسوله (فإن ذلك يذهب عنه) أي لأن الشبه منها ما يدفع بالبرهان ومنها ما يدفع بالإعراض عنها وهذا منها (ابن أبي الدنيا) أبو بكر في كتاب مكائد الشيطان (عن عائشة) ورجاله ثقات • (أن الشيطان واضع خطمه) بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة أي فمه وأنفه (على قلب ابن آدم) أي حقيقة أو هو تصوير لكون الشيطان له قوة الاستيلاء على قلب الإنسان الغافل عن ذكر الله وخص القلب لأنه رئيس الأعضاء وعنه تصدر أفعال الجوارح (فإن ذرك الله خنس) بالخاء المعجمة وفتح النون أي انقبض وتأخر (وإن نسي الله التقم قلبه) أي لأجل الوسوسة فبعد الشيطان من الإنسان على قدر لزومه للذكر فإن للذكر نوراً يتقيه الشيطان كاتقاء أحدنا النار ابن أبي الدنيا (ع هب) عن أنس وهو حديث ضعيف • (أن الشيطان) قال المناوي أي عدو الله إبليس كما في رواية مسلم وقال العلقمي في رواية أن عفريتاً من الجن تفلت عليّ قال شيخ شيوخنا وهو ظاهر في أن المراد بالشيطان في هذه الرواية غير إبليس كبير الشياطين (عرض لي) أي ظهور وبرز قال المناوي في صورة هو كما في رواية وقال العلقمي ولمسلم جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي وللنسائي فصرعته فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وفهم ابن بطال وغيره منه أنه كان حين عرض له غير متشكل بغير صورته الأصلية فقالوا أن رؤية الشيطان على صورته التي خلق عليها خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وأما غيره من الناس فلا لقوله تعالى أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم وروى البيهقي في مناقب الشافعي بإسناده عن الربيع قال سمعت الربيع بن سليمان يقول من زعم أنه يرى الجن بطلت شهادته إلا أن يكون نبياً (فشد عليّ) بالشين المعجمة أي حمل (ليقطع الصلاة على فأمكنني الله منه فذعته) بالذال المعجمة وتخفيف العين المهملة أي خنقته خنقاً شديداً ودفعته دفعاً عنيفاً (ولقد هممت) أي أردت (أن أوثقه إلى سارية) أي اربطه في عمود من عواميد المسجد (حتى تصبحوا) أي تدخلوا في الصباح (فتنظروا إليه) أي مربوطاً به (فذكرت قول سليمان رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) أي كنت أقدر على ربطه في السارية ولكن تركته رعاية لسليمان عليه السلام (فرده الله خاسئاً) أي دفع الله ذلك الشيطان وطرده صاغراً مهيناً (خ) عن أبي هريرة • (أن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة) أي الآذان لها (ذهب حتى يكون مكان الروحاء) بفتح الراء والمد بلدة على نحو ستة وثلاثين ميلاً من المدينة وذلك لئلا يسمع صوت المؤذن (م) عن

أبي هريرة • (أن الشيطان قد أيس) وفي رواية يئس (أن يعبده المصلون) أي من أن يعبده المؤمنون وعبر عنهم بالمصلين لأن الصلاة هي الفارقة بين الكفر والإيمان (ولكن في التحريش بينهم) متعلق بمقدار أي يسعى بينهم في التحريش بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها فهو لإيذائهم بالمرصاد فإن لم يمكنه الدخول على الإنسان من طريق الشر دخل عليه من جهة الخير كما إذا رزق الإنسان قبول الخلق عليه وسماع قوله وكثرة طاعاته فقد يجره الشيطان إلى التصنع والرياء وهذه مزلة عظيمة للإقدام (حم م ت) عن جابر بن عبد الله • (أن الشيطان حساس) بفتح الحاء المهملة والسين المهملة المشددة أي شديد الحس والإدراك (لحاس) بالتشديد أي يلحس بلسانه ما يتركه الآكل على يده من الطعام (فاحذروه على أنفسكم) أي خافوه عليها فاغسلوا أيديكم بعد فراغ الأكل من أثر الطعام (من بات وفي يده ريح غمر) بالغين المعجمة والميم المفتوحتين أي زهومة اللحم (فأصابه شيء) للبزار فأصابه خبل وفي رواية فأصابه لمم وهو المس من الجنون وفي رواية أخرى فأصابه وضح وهو البرص (فلا يلومن إلا نفسه) أي فإنا قد بينا له الأمر (ت ك) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أن الشيطان يجري من ابن آدم) أي فيه والمراد جنس أولاد آدم فيدخل فيه الرجال والنساء (مجرى الدم) قال القاضي عياض هو على ظاهره وأن الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان في مجاري دمه وقيل هو على الاستعارة لكثرة إغوائه ووسوسته فكأنه لا يفارق الإنسان كما لا يفارقه وقيل أنه يلقى وسوسته في مسام لطيفة من البدن وتصل الوسوسة إلى القلب وسببه كما في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته صفية بنت حيي فلما رجعت انطلق معها فمر به رجلان من الأنصار فدعاهما فقال إنما هي صفية قالا سبحان الله فذكره (حم ق د) عن أنس (قد ده) عن صفية بنت حيي أم المؤمنين • (أن الشيطان ليفرق منك يا عمر) أي ليفر ويهرب إذا رآك وذلك لما أعطيه من الهيبة والجلال فكان الشيطان كثير الخوف منه (حم ت حب) عن بريدة • (أن الصائم إذا أكل عنده) بالبناء للمفعول أي نهاراً بحضرته (لم تزل تصلي عليه الملائكة) أي تستغفر له (حتى يفرغ) أي الأكل (من طعامه) أي من أكل الطعام عنده لأن حضور الطعام عنده يهيج شهوته للأكل فلما كف شهوته امتثالاص لأمر الشارع استغفرت له الملائكة وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عمارة بنت كعب الأنصارية فقدمت إليه طعاماً فقال كلي فقالت أني صائمة فذكره (حم ت هب) عن أم عمارة بضم العين المهملة بنت كعب الأنصارية قال ت حسن صحيح • (أن الصالحين) أي القائمين بحقوق الله وحقوق العباد (يشدد عليهم) أي بحصول البلايا والمصائب وتعسر أمور الدنيا لأن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل (وأنه) أي الشأن (لا يصيب مؤمناً نكبة) أي مصيبة (من شوكة فما فوقها) أي من

المصائب وفي نسخة فما فوق ذلك (إلا حطت عنه بها خطيئة) أي ذنب (ورفع بها له درجة) أي منزلة عاليه في الجنة وفي رواية أخرى وكتب له بها حسنة (حم حب ك هب عن عائشة وهو حديث صحيح • (أن الصبحة) بضم الصاد المهملة وسكون الموحدة أي النوم حتى تطلع الشمس (تمنع بعض الرزق) أي حصوله لما في حديث آخر أن ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ساعة تقسم فيها الأرزاق وليس من حضر القسمة كمن غاب عنها فالمراد أنها تمنع حصول بعض الرزق حقيقة أو أنها تمحق البركة منه فكأنه منع وفي رواية بإسقاط بعض (حل) عن عثمان بن عفان وإسناده ضعيف • (أن الصبر) أي الكامل المحبوب (عند الصدمة الأولى) عند ابتداء المصيبة وشدتها وأما بعد فيهون الأمر شيئاً فشيئاً فيحصل له التسلي وأصل الصدم ضرب الشيء الصلب بمثله فاستعير للمصيبة الواردة على القلب والتصبر حبس النفس على كريه تتحمله أو لذيذ تفارقه وسببه عن ثابت البناني قال سمعت أنس بن مالك يقول لامرأة م أهله تعرفين فلانة قالت نعم قال فإن النبي صلى الله عليه وسلم مر بها وهي تبكي عند قبر فقال اتق الله واصبري فقالت إليك عني أي تنح عني وابعد عني فإنك خلو من مصيبتي بكسر المعجمة وسكون اللام أي خال من همي ولأبي يعلي يا عبد الله أنا الحوا الثكلا ولو كنت مصاباً لعذرتني قال أنس فجاوزا النبي صلى الله عليه وسلم ومضى فمر بها الفضل بن العباس فقال ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما عرفته قال أنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذها مثل الموت من شدة الكرب الذي أصابها لما عرفت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت على بابه فلم جد عليه بواباً فقالت يا رسول الله ما عرفتك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن الصبر فذكره (حم ق ع) عن أنس رضي الله تعالى عنه • (أن الصخرة العظيمة) بسكون الخاء المعجمة وتفتح أي الحجر العظيم (لتلقي) بالبناء للمفعول (من شفير جهنم) بالشين المعجمة أي جانبها وحرفها وشفير كل شيء حرفه (فتهوى بها) أي فيها كما في نسخة (سبعين عاماص) في نسخة خريفاً والخريف هو العام (ما تفضي إلى قرارها) بضم المثناة الفوقية أي ما تصل إلى قعرها قال المناوي أراد به وصف عمقها بأنه لا يكاد يتناهى فالسبعين للتكثير (ت) عن عتبة بضم العين المهملة فمثناة فوقية ساكنة (ابن غزوان) بفتح الغين المعجمة والزاي المازني • (أن الصداع) بالضم أي وجع الرأس بعضه أو كله وهو مرض الأنبياء (والمليلة) بوزن عظيمة وهي حرارة الحمى ووهجها وقيل هي الحمى التي تكون في العظام (لا يزالان بالمؤمن) أي أو أحدهما (وأن ذنوبه) جملة حالية (مثل أحد) بضمتين جبل معروف أي عظمه كماً وكيفاً وهو كناية عن كثرة ذنوبه (فما يدعانه) أي يتركانه (وعليه من ذنوبه مثقال حبة من خردل) أي بل يكفر الله بهما أو بأحدهما عنه كل ذنب وهذا أن صبر واحتسب قال المناوي والمراد الصغائر على قياس ما مر (حم طب) عن أبي الدرجاء وضعفه المنذري وغيره • (أن الصدق) أي الإخبار بما يطابق

الواقع (يهدي) بفتح أوله أي يوصل صاحبه (إلى البرّ) بكسر الموحدة أصله التوسع في فعل الخير وهو اسم جامع للخيرات كلها ويطلق على العمل الخالص الدائم (وأن البر يهدي إلى الجنة) أي يوصل إليها قال تعالى أن الأبرار لفي نعيم (وأن الرجل) يعني الإنسان (ليصدق) أي يلازم الأخبار بالواقع (حتى يكتب عند الله صديقا) أي فيكرر الصدق ويداوم عليه حتى يستحق إطلاق اسم المبالغة عليه ويعرف بذلك في العالم العلوي وعند أهل الأرض (وأن الكذب) أي الإخبار بخلاف الواقع (يهدي إلى الفجور) أي يوصل إلى هتك ستر الديانة والميل إلى الفساد والانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي إلى النار) أي يوصل إلى هتك ستر الديانة والميل إلى الفساد والانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي إلى النار) أي يوصل إلى ما يكون سبباً لدخولها والفجور اسم جامع للشر كله (وأن الرجل) يعني الإنسان (ليكذب) أي يكثر الكذب (حتى يكتب عند الله كذاباً) بالتشديد قال في الفتح المراد بالكتابة الحكم عليه بذلك وإظهاره للمخلوقين من الملأ الأعلى وإلقاء ذلك في قلوب أهل الأرض وفي الحديث حث على قصد الصدق والاعتناء به فإنه إذ اعتنى به كثر منه فعرف به وعلى التحذير من الكذب والتساهل فإنه إذا تساهل فيه كثر منه فعرف به (ق) عن ابن مسعود • (أن الصدقة) أي فرضها ونفلها (لا تزيد المال) أي الذي تخرج منه (إلا كثرة) أي بأن يبارك للمتصدق في ماله ويدفع عنه العوارض أو يضاعف الله له الثواب إلى أضعاف كثيرة (عد) عن ابن عمر ابن الخطاب وإسناده ضعيف • (أن الصدقة على ذي قرابة) أي صاحب قرابة للمتصدق وإن بعدت وإن وجبت نفقته (يضعف) لفظ رواية الطبراني يضاعف (أجرها مرتين) لأنها صدقة وصلة ولكل منهما أجر يخصه (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف • (أن الصدقة لتطفئ غضب الرب) أي سخطه على من عصاه وإعراضه ومعاقبته له (وتدفع ميتة السوء) بكسر الميم وفتح السين بأن يموت مصراً على ذنب أو قانطاً من الرحمة أو بنحو هدم (ت حب) عن أنس وإسناده ضعيف • (أن الصدقة) أي المفروضة (لا تنبغي) أي لا تحل (لآل محمد) أي لمحمد وآله وهم مؤمنوا بني هاشم وبني المطلب ثم بين علة التحريم بقوله (إنما هي أوساخ الناس) أي أدناسهم لأنها تطهير لأموالهم ونفوسهم كما قال تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فهي كغسالة الأوساخ فلذلك حرمت عليهم وسببه كما يؤخذ من صحيح مسلم أن عبد المطلب والفضل بن العباس قد سألا العمل على الصدقة بنصب عامل أي منهم فقال صلى الله عليه وسلم أن الصدقة فذكره (حم م) عن عبد المطلب بن ربيعة • (أن الصدقة لتطفئ عن أهلها) أي عن المتصدقين بها لوجه الله خالصاً (حر القبور) أي عذابها وكربها (وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته) أي بأن تجسم وتجعل كالسحابة على رأسه تقيه حر الشمس حين تدنو من الرؤوس (طب) عن عقبة بن عامر • (أن الصدقة يبتغى بها وجه الله تعالى) بالبناء للمجهول أي يراد بإعطائها ما يتقرب به إليه من سدّ خلة

مسكين أو صلة رحم أو غير ذلك (والهدية يبتغي بها وجه الرسول) أي النبي صلى الله عليه وسلم (وقضاء الحاجة) أي التي قدم الوفد لأجلها وسببه عن عبد الرحمن بن علقمة قال قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهم هدية فقال ما هذه قالوا صدقة فذكره فقالوا بل هدية فقبلها (طب) عن عبد الرحمن بن علقمة • (أن الصدقة) أي المفروضة وهي الزكاة (لا تحل لنا) أي أهل البيت لأنها أوساخ الناس فلا تناسب أهل المرتبة العلية (وأن موالي القوم منهم) أي حكم عتقائهم حكمهم في حرمة الزكاة عليهم واحترامهم وإكرامهم وسببه عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع اصحبني كيما تصيب منها فقال لا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال أن الصدقة فذكره وأبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم (ت ن ك) عن أبي رافع مولى المصطفى قال الحاكم على شرطهما وأقروه • (أن الصعيد) أي التراب (الطيب) أي الطاهر ولابد أن يكون خالصاً (طهور) بفتح الطاء المهملة أي مطهر (ما لم تجد الماء ولو إلى عشر حجج) أي سنين أي يباح لك أن تفعل التيمم مدة عدم وجدان الماء وإن طال الزمن (فإذا وجدت الماء) أي مع عدم المانع من استعماله (فامسه بشرتك) بكسر الميم وتشديد السين أي أوصله إليها واستعمله في الوضوء والغسل وذا قاله لرجل كان يبعد عن الماء ومعه أهله فيجنب فلا يجد ماء (حم د ت) عن أبي ذر قال ت حسن صحيح • (أن الصفا) بالقصر أي الحجر الأملس (الزلال) بتشديد اللام الأولى مع فتح الزاي وكسرها يقال أرض مزلة أي تزل فيها الأقدام (الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء الطمع) وهذا كناية عما يزلقهم ويمنعهم الثبات على الاستقامة فالعلماء أحق الخلق بترك الطمع وبالزهد في الدنيا لأن الخلق يتبعونهم ويقتدون بهم (ابن المبارك وابن قانع عن سهيل) بن حسان (مرسلاً) وهو حديث ضعيف • (أن الصلاة والصيام) أي الفرض والنفل (والذكر) أي من تلاوة وتسبيح وتكبير وتهليل وتحميد قال العلقمي كل ذلك في أيام الجهاد (يضاعف على النفقة في سبيل الله تعالى) أي يضاعف ثواب كل منهما على ثواب النفقة في جهاد أعداء الله لإعلاء كلمة الله (بسبعمائة ضعف) قال المناوي أي إلى سبعمائة ضعف على حسب ما اقترن به من الإخلاص في النية والخشوع وغير ذلك (دك) عن معاذ بن أنس وهو حديث صحيح • (أن الصلاة قربان المؤمن) قال المناوي أي يتقرب بها إلى الله ليعود بها وصل ما انقطع وكشف ما انحجب ولا يعارض عموم قوله هنا المؤمن قوله في حديث كل تقي لأن مراده أنها قربان للناقص والكامل وهي للكامل أعظم لأنه يتسع له فيها من ميادين الأبرار ويشرق له من شوارق الأنوار مالا يحصل لغيره ولذلك رؤى الجنيد في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال طاحت تلك الإشارات وغابت تلك العبارات وفنيت تلك العلوم وبليت تلك الرسوم وما نفعنا إلا

ركعات كنا نركعها عند السحر (عد) عن أنس وإسناده ضعيف • (أن الضاحك في الصلاة والملتفت) أي فيها يمنة أو يسرة بعنقه (والمفقع أصابعه بمنزلة واحدة) أي حكما وجزاء فالثلاثة مكروهة عند الشافعي ولا تبطل بها الصلاة أي مع القلة وقد غلبه الضحك (حم طب هق) عن معاذ بن أنس بإسناد ضعيف • (أن الطير) أي بجميع أنواعها (إذا أصبحت) أي دخلت في الصباح (سبحت ربها) أي نزهته عن النقائص قال تعالى وإن من شيء إلا يسبح بحمده (وسألته قوت يومها) أي طلبت منه تيسير حصول ما يقوم بها من الأكل والشرب في ذلك اليوم فإذا كان هذا شأن الطير فالآدمي أولى بذلك (خط) عن عليّ وإسناده ضعيف • (أن الظلم ظلمات يوم القيامة) أي حقيقة بحيث لا يهتدي صاحبه بسبب ظلمه في الدنيا إلى المشي أو مجازاً عما يناله فيها من الكرب والشدة قال العلقمي قال ابن الجوزي الظلم يشتمل على معصيتين أخذ حق الغير بغير حق ومبارزة الرب بالمخالفة والمعصية فيه أشد من غيرها لأنه لا يقع غالباً إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار وإنما ينشأ الظلم من ظلمة القلب لأنه لو استنار بنور الهدى لاعتبر فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى التقت ظلمات الظلم حيث لا يغني عنه ظلمه شيئاً (ق) عن عمير بن عمر بن الخطاب • (أن العار) أي ما يتعير به الإنسان من القبائح التي فعلها في الدنيا كغادر ينصب له لواء غدر عند استه والغال من الغنيمة نحو بقرة يأتي وهو حامل لها وغير ذلك مما هو أعظم (ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول يا رب لإرسالك بي النار أيسر عليّ مما ألقي) أي من الفضيحة والخزي (وأنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب) لكنه يرى أن ما هو فيه أشد (ك) عن جابر قال المناوي صححه الحاكم ورد عليه بأنه ضعيف • (أن العبد) أي الإنسان (ليتكلم) قال العلقمي كذا للأكثر وفي رواية أبي ذر يتكلم بحذف اللام (بالكلمة) أي الكلام المشتمل على ما يعم الخير والشر سواء طال أم قصر كما يقال كلمة الشهادة (من رضوان الله) حال من الكلمة أي من كلام فيه رضى الله كشفاعة ودفع مظلمة (لا يلقي) بضم المثناة التحتية وسكون اللام وكسر القاف (لها بالاً) أي لا يتأملها ولا يعتد بها وفي لفظ رواه أصحاب السنن أن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة وقال في السخط مثل ذلك (يرفعه الله بها درجات) مستأنف جواب عن كلام مقدر كأنه قيل ماذا يستحق المتكلم بها (وأن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله) أي مما يوجب عقابه (لا يلقى لها بالاً) بضبط ما قبله (يهوي بها في جهنم) بفتح أوله وسكون الهاء وكسر الواو أي ينزل فيها ساقطاً قال تعالى وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم (حم خ) عن أبي هريرة • (أن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبن فيها) قال المناوي بمثناة تحتية مضمومة فمثناة فوقية مفتوحة فموحدة تحتية مشددة مكسورة فنون كذا ضبطه الزمخشري قال وتبن دقق النظر من التبانة

وهي الفطنة والمراد التعمق والإغماض في الجدل انتهى لكن الذي في أصول كثيرة من الصحيحين ما يتبين (يزل بها في النار) بفتح أوله وكسر الزاي أي يسقط فيها (ابعد ما بين المشرق والمغرب) يعني أبعد من المسافة بينهما والقصد الحث على قلة الكلام وتأمل ما يراد النطق به (حم ق) عن أبي هريرة • (أن العقد إذا قام يصلي أتى) بالبناء للمفعول أي جاءه الملك (بذنوبه كلها) قال المناوي فيه شمول للبكائر (فوضعت على رأسه وعاتقيه) تثنية عاتق وهو ما بين المنكب والعنق (فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه) حتى لا يبقى عليه ذنب وهذا في صلاة متوفرة الشروط والأركان والخشوع وجميع الآداب كما يؤذن به لفظ العبد والقيام (طب حل هق) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (أن العبد) أي الرقيق ذكراً كان أو أنثى (إذا نصح لسيده) أي قام بمصالحه وامتثل أمره وتجنب نهيه وأصلح خلله واللام زائدة للمبالغة (وأحسن عبادة ربه) أي بأن أقامها بشروطها وواجباتها وكذا مندوباتها التي لا تفوت حق سيده (كان له أجره مرتين) أي لقيامه بالحقين وانكساره بالرق مالك (حم ق د) عن ابن عمر بن الخطاب • (أن العبد) أي الإنسان (ليذنب الذنب فيدخل به الجنة) أي بسبب (يكون نصب عينيه تائباً فاراً حتى يدخل به الجنة) بيان لسبب الدخول لأنه كلما ذكره حصل له الحياء والخجل من ربه فيحمله ذلك على التوبة والاستغفار بتضرع وانكسار (ابن المبارك) في الزهد عن الحسن البصري مرسلاً • (أن العبد إذا كان همه الآخرة) الهم العزم أي ما يقربه إليها (كف الله تعالى عليه ضيعته) أي يجمع الله تعالى عليه معيشته ويضمها إليه والضيعة ما يكون منه معاش الرجل كالصنعة والتجارة والزراعة (وجعل غناه في قلبه) أي أسكنه فيه (فلا يصبح إلا غنيا ولا يمسي إلا غنيا) أي بالله لأن من جعل غناه في قلبه صارت همته الآخرة (وإذا كان همه الدنيا أفشى الله سبحانه عليه ضيعته) أي كثر عليه معايشه ليشغله عن الآخرة (وجعل فقره بين عينيه فلا يمسي إلا فقيراً ولا يصبح إلا فقيراً) لأن حاجة الراغب فيها لا تنقضي ومن كانت الدنيا نصب عينيه صار الفقر بين عينيه والصباح والمساء كناية عن الدوام والاستمرار (حم) في كتاب (الزهد عن الحسن) البصري مرسلاً • (أن العبد إذا صلى) أي فرضاً أو نفلاً (في العلانيه) أي حيث يراه الناس فأحسن) الصلاة بأن أتى بما يطلب فيها ولم يراء بها (وصلى في السر) أي حيث (لا يراه أحد (فأحسن) الصلاة بأن أتى بأركانها وشروطها ومستحباتها من خشوع أو نحوه وكان واقفاً عند حدود الله ممتثلاً أو أمره متجنباً لمناهيه (قال الله تعالى هذا عبدي حقاً) مصدر مؤكد أي يثنى عليه بذلك وينشر ثناءه بين الملائكة فيحبونه ثم تقع محبته في قلوب أهل الأرض فهذا هو العبد الذي يوصف بأنه قائم على قدم الطاعة فهو العبد حقاً (هـ) عن أبي هريرة • (أن العبد ليؤجر في نفقته كلها) أي فيما ينفقه على نفسه

وممونه ونحو ذلك (إلا في البناء) قال العلقمي هو محمول على البناء الذي لا يحتاج إليه أو على المزخرف ونحوه أما بيت يكنه من الحر والبرد والمطر والسارق أو على جهة قربة كالرباط والمسجد ونحو ذلك فهو مطلوب مرغب فيه (هـ) عن خباب بن الأرت بمثناة فوقية • (أن العبد ليتصدق بالكسرة) أي من الخبز ابتغاء وجه الله (تربو) أي تزيد (عند الله حتى تكون مثل أحد) بضمتين جبل معروف قال المناوي والمراد كثرة ثوابها لا أنها تكون كالجبل حقيقة انتهى ومقصود الحديث الحث على الصدقة ولو بالشيء اليسير (طب) عن أبي برزة وهو حديث ضعيف • (أن العبد) أي الإنسان (إذا لعن شيئاً) آدمياً أو غيره من بهيمة وطير ووحش وبرغوث وغير ذلك (صعدت) بفتح الصاد وكسر العين المهملتين (اللعنة إلى السماء) لتدخلها (فتغلق أبواب السماء دونها) لأن أبوابها لا تفتح إلا للعمل الصالح قال تعالى إليه يصعد الكلم الطيب (ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها) أي تنزل اللعنة إلى الأرض لتصل إلى سجين فتغلق أبواب الأرض دونها أي تمنع من النزول (ثم تأخذ يميناً وشمالاً) أي تتحير لا تدري أين تذهب (فإذا لم تجد مساغاً) أي مسلكاً وسبيلاً تنتهي منه إلى مكان تستقر فيه (رجعت إلى الذي لعن) بالبناء للمفعول (فإن كان لذلك أهلاً) أي يستحقها وقعت عليه فكان مطروداً مبعوداً (وإلا) بأن لم يكن لها أهلا (رجعت إلى قائلها) بإذن ربها لأن اللعن حكم بإبعاد الملعون عن رحمة الله وذلك غيب لا يطلع عليه غير الله ويطلع عليه رسوله إن شاء ولأن من طرد عن رحمة الله من هو من أهلها فهو بالطرد أحق والدليل على أنها لا ترجع إلا بإذن الله ما رواه الإمام أحمد بسند جيد عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن اللعنة إذا وجهت إلى من وجهت إليه فإن أصابت عليه سبيله أو وجدت فيه مسلكاً أي وقعت عليه وإلا قالت يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد فيه مسلكاً ولم أجد عليه سبيلاً فيقال ارجعي من حيث جئت يعني إلى قائلها (د) عن أبي الدرداء وإسناده جيد • (أن العبد إذا أخطأ خطيئة) أي أذنب ذنباً كما في رواية (نكتت) بضم النون وكسر الكاف ومثناة فوقية (في قلبه نكتة سوداء) أي أثر قليل كالنقطة في صقيل كالمرآة والسيف ونحوهما (فإن هو نزع) أي اقلع عن ذلك الذنب وتركه (واستغفر وتاب) أي توبة نصوحاً بشروطها (صقل قلبه) بالبناء للمفعول أي محا الله تلك النكتة عن قلبه فينجلي (وإن عاد) إلى ما اقترفه (زيد فيها) نكتة أخرى وهكذا (حتى تعلو على قلبه) أي تغطيه وتغمره وتستر سائره ويصير كله ظلمة فلا يعي خيراً ولا يبصر رشداً ولا يثبت فيه صلاح (وهو) أي ما يعلو على القلب من الظلمة (الران) قال المناوي أي الطبع وقال العلقمي هو شيء يعلو على القلب كالغشاء الرقيق حتى يسود ويظلم (الذي ذكر الله) أي في كتابه بقوله (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) أي غلب

واستولى عليها ما اكتسبوه من الذنوب حتى صارت سوداء مظلمة وغالب اسوداد القلب من أكل الحرام فإن أكل الحلال ينور القلب ويصلحه وأكل الحرام يفسده ويقسيه ويظلمه (حم ت ن هـ حب ك هب) عن أبي هريرة وأسانيده صحيحة • (أن العبد) أي المؤمن (ليعمل الذنب فإذا ذكره أحزنه) أي حصل له الحزن فأسف وندم على ما وقع (وإذا نظر الله إليه قد أحزنه) أي نظر إليه كائناً على هذه الحالة (غفر له ما صنع) من الذنب (قبل أن يأخذ في كفارته بلا صلاة ولا صيام) يحتمل أن المراد أن التوبة تكفر الذنوب من غير توقف على صلاة أو صيام أو استغفار قال المناوي قال ابن مسعود ويراجع من أغفل ممن خاف ذنوبه واستحقر عمله (حل) وابن عساكر عن أبي هريرة • (أن العبد) أي الإنسان (إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه) أن المشيعون له زاد مسلم إذا انصرفوا (حتى أنه) بكسر الهمزة ليسمع قرع نعالهم قال المناوي أي صوتها عند الدوس لو كان حياً فإنه قبل أن يقعده الملك لا حس فيه (أناه ملكان) بفتح اللام زاد ابن حبان أسودان أزرقان ويقال لأحدهما المنكر والآخر النكير وفي رواية لابن حبان يقال لهما منكر ونكير وسميا بذلك لأن خلقهما لا يشبه خلق آدمي ولا غيره زاد الطبراني في الأوسط أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد ونحوه لعبد الرزاق في مرسل عمرو بن دينار وزاد يحفران الأرض بأنيابهما ويطآن في أشعارهما معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها (فيقعدانه) قال المناوي حقيقة بأن يوسع المحد حتى يقعد فيه أو مجازاً عن الإيقاظ والتنبيه بإعادة الروح إليه (فيقولان له) أي يقول أحدهما مع حضور الآخر (ما كنت تقول في هذا الرجل) أي الحاضر ذهناً (لمحمد) أي في محمد عبر به لا بنحو هذا النبي امتحاناً للمسئول لئلا يتلقن منه (فأما المؤمن) أي الذي ختم له بالإيمان (فيقول) أي بعزم وجزم بلا توقف (أشهد أنه عبد الله ورسوله) إلى كافة الثقلين (فيقال) قال المناوي أي فيقول له الملكان أو غيرهما (أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة فيراهما جميعاً) قال العلقمي في رواية أبي داود فيقال له هذا بيتك كان في النار ولكن الله عز وجل عصمك ورحمك فأبدلك الله به بيتاً في الجنة (ويفسح له في قبره) أي يوسع له فيه (سبعون ذراعاً) قال العلقمي زاد ابن حبان في سبعين وقال المناوي أي توسعة عظيمة جداً فالسبعين للتكثير لا للتحديد (ويملأ) بالبناء للمفعول (عليه خضرا) بفتح الخاء وكسر الضاد المعمتين أي ريحاناً ونحوه (إلى يوم يبعثون) أي يستمر ذلك إلى يوم بعث الموتى من قبورهم (وأما الكافر) أي المعلن بكفره (أو المنافق) قال المناوي شك من الراوي وأو بمعنى الواو والمنافق هو الذي أظهر الإسلام وأخفى الكفر (فيقال له ما كنت تتمول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال له) أي يقول له الملكان أو غيرهما (لادريت) بفتح الدال (ولا تليت) بمثناة مفتوحة بعدها لام مفتوحة

وتحتانية ساكنة من الدراية والتلاوة أي لا فهمت ولا قرأت القرآن أو المعنى لا دريت ولا انبعت من يدري (ثم يضرب) بالبناء للمفعول أي يضربه الملكان الفتانان (بمطراق من حديد) أي مرزبة متخذة منه وتقدم أنه لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها (ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه) أي من جميع الجهات (غير الثقلين) أي يسمعها خلق الله كلهم ما عدا الجن والإنس فإنهما لا يسمعانها لأنهما لو سمعاها لأعرضا عن المعاش والدفن (ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه) أي من شدة التضييق وفي الحديث إثبات سؤال القبر وأنه واقع على كل أحد إلا من استثنى قال العلقمي والذين لا يسألون جماعة الأول الشهيد الثاني المرابط الثالث المطعون وكذا من مات في زمن الطاعون بغير طعن إذا كان صابراً محتسباً الرابع الأطفال لأن السؤال يختص بمن يكون مكلفاً الخامس الميت يوم الجمعة أو ليلتها السادس القارئ كل ليلة تبارك الذي بيده الملك وبعضهم يضم إليها السجدة السابع من قرأ في مرضه الذي يموت فيه قل هو الله أحد وقال الزيادي السؤال في القبر عاتم لكل مكلف ولو شهيداً إلا شهيد المعركة ويحمل القول بعدم سؤال الشهداء ونحوهم ممن ورد الخبر بأنهم لا يسئلون على عدم الفتنة في القبر والقبر جرى على الغالب فلا فرق بين المقبور وغيره فيشمل الغريق والحريق وإن سحق وذرى في الريح ومن أكلته السباع والسؤال من خصائص هذه الأمة على الأرجح وقال ابن القيم الذي يظهران كل نبي مع أمته كذلك فتعذب كفارهم في قبورهم بعد سؤالهم وإقامة الحجة عليهم أي فلا يكون من خصائصها وقد علمت أن الراجح ما تقدم وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل نخلاً لبني النجار فسمع صوتاً ففزع فقال من أصحاب هذه القبور فقالوا يا رسول الله ناس ماتوا في الجاهلية فقال نعوذ بالله من عذاب القبر ومن فتنة الدجال قالوا وما ذاك يا رسول الله قال أن العبد فذكره (حم دق ن) عن أنس بن مالك • (أن العبد) أي الإنسان المؤمن ذا البصيرة (أخذ عن الله أدباً حسناً إذا وسع عليه وسع) أي ينبغي ل إذا وسع الله عليه رزقه أن يوسع على نفسه وعلى عياله (وإذا أمسك عليه أمسك) أي وإذا ضيق الله عليه رزقه ينبغي له أن ينفق بقدر ما رزقه الله من غير ضجر ولا قلق ويعلم أن مشيئة الله في بسط الرزق وضيقه لحكمة ومصلحة (حل) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف • (أن العجب) بضم فسكون وهو نظر الإنسان إلى نفسه بعين الاستحسان وإلى غيره بعين الاحتقار (ليحبط) بلام التوكيد وضم المثناة التحتية (عمل سبعين سنة) أي يفسد عمل مدة طويلة جداً بمعنى أنه لا ثواب له في عمله فالسبعين للتكثير لا للتحديد (فر) عن الحسين بن علي وهو حديث ضعيف • (أن العرافة حق) أي عملها حق ليس بباطل لأن فيها مصلحة للناس ورفقاً بهم في أحوالهم وأمورهم لكثرة احتياجهم إليه والعرافة تدبير أمور القوم والقيام بسياستهم (ولابد للناس من العرفا) أي ليتغرف الأعظم من العرفاء حال الناس (ولكن العرفاء

في النار) أي عاملون بما يصيرهم إليها وهذا قاله تحذيراً من التعرض للرياسة والحرص عليها لما في ذلك من الفتنة وأنه إذا لم يقم بحقها أثم واستحق العقوبة العاجلة والآجلة (د) ن رجل من الصحابة وهو حديث ضعيف • (أن العرق) بالتحريك وهو رشح البدن (يوم القيامة) أي في الموقف (ليذهب في الأرض سبعين باعاً) أي ينزل فيها لكثرته نزولاً كثيراً جداً (وأنه ليبلغ إلى أفواه الناس) أي يصل إليها فيصير كاللجام (أو إلى آذانهم) أي بأن يغطي الأفواه ويعلو على ذلك لأن الأذن أعلى من الفم فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق كما في رواية فمنهم من يلجمه ومنهم مني زيد على ذلك قال النووي قال القاضي يحتمل أن المراد عرق نفسه وغيره ويحتمل عرق نفسه خاصة وسبب كثرة العرق تراكم الأهوال ودنو الشمس من الرؤوس (م) عن أبي هريرة • (أن العين) أي عين العائن من إنس أو جن (لتولع بالرجل) أي للتكامل في الرجولية فالمرأة ومن في سن الطفولية أولى (بإذن الله تعالى) أي بإرادته وقدرته (حتى يصعد حالقاً) أي جبلاً عالياً (ثم يتردى منه) أي يسقط لأن العائن إذا تكيفت نفسه بكيفية رديئة انبعثت من عينه قوة سمية تتصل بالمعيون فيحصل له من الضرر كمن سقط من فوق جبل عال (حم ع) عن أبي ذر بإسناد رجاله ثقات • (أن الغادر) أي الخائن لإنسان عاهده أو أمنه (ينصب له لواء يوم القيامة) أي علم خلفه تشهيراً له بالغدر وتفضيحاً على رؤوس الأشهاد وفي رواية يرفع بدل ينصب وهما بمعنى لأن الغرض إظهار ذلك قال ابن أبي حمزة ظاهر الحديث أن لكل غدرة لواء فعلى هذا يكون للشخص الواحد عدة ألوية بعدد غدراته (فيتمال) أي ينادى عليه يومئذ (ألا) بالتخفيف حرف تنبيه (هذه غدرة فلان ابن فلان) أي هذه الهيئة الحاصلة له مجازاة غدرته والحكمة في نصب اللواء أن العقوبة غالباً بضد الذنب فكلما كان الغدر من الأمور الخفية ناسب أن تكون عقوبته بالشهرة ونصب اللواء أشهر الأشياء عند العرب مالك (ق د ت) عن ابن عمر • (أن الغسل يوم الجمعة) أي بنيتها إلا جلها (ليسل الخطايا) بفتح المثناة التحتية وضم السين المهملة أي يخرج ذنوب المغتسل لها (من أصول الشعر استلالاً) أي يخرجها من منابتها خروجاً وأكد بالمصدر إشارة إلى أنه يستأصلها (طب) عن أبي أمامة بإسناد صحيح • (أن الغضب من الشيطان) أي هو المحرك له الباعث عليه بإلقاء الوسوسة في قلب الآدمي ليغريه (وأن الشيطان) أي إبليس (خلق من النار) بالبناء للمفعول أي خلقه الله من النار لأنه من الجان الذين قال الله فيهم وخلق الجان من مارج من نار وكانوا سكان الأرض قبل آدم عليه السلام وكان إبليس أعبدهم فلما عصى الله تعالى بترك السجود لآدم جعله الله شيطاناً (وإنما تطفئ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) أي وضوءه للصلاة وإن كان على وضوء وروى في غير هذا الحديث الأمر بالاغتسال مكان الوضوء فيحمل الأمر بالاغتسال على الحالة الشديدة التي يكون الغضب فيها أقوى

وأغلب من الحالة التي أمر فيها بالوضوء (حم د) عن عطية السعدي • (أن الفتنة) قال المناوي أي البدع والضلالات والفرقة الزائغة (تجيء فتنسف العباد نسفاً) أي تهلكهم وتبيدهم واستعمال النسف في ذلك مجاز (وينحو العالم منها بعلمه) أي العالم بالعلم الشرعي العامل به ينجو من تلك الفتن لمعرفته الطريق إلى توقي الشبهات وتجنب الهوى والبدع (حل) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (أن الفحش) بالضم هو ما قبح فعله شرعاً (والتفحش) أي تكلف اتخاذ الفحش (ليسا من الإسلام في شيء) أي فاعل كل منهما ليس من أكمل أهل الإيمان (وأن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً) بضمتين أي من اتصف بحسن الخلق فهو من أكمل الناس إيماناً لأن حسن الخلق شعار الدين (حم ع طب) عن جابر بن سمرة وإسناده صحيح • (أن الفخذ عورة) أي من العورة سواء كان من ذكر أو أنثى من حر أو قن فيجب ستر ما بين السرة والركبة في حق الذكر والأمة في الصلاة وأما الحرة فيجب عليها ستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين في الصلاة ومطلقاً خارجها وكذا الأمة والرجل عورة كل منهما جميع بدنه بالنسبة للأجانب في حق الأنثى والأجنبيات في حق الذكر وأما في الخلوة فعورة الأنثى ولو أمة ما بين السرة والركبة وعورة الذكر السوءتان (ك) عن جرهد بفتح الجيم والراء والهاء بعدهما ساكنة وهذا قاله وقد أبصر فخذ جرهد مكشوفة وهو حديث صحيح • (أن القاضي العدل) أي الذي يحكم بالحق (ليجاء به يوم القيامة) أي للحساب (فيلقى من شدة الحساب ما) أي أمراً عظيماً (يتمنى أن لا يكون قضى بين اثنين في تمرة قط) أي فيما مضى من عمره فهي ظرف لما مضى من الزمان وفيها لغات أشهرها فتح القاف وضم الطاء المشددة وإذا كان هذا في القاضي العدل وفي الشيء اليسير فما بالك بغير العدل والشيء الكثير وكون قط ظرفاً هو ما في كثير من النسخ وظاهر ما في النسخة التي شرح عليها المناوي أنها رمز للدارقطني فإن فيها قط والشيرازي بواو العطف (الشيرازي في الألقاب عن عائشة) وإسناده ضعيف • (أن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه) أي نجا الميت من عذابه (فما بعده) أي من أهوال الحشر والنشر وغيرهما (أيسر منه) أي أهون (وإن لم ينج منه) أي من عذابه (فما بعده أشد منه) فما يحصل للميت في القبر عنوان ما سيصير إليه (ت ك) عن عثمان بن عفان قال العلقمي والحديث قال في الكبير رواه الترمذي وقال حسن غريب وقال الدميري رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد • (أن القلوب) أي قلوب بني آدم (بين إصبعين من أصابع الله يقلبها) أي يصرفها إلى ما يريد بالعبد وهذا لحديث من جملة ما تنزه السلف عن تأويله كأحاديث السمع والبصر واليد من غير تشبيه بل نعتقدها صفات الله تعالى لا كيفية لها ونقول الله اعلم بمراد رسوله بذلك (حم ت ك) عن أنس بن مالك ورجاله رجال الصحيح • (أن الكافر ليسحب لسانه) بالبناء للفاعل أي يجره (يوم القيامة وراءه الفرسخ والفرسخين يتوطأه الناس) أي أهل الموقف فيكون ذلك من العذاب قبل

دخوله النار والفرسخ ثلاثة أميال والميل أربعة آلاف خطوة (حم ت) عن ابن عمر ابن الخطاب وإسناده ضعيف، (أن الكافر ليعظم) بفتح المثناة التحتية وضم المعجمة أي تكبر جثته جداً (حتى أن ضرسه لا عظم من أحد) حتى يصير كل ضرس من أضراسه أعظم من جبل أحد (وفصيلة جسده على ضرسه كفضيلة جسد أحدكم على ضرسه) أي نسبة جسد الكافر على ضرسه كنسبه زيادة جسد أحدكم على ضرسه وأمر الآخرة وراء طور العقل فنؤمن بذلك ولا نبحث عنه (هـ) عن أبي سعيد الخدري • (أن التي توثر المال غير أهله عليها نصف عذاب الأمّة) يعني أن المرأة إذا أتت بولد من زنا ونسبته إلى زوجاه ليلحق به ويرثه عليها عذاب عظيم لا يوصف قدره فليس المراد النصف حقيقة (عب) عن ثوبان مولى المصطفى • (أن الذي أنزل الداء) أي المرض وهو الله سبحانه وتعالى (أنزل الشفاء) أي ما يستشفى به من الأدوية فيندب التداوي لأنه ما من داء إلا وله دواء فإن تركه توكلاً على الله فهو فضيلة ولكن التداوي مع التوكل أفضل (ك) عن أبي هريرة • (أن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين اثنين) يحتمل أن المراد يفرق بالجلوس بينهما (بعد خروج الإمام) أي من مكانه ليصعد المنبر للخطبة (كالجار قصبه) بضم القاف وسكون الصاد المهملة أي أمعاءه أي مصارينه (في النار) أي له في الآخرة عذاب شديد مثل عذاب من يجر أمعاءه في النار بمعنى أنه يستحق ذلك قال المناوي فيحرم تخطي الرقاب والتفريق انتهى واعتمد الرملي في تخطي الرقاب أنه مكروه ووافقه الخطيب الشربيني فقال يكره تخطي الرقاب إلا لإمام أو رجل صالح يتبرك به ولا يتأذى الناس بتخطيه والحق بعضهم بالرجل العظيم ولو في الدنيا قال لأن الناس يتسامحون بتخطيه ولا يتأذون به أو واجد فرجة لا يصيبها إلا بتخطي واحد أو اثنين أو أكثر ولم يرج سدها فلا يكره له وإن وجد غيرها لتقصير القوم بإخلائها لكن يسن له إن وُجد غيرها أن لا يتخطى فإن رجا سدّها كان رجا أن يتقدم أحد إليها إذا أقيمت الصلاة كره (حم طب ك) عن الأرقم • (أن الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر) بضم المثناة التحتية وفتح الجيم الأولى وسكون الراء بعدها جيم مكسورة أي يردّدا ويصب (في بطنه نار جهنم) بنصب نار على أنه مفعول به والفاعل ضمير الشارب والجرجرة بمعنى الصب وجاء الرفع على أنه فاعل والجرجرة تصوت في البطن أي تصوت في بطن نار جهنم وفي الحديث تحريم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة على كل مكلف رجلاً كان أو امرأة ويلحق بهما ما في معناهما مثل التطيب والاكتحال وسائر وجوه الاستعمالات وكما يحرم استعمال ما ذكر يحرم اتخاذه بدون استعمال (م هـ) عن أم سلمة زاد (طب) إلا أن يتوب أي توبة صحيحة عن استعماله فلا يعذب العذاب المذكور • (أن الذي ليس في جوفه) أي في قلبه (شيء من القرآن) ويحتمل أن المراد عدم العمل به فجوف الإنسان الخالي عما لابد منه من التصديق والاعتقاد

الحق كالبيت الخرب (حم ت ك) عن ابن عباس قال المناوي وصححه الترمذي والحاكم ورد عليهما • (أن الدين يصنعون هذه الصور) أي التماثيل ذات الأرواح (يعذبون يوم القيامة) أي في نار جهنم (فيقال لهم أحيوا ما خلقتم) هذا أمر تعجيز أي اجعلوا ما صورتم حيا ذا روح وهم لا يقدرون على ذلك فهو كناية عن دوام تعذيبهم واستشكل بأن دوام التعذيب إنما يكون للكفار وهؤلاء قد يكونون مسلمين وأجيب بأن المراد الزجر الشديد بالوعيد بعقاب الكافر ليكون أبلغ في الارتداع وظاهره غير مراد وهذا في حق غير المستحل أما من فعله مستحلاً فلا إشكال فيه لأنه كافر مخلد (ق ن) عن ابن عمر بن الخطاب • (أن الماء طهور) أي مطهر (لا ينجسه شيء) أي مما اتصل به من النجاسة ومحله إذا كان قلتين فأكثر ولم يتغير وسببه عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقال له أنه يستقي لك من بئر بضاعة بضم الباء وكسرها بئر معروف بالمدينة وهي يلقى فيها لحوم الكلاب والحيض بكسر الحاء المهملة وفتح المثناة التحتية أي خرق الحيض وفي رواية المحائض أي الخرق التي يمسح بها دم الحيض وعذر الناس بفتح العين المهملة وكسر الذال المعجمة جمع عذرة وهي الغائط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الماء فذكره (حم شقط هق) عن أبي سعيد الخدري قال المناوي وحسنه الترمذي وصححه أحمد فبقى ثبوته ممنوعاً • (أن الماء لا ينجسه شيء) أي شيء نجس وقع فيه إذا كان قلتين فأكثر (إلا ما) أي نجس (غلب على ريحه وطعمه ولونه) أي فإذا تغير أحد هذه الأوصاف الثلاثة فهو نجس (هـ) عن أبي أمامة) وهو حديث ضعيف • (أن الماء لا يجنب) بضم المثناة التحتية وكسر النون ويجوز فتحها مع ضم النون قال النووي والأول أفصح وأشهر لا ينتقل هل حكم الجنابة وهو المنع من استعماله باغتسال الغير منه وهذا قاله لميمونة اغتسلت من جفنة أي قصعة كما في رواية فجاء صلى الله عليه وسلم أي ليغتسل منها أو ليتوضأ فقالت أني كنت جنباً توهماً منها أن الماء صار مستعملاً وفي أبي داود نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة قال الخطابي وجه الجمع بين الحديثين أن ثبت هذا أن النهي إنما وقع عن التطهير بفضل ما تستعمله المرأة من الماء وهو ما سال أو فضل عن أعضائها عند التطهير به دون الفضل الذي يستقر في الإناء ومن الناس من يجعل النهي في ذلك على الاستحباب دون الإيجاب وكان ابن عمر يذهب إلى أن النهي إنما هو إذا كانت جنباً أو حائضاً فإذا كانت طاهرة فلا بأس به (دت هـ حب ك هق) عن ابن عباس بأسانيد صحيحة • (أن المؤمن (ليدرك بحسن الخلق) قال عبد الله بن المبارك هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى (درجة القائم الصائم) قال العلقمي أعلى درجات الليل القيام في التهجد وأعلى درجات النهار الصيام في شدة الهواجر وصاحب الخلق الحسن يدرك ذلك بسبب حسن خلقه (هـ حب) عن عائشة • (أن المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه) أي تنزع روحه

من جسده بغاية الألم ونهاية الشدة (وهو يحمد الله تعالى) رضاء بما قضاه ومحبة في لقائه (هب) عن ابن عباس • (أن المؤمن يضرب وجهه بالبلاء كما يضرب وجه البعير) قال المناوي مجاز عن كثرة إيراد أنواع المصائب وضروب الفتن والمحن عليه لكرامته على ربه لما في الابتلاء من تمحيص الذنوب ورفع الدرجات (خط) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (أن المؤمن ينضي شيطانه) بمثناة تحتية مضمومة ونون ساكنة وضاد معجمة مكسورة أي يجعله منضوا أي ممهزولاً سقيماً لكثرة إذلاله له وجعله أسيراً تحت قهره بملازمته ذكر الله تعالى واتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه لأن من أعز سلطان الله أعز سلطانه وسلطه على عدوه وصيره تحت حكمه (كما ينضى أحدكم بعيره في السفر) قال في النهاية النضو الدابة التي أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها (حم) والحكيم الترمذي (وابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (مكائد الشيطان عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أن المؤمن إذا أصابه السقم) بضم فسكون وبفتحتين أي المرض وفي نسخة سقم (ثم أعفاه الله منه) أي بأن لم يكن ذلك مرض موته وفي رواية ثم أعفى بالبناء للمفعول (كان) أي مرضه (كفارة لما مضى) من ذنوبه (وموعظة له فيما يستقبل) قال المناوي لأنه لما مرض عقل أن سبب مرضه ارتكابه الذنوب فتاب منها فكان كفارة لها (وأن المنافق إذا مرض ثم أعفى) بالبناء للمفعول أي عافاه الله من مرضه (كان كالبعير عقله أهله) أي أصحابه (ثم أرسلوه) أي أطلقوه من عقاله (فلم يدر لم عقلوه) أي لأي شيء فعلوا به ذلك (ولم يدر لم أرسلوه) أي فهو لا يتذكر الموت ولا يتعظ بما حصل له ولا يستيقظ من غفلته قال المناوي لأن قلبه مشغول بحب الدنيا ومشغول بلذاتها وشهواتها ولا ينجع فيه سبب الموت ولا يذكر حسرة الفوت انتهى فيحتمل أن المراد بالنفاق النفاق الحقيقي ويحتمل أن المراد العملي (د) عن عامر الرامي) بياء بعد الميم ويقال بحذف الياء وهو الأكثر سمى بذلك لأنه كان حسن الرمي وكان أرمى العرب وأوله كما في أبي داود عن عامر الرامي قال أني ببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية فقلت ما هذا قالوا هذا لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو تحت شجرة قد بسط له كساء وهو جالس عليه وقد اجتمع عليه أصحابه فجلست إليهم فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسقام فقال أن المؤمن فذكره وبعد لفظ النبوة فقال رجل ممن حوله يا رسول الله وما الأسقام والله ما مرضت قط فقال قم عنا فلست منا أي لست على طريقتنا وعادتنا فبينما نحن عنده إذ أقبل رجل عليه كساء وفي يده شيء قد التف بعض الكساء عليه فقال يا رسول الله أني لما رأيتك أقبلت فمررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر فأخذتهن فوضعتهن في كساءي فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي فكشفت لها عنهم فوقعت عليهم معي فلففتهن بكسائي فهن أولاي معي قال ضعهن عنك فوضعهن وابت أمهن إلا لزومهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتعجبون لرحم أم الأفراخ فراخها ورحم

بضم الراء يعني الرحمة قالوا نعم يا رسول الله قال والذي بعثني بالحق الله أرحم بعباده من أم الأفراخ ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن فرجع بهن (تنبيه) إذا أرسل الشخص صيداً مملوكاً لم يجز لما فيه من التشبيه بفعل الجاهلية وقد قال الله تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولأنه قد يختلط بالمباح فيصاد ولم يزل ملكه عنه وإن قصد بذلك التقرب إلى الله تعالى ويستثنى من عدم الجواز ما إذا خيف على ولده بحبس ما صاده منها فيجب الإرسال صيانة لروحه ويشهد له حدحيث الغزالة التي أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم من أجل أولادها لما ساتجارت به حديثها عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء فإذا مناد يناديه يا رسول الله فالتفت فلم ير أحداً ثم التفت فإذا ظبية موثقة فقالت إدن مني يا رسول الله فدنا منها فقال ما حاجتك فقالت أن لي خشفين في هذا الجبل فحلني حتى أذهب فأرضعهن وارجع إليك قال وتفعلين قالت عذبني الله عذاب العشار إلن لم أفعل فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها فانتبه الأعرابي فقال ألك حاجة يا رسول الله قال تطلق هذه فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله • (أن المؤمن لا ينجس) زاد الحاكم في روايته حياً ولا ميتاً وتمسك بمفهوم الحديث بعض أهل الظاهر فقال أن الكافر نجس العين وقواه بقوله تعالى إنما المشركون نجس وأجاب الجمهور عن الحديث بأن المراد أن المؤمن طاهر الأعضاء لاعتياده مجانبة النجاسة بخلاف المشرك لعدم تحفظه من النجاسة وعن الآية أنه نجس الاعتقاد وأنه يجتنب كما يجتنب النجس وحجتهم أن الله تعالى أباح نكاح نساء أهل الكتاب ومعلوم أن عرقهن لا يسلم منه من يضاجعهن ومع ذلك فلم يجب عليه من غسل الكتابية الأمثل ما يجب عليه من غسل المسلمة فدل على أن الآدمي ليس بنجس العين إذ لا فرق بين النساء والرجال وفي قوله حياً ولا ميتاً رد على أبي حنيفة في قوله ينجس بالموت (ت ع) عن أبي هريرة (حم م دن هـ) عن حذيفة (ت) عن ابن مسعود (طب) عن أبي موسى الأشعري • (أن المؤمن يجاهد بسيفه) أي الكفار (ولسانه) أي الكفار وغيرهم من الكفار والملحدين والفرق الزائغة بإقامة البراهين أو المراد بجهاد اللسان هجر الكفر وأهله وهذا أقرب وسببه عن كعب بن مالك قال لما نزل والشعراء يتبعهم الغاوون قلت يا رسول الله ما ترى في الشعر فذكره (حم طب) عن كعب بن مالك ورجال أحمد رجال الصحيح • (أن المؤمنين يشدد عليهم) أي بإصابة البلايا والأمراض والمصائب ونحوها (لأنه لا يصيب المؤمن نكبة) بالنون والكاف والموحدة هي ما يصيب الإنسان من الحوادث (من شوكة فما فوقها ولا وجع إلا رفع الله له به) أي بما أصيب به (درجة) أي في الجنة (وحط عنه) بها (خطيئة) أي ذنباً ولا مانع من كون الشيء الواحد رافعاً للدرجات واضعاً للخطايا (ابن سعد في الطبقات (ك هب) كلهم (عن عائشة) وهو حديث ضعيف • (أن

المتحابين في الله في ظل العرش) أي يكونون يوم القيامة حين تدنو الشمس من الرؤوس ويشتد الحر على أهل الموقف في ظله والكلام في المؤمنين (طب) عن معاذ بن جبل • (أن المتشدقين) بالمثناة من فوق والشين المعجمة والدال المهملة أي المتوسعين في الكلام من غير احتياط واحتراز وقيل أراد المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم (في النار) أي سيكونون في نار جهنم جزاء لهم بازدرائهم لخلق الله تعالى وتكبرهم عليهم بمعنى أنهم يستحقون دخولهم (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف (أن المجالس أي أهلها (ثلاثة) أي على ثلاثة أنواع (سالم) أي من الإثم (وغانم) أي للأجر (وشاحب) بشين معجمة وحاء مهملة أي هالك آثم زاد في رواية فالغانم الذاكر والسالم الساكت والشاحب الذي يشعب بين الناس (حم ع حب) عن أبي سعيد الخدري • (أن المختلعات) أي اللاتي يطلبن الخلع والطلاق من أزواجهن بلا عذر شرعي (والمنتزعات بمعنى ما قبله (من المنافقات) أي نفاقاً عملياً فالمراد الزجر والتهويل فيكره للمرأة طلب الخلع أو الطلاق بغير عذر شرعي (طب) عن عقبة بن عامر وإسناده حسن • (أن المرء كثير بأخيه وابن عمه) أي ينقوي بنصرتهما ويعتضد بمعونتهما (ابن سعد عن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب الجواد المشهور • (أن المرأة خلقت من ضلع) بكسر الضاد المعجمة وفتح اللام قال المناوي وقد تسكن أي لأن أمهن حواء خلقت من ضلع آدم عليه الصلاة والسلام (لن تستقيم لك على طريقة) أي طريقة مرضية لك أيها الرجل (فإن استمعت بها استمت بها وبها عوج وإن ذهبت تقيمها) أي إن قصدت أن تسوى عوجها وأخذت في الشروع في ذلك (كسرتها وكسرها طلاقها) يعني أن كان لابد من الكسر فليس لها كسر إلا الطلاق فهو إيماء إلى استحالة تقويمها (م ت) عن أبي هريرة • (أن المرأة خلقت من ضلع وأنك إن ترد إقامة الضلع تكسرها) أي أن ترد إقامة المرأة تكسرها وكسرها طلاقها (فدارها تعش بها) أي لاينها ولاطفها فبذلك تبلغ مرامك منها من الاستمتاع وحسن العشرة (حم طب ك) عن سمرة بن جندب وهو حديث صحيح • (أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان) قال العلقمي معناه أن الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بها لما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والإلتذاذ بنظرهن فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه (فإذا رأى أحدكم امرأة أي أجنبية فأعجبته فليأت أهله) أي فليجامع حليلته (فإن ذلك) أي جماعها (يبرد) بالمثناة التحتية (ما في نفسه) أي يكسر شهوته ويفتر همه وينسيه التلذذ بتصور هيكل تلك المرأة في ذهنه والأمر للندب قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى الصحابة فذكره وتمعس بالمثناة الفوقية المفتوحة ثم ميم ساكنة ثم عين مهملة مفتوحة ثم سين مهملة أي تدلك ومنيئة بميم

مفتوحة ثم نون مكسورة ثم مثناة تحتية ساكنة ثم همزة مفتوحة بوزن كريمة هي الجلد أول ما يوضع في الدباغ قال الكسائي يسمى منيئة ما دام في الدباغ (حم م د) عن جابر بن عبد الله • (أن المرأة تنكح لدينها ومالها وجمالها فعليك بذات الدين) أي احرص على تحصيل صاحبة لدين الصالحة للاستمتاع بها (تربت يداك) أي افتقرتا إن لم تفعل (حم م ت) عن جابر بن عبد الله (أن المسألة) أي الطلب من الناس أن يعطوه من مالهم شيئاً صدقة أو نحوها (لا تحل إلا لأحد ثلاثة) هو صادق بالواجب وذلك فيما إذا اضطر إلى السؤال (لذي دم موجع) قال المناوي وهو أن يتحمل دية فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول فإن لم يؤدها قتل فيوجعه القتل (أو لذي غرم مفظع) بضم الميم وسكون الفاء وظاء معجمة وعين مهملة أي شنيع شديد (أو لذي فقر مدقع) بدال مهملة وقاف أي شديد يفضي بصاحبه إلى الدقعا وهو اللصوق بالتراب وقيل هو سوء احتمال الفقر وذا قاله في حجة الوداع وهو واقف بعرفة فأخذ أعرابي بردائه فسأله فأعطاه ثم ذكره (حم ع) عن أنس وإسناده حسن • (أن المسجد لا يحل) أي المكث فيه (لجنب ولا حائض) أي ولا نفساً قال المناوي فيحرم عند الأئمة الأربعة ويباح العبور انتهى وقال العلقمي يحرم على الجنب اللبث في المسجد ويجوز له العبور من غير لبث سواء كان له حاجة أم لا وحكى ابن المنذر مثل هذا عن ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن المسيب وابن جبير والحسن البصري وعامر بن دينار ومالك بن أنس وحكى عن سفيان الثوري وأبي حنيفة وأصحابه واسحاق بن راهويه أنه لا يجوز له العبور إلا إذا لم يجد بداً منه فيتوضأ ثم يمر وقال أحمد يحرم المكث ويباح العبور للحاجة لا لغيرها قال المزني وداود وابن المنذر يجوز للجنب المكث في المسجد مطلقاً وحكاه الشيخ أبو حامد عن زيد بن أسلم (هـ) عن أم سلمة أم المؤمنين • (أن المسلم إذا أعاد أخاه المسلم) أي زاره في مرضه (لم يزل في مخرفة الجنة) بفتح الميم والراء بينهما خاء معجمة ساكنة أي في بساتينها وثمارها شبه صلى الله عليه وسلم ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما يجوزه المخترف من الثمار وقيل المخرفة الطريق أي أنه على طريق يؤديه إلى طريق الجنة (حتى يرجع) أي الثواب حاصل للعائد من حين يذهب للعيادة حتى يرجع إلى محله (حم م ت) عن ثوبان • (أن المظلومين) أي في الدنيا (هم المفلحون يوم القيامة أي هم الفائزون بالأجر الجزيل والنجاة من النار وللحرق بالأبرار (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب) أي في كتابه الذي ألفه فيه (ورسته) بضم الراء وسكون المهملة (في) كتاب (الإيمان له عن أبي صالح) عبد الرحمن بن قيس (الحنفي) بفتح الحاء والنون نسبة إلى بني حنيفة (مرسلاً) فإنه تابعي • (أن المعروف) أي الخير والرفق والإحسان (لا يصلح إلا لذي دين) بكسر الدال المهملة أي لصاحب إيمان كامل (أو لذي حسب) بفتحتين أي لصاحب مأثرة حميدة ومناقب شريفة (أو لذي حلم) بكسر الحاء المهملة وسكون اللام أي صاحب تثبت

واحتمال وإناءة قال المناوي يعني أن المعروف لا يصدر إلا ممن هذه صفاته انتهى ويحتمل أن المراد لا يصلح فعل المعروف إلا مع من اتصف بهذه الصفات لكن يعارض هذا بأن فعل المعروف مطلوب من كل أحد سواء كان أهلاً للمعروف أم لا (طب) وابن عساكر عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف • (أن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤنة) أي فلا يخشى الإنسان الفقر من كثرة العيال فإن الله يعينه على مؤنتهم بل يندب له تكثيرهم اعتماداً على الله تعالى (وأن الصبر يأتي من الله) أي للعبد المصاب (على قدر المصيبة) أي فإن عظمت المصيبة أفرغ الله عليه صبراً كثيراً لطفاً منه تعالى لئلا يهلك جزعاً منه وإن خفت أفرغ عليه بقدرها (الحكيم والبزار والحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (هب) كلهم (عن أبي هريرة بإسناده حسن • (أن المقسطين) أي العادلين عند الله يوم القيامة (على منابر من نور) هو على حقيقته وظاهره (عن يمين الرحمن) قال النووي هو من أحاديث الصفات أما أن نؤمن بها ولا نتكلم بتأويل ونعتقد أن ظاهرها غير مراد ونعتقد أن لها معنى يليق بالله تعالى أو نؤول ونقول أن المراد بكونه عن اليمين الحالة والمنزلة الرفيعة (وكلتا يديه يمين) قال المناوي فيه تنبيه على أنه ليس المراد باليمين الجارحة تعالى الله عن ذلك فإنها مستحيلة في حقه تعالى (الذين يعدلون في حكمهم) أي هم الذين يحكمون بالحق فيما قلدوا من خلافة أو أمارة أو قضاء (وأهليهم أي من أزواج وأولاد وأقارب وأرقاء أي بالقيام بمؤنتهم والتسوية بينهم (وما ولوا) بفتح الواو وبضم اللام المخففة أي ما كانت لهم عليه ولاية كنظر على وقف أو يتيم وروى ولوا بشدة اللام مبنياً للمفعول أي جعلوا والين عليه (حم م ن) عن ابن عمرو بن العاص • (أن المكثرين هم المقلون يوم القيامة) قال العلقمي المراد الإكثار من المال والإقلال من ثواب الآخرة وهذا في حق من كان مكثراً ولم يتصدق كما دل عليه قوله (إلا من أعطاه الله تعالى خيراً) أي مالاً حلالاً (فنفح فيه) بنون وفاء ومهملة أي أعطى كثيراً بلا تكلف (يمينه وشماله وبين يديه ووراءه) يعني ضرب يديه بالعطاء ليبر الجهات الأربع ولم يذكر الفوق والتحت لندرة الإعطاء منهما (وعمل فيه خيراً) أي حسنة بأن صرفه في وجوه البر أما من أعطى ما لا ولم يعمل فيه ما ذكر فمن الهالكين قال العلقمي وفي سياقه جناس تام في قوله أعطاه الله خيراً وفي قوله عمل فيه خيراً فمعنى الخير الأول المال والثاني الحسنة (ق ن) عن أبي ذر الغفاري • (أن الملائكة) قال المناوي في رواية بما يصنع ووضع أجنحتها عبارة عن توقيره وتعظيمه ودعائها له (الطيالسي عن صفوان بن عساسل) بمهملتين المرادي وإسناده حسن • (أن الملائكة لتصافح) أي بأيديها أيدي (ركاب

الحجاج) بضم الراء وشدة الكاف أي حجاً مبروراً قال العلقمي قال في المصباح وصافحته مصافحة أفضيت بيدي إلى يده وقال في النهاية لمصافحة مفاعلة وهي الصاق صفحة الكف بالكف وإقبال الوجه على الوجه (وتعتنق المشاة) منهم أي تضم وتلتزم مع وضع الأيدي على العنق وفي نسخة وتعانق المشاة قال العلقمي قال في المصباح وعانقت عناقاً وتعانقت واعتنقت وتعانقاً وهو الضم والالتزام مع وضع الأيدي على العنق (هب عن عائشة وإسناده ضعيف • (أن الملائكة لتفرح) أي ترضى وتسر (بذهاب الشتاء) أي بانقضاء زمن البرد (رحمة) منهم (لما يدخل على فقراء المسلمين) فيه (من الشدة) أي مشقة البرد لفقدهم ما يتقونه به ومشقة التطهر بالماء البارد عليهم وفي رواية رحمة للمساكين قال العلقمي ويستعمل الفرح في معان أحدها الأشر والبطر وعليه قوله تعالى أن الله لا يحب الفرحين الثاني الرضى وعليه قوله تعالى كل حزب بما لديهم فرحون الثالث السرور وعليه قوله تعالى فرحين بما آتاهم الله من فضله والمراد سرور الملائكة بذهاب الشدة عن هذه الأمة (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (أن الملائكة) أي ملائكة الرحمة والبركة لا الحفظة فإنهم لا يفارقون المكلف (لا تدخل بيتاً فيه تماثيل أو صورة) أي صورة حيوان تام الخلقة لحرمة التصور ومشابهته لبيت الأوثان والمراد بالأول الأصنام وبالثاني صورة كل ذي روح وقيل الأول للقائم بنفسه المستقل بالشكل والثاني للمنقوش على نحو ستر أو جدار (حم ت حب) عن أبي سعيد (أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب) قال العلقمي قال شيخنا قيل هو على عمومه ورجحه القرطبي والنووي وقيل يستثنى منه الكلاب التي أذن في اتخاذها وهي كلاب الصيد والماشية والزرع والسبب في ذلك قيل نجاسة الكلاب وقيل كونها من الشياطين (ولا صورة) أي لأن الصور عبدت من دون الله وفي تصويرها منازعة لله تعالى لأنه المنفرد بالخلق والتصوير (هـ) عن علي • (أن الملائكة) أي الملائكة التي تنزل بالرحمة والبركة إلى الأرض (لا تحضر) قال العلقمي يحتمل أن يكون التقدير لا تحضر (جنازة الكفار بخير) ببشر ومهابة بل يوعدونهم بالعذاب الشديد والهوان الوبيل ويحتمل أن الباء في قوله بخير ظرفية بمعنى في كقوله تعالى نجيناهم بسحر أي في سحر أي لا تحضر الملائكة جنازة الكافر إلا في حضور نزول بؤس به انتهى وقال المناوي لا تحضر جنازة الكافر بخير فعل معه فستره وأنكره (ولا المتضمخ بالزعفران) أي المتلطخ به لأنه متلبس بمعصية حتى يقلع عنها أو لأنها تكره رائحته أو رؤية لونه (ولا الجنب) أي لا تدخل البيت الذي فيه جنب قال ابن رسلان يحتمل أن يراد به الجنابة من الزناء وقيل الذي لا تحضره الملائكة هو الذي لا يتوضأ بعد الجنابة وضواً كاملاً وقيل هو الذي يتهاون في غسل الجنابة فيمكث من الجمعة إلى الجمعة لا يغتسل إلا للجمعة ويحتمل أن يراد به الجنب الذي لم يستعذ بالله من الشيطان عند الجماع ولم يقل ما وردت به

السنة اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقنا فإن لم يقله تحضره الشياطين ومن حضرته الشياطين تباعدت عنه الملائكة وسببه عن عمار بن ياسر قال قدمت على أهلي ليلاً وقد تشققت يداي من كثرة العمل فخلقوني بزعفران فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت فلم يرد علي السلام ولم يرحب بي وقال اذهب فاغسل هذا عنك فذهبت فغسلته ثم جئت وقد بقي عليّ منه ردع بالدال والعين المهملتين أي لطخ من بقية لون الزعفران لم يعمه كل الغسل فسلمت فلم يرد عليّ ولم يرحب بي وقال اذهب فاغسل هذا عنك فذهبت فغسلته ثم جئت فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وقال أن الملائكة فذكره (حم د) عن عمار بن ياسر رضي الله عنه • (أن الملائكة لا تزال تصلي على أحدكم) أي تستغفر له (ما دامت مائدته موضوعة) أي مدة دوام وضعها لأكل الضيفان ونحوهم (الحكيم) الترمذي (عن عائشة) وإسناده ضعيف • (أن الملائكة صلت على آدم) أي بعد موته صلاة الجنازة (فكبرت عليه أربعاً) أي بعد أن غسلوه وكفنوه ثم بعد دفنه قالوا هذه سنتكم في موتاكم يا بني آدم (الشيرازي عن ابن عباس • (أن الموت فزع) بفتح الزاي مصدر جرى مجرى الوصف للمبالغة أو فيه تقدير أي ذو فزع أي خوف وهول ورهب (فإذا رأيتم الجنازة فقوموا) قال النووي هذا منسوخ عند الجمهور ثم اختار عدم نسخه وأنه مستحب انتهى ويؤيد النسخ ما في مسلم عن لي أنه صلى الله عليه وسلم قام للجنازة ثم قعد وما في أبي داود عن عبادة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم للجنازة مر به حبر من اليهود فقال هكذا نفعل فقال اجلسوا وخالفوهم ويؤيد عدم النسخ ما في رواية الحاكم إنما قمنا للملائكة وله من وجه آخر إنما تقومون إعظاماً للذي يقبض الأرواح فهذا تعليل من الشارع مقدم على كل تعليل وعلى عدم النسخ مشى المناوي فإنه قال الأمر للإباحة أي أن شئتم فقوموا لتهويل الموت والتنبيه على أنه أمر فظيع وخطب شديد لا لتبجيل الميت وتعظيمه وقعود المصطفى لما مرت به لبيان الجواز (حم م د) عن جابر • (أن الموتى) يعني بعضم (ليعذبون في قبورهم حتى أن البهائم لتسمع أصواتهم) قال المناوي لأن لهم قوة يثبتون بها عند سماعه أو لعدم إدراكهم لشدة كرب الموت فلا ينزعجون بخلافنا (طب) عن ابن مسعود وإسناده حسن بل قيل صحيح • (أن الميت ليعذب ببكاء الحي) أي البكاء المذموم بأن اقترن بنحو ندب أو نوح لا بمجرد دمع العين ومحله إذا أوصاهم بفعله كما هو عادة الجاهلية كقول طرفة بن العبد لزوجته. إذا مت فانعيني بما أنا أهله • وشقى علي الجيب يا ابنت معبد (ق) عن عمر بن الخطاب • (أن الميت يعرف) أي يدرك ولو أعمى (من يحمله ومن يغسله ومن يدليه في قبره) ومن يكفنه ومن يلحده ومن يلقنه قال المناوي لأن الموت ليس بعدم محض والشعور باق حتى بعد الدفن (حم) عن أبي سعيد الخدري

• (ن الميت إذا دفن سمع خفق نعالهم) أي قعقعة نعال المشيعين له (إذا ولوا عنه منصرفين) قال المناوي في رواية مدبرين وفي رواية بزيادة فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه والصيام عن يمينه والزكاة عن يساره وفعل الخيرات عند رجليه (طب) عن ابن عباس ورجاله ثقات • (أن الناس) أي المطيقين لإزالة المنكر مع سلامة العاقبة (إذا رأو الظالم) أي علموا بظلمه (ولم يأخذوا على يديه) أي لم يمنعوه من الظلم أو المنكر (أو شك) بفتح الهمزة والشين المعجمة أي قارب أو أسرع (أن يعمهم الله بعقاب منه) أما في الدنيا أو الآخرة أو فيهما لتضييع فرض الله بلا عذر فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر (د ت هـ) عن أبي بكر الصديق وإسناده صحيح • (أن الناس دخلوا في دين الله) أي في الإسلام (أفواجاً) أي زمراً أمة بعد أمة (سيخرجون منه أفواجاً) كما دخلوا فيه كذلك وذلك في أخر الزمان عند وجود الأشراط (حم) عن جابر وإسناده حسن • (أن الناس لكم تبع) أي تابعون فوضع المصدر موضعه مبالغة والخطاب في قوله لكم للصحابة (وأن رجالاً يأتونكم) عطف على الناس (من أقطار الأرض) أي جوانبها (يتفقهون في الدين) جملة استئنافية لبيان علة الإتيان أو حال من الضمير المرفوع في يأتونكم قال العلقمي وهو أقرب إلى الذوق (فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً) أي اقبلوا وصيتي فيهم وافعلوا بم خيراً ولهذا كان جمع من أكابر السلف إذا دخل على أحدهم غريب طالب علم يقول مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم (ت هـ) عن أبي سعيد وهو حديث ضعيف • (أن الناس يجلسون من الله تعالى يوم القيامة) أي من كرامته ورحمته (على قدر رواحهم إلى الجمعات) أي على حسب غدوهم إليها فالمبكرون في أول ساعة أقربهم إلى الله ثم من يليهم وهكذا (الأول ثم اثاني ثم الثالث ثم الرابع) أي وهكذا وفي الحديث الحث على التبكير إلى الجمعة وأن مراتب الناس بحسب أعمالهم (هـ) عن ابن مسعود بإسناد حسن • (أن الناس لا يرفعون شيئاً) أي بغير حق أو فوق منزلته التي يستحقها (إلا وضعه الله تعالى) أي في الدنيا أو في الآخرة (هب) عن سعيد بن المسيب (مرسلاً) بفتح السين وكسرها • (أن الناس لم يعطوا شيئاً) أي من الخصال الحميدة (خيراً من خلق حسن) بضم اللام أي لأن حسن الخلق الذي هو تحمل أذى الناس وملاينتهم وملاطفتهم برفع صاحبه إلى منازل الأبرار في الآخرة وفي هذه الدار (طب) عن أسامة بن شريك الثعلبي) بمثلثة ومهملة • (أن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته) أي يتقدمه موتاً أو المراد لا يموت حتى يصلي به بعض أمته إماماً وقد أم المصطفى أبو بكر وابن عوف (حم) عن أبي بكر • (أن النذر) بمعجمة وهو لغة الوعد بخير أو شر وشرعا قيل الوعد بخير خاصة وقيل التزام قربة لم تكن واجبة عيناً (لا يقرب) بالتشديد (من ابن آدم شيئاً)

لم يكن الله تعالى قدره له) أي لا يسوق إليه خيراً لم يقدر له ولا يرد عنه شراً قضى عليه (ولكن النذر يوافق القدر) بالتحريك أي قد يصادف ما قدره الله في الأزل بأن يحصل ما علق النذر عليه (فيخرج ذلك) أي كونه وافق القدر (من مال البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج) أي فالنذر لا يغني شيئاً واختلف في النذر هل هو مكروه أو قربة فعن نص الشافعي أنه مكروه وجزم به النووي في مجموعه وقال أنه منهي عنه وقال القاضي والمتبولي والغزالي أنه قربة وهو قضية قول الرافعي النذر تقرب فلا يصح من الكافر وقول النووي النذر عمداً في الصلاة لا يبطلها في الأصح لأنه مناجاة لله تعالى كالدعاء وأجيب على النهي بحمله على من ظن أنه لا يقوم بما التزمه وقال ابن الرفع الظاهر أنه قربة في نذر التبرر دون غيره (م هـ) عن أبي هريرة • (أن النذر لا يقدم شيئاً ولا يؤخر) شيئاً من المقدور (وإنما يستخرج به من البخيل) أي من ماله (حم ك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الحاكم على شرطهما وأقروه • (أن النهبة لا تحل) بضم النون وسكون الهاء هي اسم للمنهوب من غنيمة أو غيرها لكن المراد هنا الغنيمة بقرينة السبب والانتهاب الغلبة على المال بالقهر لأن الناهب إنما يأخذ ما يأخذه على قدر مؤنته لا على قدر استحقاقه فيؤدي ذلك إلى أن يأخذ بعضهم فوق حظه ويبخس بعضهم حقه وإنما لهم سهام معلومة للراكب ثلاثة أسهم سهم له وسهمان للفرس وللراجل سهم واحد فإذا انتهبوا الغنيمة بطلت القسمة وعدمت التسوية ويستثنى من حرمة الانتهاب انتهاب النثار في العرس لما روى البيهقي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر في أملاك فأتى بأطباق عليها جوز ولوز وتمر فنثرت فقبضنا أيدينا فقال ما لكم لا تأكلون فقالوا أنك نهيت عن النهبى فقال إنما نهيتكم عن نهبى العساكر فخذوا على اسم الله قال فجاذبنا وجاذبناه وسبب حديث الباب عن ثعلبة بن الحكم قال أصبنا غنماً للعدو فانتهبناها فنصبنا قدورنا فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقدور فأكفيت ثم قال أن النهبة فذكره (هـ حب ك) عن ثعلبة بن الحكم الليثي ورجاله ثقات • (أن النهبة) أي من الغنيمة ومثلها كل حق للغير لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب (ليست بأحل من الميتة) لأن ما يأخذه المنتهب بقوته واختطافه من حق أخيه الضعيف عن مقاومته حرام كالميتة فليست بأحل منها أي أقل إثماً منها في الأكل بل هما متساويان ولو وجد المضطر الميتة وطعام غيره الغائب وجب عليه أكل الميتة لعدم ضمان الميتة ولأن إباحتها للمضطر منصوص عليها وإباحة أكل مال غيره بلا إذنه ثابتة بالاجتهاد ولأن حق الله تعالى مبني على المسامحة (د) عن رجل من الأنصار وجهالة الصحابي لا تضر لأنهم عدول • (أن الهجرة) أي الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام (لا تنقطع ما دام الجهاد) أي لا ينتهي حكمها مدة بقائه (حم) عن جنادة بضم الجيم ابن أبي أمية الأزدي وإسناده صحيح • (أن الهدى الصالح) بفتح الهاء وسكون

الدال المهملة أي الطريقة الصالحة (والسمت الصالح) بفتح السين المهملة وسكون الميم هو حسن الهيئة والمنظر وأصله الطريق المنقاد (والاقتصاد) أي سلوك القصد في الأمور القولية والفعلية والدخول فيها برفق على سبيل يمكن الدوام عليه (جزء من خمسة وعشرين جزأ من النبوة) أي أن هذه الخصال منحها الله تعالى أنبياءه فاقتدوا بهم فيها وتابعوهم عليها وليس معنى الحديث أن النبوة تتجزأ ولا أن من جمع هذه الخصال كان فيه جزء من النبوة فإن النبوة غير مكتسبة بالأسباب وإنما هي كرامة من الله تعالى لمن أراد إكرامه بها من عباده وقد ختمت بمحمد صلى الله عليه وسلم وانقطعت بعده قال العلقمي وقد يحتمل وجها آخر وهو أن من اجتمعت له هذه الخصال تلقته الناس بالتعظيم والتبجيل والتوقير وألبسه الله عز وجل لباس التقوى الذي تلبسه أنبياؤه فكأنها جزء من النبوة (حم د) عن ابن عباس • (أن الود) بضم الواو أي المودة يعني المحبة (يورث والعداوة تورث) قال المناوي أي يرثها الفروع عن الأصول وهكذا ويستمر ذلك في السلالة جيلاً بعد جيل (طب) عن عفير وإسناده ضعيف • (أن الولد مبخلة) أي يحمل أبويه على البخل بالمال وعدم إنفاقه في وجوه القرب لخشيتهما الموت فيصير فقيراً (مجبنة) مفعلة من الجبن وهو ضد الشجاعة أي يحمل أباه على ترك الجهاد بسببه لخشية القتل فيصير يتيماً (هـ) عن يعلي بن مرة بضم الميم وإسناده صحيح • (أن الولد مبخلة مجبنة مجهلة) أي يحمل أباه على ترك الرحلة في طلب العلم والجد في تحصيله والانقطاع لطلبه لاهتمامه بما يصلح شأنه من نفقة أو نحوها (محزنة) أي يحمل أبويه على الحزن لنحو مرضه قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن يعلي العامري أنه جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه وقال أن الولد فذكره (ك) عن الأسود بن خلف بن عبد يغوث القرشي (طب) عن خولة بنت حكيم وإسناده صحيح • (أن اليدين يسجدان كما يسجد الوجه) أي يطلب السجود على اليدين كما يطلب السجود على الجبهة (فإذا وضع أحدكم وجهه) يعني جبهته على موضع سجوده (فليضع يديه) أي وجوباً والواجب في الجبهة وضع جزء منها مكشوفاً وفي اليدين وضع جزء من باطن كل كف وأصابعه (وإذا رفعه فليرفعهما) أي ندباً ويضعهما على فخذيه في جلوسه بين سجدتيه (دن ك) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث صحيح • (أن اليهود والنصارى لا يصبغون) أي لحاهم وشعورهم (فخالفوهم) أي واصبغوها ندباص بما لا سواد فيه إما بالسواد فحرام لغير الجهاد قال العلقمي قال شيخنا قال القاضي اختلف السلف من الصحابة والتابعين في الخضاب فقال بعضهم الخضاب أفضل وروى فيه حديث مرفوع في النهي عن تغيير الشيب ولأنه صلى الله عليه وسلم يغير شيبه وروى هذا عن عمر وعلي وأبي بن كعب وآخرين وقال آخرون الخضاب أفضل وخضب جماعة من الصحابة قال وقال الطبري الأحاديث الواردة في الأمر بتغيير الشيب والنهي

عنه كلها صحيحة وليس فيه ناسخ ولا منسوخ ولا تناقض بل الأمر بالتغيير لمن شيبه كشيب أبي قحافة والنهي لمن شمط أي لمن شيبه قليلاً انتهى ما قاله القاضي وقال غيره هو على حالين فمن كان في موضع عادة أهله الصبغ أو تركه فخروجه عن العادة شهرة ومكروه والثاني أن يختلف باختلاف نظافة الشيب فمن كانت شيبته نقية أحسن منها مصبوغة فالترك أولى ومن كانت شيبته تستبشع فالصبغ أولى وقال النووي الأصح الأوفق للسنة وهو مذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بحمرة أو صفرة ويحرم خضابه بالسواد أي لغير الجهاد وإما خضب اليدين والرجلين فلا يجوز للرجال إلا للتداوي (ق د ن هـ) عن أبي هريرة • (أن آدم قبل أن يصيب الذئب) وهو أكله من الشجرة التي نهى عن الأكل منها (كان أجله بين عينيه) يعني كان دائماً متذكراً للموت (وأمله خلفه) أي لا يشاهده ولا يستحضره (فلما أصاب الذنب) أي وقع فيه بأكله من الشجرة (جعل الله تعالى أمله بين عينيه وأجله خلفه فلا يزال) أي الواحد من ذريته (يأمل حتى يموت) أي لا يفارقه الأمل إلى الموت ويشهد لهذا حديث يشيب المرء ويشب معه خصلتان الحرص وطول الأمل (ابن عساكر عن الحسن مرسلاً) وهو البصري رضي الله عنه • (أن آدم خلق من ثلاث تربات) بضم المثناة الفوقية وسكون الراء جمع تربة بمعنى التراب (سوداء وبيضاء وحمراء) بالجر بدل من تربات فمن ثم جاءت بنوه كذلك (ابن سعد عن أبي ذر الغفاري • (أن أبخل الناس) أي من أبخلهم (من ذكرت عنده فلم يصل عليّ) أي لم يطلب لي من الله تعالى رحمة مقرونة بتعظيم لأنه بترك الصلاة عليّ أحرم نفسه من الثواب العظيم لما ورد أن من صلى علي صلاة واحدة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها (الحارث بن أبي أسامة عن عوف بن مالك) وإسناده ضعيف • (أن أبخل الناس من بخل بالسلام) أي بابتدائه أورده لأنه لفظ قليل لا كلفة فيه وأجره جزيل فمن بخل به مع كونه لا كلفة فيه فهو أبخل الناس (وأعجز الناس من عجز عن الدعاء) أي الطلب من الله فمن ترك الطلب مع احتياجه إليه وعدم المشقة عليه فيه بعد أن سمع قول الله تعالى أدعوني استجب لكم فهو أعجز الناس (ع) عن أبي هريرة • (أن أبر البر) أي الإحسان أي من أبره كما في رواية (أن يصل الرجل) أي الإنسان (أهل ودّ أبيه) بضم الواو بمعنى المودة أي من بينه وبين أبيه مودة كصديق وزوجة (بعد أن يولي الأب) بتشديد اللام المكسورة أي بعد موته فيندب صلة أصدقاء الأب والإحسان إليهم وإكرامهم بعد موته كما هو مندوب قبل لأن من بر الأبوين قبل الموت إكرام صديقهما والإحسان إليه ويلحق بالأب أصدقاء الزوجة من النساء والمحارم والمشايخ أي مشايخ الإنسان فإنهم في معنى الآباء بل أعظم حرمة (حم خدم د ت) عن ابن عمر بن الخطاب • (أن إبراهيم حرم بيت الله) الكعبة وما حولها من الحرم (وأمّنه) بتشديد الميم يعني

أظهر حرمته وصيره مأمناً بأمر الله تعالى فإسناد التحريم إليه من حيث التبليغ والإظهار فلا يعارض ما في مسلم من حديث ابن عباس أن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض الحديث وحرم مكة من طريق المدينة على ثلاثة أميال ومن طريق العراق والطائف على سبعة ومن طريق الجعرانة على تسعة ومن طريق جدة على عشرة كما قال بعضهم: وللحرم التحديد من أرض طيبة • ثلاثة أميال إذا رمت اتقانه وسبعة أميال عراق وطائف • وجدة عشر ثم تسع جعرانه وزاد الدميري فقال: ومن يمن سبع وكرر لها اهتدى • فلم يعد سبل الحل إذ جاء تبيانه (وأني حرمت المدينة) النبوية (ما بين لابتيها) تثنية لابة وهي الحرة والحرة أرض ذات حجارة سود وللمدينة لابتان شرقية وغربية وهي بينهما فحرمها ما بينهما عرضا وما بين جبليها طولاً وهي عير وثور (لا يقلع عضاهها) بكسر العين المهملة وتخفيف الضاد المعجمة كل شجر فيه شوك أي لا يقطع شجرها (ولا يصاد صيدها) وفي رواية لأبي داود ولا ينفر صيدها أي لا يزعج فإتلافه من باب أولى فيحرم قطع أشجارها والتعرض لصيدها ولا ضمان لأن حرمها ليس محلاً للنسك ولهذا يجوز للكافر أن يدخله قال شيخ الإسلام زكريا لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أدخل الكفار مسجده وكان ذلك بعد نزول سورة براءة (م) عن جابر • (أن إبراهيم ابني) قال المناوي نزل المخاطبين العارفين بأنه ابنه منزلة المنكر الجاهل تلويحاً بأن ابن ذلك النبي الهادي جنس منه فلذلك تميز على غير ما ذكر (وأنه مات في الثدي) قال العلقمي أي في سن رضاع الثدي أو في حال تغذيه بلبن الثدي انتهى قال المناوي وهو ابن ستة عشر أو ثانية عشر شهراً (وأن له ظئرين) بكسر الظاء المعجمة مهموز أي مرضعتين من الحور قال في المصباح الظئر بهمزة ساكنة ويجوز تخفيفها الناقة تعطف على غير ولدها ومنه قيل للمرأة الأجنبية بحضن ولد غيرها ظئر وللرجل الحاضن كذلك (يكملان رضاعه في الجنة) أي يتممانه سنتين لكونه مات قبل تمامهما قال العلقمي قال شيخنا قال صاحب التحرير هذا الإتمام لإرضاع إبراهيم عليه السلام يكون عقب موته فيدخل الجنة متصلاً بموته فيتم بها رضاعه كرامة له ولأبيه صلى الله عليه وسلم قلت ظاهر هذا الكلام أنها خصوصية لإبراهيم وقد أخرج ابن أبي الدنيا من حديث ابن عمر مرفوعاً كل مولود يولد في الإسلام فهو في الجنة شبعان ريان يقول يا رب اردد عليّ أبويّ واخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم في تفسيره عن خالد بن معدان قال أن في الجنة لشجرة يقال لها طوبى كلها ضروع فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى وحاضنهم إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير قال أن في الجنة لشجرة لها ضروع

كضروع البقر يغذى ولدان أهل الجنة فهذه الأحاديث عامة في أولاد المؤمنين ويمكن أن يقال وجه الخصوصية في السيد إبراهيم كونه له ظئران أي مرضعتان على خلقة الآدميات أما من الحور العين أو غيرهن وذلك خاص به فإن رضاع سائر الأطفال إنما يكون من ضروع شجرة طوبى ولا شك أن الذي للسيد إبراهيم أكمل وأتم وأشرف وأحسن وأسر (حم م) عن أنس بن مالك • (أن أبغض الخلق) أي المخلوقات أي من أبغضهم (إلى الله تعالى العالم يزور العمال) أي عمال السلطان قال المناوي لأن زيارتهم توجب مداهنتهم والتشبيه بهم وبيع الدين بالدنيا (ابن لال) واسمه أحمد (عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف • (أن أبغض عباد الله إلى الله) أي من أبغضهم (العفريت) بالكسر أي الشرير الخبيث من بني آدم (النفريت) بكسر النون أي القوى في شيطنته (الذي لم يرزأ في مال ولا ولد) بالبناء للمجهول مهموزاً أي لم يصب بالرزايا في ماله ولا ولده بل لا يزال ماله موفراً وأولاده باقون لأن الله تعالى إذا أحب عبداً ابتلاه فهذا عبد ناقص الرتبة عند ربه قال المناوي وهذا خرج مخرج الغالب (هب) عن أبي عثمان النهدي بفتح النون وسكون الهاء واسمه عبد الرحمن (مرسلا) • (أن إبليس يضع عرشه على الماء) أي يضع سرير ملكه على الماء ويقعد عليه (ثم يبعث سراياه) جمع سرية وهي القطعة من الجيش والمراد جنوده وأعوانه أي يرسلهم إلى إغواء بني آدم وافتتانهم وإيقاع البغضاء والشرور بينهم (فأدناهم) أي أقربهم (منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا) أي وسوست بنحو قتل أو سرقة أو شرب خمر أو زنا (فيقول ما صنعت شيئاً) استخفافاً لفعله واحتقاراً له (ويجيء أدهم فيقول ما تركته) يعني الرجل (حتى فرقت بينه وبين أهله) أي زوجته أي وسوست له حتى فارقها (فيدنيه منه ويقول نعم أنت) بكسر النون والعين المهملة أي يمدح صنيعه ويشكر فعله لإعجابه بصنيعه وبلوغ الغاية التي أرادها والقصد بسياق الحديث التحذير من التسبب في الفراق بين الزوجين لما فيه من توقع وقوع الزنا وانقطاع النسل (حم م) عن جابر بن عبد الله • (أن إبليس يبعث أشد أصحابه وأقوى أصحابه) أي أشدهم في الإغواء والإضلال وأقواهم على الصد عن طريق الهدى (إلى من يصنع المعروف في ماله) من نحو صدقة أو إصلاح ذات البين أو إعانة على دفع مظلمة أو فك رقبة فيوسوس إليه ويخوفه عاقبة الفقر ويمد له في الأمل (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (أن ابن آدم لحريص على ما منع) ظاهر شرح المناوي أن منع مبني للمفعول فإنه قال أي شديد الحرص على تحصيل ما منع منه باذلاً للجهد فيه لما طبع عليه من شدة الممنوع عنه (فر) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (أن ابن آدم أن أصابه حر قال حس وأن أصابه برد قال حس) بكسر الحاء المهملة وشدة السين المهملة المكسورة كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما ضره وأحرقه غفلة كالجمرة والضربة ونحوهما كأوه وقال المناوي يعني من قلقه وقلة صبره أن أصابه الحرّ

قلق وتضجر وإن أصابه البرد فكذلك (حم طب) عن خولة بنت قيس الأنصارية وإسناده صحيح • (أن ابني هذا) يعني الحسن (سيد) أي حليم كريم متجمل (ولعل الله أن يصلح به) أي بسبب تكرمه وعزله نفسه عن الأمر وتركه لمعاوية اختياراً قال العلقمي استعمل لعل استعمال عسى لاشتراكهما في الرجاء (بين فئتين عظيمتين من المسلمين) هما طائفة الحسن وطائفة معاوية وكان الحسن رضي الله عنه حليماً فاضلاً ورعاً دعاه ورعه إلى أن ترك الملك رغبة فيما عند الله تعالى لا لقلة ولا لعلة فإنه لما قتل علي رضي الله عنه بايعه أكثر من أربعين ألفاً فبقي خليفة بالعراق وما وراها من خراسان ستة أشهر وأياماً ثم سار إلى معاوية في أهل الحجاز وسار إليه معاوية في أهل الشام فلما التقى الجمعان بمنزل من أرض الكوفة وأرسل إلأيه معاوية في الصلح أجاب على شروط منها أن يكون له الأمر بعده وأن يكون له من المال ما يكفيه في كل عام فلما خشي يزيد بن معاوية طول عمره أرسل إلى زوجته جندة بنت الأشعث أن تسمه ويتزوجها ففعلت فلما مات بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال أنا لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا وكانت وفاته سنة تسع وأربعين وقيل سنة خمسين ودفن بالبقيع إلى جانب أمه فاطمة وظهر بذلك مصداق قوله صلى الله عليه وسلم ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فهو من معجزاته صلى الله عليه وسلم إذ هو إخبار عن غيب وفيه منقبة عظيمة للحسن بن علي رضي الله عنهما فإنه ترك الخلافة لا لقلة ولا لذلة ولا لعلة بل لرغبته فيما عند الله تعالى مما تقدم لما يراه من حقن دماء المسلمين فراعى أمر الدين ومصلحته وتسكين الفتنة وفيه رد على الخوارج الذين كانوا يكفرون عليا ومن معه ومعاوية ومن معه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم من المسلمين وفيه فضيلة الإصلاح بين المسلمين ولا سيما في حقن دماء المسلمين وفيه ولاية المفضول الخلافة مع وجود الفضل لأن الحسن ومعاوية ولى كل منهما الخلافة وسعد بن أبي وقاص وسعيد ابن زيد في الحياة وهما بدريان وفيه جواز خلع الخليفة لفتنة إذا رأى في ذلك مصلحة للمسلمين والنزول عن الوظائف الدينية والدنيوية بالمال وجواز أخذ المال على ذلك واعطائه وقد استدل الشيخ سراج الدين البلقيني بنزوله عن الخلافة التي هي أعظم المناصب على جواز النزول عن الوظائف ولم يشترط في ذلك شيئاً ولا يشترط في ذلك الغبطة ولا المصلحة إلا أن يكون ذلك ليتيم أو محجور عليه (حم خ ع) عن أبي بكرة بفتح الباء والكاف والراء • (أن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف) قال المناوي كناية عن الدنو من العدو في الحرب بحيث تعلوه السيوف بحيث يصير ظلها عليه يعني الجهاد طريق إلى الوصول إلى أبوابها بسرعة والقصد الحث على الجهاد (حم م ت) عن أبي موسى الأشعري • (أن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس) أي ميلها عن وسط السماء المسمى بلوغها إليه بحالة الاستواء (فلا ترتج) بمثناة فوقية وجيم مخففة والبناء للمفعول

أي لا تغلق (حتى يصلي الظهر) أي ليصعد إليها عمل صلاته (فأحب أن يصعد لي فيها) أي في تلك الساعة (خير) أي عمل صالح بصلاة أربع ركعات قبله بسلام واحد (حم) عن أبي أيوب النصاري قال المناوي بإسناد فيه ضعف • (أن أتقاكم واعلمكم بالله أنا) قال المناوي لأنه تعالى جمع له بين علم اليقين وعين اليقين مع الخشية القلبية واستحضار العظمة الإلهية على وجه لم يقع لغيره وكلما زاد علم العبد بربه زاد تقواه وخوفه منه انتهى قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا أنا لسنا كهيئتك يا رسول الله أن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول أن أتقاكم إلى آخره المعنى كان إذا أمرهم بما يسهل عليهم دون ما يشق خشية أن يعجزوا على الدوام عليه مع مداومته على الأعمال الشاقة طلبوا منه التكليف بما يشق لاعتقادهم احتياجهم إلى المبالغة في العمل لرفع الدرجات دونه فرد عليهم بأن حالهم ليس كحاله لأنهم لا يطيقون المداومة على الأعمال الشاقة وبأن حصول الدرجات لا يوجب التقصير في العمل بل يوجب الازدياد شكراً للمنعم الوهاب كما قال في الحديث الآخر أفلا أكون عبداً شكوراً (خ) عن عائشة • (أن أحب عباد الله إلى الله) أي من أحبهم إليه (أنصحهم لعباده) أي أكثرهم نصحا لهم فإن الدين النصيحة كما في الحديث الآتي (حم) في زوائد) كتاب (الزهد لأبيه عن الحسن) البصري مرسلاً • (أن أحب عباد الله إلى الله من حبب إليه المعروف وحبب إليه فعاله) ببناء الفعلين للمفعول قال المناوي لأن المعروف من أخلاق الله تعالى وإنما يفيض من أخلاقه على من هو أحب خلقه إليه (ابن أبي الدنيا في) كتاب (فضل قضاء الحوائج للناس وأبو الشيخ ابن حبان عن أبي سعيد) الخدري وهو حديث ضعيف • (أن أحب ما يقول العبد إذا استيقظ من نومه سبحان الذي يحيى الموتى وهو على كل شيء قدير) قال المناوي وهذا كما قال حجة الإسلام الغزالي أول الأوراد النهارية وأولاها انتهى وظاهر الحديث أن هذه الكلمات مطلوبة عند الاستيقاظ مطلقاً (خط) عن ابن عمر بن الخطاب وضعفه مخرجه • (أن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلساً إمام عادل) هو كناية عن فيض الرحمة وجزيل الثواب لامتثاله قول ربه أن الله يأمر بالعدل والإحسان (وأبغض الناس إليه وأبعدهم منه إمام جائر) أي في حكمه على رعيته والمراد بالإمام ما يشمل الإمام الأعظم ونوابه والقضاة ونوابهم (حم ن) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن • (أن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن) قال المناوي أي لمن أراد التسمي بالعبودية لأن كلاً منهما يشتمل على الأسماء الحسنى كلها كما مر أما من لم يرد التسمي بها فالأحب في حقه اسم محمد وأحمد (م) عن ابن عمر بن الخطاب • (أن أحداً) بضمتين (جبل) معروف بالمدينة

سمى به لتوحده عن الجبال هناك (يحبنا ونحبه) حقيقة أو مجازاً على ما مر (ق) عن أنس بن مالك • (أن أحداً جبل يحبنا ونحبه وهو على ترعة من ترع الجنة) أي على باب من أبوابها (وعير) جبل معروف (على ترعة من ترع النار) أي على باب من أبوابها (هـ) عن أنس وهو حديث ضعيف • (أن أحدكم إذا كان في صلا به) فرضاً أو نفلاً (فإنه يناجي ربه) يخاطبه ويسارره بإتيانه بالذكر والقرآن (فلا يبزقن بين يديه) بنون التوكيد الثقيلة أي لا يكون براقه إلى جهة القبلة تعظيماً لها (ولا عن يمينه لأن فيها ملائكة الرحمة (ولكن عن يساره وتحت قدميه) أي اليسرى وهذا خاص بغير من بالمسجد فمن به لا يبصق إلا في نحو ثوبه (ق) عن أنس بن مالك • (أن أحدكم يجمع خلقه) بفتح فسكون أي ما يخلق منه وهو المنى بعد انتشاره في سار البدن (في بطن أمّه) أي في رحمها (أربعين يوماً نطفة) أي تمكث النطفة هذه المدة تتخمر في الرحم حتى تتهيأ للتصوير وذلك أن ماء الرجل إذا لاقى ماء المرأة بالجماع وأراد الله أن يخلق من ذلك جنيناً هيأ أسباب ذلك لأن في رحم المرأة قوتين قوة انبساط عند ورود منى الرجل حتى ينتشر في جلد المرأة وقوة انقباض بحيث لا يسيل من فرجها مع كونه منكوساً ومع كون المني ثقيلاً بطبعه وفي منى الرجل قوة الفعل وفي مني المرأة قوة الانفعال فعند الامتزاج يصير مني الرجل كالأنفحة للبن (ثم يكون علقة مثل ذلك) أي يكون بعد مضي الأربعين قطعة دم غليظ جامد حتى يمضي أربعون يوماً (ثم يكون مضغة) أي قطعة لحم بقدر ما يمضغ (مثل ذلك) أي مثل ذلك الزمن وهو أربعون (ثم يبعث الله إليه ملكاً) وفي رواية ثم يرسل الله ملكاً ثم بعد انقضاء الأربعين الثالثة يبعث الله إليه ملكاً وهو الملك الموكل بالنفوس فينفخ فيه الروح وهي ما به حياة الإنسان قال الكرماني إذا ثبت أن المرا دبالملك من جعل إليه أمر ذلك الرحم فكيف يبعث أو يرسل وأجاب بأن المراد أن الذي يبعث بالكلمات غير الملك الموكل بالرحم الذي يقول يا رب نطفة إلخ ثم قال ويحتمل ان يكون المراد بالبعث أنه يؤمر بذلك انتهى ووقع في رواية يحيى بن زريا عن الأعمش إذا استقرت النطفة في الرحم أخذها الملك بكفه فقال رب أذكر أم أنثى الحديث فيقول انطلق إلى أم الكتاب فإنك تجد قصة هذه النطفة فينطلق فيجد ذلك فينبغي أن يفسر الإرسال المذكور بذلك (ويؤمر بأربع كلمات) القضايا المقدرة وكل قضية تسمى كلمة (ويقال له اكتب) قال المناوي أي بين عينيه كما في خبر البزار (عمله) كثيراً أو قليلاً صالحاً أو فاسداً (ورزقه) قال المناوي أي كما وكيف حلالاً أو حراماً (وأجله) أي مدةحياته (وشقي) وهو من استوجب النار (أو سعيد) وهو من استوجب الجنة قال العلقمي وقوله وشقي أو سعيد بالرفع خبر مبتدأ محذوف والمراد بكتابة الرزق تقديره قليلاً أو كثيراً أو صفته حلالاً أو حراماً وبالأجل هل هو طويل أو قصير وبالعمل هل هو صالح أو فاسد ومعنى قوله شقي أو سعيد أن الملك يكتب إحدى

الكلمتين كان يكتب مثلاً أجل هذا الجنين كذا ورزقه كذا وعمله كذا وهو شقي باعتبار ما يختم له وسعيد باعتبار ما يختم له كما دل عليه بقية الخبر قال النووي المراد بكتب جميع ما ذكر من الرزق والأجل والسعادة والشقاوة والعمل والذكورة والأنوثة إن ذلك يظهر للملك ويأمره بإنفاذه وكتابته وإلا فقضاء الله السابق على ذلك وعلمه وإرادته وكل ذلك موجود في الأزل (ثم ينفخ فيه الروح) أي بعد تمام صورته قال العلقمي ووقع في رواية مسلم ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات وظاهره أن النفخ قبل الكتابة ويجمع بأن الرواية الأولى صريحة في تأخير النفخ للتعبير بقوله ثم والرواية الأولى محتملة فترد للصريحة لأن الواو لا ترتب فيجوز أن تكون معطوفة على الجملة التي تليها وأن تكون معطوفة على جملة الكلام المتقدمة أي يجمع خلقه في بطن أمه في هذه الأطوار ويؤمر الملك بالكتب وتوسط قوله ينفخ فيه الروح بين الجمل فيكون من ترتيب الخبر على الخبر لا من ترتيب الأفعال المخبر عنها ومعنى إسناد النفخ للملك أن يفعله بأمر الله تعالى والنفخ في الأصل إخراج ريح من جوف النافخ ليدخل في المنفوخ فيه والمراد بإسناده إلى الله تعالى أن يقول له كن فيكون وقال ابن العربي الحكمة في كون الملك يكتب ذلك كونه قابلاً للنسخ والمحو بخلاف ما كتبه الله فإنه لا يتغير (فإن الرجل منكم ليعمل بعمل أهل الجنة) يعني من الطاعات الاعتقادية والقولية والفعلية (حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع) تصوير لغاية قربه من الجنة قال ابن حجر في شرح الأربعين هو بالرفع (فيسبق عليه الكتاب) أي يغلب عليه كتاب الشقاوة (فيعمل بعمل أهل النار) قال العلقمي الباء زائدة والأصل يعمل عمل أهل النار وظاهره أنه يعمل ذلك حقيقة ويختم له بعكسه وقال المناوي بيان لأن الخاتمة إنما هي على وفق الكتابة ولا عبرة بظواهر الأعمال قبلها بالنسبة لحقيقة الأمر وأن اعتد بها من حيث كونها علامة (وأن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع) يعني شيء قليل جداً (فيسبق عليه الكتاب) أي كتاب السعادة (فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة) أي فمن سبقت له السعادة صرف قلبه إلى عمل خير يختم له به وعكسه بعكسه وفي الحديث أن الذي سبق في علم الله لا يتغير ولا يتبدل وأن الذي يجوز عليه التغيير والتبديل ما يبدو للناس من عمل العامل ولا يبعدان يتعلق ذلك بما في علم الحفظة والموكلين بالآدمي فيقع فيه المحو والإثبات كالزيادة في العمر والنقص منه وأما ما في علم الله تعالى فلا يتغير ولا يتبدل وفيه أيضاً التنبيه على أن الله تعالى قادر على البعث بعد الموت لأن من قدر على خلق الشخص من ماء مهين ثم نقله إلى العلقة ثم المضغة ثم نفخ فيه الروح قادر على أن يخلقه دفعة واحدة ولكن اقتضت الحكمة الإلهية نقله في الأطوار رفقاً بالأم لأنها لم تكن معتادة فكانت المشقة تعظم عليها فهيأه في بطنها بالتدريج إلى أن تكامل ومرن تأمل أصل تخلقه من نطفة وتنقله في تلك الأطوار إلى أن صار إنساناً جميل الصوره مفضلاً

بالعقل والفهم والنطق كان عليه أن يشكر من أنشأه وهيأه ويعبده حق عبادته ويطيعه ولا يعصيه وفي الحديث الحث على القناعة والزجر الشديد عن الحرص لأن الرزق إذا كان قد سبق لم يغن التعني في طلبه وإنما شرع الاكتساب لأنه من جملة الأسباب التي اقتضتها الحكمة في دار الدنيا وفيه أيضاً أن الأقدار غالبة فلا ينبغي لأحد أن يغتر بظاهر الحال ومن ثم شرع الدعاء بالثبات على الدين وبحسن الخاتمة واما ما قاله عبد الحق في كتاب العاقبة أن سوء الخاتمة لا يقع لمن استقام باطنه وصلح ظاهره وإنما يقع لمن طويته فساد أو ارتياب ويكثر وقوعه للمصر على الكبائر والمجتريء على العظائم فيهجم عليه الموت بغتة فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة فيكون ذلك سبباً لسوء الخاتمة فهو محمول على الأكثر الأغلب (ق ع) عن ابن مسعود • (أن أحدكم إذا قام يصلي إنما يناجي ربه) المناجاة المساررة والمخاطبة (فلينظر كيف يناجيه) أي بتدبر القراءة والذكر وتفريغ القلب من الشواغل الدنيوية (ك) عن أبي هريرة • (أن أحدكم مرآة أخيه) أي بمنزلة مرآة يرى فيها ما به من العيوب الحسية والمعنوية (فإذا رأى) أي علم (به أذى) أي قذراً حسياً كان رأى ببدنه أو نحو ثوبه بصاقاً أو مخاطاً أو تراباً ونحوها أو معنوياً كان رآه على حالة غير مرضية شرعاً (فليمطه) أي يزله (عنه) ندباً فإن بقاءه به يعيبه (ت) عن أبي هريرة • (أن أحساب أهل الدنيا) جمع حسب بمعنى الكرم والشرف (الذين يذهبون إليه هذا المال) قال المناوي قال الحافظ العراقي كذا في أصلنا من مسند أحمد الذين وصوابه الذي وكذا رواه النسائي يعني شأن أهل الدنيا رفع من كثر ماله وإن كان وضيعاً وضعة المقل وإن كان في النسب رفيعاً (حم ن حب ك) عن بريدة أبن الحصيب وأسانيده صحيحة • (أن أحسن الحسن الخلق الحسن) بضمتين أي السجية الحميدة المورثة للاتصاف بالملكات الفاضلة مع طلاقة الوجه والمدارة والملاطفة لأن بذلك تتألف القلوب وتنتظم الأحوال (المستغفري أبو العباس في مسلسلاته) أي مروياته المسلسلة (وابن عساكر) في تاريخه (عن الحسن) أمير المؤمنين (ابن علي) أمير المؤمنين وإسناده ضعيف • (أن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء) قال المناوي بكسر فتشديد ممدوداً (والكتم) بفتح الكاف والمثناة الفوقية نبت يشبه ورق الزيتون يخلط بالوشمة ويختضب به ولا يعارضه النهي عن الخضاب بالسواد لأن الكتم إنما يسود منفرداً (حم ع حب) عن أبي ذر الغفاري • (أن أحسن ما زرتم به الله) قال المناوي يعني ملائكته (في قبوركم) أي إذا صرتم إليها بالموت (ومساجدكم) ما دمتم في الدنيا (البياض) أي الأبيض البالغ البياض من الثياب والأكفان فأفضل ما يكفن به المسلم البياض وأفضل ما يلبس يوم الجمعة البياض (هـ) عن أبي الدرداء • (أن أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به) أي يقرأه بتخشع وترقيق وبكاء فخيعش القلب فتنزل الرحمة (طب) عن ابن عباس • (أن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله) قال

العلقمي سببه كما في البخاري عن ابن عباس أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيه لديغ أو سليم فعرض لهم رجل منأهل الماء فقال هل فيكم من راق أن في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً فانطلق رجل فرقاه بفاتحة الكتاب على شاء فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا أخذت على كتاب الله أجراً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحق فذكره قوله مروا بماء أي بقوم نزول على ماء قوله فيهم لديغ بالدال المهملة والغين المعجمة وقوله أو سليم قال في الفتح شك من الراوي والسليم هو اللديغ سمى بذلك تفاؤلاً من السلامة لكمون غالب من يلدغ يعطب واستدل الجمهور بهذا الحديث على جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وخالف الحنفية فمنعوه في التعليم وأجازوه في الرقي قالوا لأن تعليم القرآن عبادة والأجر فيه على الله تعالى وهو القياس في الرقي إلا أنهم أجازوه فيها لهذا الخبر وحمل بعضهم الأجر في هذا الحديث على الثواب ومساق القصة التي وقعت في الحديث تأبى هذا التأويل وادعى نسخه بالأحاديث الواردة في الوعد على أخذ الأجرة على تعليم القرآن وقد رواها أبو داود وغيره وتعقب بأنه إثبات للنسخ بالاحتمال وهو مردود وبأن الأحاديث ليس فيها تصريح بالمنع على الإطلاق بل هي وقائع أحوال محتملة للتأويل لتوافق الأحاديث الصحيحة كحديث الباب وبأن الأحاديث المذكورة ليس فيها ما تقوم به الحجة فلا تعارض الأحاديث الصحيحة ونقل عياض جواز الاستئجار لتعليم القرآن عن العلماء كافة إلا الحنفية وقال الشعبي لا ينبغي للمعلم أن يعطى شيئاً فيقبله انتهى وقاله المناوي فأخذ الأجرة على تعليمه جائز كالاستئجار لقراءته والنهي عنه منسوخ أو مؤول (خ) عن ابن عباس • (أن أحق الشروط أن توفوا به) أي بالوفاء أي وفاء بالنصب على التمييز (ما استحللتم به الفروج) قال المناوي يعني الوفاء بالشروط حق وأحقها بالوفاء الشيء الذي استحللتم به الفروج وهو نحو المهر والنفقة فإنه التزمها بالعقد فكأنها شرطت (حم ق ع) عن عقبة بن عامر الجهني • (أن أخا صداء) قال المناوي أي الذي هو من قبيلة صداء بضم الصاد والتخفيف والمد زياد بن الحارث (هو) الذي (أذن ومن أذن فهو يقيم) يعني هو أحق بالإقامة ممن لم يؤذن لكن لو أقام غيره اعتد به (حم د ت هـ) عن زياد بن الحارث الصدائي بالمد والضم نسبة إلى صداحي من اليمن قال أمرني المصطفى صلى الله عليه وسلم أن أؤذن للفجر فأذنت فأراد بلال أن يقيم فذكره وإسناده ضعيف • (أن أخوف ما أخاف) أي من أخوف شيء أخافه (على أمتي الأئمة المضلون) قال المناوي جمع إمام وهو مقتدى القوم المطاع فيهم يعني إذا استقصيت الأشياء المخوّفة لم يوجد اخوف من ذلك (حم طب) عن أبي الدرداء • (أن أخوف) أي من أخوف (ما أخاف على أمتي كل منافق) أي قول كل منافق (عليم اللسان) قال المناوي أي كثير علم اللسان جاهل القلب والعمل اتخذ اللم حرفة يتاكل بها وأبهة يتعزز بها يدعو الناس إلى الله ويفرّ هو منه انتهى وقال العلقمي قال شيخنا قال

أبو البقاء أخوف اسم أن وما هنا نكرة موصوفة والعائد محذوف تقديره أن أخوف شيء أخافه على أمتي كل وكل خبر أن وفي الكلام تجوز لأن أخوف هنا للمبالغة وخبر أن هو اسمها في المعنى فكل منافق أخوف وليس كل أخوف منافق بل المنافق مخوف ولكن جاء به على المعنى أخرج الطبراني عن علي أني لا أتخوف على أمتي مؤمناً ولا مشركاً فأما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوّف عليكم منافقاً عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون (حم) عن عمر بن الخطاب وإسناد رجاله ثقات • (أن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط) قال العلقمي قال الدميري اختلف الناس هل اللواط أغلظ عقوبة من الزنا أو الزنا أغلظ عقوبة منه أو عقوبتهما سواء على ثلاثة أقوال فذهب أبوب كر وعلىوخالد بن الوليد وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وجابر بن معمر والزهري وربيعة ومالك واسحاق وأحمد في أصح الروايتين عنه والشافعي في أحد قوليه إلى أن عقوبته أغلظ من عقوبة الزنا وعقوبته القتل على كل حال محصناً أو غير محصن وذهب عطاء بن أبي رباح وسعيد بن المسيب والحسن البصري وإبراهيم النخعي وقتادة والأوزاعي والشافعي في ظاهر مذهبه والإمام أحمد في الرواية الثانية عنه وأبو يوسف ومحمد إلى أن عقوبته وعقوبة الزنا سواء وذهب الحكم وأبو حنيفة إلى أن عقوبته دون عقوبة الزنا وهو التعزير كأكل الميتة والدم ولحم الخنزير قالوا لأنه وطئ في محل لا تشتهيه الطباع فلم يكن فيه حد كوطئ البهيمة ولأنه لا يسمى زانياً لغة ولا شرعاً ولا عرفاً فلا يدخل في النصوص الدالة على حد الزانين وقال أصحاب القول الأول وهم الجمهور وليس في المعاصي أعظم مفسدة من هذه المفسدة وهي تلي مفسدة الكفر وربما كانت أعظم من مفسدة القتل ولم يقتل الله بهذه المفسدة قبل قوم لوط أحداً من العالمين وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أحداً غيرهم وجمع عليهم من أنواع العقوبات من الإهلاك وقلب ديارهم عليهم ورميهم بالحجارة من السماء فنكل بهم نكالاً لم ينكله بأمة سواهم وذلك لعظم مفسدة جريمتهم التي تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عملت عليها وتهرب الملائكة إلى أقطار السماوات والأرض إذا شاهدوها خشية نزول العذاب على أهلها فيصيبهم معهم وتعج الأرض إلى ربها تبارك وتعالى وتكاد الجبال تزول عن أماكنها ومن تأمل قوله تعالى ولا تقربوا الزنا أنه كان فاحشة وساء سبيلاً وقوله في اللواط أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين تبين له تفاوت ما بينهما لأنه سبحانه نكر الفاحشة في الزنا أي هو فاحشة من الفواحش وعرفها في اللواط وذلك يفيد أنه اسم جامع لمعاني اسم الفاحشة كما تقول زيد الرجل ونعم الرجل زيد أي أتأتون الخصلة التي استقر فحشها عند كل أحد فهي لظهور فحشها وكماله غنية عن ذكرها بحيث لا ينصرف الاسم إلى غيرها وأكد سبحانه وتعالى فحشها بأنه لم يعملها أحد من العالمين قبلهم وحكم عليهم بالإسراف وهو مجاوزة الحد فقال بل أنتم

قوم مسرفون وسماهم فاسقين وأكد ذلك سبحان بقوله تعالى ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث أنهم كانوا قوم سوء فاسقين وسماهم أيضاً مفسدين في قول نبيهم رب انصرني على القوم المفسدين وسماهم ظالمين في قول الملائكة أن أهلها كانوا ظالمين ولوط النبي صلى الله عليه وسلم هو لوط بن هارون بن تارخ وهو آزر ولوط بن أخي إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم وكان إبراهيم يحبه حباً شديداً وهو أحد رسل الله الذي انتصر له بإهلاك مكذبيه وقصته مذكورة في القرآن في مواضع قال وهب بن منبه خرج لوط من أرض بابل في أرض العراق مع عمه إبراهيم تابعاً له على دينه مهاجراً معه إلى الشام ومعهما سارة امرأة إبراهيم وخرج معهما آزر أبو إبراهيم مخالفاً لإبراهيم في دينه مقيماً على كفره حتى وصلوا إلى حران فمات آزر ومضى إبراهيم ولوط وسارة إلى الشام ثم مضوا إلى مصر ثم عادوا إلى الشام فنزل إبراهيم فلسطين ونزل لوط الأردن فأرسله الله إلى أهل سدوم وما يليها وكانوا كفاراً يأتون الفواحش التي منها هذه الفاحشة التي ما سبقهم إليها أحد من العالمين ويتضارطون في مجالسهم فلما طال تماديهم دعا عليهم لوط وقال رب انصرني على القوم المفسدين فأجاب الله تعالى دعاءه فأرسل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام في صورة رجال مردحسان فنزلوا على إبراهيم ضيفانا وبشروه بإسحاق ويعقوب ولما جاء آل لوط العذاب في السحر اقتلع جبريل عليه السلام قرى قوم لوط الأربع وكان في كل قرية مائة ألف رفعهم على جناحه بين السماء والأرض حتى سمع أهل السماء نبيح كلابهم وصياح ديكهم ثم قلبهم فجعل عاليها سافلها وأمطر عليهم الحجارة فأمطرت على شاردهم ومسافرهم وهلكت امرأة لوط مع الهالكين واسمها وعلة وقال أبو بكر بن عباس عن أبي جعفر استغنت رجال قوم لوط برجالهم ونساؤهم بنسائهم فأهلكهم الله أجمعين فخاف صلى الله عليه وسلم على أمته أن يعملوا بعملهم فيحل بهم ما حل بهم (حم ت هـ ك) عن جابر بإسناد حسن • (أن أخوف ما أخاف على أمتي الإشراك بالله) قيل أتشرك أمتك من بعدك قال نعم (أما) بالتخفيف (أني لست أقول تعبد) وفي نسخة يعبدون) شمساً ولا قمراً ولا وثناً ولكن) أقول تعمل (أعمالا لغير الله) أي للرياء والسمعة (وشهوة خفية) قال المناوي للمعاصي يعني يراءي أحدهم الناس بتركه المعاصي وشهوتها في قلبه مخبأة وقيل الرياء ما يظهر من العمل والشهوة الخفية حب اطلاع الناس عليه (هـ) عن شداد بن أوس • (أن أدنى أهل الجنة منزلة) قال العلقمي قال في النهاية الجنة هي دار النعيم في الآخرة من الاجتنان وهو الستر لتكاثف أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها وسميت بالجنة وهي المرة الواحدة من جنه جنا إذا ستره فمكانها شجرة واحدة لشدة التفافها وإظلالها (لمن ينظر إلى جنانه) قال المناوي بكسر الجيم جمع جنة بفتحها (وأزواجه ونعمه) بفتح النون والعين قال المناوي إبله وبقره وغنمه وبكسر ففتح جمع نعمة كسدر وسدرة

انتهى وسيأتي في حديث وليس في الجنة شيء من البهائم إلا الإبل والطير فالأولى حمل ما هنا على الإبل خاصة (وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة) كناية عن كون النعيم الذي يعطاه لا يحصى (وأكرمهم على الله) أي أعظمهم كرامة عنده وأوسعهم ملكاً (من ينظر إلى وجهه) أي ذاته تقدس وتعالى عن الجارحة (غدوة وعشية) أي في مقدارهما لأن الجنة لا غدوة فيها ولا عشية إذ لا ليل ولا نهار وتمامه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة (ت) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف • (أن أدنى أهل الجنة منزلاً لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها) أي وجدرها وسائر أجازئها وليس ذلك بعيداً إذ هو القادر على كل شيء (هناد في الزهد عن عبيد) بن عمير بالتصغير فيهما (مرسلاً) وهو الليثي قاضي مكة • (أن أرحم ما يكون الله بالعبد) أي الإنسان المؤمن (إذا وضع في حفرته) أي في قبره وصار غريباً فريداً قال المناوي لأنه أعظم اضطراراً فيه من غيره ولهذا قال القائل: أن الذي الوحشة في داره • تؤنسه الرحمة في قبره (فر) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف • (أن أرواح الشهداء في طير خضر) أي بأن يكون الطائر ظرفاً لها وليس ذا بحصر ولا حبس لأنها تجد فيها من النعيم ما لا يوجد في الفضاء أوانها في نفسها تكون طيراً بأن تتمثل بصورته كتمثيل الملك بشراً سوياً وفي حديث آخر أن أرواحهم نفسها تصير طيراً قال ابن رجب في كتاب أهوال القبور وهذا قد يتوهم منه أنها على هيئة الطير وشكله وفيه وقفة فإن روح الإنسان إنما هي على صورته ومثاله وشكله انتهى وقال القاضي عياض قد قال بعض متقدمي أئمتنا أن الروح جسم لطيف متصور على صورة الإنسان داخل الجسم قال التوربشتي أراد بقوله أرواحهم في طير خضر أن الروح الإنسانية المتميزة المخصوصة بالإدراكات بعد مفارقتها البدن يهيئ لها طيراً خضر فتنتقل إلى جوفه ليعلق ذلك الطير من ثمر الجنة فتجد الروح بواسطة ريح الجنة ولذتها البهجة والسرور ولعل الروح يحصل لها تلك الهيئة إذا تشكلت وتمثلت بأمره تعالى طيراً أخضر كتمثل الملك بشراً على أي حالة كانت فالتسليم واجب علينا لورود البيان الواضح على ما أخبر عنه الكتاب والسنة وورد صريحاً فلا سبيل إلى خلافه قال العلقمي وأقول إذا فسرنا الحديث بأن الروح تتشكل طيراً فالأشبه أن ذلك في القدرة على الطيران فقط لا في صورة الخلقة لأن شكل الإنسان أفضل الأشكال وقد قال السهيلي في حديث الترمذي أن جعفر بن أبي طالب أعطى جناحين يطير بهما في السماء مع الملائكة يتبادر من ذكر الجناحين والطيران أنهما كجناحي الطائر لهما ريش وليس كذلك فإن الصورة الآدمية أشرف الصور وأكملها فالمراد بهما صفة ملكية وقوة روحانية أعطيها جعفر انتهى قال المناوي ومفهوم

الحديث أن أرواح غير الشهداء ليسوا كذلك لكن روى الحكيم الترمذي إنما نسمة المؤمن طائر تعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله يوم القيامة إلى جسده قال الحكيم وليس هذا لأهل التخليط فيما نعلمه إنما هو للصديقين انتهى وقضيته أن مثل الشهداء المؤمن الكامل وفيه أن الجنة مخلوقة الآن خلافاً للمعتزلة (تعلق من ثمار الجنة) قال العلقمي بضم اللام قال في النهاية أي تأكل وهي في الأصل للإبل إذا أكلت العضاة يقال علقت تعلق علوقاً فنقل إلى الطير انتهى وقال في المصباح علقت الإبل من الشجر علقا من باب قتل وعلوقا أكلت منها بأفواهها وعلقت في الوادي من باب تعب سرحت وقوله عليه السلام أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة يروي من الأول وهو الوجه إذ لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق الجنة وقيل من الثاني قال القرطبي وهو الأكثر انتهى (ت) عن كعب بن مالك ورجاله رجال الصحيح • (أن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنة) قال المناوي قال في المطامح الأصح ما في هذا الخبر أن مقر الأرواح في السماء وأنها في حواصل طير ترتع في الجنة والروح كما قال البيضاوي جوهر مدرك لا يفنى بخراب البدن (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أن أرواح أهل الجنة) قال المناوي زاد في رواية من الحور (ليغنين) ببناء الفعل على السكون لاتصاله بنون الإناث (أزواجهن بأحسن أصوات لم يسمعها أحد قط) أي ما سمعها أحد في الدنيا وتمامه وأن ما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام (طس) عن ابن عمر ورجاله رجال الصحيح • (أن أشد) قال المناوي وفي رواية لمسلم أن من أشد (الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) صورة حيوان تام لأن الأوثان التي كانت تعبد كانت بصورة الحيوان (حم م) عن ابن مسعود • (أن أشد الناس) أي من أشدهم (نامة رجل) أي إنسان مكلف (باع آخرته بدنيا غيره) أي استبدل بحظه الأخروي حصول حظ غيره الدنيوي وآثره عليه (تخ) عن أبي أمامة الباهلي • (أن أشد الناس تصديقاً للناس أصدقهم حديثاً وأن أشد الناس تكذيباً) أي للناس (أكذبهم حديثاً) قال الشيخ لأن الإنسان يغلب عليه حال نفسه ويظن أن الناس مثله وأشار هنا إل الإلماح بما في قصة آدم فيما ذكره الله في قوله وقاسمهما أني لكما لمن الناصحين وأنهما قبلا ذلك منه لظنهما أنه لا يحلف بالله كاذب أفاده بعض المفسرين انتهى فالصدوق يحمل كلام غيره على الصدق لاعتقاده قبح الكذب والكذوب متهم كل مخبر بالكذب لكونه شأنه (أبو الحسن القزويني في أماليه) الحديثية (عن أبي أمامة) الباهلي • (أن أطيب طعامكم) قال المناوي أي ألذه وأشهاه وأوفقه للأبدان (ما مسته النار) أي شيء مأكول مسته النار أي أثرت فيه بنحو طبخ أو قلى انتهى وقال الشيخ الكلام في اللحم لفضية السبب حيث تشاوروا عليه فذكره وفي أخرى أنه حضر اللحم فذكره (ع طب) عن الحسن بن علي قال الشيخ حديث صحيح • (أن أطيب الكسب)

أي من أطيبه (كسب التجار الذين إذ حدثوا) أي أخبروا عن ثمن السلعة ونحوه كشراء بعرض وأجل (لم يكذبوا) أي في إخبارهم للمشتري (وإذا ائتمنوا) قال المناوي أي ائتمنهم المشتري في إخباره بما قام عليه أوانه لا عيب فيه (لم يخونوا) أي فيما ائتمنوا عليه من ذلك (وإذا وعدوا) أي بنحو وفاء دين التجارة (لم يخلفوا) أي بلا عذر (وإذا اشتروا لم يذموا) أي ما اشتروه ما لم يظهر به عيب وأراد الفسخ به فلا بأس بذكره (وإذا باعوا لم يطروا) بضم المثناة التحتية وسكون الطاء من الإطراء وفي القاموس أطراه أحسن الثناء الحسن أي لم يجاوزوا في مدح ما باعوه الحد وقال العلقمي الإطراء مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه (وإذا كان عليهم) قال الشيخ أي حق سببه التجارة أو غيرها وإن كان الملائم للمقام الأول (لم يمطلوا) بفتح أوله وضم ثالثه صاحبه به بل يدفعونه إليه عند الاستحقاق وإن عاجلوا الوقت به كان أمدح والمطل التسويف (وإذا كان لهم) أي حق على غيرهم (لم يعسروا) قال العلقمي قال في المصباح عسرت الغريم أعسره من باب قتل وفي لغة من باب ضرب طلب من الدين على عسرة انتهى وقال في الدر كأصله والعسر ضد اليسر وهو الضيق والشدة والصعوبة انتهى أي لم يضيقوا على المديون حيث لا عذر (هب) عن معاذ بن جبل قال المناوي بإسناد ضعيف وقال الشيخ حديث حسن • (أن أطيب ما أكلتم من كسبكم) قال العلقمي أصول المكاسب الزراعة والصنعة والتجارة وأفضلها ما يكتسبه من الزراعة لأنها أقرب إلى التوكل ولأنها أعم نفعاً ولأن الحاجة إليها أعم وفيها عمل باليد أيضاً ولأنه لابد في العادة أن يؤكل منها بغير عوض فيحصل له أجر وإن لم يكن ممن يعمل بيده بل يعمل غلمانه وأجراؤه فالكسب بها أفضل ثم الصناعة لأن الكسب فيها يحصل بكد اليمين ثم التجارة لأن الصحابة كانوا يكتسبون بها (وأن أولادكم من كسبكم) قال العلقمي قال في النهاية إنما جعل الولد كسبا لأن الوالد طلبه وسعى في تحصيله والكسب الطلب والسعي في طلب الرزق والمعيشة وأراد بالطلب هنا الحلال ونفقة الوالدين على الولد واجبة إذا كانا محتاجين عند الشافعي رضي الله تعالى عنه (تخ ت ن هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (أن أعظم الذنوب عند الله) قال العلقمي أي من أعظمها فحذف من وهى مرادة كما يقال أعقل الناس ويراد أنه من أعقلهم (أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي نهى الله عنها) قال المناوي أي أن يلقى الله متلبساً بها مصراً عليها وهو إما ظرف أو حال انتهى أي في حال لقيه بها (أن يموت الرجل) أي الإنسان المكلف (وعليه دين) جملة حالية (لا يدع له قضاء) أي لا يترك وهذا محمول على ما إذا قصر في الوفاء أو استدان لمعصية (حم د) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث صحيح • (أن أعظم الناس) أي من أعظمهم (خطايا يوم القيامة) جمع خطيئة وهي الإثم (أكثرهم خوضاً في الباطل) أي سعياً فيه فمن تدبر هذا الحديث لزم الصمت عما لا يعنيه (ابن أبي الدنيا أبو بكر في) كتاب فضل

(الصمت عن قتادة مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن • (أن أعمال العباد تعرض يوم الإثنين ويوم الخميس) قال العلقمي زاد النسائي على رب العالمين قال شيخنا قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام معنى العرض هنا الظهور وذلك أن الملائكة تقرأ الصحف في هذين اليومين وقال الشيخ ولي الدين أن قلت ما معنى هذا مع أنه ثبت في الصحيحين أن الله تعالى يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل قلت يحتمل أمرين أحدهما أن أعمال العباد تعرض على الله كل يوم ثم تعرض عليه أعمال الجمعة في كل اثنين وخميس ثم تعرض عليه أعمال السنة في شعبان فتعرض عليه عرضاً بعد عرض ولكل عرض حكمة يطلع الله عليها من يشاء من خلقه أو مستأثر بها عنده مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية ثانيهما أن المراد أنها تعرض في اليوم تفصيلاً ثم في الجمعة جملة أو بالعكس انتهى وسببه كما في أبي داود أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم الإثنين والخميس فسئل عن لك فقال أن أعمال العباد فذكره وفيه دليل على استحباب صوم يوم الإثنين والخميس والمداومة عليهما من غير عذر (حم د) عن أسامة بن زيد بإسناد حسن • (أن أعمال بني آدم تعرض على الله عشية كل خميس ليلة الجمعة) أي فيقبل بعض الأعمال ويرد بعضها (فلا يقبل عمل قاطع رحم) أي قريب بنحو إساءة أو هجر فعمله لا ثواب فيه وإن كان صحيحاً (حم خد) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أن أبط الناس) قال المناوي في رواية أن أغبط أوليائي (عندي) أي أن أحسنهم حالاً في اعتقادي انتهى قال العلقمي قال في المصباح الغبطة حسن الحال وهو اسم من غبطته غبطاً من باب ضرب إذا تمنيت مثل ما ناله من غير أن تريد زواله عنه لما أعجبك منه وعظم عندك وهذا جائز فإنه ليس بحسد فإن تمنيت زواله فهو الحسد (لمؤمن خفيف الحاذ) بحاء مهملة وذال معجمة مخففة أي قليل المال خفيف الظهر من العيال قال المناوي وهذا فيمن خاف من النكاح التورط في أمور يخشى منها على دينه فلا ينافي خبرتنا كحوا تناسلوا تكثروا وزعم أن هذا منسوخ بذاك وهم لأن النسخ لا يدخل الخبر بل خاص بالطلب (ذو حظ من الصلاة) أي ذو راحة من مناجاة الله فيها واستغراق في المشاهدة ومنه خبر أرض يا بلال بالصلاة (أحسن عبادة ربه) أي بإتيانه بواجباتها ومندوباتها (وأطاعه في السر) قال المناوي عطف تفسير على أحسن (وكان غامضاً في الناس) أي غير مشهور بينهم (لا يشار إليه بالأصابع) بيان لمعنى الغموض (وكان رزقه كفافاً) أي بقدر الكفاية لا أزيد ولا أنقص (فصبر على ذلك) أي رضي وقنع وشكر على الكفاف (عجلت منيته) أي سلبت روحه بالتعجيل لقلة تعلقه بالدنيا (وقلت بواكيه) هو ما في كثير من النسخ وفي نسخة شرح عليها المناوي إسقاطه فإنه قال وفي رواية وقلت بواكيه أي لقلة عياله وهو أنه على الناس (وقل تراثه) أي المال الذي خلفه قال المناوي قال الحاكم فهذه صفة أويس القرني وإضرابه من أهل الظاهر وفي الأولياء

من هو أرفع درجة من هؤلاء وهو عبد قد استعمله الله تعالى فهو في قبضته به ينطق وبه يبصر وبه يسمع وبه يبطش جعله الله صاحب لواء الأولياء وأمان أهل الأرض ومحل نظر أهل السماء وخاصة الله وموقع نظره ومعدن سر وسوطه يؤدب به خلقه ويحيي القلوب الميتة برؤيته وهو أمير الأولياء وقائدهم والقائم بالثناء على ربه بين يدي المصطفى يباهي به الملائكة وهو القطب (حم ت هـ ك) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح • (أن أفضل الضحايا) جمع أضحية (أغلاها) بغين معجمة أي أرفعها ثمناً (وأسمنها) أكثرهما شحماً ولحماً يعني التضحية بها أكثر ثواباً ‘ند الله من التضحية بالرخيصة الهزيلة (حم ك) عن رجل من الصحابة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله) أي بقصد إعلاء كلمة الله يعني هو أكثر الأعمال ثواباً (طب) عن بلال المؤذن قال الشيخ حديث صحيح • (أن أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون) أي الذين يكثرون حمد الله تعالى أي الثناء عليه على السراء والضراء (طب) عن عمران بن حصين قال الشيخ حديث صحيح • (أن أفواهكم طرق للقرآن) أي للنطق بحروفه عند تلاوته (فطيبوها بالسواك) أي نظفوها به لأجل ذلك فإن الملك يضع فمه قرب فم القارئ فيتأذى بالريح الكريه (أبو نعيم في) كتاب (فضل السواك والسجزى في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة قال الشيخ حديث حسن • (إن أقل ساكني الجنة النساء) قال المناوي أي في أول الأمر قبل خروج عصاتهن من النار فلا دلالة فيه على أن نساء الدنيا أقل من الرجال في الجنة انتهى قال العلقمي وأوله كما في مسلم عن ابن النساخ قال كان لمطرف بن عبد الله امرأتان فجاء من عند أحديهما فقالت الأخرى جئت من عند فلانة قال من عند عمران بن حصين فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن أقل فذكره (حم م) عن عمران بن حصين • (أن أكبر الإثم عند الله) أي من أكبره وأعظمه عقوبة (أن يضيع الرجل من يقوت) أي من يلزمه قوته أي مؤنته من نحو زوجة وأصل وفرع وخادم (طب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (أن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة) لأن من كثر أكله كثر شربه فكثر نومه فكسل جسمه ومحقت بركة عمره ففتر عن عبادة ربه فلا يعبأ يوم القيامة ب فيصير فيها مطروداً جيعاناً قال العلقمي قال الشيخ أبو العباس القرطبي في شرح حديث أبي الهيثم بن التيهان أنهم أكلوا عنده حتى شبعوا فيه دليل على جواز الشبع من الحلال وما جاء من النهي عن الشبع عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف إنما ذلك في الشبع المثقل للمعدة المبطئ بصاحبه عن الصلوات والأذكار والمضر بالإنسان بالتخم وغيرها الذي يفضي بصاحبه إلى البطر والأشر والنوم والكسل فهذا هو المكروه وقد يلحق بالمحرم إذا كثرت آفاته وعمت لمياته والقسطاس المستقيم ما قاله نبي الله عليه الصلاة والسالم فإن كان ولابد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس (هـ ك)

عن سلمان الفارسي قال الشيخ حديث صحيح • (أن أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفرش) بضمتين جمع فراش أي الذين يألفون النوم على الفراش يعني اشتغلوا بجهاد النفس والشيطان الذي هو الجهاد الأكبر عن محاربة الكفار الذي هو الجهاد الأصغر (ورب قتيل بين الصفين) أي في قتال الكفار (الله أعلم بنيته) أي هل هي نية إعلاء كلمة الله وإظهار دينه أو ليقال شجاع أو لينال حظاً من الغنيمة (حم) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (أن أمامكم) وفي رواية وراءكم (عقبة) بفتحات قال الشيخ أي ما هو كالعقبة الصعبة في الجبل (كؤدا) بفتح الكاف وضم الهمزة الممدودة أي شاقة المصعد (لا يجوزها المثقلون) أي من الذنوب إلا بمشقة عظيمة وكرب شديد وتلك العقبة ما بعد الموت من الشدائد والأهوال (ك هب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح • (أن أمتي) أي أمة الإجابة وهم المسلمون أي المتوضؤون منهم (يدعون) بضم أوله أي يسمون أو ينادون (يوم القيامة) إلى موقف الحساب أو الميزان أو الصراط أو الحوض أو دخول الجنة أو غير ذلك (غرا) بضم الغين المعجمة وشدة الراء جمع أغر أي ذو غرة وأصلها بياض بجبهة الفرس فوق الدرهم ثم استعملت في الجمال والشهرة وطيب الذكر والمراد بها هنا النور الكائن في وجوه أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو منصوب على الحال أي أنهم إذا دعوا على رؤوس الأشهاد ونودوا بهذا الوصف وكانوا على هذه الصفة (محجلين) بالمهملة والجيم من التحجيل وهو بياض يكون في ثلاث قوائم من قوائم الفرس والمراد به هنا أيضاً النور (من آثار الوضوء) استدل الحليمي بهذا الحديث على أن الوضوء من خصائص هذه الأمة وفيه نظر لأنه ثبت في البخاري في قصة سارة مع الملك الذي أعطاها هاجر أن سارة لما هم الملك بالدنو منها فأتت تتوضأ وتصلي وفي قصة جريح الراهب أيضاً أنه قام فتوضأ وصلى ثم كلم الغلام فالظاهر أن الذي اختصت به هذه الأمة الغرة والتحجيل لا أصل الوضوء (فمن استطاع) أي قدر (منكم) أيها المؤمنون (أن يطيل غرته) أي تحجيله وخصها لشمولها له أو لكون محلها أشرف الأعضاء وأول ما يقع عليه النظر (فليفعل) بأن يغسل مع وجهه من مقدم رأسه وعنقه زائداً على الواجب وما فوق الواجب من يديه ورجليه (ق) عن أبي هريرة • (أن أمتي) أي أمة الإجابة (لن تجتمع على ضلالة) وفي رواية لا بدل لن ولهذا كان إجماعهم حجة (فإذا رأيتم اختلافاً) أي بشأن الدين أو الدنيا كالتنازع في شأن الإمامة العظمى (فعليكم بالسواد الأعظم) أي الزموا متابعة جماهير المسلمين وأكثرهم فهو الحق الواجب فإن من خالفهم مات ميتة جاهلية (هـ) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح • (أن أمر هذه الأمة لا يزال مقارباً) قال الشيخ ومعنى المقاربة سلامة العقيدة (حتى يتكلموا في الولدان) قال المناوي أي أولاد المشركين هل هم في النار مع آبائهم أو في الجنة أو هو كناية عن اللواط انتهى قال الشيخ الولدان بمعنى خدم أهل الجنة هل هم منها أو من البشر أو غير

ذلك (والقدر) بفتحتين قال العلقمي قال في النهاية وهو عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور انتهى وقال المناوي إسناد أفعال العباد إلى قدرتهم (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (أن أمين هذه الأمة أبو عبيدة) عامر بن (الجراح) قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي أي هو الثقة المرضي والأمانة مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة لكن النبي صلى الله عليه وسلم خص بعضهم بصفات غلبت عليه وكان بها أخص (وإن حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس (بفتح الحاء المهملة وسكون الموحدة أي عالماً أي أنه سيصير كذلك (خط) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (أن أناساً من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي) بضم الراء وسكون الهمزة وفتح المثناة التحتية (بأهله وماله) قال المناوي هذا من معجزاته لأنه إخبار عن غيب وقع (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أن أناساً من أمتي سيتفقهون في الدين ويقرون القرآن ويقولون نأتي الأمراء) أي ولاة أمور الناس (فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا) أي لا نشاركهم في ارتكاب المعاصي ولا نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ولا يكون ذلك) أي حصول الدنيا لهم وسلامة دينهم مع مخالطتهم إياهم (كما لا يجتني من القتاد إلا الشوك) بالقاف والمثناة الفوقية آخره دال مهملة (كذلك لا يجتني من قربهم إلا الخطايا) قال العلقمي وهو أي القتاد شجر كثير الشوك ينبت بنجد وتهامة وفي المثل دون ذلك خرط القتاد وفي المثل أيضاً يخشى من الشوك العطب أي إذا ظلمت فاحذر الانتصار والانتقام وقال المناوي لأن الدنيا خضرة حلوة وذمامها بأيدي الأمراء ومخالطتهم تجر إل طلب مرضاتهم وتحسين حالهم القبيح لهم وذلك سم قاتل (هـ) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (أن أناساً من أهل الجنة يطلعون إلى أناس من أهل النار) أي يطلعون عليهم (فيقولون بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم فيقولون أنا كنا نقول ولا نفعل) أي نأمر بالمعروف ولا نأتمر وننهى عن المنكر ونفعله وفي قصة الإسراء أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأناس تقرض شفاههم وألسنتهم بالمقاريض فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء فقال له جبريل هؤلاء خطباء السوء من أمتك يقولون ما لا يفعلون (طب) عن الوليد بن عقبة قال الشيخ حديث صحيح لغيره (أن أنواع البر نصف العبادة والنصف الآخر الدعاء) فلو وضع ثوابه في كفة ووضع ثواب جميع العبادات في كفة لعادلها وهذا خرج على منهج المبالغة في مدحته والحث عليه (ابن صعصرى في أماليه عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث حسن • (أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون) قال العلقمي قال النووي مذهب أهل السنة وعامة المسلمين أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ويتنعمون بذلك وبغيره من ملاذها وأنواع نعيمها تنعماً دائماً لا آخر له ولا انقطاع أبداً وأن تنعمهم بذلك على هيئة أهل الدنيا إلا ما بينهما من التفاضل في اللذة والنفاسة التي لا تشارك نعيم الدنيا

إلا في التسمية وأصل الهيئة وقد دلت دلائل القرآن والسنة في هذا الحديث وغيره أن نعيم الجنة دائم لا انقطاع له أبداً (ولا يتفلون) بكسر الفاء أي يبصقون (ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون) أي لا يحصل منهم بول ولا غائط ولا مخاط كما يحصل من أهل الدنيا (ولكن طعامهم ذلك) قال المناوي أي رجيع طعامهم (جشاء) بجيم وشين معجمة وبالمد كفرات صوت مع ريح يخرج من الفم عند الشبع (ورشح كرشح المسك) أي عرق يخرج من أبدانهم رائحته كرائحة المسك (يلهمون التسبيح والتحميد) أي يوفقون لهما (كما تلهمون النفس) بمثناة فوقية مضمومة أي تسبيحهم وتحميدهم يجري مع الأنفاس كما تلهمون أنتم النفس بفتح الفاء فيصير ذلك صفة لازمة لهم لا ينفكون عنها (حم م) عن جابر بن عبد الله • (أن أهل الجنة ليتراءون) قال الشيخ ورد في مسلم بلفظ يرون (أهل الغرف في الجنة) جمع غرفة وهي بيت صغير فوق الدار والمراد هنا القصور العالية روى الدميري عن علي مرفوعاً أن في الجنة غرفاً ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقال أعرابي لمن هي يا رسول الله فقال هي لمن ألان الكلام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام قال العلقمي ويحتمل أن يقال أن الغرف المذكورة لهذه الأمة وأما من دونهم فهم الموحدون من غيرهم أو أصحاب الغرف الذين دخلوا الجنة من أول وهلة ومن دونهم من دخل الجنة بالشفاعة (كما تراءون) بحذف حرف المضارعة وهو المثناة الفوقية كذا ضبطه الشيخ في الحديث الآتي وهو ما في كثير من النسخ وقال المناوي بفوقيتين (الكوكب في السماء) قال الشيخ وأفرد الكوكب والمراد به الجنس وقال المناوي أراد أنهم يضيئون لأهل الجنة إضاءة الكوكب لأهل الأرض في الدنيا (حم ق) عن سهل بن سعد الساعيد • (أن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون) أي أنتم يا أهل الدنيا (الكوكب الدري) بضم الدال وشدة الراء مكسورة هو النجم الشديد الإضاءة نسبة إلى الدر لصفاء لونه وخلوص نوره (الغابر) بغين معجمة وموحدة تحتية أي الباقي بعد انتشار الفجر قال المناوي وهو حينئذ يرى الضوء (في الأفق) بضمتين أي نواحي السماء (من المشرق أو المغرب) قال العلقمي وفائدة ذكر المشرق والمغرب بيان الرفعة وشدة البعد (لتفاضل ما بينهم) قال المناوي يعني أهل الغرف كذلك لتزايد درجاتهم على من سواهم (حم ق) عن أبي سعيد الخدري (ت) عن أبي هريرة • (أن أهل الدرجات العلي ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الطالع في أفق السماء) قال المناوي أي طرفها (وإن أبا بكر) أي الصديق (وعمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما (منهم) أي من أهل تلك الدرجات (وانعما) بفتح الهمزة وسكون النون وفتح العين المهملة أي زادا في الرتبة وتجاوزا تلك المنزلة أو المراد صارا إلى النعيم ودخلا فيه كما يقال أشمل أي دخل في الشمال وفي بعض طرق الحديث قيل وما معنى وانعما قال وأهل ذلك هما (حم ت هـ حب) عن أبي سعيد الخدري (طب)

(عن جابر بن سمرة) بالتحريك (ابن عساكر عن ابن عمرو) قال المناوي ابن العاص لكن في كثير من النسخ إسقاط الواو (د) عن أبي هريرة • (أن أهل عليين ليشرف أحدهم على الجنة) أي لينظر إليها من محل عال (فيضيء وجهه لأهل الجنة كما يضيء القمر ليلة البدر لأهل الدنيا) قال المناوي فاضل ألوان أهل الجنان البياض كما في الأوسط للطبراني عن أبي هريرة (وأن أبا بكر وعمر منهم) أي من أهل عليين (وانعما) أي فضلاً عن كونهما من أهل عليين (ابن عساكر) في التاريخ (عن أبي سعيد) الخدري • (أن أهل الجنة يتزاورون) أي يزور بعضهم بعضاً فيها (الى النجائب) جمع نجيبة بنون فجيم فمثناة تحتية فموحدة واحدة الإبل (بيض) قال المناوي صفة النجائب انتهى ولا يخفى ما فيه والظاهر أنه بدل أو عطف بيان قال الشيخ وذكر البياض لمناسبة الجنة وإلا فالأحمر منها إلى العرب أحب وجاء بلفظ يتزاورون على العيس الحون أي التي في بياضها ظلمة خفيفة نقله ابن أبي الدنيا كما ذكره المؤلف في البدور (كأنهن الياقوت) قال المناوي أي الأبيض إذ هو أنواع (وليس في الجنة شيء من البهائم إلا الإبل والطير) بسائر أنواعها وهذا في بعض الجنان فلا ينافي أن في بعض آخر منها الخيل (طب) عن أبي أيوب الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح • (أن أهل الجنة يدخلون على الجبار) سبحانه وتعالى (كل يوم) أي في مقدار كل يوم من أيام الدنيا (مرتين) قال الشيخ وفي رواية في الكبير في مقدار الجمعة أي يومها من كل أسبوع ولا تنافي لأن ما هنا بالغدو والعشي لبعضهم (فيقرأ عليهم القرآن) قال الشيخ أي بعضهم انتهى قال المناوي زاد في رواية فإذا سمعوه منه كأنهم لم يسمعوه قبل ذلك (وقد جلس كل امرء منهم مجلسه الذي هو مجلسه) أي الذي يستحق أن يكون مجلساً له على قدر درجته (على منابر الدر والياقوت والزمرد والذهب والفضة بالأعمال) قال الشيخ أي كل منبر فيه كل ذلك أو البعض أو بعض المنابر من الأول وبعضها من الثاني وهكذا أو أن الأعلى للأعلى وهكذا وهذا هو المتبادر انتهى وقال المناوي بالأعمال أي بحبها فمن يبلغ به عمله أن يكون كرسيه ذهباً جلس على الذهب ومن نقص عنه يكون على الفضة وهكذا بقية المعادن فرفع الدرجات في الجنة بالأعمال ونفس الدخول بالفضل (فلا تقر أعينهم قط) أي تسكن سكون سرور (كما تقر بذلك) أي بقعودهم ذلك المقعد وسماعهم للقرآن (ولم يسمعوا شيئاً أعظم منه) في اللذة والطرب (ولا أحسن منه) في ذلك (ثم ينصرفون إلى رحالهم) أي يرجعون إلى منازلهم (وقرة أعينهم) بالنصب على المفعول معه أي سرورهم ولذتهم بما هم فيه (ناعمين) أي منعمين فلا يزالون كذلك (إلى مثلها) أي مثل تلك الساعة (من الغد) فيدخلون عليه أيضاً وهكذا إلى ما لا نهاية له (الحكيم) الترمذي (عن بريدة) ابن الحصيب الأسلمي قال الشيخ حديث حسن • (أن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة وذلك أنهم) أي أهل الجنة (يزورون الله تعالى في كل جمعة) أي مقدارها من

الدنيا قال المناوي وهذه زيارة النظر وتلك زيارة سماع القرآن (فيقول لهم تمنوا علي ما شئتم فيلتفتون إلى العلماء) أي يعطفون عليهم ويصرفون وجوههم إليه (فيقولون) لهم (ماذا نتمنى فيقولون تمنوا عليه كذا وكذا) بما فيه صلاحهم ونفعهم (فهم يحتاجون إليهم في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا) قال الشيخ وفي البدور للمؤلف بعد ذكر هذا قال واخرج ابن عساكر عن سليمان بن عبد الرحمن قال بلغني أن أهل الجنة يحتاجون إلى العلماء في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا فتأتيهم الرسل من عند ربهم فيقولون سلوا ربكم فيقولون ما ندري ما نسأل ثم يقول بعضهم لبعض اذهبوا بنا إلى العلماء الذين كانوا إذا أشكل علينا في الدنيا شيء أتيناهم فيأتون العلماء فيقولون أنه قد أتنا رسول ربنا يأمرنا أن نسأل فما ندري ما نسأل فيفتح الله على العلماء فيقولون لهم سلوا كذا سلوا كذا فيسألون فيعطون (ابن عساكر عن جابر) بن عبد الله وهو حديث ضعيف • (أن أهل الفردوس) هو وسط الجنة وأعلاها (ليسمعون أطيط) أي تصويت (العرش) لأنه سقف جنة الفردوس (ابن مردويه في تفسيره عن أبي أمامة) الباهلي قال الشيخ حديث ضعيف • (أن أهل البيت) أي من بيوت الدنيا (يتتابعون في النار) أي يتبع بعضهم بعضاً في الوقوع فيها (حتى ما يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة وأن أهل البيت يتتابعون في الجنة حتى ما يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة إلا دخلها) لأن لكل مؤمن صالح يوم القيامة شفاعة فإذا كان في أهل البيت من هو من أهل الصلا شفع في أهل بيته فإن لم يكن فيهم من هو كذلك عمهم العقاب (طب) عن أبي جحيفة بتقديم الجيم والتصغير قال الشيخ حديث حسن • (أن أهل النار) أي نار جهنم قال الشيخ وذلك ظاهر للكفار (ليبكون حتى لو أجريت) بالبناء للمفعول (السفن في دموعهم لجرت) أي لكثرتها ومصيرها كالبحر (وأنهم ليبكون الدم) أي بدموع لونها لون الدم لكثرة حزنهم وطول عذابهم (ك) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث صحيح • (أن أهل النار يعظمون في النار) أي نار جهنم (حتى يصير ما بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه) محل الرداء من منكبيه (مسيرة سبعمائة عام قال المناوي المراد التكثير لا التحديد (وغلظ جلد أحدهم أربعون ذراعاً وضرسه أعظم من جبل أحد) أي كل ضرس من أضراسه أعظم قدراً من جبل أحد (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (أن أهل البيت ليقل طعمهم) بضم فسكون أي أكلهم الطعام (فتستنير بيوتهم) أي تشرق وتضيء وتلألأ نوراً ويظهر أن المراد بقلة الطعام الصيام (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (أن أهل البيت) ظاهره وإن لم يكن بينهم قرابة (إذا تواصلوا) أي وصل بعضهم بعضاً بالإحسان والبر (أجرى الله تعالى عليهم الرزق) أي يسره لهم ووسعه عليهم ببركة الصلة (وكانوا في كنف الله) أي حفظه ورعايته (عد) وابن عساكر عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف

منجبر • (أن أهل السماء لا يسمعون شيئاً من أهل الأرض) أي لا يسمعون شيئاً من أصواتهم بالعبادة (إلا الأذان) أي للصلاة فإن أصوات المؤذنين يبلغها الله إلى عنان السماء حتى يسمعها الملأ الأعلى (الطرسوسي) قال المناوي بفتح الطاء والراء وضم المهملة نسبة إلى طرسوس مدينة مشهورة (أبو أمية) محمد بن إبراهيم في مسنده (عد) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف • (أن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً) يحتمل أنه أطلق ضمير المذكر في عادوا على المؤنث للمشاكلة في جامعوا وقال المناوي لفظ رواية الطبراني عدن ففي كل مرة افتضاض جديد لا ألم فيه على المرأة ولا كلفة فيه على الرجل كما في الدنيا (طس) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (أن أهل المعروف في الدنيا) أي أهل اصطناع المعروف مع الناس (هم أهل المعروف في الآخرة) يحتمل أن المراد يجازيهم الله في الآخرة التي مبدؤها ما بعد الموت (وأن أهل المنكر في الدنيا) أي ما أنكره الشرع ونهى عنه (هم أهل المنكر في الآخرة) قال المناوي فالدنيا مزرعة الآخرة وما يفعله العبد من خير وشر تظهر نتيجته في دار البقاء (طب) عن سلمان الفارسي وعن قبيصة بن برمة وعن بن عباس (حل) عن أبي هريرة (خط) عن علي أمير المؤمنين (وأبي الدرداء) قال الشيخ حديث صحيح • (أن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) يحتمل أن المراد أنهم يشفعون لغيرهم فيصدر عنهم المعروف في الآخرة كما يصدر عنهم في الدنيا أو المراد أنهم هم أهل لفعل المعروف معهم في الآخرة أي يجازيهم الله على معروفهم ولا مانع من الجمع (وأن أول أهل الجنة) أي من أولهم (دخولاً الجنة أهل المعروف) قال المناوي لأن الآخرة أعواض ومكافأة لما كان في الدنيا (طس) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (أن أهل الشبع في الدنيا) أي الشبع المذموم كما مر (هم أهل الجوع غداً في الآخرة) أي في الزمن اللاحق بعد الموت وزاد غداً مع تمام الكلام بدونه إشارة إلى قرب الأمر ودون الموت وهو كناية عن قلة ثوابهم لما ينشأ عن كثرة الشبع في الدنيا من التثاقل عن العبادة (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (أن أوثق عرى الإسلام) أي من أوثقها وأثبتها (أن تحب في الله وتبغض في الله) قال المناوي أي لأجله وحده لا لغرض من الأغراض الدنيوية انتهى فالمراد محبة الصالحين وبغض الكافرين والحالة المرضية من المسلمين (حم ش هب) عن البراء بن عازب بإسناد حسن • (أن أولى الناس بالله) أي برحمته وكرامته (من بدأهم بالسلام) أي عند الملاقاة والمفارقة لأنه السابق إلى ذكر الله ومذكرهم وروى إذا مر الرجل بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل لأنه ذكرهم السلام وإن لم يردوا عليه رد عليه ملأ خير منهم وأطيب (د) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح • (أن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة) قال المناوي أي أقربهم مني في القيامة وأحقهم بشفاعتي

أكثرهم عليّ صلاة في الدنيا لأن كثرة الصلاة عليه تدل على صدق المحبة وكمال الوصلة فتكون منازلهم في الآخرة منه بحسب تفاوتهم في ذلك انتهى وقال العلقمي قال شيخنا قال ابن حبان في صحيحه أي أقربهم مني في القيامة قال وفيه بيان أن أولاهم به صلى الله عليه وسلم فيه أصحاب الحديث إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه منهم وقال الخطيب البغدادي قال لنا أبو نعيم هذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها لانه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسخاً وذكرا (تخ ت حب) عن ابن مسعود بأسانيد صحيحة • (أن أول ما يجازى به المؤمن بعد موته) أي عمله الصالح (أن يغفر) بالبناء للمفعول (لجميع من تبع جنازته) قال المناوي أي من ابتداء خروجها إلى انتهاء دفنه والظاهر أن اللام للعهد والمعهود المؤمن الكامل انتهى قال الشيخ وسيأتي أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن صلى عليه وبه يظهر المراد بالتبعية لكن ما هنا أعم وروايته أرجح لحسنها (عبد بن حميد والبزار (هب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (أن أول الآيات) أي علامات الساعة (خروجهاً) أي ظهورا منصوب على التمييز (طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى) قال العلقمي قال ابن كثير أي أول الآيات التي ليست مألوفة وإن كان الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام قبل ذلك وكذلك خروج يأجوج ومأجوج كل ذلك أمور مألوفة لأنهم بشر مشاهدتهم وأمثالهم مألوفة فإن خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف ومخاطبتها الناس ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر فأمر خارج عن جاري العادات وذلك أول الآيات الأرضية كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات لسماوية انتهى وفي التذكرة للقرطبي روى ابن الزبير أنها جمع من كل حيوان فرأسها رأس ثور وعينها عين خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن إبل وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هر وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصل ومفصل اثنا عشر ذراعاً ذكره الثعلبي والماوردي وغيرهما (فأيتهما) بشدة المثناة التحتية (ما كانت) وفي نسخة إسقاط ما (قبل صاحبتها فالأحرى على أثرها قريباً) أي فأيتهما وجدت قبل صاحبتها فالأخرى تحصل على أثرها قريباً (حم م ده) عن ابن عمرو بن العاص • (أن أول هذه الأمة خيارهم وآخرها شرارهم) قال المناوي فإنهم لا يزالون (مختلفين) ي في العقائد والمذاهب والآراء والأقوال والأفعال (متفرقين) في ذلك وقال الشيخ مختلفين متفرقين منصوب على الحال (فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلتأته منيته) أي يأتيه الموت (وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه) أي والحال أنه يفعل مع الناس ما يحب أن يفعلوه معه أي فليكن على هذه الحالة (طب) عن ابن مسعود بإسناد حسن • (أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة

من النعيم أن يقال له) قال الطيبي ما في ما يسأل مصدرية وأن يقال خبر أن أي أن أول سؤال العبد أن يقال له من قبل الله تعالى (ألم نصح لك جسمك) أي جسدك وصحته أعظم النعم بعد الإيمان (ونرويك) هو بإثبات الياء فيحتمل أنه معطوف على المجزوم وفيه إثبات حرف العلة مع الجازم وهو لغة ويحتمل أنه منصوب بعد واو المعية (من الماء البارد) الذي هو من أجل النعم ولولاه لفنيت بل العالم بأسره (ت ك) عن أبي هريرة قال الحاكم صحيح وأقروه • (أن باب الرزق مفتوح من لدن العرش) أي من عنده (إلى قرار بطن الأرض) أي السابعة (يرزق الله كل عبد) من أنس وجن (على قدر همته ونهمته) وفي الصحاح النهمة بلوغ الهمة في الشيء قال المناوي فمن قلل قلل له ومن كثر كثر له كما في خبر آخر انتهى وقال بعضهم في الإنفاق أو العمال الصالحة (حل) عن الزبير ابن العوام قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن بني إسرائيل) أي أولاد يعقوب عليه الصلاة والسلام (لما هلكوا) أي استحقوا الإهلاك بترك العمل (قصوا) أي اخلدوا إلى القصص وعولوا عليها واكتفوا بها وفي رواية لما قصوا هلكوا أي لما اتكلوا على القول وتركوا العمل أي يعظون ولا يتعظون كان ذلك سبب هلاكهم (طب) والضياء المقدسي (في المختارة عن خباب) بالتشديد بن الأرت بمثناة فوقية وإسناده حسن • (أن بين يدي الساعة) أي أمامها مقدماً على وقوعها (كذابين) قال المناوي قيل هم نقلة الأخبار الموضوعة وأهل العقائد الزائغة (فاحذروهم) أي خافوا شر فتنتهم وتأهبوا لكشف عوراتهم وهتك أستارهم (حم م) عن جابر بن سمرة • (أن بين يدي الساعة لأياماً) قرنه باللام لمزيد التأكيد (ينزل فيها الجهل) يعني الموانع المانعة عن الاشتغال بالعلم ويرفع فيها العلم) قال العلقمي معناه أن العلم يرتفع بموت العلماء فكلما مات عالم ينقص العلم بالنسبة إلى فقد حامله (ويكثر فيها الهرج) بسكون الراء (والهرج القتل) قال المناوي وفي رواية الهرج بلسان الحبشة القتل قال العلقمي ونسب التفسير لأبي موسى وأصل الهرج في اللغة العربية الاختلاط يقال هرج الناس اختلطوا واختلفوا واخطأ من قال تفسير الهرج بالقتل للسان الحبشة وهم من بعض الرواة وإلا فهي عربية صحيحة ووجه الخطأ أنها لا تستعمل في اللغة العربية بمعنى القتل إلا على طريق المجاز لكون الاختلاط مع الاختلاف يفضي كثيراً إلى القتل وكثيراً ما يسمون الشيء باسم ما يؤول إليه واستعمال الهرج في القتل بطريق الحقيقة هو بلسان الحبشة (حم ق) عن ابن مسعود وأبي موسى • (أن بيوت الله في الأرض المساجد) أي الأماكن التي يصطفيها لتنزلات رحمته وملائكته (وأن حقاً على الله) أي تفضلاً منه وإحساناً إذ لا يجب على الله شيء (أن يكرم من زاره فيها) أي وعبده حق عبادته (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (أن تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر) فيجب نفض القرون والضفائر إذا أراد الاغتسال من الجنابة أي إن لم يصل الماء إلى باطنه إلا بنقضه (وانفوا

البشرة) بالنون والقاف من الإنقاء والبشرة ظاهر الجلد أي اجعلوه نقياً بأن يغمره الماء بعد إزالة المانع وقال العلقمي قال سفيان بن عيينة المراد بإنقاء البشرة غسل الفرج وتنظيفه كنى عنه بالبشرة (د ت هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف • (أن جزأ من سبعين جزأ من النبوة) قال الشيخ وتلك الأجزاء تكثر في بعض الناس فيكون له جزء من أقل من ذلك العدد وتفل في بعض فيكون له جزء من أكثر (تأخير السحور) بضم السين أي تأخير الصائم الأكل بنية إلى قبيل الفجر ما لم يوقع في شك (وتبكير الفطر) يعني مبادرة الصائم بالفطر بعد تحقق الغروب (وإشارة الرجل) أي المصلي ولو أنثى أو خنثى (بإصبعه في الصلاة) يعني السبابة في التشهد عند قوله إلا الله فإنه مندوب (عب عد) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (أن جهنم تسجر) بسين مهملة فجيم فراء والبناء للمجهول أي توقد كل يوم (إلا يوم الجمعة) فإنها لا تسجر فيه فإنه أفضل أيام الأسبوع ولذلك جاز النفل وقت الاستواء يوم الجمعة دون غيره قال العلقمي وأوله كما في أبي داود عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره الصلاة نصف النهار أي وقت الاستواء إلا يوم الجمعة وقال أن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة (د) عن أبي قتادة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن حسن الخلق) بضم الخاء المعجمة واللام (ليذيب الخطيئة) أي يمحو أثرها (كما تذيب الشمس الجليد) قال المناوي أي الندى الذي يسقط من السماء على الأرض انتهى وقال الشيخ الجليد بالجيم وآخره مهملة بوزن فعيل الماء الجامد يكون في البلاد الشديدة البرد والمراد بالخطيئة الصغيرة (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف منجبر المتن • (أن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله) أي حسن الظن به بأن يظن أن الله تعالى يرحمه ويعفو عنه من جملة حسن عبادته فهو محبوب مطلوب لكن مع ملاحظة الخوف فيكون باعث الرجاء والخوف في قرن هذا في الصحيح أما المريض فالأولى في حقه تغليب الرجاء (حم ت ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أن حسن العهد) أي وفاءه ورعاية حرمته مع الحق والخلق (من الإيمان) أي من أخلاق أهل الإيمان أو من شعب الإيمان قال المناوي قالت عائشة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم عجوز فقال من أنت قالت ختامة قال بل أنت حسانة كيف حالكم كيف كنتم بعدنا قالت بخير فلما خرجت قلت تقبل هذا الإقبال على هذه قال أنها كانت تأتينا أيام خديجة ثم ذكره (ك) عن عائشة وإسناده صحيح • (أن حوضي من عدن) بفتحتين (إلى عمان البلقا) بفتح العين المهملة وتشديد الميم مدينة قديمة بالشام من أرض البلقا وأما بالضم والتخفيف فصقع عند البحرين (ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل أكاويبه) جمع كوب (عدد النجوم) قال العلقمي قال في التقريب الكوب بالضم الكوز المستدير الرأس الذي لا أذن له والجمع أكواب (من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً) أي لم يعطش

والظمأ مهموز وهو العطش قال القاضي ظاهر الحديث أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار فهذا الذي لا يظمأ بعده قال وقيل لا يشرب منه إلا من قدر له بالسلامة من النار ويحتمل أن من يشرب منه من هذه الأمة وقدر عليه دخول النار لا يعذب بالعطش فيها بل يكون عذابه بغير ذلك لأن ظاهر الحديث أن جميع الأمة تشرب منه إلا من ارتد وصار كافراً (أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤساً) أي المغبرة رؤوسهم (الدنس ثياباً) أي الوسخة ثيابهم قال العلقمي قال في النهاية الدنس الوسخ وقد تدنس الثوب اتسخ (الذين لا ينكحون المتنعمات) قال العلقمي في خط المؤلف في الصغير بمثناتين بينهما ميم وفي الكبير بخطه بمثناة ثم ميم ثم نون ثم عين مهملة شديدة وعليه يدل كلام ابن عبد العزيز وفي ابن ماجه بنون ثم عين شديدة وهو بمعنى الذي قبله وأما الذي في خط شيخنا فلم يظهر لي معناه ولعلها رواية لأحمد من بقية المخرجين انتهى وقال المناوي المتنعمات بميم فمثناة فوقية فنون كذا في النسخ المتداولة لكن رأيت نسخة المؤلف التي بخطه المتمنعات أي من نكاح الفقراء (ولا تفتح لهم السدد) بضم السين وفتح الدال المهملتين قال العلقمي أي الأبواب والسدد جمع سدة وهي كالظلة على الباب لتقي من المطر وقيل هي الباب نفسه وقيل هي الساحة بين يديه قال سيخنا قلت وظاهر صنيعه أنه اعتمد الثاني لأنه فسر السدد بفتح الأبواب وقال في التقريب السدة كالصفة والسقيفة انتهى وقال المناوي جمع سدة وهي هذا الباب والمراد لا يؤذن لهم في الدخول على الأكابر (الذين يعطون الحق الذي عليهم ولا يعطون) الحق (الذي لهم) لضعفهم وازدراء الناس إياهم واحتقارهم لهم (حم ت هـ ك) عن ثوبان مولى المصطفى قال الشيخ حديث صحيح • (أن حقاً على الله تعالى) أي جرت عادته غالباً (أن لا يرتفع شيء) وفي نسخ أن لا يرفع شيئاً (من أمر الدنيا إلا وضعه) قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن أنس بن مالك قال كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضبا وكانت لا تُسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا أسبقت العضبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حقاً فذكره وفي الحديث اتخاذ الإبل للركوب والمسابقة عليها وفيه التزهيد في الدنيا للإرشاد إلى أن كل شيء منها لا يرتفع إلا اتضع وفيه الحث على التواضع وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه لكونه رضي أن أعرابياً يسابقه وعظمته في صدور أصحابه وقال ابن بطال فيه هوان الدنيا على الله والتنبيه على ترك المباهاة والمفاخرة وأن كل شيء هان على الله فهو في محل الضعة فحق على كل ذي عقل أن يزهد فيه (حم خ د ن) عن أنس ابن مالك • (أن حقاً على المؤمنين أن يتوجه) أي يتألم (بعضهم لبعض) أي ممن أصيب بمصيبة (كما يألم الجسد الرأس) بنصب الجسد ورفع الرأس أي كما يألم وجع الرأس الجسد فإن الرأس إذا اشتكا اشتكا البدن كله فالمؤمنون إذا أصيب بعضهم بمصيبة

حق لهم التألم لأجله (أبو الشيخ في كتاب التوبيخ عن محمد بن كعب مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن • (أن خيار عباد الله) أي من خيارهم (الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة) أي يترصدون الأوقات بها (لذكر الله تعالى) أي من الأذان والإقامة للصلاة وإيقاع الأوراد في أوقاتها الفاضلة (طب ك) عن عبد الله بن أبي أوفى قال المناوي بفتحات قال الشيخ حديث صحيح • (أن خيار عباد الله الموفون) أي بما عاهدوا عليه (المطيبون) بفتح المثناة التحتية أو بكسرها أي القوم الذين غمسوا أيديهم في الطيب في الجاهلية وتحالفوا على أعدائهم قال المناوي والظاهر أنهم أدركوا البعثة وأسلموا ويحتمل أن المراد المطيبون أخلاقهم وأعمالهم بإيقاعها على الوجه الأكمل (طب حل) عن أبي حميد الساعدي (حم) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (أن خياركم) قال العلقمي أي في المعاملة أو من مقدرة (أحسنكم قضاء) أي للدين أوالذين يدفعون أكثر أو أجود مما عليهم ولم يمطلوا رب الدين مع اليسار قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان لرجل على النبي صلى الله عليه وسلم سن من الإبل أي جمل له سن يعني من سنان الإبل وهي حوار ثم من بعد فصله عن أمه فصيل ثم في السنة الثانية ابن مخاض وفي الثالثة ابن لبون وبنت لبون وفي الرابعة حق وحقه وفي الخامسة جذع وجذعة وفي السادسة ثني وثنية وفي السابعة رباعي ورباعية وفي الثامنة سديس وسديسة وفي التاسعة بازل وفي العاشرة مخلف فجاءه يتقاضاه فقال صلى الله عليه وسلم أعطوه فطلبوا سنه فلم يجدوا له إلا سناً فوقها فقال أعطوه فقال أوفني أوفى الله بك قال النبي صلى الله عليه وسلم أن خياركم فذكره (حم خ ن) عن أبي هريرة • (أن ربك تعالى ليعجب) أي يحب ويرضى (من عبده إذا قال رب اغفر لي ذنوبي وهو يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري) قال الشيخ فيه التفات إلى التكلم وقال المناوي بعد رب اغفر لي ذنوبي فيقول الله تعالى قال عبدي ذلك وهو أي والحال أن يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري أي فإذا دعاني وهو يعتقد ذلك غفرت له ولا أبالي وظاهر كلامه أنه لا التفات (دن) عن عليّ قال الشيخ حديث صحيح • (أن رجالاً يتخوضون) بمعجمتين من الخوض في الماء ثم استعمل في التصرف في الشيء أي يتصرفون (في مال الله) أي الذي جعله لمصالح عباده من نحو فيء وغنيمة (بغير حق) أي بالباطل قال العلقمي وهو أعم من أن يكون بالقسمة وبغيرها وفيه إشعار بأنه لا ينبغي الخوض في مال الله ورسوله والتصرف فيه بمجرد التشهي (فلهم النار يوم القيامة) أي يستحقون دخولها قال المناوي والقصد بالحديث ذم الولاة المتصرفين في بيت المال بغير حق وتوعدهم بالنار (خ) عن خولة الأنصارية (أن روح القدس) أي الروح المقدسة وهو جبريل صلى الله عليه وسلم نفث قال العلقمي بالفاء والمثلثة قال في التقريب نفث ينفث نفثاً بصق وقيل بلا ريق والتفل مع الريق أو العكس وهما سواء وقال في المصباح نفث من

فيه نفثاً من باب ضرب رمي به ونفث إذا بزق ومنهم من يقول إذا بزق ولا ريق معه انتهى وقال المناوي النفث اصطلاحاً عبارة عن القاء العلوم الوهبية والعطايا الإلهية في روع من استعدلها (في روعي) بضم الراء أي ألقى الوحي في خلدي وبالي أوفى نفسي أو قلبي أو عقلي من غير أن أسمعه ولا أراه (أن نفساً) بفتح الهمزة (لن تموت حتى تستكمل أجلها) الذي كتبه لها الملك وهي في بطن أمها (وتستوعب رزقها) قال المناوي غاير التعبير للتفنن فلا وجه للمذلة والكد والتعب قيل لبعضهم من أين تأكل قال لو كان من أين لفنى وقيل لآخر كذلك فقال سل من يطعمني (فاتقوا الله) أي احذروا أن لا تثقوا بضمانه (وأجملوا في الطلب) بأن تطلبوه بالطرق الجميلة بغير كد ولا حرص ولا تهافت قال بعض العارفين لا تكونوا بالرزق مهتمين فتكونوا للرازق متهمين ومعناه غير واثقين (ولا يحملن أحدكم) مفعول مقدم (استبطاء الرزق) فاعل مؤخر (أن يطلبه) أي على طلبه (بمعصية) فلا تطلبوه بها وأن أبطأ عليكم قال المناوي وهذا وارد مورد الحث على الطاعة والتنفير من المعصية فليس مفهومه مراداً (فإن الله تعالى لا ينال ما عنده) من الرزق وغيره (إلا بطاعته) وفيه كما قال الرافعي أن من الوحي ما يتلى قرآناً ومنه غيره كما هنا والنفث أحد أنواع الوحي السبعة المشهورة • فائدة ذكر المقريزي أن بعض الثقات أخبره أنه سار في بلاد الصعيد على حائط لعجوز ومعه رفقة فاقتلع أحدهم منها لبنة فإذا هي كبيرة جداً فسقطت فانفلقت عن حبة فول في غاية الكبر وكسروها فوجدوها سالمة من السوس كأنها كما حصدت فأكل كل منها قطعة وكأنها ادخرت لهم من زمن فرعون فإن حائط العجوز بنيت عقب غرقه فلن تموت نفس حتى تستوفي رزقها (حل) عن أبي أمامة الباهلي قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن روحي المؤمنين) تثنية مؤمن (تلتقي) أي كل منهما بالأخرى بعد الموت قال المناوي كذا هو بخط المؤلف لكن لفظ رواية الطبراني لتلتقيان (على مسيرة يوم وليلة) أي على مسافتهما وليس المراد التحديد فيما يظهر بل التبعيد يعني على مسافة بعيدة جداً لما للأرواح من سرعة الجولان (وما رأى) أي والحال أنه ما رأى (واحد منهما وجه صاحبه) في الدنيا قال المناوي فإن الروح إذا انخلعت من هذا الهيكل وانفكت عن القيود بالموت تجول إلى حيث شاءت والأرواح جنود نجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف كما يأتي في خبر فإذا وقع الائتلاف بين الروحين تصاحبا وإن لم يلتق الجسدان (خد طب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (أن زاهراً) بالزاي أوله قال المناوي ابن حرام بفتح الحاء المهملة والراء مخففاً كان بدوياً من أشجع لا يأتي المصطفى إلا أتاه بظرفة أي تحفة من البادية وكان ذميماً وكان المصطفى يحبه ويمزح معه قال الشيخ ووجده النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بسوق المدينة فأخذه من ورائه ووضع يده على عينيه وقال من يشتري فأحس به زاهر وفطن أنه رسول

الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا تجدني يا رسول الله كاسداً فقال صلى الله عليه وسلم بل أنت عند الله رابح (باديتنا) بالباء الموحدة فدال مهملة فمثناة تحتية فمثناة فوقية أي ساكن باديتنا أو يهدي إلينا من باديتنا (ونحن حاضروه) أي نجهز ما يحتاجه من الحاضرة إذا أراد أن يرجع إلى وطنه (البغوي في المعجم عن أنس) قال المناوي ورواه عنه أيضاً أحمد ورجاله موثقون وقال الشيخ حديث ضعيف • (أن ساقي القوم) أي ماء أو لبناً وألحق به ما يفرق كفاكهة ولحم (آخرهم شرباً) أي فيما يشرب وتناولا في غيره قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن أبي قتادة في حديث طويل في آخره أنهم كانوا في سفر فحصل لهم عطش فقالوا يا رسول الله هلكنا عطشاً فقال لا هلك عليكم ثم قال اطلعوا لي غمري بضم الغين المعجمة وفتح الميم وبالراء القدح الصغير قال ودعا بالميضاة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأبو قتادة يسقيهم فلم يعد إلى أن رأى الناس ما في الميضاة تكابوا عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنوا الملء كلكم سترووا والملء بفتح الميم واللام وآخره همزة منصوب مفعول أحسنوا وهو الخلق والعشرة يقال ما أحسن ملء فلان أي خلقه وعشرته قال ففعلوا فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم صب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي اشرب فقلت لا أشرب حتى يشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن ساقي القوم فذكره قال شيخنا هذا من آداب شرب الماء واللبن ونحوهما (حم م) عن أبي قتادة • (أن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) أي قولها بإخلاص وحضور قلب (تنفض) أي تسقط (الخطايا) عن قائلها (كما تنفض الشجرة ورقها) أي عند إقبال الشتاء قال المناوي مثل به تحقيقاً لمحو جميع الخطايا لكن يتجه أن المراد محو الصغائر (حم خد) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح • (أن سعداص) أي ابن معاذ سيد الأنصار (ضغط في قبره ضغطة) بالبناء للمجهول قال العلقمي قال في المصباح ضغطه ضغطاً من باب نفع زحمه إلى حائط وعصره ومنه ضغطة القبر لأنه يضيق على الميت وقال في النهاية يقال ضغطه يضغطه ضغطاً إذا عصره وضيق عليه وقهره (فسألت الله أن يخفف عنه) أي فاستجيب لي وعفى عنه كما في حديث آخر ويأتي خبر لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها سعد وفي شرح الصدور للمؤلف أن من يقرأ سورة الإخلاص في مرض موته ينجو منها (طب) عن بن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (أن سورة من القرآن ثلاثون آية) قال المناوي في رواية ما هي إلا ثلاثون آية (شفعت لرجل) أي لازم على قراءتها فما زالت تسأل الله أن يغفر له (حتى غفر له) وفي رواية حتى اخرجته من النار وقال العلقمي قال الدميري وفي بعض طرقه سورة من القرآن وهي ثلاثون آية شفعت لرجل حتى أخرجته من النار يوم القيامة وأدخلته الجنة (وهي تبارك) أي سورة تبارك

أي تعالى عن كل النقائص (الذي بيده الملك) أي بقبضه قدرته التصرف في جميع الأمور (حم عد حب ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله) قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن أبي أمامة أن رجلاً قال يا رسول الله ائذن لي بالسياحة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن سياحة أمتي فذكره قال ابن رسلان السياحة بالياء المثناة من تحت وفي الحديث لا سياحة في الإسلام أراد مفارقة الوطن والذهاب في الأرض وكأن هذا السائل استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الذهاب في الأرض قهراً لنفسه بمفارقة المألوفات والمباحات واللذات وترك الجمعة والجماعات فرد عليه ذلك كما رد على عثمان بن مظعون التبتل وهو الانقطاع عن النساء وترك النكاح لعبادة الله تعالى وقال لهذا السائل أن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله ولعل هذا محمول على أن السؤال كان في زمن تعين فيه الجهاد وكان السائل شجاعاً أما السياحة في الفلوات والانسلاخ مما في نفسه من الرعونات إلى ملاحظة ذوي الهمم العليات وتجرع فرقة الأوطان والأهل والقرابات وعلم من نفسه الصبر على ذلك محتسباً قاطعاً من قلبه العلائق الشاغلات من غير تضييع من يعوله من الأولاد والزوجات ففيها فضيلة بل هي من المأمورات (دك هب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح • (أن شرار أمتي) أي من شرارهم (أجرؤهم على صحابتي) أي بذكرهم بما لا يليق بهم والطعن فيهم والذم لهم وبغضهم فالجراءة عليهم وعدم احترامهم علامة كون فاعله من الأشرار (عد) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن شر الرعاء) بالكسر والمد جمع راع والمراد هنا الأمراء (الحطمة) بضم ففتحتين هو الذي يظلم رعيته ولا يرحمهم من الحطم وهو الكسر وذا من أمثاله البديعة واستعاراته البليغة وقيل المراد الأكول الحريص وقيل العنيف برعاية الإبل في السوق والورود (حم م) عن عايذ بن عمرو بعين مهملة ومثناة تحتية وذال معجمة • (أن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس) أي تركوا مخاطبته وتجنبوا معاشرته (اتقاء فحشه) أي لأجل قبيح قوله وفعله قال المناوي وهذا أصل في ندب المداراة انتهى وقال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عائشة أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط له فلما انطلق الرجل قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة متى عهدتيني فاحشاً إن شر الناس فذكره قال ابن بطال هو أي الرجل عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدرة الفزاري وكان يقال له الأحمق المطاع ورجا النبي صلى الله عليه وسلم بإقباله عليه تألفه ليسلم قومه لأنه كان رئيسهم وقيل أنه مخرمة بن نوفل قال القرطبي في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق والفحش ونحو ذلك

من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة مع جواز مداراتهم اتقاء شرهم ما لم يؤدّ ذلك إلى المداهنة في دين الله تعالى ثم قال والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معاً وهي مباحة وربما استحبت والمداهنة بذل الدين لصلاح الدنيا والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل من دنياه حسن عشرته والرفق في مكالمته ومع ذلك فلم يمدحه بقول فلم يناض قوله فيه فعله مع حسن عشرته فيزول مع هذا التقرير وقال عياض لم يكن عيينة والله أعلم أسلم حينئذ أو كان أسلم ولم يكن إسلامه ناصحاً فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين ذلك لئلا يغتر به من لم يعرف باطنه وقد كانت منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده أمور تدل على ضعف إيمانه فيكون ما وصفه به صلى الله عليه وسلم من جملة علامات النبوة وأما إلانة القول له بعد ما دخل فعلى سبيل التأليف له وقوله أن شر الناس استئناف كالتعليل لترك مواجهته بما ذكره في غيبته ويستنبط منه أن المتجاهر بالفسق والشر لا يكون ما يذكر عنه من ذلك من ورائه من الغيبة المذمومة قال العلماء تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعاً حيث يتعين طريقاً إلى الوصول إليه بها كالتظلم والاستعانة على تغيير المنكر والاستفتاء والمحاكمة والتحذير من الشر ويدخل فيه تجريح الرواة والشهود وأعلام من له ولاية عامة بسيرة من هو تحت يده وجواب الاستشارة في نكاح أو عقد من العقود وكذا من رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع أو فاسق ويخاف عليه الاقتداء به وممن تجوز غيبتهم من يتجاهر بالفسق أو الظلم أو البدعة (ق د ت) عن عائشة • (أن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من يخاف الناس شره) قال المناوي أراد به المؤمن الذي يخاف الناس من شره من شر الناس منزلة عند الله أما الكافر فغير مراد هنا أصلاً بدليل قوله عند الله والكافر بمعزل عن هذه العندية وهذا على عمومه وإن كان سببه قدوم عيينة بن حصين عليه وتعريفهم بحاله (طس) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن • (أن شهاباً اسم شيطان) قالت عائشة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقال له شهاب فقال بل أنت هشام ثم ذكره ونهى عن التسمي بالحباب وقال أنه اسم شيطان فيكره التسمي باسم الشياطين قال الشيخ وفي ابن أبي شيبة عن مجاهد عطس رجل عند ابن عمر فقال أشهب فقال له أشهب شيطان وضعه إبليس بين العطسة والحمد له (ب) عن عائشة قال الشيخ حديث ضعيف • (أن شهداء البحر) أي من يقتل بسبب قتال الكفار فيه (أفضل عند الله تعالى من شهداء البر) أي أكثر ثواباً وأرفع درجة عنده منهم فالغزو في البحر أفضل من البر وسببه أن الغزو فيه أشق وراكبه متعرض للهلاك من وجهين القتل والغرق ولم تكن العرب تعرف الغزو في البحر أصلاً فحثهم عليه والمراد البحر الملح (طس) عن سعد بن جنادة بضم الجيم وخفة النون قال الشيخ حديث صحيح • (أن شهر رمضان معلق بين السماء والأرض) قال

المناوي أي صومه كما في الفردوس (لا يرفع) إلى الله تعالى رفع قبول أو رفعا تاماً (إلا بزكاة الفطر) أي بإخراجها فقبوله والإثابة عليه تتوقف على إخراجها (ابن صصرى) قاضي القضاة (في أماليه) الحديثية (عن جرير) بن عبد الله • (أن صاحب السلطان) أي الملازم له المداخل له في الأمور (على باب عنت) العنت بالتحريك يطلق على أمور منها المشقة والهلاك أي واقف على باب خطر يردى إلى الهلاك (إلا من عصم الله) أي حفظه ووقاه وفي نسخة إلا من عصم فمن أراد السلامة فليحذر قربهم وتقريبهم كما يتقى الأسد ومن ثم قيل مخالط السلطان ملاعب الثعبان (الباوردي) بفتح الموحدة التحتية وسكون الراء آخره دال مهملة نسبة إلى بلد بخراسان (عن حميد) قال المناوي هو في الصحابة متعدد فكان ينبغي تمييزه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن صاحب الدين) بفتح الدال (له سلطان) أي سلاطة وحجة (على صاحبه) أي المديون والمراد أن حجته عليه قوية لطلبه حقه (حتى يقضيه) أي يوفيه دينه ولذلك يمنعه من السفر إذا اكن موسراً قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه قال جاء رجل يطلب نبي الله صلى الله عليه وسلم بدين أو بحق فتكلم ببعض الكلام فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه أن صاحب الدين فذكره (هـ) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (أن صاحب المكس في النار) يعني الذي يتولى قبض المكس من الناس للسلطان يكون في نار جهنم يوم القيامة أي أن استحله وإلا فيعذب فيها ما شاء الله ثم يدخل الجنة وقد يعفى عنه (حم طب) (عن رويفع) بالفاء مصغراً (بن ثابت) بن السكن الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح • (أن صاحب الشمال) أي كاتب السيئات (ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ) قال المناوي يحتمل الزمانية ويحتمل الفلكية فلا يكتب الخطيئة قبل مضيها (وإن ندم) أي على فعله الخطيئة (واستغفر الله منها ألقاها) أي طرحها فلم يكتبها (وإلا) أي وإن لم يندم أي لم يتب توبة نصوحة (كتبت) أي كتبها كاتب الشمال خطيئة (واحدة) بخلاف الحسنة فإنها تكتب عشراً (طب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح • (أن صاحبي الصور) أي القرن أي الملكان الموكلان به والمراد إسرافيل مع آخر وإسرافيل الأمير ولذلك أفرد في رواية (بأيديهما قرنان) تثنية قرن ما ينفخ فيه والمراد بيد كل واحد منهما قرن (يلاحظان النظر متى يؤمران) أي من قبل الله بالنفخ فيهما فهما يتوقعان بروز الأمر به في كل وقت لعلمهما بقرب الساعة قال الشيخ بعد كلام قدمه قال الحافظ فهذا يدل على أن النافخ غير إسرافيل فليحمل على أنه ينفخ النفخة الأولى وأما الثانية فلإسرافيل وهي نفخة البعث وفي أبي الشيخ عن وهب خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة وفي أبي داود والترمذي وحسنه والنسائي وغيرهم أن أعرابياً سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصور فقال قرن ينفخ فيه ولفظ الطبراني كيف

أنتم وصاحب الصور قد التقمه ينتظر متى يؤمر وفي لفظ قد التقم القرن إلخ ثم قال للعرش خذ الصور فأخذه وفيه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة لا يخرج روحان من ثقب واحد وفي وسطه وة كاستدارة السماء والأرض وإسرافيل واضع فمه على تلك الكوة (هـ) عن أبي سعيد الخدري قال وهو حديث صحيح • (أن صدقة السر تطفئ غضب الرب) أي فهي أفضل من صدقة العلن قال تعالى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم وذلك لسلامتها من الرياء والسمعة ويستثنى ما إذا كان المتصدق ممن يقتدى به فجهره بها أفضل (وأن صلة الرحم تزيد في العمر) أي هي سبب لزيادة البركة فيه بأن يصرفه في الطاعات (وأن صنائع المعروف) جمع صنيعة وهي فعل الخير (تقي مصارع) أي مهالك (السوء) أي تحفظ منها (وأن قول لا إله إلا الله يدفع عن قائلها) قال المناوي أنته باعتبار الشهادة أو الكلمة وإلا فالقياس قائله (تسعة وتسعين باباً من البلاء) بتقديم التاء على السين فيهما أي الامتحان والافتتان (أدناها الهم) فالمداومة عليها بحضور قلب وإخلاص تزيل الهم والغم وتملأ القلب سروراً وانشراحاً (ابن عساكر عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن طول صلاة الرجل وقصر) بكسر ففتح (خطبته) بضم الخاء أي طول صلاته بالنسبة لقصر خطبته (مثنة من فقهه) قال الشيخ بفتح الميم وكسر الهمزة وتشديد النون العامة والدلالة انتهى وقال المناوي أي علامة يتحقق بها فقهه وحقيقته أنها مفعلة من معنى أن التي للتحقيق والتأكيد غير مشتقة من لفظها لأن الحروف لا يشتق منها وإنما ضمنت حروفها دلالة على أن معناها فيها ولو قيل أنها اشتقت من لفظها بعدما جعلت اسماً لكان قولاً ومن أغرب ما قيل فيها أن الهمزة بدل منظاء المظنة (فأطيلوا الصلاة) أي صلاة الجمعة (واقصروا الخطبة) لأن الصلاة أفضل مقصود بالذات والخطبة فرع عليها (وأن من البيان سحراً) أي ما يصرف قلوب السامعين إلى قبول ما يسمعونه وإن كان غير حق وذا ذم لتزيين الكلام وزخرفته (حم م) عن عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه • (أن عامة عذاب القبر من البول) أي معظمه من التقصير في التحرز عنه (فتنزهوا منه) أي تحرزوا أن يصيبكم شيء منه فالاستبراء عقب البول مندوب وقيل واجب والقول بالوجوب محمول على ما إذا غلب على ظنه بقاء شيء (عبد بن حميد والبزار (طب) عن عائشة) قال الشيخ حديث صحيح • (أن عدد درج الجنة عدد آي القرآن) جمع آية (فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن) أي جميعه (لم يكن فوقه أحد) قال المناوي وفي رواية يقال له اقرء وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها وهذه القراءة كالتسبيح للملائكة لا تشغلهم عن لذاتهم (ابن مردويه) في تفسيره (عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن • (أن عدة الخلفاء بعدي) أي خلفائي الذين يقومون بأمور الخلافة بعدي (عدة نقباء موسى) أي اثني عشر قال المناوي أراد بهم من كان في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام

والاجتماع على من يقوم بالخلافة وقد وجد ذلك فيمن اجتمع الناس عليه إلى أن اضطرب أمر بني أمية وأما قوله الخلافة ثلاثون سنة فالمراد به خلافة الخلفاء الراشدين البالغة أقصى مراتب الكمال وحمله الشيعة والإمامية على الإثنى عشر إماماً عليّ ثم ابنه الحسن ثم أخوه الحسين ثم ابنه زين العابدين ثم ابن ابنه محمد الباقر ثم ابنه جعفر الصادق ثم ابن موسى الكاظم ثم ابنه علي الرضى ثم ابنه محمد التقي ثم ابنه على النقي بالنون ثم ابنه حسن العسكري ثم ابنه محمد القائم المنتظر المهدي وأنه اختفى خوفاً من أعدائه وسيظهر فيملأ الدنيا قسطاً كما ملئت جوراً وأنه عندهم لا امتناع من طول حياته كعيسى والخضر قال الشيخ وهذا كلام متهافت ساقط (عد) وابن عساكر عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن) (أن عظم الجزاء مع عظم البلاء) قال المناوي بكسر المهملة وفتح الظاء فيهما ويجوز ضمها مع سكون الظاء فمن كان ابتلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم (وأن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم) أي اختبرهم بالمحن والرزايا (فمن رضي) أي بما ابتلاه الله به (فله الرضا) أي من الله تعالى وجزيل الثواب (ومن سخط) أي كره قضاءه به (فله السخط) أي من الله تعالى وأليم العذاب قال تعالى من يعمل سوءاً يجز به قال المناوي والمقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه لا الترغيب في طلبه للنهي عنه (ت هـ) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (أن علما لا ينتفع به) بالبناء للمفعول أي لا ينتفع به الناس ولا ينتفع به صاحبه (ككنز لا ينفق في سبيل الله) أي لا ينفق منه في وجوه الخير فكل منهما يكون وبالاً على صاحبه (ابن عساكر عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث ضعيف • (أن عمار بيوت الله) أي المساجد بالصلاة والذكر والتلاوة والاعتكاف ونحوها (هم أهل الله) خاصته وحزبه (عبد بن حميد (ع طس هق) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن السند لغيره • (أن عم الرجل صنو أبيه) بكسر الصاد المهملة وسكون النون أي أصله وأصله شيء واحد ومثله في رعاية الأدب وحفظ الحرمة قال العلقمي قال في النهاية الصنو المثل وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد يريدان أصل العباس وأصل أبي واحد وهو مثل أبي وجمعه صنوان (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (أن غلاء أسعاركم) أي ارتفاع الأثمان (ورخصها بيد الله) أي بإرادته وتصريفه فلا أسعر ولا أجيز التسعير (أني لأرجو) أي أؤمل (أن ألقى الله وليس لأحد منكم قبلي) بكسر ففتح (مظلمة) بفتح الميم وكسر اللام (في مال ولا دم) والتسعير ظلم لرب المال لأنه تحجير عليه في ملكه فهو حرام في كل زمن (طب) عن أنس ابن مالك قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (أن غلظ جلد الكافر) على حذف مضاف أي ذرع تخانته قال المناوي وال جنسية والمراد بعض الكفار فلا يعارض الخبر المار (اثنين وأربعين ذراعاً) يحتمل أن الخبر محذوف أي مقدار اثنين وأربعين أو نحو ذلك فيكون من باب حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه مجروراً وهو قليل لكن له شرط

وهو أن يكون معطوف المحذوف معطوفاً على مثله لفظاً أو معنى نحو أكل امرئ تحسبين امرأ • ونار توقد بالليل ناراً * وقرأ ابن جماز والله يريد الآخرة بجر الآخرة فحذف المضاف لدلالة ما قبله عليه وأبقى المضاف إليه مجروراً (بذراع الجبار) هو اسم ملك من الملائكة (وأن ضرسه مثل أحد) أي مثل مقدار جبل أحد (وأن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة) أي مقدار ما بينهما من المسافة قال المناوي رحمه الله تعالى وعلينا اعتقاد ما قاله الشارع وإن لم تدركه عقولنا (ت ك) عن أبي هريرة قال الترمذي حسن صحيح وقال الحاكم على شرطهما وأقروه • (أن فضل عائشة على النساء) قال المناوي أي على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في زمنها ومن أطلق ورد عليه خديجة وهي أفضل من عائشة على الصواب اهـ قال الشيخ وكمال عائشة من حيث العلم لا ينافي كمال خديجة من حيث سبقها للإسلام (كفضل الثريد) وهو الخبز المفتوت في مرقة اللحم (على سائر الطعام) من حيث اللذة وسهولة المساغ ونفع البدن (حم ق ت ن هـ) عن أنس ابن مالك (ن) عن أبي موسى الأشعري (ن) عن عائشة • (أن فقراء المهاجرين) أي من أرض إلى غيرها فراراً بدينهم (يسبقون الأغنياء) أي منهم ومن غيرهم (يوم القيامة إلى الجنة) أي لعدم فضول الأموال التي يحاسبون عليها (بأربعين خريفاً) أي سنة قال المناوي ولا تعارض بينه وبين رواية خمسمائة لاختلاف مدة السنين باختلاف أحوال الفقراء والأغنياء (حم) عن ابن عمرو بن العاص • (أن الفقراء المهاجرين) في رواية فقراء المؤمنين (يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار خمسمائة سنة) وفي رواية أن فقراء المهاجرين الذين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفاً رواه مسلم قال العلقمي ويمكن الجمع بين حديث الأربعين وحديث الخمسمائة عام بأن سباق الفقراء يسبقون سباق الأغنياء بأربعين عاماً وغير سباق الأغنياء بخمسمائة عام إذ في كل صنف من الفريقين سباق وقال بعض المتأخرين يجمع بأن هذا السبق يختلف بحسب أحوال الفقراء والأغنياء فمنهم من يسبق بأربعين ومنهم من يسبق بخمسمائة كما يتأخر مكث العصاة من الموحدين في النار بحسب جرائمهم ولا يلزم من سبقهم في الدخول ارتفاع منازلهم بل قد يكون المتأخر أعلى منزلة وإن سبقه غيره في الدخول فالمزية مزيتان مزية سبق ومزية رفعة قد تجتمعان وقد تنفردان وأفتى بان الصلاح بأنه يدخل في هذا الفقراء الذين لا يملكون شيئاً والمساكين الذين لم شيء لا تتم به كفايتهم إذا كانوا يغر مرتكبين شيئاً من الكبائر ولا مصرين على شيء من الصغائر ويشترط فيهم أيكونوا صابرين على الفقر والمسكنة راضين بهما وقد زعم بعضهم أن دخول النبي صلى الله عليه وسلم متأخر عن دخول هؤلاء الفقراء لأنهم يدخلون قبله وهو في أرض القيامة تارة عند الميزان وتارة عند الصراط وتارة عند

الحوض وهذا قول باطل ترده الأحاديث فيدخل الجنة ويتسلم ما أعد له فيها ثم يرجع إلى أرض القيامة ليخلص أمته بمقتضى ما جعل الله في قلبه من الرحمة والشفقة عليهم قال القاضي عياض ويحتمل أن هؤلاء السابقين إلى الجنة ينعمون في أفنيتها وظلالها ويتلذذون إلى أن يدخل محمد صلى الله عليه وسلم ثم يدخلونها معه على قدر منازلهم وسبقهم (هـ) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (أن فنا أمتي بعضها) بالجرّ بدل من أمتي (ببعض) على حذف مضاف أي بقتل بعض في الحروب والفتن أي أن إهلاكهم بسبب قتل بعضهم بعضاً في الحروب فإن الله لم يسلط عليهم عدواً من غيرهم أي لا يكون ذلك غالباً بسبب دعاء نبيهم (قط) في الإفراد عن رجل من الصحابة قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أن فلاناً أهدى إليّ ناقة فعوضته منها) أي عنها (ست بكرات) جمع بكرة بفتح فسكون من الإبل بمنزلة الفتى من الناس (فظل ساخطاً أي استمر غضباناً كارهاً لذلك استقلالاً له وطلباً للمزيد وفائدة عدم تسمية المهدي الستر على ما وقع منه (لقد هممت) أي عزمت (أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاريّ) أو ثقفي (أو دوسي) أي ممن ينتسب إلى هذه القبائل لأنهم لمكارم أخلاقهم وشرف نفوسهم وطيب عنصرهم إذا أهدى أحدهم هدية أهداها عن سماحة نفس ولا يطلب عليها جزاء وأن جوزى لا يسخط وإن نقص الجزاء عما أعطاه ونبه بالمذكورين على من سواهم ممن اتصف بشره النفس فلا تدافع بينه وبين ما ورد من أنه قبل من غيرهم (حم ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أن فاطمة أحصن فرجها) أي صانته عن كل محرم من زنا وسحاق وغيرهما (فحرمها الله وذريتها على النار) أي دخول النار عليهم قال المناوي فأما هي وابناها فالمراد فيهم التحريم المطلق وأما من سواهم فالمحرم عليم نار الخلود البزار (د طب ك) عن ابن مسعود • (أن فسطاط المسلمين) بضم الفاء وسكون السين المهملة وطاءين مهملتين بينهما ألف أي حصن المسلمين الذي يتحصنون به (يوم الملحمة) أي المقتلة العظم في الفتن الآتية وأصله الخيمة (بالغوطة) بضم الغين المعجمة موضع بالشام كثير الماء والشجر كائن (إلى جانب مدينة يقال لها دمشق) بكسر الدال المهملة وفتح الميم وسميت بذلك لأن دمشاق ابن نمرود بن كنعان هو الذي بناها فسميت باسمه وكان آمن بإبراهيم عليه السلام وسار معه وكان أبوه نمرود منعه إليه لما رأى له من الآيات (من خير مدائن الشام) بسكون الهمز ويجوز تسهيلها كالرأس قال المناوي بل هي خيرها وبعض الأفضل قد يكون أفضل انتهى قال العلقمي وهذا الحديث يدل على فضيلة دمشق وعلى فضيلة سكانها في آخر الزمان وأنها حصن من الفتن ومن فضالها أنه دخلتها عشرة آلاف عين رأت النبي صلى الله عليه وسلم كما أفاده ابن عساكر في تاريخه وجد الشام طولاً من العريش إلى الفرات وأما عرض فمن جبل طي من بحر العسلة إلى بحر الروم ودخله النبي

صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وبعدها في غزوة تبوك وفي ليلة الإسراء (د) عن أبي الدرداء • (أن في الجمعة) أي في يومها (لساعة) أبهمها كليلة القدر والاسم الأعظم ليجتهد الإنسان في طلبها كل وقت من أوقات يوم الجمعة وفي تعيينها أربعون قولاً أرجاها (لا يوافقها) أي يصادفها (عبد مسلم) يعني إنسان مؤمن (وهو قائم) جملة اسمية حالية (يصلي) جملة فعلية حالية أيضاً (يسأل الله تعالى فيها خيراً) حال ثالثة أي أي خير كان من خيور الدنيا والآخرة (إلا أعطاه إياه) وتمامه عند البخاري وأشار بيده يقللها مالك (حم م ن هـ) عن أبي هريرة • (أن في الجنة باباً يقال له الريان) قال العلقمي قال في الفتح بفتح الراء وتشديد المثناة التحتية وزن فعلان من الري اسم علم على باب من أبواب الجنة يختص بدخول الصائمين منه وهو مما وقعت المناسبة فيه بين لفظه ومعناه لأنه مشتق من الري وهو مناسب للصائمين قال القرطبي اكتفى بذكر الري عن الشبع لأنه يدل عليه من حيث أنه يستلزمه قلت أو لكونه أِق على الصائم من الجوع (يدخل منه) أي إلى الجنة (الصائمون يوم القيامة) قال المناوي يعني الذين يكثرون الصوم في الدنيا (لا يدخل منه أحد غيرهم يقال) أي تقول الملائكة بأمر الله تعالى في الموقف (اين الصائمون فيقومون فيدخلون منه فإذا دخلوا أغلق) بالبناء للمفعول (فلم يدخل منه أحد) معطوف على أغلق وكر رنفي دخول غيرهم منه تأكيداً ولا يعارضه أن جمعا تفتح لهم أبواب الجنة يدخلون من أيها شاؤا الإمكان صرف مشيئة غير مكثر الصوم عن دخول باب الريان (حم ق) عن سهل بن سعد الساعدي • (أن في الجنة لعمدا) بضمتين (من ياقوت) جوهر معروف (عليها غرف من زبرجد) جوهر معروف (لها أبواب مفتحة تضيء) أي تلك الغرف ومن قال الأبواب فقد أبعد وإن كان أقرب (كما يضيء الكوكب الدري) أي الشديد البياض قالوا يا رسول الله من يسكنها قال (يسكنها المتحابون في الله) أي لأجله لا لغرض دنيوي وفي تعليلية في المواضع الثلاثة (والمتجالسون في الله) أي لنحو قراءة وذكر (والمتلاقون في الله) أي لأجله ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها) بالبناء للمفعول (وباطنها) من ظاهرها) لكونها شفافة لا تحجب ما وراءها (أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام) قال المناوي للعيال والفقراء والأضياف ونحو ذلك وقال الشيخ يكفي في إطعام الطعام أهله ومن يمونه انتهى وتقدم ان محله إذا قصد الاحتساب (وألان الكلام) أي بمداراة الناس واستعطافهم (وتابع الصيام) قال المناوي أي وأصله كما في رواية وقال الشيخ ويكفي في متابعة الصيام مثل حال أبي هريرة وابن عمر وغيرهما من صوم ثلاثة أيام من كل شهر أوله ومثلها من أوسطه وآخره والاثنين والخميس وعشر ذي الحجة ونحو ذلك (وصلى بالليل والناس نيام) قال المناوي أي تهجد فيه وقال الشيخ ويكفي في صلاة الليل صلاة العشاء

والصبح في جماعة لرواية عثمان بن عفان في ذلك وإن كانت ضعيفة فإن الشارع فسره له بذلك لما سأله عنه وقضية العطف بالواو اشتراط اجتماعهما ولا يعارضه خبر أطعموا الطعام وأفشوا السلام تورثوا الجنان لأن هذه الغرف مخصوصة بمن جمع (حم حب هب) عن أبي مالك الأشعري (ت) عن علي قال الشيخ حديث صحيح • (أن في الجنة مائة درجة) يعني درجات كثيرة جداً ومنازل عالية شامخة فالمراد التكثير لا التحديد (لوان العالمين) بفتح اللام أي جميع الخلق (اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم) لسعتها المفرطة التي لا يعلمها إلا الله وفي الحديث بيان عظم قدر الجنة كيف والله تعالى يقول عرضها السموات والأرض وكعرض السماء والأرض وإذا كان هذا عرضها فما بالك بالطول (ت) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (أن في الجنة بحر الماء) أي غير الآسن (وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر) أي الذي هو لذة للشاربين (ثم تشقق) بحذف إحدى التائين للتخفيف وشين معجمة (الأنهار بعد) أي بعد هذه الأربعة أي تتفرق منها وخص هذه الأنهار بالذكر لأنها أفضل أشربة النوع الإنساني وقدم الماء لأنه حياة النفوس وثنى بالعسل لأنه شفاء وثلث باللبن لأن الفطرة وختم بالخمر إشارة إلى أن من حرمه في الدنيا لا يحرمه في الآخرة وإلا فهناك أنهار أخر ذكرها الله في القرآن منها الكوثر والسلسبيل والكافور والتسنيم وغير ذلك (حم ت) عن معاوية بن حيدة بفتح الحاء المهملة قال الشيخ حديث صحيح • (أن في الجنة لمراغا) بفتح الميم (من مسك) أي محلا منبسطاً مملواً منه (مثل مراغ دوابكم في الدنيا) أي مثل المحل المملوء من التراب المعد لتمرغ الدواب في كثرته قال المناوي فيتمرغ فيه أهلها كما تتمرغ الدواب في التراب واحتمال أن المراد أن الدواب التي يدخل الجنة تتمرغ فيه بعيد انتهى وقال الشيخ في النهاية في لجنة مراغ المسك أي الموضع الذي يتمرغون فيه من ترابها والتمرغ التقلب في التراب وظاهر أن ذلك من باب ظهور الشرف وكمال المقابلة وإن كانت دوابهم غير محتاجة لذلك لأن التمرغ لإزالة التعب عنها وهي ليس عليها تعب لكن ربما يقال أن ذلك لنحو دواب الجهاد التي تدخل الجنة مجازاة لأصحابها من باب تتميم اللذة لهم فإن أعمالهم تكون بين أيديهم تسرهم رؤيتها ومنها تلك الدواب أي لكونهم جاهدوا عليها وأشار إليه بعض من تكلم على دواب الجنة وقد ثبت دخول الدواب الدنيوية الجنة ذكره القرطبي (طب) عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث حسن • (أن في الجنة لشجرة يسير الراكب) أي الراكب الفرس (الجواد) بالتخفيف والنصب على أنه مفعول الراكب أو بالجر الإضافة أي الفائق الجيد (المضمر) بفتح الضاد المعجمة وتشديد الميم هو أن يعلف حتى يسمن ويقوى على الجري (السريع) أي الشديد الجري (في ظلها) أي في نعيمها وراحتها وقيل معنى ظلها ناحيتها وأشار بذلك إلى امتدادها قال القرطبي والمحوج إلى هذا التأويل أن الظل في عرف أهل الدنيا ما يقي

من حر الشمس وأذاها وليس في الجنة حر ولا أذى (مائة عام) في رواية سبعين قال المناوي ولا تعارض لأن المراد التكثير لا التحديد انتهى وأجاب الشيخ بأنه يحتمل أن بعض أغصانها سبعين وبعضها مائة (ما يقطعها) أي ما ينتهى إلى آخرها (حم خ ت) عن أنس بن مالك (ق) عن سهل بن سعد (حم ق ت) عن أبي سعيد الخدري (ق ت هـ) عن أبي هريرة • (أن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت) أي في الدنيا (ولا خطر على قلب أحد) قال الشيخ أي لم يدخل تحت علم أحد كنى بذلك عن عظيم نعيمه القاصر عن كنهه علمنا الآن وسيظهر لنا بعد انتهى قال تعالى فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين قال أخفوا ذكره عن الأغيار والرسوم فأخفى ثوابه عن المعارف والفهوم (طب) عن سعد قال الشيخ حديث صحيح • (أن في الجنة لسوقاً) أي مجتمعاً يجتمع فيها أهلها (ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها) قال الشيخ أي والمرأة فحذفها اكتفاء قال العلقمي قال الطيبي الحديث يحتمل معنيين أحدهما أن يكون معناه عرض الصورة المستحسنة عليه فإذا تمنى صورة من تلك الصور المعروضة عليه صوره الله تعالى شكل تلك الصورة بقدرته والثاني أن المراد من الصورة الزينة التي يتزين الشخص بها في تلك السوق ويتلبس بها ويختار لنفسه من الحلي والحلل والتاج يقال لفلان صورة حسنة أي بشارة حسنة وهيئة مليحة وهي على كل من المعنيين التغيير في الصفة لا في الذات وقال الحافظ بن حجر قوله دخل فيها الذي يظهر لي أن المراد به أن صورته تتغير فتصير شبيهة بتلك الصورة لا أنه يدخل فيها حقيقة والمراد بالصورة الشكل والهيئة (ت) عن علي • (أن في الجنة داراً) قال المناوي أي عظيمة جدا في النفاسة والتنكير للتعظيم (يقال لها دار الفرح) بفتح الفاء والراء وبالحاء المهملة أي السرور أي تسمى بذلك بين أهلها (لا يدخهال إلا من فرح الصبيان) يعني الأطفال ذكوراً أو إناثاً وفيه شمول لأطفال الإنسان وأطفال غيره ولليتيم وغيره فتخصيصهم في الحديث الآتي إنما هو للآكدية (ع) عن عائشة • (أن في الجنة دارا يقال لها دار الفرح) أي تسمى بذلك (لا يدخلها إلا من فرح يتامى المؤمنين) لأن الجزاء من جنس العمل فمن فرح من ليس له من يفرحه فرحه الله تعالى بتلك الدار الغالية المقدار واليتيم صغير لا أب له (حمزة بن يوسف السهمي) بفتح السين المهملة وسكون لها نسبة إلى سهم ابن عمر وقبيلة معروفة (في معجمه وابن النجار عن عقبة بن عامر) الجهني قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أن في الجنة بابا يقال له الضحى) أي يسمى باب الضحى (فإذا كان يوم القيامة نادى مناد) من قبل الله (أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى هذا بابكم) أي فيأتون فيقال لهم هذا بابكم الذي أعده الله لكم جزاء لصلاتكم الضحى (فادخلوه برحمة الله) تعالى لا بأعمالكم فالمداومة على صلاة الضحى لا توجب الدخول منه وإنما الدخول بالرحمة ومقصود الحديث بيان شرف الضحى وأن فعلها مندوب ندباً

مؤكداً وأقلها ركعتان وأكثرها وأفضلها ثمان ووقتها من ارتفاع الشمس كرمح إلى الزوال (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (أن في الجنة بيت يقال له بيت الأسخياء) أي فلا يدخله إلا الأسخياء والسخاء الجود بما له وقع ونفع ومراد الحديث الحث على السخاء وأنه سنة مؤكدة (طس) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (أن في الجنة نهراً) بفتح الهاء على الأفصح (ما يدخله جبريل من دخلة) من صلة أي مرة واحدة من الدخول (فيخرج منه فينتفض إلا خلق الله تعالى من كل قطرة تقطر منه ملكاً) يعني ما ينغمس فيه إنغماسة فيخرج منه فينتفض انتفاضة إلا خلق الله تعالى من لك قطرة تقطر منه من الماء حال خروجه منه ملكاً يسبحه دائماً ومقصود الحديث الإعلام بأن الملائكة كثيرون ويدل على ذلك قوله تعالى وما يعلم جنود ربك إلا هو (أبو الشيخ) الأصبهاني (في) كتاب (العظمة) الإلهية (عن أبي سعيد) الخدري قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أن في الجنة نهراً) من ماء (يقال له رجب) أي يسمى به ببن أهلها (أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل من صام يوماً من رجب سقاه الله من ذلك النهر) فيه إشعار باختصاص الشرب من ذلك بصوامه قال الشيخ والمعتمد أنه لم يثبت في صوم رجب حديث صحيح هذا ما أفادوه وأما قول ابن رجب وأصح ما فيه أثر ابن أبي قلابة أن في الجنة لقصر الصوّام رجب فلا يقتضي الصحة لأنهم يعبرون بمثل ذلك في الضعيفة كما يقولون لمثل ما في الباب وغير ذلك أفاده الحافظ وغيره غير أن مجموع الروايات يحصل منها الحسن للغير (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكنى (هب) عن أنس قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أن في الجنة درجة) أي منزلة عالية (لا ينالها إل أصحاب الهموم) المباحة لا المحرمة قال هو حديث ضعيف منجبر • (أن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيه أحد إلا مات) أي بسبب الحجامة قال المناوي وقوله في الجمعة أي في يومها ويحتمل أن المراد من ساعة من الأسبوع جميعه والأول أقرب انتهى ومقصود الحديث الحث على ترك إخراج الدم في يوم الجمعة بحجم أو فصد أو نحوهما (ع) عن الحسين بن علي قال الشيخ حديث حسن • (أن في الحجم شفاء) من غالب الأمراض لغالب الناس (م) عن جابر بن عبد الله • (أن في الصلاة شغلاً) في رواية أحمد لشغلا بزيادة لام التأكيد والتنكر فيه للتنويع أي لقراءة القرآن والذكر والدعاء أو للتعظيم أي شغلاً وأي شغل لأنها مناجاة مع الله تعالى تستدعي الاستغراق في خدمته فلا يصلح فيها الاشتغال بغيره وقال النووي معناه أن وظيفة المصلي الاستقبال بصلاته وتدبر ما يقول فلا ينبغي أن يعرج على غيرها من رد سلام ونحوه زاد في رواية أي وائل أن الله يحدث من أمره ما يشاء وأن الله قد أحدث أن لا تكلموا في الصلاة وزاد في رواية كلثوم الخزاعي إلا بذكر الله وما ينبغي لكم فقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكون فقوله شغلاً منعوت حذف نعته أي شغلاً مانعاً من

الكلام وغيره مما لا يصلح فيها وسبب كما في البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا وقال أن في الصلاة فذكره (ش حم ق ده) عن ابن مسعود • (أن في الليل لساعة) بلام التأكيد (لا يوافقها عبد مسلم) أي إنسان حراً كان أو رقيقاً (يسأل الله تعالى فيها خيراً من أمور الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة) يعني وجود تلك الساعة لا يختص ببعض الليالي دون بعض قال العلقمي قال النووي فيه إثبات ساعة الإجابة في كل ليلة ويتضمن الحث على الدعاء في جميع ساعات الليل رجاء مصادفتها انتهى وقال الشيخ ظاهر الرواية التعميم في كل الليل لكن من المعلوم أن الجوف أفضله فعلى كل حال ساعة أول النصف الثاني والتي بعدها أفضل نعم من لم يقم فيها فالأخيرة لرواية الحاكم أنه لا يزال ينادي ألا ألا ألا وفي أخرى هل من تائب هل من مستغفر إلخ حتى يطلع الفجر (حم) عن جابر • (أن في المعاريض) جمع معراض كمفتاح من التعريض وهو ذكر شيء مقصود ليدل به على شيء آخر لم يذكر في الكلام فالتعريض خلاف التصريح من القول كما إذا سألت رجلاً هل رأيت فلاناً وقد رآه ويكره أن يكذب فيقول أن فلاناً لبرئ فيجعل كلامه معراضاً فراراً من الكذب (لمندوحة عن الكذب) بفتح الميم وسكون النون ومهملتين بينهما واو أي سعة وفسحة من الندح وهو الأرض لواسعة أي في المعاريض فسحة وغنية عن الكذب (عد هق) عن عمران بن حصين قال الشيخ حديث حسن • (أن في المال لحقاً سوى الزكاة) قال المناوي كفكاك أسير وإطعام مضطر وإنقاذ محترم فهذه حقوق واجبة شرعاً لكن وجوبها عارض فلا تدافع بينها وبين خبر ليس في المال حقاً سوى الزكاة (ت) عن فاطمة بنت قيس الفهرية قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن في أمتي) عام في أمة الإجابة والدعوة (خسفاً) أي غوراً وذهاباً في الأرض لبعض الأماكن بأهلها (ومسخاً) أي تحول صورة بعض الآدميين إلى صورة أخرى كقرد (وقذفاً) أي رمياً بالحجارة من جهة السماء أي سيكون فيها ذلك في آخر الزمان (طب) عن سعيد بن أبي راشد قال المناوي بإسناد ضعيف وقال الشيخ حديث صحيح • (أن في ثقيف) قبيلة معروفة (كذاباً) هو المختار بن أبي عبيد الثقفي كان شديد الكذب ومن أقبح دعواه أن جبريل يأتيه قال العلقمي وفي أيام ابن الزبير كان خروج المختار الكذاب الذي ادعى النبوة فجهز ابن الزبير لقتاله إلى أن ظفر به في سنة سبع وستين وقتله (ومبيرا) أي مهلكاً وهو الحجاج وقد قالت أسماء بنت أبي بكر لما قتل ابنها عبد الله بن الزبير وصلبه وأرسل إليها فأبت أن تأتيه فذهب إليها فقال كيف رأيتيني صنعت بعبد الله قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك أما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذاباً ومبيرا فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا أخالك بفتح الهمزة وكسرها وهو أشهر إلا إياه أي

ما أظنك إلا إياه (م) عن أسماء بنت أبي بكر الصديق • (أن في مال الرجل فتنة) أي بلاء ومحنة (في زوجته فتنة وولده) أي وفي ولده فتنة لإيقاعهم إياه في المحرمات والفتن وصرح بالفتنة مع الأولين إشعاراً بأنها فيهما أقوى (طب) عن حذيفة بن اليمان قال الشيخ حديث صحيح • (أن فيك) خطاب للأشج واسمه المنذر بن عائذ (لخصلتين) تثنية خصلة (يحبهما الله ورسوله) قال وما هما قال (الحلم) أي العفو أو العقل (والأناة) بالقصر بوزن قناه أي التثبت ودم العجلة وسببه ما رواه أبو يعلي قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ قال لهم سيطلع عليكم من هاهنا ركب هم خير أهل المشرق فقام عمر فتوجه نحوهم فلقي ثلاث عشرة راكباً فقال من القوم فقالوا من بني عبد القيس قال ما أقدمكم هذه البلاد إلا التجارة قالوا لا قال أما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكركم فقال خيراً ثم مشى معهم حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هذا صاحبكم الذي تريدون فرمى القوم بأنفسهم عن ركابهم فمنهم من مشى إليه ومنهم من هرول ومنهم من سعى حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فابتدره القوم ولم يلبسوا إلا ثياب سفرهم فأخذوا بيده فقبلوها وتخلف الأشج وهو أصغر القوم في الركاب حتى أناخها وجمع متاع القوم وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج ثوبين أبيضين من ثيابه فلبسهما وجاء يمشي حتى أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلها وكان رجلاً دميماً فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم على دمامته قال يا رسول الله إنما يحتاج من الرجل إلى أصغري لسانه وقلبه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فيك لخلصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والإناءة قال يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما قال بل الله تعالى جبلك عليهما قال الحمد لله الذي جبلني على خصلتين يحبهما الله تعالى ورسوله وروى أنه لما أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم قربه وأجلسه إلى جانبه ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم تبايعون على أنفسكم وقومكم فقال القوم نعم فقال الأشج يا رسول الله إنك لم تراود الرجل عن شيء أشد عليه من دينه نبايعك على أنفسنا وترسل من يدعوهم فمن اتبعنا كان منا ومن أبى قاتلناه قال صدقت أن فيك لخصلتين الحديث قال القاضي عياض فالأناة تربصه حتى ينظر في مصالحه ولم يعجل والحلم هذا القول الذي قاله الدال على صحة عقله وجودة نظره للعواقب (م ت) عن ابن عباس • (أن قبر إسماعيل) بن إبراهيم الخليل (في الحجر) بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم قال المناوي هو المكان المحوط عند الكعبة بقدر نصف دائرة دفن في ذلك الموضع ولم يثبت أنه نقل منه ولا تكره الصلاة في ذلك الموضع لأن محل كراهة الصلاة عند قبر محله في غير قبور الأنبياء انتهى وقال الشيخ ولضعف الرواية لم يعتد بالحجر في كون مقبرة بل اعتكف فيه الشارع وندب إلى الجلوس فيه والصلاة وقد عد من البيت لغير الاستقبال (الحاكم في كتبا الكنى) والألقاب (عن عائشة) بإسناد

ضعيف • (أن قدر حوضي) جمع الحوض حياض وأحوض وهو جمع الماء (كما بين أيلة) بفتح فسكون مدينة بطرف بحر القلزم من طرف الشام كانت عامرة وهي الآن خراب يمر عليها الحاج من مصر فتكون شمالهم ويمر بها الحاج من غزة وغيرها فتكون أمامهم ويجلبون إليها المبرة من الكرك والشوبك وغيرهما يتلقون بها الحاج ذهاباً وإياباً وإلأيها تنسب العقبة المشهورة عند المصريين (وصنعاء اليمن) بالمد إنما قيدت في هذه الرواية باليمن احترازاً من صنعاء التي بالشام وأحاديث الحوض وردت بروايات مختلفة المسافة وأجاب النووي بأنه ليس في ذكر المسافة القليلة ما يدفع المسافة الكثيرة فالأكثر ثابت بالحديث الصحيح فلا معارضة وحاصله أنه يشير إلى أنه أخبر أولا بالمسافة اليسيرة ثم أعلم بالمسافة الطويلة فأخبر بها كأن الله تفضل عليه باتساعه شيئاً بعد شيء فيكون الاعتماد ما يدل على أطولها مسافة وجمع بعضهم بأن الاختلاف من جهة العرض والطول ويرده ما في صحيح مسلم حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء كما يأتي في حرف الحاء ووقع أيضاً في حديث النواس بن سمعان وجابر وأبي برزة وأبي ذر طوله وعرضه سواء (وأن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء) في رواية للبخاري وكيزانه كنجوم السماء قال العلقمي هو مبالغة وإشارة إلى كثرة العدد وقال النووي الصواب المختار انه على ظاهره ولا مانع عقل ولا شرع يمنع من ذلك ولأحمد عن أنس أكثر من عدد نجوم السماء وفي رواية للبخاري فيه الآنية مثل الكواكب ولمسلم عن ابن عمر فيه أباريق كنجوم السماء انتهى وسيأتي هل هو قبل الصراط أو بعده في حوضي مسيرة شهر (حم ق) عن أنس بن مالك • (أن قذف المحصنة) أي رميها بالزنا قال العلقمي الرمي بالزنا أو ما كان في معناه وأصله الرمي ثم استعمل في هذا المعنى والحصان بالفتح المرأة العفيفة (ليهدم عمل مائة سنة) أي يحبط بفرض أنه عمر وتعبد مائة عام ويظهر أن هذا للزجر والتنفير فقط انتهى وقال العلقمي قال في المصباح هدمت البناء هو من باب ضرب أسقطته فانهدم ثم استعير في جميع الأشياء فقيل هدمت ما أبرمه من الأمر ونحوه البزار (طب ك) عن حذيفة بن اليمان قال الشيخ حديث حسن • (أن قيشاً أهل أمانة لا يبغيهم) أي لا يطلب لهم (العثرات أحد) جمع عثرة الخصلة التي شأنها العثور (إلا كبه الله لمنخريه) أي قلبه أو صرعه أو ألقاه على وجهه يقال كببته فاكب فهو من النوادر التي تعدى ثلاثيها وقصر رباعيها يعني أذله وأهانه وخص المنخرين جرياً على قولهم رغم أنفه وذا كناية عن خذلان عدوهم ونصرهم عليه (ابن عساكر عن جابر) ابن عبد الله (خد طب) عن رفاعة ابن رافع الأنصاري قال الشيخ حديث حسن • (أن قلب ابن آدم) قال المناوي أي ما أودع فيه (مثل العصفور) بالضم الطائر المعروف (ينقلب في اليوم سبع مرات) أي تقلباً كثيراً وبذلك امتاز عن بقية الأعضاء وكان صلاحها بصلاحه وفسادها بفساده والمراد بالقلب القوة المودعة فيه (ابن أبي الدنيا)

أبو بكر (في) كتاب (الإخلاص (ك هب) عن أبي عبيدة عامر بن الجراح قال الشيخ حديث صحيح • (أن قلب ابن آدم بكل واد شعبة) أي له في كل واد شعبة من شعب الدنيا يعني أن أنواع التفكر فيه متكثرة مختلفة باختلاف الأغراض والنيات والشهوات (فمن اتبع قلبه الشعب كلها لم يبال الله تعالى بأي واد أهلكه) لاشتغاله بدنياه وإعراضه عن آخرته ومولاه (ومن توكل على الله) أي التجأ إليه وعوّل في جميع أموره عليه واكتفى به هادياً ونصيراً (كفاه الشعب) أي مؤن حاجاته المتشعبة المختلفة وهداه ووفقه (هـ) عن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (أن قلوب بني آدم كلها بين اصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه) بشدة الراء (حيث يشاء) قال اللعقمي قال النووي هذا من أحاديث الصفات وفيها القولان أحدهما الإيمان بها من غير تعرض لتأويل ولا لمعرفة المعنى بل نؤمن بها وإن كان ظاهرها غير مراد قال الله تعالى ليس كمثله شيء والثاني تتأول بحسب ما يليق بها فعلى هذا المراد المجاز كما يقال فلان في قبضتي وفي كفي لا يراد أنه حال في كفه بل المراد تحت قدرتي ويقال فلان بين إصبعي اقلبه كيف شئت أي أنه هين على قهره والتصرف فيه كيف شئت فمعنى الحديث أنه سبحانه وتعالى يتصرف في قلوب عباده كيف شاء لا يمتنع عليه منها شيء ولا يفوته ما أراده كما لا يمتنع على الإنسان ما كان بين إصبعيه فخاطب العرب بما يفهمونه ومثله بالمعاني الحسية تأكيداً له في نفوسهم فإن قيل قدرة الله تعالى واحدة والإصبعان للتثنية فالجواب أنه قد سبق أن هذا مجاز واستعارة فوقع التمثيل بحسب ما اعتادوه غير مقصود به التثنية والجمع (حم م) عن ابن عمرو بن العاص • (أن كذباً عليّ) بفتح الكاف وكسر المعجمة (ليس ككذب على أحد) أي غيري من الأمة لأدائه إلى هدم قواعد الدين وإفساد الشريعة (فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ) أي فليتخذ لنفسه (مقعده من النار) قال المناوي خبر بمعنى الأمر أو بمعنى التحذير أو التهكم أو الدعاء على فاعله أي بوأه الله ذلك انتهى قال العلقمي لا يلزم من إثبات الوعيد المذكور على الكذب عليه أن يكون الكذب على غيره مباحاً بل يستدل على تحريم الكذب على غيره بدليل آخر والفرق بينهما أن المكذب عليه توعد فاعله بجعل النار له مسكناً بخلاف الكذب على غيره والكذب هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه سواء كان عمداً أم خطأ لكن المخطئ غير مأثوم بالإجماع (ق) عن المغيرة بن شعبة (ع) عن سعيد بن زيد • (أن كسر عظم المسلم ميتاً ككسره حياً) أي في الحرمة لا في القصاص فلو كسر عظمه فلا قود بل يعزر قال العلقمي قال شيخنا روينا في جزء من حديث ابن منيع عن جابر قال خرجنا مع جنازة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا جئنا القبر إذا هو لم يقرع فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير القبر وجلسنا معه فأخرج الحفار عظماً ساقاً أو عضداً فذهب ليسكرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا نكسرها فإن

كسرك إياه ميتاً ككسرك إياه حياً ولكن دسه في جانب القبر فاستفدنا من هذا سبب الحديث انتهى قال الدميري وجاء في رواية عن أم سلمة عن النب ي صلى الله عليه وسلم قال كسر عظم الميت ككسر عظم الحي في الإثم وإسنادها حسن (عب ص ده) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (أن كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة) يعني ما بينها وبين الصلاة الأخرى من الذنوب والمراد بالصلاة المكتوبة وبالذنوب الصغائر (حم طب) عن أبي أيوب الأنصاري قال الشيخ حديث حسن لذاته صحيح لغيره • (أن لله عتقاء) أي من النار (في كل يوم وليلة) قال المناوي يعني من رمضان كما جاء في رواية (لكل عبد منهم دعوة مستجابة) أي عند فطره أو عند بروز الأمر بعتقه (حم) عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري قال المناوي ش الأعمش (سمويه عن جابر) بن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح • (أن لله تعالى عباداً يعرفون الناس) أي يطلعون على ما في ضمائرهم وأحوالهم (بالتوسم) أي بالتفرس قال في التقريب وتوسمت فيه الخير تفرست قال المناوي غرقوا في بحر شهوده فجاد عليهم بكشف الغطاء عن بصائرهم فأبصروا بها بواطن الناس (الحكيم والبزار عن أنس) قال الشيخ حديث حسن • (أن لله عباداً اختصم بحوائج الناس) أي بقضائها (يفزع الناس إليهم في حوائجهم) أي يلتجئون إليهم ويستغيثون بهم على الأمر الحادث (أولئك الآمنون من عذاب الله) أي لقيامهم بحقوق خلقه (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (أن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد ويقرها فيهم ما بذلوها) أي مدة دوام بذلهم إياها للمستحق (فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم) ليقوموا بها كما يحب قال تعالى أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (ابن أبي الدنيا) في قضاء الحوائج للناس (طب حل) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن • (أن لله تعالى عند كل فطر) أي وقت فطر كل يوم من رمضان وهو تمام الغروب (عتقاء) أي من صوام رمضان (من النار) أي من دخول نار جهنم (وذلك) أي العتق المفهوم من عتقاء (في كل ليلة) أي من رمضان كما صرح به في رواية (هـ) عن جابر بن عبد الله (حم طب هب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث حسن • (أن الله تعالى تسعة وتسعين اسماً أي من جملة أسمائه هذا العدد (مائة) يروي بالنصب بدل من تسعة وتسعين وبالرفع على تقدير هي وأما قوله (إلا واحداً) فينصب على الاستثناء ويرفع على أن تكون إلا بمعنى غير فيكون صفة لمائة كقوله تعالى لو كان فيهما آلهة إلا الله وفائدة قوله مائة إلا واحداً إلخ تقرير ذلك في نفس السامع جمعاً بين جهة الإجمال والتفصيل وحذراً من تصحيف تسعة وتسعين بالمثناة الفوقية قبل المهملة بسبعة وسبعين بالموحدة بعد المهملة (من أحصاها دخل الجنة) أي مع السابقين الأولين أو بدون عذاب ومعنى أحصاها عمل بها فإذا قال

الحكيم مثلاً سلم الجميع أوامره لأن جميعها على مقتضى الحكمة وإذا قال القدوس استحضر كونه منزهاً عن جميع النقائص وإذا قال الرزاق وثق بالرزق وكذا سائر الأسماء وقيل معنى أحصاها حفظا قال في الفتح قال الحليمي الأسماء الحسنى تنقسم إلى العقائد الخمس الأولى إثبات البار رداً على المعطلين وهي الحي والباقي والوارث وما في معناها والثاني توحيده رداً على المشركين وهي الكافي والعي والقادر ونحوها والثالثة تنزيهه رداً على المشبهة وهي القدوس والمجيد والمحيط وغيرها والرابعة اعتقاد أن كل موجود من اختراعه رداً على القول بالعلة والمعلول وهي الخالق والبارئ والمصور وما يلتحق بها والخامسة أنه مدبر لما اخترع ومصرفه على ما يشاء وهو القيوم والعليم والحكيم وشبهها (ق ت هـ) عن أبي هريرة ابن عساكر عن عمر بن الخطاب • (أن لله تسعة وتسعين اسماً) أي من جملتها هذا العدد (مائة لا واحد إلا يحفظها أحد إلا دخل الجنة وهو وتر) أي الله تعالى في ذاته وكماله وأفعاله واحد (يحب الوتر) أي يحب أن يوحد ويعتقد انفراده بالألوهية دون خلقه (ق) عن أبي هريرة • (أن لله تعالى ملائكة سياحين) من السياحة وهي السير (في الأرض) وفي رواية بدله في الهواء (يبلغوني من أمتي السلام) وفي رواية عن بدل من أي يبلغوني سلام من سلم عليّ منهم وأن بعد قطره أي فيرد عليه بسماعه منهم قال المناوي وسكت عن الصلاة والظاهر أنهم يبلغونها أيضاً (حم ن حب ك) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (أن لله تعالى ملائكة ينزلون في كل ليلة) أي من السماء إلى الأرض بأمر الله تعالى (يحسون الكلال عن دواب الغزاة) قال المناوي أي يذهبون عنها التعب بحسها وإسقاط التراب عنها والتعب عنها وفي نسخ يحبسون أي يمنعون التعب عنها (إلا دابة في عنقها) بالضم أي معها وخص العنق لأن الغالب جعله فيه (جرس) بالتحريك أي جلجل لأن الملائكة لا تقرب ركباً فيه ذلك (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن • (أن لله تعالى ملائكة في الأرض تنطق على السنة بني آدم) أي خلق الله تعالى لها قوة الإلقاء على ألسنتهم وقال المناوي أي كأنها تركب ألسنتها على ألسنتم كما في التابع والمتبوع من الجن (بما في المرء من الخير والشر) متعلق بتنطق أي فإذا أجرى الله ذكر إنسان بالخير على السنة أهل الخير كان ذلك علامة على ما هو منطو عليه وحكم عكسه عكس حكمه (ك هب) عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (أن لله تعالى ملكاً ينادي عند كل صلاة) أي مكتوبة (يا بني آدم) أي يا أهل التكليف (قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم) يعني خطاياكم التي ارتكبتموها حتى أعدت لكم مقاعد في جهنم (وأطفؤها بالصلاة) أي امحوا أثرها بفعل الصلاة فإنها مكفرة للذنوب الصغائر (طب) والضيا) في المختارة (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (أن لله ملكاً موكلاً بمن يقول يا أرحم الراحمين) أي بمن ينطق بها عن صدق وإخلاص وحضور قلب (فمن قالها ثلاثاً قال

له الملك أن ارحم الرحمين قد أقبل عليك) أي بالرأفة والرحمة والإحسان (فسل) أي فإنك إن سألته أعطاك وإن استرحمته رحمك وإن استغفرته غفر لك (ك) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح • (أن لله تعالى ملكاً لو قيل له التقم) أي ابتلع (السموات السبع والأرضين) أي السبع بمن فيها من الثقلين وغيرهما (بلقمة واحدة لفعل) أي لأمكنه ذلك بلا مشقة لعظم خلقه (تسبيحه سبحانك حيث كنت) بفتح المثناة الفوقية أي أنزهك من حيث لا أعلم لك مكاناً ولا استقراراً فإن التنزيه حقك من حيث أنت والقصد بيان عظم أشباح الملائكة وأنه سبحانه وتعالى ليس بمتصل بهذا العالم كما أنه ليس بمنفصل عنه فالحيثية والكينونية عليه محال لتعاليه عن الحلول في مكان (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (أن لله تعال ما أخذ وله ما أعطى) أي الذي أراد أن يأخذه هو الذي كان أعطاه فإن أخذ أخذ ما هو له فلا ينبغي الجزع لأن مستودع الأمانة لا ينبغي له أن يجزع إذا استعيدت وقدم ذكر الأخذ على ذكر الإعطاء وإن كان متأخراً في الواقع لما يقتضيه المقام وما في الموضعين مصدرية ويحتمل أن تكون موصولة والعائد محذوف فعلى التقدير الأول لله الأخذ والإعطاء وعلى الثاني لله الذي أخذه من الأولاد وله الذي أعطاه منهم (وكل شيء) أي من الأخذ والإعطاء أو من الأنفس أو ما هو أعم (عنده) أي في علمه (بأجل مسمى) أي مقدراً ومعلوم لا يتقدم ولا يتأخر ومن استحضر ذلك هانت عليه المصائب وسبب الحديث وتتمته كما في البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما قال أرسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم أن ابناً لي قبض أي قارب القبض فأت إلينا فأرسل يقرئ السلام ويقول أن لله تعالى ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبى بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقعقع زاد في رواية كأنها شن بفتح الشين المعجمة وتشديد النون هو القربة الخلقة اليابسة شبه البدن بالجلد اليابس وحركة الروح فيه بما يطرح في الجلد من حصاة ونحوها ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد ما هذا فقال رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء (حم ق د ن هـ) عن أسامة بن يزد • (أن لله تعالى ريحاً يبعثها) أي يرسلها (على رأس مائة سنة) قال المناوي تمضي من ذلك القول (تقبض روح كل مؤمن) قال المناوي وهذه المائة قرب قيام الساعة وظن ابن الجوزي أنها المائة الأولى من الهجرة فوهم (ع) والروياني وابن قانع (ك) والضيا في المختارة (عن بريدة) بالموحدة مصغراً قال الشيخ حديث حسن • (أن لله تعالى فيك ل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق) قال المناوي يحتمل من الآدميين يحتمل وغيرهم كالجن (يعتقهم من النار) أي من دخولها (كلهم قد استوجبوا النار) قال المناوي أي استحقوا دخولها بمقتضى الوعيد

وهذا الشرف الوقت فلا يختص بأهل الجمعة بل بمن سبقت له السعادة ويظهر أن المراد بالستمائة ألف التكثير انتهى وقال الشيخ وظاهره أن الكلام في أهل الجمعة أي من شأنهم فرضيتها ليدخل من لم يجب عليه الوجوب الخاص والكلام خارج مخرج الترغيب أو أن تابوا مما يتوقف على توبة عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (أن لله تعالى مائة خلق) أي وصف (وسبعة عشر خلقاً) بالضم فيهما أي مخزونة عنده في خزائن الجود والكرم (من أباه) بقصر الهمزة (بخلق منها) أي متلبساً به (دخل الجنة) أي مع السابين الأولين أو بدون عذاب قال المناوي وتلك الأخلاق هداية الله لعبيده على قدر منازلهم عنده فمنهم من أعطاه خمساً ومنهم من أعطاه عشراً وعشرين وأقل وأكثر وبها يظهر حسن معاملته للحق وللخلق وقال الشيخ وتخصيص العدد وأن أريد به الكثرة فظاهر أن ذلك مما استأثر الله بعلمه وأن نسبتها إلى الله تعالى على طريق ملكها وبثها للمخلوقات وإن تنوعها تنوع الكمالات الحاصلة من العبادات والمعاملات وإن لم تنحصر أنواعها فيما ذكر ولا شك أن الأخلاق رافعة وواضعة لكنها موهوبة من المالك لها ووجودها يدل على شرف من وجدت فيه (الحكيم الترمذي (ع هب) عن عثمان بن عفان قال الشيخ حديث حسن لغيره، (أن لله تعالى ملكاً أعطاه سمع العباد) أي قوة يقدر بها على سماع ما ينطق به كل مخلوق من أنس وجن وغيرهما في أي موضع كان (فليس من أحد يصلي على ألا أبلغنيها وأني سألت ربي أن لا يصلي على عبد) أي إنسان حراً كان أو رقيقاً (صلاة إلا صلى الله عليه عشر أمثالها) أي يقول عليك صلاتي زاد في رواية وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات (طب) عن عمار بن ياسر قال الشيخ حديث حسن • (أن لله تسعة وتسعين اسماً مائة غير واحدة) وأنت واحدة على إرادة الكلمة أو الصفة قاله دفعاً لتوهم أنه للتقريب ورفعاً للاشتباه فقد يشتبه في الخط تسعة وتسعين بسبعة وسبعين (أنه وتر) أي فرد (يحب أوتر) أي يرضاه ويثيب عليه (وما من عبد) أي إنسان (يدعو بها) أي بهذه الأسماء (إلا وجبت له الجنة) أي دخولها مع السابقين الأولين أو بدون عذاب بشرط صدق النية والإخلاص (حل) عن عليّ قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة) أي استحق دخولها (هو الله) علم للذات الواجب الوجود وهو جامع لجميع معاني الأسماء الآتية وو مبتدا والله خبره والجملة مستأنفة لبيان كمية تلك الأعداد أنها ما هي في قوله إن لله تسعة وتسعين اسماً وذكر الضمير باعتبار الخبر (الذي لا إله إلا هو) نعت لله (الرحمن الرحيم) نعتان وخبر بعد خبر وهما اسمان بنيا للمبالغة من الرحمة وهي في اللغة رقة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان على من رق له وأسماء الله تعالى وصفاته إنما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي تكون انفعالات فرحمة الله للعباد إما إرادة الإنعام عليهم

ودفع الضرر عنهم فتكون الأسماء من صفات الذات أو نفس الإنعام والدفع فيعودان إلى صفات الأفعال والرحمن أبلغ من الرحيم لزيادة بنائه (الملك) أي ذو الملك والمراد به القدرة على الإيجاد والاختراع أو المتصرف في جميع الأشياء يعز من يشاء ويذل من يشاء ولا يذل وقال بعض المحققين الملك هو الغني مطلقاً في ذاته وصفاته عن كل ما سواه ويحتاج إليه كل ما سواه (القدوس) هو المنزه عن سمات النقص وموجبات الحدوث المنزه عن أن يدركه حس أو يتصوره خيال أو يسبق إليه وهم أو يحيط به عقل وهو من أسماء التنزيه (السلام) مصدر نعت به أي ذو السلامة من النقائص في الذات والصفات أو منه وبه السلامة أو المعطى لها مبدأ ومعاداً أو المسلم عباده من المهالك أو المسلم على خلقه في الجنة كآية سلام قولاً من رب رحيم فتكون صفة كلامية (المؤمن) أي المصدق رسله بقوله الصدق فيكون مرجعه إلى الكلام أو بخلق المعجزات وإظهارها عليهم فيكون من أسماء الأفعال وقيل معناه الذي أمن البرية بخلق أسباب الأمان وسد أبواب المخاوف وإفادة آلات يدفع بها المضار فيكون أيضاً من أسماء الأفعال وقيل معناه أنه يؤمن عباده الأبرار يوم العرض من الفزع الأكبر إما بقول مثل لا تخافوا لا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون أو بخلق الأمن والطمأنينة فيرجع إلى الكلام أو الخلق (المهيمن) أي الرقيب المبالغ في المراقبة والحفظ أو الشاهد على كل نفس بما كسبت وقيل القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم (العزيز) أي الغالب من قولهم عز إذا غلب وقيل القوي الشديد من قولهم عز إذا قوي واشتد وقيل عديم المثل فيكون من أسماء التنزيه وقيل هو من يتعذر الإحاطة بوصفه ويعسر الوصول إليه (الجبار) هو المصلح لأمور العباد المتكفل بمصالحهم وهو إذا من أسماء الأفعال وقيل معناه حامل العباد على ما يشاء لا انفكاك لهم عما شاء من الأخلاق والأعمال والأرزاق والآجال فمرجعه أيضاً إلى الفعل وقيل معناه المتعالي عن أن يناله كيد الكايدين ويؤثر فيه قصد القاصدين فيكون مرجعه إلى التقديس والتنزيه (المتكبر) هو الذي يرى غيره حقيراً بالإضافة إلى ذاته نظر المالك إلى عبده وهو على الإطلاق لا يتصور إلا لله تعالى فإنه المنفرد بالعظمة والكبرياء بالنسبة إلأى كل شيء من كل وجه ولذلك لا يطلق على غيره إلأا في معرض الذم (الخالق) أي المقدر المبدع موجد الأشياء من غير أصل كقوله تعالى خلق الإنسان من نطفة وقوله خلق الجان من مارج من نار (البارئ) أي الخالق الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت والتنافر المخلين بالنظام الكامل (المصور) أي مبدع الصور المخترعات ويزينها فإن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء بمعنى أنه مقدره وموجده من أصل وغير أصل وبارئه بحسب ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته من غير تفاوت واختلال ومصوره بصورة يترتب عليها خواصه ويتم بها كماله (الغفار) هو في الأصل بمعنى الستار من الغفر بمعنى ستر

الشيء بما يصونه ومنه المغفرة ومعناه أنه يستر القبائح والذنوب بإسبال الستر عليها في الدنيا وترك المؤاخذة بالعفو عنها في العقبى ويصون العبد من أوزارها وهو من أسماء الأفعال وقد جاء التوقيف في التنزيل بالغفار والغفور والغافر والفرق بينها أن الغافر يدل على اتصافه بالمغفرة مطلقاً والغفار أبلغ لما فيه من زيادة البناء وقال بعض الصالحين أنه غافر لأنه يزيل معصيتك من ديوانك وغفور لأنه ينسى الملائكة أفعالك وغفار لأنه ينسيك ذنبك حتى كأنك لم تفعله (القهار) هو الذي لا موجود إلا وهو مقهور تحت قدرته مسخر لقضائه عاجز في قبضته ومرجعه إلى القدرة فيكون من صفات المعنى وقيل هو الذي أذل الجبابرة وقصم ظهورهم بالإهلاك ونحوه فهو إذا من سماء الأفعال (الواهب) كثير النعم دائم العطاء وهو من أسماء الأفعال (الرزاق) أي خالق الأرزاق والأشياء التي يتمتع بها (الفتاح) أي الحاكم بين الخلائق أو الذي يفتح خزائن الرحمة على أصناف البرية قال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وقيل معناه مبدع الفتح والنصر وقيل هو الذي فتح على النفوس باب توفيقه وعلى الأسرار باب تحقيقه (العليم) بناء مبالغة من العلم أي العالم بجميع المخلوقات وهو من صفات الذات (القابض) أي الذي يضيق الرزق على من أراد وقيل هو الذي يقبض الأرواح من الأشباح وقيل هو الذي يقبض القلوب (الباسط) أي الذي يبسط الرزق لمن يشاء وقيل هو الذي ينشر الأرواح في الأجساد عند الحياة وقيل هو الذي يبسط القلوب للهدى والقابض والباسط من صفات الأفعال وإنما يحسن إطلاقهما معاً ليدلا على كمال القدرة والحكمة (الخافض) أي الذي يخفض الكفار بالخزي والصغار أو الذي يخفض أعداءه بالإبعاد أو الذي يخفض أهل الشقاء بالطبع والإضلال (الرافع) أي الذي يرفع المؤمنين بالنصر والإعزاز أو الذي يرفع أولياءه بالتقريب والإسعاد أو الذي يرفع ذوي الإسعاد بالتوفيق والإرشاد والخافض والرافع من صفات الأفعال (المعز) أي الذي يجعل من شاء ذا كمال يصير بسببه مرغوباً فيه قليل المثال (المذل) أي الذي يجعل من شاء إذا نقيصة بسببها يرغب عنه ويسقط من درجة الاعتبار (السميع) أي المدرك لكل مسموع حال حدوثه (البصير) أي المدرك لكل مبصر حال وجوده (الحكم) بفتح الكاف أي الحاكم الذي لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه (العدل) بسكون الدال المهملة أي البالغ في العدل وهو الذي لا يفعل إلا ماله فعله وهو مصدر نعت به للمبالغة فهو من صفات الأفعال (اللطيف) أي المحسن الموصل للمنافع برفق وقيل هو خالق اللطف يلطف بعباده من حيث لا يعلمون وقيل هو العليم بخفيات الأمور ودقائقها وما لطف منها (الخبير) أي العالم بواطن الأشياء من الخبرة وهو العلم بالخفايا الباطنة وقيل هو المتمكن من الأخبار عما علمه (الحليم) الذي لا يستفزه غضب ولا يحمله غيظ على استعجال العقوبة والمسارعة إلى الانتقام (العظيم) أي البالغ في أقصى مراتب العظمة وهو الذي لا يتصوره

عقل ولا يحيط بكنهه بصيرة (الغفور) أي كثير المغفرة (الشكور) أي الذي يعطى عباده الثواب الجزيل على العمل القليل والمثنى على عباده المطيعين أو المجازى عباده على شكره (العلي) أي البالغ في علو المرتبة إلى حيث لا رتبة إلا وهي منحطة عنه (الكبير) أي العالي الرتبة إما باعتبار أنه أكمل الموجودات وأشرفها من حيث أنه أزلي غني على الإطلاق وما سواه حادث بالذات نازل في حضيض الحاجة والافتقار وأما باعتبار أنه كبير عن مشاهدة الحواس وإدراك العقول وعلى الوجهين فهو من أسماء التنزيه (الحفيظ) أي لجميع الموجودات من الزوال والاختلال مدة ما شاء ويصون المتضادات بعضها عن بعض ويحفظ على العباد أعمالهم ويحصي عليهم أقوالهم وأفعالهم (المقيت) أي خالق الأقوات البدنية والروحانية وموصلها إلى الأشباح والأرواح وقيل هو المقتدر (الحسيب) أي الكافي بخلق ما يكفي العباد أو المحاسب المكلف بفعله (الجليل) أي المنعوت بنعوت الجلال وهي من الصفات التنزيهية كالقدوس والمغني قال الإمام الرازي الفرق بينه وبين الكبير والعظيم أن الكبير اسم الكامل في الذات والجليل اسم الكامل في الصفات والعظيم اسم الكامل فيهما (الكريم) أي المتفضل الذي يعطي من غير مسألة ولا وسيلة وقيل المجاوز الذي لا يستقصي في العقاب وقيل المقدس عن النقائص والعيوب (الرقيب) أي الحفيظ الذي يراقب الأشياء ويلاحظها فلا يعذب عنه مثقال ذرة (المجيب) أي الذي يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ويسعف السائل إذا ما التمسه واستدعاه (الواسع) قال العلقمي فسر بالعالم المحيط علمه بجميع المعلومات كلياتها وجزئياتها موجودها ومعدومها وبالجواد الذي عمت نعمته وشملت رحمته كل بر وفاجر ومؤمن وكافر وبالغنى التام الغنى المتمكن مما يشاء وعن بعض العارفين الواسع الذي لا نهاية لبرهانه ولا غاية لسلطانه ولا حد لإحسانه (الحكيم) أي ذو الحكمة المحكم الأشياء على ما هي عليه والإتيان بالأفعال على ما ينبغي فالحكمة بمعنى الإحكام (الودود) أي الذي يحب الخير لجميع الخلائق أو يحسن إليهم أو المحب لأوليائه (المجيب) أي الجميل الأفعال والكثير الأفضال أو من لا يشارك فيماله من أوصاف المدح (الباعث) أي الذي يبعث من في القبور للنشور أو باعث الرسل أو الأرزاق أو باعث الهمم إلى الترقي في ساحات التوحيد وهو من صفات الأفعال (الشهيد) أي العليم بظواهر الأشياء وما يمكن مشاهدته كما أن الخبير هو العليم بباطن الأشياء وما لا يمكن الإحساس به وقيل الشهيد مبالغة في المشاهد والمعنى أنه تعالى يشهد على الخلق يوم القيامة (الحق) أي الثابت وهو من صفات الذات وقيل معناه المحق أي المظهر للحق أو الموجد للشيء حسب ما تقتضيه الحكمة فيكون من صفات الأفعال (الوكيل) أي القائم بأمور العباد وبتحصيل ما يحتاجون إليه وقيل الموكول إليه تدبير البرية (القوي) أي الذي لا يلحقه ضعف ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً (المتين) أي

الذي له تمام القوة بحيث لا يقبل الضعف ولا يمانع في أمره (الولي) أي المحب الناصر وقيل متولي أمر الخلائق (الحميد) أي المحمود المستحق للثناء فإنه الموصوف بكل كمال والمولى لكل نوال (المحصي) أي العالم الذي يحصى المعلومات ويحيط بها كإحاطة العاد لما يعده وقيل القادر الذي لا يشذ عنه شيء من المقدورات (المبدئ) أي المظهر للشيء منا لعدم إلى الوجود وهو بمعنى الخالق المنشئ (المعيد) الإعادة خلق الشيء بعدما عدم (المحيي) أي الخالق الحياة في الجسم (المميت) أي خالق الموت الذي هو إزالة الحياة عن الجسم ومسلطه على من يشاء (الحي) أي ذو الحياة وهي صفة حقيقية قائمة بذاته لأجلها صح لذاته أن يعلم ويقدر (القيوم) أي القائم بنفسه والمقيم لغيره على الدوام وقيل هو الباقي الدائم المدبر للمخلوقات بأسرها وقال بعضهم هو القائم على كل نفس بما كسبت المجازى لها (الواجد) أي الذي يجد كل ما يريد ولا يفوته شيء وقيل هو الغني وقيل هو بمعنى الموجد أي الذي عنده علم كل شيء (الماجد) هو بمعنى المجيد لكن المجيد أبلغ وقيل هو العالي المرتفع (الواحد) بالحاء المهملة أي الذي لا ينقسم ولا مشابهة بينه وبين غيره أو هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر ووقع في رواية الأحد بدل الواحد (الصمد) أي السيد لأنه يصمد إليه في الحوائج وقيل المنزه عن الآفات وقيل الذي لايطعم وقيل الباقي الذي لا يزول وسئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجاب بقوله الصمد الذي لا جوف له (القادر) أي المتمكن من الفعل بلا معالجة ولا واسطة (المقتدر) قال المناوي أي المستولي على كل من أعطاه حظاً من قدره (المقدم المؤخر) أي الذي يقدم الأشياء بعضها على بعض أما بالوجود كتقديم الأسباب على مسبباتها أو بالشرف والقرابة كتقديم الأنبياء والصالحين من عباده على من عداهم (الأول) أي السابق على الأشياء كلها فإنه موجدها ومبدعها (الآخر) أي الباقي وحده بعد أن يفنى جميع الخلق (الظاهر) أي الجلي وجوده بآياته الظاهرة أو العالي (الباطن) أي المحتجب عن الحواس بحجب كبريائه أو العالم بالخفيات (الوالي) أي المتولي لجميع أمور خلقه أو المالك (المتعال) أي البالغ في العلا المرتفع عن النقائص (البر) أي المحسن الذي يوصل الخيرات إلى خلقه (التواب) أي القابل توبة عباده وقيل الذي ييسر للمذنبين أسباب التوبة ويوفقهم لها (المنتقم) أي المعاقب لمن عصاه (العفو) أي الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي ويزيلها من صحائف الأعمال وهو أبلغ من الغفور لان الغفران ينبئ عن الستر والعفو وينبئ عن المحو (الرؤوف) أي ذو الرأفة وهي شدة الرحمة فهو أبلغ من الرحيم والراحم والفرق بين الرأفة والرحمة أن الرحمة إحسان مبدؤه شفقة المحسن والرأفة إحسان مبدؤه فاقة المحسن إليه (مالك الملك) أي هو الذي تنفذ مشيئته في ملكه ويتصرف فيه وفي محكوماته كما يشاء لا مرد لقضائه ولا معقب لحكمه (ذو الجلال والإكرام) أي هو الذي لا شرف ولا كمال إلا هو له ولا كرامة ولا مكرمة إلا وهي منه

(المقسط) أي العادل الذي ينتصف للمظلومين ويدرأ بأس الظلمة عن المستضعفين (الجامع) أي المؤلف بين اشتات الحقائق المختلفة (الغنى) أي المستغني عن كل شيء لا يفتقر إلى شيء (المغني) أي المعطي كل شيء ما يحتاج إليه حسب ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته فأغناه من فضله (المانع) أي الدافع لأسباب الهلاك والنقص أو مانع من يستحق المنع (الضار النافع) قال العلقمي هو كوصف واحد وهو من الوصف بالقدرة التامة الشاملة فهو الذي يصدر عنه النفع والضر فلا خير ولا شر ولا نفع ولا ضر ألا وهو صادر عنه منسوب إليه (النور) أي الظاهر بنفسه المظهر لغيره (الهادي) أي الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (البديع) أي المبدع وهو الذي أتى بما لم يسبق له مثل في ذاته ولا نظير له في صفاته (الباقي) أي الدائم الوجود الذي لا يقبل الفناء (الوارث) أي الباقي بعد فناء الموجودات فترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك وهذا بالنظر العامي وأما بالنظر الحقيقي فهو المالك على الإطلاق من أزل الأزل إلى أبد الآباد لم يبدل ملكه ولا يزال كما قيل الوارث الذي يرث بلا توريث أحد (الباقي) أي الذي ليس لملكه أمد (الرشيد) أي الذي تنساق تدابيره إلى غايتها على سنن السداد من غير استشارة ولا إرشاد (الصبرو) أي الذي لا يعجل في مؤاخرة العصاة ومعاقبة المذنبين وقيل هو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه والفرق بينه وبين الحليم أن الصبور يشعر بأنه يعاقب في الآخرة بخلاف الحليم (ت حب ك هب) عن أبي هريرة • (أن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها كلها دخل الجنة أسأل الله) أي أطلب منه (الرحمن الرحيم الإله) أي المنفرد بالألوهية (الرب) أي المالك أو السيد أو القائم بالأمر أو المصلح أو المربي (الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الحكيم العليم السميع البصير الحي القيوم الواسع) هو الذي وسع غنا كل فقر ورحمته كل شيء (اللطيف الخبير الحنان) بالتشديد أي الرحيم بعباده (المنان) أي الذي يشرف عباده بالامتنان بماله من الإحسان (البديع الودو الغفور الشكور المجيد المبدئ النور البارئ) أي مخرج الأشياء من العدم إلى الوجود (لأول الآخر الظاره الباطن العفو والغفار الوهاب الفرد) الذي لا شفع له من صاحب أو ولد (الأحد) الذي انقسامه مستحيل (الصمد الوكيل) أي المتكفل بمصالح عباده الكافي لهم في كل أمر (الكافي) عبده بإزالة كل جائحة وحده (الحسيب الباقي الحميد المقيت الدائم) الذي لا يقبل الفناء (المتعالي ذا الجلال والإكرام النصير) كثير النصر لأوليائه (الحق المبين) المظهر للصراط المستقيم لمن شاهد آيته (المقيت الباعث المجيب المحيي المميت الجميل) أي ذاتاً وصفات وأفعالاً (الصادق) أي في وعده وإيعاده (الحفيظ المحيط) بجميع خلقه ما كان وما يكون (الكبير القريب) الذي لا مسافة تبعد عنه ولا غيبة ولا حجب تمنع منه (الرقيب الفتاح التواب القديم) الذي لا ابتداء لوجوده (الوتر) أي المنفرد

بالوحدانية (الفاطر) أي المخترع (المبدع الرزاق العلام) أي البالغ في العلم (العلي العظيم الغني المغني المليك) مبالغة في المالك (المقتدر الأكرم) أي الأكثر كرماً من كل كريم (الرؤوف المدبر) أي لأمور خلقه بما تحار فيه الألباب (المالك) الذي لا يعجز عن انفاذ ما يقتضيه حكمه (القاهر) المستولي على جميع الأشياء الظاهرة والباطنة (الهادي الشاكر) أي المثني بالجميل على من فعله المثيب عليه (الكريم الرفيع) البالغ في ارتفاع المرتبة (الشهيد الواحد ذا الطول) أي المتسع الغني والفصل (ذا المعارج) المصاعد أي المراقي الموضوعة لعروج الملائكة ومن يعرج عليها لى الله فالإضافة للملك (ذا الفضل) أي الزيادة في العطاء (الخلاق) أي كثير المخلوقات (الكفيل) أي المكتفل بمصالح الخلق الجليل (ك) وأبو الشيخ في كتاب (العظمة وابن مردويه معاً في التفسير) أي في تفسيرهما (وأبو نعيم) الأصبهاني (في) كتاب (الأسماء الحسنى) كلهم عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً إنه وتر) أي فرد (يحب الوتر) أي يرضاه ويثيب عليه (من حفظها دخل الجنة) أي مع السابقين الأولين (الله الواحد الصمد الأول الآخر الظاهر الباطن الخالق البارئ المصور الملك الحق السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرحمن الرحيم اللطيف الخبير السميع البصير العلي العظيم البار الجليل المتعالي الجميل الحي القيوم القادر القاهر) ذو الغلبة التامة (العليم الحكيم القريب المجيب الغني الوهاب الودود الشكور الماجد الواجد) بالجيم أي الذي كل شيء حاضر لديه (الوالي الراشد) أي مرشد الخلق إلى طريق الحق (العفو الغفور الحليم الكريم التواب الرب المجيد الولي الشهيد المتين البرهان) الحجة الواضحة البيان (الرؤوف الرحيم المبدئ المعيد الباعث الوارث القوي الشديد الضار النافع الباقي الوافي) بالفاء أي موفى العالمين أجورهم (الخافض الرافع القابض الباسط المعز المذل المقسط الرازق ذو القوة) أي صاحب الشدة (المتين القائم) أي على خلقه بتدبير أمرهم الدائم (الحافظ الوكيل الباطن السامع) أي الذي انكشف كل موجود لصفة سمعه (المعطى) أي من شاء ما شاء (المحيي المميت المانع الجامع) أي الذي يجمع الخلائق يوم الحساب وقيل المؤلف بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات في الوجود (الهادي الكافي الأبدي العالم) أي بالكليات والجزئيات (الصادق النور المنير التام لقديم الوتر الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد (هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لذاته) (أن لله تعالى مائة اسم عير واحد مندعا بها استجاب الله له) أي ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم كما في حديث آخر (ابن مردويه عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (أن لله عباداً يضن بهم عن القتل) أي يمنعهم منه لمكانتهم عنده (ويطيل أعمارهم) أي يقدر إطالتها (في حسن العمل) أي منقضية في حسن الأعمال الحسنة (ويحسن) بالتضعيف مبنياً للفاعل

(أرزاقهم) بأن يجعلها من حل من يغر تعب ويوسع عليهم (ويحييهم أي يجعل حياتهم (في عافية) أي فلا تصيبهم الفتن التي تمر عليهم كقطع الليل المظلم (ويقبض أرواحهم) أي إذا انتهت آجالهم (في عافية على الفرش) قال المناوي فلا يسلط عليهم عدواً يقتلهم ولا يميتهم ميتة سوء وقال الشيخ على الفرش في موضع الحال من الأرواح أي نائمة عليها ويجوز تعلقه بيقبض (فيعطيهم منازل الشهداء) أي مثل منازلهم (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن • (أن الله تعالى ضنائن) بضاد معجمة ونونين أي خصائص (من خلقه يغذوهم في رحمته يحييهم في عافية ويميتهم في عافية وإذا توفاهم توفاهم إلى جنته) أي وأمر بهم إلى جنته قالوا من هم يا رسول الله قال (أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم منها في عافية) أي لم يدخلوا أنفهسم فيها لأنهم لما جادوا بأنفسهم على ربهم جاد عليهم بحفظم من البلاء وبعثهم إلى درجات الشهداء في الجنة (طب حل) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن • (أن لل تعالى عند كل بدعة) أي ظهور خصلة أحدثت على خلاف الشرع (كيد بها الإسلام وأهله) أي خدعوا بها ومكروا (وليا صالحاً) على حذف مضاف أي بعث ولي صالح (يذب عنه) أي يمنع عن الإسلام وأهله من يريد من المتدعة الكيد بهم وأعاد الضمير على الإسلام لأنه إذا حصل الذب عنه حصل عن أهله (ويتكلم بعلاماته) أي ينشر آيات أحكامه ويقيم براهينه ويرد حجج المبتدعة (فاغتنموا حضور تلك المجالس) أي التي لنصر السنة ورد البدعة (بالذب عن الضعفاء) أي ضعفاء الراي العاجزين عن نصب الأدلة وتأييد الحق وإبادة الباطل وبالذب يحتمل أن يتعلق بمحذوف أي المجالس التي تعقد لنصر السنة المصحوبة بالذب عن الضعفاء (وتوكلوا على الله) أي اعتمدواعليه وثقوا به في دفع كيد أعداء الدين ولا تخشوهم (وكفى بالله وكيلاً) أي كافياً وحافظاً وناصراً نعم المولى ونعم النصير (حل) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أن لله تعالى أهلين من الناس) قالوا من هم يا رسول الله قال (أهل القرآن) وأكد ذلك وزاده بياناً وتقريراً في النفوس بقوله (هم أهل الله وخاصته) أي المختصون به بمعنى أنه لما قربهم واختصهم كانوا كأهله (حم ن هـ ك) عن أنس • (أن لله تعالى آنية) جمع إناء وهو وعاء الشيء (من أهل الأرض) أي من الإنس أو من الجن وإلإنس (وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين) أي القائمين بحق الحق والخلق فيودع فيها من الأسرار ما شاء بمعنى أن نور معرفته يملأ قلوبهم حتى يفيض أثره على الجوارح (وأحبها إليه) أي أكثرها حباً لديه (ألينها وأرقها) أي فإن القلب إذا لان ورق انجلا وصار كالمرآة الصيلة فينطبع فيه النور الرحماني فيصير محل نظر الحق سبحانه وتعالى واللين الرقة فالعطف تفسيري (طب) عن أبي عنبة بكسر العين المهملة وفتح النون بعدها موحدة قال الشيخ حديث صحيح • (أن للإسلام صوى؟ ) قال في النهاية الصوى

الأعلام المنصوبة من الحجطارة في المفازة المجهولة يستدل بها على الطريق واحدتها صوة كقوة أراد أن للإسلام طرائق وأعلاماً يهتدى بها زاد في الدر قال الأصمعي هو ما غلظ وارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلاً (ومناراً) أي علامات وشرائع يهتدى بها (كمار الطريق) أي واضحة الظاهر وأما معرفة حقائقه وأسراره فإنما يدركها أهل البصائر (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أن للإسلام صوى وعلامات كمنار الطريق) أي فلا نضلنكم إلا هواء عما صار شهير ألا يخفى على من له أدنى بصيرة (ورأسه) بالرفع بضبط المؤلف أي أعلاه (وجماعه) بالرفع وبكسر الجيم وخفة الميم أي مجمعه ومطيته (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتمام الوضوء) أي سبوغه بمعنى اسباغه وتوفية شروطه وفروضه وسننه وآدابه فهذه هي أركان الإسلام التي بنى عليها قال الشيخ ولعل حذف الباقي من المفروضات كالصوم والحج اختصار من الراوي وإلا فالحديث متأخر عن فرض الباقي بلا شك (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح • (أن للتوبة باباً عرض ما بين مصراعيه) أي شطريه (ما بين المشرق والمغرب) هو كناية عن سعة باب القبول (لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها) أراد أن قبول التوبة هين ممكن والناس في سعة منه ما لم تطلع الشمس من مغربها ومقصود الحديث الحث على التوبة وعدم القنوط من رحمة الله تعالى وإن كثرت الذنوب (طب) عن صفوان بن عسال بفتح العين وتشديد السين المهملتين قال الشيخ حديث صحيح • (أن للحاج الراكب) ومثله المعتمر (بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة) أي من حسنات الحرم (وللماشي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة) أي فثواب خطوة الراكب عشر ثواب خطوة الماشي فالحج ماشياً أفضل وبهذا أخذ بعض الأئمة والأرجح عند الشافعية أنه راكباً أفضل لأدلة أخرى (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (أن للزوج من المرأة لشعبة) بفتح لام التوكيد أي قدراً عظيماً من المودة والمحبة والرحمة فالتنوين للتعظيم وقوله من المرأة حال من شعبة لأن نعت النكرة إذا قدم عليها يكون حالاً (ما هي لشيء) أي ليس مثلها لقريب وغيره قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن حمنة بنت جحش أنها قيل لها قتل أخوك فقالت رحمه الله إنا لله وإنا إلي راجعون فقالوا قتل زوجك فقالت واحرتاه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن للزوج فذكره (هـ ك) عن محمد ابن عبد الله ابن جحش بفتح الجيم وسكون المهملة وشين معجمة قال الشيخ حديث صحيح • (أن للشيطان كحلاً) أي شيئاً يجعله في عين الإنسان لينام (ولعوقاً) بفتح اللام أي شيئاً يجعله في فيه لينطق لسانه بالفحش (فإذا كحل الإنسان من كحله نامت عيناه) عن الذكر (وإذا لعقه) قال الشيخ بالتشديد (من لعوقه ذرب) أي فحش (لسانه بالشر) حتى لا يبالي بما قاله ولا بما قيل فيه والاستعارة في كل لما يناسبه فإن الكحل للعين ظاهر في

النوم لعلاقة هجوم النوم منها وقيس عليه (ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان) لأهل الإيمان (طب هب) عن سمرة بن جندب قال الشيخ حديث صحيح • (أن للشيطان كحلاً ولعوقاً ونشوقاً) بفتح النون أي شيئاً يجعله في الأنف والمراد أن وساوسه ما وجدت منفذاً إلا دخلت فيه (أما) وفي نسخة فأما (لعوقه فالكذب) أي المحرم شرعاً (وأما نشوقه فالغضب) أي لغير الله (وأما كحله فالنوم) أي المفوت للقيام بوظائف العبادات الفرضية والنفلية قال المناوي وشوش الترتيب في التفسير لأن الإنسان طرفي نهاره يكذب ويغضب ثم يختم بالنوم فيصير كالجيفة الملقاة (هب) عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (أن للشيطان مصالي) هي تشبه الشرك جمع مصلاة وأراد ما يستفز به الناس من زينة الدنيا وشهواتها (وفخوخاً وأن من مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله تعالى) أي الطغيان عند النعمة (والفخر بعطاء الله) أي التعاظم على الناس به (والكبر على عباد الله) أي الترفع عليهم (واتباع الهوى) بالقصر (في غير ذات الله) قال الشيخ وفي الكلام مقدر أي في غير طاعة ذات الله انتهى فالمراد بالهوى ميل النفس قال المناوي فهذه الخصال خلاقه وهي مصائده وفخوخه التي نصبها لبني آدم فإذا أراد الله تعالى بعبد هواناً خلى بينه وبينه ووقع في شبكته فكان من الهالكين وخص المذكورات لغلبتها على النوع الإنساني (ابن عساكر عن النعمان بن بشير) الأنصاري قال الشيخ حديث حسن • (أن للشيطان لمه بابن آدم وأن للملك لمة) بفتح اللام وشدة الميم فيهما قال العلقمي قال في النهاية اللمة الهمة والخطرة تفتح في القلب أراد إلمام الملك أو الشيطان به والقرب منه فما كان من خطرات الخير فهو منالملك وما كان من خطرات الشر فهو من الشيطان (فأما لمة الشيطان فإيعاذ) أي منه (بالشر وتكذيب بالحق) قال المناوي كان القياس مقابلة الشر بالخير أو الحق بالباطل لكنه أتى بما يدل على أن كل ما جر إلى الشر باطل أو إلى الخير حق فأثبت كلا ضمنياً (وأما لمة الملك ويعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك) أي إلمام الملك به (فليعلم ألمه من الله) يعني مما يحبه ويرضاه (فليحمد الله) أي على ذلك (ومن وجد الأخرى) قال المناوي لم يقل لمة الشيطان كراهة لتوالي ذكره على اللسان (فليتعوذ بالله من الشيطان) تمامه ثم قرأ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء (ت ن حب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (أن للصائم عند فطره دعوة ما ترد) قال العلقمي قال شيخنا قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد خصت من بين الأمم في شأن الدعاء فقيل ادعوني استجب لكم وإنما كان ذلك للأنبياء فأعطيت هذه الأمة ما أعطيته الأنبياء فلما دخل التخليط في أمورهم من أجل الشهوات التي استولت على قلوبهم حجبت قلوبهم والصوم يمنع النفس عن الشهوات فإذا ترك شهوته من قلبه صفا قلبه وصارت دعوته بقلب فارغ قد زالت عنه ظلمة الشهوات وتولته الأنوار فاستجيب له فإن كان ما سأل

في المقدور له عجل وإن لم يكن مدخوراً له في الآخرة (هـ ك) عن ابن عمرو هو ابن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (أن للطاعم) أي من لم يصم نفلاً (الشاكر) أي لله على ما أطعمه (من الأجر) أي الثواب الأخروي (مثل ما للصائم الصابر) أي مثل الآخر الذي يجعل على الصوم مع الصبر (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجياً منها نجا سعد بن معاذ) قال العلقمي وفي الحديث عند النسائي والبيهقي عن عبد الله بن عمر عن رسو الله صلى الله عليه وسلم قال هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفاً من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه يعني سعد بن معاذ قال الحسن تحرك له العرش فرحاً بروحه وسئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال كان يقصر في بعض الطهور من البول وفي رواية كان لا يستبرئ من البول وفي رواية لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول وفي رواية أنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة فدعوت الله أن يرقه عنه وذلك بأنه كان لا يستبرئ من البول قال شيخنا قال أبو القاسم السعدي في كتاب الروح له لا ينجو من ضغطة القبر لا صالح ولا طالح غير أن الفرق بني الكافر والمسلم فيها دوام الضغط للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم يعود إلى الإفساح له فيه قال والمراد بضغطة القبر التقاء جنبيه على جسد الميت قال الحكيم الترمذي سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا وقد ألم بخطيئة ما وإن كان صالحاً فجعلت هذه جزاء لها ثم تدركه الرحمة ولذلك ضغط سعد بن معاذ في التقصير من البول قال وأما الأنبياء فلا نعلم إن لهم في القبور ضمة ولا سؤالاً لعصمتهم وقال النسفي في بحر الكلام المؤمن المطيع لا يكون له عذاب القبر ويكون له ضغطة لقبر فيجد هول ذلك وخوفه لما أنع تنعم بنعمة الله ولم يشكر النعمة وأخرج ابن أبي الدنيا عن محمد التميمي قال كان يقال أن ضمة القبر إنما أصلها أنا أمهم ومنها خلقوا فغابوا عنها طويلاً فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضمة الوالدة التي غاب عنها ولدها ثم قدم عليها فمن كان لله مطيعاً ضمته برأفة ورفق وإن كان عاصياً ضمته بعنف سخطاً منها عليه لربها (حم) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (أن للقرشي) أي الواحد من سلالة قريش (مثل قوة الرجلين من غير قريش) أي قوة في الرأي وعلو الهمة وشدة الحزم قال الشيخ فإن قلت قد كلفنا بعدم الفرار من الاثنين فيما استقر من الآية في القتال وسورة الأنفال بآخرها فيلزم أن كل قرشي لا يفر من أربعة قلت لم يعرجوا عليه وعموم كلامهم يأباه وإن الكلام بإثبات القوة المثبتة للمزية باستحقاق ثلاثة ومن شهد له مثل الشارع كيف يجوز التقدم عليه (حم حب) عن جبير بالتصغير وهو حديث صحيح • (أن للقلوب صداء كصداء الحديد) قال العلقمي هو أن يركبها الراين بارتكاب المعاصي والآثام فيذهب بجلائها كما يعلو الصداء وجه المرأة والسيف وغيرهما (وجلاؤها) أي من ذلك الصداء (الاستغفار) أي طلب غفران

الذنوب من علام الغيوب قال المناوي ولهذا ورد في حديث يأتي الاستغفار ممحاة الذنوب والمراد الاستغفار المعروف بحل عقدة الإصرار وروى الحكيم أن الاستغفار يخرج يوم القيامة ينادي يا رب حقي حقي فيقال خذ حقك فيحتفل أهله (الحكيم) الترمذي (عد) كلاهما (عن أنس) ورواه عنه الطبراني أيضاً قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أن للمؤمن في الجنة لخيمة) أن بيتاً شريف المقدار (من لؤلؤة واحدة مجوفة) يؤخذ من كلام العلقمي أن مجوفة نعت لؤؤة (طولها ستون ميلاً) قال المناوي وفي رواية ثلاثون وفي أخرى غير ذلك ولا تعارض لتفاوت الطول بتفاوت درجات الممنين (للمؤمن فيها أهلون) أي زوجات كثيرة (يطوف عليهم المؤمن) أي لجماعهن ونحوه (فلا يرى بعضهم بعضاً) أي من سعة الخيمة وعظمها والمراد أن تلك الخيمة في الصفاء والنفاسة كاللؤلؤة ويحتمل الحقيقة (م) عن أبي موسى الأشعري • (أن للمسلم حقاً إذا رآه أخوه) أي في الدين (أن يتزحزح) أي يتنحى عن مكانه ويجلسه بجنبه إكراماً له فيندب ذلك سيما لنحو عالم أو صالح أو ذي شرف قال العلقمي قال في التقريب الزحزحة التنحية وقال في المصباح وتزحزح عن محله تنحى (هب) عن واثلة بكسر المثلثة (ابن الخطار) العدوي قال الشيخ حديث صحيح • (أن للملائكة الذين شهدوا بدراً) أي حضروا وقعة بدر (في السماء الفضلا على من تخلف منهم) أي زيادة في الشرف على من لم يحضرها لأنها الوقعة التي حول الله بها أهل الشرك وأعز بها دينه وفي السماء الظاهر أنه حال من الفضلا وهو في الأصل نعت له فقدم عليه (طب) عن رافع بن خديج بفتح المعجمة وكسر الدال الحارثي الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح • (أن للمهاجرين) أي من دار الكفر إلى دار الإسلام لنصرة الدين وأهله (منابر من ذهب) أي مجالس عالية منه (يجلسون عليها يوم القيامة قدام وأمن الفزع) أي يجلسون عليها حال كونهم آمنين من الفزع أي الأكبر وهو أشد أنواع الخوف (البزار) في مسنده (ك) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (أن للوضوء شيطاناً يقال له أولهان) بفتح الواو أي يسمى بذلك من الوله وهو التحير سمى به لأنه يحير المتطهر فلا يدري هل عم عضوه أو غسل مرة أو غير ذلك (فاتفوا وساوس الماء) بفتح الواو أي احذروا وسوسة الشيطان المذكور في استعمال الوضوء والغسل (هـ ك) عن أبي بن كعب قال الشيخ حديث صحيح • (أن لإبليس مردة من الشياطين) بالتحريك جمع ما رد وهو العاتي منهم (يقول لهم عليكم بالحجاج والمجاهدين فأضلوم عن السبيل) أي الطريق أي الزموا إضلال الحاج عنها ليفوته الوقوف والمجاهد ليظفر به العدو والسبيل في الأصل الطريق ويذكر ويؤنث والتأنيث فيه أغلب (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (أن لجهنم باباً) أي عظيم المشقة في الدخول (لا يدخله) أي لا يدخل منه (إلا من شفا غيظه بمعصية الله) أي أذهبه بارتكابها

(ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (ذم الغضب عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (أن الجواب الكتاب حقاً كرد السلام) قال المناوي إذا أرسل إليك أخوك المسلم كتاباً يتضمن السلام لزمك رده وبه أخذ بعض الشافعية انتهى وقال الشيخ رحمه الله تعالى والعمل بالخبر على وجه الندب وظاهر التشبيه الوجوب إلا أنه صرف لدليل آخر من كون الشارع صلى الله عليه وسلم لم يرد لكل كتاب ورد عليه جوابه كما تقرر في السير (فر) عن ابن عباس قال وهو حيث ضعيف منجبر • (إن لربكم في أيام دهركم نفحات) أي تجليات مقربات يصيب بها من يشأ من عباده (فتعرضوا له) أي لربكم أي لنفحاته وفي نسخة لها بدل له أي بتطهير القلب من الأكدار والأخلاق الذميمة والطلب منه تعالى في كل وقت قياماً وقعوداً وعلى الجنب ووقت التصرف في الأشغال الدنيوية فإن العبد لا يدري في أي وقت تفتح خزائن المنن (لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبداً) أي لا يحصل لكم شقاء (طب) عن محمد بن مسلمة قال الشيخ حديث حسن • (أن لصاحب الحق) أي الدين (مقالاً) أي صولة الطلب وقوة الحجة وذا قاله لأصحابه لما جاء رجل تقاضاه واغلظ فهموا به أي أرادوا أن يؤذوه بالقول والفعل لكن لم يفعلوا أدباً مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال دعوه ثم ذكره (حم) عن عائشة (حل) عن أبي حميد الساعد وهو حديث صحيح • (أن لصاحب القرآن) أي لقارئه حق قراءته بتلاوته وتدبر معانيه (عند كل ختمة) أي يختمها (دعوة مستجابة) أي إذا كانت مما لله فيه رضا (وشجرة في الجنة) أي وإن له شجرة فيها (لو أن غراباً طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم) قال المناوي والمراد أنه يستظل بها ويأكل من ثمارها وخص الغراب لطول عمره وشدة حرصه على طلب مقصوده وسرعة طيرانه (خط) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (أن لغة إسماعيل كانت قد درست) أي خفي آثار غالبها التقادم العهد (فأتاني بها جبريل فحفظنيها) فلذلك كان صلى الله عليه وسلم أفصح الناس واعلمهم بلسان العربية (الغطريف في جزئه وابن عساكر) في تاريخه (عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف • (أن لقارئ القرآن دعوة مستجابة) أي عند كل ختمة كما في الرواية السابقة (فإن شاء صاحبها تعجلها في الدنيا وإن شاء آخرها إلى الآخرة) يحتمل أن المراد إن شاء طلب ما يتعلق بالدنيا وإن شاء ما يتعلق بالآخرة (ابن مردويه عن جابر قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أن لقمان الحكيم) أي المتقن للحكمة الحبشي قيل كان عبد داود عليه السلام ولم يكن نبياً على الصحيح (قال أن الله إذا استودع شيئاً حفظه) أي ولا يقع فيه شيء من الخلل لأن العبد عاجز فإذا تبرأ من الأسباب واعترف بضعفه وبرئ من حوله وقوته واستودع الله شيئاً حفظه فالله خير حافظاً (حم) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد حسن • (أن لك) بكسر الكاف خطاباً لعائشة لما كانت معتمرة (من الأجر) أي أجر نشكك (على قدر نصبك)

بالتحريك أي تعبك (ونفقتك) لأن الجزاء على قدر المشقة (ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل أمة أميناً) أي ثقة رضيا (وأن أمين هذه الأمة) أي الذي له الزيادة من الأمانة (أبو عبيدة بن الجراح) بفتح الجيم وشدة الراء وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بين وبين غيره لكن السياق يشعر بأن له مزيداً في ذلك كما أنه صلى الله عليه وسلم خص الحياء بعثمان والقضاء بعلي وأبو عبيدة هو عامر بن عبد الله بن الجراح ابن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في فهر ابن مالك (خ) عن أنس • (أن لكل أمة حكيماً وحكيم هذه الأمة أبو الدرداء) هو عويمر أو عامر بن زيد بن قيس الخزرجي العابد الزاهد ومن حكمه أخوف ما أخاف أن يقال لي يوم القيامة يا عويمر اعلمت أم جهلت فإن قلت علمت لا تبقى آية آمرة أو زاجرة إلا أخذت بفرصتها الآمرة قائلة هل ائتمرت والزاجرة هل ازدجرت وأعوذ بالله من علم لا ينفع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع ومنها أخشى على نفسي أن يقال لي على رؤوس الخلائق يا عويمر هل علمت فأقول نعم فيقال ماذا عملت فيما علمت وحكمه كثيرة جداً رضي الله تعالى عنه (ابن عساكر عن جبير بن نفير) بنون وفاء وبتصغيرهما (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل أمة فتنة) أي ضلالة ومعصية (وأن فتنة أمتي المال) أي معظم فتنتهم من اللهو به لأنه يشغل البال عن القيام بالطاعة وينسى الآخرة (ت ك) عن كعب بن عياض الأشعري قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل أمة سياحة) بمثناة تحتية أي ذهاباً في الأرض وفراق وطن (وأن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله) أي هو مطلوب منهم كما أن السياحة مطلوبة في دين النصرانية (وأن لكل أمة رهبانية) أي تبتلاً وانقطاعاً للعبادة (وأن رهبانية أمتي الرباط) في نحور العدو أي ملازمة الثغور بقصد كف أعداء الدين ومقاتلتهم (طب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل أمة أجلاً) أي مدة من الزمن (وأن لأمتي مائة سنة) أي بانتظام أحوالها (فإذا مرت) أي انقضت ومضت (على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها) الله عز وجل قال أحد رواة ابن لهيعة يعني بذلك كثرة الفتن والاختلاف وفساد النظام (طب) عن المستورد بن شداد قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل بيت باباً وباب القبر من تلقاء رجليه) أي من جهة رجلي الميت إذا وضع فيه فيسن أن لا يدخل على الميت القبر إلا من جهة رجليه أي المكان الذي سيصير رجل الميت إليه قال الشيخ قد قاله جواباً ومنعاً لمن أراد خلاف ذلك في ميت حضره (طب) عن النعمان بن بشير بفتح الموحدة وكسر المعجمة قال وهو حديث حسن • (أن لكل دين) بكسر الدال (خلقاً) بضمتين أي طبعاً وسجية (وإن خلق الإسلام الحياء) بالمد أي طبع هذا الدين وسجيته التي بها قوامه ونظامه الحياء لأن الإسلام أشرف الأديان والحياء أشرف الأخلاق فأعطى الأشرف للأشرف قال البيضاوي الحياء تغير وانكسار يعترى المرء من خوف

ما يلام به (هـ) عن أنس وابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل ساع غاية) أي لكل عامل منتهى (وغاية ابن آدم الموت) أي فلابد من انتهائه إليه وإن طال عمره وكذا كل ذي روح وإنما خص ابن آدم تنبهاً على أنه لا ينبغي أن يضيع زمن مهلته بل ينتبه من غفلته (فعليكم بذكر الله) أي ألزموه باللسان والجنان (فإنه يسهلكم) أي يسهل أخلاقكم أو يسهل شؤنكم أو يسهل لكم فإنه يبعث على الزهد والزهد في الدنيا يريح القلب والبدن (ويرغبكم في الآخرة) أي يجركم إلى الأعمال الأخروية بأن يوفقكم لفعلها (البغوي أبو القاسم) عبد الله في معجم الصحابة (عن جلاس) بفتح الجيم وشدة اللام (عبن عمرو الكندي) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر للحسن • (أن لكل شجرة ثمرة وثمرة القلب الولد) تمامه وأن الله عز وجل لا يرحم من لا يرحم ولده والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم (البزار) في مسنده (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل شيء أنفة) بفتحات وجوّز بعضهم ضم الهمزة واعترض أي لكل شيء ابتداء وأول (وأن أنفة الصلاة التكبيرة الأولى فحافظوا عليها) قال المناوي أي ندباً أي داوموا على حيازة فضلها لكونها صفوة الصلاة كما في حديث وقال الشيخ فإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام بأن يوقع المأموم إحرامه عقب إحرامه بعد فراغ الإمام من الراء من تكبيرة فضيلة تفوت بالتشاغل عنها لغير مصلحة الصلاة والباب أظهر في تكبيرة ة التحريم إماماً أو غيره لأن بها الانعقاد حتى لا يكفي أسرارها عن سماع نفسه (ش طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل شيء باباً) أي موصلاً يتوصل منه إليه (وباب العبادة الصيام) لأنه يصفي الذهن ويكون سبباً لإشراق النور على القلب فينشرح الصدر للعبادة وتحصل الرغبة فيها (هناد عن ضمرة ابن حبيب مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن • (أن لكل شيء توبة إلا صاحب سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب إلا وقع في شر منه) أي أشد منه شراً فإن سوء خلقه يجني عليه ويعمى عليه طرق الرشاد فيوقعه في أفج مما تاب منه (خط) عن عائشة وهو حديث حسن • (أن لكل شيء حقيقة) أي كنها وماهية (وما بلغ عبد حقيقة الإيمان) أي الكامل قال العلقمي قال في الدر كأصله حقيقة الإيمان خالصه ومحضه وكنهه (حتى يعلم أن ما أصابه) أي من المقادير (لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه) أي وإن تعرض له والمراد أن من تلبس بكمال الإيمان علم أنه قد فر مما أصابه وأخطأه من خير وشر (حم طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل شيء دعامة) بكسر الدال المهملة أي عماداً يقوم عليه (ودعامة هذا الدين الفقه) أي هو عماد الإسلام والمراد بالفقه علم الحلال والحرام لأنه لا تصح العبادات والعقود وغيرها إلا به (ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد) أي لأن من فهم عن الله أمره ونهيه قمع الشيطان وأذله ونهره (هب خط) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (أن لكل

شيء سقالة) قال العلقمي هو بالسين والصاد المهملتين انجلاء قاله في الصحاح وقال في المصباح صقلت السيف ونحوه صقلاً من باب قتل وصقالاً أيضاً بالكسر جلوته (أن صقالة القلوب ذكر الله وما من شيء انجا من عذاب الل من ذكر الله) قال المناوي كذا في كثير من النسخ لكن رأيت نسخة المؤلف بخطه من عذاب بالتنوين (ولو أن تضرب بسيفك حتى ينقطع) أي في جهاد الكفار ولهذا قال الغزالي أفضل العبادات الذكر مطلقاً (هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل شيء سناماً) أي علواً ورفعة مستعار من سنام البعير قال في الدر سنام كل شيء أعلاه (وأن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته) أي محل سكنه بيتاً أو غيره وذكر البيت غالبي (ليلاً لم يدخله شيطان ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهاراً لم يدخله شيطان ثلاثة أيام) فينبغي للإنسان أن لا يترك قراءتها في منزله أكثر من هذه المدة (ع حب طب هب) عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل شيء شرفاً وأن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة) أي فيندب المحافظة على استقبالها في غير قضاء الحاجة ونحوه ما أمكن سيما عند الأذكار ووظائف الطاعات (طب ك) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (أن لكل شيء شرة) أي حرصاً على الشيء ونشاط ورغبة في الخير أو الشر وقال العلقمي الشرة بكسر الشين المعجمة وفتح الراء المشددة قال في النهاية الشرة النشاط والرغبة (ولكل شرة فترة) أي وهنا وسكونا وضعفاً (فن صاحبها) أي صاحب الشرة (سدد وقارب) أي جعل عمله متوسطاً وتجنب طرفي أثر الشرة وتفريط الفترة (فارجوه) جواب أن الشرطية أي أرجو الفلاح منه فإنه يمكنه الدوام على الوسط وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل (وإن أشير إليه بالأصابع) أي اجتهد وبالغ في العمل ليصير مشهوراً بالعبادة والزهد وصار مشهوراً مشار إليه (فلا تعدوه) أي لا تعتدوا به ولا تحسبوه من الصالحين لكونه مرائياً (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل شيء قلباً) أي لباً (وقلب القرآن يس) أي هي خالصة المودع فيه المقصود منه لاحتوائها مع قصر نظمها وصغر حجمها على الآيات الساطعة والبراهين القاطعة والعلوم المكنونة والمعاني الدقيقة والمواعيد الرغيبة والزواجر البالغة والإشارات الباهرة والشواهد البديعة وقال حجة الإسلام الغزالي إنما كانت قلب القرآن لأن الإيمان صحته بالاعتراف بالحشر والنشر وهذا المعنى مقرر فيها بأبلغ وجه (ومن قرأ يس كتب الله له) أي قدر أو أمر الملائكة أن تكتب له (بقراءتها قراءة القرآن) أي ثواب قراءته (عشر مرات) أي بدون سورة يس قال المناوي وورد اثني عشر ولا تعارض لاحتمال أنه أعلم أو لا بالقليل ثم بالكثير (الدارمي) (ت) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل شيء قمامة) أي كناسة كناية عن القاذورات المعنوية (وقمامة المسجد) قول الإنسان فيه (لا والله وبلى والله) أي اللغو فيه وذكر الحلف واللغط والخصومة فإن

ذلك مما ينزه المسجد عنه فيكره ذلك فيه (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (أن لكل شيء نسبة وأن نسبة الله قل هو الله أحد) أي سورتها بكمالها وهذا قاله لما قال له اليهود أو المشركون أنسب لنا ربك (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (أن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته) أي سكونه وميله (إلى سنتي) أي طريقتي التي شرعتها (فقد اهتدى) أي إلى طريق الرشاد (ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك) أي لضلاله عن طريق الهدى (هب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل غادر) أي ناقض للعهد تارك للوفاء (لواء) أي علماً وهو دون الراية ينصب له (يوم القيامة يعرف به) أي بين أهل الموقف تشهيراً له بالغدر وتفضيحاً على رؤوس الأشهاد ويكون ذلك اللواء (عند استه) أي دبره حقيقة أو مجازاً عن الظهر وذلك استخفافاً به واستهانة لأمره (الطيالسي) أبو داود (حم) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل قوم فارطاً) أي سابقاً إلى الآخرة مهيأ لهم ما ينفعهم فيها وقال العلقمي الفرط الذي يسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلا (وأنى فرطكم على الحوض) أي متقدمكم إليه وناظر لكم في إصلاحه وتهيئته (فمن ورد على الحوض شرب) أي منه شربة (لم يظمأ) أي بعدها (ومن لم يظمأ دخل الجنة) وظاهر هذا الحديث أن الحوض يكون في الموقف قبل دخول الجنة (طب) عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث حسن • (أن لكل قوم فراسة) بكسر الفاء (وإنما يعرفها الأشراف) أي الذين اصطفاهم الله وخصهم بمعرفتها (ك) عن عروة بضم العين المهملة ابن الزبير قال الشيخ حديث حسن • (أن لكل نبي أميناً) أي ثقة خصه الله بزيادة الأمانة (وأميني) أي أمين أمتي (أبو عبيدة بن الجراح) وقال المناوي أن لكل نبي أميناً أي ثقة يعتمد عليه (عن عمر) قال الشيخ حديث صحيح • (أن لكل نبي حوارياً) أي وزيراً أو ناصراً أوخليلاً أو خاصة من أصحابه وفي نسخة حواري بلا تنوين (وأن حواري الزبير) قال المناوي أضافه إلىي اء المتكلم فحذف الياء انتهى قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب قال الزبير أنا ثم قال من يأتيني بخبر القوم قال الزبير أنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن لكل نبي فذكره وعند النسائي لما اشتد الأمر يوم بني قريظة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتينا بخبرهم وفيه أن الزبير توجه إلى ذلك ثلاث مرات والمراد بالقوم يوم الأحزاب هم قريش وغيرهم لما جاؤوا إلى المدينة وحفر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق بلغ المسلمين أن بني قريظة من اليهود نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين ووافقوا قريشاً على حرب المسلمين والزبير هو ابن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي وعدد ما بينهما من الآباء سواء وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم وكان يكنى

أبا عبد الله (خ ت) عن جابر بن عبد الله (ت ك) عن علي • (أن لكل نبي) أي رسول (حوضاً) أي على قدر رتبته وأمته (وأنهم) أي الأنبياء (يتباهون) أي يتفاخرون (أيهم أكثر واردة) أي أمة واردة على الحوض (وأني أرجو أن أون أكثرهم واردة) أي على الحوض قال المناوي وهذا غالبي فبعض الرسل لا واردة له أي ليس له أمه إجابة وفيه دليل على أن الحوض ليس من خصائصه (ت) عن سمرة ابن جندب • (أن لكل نبي خاصة من أصحابه وأن خاصتي من أصحابي أبو بكر وعمر) فيه دليل على أنهما أفضل من غيرهما من بقية الصحابة ومن ثم اتخذهما وزيرين في حياته (طب) عن ابن مسعود وإسناده ضعيف • (أن لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته فاستجيب له وأنى اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة) أي ادخرتها لهم قال العلقمي قال في الفتح استشكل ظاهر الحديث بما وقع لكثير من الأنبياء من الدعوات المستجابة ولا سيما نبينا صلى الله عليه وسلم فظاهره أن لكل نبي دعوة مجابة فقط والجواب أن المراد بالإجابة في الدعوة المذكورة القطع بها وما دا ذلك من دعواتهم فهو على رجاء الإجابة وقال بعض شراح المصابيح ما لفظه أعلم أن جميع دعوات الأنبياء مستجابة والمراد بهذا الحديث أن لكل نبي دعاء على أمته بالإهلاك إلا أنا فلم أدع فأعطيت الشفاعة عوضاً عن ذلك للصبر على أذاهم والمراد بالأمة أمة الإجابة وقال النووي فيه كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم واعتناؤه بالنظر في مصالحهم فجعل دعوته في أهم أوقات حاجاتهم (حم ق) عن أنس بن مالك • (أن لكل نبي ولاة من النبيين) جمع ولي أي لكل نبي أحبأهم أولى به من غيرهم (وأن وليي أبي) إبراهيم الخليل (وخليل ربي) قال المناوي وتمامه ثم قرأ أن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وذها النبي (ت) عن ابن مسعود وهو حديث صحيح • (أن لكل نبي وزيرين) تثنية وزير وهو الذي يلتجي الحاكم إلى رأيه وتدبيره (ووزيراي وصاحباي أبو بكر وعمر) فيه إشارة إلى استحقاقهما الخلافة من بعده (ابن عساكر عن أبي ذر) بأسانيد ضعيفة • (أن لي أسماء) وفي رواية للبخاري خمسة أسماء أي موجودة في الكتب المتقدمة أو مشهورة بين الأم مالماضية أول م يتسم بها أحد قبلي أو معظمة (أنا محمد) قدمه لأنه أشهر الأسماء (وأنا أحمد) أي أحمد الحامدين لربه قال العلقمي وسبب ذلك ما ثبت في الصحيح أنه يفتح عليه في المقام المحمود بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله وقيل الأنبياء حمادون وهو أحمد منهم أي أكثر حمداً وأعظمهم في صفة الحمد وأما محمد فهو منقول من صفة الحمد أيضاً وهو بمعنى محمود وفيه معنى المبالغة والمحمد هو الذي حمد مرة بعد مرة والذي تكاملت فيه الخصال المحمودة قال عياض كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمد قبل أن يكون محمداً كما وقع في الوجود لأن تسميته أحمد وقعت في الكتب السالفة وتسميته محمد أوقعت في القرآن وذلك أنه حمد ربه قبل أن يحمده الناس وكذلك

في الآخر يحمد ربه فيشفعه فيحمده الناس وقد خص بسورة الحمد وبلواء الحمد وبالمقام المحمود وشرع له الحمد بعد الأكل وبعد الشرب وبعد الدعاء وبعد القدوم من السفر وسميت أمته الحمادون فجمعت له معاني الحمد وأنواعه صلى الله عليه وسلم (وأنا الحاشر) أي ذو الحشر (الذي يحشر الناس على قدمي) بخفة الياء على الأفراد وشدها على التثنية أي على أثر نبوتي أي زمنها أي ليس بعده نبي وقال العلقمي أي أنه يحشر قبل الناس واستشكل التفسير بأنه يقتضي أنه محشور فكيف يفسر به حاشر وهو اسم فاعل وأجيب بأن إسناد الفعل إلى الفاعل إضافة والإضافة تصح بأدنى ملابسة (وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر) قال العلقمي قال شيخنا أي يزيله من جزيرة العرب أو من أكثر البلاد أو المراد بمحوه إذلاله وإهانة أهله في البلاد بأسرها اهـ زاد في الفتح وقيل أنه محمول على الأغلب أو أنه ينمعي أولاً فأولاً إلى أن يضمحل في زمان عيسى ابن مريم فإنه يرفع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام (وأنا العاقب) زاد مسلم الذي ليس بعده أحد والترمذي الذي ليس بعده نبي لأنه جاء عقبهم مالك (ق ت ن) عن جبير بالجيم والتصغير (بن مطعم) بضم فسكون فكسر • (أن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر) قال العلقمي قال في النهاية الوزير هو الذي يوازره فيحمل عنه ما حمله من الأثقال والذي يلتجي الأمير إلى رأيه وتدبيره فهو ملجأ له ومفزع اهـ قال المناوي فيه أن المصطفى أفضل من جبريل وميكائيل (ك) عن أبي سعيد الحكيم عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (أن ما قد قدر في الرحم سيكون) أي سواء عزل المجامع أم أنزل داخل الفرج فلا أثر للعزل ولا لعدمه قال العلقمي وسببه كما في النسائي عن أبي سعيد الزرقي أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال ان امرأتي مرضع وأنا أكره أن تحمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ما فذكره (ن) عن أبي سعيد وهو عمارة (الزرقي) بفتح الزاي وسكون الراء وآخره قاف نسبة إلى زريق قرية من قرى مرو • (أن ما بين مصراعين في الجنة) قال المناوي أي في باب من أبواب الجنة (كمسيرة أربعين سنة) وهذا هو الباب الأعظم وأما ما سواه فكما بين مكة وهجر وبه تتفق الروايات وقال العلقمي قال في المصباح المصراع من الباب الشطر وهما مصراعان (حم ع) عن أبي سعيد الخدري وإسناده سحن • (أن مثل العلماء) بالعلم الشرعي العاملين بعلمهم (في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر) فكذا العلماء يهتدى بهم في ظلمات الضلال والجهل (فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة) فكذا إذا مات العلماء أوشك أن تضل الناس وأفاد بالتشبيه المكنى به عن إثبات النور المقابل للظلمة المستعار كل منهما للعلم والجهل الإشارة إلى قوله تعالى أو من كان ميتاً فأحييناه (حم) عن أنس *& (أن مثل أهل بيتي) هم علي وفاطمة

وابناهما وبنوهما (فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك) قال المناوي وجه الشبه بينهما أن النجاة تثبت لأهل سفينة نوح فأثبت لأمته بالتمسك بأهل بيته النجاة اهـ ولعل مقصود الحديث الحث على إكرامهم واحترامهم واتباعهم في الرأي (ك) عن أبي ذر • (أن مثل الذي يعود في عطيته) أي يرجع فيما وهبه لغيره (كمثل) بزيادة الكاف أي مثل (الكلب أكل حتى إذا شبع قاء) بالقاف والمد (ثم عاد في قيئه فأكله) هذا الحديث ظاهر في تحريم الرجوع في الهبة بعد إقباضها قال النووي وهو محمول على هبة الأجنبي أما إذا وهب لولده وإن سفل فله الرجوع كما صرح به في حديث النعمان بن بشير ولا رجوع في هبة الإخوة والأعمام وغيرهم من ذوي الأرحام هذا مذهب الشافعي وبه قال مالك والأوزاعي وقال أبو حنيفة يرجع كل واهب لا الوالد وكل ذي رحم محرم قال الدميري قال الشيخ تقي الدين القشيري وقع التشديد في التشبيه من وجهين أحدهما تشبيه الراجع بالكلب والثاني تشبيه المرجوع فيه بالقئ (هـ) عن أبي هريرة وهو حديث حسن • (أن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع) بكسر الدال المهملة أي زردية ضيقة (قد خنقته) أي عصرت حلقه لضيقها (ثم عمل حسنة فانفكت حلقة) بسكون اللام أي من حلق تلك الدرع (ثم عمل أخرى) أي حسنة أخرى (فانفكت الأخرى) أي حلقة من الحلق وهكذا واحدة واحدة (حتى تخرج إلى الأرض) أي تنحل وتنفك حتى تسقط فقوله حتى تخرج إلى الأرض كناية عن سقوطها (طب) عن عقبة بن عامر الجهني • (أن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله) بفتح الهمزة وإنما جعلهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم بالأصلين وهما النور والظلمة يزعمون أن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة وكذا القدرية يضيفون الخير إلى الله والشر إلى الإنسان والشيطان والله تعالى خالقهما جميعاً لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته فهما مضافان إليه خلقاً وإيجاد وإلى الفاعلين لهما عملاً واكتساباً (إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) أي لا تحضروا جنائزهم (وإن لقيتموهم) أي في نحو طريق فلا تسلموا عليهم) ومقصود الحديث هجرهم والزجر عن اتباعهم في عقيدتهم إذ المنقول في مذهب الشافعي أنهم فسقة لا كفرة فيجب تجهيزهم والصلاة عليهم ودفنهم (هـ) عن جابر وإسناده ضعيف • (أن محاسن الأخلاق مخزونة) • أي محرزة عند الله تعالى أي في علمه (فإذا أحب الله عبداً منحه) أي أعطاه (خلقاً حسناً) بضم اللام أي بأنه يطبعه عليه في جوف أمه أو يفيض على قلبه نوراً فينشرح صدره للتخلق به (الحكيم عن العلاء بن كثير مرسلاً) وإسناده ضعيف • (أن مريم) بنت عمران (سألت الله تعالى أن يطعمها لحماً لا دم فيه) أي سائلاً (فأطعمها الجرادظ) تمامه عند الطبراني فقالت اللهم أعشه بغير رضاع وتابع بنيه بغير شياع وفيه إشارة إلى أنها أول من أكله (عق) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (أن

مسح الحجر الأسود) أي استلامه (والركن اليماني) أي ومسح الركن اليماني (يحطان الخطايا حطا) أي يسقطانها وأكد بالمصدر إفادة لتحقق وقوع ذلك (حم) عن ابن عمر بإسناد حسن • (أن مصر ستفتح عليكم فانتجعوا خيرها) أي اذهبوا إليه لطلب الربح والفائدة فإنها كثيرة المكاسب (ولا تتخذوها داراً) أي محل إقامة (فإنه) أي الشأن والحال (يساق إليها قل الناس إعماراً) وذلك لحكمة علمها الشارع أو استأثر الله بعلمها وهذا مشاهد في الأغراب قدر الله لهم ذلك في الأزل (خ) والبارودي وابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب النبوي (عن رباح) اللخمي وهو حديث ضعيف • (أن مطعم ابن آدم) بفتح فسكون ففتح (قد ضرب مثلاً للدنيا) أي لقذارتها (وأن قزحه) بقاف وزاي مشددة أي قبله وكثر إبزاره وبالغ في تحسينه (وملحه) قال المناوي بفتح الميم وشدة اللام أي صيره ألواناً مليحة وروى بالتخفيف أي ألقى فيه الملح بقدر الإصلاح (فانظر) أي تأمل أيها العاقل (إلى ما يصير) من خروجه غائطاً نتناً في غاية القذارة مع كونه كان قبل ذلك ألواناً طيبة ناعمة أي فكذلك الدنيا بعد نعيمها وكثرة لذاتها يصير إلى الفناء (حم طب) عن أبي ابن كعب • (أن معافاة الله للعبد في الدنيا أن يستر عليه سيأته) فلا يظهرها لأحد ولا يفضحه بها ومن ستر عليه في الدنيا ستر عليه في الآخرة (الحسن بن سفيان) في كتاب (الوجدان) بضم الواو (وأبو نعيم في) كتاب (المعرفة) أي معرفة الصحابة (عن بلال بن يحيى العيسى مرسلاً) • (أن مع كل جرس) بالتحريك أي جلجل (شيطاناً) قيل لدلالته على أصحابه بصوته وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن لا يعلم العدو به حتى يأتيهم فجأة فيكره تعليق الجرس على الدواب وظاهر اللفظ العموم فيدخل فيه الجرس الكبير والصغير سواء كان في الأذن أو الرجل أو عنق الحيوان وسواء كان من نحاس أو حديد أو فضة أو ذهب (د) عن عمر بن الخطاب • (أن مغير الخلق) بضمتين (كمغير الخلق) بفتح المعجمة وسكون اللام (أنك لا تستطيع أن تغير خلقه) بالضم (حتى تغير خلقه) أي وتغيير خلقه محال وكذا خلقه لكن هذا في الخلق الجبلي لا المكتسب (عدفر) عن أبي هريرة • (أن مفاتيح الرزق) أي أسبابه (متوجهة نحو العرش) أي جهته (فينزل الله تعالى على الناس أرزاقهم على قدر نفقاتهم فمن كثر كثر له ومن قلل قلل له) أي من وسع على عياله ونحوهم ادر الله عليه من الرزق بقدر ذلك ومن قتر عليهم قتر الله عليه قال بعض العارفين إذا علم الله من عبد جوداً ساق الله إليه أرزاق العباد لتصل إليهم على يديه ويربح الكريم الثناء الحسن فما أحد أخذ شيئاً من رزق غيره أبداً وما مدح الله الموثرين على أنفسهم إلا لكونهم وقوا شح أنفسهم (قط) في الإفراد عن أنس وإسناده ضعيف • (أن ملكاً موكل بالقرآن فمن قرأ منه شيئاً لم يقومه) أي لم ينطق به على ما يجب رعايته من الإعراب واللغة ووجوه القراءات الثابتة (قوّمه الملك) أي عدله (ورفعه) إلى الملأ الأعلى قويماً (أبو سعيد السمان) بكسر السين

المهملة وشدة الميم وإسناده ضعيف • (أن من البيان لسحرا) بفتح لام التوكيد أي أن منه لنوعاً يحل من القلوب والعقول في التمويه محل السحر ويقرب البعيد ويبعد القريب ويزين القبيح ويعظم الحقير فكأنه سحر وذا قاله حين وفد رجلان من الشرق مع وفد بني تميم فخطبا فعجب الناس لبيانهما مالك (حم خ د ت) عن ابن عمر بن الخطاب • (أن من البيان سحراً وأن من الشعر حكماً) بكسر ففتح جمع حكمة أي حكمة وكلاماً نافعاً في المواعظ والأمثال وذم الدنيا والتحذير من غرورها ونحوذ لك وجنس الشعر وإن كان مذموماً لكن منه ما يحمد لاشتماله على الحكة (حم د) عن ابن عباس وإسناده صحيح • (أن من البيان سحراً وأن من العلم جهلاً) لكونه علماً مذموماً والجهل به خير منه قال العلقمي قال في النهاية قيل هو أن يتعلم ما لايحتاج إليه كالنجوم وعلوم الأوائل ويدع ما يحتاج إليه دينه من علم القرآن والسنة وقيل هو أن يتكلف العالم القول فيما لا يعلمه فيجهله ذلك (وأن من الشعر حكماً وأن من القول عيالاً) قال العلقمي قال الخطابي هكذا رواه أبو داود ورواه غيره عيلاً قال الأزهري من قولك علت الضالة أعيل عيلا وعيلا إذا لم تدر أي جهة توجهت قال أبو زيد كانه لم يهتد إلى من يطلب علمه فعرضه على من لا يريده (د) عن بريدة بن الحصيب • (أن من التواضع لله لرضا بالدون من شرف المجالس) أي بذلها فمن أدب نفسه حتى رضيت منه بأن يجلس حيث انتهى به المجلس فاز بحظ وافر من التواضع (طس هب) عن طلحة بن عبيد الله وإسناده حسن • (أن من الجفا) أي الإعراض عن الصلاة أو الإعمال الموجبة لذلك وأصله الوحشة بين المجتمعين ثم تجوز به لما يبعد عن الثواب (أن يكثر الرجل) يعني المصلي ولو امرأة (مسح جبهته) أي من الحصا والغبار (قبل الفراغ من صلاته) أي قبل سلامه منها فيكره للمصلي مسح جبهته في الصلاة لأن ذلك منافي الخشوع وهذا محمول على شيء خفيف لا يمنع من مباشرة جلد الجبهة فإن منع وجب مسحه وإلا لم يصح السجود (هـ) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها الصلاة) لا الفرض ولا النفل (ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة) قالوا يا رسول الله وما يكفرها قال (يكفرها الهموم) جمع هم وهو القلق والحزن (في طلب المعيشة) أي السعي في تحصيل ما يعيش به ويقوم بكفايته وممول وهذا كما قال الغزالي في حق الحق أما حق العباد فلابد فيه من الخروج من المظالم (حل) وابن عساكر عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (أن من الشره) أي مجاوزة الحد المرضي (أن تأكل كلما اشتهيت) أي لأن النفس إذا تعودت ذلك شرهت وترقت من مرتبة لخرى فلا يمكن كفها بعد ذلك فتقع في مذمومات كثيرة قال العلقمي وروى البيهقي في الشعب من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها إياك والإسراف فإن أكلتين في يوم من السرف قال الغزالي فإذا أكلتان في يوم من السرف وأكلة في يومين من التقتير وأكلة في يوم قوام وهو المحمود في كتاب الله تعالى ومن

اقتصر في اليوم على أكلة واحدة فالمستحب أن يأكلها سحراً قبل طلوع الفجر فيكون أكله بعد التهجد وقبل الصبح فيحصل له جوع النهار للصيام وجوع الليل للقيام وخلو القلب لفراغ المعدة ورقة القلب وسكون النفس (هـ) عن أنس ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (أن من السنة) أي الطريقة المحمدية (أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار) زاد في رواية ويأخذ ركابه أي أن كان يركب وكذلك كان يفعل الإمام أحمد بن حنبل بالشافعي إذا زاره وينشد للشافعي رضي الله عنه: قالوا يزورك أحمد وتزوره • قلت الفضائل لا تفارق منزله إن زارني فبفضله أو زرته • فلفضله فالفضل في الحالين له وذلك لإكرام الضيف فينصرف طيب النفس منشرح الصدر قال المناوي وفي رواية إلى باب البلد أي إن كان من بلد آخر والأول كاف في حصول السنة والثاني للأكمل والكلام في المؤمن (هـ) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (أن من الفطرة) أي السنة أي هذه الخصال من سنن الأنبياء وقد أمرنا أن نقتدي بهم قال تعالى فبهداهم اقتده وأول من أمر بها إبراهيم عليه الصلاة والسلام وذلك قوله تعالى وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال ابن عباس أمر بعشر خصال ثم عددهن فلما فعلهن قال أني جاعلك للناس إماماً أي ليقتدى بك ويستن بسنتك وقد أمرت هذه الأمة بمتابعته خصوصاً في قوله تعالى ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا (المضمضة والاستنشاق) أي إيصال الماء إلى الفم والأنف في الطهارة (والسواك) بما يزيل القلح (وقص الشارب) وهو الشعر النابت على الشفة العليا قال الحافظ بن حجر في شرح البخاري أكثر الأحاديث وردت بلفظ القص وورد في بعضها بلفظ الحلق وبلفظ جزوا الشوارب وبلفظ احفوا الشوارب وبلفظ انهكوا الشوارب قال وكل هذه الألفاظ تدل على أن المطلوب المبالغة في الإزالة الجز قص الشعر والصوف إلى أن يبلغ الجلد وإلا حفا الاستقصا والنهكة المبالغة في الإزالة وكان أبو حنيفة وأصحابه يقولون إلا حفا أفضل من التقصير وقال الأثرم كان أحمد يحفي شاربه احفاء شديداً ونص على أنه أولى من التقصير والاحفاء عند مالك القص وليس بالاستئصال وقال النووي في قص الشارب أن يقصه حتى يبدو طرف الشفة ولا يحفه من أصله وذهب بعض العلماء إلى التخيير في ذلك لثبوت الأمرين معاً في الأحاديث المرفوعة قال العلقمي وهذا هو المختار عندي لما فيه من الجع بين الأحاديث والعمل بها كلها فينبغي لمن يريد المحافظة على السنة أن يستعمل هذا مرة وهذا مرة فيكون قد عمل بكل ما ورد ولم يفرط في شيء (وتقليم الأظفار) من يد أو رجل ولو زائدة وفيه كيفيات واختار الشرف الدمياطي التخالف وذكر أنه تلقى عن بعض المشايخ أن من قص أظفاره مخالفاً لما يصبه رمد وأنه جرب ذلك مدة طويلة وأشار بعضهم إلى التخالف في قوله

في قص يمين رتبت خوابس • أو خس لليسرى وباخامس وقد أنكر ابن دقيق العيد ذلك وقال وما اشتهر من قصها على وجه مخصوص لا أصل له في الشريعة ولا يجوز اعتقاد استحبابه لأن الاستحباب حكم شرعي لابد له من دليل وليس استسهال ذلك بصواب اهـ وفي شرح البخاري للحافظ أبي الفضل بن حجر يستحب الاستقصاء في إزالتها في حد لا يدخل فيه ضرر على الإصبع ويستحب تقديم اليد في القص على الرجل قال الحافظ بن حجر ويمكن أن يوجه بالقياس على الوضوء والجامع التنظيف ويكره الاقتصار على تقليم أحد اليدين أو الرجلين كالمشي في النعل الواحة ومن قلم أظفاره وهو متوضي استحب أن يعيد وضوءه خروجاً من خلاف من يوجبه قال العلقمي وقد اشتهر على الألسنة هذه الأبيات ولا يدري قائلها وهي في قص الأظفار: في قص الأظفار يوم السبت أكلة • تبدو وفيما يليه تذهب البركه وعالم فاضل يبدو بتلوهما • وأن يكن في الثلاثا فاحذر الهلكه ويورث السوء في الأخلاق رابعها • وفي الخميس الغنا يأتي لمن سلكه والعلم والحلم زيداً في عروبتها • عن النبي روينا فاقتفوا نسكه وأخرج البيهقي بسند ضعيف عن وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بدفن الشعر والأظفار وقال الإمام أحمد لما سئل عن ذلك يدفنه كان ابن عمر يدفنه وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بدفن الشعر والأظفار وقال لا يتغلب به سحرة بني آدم (ونتف الإبط) أي إزالة ما به من شعر بنتف أن قوي عليه وإلا أزاله بحلق أو غيره (والاستحداد) هو حلق العانة بالحديد يعني إزالة شعرها بحديد أو غيره وخص الحديد لأن الغالب الإزالة به (وغسل البراجم أي تنظيف المواضع المنقبضة والمنعطفة التي يجتمع فيها الوسخ وأصل البراجم العقد التي تكون على ظهر الأصابع واحدتها برجمة مثل بندقة والرواجب ما بين عقد الأصابع من داخل جمع راجبة (والانتضاح بالماء) أي نضح الفرج بماء قليل بعد الوضوء لينفي عنه الوسواس أو أراد الاستنجا (والاختتان) للذكر بقطع القلفة وللأنثى بقدر ما ينطلق عليه الاسم من بظرها وهو واجب عند الشافعي دون ما قبله ولا مانع أن يراد بالفطرة القدر المشترك الجامع للوجوب والندب (حم ش ده) عن عمار بن ياسر وهو حديث منقطع • (أن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى) أي حسنى أو خير أو عيش طيب (لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل) أي شدة حسرة ودمار وهلاك (لمن جعل الله مفاتيح الشر عليه يديه) أي فالخير مرضاة لله والشر مسخطة له فإذا رضي الله تعالى عن عبد فعلامة رضاه أن يجعله مفتاحاً للخير

وعلامة سخطه على عبد أن يعجله مفتاحاً للشر ومنهم من هو متلبس بهما فهو من الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً قال العلقمي فائدة قال الدميري جعل الله لكل خير وشر مفتاحاً وباباً يدخل منه إليه كما جعل الشرك والإعراض والكبر عما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحاً للنار وكما جعل الخمر مفتاحاً لكل إثم وجعل الغنا مفتاح الزنا وجعل إطلاق النظر في الصور مفتاح العشق وجعل الكسر والراحة مفتاح الخيبة والحرمان وجعل المعاصي مفتاح الكفر وجعل الكذب مفتاح النفاق وجعل الشح والبخل والحرص مفتاح التلف وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حله وجعل الإعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح كل بدعة وضلالة وهذه أمور لا يصدق بها إلا من له بصيرة صحيحة وعقل يعرض به عما في نفسه (هـ) عن أنس هو حديث حسن لغيره • (أن من الناس مفاتيح) بإثبات الياء جمع مفتاح ويطلق على المحسوس وعلى المعنوي كما هنا (لذكر الله) قيل من هم يا رسول الله قال الذين (إذا رؤا ذكر الله) ببناء رؤا للمجهول يعني إذا رآهم الناس ذكروا الله عند رؤيتهم لما هم عليه من سمات الصلاح وشعار الولياء مما علاهم من النور والهيبة والخشوع والخضوع وغير ذلك (طب هب) عن ابن مسعود وإسناده حسن • (أن من النساء عيا) بكسر المهملة وشدة المثناة التحتية أي جهلاً وعجزاً واتعاباً (وعورة) أي نقصاً وقبحاً قال العلقمي قال في النهاية العي الجهل والعورة كل ما يستحي منه إذا ظهر ومنه الحديث المرأة عورة جعلها نفسها عورة إذا ظهرت يستحي منها كما يستحي من العورة إذا ظهرت (فكفوا) أيها الرجال القوامون عليهن (عيهن بالسكوت) والصفح عما يقع منهن (وواروا عورتهن بالبيوت) أي استروا عورتهن بإسكانهن في بيوتهن ومنعهن من الخروج ولا تسكنوهن الغرف كما في حديث (عق) عن أنس وهو حديث ضعيف • (أن من أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقاً) أي أكثركم حسن خلق وحسن الخلق اختيار الفضائل من الصدق وحسن المعاملة والعشرة وكف الأذى عن الناس وتحمل أذاهم وترك الرذائل من العيوب والذنوب (خ) عن ابن عمرو بن العاص (أن من إجلال الله) أي تبجيله وتعظيم (إكرام ذي الشيبة المسلم) أي تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام بتوقيره في المجالس والرفق به والشفقة عليه ونحو ذلك كل هذا من كمال تعظيم الله لحرمته عند الله (وحامل القرآن) أي حافظه سماه حاملاً له لما تحمل لمشاق كثيرة تزيد على الأحمال الثقيلة (غير الغالي فيه) بغين معجمة أي غير المتجاوز الحد في العمل به وتتبع ما خفي منه واشتبه عليه من معانيه وفي حدود قراءته ومخارج حروفه (والجافي عنه) قال العلمقي أي التارك له البعيد عن تلاوته والعمل بما فيه فإن هذا من الجفا وهو البعد عن الشيء وجفاه إذا بعد عنه وقال في النهاية إنما قال ذلك لأن من أخلاقه التي أمر بها القصد في الأمور والغلو التشديد في الدين ومجاوزة الحد والتجافي

البعد عنه أي عن الدين اهـ قلت لا سيما من أعرض عنه بكثرة النوم والبطالة والإقبال على الدنيا والشهوات بل ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بقيام ليله إذا الناس نيام وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون وما أقبح بحامل القرآن أن يتلفظ بأحكامه ولا يعمل به فهو كمثل الحمار يحمل أسفاراً (وإكرام ذي السلطان المقسط) بضم الميم أي العادل في حكمه بين رعيته (د) عن أبي موسى الأشعري وإسناده حسن • (أن من إجلالي) أي تعظيمي وأداء حقي (توقير الشيخ من أمتي) بنظير ما مر (خط) في الجامع عن أنس وإسناده ضعيف • (أن من أخلاق المؤمن) أي الكامل (قوة في دين) أي طاقة عليه وقياماً بحقه قال العلقمي قال في المصباح وقوي على الأمر إطاقه (وحرما) الحزم ضبط الرجل أمره والحذر من فواته (في لين) أي سهولة (وإيماناً في يقين) لأنه وإن كان موحداً قد يدخله نقص فيقف مع الأسباب فيحتاج إلى يقين يزيل الحجاب (وحرصاً في علم) أي اجتهاداً فيه ودواماً عليه لأن آفته الفترة قال في المصباح وحرص عليه حرصاً من باب ضرب إذا اجتهد (وشفقة) قال في النهاية الشفق والإشفاق الخوف وفي المصباح أشفقت على الصغير حنوت وعطفت (في مقه) بكسر الميم وفتح القاف أي مودة وقال في مختصر النهاية محبة (وحلماً في علم) لأن العالم يتكبر بعلمه فيسوء خلقه (وقصداً في غنى) أي توسطاً في الإنفاق وإن كان ذا مال (وتحملاً في فاقة) أي فقر بأن يتلطف ويحسن هيئته على قدر حاله وطاقته (وتحرجاً) أي كفا (عن طمع) لأن الطمع فيما في أيدي الناس انقطاع عن الله ومن انقطع عنه خذل (وكسباً في حلال) أي سعياً في طلب الحلال (وبرا) بالكسر أي إحساناً (في استقامة) أي مع فعل المأمورات وتجنب المنهيات (ونشاطاً في هدى) أي خير وطاعة لا في ضلالة ولا في لهو قال في المصباح نشط من عمله ينشط من باب تعب خف وأسرع (ونهياً) قال العلقمي قال في المصباح نهيته عن الشيء أنهاه نهياً فانتهى عنه ونهوته نهواً لغة ونهى الله تعالى أي حرم (عن شهوة) أي اشتياق النفس إلى منهيّ عنه (ورحمة للمجهود) أي للشخص المجهود في نحو معاش أو بلاء وقال العلقمي المجهود هنا المعسر عليه (وأن المؤمن من عباد الله) قال المناوي كذا هو بخط المؤلف وهو تحريف والرواية أن المؤمن عياذ الله أي هو الذي يعيذ المؤمنين من السوء (لا يحيف على من يبغض أي لا يحمله بغضه إياه على الجور عليه (ولا يأثم فيمن يحب) أي لا يحمله حبه إياه على أن يأثم في حبه (ولا يضيع ما استودع) أي جعل أميناً عليه (ولا يحسد) فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب (ولا يطعن) في الأعراض (ولا يلعن) آدمياً ولا حيواناً محترماً (ويعترف بالحق) الذي عليه (وإن لم يشهد عليه) أي وإن لم يقم عليه شهود (ولا يتنابذ) أي يتداعى (بالألقاب) قال العلقمي قال في المصباح نبذه نبذاً من باب ضرب لقبه والنبذ اللقب تسمية بالمصدر وتنابذوا نبذ بعضهم بعضاً وقال في النهاية التنابذ التداعي بالألقاب والنبذ

بالتحريك اللقب وكأنه يكثر فيما كان مذموماً فيحرم ذلك إلا في حق من اشتهر به ولم يقصد به الإيذاء (في الصلاة) متعلق (بمتخشعاً) والخشوع من مكملات الصلاة بل عده الغزالي شرطاً ومتخشعاً حال من الضمير العائد على المؤمن وكذا المنصوبات بعده (إلى الزكاة مسرعاً) أي إلى أدائها لمستحقيها (في الزلازل وقوراً) فلا تستفزه الشدة ولا يجزع من البلاء (في الرخاء شكوراً) امتثالاً لقوله تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم (قانعاً بالذي له) من الرزق المقسوم (لا يدعي ما ليس له ولا يجمع في الغيظ) أي لا يصمم عليه (ولا يغلبه الشح عن معروف يريده) أي يريد فعله (يخالط الناس كي يعلم) أي لأجل العلم تعليماً وتعلماً (ويناطق الناس كي يفهم) أحوالهم وأمورهم والمراد يفهم الأمور الشرعية (وأن ظلم وبغى عليه) عطف تفسير (صبر حتى يكون الرحمن هو الذي يقتص له) كذا هو بخط المؤلف ولفظ الرواية ينتصر له والمراد المؤمن الكامل (الحكيم) الترمذي (عن جندب) بضم الجيم والدال تفتح وتضم قال الشيخ حديث ضعيف • (أن من أربى الربا) أي أكثره وبالاً وأشده تحريماً (الاستطالة في عرض المسلم) أي احتقاره والترفع عليه والوقيعة فيه بنحو قذف أو سب لأن العرض أعز على النفس من المال (بغير حق) قيد به ليخرج ما هو بحق كان يقول في المماطل مطلني بحقي وهو قادر عليه وتباح الغيبة في مواضع منها ذكر مساوئ الخاطب ومن أريد الاجتماع به لتعلم صناعة أو علم (حم د) عن سعيد بن زيد قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن من أسرق السراق) أي منأشدهم سرقة (من يسرق لسان الأمير) أي يغلب عليه حتى يصير لسانه كأنه بيده (وأن من الحسنات عيادة) بمثناة تحتية (المريض) أي زيارته في مرضه ولو أجنبياً (وأن من تمام عيادته أن تضع يدك عليه) أي على شيء من جسده كجبهته أو يده أو المراد موضع العلة (وتسأله كيف هو) أي عن حاله في مرضه وتدعو له (وأن من أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى تجمع بينهما) لا سيما المتحابين حيث وجدت الكفاءة وغلب على الظن أن في إصلاحهما خيراً (وأن من لبسة الأنبياء) بكسر اللام وضمها أي مماي لبسونه ويرضون لبسه (القميص قبل السراويل) يعني يهتمون بتحصيله ولبسه قبله لأنه يستر جميع البدن فهو أهم مما يستر أسفله فقط وفيه أن السراويل من لباس الأنبياء (وأن مما يستجاب به عند الدعاء العطاس) من الداعي أو غيره يعني أن مقارنته للدعاء يستدل بها على استجابته (طب) عن أبي رهم السمعي نسبة إلى السمع ابن مالك قال الشيخ حديث صحيح • (أن من أشراط الساعة) أي علاماتها قال القرطبي علامات الساعة على قسمين ما يكون من نوع المعتاد أو غيره والمذكور هنا الول وأما الغير مثل طلوع الشمس من مغربها فتلك مقارنة لها أو مضايقة والمراد هنا العلامات السابقة على ذلك

أن يرفع العلم ويظهر الجهل والمعنى أن العلم يرفع بموت العلماء فكلما مات عالم ينقص العلم بالنسبة إلى فقد امله وينشأ ن ذلك الجهل بما كان ذلك العالم ينفرد به عن بقية العلماء ومن لازم رفع العلم ظهرو الجهل ويفشوا الزنا رواية مسلم ورواية البخاري ويظهر الزنا (ويشرب الخمر) بالبناء للمفعول والمراد كثرة ذلك واشتهاره (وتذهب الرجال) أي أكثرم (وتبقى النساء) قيل سببه أن الفتن تكثر فيكثر القتل في الرجال لأنهم أهل الحرب دون النساء وكون كثرة النساء من العلامات مناسب لظهور الجهل ورفع العلم (حتى يكون لخمسين امرأة) يحتمل أن المراد به حقيقة هذا العدلد أو يكون مجازاً عن الكثرة ويؤيده أن في حديث أبي موسى وترى الرجل الواحد يتبعه أرعون امرأة (قيم واحد) قال العلقمي قال القرطبي في التذكرة يحتمل أن المراد بالقيم أنه يقوم عليهن سواء كن موطوآت أم لا ويحتمل أن يكون ذلك يقع في الزمان الذي لا يبقى فيه من يقول الله الله فيتزوج الواحد بغير عدد جهلاً بالحكم الشرعي قال في الفتح قلت وقد وجد ذلك من بعض أمراء التركمان وغيرهم من أهل هذا الزمان مع دعواه الإسلام اهـ قلت وقد سمعنا من هو بهذه الصفة في هذا الزمان (جم ق ت ن هـ) عن أنس • (أن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر) قيل أراد بالأصاغر أهل البدع وقال العلقمي يفسره أي هذا الحديث ويبين معناه ما أخرجه الطبراني أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ يقبض الله العلماء ويقبض العلم معهم فتنشأ أحداث ينزو بعضهم على بعض نزو البعير على البعير ويكون الشيخ فيهم مستضعفاً (طب) عن أمية الجمحي وقيل اللخمي وقيل الجهني وإسناده ضعيف • (أن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد) أي يدفع بعضهم بعضاً ليتقدم للإمامة وكل يتأخر (لا يجدون إماماً يصلي بهم) لقلة العلم وظهور الجهل وغلبته وفيه أنه لا ينبغي تدافع أهل المسجد في الإمامة بل يصلي بهم من يظهر أنه أحقهم (حم هـ) عن سلامة بنت الحر أخت خرشة بن الحر الفزاري • (أن من أعظم الأمانة) أي خيانة الأمانة (عند الله تعالى يوم القيامة الرجل) اسم أن على حذف مضاف (يفضي إلى امرأته وتفضي إليه) كناية عن الجماع (ثم ينشر سرها) أي أن نشر الرجل أي تكلمه بما جرى بينه وبين امرأته حال الاستمتاع بها من أعظم خيانة الأمانة (حم م) عن أبي سعيد • (أن من أعظم الفري) قال المناوي بون الشر أي أكذب الكذب الشنيع اهـ وضبطه الشيخ في شرحه بكسر الفاء وسكون الراء وقال العلقمي بكسر الفاء مقصور وممدود وهو جمع فرية والفرية الكذب والبهت تقول فرى بفتح الراء فلان كذا إذا اختلق يفرى بفتح أوله فرياً وفرى وافترى اختلق (أن يدعي الرجل إلى غير أبيه) بشدة الدال أي ينتسب إلى غير أبيه (ويرى) بضم المثناة التحتية وكسر الراء (عينه) بالإفراد (ما لم تر) أي يدعي أن عينيه رأتا في المنام شيئاً ما رأياه لأنه جزء من الوحي فالمخبر عنه بما لم يقع كالمحبر عن الله بما لم يلقه إليه (أو يقول عن رسول

الله صلى الله عليه وسلم (ما لم يقل) لما يترتب على ذلك من فساد الشريعة والدين كما تقدم (ح) عن واثلة ابن الأسقع • (أن من أفرى الفري) أي أكذب الكذب (أن يرى الرجل عينيه) بلفظ التثنية (في المنام ما لم تريا) أي يدعي أن عينيه رأتا في نومه شيئاً ما رأتاه فيقول رأيت في منامي كذا وهو كاذب وإنما اشتد فيه الوعيد مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ قد يكون شهادة في قتل أوجدا وأخذ مال لأن الكذب على المنام كذب على الله تعالى أنه أراه ما لم يره والكذب على الله تعالى أشد من الكذب على المخلوقين لقوله تعالى ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الآية وإنما كان الكذب في المنام كذب على الله لحديث الرؤيا جزء من النبوة وما كان من النبوة فهو من قبل الله تعالى (حم) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (أن من أفضل أيامكم يوم الجمعة) أتى بمن لان يوم عرفة أفضل أيام السنة ويليه في الفضيلة يوم النحر فيوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع (فيه خلق آدم) لا شك أن خلق آدم فيه يوجب له شرفاً ومزية (وفيه قبض) وذلك شرف له أيضاً فإنه سبب لوصوله إلى الجناب الأقدس والخلاص من دار البلا (وفيه النفخة وفيه الصعقة) وذلك من أسباب توصل أرباب الكمال إلى ما أعد لهم من النعيم المقيم فالموت وإن كان في الظاهر فناء فهو في الحقيقة ولادة ثانية وهو باب من أبواب الجنة منه يتوصل إليها (فأكثروا عليّ من الصلاة فيه أي في يوم الجمعة وكذا ليلتها) (فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت) بوزن ضربت وقيل بتشديد الميم وفتح التاء وقيل بتشديد الميم وسكون التاء لتأنيث العظام قال ابن الأثير أصل هذه الكلمة من رم الميت وأرم إذا بلى والرمة العظم البالي (قال أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) أي لأنهم أحياء في قبورهم (حم دن هـ حب ك عن أوس) بفتح الهمزة وسكون الواو (بن أوس) وفي نسخة ابن أبي أوس قال الشيخ وهو حديث صحيح • (أن من اقتراب الساعة أن يصلي خمسون) نفساً يحتمل أن المراد ناس كثير لا خصوص هذا العدد (لا تقبل لأحد منهم صلاة) لقلة العلم وغلبة الجهل فلا يجد الناس من يعلمهم أحكام الصلاة (أبو الشيخ في الفتن عن ابن مسعود) وإسناده ضعيف • (أن من أكبر الكبائر) يحتمل أنه أتى بمن لان المذور هنا بعض الكبائر (الإشراك) أي الكفر (بالله) وإنما خص الإشراك لغلبته حالتئذ (وعقوق الوالدين) أي الأصلين وأن علياً أو أحدهما (واليمين الغموس) هي الكاذبة وإنما سميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار (وما حلف حالف بالله يمين صبر) هي التي يلزم بها ويحبس عليها وذلك بعد التداعي فهي لازمة لصاحبها من جهة الحكم ويقال لها مصبورة وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور لأنه إنما صبر من أجلها أي حبس فوصفت بالصبر وأضيفت إليه مجازاً (فأدخل فيها مثل جناح بعوضة) مبالغة في القلة (إلا جعلت) أي صيرها الله تعالى (كتة في قلبه إلى يوم

القيامة) أي ما لم يتب فإن تاب توبة صحيحة انجلى قلبه منها كما تقدم وإذا كان هذا في الشيء التافه فكيف باليمين الكذب المحض (حم ت حب ك) عن عبد الله بن أنيس تصغير أنس وإسناده حسن • (أن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) بفعل الفضائل وترك الرذائل (وألطفهم بأهله) أي من نسائه وأولاده وأقاربه واللطف هنا الرفق والبر (ت ك) عن عائشة وإسناده حسن • (أن من أمتي) أي أمة الإجابة (من يأتي السوق) خصه لغلبة البيع فيه فالحكم كذلك وإن اشتراه من غير سوق (فيبتاع) أي يشتري (القميص بنصف ديناراً وثلث دينار) أو أقل من ذلك (فيحمد الله إذا لبسه فلا يبلغ ركبتيه حتى يغفر له) أي يغفر الله له ذنوبه بسبب الحمد والمراد الصغائر (طب) عن أبي أمامة • (أن من أمتي قوماً يعطون مثل أجور أو لهم) أي يثيبهم الله مع تأخر زمنهم مثل ثواب الصدر الأول على إنكار المنكر قيل من هم يا رسول الله قال (الذين ينكرون المنكر) أي يغيرونه عند القدرة عليه وينكرونه عند العجز (حم) عن رجل من الصحابة وإسناده حسن • (أن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل حيثه) أي يعقبه بقوله إن شاء الله فيندب ذلك قال تعالى ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله وتقدم أن الإيمان لا يطلب فيه التعليق فلا يقال أنا مؤمن إن شاء الله (طس) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أن من تمام الصلاة إقامة الصف) يعني تسويته وتعديله بحيث لا يتقدم أحد على أحد وإن استدار حول الكعبة (حم) عن جابر وإسناده حسن • (ن من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك) بالتصغير أي من وطنك وهذا قاله لمن قال له ما معنى أتموا الحج فالإحرام من ذلك أفضل من الإحرام من الميقات عند جمع منهم الرافعي وعكس آخرون لأدلة أخرى (عد هب) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (أن من حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة) لأن تعليمها يعين على تحصيل العلوم الشرعية وأن يعلمه القرآن والآداب المسنونة كالسواك (وأن يحسن اسمه) بأن يسميه باسم حسن كعبد الله وعبد الرحمن ونحو ذلك (وأن يزوجه إذا بلغ) أو يسريه لأنه بذلك يحفظ عليه شطر دينه وهذه الحقوق مندوبة في حق الأب أما الواجبة فمنها تعليمه الصلاة وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بمكة ودفن بالمدينة وأجرة التعليم في مال الطفل أن كان له مال وإلا فعلى من عليه نفقته (ابن النجار عن أبي هريرة) وهو حديث حسن لغيره • (أن من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة) أي التوبة والرجوع إليه فتكثر طاعاته وتمحى سيأته إن الحسنات يذهبن السيئات (ك) عن جابر وهو حديث صحيح • (أن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه) بالمباشرة والجماع (ثم ينشر سرها) أي يحدث بما وقع منها حال الجماع من قول أو فعل فيحرم ذلك بلا حاجة أما مجرد ذكر الجماع فن لم تدع إليه حاجة فمكروه وإن دعت إليه حاجة بأن يذكر

إعراضه عنها وتدعي عليه العجز عن الجماع فلا كراهة (م) عن أبي سعيد الخدري • (أن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عبداً أذهب آخرته بدنيا غيره) أي ارتكب ما ينقص إيمانه بسبب تحصيل دنيا غيره وهذا سماه الفقهاء أخس الاخسا (طب) عن أبي أمامة الباهلي • (أن من ضعف اليقين) بضم الضاد في لغة قريش وفتحها في لغة تميم (أن تضى الناس بسخط الله تعالى) أي بارتكاب ما يستحق به العقاب (وأن نحمدهم على رزق الله) أي على تحصيله أي أن تحمدهم لأجل أن يعطوك وأما الثنا على من وصل إليك منه إحسان فمطلوب كما تقدم في حديث اشكر الناس لله أشكرهم للناس فينبغي لمن صنع إليه معروف أن يشكر من جرى على يديه وأن يملأ الأرض ثنا والسما دعاء وينبغي لمن لا يقوم بالشكر أن لا يقبل العطا (وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله) أي على إمساكهم ما بأيديهم عنك لأن المانع هو الله وهم مأمورون مقهورون (أن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص) تحصيله لك (ولا يرده عنك كراهة كاره) حصوله لك فما لم يقدر لك لم يأتك وإن بالغت في الأسباب وما قدر لك خرق الحجب وطرق عليك الباب (وأن الله بحكمته وجلاله جعل الروح) بفتح الراء أي الراحة (والفرح) أي السرور (في الرضى) بالقضاء (واليقين) أي أن يعلم الإنسان ويتيقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه (وجعل الهم والحزن في الشك) عند اليقين (والسخط) عند الرضى (حل هب) عن أبي سعيد الخدري وإسناده ضعيف • (أن من عباد الله تعالى من لو أقسم على الله عز وجل لأبره) أي جعله باراً صادقاً في يمينه لكرامته عليه وسببه كما في البخاري عن أنس أن الربيع بضم الراء والتشديد عته كسرت ثنية جارية وفي رواية ثنية امرأة بدل جارية فطلبوا إليها العفو فأبوا فعرضوا الأرش فأبوا فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس كتاب الله القصاص فرضي القوم فعفواً فعجب النبي صلى الله عليه وسلم وقال أن من عباد الله تعالى من لو أقسم على الله لأبره أي لأبر قسمه ووجه تعجبه أن أنس بن النضر أقسم على نفي فعل غيره مع إصرار ذلك الغير على إيقاع ذلك الفعل فكان قضيته ذلك في العادة أن يحنث في يمينه فألهم الله الغير العفو حين أقسم أنس وأشار بقوله أن من عباد الله إلى أن هذا الاتفاق إنما وقع إكراماً من الله تعالى لأنس ليبر يمينه وأنه من جملة عباد الله الذين يجيب دعاءهم ويعطيهم أربهم وقد استشكل إنكار أنس بن النضر كسر سن الربعي مع سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالقصاص ثم قال اتكسر سن الربعي ثم أقسم أنها لا تكسر وأجيب بأنه أشار بذلك إلى التأكيد على النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الشفاعة إليهم أن يعفوا عنها وقيل كان حلفه قبل أن يعلم أن القصاص حتم فظن أنه على

التخيير بينه وبين الدية أو العفو وقيل لم يرد الإنكار المحض والرد بل قاله توقعاً ورجاء من فضل الله أن يلهم الخصوم الرضا حتى يعفوا أو يقبلوا الأرش ووقع الأمر على ما أراد وفيه جواز الحلف فيما يظن وقوعه والثناء على من وقع له ذلك عند أمن الفتنة بذلك عليه واستحباب العفو عن القصاص والشفاعة في العفو وجريان القصاص في كسر السن ومحله ما إذا أمكن التماثل بأن يكون المكسور مضبوطاً فيبرد من سن الجاني ما يقابله (حم ق د ن هـ) عن أنس بن مالك • (أن من فقه الرجل تعجيل فطره) إذا كان صائماً بأن يوقعه عقب تحقق غروب الشمس (وتأخير سحوره) إلى قبيل الفجر بحيث لا يوقع التأخير في شك (مكحول مرسلاً) بإسناد صحيح • (أن مما أدرك الناس) أي أهل الجاهلية ويجوز رفع الناس والعائد على ما محذوف ونصبه والعائد ضمير الفاعل قال في الفتح الناس بالرفع في جميع الطرق اهـ فالرواية بالرفع (من كلام النبوة الأولى) أي نبوة آدم (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) أي إذا لم تستح من العيب ولم تخش من العار مما تفعله فافعل ما تحدثك به نفسك من أغراضها حسناً أو قبيحاً فإنك مجزي به فهو أمر تهديد وفيه إشعار بأن الذي يردع الإنسان عن مواقعة السوء هو الحياء وإذا لم نستح فاصنع ما شئت اسم أن أي أن هذا القول مما أدركه الناس (حم خ ده) عن ابن مسعود (حم) عن حذيفة ابن اليمان • (أن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته) أي يجري عليه ثوابه (بعد موت علماً نشره) ولابن عساكر في تاريخ من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً من علم آية من كتاب الله أو باباً من علم أنمى الله أجره إلى يوم القيامة (وولداً صالحاً) أي مسلماً (تركه) بعد موته ويدعو ويستغفر له (ومصحفاً ورثه) بتشديد الراء أي خلفه لوارثه (أو مسجداً بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه) أي بناه لتنزل فيه المارة من المسافرين (أو نهراً أجراه) أي حفره وأجرى الماء فيه (أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته) التقييد به لحصول الثواب الأكمل فلو وقف في حال مرضه وخرج ما وقفه من الثلث فله الثواب أيضاً (تلحقه من بعد موته) أي هذه الأعمال المذكورة أي يجري عليه ثوابها ويتجدد بعد موته فإذا مات انقطع عمله إلا منها وكرره للتأكيد قال المناوي ولا ينافي ما ذكر هنا الحصر المذكور في الحديث المار إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث فإن المذكورات تندرج في تلك الثلاث لأن الصدقة الجارية تشمل الوقف والنهر والبئر والنخيل والمسجد والمصحف فيمكن رد جميع ما في الأحاديث إلى تلك الثلاث ولا تعارض (هـ) عن أبي هريرة • (أن من معادن التقوى تعلمك إلى ما قد علمت علم ما لم تعلم) يعني أن تعلمك علم ما لم تعلم من العلوم الشرعية وضمه إلى ما قد علمت من معادن التقوى أي أصولها (والنقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه) أي وقلة زيادة العلم تؤدي إلى نقصه لأن الإنسان معرض للنسيان فإذا لم يزد فيه نقص بسبب ذلك (وإنما يزهد) بالبناء للفاعل

وشدة الهاء المكسورة (الرجل في علم الم يعلم) أي في تعلمه (قلة الانفتاع مما قد علم) لأنه لو انتفع به حلى له تعلم ما لم يعلم وصرف همته إليه (خط) عن جابر وهو حديث ضعيف • (أن من موجبات المغفرة) أي مغفرة الذنوب الصغائر (بذل السلام) أي إفشاءه بين المسلمين (وحسن الكلام) أي إلانته للإخوان بلا مداهنة (طب) عن هاني بن يزيد • (أن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم) أي الأخ في الدين وإن لم يكن أخا من النسب بنحو بشارة بولد أو بقدوم نحو صديق غائب (طب) عن الحسن بن علي • (أن من نعمة الله على عبده أن يشبهه ولده) خَلْقاً وخُلُقاً لأن ذلك يمنعه من الطعن في نسبه (الشيرازي في الألقاب عن إبراهيم) بن يزيد النخعي بفتح النون والمعجمة ثم مهملة (مرسلاً) أرسل عن عائشة وغيرها • (أن من هوان الدنيا على الله أن يحيى بن زكريا قتلته امرأة) من بغايا بني إسرائيل ذبحته بيدها أو ذبح لرضاها وأهدى رأسه البها في طست من ذهب وعلى هذا الأخير اقتصر الشيخ فقال سببه أنه كن ينهاهم عن نكاح بنت الأخ وكان ملكهم له بنت أخ تعجبه فأرادها وجعل يقضي لها كل يوم حاجة فقالت لها أمها إن سألك عن حاجتك فقولي له تقتل يحيى فقالت له ذلك فقال سلي غير هذا فقالت لا أسألك غيره فأمر به فذحب في طست فقوله قتلته امرأة أي قتل لأجلها اهـ يعني أن قتل يحيى حصل من هوان الدنيا يعني لو كان شأنها راقياً وأمرها باقياً لكان الأنبياء أحق بالحياة والاحترام فيها والرعاية والوقاية لكنها دار هوان (هب) عن أبي بن كعب وإسناده ضعيف • (أن من يمن المرأة) أي بركتها (تيسير) أي سهولة (خطبتها) بكسر الخاء أي التماس الخاطب نكاحها وأن يجاب بسهولة بلا توقف ولا اشتراط (وتيسير صداقها) أي تحصيله من وجه حلال (وتيسير رحمها) أي للولادة بأن تكون سريعة الحمل كثيرة النسل (حم ك هق) عن عائشة • (أن موسى) نبي الله صلى الله عليه وسلم (أجر نفسه ثماني سنين أو شراً على عفة فرجه وطعام بطنه) فيه دليل على أنه يجوز الاستئجار للخدمة من غير بيان نوعها وبه قال مالك ويحمل على العرف وقال أبوحنيفة والشافعي لا يصح حتى يبين نوعها (حم هـ) عن عتبة بمثناة فوقية فموحدة (ابن الندر) بضم النون وشدة الدال المهملة المفتوحة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ طس حتى إذا بلغ قصة موسى قال أن موسى فذكره • (أن ملائكة النهار أرأف من ملائكة الليل) قال المناوي أي لسر علمه الشارع أي فادفنوا موتاكم بالنهار ولا تدفنوهم بالليل كما جاء مصرحاً به هكذا في حديث الدميري (ابن النجار عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (أن ناركم هذه جزء من سبعين جزأ من نار جهنم) قال المناوي أراد به التكثير لا التحديد وقال العلقمي قال الدميري معنى الحديث لو أنه جمع كل ما في الوجود من النار التي يوقدونها بنو آدم لكانت جزأ من أجزاء نار جهنم المذكورة وبيانه أنه لو جمع كل حطب في الدنيا فأوقد كله حتى صار ناراً لكان الجزء

الواحد من أجاء نار جهنم الذي هو من سبعين جزأ أشد من نار الدنيا (ولولا أنها اطفأت بالماء مرتين ما انتفعتم بها) أي ما أمكنكم الانتفاع بها لشدة حرها (وأنها) أي نار الدنيا (لتدعو الله) بلسان القال أو الحال (أن لا يعيدها) أي نار الدنيا (فيها) أي في نار جهنم لشدة حرها والقصد بهذا الحديث التحذير من جهنم والإعلام بشدة حرها (هـ ك) عن أنس وهو حديث صحيح • (أن نطفة الرجل بيضاء غليظة فمنها يكون العظام والعصب وأن نطفة المرأة صفراء رقيقة فمنها يكون اللحم والدم) قال المناوي وهذا فيه أنه ليس كل جزء من الولد مخلوقاً من منيهما وفي خبر آخر ما يفيد أن كل جزء مخلوق من منيهما معاً انتهى ويمكن الجمع بحمل ما هنا على الغالب (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن • (أن هذا الدين) أي دين الإسلام (متين) أي قوي (فأوغلوا) بالغين المعجمة أي سيروا (فيه برفق) ولا تحملوا أنفسكم مال اتطيقون فتعجزوا وتتركوا العمل (حم) عن أنس • (أن هذا الدين متين فأوعل) أي سر (فيه برفق) ولا تحمل نفسك وتكلفها ما لا تطيق فتعجز فتترك الدين والعمل قال في النهاية ألا يغال السير الشديد يقال أوغل القوم وتوغلوا إذا أمعنوا في سيرهم والوغول الدخول في الشيء اهـ أي بالغ في العبادة لكن اعل تلك المبالغة مع رفق فإن الذي يبالغ بغير رفق ويتكلف من العبادة فوق طاقته يوشك أن يمل حتى ينقطع عن الواجبات فيكون مثله مثل الذي أجهد دابته في سفره حتى أعياها أو عطبت ولم يقض وطره كما أشار إلى ذلك بقوله (فإن المبتت) بضم الميم وسكون الموحدة وتشديد المثناة الفوقية أي المنقطع في سفره لكونه أجهد دابته (لا أرضا قطع ولا ظهراً بقى) أي فلا هو قطع الأرض التي قصدها ولا هو أبقى ظهره ينفعه فيكره التشديد في العبادة (البزار عن جابر) بإسناد ضعيف • (أن هذا الدينار والدرهم أهلكا) أي أهلك حبهما والانهماك في تحصيلهما (من) كان (قبلكم وهما مهلكاكم) والإهلاك سبب الحرص أو منع الزكاة أو التفاخر والقصد التحذير من الاسترسال في جمعهما والاشتغال به وترك أمور الآخرة (طب هب) عن ابن مسعود وعن أبي موسى) الأشعري بإسناد ضعيف • (أن هذا العلم) أي الشرعي الصادق بالتفسير والحديث والفقه (دين فانظروا عمن تأخذون دينكم) أي لا تأخذوه إلا عن من طابت سيرته وسريرته وتحققتم (ك) عن أنس بن مالك (السجزي) في الإبانة (عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف • (أن هذا القرآن أنزل على سبعة احرف) أي سبع لغات وعليه أبو عيينة وثعلب والأزهري وآخرون وصححه ابن عطية والبيهقي أو سبعة أوجه من المعاني المنسقة بألفاظ مختلفة نحو اقبل وتعال وهلم وعجل وأسرع وعليه سفيان بن عيينة وابن وهب ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء قال العلقمي المختار أن هذا الحديث من المشكل الذي لا يدري معناه كمتشابه القرآن وقال في الفتح قال أبو شامة ظن قوم أن القراآت السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث

وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل وقال مكي بن أبي طالب وأما من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كعاصم ونافع هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطاً عظيماً قال ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة وغيرهم ووافق خط المصحف لا يكون قرآنا وهو غلط عظيم (فاقرؤوا ما تيسر منه) من الأحرف المنزل بها بأي لغة أو وجه قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عمر قال سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرنئيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت أن هذا القرآن فذكره (حم ق 3) عن عمر بن الخطاب • (أن هذا القرآن مأدبة الله) بضم الدال في الأشهر قال المناوي معنى هذا الحديث مأدبة الله يعني مدعاته شبه القرآن بصنيع صنعه الله للناس لهم فيه خير ونفع (فاقبلوا) من مأدبته ما استطعتم (ك) عن ابن مسعود • (أن هذا المال خضر حلو) بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين شبهه في الرغبة فيه والميل إليه وحرص النفوس عليه بالفاكهة الخضرة المستلذة فإن الأخضر مرغوب فيه على انفراده بالنسبة إلى اليابس للحامض فالإعجاب بهما إذا اجتمعا أشد (فمن أخذه بحقه) قال العلقمي في رواية البخاري بسخاوة نفس أي بغير شره ولا إلحاح أي من أخذه بغير سؤال وهذا بالنسبة إلى الآخذ ويحتمل أن يكون بالنسبة إلى المعطى أي بسخاوة نفس المعطى أي انشراحه بما يعطيه اهـ ويحتمل أن المراد من وجه حلال من غير حرص (بورك له فيه) فيستعين به على طاعة الله ويؤدي زكاته ويصرفه في وجوه الخير (ومن أخذه بإشراف نفس) بكسر الهمزة وشين معجمة أي طمعها وحرصها عليه (لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع) في كونه كلما نال من المال شيئاً ازدادت رغبته فيه وطلب الزيادة بين بهذا أن البركة خلق من خلق الله وضرب لهم المثل بما يعهدون فالآكل إنما يأكل ليشبع فإذا أكل ولم يشبع كان عناء في حقه بغير فائدة وكذلك المال ليست الفائدة في نفسه وإنما هي لما يستحصل به من المنافع فإذا كثر عند المرء من غير تحصيل منفعته كان وجوده كالعدم (واليد العليا) بضم العين والقصر أي المنفقة أو المتعففة (خير من اليد السفلى) أي السائلة أو الآخذة من غير احتياج (حم ق ت ن) عن حكيم بن حرام بفتح الحاء المهملة والزاي • (أن هذا المال خضرة حلوة) قال العلقمي أنث الخير لأن المراد الدنيا وقال المناوي التأنيث واقع على التشبيه أو التاء للمبالغة (فمن أصابه بحقه) أي بقدر

حاجته من الحلال (بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار) وهذا حث على الاستغناء عن الناس وذم السؤال بلا ضرورة وسببه أن حكيم بن حزام قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم إن هذا المال فذكره وبعد السفلى قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا وأرزأ بفتح الهمزة وإسكان الراء وفتح الزاي بعدها همزة أي لا أنقص ماله بالطلب منه وفي رواية لإسحاق قلت فوالله لا تكون يدى تحت يد من أيدي العرب فكأن أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا فقال عمر إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه هذا الفئ فيأبى أن يأخذه وإنما أشهد عليه عمر لأنه أراد أن لا ينسبه أحد لم يعرف باطن الأمر إلى منع حكيم من حقه وإنما امتنع حكيم من أخذ العطاء مع أنه حقه لأنه خشى أن يقبل من أحد شيئا فيعتاد الأخذ فتتجاوز به نفسه إلى ما يريده ففطمها عن ذلك وترك ما يريبه إلى مالا يريبه وفي مسند اسحاق بن راهوية سبب ذلك أيضا وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى حكيم بن حزام دون ما أعطى أصحابه فقال حكيم يا رسول الله ما كنت أظن أن تقصر بي دون أحد من الناس فزاده ثم استزاده فزاده حتى رضي (حم) عن خولة بنت قيس بن فهد الأنصارية (أن هذه الأخلاق) التي طبع عليها بنو آدم حاصلة (من الله فمن أراد الله به خيرا منحه خلقا حسنا ومن أراد به شرا منحه) أي أعطاه خلقا (سيئا) قال المناوي بأن يجبله على ذك في بطن أمه أو يصيرله ملكة على التخلق به (طس) عن أبى هريرة (أن هذه النار إنما هى عدو لكم فإذ نمتم) أي أردتم النوم (فأطفئوها) أي ردوها أو امنعوها عنكم بإطفائها إذا لم تحتاجوا إليها وخشيتم انتشارها (ق 5) عن أبى موسى الأشعرى قال احترق بيت بالمدينة فحدث به لنبى صلى الله عليه وسلم (أن هذه القلوب أوعية) أى حافظة متدبرة ما يرد عليها (فخيرها أوعاها) أى أحفظها للخير قال العلقمى قال فى التقريب وعى العلم يعيه وعيا حفظه (فإذا سألتم الله) أى دعوتموه (فسلوه) أى ادعوه (وأنتم واثقون بالإجابة) تاركون الشواغل الدنيوية مقبلون على الله (فإن الله تعالى لا يستجيب دعاء من دعا عن ظهر قلب غافل) بغين معجمة أى متلاه عن الاقبال على الله وصرف الهمة للدعاء ولفظ الظهر مقحم (طب) عن ابن عمر بن الخطاب (أن يوم الجمعة يوم عيد وذكر) لله تعالى أى جعله الله عيدا للمؤمنين يجتمعون فيه لعبادته (فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيام) أى لا تصوموه منفردا (ولكن اجعلوه يوم ذكر) أى بلا صيام (إلا أن تخلطوه بأيام) قال المناوى بأن تصوموا يوما قبله ويوما بعده فافراده بصوم نفل مكروه تنزيها فإن قيل إذا كان عيد لا يصام فيه فكيف إذن فى صيامه مع غيره فالجواب عن ذلك من أوجه أصحها كما قاله ابن القيم إن شبهه بالعيد لا يستلزم

استواه معه من كل جهة ومن صام معه غيره انتفت عنه صورة التحري بالصوم (هب) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (أن يوم الثلاثاء يوم الدم) برفع يوم وإضافته إلى الدم أو يوم يكثر فيه الدم في الجسد قال المناوي أو يوم كان الدم فيه يعني قتل ابن آدم (وفيه ساعة) أي لحظة (لا يرقأ) قال العلقمي بهمز آخره أي لا ينقطع فيها دم من احتجم أو افتصد أو لا يسكن وربما يهلك الإنسان فيها بعدم الانقطاع للدم وأخفيت هذه الساعة لترك الحجامة في جميع ذلك اليوم خوفاً من مصادفة تلك الساعة كما أخفيت ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعاً الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبعة عشر من الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة للبدن وأخرج ابن سعد والبيهقي وضعفه عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجامة يوم الثلاثا لسبع عشرة مضت من الشهر دواء لداء سنة ويجمع بين هذا الاختلاف بحمل الأمر على ما إذا كان يوم الثلاثاء موافقاً السابع عشر الشهر والنهي على خلافه (د) عن أبي بكرة ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (أنا) بكسر الهمزة وشدة النون أي معشر العرب وقيل أراد نفسه (أمة) أي جماعة والمراد أهل الإسلام الذين بحضرته عند تلك المقالة (أمية) بلفظ النسبة إلى الأم أو الأمهات أي باقون على ما ولدتنا علي أمهاتنا من عدم الكتابة فقوله (لا نكتب) تفسير لما قبله أي لا يكتب فينا إلا النادر قال تعالى هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم (ولا نحسب) بضم السين أي لا نعرف حساب النجوم وتسييرها بل بل عملنا معتبر برؤية الهلال فإنا نراه مرة لتسع وعشرين ومرة لثلاثين وفي الإناطة بذلك رفع للحرج وتمامه كما في البخاري الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعاً وعشرين ومرة ثلاثين وأخرجه مسلم بلفظ الشهر هكذا وهكذا وعقد الإبهام في اثالة والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تماماً ثلاثين أي أشار أولاً بأصابع يديه العشر جميعاً مرتين وقبض الإبهام في المرة الثالثة وهذا المعبر عنه بقوله تسع وعشرون وأشار مرة أخرى بها ثلاث مرات وهو المعبر عنه بقوله ثلاثون فعلق الحكم في الصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التيسير ولهذا قال فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين ففي الحديث رفع لمراعاة النجوم بقوانين التعديل وإنما المعوّل عليه رؤية الهلال وقد نهينا عن التكلف ولا شك أن في مراعاة ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون غاية التكلف وقال القرطبي أي لم نكلف في تعرف مواقيت صومنا ولا عبادتنا ما يحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة وإنما ربطت عبادتنا بأعلام واضحة وأمور ظاهرة يستوي في معرفتها الحساب وغيرهم (ق دن) عن ابن عمر بن الخطاب • (أنا لن) وفي رواية لا (نستعمل) أي لا نولي (على عملنا) أي على الإمارة أو الحكم بين الناس (من أراده) أي طلبه وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه ذلك فذكره قال المناوي فتكره إجابة من طلب ذلك اهـ ومحل

الكراهة أن يتعدد الصالح للقضاء وكان الطالب مفضولاً أو مساوياً لغيره وليس محتاجاً للنفقة من بيت المال ولا خاملاً يرجو بتوليته انتشار علمه فإن كان الطالب أصلح من غيره أو محتاجاً فطلبه لحصول كفايته من بيت المال أو خاملاً فطلبه لينتشر علمه بسبب توليته فلا كراهة بل يندب طلبه أما إذا لم يتعدد الصالح فيجب عليه الطلب ويلزمه القبول فإن امتنع أجبره افمام عليه لاضطرار الناس إليه وإذا وجب طلب القضاء أو ندب جاز للطالب بذل مال للإمام ليوليه وإن حرم الأخذ وأما غير الصالح فيحرم طلبه وتوليته ولا ينفذ حكمه مع وجود الصالح وإن أصاب فهي فإن فقد الصالح حاز تولية غيره ونفذت أحكامه للضرورة (حم ق د ن) عن أبي موسى الأشعري • (أنا لا تقبل شيئاً) يهدي إلينا (من المشركين) قال المناوي ومحل هذا إذا م يرج إسلام الكافر به أو تألفه وعليه حمل قبوله هدية المقوقس ونحوه والقول بان حديث الرد ناسخ لحديث القبول رد بالجهل بالتاريخ (حم ك) عن حكيم بن حزام • (أنا لا نستعين بمشرك) قال المنوي في أمور الجهاد لا الاستخدام قال العلقمي وسببه كما في أبي داود أن رجلاً من المشركين لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقاتل معه فقال ارجع أنا فذكره (حم ده) عن عائشة بإسناد صحيح • (أنا لا نستعين بالمشركين على المشركين) وجاء في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بصفوان بن أمية قبل إسلامه فقال الشافعي وغيره أن كان الكافر حسن الرأي في المسلمين ودعت حاجة إلى الاستعانة به استعين وإلا فلا قال المناوي وهذا قاله لمشرك لحقه ليقاتل معه ففرح المسلمون به لشجاعته فرده ثم ذكره (حم خ) عن خبيب بضم الخاء المعجمة ووهم من قال أنه بمهملة وفتح الموحدة (ابن يساف) بفتح المثناة التحتية والسين المهملة آخره فاء • (أنا معشر) بالنصب على الاختصاص والمعشر الجماعة أي أخص جماعة (الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا) فلا ينتفض طهرهم بالنوم وإنما نام في قصة الوادي عن الصبح حتى طلعت الشمس لأن رؤيتها بصرية (ابن سعد عن عطاء مرسلاً • (أنا معشر الأنبياء أمرنا) بالبناء للمفعول (أن نعجل إفطارنا) من الصوم عند تحقق غروب الشمس (ونؤخر سحورنا) بضم أوله أي نقر به من الفجر ما لم يوقع التأخير في شك (ونضع إيماننا) أي أيدينا اليمنى (على شمائلنا في الصلاة) وهذه الخصال تندب للأمة أيضاً (الطيالسي (طب) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (أنا معشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء) ليعظم بذلك الأجر لأن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم حصل له حمى فقيل له لو دعوت الله فشفاك فذكر • (طب) عن فاطمة أو خولة (أخت حذيفة) وإسناده حسن • (أنا آل محمد) بنصب آل بأعني أو أخص وهم مؤمنوا بني هاشم والمطلب (لا تحل لنا الصدقة) أي المفروضة وأما المندوبة فتحل لآله دونه عند الشافعي وأحمد (حم حب) عن الحسين بن علي • (أنا نهينا) يعني نفسه والأنبياء أو نفسه وأمته قال المناوي

والثاني أولى (أن ترى عوراتنا) أي نهينا عن كشف عوراتنا (ك) عن جبار بجيم مفتوحة وموحدة تحتية وراء ابن صخر الأنصاري السلمي • (أنك) خطاب لجرير بن عبد الله (امرء قد حسن الله خلقك) بفتح فسكون (فأحسن) بصيغة الأمر (خلقك) بضمتين أي مع الخلق بتحمل أذاهم وكف الأذى عنهم (ابن عساكر عن جرير • (أنك) خطاب لسلمة بن الأكوع (كالذي قال الأول) بالجر بدل من الذي أي من مضى فيمن مضى لأن نعت المعرفة إذا تقدم عليها يعرب بحسب العوامل فتصير المعرفة بدلاً منه وأصله كالأول الذي قال (اللهم ابغني) أي أعطني (حبيباً هو أحب إليّ من نفسي) وسببه أن سلمة بن الأكوع قدم الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه عزلاً بفتح العين المهملة وكسر الزاي يعني لا سلاح معه فأعطاه جحفة أو درقة ليقاتل بائم رآه مجرداً عنها فقال له يا سلمة أين جحفتك أو درقتك التي أعطيتك فقال لقيني عمي عزلا فأعطيته إياها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أنك فذكره (م) عن سلمة ابن الأكوع • (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم) فيه رد لقول من زعم أنهم لا يدعون يوم القيامة إلا بأمهاتهم ستراً على آبائهم وهو حديث أخرجه الطبراني من حيدث ابن عباس وسنده ضعيف ولفظه أن الله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً منه على عباده قال العلقمي ويمكن الجمع بين حديث الباب وحديث الطبراني بأن حديث الباب فيمن هو صحيح النسب وحديث الطبراني في غيره فمن علم الله أنه من القسم الأول أمر الملك بأن يناديه باسمه واسم أبيه أو من الثاني فاسمه واسم أمه أو يقال تدعى طائفة بأسماء الآباء وطائفة بأسماء الأمهات وقال ابن دقيق العيد أن ثبت أنهم يدعون بأمهاتهم فقد يقال أنه مخصص لعموم حديث الباب أي يخص منه أولاد الزنا فيدعون بأمهاتهم ويبقى غيرهم على عمومه في أنهم يدعون لآبائهم ويرجح الدعاء بالأم قوله تعالى يوم ندعو كل أناس بإمامهم قال محمد بن كعب بأمهاتهم وإمام جمع أم قال الحكماء فيه ثلاثة أوجه من الحكمة أحدها لأجل عيسى والثاني إظهار شرف الحسن والحسين والثالث لئلا يفتضح أولاد الزنا (فأحسنوا أسماءكم) أي أسماء أولادكم وأقاربكم وخدمكم فيندب تحسين الاسم بنحو عبد الله وعبد الرحمن (حم د) عن أبي الدرداء • (أنكم تتمون) بمثناتين فوقيتين مضموم الأولى من أتم أي تكملون سبعين أمة) أي يتم بكم العدد سبعين ويحتمل انه للتكثير والخطاب لأمة الإجابة (أنتم خيرها وأكرمها على الله) قال تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس (حم ت هـ ك) عن معاوية بن حيدة • (أنكم ستبتلون) بفتح اللام والبناء للمفعول أي يبتلى بعضكم بالامتحان والافتتان (في أهل بيتي من بعدي) بالسب والقتل وغيرهما من أنواع الأذى وهذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقع (طب) عن خالد بن عرفطة بضم العين المهملة والفاء • (أنكم ستلقون) الخطاب للأنصار (بعدي أثرة) قال المناوي بفتح

الهمزة وكسر المثلثة أو سكونها وبفتحات استيثاراً واختصاصاً بحظوظ دنيوية يفضلون عليكم من ليس له فضل ويؤثرون أهواءهم على الحق ويصرفون الفيء لغير المستحق انتهى وقال العلقمي بضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتحتينويجوز كسر أوله مع الإسكان أي الانفراد بالشيء المشترك دون من يشرك فيه والمعنى أنه يستأثر عليهم بما لهم فيه اشتراك في الاستحقاق وقال أبو عبيد معناه يفضل غيركم عليكم بغتة بالغين وقيل المراد بالأثرة الشدة وقيل أشار بذلك إلى أن الأمر يصير في غيرهم فيختصون دونهم بالأموال وكان الأمر كما وصف صلى الله عليه وسلم وهو معدود فيما أخبر به من الأمور الآتية فكان كما قال (فاصبروا حتى تلقوني غداً على الحوض) أي يوم القيامة أي اصبروا حتىتموتوا فإنكم ستجدوني عند الحوض فيحصل لكم الانتصاف ممن ظلمكم والثواب الجزيل على الصبر (حم ق ت ن) عن أسيد بضم الهمزة وفتح المهملة (بن حضير) بضم المهملة وفتح المعجمة الأنصاري • (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر) تشبيه لرؤيته برؤية القمر في الوضوح لا للمرئي بالمرئي أي ترون ربكمرؤية ينزاح معها الشك كرؤيتكم القمر ليلة البدر لا ترتابون فيه ولا تمترون (لا تضامون في رؤيته) بفتح المثناة الفوقية وروى بتخفيف الميم أي لا ينالكم ضيم أي ظلم في رؤيته تعالى المعنى أنكم ترونه جميعكم لا يظلم بعضكم في رؤيته فيراه البعض دون البعض وبالتشديد من الانضمام والازدحام أي لا ينضم بعضكم إلى بعض من ضيق كما يفعل عند رؤية شيء خفي بل يراه كل منكم موسعاً عليه منفرداً به (فإن استطعتم أن لا تغلبوا) بالبناء للمفعول أي أن لا تصيروا مغلوبين بالتشاغل والتلاهي (على) بمعنى عن (صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها) يعني الفجر والعصر (فافعلوا) عدم المغلوبية بأن تصلوا قال البيضاوي ترتيب قوله إن استطعتم على قوله سترون يدل علىأن المواظب على إقامة الصلاة والمحافظ عليها حري بأن يرى وإنما خص الفجر والعصر بالحث لما في الصبح من ميل النفس إلى الاستراحة والنوم والعصر من قيام الأسواق واشتغال الناس بالمعاملات فمن لم تلحقه فتنة في الصلاتين مع مالهما من قوة المانع فبالحري أن لا تلحقه في غيرهما اهـ قال المناوي وخصا لاجتماع الملائكة ورفع الأعمال فيهما (تنبيه) أخذ من قوله أنكم أن الجن والملائكة لا يرونه وقد صرح بذلك ابن عبد السلام في الجنة فقال الملائكة في الجنة لا يرونه تعالى لقوله تعالى لا تدركه الأبصار وقد استثنى منه مؤمنوا البشر فبقي على عمومه في الملائكة قال في أكام المرجان ومقتضاه أن الجنكذلك لأن الآية نافية فيهم أيضاً (حم ق ع) عن جرير بن عبد الله • (أنكم ستحرصون) بكسر الراء ويجوز فتحها (على) طلب (الإمارة) يدخل فيها الإمارة العظمى وهي الخلافة والصغرى وهي الولاية على بعض البلاد (وأنها ستكون ندامة وحسرة) قال النووي هذا أصل عظيم في اجتناب الولاية ولا سيما لمن كان فيه ضعف وهو في حق من دخل

فيها بغير أهلية ولم يعدل فإنه يندم على ما فرط منه إذا جوزى بالخزي (يوم القيامة) وأما من كان أهلاً وعدل فيها فأجره عظيم كما تظاهرت به الأحاديث ولكن في الدخل فيها خطر عظيم ولذلك امتنع الأكابر عنها (فنعمت) الإمارة (المرضعة) لما فيها من حصول الجاه والمال ونفاذ الكلمة وتحصيل اللذات الحسية والوهمية حال حصولها (وبئست) الأمارة (الفاطمة) عند الانفصال عنها بموت أو غيره وما يترتب عليها من التبعات في الآخرة وقال في النهاية ضرب المرضعة مثلاً للإمارة وما توصله إلى صاحبها من المنافع وضرب الفاطمة مثلاً للموت الذي يهدم عليه لذاته (خ ن) عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني فذكره) (أنكم قادمون على إخوانكم) أي في الدين (فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم) بتنظيفه وتحسينه (حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس) أي حتى تظهروا للناس كالشامة التي ينظر إليها دون بقية البدن (فإن الله لايحب الفحش ولا التفحش) أي ودم إصلاح ما ذكر يشبه الفحش وفيه ندب تحسين الهيئة والمحافظة على النظافة ما أمكن (حم د ك هب) عن سهل ابن الحنظلية وهو حديث صحيح • (أنكم مصبحوا عدوكم) بميم مضمومة أي توفونه صباحاً (والفطر أقوى لكم) على قتال العدو من الصوم (فأفطروا) قاله حين دنا من مكة للفتح (حم م) عن أبي سعيد الخدري • (أنكم لن تدركوا) أي تحصلوا (هذا الأمر) أي أمر الدين (بالمغالبة) فادخلوا وسيروا فيه برفق فإن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ابن سعد (حم هب) عن ابن الأدرع بدال مهملة واسمه ملم أو محجن • (أنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك) من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعزة الإسلام حينئذ وكثرة أنصاره (ثم يأتي زمان من عمل منهم) من أهل ذلك الزمان (بعشر ما أمر به نجا) لعذره حينئذ لضعف الإسلام وقلة أنصاره (ت) عن أبي هريرة • (أنكم لا ترجعون إلى الله تعالى) قال المناوي أي لا تعاودون مأدبة كرمه المرة بعد المرة (بشيء أفضل مما خرج منه) أي ظهر (يعني القرآن) واعلم أن الخروج على وجهين أحدهما خروج الجسم من الجسم وذلك بمفارقة مكانه واستبداله مكاناً آخر وذلك محال على الله تعالى والثاني ظهور الشيء من الشيء كقولك خرج لنا من كلامك نفع وخير أي ظهر وهذا هو المراد فالمعنى ما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وقد قال قائلون أن الضمير في قوله خرج منه عائد على العبد وخروجه منه وجوده على لسانه محفوظاً في صدره مكتوباً بيده وقال بعضهم خرج منه أي من كتابه المبين وهو اللوح المحفوظ (حم) في الزهد (ت) عن جبير بن نفير مرسلاً (ك) عنه عن أبي ذر • (إنكم اليوم) أي في هذا الزمان وأنا بين أظهركم (على دين) أي عظيم كامل (وأني مكاثر بكم الأمم) أي يوم القيامة كما في رواية (فلا تمشوا) أي ترجعوا (بعدي) أي بعد موتي (القهقري) أي إلى وراء وفي النهاية هو المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه والمعنى

لا ترجعوا عما كنتم عليه من الإيمان والأعمال الصالحة (حم) عن جابر بإسناد حسن • (أنكم لا تسعون) بفتح السين أي لا يمكنكم أن تعموا (الناس) أي جميع أفرادهم ممن تخالطونه وتجتمعون به (بأموالكم) أي لا تتسع أموالكم لعطائهم (ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) بكف الأذى عنهم والصبر على أذاهم وتوكلوا على الله في كفاية شرهم البزار (حل ك هب) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (أنكم لن تروا ربكم عز وجل) يقظة (حتى) أي إلى أن (تموتوا) قال المناوي فإذا متم رأيتموه في الآخرة رؤية منزهة عن الكيفية أما في الدنيا يقظة فلغير الأنبياء ممنوعة ولبعض الأنبياء ممكنة في بعض الأحوال (طب) في كتاب السعة عن أبي أمامة • (إنما الأسود) أي من الأرقا (لبطنه وفرجه) أي غالب هذا النوع أكثر اهتماماً بهما من غيره فإن جاع سرق وإن شبع زنا وورد إياكم والزنج فلعل المراد دون الحبشة (عق طب) عن أم أيمن • (إنما الأعمال كالوعاء) بكسر الوو أي كمظروف الوعاء (إذا طاب أسفله طاب أعلاه وإذا فسد أسفله فسد أعلاه) والمقصود بالتشبيه أن الظاهر عنوان الباطن فمن طابت سريرته طابت سيرته (هـ) عن معاوية بن أبي سفيان وإسناده ضعيف • (إنما الإمام) أي الأعظم (جنة) بضم الجيم أي وقاية وترس (يقاتل به) بالبناء للمفعول أي يدفع به الظلامات ويلجأ إليه في الضرورات (هـ) عن أبي هريرة • (إنما الأمل) أي رجاء ما تحبه النفس من طول عمر وصحة (رحمة من الله لأمتي) فيتزوجون ويغرسون الأشجار ويفعلون ما فيه نفعهم وصلاحهم لوجود الأمل (لولا الأمل ما أرضعت أم ولداً ولا غرس غارس شجراً) فالحكمة تقتضي الأمل وهذا لا ينافي طلب الإكثار من ذكر الموت لأن الأمل يحصل للإنسان بغير اختياره وقال المناوي مدح أصله لا ينافي ذم الاسترسال فيه (خط) عن أنس ابن مالك • (إنما البيع) أي الجائز الصحيح شرعاً الذي يترتب عليه أثره هو ما وقع (عن تراض) أي مع باقي أركان وشروطه والرضى أمر خفي فاعتبر لفظ يدل عليه وهو الإيجاب والقبور وسببه عن أبي سعيد الخدري قال قدم يهودي بتمر وشعير وقد أصاب الناس جوع فسألوه أن يسعر فأبى فذكره (هـ) عن أبي سعيد الخدري • (إنما الحلف حنث أو ندم) الظاهر أن المراد حنث أن فعلت أو ندم إن لم تفعل (هـ) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح • (إنما الربا في النسيئة) قال العلقمي قال النووي قال أنه منسوخ وقد أجمع المسلمون على ترك العمل بظاهره وهذا يدل على نسخه وتأول آخرون تأويلين أحدهماأنه محمول على غير الربويات وهو كبيع الدين بالدين مؤجلاً كأن يكون له عنده ثوب موصوف فيبيعه بعبد موصوف مؤجلاً فإن باعه به حالا جاز الثاني أنه محمول على الأجناس المختلفة وأنه لا ربا فيها من حيث التفاضل بل يجوز تفاضلها يداً بيد انتهى وقال المناوي أي بيع الربوي بالتأخير من غير تقابض هو الربا وإن كان بغير زيادة وليس المراد أن الربا إنما هو في النسيئة لا في

التفاضل كما وهم (حم م ن هـ) عن أسامة بن زيد • (إنما الشؤم) بضم المعجمة وسكون الهمزة وقد تسهل واوا ضد اليمن (في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار) قال العلقمي قال شيخنا خصها بالذكر لطول ملازمتها ولأنها أكثر ما يتطير به الناس فمن وق في نفسه منها شيء تركه واستبدل به غيره وقال بعضهم شؤم المرأة إذا كانت غير ولود وشؤم الفرس إذا لم يغز عليه وزاد بعضهم أو كانت شموصاً وشؤم الدار جار السوء ويؤيده حديث الطبراني سوء الدار ضيق ساحتها وخبث جيرانها وسوء الدابة منعها ظهرها وسوء المرأة عقر رحمها وسوء خلقها وللحاكم ثلاث من الشقاء المرأة تراك فتسول ويحمل لسانها عليك والدابة تكون قطوفاً فإن ضربتها أتعتبك وإن تركتها لم تلحق أصحابك والدار تكون ضيقة قليلة المرافق قال المناوي والبعيدة من المسجد وقد يكون الشؤم في غير هذه الثلاثة فالخصر عادي (ح ده) عن ابن عمر بن الخطاب • (إنما الطاعة) أي إنما يطلب من الرعية طاعة الأمير (في المعروف) أي المباح فلا تجب فيما لا يباح بل لا يجوز قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن علي رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم رجلاً من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب عليهم وقال أليس النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تطيعوني قالوا بلى قال عزمت عليكم لما جمعتم حطباً وأوقدتم ناراً ثم دخلتم فيها فجمعوا حطباً وأوقدوا ناراً فلما هموا بالدخول قام بعضهم ينظر إلى بعض قال بعضهم لبعض إنما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فراراً من النار أفندخلها فبينما هم كذلك إذ خمدت النار فسكن غضبه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لو دخلوها ما خرجوا منها أبداً إنما الطاعة في المعروف فذكره وقوله لما جمعتم بالتخفيف وجاء بالتشديد فقيل أنها بمعنى ألا وقوله خمدت بالمعجمة وفتح الميم وفي بعض الروايات بكسر الميم ولا يعرف في اللغة وقوله لو دخلوها ما خرجوا منا قال الداودي يريد تلك النار لأنهم يموتون بتحريقها فلا يخرجون منها أحياء قال وليس المراد بالنار نار جهنم ولا أنهم مخلدون فيها لأنه قد ثبت في حديث الشفاعة يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان قال وهذا من المعاريض التي فيها مندوحة يريد أنه سيق مساق الزجر والتخويف ليفهم السامع أن من فعل ذلك خلد في النار وليس ذلك مراداً وإنما أريد به الزجر والتخويف وقيل أن الدخول فيها معصية والعاصي يستحق النار ويحتمل أن يكون المراد لو دخلوها مستحلين لما خرجوا منها أبداً وعلى هذا ففي العبارة نوع من أنواع البديع وهو الاستخدام لأن الضمير في قوله لو دخلوها للنار التي أوقدوها والضمير في قوله ما خرجوا منها أبد النار الآخرة لأنهم ارتكبوا ما نهوا عنه من قبل أنفسهم ويحتمل وهو الظاهر أن الضمير للنار التي أوقدت لهم أي ظنوا أنهم إذادخلوها بسبب طاعة أميرهم لاتضرهم فأخبر صلى الله عليه وسلم أنهم لو دخلوها لاحترقوا فماتوا فلم يخرجوا وقال بعضهم أمر الإمام تابع لأمر الشرع فإن أمر بواجب وجبت طاعته

وإن أمر بمندوب ندبت طاعته ولم يجب وإن أمر بمباح لم تجب ولم تندب أو بمكروه كرهت طاعته فيه أو حرام حرمت طاعته ومن الجهال الآن من يظن أن طاعة السلطان واجبة في كل شيء يأمر به وهذا جهل يؤدى إلى الكفر فإن من رأى تقديم أمر السلطان على أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الشرع كفر ومن رأى أن أمر السلطان بحرام أو مكروه يحله فضلاً عن أن يوجبه كفر ولا يرد على هذا ما أفتى به النووي أن صيام أيام الاستسقاء واجب وتبعه عليه جماعة لأن في المسئلة نزاعاً كثيراً (حم ق) عن علي رضي الله عنه • (إنما) تجعل (العشور) أي عشور التجارات (على اليهود والنصارى) قال المناوي فإذا صولحوا على العشر وقت العقد أو على أن يدخلوا بلادنا التجارة ويؤدوا العشر أو نحوه لزمهم (وليس على المسلمين عشور) فأخذ المكس من المسلم حرام (د) عن رجل من بني تغلب) قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني الإسلام وعلمني كيف آخذ الصدقة ممن أسلم ثم رجعت إليه فقلت يا رسول الله كل ما علمتني حفظته إلا الصدقة أفاعاشرهم قال لا إنما العشور فذكره • (إنما الماء من الماء) أي إنما يجب الغسل بالماء من خروج المني وهذا منسوخ عند الجمهور بخير الشيخين إذا جلس بين شعبها الأربع ثم أجهدها وجب الغسل زاد مسلم وإن لم ينزل وذهب ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وغيره إلى أنه ليس منسوخاً بل المراد نفي وجوب الغسل بالرؤية في النوم إذا لم ينزل وهذا الحكم باق بلا شك قال العلقمي قال العلماء نسخ السنة بالسنة يقع على أربعة أوجه أحدها نسخ السنة المتواترة بالمتواترة والثاني نسخ خير الواحد بالواحد والثالث نسخ الآحاد بالمتواتر والرابع نسخ المتواتر بالآحاد فأما الثلاثة الأول فهي جائزة بلا خلاف وأما الرابع فلا يجوز عند الجماهير (م د) عن أبي سعيد (حم ن هـ) عن أبي أيوب • (إنما المدينة) أي التي هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ودفن بها (كالكير) بمثناة تحتية زق ينفخ فيه الحداد (تنفى) بفاء مخففة من النفي رووى بقاف مشددة من التنقية (خبثها) بفتح الخاء والباء وروى بضم الخاء وسكون الباء خلاف الطيب والمراد ما لا يليق بها (وتنصع) بفتح التاء المثناة الفوقية وسكون النون وبالمهملتين من النصوع وهو الخلوص (طيبها) بفتح الطاء وشدة الياء وفتح الموحدة وبكسر الطاء وسكون الياء والمعنى أنها إذا نفت الخبيث تميز الطيب ويستقر فيها وسببه كما في البخاري ومسلم واللفظ للثاني عن جابر بن عبد الله أن أعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة فذكره وقوله أقلني بيعتي ظاهره أنه سأل الإقالة من الإسلام وبه جزم عياض وقال غيره إنما استقاله من الهجرة وإلا لكان قتله على

الردة والمذموم الخروج منها رغبة عنها (حم ق ت ن) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه • (إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة) يعني أن المرضى المستحب من الناس في عزة وجوده كالنجيب من الإبل القوي على الأحمال والأسفار الذي لا يوجد في كثير من الإبل أي أن الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة قليل كقلة الراحلة في الإبل والراحلة هي البعير القوي على الأحمال والأسفار النجيب التام الخلق الحسن المنظر ويقع على لاذكر والأنثى والهاء فيه للمبالغة (حم ق ت هـ) عن ابن عمر ابن الخطاب • (إنما النساء شقائق الرجل) قال العلقمي قال في النهاية أي نظائرهم وأمثالهم في الأخلاق والطباع كأنهن شققن منهم ولأن حوا عليها السلام خلقت من آدم عليه الصلاة والسلام وشقيق الرجل أخوه لأبيه وأمه ويجمع على أشقاء فيلزم المرأة الغسل بخروج منيها كالرجل (حم د ت) عن عائشة البزار عن أنس قال الشيخ حديث حسن السند صحيح المتن • (إنما) يصلي (الوتر) بكسر الواو وفتحها (بالليل) بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر فيخرج وقته بطلوع الفجر ويندب قضاؤه عند الشافعية (طب) عن الأغر بن يسار بإسناد صحيح • (إنما الولاء) بالفتح والمد عصوبة سببها نعمة المعتق على العتيق (لمن أعتق) لا لغيره قال الخطابي لما كان الولاء كالنسب كان من أعتق ثبت له كمن ولد له ولد ثبت له نسبه فلو نسب إلى غيره لم ينتقل نسبه عن والده وكذا إذا أراد نقل ولائه عن محله لم ينتقل انتهى وذا قاله لعائشة لما أرادت شراء بريرة وشرط مواليها الولاء لهم فبين أنه شرط لاغ (خ) عن ابن عمر بن الخطاب • (إنما أخاف على أمتي لائمة) أي المتولين عليهم وليسوا أهلاً للإمامة كما يفيده قوله (المضلين) أي المائلين عن الحق المميلين عنه (ت) عن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ حديث صحيح • (إنما استراح من غفر له) فينبغي الإكثار من الإستغفار وليس الموت مريحاً وذا قاله لما قال بلال ماتت فلانة واستراحت (حل) عن عائشة ابن عساكر عن بلال وإسناده حسن • (إنما أنا بشر أنسى) بفتح الهمزة مضارع من النسيان (كما تنسون) زاد في رواية فإذا نسيت فذكروني فيه دليل على جواز النسيان عليه صلى الله عليه وسلم (فإذا نسي أحدكم) وفعل فعلاً منهياً عنه في صلاته أو ترك مأموراً به فيها (فليسجد) ندباً (سجدتين) بقصد سجود السهو فلو اقتصر على سجدة بطلت صلاته إن قصد الاقتصار عليها ابتداء وإلا فلا وافهم قوله (وهو جالس في صلاته) أن سجود السهو قبل السلام وعليه الشافعي وذا قاله لما زاد أو نقص في الصلاة وقيل له أزيد في الصلاة شيء فيحتمل أنه قاله بعد سجوده للسهو والسلام أو أ، هـ تكلم معتقداً أنه ليس في صلاة وإن صلاته مضت على التمام وهم وإن تكلموا فتكلموا بحوزين للنسخ كما أجابوا لذلك في حديث ذي اليدين (حم هـ) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (إنما أنا بشر أي من البشر والمراد أنه شارك البشر في أصل الخلقة وإن زاد عليهم بالمزيا التي اختص

بها في ذاته قاله وذا على من زعم أن من كان رسولاً فإنه يعلم كل غيب حتى لا يخفى عليه المظلوم وسببه كما في البخاري عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خصومة بباب حجرته فخرج فذكره (وإنكم تختصمون إليّ) أي تأتون إليّ في الخصومات الواقعة منكم لا فضل بينكم (فلعل بعضكم أن يكون الحن) بفتح الحاء بوزن افعل أي أفطن وأبلغ وأقدر على الإتيان (بحجته) أي بيان ما يدعيه (من بعض) آخر وفي رواية أبلغ بدل الحن وهو بمعناه أراد أن بعضكم يكون أبلغ في تقرير مقصوده وأفطر ببيان دليله بحيث يظن أن الحق معه وهو كاذب (فأقضي له على نحو) أي جارياً على مثل أي وفق (ما سمع) ولا أعلم باطن الأمر لبناء أحكام الشريعة على الظهار وغلبة الظن وفي نسخة شرح عليها المناوي على نحومما أسمع بتنوين نحو وحرما الموصولة بمن فإذا علمتم ذلك (فمن قضيت له بحق مسلم) ذكره حملاً على الاعتراف بالحق وتجنب الباطل فالذمي والمعاهد كذلك (فإنما هي) أي القضية أو الحكومة أي المأخوذ بها وقال الشيخ أي الدعوة تجوّز بها عن المدعي به (قطعه من النار) أي ما قضيت له بحسب الظاهر وهو في الباطن لا يستحقه حرام عليه يؤول به إلى النار أو هو تمثيل يفهم منه شدة التعذيب لفاعله فهو من مجاز التشبيه كقوله تعالى إنما يأكلون في بطونهم ناراً قال السبكي هذه قضية شرطية لا تستدعي وجودها بل معناها بيان أن ذلك جائز ولم يثبت لنا قط أنه صلى الله عليه وسلم حكم بحكم ثم تبين خلافه وقد صان الله تعالى أحكام نبيه عن ذلك مع أنه لو وقع لم يكن فيه محذور (فليأخذها أو ليتركها) تهديد لا تخيير كقوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر يعني أن الآخذ عالم بما في نفس الأمر فإن كان محقاً فليأخذ وإن كان مبطلاً فليترك (ملك حم ق ع) عن أم سلمة • (إنما أنا بشر) أي من البشر فيجري عليّ ما يجري على البشر من الشفقة الناشئ عنها دمع العين وخشوع القلب (تدمع العين) رأفة ورحمة (ويخشع القلب) لفقد الولد (ولا نقول ما يسخط الرب) أي يوجب عقابه (والله يا إبراهيم) ولده من مارية (أنا بك) بسبب موتك (لمحزونون) ودمع العين وحزن القلب لا ينافي الرضا بالقضا (ابن سعد عن محمود ابن لبيد) قال الشيخ حديث صحيح • (إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغارب) بلفظ الجمع وكأنه باعتبار الأزمنة المتعددة باعتبار الطوائف وفي رواية إلى مغرب (الشمس) يعني أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار فكأنه قال إنما بقاءكم بالنسبة إلى ما سلف إلخ ففي بمعنى إلى وحذف المضاف وهو نسبة (وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى) فيه حذف تقديره مثلكم مع نبيكم ومثل أهل الكتابين مع أنبيائهم (كمثل رجل) بزيادة الكاف أو مثل (استأجر أجراء) بالمد جمع أجير فالمثل مضروب للأمة مع ندبهم والممثل به الأجراء مع من استأجرهم (فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار

على قيراط قيراط) المراد بالقيراط النصيب وهو في الأصل نصف دانق والدانق سدس درهم وكرره دلالة على أن الأجر لكل واحد منهم قيراط لا لمجموع الطائفة (فعملت اليهود) فأعطوا قيراطاً قيراطاً والمراد من مات منهم قبل النسخ وهو مؤمن بنبيه (ثم قال من يعمل من نصف النهار إلى صلاة العصر) أي أول وقت دخولها أو أول الشروع فيها (على قيراط قيراط فعملت النصارى فأعطوا قيراطاً قيراطاً (ثم قال من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين فأنتم) أيها الأمة المحمدية (هم) أي فلكم قيراطان قيراطان والمراد تشبي من تقدم بأول النهار إلى الظهر وإلى العصر في كثرة الأعمال والتكاليف الشاقة كالأصر والمؤاخذة بالخطأ والنسيان وغير ذلك وتشبيه هذه الأمة بما بين العصر والليل في قلة ذلك وتخفيفه وليس المراد طول الزمان وقصره إذ مدة هذ الأمة أطول من مدة أهل الإنجيل باتفاق إذا كثر ما قيل في تلك ستمائة سنة قال العلقمي وأيضاً فلا عبرة بطول مدة أهل الملة في حق كل فرد فرد إذ كل أحد يعطى على قدر عمله عمره سواء طالت مدة أهل ملته أم قصرت (فغضبت اليهود والنصارى) أي الكفار منهم (وقالوا ما لنا أكثر عملاً وأقل عطاء) بنصب أكثر وأقل على الحال كقوله تعالى فما لهم عن التذكرة معرضين يعني قال أهل الكتاب ربنا أعطيت أمة محمد ثواباً كثيراً مع قلة أعمالهم وأعطيتنا قليلاً مع كثرة أعمالنا (قال) أي الله تعالى (هل ظلمتكم) أي نقصتكم (من حقكم) المشروط لكم (شيئاً قالوا لا) أي لم تظلمنا أطلق عليه لفظ الحق وإلا فالكل من فضل الله تعالى قال (قال) الله عز وجل (فذلك فضلى أوتيه من أشاء) قال العلقمي فيه حجة لأهل السنة على أن الثواب من الله على سبيل الإحسان (مالك (حم خ ت) عن ابن عمر بن الخطاب • (إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل) أي سألته (أي عبد من المسلمين شتمته أو سببته أن يكون) أي سألته أن يصير ذلك (له زكاة) أي نماء وزيادة في الخير (وأجراً فأعطاني ما سألته قال الشيخ وذكر المؤلف في اللآلي حديث ابن عمر عند الخطيب سألت الله عز وجل أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه (حم م) عن جابر • (إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم) أي مما يتعلق بأمر دينكم (فخذوا به) أي افعلوه (وإذا أمرتكم بشيء) من أمور الدنيا (من رأيي) أي من غير اجتاهد وتشريع (فإنما أنا بشر) أخطئ وأصيب فيما لا يتعلق بالدين وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وهم يلقحون وفي رواية يؤبرون النخل والتأبير جعل شيء من طلع الذكور في طلع الإناث ليجيء البلح جيداً قال ما تصنعون قال كنا نصنعه قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيارً فتركوه فنقصت أو نفضت فذكروا له ذلك فقال إنما أنا بشر فذكره وفي رواية ما ظن يغني ذلك شيئاً فخرج شيصاً فقال إن كان ينفعهم ذلك فليصنعون فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن ولكن إذ حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به وفي رواية أنتم أعلم بأمور دنياكم قال العلماء ولم يكن هذا القول خيراً وإنما

كان ظناً كما بينه في هذه الروايات قالوا ورأيه عليه الصلاة والسلام في أمور المعايش وظنه كغيره فلا يمتنع وقوع مثل هذا ولا نقص في ذلك وسببه تعلق هممهم بالآخرة ومعارفها وإنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك لأنه لم يكن عانا أمر الزراعة ولا الأشجار ولا باشر شيئاً مها فخفيت عليه تلك الحالة وتمسك بالقاعدة الكلية المعلومة التي هي أنه ليس في الوجود ولا في الإمكان فاعل ولا خالق ولا مؤثر إلا الله سبحانه وتعالى فإذا نسب شيء إلى غيره فتلك النسبة مجازية عرفية لا حقيقية فصدر قوله صلى الله عليه وسلم ما أظن ذلك يغني شيئاً فإن الذي يغني في الأشياء وعن الأشياء في الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى غير أن الله تعالى قد أجرى عادته بأن ستر تأثير قدرته في بعض الأشياء بأسباب معتادة فجعلها مقارنة لها ومغطاة لها ليؤمن من سبقت له السعادة بالغيب ويضل من سبقت له الشقاوة بالجهل والريب ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة وقوله إنما ظننت ظناً إنما أنا بشر اعتذار لمن ضعف عقله مخافة أن يزله الشيطان فيكذب النبي صلى الله عليه وسلم فبكفر أعاذنا الله من ذلك (م) عن رافع بن خديج • (إنما أنا بشر مثلكم وأن الظن يخطئ ويصيب ولكن ما قلت لكم قال الله فلن أكذب على الله) أي لا يقع مني فيما أبلغه عن الله كذب لا غلط ولا سهو وأما أمور الدنيا التي لا تعلق لها بالدين فأنا فيها واحد من البشر وقد كان صلى الله عليه وسلم في صغره معروفاً بالصدق والأمانة ومجانبة أهل الكذب والخيانة حتى أنه كان يسمى بالصادق الأمين يشهد له بذلك كل من عرفه وإن كان من أعدائه وقد خالفه وسببه ما تقدم فيما قبله (حم هـ) عن طلحة قال الشيخ حديث صحيح • (إنما أهلك) بالبناء للفاعل وفي رواية هلك (الذين من قبلكم) من بني إسرائيل (أنهم) بفتح الهمزة فاعل أهلك أو في محل نصب بعد حذف الجار على رواية هلك أي إنما هلك الذين من قبلكم من أجل أنهم (كانوا إذا سرق فيهم الشريف) أي الوجيه ذو العشيرة (تركوه) أي لم يحدوه (وإذا سرق فيهم الضعيف) أي الوضيع الذي لا عشيرة له (أقاموا عليه الحد) وسببه كما في البخاري وتمامه عن عائشة أن قريشاً أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يجتري عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشفع في حد من حدود الله ثم قام فخطب فقال أيها الناس إنما ضل من قبلكم أنهم كانوا إلخ ثم قال وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وأيم الله همزنه همزة وصل عند الأكثر وأصله أيمن الله وهو مبتدأ خبره محذوف أي قسمي (حم ق ع) عن عائشة رضي الله تعالى عنها • (إنما بعثت فاتحاً) للدين بعد غلقه بالتبديل (وخاتماً) للنبوة والرسالة (وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه) وفي رواية مفاتح الكلم هما جمع مفتاح ومفتح وهما في الأصل كلما يتوصل إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه أوتي مفاتيح الكلام وهو ما يسر الله له من البلاغة

والفصاحة والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الصوول إليه (واختصر لي الحديث اختصاراً) مصدر مؤكد أي أقدرني الله تعالى على الإتيان بالألفاظ الوجيزة الكثيرة المعنى (فلا يهلكنكم المتهوكون) أي الذين يقعون في الأمر بغير روية أو المتحيرون والمتهوك الذي يقع في كل أمر وقيل هو المتحير وفي شرح الشيخ ما يفيد أن المراد النهي عن تصديق من ادعى نبوة بعده صلى الله عليه وسلم (هب) عن أبي قلابة بكسر القاف وفتح اللام الخفيفة وبموحدة (مرسلاً • (إنما الدين) أي إنما عماد الدين (النصح) أي لله ورسوله (أبو الشيخ في التوبيخعن ابن عمر) قال الشيخ حديث ضعيف • (إنما المجالس) أي المجالس التي لا يلحق صاحبها إثم بعد الانصراف عنها هي المصحوبة (بالأمانة) أي كتمان ما يعلم أو يظن أن صاحبه يكره اطلاع الناس عليه فلا يجوز لأحد أن يحدث بما يكره صاحبه اطلاع الناس عليه (أبو الشيخ في التوبيخ عن عثمان وعن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله) أي إنما ينبغي لهما ذلك (فلا يحل لأحدهما أن يفشي) أي يحدث ويطلع الناس (على) أمانة (صاحبه) وهي (ما يخاف) من اطلاعهم عليه (أبو الشيخ عن ابن مسعود) بإسناد ضعيف • (إنما العلم) أي اكتسابه في الابتداء (بالتعلم) من العلماء أو إنما بقاؤه وعدم ضياعه بمذاكرته وعدم الغفلة عنه (وإنما الحلم) أي المكتسب (بالتحلم) أي بحمل النفس عليه (ومن يتحر الخير يعطه) بالبناء للمفعول أي ومن يجتهد في تحصيل الخير يعطه الله تعالى إياه (ومن يتق) وفي رواية ومن يتوق (الشر) أي يتجنب ما نهى الله ورسوله عنه (يوقه) بالبناء للمفعول أي يوق ما يترتب عليه من الإثم والعقاب أو من يقصد كف نفسه عن الشر يعنه الله تعالى على ذلك (قط) في الإفراد (خط) عن أبي هريرة (خط) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث ضعيف • (إنما الخاتم) بكسر التاء وفتحها (لهذه وهذه يعنى الخنصر والبنصر) مدرج من كلام الراوي والأول أصغر الأصابع والثاني الذي يليه أي إنما ينبغي للرجل لبسه فيهما وصرح النووي في شرح مسلم بكراهة لبسه في غيره الخنصر (طب) عن أبي موسى • (إنما أنا بشر مثلكم أمازحكم) تلطفاً بكم وأينا سألكم وكان صلى الله عليه وسلم إذا مزح لا يقول إلا حقاً كقوله احملك على ولد الناقة وكقوله زوجك الذي في عينه بياض وكقوله لا يدخل الجنة عجوز (ابن عساكر عن أبي جعفر الخطمي) بفتح المعجمة وسكون الطاء (مرسلاً) واسمه عمير تصغير عمر قال الشيخ حديث ضعيف • (إنما أنا) مبعوث (لكم) أي لأجل إصلاحكم (بمنزلة الوالد) في النصح وإرادة الخير والتعليم (أعلمكم) أمور دينكم وأبو الإفادة أقوى من أبي الولادة قاله لئلا يحتشموه ويستحيوا منه فيما يعرض لهم من أمر دينهم (فإذا أتى أحدكم الغائط) أي محل قضاء الحاجة

(فلا يستقبل) بالجزم والكسر للتخلص من التقاء الساكنين (القبلة) المعهوة وهي الكعبة (ولا يستدبرها) فيحرم كل من الاستقبال والاستدبار بدون ساتر فإن كان بينه وبين القبلة ساتر مرتفع ثلثي ذراع وقرب منه ثلاثة أذرع فأقل كره ذلك وهذا في غير المعد لقضاء الحاجة أما المعد لقضائها فلا حرمة فيه ولا كراهة لدليل آخر (ولا يستطيب) قال النووي هكذا هو في عامة النسخ بالياء وهو صحيح وهو نهي بلفظ الخبر كقوله تعالى لا تضار والدة بولدها وكقوله صلى الله عليه وسلم لايبيع أحدكم على بيع أخيه ونظائره وهذا أبلغ في النهي لأن خبر الشارع لا يتصور خلافه وأمره قد يخالف فكأنه قيل عاملوا هذا النهي معاملة الخبر الذي لا يقع خلافه وقال الشيخ ولي الدين الذي في أصلنا ولا يستطب بدون ياء على لفظ النهي (بيمينه) أي لا يستنجي فيكره ذلك وقيل يحرم والاستطابة والاستنجا والاستجمار كناية عن إزالة الخارج من السبيلين عن مخرجه فالاستطابة والاستنجا يكونان تارة بالماء وتارة بالأحجار والاستجمار مختص بالأحجار وتمام الحديث كما في أبي داود وكان يأمر بثلاثة أحجار وينهى عن الروث والرمة والروث بفتح الراء وسكون الواو ومثلثة رجيع ذوات الحوافر وقيل رجيع غير بني آدم والرمة بكسر الراء وتشديد الميم العظم البالي (حم دن هـ حب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (إنما أنا عبد آكل كمايأكل العبد واشرب كما يشرب العبد) أي لا اتكئ في الجلوس للأكل والشرب كما يفعله المترفهون فيكره الأكل والشرب متكأ (عد) عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (إنما أنا مبلغ) ما أمرني به ربي (والله يهدي) من يشاء هدايته (وإنما أنا قاسم) بينكم بأمره تعالى (والله يعطي) قال المناوي فلا تنكروا التفاضل أي كوني أفضل بعضكم على بعض فإنه بأمر الله أو المراد أقسم العلم بينكم والله يعطي الفهم من شاء (طب) عن معاوية قال الشيخ حديث صحيح • (إنما أنا رحمة مهداة) بضم الميم أهداها الله تعالى للعالمين قال تعالى وما أرسلناك إل رحمة للعالمين ولا يشكل بأنه كان يغضب لأن غضبه فيه الرحمة أيضاً (ابن سعد في طبقاته والحكيم في نوادره عن أبي صالح مرسلاً (ك) عنه عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (إنما بعثت) أي أرسلت (لأتمم) اللام للتعليل (صالح الأخلاق) وفي رواية مكارم الأخلاق قال المناوي فالأنبياء بعثوا بمكارم الأخلاق وبقيت بقية فبعث بما كان معهم وبتمامها أو أنها تفرقت فيهم فأمر بجمعها لتخلقه بالصفات الإلهية قال تعالى وإنك لعلى خلق عظيم (ابن سعد (خدك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذاباً) أي لأجله قال الشيخ أي لم أبعث عذاباً عليكم وإن استعجلتموني ورحمتي عامة انتهى وقال المناوي فالعذاب لم يقصد من بعثته صلى الله عليه وسلم وإن وقع بحكم التبعية (تخ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (إنما بعثتم ميسرين) حال من الضمير في بعثتم (ولم تبعثوا معسرين) وإسناد

البعث إليهم على طريق المجاز لأنه صلى الله عليه وسلم هو المبعوث بما ذكر لكن لما كانوا في مقام التبليغ عنه في حضوره وغيبته أطلق عليهم ذلك أو هم مبعوثون من قبله بذلك أي مأمورون وكان ذلك شأنه صلى الله عليه وسلم في حق كل من بعثه إلى جهة من الجهات يقول يسروا ولا تعسروا وسببه كما في الترمذي عن أبي هريرة قال دخل أعرابي المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فصلى فلما فرغ قال اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد تحجرت واسعاً فلم يلبث أن بال في المسجد فأسرع إليه الناس أي تناولوه بألسنتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اهريقوا عليه سجلاً من ماء أو دلواً من ماء والسجل هو الدلو الممتلئة ماء ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما بعثتم فذكره (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (إنما بعثني الله مبلغاً) ما أمركم بفعله وما نهاكم عنه (ولم يبعثني متعنتاً) أي مشدداً قال المناوي قاله لعائشة لما أمر بتخيير نسائه فاختارت وقالت لا تقل أني اخترتك فذكره (ت) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (إنما جزاء السلف) أي القرض (الحمد) أي ثناء المقترض على المقرض (والوفاء) أي أداء حقه له من غير مطل ولا تسويف وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم اقترض من عبد الله بن أبي ربيعة قرضاً فلما قضاه إياه قال له بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الحمد والوفاء (حم ن هـ) عن عبد الله بن أبي ربيعة وإسناده حسن • (إنما جعل الطواف بالبيت) أي الكعبة (و) السعي (بين الصفا والمروة ورمي الجمار) معطوف على الطواف أي إنما شرع كل منهما (لإقامة ذكر الله) قال المناوي وتمامه في رواية الحاكم لا لغيره اهـ ولعل المراد الحث على الذكر في الطواف وتالييه (دك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (إنما حرّ جهنم على أمتي) أي على بعضها (كحر الحمام) أي كحرارته التي لا تؤذي فلا ينافي أن بعضها يصير فحماً كما في حديث ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم وأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل (طس) عن أبي بكر قال الشيخ حديث ضعيف • (إنما جعل الاستئذان من أجل البصر) أي إنما شرع منأجله لأن المستأذن لو دخل من غير إذن لرأي بعض ما يكره من يدخل م حجر النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدري يحك بها رأسه فقال لو أعلم أنك تنظر لطعنت بها في عينك إنما جعل فذكره والمدري بكسر الميم وسكون المهملة عود يشبه المسلة وقيل مشط له أسنان يسيرة وقيل غير ذلك (حم ق ت) عن سهل ابن سعد الساعدي • (إنما سماهم الله تعالى الأبرار) جمع بر كأرباب أو بار كأصحاب وإشهاد أي إنما وصف الله تعالى الأبرار في القرآن العظيم

بكونهم أبراراً (لانهم بروا الآباء والأمهات والأبناء) والبنات أي أحسنوا إليهم ورفقوا بهم (كما أن لوالديك عليك حقاً كذلك لولدك) عليك حق واجب ومندوب كما تقدم (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن • (إنما سمي البيت) أي المعهود وهو الكعبة البيت (العتيق) برفع البيت ونصب العتيق (لأن الله تعالى أعتقه) أي حماه (من الجبابرة فلم يظهر) أي يستولي (عليه جبار قط) بفتح القاف وضم الطاء المشددة وقصة الفيل مشهورة (ت ك هب) عن ابن الزبير قال الشيخ حديث صحيح • (إنما سمي الخضر خضرا) بفتح الخاء وكسر الضاد ويجوز إسكان الضاد مع كسر الخاء وفتحها كما في نظائره والخضر لقبه واسمه بليا بموحدة مفتوحة ثم لام ساكنة ثم مثناة تحتية وكنيته أبو العباس واختلف في حياته ونبوته فقال الأكثرون من العلماء هو حي موجود بين أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصر وحكى ابن عطية والبغوي عن أكثر أهل العلم أنه نبي ثم اختلفوا هل هو رسول أم لا وقال القرطبي هو نبي عند الجمهور وقال القشيري في رسالته في باب الأولياء لم يكن الخضر نبياً وإنما كان ولياً وفي آخر صحيح مسلم في أحاديث الدجال أنه يقتل رجلاً عظيماً ثم يحيى قال إبرايم بن سفيان صاحب مسلم يقال أن ذلك الرجل هو الخضر (لأنه جلس على فروة) بفتح الفاء وسكون الراء (بيضاء) والفروة أرض بيضاء ليس فيها نبات وقيل هي الحشيش الأبيض وقيل الفروة وجه الأرض وقيل الهشيم من النبات (فإذا هي تهتز) أي تتحرك (تحته خضرا) بفتح فسكون وبالتنوين أي نباتاً أخضر وروى خضراء بالمد كحمراء وقيل سمى بذلك لأنه كان إذا صلى أخضر ما حوله والصواب الأول للحديث المذكور وهو صاحب موسى النبي صلى الله عليه وسلم الذي سأل السبيل إلى لقيه وقد أثنى الله تعالى عليه في كتابه بقوله فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدناعلماً وأخبر الله تعالى عنه في باقي الآيات بتلك الأعجوبات وذكر أبو إسحاق الثعلبي المفسر اختلافاً في أن الخضر كان في زمن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام أم بعده بقليل أم بكثير (حم ق ت) عن أبي هريرة (طب) عن ابن عباس • (إنما سمي) أي القلب المعلوم من لامقام (من تقلبه إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة) أي بالأرض الواسعة التي لا بناء فيها (تعلقت في أصل شجرة تقلبها الرياح) وفي نسخة تقلبها الريح (ظهر البطن) قال المناوي وهذا إشارة إلى أنه ينبغي للعاقل الحصذر من تقلب قلبه (طب) عن أبي موسى الأشعري وإسناده حسن • (إنما سمي) أي الشهر الذي شرع صومه لهذه الأمة المعلوم (رمضان لأنه) أي لأن صومه (يرمض الذنوب) أي يحرقها ويزيلها لما يقع فيه من العبادة قال في المصبح رمض يومنا رمضاً اشتد حره ورمضت قدمه احترقت من الرمضا ورمضت

العضال وجدت حر الرمضا فاحترقت (محمد بن منصور السمعاني) بفتح السين وسكون الميم نسبة إلى سمعان بطن من تميم فهو تميمي (وأبو زكريا يحيى بن منده) في أماليهما (عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف • (إنما سمي شعبان) يحتمل رفعه والمفعول الثاني محذوف ويحتمل نصبه ونائب الفاعل مستتر وكذا يقال فيما قبله وفيما بعده (لأنه يتشعب) أي يتفرع (فيه خير كثير للصائم) فيه أي لصائمه (حتى يدخل الجنة) أي مع السابقين أو بغير عذاب (الرافعي في تاريخه عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف • (إنما سميت الجمعة) أي يومها (لأن آدم) عليه الصلاة والسلام (جمع) بالبناء للمفعول أي جمع الله تعالى (فيها خلقه) أي صوره وأكمل تصويره قال المناوي وورد في تسميتها بذلك غير ذلك (خط) عن سلمان الفارسي قال الشيخ من الضعيفة المنجبرة • (إنما مثل المؤمن حين يصيبه الوعك) قال العلقمي قال في الصمباح وعكته الحمى تعكه وعكا من باب وعد اشتدت عليه فهو موعوك أي محموم (أو الحمى) التي هي حرارة بين الجلد واللحم فكأنه قال حمى شديدة أو خفيفة (كمثل حديدة تدخل النار) يحتمل بناؤه للفاعل أو المفعول (فيذهب خبثها) بفتح الموحدة (ويبقى طيبها) قال المناوي بكسر فسكون فكما أن النار تزيل خبث الحديد كذلك الوعك والحمى كل منهما يزيل ذنوب المؤمن ويطهره منها (طب ك) عن عبد الرحمن بن زاهر) قال الشيخ حديث صحيح • (إنما مثل صاحب القرآن) مع القرآن والمراد بصاحبه من ألف تلاوته نظراً في المصحف أو عن ظهر قلب (كمثل صاحب الإبل المعقلة) أي مع الإبل المعقلة بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد القاف أي المشدودة بالعقال وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد فما دام التعاهد موجوداً فالحفظ موجود كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ وخص الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان الأهلي نفوراً (إن عاهد عليها) أي تعهدها ولازمها (أمسكها) أي استمر إمساكه لها (وإن أطلقها ذهبت) أي انفلتت (مالك (حم ق ن هـ) عن ابن عمر ابن الخطاب • (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكبير) بكسر الكاف بعدها تحتية ساكنة معروف وحقيقت البناء الذي يركب عليه الزق والزق هو الذي ينفخ فيه فأطلق على الزق اسم الكير مجازاً لمجاورته وقيل الكير هو الزق نفسه وأما البناء فاسمه الكور (فحامل المسك إما أن يحذيك) قال العلقمي بضم أوله ومهملة ساكنة وذال معجمة مكسورة أي يعطيك وزناً ومعنى اهـ وفي مختصر النهاية للسيوطي الحذيا والحذية العطية والاستحذا طلب العطية وقال المناوي بجيم وذال معجمة أي يعطيك (وأما ان تبتاع) أي تشتري (منه وأما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة) والقصد النهي عن مخالطة من تؤذي مجالسته في دين أو دنيا والترغيب في مجالسة من يقع فيهما (ق) عن أبي موسى

• (إنما مثل صوم التطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها) ظاهره يشهد لمن يقول بالرجوع في الهبة ولو بعد القبض ولغير الفرع وسببه كما في النسائي عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال هل عندكم شيء فقلت لا قال فإني صائم وفي رواية أني إذا أصوم ومعناه ابتدأ بنية الصوم ولهذا قال الشافعي رضي الله تعالى عنه وأصحابه يصح صوم النفل بنية من النهار قبل الزوال والراجح أنه يثاب من طلوع الفجر ويشترط جميع شروط الصوم من أول النهار ثم مر بي بعد ذلك اليوم وقد أهدى إلي حيس فخبأت له منه وكان يحب الحيس قلت يا رسول الله أنه أهدي إلي حيس فخبأت لك منه فقال أدنيه إما أني قد أصبحت وأنا صائم فأكل منه ثم قال إنما مثل فذكره ولهذا قال الشافعي وأصحابه يباح الفطر في صوم التطوع (ن هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (إنما مثل الذي يصلي ورأسه معقوص) أي مردود شعره تحت عمامته (مثل الذي يصلي وهو مكتوف) أي مشدود اليدين إلى كتفيه في الكراهة تنزيهاً وأوله كمافي مسلم عن ابن عباس أنه رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص وراءه فقال فجعل يحله فلما انصرف أقبل إلى ابن عباس فقال مالك ورأسي قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف قال النووي اتفق العلماء على النهي عن الصلاة وثوب مشمر أو كمه أو نحوه أو رأسه معقوص أي مردود شعرها تحت عمامته أو نحو ذلك وكل هذا منهي عنه باتفاق العلماء وهو كراهة تنزيه ثم ذهب الجمهور إلى أن النهي مطلقاً لمن صلى كذلك سواء تعمده للصلاة أو كان كذلك قبلها إلا لها بل لمعنى آخر وقال الداودي يختص النهي بمن فعل ذلك للصلاة والمختار الصحيح والأول وهو ظاهر المنقول عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم وغيرهم ويدل عليه فعل ابن عباس رضي الله تعالى عنهما المذكور ها هنا قال العلماء رحمهم الله تعالى والحكمة في النهي عنه أن الشعر يسجد معه وفي فعل ابن عباس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن ذلك لا يؤخر إذ لم يؤخر ابن عباس حتى يفرغ من الصلاة وأن المكروه ينكر كما ينكر الحرام وأن من رأى منكر وأمكنه تغييره بيده غيره بها وإن خبر الواحد مقبول (حم م طب) عن ابن عباس • (إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب) أي الكتب المنزلة على أنبيائهم فكفر بعضهم بكتاب بعض فالمراد بهلاك من قبلنا هلاكهم في الدين بكفرهم فحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثل فعلهم وراد بالاختلاف ماأوقع في شك أو شبهة أو فتنة أو شحناء وأما الاختلاف في استنباط فروع الدين منه ومناظرة أهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة وإظهار الحق فليس منهياً عنه بل هو مأمور به وفضيلته ظاهرة وقد أجمع المسلمون على هذا من هد الصحابة إلى الآن وسببه كما في مسلم أن عبد الله بن عمرو قال هجرت أي بكرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً قال فسمع أصوات رجلين

اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال إنما هلك فذكره (م) عن ابن عمرو • (إنما هما) أي السعداء والأشقياء (قبضتان فقبضة في النار وقبضة في الجنة) قال المناوي تثنية قبضة وهي الأخذ بجميع الكف اهـ والله سبحانه وتعالى منزه عن الجارحة فالمراد أنه تعالى قضى وحكم على فريق بالخلود في النار وعلى فريق بالخلود في الجنة فريق في الجنة وفريق في السعير (حم طب) عن معاذ قال الشيخ حديث صحيح • (إنما هما) يحتمل أن يكون المعنى إنما الخصلتان اللتان يحصل بهما الدلالة والإرشاد (انتان الكلام والهدي) بفتح الهاء وسكون الدال أو بضم الهاء وفتح الدال (فأحسن الكلام كلام الله) فعليكم بإكثار تلاوته والعمل بما فيه (وأحسن الهدي) أي السيرة والطريقة (هدي محمد) أي سيرته وطريقته (ألا) حرف استفتاح وإياكم ومحدثات الأمور) أي احذروها (فإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعه ضلالة) والمراد البدعة المذمومة وهي ما خالفت قانون الشرع (ألا لا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم) هذا النهي موافق لقوله تعالى ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ومقصود الآية أن المؤمنين ينبغي لهم أن يزدادوا على ممر الزمان خشوعاً على الضد من بني إسرائيل الذين يزدادون على ممر الزمان جفاء وقسوة فحذر منهم وذكر في كل طائفة غاية أحوالها ففي بني إسرائيل القسوة اليت يحذر منها وفي المؤمنين كمال الرقة والأمد الزمان فبنو إسرائيل طالت أعمارهم وغلب عليهم حب الدنيا والميل إليها والغفلة والإعراض عن مواعظ الله تعالى (إلا أن كل ما هو آت) من الموت وقيام الساعة (قريب والبعيد ما ليس بات) فاستعدوا للموت بالتوبة والخروج من المظالم (إلا نما الشقي من شقى في بطن أمه) أي من قدر الله تعالى عليه في أصل خلقته أن يكون شقياً فهو الشقي على الحقيقة لا من عرض له الشقاء بعد ذلك وهو إشارة إلى شقاء الآخرة لا شقاء الدنيا (والسعيد من وعظ بغيره) يحتمل أن يكون المراد من اتعظ بالمصيبة الحاصلة لغيره فينتبه وينكف عن ارتكاب المعاصي ويتذكر قوله تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم (إلا أن قتال المؤمن كفر) أي أن استحله أو المراد أنه يؤدي إليه لشوبه أو أنه كفعل أهل الكفر أو أنه كفر الإحسان والنعمة وإخوة الإسلام (وسبباه فسوق) أي سبه خروج عن طاعة الله فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال العلقمي ومحله إذا كثر منه ولم تغلب طاعته معاصيه (ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه) أي في الدين (فوق ثلاث) أي من الأيام أي أن ترتب على ذلك صلاح لدين أحدهما وكمال في إيمانه (ألا وإياكم والكذب) أي احذروه (فإن الكذب لا يصلح لا بالجد ولا بالهزل) لا في مسائل مذكورة في كتب لفقه منها الكذب للإصلاح بين الناس كان يقول لمن بينهما عداوة فلأن داع لك ونحو ذلك ومنها ما لو كان

عنده وديعة خاف عليها من ظالم فله إنكارها ولو حلفه الظالم جاز له الحلف لكن تلزمه الكفارة ومنها ما لو اشترى لعياله شيئاً وأخبر بزيادة على ثمنه (ولا يعد الرجل) بالجزم والكسر للتخلص من التقاء الساكنين والرجل مثال فالمرأة والخنثى كذلك (صبيه) أي طفله الذكر والأنثى (لا يفي له) قال العلقمي معناه أن الإنسان ينبغي له أن يقف عند ما يقول ولو عند كلامه لطفله فيقف ند قوله لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون (وأن الكذب يهدي) أي يجر (إلى الفجور) أي الانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي) أي يجر (إلى النار) أي إلى دخولها إن لم يتب ولم يحصل عفو (وأن الصدق) أي قول الحق (يهدي إلى البر) اسم جامع للخير كله (وأن البر يهدي إلى الجنة) يعني أن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخاصل من كل مذمة وذلك سبب لدخول الجنة برحمة الله تعالى (وأنه) أي الشأن (يقال) أي بين الملأ الأعلى أو على ألسنة الخلق بالهام من الله تعالى (للصادق صدق وبر ويقال للكاذب كذب وفجر) فيه حث على تحري الصدق والاعتنا به والتحذير من الكذب والتساهل فيه (ألا وأن العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا) قال العلقمي والمراد إظهار ذلك للخلق وإلا فقدر الله تعلى وكتابه قد سبق بكل ذلك اهـ قال المناوي وكرر حرف التنبيه زيادة في تقريع القلوب بهذه المواعظ البليغة (هـ) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (إنما يبعث الناس على نياتهم) أي إنما يبعث الناس من القبور على نياتهم من يخر وشر فيجازون على طبقها (هـ) عن أبي هريرة • (إنما يبعث المقتتلون) يحتمل أن المراد بهم من مات في قتال الكفار من المسلمين (على النيات) أي مقصودهم من إعلاء كلمة الله ونصر دينه أو قصد الغنيمة والرياء والسمعة فيجازون على طبقها (ابن عساكر عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره • (إنما يسلط الله تعالى على ابن آدمن من خافه ابن آدم) أي يمكنه من أن يؤذيه (ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله لم يسلط عليه أحداً) أي لم يمكنه من أذاه (وإنما وكل) بالبناء للمفعول والتخفيف (ابن آدم) أي أمره (لمن رجا) أي أمل (ابن آدم) منه حصول النفع أو دفع الضرر (ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله لم يكله الله إلى غيره) فينبغي للإنسان أن يكون دائماً متوكلاً على الله مفوضاً أموره إليه سبحانه وتعالى فمن كان هذا شأنه حماه الله تعالى شر الأشرار وكيد الفجار (الحكيم عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (إنما يدخل الجنة من يرجوها) أي لأن من لم يرجها قانط آيس من رحمة الله والقنوط كفر (وإنما يجتنب) قال الشيخ بجيم فمثناة فوقية فنون فموحدة مضارع اجتنب وفي نسخ يجنب بنون مشددة بعد الجيم والبناء للمفعول (النار من يخافها) أي يخاف عذابها والمعذب بها هو الله سبحانه وتعالى أي إنما يدخل الجنة ويجتنب النار من يخاف الله ويرجو رحمته (وإنما يرحم الله) أي ينفضل بجوده وإحسانه على (من يرحم) أي يرق قلبه على

غيره لأن الجزاء من جنس العمل (هب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها) أي لأجل غضبة يتحلل بها سلاسله والقصد الإشعار بشدة غضبه حيث أوقع خروجه على الغضبة وهي المرة من الغضب (حم م) عن حفصة • (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) أي هم أحق برحمة الله من غيرهم (طب) عن جرير ابن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح • (إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل) أي العلم والعمل قال المناوي قاله لما أقبل علىّ أو العباس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس بالمسجد فسلم ووقف وأبو بكر عن يمينه فتزحزح عن مجلسه وأجلسه فيه فعرف السرور في وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم اهـ وفي شرح الشيخ أنه لما قدم أبو بكر قام له عمر وأجلسه فذكره صلى الله عليه وسلم وبه يستدل على سنية القيام مع رواية قوموا لسيدكم في حق سعد بن معاذ (ابن عساكر عن عائشة) قال اشليخ من الضعيفة المنجبرة • (إنما يغسل من بول الأنثى وينضح من بول الذكر) الذي لم يطعم غير لبن للتغذي ولم يبلغ حولين والنضح الرش بالماء حتى يعم جميع المحل وإن لم يسل وفرق بينهما بأن بوله أرق من بولها فلا يلصق بالمحل لصوق بولها وبأن بول الصبي يقع في محل واحد وبول الأنثى يقع منتشراً فاحتيج إلى صب الماء في مواضع متعددة وبأن النفوس أعلق بالذكر من الإناث فيكثر حمل الذكور فناسب التخفيف بالاكتفاء بالنضح دفعاً للحرج والعسر بخلاف الإناث والخنثى مثل الأنثى وسببه كما في أبي داود عن لبابة بنت الحارث قالت كان الحسين بن علي رضي الله عنهما في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فبال عليه فقلت البس بفتح الموحدة أي ثوباً غير هذا الذي عليك واعطني إزارك حتى أغسله قال إنما يغسل فذكره (حم د هـ ك) عن أم الفصل كنية لبابة بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب وأخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده حسن • (إنما يقيم من أذن) أي هو أولى بالإقامة للصلاة وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب بلالا ليؤذن فلم يجده فأمر رجلاً فأذن فجاء بلال فأراد أن يقيم فذكره (طب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن • (إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا) أي مدة كونه فيها (مثل زاد الراكب) أشار به إلى الرضا بالكفاف والزهد في الدنيا إذ الراكب يقصد التخفيف عن دابته ولا يحمل من الزاد إلا بقدر حاجته (طب هب) عن خباب قال الشيخ حديث حسن • (إنما يكفيك من جمع الملا خادم ومركب في سبيل الله) أي عند الحاجة إلى ذلك (ت ن هـ) عن أبي هاشم بن عتبة قال الشيخ حديث صحيح • (إنما يلبس) بفتح الباء الموحدة (الحرير في الدنيا من) أي مكلف ذكر (لا خلاق له في الآخرة) قال المناوي يعني من لاحظله ولا نصيب له من لبس الحرير فعدم نصيبه كناية عن عدم دخوله الجنة وهذا في الكافر ظاهر وفي غيره أن استجل وإلا فهو تهويل وتنفير اهـ قال العلقمي قال ابن بطال اختلف

في الحرير فقال قوم يحرم لبسه في كل الأحوال حتى على النساء نقل ذلك عن علي وابن عمر وحذيفة وأبي موسى وابن الزبير ومن التابعين عن الحسن وابن سيرين وقال قوم يجوز لبسه مطلقاً وحملوا الأحاديث الواردة في النهي عن لبسه على من لبسه خيلاء أو على التنزيه قلت وهذا الثاني ساقط لثبوت الوعيد على لبسه واختلف في علة تحريم الحرير على رأيين مشهورين أحدهما الفخر والخيلا والثاني كونه ثوب رفاهية وزينة فيليق بزي النساء دون شهامة الرجال (حم ق د ن هـ) عن عمر • (إنما يلبس) بكسر الموحدة (علينا صلاتنا) أي يخلط علينا منها (قوم يحضرون الصلاة بغير طهور) بالضم لفقد ركن أو شرط من شروط الطهارة فيعود شؤم خللهم على المصلى معهم (من شهد) أي حضر (الصلاة فليحسن) بسكون الحاء المهملة (الطهور) بالمحافظة على شروطه وفروضه وسننه لئلا يعود شؤمه على المصلي معه وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بسورة الروم فتردد فيها فلما انصرف ذكره (حم ش) عن أبي روح الكلاعي بفتح الكاف نسبة إلى قبيلة ذي الكلاع وهي قبيلة من حمير • (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها) مفرد مضاف فيعم ولهذا جمع في قوله (بدعوتهم) أي بسبب تضرعهم وطلبهم من الله النصر (وصلاتهم وإخلاصهم) في عبادتهم ونص على هذه المذكورات من بين العبادات لسهولة الإتيان بها على الضعيف (ن) عن سعد ابن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح • (أنه) أي الشأن (ليفان) بالبناء للمفعول وغين معجمة من الغين الغطا (على قلبي) نائب فاعل يغان أي يغش قلبي (وأني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) قال المناوي وارد بالمائة التكثير فلا ينافي رواية سبعين وهذا غين أنوار لا غين أغيار ولا حجاب ولا غفلة اهـ وقال العلقمي قال النووي قال أهل اللغة الغين بالغين المعجمة والغيم بمعنى والمراد هنا ما يغشى القلب قال القاضي أن المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه فإذا غفل عنه أو فتر عد ذلك ذنباً واستغفر منه قال وقيل هو همه بسبب امته وما اطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم وقيل سببه اشتغاله بانلظر في مصالح أمته وأمورهم ومحاربة العدو ومداراته وتألف المؤلفة ونحو ذلك فيشتغل بذلك عن عظيم مقامه فيراه ذنباً بالنسبة إلى عظيم منزلته وإن كانت ذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال فهي نزول عن عالي درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه فيستغفر لذلك وقيل يحتمل أن هذا الغين هو السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى فأنزل السكينة عليهم او يكون استغفاره إظهاراً للعبودية والافتقار وملازمة الخضوع وشكراً لما أولاه وقيل هو شيء يعتري القلوب الصافية مما تتحدث به النفس اهـ وقال شيخنا المختار أن هذا من المتشابه الذي لا يخاض في معناه وقد سئل عنه الأصمعي فقال لو كان قلب غير النبي صلى الله عليه وسلم

لتكلمت عليه ولكن العرب تزعم أن الغين الغيم الرقيق (حم م دن) عن الأغر المزني • (أنه) أي الشأن) من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه) قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي وذلك لأن الله تعالى يحب أن يسأل من فضله فمن لم يسأله يبغضه والمبغوض مغضوب عليه لا محالة اهـ وقال المناوي لأنه إما قانط وإما متكبر وكل منهما موجب للغضب (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (أني أوعك) أي يصيبني الوعك بفتح الواو وسكون العين المهملة وقد تفتح الحمى وقيل المها وقيل تعبها وقيل ارعادها الموعوك وتحريكها إياه وعن الأصمعي الوعك الحرفان كان محفوظاً فلعل الحمى سميت وعكا لحرارتها والحاصل أنه أثبت أن المرض إذا اشتد ضاعف الأجر (كما يوعك رجلان منكم) وسائر الأنبياء مثله في ذلك وسببه كما في البخاري عن عبد الله بن مسعود قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديداً قال أجل أي نعم أني أوعك كما يوعك رجلان منكم (حم م) عن ابن مسعود • (أني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر) بن الخطاب لمهابته وسببه كما في الترمذي عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً فسمعنا لغطاً وصوت صبيان فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبشية تزفن بفاء وزاي ونون أي ترقص والصبيان حولها فقال يا عائشة تعالي فانظري فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت انظر إليها مما بين المنكب إلى رأسه فقال لي أما شبعت أما شبعت فجعلت أقول لا لا لا انظر إلى منزلتي عنده إذ طلع عمر قالت فانفض الناس عنها أي تفرقوا لمهابة عمر رضي الله تعالى عنه والخوف من إنكاره عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لأنظر فذكره قال المناوي فتلك المرأة شيطان الإنس لفعلها كفعله (ت) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (أني فيما لم يوح) أي لم يوحه الله (إلي كأحدكم) فقد يتخلف ما أظن وقوعه كما تقدم في تطليع النخل لما قال لهم لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً فتركوه فنقصت أو نفضت (طب) وابن شاهين في السنة عن معاذ) بن جبل قال الشيخ حديث صحيح • (أني لم أبعث لعاناً) أي مبالغاً في اللعن أي الإبعاد عن الرحمة والمراد هنا نفي أصل الفعل وسببه كما في مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادع على المشركين قال أني لم فذكره أي لو دعوت عليهم لبعدوا عن الرحمة مع كوني لم أبعث بهذا (طب) عن كرير بن أسامة • (أني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة) لمن أراد الله إخراجه من الكفر إلى الإيمان (حم م) عن أبي هريرة • (أني لأمزح ولا أقول إلا حقا) ومن ذلك قوله لعجوز لا يدخل الجنة عجز أي لا تبقى عجوزاً عند دخولها قال الغزالي ويعسر على غيره ضبط ذلك جداً فالولى ترك المزاح لأنه يظلم القلب ويسقط لمهابة ويورث الضغائن لكن لا بأس به نادراً سيما مع المرأة والطفل تطييباً لقلبه (طب) عن ابن عمر بن الخطاب (خط) عن أنس

ابن مالك وهو حديث حسن • (أني وإن داعبتكم) أي لاطفتكم ومازحتكم (فلا أقول إلا حقا) وبعضهم فرق بين المداعبة والمزاح بأن المداعبة مالا يغضب جده والمزاح ما يغضب جده (حم ت) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (أني لأعطي رجالا) الشيء من نحو فيئ (وادع من هو أحب إلى منهم) لقوة إيمانه (لا أعطيه شيئاً مخافة) علة للاعطا (أن يكبوا) بضم أوله وفتح الكاف وسدة الموحدة (في النار على وجوههم) أي مخافة ارتدادهم المؤدي إلى دخولهم النار (حم ن) عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح • (أني تارك فيكم خليفتين كتاب الله) بالنصب بدلاً أو عطف بيان (حبل) بالرفع خبر عن محذوف أي هو حبل (ممدود ما) زائدة (بين السماء والأرض وعترتي) عطف على كتاب الله (أهل بيتي) يحتمل رفعه ونصبه أي أعني أو هم والمراد العلماء منهم أي أحثكم على اتباعهما لا تخالفوهما (وأنهما) أي الكتاب والعترة (أن يتفرقا حتى يردا على الحوض) يحتمل أن المراد العلماء منهم يستمرون آمرين بما في الكتاب إلى قيام السماعة والله أعلم بمراد نبيه (حم طب) عن زيد بن ثابت • (أني لأرجو) أي أؤمل (أن لا تعجز) بفتح المثناة الفوقية وكسر الجيم من عجز عن الشيء عجزاً كضرب ضربا (امتي) أي أغنياؤها عن الصبر على الوقوف للحساب (عند ربها) في الموقف (أن) بفتح الهمزة وسكون النون (يؤخرهم) أي بتأخيرهم ن لحاق فقراء أمتي السابقين إلى الجنة (نصف يوم) من أيام الآخرة قيل لسعد كم نصف ذلك اليوم قال خمسمائة عام قال المناوي وقيل المعنى أني لأرجو أن يكون لأمتي عند الله مكانة تمهلهم من زماني هذا إلى انتهاء خمسمائة سنة بحيث لا يكون أقل من ذلك إلى قيام الساعة (حم د) عن سعد ابن أبي وقاص) قال الشيخ حديث صحيح • (أني نهيت عن قتل المصلين) قال المناوي يعني المؤمنين سماهم به لأن الصلاة أظهر الأفعال الدالة على الإيمان قال أبو هريرة أتى النبي صلى الله عليه وسلم بمخنث خضب يديه ورجليه بالحنا فنفاه فقلنا ألا نقتله فذكره (د) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (أني نهيت عن زيد) بفتح الزاي وسكون الموحدة أي رفد أو أعطا (المشركين) لأن للهدية موضعاً من القلب وقد روى تهادوا تحابوا فردها قطعاً سبب الميل ورد أنه قبل هدية المقوقس وغيره فجمع بعضهم بأن الامتناع في حق من يريد بهديته التودد والموالاة والقبول في حق من يرجى بذلك تألفه وإسلامه وسببه كما في أبي داود عن عياض بن حماد قال أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة فقال أسلمت قلت لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أني نهيت فذكره (دت) عن عياض بن حماد قال الترمذي حديث صحيح • (إني لا أقبل هدية مشرك) أي كافر ولو كتابياً إلا لمصلحة (طب) عن كعب بن مالك وهو حديث صحيح • (أني لا أصافح النساء) قال المناوي أي لا أضع يدي في يدهن بلا حائل اهـ قال العلقمي وسببه كما في النسائي وتمامه عن أميمة بنت رقيقة بالتصغير فيهما أنها قالت أتيت النبي صلى الله

عليه وسلم في نسوة من الأنصار تبايعه فقلنا يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف فقال فيما استطعتن وأطقتن قالت قلنا الله ورسوله أرحم بنا منا هلم نبايعك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة (ن هـ) عن أميمة بنت رقيقة قال الشيخ حديث صحيح • (أني لم أومر أن أنقب) بشدة القاف (عن قلوب الناس ولا) أن (أشق بطونهم) أي لم أومر باستكشاف ما في بواطنهم بل أمرت بالأخذ بالظاهر وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بمال فقسمه فاعترضه رجل فأراد خالد بن الوليد ضرب عنقه فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال لعله يصلي فقال خالد وكم من يصلي يقول بلسانه ما ليس في قلبه فذكره (حم خ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه • (أني حرمت ما بين لابتي المدينة) تثنية لابة وهي أرض ذات حجارة سود وللمدينة لابتان شرقية وغربية وهي بينهما ما بين جبليها (كما حرم إبراهيم مكة) أي في حرمة التعرض للصيد وقطع النبات لا في الضمان ومثل المدينة وج الطائف بفتح الواو وتشديد الجيم واد بصحراء الطائف فلا يضمن المتعرض لصيد حرم المدينة ووج ولاباتهام لأنهما ليسا محلين للنسك بخلاف حرم مكة وقيل بالضمان (م) عن أبي سعيد • (أني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدر) بالتحريك التراب المتلبد أو قطع الطين (وشجر) يعني أشفع لخلق كثير جداً ممن استحق العذاب لا يحصيهم إلا الله تعالى وهذه غير الشفاعة العظمى (حم) عن بريدة بالتصغير وإسناده حسن • (أني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي) يعني الطفل (فاتجوز في صلاتي مما أعلم) أي أخفها واقتصر على أقل ممكن مع إتمام الأركان والأبعاض والهيئات (من) أجل (شدة وجد) أي حزن (أمه ببكائه) قال العلقمي وكان ذكر الأم هنا خرج مخرج الغالب وإلا فمن كان في معناها ملحق بها (حم ق هـ) عن أنس ابن مالك • (أني سألت ربي أولاد المشركين) قال المناوي أي العفو عنهم وأن لا يلحقهم بآبائهم (فأعطانيهم خدماً لأهل الجنة) في الجنة فيدخلون الجنة (لأنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك ولأنهم في الميثاق الأول) أي قبضوا وهم على حكم السبت بربكم قالوا بلى (الحكيم عن أنس) بلا إسناد قال الشيخ حديث حسن • (أني لا أشهد على جور) وسببه أن أم النعمان بن بشير سألت أباه أن يخصه ببعض ماله فأجابها فقالت لا أرضي حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فقال ألك ولد سواه قال نعم فذكره وتمسك به الإمام أحمدعلى تحريم تفضيل بعض الأولاد بنحو هبة والجمهور على كراهته لرواية أشهد على هذا غيري فإنه لا يأمر بحرام وامتناعه من الشهادة تورع (ق) عن النعمان بن بشير • (أني عدل لا أشهد إلا على عدل) سببه ما تقرر فيما قبله (ابن قانع عنه) أي النعمان (عن أبيه) بشير الأنصاري قال اشيخ حديث صحيح

• (أني لا أخيس) بفتح الهمزة وكسر الخاء المعجمة وإسكان المثناة التحتية وسين مهملة (بالعهد) أي لا أنقضه ولا أنكثه ولا أفسده أصله من قولك خاس الشيء في الإناء إذا فسد وقال في النهاية لا أخيس بالعهد أي لا أنقضه يقال خاس بعهده يخيس وخايس بوعده إذا أخلفه (ولا أحبس) بحاء وسين مهملتين بينهما موحدة (البرد) بضم الموحدة والراء ويجوز إسكان الراء تخفيفاً كرسل مخفف عن رسل لكن الرواية بالضم كما يفيده كلام العلقمي جمع بريد بمعنى رسول وسببه كما في أبي داود عن أبي رافع قال بعثني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى الله في قلبي الإسلام فقلت يا رسول الله لا أرجع إليهم أبداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد ولكن ارجع فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجع قال فذهبت فأتيته فأسلمت انتهى لا يقال كيف رضي النبي صلى الله عليه وسلم له بتأخير الإسلام حتى يرجع لأن أحكام الشرع مبنية على الظاهر وفي الظاهر لم يطلب الإسلام فأمره برد الجواب والرجوع إليه إن استمر ما في قلبه (حم د ن حب ك) عن أبي رافع قال الشيخ حديث صحيح • (أني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ) أي بالنبوة قال المناوي قيل هو الأسود وقيل البارز بزقاق المرفق وهذا التسليم حقيقة بأن انطقه الله تعالى كما انطق الجذع ويحتمل كونه مضافاً إلى ملائكة عنده على حد واسأل القرية اهـ قال العلقمي والصحيح أنه حقيقة (قبل أن ابعث) قيد به لأن الحجارة كلها كانت تسلم عليه بعد البعث (حم م ت) عن جابر بن سمره • (أني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر) استشهد يوم أحد وهو جنب فغسلته الملائكة (بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة) أي بماء المطر والمزن السحاب وقيل المزن السحاب الأبيض وماؤه عذب (ابن سعد) في طبقاته عن خزيمة ابن ثابت رضي الله تعالى عنه • (أني أحدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب) فبالتحديث يحصل التبليغ وحفظ الحديث (طب) عن عبادة بن الصامت قال الشيخ حديث صحيح • (أني أشهد) قال المناوي بضم الهمزة وكسر الهاء (عدد تراب الدنيا أن مسيلمة كذاب) على الله في دعواه النبوة (طب) عن وبر بالتحريك الحنفي قال الشيخ حديث صحيح • (أني لأبغض) قال المناوي بضم الهمزة وغين معجمة مكسورة ووافقه الشيخ على هذا الضبط فالرواية متبعة وإن كان الأفصح في الماضي بغض وأبغض لغة رديئة كما في القاموس (المرأة تخرج من بيتها تجر ذيلها تشكو زوجها) للحاكم أو غيره فيكره لها ذلك ولو بحق ويظهر أن محل ذلك ما لم تضطر إلى شكواه والجمل المذكورة أحوال من المرأة أو صفات لها (طب) عن أم سلمة قال الشيخ حديث صحيح • (أني لم أبعث بقطيعة رحم) أي قرابة وإنما بعثت بوصلها بالإحسان وإلانة الكلام ودفع ما شان بحسب الإمكان (طب) عن حصين بن وحوح بمهملتين كجعفر قال

الشيخ حديث صحيح • (_أني أحرج) قال في النهاية الحرج في الأصل الضيق وروى أحرم أي أضيق وأحرم (عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة) خصهما لمزيد التأكيد فحق غيرهما كذلك (ك هب) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (أني رأيت) أي في النوم (البارحة) قال المناوي أقرب ليلة مضت (عجباً) قالوا وما هو يا رسول الله قال (رأيت رجلاً من أمتي) أي أمة الإجابة وكذا يقال فيما بعده (قد احتوشته ملائكة العذاب) أي أحاطت به زبانية جهنم من كل جهة (فجاءه وضوءه) بضم الواو قال المناوي يحتمل الحقيقة بأن يجسد الله ثوابه ويخلق فيه حياة ونطقا ويحتمل أنه يضاف إلى الملك الموكل بكتابة ثوابه وكذا يقال فيما بعده (فاستنقذه من ذلك) أي استخلصه منهم (ورأيت رجلاً من أمتي قد بسط) أي نشر (عليه عذاب القبر فجاءته صلاته فاستنقذت من ذلك) أي خلصته من عذاب القبر (ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله) أي ثواب ذكره الذي كان يذكره في الدنيا (فخلصه منهم) أي سلمه ونجاه من ضيقهم (ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً فجاءه صيام رمضان فسقاه) حتى رواه (ورأيت رجلاً من أمتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة) يعني أحاطت به الظلمة من جميع جهاته الست بحيث صار مغموراً فيها (فجاءته حجته وعمرت فاستخرجاه من الظلمة) إلى النور (ورأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت) أي عزرائيل على ما اشتهر قال المصنف ولم أقف على تسميته بذلك في حديث (ليقبض روحه فجاءه بره) بكسر الباء (لوالديه فرده عنه) أي عن قبض روحه لأن بر الوالدين يزيد في العمر بالنسبة لما في اللوح أو الصحف (ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلة الرحم) بكسر الصاد أي إحسانه إلى أقاربه (فقالت أن) قال المناوي بفتح الهمزة وسكون النون فإن كانت الرواية كذلك فالمقول محذوف أي فقالت كلموه أو أما علمتم أن الخ وإلا فلا وجه لفتح الهمزة بعد القول (هذا كان واصلاً لرحمه) أي باراً لهم محسناً إليهم (فكلمهم وكلموه وصار معهم ورأيت رجلاً من أمتي يأتي النبيين وهم حلق حلق) قال المناوي بفتحتين أي دوائر دوائر اهـ وقال في مختصر النهاية الحلق بكسر الحاء وفتح اللام جمع حلقة بفتح الحاء وسكون اللام وهي الجماعة من الناس مستديرين (كلما مر على حلقه طرد) أي ابعد ونحى وقيل له اذهب عنا (فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فاجلسه إلى جنبي ورأيت رجلاص من أمتي يتقي وهج النار بيديه عن وجهه) أي يجعل يديه وقاية لوجهه لئلا يصيبه حر النار وشررها والوهج بفتحتين كما في الصحاح حر النار فجاءته صدقته) أي تمليكه شيئاً لنحو الفقراء بقصده ثواب الآخرة (فصارت ظلاً على رأسه) أي وقاية من حر الشمس يوم تدنو من الؤروس (وستراً عن وجهه) أي حجاباً عنه (ورأيت رجلاً من أمتي جاثياً على ركبتيه بينه وبين الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده

فأدخله على الله) وذلك أن سوء الخلق حجاب على القلب يظلمه وحسن الخلق يجلوه ويوصل إلى الله تعالى بكثرة الطاعات والكف عن الشهوات (ورأيت رجلاً من أمتي جاءته زبانية العذاب) أي الملائكة الذين يدفعون الناس في جهنم للعذاب (فجاء أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من ذلك) أي استخلصه منهم (ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار) أي سقط من أعلى جهنم إلى أسفلها (فجاءته دموعه التي بكى بها في الدنيا من خشية الله) أي من خوف عذابه (فأخرجته من النار (ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته إلى شماله أي سقطت صحيفة أعماله في يده اليسرى (فجاءه خوفه من الله فأخذ صحيفته) من شماله (فجعلها في يمينه) ليكون ممن أوتي كتابه بيمينه (ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه فجاءه إفراطه) بفتح الهمزة أولاده الصغار الذين ماتوا في حياته جمع فرط بفتحتين قال العلقمي قال في الدر الفرط الذي يسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلا اهـ والمراد هنا من تقدمه من أولاده (فثقلوا ميزانه) أي رجحوها (ورأيت رجلاً من أمتي على شفير جهنم) أي على حرفها وشاطئها (فجاءه وجله من الله تعالى) أي خوفه منه (فاستنقذه من ذلك) أي خلصه (ورأيت رجلاً من أمتي يرعد كما ترعد السعفة) بفتح السين والعين المهملتين واحدة السعف وهي أغصان النخل أي يضطرب كما تضطرب (فجاءه حسن ظنه بالله فسكن رعدته) بكسر الراء (ورأيت رجلاً من أمتي يرجف على الصراط) أي يجر استه على الصراط لا يستطيع المشي عليه (مرة ويحبو مرة) وفي رواية أحياناً أي يمشي على يديه ورجليه (فجاءته صلاته عليّ فأخذت بيده فأقامته على الصراط حتى جاز) أي جاوز قطع الصراط ومضى إلى الجنة (ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه) ومنع من دخولها (فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله) أي وأن محمداً رسول الله فاكتفى بأحد الشقين عن الآخر لكونه معروفاً بينهم (فأخذت بيده فأدخلته الجنة) قال القرطبي هذا حديث عظيم ذكر فيه أعمالاً خاصة منجية من أهوال خاصة لكنه فيمن أخلص لله في عمله (الحكيم) الترمذي (طب) عن عبد الرحمن بن سمرة بفتح المهملة وضم الميم قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن ي مسجد المدينة فذكره وإسناده ضعيف • (أن) بكسر الهمزة شرطية (اتخذ منبراً) سبكون النون لا خطب عليه (فقد اتخذه أبي إبراهيم) الخليل وقد أمرت باتباعه (وأن اتخذ العصا) لأتوكأ عليها واغرزها أمامي في الصلاة (فقد اتخذها أبي إبراهيم) فلا لوم على في اتخاذها فيستحب اتخاذ العصا لاسيما في السفر والتوكأ عليها لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له عصا يتوكأ عليها وفي حديث أن التوكأ على العصا من أخلاق الأنبياء البزار (طب) عن معاذ بن جبل بإسناد ضعيف • (أن اتخذت) بفتح التاء (شعرا) أي تركت شعر رأسك بلا إزالة (فأكرمه) بغسله ودهنه وتسريحه قال المناوي وذا قاله لأبي قتادة

فكان ترجل كل يوم مرتين (هب) عن جابر قال الشيخ حديث حسن • (أن ادخلت) بالبناء للمجهول وفتح التاء (الجنة) أي أن أدخلك الله إياها (أتيت) بضم الهمزة (بفرس من ياقوتة حمراء له جناحان) يطير بهما كالطير (فحملت عليه) بالبناء للمفعول (ثم طار بك حيث شئت) يعني ما من شيء تشتهيه النفس في الجنة ألا تجده فهيا حتى لو اشتهى أن يركب فرساً وجده بهذه الصفة قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن أبي أيوب قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يا رسول الله أني أحب الخيل أفي الجنة خيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أدخلت الجنة فذكره قلت وأخرج البيهقي والطبراني بسند جيد عن عبد الرحمن بن ساعدة قال كنت أحب الخيل فقلت يا رسول الله هل في الجنة خيل قال إن أدخلك الله الجنة كان فيها فرس من ياقوتة له جناحان يطير بك حيث شئت اهـ فمن قال أنه عبد الرحمن ابن عوف وجعله في حديث الباب لم يصب فإن الذي في الباب أعرابي لم يعلم وهذا معلوم (ت) عن أبي أيوب الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح • (إن أردت) بكسر التاء خطاب لعائشة (للحوق بي) قال المناوي أي ملازمتي في درجتي في الجنة (فيكفيك من الدنيا كزاد الراكب) أي الاقتصار على الكفاف (وإياك ومجالسة الأغنياء) أي احذرك إياها لئلا تزدري نعمة الله عليك (ولا تستخلقي ثوباً) روى بالقاف أي لا تعديه خلقاً (حتى ترقعيه) أي تخيطي ما تخرق منه رقعه وبالفاء أي لا تستبدلي ثوباً حتى ترقعي الأول من تقطيعه قال المناوي ومقصود الحديث أن من أراد الارتقا في دار البقاء خفف ظهره من الدنيا واقتصر على أقل ممكن وأخذ منه السهروردي وغيره تفضيل لبس المرقعات لنها أقرب إلى التواضع وتمنع من الكبر والفخر والفساد (ت ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (أن أحببت أن يحبكم الله تعالى) أي يعاملكم معاملة المحب (ورسوله) فيشفع لكم (فادوا الأمانة) أي لا تخونوا فيها (إذا ثفنتم) فالواجب أن يخلى بينها وبين صاحبها عند طلبها (واصدقوا إذا حدثتم) فالكذب حرام وقد يكون كبيرة (وأحسنوا جوار) بضم الجيم وكسرها (من جاوركم) بكف الأذى والإحسان (طب) عن عبد الرحمن بن أبي قراد بضم القاف وخفة الراء قال الشيخ حديث صحيح • (أن أردت أن يلين قلبك) أي تزول قسوته (فاطعم المسكين وامسح رأس اليتيم) أي الطفل الذي مات أبوه ذكراً كان أو أنثى (طب) في مكارم الأخلاق (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (إن استطعتم أن تكثروا من الاستغفار) أي طلب المغفرة من الله تعالى بأي صفة كانت والوارد اولى ومنه اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلفتني وأنا عبدك وأنا على عهد ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (فافعلوا فإنه) أي الشأن (ليس شيء أنجح) بالنصب خير ليس (عند الله ولا أحب إليه

منه الحكيم) الترمذي (عن أبي الدرداء) قال الشيخ حديث حسن • (أن استطعت أن تكون أنت المقتول ولا تقتل أحداً من أهل الصلاة فافعل) فالاستسلام للمسلم أفضل من قتله (ابن عساكر عن سعد) بن أبي وقاص قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أن تصدق الله يصدقك) وسببه أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمن به واتبعه فلما كانت غزوة غنم النبي صلى الله عليه وسلمفقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال ما هذا قال قسمته لك قال ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك أن أرمي إلى هاهنا وأشار إلى حلقه فأموت فأدخل الجنة فقال ان تصدق الله يصدقك فلبثوا قليلاً ثم نهضوا إلى قتال العدو فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فمات وكفنه النبي صلى الله عليه وسلم (ن ك) • عن شداد بن الهاد واسم الهاد أسامةق ال الشيخ حديث صحيح • (أن تغفر اللهم تغفر جما) أي غفرانا كثيراً (وأي عبد لك لا ألم) أي ألم بمعصية يعني لم يتلطخ بالذنوب الصغائر وهذا بيت لامية ابن أبي الصلت تمثل به النبي صلى الله عليه وسلم والمحرم عليه إنشاء الشعر لا إنشاده (ت ك) عن ابن عباس قال الترمذي حديث حسن صحيح غريب • (إن سركم أن تقبل صلاتكم) أي أن يقبلها الله تعالى ويثيبكم عليها ثواباً كمالاً (فليؤمكم خياركم) أي في الدين فثواب الصلاة خلفه أكثر من ثوابها خلف غيره (ابن عساكر عن أبي أمامة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم علماءكم) بأحكام الصلاة العاملون (فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم) أي هم الواسطة بينكم وبينه في التبليغ لأن الواسط إلا صلى هو النبي صلى الله عليه وسلم وهم ورثته (طب) عن مرثد بسكون الراء بعدها مثلثة (الغنوي) بفتح المعجمة والنون قال الشيخ حديث حسن لغيره • (إن شئتم أنبأتكم) أي أخبرتكم (ما) أي باذي هو (أول ما يقول الله تعالى المؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له) قالوا أخبرنا يا رسول الله قال (فإن الله يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم) احببتموه (فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد اوجبت لكم عفوي ومغفرتي) لأن الله تعالى عند ظن عبده به (حم طب) عن معذا بن جبل قال الشيخ حديث صحيح • (إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة) بكسر الهمزة أي عما يترتب عليها (وما هي أولها ملامة) قال المناوي أي يلوم الإنسان نفسه على الدخول فيها (وثانيها ندامة وثالثها عذاب) أي يجر إلى ارتكاب ما يوجب العذاب (يوم القيامة إلا من عدل) فلا يجره إلى العذاب بل له الثواب ومضاعفة الأجر كما ورد في أحاديث (طب) عن عوف بن مالك قال الشيخ حديث صحيح • (إن قضى الله تعالى شيئاً) أي قدر وجود ولد في الأزل (ليكونن) أي لابد من وجوده (وإن عزل) المجامع أي أنزل ماءه خارج الفرج فالعزل لا يمنع من الحمل فقد يسبق الماء وإذا قاله لمن سأله عن العزل

(الطيالسي عن أبي سعيد) الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (إن قامت الساعة) أي القيامة (وفي يد أحدكم فسيلة) بفتح الفاء وكسر السين المهملة والفسيل صغار النخل والجمع فسلان مثل رغيف ورغفان الواحدة فسيلة وهي اليت تقطع من الأم أو تقلع من الأرض فتغرس (فإن استطاع أن لا يقوم) أي من مكانه (حتى يغرسها فليغرسها) ندباً وأراد بقيام الساعة أماراتها بدليل حديث إذا سمع أحدكم بالدجال وفي يده فسيلة فليغرسا فإن للناس عيشاً بعد ومقصود الحديث الحث على الغرس وإن ظهرت الأشراط لما يترتب عليه من إجراء الثواب بعد موت الغارس (حم خد) وعبد بن حميد عن أنس بغسناد صحيح • (إن كان خرج يسعى على ولده) بضم الواو وسكون اللام حال كونهم (صغاراً فهو) أي سعى ذلك الشخص (في سبيل الله) أي طريقه الذي أمر بالسعي فيها مثاب مأجور (وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها) أي حال كونه قاصداً إعفاف نفسه عن سؤال الناس أو عن أكل الحرام أو عن الوطئ الحرام (فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان) أي طريقه التي يحب أن يسعى بنو آدم فيها وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر هو وأصحابه برجل فرأى أصحابه من جده ونشاطه ما أعجبهم فقالوا يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله فذكره (طب) عن كعب بن عجرة قال الشيخ حديث صحيح • (إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي) أي فهو كائن في (شرطة) بفتح الشين المعجمة وسكون الراء ضربة المشراط في موضع الحجم لإخراج الدم (محجم) قال العلقمي بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الجيم وقال المناوي المحجم هنا بفتح الميم موضع الحجامة وخصه لأن غالب إخراجهم الدم بالحجامة اهـ فالمصدر مضاف لمفعوله أي شق موضع الحجامة (أو شربة من عسل) قال المناوي بأن يدخل في المعجونات المسهلة للأخلاط التي في البدن اهـ قال العلقمي وفيه نفع للسعال الكائن من البلغم ونفع لأصحاب البلغم والأمزجة الباردة وإذا أضيف إليه الخل نفع أصحاب الصفرا ومن منافعه أنه إذا شرب حاراً بدهن الورد نفع من نهش الحيا وإذا شرب وحده بماء نفع من عضة الكلب وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظت طراوته ثلاثة أشهر وكذا الخيار والقرع والباذنجان والليمون ونحو ذلك من الفواكه وإذا لطخ به البدن للقمل قتل القمل والصيبان وطوّل الشعر وحسنه ونعمه وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر وإن استاك به صقل الأسنان وحفظ صحتها وهو عجب في حفظ صحة الموتى فلا يسرع إليها البلا (ول ذعه بنار) قال العلقمي بذال معجمة ساكنة وعين مهملة اللذع هو الخفيف من حرق النار وإن اللدغ بالدال المهملة والغين المعجمة فهو ضرب أو عض ذوات السموم اهـ والمراد الكي (توافق داء) فإنها تذهبه وفيه إشارة إلى أن الكي إنما يشرع منه ما يتعين طريقاً إلى إزالة ذلك الداء وأنه لا ينبغي التجربة

لذلك ولا استعماله إلا بعد التحقيق ويحتمل أن يكون المراد بالموافقة موفاقة القدر (وما أحب) فعل مضارع (أن اكتوى) أي لا أحب الكي أشار به إلى كراهة الكي شرعاً لا لمنعه عند الضرورة (حم ق ن) عن جابر بن عبد الله • (إن كان شيء من هذا الداء يعدي) أي يكون سبباً في حصول مثله لمن خالط صاحبه (فهو هذا يعني الجذام) مدرج من الراوي وتقدم الجمع بينه وبين حديث لا عدوى ولا طيرة (عد) عن ابن عمر قال الشيخ حديث ضعيف • (من كان الشؤم) ضد اليمن حاصلاً (في شيء) من الأشياء المحسوسة (ففي) أي فهو في (الدار والمرأة والفرس) تقدم بيان شؤمها (مالك (حم خ هـ) عن سهل بن سعد (ق) عن ابن عمر بن الخطاب (م ن) عن جابر • (إن كنت عبد الله) ممتثلاً لما شرعه من الأحكام (فارفع إزارك) إلى نصف سقك فاسبال الإزار للرجل إلى أسفل من الكعبين بقصد الخيلا حرام وبدونه مكروه وسببه أن عبد الله بن عمر راوي الحديث قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلىّ إزار يتقعقع فقال من هذا قلت عبد الله فذكره (طب هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (أن كنت تحبني فاعد للفقر تجفافا) قال العلقمي قال في المصباح والتجفاف تفعال بالكسر شيء يلبسه الفرس عند الحرب كأنه درع والجمع تجافيف قيل سمى بذلك لما فيه من الصلابة واليبوسة اهـ قال المناوي فاستعير للصبر على الشدة (فإن الفقر) قال الشيخ الذي لا يحجب عن كمال الدين (أسرع إلى من يحبني من السيل) المنحدر من علو (إلى منتهاه) أي المكان الذي يستقر فيه وسببه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أني لأحبك فقال انظر ما تقول قال والله أني لأحبك ثلاث مرات فذكره (حم ت) عن عبد الله بن مغفل) قال الشيخ حديث حسن • (إن كنت صائماً) أي مريد صيام شهر (بعد شهر رمضان فصم) ندباً (المحرم فإنه شهر الله فيه يوم ناب فيه على قوم) وهو يوم عاشوراء تاب الله فيه على آدم وعلى قوم يونس (ويتوب فيه على آخرين) فيتأكد طلب التوبة فيه لكل أحد والإكثار من ذلك وسببه أن رجلاً قال يا رسول الله أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان فذكره (ت) عن علي وهو حديث حسن • (إن كنت صائماً) أي مريد صوم نفل (فعليك بالغر البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة) أي ألزم صيام أيام هذه الليالي قال العلقمي وسببه كما في النسائي عن أبي ذر قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أرنب قد شواها وخبز فوضعهما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أني وجدت بها دماً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضر كلوا وقال للأعرابي كل قال أني صائم قال صوم ماذا قال صوم ثلاثة أيام من الشهر قال إن كنت فذكره (ت) عن أبي ذر وإسناده حسن • (إن كنت لابد سائلاً) أي إن اضطررت إلى السؤال (فاسأل الصالحين) أي ذوي المال الذين لا يمنعون ما عليهم من الحق وقد لا يعلمون المستحق أوالساعين في مصالح الخلق

بنحو شفاعة أو الذين لا يمنونعلى أحد بما أعطوه أو فعلوه (دن) عن الفراسي قال قلت اسأل يا رسول الله قال لا ثم ذكره قال اشيخ هو بفاء فراء فسين صحابي لا يعرف له اسم قال وهو حديث صحيح • (إن كنت) بكسر التاء خطاب لعائشة (الممت بذنب) أي أتيتيه (فاستغفري الله وتوبي إليه فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار) قال المناوي وهذا بعض من حديث الإفك (هب) عن عائشة وإسناده حسن • (إن كنتم تحبون حلية الجنة) أي ما يتحلى به من نحو ذهب وفضة (وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا) النهي للتحريم في حق الرجل ومثله الخنثى فيحرم عليه التحلي بما ذكر وكذا لبس الحرير إلا لضرورة (حم ن ك) عن عقبة بن عامر الجهني قال الشيخ حديث صحيح • (أن لقيتم عشاراً) قال العلقمي قال في النهاية العشار المكاس أي أن وجدتم من يأخذ العشر على ما كان يأخذ اهل الجاهلية مقيماً على دينه أو مستحلاً تاركاً ما فرض الله وهو ربع العشر (فاقتلوه) لكفره (طب) عن مالك بن عتاهية قال الشيخ بفتح المهملة والمثناة الفوقية فهاء فمثناة تحتية وهو حديث ضعيف • (أن نساني الشيطان شيئاً من صلاتي فليسبح) ندباً (القوم) أي الرجال (ولتصفق النساء) أي ذكروني بذلك (د) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أنا محمد بن عبد الله) تزوج عبد الله آمنة بنت وهب فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تم لها من الحمل شهران خرج في تجارة إلى الشام إلى غزة ثم رجع فمر بالمدينة وهو مريض فأقام عند أخواله بني عدي بن النجار فتوفى بها وهي حامل وله من العمر خمسة وعشرون سنة وقيل كان عمره ثماني عشرة سنة (ابن عبد المطلب) واسمه شيبة الحمد وقيل عامر وكنيته أبو الحارث (ابن هاشم) هذا لقبه لقب به لانه أول من هشم الثريد لقومه في الجدب واسمه عمرو (ابن عبد مناف) اسمه المغيرة وكنيته أبو عبد شمس (ابن قصي) بالتصغير واسمه زيد (ابن كلاب) بكسر الكاف لقب به لأنه كان يصيد بها كثيراً واسمه حكيم وكنيته أبو زهرة (بن مرة) بضم الميم وكنيته أبو يقظة (ابن كعب) قال العلقمي وهو أول من قال أما بعد في أحد الأقوال (ابن لؤي) بضم اللام وبهمزة وتسهل (ابن غالب) وكنيته أبو تيم (ابن فهر) بكسر الفاء وسكون الهاء قال المناوي اسمه قرشي وإليه تنسب قريش فما فوقه كناني (ابن مالك) وكنيته أبوالحارث (ابن النضر) بفتح النون وسكون الضاد المعجمة فراء واسمه قيس ولقبه النضر لنضارة وجهه وجماله (ابن كنانة) بكسر الكاف ونونين مفتوحتين بينهما ألف ثم هاء منقول من الكنانة التي هي الجعبة بفتح الجيم وسكون العين المهملة سمى بذلك لأنه كان ستراً على قومه كالكنانة الساترة للسهام (ابن خزيمة) بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي ويكنى أبا أسد (ابن مدركة) بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر الراء وفتح الكاف ثم هاء واسمه عمرو على الصحيح (ابن الياس قال المناوي بكسر الهمزة وتفتح ولامه للتعريف وهمزته للوصل عند الأكثر وكنيته أبو عمرو (ابن مضر) بضم ففتح معدول

عن ما ضر واسمه عمرو وفي العلقمي عن سعيد بن المسيب مرسلاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا مضر فإنه كان على ملة إبراهيم يعني الإسلام (ابن نزار) بكسر النون وخفة الزاي وكنيته أبو إياد وقيل أبو ربيعة قال العلقمي وبقي من النسب الصحيح الذي اتفق عليه النسابون معد وعدنان فأما معد فهو بفتح الميم والعين وإسكان الدال المهملة وعدنان بفتح العين المهملة وسكون الدال ثم نون بينهما ألف مأخوذ من عدم بالمكان إذا أقام به وكنيته أبو معد هذا هو ألنسب الصحيح المتفق عليه وما فوق ذلك مختلف فيه وروى ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم اكن إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان ثم ارد ثم يمسك ثم يقول كذب النسابون (وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما فأخرجت من بين يأبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي) بيان لقول فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية (وأنا خيركم نسباً وخيركم أبا) قاله تحدثاً بنعمة الله تعالى والمخاطب بقوله أنا خيركم قريش الذين هم خير العرب (البيهقي في الدلائل) أي في كتاب دلائل النبوة (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (أنا النبي لا كذب) فيما أخبرت به فلا يجز عليّ الفرار وأنا متيقن أن الذي وعدني الله به من النصر حق (أنا ابن عبد المطلب) نسب نفسه إلى جده عبد المطلب دون أبيه عبد الله لشهرة عبد المطلب بين الناس لما رزق من نباهة الذكر وطول العمر بخلاف عبد الله فإنه مات شاباً ولهذا كان كثير من العرب يدعونه ابن عبد المطلب وللتعريف والتذكير بما أخبرهم به الكهنة قبل ميلاده أنه حان أن يظهر من بني عبد المطلب نبي فذكرهم به لا للفخر فإنه كان يكرهه قال العلقمي قد أجيب عن مقالته صلى الله عليه وسلم هذا الرجز بأجوبة أحدها أنه نظم غيره وأنه كان فيه أنت النبي لا كذب أنت ابن عبد المطلب فذكره بلفظ أنا في الموضعين ثانيها أن هذا رجز وليس من أقسام الشعر وهذا مردود ثالثها أنه لا يكون شعراً حتى يتم قطعة وهذ كلمات يسيرة لا تسمي شعراً رابعاً أنه خرج موزوناً ولم يقصد به الشعر وهذا أعدل الأجوبة وذا قاله يوم حنين لما انهزم أصحابه فنزل عن بغلته فذكره (حم ق ن) عن البراء بن عازب • (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا أعرب العرب) على الإطلاق فليس من يساويه في الفصاحة (ولدتني قريش ونشأت في بني سعد بن بكر) أي واسترضعت فيهم وهم من أفصح العرب (فأتى يأتيني اللحن) أي كيف يجوز عليّ النطق باللحن وقد نشأت بين قبيلتين هما أفصح العرب وقد قال له أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يا رسول الله لقد طفت في العرب وسمعت فصحاءهم فما سمعت أفصح منك فمن أدبك أي علمك فقال أدبني ربي فأحسن أدبي (طب) عن أبي سعيد الخدري وإسناده ضعيف • (أنا ابن العواتك) جمع عاتكة وأصل العاتكة المتضمخة بالطيب والمراد جداته صلى الله عليه وسلم

(من سليم) أراد عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان بن عبد مناف بن قصي وعاتكة بنت مرة بن هلال ابن فالج ابن هاشم بن عبد مناف وعاتكة بنت الأرقص بن مرة ابن هلال أم وهب أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم فالأولى عمة الثانية والثانية عمة الثالثة وبنو سليم تفتخر بهذه الولادة قال المناوي قال في القاموس العواتك من جداته تسع وذا قاله يوم حنين (ص طب) عن سيابة بمهملة مكسورة ومثناة تحتية ثم موحدة (بن عاصم) بن شيبان السلمي ورجاله رجال الصحيح • (أنا النبي الأمي) أي لا أحسن الكتابة وهو أقوى في الحجة (الصادق الزكي) قال الشيخ فيه الماح بآية ويزكيهم وفي نسخة الزاكي (الويل) أي التحسر والهلاك (كل الويل) أي الكامل الذي ما فوقه ولا يساويه تحسر ولا هلاك حاصل (لمن كذبني) فيما جئت به (وتولى) أي اعرض (عني) الظاهر أنه عطف تفسير بين به أن المراد بالتكذيب عدم القبول والتصديق (وقاتلني) فإن لم يقاتل بأن كذب وهرب مثلاً فيحتمل أن يكون عذابه أخف من عذاب من كذب وقاتل (والخير) كله (لمن آواني ونصرني) وهم الأنصار (وآمن بي وصدق قولي) قال المناوي جمع بينهما للإطناب والتقرير في الأذهان (وجاهد معي) في سبيل الله (ابن سعد) محمد في طبقانه (عن عمرو بن جبلة) بفتح الجيم والموحدة (الكلبي) نسبة إلى بني كلب قال الشيخ حديث صحيح • (أنا أبو القاسم) قيل أنه اختص بهذه الكنية فلا يجوز لغيره التكني بذلك والمعتمد عند الشافعية أن التحريم مخصوص بمن اسمه محمد (الله يعطى) أي ييسر لعباده ما قسم لهم من نحو فييء وغنيمة (وأنا أقسم) بفتح الهمزة ذلك بإذنه فلا لوم على في المفاضلة (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (أنا أكثر الأنبياء تبعاً) بفتح التاء المثناة الفوقية والباء الموحدة (يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة) للاستفتاح فيفتح له ويدخل فهو أول من يدخلها (م) عن أنس ابن مالك • (أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا) قال الرافعي وهذا معنى قوله أنا أول من تنشق عنه الأرض (وأنا خطيبهم) قال الشيخ بين يدي الله عند الشافعة يحمد ربه بمحامد يفتح عليه بها لم يسبق له مثلها (إذا وفدوا) أي قدموا على ربهم للحساب وفصل القضا (وأنا مبشرهم) بقبول شفاعتي حين يقول أنا لها أنا لها (إذا أيسوا) من شفاعة الأنبياء (لواء الحمد يومئذ بيدي) قال الشيخ هو المقام المحمود المعبر عنه بالشفاعة العظمى أو هو غيره وقال المناوي رايته جرياً على قاعدة العرب ان اللواء إنما يكون مع كبير القوم لتعرف مكانه لكن هذا لواء معنوي كما قاله المؤلف والمراد أنه يشهر بالحمد يومئذ وينفرد به (وأنا أكرم ولد آدم على ربي) بضم الواو وسكون اللام أو بفتحهما (ولا فخر) أي قلت ذلك شكراً لا فخراً (ت) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (أنا أول من تنشق عنه الأرض) عند النفخة الثانية (فاكسى) بالبناء للمفعول (حلة من حلل الجنة) قال المناوي ويشاركه في ذلك الخليل (ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق

يقوم ذلك المقام غيري) من إنس وجن وملك (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أنا أول من تنشق عنه الأرض) للبعث (ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتى أهل) مقبرة (البقيع فيحشرون معي) قال المناوي حشر المصطفى غير حشر الشيخين لأن حشره حشر سادة الرسل بل هو إمامهم ومقامهم في العرصة في مقام الصديقين وفي صفهم فالظاهر أن المراد الانضمام في اقتراب بعضهم من بعض (ثم انتظر أهل مكة) أي المؤمنين منهم زاد في الكبير يحشرون معي ونبعث بين الحرمين (ت ك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن • (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) حكمة التقييد به مع أنه سيدهم في الدنيا والآخرة أنه يظهر فيه سؤدده لكل أحد ولا يبقى منازع ولا معاند (وأول من ينشق عنه القبر) للحشر أي أول من يعجل أحياؤه مبالغة في الكرامة (وأول شافع) فلا يتقدمه شافع (وأول مشفع) بشدة الفاء أي مقبول الشفاعة ولم يكتف بقوله أول شافع لأنه قد يشفع الثاني فيشفع قبل الأول قاله تحدثاً بالنعمة قال الرافعي فيه دليل على أن غيره يشفع ويشفع وكونه أولاً في الشفاعة والتشفيع يبين علو مرتبته (م د) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه • (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) السيد هو الذي يفوق قومه في الخير وقيل هو الذي يفزع إليه في النوائب والشدائد فيقوم بأمرهم ويتحمل مكارههم (ولا فخر) أي أقوله شكراً لا فخراً (وبيدي لواء) بكسر اللام والمد (الحمد) أي علمه (ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي) فهو سيد الآباء والأبناء وآدم يجوز جره ورفعه وظاهر كلام العلقمي أنه مرفوع فإنه قال وقوله آدم فمن سواه بدل أو بيان من محل نبي (وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وأنا أول شافع) أي لا يتقدمه شافع لا من الملائكة ولا من النبيين لامرسلين ولا غيرهم من الآدميين المؤمنين في جميع أقسام الشفاعة (وأول مشفع) أي مقبول الشافعة وأخبر صلى الله عليه وسلم بهذه الفضائل لأنها من جملة أمر بتبليغه لما يترتب عليه من وجوب اعتقاد ذلك وليرغب في الدخول في دينه وامتثاله لقوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث وليعلم أنه ألإضل النبيين وأما قوله صلى الله عليه وسلم لا تفضلوا بين الأنبياء فأجابوا عنه بأجوبة منها أنه قاله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم فلما علم أخبر به ومنها أنه قاله أدباً وتواضعاً (ولا فخر) الفخر ادعاء العظم والكبر والشرف أي لا أقوله تبجحاً ولكن شكراً لله تعالى وتحدثاً بنعمته (حم ت) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (أنا قائد المرسلين) والنبيين يوم القيامة أي أكون أمامهم وهم خلفي (ولا فخر وأنا خاتم النبيين) والمرسلين (ولا فخر وأنا أول شافع) للخلق (ومشفع) فيهم (ولا فخر) قاله امتثالاً لقوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث وهو من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه صلى الله عليه وسلم (الدارمي عن جابر) قال الشيخ حديث صحيح • (أنا سابق العرب) أي متقدمهم قال الشيخ

أي إلى الإسلام وكذا يقال في الباقي وقال المناوي أي إلى الجنة (وصهيب سابق الروم) قال المناوي أي إلى الجنة أو إلى الإسلام (وسلمان) الفارسي (سابق الفرس) قال المناوي بضم الفاء وسكون الراء ولم يزد على ذلك (وبلال) الحبشي المؤذن (سابق الحبشة) قال المناوي إلى الجنة أو إلى الإسلام (ك) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (أنا أعربكم أنا من قريش ولساني لسان بني سعد بن بكر) أي لغتي لغتهم لكوني استرضعت ونشأت فيهم قال الثعالبي بنو سعد مخصوصة من بين قبائل العرب بالفصاحة وحسن البيان (ابن سعد عن يحيى بن يزيد السعدي مرسلاً) قال اشليخ حديث صحيح • (أنا رسول من أدركت حياً) قال المناوي من الجن والإنس (ومن يولد بعدي) فهو خاتم الأنبياء والرسل وعيسى إنما ينزل بشرعه وفيه أن رسالته لم تنقطع بالموت بل هي مستمرة وهو ما جرى عليه السبكي وتبعه المؤلف (ابن سعد عن الحسن) البصري (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح • (أنا أول من يدق باب الجنة فلم تسمع الآذان أحسن من طنين الحلق) بالتحريك جمع حلقة بالسكون (على تلك المصاريع) يعني الأبواب والمصراع من الباب شطره (ابن النجار عن أنس) ابن مالك قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أنا فئة المسلمين) بكسر الفاء وفتح الهمزة أي الذين يتحيزون فليس المتحيز إليه من المعركة فاراً من الزحف أي قتال الكفار أي ليس آثماً وسببه كما في أبي داود أن ابن عمر فر هو وجماعة وجاؤه نادمين فذكره (د) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (أنا فرطكم) بفتح الفاء والراء أي سابقكم لا هيئ لكم ما يليق بالوارد على الحوض (حم ق) عن جندب (خ) عن ابن مسعود (ص) عن جابر ابن سمرة • (أنا محمد وأحمد والمقفي) بضم الميم وفتح القاف وكسر الفاء المشددة ومعناه الذي ليس بعده نبي كالعاقب وقيل المتبع آثار من قبله من الأنبياء (والحاشر) قال الشيخ الذي يحشر الناس على قدمه وقال المناوي أي احشر أول الناس (ونبي التوبة) قال المناوي أي الذي بعث بقبول التوبة وأراد بالتوبة الإيمان (ونبي المرحمة) بميم أوله أي الترفق والتحنن على المؤمنين والشفقة على المسلمين (حم م) عن أبي موسى الأشعري زاد (طب) ونبي الملحمة أي الحرب سمى به لحرصه على الجهاد • (أنا محمد وأحمد أنا رسول الرحمة أنا رسول الملحمة أنا المقفى والحاشر بعثت بالجهاد ولم أبعث بالزراع) قال المناوي هذا يرد ما في سيرة ابن سيد الناس عن بعض السلف من أنه كان يزرع أرضه بخيبر فيدخر لأهله منها قوت سنة ويتصدق بالباقي وقال الشيخ ترك الجهاد والاشتغال بالزراعة رأساً من غير طائفة تقوم بفرض الجهاد مفسدة في الدين (ابن سعد) في طبقاته (عن مجاهد) بضم الميم وكسر الهاء (ابن جبر) بفتح الجيم وسكون الموحدة (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح • (أنا دعوة إبراهيم) أي صاحب دعوته بقول حين بنى الكعبة ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم (وكان آخر من بشر بي عيسى بن مريم) بشر قومه بأنه سيبعث

فيؤمنوا به عند منجيئه (ابن عساكر) في التاريخ (عن عبادة بن الصامت) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أنا دار الحكمة) قال المناوي وفي رواية نبي الحكمة (وعلى) ابن أبي طالب (بابها فيه التنبيه على فضل على واستنباط الأحاكم الشرعية منه (ت) عن علي قوال غريب قال العلقمي وزعم القزويني وابن الجوزي بأنه موضوع ورد عليهما الحافظ العلاي وابن حجر والمؤلف بما يبطل قولهما اهـ وقال اشيخ حديث حسن • (أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب) يؤخذ منه أنه ينبغي للعالم أن يخبر الناس بفضل من عرف فضله ليأخذوا عنه العلم (عق عد طب ك) عن ابن عباس (عد ك) عن جابر ابن عبد الله قال الشيخ حديث حسن لغيره أي باعتبار طرقه • (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة) أي أخص الناس به وأقربهم إليه لأنه بشر بأنه يأتي من بعده (ليس بيني وبينه نبي) قال المناوي أي من أولى العزم وقال العلقمي قال في الفتح هذا أورده كالشاهد لقوله أنه أقرب الناس إليه واستدل به على أنه لم يبعث بعد عيسى نبي إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفيه نظر لأنه ورد أن الرسل الثلاثة الذين أرسلوا إلى أصحاب القرية المذكورة قصتهم في القرآن في سورة يس كانوا من أتباع عيسى وأن جرجيس وخالد ابن سنان كانا نبيين وكانا بعد عيسى والجواب أن هذا يضعف ما ورد من لك فإنه صحيح بلا تردد وفي غيره مقال أو المراد أنه لم يبعث بعد عيسى نبي بشريعة مستقلة وإنما بعث بعده من بعث بتقرير شريعة عيسى (والأنبياء أولاد علات) قال العلقمي العلات بفتح العين المهملة زاد الشيخ وتشديد اللام الضرائر وأصله من تزوج امرأة ثم تزوج أخرى كأنه علّ منها والعلل الشرب بعد الشرب وأولاد العلات الإخوة من الأب وأمهاتهم شتى فقوله (أمهاتهم شتى ودينهم واحد) هو من باب التفسير كقوله تعالى أن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا يعني أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وفروع شرائعهم مختلفة (حم ق د) عن أبي هريرة • (أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم) قال المناوي وذا قاله لما نزلت الآية اهـ وقال البيضاوي في تفسير قول تعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم في الأمور كلها فإنه لا يأمرهم ولا يرضى منهم إلا بما فيه صلاحهم ونجاحهم بخلاف النفس فلذلك أطلق يجب أن يكون أحب إليهم من أنفسهم وأمره أنفذ عليهم منأمرها وشفقته عليهم أتم من شفقتهم عليها وروى أنه عليه الصلاة والسلام أراد غزوة تبوك فأمر الناس بالخروج فقال ناس نستأذن آباءنا وأمهاتنا فنزلت وقرئ وهو أب لهم أي في الدين فإن كل نبي أب لأمته من حيث أنه أصل فيما به الحياة الأبدية ولذلك صار المؤمنون إخوة (فمن توفى) بالبناء للمفعول أي مات (من المؤمنين فترك) عليه (ديناً) وهو معسر (فعلي قضاؤه) وجوباً من مال المصالح قال شيخ الإسلام في شرح البهجة وقيده الإمام بما إذا اتسع المال وفي وجوبه على الأئمة بعده من مال المصالح وجهان

في الروضة وأصلها قال الرملي رجح ابن المقري منهما عدم الوجوب وجزم صاحب الأنوار قال المناوي وذا ناسخ لتركه الصلاة على من مات وعليه دين (ومن ترك مالاً) أو اختصاصاً (فهو لورثته) وفي رواية البخاري فلترثه عصبته من كانوا قال الداودي المراد بالعصبة هنا الورثة لا من يرث بالتعصيب (حم ق ن هـ) عن أبي هريرة • (أنا الشاهد على الله) قال الشيخ أي اشهدني الله أي أجرى وجوده (أن) أي بأن (لا يعثر) بعين مهملة ومثلثة مضمومة من باب قتل (عاقل) أي كامل العقل (إلا رفعه الله) أي وفقه للتوبة والندم على ذلك (ثم لا يعثر) مرة ثانية (إلا رفعه ثم لا يعثر) مرة ثالثة (إلا رفعه) وهكذا (حتى يجعل مصيره إلى الجنة) قال المناوي ومقصوده التنويه بفضل العقل وأهله (طس) عن ابن عباس بإسناد حسن • (أنا برئ ممن حلق) أي أزال شعره عند المصيبة (وسلق) بالسين والصاد أي رفع صوته بالبكاء عند المصيبة أو ضرب وجهه عندها (وخرق) أي شق ثوبه عند المصيبة ذكراً كان أو أنثى أي برئ من هذه الأفعال أو مما توجبه من العقوبة أو من عهدة ما لزمنى بيانه وأصل البراءة الانفصال وقال النووي يجوز أن يراد به ظاهره وهو البراءة من فاعل هذه الأمور ولا يقدر فيه حذف اهـ وقال المناوي ونبه بهذه المذكورات على ما في معناها من تغيير الثوب ونحوه بالصبغ وإتلاف البهائم بغير الذبح الشرعي وكسر الواني وغير ذلك كله حرام (م ن هـ) عن أبي موسى الأشعري • (أنا وكافل اليتيم) أي القيم بأمره ومصالحه وحفظ ماله وتنميته بالبيع والشراء ونحو ذلك قال العلقمي زاد مالك كافل اليتيم له أو لغيره وقوله له أي بأن كان جداً أو عماً أو أخاً ونحو ذلك من الأقارب أو يكون أبو المولود قد مات فقامت أمه مقامه أو ماتت أمه فقام أبوه في التربية مقامها وفي حديث رواه البزار عن أبي هريرة من كفل يتيماً ذا قرابة أو لا قرابة له وهذه الرواية تفسر المراد بالرواية اليت قبلها (في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما قال العلقمي فيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما ين السبابة والوسطى وفي رواية كهاتين إذا اتقى أي اتقى الله فيما يتعلق باليتيم ويحتمل أن يكون المراد قرب المنزلة حال دخول الجنة أي سرعة الدخول عقبه صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن يكون المراد مجموع الأمرين سرعة الدخول وعلوا المرتبة ولعل الحكمة في ذلك أن النبي من شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلاً لهم ومعلماً ومرشداً وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل ولا دنياه فيرشده ويعلمه ويحسن أدبه فظهر مناسبة ذلك (حم خ د ت) عن سهل بن سعد • (أنت أحق) أي أولى (بصدر دابتك مني) أي مقدم ظهرها (إلا أن تجعله لي) قال العلقمي وسببه وتتمته كما في أبي داود والترمذي واللفظ للأول عن بريدة بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي جاء رجل ومعه حمار فقال يا رسول الله اركب وتأخر الرجل فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم لأنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي قال فإني قد جعلته لك فركب على الصدر فيه أن من كان معه فضل ظهر ووجد ماشياً تعب أن يركبه لا سيما أن كان أميراً أو عالماً أو من أهل الصلاح وأن يأذن لمن هو أفضل منه بالصدر (حم د ت) عن بريدة قال الشيخ حديث صحيح • (أنت ومالك لأبيك) يعني أن أباك كان سبب وجودك ووجودك سبب وجود مالك فإذا احتاج فله الأخذ منه بقدر الحاجة كما يأخذ من مال نفسه إذا كان المأخوذ فاضلاص عن حاجة الابن ومثل الأب سائر الأصول ولو من جهة الأم ومثل الابن سائر الفروع ولو من جهة البنت وسببه كما في ابن ماجه عن جابر بن عبد الله أن رجلاً قال يا رسول الله أن لي مالاً وولداً وأن أبي يريد أن يجتاح مالي فذكره حملاً له على بر أبيه وعدم عقوقه ويجتاح بمثناة تحتية ثم جيم فمثناة فوقية فألف فحاء مهملة أي يستأصله (هـ) عن جابر بن عبد الله (طب) عن سمرة بن جندب (وابن مسعود) قال الشيخ حديث صحيح • (انتم) أيها المؤمنون المتوضئون (الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء) أي إتمامه وغسل ما زاد على الواجب (فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله) ندباً بأن يغسل مع الوجه مقدم الرأس وصفحة العنق ومع اليدين والرجلين العضدين والساقين قال العلقمي المراد بالغرة في الحديث محل الواجب والزائد عليه هو المطلوب على سبيل الاستحباب وإن كان يطلق على الجميع غرة لعموم النور لجميعه فلو اقتصر على الواجب فقط سمى غرة وكان النور أقل من نور من زاد عليه قال النووي قال العلماء سمى النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرة وتحجيلاً تشبيهاً بغرة الفرس (م) عن أبي هريرة • (أنتم أعلم بأمر دنياكم) وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال لو لم تفعلوا لصلح فتركوه فخرج شيصاً فمر بهم فقال ما بال نخلكم قالوا قلت لنا كذا وكذا قال أنتم أعلم فذكره (م) عن عائشة وأنس • (أنتم) أيها الأمة المحمدية (شهداء الله في الأرض) فمن أثنوا علي خيراً وجبت له الجنة ومن أثنوا عليه شراً وجبت له النار (والملائكة شهاء الله في السماء) ظاهره أنهم كبنى آدم في الثناء والخير والشر قال المناوي والإضافة للتشريف إيذاناً بأنهم بمكانة ومنزلة عالية عند الله كما أن الملائكة كذلك (طب) عن سمة بن الأكوع قال الشيخ حديث صحيح • (انبسطوا في النفقة) أي أوسعوها على الأهل والجيران والفقراء (في شهر رمضان فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله) أي يعدل ثوابها ثواب النفقة على الجهاد (ابن أبي الدنيا) قال المناوي أبو بكر (في) كتاب (فضل) شهر (رمضان عن ضمرة وراشد بن سعد مرسلاً • (انتظار الفرج) من الله (بالصبر) على المكروه وترك الشكاية (عبادة) لأن إقباله على ربه وتفريج كربه وتفويض أموره إليه سبحانه وتعالى وعدم شكواه لمخلوق يدل على قوة يقينه وذلك من أعلى مراتب العبادة (قط خط) عن أنس قال الشيخ حديث ضعيف • (اتنظار الفرج) من الله

(بالصبر) على المصائب (عبادة) فمن استحضر هذا هانت عليه المصائب (القضاعي عن ابن عمر) بن الخطاب (د) عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف • (انتظار الفرج من الله عبادة) أي من العبادة كما تقدم (ومن رضي بالقليل من الرزق) فصبر وشكر (رضي الله تعالى منه بالقليل من العمل) قال المناوي بمعنى أنه لا يعاتبه على إقلاله من نوافل العبادات (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (الفرج) بعد الشدة (وابن عساكر) في التاريخ (عن علي) بن أبي طالب بإسناد ضعيف • (انتعلوا وتخففوا) أي البسوا الخفاف والنعال في الصلاة إن اكنت طاهرة (وخالفوا أهل الكتاب) اليهود والنصارى فإنهم لا يفعلون ذلك (هب) عن أبي أمامة الباهلي قال الشيخ حديث حسن • (انتى الإيمان إلى الورع) في كثير من النسخ رسم انتهى بالياء فهو فعل ماض وهو ظاهر شرح الشيخ فإنه قال والى الورع يتعلق به لكن قال المناوي انتهاء بالمد افتعال أي غاية الإيمان وأقصى ما يمكن أن يبلغه من القوة انتهاؤه إلى درجة الورع الذي هو توقي الشبهات (من قنع) أي من رضي (بما رزقه الله تعالى دخل الجنة) مع السابقين الأولين أو من غير سبق عذاب (ومن أراد الجنة بلا شك) أي بلا تردد (فلا يخاف في الله لومة لائم) بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب طاقته ولا يمتنع من ذلك للوم لائم له على ذلك (قط) في الإفراد عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف • (انزل الله تعالى عليّ) في القرآن (أمانين لأمتي) قالوا وما هما يا رسول الله قال قوله تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) مقيم بمكة بين أظهرهم لأن العذاب إذا نزل عم ولم يعذب أمة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) حيث يقولون في طوافهم غفرانك وقيل هم المؤمنون المستغفرون فيهم (فإذا مضيت) أي مت (تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة) فكلما أذنب أحدهم واستغفر غفر له (ت) عن أبي موسى قال الشيخ حديث صحيح • (أنزل الله) تعالى (جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورة فقال) لي (أن الله تعالى يقرئك السلام يا محمد ويقول لك أني قد أوحيت إلى الدنيا) قال المناوي وحي الهام (أن تمرري وتكدري وتضيقي وتشددي على أوليائي) فسرهم الله تعالى بقوله في كتابه العزيز الذين آمنوا وكانوا يتقون أي يتقون بامتثال أمره ونهيه (كي يحبوا لقائي) أي لأجل أن يحبوه (فإني خلقتها) فيه التفات من الحضور إلى الغيبة (سجناً لأوليائي وجنة) بفتح الجيم (لأعدائي) أي الكفار (هب) عن قتادة بن النعمان قال الشيخ حديث حسن • (أنزل القرآن على سبعة أحرف) اختلف فيه على نحو أربعين قولاً المختار أن هذا من متشابه الحديث الذي لا يدرك معناه إل الله وقال بعضهم أراد بالحرف اللغة يعني على سبع لغات من لغات العرب يعني أنها فرقت في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه قال العلقمي وقد ظن كثير من

العوام أن المراد بها القراآت السبع وهو جهل قبيح اهـ وقد تقدم إيضاح ذلك وتوجيهه (حم ت) عن أبي بن كعب (حم) عن حذيفة قال الشيخ حديث صحيح • (أنزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف) الله أعلم بمراد نبيه به (كلها شاف كاف) قال المناوي أي كل حرف منها شاف للعليل كاف في أداء المقصود من فهم المعنى وإظهار البلاغة (طب) عن معاذ بن جبل قال الشيخ حديث صحيح • (أنزل القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ على حرف منها فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه) قال المناوي بل يتم قراءته في ذلك المجلس به (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (انزل القرآن على سبعة أحرف لكل حرف منها ظهر وبطن) فظهره ما ظهر من معانيه لأهل العلم وبطنه ما خفي تفسيره (ولكل حرف حد) قال العلقمي أي ينتهي إلى ما أراد الله من معناه وقيل لكل حكم مقدار من الثواب والعقاب (ولكل حد مطلع) بشدة الطاء وفتح اللام قال العلقمي لكل غامض من المعاني والأحكام مطلع يتوصل به إلى معرفته ويوقف على المراد به وقال بعضهم الظاهر التلاوة والباطن الفهم والحد أحكام الحلال والحرام والمطلع الإشراف على الوعد والوعيد (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن • (أنزل القرآن على ثلاثة أحرف) قال العلقمي القليل لا ينفي الكثير اهـ وقال المناوي لجواز أن الله تعالى اطلعه على القليل ثم الكثير (حم طب ك) عن سمرة قال الشيخ حديث صحيح • (انزل القرآن على ثلاثة أحرف فلا تختلفوا فيه ولا تحاجوا فيه) بحذف إحدى التاءين للتخفيف فالاختلاف المنهي عنه هو ما يؤدي إلى التشاجر والتباغض بلا فائدة قال الشيخ وأما الاختلاف في استنباط الأحكام على وجه مطلوب كما يقع بين فضلاء الأمة لاستخراج المعاني فهو محمود وأما المذموم إيقاعه على غير مواقعه وإرادة الهوية (فإنه مبارك كله) قال المناوي أي زائد الخير كثير الفضل (فاقرؤه كالذي اقرئتموه) بالبناء للمفعول أي كالقراءة التي أقرأتكم إياها كما أنزله علي بها جبريل (ابن الضريس) بضم الضاد المعجمة فراء فمثناة تحتية مصغر (عن سمرة) بن جندب قال الشيخ حديث صحيح • (أنزل القرآن على عشرة أحرف) أي عشرة وجوه وهي (بشير) اسم فاعل من البشارة وهي الخير السار (ونذير) من الإنذار وهو الإعلام بما يخاف منه (وناسخ ومنسوخ) قال المناوي أي حكم مزال بحكم وقال العلقمي النسخ يطلق في اللغة على الإزالة والنقل وفي الاصطلاح رفع الحك الشرعي بخطاب ويجوز نسخ بعض القرآن تلاوة وحكماً أو تلاوة فقط أو حكماً فقط ولا يجوز نسخ كله بالإجماع (وعظة) أي موعظة يقال وعظه يعظه وعظاً وعظة أمره بالطاعة ووصاه بها (ومثل ومحكم) أي واضح المعنى ومالا يحتمل من التأويل إلا وجهاً واحداً (ومتشابه) أي استأثر الله بعلمه أو ما احتمل أوجهاً وقيل القرآن كله محكم لقوله تعالى كتاب أحمكت آياته وقيل كله متشابه لقوله تعالى كتاباً متشابهاً قال العلقمي والصحيح ما تقدم والجواب عن الآيتين أن المراد

بأحكامه إتقانه وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه ومتشابهه كونه يشبه بعضه بعضاً في الحق والصدق والإعجاز (وحلال وحرام) قال المناوي وهما حرفان الإذن والزجر والبشارة والنذارة (السجزي في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (عن عليّ) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث صحيح • (أنزل القرآن بالتفخيم) أي بالتعظيم يعني اقرؤه على قراءة الرجال ولا تخفضوا اصوت به ككلام النساء قال العلقمي ولا يدخل في ذلك قراءة الإمالة التي هي اختيار بعض القراء فيرخص فيها مع كونه نزل بالتفخيم في إمالة ما تحسن إمالته (ابن الأنباري في) كتاب (الوقف) والابتداء (ك) عن زيد بن ثابت قال الشيخ حديث صحيح • (أنزل على آيات لم ير) يروي بالنون وبمثناة تحتية مضمومة (مثلهن قط) قال المناوي من جهة الفضل اهـ وقال العلقمي فيه بيان عظم فضل هاتين السورتين (قل أعوذ برب الفلق) أي الصبح لأن الليل ينفلق عنه (وقل أعوذ برب الناس) خصهم لاختصاص التوسوس بهم (ت ن) عن عقبة بن عامر • (أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن) أي أحسن قراءتهن بأن أتى بها على الوجه المطلوب في حسن الأداء أو علم بهن (دخل الجنة) أي مع السابقين الأولين أو بغير سبق عذاب قالوا وما هي يا رسول الله قال (قد أفلح المؤمنون) أي فاز المؤمنون (الآيات) العشرة من أول السورة (ت) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (أنزلت صحف) بضمتين جمع صحيفة أي كتب (إبراهيم) الخليل صلى الله عليه وسلم (أول ليلة من شهر من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لا ربع وعشرين خلت من رمضان) قال المناوي قال الحليمي يريد به ليلة خمس وعشرين ثم المراد بإنزاله تلك الليلة إنزاله إلى اللوح المحفوظ فإنه أنزل فيها جملة ثم أنزل منجماً في نيف وعشرين سنة (طب) عن واثلة ابن الأسقع قال الشيخ حديث حسن • (انزلوا الناس منازلهم) أي عاملوا كل أحد بما يلايم منصبه في الدين والعلم والشرف قال العلقمي وأوله كما في أبي داود أن عائشة رضي الله تعالى عنها مر بها سائل فأعطته كسرة ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل فقيل لها في ذلك فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلوا الناس منازلهمفذكرته ورواية مسلم أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس بضم النون الأولى وسكون الثانية مضارع انزل وفي رواية بضم الأولى وفتح الثانية وتشديد الزاي والمراد بالحديث الحض على مراعات مقادير الناس ومراتبهم ومناصبهم وتفضيل بعضهم على بعض في المجالس وفي القيام وغير ذلك من الحقوق (م د) عن عائشة • (انزل الناس) الخطاب لمعاذ بن جبل (منازلهم) بحسب ما هم عليه (من الخير والشر وأحسن أدبهم) أي علمهم وتلطف بهم وحثهم (على الأخلاق الصالحة) وتجنب الأخلاق الرديئة (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن معاذ) بن جبل

قال الشيخ حديث حسن لغيره • (انشد الله) بفتح الهمزة وضم الشين المعجمة ونصب الاسم الكريم بنزع الخافض (رجال أمتي) أي اسألهم بالله وأقسم عليهم به (لا يدخلوا) أي أن لا يدخلوا (الحمام إلا بمئزر) يستر عورتهم عمن يحرم نظره إليها (وأنشد الله نساء أمتي أن لا يدخلن الحمام) مطلقاً فدخولهن الحمام مكروه تنزيهاً إلا لضرورة (ابن عساكر) في تاريخه (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (انصر أخاك) في الدين (ظالماً) بمنعه من الظلم من تسمية الشيء بما يؤول إليه (أو مظلوماً) بإعانته على ظالمه وتخليصه منه (قيل) يعني قال أنس (كيف انصره ظالماً قال تحجزه عن الظلم) أي تمنعه منه (فإن ذلك نصهر) أي نصرك إياه (حم خ ت) عن أنس رضي الله تعالى عنه • (انصر آخاك ظالماً أو مظلوماً فإن يك ظالماً فاردده عن ظلمه وإن يك مظلوماً فانصره) أي عنه على خصمه قال الشيخ والأمر في الرد والنصر للوجوب فيما يجب بحسب الطاقة شرعاً (الدارمي وابن عساكر عن جابر) قال الشيخ حديث صحيح • (انظر) أي تأمل وتدبر (فإنك لست بخير من احمر ولا اسود) أي لست بخير من أحد من الناس (إلا أن تفضله بتقوى الله) تعالى بامتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه فإن أردت الفضل والشرف فألزم ذلك (حم) عن أبي ذر الغفاري قال الشيخ حديث صحيح (انظروا) بضم الهمزة (قريشاً) أي تأملوا أقوالهم وأفعالهم (فخذوا من قولهم) الموافق للكتاب والسنة والقياس فإنهم فصحاء ذووا رأي مصيب (وذروا) أي اتركوا (فعلهم) الذي لا يسوغ شرعاً أي احذروا متابعتهم فيه (حم حب) عن عامر بن شهر قال المناوي أحد عمال المصطفى على اليمن قال الشيخ حديث صحيح • (انظروا إلى من هو أسفل منكم) في أمور الدنيا (ولا تنظروا إلى من هو فوقكم) فيه (فهو) أي النظر إلى من هو أسفل دون من هو فوق (أجدر) أي أحق (أن لا تزدروا) أي بأن لا تحتقروا (نعمة الله عليكم) هذا الحديث جامع لأنواع من الخير لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه من ذلك واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى وحرض على الازدياد ليلتحق بذلك أو يقاربه هذا هو الموجود في غالب الناس وإذا نظر في الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى فشكرها وتواضع وفعل ما فيه الخير وأما أمور الآخرة فالمطلوب أن ينظر إلى من هو فوقه ليلتحق به فيها (حم م ت هـ) عن أبي هريرة • (انظرن) بضم همزة الوصل والمعجمةمن النظر بمعنى التفكر (من) استفهامية (اخوانكن) أي تأملن أيهاالنساء في شأن إخوانكن من الرضاع أي تأملن ما وقع من ذلك هل هو رضاع صحيح بشرطه من وقوعه في زمن الرضاعة ومقدار الارتضاع أم لا (فإنما الرضاعة) التي تثبت بها الحرمة ويحل بها الخلوة (من المجاعة) بفتح الميم الجوع أي الحاصلة حيث يكون الرضيع طفلاً يسد اللبن جوعته وينبت به لحمه أما من شأنه ذلك فيصير كجزء من المرضعة فلا يكفي نحو مصتين وأما ما كان بعد ذلك في الحال

التي لا يسد جوعه ولا يشبعه إلا الخبز واللحم وما في معناهما بأن جاوز حولين فلا حرمة لذلك الخبز لإرضاع إلا ما كان في الحولين ولابد أن يكون ذلك خمس رضعات وإن لم تكن مشبعات فلو وصل إلى جوفه في كل رضعة قطرة ثبت التحريم وإن تقاياه لما روى مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها كان فيما أنزل في القرآن عشر رضعات معلومات تحرمن فنسخن بخمس معلومات فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن أي يتلى حكمهن وقيل يكفي رضعة واحدة وهو مذهب أبي حنيفة ومالك رضي الله تعالى عنهما ولو شك هل رضع خمساً أو أقل أو هل رضع في حولين أو بعدهما فلا تحريم قال العلقمي واستدل به على أن التغذية بلبن المرضعة يحرم سواء كان يشرب أو أكل بأي صفة كان حتى الوجور والسعوط والطبخ وغير ذلك إذا وقع ذلك بالشرط المذكور من العدد لأن ذلك يطرد الجوع وسببه عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها رجل فكأنه تغير وجهه كأنه كره ذلك وفي رواية فشق عليه ذلك وتغير وجهه وفي أخرى فقال يا عائشة من هذا فقالت أنه أخي وفي رواية أنه أخي من الرضاعة فذكره (حم ق ن هـ) عن عائشة • (انظري) قال المناوي تأملي أيتها المرأة التي هي ذات بعل قاله لامرأة جاءته تسأله قال أذات زوج أنت قالت نعم وقال الشيخ انظري خطاب للرواية (أينت أنت منه) أي في أي منزلة أنت من زوجك فاعر في حقه (فإنما هو) أي الزوج (جنتك ونارك) أي هو سبب لدخولك الجنة برضاه عنك وسبب لدخولك النار بسخطه عليك فأحسن عشرته ابن سعد (طب) عن عمره حصين بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن محصن قال الشيخ حديث صحيح • (انعم على نفسك) بالإنفاق عليها مما آتاك الله من غير إسراف ولا تقتير إنعاماً (كما أنعم الله عليك) فإن وسع عليك فأوسع وإن أمسك فأمسك ولا يمنعك من ذلك خوف الفقر فإن الحرص لا يزيل الفقر والإنفاق لا يورثه (ابن النجار عن والد أبي الأخوص) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أنفق يا بلال) قال الشيخ وورد بلالاً بدل يا بلال وهو بالتنوين لمشاكلته إقلالاً في قوله (ولا تخش من ذي العرش إقلالاً) لأنه تعالى وعد على الإنفاق خلفاً في الدنيا وثواباً في الآخرة قال المناوي فالكامل كل خباياه في خزائن الله لصدق توكله وثقته بربه فالدنيا عنده كدار الغربة ليس فهيا ادخار ولا له منها استكثار قال الشيخ والسبب هنا أن صلى الله عليه وسلم دخل على بلال فوجد عنده صبرة تمر فقال ما هذا فقال لأضيافك فذكره (البزار عن بلال) وعن أبي هريرة (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن • (أنفقي) أي تصدقي يا أسماء بنت أبي بكر الصديق فإن ذلك سبب للبركة والكثرة قال تعالى وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه (ولا تحصى) الإحصاء معرفة قدر الشيء وزناً أو عدداً أو كيلاً أي لا تضبطي ما أنفقتيه فتستكثر به وقيل المراد بالإحصا عد الشيء لأن يدخر ولا ينفق

منه (فيحصى الله عليك) بالنصب جواب النهي وكذا ما بعده أي يقل رزقك بقطع البركة أو يحبس مادته (ولا توعى) بعين مهملة أي لا تجمعي فضل مالك في الوعاء وتبخيل بالنفقة (فيوعى الله عليك) أي يمنع عنك مزيد نعمته قال العلقمي والمعنى النهي عن منع الصدقة خشية النفاد فإن ذلك أعظم الأسباب لقطع مادة البركة (حم ق) عن أسماء بنت أبي بكر) الصديق • (انكحوا) بكسر الهمزة أي تزوجوا (الأيامى) اللاتي بلا أزواج (على ما تراضى به الأهلون) أي الأقارب والمراد الولياء منهم (ولو قبضة) بالقاف والباء الموحدة والضاد المعجمة ملئ اليد (من أراك) أي ولو كان الصداق الذي وقع عليه التراضي شيئاً قليلاً جداً إذا كان متمولاً فلا يشترط أن لا ينقص عن عشرة دراهم وهو ما عليه الشافعي وظاهر الحديث أنه لا يشترط رضى الزوجة وهو غير مراد عند الشافعي فلابد من رضاها إلا إذا كانت بكراً وزوجها الولي المجبر من أب أو جد ليس بينه وبينها عداوة وإن لم تكن ظاهرة بمهر مثلها من نقد البلد ولم يجب عليها نسك (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (أنكحوا) بكسر الهمزة أي تزوجوا (أمهات الأولاد فإنى أباهي بهم الأمم يوم القيامة) يحتمل أن المراد النساء اللاتي يلدن فهو حث على نكاح الولود وتجنب العقيم وهو ظاهر شرح الشيخ وفي نسخ فإني أباهي بهم الأمم قال وضمير بهم للأولاد (حم) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (أنهى) بفتح الهمزة والهاء وسكون النون بينهما فعل مضارع (عن كل مسكر أسكر عن الصلاة) وإن اتخذ من غير العنب وسببه كما في مسلم عن أبي موسى قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ إلى اليمن فقال ادعوا الناس وبشرا لا تنفرا قال فقلت يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن البتع بكسر الموحدة وسكون المثناة الفوقية وهو من نبيذ العسل وهو شراب أهل اليمن ينبذ حتى يشتد والمذر بكسر الميم وهو من الذرة والشعير ينبذ حتى يشتد فقال أنهى فذكره وفيه أنه يستحب للمفتى إذا رأى بالسائل حاجة إلى غير ما سأل أن يضمه في الجواب عن المسئول عنه ونظير هذا الحديث هو الطهور ماؤه الحل ميتته (م) عن أبي موسى الأشعري • (أنهى عن الكي) نهى تنزيه أو في غير حالة الضرورة (وأكره الحميم) أي الماء الحار أي استعماله في الطهارة والمراد الشديد الحرارة لضرره ومنعه الإسباغ (ابن قانع عن سعد الظفري) بفتح الظاء المعجمة والفاء وآخره راء نسبة إلى ظفر بطن من النصار قال الشيخ حديث حسن • (أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره) سواء كان من عصير العنب أم من غيره خلافاً للحنفية فالقطرة من المسكر حرام وإن لم تؤثر (ن) عن سعد ابن أبي وقاص بإسناد صحيح • (أنهاكم عن صيام يومين) يوم عيد (الفطر) ويوم عيد (الأضحى) فصومهما حرام ولا ينعقد وكذا أيام التشريق (ع) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (أنهاكم عن الزور) وفي رواية عن قول الزور أي الكذب والبهتان

أوعن شهادة الزور وقال الشيخ هو الكذب الخاص (طب) عن معاوية بن أبي سفيان قال هو حديث صحيح • (انهر) بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الهاء قال في المصباح نهر الدم ينهر بفتحتين سال بقوة ويتعدى بالهمزة فيقال أنهرته اهـ وفي رواية أمر وفي أخرى أمرر (الدم) أي دم الذبيحة أي اسله (بما شئت) من كل ما أسال الدم غير السن والظفر وسائر العظام (واذكر اسم الله) تمسك به من شرط التسمية عند الذبح وجمله الشافعي على الندب جمعاً بين الأدلة وسببه في النسائي عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله أرسل كلبي فيأخذ الصيد ولا أجد ما أذكيه به أفأذكيه بالمروة والعصا فذكره والمروة حجر أبيض براق وقيل هي التي يقدح منها النار (ن) عن عدي ابن حاتم قال الشيخ حديث صحيح • (انهشوا اللحم) بكسر الهمزة وفتح الهاء قال المناوي إرشاداً (نهشاً) هو بالشين المعجمة فيهما وقال العراقي هو بالسين المهملة وفي الدر النهس أي بالمهملة أخذ اللحم بأطراف الأسنان والنهش أي بالمعجمة الآخذ بجميعها (فإنه أشهى وأهنأ وامرأ) كلاهما بالهمز أي لا يثقل على المعدة وينهضم عنها طيباً (حم ت ك) عن صفوان بن أمية) قال الشيخ حديث صحيح (انهكوا) بكسر الهمزة وفتح الهاء (الشوارب) قال المناوي أي استقصوا قصها ندباً (واعفوا اللحى) أي اتركوها فلا تأخذوا منها شيئاً (خ) عن ابن عمر بن الخطاب • (اهتبلوا) بكسر الهمزة وسكون الهاء وفتح المثناة الفوقية وكسر الموحدة أي تحببوا واغتنموا (العفو عن عثرات) أي زلات (ذوي المروآت) فالعفو عن ذنوبهم الصغائر الواقعة على سبيل الندور مندوب والخطاب للأئمة (أبو بكر ابن المرزبان) بضم الميم وسكون الراء وضم الزاي وفتح الموحدة التحتية (في كتاب المروءة عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف • (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ) المختار كما قال النووي أنه على ظاهره أي تحرك فرحاً وسروراً بانتقاله من دار الفناء إلى دار البقاء وأرواح الشهداء مستقرها تحت العرش في قناديل هناك وجعل الله في العرش تمييزاً حصل له هذا ولا مانع من ذلك أو هو على حذف مضاف أي اهتز حملته فرحاً ب أو هو كناية عن تعظيم شأن وفاته والعرب تنسب الشيء العظيم إلى أعظم الأشياء فتقول أظلمت بموت فلان الأرض وقامت له القيامة (حم م) عن أنس بن مالك (حم ق ت هـ) عن جابر • (أهل البدع) أي أصحابها جمع بدعة وهي ما خالف قانون الشرع والمراد المذمومة كما يفيده قوله (شر الخلق) مصدر بمعنى المخلوق (والخليقة) قال المناوي بمعناه فذكره للتأكيد أو أراد بالخلق من خلق وبالخليقة من سيخلق أو الخلق الناس والخليقة البهائم وإنما كانوا شرهم لأنهم أبطنوا الكفر وزعموا أنهم أعرف الناس بالإيمان وأشدهم تمسكاً بالقرآن فضلوا وأضلوا (حل) عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم) قال العلقمي قال النووي ما ملخصه وقع في حديث ابن مسعود أنتم شطر

اهل الجنه وفي رواية نصف أهل الجنة والجواب أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أولا بالبناء للمفعول بثبوت الشطر ثم تفضل الله تعالى بالزيادة فاعلمه بحديث الصفوف فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (حم ت هـ حب ك) عن بريدة (طب) عن ابن عباس وعن ابن مسعود وعن أبي موسى قال الشيخ حديث صحيح • (أهل الجنة جرد) بضم الجيم وسكون الراء ودال مهملة أي لا شعر على أبدانهم قال في النهاية الأجرد الذي ليس على بدنه شعر (مرد) بوزن جرد أي لا لحى لهم قال المناوي قيل إلا موسى وقيل إلا هارون (كحل) بوزنه أيضاً أي على أجفانهم سواد خلقي قال في النهاية الكحل بفتحتين سواد في أجفان العين خلقة (لا يفنى شبابهم) بل كل منهم في سن ابن ثلاث وثلاثين دائماً قال الشيخ على خلق آدم طوله ستون ذراعاً في عرض سبعة أذرع حتى السقط (ولا تبلى ثيابهم) قال المناوي أي لا يلحقها البلا ولا تزال عليهم الثياب الجدد (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (أهل الجنة من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس عليه خيارً) عمله (وهو يسمع) الجملة ال مؤكدة أي من وفقه الله تعالى لفعل الخير حتى ينتشر عنه فيثني الناس عليه به (وأهل النار من ملأ الله) تعالى (أذنيه من ثناء الناس شراً وهو يسمع) أي من ينتشر عنه فعل الشر حتى يثني الناس عليه به والثناء حقيقة في الخير مجازاً في الشر قال العلقمي قال الدميري هذا الحديث نيظر ما في الصحيحين عن أنس لما مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال وجبت ومر عليه بأخرى فقال كذلك ثم قال أنتم شهداء الله في الأرض من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار (هـ) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (أهل الجور) أي الظلم (وأعوانهم في النار) أي يدخلونها للتطهير إن لم يحصل عفو (ك) عن حذيفة قال الشيخ حديث صحيح • (أهل الشام سوط الله تعالى في الأرض) قال المناوي يعني عذابه الشديد (يرسله) على من ياشء (ينتقم بهم ممن يشاء من عباده) أي يعاقبه بهم (وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم) أي ظهورهم عليهم ممتنع قال تعالى أنا لننصر رسلنا والذين آمنوا حقاً علينا (وحرام) عليهم (أن يموتوا إلا هما) أي قلقاً (وغما) أي كرباً (وغيظاً) أي غضباً شديداً (وحزنا) أي وموتهم غير متصفين بهذ الصفات ممتنع بل لابد أن يتصفوا بها (حم ع طب) والضيا في المختارة (عن خزيم) قال المناوي بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي اهـ لكن في القاموس خريم كزبير بالخاء المعجمة والراء (ابن فاتك) بفتح الفاء وكسر المثناة الفوقية الأسدي الصحابي قال الشيخ حديث حسن • (أهل القرآن) أي حفظته الملازمون لتلاوته العاملون بأحكامه (عرفاء أهل الجنة) الذين ليسوا بقراء أي هم زعماؤهم وقادتهم وفيه أن في الجنة أئمة وعرفاء فالأئمة الأنبياء فهم أئمة القوم وعرفاؤهم القراء (الحكيم) في نوادره (عن أبي أمامة) بإسناد ضعيف • (أهل القرآن) أي حفظته

العاملون به (أهل الله وخاصته) أي أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به سمواً بذلك تعظيماً لهم (أبو القاسم بن حيدر في مشيخته عن عليّ) أمير المؤمنين بإسناد حسن (أهل النار كل جعظري) أي فظ غليظ متكبراً وجسيم عظيم أكول شروب (جواظ) أي جموح منوع أو ضخم مختال أو صياح مهدار (مستكبر) أي متعاظم (وأهل الجنة الضعفاء) أي الخاضعين المتواضعين (المغلبون) بشدة اللام المفتوحة أي الذين كثيراً ما يغلبهم الناس ابن قانع (ك) عن سراقة بضم المهملة وخفة الراء وبالقاف (ابن مالك) قال الشيخ حديث صحيح • (أهل اليمن أرق قلوباً والين أفئدة) والفؤاد وسط القلب واسمع طاعة) لله ورسوله وقد تقدم الكلام عليه في أتاكم أهل اليمن (طب) عن عقبة بن عامر الجهني قال الشيخ حديث صحيح • (أهل شغل الله) بفتح الشين وسكون الغين المعجمة أي الذين اشتغلوا بطاعة (الله) في دار (الدنيا هم أهل شغل الله) أي يعطيهم الله ثوابه ونعيمه (في الآخرة وأهل شغل أنفسهم في الدنيا) بارتكاب ما تهواه والإعراض عن طاعة الله (هم أهل شغل أنفسهم في الآخرة) لأن الجزاء من جنس العمل (قط) في الإفراد (فر) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف • (أهون أهل النار عذاباً) أي أخفهم عذاباً (يوم القايمة رجل) هو أبو طالب كما في الحيدث الذي بعده (يوضع في اخمص قدميه) بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح الميم أشهر من كسرها وضمها والإخمص ما تجافا عن الأرض فلا يمسها (جمرتان) تثنية جمرة قطعة من نار (يغلي منهما دماغه) قال المناوي زاد في رواية حتى يسيل على قدميه وحكمته أنه كان مع المصطفى بجملته لكنه مثبت لقدميه على ملة عبد المطلب فسلط العذاب على قدميه فقط (م) عن النعمان بن بشير بفتح الموحدة التحتية وكسر المعجمة • (أهون أهل النار عذاباً أبو طالب) عم النبي صلى الله عليه وسلم (وهو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه) قال المناوي وفي رواية للبخاري يغلي منه أم دماغه وهذا يوزن بموته على كفره وهو الحق ووهم البعض (حم م) عن ابن عباس • (أهون الربا) بموحدة تحتية (كالذي ينكح) أي يجامع (أمه) قال المناوي في عظم الجرم وقال الشيخ هو تشبيه للزجر (وأن أربى الربا) قال المناوي أي أعظمه وأشده (استطالة المرء في عرض أخيه) ي الدين قال العلقمي قال في الدر الاستطالة في عرض الناس احتقاره والترفع عليهم والوقيعة فيهم أي بما يكرهنه ويتأذون منه (أبو الشيخ في) كتاب (التوبيخ عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أوتروا) أي صلوا صلاة الوتر بعد فعل العشاء (قبل أن تصبحوا) أي تدخلوا في الصباح فإذا طلع الفجر خرج وقت وتأخيره أفضل لمن وثق من نفسه بالاستيقاظ ومن لم يثق فتقديمه أفضل ومنه حديث أبي هريرة أوصاني خليلي أن لا أنام إلا على وتر (حم م ت هـ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه • (أوتيت مفاتيح) وفي رواية مفاتح بحذف الياء (كل شيء إلا الخمس)

المذكورة في قوله تعالى (أن الله عنده علم الساعة الآية) بالنصب ومنه أخذ أنه ينبغي للعالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم وقيل أنه أعلمها بعد هذا الحديث (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (وتي موسى) الكليم أي أتاه الله (الألواح وأوتيت المثاني) قال العلقمي قال شيخنا هي السور التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل كأن المئين جعلت مبادئ والتي تليها جعلت مثاني (أبو سعيد النقاش) بفتح النون وشدة القاف (في) كتاب (فوائد العراقيين عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أوثق عرى الإيمان) تشبيه بالعروة التي يتمسك بها ويستوثق أي أقواها وأثبتها (الموالاة) أي التعاون (في الله) أي فيما يرضاه (والمعاداة في الله) أي فيما يغضبه ويكرهه (والحب في الله والبغض في الله عز وجل) أي لأجله ولوجهه خالصاً قال المناوي قال مجاهد عن ابن عمر فإنك لا تنال الولاية إلا بذلك ولا تجد طعم الإيمان حتى تكون كذلك (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (أوجب) فعل ماض قال العلقمي قال شيخنا قال الحافظ ابن حجر في أماليه أي عمل عملاً وجبت له به الجنة قلت الظاهر أن معناه فعل ما تجب له به الإجابة اهـ قلت وما قاله شيخنا هو الظاهر من سياق الحديث (إن ختم) دعاءه (بآمين) وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر هو وأصحابه ذات ليلة برجل قد ألح في المسألة فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يستمع منه فقال صلى الله عليه وسلم أوجب أن ختم بآمين فقد أوجب فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الرجل فقال اختم يا فلان بآمين وأبشر (د) عن أبي زهير النميري بضم النون والتصغير قال الشيخ حديث صحيح • (أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء) قال المناوي أي اعلمه بواسطة جبريل أو غيره (أن) بفتح الهمزة وسكون النون (قل لفلان العابد) أي الملازم لعبادتي (أما زهدك في الدنيا فتعجلت به راحة نفسك) لأن الزهد فيها يريح القلب والبدن (وأما انقطاعك لي) أي لأجل عبادتي وفي نسخ إلي (فتعززت بي) أي صرت بي عزيزاً (فماذا عملت فيما لي عليك قال يا رب وماذا ألك عليّ) قال المناوي فيه اختصار والتقدير فقال النبي ذلك للعابد فقال له العابد قل لربي مالك عليه فقال النبي يا رب يقول لك مالك عليه (قال) أي قال الله تعالى لنبيه قل له (هل عاديت في عدوا أو هل واليت في وليا) زاد في رواية الحكيم وعزتي لا ينال رحمتي من لم يوال في ولم يعاد في (حل خط) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث ضعيف • (أوحى الله تعالى إلى إبراهيم) الخليل صلى الله عليه وسلم بأن قال له (يا خليلي حسن خلقك) بالضم بالتلطف بالناس وتحمل أذاهم (ولو مع الكفار تدخل) بالجزم جواب شرط مقدر أي إن فعلت ذلك تدخل (مداخل الأبرار) أي الصادقين الأتقيا قال الشيخ ومعلوم أن مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم فوق مقام الأبرار فالمراد أبرار نوعه (فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه إن

أظله في ظل عرشي) يوم لا ظل إلا ظله (وإن أسكنه حظيرة قدسي) بفتح الحاء المهملة بعدها ظاء معجمة أي جنتي قال العلقمي وهي في الأصل الموضع الذي يحاط عليه ليأوي فيه الغنم والإبل (وأن أدنيه من جواري) بكسر الجيم أفصح من ضمها (الحكيم (طس) عن أبي هريرة قا الشيخ حديث حسن • (أوحى الله تعالى إلى داود) صلى الله عليه وسلم (إن قل للظلمة لا يذكروني فإني أذكر من ذكرني وإن ذكري إياهم أن ألعنهم) أي أطردهم عن رحمتي ظاهره أنه لا ثواب لهم في جميع لاذكر الواقع منهم فإن كان المراد بهم الكفار فذاك وإلا فالمراد الزجر والتنفير عن الظلم (ابن عساكر عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أوحى الله تعالى إلى داود) أي قال له بواسطة جبريل أو غيره (ما من عبد يعتصم) أي يستمسك (بي دون خلقي) والحال أني (أعرف ذلك من نيته) أي اطلع عليه لوقوعه منه قال المناوي وإنما قال أعرف ذلك إلخ إشارة إلى أنه مقام يعز وجوده في غالب الناس اهـ قال يلزم من قوله أعرف جواز إطلاق المعرفة عليه سبحانه وتعالى إذ هو بمعنى أطلع (فتكيده السموات) السبع (بمن فيها) من الملائكة وغيرهم وكذلك الأرض ومن فيها (إلا جعلت له من بين ذلك مخرجاً) أي مخلصاً من خداعهم له ومكرهم به (وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماء بين يديه) أي حجبت ومنعت عنه الطرق والجهات التي يتوصل بها إلى نيل مطملوبه (ورسخت الهوى من تحت قدميه) فلا يزال متباعداً عن أسباب الرحمة (وما من عبد يطيعني) باجتناب الكبائر (إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني وغافر له) ذنوبه الصغائر (قبل أن يستغفرني) أي يطلب مني المغفرة (ابن عساكر عن كعب بن مالك) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أوسعوا مسجدكم) فإنكم ستكثرون ويدخل الناس أفواجاً في دين الله إلى أن (تملؤه) ولا تنظروا إلى قلة عددكم اليوم وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم يبنون مسجداً فذكره (طب) عن كعب بن مالك قال الشيخ حديث حسن • (أوشك) قال المناوي بلفظ المضارع أي أعده قريباً وأتوقعه لكن في شرح الشيخ ماي فيد أنه فعل ماض فإنه قال وإن تستحل فاعل أوشك (أن تستحل أمتي فروج النساء) أي تستبيح الرجال وطئ الفروج على وجه الزنا (و) استعمال (الحرير) المحرم عليهم بلا ضرورة (ابن عساكر عن علي) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أوصاني الله بذي القربى) أي بالإحسان إليهم (وأمرني أن أبدأ بالعباس) بن عبد المطلب (ك) عن عبد الله بن ثعلبة قال الشيخ حديث صحيح • (أوصى) فعل مضارع (الخليفة من بعدي بتقوى الله) تعالى أي بامتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه (وأوصيه بجماعة المسلمين أن يعظم كبيرهم) أي بتعظيم كبيرهم قدرا وسناً فإن يعظم وما عطف عليه بدلاً من جماعة المسلمين (ويرحم صغيرهم) قدراً وسناً (ويوقر) أي يعظم (عالمهم) بالعلوم الشرعية (وأن لا يضر بهم فيذلهم ولا

يوحشهم) أي يقطع مودتهم ويعاملهم بالجفا (فيكفرهم) أي يلجئهم إلى تغطية محاسنه ونشر مساويه وجحد نعمته والتبري منه فيؤدي ذلك إلى تحرك الفتن (وأن لا يغلق) بضم أوله (بابه دونهم) أي لا يمنعهم من الوصول إليه وعرض الظلامات عليه (فيأكل قويهم ضعيفهم) أي يأكل حقه (هق) عن أبي أمامة الباهلي قال الشيخ حديث صحيح • (أوصيك أن لا تكون لعاناً) صيغة المبالغة غير مرادة هنا فالمراد نفي أصل اللعن أي أن لا تلعن محترماً ولو كافراً أو بهيمة لأن اللعنة تعود على اللاعن ويجوز لعن كافر غير معين كلعنة الله على اليهود والنصارى لعنة الله على الكافرين (حم تخ طب) عن جرموز بن أوس قال الشيخ حديث صحيح • (أوصيك أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك) لأن الله تعالى مطلع عليك في جميع الحالات فمن استحضر هذا تجنب المعاصي (الحسن بن سفيان (طب هب) عن سعيد بن يزيد بن الأزور قال قلت يا رسول الله أوصني فذكره قال الشيخ حديث صحيح • (أوصيك بتقوى الله تعالى) بامتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه وقال العلقمي التقوى اسم جامع للحذر من جميع ما أمر الله أن يتحذر منه فتارة يحذر العبد تضييع الواجبات أو المندوبات فيتقيه وتارة يحذر ارتكاب المحرمات أو المكروهات فيتقيه وتارة يحذر أعلى الدرجات فيتقيه بأن لا يشتغل بما دونها (والتكبير على كل شرف) أي محل عال قال المناوي ذا قاله لمن قال له أريد سفراً اهـ وقال العلقمي يستحب للمسافر كلما علا شرفاً أن يكبر فإن التكبير يطرد عنه الشيطان من كل باب ويطفي عنه نار السفر الذي هو قطعة من العذاب ويستحب للمسافر كلما علا شرفاً من الأرض في وقت السير أن يقول اللهم لك الشرف على كل شرف ولك الحمد على كل حال وكلما هبط يسبح وإذا خاف الوحشة قال سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح جللت السموات بالعزة والجبروت قال في الإحياء والسنة في السفر أن يتناوب الرفقاء الحراسة وإذا نام واحد حرس آخر ومهما قصده عدوا وسبع في ليل أو نهار فليقرأ آية الكرسي وشهد الله والإخلاص والمعوذتين وليقل بسم الله ما شاء الله حسبي الله وكفي سمع الله لمن دعى ليس وراء الله منتهى ولا دون الله ملتجا كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ان الله قوي عزيز تحصنت بالله العظيم واستعنت بالحي الذي لا يموت اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكتفنا بركنك الذي لا يرام وارحمنا بقدرتك علينا لا نهلك وأنت ثقتنا ورجانا اللهم عطف علينا قلوب عبادك وإمائك برأفة ورحمة أنك أنت أرحم الراحمين (هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أوصيك بتقوى الله تعالى) أي بلزومها فإنه رأس كل شيء من أمور الدنيا والآخرة إذ هي تجنب كل منهي وفعل كل مأمور (وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام أي كما أنه ليس عند النصارى عمل أفضل من الترهب ففي الإسلام لا عمل أفضل من الجهاد والرهبانية أصلها من الرهب الخوف كان

(النصارى) يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا وترك ملاذها والزهد فيها والعزلة عن أهلها وتحمل مشاقها حتى أن منهم من كان يخصي نفسه ويضع السلسلة في عنقه وغير ذلك من أنواع التعذيب فنفاها النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ونهي المسلمين عنها وأمرهم بالجهاد فإذا زهد الرهبان النيا وتخلوا للتعبد فلا تخلي ولا زهد للمسلم أفضل من بذل النفس في سبيل الله (وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن) أي ألزم ذلك (فإنه روحك) بفتح الراء أي راحتك (في السماء وذكرك في الأرض) قال المناوي بإجراء الله ألسنة الخلق بالثناء الحسن عليك عند توفر الشروط والآداب (حم) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (وصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته) أي ظاهره وباطنه (وإذا أسأته) أي فعلت سيئة (فأحسن) أي اتبعها سنة تمحها (ولا تسألن أحداً شيئاً) يمكنك أن تستغني عنه وإلا فقد يجب السؤال (ولا تقبض أمانة) تعجز عن حفظها أو تقدر لكن لم تثق بأمانة نفسك فيحرم قبولها في الأول ويكره في الثاني فإن قدر على الحفظ ولم يكن ثم غيره وجب أو كان ثم غيره استحب (ولا تقض بين اثنين) أي ما لم يتعين عليك ذلك قال المناوي والخطاب لأبي ذر وكان يضعف عن ذلك (حم) عن أبي ذر قال الشيخ حديث صحيح • (أوصيك بتقوى الله) تعالى أي الزمها (فإنه) أي لزوم التقوى (رأس الأمر كله) فإنها وإن قل لفظها جامعة لحق الحق والخلق شاملة لخير الدارين (وعليك بتلاوة القرآن) والعمل بما فيه (وذكر الله) أي الزم ذلك (فإنه) أي لزوم ذلك (ذكر لك في السماء) يعني يذكرك الملأ الأعلى بسببه بخير (ونور لك في الأرض) أي يعلوك بين أهلها (عليك بطول الصمت) أي الزم السكوت عما لا ينبغي من نحو سب وغيبة كما يؤخذ من التعليل ولا تطلق لسنانك (لا في خير) كذكر وإصلاح بين الناس (فإنه) أي طول الصمت ويحتمل رجوعه للخير (مطردة للشيطان) أي يطرده ويبعده (عنك وعون لك على أمر دينك وإياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب) أي يصيره مغموراً في الظلمات بمنزلة الميت الذي لا ينفع نفسه (ويذهب بنور الوجه) قال المناوي أي بإشراقه وضيائه وبهائه اهـ ويحتمل أن المراد يذهب بالسكينة والوقار (عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي) أي بذل النفس في قتال الكفار بقصد إعلاء كلمة الله لهذه الأمة بمنزلة التبتل والانقطاع إلى الله تعالى عند النصارى (أحب المساكين) هو شامل للفقاء (وجالسهم) فإن مجالستهم تدفع الكبر (انظر إلى من تحتك) في أمور الدنيا (ولا تنظر إلى من فوقك) فيها (فإنه أجدر) أي أحق (أن لا تزدري) تحتقر (نعمة الله عندك) أما في أمور الآخرة فورد الأمر بالنظر إلى من فوق ليبعث ذلك على اللحوق به ويحتقر الشخص إعمال نفسه (صل قرابتك) بالإحسان إليهم بحسب الإمكان ولو بالسلام (وإن قطعوك) فالواصل يصله الله برحمته وإحسانه والقاطع يقطعه عن ذلك (قل الحق وإن كان مراً) أي ائمر بالمعروف وأنه عن

المنكر وإن كان في ذلك مرارة أي مشقة عليك إذا آمنت (لا تخف في الله لومة لائم) على ذلك (ليحجزك عن الناس) أي ليمنعك عن التكلم في أعراض الناس والوقيعة فيهم (ما تعلم من نفسك) من العيوب فقل ما تخلو من عيب فاشتغل بعيب نفسك (ولا تجد) أي لا تغضب (عليهم فيما يأتي) يحتمل أن المعنى بسبب ما تفعل أو تقول مما يذم شرعاً (وكفى بالمرء عيباً أن يكون فيه ثلاث خصال) الولى (أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه) من العيوب يبصر القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه (و) الثانية (أن يستحيي لهم مما هو فيه) أي يستحيي منهم أن يذكروه بما فيه من النقائص مع إصراره عليها (و) الثالثة (يؤذي جليسه) بقول أو فعل (يا أبا ذر لا عقل كالتدبير) قال المناوي في المعيشة وغيرها اهـ ويحتمل أن يكون المراد النظر في عواقب الأمور (ولا ورع كالكف) أي عن تناول ما يضطرب القلب في تحليله وتحريمه (ولا حسب) أي لا شيء يفتخر به (كحسن الخلق فانظر) أيها الواقف على هذه الوصية ما أبلغها وما أجمعها فعليك بقبولها والعمل بها (عبد بن حميد) في تفسيره (طب) عن أبي ذر قال الشيخ حديث صحيح • (أوصيك يا أبا هريرة بخصال أربع لا تدعهن) أي لا تتركهن (أبداً ما بقيت) أي مدة بقائك في الدنيا فإنهن مندوبات ندباً مؤكداً (عليك بالغسل يوم الجمعة) أي ألزمه ودم عليه ولا تهمله إن أردت حضورها وإن لم تلزمك ووقته من الفجر والأفضل تقريبه من الرواح إليها ولا يبطل بحصول جنابة بعدها وإذا عجز عن الماء تيمم بدلاً عنه (والبكور إليها) من طلوع الفجر إن لم تكن معذوراً ولا خطيباً (ولا تلغ) أي لا تتكلم حال الخطبة وهو على حاضرها مكروه عند الشافعي وحرام عند الثلاثة (ولا تله) أي لا تشتغل ع استماعها بحديث ولا غيره وهو مكروه عند الشافعي حرام عند غيره (وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر) والأولى كونها الثالث عشر وتالييه (فإنه) أي صيامها (صيام الدهر) أي يعدل صيامه لأن الحسنة بعشر أمثالها فكل يوم بعشرة أيام (وأوصيك بالوتر) أي بصلاته ويدخل وقته بصلاة العشاء ويخرج بطلوع الفجر (قبل النوم) أي أن لم تثق باستيقاظك قبل الفجر فالأفضل التأخير (وأوصيك بركعتي الفجر) أي بصلاتهما (لا تدعنها) أي لا تترك المحافظة عليهما (وإن صليت الليل كله فإن فيهما الرغائب) أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم فهما أفضل الرواتب بعد الوتر (ع) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أوصيكم بأصحابي) الخطاب لولاة الأمور (ثم الذين يلونهم) أي التابعين (ثم يفشوا الكذب) أي يظهر وينتشر بين الناس وتحصل البدع (حتى يحلف الرجل ولا يستحلف) أي لا يطلب منه الحلف لرجآته على الله (ويشهد الشاهد ولا يستشهد) أي قبل أن يطلب منه أداء الشهادة ومحل ذم ذلك في غير شهادة الحسبة أما فيها فليس بمذموم لدليل آخر (إلا) بالتخفيف حرف تنبيه (لا يخلون رجل بامرأة) أجنبية (إلا كان ثالثهما الشيطان) بالوسوسة وتهييج الشهوة

قال الشيخ وهو نهي مع بيان العلة التي هي من العدو الأعظم والنهي للتحريم (عليكم بالجماعة) أي السواد الأعظم من أهل السنة أي الزموا هديهم (وإياكم والفرقة) أي احذروا مفارقتهم ما أمكن (فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد) وهو من الثلاثة أبعد منه من الاثنين وهكذا (من أراد بحبوحة الجنة) بضم الموحدتين أي من أراد أن يسكن وسطها أو أوسعها وأحسنها (فليلزم الجماعة) أي ما عليه أهل السنة فإن من انفرد بمذهبه عن مذاهب الأئمة فقد خرج عن الحق لأن الحق لا يخرج عن جماعتها (من سرته حسنته وسأته سيئته فذلكم المؤمن) أي الكامل الإيمان (حم ت ك) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (أوصيكم بالجار) أي بالإحسان وكف أنواع الأذى والضرر عنه وإكرامه بكل ممكن لما له من الحق المؤكد (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي أمامة) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أوفق الدعاء) أي أكثره موافقة للداعي (أن يقول الرجل) أي الإنسان ذكراً كان أو أنثى (اللهم أنت ربب) أي مالكي (وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي يا رب فاغفر لي ذنبي أنك أنت ربي) أي لا رب لي غيرك (وأنه) أي الشأن (لا يغفر الذنوب إلا أنت) لأنك السيد المالك وإنما كان أوفق للدعاء لما فيه من الإقرار بالظلم ثم الالتجاء إلى الله تعالى للعلم بأنه لا يغفر الذنوب غيره (محمد بن نصر في الصلاة عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح • (أوفوا بحلف) بكسر الحاء وسكون اللام (الجاهلية فإن الإسلام لا يزيده إلا شدة) أي العهود التي وقعت فهيا مما لا يخالف الشرع قال في النهاية أصل الحلف المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والإنفاق فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الذي ورد النهي عنه بقوله صلى الله عليه وسلم لا حلف في الإسلام وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام فهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيما حلف كان في الاجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة يريد المعاقدة على الخير ونصرة الحق (ولا تحدثوا حلفاً في الإسلام) أي لا تحدثوا فيه محالفة بأن يرث بعضكم بعضاً (حم ت) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (أوقد على النار) أي نار جهنم (ألأف سنة) حتى احمرت قال المناوي بعد ما كانت شفافة لا لون لها (ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة كالليل المظلم) قال والقصد الإعلام بفظاعتها والتحذير من فعل ما يؤدي إلى الوقوع فيها قال العلقمي قال الدميري نقل ابن الجوزي عن الأصمعي قال سمعت أعرابياً يقول والله ما خلق الله النار إلا من كرمه جعلها سوطاً يسوق بها المؤمنين إلى الجنة (ن هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أولم) فعل أمر أي إذا تزوجت والخطاب لعبد الرحمن بن عوف (ولو بشاة) غيابها لأنها تيسر على الموسر ويستفاد من السياق طلب تكثير الوليمة لمن يقدر قال عياض وأجمعوا على أن لا حد

لأكثرها وأما أقلها فكذلك ومهما تيسر أجزأ وسببه كما في البخاري عن حميد سمعت أنساً قال لما قدموا المدينة نزل المهاجرون على الأنصار فنزل عبد الرحمن بن عوف على سعد بن الربيع فقال أقاسمك مالي وأنزل لك عن إحدى امرأتي قال بارك الله لك في أهلك ومالك فخرج إلى السوق فباع واشترى وأصاب شيئاً من أقط وسمن فتزوج فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاة وفيه منقبة لسعد بن البيع في إيثاره على نفسه بما ذكر ولعبد الرحمن بن عوف في تنزهه عن شيء يستلزم الحياء والمروءة اجتنابه ولو كان محتاجاً إليه وفيه استحباب المواخاة وحسن الإيثار من الغني للفقير حتى بإحدى زوجتيه واستحباب رد مثل ذلك على من آثر به لما يغلب في العادة على من تكلف مثل ذلك فلو تحقق أنه لم يتكلف جاز وفيه أن من ترك ذلك لقصد صحيح عوضه الله خيراً منه وفيه استحباب التكسب وأنه لا نقص على من يتعاطى من ذلك ما يليق بمروءة مثله مالك (هـ ق ع) عن أنس بن مالك (خ) عن عبد الرحمن بن عوف • (أولياء الله) أي الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة (الذين إذا رؤا ذكر الله) ببناء الفعلين للمفعول أي يذكر الله من رآهم لما يعلوهم من البهاء والوقار والسكينة قال ابن عباس سئل النبي صلى الله عليه وسلم من أولياء الله فذكره (الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث صحيح • (أول الآيات) أي علامات الساعة (طلوع الشمس من مغربها) قال المناوي والآيات أما أمارات دالة على قرب الساعة فأولها بعث نبينا صلى الله عليه وسلم أو أمارات متوالية دالة على وقوعها والكلام هنا فيها وجاء في خبر آخر أن أولها الدجال قال الحليمي وهو الظاهر (طب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح • (أول الأرض خراباً يسراها ثم يمناها) قال الشيخ المراد بيسراها جهة بيت المقدس وبيمناها جهة اليمن اهـ قال المناوي قال الديلمي ويروي أسرع الأرضين (ابن عساكر) في تاريخه (عن جرير) بن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (أول العبادة الصمت) أي السكوت عما لا ينبغي إذ به يسلم من الغيبة والنميمة ونحوهما ولهذا قال بعض الأصوليين الصامت آت بواجب (هناد عن الحسن) البصري (مرسلاً) قال الشيخ حديث ضعيف • (أول الناس هلاكاً) قال المناوي بنحو قتل أو فناء (قريش) القبيلة المعروفة (وأول قريش هلا كأهل بيتي) فهلاكهم من أشراط الساعة (طب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (أول الناس فناء) بالمد أي موتاً وانقراضاً (قريش وأول قريش فناء بنوا هاشم) أي والمطلب كما يدل عليه ما قبله (ع) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (أول الوقت) أي إيقاع الصلاة أول وقتها يحصل به (رضوان الله) بكسر الراء وضمها بمعنى الرضى وهو خلاف السخط (وآخر الوقت عفو الله) قال ابن العربي روى عن أبي بكر الصديق أنه قال فيه رضوان الله أحب إلينا من عفوه قال علماؤنا لأن رضوانه للمحسنين وعفوه للمقصرين (قط) عن جرير

قال الشيخ حديث صحيح • (أول الوقت رضوان الله ووسط الوقت رحمة الله) أي إحسانه وتفضله (وآخر الوقت عفو الله) من آخر الصلاة لآخر وقتها وأوقعها جميعها فيه فلا إثم عليه (قط) عن أبي محذورة قال الشيخ حديث صحيح • (أول بقعة) بضم الباء (وضعت من الأرض) أي من هذه الأرض التي نحن عليها (موضع البيت) هو علم بالغلبة على الكعبة (ثم مدت) بالبناء للمجهول أي بسطت (منها الأرض) أي باقيها من جميع جوانبها فهي وسط الأرض (وأن أول جبل وضعه الله على وجه الأرض أبو قبيس) جبل معروف بمكة (ثم مدت منه الجبال) قال المناوي واختلف في أول من بنا البيت فقيل آدم وقيل شيث وقيل الملائكة قبل آدم ثم رفع ثم أعيد (هب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (أول تحفة المؤمن) أي إكرام المؤمن الكامل الإيمان بعد موته (أن يغفر) بالبناء للمفعول أي أن يغفر الله (لمن صلى عليه) صلاة الجنازة قال المناوي إذ من شأن الملك إذا قدم إليه بعض خدمه بعد طول غيبه أن يتلقاه ومن معه بالإكرام اهـ وفيه الترغيب في صلاة الجنازة (الحكيم) في نوادره (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (أول جيش من أمتي يركبون البحر) للغزو قد أوجبوا قال شيخ الإسلام زكرياً لأنفسهم المغفرة والرحمة بأعمالهم الصالحة اهـ وقال في الفتح أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة قال المهلب في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا في البحر (وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر) ملك الروم يعني القسطنطينية أو المراد مدينته التي كان فيها يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وهي حمص وكانت دار مملكته (مغفور لهم) قال المهلب فيه منقبة ليزيد بن معاوية لأنه أول من غزا مدينة قيصر أي كان أمير الجيش بالاتفاق وتعقبه ابن التين وبن المنير بما حاصله أنه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم في قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم بشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتدوا حد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقاً وقال شيخ الإسلام زكريا استدل بذلك على ثبوت خلافة يزيد بعد معاوية وأنه من أهل الجنة لدخوله في عموم قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم وأجيب بانه لا يلزم من دخوله فيه أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا خلاف أن قوله مغفور لهم مشروط بكونه من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك حتى أطلق بعضهم جواز لعنه لأمره بقتل الحسين ورضاه به حتى قال التفتازاني بعد ذكره نحو ذلك والحق أن رضى يزيد بقتل الحسين واستبشاره وإهانته أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم مما تواتر معناه وإن كان تفاصيلها أحاداً فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنه الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه وخالف في جواز لعن المعين الجمهور القائلين بعدم جوازه وإنما يجوزونه على وجه العموم كما يقال لعن الله الظالمين وقوله بل في إيمانه أي بل لا نتوقف في عدم إيمانه بقرينة ما بعده وما قبله اهـ وقال ابن حجر الهيثمي في شرحه على الهمزية

وقد قال أحمد بن حنبل بكفره وناهيك به ورعاً وعلماً اهـ واختار جمع منهم ابن أبي شريف والغزالي وابن العربي المالكي التوقف في أمره (حم م) عن أم حرام بحاء وراء مهملتين بنت ملحان بكسر الميم سكون اللام ابن خالد الأنصارية • (أول خصمين يوم القيامة) أي أول خصمين يقضي بينهما يوم القيامة (جاران) أذى أحدهما الآخر اهتماماً بشأن حق الجوار الذي حث الشرع على رعايته (طب) عن عقبة ابن عامر الجهني قال الشيخ حديث صحيح • (أول زمرة) أي طائفة (تدخل الجنة) وجوههم (على صورة القمر) في الضياء والبهاء والإشراق (ليلة البدر) أي ليلة تمامه وذلك ليلة أربع عشرة (و) الزمرة (الثانية) أي التي تدخل عقب الأولى (على لون أحسن كوكب دري) بكسر الدال وضمها أي مضئ يتلألأ (في السماء) منسوب إلى الدر (لكل رجل منهم زوجتان على كل زوجة) منهما (سبعون حلة) قال المناوي يعني حلل كثيرة جداً فالمراد التكثير لا التحديد (يبدو مخ ساقها من ورائها) كناية عن غاية لطافتها ويكون له سبعون لسن بهذا الوصف فلا تعارض بينه وبين خبر أدنى أهل الجنة من له ثنتان وسبعون زوجة (حم ت) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (أول سابق إلى الجنة عبد أطاع الله) تعالى بامتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه (وأطاع مواليه) أي ساداته قال المناوي والمراد انه سابق بعد من مرانه أول داخل (طس خط) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (أول شهر رمضان رحمة) أي يصب الله الرحمة على الصائمين صبا (ووسطه مغفرة) أي يغفر الله لهم (وآخره عتق نم النار) أي يعتق الله في آخر ليلة منه جمعاً ممن استوجبوا النار منها (ابن أبي الدنيا في فضل رمضان (خط) وابن عساكر عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف • (أول شيء يحشر الناس) وفي رواية أول أشراط الساعة (نار تحشرهم من المشرق إلى المغرب) أي تخرج من جهة المشرق تسوقهم إلى جهة المغرب والمراد أن ذلك أول الأشراط المتصلة بقيام الساعة (الطيالسي) أبو داود (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (أول شيء يأكله أهل الجنة) في الجنة إذا دخلوها (زيادة كبد الحوت) وهي القطعة المنفردة عن الكبد المتعلقة به وهي أطيبه وألذه وحكمة اختصاصها بأولية الأكل أنها أبرد شيء في الحوت فبأكلونها تزول الحرارة الحاصلة لهم في الموقف وسببه أن اليهود قالوا أخبرنا ما أول ما يأكل أهل الجنة فذكره (الطيالسي) أبو داود (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة) المكتوبة وهي الخمس لأنها أول ما فرض بعد الإيمان (فإن صلحت) بأن أتى بأركانها وشروطها (صلح له سائر عمله) قال المناوي يعني سومح في جميع أعماله ولم يضيق عليه (وإن فسدت) بأن أخل بشيء مما ذكر (فسد سائر عمله) تبعاً لفسادها وهذا خرج مخرج الزجر والتحذير

من التفريط فيها واعلم أن من أهم أو أهم ما يتعين رعايته في الصلاة الخشوع فإنه روحها ولهذا عده الغزالي شرطاً وذلك لأن الصلاة صلة بين العبد وربه وما كان كذلك فحق العبد أن يكون خاشعاً لصولة الربوبية على العبودية (طس) والضيا عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (أول ما يرفع من الناس) في رواية من هذه الأمة (الأمانة) قال الشيخ والأولية نسبية إذ رفع القرآن يسبقها (وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة) فعليكم بتعلم أركانها وشروطها ومندوباتها (ورب مصل) أي آت بصورة الصلاة (لا خلاق له عند الله) أي لا نصيب له من ثوابها لاختلالها وعدم قبولها قال المناوي لكونه غافلاً لا هي القلب وليس للمرء من صلاته إلا ما عقل (الحكيم) في نوادره (عن زيد ابن ثابت) قال الشيخ حديث صحيح • (أول ما تفقدون) بكسر القاف (من دينكم الأمانة) قال المناوي تمامه عند مخرجه الطبراني ولا دين لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له وحسن العهد من الإيمان (طب) عن شداد بن أوس) قال الشيخ حديث صحيح • (أول ما يرفع من الناس الخشوع) قال المناوي أي خشوع الإيمان الذي هو روح العبادة وهو الخوف أو السكون أو معنى يقوم بالقلب فيظهر عنه سكون الأطراف قال بعضهم الزم الخشوع فإن الله ما أوجدك إلا خاشعاً فلا تبرح عما أوجدك عليه فإن الخشوع حالة حياء والحياء كله خير (طب) عن شداد بن أوس قال الشيخ حديث صحيح • (أول شيء يرفع من هذ الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعاً) خشوع إيمان بل خشوع تهافت ونفاق فيصير الواحد منهم ساكن الجوارح تصنعاً ورياء وقلبه مملوأ بالشهوات أو المراد خشوع الصلاة وخشوعها خشية القلب وكف الجوارح عن العبث وتدبر القراءة والذكر وترك الشواغل الدنيوية وإلزام البصر محل السجود وإن صلى بقرب الكعبة (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح • (أول ما يوضع في الميان الخلق الحسن) وفي رواية أثقل بدل أول وزاد في رواية والسخاء (طب) عن أم الدرداء وإسناده ضعيف • (أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله) أي على من تلزمه مؤنته من نحو زوجة وأصل وفرع قال المناوي والأولية في هذا الخبر وما قبله على معنى من (طس) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (أول ما يقضي) بالبناء للمفعول أي أول قضاء يقضي أو ما يحكم الله (بين الناس يوم القيامة) يكون (في الدماء) التي وقعت بين الناس في الدنيا لعظم مفسدة سفكها قال المناوي وإلا وجه أن الأولية في هذا مطلقة وفي أول خصمين وفي أول ما يحاسب بمعنى من اهـ وقال العلقمي لا تعارض فحديث أول ما يحاسب محمول على حق الله تعالى على العبد وحديث أول ما يقضي محمول على حقوق الآدميين فإن قيل أيهما يقدم فالجواب أن هذا الأمر توقيفي وظاهر الأحاديث دالة على أن الذي يقع أولاً المحاسبة على حقوق الله تعالى قبل حقوق العباد (حم ق ن هـ) عن ابن مسعود • (أول ما يحاسب به العبد الصلاة) لأنها عماد الدين

(وأول ما يقضي بين الناس في الدماء) أي قتل بعضهم بعضاً لأنه أكبر الكبائر بعد الشرك (ن) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء (والأمانة) قال المناوي تمامه كما في الفردوس فسلوهما الله عز وجل والمراد الأمانة ضد الخيانة أو الصلاة (القضاعي عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح • (أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان شرب الخمر) قال المناوي قال القضاعي وذلك أول ما بعث قبل أن يحرم على الناس بنحو عشرين سة فلم يحل له قط (وملاحات الرجال) أي مقاولتهم ومخاصمتهم ومناظرتهم بقصد الاستعياء (طب) عن أبي الدرداء وعن معاذ بن جبل قال الشيخ حديث صحيح • (أول ما يهراق) أي يصب (من دم الشهداء) وهو من قاتل الكفار لتكون كلمة الله هي العليا ومات بسبب القتال (يغفر له ذنبه كله إلا الدين) بفتح الدال يريد به إلا التبعات وهذا في المغازي في البر أما المغازي في البحر فورد أنه يغفر له كل ذنب حتى التبعات (طب ك) عن سهل بن حنيف بضم المهملة وفتح النون الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح • (أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي) قال المناوي هم مؤمنوا بني هاشم والمطلب اوأصحاب الكسا (ثم الأقرب فالأقرب من قريش ثم الأنصار ثم من آمن بي وأتبعني من اليمن ثم من سائر العرب ثم الأعاجم) جمع عجمي والمراد من عدا العرب (ومن أشفع له أولا أفضل) ممن بعده ولا يعارضه الحديث الآتي أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة لأن الأول في الآحاد والجماعة والثاني في أهل البلد كله (طب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح • (أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة) وأهل مكة وأهل الطائف (طس) عن عبد الله بن جعفر قال الشيخ حديث صحيح • (أول من يلحقني من أهلي) أي يموت بعدي (أنت يا فاطمة) خاطبها بذلك في مرضه الذي مات فيه لأنه أخبراه بأنه ميت فبكت فأخبرها بأنها أول من يلحقه فضحكت (وأول من يلحقني من أزواجي زينب) بنت جحش (وهي أطولكن كفاً) وفي رواية يدكاً كناية عن كثرة الصدقة وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه إخبار عن غيب وقع (ابن عساكر عن واثلة بن الأسقع • (أول من تنشق عنه الأرض أنا ولا فخر ثم تنشق عن أبي بكر وعمر ثم تنشق عن الحرمين مكة والمدينة) أي عن أهلهما إكراماً لهم وإظهاراً لفضلهم على غيرهم (ثم ابعث بينهما) ليجتمع إليّ الفرقان (ك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (أول من يشفع يوم القيامة) عند الله (الأنبياء ثم العلماء) بالعلوم الشرعية العاملون بعلمهم (ثم الشهداء) الذين بذلوا أنفسهم لإعلاء كلمة الله (المرهبي) بكسر الهاء (في) كتاب (فضل العلم) والعلماء (خط) عن عثمان ابن عفان قال الشيخ دحيث ضعيف منجبر • (أول من يدعي إلى الجنة) أي إلى دخولها زاد في رواية يوم القيامة (الحمادون) أي الكثيرون الحمد لله (الذين يحدون الله على) في رواية في (السراء) سعة العيش والسرور (والضراء) الأمراض والمصائب (طب ك)

عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (أول من يكسى) يوم القيامة (من الخلائق) بعد تناثر ثيابهم التي خرجوا بها من قبورهم (إبراهيم) الخليل فيكسى من حلل الجنة قال الشيخ وذلك لأنه أول من سن الستر بالسراويل أو لأنه لم يكن في الأرض أخوف من الله منه أي فجوزى بذلك ليطمئن قلبه ويحتمل أن نبينا صلى الله عليه وسلم يخرج من قبره بثيابه والحلة التي يكساها حلة الكرامة فلهذا قدم إبراهيم (البزار عن عائشة) قال الشيخ حديث صحيح • (أول من فتق) بالبناء للمفعول (لسانه بالعربية) أي باللغة العربية (المبينة) أي الواضحة الصريحة الخالصة (إسماعيل) بن إبراهيم الخليل (وهو ابن أربع عشرة سنة) وبين بقوله المبينة أوليته بحسب الزيادة والباين وإلا فأول من تكلم بالعربية جرهم (الشيرازي في الألقاب) والكنى عن علي بن أبي طالب بإسناد ضعيف • (أول من خضب) أي من صبغ شعره (بالحناء والكتم) بفتحتين نبت فيه حمرة يخلط بالحناء أو الوشمة فيختضب به (إبراهيم) الخليل (وأول من اختضب بالسواد فرعون) فلذلك كان الأول مندوباً والثاني محرماً إلا للجهاد (فر) وابن النجار عن أنس قال الشيخ حديث ضعيف • (أول من دخل الحمامات وصنعت له النورة) بضم النون (سليمان ابن داود فلما دخله وجد حره وغمه فقال أوه من عذاب الله أوه قبل أن لا يكون أوه) قال العلقمي قال في النهاية كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجع وهي ساكنة الواو مكسورة الهاء وربما قلبوا الواو ألفاً فقالوا آه من كذا وربما شددوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء فقالوا أوه وربما حذفوا الهاء فقالوا أو ووبعضهم بفتح الواو مع التشديد فقالو اأو اهـ وعلى هذا الأخير اقتصر المناوي وقال يعني أنه تذكر بحره وغمه حر جهنم وغمها فإن الحمام أشبه شيء بجهنم النار من تحت والظلام من فوق (عق طب عد هق) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث حسن • (أول من غير دين إبراهيم) أي أول من بدل أحكام شرعه وجعلها على خلاف ما هي عليه (عمرو بن لحى) بضم اللام وفتح الحاء المهملة مصغراً واسمه ربيعة (بن قمعة) بكسر القاف وفتح الميم وعين مهملة (ابن خندف) بكسر أوله المعجم وآخره فاء (أبو خزاعة) بضم المعجمة وفتح الزاي (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (أول من يبدل سنتي) أي طريقتي وسيرتي (رجل من بني أمية) بضم الهمزة زاد الروياني وابن عساكر في روايتهما يقال يزيد قال البيهقي وهو يزيد بن معاوية (ع) عن أبي ذر الغفاري قال الشيخ حديث صحيح • (أول ما يرفع) من الدنيا في آخر الزمان (الركن) قال الشيخ هو الحجر وكنى به عن جميع البيت حين تهدمه الحبشة (والقرآن) أي بذهاب حفظته أو بمحوه من صدورهم (ورؤي النبي في المنام) إلى عهدية والمعهود نبينا ويحتمل كونها جنسية فلا يرى أحد أحداً من الأنبياء (الأزدي في تاريخ مكة عن عثمان بن ساج) بمهملة أوله وجيم آخره (بلاغاً) أي أنه قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال الشيخ حديث ضعيف • (أول

ما افترض الله على أمتي الصلوات الخمس وأول ما يرفع منأعمالهم الصلوات الخمس) قال المناوي بموت المصلين واتفاق خلفهم على تركها اهـ ويحتمل أن يكون المراد أول ما يرفع إلى الله تعالى من ثواب أعمالهم ثواب الصلواة فلا تعارض بينه وبين أول ماي رفع من الناس الأمانة وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة (وأول ما يسألون) يوم القيامة (عن الصلوات الخمس فمن كان ضيع شيئاً منها يقول الله تبارك وتعالى) أي لملائكته (انظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صلاة تتمون بها ما نقص من الفريضة) أي فإن وجدتم ذلك فكملوا بها فرضه (وانظروا في صيام عبدي شهر رمضان فإن كان ضيع شيئاً منه فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صيام تتمون بها ما نقص من الصيام وانظروا في زكاة عبدي فإن كان ضيع منها شيئاً فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صدقة تتمون بها ما نقص من الزكاة فيؤخذ ذلك على) بمعنى من (فرائض الله وذلك برحمة الله وعد له فإن وجد فضلاً) قال المناوي أي زيادة بعد تكميل الفرض (وضع في ميزانه) فرجح (وقيل له) من قبل الله على لسان بعض الملائكة (ادخل الجنة مسروراً وإن لم يوجد له شيء من ذلك) أي من الفرائض والنوافل التي يكمل بها (أمرت به الزبانية) أي أمرهم الله بإلقائه في النار (فأخذ) أي أخذوه (بيديه ورجليه ثم قذف به في النار) قال العلقمي قال شيخنا قال العراقي في شرح الترمذي هذا الذي ورد من إكمال ما ينقص العبد من الفريضة مما له من التطوع يحتمل أن يراد به ما انتقصه من السنن والهيئات المشروعة المرغب فيها من الخشوع والأذكار والأدعية وانه يحصل له ثواب ذلك في الفريضة وإن لم يفعله في الفريضة وإنما فعله في التطوع ويحتمل أن يراد به ما ترك من الفرائض رأساً فلم يصله فيعوضه الله عنه من التطوع وأنه تعالى يقبل من التطوعات الصحيحة عوضاً عن الصلوات المفروضة ولله سبحانه وتعالى أن يفعل ما شاء فله الفضل والمن بل له أن يسامحه وإن لم يصل شيئاً لا فرضاً ولا نفلاً قال القاضي أبو بكر بن العربي والأظهر عندي أنه يكمل له مما نقص من فرض الصلاة وإعدادها بفضل التطوع لقوله أي في الحديث الآتي ثم الزكاة كذلك وسائر الأعمال وليس في الزكاة إلا فرض أو نفل فكما يكمل فرض الزكاة بنفلها كذلك الصلاة وفضل الله أوسع وكرمه أعم وأتم (الحاكم في) كتاب (الكنى والألقاب عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته قال المناوي وهو على معنى من وقال العلقمي ظاهر الأحاديث دالة على أن الذي يقع أولا المحاسبة على حقوق الله تعالى (فإن كان أتمها كتبت له تامة وإن لم يكن أتمها) صادق بتركها أو ترك بعض فرضها أو سنتها وخصه بعضهم بالسنن (قال الله لملائكته انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع) بزيادة من للتأكيد (فتكملوا بها) أتى بضمير المؤنث باعتبار النافلة (فريضته ثم الزكاة كذلك تم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك (حم د هـ ك) عن تميم الداري قال الشيخ حديث صحيح *

أول نبي أرسل نوح) قال المناوي لا تعارض بينه وبين ما بعده من أن أولهم آدم لأن نوحاً أول رسول إلى الكفار وآم أول رسول إلى أولاده ولم يكونوا كفاراً (ابن عساكر عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (أول الرسل آدم) إلى بنيه فعلمهم شرائع علم الله تعالى (وآخرهم محمد) صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده وعيسى إنما أنزل بشرعه (وأول أنبياء بني إسرائيل موسى) بن عمران (وآخرهم عيسى) بن مريم (وأول من خط بالقلم) أي كتب به ونظر في علم النجوم والحساب (إدريس) قال المناوي سمى به لكثرة درسه لكتاب الله وهو المثلث لأنه نبي وملك وحكيم قال الحكيم ثم علم نوحاً حتى كتب يوان السفينة وأول من كتب بالعربية إسماعيل (الحكيم) في نوادره (عن أبي ذر) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (أولاد المشركين) أي أولاد الكفار الذين ماتوا قبل البلوغ (خدم أهل الجنة) فيها فهم من أهلها هذا ما عليه الجمهور (طس) عن سمرة بن جندب (وعن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (ألا) بفتح الهمزة والتخفيف حرف افتتاح معناه التنبيه (أحدثكم حديثاً عن الدجال) أي عن صفاته (ما حدث به نبي قومه) أي لم يحدث نبي قومه بمثله في الإيضاح ومزيد البيان فإنه ما من نبي إلا وقد أنذر قومه به لكن لم يوضحوا صفاته (أنه أعور) أي ذاهب العين اليمنى كما في رواية وفي أخرى اليسرى وجمع بأن إحداهما ذاهبة والأخرى معيبة فيصح أن يقال لكل واحدة عورا إذ الأصل في العورا العيب قال العلقمي قال شيخ شيوخنا إنما اقتصر على ذلك مع أن أدلة الحديث في الدجال ظاهرة لكن العور أثر محسوس يدركه العالم والعاين وهو من لا يهتدي إلى الأدلة العقلية فإذا ادعى الربوبية وهو ناقص الخلقة والإله يتعالى عن النقص علم أنه كاذب (وأنه يجيء معه تمثال الجنة والنار) هذا بالنسبة للرائي فأما بالسحر وأما بجعله تعالى باطن الجنة ناراً أو عكسه (فالتي يقول أنها الجنة هي النار) أي تسبب للعذاب بالنار والتي يقول أنها النار هي الجنة (وأني أنذركم) به (كما أنذر نوح قومه) خصه بالذكر لأنه أول نبي أنذر قمه أي خوفهم ولأنه أول الرسل ولأنه أبوالبشر الثاني (ق) عن أبي هريرة • (ألا أحدثكم بما يدخلكم) أي بالذي يكون سبباً لدخولكم (الجنة) قالوا بلى قال (ضرب بالسيف) أي قتال به والمراد الجهاد في سبيل الله لأجل إعلاء كلمة الله (وإطعام الضيف واهتمام بمواقيت الصلاة) أي بدخول أوقاتها أي لإيقاعها في أول الوقت (وإسباغ الطهور) بضم الطاء أي إتمام الوضوء أو الغسل (في الليلة القرة) بفتح القاف وشدة الراء أي شديدة البرد ومحل هذا عند الشافعي عند العجز عن تسخين الماء فإن قدر على التسخين فلا ثواب في ذلك لكراهته عنده (وإطعام الطعام على حبه) أي مع حب الطعام أي شهوته أو عزته لقلته أو على حب الله (ابن عساكر عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • ألا أحدثكم بأشقى الناس رجلين) عطف بيان أو تمييز (احيمر ثمود) تصغير أحمر وهو قدار ابن سالف (الذي عقر الناقة) أي قتلها لأجل قول نبيهم

صالح ناقة الله وسقياها أي احذروا أن يصيبوها بسوء وإنما قال احيمر لأنه أحمر أشقر ذمم (و) عبد الرحمن بن ملجم (الذي يضربك يا علي) بن أبي طالب بالسيف (على هذه) يعني هامته (حتى يبل منها) بالدم (هذه) أي لحيته فكان كذلك (طب ك) عن عمار بن ياسر قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أخبرك بأخير) في رواية بدله بأعظم (سورة في القرآن) قالوا بلى قال هي (الحمد لله رب العالمين) أي سورة الحمد بكمالها فهي أعظم سور القرآن فإنها أمه وأساسه ومتضمنة لجميع ما فيه (حم) عن عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري قال اشليخ حديث صحيح • (ألا أخبرك عن ملوك الجنة) أي عن صفتهم وفي رواية ملوك أهل الجنة هم كل (رجل) أي إنسان مؤمن (ضعيف) في نفسه (مستضعف) بفتح العين أي يستضعفه الناس ويحتقرونه لرثاثته وخموله أو فقره (ذو طمرين) بكسر الطاء وسكون الميم وراء أي ثوبين خلقين (لا يوبه له) أي لا يحتفل به لحقارته (لو أقسم على الله) تعالى (لأبره) أي لو حلف يميناً أن الله يفعل كذا أو لا يفعله جاء الأمر فيه على ما يوافق يمينه إكراماً له (هـ) عن معاذ بن جبل قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أخبرك بأهل النار) قالوا أخبرنا قال (كل جعظري) بجيم مفتوحة وظاء معجمة بينهما عين مهملة أي فظ غليظ (جواظ) بفتح الجيم وشدة الواو وظاء معجمة أي ضخم مختال (مستكبر جماع) بالتشديد أي كثير الجمع للمال (منوع) أي كثير المنع له (ألا أخبركم بأهل الجنة قالوا أخبرنا قال (كل مسكين لو أقسم على الله لأبره) والمراد أن أغلب أهل الجنة والنار هذان الفريقان (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون) أي اعتصم به المعتصمون (قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس) زاد في رايةولن يتعوذ الخلائق بمثلهما سميتا بالمعوذتين لأنهما عوذتا أي عصمتا صاحبهما من كل سوء (طب) عن عقبة بن عامر قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أخبرك بتفسير لا حول ولا قوة إلا بالله) أي ببيان معناها (لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بالله هكذا أخبرني جبريل يا ابن أم عبد) هو عبد الله بن مسعود (ابن النجار عن ابن مسعود) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ألا أخبركم بأهل الجنة هم كل ضعيف) والمراد بالضعيف من نفسه ضعيفة لتواضعه وضعف حاله في الدنيا (متضعف) قال العلقمي بكسر العين وفتحها وقال المناوي بفتح العين كما في التنقيح قال وغلط من كسرها (لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل) بضم المهملة والمثناة بعدها لام ثقيلة أي الشديد الخصومة أو الجموع المنوع أو الفظ الشديد أو الأكول الشروب (جواظ جعظري) مستكبر صاحب كبر (حم ق ت ن هـ) عن حارثة ابن وهب • (ألا أخبركم بخيركم من شركم) قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على ناس جلوس فقال ألا أخبركم بخيركم من شركم فسكتوا فقال ذلك ثلاثاً فقال رجل بلى يا رسول الله أخبرنا

بخيرنا من شرنا قال (خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره) أي من يؤمل الناس الخير من جهته ويأمنون من الشر من جهته (وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره) أي شركم من لا يؤمل الناس الخير منه ولا يؤمنون شره (حم ت حب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس أن من خير الناس رجلاً عمل) أي جاهد في سبيل الله عز وجل لإعلاء كلمة الله (على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره) أي جاهد راكباً أو ماشياً (أو على قدميه) ولفظ الظهر مقحم (حتى يأتيه الموت) أي استمر على ذلك إلى أن مات وأن من شر الناس رجلاً فاجراً) أي منبعثاً في المعاصي (جريئاً) من الجراءة أي قوم الإقدام (يقرأ كتاب الله ولا يرعوى) أي لا ينكف ولا ينزجر (إلى شيء منه) أي مواعظه وزواجره ووعده ووعيده أو إلى بمعنى الباء أو ضمن يرعوي معنى بتنبه قال العلقمي وأوله عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك يخطب وهو مسند ظهره إلى راحلته فقال ألا فذكره (حم ن ك) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن الصمت) أي الإمساك عن الكلام فيما لا يعني أي ما لا ثواب فيه قال العلقمي قال في المصباح صمت صمتاً من باب قتل سكت وصموتاً وصماتاً فهو صامت واصمته غيره وربما استعمل الرباعي لازماً أيضاً (وحسن الخلق) بملاينة الناس وملاطفتهم وتحمل أذاهم وكف الأذى عنهم (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب فضل (الصمت عن صفوان ابن سليم) بضم المهملة وفتح للام مرسلاً قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ألا أخبركم عن الأجود) أي الأكثر كرماً (الله الأجود) أي الأكرم (الأجود) كرره للتأكيد (وأنا أجود ولد آدم) بضم الواو وسكون اللام أو بفتحتين (وأجودهم من بعدي رجل علم) بالتخفيف (علماً) شرعياً (فنشر علمه) أي بثه لمستحقيه (يبعث يوم القيامة أمة وحده) يحتمل أن المراد انفراده يوم القيامة بكرامة من الله سبحانه وتعالى تليق به قال المناوي قال في الفردوس الأمة هنا هو الرجل الواحد المعلم للخير المنفرد به (ورجل) جاد بنفسه في سبيل الله حتى يقتل أو ينصر (ع) عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (ألا أخبركم بشيء) أي بدعاء نافع للكرب والبلاء (إذا نزل برجل منكم كرب) أي مشقة وجهد (أو بلاء) بالفتح والمد أي محنة (من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه) أي ينكشف ما به قالوا أخبرنا قال هو (دعاء ذي النون) أي صاحب الحوت وهو يونس عليه الصلاة والسلام حين التقمه الحوت فنادى في الظلمات (لا إله) أي لا معبود بحق (إلا أنت سبحانك) أن يعجزك شيء (إني كنت من الظالمين) لنفسي بالمبادرة بالمهاجرة عن قومي قبل أن أومر (ابن أبي الدنيا في) كتاب (الفرج) بعد الشدة (ك) عن سعد ابن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها) أي عظمة الثواب الحاصل لقارئها (ما بين السماء والأرض ولكاتبها) تميمة أو غيرها (من

الأجر مثل ذلك) أي ثواب عظيم يملأ ما بينهما لو جسم (من قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) أي الصغائر الواقعة منه من يوم الجمعة إلى الجمعة التي بعدها (وزيادة) بالرفع (ثلاثة أيام ومن قرأ الآيات الخمس الأواخر منها عند نومه) أي عند إرادته النوم (بعثه الله) أي أيقظه من (أي الليل شاء) قالوا أخبرنا قال (هي سورة أصحاب الكهف) وزاد في رواية عقب قوله ومن قرأها كما أنزلت (ابن مردويه) في تفسيره (عن عائشة) قال الشيخ حديث ضعيف • (ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار) أي دخول جهنم (غدا) أي يوم القيامة وأصل الغد اليوم الذي بعد يومك ثم توسع فيه حتى أطلق على البعيد المترقب قالوا أخبرنا يا رسول الله قال (كل هين) مخففاً من الهوان بفتح الهاء السكينة والوقار (لين) مخفف لين بالتشديد من اللين ضد الخشونة قال ابن الأعرابي العرب تمدح بالهين واللين مخففين وتذم بهما مثقلين (قريب) إلى الناس (سهل) قال المناوي يقضي حوائجهم وينقاد للشارع في أمره ونهيه (ع) عن جابر بن عبد الله (ت طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أخبركم بخير الشهداء) جمع شهيد بمعنى شاهد هو (الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها) بالبناء للمجهول أي قبل أن يطلب منه قال العلقمي قال النووي في المراد بهذا الحديث تأويلان أصحهما وأشهرهما تأويل مالك وأصحاب الشافعي انه محمول على من عنده شهادة لإنسان بحق ولا يعلم ذلك الإنسان أنه شاهد فيأتي إليه فيخبره بأنه شاهد له والثاني أنه محمول على شهادة الحسبة وذلك في غير حقوق الآدميين المختصة بهم فمما يقبل فيه شهادة الحسبة الطلاق والعتق والوقف والوصايا العامة والحدود ونحو ذلك فمن علم شيئاً من هذا النوع وجب عليه رفعه إلى القاضي أعلامه به والشهادة قال الله تعالى وأقيموا الشهادة لله وكذا في النوع الأول يلزم من عنده شهادة لأحد لا يعلمها أن يعلمه إياها لأنها أمانة عنده له وحكى تأويل ثالث محمول على المجاز والمبالغة في أداء الشهادة بعد طلبها لا قبله كما يقال الجواد يعطي قبل السؤال أي يعطى سريعاً عقب السؤال من يغر توقف اهـ فلا ينافي خبر شر الشهود من شهد قبل أن يستشهد لأنه في غير ذلك (مالك (حم م دت) عن زيد بن خالد الجهني • (ألا أخبركم بصلاة المنافق) قالوا أخبرنا قال (ان يؤخر العصر) أي صلاته (حتى إذا كانت الشمس) أي صارت صفراً (كثرب البقرة) بمثلثة مفتوحة فراء ساكنة فموحدة أي شحمها الرقيق فوق الكرش والأمعا شبه به تغير الشمس عند المغيب ومصيرها في محل دون آخر (صلاها) أي يؤخرها إلى ذلك الوقت تاهناً بها ويصليها فيه ليدفع عنه الاعتراض فيحتمل أن المراد التحذير عن تأخيرها إلى هذا الوقت بتسميته منافقاً لا النفاق الحقيقي (قط ك) عن رافع بن خديج وهو حديث صحيح • (ألا أخبركم بأفضل) أي بدرجة هي أفضل (من درجة الصيام والصلاة والصدقة) أي المستمرات أو الكثيرات (إصلاح ذات البين) قال ابن رسلان أي إصلاح أحوال البين

يعني ما بينكم من الأحوال حتى تكون أحوالكم أحوال صحبة وألفة واتفاق وقيل إصلاح ذات البين هو إصلاح الفساد والفتنة التي تكون بين القوم وإسكان الفتنة الثائرة بين لقوم أو بين اثنين فالإصلاح إذ ذاك واجب وجوب كفاية مهما وجد إليه سبيلاً ويحتمل الإصلاح بمواساة الإخوان والمحتاجين ومساعدتهم مما رزقه الله تعالى (فإن فساد ذات البين هي الحالقة) قال في النهاية هي الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموس الشعر (حم د ت) عن أبي الدرداء وهو حدحيث صحيح • (ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة النبي في الجنة) أي في أعلى درجاتها قال المناوي وال للعهد أو الجنس أو الاستغراق (والشهيد) القتيل في قتال الكفار (في الجنة والصديق) صيغة مبالغة أي الكثير الصدق والتصديق للشارع (في الجنة والمولود) أي الطفل الذي يموت قبل البلوغ (في الجنة والرجل) الذي (يزور أخاه) في الدين (في ناحية المصر في الله) أي في مكان بعيد عنه لوجه الله (في الجنة ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود) بفتح الواو أي المتحببة إلى زوجها قال في المصباح وددته أوده من باب تعب ودا بفتح الواو وضمها أحببته والاسم المودة ثم قال وتودد إليه تحبب وهو ودود أي محب يستوي فيه الذكر والأنثى (الولود) أي الكثيرة الولادة أو التي تلد (العؤود) بفتح العين المهملة ثم همزة مضمومة أي التي تعد على زوجها بالنفع يقال هذا الشيء أعود عليك من هذا أي أنفع (التي إذا ظلمت) أي ظلمها زوجها بنحو تقصير في إنفاق أو قسم (قالت) مستعطفة له (هذه يدي في يدك) أي ذاتي في قبضتك (لا أذوق غمضاً) بالضم أي لا أذوق نوماً (حتى ترضي) أي عني (قط) في الإفراد (طب) عن كعب ابن عجرة قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل وأفضل النبيين آدم) عليهما الصلاة والسلام قال العلقمي هذا صدر قبل أن يعلم بفضل أولى العظم وقبل أن يعلم بفضله على جميع المخلوقين (وأفضل الأيام) أي أيام الأسبوع (يوم الجمعة) وأفضل الشهور شهر رمضان وأفضل الليالي ليلة القدر وأفضل النساء مريم بنت عمران) قال العلقمي أي نساء زمانها وقدمنا أن أفضل النساء فاطمة بل قدمنا أنها أفضل الصحابة حتى من الشيخين اهـ وقال المناوي هي أفضل نساء عالمها وفاطمة أفضل نساء عالمها (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أدلك) بكسر الكاف خطاب لراوية الحديث قال الشيخ حين سألت هل على المرأة من جهاد وفي رواية ما جهاد المرأة يا رسول الله (على جهاد لا شوكة فيه) أي لا مشقة فيه كمشقة الجهاد (حج البيت) فهو كالجهاد في حصول الثواب وإن تفاوت (طب) عن الشفاء بنت عبد الله ابن عبد شمس العدوية القرشية جدة عثمان بن سليم أم أبيه قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أدلك على كلمة) أراد بها الكلام (من تحت العرش من كنز الجنة (يعني أن ثوابها مدخر لقائلها كما يدخر الكنز قال الطيبي من تحت العرش صفة كلمة ويجوز أن تكون

من ابتدائية أي ناشئة من تحت العرش وبيانية أي كائنة من تحت العرش ومستقرة فيه وأما من الثانية فليست إلا بيانية فإذا اذهب إلى أن الجنة تحت العرش والعرش سقفها جاز أن يكون من كنز الجنة بدلاً من تحت العرش (تقول لا حول ولا قوة إلا بالله فيقول الله) أي إذا قلتها (أسلم عبدي واستسلم) أي فوض أمر الكائنات إليّ وانقاد لي مخلصاً (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (لا أدلك) خطاب لأبي هريرة على غراس هو خير) لك (من هذا) الغراس الذي تغرسه وكان يغرس فسيلا (تقول سبحان الله) قال العلقمي قال الدميري التسبيح في اللغة التنزيه ومعنى سبحان الله تنزيهاً له من النقائص مطلقاً ومن صفات المحدثات كلها وه واسم منصوب على أنه واقع موقع المصدر بفعل محذوف تقديره سبحت الله سبحاناً وتسبيحاً فالتسبيح مصدر وسبحان واقع موقعه ولا يستعمل غالباً إلا مضافاً كقوله سبحان الله وهو المضاف إلى المفعول به أي سبحت الله لأن المسبح هو المنزه قال أبو البقاء ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل لأن المعنى تنزه الله قال النووي وهذا الذي قاله وإن كان له وجه فالمشهور المعروف هو الأول وقد جاء غير مضاف كقول الشاعر • سبحانه ثم سبحانا أنزهه • قال أهل اللغة والمعاني والتفسير وغيرهم ويكون التسبيح بمعنى الصلاة ومنه قوله سبحانه وتعالى فلولا أنه كان من المسبحين أي المصلين والسبحة بضم السين صلاة النافلة ومنه سبحة الضحى وغيرها قال والسبحة خرز منظوم يسبح بها يعتادها أهل الخير مأخوذ من التسبيح (والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل كلمة منها شجرة في الجنة) وهذه الكلمات هي الباقيات الصالحات عند جمع منهم ابن عباس وسببه كما في ابن ماجه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرساً فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غرساص قال ألا أدلك فذكره (هـ ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا) محوها كناية عن غفرانها والعفو عنها (ويرفع به الدرجات) قال الباجي أي المنازل في الجنة ويحتمل أن يريد رفع درجته في الدنيا بالذكر الجميل وفي الآخرة بالثواب الجزيل (إسباغ الوضوء) أي إتمامه وإكماله (على المكاره) قال الباجي من شدة برد وألم جسم وعجلة إلى أمر مهم وغير ذلك (وكثرة الخطا) جمع خطوة بالضم ما بين القدمين وإذا فتحت للمرة (إلى المساجد) للصلاة ويمحوها (وانتظار الصلاة بعد الصلاة) سواء أدى الصلاة في جماعة أم منفرداً في مسجداً وبيته وقيل أراد الاعتكاف (فذلكم الرباط) يعني به تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اصبروا أي على مشاق الطاعات وصابروا أي غالبوا أعداء الله في الصبر على شدائد الحروب وأعدى عدوكم في الصبر على مخالفة الهوى ورابطوا أبدانكم وخيولكم في الثغور وبقصد الغزو وأنفسكم على الطاعة والرباط في الأصل الإقامة على جهاد العدو فشبه به ما ذكر من الأفعال الصالحة والعبادة وحقيقته ربط النفس والجسم مع

الطاعات (فذلكم الرباط فذلكم الرباط) كرره اهتماماً به وتعظيماً لشأنه وذكره ثلاثاً أما لأنه كان عادته تكرار الكلام المهم ثلاثاً ليفهم عنه أو لأن الأعمال المذكورة في الحديث ثلاث مالك (حم م ت ن) عن أبي هريرة • (ألا أدلكم على أشدكم) قالوا بلى قال (أملككم لنفسه عند الغضب) قال المناوي لأن من لم يملك نفسه عنده فهو في أسر الشيطان أن ذليل ضعيف ومن راض نفسه بتجنب أسباب الغضب ومرنها على ما يوجب حسن الخلق فقد ملكها وصار الشيطان تحت قهره وسببه عن أنس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم يقوم يرفعون حخجراً يريدون الشدة فذكره (طب) في مكارم الأخلاق عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أدلكم على الحلفاء مني ومن أصحابي ومن الأنبياء من قبلي) يحتمل أن يكون بمعنى بمعنى عن (هم حملة القرآن) أي حفظته العاملون به (و) حملة (الأحاديث) المأخوذة (عني وعنهم) قال المناوي أي عن الصحابة والأنبياء (في الله ولله) أي في رضاه ولوجهه لا لغرض من نحو دنيا أو طمع في جاه (السجزي) يعني السجستاني نسبة إلى سجستان البلد المعروف (في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (خط في) كتاب بيان (شرف أصحاب الحديث عن عليّ) بن أبي طالب قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (ألا أرقيك) بفتح الهمزة والخطاب لأبي هريرة (برقية) أي أعوذك بتعويذة (رفاني بها جبريل) أي وعلمنيها وأنا أرقيك بها وأعلمها لك (تقول بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يأتيك) داء بالمد أي مرض (من شر النفاثات في العقد) النفوس أو الجماعات السواحر اللاتي يعقدن عقداً في خيوط على اسم المسحور وينفثن عليها (ومن شر حاسد إذا حسد) أي أظهر حسده وعمل بمقتضاه (ترقى بها ثلاث مرات) فإنها تنفع إن صحبها إخلاص وقوة توكل قال العلقمي وأوله كما في ابن ماجه عن أبي هريرة قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فذكره (هـ ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أعلمك) بكسر الكاف خطاب لراوية الحديث (كلمات تقوليهن) بحذف نون الرفع في جمي النسخ التي اطلعت عليها فإن كانت الرواية بحذفها فهو للتخفيف (عند الكرب) بفتح الكاف وسكون الراء بعدها موحدة هو ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه فيغمه ويحزنه وقيل هو الذي يشق على الآدمي وأصله الغم الذي يأخذ بالنفس (الله الله) برفعهما والتكرير للتأكيد (ربي لا أشرك به) أي بعبادته (شيئاً) من خلقه بريا وطلب أجر فالمراد الشرك الخفي ويحتمل أن يراد ولا أشرك بسؤاله أحداً غيره كما قال إنما ادعو ربي ولا أشرك به أحداً قال العلقمي وهذا الحديث من أدعية الكرب فينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة قاله ابن رسلان قلت وأكمل أدعية الكرب ما قاله شيخنا جامعاً له من الأحاديث فقال يقال عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم لا إله إلا الله الحليم

الكريم سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت الله الله ربي لا أشرك به شيئاً لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيراً ويقرأ آية الكرسي وخواتيم البقرة (حم ده) عن أسماء بنت عميش بضم المهملة وفتح الميم وسكون التحتية بعدها سين مهملة الخثعمية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك فذكره قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صير) قال المناوي بصاد مهملة فمثناة تحتية جبل لطي وأما صبير بزيادة موحدة فجبل باليمن وليس مراد هنا ذكره ابن الأثير لكن وقفت على نسخة المؤلف بخطه فرأيته كتب صبير بالباء وضبطها بخطه بفتح الصاد (دينا) بفتح الدال والنصب على التمييز (أداه الله عنك) أي أعانك على أدائه إلى مستحقه (قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك) من الخلق فمن قاله بصدق نية وجد أثر الإجابة (حم ت ك) عن علي قال الشيخ حديث صحيح • (لا أعلمك كلاماً إذا قلته اذهب الله تعالى همك وقضى عنك دينك قل إذا أصبحت وإذا أمسيت) أي دخلت في الصباح والمساء (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن) قال المناوي الهم والحزن متقاربان عند الأكثر لكن الحزن عن أمر انقضي والهم فيما يتوقع ((وأعوذ بك من العجز) فقد القدرة (والكسل) عدم انبعاث النفس في الخير وقلة الرغبة فيه مع القدرة (وأعوذ بك من الجبن) بضم الجيم وسكون الموحدة ضعف القلب (والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين) أي كثرته (وقهر الرجال) وسببه كما في أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال له يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاة قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله قل أفلا أعلمك كلاماً فذكره وفي آخره قال فقلت ذلك أي لازمت هذا الدعا صباحا ومساء فاذهب الله همي ثم قضى عني ديوني وذلك ببركة الدعاء وصدق نيته وإخلاصه (د) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أعلمك) يا علي (كلمات إذا قلتهن غفر الله لك) الذنوب الصغائر (وإن كنت مغفوراً لك) قال المناوي الذنوب الكبائر (قل لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين) وهذه كلمات جامعة وحده أولا ثم وصفه بالعلو والعظمة ثانياً ثم وصفه بالحلم والكرم ثم نزهه بالتسبيح ثم ختم بالتحميد وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين (ت) عن علي وإسناده صحيح ورواه (خط) بلفظ إذا أنت قلتهن وعليك مثل عدد الدر بذال معجمة صغار النمل (خطايا غفر الله لك)

وإسناده ضعيف • (ألا أعلمك خصلات ينفعك الله تعالى بهن عليك بالعلم) الشرعي أي ألزم تعلمه وتعليمه والعمل به (فإن العلم خليل المؤمن) أي يجر إليه النفع كما يجره الخليل لخليله (والحلم وزيره) أي فعليك بالحلم وكذا يقال فيما عصف عليه فلا يقال الخصلتان جمع خصلة والمأمور به واحد قال المناوي لأنه أي الحلم سعة الصدر وطيب النفس فإذا اتسع أبصرت النفس رشدها من غيها فطابت وانبسطت وزلت الحيرة والمخافة (والعقل دليله) على مراشد الأمور (والعمل قيمه) يهيئ له مساكن الأبرار في دار القرار ويدبر له معاشه في هذه الدار (والرفق أبوه) فإنه يتلطف له في أموره ويعطف عليه بالحنو والتربية (واللين أخوه) فإنه يريح البدن من الحدة والشدة والغضب (والصبر أمير جنوده) فإن الصبر ثبات فإذا ثبت الأمير ثبت الجند قال الشيخ وذكر الخصال هنا لأن ما هنا من باب التخلق بالفعل وما مر من باب التخلق بالقول (الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث ضعيف • (ألا أعلمك كلمات من يرد الله به خيراً) أي كثيراً (يعلمهن إياها) قال المناوي بأن يلهمه إياها أو يسخر له من يعلمه (ثم لا ينسيه) الله إياها (أبداً قل اللهم إني ضعيف) أي عاجز (فقوّ في رضاك ضعفي) أي أجبره به وخذ إلى الخير بناصيتي) أي جرني واجذبني إليه ودلني عليه (واجعل الإسلام منهى رضاي) أي غايته وأقصاه (اللهم إني ضعيف فقوّني وأني ذليل) أي مستهان عند الناس لهواني عليهم (فأعزني وأني فقير فارزقني) أي ابسط لي في رزقي وفي رواية بدله فاغنيني (طب) عن ابن عمرو بن العاص (خ ك) عن بريدة بن الحصيب بإسناد ضعيف • (ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وتنفع من علمته) إياهن (صل ليلة الجمعة أربع ركعات) قال المناوي أمر بالصلاة قبل الدعاء لأن طالب الحاجة يحتاج إلى قرع باب المحتاج إليه وأفضل قرع بابه تعالى بالصلاة (تقرأ في الركعة الولى بفاتحة الكتاب ويس وفي الثانية بفاتحة الكتاب وبحم الدخان وفي الثالثة بفاتحة الكتاب وبالم تنزيل السجدة وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل) أي تبارك التي هي من المفصل وهي تبارك الذي بيده الملك (فإذا فرغت من التشهد) في آخر الرابعة (فاحمد الله واثن عليه) قال الماوي يحتمل قبل السلام ويحتمل بعده والأول قرب إلى ظاهر اللفظ (وصل على النبيين) أي والمرسلين لقوله في الحديث الآتي صلوا على أنبياء الله ورسله (واستغفر للمؤمنين) أي وللمؤمنات (ثم قل اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني) أي مدة بقائي في الدنيا (وارحمني من أن أتكلف مالا يعنيني) من قول أو فعل فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني اللهم بديع) بالنصب منادى مضاف إلى (السموات والأرض) أي مبدعهما يعني مخترعهما على غير مثال سبق (ذا الجلال) أي صاحب العظمة (والإكرام والعزة التي لا ترام) أي لا يرومها مخلوق لتفردك بها (اسألك يا الله يا رحمن بجلالك) أي بعظمتك

(وبنور وجهك) الذي أشرقت له السموات (أن تلزم قلبي) حب (حفظ كتابك) يعني القرآن (كما علمتني) إياه والمراد تعقل معانيه معرفة أسراره (وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني) بأن توفقني إلى النطق به على الوجه الذي ترضاه في حسن الأداء (وأسألك أن تنور بالكتاب بصري وتطلق به لساني وتفرج به كربي) وفي نسخة عن قلبي (وتشرح به صدري وتستعمل به بدني وتقوّيني على ذلك وتعينني عليه فإنه لا يعينني على الخير غيرك ولا يوفق له إلا أنت فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمساً أو سبعاً) أي أدنى الكمال ثلاث وأوسطه خمس وأعلاه سبع (تحفظه بإذن) الله تعالى (وما أخطأ) أي هذا الدعاء (مؤمناً قط) بل لابد أن تصيبه إجابته وتعود عليه بركته (ت طب ك) عن ابن عباس وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب) وهو حديث ضعيف • (ألا أنبئك بشر الناس) أي بمن هو من شرهم (من أكل وحده) بخلا وشحاً وتكبراً (ومنع رفده) بالكسر عطاه وصلته قال في المصباح رفده رفداص من باب ضرب اعطاه وأعانه والرفد بالكسر اسم منه (وسافر وحده) أي منفرداً عن الرفيق (وضرب عبده) أو أمته (ألا أنبئك بشر من هذا) الإنسان المتصف بهذه القبائح (من) أي إنسان (يبغض الناس ويبغضونه) لدلالته على أن الملأ الأعلى يبغضونه وأن الله يبغضه (ألا أنبئك بشر من هذا) الإنسان المتصف بذلك (من يخشى) بالبناء للمجهول أي من يخاف (شره ولا يرجى خيره) أي لا يرجى خير من جهته (ألا أنبئك بشر من هذا) الإنسان المتصف بذلك (من باع آخرته بدنيا غيره) فهو أخس الأخسا وأخسر الناس صفقة وأطولهم ندامة يوم القيامة (ألا أنبك بشر من هذا) الإنسان المتصف بذلك (من أكل الدنيا بالدين) كالعالم الذي جعل علمه مصيدة يصيد بها الحطام ومرقاة لمصاحبة الحكام (ابن عساكر في تاريخه عن معاذ ابن جبل) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (ألا أنبئكم بخياركم) أي بالدين هم من خياركم أي أزكاكم وأتقاكم عند الله (خياركم الذين إذا رؤا ذكر الله) لما يعلوهم من البهاء والنور والسكينة والوقار (حم هـ) عن أسماء بنت يزيد قال الشيخ حديث صحيح • (ألا أنبئكم بخير أعمالكم) أي أفضلها (وأزكاها عند مليككم) أي عند ربكم (وأرفعها في درجاتكم) أي منازلكم في الجنة (وخير لكم من إنفاق الذهب والورق) بكسر الراء الفضة (وخير لكم من أن تلقوا عدوكم) يعني الكفار (فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم) أي تقاتلوم ويقاتلوكم بسيف أو غيره وخير قال الطيبي مجرور بالعطف على خير أعمالكم من حيث المعنى لأن المعنى ألا أنبئكم بما هو خير لكم من بذل أموالكم ونفوسكم قالوا وماذا قال (ذكر الله) لأن جمع العبادات من الإنفاق ومقاتلة العدو وغيرهما ومسائل ووسائط يتقرب بها إلى الله والذكر هو المقصود الأعظم وأجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفسا وكذلك التسبيح والتحميد والتهليل قال

الشيخ عز الدين بن عبد السلام هذا الحديث يدل على أن الثواب لا يترتب على قدر النصب في جميع العبادات بل قد يأجر الله تعالى على قليل الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها (ت هـ) عن أبي الدرداء واسمه عويمر قال الشيخ حديث صحيح • (ألا يا) أيها الناس (رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا) أي مشغولة بلذات المطاعم والملابس غافلة عن الآخرة (جائعة عارية) بالرفع على حذف المبتدأ والتقدير هي جائعة لأنه إخبار عن حالها (يوم القيامة) أي تحشر وهي جائعة عارية يوم القيامة يوم الموقف الأعظم (ألا يارب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة من) طعام دار الرض (ناعمةيوم القيامة) لطاعتها لمولاها (ألا يا رب مكرم لنفسه) بمتابعة هواها وتبليغها مناها (وهو لها مهين) فإن ذلك يبعده عن الله ويوجب حرمانه (ألا يا رب مهين لنفسه) بمخالفتها وإذلالها (وهو لها مكرم) يوم العرض الأكبر (ألا يا رب متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ماله عند الله من خلاق) أي نصيب (ألا وأن عمل الجنة) أي العمل الذي يوصل إليها (حزن) ضد السهل أي صعب (بربوة) بضم الراء أفصح من فتحها وكسرها مكان مرتفع (ألا وإن عمل النار سهل بسهوة) بسين مهملة قال في النهاية السهوة الأرض اللينة التربة شبه المعصية في سهولتها على مرتكبها بالأرض السهلة التي لا خشونة فيا ألا يا رب شهوة ساعة) كشهوة بطن إلى مستحسن محرم (أورثت حزناً طويلاً) في الدنيا والآخرة (ابن سعد) في الطبقات (هب) عن أبي البجير بالجيم قال الشيخ حديث ضعيف • (إياك وكل أمر يعتذر منه) أي احذر أن تفعل أو تتكلم بما يحتاج أن تعتذر منه قال المناوي وفيه مشاهد لما ذكره بعض سلفنا الصوفية أنه لا ينبغي الدخول في مواضع التهم ومن ملك نفسه خاف من مواضع التهم أكثر من خوفه من وجود ألا لم فإياك والدخول على الظلمة وقد رأى العارف أبو هاشم عالماً خارجاً من بيت القاضي فقال له نعوذ بالله من علم لا ينفع (الضياء في المختارة) عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (إياك) بكسر الكاف خطاب لامرأة (وما يسوء الإذن) أي احذري النطق بكلام يسوء غيرك إذا سمعه عنك فإنه موجب للتنافر والعداوة (حم) عن أبي الغادية بغين معجمة (أبو نعيم في المعرفة) أي في كتاب معرفة الصحابة عن حبيب بن الحارث (طب) عن عمه العاص بن عمر الطفاوي بضم الطاء وفتح الفاء وبعد الألف واو نسبة إلى طفاوة بطن من قيس غيلان قال الشيخ حديث صحيح • (إياك وقرين السوء) بالفتح مصدر (فإنك به نعرف ولهذا قال عليّ كرم الله وجهه ما شيء أدل على الشيء ولا الدخان على النار من الصاحب على الصاحب (ابن عساكر عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف • (إياك والسمر) بفتح السين والميم (بعد هدأة) بفتح الهاء وسكون الدال (الرجل) بكسر الراء وسكون الجيم وفي رواية بعد هدأة الليل ومراده النهي عن التحدث بعد سكون الناس واخذهم مضاجعهم ثم علل بقوله (فإنكم لا تدرون ما يأتي الله تعالى في خلقه) أي

ما يفعله فيهم (ك) في الأدب عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (إياك والتنعم) أي التعمق فيه (فإن عباد الله) أي خواصه من خلقه (ليسوا بالمتنعمين) قال المناوي لأن التنعم بالمباح وإن كان جائزاً لكنه يوجب الإنس به والغفلة عن ذكر الله تعالى وكراهة لقائه (حم هب) عن معاذ قال الشيخ حديث صحيح • (إياك والحلوب) أي احذر ذبح الشاة ذات اللبن قال المناوي قاله لأبي التيهان الأنصاري لما أضافه فأخذ الشفرة وذهب ليذبح وفيه قصة انتهى قال الشيخ وسببه أن سيد المرسلين رأى من نفسه جوعاً فخرج فرأى أبا بكر وعمر فقال قوماً فقاما معه إلى بعض بيوت الأنصار وسألهما عما أخرجهما فقالا الجوع يا رسول الله فقال وأنا كذلك والذي نفسي بيده فلم يجدوا الرجل وأخبرت امرأته أنه ذهب يستعذب ماء وأمرتهم بالجلوس ورحبت بهم وأهلت فجاء الرجل فذهب ليذبح وفرح بهم قائلاً من أكرم مني اليوم أضيافاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وقال شيخ الإسلام زكريا في شرحه على البردة وفي مسلم أن صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة قالا الجع يا رسول الله قال وأنا والذي نفسي بيده أخرجني الذي أخرجكما قوماً فقاما معه فأتوا رجلاً من الأنصار وهو أبو الهيتم بن التيهان فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال كلوا وأخذ المدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك والحلوب فذبح لهم شاة فأكلوا منها ومن ذلك العذق وشربوا حتى شبعوا ورووا (م هـ) عن أبي هريرة • (إياك والخمر) أي احذر شربها (فإن خط يثنها تفرع) بمثناة فوقية مضمومة وفاء وراء مشددة وعين مهملة (الخطايا) يعني خطيئة شربها تطول جميع الخطايا وتعلوها وتزيد عليها (كما أن شجرتها تفرع الشجر) أي تطول سائر الشجر التي تتعلق بها وتتسلق عليها حتى تعلوها وفي الحديث معنيان لطيفان أحدهما تشبيه المعقول بالمحسوس وجعل الأحكام الشرعية في حكم الأعيان المرئية والآخر أن الخمر طريق إلى الفواحش ومحسنة لها ودرجة إلى كل خبيثة ولذلك سميت أم الخبائث (هـ) عن حباب قال الشيخ حديث صحيح • (إياك ونار المؤمن لا تحرقك) أي احذرها لئلا تحرقك يعني احذر أذاه فإن النار تسرع إلى من آذاه (وإن عثر كل يوم سبع مرات فإن يمينه بيد الله) بمعنى أنه لا يكله إلى نفسه ولا يتخلى عنه (إذا شاء أن ينعشه) أي ينهضه ويقوي جانبه (أنعشه) أي إذا شاء أن يقيله من عثرته أقاله فهو ممسكه وحافظه وإنما قدر عليه تلك العثرة ليرفع قدره بتجديد التوبة فإن المؤمن مفتن تواب (الحكيم عن الفار) بمعجمة فألف ثم راء (ابن ربيعة) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (إياكم والطعام الحار) أي اجتنبوا أكله حتى يبرد (فإنه) أي أكله حاراً (يذهب بالبركة) الباء للتعدية أي يذهب بمعظمها لأن الآكل منه يأكل وهو مشغول بحرارته فلا يدري ما أكل (وعليكم بالبارد) أي ألزموا أكل البارد الذي لا تمنع البرودة كمال لذاته وحينئذ لا يضر بعض

السخونة التي معها اللذة لأن المراد النهي عما كانت عليه العرب (فإنه أهنأ) للآكل (وأعظم بركة) من الحار (عبدان في الصحابة عن بولا) بموحدة غير منسوب ذكره أبو موسى لكن في المؤتلف بمثناة فوقية قال الشيخ حديث ضعيف • (إياكم والحمرة) أي اجتنبوا التزين باللباس الأحمر القاني (فإنها أحب الزينة إلى الشيطان) يعني أن يحب هذا اللون ويرضاه ويقرب ممن تزين به وإذا تمسك به من حرم لبس الأحمر القاني أي الشديد الحمرة (طب) عن عمران بن حصين قال الشيخ حديث حسن • (إياكم وأبواب السلطان) أي لا تقربوها (فإنه) أي قربها المفهوم من التحذير (قد أصبح صعباً) أي شديداً (هبوطاً) بفتح الهاء بوزن فعول أي مهبطاً لدرجة من لازمه مذلاً له في الدنيا والآخرة (طب) عن رجل من بني سليم يعني أبا الأعور السلمي قال الشيخ حديث حسن • (إياكم ومشارة الناس) بشدة الراء وفي رواية مشاررة بفك الادغام مفاعلة من الشر أي لا تفعل بهم شرا يحوجهم إلى أن يفعلوا بك مثله (فإنها تدفن الغرة) بغين معجمة وراء مشددة الحسن والعمل الصالح شبهه بغرة الفرس (وتظهر العرة) بعين مهملة مضمومة وراء مشددة هي القذر استعير للعيب والدنس (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (إياكم والجلوس) أي احذروا القعود ندباً (على الطرقات) جمع طرق بضمتين جمع طريق يعني الشوارع المسلوكة وفي رواية الصعدات وهي الطرقات لأن الجالس بها قل ما يسلم من سماع ما يكره أو رؤية ما لا يحل (فإن أبيتم) من الآباء (إل المجالس) أي امتنعت إلا عن الجلوس في الطريق كأن دعت حاجة فعبر عن الجلوس بالمجالس وفي رواية فإن أتيتم إلى المجالس بمثناة فوقية وبالي التي للغاية (فأعطوا الطريق حقها) أي وفوها حقوقها قالوا وما هي قال (غض البصر) أي كفه عن النظر إلى محرم (وكف الأذى) أي الامتناع مما يؤذي المارة (ورد السلام) المشروع إكراماً للمسلم (والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وإن ظن أن ذلك لا يفيد بشرط سلامة العاقبة والمراد به استعمال جميع ما يشرع وترك جميع ما لا يشرع وللطريق آداب غير المذكورة جمعها ابن حجر في أبيات له فقال: جمعت آداب من رام الجلوس على الطريق من قول خير الخلق إنسانا افش السلام وأحسن في الكلام وشمت عاطساً وسلاما زاد إحسانا في الحمل عاون ومظلوما اغث وأعن • لهفان اهد سبيلا واهد جيرانا بالعرف مروانه عن نكر وكف أذى • وغض طرفا وأكثر ذكر مولانا (حم ق د) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه • (إياكم والظن) أي احذروا اتباع الظن أو احذروا سوء الظن بمن لا يساء الظن به من العدول والظن تهمة في القلب بلا دليل وليس المراد ترك العمل بالظن الذي تناط به الأحكام غالباً بل المراد ترك تحقيق الظن

الذي يضر بالمظنون (فإن الظن) أقام المظهر مقام المضمر حثاً على تجنبه (أكذب الحديث) أي حديث النفس لأنه يكون بإلقاء الشيطان في نفس الإنسان ووصف الظن بالحديث مجاز فإنه ناشئ عنه (ولا تجسسوا) بجيم وحذف إحدى اثامن فيه وفيما بعده من المناهي أي لا تتعرفوا خبر الناس بلطف كما يفعل الجاسوس قال العلقمي ويستثنى من النهي عن التجسس مالو تعين طريقاً إلى إنقاذ نفس من الهلاك مثلاً كان يخبر ثقة بأن فلاناً اختلي بشخص ليقتله ظلماً أو امرأة ليزني بها فيشرع في هذه الصورة التجسس والبحث عن ذلك حذراً من فوات استدراكه (ولا تجسسوا) بحاء مهملة قال المناوي أي لا تطلبوا الشيء بالحاسة كاستراق السمع وإبصار الشيء خفية (ولا تنافسوا) بفاء وسين مهملة من المنافسة وهي الرغبة في التفرد بالشيء (ولا تحاسدوا) بحاء مهملة قال المناوي أي لا تطلبوا الشيء بالحاسة كاستراق السمع وإبصار الشيء خفية (ولا تنافسوا) بفاء وسين مهملة من المنافسة وهي الرغبة في التفرد بالشيء (ولا تحاسدوا) أي لا يتمنى أحدكم زوال النعمة عن غيره (ولا تباغضوا) أي لا تتعاطوا أسباب البغض لأن البعض لا يكتسب ابتدأ (ولا تدابروا) أي لا تتهاجر وافيهجر أحدكم أخاه مأخوذ من تولية الرجل الآخر دبره إذا أعرض عنه حين يراه (وكونوا عباد الله إخوانا) بلفظ المنادى المضاف رواه مسلم (كما أمركم الله) وهذه الجملة تشبه التعليل لما تقدم كانه قال إذا تركتم هذه المنهيات كنتم إخواناً ومفهومه أن لم تتركوها تصيروا أعداء ومعنى كونوا إخواناً اكتسبوا ما تصيرون به كإخوان النسب في الشفقة والمحبة والرحمة والمواساة والمعاونة (ولايخطب لرجل على خطبة أخيه) في الدين بأن يخطب امرأة فيجاب فيخطبها آخر (حتى ينكح أو يترك) الخاطب الخطبة فإن تركها أو أعرض من أجابه جاز لغيره خطبتها وإن لم يأذن له والنهي للتحريم مالك (حم ق د ت) عن أبي هريرة • (إياكم والتعريس) بالمثناة الفوقية وسكون العين المهملة فراء فمثناة تحتية فسين مهملة هو نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة (على جواد الطريق) بشدة الدال المهملة جمع جادة أي معظم الطريق والمراد نفسها (والصلاة عليها) أي فيها (فإنها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة عليها فإنها) أي الخصلة التي هي قضاء الحاجة (الملاعن) أي تجلب اللعن والشتم لفاعلها (هـ) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم والوصال) أي اجتنبوا تتابع الصوم من غير فطر ليلاً قصداً قالوا أنك تواصل قال (إنكم لستم في ذلك مثلي) أي على صفتي أو منزلتي من ربي فالوصال من خصائصه صلى الله عليه وسلم ممنوع على غيره (أني أبيت يطعمني ربي ويسقيني) قيل هو على ظاهره وأنه يطعم من طعام الجنة كرامة له وطعام الجنة لا يفطر وقيل معناه يجعل في قوة الطاعم والشارب بقدرته من غير طعام ولا شراب وصححه النووي وقيل معناه يخلق في من الشبع والري مثل ما يخلقه فيمن أكل وشرب قال في الفتح والفرق بينه وبين ما قبل أنه على الأول يعطى القوة من غير شبع ولا ري بل مع الجوع والظماء وعلى الثاني يعطى القوة مع الشبع والري (فاكلفوا) بسكون الكاف وضم اللام يقال كلفت بكذا إذا ولعت به (من العمل

ما تطيقون) بين به وجه النهي وهو خوف الملل والتقصير (ق) عن أبي هريرة • (إياكم وكثرة الحلف في البيع) أي احذروا إكثاره لأنه مظنة الوقوع في الكذب والمراد الإيمان الصادقة أما الكاذبة فحرام وإن قلت (فإنه ينفق ثم يمحق) بفتح أوله يذهب بالبركة بنحو تلف أو صرف فيما لا ينفع (حم م ن هـ) عن أبي قتادة • (إياكم والدخول) أي اتقوا الدخول (على النساء) الأجانب ودخولهن عليكم وتضمن منع الدخول منع الخلوة بأجنبية بالأولى وتتمته كما في البخاري فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو قال الحمو الموت والحمو بفتح الحاء المهملة وسكون الميم غير مهموز قرابة الزوج من أخ وابن أخ وعم وابن عم ونحوهم يعني أن الخلوة به منزلة منزلة الموت أي احذروا ذلك كما تحذروا الموت والعرب تصف الشيء المكروه بالموت وقال القرطبي المعنى أن دخول قريب الزوج على امرأة الزوج يشب الموت في الاستقباح والمفسدة أي فهو محرم معلوم التحريم إنما بالغ في الزجر عنه شبهه بالموت لتسامح الناس فيه (حم ق ت) عن عقبة ابن عامر الجهني • (إياكم والشح) قال المناوي قلة الإفضال بالمال فهو رديف البخل أو أشده اهـ وقيل هو البخل مع الحرص وقيل هو البخل بالمال والشح بالمال والمعروف (فإنما هلك من كان قبلكم) من الأمم القديمة (بالشح أمرهم بالبخل فبخلوا) بكسر الخاء (وأمرهم بالقطيعة) للرحم (فقطعوا) ومن قطعها قطع الله عنه مزيد رحمته (وأمرهم بالفجور) الانبعاث في المعاصي أو الزنا (ففجروا) فالشح يخالف الإيمان ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (دك) عن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم والفتن) أي احذروا أوقعها والقرب منها (فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف) فإنه يجزا لي وقع السيف آخرا والقصد منع اللسان من الوقوع في الباطل (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم والحسد) حب زوال النعمة عن المنعم عليه أما من لا يحب زوالها ولا يكره وجودها ودوامها ولكن يشتهى لنفسه مثلها فهذا يسمى غبطة (فإن الحسد) أقام المظهر مقام المضمر حثا على الاجتناب (يأكل الحسنات) أي يذهبها ويحرقها ويحبطها (كما تأكل النار الحطب) اليابس لسرعة إيقادها فيه (د) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم والغلو في الدين) بكسر الدال أي التشدد فيه ومجاوزة الحد والبحث عن الغوامض (فإنما هلك من كان قبلكم) من الأمم (بالغلو في الدين) والسعيد من اتعظ بغيره (حم ن هـ ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم والنعي) بفتح النون وسكون العين المهملة وتخفيف الياء وفيه أيضاً كسر العين وتشديد الياء (فإن النعي من عمل الجاهلية) قال الجوهري النعي خبر الموت والمراد به هنا النعي المعروف في الجاهلية قال الأصمعي كانت العرب إذا مات فيها ميت له قدر ركب راكب فرساً وجعل يسير في الناس ويقول نعاي فلان أي انعيه وأظهر خبر وفاته قال الجوهري نعاي مبنية على الكسر مثل دراك

ونزال (ت) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم والتعري) أي كشف العورة (فإن معكم لا يفارقكم إلا عند الغائط) أي قضاء الحاجة (وحين يفضي الرجل إلى أهله) يجامع يريد الكرام الكاتبين (فاستحيوهم) أي منهم (وأكرموهم) بالستر والحياء منهم (ت) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم وسوء ذات البين) الحال بينكم أي احذروا التسبب في المخاصمة والمشارة (فإنها) أي الخصلة المذكورة (الحالقة) أي الماحية للثواب (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم والهوى) بالقصر قال المناوي وهو نزوع النفس إلى شهواتها والمراد الاسترسال فيه (فإن الهوى يصم ويعمي) أي يصم البصيرة ويعميها عن طرق الهدىوالانزجار بالمواعظ (السجزى) أي السجستاني (في) كتاب (الإبانة عن ابن عباس) وهو حديث حسن • (إياكم وكثرة الحديث) أي احذروا إكثار التحديث (عني) فإنه قل ما سلم مكثار من الخطأ والغفلة (فمن قال عليّ) أي حدث عني بشيء (فليقل حقاً أو صدقاً) قال المنوي شك من الراوي أو أن الحق غير مرادف للصدق إذ الصدق خاص بالأقوال والحق يطلق عليها وعلى العقائ والمذاهب (ومن تقول على ما لم أقل) تقول بمثناة فوقية مفتوحة وواو مشددة مفتوحة أي قال عني ما لم أقل (فليتبوأ مقعده من النار) أي فليتخذ له بيتاً فيها (حم هـ ك) عن أبي قتادة قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم ودعوة المظلوم) أي احذروا الظلم لئلا يدعو عليكم المظلوم (وإن كانت من كافر) محترم (فإنه) أي الشأن وفي رواية فإنها أي الدعوة (ليس لها حجاب دون الله عز وجل) أي هي مستجابة حتى من الكافر (سمويه عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (إياكم ومحقرات الذنوب) أي صغارها لأنها تؤدي إلى ارتكاب كبائرها ثم ضرب مثلاً زيادة في البيان فقال (فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء إذا بعود حتى حملوا ما انضجوا به خبزهم وأن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها) بأن لم يوجد لها مكفر (تهلكه) فالصغائر إذا اجتمعت ولم يوجد لها مكفر ولم يحصل عفو أهلكت لمصيرها كبائر بالإصرار (حم طب هب) والضيا عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل) المراد الإنسان ذكرا كان أو أنثى أو خنثى (حتى يهلكنه كرجل كان بأرض فلاة) ذكر الأرض أو الفلاة مقحم (فحضر صنيع القوم) يحتمل أن المراد بالرجل الجمع أي كرجل كانوا بأرض فلاة فحضر صنيعهم أي بطعامهم أي وقت صنيعهم فصنيع مرفوع على الفاعلية وأن بقى اللفظ على ظاهره فالظاهر أن صنيع منصوب على المفعول به والفاعل ضمير الرجل (فجعل الرجل يجئ بالعود والرجل يجئ بالعود حتى جمعوا من ذلك سوارا) أي شيئاً كثيراً (وأججوا) بجيمين أي أوقدوا (ناراً فأنضجوا ما فيها) والقصد به الحث على عدم التهاون بالصغائر ومحاسبة النفس عليها (حم طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (إياكم

ومحادثة النساء أي اتقوا محادثة النساء الجارة إلى الخلوة بهن (فإنه) أي الشأن (لا يخلو رجل بامرأة) أجنبية بحيث تحتجب أشخاصهما عن أبصار الناس ليس لها محرم حاضر معها (إلا هم بها) أي بجماعها أو بمقدماته (الحكيم في كتاب أسرار الحج عن سعد بن مسعود) • (إياكم والغيبة) قال الغزالي هي أن يذكر أخاه بما يكرهه لو بلغه وهل هي من الصغائر أو الكبائر اعتمد بعضم أنها من الصغائر إلا في حق العلماء وحملة القرآن ونقل القرطبي الإجماع على أنها من الكبائر لأن حد الكبيرة صادق عليها لأنها مما ثبت الوعيد الشديد فيه اهـ وتباح الغيبة في مسائل تقدم بعضها (فإن الغيبة أشد من الزنا) أي من إثمه في بعض الوجوه بين وجهه بقوله (أن الرجل قد يزني ويتوب فيتوب الله عليه وأن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه) وقد لا يغفر له وقد يموت فيتعذر استحلاله وفيه دليل على أنه لا يغفر له إلا بعد إعلامه واستحلاله فإن تعذروا وتعسرا استغفر لصاحبها (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة) وفي فصل الصمت (وأبو الشيخ) الأصبهاني (في التوضيح عن جابر) ابن عبد الله (وأبي سعيد) الخدري بإسناد ضعيف • (إياكم والتمادح) في رواية المدح (فإنه الذبح) قال المناوي لأن المذبوح هوالذي يفتر عن العمل والمدح يوجب الفتور أو لأن المدح يورث العجب والكبر وهو مهلك كالذبح فالمدح مذموم سيما إن كان فيه مجازفة وقد أثنى على رجل من الصالحين فقال اللهم أن هؤلاء لا يعرفونني وأنت تعرفني وقال علي رضي الله تعالى عنه لما أثنى عليه اللهم اغفر لي مالا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيراً مما يظنون وقال البيهقي في الشعب قال بعض السلف إذا مدح الرجل في وجهه فالتوبة منه أن يقول اللهم لا تؤاخذني بمايقولون واغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيراً ما يظنون (هـ) عن معاوية ابن أبي سفيان • (إياكم) وفي رواية إياكن (ونعيق الشيطان) أي الصياح والنوح أضيف إلى الشيطان لأنه الحامل عليه (فإنه مهما يكن) وفي نسخة يكون بالرفع ضمير عائد إلى ما ينشأ عنه النعيق (من العين والقلب فمن الرحمة وما يكون من اللسان) أي من صياح ونوح (واليد) بنحو ضرب خد ونتف شعر (فمن الشيطان) أي هو الأمر والموسوس به وهو مما يحبه ويرضاه (الطيالسي) أبو داود (عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما • (إياكم والجلوس في الشمس) أي احذروا الجلوس فيها قال الزيادي هذا محمول على غير زمن الشتاء (فإنها تبلي الثوب وتنتن الريح وتظهر الداء الدفين) أي المدفون في البدن (ك) عن ابن عباس • (إياكم والخذف) بخاء وذال معجمتين هو أن تأخذ حصاة أو نواة بين سبابتيك وترمي بها أي احذروا هذا الفعل واتركوا تعلمه (فإنها) أي هذه الفعلة (تكسر السن وتفقأ العين ولا تنكي العدو) أي نكاية يعتد بها فإنها لا لا تصيب سنه أو عينه (طب) عن عبد الله ابن معقل قال المناوي إسناده ضعيف لكن معناه صحيح • (إياكم والزنا) أي احذروه (فإن فيه أربع خصال) الأولى (يذهب البهاء عن الوجه) والثانية (يقطع الرزق)

أي يذهب البركة منه (و) الثالثة (يسخط الرحمن) أي يغضبه (و) الرابعة (الخلود في النار) أي أن استحله وإلا فهو زجر وتهويل (طس) عن ابن عباس • (إياكم والدين) بفتح الدال احذروا الاستدانة من غير احتياج (فإنه هم بالليل) لأن اهتمامه بقضائه والنظر في أسباب أدائه يسلبه لذة نومه (مذلة بالنهار) لأنه يتذلل لغريمه ليمهله (هب) عن أنس وهو حديث ضعيف • (إياكم والكبر فإن إبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم) فكان من الكافرين (وإياكم والحرص) وهو شدة الكد والانهماك في الطلب (فإن آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة) فأخرج من الجنة فإنه حرص على الخلد في الجنة فأكل منها بغير إذن ربه طمعاً فيه فالحرص على الخلد أظلم عليه فلو انكشفت عنه ظلمته لقال كيف أظفر بالخلد فيها مع أكلي منها بغير إذن ربي ففي ذلك الوقت حصلت الغفلة منه فهاجت في النفس شهوة الخلد فيها فوجد العدو فرصته فخدعه حتى صرعه فرى ما جرى قال الخواص الأنبيا قلوبهم صافية صادحة لا تتوهم أن أحداً يكذب ولا يحلف كاذباً فلصذلك صدق من قال له أدلك على شجرة الخلد حرصاً على عدم خروجه من حرضة ربه الخاصة ونسي النهي السابق وانكشف له سر تنفيذ أقدار ربه فيه فطلب بأكله من الشجرة المدح عند ربه فكانت السقطة في استعجاله بالأكل من غير إذن صريح فلذلك وصفه الله تعالى بأنه كان ظلوماً جهولاً حيث اختار لنفسه حالة يكون عليها دن أن يتولى الحق تعالى ذلك ولذلك قال خلق الإنسان من عجل وكان الإنسان عجولا (وإياكم والحسد فإن ابني آدم) قابيل وهابيل (إنما قتل أحدهما) أي قابيل (صاحبه هابيل حسداً) قال المناوي حيث تزوج أخته دونه وقال البيضاوي أوحى الله سبحانه وتعالى إلى آدم أن تزوج كل واحد منهما توأم الآخر فسخط قابيل لأن توأمه كانت أجمل فقال لهما آدم قربا قرباناً فمن أيهما قبل يتزوجها فقبل قربان هابيل بأن نزلت نار فاكلته فازداد قابيل سخطاً وفعل ما فعل (فهن) أي الكبر والحرص والحسد وفي نسخة فهو (أصل كل خطيئة) فجميع الخطايا تنشأ عنها ابن عساكر في تاريخه عن ابن مسعود • (إياكم والطمع) أي ميل النفس إلى ما في أيدي الناس (فإنه هو الفقر الحاضر) والطمع فيما في أيدي الناس انقطاع عن الله تعالى ومن انقطع عن الله فهو المخذول الخائب فإنه عبد بطنه وفرجه وشهوته (وإياكم وما يعتذر منه) واحذر وأقول أو فعل ما يحوجكم إلى الاعتذار (طس) عن جابر وهو حديث ضعيف • (إياكم والكبر) أي التعاظم فإن العظمة والكبر ياء لله ومنه أن يرى الشخص في نفسه أنه أفضل من غيره ولا يمنع منه الفقر والرثاثة (فإن الكبر يكون في الرجل) أي الإنسان (وأن عليه العباءة) بالمد من شدة الحاجة والفقر وضنك العيش (طس) عن ابن عمر وهو حديث صحيح • (إياكم وهاتين البقلتين المنتنتين) أي الثوم والبصل أن تأكلوهما وتدخلوا مساجدنا) أي تجنبوا دخول المساجد عند أكلهما

فإن الملائكة تتأذى بريحهما (فإن كنتم لابد آكليهما فاقتلوهم بالنار قتلاً) مجاز عن إبطال ريحهما الكريه بالنضج والحق بهما لك ماله ريح كريه (طس) عن أنس وهو حديث صحيح • (إياكم والعضه) بفتح العين المهملة وسكن الضاد المعجمة على الأشهر (التميمة القالة) يجوز نصبه بدلاً أو عطف بيان وظاهر شرح المناوي رفعما فإنه قال هي التميمية القالة بين الناس أي نقل الكلام على وجه الإساد فهو من الكبائر (أبو الشيخ في التوبيخ عن ابن مسعود) • (إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان) أي لكماله فهو من الذنوب الصغائر إن لم يترتب عليه ضياع حق فإن ترتب عليه ذلك فهو كبيرة وتقدم أنه مباح في مسائل (حم) وأبو الشيخ في التوبيخ وابن لال في مكارم الأخلاق عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه • (إياكم والالتفات في الصلاة فإنها) أي هذه الخصلة (هلكة) لنقصها ثواب الصلاة أو بطلانها إن تكررت ثلاث مرات متواليات (عق) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (إياكم والتعمق في الدين) أي الغلق فيه وطلب أقصى غاياته (فإن الله تعالى قد جعله سهلاً فخذوا منه ما تطيقون) المداومة عليه (فإن الله تعالى يحب ما دام من عمل صالح وإن كان يسيراً) فهو خير من العمل المتكلف غير الدائم وإن كان كثيراً (أبو القاسم بن بشر أن في أماليه عن عمر) • (إياي) فيه تحذير المتكلم نفسه وهو شاذ عند النحاة لكن المراد في الحقيقة تحذي رالمخاطب (والفرج) بضم الفاء وفتح الراء (يعني في الصلاة) يعني لا تتركوها بلا سد فإن الشياطين تقف فيها ويزيدون في الوسوسة للمصلين (طب) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (إياي) أي دعوني من (أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر) أي اتركوا لوسكم عليها وهي واقفة لأن ذلك يؤذيها (فإن الله تعالى إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس) أي إلا بكلفة ومشقة (وجعل لكم الأرض فعليها) أي فانزلوا عن دوابكم واجلسوا عليها عند طر ومصلحة يطول الوقوف عليها (فاقضوا حاجاتكم) قال العلقمي قال الخطابي قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم خطب على راحلته واقفاً عليها فدل ذلك على أن الوقوف على ظهورها إذا كان لا رب أو بلوغ وطر لا يدرك مع النزول إلى الأرض مباح جائز وأن النهي إنما انصرف في ذلك إلى الوقوف عليها لا لمعنى يوجبه بأن يستوطنه الإنسان ويتخذه مقعداً فيتعب الدابة من غير طائل (د) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (أيام التشريق) وهي ثلاثة أيام بعد يوم الأضحى (أيام أكل وشرب وذكر الله) بالجر أي أنهاكم عن صومها وآمركم بذكر الله فيها صيانة عن التلهي والتشهي كالبهائم فيحرم صومها ولا ينعقد عند الشافعي ويحرم مع الانعقاد عند أبي حنيفة (حم م) عن نبيشة بضم النون وفتح الموحدة ومثناة تحتية وشين معجمة • (أيكم خلف) بتخفيف اللام (الخارج) لنحو حج أو غزو (في أهله وماله بخير) أي بفعله كقضاء حاجة وحفظ مال (كان له مثل نصف أجر الخارج) وفي نسخة شرح عليها

المناوي كان له مثل أجر الحاج (م د) عن أبي سعيد • (أيما أمام سهى فصى بالقوم وهو جنب فقد مضت صلاتهم) أي صحت لهم (ثم ليغتسل هو ثم ليعد صلاته وإن صلى بغير وضوء) ساهياً (فمثل ذلك) في صحة صلاة المقتدين ووجوب الإعادة عليه (أبو نعيم في معجم شيوخه وابن النجار) في تاريخه (عن البراء) بن عازب بإسناد فيه ضعف وانقطاع • (أيما امرء قال لأخيه) أي في الإسلام أنت (كافر) بالتنوين على أنه خبر مبتدأ محذوف أو بالضم على أنه منادى أي يا كافر (فقد باء) أي رجع (بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه) أي على القائل قال المناوي فيكفر اهـ وقد تقدم تأويله (م ت) عن ابن عمر • (أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها) قال المناوي كناية عن تكشفها للأجانب (فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل) فكما هتكت نفسها وخانت زوجها يهتك الله سترها والجزأ من جنس العمل هـ وقال العلقمي وأوله كما في ابن ماجه عن أبي المليح الهذلي أن نسوة من أهل حمص استأذن على عائشة فقالت لعلكن من اللواتي يدخلن الحمامات سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما امرأة فذكره (حم م ك) عن عائشة بإسناد صحيح • (أيما امرأة أصابت بخوراً) بفتح الباء ما يتبخر به والمراد هنا ما ظهر ريحه (فلا تشهد) أي لا تحضر (معنا العشا الىخرة) لأن الليل مظنة الفتنة ويد بالآخرة لتخرج المغرب ولعل التخصيص بالعشاء الآخرة لمزيد التأكيد لأنه ورد النهي عن حضورها الجماعة مطلقاً في العشاء وغيرها (حم م د ن هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (أيما امرأة أدخلت على قوم) قال العلقمي هذه رواية أبي داود ورواية ابن ماجه ألحقت بقوم (من ليس منهم) يريد به أنها أدخلت عليهم ولد الزنا وذلك ان المرأة إذا حملت من الزنا وجعلت الحمل من زوجها فقد أدخلت على زوجها وقومه ولداً ليس من زوجها (فليست من الله في شيء) قال المناوي أي من الرحمة والعفو اهـ وقال العلقمي أي لا علاقة بينها بوين الله ولا عندها من حكم الله وأمره ودينه شيء أي أنها بريئة منه في كل أمورها وأحوالها (ولن يدخلها الله تعالى جنته) أي مع السابقين ونص على هذا مع دخوله في عموم الأول فإن من ليس من الله في شيء لا يدخله جنته لأن النساء لا تكاد تقف على حقيقة المراد منه لعمومه فأعقبه بذكر ما يفهمه كل سامع (وأيما رجل جحد) أي نفى (ولده وهو ينظر إليه) أي يرى ويتحقق أنه ولده (احتجب الله تعالى منه) فيه تغليظ شديد على من يقذف زوجته وينفي الولد عنه وهو كاذب عليها فإنه لا غاية في النعيم أعظم من النظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة وهي الغاية القصوى من الخير فإذا احتجب الله تعال من إنسان فويل له ثم ويل له إلى ما لا يتناهى (وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين يوم القيامة) قال العلقمي ولفظ ابن ماجه وفضحه على رؤوس الأشهاد يريد فضحه بجحود ولده وهو يعلم أنه منه وكذبه على زوجته وافترائه عليها وأوله كما في ابن ماجه وأبي داود واللفظ للأول

عن أبي هريرة قال لما نزلت آية اللعان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة فذكره (دن هـ حب ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (أيما امرأة خرجت من بيتها) أي محل إقامتها (بغير إذن زوجها) لغير ضرورة (كانت في سخط الله تعالى) قال العلقمي قال في المصباح سخط سخطاً من باب تعب والسخط بالضم اسم منه وهو الغضب ويتعدى بنفسه وبالحرف فيقال سخطته سخطت عليه وأسخطته فسخط مثل أغضبته فغضب وزناً ومعنى اهـ وقال في النهاية السخط والسخط الكراهية للشيء وعدم الرضى به (حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها) (خط) عن أنس بن مالك • (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من يغر ما بأس) بزيادة ما للتأكيد أي من غير شدة حاجة إلى ذلك وقال ابن رسلان بأن تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة لكراهتها له أو بأن يضارها (فحرام) أي ممنوع (عليها رائحة الجنة) قال ابن رسلان فيه زجر عظيم ووعيد كبير في سؤال المرأة طلاقها من غير ضرورة ولابد فيه من تأويل أما أن يحمل على من استحلت إيذاء زوجها بسؤال الطلاق مع علمها بتحريمه فهي كافرة لا تدخل الجنة أصلاً ولا تشم ريحها وأما أن يحمل على أن جزاها أن لا تشتم رائحة الجنة إذا شم الفائزون ريحها بل يؤخر شمها بعدهم حتى تجازى وقد يعفى عنها فتدخلها أولا وإنما احتجنا إلى تأويله لأن مذهب أهل الحق أن من مات على التوحيد مصراً على الكبائر فأمره إلى الله تعالى إن شاء عفى عنه فأدخله الجنة وإن شاء عاقبه ثم أدخله الجنة وفي الحديث دليل على جواز سؤالا الطلاق عند وجود البأس (حم د ت هـ حب ك) عن ثوبان مولى المصطفى وهو حديث صحيح • (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) أي مع السابقين مع إتيانها ببقية المأمورات وتجنب المنهيات حث للزوجة على طاعة الزوج وترغيبها فيها (ت هـ ك) عن أم سلمة وهو حديث صحيح • (أيما) بزيادة ما للتأكيد (امرأة) بالجر بالإضافة وكذا ما قبله وما بعده (صامت) نفلاً (بغير إذن زوجها) وهو حاضر (فأرادها على شيء) يعني طلب أن يجامعها (فامتنع عليه كتب الله عليها) أي أمر كاتب السيئات أن يكتب في صحيفتها (ثلاثاً من الكبائر) قال المناوي لصومها بغير إذنه واستمرارها فيه بعد نهيه ونشوزها عليه بعد تمكينه اهـ والظاهر أن هذا خرج مخرج الزجر عن مخالفة الزوج (طس) عن أبي هريرة • (أيما أهاب) بكسر الهمزة بوزن كتاب قال النووي اختلف أهل اللغة في الأهاب فقيل هو الجلد مطلقاً وقيل هو الجلد قبل الدباغ فأما بعده فلا يسمى إهابا وجمعه أهب بفتح الهمزة والهاء وبضمها لغتان (دبغ) أي اندبغ بشيء حريف ينزع الفضلات ولو نجساً كذرق حمام ولا يحصل بالتشميس وقال أصحاب أبي حنيفة يحصل ولا يحصل عندنا بالتراب والملح (فقد طهر) بفتح الهاء ما فصح من ضمها ظاهره وباطنه دون ماعليه من الشعر قال العلقمي نعم الشعرات اليسيرة تطهر عند

بعض المتأخرين اهـ ورد بأن المراد العفو عنها مع بقاء نجاستها ولا يجوز أكل الجلد بعد دبغه إذ لا يبيحه إلا تذكيته قال العلمقي قال النووي اختلف العلماء في دباغ جلود الميتة وطهارتها على سبعة مذاهب الشافعي أنه يطهر بالدباغ جميع جلود الميتة إلا الكلب والخنزير والمتولد من أحدما وغيره ويطهر بالدباغ ظاهر الجلد وباطنه ويجوز استعماله في الأشياء المايعة واليابسة بعد غسله لأنه بعد الدبغ كالثوب المتنجس سواء دبغ بطاهر أم بنجس ولا فرق بين مأكول اللحم وغيره وروى هذا المذهب عن علي بن أبي طالب عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما والمذهب الثاني لا يطهر شيء من الجلود بالدباغ روى هذا عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وعائشة رضي الله تعالى عنهم وهو أشهر الروايتين عن أحمد وإحدى الروايتين عن مالك والمذهب الثالث يطهر بالدباغ جلد مأكول اللحم دون غير وهو مذهب الأوزاعي وابن المبارك وأبي ثور وإسحاق بن راهويه والمذهب الرابع تطهر جميع جلود الميتة بالدباغ إلا الخنزير وهو مذهب أبي حنيفة والمذهب الخامس تطهر الجميع إلا أنه يطهر ظاهره دون باطنه فيستعمل في ايابسات دون المايعات ويصلي علي لا فيه وهذا مذهب مالك المشهور في حكاية أصحابه عنه والمذهب السادس يطهر الجميع والكلب والخنزير ظاهراً وباطناً وهو مذهب داود وأهل الظاهر وحكى عن أبي يوسف والمذهب السابع أنه ينتفع بجلود الميتة وإن لم تدبغ ويجوز استعمالها في المايعات واليابسات وهو مذهب الزهري وهو وجه شاذ لبعض أصحابنا لا تقريع عليه ولا التفات إليه واحتجت كل طائفة من أصحاب هذه المذاهب بأحاديث وغيرها وأجاب بعضهم عن دليل بعض وقد اوضحت ذلك في شرح المهذب (حم ت ن هـ) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (أيما رجل أم قوما) أي صلى بهم إماماً (وهم له كارهون) والحال أنهم يكرهون إمامته لأمر يذم فيه شرعاً (لم تجز صلاته أذنيه) يحتمل أن المراد نفي ثواب الجماعة (طب) عن طلحة بإسناد ضعيف • (أيما رجل استعمل رجلاً) أي جعله أميراً (على عشرة أنفس) قال المناوي وهذا العدد لا مفهوم له (علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل) أي حال كونه عالماً بذلك (فقد غش الله وغش رسوله وغش جماعة المسلمين) بفعله ذلك ومحله حيث لم يقتض الحال خلافه (ع) عن حذيفة بن اليمان • (أيما رجل كسب مالاً من) وجه (حلال فأطعم نفسه وكساها) أي أنفق عليها منه (فمن دونه) أي وأنفق على غيره (من خلق الله) الذي يجب عليه نفقتهم وغيرهم (فإنها) أي هذه الخصلة (له زكاة) طهرة وبركة • (وأيما رجل مسلم لم تكن له صدقة) يعني لا مال له يتصدق منه (فليقل في دعائه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنها زكاة له) أي تقوم مقام الصدقة (ع حب ك) عن أبي سعيد وإسناده حسن • (أيما رجل تدين ديناً) من آخر (وهو مجمع) بضم الميم الأولى وكسر الثانية بينهما جيم ساكنة

أي جازم (أن لا يوفيه إياه لقي الله) تعالى (سارقاً) أي يجازى بجزاء السارقين (هـ) عن صهيب بضم المهملة وفتح الهاء وسكون التحتية ابن سنان بالنون الرومي بإسناد ضعيف • (أيما رجل تزوج امرأة فنوى أن لا يعطيها من صداقها شيئاً مات يوم يموت وهو زان) أي آثم ما لم يتب (ويأما رجل اشترى من رجل بيعاً) أي مبيعاً (فنوى أن لا يعطيه من ثمنه شيئاً مات يوم يمت وهو خائن والخائن في النار) للتطهير إن لم يحصل العفو ثم يدخل الجنة (ع طب) غن صهيب الرومي بإسناد ضعيف • (أيما رجل عاد مريضاً) أي زاره مخلصاً لله لا لغرض من أغراض الدنيا (فإنما يخوض) حال ذهابه إليه (في الرحمة فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة) قال المناوي أراد بذلك أنه من شروعه في الرواح للعيادة يكون في عبادة فيدر الله عليه فضله وإحسانه ما دام في الطريق فإذا وصل وجلس عنده صب عليه الله الرحمة صباً أي يعطيه عطاء كثيراً فوق ما أفاضه عليه بأضعاف وتتمة الحديث قالوا فهذا للصحيح فما للمرضي قال يحط عنه ذنوبه (حم) عن أنس • (أيما رجل) شاب (تزوج في حداثة سنه) أي إذا بلغ (عج شيطانه) أي رفع صوته (قائلاً يا ويله) أي يا هلاكه احضر فهذا أوانك (عصم مني دينه) بتزويجه أي معظم دينه كما بينه راويه الديلمي وغيره عصم مني ثلثي دينه (ع) عن جابر وهو حديث ضعيف • (أيما عبد جاءته موعظة من الله) قال المناوي بواسطة من شاء من خلقه أو بالهام (في دينه فإنها نعمة من الله سيقت) بكسر المهملة وسكون المثناة التحتية من السوق أي ساقها الله (إليه فإن قبلها) بأن اتعظ وعمل بما يقتضيه (بشكر) أي مع شكر الله تعالى على ذلك نجا من المهالك ودخل في سلك الناسك (وإلا) بأن لم يتعظ (كانت حجة من الله) تعالى (عليه ليزداد بها إثماً ويزداد الله) تعالى (عليه بها سخطاً) أي غضباً وعقاباً (ابن عساكر عن عطية بن قيس) وهو حديث حسن • (أيما عبد) أي رجل (أو امرأة قال أو قالت لوليدتها) أو وليدته فعيله بمعنى مفعولة أي أمتها أو أمته وأصل الوليد ماولد من الإماء في ملك الإنسان ثم أطلق على كل أمة (يا زانية ولم يطلع) أو يطلع (منها على زنا جلدتها) أو جلدته (وليدتها) أو وليدته (يوم القيامة) حد القذف (لأنه لا حد لهن في الدنيا) لأنه لا حد للأرقاء على السادات بذلك في الدنيا لشرف المالكية فالأمة مثال والعبد كذلك (ك) عن عمرو بن العاص (أيما عبد) أي إنسان (أصاب شيئاً مما نهى الله) تعالى ورسوله (عنه) ولم يكفر به (ثم أقيم عليه حده) في الدنيا (كفر) الله بإقامة الحد عليه (ذلك الذنب) فلا يؤاخذ به في الآخرة فإنه تعالى لا يجمع على عبده عقوبتين على ذنب واحد ويحتمل أن يكون فاعل كفر عائد إلى الحد أما إذا كافر به وعوقب في الدنيا فليس كفارة بل ابتدأ عقوبة (ك) عن خزيمة بن ثابت وهو حديث صحيح (أيما عبد مات في إباقه) أي هربه من سيده تعدياً (دخل النار) أي استحق دخولها (وإن كان قتل) حال إباقه (في سبيل الله) أي في قتال الكفار قال المناوي وإذا دخلها

عذب بها ما شاء الله ثم مصيره إلى الجنة اهـ والظاهر أن هذا خرج مخرج الزجر والتنفير عن الإباق لأنه ورد أن الجهاد يكفر الكبائر خصوصاً إذا كان في البحر فإنه يكفر حقوق الله وحقوق العباد (طس هب) عن جابر وإسناده حسن • (أيما عبد ابق من مواليه) بفتح الموحدة أي هرب بلا عذر (فقد كفر) أي نعمة المولى والإحسان أي سترها ويستمر هذا حاله (حتى يرجع إليهم) وقيل هذا محمول على المستحل وقيل عمله يشبه أعمال الكفار قال المناوي وذكره بلفظ العبدية لا ينافي خبر لا يقل أحدكم عبدي لأن المقام هنا مقام تغليظ ذنب الإباق وثم مقام بيان الشفقة والحنو (م) عن جرير • (أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً على عري) أي محتاجاً إلى الكسوة (كساه الله تعالى من خضر الجنه) بضم الخاء وسكون الضاد المعجمتين جمع أخضر وخصه لأنه أحسن الألوان (وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة وأيما مسلم سقا مسلماً على ظمأ) أي عطش (سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم) أي يسقيه من خمر الجنة اليت ختم عليه بمسك جزأ وفاقاً إذ الجزاء من جنس العمل قال المناوي والمراد أنه يخص بنوع من ذلك أعلى وإلا فكل من دخل الجنة كساه الله من ثيابها وأطعمه وسقاه من ثمرها وخمرها اهـ ويحتمل أنه ينال ذلك قبل غيره ممن لم يتصف بهذ الصفات (حم د ت) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن • (أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً كان) الذي كسا (في حفظ الله تعالى ما بقيت عليه منه رقعة) أي مدة دوام بقاء شيء عليه منه وإن قل وصار خلقاً جداً وليس المراد بالثوب خصوص القميص بل المراد كل ما يلبس على البدن (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (أيما امرأة نكحت) وفي رواية أنكحت نفسها (بغير أذن وليها) لا مفهوم له عند الشافعي فنكاحها باطل وإن أذن لها وليها لحديث لا نكاح إلا بولي (فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل) كرره ثلاثاً للتأكيد (فغن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها) أفاد أن وطئ الشبهة يوجب المهر وإذا وجب ثبت النسب وانتفى الحد (فإن اشتجروا) أي تخاصم الأولياء والمراد مشاجرة العضل لا الاختلاف فيمن يباشر العقد أي عضلوا أي امتنعوا من التزويج (فالسلطان) أو نائبه (ولي من لا ولي له) فعضل الولي أي امتناعه من التزويج يجعله كالمعدوم وقال أبو حنيفة لها أن تزوج نفسها وغيرها لقوله تعالى ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن فأضاف النكاح إليهن (حم د ت هـ ك) عن عائشة وهو حديث صحيح • (أيما امرأة تنكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فإن كان دخل بها فلها) عليه (صداقها) أي مهر مثلها (بما استحل من فرجها ويفرق بينهما وإن كان لم يدخل بها فرق بينهما والسلطان ولي من لا ولي له) خاص من عصبات النسب أو الولاء (طب) عن ابن عمرو ابن العاص وهو حديث حسن • (أيما رجل نكح امرأة فدخل بها لم يحل له نكاح ابنتها) ولا

بنت ابنها وإن سفلت (فإن لم يكن دخل بها فلينكح) أي فليبح له نكاح (ابنتها وأيما رجل نكح امرأة فدخل بها أو لم يدخل بها فلا يحل له نكاح أمها) أي لا يجوز ولا يصح والفرق أن الرجل يبتلى بمكالمة أمها عقب العقد لترتيب أموره فحرمت بالعقد ليحصل ذلك بخلاف بنتها (ت) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده ضعيف • (أيما رجل آتاه الله) بالمد (علماً) شرعياً (فكتمه) عن الناس عند الحاجة (ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار) لما ألجم لسانه عن قول الحق والإخبار عن العلم والإظهار له عوقب في الآخرة بلجام من نار قال العلقمي وهذا خرج على معنى مشاكلة العقوبة للذنب وهذا في العلم الذي يتعين عليه كمن رأى كافراً يريد الإسلام يقول علموني ما الإسلام وما الدين وكيف أصلي وكمن جاء يستفتينا في حلال أو حرام فيلزم وليس الأمر كذلك في نوافل العلم التي لا ضرورة بالناس إلى معرفتها (طب) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف • (أيما رجل) أي إنسان (حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى) أي منعت شفاعته حداً من حدود الله بعد ثبوته عند الإمام (لم يزل في سخط الله حتى ينزع) أي يترك ويقلع (وأيما رجل شد غضباً) قال المناوي أي شد طرف أي بصره بالغضب اهـ ويحتمل أن يكون المعنى اشتد غضبه (على مسلم في خصومة لا علم له بها فقد عاند الله حقه) أي في حقه الذي من جملته ترك الغضب بال موجب (وحرص) قال في القاموس كضرب وعلم (على سخطه وعليه لعنة الله التابعة) أي المتتابعة كما في نسخة (إلى يوم القيامة) لأنه بمعاندته الله صار ظالماً وقد قال تعالى ألا لعنة الله على الظالمين (وأيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمه) أي أظهر عليه بها ما يعيبه (وهو منها برئ يشينه بها) أي يقصد بها عيبه وتعييره (في الدنيا كان حقاً على الله) تعالى (أن يدليه يوم القيامة في النار حتى يأتي بإنفاذ ما قال) قال المناوي وليس بقادر على إنفاذه فهو كناية عن دوام تعذيبه بها اهـ ولعله خرج مخرج الزجر عن هذه الخصلة القبيحة (طب) عن أبي الدرداء بإسناد في مجاهيل • (أيما رجل ظلم شبراً من الأرض) أو أقل من شبر فقد ورد الوعيد على الحصاة (كلفه الله أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين) بفتح الراء وتسكن (ثم يطوقه) بالبناء للمجهول وفي رواية فإنه يطوقه (يوم القيامة) أي يكون كالطوق في عنقه (حتى يقضي بين الناس) قال المناوي ثم يصير إلى الجنة أو النار بحسب إرادة الغفار وفيه أن الغصب كبيرة اهـ وهذا إن لم يحصل عفو من المغصوب منه ولم يفعل الغاصب ما يكفر التبعات (طب) عن يعلي بن مرة بضم الميم وشد الراء بإسناد جيد • (أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروماً) من الضيافة أي لم يطعموه تلك الليلة (فله أن يأخذ) من مالهم (بقدر قراه) بكسر القاف أي ضيافته أي بقدر ثمن ما يشبعه ليلته (ولا حرج عليه) في ذلك قال المناوي وهذا كان في أول الإسلام حين كانت الضيافة واجبة ثم نسخ (ك) عن أبي هريرة ورجاله ثقات • (أيما) امرأة (نائحة ماتت

قبل أن تتوب ألبسها الله) تعالى (سربالاً) بكسر أوله قال في النهاية السربال القميص (من نار وأقامها للناس) يشهر أمرها على رؤوس الأشهاد (يوم القيامة) فالنوح وهو رفع الصوت بالندب من الكبائر لهذا الوعيد الشديد (ع عد) عن أبي هريرة وهو حديث حسن • (أيما امرأة نزعت) أي قلعت (ثيابها في غير بيتها) المراد تكشفت للأجانب (خرق الله عز وجل عنها ستره) أي ما لم تتب (حم طب ك هب) عن أبي أمامة وهو حديث صحيح • (أيما امرأة استعطرت) أي استعملت العطر وهو الطيب والمراد ما يظهر ريحه منه (ثم خرجت فمرت على قوم) من الأجانب (ليجدوا ريحها) علة لما قبله (فهي زانية) أي كالزانية في حصول الإثم وإن تفاوت (وكل عين) نظرت إلى محرم (زانية) كما تقدم (حم ن ك) عن أبي موسى الأشعري وهو حديث صحيح • (أيما رجل اعتق غلاماً ولم يسم ماله) أي لم يتعرض لما في يده من المال وإضافته إليه للاختصاص لأنه يتولى حفظه ويتصرف فيه بإذن سيده كما يقال غنم الراعي لأن العبد لا يملك وإن ملكه سيده وقال مالك إذا ملكه سيده ملك وحكى أيضاً عن الحسن البصري (فالمال) الذي في يده من كسبه (له) أي الغلام وهذا متأول على وجه الندب والاستحباب أي ينبغي لسيده أن يسمح له به إتماماً للصنيعة وزيادة للنعمة التي أسداها إليه وحكى عن إبراهيم النخعي أنه كان يرى المال للعبد إذا أعتقه السيد عملاً بالحديث أي يظاهره واحتج الجمهور بما جاء في بعض طرق هذا الحديث من أعتق مملوكاً فليس للمملوك من ماله شيء (هـ) عن ابن مسعود وهو حديث حسن • (أيما امرء) بتغير آخره وما قبله بحسب العوامل (ولى) بفتح الواو وكسر اللام (من أمر المسلمين شيئاً لم يحطهم) أي لم يحفظهم ويذهب عنهم (بما يحوط به نفسه) أي بمثل الذي يحفظ به نفسه فالمراد لم يعاملهم بما يحب أن يعامل به نفسه قال في النهاية حاطه يحوطه حوطاً إذا حفظه وصانه (لم يرح رائحة الجنة) حين يجد ريحها الإمام العادل الحافظ لرعيته وقال بعضهم الملك خليفة الله في عباده وبلاده ولن يستقيم أمر خلافته مع مخالفته (عق) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (أيما رجل عاهر) بصيغة الماضي (بحر أو أمة) يعني زنا بها فحملت قال في النهاية العاهر الزاني وعهر إلى المرأة يعهر عهراً وعهوراً وعهرانا إذا أتاها ليلاً للفجور بهائم غلب على الزنا مطلقاً اهـ فالعاهر الزاني كما تقدم والعهر الزنا (فالولد ولد زنا لا يرث ولا يورث) أي من جهة الأب لانقطاع النسب بينه وبين الزاني ويرث ويورث من جهة الأم لثبوت النسب من جهتها (ت) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث صحيح • (أيما مسلم شهد له) أي بعد موته (أربعة) قال المناوي ممن اتصف بالعدالة لا نحو فاسق ومبتدع (بخير أدخله الله الجنة) أي مع الأولين أي بغير عذاب وإلا فكل من مات مسلماً دخلها وإن لم يشهد له أحد قا لالراوي قلنا أو ثلاثة قال (أو ثلاثة) قلنا أو اثنان قال (أو اثنان)

قال العلقمي وأوله كما في البخاري عن أبي الأسود الدؤلي التابعي الكبير قال قدمت المدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فمرت به جنازة فأثنى على صاحبها خيراً فقال عمر رضي الله تعالى عنه وجبت ثم مر بأخرى فأثنى على صاحبها خيراً فقال وجبت ثم مر بالثالثة فأثنى على صاحبها شراً فقال وجبت فقال أبو الأسود وما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أيما مسلم فذكره قال في الفتح وخيراً بالنصب في جميع الأصول وكذا شراً وقد غلط من ضبطه اثني بفتح الهمزة على البناء للفاعل فإنه في جميع الأصول مبني للمفعول وقال ابن التين والصواب بالرفع وفي نصبه بعد في اللسان ووجهه غيره بأن الجار والمجرور قيم مقام المفعول الأول وخيراً مقام الثاني وهو جائز وأن المشهور عكسه وقال النوي وهو منصوب بنزع الخافض أي أثنى عليها بخير وقال ابن مالك خيراً صفة لمصدر محذوف فأقيمت مقامه فنصبت لأن أثنى مسند إلى الجار والمجرور قال والتفاوت بين الإسناد إلى المصدر والإسناد إلى الجار والمجرور قليل (حم خ ن) عن عمر بن الخطاب • (أيما صبي) أو صبية (حج ثم بلغ الحنث) بسن أو احتلام (فعليه أن يحج حجة أخرى) أي يلزمه ذلك (وأيما أعرابي) مثلاً (حج) قبل أن يسلم (ثم) أسلم و (هاجر) من بلاد الكفر إلى ديار الإسلام (فعليه أن يحج حجة أخرى) أي يلزمه الحج بإسلامه واستطاعته وإن لم يهاجر (وأيما عبد) أي قن ولوامة (حج ثم أعتق) أي أعتقه سيده (فعليه أن يحج حجة أخرى) أي يلزمه الحج بعد عتقه واستطاعته (خط) في التاريخ (والضيا) في المختارة (عن ابن عباس) بإسناد ضعيف ورواه الطبراني بإسناد صحيح • (أيما مسلمين) ذكرين أو أنثيين (التقيا) في نحو طريق (فأخذ أحدهما بيد صاحبه) أي تناول يده اليمنى بيمناه (فتصافحا) ولو بحائل وإلا كمل بدونه (وحمدا الله) تعالى أي اثنيا عليه وزاد قوله (جميعاً) للتأكيد (تفرقا وليس بينهما خطيئة) يعني من الصغائر (حم) والضيا في المختارة (عن البراء) بن عازب بإسناد صحيح • (أيما امرء من المسلمين حلف عند منبري هذا) خصه لكون ذلك عنده أقبح (على يمين) بزيادة على للتأكيد (كاذبة يستحق بها حق مسلم) أو كافر له أمان وشمل الحق المال وغيره كجلد ميتة وحد قذف (أدخله الله تعالى النار) أي نار جهنم للتطهير لا للتخليد (وإن كان) الحلف (على سواك أخضر) فهو من الكبائر وإن كان تافهاً (حم) عن جابر وهو حديث صحيح • (أيما امرء مسلم اقتطع حق امرئ مسلم) أو كافر له أمان (بيمين كاذبة كانت له) تلك الخصلة اليت هي الاقتطاع أي صارت (نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة) أي ما لم يتب فإن تاب توبة صحيحة صقل قلبه وانجلت تلك النكتة كما ورد في أحاديث (الحسن) ابن سفيان (طب ك) عن ثعلبة بلفظ الحيوان المشهور (الأنصاري) وإسناده ضعيف • (أيما عبد) أو أمة (كاتب) وفي نسخة كوتب (على مائة أوقية) مثلاً وفي رواية على

ألف أوقية (فأداها) إلى سيده (إلا عشرة أواق) في نسخة أواقي بتشديد الباء وقد تخفف جمع أوقية بضم الهمزة وتشديد الياء وهي اسم لأربعين درهماً (فهو عبد وأيما عبد كاتب) في نسخة كوتب أي كاتبه سيده (على مائة دينار فأداها) إلى سيده (إلا عشرة دنانير فهو عبد) فيه حجة لما عليه الجمهور وإن المكاتب عبد وإن أدى أكثر ما عليه ولا يعتق حتى يؤدي جميع ما عليه وقال على رضي الله تعالى عنه يعتق منه بقدر ما أدى (حم د هـ ك) عن ابن عمرو ابن العاص وهو حديث صحيح • (أيما رجل مسلم أعتق رجلاً مسلماً فإن الله تعالى جاعل وقا) بكسر الواو وتخفيف القاف والمد (كل عظم من عظامه) أي المعتق (عظماً من عظام محرره) بضم الميم وفتح الراء المشددة أي من عظام القن الذي حرره (من النار) جزاء وفاقاً (وأيما امرأة اعتقت امرأة مسلمة) يعني أنثى مثلها ولو طفلة (فإن الله تعالى جاعل وقأ كل عظم من عظامها عظماً من عظام محررها من النار يوم القيامة) فيه إن الأفضل للرجل أن يعتق رجلاً وللمرأة أن تعتق امرأة كما في جزاء الصيد قال المناوي بل في بعض الأحاديث ما يقتضي تفضيل الذكر مطلقاً (دحب) عن أبي نجيح السلمي وهو حديث صحيح • (أيما أمه ولدت من سيدها) ما فيه صورة خلق آدمي (فإنها حرة إذا مات) ولا تعتق قبل ذلك إلا أن يعتقها قبل موته (هـ ك) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله) تعالى (أو يصلوا على نبيه) محمد صلى الله عليه وسلم (كانت) تلك الجلسة (عليم ترة من الله) بفتح المثناة الفوقية والراء أي نقصاً وتبعة وحسرة وندامة (إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم) أي لأنهم إذا أطالوا الجلوس وقع منهم في الغالب ما نهوا عنه من قول أو فعل ولم يتداركوا ما كفر عنهم ذلك (ك) عن أبي هريرة • (أيما امرأة توفى عنها زوجها فتزوجت بعده فهي) تكون في الجنة زوجة (لآخر أزواجها في الدنيا) قال المناوي وذا أحد الأسباب المانعة لنكاح أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعده (طب) عن أبي الدرداء بإسناد حسن • (أيما رجل ضاف قوما) أي نزل بهم ضيفاً وي نسخة أضاف بالألف قال العلقمي قال ثعلب ضفت الرجل إذا نزلت به ضيفاً وأضفته بالألف إذا نزلت به ضيفاً (فأصبح الضيف محروماً) أي من القرى (فإن نصره) أي نصرته وأعانته على أداء حقه (حق على كل مسلم) علم بحاله (حتى يأخذ بقرى ليلته) أي بقدر ما يصرفه في عشائه تلك الليلة أي ليلة واحدة كما في رواية أحمد والحاكم وإذا أخذ فيقتصر على ما يسد الرمق وهو تبقية الروح وقال بعضهم هو القوة قال شيخ الإسلام زكريا وبذلك ظهر لك أن الشد المذكور بالشين المعجمة لا بالمهملة وقال الأذرعي وغيره الذي نحفظه أنه بالمهملة وهو كذلك في الكتب والمعنى عليه صحيح لأن المراد سدد الخلل الحاصل في ذلك بسبب الجوع (من زرعه وماله) أي زرع ومال الذي نزل به فلم يضفه وهذا في حق أهل الذمة المشروط عليهم ضيافة من يمر

عليهم من المسلمين أو في حق المضطر الذي لا يجد ما يأكله ويخاف على نفسه التلف فله أن يأكل من مال أخيه المسلم بقدر حاجته الضرورية وعليه الضمان وقال العلقمي قال شيخنا هذه الأحاديث كانت في أول الأمر حين كانت الضيافة واجبة وقد نسخ وجوبها وقد اشار إليه أبو داود بقوله باب نسخ الضيف يأكل من مال غيره (حم هـ ك) عن المقدام ابن معدي كرب وهو حديث صحيح • (أيما رجل كشف ستراً) فإن لم يكشف بأن لم يكن سائر ونظر فسيأتي حكمه (فأدخل بصره) يعني نظر إلى ما وراء الستر (من قبل أن يؤذن له) في الدخول (فقد أتى حداً لا يحل له أن يأتيه) أي يحرم عليه ذلك (ولو أن رجلاً) أو امرأة من المنظور إليهم (فقأ عينه) أي النظار بأن رماه بنحو حصاة (لهدرت) عينه أي لا يضمنها الرامي وبه أخذ الشافعي وهو حجة على أبي حنيفة (ولو أن رجلاً مر على باب) أي نحو بيت (لا سترة عليه فرأى عورة أهله) من المنفذ المكشوف فلا خطيئة عليه) أي إذا لم يقصد النظر وكف بصره على الفور (إنما الخطيئة على أهل الباب) حيث أهملوا ما أمروا به من الستر (حم ت) عن أبي ذر وهو حديث صحيح • (أيما وال ولى من أمر المسلمين شيئاً) ولم يعدل فيه (وقف به على جسر جهنم) أي على الصراط (فيهتز به حتى يزول كل عضو منه عن مكانه أي تتناثر أعضاؤه في جهنم (ابن عساكر عن بشر) بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة (ابن عاصم) بن سفيان الثقفي بإسناد ضعيف • (أيما راع غشر رعيته) يعني لم ينصح لهم قال في المصباح غشه غشاً من باب قتل والاسم الغش بالكسر لم ينصحه وزين له غير المصلحة (فهو في النار) أي يعذب بنار جهنم ما شاء الله أن لم يعف عنه (ابن عساكر عن معقل) بفتح الميم وسكون المهملة (ابن يسار) بمثناة تحتية وسين مهملة مخففة ضد اليمين • (أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه) أي سادته فوطئ زوجته (فهو زان) لأن نكاحه بغير إذن سيده باطل وبه قال الشافعي (هـ) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف لكن قال العلقمي ولفظ الترمذي عن جابر أيما عبد تزوج بغير إذن سيده فهو عاهر ثم قال هذا حديث حسن صحيح • (أيما امرأة مات لها ثلاثة) في رواية ثلاث (من الولد) يشمل الذكر والأنثى وتمام الحديث عند البخاري قالت امرأة واثنان قال واثنان والرجل مثل المرأة في ذلك وإنما خص المرأة لأن الخطاب كان مع النساء قال القرطبي وإنما خص الثلاثة بالذكر لأنها أول مراتب الكثرة فتعظيم المصيبة لكثرة الأجر (كن) بضم الكاف وشدة لنون وأنث باعتبار الأنفس أو النسمة وفي رواية كانوا (لها حجاباً من النار) قال المناوي وإن لم يقارن ذلك صبر وبه صرح في حديث الطبراني وسببه أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا يوماً أي عين لنا يوماً تعظنا فيه فأجابهن ووفى بوعده ولقيهن فذكره (خ) عن أبي سعيد • (أيما رجل مس فرجه) أي ذكره أو حلقة دبره بباطن كفه (فليتوضأ) وجوباً عند الشافعي (وأيما امرأة

مست فرجها) والمراد به عند الشافعي ملتقى شفريها على المنفذ فلا ينقض ظهر الكف ولا رؤوس الأصابع ولا ما بينها (فلتتوضأ) والإضافة في الموضعين ليست للاحتراز فينقض مس فرج الغير بطريق الأولى لكن الماس دون الممسوس أن اتفقا ذكورة أو أنوثة فإن اختلفا تنقض الوضوء من الجانبين لحصول الملامسة (حم قط) عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه (أيما امرء مسلم أعتق امرأ مسلماً فهو فكاكه) قال العلقمي بفتح الفاء وكسرها لغة أي خلاصه (من النار يجزى) بضم المثناة التحتية وفتح الزاي غير مهموز قال العلقمي يقضي وينوب (بكل عظم منه) أي من المعتق بفتح التاء (عظماً منه) أي المعتق بكسرها زاد في رواية حتى الفرج بالفرج قال بعضهم والأولى أن لا يكون المعتوق خصيا (وأيما امرأة مسلمة اعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها من النار تجزى بكل عظم منها عظماً منها) حتى الفرج بالفرج (وأيما امرء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهما فكاكه من النار يجزى بكل عظمين منهما عظماً منه) قال المناوي فعتق الذكر يعدل عتق الانثيين ولهذا كان أكثر عتقاً النبي صلى الله عليه وسلم ذكوراً اهـ وقال العلقمي قال القاضي اختلفا العلماء هل الأفضل عتق الإناث أم الذكور فقال بعضهم الإناث لأنها إذا عتقت كان ولدها حراً سواء تزوجها حراً وعبد وقال آخرون عتق الذكور أفضل لما في الذكر من المعاني العامة التي لا توجد في الإناث كالقضاء والجهاد ولأن من الإناث من إذا عتقت تضيع بخلاف العبيد وهذا القول هو الصحيح (طب) عن عبد الرحمن بن عوف (د هـ طب) عن مرة بضم أوله مشداً ابن كعب (ت) عن أبي أمامة وهو حديث حسن • (اأيما امرأة زوجها وليان) أي أذنت لهما معا أو أطلقت أو أذنت لأحدهما وقالت زوجني لزيد وللآخر زوجني لعمرو (فهي) زوجة (للأول) أي للسابق (منهما) ببينة وتصادق فإن وقعا معا أو جهل السابق منهما بطلا معا (وأيما رجل باع بيعاً من رجلين) أي مرتبا (فهو) أي البيع (للأول) أي للسابق (منهما) فإن وقعا معا أو جهل السابق بطلا (حم ع ك) عن سمرة بن جندب وحسنه الترمذي وصححه • (أيما امرأة نكحت) أي تزوجت (على صداق أو حباء) بكسر الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة مع المد أصله العطية وهو المسمى عند العرب بالحلوان (أو عدة) بكسر العين وفتح الدال المهملتين مخففاً قال العلقمي ظاهره أنه يلزمه الوفاء وعند ابن ماجه أو هبة بدل العدة (قبل عصمة النكاح) أي قبل عقد النكاح (فهو لها) أي مختص بها دون أبيها لأنه وهب لها قبل العقد الذي شرط فيه لأبيها ما شرط وليس لأبيها حق فيه إلا برضاها (وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أعطيه) أي وما شرط من نحو هبة بعد عقد النكاح فهو حق لمن أعطيه ولا فرق بين الأب وغيره قال الخطابي هذا مؤول على ما شرطه الولي لنفسه غير المهر (وأحق ما أكرم) بالبناء للمجهول (عليه الرجل) أي لأجله فعلى للتعليل قال العلقمي قال ابن رسلان قال القرطبي أحق

ما أكرم عليه استئناف كلام يقتضى الحض على إكرام الولي تطييباً لنفسه (ابنته) بالرفع خبر المبتدا الذي هو أحق ويجوز نصبه على حذف كان والتقدير أحق ما أكرم لأجله الرجل إذا كانت ابنته استدل به على ما ذهب إليه أحمد أنه يجوز لولي المرأة أن يشترط لنفسه شيئاً من صداق ابنته غير المعين لابنته لأن يد الأب مبسوطة في مال الولد فهو أحق ما أكرم من جهة ابنته وبهذا قال اسحاق بن راهويه وقد روى عن زين العابدين انه زوج ابنته واشترط لنفسه شيئاً وروى عن مسروق أنه لما زوج ابنته اشترط لنفسه عشرة آلاف درهم يجعلها في الحج والمساكين وقال للزوج جهز امرأتك وقال عطاء وطاوس وعكرمة وعمر بن عبد العزيز وسيفان الثوري ومالك في الرجل ينكح المرأة على أن لأبيها شيئاً اتفقا عليه سوى المهران ذلك كله للمرأة دون الأب قال أصحابنا ولو نكح بألف على أن لأبيها أو أن يعطى أباها ألفاً فالمذهب فساد الصداق المسمى ووجوب مهر المثل لأنه نقص من صداقها لأجل هذا اشرط الفاسد والمهر لا يجب إلا للزوجة لأنه عوض بضعها (أو أخته) أو أمته وظاهر العطف أن الحكم لا يختص بالأب بل كل ولي كذلك (حم د ن هـ) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد جيد • (أيما امرأة) ثيب وبكر (زوجت نفسها من غير ولي) زاده لدفع توهم إرادة أذنت في تزويج نفسها فيه ودليل على اشتراط الولي لصحة النكاح (فهي زانية) أي أثمة إن كانت عالمة بطلان النكاح (خط) عن معاذ بن جبل قال ابن الجوزي ولا يصح • (أيما امرأة تطيبت) بطيب يظهر ريحه (ثم خرجت إلى المسجد) لتصلي فيه (لم تقبل لها صلاة حتى) أي إلى أن (تغتسل) أي تزيل أثر ريح الطيب يعني لا تثاب على صلاتها التي صلتها في غير بيتها ما دامت متطيبة لكنها صحيحة مغنية عن القضاء (هـ) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (أيما امرأة زادت في رأسها شعر أليس منه فإنه زور تزيد فيه) فيحرم عليها ذلك قال العلقمي قوله شعراً ليس منه ما يدل إلى ما ذهب إليه الليث ونقله أبو عبيد عن كثير من الفقهاء أن الممتنع وصل الشعر بالشعر وأما إذا وصلت شعرها بير الشعر من خرقة وغيرها فلا يدخل في التحريم وأخرج أبو داود بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال لا بأس بالقرامل وبه قال أحمد والقرامل جمع قرمل بفتح القاف وسكون الراء نبات طويل الفروع لين والمراد به هنا خيوط من حرير أو صوف يعمل ضفائر تصل به المرأة شعرها وفصل بعضهم بين ما إذا كان ما وصل به الشعر من غير الشعر مستورداً بعد عقده مع الشعر بحيث يظن أنه من الشعر وبين ما إذا كان ظاهراً فمنع الأول فقط لما فيه من التدليس وهو قوي ومنهم من أجاز الوصل مطلقاً سواء كان يشعر آخراً وبغير شعر إذا كان بعلم الزوج وإذنه وذهب آخرون إلى منع وصل الشعر بشيئ آخر سواء كان شعراً أم لا ويؤيده حديث جابر زجر رسول الل صلى الله عليه وسلم أن تصل المرأة بشعرها شيئاً أخرجه مسلم تنبيه كما يحرم على المرأة الزيادة في شعر رأسها

يحرم عليها حلق شعر رأسها بغير ضرورة (ن) عن معاوية بن أبي سفيان • (أيما رجل أعتق أمة ثم تزوجها بمهر جديد فله أجران) أجر بالعتق وأجر بالتزويج (طب) عن أبي موسى الأشعري • (أيما رجل قام إلى وضوئه) هو بضم الواو اسم للفعل ويفتحها اسم لما يتوضأ به (يريد الصلاة) جملة حالية (ثم غسل كفه) في نسخة كفيه (نزلت خطيئته من كفيه) مجاز عن غفرانها وكذا يقال فيما بعده (مع ألو قطرة) تقطر منهما (فإذا غسل وجهه نزلت خطيئته من سمعه وبصره مع أول قطرة) تقطر منه (فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب هو له ومن كل خطيئة) جمع بينهما للتأكيد فيصير مغفوراً له لا ذنب عليه (كهيئته يوم ولدته أمه) وظاهره أن المراد الصغائر (فإذا قام إلى الصلاة) أي وصلاها (رفعه الله عز وجل) بها (درجة) في الجنة (وإن قعد) أي عن الصلاة أي لم يصلها بذلك الوضوء (قعد سالماً) من الذنوب فإنه قد غفر له بتمام الوضوء (حم) عن أبي أمامة وإسناده حسن • (أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله) أي في قتال الكفار لإعلاء كلمة الله (فبلغ) أي وصل إلى العدو (مخطئاً) أي لم يصب أحداً (أو مصيباً فله من الأجر كرقبة أعتقها من ولد إسماعيل) بن إبراهيم الخليل (وأيما رجل) مسلم (شاب في سبيل الله) أي في القتال أو الرباط قال المناوي يعني من هول ذلك أو من دوامه الجهاد حتى أسن (فهو له) أي الشيب المفهوم من شاب (نور) والشيب كله نور لكل مؤمن كما في حديث فالحاصل لهذا الرجل نور على نور (وأيما رجل أعتق رجلاً مسلماً فكل عضو من المعتق) بكسر التاء مقابل أو مفدى (بعضو من المعتق) بفتحها (فداء له من النار) بنصب فدا على الحال أو التمييز أو المفعول المطلق والمرأة مثل الرجل (وأيما رجل قام) أي استيقظ من نومه أو تحول من مقعده (وهو يريد الصلاة) أي التهجد (فأقضى الوضوء) بفتح الواو (إلى أماكنه) أي أوصل الماء إلى مواضعه وهو الإسباغ (سلم من كل ذنب وخطيئة هي له) عطف تفسير والمراد الصغائر كما مر (فإن قام إلى الصلاة) فصلاها (رفعه الله) تعالى (بها درجة) في الجنة (وإن رقد رقد سالماً) من الذنوب (طب) عن عمرو بن عيسى • (أيما وال ولى امر أمتى بعدي) قال المناوي قيد بالبعية لإخراج من ولى أمر أمته في حياته من أمرائه فإنه لا يجري فيه التفصيل الآتي لأنهم كلهم عدول (أقيم على الصراط ونظرت الملائكة صحيفته) التي فيها حسناته وسيئاته (فإن كان عادلاً نجا بعدله) في رعيته (وإن كان جائراً انتفض به الصراط انتفاضة تزايل) أي تفارق تلك الانتفاضة (بين مفاصله حتى يكون بين كل عضوين من أعضائه مسيرة مائة عام) قال المناوي يعني بعداً كثيراً جداً لا تسعه العقول فالمراد التكثير لا التحديد (ثم ينخرق به الصراط فأول ما يتقي به النار أنفه وحر وجهه) بضم الحاء المهملة ما أقبل منه (أبو القاسم بن بشر أن في أماليه عن عليّ) أمير المؤمنين • (أيما مسلم استرسل إلى مسلم) قال في النهاية الاسترسال الاستئناس والطمأنينة إلى الإنسان

والثقة به فيما يجديه وأصله السكون والثبات ومنه الحديث غبن المسترسل رباء (فغبنه) قال في المصباح غبنه في البيع والشراء غبناً من باب ضرب مثل غبنه فانغبن وغبنه نقصه وغبن بالبناء للمفعول فهو مغبون أي منقوص في الثمن أو غيره والغبنة اسم منه (كان غبنه ذلك رباء) أي مثل الربا في التحريم ومنه أخذ بعض المجتهدين ثبوت الخيار بالغبن وخالف الشافعي لدليل آخر (حل) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف • (أيما امرأة قعدت على بيت أولادها) أي تركت التزوج وحضنتهم بعد موت أبيهم (فهي معي في الجنة) أي قريبة من منزلتي أو تدخل مع السابقين على إثري ولا مانع من اجتماع اشيئين (ابن بشران عن أنس • (أيما راع) أي متولي شيء من أمور المسلمين (لم يرحم رعيته) أي يعاملهم بالعطف والشفقة والرفق (حرم الله عليه الجنة) أي دخولها مع السابقين بل يعذب بالنار إن لم يعف عنه (جيثمه) بفتح المعجمة وسكون المثناة التحتية وفتح المثلثة والميم إلا طرابلسي (في جزئه عن أبي سعيد) الخدري رضي الله تعالى عنه • (أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة) تعميم بعد تخصيص ويستمر ذلك (حتى يكبر) بفتح الموحدة أي يطعن في السن ويموت على ذلك قال في الصحاح كبر بمعنى طعن في السن بكسر الباء في الماضي وفتحها في المضارع وأما كبر بمعنى عظم فهو بضمها فيهما (أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقاً) بكسر الصاد وشد الدال المكسورة أي مثل ثوابهم (طب) عن أبي أمامة قال المناوي قال الذهبي منكر • (أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحاً كان لهم أماناً من عذاب الله تعالى حتى يمسوا وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء كان لهم أماناً من عذاب الله تعالى حتى يصبحوا) قال المناوي والمراد بالعذاب هنا القتال بدليل حديث كان إذا نزل بساحة قوم فسمع الأذان كف عن القتال (طب) عن معقل بن يسار وهو حديث ضعيف • (أيما مال أديت زكاته) بالبناء للفاعل أي أدّاها مالكه لمستحقها أو إلى السلطان (فليس بكنز) وإن دفن في الأرض وأيما مال مل تؤد زكاته فهو كنز وإن لم يدفن فيدخل صاحبه في آية والذين يكنزون الذهب والفضة (خط) عن جابر وهو حديث ضعيف • (أيما راع استرعى رعية) بالبناء للمجهول أي طلب الله منه أن يكون راعي جماعة أي أميرهم بأن نصبه عليهم (فلم يحطها) أي لم يحفظها (بالأمانة والنصيحة) أي بإرادة الخير والصلاح والنصح (ضاقت عليه) أي عنه (رحمة الله التي وسعت كل شيء) بمعنى أنه يحرم منها وهذا خرج مخرج الزجر والتنفير لأن رحمه الله ترجى للعاصين (خط) عن عبد الرحمن بن سمرة وهو حديث ضعيف • (أيما وال ولى شيئاً من أمر أمتي فلم ينصح لهم) في أمر دينهم ودنياهم (ويجتهد) أي يبذل جهده (لهم) فيما يصلحهم وينفعهم (كنصيحته وجهده) أي اجتهاده (لنفسه كبه الله تعالى على وجهه يوم القيامة في النار) أي ألقاه فيها على وجه الإذلال والإهانة والاحتقار وقد تدركه

الرحمة فيعفى عنه (طب) عن معقل بن يسار • (أيما وال ولى) بالبناء للمفعول ويجوز للفاعل (على قوم فلان لهم) أي لاطفهم بالقول والفعل (ورفق) بهم (رفق الله تعالى به يوم القيامة) فلم يناقشه بالحساب ولم يوبخه بالعتاب (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن عائشة) رضي الله عنها • (أيما داع دعا) بالبناء للفاعل (إلى ضلالة فاتبع) بالبناء للمفعول أي اتبعه على تلك الضلالة ناس (فن عليه مثل أوزار من اتبعه ولا ينقص) أي ما حصل له من الوزر (من أوزارهم شيئاً) فإن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة (وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه ولا ينقص من أجورهم شيئاً) فإن من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة وفي الحديث الحث على استحباب الدعاء إلى الهدي والطاعة والتحذير من الدعاء إلى الضلالة والبدعة (هـ) عن أنس • (أين الراضون بالمقدور) أي بما قدر الله لهم في الأزل يعني هم قليل (أين الساعون للمشكور) أي أين المداومون على السعي والجهد في تحصيل كل فعل محمود شرعاً يعني هم قليل (عجبت لمن يؤمن بدار الخلود) وهي الدار الآخرة وقال المناوي وهي الجنة والنار (كيف يسعى لدار الغرور) وهي الدنيا سميت بذلك لأنها تغر من اشتغل بها وشهواتها ولذاتها قال تعالى وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور (هناد عن عمرو بن مرة) بضم الميم وشدة الراء مرسلاً • (أيها الناس) أي ترفقوا في السعي في طلب حظكم من الرزق (فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها) أي ما قدر لها من الرزق (وإن أبطأ عنها) فلا فائدة في الجهد والكذب ونصب شباك الحيل والطمع وقرن ذلك بالأمر بالتقوى لأنها تردع عن الشهوات ومن ثم كرر ذلك فقال (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) وبين كيفية الإجمال بقوله (خذوا ما حل لكم) تناوله (ودعوا) أي اتركوا (ما حرم) عليكم ومدار ذلك على اليقين فإنه إذا علم أن ما قدر له من الرزق لابد له منه وطلبه برفق من وجه حلال يستريح في الدنيا والآخرة (هـ) عن جابر • (أيها الناس عليكم بالقصد) أي الزموا التوسط والسداد والتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط (عليكم بالقصد) كرره للتأكيد (فإن الله لا يمل حتى تملوا) بفتح الميم فيهما أي لا يترك الثواب عنكم حتى تتركوا عبادته وسؤاله فسمى فعل الله مللاً على طريق الازدواج في الكلام (هـ ع حب) عن جابر • (أيها الناس اتقوا الله) بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه (فوالله لا يظلم مؤمن مؤمناً إلا انتقم الله تعالى) له (منه يوم القيامة) حيث لم يعف عنه المظلوم ولم تحفه العناية الإلهية فيرضيه عنه وذكر المؤمن غالبي فمن له ذمة أو عهداً وأمان كذلك عبد بن حميد عن أبي سعيد • (أيها الناس لا تعلقوا) بحذف إحدى التاءين (عليّ بواحدة) أي لا تأخذوا عليّ في فعل ولا قول واحد يعني لا نتسبوني فيما أقوله وأفعله إلى هوى وغرض دنيوي (ما أحللت إلا ما أحل الله تعالى) أي أذن فيه (وما حرمت إلا ما حرم الله تعالى) أي نهى

عنه (ابن سعد عن عائشة) (أيها المصلي وحده) أي المنفرد عن الصف (ألا) أي هلا فهي للتحضيض (وصلت إلى الصف ودخلت معهم) أي المصلين (أو جررت إليك رجلاً) منهم ليصطف معك (إن ضاق بك المكان) أي الصف (فقام معك) فصرتما صفاً (أعد صلاتك) التي صليتها وحدك منفرداً عن الصف مع جماعة ليحصل لك الثواب الكامل (فإنه لا صلاة لك) أي كاملة قاله لرجل رآه يصلي خلف القوم (طب) عن وابصة وهو حديث ضعيف • (أيها الأمة) أي الجماعة المحمدية (أني لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون) فإن الجاهل إذا لم يقصر معذور (ولكن انظروا) تأملوا (كيف تعملون فيما تعلمون) فإن العالم إذا لم يعمل بعلمه يعذب من قبل عباد الوثن (حل) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (أي) بفتح الهمزة وتشديد الياء (عبد زار أخا) له في نسخة أخاه (في الله) لله (نودي) من قبل الله على لسان ملائكته (أن) بالفتح (طبت) في نفسك (وطابت لك الجنة ويقول الله عز وجل عبدي زار فيّ) بالفاء في كثير من النسخ وفي نسخة شرح عليها المناوي زارني بالنون بدل الفاء فنه قال أضاف الزيارة إليه تعالى وإنما هي للعبد العاجز المذكور حثاً للخلق على المؤاخاة في الله والتزاور والتحابب فيه (على قراه) أي على ضيافته تفضلاً وإحساناً إذ لا يجب عليه سبحانه وتعالى شيء (ولن أرضى لعبدي بيقري دون الجنة ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن أنس) وهو حديث ضعيف • (أي) بفتح الهمزة وتخفيف الياء حرف نداء ذكره أبو البقاء (آخى) ناداه نداء تعطف ليكون ادعى إلى الامتثال (إني موصيك بوصية) بليغة عظيمة النفع لمن فتح الله قفل قلب وجعل خليقته مستقيمة وأذنه سميعة (فاحفظها لعل الله أن ينفعك بها) أي بالعمل بمضمونها (زر القبور) أي قبور المؤمنين لا سيما الصالحين (تذكر بها) أي بزيارتها (الآخرة) لأن من رأى مصارع إخوانه وعلم أنه عن قرب صائر إليهم يذكر الآخرة لا محالة والأولى كون الزيارة (بالنهار) أي فيه متعلق بزر (أحياناً ولا تكثر) أي فإن الإكثار منها ربما أعدم الأمل وضيع ما هو أهم منها (واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو) أي فارغ من الروح (عظة بليغة) وهو دواء للنفوس (وصل على الجنائز) التي يطلب الصلاة عليها (لعل ذلك يحزن قلبك فإن الحزين في ظل الله تعالى) أي في ظل عرشه أو تحت كنفه (مرض لكل خير) بضم الميم وشد الراء المفتوحة (وجالس المساكين) أي والفقراء إيناساً لهم وجبراً لخواطرهم (وسلم عليهم إذا لقيتهم) أي ابدأهم بالسلام (وكل مع صاحب البلاء) كالأجذم والأبرص (تواضعاً لله) تعالى (وإيماناً به) أي تصديقاً بأنه لا يصيبك من البلاء إلا ما قدر عليك وهذا خاطب به من قوى توكله كما خاطب بقوله فر من المجذوم فرارك من الأسد من ضعف توكله (والبس) بفتح الموحدة (الخشن الضيق من الثياب) من نحو قميص وجبة (لعل العز والكبرياء لا يكون لهما فيك مساغ وتزين أحياناً) بالملابس الحسنة (لعبادة ربك)

كما في العيدين والجمعة (فإن المؤمن كذلك يفعل) أي يلبس الخشن حتى إذا جاء موسم من المواسم أو اجتماع لعبادة أو لقدوم وفد فتزين (تعففاً) أي إظهار للعفة والاستغناء عن الناس (وتكرماً) عليهم (وتحملاً) يحتمل أنه بالحاء المهملة تحملاً عنهم مؤنة مواساته ويحتمل بالجيم أي تجملاً في الملابس للتحدث بالنعمة (ولا تعذب شيئاً مما خلق الله بالنار) حتى من استحق القتل فإنه لا يعذب بالنار إلا خالقها (ابن عساكر عن أبي ذر) وهو حديث ضعيف • (أي إخواني لمثل هذا اليوم فاعدوا) أي لمثل يوم نزول أحدكم قبره فليعد أي فليتخذ عدة تنفعه في بيت الظلمة والوحشة وهي العمل الصالح فإن المصطفى قال ذلك وهو واقف على شفير قبر يبكي حتى بل الثرى (حم هـ) عن البراء وهو حديث حسن • (أيحسب أحدكم) الاستفهام للإنكار قال العلقمي فيه حذف تقديره أيظن أحدكم إذا كان يبلغه الحديث عني في حال كونه (متكئاً على أريكته) فيقول بيننا وبينكم كتاب الله إن الله لم يحرم شيئاً إلا ما في هذا القرآن والأريكة قال في النهاية السرير في الحجلة من دون ستر ولا يسمى منفرداً أريكة وقيل هو كل ما تكئ عليه من سرير أو فراش أو منصة اهـ قال ابن رسلان وترجح هذا هنا فإنهم كانوا في غزوة خيبر ولم تكن الحجلة موجودة عليه وهي بفتح الحاء والجيم بيت كالقبة يستر بالثياب ويكون له أزرار كبار (أن الله تعالى لم يحرم شيئاً إلا ما في هذا القرآن) قال المناوي هذا من تتمة مقول ذلك الإنسان أي قد يظن بقوله بيننا وبينكم كتاب الله إن الله لم يحرم إلا ما في هذا القرآن اهـ وليس بظاهر فإن المقول محذوف كما بينه العلقمي (إلا) أداة الاستفتاح ومعناها التنبيه أي تنبهوا لما ألقيه عليكم (وأني والله قد أمرت) بفتح الهمزة والميم بأشياء (ووعظت) بأشياء (ونهيت عن أشياء أنها كمثل) بكسر الميم وسكون المثلة ما أمرو ووعظ ونهى عنه (القرآن أو أكثر) وأو ليست للشك بل للإضراب (وأن الله تعالى لم يحل لكم) بضم المثناة التحتية وكسر المهملة (أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب) اليهود والنصارى ممن له ذمة أو أمان (إلا بإذن) منهم لكم وفي معنى بيوتهم متعبداتهم (ولا ضرب نسائهم) لأخذ شيء منهم أو لوطئهم فلا تظنوا أن نسأ أهل الذمة حل لكم كالحربيين (ولا أكل ثمارهم) ونحوها من كل مأكول (إذا أعطوكم الذي عليهم) من جزية ونحوها (د) في الخراج (عن العرباض) بكسر العين المهملة وسكون الراء وفتح الباء الموحدة أخره ضاد معجمة ابن سارية السلمي بضم المهملة • (أيمن) بفتح الهمزة وسكون المثناة التحتية وفتح الميم تبدأ (امرء) مضاف إليه (وشأمه) بفتح الهمزتين بينهما شين معجمة معطوف على المبتدأ أي أعظم ما في جوارح الإنسان يمناً أي بركة وأعظم ما فيه شؤماً أي شراً (ما بين لحييه) خبر المبتدأ أي لسانه واللحيان بفتح اللام وسكون المهملة العظمان اللذان عليهما الأسنان السفلى يعني أكثر حسنات الإنسان وخطيئاته من لسانه (طب) عن عدي بن حاتم بحاء مهملة ومثناة فوقية مكسورة

(فصل في المحلى بال من هذا الحرف) • (الآخذ) بالمد وكسر الخاء المعجمة (بالشبهات) جمع شبهة وهي هنا محل تجاذب الأدلة واختلاف العلماء (يستحل الخمر بالنبيذ) أي يتناول الخمر بالنبيذ ويقول النبيذ حلال ليشربه (والسحت) بضمتين كل مال حرام (بالهدية) أي يتناول ما يأخذه من الظلمة أو الرشوة بأنه هدية والهدية سائغة القبول (والبخس بالزكاة) بموحدة وخاء معجمة وسين مهملة ما يأخذه الولاة باسم العشر والمكس يتاؤلون فيه الزكاة فالآخذ بالشبهات يقع في الحرام ولابد (فر) عن عليّ وهو حديث ضعيف • (الآخذ والمعطي سواء في الربا) أي آخذ الربا ومعطيه في الإثم سواء وإن كان الآخذ محتاجاً كما مر (قط ك) عن أبي سعيد الخدري • (الآمر) بالمد وكسر الميم (بالمعروف) أي بما عرف في الشرع بالحسن (كفاعله) في حصول الأجر له لكن لا يلزم منه التساوي في المقدار (يعقوب ابن سفيان في مشيخته) أي في تراجم مشايخه (فر) عن عبد الله بن جراد وهو حديث ضعيف • (الآن حمى الوطيس) بفتح الواو وكسر الطاء أي الآن اشتد الحرب وأصله التنور يخبز فيه كنى به عن اشتباك الحرب والتحامه لأن شدة الحرب تشبه حره وهذا من فصيح الكلام وبديعه الذي لم يسمع من أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم وذا قاله يوم حنين حين نظر إلى المعركة وهو على بغلته البيضا (حم م) عن العباس بن عبد المطلب (ك) عن جابر بن عبد الله (طب) عن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة • (الآن نغزوهم ولا يغزوننا) بنونين وفي رواية بنون أي في هذه الساعة اعلمني الله أنا أيها المسلمون نسير إلى غزو قريش ونظفر بهم ولا يغزونا بعدها قاله حين أجلى عنه الأحزاب ببناء أجلي للمفعول أي رجعوا عنه بغير اختيارهم وهو من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه اعتمر في السنة المقبلة فصده قريش عن البيت ووقعت الهدنة بينهم إلى أن نقضوها فكان ذلك سبب فتح مكة فوقع الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (حم خ) عن سليمان بن صرد بضم ففتح • (الآن بردت عليه جلده) قال المناوي يعني الرجل الذي مات وعليه ديناران فأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فقال أعليه دين فقيل ديناران فانصرف فتحملهما أبو قتادة فذكره ثم صلى عليه وامتناعه من الصلاة على من مات وعليه دين كان قبل أن يؤمر بقضاء دين من مات من المسلمين معسراً (حم قط ك) عن جابر وإسناده حسن • (الآيات بعد المائتين) أي تتابع الآيات وظهور الأشراط على التتابع والتوالي بعد مائتي سنة قال الدميري في سنده عون وهو منكر الحديث وقال قال البخاري وقد مضى مائتان ولم يكن من الآيات شيء اهـ قال المناوي وذا قاله قبل أن يعلمه الله بأنها تتأخر زماناً طويلاً (هـ ك) عن أبي قتادة وهو حديث ضعيف • (الآيات) أي العلامات الدالة على قيام الساعة (خرزات) بالتحريك

جمع خرزة أي كخرزات (منظومات في سلك فانقطع السلك) أي فإذا انقطع (فيتبع بعضها بعضاً (حم ك) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد حسن • (الآيتان من آخر سورة البقرة) يعني من قوله تعالى آمن الرسول إلى آخر السورة فآخر الآية الأولى المصير ثم إلى آخر السورة واحدة (من قرأهما في ليلة) في رواية بعد العشاء الآخرة (كفتاه) في ليلته من شر الشيطان أو الثقلين أو الآفات أو اغنتاه عن قيام الليل وقيل معناه أجزأناه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالاً وقيل معناه وقتاه كل سوء قال الحافظ بن حجر يجوز أن يراد جميع ما تقدم (حم ق هـ) عن أبي مسعود البدري • (الإبدال) بفتح الهمزة جمع بدل بفتحتين خصهم الله تعالى بصفات منها أنهم ساكنون إلى الله تعالى بلا حركة منها حسن أخلاقهم (في هذه الأمة ثلاثون رجلاً قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن) أي انفتح لهم طريق إلى الله على طريق إبراهيم فصارت كقلب واحد (كلما مات رجل منهما بدل الله مكانه رجلاً) فلذلك سموا أبدالاً أو لأنهم بدلا أخلاقهم السيئة قال العلقمي (فائدة) قال شيخنا قال سهل بن عبد الله صارت الإبدال إبدالاً بأربعة قلة الكلام وقلة الطعام واعتزال الأنام وأخرج أبو نعيم في الحلية عن بشر بن الحارث أنه سئل عن التوكل فقال اضطراب بلا سكون رجل تضطرب جوارحه وقلبه ساكن إلى الله تعالى لا إلى قلبه وسكون بلا اضطراب رجل ساكن إلى الله بلا حركة وهذا عزيز وهو من صفات الإبدال (فائدة) في كفاية المعتقد لليافعي نفعنا الله تعالى به قيل إنما سمى الإبدال إبدالاً لأنهم إذا غابوا تبدل في مكانهم صور روحانية تخلفهم وأخرج أبو نعيم عن معروف الكرخي قال من قال في كل يوم عشر مرات اللهم أصلح أمة محمد اللهم فرج عن أمة محمد اللهم ارحم أمة محمد كتب من الإبدال (حم) عن عبادة بن الصامت بإسناد صحيح • (الإبدال في أمتي ثلاثون) رجلاً (بهم تقوم الأرض) أي تعمر (وبهم) أي بسببهم (يمطرون) بالبناء للمفعول أي ينزل الله عليكم المطر (وبهم ينصرون) على الأعداء قال المناوي لأن الأنبياء أوتاد الأرض فلما انقطعت النبوة أبدل الله مكانهم هؤلاء (طب) عنه أي عن عبادة بإسناد صحيح • (الإبدال في أهل الشام) أي من أهلها (وبهم ينصرون) على الأعداء (وبهم يرزقون) أي يمطرون فيكثر النبات قال المناوي ولا ينافي تقييد النصرة هنا بأهل الشام إطلاقها فيما قبله لأن نصرتهم لمن في جوارهم أتم وإن كانت أعم (طب) عن عوف بن مالك وإسناده حسن • (الإبدال بالشأم وهم أربعون رجلاً كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً يسقي بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب) وكذا عن غيرهم كما علم مما مر قال المناوي زاد في رواية الحكيم لم يسبقوا الناس بكثرة صلاة ولا صيام ولا تسبيح ولكن بحسن الخلق وصدق الورع وحسن النية وسلامة الصدر أولئك حزب الله (حم) عن علي بإسناد حسن • (الإبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة كلما مات

رجل أبدل الله مكانه رجلاً وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة) قال المناوي ولا ينافي خبر الأربعين خبر الثلاثين لأن الجملة أربعون رجلاً ثلاثون على قلب إبراهيم وعشر ليسوا كذلك (الخلال) بفتح المعجمة وشدة اللام (في) كتاب (كرامات الأولياء (فر) عن أسن بن مالك وهو حديث ضعيف • (الإبدال من الموالي) قال المناوي تمامه ولا يبغض الموالي إلا منافق ومن علامتهم أيضاً أنهم لا يولد لهم وأنهم لا يلعنون شيئاً (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (عن عطاء) بن أبي رباح (مرسلاً) بفتح السين وكسرها وهو حديث منكر • (الأبعد فالأبعد) أي من داره بعيدة (من المسجد) الذي تقام فيه الجماعة (أعظم أجراً) ممن هو أقرب منه لما في البعد عن المسجد من كثرة الخطا وفي كل خطوة عشر حسنات (حم د هـ ك هق) عن أبي هريرة بإسناد صالح • (الإبل عز لأهلها) أي لمالكيها (والغنم بركة) يشمل الضأن والمعز (والخير معقود في نواصي) وفي نسخة بنواصي (الخيل إلى يوم القيامة) أي منوط بها ملازم لها كأنه عقد فيها لإعانتها على الجهاد وعدم قيام غيرها مقامها في الكر والفر (هـ) عن عروة بضم المهملة ابن الجعد بفتح الجيم سكون المهملة ويقال ابن أبي الجعد (البارقي) بموحدة وقاف • (الاثمد) بكسر الهمزة والميم بينهما مثلثة ساكنة حجر الكحل المعروف (يجعلوا البصر) أي يزيد نور العين بدفعه المواد الرديئة المنحدرة من الرأس (وينبت الشعر) بالتحريك هنا للازدواج أي هدب العين لأنه يقوي طباقها (نخ) عن معبد بن هوذة بذال معجمة • (الأجدع شيطان) بسكون الجيم ودال مهملة قال العلقمي قال في النهاية الجدع قطع الأنف أو الأذن أو الشفة وهو بالأنف أخص فإذا أطلق غلب عليه قال ابن رسلان والمجادعة المخاصمة فلعله سمى الأجدع شيطاناً لأنه الداعي إلى المخاصمة وقطع الأطراف والسبب فيه فسمى به كما سمى النبي صلى الله عليه وسلم المار بين يدي المصلي شيطاناً فقال ادقعه فإن أبي فقاتله فإنما هو شيطان لأنه الداعي إلى المرور فتسبب إليه تجوزاً (حم د هـ ك) عن ابن الخطاب وهو حديث ضعيف • (الإحسان أن تعبد الله تعالى كأنك تراه) فإن من استحضر ذلك أتى بالعبادة على الوجه الأكمل من الإتيان بأركانها وشروطها ومندوباتها (فإن لم تكن تراه) فاستمر على إحسان العبادة (فإنه يراك) قال العلقمي وهذه قطعة من حديث جبريل في سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام وشرائع الدين وجوابه صلى الله عليه وسلم له قال شيخ شيوخنا الإحسان مصدر يتعدى بنفسه وبغيره تقول أحسنت كذا إذا أتقنته وأحسنت إلى فلان إذا أوصلت إليه النفع والأول المراد لأن المقصود إتقان العبادة وقد يلحظ الثاني بأن المخلص مثلاً يحسن بإخلاصه إلى نفسه وإحسان العبادة الإخلاص فيها والخشوع وفراغ البال حال التلبس بها ومراقبة المعبود وأشار في الجواب إلى حالتين أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة الحق بقلبه كأنه يراه بعينه وهو قوله كأنك تراه أي وهو يراك

والثانية أن يستحضران الحق سبحانه وتعالى مطلع عليه يرى كل ما يعمل وقوله فإنه يراك قال النوري وفي هذا الحديث أصل عظيم من أصول الدين وقاعدة مهمة من قواعد المسلمين هو عمدة الصديقين وبغية السالكين وكنز العارفين ودأب الصالحين وهو من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم وقد ندب أهل التحقيق إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانعاً من التبيس بشيء من النقائص احتراماً لهم واستحياء منهم فكيف بمن لا يزال الله مطلعاً عليه في سره وعلانيته (م 3) عن عمر ابن الخطاب (حم ق هـ) عن أبي هريرة • (الإحصان إحصانان إحصان نكاح) وهو الوطئ في نكاح صحيح (وإحصان عفاف) هو أن يكون تحته مني عفه بخلاف العجوز الشوهاء والرتقاء والقرناء ابن أبي حاتم (طس) وابن عساكر عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (الاختصار) أي وضع اليد على الخصر (في الصلاة راحة أهل النار) يعني أن ذلك عادة اليهود في صلاتهم وهم أهلها وليس المراد أن لأهل النار راحة قال تعالى لا يفتر عنهم العذاب (حب هق) عن أبي هريرة قال الذهبي هذا منكر • (الأذان تسع عشرة كلمة) بالترجيع وهو أن يأتي بالشهادتين سراً قبل أن يأتي بهما جهراً فيه حجة للشافعي في قوله أن التكبير في أول الأذان أربع إذ لا تكون ألفاظه تسعة عشر إلا بناء على ذلك وذهب مالك إلى أنه مرتين (والإقامة سبع عشرة كلمة) فيه دليل للحنفية وفي نسخة إحدى عشرة كلمة (ت) عن أبي محذورة • (الأذنان من الرأس) أخذ بظاهره الأئمة الثلاثة وأكثر الصحابة والتابعين فيكفي مسحهما بماء الرأس ولا يحتاج إلى ماء جديد وقيل هما من الوجه وقال الشافعي رضي الله عنه هما عضوان مستقلان ليسا من الوجه ولا من الرأس وتأول أصحابه الحديث على وجهين أحدهما أنهما يمسحان مع الرأس تبعاً له والآخر أنهما يمسحان كما يمسح الرأس ولا يغسلان كالوجه وإضافتهما إلى الرأس إضافة تشبيه وتقريب لا إضافة تحقيق واحتجوا بأشياء أحسنها حديث عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ لأذنيه ماء خلاف الذي أخذه لرأسه رواه البيهقي قوال إسناده صحيح فهو صريح في أنهما ليسا من الرأس إذ لو كانا منه لما أخذ لهما ماء جديداً كسائر أجزاء الرأس وفيه رد على من قال أنهما من الوجه واحتجوا على من قال هما من الوجه بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسحهما ولم ينقل عنه أنه غسلهما ولو كانا من الوجه لغسلهما وأيضاً فالإجماع منعقد على أن المتيمم لا يمسحهما (حم د ت هـ) عن أبي أمامة وإسناده ليس بالقويم (هـ) عن أبي هريرة وعن عبد الله ابن يزيد بإسناد ضعيف (قط) عن أنس قال والأوضح إرساله (وعن أبي موسى) الأشعري (وعن ابن عباس) وقال تفرد به ضعيف (وعن ابن عمر) وقال الصواب موقوف (وعن عائشة) • (الارتداء) وهو وضع الرداء على الكتفين (لبسة العرب) بضم اللام أي توارثها العرب على آبائهم فإنهم كانوا في الجاهلية كلهم في إزار ورداء وكانوا

يسمونها حلة (والالتفاع) وهو تغطية الرأس وأكثر الوجه (لبسة) أهل (الإيمان لأنهم لما علاهم من الحياء من ربهم ما أخجلهم اضطروا إلى مزيد الستر وما ازداد عبد بالله علماً إلا ازداد منه حياء وهو لبسة بني إسرائيل ورثوها عن آبائهم (طب) عن ابن عمر ابن الخطاب وهو حديث ضعيف • (الأرض كلها مسجد) أي محل سجود الصلاة (إلا المقبرة) بتثليث الباء أي الطاهرة مع الكراهة قال العلقمي ولا فرق في الكراهة بين أن يصلي على القبر أو بجانبه نعم يستثنى مقابر الأنبياء لأنهم أيحياء في قبورهم فلا كراهة اهـ أما النجسة وهي ما تحقق نبشها فلا تصح الصلاة فيها إلا بحائل (والحمام) يدخل فهي المكان الذي اعتاد الناس نزع ثيابهم فهي فتكره الصلاة فهي كراهة تنزيه لأنه بيت الشياطين ومأواهم قال المناويوأخذ بظاهره بعض المجتهدين فأبطل الصلاة فيها مطلقاً (تنبيه) قال ابن حر هذا الحديث يعارضه عموم حديث حابر المتفق عليه وجعلت لي الأرض طيبة طهوراً أي طاهرة مطهرة ومسجداً وحديث أبي أمامة عند البيهقي والطبراني وجعلت لي الأرض كلها مسجداً (حم د ت هـ ك) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه • (الأرض أرض الله والعباد عباد الله من أحيي مواتاً فهو له) أي يملكه وأن يألم ذن الإمام عند الشافعي وشرط أبو حنيفة إذنه إذا كان المحيي مسلما ولو غير مكلف إذا كانت الأرض ببلاد الإسلام ولو بحرم لكن لا يجوز إحياء في عرفة ولا المزدلفة ولا منى لتعلق حق الوقوف بالأول والمبيت بالأخيرين أما إذا كان الموات بلاد الكفار فلهم أحياؤه لأنه من حقوقهم ولا ضرر علينا فيه كذا للمسلم أحياؤه إن لم يذبونا عنه بخلاف ما يذبونا عنه أي وقد صولحوا أن الأرض لهم (طب) عن فضالة ابن عبيد ورجاله رجال الصحيح • (الأرواح) التي تقوم بها الأجساد (جنود مجندة) أي جموع مجمعة وأنواع مختلفة (فما تعارف) أي توافق في الصفات وتناسب في الأخلاق (منها ائتلف) في الدنيا (وما تناكر منها) فلم يتوافق ولم يتناسب (اختلف) قال العلقمي قال الخطابي يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد وأن الخير من الناس يحن إلى شكله والشرير يميل إلى نظيره فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي بجلت عليها من خير أو شر فإذا اتفقت تعارفت وإذا اختلفت تناكرت قلت ولا يكر عليه أن بعض المتنافرين ربما ائتلف لأنه محخمول على مبدأ التلاقي فإنه يتعلق بأصل الخلقة بغير سبب وأما في ثاني الحال فيكون مكتسباً لتجدد وصف يقتضي الألفة بعد النفرة كإيمان الكافر وإحسان المسيء وقال ابن الجوزي ويستفاد منهذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن يبحث عن المقتضى لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم وكذا القول في عكسه قال البيهقي سألت الحاكم عن معناه فقال المؤمن والكافر لا يسكن قلبه إلا إلى شكله (خ) عن عائشة قال المناوي لكن معلقاً فإطلاق عزوه

إليه غير جيد (م د) عن أبي هريرة ورواه عنه أيضاً مسلم بلفظ الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله ائتلف وما تنافر منها في الله اختلف (طب) عن ابن مسعود ورجال رجال الصحيح وزاد فيه تلتقي فتتشام كما تشام الخيل • (الإزار) يسبل (إلى نصف الساق أو إلى الكعبين لا يخر في أسفل من ذلك) لأنه إن كان يقصد الخيلاء حرم وإلا كره (حم) عن أنس ورجاله رجال الصحيح • (الإسبال) يكون (في الإزار و) في (القميص و) في (العمامة) ونحو ذلك من كل ملبوس قال النووي وحكم المسألة أنه لا يجوز الإسبال إلى تحت الكعبين إن كان للخيلاء وإن كان لغيره فهو مكروه وكذا نص عليه الشافعي والأصحاب وأجمعوا على جواز الإسبال للنساء فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الإذن لهن في إسال ذيولهن ذراعاً وأما القدر المستحب للرجال فإلى نصف الساقين والجائز بلا كراهة فإلى الكعبين اهـ قال في الفتح والحاصل أن للرجال حالين حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق وحال جواز وهو إلى الكعبين وكذا للنساء حالان حال استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدر شبر وحال جواز بقدر ذراع (من جر منها شيئاً) على الأرض (خيلاء) بضم المعجمة وفتح المثناة التحتية والمد أي لأجل الخيلاء والكبر والفخر (لم ينظر الله إليه يوم القيامة) أي نظر رحمة ورضي إذا لم يتب من ذلك في الدنيا (د ن هـ) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد حسن • (الاستئذان) أي طلب الإذن في الدخول (ثلاث) من المرات فإذا استأذنت (فإن أذن لك) فأدخل (وإلا) أي وإن لم يؤذن لك (فارجع) لقوله تعالى فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم (م ت) عن أبي موسى الأشعري (وأبي سعيد) الخدري (الاستئذان ثلاث) من المرات (فالأولى مستمعون) قال المناوي بمثناة فوقية أي يسمع أهل المنزل الاستئذان عليهم (والثانية تستصلحون) أي تصلحون المكان (والثالثة تأذنون) للمستأذن (أوتر دون) عليه بالمنع (قط) في الإفراد بتفح الهمزة (عن أبي هريرة) بإسناده ضعيف • (الاستجمار) أي التجمر أو الاستنجاء قال العلقمي والأول أولى لقرنه بالطواف (تو) بفتح المثناة الفوقية وتشديد الواو أي وتر وهو ثلاثة وقال في النهاية التو الفرد (ورمى الجمار تو والسعي بين الصفا والمروة تو والطواف تو) يريد أنه يرمي بالجمار في الحجج فرداً وهي سبع حصيات ويطوف سبعاً ويسعى سبعاً وقيل أراد بفردية الطواف والسعي أن الواجب منهما مرة واحدة لا يثنى ولا يكرر سواء كان المحرم مفرداً أو قارناً (وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو) ليس تكراراً بل المراد بالأول الفعل وبالثاني عدد الأحجار (م) عن جابر بن عبد الله • (الاستغفار في الصحيفة) التي يكتب فيها حسنات المؤمن (يتلألأ نوراً) أي يضيء يوم القيامة فيها حين يعطى كتابه بيمينه ابن عساكر (فر) عن معاوية بن حيدة بفتح المهملة وسكون المثناة التحتية وفتح الدال المهملة • (الاستغفار ممحاة) بفتح الميم الأولى وسكون الثانية (للذنوب) كلها إن اقترن بتوبة

صحيحة (فر) عن حذيفة بن اليمان بإسناد ضعيف • (الاستنجاء) وهو إزالة الخارج من القبل والدبر يكون (بثلاثة أحجار) أو ما يقوم مقامها من كل جام طاهر قالع غير محترم فلا يكفي أقل منها وإن حصل الانقاء به فإن لم يحصل الانقاء بالثلاثة وجب الزيادة عليها (ليس فيهن رجيع) قال في النهاية الرجيع العذرة والروث سمى رجيعاً لأنه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان علفا أو طعاماً (طب) عن خزيمة بن ثابت • (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) وهذا عماد وما بعده مكملات له (وتقيم الصلاة) المفروضة وهي الخمس (وتؤتي الزكاة) لمستحقيها أو للإمام (وتصوم رمضان) حيث لا عذر (وتحج البيت) علم بالغلبة على الكعبة كالنجم على الثريا (إن استطعت إليه سبيلا) أي طريقاً (م 3) عن عمر بن الخطاب • (الإسلام علانية) بالتخفيف أي النطق بالشهادتين (والإيمان في القلب) لأن الإيمان هو التصديق محله القلب (ش) عن أنس بن مالك بإسناد حسن • (الإسلام ذلول) أي سهل منقاد (لا يركب إلا ذلولا) يعني لا يناسبه ويليق به ويصلحه إلا اللين والرفق والعمل والتعامل بالمسامحة (حم) عن أبي ذر بإسناد ضعيف • (الإسلام يزيد ولا ينقص) أي يزيد بالداخلين فيه ولا ينقص بالمرتين أو يزيد بما يفتح من البلاد ولا ينقص بما غلب عليه الكفرة منها أو أن حكمه يغلب ومن تغليبه الحكم بإسلام أحد أبويه قال العلقمي وأوله كما في أبي داد حدثنا عبد الله بن بريدة أن أخوين اختصما إلى يحيى بن معمر يهودي ومسلم فورث المسلم منهما وقال حدثني أبو الأسودان رجلاً حدثه أن معاذاً قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الإسلام يزيد ولا ينقص فورت المسلم اهـ استدل معاذ بهذا الحديث على أن المسلم يرث الكافر ولا عكس (حم دك هق) عن معاذ ورواته ثقات لكن فيه انقطاع • (الإسلام يجب) أي يقطع وفي رواية يهدم (ما كان قبله) بزيادة كان أي من كفر وعصيان وما يترتب عليهما من حقوق الله أما حق الآمي فلا يسقط إجماعاً (ابن سعد عن الزبير) بن العوام (وعن جبير بن مطعم) بصيغة اسم الفاعل • (الإسلام نظيف) أي نقي من الدنس (فتنظفوا) من الأوساخ والعيوب (فإنه) أي الشأن (لا يدخل الجنة إلا نظيف) نظافة معنوية أي لا يدخلها إلا المطهر من دنس العيوب والآثام وغيره لا يدخلها حتى يطهر بالنار إن لم يعف عنه العزيز الجبار (طس) عن عائشة بإسناد ضعيف • (الأشرة) بفتح الهمزة والشين المعجمة والراء البطر وقيل الشدة وقال المحلي في تفسير كذاب أشر مستكبر بطر (شر) في كل ملة (خدع) عن البراء ابن عازب بإسناد حسن • (الأشعريون ف الناس كصرة فيها مسك) هم قبيلة تنسب إلى الأشعر بن ادد بن يزيد بن يشحب نزلوا غور تهامة من اليمن فلما قدموا على المصطفى قال لهم أنتم ماجرة اليمن من ولد إسماعيل ثم ذكره (ابن سعد) في طبقاته عن ابن شهاب الزهري (مرسلاً) الأصابع تجري مجرى السواك (في حصول أصل السة يعني إذا كانت

خشنة لأنها تزيل الصلح وهذا في إصبع غيره المتصلة أما إصبعه أو إصبع غيره المنفصلة فلا تجزى عند الشافعية (إذا لم يكن سواك) قال المناوي مفهومه إذا كان هناك سواك لا يجزى ولم أر من أخذ بالتفصيل من الأئمة (أبو نعيم في) كتاب (فضل السواك) عن عمرو ابن عف المزني بإسناد ضعيف • (الأضحى) قال المناوي جمع ضحاة وهي الأضحية (على فريضة وعليكم سنة) فوجوبها من خصائصه صلى الله عليه وسلم عند الشافعي (طب) عن ابن عباس • (الاقتصاد) أي التوسط في النفقة بين الأطراف والتفريط (نصف العيش) أي المعيشة (وحسن الخلق) بضم الخاء المعجمة (نصف الدين) لأنه يحمل صاحبه على تجنب ما يخل بدينه ومروءته فمن حازه فقد توفر عليه نصف الدين (خط) عن أنس بإسناد ضعيف • (الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة والتودد إلى الناس نصف العقل) لأنه يبعث على السلامة من شرهم (وحسن السؤال نصف العلم) فإن السائل إذا أحسن سؤال شيخه أقبل عليه وأوضح له ماأشكل لما يراه من استعداده وقابليته (طب) في مكارم الأخلاق (هب) عن ابن عمر بن الخطاب • (الأكبر من الإخوة بمنزلة الأب) قال المناوي في الإكرام والاحترام والرجوع إليه والعويل عليه وتقديمه في المهمات والمراد الأكبر ديناً وعلماً وإلا فسنا (طب عد هب) عن كليب الجهني • (الأكل في السوق دناءة) قال في القاموس الدنية النقيصة اهـ فهو خارم للمروءة راداً للشهادة أن صدر ممن لا يليق به (طب) عن أبي أمامة (خط) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (الأكل بإصبع واحدة أكل الشيطان) أي يشبه أكله (وباثنين أكل الجبابرة) أي العتاه الظلمة أهل التكبر (وبالثلاث أكل الأنبياء) وخلفائهم وورثتهم وهو الأنفع الأكمل والأكل بالخمس مذموم ولهذا لم يحفظ عن المصطفى أنه أكل إلا بثلاث نعم كان يستعين بالرابع (أبو أحمد الغطريف) بكسر المعجمة (في جزئه ابن النجار) في تاريخه عن أبي هريرة • (الأكل مع الخادم • يطلق على الذكر والأنثى والقن والحر (من التواضع) فهو مندوب حيث لا محذور (فر) عن أم سلمة بإسناد ضعيف • (الإمام ضامن) أي متكفل بصحة صلاة المقتدين لارتباط صلاتهم بصلاته اهـ وقال العلقمي اختلف في معناه فقيل ضامن أي راع وقيل حافظ لعدد الركعات وهما ضعيفان لأن الضمان في اللغة بمعنى الرعاية أو الحفظ لا يوجد وحقيقة الضمان في اللغة والشريعة هو الالتزام ويأتي بمعنى الوعاء لأن كل شيء جعلته في شيء فقد ضمنته إياه فإذا عرف معنى الضمان فإن ضمان الإمام لصلاة المأموم هوالتزام شروطها وحفظ صلاته في نفسه لأن صلاة المأموم تتبنى عليها فإن أفسد صلاته فسدت صلاة من أئتم به فكان غار مالها وإن قلنا بمعنى الوعاء فقد دخلت صلاة المأموم في صلاة الإمام لتحمل القراءة عنه والقيام إلى حين الركوع أي في حق المسبوق والسهو ولذلك لم تجز صلاة المفترض خلف المتنفل لأن ضمان الواجب بما ليس واجباً بحال اهـ وخالف الشافعي فيجوّز

اقتداء المقترض بالمتنفل وعكسه (والمؤذن مؤتمن) أي أمين على صلاة الناس وصيامهم وسحورهم وعلى حرم الناس لإشرافه على دورهم فعليه الاجتهاد في أداء الأمانة في ذلك (اللهم أرشد الأئمة) ليأتوا بالصلاة على أكمل الأحوال (واغفر للمؤذنين) ما قصروا فيه من مراعاة الوقت بتقدم عليه أو تأخر عنه واستدل به بعضهم على تفضيل الأذان على الإمامة لأن حال الأمين أفضل من الضمين (هـ ت عد هق) عن أبي هريرة (حم) عن أبي أمامة بإسناد صحيح • (الإمام ضامن فإن أحسن) طهوره وصلاته (فله ولهم) الأجر (وإن أساء) في طهوره وصلاته بأن أخل ببعض الأركان أو الشروط (فعليه) الوزر (ولا عليهم) قال العلقمي وأوله كما في ابن ماجه كان سهل بن سعد الساعدي يقدم فتيان قومه يصلون بهم فقيل له تفعل ذلك ولك من القدم مالك قال أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الإمام فذكره قال في الإحياء كان الصحابة يتدافعون أربعة أشياء الإمامة والوديعة والوصية والفتوى (هـ ك) عن سهل بن سعد الساعدي • (الإمام) لأعظم (الضعيف) عن إقامة الأحكام الشرعية (ملعون) أي مطرود عن منازل الأبرار فعليه عزل نفسه إن أراد الخلاص في الدنيا والآخرة وعلى الناس نصب غيره (طب) عن ابن عمر بن الخطاب • (الأمانة في الأزد والحياء في قريش) أي هما في القبيلتين أكثر منهما في غيرهما (طب) عن أبي معاوية الأزدي • (الأمانة غنى) بوزن رضى أي من اتصف بها رغب الناس في معاملته فيحسن حاله ويكثر ماله (القضاعي) في الشهاب (عن أنس) رضي الله عنه • (الأمانة تجلب) في رواية تجر (الرزق) أي هي سبب تيسيره وحصول البركة فيه ورغبة الناس في معاملة من اتصف بها (اولخيانة تجلب الفقر) أي تمهق بركة الرزق وتنفر الناس عن معاملة من اتصف بها (فر) عن جابر بن عبد الله (القضاعي) في الشهاب (عن علي) بإسناد حسن • (الأمراء من قريش ما عملوا فيكم) أي مدة دوام معاملتهم لكم (بثلاث) من الخصال ثم بين تلك الخصال بقوله (ما رحموا إذا استرحموا) بالبناء للمفعول أي طلبت منهم الرحمة بلسان القال أو الحال (وأقسطوا) أي عدلوا (إذا أقسموا) ما جعل إليهم من نحو خراج وفئ وغنيمة (وعدلوا إذا حكموا) فلم يجوروا في أحكامهم ومفهومه أنهم إذا عملوا بضد المذكورات جاز العدول بالإمارة عنهم وهو مؤول فالمراد منهم أن يكنوا على تلك الخصال إذ لا يجوز الخروج على الإمام بالجور (ك) عن أنس • (الأمراء من قريش من ناواهم) أي عاداهم (أو أراد أن يستفزهم) أي يفزعهم ويزعجهم (تحات تحات الورق) كناية عن إهلاكه وإذلاله وإهانته (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (عن عكب ابن عجرة • (الأمر) أي أمر الآخرة وهجوم الموت (أسرع) وفي رواية أعجل (من ذلك) أي من أن يبنى الإنسان بناء أو يصلح جدراناً وسببه كما في أبي داود عن عبد الله بن عمر وقال مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أطين حائطاً أي حائط خص كما

في الرواية الأخرى وهو بيت يعمل من خشب وقصب فذكره (د) عن عبد الله بن عمرو بن العاص • (الأمر المفظع بفاء وظاء معجمة أي الشديد (والحمل المضلع) أي المثقل (والشر الذي لا ينقطع) هو (إظهار البدع) أي العقائد الزائغة التي على خلاف ما عليه أهل السنة (طب) عن الحكيم بن عمير وهو حديث ضعيف • (الأمن والعافية نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس) لأن بهما يتكامل التنعم بالنعم ومن لا يعرف قدر النم بوجدانها عرف بوجود فقدانها (طب) عن ابن عباس • (الأمور كلها خيرها وشرها من الله) أي كل كائن بقدرته وإرادته خالق الخير والشر والنفع والضر والإيمان والكفر ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن (طس) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (الأناة) بوزن قناة أي التأني (من الله تعالى) أي مما يرضاه ويثيب عليه (والعجلة من الشيطان) أي هو الحامل عليها بوسوسته أي أن العجلة تمنع من التثبت والنظر في العواقب (ت) عن سهل بن سعد الساعدي • (لأنبياء أحياء في قبورهم يصلون) قال المناوي لأنهم كالشهداء بل أفضل والشهداء أحياء عند ربهم وفائدة التقييد بالعندية الإشارة إلى أن حياتهم ليست بظاهرة عندنا بل هي كحياة الملائكة وكذا الأنبياء ولهذا كانت الأنبياء لا تورث قال السبكي وهذا يقتضي إيجاد الحياة في أحكام دن إحكام وذلك زائد على حياة الشهداء والقرآن ناطق بموت النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى أنك ميت وأنهم ميتون وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم أني امرؤ مقبوض وقال الصديق رضي الله تعالى عنه أن محمداً قد مات وأجمع المسلمون على إطلاق ذلك فالوجه أن يقال أنه أحيي بعد الموت وقيل المراد بالصلاة التسبيح الذكر (ع) عن أنس وهو حديث صحيح • (الأنبياء قادة) جمع قائد أي يقودون الناس ويسوسونهم بالعلم والموعظة (والفقهاء سادة) جمع سيد وهو الذي يفوق قومه في الخير والشرف أي مقدمون في أمر دين الله (ومجالستهم زيادة) في العلم أو معرفة الدين القضاعي عن عليّ • (الأيدي ثلاثة فيد الله هي العليا) لأنه المعطي (ويد المطعي التي تليها) فيه حث على التصدق (ويد السائل السفلى) أي السائل من غير اضطرار فيه زجر للسائل عن سؤاله الخلق والرجوع إلى الحق (فاعط الفضل) أي الفاضل عن نفسك وعن عيالك (ولا تعجز) بفتح التاء وكسر الجيم أي ولا تعجز بعد عطيتك (عن) نفقة (نفسك) ومن تلزمك نفقته بأن تعطى مالك كله ثم تقعد تسأل الناس (حم د ك) عن مالك بن نضلة بفتح النون وسكون المعجمة والد أبي الأحوص الصحابي • (الإيمان أن تؤمن) ليس هو من تعريف الشيء بنفسه لأن الأول لغوي والثاني شرعي (بالله) أي بأنه واحد ذاتا وصفات وأفعالاً (وملائكته) أي بأن تلك الجواهر العلوية النورانية عباد الله لا كما زعم المشركون من توهينهم (وكتبه ورسله) بأنها كلام الله القديم الأزلي القائم بذاته المنزه عن الحرف والصوت أنزلها على بعض رسله

لأنه أرسلهم إلى الخلق لهدايتهم وتكميل معاشهم ومعادهم وأنهم معصومون وتقديم الملائكة لا للتفضيل بل للترغيب الواقع في الوجود (و) تؤمن (باليوم الآخر) هو من وقت الحشر إلى ما لا يتناهى أو إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار (وتؤمن بالقدر) حلوه ومره (خيره وشره) بالجز بدل من القدر أي بأن ما قدر في الأزل لابد منه وما لم يقدر فوقوعه محال وبأنه تعالى قدر الخير والشر (م 3) عن عمر ابن الخطاب • (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالجنة والنار) أي بأنهما موجودتان الآن وبأنهما باقيتان لا يفنيان (والميزان) أي بأن وزن الأعمال حق (وتؤمن بالبعث بعد الموت) الذي كذب به كثير فاختل نظامهم ببغي بعضهم على بعض (وتؤمن بالقدر خيره وشره) أي بأن تعتقد أن ذلك كله بإرادة الله تعالى وخلقه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن (هب) عن عمر بن الخطاب • (الإيمان معرفة) وفي رواية لابن ماجه أيضاً بدل معرفة عقد (بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان) قال ابن حجر المراد أن الأعمال شرط في كماله وأن الإقرار اللساني يعرب عن التصديق النفساني (هـ طب) عن علي وهو حديث ضعيف • (الإيمان بالله إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالأركان) والمراد بذلك الإيمان الكامل واعتبار مجموعها على وجه التكميل لا الركنية (الشيرازي في الألقاب) عن عائشة وهو حديث ضعيف • (الإيمان) أي ثمراته وفروعه (بضع) بكسر الباء الموحدة وفتحها وهو عدد مبهم يقيد بما بين الثلاث إلى التسع هذا هو الأشهر وقيل إلى العشرة وقيل من واحد إلى تسعة وقيل من اثنين إلى عشرة وعن الخليل البضع السبع (وسبعون شعبة) بضم أوله أي خصلة أو جزأ وفي رواية بضع وستون أو بضع وسبعون قاله القاضي عياض وقد تكلف جماعة عدها بطريق الاجتهاد وفي الحكم بكون ذلك هو المراد صعوبة قال ابن حجر ولم ينفق من عد الشعب على نمط واحد وأقر بها إلى لاصواب طريق ابن حبان فإنه عد كل طاعة عدها الله في كتابه أو النبي صلى الله عليه وسلم في سنته (من الإيمان) قال ابن حجر وقد رأيتها تتفرع عن أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال البدن (فأعمال القلب) فيه المعتقدات والنيات ويتشمل على أربع وعشرين خصلة الإيمان بالله ويدخل فيه الإيمان بذاته وصفاته وتوحيده وبأن ليس كمثله شيء واعتقاد حدوث ما سواه والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره والإيمان بالله واليوم الآخر يدخل فيه المسألة في القبر والبعث والنشور والحساب والميزان والصراط والجنة والنار والحب والبغض فيه ومحبة لانبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه ويدخل فيه الصلاة عليه واتباع سنته والإخلاص ويدخل فيه ترك الرياء والنفاق والتوبة والخوف والرجاء والشكر والوفاء والصبر والرضا بالقضاء والتوكل والتواضع والرحمة ويدخل في التواضع توقير الكبير ورحمة الصغير وترك التكبر والعجب وترك الحسد وترك الحقد والغضب

وأعمال اللسان تشتمل على سبع خصال التلفظ بالتوحيد وتلاوة القرآن وتعلم العلم وتعليمه والدعاء والذكر ويدخل فيه الاستغفار واجتناب اللغو (وأعمال البدن) تشتمل على ثمان وثلاثين خصلة منها ما يختص بالأعيان وهي التطهير حساً وحكماً ويدخل فيه اجتناب النجاسات وستر العورة والصلاة فرضاً ونفلاً والزكاة كذلك وفك الرقاب والجود ويدخل فيه إطعام الطعام وإكرام الضيف والصيام فرضاً ونفلاً والحج والعمرة والطواف والاعتكاف والتماس ليلة القدر والفرار بالدين ويدخل فيه الهجرة من دار الكفر والوفاء بالنذور والتحري في الإيمان وأداء الكفارات منها ما يتعلق بالاتباع وهي ست خصال التعفف بالنكاح والقيام بحقوق العيال وبر الوالدين ومنه اجتناب العقوق وتربية الأولاد وصلة الرحم وطاعة السادة والرفق بالعبيد ومنها ما يتعلق بالعادة وهي سبع عشرة خصلة القيام بالأمرة مع العدل ومتابعة الجماعة وطاعة أولى الأمر والإصلاح بين الناس ويدخل في قتال الخوارج والبغاة والمعاونة على البر ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود والجهاد ومنه المرابطة وأداء الأمانة ومنه أداء الخمس مع وفائه وإكرام الجار وحسن المعاملة وفيه جمع المال من حله وإنفاق المال في حقه وفيه ترك التبذير والإسراف ورد السلام وتشميت العاطس وكف الضرر عن الناس واجتناب اللهو وإماطة الأذى عن الطريق فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها تسعاً وسبعين خصلة باعتبار ما ضم بعضه إلى بعضه اهـ وأراد التكثير لا التحديد (فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها) أدونها مقداراً (إماطة الأذى) أي إذاله ما يؤذي كشوك وحجر (عن الطريق) أي المسلوك (والحياء) بالمد وهو في اللغة تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به وفي الشرع خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق وإنما أفرده بالذكر لأنه كالداعي إلى باقي الشعب إذ الحي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة فيأتمر وينزجر (شعبة) أي خصلة (من) خصال الإيمان (م د ن هـ) عن أبي هريرة • (الإيمان يمان) أي منسوب إلى أهل اليمن لإجابتهم وانقيادهم إلى الإيمان من غير قتال (ق) عن ابن مسعود • (الإيمان قيد الفتك) أي يمنع من الفتك الذي هوالقتل بعد الأمان غدراً قال في النهاية الفتك أن يأتي الرجل صاحبه وهو غاد غافل فيشد عليه فيقتله الغيلة أني خدعه ثم يقتله في موضع خفي اهـ اقل في الصحاح والغيلة بالكسر الاغتيال يقال قتله غيلة وهو أن يخدعه فيذهب به إلى موضع فإذا صار إليه قتله (لا يفتك مؤمن) أي كامل الإيمان خبر بمعنى النهي قال المناوي والفتك لكعب بن الأشرف وغيره كأنه قبل النهي (تخ د ك) عن أبي هريرة (حم) عن الزبير بن العوام (وعن معاوية) وإسناده حسن • (الإيمان الصبر) أي الصبر عن المحارم والمكروهات (والسماحة) بأداء الفرائض والمندوبات (ع طب) في مكارم الأخلاق عن جابر بإسناد ضعيف • (الإيمان) أي التصديق (بالقدر)

بفتحتين أي بأن الله تعالى قدر الأشياء من خير وشر (نظام التوحيد) إذ لا يتم نظامه إلا باعتقاد أن الله تعالى منفرد بإيجاد الأشياء وأن كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن) لأن العبد إذا علم أن ما قدر في الأزل لابد منه وما لم يقدر يستحيل وقوعه استراحت نفسه وذهب حزنه على الماضي ولم يهتم للمتوقع (ك) في تاريخه والقضاعي عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (الإيمان عفيف عن المحارم عفيف عن المطامع) أي شأن أهله تجنب المحرمات والاكتفاء بالكفاف (حل) عن محمد بن النضر الحارثي مرسلاً • (الإيمان بالنية واللسان) أي يكون بتصديق القلب والنطق بالشهادتين (والهجرة) من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام تكون (بالنفس والمال) متى تمكن من ذلك فإن لم يتمكن إلا بنفسه فقط هاجر بها لأن الميسور لا يسقط بالمعسور (عبد الخالق بن زاهر الشحامي) بضم المعجمة وفي نسخة الشحاني بالنون بدل الميم (في الأربعين عن عمر) بن الخطاب • (الإيمان والعمل إخوان) أي شريكان في قرن واحد (لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه) قال المناوي لأن العمل بدون الإيمان الذي هو تصديق القلب لا أثر له والتصديق بلا عمل لا يكفي أي في الكمال اهـ ويحتمل أن المراد بالعمل عمل اللسان (ابن شاهين) في السنة (عن علي • (الإيمان والعمل قريبان لا يصلح كل واحد منهما لا مع صاحبه) فإن انتفى الإيمان لم ينفع العمل وإذا انتفى العمل لم يكمل الإيمان (ابن شاهين) في السنة (عن محمد بن علي مرسلاً وهو ابن الحنفية • (الإيمان نصفان فنصف في الصبر) عن المحارم (ونصف في الشكر) أي العمل بالطاعة (هب) عن أنس • (الإيماء خيانة) أي الإشارة بنحو عين أو حاجب خفية من الخيانة المنهي عنها (ليس لنبي أن يومئ) قاله لما أمر بقتل ابن أبي سرح يوم الفتح وكان رجل من الأنصار نذر أن يقتله فشفع فيه عثمان وقد أخذ الأنصاري بقائم السيف ينتظر النبي صلى الله عليه وسلم متى يومئ إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصاري هلا وفيت بنذرك قال انتظرت متى تومئ فذكره (ابن سعد عن سعيد بن المسيب) بفتح الياء عند الأكثر (مرسلاً (الأئمة من قريش أبرارها امراء أبرارها وفجارها أمراء فجارها) هذا على جهة الإخبار عنهم على طريق الحكم فيهم أي إذا صلح الناس وبروا وليهم الأخيار وإذا فسدوا وليهم الأشرار كما تكونوا بولي عليكم (وإن أمرت عليكم قريش عبداً حبشياً مجدعاً) بجيم ودال مهملة مقطوع الأنف أو غيره (فاسمعوا له وأطيعوا ما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه فليقدم عنقه) ليضرب بالسيف ولا يرتد عن الإسلام فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (ك هق) عن علي رضي الله تعالى عنه • (الأيم) في الأصل التي لا زوج لها بكراً كانت أو ثيباً مطلقة كانت أومتوفى عنها وقال في المصباح الأيم العزب رجلاً كان أو امرأة قال الصغاني وسوءا تزوج من قبل أو لم يتزوج فيقال رجل أيم وامرأة

ايم ويريد باليم في هذا الحديث الثيب خاصة (أحق بنفسها من وليها) في الرغبة والزهد لا في العقد فإن مباشرته لوليها (والبكر تستأذن) أي يستأذنها وليها ندباً أن كان أباً أو جداً ووجوباً إن كان غيرهما (في) تزويج (نفسها وإذنها صماتها) أي سكوتها بعد استئذانها بمنزلة إذنها لأنها تستحي أن تفصح وهذا في البالغة فالصغيرة لا تستأذن ولا يزوجها عند الشافعي إلا الأب أو الجد عند فقد الأب (مالك (حم م) عن ابن عباس • (الأيمن فالأيمن) بالنصب أي قدموا وروى مرفوعاً بالابتداء خبره محذوف أي الأيمن أحق بالتقديم وكرره للتأكيد إشارة إلى ندب البداءة بالأيمن ولو مفضولاً وسببه كما في البخاري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بلبن قد شيب أي خلط بماء وعن يمينه أعرابي وعن شماله أبو بكر فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال الأيمن فالأيمن (مالك (حم ق ع) عن أنس رضي الله تعالى عنه. آمين تم الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث

الجزء الثالث من شرح العلامة الشيخ العزيزي على متن الجامع الصغير للإمام السيوطي تغمدهما الله تعالى بالرحمة والرضوان ونفعنا بعلومهما آمين

(حرف الباء)

جزء ثالث من كتاب العزيزي (حرف الباء) (بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب) من الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله قال صاحب الاستغنى في شرح الأسماء الحسنى عن شيخه التونسي أجمع علماء كل ملة أن الله عز وجل افتتح كل كتاب بالبسملة (خط في الجامع) لآداب الراوي (عن أبي جعفر) معضلاً • (باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة) • أي باب الجنة المختص بأمتي من بين الأبواب وهو المسمى باب الرحمة فهو مختص بهم ويشاركون غيرهم في بقية الأبواب (عرضه) أي مساحة عرضه (مسيرة الراكب المجوّد) بصيغة اسم الفاعل أي صاحب الجواد وهو الفرس الجيد والمرد الراكب الذي يجوّد ركض الفرس الجيد (ثلاثاً من الأيام بلياليها ثم أنهم ليضغطون) أي يزحمون (عليه حتى تكاد مناكبهم تزول) من شدة الزحام (عن ابن عمر) بن الخطاب • (بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا) أي قبل موت فاعلهما (البغي) أي مجاوزة الحدّ في الظلم (والعقوق للوالدين) وأن علياً أو أحدهما قال في النهاية يقال عق والده يعقه عقوقاً فهو عاق إذا آذاه وعصاه وخرج عليه وهو ضد البرّ به انهى فلوخالفهما فيما يخالف الشرع فليس عقوقاً (ك عن أنس) وهو حديث صحيح (بادروا) أي سابقوا وتعجلوا (الصبح بالوتر) • أي صلوا الوتر قبل دخول وقت الصبح (م ت عن ابن عمر) بن الخطاب • (بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم) أي ظهوره للناظرين فإن المبادرة بها مندوبة لضيق وقتها ويبقى وقتها إلى مغيب الشفق (حم قط عن أبي أيوب) • (بادروا أولادكم بالكنى) بالضم أي بوضع كنية حسنة للولد من

صغره (قبل أن تغلب عليهم الألقاب) أي قبل أن يكبروا فيلقبهم الناس بألقاب غير مرضية والأمر للإرشاد وكما ينبغي مبادرتهم بالكنى ينبغي مبادرتهم بالأدب ومن ثم قيل بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الأشغال (قط) في الأفراد (عد) عن ابن عمر) بن الخطاب بإسناد ضعيف (بادروا بالأعمال الصالحة فتناً) أي وقوع فتن • (كقطع الليل المظلم) قال العلقمي قال شيخنا معناه المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر ووصف صلى الله عليه وسلم نوعاً من شواهد تلك الفتن بقوله (يصبح الرجل) أي الإنسان (فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً) لعظمتها ينقلب الإنسان من الإيمان إلى الكفر وعكسه في اليوم الواحد هذه رواية الترمذي بالواو ورواية مسلم بلفظ أو على الشك (يبيع أحدهم دينه بعرض) بفتح الراء من الدنيا قليل أي بقليل من حطامها والعرض ما عرض لك من منافع الدنيا (حم م ت عن أبي هريرة) • (بادروا بالأعمال هرماً) من باب تعب إذا كبر وضعف (ناغصاً) بالنون والغين المعجمة والصاد المهملة أي مكدراً قال في الصحاح نغص الله عليه العيش تنغيصاً أي كدره (وموتاً خالساً) بالخاء المعجمة أي يختلسهم بسرعة على غفلة كأنه يختطف الحياة بهجومه قال في المصبح خلست الشيء خلساً من باب ضرب اختطفته بسرعة على غفلة (ومرضاً حابساً) الحبس ضد التخلية وحبسه واحتبسه بمعنى أي مانعاً معوقاً (وتسويفاً مؤيساً) التسويف المطل والتأخير كان يقول الإنسان سوف أفعل فلا يعمل حتى يأتيه أجله فييئس من ذلك فيه ندب المبادرة بالأعمال الصالحة حذراً من الفوت وحصول الندم (هب) عن أبي أمامة • (بادروا بالأعمال ستاً) أي أسرعوا بالعمل الصالح قبل وقوعها قال في النهاية في تأنيث الست إشارة إلا أنها مصائب ودواهي ومعنى مبادرتها بالأعمال الانكماش في الأعمال الصالحة والاهتمام بها قبل وقوعها (طلوع الشمس من مغربها) فإنها إذا طلعت منه لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل (والدخان) بالتخفيف أي ظهوره (ودابة الأرض والدجال) أي خروجهما (وخويصة أحدكم) تصغير خاصة بسكون الياء لأن ياء التصغير لا تكون إلا ساكنة والمراد حادثة الموت التي تخص الإنسان وصغرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب وغير ذلك (وأمر العامة) أي القيامة لأنها تعم الخلائق أو الفتنة التي تعمى وتصم (حم م عن أبي هريرة) • (بادروا بالأعمال ستاً) من أشراط الساعة (أمارة السفهاء) بكسر الهمزة أي ولايتهم على الرقاب (وكثرة الشرط) بضم فسكون أو ففتح أعوان الولاة والمراد كثرتهم بأبواب الأمراء فيكثر الظلم (وبيع الحكم) بأخذ الرشوة عليه (واستخفافاً بالدم) أي بحقه بأن لا يقتص من القاتل (وقطيعة الرحم) أي القرابة بإيذاء وهجر ونحو ذلك (ونشوا) بسكون الشين المعجمة كأنه تسميته بالمصدر أي جماعة إحداثاً (يتخذون القرآن) أي قراءته (مزامير)

أي يتغنون به ويتمشدقون ويأتون به بنغمات مطربة (يقدمون) يعني الناس الذين هم أهل ذلك الزمان (أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلها فقهاً) لأن غرضهم التلذذ بتلك النغمات (طب) عن عابس بعين مهملة وباء موحدة مكسورة ثم مهملة (الغفاري) بكسر الغين المعجمة مخففاً (بادروا بالأعمال سبعاً) قا الطيبي أي سابقوا وقوع الفتن بالاشتغال بالأعمال الصالحة واهتموا بها قبل نزولها (ما) قال المناوي في رواية هل (ينتظرون) بمثناة تحتية بخط المؤلف (إلا فقراً منسياً) بفتح أوله أي نسيتموه ثم يأتيكم فجأة وضبطه بعضهم بضم الميم وهو أوضح لأن الفقر يشغل وينسى (أو غنى مطغياً) أي موقعاً في الطغيان (أو مرضاً مفسداً) للمزاج مشغلاً للحواس (أو هرماً مفنداً) أي موقعاً في الكلام المحرف عن سنن الصحة من الخرف والهذيان قال العلقمي الفند في الأصل الكذب وأفند تكلم بالفند ثم قالوا الشيخ إذا هرم قد أفند لأنه يتكلم بالمحرّف من الكلام عن متن الصحة وأفنده الكبر إذا أوقعه في الفند (أو موتاً مجهزاً) بجيم وزاي آخره أي سريعاً يعنى فجأة يقال أجهز على الجريح يجهز إذا أسرع قتله (أو الدجال) أي خروجه (فإنه شر منتظر) بل هو أعظم الشرور المنتظرة كما يأتي في خبر (أو الساعة والساعة أدهى) أي اشدّوا مرّوا لقصد الحث على البدار بالعمل الصالح قبل حلول شيء من ذلك وأخذ منه ندب تعجيل الحج (ت ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (باكروا بالصدقة) أي سارعوا بها (فإن البلاء لا يتخطى الصدقة) وفي نسخة لا يتخطاها أي لا يجاوزها يعني لا يلحق صاحبها طس) عن عليّ (هب) عن أنس) وهو حديث ضعيف (باكروا في طلب الرزق والحوائج) أي اطلبوهما في أول النهار (فإن الغدوّ بركة ونجاح) أي هو مظنة الظفر بقضاء الحوائج (طس عد) عن عائشة وهو حديث ضعيف • (بحسب المرء) بفتح الحاء وسكون السين المهملتين أي يكفيه في الخروج عن عهدة الواجب والباء زائدة (إذا رأى منكراً) أي ما أنكره الشرع (لا يستطيع له تغييراً) بيده ولا بلسانه (أن يعلم الله تعالى أنه له منكر) بقلبه لأن ذلك مقدوره فيكرهه بقلبه (تخ طب عن ابن مسعود) وهو حديث ضعيف • (بحسب امرء من الإيمان) أي يكفيه منه من جهة القول (أن يقول رضيت بالله ربا) وحده لا شريك له (وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً) أتدين بأحكامه دون غيره من الأديان وإذا قال ذلك بلسانه أجريت عليه أحكام الإيمان الدنيوية أي مع نطقه بالشهادتين فإن اقترن به تصديق قلبي صار مؤمناً حقيقة (طس) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (بحسب امرء من الشر أن يُشار إليه بالأصابع) كناية عن اشتهاره (في دين أو دنيا) فيقال هذا فلان العابد أو العالم أو الكريم (إلا من عصمه الله تعالى) بحيث صار له ملكة يقتدر بها على قهر نفسه فلا يستفزه الشيطان بسببه ولا يعجب بنفسه (هب) عن أنس وعن أبي هريرة • (بحسب امرء يدعو) أي يكفيه إذا أراد أن يدعو (أن يقول اللهم اغفر لي وارحمني وأدخلني الجنة) فإنه لم يترك شيئاً يهتم به

إلا وقد دعا به (طب) عن السائب بن يزيد بن سعد المعروف بابن أخت نمر • (بحسب أصحابي القتل) أي بالجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله وقال المناوي أي يكفي المخطى منهم في قتاله في الفتن القتل فإنه كفارة لذنوبه أما المصيب فشهيد (حم طب) عن سعيد ابن زيد • (بخ بخ لخمس) بفتح الموحدة وكسر المعجمة صيغة تعظيم قال في النهاية هي كلمة تقال عند المدح والرضى بالشيء وتكرر للمبالغة وهي مبنية على السكون فإن وصلت جرت وتؤنث فقلت بخ بخ وربما شددت ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه (ما أثقلهنّ) أي ما أثقل ثوابهنّ (في الميزان لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر والولد الصالح) أي المسلم يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه عند الله أي يقصد بصبره على فقده حصول الثواب من الله سبحانه وتعالى (البزار عن ثوبان) (ن حب ك) عن أبي سلمى (حم) عن أبي أمامة وهو حديث حسن • (بخل الناس بالسلام) أي لا كلفة فيه ولا بذل مال ومن بخل به فهو بغيره ابخل (حل) عن أنس وهو حديث ضعيف • (براءة من الكبر لبوس) بفتح اللام قال المناوي لفظ رواية البيهقي لباس (الصوف) بقصد هضم النفس لا ليقال أنه زاهد متعبد (مجالسة فقراء المؤمنين) بقصد إيناسهم وجبر خواطرهم (وركوب الحمار واعتقال البعير) أو قال البعير كذا هو على الشك في رواية مخرجه يعني اعتقاله ليحلب والقصد أن المذكورات بنية صالحة تبعد فاعلها من التكبر (حل هب) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (برئ) فعل ماض (من الشح) الذي هو أشد البخل (من أدى الزكاة وأقرى الضيف وأعطى في النائبة) أي أعان إنساناً على ما نابه من العوارض قال في النهاية النائبة ما ينوب الإنسان أي ينزل به من المهمات والحوادث (هناد) في الزهد (ع طب) عن خالد بن زيد بن جارية وهو حديث حسن (برئت الذمة) أي ذمة أهل الإسلام (ممن) أي من مسلم (أقام مع المشركين في ديارهم) أي لم يهاجر مع تمكنه من الهجرة فكانت الهجرة في صدر الإسلام واجبة (طب) عن جرير البجلي • (بردوا طعامكم) حتى لا ينالكم مشقة في تناوله (يبارك) بالبناء للمفعول (لكم فيه) فإن الحار لا بركة فيه كما تقدم (عد) عن عائشة • (بر الحج إطعام الطعام وطيب الكلام) أي إطعام المسافرين ومخاطبتهم بالتلطف واللين (ك عن جابر) بن عبد الله • (بر الوالدين) بكسر الباء الموحدة أي الإحسان إليهما قولاً وفعلاً (يجزئ عن الجهاد) أي ينوب عنه ويقوم مقامه قال المناوي وهذا ورد جواباً لسائل اقتضى حال ذلك وإلا فالجهاد أعلى (ش عن الحسن البصري مرسلاً) قال المناوي وهذا ذهول من المؤلف فقد عزاه الديلمي وغيره إلى الحسن بن علي فلا يكون مرسلاً • (بر الوالدين يزيد في العمر) • أي يبارك في عمر البار بأن يمضي في الطاعات أو بالنسبة لما في صحف الملائكة (والكذب) أي الذي لغير مصلحة (ينقص الرزق) أي ينزع البركة منه فكأنه نقص (والدعاء يرد القضاء) أي قضاء الله أي يسهله فكأنه رد وقال المناوي أي غير المبرم في الأزل كما بينه قوله ولله في

خلقه قضا آن قضاءنا فذو قضاء محدث) مكتوب في صحف الملائكة أو اللوح فهذا هو الذي فيه التغيير وأما الأزلي المبرم فلا (وللأنبياء) والمرسلين على العلماء العاملين (فضل درجتين وللعلماء على الشهداء فضل درجة) فأعظم بدرجة تلي درجة الأنبياء وفوق درجة الشهداء (أبو الشيخ) الأصفهاني (في كتاب التوبيخ (عد) عن أبي هريرة وضعفه المنذري • (بروا آباءكم) أي وأمهاتكم (تبركم أبناؤكم) أي وبناتكم وكما تدين تدان (وعفواً) بكسر أوله عن نساء الناس فلا تتعرضوا لهن بالزنا (تعف نساؤكم) عن الرجال أي عن الزنا بهم قال البرماوي في شرحه على لامية ابن مالك والحاصل في مضارع المضاعف اللازم الكسر والمتعدي الضم وما سمع من المضموم في الأول نادر وما سمع من المكسور في الثاني نادر فيحفظ في كل منهما ولا يقاس عليه (طس) عن ابن عمر بإسناد حسن • (بروا آباءكم) أي أصولكم (تبركم أبناءكم وعفوا عن النساء تعف نساؤكم ومن تنصل إليه) بالبناء للمفعول قال في النهاية أي انتفى من ذنبه واعتذر إليه أي إل أخيه (فلم يقبل) اعتذاره (فلن يرد على الحوض) الكوثر يوم القيامة (طب ك) عن جابر قال الحاكم صحيح وابن الجوزي موضوع • (بركة الطعام) أي حصول الزيادة فيه أو نفع البدن به لسر علمه الشارع (الوضوء قبله) أي تنظف اليد بغسلها (والوضوء بعده) كذلك فالمراد الوضوء اللغوي وفيه رد على مالك حيث قال يكره قبله لأنه من فعل الأعاجم (حم د ت ك) عن سلمان الفارسي) بإسناد حسن • (بشرى الدنيا أي بشرى المؤمن في الدنيا (الرؤيا الصالحة) يراها في منامه أو ترى له (طب) عن أبي الدرداء • (بشر من شهد بدراً) أي حضر وقعة بدر لقتال الكفار (بالجنة) أي بدخولها من غير سبق عذاب لأنهم مغفور لهم وأن فرض وقوع ذنب من أحدهم وفقه الله للتوبة (قط) في الإفراد عن أبي بكر الصديق • (بشر هذه الأمة بالسناء) بالفتح والمدّ أي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله عز وجل (والدين) أي التمكن فيه (والرفعة) أي العلو في الدارين (والنصر) على الأعداء (والتمكن في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا) أي جعل عمله الأخروي وسيلة إلى تحصيلها (لم يكن له في الآخرة من نصيب) لأنه لم يعمل لها (حم حب ك هب) عن أبي بن كعب ورجال أحمد رجال الصحيح • (بشر) قال العلقمي قال شيخنا هذا من الخطاب العام ولم يرد به أمر واحد بعينه (المشائين) بالهمز والمد (في الظلم) بضم الظاء وفتح اللام جمع ظلمة بسكونها أي ظلمة الليل (إلى المساجد) بصلاة أو اعتكاف (بالنور التام) أي الذي يحيط بهم من جميع جهاتهم (يوم القيامة) أي على الصراط قال ابن رسلان ويحتمل أن يراد بالنور المنابر التي من النور لرواية الطبراني بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون (دت) عن بريدة (هـ ك) عن أنس وعن سهل بن سعد الساعدي وهو حديث صحيح • (بطحان) بضم الموحدة وسكون المهملة واد بالمدينة هذه رواية المحدثين وضبطه أهل اللغة بفتح فكسر على بركة من برك الجنة وفي رواية على ترعة

من ترع الجنة أي يكون في الآخرة هنالك (البزار عن عائشة • (بعثت أي أرسلت (أنا والساعة) قال أبو البقاء العكبري الساعة بالنصب والواو فيه بمعنى مع ولو قرئ بالرفع لفسد المعنى لأنه لا يقال بعثت الساعة ولا هو في موضع المرفوع لأنها لم توجد بعد وأجاز الوجهين بل جزم عياض بأن الرفع أحسن وهو عطف على ضمير المجهول في بعثت اهـ قال ابن حجر والجواب عن الذي أعتل به أبو البقاء أولاً أن يضمن بعثت معنى يجمع إرسال الرسول ومجئ الساعة نحو جئت وعن الثاني بأنها نزلت منزلة الموجود مبالغة في تحقق مجيئها والنصب على المفعول معه أي بعثت مع الساعة كقولهم جاء البرد والطيالسة أو على فعل مضمر يدل عليه الحال أي فأعدوا الطيالسة ويقدر هنا فانتظروا الساعة وقال القرطبي قد اختار بعضهم النصب بناء على أن التشبيه وقع بملاصقة الإصبعين واتصالهما واختار الآخرون الرفع بناء على أن التشبيه وقع بالتفاوت الذي بين رؤوسهما قال فعلى النصب يقع بالضم وعلى الرفع يحتمل هذا ويحتمل أن يقع بالتقارب الذي بينهما في الطول كهاتين حال أي مقترنين زاد الطبراني وأشار بالسبابة والوسطى قال البيضاوي معناه أن نسبة تقدم البعثة النبوية على قيام الساعة كنسبة فصل إحدى الإصبعين عن الأخرى وقال القرطبي حاصل الحديث تقريب أمر الساعة وسرعة مجيئها (فائدة) قال الطبري الوسطى تزيد على السبابة بنصف سبع أصبع كما أن نصف يوم سبعه نصف سبع (فائدة) قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول روى لنا عن أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشيرة منها كانت أطول من الوسطى والوسطى أقصر منها ثم البنصر أقصر من الوسطى ثم استدل بما أخرجه من حديث ميمونة بنت كردم قالت خرجت في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وسأله أبي عن أشياء فلقد رأيتني أتعجب وأنا جارية من طول إصبعه التي تلي الإبهام على سائر أصابعه ورد هذا الجلال السيوطي في فتاويه فقال ما قاله الترمذي الحكيم خطأ نشأ عن اعتماد رواية مطلقة ولكن الحديث في مسند أحمد وسنن أبي داود عن ميمونة بنت كردم قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهو على ناقة له وأنا مع أبي فذكرت الحديث إلى قولها فدنى منه أبي فأخذ بقدميه فأقر له رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فما نسيت طول إصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه الحديث (حم ق ت) عن أنس بن مالك (حم ق) (عن سهل بن سعد الساعدي • (بعثت إلى الناس) العرب والعجم (كافة فإن لم يستجيبوا لي فإلى العرب كافة فإن لم يستجيبوا لي فإلى قريش فإن لم يستجيبوا لي فإلى بني هاشم أي والمطلب فإن لم يستجيبوا لي فإلىّ وحدي أي فلا أكلف حينئذ إلا نفسي ولا يضرني من خالف وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم حكيماً يأمر كلا بما يصلح له أما في رتبة الدعوة فإنه كان يعمم (ابن سعيد) في طبقات عن خالد بن معدان بفتح الميم مرسلاً • (بعثت من خير قرون بني آدم) قال في الفتح القرن الطبقة من الناس

المجتمعين في عصر واحد ومنهم من حده بمائة سنة وقيل تسعين قرناً فقرنا بالنصب على الحال أي طبقة بعد طبقة (حتى كنت من القرن) قال العلقمي في رواية الإسماعيلي حتى بعثت من القرن (الذي كنت) وجدت وظهرت (فيه) قال المناوي وما أحسن ما قال بعضهم: قريش خير بني آدم • وخير قريش بنو هاشم وخير بني هاشم أحمد • رسول الإله إلى العالم (خ) عن أبي هريرة • (بعثت بجوامع الكلم) قال المناوي القرآن سمى به لاحتواء لفظه اليسير على المعنى الكثير (ونصرت بالرعب) أي الفزع يلقى في قلوب أعدائي (وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض) قال العلقمي قال أهل التعبير المفتاح عز ومال وسلطان فمن رأى أنه فتح باباً بمفتاح فإنه يظفر بحاجته بمعونة من له بأس وإن رأى أن بيده مفاتيح فإنه يصيب سلطاناً عظيماً قال الخطابي المراد بخزائن الأرض ما فتح على الأمة من الخزائن من دخائر كسرى وقيصر وغيرهما ويحتمل معادن الأرض التي فيها الذهب والفضة وقال غيره بل يحمل على أعم من ذلك (فوضعت) بالبناء للمفعول أي المفاتيح (في يدي) قال المناوي بالإفراد وفي رواية بالتثنية أي حقيقة أو مجازاً باعتبار الاستيلاء (ق ن) عن أبي هريرة • (بعثت بالحنيفية أي الشريعة المائلة عن كل دين باطل السمحة أي السهلة في العمل ومن خالف سنتي أي طريقتي بأن شدد وعقد فليس مني أي ليس من المتبعين لي فيما أمرت به من اللين والرفق والقيام بالحق والمساهلة مع الخلق (خط) عن جابر وهو حديث حسن لغيره • (بعثت بمداراة الناس) المداراة بلا همز قال المناوي أي خفض الجناح ولين الكلمة لهم وترك الإغلاظ عليهم وذلك من أسباب الألفة واجتماع الكلمة وانتظام الأمر ولهذا قيل من لانت كلمته وجبت محبته وحسنت أحدوثته وظمئت القلوب إلى لقائه وتنافست في مودته والمداراة تجمع الأهواء المتفرقة وتؤلف الآراء المتشتتة وهي غير المداهنة المنهي انتهى وقال العلقمي قال ابن بطال المدارة من أخلاق المؤمنين وهي خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول وذلك من أقوى أسباب الألفة وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط لأن المداراة مندوب إليها والمداهنة محرمة والفرق أن المداهنة هي الدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضى بما هو فيه من غير إنكار عليه والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهي عن فعله وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما فيه أو الإنكار عليه بلطف القول والفعل ولا سيما إذا احتاج إلى تألفه ونحو ذلك (هب) عن جابر بإسناد ضعيف • (بعثت بين يدي الساعة بالسيف قال المناوي خص نفسه به وإن كان غيره من الأنبياء أمر بالقتال لأنه لا يبلغ مبلغه فيه (حتى) حرف تعليل (يعبد الله وحده لا شريك له) أي ويشهد أني رسوله

(وجعل رزقي تحت ظل رمحي) يعني الغنائم وكان سهم منها له صلى الله عليه وسلم خاصة والمراد أن معظم رزقه كان منه وإلا فقد كان يأكل من الهبة والهدية وغيرهما (وجعل الذل) أي الهوان والخسران (والصغار) بالفتح الذل والضيم (على من خالف أمري) أي ومن أطاع أمري فله العز في الدنيا والآخرة (ومن تشبه بقوم فهو منهم) قال المناوي أي حكمه حكمهم لأن كل معصية ميراث من الأمم التي أهلكها الله فكل من لابس منها شيئاً فهو منهم انتهى ويحتمل أن المراد به التحذير من المخالفة أي لا تخالفوا ما أمركم به فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم بمخالفتهم أنبياءهم (حم ع طب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (بعثت داعياً ومبلغاً) الناس ما أمرني الله بتبليغه (وليس إليّ من الهدى شيء) ما على الرسول إلا البلاغ (وخلق إبليس مزيناً) للدنيا والمعاصي يضل بها من أراد الله إضلاله (وليس إليه من الضلالة شيء (عق عد) عن عمر بن الخطاب • (بعثت برحمة) أي رحمة للعالمين (وملحمة) أي مقتلة لأعداء الله وقال العلقمي يعني بالقتال وهو كقوله بعثت بالسيف (ولم أبعث تاجراً) أي احترف التجارة (ولا زارعاً) وفي رواية زراعاً بصيغة المبالغة (إلا) حرف تنبيه (وأن شرار الأمة) أي من شرارهم (التجار) الذين هم ليسوا أهل صدق وأمانة أو الذين يكثرون الحلف لترويج السلعة (والزراعون) يحتمل أن المراد الذين يكثرون الاشتغال بالزراعة ويتركون الجهاد أو غيره مما افترض عليهم فقد قال الفقهاء أفضل المكاسب الزراعة قال المناوي وهذا يوهن ما ذكره اليعمري في سيرته من أنه كان يزرع أرض بني النضير أو خيبر (إلا من شح على دينه) أي حرص عليه ولم يفرط في شيء من أحكامه وهذا يرشد إلى الاحتمال السابق (حل) عن ابن عباس ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره • (بغض بني هاشم والأنصار كفر) أن بغض بني هاشم من حيث كونهم آله عليه الصلاة والسلام وبغض الأنصار من حيث كونهم ظاهروه ونصروه وإلا فالمراد كفر النعمة (وبغض العرب نفاق) حقيقة أن بغضهم من حيث كون النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فالمراد النفاق العملي لا الاعتقادي (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن صحيح • (بكاء المؤمن) أي الكامل الإيمان ناشئ من قلبه أي من رقته وحزنه (وبكاء المنافق من هامته) الهامة الرأس كناية عن بعضها أي العين أي يرسله متى شاء فهو يملك إرساله دفعة (عق طب حل) عن حذيفة بإسناد ضعيف • (بكروا بالإفطار من الصوم) أي عجلوا به بعد تحقق غروب الشمس (وأخروا السحور إلى آخر الليل) ما لم تقعوا في شك في طلوع الفجر والأمر للندب (عد) عن أنس بن مالك • (بكروا بالصلاة في يوم الغيم) أي حافظوا عليها وقدموها بد دخول وقتها لئلا يخرج وقتها وأنتم لا تشعرون وإخراج الصلاة عن وقتها شديد التحريم خصوصاً العصر كما يشير إليه قوله (فإنه) أي الشان (من ترك صلاة العصر) بغير عذر (حبط عمله) أي بطل ثوابه قال الطيبي وليس ذلك من إحباط ما سبق من عمله

فإن ذلك في حق من مات مرتداً بل يحمل الحبوط على نقصان عمله من يومه لا سيما في الوقت الذي يقرب من أن ترفع فيه أعمال العباد إلى الله تعالى (حم هـ حب) عن بريدة بن الحصيب الأسلمي • (بلغوا عني) أي انفلوا عني ما أمكنكم ليتصل بالأمة نقل ما جئت به (ولو) كان المبلغ (آية) واحدة من القرآن وجعلها غاية ليسارع كل سامع إلى تبليغ ما وقع له من الآي وإن قل قال المناوي ولم يقل ولو حديثاً لأن حاجة القرآن إلى التبليغ أشد اهـ قال البيضاوي قال ولو آية ولم يقل ولو حديثاً لأن الأمر بالتبليغ للحديث يفهم من هذا بطريق الأولى به فإن الآيات مع انتشارها وكثرة حملته تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظها وصونها عن الضياع والتحريف فإذا كانت واجبة التبليغ فالحديث الذي لا شيء فيه مما ذكر أولى (وحدثوا عن بني إسرائيل) بما بلغكم عنهم مما وقع لهم من الأعاجيب (ولا حرج) قال المناوي لا ضيق عليكم في التحديث إلا أن يعلم أنه كذب أو ولا حرج أن لا تحدثوا وإذنه هنا لا ينافي نهيه في خبر آخر لأن المأذون فيه التحديث بقصصهم والمنهي عنه العمل بالأحكام لنسخها اهـ وقال العلقمي أي لا ضيق عليكم في التحديث عنهم لأنه كان تقدم منه صلى الله عليه وسلم الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم ثم حصل التوسع في ذلك وكان النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك لما في سماع الأخبار التي كانت في زمنهم من الاعتبار وقيل لا حرج في أن لا تحدثوا عنهم لأن قوله أولا حدثوا صيغة أمر تقتضي الوجوب فأشار إلى عدم الوجوب وأن الأمر فيه للإباحة بقوله ولا حرج أي في ترك التحديث عنهم وقيل المراد لا حرج عن حاكي حديثهم لما في إخبارهم من الألفاظ المستبشعة نحو قولهم اذهب أنت وربك فقاتلا وقولهم اجعل لنا إلها وقيل المراد ببني إسرائيل أولاد إسرائيل نفسه وهم أولاد يعقوب والمراد حدثوا عنهم بقصتهم مع أخيهم يوسف وهذا أبعد الأوجه (ومن كذب عليّ متعمداً) قال المناوي يعني لم يبلغ حق التبليغ ولم يحتط في الأداء ولم يراع صحة الإسناد (فليتبوأ) بسكون اللام (مقعده من النار) أي فليدخل في زمرة الكاذبين نار جهنم والأمر بالتبوء تهكم (حم ت خ) عن ابن عمر بن الخطاب • (بلوا أرحامكم ولو بالسلام) قال العلقمي قال في الدر كأصله أي ندوها بصلتها وهم يطلقون النداوة على الصلة كما يطلقون اليبس على القطيعة لأنهم لما رأوا بعض الأشياء تتصل وتختلط بالنداوة ويحصل منها التجافي والتفرق باليبس استعاروا البلل للوصل واليبس للقطيعة (البزار عن ابن عباس (طب) عن أبي الطفيل (هب) عن أنس بن مالك (وسويد بن عمرو) الأنصاري وطرقه كلها ضعيفة لكنها تفوّت • (بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) أي كشيء واحد في الكفر والإسلام ولم يخالف بنو المطلب بني هاشم في شيء أصلاً فلذلك شاركوهم في خمس الخمس دون بني عبد شمس ونوفل أخوى هاشم والمطلب وسببه

عدم إعطائه صلى الله عليه وسلم بني عبد شمس ونوفل من خمس الخمس فقيل له في ذلك فذكره قال المناوي وهو في البخاري بلفظ إنما (طب) عن جبير بن مطعم • (بني الإسلام) بالبناء للمجهول أي أسس (على خمس) دعائم كما في رواية عبد الرزاق فإن قيل هذه الخمس هي الإسلام المبني عليه فالجواب المبني هو الإسلام الكامل لا أصل الإسلام وقال ابن حجر فإن قيل المبني لابد أن يكون غير المبني عليه أجيب بأن المجموع غير من حيث الانفراد عين من حيث الجمع ومثاله البيت من الشعر يجعل على خمسة أعمدة أحدها أوسط والبقية أركان فإذا دام الأوسط قائماً فمسمى البيت موجود ولو سقط مهما سقط من الأركان فإذا سقط الأوسط سقط مسمى البيت فالبيت بالنظر إلى مجموعه شيء واحد وبالنظر إلى إفراده أشياء وأيضاً فبالنظر إلى أسه وأركانه الأس أصل والأركان تبع وتكملة اهـ وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام وأن أريد به أي الإسلام الانقياد فالانقياد هو الطاعة والطاعة فعل المأمور به والمأمور به هو هذه الخمس لا على سبيل الحصر فيلزم بناء الشيء على نفسه قال والجواب ن يقال أنه التذلل العام الذي هو اللغوي لا التذلل الشرعي الذي هو فعل الواجبات حتى يلزم بناء الشيء على نفسه ومعنى الكلام أن التذلل اللغوي يترتب عليه هذه الأفعال مقبولاً من العبد طاعة وقربة (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) بجر شهادة وما بعدها على البدل من خمس ويجوز الرفع على حذف الخبر والتقدير منها شهادة أن لا إله إلا الله أو على حذف المبتدأ والتقدير أحدها شهادة أن لا إله إلا الله قال المناوي ولم يذكر الجهاد منها لأنها فروض عينية وهو فرض كفاية ولم يذكر الإيمان بالملائكة وعبر بها في خبر جبريل لأنه أراد بالشهادة تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم بكل ما جاء به فيستلزم ذلك (وأقام) أصله إقامة حذفت تاؤه للازدواج (الصلاة) قال المناوي أي المداومة عليها اهـ وقال العلقمي المراد المداومة عليها أو مطلق الإتيان بها (وإيتاء الزكاة) أي إعطائها أهلها ورتب الثلاثة في كل رواية لأنها وجبت كذلك أو تقديماً للأفضل فالأفضل (وحج البيت وصوم رمضان) قال العلقمي ووجه الحصر في الخمس أن العبادة إما قولية وهي الشهادة أو غير قولية فإما تركي وهو الصوم أو فعلي إما بدني وهو الصلاة أو مالي وهو الزكاة أو مركب منهما وهو الحج قال النووي حكم الإسلام في الظاهر ثبت بالشهادتين وإنما أضيف إليهما الصلاة ونحوها لكونها أظهر شرائع الإسلام وأعظمها وبقيامه بها يتم استسلامه وبتركه لها يشعر بانحلاله انتهى فالإسلام الحقيقي يحصل بالشهادتين بشرط التصديق (حم ق ت) عن ابن عمر بن الخطاب (بورك لأمتي في بكورها) خص البكور بالبركة لكونه وقت النشاط وفي الخميس أعظم بركة (طس) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف (عبد الغني في) كتاب (الإيضاح) أي إيضاح الإشكال (عن ابن عمر بن الخطاب (بول الغلام) الذي لم يطعم غير لبن التغذي ولم يعبر حولين

(ينضح) بالبناء للمجهول أي يرش بماء يغلبه وإن لم يسل إذا النضح الرش بلا سيلان والغسل سيلان الماء على الشيء ولابد من زوال صفاته من طعم ولون وريح (وبول الجارية) أي الأنثى (يغسل) والفرق بينهما أن بوله أرق من بولها فلا يلصق بالمحل لصوق بولها وبغير ذلك والخنثى كالأنثى في ذلك (هـ) عن أم كرز وفيه انقطاع • (بيت لا تمر فيه جياع أهله) وفي رواية لمسلم لا يجوع أهل بيت عندهم التمر قال ابن رسلان قال القرطبي ما ملخصه هذا إنما عني به النبي صلى الله عليه وسلم أهل المدينة ومن كان على حالهم ممن غالب قوتهم التمر وذلك أنه إذا خلا البيت عن غالب القوت في ذلك الموضع يجوع أهله إذ لا يجدون شيئاً في بعض الأوقات ويصدق هذا القول على كل بلد ليس فيه إلا صنف واحد أو يكون الغالب صنفاً واحداً فيقال على بلد ليس فيه إل البر بيت لا بر فيه جياع أهله ويفيد هذا التنبيه على مصلحة تحصيل القوت وادخاره فإنه أسكن للنفس غالباً وأبعد عن تشويش الفكر اهـ وقال النووي فيه فضيلة التمر وجواز الادخار للعيال والحث عليه (حم م د ن هـ) عن عائشة • (بيت لا صبيان فيه) يعني لا أطفال فيه ذكوراً أو إناثاً (لا بركة فيه) قال المناوي تمامه عند مخرجه وبيت لا خل فيه فقراء أهله وبيت لا تمر فيه جياع أهله (أبو الشيخ) في الثواب (عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (بيع المحفلات) أي المجموعات اللبن في ضروعها لا بهام كثرة لبنها وتسمى المصراة قال في النهاية المحفلة الشاة أو البقرة أو الناقة لا يحلبها صاحبها أياماً حتى يجتمع لبنها في ضرعها فيظنها المشتري غزيرة فيزيد في ثمنها ثم يظهر له بعد ذلك نقص لبنها فيثبت له الخيار (خلابة) بكسر الخاء المعجمة أي غش وخداع (ولا تحل الخلابة لمسلم) ولا لغيره وإنما خصه للتنفير عنها (حم هـ) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف • (بين كل أذانين) قال العلقمي أي أذان وإقامة قال الشرح وهو تغليب كالقمرين قال ابن حجر ويحتمل خلافه وإن تسمى الإقامة أذاناً حقيقة لأنها إعلام بحضور فعل الصلاة (صلاة) أي نافلة أو وقت صلاة ونكرت لتناول كل عدد نواه المصلي من النافلة كركعتين أو أربع أو أكثر ويحتمل أن يكون المراد به الحث على المبادرة إلى المسجد عند سماع الأذان لانتظار الإقامة لأن منظر الصلاة في صلاة قاله ابن المنير وإنما لم يجر ذلك على ظاهره لأن الصلاة بين الأذانين مفروضة والخبر ناطق بالتخيير لقوله بعد (لمن شاء) قال في النهاية يريد بها السنن الرواتب التي تصلي بين الأذان والإقامة قبل الفرض اهـ وشمل عمومه المغرب ولا يعارضه الحديث الآني لضعفه (حم ق ع) عن عبد الله بن مغفل • (بين كل أذانين صلاة إلا المغرب قال المناوي فإنه ليس بين أذانها وإقامتها صلاة بل تندب المبادرة بالمغرب في أول وقتها اهـ وتقدم إن هذا لا يعارض الصحيح فتندب ركعتان قبل المغرب (البزار عن بريدة) بإسناد ضعيف • (بين الرجل) أي الإنسان ذكراً كان أو أنثى (وبين الشرك) بالله (والكفر) عطف عام على خاص وكرر بين لمزيد

التأكيد (ترك الصلاة) مبتدأ والظرف خبره ومتعلقه محذوف تقديره ترك الصلاة وصلة بني العبد والكفر والمعنى يوصله إليه وبهذا التقدير زال الإشكال فإن المتبادر أن الحاجز بين الإيمان الكفر فعل الصلاة لا تركها قال بعضهم هو محمول على المستحل أو أن فعله فعل أهل الكفر أو أنه يستحق بتركها عقوبة الكافر وهي القتل (م د ت هـ) عن جابر • (بين الملحمة) بفتح الميمين الحرب وموضع القتال والجمع ملاحم مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاشتباك لحمة الثوب بالسداء وقيل هي مشتقة من اللحم لكثرة لحوم القتلى فيها (وفتح المدينة) هي القسطنطينة بضم القاف وإسكان السين وضم الطاء الأولى وكسر الثانية وبعدها ياء ساكنة ثم نون قال النووي هكذا ضبطناه وهو المشهور ونقله القاضي في المشارق عن المتقنين والأكثرين وعن بعضهم زيادة ياء مشددة بعد النون وهي مدينة مشهورة من أعظم مدائن الروم (ست سنين ويخرج المسيح الدجال في السابعة) قال العلقمي قال شيخنا قال ابن كثير هذا مشكل مع حديث الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينة وخروج الدجال في سبعة أشهر اللهم إلا أن يكون بين أول الملحمة وآخرها ست سنين ويكون بين آخرها وفتح المدينة وهي القسطنطينة مدة قريبة بحيث يكون ذلك مع خروج الدجال في سبعة أشهر (حم د هـ) عن عبد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة • (بين الركن والمقام ملتزم ما يدعو به صاحب عاهة) أي آفة حسية أو معنوية (الأبرء) يعني استجيب دعاؤه وبرئ من عاهته أن صحب ذلك صدق نية وقوة يقين (طب) عن ابن عباس (بين العبد والجنة) أي دخولها (سبع عقبات) قال المناوي جمع عقبة كذا في نسخ الكتاب ثم رأيت خط المؤلف عقاب (أهونها الموت وأصعبها الوقوف بين يدي الله تعالى إذا تعلق المظلومون بالظالمين) يشكل بحديث القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أهون منه انتهى وقال الشيخ وجاء ذكر الخمس الأخر منها القبر والقيام مع الإسراع إلى المحضر وتطاير الصحف والميزان والصراط وأما رواية القبر وأنه إن نجا منه فما بعده أيسر منه الخ فذلك من باب تهويل أمره (أبو سعيد النقاش) بالقاف (في معجمه وابن النجار عن أنس) بن مالك بإسناد ضعيف • (بين يدي الساعة) أي قدامها (أيام الهرج) قال المناوي أي الفتن والشرور اهـ قال العلقمي وتمامه كما في البخاري يزول فيها العلم ويظهر فيها الجهل قال في النهاية أي قتال واختلاط وقد هرج الناس يهرجون هرجاً إذا اختلطوا وأصل الهرج الكثرة في الشيء والاتساع فيه (حم طب) عن خالد بن الوليد • (بين يدي الساعة فتن) فساد في الهاء والعقائد (كقطع الليل المظلم) (ك) عن أنس بن مالك (بين يدي الساعة مسخ) تحويل صورة إلى أقبح منها أو مسخ القلوب (وخسف) من باب ضرب وخسوفاً أيضاً أي غور في الأرض وذكر الخطابي أن المسخ يكون في هذه الأمة وكذلك الخسف كما كانا في سائر الأمم خلاف

قول من زعم أن ذلك لا يكون إنما مسخها بقلوبها (وقذف) أي رمي بالحجارة من السماء (هـ) عن ابن مسعود (بين العالم) العامل بعلمه (والعابد) الجاهل (سبعون درجة) أي هو فوقه بسبعين منزلة في الجنة والمراد بالسبعين التكثير (فر) عن أبي هريرة • (بين كل ركعتين تحية) أي تشهد وسلام أي الأفضل في النفل ذلك (هق) عن عائشة) • (بئس كلمة ذم (العبد عبد تخيل) بخاء معجمة قال المناوي أي تخيل في نفسه فضلاً على غيره (واختال) تكبر وقال العلقمي تخيل واختال هما تفعل وافتعل من الخيلاء والتكبر والعجب (ونسي) الله (الكبير المتعال) بكسر اللام ونصبه بفتحه مقدرة على الياء المحذوفة للتخفيف أي نسي أن الكبرياء والتعالي ليسا إلا له (بئس العبد عبد تجبر) بالجيم من الجبر القهر (واعتدى) في تجبره فمن خالفه قهره بقتل أو غيره (ونسي الجبار الأعلى) الجبار من أسمائه تعالى ومعناه الذي يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهي وقيل العالي فوق خلقه (بئس العبد عبد سهى) باستغراقه في الأماني وجمع الحطام (ولها) اشتغل باللعب ونيل الشهوات (ونسي المقابر والبلا) بكسر الموحدة والقصر أو بفتحها والمد أي لم يستعد ليوم نزول قبره ولم يتفكر فيما هو صائر إليه من بيت الوحشة والدود (بئس العبد عبد عتا) من العتوّ وهو التكبر والتجبر (وطغى) من الطغيان وهو مجاوزة الحد (ونسي المبتدأ والمنتهى) أي نسي المبدأ والمعاد وما هو صائر إليه بعد حشر الأجساد (بئس العبد عبد يختل) بتحتية مفتوحة ثم خاء معجمة فمثناة فوقية مكسورة (الدنيا بالدين) أي يطلب الدنيا بعمل الآخرة بخداع وحيلة (بئس العبد عبد يختل الدين بالشبهات) قال المناوي أي يتشبث بالشبهات ويؤول المحرمات (بئس العبد عبد طمع) قبله مضاف أو بعده وصف أي ذو طمع أو طمع عظيم فهو مبتدأ (يقوده) خبر والجملة صفة عبد (بئس العبد عبد هوى بالقصر) أي هوى النفس يضله وجمعه أهواء وأما الهواء المسخر بين السماء والأرض فهو ممدود وجمعه أهوية (بئس العبد عبد رغب) بفتح الراء والغين المعجمة أي سعة الأمل وطلب الكثير والحرص على الدنيا والانهماك في تحصيلها (يذله ت ك هب) عن أسماء بنت عميش) بضم المهملة وفتح الميم (طب هب) عن نعيم بن حماد بكسر المهملة وخفة الميم وهو حديث ضعيف • (بئس العبد المحتكر) أي حابس القوت ثم بين جهة ذمّه بقوله (أن أرخص الله) تعالى (الأسعار حزن وإن أعلاها فرح) فهو يحزن لمسرة الخلق ويفرح لحزنهم فاحتكار القوت حرام لكن خصه الشافعية بما إذا اشتراه في الغلاء وحبسه ليرتفع السعر (طب هب) عن معاذ • (بئس البيت الحمام ترفع فيه الأصوات وتكشف فيه العورات) أي عورات غالب الداخلين خصوصاً النساء (عد) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (بئس البيت الحمام بيت لا يستر) أي لا تستر فيه العورة (وماء لا يطهر) بضم المثناة التحتية وشدة الهاء وكسرها أي لكونه

ماء مستعملاً غالباً (هب) عن عائشة وهو حديث ضعيف • (بئس الشعب) قال في المصباح الشعب بالكسر الطريق وقيل الطريق في الجبل (جياد) أرض بمكة أو جبل بها (تخرج الدابة) أي منه (فتصرخ ثلاث صرخات) أي تصيح بشدة (فيسمعها من بين الخافقين) قال العلقمي الخافقان هما طرفا السماء والأرض وقيل المشرق والمغرب وعلى الأول اقتصر في الدر (طس) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف (بئس الطعام طعام العرس) بالضم أي طعام الزفاف ثم بين وجه ذمّه بقوله (يطعمه) بالبناء للمجهول (الأغنياء ويمنعه المساكين) والفقراء فإن لم يخص الأغنياء فليس بمذموم (قط) في فوائد وفي نسخة زوائد (ابن مردك عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (بئس القوم قوم لا ينزلون الضيف) قال المناوي فإنه من شعائر الدين فإذا أهملها أهل محل دل على تهاونهم به (هب) عن عقبة بن عامر • (بئس القوم قوم يمشي المؤمن فيهم بالتقية والكتمان) قال المناوي أي يتقيهم ويكتم عنهم حاله لما يعلمه منهم من أنهم بالمرصاد للأذى والإضرار إن رأوا حسنة ستروها أو سيئة نشروها اهـ وقال العلقمي قال في النهاية التقية والتقاة بمعنى يريدون أنهم يتقون بعضهم بعضاً ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك (فر) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف • (بئس الكسب أجر الزمارة) بفتح الزاي والميم المشددة الزانية أي ما تأخذه على الزنا بها وقيل هو بتقديم الراء على الزاي من الرمز وهو الإشارة بنحو عين أو حاجب والزواني يفعلن ذلك (وثمن الكلب) ولو كلب صيد لعدم صحة بيعه (أبو بكر بن مقسم في جزئه عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (بئس مطية) بكسر الطاء المهملة وشدة المثناة التحتية (الرجل) وكذا المرأة (زعموا) قال العلقمي معناه أن الرجل إذا أراد المسير إلى بلد أو الظعن إلى حاجة ركب مطيته وسار حتى يقضي أربه فشبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زعموا كذا وكذا بالمطية التي يتوصل بها إلى الحاجة وإنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا تثبت فيه وإنما يحكى على الألسن على سبيل البلاغ فذم من الحديث ما كان هذا سبيله وأمر بالتثبت فيما يحكيه والاحتياط فيما يرويه قال ابن بطال ومعنى الحديث أن من أكثر الحديث لما يعلم صدقه لم يؤمن عليه الوقوع في الكذب فبئست هذه اللفظة مطية لنقل ما لا يعلم فنها تؤدي إلى الكذب (حم د) عن حذيفة • (بئسما) نكرة موصوفة أي بئس شيئاً كائناً (لأحدكم أن يقول) هو المخصوص بالذم (نسيت آية كيت) وكيت) بفتح التاء أشهر من كسرها أي كذا وكذا لنسبة الفعل إلى نفسه وهو فعل الله (بل هو نسي) بضم النون وشدة المهملة المكسورة فنهوا عن نسبة ذلك إليهم وإنما الله أنساهم قال النووي إنما كره ذلك لأنه يتضمن نسبة التساهل والتغافل عنها إلى نفسه وقال عياض أولى ما يتأول عليه الحديث أن معناه ذم الحال لا ذم القول أي بئست

الحالة حالة من حفظ القرآن فغفل عنه حتى نسيه (حم ق ت هـ ن) عن ابن مسعود. • (فصل في المحلى بأل من هذا الحرف) * • (البادئ) أخاه (بالسلام) إذا لقيه (بريء من الصرم) بفتح المهملة وسكون الراء القطع والتصارم التقاطع قال في المصباح صرمته صرماً من باب ضرب قطعته (حل) عن ابن مسعود • (البادئ بالسلام برئ من الكبر) بكسر الكاف وسكون الموحدة أي التعاظم قال بعضهم الكبر والتكبر والاستكبار ألفاظ متقاربة (هب خط) في الجامع عن ابن مسعود • (البحر) الملح وهو المراد حيث أطلق أي ركوبه (من جهنم) لكثرة آفاته وغلبة الغرق فيه (أبو مسلم) إبراهيم بن عبد الله (الكجي) بفتح الكاف وشدة الجيم (في سننه ك هق) عن يعلي بفتح التحتية وسكون المهملة وفتح اللام (بن أمية) بضم الهمزة وفتح الميم وشدة التحتية • (البحر الطهور) أي المطهر (ماؤه الحل ميتته) بفتح الميم وهي السمك وإن لم يشبه السمك المشهور ككلب وخنزير وسببه أن سائلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته والطهور بفتح الطاء ما يتطهر به وبضمها الفعل أي الطهر وقيل بالفتح فيهما وقيل بالضم فيهما وفي الحديث أنه يستحب للعالم إذا سئل عن شيء وعلم أن بالسائل حاجة إلى أمر آخر يتعلق بالمسئول عنه لم يذكره السائل أن يذكره له لأنه سأله عن ماء البحر فأجاب بحكمه وحكم ميتته لأنهم يحتاجون إلى الطعام كالماء (هـ) عن أبي هريرة بإسناد صحيح (البخيل) أي الكامل في البخر كما يفيده تعريف المبتدأ (من ذكرت عنده فلم يصل علي) لأنه بخل على نفسه حيث حرمها صلاة الله عليه عشراً إذا هو صلى واحدة (حم ت ن حب ك) عن الحسين بن علي بأسانيد صحيحة • (البذاء) بفتح الموحدة وبالمد ويقصر الفحش في القول (شوم) ضد اليمن أي شر وأصله الهمز فخفف واواً (وسوء الملكة) أي الإساءة إلى نحو المماليك قال في النهاية أي الذي يسيء صحبة المماليك يقال فلان حسن الملكة إذا كان حسن الصنيع إليهم وقال الطيبي يعني سوء الملكة يدل على سوء الخلق وهو شوم والشوم يورث الخذلان ودخول النار (لؤم) أي دناءة وشح نفس قال الجوهري اللئيم الدنيء الأصل الشحيح النفس (طب) عن أبي الدرداء بإسناد حسن • (البذاذة) بفتح الموحدة وذالين معجمتين قال في النهاية رثاثة الهيئة (من الإيمان) قال المناوي أي من أخلاق أهل الإيمان أن قصد به تواضعاً وزهداً وكفا للنفس عن الفخر لا شحاً بالمال وإظهاراً للفقر وإلا فليس منه (حم هـ ك) عن أبي أمامة بن ثعلبة (الحارثي) واسمه إياس بإسناد حسن أو صحيح • (البر بالكسر) أي الفعل المرضي أي معظمه (حسن الخلق) بالضم أي التخلق مع الحق والخلق والمراد هنا المعروف وهو طلاقة الوجه وكف الأذى وبذل الندى ونحوها وقال النووي قال

العلماء البر يكون بمعنى الصلة وبمعنى الصدق وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة العشرة وبمعنى الطاعة وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق (والإثم ما حاك) بحاء مهملة (في صدرك) أي تحرك فيه وتردد ولم ينشرح له الصدر وحصل في القلب منه الشك وخوف كونه ذنباً (وكرهت أن يطلع عليه الناس) أي أماثلهم الذين يستحي منهم (خد م ت) عن النواس بفتح النون وشدة الواو بن سمعان • (البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب) لأنه تعالى فطر عباده على الميل إلى الحق والسكون إليه وركز في طبعهم حبه (وإن أفتاك المفتون) أي جعلوا لك رخصة والكلام في نفي ريضت وتمرنت حتى صفت وتحلت بأنوار اليقين (حم) عن أبي ثعلبة بفتح المثلثة (الخشنى) بضم المعجمة الأولى وفتح الثانية وكسر النون ورجاله ثقات • (البر لا يبلى) أي الإحسان وفعل الخير لا يبلى ثناؤه وذكره في الدارين (والذنب لا ينسى) بصيغة المجهول قال المناوي أي لابد من الجزاء عليه لا يضل ربي ولا ينسى (والديان لا يموت) فيه جواز إطلاق الديان عليه تعالى (اعمل ما شئت) تهديد شديد (كما تدين تدان) كما تجازي تجازى (عب) عن أبي قلابة مرسلاً • (البربري) بفتح الموحدتين وإسكان الراء الأولى قال المناوي نسبة إلى بربر قوم بين اليمن والحبشة سموا به لبربرة في كلامهم انتهى وقال العلقمي نسبة إلى بلاد البربر ناحية كبيرة من بلاد المغرب انتهى وقال في القاموس والبرابرة جيل وهم بالمغرب وأمة أخرى بين الحبوش والزنج (لا يجاوز إيمانه تراقيه) التراقي جمع ترقوة وهو العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان من الجانبين ووزنها فعولة بالفتح زاد في رواية أتاهم نبي فذبحوه وطبخوه وأكلوه (طس) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (البركة) أي الخير من أجر وغنيمة ونسل حاصلة (في نواصي الخيل) أي ذواتها قال ابن حجر والأولى أن يقدر المتعلق ما ثبت في رواية أخرى فقد أخرجه الإسماعيلي من طريق عاصم بن علي عن شعبة بلفظ البركة تنزل في نواصي الخيل (حم ق ن) عن أنس بن مالك • (البركة) حاصلة (في ثلاثة) من الخصال (في الجماعة) أي صلاتها أو لزوم جماعة المسلمين (والثريد) مرقة اللحم والخبز (والسحور) لأنه يقوى على الصوم ففيه رفق (طب هب) عن سلمان الفارسي • (البركة في صغر القرص) أي تصغير أقراص الخبز (وطول الرشاء) بالكسر والمد حبل الدلو وقيل الحبل الذي يستقي به الماء قال في المصباح الرشاء الحبل والجمع أرشية مثل كساء وأكسية (وقصر الجدول) قال في المصباح والجدول فعول وهو النهر الصغير اهـ قال المناوي لأنه أكثر فائدة على الزرع والشجر من الطويل (أبو الشيخ) ابن حبان في الثواب عن ابن عباس (السلفي) بكسر المهملة وفتح اللام مخففة الحافظ أبو طاهر (من الطيوريات عن ابن عمر) وهذا كما قاله النسائي وغيره كذب • (البركة في المماسحة) أي المصافحة في البيع ونحوه كملاقاة

الإخوان قال العلقمي عن خالد بن أبي مالك قال بايعت محمد بن سعد سلعة فقال هات يدك أماسحك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البركة فذكره (د) في مراسيله (عن محمد بن سعد البركة في أكابركم) أي المجربين للأمور المحافظين على تحصيل الأجور فجالسوهم لتقتدوا برأيهم أو المراد من حاز العلم والعمل وإن صغر سنه (حب حل ك هب) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (البركة في أكابرنا) يحتمل أن المراد بالأكابر الأئمة ونوابهم كما يرشد إليه قوله (فمن لم يرحم صغيرنا ويجل) أي يعظم (كبيرنا فليس منا) أي ليس عاملاً بهدينا متبعاً لطريقتنا (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (البزاق في المسجد سيئة) أي حرام (ودفنه) في أرضه إن كانت ترابية (حسنة) أي مكفرة لتلك السيئة أما المبلط فيتعين إزالة ذلك منه ولا يكفي دلكه لأنه زيادة في التقذير (حم طب) عن أبي أمامة بإسناد صحيح • (البزاق والمخاط والحيض والنعاس) قال المناوي يعني بعين مهملة كما وقفت عليه بخط المؤلف فما في نسخ من أنه بالفاء تحريف أي طروّ المذكورات (في الصلاة من الشيطان) أي يحبه ويرضاه لقطع الأخيرين الصلاة وللاشتغال بالأولين عن القراءة والذكر (هـ) عن دينار بإسناد ضعيف • (البصاق في المسجد) ظرف للفعل لا للفاعل فيتناول من كان في المسجد ومن كان خارجاً عنه ولو في جداره (خطيئة) بالهمز أي إثم (وكفارتها دفنها) إن كانت الأرض ترابية وإلا وجب إزالتها (ق 3) عن أنس بن مالك • (البضع) بكسر الباء وفتحها (ما بين الثلاث) من الآحاد (إلى التسع) منها قاله صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى في بضع سنين (طب) وابن مردويه عن نيار بكسر النون ومثناة تحتية (ابن مكرم) بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء الأسلمي بإسناد ضعيف • (البطن) الموت بداء البطن من نحو استسقاء وذات الجنب (والغرق) أي الموت بالغرق في الماء (شهادة) أي الميت بأحدهما من شهداء الآخرة قال العلقمي قال في المصباح وبطن بالبناء للمفعول فهو مبطون أي عليل البطن وقال الجوهري وبطن الرجل على ما لم يسم فاعله اشتكى بطنه وبطن بالكسر يبطن بطناً عظم بطنه من الشبع (طس عن أبي هريرة) ورجاله رجال الصحيح • (البطيخ) بالكسر أي أكله (قبل) أكل (الطعام يغسل البطن) أي المعدة والأمعاء (غسلاً) مصدر مؤكد للغسل (ويذهب بالداء) الذي بالبطن (أصلاً) أي مستأصلاً أي قاطعاً له من أصله قال المناوي قيل المراد الأصفر لأنه المعهود عنهم وقال ابن القيم المراد الأخضر قال الحافظ العراقي وفيه نظر (ابن عساكر) في التاريخ (عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم وقال) أي ابن عساكر (شاذ) بل (لا يصح) أصلاً لأن فيه مع شذوذه أحمد الجرجاني وضاع لا تحل الرواية عنه • (البغايا) جمع بغى بالتشديد وهي الزانية التي تبغي الرجال (اللاتي ينكحن أنفسهن بغير بينة) أي شهود فالنكاح باطل عند الشافعي والحنفي ومن لم يشترط الشهود أوله بأنه أراد

بالبينة ما به يتبين النكاح من الولي (ت) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (البقرة) ومثلها الثور تجزى (عن سبعة) في الأضاحي (والجزور) من الإبل خاصة يطلق على الذكر والأنثى يجزئ (عن سبعة) في الأضاحي قال المناوي وبه قال كافة العلماء إلا مالك وقال العلقمي فيه دليل على أنه يجوز أن يشترك السبعة في التضحية بالجزور والبقرة واجباً كان أو تطوعاً سواء كانوا كلهم متقربين أو بعضهم يريد القربة وبعضهم يريد اللحم وبهذا قال الشافعي ومالك وأحمد وقال أبو حنيفة يجوز للمتقربين ولا يجوز إذا كان بعضهم غير متقرب (حم د عن جابر) بن عبد الله بإسناد صحيح • (البقرة) أي البالغة من السن سنتين ودخلت في الثالثة (تجزئ عن سبعة والجزور) المستكمل خمس سنين ودخل في السادسة يجزئ (عن سبعة) في الأضاحي (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح) (البكاء) من غير صراخ (من الرحمة) أي رقة القلب (والصراخ من الشيطان) أي يرضاه ويحبه فيحرم (ابن سعد) في الطبقات (عن بكير) بالتصغير (ابن عبد الله بن الأشج) بفتح المعجمة والجيم المدني (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح • (البلاء موكل بالقول) يعني أن العبد في سلامة ما سكت ابن أبي الدنيا أبو بكر في كتاب (ذم الغيبة) بكسر المعجمة (عن الحسن البصري مرسلاً (هب) عنه أي الحسن (عن أنس) • (البلاء موكل بالقول ما قال عبد لشيء) أي على شيء (لا والله لا أفعله أبداً إل ترك الشيطان كل عمل وولع بذلك منه حتى يؤثمه) أي يوقعه في الإثم بإيقاعه في الحنث بفعل المحلوف عليه (هب خط) عن أبي الدرداء • (البلاء موكل بالمنطق) قال المناوي زاد في رواية ابن أبي شيبة ولو سخرت من كلب لخشيت أن أحوّل كلباً (القضاعي عن حذيفة) بن اليمان (و) ابن (السمعاني في تاريخه عن علي) ورواه البخاري في الأدب عن ابن مسعود • (البلاء موكل بالمنطق فلو أن رجلاً عير رجلاً برضاع كلبة لرضعها) يعني من عير أخاه بشيء وقع فيه (خط) عن ابن مسعود) رضي الله تعالى عنه • (البلاد بلاد الله والعباد عباد الله فحيثما أصبت خيراً فأقم) أي الزم الإقامة بأي مكان من أماكن بلاد الإسلام يتيسر لك فيه حصول رزقك من وجه حلال وأمر دينك (حم عن الزبير) بن العوام بإسناد ضعيف • (البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراء الأهل السماء كما تتراء النجوم لأهل الأرض) أي يرونه مضيئاً كما يرون النجوم كذلك وفي رواية بدل يقرأ فيه القرآن يذكر فيه الله (هب) عن عائشة • (البيعان) بشدة المثناة التحتية أي المتبايعان يعني البائع والمشتري (بالخيار) في فسخ البيع وهذا الخيار خيار المجلس ما لم يتفرقا بأبدانهما عن محلهما الذي تبايعا فيه عند الشافعي وقال أبو حنيفة ومالك بالكلام وهل للتفرق المذكور حد ينتهي إليه المشهور الراجح من مذاهب العلماء في ذلك أنه موكول إلى العرف فكل ما عد في العرف تفرقا حكم به وما لا فلا (فإن صدقا) أي صدق كل منهما في قدر عوضه وصفته (وبينا) أي بين

(حرف التاء)

البائع إن كان في السلعة عيب وبني المشتري العيب إن كان في الثمن ويحتمل أن يكون الصدق والبيان بمعنى واحد وذكر أحدهما تأكيد للآخر (بورك لهما) أي أعطاهما الله الزيادة والنمو في بيعهما أي في صفقتهما (وإن كتما) شيئاً مما يجب الإخبار به شرعاً (وكذباً) في نحو صفات الثمن أو المثمن (محقت) أي ذهبت واضمحلت (بركة بيعهما) يحتمل أن يكون على ظاهره وإن شؤم التدليس والكذب الواقع في العقد يمحق بركته وإن كان الصادق مأجوراً والكاذب مأزوراً ويحتمل أن يكون ذلك مختصاً بمن وقع منه التدليس والعيب دون الآخر ورجحه ابن أبي جمرة وفي الحديث فضل الصدق والحث عليه وذم الكذب والحث على تركه فإنه سبب لذهاب البركة وإن عمل الآخرة يحصل خيري الدنيا والآخرة (حم ق 3) عن حكيم بن حزام بفتح الحاء والزاي • (البيعان) تثنية بيع (إذا اختلفا) في قدر البيع أي المبيع من ثمن ومثمن أو في صفة من صفاته بعد الاتفاق على صحة العقد (ولا بينة ترادا البيع) أي بعد التحالف والفسخ (طب) عن ابن مسعود • (البينة على المدعى واليمين على المدعى عليه) لأن جانب المدعى ضعيف فكلف حجة قوية وهي البينة وجانب المدعى عليه قوى لأن الأصل براءة ذمته فاكتفى منه بحجة ضعيفة وهي اليمين (ت) عن ابن عمرو • (البينة على المدعي) في رواية على من ادعى (واليمين على من أنكر) ما ادعى عليه (إلا في القسامة) بفتح القاف فإن الإيمان فيها في جانب المدعى وبه أخذ الأئمة الثلاثة وخالف أبو حنيفة (هب) وابن عساكر عن ابن عمرو) * • (حرف التاء) * (تابعوا بين الحج والعمرة) أي إذا حججتم فاعتمروا وإذا اعتمرتم فحجوا (فإنهما ينفيان الفقر والذنوب) لخاصة علمها الشارع أو لأن الغنى الأعظم هو الغنى في طاعة الله تعالى (كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب) والفضة مثل لذلك تحقيقاً للانتفاء لأن الحج جامع لأنواع الرياضات من إنفاق المال وجهد النفس بالجوع والعطش والسهر واقتحام المهالك ومفارقة الأوطان ومهاجرة الإخوان والخلان (وليس للحجة المبرورة) وهي التي وفيت أحكامها ووقعت موقعاً كما طلب من المكلف على الوجه الأكمل (ثواب إلا الجنة) أي لا يقتصر صاحبها من الجزاء على تكفير بعض ذنوبه بل لابد أن يدخل الجنة مع السابقين (حم ت ك) عن ابن مسعود قال الترمذي حسن صحيح غريب • (تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة مابينهما) بنصب بني على الظرفية (يزيد في العمر والرزق) أي يبارك فيهما (وينفي الذنوب من بني آدم كما ينفي الكير خبث الحديد) لجمعه لأنواع الرياضات (قط) في الإفراد (طب عن ابن عمر) • (تأكل النار ابن آدم) الذي يعذب بها يوم القيامة (إلا أثر السجود) من الأعضاء المأمور بالسجود عليها (حرم الله عز وجل على النار أن تأكل أثر السجود) إكراماً للمصلين وإظهاراً لفضلهم (هـ) عن أبي هريرة تبا للذهب

والفضة) أي هلاكاً لهما أو ألزمهما الله الهلاك وتمامه قالوا يا رسول الله فأي المال نتخذ قال قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة (حم) في الزهد عن رجل من الصحابة) (هب) عن عمر • (تبسمك) التبسم دون الضحك يقال الضحك بلا صوت وقيل ظهور الأسنان بلا صوت والضحك ظهورها مع صوت لا يسمع من بعد فإن سمع منه فقهقهة (في وجه أخيك) في الدين (لك صدقة) يعني إظهارك له البشاشة والبشر إذا لقيته تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة (وأمرك بالمعروف) أي بما عرفه الشرع بالحسن (ونهيك عن المنكر) أي ما أنكره الشرع وقبحه (صدقة وإرشادك الرجل) يعني الإنسان (في أرض الضلال) وفي رواية الفلاة (لك صدقة) وفي الترمذي خصلة لم يذكرها المؤلف وهي قوله وبصرك الرجل الردئ البصر صدقة (وإماطتك) أي تنحيتك (الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك) أي صبك (من دلوك) بفتح فسكون واحد الدلاء التي يستقي بها (في دلو أخيك) في الإسلام (لك صدقة) فيه الحث على القيام بحق الحق والخلق (خد حب ت) عن أبي ذر بإسناد ضعيف (تبلغ الحلية) بكسر الحاء المهملة أي التحلي بالذهب المكلل بالدر (من المؤمن) يوم القيامة (حيث يبلغ الوضوء) قال المناوي بفتح الواو أي ماؤه وقال أبو عبيد أراد بالحلية هنا التحجيل لأنه العلامة الفارقة بين هذه الأمة وغيرها ونازعه بعضهم ثم قال لو حمل على قوله تعالى يحلون فيها من أساور لكان أولى ورده التوربشتي بأنه غير مستقيم إذ لا مرابطة بين الحلية التحلي لأن الحلية السيما والتحلي الزينة للتزين قال ويمكن أن يجاب بأنه مجاز عن ذلك (م عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه • (تجافوا عن عقوبة ذوي المروءة) ورسمها النووي بأنها تخلق الإنسان بخلق أمثاله في زمانه ومكانه على هفوة أو زلة صدرت من أحدهم فلا يعذر عليها كما مر (أبو بكر بن المرزبان في كتاب المروءة) (طب) في كتاب (مكارم الأخلاق عن ابن عمر) بن الخطاب بإسناد ضعيف • (تجافوا عن عقوبة ذوي المروءة) أي لا تؤاخذوه بذنب ندر منه لمروءته (إلا في حد من حدود الله تعالى) فإنه إذا بلغ الحاكم وثبت عنده وجبت إقامته كما مر (طس عن زيد بن ثابت) • (تجاوزوا عن ذنب السخي) أي الكريم (فإن الله تعالى أخذ بيده كلما عثر) أي سقط في هفوة أو هلكة لأنه لما سخى بالأشياء اعتماداً على ربه شمله بعنايته فكلما عثر في مهلكة أنقذه منها (قط) في الإفراد (طب حل هب) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف • (تجاوزوا عن ذنب السخي وزلة العالم وسطوة السلطان العادل فإن الله تعالى آخذ بيدهم لكما عثر عاثر منهم) لأن ما يصدر منهم من الخيرات يكفر تلك الهفوات أن الحسنات يذهبن السيئات (خط عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (تجاوزوا لذوي المروءة عن عثراتهم فوالذي نفسي بيده) أي بقدرته وإرادته (أن أحدهم ليعثر وإن يده لفي يد الله) يعني يخلصه من عثرته ويسامحه من زلته (ابن المرزبان في معجمه عن جعفر بن محمد) المعروف بالصادق الإمام الصدوق

الثبت معضلاً • (تجب الصلاة) • أي الصلوات المكتوبة (على الغلام) أي الصبي ومثله الصبية أي يجب على وليه أن يأمره بها (إذا عقل) أي ميز (والصوم) كذلك (إذا أطاق والحدود) أي وتجب إقامة الحدود عليه إذا فعل موجبها (والشهادة) أي وتجب شهادته أي أداؤها وقبولها إذا شهد (إذا احتلم) أي بلغ سن الاحتلام أو خرج منيه (الموهبي) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء وموحدة نسبة إلى موهب بطن من مغافر (في) كتاب (فضل العلم عن ابن عباس) وهو حديث ضعيف • (تجب الجمعة على كل مسلم إلا امرأة) أو خنثى لنقصها (أو صبي) أو مجنوناً) (أو مملوك) بعضه أو كله لنقصه وصبي مملوك منصوبان وحذفت الألف منهما على طريقة المتقدمين الذين يرسمون المنصوب بلا ألف (الشافعي (هق) عن رجل من الصحابة (من بني وايل) بفتح الواو وسكون الألف وكثر المثناة التحتية قبيلة معروفة وهو حديث ضعيف • (تجد المؤمن مجتهداً فيما يطيق) من صنوف البادات وضروب الخبرات (متلهفاً) أي مكروباً (على ما لا يطيق) فعله من ذلك كالصدقة لفقد المال يعني هذا شأن المؤمن (حم) في كتاب الزهد عن عبيد بن عمير بتصغيرهما (مرسلاً) وهو الليث قاضي مكة تابعي ثقة • (تجدون الناس معادن) أي أصولاً مختلفة والمعادن جمع معدن وهو الشيء المستقر في الأرض فتارة يكون نفيساً وتارة يكون خسيساً وكذلك الناس (فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام) وجه التشبيه أن المعدن لما كان إذا استخرج يظهر ما اختفى منه ولا تتغير صفته فكذلك صفة الشرف لا تتغير في ذاتها بل من كان شريفاً في الجاهلية فهو بالنسبة إلى أهل الجاهلية رأس فإذا أسلم استمر شرفه وكان أشرف ممن أسلم من المشروفين في الجاهلية (إذا فقهوا) بضم القاف ويجوز كسرها أي صاروا فقهاء فإن الإنسان إنما يتميز عن الحيوان بالعلم والشرف والإسلام لا يتم إلا بالتفقه في الدين والمراد بالخيار والشرف ما كان متصفاً بمحاسن الأخلاق كالكرم والعفة والحلم وغيرها متوقياً لمساويها كالبخل والفجور والظلم وغيرها (وتجدون من خير الناس في هذا الشأن) أي الخلافة والإمارة قال القاضي ويحتمل أن المراد به الإسلام مثل ما وقع لعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وغيرهم ممن كان يكره الإسلام كراهية شديدة ثم لما دخل فيه أخلص وأحبه وجاهد فيه حق جهاده (أشدهم له كراهية) يعني خيرهم ديناً وعقلاً يكره الدخول فيه لصعوبة لزوم العدل (قبل أن) وفي رواية حتى (يقع فيه) فإذا وقع فيه قام بحقه ولا يكرهه (وتجدون شر) وفي راية من شر (الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين) وفسره بأنه (الذي) يشبه المنافق (يأتي هؤلاء) القوم (بوجه ويأتي هؤلاء بوجه) فيكون عند ناس بكلام وعند أعدائهم بضده مذ بذ بين بين ذلك وذلك من السعي في الأرض بالفساد قال القرطبي إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب يدخل بين الناس الفساد وقال

النووي هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق محض وكذب وخداع وتحيل على الاطلاع على الأسرار وهي مباهته محرمة قال فأما من يقصد بذلك الإصلاح بين الطائفتين فمحمود وقال غيره الفرق بينهما أن المذموم من يزين لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى ويذم كل طائفة عند الأخرى والمحمود أن يأتي كل طائفة بما فيه صلا الأخرى ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى وينقل إليها ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح (حم ق) عن أبي هريرة • (تجرى الحسنات على صاحب الحمى ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق) أي يكتب له بكل اختلاج أو ضرب عرق حسنة وتتكثر له الحسنات بتكثر ذلك (طب عن أبي هريرة) • (تجعل النوائح) من النساء (يوم القيامة) في الموقف (صفين صف عن يمينهم وصف عن يسارهم) يعني أهل النار كما يدل عليه قوله (فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب) وهذا يدل على أن النوح من الكبائر (ابن عساكر) في تاريخه (عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف • (تجوزوا) أي خففوا (في الصلاة) أي صلاة الجماعة والخطاب للأئمة (فإن خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة) والإطالة تشق عليهم أما المنفرد فيطيل بما شاء وكذا أمام محصورين راضين بالتطويل (طب) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (تجيء ريح وبين يدي الساعة) أي آمامها قرب قيامها (فيقبض فيها روح كل مؤمن) ومؤمنة حتى لا يبقى أحد من الموحدين (طب ك) عن بياش بفتح الموحدة وشدة المثناة التحتية فمعجمة (ابن أبي ربيعة) • (تحرم الصلاة) التي لا سبب لها مقدم ولا مقارن ولا تنعقد (إذا انتصف النهار) أي عند الاستواء (كل يوم إلا يوم الجمعة) فإنها لا تحرم فيه لما يأتي (هق) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف (تحروا) بفتح أوله أي اطلبوا باجتهاد (ليلة القدر) بسكون الدال مرادف القدر بفتحها سميت بذلك لما تكتب الملائكة فيها من الأقدار قال تعالى فيها يفرق كل أمر حكيم وقيل المراد القدر العظيم والمعنى أنها ذات قدر عظيم لنزول القرآن أو لما يقع فيها من تنزل الملائكة والروح والبركة والمغفرة أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر وهي من غروب الشمس إلى طلوعها ومن أماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس فيها شعاع مثل القمر ليلة البدر وذكر الطبري أن الأشجار في تلك الليلة تسقط إلى الأرض ثم تعود إلى منابتها وإن كل شيء يسجد فيها وروى البيهقي من طريق الأوزاعي عن عبد الله بن أبي لبابة أنه سمعه يقول أن المياه المالحة تعذب تلك الليلة (في الوتر من) ليالي (العشر الأواخر من رمضان) وأرجاها ليلة الحادي أو الثالث أو السابع والعشرين (حم ق ت) عن عائشة قال المناوي لفظ في الوتر لم يخرجه البخاري بل انفرد به مسلم عن عائشة • (تحروا ليلة القدر في) الليالي (السبع الأواخر من رمضان) قال المناوي هذا مما استدل به من رجح ليلة ثلاث وعشرين على إحدى وعشرين وأوّل السبع الأواخر ليلة ثلاث وعشرين على حساب نقص الشهر دون تمامه وقيل بحسب

تاما (مالك (م د) عن ابن عمر بن الخطاب • (تحروا ليلة القدر فمن كان متحريها) أي مجتهداً في طلبها ليحوز فضلها (فليتحرها ليلة سبع وعشرين) وبه أخذ أكثر الصوفية وقطع به بعضهم أن وقعت ليلة جمعة (حم) عن ابن عمر بن الخطاب ورجاله رجال الصحيح • (تحروا ليلة القدر ليله ثلاث وعشرين) وجمع بعضهم بين هذه الروايات بأنها تنتقل (طب) عن عبد الله بن أنيس الأنصاري بإسناد حسن • (تحروا الدعاء عند فئ الأفياء) أي عند الزوال (حل) عن سهل بن سعد • (تحروا الصدق) أي قوله والعمل به (وإن رأيتم) أي ظننتم (أن فيه الهلكة فإن فيه النجاة) لأنه من حملة التقوى ومن يتق الله يجعل له مخرجاً (ابن أبي الدنيا في) كتاب اصمت عن منصور بن المعتمر المعتمر مرسلاً • (تحروا الصدق وإن رأيتم إن فيه الهلكة فإن فيه النجاة واجتنبوا الكذب وإن رأيتم أن فيه النجاة فإن فيه الهلكة) والأمر فيه وفيما قبله للوجوب فيحرم الكذب ما لم يترتب عليه مصلحة كإصلاح بين الناس وإنكار وديعة من ظالم فلا يحرم بل قد يجب (هناد عن مجمع) بصيغة اسم الفاعل والتشديد (ابن يحيى مرسلاً) • (تحريك الإصبع) أي سبابة اليمنى (في الصلاة) يعني في التشهد (مذعرة) أي مخوفة (للشيطان) فيتباعد عن المصلى فيندب رفعا عند جمع والمفتى به عند الشافعية ندب رفعها بلا تحريك عند قول إلا الله (هق) عن ابن مر بن الخطاب بإسناد ضعيف • (تحفة الصائم بضم المثناة الفوقية وسكون الحاء المهملة وقد تفتح (الدهن والمجمرة) بكسر الميم الأولى وفتح الثانية وسكون أحدكم أخاه وهو صائم فليتحفه بذلك (ت هـ) عن الحسن بن علي) وفيه ضعف ومتهم • تحفة الصائم الزائر) أخاه المسلم (أن تغلف) بالغين المعجمة والتشديد والبناء للمفعول (لحيته) أي تضمخ بالطيب (وتجمر ثيابه أي تبخر بالبخور وتزرر) قال المناوي أزراره فالنسخة التي شرح عليها بالزاي وقال الشيخ وتذرر بالذال المعجمة أي يذر عليها الطيب (وتحفة المرأة الصائمة الزائرة) نحو أهلها (أن تمشط رأسها) ببناء يمشط وما بعده للمفعول (وتجمر ثيابها وتذرر) فإن ذلك يذهب عنها مشقة الصوم (هب) عنه أي الحسن وفيه من ذكر • (تحفة المؤمن الموت) لأن الدنيا سجنه وبلاؤه فلا يزال فيها في عناء ونصب من مجاهدة نفسه ومدافعة شيطانه (طب حل ك) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث حسن • (تحفة المؤمن في الدنيا الفقر) يحتمل أن يكون المراد به حصول الكفاف لأنه صلى الله عليه وسلم استعاذ من الفقر أي الفقر المحوج أو فقر النفس (فر) عن معاذ بن جبل) قال المناوي وله طرق كلها واهية • (تحفة الملائكة تجمير المساجد) أي تبخيرها فمن أراد أن يتحفهم فليجمر المساجد (أبو الشيخ) الأصبهاني (عن سمرة) بن جندب • (تحفظوا من الأرض) أي احذروا ارتكاب المعاصي عليها (فإنها أمّكم) أي خلقتم منها (وأنه) أي الشأن (ليس من أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة به) بالبناء

للفاعل أي تشهد به عليه يوم القيامة ويمكن للمفعول بأن يخبرها به الحفظة لتخفف عنه أو تضيق عليه إذا قبر (طب) عن ربيعة بن عمر (الجرشي) بضم الجيم وفتح الراء بعدها معجمة • (تحوّل إلى الظل فإنه مبارك) أي كثير النفع للبدن وسببه أنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً جالساً في الشمس فذكره (ك) عن أبي حازم • (تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة) بالنوم عن صلاة الصبح في الوادي حتى طلعت الشمس فلما تحولوا أمر بلالاً فأذن وأقام فصلى الصبح بعد الشمس (دهق) عن أبي هريرة • (تختموا بالعقيق) قيل أراد به اتخاذ خاتم من فضة فصه من عقيق (فإنه مبارك) قال المناوي والمراد المعدن المعروف ومن قال تخيموا بالعقيق بالتحتية بدل الفوقية وقال اسم واد بظاهر المدينة فقد صحف (عق) وابن لال في مكارم الأخلاق (ك) في تاريخه (هب خط) وابن عساكر (فر) عن عائشة بإسناد ضعيف • (تختموا بالعقيق فإنه ينفى الفقر) لسر علمه الشارع وعلله في حديث بأنه يذهب الغم ما دام عليه (عد) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (تخرج الدابة) من الأرض تكلم الناس (ومعها خاتم سليمان) نبي الله (وعصى موسى) كليم الله (فتجلو وجه المؤمن) بالعصا بالهام من الله فيصير بين عينيه نكتة بيضاء يبيض منها وجهه (وتخطم) أي تسم (أنف الكافر بالخاتم) من خطم البعير إذا كواه خطا من الأنف إلى آخر خديه وتسمى تلك السمة الخطام فيسود وجهه (حتى أن أهل الخوان) بكسر الخاء المعجمة المائدة التي تجتمع عليها الجماعة للأكل (ليجتمعون عليه فيقول هذا لهذا يا مؤمن ويقول هذا لهذا يا كافر) أي يقول ذلك بعضهم لبعض لتميز كل منهم ببياض وسواد بحيث لا يلتبس (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (تخرج الدابة فتسم الناس) يعني الكفار (على خراطيمهم) جمع خرطوم وهو الأنف (ثم يعمرون فيكم) أي تمتد أعمارهم بعد ذلك (حتى يشتري الرجل) أي الإنسان (الدابة) أو غيرها (فيقال له ممن اشتريت فيقول من الرجل المخطم) بصيغة اسم المفعول (حم) عن أبي أمامة بإسناد رجاله ثقات • (تخللوا) أي أخرجوا ما بين الأسنان من الطعام بالخلال (فإنه نظافة) للفم والأسنان (والنظافة تدعو إلى الإيمان والإيمان مع صاحبه في الجنة) قال المناوي وفي رواية بدل فإنه إلخ فإنه مصحة للناب والنواجذ (طس) عن ابن مسعود وإسناده حسن • (تخيروا لنطفكم) قال العلقمي أي اطلبوا لها ما هو خير المناكح وأزكاها وابعد من الخبث والفجور وقال المناوي أي لا تضعوا نطفكم إلا في أصل طاهر (فانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم) يحتمل أن المراد تزوجوا الخيرات وانضموا إليهن فالهمزة همزة وصل في الفعلين وأطلق ضمير المذكر على المؤنث وفيه رد على من لم يشترط الكفاءة (هـ ك هق) عن عائشة • (تخيروا لنطفكم) أي اطلبوا نكاح الخيرات (فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن) خلقاً وخُلقاً (وأخواتهن) غالباً (عد) وابن عساكر عن عائشة بإسناد ضعيف • (تخيروا لنطفكم واجتنبوا هذا السواد) قال المناوي أي اللون الأسود وهو

الزنج لا الحبش كما يعلم من أحاديث آخر (فإنه لون مشوّه) قال العلقمي أي قبيح وهو من الأضداد يقال للمرأة الحسنة الربعة شوها أيضاً (حل) عن أنس وهو حديث ضعيف • (تداووا) أي اطلبوا الدواء واسألوا الحكماء عما يناسب ما بكم (يا عباد الله) وصفهم بالعبودية إيماء إلى أن التداوي لا ينافي التوكل أي تداووا ولا تعتمدوا في الشفاء على التداوي بل كونوا عباد الله متوكلين عليه (فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد) وهو (الهرم) أي الكبر جعل الهرم داء تشبيهاً به لأن الموت يعقبه كالداء (حم 4 حب ك) عن أسامة بن شريك الثعلبي بمثلثة ومهملة وإسناده صحيح • (تداووا من ذات الجنب) قال المناوي وهي هنا ورم حارّ يعرض في نواحي الجنب من ريح غليظ مؤذ (بالقسط البحري) وهو العود الهندي (والزيت) المسخن بأن يدق ناعماً ويخلط به ويجعل لصوقا أو يعلق وأن جمعهما كان أولى فإن ذلك محل لمادته (حم ك) عن زيد بن أرقم وهو حديث صحيح • (تداووا بألبان البقر فإني أرجو أن يجعل الله) تعالى فيها شفاء فإنها تأكل من كل الشجر) يحتمل أن التعليل للغالب فإن أكلت نوعاً واحداً ففي لبنها الشفاء أيضاً (طب) عن ابن مسعود • (تداركوا الغموم والهموم) أي تسببوا في إزالتها (بالصدقات) فإنكم إن فعلتم ذلك (يكشف الله تعالى ضركم وينصركم على عدوكم) بجزم الفعلين بالشرط المقدر قال المناوي تمامه عند مخرجه ويثبت عند الشدائد أقدامكم (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (تدرون) بحذف همزة الاستفهام (ما يقول الأسد في زئيره) بفتح الزاي وكسر الهمزة بعدها مثناة تحتية ساكنة فراء أي صياحه قال العلقمي يقال زأر الأسد يزأر زأر أو زئير إذا صاح وغضب انتهى قالوا الله ورسوله أعلم قال (يقول اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف) قال المناوي يحتمل الحقيقة بأن يطلب ذلك من الله بهذا الصوت ويحتمل أنه عبارة عن كونه ركز في طبعه محبة أهل المعروف (طب) في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة • (تذهب الأرضون) بفتح الراء وسكونها (كلها يوم القيامة إلا المساجد فإنها ينضم بعضها إلى بعض) أي وتصير بقعة في الجنة (طس عد) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (تذهبون) أي تموتون (الخير فالخير) بالنصب والتشديد أي مترتبين (حتى لا يبقى منكم الأمثل هذه) الإشارة إلى حشف التمر أي حتى لا يبقى الأشرار الناس (تخ طب ك) عن رويفع بالفاء والتصغير (ابن ثابت) الأنصاري • (تربوا صحفكم) بعد كتابتها التجف (فإنه أنجح) لها أي أكثر نجاحاً أن التراب مبارك وقيل أراد وضع المكتوب إذا فرغ منه على التراب وإن جف (هـ) عن جابر (ترك الدنيا) أي لذاتها وشهواتها (أمر من الصبر) أي أشد مرارة منه لحرص النفس عليها (وأشد من حطم) بفتح الحاء وسكون الطاء المهملتين (السيوف في سبيل الله عز وجل) وتمامه عند مخرجه ولا يتركها أحد إلا أعطاه الله مثل ما يعطى الشهداء ومن تركها قلة الأكل والشبع وبغض الثناء من الناس (فر) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف • (ترك

السلام على الضرير خيانة) ممن لقيه ولم يسلم عليه لتركه ما أمر الشارع بإفشائه (فر) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (ترك الوصية عار) أي عيب (في الدنيا ونار شنار في الآخرة) الشنار أقبح العيب والعار (طس) عن ابن عباس • (تركت فيكم) أي أني تارك فيكم بعدي كما عبر به في رواية (شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض) يحتمل أن المراد أن أحكامهما مستمرة معمول بهما إلى يوم القيامة (ك) عن أبي هريرة • (تزوجوا في الحجز) أي من الحجز بضم الحاء المهملة وكسرها وسكون الجيم وزاي أي الأصل والمنبت (الصالح) كناية عن العفة (فإن العرق دساس) أي دخال بالتشديد لأنه ينزع في خفاء ولطف والمراد أن الرجل إذا تزوج من منبت صالح يجيء الولد يشبه أهل الزوجة في الأعمال والأخلاق وعكسه (عد) عن أنس • (تزوجوا النساء فإنهن يأتين بالمال) لأن إدرار الرزق يكون بقدر العيال فمن تزوج بقصد أخروي كتكثير الأمة أو عفته عن الزنا رزقه الله من حيث لا يحتسب البزار (خط) عن عائشة (د) في مراسيله عن عروة مرسلاً) بإسناد رجاله ثقات • (تزوّجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواهاً) العذب الماء الطيب (وانتق أرحاماً) بنون ومثناة فوقية وقاف أي أكثر أولاداً (وأرضى باليسير) زاد في رواية من العمل أي الجماع ولولا هذه الرواية لكان الحمل على الأعم من الجماع والنفقة أتم (طب) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف (تزوجوا الودود) هي المتحببة لزوجها بالتلطف في الخطاب وكثرة الخدمة والأدب والبشاشة في الوجه (الولود) أي من هي مظنة الولادة وهي الشابة قال العلقمي وتعرف الولود إن كانت بكراً بأقار بها أو ثيباً فبزوجها الأول (فإني مكاثر بكم) أي غالب بكم (الأمم) السابقة في الكثرة (هـ ن) عن معقل بن يسار ورجاله ثقات • (تزوجوا فإني مكاثر) تعليل للأمر بالتزويج أي مفاخر (بكم الأمم) المتقدمة أي أغالبهم كثرة (ولا تكنوا كرهبانية النصارى) ينشئون في الصوامع وقلل الجبال تاركين النساء والمال (هق) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (تزوجوا ولا تطلقوا) بغير عذر شرعي (فإن الله لا يحب الذواقين) من الزجال أي الكثير النكاح والطلاق بغير عذر شرعي ولا الذواقات أي التي تتسبب في فراق زوجها بغير عذر شرعي لتتزوج غيره والنكاح تجري فيه الأحكام الخمسة • فيكون فرض كفاية لبقاء النسل • وفرض عين لمن خاف العنت • ومندو بالمحتاج إليه واجد أهبته • ومكروهاً لفاقد الحاجة والأهبة أو أحدهما وبه علة كهرم أو عنة أو مرض دائم • ومباحاً كواجد أهبة غير محتاج ولا علة • وحراماً لمن عنده أربع والطلاق تجري فيه الأحكام الخمسة • يكون واجباً وهو طلاق الحكمين والمولى • ومندوباً وهو من خاف أن لا يقيم حدود الله في الزوجية ومن وجد ريبة • وحراماً وهو البدعي وطلاق من لم يوفها حقها من القسم • ومكروهاً فيما عدا ذلك وعليه حمل الحديث • ومباحاً عند تعارض مقتضى الفراق وضده اهـ ومثل بعضهم المباح بطلاق من لا يهواها الزوج ولا تسمح نفسه بمؤنتها (طس) عن أبي موسى

(تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش) كناية عن تهويل أمره لما يترتب عليه من المفاسد كقطع النسل والوقوع في الزنا لأن كلاً منهما تعلقت آماله بالآخر (عد) عن عليّ وهو حديث ضعيف (تساقطوا الضغائن بينكم) جمع ضغينة وهو الحقد والعداوة والحسد فإن ذلك من الكبائر (البزار عن ابن عمر) بن الخطاب (تسحروا) ندباً لا وجوباً إجماعاً (فإن في السحور بركة) قال الحافظ العراقي روى بفتح السين وضمها فبالضم الفعل وبالفتح ما يتسحر به والمراد بالبركة الأجر فيناسب الضم أو التقوي على الصوم فيناسب الفتح قال العلقمي وقع للمتصوفة في مسئلة السحور كلام من جهة اعتبار حكمة الصوم وهي كسر شهوة البطن والفرج والسحور قد يباين ذلك قال والصواب أن يقال ما زاد في المقدار حتى يعدم هذه الحكمة بالكلية فليس بمستحب كالذي يصنعه المترفهون من الناس في المأكل وكثرة الاستعداد لها ويحصل السحور بأقل ما يتناوله المرء من مأكول أو مشروب ومن نظم شيخنا في ذلك: يا معشر الصوام في السحور ... ومبتغى الثواب والأجور تنزهوا عن رفث وزور ... وإن أردتم غرف القصور تسحروا فإن في السحور ... بركة في الخير المأثور (حم ق ت ن هـ) عن أنس بن مالك (ن) عن أبي هريرة وعن ابن مسعود (حم) عن أبي سعيد الخدري • (تسحروا من آخر الليل) أي في آخره قبل الفجر (هذا الغذاء) بكسر الغين وذال معجمة وبالمد ما يتغذى به من طعام وشراب أما الغدا بفتحها ودال مهملة فضد العشاء في رواية فإنه الغذاء (المبارك) أي الكثير الخير لأنه يقوى على الصوم (طب) عن عتبة بضم العين المهملة وسكون المثناة الفوقية (ابن عبد) بغير إضافة وهو السلمى (وأبي الدرداء) وهو حديث ضعيف تسحروا ولو بجرعة من ماء مبالغة في القلة أو خصه لأنه يدفع العطش الناشئ عنه التضرر بالصوم (ع) عن أنس وهو حديث ضعيف (تسحروا ولو بالماء) لأن البركة في العمل بالسنة لا في نفس الطعام (ابن عساكر عن عبد الله بن سراقة) بإسناد ضعيف • (تسحروا) ويدخل وقته بنصف الليل وتأخيره إلى آخره أفضل ما لم يوقع التأخير في شك (ولو بشربة من ماء وأفطروا) إذا تحققتم غروب الشمس (ولو على شربة من ماء) ولا تواصلوا فإن الوصال عليكم حرام (عد) عن علي بإسناد ضعيف (تسعة أعشار الرزق في التجارة) تقليب المال لأجل الربح (والعشر في المواشي) يعني النتاج (ص) عن نعيم بن عبد الرحمن) الأزدي (ويحيى بن جابر الطائي مرسلاً) ورجاله ثقات • (تسليم الرجل بإصبع واحدة يشير بها فعل اليهود) فيكره الاقتصار على الإشارة بالتسليم إذا لم يكن في حالة تمنعه من الكلم (ع طس هب) عن جابر ورجاله ثقات • (تسمعون) بفتح المثناة الفوقية (ويسمع) بالبناء للمفعول (منكم) قال ابن رسلان يشبه أن يكون خبراً في معنى الأمر أن لتسمعوا مني الحديث وتبلغوه عني وليسمعه من

بعدي منكم (ويسمع) بالبناء للمفعول (ممن يسمع) بالبناء للفاعل أي وليسمع الغير من الذي يسمع (منكم) حديثي وكذا من بعدهم ليسمع منهم وهلم جرا وبذلك يظهر العلم وينتشر ويحصل التبليغ وهو الميثاق المأخوذ على العلماء ومن هذا المعنى ليبلغ الشاهد منكم الغائب (حم دك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (تسموا باسمي محمد) وأحمد ومحمد أفضل (ولا تكنوا) بفتح المثناة الفوقية والكاف وتشديد النون وحذف إحدى التاءين أو بسكون الكاف وضم النون (بكنيتي) أبي القاسم إعظاماً لحرمتي قال المناوي فيحرم التكني به لمن اسمه محمد وغيره في زمنه وبعده على الأصح عند الشافعية (حم ق ت هـ) عن أنس بن مالك (حم ق هـ) عن جابر • (تسموا بأسماء الأنبياء) قال المناوي لفظه أمر ومعناه الإباحة لأنهم أشرف الناس وأسماؤهم أشرف الأسماء فالتسمي بها شرف للمسمى (وأحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن) لما فيهما من الاعتراف بأنه تعالى مالك الخلق وراحمهم (وأصدقها حارث وهمام) إذ لا ينفك مسماهما عن حقيقة معناهما (وأقبحها حرب ومرة) لما في حرب من البشاعة وفي مرة من المرارة وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن والاسم الحسن (خددن) عن أبي وهب الجشمي بضم الجيم وفتح المعجمة وآخره ميم نسبة إلى قبيلة جشم من الخزرج من الأنصار • (يسمون أولادكم محمداً ثم تلعنونهم) استفهام إنكاري أنكر اللعن إجلالاً لاسمه صلى الله عليه وسلم البزار (ع ك) عن أنس • (تصافحوا) المصافحة الأخذ باليد كما في الصحاح (يذهب الغل) بكسر الغين المعجمة أي الحقد (عن قلوبكم) فالمصافحة سنة مؤكدة (عد) عن ابن عمر • (تصدقوا فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل) يعني الإنسان (بصدقته فيقول الذي يأتيه بها وجئت بها بالأمس لقبلتها فأما الآن فلا حاجة لي فيها فلا يجد من يقبلها) قال القسطلاني وهذا إنما يكون في الوقت الذي يستغني الناس فيه عن المال لاشتغالهم بأنفسهم عند الفتنة وهذا في زمن الدّجال أو يكون ذلك لفرط الأمن والعدل البالغ بحيث يستغني كل أحد بما عنده عما عند غيره وهذا يكون في زمن المهدي وعيسى أما عند خروج النار التي تسوقهم إلى المحشر فلا يلتفت أحد إلى شيء بل يقصد نجاة نفسه ومن استطاع من أهله وولده ويحتمل أن يكون يمشي بصدقته إلى آخره ما وقع في زمن عمر بن عبد العزيز فلا يكون من أشراط الساعة وفي تاريخ يعقوب بن سفيان من طريق يحيى بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بسند جيد قال لا والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى قعد الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء فما يبرح حتى يرجع بماله فنتذكر من نضعه فيه فلا نجده فيرجع فقد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس وسبب ذلك بسط عمر بن عبد العزيز العدل وإيصال الحقوق إلى أهلها حتى استغنوا (حم ق ن) عن حارثة بن وهب الخزاعي ربيب عمر ابن الخطاب • (تصدقوا فإن الصدقة فكاككم من النار) أي خلاصكم من نار جهنم

قال المناوي قال العبادي والصدقة أفضل من حج التطوّع عند أبي حنيفة (طس حل) عن أنس ورجاله ثقات • (تصدقوا ولو بتمرة) بمثناة فوقية (فإنها تسد مر الجائع) أي تسد رمقه (وتطفئ الخطية كما يطفئ الماء النار) أن الحسنات يذهبن السيئات (ابن المبارك عن عكرمة) مولى ابن عباس مرسلاً بإسناد حسن • (تطوع الرجل في بيته) أي محل سكنه ويحتمل أن تطوعه خالياً من الناس ولو في غير محل سكنه (يزيد على تطوعه) أي صلاته (عند الناس) أي بحضرتهم (كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده) لأنه أبعد عن الرياء (ش) عن رجل من الصحابة • (تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم) قال المناوي أخذ بمفهومه أبو حنيفة فقال لا تعاد الصلاة من نجاسة دون درهم اهـ وقال الشافعية تعاد من الدم الكثير دون اليسير ومرجع الكثرة والقلة العرف وفي المسئلة تفصيل مذكور في كتب الفقه (عد عق) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (تعافوا الحدود) بفتح الفاء وضم الواو بغير همز (فيما بينكم) أي تجاوزوا عنها ولاترفعوها إلى (فما بلغني من حد) أي ثبت عندي (فقد وجب عليّ قامته) يعني أن الحدود التي بينكم ينبغي أن يعفوها بعضكم لبعض قبل أن تبلغني فإن بلغتني وجب على أن أقيمها والحكام مثله في ذلك وهذا لا ينافي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإمكان حمل ما هنا على ما بعد انقضاء المعصية وذاك على حال التلبس بها (دن ك) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث صحيح • (تعافوا) الحدود بينكم (تسقط الضغائن بينكم) قال المناوي كالتعليل للعفو كأنه قيل لم التعافي قال لأجل أن يسقط ما بينكم من الضغائن فإن الحد إذا أقيم أورث في النفوس حقداً بل عداوة ومثله التعزير اهـ والمشهور عند الصوفية أن النجاة تتسبب عن العفو (البزار عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (تعاهدوا القرآن) أي جددوا العهد بملازمة تلاوته لئلا تنسوه (فوالذي نفسي بيده) أي بقدرته وتصريفه (لهو) اللام لتوكيد القسم (أشد تفصياً) بمثناة فوقية وفاء وصاد مهملة أي أسرع ذهاباً (من قلوب الرجال) يعني حفظته وخصهم لأنهم الذين يحفظونه غالباً (من الإبل من عقلها) جمع قال أي هو أشد ذهاباً منها إذا انفلتت العقال فإنها لا تكاد تلحق (حم ق) عن أبي موسى الأشعري • (تعاهدوا نعالكم أي تفقدوها (عند أبواب المساجد) فإن وجدتم بها خبثاً وقذراً فامسحوه بالأرض قبل أن تدخلوا وذلك أن تقذير المسجد ولو بمستقذر طاهر حرام (قط) في كتاب الإفراد بفتح الهمزة (خط) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (تعتري الحدة خيار أمتي) قال في النهاية الحدة كالنشاط والسرعة في الأمور والإمضاء فيها مأخوذ من حد السيف اهـ والمراد بالحدة هنا الصلابة في الدين والسرعة في إمضاء الخير وعدم الالتفات للغير (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (تعجلوا إلى الحج) ي بادروا به ندباً (فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) فيسن تعجيله خوفاً من العوارض المعوقة (حم) عن ابن

عباس • (تعرض أعمال الناس في كل جمعة) أي أسبوع (مرتين) مرة (يوم الإثنين و) مرة يوم الخميس) قال العلقمي والمراد عرضها على الله تعالى وأما رفع الملائكة لها فإنها في الليل مرة وفي النهار مرة (فيغفر) أي يغفر الله (لكل عبد مؤمن) ويقبل عمله (إلا عبداً بينه وبين أخيه) في الإسلام (شحناء) بفتح الشين المعجمة وسكون الحاء المهملة وفتح النون الممدودة بعدها همزة مرفوعة أي عداوة والمتشاحن المعادي (فيقال اتركوا هذين) أي أخروا مغفرتهما (حتى يفيئا) بهمزة ممددة أي يرجعا عما هما عليه من التقاطع والتباغض (م) عن أبي هريرة • (تعرض الأعمال على الله تعالى يوم الإثنين والخميس) أي تعرضها الملائكة عليه فيهما قال الحليمي يحتمل أن ملائكة الأعمال يتناوبون فيقيم فريق من الإثنين إلى الخميس فيعرج وفريق من الخميس إلى الاثنين فيعرج كلما عرج فريق قرأ ما كتب في موضعه من السماء فيكون ذلك عرضاً في الصورة وأما الباري في نفسه فغنى عن نسخهم وعرضهم وهو اعلم باكتساب عباده منهم (فيغفر الله للمذنبين) ذنوبهم (إلا ما كان من متشاحنين) أي متعاديين (أو قاطع رحم) أي قرابة بنحو إيذاء أو هجر فيؤخر كلا منهما حتى يرجع ويقلع والمغفور في هذا الحديث وما قبله الصغائر لا الكبائر فإنه لابد عن التوبة منها (طب) عن أسامة بن زيد بإسناد ضعيف • (تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس على الله تعالى وتعرض على الأنبياء) أي الرسل أي يعرض عمل كل أمة على نبيها (وعلى الآباء والأمهات) والمراد أصول المسلمين (يوم المجمعة فيفرحون) أي الأنبياء والآباء والأمهات (بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضاً وإشراقاً فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم) فإنهم يحزنون ويساءون بسيئاتكم فلا تؤذوهم (الحكيم الترمذي عن والد عبد العزيز) • (تعرف) بفتح المثناة الفوقية (إلى الله) تعالى أي تحبب وتقرب إليه بالطاعة (في الرخاء يعرفك في الشدة) بتفريجها عنك وجعله لك من كل ضيق مخرجاً ونم كل هم فرجاً فإذا تعرفت إليه في الاختيار حجازاك به عند الاضطرار بمدد توفيقه وخفي لطفه (أبو القاسم بن بشر أن في أماليه عن أبي هريرة • (تعشوا ولو بكف) أي بملء كف (من حشف) الحشف اليابس الفاسد من التمر وقيل الضعيف الذي لا نوى له كالشيص (فإن ترك العشاء مهرمة) بفتح الميم والراء أي مظنة للضعف والهرم (ت) عن أنس وهو حديث ضعيف • (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم) أي ما تعرفون به أقاربكم لتصلوها (فإن صلة الرحم) أي القرابة ذات (محبة في الأهل) أي يتسبب عنها محبة الأهل (مثراة) بفتح الميم وسكون المثلثة من الثرا الكثرة (في المال) أي سبب لكثرته (منشأة في الأثر) وفي نسخة الأجل بدل الأثر مفعلة من النسا في العمر أي مظنة لتأخيره قال المناوي وأما خبر علم النسب علم لا ينفع وجهالته لا تضر فأراد به التوغل فيه (ت حم ك) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (تعلموا مناسككم أي مناسك حجكم وعمرتكم (فإنها من دينكم) أي مما فرض عليكم في الدين (ابن عساكر عن أبي سعيد) الخدري

بإسناد ضعيف • (تعلموا العلم وتعلموا للعلم الوقار) قال الجوهري الوقار الحلم والرزانة اهـ أمر بذلك قياماً لناموس العلم واعطاء لحقه من الإجلال (حل) عن عمر بإسناد غريب ضعيف • (تعلموا العلم) الشرعي (وتعلموا للعلم السكينة) بتخفيف الكاف أي السكون والطمأنينة (وأوقار) لأنه يورث المهابة التي يحفظ بها حق العلم (وتواضعوا لمن تعلمون منه بحذف إحدى التاءين للتخفيف (فإن العلم لا ينال إلا بالتواضع) وإلقاء السمع قال المناوي تواضع الطالب لشيخه رفعة وذله له عز وخضوعه له فخر (طس عد) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (تعلموا) من العلم (ما شئتم أن تعلموا) بحذف إحدى التاءين للتخفيف فلن ينفعكم الله) بما تعلمتموه (حتى تعملوا بما تعلمون) لأن العمل متى تخلف عن العلم كان حجة على صاحبه (عد خط) عن معاذ بن جبل (ابن عساكر عن أبي الدرداء بإسناد ضعيف • (تعلموا من العلم ما شئتم فوالله لا تؤجروا بجمع العلم) المطلوب منكم العمل به (حتى تعملوا به) وأما نحو علم الفرائض واللغة مما لا يتعلق به عمل فيؤجر بتعلمه أبو الحسن بن الأخرم) بخاء معجمة وراء مهملة المديني بكسر الدال (في أماليه عن أنس) بن مالك • (تعلموا الفرائض) أي علم الفرائض (وعلموه الناس فإنه نصف العلم) سماه نصفاً تعظيماً له أو اعتباراً بحالة الحياة والموت وقيل هذا الحديث من المتشابه الذي لا يدري معناه كما قيل بذلك في حديث قل هو الله أحد ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون ربع القرآن (وهو ينسى وهو أول علم ينزع من أمتي) أي بموت من يعلمه منهم وإهمال من بعدهم له (هـ ك) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (تعلموا الفرائض والقرآن وعلموا الناس) ذلك (فإني امرء مقبوض) قال المناوي وتمامه وأن العلم سيقبض أي يموت أهله وتظهر الفتن حتى يختلف اثنان في فريضة فلا يجدان من يفصل بينهما قيل المراد بالفرائض هنا علم المواريث وقيل ما افترض الله تعالى على عباده بقرينة ذكر القرآن (ت) عن أبي هريرة (تعلموا القرآن واقرؤه) أي في التهجد وغيره (فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به) أي بالعمل به والإكثار من تلاوته (كمثل) بزيادة الكاف أي مثل (جراب) بكسر الجيم والعامة تفتحها (محشو مسكاً) بكسر الميم (يفوح ريحه في كل مكان ومثل من يعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكئ) بالبناء للمفعول أي ربط فمه (عل مسك) في جوفه فهو لا يفوح منه وإن فاح فقليل (ت ن هـ حب) عن أبي هريرة قال الترمذي حسن غريب • (تعلموا كتاب الله) القرآن أي احفظوه وتفهموه (وتعاهدوه) بالتلاوة (وتغنوا به اقرؤوه بتحزين وترقيق (فوالذي نفسي بيده) أي بقدرته وتصريفه (لهو أشد تفلتاً) أي ذهاباً (من المخاض) أي النوق الحوامل المحبوسة (في العقل) بضم فسكون جمع عقال فإنها إذا انفلتت لا تكاد تلحق (حم) عن عقبة بن عامر ورجاله رجال الصحيح • (تعلموا من قريش) القبيلة المعروفة وحذف المعمول يفيد العموم أي تعلموا منها كل شيء يطلب تعلمه أو المراد العلم فإن عالمها يملأ طباق الأرض علماً (ولا تعلموها) أي الشجاعة أو الرأي

والحزم فإنها به عالمة (وقدموا قريشاً) في المطالب العالية (ولا تؤخروها) زاده تأكيداً وإلا فهو معلوم مما قبله وعلله بقوله (فإن للقرشي قوة الرجلين) أي مثل قوة اثنين من غير قريش في ذلك (ش) عن سهل بن أبي حثمة بفتح المهملة وسكون المثلثة عبد الله وقيل عامر بن ساعدة الأنصاري • (تعلموا من النجوم) أي من علم أحكامها (ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر) فإن ذلك ضروري لابد منه سيما للمسافر (ثم انتهوا) أي اتركوا النظر فيما سوى ذلك فإن النجامة تدعو إلى الكهانة فالمأذون في تعلمه علم التسيير لا علم التأثير (ابن مردويه) في تفسيره (خط) في كتاب النجوم عن ابن عمر • (تعمل هذه الأمة برهة) بضم الموحدة وتفتح مدة من الزمان والجمع بره وبرهات مثل غرف وغرفات (بكتاب الله) أي القرآن يعني بما فيه (ثم تعمل برهة بسنة رسول الله) أي بهديه وطريقته وما ندب إليه ثم تعمل بعد ذلك بالرأي قال المناوي أي بما لم يأت به أثر ولا خبر اهـ وقال في النهاية المحدثون يسمون أصحاب القياس أصحاب الرأي يعنون أنهم يأخذون بآرائهم فيما يشكل من الحديث (فإذا عملوا بالرأي فقد ضلوا) في أنفسهم وأضلوا من اتبعهم (ع) عن أبي هريرة بإسناد ضعفوه • (تعوذوا بالله من جهد البلاء) بفتح الجيم أفصح الحالة التي يمتحن بها الإنسان بحيث يتمنى الموت أو قلة المال وكثرة العيال (ودرك الشقاء) بتحريك الراء وسكونها اسم من الإدراك لما يلحق الإنسان من تبعة والشقاء بالمد الهلاك في الدنيا والآخرة وقيل المراد به سوء الخاتمة نعوذ به منه (وسوء القضاء) أي المقضي لأن قضاء الله كله حسن لا سوء فيه (وشماتة الأعداء) أي فرحهم ببلية تنزل بعدوهم (خ) عن أبي هريرة • (تعوذوا بالله من جار السوء) بينه في الحديث الآتي الذي أن رأى منك خيراً كتمه وإن رأى شراً أذاعه (في دار المقامة) أي الإقامة (فإن الجار البادي يتحول عنك) فلا يعظم ضرره والبادي الذي يسكن البادية وينتجع من محل لآخر (ن) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (تعوذوا بالله من ثلاث فواقر) أي دواهي واحدها فاقرة لأنها تحطم فقار الظهر (جار سوء) بالإضافة (أن رأى خيراً) أي الذي إن اطلع منك على خير (كتمه) عن الناس حسداً وسوء طبيعة (وإن رأى) عليك (شراً أذاعه) أي أفشاه بين الناس ونشره (وزوجة سوء) بالإضافة (إن دخلت) أنت (عليها في بيتك لسنتك) أي رمتك بلسانها وأذتك به (وإن غبت عنها خانتك) في نفسها أو مالك أو فيهما (وإمام سوء) (بالإضافة (إن أحسنت) إليه بقول أو فعل (لم يقبل) منك ذلك (وإن أسأت لم يغفر لك) ما فرط منك من زلة أو هفوة (هب) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف (تعوذوا بالله من الرغب) بفتحتين وإعجام الغين أي كثرة الأكل فإن المؤمن يأكل في معاء واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء وقال العلقمي رغب النفس سعة الأمل وطلب الكثير اهـ أي من أمور الدنيا (الحكم في نوادره عن أبي سعيد الخدري بإسناد

ضعيف • (تغطية الرأس) مع بعض الوجه (بالنهار فقه) أي من نتائج الفهم فهي محمودة (وبالليل ريبة) أي تهمة يستراب منها فإن من وجد متقنعاً ليلاً يظن به فجوراً أو سرقة (عد) عن واثلة بن الأسقع • (تفتح) بضم الفوقية مبنياً للمفعول (أبواب السماء ويستجاب الدعاء) ممن دعا بدعاء مشروع (في أربعة مواطن عند التقاء الصفوف في سبيل الله) أي جهاد الكفار (وعند نزول الغيث) المطر (وعند إقامة الصلاة) أي الصلوات الخمس (وعند رؤية الكعبة) أي أول ما يقع بصر القادم عليها (طب) عن أبي أمامة • (تفتح أبواب السماء) ويستجاب الدعاء (لخمس) أي عند وجود واحد منها (لقراءة القرآن) يحتمل أن المراد عقب الفراغ من قراءته (وللقاء الزحفين ولنزول الفطر ولدعوة المظلوم وللآذان) أي أذان الصلوات الخمس (طس) عن ابن عمر بن الخطاب قال ابن حجر غريب ضعيف • (تفتح أبواب السماء نصف الليل وتستمر مفتوحة إلى الفجر (فينادي مناد) من الملائكة بأمر الله تعالى (هل من داع) أي طالب حاجة (فيستجاب له هل من سائل فيعطى) مسئوله والجمع بينه وبين ما قبله للتأكيد وللإشعار بتحقيق الوقوع (هل من مكروب) يسأل زوال كربه (فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها) أي تكتسب به وخرج بهذا الوصف من وقع منها الزنا على سبيل الندور (أو عشار) بالتشديد (طب) عن عثمان بن أبي العاص بإسناد حسن • (تفتح لكم أرض الأعاجم) أي أرض فارس من ديار كسرى وما والاها (وستجدون فيها بيوتاً يقال لها الحمامات) الحمام مذكر اللفظ لا يؤنث بالاتفاق قاله الأزهري وغيره مشتق من الحميم وهو الماء الحار وأول من اتخذه سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام (فلا يدخلها الرجال إلا بإزار وامنعوا النساء أن تدخلنها) مطلقاً (إلا مريضة أو نفسا) أو حائضاً فدخول الحمام مباح للرجال بشرط الستر وغض البصر ومكروه للنساء إلا لعذر من نفاس أو مرض إنما كره للنساء لأن أمرهن مبني على المبالغة في الستر ولأن وضع ثيابهن في غير بيوتهن من الهتك ولما في خروجهن واجتماعهن من الفتنة وللداخل آداب منها أن يتذكر بحره حر النار ويستعيذ بالله تعالى من حرها ويسأل الجنة وأن يكون قصده التنظيف والتطهير دون التنعم والترفه وأن لا يدخله إذا رأى فيه عارياً ولا يقرأ القرآن ولا يسلم ويستغفر الله تعالى إذا خرج ويصلي ركعتين وأن يعطى قيم الحمام الأجرة قبل دخوله ويقدم رجله اليسرى عند دخوله آتياً بالبسملة والاستعاذة وأن يدخله وقت الخلوة أو يتكلف إخلاءه وأن لا يعجل بدخوله البيت الحار حتى يعرق في الأول وأن لا يكثر صب الماء بل يقتصر على قدر الحاجة وأن لا يكثر الكلام وأن يشكر الله تعالى إذا فرغ على هذه النعمة وهي النظافة ويكره دخوله بين المغرب والعشاء وقريباً من المغرب هذا من جهة الشرع وأما من جهة الطب فقد قيل بولة في الشتاء في الحمام قائماً خير من شربة دواء وغسل القدمين بالماء البارد بعد الخروج من الحمام أمان من الصداع ويكره

من جهة الطب صب الماء البارد على الرأس عند الخروج من الحمام وشربه ولا بأس بقوله لغيره عافاك الله وورد أن إبليس لما نزل إلى الأرض قال يا رب انزلتني وجعلتني رجيماً طريداً فاجعل لي بيتاً قال الحمام ولهذا قال الفقهاء تكره الصلاة فيه لأنه مأوى الشياطين (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب • (تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس) قيل هو على ظاهره زاد النووي وأن فتح أبوابها علامة لذلك وقال الباجي معنى فتحها كثرة الصفح والغفران ورفع المنازل واعطاء الثواب الجزيل وفي الحديث حجة لأهل السنة على قولهم أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان خلافاً للمبتدعة (فيغفر فيهما لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً) ذنوبه الصغائر بغير وسيلة طاعة فإن لم يوجد له صغائر أو كفرت بخصال أخرى قال ابن رسلان فنرجو من فضل الله أن يكفر من الكبائر وقد خص الله تعالى هذين اليومين بفتح أبواب الجنة فيهما وعرض الأعمال عليه لخصيصة يعلمها (إلا رجلاً) وفي نسخة شرح عليها المناوي إلا رجل فإنه قال بالرفع وتقديره فلا يحرم أحد من الغفران إلا رجل ومنه فشربوا منه إلا قليل بالرفع اهـ ويمكن حمله على طريقة المتقدمين الذين يرسمون المنصوب بلا ألف (كانت بينه وبين أخيه) في الدين (شحناء) بفتح المعجمة وسكون المهملة والمد أي عداوة (فيقال) من قبل الله تعالى للملائكة الموكلين بكتابة من يغفر له (انظروا) بقطع الهمزة وكسر الظاء المعجمة أي أخروا هذين الشخصين المتعاديين (حتى يصطلحا) قال العلقمي فلو كانا متباعدين فتراسلا بالسلام والمودة قام مقام الصلح والظاهر أن أحدهما لو صالح الآخر وسلم عليه فلم يرد عليه ولم يصالحه فيغفر للمصالح ويؤخر من لم يصالح قال المناوي نعم إن كان الهجر لله فلا يحرمان (خد م د ت) عن أبي هريرة • (تفتح) بضم الفوقية مبنياً للمفعول (اليمن) أي بلادها سميت به لأنها عن يمين الكعبة أو الشمس أو يمن بن قحطان (فيأتي قوم يبسون) بفتح المثناة التحتية مع كسر الموحدة أو ضمها وشد السين المهملة من البس وهو سوق بلين وجوّز العلقمي ضم المثناة التحتية مع كسر الموحدة أي يسوقون دوابهم إلى المدينة (فيتحملون) من المدينة إلى اليمن (بأهليهم) أي زوجاتهم وأولادهم (ومن أطاعهم) من الناس راحلين إلى اليمن (والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) قال البيضاوي المعنى أنها تفتح اليمن فيعجب قوماً بلادها وعيش أهلها فيحملهم ذلك إلى المهاجرة إليها بأنفسهم وأهليهم حتى يخرجوا من المدينة والحال أن الإقامة في المدينة خير لهم لأنها حرم الرسول صلى الله عليه وسلم وجواره ومهبط الوحي ومنزل البركات اهـ وجواب لو محذوف أي لو كانوا يعلمون ذلك ما خرجا منها فإن جعلت للتمني فلا جواب (وتفتح الشام) سمى به لكونه عن شمال الكعبة (فيأتي قوم يبسون) بضبط ما قبله (فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم) من الناس راحلين إلى الشام (والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون • (وتفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة فقد وقع على وفق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم وعلى ترتيبه ووقع تفرق الناس في البلاد لما فيها من السعة والرخاء ولو

صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيراً لهم وفي هذا الحديث فضل المدينة على البلاد المذكورة وهو أمر مجمع عليه وفيه دليل على أن بعض البقاع أفضل من بعض ولم يختلف العلماء في أن للمدينة فضلاً على غيرها وإنما اختلفوا في الأفضلية بينها وبين مكة مالك (ق) عن سفيان بن أبي زهير بالتصغير • (تفرغوا) أي فرغوا قلوبكم (من هموم الدنيا) وأشار بقوله (ما استطعتم) إلى أن ذلك لا يمكن بالكلية إلا لذوي النفوس القدسية فإنه من كانت الدنيا أكبر همه) أي أعظم شيء يهتم به (أفشى الله تعالى ضيعته) أي كثر عليه معاشه ليشغله عن الآخرة (وجعل فقره بين عينيه) فلا يزال منهمكاً على الجمع والمنع (ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله تعالى له أمره وجعل غناه في قلبه وما (أقبل عبد بقلب إلى الله تعالى إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد) بفتح المثناة الفوقية وكسر الفاء الإيفاد الإسراع أي تسرع (إليه بالود والرحمة وكان الله تعالى بكل خير إليه أسرع) فيفيض عليه الخير بغير حساب ولا قياس فالعبد إذا اشتغل بالله طالباً رضاه رفع عن باطنه هموم الدنيا وجعل الغني في قلبه وفتح عليه باب الرفق (طب) عن أبي الدرداء وضعفه المنذري • (تفقدوا نعالكم عند أبواب المساجد) أي إذا أردتم دخولها لئلا تنجسوها أو تقذروها (حل) عن ابن عمر بن الخطاب • (تفكروا في كل شيء) استدلالاً واعتباراً (ولا تفكروا في ذات الله فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك) أي مستول عليه (أبو الشيخ الأصبهاني (في كتاب العظمة عن ابن عباس • (تفكروا في خلق الله أي مخلوقاته التي يعرف العباد أصلها جملة لا تفصيلاً كالسماء بكواكبها وحركاتها والأرض بما فيها من جبالها وأنهارها وحيوانها ونباتها وأشجارها فإن التفكر في ذلك يدل على عظمته ووحدانيته سبحانه وتعالى (ولا تفكروا في الله) أي في ذاته سبحانه وتعالى (فتهلكوا) بكسر اللام لأن كل شيء يخطر بالبال فهو بخلافه (أبو الشيخ عن أبي ذر) الغفاري • (تفكروا في الخلق) أي تأملوا في المصنوعات فتعلموا أن لها صانعاً لا يعزب عنه مثقال ذرة (ولا تفكروا في الخالق فإنكم لا تقدرون قدره) أي لا تعرفونه حق معرفته قال رجل لعلي يا أمير المؤمنين أين الله قال أين سؤال عن مكان وكان الله ولا مكان (أبو الشيخ عن ابن عباس) • (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله) فإنه لا يحيط به الأفكار بل تتحير فيه العقول والأنظار (حل) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (تفكروا في آلاء الله) أي نعمه التي أنعم بها عليكم (ولا تفكروا في الله) فإنه منزه عن كل ما يخطر في الأوهام من الإعراض والأجسام أبو الشيخ (طس عد هب) عن ابن عمر ابن الخطاب • (تقبلوا) بفتح المثناة الفوقية والقاف وشدة الموحدة المفتوحة وفي رواية تكفلوا (لي بست) من الخصال أتقبل لكم الجنة القبيل الكفيل أي تكفلوا لي بهذه الستة أتكفل لكم بدخول الجنة يعني مع السابقين أو بغير عذاب إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد)

أخاه (فلا يخلف) إذا كان الوفاء خيراً (وإذا ائتمن) أي جعل أميناً على شيء (فلا يخن) من ائتمنه (غضوا أبصاركم) عن النظر إلى ما لا يجوز (وكفوا أيديكم) فلا تبسطوها إلى ما لا يحل (واحفظوا فرجوكم) عن الزنا واللواط وإتيان البهائم ومقدمات ذلك (ك هب) عن أنس وهو حديث ضعيف • (تقربوا إلى الله) أي اطلبوا رضاه (ببغض أهل المعاصي) من حيث كونهم أهل المعاصي لا لذواتهم فالمأمور ببغضه في الحقيقة إنما هو تلك الأفعال المنهية (وألقوهم بوجوه مكفهرة) بضم الميم وكسر الهاء وشدة الراء أي عابسة فعسى أن ينتج ذلك فيهم فينزجروا (والتمسوا) أي اطلبوا ببذل الجهد (رضاء الله) عنكم (بسخطهم) فإنهم أعداء الدين (وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم) فإن مخالطتهم سم قاتل وفيه شمول للعالم العاصي (ابن شاهين في) كتاب (الإفراد) بفتح الهمزة (عن ابن مسعود بإسناد ضعيف • (تقعد الملائكة) أي الذين منهم في الأرض (على أبواب المساجد) أي الأماكن التي تقام فيها الجمعة وخص المساجد لأن الغالب إقامتها فيها يوم الجمعة من أول النهار (فيكتبون في صحفهم الأول والثاني والثالث) وهكذا (حتى إذا خرج الإمام) ليصعد المنبر للخطبة (رفعت الصحف) أي طورها ورفعوها للعرض فمن جاء بعد ذلك فلا نصيب له في ثواب التبكير (حم) عن أبي أمامة بإسناد حسن • (تقوم الساعة) أي القيامة (والروم أكثر الناس) ومن عداهم من العرب وغيرهم بالنسبة إليهم قليل (حم م) عن المستورد بن شداد • (تقول النار للمؤمن يوم القيامة) بلسان القال أو الحال (جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي) يحتمل أن المراد عند المرور على الصراط قال المناوي والمراد المؤمن الكامل الإيمان (طب حل) عن يعلي بن منيه بضم الميم وسكون النون وفتح المثناة التحتية • (تكفير كل لحاء) بكسر اللام وحاء مهملة وبالمد أي مخاصمة ومشاتمة (ركعتان) أي صلاة ركعتين بعد الوضوء لهما فإنه يذهب الغضب قال الجوهري لاحيته ملاحاة ولحاء أي نازعته وفي المثل من لاحاك فقد عاداك وتلاحوا إذا تنازعوا (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (تكون لأصحابي من بعدي زلة يغفرها الله تعالى) أي يغفر لهم الصغائر (لسابقتهم معي) وتمامه ثم يأتي قوم بعدهم يكبهم الله على مناخرهم في النار (ابن عساكر عن علي بإسناد ضعيف • (يكون) بعدي (أمراء) جمع أمير (يقولون) أي ما يخالف الشرع (ولا يرد عليهم) أي لا يستطيع أحد أن يأمرهم بمعروف ولا ينهاهم عن منكر (يتهافتون) أي يتساقطون (في النار) أي نار جهنم يوم القيامة (يتبع بعضهم بعضاً) أي كل ما مات واحد ولي غيره مكانه فعمل بعمله أو المراد يتبع بعضهم بعضاً في السقوط في النار (طب) عن معاوية بن أبي سفيان • (تكون فتن) أي محن وبلاء (لا يستطيع أن يغير فيها قال المنوي ببناء يغير للمفعول أي لا يستطيع أحد أن يغير فيها ما يقع من المنكرات والظاهر أنه مبني للفاعل (بيد ولا لسان) خوفاً من السيف فيكفي فيها إنكاره ذلك بقلبه (رسته) في كتاب الإيمان (عن علي) • (تكون النسم) أي الأرواح بعد

الموت (طيراً) أي على شكل الطير أو في حواصل طير على ما مر تعلق بالشجر أي تأكل منه والمراد شجر الجنة (حتى إذا كان يوم القيامة) يعني إذا نفخ في الصور النفخة الثانية (دخلت كل نفس في جسدها) التي كانت فيه في الدنيا قال الحكيم الترمذي كونها في جوف طير إنما هو في أرواح كمل المؤمنين وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له أن تزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضاً فذكره (طب) عن أم هانئ • (تمام البر أن تعمل) بمثناة فوقية (في السر عمل العلانية) فإن من أبطن خلاف ما أظهر فهو منافق ومن اقتصر على العلانية فهو مراء وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تمام البر فذكره (طب) عن أبي عامر السكوني نسبة إلى سكون قبيلة من اليمن بإسناد ضعيف • (تمام الرباط) قال المناوي أي المرابطة يعني مرابطة النفس بالإقامة على مجاهدتها لتتبدل أخلاقها الرديئة بالحسنة (أربعين يوماً) أي حاصل في أربعين يوماً (ومن رابط أربعين يوماً لم يبع ولم يشتر ولم يحدث حدثاً) أي لم يفعل شيئاً من الأمور الدنيوية الغير الضرورية (خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) يحتمل أن يكون المراد غير حقوق العباد (طب) عن أبي أمامة • (تمام النعمة دخول الجنة والفوز من النار • أي النجاة من دخولها فذلك هو الغاية المطلوبة لذاتها وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يقول المهم أني أسألك تمام نعمتك قال أتدري ما تمام النعمة فذكره (حم خدت) عن معاذ • (تمسحوا بالأرض) قال العلقمي قال في النهاية أراد التيمم وقيل أراد مباشرة ترابها بالجباه في السجود من غير حائل ويكون أمر تأديب واستحباب لا وجوب (فإنها بكم برة) قال المناوي بفتح أوله وشدة الراء أي مشفقة كالوالدة البرة بأولادها يعني أن منها خلقكم وفيها معاشكم وإليها معادكم (طص) عن سلمان الفارسي • تمعددوا) أي تشبهوا بمعد بن عدنان في التقشف وخشونة العيش وكانوا كذلك (واخشوشنوا) بفتح المعجمة الأولى وسكون الواو وكسر المعجمة الثانية والنون أمر من الخشونة أي البسوا الخشن واتركوا زي العجم وتنعمهم قال المناوي وروى بموحدة تحتية (وانتضلوا) يحتمل أن المراد تعلموا الرمي بالسهام قال في الصحاح ونتضل القوم وتناضلوا رموا للسبق (وامشوا حفاة) محافظة على التواضع والقصد النهي عن الترفه وإن كان جائزاً (طب عن أبي حدرد) بفتح الحاء المهملة وسكون المهملة الأولى وفتح الراء بإسناد ضعيف (تناصحوا في العلم) النصيحة كلمة يعبر بها عن حملة هي إرادة الخير للمنصوح له أي لينصح بعضكم بعضاً في تعليمه (ولا يكتم بعضكم بعضاً) شيئاً من العلم عن المحتاج إليه فإن خيانة في العلم أشد من خيانة في المال) قال المناوي وتمام الحديث عند مخرجه والله سائلكم عنه (حل) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم) أي أفاخر بسبب كثرتكم الأمم المتقدمة (يوم القيامة) بين به طلب تكثير أمته وهو لا يكون إلا بكثرة التناسل وهو بالتناكح فهو مأمور به (هب) عن سعيد بن أبي هلال) الليثي (مرسلاً • (تنام عيناي ولا ينام قلبي) لأن النفوس القدسية لا يضعف

إدراكها بنوم العين ومن ثم كان جميع الأنبياء مثله (ابن سعد) في طبقاته (عن الحسن مرسلاً) وهو البصري (تنزهوا عن) وفي نسخة من (البول) أي تباعدوا عنه وتطهروا واستبرءوا (فإن عامة عذاب القبر منه) أي من ترك التنزه فعدم التنزه منه كبيرة لاستلزامه بطلان الصلاة وتركها كبيرة (قط) عن أنس • (تنظفوا بكل ما استطعتم) من نحو سواك وإزالة ريح كريه في بدن أو ملبوس فإن الله تعالى بنى الإسلام على النظافة عن الحدثين والخبث وكل مكروه ومذموم فالمراد النظافة صورة ومعنى (ولن يدخل الجنة) أي بغير عذاب (الأكل نظيف) أي نقي من الأدناس والعيوب الحسية والمعنوية الظاهرة والباطنة وغيره يطهر بالنار إن لم يحصل له عفو ثم يدخلها (أبو الصعاليك الطرسوسي) بفتح الطاء والراء (في جزئه عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (تنق) بفتح المثناة الفوقية والنون وشدة القاف (وتوق) بفتح المثناة الفوقية والواو وشدة القاف أي تخير الصديق ثم احذره وروى بالباء بدل النون أي ابق المال ولا تسرف في الإنفاق وتوق في الاكتساب (الباوردي) بالباء الموحدة (في) كتاب (المعرفة عن سنان) بن سلمة بن المحبق البصري الهزلي (تنقه وتوقه) بهاء السكت وهو بمعنى ما قبله (طب حل) عن ابن عمر بن الخطاب • (تنكح المرأة لأربع) أي لأجلها قال النووي الصحيح في معنى هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أخبر بما تفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع وقال القرطبي معنى الحديث أن هذه الخصال الأربع هي التي يرغب في ناكح المرأة لأجلها فهو خبر عما في الوجود من ذلك لا أنه وقع الأمر بذلك بل ظاهره إباحة النكاح لقصد كل من ذلك لكن قصد الدين أولى (لما لها) بدل من أربع بإعادة العامل (ولحسبها) بفتح المهملتين فموحدة تحتية شرفها بالآباء والأقارب (ولجمالها) أي حسنها صورة ومعنى وفي حديث الحاكم خير النساء من تسر إذا نظرت وتطيع إذا أمرت فلا تخالف في نفسها ومالها ويؤخذ منه استحباب تزوج الجميلة قال الماوردي لكنهم كرهوا ذات الجمال البارع فإنها تزهو بجمالها (ولدينها) ختم به إشارة إلى أنها وإن كانت تنكح لتلك الأغراض لكن الدين هو المقصود بالذات فلهذا قال (فاظفر بذات الدين) أي اخترها وقربها ولا تنظر لغير ذلك (تربت يداك) افتقرتا أو لصقت بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل (ق د ن هـ عن أبي هريرة • (تهادوا) بفتح الدال (تحابوا) قال المناوي إن كان بالتشديد فمن المحبة أو بالتخفيف فمن المحاباة أي المسامحة ويشهد للألو خبر تهادوا يزد في القلب حباً وذلك لأن الدية تؤلف القلوب وتنفي البغضاء من الصدور وقبولها سنة والتهادي تفاعل فيكون من الجانبين (ع) عن أبي هريرة بإسناد جيد • (تهادوا تحابوا وتصافحوا) قال العلقمي المصافحة إلصاق صفحة الكف بالكف وإقبال الوجه على الوجه (يذهب الغل) بكسر الغين المعجمة (عنكم) أي الحقد والشحناء (ابن عساكر عن أبي هريرة) • (تهادوا تزدادوا حباً) قال المناوي عند الله أو تزدادوا بينكم حباً (وهاجروا تورثوا أبناءكم

مجداً) كانت الهجرة في أول الإسلام واجبة وبقى شرفها لأولاد المهاجرين بعد نسخها (وأقيلوا الكرام عثراتهم) أي زلاتهم التي لا توجب الحد والخطاب للأئمة (ابن عساكر عن عائشة • (تهادوا الطعام بينكم فإن ذلك توسعة في أرزاقكم) فإن الصدقة سبب البركة خصوصاً على الجيران والأقارب (عد) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (تهادوا أن) وفي رواية فإن (الهدية تذهب وحر الصدر) بواو وحاء مهملة مفتوحتين وراء قال في النهاية غشه ووسواسه وقيل الحقد والغيظ وقيل العداوة وقيل أشد الغضب (ولا تحقرن جارة لجارتها) شيئاً تهديه إليها (ولو) كان المهدي (شق) بكسر الشين المعجمة وفي نسخة شرح عليها المناوي ولو بشق بجر شق بالباء فإنه قال ولو أن تبعث إليها وتتفقدها بشق إلخ (فرسن) بكسر الفاء وسكون الراء ونون (شاة) أي ظلفها قال في النهاية الفرسن عظم قليل اللحم وهو خف البعير كالحافر للدابة وقد يستعار للشاة فيقال فرسن شاة والذي للشاة هو الظلف (حم ت) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (تهادوا فإن الهدية تذهب بالسخيمة) قال العلقمي بالسين المهملة والخاء المعجمة والتحتية الحقد في النفس (ولو دعيت إلى كراع) بضم الكاف يد شاة (لأجبت ولو أهدى إليّ كراع لقبلت) فيه الحث على قبول الهدية وإن قلت وفيه رد لزعم أن الكراع هنا اسم مكان (هب) عن أنس بإسناد ضعيف (تهادوا فإن الهدية تضعف) بالتشديد (الحب) أي تزيده إضعافاً مضاعفة (وتذهب بغوائل الصدر) جمع غل قال في القاموس الغل الحقد (طب) عن أم حكيم بنت وداع بفتح الواو والدال المهملة وقيل وادع الخزاعية وإسناده غريب ليس بحجة • (تواضعوا) للناس بلين الجانب (وجالسوا المساكين) والفقراء (تكونوا من كبراء الله) أي الكبراء عنده الذي يفيض عليهم رحمته (وتخرجوا من الكبر) أي يزول عنكم لتكبر فإن من تواضع لله رفعه الله (حل) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف (تواضعوا لمن تعلمون) بحذف إحدى التاءين للتخفيف (منه العلم) وخصه لمزيد التأكيد قيل للإسكندر إنك لتعظم معلمك أكثر من تعظيمك لأبيك فقال أن أبي سبب حياتي الفانية وهو سبب حياتي الباقية قال بعضهم من لم يعظم حرمة من يؤدب له حرم بركته ومن قسى شيخه لا يفلح أبداً (وتواضعوا لمن تعلمون بضم المثناة الفوقية بالتلطف وسعة الخلق (ولا تكونوا جبابرة العلماء) قال المناوي تمامه فيغلب جهلكم عليكم انتهى ومن التواضع المتعين على العالم أن لا يدعي وقيل لسان الدعوى إذا نطق أخرسه الامتحان وإذا شرع التواضع لمطلق الناس فكيف لمن له حق الصحبة والتودد (خط) في الجامع عن أبي هريرة • (توبوا إلى الله فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة) ذكره للتكثير لا للتحديد وتوبة العوام من الذنوب وتوبة الخواص من غفلة القلوب وخواص الخواص مما سوى المحبوب فتوبة كل عبد بحسبه (خد) عن ابن عمر بن الخطاب ورواه مسلم أيضاً • (توضئوا مما مست) وفي رواية مما غيرت (النار) أي من أكل كل ما أثرت فيه بنحو طبخ أو شي أو قلي قال العلقمي قال النووي ذهب

جماهير العلماء من السلف إلى أنه لا ينتقض الوضوء بأكل ما مسته النار وذهبت طائفة إلى وجوب الوضوء الشرعي وضوء الصلاة بأكل ما مسته النار وهو مروي عن عمر بن عبد العزيز والحسن البصري والزهري وأبي قلابة وأبي مخلز واحتج هؤلاء بحديث توضئوا مما مسته النار واحتج الجمهور بالأحاديث الواردة بترك الوضوء مما مسته النار وأجابوا عن حديث الوضوء مما مست النار بجوابين أحدهما أنه منسوخ بحديث جابر رضي الله تعالى عنه قال كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مسته النار وهو حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وغيرهما من أهل السلف بأسانيدهم الصحيحة والجواب الثاني أن المراد بالوضوء غسل الفم والكفين ثم أن هذا الخلاف كان في الصدر الأول ثم أجمع العلماء على أنه لا يجب الوضوء مما مسته النار (حم م ن) عن أبي هريرة (حم م هـ) عن عائشة • (توضئوا من لحوم الإبل أخذ به جماعة منهم الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن يحيى وابن المنذر فذهبوا إلى انتقاض الوضوء بأكل لحوم الإبل واحتجوا بحديث الباب وحديث البراء بن عازب قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من لحوم الإبل فأمر به قال الإمام أحمد وإسحاق ابن راهويه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا حديثان حديث جابر وحديث البراء قال النووي وهذا المذهب أقوى دليلاً وإن كان الجمهور على خلافه وقد أجاب الجمهور عن هذا الحديث بحديث جابر كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار ولكن هذا الحديث عام وحديث الوضوء من لحوم الإبل خاص والخاص يقدم على العام (ولا توضئوا من لحوم الغنم وتوضئوا من ألبان الإبل) أي من شربها (ولا توضئوا من ألبان الغنم وصلوا في مراح الغنم) بضم الميم أي مأواها والأمر للإباحة (ولا تصلوا في معاطن الإبل) النهي للتنزيه وسببه ما يخاف من نفارها وتشويشها على المصلى (هـ) عن ابن عمر (فصل في المحلى بال) من هذا الحرف (التائب من الذنب) توبة صحيحة (كمن لا ذنب له) لأن ندمه وذله وانكساره طهرة منه فساوى من لم يسبق له ذنب (هـ) عن ابن مسعود الحكيم عن أبي سعيد الخدري وهو حديث حسن • (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) بل يصير أحب إلى الله ممن لم يذنب (وإذا أحب الله عبداً لم يضره ذنب) قال المناوي معناه أنه إذا أحبه تاب عليه قبل الموت فلم تضره الذنوب الماضية (القشيري في الرسالة وابن النجار) في تاريخه (عن أنس) بن مالك • (التائب من الذنب كمن لا ذنب له والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه) ولهذا قيل الاستغفار باللسان توبة الكذابين (ومن آذى مسلماً كان عليه من الذنوب مثل منابت النخل) يعني في الكثرة (هب) وابن عساكر عن ابن عباس قال الذهبي إسناده مظلم والأشبه وقفه • (التؤدة) بضم المثناة الفوقية وهمزة مفتوحة ودال مهملة مفتوحة التأني والتثبت وترك العجلة والتثبت في كل شيء فضل ونعمة من الله تعالى

يعطيها لمن يشاء من عباده في كل شيء خير أي مستحسن محمود (ألا في عمل الآخرة) هذا عام في كل شيء من أعمال الآخرة قال تعالى فاستبقوا الخيرات (دك هب) عن سعد بن أبي وقاص وهو حديث صحيح • (التؤدة والاقتصاد) التوسط في الأمور والتحرز عن طرفي التفريط والإفراط (والسمت الحسن) أي الهيئة الحسنة قال العلقمي قال شيخنا السمت حسن الهيئة والمنظر في الدين (جزء من أربع) قال المناوي أنثه باعتبار الأصل وفي نسخة أربعة (وعشرين جزء من النبوة) أي هذه الأخلاق من أخلاق الأنبياء ومما لا يتم أمر النبوة بدونها (طب) عن عبد الله بن سرجس بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم بعدها مهملة • (التأني) أي التثبت في الأمور (من الله والعجلة من الشيطان) لأنها خفة وطيش يجلب الشرور ويمنع الخيور وذلك مما يحبه الشيطان فأضيف إليه (هب) عن أنس بن مالك وفيه ضعف وانقطاع • (التاجر الأمين الصدوق المسلم) يحشر مع الشهداء يوم القيامة لجمعه الصدق والشهادة بالحق والنصح للخلق وامتثال الأمر المتوجه عليه من قبل الشارع ومحل الذم في أهل الخيانة (عن ابن عمر) قال ك صحيح واعترض • (التاجر الصدوق الأمين) فيما يتعلق بأحكام البيع (يحشر) يوم القيامة (مع النبيين والصديقين والشهداء) وحسن أوليك رفيقا (ت ك) عن ـبي سعيد وهو حديث حسن • (التاجر الصدوق) يظله الله (تحت ظل العرش يوم القيامة) • (الأصبهاني في ترغيبه) (فر) عن أنس بن مالك • (التاجر الصدوق لا يحجب من أبواب الجنة) بل يدخل من أيها شاء قال المناوي لنفعه لنفسه ولصاحبه وسراية نفعه إلى عموم الخلق (ابن النجار عن ابن عباس • (التاجر الجبان) بالتخفيف أي الضعيف القلب محروم من مزيد الربح (والتاجر الجسور مرزوق) قال الديلمي معناه أنهما يظنان ذلك وهما يخطئان في ظنهما وما قسم لهما من الرزق لا يزيد ولا ينقص (القضاعي عن أنس) بإسناد حسن • (التثاؤب) بالهمز أي سببه وهو كثرة الغذاء (من الشيطان) أي يحبه ويرضاه لما ينشأ عنه من الكسل والفتور عن العبادة (فإذا تثاءب أحدكم فليرده) أي فليأخذ في أسباب رده كان يمسك بيده على فيه (ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها) بالقصر حكاية صوت التثاؤب (ضحك منه الشيطان) ليشوّه صورة الإنسان ويضحك منه ولذلك لم يتثاءب نبي قط (ابن السني في عمل يوم وليلة عن أم سلمة) أم المؤمنين • (التحدث بنعمة الله شكر) فيحسن من الإنسان الثناء على نفسه بذكر محاسنه في مواضع وهي مستثناة من الأصل الغالب وهو أن الإنسان يهضم نفسه ولا يثني عليها من ذلك قصد للتحدث بنعمة الله ومنها كونه لا يعرف فيقصد نشر العلم بالأخذ عنه (وتركها كفر) أي ستر وتغطية لما حقه الإعلام ومحله ما لم يترتب على التحدث بها محذور وإلا فالكتم أولى (ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير ومن لا يشكر النسا لا يشكر الله) أي من طبعه

وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم فعادته كفران نعم الله وترك الشكر له (والجماعة بركة والفرقة عذاب) أي اجتماع جماعة المسلمين وانتظام شملهم زيادة خير وتفرقهم مرتب عليه الفتن والحروب (هب) عن النعمان بن بشير وهو حديث ضعيف • (التدبير) أي النظر في عواقب الإنفاق قال العلقمي ولعل مراد الحديث الاقتصاد في المعيشة أي بتدبر في الإنفاق بحيث لا يكون هناك إسراف ولا تقتير (نصف العيش والتودد) أي التحبب إلى الناس (نصف العقل) قال المناوي لأن من كف أذاه وبذل نداه للناس ودوه وفاعل ذلك يحوز نصف العقل فإن أقام بالعبودية لله استكمل العقل كله (والهم نصف الهرم) الذي هو ضعف ليس وراءه قوة (وقلة العيال أحد اليسارين) لأن الغنى نوعان غنى بالشيء وغنى عن الشيء لعدم الحاجة إليه وهذا هو الحقيقي فقلة العيال لا حاجة معها إلى كثرة المال (القضاعي عن عليّ) أمير المؤمنين (فر) عن أنس بن مالك بإسناد حسن • (التذلل للحق أقرب إلى العز من التعزز بالباطل) تمامه عند مخرجه ومن تعزز بالباطل جزاه الله ذلاً بغير ظلم (فر) عن أبي هريرة بإسناد فيه كذاب (الخرايطي في) كتاب (مكارم الأخلاق عن عمر بن الخاطب موقوفاً عليه • (التراب ربيع الصبيان) أي هولهم كالربيع للبهائم والأنعام يرتعون ويلعبون فيه فينبغي أن لا يمنعوا من ذلك فإنه يزيدهم قوة ونشاطاً أو انبساطاً (خطفي) كتاب (رواة مالك) ابن أنس (عن سهل بن سعد) الساعدي (وعن ابن عمر بن الخطاب قال الخطيب المتن لا يصح • (التسبيح للرجال) أي السنة لهم إذا نابهم شيء في الصلاة أن يسبحوا (والتصفيق) أي ضرب إحدى اليدين على الأخرى (للنساء) خصهن بالتصفيق صوناً لهن عن سماع كلامهن لو سجن هذا هو المندوب لكن لو صفقوا وسجن لم تبطل (حم) عن جابر • (التسبيح نصف الميزان والحمد لله تملأه) قال العلقمي فيه وجهان أحدهما أن يراد التسوية بين التسبيح والتحميد بأن كل واحد منهما يأخذ نصف الميزان فيملأن الميزان معاً وذلك لأن الأذكار التي هي أم العبادات البدنية والغرض الأصلي من شرعها ينحصر في نوعين أحدهما التنزيه والآخر التحميد والتسبيح يستوعب القسم الأول والتحميد يتضمن القسم الثاني ثانيهما أن المراد تفضيل الحمد على التسبيح وأن ثوابه أضعف ثواب التسبيح لأن التسبيح نصف الميزان والحمد لله وحده يملأه (ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب) أي ليس لقبولها حجاب يمنعها عنه لاشتمالها على التنزيه والتحميد ونفي السوي صريحاً (حتى تخلص) أي تصل (إليه) المراد به سرعة القبول (ت) عن ابن عمرو ابن العاص • (التسبيح نصف الميزان) والحمد لله تملأه والتكبير يملأ ثوابه لو جسم ما بين السماء والأرض والصوم نصف الصبر قال العلقمي قال في النهاية أصل الصبر الحبس فسمى الصوم صبراً لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب والنكاح انتهى قلت ويحتمل أن يقال في معنى الصوم نصف الصبر أن العبادة قسمان فعل وكف والكف إنما

ينتهي عنه بالصبر وهو حبس النفس عما نهى عن تعاطيه من الطعام والشراب والنكاح والترفه وغير ذلك فكان نصافً بهذا الاعتبار (والطهور) بالضم (نصف الإيمان قال في النهاية لأن الإيمان يطهر نجاسة الباطن والطهور يطهر نجاسة الظاهر (ت) عن رجل من بني سليم) من الصحابة • (التسويف) أي المطل والتأخير (شعار) قال المناوي لفظ رواية الديلمي شعاع (الشيطان يلقيه في قلوب المؤمنين) فيمطل أحدهم غريمه فيسر الشيطان تأثيمه (فر) عن عبد الرحمن بن عوف بإسناد فيه مجهول • (التضلع من ماء زمزم) قال العلقمي قال في الدر وشرب حتى تضلع أي أكثر من الشرب حتى تمدد جنبه وأضلاعه وقال الدميري قال الضحاك بن مزاحم بلغني أن التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق وأن ماءها يذهب الصداع وأن الاطلاع فيها يجلو البصر وأنه سيأتي عليها زمان تكون أعذب من النيل والفرات ومما ذكر من خواصها أن ماءها يقوي القلب ويسكن الروع (براءة من النفاق) لدلالة حال فاعله على أنه إنما فعله إيماناً وتصديقاً بما جاء به الشارع (الأزرقي في تاريخ مكة عن ابن عباس • (التفل) بمثناة فوقية مفتوحة وفاء ساكنة نفخ معه ريق (في المسجد خطيئة وكفارته أن يواريه) في تراب المسجد إن كان له تراب وإلا وجب إخراجه كما مر (د) عن أنس بن مالك • (التكبير في الفطر) أي في صلاة عيد الفطر (و) كذا الأضحى سبع في) الركعة (الأولى) سوى تكبيرة الإحرام بعد دعاء الاستفتاح وقبل القراءة (وخمس في) الركعة (الآخرة) بعد استوائه قائماً (والقراءة بعدهما) أي الخمس والسبع (في كلتيهما) أي في كتلا الركعتين (د) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث صحيح (التلبينة) بفتح المثناة الفوقية وسكون اللام وكسر الموحدة بعدها تحتانية ثمانون حساء يعمل من دقيق أو نخالة وربما جعل بعسل أو لبن سميت تلبينة تشبيهاً لها باللبن في بياضها ورقتها قال الداودي يؤخذ العجين غير خمير فيخرج ماؤه فيجعل حساء فيكون لا يخالطه شيء فلذلك كثر نفعه وقال الموفق البغدادي التلبينة الحساء ويكون في قوام اللبن (مجمة) بفتح الميمين والجيم مشدد أو المصدر الإجماء وهو الراحة وإلجام المستريح أي مريحة (لفؤاد المريض) وفي رواية الحزين أي تريح قلبه وتسكنه بإخمادها للحمي انتهى فيحتمل أن المراد مرض الجمع ومطلق المرض لكن بعد اشتهاء المريض للأكل (تذهب ببعض الحزن) فإن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه ومعدته لقلة الغذاء والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها (حم ق) عن عائشة • (التمر بالتمر والحنطة بالحنطة والشعير بالشعير والملح بالملح مثلاً بمثل يداً بيد فمن زاد) أي أعطى الزيادة (أو استزاد) أي طلب أكثر (فقد أربى) أي فعل الربا المحرم (إلا ما اختلفت ألوانه) يعني أجناسه فإنه لا يشترط فيه التماثل بل الحلول والتقابض (حم م ن) عن أبي هريرة • (التواضع) قال العلقمي من الضعة بكسر الضاد المعجمة وهي الهوان والراد بالتواضع إظهار التنزل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه وقيل هو تعظيم من فوقه لفضله وقيل هو الاستسلام للحق وترك الاعتراض على الحكم من

(حرف الثاء)

الحاكم وقيل هو أن تخضع للحق وتنقاد له وتقبله ممن قاله صغيراً أو كبيراً شريفاً أو وضيعاً حراً أو عبداً ذكراً أو غيره نظراً للقول لا للقائل فهو إثماً يتواضع للحق وينقاد له وقيل هو أن لا يرى لنفسه مقاماً ولا حالاً لا يفضل بهما غيره ولا يرى أن في الخلق من هو شر منه (لا يزيد العبد إلا رفعه) في الدنيا والآخرة لأنه به يعظم في القلوب وترتفع منزله في النفوس (فتواضعوا يرفعكم الله تعالى) في الدنيا بوضع القبول في القلوب وفي الآخرة بتكثير الأجور (والتجاوز) أي التجاوز عن الذنب (لا يزيد العبد إلا عزاً) لأن من عرف بالعفو ساد وعظم في الصدور (فاعفو يعزكم الله) في الدارين (والصدقة لا تزيد المال إلا بركة) بمعنى أنه يبارك فيه وتندفع عنه الهلكات (فتصدقوا يرحمكم الله عز وجل) أي يضاعف عليكم رحمته (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن محمد بن عمير) بالتصغير (العبدي) وإسناده ضعيف • (التوبة) وهي لغة الرجوع وفي الشروع الرجوع عن الذنب بأن يقلع عنه ويندم عليه ويعزم أن لا يعود إليه ويرضى الأدمي في ظلامته وتصح التوبة من الذنب وإن كان مصراً على ذنب آخر (من الذنب أن لا تعود إليه أبداً) المراد الزجر والتنفير عن العود وإذا تاب توبة صحيحة بشروطها ثم عاد لذلك الذنب كتب عليه ذلك الذنب الثاني ولم تبطل توبته هذا مذهب أهل السنة قال العلقمي وتوبة الكافر مقطوع بقبولها وما سواها من أنواع التوبة هل قبولها مقطوع به أم مظنون فيه خلاف لأهل السنة واختار إمام الحرمين أنه مظنون وهو الأصح قال القرطبي من استقرأ الشريعة علم أن الله يقبل توبة الصادقين قطعاً نفله في الفتح وأقره ابن مردويه (هب) عن ابن مسعود ثم قال البيهقي رفعه ضعيف • (التوبة النصوح) أي الصادقة أو البالغة في النصح أو الخالصة أو المشتملة على خوف ورجاء أو كون ذنبه بين عينيه لا ينساه أبداً وقيل غير ذلك (الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله ثم لا تعود إليه أبداً ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي) بن كعب بإسناد ضعيف (التيمم ضربتان فلا يكفي ضربة واحدة خلافاً لجمع (ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين) فلا يكفي الاقتصار على الكفين عند الشافعي والحنفي اعطاء للبدل حكم المبدل (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف. • (حرف الثاء) * (ثلاث) صفة لمحذوف أي خصال ثلاث فهو مبتدأ والجملة بعده خبر (من كنّ) أي حصلن (فيه وجد حلاوة الإيمان) أي التلذذ بالطاعة وتحمل المشقة في رضاء الله ورسوله الأولى (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) من نفس وأهل ومال وكل شيء ومحبة العبد ربه بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك محبة رسوله (وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله) أي لا يحبه لغرض إلا لغرض رضاء الله (وأن يكره أن يعود في الكفر) أي يصير إليه (بعد إذ أنقذه الله منه) أي نجاه منه بالإسلام (كما يكره أن يلقى) بالبناء للمفعول

(في النار) لثبوت إيمانه وتمكنه في جنانه (حم ق ت ن هـ) عن أنس بن مالك (ثلاث من كن فيه نشر الله عليه) بشين معجمة من النشر ضد الطيّ (كنفه) بكاف ونون وفاء مفتوحات أي ستره وقيل برحمه ويلطف به والكنف بالتحريك الجانب والناحية وهذا تمثيل لجعله تحت ظل رحمته يوم القيامة قال المناوي وروى بمثناة تحتية وسين مهملة ويدل كنفه حتفه بحاء مهملة ومثناة فوقية أي موته على فراشه (وأدخله جنته) الإضافة للتشريف (رفق بالضعيف) ضعفاً معنوياً أو حسياً (وشفقة على الوالدين) أي الأصلين وأن علياً (والإحسان إلى المملوك) أي مملوك الإنسان نفسه وكذا غيره بنحو إعانة أو شفاعة عند سيده (ت) عن جابر وقال غريب اهـ وفيه عبد الله المغافري متهم • (ثلاث من كن فيه آواه الله) بالمد (في كنفه ونشر عليه رحمته وأدخله جنته) أي من غير سبق عذاب (من إذا أعطى) بالبناء للمفعول (شكر) المعطى على ما أعطاه (وإذا قدر عفا) أي إذا قدر على عقوبة من استحق العقوبة عفا عنه (وإذا غضب) لغير الله (فتر) أي سكن عن حدته وكظم الغيظ (ك هب) عن ابن عباس قال الحاكم صحيح ورد بان واه • (ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال) الذين بهم قوام الدين وأهله قال المنوي وهذا من الحديث فسقط من قلم المؤلف أي اجتماعها فيه يدل على كونه منهم (الرضا بالقضا) أي بما قدره الله (والصبر عن محارم الله) أي كف النفس عنها (والغضب في ذات الله عز وجل) أي عند رؤيته من يهتك محارم الله (فر) عن معاذ بن جبل وهو حديث ضعيف • (ثلاث من كن فيه حاسبه الله حساباً يسيراً) يوم القيامة لا يناقشه ولا يشدد عليه (وأدخله الله الجنة برحمته) وإن كان عمله لا يبلغ ذلك لقلته (تعطى من حرمك) عطاءه أو مودته أو معروفه (وتعفو عمن ظلمك) في نفس أو مال أو عرض (وتصل من قطعك) من ذوي قرابتك وغيرهم وتمامه قال أبو هريرة إذا فعلت هذا فما لي يا نبي الله قال يدخلك الله الجنة (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (ذم الغضب (طس ك) عن أبي هريرة قال الحاكم صحيح ورد بأن فيه سليمان اليمامي واه • (ثلاث من كن فيه وقى) بالبناء للمفعول من الوقاية (شح نفسه) أي صانه الله عن أذى شح نفسه ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (من أذى الزكاة) إلى مستحقيها أو الإمام (وقرى الضيف) يقال قريت الضيف من باب رمى قرى بالكسر والقصر أي أكرمه وأضافه (وأعطى في النائبة) قال العلقمي جمعه نوائب قال في الدر كأصله وهي ما ينوب الإنسان أي ينزل عليه من المهمات والحوادث وقال في المصباح والنائبة النازلة والجمع نوائب وهو ما ينوب الإنسان من الشر (طب) عن خالد بن زيد بن حارثة) بحاء مهملة ومثلثة الأنصاري وإسناده حسن • (ثلاث من كن فيه فإن الله تعالى يغفر له ما سوى ذلك) من الذنوب وإن كثرت والظاهر أن اسم الإشارة واقع على ثلاث فيؤول بالمذكور أو بما يذكر (من مات لا يشرك بالله شيئاً) في ألوهيته (ولم يكن ساحراً يتبع السحرة) لتعليم السحر ويعلمه ويعمل به (ولم يحقد على أخيه) في الدين فإن

الحقد شوم (خد طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (ثلاث من كن فيه فهي راجعة على صاحبها) أي فشرها يعود عليه (البغي) أي الظلم والعدوان وأصله مجاوزة الحد (والمكر) أي الخداع (والنكث) بمثلثة نقض العهد وتمامه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله وقرأ فمن نكث فإنما ينكث على نفسه (خط) عن أنس بإسناد ضعيف • (ثلاث من كن فيه استوجب الثواب) أي استحقه بوعد الله تعالى كرماً منه ولا يجب على الله شيء (واستكمل الإيمان) أي حصل له كمال التصديق القلبي (خلق) بضم الخاء واللام (يعيش به في الناس) بأن يحصل له ملكة يقتدر بها على المداراة (وورع) أي كف عن المحارم والشبهات (يحجزه) أي يمنعه (عن محارم الله) تعالى أي عن الوقوع في شيء منها (وحلم) بالكسر إناءة وتثبت ووقار (برده عن جهل الجاهل) إذا جهل عليه فلا يقابله بمثله بل يعفو ويصفح (البزار عن أنس) • (ثلاث من كن فيه أو واحدة منهن فليتزوج من الحور العين حيث شاء) أي ما أراد من العدد (رجل) أي خصلة رجل وكذا يقال فيما بعده (ائتمن على أمانة فأداها مخافة الله عز وجل) أي مخافة عقابه أن هو خان فيها (ورجل خلي) بالتشديد (عن قاتله) قال المناوي أي عفا عنه قبل موته انتهى ويحتمل أنه على حذف مضاف أي عفا عن قاتل مورثه (ورجل قرأ في دبر كل صلاة) أي في آخر كل مكتوبة (قل هو الله أحد عشر مرات) أي سورتها بكمالها (ابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (ثلاث من كن فيه أظله الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله الوضوء على المكاره) أي المشاق من كونه بماء شديد البرد في شدة البرد وقد عجز عما يسخن به الماء (والمشي إلى المساجد) إلى الصلاة أو الاعتكاف (في الظلم) بضم الظاء وفتح اللام جمع ظلمة جمع ظلمة بسكونها (وإطعام الجائع) لوجه الله (أبو الشيخ في الثواب والأصبهاني في الترغيب) والترهيب (عن جابر) بن عبد الله • (ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين حيث شاء من عفا عن قائله وأدى ديناً خفياً) إلى مستحقه بأن لم يكن عالماً به كان ورثه ولم يشعر به (وقرأ دبر كل صلاة مكتوبة) أي مفروضة من الخمس (عشر مرات قل هو الله أدح) وتمامه عند مخرجه فقال أبو بكر أو إحداهن يا رسول الله قال أو إحداهن (ع) عن جابر وهو حديث ضعيف • (ثلاث من حفظهن) أي أتى بهن (فهو ولي حقاً ومن ضيعهن فهو عدو حقاً الصلاة) المفروضة (والصيام) أي صيام رمضان (والجنابة) أي الغسل من الجنابة ومثلها الحيض والنفاس والمراد بكونه عدوه أنه يعاقب ويهان إن لم يعف عنه فإن تركها جاحداً فهو كافر (طب) عن الحسن بإسناد ضعيف (د) عن الحسن مرسلاً هو الحسن البصري • (ثلاث من فعلهن فقد أجرم) بالجيم (من عقد لواء في غير حق) أي لقتال من لا يجوز قتاله شرعاً (أو قع والديه) أي أصليه وكذا أحدهما أو مشى مع ظالم لينصره قال المناوي تمامه يقول الله تعالى أنا من المجرمين منتقمون ابن منيع (طب) عن معاذ بن جبل

بإسناد ضعيف (ثلاث من فعلهن أطاق الصوم) يعني سهل عليه فلم يشق من أكل قبل أن يشرب أي عند الفطر وتسحر أي آخر الليل (وقال) من القيلولة أي استراح نصف النهار بنحو اضطجاع ولو بلا نوم (البزار عن أنس) بإسناد جيد • (ثلاث من فعلن ثقة بالله واحتساباً) للأجر عنده (كان حقاً على الله أني يعينه) أي يوفقه لطاعته ويدبره في معاشه (وأن يبارك له) في عمره ورزقه (من سعى في فكاك رقبة) أي خلاص آدمي من الرق بأن أعتقه أو تسبب في اعتاقه (ثقة بالله واحتساباً) أي لا لغرض سوى ذلك (كان حقاً على الله تعالى أن يعينه وأن يبارك له) كرره لمزيد التأكيد وتشويق إلى فعل ذلك وتحقيقاً لوقوعه (ومن تزوج ثقة بالله واحتساباً) أي فلم يخف العيلة بل وثق بالله في حصول الرزق (كان حقاً على الله أن يعينه) على الإنفاق وغيره (وأن يبارك في زوجته ومن أحيي أرضاً ميتة ثقة بالله واحتساباً) أي طالباً للأجر بعمارتها (كان حقاً على الله أن يعينه) على إحيائها وغيره (وأن يبارك له) فيها وفي غيرها لأن من وثق بالله لم يكله إلى نفسه (طس) عن جابر وإسناده صالح • (ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتى آل داود نبي الله العدل في الغضب والرضى والقصد في الفقر والغنى بحيث لا يبطره الغني حتى ينفق في غير حق ولا يعوزه الفقر حتى يمنع من فقره حقاً (وخشية الله في السر والعلانية) فإذا أوتى عبد هذه الثلاث قوى على ما قوى عليه آل داود (الحكيم) في نوادره (عن أبي هريرة) قال خطب المصطفى وتلا اعملوا آل داود شكراً ثم ذكره • (ثلاث من أخلاق الإيمان) أي أخلاق أهله (من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل) بأن يكون عنده ملكة تمنعه من ذلك خوفاً من الله (ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق) بل يقول الحق على أصله وفرعه (ومن إذا قدر لم يتعاط ما ليس له) أي لم يتناول غير حقه (طس) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف • (ثلاث من الميسر القمار) بكسر القاف ما يتخاطر الناس عليه كان الرجل في الجاهلية يخاطر عن أهله وماله فأيهما قمر صاحبه أي غلبه ذهب بهما (والضرب بالكعاب) أي اللعب بالنرد (والصغير بالحمام) أي دعاؤها للعب بها والصفير الصووت الخالي عن الحرف (د) في مراسيله عن يزيد بن شريح) قال المناوي بالتصغير كذا فيما وقفت عليه من النسخ وصوابه شريك (التيمي) الكوفي (مرسلاً) • (ثلاث من أصل الإيمان) أي ثلاث خصال من قاعدة الإيمان (الكف عمن قال لا إله إلا الله) أي وأن محمداً رسول الله فمن قالها وجب الكف عن نفسه وماله (ولا يكفر بذنب) من الذنوب قال العلقمي وتبعه المناوي بضم المثناة التحتية وجزم الزاء على النهي وانفرد العلقمي بقوله وكذا (ولا يخرجه من الإسلام بعمل) أي بعمل يعمله من املعاصي ولو كبيرة خلافاً للخوارج في أن من ارتكب كبيرة مخلد في النار اهـ كلام الشيخ العلقمي والمناوي لكن في نسخ ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الإسلام بعمل بنون أول الفعلين وذكر المفعول به فالظاهر أن لا نافية وأن الفعلين مرفوعان فليتأمل (والجهاد ماض) أي

والخصلة الثانية اعتقاد كون الجهاد نافذاً حكمه (منذ بعثني الله) أي أول ما بعثه الله أمره بالتبليغ والإنذار بلا قتال ثم بعد الهجرة أمره الله بالقتال إذا ابتدأ الكفار به ثم أبيح لهم القتال ابتداء في غير الأشهر الحرم ثم أمر به من غير شرط ولا زمان ووجوب القتال مستمر بعد ذلك (إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال) فينتهي حينئذ الجهاد (لا يبطله جور جائر) أي لا يسقط فرضه لظلم الإمام وفسقه (ولا عدل عادل والإيمان بالأقدار) قال العلقمي أي ومن أصل الإيمان الإيمان بالقدر ومذهب أهل الحق الإيمان بالقدر قال النووي ومعناه أن الله تعالى قدر الأشياء في القدم وعلم أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى وعلى صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ما قدرها وأنكرت القدرية هذا وزعمت أنه سبحانه لم يقدرها ولم يتقدم علمه بها وأنه سبحانه وتعالى إنما يعلمها بعد وقوعها وسميت هذه الفرقة قدرية لإنكارهم القدر (هـ) عن أنس • (ثلاث من الجفاء) بالمد خلاف البر (أن يبول الرجل قائماً) فإنه خلاف الأولى إلا لضرورة (أو يمسح جبهته) من نحو حصاء وتراب إذا رفع رأسه من السجود (قبل أن يفرغ من صلاته أو ينفخ في سجوده) أي ينفخ التراب في الصلاة لموضع سجوده (البزار عن بريدة) ورجاله رجال الصحيح • (ثلاث من فعل أهل الجاهلية) قال في النهاية هي الحالة التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله ورسوله وشرائع الدين والمفاجرة بالأنساب والكبر والتجبر وغير ذلك (لا يدعهن أهل الإسلام استسقاء بالكواكب) كانوا يزعمون أن المطر فعل النجم لا بسقيا من الله أما من لم يرده وقال مطرنا في وقت كذا لنحو طالع أو غارب فلا حرج عليه (وطعن في النسب) أي أنساب الناس (والنياحة على الميت) فإنه من عمل الجاهلية ولا يزال المسلمون يفعلون ذلك وذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقع (طب عن جنادة بضم الجيم ثم نون الأزدي الشامي • (ثلاث من الكفر) أي من فعل أهل الكفر بالله (شق الجيب) أي طوق القميص (والنياحة) على الميت (والطعن في النسب) يفيد أن هذه الخصال من الكبائر (ك) عن أبي هريرة • (ثلاث من نعيم الدنيا وإن كان لا نعيم لها) حقيقة أو يدوم أو يعتد به (مركب وطئ) أي دابة لينة السير والمرأة الصالحة لدينها للاستمتاع بها (والمنزل الواسع) لأن الضيق يضيق ويجلب الغم (ش) عن ابن قرة بضم القاف وشدة الراء (أو هو قرة) بن إياس بن هلال المزني • (ثلاث من كنوز البر) بكسر الموحدة (إخفاء الصدقة) لأنه أبعد من الرياء لكن قال الفقهاء إذا كان المتصدق ممن يقتدى به فإظهار الصدقة في حقه أفضل (وكتمان المصيبة) عن الناس وكتمان الشكوى عنهم فلا يشكو بثه وحزنه إلا إلى الله (يقول الله تعالى إذا ابتليت عبدي) ببلية كمرض (فصبر) على ذلك (ولم يشكني إلى عوّاده) بضم المهملة وشدة الواو أي وزواره في مرضه (أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه) الذي أذابه المرض (فإن أبرأته) أي قدر له البرء من مرضه (أبرأته) منه (ولا ذنب له) بأن اغفر له جميع ذنوبه (وإن توفيته فإلى

رحمتي أي فأتوفاه ذاهب به إلى رحمتي (طب حل) عن أنس وهو حديث ضعيف • (ثلاث من كنوز البر كتمان الأوجاع) جمع وجع كسبب وأسباب من باب تعب يقال وجع وجعاً فهو وجع أي مريض متألم (والبلوى والمصيبات) هي كل ما يصيب الإنسان من مكروه (ومن بث) أي أذاع ونشر وشكى مصيبته إلى الناس (لم يصبر) لأن الشكوى منافية للصبر (تمام في فوائده عن ابن مسعود بإسناد ضعيف • (ثلاث من الإيمان الإنفاق من الإقتار) أي القلة إذ لا يصدر إلا عن ثقة بالله (وبذل السلام للعالم) بفتح اللام والمراد به جميع المسلمين من شريف ووضيع (والإنصاف من نفسك) بأداء حق الله تعالى وأداء حق الخلق البزار (طب عن عمار بن ياسر بإسناد ضعيف • (ثلاث من تمام الصلاة) أي من مكملاتها (إسباغ الوضوء) أي إتمامه بالإتيان بسننه وتجنب مكروهاته (وعدل الصف) تسوية الصفوف وإقامتها على سمت واحد (والاقتداء بالإمام) يعني الصلاة جماعة فإنها من مكملات الصلاة (عب) عن زيد بن أسلم مرسلاً • (ثلاث من أخلاق النبوة تعجيل الإفطار) بعد تحقق الغروب (وتأخير السحور) بحيث لا يوقع في شك (ووضع اليد اليمنى على الشمال (في قيام الصلاة) بأن يجعلها تحت صدره فوق سرّته (طب) عن أبي الدرداء • (ثلاث من الفواقر) قال في النهاية أي الدواهي جمع فاقرة كأنها تحطم فقار الظهر كما يقال قاصمة الظهر (أمام) أي خليفة أو سلطان أو أميره (إن أحسنت لم يشكرك) على إحسانك وإن أسأت لم يغفر) لك ما فرط منك من هفوة بل يؤاخذ بها (وجار) جائر (إن رأى) أي علم منك (خيراً) فعلته (دفنه) أي ستره وأخفى أثره (وإن رأى) عليك (شراً أشاعه) أي نشره وأظهره بين الناس ليعيبك به (وامرأة) أي حليلة لك (إن حضرت) عندها (آذتك) بقول أوف عل (وإن غبت عنها خانتك) في نفسها بالزنا وفي مالك بالإسراف وعدم الرفق فكل واحدة من هذه الثلاث داهية عظيمة (طب) عن فضالة بن عبيد • (ثلاث) هو بصورة المرفوع في جميع النسخ التي اطلعت عليها فيحتاج إلى تأويل (أخاف على أمتي) أمة الإجابة (الاستسقاء بالأنواء) هي ثمانية وعشرون نجماً معروفة المطالع فإذا وقع في أحدهما مطر نسبوه لذلك النجم لا لله (وحيف السلطان) أي جوره وظلمه (وتكذيب بالقدر) بالتحريك (حم طب) عن جابر بن سمرة بإسناد ضعيف (ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله تعالى من له سهم في الإسلام) من أسهمه الآتية (كمن لا سهم له) منها أي لا يساويه به في الآخرة (وأسهم الإسلام ثلاثة الصلاة) أي المكتوبات الخمس (والصوم) أي صوم رمضان (والزكاة) فهذه واحدة من الثلاثة (و) الثانية (لا يتولى الله) تعالى (عبداً من عباده في الدنيا) بالحفظ والرعاية والتوفيق (فيوليه غيره) أي يكل أمره إلى غيره (يوم القيامة) بل كما يتولاه في الدنيا يتولاه في الآخرة (و) الثالثة (لا يحب رجل قوماً) في الدنيا (ألا جعله الله) أي حشره (معهم) في الآخرة فمن أحب أهل الشر حشر معهم ومن أحب أهل الشر حشر معهم (والرابعة لو حلفت عليها كما حلفت على تلك

الثلاث رجوت أن لا إثم أي لا يلحقني بسبب حلفي عليها إثم وهي لا يستر الله عبداً في الدنيا إلا ستره يوم القيامة) لفظ رواية الحاكم في الآخرة (حم ن ك هب) عن عائشة (ع) عن ابن مسعود (طب) عن أبي أمامة ورواته ثقات • (ثلاث إذا خرجن) أي ظهرن (لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل) الجملة صفة نفس (أو) نفساً لم تكن (كسبت في إيمانها خيراً) طاعة أي لا ينفعها توبتها فحكمها حكم سائر العصاة الذين ماتوا قبل أن يتوبوا طلوع الشمس من مغربها) فلا ينفع كافراً قبل طلوعها إيمانه بعده ولا مؤمناً لم يعمل صالحاً قبله عمله بعده لأن حكم الإيمان والعمل حينئذ كهو عند الغرغرة قال البيضاوي وهو دليل لمن لا يعتبر الإيمان المجرد عن العمل وللمعتبر تخصيص هذا الحكم بذلك اليوم (والدجال) أي ظهوره (ودابة الأرض) والمراد أن كلا من الثلاث مستند في أن الإيمان لا ينفع بعد مشاهدتها فإنها تقدم ترتب عليه عدم النفس (م ت) عن أبي هريرة • (ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم أو شربة عسل أو كية تصيب ألماً) أي تصادفه فتذهبه وأنا أكره الكي ولا أحبه) فلا ينبغي فعله إلا لضرورة وقوله ولا أحبه تأكيد لما قبله (حم) عن عقبة بن عامر الجهني بإسناد حسن (ثلاث أقسم عليهن ما نقص مال قط من صدقة) قال العلقمي قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في أماليه معناه أن ابن آدم لا يضيع له شيء وما لم ينتفع به في دنياه انتفع به في الآخرة فالإنسان إذا كان له داران فحوّل بعض ماله من إحدى داريه إلى الأخرى لا يقال ذلك البعض المحوّل نقص من ماله وقد كان بعض السلف يقول إذا رأى السائل مرحباً بمن جاء يحوّل ما لنا من دنيانا لأخرانا فهذا معنى الحديث وليس معناه أن المال لا ينقص في الحس ولا أن الله تعالى يخلف عليه لأن ذلك معنى مستأنف (فتصدقوا) ولا تبالوا بالنقص الحسي (ولا عفا رجل) أي إنسان (عن مظلمة) بكسر اللام (ظلمها) بالبناء للمفعول (إلا زاده الله تعلى بها عزافاً عفواً يزدكم الله عزا) في الدنيا والآخرة (ولا فتح رجل) أي إنسان (على نفسه باب مسئلة يسأل الناس) أي يطلب منهم أن يعطوه من مالهم مظهراً للحاجة وهو بخلافه (إلا فتح الله عليه باب فقر) لم يكن له في حساب بأن يتلف ما بيده بسبب من الأسباب (ابن أبي الدنيا في) كتاب (ذم الغضب عن عبد الرحمن ابن عوف) بإسناد فيه غرابة وضعف • (ثلاث أقسم عليهن ما نقص مال عبد من صدقة) تصدق منه بل يبارك له فيه بما يجبر نقصه الحسي (ولا ظلم عبد) بالبناء للمفعول (مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عز وجل غزا) في الدنيا والآخرة (ولا فتح عبد على نفسه باب مسئلة) أي سؤال للناس (إلا فتح الله عليه باب فقر) من حيث لا يحتسب (وأحدثكم حديثاً فأحفظوه) عني لعل الله ينفكم به (إنما الدنيا لأربعة نفر) أي إنما حال أهلها حال أربعة الأول (عبد رزقه الله مالاً) من جهة حل (وعلماً شرعياً) نافعاً (فهو يتقي فيه) أي في الإنفاق من المال والعلم (ربه ويصل فيه) أي في كل منهما (رحمه) بالصلة من المال وبالإسعاف بجاه العلم (ويعمل لله فيه حقاً) من وقف

وإقراء وإفتاء وتدريس (فهذا) الإنسان القائم بذلك (بأفضل المنازل) أي الدرجات عبد الله (و) الثاني (عبد رزقه الله علما) شرعياً نافعاً (ولم يرزقه مالاً) ينفق منه في وجوه القرب (فهو صادق النية يقول) فيما بينه وبني الله (لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان) أي الذي له مال ينفق منه في البر (فهو بنيته) أي يؤجر على حسبها فأجرهما سواء أي فأجر عقد عزمه على أنه لو كان له مال أنفق منه في الخير وأجر من له مال ينفق منه سواء (و) الثالث (عبد رزقه الله ما لا ولم يرزقه علماً) شرعياً نافعاً (يخبط من ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه) أي لا يخافه فيه بأن لم يخرج الزكاة ولا يصل فيه رحمه أي قرابته (ولا يعمل لله فيه حقاً) من إطعام جائع وكسوة عار وفك أسير ونحوها (فهذا بأخبث المنازل) عند الله أي أخسها وأحقرها (و) الرابع (عبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً) ينتفع به (فهو يقول) بنية صادقة (لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان) ممن أوتي مالاً فعمل فيه صالحاً (فهو بنيته) أي فيؤجر عليها (فوزنهما سواء) أي فهما بمنزلة واحدة في الآخرة لا يفضل أحدهما على الآخر من هذه الجهة هذا ما في شرح المناوي وفي نسخة ثوابهما سواء (حم ت) عن أبي كبشة) واسمه سعيد بن عمرو أو عمرو بن سعيد (الأنماري) بفتح الهمة وسكون النون آخره راء نسبة إلى أنماره (ثلاث جدهن جد) بكسر الجيم فيهما ضد الهزل (وهزلهن جد) فمن فعل شيئاً منها هازلاً أي لاعباً لزمه وترتب عليه أثره (النكاح) فمن زوج بنته هازلاً نفذ وإن لم يقصده عند الثلاثة دون مالك (والطلاق) فيقع طلاقه إجماعاً (والرجعة) وخص الثلاثة لتأكد أمر الفروج وإلا فكل تصرف ينعقد بالهزل على الأصح عند الشافعية وفي رواية العتق بدل الرجعة قال العلقمي قال ابن رسلان وهذا الحديث له سبب وهو ما رواه أبو الدرداء قال كان الرجل يطلق في الجاهلية وينكح ويعتق ويقول إنما طلقت وأنا لاعب فأنزل الله تعالى ولا تتخذوا آيات الله هزواً فقال عليه الصلاة والسلام ثلاث جدهن جد الحديث ومعنى لا تتخذوا آيات الله هزواً أي لا تتخذوا أحكام الله في طريق الهزل فإنها جد كلها فمن هزل فيها لزمته وفيه إبطال أمر الجاهلية وتقرير لأحكام الشريعة (ت هـ) عن أبي هريرة قال الترمذي حسن غريب • (ثلاث حق على الله تعالى أن لا يرد لهم) أي لكل واحد منهم (دعوة) أي طلب شيء مباح طلبه (الصائم) فرضاً أو نفلاً (حتى) قال المناوي قال في الأذكار هذه الرواية بمثناة فوقية أي فحين تصحيف (يفطر) بالفعل ويحتمل حتى يدخل أو أن فطره (والمظلوم حتى ينتصر) أي ينتقم من ظالمه لأنه مضطر ملهوف (والمسافر) أي سفراً في غير معصية (حتى يرجع) إلى وطنه لأنه مستوفز مضطرب فهو كثير الإنابة إلى الله فلا يرده (البزار عن أبي هريرة) وفي إسناده مجهول وبقيته ثقات • (ثلاث دعوات) بفتح العين (مستجابات) أي هي أسرع إجابة من غيرها عند الله (دعوة الصائم ودعوة المسافر) سفراً جائز (ودعوة المظلوم) على من ظلمه حتى ينتصر (عق هب) عن أبي

هريرة) بإسناد حسن • (ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن) أي في إجابتهن دعوة المظلوم وورد (دعوة المظلوم) مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه أخرجه الإمام أحمد بإسناد حسن (ودعوة المسافر) سفراً مباحاً (ودعوة الوالد لولده) قال العلقمي ومثله الجد والأم والجدة (هـ) عن أبي هريرة • (ثلاث دعوات) مبتدأ (مستجابات) خيره (لا شك فيهن) أي في استجابتهن (دعوة الوالد على ولده) ومثله جميع الأصول (ودعوة المسافر ودعوة المظلوم) وما ذكر في الوالد محله في والد ساخط على الولد لنحو عقوق بدليل خير الديلمي سألت الله أن لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه قال بعضهم والمعلم في معنى الوالد بل أعظم قال ابن رسلان حتى قال بعض أصحابنا عقوق الوالد يغفر بالتوبة منه بخلاف عقوق الشيخ المعلم (حم خددت) عن أبي هريرة قال الترمذي حسن غريب • (ثلاث دعوات لا تردد دعوة الوالد لولده) يعني الأصل لفرعه (ودعوة الصائم) وفي نسخة شرح عليها المناوي العالم بدل الصائم فإنه قال العامل بعلمه (ودعوة المسافر) قال هنا لا تردوا آنفاً مستجابات تفنناً لأن عدم الرد كناية عن الاستجابة والكناية أبلغ فلذلك لم يقيده بنفي الشك (أبو الحسن بن مهرويه في) الأحاديث (الثلاثيات والضياء) في المختارة (عن أنس) بإسناد ضعيف • (ثلاث أعلم أنهن حق) أي ثابتة واقعة بلا ريب (ما عفا امرء عن مظلمة) ظلمها (إلا زاده الله بها عزاً) في الدارين (وما فتح رجل على نفسه باب مسئلة) للناس ليعطوه من مالهم (يبتغي بها) أي بالمسئلة (كثرة) من حطام الدنيا (إلا زاده الله بها فقراً) من حيث لا يعلم (وما فتح رجل على نفسه باب صدقة) أي تصدق من ماله (يبتغي بها وجه الله تعالى) لا رياء ولا سمعة وفخراً (إلا زاده الله بها كثرة) في ماله وأجره (هب) عن أبي هريرة • (ثلاث حق على كل مسلم) أي فعلهن متأكد عليه كما تقرر (الغسل يوم الجمعة والسواك والطيب) أي يوم الجمعة وإن كان ذلك مطلوباً في غيره أيضاً (ش) عن رجل من الصحابة • (ثلاث كلهن حق على كل مسلم عيادة المريض) أي زيارته في مرضه (وشهود الجنازة) أي حضور جنازة المسلم والذهاب للصلاة عليه ودفنه (وتشميت العاطس إذا حمد الله) بأن يقول يرحمك الله فإن لم يحمد لم يشمته لكن لا بأس بتنبيهه على الحمد بأن يقول له قل الحمد لله فإذا حمد شمته (خد) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم) بزيادة المرء (في الدنيا الجار الصالح) أي المسلم الذي لا يؤذي جاره (والمسكن الواسع) بالنسبة لساكنه (والمركب الهنيء) أي الدابة السريعة اللينة التي ليست جموحاً ولا نفوراً (حم طب) عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي وهو حديث صحيح • (ثلاث خصال من لم يكن فيه واحدة منهن كان الكلب) الذي جوز قتله (خيراً منه) فضلاً عن كونه مثله (ورع يحجزه عن محارم الله عز وجل أو حلم يرد به جهل جاهل) عليه (أو حسن خلق) بضم الخاء واللام يعيش به في الناس فمن جمع الثلاثة ارتفع قدره عند الحق والخلق (هب) عن

الحسن مرسلاً وهو البصري ورواه الطبراني مسنداً عن أم سلمة رضي الله عنها • (ثلاث ساعات للمرء المسلم ما دعا فيهن إلا أستجيب له) والمراد أن دعاءه فيها أقرب إلى الإجابة من دعائه في غيرها (ما لم يسأل قطيعة رحم) أي ما فيه قطيعة قرابة (أو مأثماً) أي ما فيه حرام وهو عطف عام على خاص (حين يؤذن المؤذن بالصلاة حتى يسكت) أي يفرغ من أذانه (وحين يلتقي الصفان) في الجهاد لإعلاء كلمة الله (حتى يحكم الله بينهما) بنصر من شاء لا يسأل عما يفعل (وحين ينزل المطر حتى يسكن) أي إلى أن ينقطع (حل) عن عائشة بإسناد ضعيف • (ثلاث فيهن البركة) أي النمو وزيادة الخير (البيع) بثمن معلوم (إلى أجل) معلوم (والمعارضة) بالعين والراء المهملتين قال في النهاية أي بيع العرض بالعرض وهو بالسكون أي المتاع بالمتاع لا نقد فيه يقال أخذت هذه السلعة عرضاً إذا أعطيت في مقابلتها سلعة أخرى انتهى قال الدميري وبعضهم يعبر عن هذا البيع بالمقايضة (وأخلاط البر بالشعير للبيت) أي لأجل أكل أهل بيت مالكه (لا للبيع) أي لا أخلاطه لبيعه فإنه لا بركة فيه بل هو تدليس وغش (هـ) وابن عساكر عن صهيب وهو حديث ضعيف • (ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام) أي الموت فإنه لا دواء له (السنا) بالقصر وبعضهم يرويه بالمدّ نبات معروف من الأدوية قريب الاعتدال لأنه حار يابس في الدرجة الأولى يسهل الصفراء والسوداء ويقوّى جرم القلب وهذه فضيلة شريفة فيه وخاصيته النفع من الوسواس السوداوي ومن شقاق الأطراف وتشنج العضو وانتشار الشعر ومن القمل والصداع العتيق والجرب والحكة وإذا طبخ في زيت وشرب نفع من أوجاع الظهر والوركين وهو يكون بمكة كثيراً وأفضل ما يكون هناك ولذلك يختار السنا المكي وقال في الهدي شرب مائه مطبوخاً أصلح من شربه مدقوقاً ومقدار الشرب منه إلى ثلاثة دراهم ومن مائه إلى خمسة دراهم (والسنوت) بضم السين العسل أو الرب أو الكمون أو التمر أو الشمر أو الشبت أو الرازيانج أو العسل الذي يكون في رقاق السمن كذا ساق المؤلف هذا الحديث ذكر ثلاثاً أولاً ثم ذكر ثنتين قال العلقمي قال الراوي ونسيت الثالثة (ن) عن أنس • (ثلاث لازمات) أي ثابتات دائمات قال في المصباح لزم الشيء يلزم لزوماً ثبت ودام (لأمتي سوء الظن) بالناس بأن لا يظن فيهم الخير (والحسد والطيرة) بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن هي التشاؤم بالشر وهو مصدر تطير يقال تطير طيرة وتحير حيرة ولم يجيء من المصادر هكذا غيرهما (فإذا ظننت فلا تحقق الظن) وتعمل بمقتضاه بل توقف عن القطع والعمل به (وإذا حسدت فاستغفر الله تعالى) أي تب من الاعتراض عليه في تصرفه في خلقه فإنه حكيم (وإذا تطيرت) من شيء (فامض) لمقصدك ولا تعد كفعل الجاهلية فإن ذلك لا أثر له في جلب نفع ولا دفع ضر (أبو الشيخ في) كتاب التوبيخ (طب) عن حارثة بن النعمان بإسناد ضعيف • (ثلاث لن يزلن في أمتي التفاخر بالأحساب) وفي رواية بالأنساب مع أن العبرة إنما هي بالأعمال لا بالأحساب ولذلك

قيل لئن فخرت بآباء ذوي حسب • لقد صدقت ولكن بئسما ولدوا وكيف يتكبر بنسب ذوي الدنيا وهي عند الله لا تساوي جناح بعوضه وكيف يتكبر بنسب أهل الدين وهم لم يكونوا يتكبرون وكان شرفهم بالدين ومنه التواضع قد شغلهم خوف العاقبة عن التكبر مع عظيم عملهم وعلمهم وكيف يتكبر بنسبهم من هو عاطل عن خصالهم (والنياحة) على الميت كدأب أهل الجاهلية (والأنواء) أي الاستقاء بها (ع) عن أنس • (ثلاث لم تسلم منها هذه الأمة الحسد) للخلق (والظن) بالناس السوء (والطيرة) أي التطير (ألا أنبئكم بالمخرج منها) بفتح الميم والراء ويجوز ضم الميم وكسر الراء قالوا أنبئنا قال (إذا ظننت فلا تحقق) مقتضى ظنك (وإذا حسدت) أحداً (فلا تبغ) أي إن وجدت في قلبك شيئاً فلا تعمل به (وإذا تطيرت فامض) متوكلاً على الله تعالى (رسته) بضم الراء وسكون المهملة وفتح المثناة الفوقية عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني (في) كتاب (الإيمان) عن الحسن البصري مرسلاً • (ثلاث لو يعلم الناس ما فيهن من) الفضل ومزيد (الثواب ما أخذن) بالبنا للمجهول (إلا بسهمة) بضم السين المهملة وسكون الهاء وفتح الميم أي قرعة فلا يتقدم إليها إلا من خرجت قرعته (حرصاً على ما فيهن من الخير) الأخروي (والبركة) الدنيوية (التأذين بالصلوات) فإن المؤذن يغفر له صدا صوته (والتهجير) أي التبكير (بالجماعات) أي المحافظة عليا في أول الوقت (والصلاة في أول الصفوف) وهو الذي يلي الإمام (ابن النجار) في تاريخه (عن أبي هريرة) • (ثلاث ليس لأحد من الناس فيهن رخصة) في تركهن (بر الوالدين مسلماً كان) الوالد (أو كافراً) معصوماً (والوفاء بالعهد لمسلم كان أو كافر) معصوم (وأداء الأمانة إلى مسلم كان أو كافراً) كذلك (هب) عن علي وهو حديث ضعيف • (ثلاث معلقات بالعرش الرحم بقول اللهم أني بك فلا أقطع) بالبناء للمجهول أي أعوذ بك من أن يقطعني قاطع (والأمانة تقول اللهم أني بك فلا أكفر) بالبناء للمفعول أي أعوذ بك من أن يكفرني المنعم عليه (هب) عن ثوبان بضم المثلثة وهو حديث ضعيف • (ثلاث منجيات) في الدنيا والآخرة (خشية الله تعالى) أي خوفه (في السر والعلانية والعدل) قال في الدر والعادل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم (في) حال (الرضى والغضب والقصد في الفقر والغني) أي التوسط فيهما في الإنفاق وغيره (وثلاث مهلكات هوى) بالقصر (متبع) أي إتباع هوى النفس (وشح مطاع وإعجاب المرء بنفسه) أي تحسينه فعل نفسه على غيره وإن كان قبيحاً وهو فتنة العلماء فأعظم بها من فتنة ذكره الزمخشري (أبو الشيخ في التوبيخ (عن أنس) وإسناده ضعيف • (ثلاث مهلكات) أي موقعات لفاعلها في الهلاك (وثلاث منجيات) أي مخلصات لصاحبها من العذاب (وثلاث كفارات) لذنوب عاملها (وثلاث درجات) أي منازل في الآخرة

(فأما المهلكات فشح مطاع) أي بخل يطيعه الإنسان فلا يؤدي ما عليه من حق الحق وحق الخلق وقي الشح بالمطاع لأنه إنما يكون مهلكاً إذا كان مطاعاً أما لو كان موجوداً في النفس غير مطاع فلا يكون كذلك لأنه من لوازم النفس (وهوى متبع) أي بأن يتبع ما يأمره به هواه (وإعجاب المرء بنفسه) أي ملاحظته إياها بعين الكمال مع نسيان نعمة الله قال الغزالي حقيقة العجب استعظام النفس وخصالها التي هي من النعم والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم والأمن من زوالها (وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضى والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية) قدم السر لأن تقوى الله فيه أعلى درجة (وأما الكفران) جمع كفارة وهي الخصلة التي شأنها أن تكفر أي تستر الخطيئة وتمحوها (فانتظار الصلاة بعد الصلاة) ليصليها في المسجد (وإسباغ الوضوء في السبرات) جمع سبرة بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة وهي شدة البرد مثل سجدة وسجدات (ونقل الأقدام إلى الجماعات) أي إلى الصلاة مع الجماعة (وأما الدرجات فإطعام الطعام) للضيف وللجائع (وإفشاء السلام) بين الناس من عرفته ومن لم تعرفه (والصلاة بالليل والناس نيام) أي التهجد في جوف الليل حال غفلة الناس واستغراقهم في لذة النوم (طس) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف • (ثلاث من كن) أي اجتمعن فيه (فهو منافق) أي حاله يشبه حال المنافقين (وإن صام) رمضان (وصلى) الصلاة المفروضة (وحج) البيت (واعتمر) أي أتى بالعمرة يعني وإن أتى بأمهات العبادات وأعظمها (وقال أني مسلم من إذا حدث كذب) في حديثه (وإذا وعد أخلف) ما وعد به من غير عذر (وإذا ائتمن خان) فيما جعل أميناً عليه والكلام فيمن صارت هذه الصفات ديدنه وشعاره لا ينفك عنها (رسته) بضم فسكون في كتاب (الأيمان وأبو الشيخ في التوبيخ عن أنس) بإسناد ضعيف • (ثلاث من الإيمان) أي من قواعد الإيمان وشأن أهله (الحياء) بحاء مهملة ومثناة تحتية (والعفاف) أي كف النفس عن المحارم والشبهات (والعي) والمراد به (عي اللسان) عن الكلام عند الخصام (غير عي الفقه) أي الفهم في الدين (والعلم) أي وغير العي في العلم الشرعي فإن العي عنهما ليس من أصل الإيمان بل محض نقص وخسران (وهن مما ينقصن من الدنيا) لأن أكثر الناس لإحياء عندهم ومن استعمل معهم الحياء أضاعوه وأذوه (و) هن (يزدن في الآخرة) أي في عمل الآخرة أو في رفع الدرجات في الآخرة (وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا وثلاث من النفاق) أي من شأن أهله (البذاء) بفتح الباء الموحدة والذال المعجمة والمدّ هو الفحش في اللسان (والفحش) أي في القول والفعل (والشح) الذي هو أشد البخل وهن (مما يزدن في الدنيا) في ظن أهلها (وينقصن من الآخرة) أي من ثوابها لما يفهن من الوزر (وما ينقص من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا) لأن متاع الدنيا وإن كثر ظل زائل وحال حائل ونعيم الآخرة لا يتناهى (رستة في) كتاب الإيمان (عن عون

ابن عبد الله بن عتبة) بعين مهملة مضمومة ومثناة فوقية ساكنة الهذلي الكوفي التابعي الزاهدي (بلاغاً) أي قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك • (ثلاث أي صوم ثلاثة أيام (من كل شهر) زاد النسائي من حديث جابر أيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة (ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله) أي كصيامه في حصول الثواب وصح خبر صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر فلا فائدة لذكر رمضان (م د) عن أبي قتادة • (ثلاث هن على فريضة) لفظ رواية الحاكم فرائض (وهن) لكم تطوّع الوتر (وركعتا الضحي وركعت الفجر) قال المناوي قال ابن حجر يلزم من قال به وجوب ركعتي الفجر عليه ولم يقولوا به وقد ورد ما يعارضه اهـ وأقول أخشى أن يكون ذا تحريفاً فإن الذي في المستدرك وتلخيصه النحر بنون وحاء أخشى أن يكون ذا تحريفاً فإن الذي في المستدرك وتلخيصه النحر بنون وحاء مهملة وعليه فلا إشكال (حم ك) عن ابن عباس • (ثلاث وثلاث وثلاث أي أعدهن وأبين حكمهن (فثلاث لا يمين فيهن) يعمل بمقتضاها بل إذا وقع الحلف ينبغي الحنث والتكفير (وثلاث الملعون فيهن وثلاث أشك فيهن) فلا أجزم فيهن بشيء (فأما الثلاث التي لا يمين فيهن فلا يمين للولد مع والده) أي للفرع مع أصله فلو كانت يمين الفرع يتأذى بها أصله ينبغي للولد أن يكفر عنها ولا يستمر (ولا للمرأة مع زوجها) فإذا حلفت على شيء لا يرضاه تحنث وتكفر (ولا للمملوك مع سيده) كذلك فيحنث ويكفر بالصوم لكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (وأما الملعون فيهن فملعون من لعن والديه) أي من لعن أصليه أو أحدهما أي مطرود عن رحمة الله (وملعون ذبح لغير الله تعالى) كالأوثان (وملعون من غير تخوم الأرض) بضم المثناة الفوقية وخاء معجمة أي حدودها جمع تخمة بفتح فسكون كفلس وفلوس (وأما التي أشك فيهن فعزير لا أدري أكان نبياً أم لا) وهذا قبل أن يعلم أنه نبي (ولا أدري ألعن) بالبناء للمفعول (تبع أم لا) وهذا قبل علمه بأنه كان قد أسلم فإنه سيجيء في خبر لا تسبوا وفي آخر لا تلعنوا تبعاً فإنه كان قد أسلم (ولا أدري الحدود) التي تقام على أهلها في الدنيا (كفارة لأهلها) في الآخرة (أم لا) وذا قاله قبل علمه بأنها كفارة لهم فقد صح خبر من أصاب ذنفاً فأقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته وفي البخاري ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب فهو كفارة له وطهور وقال المؤلف ظاهره التكفير وإن لم يتب وعليه الجمهور واستشكل بأن قتل المرتد على ارتداده لا يكون كفارة وأجيب بأن الحديث مخصوص بقوله تعالى أن الله لا يغفر أن يشرك به وأن القتل على الشرك لا يسمى حداً (الإسماعيلي) بكسر الهمزة وسكون المهملة وكسر العين المهملة نسبة إلى جدّه إسماعيل (في معجمه وابن عساكر) في تاريخه (عن ابن عباس) • (ثلاث لا تؤخرن) قال المناوي بمثناة فوقية اهـ وفي نسخة لا تؤخروهن وفي أخرى لا يؤخروهن (الصلاة إذا أتت) بمثناتين فوقيتين وروى بنون ومد بمعنى حانت وحضرت أي دخل وقتها (والجنازة إذا حضرت) قال المناوي المراد إذا تيقن

موت الإنسان لا تؤخر جنازته لحديث لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس كما في أبي داود ولا تؤخر لزيادة مصلين للأمر بالإسراع بها لكن لا بأس بانتظار الولي إذا لم يخف تغيرها (والأيم إذا وجدت كفؤاً) فلا يؤخر تزويجها به ندباً (ت ك) عن عليّ قال الترمذي غريب ليس بمتصل وجزم غيره بضعفه (ثلاث لا ترد) أي لا ينبغي ردها (الوسائد) جمع وسادة بالكسر المخدة (والدهن) قال الترمذي يعني بالدهن الطيب اهـ ويدخل في الطيب أنواع الرياحين المشمومة وأنواع الطيب العطر (واللبن) فينبغي لمن أهديت إليه أن لا يردها فإنها قليلة المنة خفيفة المؤنة (ت) عن عمر بن الخطاب وإسناده حسن • (ثلاث لا يجوز اللعب فيهن) لأن هزلهن جد (الطلاق والنكاح والعتق) فمن طلق أو زوج أو تزوج أو أعتق هازلاً تعدله وعليه (طب) عن فضالة بن عبيد الأنصاري وفي مسنده ابن لهيعة وبقيته ثقات • (ثلاث أصله ثلاث خصال بالإضافة ثم حذف المضاف إليه ولهذا جاز الابتداء بالنكرة (لا يحل لأحد) من الناس (أن يفعلهن) المصدر المنسبك من أن والفعل الابتداء بالنكرة (لا يحل لأحد) من الناس (أن يفعلهن) المصدر المنسبك من أن والفعل فاعل يحل أي لا يحل لأحد فعلهن بل يحرم أو يكره (لا يؤم رجل) أي ولا امرأة للنساء (قوماً فيخص) منصوب بأن المقدرة لوروده بعد النفي على حد لا يقضي عليهم فيموتوا نفسه بالدعاء) في رواية بدعوة (دونهم) أي في القنوت خاصة بخلاف دعاء الافتتاح والركوع والسجود والجلوس بين السجدتين والتشهد (فإن فعل) أي خص نفسه به (فقد أي حقيق (خانهم) لأن كل ما أمر به الشارع أمانة وتركه خيانة ولا ينظر بالرفع عطف على يؤم (في قعر) بفتح فسكون (بيت) أي صدره (قبل أن يستأذن) أهله فيه تحريم الإطلاع في بيت الغير بغير إذنه (فإن فعل) أي اطلع فيه بغير إذن (فقد دخل) أي ارتكب ثم من دخل البيت والظاهر أن محل هذا إذا كان فيه من يحرم النظر إليه أو ما يكره المالك اطلاع الناس عليه (ولا يصلي أحد) بكسر اللام المشددة وهو فعل مضارع والفعل في معنى النكرة والنكرة إذا جاءت في معرض النفي تعم فيدخل في نفي الجواز صلاة فرض العين والكفاية كالجنازة والسنة فلا يحل شيء منها (وهو حقن) بفتح فكسر قال في النهاية الحاقن والحقن بحذف الألف بمعنى قال والحاقن هو الذي حبس بوله كالحاقب للغائط والحازق بالزاي لصاحب الخف الضيق (حتى يتخفف) بمثناة تحتية مفتوحة ففوقية أي يخفف نفسه بخروج الفضلة والريح حيث أمن خروج الوقت (دت) عن ثوبان بالمثلثة • (ثلاث لا يحاسب بهن العبد) أي الإنسان الفاعل لهن (ظل خص) بالضم بيت من قصب (يستظل به وكسرة يشد بها صلبه وثوب يواري به عورته) إذ لا بدّ له من ذلك (حم) في الزهد (هب) عن الحسن البصري (مرسلاً) جيد الإسناد (ثلاث لا يفطرن الصائم الحجامة) فلو حجم نفسه أو حجمه غيره بإذنه لا يفطروا الأولى ترك ذلك لئلا يضعفه عن الصوم وخبر أفطر الحاجم والمحتجم منسوخ (والقيء) أي من ذرعه القيء بالذال المعجمة والراء والعين المهملة وغلبه بغير اختياره فإن تعمده أفطر

والاحتلام أي من احتلم في منامه نهاراً في رمضان فأنزل فلا فطر ولا قضاء ومثل الاحتلام خروج المنى بلا مباشرة (ت) عن أبي سعيد • (ثلاث لا يعاد صاحبهن) قال المناوي أي لا تندب عبادته لأن هذه أوجاع لا ينقطع صاحبها غالباً (الرمد) أي وجع العين (وصاحب الضرس) أي الذي به وجع الضرس (وصاحب الدّمل) بضم الدال المهملة وشدة الميم المفتوحة وقال العلقمي أخرج أبو داود عن زيد بن أرقم قال عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني قال ابن رسلان قوله بعيني بتشديد الياء على التثنية فيه دليل على استحباب العيادة من الرمد كما نص عليه القاضي أبو الطيب للحديث وصححه الحاكم وأما ما رواه أبو أحمد والقضاعي في كتابه دقائق الأخبار وأشار إلى أنه رواه الدارقطني في كتاب العلل ثلاث لا يعودون صاحب الرّمد وصاحب الضرس وصاحب الدمل فلم يثبت قال الحافظ عبد الحق هذا يرويه سلمة بن عليّ الحسيني وهو ضعيف (طس عد) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف والأصح وقفه • (ثلاث لا يمنعن) بالبناء للمفعول أي لا يحل لأحد منعهن (الماء) المباح والكلأ بالهمز المباح وهو النابت في موات (والنار) أي الأحجار التي توري النار لأن المسلمين شركاء في ذلك قال المناوي أما النار التي يوقدها إنسان فله منعها (هـ) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (ثلاث يجلين البصر) قال المناوي بضم أوله وشدة اللام (النظر إلى الخضرة) أي الشيء إلا خضر من نبات وغيره (وإلى الماء الجاري) في نحو نهر وإلى الوجه الحسن الذي يحل النظر إليه (ك) في تاريخه عن علي أمير المؤمنين (وعن ابن عمر) بن الخطاب (أبو نعيم في الطب عن عائشة الخرائطي) في كتاب (اعتلال القلوب عن أبي سعيد) الخدري قال المؤلف وبمجموع هذه الطرق يرتقي الحديث عن درجة الوضع • (ثلاث يزدن في قوة البصر الكحل بفتح فسكون أي التكحل (بالإثمد) بكسر الهمزة والميم بينهما مثلثة ساكنة كحل معروف (والنظر إلى الخضرة والنظر إلى الوجه الحسن) من زوجة أو أمة قال المناوي أي عند ذوي الطباع السليمة ويحتمل عند الناظر وقال أيضاً أي وجه الآدمي ويحتمل إجراؤه في غيره أيضاً كالغزال (أبو الحسن الفراء) بالفاء في فوائده عن بريدة بالتصغير بإسناد ضعيف • (ثلاث يدخلون الجنة بغير حساب) أي مع السابقين (رجل غسل ثيابه فلم يجد له خلقاً) يلبسه حتى تجف ثيابه (ورجل لم ينصب) بالبناء للمفعول (على مستوقده قدران) لعدم قدرته على تنويع الأطعمة وتكثيرها (ورجل دعا بشراب فلم يقل) بالبناء للمفعول أي لم يقل له نحو خادمه المستدعي منه (أيهما تريد) أي ليس عنده غير نوع من الأشربة لضيق حاله وقلة ماله (أبو الشيخ في) كتاب (الثواب عن أبي سعيد) الخدري بإسناد ضعيف • (ثلاث يدرك بهن العبد) أي الإنسان المسلم (رغائب) أي ما يرغب فيه في (الدنيا والآخرة) قال المناوي جمع رغيبة وهي العطاء الكثير الصبر على البلاء) أي الاختبار بنحو مرض أو فقد مال (والرضى بالقضا والدعاء في الرخاء) أي في حال الأمن وسعة الحال وفراغ البال فإن

من تعرّف إلى الله في الرخاء تعرف إليه في الشدة والرخا بالمد العيش الهنيء والخصب والسعة (أبو الشيخ عن عمران بن حصين) • ثلاث يصفين لك ود أخيك (في الدين) تسلم عليه إذا لقيته (في نحو طريق) وتوسع له في المجلس (إذا قدم عليك) وتدعوه بأحب أسمائه إليه) فيندب فعل هذه الخصال والملازمة عليها لتنشأ عنها المحبة وتدوم المودّة (طس ك هب) عن عثمان بن طلحة الحجبي بفتح الحاء املهملة وسكون الجيم وكسر الموحدة نسبة إلى حجاب الكعبة بإسناد فيه ضعف (هب) عن عمر بن الخطاب (موقوفاً) • (ثلاث إذا رأيتهن فعند ذلك) أي فعند رؤيتهن أي على القرب منها (تقوم الساعة) أي القيامة (أخراب العامر) بكسر الهمزة (وعمارة الخراب) قال المناوي أي أخراب بناء جيد محكم وبناء غيره في موات بغير علة إلا إعطاء النفس شهواتها أو محوا لآثار من قبله كما يفعله بعض الملوك (وأن يكون المعروف منكراً والمنكر معروفاً) أي يكون ذلك دأب الناس فمن أمرهم بمعروف عدوه منكراً ومقتوه وعكسه (وأن يتمرض الرجل) بمثناة تحتية فمثناة فوقية فميم مفتوحة فراء مشددة فسين مهملة (بالأمانة تمرس البعير بالشجرة) أي يعبث ويلعب بها كما يفعل البعير بالشجرة والتمرس شدة الالتواء هذا ما في النسخة التي شرح عليها المناوي وهي واضحة لكن في نسخ فعند ذلك إخراب العامر وعمارة الخراب أن يكون المعروف بإسقاط تقوم الساعة والواو قبل أن يكون (ابن عساكر عن محمد بن عطية) بن عروة (السعدي) قال المناوي صوابه أن يقول مرسلاً فقدوهم الحافظ ابن حجر من زعم أن له صحبة وإسناده ضعيف • (ثلاث أصوات يناهي الله بهن الملائكة) أي يظهر فضل أصحابها للملائكة (الأذان والتكبير في سبيل الله) حال قتال الكفار (ورفع الصوت بالتلبية) للذكر في النسك بحيث لا يجهد نفسه ابن النجار (فر) عن جابر وهو حديث ضعيف • (ثلاثة أعين لا تمسها النار) أي لا تمس صاحبها نار جهنم (عين فقئت) بالهمز والبناء للمفعول أي خسفت وبخست (في سبيل الله) يقال بخست العين بخساً فقأتها وبخصتها أدخلت الإصبع فيها وقال ابن الأعرابي بخستها وبخصتها خسفتها والصاد أجود (وعين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله) لما في ذلك من التذلل والخضوع والندم على ما وقع من الذنوب (ك) عن أبي هريرة قال الحاكم صحيح ورد بأن فيه عمر بن راشد ضعيف • (ثلاث أنا خصمهم يوم القيامة) ذكر الثلاث ليس للتقييد بل للتغليظ فإنه تعالى خصم كل ظالم (ومن كنت خصمه خصمته) لأنه تعالى لا يغلبه شيء قال المناوي وهذا من الأحاديث القدسية وأوله كما في رواية للبخاري قال الله تعالى فوقع في هذه الرواية اختصار (رجل أعطى بي) أي أعطي العهد والأمان باسمي أو بذكرى (ثم غدر) نقض العهد (ورجل باع حرا فأكل ثمنه) أي انتفع به (ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه) العمل (ولم يوفه) أجره قال العلقمي قال الدميري قال الشيخ تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى الحكمة في كون الله تعالى خصمهم أنهم جنوا

على حقه سبحانه وتعالى فإن الذي أعطى به ثم غدر جنى على عهد الله تعالى بالجناية والنقض وعدم الوفاء ومن حق الله تعالى أن يوفي بعهده والذي باع حراً وأكل ثمنه جني على حق الله تعالى فإن حقه في الحر إقامته بعبادته التي خلق الإنس والجن لها قال الله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فمن استرق حراً فقد عطل عليه العبادات المختصة بالأحرار كالجمعة والحجج والجهاد والصدقة وغيرها وكثير من النوافل المعارضة لخدمة السيد فقد ناقض حكم الله في الوجود ومقصوده من عباده فلذلك عظمت هذه الجريمة والرجل الذي استأجر أجيراً بمنزلة من استعبد الحر وعطله عن كثير من نوافل العبادات فشابه الذي باع حراً وأكل ثمنه فلذلك عظم ذنبه اهـ وقال المناوي لأن الأجير عبد الله وغلة العبد لمولاه فهو الخصم (هـ) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (ثلاثة) تكون (تحت العرش يوم القيامة قال المناوي عبارة عن اختصاص الثلاثة من الله بمكان بحيث لا ضعيف أجر من حافظ عليها ولا يهمل مجازاة من صنعها (القرآن له ظهر وبطن) فظهره لفظه وبطنه معناه أو ظهره ما ظهر تأويله وبطنه ما بطن تفسيره أو ظهره تلاوته وبطنه تفهمه (يحاج العبد) يحتمل أن يكون المراد يحاجج عن العباد العاملين دون غيرهم (والرحم تنادي صل من وصلني واقطع من قطعني والأمانة تدعو لمن قام بها وعلى من خان فيها الحكيم) الترمذي (ومحمد بن نصر) في فوائده (عن عبد الرحمن بن عوف) بإسناد ضعيف • (ثلاثة تستجاب دعوتهم للوالد) أي الأصل لفرعه (والمسافر) سفر مباحاً حتى يرجع (والمظلوم) حتى ينتصر (حم طب) عن عقبة بن عامر الجهني بإسناد حسن • (ثلاثة حق على الله) تعالى (عونهم المجاهد في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله (والمكاتب الذي يريد الأداء) أي أداء ما عليه من النجوم (والناكح) أي المتزوج الذي يريد العفاف) أي إعفاف نفسه عن الزنا واللواط (حم ت ن هـ ك) عن أبي هريرة بإسناد حسن صحيح • (ثلاثة على كثبان المسك) جمع كثيب بمثلثة رمل مستطيل محدودب (يوم القيامة يغبطهم الأولون والآخرون) أي يتمنون أن هلم مثل مالهم قال في النهاية الغبطة حسد خاص يقال غبطت الرجل أغبطه غبطاً إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ماله وأن يدوم عليه ما هو فيه (عبد) ومثله الأمة (أدى حق الله تعالى وحق مواليه) ولم يشغله أحدهما عن الآخر (ورجل يؤم قوماً وهم به راضون) أي ليس فيه ما يكره شرعاً (ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة) أي يؤذن لها محتسباً كما جاء في رواية كثبان المسك يوم القيامة لا يهولهم الفزع ولا يفزعون حين يفزع الناس رجل) يعني إنسان ولو أنني (تعلم القرآن فقام به) أي قرأه في تهجده أو قام بحقه من العمل به والحال أنه (يطلب) بذلك (وجه الله) لا للرياء والسمعة (وما عنده) من جزيل الأجر (ورجل نادى في كل يوم وليلة خمس صلوات) أي نادى بالأذان لها (يطلب وجه الله وما عنده ومملوك

(لم يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه) بل قام بحق الحق وحق سيده (طب) عن ابن عمر بن الخطاب • (ثلاثة في ظل الله عز وجل) أي في ظل عرشه كما في رواية (يوم لا ظل إلا ظله) أي يوم القيامة رجل يعني إنسان (حيث توجه علم أن الله معه ورجل دعته امرأة إلى نفسها) أي إلى الزنا بها (فتركها من خشية الله) لا لغرض آخر كخوف من عار أو حاكم (ورجل أحب رجلاً (لجلال الله) لا لإحسانه إليه بمال أو جاه (طب) عن أبي أمامة • (ثلاثة في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله واصل الرحم) أي القرابة بإحسان ونحوه فهذا (يزيد الله في رزقه) أي يبارك له فيه (ويمد في أجله) أي يبارك له فيه (وامرأة مات زوجها وترك عليها أيتاماً صغاراً) يعني أولادها منه ومن في معناهم كأولاد ولدها واليتيم صغير مات أبوه فقوله صغاراً تأكيد (فقالت لا أتزوج) بل (أقيم على أيتامي) أي على حضانتهم (حتى يموتوا أو يغنيهم الله تعالى) بنحو كسب (وعبد) أي إنسان (صنع طعاماً) أي طبخه وهيأه (فأضاف) منه (ضيفه وأحسن نفقته) أي وسع الصرف عليه (فدعا عليه) أي فطلب لطعامه ذلك (اليتيم والمسكين) أراد به هنا ما يشمل الفقير (فأطعمهم لوجه الله عز وجل) لا لغرض آخر كرياء وسمعة وتوصل إلى شيء من المقاصد الدنيوية (أبو الشيخ في الثواب والأصبهاني) في الترغيب (فر) عن أنس بإسناد فيه ضعف واضطراب (ثلاثة في ضمان الله عز وجل) أي في حفظه ورعايته (رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله) أي لصلاة أو اعتكاف (ورجل خرج غازياً في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله (ورجل خرج حاجاً) أو معتمراً بمال حلال والمرأة كذلك بشرط أن يخرج معها محرم أو نحوه (حل) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف (ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة) أي دخولها مطلقاً أن استحلوا وإلا فالمراد مع السابقين (مدمن الخمر) أي الملازم لشربها (والعاق لأصليه) أو أحدهما (والديوث) هو بالثاء المثلثة فسره في الحديث بأنه (الذي يقرّ في أهله الخبث) يعني الزنا وقال فقهاؤنا هو الذي لا يمنع الداخل على زوجته من الدخول وألحق بعضهم بالزوجة المحارم والإماء (حم) عن ابن عمر بن الخطاب وفيه مجهول وبقيته ثقات • (ثلاثة كلهم ضامن على الله) أي مضمون على حد عيشة راضية أي مرضية أي ذو ضمان (رجل خرج غازياً في سبيل الله فهو ضامن على الله) أي في رعايته وكفالته من مضار الدنيا والآخرة (حتى يتوفاه الموت فيدخله الجنة) برحمته (أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة) أي حصول شيء له من الدنيا كصدقة حصلت له في المسجد أو في طريقه (ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله) حتى يتوفاه الله فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر (ورجل دخل بيته بسلام) أي لازم بيته (طالباً لسلامة) من الفتنة أو إذا دخله سلم على أهله (فهو ضامن على الله) (د حب ك) عن أبي أمامة قال الحاكم صحيح وأقروه • (ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا) أي أكلوا وشربوا (إذا كان حلالاً الصائم) عند الفطر (والمتسحر) للصوم (والمرابط في سبيل الله عز وجل) يقصد الجهاد يحتمل أن المراد وأن تنعموا لأن النعيم قد

يسأل عنه إذا كان ممن يلهى عن الآخرة (طب) عن ابن عباس وفيه مجهولان • (ثلاثة من كن فيه يستكمل إيمانه) بالبناء للمفعول أي اجتماعهن في إنسان يدل على كمال إيمانه (رجل لا يخاف في الله) أي في قيامه بما أمر الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لومة لائم ولا يرائي بشيء من عمله) بل يعمل لوجه الله مخلصاً في جميع أعماله (وإذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة اختار أمر الآخرة لبقائها (على الدنيا) لفنائها وسرة زوالها (ابن عساكر عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (ثلاثة من قالهن دخل الجنة) قال المناوي أي من غير عذاب أو مع السابقين الأولين اهـ فإن قيل لا حاجة إلى هذا التقدير لأن من انتفى عنه خصلة من الخصال الثلاث لا يدخل الجنة أصلاً فالجواب أن هذا فيمن قالهن من المسلمين وهل المراد قالهن في كل يوم أو مرة في عمره الظاهر الثاني (من رضي بالله رباً) أي من قال رضيت بالله رباً (وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً والرابعة) أي الخصلة الرابعة لهن (لها من الفضل كما بين السماء والأرض) أي لها من الفضل ليهن مثل ذلك في البعد (وهي الجهاد في سبيل الله عز وجل) لإعلاء كلمة الله (حم) عن أبي سعيد الخدري بإسناد حسن • (ثلاثة من السعادة وثلاثة من الشقاوة فمن السعادة المرأة الصالحة) أي الدينة العفيفة الجميلة (التي تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها) لكونها من الحافظات فروجهن إلا على أزواجهن (ومالك) فلا تخون فيه بسرقة ولا تبزير (والدابة التي تكون وطيئة) بفتح الواو وكسر الطاء المهملة وسكون المثناة التحتية بعدها همزة أي سرية المشي سهلة الانقياد (فتلحقك بأصحابك) بلا تعب في الإحساس (والدار تكون وسيعة كثيرة المرافق) بالنسبة لحال ساكنها (ومن الشقاوة والمرأة) السوء وهي التي (تراها فتسيئك) بقبح أفعالها أو ذاتها (وتحمل لسانها عليك) بالبذاءة (وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون قطوفاً) بفتح القاف أي بطيئة السير (فإن ضربتها) لتسرع بك (أتعبتك وإن تركتها) أي تركت ضربها (لم تلحقك بأصحابك) أي رفقتك بل تخلفك عنهم (والدار تكون ضيقة) قليلة (المرافق) بالنسبة لحال ساكنها وعياله (ك) عن سعد بن أبي وقاص بإسناد حسن لكن فيه انقطاع • (ثلاثة من الجاهلية) أي من أفعال أهلها (الفخر بالأحساب) أي التعاظم بالآباء (والطعن في الأنساب) أي أنساب الناس كان يقال هذا ليس بابن فلان (والنياحة) على الميت (طب) عن سلمان الفارسي بإسناد ضعيف • (ثلاثة من مكارم الأخلاق عند الله) أضافها إليه للتشريف (أن تعفو عمن ظلمك) فلا تنتقم منه عند القدرة (وتعطى من حرمك) عطاءه أو تسبب في حرمانك عطاء غيره (وتصل من قطعك) ولا تعامله بمثل فعله (خط) عن أنس بن مالك • (ثلاثة من السحر الرقى) بغير أسماء الله ممالا يعقل معناه (والتول) جمع تولة بكسر المثناة الفوقية وفتح الواو كعنبة قال المناوي وهي ما يحبب المرأة إلى زوجها أو ما تجعله في عنقها لتحسن عنده (والتمائم) جمع تميمه خرزات تعلقها العرب على أولادها

لدفع العين (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (ثلاثة من أعمال الجاهلية لا يتركهن الناس) أي أهل الإسلام (الطعن في الأنساب والنياحة) على الأموات (وقولهم مطرنا بنوء) بفتح النون وسكون الواو وهمزة (كذا وكذا) أي بالنجم الفلاني من الثمانية وعشرين (طب) عن عمرو بن عوف بن مالك المزني وهو حديث ضعيف • (ثلاث مواطن لا ترد فيها دعوة عبد) أي إنسان (رجل) خبر مبتدأ محذوف بعد حذف المضاف أي أحدها موطن رجل (يكون في برية حيث لا يراه أحد إلا الله) والحفظة (فيقوم فيصلي) قال المناوي فرضاً أو نفلاً (ورجل يكون معه فئة) في الجهاد (فيفرّ عنه أصحابه فيثبت) هو للعدو حتى يقتل أو ينتصر (ورجل يقوم من آخر الليل) يتهجد فيه عند فتح أبواب السماء وتنزلات الرحمة (ابن منده وأبو نعيم في الصحابة عن ربيعة بن أبي وقاص) قال الذهبي حديث مضطرب • (ثلاثة نفر بفتحتين أي ثلاثة رجال (كان لأحدهم عشرة دنانير فتصدق منها بدينار وكان لآخر عشرة أواق فتصدق منها بأوقية وأخر كان له مائة أوقية فتصدق) منها (بعشرة أواق هم في الأجر سواء كال قد تصدق بعشر ماله) فلا فضل لأحدهما على الآخر (طب) عن أبي مالك) الأشعري كعب بن عاصم أو عبيد أو عمرو • (ثلاثة هم حداث الله يوم القيامة أي يكلمهم ويكلمونه في الموقف والناس مشغولون بأنفسهم (رجل لم يمش بين اثنين بمراء) بالمد أي بجدال (قط) بضم الطاء مشددة أي في الزمن الماضي (ورجل لم يحدث نفسه بزنا قط) ولا بلواط (ورجل لم يخلط كسبه بربا قط) والمرأة في ذلك مثل الرجل (حل) عن أنس • (ثلاثة لا يحرم عليك أعراضهم) بفتح الهمزة جمع عرض بالكسر وهو موضع المدح والذم من الإنسان (المجاهر بالفسق) فيجوز ذكره بما يجاهر به فقط (والإمام الجائر) أي السلطان الجائر (والمبتدع) قال المناوي أي المعتقد لما لا يشهد له شيء من الكتاب والسنة (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن الحسن مرسلاً) • (ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم) قال العلقمي قال شيخنا أي لا ترتفع إلى السماء كما في حديث ابن عباس عند ابن ماجه لا ترتفع صلاتهم فوق رؤسهم شبراً وهو كناية عن عدم القبول كما في حديث ابن عباس عند الطبراني لا يقبل الله لهم صلاة (العبد) ومثله الأمة (الآبق) أي الهارب من سيده وبدأ به تغليظاً لشأن الإباق (حتى يرجع) من إباقه إلا أن يكون إباقه لإضرار السيد به (وامرأة باتت وزوجها عليها) ساخط لنحو نشوز بخلاف ما لو سخط عليها لنحو عدم تمكينها له من الوطئ في دبرها (وإمام قوم وهم له كارهون) لمعنى مذموم فيه شرعاً لأن الإمامة شفاعة ولا يستشفع العبد إلا بمن يحبه (ت) عن أبي أمامة وقال حسن غريب • (ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة) إشارة إلى شدة إبعادهم عنها ومن بعد عنها قرب من الجنة (عين بكت من خشية الله وعين حرست في سبيل الله وعين غضت) بالتشديد أي خفضت وأطرقت (عن محارم الله) أي عن النظر إلى ما حرمه الله امتثالاً لأمر الله (طب) عن معاوية ابن حيده وفي مسنده

مجهول وبقيته ثقات • (ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤسهم شبراً) كناية عن عدم القبول (رجل أم قوماً وهم له كارهون) أي أكثرهم لما يذم شرعاً كوال ظالم وكمتغلب على الإمامة للصلاة ولا يستحقها أولا يتحرز من النجاسات أولا يأتي بهيآت الصلاة أو يتعاطى معيشة مذمومة أو يعاشر أهل الفسوق ونحوهم فيكره له أن يؤمهم ولا يكره إذا كرهه الأقل وكذا إذا كرهه نصفهم وأما اقتداؤهم به فلا يكره وصورة المسألة أن يختلفوا هل هو بهذه الصفة أم لا فيعتبر قول الأكثر (وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط) لنحو نشوز أو سوء خلق فلا يجب عليها أن تطيعه في معصية ولا في مباح (وإخوان) من نسب أو دين (متصارمان) أي متهاجران متقاطعان في غير ذات الله تعالى (هـ) عن ابن عباس وإسناده حسن (ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل) بين رعيته (والصائم حتى) وفي رواية حين (يفطر) بالفعل أو يدخل أوان فطره قال العلقمي قال الدميري يستحب للصائم أن يدعو في حال صومه بمهمات الآخرة والدنيا له ولمن يحب وللمسلمين لهذا الحديث والرواية فيه حتى بالمثناة من فوق هو كذلك في بعض الأصول وفي بعضها بالمثناة التحتية والنون وفي خط شيخنا كذلك ويؤده أن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد كما تقدم وقول سائر أصحابنا يستحب للصائم أن يدعو عند إفطاره (ودعوة المظلوم) وقوله يرفعها الله في موضع حال (فوق الغمام) أي السحاب (وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب تبارك وتعالى وعزتي) وجلالي (لأنصرنك ولو بعد حين) فيه أنه يمهل للظالم ولا يهمله (حم ت هـ) عن أبي هريرة وقال الترمذي حسن • (ثلاثة لا تسأل عنهم) أي فإنهم من الهالكين (رجل فارق) بقلبه ولسانه واعتقاده أو بنيته (الجماعة) المعهودين وهم جماعة المسلمين (وعصى إمامه) كالخوارج (ومات عاصياً) إن لم يرجع إلى الطاعة قبل موته (وأمة أو عبد أبق) بفتحات (من سيده فمات) فإنه يموت عاصياً (وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا) من النفقة ونحوها (فتبرجت بعده) قال في النهاية التبرج إظهار الزينة للناس الأجانب وهو المذموم وقال الجلال المحلي في قوله تعالى ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى أي ما قبل الآن من إظهار النساء محاسنهن للرجال (فلا تسأل عنهم) كرره لمزيد التأكيد (خدع طب ك هب) عن فضالة بن عبيد ورجاله ثقات • (ثلاث ألا تسأل عنهم رجل ينازع الله إزاره ورجل ينازع الله رداءه فإن رداءه) أكدبان والجملة الاسمية لمزيد الرد على المنكر (الكبرياء وإزاره العز) فكل مخلوق تكبر أو تعزز فقد نازع لخالق رداءه وإزاره الخاصين به (ورجل في شك من أمر الله) أي في انفراده بالألوهية (و) في (القنوط) بالضم مصدر الإياس (من رحمة الله) تعالى وقنط يقنط من باب ضرب وتعب وحكى الجوهري لغة ثالثة من باب فقد ويتعدى بالهمزة والتضعيف (خدع طب) عن فضالة بن عبيد ورجاله ثقات • (ثلاثة لا تقربهم الملائكة) أي النازلون بالرحمة والبركة على بني آدم لا الكتبة فإنهم لا يفارقون المكلفين (جيفة الكافر والمتضمخ) أي

المتلطخ (بالخلوق) بالفتح والقاف طيب يتخذ من زعفران وغيره لما فيه من التشبيه بالنساء (والجنب) أي من أجنب وترك الغسل مع وجود الماء (إلا أن يتوضأ) فإن الوضوء يخفف الحدث (د) عن عمار بن ياسر • (ثلاثة لا تقربهم الملائكة بخير جيفة الكافر) أي جسد من مات كافراً (و) الرجل (المتضمخ بالخلوق والجنب إلا أن يبدو له أن يأكل) أي أو يشرب (أو ينام) قبل الاغتسال (فيتوضأ) فإنه إذا فعل ذلك لم تنفر الملائكة عنه وبين بقوله (وضوءه للصلاة) أن المراد الوضوء الشرعي لا اللغوي (طب) عن عمار بن ياسر بإسناد حسن • (ثلاثة لا تقربهم الملائكة) بخير (السكران) أي المتعدي بسكره (و) الرجل (المتضمخ بالزعفران) بخلاف المرأة (والحائض والجنب) ومثلهما النفساء والمراد بالحائض والنفساء من انقطع دمه عنهما وأمكنهما الغسل فلم يغتسلا (البزار عن بريدة) بن الحصيب وفي إسناده مجهول وبقيته ثقات • (ثلاثة لا يجيبهم ربك عز وجل) أي لا يجيب دعاءهم (رجل نزل بيتاً خرباً) لأنه عرض نفسه للهلاك وخالف قوله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وقال العلقمي لا يجيب الله دعاءه لأنه عرض نفسه للسارق لكونه لم ينزل البيت العامر المحفوف بالعمارة (ورجل نزل على طريق السبيل) أي بالنهار تتخاطاه المارة وكذا بالليل فإن لله دواب يبثها فيه (ورجل أرسل دابته) أي أطلقها عبثاً (ثم جعل يدعو الله أن يحبسها) عليه فلا يجيب الله دعاءهم لكونهم خالفوا ما أمروا به من التحفظ (طب) عن عبد الرحمن بن عائذ) بذال معجمة (الثمالى) بمثلثة مضمومة مخففاً نسبة إلى ثمالة بطن من الأزد بإسناد حسن • (ثلاثة لا يحجبون عن النار المنان) بما أعطاه (وعاق والده) فعاق أمّه أولى (ومدمن الخمر) أي المداوم على شربها (رسته في كتاب الإيمان عن أبي هريرة • (ثلاثة لا يدخلون الجنة) حتى يطهروا بالنار أو يعفو الله عنهم (مدمن الخمر أو قاطع الرحم) أي القرابة (ومصدق بالسحر) يحتمل أن المراد به فاعله لأن الفقهاء قالوا في الجنايات لو قال الساحر قتلت فلاناً بسحري أخذ بإقراره قال الذهبي ويدخل فيه عقد المرء عن زوجته ومحبة الزوج لامرأته (ومن مات وهو مدمن الخمر) جملة حالية (سقاه الله من نهر الغوطة نهر) بدل مما قبله أو خبر مبتدأ محذوف أي وهو نهر في جهنم (يجري) فيه القبح والصديد السائل (من فروج) النساء (المومسات) أي الزانيات (يؤذي أهل النار ريح فروجهن) أي ريح نتنها وفيه أن الثلاثة كبائر (حم طب ك) عن أبي موسى الأشعري قال الحاكم صحيح وأقروه • (ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه) أي لأصليه وأن عليا (والديوث) بمثلثه تقدم تفسيره (ورجلة النساء) بفتح الراء وضم الجيم وفتح اللام أي المتشبهة بالرجال في الزي والهيئة لا في العلم والرأي (ك هب) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً) تقييده بأبدا التي لا يجامعها التخصيص يؤذن بأن الكلام هنا في المستحل (الديوث والرجلة من النساء) بمعنى المترجلة (ومدمن الخمر) وتمامه قالوا أما مد من الخمر فقد عرفناه فما الديوث قال الذي لا يبالي بمن دخل على أهله قالوا فما الرجلة

قال التي تتشبه بالرجال (طب) عن عمار بن ياسر بإسناد حسن • (ثلاثة لا يرد الله دعاءهم) إذا توفرت شروطه (الذاكر الله كثيراً) يحتمل على الدوام ويحتمل الذاكر لله كثيراً عند إرادة الدعاء (والمظلوم) وإن كان كافراً معصوماً (والإمام المقسط) أي العادل في حكمه (هب) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (ثلاثة لا يريحون رائحة الجنة) حين يجد المقربون ريحها (رجل ادعى إلى غير أبيه ورجل كذب عليّ) أي أخبر عني بما لم أقل أو أفعل (ورجل كذب على عينيه) كان يقول رأيت في منامي كذا وكذا وهو كاذب (خط) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق بين النفاق ذو الشيبة) يحتمل أن المراد من طعن في السن (في الإسلام) وإن لم يشب (وذ والعلم) العامل بعلمه (وإمام مقسط) أي عادل (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف لكن له شواهد • (ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق بين النفاق ذو الشيبة في الإسلام والإمام المقسط) أي العادل (ومعلم الخير) للناس وهو أعم من ذي العلم (أبو الشيخ في) كتاب (التوشيح عن جابر) بن عبد الله • (ثلاثة لا يقبل لله منهم يوم القيامة صرفاً) نافلة (ولا عدلاً) أي فريضة يعني لا يقبل منهم فريضة قبولاً يكفر به هذه الخطيئة وإن كان يكفر بها ما شاء من الخطايا (عاق) لأصليه (ومنان) بما يعطيه (ومكذب بالقدر) بالتحريك أي بأن جميع الأمور بتقدير الله تعالى وإرادته (طب) عن أبي أمامة بإسنادين في أحدهما متروك وفي الآخر ضعيف • (ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة) أي قبولاً كاملاً (الرجل) ومثله المرأة للنساء (يؤم قوماً وهم) أي أكثرهم (له كارهون) أي المذموم شرعي (والرجل) الذي (لا يأتي الصلاة إلا دباراً) بكسر الدال أي بعد فوات وقتها أي يصليها حين إدبار وقتها (ورجل اعتبد محرراً) أي اتخذه عبداً كان يعتقه ثم يكتمه ويستخدمه (ده) عن ابن عمرو) بن العاص بإسناد ضعيف كما في المجموع • (ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة) أي لا يثيبهم عليها (ولا ترفع لهم إلى السماء حسنة العبد) وكذا الأمة (الآبق) بلا عذر (حتى يرجع إلى مواليه والمرأة الساخط عليها زوجها) لنحو نشوز (حتى يرضى) عنها زوجها (والسكران) أي المتعدي بسكره (حتى يصحو) من سكره (ابن خزيمة (حب هب) عن جابر قال في المهذب هذا من مناكير زهير • (ثلاثة) من الناس (لا يكلمهم الله) غضباً عليهم (يوم القيامة ولا ينظر إليهم) نظر رحمة وعطف (ولا يزكيهم) يطهرهم من الذنوب أولا يثني عليهم (ولهم عذاب أليم) مؤلم (المسبل إزاره) إلى أسفل الكعبين بقصد الخيلا (والمنان الذي لا يعطي) غيره (شيئاً إلا منه) بفتح الميم وشدة النون أي إلا من به على من أعطاه (والمنفق سلعته) بشدة الفاء مكسورة أي الذي يروّج متاعه بالحلف الكاذب (حم 4) عن أبي ذر الغفاري • (ثلاثة لا يكلمهم الله) كلا ما يسرهم (يوم القيامة) استهانة بهم وغضباً عليهم (ولا ينظر إليهم) نظر رحمة (رجل) خبر مبتدأ محذوف (حلف على سلعته) بكسر أوله بضاعته والجمع سلع كسدرة وسدر (لقد أعطى بها أكثر مما أعطى)

بالبناء للمفعول (وهو كاذب) في إخباره (ورجل حلف على يمين) بزيادة على أي يميناً (كاذبة بعد العصر) وخص بعد العصر بالحلف لشرفه بسبب اجتماع ملائكة الليل والنهار ورفع الأعمال فيه فغلظت العقوبة فيه (ليقطع بها رجل مسلم) أي ليأخذ قطعة من ماله (ورجل منع فضل مائه) الزائد عن حاجته عن المحتاج (فيقول الله عز وجل اليوم) أي يوم القيامة (امنعك فضلي) الذي لا يرجى ذلك اليوم غيره (كما منعت فضل ما لم تعمل يداك) أي ما لا صنع لك في إجرائه والذين لا يكلمهم الله لا ينحصرون في الثلاثة والعدد لا ينفي الزائد (ق) عن أبي هريرة • (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) مؤلم وصف به للمبالغة (رجل على فضل ماء) أي له ماء فاضل عن كفايته (بالفلاة) أي بالمفازة (يمنعه) أي الفاضل من الماء (من ابن السبيل) أي المسافر المضطر للماء لنفسه أو لمحترم معه (ورجل بايع رجلاً بسلعة) أي ساومه فيها وروى سلعة بغير باء وعليه فبايع بمعنى باع (بعد العصر فحلف له) أي البائع للمشتري (بالله) تعالى (لأخذها) بصيغة الماضي (بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك) أي والحال أن البائع لم يشترها بذلك الثمن (ورجل بايع إماماً) أي عاقد الإمام الأعظم على أن يعمل بالحق والحال أنه (لا يبايعه) لا يعاقده (إلا لدنيا) بلا تنوين كحبلى أي لغرض دنيوي (فإن أعطاه منها وفي) له بيعته (وإن لم يعطه منها لم يف) له بها لأن الأصل أن المبايعة على أن يعمل بالحق فمن جعل مبايعته لما يعطاه دون ملاحظة المقصود استحق الوعيد (حم ق 4) عن أبي هريرة • (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة) أي يغضب عليهم (ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب اليم شيخ زان) لأنه التزم المعصية مع عدم ضرورته إليها وضعف داعيتها عنده فأشبه إقدامه عليها المعاندة والاستخفاف بحق الله تعالى وقصد معصيته لا لحاجة غيرها فإن الشيخ ضعفت شهوته عن الوطء الحلال فكيف بالحرام وكمل عقله ومعرفته لطول ما مر عليه من الزمان وإنما يدعو إلى الزنا غلبة الحرارة وقلة المعرفة وضعف العقل الحاصل كل ذلك في زمن الشباب (وملك كذاب) لأن الكذب إنما يحتاج إليه من يخاف الناس والملك لا يخشى من أحد (وعائل) أي فقير ذو عيال (مستكبر) لأن تكبره مع فقد سببه من مال وجاه علامة كونه مطبوعاً (م ن) عن أبي هريرة • (ثلاثة لا نظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه) أو لأحدهما (والمرأة المترجلة) أي (المتشبهة) بالرجال (والديوث) بالمثلثة (وثلاثة لا يدخلون الجنة) مع السابقين الأولين أو بغير عذاب (العاق لوالديه والمدمن الخمر والمنان بما أعطى (حم ن ك) عن بن عمر بن الخطاب بإسناد حسن • (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة المنان عطاءه) أي في عطائه (والمسبل إزاره خيلاء أي بقصد الفخر والتكبر) ومدمن الخمر (طب) عن ابن عمر بن الخطاب ورجاله ثقات • (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط) بالتصغير (زان) واشيمطة زانية قال في النهاية الشمط

الشيب (وعائل مستكبر) أي فقير ذو عيال متكبر على السعي على عياله فلا يحترف ولا يسأل لهم (ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه) وإن كان صادقاً لاستهانته باسم الله ووضعه في غير محله (طب هب) عن سلمان الفارسي ورجاله رجال الصحيح • (ثلاثة لا ينظر الله إليهم غداً) أي في الآخرة (شيخ زان ورجل اتخذ الأيمان بضاعة يحلف في كل حق وباطل وفقير مختال) أي مخادع مراوغ أو متكبر وفي النهاية يقال ختله إذا خدعه وراوغه (يزهو) أي يفتخر ويتعاظم بنفسه (طب) عن عصمة) بكسر العين وسكون الصاد المهملتين (ابن مالك) الأنصاري بإسناد ضعيف • (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة حر باع حراً وحر باع نفسه) لكونه أذلها وأحقرها (ورجل أبطل كراء أجير حتى جف رشحه) أي استعمله حتى تعب وعرق بدنه فلما فرغ وجف عرقه لم يعطه شيئاً (الإسماعيلي في معجمه عن ابن عمر) بن الخطاب (ثلاثة لا ينفع معهن عمل الشرك بالله وعقوق الوالدين) بضم العين من العق وهو القطع (والفرار من الزحف) أي الهرب من القتال عند التقاء الصفوف بلا عذر (طب) عن ثوبان مولى المصطفى صلى الله عليه وسلم • (ثلاثة يؤتون أجورهم) أي يؤتيهم الله يوم القيامة أجرهم (مرتين رجل من أهل الكتاب) المراد به التوراة والإنجيل وقيل المراد به الإنجيل خاصة لأن النصرانية ناسخة لليهودية وأجاب الطيبي بأنه لا يبعد أن يكون طريان الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم سبباً لقبول ذلك الدين وإن كان منسوخاً (آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم) وفي نسخة شرح عليها المناوي وأدرك محمداً أي بعثته ولو بعد موته (فآمن به وأتبعه وصدقه) فيما جاء به (فله أجران) أجر الإيمان بنبيه وأجر الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وكرر ذلك في المواضع الثلاثة للاهتمام والحث على فعل ما يتسبب عنه (وعبد مملوك أذى حق الله وحق سيده فله أجران) أجر تأديته للعبادة وأجر نصحه لسيده (ورجل كانت له أمة يؤطها فغذاها) بتخفيف الذال المعجمة (فأحسن غذاءها) بالمد (ثم أدبها) بأن راضها بحسن الأخلاق وحملها على جميع الخصال (فأحسن تأديبها) بأن استعمل معها الرفق والتأني وبذل الجهد في إصلاحها (وعلمها) ما يتعين عليها من أحكام الدين (فأحسن تعليمها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران) أجر في مقابلة تعليمها وتأديبها وأجر لإعتاقها وتزويجها وممن يؤتى أجره مرتين من يقرأ القرآن وهو عليه شاق والمتصدق على قريبه والمرأة على زوجها ومن صلى في الصف الثاني أو الثالث مخافة أن يؤذي مسلماً ومن دنا من الخطيب فاستمع وأنصت ومن غسل يوم الجمعة واغتسل ومن تصدق يوم الجمعة ومن علم فيه خيراً مطلقاً ومن تبع الجنازة ماشياً ومن أتى إلى الجمعة ماشياً ومن صلى على جنازة وتبعها حياء من أهلها ومن يقرأ في المصحف ومن يسارع إلى خير ماشياً حافياً ومن أراد الزيادة على ذلك فليراجع العلقمي (حم ق ت ن هـ) عن أبي موسى الأشعري • (ثلاثة يتحدثون في ظل العرش) يوم القيامة حال

كونهم (اثنين والناس في الحساب رجل لم تأخذه في الله لومة لائم ورجل لم يمد يده إلى (ما لا يحل له) تناوله (ورجل لم ينظر إلى ما حرم الله عليه) لأنه لما حفظ جوارحه التي هي أمانة عنده جوزى بالاً من يوم الفزع الأكبر (الأصبهاني في ترغيبه عن ابن عمر) بن الخطاب بإسناد ضعيف • (ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله) فسأله أبو ذر عنهم فقال (فأما الذين يحبهم الله عز وجل فرجل) أي فمعطى رجل (أتى قوماً فسألهم بالله) أن يعطوه (ولم يسألهم لقرابة بينه وبينهم فمنعوه فتخلف رجل بأعقابهم) بقاف وباء موحدة بعد الألف كما في صحيح ابن حبان (فأعطاه سراً لا يعلم بعطيته إلا الله) والحفظة (والذي أعطاه وقوم) أي وذاكر قوم (ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به فوضعوا رؤوسهم فقام أدحهم بتملقني) أي يتضرع إلي ويزيد في الودّ والدعاء والابتهال قال في النهاية الملق بالتحريك الزيادة في التودد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي (ويتلو آياتي) أي القرآن (ورجل كان ف سرية فلقي العدو) يعني الكفار (فهزموا) أي أهل الإسلام (فأقبل بصدره) على القتال (حتى يقتل أو يفتح له والثلاثة الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم) بفتح الظاء وضم اللام أي الكثير الظلم للناس أو لنفسه وقوله يتملقني ويتلو آياتي يدل على أن هذا حكاية عن الله وأنه حديث قدسي (ت ن حب ك) عن أبي ذر قال الترمذي صحيح والحاكم على شرطهما • (ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله) أي بغضهم الله شنأ يشنئ شنأ من باب تعب أي أبغض والفاعل شانئ وشانئه في المؤنث (فالثلاثة الذين يحبهم الله الرجل) الذي (يلقى العدو في فئة) أي جماعة من أصحابه فيولون (فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه والقوم الذين يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض) أي أن يضطجعوا ليناموا من شدة التعب والنعاس (فينزلون فينتحي أحدهم فيصلي) وهم نيام (حتى يصبح ويوقظهم لرحيلهم) من ذلك المكان (والرجل) الذي (يكون له الجار يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما بموت) لأحدهما (أو ظعن) بفتحتين أي ارتحال لأحدهما (والذين يشنؤهم الله التاجر الحلاف) بالتشديد أي الكثير الحلف على سلعته (والفقير المختال والبخيل المنان) بما أعطاه (حم) عن أبي ذر بإسناد فيه مجهول • (ثلاثة يحبهم الله عز وجل رجل قام من الليل) أي للتهجد فيه (يتلو كتاب الله) القرآن في صلاته وخارجها (ورجل تصدق صدقة بيمينه يخفيها) أي يكاد يخفيها من شماله (ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه) دونه (فاستقبل العدو) وحده فقاتل حتى قتل أو فتح عليه (ت) عن ابن مسعود) وقال غريب غير محفوظ • (ثلاثة) من الأشياء (يحبها الله عز وجل) أي يثيب فاعلها (تعجيل الفطر) من الصوم عند تحقق الغروب (وتأخير السحور) إلى آخر الليل بحيث لا يقع في شك (وضرب اليدين إحداهما بالأخرى في الصلاة) أي إذاناً به فيها شيء وهذا في حق غير الذكر أما وفالأفضل في حقه التسبيح وقال الزيادي أي وضع اليمنى

على اليسرى (طب) عن يعلي بن مرة) بضم الميم وشدة الراء بإسناد ضعيف • (ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجاب لهم رجل كان تحته امرأة سيئة الخلق) بضمتين (فلم يطلقها) فإذا دعا الله عليها لا يستجاب له لأنه المعذب نفسه بمعاشرتها (ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد) بضم أوله (عليه به) فأنكره فإذا دعا لا يستجاب له لأنه المفرط المقصر بما أمر الله به (ورجل آتى) بالمد أي أعطى (سفيهاً) أي محجوراً عليه بسفه (ماله) أي شيئاً من ماله مع علمه بحاله فإذا دعا لا يجاب لأنه المضيع (وقد قال الله تعالى ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) الآية قال البيضاوي نهى الأولياء عن أن يؤتوا الذين لا رشد لهم أموالهم فيضيعوها وإنما أضاف الأموال إلى الأولياء لأنها في تصرفهم وتحت ولايتهم وهو الملايم للآيات المتقدمة والمتأخرة وقيل نهى لكل أحد أن يعمد إلى ما خوّله الله من المال فيعطى امرأته وأولاده ثم ينظر إلى ما في أيديهم وإنما سماهم سفهاء استخفافاً بعقلهم وهو أوفق لقوله التي جعل الله لكم قياماً أي تقومون بها وتتعيشون وعلى الأول مؤول بأنه التي من جنس ما جعل الله لكم قياماً (ك) عن أبي موسى الأشعري وقال على شرطهما (ثلاثة يضحك الله إليهم) أي يقبل عليهم برحمته (الرجل إذا قام من الليل يصلي) نفلاً وهو التهجد (والقوم) أي الجماعة (إذا صفوا) يحتمل البناء للفاعل وللمفعول (للصلاة) وسووا صفوفهم على سمت واحد كما أمروا به (والقوم) المسلمون (إذا صفوا للقتال) أي لقتال الكفار بقصد إعلاء كلمة الله الجبار (حم ع) عن أبي سعيد • (ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله التاجر الأمين والإمام المقتصد وراعي الشمس بالنهار) يعني المؤذن المحتسب (ك) في تاريخه (فر) عن أبي هريرة وفيه مجاهيل • (ثلاثة يهلكون عند الحساب) يوم القيامة لعدم إخلاصهم (جواد) بالتخفيف أي إنسان كثير الجواد أعطى لغير الله (وشجاع) مقاتل لغير إعلاء كلمة الله (وعالم) لم يعمل بعلمه (ك) عن أبي هريرة • (ثلاثون) أي من السنين (خلافة نبوة) بالإضافة • (وثلاثون خلافة وملك وثلاثون تجبر) أي تكبر وعسف وقتل على الغضب (ولا خير فيما وراء ذلك) قال المناوي إلى قيام الساعة انتهى ولعل المراد إلى قرب قيامها لئلا يرد زمن المهدي وعيسى عليه الصلاة والسلام (يعقوب ابن سفيان في تاريخه) وكذا ابن عساكر (عن معاذ) بن جبل ورواه عنه الطبراني أيضاً • (ثمانية أبغض خليقة الله إلى الله يوم القيامة قيل ومن هم يا رسول الله قال (السقارون) بسين وصاد مهملتين وقاف مشددة (هم الكذابون) وفسرهم في حديث آخر بأنهم تشويكون في آخر الزمان تحيتهم إذا التقوا التلاعن (والخيالون) بخاء معجمة ومثناة تحتية مشددة وهم (وهم المستكبرون والذين يكثرون البغضاء لإخوانهم) في الدين (في صدورهم) أي في قلوبهم (فإذا لقوهم تخلقوا لهم) بمثناة فوقية وخاء معجمة مفتوحتين ولام مشددة وقاف أي أظهروا من أخلاقهم خلاف ما في قلوبهم (والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله) أي إلى طاعتهما (كانوا بطاء) بكسر الموحدة ممدوداً (وإذا دعوا إلى الشيطان

وأمره) من اللهو والإكباب على الشهوات (كانوا سراعاً) بتثليث السين (والذين لا يشرف لهم طمع من الدنيا إلا استحلوه بأيمانهم وإن لم يكن لهم ذلك بحق والمشاؤون) بين الناس (بالنميمة) ليفسدوا بينهم (والمفرقون بين الأحبة) بالفتن ومحوها (والباغون) أي الطالبون (البرءاء الدحضة) بالتحريك في المصباح دحض الرجل زلق (أولئك يقذرهم الرحمن عز وجل) أي يكره فعالهم قال في الدر وقذرت الشيء أقذره كرهته واجتنبته (أبو الشيخ في التوبيخ وابن عساكر) في التاريخ (عن الوضين) بفتح الواو وكسر الضاد المعجمة وسكون المثناة التحتية بعدها نون (ابن عطاء مرسلاً) والخزاعي الدمشقي ثقة • (ثمن الجنة لا إله إلا الله) أي قولها باللسان مع قرينتها وإذعان القلب وتصديقه فمن قالها كذلك استحق دخولها زاد الديلمي في روايته وثمن النعمة الحمد لله (عد) وابن مردويه عن أنس بإسناد ضعيف • عبد بن حميد في تفسيره عن الحسن) البصري (مرسلاً) وفي الباب ابن عباس • (ثمن الخمر حرام) فلا يصح بيعه ولا يحل ثمنه (ومهر البغي حرام) أي ما تأخذه الزانية على الزنا بها حرام لا يحل لها أخذه وإن أعطاه الزاني بطيب نفس (وثمن الكلب حرام) لنجاسة عينه وعدم صحة بيعه ولو معلماً عند الشافعي وخصه الحنفي بغيره (والكوبة) بضم الكاف وفتح الموحدة التحتية طبل ضيق الوسط واسع الطرفين (حرام) فيحرم الضرب عليه بخلاف سائر الطبول (وإن أتاك صاحب الكلب) الذي باعك إياه (يلتمس ثمنه فاملأ يده تراباً) كناية عن رده خائباً (والخمر والميسر حرام وكل مسكر) أي ما شأنه الإسكار (حرام) وإن كان متخذاً من غير العنب (حم) عن ابن عباس • (ثمن القينة) بفتح القاف وسكون المثناة التحتية وفتح النون الأمة المغنية (سحت) قال المناوي بضم فسكون أي حرام سمى به لأنه يسحت البركة أي يذهبها وفي شرح البهجة لشيخ الإسلام زكريا وفي شرائه مغنية بالغين تساوي ألفا بلا غناء وجوه ثالثها إن قصد الغناء بطل وإلا فلا وإلا صح في شرح الروضة صحته مطلقاً واعتمده الرملي (وغناؤها حرام) أي استماعه حيث خيف منه فتنة (والنظر إليها) أي نظر الأجنبي إليها (حرام مثل ثمن الكلب) وفي نسخة شرح عليها المناوي مثل ثمن الخمر فإنه قال يعني اخذ ثمنها حرام كأخذ ثمن العنب من الخمار لكونه إعانة وتوسلاً لمحرم لا أن البيع باطل (وثمن الكلب سحت ومن نبت لحمه على السحت) بتناوله ثمن شيء من ذلك فالنار أولى به (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الذهبي حديث منكر • (ثمن الكلب خبيث قال النووي يدل على تحريم بيعه وأنه لا يصح بيعه ولا يحل ثمنه ولا قيمة على متلفه سواء كان معلماً أم لا وسواء كان مما يجوز اقتناؤه أم لا وبهذا قال جماهير العلماء وقال أبو حنيفة يصح بيع الكلاب التي فيها منفعة وتجب القيمة على متلفها وحكى ابن المنذر عن جابر وعطاء والنخعي جواز بيع كلب الصيد دون غيره وعن مالك روايات إحداها لا يجوز بيعه ولكن تجب القيمة على متلفه والثانية يصح بيعه وتجب القيمة والثالثة لا يصح ولا تجب القيمة على متلفه ودليل الجمهور هذه الأحاديث

وأما الأحاديث الواردة في النهي عن ثمن الكلب إلا كلب صيد وفي رواية إلا كلباً صائداً وأن عثمان رضي الله عنه غرم إنساناً قيمة كلب قتله عشرين بعيراً وعن ابن عمرو ابن العاص التغريم في إتلافه فكلها ضعيفة بإتفاق أئمة الحديث (ومهر البغي) بفتح الموحدة وكسر المعجمة وتشديد التحتية الزانية أي ما تأخذه على الزنا وسماه مهراً لكونه على صورته (خبيث) أي حرام إجماعاً (وكسب الحجام خبيث) قال العلقمي كونه خبيثاً ومن شر الكسب فيه دليل لمن يقول بتحريمه وقد اختلف العلماء في كسب الحجام فقال الأكثرون من السلف والخلف لا يحرم كسب الحجام ولا يحرم أكله لا على الحر ولا على العبد وهو المشهور من مذهب أحمد وفي رواية عنه قال بها فقهاء المحدثين يحرم على الحر دون العبد واعتمدوا هذه الأحاديث وشبهها واحتج الجمهور بحديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره قال ولو كان حراماً لم يعطه رواه البخاري ومسلم وحملوا هذه الأحاديث التي في النهي على التنزيه والارتفاع عن دنئ الاكتساب والحث على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور ولو كان حراماً لم يفرق فيه بين الحر والعبد فإنه لا يجوز للرجل أني طعم عبده ما لا يحل انتهى وقال في النهاية قال الخطابي قد يجمع الكلام بين القرائن في اللفظ ويفرق بينهما في المعنى ويعرف ذلك من الأغراض والمقاصد وأما مهر البغي وثمن الكلب فيراد بالخبيث فيهما الحرام لأن الكلب نجس والزنا حرام وبذل العوض عليه وأخذه حرام وأما كسب الحجام فيُراد بالخبيث الكراهية لأن الحجامة مباحة وقد يكون الكلام في الفصل الواحد بعضه على الوجوب وبعضه على الندب وبعضه على الحقيقة وبعضه على المجاز ويفرق بدلائل الأصول واعتبار معانيها والمراد بالحجام من يخرج الدم بحجم أو غيره (حم م د ت) عن رافع بن خديج • (ثمن الكلب خبيث وهو) أي الكلب (أخبث منه) لنجاسة عينه أو لدناءته (ك) عن ابن عباس بإسناد واه • (ثنتان) أي دعوتان ثنتان (لا تردان) قال العلقمي وفي رواية لأبي داود وقلما تردان قال ابن رسلان هذا ظاهر في أن الدعاء منه مردود ومنه مقبول عند الله فيقبل الله ما يشاء ويرد ما يشاء كما قال تعالى بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وهذه الآية مقيدة لقوله تعالى ادعوني استجب لكم وقوله تعالى أجيب دعوة الداعي إذا دعاني وفي رواية لابن خزيمة ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقلما ترد على داع دعوته أحدهما (الدعاء عند النداء) أي الأذان والثانية (عند البأس) بهمزة بعد الموحدة بمعنى الصف في الجهاد للقتال (حين يلحم بعضهم بعضاً) بحاء مهملة مكسورة بعد ضم أوله أي حين يلتحم الحرب ويلزم بعضهم بعضاً وروى بالجيم والإلحام إدخال الشيء في الشيء (هـ حب ك) عن سهل ابن سعد الساعدي وإسناده صحيح كما في الأذكار • (ثنتان ما) وفي رواية لا (تردان الدعاء عند النداء) أي الأذان للصلاة (وتحت المطر) أي ودعاء من دعا تحت المطر أي وهو نازل عليه لأنه وقت نزول الرحمه لا سيما أول مطر السنة لما روى مسلم عن

أنس قال أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حين أصابه المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت قال لأنه حديث عهد بربه أي بتكوين ربه إياه ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى فيتبرك بها (ك) عنه أي عن سهل بإسناد ضعيف لكن له شواهد • (الثالث) أي الإنسان الذي ركب دابة وعليها اثنان فكان هو الثالث (ملعون) أي مطرود عن رحمة الله إذا كانت لا تطيق ذلك كما هو الغالب وعليه حمل الأحاديث الدالة على المنع فإن كانت مطيقة لذلك قال مع وعليه حمل الأحاديث الدالة على الجواز وقوله (يعني على الدابة) مدرج من كلام الراوي (طب) عن المهاجرين قنفد) بضم القاف والفاء بينهما نون ساكنة ابن عمير التيمي صحابي قال رأى المصطفى ثلاثة على بعير فذكره ورجاله ثقات • (الثلث) بالرفع فاعل فعل محذوف أي يكفيك يا سعد الثلث أو خبر مبتدأ محذوف أي المشروع الثلث (والثلث كثير) بمثلثة أو موحدة وأكثر الروايات بالمثلثة أي هو كثير بالنسبة لما دونه في الوصية قال المناوي وذا مسوق لبيان الجواز بالثلث والأولى النقص عنه اهـ وفي شرح مسلم للنووي إن كان الورثة فقراء استحب له أن ينقص عنه وإن كانوا أغنياء فلا وسببه أن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال في مرضه للنبي صلى الله عليه وسلم أتصدق بثلثي مالي قال لا قال فالشطر قال لا قال فالثلث فذكره (حم ق ن هـ) عن ابن عباس • (الثلث والثلث كثير إنك أن تذر) أي تترك وفي رواية للبخاري تدع (ورثتك أغنياء خير) قال المناوي روى بفتح همزة أن على التعليل أي لأن تذر فمحله جر أو هو مبتدأ فمحله رفع وخبره خبر وبكسرها على الشرط وجوابه جملة حذف صدرها أي فهو خير من أن تذرهم عالة) أي فقراء جمع عائل وهو الفقير (يتكففون الناس) يطلبون الصدقة من أكف الناس أو يسألونهم بأكفهم (وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى) أي ذانه وجملة تبتغي حال من فاعل تنفق أي حال كونك طالب الثواب من الله سبحانه وتعالى (إلا أجرت) بالبناء للمفعول (بها) أي عليها (حتى ما تجعل) أي حتى بالذي تجعله (في في) أي فم (امرأتك) مالك (حم ق 4) عن سعد بن أبي وقاص • (الثوم والبصل والكرات من سك إبليس) بضم السين المهملة وشدة الكاف طيب معروف والمراد أنه طيبه الذي يحب ريحه (طب) عن أبي أمامة وفيه مجهول • (الثيب أحق بنفسها من وليها) في الإذن بمعنى أنه لا يزوجها حتى تأذن له بالنطق لا إنها أحق منه بالعقد كما تأوله الحنفية (والبكر) أي البالغ (يستأذنها أبوها) وإن علا ندباً عند الشافعي ووجوباً عند الحنفي (في نفسها) يعني في تزويجها (وإذنها صماتها) بضم الصاد أي سكوتها (م د ن) عن ابن عباس • (الثيب تعرب) أي تبين وتتكلم (عن نفسها) لزوال حيائها بممارسة الرجال (والبكر رضاها صمتها) أي سكوتها فالثيب البالغ لا يزوجها أب ولا جد إلا برضاها نطقاً اتفاقاً والبكر الصغيرة يزوجها أبوها اتفاقاً

(حرف الجيم)

وفي الثيب غير البالغ خلاف (حم هـ) عن عمرة بفتح العين المهملة بضبط المؤلف الكندي بكسر الكاف وسكون النون نسبة إلى كندة قبيلة كبيرة باليمن. • (حرف الجيم) * • (جاءني جبريل فقال يا محمد إذا توضأت فانتضح قال العلقمي قال شيخنا قال ابن العربي اختلف العلماء في تأويل هذا الحديث على أربعة أقوال أحدها معناه إذا توضأت فصب الماء على العضو صباً ولا تقتصر على مسحه فإنه لا يجزى فيه إلا الغسل الثاني معناه استبرء الماء بالنثر والتنحنح الثالث معناه إذا توضأت فرش الإزار الذي على الفرج بالماء ليكون ذلك مذهباً للوسواس قال النووي في شرح مسلم قال الجمهور وهو نضح الفرج بماء قليل بعد الوضوء لينفي عنه الوسواس اهـ وعليه مشى في النهاية وكذا شيخنا في مختصرها الرابع معناه الاستنجاء بالماء (ت هـ) عن أبي هريرة • (جار الدار أحق بدار الجار) فللجار إذا باع جاره داره أخذها بالشفعة وعليه الحنفية وتأله الشافعية وقالوا المراد بالجار الشريك جمعاً بين الأدلة (ن ع حب) عن أنس ابن مالك (حم د ت عن سمرة) بن جندب قال الترمذي حسن صحيح • (جار الدار أحق بالشفعة) أي بالأخذ بها من المشتري وبه قال الحنفية (طب) عن سمرة) بن جندب بإسناد ضعيف • (جار الدار أحق بالدار من غيره) إذا باعها جاره فله أخذها بالشفعة عند الحنفية وتأوله الشافعية (ابن سعد) في طبقاته (عن الشريد بن سويد) الثقفي • (جالسوا الكبراء) قال المناوي أي الشيوخ المجرّبين لتتأدبوا بآدابهم وتتخلقوا بأخلاقهم أو من له رتبة في الدين والعلم وأن صغر سنه فإن مخالطة أهل الله تكسب أحوالاً سنية وتهب آثاراً عليه مرضية والنفع باللحظ فوق النفع باللفظ فمن نفعك لحظه نفعك لفظه ومن لا فلا وماذا ينكر المنكر من قدرة الله تعالى أنه تعالى كما جعل في بعض الأفاعي من الخاصية التي أنه إذا نظر إلى إنسان أو نظر إليه إنسان هلك جعل في نظر بعض خواص خلقه أنه إذا نظر إلى طالب صادق أكسبه حالاً وحياة وكان السهروردي يطوف في بعض مسجد الخيف بمعنى يتصفح الوجوه فقيل له فيه فقال أن لله عباداً إذا نظروا إلى شخص اكسبوه سعادة فأنا أطلب ذلك (وسائلوا العلماء) العاملين عما يعرض لكم من أحكام الدين وخالطوا الحكماء أي اختلطوا بهم في كل وقت فإنهم المصيبون في أقوالهم وأفعالهم ففي مداخلتهم تهذيب للأخلاق (طب) عن أبي جيفة مرفوعاً وموقوفاً والموقوف صحيح • (جاهدوا المشركين) يعني الكفار وخص أهل الشرك لغلبتهم (بأموالكم) أي بكل ما يحتاجه المسافر من دواب وسلاح وزاد وغير ذلك (وأنفسكم) أي بالقتال بالسلاح قال تعالى فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم (وألسنتكم بالمكافحة عن الدين وهجوا الكافرين فلا تداهنوهم بالقول بل أغلظوا عليهم (حم د ن حب ك) عن أنس وقال صحيح واقروه • (جبل الخليل) بالإضافة إلى الخليل المعروف بإبراهيم الخليل (مقدس) أي مطهر (وإن الفتنة لما

ظهرت في بني إسرائيل) يحتمل أن يكون المراد بها ظهور الزنا فيهم (أوحى الله إلى أنبيائهم أن يفروا بدينهم إلى جبل الخليل) فله مزية على غيره من بين الجبال فتندب زيارته (ابن عساكر عن الوضين بن عطاء مرسلاً) بإسناد ضعيف • (جبلت القلوب) أي حلقت وطبعت (على حب من أحسن إليها) بقول أو فعل ولذلك حرم على القاضي قبول الهدية لأنه إذا قبلها لم يمكنه العدل ولو حرص وكره قبولها من الكافر إلا أن رجى إسلامه (وبغض من أساء) بالمد (إليها) أي عليها كما نسخة بذلك (عده حل هب) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف بل قيل موضوع وصحح البيهقي وقفه قال السخاوي وهو باطل مرفوعاً وموقوفاً • جددوا إيمانكم) قالوا كيف نجدد إيماننا قال أكثروا من قول لا إله إلا الله فإن المداومة عليها تملأ القلب نوراً وتزيده يقيناً (حم ك) عن أبي هريرة وإسناد أحمد صحيح • (جرير بن عبد الله) البجلي (منا أهل البيت ظهر) قال المناوي بالرفع بخط المؤلف (لبطن) تمامه عند مخرجه قالها ثلاثاً وجرير من أكابر الصحابة وفضلائهم قال الشيخ وبجيلة أمهم تنسب إليها بنو أنمار بن نزار أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم فقوله منا أي من أنساب أصولنا وقال فيه عمر هو يوسف هذه الأمة يعني في حسنه (طب عد) عن عليّ وفيه انقطاع • (جزاء الغنى من الفقير) إذا فعل معه معروفاً (النصيحة له والدعاء) لأنهما مقدوره فإذا نصح ودعا له فقد كافأه ابن سعد (طب) عن أم حكيم بنت وداع الأنصارية • (جزى الله الأنصار) اسم إسلامي سمى به الأوس والخزرج (عنا خيراً) أي أعطاهم ثواب ما آووا ونصروا (ولا سيما) بالتشديد والتخفيف أي أخص (عبد الله بن عمرو بن خدام) بفتح المهملة والدال جابر بن عبد الله (وسعد بن عبادة) بضم العين مخففاً عظيم الأنصار (ع حب ك) عن جابر بإسناد صحيح • (جزى الله العنكبوت) حيوان معروف (عنا خيراً) أي أعطاها جزاء ما أسلفت من طاعته (فإنها نسجت على في الغار) أي فمه حتى لم يره المشركون حين أوى إليه مهاجراً (السمان) بفتح المهملة وتشديد الميم نسبة إلى بيع السمن أو عمله (في مسلسلاته) أي في الأحاديث المسلسلة بمحبة العنكبوت (فر) عن أبي بكر الصديق وهو عنده أيضاً مسلسل بمحبة العنكبوت وإسناده ضعيف • (جزوا في لفظ قصوا وفي آخر حفوا (الشوارب) أي خذوا منها حتى تبين الشفة بياناً ظاهراً وقيل استأصلوا (وارخوا اللحا) قال المناوي بخاء معجمة على المشهور وقيل بالجيم وهو ما وقفت عليه في خط المؤلف في مسودة الكتاب من الترك والتأخير وأصله الهمز فحذف تخفيفاً وكان من زي الكسرى قص اللحا وتوفير الشوارب فندب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى مخالفتهم بقوله (خالفوا المجوس) في هذا وفي غيره أيضاً (م) عن أبي هريرة • (جعل الله أي اخترع وأوجد أو قدر (لرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزأ وترك في الأرض) بين أهلها (جزأ واحداً فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق) بعضهم بعضاً (حتى ترفع الفرس) وغيرها من الدواب (حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه (ق) عن أبي هريرة

• (جعل الله الأهلة) جمع هلال (مواقيت للناس) للحج والصوم (فصوموا) رمضان (لرؤيته) أي الهلال الذي هو واحد الأهلة (وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم) بضم المعجمة أي حال بينكم وبينه غيم أي سحاب (فعدوا شعبان ثلاثين) يوماً ثم صوموا وأن تروه وعدوا رمضان ثلاثين وأفطروا وإن لم تروه (ك) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (جعل الله التقوى زادك وغفر ذنبك) أي محا عنك ذنوبك (ووجهك) بشدة الجيم (للخير) أي البركة (والفلاح حيث ما تكون) أي في أي جهة توجهت إليها قاله لقتادة حين ودعه فيندب قول ذلك للمسافر (طب) عن قتادة بن عياش • (جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار) قال المناوي الظاهر أن المراد بالصلاة هنا الدعاء من قبيل دعائه صلى الله عليه وسلم لمن أفطر عنده بقوله وصلت عليكم الملائكة (يقومون الليل ويصومون النهار ليسو بأئمة) بفتحات جمع آثم كفاسق وفسقة (ولا فجار) جمع فاجر وهو الفاسق (عبد بن حميد والضياء) المقدسي (عن أنس) بإسناد ضعيف • (جعل الله الحسنة بعشر أمثالها الشهر بعشرة أشهر) أي صيام شهر رمضان يعدل صيام عشرة أشهر (وصيام ستة أيام بعد الشهر تمام السنة) فمن صام رمضان واتبعه بست من شوال كان كمن صام الدهر (أبو الشيخ في الثواب عن ثوبان) بضم المثلثة بإسناد ضعيف • (جعل الله عذاب هذه الأمة في دنياها) أي بقتل بعضهم في الحروب ولا عذاب عليهم في الآخرة كعذاب غيرهم (طب) عن عبد الله بن يزيد بن حصين بن عمرو الأوسي • (جعلت) بالبناء للمفعول (قرة) بضم فتشديد (عيني في الصلاة) لمزيد ما يحصل له فيها من الخشوع وفيض الرحمة واستحضار جلال الله تعالى وعظمته (طب) عن المغيرة بن شعبة • (جعلت لي الأرض مسجداً) أي كل جزء منها تجوز الصلاة فيه بلا كراهة إلا ما نهى الشارع عن الصلاة فيه (وطهوراً) بالضم أي مطهراً عند العجز عن استعمال الماء قال الخطابي في هذا الحديث إجمال وإبهام وتفصيله في رواية حذيفة جعلت لنا الأرض مسجداً وترابها طهوراً (هـ) عن أبي هريرة وعن أبي ذر • (جعلت لي كل أرض طيبة) بالتشديد أي طاهرة (مسجداً وطهوراً) بالضم أي مطهراً (حم) والضياء المقدسي (عن أنس) وإسناده صحيح • (جعل الخير كله في) الإنسان (الربعة) أي المعتدل الذي ليس بطويل ولا قصير ولهذا كان المصطفى ربعة (ابن لال) وكذا الديلمي عن عائشة بإسناد ضعيف • (جلساء الله غداً) أي في الآخرة (أهل الورع) أي المتقون للشبهات (والزهد في الدنيا) لأن الدنيا يبغضها الله فمن زهد فيها قربه وأدناه (ابن لال عن سلمان) الفارسي بإسناد ضعيف • (جلوس الإمام) الذي يقتدي به في الصلاة (بين الأذان والإقامة في) صلاة (المغرب من السنة) بقدر ما يتطهر المقتدون به وخص المغرب لضيق وقتها فربما توهم متوهم أنه يوصل صلاتها بالأذان (افر) عن أبي هريرة بإسناد لين (جمال الرجل فصاحة لسانه) أي من جماله الفصاحة التي

طبعه الله عليها فلا ينافي خبر أنّ الله يبغض البليغ من الرجال (القضاعي) والعسكري (عن جابر) بإسناد فيه كذاب (جنان الفردوس أربع جنتان من ذهب حليتهما) بكسر الحاء (وآنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما) قال المناوي وهذه الأربعة ليس منها جنة عدن فإنها ليست من ذهب ولا فضه بل من لؤلؤ وياقوت اهـ قال القرطبي قيل الجنان سبع دار الجلال ودار السلام ودار الخلود وجنة عدن وجنة المأوى وجنة نعيم والفردوس وقيل أربع فقط لهذا الحديث فإنه لم يذكر فيه سوى أربع وكلها توصف بالمأوى والخلد والعدن ودار السلام وهذا ما اختاره الحليمي فقال أن الجنتين الأولتين للمقربين أو لجنتين الأخيرتين لأصحاب اليمين وفي كل جنة درجات ومنازل وأبواب وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم) ما هذه نافية (إلا رداء الكبرياء على وجهه) أي ذاته قال البيهقي رداء الكبرياء استعارة لصفة الكبرياء والعظمة لأنه لكبريائه لا يراه أحد من خلقه ويؤيده أن الكبرياء ليس من جنس الثياب المحسنات (في جنة عدن) راجع للقوم أي وهم في جنة عدن لا إلى الله لأنه لا يحويه مكان (وهذه الأنهار) يحتمل أن المراد نهر الماء ونهر اللين ونهر الخمر ونهر العسل (تشخب) بالمثناة الفوقية المفتوحة والشين المعجمة الساكنة والخاء المعجمة المضمومة ثم موحدة قال في المصباح شخبت أوداج القتيل دماً من باب قتل ونفع جرت وشخب اللبن وكل مائع شخباً در وسال اهـ وقال في النهاية الشخب السيلان وقد شخب يشخب وأصل الشخب ما خرج تحت يد الحالب عند كل همزة وعصرة لضرع الشاة (من جنة عدن ثم تصدع) بشدة الصاد أي تتفرق (بعد ذلك أنهاراً) في الجنان كلها (حم طب) عن أبي موسى الأشعري ورجاله رجال الصحيح • (جنبوا مساجدنا) في رواية مساجدكم (صبيانكم ومجانينكم فيكره إدخالهما مسجداً تنزيهاً أن أمن تنجسه وتحريماً أن لم يؤمن وأطلق بعضهم التحريم (وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم) أي إخراجها من أغمادها فذلك كله مكروه وقال بعضهم في إقامة الحدود له حرام (واتخذوا على أبوابها المطاهر) جمع مطهرة ما يتطهر منه للصلاة (وجمروها) بالجيم بخروها (في الجمع جمع جمعة أي في كل يوم جمعة ويحتمل كونه بفتح فسكون أي في مجامع الناس (هـ) عن واثلة بن الأسقع بإسناد ضعيف جداه (جهاد الكبير) أي المسن الهرم (والصغير) الذي لم يبلغ الحلم (والضعيف) خلقة أو لنحو مرض (والمرأة الحج والعمرة) يعني هما يقومان مقام الجهاد لهم ويؤجرون عليهما كأجر الجهاد (ن) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (جهد البلاء كثرة العيال مع قلة الشيء) فإن الفقر يكاد أن يكون كفراً كما يأتي في حديث فكيف إذا انضم إليه كثرة العيال ولهذا قال ابن عباس كثرة العيال أحد الفقرين وقلة العيال أحد اليسارين (ك) في تاريخه عن ابن عمر بن الخطاب قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يتعوذ من جهد البلاء فذكره • (جهد البلاء قتل الصبر) هو أن يقتل بعد حبسه وفي

نسخة شرح عليها المناوي قلة الصبر فإنه قال على الفقر والمصائب والأسقام (أبو عثمان) إسماعيل ابن عبد الرحمن المعروف بشيخ الإسلام (الصابوني) بفتح المهملة وضم الموحدة وآخره نون نسبة إلى الصابون لعمل أحد أجداده في الأحاديث في الماتين (فر) عن أنس ابن مالك • (جهد البلاء أن تحتاجوا إلى ما في أيدي الناس فتمنعوا) أي فتسألوهم فيمنعوكم فيجتمع على الإنسان شدة الحاجة وذل المسألة وكلاحة الرد (فر) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (جهنم تحيط بالدنيا) قال المناوي من جميع جهاتها فالدنيا فيها كمح البيضة في البيضة اهـ ويحتمل أن يكون المراد بالدنيا أرض المحشر أو هو على حذف مضاف أي أهل الدنيا (والجنة من ورائها) أي والجنة تحيط بجهنم كذلك (فلذلك صار الصراط على جهنم طريقاً إلى الجنة) فلا يوصل إليها إلا بالمرور عليه (خط فر) عن ابن عمر ابن الخطاب وهذا كما قال الذهبي حديث منكر • (الجار أحق بصقبه) بفتح المهملة والقاف بعدها والسقب بالسين المهملة وبالصاد أيضاً ويجوز فتح القاف وإسكانها القرب والملاصقة فيحتمل أن يكون المعنى أن الجار بسبب قربه أحق بالشفعة أو بالبر والإحسان وعن الأصمعي أنه سئل عن معنى هذا الحديث فقال لا أدري ولكن العرب تزعم أن السقب اللذيق قال في المنتقي معنى الخبر والله أعلم إنما هو الحث على عرض المبيع على الجار وتقديمه على غيره (خ د ن هـ) عن أبي رافع مولى المصطفى (ن هـ) عن الشريد بن سويد • (الجار أحق بشفعة جاره ينتظر) بالبناء للمفعول أي بحقه من الشفعة أو ينتظر بها الصبي حتى يبلغ (وإن كان غائباً إذا كان طريقهما واحداً) قال لأبي هذا أظهر ما يستدل به الحنفية على شفعة الجار لكنه مطعون فيه فائدة إذا قضى حنفي بشفعة الجار قيل ينقض قضاؤه لمخالفة النص والصحيح أنه لا ينقض للأحاديث الدالة له وعلى هذا هل يحل للمقضي له أن يفعله باطناً إن كان شافعياً وجهان أصحهما عند القفال وأبي عاصم والبغوي وأكثر الفقهاء نعم وعليه مشى الرافعي والنووي (حم هـ 4) عن جابر قال أحمد حديث منكر • (الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق) أي قبل السلوك فيها ليحصل به الرفق (والزاد قبل الرحيل) أي السفر وكل من الجار والرفيق والزاد يجوز نصبه ورفعه فنصبه بفعل مقدور رفعه بالابتداء أي اتخذ أو يتخذ (خط) في الجامع عن عليّ بإسناد ضعيف كما في الدر • (الجالب) أي الذي يجلب المتاع للبيع من بلد إلى آخر ويبيعه بسعر يومه (مرزوق) أي متيسر له الربح من غير إثم (والمحتكر) المحتبس لطعام تعم الحاجة إليه ليبيعه بأعلى (ملعون) أي مطرود عن مواطن الأبرار فاحتكار ما ذكر حرام (هـ) عن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف • (الجالب إلى سوقنا) معشر المؤمنين (كالمجاهد في سبيل الله) في حصول مطلق الأجر (والمحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله) القرآن في مطلق حصول الوزر وإن اختلف المقدار (الزبير بن بكار في أخبار المدينة) النبوية (ك) عن اليسع ابن المغيرة مرسلاً قال الذهبي حديث منكر وإسناد مظلم • (الجاهر بالقرآن) أي بقراءته

(كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة) فكما أن الإسرار بالصدقة أفضل فالإسرار بالقرآن أفضل لأنه أبعد عن الرياء وقال الشيخ النووي جاءت الأحاديث وفضيلة الإسرار والجهر قال العلماء والجمع بينهما أن الإسرار أبعد من الرياء فهو أفضل في حق من يخاف ذلك فإن لم يخف فالجهر أفضل بشرط أن لا يؤذي غيره من مصل أو نائم أو غيرهما (د ت ن) عن عقبة بن عامر الجهني (ك) عن معاذ بن جبل • (لجبروت) بلا همز أي القهر والسطوة والتعاظم (في القلب) فالقوة تظهره والعجز يخفيه وفي صفات الله سبحانه ذي الجبروت والملكوت (ابن لال) والديلمي (عن جابر) بإسناد ضعيف لكن له شواهد • (الجدال في القرآن كفر) قال العلقمي قال في الدر كأصله الجدل مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة والمخاصمة والمذموم منه الجدال على الباطل وطلب المغالبة ب لا إظهار الحق فإن ذلك محمود لقوله تعالى وجادلهم بالتي هي أحسن (ك) عن أبي هريرة وصححه ونوزع • (الجراد) بفتح الجيم والتخفيف اسم جنس واحده جرادة للذكر والأنثى (نثرة حوت) بنون فمثلثة وراء أي عطسته من أنفه (في البحر) قال المناوي المراد أنه من صيد البحر كالسمك يحل للمحرم أن يصيده اهـ وفي البهجة وشرحها الشيخ الإسلام زكريا ما يفيد حرمة الاصطياد وعبارتهما لا تعارض من ذكر بوطئه لجراد عمت المسالك التي يمر فيها بحيث لا يجد عنها معدلاً فإنه لا يحرم لأنها الجأته إليه قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن جابر وأنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا على الجراد قال اللهم أهلك كباره واقتل صغاره وأفسد بيضه واقطع دابره وخذ بأفواهه عن معايشنا وأرزاقنا إنك سميع الدعاء فقال رجل كيف تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره فذكره وسبب دعائه صلى الله عليه وسلم على الجراد ما رواه الحاكم في تاريخ نيسابور والبيهقي عن ابن عمران جرادة وقعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا مكتوب على جناحها بالعبرانية نحن جند الله الأكبر ولنا تسعة وتسعون بيضة ولو تمت لنا مائة لأكلنا الدنيا بما فيها فقال صلى الله عليه وسلم اللهم اهلك الجراد اقتل كبارها وأمت صغارها وأفسد بيضها وسد أفواهها عن مزارع المسلمين وعن معايشهم إنك سميع الدعاء فجاء جبريل فقال إنه قد أستجيب لك في بعضه وروى الطبراني وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان عن زهير النميري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتلوا الجراد فإنه جند الله الأعظم وقال البيهقي وهذا إن صح أراد به إذا لم يتعرض لا فساد الزرع فإن تعرض جاز دفعه بالقتل وغيره (هـ) عن أنس بن مالك (وجابر) بن عبد الله (معاً) وإسناد ضعيف بل قيل بوضعه • (الجراد من صيد البحر) تمامه فكلوه عده من صيد البحر لأنه يشبهه من حيث أنه لا يفتقر إلى زكية أو لما قيل أن الجراد يتولد من الحيتان قال بعض المالكية والحق أنه نوعان بحري وبري فيترتب على كل منهما حكمه (د) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (الجرس بفتح) الجيم والراء وسين مهملة هو الجلجل (مزامير) وفي رواية

مزمار وفي أخرى من مزامير (الشيطان) لأن صوته شاغل عن الذكر والفكر فهو يحبه لذلك فينبغي لمن سمعه سد أذنيه (حم م د) عن أبي هريرة ووهم الحاكم فاستدركه • (الجزور) الواحد من الإبل يشمل الذكر والأنثى يجزى (عن سبعة) في الأضاحي (الطحاوي) بفتح الطاء والحاء المهملتين نسبة إلى طحا قرية بصعيد مصر أبو جعفر في مسنده (عن أنس) ورواه أبو داود عن جابر • (الجزور في الأضحى) يجزى (عن عشرة) قال المناوي لم أر من أخذ به من المجتهدين (طب) عن ابن مسعود • (الجفاء كل الجفاء) أي البعد كل البعد قال في النهاية الجفاء البعد عن الشيء يقال جفاه إذا بعد عنه وأجفاه إذا أبعده (والكفر والنفاق) خصال (من سمع منادي الله) أي المؤذن (ينادي بالصلاة) المكتوبة (ويدعو إلى الفلاح) أي يدعوه إلى سبب البقاء في الجنة وهو الصلاة (فلا يجيبه بالسعي إلى الجماعة والمراد الحث على حضور الجماعة لأن المتخلف يصير كافراً أو منافقاً (طب) عن معاذ بن أنس بإسناد حسن • (الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة بعد الصلاة عبادة) أي من العبادة التي يثاب عليها فاعلها (والنظر في وجه العالم) بالعلم الشرعي العامل به (عبادة ونفسه) بالتحريك (تسبيح) أي بمنزلة التسبيح (فر) عن أسامة ابن زيد بإسناد ضعيف • (الجلوس مع الفقراء) إيناساً لهم وجبراً لخواطرهم (من التواضع) الذي تطابقت الملل على مدحه (وهو من أفضل الجهاد) إذ هو جهاد للنفس عما هو سجيتها من التعاظم على الفقراء (فر) عن أنس بإسناد فيه كذاب • (الجماعة بركة) أي لزوم جماعة المسلمين زيادة في الخير (والسحور بركة والثريد) أي الخبز المفتوت في مرق اللحم (بركة) لما فيه من اللذة وسهولة المساغ ونفع البدن (ابن شاذان في مشيخته عن أنس) بإسناد ضعيف • (الجماعة رحمة) أي لزوم جماعة المسلمين موصل إلى الرحمة أو سبب للرحمة (والفرقة عذاب) أي مفارقتهم والانفراد عنهم سبب للعذاب (عبد الله) بن أحمد (أي زوائد المسند والقضاعي) في الشهاب (عن النعمان بن بشير) بإسناد ضعيف • الجمال (في الرجل اللسان) أي فصاحة اللسان طبعاً لا تطبعاً وتكلفاً على ما مر (ك) عن علي بن الحسين زين العابدين (مرسلاً) ورواه ابن لال مسنداً عن العباس • (الجمال صواب القول بالحق والكمال حسن الفعال بالصدق) هذا قال لعمه العباس لما جاء وعليه ثياب بيض فتبسم المصطفى فقال ما يضحكك قال جمالك قال وما الجمال فذكره (الحكيم) في نوادره (عن جابر) بإسناد ضعيف جداً (الجمال) بالفتح (في الإبل) أي في اتخاذها (والبركة) أي النمو وزيادة الخير (في الغنم) الضأن والمعز (والخيل في نواصيها الخير) أي معقود في نواصيها إلى يوم القيامة (الشيرازي في الألقاب عن أنس) بإسناد ضعيف • (الجمعة إلى الجمعة كفارة ما بينهما) من الصغائر (مالم تفش) بمثناة فوقية فمعجمتين مبنياً للمجهول أي تؤتي

أي تفعل (الكبائر) فإن فعلت فلا يكفرها إلا التوبة (هـ) عن أبي هريرة • (الجمعة) واجبة (على من سمع النداء) قال ابن رسلان استدل به الشافعي على أن الجمعة تجب على من كان خارج البلد وهو يسمع نداء المؤذن في المكان الذي يصلي فيه خلافاً لأبي حنيفة حيث قال لا تجب إلا على أهل البلد والحديث حجة عليه (هـ) عن ابن عمرو • (الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة) استدل به على أن من شرط الجمعة أن تقام في جماعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بعده لم ينقل عنهم ولا عن أحد في زمانهم ولا بعدهم أنه فعلها فرادى (إلا أربعة عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض) ومثله من له عذر مرخص في ترك الجماعة قال المناوي وإلا بمعنى غير وما بعدها بالجر صفة لمسلم اهـ وقال العلقمي قوله إلا أربعة عبد مملوك إلخ كذا في النسخ بصيغة المرفوع وقد يستشكل بأن المذكورات عطف بيان لأربعة وهو منصوب لأنه استثناء من موجب والجواب أنها منصوبة لا مرفوعة وكانت عادة المتقدمين أن يكتبوا المنصوب بغير ألف ويكتبوا عليه تنوين النصب ذكره النووي في شرح مسلم في مواضع تشبه هذا ورأيته أنا في كثير من كتب المتقدمين المعتمدة ورأيته في خط الذهبي في مختصر المستدرك وعلى تقدير أن تكون مرفوعة تعرب خبر مبتدأ محذوف أي هي لا عطف بيان (دك) عن طارق بمهملة وقاف (ابن شهاب البجلي) الأخمسي الصحابي الكوفي رأى المصطفى ولم يسمع منه شيئاً فالحديث مرسل بل وضعيف الإسناد • (الجمعة على من آواه الليل إلى أهله) أي واجبة على كل من كان بمحل لو أتى إليها أمكنه العود بعدها إلى وطنه قبل الليل (ت) عن أبي هريرة • (الجمعة واجبة إلا على امرأة أو صبي أو مريض) أي لا يلزمه الحضور إليها فإن حضر المكان الذي تقام فيه حرم انصرافه ما لم يزد ضرورة أو عبد أو مسافر (طب) عن تميم الداري قال البخاري في إسناده نظر • (الجمعة على الخمسين رجلاً وليس على ما دون الخمسين جمعة قال المناوي وبه أخذ بعض المجتهدين واشترط الشافعي أربعين بدليل آخر (طب) عن أبي أمامة بإسناد واه • (الجمعة واجبة على كل قرية) أي على أهلها زاد في رواية فيها أمام (وإن لم يكن فيها إلا أربعة) من الرجال (قط هق) عن أم عبد الله الدوسية بإسناد ضعيف ومنقطع • (الجمعة حج المساكين) يعني ذهاب العاجزين عن الحج إلى الجمعة هو لهم كالحج في حصول الثواب وإن تفاوت (ابن زنجويه في ترغيبه والقضاعي) في شهابه (عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (الجنازة متبوعة وليست بتابعة ليس منا) قال المناوي كذا رأيته بخط المولف وفي نسخ منها وهو أوضح (من تقدمها) أي لا يعد مشيعاً لها وبه أخذ أبو حنيفة قال الدميري جميع الأحاديث التي جاءت بالمشي خلف الجنازة ليست ثابتة وقال البيهقي الآثار التي جاءت في المشي أمامها أصح وأكثر ومذهب الشافعي المشي أمام الجنازة أفضل

سوء في ذلك الراكب والماشي وبه قال جماهير العلماء (هـ) عن ابن مسعود بإسناد معلول وفيه مجهول • (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله) بكسر المعجمة وتخفيف الراء وآخره كاف أحد سيور النعل (والنار مثل ذلك) لان سبب دخول الجنة والنار صفة الشخص وهو العمل الصالح والسيء وهو أقرب من شراك نعله إذ هو مجاور له والعمل صفة قائمة به قال ابن بطال فيه أن الطاعة موصلة إلى الجنة وأن المعصية مقربة إلى النار وأن الطاعة والمعصية قد تكون في أيسر الأشياء فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل من الخير أن يأتيه ولا في قليل من الشر أن يتجنبه فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها وقال ابن الجوزي معنى الحديث أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة والنار كذلك بموافقة الهواء وفعل المعصية (حم خ) عن ابن مسعود • (الجنة لها ثمانية أبواب) بعضها تختص بجماعة لا يدخل منه غيرهم كالريان للصائمين وباب الضحى للملازمين على صلاتها وبعضها مشترك (والنار لها سبعة أبواب) يدخلون منها أو طبقات ينزلون منها بحسب مراتبهم وهي جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية (ابن سعد عن عتبة بن عبد) • (الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) قال النووي قال القاضي عياض يحتمل أن هذا على ظاهره وأن الدرجات هنا المنازل التي بعضها أرفع من بعض في الظاهر وهذه صفة منازل الجنة كما جاء في أهل الغرف أنهم يتراؤون كالكوكب الدري ويحتمل أن المراد الرفعة بالمعنى من كثرة النعيم وعظم الإحسان مما لم يخطر على قلب بشر ولا يصفه مخلوق وأن أنواع ما أنعم الله عليه به من البر والكرامة يتفاضل تفاضلاً كثيراً ويكون تباعده في الفضل كما بين السماء والأرض في البعد قال القاضي والاحتمال الأول أظهر وهو كما قال انتهى كلام النووي قال العلقمي ولا مانع من جمع الاحتمالين وهو عندي أظهر لأن كل من كان أرفع منزلة كان نعيمه أكثر والله أعلم ولا يظن من هذا أن درجات الجنة محصورة بهذا العدد بل هي أكثر من ذلك ولا يعلم حصرها وعددها إلا الله تعالى ألا ترى أن في الحديث الآخر يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها فهذا يدل على أن في الجنة درجات على عدد آي القرآن (ابن مردويه عن أبي هريرة) ورواه الحاكم وقال على شرطهما • (الجنة مائة درجة) المراد التكثير لا التحديد (ولو أن العالمين) بفتح اللام ما سوى الله (اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم بسعتها وكثرة مرافقها (حم) عن أبي سعيد الخدري • (الجنة تحت أقدام الأمهات) قال المناوي يعني لزوم طاعتهن سبب لدخول الجنة وتمامه من شئن أدخلنا ومن شئن أخرجنا وهذا قاله لمن أراد الغزو معه ولو أم تمنعه فقال ألزمها ثم ذكره القضاعي (خط) في الجامع عن أنس وفيه مجهولان ورواه مسلم عن النعمان بن بشير • (الجنة تحت ظلال السيوف) أي ثواب الله والسبب الموصل إلى الجنة عند الضرب في سبيل الله وقال في النهاية هو كناية عن الدنو من الضرب في الجهاد حتى يعلوه السيف ويصير ظله

عليه (ك) عن أبي موسى بإسناد صحيح • (الجنة دار الأسخياء السخاء المحمود شرعاً لأن السخاء من أخلاق الله وهو يحب من تخلق بشيء من أخلاقه ومن أحبه أسكنه بجواره (عد) والقضاعي عن عائشة وهو كما قال حديث منكر بل قيل بوضعه (الجنة) أي حيطانها وسورها (لبنة من ذهب ولبنة من فضة) بين به أنها مبنية حقيقة دفعاً لتوهم أن ذلك تمثيل (طس) عن أبي هريرة ورجاله رجال الصحيح • (الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام) حقيقة أو أراد الرفعة المعنوية من كثرة النعيم (طس) عن أبي هريرة ورواه البخاري • الجنة بالمشرق) أي بلاد المشرق كالجنة في كثرة الأشجار لأنه ورد أن الجنة فوق السماء السابعة (فر) عن أنس بإسناد واه • (الجنة حرام على كل فاحش) أي ذي الفحش في كلامه وفعاله (أن يدخلها) المصدر المنسبك فاعل حرام على كل فاحش أو مبتدأ ثان وحرام خبره والجملة خبر الأول أي دخولها حرام على كل فاحش مع الأولين أو قبل تعذيبه إلا أن يحصل له من الله عفو ابن أبي الدنيا في الصمت (حل) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد لين • (الجنة لكل تائب والرحمه لكل واقف) عن التوبة مصر على المعاصي أي ترجى له رحمة الله (أبو الحسين بن المهتدي في فوائده عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (الجنة بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها) بكسر الميم أي طينها الذي بين كل لبنتين (المسك الأذفر بذال معجمة أي الذي لا خلط فيه أو الشديد الريح (وحصباؤها) أي حصاؤها الصغار (اللؤلؤ والياقوت) الأحمر والصفر (وتربتها الزعفران) فهو مسك باعتبار الريح وزعفران باعتبار اللون (من يدخلها ينعم لا ييأس) بمثناة تحتية ثم موحدة تحتية أي لا يفتقر ولا يحتاج بمعنى أن نعيمها لا يشوبه بؤس ولا يعقبه ما يكدره (ويخلد لا يموت) فمن رغب في دخولها فعليه من الإكثار من الأعمال الصالحة (لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم) أي لا يتغير (حم ت) عن أبي هريرة • (الجن ثلاثة أصناف فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء وصنف حيات وكلاب) أي بصورتها (وصنف يحلون ويظعنون) أي يقيمون ويرحلون (طب) والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات (عن أبي ثعلبة) بمثلثة (الخشنيّ) • (الجن لا تخبل) بخاء معجمة وموحدة تحتية (أحداً) أي لا تذهب عقله يقال خبله خبلاً فهو مخبول إذا أفسد عقله أو أفسد عضواً من أعضائه (في بيته عتيق) أي كريم (من الخيل) يقال فرس عتيق مثل كريم وزنا ومعنى والجمع عتاق ككرام وذا الخاصية علمها الشارع (ع طب) عن عريب بفتح العين المهملة وكسر الراء فمثناة تحتية فموحدة أبو عبد الله المليكي له هذا الحديث الواحد وإسناده ضعيف • (الجهاد واجب عليكم مع كل أمير) مسلم (براً كان أو فاجراً وأن هو عمل الكبائر) وإثمه على نفسه والإمام لا يعزل بالفسق (والصلاة) المكتوبة (واجبة عليكم خلف كل مسلم) اجتمعت فيه شروط الإمامة براً كان أو فاجراً وإن هو عمل الكبائر والاقتداء بغيره أفضل والصلاة واجبة عليكم على كل مسلم يموت (براً كان أو فاجراً وإن هو

(حرف الحاء)

عمل الكبائر) فالجهاد وصلاة الجماعة وصلاة الجنازة من فروض الكفايات (دع) عن أبي هريرة) ورواته ثقات لكن فيه انقطاع • (الجهاد أربع) أي جهاد النفس أربع مراتب الأولى والثانية (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بأن يجاهد نفسه على أن تأمر وتنهى ولا يخاف في ذلك لومة لائم (و) الثالثة (الصدق في مواطن الصبر) بأن يجاهدها على تحمل مشاق الدعوة إلى الله وتحمل أذى الخلق (و) الرابعة (شنآن) بالمد أي بغض (الفاسق) أي بغض الحالة التي هو عليها وإظهار معاداته لله (حل) عن علي بإسناد ضعيف • (الجلاوذة) بفتح الجيم جمع جلواذ بكسرها الشرطي كما في القاموس (والشرط) وزن رطب الجند أي أعوان السلطان واحده شرطي بضم فسكون (وأعوان الظلمة كلاب النار) أي يكونون في جهنم على صورة الكلاب أو ينجون على أهلها نبيح الكلاب لشدة العذاب أو هم أحقر أهل النار كما أن الكلب أخس الحيوانات (حل) عن ابن عمرو ابن العاص بإسناد ضعيف • (الجيران) بكسر الجيم جمع جار (ثلاثة فجار له حق واحد) عل جاره وهو أدنى الجيران حقاً (وجار له حقان وجار له ثلاثة حقوق فأما الذي له حق واحد فجار مشرك) أي كافر (لا رحم) لا قرابة (له) بينه وبين جاره المؤمن فهذا (له حق الجوار) بكسر الجيم وضمها والكسر أفصح (وأما الذي له حقان فجار مسلم) لا رحم له (له حق الإسلام وحق الجوار وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم البزار وأبو الشيخ في الثواب (حل) عن جابر بأسانيد ضعيفة (حرف الحاء) • (حافظ على العصرين) غلب العصر على الصبح أي على فعلها في أول وقتها خصهما بالذكر لاشتغال الناس في وقت العصر بأشغالهم وفي وقت الصبح بنومهم قالوا وما العصران قال (صلاة قبل طلوع الشمس) وهي الصبح (وصلاة قبل غروبها) وهي العصر (د ك هق) عن فضالة الليثي • (حامل القرآن) أي حافظه العامل به (موقى) أي محفوظ من كل سوء وبلاء فمن أذاه مقته الله وفي رواية يوقى بمثناة تحتية أوله (فر) عن عثمان بإسناد ضعيف • (حامل كتاب الله تعالى) أي حافظه (له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار) إن كان ذلك القدر لائقاً بمؤنته ومؤنة ممونه وإلا زيد أو نقص (فر) عن سليك الغطفاني بضم الغين المعجمة وسكون المهملة وفاء نسبة إلى غطفان قبيلة قال ابن الجوزي حديث موضوع • (حامل القرآن) العامل به (حامل راية الإسلام) فلا ينبغي له أن يلهو مع من يلهو وينبغي لغيره إجلاله تعظيماً لحق القرآن (من أكرمه فقد أكرم الله ومن أهانه فعليه لعنة الله) أي الطرد عن رحمة الله لازم له (فر) عن أبي أمامة بإسناد فيه وضاع • (حاملات) يعني النساء (والدات مرضعات رحيمات بأولادهن لولا ما يأتين إلى أزواجهن) أي من كفران العشير ونحوه (دخل مصلياتهن الجنة) يحتمل أن المراد مع السابقين أو من غير عذاب وعبر بالماضي لتحقق الوقوع وغير مصلياتهن لا يدخلنها

حتى يطهرن بالنار إن لم يعف عنهن (حم هـ طب ك) عن أبي أمامة • (حب الدنيا رأس كل خطيئة) فإنه يوقع في الشبهات ثم في المكروهات ثم في المحرّمات قال الغزالي وكما أن حبها رأس كل خطيئة فبغضها رأس كل حسنة (هب) عن الحسن البصري (مرسلاً) • (حب الثناء من الناس يعمي ويصم) أي يعمي عن طريق الرشد ويصم عن استماع الحق (فر) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (حب العرب) لكون المصطفى منهم علامة (إيمان) المحب (وبغضهم) علامة (نفاق) المبغض (ك) عن أنس وقال صحيح ورد بأنه ضعيف • (حب أبي بكر وعمر) علامة كمال (إيمان) المحب (وبغضهما نفاق) أي نوع منه (عد) عن أنس بن مالك بإسناد ضعيف • (حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني) قال المناوي لأن من علامة صدق الحب حب كلما ينسب إلى المحبوب ومن يحب إنساناً يحب كلب محلته (طس) عن أنس بإسناد ضعيف لكن له شواهد • (حب الأنصار آية الإيمان) أي علامته (وبغض الأنصار آية النفاق) لأنهم نصروا النبي صلى الله عليه وسلم وجاهدوا بالأموال والأنفس فمن أبغضهم من هذه الجهة فهو كافر حقيقة (ن) عن أنس ابن مالك • (حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما كفر وحب الأنصار من الإيمان وبغضهم كفر وحب العرب من الإيمان وبغضهم كفر ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله ومن حفظني فيهم) بالإكرام والاحترام (فأنا أحفظه يوم القيامة) أي أحرسه عن إدخاله النار (ابن عساكر عن جابر بإسناد ضعيف • (حبب إلى من دنياكم النساء) قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول الأنبياء زيدوا في في النكاح لفضل نبوتهم وذلك أن النور إذا امتلأ منه الصدر ففاض في العروق التذت النفس والعروق فأثارت الشهوة وقواها وقال الشيخ تقي الدين السبكي السر في إباحة نكاح أكثر من أربع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أراد نقل بواطن الشريعة وظواهرها وما يستحيي من ذكرها ومالا يستحي منه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياء فجعل الله له نسوة ينقلن من الشرع ما يرينه من أفعاله ويسمعنه من أقواله التي قد يستحيي من الإفصاح بها بحضرة الرجال ليتكمل نقل الشريعة فقد نقلن ما لم يكن ينقله غيرهن مما رأينه في منامه وحالة خلوته من الآيات البينات على نبوّته ومن جده واجتهاده في العبادة ومن أمور يشهد كل ذي لب أنها لا تكون إلا لنبي وما كان يشاهدها غيرهن فحصل بذلك خير عظيم (والطيب) لأنه يذكي الفؤاد ويقوّي القلب والجوارح ولأنه حظ الملائكة ولا غرض لهم في شيء من الدنيا سواه (وجعلت قرة عيني في الصلاة) ذات الركوع والسجود بمناجاة ربه (حم ن ك هق) عن أنس وإسناده جيد • (حببوا الله إلى عباده) يحتمل أن يكون المراد بأن تخبروهم أنه سبحانه وتعالى يقبل توبة المذنب وأن ملأت ذنوبه ما بين السماء والأرض وقال المناوي أي ذكروهم بما أنعم الله به عليهم ليحبوه فيشكروه

فيزيدوهم من فضله (يحبكم الله) أي يثيبكم (طب) والضياء عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (حبذا) كلمة مدح ركبت من كلمتين وهي مبتدأ على أحد الأقوال في إعرابها والمخصوص بالمدح خبرها على حذف مضاف والمشهور عند النحاة أن حب قعل ماض وذا فاعله والمخصوص بالمدح مبتدأ والجملة قبله خبر أي حب أي نعم هذا الأمر (المتخللون) أي تخلل المتخللين (من أمتي) أي المنقون أفواههم بالخلال من آثار الطعام أو المراد المخللون شعورهم وأصابعهم في الطهارة والحديث الآتي يفيد التعميم (ابن عساكر عن أنس) وفيه مجهول • (حبذا المتخللون) أي الذين يخللون أصابعهم وشعورهم (في الوضوء والطعام) بإخراج ما يتبقى بين الأسنان من الطعام (حم) عن أبي أيوب الأنصاري بإسناد حسن • (حبذا المتخللون بالوضوء والمتخللون من الطعام أما تخليل الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع وأما تخليل الطعام فمن الطعام) أي من أثره (أنه ليس شيء أشد على الملكين) الكاتبين الملازمين للمكلف (من أن يريا ما بين أسنان صاحبهما طعاماً وهو قائم يصلي) فرضاً أو نفلاً فالتخليل سنة مؤكدة (طب) عن أبي أيوب بإسناد ضعيف • (حبك الشيء يعمي ويصم) ترجم أبو داود لهذا الحديث باب الهوى وأراد بذلك شرح معناه وأنه خبر بمعنى التحذير من اتباع الهوى فإن الذي يسترسل في اتباع الهوى لا يبصر قبيح ما يفعله ولا يسمع نهي من ينصح وإنما يقع ذلك لمن يحب أحوال نفسه ولم ينتقد عليها انتهى وقال ابن رسلان يعمي ويصم عن طرق الهدى وإن كان له سمع وبصر ويعمي عن رؤية عيوب محبوبه كما قال الشاعر: وحبك الشيء يعمى عن قبائحه • ويمنع الأذن أن تصغي إل العدل (حم ت تخ) عن أبي الدرداء بإسناد ضعيف ووقفه أشبه (الخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي برزه) بتقديم الراء على الزاي (ابن عساكر عن عبد الله بن أنيس) تصغير أنس بإسناد حسن وزعم وضعه رد • (حتم على الله أن لا يستجيب دعوة مظلوم) دعا بها على ظالمه (ولا حد) من الناس (قبله) بكسر ففتح أي جهته (مثل مظلمته) أي في النوع أو الجنس (عد) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (حجبت) • وفي رواية حفت (النار بالشهوات) أي ما يستلذ من أمور الدنيا مما منع الشرع من تعاطيه (وحجبت الجنة بالمكاره) المراد بالمكاره هنا ما أمر المكلف بمجاهدة نفسه فيه فعلاً وتركاً كالإتيان بالعبادات على وجهها والمحافظة عليها واجتناب المنهيات قولاً وفعلاً وأطلق عليها مكاره لمشقتها على العامل وصعوبتها ومن جملتها الصبر على المصيبة والتسليم لأمر الله فيها وهذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع بلاغته في ذم الشهوات وإن مالت إليها النفوس

والحض على الطاعات وإن كرهتها النفوس وشقت عليها فكأنه قال لا يوصل إلى الجنة إلا بارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات ولا إلى النار إلا بتعاطي الشهوات وهما محبوبتان فمن خرق الحجاب دخل (خ) عن أبي هريرة ورواه مسلم أيضاً • (حجج تترى) أي واحدة على أثر واحدة (وعمر) جمع عمرة (نسقاً) بفتحتين منسوقات أي منظومات عطف بعضها على بعض (يدفعن ميتة السوء) بكسر الميم (وعيلة الفقر) بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية أي شدة الفقر (عب) عن عامر بن عبد الله بن الزبير مرسلاً (فر) عن عائشة بإسناد ضعيف • (حجة لمن لم يحج) حجة الإسلام (خير) له (من عشر غزوات) أي أفضل في حقه (وغزوة لمن قد حج خير) له (من عشر حجج وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر) لمشقة ركوبه (ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها والمائد فيه كالمنشحط في دمه) أي الذي تدور رأسه من ركوب البحر للجهاد في سبيل الله ثوابه كثواب المذبوح في الجهاد المضطرب في دمه (طب هب) عن ابن عمر بإسناد لا بأس به • (حجة) واحدة (خير من أربعين غزوة) لمن لم يحج وقد لزمه الحج (وغزوة) واحدة (خيره من أربعين حجة) قال المناوي لمن حج حجة الإسلام ولزمه الجهاد (البزار عن ابن عباس) ورجاله ثقات • (حجة قبل غزوة أفضل من خمسين غزوة) لمن لم يحج (وغزوة بعد حجة أفضل من خمسين حجة) قال المناوي أي أن تعين فرض الجهاد عليه (ولموقف ساعة في سبيل الله أفضل من خمسين حجة) قال المناوي لمن تعين الجهاد في حقه وظاهر هذه الأحاديث أن الجهاد في حق من حج حجة الإسلام أفضل مطلقاً أي سواء تعين عليه أو لم يتعين (حل) عن ابن عمر بن الخطاب • (حج عن أبيك واعتمر) وسببه كما في ابن ماجه عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الطعن أفأحج عنه قال حج فذكره أما الصحيح فلا يحج عنه لا فرضاً ولا نفلاً عند الشافعي وجوّز أبو حنيفة وأحمد النفل ثم هذا الحديث مخصوص بمن حج عن نفسه (ت ن هـ ك) عن أبي رزين بفتح الراء وكسر الراي لقيط بن عامر (العقيلي) قال الترمذي حسن صحيح • (حج عن نفسك ثم حج عن شبرمه) بشين معجمة مضمومة فموحدة ساكنة فراء مضمومة وصحف من قال شبرمنت وسببه كما في أبي داود عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول لبيك عن شبرمة فقال من شبرمة قال أخ أو قريب لي قال حججت عن نفسك قال لا قال حج عن نفسك فذكره وفيه أنه لا يصح ممن عليه حج واجب الحج عن غيره (د) عن ابن عباس ورواته ثقات • (حجوا قبل أن لا تحجوا) بفتح المثناة الفوقية أي قبل أن يحال بينكم وبين الحج (فكأني انظر إلى حبشي اصمع) بفتح الهمزة ثم سكون الصاد المهملة ثم ميم مفتوحة ثم عين مهملة قال في النهاية الأصمع الصغير الأذن من الناس وغيرهم (افدع) بفاء ودال مهملة بوزن افعل أي يمشي على ظهور قدميه قال في النهاية

الفدع بالتحريك زيغ بين عظم القدم وبين عظم الساق وكذا في اليد وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها (بيده معول) بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو (يهدمها) أي الكعبة (حجراً حجراً) فلا تعرم بعد ذلك وذلك قرب الساعة (ك هق) عن علي قال الحاكم صحيح ورد بأنه واه • (حجوا قبل أن لا تحجوا) ثم بين المانع بقوله (تقعد إعرابها) بفتح الهمزة سكون البوادي (على أذناب أوديتها) أي المواضع الذي ينتهي إليها مسيل الماء فيحولون بين الناس وبين البيت (فلا يصل إلى الحج أحد) قال المناوي وذلك بعد رفع القرآن وموت عيسى (هق) عن أبي هريرة وإسناده واه • (حجوا فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن) أي الوسخ فهو يكفر الصغائر والكبائر (طس) عن عبد الله ابن جراد وفي إسناده كذاب • (حجوا تستغنوا) بأن يبارك لكم فيما رزقكم (وسافروا تصحوا) لأن السفر مصحة للبدن (عب) عن صفوان بن سليم بضم المهملة وفتح اللام (مرسلاً) وأسنده الديلمي • (حد) بدال مهملة (الجوار) بكسر الجيم وضمها (أربعون داراً) من كل جانب من الجوانب الأربع فإذا أوصى لجيرانه صرف إلى من ذكر قال المناوي وصوابه حق بالقاف بدل الدال المهملة ولم يبين وجه الصواب (هق) عن عائشة بإسناد ضعيف • (حد الساحر ضربه) بالإضافة للمفعول (بالسيف) أي حده القتل به أن اعتقد أن لسحره تأثيراً بغير القدر أو كان سحره لا يتم إلا بمكفر (ت ك) عن جندب قال الحاكم صحيح غريب وقال غيره الصحيح موقوف • (حد يعمل في الأرض) أي يقام على من استحقه (خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحاً) أي أنفع من ذلك لئلا تنتهك حقوق الله تعالى فيغضب لذلك (ن هـ) عن أبي هريرة • (حد الطريق) أي مقدار عرضه (سبعة أذرع) فإذا تنازع القوم في ذلك عند إحياء الموات جعل كذلك كما مر (طس) عن جابر بإسناد حسن • (حدثوا عن بني إسرائيل) أي بلغوا عنهم القصص والمواعظ ونحو ذلك (ولا حرج) عليكم في التحديث عنهم ولو بلا سند لتعذره بطول الأمد فيكفي غلبة الظن بأنه عنهم (هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (حدثوا عني بما تسمعون) يعني بما صح عندكم من جهة السند الذي به يقع التحرز عن الكذب ولا تحدثوا بكل ما بلغكم مما لا يصح سنده (ولا تقولوا) عني (إلا حقاً) إلا ما طابق الواقع (ومن كذب علي) بتشديد الياء أي قوّلني ما لم أقله (بنى) بالبناء للمفعول (له بيت في جهنم يرتع فيه) ويخلدان استحل (طب) عن أبي قرصافه بكسر القاف حيدرة بن خيشنة الكناني • (حدثوا الناس بما يعرفون) أي بما يفهمونه وتدركه عقولهم ولا تحدثوهم بغير ذلك (أتريدون) بهمزة الاستفهام الإنكاري (أن يكذب الله ورسوله) بشدة الذال مفتوحة لأن السامع لما لا يفهمه يعتقد استحالته جهلاً فلا يصدق في وجوده فيلزم التكذيب (فر) عن علي مرفوعاً وهو في البخاري موقوف عليه وإسناده المرفوع واه بل قيل موضوع

• (حدثني جبريل قال يقول الله تعالى لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن عذابي) فمن أراد دخول ذلك الحصن فليجمع جوارحه فينطق بالشهادة بلسانه عن جميع ذاته وقلبه وجوارحه والحصن المكان الذي لا يقدر عليه يقال تحصن إذا دخل الحصن واحتمى به (ابن عساكر عن علي) • (حذف) بمهملة فمعجمة (السلام) أي الإسراع به وعدم مده (سنة) والمراد سلام الصلاة (حم د ك هـ ق) عن أبي هريرة قال الترمذي حسن صحيح • (حرس ليلة في سبيل الله على ساحل البحر أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله) أي في وطنه وهو مقيم بين أهله وعياله (ألف سنة السنة ثلثمائة يوم اليوم كألف سنة) قال الذهبي في الميزان هذه عبارة عجيبة لو صحت لكان مجموع ذلك الفضل ثلثمائة ألف ألف سنة وستين ألف ألف سنة (هـ) عن أنس وهذا حديث منكر • (حرس ليلة في سبيل الله عز وجل أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها) ببناء يقام ويصام للمجهول ومحله إذا تعين الحرس لاشتداد الخوف (طب ك هب) عن عثمان وإسناده حسن • (حرم الله الخمر) أي شرب شيء منها وإن قل وهي المتخذة من عصير العنب (وكل مسكر حرام) وإن اتخذ من غير العنب (ن) عن ابن عمر بن الخطاب • (حرم) بالبناء للمجهول بضبط المؤلف (لباس الحرير) أي الخالص أو ما أكثره منه (والذهب على ذكور أمتي) أي الرجال العقلاء بلا ضرورة ولا حاجة (وأحل لإناثهم) وأطفالهم لبسا وافتراشاً (ت) عن أبي موسى الأشعري وقال حسن صحيح ونوزع • (حرم) بالبناء للمفعول (على عينين أن تنالهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر) في القتال أو الرباط في الثغر فهذان لا يردان النار إلا تحلة القسم جزاء بما كانوا يعملون (ك هب) عن أبي هريرة وفيه انقطاع • (حرم ما بين لابتي المدينة على لساني) أي لم تكن محرمة كما كانت مكة بل حدث تحريمها على لساني (خ) عن أبي هريرة (ن) عن أبي سعيد الخدري • (حرم على النار) لفظ رواية أحمد حرمت النار (كل) إنسان (هين لين سهل قريب من الناس) والمراد المسلم الذي يكون كذلك (حم) عن ابن مسعود بإسناد حسن • (حرمت التجارة في الخمر) أي بيعها وشراؤها لا يصح لنجاستها قال العلقمي وسببه كما في البخاري وأبي داود عن عائشة قالت لما نزلت الآيات الأواخر من سورة البقرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأهن علينا وقال حرمت فذكره (خ د) عن عائشة • (حرمت النار على عين بكت) قال في المصباح بكى يبكي بكى وبكاء بالقصر والمد وقد جمع الشاعر اللغتين فقال: بكت عيني فحق لها بكاها • وما يغني البكاء ولا العويل (من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله) أي في الحرس في الرباط أو لقتال (وحرمت النار على عين غضت) أي خفضت وأطرقت (عن) نظر (محارم الله) أي عن تأمل شيء مما حرمه الله (أو عين فقئت) أي غارت أو شقت (في سبيل الله) في قتال

الكفار بسببه (طب ك) عن أبي ريحانة شمعون بمعجمة وقيل بمهملة زيد الأزدي ورجاله ثقات • (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم) قال النووي هذا في شيئين أحدهما تحريم التعرض ملهن بريبة من نظر محرم وخلوة وحديث محرم وغير ذلك والثاني برهن والإحسان إليهن وقضاء حوائجهن التي لا يترتب عليها مفسدة فلا يتوصل بها إلى ريبة ونحوها وقوله صلى الله عليه وسلم في الذي يخون المجاهد في أهله أن المجاهد يأخذ يوم القيامة من حسناته (وما من رجل من القاعدين خلف رجلاً من المجاهدين في أهله (إلا وقف له يوم القيامة فقيل له) أي فتقول الملائكة بإذن ربهم (قد خلفك) وفي نسخة شرح عليها المناوي خانك هذا الإنسان (في أهلك فخذ من حسناته ما شئت فيأخذ من عمله) أي الصالح (ما شاء فما) استفهامية (ظنكم) قال المناوي أي فما ظنكم بمن أحله الله هذه المنزلة وخصه بهذه الفضيلة أو فما تظنون في ارتكاب هذه الجريمة هل يتركون معها وقال العلقمي فما ظنكم معناه ما تظنون في رغبته في أخذ حسناته والاستكثار منها في ذلك المقام أي لا يبقى منها شيئاً إن أمكنه (حم م دن) عن بريدة ابن الحصيب • (حرمة الجار على الجار) أي حرمة ماله وعرضه عليه (كحرمة دمه) أي كحرمة سفك دمه بالقتل فكما أن قتله حرام فما له وعرضه عليه حرام وإن تفاوت المقدار (أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف • (حرمة مال المسلم كحرمة دمه) فكما لا يحل قتله لا يحل أخذ شيء من ماله بغير رضاه إلا لمضطر فيحل له أخذ ما زاد عن كفاية المالك ويلزمه البدل وقيل المراد وجوب الدفع عنه وصونه له (حل) عن ابن مسعود وهو غريب ضعيف • (حريم البئر وهو ما تمس الحاجة إليه لتمام الانتفاع بها ويحرم على غير المختص بها الانتفاع به (مدّر شانها) بكسر الراء والمدّ حبلها الذي يتوصل به لمائها من جميع الجهات وعرفه الفقهاء بأنه المكان الذي لو حفر فيه نقص ماؤها أو خيف أنهارها (هـ) عن سعيد بإسناد لين • (حريم النخلة مدّ جريدها) فإذا كان جريدها خمسة أذرع مثلاً فحريمها كذلك (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (وعن عبادة بن الصامت) • (حزقة) بالرفع والتنوين أي أنت حزقة وهو بضم المهملة والزاي وشدة القاف وقوله (حزقة) كذلك أو خبر مكرر وروى بالضم غير منوّن أي يا حزقة قال العلقمي فحذف حرف النداء وهو في الشذوذ كقولهم أطرق كرا لأن حرف النداء إنما يحذف من لعلم المضموم أو المضاف اهـ والحزقة القصير الضعيف وقيل العظيم البطن (تزق) أي اصعد (عين بقة) منادى ذهب به إلى صغر عينه تشبيهاً له بعين البعوضة وسببه أنه كان يرقص الحسن أوالحسين ويقوله ملاعبة له (وكيع) بفتح فكسر (في) كتاب (الغرر) بضم المعجمة (وابن السني في عمل يوم وليلة) (خط) وابن عساكر عن أبي هريرة وفي إسناده مجهول وبقيته ثقات • (حسان) بالفتح والتشديد (حجاز) بالزاي وفي رواية بالباء وفي رواية أخرى حاجز (بين

المؤمنين والمنافقين) لأنه يناضل عنهم بلسانه وسنانه فلأجل ذلك (لا يحبه منافق ولا يبغضه مؤمن) وهو حسان بن ثابت شاعر النبي صلى الله عليه وسلم (ابن عساكر عن عائشة) ورواه عنها أبو نعيم أيضاً • (حسب) بسكون السين (المؤمن من الشقاق والخيبة) أي يكفيه منها (أن يسمع المؤذن يثوب بالصلاة) أي يقول الصلاة خير من النوم (فلا يجيبه) بالحضور إلى الصلاة فإنه قد فاته خير كثير (طب) عن معاذ بن أنس بإسناد حسن • (حسب امرء من البخل أن يقول) لمن له عليه دين (آخذ حقي كله ولا ادع منه شيئاً) قال المناوي فإن من البخل بل الشح والدناءة المضايقة في التافه ولذلك ردت به الشهادة (فر) عن أبي أمامة • (حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون) قال العلقمي قال شيخنا حسب مبتدأ من نساء العالمين متعلق به مريم خبره والخطاب أما عام أو لأنس أي كافيك معرفتك فضلهن من معرفة سائر النساء قال الشيخ الرملي وأفضل نساء العالمين مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ثم خديجة ثم عائشة ثم آسية (حم ت حب ك) عن أنس بإسناد صحيح • (حسبي الله ونعم الوكيل) أي النطق بهذا مع اعتقاد معناه بالقلب والإخلاص وقوة الرجاء (أمان لكل خائف) ومن يتوكل على الله فهو حسبه أليس الله بكاف عبده (فر) عن شداد بن أوس بإسناد صحيح • (حسبي رجائي من خالقي) أي يكفيني حسن أملي وحسن ظني به (وحسبي ديني من دنياي) أي يكفيني لأن المال غاد ورائح والعاقل من أثر ما يبقى على ما يفنى (حل) عن إبراهيم بن أدهم العابد الزاهد (عن أبي ثابت مرسلاً) • (حسن الخلق بضمتين خلق الله الأعظم) قال المناوي أي هو أعظم الأخلاق أي الأخلاق المائة والسبعة عشر التي خزنها الله لعباده في خزائن جوده قال بعضهم ومن حسن الله خلقه أحبه ومن أحبه القى محبته في قلوب عباده وفي حديث الحكيم الترمذي ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة اهـ وقال الشيخ هو على تقدير من (طب) عن عمار بن ياسر بإسناد ضعيف جداً • (حسن الخلق) بضمتين (نصف الدين) فينبغي للإنسان أن يعالج نفسه على تحمل أذى الناس وكف الأذى عنهم لأن حسنه يؤدي إلى صفاء القلب ونزاهته وإذا صفا عظم النور وانشرح الصدر ونشطت الجوارح للأعمال الظاهرة فهو نصف بهذا الاعتبار (فر) عن أنس وفيه مجهول • (حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد) وهو الماء الجامد من شدة البرد لأن صنائع المعروف إنما تنشأ عن حسن الخلق والصنائع حسنات والحسنات يذهبن السيئات (عد) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (حسن الشعر بفتحتين (مال وحسن الوجه مال وحسن اللسان مال والمال مال) يعني في المنام فهذه الأمور كلها كل واحد منها يؤول بالمال إذا رئيت في النوم فمن رأى شعراً حسناً في منامه فهو مال وهكذا في الجميع (ابن عساكر عن أنس بإسناد ضعيف

• (حسن الصوت زينة القرآن) لأن ترتيله والجهر به بترقق وتحزن زينة وبهجة (طب) عن ابن مسعود وفي سعد بن زر بي ضعيف • (حسن الظن) أي بالمسلمين وبالله تعالى (من جملة حسن العبادة) التي يتقرب بها إلى الله تعالى وفائدة هذا الحديث الأعلام بأن حسن الظن عبادة من العبادات الحسنة كما أن سوء الظن معصية من معاصي الله تعالى كما قال الله تعالى أن بعض الظن إثم أي وبعضه حسن من العبادة وقيل معناه من حسنت عبادته حسن ظنه كما قيل في قوله صلى الله عليه وسلم لا يموتن أحدكم ألا وهو يحسن الظن بالله تعالى وقيل في قوله تعالى ولا تموتن إلا وانتم مسلمون أي محسنون بربكم الظن وإطلاق الحديث يقتضي أن حسن الظن بالمسلم المستور حاله من حسن العبادة سواء كان مصيباً في ظنه أم مخطئاً وبهذا قال بعضهم في وصيته لمريده خطأ في حسن الظن أفضل من أصابتك في سوء الظن فكما يجب عليك السكوت بلسانك عن مساوي خلقه يجب عليك السكوت بقلبك عن سوء الظن فإن سوء الظن بالمسلم غيبة بالقلب وهي منهي عنها ويجوز أن يكون قوله في الحديث من حسن العبادة من إضافة الصفة إلى الموصوف كمسجد الجامع تقديره حسن الظن من العبادة الحسنة (دك) عن أبي هريرة • (حسن الملكة) بفتح الميم واللام أي حسن صنيع الإنسان إلى مماليكه والصحبة لهم بالمعروف نماء) بالفتح والتخفيف والمد أي زيادة ورزق وأجر وارتفاع مكانة عند الله يقال نما الشيء ينمو نمواً وينمي نماء وهو الزيادة والكثرة (وسوء الخلق شؤم) والشؤم يورث الخذلان (والبر) بالكسر (زيادة في العمر) معنى زيادته بركته (والصدقة تمنع ميتة السوء) بكسر الميم هي الموت على وجه النكال والفضيحة (حم طب) عن رافع بن مكيث بفتح الميم وكسر الكاف فمثناة تحتية فمثلثة واختلف في صحبته وفيه راو لم يسم وبقيته ثقات • (حسن الملكة يمن) قال البيضاوي أي يوجب اليمن أي البركة والخير إذا الغالب أنهم إذا رأف السيد بهم وأحسن إليهم كانوا أشفق عليه وأطوع له واسعي في حقه وكل ذلك يؤدي إلى اليمن والبركة (وسوء الخلق) معهم (شؤم) لأنه يورث البغض والنفرة ويثير اللجاج والعناد وقصد الأنفس والأموال بما يؤذي ويكدر العيش (د) عن رافع بن مكيث • (حسن الملكة) أي الرفق بالمملوك (يمن) أي يجلب البركة والخير (وسوء الخلق) معه (شؤم) لما تقدم (وطاعة المرأة ندامة) أي تؤدي إلى الندم لنقص عقلها (والصدقة تدفع) وفي نسخة تمنع (القضاء السوء) أي تسهله (ابن عساكر عن جابر) بإسناد حسن • (حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً) فيه طلب الجهر بالقراءة وتحسين الصوت ومحله فيمن أمن من الرياء ولم يؤذ نحو مصل (الدارمي ومحمد بن نصر في) كتاب الصلاة (ك) عن البراء بن عازب • (حسين منى وأنا منه) علم بنور الوحي ما يحدث بينه وبين القوم فخصه بالذكر وبين أنهما كشيء واحد في حرمة المحاربة • (أحب الله من أحب حسيناً) فإن محبته محبة الرسول ومحبة الرسول محبة

الله (الحسن والحسين سبطان من الأسباط) جمع سبط وهو ولد الولد قال في النهاية أي أمة من الأمم في الخير وسببه كما في ابن ماجه عن سعيد بن أبي راشدان يعلي بن مرة حدثهم أنهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له فإذا حسين يلعب في السكة قال فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفز هاهنا وهاهنا ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فاس رأسه وقبله وقال حسين مني فذكره (خدت هـ ك) عن يعلي بن مرة رضي الله عنه • (حصنوا أموالكم بالزكاة) أي بإخراجها فما تلف مال في بر ولا بحر إلا بمنعها (وداووا مرضاكم بالصدقة) فإنها أنفع من الدواء الحسي (وأعدوا للبلاء الدعاء) قال المناوي بأن تدعوا عند نزوله فإنه يرفعه اهـ ويحتمل أن يكون المراد طلب الإكثار من الدعاء مطلقاً لحديث تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة لكن الحديث الثاني مؤيد لما قاله المناوي (طب حل خط) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف • (حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة) أي صدقة التطوع (واستعينوا على حمل البلاء بالدعاء) إلى الله (ولتضرع) إليه فإنه يدفعه أو يخففه (د) في مراسيله عن الحسن البصري مرسلاً • (حضرموت) غير منون للعملية والتركيب (خير من بني الحارث) أي هذه القبيلة أفضل من هذه القبيلة (طب) عن عمرو بن عبسة بإسناد حسن • (حضر ملك الموت رجلاً يموت) أي في النزع فشق أعضاءه أي جرى فيها وفتشها (فلم يجده عمل خيراً قط) بعضو من أعضائه (ثم شق قلبه فلم يجد فيه خيراً قط ففك لحييه فوجد طرف لسانه لاصقاً بحنكه يقول لا إله إلا الله فغفر له) بالبناء للمفعول والفاعل الله (بكلمة الإخلاص) أي بسبب إخلاصه بها (ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين (هب) عن أبي هريرة • (حقت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) تقدم الكلام عليه في حجبت النار بالشهوات (حم م ت) عن أنس بن مالك (م) عن أبي هريرة (حم) في الزهد عن ابن مسعود موقوفاً ورواه البخاري أيضاً • (حفظ الغلام الصغير كالنقش في الحجر) أي يثبت ولا يسرع إليه النسيان • (وحفظ الرجل بعد ما يكبر) بفتح الباء الموحدة قال في الصحاح كبر إذا طعن في السن بكبر بالكسر في الماضي والفتح في المضارع وأما كبر بمعنى عظم يكبر فبالضم فبهما (كالكتابة على الماء) أي فإن حفظه لا يثبت كما لا تثبت الكتابة على الماء لضعف حواسه (خط) في الجامع عن ابن عباس • (حقاً) بالنصب مصدر لفعل محذوف تقديره حق حقاً (على المسلمين) أي على كل منهم (أن يغتسلوا) أي أن يغتسل من أراد حضور صلاة الجمعة منهم وأن يغتسلوا فاعل الفعل المحذوف أو المصدر (يوم الجمعه) أفاد أن الغسل وقته يدخل بطلوع الفجر وهو ما عليه الشافعي (وليمس) بفتح الميم وتضم (أحدهم من طيب أهله) إن وجده (فإن لم يجد فالماء له طيب) بكسر الطاء وسكون التحتية أي يقوم مقام الطيب (ت) عن البراء بن عازب • (حق المسلم على المسلم خمس)

من الخصال والحق يعم وجوب العين والكفاية والندب (رد السلام) فرض عين من الواحد وفرض كفاية من جماعة يسلم عليهم (وعيادة المريض) للمسلم فهي واجبة حيث لا متعهد له وإلا فمندوبة (واتباع الجنائز) فهو فرض كفاية (وإجابة الدعوة) بفتح الدال أي إلى وليمة العرس فتجب فإن كانت لغيرها ندبت (وتشميت العاطس) الدعاء له بالرحمة إذا حمد الله فهو سنة وعطف السنة على الواجب جائز مع القرينة قال بعضهم ولا يضيع حق أخيه بما بينهما من مزيد المودة ولما قدم الحرير من الحج وكان صديق الجنيد بدأ به الحرير قبل دخوله منزله فسلم عليه ثم ذهب لمنزله فلم يستقر إلا والجنيد عنده فقال إنما بدأت بك لئلا تجيء فقال هذا حقك وذاك فضلك (ق) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه • (حق المسلم على المسلم ست) من الخصال (إذا لقيته فسلم عليه) ندباً (وإذا دعاك فأجبه) وجوباً أو ندباً على ما مرا وإذا استنصحك فانصح له) وجوباً وكذا يجب النصح وإن لم يستنصحه (وإذا عطس وحمد الله فشمته) بأن تقول له يرحمك الله ندباً (وإذا مرض فعده) أي زره في مرضه (وإذا مات فاتبعه) حتى تصلي ويدفن ومفهوم العدد لا يفيد الحصر فللمسلم حقوق أخر (خد) عن أبي هريرة • (حق الزوج على زوجته أن لا تمنعه نفسها) إذا أراد جماعها فيلزمها ذلك (وإن كانت) راكبة (على ظهر قتب) أي نحو بعير أو المراد حال ولادتها إن أمكن (وأن لا تصوم يوماً واحداً) نفلاً (إلا بإذنه) أن حضروا أمكن استئذانه (إلا الفريضة) كذا في نسخ المؤلف بخطه وفي رواية إلا المريضة أي التي لا يمكن الاستمتاع بها فلها الصوم بدونه (فإن فعلت) أي صامت بغير إذنه (اثمت) وصح صومها ولم يتقبل منها) صومها فلا تثاب عليه (وأن لا تعطي) فقير أولا غيره (من بيته شيئاً) من طعام ولا غيره (إلا بإذنه) الصريح أو علم رضاه به وبقدر المعطي (فإن فعلت) بأن أعطت تعدياً (كان له الأجر وكان عليه الوزر) لافتياتها عليه (وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه) الصريح إذا كان حاضراً بالبلد وأن لموت أبيها أو أمها (فإن فعلت) لغير ضرورة (لعنها الله وملائكة الغضب حتى تتوب أو تراجع) أي ترجع (وإن كان ظالماً) في منعه لها من الخروج وهذا كأنه لمزيد الزجر (الطيالسي) أبو داود (عن ابن عمر) بن الخطاب • (حق الزوج على المرأة) أي امرأته (أن لا تهجر فراشه) بل تأتيه فيه ليقضي منها وطره إن أراد (وأن تبر قسمه) إذا حلف على فعل شيء أو تركه وهو مما لا يخالف الشرع (وأن تطيع أمره) الذي لا يخالف الشرع (وأن لا تخرج من بيته) إلا بإذنه (وأن لا تدخل إليه من يكره) أي من يكرهه أو يكره دخوله وإن لم يكرهه ولو نحو أمه أو ولدها من غيره فإن فعلت أثمت (طب) عن تميم الداري نسبة إلى جده الدار بن هانئ وإسناده ضعيف • (حق الزوج على زوجته) أي من حقه عليها (أن) بفتح الهمزة (لو كانت به قرحة فلحستها) بلسانها غير مستقذرة لذلك (ما أذت حقه) أي حق الزوج على زوجته عظيم لا تستطيع تأديته والمراد الحث على طاعة الزوج وعدم كفران

نعمته وسببه امتناع ابنة رجل من التزويج حتى شكاها للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت حتى أعلم ما حق الزوج فذكره (ك) عن أبي سعيد قال الحاكم صحيح ورده الذهبي وقال بل منكر • (حق المرأة على الزوج) أي من حقها عليه (أن يطعمها إذا طعم ويكسوها إذا اكتسى ولا يضرب الوجه ولا يقبح) بتشديد الموحدة مكسورة أي لا يسمعها مكروهاً ولا يقل قبحك الله (ولا يهجر) وفي رواية ولا يهجرها (إلا في المبيت) أي في المضجع عند النشوز أما الهجر في الكلام فإنه حرام إلا لعذر (طب ك) عن معاوية بن حيدة بفتح المهملة قال الحاكم صحيح واقروه • (حق الجار) على جاره (إن مرض عدته) في مرضه (وإن مات شيعته) إلى المصلى وتصلي عليه وإلى الدفن أفضل (وإن استقرضك) أي طلب منك أن تقرضه شيئاً (اقرضته) إن وجدت (وإن اعور) أي بدت منه عورة (سترته وإن أصابه خير) أي حادث سرور (هنأته) به (وإن أصابته مصيبة) في نفس أو مال أو أهل (عزيته) بما ورد (ولا ترفع بناءك فوق بنائه) رفعاً يضره شرعاً كما بينه بقوله (فتسد عليه الريح) أو الضوء فإن خلا عن الضرر جاز الرفع إلا لذمي على مسلم (ولا تؤذه بريح قدرك) بكسر فسكون أي طعامك الذي تطبخه في القدر فأطلق الظرف وأراد المظروف (إلا أن تغرف له منها) شيئاً يقع موقعاً من كفايته وإن لم يكفه (طب) عن معاوية بن حيدة • (حق الولد على الوالد) أي الأصل وإن علا أي من حقه عليه (أن يعلمه الكتابة) لعموم نفعها (والسباحة) بكسر المهملة وفتح الموحدة أي العوم (والرماية) بالقوس (وأن لا يرزقه إلا طيباً) قال المناوي بأن يرشده إلى ما يحمد من المكاسب ويحذره من غيره ويبغضه إليه انتهى ويحتمل أن يكون المراد لا يطعمه إلا حلالاً (الحكيم) الترمذي (وأبو الشيخ) ابن حبان في الثواب (هب) عن أبي رافع مولى المصطفى صلى الله عليه وسلم وإسناده ضعيف • (حق الولد على والده أن يحسن اسمه) أي يسميه باسم حسن • (وأن يزوجه إذا أدرك) أي بلغ (ويعلمه الكتاب) أي القرآن ويحتمل إرادة الخط (حل فر) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (حق كبير الإخوة على صغيرهم) أي في احترامه وتعظيمه وتوقيره واستشارته (كحق الوالد على ولده (هب) عن سعيد بن العاص بإسناد ضعيف • (حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه وأن يحسن أدبه) بأن يعلمه الآداب الشرعية الواجبة والمندوبة ويحثه على مكارم الأخلاق (هب) عن ابن عباس بإسناد واه بل قيل موضوع • (حق الولد على والده أن يحسن اسمه وان يحسن موضعه) في نسخ بالواو بأن تكون أمه دينة من أصل طيب أو يكون موضع إقامته يتيسر فيه تحصيل القرآن والعلم لكثرة القراء والعلماء وفي بعضها بالراء أي رضاعه (وأن يحسن أدبه) كما تقدم (هب) عن عائشة بإسناد ضعيف • (حق الله على كل مسلم) أراد حضور الجمعة وإن لم تلزمه (أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً) قال في الفتح أبهم في هذه الطريق وقد عينه جابر في حديثه عند النسائي بلفظ الغسل واجب على كل

مسلم في كل أسبوع يوماً وهو يوم الجمعة وصححه ابن خزيمة والمراد بالحق والواجب أنه يندب ندباً مؤكداً يقرب من الواجب (يغسل فيه) أي في اليوم (راسه وجسده) ذكر الراس وإن كان الجسد شاملاً له اهتماماً به (ق) عن أبي هريرة • (حق على كل مسلم السواك) في جميع الأحوال إلا بعد الزوال للصائم بما يزيل القلح (وغسل يوم الجمعة) ويدخل وقته بطلوع الفجر وتقريبه من ذهابه فضل (وأن يمس من طيب أهله) أي حلائله (إن كان) متيسراً فإن الملائكة تحبه والشيطان ينفر منه (البزار عن ثوبان) بإسناد حسن • (حق على من قام من مجلس أن يسلم عليهم) أي أهل المجلس عند مفارقتهم (وحق على من أتى مجلساً أن يسلم عليهم) عند قدومه فيندب ذلك (طب هب عن معاذ بن أنس الجهني وفيه ابن لهيعة وابن قائد ضعيفان • (حق على الله عون من نكح التماس العفاف عما حرم الله) عليه بأن ييسر له الصداق والنفقة من وجه حلال (عد) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (حقيق بالمرء) المسلم (أن يكون له مجالس يخلو فيها) بنفسه (ويذكر ذنوبه) أي يستحضرها في ذهنه ويستقبح فعله (فيستغفر الله منها) استغفاراً مقروناً بالتوبة المتوفرة الشروط (هب) عن مسروق مرسلاً هو ابن الأجدع الهمداني رحمه الله • (حكيم أمتي عويمر) تصغير عامر وهو أبو الدرداء تقدم الكلام عليه في أن لكل أمة حكيماً (طس) عن شريح بضم المعجمة وفتح الراء (ابن عبيد) الحضرمي (مرسلاً) وإسناده ضعيف • (حلق القفا) بالقصر أي الشعر الذي فيه (من غير حجامة مجوسية) أي من عمل المجوس وزيهم فيكره ذلك (ابن عساكر عن عمر • (حلوة الدنيا) بضم الحاء المهملة (مرة الآخرة ومرة الدنيا حلوة الآخرة) قال المناوي يعني لا تجتمع الرغبة فيها والرغبة في الله والآخرة ولا تسكن هاتان الرغبتان في محل واحد ولهذا قال روح الله عيسى لا يستقيم حب الدنيا والآخرة في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد ويحتمل أن يكون المراد بحلوة الدنيا ما تشتهيه النفس في الدنيا مرة أي يعاب عليه في الآخرة ومرة الدنيا ما يشق عليها من الطاعات حلوة الآخرة أي يثاب عليه في الآخرة (حم طب ك هب) عن ابن مالك الأشعري بإسناد صحيح • (حليف القوم منهم) الحليف المعاهد يقال إذا تعاهدا أو تعاقدا على أن يكون أمرهما واحداً في النصرة والحماية (وابن أخت القوم منهم) أي يتصل بهم في جميع ما ينبغي أن يتصل به كالنصرة (طب) عن عمرو بن عوف وفيه الواقدي ضعيف • (حمزة بن عبد المطلب) أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء (أخى من الرضاعة) قاله حين قيل له أإلا تخطب ابنة عمك حمزة (ابن سعد عن ابن عباس وأم سلمة) • (حمزة سيد الشهداء يوم القيامة) لنصره للإسلام حين بدا غريباً (الشيرازي في الألقاب عن جابر) بن عبد الله رضي الله عنهما • (حمل نوح معه في السفينة من جميع الشجر) حين الطوفان (ابن عساكر عن عليّ) كرم الله وجهه • (حملة القرآن) حفظته العاملون به

(عرفاء أهل الجنة يوم القيامة) زاد في رواية والشهداء قواد أهل الجنة والأنبياء سادة أهل الجنة (طب) عن الحسين بن علي بإسناد ضعيف لكن المتن صحيح • (حملة القرآن) العاملون به (أولياء الله فمن عاداهم عادى الله) ومن عاداه فقد أبعده من رحمته (ومن والاهم فقد والى الله) ومن والاه فقد أفاض رحمته ومن عليه بجزيل نعمته (فر) وابن النجار عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (حمل العصا) بالقصر على العاتق أو للتوكئ عليها (علامة المؤمن وسنة الأنبياء) بشهادة عصى موسى وكان للنبي صلى الله عليه وسلم عنزة تحمل معه في سفره فحملها سنة (فر) عن أنس بإسناد فيه وضاع • (حواري) أي ناصري (الزبير) بن العوام (من الرجال) حال من المبتدأ على ما عليه سيبويه (وحواري من النساء عائشة) بنت الصديق أي هما من جملة من نصره وأعانه (الزبير بن بكار وابن عساكر عن أبي الخير مرثد) بفتح الميم وسكون الراء ومثلثة (ابن عبد الله) اليزني بفتح التحتية وزاي ونون (مرسلاً) • (حوسب رجل) أي يحاسب يوم القيامة فعبر بالماضي لتحقق الوقوع (ممن كان قبلكم) من الأمم (فلم يوجد له من الخير شيء) أي من الأعمال الصالحة عام مخصوص لأن عنده الإيمان (إلا أنه كان رجلاً موسراً وكان يخالط الناس) أي يعاملهم (وكان يأمر غلمانه) الذين يعانون ديونه (أن يتجاوزوا عن المعسر) أي الفقير المديون بأن يحطوا عنه أو ينظروه إلى ميسرة (فقال الله عز وجل لملائكته نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه) أي عن ذنوبه ومقصود الحديث الحث على المساهلة في التقاضي (خدت ك هب) عن ابن مسعود بل رواه مسلم • (حوضي كما بين صنعاء والمدينة) أي مسافة عرضه كالمسافة بينهما (فيه الآنية مثل الكواكب) يعني الكيازن التي يشرب بها منه كالنجوم في الكثرة والإضاءة (ق) عن حارثة بن وهب الخزاعي (والمستورد) بن شداد القرشي • (حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء) أي عرضه مثل طوله (وماؤه أبيض من اللبن) أي أشد بياضاً منه (وريحه أطيب من) ريح (المسك) وزاد مسلم من حديث أبي ذر وثوبان وأحلى من العسل وزاد أحمد من حديث ابن مسعود وأبرد من الثلج (وكيزانه كنجوم السماء) في الكثرة والإشراق (من يشرب منها) أي الكيزان (فلا يظمأ أبداً) قال المناوي ظمأ ألم بل ظمأ اشتهاء قال العلقمي فائدة مهمة تحتاج إلى صرف الهمة قال شيخنا قال القرطبي ذهب صاحب القوت وغيره إلى أن الحوض بعد الصراط والصحيح أنه قبله وكذا قال الغزالي ذهب بعض السلف إلى أن الحوض يورد بعد الصراط وهو غلط من قائله قال القرطبي والمعن يقتضيه فإن الناس يخرجون من قبورهم عطاشاً فمناسب تقديم الحوض والذي رجحه القاضي عياض أن الحوض بعد الصراط وأن الشرب منه يقع بعد الحساب والنجاة من النار ويؤيده من جهة المعنى أن الصراط يسقط منه من يسقط من المؤمنين ويخدش فيه من يخدش ووقوع ذلك للمؤمن بعد شربه من الحوض بعيد فناسب تقديم الصراط حتى إذا خلص من خلص شرب وذلك مبتدأ أنواع

النعيم ويحتمل الجمع بأن يقع الشرب من الحوض قبل الصراط لقوم وتأخيره بعده لآخرين بحسب ما عليهم من الذنوب حتى يهذبوا منها على الصراط ولعل هذا أقوى والله أعلم (ق) عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه • (حوضي من عدن) بفتح العين والدال (إلى عمان البلقا) بضم العين وتخفيف الميم قرية باليمن لا بفتحها وشد الميم فإنها قرية بالشام وقيل بل هي المرادة (ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه) بموحدة تحتية جمع كوب وهو إناء لا عروة له (عدد نجوم السماء) أشار به إلى غاية الكثرة (من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً) أي لم يعطش عطشاً يتأذى به (أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤساً الدنس ثياباً الذين لا ينكحون المتنعمان ولا تفتح لهم السدد) أي الأبواب احتقاراً لهم ت ك) عن ثوبان رضي الله عنه بإسناد صحيح • (حولها) أي الجنة (ندندن) الدندنة كلام يسمع نغمته ولا يفهم أي ما ندندن إلا في طلب الجنة قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ما تقول في الصلاة قال أتشهد ثم أسأل الله الجنة وأعو ذبه من النار أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال عليه الصلاة والسلام حولها ندندن (د) عن بعض الصحابة (هـ) عن أبي هريرة (حيث ما كنتم فصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني) ظاهر هذا الحديث أنها تبلغه بلا واسطة (طب) عن الحسن بن علي بإسناد حسن • (حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار) قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن ابن عمر قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو قال في النار قال فكأنه وجد من ذلك فقال يا رسول الله فأين أبوك قال حيثما فذكره وفي آخره قال فأسلم الأعرابي بعد قال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعباً ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار قال شيخنا هذا من محاسن الأجوبة فإنه لما وجد الأعرابي في نفسه لاطفه صلى الله عليه وسلم وعدل إلى جواب عام في كل مشرك ولم يتعرض إلى الجواب ع والده صلى الله عليه وسلم بنفي ولا إثبات ويحتمل أن يكون المراد بالأب المسئول عنه عمه أبا طالب فإنه رباه يتيماً وكان يقال له أبوه تكرر ذلك في الأحاديث ولم يعرف لواله صلى الله عليه وسلم حالة شرك مع صغره جداً فإنه توفى وهو ابن ست عشرة سنة وقد قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى حكاية عن إبراهيم صلى الله عليه وسلم واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ما عبد أحد من ولد إسماعيل صنماً قط وقد روى أن الله تعالى أحيا للنبي صلى الله عليه وسلم والديه حتى آمنا به والذي نقطع به أنهما في الجنة ولفي ذلك عدة مؤلفات وعلى ذلك حجج قوية ومن أقواها أنهما من أهل الفترة وقد أطبق أئمتنا الشافعية والأشعرية على أن لم تبلغه الدعوة لا يعذب ويدخل الجنة لقوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً وقال الحافظ ابن حجر في كتاب الإصابة ورد من عدة طرق في حق الشيخ الهرم ومن مات في الفترة ومن ولد أكمه أعمى وأصم ومن

ولد مجنوناً أو طرأ عليه الجنون قبل أن يبلغ ونحو ذلك أن كلاً منهم يدلي بحجته ويقول لو عقلت أو ذكرت لآمنت فترفع لهم نار ويقال لهم ادخلوها فمن دخلها كانت له برداً وسلاماً ومن امتنع أدخلها كرهاً هذا معنى ما ورد من ذلك قال ونحن نرجو أن يدخل عبد المطلب وآل بيته في جملة من يدخلها طائعاً فينجو إلا أبا طالب فإنه أدرك البعثة ولم يؤمن وثبت في الصحيح أنه في ضحضاح من نار انتهى كلام شيخنا قلت والمراد بقوله أكمه ما قاله الجوهري قال أبو سعيد الكامه الذي يركب فرسه لا يدري أين يتوجه يقال خرج يتكمه من الأرض اهـ وهو المعبر عنه في بعض الأحاديث بالأحمق وفي بعضها بالمعتوه (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه • (حياتي خير لكم) أي حياتي في هذا العالم موجبة لحفظكم من البدع والفتن والاختلاف (ومماتي خير لكم) فإن لكل نبي في السماء مستقراً إذا قبض والمصطفى متشمر هناك يسأل لامته ما فيه نفعهم وصلاحهم وخير ليس على بابه فلا يقال أين المفضل عليه (الحارث عن أنس) رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (حياتي خير لكم تحدثون) بضم المثناة الفوقية بخط المؤلف (ويحدث) بضم المثناة التحتية وفتح الدال بخطه (لكم) أي تحدثوني بما أشكل عليكم وأحدثكم بما يزيل الإشكال ويرفعكم إلى درجة الكمال واحتمال أن المعنى تحدثون طاعة ويحدث لكم غفراناً يدفعه إن ذلك ليس خاصاً بحياته (فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم تعرض عليّ أعمالكم فإن رأيت خيراً حمدت الله وإن رأيت شراً استغفرت لكم) وذلك كل يوم كما ذكره المؤلف وعده من خصوصياته وتعرض عليه أيضاً مع الأنبياء والآباء يوم الإثنين والخميس (ابن سعد) في طبقاته (عن بكر بن عبد الله المزني مرسلاً ورجاله ثقات • (الحائض والنفسا إذا أتتا على الوقت) أي الذي يصح فيه الإحرام ينسك (تغتسلان) أي غسل الإحرام بنيته في حال حيضهما أو نفاسهما مع أن الغسل لا يبيح لهما شيئاً حرمه الحيض أو النفاس عليهما فإذا أمرت الحائض والنفسا بذلك فالطاهر أولى باستحباب الغسل منهما وقد تستحب العبادة لمن لا تصح منه تلك العبادة للتشبه بالمتعبدين رجاء مشاركتهم في نيل المثوبة (وتحرمان) بضم المثناة الفوقية (وتقضيان) أي تؤديان (المناسك) أعمال الحج والمرة (كلها) حال الحيض (غير الطواف) أي إلا الطواف (بالبيت) وإلا ركعتي الطواف والإحرام فذلك لا يصح مع الدم (حم د) عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد حسن • (الحاج الشعث) مصدر الأشعث وهو المغبر الرأس (التفل) بمثناة فوقية وكسر الفاء أي الذي ترك استعمال الطيب من التفل وهو الريح الكريهة وقال في المصباح تفلت المرأة تفلاً فهي تفلة من باب تعب إذا أنتن ريحها الترك الطيب والأدهان والجمع تفلات وكثر فيها متفالة مبالغة وتفلت إذا تطيبت من الأضداد يعني من هذه صفته فهو الحاج حقيقة الحج المقبول (ت) عن ابن عمر بن الخطاب ورجاله رجال الصحيح • (الحاج الراكب له بكل

خف يضع بعيره حسنة) خص البعير لغلبة الحج عليه ومثله كل دابة قال المناوي وتمام الحديث والماشي له بكل خطوة يخطوها سبعون حسنة انتهى وذا صريح في تفضيل الحج ماشياً وبه قال جمع وخالف الشافعي (فر) عن ابن عباس بإسناد حسن • (الحاج في ضمان الله) أي حفظه ورعايته (مقبلاً) أي ذاهباً إلى حجه (ومدبراً) أي عائداً إلى وطنه (فر) عن أبي أمامة الباهلي • (الحاج والغازي وفد الله عز وجل) أي جماعته القادمون على بيته (أن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم) حتى الكبائر بل حتى التبعات في الحج والغزو في البحر (هـ) عن أبي هريرة • (الحاج والمعتمر والغازي في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله (والمجمع) بتشديد الميم الثانية مكسورة مصلى الجمعة (في ضمان الله دعاهم) إلى طاعته (فأجابوه وسألوه فأعطاهم) عين المسئول أو ما هو أصلح لهم (الشيرازي في الألقاب عن جابر) بإسناد ضعيف • (الحافي أحق بصدر الطريق) أي بالمشي فيه (من المتنعل) رفقاً به (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (الحباب) بضم الحاء المهملة وخفة الموحدة التحتية (شيطان) أي اسم شيطان من الشياطين (ابن سعد عن عروة) بضم العين المهملة ابن الزبير (وعن الشعبي وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم) الأنصاري قاضي المدينة (مرسلاً) بإسناد ضعيف • (الحبة السوداء فيها شفاء من كل داء إلا الموت) المراد كل داء يحدث من الرطوبة والبرودة لأنها حارة يابسة (أبو نعيم في الطب) النبوي (عن بريرة) • (الحجامة في الرأس هي المغيثة) من بعض الأمراض (أمرني بها جبريل حين أكلت طعام اليهودية زينب) أي الشاة التي سمتها له في خيبر وقالت إن كان نبياً لم يضره وإلا استرحنا منه قال الليث والمراد الحجامة في أسفل الرأس لا في أعلاها فإنها ربما أعمت انتهى ونفل غيره عن الأطبا أن الحجامة في وسط الرأس نافعة (ابن سعد) في طبقاته (عن أنس) بن مالك بإسناد ضعيف كما قال القسطلاني • (الحجامة يوم الثلاثاء) بالمد (لسبع عشرة) تمضي (من الشهر) أي من كل شهر (دواء لداء سنة) أي لما يحدث فيها من الأمراض ابن سعد (طب عد) عن معقل بن يسار رضي الله عنه بإسناد حسن • (الحجامة في الرأس تنفع من الجنون والجذام والبرص والأضراس) أي وجعها (والنعاس) أي تذهبه أو تخففه نعم الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان كما في حبر (عق) عن ابن عباس (طب) وابن السني في الطب عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (الحجامة في الرأس شفاء من سبع إذا ما نوى) بزيادة ما (صاحبها) بها الاستشفاء بنية صالحة صادقة (من الجنون والصداع) وجع الرأس (والحذام والبرص والنعاس ووجع الضرس) والأسنان (وظلمة يجدها في عينيه) قال حجة الإسلام الغزالي إذا اعتقدت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم مطلع على خواص الأشياء فلا ترض لنفسك بأن تصدق محمد بن زكرياء وابن سينا وإضرابهما فيما يذكرونه من خواص الأشياء في الحجامة والأشجار والأدوية ولا تصدق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به عنها (طب) وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس وفيه عمر العقدي متروك

رماه الفلاس وغيره بالكذب ذكره ابن حجر قال القسطلاني لكن له شاهد رجاله ثقات • (الحجامة على الريق) أي قبل الفطر ولم يقيد بالرأس لأنها تنفع في سائر البدن (أمثل وفيها شفاء وبركة وتزيد في الحفظ وفي العقل) قال ابن القيم تكره الحجامة عندهم على الشبع (فاحتجموا) معتمدين (على بركة الله) تعالى (يوم الخميس) أرشد صلى الله عليه وسلم من احتجم أو فصد أو استعمل دواء أن يكون متوكلاً في حصول الشفاء على الله سبحانه وتعالى لا على الدواء (واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة والسبت والأحد واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء) أي إذا وافق سابع عشر الشهر كما تقدم (فإنه اليوم الذي عافى الله فيه) نبيه (أيوب من البلاء واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي ابتلى فيه أيوب) أي كان ابتداء بلائه فيه (وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء (هـ ك) وابن السني وأبو نعيم عن ابن عمر بن الخطاب ولم يصححه الحاكم وأورده ابن الجوزي في الواهيات • (الحجامة تنفع من كل داء) تناسبه فإنها تختلف باختلاف الزمان والمكان والإنسان والأمزجة فالأمزجة الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج الحجامة فيها أنفع (إلا) بالتخفيف حرف تنبيه (فاحتجموا) خاطب به أهل الحجاز ومن في معناهم من ذوي البلاد لحارة لأن دماءهم رقيقة تميل إلى ظاهر البدن (فر) عن أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد فيه كذاب • (الحجامة يوم الأحد شفاء) من الأمراض لسر علمه الشارع (فر) عن جابر بن عبد الله (عبد الملك بن حبيب في الطب) النبوي (عن عبد الكريم) ابن الحارث (الحضرمي بفتح المهملة وسكون المعجمة وفتح الراء نسبة إلى حضرموت من أقصى بلاد اليمن (معضلاً) • (الحجامة تكره في أول الهلال ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال) بأن ينتصف الشهر قال العلقمي لأن الدم لم يكن في أول الشهر قد هاج وفي آخره قد سكن وأما في وسطه وبعيده فيكون في نهاية المزيد قال صاحب القانون ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون د تحركت وهاجت ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة تابعة في مزيدها لمزيد النور في جرم القمر اهـ فانظر ما وجه تعلق دم الإنسان بنور القمر في الزيادة والنقصان فسبحان من استأثر بعلم الأشياء ومناسبتها وارتباط بعضها ببعض (ابن حبيب عن عبد الكريم) الحضرمي (معضلاً) • (الحجاج والعمار وفد الله) أي الجماعة القادمون إلى بيته طالبين ثوابه (دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم) ما سألوا أو ما هو خير لهم (البزار عن جابر) ورجاله ثقات • (الحجاج والعمار وفد الله يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم ما دعوا ويخلف عليهم ما أنفقوا) على الحج والعمرة (الدرهم ألف ألف) درهم يحتمل أن يكون الخلف في الدنيا وأن يكون من جهة الثواب في الآخرة والاحتمال في الثاني هو ظاهر ما في شرح المناوي فإنه قال لأن الحج أخو الجهاد في المشقة والأجر على قدر النصب (هب) عن أنس بإسناد لين • (الحجاج والعمار وفدا لله إن سألوا أعطوا) بالبناء

للمفعول أي أعطاهم (والله إن دعوا أجابهم وإن أنفقوا أخلف عليهم) ما أنفقوه (والذي نفس أبي القاسم بيده) أي بقدرته وتصريفه (ما كبر مكبر) في حج أو عمرة (على نشر) بنون وشين معجمة وزاي أي على مكان مرتفع (ولا أهل) بفتح الهمزة والهاء وشدة اللام المفتوحة (مهل) أي مكبر (على شرف) بالتحريك أي مكان عال (من الأشراف) أي الأماكن العالية (إلا أهل ما بين يديه) أي أمامه وعن يمينه وشماله من شجر ومدر وغيرهما (وكبر) كل ذلك ويستمر كذلك (حتى ينقطع به منقطع التراب) أي حيث ينتهي طرفه قال في المصباح ومنقطع الشيء بصيغة اسم المفعول حيث ينتهي طرفه نحو منقطع الوادي والرمل والطريق (هب) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد ضعيف • (الحج) وهو قصد الكعبة للنسك (سبيل الله) أي الطريق الموصل إلى ثوابه تضعف فيه النفقة بسبعمائة ضعف) ومثله في ذلك العمرة (سمويه عن أنس) رضي الله عنه • (الحج المبرور) أي المقابل بالبر ومعناه المقبول وهو الذي لم يخالطه إثم (ليس له جزاء إلا الجنة) أي إلا الحكم له بدخولها من غير عذاب (طب) عن ابن عباس (حم) عن جابر ضعيف لضعف محمد بن ثابت لكنه في الصحيين من وجه آخر • (الحج عرفة) أي معظمه الوقوف بها لفوت الحج بفوته (من جاء قبل طلوع الفجر من ليلة جمع) بسكون الميم أي ليلة المزدلفة وهي ليلة العيد سميت ليلة جمع له جمع فيها صلاتها (فقد أدرك الحج) أي من أدرك الوقوف ليلة النحر قبل الفجر فقد أدرك الحج (أيام منى ثلاثة) بعد يوم النحر وهي أيام التشريق وهي الأيام المعدودات (فمن تعجل) النفر (في يومين فلا إثم عليه) في تعجيله وسقط عنه مبيت الليلة الثالثة ورمي يومها (ومن تأخر) عن النفر في اليوم الثاني من أيام التشريق إلى الثالث (فلا إثم عليه) في تأخيره بل هو أفضل (حم ع ك هق) عن عبد الرحمن بن يعمر بفتح المثناة التحتية وسكون المهملة وفتح الميم ولم يضعفه أبو داود • (الحج والعمرة فريضتان) بشروط مذكورة في كتب الفقه (لا يضرك بأيهما بدأت) في سقوط الفرض لكن الأفضل تقديم الحج على العمرة وفيه وجوب العمرة وإليه ذهب الشافعي (ك) عن زيد بن ثابت بإسناد ضعيف (فر) عن جابر وإسناده ساقط • (الحج جهاد كل ضعيف) لأن الجهاد تحمل الألم بالبدن والمال وبذل الروح والحج تحمل الألم بالبدن والمال دون الروح فهو جهاد أضعف من الجهاد في سبيل الله فمن ضعف عن الجهاد فالحج له جهاد (هـ) عن أم سلمة ورجاله ثقات لكن فيه انقطاع • (الحج جهاد) في رواية فريضة (والعمرة تطوع) تمسك به من قال بأنها سنة (هـ) عن طلحة بن عبيد الله بالتصغير (طب) عن ابن عباس وفيه كذاب • (الحج قبل التزويج) قال المناوي كذا بخط المؤلف فأكثر النسخ التزويج أي هو مقدم عليه لاحتمال أن يشغله التزوج عنه ما لم يخف الوقوع في الزنا (فر) عن أبي هريرة بإسناد فيه وضاع • (الحجر الأسود من الجنة) قال المناوي حقيقة أو بمعنى أنه لما له من الشرف واليمن يشارك الجواهر الجنة فكأنه منها

اهـ وظاهر هذه الأحاديث أنه منها حقيقة (حم) عن أنس بن مالك (ن) عن ابن عباس • الحجر الأسود من جارة الجنة) فينبغي تقبيله واستلامه والدعاء عنده (سمويه عن أنس) بإسناد ضعيف • (الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك) فإذا علمتم أن الخطايا تؤثر في الجماد فتجنبوها مخافة أن تسود قلوبكم (حم عد هب) عن ابن عباس • (الحجر الأسود من حجارة الجنة وما في الأرض من الجنة غيره وكان أبيض كالماء) ظاهره أن الماء له لون وفي المسألة خلاف (وأولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة) أي صاحب بلاء (إلا برئ) منه (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة وإنما سودته خطايا المشركين يبعث يوم القيامة مثل) جبل (أحد) بضمتين أي في الحجم (يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا ابن خزيمة) في صحيحه (عن ابن عباس) • (الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده) أي هو بمنزلة يمينه ومصافحته فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه (خط) وابن عساكر عن جابر بإسناد ضعيف • (الحجر يمين الله) في الأرض فمن مسحه فقد بايع الله أي صار بمنزلة من بايعه على ترك المعاصي فلا يعصه (فر) عن أنس بإسناد فيه متهم (الأزرقي في تاريخ مكة عن عكرمة) مولى ابن عباس (موقوفاً) • (الحجر الأسود نزل به ملك من السماء) لا ينافي أنه من الجنة لأن الجنة فوق السماء (الأزرقي عن أبي) بن كعب • (الحده تعتري خيار أمتي) أي تمسهم وتعرض لهم والمراد بها هنا الصلابة في الدين أي يسارعون إلى إنكار المنكر (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (الحدة تعتري حملة القرآن لعزة القرآن في أجوافهم) قال المناوي فيحملهم ذلك على المبادرة بالحدة قهراً فعلى حامله كف النفس عن التعزز بسطوة القرآن (عد) عن معاذ بإسناد فيه كذاب • (الحدة) قال العلقمي كالنشاط والسرعة في الأمور والمضي فيها مأخوذ من حد السيف والمراد بالحدة هنا المضي في الدين والصلابة والقصد إلى الخير (لا تكون إلا في صالحي أمتي وأبرارها ثم تفيء) أي ترجع (فر) عن أنس بإسناد ضعيف • (الحديث عني هو ما تعرفون) بأن تلين له قلوبكم وأبشاركم كما تقدم يعني أن حدث عني أحد بحديث فإن عرفته قلوبكم فهو صحيح وإن أنكرته فلا (فر) عن علي وإسناده حسن • (الحرائر صلاح البيت والإماء فساد البيت) قال المناوي لأن الإماء مبتذلات ولا خشية لهن على عرضهن ولا خبرة لهن بإقامة نظام البيت غالباً (فر) عن أبي هريرة وضعفه السخاوي • (الحرب خدعة) بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال وبضمها مع فتح الدال والأولى أفصح وأصل الخدع إظهار أمر وإضمار خلافه يعني الحرب الكامل إنما هي المخادعة لا المواجهة وحصول الظفر مع المخادعة بغير خطر وفيه التحريض على أخذ الحذر في الحرب والندب إلى خداع الكفار إلا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يجوز قال ابن العربي الخداع في الحرب يقع بالتعريض وبالكمين ونحو ذلك وفي الحديث الإشارة إلى استعمال الرأي في الحرب بل الاحتياج إليه آكد من الشجاعة ولهذا وقع الاقتصار على

ما يشير إليه بهذا الحديث وهو قوله الحج عرفة (حم ق د ت) عن جابر (ق) عن أبي هريرة (حم) عن أنس (د) عن كعب بن مالك (هـ) عن ابن عباس وعن عائشة البزار عن الحسين بن علي (طب) عن الحسين بن عليّ (وعن زيد بن ثابت وعن عبد الله بن سلام وعوف بن مالك وعن نعيم بن مسعود وعن النوّاس بن سمعان وابن عساكر عن خالد بن الوليد) • (الحرير ثياب من لا خلاق له) أي من لاحظ له ولا نصيب في الآخرة من الرجال (طب) عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما • (الحريص الذي يطلب المكسبة من غير حلها) فمن طلبها من حل لا يسمى حريصاً فلا يلحقه الذم (طب) عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه • (الحزم سوء الظن) بمن يخاف شره قال العلقمي الحزم هو ضبط الرجل أمره والحذر من فواته من قولهم حزمت الشيء إذا شددته والمعنى كما قال الأزهري الحذر من الناس يعني أن لا تثق بكل أحد فإنه أسلم لك وقيل الحزم أن تستشير أهل الرأي ثم تطيعهم وحزم فلان رأيه أتقنه (أبو الشيخ في الثواب عن علي) ورواه أيضاً الديلمي (القضاعي عن عبد الرحمن بن عايذ) بمثناة تحتية فمعجمة بإسناد حسن • (الحسب المال والكرم التقوى) قال المناوي أي الشيء الذي يكون به الرجل عظيماً عند الناس هو المال والذي يكون به عظيماً عند الله هو التقوى والتفاخر بالآباء ليس واحداً منهما اهـ وقال العلقمي الحسب في الأصل الشرف بالآباء وما يعده الإنسان من مفاخره والمعنى أن الفقير ذا الحسب لا يوفر ولا يحتفل ب والغني الذي لا حسب له يوقر ويجعل في العيون (حم ت هـ ك) عن سمرة بن جندب قال الترمذي حسن صحيح • (الحسد) هو تمني زوال نعمة المحسود أو حصول مصيبة له وسببه الكبر أو العداوة أو خبث النفس أو بخل بنعمة الله على عباده (يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) لما فيه من نسبة الرب إلى الجهل والسفه ووضع الشيء في غير محله (والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والصلاة نرو المؤمن) أي ثوابها يكون نوراً للمصلي في ظلمة القبر أو على الصراط (والصيام جنة من النار) بضم الجيم وقاية من نار جهنم فلا يدخل صاحبه النار (هـ) عن أنس وإسناده ضعيف • (الحسد في اثنتين) أي الحسد المحمود الذي لا ضرر في ارتكابه جائز في خصلتين ينبغي للإنسان أن يتمنى لنفسه مثلهما الأولى خصلة (رجل آتاه الله القرآن) أي حفظه وفهمه (فقام به) أي بتلاوته (وأحل حلاله وحرم حرامه) بأن فعل الحلال وتجنب الحرام (و) الثانية خصلة (رجل آتاه الله مالاً) حلالاً (فوصل به أقرباءه ورحمه) قال المناوي عطف خاص على عام (وعمل بطاعة الله) كان تصدق منه وأطعم (والحسد تمني أن يكون) الحاسد (مثله) أي مثل من ذكر ممن أوتي القرآن والمال من غير تمني زوال نعمته عنه فالحسد حقيقي ومجازي فالحقيقي تمني زوال نعمة الغير والمجازي تمني مثلها ويسمى غبطة وهو جائز ويحتمل أن يكون تمني فعلاً ماضياً (ابن عساكر عن بن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما بإسناد حسن • (الحمد) أي المذموم وهو تمني زوال نعمة الغير (يفسد الإيمان) أي يفسد حسنات

المؤمن كما يفسد الصبر العسل (فر) عن معاوية بن حيده وفيه مجهول • (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة أي هما سيدا كل من مات شاباً ودخل الجنة فإنهما ماتا وهما شيخان قال العلقمي قال شيخنا قال ابن الحاجب في أماليه هذا الحديث فيه إشكال لأن قوله شباب أهل الجنة يفهم منه أن الجنة فيها شباب وغير شباب وليس الأمر كذلك بل كل من فيها شباب على ما وردت به الأحاديث والأخبار والدليل على أنه يفهم منه ذلك أنه لو لم يكن كذلك لم يكن للتخصيص فائدة إذ ذكر الشباب يقع ضائعاً وكان ينبغي أن يقال سيدا أهل الجنة قال ويجاب بأمور أحدها وهو الظاهر أنه سماهم باعتبار ما كانوا عليه عند مفارقة الدنيا وقال النووي في فتاويه معنى هذا الحديث أنهما سيدا كل من مات شاباً ودخل الجنة فإنهما توفيا وهما شيخان ولك أهل الجنة يكونون سن أبناء ثلاث وثلاثين ولكن لا يلزم كون السيد في سن من يسودهم فقد يكون أكبر سناً منهم وقد يكون أصغر سناً وقال ولا يجوز أن يقال وقع الخطاب حين كانا شابين فإن هذا جهل ظاهر وغلط فاحش لأن النبي صلى الله عليه وسلم توفي والحسن والحسين دون ثمان سنين فلا يسميان شابين اهـ وقال الظهري معناه هما أفضل من مات شاباً في سبيل الله من أصحاب الجنة اهـ ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال سيدا شباب ولم يقل سيدا أهل الجنة لينبه على أن كل من فيها شباب فيكونان أفضل من فيها إلا من خرج بدليل آخر كالنبيين (حم ت) عن أبي سعيد (طب) عن عمرو عن علي وعن جابر وعن أبي هريرة (طس) عن أسامة بن زيد وعن البراء بن عازب (عد) عن ابن مسعود قال المؤلف وهو متواتر • (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما علي) رضي الله عنهم (خير منهما) أي أفضل منها كما صرح به في رواية الطبراني (هـ ك) عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن قرة بضم القاف وشدة الراء (ابن إياس) بكسر الهمزة وفتح المثناة التحتية ابن هلال المزني بإسناد حسن (وعن مالك بن الحويرث) مصغر الحارث الليثي (ك) عن ابن مسعود وقال صحيح • (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى) بن مريم (ويحيى) بن زكريا (وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران) الصديقة بنص القرآن فإنها أفضل لأنه قد قيل بنبوتها (حم ع حب طب ك) عن أبي سعيد الخدري قال ك صحيح وتعقب بأنه لين • (الحسن مني والحسين من علي) أي الحسن يشبهني والحسين يشبه علياص وكان الغالب على الحسن الحلم والإناء كالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى الحسين الشدة كعليّ (حم) وابن عساكر عن المقدام بن معدي كرب بن عمرو الكندي وإسناده جيد • (الحسن والحسين شنفاء العرش) قال المناوي بشين معجمة ونون (وليسا بمعلقين) يعني أنهما بمنزلة الشنفين من الوجه والشنف القرط المعلق بالأذن والمراد أن أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يساره اهـ وفي نسخ بسين مهملة ومثناة تحتية وعليها شرح الشيخ فإنه قال وقوله ليسا بمعلقين

يشير به إلى أنهما دائماً مجردين من غمدهما وفيه إيماء إلى دوام جهادهما (طس) عن عقبة ابن عامر الجهني ضعيف لضعف حميد بن علي (الحق أصل في الجنة والباطل أصل في النار) وكل أصل منهما يتبعه فروعه من الناس (تخ) عن عمر بن الخطاب • (لحق بعدي مع عمر) أي القول الصادق الثابت الذي لا يعتريه الباطل يكون مع عمر رضي الله عنه (حيث كان) وفي رواية يدور معه حيث دار (الحكيم عن الفضل بن عباس) بن عم المصطفى ورديفه بعرفة وهذا حديث منكر • (الحكمة) هي العلم والعمل (تزيد الشريف شرفاً) رفعة وعلوّ قدر (وترفع العبد المملوك) بزيادة العبد (حتى تجلسه مجالس الملوك) نبه به على ثمرتها في الدنيا والآخرة خير وأبقى (عد حل) عن أنس وإسناده ضعيف • (الحكمة) هي استعمال النفس الإنسانية باقتباس النظريات وكسب الملكة التامة على الأفعال الفاضلة بقدر الطاقة • (عشرة أجزاء تسعة منها في العزلة وواحد في الصمت) فينبغي للسالك تجنب العشرة سيما لغير الجنس (عد) وابن لال عن أبي هريرة قال الذهبي إسناده واه • (الحلف حنث أو ندم) لأنه أما أن يحنث فيأثم أو يندم على منعه نفسه على ما كان له فعله (تخ ك) عن ابن عمر رضي الله عنهما • (الحلف) بفتح الحاء المهملة وكسر اللام قال المناوي اليمين الكاذبة على البيع ونحوه وظاهر الحديث أن الحلف يمحق البركة ولو كان الحالف صادقاً ولعله المراد لأن الكذب يمحق البركة ولو بلا حلف (منفقة) بفتح الميم والفاء والقاف مفعلة من النفاق أي مظنة لنفاقها وموضع له والنفاق بفتح النون وهو الرواج ضد الكساد (للسلعة) بكسر السين المتاع قال في المصباح والسلعة لبضاعة والجمع سلع مثل سدرة وسدر والسلعة الشجة والجمع سلعات مثل سجدة وسجدات وقال في القاموس والسلعة بالكسر المتاع وما يتجر به (ممحقة للبركة) بالمهملة والقاف وزن الأوّل أي مظنة للمحق وهو النقص والمحو والإبطال وبعضهم قال مذهبة وحكى عياض ضم أوله وكسر الحاء لكن الأول هو الرواية فمعنى محق البركة ذهابها فلا يبارك له في ماله وإن كان حلالاً ويسلط الله عليه وجوهاً يتلف فيها سرقاً أو حرقاً أو غصباً أو نهباً أو عوارض ينفق فيها من أراضي وسنين قحط وغير ذلك مما شاء الله (ق د ن) عن أبي هريرة • (الحليم) باللام أي الذي يضبط نفسه عند هيجان الغضب (سيد في الدنيا وسيد في الآخرة) لأنه تعالى اثني على من هذه صفته في عدة مواضع من كتابه قال الحسن ما نجل الله عباده شيئاً أفضل من الحلم والمراد حلم لا يجر إلى محذور شرعي أو عقلي (خط) عن أنس بإسناد ضعيف (الحمد لله رب العالمين) أي السورة المفتتحة بالتحميد (هي السبع المثاني) سميت به لأنها تثني في كل ركعة أي تعاد وقيل لأنها يثني بها الله تعالى وقيل لأنها استثنيت لهذه الأمة لم تنزل على من قبلها الذي أوتيته والقرآن العظيم) زيادة عن الفاتحة (خد) عن أبي سعيد بن المعلي اسمه رافع وقيل الحارث الأنصاري الزرقي • (الحمد لله رب العالمين) استدل به المالكية

وغيرهم على أن البسملة ليست بآية من الفاتحة وجوابه أن قوله الحمد لله رب العالمين اسم للسورة لا أنه أولها (أم القرآن) لتضمنها لجميع علومه كما سميت مكة أم القرى لأنها أول الأرض ومنها دحيت (وأم الكتاب) قال الماوردي اختلفوا في جواز تسميتها أم الكتاب فجوّزه الأكثرون لهذا الحديث وغيره ومنعه الحسن وابن سيرين لأنه اسم اللوح المحفوظ فلا يسمي به غيره والحديث يرد عليهما (والسبع المثاني) قال الزمخشري المثاني هي السبع كأنه قبل السبع هي المثاني (دت) عن أبي هريرة • (الحمد لله دفن البنات من المكرمات) لآبائهن فإن موت الحرة خير من العرة قاله لما عزى بينته رقية (طب) عن ابن عباس رضي الله عنهما وإسناده ضعيف لضعف عثمان الخراساني • (الحمد لله رأس الشكر) أي بعض خصاله وأعلاها لأن الحمد باللسان وحده والشكر به وبالقلب والجوارح إذ الشكر صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق لأجله (ما شكر الله عبد لا يحمده) لفقد بعض أركانه وخص الحمد لأنه الركن الأعظم (عب هب) عن ابن عمرو بن العاص ورجاله ثقات لكنه منقطع • (الحمد على النعمة أمان لزوالها) ومن لم يحمده عليها فقد عرضها للزوال وقلما نفرت فعادت (فر) عن عمر بن الخطاب • (الحمرة من زينة الشرطان) أي يحبها ويدعو إليها لا أنه يلبسه ويتزين بها (عب) عن الحسن (مرسلاً) ووصله ابن السكن • (الحمى من فيح جهنم) أي حرها (فابردوها بالماء) قال العلقمي ضبط أبردوها بهمزة وصل والراء مضمومة يقال بردت الحمى أبردها برداً بوزن قتلتها اقتلها قتلاً أي اسكنت حرارتها وحكى كسر الراء وحكى القاضي عياض رواية بهمزة قطع مفتوحة وكسر الراء من أبرد الشيء إذا عالجه فيصيره بارداً وقال الجوهري أنها لغة رديئة ولم يبين في الحديث كيفية أبرادها بالماء وأولى ما يحمل عليه كيفية تبريد الحمى ما صنعته اسماً بنت الصديق فإنها كانت ترش على بدن المحموم شيئاً من الماء بين بدنه وثوبه وهي أعلم بالمراد من غيرها ويحتمل أن يكون ذلك لبعض الحميات دون بعض في بعض الأماكن دون بعض لبعض الأشخاص دون بعض وخطابه صلى الله عليه وسلم قد يكون عاماً وهو الأكثر وقد يكون خاصاً فيحتمل أن يكون مخصوصاً بأهل الحجاز ومن والاهم إذ كان أكثر الحميات تعرض لهم من شدة الحرارة وهذه ينفعها الماء البارد شرباً واغتسالاً والحمى التي يناسبها الأبراد بالماء هي التي لا نافض معها وأما التي معها النافض فلا يناسبها الماء ويحتمل أن الحمى المأمور بالانغماس لها ما يكون سببها العين أو السم أو السحر فيكون ذلك من باب النشرة المأذون فيها اهـ وقال المناوي أي اسكنوا حرارتها بماء بارد بأن تغسلوا أطراف المحموم به وتسقوه إياه ليحصل به التبريد (حم خ) عن ابن عباس (حم ق ن هـ) عن ابن عمر (ق ت هـ) عن عائشة (حم ق ت ن هـ) • عن رافع بن خديج (ق ت هـ عن أسماء بنت أبي بكر) • (الحمى كير) بكسر الكاف وسكون المثناة التحتية (من جهنم) أي حقيقة أرسلت منها للدنيا نذيراً للجاحدين وبشيراً للمقربين لأنها كفارة لذنوبهم (فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار) فهي مطهرة

له من الذنوب (حم) عن أبي أمامة بإسناد لا بأس به • (الحمى كير من كير جهنم وهي نصيب المؤمن من النار) فإذا أذاق لهبها في الدنيا لا يذوق لهب جهنم في الآخرة (طب) عن أبي ريحانة شمعون بإسناد ضعيف • (الحمى كير من كير جهنم فنحوها عنكم بالماء البارد) بأن تصبوا قليلاً منه في طوق المحموم أو بأن تغسلوا أطرافه (هـ) عن أبي هريرة • (الحمى حظ أمتي) أمة الإجابة (من جهنم) أي فهي تكفر خطايا المحموم فلا يدخلها إلا تحلة القسم (طس) عن أنس بإسناد ضعيف • (الحمى تحت الخطايا) أي تفتتها (كما تحت الشجرة ورقها) تشبيه تمثيلي (ابن قانع) في معجمه (عن أنس بن كرز) بن عامر السري قال الذهبي له صحة • الحمى رائد الموت) أي مقدمته وطليعته بمنزلة الرسول ولا ينافيه عدم استلزام كل حمى للموت لأن الأمراض من حيث هي مقدمات للموت وإن أفضت إلى سلامة جعلها الله مذكرة للموت (وهي سجن الله في الأرض للمؤمن ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن أنس) رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (الحمى رائد الموت وهي سجن الله في الأرض للمؤمن يحبس بها) وفي نسخة فيها (عبده إذا شاء ثم يرسله إذا شاء ففتروها بالماء) أي البارد على ما مر تقريره (هناد في) كتاب (الزهد وابن أبي الدنيا) القرشي (في) كتاب المرض والكفارات (هب) عن الحسن مرسلاً وهو البصري رحمه الله تعالى • (الحمى حظ كل مؤمن من النار) أي نصيبه منها حتى أنه إذا وردها لا يحس بها (البزار عن عائشة) رضي الله عنها بإسناد فيه مجهول • (الحمى حظ المؤمن من النار يوم القيامة) أي تسهل عليه الورود حتى لا يشعر به (ابن أبي الدنيا عن عثمان) عبن عفان وفيه ضعف • (الحمى حظ كل مؤمن من النار وحمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمة) بضم الميم وفتح الجيم وشدة الراء يقال سنة مجرمة أي تامة (القضاعي عن ابن مسعود) بإسناد ضعيف ووهم من صححه • (الحمى شهادة) أي الميت بها من شهداء الآخرة (فر) عن أنس وفيه كذاب • (الحمام) بالتشديد (حرام على نساء أمتي) أي دخوله بلا عذر كحيض وبه أخذ بعض العلماء والجمهور على الكراهة (ك) عن عائشة وقال صحيح • (الحواميم ديباج القرآن) أي زينته والديباج النقش فارسي معرب وقد تفتح داله (أبو الشيخ في الثواب عن أنس) مرفوعاً (ك) عن ابن مسعود موقوفاً (الحواميم روضة من رياض الجنة) يعني لها شأن عظيم وفضل جسيم توصل إلى روضة من رياض الجنة (ابن مردويه عن سمرة) • (الحواميم سبع وأبواب جهنم سبع تجيء كل حم منها) يوم القيامة (تقف على باب من هذه الأبواب تقول اللهم لا تدخل هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأ بي) بمثناة تحتية في قرأ وموحدة تحتية في بي بخط المؤلف أي تقول ذلك على وجه الشفاعة فيه فيشفعها الله والتعبير بكان يشعر بأن ذلك للمداوم على قراءتها (هب) عن الخليل بن مرة بضم الميم وشدة الراء (مرسلاً) هو الضبعي • (الحور العين خلقن من الزعفران) أي زعفران الجنة ابن مردويه (خط) عن أنس بإسناد فيه مجهول • (الحور العين خلقن من تسبيح

الملائكة لا ينافيه الحديث المار لاحتمال أن البعض خلق من هذا والبعض خلق من ذاك (ابن مردويه عن عائشة) • (الحلال بين) أي ظاهر واضح لا يخفى حله وهو ما نص الله أو رسوله أو أجمع المسلمون على تحليله كالخبز والفواكه والزيت والعسل ونحوها (والحرام بين) واضح لا يخفى حرمته وه ما نص الله أو رسوله أو أجمع على تحريمه (وبينهما) أي الحلال والحرام الواضحين (أمور مشبهات) قال العلقمي بوزن مفعلات بتشديد الفتوحة وفي رواية مشتبهات بوزن مفتعلات بفاء ساكنة ومثناة فوقية مفتوحة وعين خفيفة مكسورة أي اكتسبت الشبهة من وجهين متعارضين وفي رواية متشابهات وعلى الأولى اقتصر مسلم والثانية ابن ماجه والثالثة الدارمي (لا يعلمها كثير من الناس) أي من حيث الحل والحرمة لخفاء نص أو عدم صراحة أو تعارض نصين (فمن اتقى الشبهات) أي اجتنبها وهي بالضم جمع شبهة (فقد استبرأ) بالهمز (لدينه) أي من الذم الشرعي (وعرضه) أي صانه من كلام الناس فيه (ومن وقع في الشبهات) بالضم أي فعلها (وقع في الحرام) قال العلقمي يحتمل وجهين أحدهما أنه من كثرة تعاطيه الشبهات يصادف الحرام وإن لم يتعمده والثاني أنه يعتاد التساهل ويتمرن عليه ويجسر على شبهة ثم أخرى أغلظ منها وهكذا حتى يقع في الحرام عمداً (كراع يرعى) ماشية (حول الحمى) أي الشيء المحمي من الرعي فيه (يوشك) بضم أوله وكسر الشين المعجمة أي يسرع ويقرب (أن يواقعه) أي تأكل ماشيته منه فيعاقب (إلا) حرف تنبيه (وأن لكل ملك) من ملوك العرب (حمى) يحميه عن غيره ويتوعد من قرب منه بالعقوبة (ألا وأن حمى الله) تعالى الذي هو وملك الملوك (في أرضه محارمه) أي المعاصي التي حرمها كالقتل والزنا والسرقة وأشباهها فكل هذه حمى الله من دخل شيئاً بارتكابه من المعاصي استحق العقوبة ومن قاربه يوشك أن يقع فيه فمن احتاط لنفسه لم يقاربه فلا يتعلق بشيء يقربه من المعصية ولا يدخل في شيء من الشبهات (ألا وإن في الجسد مضغة) قطعة لحم بقدر ما يمضغ تقريباً (إذا صلحت) بفتح اللام أي انشرحت بالهداية (صلح الجسد كله) أي استعملت الجوارح في الطاعة لأنها متبوعة له (وإذا فسدت) أي أظلمت بالضلالة (فسد الجسد كله) لاستعماله في المنكرات (ألا وهي القلب) فهو ملك والأعضاء رعية قال العلقمي استدل بهذا على أن العقل في القلب وسمى القلب لتقلبه في الأمور ولأنه خالص ما في البدن وخالص كل شيء قلبه أو لأنه وضع في الجسد مقلوباً اهـ قال الإمام أحمد صول الإسلام ثلاثة وذكر منها هذا الحديث قال المؤلف أراد أنه أحد القواعد التي ترد جميع الأحكام إليها عنده (ق ع) عن نعمان بن بشير • (الحلال بين والحرام بين فدع ما يريبك إلا ما لا يريبك) بفتح أولهما فما اطمأن إليه القلب فهو بالحلال أشبه وما نفر منه القلب فبالحرام أشبه (طص) عن عمر بإسناد حسن • (الحلال ما أحل الله تعالى (في كتابه والحرام ما حرم الله) تعالى في كتابه القرآن (ما سكت عنه) فلم ينص على حله ولا

على حرمته (فهو مما عفا عنه) فيحل تناوله (ت هـ ك) عن سلمان الفارسي بإسناد ضعيف • (الحياء) بالمد (من الإيمان) وهو في اللغة تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاقب به وفي الشرع خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق وقال عياض وغيره إنما جعل الحياء من الإيمان وإن كان غريزة لأنه قد يكون تخلقاً واكتساباً كسائر أعمال البر وقد يكون غريزة ولكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية فهو من الإيمان لهذا ولكونه باعثاً على أفعال البر ومانعاً من المعاصي (م ت) عن ابن عمر بن الخطاب • (الحياء والإيمان مقرونان) جميعاً (لا يفترقان إلا جميعاً) فإذا رفع أحدهما تبعه الآخر (طس) عن أبي موسى بإسناد ضعيف • الحياء والإيمان قرنا جميعاً فإذا رفع الآخر) أي معظمه أو كماله (حل ك هب) عن ابن عمر صحيح غريب • (الحياء هو الدين كله) لما تقدم (طب) عن قرة بالضم ابن أياس بإسناد ضعيف • (الحياء خير كله) لما تقرر فيما قبله لأن من استحيي كان خاشع القلب لله متواضعاً قد برئ من الكبر ونحوه قال النووي قد يشكل على بعض الناس من حيث أن صاحب الحياء قد يستحيي أن يواجه بالحق من يجله فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وقد يحمله الحياء عن إخلال بعض الحقوق وغير ذلك مما هو معروف في العادة وجواب هذا ما أجاب به جماعة من الأئمة منهم الشيخ أبو عمرو بن الصلاح أن هذا المانع الذي ذكرناه ليس بحياء حقيقة بل عجز وضرر ومهانة وإنما حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق (م د) عن عمران بن حصين رضي الله عنه • (الحياء لا يأتي إلا بخير) لأنه اسم جامع يدخل فيه الحياء من الله فلا يضيع شيئاً من حقوقه ومن الناس ويكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح (ق) عن عمران بن حصين • (الحياء من الإيمان) أي من مكملاته قال أبو العباس القرطبي الحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الإيمان دون الغريزي وقال الحليمي الحياء من الله طريق إلى كل طاعة وترك كل معصية فيفوز صاحبه بكمال الإيمان (والإيمان في الجنة) أي يوصل إليها (والبذاء) بذال معجمة ومدّا الفحش في القول (من الجفاء) بالمدّ أي الطرد والإعراض وترك الصلة (والجفاء في النار) وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم (ت ك هب) عن أبي هريرة (خد هـ ك هب) عن أبي بكرة بفتحات (طب هب) عن عمران بن حصين ورجاله ثقات • (الحياء والعيّ) بالكسر أي سكون اللسان تحرزاً عن الوقوع في البهتان لاعي القلب ولاعي العمل (شعبتان من الإيمان) أي أثران من آثاره (والبذاء والبيان شعبتان من النفاق) قال في الدر تبعاً لأصله أراد أنهما خصلتان منشأهما النفاق أما البذاء وهو الفحش فظاهر وأما البيان فإنما أراد منه بالذم التعمق بالنطق والتصافح وإظهار التقدم فيه عن الناس وكأنه نوع من العجب والكبر ولذا قال في رواية أخرى البذاء وبعض البيان لأنه ليس كل البيان مذموماً (حم ت ك) عن أبي أمامة قال الترمذي حسن وقال غيره صحيح • (الحياء

(حرف الخاء)

والإيمان في قرن) أي مجموعهما في حبل (فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر) لأن من نزع منه الحياء ارتكب كل فاحشة لا يحجزه دين إذا لم تستح فاصنع ما شئت (طس) عن ابن عباس بإسناد فيه كذاب • (الحياء زينة) أي زينة العبد فإن منه الوقار والحلم وكفى بهما زينة (والتقى كرم) أن أكرمكم عند الله أتقاكم (وخير المركب) بفتح الكاف (الصبر) لأن الصبر ثبات العبد بين يدي ربه لأحكامه ما أحب منها وما كره فهو خير مركب ركب به إليه (وانتظار الفرج من الله عبادة) لأن فيه قطع العلائق عن الخلائق (الحكيم عن جابر) بن عبد الله بإسناد ضعيف • (الحياء من الإيمان وأحيي أمتي عثمان) فهو من أكملهم إيماناً (ابن عساكر عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (الحياء عشرة أجزاء فتسعة) منها (في النساء وواحد في الرحال) وتمامه ولولا ذلك ما قوي الرجال على النساء (فر) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (الحيات مسح الجن) أي أصلهن من الجن الذين مسخوا (كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل) الظاهر أن المراد بعض الحيات لا كلهن ثم أن هذا قد مر في حديث يعارضه (طب) وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس بإسناد صحيح • (الحية فاسقة والعقرب فاسقة والفأرة فاسقة والغراب فاسق) والفسق الخروج عن الاستقامة سميت به لخبثهن وإفسادهن تمام الحديث والكلب الأسود البهيم شيطان (هـ) عن عائشة رضي الله عنها* (حرف الخاء) (خاب عبد وخسر) قال في النهاية الخيبة الحرمان والخسران (لم يجعل الله تعالى في قلبه) رحمة للبشر) فمن لم يتخلق بالرحمة الإلهية فهو من الهالكين (الذولابي) بضم المهملة وآخره موحدة تحتية نسبة إلى دولاب بفتح الدال قرية بالري (في) كتاب (الكني) والألقاب (وأبو نعيم) الأصبهاني (في) كتاب (المعرفة) معرفة الصحابة (وابن عساكر) في تاريخه (عن عمرو بن حبيب) بن عبد شمس • (خالد بن الوليد) بن المغيرة (سيف من سيوف الله) أي هو في نفسه كالسيف في إسراعه لتنفيذ أوامر الله تعالى لا يخاف فيه لومة لائم (البغوي) في المعجم (عن عبد الله بن جعفر) • (خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين) أي سلطه على الكفار (ابن عساكر عن عمر) بن الخطاب • (خالد سيف من سيوف الله ونعم فتى العشيرة) خالد (حم) عن أبي عبيدة بن الجراح • (خالد بن الوليد سيف الله وسيف رسوله وحمزة) بن عبد المطلب (أسد الله وأسد رسوله وأبو عبيدة ابن الجراح أمين الله وأمين رسوله وحذيفة بن اليمان من أصفياء الرحمن وعبد الرحمن ابن عوف من تجار الرحمن) عز وجل لأن قصده التجارة إعانة الخلق على عبادة الحق (فر) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (خالفوا المشركين) في زيهم (احفوا الشوارب) قال العلقمي قال شيخنا هو يقطع الهمزة ووصلها من أحفى شاربه حفاه إذا استأصل أخذ شعره قال والمراد هنا احفوا ما طال عن الشفتين فالمختار أنه يقص حتى يبدو طرف

الشفة ولا يحفه من أصله (وأوفوا اللحا) أي اتكروها لتعزر وفي نسخة شرح عليها العلقمي واعفوا اللحا فإنه قال بالقطع والوصل من أعفيت الشعر وعفوته المراد توفير اللحية خلاف عادة الفرس من قصها ونبه على أنه رواية قال وفي رواية وفروا اللحا بتشديد الفاء وفي رواية أرجؤا بالجيم والهمز أي أخروها وبالخاء المعجمة بلا همز أي أطيلوها قال النووي وكل هذه الروايات بمعنى واحد واللحا بالكسر في اللام وحكى ضمها وبالقصر والمد جمع لحية بالكسر فقط وهو اسم لما ينبت على الخدين والذقن (ق) عن ابن عمر • (خالفوا اليهود) زاد في رواية والنصارى أي صلوا في نعلاكم وخفافكم إذا كانت طاهرة (فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم) وكان من شرع موسى نزع النعال والخفاف في الصلاة (ك ك هق) عن شداد بن أوس بإسناد صحيح • (خدر الوجه) أي ضعفه واسترخاؤه قال في المصباح وخدر العضو خدراً من باب تعب استرخى فلا يطيق الحركة (من) شرب النبيذ تتناثر منه أي من شربه الحسنات فلا يبقى لشاربه حسنة البغوي وابن قانع (عد طب) عن شيبة بن أبي كثير الأشجعي وفيه الواقدي كذبه أحمد • (خدمتك زوجك) بكسر الكاف خطاب لمؤنث (صدقة) قاله للمرأة التي قالت ليس لي مال أتصدق به ألا أخرج من بيت زوجي فأعين الناس على حوائجهم (فر) عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بإسناد حسن • (خديجة) بنت خويلد (سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد) قال المناوي فهي أول من آمن من النساء بل مطلقاً (ك) عن حذيفة بن اليمان • (خديجة خير نساء عالمها ومريم خير نساء عالمها وفاطمة خير نساء عالمها) قال العلقمي يؤخذ منه أن فاطمة أفضل من مريم كما سبق وهو الراجح وهذا الحديث مفسر لباقي الروايات وهو مرسل صحيح اهـ ولك أن تتوقف في الأخذ (الحارث) بن أبي أسامة (عن عروة بن الزبير مرسلاً) بإسناد صحيح • (خذل عنا) بفتح الخاء المعجمة وكسر الذال المعجمة الشديدة أمر من التخذيل وهو حمل الأعداء على الفشل وترك القتال والخطاب لحذيفة والفشل الجبن قال في المصباح خذلته وخذلت عنه من باب قتل والاسم الخذلان إذا تركت نصرته وأعانته وتأخرت عنه وخذلته تخذيلاً حملته على الفشل وترك القتال اهـ قال العلقمي وهذا الأخير أليق بمعنى الحديث (فإن الحرب خدعة) بالضبط المتقدم قاله لما اشتد الحصار على المسلمين بالخندق واشتد الخوف (الشيرازي في الألقاب عن نعيم الأشجعي) رضي الله تعالى عنه بإسناد ضعيف • (خذالا مر بالتدبير) أي التفكر فيه والنظر في عواقبه (فإن رأيت) أي ظننت (في عاقبته خيراً فامض) أي افعل (وإن خفت) من فعله (غيا) أي شراً وسوء عاقبة (فأمسك) أي كف عنه والخوف هنا بمعنى الظن (عد عب هب) عن أنس قال رجل يا رسول الله أوصني فذكره وضعفه البيهقي • (خذ الحب من الحب) بفتح الحاء فيهما الحب المقتات اختياراً فلا زكاة في غيره (والشاة) تطلق على الذكر والأنثى لأن الهاء ليست للتأنيث (من الغنم) إذ بلغت أربعين (والبعير من الإبل إذا

بلغت خمساً وعشرين فصاعداً (والبقرة من البقر) إذا كانت ثلاثين فصاعداً والمراد أن الزكاة من جنس المأخوذ منه أصالة وسببه كما في أبي داود عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فقال خذا الحب فذكره (هـ ك) عن معاذ بإسناد صحيح لكن فيه انقطاع • (خذ عليك ثوبك) أيها العريان أي البسه (ولا تمشوا عراة) عم بعد ما خص ليفيد أن الحكم عام لا يختص بواحد دون آخر فيحرم المشي عرياناً بحضرة من يحرم نظره لعورته مع القدرة على الستر وسببه أن المسور حمل حجراً فسقط ثوبه فانكشفت عورته فذكره (د) عن المسور بن المسور بن مخرمة • (خد حقك في عفاف) أي احترز في أخذه من الحرام وسوء المطالبة والقول السيء (واف أو غير واف) أي سواء وفي لك حقك أو أعطاك بعضه لا تفحش عليه في القول وواف يحتمل أنه منصوب على الحال وجاء على لغة مني قد الفتحة في المنقوص (هـ ك) عن أبي هريرة بإسناد حسن (طب) عن جرير بإسناد ضعيف • (خذوا القرآن من أربعة) أي تعلموه منهم (من ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى) امرأة (أبي حذيفة) ابن عتبة الأنصارية فإنهم تفرغوا لأخذ القرآن عنه صلى الله عليه وسلم مشافهة ومن سواهم اقتصروا على أخذ بعضهم عن بعض أوان هؤلاء تفرغوا لأن يؤخذ عنهم أوانه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم من تقديم هؤلاء الأربعة أوانهم أقرأ من غيرهم (ت ك) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد صحيح • (خذوا من العمل في رواية من الأعمال (ما تطيقون) أي خذوا من الأوراد ما تطيقون الدوام عليه (فإن الله لا يمل حتى تملوا) أي لا يعرض عنكم إعراض الملول عن الشيء أو لا يقطع الثواب عنكم ما بقي لكم نشاط لطاعة (ق) عن عائشة • (خذوا من العبادة ما تطيقون) الدوام عليه (فإن الله لا يسأم حتى تسأموا) قال العلقمي قال العلماء الملل والسآمة بالمعنى المتعارف في حقنا محال في حق الله تعالى فيجب تأويل الحديث قال المحققون معناه لا يعاملكم معاملة المال فيقطع عنكم ثوابه وجزاءه ويبسط فضله ورحمته حتى تقطعوا عملكم (طب) عن أبي أمامة ضعيف لضعف بشير بن نمير • (خذوا عني خذوا عني) أي خذوا الحكم في حد الزنا عني (قد جعل الله لهن) أي للنساء الزواني على حد حتى توارت بالحجاب (سبيلاً) خلصاً عن إمساكهن في البيوت وهو الحد قال العلقمي فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا هو ذاك السبيل واختلف العلماء في هذه الآية فقيل محكمة وهذا الحديث مفسر لها وقيل منسوخ بالآية التي أول سورة النور (البكر) أي حد البكر إذا زنى (بالبكر) بكسر الموحدة في الأصل ما لم توطأ والمراد هنا من لم يتزوج من الرجال والنساء (جلد مائة) أي ضربه مائة ضربة (ونفي سنة) عن البلد التي وقع الزنا فيها (والثيب) أي وحد الثيب إذ زنى (بالثيب) هو في الأصل من تزوج والمراد هنا المحصن (جلد مائة والرجم) بالحجارة إلى أن يموت والجلد منسوخ والواجب الرجم فقط وقوله صلى الله عليه وسلم البكر بالبكر إلى

آخره ليس على سبيل الاشتراط بل حد البكر الجلد والتغريب سواء زنى ببكر أم بثيب وحد الثيب الرجم سواء زنى بثيب أم بكر (حم م 4) عن عبادة بن الصامت • (خذوا العطاء) أي من السلطان (ما دام) أي مدة دوامه (عطاء) لله تعالى ليس فيه غرض من الأغراض الدنيوية التي فيها فساد دين الآخذ ومن هذا قول أبي الدرداء للأحنف بن قيس خذ العطاء ما كان نحلة فإذا كان أثمان دينكم فدعوه (فإذا تجاحفت) بفتح الجيم الحاء والفاء المخففات (قريش بينها الملك) أي تنازعت على الملك من قولهم تجاحفت القوم في القتال إذا تناول بعضهم بعضاً بالسيوف يريد إذا رأيت قريشاً تخاصموا على الملك وقال كل أنا أحق بالخلافة (وصار العطاء رشى) عن (دينكم) بأن يعطيه العطاء ويحمله على فعل ما لا يحل قتاله أو فعل ما لا يجوز (فدعوه) أي اتركوا أخذه لحمله على اقتحام الحرام (تخ د) عن ذي الزوائد) واسمه يعيش • (خذوا على أيدي سفهائكم) أي امنعوا المبذرين الذين يصرفون المال فيما لا ينبغي ولا علم لهم بحسن التصرف من التصرف في المال وتمامه قبل أن تهلكوا ويهلكوا (طب) عن النعمان بن بشير • (خذوا جنتكم) بضم الجيم وقايتكم (من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات) لقائلهن (ومعقبات) سميت معقبات لأنها عادت مرة بعد أخرى (ومجنبات) أي عن كل ما يؤذي وهن الباقيات الصالحات (ن ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (خذوا) أي في لعبكم (يا بني أرفدة) بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر الفاء لقب للحبشة وقيل هو اسم أبيهم الأقدم يعرفون به (حتى تعلم اليهود والنصارى) الذين يشددون (أن في ديننا فسحة) قاله يوم عيد الحبشة وقد رآهم يرقصون ويلعبون بالدرق والحراب (أبو عبيد في) كتاب (الغريب والخرائطي في) كتاب (اعتلال القلوب عن الشعبي) بفتح المعجمة وسكون المهملة نسبة إلى شعب بطن من همدان واسمه عامر (مرسلاً) قال الذهبي حديث منكر • (خذوا للرأس أي لمسحه في الوضوء (ماء جديداً) أي غير ماء اليدين (طب) عن جارية بفتح الجيم وكسر الراء وفتح المثناة التحتية (ابن ظفر) بفتح المعجمة والفاء الحنفي بإسناد حسن • (خذوا من) شعر (عرض لحاكم) ما طال منه (واعفوا طولها) أي اتركوه (أبو عبد الله محمد بن مخلد) بن حفص العطار (الدوري) بضم الدال المهملة نسبة لمحلة ببغداد (في جزئه عن عائشة) بإسناد ضعيف • (خذي) أيتها المرأة التي سألت عن الاغتسال من الحيض واسمها اسما بنت شكل بالشين المعجمة والكاف المفتوحتين ثم لام أو بنت يزيد بن السكن (فرصة) بكسر الفاء وحكى ابن سيده تثليثها وبإسكان الراء وإهمال الصاد أي قطعة من نحو قطن مطيبة من مسك بكسر الميم وقال ابن قتيبة قرضة بفتح القاف وبالضاد المعجمة وقوله (من مسك) بفتح الميم والمراد قطعة جلد وتبعه ابن بطال وفي المشارق أن أثر الروايات بفتح الميم ورجح النووي الكسر وقال أن الرواية الأخرى وهي قوله فرصة ممسكة تدل عليه قال العلقمي قال الكرماني فإن

قيل كيف يكون قوله خذي فرصة إلخ بيان للاغتسال والاغتسال صب الماء لا أخذ الفرصة فالجواب أن السؤال لم يكن عن نفس الاغتسال لأنه معروف لكل أحد بل كان لقدر زائد على ذلك وقد سبقه إلى هذا الجواب الرافعي في شرح المسند وابن أبي حمرة موقوفاً مع هذا اللفظ الوارد مع قطع النظر عن الطريق التي ذكرها مسلم ولفظه قال تأخذ إحداكن ماءها وسدرها فتطهر فتحسن الطهور ثم تصب عليها الماء ثم تأخذ فرصة (فتطهري) بأن تتبعي بها أثر دم الحيض فتجعليه في نحو قطنة تدخليه فرجك والمقصود باستعمال الطيب دفع الرائحة الكريهة على الصحيح وقيل سرعة الحبل (ق ن) عن عائشة • (خذي) الخطاب لهند زوجة أبي سفيان لما قالت أن زوجي أبا سفيان شحيح لا يعطيني ما يكفيني (من ماله) أي الزوج (بالمعروف) أي من غير تقتير ولا إسراف (ما يكفيك) قال القرطبي أمر إباحة بدليل قوله لا حرج والمراد بالمعروف القدر الذي عرف بالعادة أنه الكفاية وهذه الإباحة إن كانت مطلقة لفظاً لكن مقيدة معنى كأنه قال إن صح ما ذكرت وقال غيره يحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم علم صدقها فيما ذكرت فاستغنى عن التقييد وقال المناوي وذا افتاء لا حكم لعدم استيفاء شروطه (ويكفي بنيك) منه فيه وجوب النفقة وأنها مقدرة بالكفاية وهو قول أكثر العلماء وهو قول محكي عن الشافعي حكاه عنه الجويني والمشهور عنه بالنسبة للزوجة أنه قذرها بالإمداد (ق د ن هـ) عن عائشة • (خرجت من نكاح غير سفاح) بالكسر أي زنا أراد بالسفاح ما لم يوافق شريعة (ابن سعد عن عائشة وفيه الواقدي كذاب • (خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح) قال المناوي أي متولد من نكاح لا زنا فيه والمراد عقد معتبر في دين الإسلام (ابن سعد في طبقاته عن ابن عباس) وفيه الواقدي • (خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء) قال المناوي واستشكل بأن كنانة تزوج برة امرأة أبيه فولدت مضر أحد أجداد المصطفى وأجيب بأنه لمي ولد له من زوجة أبيه برة بل من بنت أختها أو اسمها برة (العدني) بفتح العين والدال المهملتين وآخره نون نسبة إلى عدن مدينة باليمن قال الشيخ وهو محمد ابن عمير شيخ الترمذي (عد طس) عن علي رضي الله عنه بإسناد حسن (خرجت) من حجرتي (وأنا أريد) أي مريداً (أن أخبركم بليلة القدر) أي بتعيينها (فتلاح) أي تنازع وتخاصم (رجلان) من المسلمين كعب بن مالك وابن أبي حدرد (فاختلجت مني) بالبناء للمفعول أي من قلبي ونسيت تعيينها بالاشتغال بالمتخاصمين (فاطلبوها) أي اطلبوا وقوعها لا معرفتها في العشر الأواخر) من شهر رمضان (في سابعة تبقى) أي في ليلة يبقى بعدها سبع ليال وهي ليلة ثلاث وعشرين وكذا قوله (أو تاسعة تبقى) وهي إحدى وعشرين (أو خامسة تبقى) وهي ليلة خمس وعشرين (الطيالسي عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه وهو بنحوه في البخاري • (خرج رجل ممن كان قبلكم) قيل هو

قارون 0 في حلة له يختال فيها) من الاختيار وهو التكبر (فأمر الله الأرض فأخذته) أي ابتلعته (فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة) أي يغوص في الأرض ويضطرب فيها والجلجلة حركة مع صوت (ت) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (خرح نبي من الأنبياء) في رواية أحمد أنه سليمان (بالناس يستسقون الله تعالى) أي يطلبون منه السقيا (فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء فقال أرجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة) زاد في رواية أحمد ولولا البهائم لم تمطروا قال الخطيب الشربيني وفي البيان أن هذا النبي هو سليمان عليه الصلاة والسلام وأن هذه النملة وقعت على ظهرها ورفعت يديها وقالت اللهم خلقتنا فارزقنا وإلا فأهلكنا قال وروى أنها قالت اللهم أنا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا قال وروى أنها قالت اللهم أنا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بني آدم (ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (خروج الآيات) أي أشراط الساعة (بعضها على أثر بعض يتتابعن كما يتتابع الخرز في النظام (طس) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (خروج الإمام) يعني الخطيب (يوم الجمعة للصلاة) يعني إذا صعد المنبر (يقطع الصلاة) أي يمنع الإحرام بصالة وإن كان لها سبب إلا التحية فلو أقيمت في غير مسجد جلس الداخل بلا صلاة فتمنع الراتبة (وكلامه يقطع الكلام) قال المناوي أي وشروعه في الخطبة يمنع الكلام يعني النطق بغير ذكر ودعاء بمعنى أنه يكره فيها إلى إتمامه إياها تنزيهاً عند الشافعي وتحريماً عند غيره (هق عن الرجاء رأس كل حكمة لأنها الدافعة لا من مكر الله (والورع سيد العمل) أي أشرفه (القضاعي عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف • (خص البلاء بمن عرف الناس وعاش فيهم من لم يعرفهم) أي سلم منهم وسلموا منه (القضاعي عن محمد بن علي مرسلاً) بإسناد ضعيف • (خصاء أمتي الصيام والقيام) قاله لعثمان بن مظعون الذي أراد أن يختصي ويترهب في رؤوس الجبال (حم طب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث حسن • (خصال لا تنبغي في المسجد) أي يكره فعلها فيه بل كل شيء أدى إلى تقذيره ولو بالظاهر فهو حرام (لا يتخذ طريقاً ولا يشهر فيه سلاح ولا ينبض) بمثناة تحتية ثم نون فموحدة فمعجمة (في بقوس) أي لا يوتر فيه القوس (ولا ينثر فيه نبل ولا يمر فيه بلحم نيئ) بكسر النون وهمزة بعد الياء ممدوداً أي لم يطبخ (ولا يضرب فيه حد ولا يقتص فيه من أحد ولا يتخذ سوقاً) للبيع والشراء (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف • (خصال ست ما من مسلم يموت في واحد منهن) أي حال تلبسه بها (إلا كان ضامناً على الله أن يدخله الجنة) أي من غير عذاب مع ذي السبق وضامناً بمعنى مضمون واسم كان ضمير يعود على المسلم (رجل خرج مجاهداً) في سبيل الله لإعلاء كلمته (فإن مات في وجهه) أي في سفره ذلك (كان ضامناً على الله عز وجل) كرره لمزيد التأكيد (ورجل تبع جنازة)

أي جنازة مسلم للصلاة عليها دفنها (فإن مات في وجهه) ذلك (كان ضامناً على الله عز وجل ورجل توضأ فأحسن الوضوء) بإتيانه بأركانه وشروطه وآدابه (ثم خرج إلى مسجد الصلاة) تشمل الفرض والنفل (فإن مات في وجهه) ذلك (كان ضامناً على الله ورجل) كائن (في بيته) أي في محل سكنه (لا يغتاب المسلمين) ولا غيرهم من المعصومين (ولا يجر إليه سخطاً) أي لا يتسبب في إيصال ما يسخطه أي يبغضه إليه (ولا) يجر إليه (تبعة) أي شيئاً يتبع به (فإن مات في وجهه) ذلك (كان ضامناً على الله عز وجل (طس) عن عائشة بإسناد ضعيف • (خصلتان لا يجتمعان في منافق حسن سمت) أي حسن هيئة ومنظر في الدين (ولا فقه في الدين) قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي ليس المراد أن واحدة منهما قد تحصل في المنافق دون الأخرى بل هو تحريض للمؤمن على اتصافه بهما معاً والاجتناب عن ضدهما فإن المنافق من يكون عارياً منهما وهو من باب التغليظ ونحوه قوله تعالى فويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وليس من المشركين من يزكي لكنه حث للمؤمن على الأداء وتخويف من المنع حيث جعله من أوصاف المشركين وحسن عطف قوله ولا فقه على حسن سمت وهو مثبت لأنه في سياق النفي اهـ وحقيقة الفقه ما أورث التقوى وإما ما يتدارسه المغرورون فهو بمعزل عن ذلك (ت) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (خصلتان لا يجتمعان في مؤمن) أي كامل الإيمان (البخل وسوء الخلق) فإن العلقمي قال شيخنا قال في النهاية المراد من ذلك اجتماع الخصلتين فيه مع بلوغ النهاية فيها بحيث لا ينفك عنهما ولا ينفكان عنه فأما من فيه بعض هذا وبعض هذا وينفك عنه في بعض الأوقات فإنه بمعزل عن ذلك (خدت) عن أبي سعيد بإسناد ضعيف • (خصلتان لا يحافظ عليهما) أي على فعلهما (عبد مسلم إلا دخل الجنة) أي بغير عذاب (إلا) بالتخفيف حرف تنبيه (وهما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله تعالى في دبر) بضمتين أي عقب (كل صلاة) مكتوبة (عشراً ويحمده عشراً ويكبره عشراً وذلك أخمسون ومائة) في اليوم والليلة (باللسان وألف وخمسمائة في الميزان) لأن الحسنة بعشر أمثالها (ويكبر أربعاً وثلاثين إذ أخذ مضجعه ويحمد ثلاثاً وثلاثين ويسبح ثلاثاً وثلاثين فتلك مائة باللسان وألف في الميزان) لما ذكر (فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة) يعني إذا عمل هذا العدد من السيئات وأتى بتلك الأذكار كما ذكر صار مغفوراً له (حم خد 4) عن ابن عمرو بإسناد صحيح • (خصلتان) مبتدا (معلقتان) صفته (في أعناق المؤذنين) متعلق بمعلقتان (للمسلمين) خبر المبتدا (صيامهم وصلاتهم) بيان للخصلتين أو بدل منه أو خبر عن مبتدا محذوف أي هما صيامهم وصلاتهم فإنه شبه حالة المؤذنين وإناطة الخصلتين للمسلمين بهم بحالة الأسير الذي في عنقه ربقة الرق وقيده لا يخلصه منها إلا المنّ والفداء • فائدة شرط أذان المؤذن راتباً أو غيره معرفة الأوقات بأمارة أو غيرها (هـ) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكراً صابراً ومن لم

تكونا فيه لم يكتبه الله شاكراً ولا صابراً من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكراً صابراً من نظر في دينه إلى من هو دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف) أي حزن وتلهف (على ما فاته لم يكتبه الله شاكراً ولا صابراً) وهذا الحديث جامع لجميع أنواع الخير (ت) عن ابن عمرو بإسناد ضعيف • (خصلتان لا يحل منعهما الماء) المباح (و) حجارة النار البزار (طص) عن أنس رضي الله تعالى عنه وهذا حديث منكر • (خطوتان) تثنية خطوة قال في النهاية وهي بالضم ما بين القدمين في المشي وبالفتح المرة (إحداهما أحب الخطا) بالضم (إلى الله تعالى) بمعنى أنه يثيب صاحبها (والأخرى أبغض الخطا إلى الله فأما التي يحبها فرجل نظر إلى خلل في الصف) أي صف من صفوف الصلاة (فسده) أي سد ذلك الخلل بوقوفه فيه (وأما التي يبغض فإذا أراد الرجل أن يقوم مد رجله اليمنى وضوع يده عليها وأثبت اليسرى ثم قام) فذلك مكروه حيث لا عذر (ك هق) عن معاذ وفيه انقطاع • (خفف) بالبناء للمفعول أي سهل (على داود) نبي الله تعالى (القرآن) أي القراءة أو المقروء أي الزبور أو التوراة وقرآن كل نبي يطلق على كتابه الذي أوحى إليه (فكان يأمر بدوابه) في رواية بدابته بالإفراد ويحتمل الإفراد على الجنس أو المراد بها ما يختص بركوبه وبالجمع ما يضاف إليه مما يركبه اتباعه (فتسرج) كذا هو بالألف في خط المؤلف (فيقرأ القرآن) أي جميعه من (قبل أن تسرج دوابه) أي قبل الفراغ من إسراجها وقد خفف القرآن على بعض هذه الأمة فكان يقرؤه فيما بين العشاءين (ولا يأكل إلا من عمل يده) أي من ثمن ما يعمله وهو نسج الدروع ألان الله له الحديد فكان ينسج الدروع يبيعها ولا يأكل إلا من ثمنها مع كونه كان من كبار الملوك (حم خ) عن أبي هريرة • (خففوا بطونكم وظهوركم لقيام الصلاة) أي قللوا الأكل ليسهل عليكم التهجد فإن من كثر أكله كثر نومه (حل) عن ابن عمر قال الشيخ حديث ضعيف • (خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما) أي بعد حصولهما إذا استمسكتم بهما (كتاب الله) القرآن (وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض) الكوثر يوم القيامة يحتمل أن يكون المراد بعدم التفرق استمرار أحكامهما والعمل بهما إلى قيام الساعة (أبو بكر الشافعي في الغيلانيات عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (خلقان) بالضم (يحبهما الله) تعالى (وخلقان يبغضهما الله) تعالى (فأما اللذان يحبهما الله) تعالى (فالسخاء والسماحة) يحتمل أن المراد بالسماحة حسن الخلق وفي رواية للديلمي والشجاعة وهي أولى إذ السخاء السماحة (وأما اللذان يبغضهما الله) تعالى (فسوء الخلق والبخل وإذا أراد الله بعبد خيراً استعمله على قضاء حوائج الناس) أي يسر قضاءها على يديه ووجه ذوي الحاجات إليه (هب) عن ابن عمرو) بن العاص قال الشيخ حديث حسن • (خلق الله الخلق) أي قدرهم (فكتب آجالهم وأعمالهم وأرزاقهم فاطلبوا الرزق برفق ولا تنهمكوا على تحصيله (خط) عن أبي

هريرة قال الشيخ حديث حسن • (خلق الله جنة عدن) قيل اسم جنة من الجنان والصحيح أنه اسم لها كلها (وغرس أشجارها بيده) أي بصفة خاصة به وعناية تامة (فقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون) أي فازوا بالنعيم الدائم (د) عن أنس قال الشيخ رحمه الله حديث حسن صحيح • (خلق الله) تعالى آدم من تراب في رواية من طين (الجابية) قرية بالشام (وعجنه بماء الجنة) وطينته خمرت في الأرض وألقيت فيها حتى استعدت لقبول الصورة الإنسانية ثم حملت إلى الجنة وعجنت بمائها وصورت ونفخ الروح فيها الحكيم (عد) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (خلق الله آدم على صورته) أي على صورة آدم التي كان عليها من مبدأ فطرته إلى موته لم تتفاوت قامته ولم تتغير هيئته وقيل الضمير لله وتمسك قائله بما في بعض طرقه على صورة الرحمن والمراد الصورة الصفة والمعنى أن الله خلقه على صفته من العلم والحياة والسمع والبصر وغير ذلك وإن كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شيء (وطوله ستون ذراعاً) بذراع نفسه أو الذراع المتعارف ولم ينتقل أطوار كذريته (ثم قال) له (اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفر من الملائكة لوس فاستمع) في رواية فاسمع (ما يحيونك) بالحاء المهملة من التحية وفي رواية بكسر الجيم وسكون التحتانية بعده موحدة من الجواب (فإنها تحيتك وتحية ذريتك) من جهة الشرع وأراد بالذرية بعضهم وهم المسلمون (فذهب فقال السلام عليكم) يحتمل أني كون الله تعالى علمه كيفية ذلك تنصيصاً ويحتمل أن يكون فهم ذلك من قوله فسلم ويحتمل أن يكون ألهمه ذلك (فقالوا السلام عليك ورحمة الله) وهذا أول مشروعية السلام (فزادوه) أي آدم (ورحمة الله) فلو زاد المبتدي ورحمة الله استحب أن يزاد وبركانه فلو زاد وبركاته فحاصل ما في الفتح انه تشرع الزيادة على وبركاته (فكل من يدخل الجنة من بني آدم على صورة آدم) أي على صفته في الحسن والجمال والطول ولا يدخلها على صورة نفسه من نحو سواد أو عاهة (طوله ستون ذراعاً) وعند أحمد عن أبي هريرة مرفوعاً كان طول آدم ستين ذراعاً في سبعة أذرع عرضاً (فلم يزل الخلق ينقص بعده) في الجمال والطول (حتى الآن) أي أن كل قرن تكون نشأته في الطول أقصر من الذي قبله فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة واستقر الأمر على ذلك فإذا دخلوا الجنة عادوا إلى ما كان عليه آدم من الجمال وامتداد القامة (حم ق) عن أبي هريرة • (خلق الله) تعالى (مائة رحمة فوضع رحمة واحدة بين خلقه) من أنس وجن (يتراحمون بها) أي يرحم بعضهم بعضاً (وخبأ) بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة والهمزة (عنده مائة إلا واحدة) إلى يوم القيامة (م ت) عن أبي هريرة • (خلق الله التربة) أي الأرض (يوم السبت) فيه رد لزعم اليهود أنه ابتدأ خلق العالم يوم الأحد وفرغ يوم الجمعة واستراح يوم السبت (وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه) يعني الشر (يوم الثلاثاء وخلق النور) بالراء ولا ينافيه رواية النون أي الحوت لأن كلاهما خلقا فيه (يوم

الأربعاء) مثلث الباء (وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل) قال المناوي فأول الأسبوع السبت لا الأحد خلافاً لابن جرير وإنما خلقها في هذه الأيام ول يخلقها في لحظة وهو قادر عليه تعليماً لخلقه الرفق والتثبت (حم م) عن أبي هريرة • (خلق الله عز وجل الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض) أي على صورتها (وصنف كالريح في الهواء) وهذان لا حساب عليهم ولا عقاب (وصنف عليهم الحساب والعقاب) أي مكلفون (وخلق الله الإنس ثلاثة أصناف صنف كالبهائم) يحتمل أن يراد به الكفار أولئك كالأنعام بل هم أضل (وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين) أي مثلها في الخبث والشر (وصنف يكونون يوم القيامة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله) فلا يصيبهم وهج الحر في ذلك الموقف (الحكيم) الترمذي (وابن أبي الدنيا في) كتاب (مكائد الشيطان وأبو الشيخ في) كتاب (العظمة وابن مردويه عن أبي الدرداء) بإسناد ضعيف • (خلق الله آدم فضرب كتفه اليمنى فأخرج) منه (ذرية بيضاء كأنهم اللبن ثم ضرب كتفه اليسرى فخرج) منه (ذرية سوداء كأنهم الحمم) بضم المهملة وفتح الميم أي كالفحم الأسود المحترق (قال هؤلاء في الجنة) واستعملهم بالطاعة (ولا أبالي وهؤلاء في النار) واستعملهم بالمعاصي (ولا أبالي ابن عساكر عن أبي الدرداء) ورواه عنه أحمد ورجاله ثقات • (خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمناً وخلق فرعون في بطن أمه كافراً) وكذا جميع من خلقه (عد طب) عن ابن مسعود بإسناد جيد • (خلق الحور) العين (من الزعفران) أي أنشأهن من زعفران الجنة (طب) عن أبي أمامة • (خلق الإنسان والحية سواء) قال الشيخ في شرحه ومعنى السواء هنا المقارنة في العداوة (أن رآها أفزعته وإن لدغته) بالدال المهملة والغين المعجمة (أوجعته فاقتلوها حيث وجدتموها) أي في أي مكان وجدتموها فيه قاله حين سئل عن قتل الحيات (الطيالسي) أبو داود (عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (خلقت الملائكة من نور وخلق الجان) قال الجلال المحلي أبو الجن وهو إبليس (من مارج من نار) هو لهبها الخالص من الدخان (وخلق آدم مما وصف لكم) في كتابه أي وصف الله بقوله من صلصال كالفخار والصلصال الطين اليابس الذي له صلصلة إذا نفروا الفخار والخزف وهذا لا يخالف قوله من تراب لأنه خلقه من تراب جعله طيفاً (حم م) عن عائشة • (خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم) فلهذا كانت أفضل وأكثر نفعاً من غيرها من الأشجار (ابن عساكر عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (خلل أصابع يديك ورجليك) في الوضوء والغسل والأمر للندب (حم) عن ابن عباس فيه عبد الرحمن بن أبي زياد ضعيف • (خللوا بين أصابعكم) أي أصابع أيديكم وأرجلكم إذا تطهرتم (لا) أي لئلا (يخللها الله يوم القيامة بالنار) وهذا يقتضي وجوب التخليل ومحله إذا توقف

وصول الماء عليه وإلا فهو مندوب (قط) عن أبي هريرة • (خللوا بين أصابعكم لا يخلل الله بينها بالنار) فالتخليل سنة كما مر وصرفه عن الوجوب خبر توضأ كما أمرك الله وليس فيما أمر الله به ذكر تخليل والوعيد مصروف إلى من لا يصل الماء بين أصابعه إلا به (ويل للأعقاب من النار) أي شدة هلكة لأصحاب الأعقاب التي لا يصيبها ماء الطهارة من عذاب جهنم (قط) عن عائشة بإسناد ضعيف • (خللوا لحاكم في الوضوء والغسل (وقصوا أظفاركم) من اليدين والرجلين إذا طالت (فإن الشيطان) إبليس أو أل جنسية (يجري ما بين اللحم والظفر) أي في الوسخ المجتمع فيسكن إليه والأمر للندب نعم أن توقف إيصال الماء على ذلك وجب (خط) في الجامع وابن عساكر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما • (خليلي من هذه الأمة) المحمدية (أويس) بن عامر أو عمرو (القرني) بفتح القاف والراء نسبة لقبيلة من مراد باليمن وهو راهب هذه الأمة لم يره المصطفى وإنما ذكر فضله وهو من التابعين (ابن سعد) في الطبقات (عن رجل) من التابعين (مرسلاً • (خمروا) أي غطوا (الآنية وأوكؤا) بكسر الكاف بعدها همزة أي اربطوا (الأسقية) أي أفواهها (وأجيفوا) بجيم وفاء أي أغلقوا (الأبواب واكفتوا) بهمزة وصل وكسر الفاء ومثناة فوقية (صبيانكم) أي ضموهم إليكم (عند المساء) أي ما بين العشاءين فامنعوهم من الحركة وادخلوهم البيوت (فإن للجن في ذلك) الوقت (انتشاراً وخطفة) بالتحريك جمع خاطف (واطفؤا) بهمزة قطع وكسر الفاء (المصابيح عند الرقاد) أي عند إرادة النوم (فإن الفويسقة) بالتصغير الفأرة (ربما اجترت) بجيم ساكنة ومثناة فوقية وراء مشددة (الفتيلة فأحرقت أهل البيت) فإن أمن من ذلك كان كان في قنديل لم يطلب إطفاؤه (خ) عن جابر • (خمروا وجوه موتاكم) أي المجرمين فإنه قال في محرم مات (ولا تشبهوا) بحذف إحدى التاءين للتخفيف (باليهود) في رواية بأهل الكتاب فإنهم لا يغطون وجوه موتاهم (طب) عن ابن عباس ورجاله ثقات • (خمس) من الخصال (بخمس) من الخصال ما نقض قوم العهد إلا سلط أي سلط الله (عليهم عوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله في كتابه (إلا فشا فيهم الفقر) أي ظهر وكثر (ولا ظهرت فيهم الفاحشة) أي الزنا أو اللواط) فا فشا فيهم الموت) كما وقع في قصة بني إسرائيل (ولا طففوا المكيال إلا منعوا) بالبناء للمفعول (النبات) أي منعوا المطر فلا تنبت الأرض (وأخذوا بالسنين) أي المجاعة والقحط (ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر) أي المطر عند الحاجة إليه (طب) عن ابن عباس • (خمس صلوات افترضهن الله عز وجل من أحسن وضوءهن) بإتيانه بواجباته ومندوباته (وصلاهن لوقتهن) أي في أوقاتهن المعلومة (وأتم ركوعهن) وسجودهن أي أتى بهما تامين بأن اطمأن فيهما (وخشوعهن) بقلبه وجوارحه بترك الشواغل الدنيوية وتدبر الذكر والقراءة وسكون جوارحه وإدامة نظره إلى موضع سجوده (كان له على الله) تفضلاً وكرماً (عهد) العهد ما يتعين حفظه من الأمان والميثاق (أن يغفر له) بدل من

عهد أو خبر عن مبتدأ محذوف (ومن لم يفعل) ذلك (فليس له على الله عهد إن شاء غفر له) فضلاً (وإن شاء عذبه) عدلاً (دهق) عن عبادة بن الصامت واللفظ لأبي داود قال الشيخ حديث صحيح • (خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن) احترز به عن السهو (كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن) على الوجه المطلوب شرعاً (فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه) عدلاً (وإن شاء أدخله الجنة) برحمته قال البيضاوي شبه وعد الله بإثابة المؤمنين بالعهد الموثوق به الذي لا يخلف ووكل أمر المتروك إلى مشيئته تجويزاً للعفو وأنه لا يجب على الله شيء ومن ديدن الكرام محافظة الوعد والسماحة في الوعيد • فائدة • قال الدميري العهد الذي في القرآن على تسعة أوجه أحدها الأمر كقوله في البقرة الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وقوله وعهدناإلى إبراهيم وإسماعيل والثاني الفرائض كقوله وأوفوا بعهدي الثالث الجنة كقوله أوف بعهدكم الرابع الوعد كقوله في البقرة لا ينال عهدي الظالمين السادس الوحي كقوله في آل عمران أن الله عهد إلينا السابع لا إله إلا الله كقوله في الرعد الذين يوفون بعهد الله وفي مريم إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً الثامن الثمن كقوله في النحل ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً التاسع العهد كقوله في يس ألم أعهد إليكم مالك (حم د ن هـ حب ك) عن عبادة بن الصامت بإسناد صحيح • (خمس صلوات منحافظ عليهن كانت له نوراً) في قبره وحشره (وبرهاناً) تخاصم عنه (ونجاة يوم القيامة) من العذاب (ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له نور يوم القيامة) حين يسعى نور المصلين بين أيديهم (ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف) فرعون هذه الأمة الذي آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتله بيده وهذا خرج مخرج الزجر عن ترك الصلاة (ابن نصر) في كتاب الصلاة (عن بن عمرو) بن العاص • (خمس فواسق) بإضافة خمس إلى الفواسق والفسق الخروج عن الاستقامة سميت به لخبثهن وإفسادهن (يقتلن في الحل والحرم) قال النووي اختلفوا في ضبط الحرم هنا فضبطه جماعة من المحدثين بفتح الحاء والراء أي الحرم المشهور وهو حرم مكة والثاني بضم الحاء والراء ولم يذكره القاضي عياض في المشارق قال وهو جمع حرام كما قال تعالى وأنتم حرم والمراد به المواضع المحرمة قال النووي والفتح أظهر (الحية والغراب الأبقع) هو الذي في ظهره أو بطنه بياض وقد أخذ بهذا القيد طائفة وأجاب غيرهم بأن الروايات المطلقة أصح فغير الأبقع مما يؤذي مثله (والفأرة) بهمزة ساكنة وتسهل (والكلب العقور) أي الجارح قيل أراد النابح المعروف وقيل أراد كل سبع يعقر كأسد وذئب (والحديا) بضم الحاء وفتح الدال المهملتين وشد المثناة التحتية مقصور طائر معروف (م ن هـ) عن عائشة رضي الله عنها • (خمس) من الدواب (قتلهن حلال في الحرم) والحل أولى (الحية)

والعقرب والحدأة) قال الشيخ بوزن عنبة (والفأرة والكلب العقور) فيحل بل يجب قتهن بأي محل كان ولو في جوف الكعبة (د) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (خمس كلهن) أي كل واحدة منهن (فاسقة يقتلهن المحرم) حال إحرامه ولا يؤزر بل يؤجر (ويقتلن في الحرم) ولو في المسجد (الفأرة والعقرب والحية والكلب العقور والغراب) المؤذي بخلاف غراب الزرع وظاهر تقييد الكلب بالعقور أن غيره محترم فيحرم قتله وهو الأصح عند الشافعية (حم) عن ابن عباس • (خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة) المتوفرة الشروط (أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة وليلة) عيد (الفطر وليلة) عيد (النحر) فيندب إحياء هذه الليالي بالعبادة (ابن عساكر عن أبي أمامة) بإسناد ضعيف • (خمس) أي خصال خمس أو خمس من الخصال (من الفطرة) بكسر الفاء أي من السنة القديمة التي اختارها الأنبياء واتفقت عليها الشرائع والتعبير في بعض روايات الحديث بالسنة بدل الفطرة يراد بها الطريقة لا التي تقابل الواجب وقد ثبت في أحاديث أخرى زيادة على الخمس فدل على أن لحصر فيها غير مراد (الختان) بالكسر اسم لفعل الخاتن وهو قطع الجلدة التي تغطي الحشفة من الذكر وقطع الجلدة التي تكون في أعلى فرج المرأة فوق مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك وقد ذهب إل وجوب الختان دون باقي الخصال الخمس الشافعي وجمهور أصحابه وعند أحمد وبعض المالكية يجب وعند أبي حنيفة واجب وليس بفرض حجة القائلين بعدم فرضيته حديث شداد بن أوس الختان سنة للرجال مكرمة للنساء وهذا لا حجة فيه لما تقرر أن لفظ السنة إذا ورد في الحديث لا يراد به التي تقابل الواجب واختلف في الوقت الذي يشرع فيه الختان قال الماوردي له وقتان وقت وجوب ووقت استحباب فوقت الوجوب البلوغ ووقت الاستحباب قبله والاختيار في اليوم السابع من الولادة فإن أخر ففي الأربعين يوماً فإن أخر ففي السنة السابعة (والاستحداد) أي حلق العانة بالحديد وهي الشعر النابت على الفرج والمراد إزالته بأي شيء كان (وقص الشارب) أي الشعر النابت على الشفة العليا قال في الروضة ولا بأس بترك سباليه وهما طرفا الشارب قال الزركشي وهذا يرده ما رواه الإمام أحمد في مسنده قصوا سبالاتكم ولا تشبهوا باليهود (وتقليم الأظافر) جمع ظفر بضم الظاء والفاء وسكونها أي إزالة ما يزيد على ما يلابس رأس الإصبع لأن الوسخ يجتمع فيه فيستقذر وقد ينتهي إلى حد يمنع من وصول الماء إلى ما يجب غسله في الطهارة قال العلقمي وقد حكى أصحاب الشافعي فيه وجهين فقطع المتولي بالوجوب لأن الوضوء حينئذ لا يصح وقطع الغزالي في الإحياء بأنه يعفي عن مثل ذلك واحتج بأن غالب الإعراب لا يتعاهدون ذلك ومع ذلك لم يرد في شيء من الآثار أمرهم بإعادة الصلاة وهو ظاهر لكن قد يعلق بالظفر إذا طال النجس لمن استنجى بالماء ولم يمعن غسله فيكون إذا صلى حاملاً للنجاسة قلت ويقوّى الأول قولهم في شروط الوضوء وعدم

الحائل (ونتف الإبط) بكسر الهمزة وسكون الموحدة لأنه محل الريح الكريه فشرع نتفه ليضعف وتحصل السنة بحلقه لكن النتف أفضل (حم ق) عن أبي هريرة • (خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحرم والحل الأولى (الغراب) المؤذي (والحدأة) بوزن عنبة (والعقرب والفأر والكلب العقور) أي الجارح (ق ت ن) عن عائشة) رضي الله عنها • (خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح) أي لا إثم عليه بل هو مثاب (الغراب والحدأة) بالهمزة بلا مد (والفأرة والكلب العقور) قال النووي اختلف في المعنى في ذلك فقال الشافعي المعنى في جواز قتلهن كونهن مما لا يؤكل فكل ما لا يؤكل ولا هو متولد من مأكول وغيره فقتله جائز للمحرم ولا فدية عليه وقال مالك المعنى فيه كونهن مؤذيات فكل مؤذ يجوز للمحرم قتله ومالا فلا مالك (حم ق دن هـ) عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه • (خمس من حق المسلم على المسلم رد التحية) يعني السلام (وإجابة الدعوة) لوليمة عرس وجوباً ولغيرها ندباً (وشهود الجنازة) أي الصلاة عليها واتباعها إلى الدفن أفضل (وعيادة المريض) أي زيارته في مرضه قال بعضهم دخلت على الشافعي رضي الله عنه في مرض موته أعوده فقلت له كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال أصبحت من الدنيا راحلاً ولإخواني مفارقاً وبكأس المنية شارباً ولا أدري إلى الجنة تصير روحي فأهنيها أم إلى النار فأعيها ثم أنشأ يقولك ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي • جعلت الرجا مني لعفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته • بعفوك ربي كان عفوك أعظما (وتشميت العاطس) بأن يقال له يرحمك الله (إذا حمد الله) فإن لم يحمد لم يشمته ولا بأس بتنبيهه على الحمد فإذا حمد شمته (هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (خمس من) خصال أهل (الإيمان من لم يكن فيه شيء منهن فلا إيمان له) كاملاً (التسليم لأمر الله) فيما أمر به (والرضا بقضاء الله) فيما قدره (والتفويض إلى الله والتوكل على الله) في جميع الأمور (والصبر عند الصدمة الأولى) وهي حال فجأة المصيبة (البزار عن ابن عمر) بإسناد ضعيف • (خمس من سنن المرسلين) أي من طريقتهم (الحياء) بمثناة تحتية والمد وهو تغير يعتري الإنسان من كل عمل لا يحسن شرعاص (والحلم) أي سعة الصدر والتحمل (والحجامة والسواك والتعطر) أي استعمال الطيب لأن حظ الملائكة من البشر الريح الطيب وهم مخالطون للرسل (تخ) والحكيم الترمذي والبزار والبغوي (طب) وأبو نعيم في المعرفة (هب) عن حصين مصغر حصن بكسر الحاء وسكون الصاد المهملتين (الخطمي) بإسناد ضعيف • (خمس من سنن المرسلين) قال المناوي هذا من باب التغليب فيشمل الأنبياء وكذا يقال فيما قبله (الحياء والحلم والحجامة والتعطر والنكاح) والمراد من سنن إلخ غالبهم (طب) عن ابن عباس بإسناد واه • (خمس من فعل واحدة منهن كان) الفاعل (ضامناً) أي مضمون (على الله أن يدخله الجنة) من عاد مريضاً أو خرج مع جنازة

ليصلي) عليها (أو خرج غازياً) بقصد إعلاء كلمة الله (أو دخل على إمامه) قال المناوي يعني الإمام الأعظم (يريد تعزيره) أي تعظيمه وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس (حم طب) عن معاذ بإسناد حسن • (خمس من قبض) أي مات (في شيء منهن) أي حال تلبسه بواحدة منهن (فهو شهيد المقتول في سبيل الله) أي بسبب قتلا الكفار (شهيد) من شهداء الدنيا والآخرة (والغريق في سبيل الله) بأن ركب البحر غازياً أو حاجاً (شهيد) من شهداء الآخرة (والمبطون في سبيل الله) أي الميت بداء البطن (شهيد) من شهداء الآخرة (والمطعون) أي الميت بالطاعون وهو وخز الجن (في سبيل الله شهيد) من شهداء الآخرة (والنفساء) أي التي تموت بسبب الولادة عقبها (في سبيل الله شهيدة) من شهداء الآخرة (ن) عن عقبة بن عامر • (خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من صام يوم الجمعة) تطوعاً أي مع يوم قبله أو بعده فلا ينافي كراهة إفراده بالصوم (وراح إلى الجمعة) تطوعاً أي مع يوم قبله أو بعده فلا ينافي كراهة إفراده بالصوم (وراح إلى الجمعة) أي إلى محل إقامتها لصلاتها وعاد مريضاً وشهد جنازة وأعتق رقبة (ع حب) عن أبي سعيد الخدري ورجاله ثقات • (خمس لا يعلمهن إلا الله أن الله عنده علم الساعة) أي تعيين وقت قيامها (وينزل) مشدداً ومخففاً (الغيث) أي يعلم وقت نزوله (ويعلم ما في الأرحام) من ذكر وأنثى وشقي وسعيد (وما دري نفس ماذا تكسب غداً) من خير شر (وما تدري نفس بأي أرض تموت) وقيل أنه صلى الله عليه وسلم اعلمها بعد (حم) والروياني عن بريدة ورجال أحمد رجال الصحيح • (خمس ليس لهن كفارة الشرك بالله وقتل النفس) المعصومة (بغير حق وبهت المؤمن) قال المناوي أي أخذ ماله قهراً جهراً وقال الشيخ في شرحه أي مواجهته برميه بالفاحشة (والفرار من الزحف) حيث لا يجوز (ويمين صابرة يقتطع بها مالاً) لغيره (بغير حق) وهو الغموس والصبر بمعنى الحبس سميت بذلك لأن صاحبها يحبس بها الحق عن صاحبه وهذا في غير الشرك بالله أو محمول على الزجر التنفير أو على من استحل (حم) وأبو الشيخ في التوبيخ عن أبي هريرة بإسناد حسن • (خمس هن قواصم) وفي رواية من قواصم (الظهر) أي كواسره يعني مهلكات (عقوق الوالدين) أي الأصلين أو أحدهما وإن عليا (والمرأة) التي (يأتمنها زوجها) على نفسها أو ماله (تخونه) بزنا وتصرف في ماله بغير إذنه (و) عصيان (الإمام) الأعظم الذي (يطيعه الناس ويعصي الله تعالى) (و) خلف (رجل وعد) رجلاً (عن نفسه خيراً) أي أن يفعل معه خيراً (فاخلف) ما وعده من يغر عذر والأولى حمله على ما إذا كان قصده الخلف حال الوعد فيحرم حينئذ حاله (واعتراض المرء في أنساب الناس وتمامه) كلكم لآدم وحواء (هب) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (خمس من العبادة قلة الطعم) بالضم أي الأكل والشرب (والقعود في المساجد) لانتظار صلاة أو اعتكاف (والنظر إلى الكعبة والنظر في المصحف) أي القراءة فيه نظراً (والنظر إلى وجه العالم) العامل بعلمه الشرعي (فر) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (خمس من

أوتيهن لم يعذر على ترك عمل الآخرة زوجة صالحة) أي دينة تعفه (وبنون أبرار) بآبائهم (وحسن مخالطة النساء) أي معاشرتهن بالمعروف وفي نسخة الناس بدل النساء أي وملكة يقتدر بها على مخالطة الناس بخلق حسن (ومعيشة في بلدة) بنحو تجارة أو صناعة من غير سفر (وحب أل محمد) فإن حبهم سبب موصل إلى السعادة الأخروية (فر) عن زيد بن أرقم رضي الله عنه • (خمس يعجل الله لصاحبها العقوبة) في الدنيا (البغي) أي التعدي على الناس (والغدر) لهم (وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم) أي القرابة بنحو إيذاء أو هجر بلا سبب (ومعروف لا يشكر) أي لا يشكره من فعل معه (ابن لال في المكارم عن زيد بن ثابت) رضي الله تعالى عنه • (خمس خصال يفطرن الصائم وينقضن الوضوء الكذب والغيبة والنميمة والنظر بشهوة) إلى محرم (واليمين الكاذبة وهذا ورد على طريق الزجر عن فعل المذكورات وليس المراد الحقيقة (الأزدي) أبو الفتح (في) كتاب الضعفاء) والمتروكين (فر) عن أنس بإسناد فيه كذاب • (خمس دعوات يستجاب لهن دعوة المظلوم حتى ينتصر) وإن كان كافراً معصوماً (ودعوة الحاج) حجاً مبروراً (حتى يصدر) أي يرجع إلى أهله (ودعوة الغازي) في سبيل الله لإعلاء كلمة الله (حتى يقفل) بقاف ثم فاء أي يعود إلى وطنه (ودعوة المريض حتى يبرأ) من علته أو يموت ودعوة الأخ لأخيه) في الدين (بظهر الغيب وأسرع هذه الدعوات) إجابة (دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب) أي بحيث لا يشعر وإن كان حاضراً في المجلس (هب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (خمس من العبادة النظر إلى المصحف) للقراءة فيه (والنظر إلى الكعبة والنظر إلى الوالدين) أي الأصلين المسلمين (والنظر في زمزم) أي إلى بئر زمزم أوفى مائها (وهي تحط الخطايا) أي أن النظر إليها مكفر للذنوب الصغائر (النظر في وجه العالم) العامل بعلمه الشرعي (قط) عن كذا في خطا المؤلف وبيض للصحابي • (خيار المؤمنين القانع) بما رزقه الله (وشرارهم الطامع) في الدنيا (القضاعي عن أبي هريرة • (خيار أمتي في كل قرن خمسمائة) أي خمسمائة إنسان (والإبدال أربعون) رجلاً (فلا الخمسمائة ينقصون) بل قد يزيدون (ولا الأربعون) ينقصون ولا يزيدون (بل كلما مات رجل) منهم (أبدل الله من الخمسمائة مكانه) رجلاً (وأدخل في الأربعين مكانه) ولهذا سموا بالأبدال (يعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما آتاهم الله) فلا يستأثر أحدهم على أحد (حل) عن ابن عمر بن الخطاب • (خيار أمتي) أي من خيارهم وكذا يقال فيما يأتي (الذين يشهدون أن لا إله إلى الله وأني رسول الله) إلى كافة الثقلين (الذين إذا أحسنوا استبشروا) وإذا اساؤوا استغفروا أي تابوا توبة صحيحة والموصول الأول نعت والثاني خبر (وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به وإنما نهمتهم ألوان الطعام) والشراب (والثياب) النفيسة (ويتشدقون في الكلام) أي يتوسعون فيه من غير اتياط ويتعمقون في التفصح تكبراً وتعاظماً وقيل أراد بالمتشدق المستهزئ

بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم والظاهر أن جملة وإنما نهمتهم إلخ في محل نصب على الحال (حل) عن عروة بضم المهملة (ابن رويم) بالراء مصغراً (مرسلاً) وهو اللخمي الأزدي تابعي ثقة • (خيار أمتي علماؤها) العاملون بعلمهم (ويخرا علمائها رحماؤها) لكثرة النفع بهم ونشر العلم عنهم (ألا) بالتخفيف حرف تنبيه (وأن الله ليغفر للعالم) العامل (أربعين ذنباً قبل أن يغفر للجاهل) البذي هكذا ثبت في رواية من عزى للمؤلف الحيدث لتخريجه ولعله سقط من قلمه والمراد غير المعذور في جهله (ذنباً واحد) إكراماً للعلم وأهله والظاهر أن المراد بالأربعين التكثير (ألا وأن العالم الرحيم) بخلق الله (يجيء يوم القيامة وأن نوره) أي نور علمه (قد أضاء له يمشي فيه) مقدار (ما بين المشرق والمغرب كما يضيء الكوكب الدري) في السماء والظاهر أن فاعل يمشي ضمير يعود على العالم (حل خط) عن أبي هريرة القضاعي عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (خيار أمتي الذين إذا رؤا) بالبناء للمفعول أي إذا نظر إليهم النسا (ذكر الله) برؤيتهم لما يعلوهم من البناء (وشرار أمتي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون البرآء العنت) قال في النهاية العنت المشقة والفساد والهلاك والإثم والحديث محتمل لكلها والبرآ أجمع بريء وهو العنت منصوبان مفعولان للباغين (حم) عن عبد الرحمن بن غنم بفتح المعجمة وسكون النون بإسناد صحيح (طب) عن عبادة بن الصامت بإسناد ضعيف • (خيار أمتي أحداؤهم) بحاء مهملة قال العلقمي هو جمع حديد كشديد وأشداء قال المناوي وفي رواية أحداوها أي أنشطهم وأسرعهم إلى خير فالمراد بالحدة هنا الصلابة في الدين والتسارع إلى فعل الخيرات وإزالة المنكرات (الذين إذا غضبوا رجعوا) سريعاً ولم يعملوا بمقتضى الغضب (طس) عن علي بإسناد فيه وضاع • (خيار أمتي أولها وآخرها نهج أعوج) بالنون والهاء والجيم والنهج الطريق المستقيم فلما وصف بأعوج صار يقال فيه الطريق غير المستقيم (ليسوا مني ولست منهم) يحتمل أن المراد ليسوا متصلين بي ولست متصلاً بهم لتركهم العمل بسنتي (طب) عن عبد الله بن السعدي القرشي العامري بإسناد ضعيف • (خيار أمتي من دعا إلى الله) أي إلى طاعته (وحبب عباده إليه) بأن يأمرهم بالطاعة حتى يطيعوه فيحبهم لأن المعلم يسلك بالطالب طريق المصطفى والاقتداء به ومن اقتدى به أحبه الله قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وأحب ربه لما يلوح في قلبه من أنوار الطاعة وجمال التوحيد (ابن النجار عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه بإسناد ضعيف • (خيار أئمتكم أي أمرائكم) (الذين تحبونهم ويحبونكم) لمعاملتهم لكم بالشفقة والإحسان (وتصلون عليهم ويصلون عليكم) أي تدعون لهم ويدعون لكم (وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) لأن الإمام إذا كان عادلاً محسناً أحبهم وأحبوه وإذا كان ذا شر أبغضهم وابغضوه (م) عن عوف بن مالك • (خيار ولد آدم خمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين) وهم

أولوا العزم وأفضلهم بعد محمد إبراهيم إجماعاً قال العلقمي فموسى وعيسى ونوح الثلاثة بعد إبراهيم أفضل من سائر الأنبياء قال شيخنا ولم أقف على نقل أيهم أفضل والذي ينقدح في النفس تفضيل موسى ثم عيسى ثم نوح قلت ولعل تقديم موسى على من بعده لتفضيله بكلام الله ثم عيسى لأنه كلمة الله (ابن عساكر عن أبي هريرة) ورواه عنه البزار وإسناده صحيح • (خياركم من تعلم القرآن وعلمه) ونصح في تعليمه (هـ) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (خياركم من قرأ القرآن وأقرأه غيره) قال المناوي لله لا لطلب أجر ونحوه اهـ أي لم يكن قصده طلب الأجر (ابن الضريس وابن مردويه عن ابن مسعود) قال الشيخ حديث حسن • (خياركم أحاسنكم أخلاقاً) فعليكم بحسن الخلق (حم ق ت) عن ابن عمرو بن العاص • (خياركم أحاسنكم أخلاقاً الموطؤن أكنافاً) بضم الميم وفتح الواو والطاء المشددة قال في النهاية هذا مثل وحقيقته من التوطئة وهي التمهيد والتذليل وفراش وطئ لا يؤذي جنب النائم والأكناف الجوانب أراد الذين وانبهم وطيئة يتمكن منها من يصاحبهم ولا يتأذى (وشراركم الثرثارون) الثرثرة بمثلثة بعدها راء ثم مثلثة فوقية ثم راء كثرة الكلام أي الذين يكثرون الكلام تكلفاً (المتفيهقون) بميم مضمومة ثم مثناة فوقية مفتوحة ثم فاء مفتوحة ثم مثناة تحتية ساكنة ثم هاء مكسورة ثم قاف مضمومة هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم (المتشدقون) بميم مضمومة ومثناة فوقية مفتوحة وشين معجمة مفتوحة ودال مهملة مشددة مكسورة ثم قاف والمتشدق هو المكثر من تحريك أشداقه تكثيراً للكلام (هب) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال الشيخ حديث حسن • (خياركم الذين إذا رؤا ذكر الله بهم) أي برؤيتهم لما علاهم من النور والبهاء (وشراركم المشاؤن بالنميمة) وهي نقل بعض حديث القوم لبعض للإفساد (المفرقون بين الأحبة الباغون البرآء العنت) (هب) عن ابن عمر وفيه ابن لهيعة • (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) أي من كان منكم مختاراً بمكارم الأخلاق في الجاهلية فهو مختار في الإسلام (إذا فقهوا) أي فهموا أحكام الدين (خ) عن أبي هريرة • (خياركم ألينك مناكب في الصلاة) قال المناوي أي ألزمكم للسكينة والوقار والخشوع ويحتمل أن يكون معناه أي لا يمتنع على من يريد الدخول بين الصفوف لسد الخلل ولضيق المكان بل يمكنه من ذلك ولا يدفعه بمنكبه أو أنه يطاوع من جره ليصطف معه إذا لم يجد فرجة (دهق) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (خياركم أحاسنكم قضاء للدين) بالفتح بأن يرد أحسن أو أكثر مما عليه من غير شرط ولا مطل (ت ن) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (خياركم خيركم لأهله) أي حلائله وبنيه وأقاربه (طب) عن أبي كبشة الأنماري • (خياركم خياركم لنسائهم) بمعاشرتهن بالمعروف كما أمر الله (هـ) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم أعمالاً) لما يحصل له من ثواب الطاعات

وارتفاع الدرجات (ك) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح • (خياركم أطولكم أعماراً واحسنكم أخلاقاً) ما تقدم (حم) والبزار عن أبي هريرة وفيه ابن إسحاق مدلس • (خياركم الذين إذا سافروا أقصروا الصلاة وأفطروا) احتج به الشافعي على أن الفطر أفضل من الإتمام أي إذا زاد السفر على مرحلتين (الشافعي والبيهقي في المعرفة عن سعيد ابن المسيب) بفتح الياء وتكسر (مرسلاً) ووصله أبو حاتم عن جابر • (خياركم من ذكركم بالله رؤيته) لما يعلوه من نور الإيمان والعمل بخصاله (وزاد في علمكم منطقه) فيؤثر في قلوبكم وعظه ولحظه (ورغبكم في الآخرة عمله) لمايعلوه من نور الإخلاص (الحكيم عن ابن عمرو) • (خياركم كل مفتن) بمثناة فوقية مشددة مفتوحة (توّاب) أي كل ممتحن يمتحنه الله بالنذب ثم يتوب عليه ثم يعود ثم يتوب (هب) عن علي • (خير الإدام اللحم وهو سيد الإدام) في الدنيا والآخرة كما في رواية وفيه أنه أفضل من اللبن والعسل (هب) عن أنس • (خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران) بكسر الجيم (عند الله خيرهم لجاره) فكل من كان أكثر خيرا لصاحبه وجاره فهو أفضل عند الله (حم ت ك) عن ابن عمرو بإسناد صحيح • (خير الأصحاب صاحب إذا ذكرت الله أعانك) على ذكره يعني ذكره معك فحرّك همتك (وإذا نسيت) ذكره (ذكرك) بالتشديد أي نبهك على أن تذكره (ابن أبي الدنيا في كتاب فضل الإخوان عن الحسن) البصري (مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (خير الأضحية الكبش الأقرن) ماله قرنان حسنان معتدلان والمراد تفضيل الذكر على الأنثى قال المناوي وأخذ بظاهره مالك (وخير الكفن الحلة) واحدة الحلل برود اليمن ولا تكون الحلة إلا من ثوبين فخير الكفن ما كان من ثوبين والثلاثة أفضل بل يستحب إذا كفن من ماله ولا دين عليه (ت هـ) عن أبي أمامة (د هـ ك) عن عبادة بن الصامت وهو حديث صحيح • (خير الأعمال الصلاة في أول وقتها) إلا في صور مذكورة في كتب الفقه منها الأبراد ومنها ما لو تيقن المسافر وجود الماء آخر الوقت (ك) عن ابن عمر بإسناد فيه كذاب • (خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق (طب ك) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (خير التابعين أويس) القرني قال العلقمي هذا صريح في أنه خير التابعين وقد يقال قد قال أحمد بن حنبل وغيره أفضل التابعين سعيد بن المسيب والجواب أن مرادهم أن سعيد أفضل في العلوم الشرعية لا في الخير عند الله تعالى (ك) عن علي بإسناد صحيح • (خير الخيل الأدهم) أي الأسود (الأقرح) بقاف وحاء مهملة هو الذي في وجهه قرحة بالضم وهي دون الغرّة (الأرثم) براء ومثلثة من الرثم بفتح فسكون بياض في شفة الفرس العليا وقال صاحب النهاية الأرثم الذي أنفه أبيض وشفته العليا (المحجل ثلاث) بالرفع بدل من الضمير المستتر في المحجل أي الذي في ثلاث من قوائمه بياض (مطلق اليمين) ليس فيها بياض (فإن لم يكن أدهم فكميت) بضم الكاف مصغر هو الذي لونه بين السواد والحمرة يستوي فيه المذكر والمؤنث (على هذه الشيه) بكسر

المعجمة وفتح المثناة التحتية أي على هذا اللون والصفة يكون إعداد الخيل للجهاد وغيره (حم ت هـ ك) عن أبي قتادة قال ت غريب صحيح • (خير الدعاء يوم عرفة) يحتمل نصبه على الظرفية ويحتمل رفعه على حذف مضاف أي دعاء يوم عرفة (وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي) في يوم عرفة وغيره (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (ت) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (خير الدعاء الاستغفار) المقرون بالتوبة (ك) في تاريخ عن علي كرم الله وجهه • (خير الدواء القرآن) هو محمول على الاسترقاء به أو محمول على قوله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين أو على قوله تعالى وشفاء لما في الصدور فهو دواء للقلوب والأبدان (هـ) عن علي رضي الله تعالى عنه وضعفه الدميري • (خير الدواء الحجامة والفصاد) أي لمن ناسب حاله ذلك مرضاً وسناً وقطراً وزمناً (أبو نعيم في الطب) النبوي (عن علي) بإسناد ضعيف • (خير الذكر الخفي) وفي رواية المخفي أي ما أخفاه الذاكر عن الناس فهو أفضل من الجهر وفي أحاديث أخر ما يفيد أن الجهر أفضل وجمع بأن الإخفاء أفضل حيث خاف الريا أو تأذى به نحو مصل والجهر أفضل حيث أمن من ذلك وهذا الحديث له تتمة وهي وخير العبادة أخفها (وخير الرزق ما يكفي) أي ما كان بقدر الكفاية (حم حب هب) عن سعد بن مالك وابن أبي وقاص بإسناد صحيح • (خير الرجال رجال الأنصار) لنصرتهم للدين • (وخير الطعام الثريد) لسهولة مساغه ونفعه للبدن (فر) عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال الشيخ حديث حسن • (خير الرزق ما كان يوماً بيوم كفافاً) أي بقدر كفاية الإنسان فلا يحتاج إلى ما في أيدي الناس ولا يفضل عنه ما يطغيه ويلهيه (عذفر) عن أنس بإسناد ضعيف • (خير الرزق الكفاف) كما تقدم (حم) في الزهد عن زياد بن جبير بضم الجيم وفتح الموحدة (مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن • (خير الزاد التقوى) كما نطق به القرآن (وخير ما ألقى في القلب اليقين) اعتقاد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه (أبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس) قال الشيخ حديث ضعيف • (خير السودان أربعة لقمان) بن باعور ابن أخت أيوب أو ابن خالته والأكثر على أنه حكيم لابني (وبلال) المؤذن الذي عذب في الله ما لم يعذبه أحد (والنجاشي) ملك الحبشة (ومهجع) مولى عمر (ابن عساكر عن الأزاعي معضلاً) قال الشيخ حديث ضعيف • (خير السودان ثلاثة لقمان وبلال ومهجع) لما ثبت لم من مكارم الأخلاق والزهد والورع والصبر على المشاق (ك) عن الأزاعي عن أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال ك صحيح • (خير الشراب في الدنيا والآخرة الماء) لأن به حياة الأنام وأحد أركان العالم (أبو نعيم في الطب عن بريدة) قال الشيخ حديث ضعيف • (خير الشهادة ما شهد بها صاحبها قبل أن يسألها) بالبناء للمفعول وهذا في شهادة الحسبة فلا ينافي خبر شر الشههود من شهد قبل أن يستشهد (طب) عن زيد بن خالد الجهني قال الشيخ حديث صحيح • (خير الشهود من أدّى

شهادته) عند الحاكم (قبل أن يسألها (هـ) عن زيد بن خالد الجهني قال الشيخ حديث صحيح • (خير الصحبة أربعة) لأن أحدهم لو مرض أمكنه جعل واحد وصياً والآخرين شهيدين وقال الغزالي تخصيص الأربعة من بين سائر الأعداد لابد أن يكون له فائدة والذي ينقدح فيه أن المسافر لا يخلو عن رجل يحتاج إلى حفظه وعن حاجة تحتاج إلى التردد فيها ولو كانوا ثلاثة لكان المتردد في الحاجة واحداً فيتردد في السفر بلا رفيق فلا يخلو عن ضيق القلب لفقد أنس الرفيق ولو تردد في الحاجة اثنان لكان الحافظ للرجل وحده فلا يخلو عن الخطر وعن ضيق القلب فأذن ما دون الأربعة لا يفي بالمقصود والخامس زيادة بعد الحاجة ومن يستغني عنه لا تصرف الهمة إليه (وخير السرايا) جمع سرية وهي القطعة من الجيش تخرج منه تغير وترجع إليه سميت بذلك لأنها تسري في الليل وتخفي ذهابها (أربعمائة) قال ابن رسلان ولعل السرية إنما خصت بالأربعمائة لأن خير السرايا وهي عدة أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر (وخير الجيوش أربعة آلاف ولا تهزم اثنا عشر ألفاً من قلة) إذا صبروا واتقوا بل يكون الغلب من سبب آخر كالعجب بكثرة العدد والعدد أو بما زين لهم الشيطان من أنفسهم من قدرتهم على الحرب ألا ترى إلى وقعة حنين فإن المسلمين كان عدتهم فيها اثني عشر ألفاً أو قريباً منها فقال سلمة بن سلامة حين أعجبه كثرتهم واعتمد عليها لن نغلب اليوم عن قلة وسار القوم حين أعجبهم كلمة سلمة واعتمدوا عليها فغلبوا عند ذلك واستدل بهذا الحديث على أن عدد المسلمين إذا بلغ اثني عشر ألفاً أنه يحرم جعلوا هذا مخصصاً للآية الكريمة (د ت ك) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (خير الصداق أيسره) أي أقله لدلالته على يمن المرأة ولهذا نهى عن المغالاة فيه (ك هق) عن عقبة بن عامر الجهني بإسناد صحيح • (خير الصدقة) أي أفضلها (ما كان عن ظهر غنى) أي ما صدر عن غير محتاج إلى ما يتصدق به لنفسه وممونه ولفظ الظهر مقحم تمكناً للكلام وتنكير غنى للتعظيم (وابدأ) وجوباً (بمن تعول) أي بمن تلزمك نفقته فالمتصدق بما يحتاجه لنفسه وممونه صحح النووي في الروضة عدم استحبابه وفي المجموع تحريمه قال شيخ الإسلام زكريا أما ما زاد عما يحتاجه لدينه ومؤنة نفسه وممونه فإن صبر على الفقر استحب التصدق بجميعه وإلا كره أما التصدق ببعضه فمستحب قطعاً والظاهر أن لامراد بما يحتاجه ما يلزمه من نفقة ليومه وكسوة لفصله لا ما يلزمه في الحال فقط ولا ما يلزمه في سنته بأن يدخر قوتها ويتصدق بالفاضل (خ د ن) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (خير الصدقة ما أبقت) بعد إخراجها (غنى) أي كفاية للمتصدق وعياله (واليد العليا) أي المعطية (خير من اليد السفلى) أي الآخذة من غير احتياج (وابدأ) وجوباً (بمن تعول (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (خير الصدقة المنيحة) هي أن يعطيه نحو شاة لينتفع بلبنها وصوفها ويردها (تغدو بأجر وتروح بأجر) قال المناوي أي يأخذها مصاحبة لحصول الثواب للمعطى

أنفعهم للناس) بما يقدر عليه من الإحسان بما له وجاهه وعلمه (القضاعي عن جابر) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (خير النساء اتي تسره) يعني زوجها (إذا نظر) إليها لجمالها لأن ذات الجمال عون له على عفته ودينه (وتطيعه إذا أمرها) بشيء لا إثم فيه (ولا تخالفه في نفسها) إذا أراد التمتع بها ولم يقم بها مانع من نحو حيض صرح بهذا مع دخوله فيما قبله لمزيد التأكيد إذا خالفته فيه أثمت بخلاف ما عداه (ولا مالها بما يكره) كان أرادت بيعه بدون ثمن مثله (حم ن) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (خير النساء من تسرك إذا أبصرت) أي نظرت إليها كما تقدم (وتطيعك إذا أمرت وتحفظ غيبتك في نفسها) فلا تزني (ومالك) بحفظه وتعهده (طب) عن عبد الله بن سلام بالتخفيف بإسناد حسن • (خير النكاح أيسره) أي أقله مهراً او أسهله إجابة للخطبة (د) عن عقبة بن عامر بإسناد صحيح • (خير أبواب البر الصدقة) لأنها تدفع البلاء وتطفئ غضب الرب (قط) في الإفراد بفتح الهمزة (طب 9 وكذا الديلمي (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث صحيح • (خير إخوتي عليّ) ابن أبي طالب (وخير أعمامي حمزة) بن أبي عبد المطلب (فر) عن عابس بمهملة وموحدة مكسورة ومهملة ابن ربيعة بالراء بإسناد ضعيف • (خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن والحارث (طب) عن أبي سبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة وفتح الراء قال الشيخ حديث حسن • (خير امراء السرايا) جمع سرية (زيد بن حارثة) لأنه (أقسمهم) أي الأمراء بالسوية) بين الفيء والغنيمة (وأعدلهم) أي أكثرهم عدلاً (في الرعية (ك) عن جبير ابن مطعم بصيغة اسم الفاعل وهو حديث ضعيف • (خير أمتي بعدي أبو بكر) الصديق وعمر بن الخطاب (ابن عساكر عن علي) والزبير معاً قال الشيخ حديث حسن لغيره • خير أمتي القرن الذي بعثت) أي أرسلت (فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يخلف قوم يحبون السمانة) بالفتح أي السمن (يشهدون قبل أن يستشهدوا) أي قبل أن تطلب منهم الشهادة (م) عن أبي هريرة • (خير أمتي الذين لم يعطوا) ما زادعلى الكفاية (فيبطروا) بفتح المثناة التحتية والطاء (ولم يمنعوا) ما يحتاجون إليه (فيسألوا) الناس بل رزقهم بقدر كفايتهم (ابن شاهين عن الجدع) بالجيم والدال المهملة هو ثعلبة بن زيد قال الشيخ حديث ضعيف • (خير أمتي الذين إذا أساؤا استغفروا وإذا أحسنوا استبشروا وإذا سافروا) سفراً يبج القصر ويبلغ ثلاث مراحل (قصروا) الرباعية (وأفطروا) أي أن تضرروا بالصوم وإلا فالصوم أفضل (طس) عن جابر قال الشيخ حديث حسن • (خير أمتي أولها وآخرها وفي وسطها) يكون (الكدر) وتمامه عند مخرجه ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها (الحكيم) في نوادره (عن أبي الدرداء) رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (خير أهل المشرق عبد القيس) تمامه عند مخرجه أسلم الناس كرهاً وأسلموا طائعين (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه) بالبناء للمجهول بالقول والفعل (وشرّ بيت في المسلمين بيت فيه يتيم

يساء إليه أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى أي متقاربين فيها (حل) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (خير بيوتكم بيت فيه يتيم مكرم) بالإحسان والتلطف والتعليم للخصال الواجبة والمندوبة (عق حل) عن عمر قال الشيخ حديث حسن • (خير ثمراتكم البرنى) هو أكبر من الصيحاني يضرب إلى سواد (يذهب الداء ولا داء فيه) الروياني (عد هب) والضياء عن بريدة بن الحصيب (عق طس) وابن السني وأبو نعيم في الطب (ك) عن أنس (طس ك) وأبو نعيم عن أبي سعيد قال الشيخ حديث حسن • (خير ثيابكم البياض فألبسوها) بهمزة قطع وكسر الموحدة (أحياءكم وكفنوا فيها موتاكم (قط) في الإفراد عن أنس رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن • (خير ثيابكم البيض فكفنوا فيها موتاكم وألبسوها أحياكم) إلا في يوم العيد فالأفضل فيه ما كان من اللباس أجمل (وخير أكحالكم الإثمد ينبت الشعر) أي شعر الأهداب (ويجلو البصر) أي بصر العين الصحيحة (هـ طب ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (خير جلسائكم من ذكركم الله) تعالى (رؤيته) فاعل ذكر لما علاه من النور والبهاء (وزاد في عملكم) وفي نسخة علمكم (منطقه) لكونه حسن النية خالص الطوية عاملاً بعلمه قاصداً بالتعليم وجه الله فمن نفعك لحظه نفعك لفظه (وذكركم الآخرة عمله) الصالح فالنظر إلى العلماء العاملين والأولياء الصادقين ترياق نافع فمن حصل له منهم نظرة محبة عن بصيرة صار من المفلحين (عبد بن حميد والحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) بإسناد صحيح • (خير خصال الصائم السواك) لكثرة فوائده التي منها أنه يذكر الشهادة عند الموت وهذا مخصوص بما قبل الزوال أما بعده فيكره له لقوله في حديث آخر فيما خصت به أمته في رمضان وأما الخامسة فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك والمساء ما بعد الزوال والسواك يزيل الخلوف (هق) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (خير ديار الأنصار) أي خير قبائلها وبطونها (بنوا النجار) بفتح النون وشدة الجيم قال المناوي والأخيرية في هذا على بابها وفي الحديث الآتي بمعنى من (ت) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (خير ديار الأنصار بنوا عبد الأشهل) بفتح الهمزة وسكون المعجمة (ت) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (خير دينكم أيسره) لأن التعمق فيه يؤدي إلى الانقطاع (حم خد طب) عن محجن بكسر أوله وسكون المهملة وفتح الجيم (طس عد) والضياء عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (خير دينكم أيسره وخير العبادة الفقه) فهو أعم العلوم بعد معرفة علم التوحيد (ابن عبد البر عن أنس رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (خير دينكم الورع) وفي حديث الحكيم الورع سيد العمل من لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إن أخلا بها لم يعبأ الله بسائر عمله (أبو الشيخ في الثواب عن سعد) بن أبي وقاص قال الشيخ حديث حسن لغيره • (خير سحوركم) بفتح أوله (التمر) عد) عن جابر بإسناد ضعيف • (خير شبابكم من تشبه بكهولكم) في السيرة لا في الصورة يعني

وبردّها عليه كذلك وقال الشيخ الغدو السير أول النهار إلى الزوال والرواح منه إلى الغروب أي فالأجر مصاحب لغدوها ورواحها (حم) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (خير العبادة أخفها) لسهولة المداومة ولأنه أنشط للنفس (القضاعي عن عثمان) بن عفان قال الحافظ ابن حجر يروي بالموحدة وبالمثناة التحتية معناه على المثناة التحتية خير زيارة المريض أخفها مكثاً عنده قال الشيخ حديث حسن • (خير العمل أن تفارق الدنيا) يعني أن تموت (ولسانك رطب من ذكر الله) لأن ذلك أحب العمل إلى الله كما مر (حل) عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة قال الشيخ حديث ضعيف • (خير الغذاء) بالمد ككتاب ما يتغذى به (بواكره) جمع باكورة وهي أول الفاكهة ويحتمل أن المراد ما يؤكل في البكرة وهي أول النهار (وأطيبه) يحتمل أن المعنى ألذه وأنفعه للبدن ما أكل حالة الجوع (أوّله) تتمته عند مخرجه وأنفعه (فر) عن أنس بإسناد ضعيف • (خير الكسب كسب يد العامل إذا نصح في عمله) بأن أتقنه وتجنب الغش فيه (حم) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (خير الكلام أربع لا يضرك) في حيازة ثوابهن (بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر) فإنها الباقيات الصالحات كما في رواية ابن النجار (فر) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (خير المجالس أوسعها) بالنسبة لأهلها لأن غيره قد يحصل منه الضرر (حم خد دك هب) عن أبي سعيد البزار (ك هب) عن أنس رضي الله عنه بإسناد حسن • (خير الماء الشبم) قال في النهاية يروي بالسين المهملة والنون المكسورة أي المرتفع الجاري على وجه الأرض وكل شيء علا شيئاً فقد تسنمه ويروي بالشين المعجمة المفتوحة والموحدة المكسورة أي البارد والشبم بفتح الموحدة البرد ومياه شبمة أي باردة (وخير المال الغنم) لكثرة نفعها (وخير المرعى الأراك) الذي منه السواك المعروف (والسلم) شجر واحدته سلمة (ابن قتيبة في غريب الحديث عن ابن عباس) ورواه الديلمي عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف • (خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده) أي من إيذائه وخص اللسان واليد لأن غالب الإيذاء إنما يكون بهما (م) عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه • (خير الناس أقرؤهم) أي أكثرهم قراءة للقرآن لأن القارئ يناجي ربه (وافقههم في دين الله وأتقاهم لله) تعالى بامتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه (وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم) أي لقرابته بالإحسان بحسب الإمكان (حم طب هب) عن درة بضم الدال المهملة وشدة الراء (بنت أبي لهب) ورجال أحمد ثقات • (خير الناس أهل قرني) قال المناوي أي عصري يعني أصحابي أومن رآني أو من كان حياً في عهدي ومدتهم من البعثة نحو مائة وعشرين سنة (ثم الذين يلونهم) أي يقربون منهم وهم التابعون وهم من مائة إلى نحو تسعين (ثم الذين يلونهم) اتباع التابعين وهم إلى حدود العشرين ومائتين (ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته) أي في حالتين لا في حالة واحدة أي تارة يقول أشهد

بالله أو والله وتارة يقول والله أشهد (حم ق ت) عن ابن مسعود • (خير الناس القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث) قال العلقمي قال في النهاية القرن أهل كل زمان وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان مأخوذ من الاقتران فكأنه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم وقيل القرن أربعون سنة وقيل مائة قال في الفتح اقتضى هذا الحديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من اتباع التابعين (م) عن عائشة • (خير الناس قرني ثم الثاني ثم الثالث ثم يجيء أقوام لا خير فهيم) أخبار عن غيب وقع قال العلقمي وفي هذا الوقت ظهرت البدع ظهوراً فاحشاً وأطلقت المعتزلة ألسنتها ورفعت الفلاسفة رؤسها وامتحنت أهل العلم بالقول بخلق القرآن وتغيرت الأحوال تغيراً شديداً ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (خير الناس قرني الذي أنا فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) قال العلقمي هل هذه الفضيلة بالنسبة إلى المجموع أو الإفراد محل بحث والذي فهمته من مجموع كلامهم وهو الوجه الذي لا يعدل عنه أن كل شخص ثبتت له الصحبة أفضل من التابع وإن اتصف بالعلم وغيره (والآخرون) بكسر المعجمة (أرذال) قال في النهاية الأرذل من كل شيء الرديء منه (طب ك) عن جعدة بفتح الجيم وسكون المهملة (ابن هبيرة) قال الشيخ حديث صحيح • (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون) أي يحرصون على لذيذ المطاعم حتى تسمن أبدانهم (ويحبون السمن) قال النماوي كذا هو في خط المؤلف وفي رواية السمانة بفتح السين أي السمن (يعطون الشهادة قبل أن يسئلوها) بالبناء للمجهول أي يشهدون بها قبل طلبها منهم (ت ك) عن عمران بن حصين تصغير حصن قال الشيخ حديث صحيح • (خير الناس من طال عمره وحسن عمله) لفوزه بكسرة الحسنات ورفع الدرجات (حم) عن عبد الله بن بسر) قال الشيخ حديث صحيح • (خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله) لكثرة ذنوبه (حم ت) عن أبي بكرة بالتحريك بإسناد صحيح • خير الناس خيرهم قضاء) للدين بأن أدى أجود أو أكثر مما عليه من غير شرط كما مر (هـ) عن عرباض بن سارية قال الشيخ حديث صحيح • (خير الناس أحسنهم خلقاً) مع الخلق بالحلم والصبر (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (خير الناس في) زمن (الفتن رجل آخذ بعنان فرسه) قال في القاموس العنان ككتاب سير اللجام الذي تمسك به الدابة (خلف أعداء الله) الكفار (يخيفهم ويخيفونه أو رجل معتزل) عن الناس (في باية يؤدي حق الله الذي عليه) الواجب في ماشيته وزرعه (ك) عن ابن عباس (طب) عن أم مالك البهزية بإسناد صحيح • (خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده) أي مقدوره يعني يتصدق بما أمكنه تمسك به من فضل الفقر على الغنى (فر) عن ابن عمر قال الشيخ رحمه الله حديث حسن لغيره • (خير الناس

في الحلم والوقار وعدم الشهوات (وشر كهولكم من تشبه بشبابكم) في الخفة والطيش وقلة الصبر عن الشهوات لا في النشاط للخير وخدمة عياله فإن ذلك محمود (ع طب) عن واثلة بن الأسقع (هب) عن أنس بإسناد ضعيف وعن ابن عباس (عد) عن ابن مسعود بأسانيد صحيحة • (خير صفوف الرجال) في الصلاة أي أكثرها أجراً (أولها) لاختصاصه بكمال الأصاف كالضبط عن الإمام والتحفظ من المرور بين يديه (وشرها) أي أقلها ثواباً (آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) لما فيه من مقاربة الرجال وهذا في حق النساء ليس على إطلاقه وإنما هو حيث يكن مع الرجال فإن تميزن عن الرجال فكالرجال (م 4) عن أبي هريرة (طب) عن أبي أمامة وعن ابن عباس • (خير صلاة النساء) ولو فرضاً (في قعر بيوتهن) أي صدره طلباً لمزيد الستر فصلاتها فيه أفضل من صلاتها قرب الباب وصلاتها قرب الباب أفضل من صلاتها خارجه (طب) عن أم سلمة قال الشيخ حديث حسن • (خير طعامكم الخبز أي خبز البر ويليه الشعير (وخير فاكهتكم العنب (فر) عن عائشة • (خير طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه) كمسك وعنبر (وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه) كالزعفران (عق) عن أبي موسى بإسناد ضعيف • (خير لهو الرجل المؤمن السباحة) بموحدة تحتية أي العوم • (وخير لهو المرأة) المؤمنة (المغزل) لمن يليق بها ذلك (عد عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (خير ماء) بالمد (على وجه الأرض ماء) بئر (زمزم فيه طعام من الطعم) قال المناوي كذا في النسخة التي بخط المؤلف وفي غيرها طعام طعم بالإضافة والضم أي طعام إشباع من إضافة الشيء إلى صفته (وشفاء من السقم) أي كذا في خهطه وفي غيره شفاء سقم بالإضافة أي شفاء من الأمراض إذا شرب بنية صالحة قال الشيخ وفي قصة أبي ذر رضي الله عنه أنه لما دخل مكة أقام بها شهراً لاي تناول غير مائها وقال دخلتها وانا أعجف فما خرجت إلا ولبطني عكن من السمن (وشر ماء) بالمد (على وجه الأرض ماء) بالمد أي ماء (بئر بوادي برهوت) بفتح الموحدة والراء بئر عميقة بحضرموت لا يمكن نزول قعرها (بقبة حضرموت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق وتمسي لا بلال بها) بكسر الموحدة جمع بلل أي ليس بها قطرة ماء بل ولا أرضها مبتلة وإنما كانت شراً لأن بها أرواح الكفار كما ورد في خبر آخر وفيه أنه يكره استعمال هذا الماء وبه قال جمع شافعية وعلق بعضهم القول به على صحة الخبر وقد صح قال العلقمي وهذه البئر هي المشار إليها بقوله تعالى وبئر معطلة وقصر مشيد (طب) عن ابن عباس ورجاله ثقات • (خير ما أعطى الناس) وفي رواية الرجل وفي أخرى الإنسان (خلق حسن) ببذل الندى وتحمل الأذى وكف الأذى (حم ن هـ ك) عن أسامة ابن شريك قال الشيخ حديث صحيح • (خير ما أعطى الرجل المؤمن خلق حسن وشر ما أعطى الرجل قلب سوء) يحتمل الإضافة والوصف (في صورة حسنة) فمن كان كذلك فعليه أن يجاهد نفسه حتى يحسن خلقه ويكثر من أعمال الخير حتى يلين قلبه (ش) عن

رجل من جهينه قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث صحيح • (خير ما تداويتم به الحجامة) خاطب به أهل الحجاز والبلاد الحارة لأن دماءهم رقيقة تميل إلى ظاهر البدن فتوافقهم الحجامة دون الفصد (حم طب ك) عن سمرة قال الشيخ حديث صحيح • (خير ما تداويتم به الحجامة) قال العلقمي والحجامة على الكاهل تنفع من وجه المنكب والحلق والحجامة على الأخدعين تنفع من أمراض الرأس وأجزائه كالوجه والأسنان والأذنين والعينين والأنف والحلق إذا كان حدوث ذلك عن كثرة الدم او فساده أو عنهما جميعاً (والقسط البحري) وهو الأبيض قال العلقمي القسط ضربان أحدهما الأبيض الذي يقال له البحري والآخر الهندي وهو أشدهما حراً والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة جداً وهما حاران يابسان في الثالثة ينشفان البلغم ويقطعان الزكام وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة ومن بردها ومن حمى الربع والورد وقطعا وجع الجنب ونفعا من السمم (ولا تعذبوا صبيانكم) أي أطفالكم (بالمغز من العزرة) بضم المهملة وسكون المعجمة وجع في الحلق يعتري الأطفال والمراد عالجوا العزرة بالقسط بأن يستحق ويجعل في زيت ويسخن يسيراً على النار ويسقي الطفل ولا تعذبوا أطفالكم بالغمز بأن يدخل نحو الإصبع في حلق الطفل ويغمز محل الوجع (حم) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح) • (خير ما تداويتم به الحجم والفصد) وفي نسخة الفصاد والحجامة أنفع لأهل البلاد الحارة والفصد لغيرهم أنفع (أبو نعيم في الطب) النبوي (عن علي) قال الشيخ حديث حسن لغيره (خير ما) أي محل (ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا والبيت العتيق) وهو مسجد الحرم المكي والواو لا تقتضي ترتيباً فخير ما ركبت إليه الرواحل المكي ثم المدني (ع حب) عن جابر بإسناد حسن • (خير ما يخلف الإنسان بعده ثلاث) مبتدأ وخبر ومفعول يخلف محذوف (ولد صالح) أي مسلم (يدعو له) بالغفران والنجاة من النيران (وصدقة تجري) بعد موته (يبلغه أجرها) أي ثوابها كوقف (وعلم) شرعي ينتفع به من بعده) كتأليف كتاب (هـ حب) عن أبي قتادة وإسناده صحيح • (خير ما يموت عليه العبدان يكون قافلاً) أي راجعاً (من حج) بعد فراغه أو مفطراً من رمضان) أي عقب فراغه (فر) عن جابر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (خير مال المرء مهرة) بفتح أوله (مأمورة) أي كثيرة النتاج (أو سكة مأبورة) أي طريقة مصطفة من النخل مؤبرة (حم طب) عن سويد بن هبيرة بن عبد الحارث ورجاله ثقات • (خير مساجد النساء قعر بيوتهن) أي صلاتهن في صدر بيوتهن لأن ذلك استر لهن (حم هق) عن أم سلمة بإسناد حسن • (خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون) والمراد أن كلاً منهن خير نساء الأرض في عصرها وأما التفضيل بينهن فمسكوت عنه (حم طب) عن أنس بإسناد صحيح • (خير نسائها) أي خير نساء أهل الدنيا (مريم بنت عمران) في زمنها قال الشيخ ويجوز عود الضمير إلى الجنة قال العلقمي وعلى هذا فليس فيه أنها أفضل من فاطمة رضي

الله عنها والمختار أن فاطمة أفضل منها ومن غيرها من بقية النساء كما اختاره شيخنا رحمه الله تعالى والذي اعتمده الرملي أن مريم أفضل نساء العالمين على الإطلاق • (وخير نسابها) قال المناوي أي هذه الأمة (خديجة بنت خويلد) إلا فاطمة (ق ت) عن علي • (خير نساء ركبن الإبل) كناية عن نساء العرب وخرج به مريم فإنها لم تركب بعيراً قط (صالح) بالإفراد عند الأكثر (نساء قريش) والمراد صلاح الدين وحسن معاشرة الزوج (اخناه) بسكون المهملة فنون بعده ألف والإضافة إلى الضمير من الحنو بمعنى الشفقة والعطف أي أكثرن شفقة وعطفاً (على ولد في صغره) وحنت المرأة على ولدها إذا لم تتزوج بعد موت الأب وكان القياس احناهن لكن جرى لسان العرب بالإفراد باعتبار الجنس أو الشخص وكذا القول في (وارعاه) من الرعاية بمعنى الحفظ والرفق (على زوج) لها في تخفيف الكلف والأثقال عنه (في ذات يده) أي في ماله المضاف إليه بصونه وترك التبذير في الإنفاق وقال العلقمي كنايةعما يملك من مال وغيره فيدخل فيه البضع يعني أشد حفظاً لفروجهن على أزواجهن وفي ذلك فضيلة نساء قريش بهاتين الخصلتين هما الحنوّ على الأولاد ومراعاة حق الزوج في ماله (حم ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (خير نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً) إذ بها تحصل العفة مع قلة الكلفة (عد) عن عائشة وفيه متهم • (خير نسائكم الولود) أي الكثيرة الولادة (الودود) أي المتحببة إلى زوجها قال الجوهري وددت الرجل أودّوه ودا إذا أحببته (المواسية) لزوجها بالمال (المواتية) أي الموافقة للزوج (إذا اتقين الله) بفعل ماأمر به واجتناب ما نهى عنه (وشر نسائكم المتبرجات) أي المظهرات زينتهن للأجانب (المتخيلات) أي المعجبات المتكبرات (وهن المنافقات) نفاق عمل (لا يدخل الجنة منهن الأمثل الغراب الأعصم) الأبيض الجناحين أو الرجلين أراد قلة من يدخل الجنة منهن لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل (هق) عن ابن أبي رزينة الصوفي مرسلاً وعن سيمان بن يسار مرسلاً وإسناده صحيح • (خير نسائكم العفيفة) أي التي تكف عن الحرام (الغلمة) بفتح المعجمة وكسر اللام أي التي شهوتها هائجة قوية لكن ليس ذلك محموداً مطلقاً كما قال (عفيفة في فرجها) عن لا جانب (غلمة على زوجها) ومثلها أمة هي كذلك (فر) عن أنس قال الشيخ رحمه الله حديث حسن لغيره • (خير هذه الأمة أولها) يعني القرون التي سبق بيانها (وآخرها) ثم بين وجه ذلك بقوله (أولها فيهم رسول الله) يعني نفسه صلى الله عليه وسلم (وآخرها فيهم عيسى بن مريم وبين ذلك نهج) بفتح النون والهاء (اعوج ليس منك) أيها المخاطب العامل بسنتي (ولست منهم) أي الاتصال بينك وبينهم لمخالفتهم سنتي (حل) عن عروة بن رويم مرسلاً • (خير يوم طلعت فيه) في رواية عليه (الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة) بين الصبح وطلوع الشمس واختصاصه بوقوع ذلك فيه يدل على تمييزه بالخيرية وإخراج آدم من

الجنة وإهباطه إلى الأرض ترتب عليه خيور ومصالح كثيرة قال العلقمي قال القاضي الظاهر أن هذه القضايا المعدودة ليست لذكر فضيلته لأن إخراج آدم من الجنة وقيام الساعة لا يعد فضيلة وإنما هو بيان لما وقع من الأمور العظام وما سيقع فيه ليتأهب العبد فيه بالأعمال الصالحة لنيل رحمة الله تعالى ودفع نقمته وقال ابن العربي الجميع من الفضائل وخروج آدم من الجنة هو سب وجود الذرية وهذا النسل العظيم ووجود المرسلين والأنبياء والصالحن والأولياء ولم يخرج منها طرداً بل لقضاء أوطاره ثم يعود إليها وأما قيام لاساعة فسبب لتعجيل جزاء النبيين والصديقين والأولياء وغيرهم وإظهار كرامتهم وشرفهم وفي هذا الحديث دليل لمن قال أن يوم الجمعة أفضل من يوم عرفة وهو وجه عندنا والثاني أن يوم عرفة أفضل وهو الأصح وعبارة بعضهم أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة وأفضل أيام السنة يوم عرفة (حم م ت) عن أبي هريرة • (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط) من الجنة للخلافة في الأرض لا للطرد (وفيه يكب عليه وفيه قبض) أي توفى (وفيه تقوم الساعة ما على وجه الأرض من دابة) غير الإنس والجن (ألا وهي تصبح يوم الجمعة مصيحة) يقال بالسين والصاد المهملتين أي مصغية مستمعة منتظرة لقيامها قال في النهاية والأصل الصاد (حتى تطلع الشمس شفقاً) أي خوفاً فزعاً (من قيام الساعة) فإنه اليوم الذي يطوي فيه العالم وتخرب الدنيا كأنها أعلمت أنها تقوم يوم الجمعة في ذلك الوقت فتخاف من قيامها كل جمعة فإذا طلعت الشمس عرفت أنه ليس بذلك اليوم (إلا ابن آدم) في رواية مالك في الموطا إلا الجن والإنس قال الباجي هو استثناء من الجنس لأن اسم الدابة واقع على كل ما دب ودرج وقد قيل إن وجه عدم إشفاقهم أنهم علموا أن بين يدي الساعة شروطاً ينتظرونها قال وهذا عندي ليس بالبين لأنا نجد منهم من لا يصيح ولا علم له باشروط وقد كان الناس قبل أن يعلموا بالشروط لا يصيحون (وفيه ساعة) قال المناوي أي خفية (لا يصادفها عبد مؤمن وهو في الصلاة) في رواية وهو يصلي أي يدعو (يسأل الله) تعالى (شيئاً إلا أعطاه إياه) زاد أحمد ما لم يكن إثماً أو قطيعة رحم وفي تعيينها بضع وأربعون قولاً أقربها عند جلوس الخطيب على المنبر إلى الفراغ من الصلاة وآخر ساعة بعد العصر مالك (حم 3 حب ك) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال الشيخ حديث صحيح • (خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين) من الشهر (وما مررت بملا) أي جماعة من الملائكة ليلة أسرى بي إلى السماء (إلا قالوا عليك بالحجامة يا محمد (حم ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (خير ما تداويتم به اللدود) بفتح اللام وبمهملتين بينهما واو ساكنة وزن فعول ما يسقاه المريض من الأدوية في أحد شقي فمه (والسعوط) بفتح المهملة ما يصب في أنفه من الدواء (والمشي) بميم مفتوحة ومعجمة مكسورة ومثناة تحتية مشددة الدواء المسهل لأنه يحمل صاحبه على المشي للخلاء (ت) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن ابن

عباس رضي الله عنهما قال الشيخ حديث غريب • (خير الدواء اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق) بفتح العين المهملة واللام دويبة حمراء في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية لامتصاصها الدم الغالب على الإنسان (أبو نعيم عن الشعبي مرسلاً) • (خيركم خيركم لأهله) أي لعياله وذو رحمه (وأنا خيركم لأهلي) وقد كان أحسن الناس عشرة لهم (ت) عن عائشة (هـ) عن ابن عباس (طب) عن معاوية رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (خيركم خيركم للنساء لمعاشرتهن بالمعروف (ك) عن ابن عباس وقال صحيح واقروه • (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي براً ونفعاً ما أكرم النساء إلا كريم ولا) وفي نسخة وما (أهانهن إلا لئيم وقد كان صلى الله عليه وسلم يعتني بهن ويتفقد أحوالهن وإذا صلى العصر دار عل نسائه ينظر في أحوالهن ثم ينقلب لصاحبة النوبة (ابن عساكر عن علي) قال الشيخ حديث حسن • (خيركم من أطعم الطعام) للإخوان والجيران والفقراء (ورد السلام) على من سلم عليه حيث شرع الرد ورده واجب وكذا الإطعام إن كان لمضطر (ع ك) عن صهيب الرومي قال الشيخ حديث صحيح • (خيركم خيركم قضاء للدين) بأن يرد أحسن مما أخذ من غير مطل (ن) عن عرباض بن سارية قال الشيخ حديث صحيح • (خيركم خيركم لأهلي من بعدهي) بالإكرام والاحترام (ك) عن أبي هريرة • (خيركم قرني) أي أهل قرني يعني الصحابة فإنهم أعلم بالله وأقوى يقيناً ممن بعدهم من علماء التابعين وإن كان في التابعين من هو أعلم منهم بالفتوى والأحكام كما تقدم (ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم) أي بعد الثلاث (قوم يخينون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون) وينذرون بكسر المعجمة وضمها (ولا يوفون) بنذرهم (ويظهر فيهم السمن) بكسر المهملة وفتح الميم بعدها نون أي يحبون التوسع في المأكل والمشرب وذلك سبب السمن وقيل المراد أنهم يتسمنون أي يتكبرون بما ليس فيهم ويدعون ما ليس لهم من الشرف (ت 3) عن عمران بن حصين (خيركم في المائتين) قال المنوي الذي في الأصول الصحيحة بعد المائتين (كل خفيف الحاذ) بحاء مهملة وذال معجمة خفيفة قال في النهاية الحاذ والحال واحد وأصل الحاذ طريقة المتن وهو ما يقع عليه اللبد من ظهر الفرس كما قال (الذي لا أهل له ولا ولد) وقال في القاموس خفيف الظهر من المال والعيال قال العلقمي وأما من قال أنه منسوخ فلم يصب لما تقرر في علم الأصول أن النسخ خاص بالطلب ولا يدخل الخبر وهذا خبر كما ترى ثم إنه لا منافاة بينه وبين حديث تنكاحوا تناسلوا حتى يحتاج إلى دعوى النسخ لأن الأمر بالنكاح ليس عاماً لكل أحد بل بشروط مخصوصة كما تقرر في علم الفقه فيحمل هذا الحديث على من ليست فيه الشروط وخشي من النكاح التوريط في أمور يخشى منها على دينه بسبب بطلب المعيشة وبذلك يحصل الجمع بين الحديثين ولا نسخ فدعوى النسخ في الخبر جهل بقواعد الأصول اهـ قال المناوي وهذا الخبر يشير إلى فضل التجريد كما قيل لبعضهم تزوج فقال أنا

إلى تطليق نفسي أحوج مني إلى التزويج وقيل لبشر رضي الله عنه لناس يتكلمون فيك يقولون ترك السنة يعني النكاح قال أنا مشغول بالفرض عن السنة ولو كنت أعول دجاجة خفت أن أكون جلاداً (ع) عن حذيفة رضي الله تعالى عنه بإسناد ضعيف • (خيركم خيركم لنسائه وبناته) فيه دلالة على ندب حسن العشرة مع الأولاد خصوصاً البنات (هب) عن أبي هريرة • (خيركم خيركم للمماليك) أي الأرقاء لكم وكذا لغيركم بأن تنظروا إلى من كلف ما لا يطيقه على الدوام فتعينونه أو لمن يجيع عبده فتطعمونه (فر) عن عبد الرحمن بن عوف قال الشيخ حديث حسن لغيره • (خيركم المدفع عن عشيرته ما لم يأثم) في دفعه بأن يرد عنهم من يظلمهم في مال أو بدون أو عرض ويكون الدفع بالأخف فالأخف وفيه دليل على أن المدافعة عن المبطل لا تجوز فلا يجوز لأحد أن يخاصم أو يحاجج عن أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق (د) عن سراقة بضم المهملة ابن مالك قال الشيخ حديث صحيح • (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) قال العلقمي وجهه مع أن الجهاد وكثيراً من الأعمال أفضل أن الخيرية بحسب المقامات فاللائق بأهل ذلك المجلس التحريض على التعلم والتعليم أو المرا خيرية خاصة من هذه الجهة ولا يلزم أفضليتهم مطلقاً (خ ت) عن علي (حم د ت هـ) عن عثمان بن عفان • (خيركم من لم يترك آخرته لدنياه ولا دنياه لآخرته) فإن الدنيا كالجناح المبلغ للآخرة والآلة المسهلة للوصول إليها فهي مزرعة للآخرة لمن وفقه الله (ولم يكن كلا) بفتح الكاف وشدة اللام أي ثقلاً على الناس (خط) عن أنس وهو حديث ضعيف • (خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره) فعليكم بفعل الخير وترك الشر (وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره (ع) عن أنس (حم ت) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (خيركم أزهدكم في الدنيا) أي أكثركم زهداً فيها (وأرغبكم) أي أكثركم رغبة (في) أعمال (الأخرى) وفي نسخة الآخرة (هب) عن الحسن مرسلاً وهو البصري قال الشيخ حديث ضعيف • (خيركم إسلاماً أحاسنكم أخلاقاً إذا فقهوا) ي فهموا الأحكام الشرعية (خد) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (خيركن أطولكن يداً) الخطاب لزوجاته صلى الله عليه وسلم ومراده طول اليد بالصدقة لا الطول الجسمي وكان أكثرهن صدقة زينب (ع) عن أبي برزة بإسناد حسن • (خيرهن) يعني النساء (أيسرهن صداقاً) يسر صداق المرأة علامة على خيريتها وبركتها (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (خير سليمان) نبي الله بين المال والملك والعلم فاختار العلم فأعطى) بالبناء للمفعول أي أعطاه (الملك والمال) أي مع العلم (لاختياره العلم) فيه أن من طلب العلم تيسر له ما يحتاج إليه ابن عساكر (فر) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال الشيخ حديث ضعيف • (خيرت) أي خيرني الله (بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة) بلا شفاعة (فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفأ) بالهمز إذ بها يدخلها كلهم ولو بعد دخول النار (أترونها) بضم التاء استفهام إنكاري أي أتظنونها (للمؤمنين

المتقين) بنون وقاف مفتوحتين مع شدة القاف وسكون المثناة التحتية جمع منق أي مطهر (لا ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين) وهذا كالصريح في أن هذه الشفاعة غير العظمى وأنها مخصوصة بعصاة أمته لأن العظمى تعم العصاة وغيرهم وجوّز صاحب المواهب أن تكون العظمى لأن هذه الأمة هي الأصل فيها وانتفاع غيرها بطريق التبع لها (حم) عن عمر بن الخطاب ورجاله رجال الصحيح (هـ) عن أبي موسى. (فصل في المحلى بال من هذا الحرف) (الخازن) أي الحافظ مبتدأ (المسلم الأمين الذي يعطي ما) أي الشيء الذي (أمر به) بالبناء للمفعول أي يدفعه من الصدقة أي يعطيه (كاملاً موفراً) حالان من الموصول (طيبة به) أي بدفعه (نفسه) حال من فاعل يعطى (فيدفعه) عطف على يعطي (إلى) الشخص (الذي أمر) بالبناء للمفعول أي أمر الآرم وهو المتصدق (له به) أي بذلك الشيء (أحد المتصدقين) بالتثنية أو الجمع وهو خبر المبتدأ أي هو ورب الصدقة في الأجر سواء وإن اختلف مقداره لهما (حم ق د) عن أبي موسى • (الخاصرة عرق الكلية إذا تحرك آذى صاحبها فداووها بالماء المحرق والعسل) قال المناوي قال الديلمي الخاصرة جع الخصر وهو الجنب والمحرق الماء المغلي (الحارث وأبو نعيم في الطب عن عائشة) بإسناد صحيح لكن متنه منكر • (الخال وارث) من لا وارث له بفرض ولا تعصيب كما بينه في الحديث بعده (البن النجار) محب الدين عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الخال وارث من لا وارث له) أي أن لم ينتظم أمر بيت المال (فائدة) قال ابن عبد السلام إذا جارت الملوك في مال المصالح وظفر به أحد يعرف المصارف أخذه وصرفه فيها كما يصرفه الإمام العادل وهو مأجور على ذلك قال والطاهر وجوبه (ت) عن عائشة (عق) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (الخالة بمنزلة الأم) في الحضانة عند فقد الأم وأمهاتها لأنها تقرب منها في الحنو والاهتداء إلى ما يصلح الولد (ق) عن البراء بن عازب (د) عن علي بلفظ إنما الخالة أم • (الخالة والدة) أي كالوالدة في استحقاق الحضانة (ابن سعد عن محمد بن علي مرسلاً) • (الخبث) بضم المعجمة وسكون الموحدة أي الفجور (سبعون جزأ للبربر تسعة وستون جزأ وللجن والإنس جزء واحد (طب) عن عقبة بن عامر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الخبز من الدرمك) قال العلقمي قال في النهاية الدرمك بفتح الدال المهملة بعدها راء ساكنة بوزن جعفر هو الدقيق الحواري وقال في الر كأصله والخبز الحواري هو الذي نخل مرة بعد أخرى وضبط شيخنا بالقلم الحواري بضم الحاء وتشديد الواو وفتح الراء (ت) عن جابر قال الشيخ حديث حسن • (الخبر الصالح) أي الذي يسر (يجيء به الرجل الصالح) أن القائم بحق الحق والخلق (والخبر السوء يجيء به الرجل السوء ابن منيع عن أنس) رضي الله عنه قال الشيخ حديث ضعيف (الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء) أخذ بظاهره أبو حنيفة ومالك

فقالا سنة مطلقاً وقال أحمد واجب للذكر سنة للأنثى وأوجبه الشافعي عليهما لدليل آخر (حم) عن والد أبي المليح (حب) عن شداد بن أوس وعن ابن عباس) قال الشيخ حديث صحيح وقال المؤلف حسن وقال المناوي ضعيف • (الخراج) المراد به ما يحصل من فوائد العين المبتاعة (بالضمان) الباء متعلقة بمحذوف تقديره الخراج مستحق بالضمان أي بسببه لأن المبيع لو تلف في يد المشتري كان من ضمانه وسببه أن رجلاً ابتاع عبداً فأقام عنده ما شاء الله أن يقيم ثم وجد به عيباً فرده فقال البائع يا رسول الله قد استعمل غلامي فذكره (حم 4 ك) عن عائشة قال ت حسن صحيح غريب • (الخرق شوم والرفق يمن) أي بركة ونماء (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن ابن شهاب مرسلاً) • (الخضر هو الياس) أي الخضر لقبه واسمه الياس وهو غير الياس المشهور فهذا اشتهر بلقبه وذاك باسمه فلا تدافع بينه وبين ما بعده (ابن مردويه عن ابن عباس) قال الشيخ حديث ضعيف • (الخضر في البحر) أي معظم إقامته فيه (والياس) بكسر الهمزة (في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ويحجان ويعتمران كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل) تمامه طعامهام ذلك (الحارث) ابن أبي أسامة (عن أنس) بإسناد ضعيف • (الخط الحسن) أي الكتابة الحسن ة (يزيد الحق وضحا) بالتحريك وفي رواية وضوحاً بضم الواو لأنه أنشط للقارئ (فر) عن سلمة قال الشيخ حديث ضعيف • (الخلق كلهم عيال الله) أي فقراؤه وهو الذي يعولهم (فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله) بالهداية إليه تعالى وتعليم ما يصلحهم والعطف والإنفاق عليهم من فضل ما عنده (ع) والبزار عن أنس (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الخلق كلهم يصلون على معلم) وفي نسخة على معلمي الناس (الخير) أي العلم كما بينه في رواية أخرى (حتى نينان البحر) أي حيتانه جمع نون (فر) عن عائشة • (الخلق) بضمتين (الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد) هو الجامد من شدة البرد (والخلق السوء يفسد العمل) الصالح (كما يفسد الخل العسل) أي يغيره وإلا فالخل إذا أضيف إلى العسل قد يستعمل دواء والمراد الحث على تحسين الخلق بمعالجة النفس على تحمل المكاره وكف الأذى (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (الخلق الحسن زمام) أي يمنع من الوقوع في الآثام حاصل (من رحمة الله) إذ ينشأ عنه خير (أبو الشيخ في الثواب عن أبي موسى) بإسناد ضعيف • (الخلق الحسن لا ينزع إلا من ولد حيضة) أي ممن جامع أبوه أمه في حيضها فعلقت به منه فيه (أو ولد زنية) بكسر الزاي وسكون النون ويقال بفتح الزاي (فر) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (الخلق) بضمتين (وعاء الدين) يحتمل أن المراد يصونه ويحفظه (الحكيم الترمذي عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف • (الخمر أم الفواحش) أي الفواحش من

الأقوال والأفعال (وأكبر الكبائر) أي من أكبرها (من شربها وقع على أمه وخالته وعمته) أي جامعها يظنها زوجته وهو لا يشعر (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر ومن شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وعمته وخالته) لزوال شعوره (طب) عن ابن عمرو بن العاص وفيه ابن لهيعة • (الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة) أي الغالب كونه منهما وأراد بالخمر هنا ما يخامر العقل ويزيله لأن الخمر لغة هو المتخذ من ماء العنب (حم م 4) عن أبي هريرة • (الخمر أم الخبائث فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوماً) قال العلقمي قال شيخنا ذكر في حكمة ذلك أنها تبقى في عروقه وأعضائه أبعين يوماً نقله ابن القسيم في الهدى وقال الشيخ محمول على الزجر والتنفير (فإن مات وهي في بطنه مات ميتة) بكسر الميم والتنوين (جاهلية) أي كميتة أهل الجاهلية يعني صار منابذاً للشرع تشبيهاً بأهل الجاهلية (طس) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد حسن • (الخلافة في قريش) يعني خلافة النبي صلى الله عليه وسلم بعده إنما تكون منهم فلا يجوز نصبه من غيرهم عند وجودهم (والحكم في الأنصار) أي الافتاء لأن أكثر فقهاء الصحابة منهم (والدعوة في الحبشة) يعني الأذان وجعله في الحبشة تفضيلاً لبلال (والجهاد والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد) أي تمام ذلك فيهم (حم طب) عن عتبة بن عبد السلمى قال الشيخ حديث حسن • (الخلافة في المدينة) النبوية أي يتولى عليها من يستحق الخلافة (والملك بالشام) قال المناوي وهذا من معجزاته فقد كان كما أخبر وشيعة كل فريق تحشر معه (تح ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (الخلافة بعدي من أمتي ثلاثون سنة) قال العلقمي إلا الخلفاء الأربعة وأيام الحسن اهـ قلت بل الثلاثون سنة هي مدة الخلفاء الأربعة كما حررته فمدة خلافة أبي بكر سنتان وثلاثة أشهر وعشرة أيام ومدة عمر عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام ومدة عثمان إحدى عشرة سنة واحد عشر شهراً وتسعة أيام ومدة خلافة علي أربع سنين وسبعة أيام هذا هو التحرير فلعلهم الغوا الأيام وبعضوا الشهور اهـ وذكر النووي أن مدة الحسن نحو سبعة أشهر (ثم ملك بعد ذلك) لأن اسم الخلافة إنما هو للعامل بالسنة والمخالفون ملوك لا خلفاء (حم ت ع حب) عن سفينة مولى المصطفى ومولى أم سلمة • (الخوارج) الذين يزعمون أن كل من فعل كبيرة فهو كافر مخلد في النار كلاب أهل النار (حم هـ ك) عن ابن أبي أوفى (حم ك) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح وقال المناوي فيه وضاع • (الخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه) أي تطعم فيه (الأضياف من الشفرة إلى سنام البعير) شبه سرعة وصول الخير إلى البيت الذي يضاف فيه بسرعة وصول الشفرة للسنام لأنه أول ما يقطع ويؤكل (هـ) عن ابن عباس بإسناد ضعيف (الخير أسرع إلى البيت الذي يغشى من الشفرة إلى سنام البعير) بالبناء للمفعول والغين والشين المعجمتين أي يغشاه الناس الأضياف والفقراء فيه حث على المعروف وبذل

الطعام وبشارة بسرعة الخلف (هـ) عن أنس قال العلقمي قال الدميري انفرد به ابن ماجه وهو ضعيف • (الخير مع أكابركم) علماً وديناً وصلاحاً (البزار عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن • (الخير عادة) لعود النفس إليه وحرصها عليه (والشر لجاجة) لما فيه من الاعوجاج وضيق النفس والكرب (ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين أي يفهمه ويبصره في كلام الله ورسوله فيه فضيلة العلم والفقه في الدين والحث عليه (هـ) عن معاوية قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث حسن • (الخير كثير) أي طرقه وأنواعه كثيرة ولكن (من يعمل به قليل) وفي رواية وفاعله قليل (طس) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد ضعيف • (الخير كثير) أي وجوهه كثيرة (وقليل فاعله) لإقبال الناس على دنياهم وإهمالهم ما ينفعهم في أخراهم (خط) عن ابن عمرو بن العاص • (الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة) أي في ذواتها فكنى بالناصية عن الذات وذلك لحصول الجهاد عليها (والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة لا يقبضها) وأما حديث الشؤم قد يكون في الفرس فالمراد غير الفرس المعدة للغزو (طس) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (الخيل معقود في نواصيها الخير) أي ملازم لها (إلى يوم القيامة) أي إلى قربه مالك (حم ق ن هـ) عن ابن عمر (حم ق ن هـ) عن عروة بن الجعد (خ) عن أنس (م ت ن هـ) عن أبي هريرة (حم) عن أبي ذر وعن أبي سعيد (طب) عن سوادة بن الربعي وعن النعمان بن بشير وعن أبي كبشة فهو متواتر • (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر) بدل من قوله الخير (والمغنم) أي الغنيمة (حم ق ت ن هـ) عن عروة البارقي (حم م ت) عن جرير • (الخيل معقود في نواصيها الخير واليمن) أي البركة إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها) أي على الإنفاق عليها (قلدوها) طلب أعداء الدين والدفاع عن المسلمين (ولا تقلدوها الأوتار) أي ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية والأوتار جمع وتر بالكسر وهو الدم وطلب الثأر يريد لا تجعلوا ذلك لازماً لها في أعناقها لزوم القلائد للأعناق وقيل أراد بالأوتار جمع وتر القوس أي لا تجعلوا في أعناقها الأوتار فتختنق لأن الخيل ربما رعت الأشجار فنشبت الأوتار ببعض شعبها فخنقها وقيل إنما نهاهم عنها لأنهم كانوا يعتقدون أن تقليد الخيل بالأوتار يدفع عنها العين والأذى فتكون كالعودة لها فنهاهم وأعلهم أنها لا تدفع ضرراً ولا تصرف قدراً (طس) عن جابر وفيه ابن لهيعة (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها فامسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار) أي التي تقلد لدفع العين (حم عن جابر ورجاله ثقات • (الخير معقود بنواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها) في نحوالعلف (كباسط يده في صدقة) في حصول (وأبوالها وأرواثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة) أي أنها تسير كذلك (طب) عن عريب بمهملة مفتوحة وراء مكسورة (المليكي) الشامي وفيه مجهول • (الخيل ثلاثة

ففرس للرحمن وفرس للشيطان وفرس للإنسان فأما فرس الرحمن فالذي يربط في سبيل الله سبحانه وتعالى) أي لجهاد الكفار عليه (فعلقه وروثه وبوله في ميزانه) يوم القيامة في كفة الحسنات (وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن) بالبناء للمجهول فيهما (عليه) على رسوم الجاهلية (وأما فرس الإنسان فالفرس) التي يرتبطه الإنسان يلتمس بطنها) أي يطلب نتاجها (فهي) لهذا الثالث (ستر من فقر) أي تحول بينه وبين الفقر بارتفاقه بثمن نتاجها (حم) عن ابن مسعود ورجاله ثقات • (لخيل ثلاثة) هي (لرجل أجر) أي ثواب (ولرجل ستر وعلى رجل وزر) أي إثم ووجه الحصر في الثلاثة أن الذي يقتني خيالً إنما يقتنيها لركوب أو تجارة وكل منهما أما إن تقترن به طاعة فهو طاعة وهو الأول أو معصية وهو الأخير أولا ولا وهو الثاني (فأما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله تعالى فأطال لها) أي للخيل حبلها (في مرج أو روضة) شك من الراوي والمرج بسكون الراء موضع الكلا وأكثر ما يطلق في الموضع المطمئن والروضة أكثر ما تطلق في الموضع المرتفع (فما أصابت في طيلها) بكسر الطاء وفتح المثناة التحتية بعدها لام هو الحبل الذي تربط فيه ويطول لترعى (من المرج أو الروضة كانت) تلك المراعي التي أصابتها (له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت) بشدة النون أي غدت ومرجت (شرفاً أو شرفين) أي شوطاً أو شوطين قال في النهاية استن الفرس أي غد المرجه ونشاطه شوطاً أو شوطين ولا راكب عليه وقال الجوهري هو أن يرفع يديه ويطرحهما معاً كانت آثارها بهمزة ممدودة ومثلثة أي في الأرض بحوافرها (وأرواثها) أي وأبوالها (حسنات له) يريد ثواب ذلك لا أن الأرواث بعينها توزن وفيه أن المرء يؤجر بنيته كالعامل (ولو أنها مرت بنهر فشربت) منه (ولم يرد أن يسقيها) أي والحال أنه لم يقصد سقيها (كان ذلك) أي ما شربته يعني منقداره (له حسنات) وإذا حصل له في هذه الحالة فعند قصد سقيها أولى (ورجل ربطها تغنياً) بفتح المثناة الفوقية والمعجمة ثم نون ثقيلة مكسورة ثم تحتانية أي استغناء عن الناس (وستراً من) الفقر (وتعنفاً) عن سؤال الناس والمعنى أنه يطلب بنتاجها أو بما حصل من أجرتها الغنى عن الناس والتعفف عن مسألتهم (ثم لم ينس حق الله في رقابها) بالإحسان إليها ولاقيام بعلفها والشفقة عليها في الركوب (ولا) في (ظهورها) بأن يحمل عليها الغازي المنقطع ويعير الفحل للطروق وغير ذلك وقيل المراد بالحق الزكاة وهو قول حماد وأبي حنيفة وخالفه صاحباه وفقهاء الأمصار (فهي له ستر) من المسكنة (ورجل ربطها فخراً) أي تعاظما (ورياء) أي إظهاراً للطاعة والباطن خلاف ذلك (ونواء) بكسر النون والمد أي معاداة (لأهل الإسلام فهي له وزر) أي إثم (مالك (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة • (الخيل في نواصي شقرها الخير) أي اليمن والبركة قال المناوي والشقرة من الألوان وهي تختلف باختلاف بالنسبة للإنسان والخيل والإبل (خط) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (الخيمة) المذكورة في القرآن في قوله حور

(حرف الدال)

مقصورات في الخيام (درة مجوّفة) بفتح الواو المشددة أي واسعة الجوف (طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون) من سعة تلك الخيمة وكثرة مرافقها (ق) عن أبي موسى الأشعري. (حرف الدال) • (داووا مرضاكم بالصدقة) فيه أن الصدقة تنفع ذلك الغير (أبو الشيخ) ابن حبان (في) كتاب (الثواب عن أبي أمامة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (داووا مرضاكم بالصدقة فإنها تدفع عنكم الأمراض والأعراض) بفتح الهمزة أي العوارض من المصائب والبلايا وقد جرب ذلك الموفقون من أهل الله فوجدوا الأدوية الروحانية تنفع أكثر من الحسية وقد تقدم الأمر التداوي بها في ديث تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء (فر) عن ابن عمر قال البيهقي منكر • (دباغ الأديم) بفتح الهمزة وكسر الدال الجلد (طهوره) قال المناوي بفتح الطاء أي مطهره فيصير بعد الدبغ طاهر العين لكنه متنجس يطهر بغسله وخرج به الشعر فلا يطهر بالدبغ لأنه لا يؤثر فيه وفيه حجة على أحمد حيث ذهب إلى أن جلد الميتة لا يطهر بدبغه لخبر لا تنتفعوا من الميتة باهاب ورد بأنه قبل الدبغ أو منسوخ أو للتنزيه حم م) عن ابن عباس وعن سلمة بن المحبق (ن) عن عائشة (ع) عن أنس (طب) عن أبي أمامة وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وهو متواتر • (دباغ جلود الميتة طهورها) شمل المأكول وغيره وهو مذهب الشافعي ما عدا الكلب والخنزير وفرع أحدهما وخصه مالك بالمأكول (قط) عن زيد بن ثابت قال الشيخ حديث صحيح • (دباغ كل اهاب) بكسر الهمزة الجلد ويقال الجلد قبل أن يدبغ (طهوره) أي مظهره (قط) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (دب) أي سار (إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء) بدل من داء الأمم والبغضاء هي الحالقة قالوا وما الحالقة قال (حالقة الدين لا حالقة الشعر) أي الخصلة التي شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموس الشعر (والذي نفس محمد بيده) أي بقدرته وتصريفه (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا) بالله وبما علم مجيء الرسول به ضرورة (ولا تؤمنوا) إيماناً كاملاً (حتى يخلوا) بحذف إحدى المثناتين الفوقيتين وشدة الموحدة أي يحب بعضكم بعضاً (أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم) أي أحب بعضكم بعضاً قالوا أخبرنا (قال أفشوا السلام بينكم) فإن يورث التحابب (حم ت) والضياء المقدسي (عن الزبير بن العوام) قال الشيخ حديث صحيح • (دثر مكان البيت) أي درس محل الكعبة بالطوفان (فلم يحجه هود ولا صالح حتى بوّأه الله لإبراهيم) أي أراه أصله ومحله فأسس قواعده وبناه وأظهر حرمته ودعا الناس إلى حجه (الزبير بن بكار في النسب عن عائشة) وهو حديث ضعيف • (دحية) بكسر الدال المهملة وتفتح (الكلبي) بفتح فسكون (يشبه جبريل) في براعة جماله وكان جبريل يأتي المصطف على صورته غالباً (وعروة) بضم العين المهملة (ابن مسعود الثقفي يشبه عيسى ابن مريم

وعبد العزى) بن قصي (يشبه الرجال) في الصورة في الجملة لا في مقدار الجثة وحجم الأعضاء (ابن سعد) في الطبقات (عن الشعبي مرسلاً) قال الشيخ حديث ضعيف • (دخلت الجنة) أي في النوم فلا ينافي أن المصطفى أول داخل يوم القيامة (فسمعت خشفة) بفتح المعجمتين والفاء صوت حركة أو وقع نعل (فقلت) أي لبعض الملائكة والظاهر أنه جبريل أو رضوان وجنوده (ما هذه) الخشفة (قالوا هذا) صوت حركة (بلال) المؤذن (ثم دخلت الجنة) مرة أخرى (فسمعت خشفة فقلت ما هذه قالوا هذه الغميصا) بغين معجمة وصاد مهملة مصغرا ويقال الرميصا امرأة أبي طلحة أم سليم بضم ففتح (بنت ملحان) بكسر الميم وسكون اللام وبالمهملة ونون ابن خالد الأنصاري واسمها نبلة أو رملة أو سهلة أو رميثة أو مليكة أو نبيهة من الصحابيات الفاضلات (عبد بن) بالرفع صفة (حميد) بالتصغير (عن أنس) بن مالك (الطيالسي) أبو داود (عن جابر) بإسناد حسن • (دخلت الجنة فسمعت خشفة) هي حركة المشي وقال في الفتح خشفة أي حركة وزنا قال أبو عبيد الخشفة الصوت ليس بالشديد (بين يدي) أي أمامي بقربي (قلت ما هذه) الخشفة (فقيل) لي (هذا بلال يمشي أمامك) أخبر بذلك ليطيب ويدوم على العمل ويرغب غيره فيه وذا لا يدل على تفضيله على العشرة ولا بعضهم (طب عد) عن أبي أمامة بإسناد حسن • (دخلت الجنة ليلة أسري بي فسمعت في جانبها وجساً) بفتح الواو والجيم صوتاً خفياً أي صوت وقع قدم بلال على الأرض (فقلت يا جبريل ما هذا قال هذا بلال المؤذن (حم ع) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل) بالتصغير ابن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة (درجتين) أي منزلتين عظيمتين فيها لكونه آمن بعيسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم (ابن عساكر) في تاريخه (عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن • (دخلت الجنة فرأيت) مكتوباً (على بابها الصدقة بعشرة والقرض) بفتح القاف أشهر من كسرها بمعنى المقرض ويطلق على المصدر بمعنى الإقراض الذي هو تمليك شيء على أن يرد بدله (بثمانية عشر فقلت يا جبريل كيف صارت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر قال لأن الصدقة تقع في يد الغني والفقير والقرض لا يقع إلأا في يد من يحتاج إليه) قال العلقمي قال شيخنا قال الشيخ سراج الدين البلقيني الحديث دال على أن درهم القرض بدرهمي صدقة لكن الصدقة لم يعد منها شيء والقرض عاد منه درهم فسقط مقابله وبقي ثمانية عشر اهـ قلت وذكره الدميري بعبارة أخرى فقال الحكمة في ان القرض بثمانية عشر أن الحسنة بعشر أمثالها حسنة عدل وتسعة فضل ولما كان المقرض يرد إليه ماله سقط سهم العدل مع ما يقابله وبقيت سهام الفضل وهي تسعة فضوعفت بسبب حاجة المقترض فكانت بثمانية عشر اهـ وتمسك به من فضل القرض على الصدقة والراجح عند الشافعية أن الصدقة أفضل من القرض (طب) عن أبي أمامة بإسناد حسن • (دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت من هذا قالوا) أي الملائكة (حارثة) بحاء مهملة ومثلثة

(ابن النعمان) الأنصاري البدري (كذلكم البر كذلكم البر) أي حارثة نال تلك الدرجة لكونه براً لوالديه فكل من كان براً لوالديه كان كذلك وكرره للتأكيد (ن ك) عن عائشة بإسناد صحيح • (دخلت الجنة فرأيت فيها جنابذ) بجيم ونون وذال معجمة أي قباب (من اللؤلؤ ترابها المسك فقلت لمن هذا يا جبريل قال للمؤذنين والأئمةمن أمتك يا محمد) قال المناوي مقصود الحديث الأعلام بشرف هاتين الوظيفتين وهل ذلك للمحتسب أم مطلقاً في بعض الأحاديث ما يدل على الأول (ع) عن أبي بن كعب بإسناد ضعيف وقال الشيخ حديث صحيح • (دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت ما هذه الخشفة فقيل الغميصا بنت ملحان) اسم أم سليم الأنصارية (حم م ن) عن أنس بن مالك • (دخلت الجن فإذا أنا بنهر حافاتاه خيام من اللؤلؤ فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء فإذا هو مسك أذفر) قال أنس قلت ما الأذفر قال الذي لا خلط له (فقلت ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله عز وجل) في الجنة (حم خ ت ن) عن أنس بن مالك • (دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر) استفهام من الملائكة (قالوا لشاب من قريش فظننت أني أنا هو قلت ومن هو قالوا عمر بن الخطاب فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته (حم ت حب) عن أنس بن مالك (حم ق) عن جابر بن عبد الله (حم) عن بريدة بن الحصيب (وعن معذا بن جبل • (دخلت الجنة) زاد في رواية البارحة (فاستبقلتني جارية شابة فقلت لمن أنت قالت لزيد بن حارثة) بن شرحبيل الكلبي مولى المصطفى (الروياني) في مسنده (والضياء) المقدسي (عن بريدة) قال الشيخ حديث صحيح وقال المناوي ضعيف • (دخلت الجنة البارحة) اسم لأقرب ليلة مضت فنظرت فيها أي تأملت (فإذا جعفر) بن أبي طالب الذي استشهد بمؤته (يطير مع الملائكة وإذا حمزة) ابن عبد المطلب الذي استشهد بأحد (متكئ على سرير) فيها قال العلقمي قال شيخنا قال السهيلي يتبادر من ذكر الجناحين والطيران أنهما كجناحي الطائر لهما ريش وليس كذلك فإن الصورة الآدمية أشرف الصور وأكملها فالمراد بهما صفة ملكية وقوة روحانية أعطيها جعفر وقد قال العلماء في أجنحة الملائكة أنها صفات ملكية لا تفهم إلا بالمعاينة فقد ثبت أن لجبريل ستمائة جناح ولا يعهد للطير ثلاثة أجنحة فضلاً عن أكثر من ذلك وإن لم يثبت خبر في كيفيتها فنؤمن بها من غير بحث عن حقيقتها اهـ قال ابن حجر وما قاله السهيلي في مقام المنع إذ لا مانع من الحمل على الظهر وقد ورد أن جناحيه من ياقوت أخرجه البيهقي في الدلائل وجناحي جبريل من لؤلؤ أخرجه ابن منده (طب عدك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (دخلت الجنة فإذا جارية أدماء) شديدة السمرة (لعساء) في لونها أدنى سواد ومشربة من الحمرة (فقلت ما هذه يا جبريل فقال أن الله عز وجل عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأدم اللعس فخلق له هذه) لتكمل لذته وتعظم مسرته لكرامته عليه وفيه إن من الحور ما هو كذلك إذ وصفهن بالبياض غالبي (جعفر بن أحمد القمي)

بضم القاف وشدة الميم نسبة إلى قم بلد كبير (في) كتاب (فضائل جعفر) بن أبي طالب (والرافعي) عبد الكريم إمام الشافعية (في تاريخه) تاريخ قزوين (عن عبد الله بن جعفر) بن أبي طالب قال الشيخ حديث صحيح • (دخلت الجنة) في النوم (فرأيت في عارضتي الجنة) أي في ناحيتي بابها (مكتوباً ثلاثة أسطر بالذهب) أي ذهب الجنة وذهبها لا يشبه ذهب الدنيا إلا في الاسم (السطر الأول لا إله إلا الله محمد رسول الله والسطر الثاني ما قدمناه) في الدنيا (وجدناه) في الآخرة (وما أكلناه) من الحلال ريحنا) أكله (وما خلفنا) بعد موتنا من المال (خسرنا) أي فأتنا ثواب التصدق به (والسطر الثالث أمة مذنبة) أي أمة محمد كثيرة الذنوب (ورب غفور) أي كثير المغفرة (الرافعي) عبد الكيم في تاريخ قزوين (وابن النجار) محب الدين في تاريخ بغداد (عن أنس) بإسناد ضعيف • (دخلت الجنة فإذاأكثر أهلها البله) بضم فسكون جميع أبله وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير أو السليم الصدر الحسن الظن بالناس وذلك لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها وأقبلوا على آخرتهم فشغلوا أنفسهم بها فاستحقواأن يكونواأكثر أهل الجنة وأما الأبله وهو الذي لا عقل له فغير مراد في الحديث (ابن شاهين في) كتاب (الإفراد) بفتح الهمزة (وابن عساكر) في تاريخه (عن جابر) وقال ابن الجوزي حديثلا يصح • (دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها اليمن) أي أهل اليمن بفتح المثناة التحتية والميم قال المناوي إقليم معروف سمى به لأنه عن يمين الكعبة (ووجدت أكثر أهل اليمن مذ حج) وزان مسجد اسم قبيلة ومنهم الأنصار وهم المراد (خط) عن عائشة وهو حديث ضعيف • (دخلت الجنة فسمعت نحمة) بفتح النون وسكون المهملة أي صوتاً ونحنحة (من) جوف (نعيم) بضم النون وفتح المهملة القرشي العدوي (ابن سعد) في طبقاته (عن أبي بكر العدوي) بعين ودال مهملتين مفتوحتين نسبة إلى عدي بن كعب (مرسلاً) • (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة) اختلف في تأويله فمن قال بعدم وجوب العمرة قال المراد أن فرضها ساقط بالحج وهو معنى دخولها فيها ومن أوجبها يتأول على وجهين أحدهما أن عمل العمرة قد دخل في عمل الحج في حق القارن والآخر أنها قد دخلت في وقت الحج وشهوره وكان أهل الجاهلية لا يعتمرون في أشهر الحج فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بهذا القول وأشهر الحج شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم (م د) عن جابر ابن عبد الله (د ت) عن ابن عباس • (دخلت امرأة النار) قيل كانت تريد عذابها بسبب ذلك وقال النووي الذي يظهر أنها كانت مسلمة وأنها دخلت النار بهذه المعصية وقيل أنها حميرية وقيل إسرائيلية قال العلقمي ولا تضاد بينهما لأن طائفة حمير كانوا قد دخلوا في اليهودية فنسبت إلى ينها تارة وإلى قبيلتها أخرى (في هرة) أي بسببها (ربطتها) في رواية للبخاري حبستها (فلم تطعمها ولم تدعها) أي تتركها (تأكل من خشاش الأرض) بفتح الخاء المعجمة أشهر من كسرها والضم أي حشراتها سميت به لاندساسها في التراب من

حشر في الأرض دخل (حتى ماتت) جوعاً (حم ق هـ) عن أبي هريرة (خ) عن ابن عمر • (دخول البيت) أي الكعبة (دخول في حسنة وخروج من سيئة) وفي رواية للبيهقي من دخله دخل في حسنة وخرج من سيئة وخرج مغفوراً له (عد هب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (درهم ربا يأكله الرجل) يعني الإنسان (وهو يعلم) أنه ربا وأن الربا حرام (أشد عند الله من) ذنب (سته وثلاثين زنية) بالفتح المرة الواحدة من الزنا وللحديث تتمة عند مخرجه وهي في الحطيم وهذا خرج مخرج الزجر والتهويل (حم طب) عن عبد الله بن حنظلة الأنصاري وإسناده صحيح • (درهم أعطيه في عقل) أي دية قتيل (أحب إلى من مائة في غيره) لما فيه من تسكين الفتنة وإصلاح ذات البين (طس) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (درهم حلال يشتري به عسل) وفي نسخة تشتري به عسلاً والمراد عسل النحل (ويشرب بماء المطر شفاء من كل داء) إذا صدقت النية وقوي اليقين (فر) عن أنس بإسناد ضعيف • (درهم الرجل ينفق) في وجوه البر (في صحته خير من عتق رقبة عند موته) لما فيه من قهر النفس وهو صحيح شحيح يؤمل طول الحياة ويخشى الفقر ومقصود الحديث الحث على الصدقة حال الصحة (أبو الشيخ عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه) في الدين (بظهر الغيب) أي بحيث لا يشعر ولو كان حاضراً بالمجلس (عند رأسه ملك موكل به) أي بتأمين دعائه (كلما دعا لأخيه بخير قال الملك) الموكل (آمين) أي استجب يا رب (ولك) أيها الداعي (بمثل ذلك) أي بمثل ما دعوت به لأخيك فالدعاء بظهر الغيب أقرب إلى الإجابة لما تقدم (حم م هـ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه • (دعاء الوالد لولده) أي الأصل لفرعه (يفضي إلى الحجاب) أي يصعد ويصل إلى حضرة القبول فلا يحول بينه وبين الإجابة حائل (هـ) عن أم حكيم بنت وداع الخزاعية قال الشيخ حديث صحيح • (دعاء الوالد لولده كدعاء النبي لأمته) في كونه غير مردود (فر) عن أنس وهو حديث ضعيف • (دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد) أي ما لم يدع بإثم لأنه أقرب إلى الإخلاص (البزار عن عمران بن حصين) بضم ففتح وإهمال الحرفين وهو حديث صحيح • (دعاء المحسن إليه) بفتح السين (للمحسن) بكسرها (لا يرد) أي يقبله الله مكافأة له على امتثال أمره بالإحسان (فر) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (دعوات المكروب) ي المغموم المحزون أي الدعوات النافعة له المزيلة لكربه (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين) أي لا تفوض أمري إلى نفسي لحظة قليلة قدر ما يتحرك البصر (وأصل لي شأني كله لا إله إلا أنت) ختم بهذه الجملة إشارة إلى أن الدعاء إنما ينفع من حضور وشهود (حم خد حب) عن أبي بكرة بالتحريك واسمه نفيع وإسناده صحيح • (دعوة ذي النون) أي صاحب الحوت وهو ينس الذي دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط) بنية صادقة صالحة (إلا استجاب الله تعالى له (حم ت ن ك هب) والضياء

عن سعد بن أبي وقاص قال ك صحيح وأقروه • (دعوة المظلوم) على من ظلمه (مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه) لأنه مضطر ملتجئ إلى ربه أمن يجيب المضطر إذا دعاه (الطيالسي) أبو داود عن أبي هريرة ورواه عنه أحمد وإسناده عنه حسن • (دعوة الرجل لأخيه بظهر الغيب مستجابة وملك عند رأسه يقول آمين ولك بمثل) قال النووي الرواية المشهورة كسر ميم مثل وحكى عياض فتح الميم والمثلثة وزيادة هاء عديله (أبو بكر) الشافعي (في الغيلانيات عن أم كرز) بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي قال الشيخ حديث صحيح • (دعوة في السر تعدل سبعين دعوة في العلانية) لأن دعاء السر أبعد عن الرياء وأقرب إلى الإجابة (أبو الشيخ في الثواب عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب دعوة المظلوم) لما تقدم (ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب) لأنها أبلغ في الإخلاص (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (دع عنك معاذاً) أي اترك ذكره بما ينقصه وما لا يليق بكماله والمراد ابن جبل (فإن الله يباهي به الملائكة) أي بعبادته وعلمه وأصل هذا كما ذكره مخرجه الحكيم أن معاذاً رضي الله عنه قال لرجل من الصحابة تعال حتى نؤمن ساعة فقال ذلك الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما نحن بمؤمنين وذكر قول معاذ فذكره ومراد معاذ نتذكر ما يزيد في إيماننا (الحكيم) في نوادره (عن معاذ) بإسناد ضعيف وقال الشيخ حديث صحيح • (دع داعي اللبن) أي ابق في الضرع عند الحلب داعياً يدعو ما فوقه من اللبن فينزله ولا تستوعبه فإنه إذا استقصى أبطأ الدر قاله لضرار حين أمره بحلب ناقة والأمر فيه للإرشاد (حم تخ حب ك) عن ضرار بكسر الضاد المعجم مخففاً ابن الأزور واسمه مالك بن أوس بأسانيد بعضها رجاله ثقات • (دع) أي اترك (قيل وقال بما لا فائدة فيه ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ي ما لا ثواب له فيه (وكثرة السؤال) عما لا فائدة فيه (وإضاعة المال) صرفه فيما لا يجوز (طس) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (دع م يريبك إلى ما لا يريبك) قال في النهاية يروي بفتح الياء وضمها قال المناوي وفتحها أكثر أي دع ما تشك فيه إلى ما لا تشك فيه من الحلال البين لأن من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه (حم) عن أنس بن مالك (ن) عن الحسن بن علي أمير المؤمنين (طب) عن وابصة بكسر الموحدة التحتية وفتح المهملة (ابن معبد) بن عتبة الأسدي (خط) عن ابن عمر بإسناد حسن وله شواهد ترقيه إلى الصحة • (دع ما يريبك إلى ما لايريبك فإن الصدق ينجي) أي فيه النجاة ابن قانع في معجمه (عن الحسن) بن عليّ قال الشيخ حديث حسن • (دع ما يريبك) أي اترك ما تشك في كونه حسناً أو بيحاً لو حلالاً أو حراماً (إلى ما لا يريبك) أي إلى ما لا تشك فيه يعني ما تتيقن حسنه وحله (فإن الصدق طمأنينة) أي يطمئن إليه القلب ويسكن (وأن الكذب ريبة) أي يقلق له القلب ويضطرب (حم ت حب) عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال الشيخ حديث صحيح • (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنك لن تجد فقد شيء تركته الله) بل تثاب عليه (حل خط) عن ابن عمر رضي الله عنهما

• (دعهن) الخطاب لابن عتيك (يبكين) يعني النسوة اللاتي احتضر عندهن عبد الله بن ثابت (ما دام عندهن) لم تزهق روحه (فإذا وجب فلا تبكين باكية) تمامه قالوا يا رسول الله ما الوجوب قال الموت أفاد أنه يكره البكاء على الميت بعد الموت لا قبله (مالك ن ك) عن جابر بن عتيك بن قيس الأنصاري • (دعهن يا عمر) بن الخطاب يبكين (فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب) بفقد الحبيب ولا حرج عليهن في البكاء بلا نوح ولا رفع صوت قاله لما ماتت رقية بنته فبكت النسوة فجعل عمر يضربهن (م ن ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (دعهن) يبكين وإياكن) التفات من خطاب عمر إلى النسوة (ونعيق الشيطان) أي صياحه أي وإياكن ورفع الصوت نسبه إلى الشيطان لأنه يحبه ويرضاه لكون ابن آدم منهياً عنه (أنه مهما كان من العين والقلب) من غير صياح ولا ضرب نحو خد (فمن الله) أي يرضاه أي لا حرج فيه (ومن الرحمة) المطبوع عليها الإنسان فلا لوم فيه (ومهما كان من اليد) بنحو ضرب خد (واللسان) من صياح ونحو ندب (فمن الشيطان) لما تقدم (حم) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح وقال المناوي في الميزان هذا حديث منكر • (دعوا الحبشة) أي اتركوا التعرض لابتدائهم بالقتال (ما ودعوكم) قال الطيبي رحمه الله قيل قل ما يستعملون الماضي من ودع إلا ما روى في بعض الأشعار كقوله: ليت شعري عن خليل ما الذي • ماله في الحب حتى ودعه ويحتمل أن يكون الحديث ما وادعوكم أي سالموكم فسقطت الألف من قلم الرواة قال ولا افتقار إلى هذا مع وروده في التنزيل في قوله تعالى ما ودعك قرئ بالتخفيف (واتركوا الترك ما تركوكم) أي مدة تركهم لكم فلا تتعرضوا لهم إلا أن تعرضوا لكم لقوة بأسهم وبرد بلادهم وبعدها كما مر (د) عن رجل من اصحابة رضي الله عنهم وهو ابن عمر • (دعو الحسناء) أي اتركوا نكاح المرأة الجميلة (العاقر) التي انقطع حملها لكبر أو علة (وتزوجوا السوداء) وفي رواية السواد (الولود فإني أكاثر بكم الأمم يوم القيامة) أي أفاخرهم وأغالبهم بكثرتكم والأمر للندب (طب) عن ابن سيرين مرسلاً قال الشيخ حديث صحيح • (دعوا الدنيا) أي اتركوها (لأهلها فإن من أخذ من الدنيا) أي متاعها وزهرتها (فوق ما يكفيه) لنفسه وعياله بالمعروف (أخذ حتفه) بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة الفوقية بعدها فاء أي أخذ في أسباب هلاكه (وهو لا يشعر) بأن المأخوذ فيه هلاكه (ابن لال) في المكارم (عن أنس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (دعوا الناس أي لا تسعروا ولا تتلقوا الركبان (يصيب) بالرفع على الاستئناف قال الشيخ وأما زيادة في غفلاتهم فلا أصل له كما قال السخاوي وشيخه الحافظ (بعضهم من بعض) بالبيع والشراء (فإذا استنصح أحدكم أخاه) أي طلب منه النصح (فلينصحه) وجوباً ويجب النصح بدون طلبه وذكر الأخ للاستعطاف وإلا فالنصح واجب لكل معصوم

(طب) عن أبي السائب جد عطاء بن السائب وإسناده صحيح • (دعوا لي أصحابي) الإضافة للتشريف تؤذن باحترامهم وزجر سابهم وتعزيره (فوالذي نفسي) بسكون الفاء (بيده) أي بقدرته وتدبيره (لو أنفقتم مثل جبل أحد ذهباً ما بلغتم أعمالهم) أي ما بلغتم من إنفاقكم بعض أعمالهم لما قارنها من مزيد إخلاص وصدق نية وكمال يقين قال المناوي والخطاب لخالد ونحوه ممن تأخر إسلامه والمراد من تقدم إسلامه منهم الذين كانت لهم الآثار الجميلة والمناقب الجليلة (حم) عن أنس ورجاله رجال الصحيح (دعوا لي أصحابي وأصهاري) أي اتكروا التعرض لهم بما يؤذيهم لأجلي تمامه فمن آذاني في أصحابي وأصهاري آذاه الله تعالى يوم القيامة (ابن عساكر عن أنس) قال اشليخ حديث حسن • (دعوا صفوان بن المعطل) بضم الميم وفتح الطاء المشددة أي اتركوه فلا تتعرضوا له بشيء (فإنه خبيث اللسان طيب القلب) أي سليم الصدر نقي القلب من الغش والكبر والخيانة والعبرة بطهارة القلوب (ع) عن سفينة غير مصغر هو مولى المصطفى يكنى أبا عبد الرحمن كان اسمه مهران أو غير ذلك وسفينة لقبه قال خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه يمشون فثقل عليهم متاعهم فحملوه علىّ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم احمل فإنما أنت سفينة • (دعوا صفوان) ابن المعطل فلا تؤذوه (فإنه يحب الله ورسوله) وما أحب الله حتى أحبه الله يحبهم ويحبونه (ابن سعد عن الحسن) البصري (مرسلاً) قال الشيخ حديث ضعيف • (دعوني من السودان) يعني من الزنج كما بينه في رواية أخرى (فإنما الأسود لبطنه وفرجه) أي لا يهتم إلا بهما فإن جاع سرق وإن شبع فسق وحينئذ فاقتناء الزنجي خلاف اولى عبداً كان أو أمة (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره (دعوه) يعني اتركوا يا أصحابي من طلب مني دينه فاغلظ فلا تبطشوا به (فإن لصاحب الحق مقالاً) أي صولة الطلب وقة الحجة وسببه وتمامه كما في البخاري عن أبي هريرة أن رجلاً تقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغلظ عليه فهم به أصحابه فقال دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً واشتروا له بعيراً فأعطوه إياه قالوا لا نجد إلا أفضل من سنه قال اشتروه فاعطوه إياه فإن خيركم أحسنكم قضاء وقوله فاغلظ عليه يحتمل أن يكون الإغلاظ بالتشدد في المطالبة من يغر قدر زائد ويحتمل أن يكون بغير ذلك ويكون صاحب الدين كافراً فقد قيل أنه كان يهودياً والأول أظهر لما في رواية عبد الرزاق أنه كان أعرابياً فكأنه جرى على عادته من جفاء المخاطبة وقوله فهم به أصحابه أي أراد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذوه بالقول أو الفعل لكن لم يفعلوا أدباً مع النبي صلى الله عليه وسلم (خ ت) عن أبي هريرة وكذا رواه مسلم • (دعوه) أي المريض (يئن) قال في المصباح أن الرجل يئن بالكسر أنيناً وأناناً بالضم فالذكر آن على فاعل والأنثى آنة أي يستريح بالأنين أي بقوله آه ولا تعنفوه عليه (فإن الأنين اسم من أسماء الله تعالى) أي لفظ آه من أسمائه تعالى لكن هذا تداوله الصوفية ويذكرون له أسراراً ولم يرد به توقيف من حيث

الظاهر (يستريح إليه العليل) فيه رد لقول طاوس أن الأنين مكروه لكونه شكوى وسببه كما في الكبير عن عائشة قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا عليل يئن فقلنا له اسكت فذكره (الرافعي) في تاريخ قزوين (عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (دفن البنات من المكرمات) أي من الأمور التي يكرم الله بها آباءهن ونعم الصهر القبر قالبعضهم وهذا خرج مخرج التعزية للنفس (خط) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (دفن بالطينة) وفي رواية بالتربة (التي خلق منها) قاله لما رأى حبشياً يقبر بالمدينة فما من مولود يولد إلا وفي سرته من تربة الأرض التي خلق منها ويموت فيها (طب) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال الشيخ حديث صحيح • (دليل الخير كفاعله) في حصول الثواب ولا يلزم تساويهما (ابن النجار) في تاريخه (عن علي) كرم الله وجهه بإسناد ضعيف • (دم) شاة (عفراء) قال في النهاية العفرة بياض ليس بالناصع ولكن كلون عفر الأرض وهو وجهها (أزكى عند الله) في رواية أحب إلى الله (من دم سوداوين) أي ضحوا بالعفراء فإن دمها أفضل من دم شاتين سوداوين (طب) عن كثير بفتح الكاف وكسر المثلثة وقال ابن ماكر لا بموحدة (بنت سفيان) الخزاعية قال الشيخ حديث حسن لغيره • (دم عفراء أحب إلي) وفي نسخة إلى الله (من دم) شاتين (سوداوين) يعني في الأضاحي يحتمل أن المراد أن التضحية بالأعفر أفضل من التضحية بالأسود (حم ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (دم عمار) بن ياسر (ولحمه حرام على النار أن تأكله أو تمسه) أي ما ذكر من لحمه ودمه أي أكل النار دمه ولحمه ومسها لهما ممنوع والمراد سائر أجزاء بدنه لأن كمال الإيمان يطفئ حر النيران (ابن عساكر عن علي) رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن • (دوروا مع كتاب الله تعالى حيثما دار) فاحلوا حلاله وحرموا حرامه فإنه الكتاب المبين والصراط المستقيم (ك) عن حذيفة بن اليمان قال الشيخ حديث صحيح • (دونك) بكسر الكاف خطاب لعائشة (فانتصري) من زينب التي دخلت من غير إذن وهي غضبا قال العلقمي وسببه وتمامه كما في ابن ماجه قالت عائشة ما علمت حتى دخلت عليّ زينب وهي غضبا ثم قالت يا رسول الله أحسبك إذا أقبلت لك بنية أبي بكر ذريعها ثم أقبلت علي فأعرضت عنها تى قال النبي صلى الله عليه وسلم دونك فانتصري فأقبلت عليها حت رأيت ريقها قد يبس في فيها ما ترد على شيئاً فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم بتهلل وجهه (هـ) عن عائشة) قال الشيخ حديث صحيح • (دية المعاهد) بفتح الهاء أي الذمي الذي له عهد (نصف دية الحر) أي المسلم قال ابن رسلان وهذا هو الموافق لما بوب عليه أبو داود قال العلقمي فيه حجة على أن دية أهل الكتاب على نصف دية المسلم وهو محكي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وعروة بن الزبير وعمرو بن شعيب راوي الحديث وبه قال مالك وأحمد بن حنبل وقال أبو حنيفة والثوري ديته كدية المسلم وروى ذلك عن عمر وعثمان وابن مسعود ومعاوية

وقال الشافعي دية اليهودي والنصراني ثلث دية المسلم وحجته أن ذلك أقل ما قيل (د) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (دية عقل الكافر نصف عقل المؤمن) أراد بالكافر من له ذمة أو أمان وبه قال مالك مطلقاً وأحمد أن كان القتل خطأ وإلا فدية مسلم (ت) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد حسن • (دية المكاتب بقدر ما عتق منه دية الحر وبقدر ما رق منه دية العبد) وروى أبو داود عن ابن عباس قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في دية المكاتب يقتل يؤدي ما أدى من كتابته دية الحر وما بقي دية المملوك قال الخطابي أجمع عوام الفقهاء على أن المكاتب عبد ما بقي عليه درهم في جنايته والجناية عليه ولم يذهب إلى هذا الحديث أحد من العلماء فيما بلغنا إلا إبراهيم النخعي قال ابن رسلان وفيه نظر فقد حكى هذا القول عن أحمد بن حنبل (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (دية الذمي دية المسلم) أي مثل ديته وبه أخذ جمع منهم أبو حنيفة (طس) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (دية أصابع اليدين والرجلين سواء عشرة من الإبل لكل إصبع) قال أبو البقاء وقع في هذه الرواية عشرة بالتاء وصوابه عشر لأن الإبل مؤنثة (ت) عن العباس ورواه عنه أيضاً أحمد وإسناده صحيح • (دين المرء عقله ومن لا عقل له لا دين له) فمن كمل عقله كمل دينه ومن لا فلا (أبو الشيخ) ابن حبان (في) كتاب (الثواب) على الأعمال (وابن النجار) في تاريخه (عن جابر) بن عبد الله قال الشيخ حديث ضعيف • (دينار أنفقته في سبيل الله) أي في مؤن الغزو أو في سبيل الخير (ودينرا أنفقته في رقبة) أي في إعتاقها (ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك) نفقة واجبة أو مندوبة (أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك) لما فيه من صلة الرحم قال القاضي البيضاوي دينار مبتدا وأنفقته صفة وجملة أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك خبر (م) عن أبي هريرة. (فصل في المحلى بأل من هذا الحرف) • (الدار حرم) أي دار الإنسان حرمه (فمن دخل عليك حرمك فاقتله) أي إن لم يندفع بدون القتل ولم يضطر إلى الدخول فيدفعه دفع الصائل (حم طب) عن عبادة بن الصامت قال الشيخ حديث صحيح • (الداعي والمؤمن) على الدعاء أي القائل آمين (في الأجر شريكان) أي كل منهما له أجر لكن لا يلزم التساوي (والقارئ والمستمع) للقراءة أي قاصد السماع (في الأجر شريكان) كذلك (والعالم والمتعلم) للعلم الشرعي (في الأجر شريكان) حيث استويا في الإخلاص (فر) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (الدال على الخير كفاعله) في حصول الثواب وإن تفاوت المقدار وتمام الحديث والدال على الشر كفاعله (البزار عن أبي مسعود) قال المناوي كذا فيما وقفت عليه من نسخ الكتاب وهو سهو وصوابه عن ابن مسعود (وعن أنس طب) عن سهل بن سعد الساعدي (وعن أبي مسعود) وإسناده ضعيف • (الدال على الخير كفاعله والله

يحب إغاثة اللهفان) أي الملهوف المكروب أي يرضى بذلك ويثيب عليه (حم) والضياء عن بريدة) بن الحصيب (ابن بي الدنيا في ضاء الحوائج عن أنس) بإسناد حسن • (الذباء) بضم الدال وشدة الموحة أي الفرع (يكبر الدماغ) أي يقوّى حواسه (ويزيد في العقل) لخاصية فيه علمها الشارع ولذلك كان يحبه قال العلقمي وسببه كما في الفردوس عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من أكل الدبا فقلت يا رسول الله إنك لتحب الدبا فذكره قال شيخنا القرع بارد رطب سريع الانحدار وإن طبخ بالسفرجل غذي البدن غذاء جيداً وهو لطيف وينفع المحرورين وماؤه يقطع العطش ويذهب الصداع الحار وهو ملين للبطن كيف استعمل ولا يتداوى المحرورون بمثله ولا أعجل منه نفعاً وهو شديد النفع لأصحاب الأمزجة الحارة والمحمومين قال ابن القيم وبالجملة فهو من ألطف الأغذية وأسرعها انفعالاً (فر) عن أنس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الدجال) بالفتح والتشديد من الدجل وهو التغطية (عينه خضراء) تمام الحديث كالزجاجة وتشبيهها بالزجاجة لا ينافي تشبيهها في رواية بالعنبة الطافئة (تخ) عن أبي بن كعب ورجاله ثقات • (الدجال ممسوح العين) قال المناوي أي موضع إحدى عينيه ممسوح كجبهة ليس فيها أثر عين (مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مسلم) في رواية يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب قال المناوي والكتابة مجاز عن حدوثه وشقاوته وإلا لقرأها الكافر اهـ وقال العلقمي قال النووي الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها وأنها كتابة حقيقة جعلها الله علامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله ويظهرها الله تعالى لكل مؤمن كاتب وغير كاتب ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته ولا امتناع في ذلك وذكر القاضي يه خلافاً منهم من قال هي كتابة حقيقة كما ذكرنا ومنهم من قال هي مجاز وإشارة إلى سمات الحدوث عليه واحتج بقوله يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب وهذا مذهب ضعيف (م) عن أنس) ابن مالك • (الدجال أعور العين اليسرى) وفي رواية أعور العين اليمنى وكلاهما صحيح وفي رواية طافئة بالهمز بمعنى ذهب ضوءها وبدونه وصححه الأكثر بمعنى ناتئة بارزة كنتوء حبة العنب وقال القاضي كلا عيني الدجال معيبة عوراء فاليمين مطموسة وهي الطافئة بالهمز واليسرى ناتئة وهي الطافية بلا همز (جفال الشعر) بضم الجيم وتخفيف الفاء أي كثير • (معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار) أي من أدخله ناره لتكذيبه إياه تكون تلك النار سبباً لدخوله الجنة ومن أدخله جنته لتصديقه إياه تكون تلك الجنة سبباً لدخوله النار في الآخرة (حم م هـ) عن حذيفة) بن اليمان • (الدجال لا يولد له) أي بعد خروجه أو مطلقاً (ولا يدخل المدينة) النبوية (ولا مكة) فإن الملائكة تقوم على أنقابها تطرده عنهما تشريفاً للبلدين (حم) عن أبي سعيد) الخدري • (الدجال يخرج من أرض) يعني بلد (بالمشرق) أي بجهة المشرق (يقال لها خراسان) بضم الخاء المعجمة

وخفة الراء وسين مهملة بلد كبير (يتبعه أقوام) من الأتراك واليهود (كان وجوههم المجان) جمع مجن بكسر الميم وفتح الجيم الترس (المطرقة) بضم الميم وشدة الراء الفتوحة أي الأتراس تشبيهها بها في غلظها وعرضها (ت ك) عن أبي بكر • (الدجال تلده أمه وهي منبوذة) أي مطروحة (في قبرها) بعد موتها (فإذا ولدته حملت النساء بالخطائين) ومن حينئذ تكون من حملت به أمه وولدته من أهل الفسوق (طس) عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث ضعيف • (الدعاء هو العبادة) قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي أتى ضمير الفصل والخبر المعرف باللام ليدل على الحصر وأن العبادة ليست غير الدعاء قلت زاد أبو داود وقال ربكم ادعوني الآية قال شيخنا قال البيضاوي لما حكم بأن الدعاء هو العبادة الحقيقية التي تستحق أن تسمى عبادة من حيث أنه يدل على أن فاعله مقبل بوجهه إلى الله تعالى معرض عمن سواه لا يرجو ولا يخاف إلا منه استدل عليه بالآية فإنها تدل على أنه أمر مأمور به إذا أتى به المكلف قبل منه لا محالة وترتب عليه المقصود ترتب الجزاء على الشرط والمسبب على السبب وما كان كذلك كان أتم العبادة واكملها اهـ وقال المناوي أي من أعظمها فهو كقوله الحج عرفة أي ركنه الأعظم (حم ش خد 4 حب ك) عن النعمان بن بشير (ع) عن البراء) بأسانيد صحيحة • (الدعاء مخ العبادة) قال العلقمي قال شيخنا قال في النهاية مخ الشيء خالصه وإنما كان مخها لأمرين أحدها أنه امتثال أمر الله تعالى حيث قال ادعوني فهو مخ العبادة وخالصها والثاني أنه إذا رأى نجاح الأمور من الله تعالى قطع أمله عمن سواه ودعاه لحاجته وحده وهذا هو أصل العبادة ولأن الغرض من العبادة الثواب عليها وهو المطلوب بالدعاء وقال الحكيم في نوادر الأصول إنما صار مخاً لأنه تبرء من الحول والقوة واعتراف بأن الأشياء كلها له وتسليم إليه (ت) عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (الدعاء مفتاح الرحمة والوضوء مفتاح الصلاة) فلا تصح بدونه إلا عند العجز عنه وعن بدله وهو التيمم فتصح مع وجوب الإعادة إذا قدر على أحدهما (والصلاة مفتاح الجنة (فر) عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن • (الدعاء سلاح المؤمن) به يدافع البلاء كما يدافع عدوه بالسلاح (وعماد الدين) أي عموده الذي يقوم عليه (ونور السموات والأرض) أي يكون للداعي نوراً فيهما (ع ك) عن عليّ) قال الشيخ حديث صحيح • (الدعاء لا يرد بين الأذان) المشروع (والإقامة) للصلاة (حم د ت ن حب) عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا) أي اطلبوا ما أحببتم بما يتعلق بالدنيا والآخرة والأهم ما يتعلق بالآخرة (ع) عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح وقال المناوي ضعيف • (الدعاء مستجاب ما) أي في الوقت الذي (بين النداء وبين الإقامة) للصلاة ويحتمل أن تكون ما صلة (ك) عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث صحيح • (الدعاء يرد القضاء) أي يهونه (وأن البر) بالكسر (يزيد في الرزق) أي يبارك فيه (وأن العبد ليحرم الرزق

بالذنب يصيبه) تمامه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة الآية قال المناوي وهذا يعارضه حديث أن الرزق لا تنقصه المعصية وقد يقال أنه تارة تنقصه وتارة لا والاختلاف باختلاف الأشخاص والأحوال (ك) عن ثوبان) بضم المثلثة وقيل بفتحها قال الشيخ حديث صحيح • (الدعاء جند من أجناد الله) أي عون من أعوان على قضاء الحوائج وبلوغ المآرب ودفع البلاء والمصائب (مجند يرد القضاء بعد أن يبرم) أي يحكم بأن يسهله بالصبر على القضاء والرضا به والرجوع إلى الله فكأنه رده (ابن عساكر) في تاريخه (عن نمير) بضم النون (ابن أوس) الأشعري التابعي (مرسلاً) وأسنده الديلمي من حديث أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الدعاء ينفع مما نزل) من المصائب أي يسهل تحمل البلاء النازل (ومما لم ينزل) فيمتنع نزوله أو يسهل إذا نزل (فعليكم عباد الله بالدعاء) أي ألزموه واجتهدوا فيه (ك) عن ابن عمر) قال الشيخ حديث صحيح • (الدعاء يرد البلاء) إذ لولا إرادة الله رده ما فتح له باب الدعاء (أبو الشيخ) والديلمي (عن أبي هريرة) • (الدعاء محجوب عن الله حتى يصلي) بالبناء للمفعول أي يصلي الداعي (على محمد وأهل بيته) يعني لا يرفع الدعاء إلى الله تعالى رفع قبول حتى تصحبه الصلاة عليه وعليهم فهو الوسيلة إلى الإجابة قال العلقمي قال شيخنا سئل الشيخ عز الدين في الفتاوى الموصلية هي بعصى من يقول لا حاجة بنا إلى الدعاء لأنه لا يرد ما قدر وقضى أم لا فأجاب من زعم أن لا يحتاج إلى الدعاء فقد كذب وعصى ويلزمه ان يقول لا حاجة بنا إلى الطاعة والإيمان لأن ما قضاه الله من الثواب والعقاب لابد منه وما يدري هذا الأخرق الأحمق أن الله رتب مصالح الدنيا والآخرة على الأسباب ومن ترك الأسباب بناء على أن ما سبق به القضاء لا يغير لزمه أن لا يأكل إذا جاع ولا يشرب إذا عطش ولا يلبس إذا برد ولا يتداوى إذا مرض وأن يلقى الكفار بلا سلاح ويقول في ذلك كل ما قضاه الله لاي رد وهذا مما لا يقوله مسلم ولا عاقل اهـ وفي الرسالة القشيرية اختلف الناس في أن الأفضل الدعاء ام السكوت والرضا فمنهم من قال أن الدعاء عبادة الحديث الدعاء هو العبادة ولأن الدعاء إظهار للافتقار إلى الله تعالى وقالت طائفة السكوت والجمود تحت جربان الحكم أتم والرضا بما سبق به القدر أولى وقال قوم يكون صاحب دعاء بلسانه ورضي بقلبه فيأتي بالأمرين جميعاً وآداب الدعاء كثيرة منها تجنب الحرام والإخلاص إلى الله تعالى وتقديم عمل صالح وذكره عند الشدة والتنظيف والتطيب والثناء على الله أولا وآخراً والوضوء واستقبال القبلة والصلاة والجثي على الركب والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أولاً وآخراً ووسطاً وبسط اليدين ورفعهما وأن يكون رفعهما حذو المنكبين وكشفهما وضمهما والتأدب والخشوع والتمسكن وأن لا يرفع بصره إلى السماء وأن يسأل الله بأسمائه الحسنى وفصاته العليا وأن يتجنب الشجع وتكلفه وأن يتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين من عباده وخفض الصوت

والاعتراف بالذنب واختيار الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن يدعو لوالديه وإخوانه المؤمنين وأن يحضر قلبه ويحسن رجاءه وأن لا يعتدي في الدعاء بأن يدعو بمستحيل أو ما فيه إثم وأن لا يتحجر وأن يؤمن عقب دعائه وأن يمسح وجهه بيديه بعد فراغه وأن لا يستعجل بأن لا يستبطئ الإجابة أو يقول دعوت فلم يستجب لي (أبو الشيخ عن علي) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الدم مقدار الدرهم يغسل وتعاد منه الصلاة) أي إذا صلى وعلى بدنه أو ملبوسه قدر درهم منه وجب قضاء الصلاة وهذا في دم الأجنبي فإنه يعفى عن قليله فقط وهو ما دون الدرهم وبهذا أخذ بعض المجتهدين وأناط الشافعية القلة والكثرة بالعرف (خط) عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف • (الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه) أي طوابعه المانعة للرد عن قضاء الحوائج (من جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته) قال الغزالي من نعم الله خلق الدراهم والدنانير وهما قوام الدنيا (طس) عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الدنيا حرام على أهل الآخرة) أي ممنوعة عنهم (والآخرة على أهل الدنيا) لأن المقلل من الدنيا يمكنه التوسع في عمل الآخرة بخلاف المكثر منها لما بينها من التضاد فهما ضرتان ولذلك قال روح الله عيسى لا يستقيم حب الدنيا والآخرة في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد (والدنيا والآخرة حرام على أهل الله) لأن جنة عامة المؤمنين جنة المكاسب وجنة العارفين جنة المواهب فلما عبدوه لا خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته صارت جنتهم النظر إلى وجهه ولذلك قال أبو يزيد لله رجال لو حجب الله عنهم طرفة عين استغاثوا من الجنة كما يستغيث أهل النار منها (فر) عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (الدنيا حلوة خضرة) أي مشتهاة مؤنقة تعجب الناظر فمن استكثر منها أهلكته (طب) عن ميمونة) بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين رضي الله عنها بإسناد صحيح • (الدنيا حلوة رطبة) أي يرغب فيها كما يرغب في الشيء الحلو الرطب أشار به إلى سرعة زوالها وفنائها وأنها غرارة تفتن الناس بحلاوتها وطراوتها (فر) عن سعد) بن أبي وقاص بإسناد ضعيف • (الدنيا حلوة خضرة) أي طيبة المذاق حسنة المنظر (فمن أخذها بحقه) يحتمل أن الضمير راجع للاخذ أو للدنيا وذكر الضمير باعتبار المال أي من وجه حلال من غير انهماك (بورك له فيها) أي انتفع بما أخذه منها في الدنيا بالتنمية والبركة وفي الآخرة بالثواب (ورب متخوض فيما اشتهت نفسه) منها (ليس له يوم القيامة إلا النار) أي دخولها للتطهير (طب) عن ابن عمرو) بن العاص رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (الدنيا حلوة خضرة من اكتسب فيها مالا من حل وأنفقه في وجهه) الواجب والمندوب (أثابه الله عليه وأورده جنته) أي أدخله إياها فالدنيا مزرعة للآخرة (ومن اكتسب فيها مالاً من غير حله وأنفقه في غير حقه أحله الله دار الهوان) أي النار إن لم يعف عنه (ورب متخوّض في مال الله ورسوله له

النار يوم القيمة (هب) عن بن عمر) بن الخطاب رضي الله عنهما قال الشيخ حديث صحيح • (الدنيا دار من لا دار له) لزوالها (ومال من لا مال له) كذلك (ولها يجمع من لا عقل له) كامل (حم هب) عن عائشة (هب عن ابن مسعود موقوفاً بأسانيد صحيحة • (الدنيا) أي الحياة الدنيا (سجن المؤمن) بالنسبة لما أعد له في الآخرة من النعيم المقيم (وجنة الكافر) بالنسبة لما أصابه من عذاب الجحيم حكى القرطبي عن سهل الصعلوكي الفقيه الخراساني وكان ممن جمع رياسة الدين والدنيا أنه كان في بعض مواكبه ذات يوم إذ خرج عليه يهودي من تنور حمام وهو بثياب دنسة وصفة نجسة فقال ألستم تزعمون أن نبيكم قال الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وأنا عبد كافر وترى حالي وأنت مؤمن وترى حالك فقال له على الفور إذا صرت غداً إلى عذاب الله كانت هذه الجنة لك وإذا صرت أنا إلى النعيم ورضوانه كان هذا سجني فعجب الخلق من فهمه وحسن جوابه (حم م ت هـ) عن أبي هريرة (طب ك) عن سلمان) الفارسي (البزار عن ابن عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما • (الدنيا) قال القرطبي وزنها فعلى وألفها للتأنيث وهي من الدنوّ بمعنى القرب وهي صفة لموصوف محذوف كا قال تعالى وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور غير أنه قد كثر استعمالها استعمال الأسماء فاستغنى عن موصوفها والمراد الدار الدنيا والحياة الدنيا التي تقابلها الدار الآخرة أو الحياة الأخرى اهـ وقيل هي ما على الأرض من الهواء والجوّ وقيل كل المخلوقات من الجواهر والأعراض وتطلق على كل جزء من ذلك مجازاً (سجن المؤمن) لأنه ممنوع من شهواته المحرّمة فكأنه في سجن والكافر عكسه فكأنه في جنة (وسنته) بفتح أوّله والسنة بفتح السين المهملة القحط والجدب (فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة) وانتقل إلى الانفساح وديار السرور والأفرح (حم طب حل ك) عن ابن عمرو) بن العاص بإسناد صحيح • (الدنيا) أي كلها كذا عند مخرجه (سبعة أيام من أيام الآخرة) وتمامه عند مخرجه وذلك قوله عز وجل وأن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون (فر) عن أنس) وهو حديث ضعيف • (الدنيا سبعة آلاف سنة) أي عمرها ذلك بعدد النجوم السيارة (أنا في آخرها ألفاً) فإذا تمت السبعة فذلك وقت طي الدنيا قال المناوي وهذا الحديث لا مسكة فيه وألفاظه مصنوعة ملفقة والحق أن ذلك لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى (طب والبيهقي في الدلائل عن الضحاك بن زمل) بالزاي الجهني بإسناد واه بل قال جمع منهم ابن الأثير ألفاظه موضوعة • (الدنيا كلها متاع) أي شيء يتمتع به أمداً قليلاً (وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) فسرت في الحديث بقوله التي إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله (حم م ن) عن ابن عمرو • (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل) وقد بينه في الأحاديث بعده (حل) والضياء عن جابر) وإسناده حسن • (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها) أي متروكة مبعدة عن الله

وعن الأنبياء والأصفياء كما في خبر لهم الدنيا ولنا الآخرة (إلا ذكر الله وما والاه وعالماً أو متعلماً) علماً شرعياً مصحوباً بالإخلاص والعمل (هـ) عن أبي هريرة (طس) عن ابن مسعود) رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (الدنيا ملعونة ملعن ما فيها إلا أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر أو ذكر الله) فإن هذه الأمور وإن كانت فيها ليست منها بل من أعمال الآخرة البزار عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغى به وجه الله عز وجل) ومن أحب ما لعنه الله فقد تعرض للعنه وغضبه (طب) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد لأنها تلهي عن الآخرة (أبو عبد الرحمن السلمي) الصوفي (في) كتاب (الزهد عن عائشة) بإسناد ضعيف • (الدنيا لا تصفو لمؤمن) كامل الإيمان (كيف) تصفو (وهي سجنه وبلاؤه) فكلما قوى إيمانه تكدرت عليه وتشددت (ابن لال عن عائشة) رضي الله عنها قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الدهن) بالضم أي الأدهان به (يذهب بالبؤس) بضم الموحدة أي الحزن أو الشعث أو غم النفس (والكسوة) أي التجمل بها (تظهر الغنى) للناس (والإحسان إلى الخادم) أي إحسان الإنسان إلى خادمه بحسن الهيئة والملبس (مما يكبت) بفتح أوله (الله به العدو) أي يحزنه ويذله (ابن السني وأبو نعيم) كلاهما (في) كتاب (الطب النبوي عن طلحة) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (الدواء من القدر) بالتحريك أي من قضاء الله وقدره والشفاء يحصل عنده بإذن الله لا به (وقد ينفع بإذن الله) قاله لما سئل هل ينفع الدواء (طب) وأبو نعيم عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (الدواء من القدر وهو ينفع من يشاء الله) نفعه (بما شاء) من الأدوية (ابن السني عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنه • (الدواوين) جمع ديوان بكسر الدال وقد تفتح فارسي معرب وهو الدفتر والمراد ما هـ مكتوب فيه (ثلاثة فديوان لا يغفر الله منه شيئاً وديوان لا يعبأ الله به شيئاً) أي لا يبالي به فيسامح به من شاء (وديوان لا يترك الله منه شيئاً) بل يعمل فيه بقضية العدل بين أهله (فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئاً فالإشراك بالله وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم) مفروض (تركه أو صلاة) مفروضة (تركها فإن الله يغفر ذلك إن شاء) أن يغفره (ويتجاوز) عنه زاده تأكيداً لما قبله (وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فمظالم العباد) بعضهم لبعض ثم بين ذلك بقوله (بينهم القصاص) يوم القيامة (لا محالة) وقد يرضى بعض الخصوم كما في خبر (حم ك) عن عائشة) قال الشيخ حديث صحيح • (الديك الأبيض) إلا فرق كما يأتي في حديث وكذا يقال فيما بعده (صديقي) لأنه أقرب الحيوان صوتاً إلى الذاكرين الله ويوقظ للصلاة فهو لإعانته على الخير كالصديق النافع (ابن قانع في معجمه عن أثوب) بوزن أحمد أوله مثلثة وآخره موحدة ابن عتبة بمهملة فمثناة فوقية قال أحمد رضي الله عنه حديث منكر

لا يصح إسناده (الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي) تمام الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته معه في البيت فيندب لنا فعل ذلك تأسياً به صلى الله عليه وسلم (أبو بكر البرقي) بفتح الموحدة التحتية وسكون الراء نسبة إلى برقة بلد بالغرب (عن أبي يزيد الأنصاري) وهو حديث ضعيف • (الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي) ولذلك نهى عن سبه وأمر باقتنائه (الحارث) بن أبي أسامة (عن عائشة وأنس) بإسناد ضعيف • (الديك الأبيض صديقي وعدو عدو الله يحرس دار صاحبه) يمنع الشيطان والسحر (وسبع أدور) من جيرانه قال المناوي وهو بفتح فسكون فضم مثل أفلس جمع دار وتهمز الواو ولا تهمز وتقلب فيقال أدر وهو كذلك في رواية ويجمع أيضاً على ديار ودور والأصل في إطلاق الدار على الموضع وقد تطلق على القبائل مجازاً (البغوي عن خالد بن معدان) بفتح الميم وسكون المهملة (الكلاعي) بفتح الكاف وهو تابعي فكان على المؤلف رحمه الله أن يقول مرسلاً قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (الديك الأبيض حبيبي وحبيب حبيبي جبريل بحرس بيته) الذي هو فيه (وستة عشر بيتاً من جيرانه) الملاصقين له من الجهات الأربع كما بينه بقوله (أربعة عن اليمين وأربعة عن الشمال وأربعة من قدام وأربعة من خلف) زاد في رواية أبي نعيم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبيته معه في البيت ولا منافاة بين قوله هنا ستة عشر وقوله في الحديث المار سبع أدور لأن الأقل لا ينفي الأكثر والمراد هنا الأبيض إلا فرق وفيما مر الأبيض فقط قال الحافظ زعم أهل التجربة أن ذابح الديك الأبيض إلا فرق لم يزل ينكب في ماله (عق) وأبو الشيخ) في كتاب (العظمة عن أنس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الديك يؤذن بالصلاة) أي يعلم بدخول وقتها فيجوز الاعتماد عليه إذا كان مجرباً (من اتخذ ديكاً أبيض حفظ من ثلاثة من شر كل شيطان وساحر وكاهن) لسر علمه الشارع (هب) عن ابن عمر) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي يحرس دار صاحبه وتسع أدور حولها) ظاهر كلام المناوي أنها تسع فقط وكذا رواية السبع ولم يبين هل هي من كل الجوانب أو من جانب واحد (الحارث عن أبي يزيد) الأنصاري رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الدينار بالدينار لا فضل بينهما والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما) زاد في رواية فمن زاد أو استزاد فقد أربى فيشترط في بيع بعض الجنس الواحد ببعض المماثلة والحلول والتقابض (م ت) عن أبي هريرة) رضي الله عنه • (الدينار كنز والدرهم كنز والقيراط كنز) أي إذا لم تخرج زكاته (ابن مردويه) في تفسيره (عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم وصاع حنطة بصاع حنطة وصاع شعير بصاع شعير وصاع ملح بصاع ملح لا فضل بين شيء من ذلك) فإن وقع التفاضل فهو ربا فيحرم لاي صح (طب ك) عن أسيد الساعدي • (الدينار بالدينار لا فضل بينهما والدرهم

(حرف الذال)

بالدرهم لا فضل بينهما فمن كانت له حاجة بورق) بتثليث الراء والكسر أفصح أي فضة فليصطرفها) أي الدراهم المفهومة من قوله الدرهم بالدرهم (بذهب) ومن كانت له حاجة بذهب فليصطرفها) أي الدنانير المفهومة من قوله الدينار بالدينار بالورق والصرف هاوها) بالمد والقصر بمعن خذ وهات فيشترط في الصرف الحلول والتقابض في المجلس (ك) عن علي) وهو حديث صحيح • (الدين) بكسر الدال (يسر) أي الإسلام ذو يسر أي مبني على التسهيل ولتخفيف (ولن يغالب الدين أحد إلا غلبه) يعني لا يتعمق فيه أحد ويأخذ بالتشديد إلا غلبه الدين وعجز المتعمق (هب) عن أبي هريرة) ورواه البخاري بلفظ أن الدين • (الدين النصيحة) أي عماده وقوامه النصيحة لله ولرسوله وللمؤمنين (تخ) عن ثوبان) بضم المثلثة وقيل (بفتحها البزار عن ابن عمر) بإسناد صحيح • (الدين) بفتح الدال (شين الدين) بفتح الشين المعجمة وبكس رالدال أي عيبه لأنه يشغل القلب بهمه وقضائه والتذلل للغريم فيشتغل بذلك عن العبادة (أبو نعيم في) كتاب (المعرفة) معرفة الصحابة (عن مالك بن يخامر) بفتح المثناة التحتية والمعجمة وكسر الميم الحمصي (القضاعي عنه عن عاذ) قال الشيخ حديث صحيح • (الدين) بالفتح (راية الله في الأرض) التي وضعها لإذلال من شاء إذلاله (فإذا أراد أن يذل عبداً وضعها في عنقه) أي بإيقاعه في الاستدانة فيحصل له الذل والهوان (ك) عن ابن مر) قال الشيخ حديث صحيح (الدين دينان) بفتح الدال فيهما (فمن مات وهو ينوي قضاءه) متى أمكنه (فأنا وليه) أقضيه عنه من نحو غنيمة وصدقة قاله المناويويحتمل أن يكون المراد أشفع له شفاعة خاصة (ومن مات ولا ينوي قضاءه فذلك) أي المدين الي لم ينو وفاء هو (الذي يؤخذ من حسناته) ويعطى لرب الدين يوم القيامة (ليس يومئذ) أي يوم الحساب (دينار ولا درهم) يوفى به فإن لم تف حسناته أخذ من سيئات غريمه فطرحت عليه ثم يلقى في النار كما في خبر (طب) عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما قال الشيخ حديث حسن • (الدين هم بالليل) إذا تذكر المديون أنه إذا أصبح طولب وضيق عليه حصل له الهم والغم (ومذلة بالنهار) خصوصاً إن كان غريمه سيء التقاضي (فر) عن عائشة) بإسناد ضعيف • (الدين ينقص من الدين والحسب) لأنه شغل عن أعمال الآخرة قال العلقمي قال في المصباح نقص نقصاً من باب قتل ونقصاناً وانتقص ذهب منه شيء بعد تمامه ونقصته وأنقصته يتعدى ولا يتعدى هذه اللغة الفصيحة وبها جاء القرآن في قوله تعالى ننقصها من أطرافها وغير منقوص ويتعدى أيضاً بنفسه إلى مفعولين فيقال نقصت زيداً حقه (فر) عن عائشة • (الدين قبل الوصية) أي يجب تقديم وفائه على تنفيذها (وليس لوارث وصية) إلا أن يجيزها ورثته فليس المراد نفي صحتها بل نفي لزومها (هق) عن عليّ) قال الشيخ حديث حسن لغيره. (حرف الذال)

ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً) أي اكتفى به رباً ولم يطلب غيره (وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً) بأن لم يسلك إلا ما يوافق شرعه فمن كانت هذه صفته فقد حصلت حلاوة الإيمان في قلبه (حم م) عن العباس بن عبد المطلب) رضي الله تعالى عنه • (ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين) شبه الذاكر الذي يذكر بين جمع لم يذكروا بالمجاهد الذي يقاتل بعد فرار أصحابه في كون كل منهما قاهراً للعدو فالذاكر قاهر للشيطان وجنده والصابر قاهر للكفار (طب) عن ابن مسعود) قال الشيخ حديث صحيح • (ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين) كما تقدم (وذاكر الله في الغافلين كالمصباح في البيت المظلم) لحصول النفع به إذ يدفع بالذاكر عن أهل الغفلة العذاب (وذاكر الله في الغافلين كمثل) بزيادة الكاف أو مثل (الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي قد تحات من الصريد) أي تساقط من شدة البرد شبه الذاكر بغصن أخضر مثمر والغافل بيابس تهيأ للإحراق (وذاكر الله في الغافلين يعرفه الله) بضم أوله وشدة الراء المكسورة (مقعده من الجنة) يحتمل أن يكون ذلك في النوم (وذاكر الله في الغافلين يغفر الله له بعدد كل فصيح وأعجمي) الفصيح بنو آدم والأعجمي البهائم (حل) عن ابن عمر) بإسناد ضعيف • (ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله فيه) شيئاً من خير الآخرة أو الدنيا (لا يخيب) بالبناء للفاعل أو المفعول (طس هب) عن ابن عمر) بن الخطاب رضي الله عنه وإسناده ضعيف • (ذاكر الله خالياً) أي بحيث لا يطلع عليه إلا الله والحفظة (كمبارزة إلى الكفار) أي ثوابه كثواب مبارزة من مسلم إلى الكفار (من بين الصفوف خالياً) أي ليس معه أحد فذكر الله في الخلوات يعدل ثواب الجهاد والذلك تزول جميع العبادات في عالم القيامة إلا الذكر ذكره الإمام الرازي (الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ذبح الرجل) بإضافة المصدر إلى مفعوله وفاعله محذوف وهو المخاطب أي ذبحك الرجل (أن تزكيه في وجهه) أي تزكيتك إياه في وجهه كالذبح له إذا كان قصد المادح به طلب شيء منه فيمنعه الحياء عن الرد فيتألم كما يتألم المذبوح ومقصوده النهي عن ذلك (ابن أبي الدنيا في الصمت) أي في كتاب فضل الصمت (عن إبراهيم التيمي) بفتح الفوقية وسكون التحتية نسبة إلى تيم قبيلة مشهورة (مرسلاً) أرسل إلى عائشة وغيرها • (ذيحة المسلم حلال ذكر اسم الله) عند الذبح (أو لم يذكر أنه) أي لأنه (أن ذكر لم يذكر) شيئاً (إلا اسم الله) احتج به الجمهور على حل الذبيحة إذا لم يسم الله عليها وحمله الإمام أحمد على الناسي (د) في مراسيله عن الصلت) بفتح المهملة وسكون اللام (السدوسي) بفتح فضم نسبة إلى بني سدوس قبيلة معروفة (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح • (ذبوا) أي ادفعوا وامنعوا (عن أعراضكم) بفتح الهمزة (بأموالكم) تمامه عند مخرّجه قالوا يا رسول الله كيف نذب بأموالنا عن أعراضنا قال تعطون الشاعر ومن تخافون لسانه (خط) عن أبي هريرة ابن

لال عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ذراري المسلمين) أي أطفالهم (يوم القيامة) يكونون (تحت العرش) أي في ظله يوم لا ظل إلا ظله كل منهم (شافع) أي لأبويه ومن شاء الله (ومشفع) أي مقبول الشفاعة وهم (من لم يبلغ اثنتي عشرة سنة ومن بلغ ثلاث عشرة سنة فعليه وله) أي فعليه وزر ما فعله من المعاصي بعد بلوغه هذا السن وأجر ما فعله من الطاعات قال المناوي وظاهره أن التكليف منوط ببلوغ هذا السن وبه قال بعضهم ومذهب الشافعي أنه إما بالاحتلام أو الحيض أو ببلوغ خمس عشرة سنة (أبو بكر) الشافعي (في الغيلانيات وابن عساكر) في التاريخ (عن أبي أمامة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ذراري المسلمين) أي أرواح أطفالهم (في) أجواف (عصافير خضر) تعلق (في شجر الجنة يكفلهم أبوهم إبراهيم) الخليل زاد في رواية وسارة امرأته (ص) عن مكحول) الدمشقي (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (ذراري المسلمين في الجنة) كذا في رواية أحمد (يكفلهم إبراهيم) زاد في رواية حتى يردهم إلى آبائهم ومر أن الأرواح تتفاوت في المقر بحسب المقامات والمراتب (أبو بكر بن أبي داود في) كتاب (البعث) والنشور (عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضاً أحمد وغيره قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (ذروة الإيمان) بكسر الذال المعجمة وضمها أي أعلاه قال في النهاية ذروة كل شيء أعلاه (أربع خلال) جمع خلة بمعنى خصلة أي أربع خصال (الصر للحكم) أي حبس النفس على كريه تتحمله أو لذيذ تفارقه انقياداً لقضاء الله (والرضى بالقدر) بالتحريك بما قدر الله في الأزل قال العلقمي وثمرته عدم الاعتراض على شيء من المقدور والسلامة من كراهته فلا يتمنى أنه لم يقع ولا زواله بعد وقوعه وذها لا يمنع الدعاء بما لم يقع من الخيرات إذ الدعاء بالممكن لا يمنع الرضا بالحاصل وإن زال ضمناً فإنه غير مقصود والرضا ممدوح ومطلوب (والإخلاص للتوكل) أي إفراد الحق تعالى في التوكل عليه قال العلقمي الإخلاص الكامل إفراد الحق في الطاعة بالإرادة وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر من تصنع لمخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس أو محبة مدح من الخلق أو معنى من سائر المعاني سوى التقرب إلى الله تعالى كان يريد بعبادته ثواب الآخرة أو إكرامه في الدنيا أو سلامته من آفاتها أو استعانة على أمور دينه كمن يرى بر والديه ليدعوا له أو شيخه ليعينه على مقاصده الدينية فليس ذلك من الإخلاص الكامل فدرجات الإخلاص ثلاث عليا ووسطى ودنيا فالعليا أن يعمل العبد لله وحده امتثالاً لأمره وقياماً بحق عبودتيه والوسطى أن يعمل ثواب الآخرة والدنيا أن يعمل للإكرام في الدنيا والسلامة من آفاتها وما عدا الثلاث من الرياء وثمرة الإخلاص السلامة من العقاب والعتاب ونيل علو الدرجات في الجنات (والاستسلام للرب) قال العلقمي هو الانقياد قال في المصباح استسلم انقاد اهـ وقال المنوي أي تقويض جميع أموره إليه ورفض الاختيار معه وتمام الحديث ولولا ثلاث خصال صلح

الناس شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه (حل) عن أبي الدرداء) بإسناد ضعيف • (ذروة سنام الإسلام) الذروة من كل شيء أعلاه وسنام الشيء أعلاه فأحد اللفظين زيد هنا للمبالغة (الجهاد في سبيل الله) أي قتال أعداء الله (لا يناله إلا أفضلهم) جملة استئنافية أي لا يظفر به إلا أفضل المسلمين (طب) عن أبي أمامة) قال الشيخ حديث صحيح وقال المناوي رحمه الله ضعيف • (ذر الناس) الخطاب لمعاذ (يعملون) ولا نطمعهم في ترك العمل والاعتماد على مجرد الرجاء (فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) ودخول الجنة وإن كان إنما هو بالفضل لكن رفع الدرجات بالأعمال (والفردوس) أي وجنة الفردوس وأصله بستان فهي كروم عربي من الفردسة وهي السعة أو معرب (أعلاها درجة وأوسطها وفوقها عرش الرحمن) فهو سقفها (ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس) أي السكنى به ففيه فليتنافس المتنافسون فإنه أنزه الموجودات وأنورها وأعلى الجنان وأفضلها (حم ت) عن معاذ) بن جبل رضي الله عنه بإسناد حسن • (ذروا الحسناء) أي اتركوا نكاح الجميلة (العقيم) التي لا تلد (وعليكم بالسوداء) يعني القبيحة لسواد أو غيره (الولود) ويعرف كون البكر ولوداً بأقاربها (عد) عن ابن مسعود) قال الشيخ رحمه الله حديث حسن لغيره • (ذروا العارفين المحدثين) بفتح الدال وتشديدها أي الذين يحدثون بالمغيبات فإن بعض الملائكة تحدثهم (من أمتي لا تنزلوهم الجنة ولا النار) أي لا تحكموا لهم بإحدى الدارين (حتى يكون الله هو الذي يقضي فيهم يوم القيامة) قال المناوي ويظهر أن المراد بهم المجاذيب ونحوهم الذين يبدو منهم ما ظاهره يخالف الشرع فلا نتعرض لهم بشيء ونسلم أمرهم إلى الله تعالى (خط) عن عليّ) رضي الله عنه وهو حديث ضعيف • (ذروني) أي اتركوني من السؤال عما لا يعنيكم (ما تركتكم) أي مدة تركي إياكم من الأمر والنهي (فإنما هلك من كان قبلكم) من الأمم (بكثرة سؤالهم) لأنبيائهم عما لا يعنيهم (و) بسبب (اختلافهم على أنبيائهم) فإنهم استوجبوا بذلك اللعن والمسخ وغير ذلك من البلاء والمحن (فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) لا يكلف الله نفساً إلا وسعها يدخل فيه ما لا يحصى من الأحكام كالصلاة بأنواعها فإذا عجز عن بعض أركانها أو بعض شروطها أتى بالباقي وإذا عجز عن غسل بعض أعضاء الوضوء غسل الممكن وإذا وجد ما يستر به عورته أتى بالممكن وفيه أن الميسور لا يسقط بالمعسور (وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه (حم م ن هـ) عن أبي هريرة • (ذكاة الجنين) هو الولد مادام في البطن سمى بذلك لاجتنانه أي استتاره وجمعه جنة (ذكاة أمه) أي ذكاتها التي أحلتها أحلته تبعاً لها ولأنه جزء من أجزائها وذكاتها ذكاة لجميع أجزائها ولأنه لو لم يحل بذكاة أمه لحرم ذكاتها مع ظهور الحمل كما لا تقتل الحامل قوداً هذا إن خرج ميتاً سواء أشعر أم لا أو خرج حياً في الحال وبه حركة مذبوح بخلاف ما إذا خرج وبه حياة

مستقرة) فلا يحل بذكاة أمه ويروي هذا الحديث بالرفع والنصب فمن رفع جعله خبر المبتدا الذي هو ذكاة الجنين فتكون ذكاة الأم هي ذكاة الجنين فلا يحتاج إلى ذبح مستأنف ومن نصب كان التقدير ذكاة الجنين كذكاة أمه فلما حذف الجار نصب أو على تقدير يذكي تذكية مثل ذكاة أمه فحذف المصدر وصفته وأقام المضاف إليه مقامه فلابد عنده من ذبح الجنين إذا خرج حياً ومنهم من يرويه بنصب الذكاتين أي ذكوا الجنين ذكاة أمه قال الخطابي والقصة التي في حديث أبي سعيد تبطل التأويل الأخير لأن قوله فإن ذكاته ذكاة أمه تعليل لإباحته من غير إحداث ذكاة ثانية فثبت أنه على معنى النيابة عنها وسببه كما في أبي داود عن أبي سعيد قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنين فقال كلوه إن شئتم وقا مسدد قلنا يا رسول الله ننحر الناقة ونذبح البقرة أو الشاة وفي بطنها الجنين أنلقيه أم نأكله فقال كلوه إن شئتم فإن ذكاة الجنين ذكاة أمه (دك) عن جابر) بن عبد الله (حم د ت حب قط) عن أبي سعيد الخدري (ك) عن أبي أيوب) الأنصاري (وعن أبي هريرة) (طب) عن أبي أمامة الباهلي (وأبي الدرداء وعن كعب بن مالك) وأسانيده جياد قال الشيخ رحمه الله حديث صحيح • (ذكا الجنين إذا أشعر) أي نبت شعره (ذكاة أمه) أي تذكية أمه مغنية عن تذكيته (ولكنه يذبح) أي ندباً كما يفيده السياق (حتى ينصاب ما فيه من الدم) فذبحه لنقائه من الدم لا لتوقف حله عليه والتقييد بالإشعار لم تأخذ به الشافعية ولا الحنفية بل قالت الشافعية ذكاة أمه مغنية عن ذكاته مطلقاً والحنفية لا مطلقاً (ك) عن ابن عمر ورواه أبو داود عن جابر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ذكاة جلود الميتة دباغها) أي اندباغها بما ينزع الفضلات فالاندباغ يقوم مقام الذكاة في الطهارة بالنسبة لحل الاستعمال (في الصلاة) وخارجها إل بالنسبة للأكل عند الشافعية (ن) عن عائشة) رضي الله عنها بإسناد صحيح • (ذكاة كل مسك) بفتح الميم وسكون السين المهملة أي جلد تنجس بالموت فخرج جلد المغلظ (دباغه) وخرج بالجلد الشعر فلا يطهر لأنه لا يتأثر بالدبغ (ك) عن عبد الله بن الحارث رضي الله تعالى عنه وهو حديث صحيح • (ذكر الله شفاء القلوب) من أمراضها أي هو دواء لها مما يلحقها من ظلمة الذنوب والغفلة (فر) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ذكر الأنبياء) والمرسلين (من العبادة وذكر الصالحين) أي القائمين بما عليهم من حق الحق والخلق (كفارة) للذنوب الصغائر (وذكر الموت صدقة) أي يؤجر عليه كما يؤجر على الصدقة (وذكر) أهوال (القبر يقربكم من الجنة) لأنه من أعظم المواعظ وأشد الزواجر فمن اطلع في القبور واعتبر بالنشور دعاه ذلك إلى لزوم العمل الأخروي الموصل إلى الجنة (فر) عن معاذ قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ذكر عليّ) ابن أبي طالب (عبادة) فيثاب عليه والمراد ذكره بالترضي عنه أو بذكر مناقبه وفضائله ونحو ذلك (فر) عن عائشة رضي الله تعالى عنها وهو حديث ضعيف • (ذكرت

وأنا في الصلاة تبراً) بكسر فسكون الذهب الذي لم يضرب (فكرهت أن يبيت عندنا فأمرت) أي عقب الفراغ من الصلاة (بقسمته) بين الناس أو أهل الفيء وفي رواية فقسمته أي قبل المساء قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عتبة قال صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعاً فتخطأ رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم فرأ أنهم عجبوا من سرعته فقال ذكرت فذكره وفي الحديث أن المكث بعد الصلاة ليس بواب وأن التخطي للحاجة مباح وأن التفكر في الصلاة في أمر لا يتعلق بالصلاة لا يفسدها ولا ينقص من كمالها وأن إنشاء العزم في أثناء الصلاة على الأمور الجائزة لا يضر وفيه جواز الاستنابة مع القدرة عل المباشرة اهـ كلام الشيخ العلقمي وفيه ما فيه (حم خ) عن عتبة) بضم المهملة وسكون التاء (ابن الحارث) بمثلثة • (ذمة المسلمين واحدة) أي كشيء واحد فلا يجوز نقضها بسبب تفرد العاقد بها والذمة العهد (فإن جارت عليهم جائرة) قال في النهاية فوي رواية ويجبر عليهم أدناهم أي إذا جار واحد من المسلمين حراً أو عبداً أو امرأة واحداً أو جماعة من الكفار وآمنهم جاز على المسلمين لا ينقض عليه جواره وأمانه (فلا تخفروها) بخاء معجمة وراء وهو بضم المثناة الفوقية وكسر الفاء أصوب من فتح المثناة وضم الفاء أي لا تنقضوها (فإن نقضها غدر وإن لكل غادر لواء) عند استه كما في رواية (يعرف به يوم القيامة) والمراد النهي عن نقض العهد قال الشيخ وسببه أن أم هانئ أجارت كافراً فأراد عليّ قتله فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فذكره (ك) عن عائشة ورواه عنها أيضاً الموصلي ورجاله رجال الصحيح • (ذنب العالم ذهب) واحد (وذنب الجاهل ذنبان) قال المناوي بقية الحديث قيل ولم يا رسول الله قال العالم يعذب على ركوبه الذنب والجاهل يعذب على ركوبه الذنب وترك التعلم اهوهذا ورد ما يعارضه (فر) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بإسناد ضعيف • (ذنب لا يغفر وذنب لا يترك وذنب يغفر فأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله وأما الذي يغفر فذنب العبد الذي بينه بوينالله عز وجل) من حقوقه تعالى لأنه حق أكرم الأكرمين (وأما الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضاً) لبناء حق الآدميين على المضايقة (طب) عن سلمان بإسناد حسن • (ذنب يغفر وذنب لا يغفر وذنب يجازي به فأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله) يعني الكفر بشرك أو غيره (وأما الذنب الذي يغفر فعملك الذي بينك وبين ربك) أي مالكك فإن الله يغفره لمن شاء) وأما الذنب الذي يجازى به (فظلمك أخاك) في الدين ومثله الذمي (ط س) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (ذهاب البصر) أي عروض العمى (مغفرة للذنوب) إذا صبر واحتسب كما قيد به في رواية أخرى (وذهاب السمع مغفرة للذنوب) كذلك (وما نقص من الجسد) كقطع يد أو رجل (فعلى قدر ذلك أي بحسبه وقياسه قال المناوي وفيه شمول للكبائر وفضل الله واسع (عد خط) عن ابن مسعود

قال الشيخ حديث حسن • (ذهب المفطرون اليوم) أي يوم كان الناس مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فصام قوم وأفطر قوم (بالأجر) أي الزائدعلى أجر الصائمين وهو أجر ما فعلوه من خدمة الصائمين بضرب الأبنية والسقي ونحو ذلك مما حصل من النفع المتعدى لأنهم خدموا أنفسهم وخدموا الصائمين وأما أجر الصوم فقاصر قال العلقمي وسببه كما في البخار يعن أنس رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أي في سفر أكثرنا ظلاً الذي يستظل بكسائه فأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئاً وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب والإبل وامتهدوا وعالجوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذهب المفطرون فذكره قوله فبعثوا الركاب أي أثاروا الإبل لخدمتها وسقيها وعلفها وفيه أن أجر الخدمة في الغزو أعظم من أجر الصيام يعني أنهم لما قاموا بوظائف ذلك الوقت وما يحتاج إليه فيه كان أجرهم على ذلك أكثر من أجر من صام ذلك اليوم ولم يقم بتلك الوظائف وليس في هذا الحيدث بيان كونه إذ ذاك كان صوم فرض أو تطوع (حم ق) عن أنس • (ذهبت النبوة) اللام للعهد والمعهود نبوته صلى الله عليه وسلم والمراد أنها أشرفت على الذهاب لقرب موته (وبقيت المبشرات) بكسر الشين المعجمة جمع مبشرة وفسهرا في الخبر الآتي بأنها الرؤيا الصالحة (هـ) عن أم كرز بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي بإسناد حسن • (ذهبت النبوة) أي قرب ذهابها (فلا نبوة) كائنة (بعدي) إلا المبشرات) قالوا وما المبشرات قال (الرؤيا الصالحة) التي (يراها الرجل) يعني الإنسان الذكر والإنثى والخنثى (أو ترى له) بالبناء للمجهول أي يراها غيره له فهي جزء من أجزاء النبوة باقية إلى قرب قيام الساعة (طب) عن حذيفة بن أسيد بفتح الهمزة وكسر المهملة (الغفاري) صحابي قديم ورجاله رجال الصحيح • (ذهبت العزى) بضم العين وشدة الزاي المفتوحة (فلا عزى بعد اليوم) أراد به الصنم الذي كانوا يعبدونه أرسل إليه بعد الفتح خالد بن الوليد فكسره حتى صار رضاضاً فلما أخبر بذلك ذكره (ابن عساكر عن قتادة مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح • (ذو الدرهمين أشد حساباً) يوم القيمة (من ذي الدرهم وذو الدينارين أشد حساباً من ذي الدينار) والقصد بذلك الحث على الإقلال من المال وتسلية الفقير (ك) في تاريخه تاريخ نيسابور عن أبي هريرة مرفوعاً (هب) عن أبي ذر موقوفاً قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ذو السلطان وذو العلم) الشرعي كل منهما (أحق بشرف المجلس) من الصدر وغيره (فر) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ذو الوجهين في الدنيا) وهو الذي يأتي كل طائفة بما تحب ويظهر لها أنه منها وخالف لضدها صنيعة وخداعاً قال الشيخ على حد قوله تعالى وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنما معكم (يأتي يوم القيامة له وجهان من نار) جزاء له على إفساده (طس) عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث حسن • (ذيل المرأة شبر) أي تطيله حتى تجره على الأرض در شبر زيادة على الستر المطلوب

وذا قاله أولاً ثم استزدنه شبراً فزادهن شبراً فصار ذراعاً وقال لا تزدن عليه (هق) عن أم سلمة أم المؤمنين (وعن ابن عمر) بإسناد حسن • (ذيلك) بكسر الكاف قاله لفاطمة أو لأم سلمة كما في ابن ماجه (ذراع) بذراع اليد وهو شبران تقريباً فلا يزاد عليه لحصول المقصود من زيادة الستر به (هـ) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (الذباب كله في النار) قال في النهاية قيل كونه في النار ليس لعذابه وإنما هو ليعذب به أهل النار بوقوعه عليهم (إلا الحل) فإن فيه شفاء فلا يناسب حالهم وتمامه ونهى عن قتلهن وعن إحراق الطعام في أرض العدو (البزار (ع طب) عن ابن عمر (طب) عن ابن عباس وعن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن • (الذبيح اسحاق) بن إبراهيم الخليل أخذ به الجمهور وأجمع عليه أهل الكتابين لكن سياق الآية يدل لكونه إسماعيل وصوّبه ابن القيم وصححه البيضاوي (قط في) كتاب (الإفراد) بفتح الهمزة (عن ابن مسعود البزار وابن مردويه عن العباس بن عبد المطلب ابن مردويه عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح • (الذكر) أي ذكر الله بنحو تهليل وتسبيح وتحميد (خير من الصدقة) أي صدقة النفل وتمامه عند مخرجه والذكر خي رمن الصيام أي أكثر ثواباً وأنفع منه (أبو الشيخ عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (الذكر نعمة من الله) إذ هو علامة السعادة (فأدوا شكرها) بالإكثار منه والتدبر لمعانيه (فر) عن نبيط) بضم النون وفتح الموحدة التحتية (ابن شريط) بفتح المعجمة الأشجعي الكوفي ورواه عنه أبو نعيم وإسناده حسن • (الذكر الذي لا تسمعه الحفظة) أي الملائكة الموكلون بكتابة الأعمال (يزيد علىلذكر الذي تسمعه الحفظة سبعين ضعفاً) قال المناوي قيل أراد به التدبر والتفكر في مصنوعات الله وآلائه والمتبادر إرادة الذكر القلبي اهـ وقال العلقمي لعل المراد به التدبر والتفكر في مصنوعات الله تعالى وفي استنباط الأحكام الشرعية وتصوّر المسائل الفقهية التي يجريها الشخص على قلبه ويتفكر فيها ولهذا قال الذي لا تسمعه ولم يقل الذي لا تعلمه وسبب الزيادة أن في الأول في غالب مسائله نفعاً متعدياً وزيادة إيمان وإخلاص (هب) عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الذنب شؤم على غير فاعله) نبه على هذا لخفائه وأما شؤمه على فاعله فمعلوم ثم بين وجه شؤمه على غير فاعله بقوله (أن عيره) أي أن عير الغير به فاعله (ابتلى به) في نفسه (وإن اغتابه) أي ذكره به في غيبته (أثم) مالم يتجاهر (وإن اغتابه) أي ذكره به في غيبته (أثم) أي بالتجاهر (وإن رضي به) أي بفعله (شاركه) في الإثم لأن الراضي بالمعصية كفاعلها (فر) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الذهب) أي بيع الذهب قال العلقمي ويجوز النصب أي بيعوا الذهب (بالورق) بتثليث الراء الفضة (ربا) بالتنوين (إلا هاء وهاء) بالمد فيهما على الأفصح وفتح الهمزة وقيل بالسكون وحكى القصر بغير همز وهو قليل أي خذ وهات كنى عن التقابض في المجلس بذلك (والبرّ بالبرّ) يضم

(حرف الراء)

المحدة فيهما أي بيع أحدهما للآخر (ربا إلا هاء وهاء) أي مع المماثلة (والتمر بالتمر ربا الإهاء وهاء والشعير بالشعير) بفتح أوله ويكسر (ربا الهاء وهاء مالك (ق 4) عن عمر) بن الخطاب • (الذهب) أي بيع الذهب فحذف المضاف (بالذهب والفضة بالفضة والبرّ بالبرّ والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلاً بمثل) أي حال كونهما متماثلين أي متساويين في القدر (يداً بيد) أي نقداً غير نسيئة (فمن زاد) على مقدار المبيع الآخر من جنسه (أو استزاد) أي طلب الزيادة وأخذها (فقد أربى) أي فعل الربا (والآخذ والمعطي سواء) في اشتراكهما في الإثم لتفاوتهما عليه (حم م ن) عن أبي سعيد) الخدري • (الذهب بالذهب) أي يباع به (والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلاً بمثل) أي حال كونهما في القدر (سواء بسواء) أي عيناً بعين حاضراً بحاضر وجمع بينهما مبالغة وتأكيداً (يداً بيد) أي مقابضة في المجلس (فإذا اختلفت هذه الأصناف) هذا لفظ مسلم وهو الصواب وما وقع في المصابيح من ذكر الأجناس بدله من تصرفه (فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد) أي مقابضة (حم م د) عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه • (الذهب والحرير حل لإناث أمتي) أي استعمال ذلك والتزين به (وحرام على ذكورها) البالغين حيث لا ضرورة والخنثى كالرجل (طب) عن زيد بن أرقم وعن واثلة) بن الأسقع رضي الله عنهما قال الشيخ حديث حسن • (الذهب حلية المشركين) أي زينة الكفار (والفضة حلية المسلمين) فيحل اتخاذ الخاتم منها لا من الذهب للرجال (والحديد حلية أهل النار) أي قيود أهلها وسلاسلهم منه فاتخاذ الخاتم منه خلاف الأولى هذا ما في في شرح المناوي والله أعلم بمراد نبيه (الزمخشري) بفتح الزاي والميم وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين نسبة إلى زمخشر قرية بخوارزم (في جزئه عن أنس) بن مالك رضي الله عنه. (حرف الراء) • (رأت أمي) آمنة بنت وهب سيدة نساء بني زهرة (حين وضعتني رؤيا عين) والرؤيا في الحديث الآتي رؤيا نوم (سطع منها نور) وفي خروج هذا النور معه حين وضعته إشارة إلى ما يجيء به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض وزال به ظلمة الشرك منها كما قال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه الآية (أضاءت له قصور بصرى) بموحدة مضمومة بلد من أعمال دمشق وخصت إشارة إلى أنها أول ما يفتح من بلاد الشام (ابن سعد) في الطبقات (عن أبي العجفا) قال المناوي بفتح العين المهملة وسكون الجيم السلمى البصري تابعي كبير ووهم من ظنه كالمؤلف صحابياً فالحديث مرسل اهـ قال العلقمي رجاله ثقات وقال الشيخ حديث صحيح • (رأت أمي) في المنام (كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام) فأول بولد يخرج منها

يكون كذلك وذلك النور إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم ينور البصائر ويحيي القلوب الميتة (ابن سعد عن أبي أمامة) وصححه ابن حبان وغيره • (رأس الحكمة مخافة الله) أي أصلها وأسها الخوف منه لأنها تمنع النفس عن المنهيات والشبهات ولا يحمل على العمل بها أي بالحكمة إلا الخوف منه وأوثقها العمل بالطاعة بحيث يكون خوفه أكثر من رجائه قال الغزالي وقد جمع الله للخائفين الهدى والرحمة والعلم والرضوان وناهيك بذلك فقال تعالى هدى ورحمة للذين هم بربهم يرهبون وقال إنما يخشى الله من عباده العلماء رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه (الحكيم) في نوادره (وابن لال) في المكارم (عن ابن مسعود) وضعفه البيهقي قال الشيخ حديث حسن لغيره • (رأس الدين) أي أصله وعماده الذي يقوم به (النصيحة لله ولدينه ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة) فمن نصح بعضاً وترك بعضاً مع تمكنه من النصح أثيب وعصى قال المناوي لم يعتد بنصحه فكأنه غير ناصح (سمويه (طس) عن ثوبان) مولى المصطفى صلى الله عليه وسلم قال المناوي بإسناد ضعيف لكن له شواهد وقال الشيخ رحمه الله تعالى حديث صحيح • (رأس الدين الورع) بالكف عن أسباب التوسع في الأمور الدنيوية صيانة لدينه وعرضه ومروءته (عد) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (رأس العقل) أي أشرف ما دل عليه نور العقل (بعد الإيمان بالله التحبب إلى الناس) بالبشاشة والزيارة والتهنيئة والتعزية ونحو ذلك من ملاينتهم وملاطفتهم لأن ذلك يؤدي إلى حسن الحال وتكثير الأنصار (طس) عن عليّ) أمير المؤمنين وهو حديث صحيح • (رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس) أي التسبب في محبتهم بنحو زيارة وهدية وطلاقة وجه (البزار (هب) عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر) ومن ثم قالوا اتسعت دار من يداري وضاقت أسباب من يماري (هب) عن عليّ) بإسناد ضعيف • (رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس أهل التودد في الدنيا لهم درجة في الجنة) أي منزلة عالية فيها (ومن كان له درجة في الجنة فهو في الجنة ونصف العلم حسن المسألة) أي حسن سؤال الطالب للعالم فإذا أحسن أن يسأله أقبل عليه ونصح في تعليمه (والاقتصاد في المعيشة) أي التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط في الإنفاق (نصف العيش يبقى نصف النفقة) وقد أثنى الله على فاعله بقوله والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا الآية وركعتان من رجل ورع أفضل من ألف ركعة) من رجل (مخلط) أي لا يتوقى الشبهات وكل ديانة أسست على غير ورع فهي هباء (وما تم دين إنسان قط حتى يتم عقله) ولهذا كان المصطفى إذا وصف له عبادة إنسان سأل عن عقله (والدعاء) المقبول (يرد الأمر) أي القضاء المبرم بالمعنى المار (وصدقة السر تطفئ غضب الرب) يعني تمنع إنزال المكروه (وصدقة العلانية تقي ميتة السوء) بكسر الميم وفتح السين الحالة التي يكون عليها

الإنسان عند الموت مما لا تحمد عاقبته (وصنائع المعروف) إلى الناس (تقي) صاحبها (مصارع السوء الآفات والهلكات) بدل مما قبله أو عطف بيان أو خبر مبتدء حذف (وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) أي من بذل معروفه للناس في الدنيا آتاه الله جزاء معروفه في الآخرة (والمعروف ينقطع فيما بين الناس) أي ينقطع الثناء منهم على فاعله به (ولا ينقطع فيما بين الله وبين من افتعله الشيرازي) بكسر المعجمة وسكون التحتية نسبة إلى شيراز قصبة فارس (في) كتاب (الألقاب) والكنى (هب) عن أنس وضعفه البيهقي قال الشيخ حديث حسن لغيره • (رأس العقل المداراة) أي ملاينة النسا حسن صحبتهم وتحمل اذاهم قال الشاعر: ومن لم يغمض عينه عن صديقه • وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب وقيل من صحت مودته احتملت جفوته (وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة) فيه أن المداراة محثوث عليها ما لم تؤد إلى ثلم دين أو ازدراء بمروءة كما في الكشاف (هب) عن أبي هريرة) وقال وصله منكر قال الشيخ رحمه الله تعالى صحيح المتن ضعيف السند • (رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس) مع حفظ الدين (وما يستغنى رجل عن مشورة) فإن من اكتفى برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل (وأن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأن أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة) يحتمل أن يكون أهل المعاصي في الدنيا هم أهل العقاب في الآخرة (هب) عن سعيد بن المسيب مرسلاً) وهو حديث ضعيف • (رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة) القصد بهذه الأحاديث الحث على مداراة النسا بكل ما أمكن من الإحسان إليهم وتحمل أذاهم وكف الأذى عنهم وملاطفتهم (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن ابن المسيب مرسلاً) قال الشيخ حديث ضعيف • (رأس العقل بعد الإيمان بالله الحياء وحسن الخلق) لأنهما أحسن ما تزين به أهل الإيمان (فر) عن أنس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (رأس الكفر) وفي رواية رأس الفتنة أي معظم ذلك وشدته أو منشأه وابتداؤه يكون (نحو المشرق) وفي رواية قبل المشرق وهو بكسر القاف وفتح الموحدة قال العلقمي أي من جهته وفي ذلك إشارة إلى شدة كفر المجوس لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة وكانوا في غاية القوة والتكبر والتجبر حتى مزق ملكهم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم واستمرت الفتن من قبل المشرق وقال شيخنا قال الباجي يحتمل أن يريد فارس وأن يريد أهل نجد اهـ وقال المناوي والمراد كفر النعمة وأكثر فتن الإسلام ظهرت من تلك الجهة كموقعة الجمل وقتل الحسين والجماجم وغيرها (والفخر) بفتح الفاء المعجمة أي ادعاء العظم والكبر والشرف (والخيلاء) بضم المعجمة وفتح المثناة التحتية والمد الكبر واحتقار الغير (في أهل

الخيل) لنها تزهو براكبها فيعجب بنفسه إلا من عصمه الله (والإبل و) في (الفدّادين) بتشديد الدال عند الأكثر جمع فدّاد بدالين مهملتين وهو من يعلو صوته في إبله وخيله وحرثه ونحو ذلك والفديد هو الصوت الشديد وحكى أبو عبيدة معمر بن المثنى أن الفدادين هم أصحاب الإبل الكثيرة من المائتين إلى الألف وعلى هذا فالنون مفتوحة على أنه جمع مذكر سالم وحكى عن ابن عمر والشيباني أنه خفف الدال وقال أنه جمع فدان بالنون والمراد به البقر التي يحرث عليها وقال الخطابي الفدان آلة الحرث فالمراد أصحاب الفدادين على حذف مضاف وعلى هذا فهو جمع تكسير مجرور بالكسرة (أهل الوبر) بفتح الواو والوحدة بالجر بدل مما قبله وبالرفع خبر عن مبتدء محذوف أي هم أهل البادية لأن العرب تعبر عن أهل البادية بأهل الوبر (والسكينة) مبتدأ أي الوقار والسكون والطمأنينة والتواضع (في أهل الغنم) وإنما خص أهل الغنم بذلك لأنهم دون أهل الوبر في التوسع والكثرة الموجبين للفخر والخيلاء وقيل أراد بأهل الغنم أهل اليمن لأن غالب مواشيهم الغنم (مالك (ق) عن أبي هريرة) رضي الله عنه • (رأس هذا الأمر) أي الدين أو العبادة أو الذي سأل عنه سائل (الإسلام) أي النطق بالشهادتين فهو من جميع الأعمال بمنزلة الرأس من الجسد في عدم بقائه بدونه (ومن أسلم سلم) في الدنيا بحقن الدم وفي الآخرة بالفوز بالجنة إن صحبه إيمان (وعموده) الذي يقوم به (الصلاة) فإنها المغنم بشعائر الدين كما أن العمود هو الذي يقيم البيت (وذروة سنامه الجهاد) فهو على العبادات من حيث أن به ظهور الدين ومن ثم كان (لا يناله إلا أفضلهم) ديناً فهو أعلى من هذه الجهة وإن كان غيره أعلى من جهة أخرى (طب) عن معاذ بن جبل قال الشيخ حديث صحيح • (راصوا الصفوف) أي تلاصقوا وتضامّوا في الصلاة حتى لا يكون بينكم فرجة تسع واقفاً (فإن الشيطان يقوم في الخلل) الذي بين الصفوف ليشوش صلاتكم (حم) عن أنس بإسناد صحيح • (راصوا صفوفكم) أي صلوها بتواصل المناكب (وقاربوا بينها) بحيث لا يسع ما بين كل صفين صفاً آخر حتى لا يقدر الشيطان أن يمر بين أيديكم (وحاذوا بالأعناق) بأن يكون عنق كل منكم على سمت عنق الآخر (ن) عن أنس بإسناد صحيح • (رأى عيسى ابن مريم رجلاً يسرق فقال له أسرقت) بهمزة الاستفهام وروى بدونها (قال كلا) حرف ردع أي ليس الأمر كذلك ثم أكده بالحلف بقوله (والذي لا إله إلا هو فقال عيسى آمنت بالله) أي صدق من حلف به (وكذبت عيني) بالتشديد على التثنية ولبعضهم بالإفراد أي كذبت ما ظهر لي من سرقته لاحتمال أنه أخذ بإذن صاحبه أو لأن له فيه حقاً وهذا خرج مخرج المبالغة في تصديق الحالف لأنه كذب نفسه حقيقة قال العلقمي واستدل به على درء الحد بالشبهة وعلى منع القضاء بالعلم والراجح عند المالكية والحنابلة منعه مطلقاً وعند الشافعية جوازه إلا في الحدود وهذه الصورة من ذلك (حم ق ن) عن أبي هريرة • (رأيت ربي عز وجل) بالمشاهدة العينية التي

لم يتحمل الكليم أدنى شيء منها أو القلبية بمعنى التجلي التام (حم) عن ابن عباس) بإسناد صحيح • (رأيت الملائكة تغسل حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الراهب) قال المناوي لما استشهدا بأحد لأنهما أصيبا وهما جنبان اهـ وقال في المواهب وبذلك تمسكن من قال أن الشهيد يغسل إذا كان جنباً (طب) عن ابن عباس) بإسناد حسن • (رأيت إبراهيم) الخليل (ليلة أسري بي فقال يا محمد اقرأ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان) جمع قاع وهو أرض مستوية لا بناء ولا غراس فيها (وغراسها) جمع غرس وهو ما يغرس (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله) أي أعلمهم أن هذه الكلمات تورث قائلها دخول الجنة وأن الساعي في اكتسابها لا يضيع سعيه لأنها المغرس الذي لا يتلف ما استودع فيه (طب) عن ابن مسعود) بإسناد ضعيف • (رأيت ليلة أسري بي أرواح الأنبياء) متشكلين بصورهم التي كانوا عليها في الدنيا (فرأيت موسى رجلاً أدم) أي أسمر (طوالا) بضم الطاء وتخفيف الواو بمعنى طويل وهما لغتان (جعدا) أي جعد الجسم وهو اجتماعه واكتنازعه لا الشعر على الأصح (كأنه من رجال شنؤة) بشين معجمة مفتوحة ثم نون ثم واو ثم همزة ثم هاء وهي قبيلة معروفة قال الجوهري الشنؤة التقزز بقاف وزايين وهو التباعد من الأدناس ومنهم ازد شنوءة وهم حي من اليمن ينسب إليهم شنائي اهـ قال المناوي أي يشبه واحداً من تلك القبيلة والشنوءة بالفتح التباعد من الأدناس لقب به حي من اليمن لطهارة نسبهم أي ينسبون إلى شنوءة وهو عبد الله بن كعب بن عبد الله بن مالك بن مضر بن الأزد ولقب شنوؤة لشأن كان بينه وبين أهله (ورأيت عيسى رجلاً مربوع الخلق) أي بين الطول والقصر (مائلا لونه إلى الحمرة والبياض) أي لم يكن شديد الحمرة ولا البياض (سبط الرأس) أي مسترسل شعر الرأس (ورأيت مالكاً خازن النار والدجال (حم ق) عن ابن عباس) • (رأيت جبريل) أي على صورته التي خلق عليها (له ستمائة جناح) قال المناوي أخبر به عن عدد أو عن خبر الله أو ملائكته (طب) عن ابن عباس) ورواه الشيخان أيضاً • (رأيت أكثر من رأيت من الملائكة معتمين) أي على رؤوسهم العمائم من نور إذ الملائكة أجسام نورانية لا يليق بها الملابس الجسمانية (ابن عساكر عن عائشة) بإسناد ضعيف • (رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً) أي على صورة ملك من الملائكة يطير (في الجنة مع الملائكة بجناحين) ليسا كجناحي الطائر لأن الصورة الآدمية أشرف بل قوة روحانية ذا قاله للده لما جاء الخبر بقتله وقطع يديه (ت ك) عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن • (رأيت خديجة) بنت خويلد زوجته صلى الله عليه وسلم جالسة (على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لا لغو فيه لا نصب) بفتح الصاد أي تعب (طب) عن جابر وإسناده صحيح • (رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوباً) في رواية بذهب (الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر فقلت يا جبريل ما بال

القرض أفضل من الصدقة قال لأن السائل يسأل وعنده) شيء من الدنيا أي قد يكون كذلك (والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة) وتقدم أن الصدقة أفضل من القرض عند الشافعية (هـ) عن أنس بإسناد ضعيف • (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي) بضم المعجمة وخفة الزاي (يجر قصبه) بضم القاف وسكون الصاد المهملة أي أمعاءه أي مصارينه (في النار وكان أول من سبب السوائب) أي سن عبادة الأصنام بمكة وجعل ذلك ديناً وحمل قومه على التقرب بتسييب السوائب أي إرسالها تذهب كيف شاءت كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء (وبحر البحيرة) هي التي يمنح درها الطواغيت ولا يحلبها أحد والمعروف في نسبه عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر قال المناوي وهذا بلغته الدعوة وأهل الفترة الذين لا يعذبون هم من لم يرسل إليهم عيسى ولا أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم اهـ قال العلقمي سبب عبادة عمرو بن لحي الأصنام أنه توجه إلى جده فوجد الأصنام التي كانت تعبد في زمن نوح وإدريس وهي ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا فحملها إلى مكة ودعا إلى عبادتها فانتشرت بسبب ذاك عبادة الأصنام في العرب (حم ق) عن أبي هريرة • (رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر) بن الخطاب رضي الله عنه لسر أودعه الله فيه (عد) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (رأيت) زاد الطبراني في المنام (كان امرأة سوداء ثائرة) شعر (الرأس) منتشرته (خرجت من المدينة) النبوية قال العلقمي في رواية أخرجت بهمزة مضمومة أوله على البناء للمجهول (حتى نزلت مهيعة بفتح الميم وسكون الهاء بعدها تحتية مفتوحة ثم عين مهملة وقيل بوزن عظيمة اسم للجحفة (فتأولتها) وفي نسخة فأولتها أي فسرتها (أن وباء المدينة) أي مرضها وهو الحمى (نقل إليها) قال العلقمي ووجه التمثيل أنه شق من اسم السوداء السوء والذل فتأول خروجها بما جمع اسمها (خ ت هـ) عن بن عمر بن الخطاب • (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة) قال العلقمي قال شيخنا ولمسلم من خمسة وأربعين وله من سبعين ولابن عبد البر من ستة وعشرين ولأحمد من خمسين وللطبراني من سبعين وللترمذي من أربعين اهـ وقال في الفتح وللطبراني من تسعة وأربعين وللقرطبي سبعة بتقديم السين قال وللقرطبي أيضاً من أربعة أربعين قال فتحصلنا من هذه الروايات على عشرة أوجه أقلها جزء من ستة وعشرين وأكثرها من ستة وسبعين وبين ذلك أربعين أربعة وأربعين تسعة وأربعين خمسين سبعين وأصحها مطلقاً الأول ويليه السبعين اهـ وجمع بأن ذلك بحسب مراتب الأشخاص قال القرطبي المسلم الصالح الصادق يناسب حاله حال الأنبياء وهو الاطلاع على الغيب بخلاف الكافر والفاسق والمخلط قال غيره ومعنى كونها جزأ من أجزاء النبوة علىس بيل المجاز وهو أنها تجيء على موافقة النبوة لأنها باقي جزء من النبوة لأن النبوة انقطعت بموته صلى الله عليه وسلم وقيل المعنى أنها جزء من علمها لأنها وإن انقطعت فعلمها باق وقيل المراد أنها تشباهها في صدق الإخبار عن الغيب وأما تخصيص عدم الأجزاء وتفصيلها

فمما لا مطلع لنا عليه ولا يعلم حقيقته إلا نبي أو ملك وقيل أن مدة الوحي كانت ثلاثاً وعشرين سنة منها ستة أشهر مناماً وذلك جزء من ستة وأربعين ثم قال شيخنا وهذا عندي من الأحاديث المتشابهة التي نؤمن بها ونكل معناها المراد إلى قائلها صلى الله عليه وسلم ولا نخوض في تعيين هذا الجزء من هذا لعدد ولا في حكمته خصوصاً وقد اختلفت الروايات في كمية العدد كما تقدم فالله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم (حم ق عن أنس (حم ق د ت) عن عبادة بن الصامت (حم ق) عن أبي هريرة) • (رؤيا المسلم) وكذا المسلمة لكن إذا كان لائقاً وإلا فإذا رأت المرأة ما ليست له أهلاً فهو لزوجها والقن لسيده والطفل لأبويه (الصالح) أي القائم بحقوق الحق وحقوق الخلق (جزء من سبعين جزأ من النبوة) أي من أجزاء علم النبوة من حيث أن فيها أخباراً عن الغيب والنبوة وإن لم تبق فعلمها باق (هـ) عن أبي سعيد) الخدري بإسناد صحيح • (رؤيا المؤمن الصالح بشرى من الله وهي جزء من خمسين جزأ من النبوة) بالمعنى المقرر (الحكيم) في نوادره (طب) عن العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه بإسناد صحيح • (رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزأ من النبوة) أي من علم النبوة (وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها) أي لا استقرار لها ما لم تعبر (فإذا تحدث بها سقطت) أي وقعت سريعاً كما أن الطائر ينفض سريعاً (ولا تحدث بها إلا لبيبا) أي عاقلاً عارفاً بالتعبير لأنه إنما يخبر بحقيقة تفسيرها بأقرب ما يعلم منها وقد يكون من تفسيره بشرى لك أو موعظة (أو حبيباً) لأنه لا يفسرها إلا بما يحب (فائدة) قال الدميري قال هشام بن حسان كان ابن سيرين يسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب فيها بشيء إلا أن يقول اتق الله وأحسن في اليقظة فلا يضرك ما رأيت في النوم (ت عن ابن رزين العقيلي وقال حسن صحيح • (رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبد) بالنصب (ربه في المنام) بأن يخلق الله في قلبه إدراكاً كما يخلقه في قلب اليقظان وبه فسر بعض السلف وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب في منامه فإذا طهرت النفس من الرذائل انجلت مرآت القلب وقابل اللوح المحفوظ في النوم وانتقش فيه من عجائب الغيب وغرائب الأنباء ففي الصديقين من يكون له في منامه مكالمة ومحادثة ويأمره الله وينهاه ويفهمه في المنام (طب) والضياء عن عبادة ابن الصامت وفيه من لا يعرف وعزاه الحافظ ابن حجر رحمه الله إلى تخريج الترمذي عن عبادة وقال أنه واه • (رباط) بكسر الراء وبالموحدة الخفيفة (يوم في سبيل الله أي ملازمة المحل الذي بين المسلمين والكفار لحراسة المسلمين ولو اتخذه وطناً (خير من الدنيا وما عليها) أي فيها من اللذات (وموضع سوط أحدكم) الذي يجاهد به العدو (من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة) بالفتح المرة من الغدو وهو الخروج أول النهار والروح من الرواح وهو من الزوال إلى الغروب واو للتقسيم لا للشك (خير من الدنيا وما عليها) أي ثوابها أفضل من نعيم الدنيا كلها لأنه نعيم زائل وذاك باق (حم خ ت) عن

سهل بن سعد الساعدي • (رباط يوم وليلة) أي ثواب ذلك (خير من صيام شهر وقيامه) لا يعارضه خير من ألف يوم لإمكان حمله على الإعلام بالزيادة من الثواب أو يختلف باختلاف العاملين (وإن مات) أي المرابط (مرابطاً جرى عليه عمله) أي أجر عمله (الذي كان يعمله) حال الرباط إلى يوم القيامة (وأجرى عليه رزقه كالشهداء الذين تكون أرواحهم في حواصل الطير تأكل من ثمر الجنة (وأمن من القتال) قال العلقمي قال شيخنا ضبط أمن بفتح الهمزة وكسر الميم بلا واو وأو من يضم الهمزة وبزيادة واو وضبط الفتان بفتح الفاء أي فتان القبر وفي رواية أبي داود في سننه وأمن من فتاني القبر وبضمها جمع فاتن قال القرطبي وتكون للجنس أي كل ذي فتنة قلت أو المراد فتاني القبر من إطلاق صيغة الجمع على اثنين أو على أنهم أكثر من اثنين فقد ورد أن فتاني القبر ثلاثة أو أربعة وقد استدل غير واحد بهذا الحديث على أن المرابط لا يسأل في قبره كالشهيد اهـ وقال الزيادي السؤال في القبر عام لكل مكلف إلا من مات في قتال الكفار بسبب القتال ويحمل القول بعدم سؤال غيره على أنه لا يفتن (م) عن سلمان الفارسي • (رباط يوم) في سبيل الله (خير من صيام شهر) تطوعا (وقيامه) لا يناقضه ما قبله أنه خير من الدنيا وما فيا لأن فضل الله متوال كل وقت (حم عن ابن عمرو وفيه ابن لهيعة • (رباط يوم في سبيل الله خير من رباط ألف يوم فيما سواه من المنازل) قال المناوي فحسنة الجهاد بألف وأخذ من تعبيره بالجمع المحلى بال الاستغراقية أن المرابط أفضل من المجاهد في المعركة واعترض (ت ن ك عن عثمان قال ك صحيح وأقروه • (رباط شهر خير من قيام دهر) أي صلاة زمن طويل هذا ما في النسخة التي شرح عليها المناوي وفي نسخ خير من صيام دهر والمراد النفل ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر) يوم القيامة هو أن يؤمر بالعبد إلى النار قاله المحلى في تفسير قوله تعالى لا يحزنهم الفزع الأكبر (وغدى عليه برزقه) وريح من الجنة فه حي عند ربه كالشهيد وأجرى عليه أجر المرابط ما دام في قبره حتى يبعثه الله يوم القيامة من الآمنين الذين لا خوف عليهم (طب عن أبي الدرداء رضي الله عنه بإسناد صحيح • (رباط يوم في سبيل الله يعدل عبادة شهر أو سنة) شك من الراوي (صيامها وقيامها ومن مات مرابطاً في سبيل الله أعاذه الله من عذاب القبر وأجرى عليه أجر رباطه ما قامت الدنيا) أي مدة بقائها (الحارث) ابن أبي أسامة (عن عبادة بن الصامت بإسناد صحيح • (رب أشعث) أي ثائر الرأس مغبره قد أخذ فيه الجهد حتى أصابه الشعث وعلته الغبرة قال النووي الأشعث الملبد الشعر المغبر غير مدهون ولا مرجل (مدفوع) بالجر (بالأبواب أي لا قدر له عند الناس فهم يدفعونه عن أبوابهم ويطردونه عنهم احتقاراً له (لو أقسم على الله لأبره) أي لو حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراماً له بإجابة سؤاله وصيانته من الحنث في يمينه وهذا لعظم منزلته عند الله وإن كان حقيراً عند الناس وقيل معن القسم هنا الدعا وإبراره إجابته (حم م) عن أبي هريرة

رضي الله تعالى عنه • (رب أشعث) أي جعد الرأس (أغبر) أي غير الغبار لونه (ذي طمرين) تثنية طمر وهو الثوب الخلق (تنبو عنه أعين الناس) أي ترجع وتغض عن النظر إليه احتقاراً له (لو أقسم على الله لأبره) لأن الانكسار ورثاثة الحال والهيئة من أعظم أسباب الإجابة (ك حل) عن أبي هريرة قال ك صحيح وأقروه • (رب ذي طمرين لا يوبه به) أي لا يبالي به ولا يلتفت إليه (لو أقسم على الله لأبره) قال المناوي تمامه عند ابن عدي لو قال اللهم إني أسألك الجنة لأعطاه الجنة ولم يعطه من الدنيا شيئاً (البزار عن ابن مسعود) بإسناد صحيح • (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع) تمامه ند القضاعي والعطش وهو من يفطر على الحرام أو على لحوم الناس أو من لا يحفظ جوارحه عن الآثام (ورب قائم) أي مجتهد (ليس له من قيامه إلا السهر) كالصلاة في دار مغصوبة أو ثوب مغصوب أو رياء وسمعة (هـ) عن أبي هريرة وهو حديث حسن • (رب قائم حظه من قيامه السهر ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) يعني أنه لا ثواب له لفقد شرط حصوله من نحو إخلاص أو خشوع أما الفرض فيسقط طلبه (طب) عن ابن عمر ابن الخطاب (حم ك هق) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (رب طاعم) أي غير صائم (شاكر) لله تعالى على ما رزقه (أعظم أجراً من صائم صابر) على ألم الجوع والعطش وفقد المألوف (القضاعي عن أبي هريرة) وهو حديث حسن • (رب عذق) بفتح العين المهملة وسكون الذال المعجمة وبالقاف النخلة وبكسر العين العرجون بما فيه وأراد به النسب (مذلل) بضم أوله وشدة اللام مفتوحة أي سهل على من يجبني منه الثمر (لابن الدحداحة) بفتح الدالين المهملتين وسكون الحاء المهملة بينهما صحابي أنصاري (في الجنة) مكافأة له على كونه تصدق بحائطه المشتمل على ستمائة نخلة لما سمع من ذا الذي يقرض الله (ابن سعد) في طبقاته (عن ابن مسعود) قال الشيخ حديث صحيح • (رب عابد جاهل) أي يعبد الله على جهل فيسخط الرحمن ويضحك الشيطان (ورب عالم فاجر) أي فاسق فعله وبال عليه (فاحذروا الجهال من العباد) بالضم والتشديد جمع عابد (والفجار من العلماء) أي احترزوا عن الاغترار بهم فإن شرهم على الدين أشد من شر الشياطين (عدفر) عن أبي أمامة • (رب معلم حروف أبي جاد دارس في النجوم) أي يتلو علمها ويقرر درسها (ليس له عند الله خلاق) أي حظ ونصيب (يوم القيامة) لاشتغاله بما فيه اقتحام خطر وخوض جهالة وهذا محمول على علم التأثير لا التسيير (طب) عن ابن عباس • (رب حامل فقه غير فقيه) قال المناوي أي غير مستنبط علم الأحكام من طريق الاستدلال بل يحمل الرواية ويحكي الحكاية فقط ويحتمل أن المراد به من لم يعمل بعلمه أو من يحفظ اللفظ ولا يفهم المعنى (ومن لم ينفعه علمه ضره جهله اقرا القرآن ما نهاك فإن لم ينهك فلست تقرأه) فإنه حجة عليك (طب) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث ضعيف • (ربيع أمتي العنب والبطيخ) جعلهما ربيعا للأبدان لأن لانفس ترتاح لأكلهما وينمو به

البدن ويحسن كما أن الربيع يحيى الأرض بعد موتها (أبو عبد الرحمن السلمي) الصوفي (في كتاب الأطعمة وأبي عمر النوقاني) بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف نسبة إلى نوقان إحدى مدائن طوس (في كتاب) فضل (البطيخ) (فر) وكذا العقيلي (عن ابن عمر) بإسناد ضعيف • (رجب) ويقال له الأصم لأنهم كانوا يكفون فيه عن القتال فلا يسمع فيه صوت سلاح (شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي) فيه إشعار بأن صومه من خصائص هذه الأمة (أبو الفتح بن أبي الفوارس في آماليه عن الحسن) البصري رحمه الله تعالى (مرسلاً) وهو حديث ضعيف (رحم الله أبا بكر) إنشاء بلفظ الخبر (زوجني ابنته) عائشة (وحملني إلى دار الهجرة) المدينة على ناقة له (وأعتق بلالاً) الحبشي المؤذن (من ماله) لما رآه يعذب في الله أي يعذبه المشركون لما أسلم حملاً له على الارتداد (وما نفعني مال في الإسلام) أي في نصرته والإعانة على توثيق عراه وإشاعته ونشره (إلا مال أبي بكر) وفيه من الأخلاق الحسان شكر المنعم على الإحسان والدعاء له لكن مع التوكل وصفاء التوحيد وقطع النظر عن الأغيار ورؤية النعيم من المنعم الجبار (رحم الله عمر) بن الخطاب (يقول الحق وإن كان مراً) أي كريهاً عظيم المشقة على قائله ككراهة مذاق الشيء المر (لقد تركه الحق) أي قول الحق والعمل به (وماله من صديق) لعدم انقياد أكثر الخلق للحق (رحم الله عثمان تستحييه الملائكة) أي تستحيي منه وكان أحيي هذه الأمة (وجهز جيش العسرة) من خالص ماله بما منه ألف بعير بأقتابها والمراد به تبوك (وزاد في مسجدنا) مسجد المدينة (حتى وسعنا) فإنه لما كثرت المسلمون ضاق عليهم فصرف عليه عثمان حتى وسعه (رحم الله علياً) بن أبي طالب (اللهم أدر الحق معه حيث دار) ومن ثم كان أقضى الصحابة وأعلمهم رضي الله تعالى عنه (ت) عن عليّ أمير المؤمنين • (رحم الله) عبد الله (ابن رواحة) بفتح الراء والواو والحاء المهملة مخففاً البدري الخزرجي نفيهم لليلة العقبة وهو أول خارج إلى الغزو استشهد في غزوة موتة كان (أينما) وفي نسخة حيثما (أدركته الصلاة) وهو سائر على بعيره (أناخ) بعيره (وصلى) محافظة على أدائها أول وقتها وفيه أنه يسن تعجيل الصلاة أول وقتها (ابن عساكر عن ابن عمر ورواه الطبراني أيضاً بإسناد حسن • (رحم الله قسا) بضم القاف وشدة المهملة (أنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم وقد كان خطيباً وحكيماً واعظاً متعبداً وأبى مضاف إلى ضمير المتكلم وإسماعيل بدل من المضاف أو منصوب باعني أو خبر عن محذوف (طب عن غالب بن أبجر بموحدة وجيم بوزن أحمد صحابي له حديث ورجاله ثقات • (رحم الله لوطاً) ابن أخي إبراهيم) كان يأوي ولفظ رواية البخاري لدق كان يأوي أي في الشدائد (إلى ركن شديد) أي أشد أي أعظم وهو الله تعالى قال البيضاوي استغرب منه هذا القول وعده نادرة إذ لا أشد من الركن الذي كان يأوي إليه وهو عصمة الله وحفظه (وما بعث لله بعده نبياً إلا) وهو (في ثروة) أي كثرة ومنعة (من قومه) تمنع من يريده بسوء أي تنصره

وتحوّطه (ك) عن أبي هريرة وصححه وأقروه • (رحم الله حميراً) بكسر المهملة وسكون الميم وفتح المثناة التحتية وهو أبو قبيلة من اليمن وهي المراد هنا (أفواههم سلام) أي لم تزل أفواههم ناطقة بالسلام على كل من لقيهم (وأيديهم طعام) أي لم تزل ممتدة بالطعام للجايع والضيف فجعل الأفواه والأيدي نفس السلام والطعام مبالغة (وهم أهل أمن وإيمان) أي الناس آمنون من أيديهم وألسنتهم وقلوبهم مملوءة بنور الإيمان وسببه أن رجلاً قال يا رسول الله العن حميراً فأعرض عنه ثم ذكره (حم ت) عن أبي هريرة • (رحمه الله خرافة بضم الخاء المعجمة وفتح الراء مخففة اسم رجل من عذرة من قبيلة من اليمن (إنه كان رجلاً صالحاً) اختطفته الجن في الجاهلية فمكث فيه طويلاً ثم ردوه إلى الإنس فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب فقالوا حديث خرافة وأجروه على كل ما يكذبونه (المفضل) ابن محمد بن يعلي بن عامر الضبي بفتح المعجمة وشدة الموحدة نسبة إلى ضبة (في) كتاب (الأمثال عن عائشة وأصله عند الترمذي في حديث أم زرع • (رحم الله الأنصار) الأوس والخزرج (وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) وفي رواية وأزواجهم وفي أخرى وموالي الأنصار (هـ) عن عمرو بان عوف المزني ورواه عنه أيضاً الطبراني وإسناده حسن • (رحم الله المتخللين والمتخللات) أي الرجال والنساء المتخللين من آثار الطعام والمخللين شعورهم في الطهارة دعا لهم بالرحمة لاحتياطهم في العبادة فيتأكد الاعتناء به للدخول في دعوة المصطفى (هب) عن ابن عباس • (رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء) أي والغسل (والطعام) بإخراج ما بقي منه بين الأسنان وفيه وفيما قبله ندب التخلل في الطهارة وفي الأسنان (القضاعي عن أبي أيوب) الأنصاري وهو حديث حسن • (رحم الله المتسرولات من النساء) فلبس السراويل سنة وهو في حق النساء آكد (قط) في الإفراد) بالفتح (ك) في تاريخه عن أبي هريرة (خط في) كتاب (المتفق والمفترق بصيغة اسم الفاعل فيهما (عن سعد بن طريف بطاء مهملة بإسناد فيه مجاهيل قيل وليس في الصحابة من اسمه كذا (عق) عن مجاهد بلاغاً أي أنه قال بلغنا عن رسول الله لك قال الشيخ حديث حسن • (رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام القضاعي عن أبي أيوب • (رحم الله امرأ اكتسب طيباً) أي حلالاً (وأنفق قصداً) أي لم يسرف ولم يقتر وقدم لآخرته (فضلاً) أي ما فضل عن إنفاق نفسه وممونه بالمعروف بأن تصدق به وادخره (ليوم فقره وحاجته) وهو يوم القيامة قد ذكر الطيب إشارة إلا أنه لا ينفعه إلا ما أنفقه من الحلال (ابن النجار) في تاريخه (عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن • (رحم الله امرأ أصلح من لسانه) قال المناوي بأن تجنب اللحن أو بأن ألزمه الصدق وجنبه الكذب وسبب تحديث عمر بذلك أنه مر على قوم يسيئون الرمي ففر عنهم فقالوا أنا قوم متعلمون فأعرض عنهم وقال والله لخطاؤكم في لسانكم أشد علىّ من خطأكم في رميكم سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول فذكره (ابن الأنباري) أبو بكر محمد بن القاسم نسبة إلى الأنبار بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الموحدة بلد قديمة على الفرات على عشرة فراسخ من بغداد (في) كتاب (الوقف) والابتداء (والموهبي) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء والموحدة نسبة إلى موهب بطن من المغافر (في) كتاب (العلم) أي فضله (عد خط) في الجامع لآداب المحدث والسامع (عن عمر) بن الخطاب (ابن عساكر) في تاريخه (عن أنس) قال ابن الجوزي واه لا يصح وقال الشيخ رحمه الله تعالى حديث حسن لغيره • (رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعاً) هي عند الشافعي من الرواتب الغير المؤكدة بدليل أن رواية ابن عمر لم يحافظ عليها (ت حب) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (رحم الله امرأ تكلم فغنم بسبب قوله الخير (أو سكت) عما لا خير فيه (فسلم) بسبب صمته عن ذلك وذا من جوامع الكلم لتضمنه الإرشاد إلى خير الدارين (هب) عن أنس بن مالك (وعن الحسن) البصري (مرسلاً) قال المناوي وسند المسند ضعيف والمرسل صحيح • (رحم الله عبداً قال) أي خيراً (فغنم) أي الثواب (أو سكت) عن سوء (فسلم) فقول الخير خير من السكوت (ابن المبارك) في الزهد (عن خالد بن عمران مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (رحم الله امرأ علق في بيته سوطاً يؤدب به أهله) أي من استحق التأديب منهم ولا يتركهم هملا وقد يكون التأديب مقدماً على العفو في بعض الأحوال فعفو الزوج عن تأديب زوجته عند نشوزها أولى وتأديب الطفل أول من العفو وفرقوا بينهما بأن تأديب الزوج مصلحة لنفسه وتأديب الطفل مصلحة للطفل (عد) عن جابر بإسناد ضعيف • (رحم الله أهل المقبرة) بتثليث الباء (تلك مقبرة تكون بعسقلان) بفتح فسكون للمهملتين بلد معروف قال الشيخ علم من أعلام النبوة فإن فتحها كان في زمن عمرو في بعض طرق الباب يا رسول الله أي مقبرة قال تلك إلخ عند أحمد بلفظ عسقلان أحد العروسين يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألف لا حساب عليهم ويبعث الله منها خمسين ألفاً شهداء وفوداً إلى الله (ص) عن عطاء ابن أبي مسلم مولى المهلب ابن أبي صفرة التابعي (الخراساني) نسبة إلى خراسان بلد مشهور معناه بالفارسية مطلع الشمس (بلاغاً) أي قال بلغنا عن المصطفى ذلك • (رحم الله حارس الحرس) بفتح الحاء والراء أي المحروس قال المناوي وفي رواية الجيش وتمامه الذين يكونون بين الروم وعسكر المسلمين ينظرون لهم ويحذرونهم ثم أن ما ذكر بأن لفظ الحيث حارس الحرس هو ما رأيته في نسخ والمذكور في الأصول القديمة حارس الجيش وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه فإن بقيته الذين يكونون بين الروم وعسكر المسلمين ينظرون لهم ويحذرونهم هكذا هو عند ابن ماجه وغيره (هـ ك) عن عقبة بن عامر الجهني قال الشيخ حديث صحيح • (رحم الله رجلاً) قال العلقمي هـ ماض بمعنى الطلب (قام من الليل فصلى) قال ابن رسلان تحصل هذه

الفضيلة إن شاء الله بركعة لحديث عليكم بصلاة الليل ولو ركعة رواه الطبراني في الكبير والأوسط ولا حتصل هذه الفضيلة بمن صلى قبل أن ينام فإن التهجد في الاصطلاح صلاة التطوع في الليل بعد النوم قاله القاضي حسين (وأيقظ امرأته) في رواية لأبي داود إذ أيقظ الرجل أهله وهو أعم لشموله الولد والأقارب (فصلت فإن أبت) أن تستيقظ (نضح في وجهها الماء) في رواية بن ماجه رش في وجهها الماء ولا يتعين في هذا الماء أن يكون طهوراً وإن كان هو أولى لا سيما إن كان بفضل ماء طهوره بل يجوز بما في معناه كماء الورد والزهر ونحو ذلك وخص الوجه بالنضح لأنه أفضل الأعضاء وأشرفها وبه يذهب النوم والنعاس أكثر من بية الأعضاء وهو أول الأعضاء المروضة غسلاً وفيه العينان وهما آلة النوم • (رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى) أن يقوم (نضحت في وجهه الماء) فيه الدعاء بالرحمة للحي كما يدعى بها للميت وفيه فضيلة صلاة الليل وفضيلة مشروعية إيقاظ النائم للتنفل كما يشرع للفرض وهو من المعاونة على البر والتقوى (حم د ت هـ حب ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (رحم الله رجلاً) مات و (غسلته امرأته وكفن في أخلاقه) أي ثيابه البالية أي التي أشرفت على البلاء وفعل ذلك بأبي بكر رضي الله تعالى عنه (هق) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (رحم الله عبداً كانت لأخيه) في الدين (عنده مظلمة) بكسر اللام على الأشهر (في عرض) بالكسر محل المدح والذم من الإنسان وقال في المصباح العرض بالكسر النفس والحسب (أو مال) ومثله الاختصاص (فجاءه فاستحله) أي طلب مه أن يسامحه ويعفو عنه (قبل أن يؤخذ) أي يموت (وليس ثم) أي هناك يعني في القيامة (دينار ولا درهم فن كانت له حسنات أخذ من حسناته) فيوفى منها لصاحب الحق (وإن لم يكن له حسنات) أو لم تف بما عليه (حملوا) أي ألقى عليه أصحاب الحقوق من سيئاتهم) بقدر حقوقهم ثم يقذف في النار كما في خبر (ت) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (رحم الله) قال العلقمي يحتمل الدعاء ويحتمل الخير (عبداً سمحاً) بفتح فسكون صفة مشبهة تدل على الثبوت ولذلك كرره أي سهلاً (إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا قضى) أي أدى ما عليه (سمحاً إذا اقتضى) أي طلب حقه ومقصود الحديث الحث على المسامحة في المعاملة وترك المشاحة فيتأكد الاعتناء بذلك رجاء للفوز بدعوة المصطفى (خ هـ) عن جابر • (رحم الله قوماً يحسبهم الناس مرضى وما هم بمرضى) وإنما ظهر على وجوههم التغير من اجتهادهم في العبادة (ابن المبارك) في الزهد (عن الحسن) البصري (مرسلاً) قال الشيخ حديث ضعيف • (رحم الله موسى) بن عمران كلم الرحمن (قد أوذي) أي آذاه قومه (بأكثر من هذا) الذي أوذيت به من قومي (فصبر) وذا قاله حين قال رجل يوم حنين والله أن هذه قسمة ما عدل فبها ولا أريد بها وجه الله فتغير وجهه ثم ذكره (حم ق) عن ابن مسعود • (رحم الله) أخى (يوسف) نبي الله (إن كان) قال المناوي بفتح همزة أن

والظاهر أنها مخففة من الثقيلة مكسورة الهمزة لوجود اللام بعدها (الذي) أي لصاحب (أناة) تثبت وعدم عجلة (حليماً) أي كثير الحلم لو كنت أنا المحبوس) ولبثت في السن قدر ما لبث (ثم أرسل إليّ لخرجت سريعاً) ولم أقل ارجع إلى ربك الآية وهذا قاله تواضعاً وإعظاماً لشأن يوسف (ابن جرير الإمام المجتهد المطلق في تهذيبه (وابن مردويه) في تفسيره (عن أبي هريرة) رضي الله عنه بإسناد حسن • (رحم الله أخي يوسف لو أنا كنت محبوساً تلك المدة (وأتاني الرسول) يدعوني إلى الملك (بعد طول الحبس لأسرعت لإجابة حين قال أرجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة) إلى آرخ الآية مقصوده الثناء على يوسف (حم) في كتاب (الزهد وابن المنذر عن الحسن) البصري (مرسلاً) بإسناد حسن • (رحم الله أخى يحيى حين دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صغير) ابن سنتين أو ثلاث على ما في تاريخ الحاكم (فقال) لهم (اللعب خلقت) استفهام إنكاري أي النوع البشري ما خلق لأجل اللعب وإنما خلق لعبادة الله (فكيف) يليق اللعب (بمن أدرك الحنث من) جهة (مقاله أي صار قوله في حال صغره كقول من بلغ وكمل عقله أي لا يليق بي اللعب لأن الله تعالى أكمل عقلي في حال صباي ويحتمل أن يكون فكيف بمن أدرك الحنث من مقاله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وليس مقولاً ليحيى (ابن عساكر عن معاذ بن جبل بإسناد ضعيف • (رحم الله من حفظ لسانه) صيانة عن التكلم بما لا يعنيه (وعرف زمانه) قال الشيخ أي زمن تكليفه الذي يجري عليه فيه القلم فيحره أو أهل زمانه فيقتدي بصالحهم ويتباعد عن طالحهم (واستقامت طريقته) قال المناوي بأن استعمل القصد في أموره وقال الشيخ استقامة الطريقة موافقة الشريعة (فر) عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف • (رحم الله قسا) بضم القاف ابن ساعدة الإيادي عاش ثلاثمائة وثمانين سنة وقيل ستمائة قدم وفد أيادي فأسلموا فسألهم عنه فقالوا مات فقال (كأني أنظر إليه) بسوق عكاظ راكباً على (جمل) أحمر (أورق) يضرب إلى خضرة كالرماد أو إلى سواد (يكلم الناس بكلام له حلاوة لا أحفظه) فقال بعض القوم نحن نحفظه فقال ما هو فذكروا خطبة بديعة مشحونة بالحكم والمواعظ وهو أول من قال أما بعد وأول من آمن بالبعثة من أهل الجاهلية وروى أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن قس بن ساعدة كان يخطب قومه في سوق عكاظ فقال سيعمكم حق من هذا الوجه وأشار بيده إلى نح مكة قالوا وما هذا الحق قال رجل أبلج من ولد لؤي بن غالب يدعوكم إلى كلمة الإخلاص وعيش الأبد ونعيم لا ينفذ فن دعاكم فأجيبوه ولو علمت أني أعيش إلى مبعثه لكنت أول من سعى إليه (الأزدي) نسبة إلى ازد شنوءة (في) كتاب (الضعفاء) والمتروكين (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث ضعيف • (رحم الله والد أعان ولده على بره) بتوفية ماله عليه من الحقوق فكما أن لك على ولدك حقاً فلولدك عليك حق (أبو الشيخ في الثواب عن

على كرّم الله وجهه بإسناد ضعيف • (رحم الله امرأ سمع منا حديثاً فوعاه ثم بلغه من هو أوعى منه) قيل فيه أنه يجيء في آخر الزمان من يفوق من قبله في الفهم (ابن عساكر عن زيد بن خالد الجهني) قال الشيخ حديث حسن • (رحم الله إخواني) الذين يسكونون بعدي (بقزوين) بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو مدينة كبيرة بالعجم برز منها علماء وأولياء (ابن أبي حاتم في فضائل قزوين عن أبي هريرة وابن عباس معاً أبو العلا العطار فيها عن علي) أمير المؤمنين رضي الله عنه قال الشيخ حديث ضعيف • (رحم الله عينا بكت من خشية الله ورحم الله عيناً سهرت في سبيل الله) أي في الحرس في الرباط أو في قتال الكفار وأراد بالعين صاحبها (حل) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (رحمة الله علينا وعلى موسى) فيه أدب من آداب الدعاء وهو أن يبدأ بنفسه (لو صبر) أي لو تصبر عن المبادرة لسؤال الخضر عن إتلاف مال وقتل نفس لم تبلغ (لرأى من صاحبه) الخضر (العجب) لكنه قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني الآية فبتركه الوفاء بالشرط حرم صحبة الاستفادة من جهته ولا دلالة فيه على تفضيل الخضر عليه فقد يكون في المفضول ما لا يوجد عند الفاضل (د ن ك) عن أبي بن كعب زاد الباوردي بعد قوله العجب العجاب قال الشيخ حديث صحيح • (رحماء أمتي أوساطها) أي الذين يكونون في أوسطها أي قبل ظهور الأشراط (فر) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد ضعيف • (رد جاب الكتاب حق كرد السلام) أي إذا كتب لك رجل بالسلام في كتاب وصلك لزمك الرد باللفظ أو المراسلة وبه قال جمع شافعية منهم المتولي والنووي في الأذكار زاد في المجموع أنه يجب الرد فوراً (عد) عن أنس بن لال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الشيخ حديث ضعيف • (رد سلام المسلم على المسلم صدقة) الجار المجرور متعلق برد ويجوز فتح السين وإسكانها وإن ثبتت الرواية بأحدهما فهي متبعة أي يجر عليه كما يؤجر على الصدقة أي الزكاة فإنه واجب (أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (ردوا السائل ولو بظلف) بكسر الظاء المعجمة وسكون اللام حافر (محرق) أي أعطوه ولو ظلفاً محرقاً ولم يرد رد الحرمان والمنع والظلف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل والخف للبعير وقيد بالمحرق لمزيد المبالغة (مالك حم تخ ن) عن حواء بفتح الحاء المهملة وشدة الواو (بنت السكن) قال الشيخ حديث حسن • (ردوا السلام) على المسلم وجوباً حيث كان سلامه مشروعاً (وغضوا البصر) عن النظر إلى ما لا يحل (وأحسنوا الكلام) أي ألينوا القول ولو في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ابن قانع) في معجمه (عن أبي طلحة بإسناد حسن • (ردوا القتلى) أي قتلى أحد (إلى مضاجعها) أي لا تنقلوا الشهداء عن مقتلهم بل ادفنوهم حيث قتلوا لفضل البقعة بالنسبة إليهم لكونها محل الشهادة وكانوا نقلوا إلى المدينة قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم أحد جاءت عمتي بأبي لتدفنه في مقابرنا أي مقابر المدينة فنادى

منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا فذكره (ت حب) عن جابر وقال حسن صحيح • (ردوا المخيط) بكسر الميم الإبرة (والخياط) بكسر المعجمة أي الخيط عبر بهما للمبالغة في عدم المسامحة في شيء من الغنيمة (من غل مخيطاً أو خياطاً) من الغنيمة (كألف يوم القيامة أن يجيء به وليس بحاء) أي لا يقدر على الإتيان به فهو كناية عن شدة تعذيبه وذا قاله يوم حنين (طب) عن المستورد بن شداد بن عمرو القرشي الغمري قال الشيخ حديث حسن • (ردوا مذمة السائل) بفتح الميمين وشدة الثانية قال المناوي أي ما تذمون به على إضاعته وقال العلقمي ردوا بغيته وشهوته انتهى ويحتمل ردوا مذمة السائل إياكم أن لم تعطوه (ولو بمثل رأس الذباب) من الطعام ونحوه أي ولو بشيء قليل جداً مما ينتفع به والأمر للندب وللوجوب في حق المضطر (عق) عن عائشة قال الشيخ حديث ضعيف • (رسول الرجل إلى الرجل إذنه) أي بمنزلة إذنه له في الدخول وذكر الرجل مثال (د) عن أبي هريرة • (رضا الرب في رضى الوالد) أي الأصل وإن علا (وسخط الرب في سخط الوالد) هذا وعيد شديد يفيد أن العقوق كبيرة وعلم منه بالأولى أن الأم كذلك (ت ك) عن ابن عمرو بن العاص (البزار عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (رضي الرب في رضى الوالدين) أي الأصلين وإن عليا (وسخطه في سخطهما) أي غضبهما الذي لايخالف الشرع (طب) عن ابن عمرو • (رضيت لأمتي ما) أي كل شيء (رضي لها) به (ابن أم عبد) وهو عبد الله بن مسعود لأنه كان سديد الرأي لا يرى لها إلا ما فيه الصلاح (ك) عن ابن مسعود) بإسناد صحيح • (رغم) بفتح الغين المعجمة وكسرها (أنف رجل) أي لصق أنفه بالتراب كناية عن حصول الذل والخزي (ذكرت عنده فلم يصل على ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له) يعني قبل أن يتوب فيغفر له (ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة) لعقوقهم أو عقوق أحدهما وهذا يحتمل الدعاء والخبر (ت ك) عن أبي هريرة قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث صحيح • (رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه) كرره ثلاثاً لزيادة التنفير والتحذير (من أدرك أبويه عنده الكبر) فاعل أدرك ومن في محل جر على البدل من الضمير (أحدهما أو كليهما) بدل من أبويه (ثم لم يدخل الجنة) أي لم يخدمهما ويحسن إليهما حتى يدخل بسببهما الجنة (حم م) عن أبي هريرة • (رفع عن أمتي الخطأ) أي أئمة لا حكمه إذ حكمه من الضمان لا يرتفع (والنسيان) كذلك (وما استكرهوا عليه) في غير الزنا والقتل إذ لا يباحان بالإكراه (طب) عن ثوبان قال الشيخ حديث صحيح • (رفع القلم عن ثلاثة) كناية عن عدم التكليف قال الشيخ تقي الدين السبكي كذا وقع في جميع الروايات عن ثلاثة في بعض كتب الفقهاء عن ثلاث بغير هاء ولا وجه له (عن النائم حتى يستيقظ) من نومه (وعن المبتلي) بنحو جنون (حتى يبرأ) منه بالإضافة والمغمى عليه في معنى النائم (وعن الصبي) وإن ميز (حتى يكبر) بفتح أوله وثالثه أي يبلغ كما في رواية والمراد برفع القلم ترك كتابه الشر عليهم والرفع لا يقتضي تقدم وضع

كما في قول يوسف عليه السلام إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهو لم يكن على تلك الملة أصلاً وكذا قول شعيب قد افترينا على الله كذباً أن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها ومعلوم أن شعيباً لم يكن على ملتهم قط (حم د ن ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ) من جنونه بالإفاقة (وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم) والخرف والمراد به الشيخ الكبير الذي زال عقله من الكبر فإن الشيخ الكبير قد يعرض له اختلاط عقل يمنعه من التمييز فهو في معنى المجنون كما أن المغمى عليه في معنى النائم (حم د ك) عن علي وعمر بن الخطاب بطرق عديدة يقوى بعضها بعضاً • (ركعة) أي صلاة ركعة (من عالم بالله) أي بما يجب له وما يستحيل عليه خير من ألف ركعة من متجاهل بالله) ويحتمل أن يكون المراد منعالم بشروط عبادة الله (الشيرازي في الألقاب عن عليّ • (ركعتا الفجر) أي سنة صلاة الصبح (خير من الدنيا وما فيها) أي نعيم ثوابها خير من كل ما يتنعم به في الدنيا (م ت ن هـ) عن عائشة • (ركعتان) أي صلاة ركعتين (بسواك خير من سبعين ركعة بغير سواك قال المناوي لا دليل فيه على أفضليته على الجماعة التي هي بسبع وعشرين درجة لأن الدرجة متفاوتة المقدار اهـ والظاهر أن هذا خرج مخرج الحث على السواك (قط) في الإفراد عن أم الدرداء وإسناده حسن • (ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك) لما فيه من الفوائد التي منها طيب رائحة الفم وتذكر الشهادة عند الموت (ودعوة في السر أفضل من سبعين دعوة في العلانية) لبعدها عن الرياء (وصدقة في السر أفضل من سبعين صدقة في العلانية) إلا إذا كان المتصدق ممن يقتدي به فإظهارها أفضل ابن النجار (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (ركعتان بعمامة خي رمن سبعين ركعة بلا عمامة) قال المناوي لأن الصلاة حضرة الملك والدخول إلى حضرة الملك بغير تجمل خلاف الأدب (فر) عن جابر • (ركعتان خفيفتان خير من الدنيا وما عليها) لأن ثوابهما يبقى ويدوم نفعه بخلاف الدنيا وما عليها (ولو أنكم تفعلون ما أمرتم به) قال المناوي من إكثار الصلاة التي هي خير موضوع اهـ والظاهر إرادة العموم (لأكلتم غير اذرعاء) بذال معجمة جمع ذرع ككتف وهو الطويل اللسان بالشر (ولا أشقياء) يريد لو فعلتم ما أمرتم به وتوكلتم لرزقكم بلا تعب ولا جهد في الطلب ولما احتجتم إلى كثرة اللدد والخصام والتعب سمويه (طب) عن أبي أمامة الباهلي • (ركعتان خفيفتان مما تحقرون) بكسر القاف (وتنفلون) بحذف إحدى التاءين وشدة الفاء المفتوحة أي تتنفلون به (يزيدهما) بالزاي (هذا) الرجل الذي ترونه أشعث أغبر لا يلتفت إليه (في عمله أحب إليه) أي إلى الله (من بقية دنياكم) أي هما عند الله أفضل (ابن المبارك في الزهد عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن • (ركعتان في جوف الليل) أي بعد نوم (يكفران الخطايا) أي الصغائر (فر) عن جابر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ركعتان من الضحى

تعدلان عند الله بحجة وعمرة متقبلتين) أي لمن لم يستطع الحجة والعمرة (أبو الشيخ في الثواب عن أنس بإسناد ضعيف • (ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من الأعزب) قال المناوي لأن المتزوج مجتمع الحواس والأعزب مشغول بمدافعة الغلمة وقمع الشهوة فلا يتوفر به الخشوع الذي هو روح الصلاة (عق) عن أنس وقال هذا حديث منكر • (ركعتان من المتأهل) أي المتزوج (خير من اثنتين وثمانين ركعة من العزب) بالتحريك لما تقدم ولا تعارض بينه بيون ما قبله لاحتمال أنه أعلم بالزيادة بعد ذلك (تمام) في فوائده (والضياء) في المختارة (عن أنس) قال ابن حجر حديث منكر • (ركعتان من رجل ورع) أي متوقي الشبهات (أفضل من ألف ركعة من مخلط) أي لا يتوقى الشبهات والظاهر أن المراد بالألف التكثير لا التحديد (فر) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ركعتان من عالم) أي عالم عامل بعلمه (أفضل من سبعين ركعة من غير عالم) لأن الجاهل بكيفية العبادة لا تصح عبادته وإن صادفت الصحة (ابن النجار عن محمد ابن علي مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ركعتان يركعهما ابن آدم في جوف الليل خير له من الدنيا وما فيها) لما تقدم (ولولا أن أشق على أمتي لفرضتهما) أي الركعتين عليهم (ابن نصر عن حسان بن عطية مرسلاً) قال المناوي تابعي ثقة لكنه قدري انتهى قال الشيخ حديث حسن • (رمضان بمكة) أي صومه بها (أفضل من) صوم (ألف رمضان بغير مكة) قال المناوي وكذا يقال في الصلاة اهـ وورد ما يفيد أن ذلك فضل من مائة ألف (البزار عن ابن عمر) بإسناد حسن • (رمضان شهر مبارك تفتح فيه أبواب الجنة) أي أبواب أسباب دخلها مجاز عن نزول الرحمة وعموم المغفرة (وتغلق فيه أبواب السعير) أي أبواب أسباب دخولها (وتصفد فيه الشياطين) أي تشد وتربط بالأصفاد وهي القيود (وينادى مناد) قال العلقمي قيل يحتمل أنه ملك أو المراد أنه يلقي ذلك في قلوب من يرد الله إقباله على الخير (كل ليلة يا باغي الخير هلم) أي يا طالبه اقبل فهذا وقت تيسر العبادة وحبس الشياطين (ويا باغي الشر أقصر) فهذا زمن قبول التوبة والتوفيق للعمل الصالح ويا باغي ليس من البغي بمعنى التعدي بل معناه يا طالب كما تقدم مصدره بغا وبغاية بضم الباء فيهما قال الجوهري بغيت الشيء طلبته (حم هب) عن رجل من الصحابة بإسناد حسن • (رمضان) أي صيامه (بالمدينة خير من) صيام (ألف رمضان فيما سواها من البلدان) وجميع الأمكنة إلا مكة (وجمعة) أي وصلاة جمعة (بالمدينة خير من) صلاة (ألف جمعة فيما سواها من البلدان (طب) والضياء المقدسي (عن بلال بن الحارث) المزني بضم الميم فتح الزاي نسبة إلى مزينة القبيلة المعروفة قال الشيخ حديث ضعيف • (رمياً) أي ارموا رمياً (يا بني إسماعيل) والخطاب للعرب (فإن أباكم إسماعيل) بن إبراهيم الخليل (كان رامياً) فيه فضيلة الرمي المناضلة والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله (حم هـ ك) عن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بنفر

يرمون فذكره قال الشيخ حديث صحيح • (رهان الخيل طلق) بكسر الطاء المهملة أي المسابقة عليها حلال قال في القاموس الطلق بكسر الطاء الحلال (سمويه والضياء) في المختارة (عن رفاعة بن رافع) • (رواح الجمعة) أي الذهاب لصلاتها (واجب على كل محتلم) أي بالغ عاقل ذكر حر مقيم غير معذور (ن) عن حفصة بنت عمر أم المؤمنين قال العلقمي رحمه الله تعالى بجانبه علامة الصحة • (روحوا القلوب ساعة فساعة) أي أريحوها بعض الأوقات من مكابدة العبادة بمباح لئلا تمل قال الجوهري الروح الراحة من الاستراحة (أبو بكر بن المقري في فوائده) الحديثية (والقضاعي) في شهابه (عنه) أي عن أبي بكر المذكور (عن أنس) بن مالك (د) في مراسيله عن ابن شهاب الزهري رحمه الله (مرسلاً) • (رياض الجنة المساجد) أي الجالس فيها للتعبد كالجالس في روضة من رياض الجنة أو الجلوس فيها للتعبد يوصل إلى رياض الجنة (أبو الشيخ في) كتاب (الثواب عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (ريح الجنة يوجد من مسيرة خمسمائة عام ولا يجدها) أي لا يجدر ريحها (من طلب الدنيا بعمل الآخرة) كان أظهر التعبد ولبس الصوف ليتوهم الناس صلاحه فيعطي ولعل المراد حين يجد ريحها السابقون (فر) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (ريح الجنوب) بفتح فضم وهي الريح اليمانية (من الجنة وهي الريح اللواقح التي ذكر الله في كتابه) القرآن فيها منافع للناس والشمال بوزن سلام ويقال فيها شمال بوزن جعفر (من النار تخرج فتمر بالجنة فيصيبها نفحة) بفتح النون (منها فبردها من ذلك) وهي حارة زمن الصيف • (فائدة) • الريح أربعة الشمال وتأتي من ناحية الشام والجنوب تقابلها والصبا وتأتي من مطلع الشمس والدبور وتأتي من ناحية المغرب والريح مؤنثة فيقال هي الريح وقد تذكر على معنى الهوى فيقال هو الريح وهب الريح (ابن أبي الدينا في) كتاب (السحاب وابن جرير) الطبري في التهذيب وأبو الشيخ الأصبهاني في) كتاب (العظمة وابن مردويه) في تفسيره عن أبي هريرة وهو حديث حسن لغيره • (ريح الولد من ريح الجنة) يحتمل أنه في ولده فقط فاطمة وابناها أو أن المراد كل ولد مؤمن لأنه تعالى خلق آدم من الجنة وغشي حواء فيها وولد له فيها فريح الجنة يسري إلى المولود من ذلك (طس) عن ابن عباس بإسناد ضعيف. (فصل في المحلى بأل من هذا الحرف) (الراحمون) لمن في الأرض من آدمي وحيوان لم يؤمر بقتله بالشفقة عليهم والإحسان) إليهم (يرحمهم) خالقهم (الرحمن تبارك وتعالى) أي يحسن إليهم ويتفضل عليهم والرحمة مقيدة باتباع الكتاب والسنة فإقامة الحدود والانتقام لحرمة الله تعالى لا ينافي كل منهما الرحمة قال الشيخ تاج الدين السبكي ما الحكمة حيث أتى في هذا الحديث بالراحمين وهو جمع راحم ولم أت بالرحماء جمع رحيم وإن كان غالب ما ورد من الرحمة استعمال الرحيم لا الراحم وأجاب بأن الرحيم صفة مبالغة فلو أتى بجمعها

لاقتضى الاقتصار عليه فأتى بجمع راحم إشارة إلى أن عباد الله تعالى منهم من قلت رحمته فيصح وصفه بالراحم لا بالرحيم فيدخل في ذلك ثم أورد على نفسه قوله صلى الله عليه وسلم إنما يرحم الله م عباد هالرحماء وقال أن له جواباً حقه أن يكتب بماء الذهب على صفحات القلوب وهو أن لفظ الجلالة يكون مسوقاً للتعظيم فلما ذكر لفظ الجلالة في قوله إنما يرحم الله لم يناسب معها غير ذكر من كثرت رحمته وعظمت ليكون الكلام جارياً على نسق العظمة ولما كان الرحمن يدل على المبالغة في العفو ذكر كل ذي رحمة وإن قلت (ارحموا من في الأرض) أي ارحموا من أهل الأرض من تستطيعون أن ترحموه من مخلوقاته تعالى برحمتكم المتجددة الحادثة المخلوقة لله تعالى (يرحكم من في السماء) أي من رحمته عامة لأهل السماء الذين هم أكثر وأعظم من أهل الأرض وقد روى بلفظ ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء وهذا قد يشعر بأن المراد بمن في السماء الملائك ومعنى رحمتهم لأهل الأرض دعاؤهم لهم بالرحمة والمغفرة كما قال تعالى ويستغفرون لمن في الأرض (حم د ت ك) عن ابن عمرو بن العاص قال ت حسن صحيح (زاد حم ت ك والرحم شجنة) بالكسر والضم وبالجيم (من الرحمن) أي مشتقة من اسمه قال في النهاية أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق أي عروق الشجرة شبه بذلك مجازاً أو اتساعاً وأصل الشجنة شعبة من غصن من غصون الشجرة (فمن صلها وصله الله) أي برحمته وإحسانه (ومن قطعها قطعه الله) أي قطع عنه إحسانه وإنعامه وهذا يحتمل الدعاء ويحتمل الخبر • (الراشي) أي معطى الرشوة (والمرتشي) آخذها (في النار) أي يستحقان دخولها إلا إذا قصد معطيها التوصل للحق ودفع الباطل فلا إثم عليه (طص) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد صحيح • (الراكب شيطان والراكبان شيطانان) قال العلقمي قال شيخنا قال العرافي يحتمل أن المراد معه شيطان أو المراد تشبيهه بالشيطان لأن عادة الشياطين الانفراد في الأماكن الخالية كالأودية والحشوش وقال الخطابي معناه أن التفرد والذهاب وحده من الأرض من فعل الشياطين أو هو شيء يحمله عليه الشيطان ويدعوه إليه فقيل على هذا أن فاعله شيطان وكذلك الإثنان (والثلاثة ركب) وأصل الركب هم أصحاب الإبل وأصحاب الخيل والبغال والحمير في معناها وأصل الحكمة في ذلك أن المسافر إذا كان وحده وحصل له في طريقه مرض أو احتاج إلى من يعاونه على حمل متاعه على دابته أو نحو ذلك أو مات لم يجد من يتولى أمره ويحمل تركته إلى أهله وإذا كانوا ثلاثة تعاونوا على الخدمة والحراسة وصلوا جماعة (حم د ت ك) عن ابن عمرو بإسناد صحيح • (الراكب يسير خلف الجنازة) أي الأفضل في حقه ذلك (والماشي يمشي خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها قريباً منها) أخذ به ابن جرير وقال الشافعية الأفضل لمشيعها كونه أمامها مطلقاً وعكسه الحنفية (والسقط يصلي عليه) إذا استهل أو تيقنت حياته

(ويدعي لوالديه بالمغفرة والرحمة) أي في حال الصلاة عليه ظاهره أنه لا يجب الدعاء له بخصوصه وبه قال بعض الشافعية (حم د ت ك) عن المغيرة بن شعبة بإسناد صحيح • (الرؤيا) بالقصر اسم للمحبوبة (الصالحة من الله) قال العلقمي قال شيخنا قال القاضي يحتمل أن معنى الصالحة والحسنة حسن ظاهرها ويحتمل أن المراد صحتاه قال ورويا السوء تحتمل الوجهين أيضاً سوء الظاهر وسوء التأويل (والحلم) بضمتين أو بضم فسكون اسم للمكروهة (من الشيطان) قال العلقمي قال النووي وغيره إضافة الرؤيا المحبوبة إلى الله تعالى إضافة تشريف بخلاف المكروهة وإن كانتا جميعاً من خلق الله تعالى وتدبيره وبإرادته ولا فعل للشيطان فيها ولكنه يحضر المكروهة ويرتضيها ويسر بها قال ابن الجوزي الرؤيا والحلم واحد يعني في اللغة غير أن صاحب الشرع خص الخير باسم الرؤيا والشر باسم الحلم (فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فلينفث) بضم الفاء وكسرها (حين يستيقظ عن يساره) ثلاثاً كراهة للرؤيا وتحقيراً للشيطان وخص يساره لأنها محل القذر (وليتعوذ بالله من شرها فإنها) إذا نفث وتعوّذ (لا تضره) قال المناوي وصيغة التعوذ هنا أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسله من شر رؤياي هذه أن يصيبني منها ما أكره في ديني أو دنياي (ق د ت) عن أبي قتادة الأنصاري • (الرؤيا الصالحة من الله والرؤيا السوء من الشيطان) أي يحبها ويرضاها لحزن الإنسان (فمن رأى رؤيا فكره منها شيئاً فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من شرها) بما تقدم أو بقوله اللهم أني أعوذ بك من عمل الشيطان وسيئات الأحلام (فإنها لا تضره) جعل هذا سبباً لسلامته من مكروه يترتب عليها كما جعل الصدقة وقاية للمال وسبباً لدفع البلاء (ولا يخبر بها أحداً) فقد يفسرها بمكروه بظاهر صورتها ويكون ذلك محتملاً فيقع بتقدير الله (فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر) بضم الياء وسكون الباء الموحدة من البشارة وروى بفتح الياء وسكون النون من النشر وهو الإشاعة قال القاضي وهو تصحيف وروى فليستر بسين مهملة من الستر (ولا يخبر بها إلا من يحب) لأنه لا يأمن ممن لا يحبه أن يعبرها على غير وجهها حسداً أو بغضاً فقد يكونظاهر الرؤيا مكروهاً وتفسيرها محبوباً وعكسه (م) عن أبي قتادة • (الرؤيا ثلاث فبشرى من الله) يأتي بها الملك من أم الكتاب (وحديث النفس) وهو ما كان في اليقظة يكون في مهم فيرى ما يتعلق به في النوم وهذا لا يعبر كاللاحقة المذكورة في قوله (وتخويف من الشيطان) بأن ترى ما يحزنه (فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء وإن رأى شيئاً يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي) ما تيسر زاد في رواية وليستعذ بالله فإنها لن تضره (وأكره الغل) بالضم أي رؤيا الغل بأن يرى نفسه مغلولاً في النوم لأنه إشارة إلى تحمل دين أو مظالم أو كونه محكوماً عليه (واجب القيد) يراه الإنسان في رجليه (القيد ثبات في الدين) قال العلقمي قال شيخنا قال العلماء إنما أحب القيد لأنه في الرجلين وهو كف عن

المعاصي والشرور وأنواع الباطل وأما الغل فموضعه العنق وهو صفة أهل النار اهـ قلت قال تعالى إذ الأغلال في أعناقهم وأما أهل التبعير فقالوا إذا رأى القيد في الرجلين وهو في مسجد أو نحوه أو على حالة حسنة فهو دليل لثباته في ذلك ولو رآه مريض أو مسجون أو مكروب كان ثباته فيه وإذا انضم الغل معه دل على زيادة ما هو فيه وإذا كانت اليدان مغلولتان في العنق فهو حسن ودليل على فكها من الشر وقد يدل على التجمل وقد يدل على منع ما نواه من الأفعال (ت هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (الريا على رجل طائر) أي كشيء معلق برجله لا استقرار لها (ما لم تعبر) أي تفسر (فإذا عبرت وقعت) أي يلحق الرائي والمرئي له حكمها يريد أنه سريعة السقوط إذا عبرت وقال في النهاية أي أنها على رجل قدر جار وقضاء ماض من خير أو شر وان ذلك هو الذي قسمه الله لصاحبها من قولهم اقتسموا داراً فطار سهم فلان في ناحيتها أي وقع سهمه وخرج وكل حركة من كلمة أو شيء يجري لك فهو طائر والمراد أن الرؤيا هي التي يعبرها المعبر الأول فكأنها كانت على رجل فسقطت ووقعت حيث عبرت كما يسقط الذي يكون على رجل الطائر بأدنى حركة (ولا نقصها إلا على واد) بشدة الدال أي محب لأنه لا يفسرها بما تكره (أو ذي رأي) أي صاحب علم بالتعبير فإنه يخبرك بحقيقة حالها (ده) عن أبي رزين ورواه عنه أيضاً الترمذي • (الرؤيا ثلاثة منها تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم) ولا حقيقة لها في نفس الأمر (ومنها ما يهم به الرجل) يعني الإنسان (في يقظته فيراه في نومه) لتعلق حواسه به (منها جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة) أي جزء من أجزاء علم النبوة والنبوة غير باقية وعلمها باق وهذا هو الذي يؤول ويظهر أثره (هـ) عن عوف بن مالك قال الشيخ حديث صحيح • (الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة) قال المناوي فإن قيل إذا كانت جزأ منها فكيف كان للكافر منها نصيب قلنا هي وإن كانت جزأ من النبوة فليست بانفرادها نبوة فلا يمتنع أن يراها الكافر كالمؤمن الفاسق (خ) عن أبي سعيد الخدري (م) عن ابن عمرو ابن العاص (وعن أبي هريرة معاً (حم هـ) عن أبي رزين العقيلي (طب) عن ابن مسعود بأسانيد صحيحة وأشار بتعداد مخرجه إلى تواتره • (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين من النبوة) أي من حيث الصحة (حم هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (حم) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزأ من النبوة) اختلاف العدد يرجع لاختلاف درجات الرؤيا أو الرأي فلا تعارض (ابن النجار عن ابن عمر) • (الرؤيا ستة) أي ستة أقسام (المرأة خير) أي رؤيا المرأة في النوم خير (والبعير حرب) أي يدل على نوع حرب (واللبن فطرة) أي يدل على العلم والسنة والقراءة لأنه أول شيء يناله المولود من الدنيا وبه حياته كما أن بالعلم حياة القلوب (والخضرة جنة والسفينة نجاة والتمر رزق) أي هذه المذكورات تؤذن بحصول ما ذكر (ع) في معجمه عن رجل من الصحابة

• (الربا سبعون باباً) المراد التكثير لا التحديد أي أنواعه كثيرة (والشرك مثل ذلك البزار عن ابن مسعود • (الربا ثلاثة وسبعون باباً) قال العلقمي المشهور أنه بالموحدة ولذا أورده ابن الجوزي في أبواب التجارات وتصحف على الغزالي بالمثناة فأورده في باب ذم الجاه والرياء وقد روى البزار حديث ابن مسعود بلفظ الربا بضع وسبعون باباً والشرك مثل ذلك وهذه الزيادة قد يستدل بها على أنه الرياء المثناة لاقترانه مع الشرك (هـ) عن ابن مسعود بإسناد صحيح • (الربا ثلاثة وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه) هذا زجر وتنفير (وأن أربى الربى عرض الرجل) أي الوقيعة فيه (ك) عن ابن مسعود وإسناده صحيح • (الربا سبعون حوباً قال العلقمي أي سبعون ضرباً من الإثم والحوب الإثم وفي الحديث رب أقبل توبتي واغسل حوبتي أي إثمي واغفر لنا حوبنا أي إثمنا وتفتح الحاء تضم وقيل الفتح لغة الحجاز والضم لغة تميم (أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه) فيه وفيما قبله أن الربا من أعظم الكبائر قال المناوي قال بعضهم وهو علامة على سوء الخاتمة (هـ) عن أبي هريرة • (الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل) قال المناوي بالضم القلة كالذل والذلة أي وإن كان زيادة في المال عاجلاً يؤول إلى نقص ومحق أجلاً (ك) عن ابن مسعود) بإسناد صحيح • (الربوة بتثليث الراء (الرملة) أي هي رملة يعني قوله تعالى وآويناهما إلى ربوة هي رملة بيت المقدس وقيل دمشق وقيل مصر (ابن جرير) الطبري وعبد الرحمن (ابن أبي حاتم وابن مردويه) في التفسير (عن مرة) بضم الميم بن كعب البهزي • (الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه) في الدين (طس) عن البراء بن عازب بإسناد صحيح • (الرجل) بكسر الراء وسكون الجيم (جبار) بضم الجيم وتخفيف الموحدة التحتية أي ما أصابته الدابة برجلها فهو جبار أي هدر لا يلزم صاحبها وبه آخذ الحنفية (د) عن أبي هرية بإسناد ضعيف • (الرجل الصالح يأتي بالخبر الصالح) أي الصادق الذي يسر (والرجل السوء يأتي بالخبر السوء (حل) وابن عساكر عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (الرجل أحق بصدر دابته) من غيره إلا أن يجعله لغيره كما في رواية (وأحق بمجلسه) في نحوسوق لمعاملة كمسجد لتعليم أو تعلم علم شرعي ما لم تطل غيبته عنه بحيث ينقطع عنه من كان يألفه (إذا رجع (حم) عن أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح • (الرجل أحق بصدر دابته وبصدر فراشه وأن يؤم في رحله) وفي رواية في بيته فالساكن بحق أولى بالإمامة من يغره وإن حضر أفقه منه لكن إن حضر السلطان أو نائبه فهو أحق بالإمامة من الساكن بحق (الدرمي (عق) عن عبد الله بن الحنظلية قال الشيخ حديث صحيح • (الرجل أحق بصدر دابته وصدر فراشه والصلاة في منزله إماماً) أي أولى من جميع الناس (إلا إماماً يجمع الناس عليه) أي الإمام الأعظم أو نائبه (طب) عن فاطمة الزهراء) رضي الله عنها بإسناد ضعيف • (الرجل أحق بمجلسه) الذي اعتاد الجلوس

فيه في نحو المسجد لنحو أقراء أو افتاء (وإن خرج لحاجته ثم عاد فهو أحق بمجلسه) حيث فارقه ليعود فيحرم على غيره إزعاجه والجلوس فيه بغير إذنه (ت) عن وهب بن حذيفة) قال الشيخ حديث صحيح • (الرجل أحق بهبته ما لم يثب منها) أي يعوّض عنها ويعارضه الخبر الصحيح العائد في هبته كالعائد في قيئه قال الشافعي رضي الله عنه إذا وهب الإنسان ولم يقيد بثواب معلوم ولا بنفيه فلا ثواب أن وهب لدونه في المرتبة كالإمام للرعية لأن اللفظ لا يقتضيه والحق الماوري بذلك هبة الغني للفقير لأن المقصود نفعه وهبة الأهل والأقارب لأن المقصود بها الصلة والتألف والهبة للعلماء والزهاد لأن المقصود بها التبرك وأما إذا وهب لا على منه كهبة الرعية للسلطان ففيها قولان للشافعي والأظهر منهما لا يلزمه ثواب كما لو أعاره داراً لا يلزم المستعير شيء إلحاقاً للأعيان بالمنافع وبهذا قال أبو حنيفة والقول الثاني وبه قال مالك يجب الثواب لاطراد العادة به لقوله صلى الله عليه وسلم لسليمان أنا نقبل الهدية ونكافئ عليها وأما إذا وهب النظير للنظير فالمذصهب أنه لا يجب للموهوب ثواب لأن المقصود من مثله الصلة وتأكيد الصدقة (هـ) عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (الرجل) يعني الإنسان (على دين خليله) أي على عادة صاحبه وطريقته وسيرته (فلينظر) أي يتأمل ويتدبر أحدكم من يخالل) فمن رضي دينه وخلقه خالله ومن لا تجنبه فإن الطباع سرّاقة (دت) عن أبي هريرة) بإسناد حسن • (الرجم كفارة ما صنعت) وسببه كما في سنن النسائي الكبرى عن عمرو بن الشريد أنه سمع الشريد وهو ابن سويد يقول رجمنا امرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغنا منها جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد رجمنا هذه الخبيثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجم فذكره (ن) والضياء عن شريد بن سويد) بالتصغير • (الرجم) أي القرابة (شجنة) بالحركات الثلاث لأوله المعجم وبالجيم قرابة مشتبكة متداخلة كاشتباك العروق (معلقة بالعرش ولا استحالة في تجسيدها بحيث تعقل وتنطق والله على كل شيء قدير وقيل هو استعارة وإشارة إلى عظم شأنها (حم طب) عن بان عمرو بإسناد صحيح • (الرحم معلقة بالعرش أي متمسكة به آخذة بقائمة من قوائمه (تقول) بلسان الحال ولا مانع من المقال إذ القدرة صالحة (من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله) أي قطع عنه كمال عنايته وذا دعاء أو خبر (م) عن عائشة بل اتفقا عليه • (الرحم شجنة من الرحمن) أي اشتق اسمها من اسم الرحمن والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها (قال الله) تعالى (من وصلك) بكسر الكاف خطاب للرحم (وصلته) برحمتي (ومن قطعك قطعته) أي أعرضت عنه (خ) عن أبي هريرة وعن عائشة • (الرحمة عند الله مائة جزء فقسم بين الخلائق جزأ) واحداً في الدنيا فبذلك يعطف بعضهم على بعض (وأخر تسعاً وتسعين إلى يوم القيامة) فلو علم الكافر ذلك ما أيس من رحمة الله (البزار عن ابن عباس) رضي الله عنه بإسناد

صحيح • (الرحمة تنزل على الإمام) أي على إمام الصلاة (ثم تنزل على من على يمينه) من الصفوف (الأول فالأول أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة) • (الرزق) أي تيسير الرزق (إلى بيت فيه السخاء) أي الجود والكرم (أسرع من الشفرة) بفتح فسكون السكين العظيمة (إلى سنام البعير ابن عساكر عن أبي سعيد) الخدري وإسناد ضعيف • (الرزق أشد طلباً للعبد) أي الإنسان (من أجله) لأن الله تعالى تكفل به وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها فاطلبوه برفق (القضاعي) وأبو نعيم (عن أبي الدرداء) مرفوعاً وموقوفاً والموقوف أصح • (الرضاع يغير الطباع) أي يغير الصبي عن لحوقه بطبع والديه إلى طبع مرضعته لصغره ولطف مزاجه فينبغي للوالدين طلب مرضعة طيبة الأصل حسنة الأخلاق قال العلقمي قال في النهاية والطباع ما ركب في الإنسان من جميع الأخلاق التي لا يكاد يزاولها من الخير والشر وهو اسم مؤنث على فعال نحو مهاد ومثال والطبع المصدر اهـ وقال في المصباح والطبع بالسكوت الجبلة التي خلق الإنسان عليها (القضاعي) والديلمي (عن ابن عباس) وهو حديث منكر • (الرضاعة) بفتح (تحرم) بشدة الراء المكسورة (ما تحرم الولادة) أي وتبيح ما تبيح وهو بالإجماع فيما يتعلق بتحريم النكاح وتوابعه وانتشار الحرمة لكن لا يترتب عليها باقي أحكام الأمومة من التوارث ووجوب الإنفاق والعتق بالملك والشهادة والعقل وإسقاط القصاص والحكمة في ذلك أن سبب التحريم ما ينفصل من أجزاء المرأة وزوجها وهو اللبن فإذا اغتذى به الرضيع صار جزأ من أجزائهما فانتشر التحريم قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها وأنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة قالت فقلت يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أراه أي أظنه فلاناً لعم حفصة من الرضاع دخل عليّ فقال نعم الرضاعة فذكره (مالك (ق ن) عن عائشة رضي الله عنها • (الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب) يسوقه كما يسوق الحادي إبله (معه مخاريق من نار) جمع مخراق أصله ثوب يلف ويضرب به الأطفال بعضهم بعضاً (يسوق بها السحاب) قاله لليهود حين سألوه عن الرعد (حيث شاء الله (ت) عن ابن عباس) قال الشيخ حديث صحيح • (الرفث المذكور في قوله تعالى فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج (إلا عرابة) بالكسر أي النكاح وقبيح الكلام (والتعريض للنسا بالجماع) قال العلقمي قال في الدر كأصله الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة (والفسوق المعاصي كلها والجدال جدال الرجل صاحبه) المراد الجدال ليحق باطلاً أو يبطل حقاً (طب) عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد صحيح • (الرفق) بالكسر أي التلطف بالناس والقصد في الإنفاق (رأس الحكمة) إذ به تحصل الألفة وتقل الكلفة (القضاعي عن جرير) بن عبد الله بإسناد حسن • (الرفق تحصل به

(الزيادة) أي النمو والبركة ومن يحرم الرفق يحرم الخير) زاد في رواية كله (طب) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه • (الرفق في المعيشة) أي الاقتصاد في النفقة (خير من بعض التجارة) وفي رواية خير من كثير من التجارة (قط) في الإفراد والإسماعيلي في معجمه (طس هب) عن جابر) بإسناد حسن • (الرفق) أي لين الجانب وهو ضد العنف (يمن والخرق) بضم الخاء أو فتح فسكون المحق وأن لا يحسن الرجل التصرف في الأمور (شؤم) أي محق للبركة وسوء عاقبة (طس) عن ابن مسعود رضي الله عنه وضعفه الترمذي • (الرفق عزو الخرق شؤم) قال في النهاية الخرق بالضم الجهل والمحق (وإذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم باب الرفق فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه وأن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شانه) أي عابه ومحق بركته (الحياء من الإيمان والإيمان) أي صاحبه (في الجنة ولو كان الحياء رجلاً لكان رجلاً صالحاً وأن الفحش) أي العدوان في الجواب ونحوه (من الفجور) بالضم والانبعاث في المعاصي (وأن الفجور) قال المناوي أي الكثير الفجور (في النار) أي جزاؤه إدخاله إياها إن لم يدركه العفو (ولو كان الفحش رجلاً لكان رجلاً سوءاً) بالضم أي قبيحاً غير حسن وأن الله لم يخلقني فحاشاً (هب) عن عائشة) بإسناد ضعيف • (الرقبي) بضم الراء وفتح الموحدة (جائزة) قال في النهاية هي أن يقول الرجل للرجل قد جعلت لك هذه الدار فإن مت قبلي رجعت إليّ وإن مت قبلك فهي لك وهي فعلي من المراقبة لأن كل واحد منهما يرقب موت صاحبه والفقهاء فيها مختلفون منهم من يجعلها تمليكاً ومنهم من يجعلها كالعارية (ن) عن زيد بن ثابت) بإسناد صحيح • (الرقوب بفتح فضم المرأة (التي لا يموت لها ولد) قال المناوي لا ما تعارفه الناس من أنه التي لا يعيش لها ولد وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن امرأة مات ابنها فجزعت فقام إليها يعزيها فقال بلغني أنك جزعت فقالت مالي لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لي ولد فذكره (ابن أبي الدنيا عن بريدة) وإسناد صحيح • (الرقوب كل الرقوب الذي له ولد) بضم فسكون (فمات ولم يقدم منهم شيئاً) قال العلقمي قال في النهاية الرقوب في اللغة الرجل والمرأة إذ لم يعش لهما ولد لأنه يرقب موته ويرصده خوفاً عليه فنقله صلى الله عليه وسلم إلى الذي لم يقدم من ولده شيئاً أي يموت قبله تعريضاً أن النفع والأجر فيه أعظم إن فقدهم كان في الدنيا عظيماً فإن فقد الأجر والثواب على الصبر والتسليم للقضاء في الآخرة أعظم وأن ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه ومن لم يرزق ذلك فهو كالذي لا ولد له ولم يقله صلى الله عليه وسلم إبطالاً لتفسيره اللغوي (حم) عن رجل شهد المصطفى يخطب ويقول تدرون ما الرقوب قالوا الذي لا ولد له فذكره وفي إسناده مجهول وبقيته ثقات (الرقوب الذي لا فرط له) أي لم يقدم من أولاده أحداً أمامه إلى الآخرة (خ) عن أبي هريرة • (الركاز الذي ينبت في الأرض) وفي البخاري عن مالك والشافعي هو دفن الجاهلية (هق) عن أبي هريرة

(حرف الزاي)

بإسناد ضعيف • (الركاز الذهب والفضة الذي خلقه الله في الأرض يوم خلقت) فليس بدفن أحد (هق) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (الركب الذين معهم الجلجل) بالضم جرس صغير والمراد هنا الجرس الذي يعلق في أعناق الدواب (لا تصحبهم الملائكة) أي ملائكة الرحمة لأنه يشبه الناقوس فيكره تعليقه على الدواب تنزيهاً (الحاكم في الكنى عن ابن عمر) • (الركعتان) اللتان (قبل صلاة الفجر) هما المراد بقوله (وأدبار النجوم إذا غربت وخفيت وقبل صلاة الصبح (والركعتان) اللتان (بعد المغرب أدبار السجود) قال المناوي تفسير لقوله تعالى ومن الليل فسبحه وأدبار السجود اهـ وقال البيضاوي وأدبار السجود النوافل بعد المكتوبات وقيل اوتر بعد العشاء (ك) عن ابن عباس • (الركن) المراد الحجر الأسود (والمقام) أي مقام إبراهيم الخليل (ياقوتتان من يواقيت الجنة (ك) عن أنس • الركن إيمان هق) عن أبي هريرة • (الرمي) أي بالسهام (خير ما لهوتم) أي لعبتم به تدريباً للحرب (فر) عن ابن عمر • (الرهن مركوب ومحلوب) أي يركبه مالكه ويحلبه وعليه نفقته (ك هق) عن أبي هريرة • (الرهن) أي الظهر المركوب (يركب بنفقته ويشرب لبن الدر) قال العلقمي بفتح المهملة وتشديد الراء مصدر بمعنى الدارة أي ذات الضرع ويركب ويشرب بالبناء للمجهول وهو خبر بمعنى الأمر لكن لا يتعين فيه المأمور (إذا كان مرهناً) أي يجوز للمرتهن ذلك بإذن الراهن وإذا هلك لا ضمان عليه لكونه إجارة فاسدة وقال أحمد وإسحاق وطائفة يجوز للمرتهن الانتفاع بالمرهون إذا قام بمصالحه وإن لم يأذن له المالك (خ) عن أبي هريرة • (الرواح يوم الجمعة) لصلاتها (وجب على كل محتلم) أي بالغ حرّ ذكر غير معذور (والغسل لها كالاغتسال) في نسخة كاغتساله (من الجنابة) في كونه واجباً وهذا محمول على أنه سنة مؤكدة تقرب من الواجب (طب) عن حفصة بإسناد ضعيف • (الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها) لأنها فانية وما عليها زائل (وذاك نفعه يدوم (ق ن) عن سهل بن سعد) الساعدي • (الريح) أي الهواء المسخر بين السما والأرض (من روح الله) بفتح الراء أي يرسلها الله تعالى من رحمته لعباده (تأتي بالرحمة) من إنشاء سحاب ماطر لمن أراد لله تعالى أن يرحمه (وتأتي بالعذاب) لمن أراد الله أن يهلكه (فإذا رأيتموها فلا تسبوهما) لأنها مأمورة (واسألوا الله خيرها) أي خير ما أرسلت به (واستعذيوا بالله من شرها) أي شر ما أرسلت به (خدك) عن أبي هريرة) • (الريح تبعث عذاباً لقوم ورحمة لآخرين) قال المناوي أي في آن واحد (فر) عن ابن عمر بإسناد متفق على ضعفه* (حرف الزاي) • (زادك الله) الخطاب لأبي بكر رضي الله تعالى عنه لما بلغه أنه أحرم وركع قبل أن يصل إلى الصف ومشى إلى الصف خوفاً من فوت الركوع و (حرصاً) على الخير (ولا تعد) إلى الاقتداء منفرداً فإنه مكروه أو إلى الركوع دون الصف أو إلى المشي إلى الصف

في الصلاة فإن الخطوة والخطوتين وإن لم يفسد ذلك الصلاة فالأولى عدمه (حم خ دن) عن أبي بكرة) رضي الله عنه • (زادني ربي صلاة) على الخمس (وهي الوتر) بكسر الواو وتفتح (ووقتها ما بين) فعل صلاة (العشاء إلى طلوع الفجر (حم) عن معاذ بن جبل • (زار رجل أخاله في قرية) أي أراد زيارته (فأرصد الله له ملكاً) أي اقعده يرقبه (على مدرجته) بفتح الميم والراء والجيم وهي الطريق سميت بذلك لأن الناس يدرجون عليها أي يمضون ويمشون (فقال أين تريد قال أريد أخالي في هذه القرية فقال هل له عليك من نعمة تربها) بفتح التاء وشدة الموحدة قال في النهاية أي تحفظها وتراعيها وتربيها كما يربي الرجل ولده (قال لا إلا أني) بفتح الهمزة (أحبه في الله قال فإني رسول الله إليك أن الله) وفي رواية فإن الله فالجار والمجرور متعلق برسول (أحبك كما أحببته) قال النووي رحمه الله تعالى قال العلماء محبة الله عبده هي رحمته له ورضاه عنه وإرادة الخير له وأصل المحبة في حق العباد ميل القلب والله تعالى منزه عن ذلك وفي هذا الحديث فضل المحبة في الله تعالى وأنها سبب لحب الله تعالى العبد وفيه فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب وفيه أن الآدميين قد يرون الملائكة (حم خدم) عن أبي هريرة • (زر القبور تذكر بها) أي بزيارتها (الآخرة واغسل الموت فإن معالجة جسد خاو) أي فارغ من الروح (موعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك) أي يلين قلبك ويزيل قساوته (فإن الحزين في ظل الله) أي في ظل عرشه (يوم القيامة) يوم لا ظل إلا ظله (يتعرض لكل خير) فيه ندب زيارة القبور أي للرجال قال المناوي لكن لايمس القبر ولا يقبله فإنه من عادة النصارى (ك) عن أبي ذر رضي الله عنه • (زرغبا) أي زر أخاك أبا هريرة وقتاً بعد وقت ولا تلازم زيارته كل يوم (تزدد حباً) عنده البزار (طس هب) عن أبي هريرة البزار (هب) عن أبي ذر (طب ك) عن حبيب بن سلمة (الفهري) بكسر الفاء وسكون الهاء نسبة إلى فهر بن مالك (طب) عن ابن عمرو بن العاص (طس) عن ابن عمر بن الخطاب (حظ) عن عائشة قال المنذري روى من طرق كثيرة ولم أقف له على طريق صحيح بل له أسانيد حسان قال الشيخ حديث حسن • (زر أخاك في الله فإنه من زار أخاه في الله شيعه سبعون ألف ملك) في توجهه لزيارته أو في عوده إلى محله إكراماً له (حل) عن ابن عباس • (زكاة الفطر) بكسر الفاء (فرض قال المناوي وعليه أجمع الأربعة لكن الحنفي يرى وجوبها لا فريضتها على قاعدته (على كل مسلم حر وعبد ذكر وأنثى) ولو مزوجة عند الحنفية وعند الثلاثة على زوجها فيخرج الإنسان عن نفسه وعمن يمون من المسلمين فلا يجب إخراجها عن العبد الكافر ولا عن الزوجة الكافرة وظاهر الحديث أن من المسلمين للتأكيد (صاع من تمر أو صاع من شعير) خبر ثان او خبر مبتدا محذوف (قط هق) عن ابن عمر • (زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث) المواقعين منه حال صومه (وطعمة للمساكين) والفقراء (من أداها) أي أخرجها إلى

مستحقيها (قبل الصلاة) للعيد (فهي زكاة مقبولة) أي مثاب عليها (ومن أداها بعد الصلاة) صلاة العيد (فهي صدقة) من الصدقات أي وليست بزكاة الفطر وبهذا أخذ ابن حزم فقال لا يجوز تأخيرها عن الصلاة ومذهب الشافعي أن له تأخيرها ما لم تغرب الشمس (قط هق) عن ابن عباس • (زكاة الفطر على كل حر وعبد) ويتحملها عنه سيده (ذكر وأنثى صغير) إن كان له مال وإلا فعلى من عليه نفقته (وكبير فقير) وجد ما يفضل عن ثيابه وقوت ممونه ليلة العيد ويومه (وغني صاع من تمر أو نصف صاع من قمح) أخذ بظاهره أبو حنيفة فقال يجزي صاع بر عن اثنين وخالفه الثلاثة (هق) عن أبي هريرة • (زكاة الفطر على الحاضر والبادي) أي ساكن البادية قال الأئمة الأربعة وقال الزهري وعطاء لا تلزم أهل البادية (هق) عن ابن عمر بن الخطاب • (زمزم) بئر بالمسجد الحرام سميت به لكثرة مائها وزمزمة جبريل عندها (طعام طعم) أي تشبع من يشرب ماءها كما يشبع الطعام (وشفاء سقم) أي تشفى سقم من يشرب ماءها بقصد التداوي وسيأتي ماء زمزم لما شرب له (ش) والبزار عن أبي ذر ورجاله رجال الصحيح • (زمزم حفنة) بحاء مهملة مفتوحة وفاء ساكنة ونون مفتوحة أي غفرة (من جناح جبريل) أي جرفها بجناحه لما أمر بحفرها وفي رواية هزمه بدل حفنه أي غمزه يقال هزم الأرض إذا شقها (فر) عن عائشة بإسناد ضعيف • (ذملوهم) أي لفوا الشهداء (بدمائهم) وجوباً فتحرم إزالة دم الشهيد عن بدنه ما لم يختلط بنجس فإن اختلط بنجس وجبت إزالته وإن أدى ذلك إلى إزالة الدم وأما تلفيفه في ثيابه الملطخة بالدم فمندوب (فإنه) أي الشان (ليس من كلم) بفتح الكاف وسكون اللام أي جرح (يكلم) بضم أوله أي يجرح (في الله) أي في الجهاد في سبيله لإعلاء كلمته (ألا هو يأتي يوم القيامة يدمأ) بفتح المثناة التحتية وبالهمز أي يسيل منه الدم (لونه لون الدم وريحه ريح المسك) قال المناوي تمامه وقدموا أكثرهم قرآنا وذا قاله في شهداء أحد (ن) عن عبد الله بن ثعلب) قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (زن وارجح) بفتح الهمزة وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى سراويل وفي السوق رجل يزن بالأجرة فقال له زن وارجح قال العلقمي قد استدل به على جواز هبة المجهول قال ابن رسلان وقد رأيت نص الشافعي في الأم مصرحاً بجوازها ووجه الدليل أن الرجحان هبة وهو غير معلوم القدر اهـ قال شيخنا ذكر بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم اشترى السراويل ولم يلبسها وفي مسند أبي يعلي والمعجم الأوسط للطبراني بسند ضعيف عن أبي هريرة قال دخلت يوماً السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى البزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم وكان لأهل السوق وزان فقال له زن وأرجح وأخذ السراويل فذهبت لأحمل عنه فقال صاحب الشيء أحق بشيئه إلا أن يكون ضعيفاً يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم قلت يا رسول الله وإنك لتلبس السراويل قال أجل في السفر والحضر والليل والنهار فأتى أمرت بالستر فلم أجد شيئاً أستر منه اهـ قال الدميري وعند أبي نعيم أن

الأرض تستغفر للمصلي بالسراويل وعند أحمد عن أبي أسامة قال قلنا يا رسول الله أهل الكتاب يسرولون ولا يأتزرون فقال صلى الله عليه وسلم تسرولوا واتزروا وخالفوا أهل الكتاب (حم 4 ك حب) عن سويد بالتصغير بن قيس العدوي قال الشيخ حديث صحيح • (زنا العينين النظر) أي النظر إلى ما لا يحل يجر إلى الزنا (ابن سعد في طبقاته (طب) وكذا أبو نعيم (عن علقمة بن الحويرث) رضي الله تعالى عنه • (زنا اللسان الكلام) بما لا يحل أي يأثم به كما يأثم بالزنا وإن تفاوت مقدار الإثم أبو الشيخ عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (زنى) يا فاطمة (شعر الحسين) بعد حلقه (وتصدقي بوزنه فضة) وفي رواية للطبراني ذهباً أو فضة (وأعطى القابلة رجل العقيقة) أي إحدى رليها يعني فخذها فامتثلت وفعلت ويقدم الحلق على الذبح (الحاكم) عن علي وقال صحيح • (زوجوا الأكفاء) فلا يصح النكاح من غير كفؤ إلا إذا رضيت به المرأة ووليها الخاص (وتزوجوا الأكفاء) ندباً (واختاروا لنطفكم وإياكم والزنج) أي احذروا جماعهم لئلا يجيء الولد مشوهاً (فإنه خلق مشوه حب) في الضعفاء عن عائشة • (زوجوا أبناءكم وبناتكم) تمامه عند مخرجه قيل يا رسول الله هذا أبناؤنا نزوج فكيف بناتنا قال حلوهن بالذهب والفضة وأجيدوا لهن الكسوة وأحسنوا إليهن بالتحلية ليرغب فيهن (فر) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف • (زودك الله التقوى) زاد في رواية ووقاك الردا (وغفر ذنبك ويسر لك الخير) وفي رواية ويسرك للخير (حيثما كنت) وفي رواية حيثما توجهت وذا قاله لمن ودعه عند السفر فيندب لكل مودع أن يقوله (ت ك) عن أنس • (زودوا موتاكم لا إله إلا الله) بأن تلقنوهم إياها عند الموت فيذكر غير الوارث عنده الشهادة ولا يأمره بها ولا يلح عليه ولا يزيد محمد رسول الله وإذا قالها المحتضر لا تعاد عليه إلا أن تكلم بغيرها ليكون آخر كلامه لا إله إلا الله (ك) في تاريخه عن أبي هريرة • (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) فزيارتها مندوبة للرجال بهذا القصد والنهي منسخ بحديث بريدة عند مالك وأحمد والنسائي كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجر أو الهجر الكلام الباطل (هـ) عن أبي هريرة وله شواهد كثيرة • (زوروا القبور ولا تقولوا هجراً) أي باطلاً وفيه إيماء إلى أن النهي إنما كان لقرب عهدهم بالجاهلية فربما تكلموا بكلام الجاهلية من ندب ونحوه (طس) عن زيد بن ثابت بإسناد ضعيف • (زين الحاج أهل اليمن) أي هم بهجة الحاج ورونقه لما لهم من البهاء والكمال حسا ومعنى (طب) عن ابن عمرو وإسناده حسن • (زين الصلاة الحذاء) بكسر الحاء المهملة والمد النعل يني أن الصلاة في النعال الطاهرة والخفاف الطاهرة من جملة مكملاتها (ع) عن علي أمير المؤمنين • (زينوا القرآن بأصواتكم) قال المناوي أي زينوا أصواتكم به فالزينة للصوت لا للقرآن فهو على القلب والمراد زينوا أصواتكم بالقرآن هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث وزعموا أنه من باب القلب وقال شعبة نهاني أيوب أن

أحدث زينوا القرآن بأصواتكم ورواه معمر عن منصور عن طلحة فقدم الأصوات على القرآن وهو الصحيح ثم أسنده من طريق عبد الرزاق عنه بلفظ ينوا أصواتكم بالقرآن قال والمعنى أشغلوا أصواتكم بالقرآن والجهر بقراءته واتخذوه شعاراً وزينة وقال آخرون لا حاجة إلى القلب وإنما معناه الحث على الترتيل الذي أمر به في قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلاً فكان الزينة للمرتل لا للقرآن وقيل أراد بالقرآن القراءة ويشهد لصحة هذا وأن القلب لا وجه له حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع قراءته فقال لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود فقال لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً أي حسنت قراءته تحسينا ويؤيد ذلك تأييداً لا شبهة فيه حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل شيء حلية وحلية القرآن حسن الصوت (حم م د ن هـ ك) عن البراء بن عازب (قط) في الإفراد (طب) عن ابن عباس (حل) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً) فيه ما تقدم (الحاكم) عن البراء وقال صحيح • (زينوا أعيادكم بالتكبير) ليلتي العيدين من غروب الشمس إلى الإحرام بصلاة العيد وفي الأضحى عقب الصلوات من صبح عرفة إلى آخر أيام التشريق (طس) عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (زينوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس) أي بإكثار قول الله أكبر الله أكبر ولله الحمد إلى آخر المأثور والمشهور (زاهر في) كتاب (تحفة عيد الفطر حل) عن أنس بن مالك • (زينوا مجالسكم بالصلاة عليّ فإن صلاتكم عليّ نور لكم) أي يكون ثوابها نوراً تمشون به على الصراط (يوم القيامة (فر) عن ابن عمر • (زينوا) أمر إرشاد (موائدكم) جمع مائدة ما يؤكل عليه (بالبقل) أي بوضع البقل الذي تأكلونه مع الطعام عليها (فإنه مطردة للشيطان مع التسمية) من الآكلين أو بعضهم ولعل ذلك أبلغ في طرده وكيده (حب) في الضعفاء (فر) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (الزائر أخاه المسلم أعظم أجراً) عند الله (من المزور) قال المناوي سياق الحديث عند مخرجه الديلمي الذي عزاه له المؤلف الزائر أخاه المسلم الأكل من طعامه أعظم أجراً من المزور المطعم في الله عز وجل (فر) عن أنس • (الزائر أخاه في بيته الآكل من طعامه أرفع درجة) أي أكثر ثواباً (من المطعم) له فيه الحث على زيارة الإخوان والأكل من طعامهم والضيافة (خط) عن أنس • (الزاني بحليلة جاره لا ينظر الله إليه يوم القيامةولا يزكيه ويقول له ادخل النار مع الداخلين) وعيد شديد يقتضي أن الزناء بحليلة الجار أعظم إثماً من الزناء بغيرها (الخرائطي في مساوي الأخلاق (فر عن عمرو) بن العاص وضعفه المنذري • (الزبانية) قال المناوي لفظ رواية الطبراني للزبانية فكان حقه أن يورد في حرف اللام (أسرع إلى فسقة القراء) أي إلى اختطافهم من الموقف ليدخلوهم النار (منهم) أي من الزبانية فالزبانية مفضل ومفضل عليه باعتبارين (إلى عبدة الأوثان فيقولون)

للزبانية أو يقول بعضهم لبعض منكرين لذلك متعجبين منه يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان فيقال لهم ليس من يعلم كمن لا يعلم (طب حل) عن أنس • (الزبيب والتمر هو الخمر) أي هما أصل الخمر والغالب اتخاذ المسكر منهما (ن) عن جابر بإسناد صحيح • (الزبير) ابن العوام أحد العشرة (ابن عمتي وحواري قال الشيخ الياء مشددة مفتوحة ومكسورة اهـ ورأيت في بعض النسخ رسمه بمثناتين تحتيتين أي ناصري (من أمتي) قال المناوي والمراد أن له اختصاصاً بالنصرة وزيادة على غيره وإلا فكل الصحب أنصاره (حم) عن جابر رضي الله عنه • (الزرقة في العين يمن) قال المناوي أي بركة يعني المرأة التي عينها زرقاء مظنة للبركة فيندب تزوجها (حب) في الضعفاء عن عائشة (ك) في تاريخه (فر) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (الزكاة قنطرة الإسلام) أي جسره الذي يعبر منه إليه فائتاؤها طريق في التمكين في الدين (طب) عن أبي الدرداء رضي الله عنه • (الزكاة) تجب (في هذه) الحبوب (الأربعة الحنطة والشعير والزبيب والتمر) وزاد في رواية الذرة وقيس بها ما في معناها من كل ما يقتات اختياراً (قط) عن عمر • (الزنا يورث الفقر) أي يقل بركة الرزق (القضاعي (هب) عن ابن عمر بن الخطاب • (الزنجي) بفتح الزاي وتكسر (إذا شبع زنا وإذا جاع سرق) فلا ينبغي اقتناؤه (وأن فيهم) أي الزنج بفتح الزاي وتكسر جيل من السودان معروف (لسماحة ونجدة) قال المناوي أي شجاعة وبأساً كما هو مشاهد فاتخاذهم لهذا الغرض لا بأس به بخلافه لنحو خدمة أو نكاح (عد) عن عائشة بإسناد واه بل قال ابن الجوزي موضوع • (الزهادة في الدنيا) أي ترك الرغبة فيها (ليست بتحريم الحلال) على نفسك كان لا تأكل لحماً ولا تجامع (ولا إضاعة المال) بإخراجه من ملكك (ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك) من المال (أوثق منك بما في يد الله وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها أبقيت لك) فالزهادة استواء الوثوق بما قسمه الله تعالى مما حصل في يديك وما لم يحصل وكونك في ثواب المصيبة في ابتدائها أرغب منك في ثوابها في دوامها (ت هـ) عن أبي ذر • (الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن والرغبة فيها تتعب القلب والبدن) فالزاهد فيها يحصل له خير الدارين الراحة في الدنيا والثواب في الآخرة (طس عد هب) عن أبي هريرة مرفوعاً (هب) عن عمر موقوفاً • (الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن والرغبة فيها تكثر الهم والحزن) إذ لا غاية لها (حم) في الزهد عن طاوس) بن كيسان اليماني الحميري التابعي الجليل (مرسلاً) وأسنده الطبراني عن أبي هريرة • (الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن والرغبة فيها تكثر الهم والحزن والبطالة تقسي القلب) أي الشغل بالعبادة أو باكتساب الحلال للعيال يرققه قال المناوي تتمة قال أبو يزيد ما غلبني إلا شاب من بلخ قال لي ما حد الزهد عندكم قلت أن وجدنا أكلنا وإن فقدنا صبرنا فقال هكذا عندنا كلاب بلخ قلت فما حده عندكم

(حرف السين)

قال إن فقدنا صبرنا وإن وجدنا آثرنا (القضاعي عن ابن عمرو. (حرف السين) (سأحدثكم بأمور الناس وأخلاقهم) فطلبوا منه التحديث بذلك فقال (الرجل يكون سريع الغضب سريع الفيء) أي الرجوع عن الغضب (فلا له) فضل (ولا عليه) نقص بل يكون (كفافاً) أي هذه تكافئ تلك فالفضيلة وهي سرعة رجوعه جبرت النقيصة وهي سرعة غضبه وكذا عكسه (والرجل يكون بعيد الغضب سريع الفيء فذاك له) فضل (ولا عليه نقص) وسكت عن عكسه وهو مذموم (والرجل يقتضي) أي يستوفي (الذي له) على غيره (ويقضي) الدين (الذي عليه) فذاك (لا له) فضيلة (ولا عليه) نقيصة للمقابلة المذكورة (والرجل يقتضي) الدين (الذي له) على غيره ويمطل الناس بالدين الذي عليه مع التمكن من الأداء (فذاك عليه) إثم (ولا له) فضل وترك عكسه وهو محمود إن لم يلزم عليه ضرر من يمون (البزار عن أبي هريرة) بإسناد صحيح أو حسن • (سألت ربي أن لا يعذب اللاهين من ذرية البشر) قال العلقمي قال في النهاية قيل هم البله الغافلون وقيل الذين لم يتعمدوا الذنوب وإن ما فرط منهم سهوا وغفلة وقيل هم الأطفال (فأعطانيهم) يعني عفا عنهم لأجلي (ش قط) في الإفراد والضياء في المختارة (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (سألت ربي أبناء العشرين من أمتي) أي سألته قبول شفاعتي فيهم (فوهبهم لي) أي شفعني فيهم بأن يخرج من شاء تعذيبه من عصاتهم من النار (ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (سألت الله في أبناء الأربعين من أمتي) أي في شأنهم بأن يغفر لهم (فقال يا محمد قد غفرت لهم قلت فأبناء الخمسين قال إني قد غفرت لهم قلت فأبناء الستين قال قد غفرت لهم قلت فأبناء السبعين قال يا محمد إني لأستحي من عبدي أن أعمره سبعين سنة يعبدني لا يشرك بي شيئاً أن أعذبه بالنار) قال المناوي نار الخلود (فأما أبناء الأحقاب) جمع حقب وهو ثمانون سنة وقيل تسعون كما بينه بقوله (أبناء الثمانين والتسعين فأتى واقف) وفي نسخة شرح عليها المناوي واقفهم فنه قال أي موقفهم (يوم القيامة) بين يدي (فقائل لهم ادخلوا معكم من أحببتم الجنة) قال المناوي المراد بالمغفرة هنا التجاوز عن صغائرهم (أبو الشيخ عن عائشة) وإسناده ضعيف • (سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ) أي أن يفوض محاسبتا إليّ فاسترها (لئلا تفتضح عند الأمم فأوحى الله عز وجل إليّ يا محمد بل أنا أحاسبهم فإن كان منهم زلة سترتها حتى عنك لئلا تفتضح عندك) وفيه إشعار بأن هذا من خصائص هذه الأمة (فر) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (سألت ربي أن يكتب) أي يفرض (على أمتي سبحة الضحى) أي صلاتها (فقال تلك صلاة الملائكة من شاء صلاها ومن شاء تركها ومن صلاها فلا يصلها حتى ترتفع) أي الشمس وإن لم يتقدم لها ذكر قال المناوي فيه ندب صلاة الضحى وأن الملائكة

يصلون (فر) عن عبد الله بن زيد بغير سند • (سألت ربي فيما يختلف فيه أصحابي) أي ما حكمه (من بعدي) أي بعد موتي (فأوحي إليّ يا محمد أن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوء من بعض فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى) فاختلافهم رحمة كما في حديث (السجزي في الإبانة) عن أصول الديانة وابن عساكر عن عمر • (سألت ربي أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي ولا يتزوج إلي أحد) بالرفع (من أمتي إلا كان معي في الجنة فأعطاني ذلك) يحتمل أن إلى بمعنى من أو ضمن التزوج معنى الانضمام قال المناوي يحتمل شموله لمن تزوج أو زوج من ذريته (طب ك) عن عبد الله بن أبي أوفى بفتحات وهو حديث صحيح • (سألت ربي أن لايدخل أحداً من أهل بيتي) فاطمة وعلي وابنيهما أو زوجاته (النار فأعطانيها) أي الخصلة المسئولة وفي رواية فأعطاني ذلك (أبو القاسم بن بشران) بكسر الموحدة التحتية وسكون المعجمة (في أماليه عن عن عمران بن حصين) تصغير حصن بإسناد ضعيف • (سألت ربي فأعطاني أولاد المشركين خدماً لأهل الجنة وذلك لأنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك ولأنهم في الميثاق الأول) المأخوذ على الخلق في عالم الذر بقوله الست بربكم قالوا بلى فهم من أهل الجنة وهذا ما عليه الجمهور (أبو الحسن بن ملة) بفتح الميم وشدة اللام (في أماليه عن أنس) بن مالك • (سألت ربي أن لا أزوج) بضم الهمزة وشدة الواو المكسورة أحداً (إلا من أهل الجنة ولا أتزوج إلا من أهل الجنة) أي فأعطاني ذلك الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس • (سألت الله الشفاعة) أي الإذن فيها (لأمتي) أمة الإجابة (فقال لك سبعون ألفاً يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب قلت رب زدني فحثا لي بيديه مرتين وعن يمينه وعن شماله) قال العلقمي هو كناية عن المبالغة في الكثرة وإلا فلا كف ثم ولا حثى تعالى الله عن ذلك (هنا (د) عن أبي هريرة) • (سألت جبريل أي الأجلين قضى موسى لشعيب العشر أو لثماني (قال قضى أكملهما وأتمهما) وهو العشر (ع ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (سألت جبريل) هل (ترى ربك قال إن بيني وبنيه سبعين حجاباً من نور لو رأيت أدناها لاحترقت) قال المناوي ذكر السبعين للتكثير لا للتحديد لأن الحجب إذا كانت أشياء حاجزة فالواحد منها يحجب والله تعالى لا يحجبه شيء فالحجب عبارة عن الهيبة والجلال (طس) عن أنس • (سألت جبريل عن هذه الآية ونفخ في الصور فصعق) مات (من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم قال هم الشهداء ثنية الله) ضبطه الشيخ بمثلثة مضمومة ونون ساكنة ومثناة تحتية مفتوحة (متقلدون أسيافهم حول عرشه) فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون وقيل الحور والولدان وقال البيضاوي قيل جبريل وميكائيل وإسرافيل فإنهم يموتون بعد وقيل حملة العرش اهـ قال العلقمي وأما قوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه فمعناه قابل للهلاك وكل

محدث قابل لذلك وإن لم يهلك (ع قط) في الإفراد (ك) وابن مردويه والبيهقي) في كتاب (الشعب عن أبي هريرة) وهو حديث صحيح • (ساب الموتىكالمشرف على الهلكة) أراد الموتى المؤمنين (طب) عن ابن عمرو بن العاص • (ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة) أي مالم يتجاهر بالمعاصي فإن تجاهر فلا إثم على سابه بما يجاهر به (البزار عن ابن عمرو) ابن العاص بإسناد حسن • (سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له) يني قوله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا وهم أمته صلى الله عليه وسلم قال المناوي قال الزمخشري لا ينبغي ان يغتر به فإن شرطه صحة التوبة انتهى وقال ابن عطاء الظالم الذي يحب الله لأجل الدنيا والمقتصد من يحبه لأجل العقبى والسابق من أسقط مراده لمراده وقيل الظالم من يجزع من البلاء والمقتصد من يصبر عليه والسابق من يلتذ به وقيل الظالم من يعبد على الغفلة والمقتصد مني عبد على الرغبة والرهبة والسابق من يعبد على اليهبة اهـ وقال الجلال المحلى في تفسيره فمنهم ظالم لنفسه بالتقصير في العمل ومنهم مقتصد يعمل به في أغلب الأوقات ومنهم سابق بالخيرات يضم إلى العمل به التعليم والإرشاد إلى العمل (ابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمر) ابن الخطاب • (سادة السودان) يعني الحبشة (أربعة لقمان الحبشي) الحكيم قيل هو عبد داود (والنجاشي) ملك الحبشة (وبلال) المؤذن (مهجع) بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الجيم مولى عمر بن الخطاب (ابن عساكر عبد الرحمن بن يزيد بن جابر مرسلاً) تابعي جليل • (سارعوا في طلب العلم فالحديث من صادق) قال المناوي في نيته (خير من الدنيا وما عليها من ذهب وفضة) وغيرهما (الرافعي في تاريخه) تاريخ قزوين (عن جابر) بن عبد الله • (ساعات الأذى) أي الأمراض والمصائب التي تعرض للإنسان (تذهبن ساعات الخطايا (ابن أبي الدنيا) أبو بكر في كتاب (الفرج) بعد الشدة عن الحسن البصري مرسلاً • (ساعات الأذى في الدنيا يذهبن ساعات الأذى في الآخرة) أي ما يعرض للإنسان من المكاره يكون سبباً للنجاة من أهوال الآخرة (هب) عن الحسن البصري مرسلاً (فر) عن أنس بن مالك • (ساعات الأمراض يذهبن ساعات الخطايا) ي من الذنوب الصغائر (هب) عن أبي أيوب الأنصاري قال عاد المصطفى رجلاً فأكب عليه فسأله فقال ما غمضت منذ سبع فذكره • (ساعة السبحة) بضم السين المهملة أي التطوع (حين تزول) أي الشمس (عن كبد السماء) أي وسطها (وهي صلاة المخبتين) أي الخاضعين الخاشعين الذي أخبتوا إلى ربهم (وأفضلها في شدة الحر) وتسمى هذه صلاة الزوال فهي سنة (ابن عساكر عن عوف) بن مالك • (ساعة في سبيل الله) أي في قتال الكفار لإعلاء كلمة الله الجبار (خير من خمسين حجة) لمن حج وقد تعين عليه الجهاد (فر) عن ابن عمر • (ساعة من عالم) عامل بعلمه (متكئ على فراشه ينظر في علمه) أي يتأمل ويتفهم ويقرأ أو يفتي أو يؤلف (خير من

عبادة العابد سبعين عاماً لتوقف صحة العبادة على العلم ولأن نفعه متعدي (فر) عن جابر • (ساعتانتفتح فيهما أبواب السماء وقلما ترد على داع دعوته) تفتح (لحضور الصلاة والصف في سبيل الله) أي في قتال الكفار لإعلاء كلمة الجبار (طب) عن سهل بن سعد الساعدي • (سافروا تصحوا) أي تشفوا من الأمراض (ابن السني وأبو نعيم) في كتاب (الطب) النبوي (عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه • (سافروا تصحوا وتغنموا) يحتمل بسبب الجهاد في سبيل الله أوبسبب التجارة (هق) عن ابن عباس بإسناد ضعيف الشيرازي في الألقاب (طس) وأبو نعيم في الطب والقضاعي عن ابن عمر بإسناد واه • (سافرو تصحوا) لأن الحركة تعود على البدن بالنفع (وترزقوا) أي يبارك لكم في رزقكم (عب) عن محمد بن عبد الرحمن مرسلاً • (سافروا تصحوا واغزوا تستغنوا) قال المناوي قرنه بالغزو إشارة إلى أن المراد بالسفر في هذه الأخبار سفر الجهاد ونحوه فلا يناقضه خبر السفر قطعة من العذاب (حم) عن أبيهريرة بإسناد صحيح • (سافروا مع ذوي الجدود) أي الحظوظ (والميسرة) يحتمل أنه أمر بذلك ليحصل منهم الإعانة عند الاحتياج وقال المناوي لأن السفر يظهر خبايا الطباع فمن سافر مع أهل الجد والاحتشام تعلم رعاية الأدب وتحمل الأذى (فر) عن معاذ وهو حديث ضعيف • (ساقي القوم آخرهم) أي شربا قال النووي هذا أدب من آداب ساقي القوم الماء واللبن ونحوهما وفي معناه ما يفرق على الجماعة من المأكول كلحم وفاكهة ومشموم وغير ذلك فيكون المفرّق آخرهم تناولاً منه لنفسه (حم تخ د) عن عبد الله بن أبي أوفى بإسناد صحيح • (ساقي القوم آخرهم شرباً لأن ذلك أبلغ في القيام بحق الخدمة (ت هـ) عن أبي قتادة (طس) والقضاعي عن المغيرة بن شعبة قال الشيخ حديث صحيح • (سام أبو العرب وحام أبو الجيش ويافث أبو الروم) والثلاثة أولاد نوح لصلبه (م ت ك) عن سمرة بن جندب بإسناد حسن • (ساووا بين أولادكم) الذكر والأنثى الصغير والكبير (في العطية) أي الهبة ونحوها (فلو كنت مفضلاً أحداً) من الأولاد (لفضلت النساء) على الرجال والأمر للندب عند الشافعي (طب خط) وابن عساكر عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (سباب المسلم) بكسر المهملة وتخفيف الموحدة مصدر سب وهو أبلغ من السب فإن السب شتم الإنسان والتكلم في عرضه بما يعيبه السباب أن يقول فيه بما فيه وما ليس فيه (فسوق) أي خروج عن طاعة الله ورسوله (وقتاله) قال العلقمي يحتمل أن يكون على عابه من المفاعلة وأن يكون بمعنى القتل (كفر) أن قاتل المسلم أو قتله مستحلاً لذلك أو المراد الكفر اللغوي وهو الستر لأنه بقتاله له ستر ماله وعليه من حق الإعابة وكف الأذى أو عبر به مبالغة في التحذير عن ذلك (حم ق ت ن هـ) عن ابن مسعود (هـ) عن أبي هريرة وعن سعد بن أبي وقاص (طب) عن عبد الله بن المغفل) بفتح المعجمة وشدة الفاء (وعن عمرو بن النعمان بن مقرن (قط) في الإفراد عن جابر • (سباب المسلم

فسوق وقتاله كفر وحرمة ماله) واختصاصه (كحرمة دمه) في حصول الإثم وإن تفاوت (طب) عن ابن مسعود ورجاله رجال الصحيح • (سبحان الله نصف الميزان) أي قول العبد سبحان الله يملأ ثوابها إحدى كفتي الميزان (والحمد لله تملأ الميزان) أي ثوابها يملأ الكفتين (والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض) أي لو قدر ثواب ذلك جسماً لملأ • (والطهور نصف الإيمان والصوم نصف الصبر) تقدم الكلام على معناه في التسبيح نصف الميزان (حم هب) عن رجل من بني سليم وإسناده صحيح • (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر في ذنب) أي ذنوب (الإنسان المسلم مثل الآكلة) بالمد أي قرحة داء في العضو يتأكل منه ويأكل بعضه بعضاً (في جنب بني آدم) أي قولها يكفر الذنوب الصغائر (ابن السني في عمل يوم وليلة (عن ابن عباس) بغسناد حسن • (سبحان الله نصف الميزان والحمد لله ملء الميزان والله أكبر ملء السموات والأرض ولا إله إلا الله ليس دونها ستر ولا حجاب) جميع بينهما لمزيد التقرير والتكيد أي بل تصعد بلا مانع (حتى تخلص إلى ربها عز وجل) أي تصل إليه بلا علائق ولا حاجب وهو كناية عن سرعة قبولها وكثرة ثوابها (السجزي في الإبانة عن ابن عمرو) بن العاص (ابن عساكر في التاريخ عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (سبحان الله) بمعنى التنزيه ضمن هنا معنى التعجب (ماذا) استفهام ضمن معنى التعجب والتعظيم (أنزل) بالبناء للمفعول وفي رواية انزل الله (الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن) قال العلقمي والمراد بالإنزال إعلام الملائكة بالأمر المقدور أو النبي صلى الله عليه وسلم أوحي إليه في المنام أو في اليقظة أنه سيقع بعده فتن وتفتح لهم الخزائن وهذا من معجزاته فقد وقع بعده الفتن وفتحت الخزائن من فارس والروم وغيرهما والمراد بالخزائن خزائن الرحمة وبالفتن العذاب لأنها أسبابه (أيقظوا) أي نبهوا للتهجد (صواحب الحجر) بضم المهملة وفتح الجيم وفي رواية صواحبات الحجر وهن أزواجه صلى الله عليه وسلم وخصهن بالذكر لأنهن الحاضرات أو من باب ابدأ بنفسك ثم بمن تعول (فربّ) نفس (كاسية في الدنيا) من أنواع الثياب (عارية في الآخرة) لعدم العمل أو أراد عارية من شكر المنعم ونبه بأمرهن بالانتباه على أنه لا ينبغي الطواف والاعتماد على كونهن أزواجه صلى الله عليه وسلم قال تعالى فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون قال العلقمي رحمه الله ورب هنا للتكثير وإن كان أصلها للتقليل والتحقيق فيها أنها ليست للتقليل دائماً خلافاً للأكثرين ولا للتكثير دائماً خلافاً لابن درستويه وجماعة بل ترد للتكثير كثيراً وللتقليل قليلاً وهي متعلقة وجوباً بفعل ماض مقدر متأخر كعرفتها ويجوز في عارية الجر صفة لكاسية المجرورة برب كما في أكثر الروايات والرفع خبر مبتدأ محذوف (حم خ ت) عن أم سلمة) قالت استيقظ المصطفى فزعاً ثم ذكره • (سبحان الله أين الليل إذا جاء النهار) قال العلقمي وسببه كما في الكبير عن التنوخي أن هرقل كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم تدعوني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار فذكره وقال سبحان الله

(حم) عن التنوخي) بفتح المثناة الفوقية وضم النون مخففة خاء معجمة • (سبحوا) في الصلاة (ثلاث تسبيحات ركوعاً) أي في الركوع بأن يقول المصلي سبحان ربي العظيم ثلاثاً (وثلاث تسبيحات سجوداً) أي في السجود بأن يقول سبحان ربي الأعلى ثلاثاً والثلاث أدنى الكمال وأكمل منه في حق المنفرد وأمام محصورين راصين بالتطويل خمس فسبع فتسع فإحدى عشرة (هق) عن محمد بن علي مرسلاً) • (سبحي الله عشراً) أي قولي سبحان الله عشر مرات (واحمدي الله عشراً) أي قولي الحمد لله عشر مرات (وكبرى الله عشراً) أي قولي الله أكبر عشر مرات (ثم سلي الله) ما شئت مما يباح سؤاله من خيري الدنيا والآخرة (فإنه) أي الله سبحانه وتعالى (يقول قد فعلت) أي أعطيت عين المسئول أو ما هو أصلح (حم ن ت حب ك) عن أنس وإسناده حسن أو صحيح • (سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل) أي ثوابها (لك مائة رقبة) أي عتق مائة إنسان (من ولد) بضم فسكون (إسماعيل) بن إبراهيم الخليل قال المناوي وهذا تتميم ومبالغة في معنى العتق لأن فك الرقبة أعظم مطلوب وكونه من عنصر إسماعيل أعظم (واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها) الغزاة (في سبيل الله) لقتال أعداء الله (وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة) أي ناقة (مقلدة مقبله) أي أهديتيها وتقبلهاالله وأثابك عليها فثواب التكبير يعدل ثوابها (وهللي الله مائة تهليلة) أي قولي لا إله إلا الله مائة مرة والعرب أكثر استعمالهم لكلمتين ضموا بعض حروف إحداهما لبعض الأخرى (فإنها تملأ ما بين السماء والأرض) أي أن ثوابها لو جسم ملأ ذلك الفضا (ولا يرفع يومئذ) أي يوم قولها (لأحد عمل أفضل منها) أي أكثر ثواباً (إلا أن يأتي بمثل ما أتيت) أنت به فإنه يرفع له مثله والتفضيل ليس مراداً (حم طب) عن أم هانئ فأخته أو هند أخت علي قالت قلت يا رسول الله كبر سني ورق عظمي فدلني على عمل يدخلني الجنة فذكره وإسناده حسن • (سبع يجري للعبد المسلم) أجرهن (أحدهن وهو في قبره بعد موته من علم) بالتشديد والبناء للفاعل (علماً) شرعياً لوجه الله (أو أجري نهراً أو حفر بئراً) للسبيل (أو غرس نخلاً أو بنى مسجداً أو ورّث) بالتشديد والبناء للفاعل (مصحفاً) أي خلفه لوارثه ليقرأ فيه (أو ترك ولداً مسلماً يستغفر له بعد موته) أي يطلب له من الله المغفرة (البزار وسمويه عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (سبع مواطن لا يجوز فيها الصلاة) أي جوازاً مستوى الطرفين (ظاهراً بيت الله) أي سطح الكعبة للا خلاله بتعظيمها بالاستعلاء عليها (والمقبرة) بتثليث الباء (والمزبلة) بفتح الباء وضمها موضع الزبل (والمجزرة) محل جزر الحيوان أي ذبحه والمعنى في الكراهة الثلاثة نجاستها فيما يحاذي المصلى منها (والحمام) ولو جديداً حتى مسلحه والمعنى فيه أنه مأوى الشياطين (وعطن الإبل) أي الموضع الذي تنحى إليه الإبل الشاربة ليشرب غيرها قاله الشافعي وغيره أو لتشرب عللاً بعد نهل

كما قاله الجوهري وغيره (ومحجة الطريق) بفتح الميم جادة الطريق أي وسط الطريق ومعظمه والجمع الجواد مثل دابة ودواب والمعنى في الطريق اشتغال القلب بمرور الناس فيها وقطع الخشوع ومذهب الشافعي أن الصلاة في هذه المواضع تكره وتصح (هـ) عن عمر بإسناد ضعيف • (سبعة يظلهم الله) تعالى (في ظله يوم لا ظل إلا ظله) قال المناوي المراد يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين وقربت الشمس من الرؤوس واشتد عليهم حرها وأخذهم العرق ولا ظل هناك لشيء إلا العرش وقال ابن دينار المراد بالظل هنا الكرامة والكنف والكن من المكاره في ذلك الموقف يقال فلان في ظل فلان أي في كنفه وحمايته وهذا أولى الأقوال وقيل المراد بالظل الرحمة (إمام عادل) قال العلقمي قالوا هو كل من نظر إليه في شيء من أمور المسلمين من الولاة والحكام وبدأ به لكثرة مصالحه وعموم نفعه (وشاب نشأ في عبادة الله تعالى) أي ابتدأ عمره فيها فلم تكن له صبوة وخصه لكونه مظنة الشهوة قال العلقمي وفي رواية نشأ بعبادة الله تعالى قال شيخنا كذا في الأصول بالباء وهي للمصاحبة أي نشأ متلبساً بها مصاحباً لها قاله النووي قال القرطبي ويحتمل أن يكون بمعنى في كما وردت في بمعنى الباء في قوله تعالى يأتيم الله في ظلل من الغمام (ورجل قلبه معلق) قال العلقمي هذا في أكثر الأصول وفي بعضها متعلق بالتاء (بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه) وفي رواية بالمساجد أي شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها وليس معناه دوام العقود فيها قاله النووي (ورجلان تحابا) قال المناوي بشدة الموحدة أي أحب كل منهما صاحبه (في الله) أي في طلب رضاه أو لأجله لا لغرض دنيوي (فاجتمعا على ذلك) الحب (وافترقا عليه) أي استمرا على ذلك على محبتهما حتى فرّق بينهما الموت اهـ وقال العلقمي حتى تفرقا من مجلسهما قال ومحبة الله تعالى اسم لمعان كثيرة منها أن يحرص على أداء فرائضه تعالى والتقرب إليه من نوافل الخير بما يطيقه (ورجل ذكر الله تعالى) بلسانه أو قلبه (خالياً) من الناس أو من الالتفات لما سواه ففاضت عيناه) أي سالت دموعه (ورجل دعته امرأة ذات منصب) بكسر الصاد أي حسب ونسب شريف ومال أ (وجمال) أي مزيد حسن إلى الزنا بها (فقال) بلسانه أو بقلبه زاجراً لها عن الفاحشة (إني أخاف الله رب العالمين ورجل تصدق بصدقة) أي تطوع وأما الزكاة ففيها تفصيل مذكور في كتب الفقه (فأخفاها) أي كتمها عن الناس (حتى لا تعلم) ويجوز رفعه ونصبه (شماله ما تنفق يمينه) ذكره مبالغة في الإخفاء والمعنى لو قدر الشمال رجلاً مستيقظاً ما علم صدقة اليمين وقيل المراد من عن يمينه وشماله من الناس وقيل أن يتصدق على الضعيف في صورة المشتري منه فيدفع له درهماً مثلاص في شيء يساوي نصف درهم فالصورة مبايعة والحقيقة صدقة وهو اعتبار حسن وقد نظم السبعة المذكورة ابو شامة فقال وقال النبي المصطفى أن سبعة • يظلهم الله العظيم بظله

محب عفيف ناشئ متصدق • وباك مصل والإمام بعدله وذكر السبع لا مفهوم له فقد روى الإظلال لذوي خصال أخر وتتبعها بعضهم فبلغت سبعين فمنها من أنظر معسراً أو وضع عنه ومن أعان مجاهداً في سبيل الله أو غارماً في عسرته أو مكاتباً في رقبته ورجل كان مع سرية في قوم فلقوا العدو فانكشفوا فحمى آثارهم حتى نجوا ونجا أو استشهد ومنها الوضوء على المكارم والمشي إلى المساجد في الظلم وإطعام الجائع حتى يشبع ومن أعان أخرق والتاجر الصدوق وحسن الخلق ولو مع الكافر ومن كفل يتيماً أو أرملة والذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سئلوه بذلوه وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم واحزين ولفظ حديثه صل على الجنائز لعل ذلك يحزنك فإن الحزين في ظل الله والناصح للوالي في نفسه وفي عباد الله ومن لم يكن على المؤمنين غليظاً وكان بهم رؤوفاً رحيماً ومن يعزي الثكلى وواصل رحمه وامرأة مات زوجها وترك عليها أيتاماً صغاراً فقالت لا أتزوج أقيم على أيتامي حتى يموتوا أو يغنيهم الله وعبد صنع طعاماً فأضاف ضيفه فأحسن ضيافته فدعا اليتيم والمسكين لوجه الله ورجل حيث توجه علم أن الله معه ورجل يحب الناس لجلال الله تعالى ورجل لم تأخذه في الله لومة لائم ورجل لم يمد يده إلى ما لا يحل له ورجل لم ينظر إلى ما حرم الله عليه والذين لايبتغون في أموالهم الربا ولا يأخذون على أحكامهم الرشا ومن فرّج عن مكروب من أمته صلى الله عليه وسلم ومن أحيي سنته ومن أكثر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وذراري المسلمين والذين يعودون المرضى ويسقون الهلكى والصائمون ومحبة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ومحبة شيعت ومن قرأ إّا صلى الغداة ثلاث آيات من أول سورة الأنعام إلى ويعلم ما تكسبون ومن ذكر الله تعالى بلسانه وقلبه والذين يستغفرون بالأسحار ومن لا يحسدون الناس ومن بر والديه ومن لا يمشي بالنميمة ومن قتل في سبيل الله والمعلم لكتاب الله ورجل أم قوماً وهم له راضون ورجل كان يؤذن في كل يوم وليلة وعبد أدى حق الله وحق مواليه والقاضي لحوائج الناس والمهاجرون وشخص لم يمش بين اثنين بمراء قط ومن لم يحدث نفسه بزنا قط وحملة القرآن وأهل الورع (مالك ت) عن أبي هريرة وأبي سعيد) الخدري (حم ق ن) عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً) • (سبعة) يكونون (في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله) إضافة الظل إلى العرش لأنه محل الكرامة وإلا فالظل وجميع العالم تحت العرش (رجل ذكر الله ففاضت عيناه ورجل يحب عبداً لا يحبه إلا لله ورجل قلبه معلق بالمساجد) من شدة حبه إياها (ورجل يعطي الصدقة بيمينه فيكاد يخفيها عن شماله وإمام مقسط) أي عادل في رعيته (ورجل عرضت علي امرأة نفسها ذات منصب وجمال) ليزني بها وقيل ليتزوجها (فتركها لجلال الله ورجل كان في سرية مع قوم فلقوا) العدو (فانكشفوا فحمى آثارهم) حتى نجا ونجوا أو استشهد (ابن زنجويه عن الحسن) البصري (مرسلاً ابن عساكر عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف • (سبعة

يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله رجل قلبه معلق بالمساجد ورجل دعته امرأة ذات منصب فقال إني أخاف الله ورجلان تحابا في الله ورجل غض عينيه عن محارم الله وعين حرست في سبيل الله) أي في الرباط أو في القتال (وعين بكت من خشية الله البيهقي في) كتاب (الاسما) والصفات (ت) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (سبعة لعنتهم وكل نبي مجاب) الدعوة (الزائد في كتاب الله) أي يدخل فيه ما ليس منه والمكذب بقدر الله بقوله أن العباد يفعلون بقدرهم (والمستحل حرمة الله) قال المناوي أي من فعل في حرم مكة ما لا يجوز اهـ وظاهر الحديث الإطلاق (والمستحل من عترتي ما حرم الله) أي من فعل بأقاربي ما لا يجوز (والتارك لسنتي) بترك العمل بها (والمستأثر بالفيء) أي المختص به من أمير أو إمام فلم يصرفه لمستحقه (والمتجبر بسلطانه) أي بقوته وقهره (ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله (طب) عن عمرو بن شفوي) بشين وغين معجمتين اليافعي بإسناد حسن • (سبعون ألفاً من أمتي) المراد التكثير لا التحديد (يدخلون الجنة بغير حساب) ولا عذاب (هم الذين لا يكتوون ولا يكوون ولا يسترقون ولا يتطيرون) لأن الطيرة نوع من الشرك (وعلى ربهم يتوكلون البزار عن أنس) وهو حديث ضعيف • (سبق درهم) أي فضل ثواب درهم تصدق به صاحبه (مائة ألف درهم) تصدق بها صاحبها قالوا كيف قال (رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها (ت) عن أبي ذر بإسناد صحيح • (سبق المفردون) بضم الميم وتشديد الراء وتخفيفها يقال فرد برأيه وأفرد وفرد واستفرد بمعنى انفرد واعتزل الناس أي المنفردون المعتزلون عن الناس للتعبد قيل ومن المفردون قال (المستهترون) قال الشيخ اسم فاعل بمثناتين فوقيتين فراء وفي القاموس الهنز الخفاء في الكلام وفي رواية المستهزؤون (في ذكر الله) قال في النهاية سبق المفردون قالوا وما المفردون قال الذين اهتزؤا في ذكر الله وفي رواية المستهزؤن بذكر الله تعالى يعني الذين أولعوا به ولم يشتغلوا بغيره (يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافاً) أي يذهب الذكر ذنوبهم التي تثقلهم (ت ك) عن أبي هريرة (طب) عن أبي الدرداء) قال الشيخ حديث صحيح • (سبق المهاجرون) من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم (الناس) أي المسلمين غير المهاجرين (بأربعين خريفاً) أي سنة (إلى الجنة يتنعمون فيها والناس محبوسون للحساب ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف (طب) عن مسلمة) بفتح الميم واللام ابن مخلد • (ست خصال من الخير جهاد أعداء الله بالسيف) أي قتال الكفار بالسلاح وخص السيف لغلبة استعماله فيه (والصوم في يوم الصيف) يعني في شدة الحر (وحسن الصبر عند المصيبة) أي في ابتدائها (وترك المراء) بكسر الميم مخففاً أي الجدال والخصام (وأنت محق) وخصمك مبطل (وتبكير الصلاة) أي التبكير لها (في يوم الغيم) أي

المبادرة بإيقاعها عقب الاجتهاد أول وقتها عند ظن دخوله لئلا يخرج وقتها (وحسن الوضوء في أيام الشتاء) أي إسباغه في شدة البرد بالماء البارد عند العجز عند تسخينه (هب) عن أبي مالك) الأشعري • (ست خصال من السحت) أي الحرام لأنه يسحت البركة أي يذهبها (رشوة الإمام) أي قبول الإمام الأعظم أو نائبه إياها ليحق باطلاً أو يبطل حقاً (ويه أخبث ذلك كله) لما يترتب عليها من الجور وظلم العباد قال العلقمي قال شيخنا الرشوة الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة (وثمن الكلب) ولو معلماً يعني أن بيعه وأخذ ثمنه حرام (وعسب الفحل) أي أجرة ضرابه فهو على حذف مضاف إذ المشهور في تفسي رالعسب أنه ضرابه أي طروقه للأنثى نعم يجوز لصاحب الأنثى أن يعطي صاحب الفحل شيئاً على سبيل الهدية (ومهر البغي) بفتح الموحدة وتشديد التحتية أي ما تعطاه الزانية للزنا بها سماه مهراً مجازاً (وكسب الحجام) لدناءته فيكره الأكل منه تنزيهاً (وحلوان الكاهن) بضم الحاء المهملة قال العلقمي مصدر حلوته إذا أعطيته وأصله من الحلاوة شبهه بالشيء الحلو من حيث أنه يأخذ سهلاً بلا كلفة ولا مشقة وهو ما يأخذه على التكهن والكاهن الذي يدعي مطالعة علم الغيب ويخبر النسا عن الكوائن والفرق بينه وبين العراف أن الكاهن يتعاطى الأخبار عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار والعراف هو الذي يدعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما (ابن مردويه) في تفسيره (عن أبي هريرة) • (ست) من الخصال (من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد) عند الله تعالى أن يدخله الجنة (يوم القيامة تقول كل واحدة منهن قد كان يعمل بي الصلاة والزكاة والحج والصيام وأداء الأمانة وصلة الرحم) أي القرابة بالإحسان إليهم والظاهر أن المراد الحث على فعل المذكورات والمحافظة على أداء الواجبات أو بعد أن يعذبه على ترك غيرها أو يعفو عنه (طب) عن أبي أمامة • (ست من كن فيه كان مؤمناً حقاً) أي حقيقة أي كامل الإيمان (إسباغ الوضوء) أي إتمامه وإكماله بأداء فروضه وشروطه ومندوباته (والمبادرة إلى الصلاة) أي إلى فعلها أول وقتها (في يوم دجن) بفتح الدال المهملة وسكون الجيم ظل الغيم في اليوم المطير والدجنة الظلمة قاله في مسند الفردوس وقال المناوي الدجن المطر الكثير (كثرة الصوم في شدة الحر وقتل الأعداء) أي الكفار الذين لا أمان لهم (بالسيف والصبر على المصيبة) بأن لا يجزع (وترك المراء وإن كنت محقاً (فر) عن أبي سعيد) بإسناد واه • (ست من أشراط الساعة) أي علاماتها (موتى) مضاف لضمير المتكلم (وفتح بيت المقدس وأن يعطى) الرجل بالبناء للمفعول (ألف دينار فيستخطها) استقلالاً بها كناية عن كثرة المال (وفتنة يدخل حرها) أي مشقتها من كثرة القتل والنهب (بيت كل مسلم) قيل هي واقعة التتار إذ لم يفعل في الإسلام ولا في غير مثلها وقيل بل تأتي (وموت يأخذ في الناس كقعاص) بضم القاف بعدها

عين مهملة (الغنم) داء يصيبها فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة (وأن يغدر الروم) بنقض العهد الذي يكون بينكم وبينهم (فيسيرون بثمانين بنداً) قال الشيخ بفتح الموحدة وسكون النون ودال مهملة العلم الكبير (تحت كل بند اثنا عشر ألفاً) من المقاتلة (حم طب) عن معاذ) • (ستة أشياء تحبط الأعمال الاشتغال بعيوب الخلق) عن عيوب النفس (وقسوة القلب) أي عدم قبول المواعظ (وحب الدنيا وقلة الحياء وطول الأمل وظالم لا ينتهي) عن ظلمه الظاهر أن هذا خرج مخرج الزجر والتنفير (فر) عن عدي بن حاتم الطائي) بإسناد فيه متهم • (ستة مجالس) بالجر ومنع الصرف (المؤمن ضامن على الله ما كان في شيء منها) يحتمل أنه بمعنى مضمون وعبارة المناوي يعني أنه ضامن على الله أن ينجيه من أهوال يوم القيامة اهـ والظاهر أن المراد يشبه مدة تلبسه بها كونه (في سبيل الله) برباط أو قتال (أو مسجد جماعة أو عند مريض) لعيادته أو خدمته (أو في جنازة أو في بيته) أي منفرداً عن الناس (أو عند إمام مقسط يعزره) أي يعظمه (ويوقره البزار (طب) عن ابن) عمرو بن العاص بإسناد صحيح • (ستة لعنتهم لعنهم الله) دعا عليهم (وكل نبي مجاب) روى بميم وبمثناة تحتية من الحق والخلق والجملة حال من فاعل لعنتهم (الزائد في كتاب الله) أي من يدخل فيه ما ليس منه ويتأوله بما لا يصح (والمكذب بقدر الله والمتسلط بالجبروت فيعز بذلك من أذل الله ويذل من أعز الله (والمستحل لحرم الله) بفتح الحاء والراء أي حرم مكة يعني من فعل في الحرم ما يحرم فعله (والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي) بالإعراض عنها استخفافاً (ت ك) عن عائشة (ك) عن علي) • (ستخرج نار من حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس) تمامه قالوا فما تأمرنا قال عليكم بالشام (حم ت) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (ستر) قال الدميري الستر بالكسر الحجاب وبالفتح مصدر سترت الشيء استره إذا غطيته اهـ أي حجاب (ما بين أعين الجن وبين عورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء) أي أراد دخوله (أن يقول بسم الله) قال بعض أئمتنا الشافعية ولا يزيد الرحمن الرحيم لأن المحل ليس محل ذكر ووقوفاً مع ظاهر هذا الخبر (حم ت هـ) عن عليّ بإسناد صحيح • (ستر ما بين أعين الجن وبين عورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه) يحتمل أن المراد أراد نزعه لنحو نوم كاغتسال (أن يقول بسم الله (طس) عن أنس) بإسناد حسن • (سترة الإمام سترة من) وفي رواية لمن (خلفه) من المقتدين قال الشيخ لأنه تابع يكفيه سترة إمامه اهـ والمعتمد أن ذلك لا يكفي فيندب للمأموم اتخاذ سترة أيضاً (طس) عن أنس بإسناد ضعيف • (ستشرب أمتي من بعدي الخمر يسمونها بغير اسمها) أي يشربون النبيذ المسكر ويسمونه طلاء تحرجاً من أن يسموه خمراً (يكون عونهم على شربها) خبر مقدم (أمراؤهم ابن عساكر عن كيسان) • (ستفتح عليكم أرضون) بفتح الراء جمع أرض (ويكفكم الله) العدو (فلا يعجز) بكسر الجيم (أحدكم أن يلهو بنفسه) أي يلعب بنباله قال العلقمي معناه الندب إلى الرمي (حم م)

عن عقبة بن عامر الجهني • (ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا) بضم المثناة الفوقية وفتح النون وشدة الجيم أي تزينوا (بيوتكم) قال في النهاية التنجيد التزيين يقال بيت منجد ونجوده ستوره التي تعلق على حيطانه يزين بها (كما تنجذ الكعبة) بالبناء للمفعول (فأنتم اليوم خير من يومئذ (طب) عن أبي جحيفة) بإسناد صحيح • (ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي إلا) بالتخفيف حرف تنبيه (وعمالها) أي الأمراء (في النار إلا من اتقى الله) تعالى بالعدل وترك الظلم (وأدى الأمانة) فيما جعله الله أميناً عليه (حل) عن الحسن البصري) بإسناد ضعيف • (ستفتحون منابت الشيخ) قال المناوي أشار به إلى أنه يفتح لهم من الأقطار البعيدة ما يظهر به الدين وينشرح به صدور المؤمنين (طب) عن معاوية • (ستكون فتن) قال العلقمي في رواية فتنة بالإفراد والمراد بالفتنة ما يلحق بالاختلاف في طلب الملك حيث لا يعلم المحق من المبطل (القاعد فيها) أي في زمانها عنها (خير من القائم) قال بعضهم المراد بالقائم الذي لا يستشرفها وقيل هو من باشرها غير قائم بأسبابها (والقائم فيها خير من الماشي) في أسبابها لأمر سواها (والماشي فيها) قيل المراد منيمشي في أسبابه لأمر سواها (خير من الساعي) إليها بحيث يكون سبباً لإثارتها (من تشرف لها) بفتح المثناة الفوقيةوالمعجمة وتشديد الراء أي تطلع لها بأن يتصدى ويتعرض ولا يعرض عنها (تستشرفه) أي تجره لنفسها وتدعوه إلى الوقوع (ومن وجد فيها) أي في زمانها (ملجأ) يلتجئ إليه من شره (أو معاذاً) بفتح الميم وبالعين المهملة وبالذال المعجمة هو بمعنى الملجأ قال المناوي شك من الراوي (فليعذ) بفتح المثناة وضم العين المهملة وفي رواية لمسلم فليستعذ (به) أي ليذهب إليه ليعتذل فيه ويسلم من شر الفتنة تمسك قوم بهذا الحديث وحملوه على العموم ومنعوا الدخول في القتال بين المسلمين مطلقاً وقال آخرون إذا بغت طائفة على الإمام فامتنعت من الواجب عليها ونصب الحرب وجب قتالها وكذلك لو تحاربت طائفتان وجب على كل قادر الأخذ على يد المخطئ ونصر المصيب وفي هذا الحديث من الفوائد التحذير من الفتنة والحث على اجتناب الدخول فيها وأن شرها يكون بحسب التعلق بها فالمراد أن بعضهم أشد في ذلك من بعض (حم ق) عن أبي هريرة) • (ستكون أمراء فتعرفون) بعض أفعالهم أي ترضونها لموافقتها للشرع (وتنكرون) بعضها لمخالفتها للشرع (فمن كره) ذلك المنكر بلسانه بأن أمكنه تغييره بالقول فقال فقد (برئ) من النفاق والمداهنة (ومن) ضعف عن ذلك و (أنكر) بقلبه (سلم) من العقوبة (ولكن من رضي) بالمنكر (وتابع) عليه في العمل فهو الذي (لم يبرأ) من العقوبة (م د) عن أم سلمة) • (ستكون بعدي هنات وهنات) كقناة واحدها هنة تأنيث هن كناية عما لا يراد التصريح به لبشاعته وقال في النهاية أي شرور وفساد يقال في فلان هنات أي خصال شر ولا تقال في الخير (فمن رأيتموه فارق الجماعة ويريد أن يفرق أمر أمة محمد كائناً من كان) أي سواء كان من الأقاربي أم لا (فاقتلوه) قال

العلقمي في رواية مسلم فاضربوه بالسيف قال النووي فيه الأمر بقتال من خرج عن الإمام أو أراد تفريق كلمة المسلمين ونحو ذلك نهي عن ذلك فإن لم ينته قوتل وإن لم يندفع شره إلا بقتله فقتل كان هدراً فقوله فاضربوه بالسيف وفي الرواية الأخرى فاقتلوه أي إن لم يندفع إلا بذلك (فإن يد الله مع الجماعة وأن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض) فإنه تعالى جمع المؤمنين على شريعة واحدة فمن فارقهم خالف أمر الرحمن فلزمه الشيطان (ن حب) وكذا أحمد (عن عرفجة) بن شريح • (ستكون أمراء يشغلهم) بفتح المثناة التحتية والغين المعجمة (أشياء) من أمور الدنيا (يؤخرون الصلاة عن وقتها) المختار (فاجعلوا صلاتكم معهم تطوّعاً) أي صلوا في أول الوقت وأعيدوا الصلاة معهم أمرهم بذلك حذراً من قبيح الفتن واختلاف الكلمة وقد وقع ذلك زمن بني أمية (هـ) عن عبادة) بن الصامت • (ستكون بعدي أئمة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها) المختارة (صلوها لوقتها) أي لأول وقتها (فإذا حضرتم معهم الصلاة فصلوها) معهم تطوّعاً (طب) عن ابن عمرو بإسناد صحيح • (ستكون عليكم أمراء من بعدي يأمرونكم بما لا تعرفون) إباحته (ويعملون بما تنكرون فليس أولئك عليكم بأئمة) أي فلا يلزمكم طاعتهم فيما حرم الله (طب) عن عبادة) بن الصامت بإسناد حسن • (ستكون أئمة من بعدي يقولون فلا يرد عليهم قولهم) أي لا يستطيع أحد أن يرد عليهم (يتقاحمون في النار) أي يقعون فيها كما يقتحم الإنسان الأمر العظيم وتقحمه إذا رمى نفسه فيه من غير روية وتثبت قاله في النهاية (كما تقاحم القردة) بحذف إحدى التاءين (ع طب) عن معاوية بن أبي سفيان • (ستكون) أي ستحدث (فتن يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً إلا من أحياه الله بالعلم) أي أحيي قلبه به لأنه بصيرة من أمره فيتجنب مع إيقاع الفتن بما يعلمه من العلم (هـ طب) عن أبي أمامة بإسناد صحيح • (ستكون) أي ستحدث (فتنة صماء بكماء عمياء) بالمد في الجميع قال ابن رسلان أراد أنها لا تسمع ولا تنطق ولا تبصر فهي لذهاب حواسها لا تدرك شيئاً ولا تقطع ولا ترتفع وقيل هي كالحية العمياء الصماء التي لا تقبل لسعتها الرقي ولا يستطيع أحد أن يأمر فيها بمعروف أو ينهى عن منكر بل أن تكلم بحق آذاه النسا وقالوا أما صلح إلا أنت (من أشرف لها) أي من تطلع إليها وتعرض لها وقرب منها (استشرفت له) أي تطلعت له وجرته إلى نفسها (وإشراف اللسان فيها) يعني إطالة اللسان فيها بالكلام (كوقوع السيف) في المحاربة بل هي أشد (د) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (ستكون إحداث وفتنة وفرقة واختلاف) يحتمل أن يكون العطف للتفسير (فإن استطعت أن تكون المقتول) فيها (لا القاتل فافعل) وهذا في فتن تكون بين المسلمين وأما الكفار فيحرم الاستسلام (ك) عن خالد بن عرفطة بضم المهملة وسكون الراء وضم الفاء وفتح الطاء المهملة بإسناد حسن • (ستكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم يحدثونكم فيكذبونكم) بفتح المثناة التحتية وسكون الكاف

(ويعملون فيسئيون) من الإساءة (العمل لا يرضون منكم) أي عنكم (حتى تحسنوا) بالتشديد (قبيحهم وتصدقوا كذبهم فاعطوهم الحق ما رضوا به فإذا تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيد) من شهداء الآخرة خاطبهم بذلك ليوطنوا أنفسهم على ما تلقوه من الأذى فيصروا عليه (طب) عن أبي سلالة الأسلمي أو السلميّ بإسناد ضعيف • (ستكون معادن) جمع معدن (يحضرها شرار الناس) أي فاتركوها ولا تقربوها (حم) عن رجل من بني سليم قال الشيخ حديث حسن • (ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم ويكون فيكم داء كالدمل) بضم الدال المهملة وفتح الميم المشددة (أو كالحزة) بضم الحاء المهملة وفتح الزاي مشددة قال الجوهري حزة واحتزه أي قطعه والتحزز التقطع (يأخذ بمراق الرجل) بتشديد القاف ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي يرق جلدها جمع مرق وقال الجوهري لا واحد لها (يستشهد الله به أنفسهم) أي بقتلم بوخذ الجن وهو الطاعون (ويزكي به أعمالهم) أي ينميها ويطهرها وقد وقع ذلك (حم) عن معاذ قال الشيخ حديث صحيح • (سجدتا السهو في الصلاة تجزأن) بالهمز (من كل زيادة ونقصان) أي كركعة خامسة أو سجدة ثالثة أو ترك بعض من الإبعاض (تنبيه) سجود السهو لا يتكرر وإن تكرر ما يقتضيه قال بعضهم ادعى الفراء في مجلس أن من أمعن النظر في العربية وأراد علماً غيره سهل عليه فقيل له ما تقول فيمن سها في صلاته فسجد للسهو فسها في سجوده هل يسجد قال لا قيل لم لا يسجد قال لأن التصغير ليس له تصغير وسجدتا السهو تمام الصلاة وليس للتمام تمام فقالوا له أحسنت (ع عد هق) عن عائشة بإسناد حسن • (سجدتا السهو بعد التسليم وفيهما تشهد وسلام) استدل به أبو حنيفة على أن السجود بعد السلام وقال الشافعي قبله لدليل آخر (فر) عن أبي هريرة وابن مسعود وهو حديث ضعيف • (سحاق النساء) بكسر السين المهملة أي إتيان المرأة المرأة (زنا بينهن) أي كالزنا في الحرمة لكن يجب به التعزير لا الحد (هب) عن واثلة بن الأسقع • (سخافة بالمرء) بفتح السين والخاء المعجمة أي نقص في عقله (أن يستخدم ضيفه) ولو في إحضار الطعام فيكره ذلك (فر) عن ابن عباس • (سددوا) اقتصدوا في الأمور وتجنبوا الإفراط والتفريط (وقاربوا) أي لا تبلغوا النهاية في العمل بل تقربوا منها لئلا تملوا (طب) عن ابن عمرو قال الشيخ حديث صحيح • (سددوا وقاربوا وأبشروا) بالثواب الجزيل (واعلموا أنه لن يدخل) بكسر الخاء أحدكم أيها المؤمنون (الجنة عمله) أي بل بفضل الله ورحمته وليس المراد توهين العمل بل الإعلام بأن العلم إنما يتم بفضل الله ورحمته فلا ينبغي أن تتكلوا على أعمالكم وهذا الحديث لا يعارضه قوله تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون لأن العمل إنما حصل بتوفيق الله ورحمته وقال النووي ظاهر الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال والجمع بينهما وبين الحديث أن التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها وقبولها إنما هو برحمة الله وفضله فيصح أنه لمي دخل بمجرد العمل وهو من رحمة الله تعالى

(ولا أنا إلا أن يتغمدني الله) أي يسترني مأخوذ من غمد السيف لأنه إذا غمد ستر (بمغفرة ورحمة) أي يحفظني بهما كما يحفظ السيف في غمده ويجعل رحمته محيطة بي إحاطة الغلاف بما يحفظ فيه (حم ق) عن عائشة • (سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن) أي هيبته وجماله لأن السرعة تتعب فيتغير اللون وتتغير الهيئة فيندب التأني ما لم يخف فوت أمر ديني (حل) عن أبي هريرة (خط) في الجامع (فر) عن ابن عمر بن النجار عن ابن عباس • (سرعة المشي تذهب بهاء الوجه) أي حسنه وجماله (أبو القاسم ابن بشران) بكسر أوله (في أماليه عن أنس بن مالك • (سطع نور في الجنة فقيل) أي قال بعض أهل الجنة لبعض (ما هذا النور فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها) أي أن ذلك سيكون عند دخول الجنة فعبر بالماضي لتحققه (الحاكم) في الكنى (خط) عن ابن مسعود) بإسناد ضعيف • (سعادة لابن آدم ثلاث) من الأشياء أي حصولها له (وشقاوة لابن آدم ثلاث) كذلك (فمن سعادة ابن آدم) أي من سعادة الدنيا أي الراحة له فيها (الزوجة الصالحة) أي المسلمة الدينة التي تعفه (والمركب الصالح أي الدابة السهلة السريعة (والمسكن الواسع) بالنسبة له فيتخلف باختلف الأشخاص فرب ضيق بالنسبة لرجل واسع بالنسبة لآخر (ومن شقاوة ابن آدم المسكن السوء) في رواية بدله الضيق (والمرأة السوء والمركب السوء) والمراد بالشقاوة هنا التعب والمشقة من قبيل فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى (الطيالسي) أبو داود (عن سعد بن) أبي وقاص بإسناد صحيح • (سفر المرأة مع عبدها ضيعة) لأنه بمنزلة الأجنبي منها (البزار (طس) عن ابن عمر بن الخطاب • (سل ربك العافية) أي السلامة من المكاره (والمعافاة في الدنيا والآخرة فإذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت) أي فزت وظفرت قال المناوي وذا متضمن للعفو عن الماضي والآتي فالعافية في الحال والمعافاة في الاستقبال (ت هـ) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح • (سل الله العفو) أي ترك المؤاخذة بالذنب (والعافية في الدنيا والآخرة) فإن ذلك متضمن إزالة الشرور الماضية والآتية وسببه أن رجلاً قال يا رسول الله مرني بدعوات ينفعني الله بهن فذكره (تخ ك) عن عبد الله بن جعفر قال الشيخ حديث صحيح • (سلمان) الفارسي (منا أهل البيت) بالنصب على الاختصاص والجر على البدل من الضمير ونبه به على أنه مولى القوم منهم تصح نسبته إليهم (طب ك) عن عمرو بن عوف قال الشيخ حديث حسن لغيره • (سلمان سابق فارس إلى الإسلام) أي هو أولهم إسلاماً (ابن سعد) في طبقاته (عن الحسن) البصري (مرسلاً) ورواه عنه ابن عساكر قال الشيخ حديث حسن • (سلم على ملك ثم قال لي لم أزل استأذن ربي عز وجل في لقائك حتى كان هذا أوان) يحتمل أن المعنى أوان لقائك فأوان منصوب أن نوى لفظ المضاف إليه أو مبني على الضم أن نوى معناه ويحتمل أنه مضاف لقوله (أذن لي وأني أبشرك) أنه أي الشأن ليس

أحداً كرم على الله منك وعليه إجماع أهل السنة (ابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم) بضم الغين المعجمة وسكون النون • (سلوا الله الفردوس) أي جنته (فإنها سرة) في رواية وسط (الجنة وأن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش) بفتح الهمزة وكسر الطاء أي صوته من كثرة ازدحام الملائكة الساجدين والطائفين حوله إذ هو سقفها (طب ك) عن أبي أمامة) قال الشيخ حديث صحيح • (سلوا الله العفو والعافية) قال المناوي وإياكم وسؤال البلاء وإن كان البلاء نعمة اهـ (فإن أحدكم لم يعط بعد اليقين) قال الشيخ الإيمان أو ثمرته المفيدة تحقق أنه لاي كون إلا ما يريد (خيراً من العافية) قال المناوي أفرد العافية بعد جمعها أي ضمها للعفو لأن معنى العفو محو الذنب ومعنى العافية السلامة من الأسقام والبلاء فاستغنى عن ذكر العفو بها لشمولها (حم ت) عن أبي بكر) الصديق قال الشيخ حديث صحيح • (سلوا الله من فضله) العفو عن الذنوب ونيل المطلوب (فإن الله) تعالى (يحب أن يسأل) لما ينشأ عن السؤال من التذلل والخضوع (وأفضل العبادة انتظار الفرج) من الله تعالى (ت) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (سلوا الله علماً نافعاً) أي شرعياً معمولاً به (وتعوذوا بالله من علم لا ينفع) كسحر أولا يصحبه عمل (هـ هب) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (سلوا الله لي الوسيلة) هي المنزلة العلية والمراد هنا (أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل احد وأرجو أن أكون أنا هو) الجملة خبر أكون والاسم مستتر (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (سلوا الله لي الوسيلة فإنه) أي الشأن (لا يسألها لي عبد) مسلم (في الدنيا إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة) يحتمل أن أو بمعنى الواو أي شهيداً له بالخير وشفيعاً له من العذاب (ش طس) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (سلوا الله) ما ترغبون في حصوله من أمور الدنيا والآخرة (ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها (طب) عن أبي بكرة قال الشيخ حديث صحيح • (سلوا الله ببطون أكفكم كحالة الحريص على الشيء يتوقع تناوله (ولا تسألوه بظهورها) إلا أن كان الدعاء لرفع بلاء (فإذا فرغتم من الدعاء فامسحوا) ندباً (بها وجوهكم) خارج الصلاة تفالاً بإصابة المطلوب وخص الوجه لأنه أشرف الأعضاء (دهق) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (سلوا الله حوائجكم البتة) البت القطع أي سلوه قطعاً ولا تترددوا في سؤاله ولا في حصول الإجابة (في صلاة الصبح) أي في السجود وعقبها لأنها أول صلاة النهار الذي هو أول محل الحاجات غالباً فلعل أن يستجاب لكم قبل وقوع ذنب أو نحوه (ع) عن أبي رافع قال الشيخ بإسناد حسن • (سلوا الله كل شيء) من أمر الدين وأمر الدنيا الذي يجوز سؤاله وإن كان تافهاً (حتى الشسع) بكسر الشين المعجمة وسكون المهملة أحد سيور النعل وهو ما يدخل بين الإصبعين وجمعه شسوع كحمل وحمول (فإن الله) تعالى (إن لم ييسره لم يتيسر (ع) عن عائشة بإسناد صحيح • (سلوا أهل الشرف عن العلم فإن كان عندهم علم فاكتبوه)

أي خذوا العلم عن أهل الدين والصلاح (فإنهم لا يكذبون) لأنهم يصونون شرفهم على أن يدنسوه بعار الكذب (فر) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (سمى هارون) أخو موسى الكليم (ابنيه شبراً وشبيراً) اسمان سريانيان وهما كالحسن والحسين وزناً ومعنى (وأني سميت ابني الحسن والحسين كما سمي به هارون ابنيه البغوي وعبد الغني) المقدسي (في) كتاب (الإيضاح وابن عساكر) في تاريخه عن سلمان الفارسي بإسناد ضعيف • (سم ابنك عبد الرحمن) وسببه كما في البخاري عن جابر قال ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ببناء أخبر للمفعول أو للفاعل فذكره (خ) عن جابر • (سموه) أن الصبي المولود (بأحب الأسماء إلي) بالتشديد (حمزة) بن عبد المطلب عمه صلى الله عليه وسلم (ك) عن جابر قال ولد لرجل منا غلام فقالوا ما نسميه فذكره قال الشيخ حديث صحيح • (سموا اسقاطكم) قال في النهاية السقط بالكسر والفتح والضم والكسر أكثرها الولد الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه (فإنهم من افراطكم) الفرط بفتحتين بمعنى فارط هو الذي يتقدم القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلا والأرشية فالسقط يهيئ لأبويه ما يحتاجاه في الآخرة (ابن عساكر عن أبي هريرة) • (سموا السقط) ندباً (يثقل الله به) أي بثواب تسميته (ميزانكم فإنه يأتي يوم القيامة يقول أي رب أضاعوني فلم يسموني) قال العلقمي فائدة قال بعضهم هل يكون السقط شافعاص ومتى يكون شافعاً هل هو من مصيره علقمة أم من ظهور الحمل أم بعد مضي أربعة أشهر أم من نفخ الروح فيه والجواب أن العبرة إنما هي بظهور خلقه وعدم ظهوره وعبر عنه بعضهم بزمن إمكان نفخ الروح وعدمه وبعضهم بالتخطيط وعدمه وكلها وإن كانت متقاربة فالعبرة بما قلنا كذا حرره شيخنا زكريا (ميسره في مشيخته عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (سموا) بفتح السين وضم الميم (باسمي ولا تكنوا) قال المناوي بفت فسكون بخط المؤلف (بكنيتي) قال المناوي النهي للتحريم والتعميم (طب) عن ابن عباس) • (سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإنما بعثت قاسماً أقسم بينكم) ما أمرني الله بقسمته من العلوم والمعارف والفيء والغنيمة ولما كان لا يشاركه في هذا المعنى أحد منع أن يكنى به غيره قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ولد لرجل من الأنصار غلام فأراد أن يسميه محمداً قال سموا فذكره قلت وله سبب آخر كما في البخاري عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل يا أبا القاسم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنما دعوت هذا وفي رواية فقال لم أعنك قال سموا فذكره (ق) عن جابر بن عبد الله • (سموا بأسماء الأنبياء ولا تسموا بأسماء الملائكة) فيكره التسمي بنحو جبريل (تخ) عن عبد الله بن جراد • (سمى رجب) رجباً (لأنه يترجب) أي يتكثر ويتعظم (فيه خير كثير لشعبان ورمضان) قال في المصباح رجب من الشهور منصرف وله جموع أرجاب وأرجبة وأرجب مثل أسباب

وأرغفة وأفلس ورجاب مثل جبال ورجوب وأراجب وأراجيب ورجبانات وقالوا في تثنية رجب وشعبان رجبان للتغليب ورجبته مثل عظمته وزناً ومعنى اهـ فالمعنى أنه يهيئ فيه خير عظيم كثير للمتعبدين في شعبان ورمضان (أبو محمد الحسين بن محمد الخلال) بفتح المعجمة وشدة اللام نسبة للخل لبيع أو غيره (في فضائل) شهر (رجب عن أنس بن مالك • (سوء الخلق) بضمتين (شؤم) أي شر ووبال على صاحبه (ابن شاهين في) كتاب (الإفراد) بالفتح (عن ابن عمر بن الخطاب • (سوء الخلق شؤم وشراركم أسوءكم خلقاً) قال المناوي فمن رزق حسن الخلق فهنيئاً له وإلا فعليه معالجته حتى يزول فإنه وإن كان أصله جبلياً لكن للاكتساب فيه أثر بين (خط) عن عائشة بإسناد ضعيف • (سوء الخلق شؤم وطاعة النساء ندامة) أي تؤدي إليها لنقص عقلهن (وحسن الملكة نماء) أي زيادة في الخير (ابن منده عن الربيع الأنصاري) • (سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل) أي يغيره ويعود عليه بالإحباط كالمتصدق إذا اتبع صدقته بالمن والأذى (الحارث) بن أبي سامة (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (عن ابن عمر) بإسناد ضعيف • (سوء المجالسة) قال العلقمي قال في المصباح جلس جلوساً والجلسة بالفتح للمرة وبالكسر للنوع والحال التي يكون عليها كجلسة الاستراحة والتشهد وجلسة الفصل بين السجدتين لأنها نوع من أنواع الجلوس والنوع هو الذي يفهم منه معنى زائد على لفظ الفعل كما يقال أنه لحسن الجلسة والجلوس غير العقود فإن الجلوس هو الانتقال من سفل إلى علو والقعود هو الانتقال من علو إلى سفل فعلى الأول يقال لمن هو نائم أو ساجد أجلس وعلى الثاني يقال لمن هو قائم اقعد وقد يستعمل بمعنى الكون والحصول فيكونان بمعنى واحد ومنه يقال جلس متربعاً وقعد متربعاً وجلس بين شعبيها أي حصل وتمكن (شح وفحش وسوء خلق) جمع بينهم مبالغة في التحذير فينبغي الحر من ذلك وإكرام الجلساء وحسن الأدب معهم (ابن المبارك في الزهد عن سليمان بن موسى مرسلا • (سوداء) بالمد (ولود) أي نكاحها (خير من) نكاح (حسناء لا تلد وإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة حتى بالسقط محبنطأ) بميم مضمومة وحاء مهملة ساكنة وموحدة مفتوحة ونون ساكنة وطاء مهملة مكسورة وهمزة منوّنة قال في النهاية المحبنطئ بالهمز وتركه المتغضب المستبطئ للشيء وقيل هو الممتنع امتناع طلب لا امتناع إباء اهـ أي متغضباً ممتنعاً امتناع طلب لا امتناع إباء (على باب الجنة) حين أذن له بالدخول (يقال) له (ادخل الجنة فيقول يا رب وأبواي فيقال له ادخل الجنة أنت وأبواك) والكلام في أبوين مؤمنين (طب) عن معاوية بن حيدة) بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة التحتية • (ورة الكهف تدعي في التوراة الحائلة) أي الحاجزة (تحول) أي تحجز (بين قارئها وبين النار) بمعنى انها تحاجج وتخاصم عنه كما في رواية (هب) عن ابن عباس • (سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت) أي حاجت ودافعت (عن صاحبها) أي قارئها

الملازم لتلاوتها بتدبر واعتبار (حتى أدخلته الجنة) والتوفيق لقراءتها برحمة الله تعالى فلا إشكال (وهي تبارك) الذي بيده الملك (طس) والضيا عن أنس بإسناد صحيح • (سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر) عن قارئها إذا مات ووضع في قبره (ابن مردويه عن ابن مسعود) بإسناد حسن • (سووا صفوفكم) أي اعتدلوا على سمت واحد في الصلاة (قال تسوية الصفوف من إقامة الصلاة) وفي رواية من تمام الصلاة وفي أخرى من حسن الصلاة فتسوية الصفوف مندوبة وقيل واجبة (حم ق د هـ) عن أنس • (سوّوا صفوفكم عند الشروع في الصلاة (لا تختلف) أي لئلا تختلف (قلوبكم) أي تتنافر بسبب تقدم بعضكم على بعض (الدارمي عن البراء) بن عازب • (سووا صفوفكم) أي اعتدلوا على سمت واحد حتى تصيروا كالرمح أو القدح بكسر القاف وسكون الدال المهملة أي السهم (أو ليخالفن الله بين وجوهكم) بأن تفترقوا فيأخذ كل منكم وجهاً قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصف حتى يجعله مثل الرمح أو القدح فرأى صدر رجل ناتئاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سووا فذكره (هـ) عن النعمان بن بشير • (سووا القبور على وجه الأرض) بجمع ترابها عليها بحيث يصير مرتفعاً قدر شبر (إذا دفنتم الموتى) فيها فتزار والأمر فيه للندب (طب) عن فضالة بن عبيد • (سلامة الرجل في الفتنة) أي في زمانها (أن يلزم بيته (فر) وأبو الحسن بن المفضل بفتح الضاد المعجمة مشددة (المقدسي في الأربعين المسلسلة عن أبي موسى الأشعري • (سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحباً) أهلا فلا تستوحشوا (بوصية رسول الله وأفتوهم) بالفاء أي علموهم وفي رواية بقاف ونون يعني أرضوهم من أقنى أي أرضي (هـ) عن أبي سعيد الخدري بإسناد حسن • (سيأتي عليكم زمان لا يكون فهي شيء أعز من ثلاثة درهم) بجره وما بعده على البدل من ثلاثة (حلال أواخ يستأنس به أو سنة يعمل بها (طس حل) عن حذيفة بن اليمان بإسناد حسن • (سيأتي عل أمتي زمان يكثر فيه القراء) أي الذين يحفظون القرآن عن ظهر قلب ولا يفهمونه (وتفل الفقهاء) أي العلماء بالأحكام الشرعية (ويقبض العلم) بموت أهله (ويكثر الهرج) أي القتل والفتن (ثم يأتي من بعد ذلك زمان يقرأ فيه القرآن رجال من أمتي لا يجاوز ترقيهم) جمع ترقوة عظيم بين ثغرة النحر والعاتق يعني لا يتخلص من ألسنتهم إلى قلوبهم (ثم يأتي من بعد ذلك زمان يجادل) فيه (المشرك) بالرفع (بالله المؤمن في مثل ما يقول) قال المناوي أي يخاصمه ويغالبه ويقابل حجة بحجة مثلها في كونها حجة لكن حجة الكافر باطلة (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (سيأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور) أي بين أن يعجز ويقهر وبين أن يخرج عن طاعة الله (فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور

لأن سلامة الدين واجبة التقديم (ك) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وهو حديث صحيح • (سبحان) بفتح المهملة وسكون المثناة التحتية قال النووي هو نهر المصيصة وهو غير سيحون اهـ قال في النهاية سيحان نهر العواصم قريب من المصيصة وقال الجلال المحلي سيحون نهر الهند (وجيحان) نهر أدرنه وهو غير جيحون فإن ذلك نهر وراء خراسان عند بلخ (والفرات) هو نهر فاصل بين الشام والجزيرة وقال المناوي نهر بالكوفة (والنيل) هو نهر مصر (كل) منها (من أنهار الجنة) قال العلقمي هو على ظاهره ولها مادة من الجنة اهـ وقال المناوي أي لذوبة مائها وكثرة منافعها ومزيد بركتها كأنها من أنهار الجنة أو أصولها منها (هـ) عن أبي هريرة • (سيخرج أقوام من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن) أي يسلقونه بألسنتهم من غير تدبر معانيه وتأمل أحكمه بل يمرّ على ألسنتهم كما يمر المشروب عليها (طب) عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال الشيخ حديث حسن • (سيخرج أهل مكة) منها (ثم لا يعبرها) أي لا يدخلها منهم (إلا قليل ثم تمتلئ) بالناس (وتبني) فيها الأبنية (ثم يخرجون منها) مرة ثانية (فلا يعودون فيها) إلى قيام الساعة (حم) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (سيخرج ناس من المغرب) يحتمل أنهم الذي يكونون مع المهدي (يأتون يوم القيامة وجوههم على ضوء الشمس) في الإشراق والجمال (حم) عن رجل) من الصحابة قال الشيخ حديث صحيح • (سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم) قال المناوي لأنه جامع لمعاني الأقوات ومحاسنها فهو أفضل المطعومات (وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء) كيف وبه حياة كل حيوان بل كل نام على وجه الأرض (وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية) نور الحناء فهو أشرف الرياحين (طس) وأبو نعيم في الطب) النبوي (هب) عن بريدة بن الحصيب قال الشيخ حديث حسن لغيره • (سيد الأدهان) دهن (البنفسج وإن فضل البنفسج على سائر الأدهان كفضلى على سائر الرجال) لعموم نفعه الشيرازي في) كتاب (الألقاب عن أنس) وهذا الديث له طرق كثيرة كلها معلولة (وهو) أي هذا الطريق (أمثل طرقه) وهو حديث ضعيف • (سيد الاستغفار) أي أفضل أنواع صيغة قال الطيبي لما كان هذا الدعاء جامعاً لمعاني التوبة استعير له السيد (أن يقول) قال المناوي أي العبد فظاهر كلامه أنه بالمثناة التحتية اهـ وقال الشيخ بالفوقية خطاباً للراوي شداد بن أوس (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك) أي ما عاهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك (ما استطعت) أي مدة دوام استطاعتي ومعناه الاعتراف بالعجز عن أداء حقه تعالى (أعوذ بك من شر ما صنعت) من الذنوب (أبوء) بالباء الموحدة والهمزة والمد أي اعترف لك (بنعمتك عليّ وأبوء لك بذنبي) أي اعترف به (فاغفر لي) ذنبي (فإنه) أي الشأن (لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها) أي هذه الكلمات (من النهار) أي فيه (موقتاً

بها) أي مخلصاً من قلبه مصدقاً بثوابها (فمات من يومه) ذلك (قبل أن يمشي) ولم يرتكب شيئاً من الكبائر بعد قولها (فهو من أهل الجنة) أي ممن استحق دخولها مع السابين أو بغير عذاب (ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) بالقيد المذكور بالمعنى المذكور (حم خ ن) عن شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه (سيد الأيام عند الله يوم الجمعة) أي هو من أفضلها (أعظم) عند الله (من يوم) عيد (النحر) وعيد (الفطر) الذي ليس بيوم جمعة (وفيه خمس خلال) جمع خلة بفتح المعجمة أي خصلة (فيه خلق الله آدم وفيه أهبط من الجنة إلى الأرض وفيه توفى وفيه ساعة) أي لحظة لطيفة (لا يسأل العبد فيها الله) تعالى (شيئاً إلا أعطاه إياه ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم) أي هجر قرابة بنحو إيذاء أو صد (وفيه تقوم الساعة) أي القيامة (وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا ريح ولا جبل ولا حجر إلا وهو مشفق من يوم الجمعة) أي خائف من قيام القيامة فيه والحشر والحساب (الشافعي) في مسنده (حم تخ) عن سعد بن عبادة سيد الأنصار قال الشيخ رحمه الله بجانبه علامة الصحة • (سيد السلعة) قال المناوي بكسر أوله أي البضاعة (أحق أن يسام) في سلعته قال الشيخ وسببه أن رجلاً قال لآخر اذكر سلعتك فلم لا تقولعنها شيئاً وفي أخرى ألا تقول أبيعها بكذا وذكر له صلى الله عليه وسلم ذلك فذكره (د) في مراسيله عن أبي حسين قال الشيخ حديث صحيح • (سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب (ك) عن جابر ابن عبد الله (طب) عن عليّ قال الشيخ حديث صحيح • (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره) بمعروف (ونهاه) عن منكر (فقتله) جمع بينهما حثاً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ك) والضياء عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (سيد الشهداء جعفر بن أبي طالب) يطير (معه الملائكة) ويطير معهم (لم ينحل) بالبناء للمفعول (ذلك) المذكور وهو كونه يطير مع الملائكةويطيرون معه (أحد ممن مضى من الأمم غيره) بالرفع بدل من أحد (هو شيء أكرم الله به) نبيه (محمداً) صلى الله عليه وسلم وابن عمه أبو القاسم (الحرقي) قال الشيخ بضم الحاء المهملة وسكون الراء نسبة إلى حرفه بطن من تغلب واسمه عبد الرحم (في أماليه عن علي) قال الشيخ حديث ضعيف • (سيد الشهور شهر رمضان) أي هو أفضلها (وأعظمها حرمة ذو الحجة) أي بعد المحرم قال المناوي لأن فيه يوم الحج الأكبر ويوم عيد الأضحى قال الحليمي رمضان أفضل من الحجة وإذا قوبلت الجملة بالجملة وفضلت إحدى الجملتين على الأخرى لا يلزم تفضيل كل أفراد الجملة الفاضلة على كل أفراد المفضولة ويؤيده أن جنس الصلاة أفضل من جنس الصوم وصوم يوم أفضل من صلاة ركعتين (البزار (هب) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث حسن • (سيد الفوارس أبو موسى) الأشعري (ابن سعد) في طبقاته (عن نعيم بن يحيى مرسلاً) قال الشيخ حديث ضعيف • (سيد القوم خادمهم) إذا نوى

بخدمتهم التقرب إلى الله بخلاف من يخدم بهواه لو يخدم م لا يستحق الخدمة او يقصد المحمدة والثناء من المخدوم أو الناس قال العلقمي لم يذكر المؤلف في الأصل من خرجه عن أبي قتادة وذكر في الدرر الترمذي عن أبي قتادة وقال المناوي ولم يذكر المؤلف من خرجه عن أبي قتادة وقد عزاه في الدر لابن ماجه (خط) عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف • (سيد القوم خادمهم وساقيهم آخرهم شرباً) مرّ توجيهه (أبو نعيم في) الأحاديث (الأربعين الصوفية عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف • (سيد القوم في السفر خادمهم) قال المناوي أي ينبغي كون السيد كذلك أو معناه هو سيدهم في الثواب أي أعظمهم أجراً (فمن سبقهم بخدمة لم يسبقوه بعمل إلا الشهادة) قال الشيخ أي القتل في سبيل الله تعالى (ك) في تاريخه (هب) عن سهل بن سعد) الساعدي قال الشيخ حديث ضعيف • (سيد الناس آدم وسيد العرب محمد وسيد الروم صهيب وسيد الفرس) بضم فسكون (سلمان وسيد الحبشة بلال) المؤذن (وسيد الجبال طور سيناء) هو جبل موسى بين مصر وأيلة وقيل بفلسطين (وسيد الشجر السدر) شجر النبق (وسيد الأشهر المحرم) أي بعد رمضان (وسيد الأيام) أي أيام الأسبوع (الجمعة) أي يومها (وسيد الكلام القرآن وسيد القرآن البقرة) أي سورتها (وسيد البقرة آية الكرسي ما ان) بالفتح والتخفيف (فيها خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركة) لاشتمالها على أصول التوحيد ومعاني الأسماء (فر) عن عليّ قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث حسن لغيره • (سيد إدامكم الملح) لأن به صلاح الأطعمة قال العلقمي قال الدميري ذكر البغوي في تفسيره عن عبد الله بن عمران النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض الحديد والنار والماء والملح قال الأطباء أجود الملح الداراني الأبيض الرقيق ينفع من العفونة ومن غلظ الأخلاط ويذيبها واستعمال الملح بالغداة يحسن اللون من الجرب والحكة البلغمية وفيه قوة ويزيد الذهب صفرة والفضة بياضاً وعد في الاحيا من آداب الأكل يبدأ بالملح ويختم به وأن يقصد التقوى على طاعة الله ولا يقصد التلذذ والتنعم بالأكل (هـ) والحكيم الترمذي (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (سيد ريحان أهل الجنا الحنا) أي نورها وهي الفاغية (طب خط) عن أبي عمرو ابن العاص قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث صحيح • (سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم) يحتمل أن ال للجنس فلا ينافي أن لحوم البقر داء (أبو نعيم في الطب عن عليّ) كرم الله وجهه بإسناد ضعيف • (سيد كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر وأن أبا بكر في الجنة مثل الثريا في السماء) فهو أفضل الصحابة (خط) عن أنس وهو حديث ضعيف • (سيدة نساء المؤمنين فلانة) قال الشيخ قيل فاطمة وقيل مريم (وخديجة بنت خويلد أول نساء المسلمين إسلاماً) قال المناوي بل هي أول الناس إسلاماً مطلقاً (ع) عن حذيفة ابن اليمان بإسناد حسن • (سيدات نساء أهل الجنة أربع مريم وفاطمة خديجة وآسية) امرأة فرعون وفضلهن على هذا الترتيب

(ك) عن عائشة بإسناد صحيح • (سيدرك رجلان من أمتي) قال الشيخ يحتمل أن المراد بهما المهدي والقحطاني (عيسى بن مريم ويشهدان قتال الدجال) أي قتل عيسى الدجال فإنه يقتله على باب لد (ابن خزيمة (لد) عن أنس رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (سيشدد هذا الدين برجال ليس لهم عند الله خلاق) أي لا حظ لهم في الخير وهم أمراء السوء والعلماء الذين لم يعملوا بعلمهم (المحاملي في آماليه عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (سيصيب أمتي داء الأمم) قبلهم ثم بينه بقوله (الأشر) أي كفر النعمة (والبطر) الطغيان عند النعمة وشدة الفرح والمزح وقيل عطفه على ما قبله عطف تفسير (والتكاثر) من جمع المال (والتشاحن) التعادي (في الدنيا والتباغض والتحاسد) أي تمني زوال نعمة الغير (حتى يكون) أي يوجد (البغي) أي مجاوزة الحد (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (سيعزى الناس) أي يسلي (بعضهم) بالرفع بدل من الناس (بعضاً من بعدي) أي بعد موتي (بالتعزية بي) لأن موته أعظم المصائب (ع طب) عن سهل بن سعد بإسناد صحيح • (سيقتل بعذراء) قرية بالشام أناس يغضب الله لهم وأهل السماء هم حجر ابن عدي الأدبر وأصحابه وقد على المصطفى وشهد صفين مع علي وقتله معاوية وقتل من أصحابه من لم يتبرأ من علي (يعقوب بن سفيان في تاريخه وابن عساكر) في تاريخ الشام (عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن • (سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم) جمع حنجرة وهي الحلقوم أي لا يتعداها أو لا تفقهه قلوبهم (يمرقون من الدين) قال المناوي أي يخرجون منه اهـ ويحتمل أن يكون المراد من كماله (كما يمرق السهم من الرمية) بفتح فكسر فتشديد أي الصيد المرمي فعله بمعنى مفعولة (ع) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (سيكن في أمتي أقوام يتعاطي فقهاؤهم عضل المسائل) بضم العين وفتح الضاد المعجمة صعابها (أولئك شرار أمتي) أي من شرارهم فخيارهم من يستعمل سهولة الإلقاء بنصح وتلطف ومزيد بيان ولا يفجأ الطالب بالصعاب (طب) عن ثوبان رضي الله عنه قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك) إشارة إلى الانقطاع الخلافة وظهور الجور (ومن بعد الملوك جبابرة) جمع جبار وهو الذي يقتل على الغصب أو المتمرد العاتي (ثم يخرج رجل من أهل بيتي) هو المهدي (يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم يؤمر بعده القحطاني) أي يجعل أميراً قال الشيخ في زمن عيسى صلى الله عليه وسلم وكونه من جملة أتباعه لا ينافي الإمارة المذكورة إذ الإمارة تصدق ولو في شيء خاص (فوالذي بعثني بالحق ما هو بدونه) أي بأحط منه منزلة (طب) عن جاحل قال الشيخ بجيم وحاء مهملة مكسورة فلام (الصدفيّ) قال الشيخ حديث حسن • (سيكون في آخر الزمان خسف) أي غور في الأرض (وقذف) رمي بالحجارة من السماء بقوة (ومسخ) أي تحويل الصورة إلى ما هو أقبح كقرد وخنزير (إذا ظهرت المعازف) بعين مهملة وزاي جمع معرفة بفتح الزاي آلة اللهو (والقينات

واستحلت الخمر) مجاز عن الاسترسال في شربها أشار به إلى التظاهر بالعدوان إذا قوي في قوم قوبلوا بأشنع العقوبات ثم من العلماء من أجرى المسخ على حقيقته ومنهم من أوله يمسخ القلوب بجعلها على قلب قرد أو قلب خنزير أو قلب حمار (طب) عن سهل بن سعد الساعدي قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (سيكون في آخر الزمان شرطة) بضم ففتح أعان السلطان قال العلقمي قال في الدرهم نخبة أصحابه الذين يقدمهم على سائر الجند (يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله) الغدوّ سير أول النهار والرواح نقيضه (فإياك) احذر (أن تكون من بطانتهم) أي صاحب سرهم وصفهم ومداخلهم (طب) عن أبي امامة بإسناد صحيح • (سيكون بعدي سلاطين الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل) قال المناوي أي الجرباء يعني هذه الفتن تعدي من بقربها أعداء الإبل الجرباء للسليمة إذا أنيخت معها (لا يعطون أحداً شيئاً) من الدنيا (إلا أخذوا من دينه) لأن ذلك يحمله على أن يحسن لهم أحوالهم ويعينهم على الظلم أو لأن ما بأيديهم لا يخلوعن الحرام (طب ك) عن عبد الله بن الحريثي بن جزء قال الشيخ بفتح الجيم وسكون الزاي فهمزة منونة (الزبيدي) قال رضي الله تعالى عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون) بفتح الموحدة (ألوان الثياب) أي الألوان النفيسة من كل مشتغلين بتحصيلها معرضين عن الآخرة (ويتشدقون في الكلام فأولئك شرار أمتي) أي من شرارهم وذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه عن غيب وقع (طب حل) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (سيكون في أمتي رجل يقال له أويس بن عبد الله القرني) نسبة إلى قرن بفتح القاف بطن من مراد على الصواب (وإن شفاعته في أمتي مثل ربيعة ومضر) يحتمل أن المراد في الشهرة والكثرة (عد) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (سيكون بعدي بعوث كثيرة فكونوا في بعث خراسان ثم أنزلوا مدينة مرو) بفتح الميم وسكون الراء فإنه (بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة ولا يصيب أهلها سوءاً أبداً) ولفظ رواية الطبراني لا يضر بدل لا يصيب (حم) عن بريدة رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (سيكون قوم) وفي نسخة أقوام (يعتدون في الدعاء) قال العلقمي قال شيخنا قيل المراد بالاعتداء فيه مجاوزة الحد وقيل الدعاء بما لا يجوز وقيل رفع الصوت به والصياح وقيل سؤال منازل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حكاها النووي في شرحه وذكر الغزالي في الأحيا أن المراد به ان يتكلف السجع في الدعاء اهـ وقال المناوي وتمام الحديث والطهور وأخذ منه بعضهم أن يحرم الزيادة على التثليث في الطهارة (حم د) عن سعد ابن أبي وقاص بإسناد صحيح • (سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر من الأرض) قال المناوي أي يتخذون ألسنتهم ذريعة إلى مأكلهم كما تأخذ البقر بلسانها ووجه الشبه أنهم لا يميزون بين الحلال والحرام كما لا تميز البقر في رعيها بين رطب ويابس وحلو ومر (حم) عن سعد

قال الشيخ حديث صحيح • (سيكون بمصر رجل من بني أمية أخنس) أي منقبض قصبة الأنف عريض الأرنبة (يلي سلطاناً ثم يغلب) بضم أوله (عليه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي إلى الإسكندرية فيقاتل أهل الإسلام بها فذلك أول الملاحم) وحاء في رواية أنه يقال له الوليد يعمل في أمتي عمل فرعون في قومه (الروياني وابن عساكر عن أبي ذر) رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن • (سيكون قوم من بعدي من أمتي يقرؤن القرآن ويتفقهون في الدين يأتيهم الشيطان فيقول لو أتيتم السلطان) ال للجنس (فأصلح من دنياكم واعتزلتموهم) أي السلاطين بدينكم (ولا يكون ذلك) الاعتذال بالدين مع مخالطتهم (كما لا يجتني من القتاد) بفتح القاف ومثناة فوقية خفيفة شجر له شوك (إلا الشوك كذلك لا يجتني من قربهم إلا الخطايا) قال الله تعالى ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار (ابن عساكر عن ابن عباس) قال الشيخ حديث صحيح • (سيكون في آخر الزمان ديدان القراء) قال الشيخ بكسر الدال المهملة فسكون المثناة التحتية فدال مهملة جمع دود أي تخليطهم في الدين برأيهم والدود حقير في الحيوان والمعنى على التشبيه استعير لهم لتحركهم بالأذى وما لا فائدة فيه (فمن أدرك ذلك الزمان فليتعوذ بالله منهم) قال المناوي هم القوم الذي تنسكوا في ظاهر الحال تصنعاً ورموا بأبصارهم إلى الأرض احتقاراً للناس وعجباً (حل) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث حسن • (سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي) يزعمون أنهم علماء (يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم) من الأحاديث الكاذبة والأحكام المبتدعة والعقائد الزائغة (فإياكم وإياهم) أي احذروهم وتجنبوهم وقيل أراد به رواة الأحاديث الموضوعة (م) عن أبي هريرة • (سيكون أمراء تعرفون وتنكرون) أي يعملون أعمالاً منها ما هو معروف شرعاً ومنها ما هو منكر شرعاً (فمن نابذهم) أي أنكر بلسانه ما لم يوافق الشرع (نجا) من النفاق والمداهنة (ومن اعتزلهم) منكراً بقلبه (سلم ومن خالطهم) راضياً بحالهم (هلك) لوقوعه في الآثام (ش طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (سيكون بعدي أقوام يقتتلون على الملك يقتل بعضهم بعضاً) عليه هذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقع (طب) عن عمار بن ياسر قال الشيخ حديث صحيح • (سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر) بالتحريك أي لا يصدقون بأنه تعالى خالق أفعال عباده من خير وشر وكفر وإيمان (حم ك) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال الشيخ حديث صحيح • (سيكون بعدي قصاص) جمع قاص وهو الواعظ (لا ينظر الله إليهم) نظر رحمة لكونهم يرغبون في الآخرة ولا يرغبون ويزهدون في الدنيا ولا يزهدون (أبو عمرو بن نضالة في آماليه عن علي) قال الشيخ حديث ضعيف • (سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم) بتشديد الراء (ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله عز وجل) أي إذا أمروا بمعصية فلا تطيعوهم فيها قال المناوي قال

في الفردوس وفي رواية ابن مسعود يطفئون السنة ويعملون بالبدع (طب ك) عن عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه قال الشيخ حديث صحيح • (سيليكم أمراء مفسدون وما يصلح الله بهم أكثر فمن عمل منهم بطاعة الله فله الأجر وعليكم الشكر ومن عمل منهم بمعصية الله فعليه الوزر وعليكم الصبر) أي أطيعوهم وإن ظلموا وارتكبوا المعاصي (هب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن • (سيوقد المسلمون من قسي) بكسر القاف والسين المهملة وشدة الياء (يأجوج ومأجوج) قال الشيخ قبيتلان كافرتان من ولد يافث بن نوح وهما اسمان أعجميان بدليل منع الصرف وقيل عربيان ومنع صرفهما للتعريف والتأنيث (ونشابهم واترستهم سبع سنين) أشار به إلى كثرتها (هـ) عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن • (فصل في المحلى بال من هذا الحرف) • (السايحون) قال المناوي بمثناة تحتية (هم الصائمون) قال البيضاوي شبه بها لأنه يعوق عن الشهوات (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (السائمة) قال المناوي أي الراعية العاملة (جبار) أي هدر لا زكاة فيها انتهى وقال العلقمي قال في النهاية الجبار الهدر ومنه الحديث جرح العجماء جبار والعجماء الدابة ومنه الحديث السائمة جبار يعني ان الدابة المرسلة في مرعاها إذا أصابت إنساناً كانت جنايتها هدراً (والمعدن) أي ما استخرج من موات من لؤلؤ وياقوت وحديد ونحاس (جبار) أي هدر لا زكاة فيه (وفي الركاز الخمس) أي واجبة وهو دفين جاهلي في موات (حم) عن جابر بإسناد حسن • (السابق والمقتصد) المذكور أن في الآية (يدخلان الجنة بغير حساب والظالم لنفسه) المذكور في الآية (يحاسب حساباً يسيراً ثم يدخل الجنة) وقد تقدم الكلام على الثلاثة في سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له (ك) عن أبي الدرداء بإسناد صحيح • (الساعي على الأرملة) براء مهملة التي لا زوج لها (والمسكين) أي الكاسب لهما العامل (لمؤنتهما كالمجاهد في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله (أو القائم الليل) في العبادة (الصائم النهار) (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة) • (السباع حرام) بسين مهملة ثم موحدة تحتية قال العلقمي قال شيخنا هو الفخار بكثرة الجماع وقيل هو أن يتساب الرجلان فيرمي كل واحد صاحبه بما يسوءه يقال سبع فلان فلاناً إذا انتقصه وعابه قلت الأول تفسير ابن لهيعة وقال ابن وهب يريد جلود السباع حكاه البيهقي في سننه (حم ع هق) عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه بإسناد صحيح • (السباق) إلى الإسلام (أربعة أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبش البزار (طب ك) عن أنس (طب) عن أم هانئ (عد) عن أبي أمامة) • (السبع المثاني) المذكورة في قوله تعالى ولقد آتيناك سبعاً من المثاني (فاتحة الكتاب) أي الفاتحة (ك) عن أبي ابن كعب قال الشيخ حديث صحيح • (السبق) كركع أي السبق إلى إجابة دعوة الأنبياء (ثلاثة) من الرجال (فالسابق إلى موسى) الكليم (يوشع بن نون) وهو القائم من بعده قال

الشيخ هو نبيّ وكان يعمل بشريعة موسى (والسابق إلى عيسى) بن مريم (صاحب يس) أي حبيب النجار الذي قصته مذكورة في سورة يس في قوله تعالى واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية قال البيضاوي وذلك أنهم كانوا عبدة أصنام فأرسل إليهم عيسى اثنين فلما قربا من المدينة رأيا حبيباً النجار يرعى غنماً فسألهما فأخبراه فقال أمعكما آية فقالا نشفي المريض ونبرئ الأكمه والأبرص وكان له ولد مريض فمسحاه فبرئ فأمن حبي وفشا الخبر إلى آخر القصة (ولسابق إلى محمد علي بن أبي طالب) قال المناوي فهو أول ذكر آمن وأول من صلى وقال الشيخ هو أول من آمن من الصبيان (طب) وابن مردويه عن ابن عباس بإسناد حسن • (السبيل) المذكور في قوله تعلى من استطاع إليه سبيلا (الزاد والراحلة) دل ذلك على أن الاستطاعة بالمال كما قال الشافعي لا بالبدن كما قال مالك وسببه أن رجلاً قال يا رسول الله ما السبيل فذكره (الشافعي (ت) عن ابن عمر (هق) عن عائشة وإسناده ضعيف • (السجدة التي في) سورة (ص) سجدها داود) نبي الله توبة قال المناوي من ارتكابه خلاف الأولى قال المحلى في تفسيره وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخل بها هـ وقال البيضاوي استنزله أي الرجل عن زوجته وكان ذلك معتاداً فيما بينهم وقد واسى الأنصار المهاجرين بهذا المعنى (ونحن نسجدها شكراً) لله تعالى على قبول توبة نبيه (طب خط) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (السجود) يكون (على سبعة أعضاء اليدين والقدمين والركبتين والجبهة) أي يندب وضعها على الأرض حال السجود على ما عليه الرافعي وقال النووي يجب ويؤيد الأول قوله (ورفع اليدين) يكون (في سبعة مواطن إذا رأيت البيت) أي الكعبة وإذا رقيت (على الصفا والمروة) في السعي فيندب رفع اليدين عند الدعاء بالمأثور حالة الرقي (وبعرفة ويجمع) أي المزدلفة (وعند رمي الجمار وإذا أقيمت الصلاة) قال المناوي يعني عند التحريم بها وأوجب الأخير أحمد والظاهر أن المراد تأكد رفع اليدين في هذه المواضع (طب) عن ابن عباس قال اشليخ حديث صحيح • (السجود على) بعض (الجبهة والكفين والركبتين وصدور القدمين من لم يمكن شيئاً منه) أي مما ذكر (من الأرض أحرقه الله بالنار) هذا يؤيده ما صححه النووي من الوجوب أما وضع بعض الجبهة فواجب اتفاقاً قال العلقمي فيه دليل لمن يقول يجب أني تحامل عليها ولا يكفي وضعها على الأرض من غير تحامل وهو قوي والعمل عليه (قط) في الإفراد عن ابن عمر) • (السحاق بين النساء زنا بينهن) أي مثل الزنا في لحوق الإثم والعار وإن تفاوت المقدار ولا حد فيه بل التعزير (طب) عن واثلة بن الأسقع قال الشيخ حديث حسن • (السحور) كرسول ما يؤكل وقت السحر ويدخل وقته بنصف الليل (أكله) بفتح الهمزة والإضافة للضمير (بركة) زيادة في الأجر لأنه يقوّي على الصوم (فلا تدعوه) أي لا تتركوه (ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء بقصد التسحر) فإن الله وملائكته يصلون على

المسحرين) وصلاة الله عليهم رحمته إياهم وصلاة الملائكة استغفار لهم (حم) عن أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح • (السخاء خلق الله الأعظم) قال المناوي أي هو من أعظم صفاته فمن تخلق به تخلق بصفة من صفاته تعالى فأعظم بها من مرتبة قال السهروردي فيه أن الفقر أفضل من الغنى إذ لو كان ملك الشيء محموداً كان بذله مذموماً فمن فضل الغنى للإنفاق والعطاء على الفقر كمن فضل المعصية على الطاعة لفضل التوبة وإنما فضل التوبة لترك المعصية وكذا فضل الإنفاق إنما هو لإخراج المال الملهي عن الله تعالى (ابن النجار) في تاريخه (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (السخاء شجرة من أشجار الجنة أغصانها متدليات في الدنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة) أي السخاء يدل على قوة الإيمان لاعتقاد ان الله تعالى ضمن الرزق فمن تمسك بهذا الأصل قاده إلى الجنة (والبخل شجرة من أشجار النار أغصانها متدليات في الدنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار) أي البخل يدل على ضعف الإيمان لعدم وثوقه بضمان الرحمن وذلك يجره إلى دار الهوان قال المناوي والحق تعالى لا يوصف بالسخاء بل يوصف بالجود كما في حديث (قط) في الإفراد (هب) عن علي (عق هب) عن أبي هريرة (حل) عن جابر (خط) عن أبي سعيد ابن عساكر عن أنس (فر) عن معاوية) • (السخي قريب من الله) أي من رحمته (قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار والبخيل بعيد الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار) والبخل ثمرة الرغبة في الدنيا والسخاء ثمرة الزهد قال العلقمي وذلك أن من أدى زكاة ماله فقد امتثل امر الله وعظمه وأظهر الشفقة على خلق الله تعالى وواساهم بماله فهو قريب من الله وقريب من الناس فلا تكون منزلته إلى الجنة ومن لم يؤدها فأمره إلى عكس ذلك ولذلك كان جاهل سخي أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل اهـ (والجاهل السخي أحب إلى الله من عابد بخيل) لأن الأول سريع الانقياد إلى ما يؤمر به من نحو تعلم وإلى ما ينهى عنه بخلاف الثاني (ت) عن أبي هريرة (هب) عن جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنهما بأسانيد ضعيفة يقوى بعضها بعضاً • (السر أفضل من العلانية) أي عمل التطوع في اسر أفضل من عمله جهراً لما فيه من السلامة من الرياء وحظ النفس (والعلانية أفضل لمن أراد) أي فضله بإظهار عمله للناس (الاقتداء به) في أفعاله وأقواله من العلماء ونحوهم ممن يقتدى لكن بشرط أن لا يقصد الرفعة عند الناس (فر) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (السراويل) جائز (لمن) أي لمحرم (لا يجد الإزار) بأن لم يمكنه تحصيله قال ابن رسلان قال النووي هذا صريح في الدلالة للشافعي والجمهور في جواز لبس السراويل للمحرم إذا لم يجد الإزار ولا تحتاج إلى فتق السراويل ليصير كالإزار وقال مالك لا يلبسه حتىي فتقه فإن لبسه كذلك لزمته الفدية لحديث ابن عمر لأن الأصل المقيد وحمل المطلق على المقيد لا سيما إذا اتحدت القصة قال النووي والصواب

إباحته لحديث ابن عباس هذا وأما حديث ابن عمر فلا حجة فيه لأنه ذكر فيه حالة وجود الإزار وذكر في حديث ابن عباس حالة العدم فيعمل بالحديثين إذ لا منافاة بينهما وإذا لبس السراويل ثم وجد افزار وجب نزعه فإن أخر عصى ووجبت الفدية عند الشافعية وهو مقتضى قول الحنابلة والحنفية والمالكية (والخف) أي لبسه جائز (لمن) أي لمحرم (لا يجد النعلين) قال العلقمي وفي الخفين ما سبق في السراويل (د) عن ابن عباس وإسناده صحيح • (السرعة في المشي تذهب بهاء المؤمن) أي مهابته وحسن سمته إلا لعذر (خط) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن • (السعادة كل السعادة) أي الكاملة (طول العمر في طاعة الله) لأن من كثرت طاعاته ارتفعت في الجنة درجاته (القضاعي (فر) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال الشيخ حديث حسن لغيره (السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقى في بطن أمه (طص) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (السفر قطعة من العذاب) أي جزء منه والمراد بالعذاب الألم الناشئ عن المشقة لما يحصل بالركوب والمشي من ترك المألوف ثم وجه ذلك بقوله (يمنع أحدكم طعامه وشرابه) أي كمالهما (ونومه) كذلك (فإذا قضى أحدكم نهمته) بفتح النون وسكون الهاء أي حاجته (من وجه) أي من مقصده وفي رواية فإذا قضى أحدكم وطره من سفره وفي أخرى فإذا فرغ أحدكم من حاجته (فليعمل الرجوع إلى أهله) محافظة على فضل الجمعة والجماعة وراحة للبدن أن لنفسك عليك حقاً وفي حديث عائشة فليعجل الراحة إلى أهله فإنه أعظم لأجره قال ابن بطال ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث ابن عمر مرفوعاً سافروا تصحوا فإنه لا يلزم من الصحة بالسفر لما فيه من الرياضة أن لا يكون قطعة من العذاب لما فيه من المشقة فصار كالواء المر المعقب للصحة وإن كان في تناوله الكراهة قال العلقمي (لطيفة) سئل إمام الحرمين حين جلس موضع أبيه لم كان السفر قطعة من العذاب فأجاب على الفور لأن فيه فراق الأحباب (حم) مالك (ق هـ) عن أبي هريرة • (السفل) بكسر أوله (أرفق) قاله لأبي أيوب لما نزل عليه بالمدينة فأنزل بالسفل ثم عرض عليه العلو فقال السفل أرفق أي بأصحابه وقاصديه أو بصاحب الدار قال العلقمي وأوله وسببه عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه فنزل النبي صلى الله عليه وسلم في السفل وأبو أيوب في العلو قال فانتبه أبو أيوب فقال نمشي فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنحوا فباتوا في جانب ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم السفل أرفق فقال لا أعلو سقيفة أنت تحتها فتحول النبي صلى الله عليه وسلم في العلو وأبو أيوب في السفل وفيه إجلال أهل الفضل والمبالغة في الأدب معهم (حم م) عن أبي أيوب) الأنصاري رضي الله تعالى عنه • (السكينة) بفتح المهملة وخفة الكاف الوقار والطمأنينة (عباد الله) حذف حرف النداء تخفيفاً أي الزموا يا عباد الله وقال الظاهر مع طمأنينة القلب وعدم تحركه فيما يمتحن به من كل مؤذ (السكينة) كرره للتأكيد

قال العلقمي وسببه كما في الكبير عن جابر قال لما أفاض النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة جعل يقول فذكره (أبو عوانة) في صحيحه (عن جابر) • (السكينة مغنم وتركها مغرم) بفتح ميم مغنم ونونه وفتح ميم مغرم ورائه لأنها من محاسن الأخلاق (ك) في تاريخه والإسماعيلي في معجمه والديلمي (عن أبي هريرة قال الحاكم صحيح الإسناد شاذ المتن (السكينة في أهل الشاة والبقر) قال الشيخ لأن فيها سكوناً بالنسبة للإبل فأهلها تكتسب منها السكون (البزار عن أبي هريرة) بإسناد حسن • (السلطان ظل الله في الأرض) لأنه يدفع الأذى عن الناس كما يدفع الظل أذى حر الشمس (فمن أكرمه) بعدم الخروج عليه والانقياد لأوامره (أكرمه الله ومن أهانه) بضد ذلك (أهانه الله (طب هب) عن أبي بكرة واسمه نفيع قال الشيخ حديث صحيح (السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده فإن عدل كان له الأجر وكان على الرعية الشكر) لله تعالى على ذلك (وإن جار أو خاف أو ظلم كان عليه الوزر وكان على الرعية الصبر) أي يلزمهم الصبر على جوره ولا يجوز الخروج عليه (وإذا جار الولاة فحطت السماء) أي انقطع المطر (وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي) لأن الزكاة تنميها وتحفظها (وإذا ظهر الزناء ظهر الفقر والمسكنة وإذ أخفرت الذمة) بضم الهمزة وسكون الخاء المعجمة وكسر الفاء وفتح الراء نقض العهد (أديل) بضم الهمزة وكسر الدال المهملة ومثناة تحتية (الكفار) أي صارت الدولة لهم (الحكم) في نوادره (والبزار) في مسنده (هب) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال الشيخ حديث حسن • (السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه الضعيف وبه ينتصر المظلوم) فترتاح النفوس في ظل عدله (ومن أكرم سلطان الله في الدنيا) بتوقيره وإجلاله والانقياد إليه وعدم الخروج عليه وإن جار (أكرمه الله يوم القيامة) بمغفرة ذنوبه ورفع درجاته (ابن النجار) في تاريخه (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره (السلطان ظل الله في الأرض) لما تقدم (فمن غشه ضل) عن طريق الهدى (ومن نصحه اهتدى (هب) عن أنس قال الشيخ حديث ضعيف • (السلطان ظل الله في الأرض فإذادخل أحدكم بلداً ليس به سلطان فلا يقيمن به) لأنه لا يجد من ينصره إذا ظلم (أبو الشيخ عن أنس) بإسناد ضعيف (السلطان ظل الرحمن في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده فإن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر وإن جار وخاف وظلم) هذه الثلاثة متقاربة المعنى فالجمع بينها للإطناب (كان عليه الإصر) بكسر الهمزة الذنب (وعلى الرعية الصبر) ولا يجوز الخروج عليه بالجور (فر) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (السلطان العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض يرفع له) أي كل يوم (عمل) أي مثل عمل (سبعين صديقاً) بالكسر والتشديد قال المناوي وتمام الحديث كلهم عائد ومجتهد وفي المبهج السلطان العادل مكفوف بعون الله محروس بعين الله (أبو الشيخ) الأصبهاني (عن أبي بكر) الصديق رضي الله تعالى عنه قال الشيخ حديث ضعيف

• (السلف في حبل الحبلة) بفتح المهملة والموحدة التحتية أي شراء نتاج النتاج (ربا) أي حرام لأنه غير مرئي ولا قدرة للبائع على تسليمه (حم ت) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (السل) بالكسر هو مرض يصيب الرئة فيسل الجسم شيئاً فشيئاً قال العلقمي "اخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي الخير مرثد بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمشمشوا مشاش الطير فإنه يورث السل قال الجوهري ووتمشمشت العظم أكلت مشاشة والمشاشة واحدة المشاش وهو رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها (شهادة) أي الموت به شهادة (أبو الشيخ) ابن حبان (عن عبادة ابن الصامت) قال الشيخ حديث حسن • (السماح رباح) أي المساهلة في المعاملة ونحوها ربح يعني المسامح أحرى أن يربح لأن الرفق بالمعاملة سبب البركة والإقبال (والعسر) أي التشديد والمضايقة (شؤم) أي مذهب للبركة (القضاعي) في شهابه (عن ابن عمر) بن الخطاب (فر) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (السمت الحسن) أي الوقار وحسن الهيئة (والتؤدة) بضم المثناة الفوقية وفتح الهمزة أي التأني (والاقتصاد) أي التوسط في الأمور (جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة) أي هذه الخصال بعض شمائل أهل النبوة فاقتدوابهم فيها (ت) عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه وقال حسن غريب • (السمت الحسن جزء من خمسة وسبعين جزءاً من النبوة الضياء) في المختارة (عن أنس بن مالك) قال الشيخ حديث صحيح • (السمع والطاعة) للإمام ونوابه (حق) واجب (على المرء المسلم فيما أحب أو كره) أي فيما وافق غرضه أو خالفه (ما لم يؤمر) أي المسلم (بمعصية فإذا أمر) بضم الهمزة أي بمعصية الله (فلا سمع عليه ولا طاعة) بل يحرم ذلك على القادر على الامتناع إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وفيه ان الإمام إذا أمر بمندوب أو مباح وجب وفيه تقييد لما أطلق في غيره من السمع والطاعة ولو لحبشي ومن الصبر على ما يقع من الأمير بما يكره والوعيد على مفارقة الجماعة (حم ق عق) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما • (السنة) بالضم الطريقة المأمور بسلوكها في الدين (سنتان سنة في فريضة وسنة في غير فريضة السنة التي في الفريضة أصلها في كتاب الله أخذها هدى وتركها ضلالة والسنة التي أصلها في كتاب الله أخذها ضلالة وتركها والسنة أصلها ليس في كتاب الله الأخذ بها فضيلة وتركها ليس بخطيئة) ففي فعلها الثواب وليس في تركها عقاب (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (السنة سنتان) سنة (من نبي مرسل) كذا هو في رواية مخرجة الديلمي (و) سنة (من إمام عادل) أي فيقتدى بأفعاله وأقواله والعادل لا يأمر بمعصية ولا يفعلها (فر) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (السنور) بكسر المهملة وشدة النون مفتوحة الهر (سبع) طاهر الدان فسؤره طاهر ولا يحل أكله (حم قط) عن أبي هريرة قال كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يأتي قوماً وفي دارهم سنور فذكره قال الشيخ حديث صحيح • (السنور من أهل البيت وأنه من

الطوّافين أو الطوافات عليكم) أي كالخدم الذين لا يمكن التحفظ منهم غالباً فما ولغ في لا ينجس بولوغه (حم) عن أبي قتادة بإسناد حسن • (السواك مطهرة) بفتح الميم أفصح من كسرها مصدر بمعنى اسم الفاعل أي مطهر (للقسم) أو بمعنى الآلة تنظفه (مرضات للرب) بفتح الميم بمعنى اسم الفاعل أي مرض للرب قال العلقمي سئل ابن هشام عن هذا الحديث كيف أخبر عن المذكر بالمؤنث فأجاب ليست التاء في مطهرة للتأنيث وإنما هي مفعلة الدالة على الكثرة كقوله الولد مبخلة مجبنة أي محل لتحصيل البخل والجبن لأبي بكثرة قال فقيل استشكل بعض أهل اللغة بهذا على أن السواك يجوز تانيثه فقلت هذا غلط ويلزمه أن يستدل بقوله الولد مبخلة مجبنة على جواز تأنيث الولد ولا قائل به (حم) عن أبي بكر الصديق (الشافعي) في مسند (حم ن حب ك هق) عن عائشة (هـ) عن أبي أمامة) الباهلي قال الشيخ حديث صحيح • (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ومجلاة) أي مجل (للبصر) وآلة تجليه (طس) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الشيخ حديث حسن • (السواك يطيب الفم ويرضى الرب) فحافظوا عليه (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (السواك نصف الإيمان والوضوء نصف الإيمان) لأن الوضوء يزيل الأوساخ الظاهرة والسواك يزيل الباطنة فكل منهما نصف بهذا الاعتبار (رسته في كتاب الإيمان عن حسان ابن عطية مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن • (السواك واجب وغسل الجمعة واجب على كل مسلم) أراد حضور الجمعة أي كل منهما متأكد تأكداً يقرب من الوجوب (أبو نعيم في كتاب السواك عن عبد الله بن مرو بن حلحله) بفتح المهملتين (ورافع ابن خديج معاً) قال الشيخ حديث حسن • (السواك من الفطرة) أي السنة (أبو نعيم عن عبد الله بن جراد) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (السواك يزيد الرجل فصاحة لأنه يصفي الخلق ويسهل مجاري الكلام (عق عد خط) في الجامع عن أي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (السواك سنة) ويتأكد في مواضع (فاستاكوا أي وقت شك) ويستثنى بعد الزوال للصائم فيكره (فر) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره (السواك شفاء من كل داء إلا السام والسام الموت) قال المناوي وهذا إذا فعل مع كمال إيمان وقوة إيمان قال ابن القيم لا يؤخذ السواك من شجرة مجهولة فربما كان سما (فر) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (السورة التي تذكر فيا البقرة فسطاط القرآن) قال العلقمي الفسطاط بالضم والكسر المدينة التي فيها مجتمع الناس فالبقرة مدينة القرآن لما فيها من كثير الأحكام (فتعلموها) ندباً مؤكداً (فإن تعلمها بركة) زيادة في الخبر والأجر (وتركها) أي ترك تعلمها (حسرة) على تاركه يوم القيامة على ما فاته من الثواب الحاصل لمن تعلمها (ولا تستطيعها) أي لا تستطيع تعلمها (البطلة) أي السحرة والمراد تعلم أحكامها وحفظها (فر) عن أبي سعيد وهو حديث ضعيف • (السلام قبل الكلام) يحتمل أن المعنى يندب قبل الشروع في الكلام لأنه تحية

هذه الأمة فإذا شرع المقبل في الكلام فات محله (ت) عن جابر رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (السلام قبل الكلام ولا تدعوا أحداً إلى الطعام) أي إلى أكله (حتى يسلم) فإن السلام تحية أهل السلام فمتى لم يظهر الإنسان شعار الإسلام لا يكرم ولا يقرب (ع) عن جابر قال الشيخ حديث حسن • (السلام قبل السؤال فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه) لأعراضه عن السنة والنهي للتنزيه (ابن النجار عن ابن عمر) قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث ضعيف منجبر • (السلام محية لملتنا) أي سبب لبقاء الألفة بين أهلها (وأمان لذمتنا) فإذا سلم المسلم على المسلم اطمان وزال روعه (القضاعي عن أنس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض فألإشوه) بقطع الهمزة (بينكم) بأن تسلموا على كل من لقيتموه من المسلمين ممن يشرع عليه السلام (فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم ليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب) وهم الملائكة الكرام فخواص الملائكة أفضل من عوام البشر وفيه أن بدء السلام وإن كان سنة أفضل من جوابه وإن كان واجباً (البزار (هب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (السلام اسم من أسماء الله عظيم جعله ذمة بين خلقه) أي أماناً بينهم (فإذا سلم المسلم على المسلم فقد حرم عليه أن يذكره إلا بخير) فإن أمنه وجعله في ذمته وفي ذكره بالسوء عذروا العذر حرام فالظاهر أن ذلك يصير أشد تحريماً من غيره وإلا فذكر المسلم بالسوء حرام مطلقاً (فر) عن ابن عباس بإسناد حسن • (السلام تطوع والرد فريضة) أي الابتداء بالسلام تطوع ورده واجب بشروط منها اتحاد الجنس فلا يطلب من الرجل أن يسلم على المرأة الأجنبية وعكسه (فر) عن علي كرم الله وجهه بإسناد ضعيف • (السيد الله) أي هو الذي تحق له السيادة المطلقة إذ الخلق كلهم عبيده قال العلقمي وأوله وسببه وتمامه كما في أبي داود عن مطرف ابن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول اله صلى الله عليه وسلم فقلت أنت سيدنا فقال السيد الله تبارك وتعالى قلنا وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً فقال قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان بفتح الياء والتاء وسكون الجيم وبكسر الراء وتشديد نون التوكيد والجري بفتح الجيم وتشديد ياء النسب الرسول والمعنى لا يستغلبنكم الشيطان ويستتبعنكم فيتخذ كلاً منكم جرياً له وإنما منعهم أن يدعوه سيداً مع قوله أنا سيد ولد آدم من أجل أنهم قوم حديث عهدهم بالإسلام وكانوا يحسبون أن السيادة بالنبوة كنهي بأسباب الدنيا وكان لهم رؤوس يعظمونهم وينقادون لأمرهم فقال قولوا بقولكم يريد قولوا بقول أهل دينكم وملتكم وادعوني نبياً ورسولا كما سماني الله في كتابه ولا تسموني سيداً كما تسمون رؤساءكم وعظماءكم ولا تجعلوني مثلهم فإني لست كأحدهم إذ كانوا يسودونكم بأسباب الدنيا وأنا أسودكم بالنبوة والرسالة فسموني نبياً

(حرف الشين)

ورسولاً انتهى قال المناوي وقد اختلف هل الأولى الإتيان بلفظ السيادة في نحو الصلاة عليه أولاً ورجح بعضهم أن لفظ الوارد لا يزاد عليه بخلاف غيره (حم د) عن عبد الله بن الشخير بكسر الشين المعجمتين ابن عون العامري قال الشيخ حديث صحيح • (السيوف) أي سيوف الغزاة (مفاتيح الجنة) أي الضرب بها ينتج دخول الجنة مع السابقين لأن أبواب الجنة مغلقة لا يفتحها إلا الطاعة والجهاد من أعظمها (أبو بكر) الشافعي في كتاب (الغيلانيات وابن عساكر) في تاريخه (عن يزيد بن شجرة) • (السيوف أردية المجاهدين) أي هي لهم بمنزلة الأردية فلا ينبغي لمتقلد السيف ستره بالرداء بل يصيره مكشوفاً ليعرف ويهاب (فر) عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه (المحاملي في آماليه عن زيد بن ثابت) قال الشيخ حديث حسن. (حرف الشين) (شاب سخي حسن الخلق) بضمتين (أحب إلى الله) تعالى (من شيخ بخيل عابد سيء الخلق) لأن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل والبخل ناشئ عن حب الدنيا والحرص عليها (ك) في تاريخه (فر) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال الشيخ حديث ضعيف • (شارب الخمر كعابد وثن وشارب الخمر كعابد اللات والعزى) أي أن استحل أو هو زجر وتنفير (الحارث) بن أبي أسامة (عن ابن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما قال الشيخ حديث حسن لغيره • (شاهت الوجوه) أي قبحت ذكره يوم حنين وهو واد بين مكة والطائف وراء عرفات وقد غشيه العدو فنزل عن بلغته وقبض قبضة من تراب ثم استقبل به وجوههم فقال شاهت الوجه فما خلق الله منهم إنساناً إلا ملأ عينيه بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله تعالى وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين قال النووي قال العلماء ركوبه صلى الله عليه وسلم البغلة في موطن الحرب وعند اشتداد البأس هو النهاية في الشجاعة والثبات ولأنه أيضاً يكون معتمداً يرجع إليه المسلمون وتطمئن قلوبهم به وبمكانه وربما فعل هذا عمداً وإلا فقد كان له صلى الله عليه وسلم إفراس معلومة (م) عن سلمة بن عمرو (بن الأكوع) بفتح الهمزة وسكون الكاف وفتح الواو فمهملة واسم الأكوع سنان (ك) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الشيخ حديث صحيح • (شاهداك) أي لك ما يشهد به شاهداك (أو يمينه) قال العلقمي واحتج به الحنفية أنه لا يقضي بالشاهد واليمين لأنه لم يجعل بينهما واسطة ولنا عليهم أنه صلى الله عليه وسلم قضى بذلك وسببه أن ابن مسعود كان بيته وبين رجل خصومة فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره (م) عن ابن مسعود رضي الله عنه • (شاهد الزور لا تزول قدماه) من المكان الذي وقف فيه لأداء الشهادة (حتى يوجب الله) تعالى (له النار) أي دخولها للتطهير أو الخلود أن استحل (حل ك) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح (شاهد الزور مع العشار) أي المكاس (في النار (فر) عن المغيرة) بن شعبة وهو حديث ضعيف

• (شباب أهل الجنة) أي الشباب الذين ماتوا في سبيل الله من أهل الجنة (خمسة حسن وحسين) وعبد الله (بن عمر) بن الخطاب (وسعد بن معاذ) سيد الخزرج (وأبيّ بن كعب) بن قيس بن عبيد الأنصاري الخزرجي (فر) عن أنس رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن (شرار أمتي) أي من شرارهم (الدين غذوا بالنعيم) ثم بينهم بقوله (الذين يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام) قاصد بن الفصاحة والتعاظم على الناس (ابن أبي الدنيا في) كتاب (ذم الغيبة (هب) عن فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها قال الشيخ حديث حسن لغيره (شرار أمتي) أي من شرارهم (الذين ولدوا في النعيم وغذوا به يأكلون من الطعام ألواناً ويلبسون من الثياب ألواناً ويركبون من الدواب ألواناً) أي أنواعاً (ويتشدقون في الكلام) قال في الدر كأصله والمتشدقون المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز وقيل أراد المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم قال الغزالي وقد اشتد خوف السلف من تناول لذيذ الأطعمة وتمرين النفس عليها ورأوا أن منع ذلك من الله غاية السعادة (ك) عن عبد الله بن جعفر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (شرار أمتي الثرثارون) بفتح المثلثة الذين يكثرون الكلام تكلفاً (المتشدقون المتفيهقون) أي المتوسعون في الكلام الفاتحون أفواههم للتفصح وكل ذلك راجع لمعنى التكلف فيميل بقلوب الناس وإسماعهم إليه (وخيار أمتي) أحاسنهم أخلاقاً (خد) عن أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد حسن • (شرار أمتي الصايغون) قال المناوي بمثناة تحتية وغين معجمة (والصباغون) بموحدة تحتية لما هو ديدنهم من الغش والمطل والمواعيد الكاذبة وقيل المراد الصواغون الكلام (فر) عن أنس بإسناد واه • (شرار أمتي ملئ القضاء) أي وليس أهلاً له كما بينه بقوله (إن اشتبه عليه الحكم لم يشاور) العلماء (وإن أصاب) أي وافق الحق (بطر) أي كفر نعمة هدايته إلى الصواب (وإن غضب عنف) من لا يستحق التعنيف (وكاتب السوء) كالزور مثلاً (كالعامل به) في حصول الإثم له فمن كتب وثيقة بباطل كان كمن شهد به (فر) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الشيخ حسن لغيره • (شرار الناس شرار العلماء في الناس) لأنهم عصوا ربهم عن علم والمعصية مع العلم أقبح منها مع الجهل (البزار) عن معاذ قال الشيخ حديث حسن (شرار قريش خيار شرار الناس) فشرارها أقل شراً من شرار غيرها (الشافعي) في المسند (والبيهقي في المعرفة) أي معرفة الصحابة (عن أبي ذئيب معضلاً) هو إسماعيل بن عبد الرحمن قال الشيخ حديث حسن • (شراركم) أي بعض شراركم (عزابكم) إذ ليس لهم إفراط يهيئون لهم ما يحتاجون إليه في الآخرة وقد نظم ذلك ابن العماد فقال: شراركم عزابكم جاء الخبر • أراذل الأموات عزاب البشر (ع طس عد) عن أبي هريرة • (شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم (حم) عن أبي ذراع عطية بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة المازني رضي الله عنه • (شراركم عزابكم ركعتان من متأهل) أي متخذ أهلاً أي زوجة (خير من سبعين ركعة

من غير متأهل) يحتمل أن المراد به الترغيب في التزوج لا الحقيقة (عد) عن أبي هريرة • (شر البلدان) أي بقاع البلدان وفي رواية البلاد (أسواقها) لما يقع فيها من الغش والإيمان الكاذبة وخير بقاعها المساجد (ك) عن جبير بالتصغير (بن مطعم) بصيغة اسم الفاعل قال الشيخ حديث صحيح • (شر البيت الحمام تعلو فيه الأصوات) باللغو والفحش (وتكشف فيه العورات فمن دخله فلا يدخله إلا مستتراً) وجوباً إن كان ثم من يحرم نظره لعورته ولا فندباً (طب) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (شر الحمير الأسود القصير) لسر علمه الشارع (عق) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • شر الطعام طعام الوليمة) قال المناوي أي وليمة العرس لأنها المعهودة عندهم اهـ ويحتمل العموم ثم بين كونه شر الطعام بقوله (يمنعها من يأتيها) أي المحتاج إليها لفقره (ويدعي إليها من يأباها) أي من لا يحتاجها لغناه وقال النووي معناه الإخبار بما يقع من الناس بعده صلى الله عليه وسلم من مراعاة الأغنياء في الولائم ونحوها وتخصيصهم بالدعوة وإيثارهم بطيب الطعام ورفع مجالسهم وتقديمهم وغير ذلك مما هو الغالب في الولائم (ومن لا يجب الدعوة) لوليمة العرس بخلاف غيرها فالإجابة إليها مندوبة (فقد عصى الله ورسوله) إن لم يكن له عذر (م) عن أبي هريرة • (شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليه الشبعان) وفي نسخة شرح عليها المناوي يدعى إليه الشيطان فإنه قال وفي نسخة الشبعان وهو المناسب لقوله (ويحبس إليه الجائع) وكانت عادتهم تخصيص الأغنياء وأهل الشر فعبر عنهم بالشياطين (طب) عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد حسن • (شر الكسب مهر البغي) أي ما تأخذه على الزنا بها سماه مهراً توسعاً (وثمن الكلب) ولو معلماً عند الشافعي وخالف الحنفية في المعلم فجوّزوا بيعه (وكسب الحجام) قال المناوي حراً أو عبداً فالأولان حرامان والثالث مكروه (حم م ن) عن ارفع بن خديج رضي الله عنه • (شر المال في آخر الزمان المماليك) قال المناوي أي الاتجار في المماليك كما يوضحه خبر شر الناس الذين يشترون النسا ويبيعونهم (حل) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما بإسناد ضعيف (شر المجالس الأسواق والطرق) جمع طريق فلا ينبغي الجلوس فيها لغير حاجة لتضرر المارة بذلك أو لما يترتب على ذلك من النظر المحرم (وخير المجالس المساجد فإن لم تجلس في المسجد فالزم بيتك) تسلم من الناس ويسلم النسا منك (طب) عن واثلة بإسناد حسن • (شر الناس الذي يسأل) بالبناء للمفول أي يسأله السائل ويقسم عليه (بالله ثم يعطي) السائل ما سأله مع الوجدان والإمكان والكلام في سائل مضطر أو كان رد السائل عادته وديدنه (تخ) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (شر الناس) الرجل (المضيق) أي السيء الخلق (على أهله) قال المناوي وتمامه عند مخرجه قالوا يا رسول الله كيف يكون ضيقاً على أهله قال الرجل إذا دخل بيته خشعت زوجته وهرب ولده وفر فإذا خرج ضحكت امرأته واستأنس أهل بيته (طس) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث حسن لغيره

• (شر الناس منزلة يوم القيامة من يخاف لسانه أو يخاف شره عطف عام على خاص فهو وإن ظفر بمراده في الدنيا خاسر في الآخرة (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن أنس) بن مالك رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (شر قتيل قتل بين صفين أحدهما يطلب الملك) قال المناوي لأنه إنما قتل بسبب دنيا غيره (طس) عن جابر قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (شر ما في رجل) من الخصال الذميمة (شيخ هالع) قال المناوي أي جاذع أي شيخ يحمل على الحرص على المال والجزع على ذهابه اهـ وقال العلقمي قال الخطابي أي ذو هلع وهو الجزع ومعناه البخل الذي يمنعه من إخراج الحق الواجب عليه فإذا استخرج منه هلع وجزع (وجبن خالع) أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدته وهو مجاز في الخلع والمراد به ما يعرض من نوازع الأفكار وضعف القلب عند الخوف (تخ د) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (شرب اللبن) في المنام (محض الإيمان) أي علامة كون قلب الرائي والمرئي له قد تمخض قلبه للإيمان (من شربه في منامه فهو على الإسلام والفطرة ومن تناول اللبن) في نومه (بيه فهو يعمل بشرائع الإسلام) أي فذلك يدل على أنه عامل بشرائع الدين (فر) عن أبي هرينرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (شرف المؤمن صلاته) أي تنفله (بالليل وعزة استغناؤه عما في أيدي الناس) لأن من طمع ذلك وانحطت منزلته عند الحق والخلق (عق خط) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (شعار المؤمنين على الصراط يوم القيامة) أي علامتهم التي يعرفون بها عند قولهم (رب سلم سلم) أي سلمنا من ضرر الصراط أي اجعلنا سالمين من آفته آمنين من مخافاته (ت ك) عن المغيرة بن شعبة قال الشيخ حديث صحيح • (شعار أمتي إذا حملوا على الصراط) قال المناوي ببناء حملوا للمفعول وجعله للفاعل تكلف أي مشق (يا من لا إله إلا أنت) أي يا من انفرد بالوحدانية فالمذكور في الحيدث الأول شعار اهل الإيمان من جميع الأمم والمذكور في هذا شعار فئة خاصة فهم يقولون هذا وذاك (طب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (شعار المؤمنين يوم يبعثون من قبورهم) للعرض والحساب قولهم (لا إله إلا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ابن مردويه عن عائشة) قال رحمه الله تعالى حديث حسن لغيره (شعار المؤمنين يوم القيامة في ظلم القيامة) جمع ظلمة (لا إله إلا أنت) قال المناوي فقولهم ذلك يكون نوراً يستضيئون به في تلك الظلم (الشيرازي) في الألقاب (عن ابن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما قال الشيخ حديث حسن • (شعبان بين رجب) بالتنوين (وشهر رمضان يغفل الناس عنه) أي عن صومه ترفع (فيه أعمال العباد) للعرض على الله (فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم) أي فأحب أن أصوم شعبان لذلك (هب) عن أسامة بن زيد وإسناده حسن • (شعبان شهري ورمضان شهر الله) قال المناوي تمامه عند مخرجه وشعبان المطهر ورمضان المكفر والمراد بكون شعبان شهره صلى الله عليه وسلم أنه كان يصومه من غير وجوبه ويكون رمضان شهر الله تعالى أوجب

صومه (فر) عن عائشة قال الشيخ حديث ضعيف • (شعبتان) أي خصلتان (لا تتركهما أمتي) وهما من أعمال الجاهلية (النياحة) هي رفع الصوت بالندب على الميت والندب تعديد لندابة بصوتها محاسن الميت وقيل هو البكاء عليه مع تعديد محاسنه (والطعن في الأنساب) أي أنساب الناس من يغر علم (حل) عن أبي هريرة بإسناد صحيح (شفاء عرق النساء) بوزن العصا عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ (ألية) بفتح الهمزة وسكون اللام وفتح المثناة (شاة أعرابية) قال العلقمي وفي رواية عند أحمد وأبي نعيم كبش عربي أسود ليس بالعظيم ولا بالصغير وعندهما أيضاً ألية كبش عربي ليست بصغيرة ولا عظيمة (تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم تشرب على الريق كل يوم جزءاً) قال المؤلف رحمه الله تعالى حال من مرفوع تشرب اهـ قال أنس وقد وصفت ذلك لثلثمائة نفس كلهم يعافيهم الله قال المناوي وذا خطاب لأهل الحجاز ونحوهم ممن يحصل مرضه من يبس وفي الألية تليين وإنضاج وخص العربية لقلة فضولها وطيب مرعاها اهـ قال العلقمي تطبيب النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأهل أرضه خاص بطباعهم وأرضهم إلا أن يدل دليل على التعميم (حم هـ ك) عن أنس رضي الله تعالى عنه وهو حديث صحيح • (شفاعتي) قال ابن رسلان لعل هذه الإضافة بمعنى أن التي للعهد والتقدير الشفاعة التي أعطانيها الله تعالى ووعدني بها لأمتي ادخرنها (لأهل الكبائر) الذين استوجبوا النار بذنوبهم الكبائر (من أمتى) ومن شاء الله فلا يدخلون بها النار وأخرج بها من أدخلته كبائر ذنوبه المنار ممن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله (تنبيه) زعم بعضهم أنه لا يقال اللهم ارزقنا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فإنما يشفع لمن استوجب النار وخطأه النووي وقال كم من حديث صحيح جاء في ترغيب المؤمنين الكاملين بوعدهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم من قال مثل ما يقول المؤذن حلت له شفاعتي ولقد أحسن القاضي عياض في قوله قد عرف بالنقل المستفيض سؤال السلف الصالح رضي الله عنهم شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم ورغبتهم فيها قال وعلى هذا فلا وجه إلى كراهة من كره ذلك لكونها لا تكون إلا للمذنبين لأنه ثبت في الأحاديث في صحيح مسلم وغيره إثبات الشفاعة لأقوام في دخولهم الجنة بغير حساب ولقوم في زيادة درجاتهم في الجنة قال ثم كل عاقل معترف بالتقصير محتاج إلى العفو مشفق من كونه من الهالكين ويلزم هذا القائل أن لا يدعو بالمغفرة لأنها لأصحاب الذنوب وكل هذا خلاف ما عرف من دعاء السلف والخلف (حم د ت حب ك) عن أنس (ت هـ حب ك) عن جابر (طب) عن ابن عباس (خط) عن ابن عمرو عن كعب بن عجرة) بضم المهملة وسكون الجيم قال الشيخ حديث صحيح (شفاعتي لأهل الذنوب من أمتي) أي هم الأصل فيها قال أبو الدرداء (إن زنى وإن سرق) قال وإن زنى وإن سرق أي الواحد منهم (على رغم أنف أبي الدرداء (خط) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن لغيره • (شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي) بدل مما قبله

وذا لا ينافي قوله لفاطمة لا أغني عنك من الله شيئاً لأن المراد إلا بإذن الله ثم أن هذا لا يعارضه عموم ما قبله لجواز كون هذه شفاعةخاصة (خط) عن علي كرم الله وجهه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (شفاعتي مباحة) لجميع المؤمنين (إلا لمن سب أصحابي) فإنها محظورة عليه لجرأته على من بذل نفسه في نصرة دين الله (حل) عن عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه قال الشيخ حديث ضعيف • (شفاعتي يوم القيامة حق فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها) أي لم تنله (ابن منيع عن زيد بن أرقم وبضعة عشر من الصحابة) رضي الله عنهم قال الشيخ حديث صحيح متواتر • (شمت) ندباً (العاطس) أي قل له رحمك الله أن حمد الله ولا بأس بتنبيهه على الحمد (ثلاثاً) من المرات لكل عطسة مرة (فإن زاد) عليها (فإن شئت شمته وإن شئت فلا) تشمته لتبيين أن الذي به زكام أو مرض ويندب الدعاء له بنحو العافية (ت) عن رجل من الصحابة قال الشيخ حديث حسن • (شمت أخاك) في الدين (ثلاثاً) من المرات (فما زاد فإنما هي) أي العطسة (نزلة أو زكام) فيدعى له بالعافية (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن أبي هريرة) بإسناد حسن • (شهادة المسلمين بعضهم) بالجر بدل مما قبله (على بعض جائزة) مقبولة بشروط مذكورة في كتب الفقه (ولا تجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض لأنهم حسد) بضم الحاء وشدة السين المهملتين بضبط المؤلف أي يحسد بعضهم بعضاً وبهذا أخذ مالك وخالف الشافعي (ك) في تاريخه عن جبير ابن مطعم) قال المناوي قال مخرجه الحاكم ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسناده فاسد • (شهدت) أي حضرت حال كوني (غلاماً) أي صبياً دون البلوغ (مع عمومتي حلف) قال الشيخ بكسر المهملة وسكون اللام (المطيبين) بشدة الطاء والمثناة التحتية كسورة قال اجتمع بنو هاشم وزهرة وتميم في دار ابن جدعان في الجاهلية وجعلوا طيباً في جفنة وغمسوا أيديهم فيه وتحالفوا على التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم فسموا المطيبين (فما يسرني أن لي حمر النعم) أي النعم الحمر وهي أنفس أموال العرب وأعزها عندهم (وأني أنكثه) أي أنقضه (حم ك) عن عبد الرحمن بن عوف) رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (شهداء الله في الأرض) هم (أمناء لله على خلقه) سواء (قتلوا) في الجهاد بسببه (أو ماتوا) على الفرش قال المناوي لكن المقتولون كما ذكر من شهداء الدنيا والميتون على الفرش من شهداء الآخرة اهـ وقال الشيخ وقتلوا أو ماتوا راجع إلى الخلفاء أي سعادتهم تثبت بشهادتهم ولو أسري (حم) عن رجل من الصحابة) رضوان الله عليهم بإسناد صحيح • (شهران لا ينقصان) مبتدأ وخبر أي لا ينفق نقصهما معاً في عام واحد غالباً وإن وقع فهو نادراً ولا ينقصان في ثواب العمل فيهما لأن في أحدهما الصيام وفي الآخر الحج هما (شهرا عيد أحدهما رمضان و) الآخر (ذو الحجة) قال المناوي أطلق على رمضان أنه شهر عيد لقربه من العيد (حم ق عه) عن

أبي بكرة واسمه نفيع • (شهر رمضان شهر الله) أي أوجب صومه (وشهر شعبان شهري) أي أنا سننت صومه (شعبان المطهر ورمضان المكفر) للذنوب أي صيامه والمراد الصغائر (ابن عساكر) في تاريخه (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها بإسناد ضعيف • (شهر رمضان يكفر ما بين يديه) من الخطايا (إلى شهر رمضان المقبل) أي يكفر ذنوب السنة التي بينها والمراد الصغائر (ابن أبي الدنيا في فضل رمضان) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (شهر رمضان) أي صيامه (معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلى الله) تعالى (إلا بزكاة الفطر) وعدم الرفع كناية عن عدم القبول (ابن شاهين في ترغيبه) وترهيبه (والضيا) في المختارة (عن جرير) بن عبد الله قال الشيخ حديث حسن لغيره • (شهيد البر) أي المقتول في جهاد الكفار في البر (يغفر له كل ذنب) عمله من الصغائر والكبائر (إلا الدين) بفتح الدال أي التبعات المتعلقة بالعباد (والأمانة) التي خان فيها أو قصر في الإيصاء بها (وشهيد البحر) أي المقتول في جهاد الكفار في البحر (يغفر له كل ذنب والدين والمانة) بالرفع لأنه ألإضل من شهيد البر لكونه ارتكب غررين لإعلاء كلمة الله ركوبه البحر وقتال أعداء الله والمراد البحر الملح (حل) عن عمة النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ وهي صفية أم الزبير قال وهو حديث حسن لغيره • (شهيد البحر مثل شهيدي) بلفظ التثنية (البر) أي له من الأجر ضعف ما لشهيد البر لما تقدم (والمائد في البحر) هو الذي تدور رأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج (كالمتشحط في دمه في البر) أي له بدوران رأسه كأجر شهيد البر وإن لم يقتل (وما بين الموجتين في البحر كقاطع الدنيا في طاعة الله) أي له من الأجر في تلك اللحظة مثل أجر من قطع عمره كله في طاعة الله (وأن الله عز وجل وكل ملك الموت يقبض الأرواح إلا شهداء البحر فإنه يتولى قبض أرواحهم) بلا واسطة تشريفاً لهم فالله هو القابض لجميع الأرواح لكن لشهيد البحر بلا واسطة ولغيره بواسطة قال القرطبي لا نافي بين قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت وقوله توفته رسلنا تتفواهم الملائكة وقوله الله يتوفى الأنفس لأن إضافة التوفي إلى ملك الموت لأنه المباشر للقبض وللملائكة الذين هم أعوانه لأنهم يأخذون في جذبها من البدن فهو قابض وهم معالجون وإلى الله لأنه القابض على لحقيقة وقال الكلبي يقبض ملك الموت الروح ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة أوإلى ملائكة العذاب (ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين ويغفر لشهيد البحر الذنوب كلها والدين) وجميع التبعات (هـ طب) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (شوبوا) أي اخلطوا إذا الشوب الخلط (مجلسكم بمكدر اللذات الموت) بالجر بدل من مكدر اللذات لأنه يقصر الأمل ويرغب في الآخرة (ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن عطاء الخراساني مرسلاً) قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بمجلس قد استعلاه الضحك فذكره قال الشيخ حديث حسن لغيره • (شوبوا شيبكم بالحناء فإنه أسرى) قال الشيخ أي أبهج

(وأطيب لأفواهكم وأكثر لجماعكم) أي يزيد فيه لسر علمه الشارع (الحناء) أي نورها (سيد ريحان أهل الجنة) في الجنة (الحناء يفصل ما بين الكفر والإيمان) أي خضاب الشعر به يفرق بين الكفار والمؤمنين فإن الكفار إنما يخضبون بالسواد (ابن عساكر عن أنس) رضي الله عنه قال الشيخ حديث ضعي ف • (شيئان لا أذكر) بالبناء للمفعول (فيهما) أي لا ينبغي ذكر اسمي مع اسم الله عندهما (الذبيحة) يعني ذبح الذبيحة (والعطاس هما مخلصان لله) بصيغة اسم المفعول فيقال عند الذبح بسم الله والله أكبر ولا يقال واسم محمد ولا صلى الله على محمد وفي العطاس الحمد لله ولا يقال والصلاة على محمد ولا يقال في التشميت رحمك الله ومحمد (فر) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (شيبتني هود) أي سورة هود (وأخواتها) أي وشبهها من السور التي فيها ذكر أهوال القيامة والحزن إذا تراكم على الإنسان أسرع إليه الشيب قبل الأوان قال العلقمي قال ابن عباس ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم آية كانت أشرف ولا أشد من قوله تعالى فاستقم كما أمرت ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين قالوا أسرع إليك الشيب شيبتني هود (طب) عن عقبة بالقاف (بن عامر) الجهني (وعن أبي جحيفة) رضي الله عنهما بإسناد حسن أو صحيح • (شيبتني هود وأخواتها الواقعة والحاقة وإذا الشمس كورت) أي اهتمامي بما فيها من أحوال القيامة والحادث النازلة بالماضين أخذ مني ما أخذه حتى شبت قبل أوانه (طب) عن سهل بن سعد • (شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت) لما فيها مما حل بالأمم من عاجل بأس الله (ت ك) عن ابن عباس (ك) عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه (ابن مردويه) في تفسيره (عن سعد بن أبي وقاص بإسناد حسن • (شيبتني هود وأخواتها قبل الشيب) أي قبل أوانه لأن الفزع يورث الشيب قبل أوانه (ابن مردويه عن أبي بكر) الصديق رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (شيبتني هود وأخواتها من المفصل) بما اشتملت عليه من الوعيد الشديد (ص) عن أنس رضي الله عنه ابن مردويه عن عمران بن حصين) قال الشيخ حديث حسن • (شيبتني هود وأخواتها الواقعة والقارعة والحاقة وإذا الشمس كورت وسأل سائل) لما فيهن من الوعيد الشديد (ابن مردويه عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث حسن • (شيبتني هود وأخواتها ذكر يوم القيامة) بدل مما قبله بدل اشتمال (وقصص الأمم) أي ما فيها من ذكراً للمسخ والقلب والقذف ونحوها (حم) في زوائد الزهد لابنه (وأبو الشيخ) ابن حبان (في تفسيره) للقرآن (عن أبي عمران الجوني) نسبة إلى الجون بطن من الأزد (مرسلاً) • (الشيطان) أي هذا الرجل الذي يتبع الحمامة للعب بها شيطان (يتبع شيطانة) سماه شيطاناً لمباعدته عن الحق وإعراضه عن العبادة وسماها شيطانة لأنها ألهته (يعني حمامة) قال المناوي مدرج قال العلقمي في النهي عن اللعب بالحمام ونظيره وهذا الحديث محمول على ما إذا تبع الحمام ليطيره ويلعب به فإن

فيه دناءة وقلة مروءة ويتضمن أذى الجيران بإشرافه على دورهم والأظهر أنه لا تجوز المسابقة على تطيير الحمام لأنها ليست من آلات القتال وقيل تجوز للحاجة إليها بمعرفة الأخبار في حمل الكتب التي يرسل بها أما إذا اتخذ الحمام ليطلب فراخها والانتفاع بأكلها أو التأنس بها فجائز وتقدم اتخذوا هذه الحمام المقاصيص (ده) عن أبي هريرة عن أنس بن مالك (وعن عثمان) بن عفان (وعن عائشة) قال الشيخ حديث صحيح • (شيطان الردهة) بفتح الراء وسكون الدال النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء (يحتدره رجل من بجبيلة) قال الشيخ يجره ويسحبه بحبل مربوط في فخذيه يجره بهما إلى عليّ بالنهروان زمن قتال الخوارج وقتله عليّ وقيل أمر بقتله (يقال له الأشهب أو ابن الأشهب راع للخيل) قال الشيخ صفة رجل (علامة سوء) قال المناوي بالإضافة وبدونها قال الشيخ وهو خبر ثان لشيطان (في قوم ظلمة) قال الشيخ صفة علامة أي علامة دالة على شقاوة من هو فيهم وأنهم قوم ظلمة لأنفسهم وولاة الأمر اهـ وقال المناوي قال الديلمي يعني ذا الردهة الذي قتله يوم النهروان (حم ع ك) عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح. (فصل في المحلى بال من هذا الحرف) • (الشاة في البيت بركة والشاتان بركتان والثلاث ثلاث بركات) يريد أنه كلما كثرت الغنم في البيت كثرت البركة فيه (خد) عن عليّ قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الشاة بركة والبعير بركة والتنور) يخبز فيه (بركة والقداحة) أي الزناد (بركة) في البيت لشدة الحاجة إليها ومقصوده الحث على اتخاذها (خط) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الشاة من دواب الجنة) أي الجنة فيها شاة وأصل هذه منها لا أنها تصير بعد الموت إليها لأنها تصير تراباً كما في الخبر (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (خط) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الشام صفوة الله) بكسر المهملة وحكى تثليثها من بلاده أي مختاره منها إليها يجتبي قال المناوي ينتقل من جبوت الشيء وجبيته جمعته (صفوته من عباده فمن خرج من الشام) يحتمل أن المراد من اهلها لغير حاجة (إلى غيرها فبسخطة) ومن (دخلها من غيرها فبرحمة) مقصوده الحث على سكناها وعدم الانتقال منها لغيرها لأن من تركها وسكن بغيرها يحل عليه الغضب (طب ك) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (الشام أرض المحشر والمنشر) أي البقعة التي يجمع الناس فيها للحساب وينشرون من قبورهم وخصت به لأن أكثر الأنبياء بعثوا منها فانتشرت في العالمين شرائعهم فناسب كونها أرض المحشر والمنشر (أبو الحسن بن شجاع الربعي) بفتح الراء والموحدة نسبة إلى بني ربع قبيلة معروفة (في) كتاب (فضائل الشام عن أبي ذر) الغفاري قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة والمشهود هو الموعود يوم القيامة) قاله تفسيراً لقوله تعالى وشاهد ومشهود وسيأتي في آخر الكتاب عن أبي مالك الأشعري وعن أبي هريرة اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة قال

المحاملي في تفسيره فالأول موعود به والثاني شاهد بالعمل فيه والثالث يشهده الناس والملائكة (ك هق) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (الشاهد) أي الحاضر (يرى ما لا يرى الغائب) أي الشاهد للأمر يتبين له من الرائي والنظر فيه ما لا يظهر للغائب فمعه زيادة علم (حم) عن علي القضاعي عن أنس بإسناد صحيح • (الشباب شعبة من الجنون) لأنه يغلب العقل ويميل بصاحبه (والنساء حبالة الشيطان) أي مصايده يعني المرأة شبكة يصطاد بها الشيطان عبد الهوى (الخرائطي في) كتاب (اعتدال) القلوب (عن زيد بن خالد الجهني) بإسناد حسن • (الشتاء ربيع المؤمن) قال العلقمي هو مفسر برواية البيهقي بعده قصر نهاره فصام وطال ليله فقام (حم) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وإسناده حسن • (الشتاء ربعي المؤمن قصر نهاره فصام وطال ليله فقام) يصلي (هق) عن أبي سعيد قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الشحيح) أي البخيل الحريص (لا يدخل الجنة) قال المناوي مع هذه الخصلة حتى يطهر بالعذاب اهـ فإن كان المراد مانع الزكاة فهو على عمومه أن استحل أو جحد الوجوب وإلا فالمراد الزجر التنفير (خط) في كتاب البخلاء عن ابن عمر • (الشرك الخفي) المراد به الرياء (أن يعمل الرجل) أي الإنسان (لمكان الرجل) أي أن يعمل الطاعة لأجل أن يراه غيره أو يبلغه عنه فيعتقده أو يحسن إليه سماه شركاً لأنه كما يحب إفراده تعالى بالألوهية يحب إفراده بالعبادة (ك) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (الشرك في امتي أخفى من دبيب النمل) قال المناوي وأشار بقوله (على الصفا) إلى أنهم وإن ابتلوا به لكنه متلاش فيهم لفضل يقينهم (الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (الشرك فيكم) أيها الأمة (أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته) أي قلته (اذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم تقولها ثلاث مرات) كلما اختلج في قلبك شعبة من شعب الشرك وذلك لأنه لا يدفع عنك الأمن ولي خلقك فإذا التجأت إليه وتعوذت به أعاذك الحكيم في نوادره (عن أبي بكر) الصديق رضي الله عنه • (الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا) أي الحجر الأملس (في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل) أي أما أن تحب إنساناً وهو منطو على شيء من الجور أو تبغض إنساناً وهو منطو على شيء من العدل لعلة من نحو إنسان أو ضده (وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله) أي ما دين الإسلام إلا ذلك (قال الله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله الحكيم) الترمذي (ك حل) عن عائشة رضي الله عنها • (الشرود) من الدواب والأنعام (يرد) أي شروده عيب يثبت به الخيار فللمشتري الرد لأن ذلك ينقص القيمة وسببه أن بشير الغفاري اشترى بعيراً فشرد فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك فذكره (عد هق) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

• (الشريك أحق بصقبه) أي بما يقرب منه ويليه والصقب بالتحريك الجانب القريب والمراد بالشريك الجار قال المناوي وتمامه قيل ما الصقب قال الجوار (ما كان) أي أيّ شيء كان من قليل أو كثير (هـ) عن أبي رافع قال الشيخ حديث صحيح • (الشريك شفيع) أي له الأخذ بالشفعة قهراً (والشفعة) ثابتة (في كل شيء) قال المناوي فيه حجة لمالك في ثبوتها في الثمار تبعاً وأحمد أن الشفعة تثبت في الحيوان دون غيره من المنقول (ت) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (الشعر) بكسر فسكون الكلام المقفي الموزون (بمنزلة الكلام) غير الموزون أي حكمه كحكمه كما بين ذلك بقوله (فحسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام) فالشعر كما قال النووي كالنثران خلا عن مذموم شرعي فهو مباح وإلا فمذموم لكن التجرد له واتخاذه حرفة مذموم كيف كان وقال السهروردي ما كان منه في الزهد وذم الدنيا والمواعظ والحكم والتذكر بآلاء الله ونعت الصالحين ونحو ذلك مما يحمل على الطاعة ويبعد عن المعصية فمحمود وما كان من ذكر الأطلال والمنازل والأزمان والأمم فمباح وما كان من هجو ونحوه فحرام وما كان من وصف الخدود والقدود والنهود ونحوها مما يوافق طباع النفوس فمكروه (خد طب طس) عن أبي عمرو بن العاص (ع) عن عائشة وإسناده حسن • (الشعر) بفتح أوله (الحسن) أي الأسود المسترسل الذي بين الجعودة والسبوطة (أحد الجمالين) والجمال الآخر هو البياض المشرب بحمرة (يكسوه الله المرء المسلم ظاهر بن طاهر في خماسياته عن أنس) بن مالك • (الشفاء في ثلاثة) قال العلقمي ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم الحصر في الثلاثة فإن الشفاء قد يكون في غيرها وإنما نبه بها على أصول العلاج (شربة عسل) لانه مسهل للأخلاط البلغمية (وشرطة محجم) بكسر الميم أي الشق به لأن الحجم يستفرغ الدم وهو أعظم الأخلاط والحجم أنجحها شفاء عند هيجان الدم (وكية نار) وذلك في الخلط الذي لا تنحسم مادته إلا به فهو خاص بالمرض المزمن لأنه يكون من مادة باردة قد تفسد مزاج العضو فإذا كوى خرجت منه وإنما كره النبي صلى الله عليه وسلم الكي لما فيه من الألم الشديد والخطر العظيم ولهذا كانت العرب تقول في أمثالها آخر الدواء الكي وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وغيره واكتوى غير واحد من الصحابة (وأنهى أمتي عن الكي) وإنام نهى عنه مع إثباته الشفاء فيه لما تقدم أو لكونهم يرون أنه يحسم الداء بطبعه أي غير متوكلين على الله قال العلقمي ويؤخذ من الجمع بين كراهته صلى الله عليه وسلم وبين استعماله له انه لا يترك مطلقاً ولا يستعمل مطلقاً بل يستعمل عند تعينه طريقاً إلى الشفاء مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن الله تعالى وعلى هذا التفصيل يحمل حديث المغيرة من اكتوى واسترقى برئ من التوكل (خ هـ) عن ابن عباس • (الشفعاء) في الآخرة (خمسة القرىن) يشفع لمن قرأه وعمل به (والرحم) تشفع لمن وصلها (والأمانة) تشفع لمن أداها (ونبيكم) محمد صلى الله عليه وسلم يشفع لمن آمن به (وأهل بيته) علي وفاطمة وابناهما يشفعن لمن قام بحقهم والأنبياء والعلماء والشهداء

ونحوهم يشفعون أيضاً (فر) عن أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (الشفعة تثبت (في كل شرك) بكسر أوله وسكون الراء (في أرض أو ربع) بفتح الراء وسكون الموحدة التحتية المنزل الذي يربع فيه الإنسان ويتوطنه (أو حائط) أي بستان قال أهل اللغة الشفعة من شفعت الشيء إذا ضممته وثنيته ومنه شفع الأذان وسميت شفعة لضم نصيب إلى نصيب وأجمع المسلمون على ثبوت الشفعة للشريك في العقار ما لم يقسم والحكمة في ثبوت الشفعة إزالة الضرر عن الشريك (لا يصلح له) قال المناوي كذا هو في نسخة المل بخطه والموجود في الأصول لا يحل (ان يبيع) نصيبه (حتى يعرض) بفتح أوله (على شريكه) أي أنه يريد بيعه (فيأخذ أو يدع فإن أبي) أي امتنع من عرضه عليه (فشريكه أحق به حتى يؤذنه به) وأراد بنفي الحل نفي الجواز المستوي الطرفين فيكره بيعه قبل عرضه عليه تنزيهاً لا تحريماً والمكروه ليس بمباح مستوى الطرفين بل هو راجح الترك واختلف العلماء فيما لو أعلم الشريك بالبيع فأذن له فباع ثم أراد الشريك أن يأخذ بالشفعة فقال الشافعي ومالك وأبو حنيفة وأصحابه له أن يأخذ بالشفعة وعند أحمد روايتان (م د ن) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما • (الشفعة) بضم فسكون (فيما لم تقع فيه الحدود) جمع حد وهو الفاصل بين الشيئين وهو هنا ما يتميز به الأملاك بعد القسمة (فإذا وقعت الحدود) أي بينت أقسام الأرض المشتركة بأن قسمت وصار كل نصيب منفرداً (فلا شفعة) لأن الأرض بالقسمة صارت غير مشاعة دل على أن الشفعة تختص بالمشاع وأنه لا شفعة للجار خلافاً للحنفية (طب) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما • (الشفعة في العبيد وفي كل شيء) أخذ به عطاء كابن أبي ليلى فأثبتاها في كل شيء كالعبيد وأجمعوا على خلافهما (أبو بكر) الشافعي (في الغيلانيات عن ابن عباس) • (الشفق) المعلق على مغيبه دخول وقت الصلاة (الحمرة فإذا أغاب الشفق وجبت الصلاة) أي دخل وقت صلاة العشاء (قط) عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قال الشيخ حديث صحيح • (الشقي كل الشقي من أدركته الساعة حياً لم يمت) لأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق كما في أخبار (القضاعي) في شهابه (عن عبد الله بن جراد) • (الشمس والقمر يكوران) أي يجمعان ويلفان ويذهب بضوئهما (يوم القيامة) زاد البزار في النار وفي رواية لا يراهما من عبدهما كما قال تعالى أنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم وليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بذلك ولكنه تبكيت لمن كان يعبدهما وقيل أنهم خلقاً من النار فأعيدا فيها وقال الإسماعيلي لا يلزم من جعلهما في النار تعذيبهما فإن لله في النار ملائكة وليست معذبة (خ) عن أبي هريرة • (الشمس والقمر ثوران) بالمثلثة تثنية ثور (عقيران في النار إن شاء) الله (أخرجهما) منها (وإن شاء تركهما) فيها والمراد أنهما بمنزلة الثورين المقعدين اللذين ضربت قوائمهما بالسيف فلا يقدران على شيء (ابن مردويه) في تفسيره (عن أنس) • (الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان) قال الخطابي

اختلفوا في تأويل هذا الحديث فقيل معناه مقارنة الشيطان لعنه الله للشمس عند دنوّها للطلوع والغروب ويوضحه قوله (فإذا ارتفعت فارقها فإذا استوت قارنها فإذا زالت فارقها فإذا دنت للغروب قارنها فإذا غابت فارقها) فحرمة الصلاة في هذه الأوقات لذلك وقيل معنى قرن الشيطان قوته وقيل قرنه حزبه وأصحابه الذين يعبدون الشمس (ن) عن عبد الله الصنابحي قال الشيخ رحمه الله بحاء مهملة قال المنوي وهو تابعي فالحديث مرسل • (الشمس والقمر وجوههما إلى العرش واقفاؤهما إلى الدنيا) فالضوء الواقع على الأرض منهما من جهة القفا ولولا ذلك لاحترق العالم من شدة الحر (فر) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف • (الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المقتول في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله (شهيد والمطعون) أي الذي يموت في الطاعون (شهيد والغريق) هو الذي يموت في الماء بسببه قال المناوي وفي رواية الغرق بغير ياء وهو بكسر الراء المهملة (شهيد وصاحب ذات الجنب) قال العلقمي وهو مرض معروف وهو ورم جار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع (شهيد والمبطون) الذي يموت بداء البطن كالاستسقاء وقولنج (شهيد وصاحب الحريق) هو الذي يحترق في النار فيموت (شهيد والذي يموت تحت الهدم) بفتح الهاء وسكون الدال (شهيد) قال القرطبي هذا والغريق إذا لم يغرا بأنفسهما ولم يهملا التحذر فإن فرطا في التحذر حتى أصابهما ذلك فهما عاصيان (والمرأة تموت بجمع) قال المناوي بضم الجيم وكسرها هي التي تموت بالولادة يعني ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها أي من حمل أو بكارة اهـ كما في النهاية وقال العلقمي قال شيخنا قال ابن عبد البر هي التي تموت من الولادة سواء ألقت ولدها أم لا وقيل هي التي تموت في النفاس وولدها في بطنها لم تلده وقيل هي التي تموت عذراء لم تفتض قال والقول الثاني أشهر (شهيد) أي شخص شهيد (تتمة) بقى من الشهداء صاحب السل والغريب وصاحب الحمى واللديغ والشريق والذي يفترسه السبع والمتردي والميت على فراشه في سبيل الله والمقتول دون ماله أودينه أو دمه أو أهله والميت في السجن وقد حبس ظلماً والميت عشقاً والميت وهو طالب العلم وورد في أثران تعداد أسباب الشهادة خصوصية لهذه الأمة ولم يكن في الأمم السابقة شهيد إلا القتل في سبيل الله خاصة مالك (حم دن هـ حب ك) عن جابر بن عتيك السلمي وهو حديث صحيح • (الشهادة) أي القتل في جهاد الكفار في البر (تكفر كل شيء) من الذنوب (إلا الدين) بفتح الدال (والغرق يكفر ذلك كله) أي يكفر الذنوب والتبعات وذلك بأن يرضى الله تعالى أربابها في الآخرة والظاهر أن المراد القتل في جهاد الكفار في البحر كما تقدم (الشيرازي في) كتاب (الألقاب عن ابن عمرو) بن العاص • (الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم) أي الذي مات تحته (والشهيد) أي القتيل (في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله (مالك (ق ت) عن أبي هريرة • (الشهداء أربعة رجل

مؤمن جيد الإيمان) أي قويه (لقي العدو) أي الكفار (فصدق الله) قال المنوي بخفة الدال أي صدق الله في القتال بأن بذل وسعه فيه وخاطر بنفسه (حتى قتل) أو بتشديدها أي صدق وعد الله برفعه مقامات الشهداء أو أنهم أحياء عند ربهم يرزقون (فذاك الذي يرفع الناس) أي أهل الموقف (إليه أعينهم يوم القيامة هكذا) ورفع رأسه أي يرفعون رؤسهم للنظر إليه كما يرفع أهل الأرض أبصارهم إلى الكوكب في السماء فهو في أرفع الدرجات (ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب) بالبناء للمجهول (جلده بشوك طلح) شجر عظيم كثير الشوك (من) شدة (الجبن) أي الخوف (أتاه سهم غرب) بفتح المعجمة وسكون الراء وفتحها وبالإضافة وتركها وهو ما لا يعرف راميه وقيل هو بالسكون إذا أتاه من حيث لا يدري وبالفتح إذا رماه فأصاب غيره (فقتله فهو في الدرجة الثانية ورجل مؤمن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة ورجل مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الرابعة) سواء قتل في البر أو في البحر كما يعلم مما تقدم وفيه أن الشهداء يتفاضلون وليسوا في مرتبة (حم ت) عن عمر بن الخطاب بإسناد حسن • (الشهداء لى بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة) قال المنوي أي تعرض أرزاقهم على أرواحهم فيصل إليهم الروح والفرح كما تعرض النار على آل فرعون غدواً وعشياً وهذا في الشهداء الذين يحبسهم عن دخول الجنة تبعة فلا ينافي ما في حديث آخر أن أرواحهم في أجواف طير خضر تسرح في الجنة أو في قناديل تحت العرش قال القرطبي وحكم شهداء من تقدمتا من الأمم كشهدائنا (حم طب ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (الشهداء عند الله) في الآخرة يكونون (على منابر) أي أماكن عالية (من ياقوت في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله) والمنابر (على كثيب) أي تل (من مسك فيقول لهم الرب) تعالى (ألم أوف) قال المنوي بضم ففتح فكسر بضبط المؤلف اهـ وقال العلقمي بضم الهمزة وسكون الواو وكسر الفاء بضبط الشيخ بالقلم (لكم) ما وعدتكم به (وأصدقكم) بفتح الهمزة وسكون الصاد وضم الدال الخفيفة وسكون القاف (فيقولون بلى وربنا) وفيت لنا (عق) عن أبي هريرة • (الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول ولا يلفتون بوجوههم حتى يقتلوا) وفي كثير من النسخ بثبوت نون الرفع (فأولئك يلتقون) أي يوجدون (في الغرف العلية من الجنة يضحك إليهم ربك) أي يبالغ في إكرامهم (أن الله تعالى إذ ضحك إلى عبده المؤمن فلا حساب عليه) مطلقاً أي لا يناقش فيه (طس) عن نعيم بن هبار صحابي شامي وإسناده صحيح • (الشهر يكون تسعة وعشرين ويكون ثلاثين فإذا رأيتموه) أي هلال رمضان (فصوموا) وجوباً (وإذا رأيتموه) أي هلال شوال (فأفطروا) وجوباً (فإن غم) بضم المعجمة (عليكم فأكملوا العدة) أي عدة شعبان ثلاثين يوماً (ت) عن أبي

هريرة قال المناوي بل رواه الشيخان رحمهما الله تعالى • (الشهوة الخفية) تقدم الكلام عليها (والرياء) بمثناة تحتية (شرك) سمى ذلك شركاً لأن من عمل لحظ نفسه لم يخلص العمل لله تعالى (طب) عن شداد بالتشديد (بن أوس) بفتح فسكون الأنصاري بإسناد حسن • (الشهيد لا يجد من القتل) أي ألمه (إلا كما يجد أحدكم القرصة) بفتح القاف وسكون الراء (يقرصها) بالبناء للمفعول والقرصة الأخذ بأطراف الأصابع قال المناوي وذا تسلية لهم عن هذا الخطب المهول اهـ ولا منع من حمله على ظاهره (ت) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة) فيه وفيما قبله أن الله تعالى يسهل خروج أرواح الشهداء ويكفيهم سكرات الموت وكربه (طس) عن أبي قتادة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الشهيد يغفر له في أول دفعة من دمه) والدفعة بالضم والفتح (ويزوج حوراوين) من الحور العين (ويشفع) قال المناوي بفتح أوله وخفة الفاء ويجوز ضمه وشدة الفاء (في سبعين) نفساً (من أهل بيته) لفظ رواية الترمذي من أقاربه وأراد بالسبعين التكثير (والمرابط) أي الملازم لثغر العدو أي أطراف بلاد المسلمين (إذا مات في رباطه) أي في محل ملازمته لذلك (كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة) فلا ينقطع بموته (وغدى) بضم المعجمة وكسر المهملة (عليه وريح) بالبناء للمجهول (يرزقه ويزوج سبعين حوراء) قال المناوي أي نساء كثيراً من نساء الجنة (وقيل) أي تقول (له) الملائكة بأمر الله تعالى (قف) في الموقف (فاشفع) فيمن أحببت ممن تجوز الشفاعة فيه (إلى أن يفرغ) بالبناء للمفعول (من الحساب) فيه أن الشهيد المرابط أفضل من الشهيد غير المرابط (طس) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه • (الشؤم) بضم المعجمة ثم همزة وقد تسهل فتصيروا وا (سوء الخلق) أي معظمه فيه كالحج عرفة (حم طس حل) عن عائشة (قط) في الإفراد بفتح الهمزة (طس) عن جابر قال سئل المصطفى ما الشؤم فذكره قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث صحيح لغيره • (الشونيز) بضم المعجمة وسكون الواو وكسر النون وبالياء التحتانية بعدها زاي وبعضهم كسر الشين فأبدل الواو ياء فقال الشينبز الكمون الأسود ويسمى الكمون الهندي هو الحبة السوداء ومنافعه كثيرة منها أنه يشفي من الزكام إذا قلى وصر وشم ويحلل النفخ غاية التحليل إذا ورد من داخل البدن ويقتل الدود إذا أكل على الريق وإذا شرب منه مثقال بماء نفع من البهر وضيق النفس ويحدر الطمس المختبي وإذا نقع منه سبع حبات في لبن امرأة ساعة وسعط به صاحب اليرقان نفعه وإذا طبخ بخل مع خشب الصنوبر وتمضمض به نفع وجع السنان عن برد وإذا شرب أدر البول واللبن وإذا شرب بنظور شفاء من عسر النفس ودخنته تطرد الهوام وخاصته إذا هاب الجشاء الحامض الكائن من البلغم والسوداء عربي أو فارسي معرب (دواء من كل داء) من الأدواء الباردة أو أعمّ

(حرف الصاد)

والمراد إذا ركب تركيباً خاصاً (إلا السام وهو الموت ابن السني في الطب) النبوي (وعبد الغني في) كتاب (الإيضاح عن بريدة) بن الحصيب بالتصغير فيهما قال الشيخ حديث حسن • (الشياطين يستمتعون بثيابكم) أي بلبسها (فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى يرجع إليها أنفاسها) قال المناوي أي الثياب والقياس حتى يرجع إليه نفسه اهـ أي تبقى فيه قوته (فإن الشيطان لا يلبس ثوباً مطوياً) أي مع ذكر الله عليه فإنه السر الدافع (ابن عساكر) في تاريخه (عن جابر) بن عبد الله رضي الله عنهما • (الشيب نور المؤمن) لأنه يمنع من الخفة والطيش ويرغب في الآخرة والطاعة وذلك يجلب النور (لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت) أي وجدت (له بكل شيبة) أي شعرة (حسنة ورفع بها درجة) أي منزلة عالية في الجنة والمرأة كالرجل (هب) عن ابن عمرو ابن العاص • (الشيب نرو من خلع الشيب) أي أزاله بنحو نتف أو صبغه بسواد لغير جهاد (فقد خلع نور الإسالم) فنتفه مكروه وصبغه بالسواد لغير جهاد حرام (فإذا بلغ الرجل) أو المرأة (أربعين سنة وقاه الله تعالى إلا دواء) أي الأمراض (الثلاث الجنون والجذام والبرص ابن عساكر ن أنس) رضي الله عنه • (الشيخ في أهله كالنبي في أمته) أي يجب له من التوقير ما يجب للنبي من أمهت منه أو يتعلمون منه ويتأدبون بآدابه (الخليلي) في مشيخته (وابن النجار) في تاريخه (عن أبي رافع) وهو حديث ضعيف • (الشيخ في بيته) أي في أهل بيته وعشيرته (كالنبي في قومه) فيما تقدم لكمال عقله وجودة رأيه (حب) في الصفا والشيرازي في الألقاب) كلاهما (عن ابن عمر) عبد الله بن عمر ابن الخطاب وهو حديث ضعيف • (الشيخ بضعف جسمه وقلبه شاب على حب اثنتين) أي كان وما زال على حب خصلتين فالمراد أن حبه لهما لا ينقطع بشيوخته (طول الحياة وحب المال) بالرفع خبر مبتدا محذوف ويصح الجر عل البدلية من اثنتين وفيه ذم الأمل والحرص (عبد الغني بن سعيد في) كتاب (الإيضاح عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن • (الشيطان يلتقم قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس عنده) أي انقبض وتأخر (فإذا نسي الله التقم قلبه) فمتى خلا القلب عن ذكر الله جرى الشيطان فيه قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً (الحكيم) في نوادره (عن أنس) بإسناد حسن • (الشيطان يهم بالواحد والاثنين) أي في السفر (فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم) فيه الحث على اتخاذ الرفيق المتعدد في السفر (البزار عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف. (حرف الصاد) • (صائم رمضان في السفر) المترتب على صومه ضرر يؤدي إلى الهلاك (كالمفطر في الحضر) بلا عذر في حصول الإثم فإن لم يتضرر فصومه أفضل وإن تضرر ضرراً لا يؤدي إلى الهلاك ففطره أفضل وقال العلقمي قال الطيبي شبهه به في كونهما متساويين في الإباء عن الرخصة في السفر وعن العزيمة في الحضر اهـ (تتمة) إذا أصبح صائماً ثم سافر لا يجوز له الفطر

أي بلا تضرر وصورة المسألة أن يفارق صور البلد أو العمران بعد الفجر فإن فارق قبله جاز له الفطر ولو نوى الصيام بالليل ثم سافر ولم يعلم أسافر قبل الفجر أم بعده فليس له أن يفطر لأن الشك لا يبيح الرخص (هـ) عن عبد الرحمن بن عوف) مرفوعاً (ت) عنه موقوفاً قال الشيخ حديث حسن • (صاحب الدابة أحق بصدرها) فلا يركب غيره معه إلا رديفاً إلا أن يؤثره (حب عن بريدة بالتصغير (حم طب) عن قيس ابن سعد وعن حبيب ابن مسلمة (حم) عن عمر (طب) عن عصمة بن مالك الخطمي وعن عروة) بضم المهملة (ابن مغيث (طس) عن علي البزار عن أبي هريرة أبو نعيم عن فاطمة الزهراء قال الشيخ حديث صحيح • (صاحب الدابة أحق بصدرها) أي بالركوب عليه (لا من أذن) أي إلا أن أذن صاحب الدابة لغيره في التقديم عليه (ابن عساكر عن بشير) بفتح أوله قال المناوي وهو في الصحب متعدد فكان ينبغي تمييزه قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث حسن • (صاحب الدين) بفتح الدال (مأسور بدينه في قبره) أي محبوس عن مقامه الكريم فيه بسببه (يشكو إلى الله الوحدة) وذا في غنى مماطل (طس) وابن النجار عن البراء بن عازب رضي الله عنه وإسناده حسن • (صاحب الدين مغلول في قبره) أي يداه مشدودتان إلى عنقه (لا يفكه) من ذلك الغل (إلا قضاء دينه) الذي أمكنه قضاؤه فلم يقضه (فر) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث حسن لغيره • (صاحب السنة) قال المناوي أي المتمسك بطريق المصطفى وسيرته (أن عمل خيراً قبل منه وإن خلط فعمل عملاً صالحاً وآخر سيئاً غفر له) ما عمله من الذنوب الصغائر إن الحسنات يذهبن السيئات وقيل أراد بصاحب السنة المحدث (خط) في كتاب (المؤتلف) والمختلف من أسماء الرواة (عن ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما قال الشيخ حديث حسن لغيره • (صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله) أي أحق بحمله لأنه أنفى للكبر وأبلغ في التواضع (إلا أن يكون) صاحبه (ضعيفاً يعجز عنه) أي عن حمله (فيعينه عليه أخوه المسلم) فيثاب عليه وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل السوق فاشترى سراويل فأراد أبو هريرة أن يحمله فذكره (طس) بن عساكر عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (صاحب الصف وصاحب الجمعة لا يفضل هذا على هذا ولا هذا على هذا) قال المناوي أي الملازم على الصلاة في الصف الأول وعلى صلاة الجمعة في الأجر سواء اهـ والظاهر أن المراد الحث على الصلاة في الصف الأول لأن صلاة الجمعة فرض عين بشروط والصلاة في الصف الأول سنة وقال الشيخ كل من الوصفين له فضل فتعادلا وهو من باب الترغيب في الصف الأول ويحتمل أنه للترغيب في صلاة الجمعة وأن حضوره كحضور الصف في الجهاد (أبو نصر القزويني) في مشيخته (عن ثوبان) مولى المصطفى قال الشيخ حديث ضعيف • (صاحب العلم) الشرعي العامل به (يستغفر له كل شيء حتى الحوت في ابحر (ع) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (صاحب الصور) إسرافيل (واضع فمه على لاصور منذ خلق ينتظر متى يؤمر)

أن ينفخ فيه فينفخ النفخة الأولى فإذا نفخ صعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم ينفخ الثانية بعد أربعين عاماً قال المناوي وهذا لا ينافي نزوله إلى الأرض واجتماعه بالمصطفى لأن المراد أنه واضع فمه عليه ما لم يؤمر بخدمة أخرى (خط) عن البراء بن عازب قال الشيخ حديث حسن لغيره • (صاحب اليمين) أي الملك الموكل بكتابة الحسنات (أمين على صاحب الشمال) أي الملك الموكل بكتابة السيئات (فإذا عمل العبد) المكلف (حسنة كتبها بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين أمسك) عن الكتابة (فيمسك ست ساعات) قال المناوي يحتمل الفلكية ويحتمل الزمانية (فإن استغفر الله منها) أي وتاب منها توبة صحيحة (لم يكتب عليه شيئا) فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له (وإن لم يستغفر الله كتبت عليه سيئة واحدة (طب هب) عن أبي أمامة رضي الله عنه بإسناد صحيح • (صالح المؤمنين أبو بكر وعمر) قال المناوي وذا قاله لما سئل عن قوله تعالى وصالح المؤمنين من هم أي هما أعلى المؤمنين صفة وأعظمهم بعد الأنبياء قدراً (طب) وابن مردويه عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (صام نوح الدهر إلا يوم) عيد (الفطر) ويوم عيد (الأضحيى وصام داود نصف الدهر) كان يصوم يوماً ويفطر يوماص (وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر) لأن الحسنة بعشر أمثالها فالثلاثة بثلاثين وهي عدة أيام الشهر (طب هب) عن ابن عمرو ابن العاص بإسناد حسن • (صبيحة ليلة القدر) سميت بذلك لعظم قدرها وشرفها وقيل لما تكتب الملائكة فيها من الأقدار والأرزاق والآجال وهي مختصة بهذه الأمة ويراها من شاء الله من بني آدم (تطلع الشمس لا شعاع لها) والشعاع بضم الشين المعجمة ما يرى من ضوئها عند بروزها مثل الحبال والقضبان وقيل هو انتشار ضوئها قال القاضي قيل ذلك مجرد علامة جعلها الله عليها وقيل بل لكثرة صعود الملائكة الذين ينزلون إلى الأرض في ليلتها سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها (كأنها طست) من نحاس أبيض (حتى ترتفع) كرمح في رأي العين (حم م 3) عن أبي بن كعب • (صدق لله فصدقه) قاله في رجل جاهد حق قتل وهذا كناية عن تناهي رفعة درجته (طب ك) عن شداد بن الهادي قال الشيخ حديث صحيح • (صدقة) أي القصر صدقة (تصدق الله بها عليكم فاقبلوا بصدقته) قال العلقمي الباء زائدة ولفظ الجامع الكبير فاقبلوا صدقته ولم أجدها في مسلم ولا أبي داود ولا الترمذي ولا ابن ماجه فلعلها في رواية غير هؤلاء وسببه كما في مسلم عن يعلي ابن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا فقد أمن الناس فقال عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال صدقة فكذره والمراد بالفتنة الاغتيال والغلبة والقتال والتعرض بما يكره وليست المخافة شرطاً لجواز القصر لهذا الحديث وللإجماع على جوازه مع المن وإنما ذكر الخوف في الآية لأن غالب

أسفارهم يومئذ كانت مخوفة لكثرة العدو بأرضهم وفيه أشعار بأن القصر ليس واجباً لا في السفر ولا في الخوف لأنه لا يقال في الواجب لا جناح في فعله وفي الحديث جواز تصدق الله علينا واللهم تصدق بكذا خلافاً لمن كره أن يقال ذلك وقال لأن المتصدق يرجو الثواب (ق 3) عن عمر بن الخطاب قال العلقمي (تنبيه) نسب الشيخ تخريج الحديث إلى البخاري ولم أره في ولم يذكره في الجامع الكبير فيمن خرج الحديث فلعل القلم في الجامع الصغير أراد أن يكتب ميم فكتب ق • (صدقة الفطر) أي من رمضان فأضيفت الصدقة للفطر لكونها تجب بالفطر منه (صاع تمر) وهو خمسة أرطال وثلث بالبغدادي عند الثلاثة وثمانية به عند أبي حنيفة (أو صاع شعير) أو للتنويع لا للتخيير وذكرا لأنهما الغالب في قوت أهل المدينة (عن كل رأس) أي إنسان (أو صاع بر) أي قمح (بين اثنين) أخذ به أبو حنيفة تبعاً لفعل معاوية وهو أنه قدم وهو خليفة فكلم الناس على المنبر فقال إني أريد مدين من سمر الشام بفتح المهملة وسكون الميم وهو الحنطة ونسبت إلى الشام لأن غالب برهم كان من الشام يعدلان صاعاً من تمر فاعتمده أبو حنيفة في جواز نصف صاع من حنطة وأجاب الجمهور بأن هذا رأي رآه معاوية لا أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قال العلقمي ما فعله معاوية بالاجتهاد بناء على أن قيمة ما عدا الحنطة متساوية وكانت الحنطة إذ ذاك غالية الثمن لكن يلزم على هذا أن تعتبر القيمة في كل زمان فيختلف الحال ولا يضبط وربما لزم في بعض الأزمان إخراج آصع حنطة وتقول إذا اختلفت لهم يكن بعضها أولى من بعض فيرجع إلى دليل آخر ووجدنا ظاهر الأحاديث والقياس متفقة على اشتراط الصاع من الحنطة كغيرها فوجب اعتماده (صغير) ولو يتيماً (أو كبير حراً وعبداً) فعلى سيده أن يخرج عنه (ذكر أو أنثى) ولو مزوجة عند الحنفية وجعلها الثلاثة على الزوج (غني أو فقير) يملك ما يخرجه فاضلاً عن قوته وقوت ممونه يوم العيد وليلته عند الشافعي وعن الكسوة وفيه أنه لا يعتبر لوجوب زكاة الفطر ملك نصاب خلافاً للحنفية (أما غنيكم فيزكيه الله) يزيده من فضله (وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطاه (حم د) عن عبد الله ابن ثعلبة قال الشيخ حديث صحيح • (صدقة الفطر على أي عن (كل إنسان مدان من دقيق أو قمح ومن الشعير صاع ومن الحلوى زبيب أو تمر صاع صاع) اختلف العلماء في جنس الواجب في الفطرة فعند الشافعية تجب مما يقتات اختياراً وعند المالكية تجب مما يقتات في عهد المصطلى صلى الله عليه وسلم وخير الحنفية والحنابلة بين هذه الخمسة وما في معناها (طس) عن جابر رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن • (صدقة الفطر صاع من تمر أو صاع من شعير أو مدان من حنطة عن كل صغير وكبير وحر وعبد) تمسك به أبو حنيفة واكتفى بنصف صاع بر وخالفه الباقون وضعفوا الخبر (قط) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (صدقة الفطر) تجب (عن كل صغير وكبير ذكر وأنثى يهودي أو نصراني حر أو مملوك) تمسك به أبو حنيفة

وأوجبها على المسلم عن عبده الكافر ولم يتمسك برواية من المسلمين لأن راويها ابن عمر كان يخرج عن عبده الكافر وهو أعرف بمراد الحديث وتعقب بأنه لو صح حمل على أنه كان يخرج عنهم تطوعاً ففرضها الله (نصف صاع من بر أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير (قط) عن ابن عباس رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (صدقة ذي الرحم) أي القرابة (على ذي الرحم صدقة وصلة) ففيها أجران (طس) عن سلمان بن عامر بن أوس الضبي بفتح المعجمة وكسر الموحدة قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث صحيح • (صدقة السر تطفئ غضب الرب) أي تمنع عقابه عمن استحقه أن الحسنات يذهبن السيئات (طص) عن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب (العسكري في) كتاب (السرائر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (صدقة المرء المسلم تزيد في العمر) أي تكون سباً لصرفه في طاعة الله وقال المناوي لا ينافي زيادته في العمر وما يعمر من معمر الآية لأن المقدر لكل شخص الأنفاس المعدودة لا الأيام المحدودة ولا الأعوام الممدودة وما قدر من الأنفاس يزيد وينقص بالصحة والمرض (وتمنع ميتة السوء) بكسر الميم وفتح السين أراد مالا تحمد عاقبته من الحالات الرديئة كالحرق والغرق (ويذهب الله بها الفخر والكبر أبو بكر بن مقسم) قال الشيخ بكسر الميم وسكون القاف وفتح المهملة (في جزئه عن عمر بن عوف) الأنصاري البدري قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (صغاركم دعاميص الجنة) بإهمال الدال المفتوحة والعين والصاد الواحدة دعوص بضم الدال أي صغار أهلها وأصل الدعموص دويبة صغيرة تكون في الماء شبه مشي الطفل بها في الجنة لصغره وسرعة حركته ودخوله وخروجه (يتلقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه فلا ينتهي) أي لا يتركه (حتى يدخله الله وأباه الجنة) فأطفال المسلمين مقطوع لهم بالجنة وأطفال المشركين فهيا على الصحيح وسببه كما في مسلم عن أبي حسان قال قلت لأبي هريرة أنه قد مات لي ابنان فما أنت محدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث يطيب أنفسنا عن موتانا قال نعم صغاركم فذكره (حم خدم) عن أبي هريرة • صغروا الخبز إرشاداً (وأكثروا عدده) هذا مسبب عن تصغيره (يبارك لكم فيه) بالبناء للمفعول قال المناوي وبذلك أخذ الصوفية قال ابن حجر وتتبعت هل كان خبز المصطفى صغيراً أو كبيراً فلم أر فيه شيئاً (الأزدي) في كتاب (الضعفاء والإسماعيلي في معجمه عن عائشة) قال الشيخ رحمه الله حديث حسن المتن لغيره • (صفتي) في الكتب الإلهية المتقدمة (أحمد المتوكل ليس بفظ ولا غليظ) أي على المؤمنين قال في النهاية رجل فظ سيء الخلق والمراد هنا شدة الخلق وخشونة الجانب وقال في المصباح وفيه غلظة أي شدة فهو غير لين ولا سلس (يجزي بالحسنة الحسنة ولا يكافئ بالسيئة) فاعلها (مولده) يكون (بمكة ومهاجره) بفتح الجيم (طيبة) اسم للمدينة النبوية (وامته الحمادون لله كثير يأتزرون على أنصافهم) أي أنصاف سيقانهم (ويوضؤن أطرافهم) فيه دليل على أن الوضوء من

خصائص هذه الأمة وفيه خلاف (أناجيلهم) يعني كتبهم محفوظة (في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال) يحتمل بناء الفعلين للفاعل وللمفعول وفيه دليل على أن الصف في الصلاة من خصائص هذه الأمة (قربانهم الذي يتقربون به إليّ) الضمير راجع إلى الله تعالى (دماؤهم) أي القتل في سبيل الله لإعلاء كلمة الله فهو أفضل العبادة (رهبان بالليل) أي ينقطعون للعبادة (ليوث بالنهار) أي شجعان متأهبون للجهاد والمراد أن هذه الأوصاف موجودة في هذه الأمة لا تخلو منها (طب) عن ابن مسعود قال العلقمي رحمه الله تعالى بجانبه علامة الحسن • (صفوة الله من أرضه الشام وفيها صفوته من خلقه وعباده) قال المناوي عطف تفسير ويحتمل أنه بضم العين وشدة الموحدة جمع عابد فيكون من عطف الخاص على العام (وليدخلن الجنة من أمتي ثلة) أي جماعة وفي نسخة شرح عليها المناوي ثلاث حثيات من حثياته تعالى لقوله في الحديث فحثا بيديه وتقدم أنه كناية عن الكثرة وفي نسخة ثلاثة أي جماعة بدل ثلاث حثيات (لا حساب عليهم ولا عذاب) السياف يقتضي أن المراد من أهل الشام (طب) عن أبي أمامة قال الشيخ صحيح المتن • (صلة الرحم) أي الإحسان إلى القرابة وإن بعدت (وحسن الخلق) بضمتين أي تحمل أذى الناس وكف الأذى عنهم (وحسن الجوار) بضم الجيم وكسرها المراد ما تقدم وزيادة الإحسان (يعمرن) قال الشيخ بفتح فسكون (الديار ويزدن في الإعمار) قال المناوي كناية عن البركة في العمر بالتوفيق للطاعة وصرف وقته لما يتبعه في آخرته (حم هب) عن عائشة رضي الله تعالى عنها بإسناد صحيح • (صلة الرحم تزيد في العمر وصدقة السر تطفئ غضب الرب) فهي أفضل من صدقة العلانية (القضاعي عن ابن مسعود) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (صدقة القرابة مثراة) بفتح الميم وسكون المثلثة (في المال) أي زيادة فيه قال في المصباح الثروة كثرة المال (محبة في الأهل منسأة في الأجل) قال المناوي مظنة لتأخيره وتطويله بمعنى أن الله يبقى أثر واصل الرحم في الدنيا طويلا فلا يضمحل سريعاً كما يضمحل أثر قاطعها (طس) عن عمرو بن سهل بإسناد حسن • (صل من قطعك) بأن تفعل معه ما تعد به واصلاً من نحو تودّد (وأحسن إلى من أساء إليك) هذا أبلغ مما قبله حيث أمر بالإحسان مع وجود الإساءة (وقل الحق ولو على نفسك ابن النجار) محب الدين (عن علي) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث حسن لغيره • (صلوا قراباتكم ولا تجاوروهم) في المساكن (فإن الجوار يورث بينكم الضغائن) أي الحقد والعداوة قال المناوي وهذا محمول على ما إذا غلب على الظن ذلك (عق) عن أبي موسى الأشعري وهو حديث ضعيف • (صلت الملائكة على آدم) بعد موته (فكبرت عليه أربعاً) من التكبيرات (وقالت) لبنيه (هذه سنتكم يا بني آدم) أي طريقتكم الواجب فعلها عليكم بمن مات منكم مؤمناً فيه أن صلاة الجنازة ليست من خصائص هذه الأمة وقال الفاكهي من المالكية في شرح الرسالة هي من خصائص

هذه الأمة وقال الزيادي يمكن حمل القول بالخصوصية على كيفية مخصوصة مشتملة على قراءة الفاتحة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والقول بعدم الخصوصية على غيرها (هق) عن أبي بن كعب قال الشيخ حديث صحيح • (صل صلاة مودع) أي كصلاته بالخشوع وتدبر القراءة والذكر (كأنك تراه) أي الله سبحانه وتعالى (فإن كنت لا تراه فإنه يراك) لا يخفى عليه شيء من أمرك (وايئس مما في أيدي الناس تعش غنياً) عنهم بالله (وإياك وما يعتذر منه) أي احذر فعل ما يحوجك إلى الاعتذار (أبو محمد الإبراهيمي في) كتاب (الصلاة وابن النجار عن ابن عمر) بن الخطاب قال قال رجل يا رسول الله حدثني بحديث واجعله موجزاً فذكره قال الشيخ حديث حسن لغيره • (صل قائماً فإن لم تستطع) القيام بأن لحقك به مشقة شديدة أو خوف زيادة مرض أو غرق (فقاعداً فإن لم تستطع) القعود (فعلى جنب) قال العلقمي في حديث علي عند الطبراني على جنبه الأيمن مستقبل القبلة بوجهه وهو حجة للجمهور في الانتقال من القعود إلى الصلاة على الجنب وعند الحنفية وبعض الشافعية مستلقي على ظهره ويجعل رجليه إلى القبلة ووقع في حديث على أن حالة الاستلقاء تكون عند العجز عن حالة الاضطجاع واستدل به من قال لا ينتقل المريض بعد عجزه عن الاستلقاء إلى حالة أخرى كالإشارة بالرأس ثم الإيماء بالطرف ثم إجراء القرآن والذكر علىللسان ثم على القلب لكون جميع ذلك لم يذكر في الحديث وهو قول الحنفية والمالكية وبعض الشافعية وقال معظم الشافعية بالترتيب المذكور وجعلوا مناط الصلاة أصول العقل فحيث كان حاضر العقل لا يسقط عنه التكليف بها فيأتي بما يستطيعه بدليل قوله صلى الله عليه وسلم إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وسببه كما في البخاري عن عمران بن حصين قال كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة أي صلاة المريض فذكره قال في الفتح قال الخطابي لعل هذا الكلام كان جواب فتيا استفتاها عمران بن حصين وإلا فليست علة البواسير بمانعة من القيام في الصلاة (حم خ ع) عن عمران بن حصين بالتصغير رضي الله تعالى عنه • (صل) يا راكب السفينة (قائماً) قال المناوي ولفظ الرواية صل فيها قائماً فسقط لفظ فيها من قلم المؤلف (إلا أن تخاف الغرق) أي السقوط في الماء المؤدي إلى الغرق فصل قاعداً بلا إعادة وسببه أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في السفينة فذكره (ك) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح • (صل) أي يا إمام (بصلاة أضعف القوم) قال العلقمي وفي أبي داود أن عثمان بن أبي العاص قال يا رسول الله اجعلني إمام قومي قال أنت إمامهم واقتد بأضعفهم أي قوة في البدن وحيلة في أمر الدنيا وأكثرهم خشوعاً وتذللاً في نفسه لله تعالى ولإخوانه المسلمين ويحتمل أنه يُراد به أكثرهم رقة في قلبه وضعفاً عن أذى الناس والمراد أنك وإن كنت إمامهم ومقدماً عليهم فلا تترك التواضع والاقتداء بأضعفهم قال

الطيبي فيه من الغرابة أن جعل المقتدي به مقتدياً نابعاً معنى كما أن الضعيف يقتدي بصلاتك فاقتد أيضاً أنت بضعفه واسلك سبيل التخفيف في القيام والقراءة اهـ وقد الغزت في ذلك بقولي: يا رواة الفقه هل مرّ بكم • خبر صح غريب المقصد عن إمام في صلاة يقتدى • وهو بالمأموم فيا يقتدي انتهى وقال المناوي أي اسئلك سبيل التخفيف في أفعال الصلاة وأقوالها على در صلاة أضعفهم (واتخذ مؤذناً محتسباً ولا تتخذ مؤذناً يأخذ على آذانه أجراً) ولهذا قال أبو حنيفة لا يجوز أخذ الأجرة على الأذان وحمله الشافعي على الكراهة فإن لم يوجد من بتطوّع استأجر الإمام من يحصل به سماع أهل البلد ولو متعدداً (طب) عن المغيرة بصيغة اسم الفاعل ابن شعبة قال المناوي قال أي المغيرة سألت المصطفى أن يجعلني إماماً على قوم فذكره وإسناده حسن • (صل بالشمس وضحاها ونحوها من السور) القصار وهذا حمله الشافعي على إمام قوم غير محصورين راضين بالتطويل أما غيره من منفرد وإمام محصورين راضين بالتطويل فيصلي بما شاء (حم) عن بريدة بن الحصيب قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (صل الصبح) وجوباً كما هو معلوم من الدين بالضرورة (والضحى) ندباً وأقلها ركعتان وأكثرها ثمان على المعتمد عند الشافعية وقيل ثنتا عشرة ركعة ووقتها من ارتفاع الشمس كرمح إلى الزوال (فإنها صلاة الأوابين) أي الرجاعين إلى الله بالتوبة (زاهر بن طاهر في سداسياته عن أنس) بإسناد صحيح • (صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) والنفل الذي تشرع فيه الجماعة كالعيد والتراويح ففي المسجد أفضل قال العلقمي والمراد بالمرء جنس الرجال فلا يرد استثناء النساء لثبوت قوله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوهن المساجد وبيوتهن خير لهن أخرجه مسلم قال النووي إنما حث على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد من الرياء فتنزل فيه الرحمة وينفر منه الشيطان وعلى هذا يمكن أن يخرج بقوله في بيته بيت غيره ولو أمن فيه الرياء (خ) عن زيد بن ثابت الأنصاري كاتب الوحي رضي الله تعالى عنه • (ضلوا في بيوتكم) كل نفل لا تشرع له جماعة (ولا تتخذوها قبوراً) أي كالقبور خالية عن الصلاة (ت ن) عن ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد صحيح • (صلوا في بيوتكم ولا تتركوا النوافل فيها) بقيدها السابق والأمر للندب (قط) في الإفراد بفتح الهمزة (عن أنس) ابن مالك (وجابر) بن عبد الله قال الشيخ حديث ضعيف • (صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً ولا تتخذوا بيتي) أقبرى (عيداً) قال المناوي المراد النهي عن الاجتماع لزيارته اجتماعهم للعيد للمشقة أو لمجاوزة حد التعظيم (وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم) ظاهرة أنها تبلغه بلا واسطة (ع) والضيا عن الحسن بن عليّ قال الشيخ حديث حسن لغيره • (صلوا) إن شئتم فالأمر للإباحة (في مرابض الغنم) جمع مربض

قال المناوي بفتح الميم والموحدة مأواها وقال العلقمي بفتح الميم وكسر الموحدة وآخره ضاد معجمة قال الجوهري المرابض للغنم كالمعاطن للإبل (ولا تصلوا في أعطان الإبل) جمع عطن قال العلقمي بفتح العين والطاء المهملتين وفسره الشافعي بالمواضع التي تجر إليها الإبل الشاربة ليشرب غيرها وقال صاحب النهاية العطن مبرك الإبل حول الماء وقال ابن حزم كل عطن مبرك وليس كل مبرك عطناً لأن العطن هوالموضع الذي تناخ فيه عند ورودها المءا فقط والمبرك أعم لأنه الموضع المتخذ له في كل حال اهـ والفرق أن الإبل كثيرة الشراد فتشوش قلب المصلي بخلاف الغنم والنهي للتنزيه (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين) قال الشيخ والمراد أنها تعمل عمل الشياطين زاد في رواية ألا ترى أنها إذا نفرت كيف تشمخ بأنفها (هـ) عن عبد الله بن مغمفل بضم الميم وفتح المعجمة قال الشيخ حديث صحيح • (صلوا في مرابض الغنم ولا تضوؤا من) شرب (ألبانها) فإنه لا ينقض الوضوء (ولا تصلوا في معاطن الإبل وتضوؤا من 9 شرب (ألبانه) فإنه ينقض الوضوء كأكل لحمها وبه أخذ بعض المجتهدين واختاره النووي (طب) عن أسيد بن حضير بضم المهملة وفتح المعجمة الأنصاري رضي الله عنه بإسناد حسن • (صلوا في مراح الغنم) بضم الميم مأواها ليلاً زاد في رواية فإنها بركة من الرحمن (وامسحوا رغامها) قال في النهاية رواه بعضهم بالغين المعجمة وقال أنه ما يسيل من الأنف والمشهور فيه والمروي بالعين المهملة ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحاً لشأنها (فإنها من دواب الجنة) أي تشبه دواب الجنة أواصلها منها (عد هق) عن أبي هريرة قال المنوي مرفوعاً وموقوفاً والموقوف أصح • (صلوا في نعالكم) إن شئتم فالأمر للإباحة فالصلاة بالنعل جائزة حيث لا نجاسة أو أراد بالنعال الخفاف (ولا تشبهوا باليهود) فإنهم لا يصلون في نعالهم (طب) عن شداد بن أوس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة وقال المناوي ضعيف وغايته حسن • (صلوا) جوازاً (خلف كل بر) بفتح الموحدة هو مقابل قوله (وفاجر) أي فاسق والصلاة خلف الأول أفضل (وصلوا) وجوباً صلاة الجنازة (على كل) ميت مسلم غير شهيد (بر وفاجر وجاهدوا مع كل) إمام (بر وفاجر) أي عادل أو جائر (هق) عن أبي هريرة بإسناد فيه انقطاع • (صلوا ركعتي الضحى) ندباً (بسورتيهما) وهما (والشمس وضحاها والضحى) وأقلها ركعتان وأكمل منه أربع فست فثمان (هب فر) عن عقبة بن عامر وهو حديث ضعيف (صلوا صلاة المغرب مع سقوط الشمس) أي غروبها (بادروا بها طلوع النجم) أي ظهوره للناظرين أي صلوها قبل ظهوره لضيق وقتها (طب) عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه بإسناد صحيح • (صلوا قبل المغرب ركعتين صلوا قبل المغرب ركعتين) كرره لمزيد التأكيد وقال في الثانية (لمن شاء) دفعاً لتوهم الوجوب (حم د) عن عبد الله المزني ورواه البخاري عن أبي معقل • (صلوا من الليل ولو أربعاً صلوا

ولو ركعتين ما من أهل بيت تعرف لهم صلاة من الليل إلا ناداهم مناد) من الملائكة (يا أهل البيت قوموا لصلاتكم) فيه فضل التهجد والحث عليه (ابن نصر) في الصلاة (هب) عن الحسن البصري رحمه الله تعالى (مرسلاً) • (صلوا على أطفالكم) جمع طفل قال ابن الأنباري ويكون الطفل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث والجمع قال الله تعالى أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء وتجوز المطابقة فيقال طفلة وأطفال وطفلات (فإنهم من أفراطكم بفتح الهمزة الفرط هو الذي يسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والأرشية ولهذا يستحب في الدعاء في الصلة عليه أن يقول اللهم اجعله فرطاً لأبويه إلخ أي اجعله مهيئاً لمصالحهما في الدار الآخرة ولا فرق في هذا المعنى بين أن يكون في حياة أبويه أولا وإضافة الأطفال إليهم ليعلم أن الكلام في أطفال المؤمنين فغيرهم لا يصلي عليهم وإن كانوا في الجنة (هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (صلوا على كل ميت) إلا الشهيد ومن تعذر غسله (وجاهدوا مع كل أمير) أي عادلاً كان أو جائراً (هـ) عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه • (صلوا على موتاكم بالليل والنهار) ولو في وقت الكراهة (هـ) عن جابر وفيه ابن لهيعة • (صلوا على من قال لا إله إلا الله) أي مع قرينتاه وإن كان من أهل البدع حيث لم يكفر ببدعته (وصلوا وراء من قال لا إله إلا الله) مع قرينتها ولو فاسقاً ومبتدعاً لم يكفر ببعته وقال مالك الفاسق بغير تأويل لا تجوز الصلاة خلفه ولذلك انقطع عن شهود الجمعة والجماعة وكان يقول للناس اعذار فسئل عن ذلك فقال ما كل ما يعلم يقال (طب حل) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف • (صلوا عليّ) ندباً وقيل وجوباً كلما ذكرت (فإن صلاتكم عليّ زكاة لكم) أي طهرة وبركة (ش) وابن مردويه عن أبي هريرة وإسناده حسن • (صلوا عليّ صلى الله عليكم) دعاء أو خبر (عد) عن ابن عمر بن الخطاب وأبي هريرة وإسناده ضعيف • (صلوا عليّ واجتهدوا في الدعاء) الواو تفيد ترتيباً فيحتمل أن يكون المراد اجتهدوا في الدعاء واختموا دعاءكم بالصلاة عليّ ويحتمل أن كلاً منهما مطلوب على انفراده (وقولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد) وهذا أفضل الصيغ التي يصلي عليه بها (حم ن) وابن سعد وسمويه والبغوي والباورديّ وابن قانع الثلاثة في مجاميع الصحابة (طب) عن زي بن خارجة بن زيد ابن أبي زهير الخزرجي شهد أبوه أحداً وشهد هو بدراً وهو المتكلم بعد الموت قال العلقمي وبجانبه علامة الصحة • (صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله) تعالى (بعثهم كما بعثني) فيستحب الإكثار من الصلاة عليم كما يستحب الإكثار منها عليه فيه مشروعية الصلاة على الأنبياء استقلالاً والحق بهم الملائكة لمشاركتهم لهم في العصمة (ابن عمر (هب) عن أبي هريرة (خط) عن أنس وهو حديث ضعيف • (صلوا على النبيين إذا ذكرتموني) أي وصليتم عليّ (فإنهم قد بعثوا كما بعثت الشاشي وابن عساكر عن وائل

ابن حجر) بضم الحاء المهملة وسكون الجيم • (صلى) يا عائشة في الحجر بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم (إن أردت دخول البيت) أي الكعبة (فإنما هو قطعة م نالبيت ولكن قومك استقصروه حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت) لقلة النفقة فثواب الصلاة يه كثواب الصلاة في البيت وسببه كما في الترمذي عن عائشة قالت كنت أحب ادخل البيت فأصلي فيه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني الحجر وقال صلي فذكره (حم ت) عن عائشة رضي الله عنا قال الترمذي حديث حسن صحيح • (صم شوالاً) قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه أن أسامة بن زيد كان يصوم الأشهر الحرم فقال له صلى الله عليه وسلم صم شوالاً فترك الأشهر الحرم ولم يزل يصوم شوالاً حتى مات اهـ قال المناوي قال ابن رجب نص صريح في تفضيل صومه على الأشهر الحرم (هـ) عن أسامة بن زيد بإسناد صحيح • (صم رمضان والذي يليه) أي والشهر الذي يليه وهو شوال ما عدا يوم الفطر (وكل أربع وخميس) من كل جمعة (فإذا) بالتنوين (أنت قد صمت الدهر) فيه ندب صوم شوال والأربعا والخميس وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الدهر فذكره (هب) عن مسلم بن عبد الله القرشي رضي الله عنه وإسناده صحيح • (صمت الصائم) أي سكوته (تسبيح) أي يثاب عليه كما يثاب على التسبيح (ونومه عبادة) أي يثاب عليه في جميع الأزمنة حتى من سكوته ونومه (ودعاؤه مستجاب) عند فطره أو مطلقاً (وعمله) من نحو صلاة وصدقة (مضاعف) أي يكون له مثل ثواب عمل المفطر مرتين (أبو زكرياء ابن مندة في أماليه (فر) عن ابن عمر • (صنائع المعروف) جمع صنيعة وهي ما اصطنعته من خير (تقي مصارع السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) أي يجازيهم الله تعالى على معروفهم ويحتمل أنهم يشفعون في الآخرة فيصدر عنهم المعروف في الدنيا والآخرة (ك) عن أنس رضي الله تعالى عنه بإسناد ضعيف • (صنائع المعروف تقي مصارع السوء) أي السقوط في الهلكات (والصدقة خفياص) بفتح المعجمة وكسر الفاء أي سراً (تطفئ غضب الرب وصلة الرحم) أي القرابة (ريادة في العمر) أي يبارك فيه فيصرف في الطاعات فكأنه زاد (وكل معروف) فعل مع غنى أو فقير (صدقة) أي يثاب عليه ثواب الصدقة (وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف) (طس) عن أم سلمة وهو حديث ضعيف • (صنفان) أي نوعان (من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب) أي حظ كامل (المرجئة) هم الجبرية وهم طائفة يقولون العبد لا يضره ذنب ولا فعل له وإضافة الفعل إليه كإضافته للجماد وقال في النهاية المرجئة فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة سموا مرجئة لاعتقادهم أن الله ارجأ تعذيبهم على المعاصي أي أخره عنهم والمرجئة

تهمز ولا تهمز وكلاهما بمعنى التأخير (والقدرية) بالتحريك نسبوا إلى القدر وهو ما قدره الله تعالى لأنهم يدعون أن كل عبد خالق فعله من الكفر والمعصية ونفوا أن ذلك بتقدير الله تعالى وقوله ليس لهما في الإسلام نصيب ربما يتمسك به من يكفر الفرقتين والصواب أن لا يسارع إلى تكفير أهل الأهواء المتأولين لأنهم لا يقصدون بذلك اختيار الكفر وقد بذلوا وسعهم في إصابة الحق فلمي حصل غير ما زعموا فهم إذا بمنزلة الجاهل أو المجتهد المخطئ وهذا القول هو الذي يذهب إليه المحققون من علماء المة نظراً واحتياطاً فجرى قوله ليس لهما نصيب مجرى الاتساع في بيان سوء حظهم وقلة نصيبهم من الإسلام (تخ ت هـ) عن ابن عباس قال الترمذي حديث حسن غريب (هـ) عن جابر بن عبد الله (خط) عن ابن عمر بإسناد ضعيف (طس) عن أبي سعيد الخدري بإسناد حسن • (صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي إمام ظلوم) أي كثير الظلم (غشوم) أي جاف غليظ قاسي القلب ذو عنف وشدة (وكل غال) في الدين (مارق) منه (طب) عن أبي أمامة بإسناد صحيح • (صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيام المرجئة) القائلون بالجبر الصرف (والقدرية) نسبوا إلى القدر لما تقدم (حل) عن أنس بن مالك (طس) عن واثلة ابن الأسقع (وعن جابر) بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم وإسناده ضعيف لكن ينجبر بتعدد الطرق • (صنفان من أهل النار) أي يستحقون دخولها للتطهير (لم أرهما) قال المناوي أي لم يوجدا في عصري بل يحدثان (بعد) بالبناء على الضم اهـ ويحتمل أن بعد بمعنى الآن أحدهما (قوم معهم سياط) جمع سوط (كأذناب البقر يضربون بها الناس و) ثانيهما (نساء كاسيات) من نعمة الله (عاريات) من شكرها أو كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير والاهتمام بالطاعات أو يكشفن شيئاً من أبدانهن إظهاراً لجمالهن (مائلات) بالهمز من الميل أي زائغات عن طاعة الله تعالى (مميلات) يعلمن غيرهن الدخول في مثل فعلهن أو مائلات إلى الرجال مميلات لهم بما يبدينه من زينتهن (رؤسهن كأسنمة البخت المائلة) أي يغطين رؤسهن بالخرق والعمائم وغيرهما مما يلف على الرأس حتى تشبه أسنمة البخت (لا يدخلن الجنة) قال العلقمي يتأول بتأويلين أحدهما أنه محمول على من استحلت حراماً من ذلك معلمها بتحريمه فتكون كافرة مخلدة في النار والثاني يحمل على أنها لا تدخل أولا مع الفائزين (ولا يجدن ريحها وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) أي من مسيرة أربعين عاماً كما في رواية (حم م) عن أبي هريرة (صنفان من أمتي لا يردان علي الحوض) أي حوضي يوم القيامة (ولا يدخلان الجنة) حتى يطهرا بالنار (القدرية والمرجئة) للمعنى المار ومذهب أهل السنة أنا لا نكفر أحداً من أهل القبلة (طس) عن أنس بإسناد صحيح • (صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء) فبصلاحما صلاح الناس وبفسادهما فسادهم (حل) وكذا الديلمي عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (صوت أبي طلحة) زيد

ابن سهل بن الأسود الأنصاري الخزرجي العقبي البدري (في الجيش خير من) صوت (ألف رجل) فيه كان إذا كان في الجيش جثى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ونثر كنانته ويقول نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء (سمو به عن أنس) بإسناد حسن • (صوت الديك وضربه بجناحه ركوع وسجوده) أي هما بمنزلة ركوعه وسجوده وتمامه ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن من شيء إلا يسبح بحمده الآية (أبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة ابن مردويه) في التفسير (عن عائشة) ورواه أيضاً أبو نعيم • (صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند) حدوث (نعمة) والمراد الزمر بالمزمار عند حادث سرور (ورفة) أي صيحة (عند مصيبة) قال القشيري مفهومه الحل في غير هاتين الحالتين ونوزع (البزار عن أنس) بإسناد صحيح • (صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين والثاني كفارة سنتين والثالث كفارة سنة ثم كل يوم شهراً) أي ثم صوم كل يوم من أيامه الباقية بعد الثلاث يكفر خطايا شهر قال العلقمي قال شيخنا في الكبير روى البيهقي في الشعب عن أنس من صام يوماً من رجب كان كصيام سنة ومن صام سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ومن صام خمسة عشر يوماً ناداه مناد من السماء قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل وقد بدلت سيأتك حسنات ومن ازداد زاده الله وفي رجب حمل نوح في السفينة فصام يوماً وأمر من معه أن يصوموا وجرت بهم السفينة ستة أشهر لعشر خلون من المحرم اهـ قال الدميري سئل الحافظ أبو عمر وبن الصلاح عن صوم رجب كله هل على صائمه إثم أم له أجر وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه ابن دحية الذي كان على مضر أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جهنم تسعر من الحول إلى الحول لصوام رجب هل صح ذلك أم لا أجاب رضي الله عنه لا ثم عليه في ذلك ولم يؤثمه بذلك أحد من العلماء فيما نعلمه بل قال بعض حفاظ الحديث لم يثبت في فضل صوم رجب حديث أي فضل خاص وهذا لا يوجب ثماً في صومه لما ورد من النصوص في فضل الصوم مطلقاً والحديث الوارد في كتاب السنن لأبي داود وغيره في صوم الأشهر الحرم كاف في الترغيب وأما الحديث في تسعر جهنم لصوامه فغير صحيح ولا تحل روايته وسئل الشيخ عز الدين بن عبد السلام عما نقل عن بعض المحدثين من منع صوم رجب وتعظيم حرمته وهل يصح نذر صوم جميعه أم لا فقال نذر صوم رجب صحيح لازم لأنه يتقرب إلى الله تعالى بمثله والذي نهى عن صومه جاهل بمأخذ أحكام الشرع وكيف يكون منهياً مع أن العلماء الذين دونوا الشريعة لم يذكر أحد منهم إندراجه فيما يكره صومه بل يكونصومه قربة إلى الله تعالى لما جاء في الأحاديث الصحيحة من الترغيب في الصوم مثل قوله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم له إلا الصوم وقوله لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك

وقوله صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام صيام أخي داود وقد كان يصوم من غير تقييد بما عدا رجب من الشهور قال ومن عظم رجب بغير الجهة التي كان أهل الجاهلية يعظمونه بها فليس بمقتد بالجاهلية وليس كل ما فعلته الجاهليةمنهياً عن ملابسته إلا إذا نهت الشريعة عنه ودلت القواعد على تركه ولا يترك الحق لكون أهل الباطل فعلوه والذي نهى عنه من أهل الحديث جاهل معروف بالجهل لا يحل لمسلم أن يقلده في دينه إذ لا يجوز التقليد إلا لمن اشتهر بالمعرفة بأحكام الله وبمأخذها والذي يضاف إليه ذلك بعيد عن معرفة دين الله تعالى فلا يقلد فيه ومن قلده فقد غر بدينه وقد أشرت إلى ذلك في المنظومة بقولي: تتميم الاصب صومه ندب • لكل قادر وبالنذر يجب وأحمد كرهه إذا انفرد • والمانع المطلق قوله يرد والنهي عنه قد روى ابن ماجه • وضعفه استبان في الديباجه والشيخ عز الدين قال من نهى • عن صومه في كل حالة سها وشدد النكير في الرد عليه • وقال لا يرجع في الفتوى إليه إذ الذين نقلوا الشريعه • ما كرهوا صيامه جميعه وفي عموم طلب الصوم اندرج • وزال عن صائمه به الحرج وابن الصلا قال من روى رجب • فيه عذاب صائميه قد وجب غير صحيح لا تحل نسبته • إلى رسل الله ضل مثبته ففي عموم الصوم للفضل نصوص • تدل لاستحبابه على الخصوص انتهى كلام الدميري قال شيخنا قال النووي ولم يثبت في صوم رجب نهى ولا ندب بعينه ولكن أصل الصوم مندوب إليه وفي سنن أبي داود أنه صلى الله عليه وسلم ندب الصوم من الأشهر الحرم ورجب أحدها هـ قلت وروى البيهقي في شعب الإيمان عن أبي قلابة قال في الجنة قص رلصوام رجب وقال هذا أصح ما ورد في صوم رجب قال وأبو قلابة م التابعين ومثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغ ممن فوقه عمن يأتيه الوحي اهـ (أبو محمد الخلال في فضائل رجب عن ابن عباس) وإسناده ساقط (صوم ثلاثة أيام من كل شهر ورمضان إلى رمضان صوم الدهر وإفطاره) أي بمنزلة صومه وإفطاره كما مر توجيهه (حم م) عن أبي قتادة • (صوم شهر الصبر) قال في النهاية شهر الصبر هو شهر رمضان وأصل الصبر الحبس سمى الصوم صبراً لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب والنكاح (وثلاثة أيام من كل شهر) بعده (صوم الدهر) أي كصومه (حم هق) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر) بالتحريك وحاء غشه أو حقده أو غيظه أو العداوة أو أشد الغش (البزار عن علي وعن ابن عباس البغوي) في المعجم (والبارودي) في معجم الصحابة (طب) عن النمر بن تولب قال الشيخ بفتح المثناة الفوقية وسكون الواو وفتح اللام آخره باء

موحدة وهو حديث صحيح • (صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية) يعني التي هي فيها (ومستقبلة) أي التي بعده والمراد الصغائر قال المناوي قال ابن العماد قال بعض العلماء وفيه إشارة إلى أن من صام يوم عرفة لا يموت في ذلك العام (وصوم عاشوراء) بالمد ومنع الصرف إذ ألفه للتأنيث (يكفر سنة ماضية) لأن صوم يوم عرفة سنة المصطفى ويوم عاشوراء سنة موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم (حم م ت) عن أبي قتادة • (صوم يوم التروية) هويوم ثامن الحجة (كفارة سنة وصوم يوم عرفة كفارة سنتين أبو الشيخ) الأصبهاني (في الثواب وابن النجار) في التاريخ (عن ابن عباس • (صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضيةوالسنة المستقبلة (طس) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (صومكم يوم تصومون وأضحاكم يوم تضحون) قال المناوي أخذ منه الحنفية أن المنفرد برؤية الهلال إذا رده الحاكم لا يلزمه الصوم وحمله الباقون على من لم يرده جمعا بين الأخبار (هق) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن • (صوماً) خطاب لعائشة وحفصة زوجتيه (فإن الصيام جنة) بضم الجيم وقاية (من النار) قال في النهاية أي يقي صاحبه مما يؤذيه من الشهوات والجنة الوقاية (ومن بوائق الدهر) أي غوائله وشروره ودواهيه قال في الدر والبوائق الغوائل والشرور جمع بائقة وهي الدواهي (ابن النجار عن أبي مليكة) بالتصغير بإسناد ضعيف • (صوموا تصحوا) من الأمراض قال المناوي وحكمة مشروعية الصوم أن يجد الغنى ألم الجوع فيعود بالفضل على الفقراء اهـ وتقدم عن الصوفية أن الحكمة كسر الشهوات (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي عن (أبي هريرة) وإسناده ضعيف • (صوموا الشهر) أي أوله والعرب تسمى الهلال الشهر قال الشعر • والشهر مثل قلامة الظفر • أي الهلال (وسرره) بفتحات أي آخره كما صوبه الخطابي وقيل وسطه وسرر كل شيء جوفه أراد الأيام البيض (هـ) عن معاوية بن أبي سفيان • (صوموا أيام البيض) أي أيام الليالي البيض (ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة هن كنز الدهر) قال المناوي فمن صامها وأفطر بقية الشهر فهو صائم ي فضل الله مفطر في ضيافة الله وسميت البيض لأن آدم لما أهبط من الجنة اسود جلده فأمر بها فلما صام اليوم الأول ابيض ثلث جلده والثاني الثلث الثاني والثالث بقية بدنه أخرجه الخطيب وابن عساكر مرفوعاً لكن قال ابن الجوزي موضوع (أبو ذر الهروي في جزء من حديثه عن قتادة بن منحان) الفرفس بن تغلب • (صوموا من وضح إلى وضح) بالتحريك أي من الهلال إلى الهلال يعني من هلال رمضان إلى هلال شوال وتمامه فإن خفي عليكم فأتموا العدة ثلاثين (طب) وكذا الخطيب (عن أبي المليح) بإسناد حسن (صوموا لرؤيته) يعني الهلال وإن لم يتقدم ذكره بدلالة السياق قال النوويالمراد رؤية بعض المسلمين ولا يشترط رؤية كل إنسان بل يكفي جميع الناس رؤية عدلين وكذا عدل في الأصح

هذا في الصوم وأما في الفطر فلا يجوز بشهادة عدل واحد عند جميع العلماء إلا أبا ثور فجوّزه بعدل (وأفطروا) بقطع لهمزة (لرؤيته فإن غم عليكم) قال في الفتح بضم الغين المعجمة وتشديد الميم أي حال بينكم وبينه غيم (فأكملوا شعبان ثلاثين) يوماً (ق ن) عن أبي هريرة (ن) عن ابن عباس (طب) عن البراء بن عازب • (صوموا لرؤيته) أي الهلال (وأفطروا لريته وأنسكوا لها) أي تطوّعوا لله لوقت رؤيته أو بعد رؤيته (فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين) إذ الأصل بقاء الشهر (فإن شهد شاهدان مسلمان) عدلان برؤية الهلال (فصوموا وأفطروا) تمسك به من لم يوجب الصوم إلا بشاهدين واكتفى الشافعي بواحد لدليل آخر (حم ن) عن رجال من الصحابة • (صوموا لرؤيته وأفطروا لريته فإن حال بينكم وبينه سحاب فأكملوا عدة شعبان) ثلاثين (ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً) أي لا تستقبلوا شهر رمضان بصوم قبله (ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان) فإذا انتصف شعبان حرم الصوم إلا إن وصله ببعض النصف الأول ليستقبل الشهر بنشاط (حم ن هق) عن ابن عباس • (صوموا يوم عاشوراء) ندباً فإن فضيلته عظيمة وحرمته قديمة (يوم كانت الأنبياء تصومه) قبل وقد كان أهل الكتاب يصومونه وكذا أهل الجاهلية قال العلقمي اتفق العلماء على أن صوم يوم عاشوراء اليوم ليس بواجب واختلفوا في حكمه في أول الإسلام حين شرع صومه قبل رمضان فقال أبوحنيفة كان واجباً والأشهر من وجهين عند الشافعية أنه لم يزل سنة ولم يكن واجباً قط في هذه الأمة ولكنه كان متأكد الاستحباب فلما نزل صوم شهر رمضان صار مستحباً دون ذلك الاستحباب (ش) عن أبي هريرة واسناده صحيح • (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود) ثم بين المخالفة بقوله (صوموا قبله يوماً وبعده يوماً) اتفقوا على عند صومه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه بمكة فلما هاجر وجد اليهود يصومونه فصامه بوحي أو باجتهاد لا بإخبارهم قال جمع صيام عاشوراء على ثلاث مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام معه التاسع وفوقه أن يصام معه التاسع والحادي عشر لهذا الحديث بالنسبة للأكمل وحديث لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع بالنسبة لما يليه (حم هق) عن ابن عباس بإسناد حسن • (صوموا وأوفوا شعوركم) طولوها فلا تزيلوها (فإنها) أي الشعور أي إطالتها (مجفرة) بفتح الميم وسكون الجيم وفتح الفاء بضبط المؤلف أي مقطعة للنكاح ونقص للماء فتقوم مقام الاختصاء (د) في مراسيله عن الحسن البصري رحمه الله تعالى • (مرسلاً صومي عن أختك) بقطع الهمزة ما لزمها من الصيام وماتت قبل أن تقضيه فيه أن للقريب أن يصوم عن قريبه الميت ولو بلا إذن أما الحي فلا يصام عنه (الطيالسي) أبو داود (عن ابن عباس) بإسناد صحيح • (صلاة الأبرار) قال المناوي كذا ساقه المؤلف وصوابه الأوابين وصلاة الأبرار (ركعتان إذا دخلت بينك وركعتان إذا خرجت) من بيتك وهاتان الركعتان سنة الدخول والخروج وظاهر الحديث استحباب

ذلك كلما دخل وكلما خرج ويحتمل تخصيصه بإرادة السفر والرجوع منه (ابن المبارك (ص) عن عثمان بن أبي سودة مرسلاً • (صلاة الأوابين) بالتشديد أي الرجاعين إلى الله بالتوبة والإخلاص (حين ترمض) بفتح المثناة الفوقية (الفصال) أي حين تصيبها الرمضاء فتحرق إخفافها لشدة الحر وفيه ندب تأخير الضحى إلى شدة الحر (حم م) عن زيد بن أرقم عبد بن حميد) بغير إضافة (وسمويه عن عبد الله بن أبي أوفى صلاة الجالس على النصف من صلاة القائم) أي أجر صلاة النفل من قعود مع القدرة نصف صلاة أجره من قيام وهذا في غير المصطفى صلى الله عليه وسلم اما هو فتطوّعه قاعداً كتطوعه قائماً (حم) عن عائشة وإسناده صحيح • (صلاة الجماعة تفضل) بفتح فسكون فضم (صلاة الفذ) بفتح الفاء وشدة المعجمة المنفرد (بسبع وعشرين درجة) أي مرتبة كان الصلاتين انتهتا إلى مرتبة من الثواب فوقفت صلاة الفذ عندها وتجاوزتها صلاة الجماعة بسبع وعشرين ضعفاً ولا تعارض في اختلاف العدد في الروايات لأن القليل لا ينفي الكثير (مالك حم ق ت هـ ن) عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه • (صلاة الجماعة فضل صلاة الفذ) أي الفرد (بخمس وعشرين درجة) وهذه رواية الأكثر وتلك رواية ابن عمر فقيل الخمس أرجح لكثرة رواتها وقيل السبع لأنها زيادة من عدل حافظ وقيل يجمع بأنه أعلم أولاً بالخمس ثم أخبر بزيادة الفضل (حم خ هـ) عن أبي سعيد الخدري • (صلاة الجماعة تعدل خمساً وعشرين من صلاة الفذ) قال ابن حجر والحكمة في هذا العدد الخاص لا تدرك حقيقتها بل هي من علوم النبوة التي قصرت علوم الألبا عن الوصول إليها وقد غاص أئمة في إبداء مناسبات لذلك ومن لطيفها قول البلقيني لما كان أقل الجماعة ثلاثاً غالباً يتحقق صلاة كل واحد في جماعة وكل منهم أتى بحسنة والحسنة بعشرة فحصل من مجموع ما أتوا به ثلاثون فاقتصر في الحديث على الفضل الزائد وهو سبعة وعشرون أي في روايتها دون الثلاث التي هي أصل ذلك (م) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وعلى صلاته في سوقه خمساً وعشرين درجة) قال ابن حجر مقتضاه أن الصلاة في المسجد جماعة تزيد على الصلاة في البيت وفي السوق جماعة وفرادى قال ابن دقيق العيد والذي يظهر أن المراد بمقابل الجماعة في المسجد الصلاة في غيره منفرداً لكونه خرج مخرج الغالب في أن من لم يحضر الجماعة في المسجد صلى منفرداً (وذلك) أي وسبب التضعيف المذكور (أن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء) بأن أتى بواجباته ومندوباته (ثم أتى المسجد) في رواية ثم خرج إلى المسجد (لا يريد إلا الصلاة) أي إلا قصد الصلاة المكتوبة في جماعة (لم يخط) بفتح المثناة التحتية وضم الطاء (خطوة) بضم أوله ويجوز الفتح قال الجوهري الخطوة بالضم ما بين القدمين وبالفتح المرة الواحدة (إلا رفعه الله بها) أي بالخطوة (درجة) منزلة عالية في الجنة (وحط عنه بها خطيئة) ولا يزال هكذا (حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد

كان في صلاة) أي في ثواب صلاة (ما كانت) في رواية البخاري ما دامت (الصلاة تحبسه) أي تمنعه من الخروج من المسجد (وتصلي الملائكة) الحفظة أو أعم (عليه) أي تستغفر له (ما دام في مجلسه) أي مدة دوام جلوسه في المحل (الذي يصلي فيه) أي المكان الذي يوقع فيه الصلاة من المسجد (تقول اللهم اغفر له) جملة مبينة لقوله صلى الله عليه وسلم تصلي عليه (اللهم ارحمه) طلب الرحمة له من الله بعد طلب المغفرة لأن صلاة الملائكة استغفار له (اللهم تب عليه) أي وفقه للتوبة وتقبلها منه ويستمر كذلك (ما لم يؤذ فيه) أحداً من الخلق (أو يحدث فيه) بالتخفيف أي ينتقض طهره (حم ق ده) عن أبي هريرة لكن اللهم تب عليه ليس للصحيحين بل لابن ماجه (صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده خمساً وعشرين درجة فإذا صلاها بأرض فلاة) لفظ أرض مقحم لأن الفلاة أرض لا ماء بها والمراد في جماعة كما يفيده السياق (فأتم وضوءها وركوعها وسجودها) أي أتى بالثلاثة تامة الشروط والأركان والسنين (بلغت صلاته خمسين درجة) قال العلقمي وكان السر في ذلك أن الجماعة لا تتأكد في حق المسافر لوجود المشقة (عبد بن حميد) برفع ابن (ع حب ك) عن أبي سعيد) الخدري بإسناد صحيح • (صلاة لارجل في بيته) بصلاة واحدة (وصلاته في مسجد القبائل) أي في المسجد الذي تجتمع فهي القبائل للصلاة جماعة (بخمس وعشرين صلاة وصلاته في المسجد الذي يجمع) قال المناوي بضم أوله وشدة الميم مكسورة (فيه) الجمعة (بخمسمائة صلاة وصلاته في المسجد الأقصى بخمسة آلاف صلاة وصلاته في مسجدي هذا بخمسين ألف صلاة وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة (هـ) عن أنس وإسناده ضعيف • (صلاة الرجل) القادر النفل (قاعداً نصف الصلاة) أي له نصف ثواب الصلاة (قائماً) إن قدر فالصلاة صحيحة والأجر ناقص أما العاجز فصلاته قاعداً كهي قائماً (ولكني لست كأحد منكم) أي ممن لا عذر له فإن صلاته قاعداً كصلاته قائماً لأنه مأمون الكسل (م د ن) عن ابن عمر • (صلاة الرجل) النفل (قائماً أفضل من صلاته قاعداً) حيث لم يكن معذوراً (وصلاته قاعداً على النصف من صلاته قائماً وصلاته نائماً) بالنون اسم فاعل من النوم والمرا به الاضطجاع كما فسره ابن أحمد والبخاري (على النصف من صلاته قاعداً) فيه أنه يصح النفل مضطجعاً وهو الأصح عند الشافعية وقول بعضهم لم يجزه أحد باطل فقد حكاه الترمذي عن الحسن (حم د) عن عمران بن حصين بإسناد صحيح • (صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس) أي وهم ينظرون (خمساً وعشرين) لأن النفل شرع للتقرب به إخلاصاً وكلما كان أخفى كان أبعد عن الرياء والفرض شرع لإشادة الدين فإظهاره أولى (ع) عن صهيب الرومي بإسناد حسن • (صلاة الضحى صلاة الأوابين) قال العلقمي قال في الدر كأصله الأواب الكثير الرجوع إلى الله بالتوبة وقيل المطيع وقيل المصلي صلاة الضحى عند ارتفاع النهار وشدة الحر

(فر) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (صلاة القاعد نصف أجر صلاة القائم) هذا في النفل في حق القادر وفي غير المصطفى كما ذكر (حم ن هـ) عن أنس بن مالك (هـ) عن ابن عمرو بن العاص (طب) عن ابن عمر بن الخطاب (وعن عبد الله بن السائب وعن المطلب بن أبي وداعة) الحارث بن صبيرة السهمي ورجال أحمد وابن ماجة ثقات • (صلاة الليل) أي نافلته مثنى مثنى) بلا تنوين لأنه غير منصرف للعدل والوصف وكرره للتأكيد والمعنى يسلم من كل ركعتين كما فسره به ابن عمرو الليل لقب لا مفهوم له عند الجمهور فالنهار كذلك (فإذا خشي أحدكم الصبح) أي فوت صلاته (صلى ركعة واحدة توتر له) تلك الركعة (ما قد صلى) فيه أن أقل الوتر ركعة وبه قال الثلاثة خلافاً للحنفية وأن وقته يخرج بالفجر (مالك (حم ق 4) عن ابن عمر بن الخطاب • (صلاة الليل) مبتدأ (مثنى مثنى خبره (فإذا أخفت الصبح) أي دخول وقته (فأوتر بواحدة) وبثلاث أكمل (فإن الله وتر يحب الوتر) أي يرضاه ويثيب عليه (ابن نصر في) كتاب (الصلاة (طب) عن ابن عمر) بن الخطاب • (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) أي ركعتان ركعتان ومقتضى اللفظ حصر المبتدأ في اخبر وليس بمراد وإلا لزم كون كل نفل لا يكون إلا ركعتين فقط والإجماع على جواز الأربع ليلاً ونهاراً (حم 4) عن ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد صحيح • (صلاة الليل مثنى مثنى وجوف الليل) أي سدسه الخامس (أحق به ابن نصر (طب) عن عمر بن عنبسة أبو بكر بن أبي مريم بإسناد ضعيف • (صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل) أي أقله ركعة ووقته بين صلاة العشاء والفجر لكن تأخيره إلى آخر الليل أفضل لمن وثق باستيقاظه (طب) عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد صحيح • (صلاة الليل مثنى مثنى) أي يسلم من كل ركعتين ويحتمل ويتشهد في كل ركعتين وأن جمع ركعات بتسليم ويكون قوله (وتشهد في كل ركعتين) تفسير المعنى مثنى مثنى (وتبأس) قال في النهاية من البؤس الخضوع والفقر (وتمسكن) أي تذل وتخضع (وتقنع بيديك) أي ترفعهما في الدعاء والمسألة وجعل ابن العربي هذا الرفع بعد الصلاة لا فهيا قال العراقي ولا يتعين بل يجوز أن يراد الرفع في قنوت الصلاة في الصبح والوتر قال العلقمي قال الحافظ أبو الفضل العراقي في شرح الترمذي المشهور في هذه الرواية أنها أفعال مضارعة حذف منها إحدى التاءين ويدل عليه قوله في رواية أبي داود تشهد وقال أبو موسى المديني يجوز أن يكون تشهد وما بعده مجزوماً على الأمر وفيه بعد لقوله بعد ذلك وتقنع فالظاهر أنه خبر (وتقول اللهم اغفر لي) ذنوبي (فمن لم يفعل ذلك فهو خداج) يعني فصلاته ذات خداج أي نقصان أو يكون قد وصفها بالمصدر نفسه مبالغة (حم د ت هـ) عن المطلب بن أبي وداعة وإسناده حسن • (صلاة المرأة في بيتها) قال ابن رسلان يشبه أن يكون المراد به موضع مبيتها الذي تنام فيه (أفضل من صلاتها في حجرتها) بضم الحاء كل موضع حجر عليه بالحجارة (وصلاتها في مخدعها) بتثليث الميم خزانتها التي في أقصى بيتها (أفضل من صلاتها في بيتها) فصلاتها

في كل ما كان أخفى أفضل لتحقق أمن الفتنة (د) عن ابن مسعود (ك) عن أم سلمة رضي الله عنها وإسناده صالح • (صلاة المرأة وحد ها تفضل على صلاتها في الجمع) أي جمع الرجال بخمس وعشرين درجة) هذا محمول على الشابة ونحوها (فر) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف • (صلاة المسافر) سفراً جائزاً طويلاً (ركعتان حتى يؤوب) أي يرجع (إلى أهله أو يموت) في سفره أو يقيم إقامة تمنع الترخص (خط) عن عمر بن الخطاب ورواه النسائي أيضاً • (صلاة المسافر بمنى وغيرها ركعتان) لأن إقامته بها لا تمنع حكم السفر (أبو أمية) محمد بن إبراهيم بن مسلم (الطرسوسي) بفتح الطاء المهملة والراء وضم المهملة نسبة إلى طرسوس مدينة مشهورة بساحل الشام (في مسنده عن ابن عمر) ابن الخطاب رضي الله تعالى عنهما وإسناده حسن • (صلاة المغرب وتر) أي وتر صلاة (النهار) تمامه فأوتروا صلاة الليل (ش) عن ابن عمر بإسناد حسن بل قيل صحيح • (صلاة الهجير) أي الصلاة المفعولة بعد الزوال قبل الظهر (من) قال المناوي الذي وقفت عليه في نسخ معاجيم الطبراني وغيرها من الأصول القديمة الصحيحة مثل بدل من (صلاة الليل) في الفضل والثواب لمشقتها كصلاة الليل (ابن نصر) في كتاب (الصلاة (طب) عن عبد الرحمن بن عوف قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (صلاة الوسطى صلاة العصر) وقيل المغرب وقيل الشعاء وقيل الصبح وقيل الطهر وقيل الصلوات الخمس وقيل واحدة من الخمس غير معينة وقيل صلاة الجمعة وقيل الظهر في الأيام والجمعة يوم الجمعة وقيل الصبح والعشاء معاً وقيل الصبح والعصر وقيل صلاة الجماعة وقيل صلاة الوتر وقيل صلاة الخوف وقيل صلاة عيد الفطر وقيل صلاة عيد النحر وقيل صلاة الضحى وقيل صلاة الليل وقيل الصبح أو العصر على الترديد وقيل بالتوقف وللمؤلف في ذلك تأليف مستقل ذكر فيه هذه الأقوال وأدلتها (حم ت) عن سمرة بن جندب (ش ت حب) عن ابن مسعود (ش) عن الحسن البصري (مرسلاً (هق) عن أبي هريرة البزار عن ابن عباس الطيالسي) أبو داود (عن علي) ورجاله ثقات • (صلاة الوسطى أول صلاة تأتيك بعد صلاة الفجر) وهي الظهر لأنها وسط النهار فكانت أشق الصلوات وكانت أفضل وبه أخذ جمع منهم المؤلف (عبد بن حميد في تفسيره عن مكحول) الشامي • (مرسلاً صلاة أحدكم في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا) فصلاة النفل بالبيت أفضل منها بمسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم بل والحرم المكي (إلا المكتوبة) وكل نفل شرع جماعة (د) عن زيد ابن ثابت بمثلثة أوله (ابن عساكر) في تاريخه (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث صحيح • (صلاة بسواك) عند إرادتها (أفضل) من سبعين صلاة قال المناوي أي من صلوات كثيرة (بغير سواك) فالسبعون للتكثير لا للتحديد (ابن زنجويه) في كتاب الترغيب (عن عائشة) ورواه عنه أيضاً أحمد وغيره فكان الأولى عزوه إليه رضي الله عنه • (صلاة لا تطوع وفريضة بعمامة تعدل خمساً وعشرين صلاة بلا عمامة وجمعة بعمامة تعدل سبعين

جمعة بلا عمامة) لأن الصلاة مناجاة للحضرة الإلهية فمن أخل بالتجمل لدخول تلك الحضرة كان ناقص الثواب ومن تجمل لذلك عظم ثوابه لرعايته الأدب (ابن عساكر عن ابن عمر وكذا الديلمي عنه • (صلاة رجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى وصلاة أربعة يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى) قال المناوي بفتح المثناة الفوقية وسكون ثانيه وفتح الراء مقصوراً أي متفرقين غير مجتمعين والتاء الأولى منقلبة عن واو وهو من المواترة لا من التواتر كما وهم اهـ وقال في النهاية والتواتر أن يجيء الشيء بعد الشيء بزمان ويصرف تترى ولا يصرف فمن لم يصرفه جعل الألف للتأنيث وقال في المصباح كغضبى ومن صرفه لم يجعلها للتأنيث وقال في المصباح والمواترة المتابعة ولا تكون المواترة بين الأشياء إلا إذا وقعت بينها فترة وإلا فهي مداركة ومواصلة واصل تترى وترى من الوتر وهو الفرد قال تعالى ثم ارسلنا رسلنا تترى أي واحداً بعد واحد ومن نوّنها جعل ألفها ملحقة (طب هق) عن قباث بفتح القاف وخفة الموحدة ثم مثلثة (ابن أشيم) بسكون المعجمة وفتح المثناة التحتية ابن عامر الكناني الليثي قال العلقمي وبجانبه علامة الصحة • (صلاة في أثر صلاة) قال ابن رسلان بفتح الهمزة والثاء وبكسر الهمزة وسكون الثاء لغتان أي صلاة تتبع صلاة وتتصل بها ويدخل صلوات الليل والنهار ونفل بعد فرض وعكسه (لا لغو بينهما) قال في النهاية يقال لغا الإنسان يلغو ولغى يلغي إذا تكلم بالمطروح من القول ومالا يعني (كتاب في عليين) قال ابن رسلان أي مكتوب تصعد به الملائكة المقربون إلى عليين لكرامة المؤمن وعمله الصالح قال تعالى إن كتاب الأبرار لفي عليين وورد في حديث البراء أن عليين في السماء السابعة تحت العرش وقيل هو أعلى مكان في الجنة قال العلقمي وأوله كما في أبي داود عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المعتمر ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على أثر إلى آخره وقوله إلى تسبيح الضحى أي إلى صلاته سميت الصلاة بذلك لما فيه من تسبيح الله وتنزيهه قال تعالى فلولا أنه كان من المسبحين أي من المصلين وفيه دلالة على أن صلاة الضحى في المسجد أفضل وقوله لا ينصبه قال ابن رسلان بضم أوله وكسر ثالثه أي لا يزعجه ويخرجه إلا إياه أي تسبيح الضحى اهـ ومن النوادر ما حكوا أن بعضهم صحف هذا الحديث فقال كنار في غلس فقيل له وما معنى في غلس قال لأنها فيه أشد ضوءاً اهـ (د) عن أبي أمامة قال العلقمي بجانبه العلامة الحسن • (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام) أي فإنها فيه أفضل منها في مسجدي وقال عبد الله بن نافع معناه فإن الصلاة في المسجد الحرام تزيد عن ألف صلاة اهـ والتضعيف للثواب فقط فلا يجزي عن الفوائت (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة (حم م ن هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (م) عن ميمونة

أم المؤمنين (حم) عن جبير بن مطعم بصيغة اسم الفاعل (وعن سعد بن أبي وقاص وعن الأرقم) • (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام فإني آخر الأنبياء ومسجدي آخر المساجد) قال المناوي هذه العبارة تحتها احتمال المساواة لكن قامت الأدلة على تفضيل حرم مكة لانه أول بيت وضع للناس (م ن) عن أبي هريرة • (صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه) ولا فرق في التضعيف بين الفرض والنفل والتخصيص بالفرض لا دليل عليه (حم هـ) عن جابر بن عبد الله وإسناده جيد • (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة) استدل به الجمهور على تفضيل مكة على المدينة لأن الأمكنة تشرف بفضل العبادة فيها على غيرها وعكس مالك (حم حب) عن عبد الله بن الزبير) وإسناده صحيح • (صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصيام شهر رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر فيما سواها وصلاة الجمعة بالمدينة كألف جمعة فيما سواها) قال الغزالي وكذا كل عمل طاعة (هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن • (صلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة) أي كمائة ألف وكذا يقال فيما يأتي (وصلاة في مسجدي بألف صلاة وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة) تمسك به من فضل مكة على المدينة كما تقرر قال العلقمي قال الزركشي في أحكام المساجد يتحصل في المراد بالمسجد الحرام الذي تضاعف فيه الصلاة سبعة أقوال الأول أنه المكان الذي يحرم على الجنب الإقامة فيه الثاني أنه مكة الثالث أنه الحرم كله الرابع انه الكعبة وما في الحجر من البيت السادس أنه الكعبة والمسجد حولها السابع أنه جميع الحرم وعرفة قاله ابن حزم (هب) عن جابر قال الشيخ حديث حسن • (صلاتان لا يصلي بعدهما) أي بعد فعلهما (الصبح حتى تطلع الشمس والعصر حتى تغرب ولا تنعقد عندنا (حم حب) عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح • (صلاتكن) أيها النسوة (في بيوتكن أفضل من صلاتكن في حجركن) بضم ففتح جمع حجرة (وصلاتكن في حجركن أفضل من صلاتكن في دوركن وصلاتكن في دوركن أفضل من صلاتكن في مسجد الجماعة) بعداً عن فتنتهن والافتتان بهن بقدر الإمكان إذ هن أعظم فخوخ الشيطان (حم طب هق) عن أم حميد الأنصارية قالت أنا نحب الصلاة معك يا رسول الله فيمنعنا أزواجنا فذكره • (صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين) إذ بهما يصير العبد شاكراً مفوّضاً مسلماً متوكلاً (ويهلك) قال المناوي كذا في نسخ والذي وقفت عليه في أصول صحيحة وهلاك وهو الملائم لقوله صلاح (آخرها بالبخل والأمل) فإنهما لا يكونان إلا ممن فقد يقينه وساء ظنه بربه فبخل وتلذذ

بالشهوات وطال أمله وما يعدهم الشيطان إلا غروراً (حم في) كتاب (الزهد طس هب) عن ابن عمرو بن العاص قال المنذري إسناده محتمل للتحسين ومتنه غريب • (صياح المولود حين يقع) أي يسقط من بطن أمه (نزغة) أي نخسة وطعنة (من الشيطان) يريد بها إيذاء وإفساده فإن النزغ الدخول في أمر لإفساده (م) عن أبي هريرة • (صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر) أي تعدل صيامه (وهي أيام البيض) أي أيام الليالي البيض سميت به لأن القمر يطلع من أولها إلى آخرها (صبيحة ثلاثة عشر وأربع عشرة وخمس عشرة) وحكمة صومها أن النور لما عم ليلها ناسب أن تعم العبادة نهارها وقيل الحكمة في ذلك أن الكسوف يكون فيها غالباً ولا يكون في غيرها وقد أمرنا بالتقرب إلى الله بأعمال البر عند الكسوف (ن ع هب) عن جرير بن عبد الله • (صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وإفطاره) قيل هي البيض وقيل غيرها (حم هب) عن قرة بضم القاف وشدة الراء (ابن إياس) بكسر الهمزة مخففاً قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث صحيح • (صيام) بالتنوين (حسن) بالتحريك (صيام ثلاثة أيام من الشهر) وكونها متوالية والبيض أولى (حم ن حب) عن عثمان بن أبي العاص بإسناد صحيح • (صيام شهر رمضان بعشرة أشهر) أي يعدل صيامها (وصيام ستة أيام بعده بشهرين فذلك صيام السنة) لأن الحسنة بعشر أمثالها (حم ن حب) عن ثوبان مولى المصطفى وإسناده صحيح • (صيام يوم عرفة أنى احتسب على الله) أي أرجو منه (أن يكفر السنة التي قبله) يعني يغفر الصغائر المكتسبة فيها (والسنة التي بعده) بمعنى أن الله تعالى يحفظه أن يذنب فيها أو يعطى من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها (وصيام يوم عاشوراء أني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) أي أرجو على عدة من الله أن يكفر هذا المقدار (ت هـ حب) عن أبي قتادة الأنصاري بإسناد صحيح • (صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم) ليس فيها يوم عرفة ولا رمضان (هب) عن عائشة بإسناد ضعيف • (صيام يوم السبت) منفرداً (لا لك ولا عليك) قال المناوي أي لا لك فيه مزيد ثواب ولا عليك في ملام ولا عتاب اهـ وكره الشافعي إفراد صومه لدليل آخر (حم) عن امرأة صحابية • (صيام المرء في سبيل الله) أي في جهاد الكفار حيث لم يضعفه عن القتال (يبعده من جهنم مسيرة سبعين عاماً) أي بعداً كثيراً جداً فالمراد التكثير (طب) عن أبي الدرداء رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (الصائم المتطوع أمير) وفي رواية أمين (نفسه إن شاء صام) أي أتم صومه (وإن شاء أفطر) ولو بلا ضرر فلا يلزمه بالشروع فيه وبه أخذ الشافعي (حم ت ك) عن أم هانئ أخت علي رضي الله عنه قال الشيخ رحمه الله حديث صحيح المتن • (الصائم المتطوع) أي من أراد صوم تطوع فهو (بالخيار ما بينه وبين نصف النهار) أي له أن ينوي الصوم قبل الزوال حيث لم يتعاط مفطراً (هق) عن أنس بن مالك رضي الله عنه وإسناده ضعيف • (الصائم بعد) فراغ (رمضان كالكارّ بعد الفرّ) أي كمن عاد لقتال العدو بعد فراره فهو محبوب

مطلوب (هب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (الصائم في عبادة وإن كان نائماً على فراشه) فنومه لا ينقص أجر صومه (فر) عن أنس بإسناد ضعيف • (الصائم في عبادة ما لم يغتب مسلماً) لا يجوز له اغتيابه (أو يؤذيه) فإن اغتابه وآذاه فلا ثواب له ويحتمل أن المراد نفي الكمال (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (الصائم في عبادة من حين يصبح) أي يدخل في الصباح (إلى أن يمسي) أي يدخل في المساء وذلك بغروب الشمس (مالم يغتب) أي بذكر مؤمناً بما يكرهه (فإذا اغتاب خرق صومه) أي أفسده وأبطل ثوابه وإن حكم بصحته (فر) عن ابن عباس رضي الله عنهما • (الصابر) الصبر الكامل هو (الصابر عند الصدمة الأولى) أي عند ابتداء المصيبة (تخ) عن أنس بإسناد حسن • (الصبحة) بضم الصاد المهملة وبفتح فسكون الموحدة أي نوم أول النهار (تمنع الرزق) أي بعضه أو تمنع البركة منه لأنه وقت الذكر والفكر وتفرقة الأرزاق الحسية والمعنوية كالعلوم والمعارف (عم عد هب) عن عثمان (هب) عن أنس بإسناد ضعيف • (الصبر نصف الإيمان) قال العلقمي أراد به الورع إذ العبادة قسمان نسك وورع فالنسك ما أمرت به الشريعة والورع ما نهت عنه وإنما ينتهي عنه بالصبر فكان نصف الإيمان (واليقين الإيمان كله) لأن مدار اليقين على الإيمان بالله وبقضائه وقدره وما جاءت به رسله مع الثقة بوعده ووعيده فهو متضمن لكل ما يجب الإيمان به (حل) عن ابن مسعود بإسناد صحيح • (الصبر رضى) يعني التحقق بالصبر ينتج طريق الوصول إلى الرضى والتلذذ بالبلوى (الحكيم) الترمذي (وابن عساكر عن أبي موسى) الأشعري • (الصبر والاحتساب من عتق الرقاب) متعلق بمحذوف أي أفضل وهو مصرح به في نسخ (ويدخل الله صاحبهن) أي الصبر والاحتساب والعتق (الجنة بغير حساب) أي بغير مناقشة فيه (طب) عن الحكيم بن عمير اليماني • (الصبر) الكامل الذي يترتب عليه الأجر الجزيل (عند الصدمة الأولى) لكثرة المشقة فيه وأصل الصدم الضرب في شيء صلب ثم استعمل مجازاً في كل مكروه حصل بغتة وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على امرأة بالبقيع تبكي فأمرها بالصبر ثم ذكره (البزار (ع) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (الصبر) العظيم الثوب (عند أول مصيبة) أي عند فورة المصيبة وابتدائاه وبعد ذلك تنكسر حدة المصيبة وحرارة الرزية (البزار عن ابن عباس) قال الشيخ حديث صحيح • (الصبر عند الصدمة الأولى والعبرة) بالفتح تجلب الدمع وانهماره لا يملكها أحد (صبابة) أي والعبرة هي صبابة بضم الصاد (المرء على أخيه) أي بقية الدمع الفائض من شدة الحزن عليه (ص) عن الحسن البصري رحمه الله تعالى (مرسلاً) • (الصبر) على فعل الطاعات وتجنب المعاصي منزلته (من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد) (فر) عن أنس بن مالك (هب) عن عليّ موقوفاً وإسناده ضعيف (الصبر ثلاثة) أي أنواعه باعتبار متعلقة ثلاثة (فصبر على المصيبة) بحيث لا يتسخطها (وصبر على الطاعة) حتى يوديها (وصبر على المعصية) حتى

لا يقع فيها فمن صبر على المصيبة أي على ألمها (حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له أي قدر أوامر بالكتابة في اللوح أو الصحف (ثلثمائة درجة) أي منزلة عالية في الجنة مقدار (ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ومن صبر على الطاعة) أي على فعلها وتحمل مشاق التكاليف (كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرض) العليا (إلى منتهى الأرضين السبع) والتخوم جمع تخم كفلوس وفلس حد الأرض (ومن صبر عن المعصية) أي على تركها (كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجتين كمابين تخوم الأرض إلى منتهى العرش) الذي هو أعلى المخلوقات (مرتين) فالصبر عن المحرمات أعلى المراتب لصعوبة مخالفة النفس وحملها على غير طبعها ودونه الصبر على الأوامر لأن أكثرها محبوب للنفوس الفاضلة ودونه الصبر على المكروه لأنه يأتي البار والفاجر اختباراً أو اضطراراً (ابن أبي الدنيا في) كتاب فضل (الصبر وأبو الشيخ عن عليّ) بإسناد واه بل قيل بوضعه • (الصبي) يعني الطفل ولو أنثى (الذي له أب) أي حي (يمسح رأسه) ندباً من أمام (إلى الخلف واليتيم) الذي مات أبوه وإن كان له أم (يمسح رأسه) من خلف (إلى قدام) لأنه أبلغ في الإيناس به والمراد أن ذلك هو المناسب اللائق بالحال (تخ) عن ابن عباس بإسناد حسن • (الصبي) أي الطفل باق (على شفعته حتى يدرك) أي إذا كان له شقص من عقار فباع شريكه فلم يأخذ وليه له بالشفعة مع كون الأخذ أحظ (فإذا أدرك) أي بلغ بسن أو احتلام (إن شاء أخذ) بالشفعة (وإن شاء ترك) الأخذ بها (طس) عن جابر • (الصخرة) صخرة بيت المقدس ثابتة (على نخلة والنخلة) ثابتة (على نهر من أنهار الجنة وتحت النخلة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران ينظمان سموط أهل الجنة) قال الجوهري السمط الخيط ما دام فيه الخرز وإلا فهو سلك وقال في المصباح والسمط وزان حمل القلادة أي ينظمان قلائدهم (إلى يوم القيامة (طب) عن عبادة بن الصامت قال الذهبي حديث مكر وإسناده مظلم بل هو كذب ظاهر • (الصدق بعدي مع عمر) بن الخطاب (حيث كان) فيه إشارة إلى أن له مزية في الصدق على غيره (ابن النجار عن الفضل) قال الشيخ حديث ضعيف • (الصدقة تسد سبعين بابا من السوء) بالمهملة وفي رواية من الشر بالمعجمة والراء (تنبيه) قال المؤلف الذكر أفضل من الصدقة وهو أيضاً يدفع البلاء (طب) عن رافع بن خديج رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (الصدقة تمنع ميتة السوء) بكسر الميم وفتح السين وقد مر معناه (القضاعي عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف • (الصدقة تمنع سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص) هذا مما علمه الله لنبيه من الطب الروحاني الذي يعجز عن إدراكه الخلق (خط) عن أنس بإسناد ضعيف • (الصدقة على المسكين) الأجنبي وفيه شمول للفقير (صدقة) فقط (و) هي (على ذي الرحم اثنتان) أي صدقتان اثنتان (صدقة وصلة) فهي عليه أفضل لكن هذا غالبي وقد يقتضي الحال العكس (حم ت ن هـ ك) عن سلمان

ابن عامر بإسناد صحيح • (الصدقة على وجهها) المطلوب شرعاً (واصطناع المعروف) مع محترم (وبر الوالدين) أي الأصلين المحترمين وأن علياً (وصلة الرحم) أي القرابة (تحوّل الشقاء سعادة) أي ينتقل العبد بسببها من ديوان الأشقياء إلى ديوان السعداء أي بالنسبة لما في صحف الملائكة فلا تعارض بنيه بوين خبر فرغ ربك من ثلاث عمرك ورزقك وشقي أو سعيد وخبر الشقي من شقى في بطن أمه (وتزيد في العمر) أي تبارك فيه فيصرف في الطاعات (وتقي مصارع السوء) أي مواضع الهلكات (حل) عن عليّ كرم الله وجهه بإسناد ضعيف • (الصدقات بالغدوات) جمع غداة وهي الضحوة والمراد الصدقة في أول النهار (يذهبن بالعاهات) جمع عاهة وهي الآفة أي الدنيوية والدينية وفيه شمول للعاهات النهارية والليلية وقيد المناوي العاهات بالنهارية وقال في إفهامه أن الصدقة بالعشية تذهب العاهات الليلية (فر) عن أنس قال الشيخ حديث حسن (الصديقون) جمع صديق من أبنية المبالغة (ثلاثة حزقيل) بكسر المهملة والقاف وسكون الزاي (مؤمن آل فرعون وحبيب النجار صاحب آل يس) الذي قال يا قوم اتبعوا المرسلين (وعلي بن أبي طالب) فهو صديق هذه الأمة الأعظم ولهذا قال أنا الصديق الأكبر لا يقولها غيري (ابن النجار عن ابن عباس) قال الشيخ حديث ضعيف • (الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال يا قوم اتبعوا المرسلين وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم) أي الثلاثة وفي هذا دليل على أن حبيباً ليس بنبي (أبو نعيم في المعرفة) أي كتاب المعرفة (وابن عساكر عن أبي ليلى) • الصرعة • بضم الصاد وفتح الراء (كل الصرعة) أصله المبالغ في الصراع الذي لا يغلب فنقل إلى (الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه) ويقهره ويرده فإذا قهره فقد قهر أعظم أعدائه (حم) عن رجل صحابي قال سمعت المصطفى يخطب فقال أتدرون ما الصرعة قالوا الذي لا يصرعه الرجال فذكره وإسناده حسن • (الصرم) بفتح المهملة وسكون الراء أي الهجر (قد ذهب) أي جاء الشرع بإبطاله ونهى عن فعاله كما كان عليه أهل الجاهلية (طب) عن سعيد بن يربوع بلفظ الحيوان المعروف • (الصعود) المذكرو في قوله تعالى سأرهقه صعودا (جبل من نار) في جهنم (يتصعد فيه الكافر سبعين خريفاً ثم يهوي فيه) أي في ذلك الجبل (كذلك) أي سبعين خريفاً (أبداً) أي يكون دائماً في صعود وهبوط وزاد أبداً تأكيداً (حم ن حب ك) عن أبي سعيد • (الصعيد الطيب) أي تراب الأرض الطهور (وضوء المسلم) بفتح الواو آلة لطهارته ولوعن حدث أكبر (وإن لم يجد الماء عشر سنين) أو أكثر افملارد بالعشر التكثير لا التحديد وكذا إن وجد، وهناك مانع حسي أو شرعي (حب) عن أبي ذر بإسناد حسن • (الصعيد وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجد الماء) ولم يمنع من استعماله مانع (فليتق الله) أي فليخفه

(وليمسه بشرته) بأن يتوضأ أو يغتسل إذا أراد فعل ما يتوقف على طهارة (فإن ذلك خير) أي بركة وأجر أفاد أن التيمم يبطل برؤية الماء (البزار عن ابي هريرة) وإسناده صحيح • (الصفرة خضاب المؤمن والحمرة خضاب المسلم والسواد خضاب الكافر) فالخضاب بالأولين مندوب لكونه دأب الصالحين وبالثالث حرام لغير الجهاد وعبر بالمؤمن في الأول وبالمسلم في الثاني تفننا (طب ك) عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما • (الصلح) لغة قطع المنازعة وشرعاً عقد يحصل به ذلك (جائز بين المسلمين) والكفار في ذلك كالمسلمين وإنما خصهم بالذكر لانقيادهم إلى الأحكام غالباً (إلا صلحاً أحل حراماً) كان يصالح على خمر أو نحوه أو من دراهم على أكثر منها (أو حرم حلالاً) كان يصالح على أن لا يتصرف في المصالح به أو يصالح امرأته على أن لا يطأ ضرتها أو أمته (حم د) عن أبي هريرة (هـ) عن عمرو بن عوف قال الشيخ حديث صحيح • (الصمت حكم) أي هو حكمة أي نافع يمنع من الجهل والسفه (وقليل فاعله) أي قل من يصمت عما لا يعنيه ويمنع نفسه عن النطق بما يشينه ومن ثم قيل: يا كثير الفضول قصر قليلاً • قد فرشت الفضول عرضاً وطولا قد أخذت من القبيح بحظ • فاسكت الآن إن أردت جميلاً (القضاعي عن أنس) بن مالك (فر) عن ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد ضعيف • (الصمت) أي السكوت عما لا يعني وترك الرد على من اعتدى وأما إذا كان الإنسان خالياً عن الناس فلا يكون سكوته من العبادة (أرفع العبادة) أي من أرفع أنواعها فإن أكثر الخاطيا من اللسان (فر) عن أبي هريرة • (الصمت زين للعالم) لما فيه من الوقار المناسب لحق العلم (وستر للجاهل) لأن المرء جهله مستور ما لم يتكلم (أبو الشيخ عن محرز بن زهير) الأسلمي • (الصمت) عما لا ثواب فيه (سيد الأخلاق) الحسنة لسلامة صاحبه من الغيبة ونحوها أما الاشتغال بما فيه ثواب من نحو ذكر وقراءة قرآن وعلم فهو أفضل من الصمت (ومن مزح استخف به) أي استخف به الناس أي عدوه من الطائشين الذين لم يكمل عقلهم والكلام فيمن يكثر المزاح أما القليل منه فغير مذموم ولهذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً (فر) عن أنس • (الصمد الذي لا جوف له) قاله تفسيراً لقوله تعالى الله الصمد (طب) عن بريدة تصغير بردة • (الصور) المذكور في قوله تعالى يوم ينفخ في الصور (قرن) أي على هيئة القرن رأسه كعرض السماوات والأرض وإسرافيل واضع فاه عليه شاخص ببصره نحو العرش ينتظر الأمر بالنفخ (ينفخ فيه إسرافيل) فإذا نفخ فيه صعق من في السموات والأرض أي ماتوا إلا من شاء الله وسببه كما في الترمذي أن أعرابياً قال يا رسول الله ما الصور فذكره (حم د ت ك) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (الصورة الرأس) أي الصورة المحرمة ما كانت ذات رأس (فإذا قطع الرأس فلا صورة) فتصوير الحيوان حرام فإذاقطع رأسه أو فعل معه مالا يعيش معه كخرق

بطنه انتفى التحريم (الإسماعيلي) في معجمه (عن ابن عباس) ورواه عنه الديلمي (الصوم جنة) بضم الجيم أي وقاية (من النار) لدفعه للشهوة التي هي أعظم أسلحة الشيطان (ن) عن معاذ بن جبل بإسناد صحيح • (الصوم جنة من عذاب الله) لما تقدم (هب) عن عثمان بن أبي العاص بإسناد ضعيف • (الصوم جنة يستجن بها العبد) الصائم (من النار (طب) عنه بإسناد حسن • (الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة) أي الحاصلة بلا مشقة لقصر النهار وبرده شبهه بها بجامع أن كلا منهما حصول نفع بلا مشقة (حم ع طب هق) عن عامر بن مسعود بن أمية بن خلف قال المناوي ولا صحبة له (طس عد هب) عن أنس بن مالك (عد هب) عن جابر رضي الله عنه بإسناد حسن • (الصوم يدق) قال المناوي بضم فكسر بضبط المؤلف وقال العلقمي قال في المصباح دق يدق من باب ضرب (المصير) بفتح الميم وكسر الصاد وسكون المثناة التحتية ممر الطعام أو استقراره وكنى به عن الأمعاء (ويذبل) قال المناوي بضم فسكون فكسر للموحدة بضبطه وقال العلقمي قال في المصباح ذبل الشيء ذبولاً من باب قعد ذهبت نداوته (اللحم) أي يذهب طراوته والمراد أن الصوم يدق المصارين ويذهب طراوة اللحم عند إكثاره (ويبعد) بالتشديد والكسر يضبطه (من حر السعير) أي جهنم (أن لله تعالى مائدة عليها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لا يقعد عليها إلا الصائمون مطلقاً أو المكثرون (طس) وأبو القاسم بن بشران بكسر الموحدة وشين معجمة (في أماليه عن أنس) • الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون) أي الصوم والفطر والتضحية مع الجماعة وجمهور الناس (ت) عن أبي هريرة • (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) قال النووي معناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر وليس المراد أن لاذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر فإن هذا وإن كان محتملاً فسياق الأحاديث يأباه قال قود يقال إذا كفر الوضوء فما تكفر الصلاة وإذا كفرت الصلوات فماذا تكفر الجماعات ورمضان وكذا صوم عرفة وعاشوراء وموافقة تأمين الملائكة قال والجواب ما أجاب به العلماء أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت له حسنات ورفعت له درجات وإن صادف كبيرة أو كبائره لم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر اهـ وقال القرطبي وغيره من المتأخرين لا بعد في أن يكون بعض الأشخاص يكفر له بذلك الكبائر والصغائر بحسب ما يحضره من الإخلاص ويرد عليه من الإحسان والآداب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وقال المؤلف استشكل بأن الصغائر مكفرة باجتناب الكبائر وحينئذ فما الذي تكفره الصلوات والتحقيق في الجواب ما أشار إليه البلقيني أن الناس أقسام من لا صغائر له ولا كبائر وهذا له رفع الدرجات ومن له الصغائر فقط بلا إصرار في المكفرة باجتناب الكبائر

إلى موافاة الموت على الإيمان ومن له الصغائر مع الإضرار فهي التي تكفر بالأعمال الصالحة كالصلوات والصوم وصوم عرفة وعاشوراء ومن له الكبائر مع الصغائر فالمكفر عنه بالأعمال الصالحة الصغائر فقط ومن له كبائر فقط فيكفر مها على قدر ما كان يكفر من الصغائر (حم م ت) عن أبي هريرة • (الصلوات الخمس كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر والجمعة إلى الجمعة) أي وصلاة الجمعة إلى الجمعة (كفارة لما بينهما وزيادة ثلاثة أيام) قال شيخ الإسلام زكريا فإن قلت لزم من جعل الصغائر مكفرة بالمذكورات عند اجتناب الكبائر اجتماع سببين على مسبب واحد وهو ممتنع قلت لا مانع من ذلك في الأسباب المعرفة لأنها علامات لا مؤثرات كما في اجتماع أسباب الحدث وما هنا كذلك (حل عن أنس رضي الله عنه • (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) نصب على الإغراء أي ألزموا الصلاة والإحسان لما ملكت أيمانكم من الأرقاء وخصهما لميل الطبع إلى الكسل وضعف المملوك وكرر ذلك لمزيد التأكيد (حم ن هـ حب) عن أنس بن مالك (حم هـ) وعن أم سلمة عن ابن عمر بأسانيد صحيحة • (الصلاة في مسجد قباء) بالضم والتخفيف وهو قريب من المدينة من عواليها والأشهر مده وصرفه وتذكيره (كعمرة) أي الصلاة الواحدة يعدل ثوابها ثواب عمرة فتستحب زيارته والصلاة فيه واختلف الناس في المسجد المؤسس على التقوى من أول يوم أهو قباء أم مسجده عليه الصلاة والسلام على قولين شهيرين ورجح كلا المرجحون (حم ت هـ ك) عن سيد بن ظهير بضم أولهما بإسناد صحيح • (الصلاة في جماعة تعدل خمساً وعشرين صلاة فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها) بأن أتى بما يجب فيها وما يستحب (بلغت خمسين صلاة) أي بلغ ثوابها ثواب خمسين صلاة صلاها بغير ذلك (دك) عن أبي سعيد بإسناد صحيح • (الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة) لا ينافيه خبر الطبراني الصلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة في مسجد المدينة (طب) عن أبي الدرداء بإسناد حسن • (الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي عشرة آلاف صلاة والصلاة في مسجد الرباطات ألف صلاة) أي مسجد الثغر الذي يرابط فيه للعدو (حل) عن أنس بإسناد ضعيف • (الصلاة في المسجد) قال المناوي أي مسجد الحصن الذي يرابط فيه للعدو اهـ وظاهر الحديث العموم (الجامع) أي الذي يجمع فيه الناس أي يقيمون الجمعة (تعدل الفريضة) أي تعدل صلاتها فيه (حجة مبرورة) أي ثواب حجة مقبولة (والنافلة فيه كحجة) وفي نسخة كعمرة (متقبلة وفضلت الصلاة في المسجد الجامع على ما سواه من المساجد بخمسمائة) لكثرة الجمع (طس) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنها بإسناد ضعيف • (الصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام والجمعة في مسجدي هذا أفضل من ألف جمعة فيما سواه إلا المسجد الحرام وشهر رمضان) أي صومه (في مسجدي هذا أفضل من صوم ألف شهر رمضان فيما سواه

إلا المسجد الحرام) وكذا يقال في بقية العبادات من اعتكاف ونحوه (هب) عن جابر بن عبد الله • (الصلاة نصف النهار) أي في حالة الاستواء (تكره) تحريماً وقيل تنزيهاً وعلى القولين لا تنعقد (إلا يوم الجمعة) فإنها لا تكره (لأن جهنم كل يوم تسجر) بالبناء للمفعول أي توقد (إلا يوم الجمعة) فإنها لا تسجر فلا تحرم وبه فارق بقية الأيام (عد) عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (الصلاة نور المؤمن) أي تنوّر وجه صاحبها في الدنيا والآخرة وتكسوه جمالاً وبهاء فليكثر الإنسان منها ما استطاع فإنه كلما أكثر منها ازداد نوراً (القطاعي وابن عساكر عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الصلاة خير موضوع) قال المناوي بإضافة خير إلى موضوع أي أفضل ما وضعه الله أي شرعه لعباده من العبادة (فمن استطاع أن يستكثر) منها (فليستكثر) فإنها أفضل العبادات البدنية بعد الإيمان (طس) عن أبي هريرة قال العلقمي بجنبه علامة الصحة • (الصلاة قربان كل تقي) أي أن الأتقياء من الناس يتقربون بها إلى الله تعالى أي يطلبون القرب منه بها (القضاعي عن عليّ) كرم الله وجهه • (الصلاة خدمة الله في الأرض) ومن أحب ملكاً لازم خدمته (فمن صلى ولم يرفع يديه) أي عند التحريم والركوع والرفع منه والقيام من الركعتين (فهو خداج) بكسر المعجمة أي فصلاته ذات نقصان (هكذا أخبرني جبريل) ناقلاً (عن الله عز وجل أن بكل إشارة) في الصلاة يعني تحريك عضو في فعل من أفعالها (درجة) أي منزلة عالية (وحسنة) في الجنة (فر) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (الصلاة خلف رجل ورع مقبولة) أي مثاب عليها وأما الصلاة خلف غيره فقد لا تقبل وإن حكم بصحتها (والهدية إلى رجل ورع مقبولة والجلوس مع رجل ورع من العبادة فالمذاكرة معه صدقة) أي يثاب عليها كثواب الصدقة (فر) عن البراء بن عازب بإسناد ضعيف • (الصلاة عماد الدين) فهي تحقيق للعبودية وأداء حق الربوبية وجميع العبادات وسائل إلى تحقيق سرها (هب) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (الصلاة عمود الدين) فقوام الدين ليس إلا بها كما أن البيت لا يقوم إلا على عموده (أبو نعيم الفضل بن دكين) بضم المهملة مصغراً (في) كتاب (الصلاة عن) قال العلقمي ولم يذكر المؤلف الراوي قال الحافظ ابن حجر هو عن حبيب بن سليم عن بلال بن يحيى وهو مرسل ورجاله ثقات وله طرق أخرى بينتها في تخريج أحاديث الكشاف اهـ من تخريج أحاديث الرافعي ثم رأيت المؤلف ذكره في حاشية البيضاوي فقال عن بلال بن يحيى فذكره • (الصلاة عماد الدين) أي أصله واسه (والجهاد سنام العمل) أي أعلاه وأفضله أن تعين (والزكاة بين ذلك) أي رتبتها في الفضل بين الصلاة والجهاد (فر) عن علي كرم الله وجهه بإسناد ضعيف • (الصلاة ميزان) أي هي ميزان الإيمان (فمن أوفى) بها بأن حافظ عليها بواجباتها ومندوباتها (استوفى) ما وعد الله به من الفوز بدار الثواب والنجاة من اليم العقاب (هب) عن ابن عباس رضي الله عنهما • (الصلاة تسوّد وجه الشيطان) فهي من أعظم

الأسلحة عليه وأعظم المصائب التي تساق إليه (والصدقة تكسر ظهره والتحابب في الله والتوادد في العمل) الصالح (يقطع دابره) هذا كله كناية عن إرغامه وإخزائه بطاعة العبد لربه (فإذا فعلتم ذلك تباعد منكم كمطلع) أي كبعد مطلع (الشمس من مغربها) أي كما بين المشرق والمغرب ففي المحافظة على فعل المذكورات خير الدارين (فر) عن ابن عمر) رضي الله عنهما بإسناد ضعيف • (الصلاة على) ظهر (الدابة) أي صلاة النافلة في السفر تجوز (هكذا وهكذا وهكذا) الإشارة إلى الجهات الثلاث أي تجوز إلى غير القبلة إذا كان مقصده في جهة غيرها (طب) عن أبي موسى بإسناد حسن • (الصلاة عليّ نور على الصراط) أي يكون ثوابها نوراً يضيء للمار على الصراط (فمن صلى عليّ يوم الجمعة ثمانين مرة غفرت له ذنوب ثمانين عاماً) أخذ من أفراد الصلاة هنا أن محل كراهة إفرادها عن السلام ما لم يرد الإفراد في شيء بخصوصه فلا يزاد على الوارد والمراد الذنوب الصغائر (الأزدي في) كتاب (الضعفاء) والمتروكين (قط) في الإفراد بفتح الهمزة (عن أبي هريرة) بإسناد فيه أربعة ضعفاء • (الصيام جنة) بالضم أي سترة بين الصائم وبين النار أو بينه وبين شهوته لأنه يضعفها (حم ن) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال) أي كالدرع المانع من القتل في القتال وحسبك به فضلاً للصائم (هـ) عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (الصيام جنة حصينة من النار) لأنه إمساك عن الشهوات التي النار محفوفة بها (هب) عن جابر • (الصيام جنة وحصن حصين من النار) أخذ من هذه الأحاديث أن أفضل العبادات الصوم لكن الشافعية على أن أفضلها الصلاة (حم ن حب) عن أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد حسن • (الصيام جنة ما لم يخرقها) أي الصائم (بغيبة) أو نحوها ككذب فإنه إذا اغتاب غيبة محرمة فقد خرق ذلك الساتر له من النار بفعله وتمام الحديث ومن ابتلى ببلاء في جسده فله حظه (ن هق) عن أبي عبيدة • (الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة) فيه كالذي قبله تحريم الغيبة والكذب وتحذير الصائم منهما وخصهما لا لإخراج غيرهما بل لغلبة وقوعهما من الصائم كغيره (طس) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه إلا الصيام يقول الله) أي للملائكة أو للحفظة أو للصائم يوم القيامة (الصيام لي وأنا أجزي به) لأنه لما كف نفسه عن شهواتها جوزى بتولي الله إثابته (طب) عن أبي أمامة بإسناد حسن • (الصيام جنة من النار فمن أصبح صائماً فلا يجهل يومئذ) أي لا يفعل فعل الجهلاء يوم صومه من النطق بما يذم شرعاً (وأن امرء جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه) عطف تفسير لأن السب الشتم (وليقل) في نفسه أو بلسانه او بهما (إني صائم و) الله (الذي نفس محمد بيده) أي بقدرته وتصريفه (لخلوف فم الصائم) بضم الخاء تغييره (أطيب عند الله من ريح

(حرف الضاد)

المسك) وإذا كان هذا في تغيير فمه فما ظنك بقراءته وصلاته وهل هذا في الدنيا أو الآخرة خلاف (ن) عن عائشة بإسناد صحيح • (الصيام نصف الصبر) لأن الصبر حبس النفس عن إجابة داعي الشهوة والغضب والصوم حبس النفس عن مقتضى الشهوة دون الغضب (هـ) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (الصيام نصف الصبر وعلى كل شيء زكاة وزكاة الجسد الصيام) لانه ينقص من قوة البدن فكان الصائم أخرج شيئاً من بدنه لله فكأنه زكاته (هب) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (الصيام لا رياء فيه) بمثناة تحتية فإنه بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه أحد أي بغير القول أما القول فإن أذن فيه كقوله لمن جهل عليه أني صائم فلا رياء وإن لم يؤذن فيه فيتأتى فيه الرياء (قال الله تعالى هو لي) أضيف إليه مع أن العبادة بل العالم كله له لأنه لم يعبد به أحد غيره (وأنا أجزي به) إشارة إلى عظم الجزاء وكثرة الثواب (يدع طعامه وشرابه من أجلي) نبه به على أن الثواب المترتب على الصيام إنما يحصل بإخلاص العمل (هب) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه • (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب إني منعته الطعام والشهوات) كذا بخط المؤلف فما في نسخ من أنه الشراب تحريف من الناسخ (بالنهار كله فشفعني فيه ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان) بضم أوله وشدة الفاء أي يشفعهما الله فيه أي يقبل شفاعتهما ويدخله الجنة وهذا القول يحتمل الحقيقة بأن يجسد ثوابهما ويخلق في النطق ويحتمل المجاز والتمثيل (طب ك) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد حسن. (حرف الضاد) • (ضاف ضيف رجلاً من بني إسرائيل) أي نزل به ضيفاً (وفي داره كلبة مجح) بضم الميم وجيم مكسورة وحاء مهملة مشددة بضبط المؤلف أي حامل دنت ولادتها قال الماوي وما وقع في المالي من أنه بخاء معجمة فجيم اعترضوه (فقالت الكلبة والله لا أنبح ضيف أهلي فعوى جراؤها) أي نبح أولادها (في بطها قيل ما هذا فأوحى الله تعالى إلى رجل منهم هذا مثل أمة تكون من بعدكم يقهر) وفي نسخة شرح عليها المناوي يقرقر فإنه قال بقافين (سفهاؤها حلماءها) قال الديلمي أي تغلب بأصواتها العالية والقرقرة رفع الصوت في الجدال (حم) والبزار عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه • (ضالة المسلم) الضالة الضائعة من كل ما يقتني من الحيوان وغيره ويقع على الذكر والأنثى والاثنين والجمع والمراد بها في الحديث الضالة من الإبل والبقر مما يحمي نفسه ويقدر على الأبعاد في طلب المرعى والماء بخلاف نحو الغنم كالعجل الصغير (حرق النار) بالتحريك وقد تسكن أي لهبها والمعنى ضالة المسلم إذا أخذها إنسان ليتملكها إذنه إلى النار قال المناوي وتتمة الحديث عند

ابن المعلي (حم هـ حب) عن عبد الله بن الشخير بكسر أوله وخاء معجمة مشددة (طب) على عصمة بن مالك رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (ضالة المؤمن) الكامل الإيمان (العلم) يعني يسعى في تحصيله كما يسعى صاحب الضالة في تحصيلها (كلما قيد حديثاً) بالكتابة (طلب إليه آخر) أي سعى في تحصيله وقيده بجانبه فيه الترغيب في كتابة العلم فهي مستحبة (فر) عن علي كرم الله وجهه بإسناد ضعيف • (ضحك) أي عجب ملائكة (ربنا) فنسب إليه الضحك لكونه الآمر والمريد قال ابن حبان العرب تضيف الفعل إلى الىمر كما تضيفه إلى الفاعل وكذلك تضيف الشيء الذي هو من حركات المخلوقين إلى الباري عز وجل كما تضيف ذلك الشيء إليهم (من قنوط عباده) قال في النهاية القنوط هو أشد اليأس من الشيء (وقرب غيره) قال المناوي وتمامه قال أبو رزين قيل يا رسول الله أو يضحك الرب قال نعم قلت لن نعدم من رب يضحك خيراً (حم هـ) عن أبي رزين العقيلي قال الشيخ حديث صحيح • (ضحكت من ناس) مثلوا لي أو أخبرني الله تعالى عنهم (يأتونكم من قبل المشرق) أي من جهته للجهاد معكم (يساقون إلى الجنة وهم كارهون) أي ينادون إلى القتل في سبيل الله الموصل إلى الجنة وهم كارهون للموت (حم طب) عن سهل بن سعد • (ضحكت) أي عجبت (من قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل) كناية عن كراهتهم للشهادة الموصلة إلى الجنة (حم) عن أبي أمامة بإسناد حسن • (ضحوا بالجذع) بفتحتين ما قبل الثني (من الضأن) قال في النهاية أصل الجذع من أسنان الدواب وهو منها ما كان شاباً فتيا وهو من الإبل ما دخل في السنة الخامسة ومن البقر والمعز ما دخل في السنة الثانية ومن الضأن ما تمت له سنة نعم أن أجذع قبلها أي أسقط سنه أجزأ كما لو تمت السنة قبل أن يجذع وذلك كالبلوغ بالسن والاحتلام فإنه يكفي فيه أسبقهما (فإنه جائز) أي مجزي في الأضحية ومفهومه أن ما لا يبلغ ذلك السن لا تجزي التضحية به (حم طب) عن أم بلال بنت هلال الأسلمية بإسناد صحيح • (ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً وعلى جنبتي) بفتح النون والموحدة بضبط المؤلف (الصراط) أي جانبيه (سوران) بالضم تثنية سور وأصله البناء المحوّط (فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور) جمع ستر (مرخاة) أي مسيلة (وعلى باب الصراط داع يقول يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تتعوجوا) أي لا تميلوا (وداع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أني فتح شيئاً من تلك الأبواب قال ويحك) كلمة ترحم (لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه) أي تدخله (فالصراط الإسلام والسوران حدود الله ولأبواب المفتحة محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله) القرآن (والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم) إنما ضرب المثل بذلك زيادة في التوضيح والتقرير ليصير المعقول محسوساً والمتخيل محققاً (حم ك) عن النواس بفتح النون وشدة الواو ثم مهملة ابن خالد الكلابي أو الأنصاري

قال ك صحيح وأقروه • (ضرس الكافر) يصير في جهنم (مثل) جبل (أحد) بضمتين أي مثل جبل أحد في المقدار (وغلظ جلده مسيرة ثلاث) من الأيام وإنما جعل كذلك لأن عظم جثته يزيد في إيلامه قال المناوي وهذا في حق البعض لا الكل اهـ فلا ينافي ما يأتي (م ن) عن أبي هريرة • (ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد وفخذه مثل البيضاء) موضع في بلاد العرب أو هو اسم جبل (ومقعده في النار مسيرة ثلاث) من الأيام (مثل الربذة) بفتح الراء والموحدة والذال المعجمة قرية بقرب المدينة يريد ما بين الربذة والمدينة (ت) عن أبي هريرة وهو حديث حسن • (ضرس الكافر يوم القيامة مثل) جبل (أحد وعرض جلده سبعون ذراعا وعضده مثل البيضاء) موضع في بلاد العرب أو اسم جبل (وفخذه مثل ورقان) بفتح الواو وسكون الراء بعدها قاف ثم نون جبل أسود على يمين المار من المدينة إلى مكة (ومقعده في النار ما بيني وبين الربذة) بفتح الراء والموحدة والذال المعجمة معروفة وبها قبر أبي ذر الغفاري وينها وبين المدينة ثلاث مراحل (حم ك) عن أبي هريرة • (ضرس الكافر مثل أحد وغلظ جلده أربعون ذراعاً بذراع الجبار) أراد به مزيد الطول أو الجبار اسم ملك من اليمن أو العجم كان طويل الذراع (البزار عن ثوبان) مولى المصطفى بإسناد حسن • (ضع القلم على أذنك) حال الكتابة (فإنه أذكر للمملي) أي أسرع تذكراً فيم يريد إنشاءه من العبارة والمقاصد لأن القلم أحد اللسانين المعبرين عما في القلب (ت) عن زيد بن ثابت قال دخلت على المصطفى وبين يديه كاتب فذكره وهو حديث ضعيف • (ضع أنفك) ندباً (على الأرض) في الصلاة (ليسجد معك) (هق) عن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يسجد على جبهته فذكره وإسناده حسن • (ضع أصبعك السبابة على ضرسك) الذي يألمك (ثم أقرأ آخر يس) أو لم ير الإنسان إلى آخرها قاله لرجل اشتكى ضرسه (فر) عن ابن عباس • (ضع بصرك موضع سجودك) أي انظر ندباً إلى محل سجودك ما دمت في الصلاة إلا في التشهد عند رفع المسبحة فانظر إليها (فر) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ضع يدك) واليمنى أولى (على الذي تألم) بشدة اللام أي تتألم به (من جسدك وقل) حال الوضع (بسم الله) والأكمل إكمال البسملة وكرره (ثلاثاً وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) قال النووي مقصوده أنه يستحب وضع يده على موضع الألم ويأتي بالدعاء المذصكور انتهى وهذا من الطب الروحاني الإلهي وسببه كما في مسلم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ضع يدك فذكره (حم م هـ) عن عثمان ابن أبي العاص الثقفي • (ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد) من الوجع تقول ذلك (في كل مسحة)

من المسحات السبع وإنما يظهر أثره لمن قوى يقينه وكمل إخلاصه (طب ك) عنه أي عن عثمان المذكور قال الشيخ حديث صحيح • (ضعوا السوط حيث يراه الخادم) في البيت فإنه أبعث على التأدب وفيه إشارة إلى ان الرجل لا ينبغي له أن يترك خدمه هملاً بل بتعاهدهم بالتأديب لكن لا يفعل ذلك لحظ نفسه بل يقصد الإصلاح ولا يتعدى اللائق (البزار عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما وإسناده حسن • (ضعي) يا أم بجير (في يد المسكين) المراد به هنا ما يشمل الفقير (ولو ظلفاً محرقاً) أراد المبالغة في رد السائل بما تيسر وإن كان قليلاً حقيراً فإن الظلف المحرق لا ينتفع به قال في النهاية الظلف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل والخف للبعير اهـ وقال في المصباح الظلف من الغنم والبقر ونحوه كالظفر من الإنسان والجمع أظلاف مثل حمل وأحمال (حم طب) عن أم بجير بضم الموحد وفتح الجيم قال الشيخ رحمه الله تعالى حديث صحيح (ضعي) خطاب لأسماء بنت أبي بكر (يدك عليه) أي الخراج الذي خرج في عنقك (ثم قولي ثلاث مرات بسم الله اللهم اذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك الطيب) أي الطاهر (المبارك المكين) أي العظيم المنزلة (عندك) محمد (بسم الله) والأكمل إكمال البسملة وسببه كما في الكبير عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت خرج في عنقي خراج فتمرّضت منه فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ضعي فذكره (الخرائطي في) كتاب (مكارم الأخلاق وابن عساكر) في تاريخه (عن أسماء بنت أبي بكر) الصديق قال الشيخ حديث حسن عن أسماء رضي الله عنها • (ضعي يدك اليمنى على فؤادك) قال العلقمي رحمه الله زاد في الكبير فامسحيه (وقولي بسم الله اللهم داوني بدوائك واشفني واغنيني بفضلك عمن سواك وأحدر) قال المناوي بدال مهملة مضمومة وقال الشيخ بقطع الهمزة (عني أذاك) قاله لغيري فعلى من الغيرة وهي الحمية والأنفة حين جاءته صلى الله عليه وسلم وقالت يا عائشة أغيثيني بدعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم (طب) عن ميمونة بنت أبي عسيب قال الشيخ بفتح العين وكسر السين المهملتين وقيل بنت أبي عتبة • (ضمن الله) بشدة الميم مفتوحة (خلقه أربعاً الصلاة والزكاة وصوم رمضان والغسل من الجنابة) بالنصب بدلاً من أربعاً (وهن السرائر التي قال الله تعالى يوم تبلي السرائر) قال المحلي في تفسيره تختبر وتكشف ضمائر القلوب في العقائد والنيات وقال البيضاوي رحمه الله تتعرف أو تتميز وقال المناوي وذلك لأنه تعالى لما علم من عبده الملل نوّع له الطاعة ليدوم له بها تعمير أوقاته فجعلها مشتملة على أجناس اهـ ففي الاختبار بالسرائر عن المذكورات ما لا يخفى من المجاز (هب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن • (الضالة واللقطة) قال العلقمي قال في النهاية اللقطة بضم اللام وفتح القاف اسم المال الملقوط أي الموجود والالتقاط أن يعثر على الشيء من غير قصد وطلب وقال بعضهم هي اسم

الملتقط اهـ قلت وهي لغة الشيء الملقوط وشرعاً ما وجد من حق ضائع محترم لا يعرف الواجد مستحقه (تجدها) أي التي تجدها (فأنشدها ولا تكتم ولا تغيب) قال المناوي أي تسترها عن العيون اهـ وهذا صريح في وجوب التعريف سواء التقطها للحفظ أو للتملك وهو المعتمد عند الشافعية وقيل أن التقطها للحفظ لا يحب التعريف (فإن وجدت ربها) أي مالكها قبل أن يتملكها (فادّها) إليه مع زوائدها المتصلة والمنفصلة الحادثة بعد تملكها فإن تلفت بعد تملكها وجب رد بدلها (وإلا) أي وإن لم يجدر بها (فإنما هو مال الله يؤتيه من يشاء) فإن شئت فاحفظها وإن شئت فتملكها بعد التعريف المعتبر (طب) عن الجارود العبدي اسمه بشر بن العلاء وقيل ابن عمر وسمى به لأنه أغار على بكر بن وائل فكسرهم وجردهم قال الشيخ حديث صحيح • (الضب) حيوان بريّ يشبه الورل (لست أكله) لكوني أعافه وليس كل حلال تطيب النفس به (ولا أحرمه) فيحل أكله إجماعاً ولا يكره عند الثلاثة وكرهه الحنفية قال العلقمي وسبب عدم أكله ما أخرجه الشيخان عن ابن عباس عن خالد بن الوليد أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة فأتى بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال بعض النسوة أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل فقالوا هو ضب يا رسول الله فرفع يده فقلت أحرام هو يا رسول الله فقال لا ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال خالد فأخذته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظرو قوله فأتى بضب محنوذ بمهملة ساكنه ونون مضمومة وآخره ذال معجمة مشوي بالحجارة المحماة وذكر ابن خالويه أن الضب يعيش سبعمائة سنة وأنه لا يشرب الماء ويبول في كل أربعين يوماً قطرة ولا يسقط له سن ويقال بل أسنانه قطعة واحدة زاد شيخا مفرجة وحكى غيره أن أكل لحمة يذهب العطش • (حم ق ت ن هـ) عن ابن عمر بن الخطاب • (الضبع) بضم الباء وسكونها الأنثى من الضباع ولا يقال ضبعه والذكر ضبعان كسرحان وجمعه ضباعين (صيد) يحرم على المحرم صيده والتعرض له ويحل أكله عند الشافعية لا الحنفية وكرهه مالك (وفيه كبش) إذا صاده المحرم (قط هق) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (الضبع صيد فكلها) جوازاً (وفيها كبش مسن) أي تم له سنتان ودخل في الثالثة وطلع سنه (إذا أصابها المحرم) فيه حل أكل الضبع ولا يعارضه حديث أنه صلى الله عليه وسلم سئل أيؤكل فقال أو يأكل الضبع أحد لأنه منقطع وضعيف قال العلقمي وكنية الذكر أبو عامر والأنثى أم عامر وروى البيهقي في الشعب عن أبي عبيدة أنه سأل يونس ابن حبيب عن المثل المشهور لمجير أم عامر فقال كان من حديثه أن قوماً خرجوا إلى الصيد في يوم حار فرأوا ضبعاً فطردوها فاقتحمت خباء أعرابي فأجارها منهم وسقاها ما ءولبناً فبينما هو نائم إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وأكلت حشوته وتركته فجاء

ابن عم له فرآه فاتبعها حتى قتلها وأنشد يقول: ومن يصنع المعروف مع غير أهله • يجازى كما جوزى مجير أم عامر أدام لها حتى استجارت بقربه • قرها من ألبان اللقاح الغزائر وأشبعها حتى إذا ما تملأت • فرته بأنياب لها وأظافر فقل لذوي المعروف هذا جزاء من • غدا يصنع المعروف مع غير شاكر انتهى لكن ورد الشرع بالأمر بفعل المعروف مطلقاً مع أهله ومع غير أهله قال صلى الله عليه وسلم اصنع المعروف مع من هو أهله وإلى غير أهله فإن أصبت أهله أصبت أي أصبت الذي ينبغي اصطناع المعروف معه وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله (هق) عن جابر رضي الله عنه وصححه البغوي • (الضحك في المسجد ظلمة في القبر) أي يورث ظلمة القبر فإنه يميت القلب وينسي ذكر الرب (فر) عن أنس • (الضحك ضحكان) أي نوعان (ضحك يحبه الله) أي يثيب عليه (وضحك يمقته الله) أي يمقت صاحبه أي يعاقبه إن شاء (فأما الضحك الذي يحبه الله فالرجل) أي فضحك الرجل أي الإنسان الذي (يكشر) بشين معجمة أي يكشف عن سنه ويتبسم (في وجه أخيه) في الدين حتى تبدو أسنانه بفعل (حداثة عهد به وشوقاً إلى رؤيته وأما الضحك الذي يمقت الله تعالى عليه فالرجل يتكلم) أي فهو الضحك المتسبب عن تكلم الرجل الذي يتكلم (بالكلمة الجفاء) الإعراض والطرد يقال جفوت الرجل اجفوه أعرضت عنه أو طردته (والباطل) قال العلقمي هو عطف تفسير ويوضحه الرواية الأخرى وأن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله انتهى وقال المناوي أي الفاسد من الكلام والساقط حكمه أو اللغو (ليضحك أو ليضحك) بمثناة تحتية فيهما مفتوحة في الأول مضمومة في الثاني (يهوى) أي يسقط إلى السفل (بها في جهنم) أي بسببها يوم القيامة (سبعين خريفاً) أي سنة ففيه تسمية الكل باسم الجزء لأن الخريف أحد فصول السنة إذ فيه تجتني الثمار وعبارة النهاية الخريف الزمان المعروف من فصول السنة ماب ين الصيف والشتاء ويريد به في الحديث السنة (هناد) بن السرى عن الحسن البصري رحمه الله تعالى مرسلاً • (الضحك) قال في الفتح قال أهل اللغة التبسم مبادي الضحك والضحك انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور فإن كان بصوت وكان بحيث يسمع من بعد فهو القهقهة وإلا فالضحك وإن كان بلا صوت فهو التبسم وتسمى الأسنان في مقدم الفم الضواحك وهي الثنايا والأنياب وما يليها وتسمى النواجذ (ينقض الصلاة) أي يبطلها إن ظهر به حرفان أو حرف مفهم إلا إذا غلبه فيعذر مع القلة (ولا ينقض الوضوء) مطلقاً عند الشافعي وقال أبو حنيفة أن قهقهة نقض (قط) عن جابر • (الضرار) بكسر المعجمة مخففاً (في الوصية) كان يوصي بأكثر من الثلث أو يقصد حرمان الورثة دون التقرب إلى الله أو يقر بدين لا أصل له (من الكبائر) استدل به من قال بحرمة الوصية بما زاد على الثلث (ابن جرير) وعبد الرحمن

(حرف الطاء)

(ابن أبي حاتم في التفسير عن ابن عباس) • (الضمة في القبر كفارة لكل مؤمن لكل ذنب بقى عليه لم يغفر له) فيه شمول للكبائر فإن كانت مغفورة كان رفع درجات (الرافعي) عبد الكريم في تاريخه لقزوين (عن معاذ) بن جبل • (الضيافة) تكون (ثلاثة أيام) أي يتحف المضيف الضيف بما لا كلفة فيه في اليوم الأول فالتكليف للمضيف مكروه ويقدم له في الأخيرين ما حضر (فما كان وراء ذلك فهو صدقة) سماه صدقة تنفيراً للضيف عن الإقامة أكثر من ثلاثة لأن نفس ذي المروءة تأنف الصدقة (خ) عن ابن شريح (حم د) عن أبي هريرة • (الضيافة) تتأكد تأكداً يقرب من الواجب (ثلاثة أيام فما زاد) عليها (فهو صدقة (حم) عن أبي سعيد الخدري (البزار عن ابن عمر) ابن الخطاب (طس) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (الضيافة) على من يملك فاضلاً عن كفايته وكفاية ممونه تكون (ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة وكل معروف) فعل مع محترم (صدقة) أي يثاب عليه ثواب الصدقة (البزار عن ابن مسعود) بإسناد صحيح • (الضيافة ثلاث ليال حق لازم) على من مر (فماس وى ذلك فهو صدقة) أخذ بظاهره الإمام أحمد فأوجبها وحمله الجمهور على المضطر أو أهل الذمة المشروط عليهم ضيافة المارة (الباوردي) بفتح الموحدة وسكون الراء آخره دال مهملة نسبة إلى ابيورد بلد بناحية خراسان وهو أبو محمد عبد الله بن محمد (وابن قانع) في معجم الصحابة (طب) والضياء في المختارة (عن الثلب) بفتح المثلثة وسكون اللام (ابن ثعلبة • (الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة) أي فإكرام الضيف فيما زاد عليها صدقة (وعلى الضيف أن يتحول بعد ثلاثة أيام) لئلا يضيق على المضيف (ابن أبي الدنيا في) كتاب (قرى الضيف عن أبي هريرة) • (الضيافة ثلاثة أيام فما كان فوق ذلك فهو معروف) أي صدقة كسائر الصدقات (طب) عن طارق بن اشبم بسكون المعجمة وفتح المثناة التحتية • (الضيافة على أهل الوبر) بفتح الواو والباء الموحدة سكان البوادي سماهم بذلك لأنهم يتخذون بيوتهم من وبر الإبل (وليست على أهل المدر) بالتحريك سكان القرى والمدن جمع مدرة وهي البنية وبه أخذ مالك لاحتياج المسافر في البادية وتيسر الضيافة على أهلها (القضاعي عن ابن عمر) وهو حديث ضعيف • (الضيف يأتي) المضيف (برزقه) معه بمعنى حصول البركة عند المضيف (ويرتحل بذنوب القوم) الذين أضافوه (يمحص) أي بسببه يمحص الله (عنهم ذنوبهم) والمراد الصغائر (أبو الشيخ) الأصبهاني (عن أبي الدرداء) بإسناد ضعيف. (حرف الطاء) • (طائر كل إنسان في عنقه) قال العلقمي قال في المصبا وطائر كل إنسان عمله اهـ أي كتاب عمله يحمله في عنقه وخص العنق بالذكر لأن اللزوم فيه أشد قال مجاهد ما من مولود يولد إلا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد (ابن جرير عن جابر رضي الله عنه • (طاعة الله طاعة الوالد) قدم الخبر لمزيد المبالغة وكذا قوله (ومعصية الله معصية الوالد)

والوالدة كالوالد والكلام في أصل لم يكن في رضاه أو سخطه ما يخالف الشرع (طس) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (طاعة الإمام حق على المرء المسلم) وإن جار (ما لم يأمر بمعصية الله فلا طاعة له) أي لا تجوز طاعته وخص المسلم لأنه الأحق بالتزام هذا الحق فالذمي كذلك (هب) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (طاعة النساء) في كل ما هو من وظائف الرجال المهمة لا فيما هان أمره وأمنت غائلته (ندامة) أي غم لازم وقيل من أطاع عرسه فقد غش نفسه (عق) والقضاعي وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها • (طاعة المرأة ندامة) لنقصان عقلها وتقصير رأيها (عد) عن زيد بن ثابت • (طالب العلم) الشرعي الذي يطلبه لوجه الله تعالى (تبسط له الملائكة أجنحتها رضى بما يطلب) كناية عن توقيره وتعظيمه (ابن عساكر عن أنس • (طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات) لتركهم العلم والاشتغال به نزلهم منزلة الأموات (العسكري علي) بن سعيد (في) كتاب (الصحابة وأبو موسى في الذيل) على معجم الصحابة (عن حسان بن أبي سنان مرسلاً) هو من زهاد التابعين الثقات • (طالب العلم عند الله أفضل من المجاهدين في سبيل الله) قال المناوي لأن المجاهدين يقاتل طائفة مخصوصة في قطر مخصوص والعالم حجة الله على كل معاند ومبتدع في كل قطر (فر) عن أنس بإسناد ضعيف • (طالب العلم لله) عز وجل كما في رواية الديلمي (كالغادي والريح في سبيل الله) أي في قتال أعاء الله بقصد إعلاء كلمته (فر) عن عمار بن ياسر (وأنس) بن مالك • (طالب العلم طالب الرحمة) من الله تعالى (طالب العلم ركن الإسلام ويعطى أجره) على طلبه (مع النبيين) لأنه وارثهم وخليفتهم فثوابه من جنس ثوابهم (فر) عن أنس بن مالك • (طبقات أمتي خمس طبقات كل طبقة منها أربعون سنة فطبقتي وطبقة أصحابي أهل العلم) العاملون به (والإيمان) وقال المناوي هم أرباب القلوب وأصحاب المكاشفات لأن العلم بالشيء لايقع إلا بعد المعلوم وظهوره للقلب (والذين يلونهم إلى الثمانين أهل البر والتقوى) قال المنوي أي هم أهل النفوس والمكابدات فوصفهم بأنهم أصحاب المجاهدات اهـ ومقصود الحديث أن من قبلهم أكمل منهم وهم أكمل ممن بعدهم (والذين يلونهم إلى العشرين ومائة أهل التراحم والتواصل) تكرموا بالدنيا فبذلوها للخلق ولم يبلغوا الدرجة الثانية (والذين يلونهم إلى الستين ومائة أهل التقاطع والتدابر والذين يلونهم إلى المائتين أهل الهرج والحروب) أي يقتل بعضهم بعضاً قال الشيخ فيه إشارة إلى أن ما وقع بين بني العباس وأولاد عليّ (ابن عساكر عن أنس • (طعام الإثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة) قال العلقمي هو خبر بمعنى الأمر أي أطعموا طعام الاثنين الثلاثة أوهو للتنبيه على أن ذلك يقوت الثلاثة وأخبرنا بذلك لئلا نجزع وقال المهلب المراد بهذه الأحاديث الحض على المكارمة والتقنع بالكفاية يعني وليس المراد الحصر في مقدار الكفاية وإنما المراد المساواة وأنه ينبغي للاثنين إدخال ثالث لطعامهما وإدخال رابع أيضاً بحسب من

يحضر ووقع عند الطبراني ما يرشد إلى العلة في ذلك وأوله كلوا جميعاً ولا تفرّقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين الحديث فيؤخذ منه أن الكفاية تنشأ عن بركة الاجتماع وأن الجمع كلما كثر ازدادت البركة وفيه أنه لا ينبغي للمرء أن يستحقر ما عنده فيمتنع من تقديمه (ق ت) عن أبي هريرة • (طام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية) بالمعنى المقدر (حم م ت ن) عن جابر بن عبد الله • (طعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية) قال في البحر يجوز كونه بمعنى الغذاء والقوة لا الشبع لأنه مذموم (فاجتمعوا عليه ولا تفرقوا) بحذف إحدى التاءين تخفيفاً (طب) عن ابن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (طعام السخي دواء) لكونه يطعم عن طيب نفس وفي رواية شفاء (وطعام الشحيح داء) لكونه يطعم مع غير طيب نفس فتنبغي الإجابة لطعام السخي دون البخيل (خط) في كتاب البخلاء وأبوالقاسم الخرقي بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وقاف (في فوائده عن ابن عمر) ورواته ثقات (طعام المؤمنين في زمن الدجال طعام الملائكة) وهو (التسبيح والتقديس) أي يقوم مقام الطعام في الغذاء (فمن كان منطقه يومئذ التسبيح والتقديس اذهب الله عنه الجوع) أي والظمأ فاكتفى به عنه من باب سرابيل تقيكم الحرّ (ك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره • (طعام أول يوم) في الوليمة (حق) فتجب الإجابة إليه إن كانت عرساً وإلا سنت (وطعام يوم الثاني سنة) فتسن الإجابة إليه ولا تجب (وطعام يوم الثالث سمعة ومن سمع) بالتشديد (سمع الله به) أي من قصد الرياء والسمعة فضحه الله يوم القيامة والكلام فيما إذا عا في الثاني والثالث من دعاه في الأول فإن كان غيره فهو أول في حقه (ت) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (طعام يوم في العرس سنة وةطعام يومين فضل) أي زيادة (وطعام ثلاثة أيام رياء وسمعة) على ما مر فتكره الإجابة إليه (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (طعام بطعام وإناء بإناء) قال العلقمي سببه كما في الترمذي عن أنس قال أهدت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً في قصعة فضربت عائشة القصعة بيدها فلقت ما فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم طعام فذكره اهـ وقال المناوي قاله لما أهدت إليه زوجته زينب بنت جحش أو أم سلمة أو حفصة طعاماً في قصعة فكسرتها عائشة فقيل يا رسول الله ما كفارته فذكره (ت) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح (طعام كطعامها وإناء كإنائها) احتج ب داود وغيره لمذهبه أن جميع الأشياء إنما تضمن بالمثل وأجابوا عنه بأنه ذكره على وجه الإصلاح دون بت الحكم (حم) عن عائشة رضي الله عنها بإسناد حسن • (طلب العلم فريضة على كل مسلم) قال العلقمي أراد والله اعلم العلم لعام الذي لا يسمع البالغ العاقل جهله أو علم ما يطرأ له خاصة فيسأل عنه حتى يعلمه أو أراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيه لكفاية وقال البيضاوي المراد من

العلم ما لا مندوحة للعبد عن تعلمه كمعرفة الصانع أو العلم بوحدانية الله ونبوة رسله وكيفية الصلاة فإن تعلمه فرض عين (عد هب) عن أنس بن مالك (طص خط) عن الحسين ابن عليّ (طس) عن ابن عباس وتمام في فوائده عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن ابن مسعود (خط) عن عليّ (طس هب) عن أبي سعيد قال المناوي وأسانيده ضعيفة لكن تقوى بكثرة طرقه اهـ وقال العلقمي رحمه الله تعالى هو صحيح لغيره • (طلب العلم فريضة على كل مسلم وواضع العلم عند غير هله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب) قال الطيبي يشعر بأن كل علم يختص باستعداد وله أهل فإذا وضعه في غير موضعه فقد ظلم فمثل معنى الظلم بتقليد أخس الحيوان بأنفس الجواهر لتهجين ذلك الوضع والتنفير عنه وما أحسن ما قيل وهو مما ينسب للإمام الشافعي رضي الله عنه: ومن منح الجهال علماً أضاعه • ومن منع المستوجبين فقد ظلم أأنثر درابين راعية الغنم • فلست مضيعاً بينهم غرر الكلم فإن فرج الله الكريم بلطفه • وأدركت أهلاً للعلوم وللحكم بثثت مقيدا واستفدت ودادهم • وإلا فمخزون لديّ ومكتتم (هـ) عن أنس وضعفه المنذري • (طلب العلم فريضة على كل مسلم وإن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر) لأن صلاح العالم منوط بالعالم بتبليغه الأحكام الشرعية التي منها أن الحيوان يحرم تعذيبه (ابن عبد البر في العلم عن أنس) ابن مالك رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (طلب العلم فريضة على كل مسلم والله يحب إغاثة اللهفان) أي المظلوم المستغيث (هب) وابن عبد البر عن أنس • (طلب العلم) الشرعي لله (أفضل عند الله من الصلاة والصيام والحج والجهاد) لأن نفعه متعد وصحة العبادة تتوقف عليه (فر) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (طلب العلم ساعة) واحدة (خير من قيام لليلة) أي التهجد ليلة كاملة (وطلب العلم يوماً) واحداً (خير من صيام ثلاثة أشهر) غير رمضان لما ذكر (فر) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (طلب الحق غربة) بضم المعجمة وسكون الراء وفتح الموحدة أي إذا طلبت استقامةالخلق للحق لم تجد لك عليه ظهيراً بل تجد نفسك وحيداً في هذا الطريق (ابن عساكر عن علي) وهو حديث ضعيف • (طلب الحلال) أي الكسب الحلال لمؤنة النفس والعيال (فريضة بعد الفريضة) أي بعد الإيمان والصلاة أو بعد جميع ما فرض الله فطلب ما يحتاجه لنفسه وعياله واجب دون ما زاد على الكفاية (طب) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف • (طلب الحلال واجب على كل مسلم) قال المناوي أي طلب معرفة الحلال من الحرام أو أراد طلب الكسب الحلال (فر) عن أنس رضي الله عنه وإسناده حسن • (طلب الحلال جهاد) أي ثوابه كثواب

الجهاد (القضاعي) في شهابه (عن ابن عباس (حل) عن ابن عمر) وهو حديث ضعيف • (طلحة) بن عبيد (شهيد يمشي على وجه الأرض) أي حكمه حكم من ذاق الموت في سبيل الله لأنه جعل نفسه يوم أحد وقاية للنبي صلى الله عليه وسلم من الكفار وفر غيره (هـ) عن جابر بن عبد الله (وابن عساكر) في تاريخه (عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً) قال العلقمي بجانبه علامة الصحة وسببه كما في ابن ماجه عن جابر أن طلحة مر على النبي صلى الله عليه وسلم فذكره • (طلحة ممن قضى نحبه) قال العلقمي قال الدميري روى الترمذي عن عيسى وموسى ابني طلحة عن أبيهما أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل سله عمن قضى نحبه من هو وكانوا لا يجترؤن على مسألته يوقرونه ويهابونه فسأله الأعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم أني طلعت من باب من المسجد على ثياب خضر فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أين السائل عمن قضى نحبه قال الأعرابي أنا يا رسول الله قال هذا ممن قضى نحبه قال في النهاية النحب النذر كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله في الحرب فوفى به وقيل الموت فكأنه ألزم نفسه أن يقاتل حتى يموت وقال البيضاوي النحب النذر أستعير للموت لأنه كنذر لازم في رقبة كل حيوان (ت) عن معاوية وابن عساكر عن عائشة رضي الله تعالى عنها وبجانبه علامة الصحة • (طلحة والزبير جاراي في الجنة) ذكره لبيان درجتهما وليس فيه أنها اختصا بهذه الدرجة دون غيرهما (ت ك) عن عليّ قال الشيخ حديث صحيح • (طلوع الفجر أمان لأمتي من طلوع الشمس من مغربها) فما دام يطلع فالشمس لا تطلع إلا من مشرقها (فر) عن ابن عباس • (طهروا هذه الأعضاء) عن الحدثين والخبث (طهركم الله) دعاء (فإنه ليس عبد يبيت طاهراً إلا بات معه ملك في شعاره) بكسر المعجمة ثوبه الذي يلي جسده (لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال) أي الملك (اللهم اغفر لعبدك هذا فإنه بات طاهراً) والملائكة أجسام نورانية فلا يلزم بأن العبد يحس بالملك ولا أن يسمع قوله ذلك (طب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن • (طهروا) أيها المؤمنون (أفنيتكم) ندباً جمع فاء بالكسر قال في النهاية الفناء هو المتسع أمام الدار أي نظفوا أمام دوركم وخالفوا اليهود (فإن اليهود لا تطهر أفنيتها) قال المناوي ونبه بالأمر بطهارة الأفنية الظاهرة على طهارة الأفنية الباطنة وهي القلوب أي من نحو كبر وحقد وحسد (طب) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه بإسناد صحيح • (طهور إناء أحدكم) قال النووي الأشهر فيه ضم الطاء ويقال بفتحها لغتان (إذا ولغ) بفتح اللام في الماضي والمضارع أي شرب (فيه الكلب أن يغسله) بماء طهور (سبع مرات أولاهن بالتراب) ومثل ولوغه سائر أجزائه مع رطوبة فيها أو فيما أصابه شيء منها وفي رواية أخراهن بالتراب فتساقطا وبقي وجوب واحدة من السبع وأما رواية وعفروه الثامنة بالتراب فالمراد اغسلوه سبعاً واحدة منهن بتراب مع الماء

فكأن التراب قام مقام غسله فسميت ثامنة لهذه والتطهير بالتراب تعبدي (م د) عن أبي هريرة • (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل) بالبناء للمفعول (سبعاً الأولى بالتراب والهر مثل ذلك) قال المناوي هذا في الكلب مرفوع وفي الهر موقوف ورفعه غلط ويفرض الرفع هو بالنسبة للهر متروك الظاهر لم يقل به أحد من أهل المذاهب المتبوعة (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (طهور كل أديم) أي مطهر كل جلد ميتة نجس بالموت (دباغه) أي نزع فضوله بشيء حريف فيه رد على من قال جلد الميتة لا يطهر بالدباغ (أبو بكر) الشافعي (في الغيلانيات عن عائشة) رضي الله عنها • (طهور الطعام) أي الطهور لأجل أكل الطعام قال العلقمي لعل المراد به الوضوء قبل الطعام وهو الوضوء اللغوي الذي هو غسل اليدين كما تقدم وسيأتي الوضوء قبل الطعام حسنة (يزيد في الطعام) كما تقدم (والدين) بكسر الدال (والرزق) أي يبارك في كل منهما (أبو الشيخ) ابن حبان (عن عبد الله بن جراد) قال الشيخ حديث ضعيف • (طواف سبع مرات) بالكعبة (لا لغو فيه) أي لا ينطق فيه الطائف بباطل ولا لغو (يعدل عتق رقبة) ثواباً (عب) عن عائشة) قال الشيخ حديث ضعيف • (طوافك) خاطب به عائشة لما قرنت بين الحج والعمرة (بالبيت وسعيك بين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك) قال ابن رسلان فيه دليل ظاهر على ان القارن بين الحج والعمرة لا يلزمه إلا ما يلزم المفرد وأنه يجزيه طواف واحد وسعي واحد لحجه وعمرته وبه قال مالك والشافعي وابن المنذر ونص عليه أحمد في رواية عنه وقال أبو حنيفة وفي رواية عن أحمد أن عليه طوافين وسعيين وروى عن علي ولم يصح عنه واحتجوا بقوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله وتمامهما أن يأتي بأفعالهما على التمام وأجاب أصحابنا عن الآية بأن الطواف الواحد والسعي الواحد إذا وقعا لهما فقد تما (د) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (طوبى) قال العلقمي لفظ النهاية طوبى اسم الجنة وقيل هي شجرة فيها وأصلها فعلى من الطيب فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واو والمراد بها هنا فعلى من الطيب لا الجنة ولا الشجرة اهـ وفي بعض الأحاديث تطلق ويراد بها الجنة أو الشجرة التي فيها وقال المناوي طوبى تأنيث طيب أي راحة وطيب عيش حاصل (للشام) قيل وما ذاك قال (لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها) أي تحفظها وتحوطها بإنزال البركة ودفع المهالك وفي بعض النسخ عليه بدل عليها (حم ت ك) عن زيد بن ثابت بإسناد صحيح • (طوبى للشام أن الرحمن لباسط رحمته عليه) قال المناوي لفظ الطبراني يده بدل رحمته والقصد بذلك الإعلام بشرف ذلك الإقليم وفضل السكنى به (طب) عنه • (طوبى للغرباء) قيل من هم يا رسول الله (قال أناس صالحون) كائنون (في أناس سوء كثير) قال الشيخ بتنوين الكلمات الثلاث (من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم) قال المنوي وفي رواية من يبغضهم أكثر ممن يحبهم (حم) عن ابن عمرو بن العاص • (طوبى) أي

الجنة (للمخلصين) الذين أخلصوا أعمالهم من شوائب الرياء (أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء) قال الشيخ بجر ظلماء ومنع الصرف لأنهم لما التزموا مقام الإحسان وعبدوا الله عبادة من كأنه يراه وقطعوا النظر عما سواه لم يكن لغيره عليهم سلطان من فتنة ولا شيطان (حل) عن ثوبان بإسناد ضعيف • (طوبى) أي الجنة (للسابقين) يوم القيامة (إلى ظل الله) أي إلى ظل عرشه قيل من هم قال (الذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سئلوه بذلوه) أي أعطوه من غير مطل (والذين يحكمون للناس يحكمهم لأنفسهم) أي بمثله وهذه صفة أهل القناعة وهي الحياة الطيبة (الحكيم) في نوادره (عن عائشة) وهو حديث حسن • (طوبي للعلماء) أي الجنة للعلماء العاملين (طوبى للعباد) جمع عابد (ويل) قال العلقمي قال في الدر كأصله الويل الخوف والهلاك والمشقة من العذاب (لأهل الأسواق) لاستيلاء الغفلة والتخليط عليهم (فر) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف منجبر • (طوبى لعيش) يكون (بعد) نزول (المسيح) عيسى عليه الصلاة والسلام إلى الأرض (يؤذن) من قبل الله (للسماء في القطر) فتمطر مطراً كثيراً نافعاً (ويؤذن للأرض في النبات) فيصلح جميع أجزائها للنبات (حتى لو بذرت حبك على الصفا) أي الحجر الأملس (لنبت) ويحصل الأمن (حتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاحح بين الناس ولا تحاسد ولا تباغض) فيطيب بذلك العيش (أبو سعيد) النقاش بالقاف والشين المعجمة (في فوائد العراقيين عن أبي هريرة) رضي الله عنه • (طوبى لمن أدركني وآمن بي وطوبى لمن لم يدركني ثم آمن بي) فمن صدق بما جاء به بعد موته كمن صدق به في حياته (ابن النجار عن أبي هريرة) • (طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله فإن له بكل كلمة سبعين ألف حسنة) كل حسنة منها عشرة أضعاف (مع الذي له عند الله من المزيد) الذي لا يعلمه ولا يصل إليه من عداه (والنفقة) في الجهاد (على قدر ذلك) أي كثواب الذكر الواقع في الجهاد قال المناوي تمامه عند مخرجه قال عبد الرحمن فقلت لمعاذ إنما النفقة بسبعمائة ضعف فقال قل فهمك إنما ذاك إذ أنفقوها وهم مقيمون فإذا غزوا وأنفقوا خبأ الله لهم من خزائنه ما ينقطع عنه علم العباد (طب) عن معاذ • (طوبى لمن أسكنه الله إحدى العروسين عسقلان أو غزة) فيه الترغيب في سكناها لكثرة خيرهما (فر) عن ابن الزبير رضي الله عنهما • (طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً) أي بقدر كفايته (الرازي في مشيخته عن أنس) • (طوبى لمن بات حاجاً وأصبح غازياً) أي تابع بين حجه وغزوه كلما فرغ من أحدهما شرع في الآخرة قالوا ومن هذا يا رسول الله قال (رجل مستور) بين الناس (ذو عيال متعفف) عن سؤال الناس وعما لا يحل (قانع باليسير من الدنيا يدخل عليهم) أي على عياله (ضاحكاً ويخرج عنهم) أي من عندهم (ضاحكاً فوالذي نفس يبيده) أي بقدرته وتصريفه (أنهم) أي

المتصفين بهذه الصفات (هم الحاجون الغازون في سبيل الله) أشار به إلى فضل القناعة والسعي على العيال (فر) عن أبي هريرة • (طوبى لمن ترك الجهل) يحتمل أن المراد الجهل على الغير أي الاعتداء (وآتى) قال الشيخ بالمد (الفضل وعمل بالعدل) المأمور به في قوله تعالى أن الله يأمر بالعدل وجميع أحكام الدين تدور عليه إذ بالعدل قامت السموات والأرض كما في التوراة (حل) عن زيد بن أسلم مرسلاً • (طوبى لمن تواضع في غير منقصة) بأن لا يضع نفسه بمكان يزدري به ويؤدي إلى تضييع حق الحق أو الخلق فالقصد بالتواضع خفض الجناح للمؤمنين مع بقاء عزة الدين (وأذل نفسه في غير مسكنة) في نسخة وذل في نفسه من غير مسكنة قال الغزالي تشبث به الفقهاء فقلما ينفك أحدهم عن التكبر وتعلل بأنه ينبغي صيانة العلم وأن الممن منهي عن إذلال نفسه (وأنفق من مال جمعه) من حلال (في غير معصية وخالط أهل الفقه والحكمة) إذ بمخالطتهم تحيي القلوب (ورحم أهل الذل والمسكنة) أي عطف عليهم وواساهم بمقدوره (طوبى لمن ذل نفسه) قال المناوي أي شاهد ذلها وعجزها اهـ والظاهر أن نفسه مرفوع على الفاعليه (وطاب كسبه) بأن كان من وجه حلال (وحسنت سريرته) بصفاء التوحيد والثقة بوعده تعالى (وكرمت علانيته) أي ظهرت أنوار سريرته على جوارحه فكرمت أفعالها بمكارم الأخلاق (وعزل عن الناس شره) أي كفه عنهم (طوبى لمن عمل يعلمه وأنفق الفضل من ماله) أي صرف الزائد عن نفسه وعياله في وجوه الخير (وامسك الفضل من قوله) أي صان لسانه عن النطق بما لا يعنيه وهذا الحديث كثير الفوائد فطوبى لمن عمل به (تخ) والبغوي والباوردي وابن قانع (طب) كلهم (عن ركب) المضري قال الشيخ حديث حسن • (طوبى لمن رزقه الله الكفاف ثم صبر عليه) فيه فضل الزهد في الدنيا والإقلال منها (فر) عن عبد الله بن حنطب بطاء مهملة قال المناوي مختلف في صحبته كما في التقريب قال وله حديث مختلف في إسناده يعني هذا وقال الشيخ حديث ضعيف • (طوبى لمن رآني وآمن بي مرة • طوبى لمن لم يرني وآمن بي سبع مرات) لأن الله تعالى مدح المؤمنين بإيمانهم بالغيب (حم تخ حب ك) عن أبي أمامة الباهلي (حم) عن أنس رضي الله عنه قال الشيخ حديث صحيح • (طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات) لما تقدم (الطيالسي) أبو داود (وعبد بن حميد وابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره • (طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبي ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني) جملة حالية (حم حب) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن رأي من رآني ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي ثم طوبى لهم وحسن مآب) مرجع (طب ك) عن عبد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة المازني صحابي صغير قال الشيخ حديث صحيح • (طوبى لمن رآني ولمن رأى من رآني ولمن

رأى من رأى من رآني) وهكذا (عبد الله بن جحيد) بالتصغير (عن أبي سعيد) الخدري (ابن عساكر) في تاريخه (عن واثلة) بن الأسقع قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق الفضل من ماله) أي تصدق بما زاد عن كفايته (وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة) طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم وهديه (فلم يعدل) أي يتجاوز (عنها إلى البدعة (فر) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (طوبى لمن طال عمره وحسن عمله (طب حل) عن عبد الله ابن بسر وإسناده حسن • (طوبى لمن ملك لسانه) فلم ينطق به إلا في الخبر (ووسعه بيته) أي اعتزل الناس (وبكى على خطيئته) أي ندم عليها (طص) وكذا في الأوسط (حل) عن ثوبان وإسناده حسن • (طوبى لمن هدى) بالبناء للمفعول (إلى الإسلام وكان عيشه كفافاً) أي بقدر كفايته وقنع به (ت حب كل) عن فضالة بفتح الفاء (ابن عبيد) وهو حديث صحيح • (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً) فإنه يتلألأ في صحيفته نوراً كما في خبر وليس أنجح منه كما في خبر آخر (هـ) عن عبد الله بن بسر (حل) عن عائشة (حم) في الزهد عن أبي الدرداء موقوفاً • (طوبى لمن يبعث يوم القيامة وجوفه محشو بالقرآن والفرائض) أي الأحكام التي افترضها الله تعالى على عباده (والعلم) الشرعي النافع عطف عام على خاص (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف وقال المناوي فيه وضاع • (طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها) جمع كم بالكسر وعاء الطلع وغطاء النور (حم حب) عن أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح • (طوبى شجرة غرسها الله) تعالى (بيده) أي بقدرته (ونفخ فيه من روحه تنبت) من الرباعي والثلاثي (بالحلي) الباء زائدة على الأول ومعدية على الثاني مثلها في قوله تعالى تنبت بالدهن (والحلل) جمع حلة بالضم (وأن أغصانها لترى من وراء سور الجنة) لعظم طولها (ابن جرير) في تفسيره (عن قرة) بضم القاف وشدة الراء (ابن إياس) بكسر الهمزة وخفة المثناة التحتية قال الشيخ حديث صحيح • (طوبى شجرة في الجنة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه وأن أغصانها الترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلي والثمار) بالرفع (متهللة على أفواهها) أي الخلائق الذين هم أهلها وأن لم يتقدم للضمير مرجع لدلالة الحال عليه (ابن مردويه) في تفسيره (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (طوبى شجرة في الجنة طويلة لا يعلم طولها إلا الله) عز وجل (فيسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفاً) أي عاماً يحتمل أن السبعين للتكثير لا للتحديد أي زمناً طويلاً فلا ينافيه رواية مائة عام ويحتمل كما قال المناوي أن المائة للماشي والسبعين للراكب (ورقها الحلل يقع عليها الطير كأمثال البحت) بضم الموحدة وسكون المعجمة نوع من الإبل (ابن مرويه عن ابن عمر) قال الشيخ حديث صحيح • (طول مقام أمتي في قبورهم تمحيص لذنوبهم) أي تخليص منها (عن ابن عمر

قال المناوي لم يذكر المؤلف مخرجه • (طيبوا ساحاتكم) جمع ساحة وهي المتسع أمام الداراي نطفؤها (فإن أنتن الساحات ساحات اليهود) فخالفوهم فإن هذا الدين مبني على النظافة (طس) عن سعد بن أبي وقاص • (طائر كل عبد في عنقه) تقدم معناه (عبد بن حميد عن جابر) رضي الله عنه • (طينة المعتق) بفتح التاء (من طينة المعتق) بكسرها أي طباعه كطباعه ابن لال وابن النجار (فر) عن ابن باس وهو حديث ضعيف • (طي الثوب راحته) أي من لبس الشياطين فإن الشيطان لا يلبس ثوباً مطوياً (فر) عن جابر قال ابن الجوزي لا يصح • (الطابع) قال المناوي بكسر الموحدة الختم الذي يختم به اهـ وقال العلقمي قال في النهاية الطابع بالفتح الخاتم (معلق بقائمة العرش فإذا انتهكت الحرمة وعمل بالمعاصي واجترى على الله) ببناء انتهك وعمل واجترى للمفعول (بعث الله الطابع يطبع على قلبه) أي على قلب كل من المنتهك والعاصي والمجتري (فلا يعقل بعد ذلك شيئاً) قال تعالى بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون البزار (هب) عن ابن عمر بن الخطاب • (الطاعم) أي المفطر (الشاكر) لله تعالى (بمنزلة الصائم الصابر) فثواب الشكر يعدل ثواب الصبر (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح (الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر) قال الغزالي اختلف الناس في الأفضل من الصبر والشكر فقال قائلون الصبر أفضل من الشكر وقال آخرون هما سواء (حم هـ) عن سنان بن سنه قال الشيخ بشدة النون فيهما وفتح السين الأولى وضم الثانية وقال حديث صحيح • (الطاعون بقية رجز) بكسر الراء وفي رواية رجس بالسين المهملة بدل الزاي والمعروف الزاي (أو عذاب) شك من الراوي (أرسل على طائفة من بني إسرائيل) قال المناوي الذين أمرهم الله أن يدخلوا الباب سجداً فخالفوا فأرسل عليهم الطاعون فمات منهم في ساعة سبعون ألفاً (فإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها فراراً منه) فيحرم الخروج بقصد الفرار (وإذا وقع بأرض ولستم فيها فلا تهبطوا عليها) أي لا تدخلوها فيحرم ذلك (ق ت) عن أسامة • (الطاعون شهادة لكل مسلم) أي سب لكونه شهيداً قال المناوي وظاهره يشمل الفاسق قال العلقمي وفي أحاديث أن الطاعون قد يقع عقوبة بسبب المعصية فكيف يكون شهادة ويحتمل أن يقال تحصل له درجة الشهادة لعموم الأخبار الواردة ولا سيما حديث الطاعون شهادة لكل مسلم ولا يلزم من حصول درجة الشهادة لمن اجترح السيئات مساواة المؤمن الكامل في المنزلة لأن درجات الشهداء متفاوتة (حم ق) عن أنس بن مالك رضي الله عنه • (الطاعون كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء) كافر وفاسق (وأن الله جعله رحمة للمؤمنين) من هذه الأمة فعجله رحمة من خصوصياتنا (فليس من أحد) من المسلمين (يقع الطاعون) ببلد هو فيه (فيمكث في بلده) أي الطاعون (صابراً) غير منزعج ولا قلق (محتسباً) أي طالباً للثواب على

صبره (يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له) قيد آخر (إلا كان له مثل أجر شهيد) فإن مكث وهو قلق متندم على عدم الخروج فإنه أجر الشهادة وإن مات به وحكمة التعبير بالمثلية مع التصريح بأن من مات به شهيد أن من لم يمت به له مثل أجر شهيد وإن لم يحصل له درجة الشهادة نفسها (حم خ) عن عائشة • (الطاعون غدة كغدة البعير المقيم بها) أي بمحل هي فيه (كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف) في حصول الإثم (حم) عن عائشة ورجاله ثقات • (والطاعون وخز) بخاء معجمة وزاي أي طعن (أعدائكم من الجن) وجرى على الألسنة وخز إخوانكم قال الحافظ بن حجر ولم أر ذلك في شيء من الكتب الحديثية (وهو لكم شهادة) لكل مسلم وقع به أو وقع في بلد هو فيها على ما مر (ك) عن أبي موسى الأشعري • (الطاعون شهادة لأمتي) أي الميت في زمنه منهم وكذا بعد انقضاء زمنه على ما مر له أجر شهيد (وخز أعدائكم من الجن وهو غدة كغدة الإبل يخرج في الإباط والمراق) قال الشيخ بفتح الميم وشدة القاف أسفل الإبط وقال المناوي أسفل البطن (من مات فيه مات شهيداً) وإن مات بغيره (ومن أقام به) أي بالمكان الذي وقع به وهو فيه (كان كالمرابط في سبيل الله ومن فر منه كان كالفار من الزحف) في كونه آثماً (طس) وأبو نعيم في فوائد أبي بكر بن خلاد عن عائشة وإسناده حسن • (الطاعون والغرق والبطن والحرق و) نفاس (النفساء) والمراد بسبب الولادة أي الموت بسبب من المذكورات (شهادة لأمتي) في حكم الآخرة وقال المناوي الغرق بفتح لغين المعجمة وبعد الراء المكسورة قاف الذي يموت بالغرق والبطن بفتح فكسر الذي يموت بداء البطن والحرق بضبط الغرق أي الذي يموت بحرق النار اهـ فإن كانت الرواية كذلك كان المناسب له أن يقول قبل شهادة لأمتي أي السبب الحاصل لكل منهم شهادة لأمتي أي لمن مات به منهم (طب) والضياء عن صفوان ابن أمية بإسناد حسن • (الطاهر النائم كالصائم القائم) أي لمتهجد فيه الحث وفضل النوم على طهارة (فر) عن عمرو بن حريث بالتصغير وإسناده ضعيف • (الطبيب الله) أي إنما الشافي المزيل للداء هو الله خاطب به من نظر الخاتم وجهل شأنه فظنه سلعة فقال أنا طبيب أداويها لك (ولعلك ترفق بأشياء تخرق) قال الشيخ بالخاء المعجم أي تضر (بها غيرك) قال المنوي أي لعلك تعالج المريض بلطافة العقل فتطعمه ما ترى أنه أوفق له وتحميه عما يخاف منه على علته (الشيرازي) في الألقاب عن مجاهد مرسلاً • (الطرق) قال الشيخ جمع طريق وهي ما يتوصل بها إلى المقصود (يظهر بعضها بعضاً) قال المناوي أي بعضها يدل على بعض (هق) عن أبي هريرة • (الطعام بالطعام مثلاً بمثل) بسكون المثلثة أي متساويين أن اتحد الجنس فإن اختلف جاز التفاضل بشرط الحلول والتقابض (حم م) عن معمر بفتح الميمين (ابن عبد الله) بن نافع العدوي (الطعن) أي بالرماح ونحوها (والطاعون والهدم وأكل السبع والغرق والحرق

البطن وذات الجنب شهادة) أي الميت بواحد منها من شهداء الآخرة وإن كان الأول في قتال الكفار فهو من شهداء الدنيا والآخرة (ابن قانع عن ربيع الأنصاري) بإسناد صحيح • (الطفل لا يصلي عليه) أي لا تجب الصلاة عليه بل ولا تجوز عند الشافعي (ولا يرث ولا يورث حتى يستهل) صارخاً فإن استهل صلى عليه اتفاقاً فإن لم يستهل وتبين فيه خلق آدمي قال أحمد صلى عليه وقال الشافعي إن اختلج صلى عليه وإلا فإن بلغ أربعة أشهر غسل وكفن بلا صلاة (ت) عن جابر قال الشيخ حديث حسن • (الطمع يذهب الحكمة من قلوب العلماء) فينبغي للعالم أن لا يشين علمه بالطمع قال المناوي ولو ممن يعلمه في نحو مال أو خدمة (في نسخة سمعان) بكسر السين المهملة (عن أنس) كذا بخط المؤلف • (الطهارات أربع قص الشارب وحلق العانة وتقليم الأظفار والسواك) قال المناوي أشار إلى أن هذه أمهات الطهارة ونبه بها على ما سواها والمراد الطهارة اللغوية وهي النظافة والتنزه عن الأدناس البزار (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن لغيره • (الطهور) بالضم على الأفصح والمراد به الفعل (شطر الإيمان) قال العلقمي أي نصفه والمعنى أن الأجر فيه ينتهي تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان وقيل الإيمان يجب ما قبله من الخطايا وكذا الوضوء إلا أنه لا يصح إلا مع الإيمان فصار لتوقفه على الإيمان في معنى الشطر وقيل المراد بالإيمان الصلاة والطهارة شرط في صحتها فصارت كالشطر ولا يلزم من الشطر أن يكون نصفاً حقيقياً قال النووي وهذا أقرب الأقوال (والحمد لله تملأ) بالمثناة الفوقية أي يملأ ثوابها (الميزان) بفرض الجسمية (وسبحان الله والحمد لله تملأن) بالمثناة الفوقية وجوّز بعضهم فيه وفيما قبله أن يكون بالتحتية أي يملأ ثواب كل منهما (ما بين السماء والأرض) بفرض الجسمية قال النووي وسبب عظم فضلهما ما اشتملتا عليه من التنزيه لله تعالى بقوله سبحان الله والتفويض والافتقار بقوله الحمد لله (والصلاة نور) قال العلقمي لأنها تمنع عن المعاصي وتنهي عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به وقيل يكون أجر الصلاة نوراً لصاحبها يوم القيامة وقيل لأنها سبب لإشراق أنوار المعارف وانشراح القلب ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها وإقباله على الله وقيل يكون نوراً ظاهراً على وجهه يوم القيامة وفي الدنيا أيضاً على وجهه بالبهاء بخلاف من لم يصل (والصدقة برهان) قال العلقمي أي حجة على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها زاد النووي قال صاحب التحرير معناه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين كان العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السؤال فيقول تصدقت به قال ويجوز أن يوسم المتصدق بسيماء يعرف بها فتكون برهاناً له على حاله ولا يسأل عن مصرف ماله (والصبر ضياء) قال العلقمي قال النووي معناه الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة الله والصبر على معصيته والصبر أيضاً على

النائبات وأنواع المكاره في الدنيا والمراد أن الصبر المحمود لا يزال صاحبه مستضيئاً مهتدياً مستمراً على الصواب قال إبراهيم الخواص الصبر هو الثبات على الكتاب والسنة وقال الأستاذ أبو علي الدقاق حقيقة الصبر أن لا يعترض على المقدور فأما إظهار البلاء لا على وجه الشكوى فلا ينافي الصبر قال تعالى في أيوب إنا وجدناه صابراً مع أنه قال مسنى الضر (والقرآن حجة لك) أي تنتفع به أن تلوته وعملت به (أو عليك) أن أعرضت عنه (كل الناس) أي كل منهم (يغدو) أي يتوجه نحو ما يريد (فبائع نفسه فمعتقها) من العذاب (أو موبقها) أي مهلكها قال العلقمي معناه أن كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقا من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها أي يهلكها والفاء في قوله فبائع تفصيلية وفي قوله فمعتقها تفريعية وقال الأشرفي فبائع نفسه خبر أي هو المشتري نفسه بدليل قوله فمعتقها والإعتاق إنما يكون من المشتري وهو محذوف المبتدأ فإنه يحذف كثيراً بعد الفاء الجزائية أي فهو وقوله فمعتقها خبر بعد الخبر ويجوز أن يكون بدلاً من بائع اهـ فإن قلت ما وجه اتصال هذه الجملة بما قبلها قلت هي استئنافية على تقدير سؤال سائل قد تبين من هذا التقدير الرشد من الغي فما حال الناس بعد ذلك فأجيب كل الناس يغدو إلخ (حم م ت) عن أنس بن مالك الأشعري • (الطهور) أي الطهارة (ثلاثاً ثلاثاً واجبة) أي مندوبة ندباً مؤكداً (ومسح الرأس واحدة وقال الشافعي يندب تثليثه أيضاً في الوضوء والغسل (فر) عن عليّ كرم الله وجهه وإسناده ضعيف • (الطواف حول البيت مثل الصلاة) في وجوب الطهر ونحوه (ألا إنكم تتكلمون فيه) أي يجوز لكم ذلك (فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير) والمعنى أن الطواف كالصلاة من بعض الوجوه لا أن أجره كأجر الصلاة (ت ك هق) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (الطواف بالبيت صلاة ولكن الله أحل فيه النطق فمن نطق فلا ينطق إلا بخير) قال المناوي قال الولي العراقي والتحقيق أنه صلاة حقيقة ولا يرد إباحة الكلام لأن كل ما يشترط فيها يشترط فيه إلا ما استثنى (طب حل ك هق) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (الطواف صلاة فأقلوا فيه الكلام) ندباً (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (الطوفان الموت) قاله لمن سأله عن تفسير قوله تعالى فأرسلنا عليهم الطوفان وكانوا قبل ذلك يأتي عليهم الحقب بضمتين لا يموت منهم أحد (ابن جرير) الطبري (وابن أبي حاتم) عبد الرحمن (وابن مردويه) في تفسيره (عن عائشة) • (الطلاق) قال المناوي لفظ الرواية يا أيها الناس إنما الطلاق وقال العلقمي هو في ابن ماجه طرف حديث وأوله وسببه كما في ابن ماجه عن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله سيدي زوجني أمته وهو يريد أن يفرق بيني وبينها قال فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال يا أيها الناس ما بال أحدكم يزوج عبده أمته ثم يريد أن يفرق بينهما

(حرف الظاء)

إنما الطلاق (بيد من أخذ بالساق) وهو الزوج وإن كان عبداً وإن توقف نكاحه على إذن سيده قال في المصباح الساق من الأعضاء أنثى وهو ما بين الركبة والقدم (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (الطير تجري بقدر) بالتحريك أي بأمر الله وقضائه كانوا في الجاهلية إذا أراد الرجل سفراً خرج فنفر الطير فإن ذهبت يميناً تفاءل أو شمالاً تطير ورجع فأخبر الشارع أن ذلك لا أثر له (ك) عن عائشة وإسناده حسن • (الطير يوم القيامة ترفع مناقيرها وتضرب بأذنابها) وفي رواية وتحرك أذنابها (وتطرح ما في بطونها) وفي نسخة أجوافها أي من المأكول من شدة الهول (وليس عندها طلبة) قال الشيخ بفتح الطاء المهملة وكسر اللام وفتح الموحدة أي والحال أنه ليس عليها تبعة لأحد (فاتقه) يعني إذا علمت أن الطير التي ليس عليها تبعة لأحد يحصل لها يوم القيامة تلك الشدة فاحذره بفعل المأمورات واجتناب المنهيات قال المناوي وما ذكر من أنه ليس عليها طلبة يعارضه حديث أنه يقاد من الشاة القرناء للجماء (طب عد) عن ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد ضعيف (الطيرة) بكسر ففتح وهو الهرب من قضاء الله (شرك) أي من الشرك لأن العرب كانوا يعتقدون ما يتشاءمون به سبباً مؤثراً في حصول المكروه وملاحظة الأسباب في الجملة شرك خفي فكيف إذا انضم إليها جهالة وسوء اعتقاد فمن اعتقد أن غير الله ينفع أو يضر استقلالاً فقد أشرك (حم خد 4 ك) عن ابن مسعود بإسناد صحيح • (الطيرة في الدار والمرأة والفرس) قال المناوي يعني هذه الثلاثة يطول تعذيب القلب بها مع كراهتها بملازمتها بالسكنى والصحبة وإن لم يعتقد الإنسان الشؤم فيها فأشار بالحديث إلى الأمر بفراقها إرشاد ليزول التعذيب (حم) عن أبي هريرة. (حرف الظاء) • (ظهر المؤمن حمى) أي محمي معصوم من الإيذاء (إلا بحقه) أي لا يضرب ولا يذل إل على سبيل الحد أو التعزير تأديباً فضرب المسلم بغير ذلك كبيرة (طب) عن عصمة بن مالك • (الظلم ثلاثة) من الأنواع أو الأقسام (فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره وظلم لا يتركه فأما الذي لا يغفره الله فالشرك قال الله تعالى أن الشرك لظلم عظيم وأما الظلم الذي يغفره الله) تعالى (فظلم العباد) أنفسهم (فيما بينهم وبين ربهم وأما الظلم الذي لا يتركه الله) تعالى (فظلم العباد بعضهم بعضاً حتى يدير) أي يأخذ يقال دير به وعليه وأدير به أخذه (لبعضهم من بعض) وقد يجد بعض الخلائق عناية فيرضى الله خصماه (الطيالسي والبزار عن أنس) بإسناد حسن • (الظلمة وأعوانهم في النار) أي محكوم لهم باستحقاق دخولها للتطهير (فر) عن حذيفة بإسناد ضعيف • (الظهر) أي ظهر الدابة المرهونة (يركب) بالبناء للمفعول (بنفقته إذا كان مرهوناً) أي يركبه الراهن وينفق عليه عند الشافعي ومالك لأن له الرقبة وليس للمرتهن إلا التوثق أو المراد المرتهن له ذلك بإذن

(حرف العين)

الراهن واستدل طائفة بالحديث على جواز انتفاع المرتهن بالرهن إذا قام بمصلحته وإن لم يأذن المالك وحمله الجمهور على ما تقدم (ولبن الدر) قال العلقمي بفتح المهملة وتشديد الراء مصدر بمعنى الداراة أي ذات الضرع (يشرب بنفقته إذا كان مرهوناً وعلى الذي يركب ويشرب النفقة) وهو الراهن كما تقدم وكذا عليه نفقته وإن لم ينتفع به لما تقدم (خ ت هـ) عن أبي هريرة. (حرف العين) • (عائد المريض) الذي تطلب عيادته (يمشي في مخرفة الجنة حتى يرجع) المخرفة بالفتح البستان والجمع مخارف أي يمشي في التقاط فواكه الجنة ومعناه أن العائد فيما يحوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ثمارها من حيث إن فعله يوجب ذلك (م) عن ثوبان • (عائد المريض يخوض في الرحمة فإذا جلس عنده غمرته الرحمة ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو على يده فيسأله كيف هو وتمام تحيتكم بينكم المصافحة) عند الملاقاة بعد السلام (حم طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (عائشة زوجتي في الجنة) قال المناوي هي أحب زوجاته إليه فيها وإلا فزوجاته كلهن زوجاته فيها (ابن سعد عن مسلم البطين) قال الشيخ حديث حسن • (عاتبوا الخيل فإنها تعتب) قال المناوي بالبناء للمفعول أي ادّبوها وروّضوها للحرب والركوب فإنها تتأدب وتقبل العتاب وقال الشيخ بالبناء للفاعل (طب) والضياء عن أبي أمامة رضي الله عنه قال الشيخ حديث حسن لغيره • (عادى الله من عادى علياً) قال المناوي يرفع الجلالة على الفاعلية أي عادى الله رجلاً عادى علياً رضي الله عنه وهو دعاء أو خبر ويجوز النصب على المفعولية أي عادى الله رجل عادى علياً ويؤيد الأول حديث اللهم عاد من عاداه (ابن منده عن رافع) مولى عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (عادى الأرض) بشدة المثناة التحتية أي القديم الذي من عهد عاد والمراد الأرض غير المملوكة الآن وإن تقدم ملكها فليس ذلك مختصاً بقوم عاد (لله ورسوله) أي مختص بهما (ثم) هي (لكم) أيها المسلمون (من بعد) أي من بعدي (فمن أحيي شيئاً من موتان) بفتح الميم والواو (الأرض) بعدي وإن لم يأذن الإمام عند الشافعي خلافاً للحنفية (فله رقبتها) ملكاً وخاطب المسلمين بقوله لكم إشارة إلى أن الذمي ليس له الإحياء بدارنا (هق) عن طاوس مرسلاً وعن ابن عباس موقوفاً عليه • (عارية) بشدة المثناة التحتية وتخفف (موداة) إلى صاحبها وفي رواية مضمونة قاله لما أرسل يستعير من صفوان دروعاً لحنين عام الفتح فقال أغصبا يا محمد فقال لا وذكره (ك) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الشيخ حديث صحيح • (عاشوراء) بالمد (عيد نبي كان قبلكم فصوموه أنتم) ندباً روى أنه يوم الزينة الذي كان فيه ميعاد موسى لفرعون وأنه كان عيدهم (البزار عن أبي هريرة) بإسناد حسن • (عاشوراء يوم العاشر) أي عاشر المحرم وقيل

هو يوم الحادي عشر (قط فر) عن أبي هريرة • (عاشوراء يوم التاسع) قال المناوي لا يخالف ما قبله لأن القصد مخالفة أهل الكتاب في هذه العبادة مع الإتيان بها وذلك يحصل بنقل العاشر إلى التاسع أو بصيامهما معاً (حل) عن ابن عباس • (عاقبوا) قال المناوي بقاف في خط المؤلف وفي نسخة عاتبوا بمثناة فوقية وهو الأنسب بقوله (أرقاءكم على قدر عقولهم) أي بما يليق بعقولهم من العتاب لا على حسب عقولكم أنتم (قط) في الإفراد وابن عسارك عن عائشة رضي الله عنها • (عالم ينتفع بعلمه) الشرعي (خير من ألف عابد) ليسوا بعلماء لأن نفع العالم متعد ونفع العابد مقصور عليه (فر) عن علي بإسناد فيه متهم • (عامة أهل النار) أي أكثر أهلها (لنساء) يكفرانهن العشير (طب) عن عمران بن حصين بالتصغير قال الشيخ حديث صحيح المتن • (عامة عذاب القبر من البول) أي أكثره بسبب التهاون في التحفظ منه وتمامه فاستنزهوا من البول وظاهره وجوب الاستبراء وبه قال بعضهم (ك) عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو حديث صحيح • (عباد الله) حذف منه حرف النداء (لتسوّن) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وضمير الجمع وهو الواو لالتقاء الساكنين (صفوفكم) في الصلاة (أو ليخالفن الله بين وجوهكم) أي وجوه قلوبكم (ق د ت) عن النعمان بن بشير • (عباد الله وضع الله) تعالى (الحرج) عن هذه الأمة قال في النهاية الحرج في الأصل الضيق ويقع على الإثم والحرام وقيل الحرج أضيق الضيق (إلا امرءاً) ذكراً كان أو أنثى (اقترض) بالقاف (امرءاً ظلماً) أي نال منه وعابه وقطع وده بالغيبة (فذاك يحرج) قال المناوي بضم أوله وكسر ثالثه أي يوقع في الحرج أي الإثم (ويهلك) بالضم أي في الآخرة وضبط بعضهم يحرج بفتح أوله وثالثه ويهلك بفتح أوله وكسر ثالثه فاسم الإشارة على الضبط الأول راجع للمصدر المفهوم من الفعل السابق وعلى الثاني راجع للشخص (عباد الله تداووا فإن الله لا لم يضع داءاً وضع له دواء) علمه من علمه وجهله من جهله (الأداء واحدا الهرم) يجوز نصبه بدلاً ورفعه خبر مبتدأ محذوف (الطيالسي) أبو داود (عن أسامة بن شريك) الثعلبي • (عبد الله بن سلام) بالتخفيف ابن الحارث بن يوسف الإسرائيلي (عاشر عشرة في الجنة) لا يعارضه أنه ليس من العشرة المشهود لهم بها لأن هذه عشرة غير تلك وكان من علماء الصحب وأكابرهم (حم طب ك) عن معاذ بن جبل وإسناده صحيح • (عبد الله ابن عمر) بن الخطاب (من وفد الرحمن) أي من الجماعة المقدمين عنده (وعمار) بالفتح والتشديد بن ياسر (من السابقين) الأولين إلى الإسلام (والمقداد) ابن الأسود (من المجتهدين) أي في العبادة أو في نصرة الدين (فر) عن ابن عباس • (عبد أطاع الله وأطاع مواليه) لم يقل مولاه إشارة إلى أن دأبه الطاعة لكل من ملكه وإن انتقل من مولى إلى مولى (أدخله الجنة قبل مواليه بسبعين خريفاً فيقول السيد رب هذا كان عبدي في الدنيا قال جازيته بعمله وجازيتك بعملك) والمراد أن ذلك سيكون في الآخرة

وعبر عنه بالماضي لتحقق الوقوع (طب) عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد حسن • (عتق النسمة أن تنفرد بعتقها) فلا يشاركك في عتقها أحد بأن ينفذ منك إعتاق كلها (وفك الرقبة أن تعين في عتقها) بأن تعتق شقصاً منها أو تتسبب في عتقها (الطيالسي عن البراء) ابن عازب وإسناده حسن • (عثمان بن عفان وليي في الدنيا ووليي في الآخرة) يحتمل أن يكون المراد له بي اتصال وقرب في الدارين (ع) عن جابر قال ابن الجوزي موضوع • (عثمان في الجنة) أي يدخلها مع السابقين الأولين (ابن عساكر عن جابر) ابن عبد الله • (عثمان حي) أصله حيي بمثناتين تحتيين فحذفت الأخيرة لعلة تصريفية أي كثير الحياء (تستحي منه الملائكة) فمقامه مقام الحياء والحياء يتولد منه إجلال الحق تعالى ورؤية النفس بعين التقصير والنقص (ابن عساكر عن أبي هريرة) • (عثمان أحيي أمتي) أي أكثرها حياء من الله (وأكرمها) أي أسخاها وأجودها أعتق ألفي وأربعمائة رقبة وجهز جيش العسرة من ماله (حل) عن ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد ضعيف • (عجباً) أصله أعجب عجباً (لأمر المؤمن) ثم بين وجه العجب بقوله (أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء) بالمد كصحة وسلامة ومال وجاه (شكر) الله على ما أعطاه (وكان خبراً له) فإنه يكتب في ديوان الشاكرين (وإن أصابته ضراء) بالمد كمصيبة (صبر) واحتسب فكان خيراً له فإنه يصير من أحزاب الصابرين الذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه المبين (حم م عن صهيب) بضم المهملة وفتح الهاء وسكون التحتية (ابن سنان) بالنون الرومي رضي الله عنه • (عجب ربنا) قال المناوي أي رضي واستحسن اهـ وقال في النهاية أي عظم عنده وكبر لديه وإطلاق التعجب على الله مجاز لأنه لا يخفى عليه أسباب الأشياء والعجب ما خفي سببه ولم يعلم (من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل) يعني الأسرى الذين يؤخذون عنوة في السلاسل فيدخلون في الإسلام فيصيرون من أهل الجنة قال شيخ الإسلام زكريا أو المراد بهم أسارى المسلمين يموتون أو يقتلون في أيدي الكفار مسلسلين فيحشرون ويدخلون الجنة على حالهم لإظهار شرفهم كما في الشهيد يدخل ودمه عليه (حم خ د) عن أبي هريرة • (عجب ربنا من رج غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه) قال الماوي من حرمة الفرار اهـ وقال العلقمي فيه دليل على أن الغازي إذا انهزم أصحابه وكان في ثباته للقتال نكاية للكفار فيستحب الثبات ولا يجب كما قاله السبكي وأما إذا كان الثبات موجباً للهلاك المحض من غير نكاية فيجب الفرار قطعاً (فرجع حتى أهريق) بضم الهمزة وفتح الهاء الزائدة أي أريق (دمه) نائب فاعل (فيقول الله عز وجل لملائكته) مباهياً به (انظروا إلى عبدي) إضافة لنفسه تعظيماً لمنزلته عنده (رجع) إلى القتال (رغبة فيما عندي) من الثواب (وشفقة) أي خوفاً (مما عندي) من العقاب (حتى أهريق دمه) فيه إن نية المجاهد طمعاً في الثواب وخوفاً من العقاب على الفرار

معتبرة لتعليله الرجوع بالرغبة والإشفاق (د) عن ابن مسعود بإسناد حسن • (عجب ربنا من ذبحكم الضأن في يوم عيدكم) لأن الشاة أفضل الأنعام وأطيبها لحماً (هب) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر) للغزو (كالملوك على الأسرة) قال ابن عبد البر أراد والله أعلم أنه رأى الغزاة في البحر من أمته مولكاً على الأسرة في الجنة ورؤياه وحي وقال عياض هذا محتمل ويحتمل أيضاً أن يكون خبراً عن حالهم في الغزو من سعة أحوالهم وقوام أمرهم وكثرة عددهم وجودة عددهم فكأنهم الملوك على الأسرة قال العلقمي وأو له مع سببه وتمامه كما في البخاري عن أنس بن مالك قال حدثتني أم حرام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً في بيتها أي استراح نصف النهار فاستيقظ وهو يضحك قالت قلت يا رسول الله ما يضحكك قال عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم وفي رواية فدعا لي وفي أخرى فقال اللهم اجعلها منهم ثم نام فاستيقظ وهو يضحك فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثاً قلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فيقول أنت من الأولين فتزوج بها عبادة ابن الصامت فخرج بها إلى الغزو فلما رجعت قربت إليها دابة لتركبها فوقعت فاندقت عنقها فماتت وفيه جواز تمني الشهادة وأن من يموت غازياً يلحق بمن يقتل في الغزو ولكن لا يلزم من الاستواء في أصل الفضل الاستواء في الدرجات (خ) عن أم حرام بفتح المهملتين بنت ملحان وهي خالة أنس • (عجبت للمؤمن أن الله تعالى) بكسران على الاستئناف (لم يقض له قضاء إلا كان خيراً له) إن أصابته ضراء صبر وإن أصابته سراء شكر (حم حب) عن أنس وإسناده صحيح • (عجبت للمؤمن وجزعه) الجزع من باب تعب نقيض الصبر وقال في النهاية هو الحزن والخوف (من السقم) أي المرض قال في المصباح سقم سقماً من باب تعب طال مرضه (ولو يعلم ماله في السقم) من الثواب ومحو الذنوب (أحب أن يكون سقيماً حتى يلقى الله عز وجل الطيالسي) (طس) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن • (عجبت لملكين من الملائكة نزلا) من السماء (إلى الأرض يلتمسان عبداً) أي يطلبانه (في مصلاه) أي مكانه الذي يصلي فيه ليكتبا عمله (فلم يجداه) فيه لكونه مرض فتعطل (ثم عرجا) صعدا (إلى ربهما فقالا يا رب كنا نكتب لعبدك المؤمن في يومه وليلته من العمل كذا وكذا فوجدناه قد حبسته في حبالتك) أي عوقته بالمرض (فلم نكتب له شيئاً فقال عز وجل اكتبا لعبدي عمله في يومه وليلته ولا تنقصا من عمله شيئاً علي) بشدة المثناة التحتية (أجره) تفضلا إذ لا يجب عليه تعالى شيء (ما حبسته) أي مدة دوام حبسي إياه (وله أجر ما كان يعمل) وهذه الجملة موضحة لما قبلا مؤكدة له الطيالسي (طس) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (عجبت للمسلم إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر) أي من شأنه ذلك أو المراد المسلم الكامل (وإذا أصابه خير حمد الله

وشكران المسلم يؤجر في كل شيء) أخلص فيه لله (حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه) ليأكلها إن قصد بذلك التقوى على العبادة الطيالسي (هب) عن سعد بن أبي وقاص قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (عجبت لأقوام يساقون إلى الجنة في السلاسل وهم كارهون) تقدم معناه قريباً (طب) عن أبي أمامة الباهلي (حل) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه) حيث جاد بالعلم وعبر الرؤيا قبل خروجه (والله يغفر له حيث أرسل إليه ليستفتى) بالبناء للمفعول فيهما أي أرسل إليه الملك ليستفتيه (في الرؤيا) التي رآها في منامه ولم يجد عند أحد تعبيرها فعبرها وهو في الحبس (ولو كنت أنا) المرسل إليه (لم أفعل) أي لم أعبرها (حتى أخرج) بالبناء للمفعول (وعجبت لصبره وكرمه والله يغفر له أتى) بضم الهمزة ومثناة فوقية مكسورة بضبط المؤلف بخطه أي أتاه رسول الملك وفي رواية أبي (ليخرج) من السجن لما أرسل إليه (فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره) بقوله ارجع إلى ربك الآية (ولو كنت أنا) المرسل إليه (لبادرت الباب) بالخروج ولم ألبث لطول مدة الحبس (ولولا الكلمة) وهو قوله للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك (لما لبث في السجن) تلك المدة الطويلة وذلك (حيث يبتغي) أي يطلب (الفرج من عند غير الله عز وجل) فأدب بطول مدة الحبس وذا مسوق لكمال صبر يوسف وكرمه فالمصطفى أصبر وأكرم (طب) وابن مردويه عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (عجبت لطالب الدنيا والموت يطلبه وعجبت لغافل وليس بمغفول عنه وعجبت لضاحك ملء فيه ولا يدري أرضى عنه أم سخط) عليه ببناء رضي وسخط للمفعول والفاعل الله (عد هب) عن ابن مسعود • (عجبت لمن يشتري المماليك بماله ثم يعتقهم كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه فهو أعظم ثواباً) وأيسر مؤنة وفيه أن فعل المعروف أفضل من العتق لكن يظهر أن لامراد فعله مع المضطر (أبو الغنائم النرسي) بفتح النون وسكون الراء وكسر اسين المهملة ووهم وحرف من جعلها واواً (في) كتاب فضل (قضاء الحوائج عن ابن عمر) بن الخطاب رضي الله عنهما • (عجبت وليس بالعجب وعجبت وهو العجب العجيب عجبت وليس بالعجب أني) بفتح الهمزة بضبط المؤلف (بعثت) إليكم حال كوني (رجلاً منكم) أي من عشيرتكم (فآمن بي من آمن بي منكم وصدقني من صدقني منكم فإنه العجب وما هو بالعجب (و) لكني (عجبت وهو العجب العجيب لمن لم يرني وصدق بي) لأنهم آمنوا به وصدقوه إيقاناً ولم يروه عياناً فلذلك كان هو العجب (ابن زنجويه في ترغيبه) وترهيبه (عن عطاء مرسلاً) • (عج حجر إلى الله تعالى) أي رفع صوته متضرعاً (فقال إلهي وسيدي عبدتك كذا وكذا سنة ثم جعلتني افي اس) بضم الهمزة وشدة السين المهملة (كنيف) أي مرحاض (فقال أو ما ترضى) استفهام إنكاري توبيخي (إن عدلت بك عن مجالس القضاة) أي قضاة السوء قيل العج حقيقي بأن جعل الله فيه إدراكاً ونطقاً وقيل على التشبيه فهو مجاز على سبيل الكناية

وضرب المثل (تمام) في فوائده (وابن عساكر عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف • (عجلوا الإفطار) من الصوم ندباً إن تحققتم غروب الشمس (واحزوا السحور) ندباً إلى آخر الليل ما لم يوقع التأخير في شك (طب) عن أم حكيم • (عجلوا الخروج إلى مكة) لأداء الحج والعمرة (فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) بكسر الراء (من مرض أو حاجة) أو فقراً وغير ذلك من الموانع والأمر بالتعجيل للندب عند لشافعي وللوجوب عند الحنفي (حل هق) عن ابن عباس رضي الله عنهما • (عجلوا الركعتين) اللتين (بعد المغرب لترفعا) إلى السماء (مع العمل) أي مع عمل النهار (هب) عن حذيفة بإسناد ضعيف • (عجلوا الركعتين) اللتين (بعد المغرب فإنهما ترفعان) بمثناة فوقية مضمومة (مع المكتوبة) والأمر فيه وفيما قبله للندب (ابن نصر عنه) أي عن حذيفة • (عجلوا صلاة النهار) أي العصر وفي رواية العصر بدل النهار (في يوم غيم) بعد غلبة الظن بدخول الوقت بالاجتهاد بورد ونحوه (وأخروا المغرب) قيل المراد به تعجيل العصر وجمعها مع الظهر في السفر وأما المغرب فتؤخر إلى العشاء (د) في مراسيله عن عبد العزيز بن رفيع مرسلاً وإسناده قوي مع إرساله • (عد من لا يعودك) أي زر أخاك في مرضه وإن لم يزرك في مرضك (واهد لمن لا يهدي لك) هذا من قبيل قوله في الحيدث المار صل من قطعك واعط من حرمك (تخ هب) عن أيوب بن ميسرة مرسلاً • (عد) بضم العين وفتح الدال وتشديدها بضبط المؤلف (الآي) جمع آية (في الفريضة والتطوّع) والظاهر أن المراد الآيات التي تقرء بعد الفاتحة (خط) عن وائل بن الأسقع بإسناد ضعيف • (عدة المؤمن دين) بفتح الدال (وعدة المؤمن كالأخذ باليد) ظاهره وجوب الوفاء بالوعد والمراد أنه يندب ندباً مؤكداً (فر) عن عليّ أمير المؤمنين • (عدد درج الجنة عدد آي القرآن فمن دخل الجنة من أهل القرآن) وهم من لازم تلاوته تدبراً وعملاً لا من قرأه وهو يلعنه (فليس فوقه درجة) لأنه في أعلاها فيكون مع الأنبياء وذا من خصائص القرآن (هب) عن هائشة بإسناد صحيح • (عدد آنية الحوض) أي حوضه الذي يسقي منه أمته يوم القيامة (كعدد نجوم السماء) أي كثيرة جداً فالمراد المبالغة لا التساوي (أبو بكر بن أبي داود في كتاب البعث عن أنس) • (ابن مالك عدل) بالبناء للمفعول (صوم يوم عرفة بسنتين سنة مستقبلة وسنة متأخرة) وقد مر توجيهه (قط) في الإفراد وابن مردويه (ك) عن ابن عمر بن الخطاب • (عذاب القبر حق) قال المناوي فمن أنكره فهو مبتدع محجوب عن نور الإيمان ونور القرآن اهـ ويؤخذ من كلامه في شرح الحديث الآتي أنه لا يكفر (خط) عن عائشة وهو في البخاري أيضاً • (عذاب القبر من أثر البول) أي غالبه من عدم التنزه منه (فمن أصابه بول فليغسله فإن لم يجد) ما يطهره به (فليمسحه) وجوباً (بتراب طيب) أي طهور فإنه أحد الطهورين وبه أخذ بعض المجتهدين ومذهب الشافعي أن التراب لا يطهر الخبث (طب)

عن ميمونة بنت سعد أو سعيد صحابية وإسناده صحيح • (عذاب هذه الأمة جعل بأيديها في دنياها) بقتل بعضهم بعضاً مع اتفاق الكل على كلمة التوحيد ولا عذاب عليهم في الآخرة والمراد أكثرهم ويكفي في صدق العذاب وجوده للبعض ولو واحداً (ك) عن عبد الله بن يزيد الأنصاري وهو حديث صحيح • (عذاب أمتي في دنياها) وفي رواية في دنياهم (طب ك) عنه ورجاله ثقات • (عذاب القبر حق فمن لم يؤمن) أي يصدق (به عذب فيه) قال المناوي إن لم يدركه العفو وتمامه وشفاعتي يوم القيامة حق فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها (ابن منيع عن زيد بن أرقم) • (عرامة الصبي) بضم المهملة وفتح الراء أي حدته وشدته وقال الجوهري وصبي عارم بين العرامة بالضم أي شرس وقال في المصباح العرام مثل عذاب الحدة والشرس يقال شرس شرساً فهو شرس من باب تعب والاسم الشراسة بالفتح وهو سوء الخلق (في صغره زيادة في عقله في كبره) أي يدل على وفر عقله إذا كبر (الحكيم) في نوادره (عن عمرو بن معدي كرب وأبو موسى المديني عن نس) بن مالك • (عرى الإسلام) أي الأمور التي يستمسك بها فيه جمع عروة بالضم وأصلها إذن لكوز فاستعملت في ذلك على التشبيه (وقواعد الدين) جمع قاعدة وهي الأمر الكلي المنطبق على جميع جزئياته (ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها) أي بتركها أي بسببه (كافر حلال الدم) زاده دفعاً لتوهم أن المراد كفر النعم (شهادة أن لا إله إلا الله) أي وأن محمداً رسول الله فاكتفى بإحداهما عن الأخرى (والصلاة المكتوبة) أي الصلوات الخمس (وصوم رمضان) وهذا بالنسبة للشهادة على بابه وبالنسبة للصلاة والصوم أن ترك ذلك جاحداً لوجوبه وإلا فهو زجر وتهويل (ع) عن ابن عباس رضي الله عنه • (عرج بي) بالبناء للمفعول أي أعرجني يعني رفعني جبريل إلى فوق السماء السابعة (حتى ظهرت) أي ارتفعت (بمستوى) بفتح الواو أي مصعد أي علوته (اسمع فيه صريف الأقلام) بفتح الصاد المهملة تصويت أقلام الملائكة بما يكتبونه من الأقضية الإلهية (خ طب) عن ابن عباس وأبي حبة) بحاء مهملة وموحدة تحتية (البدري) • (عرش كعرش موسى) قال المناوي كذا هو بخط المؤلف وفي نسخة عريش كعريش موسى بزيادة مثناة تحتية بين الراء والشين قال الشيخ وكان من خشب وسعف وسببه أنه صلى الله عليه وسلم سئل أن يكحل له المسجد فأبى وذكره (هق) عن سالم بن عطية مرسلاً • (عرض عليّ) بالبناء للفاعل (ربي ليجعل لي بطحاء مكة) أي حصباءها (ذهباً فقلت لا يا رب ولكني أشبع يوماً وأجوع يوماً فإذا جعت تضرعت إليك) بذلة وخضوع (وذكرتك) في نفسي وبلساني (وإذا شبعت حمدتك) بلساني (وشكرتك) بجميع أعضائي (حم ت) عن أبي أمامة بإسناد حسن • (عرض عليّ) بالبناء للمفعول (أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة) أي من غير سبق عذاب (فالشهيد

ومملوك حسن عبادة ربه ونصح لسيده) أي قام بخدمته (وعفيف) عن تعاطي مالا يحل (متعفف) عن سؤال الناس (وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط) على رعيته بالجور ومنه أن يستعملهم في نحو بناء وحصد زرع بلا أجرة (وذو ثروة) بمثلثتا مفتوحة وسكون الراء وفتح الواو كثرة (من مال لا يؤدى حق الله) تعالى (في ماله) كالزكاة وإطعام المضطر (وفقير فخور) أي كثير الفخر على الناس (حم ك هق) عن أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد حسن • (عرضت عليّ) بشدة الياء (الجنة والنار) أي مثلتا لي (آنفاً) بالمد والنصب على الظرفية أي قريباً (في عرض هذا الحائط) بضم العين المهملة جانبه (فلم أر كاليوم) أي لم أبصر يوماً كهذا اليوم وأراد باليوم الوقت (في الخير والشر) أي ما أبصرت مثل الخير الذي في الجنة والشر الذي في النار (ولو تعلمون ما أعلم) من شدة عذاب الله (لضحكتم قليلاً) أي لتركتم الضحك في غالب الأحوال (ولبكيتم كثيراً) لغلبة الوجل على قلوبكم (م) عن أنس بن مالك • (عرضت علىّ أمتي بأعمالها حسنها وسيئها) قال المناوي حالان من الأعمال والظاهران ذلك بدل من الأعمال (فرأيت في محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق) أي تنحيته عنها فيه التنبيه على أن لك ما نفع المسلمين أو أزال عنهم ضرراً كان من حسن الأعمال (ورأيت في سيء أعمالها النخاعة) أي البصاق (في المسجد لم تدفن) فإن دفنت فهو كفارتها كما في حديث قال النووي ظاهره أن الذم لا يختص بصاحب النخاعة بل يدخل فيه هو وكل من رأها ولا يزيلها (حم م هـ) عن أبي ذر الغفاري • (عرضت عليّ أجور أمتي حتى القذاة) بالرفع والذال المعجمة والقصر ما يقع في العين من تراب أو تبن ووسخ ولابد هنا من تقدير مضاف أي أجور أعمال أمتي وأجر إخراج القذاة ويحتمل الجر وحتى بمعنى أي فحينئذ التقدير أي أجر إخراج القذاة وجوّز بعضهم النصب أي حتى رأيت القذاة (يخرجها الرجل من المسجد) جملة مستأنفة للباين قال ابن رسلان وسمعت من بعض المشايخ أنه ينبغي لمن أخرج قذاة من المسجد أو أذى من طريق المسلمين أن يقول عند أخذها لإزالتها إلا إله إلا الله ليجمع بين أدنى شعب الإيمان وأعلاها وهي كلمة التوحيد وبين الأقوال والأفعال وإن اجتمع القلب مع اللسان كان ذلك أكمل (وعرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة) أي من نسيان سورة (من القرآن أو آية) منه (أوتيها) بضم الهمزة وفتح المثناة التحتية أي حفظها (رجل) أو غيره من مكلف (ثم نسيها) لأنه إنما نشأ عن تشاغله عنها وعدم الاهتمام بها ولا ينافيه خبر رفع عن أمتي النساين لأن ما هنا في المفرط فالمعدود ذنباً هو التفريط قال الشيخ ولي الدين العراقي وهذا الحديث إن صح يقتضي أن هذا أكبر الكبائر ولا قائل به وقد يحمل نسيانها على رفضها ونبذها كما في قوله تعالى أتتك آياتنا فنسيتها وهذا يقتضي الكفر وهو أكبر الكبائر بلا توقف وقد يحمل على الذنوب التي اطلع عليها في ذلك الوقت اهـ قال العلقمي

ويحتمل أن المراد بالذنوب التي عرضت الصغائر فيكون نسيان ما أوتيه الإنسان من القرآن أعظم الصغائر (دت) عن أنس بإسناد ضعيف • (عرضت على أمتي البارحة) هو أقرب ليلة مضت وذا إشارة لقرب عهده بالعرض (لدى هذه الحجرة) أي عندها (حتى لأنا أعرف بالرجل منهم من أحدكم بصاحبه) ثم بين كيفية العرض بقوله (صور وإلى في الطين) قالوا وهذا من خصائصه (طب) والضياء عن حذيفة بن أسيد ابن خالد الفزاري وهو حديث صحيح • (عرف الحق لأهله) وسببه عن الأسود ابن سريع قال جئ بأسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتوب إلى الله ولا أتوب إلى محمد وتمامه خلوا سببه (حم ك) عن الأسود بن سريع كقريب قال ك صحيح • (عرفت جعفراً) بن أبي طالب (في رفقة من الملائكة) أي يطير معهم (يبشرون أهل بيشة بالمطر) بكسر الموحدة وسكون المثناة التحتية وشين معجمة واد من أودية تهامة (عد) عن عليّ بإسناد ضعيف • (عرفة كلها موقف) فأي موضع منها وقف به الحاج أجزأه (وارتفعوا) أيها الواقفون بها (عن بطن عرنة) بضم العين المهملة وسكون الراء وفتح النون هي ما بين الميلين الكبيرين من جهة عرفة والعلمين الكبيرين من جهة مني (ومزدلفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن محسر) بكسر السين المهملة محل فاصل بين مزدلفة ومنى (ومنى كلها منحر) فيجري النحر في أي بقعة منها (طب) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (عرفة اليوم الذي يعرف فيه الناس) المراد إذا اتفق على ذلك المعظم فإذا غم الهلال فأكملوا القعدة ثلاثين وقفوا في تاسع الحجة في ظنهم ثم أنهم إن وقفوا العاشر أجزأهم (ابن منده وابن عساكر عن عبد الله بن خالد بن أسيد) • (عريشاً كعريش موسى) بياء قبل الشين قال في النهاية العرش والعريش كل ما يستظل به وقال في المصباح عرش البيت سقفه والعرش أيضاً شبه بيت من جريد يجعل فوق الثمار والجمع عروش مثل فلس وفلوس والعريش مثله وجمعه عرش مثل بريد وبرد وهو (ثمام) بضم المثلثة كغراب نبت صغير قصير (وخشيبات والأمر أعجل من ذلك) أي حضور الأجل أعجل من إشادة البناء قاله حين استأذنوه في بناء المسجد (المخلص) قال الشيخ بشدة اللام المكسورة (في فوائده وابن النجار) في تاريخه (عن أبي الدرداء) بإسناد ضعيف • (عزمت على أمتي) قال المناوي أي أقسمت عليهم اهـ فظاهر كلامه إن عزمت فعل وفاعل لكن في نسخ رسم التاء هاء ولهذا قال الشيخ عزمة بالرفع على الابتداء أي وجوب عليهم (أن لا يتكلموا في القدر) بالتحريك بل يجزموا بأن الله خالق الخير والشر (خط) عن ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد فيه متهم • (عزمت على أمتي أن لا يتكلموا في القدر ولا يتكلم في القدر اشرار أمتي في آخر الزمان) القائلون بأن العبد يخلق فعل نفسه فعلى هذه الأمة أن يعتقدوا أن الله تعالى خلق أفعال العباد كلها كتبها عليهم في اللوح المحفوظ قبل خلقهم (عد) عن أبي هريرة رضي الله عنه

بإسناد فيه كذاب • (عزيز على الله تعالى أن يأخذ كريمتي عبد مسلم) أي يذهب بصر عينيه (ثم يدخله النار) أي لا يفعل ذلك بل يدخله الجنة مع السابين إن صبر ذلك العبد واحتسب (حم طب) عن عائشة بنت قدامة قال الشيخ حديث حسن • (عسى رجل يحدث) الناس (بما يكون بينه وبين أهله) أي حليلته من أمر الجماع ونحوه (وعست امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها) كذلك (فلا تفعلوا) أي يحرم عليكم ذلك وعلله بقوله (فإن مثل ذلك) قال الشيخ بفتح الميم (مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق) لفظ الظهر مقحم (فغشيها) أي جامعها (والناس ينظرون) إليهما فكما تستقبحون هذا ولا تفعلونه فاستبحوا ذاك ولا تفعلوه (طب) عن أسماء بنت يزيد ابن السكن بإسناد حسن • (عشر) أي عشر خصال (من الفطرة) أي من سنة الأنبياء الذين أمرنا أن نقتدي بهم وقيل من الدين (قص الشارب وإعفاء اللحية) فيكره أخذ شيء منها والمراد لحية الذكر (والسواك واستنشاق الماء) في الوضوء والغسل (وقص الأظفار وغسل البراجم) بفتح الموحدة وبالجيم عقد الأصابع ومفاصلها ونبه بها على ما عداها مما يجتمع فيه الوسخ كالأذن والأنف (ونتف الإبط وحلق العانة) أي عانة الرجل بخلاف غيره فالمطلوب في حقه النتف (وانتقاص الماء) قال العلقمي بالقاف والصاد المهملة على المشهور قال في النهاية يريد انتقاص البول بالماء إذا غسل المذاكير به وقيل هو الانتضاح بالماء وقيل الصواب بالفاء أي مع الصاد المهملة قال في القاموس الانتقاص رش الماء من خلل الأصابع على الذكر والمراد نضحه على الذكر من قولهم نضح الدم القليل نقصه وجمعه نقص اهـ وفي الفائق انتقاص الماء هو أن يغسل به مذاكيره ليرتد البول لأنه إذا لم يغسل نزل منه الشيء بعد الشيء فيعسر استبراؤه فلا يخلو الماء من أن يراد به البول فيكون المصدر مضافاً إلى الفاعل على معنى التعدية والانتقاص يكون متعدياً ولازما (حم م ع) عن عائشة • (عشر خصال عملها قوم لوط بها) أي بسببها (اهلكوا وتزيدها أمتي) أي تفعلها وتزيد عليها (بخلة) بفتح الخاء المعجمة وشدة اللام المفتوحة أي خصلة وهي (إتيان الرجال بعضهم) بالجر (بعضاً ورميهم بالجلاهق) بضم الجيم البندق المعمول من الطين الواحدة جلاهقة وهو فارسي لأن الجيم والقاف لا يجتمعان في كلمة عربية ويضاف القوس إليه للتخصيص فيقال قوس الجلاهق كما يقال قوس النشاب (والخذف) بالخاء والذال المعجمتين قال في النهاية هو رميك حصاة او نواة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها أو تتخذ مخذفة من خشب ثم ترمي بها الحصا بين إبهامك والسبابة (ولعبهم بالحمام وضرب الدفوف وشرب الخمور وقص اللحية وطول) أي تطويل (الشارب والصفير) هو الصوت بالفم والشفتين الخالي من الحروف (والتصفيق) ضرب صفحة الكف على صفحة الأخرى (ولباس الحرير) أو ما أكثره حرير (وتزيدها أمتي بخلة إتيان النساء بعضهن بعضاً) وذلك كالزنا في حقهن كما في خبر قال العلقمي وهذا قد

ينافيه ما أخرجه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن حذيفة قال إنما حق القول على قوم لوط حين استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء (ابن عساكر) في تاريخه (عن الحسن) البصري (مرسلاً) • (عشرة) قال المناوي زاد تمام في فوائده من قريش (في الجنة النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعليّ في الجنة وطلحة في الجنة والزبير بن العوام في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة (حم ده) والضياء عن سعيد بن زيد بإسناد صحيح • (عشرة أبيات بالحجاز أبقى) قال الشيخ بموحدة تحتية فقاف أي أكثر بقاء (من عشرين بيتاً بالشام) (طب) عن معاوية بن أبي سفيان قال الشيخ حديث حسن • (عصابتان) بكسر العين المهملة تثنية عصابة وهي الجماعة قال في النهاية العصابة الجماعة م الناس من العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها (من أمتي احرزهما الله) تعالى (من النار) أي من عذبها (عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم) يقاتل بها الدجال (حم ن) والضياء عن ثوبان بإسناد حسن • (عظم الأجر عند عظم المصيبة) قال الشيخ بكسر العين وفتح الظاء أي كبره وزيادته (وإذا أحب الله قوماً ابتلاهم) قال المناوس تمامه فمن رضي فله الرضى ومن جزع فله الجزع (المحاملي في أماليه عن أبي أيوب) الأنصاري قال الشيخ حديث حسن • (عفو الله أكبر) بموحدة تحتية (من ذنوبك) أي فضل الله على العبد أكثر من تقصيراته فمع التوبة النصوح لا يضر العبد المسلم ذنب وإن لم يتب فرحمة الله ترجى له قال الشيخ قال رجل يا رسول الله إني فعلت وفعلت أيعفو الله عني مع ما أتيت فذكره (فر) عن عائشة رضي الله عنها بإسناد ضعيف • (عفو الملوك) بضم الميم جمع ملك بفتحها وكسر اللام (أبقى) بالموحدة والقاف (للملك) أي أدوم وأثبت ويمد في العمر أيضاً كما في حديث الحكيم أي يبارك فيه بصرفه في الطاعات فكأنه زاد وأفاد بمفهومه أن التسارع إلى العقوبة لا يطول معه الملك قييل وهذا مجرب (الرافعي عن عليّ) • (عفوت لكم عن صدقة الجبهة) بفتح الجيم وسكون الموحدة التحتية أي تركت لكم أخذ زكاة الخيل وتجاوزت عنه (والكسعة) بالضم الحمير وقيل الرقيق من الكسع وهو ضرب الدبر (والنخة) بضم النون وفتح وخاء معجمة مفتوحة مشددة البقر العوامل أو كل دابة استعملت (هق) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (عفوا تعف نساؤكم) قال في المصباح عف عن الشيء عفا من باب ضرب وعفة بالكسر وعفافاً بالفتح كف عنه أي كفوا عن الفواحش تكف نساؤكم عنها أبو القاسم بن بشران في أماليه (عد) عن ابن عباس قال ابن الجوزي موضوع • (عفوا تعف نساكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن اعتذر إلى خيه المسلم من شيء بلغه عنه فلم يقبل عذره) زاد في رواية محقا كان أو مبطلاً (لم يرد على الحوض) الكوثر يوم القيامة (طس) عن عائشة وفيه كذاب • (عفوا عن نساء الناس) أي عن الزناء

بهن (تعف نساؤكم) عن الزنا (وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه) أخوه في الدين وإن لم يكن من النسب (متنصلاً) قال في المصباح ونصل الشيء من موضعه من باب قتل خرج منه ومنه يقال تنصل فلان من ذنبه أي خرج منه (فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً) في تنصله (فإن لم يفعل) ذلك (لم يرد عليّ الحوض) يوم يرده المؤمنون في الموفق (ك) عن أبي هريرة وقال صحيح ورده المنذري وغيره • (عقر) بفتح المهملة وسكون القاف (دار الإسلام) أي أصله وموضعه (بالشام) أي يكون الشام زمن الفتن محل أمن وأهل الإسلام به أسلم (طب) عن سلمة بن نفيل بالتصغير بإسناد صحيح • (عقل) أي دية قال في المصباح قال الأصمعي سميت الدية عقلاً تسمية بالمصدر لأن الإبل كانت تعقل بغناء ولي القتيل ثم كثر الاستعمال حتى أطلق العقل على الدية إبلاً كانت أو نقداً (شبه العمد) وهو العمد من وجه دون وجه كضرب بنحو سوط أو عصى خفيفة (مغلظ) مثلث ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون خلفة (مثل عقل العمد) في التثليث لكنها مخففة بكونها مؤجلة عى ثلاث سنين وبكونها على العاقلة (ولا يقتل صاحبه) أي لا يجب قود على صاحب شبه العمد (د) عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه • (عقل المرأة مثل عقل الرجل) أي دية الأنثى مثل دية الذكر (حتى يبلغ الثلث من ديته) يعني أنها تساويه فيما كان من أطرافها إلى ثلث الدية فإذا تجاوزت الثلث وبلغ العقل نصف الدية صارت دية المرأة على النصف من دية الرجل قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي المالكي في شرح الرسالة مثال ذلك أني قطع للمرأة المسلمة ثلاثة أصابع فيها ثلاثون بعيراً لمساواتها الرجل فيما يقصر عن ثلث ديته وإن قطع لها أربع أصابع ففيها عشرون بعيراً لأنها لو ساوته فيها لزم أن يجب لها أربعون وذلك أكثر من ثلث ديته فرجعت إلى نصف الواجب للرجل وهو عشرون وعلى هذا إجماع أهل المدينة والفقهاء السبعة انتهى ومذهب الشافعي أنها على النصف فيما قل أو كثر (ن) عن ابن عمرو بن العاص • (عقل أهل الذمة نصف عقل المسلمين) أي دية الذمي نصف دية المسلم وبه قال مالك وأحمد بن حنبل وقال أبو حنيفة ديته كدية المسلم وقال الشافعي ثلث دية المسلم وحجته أن ذلك أقل ما قيل (ن) عن ابن عمرو بن العاص • (عقوبة هذه الأمة) المحمدية في الدنيا (بالسيف) أي بقتل بعضهم بعضاً فلا يعذبون بخسف ولا مسخ كما فعل بالأمم المتقدمة (طب) عن رجل صحابي قال المناوي هو بعد الله بن يزيد الخطمي (خط) عن عقبة ابن مالك ورجاله رجال الصحيح • (علامة إبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئاً) من الخلق (أبداً) لأن اللعنة الطرد والبعد عن رحمة الله وهم إنما يقربون الناس إلأى الله تعالى (ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن أبي بكر بن خنيس) بالتصغير (مرسلاً) • (علامة حب الله حب ذكر الهل وعلامة بغض الله بغض ذكر الله عز وجل) قال المناوي أي علامة حب الله لعبده حب عبده لذكره لأنه إذا أحب عبداً ذكره وإذا ذكره حبب إليه

ذكره وعكسه (هب) عن أنس بن مالك • (على الخمسين) من الرجال (جمعة) قال المناوي وتمامه ليس فيما دون ذلك وبه أخذ بعض السلف واعتبر الشافعي أربعين لدليل آخر (قط) عن أبي أمامة ثم ضعفه • (على الركن اليماني ملك موكل به منذ خلق الله السموات والأرض فإذا مررتم به فقولوا ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فإنه يقول آمين آمين) أي استجب يا ربنا (خط) عن ابن عباس مرفوعاً (هب) عنه موقوفاً • (على النساء ما على الرجال) من الفرائض (إلا الجمعة والجنائز والجهاد) في سبيل الله نعم إن لم يكن هناك ذكر لزم النساء تجهيز الميت ويلزمهن الجهاد إن دخل الكفار بلدة من بلاد الإسلام (عب) عن الحسن البصري (مرسلاً) • (على الوالي) أي الإمام الأعظم ونوابه (خمس خصال جمع الفئ من حقه ووضعه في حقه وأن يستعين على أمورهم) أي المسلمين (يخبر من يعلم) منهم أي بأفضلهم وأعظمهم كفاءة وديانة (ولا يجمرهم) بالجيم (فيهلكهم) أي لا يجمعهم في الثغور دائماً ويحبسهم عن العود إلى أهليهم قال في النهاية تجمير الجيش جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهليهم (ولا يؤخر أمر يوم لغد) من الأمور التي يخشى فواتها أو يتضرر الناس بتأخيرها (عق) عن واثلة بن الأسقع بإسناد ضعيف • (على اليد ما أخذت حتى تؤديه) أي يجب على من وضع يده على عين لغيره بغصب أو إعارة أو محو ذلك أن يردها إلى مالكها إن كانت باقية فإن تلفت لزمه رد بدلها (حم 4 ك) عن سمرة ابن جندب وإسناده حسن • (على أنقاب المدينة) جمع نقب بالسكون وأصل النقب الطريق بين الجبلين والمراد هنا طرق المدينة وفجاجها (ملائكة) موكلون بها (لا يدخلها الطاعون ولا الدجال) فإنه يجيئ ليدخلها فتمنعه الملائكة ومكة تشاركها في ذلك مالك (حم ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (على أهل كل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب وفي كل) عيد (أضحى شاة (طب) عن مخنف بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح النون (ابن سليم) • (على ذروة كل بعير) أي على سنامه وذروة كل شيء أعلاه (شيطان فامتهنوهن بالركوب) لتلين وتذل ولا تعجبوا من حملها فإنما يحمل الله تعالى (ك) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (على ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموها) أي الإبل المفهومة من البعير (فسموا الله ثم لا تقصروا عن حاجاتكم) يحتمل أن يكون المعنى ثم سيروا صوب مقصدكم (حم ن حب) عن حمزة بن عمرو الأسلمي وإسناده جيد • (على كل بطن عقوله) قال العلقمي وأوله كما في مسلم كتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل بطن قال النووي هو بضم العين والقاف ونصب اللام مفعول كتب والهاء ضمير البطن والعقول الديات واحدها عقل كفلس وفلوس ومعناه أن الدية في قتل الخطأ وعمد الخطأ تجب على العاقلة وهم العصبات سوى الآباء والأبناء وإن علوا أو سفلوا وقال في النهاية كتب على كل بطن عقوله البطن ما دون القبيلة وفوق الفخذ أي كتب عليهم

ما تفرمه العاقلة من الديات وتجمع على أبطن وبطون (حم م) عن جابر بن عبد الله • (على كل سلامي) بضم المهملة وخفة اللام وهو العضو وجمعه سلاميات بفتح الميم مخففاً وقيل عظام الأصابع وقيل الأنامل وقيل المفاصل وقيل العظام كلها (من ابن آدم في كل يوم صدقة) أي شكر حيث يصبح سليماً من الآفات (ويجزى من ذلك كله) بفتح أول يجزى وضمه أي يكفي مما وجب للسلامي من الصدقة (ركعتا الضحى) لأن الصلاة عمل بجميع الأعضاء فيقوم كل عضو بشكره (طس) عن ابن عباس وفيه مجهول • (على كل محتلم) أي بالغ (رواح الجمعة) إذا توفرت الشروط المذكورة في الفروع (وعلى كل من راح الجمعة) أي أراد الرواح إليها (الغسل) لها إن قدر على استعمال الماء وإلا يتيمم والمراد أن الغسل يتأكد تأكداً يقرب من الواجب (د) عن حفصة أم المؤمنين بإسناد صالح • (على كل رجل مسلم في كل سبعة أيام غسل يوم وهو يوم الجمعة) والمراد ما تقدم (حم ن حب) عن جابر • (على كل مسلم صدقة) أي في مكارم الأخلام وليس ذلك بفرض إجماعاً بل على سبيل الاستحباب المتأكد وعلى ما هو اعم من ذلك والعبارة صالحة للإيجاب والاستحباب (فإن لم يجد) ما يتصدق به (فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق) فيه التنبيه على العمل والتكسب ليجد المرء ما ينفقه على نفسه ويتصدق به ويقيه من ذل السؤال (فإن لم يستطيع فيعين ذا الحاجة الملهوف فإن لم يفعل) أي فإن لم يقدر (فيأمر بالخير) زاد في رواية وينهى عن المنكر (فإن لم يفعل) أي لم يمكنه (فيمسك عن الشر فإنه) أي الإمساك قال المناوي كذا بخطه والذي في البخاري فإنها أي الخصلة (له) أي للمسك عن الشر (صدقة) على نفسه وغيره فيه الحث على فعل الخير ما أمكن وإن من قصد شيئاً منها فتعسر عليه فلينتقل إلى غيره فإن أمكنه فعل الجميع فليفعل وفيه الحث على الشفقة على خلق الله بالمال وغير ما أمكن (حم ق ن) عن أبي موسى • (على مثل جعفر) بن أبي طالب الذي استشهد بغزوة مؤنة (فلتبك الباكية) لأنه بذل نفسه لله وقاتل حتى قتل إيثاراً للآخرة على الدنيا (ابن عساكر عن أسماء بنت عميس) بعين وسين مهملتين مصغراً • (على م) بحذف ألف ما الاستفهامية لدخول حرف الجر عليها كما في عم يتساءلون أي لم (يقتل أحدكم أخاه) قاله لما مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف فأصابه بعينه فصرع (إذا رأى أحدكم من أخيه) في الإسلام (ما يعجبه) من بدنه أو ماله (فليدع له بالبركة) اعلم صلى الله عليه وسلم به أن البركة ترفع المضرة قال العلقمي وتمامه ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره فأمره أن يصب عليه (ن هـ) عن أبي أمامة بضم الهمزة • (على م تدغرن) بالدال المهملة والغين المعجمة المفتوحة والراء خطاب لنسوة والد غر غمز الحلق أي لم تغمزن (أولادكن) أي حلوقهم قاله لام قيس وقد دخلت عليه بولد لها وقد أعلقت عنه أي عالجت رفع لهاته بإصبعها (بهذا العلاق) بكسر العين المهملة وقد تفتح الآفة

والداهية يعني لا تفعلن بهم ذلك وفي الصحاح والأعلاق الذغر يقال أعلقت المرأة ولدها من العذرة إذا رفعتها بيدها ولكن (عليكن بهذا العود الهندي) أي الزموا معالجتهم بالقسط قال العلقمي والقسط نوعان هندي وهو أسود وبحري وهو أبيض والهندي أشدهما حرارة أخرج أحمد وأصحاب السنن من حديث جابر مرفوعاً أيما امرأة أصاب ولدها ذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً هندياً فتحكه بماء ثم تسعطه إياه أي لأنه يصل إلى العذرة فيقبضها (فإن فيه سبعة أشفية) جمع شفاء (من سبعة أدواء منها ذات الجنب ويسعط به من العذرة) بضم المهملة وسكون المعجمة وجع في الحلق يعتري الصبيان أو قرحة في الأذن (ويلد به من ذات الجنب) بأن يصب الدواء في أحد شقي الفم قال العلقمي كذا وقع الاقتصادر في الحديث من السبعة على اثنين فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصر الراوي أو اقتصر على اثنين لوجودهما حينئذ دون غيرهما وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلا وقد ذكروا أكثر من سبعة وأجاب بعض الشراح بأن السبعة علمت بالوحي وما زاد عليها بالتجربة فاقتصر على ما هو بالوحي لتحققه قلت ويحتمل أن تكون السبعة أصول صفة التداوي به لأنها إما طلا أو شرب أو تكميداً وتنطيل أو تبخيراً وتسعط أو لدود فالطلاء يدخل في المراهم ويحمل بالزيت ويلطخ وكذلك التكميد والشرب يسحق ويجعل في عسل أو ماء أو غيرهما وكذا التنطيل والسعوط يسخن في زيت ويقطر في الأنف وكذا الدهن والتبخير واضح (حم ق ده) عن أم قيس بنت محصن بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد المهملتين • (علقوا الصوت حيث يراه أهل البيت) لينكفوا عن الوقوع في الرذائل قال المناوي ولم يرد به الضرب وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم (حل) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم) أي باعث على التأدب والتخلق بأخلاق الفضلا (عب طب) عن ابن عباس وهو حديث حسن • (علم لا يقال به) أي لا يعمل به أولا يعلم لأهله (ككنز لا ينفق منه) في وجوه الخير أو لا تؤدي زكاته بجامع الحبس عن الانتفاع به والظلم يمنع المستحق منه (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب • (علم لا ينفع ككنز لا ينفق منه) لما تقدم (القضاعي عن ابن مسعود) وهو حديث ضعيف • (علم) بفتحتين أي منار (الإسلام) وفي نسخة الإيمان (الصلاة) المفروضة (فمن فرغ لها قلبه وحافظ عليها بحدها) يحتمل أن المراد بإتيانه بما هينها من أقوالها وأفعالها (ووقتها) مع باقي شروطها (وسننها فهو مؤمن) أي كامل الإيمان (خط) وابن النجار عن أبي سعيد الخدري وإسناده ضعيف • (علم) بكسر أوله (الباطن سر من أسرار الله عز وجل وحكم من حكم الله) تعالى (يقذفه في قلب من يشاء من عباده) يحتمل أن المراد به علم المكاشفة (فر) عن عليّ أمير المؤمنين كرم الله وجهه • (علم النسب) أي معرفة

الأنساب (علم لا ينفع وجهالة) أي والجهل به جهالة (لا تضر) لا ينافي ما مر من الأمر بتعلمه لتعين حمل هذا على التعمق فيه وذاك على ما يعرف به الإنسان فقط (ابن عبد البر) في كتاب العلم (عن أبي هريرة) رضي الله عنه • (علمني جبريل الوضوء) أي كيفيته أول ما أوحي إليه كما مر في حديث (وأمرني أن أنضح) بكسر الضاد المعجمة أي أرش (تحت ثوبي مما يخرج من البول بعد الوضوء) والأمر للندب وفائدته دفع الوسواس (هـ) عن زيد ابن حارثة بإسناده ضعيف • (علموا الصبي) يعني الطفل ولو أنثى (الصلاة ابن) بالرفع خبر مبتدء محذوف كما شرح المناوي وخالفه الشيخ فقال ابن (سبع سنين) بالنصب على الحال أي حال كونه بالغ هذا السن أي أن ميز عندها كما هو الالب ليألفها فلا يتركها إذا بلغ (واضربوه عليها) أي على تركها (ابن عشر) أي إذا شرع في العاشرة على المعتمد عند الشافعية والمخاطب بذلك الولي (حم ت طب ك) عن سبرة قال الشيخ بفتح المهملة وسكون الموحدة وفتح الراء ابن معبد وإسناده صحيح • (علموا أولادكم السباحة) بالكسر العوم (والرمي بالسهام والمرأة المغزل) أي الغزل بالمغزل ويجوز فتح الميم والزاي على أنه مصدر ميمي فلا حاجة لتقدير المضاف لأنه لائق بها والله يحب المؤمن المحترف ويبغض البطال (هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال البيهقي حديث منكر • (علموا أولادكم اسباحة والرماية ونعم لهو المؤمنة في بيتها الغزل وإذا دعاك أبواك فأحب أمك) أولاً ثم أباك أفاد أنها مقدمة على الأب في البر (ابن منده في المعرفة) أي معرفة الصحابة (وأبو موسى) المديني (في) كتاب الذيل (فر) عن بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري بإسناد ضعيف لكن له شواهد • (علموا نبيكم الرمي) بالسهام (فإنه نكاية العدو) فتعلمه للأبناء سنة مؤكدة وهو أفضل من الضرب بالسيف (فر) عن جابر بن عبد الله بإسناد ضعيف لكن له شواهد • (علموا) الناس ما يحتاجون إليه من أمر الدين (ويسروا ولا تعسروا) الواو للحال أي علموهم وحالكم في التعليم اليسر لا العسر (وبشروا ولا تنفروا) المتعلم (وإذا غضب أحدكم فليسكت) فإن السكوت يسكن الغضب (خد) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (علموا) بالرفق (ولا تعنفوا فإن المعلم) بالرفق (خير من) المعلم (المعنف) فإن الخير كله في الرفق والشر في ضده فعلى العالم أن لا يعنف سائلاً عما لا يعرفه فإن ظهر له منه خلاف ذلك فلا بأس بتأديبه (الحارث) بن أبي أسامة (عد عب) عن أبي هريرة • (علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة النور) لأن ذلك لائق بكل منهما (ص هب) عن مجاهد مرسلاً • (علمي) يا شفاء بكسر المعجمة وخفة الفاء والمد بنت عبد الله (حفصة) بنت عمر (رقية النملة) النملة قروح تخرج في الجنبين ويقال أنها قد تخرج في غير الجنبين فترقى فتذهب بإذن الله تعالى وتسمى نملة لأن صاحبها يحس في مكانها كأن نملة تدب عليه وتعضه وقال في النهاية قيل أن هذا من معر الكلام ومزاحه كقوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة عجوز وذلك

أن رقية النملة شيء كانت تستعمله النساء يعلم من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع ورقية النملة التي كانت تعرف بينهن أن يقال العروس تحتفل أي تتزين وتختضب وتكتحل وكل شيء تفتعل غير ان لا تعصبي الرجل (أبو عبيدة في) كتاب (الغريب عن أبي بكر ابن سليمان) بن أبي خيثمة • (عليك) اسم فعل بمعنى ألزم (السمع والطاعة) بالنصب على الإغراء أي ألزم طاعة أميرك في كل ما يأمر به وإن شق ما لم يكن إثماً وجع بينهما تأكيد للاهتمام بالمقام وفي سخة عليك بالسمع (في عسرك) أي ضيقك وشدتك (ويسرك) نقيض العسر يعني في حال فقرك وغناك (ومنشطك) مفعل من النشاط (ومكرهك) اسم زمان أو مكان (وأثرة) بمثلثة وفتحات ويجوز ضم الهمزة وكسرها مع إسكان المثلثة أي إذا فضل ولي أمرك أحداً (عليك) بلا استحقاق ومنعك حقك فاصبر ولا تخالفه (حم ن) عن أبي هريرة • (عليك بالإياس) بكسر الهمزة مخففاً وفي رواية باليأس (مما في أيدي الناس) واليأس ضد الرجاء (وإياك والطمع) أي احذره (فإنه الفقر الحاضر) لأن صاحبه لا يزال في تعب وإن كان ذا كثرة من المال (وصل صلاتك وأنت مودع) أي صلاة من لا يعود إليها فإن من استحضر ذلك ترك الشواغل الدنيوية وأقبل على ربه (وإياك وما يعتذر منه) أي احذر أن تنطق بما يحوجك إلى الاعتذار (ك) عن سعد قال المناوي ظاهر صنيع المؤلف أنه ابن أبي وقاص لأنه المراد حيث أطلق لكن ذكر ابن منده أنه سعد بن عمارة • (عليك بالبز) بفتح الموحدة وزاي قيل هو نوع من الثياب وقيل ثياب خاصة من أمتعة البيت وقيل أمتعة التاجر من الثياب ورجل بزاز والحرفة البزازة بالكسر أي اتجر فيه (فإن صاحب البز يعجبه أن يكون الناس بخير وفي خصب) بكسر المعجمة وسكون المهملة النماء والبركة وكثرة العشب والكلأ يقال أخصب الله الموضع أنبت فيه العشب والكلأ لأن الناس إذا كانوا كذلك انبسطت أيديهم بشراء الكسوة لعيالهم بخلاف المتجر في القوت يعجبه أن يكون الناس في جدب ليبيع ما عنده بثمن غال وسببه كما في الكبير سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم بما تأمرني أن اتجر فذكره (خط) عن أبي هريرة • (عليك بالخيل فإن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) كما مر بيانه (طب) والضياء عن سودة ابن الربعي قال المناوي قال البخاري له صحبة يعد في البصريين والربيع اسم أمه • (عليك بالصعيد) أي التراب أو وجه الأرض (فإنه يكفيك) لكل صلاة ما لم تحدث أو تجد الماء أو يكفيك لإباحة فرض واحد وحمله البخاري على الأول والجمهور على الثاني وسببه كما في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فصلي بالناس فلما فرغ من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم فقال ما منعك أن تصلي مع القوم قال أصابتين جنابة ولا ماء قال عليك فذكره (ن) عن عمران بن حصين • (عليك بالصوم) أي ألزمه (فإنه لا مثل له) قال العلقمي وسببه كما في النسائي عن أبي أمامة قال قلت يا رسول الله مرني

بأمر ينفعني الله به وفي رواية مرني بأمر آخذه عنك قال عليك فذكره (ن حب ك) عن أبي أمامة • (عليك بالصوم فإنه مخصي) بفتح الميم منوّنا وفي رواية فنه مجفرة كني به عن كسر شهوته بكثرة الصوم (هب) عن قدامة بالضم (ابن مظعون) بن حبيب الجمحي (عن أخيه عثمان) بإسناد حسن • (عليك بالعلم) الشرعي النافع (فإن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه والرفق أبوه) أي أصله الذي ينشأ منه ويتفرع عليه (واللين أخوه والصبر أمير جنوده) تقدم شرحه (الحكيم عن ابن عباس) قال كنت ذات يوم رديفاً للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت بلى فذكره • (عليك بالهجرة) أي الهجرة مما حرم الله (فإنه لا مثل لها) في الفضل (عليك بالجهاد فإنه لا مثل له عليك بالصوم فإنه لا مثل له عليك بالسجود) أي ألزم كثرة الصلاة (فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة) (طب) عن أبي فاطمة بإسناد حسن • (عليك بأول السوم فإن الربح مع السماح) فإن الإنسان إذا باع بربح يسير رغب الناس في الشراء منه فيكثر ربحه (ش د) في مراسيله (هق) عن الزهري مرسلاً • (عليك بتقوى الله) أي ألزم فعل ما أمر به وانكف عما نهى عنه (والتكبير على كل شرف) أي مكان عال قال رجل يا رسول الله أريدسفراً فأوصني فذكره (ت) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين) قال في المصباح رهب رهباً من باب تعب خاف والاسم الرهبة فهو الراهب من الله اهـ وقال في النهاية يريد ان الرهبان وإن تركوا الدنيا وزهدوافيها وتخلوا عنا فلا ترك ولا تخلى ولا زهد أكبر من بذل النفس في سبيل الله عز وجل وكما أنه ليس عند النصراني عمل أفضل من الترهب ففي الإسلام لا عمل أفضل من الجهاد ولهذا قال ذروة سنام الإسلام الجهاد اهـ وحاصل كلام النهاية أن الرهبانية هي التخلي من أشغال الدنيا وترك ملاذها والزهد فيها والعزلة عن أهلها وتحمل مشاقها كالخصي ووضع السلسلة في العنق وغير ذلك من أنواع التعذيب (وعليك بذكر الله وتلاوة كتابه) القرآن وفي نسخ كتاب الله (فإن نور لك في الأرض وذكر لك في السماء) بمعنى أن أهلها يتنون عليك (واخزن) بهمزة الوصل (لسانك) أي صنه واحفظه عن النطق (إلا من خير) كذكر ودعاء وتعلم علم وتعليمه (فإنك بذلك تغلب الشيطان) إبليس وحزبه وهذا من جوامع الكلم ابن الضريس (ع) عن أبي سعيد الخدري قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني فذكره وإسناده حسن • (عليك بتقوى الله عز وجل ما استطعت واذكر الله عند كل حجر وشجر) قال المناوي أراد بالحجر السفر وبالشجر الحضر أو أراد الشدة والرخاء فالحجر كناية عن الجدب (وإذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية) قال المناوي السر فعل القلب والعلانية فعل الجوارح فيقابل كل شيء بمثله اهـ ويحتمل أن يكون

المراد إذا أذنبت سراً فتب سراً وإذا أذنبت ذنباً اطلع عليه الناس فأظهر التوبة ليثنوا عليك خيراً (حم) في الزهد (طب) عن معاذ بن جبل قلت يا رسول الله أوصني فذكره وإسناده حسن • (عليك بحسن الخلق) أي ألزمه فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم يناً (طب) عن معاذ قال بعثني المصطفى إلى اليمن فقلت أوصني فذكره وفيه كذاب • (عليك بحسن الخلق وطول الصمت) أي السكوت حيث لا ثواب في الكلام (فوالذي نفسي بيده) أي بتصريفه (ما تحمل الخلائق بمثلهما) إذ هما جماع الخصائل الحميدة ولهذا كانا من خصال الأنبياء (ع) عن أنس بإسناد صحيح • (عليك بركعتي الفجر) أي ألزم فعلهما (فإن فيهما فضيلة) هي أنهما خير من الدنيا وما فيها كما في خبر وهما أفضل الرواتب بعد الوتر (طب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن • (عليك بحسن الكلام) قال المناوي بأن تزن ما تتكلم به قبل النطق بميزان العقل والشرع (وبذل الطعام) لمن يحتاج إليه (خدك) عن هانئ بن يزيد المد حجي الحارثي قال الشيخ رحمه الله حديث صحيح • (عليك بركعتي الفجر فإن فيهما فضيلة) (طب) عن ابن عمر • (عليك بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) أي ألزم هذه الكلمات الباقيات الصالحات (فإنهن يحططن الخطايا) أي يسقطنها (كما تحط الشجرة ورقها) أيام الشتاء والمراد الصغائر (هـ) عن أبي الدرداء بإسناد حسن • (عليك بكثرة السجود) أي ألزم الإكثار من صلاة النافلة (فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة) منزلة عالية في الجنة (وحط بها عنك خطيئة (حم م ت ن هـ) عن ثوبان مولى المصطفى (وأبي الدرداء) • (عليك) خطاب لعائشة (بالرفق) أي بلين الجانب والاقتصاد في جميع الأمور والأخذ بالتي هي أحسن (أن) وفي نسخة فإن (الرفق لا يكون في شيء إلا زانه) إذ هو سبب لكل خير (ولا ينزع من شيء إلا شانه) قال العلقمي وسببه كما في مسلم ركبت عائشة بعيراً فيه صعوبة فعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك فذكره (م) عن عائشة • (عليك) يا عائشة (بالرفق وإياك والعنف) بتثليث العين والضم أفصح الشدة والمشقة أي احذري العنف فن كل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله (والفحش) التعدي في القول والجواب (خد) عن عائشة قاله لها حين قالت لليهود عليكم السام واللعنة بعد قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم السام عليك وإسناده حسن • (عليك) خطاب لأم أنس (بالصلاة) المفروضة بالإتيان بها في أوقاتها بشروطها وأركانها وسننها أو النافلة أي إلزمي الإكثار منها أو المفروضة والنافلة (فإنه أفضل الجهاد واهجري المعاصي فإنه) أي هجرها (أفضل الهجرة) أي أكثرها ثواباً (المحاملي في أماليه عن أم أنس) الصحابية وليس لها غيره • (عليك) يا عائشة (يجمل الدعاء) بضم الجيم وفتح الميم قال في المصباح وأجملت الشيء إجمالاً جمعته من غير تفصيل وجمله هي ما قل لفظه وكثر معناه أو التي تجمع الأغراض الصالحة

والمقاصد الصحيحة (قولي اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وىجله ماعلمت من وما لم أعلم واسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك مما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك مما تعوذ به محمد صلى الله عليه وسلم وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشداً) قال المناوي كذا بخط المؤلف وفي رواية خيارً وقد مر (خد) عن عائشة بإسناد حسن • (عليكم بالأبكار) أي بتزوجهن وإيثارهن على غيرهن والبكارة بالفتح عذرة المرأة (فإنهن أعظم أفواها) قال الدميري أي ألين كلمة وقال العلقمي أي أطيب ريقاً (وانتق أرحاماً) أي أكثر أولاداً (وأرضى باليسير) من الجماع أو أعم وفيه وفيما بعده ندب تزوج البكر حيث لا عذر (هـ هق) عن عويم ابن ساعدة الأنصاري • (عليكم بالأبكار فإنهن انتق أرحاماً وأعذب أفواهاً وأقل خبا) بالكسر والتشديد قال العلقمي الخب بالكسر الخداع (وأرضى باليسير) لأنها لم تتعود من معاشرة الأزواج ما يدعوها إلى استقلال ما تجده (فائدة) روى الحافظ أبو نعيم عن شجاع ابن الوليد قال كان فيمن كان قبلكم رجل حلف لا يتزوج حتى يستشير مائة نفس وأنه استشار تسعة وتسعين رجلاً فاختلفوا عليه فقال بقى واحد وهو أول من يطلع من هذا الفج فآخذ بقوله ولا أعدوه فبينما هو كذلك إذ طلع عليه رجل يركب قبضة فأخبروه بقصته فقال النساء ثلاثة واحدة لك وواحدة عليك وواحدة لا لك ولا عليك فالبكر لك وذات الولد عليك والثيب لا لك ولا عليك ثم قال له اطلق الجواد فقال له أخبرني بقصتك فقال أنا رجل من علماء بني إسرائيل مات قاض فركبت هذه القصبة وتبالهت لأخلص من القضاء (طس) والضياء عن جابر وإسناده ضعيف • (عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وانتق أرحاماً وأسخن إقبالاً) بفتح الهمزة فروجاً (وأرضى باليسير من العمل) أي الجماع (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن ابن عمر) بإسناد ضعيف • (عليكم بالأترح) أي الزموا أكله (فإنه يشد الفؤاد) أي القلب (فر) عن عبد الرحمن بن دلهم معضلاً • (عليكم بالإثمد) بكسر الهمزة والميم بينهما مثلثة ساكنة وحكى فيه ضم الهمزة حجر معروف أسود يضرب إلى الحمرة يكون ببلاد الحجاز وأجوده يؤتي به من أصبهان أي الزموا الاكتحال به (فإنه يجلو البصر) أي يزيد نور العين بدفعه المواد الرديئة المنحدرة من الرأس (وينبت الشعر) أي شعر هدب العين لأنه يقوي طبقاتها فالاكتحال به يحفظ صحة العين لا سيما عين المشايخ والصبيان لكنه لا يوافق الرمد الحار وخاصته النفع للجفون ذوات الفضول الغليظة والأحاديث دالة على استحباب الاكتحال به (حل) عن ابن عباس وصححه ابن عبد البر • (عليكم بالإثمد عند النوم فإنه يجلو البصر وينبت الشعر) قال المناوي تعلق به قوم وكرهوا الاكتحال به للرجل نهاراً وهو خطأ وإنما نص على الليل لأنه فيه أنفع (هـ) عن جابر

وفيه وضاع (هـ ك) عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وقال صحيح وأقره الذهبي • (عليكم بالإثمد فإنه منبتة) مفعلة (للشعر مذهبة للقذا) جمع قذاة ما يقع في العين من تبن ونحوه (مصفاة للبصر) من النزلات المنحدرة من الرأس (طب حل) عن علي كرم الله وجهه وإسناده جيد • (عليكم بالباءة) بالمد التزوج وقد يطلق على الجماع والباءة في الأصل المنزل لأن من تزوج امرأة بوأها منزلاً وقيل لأن الرجل يتبوء من أهله أي يتمكن كما يتبوء من منزله (فمن لم يستطع) لفقد الأهبة (فعليه بالصوم) فإنه له وجاء بكسر الواو أي مانع من الشهوات بإضعافه لها (طس) والضياء عن أنس رضي الله عنه بإسناد حسن • (عليكم بالبياض من الثياب) أي بلبس الثياب البيض (فليلبسها أحياؤكم) ندباً (وكفنوا فيها موتاكم فإنه من خير ثيابكم) أي أطهرها وأحسنها رونقاً فلبس الأبيض مستحب إلا في العيد فالأنفس (حم ن ك) عن سمرة بن جندب وإسناد صحيح • (عليكم بالبغيض النافع) فعيل بمعنى مفعول لأنه مبغوض للمريض أي الزموا أكله قالوا وما هو قال (التلبينة) بفتح فسكون حسا يعمل من دقيق رقيق فيصير كاللبن بياضاً (فوالذي نفسي بيده) أي بقدرته وتصريفه (أنه) أي البغيض وفي رواية أنها أي التلبينة (ليغسل بطن أحدكم) من الداء (كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء) تحقيق لوجه الشبه (هـ ك) عن عائشة وقال صحيح • (عليكم بالتواضع فإن التواضع في القلب) لا في الزي واللباس (ولا يؤذي مسلم مسلماً فلرب متضاعف في اطمار) بفتح الهمزة جمع طمر بالكسر وهو الثوب الخلق (لو أقسم على الله) أي حلف عليه ليفعلن (لأبره) أي أبر قسمه وفعل مطلوبه فيجب أن لا يحتقر أحد أحدا (طب) عن أبي أمامة رضي الله عنه وفيه وضاع • (عليكم بالثفاء) بالمد ومثلثة مضمومة وفاء مفتوحة الخردل أو حب الرشاد وهو يسخن ويلين البطن ويخرج الدود وحب القرح ويحلل أورام الطحال ويحرك شهوة الجماع ويجلو الجرب المتقرح والقوبا وشربه ينفع من نهش الهوام ولسعها وإذا بخر به في موضع طرد الهوام ويمسك الشعر المتساقط وإذا خلط بسويق الشعير والخل وضمد به نفع من عرق النساء وحلل الأورام الحارة في آخرها وينفع من الاسترخاء في جميع الأعضاء ويشهي الطعام وينفع من عرق النساء ووجع حق الورق إذا شرب أو احتقن به ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج وإن شرب منه بعد سحقه وزن خمسة دراهم بالماء الحار أسهل الطبيعة وحلل الرياح ونفع من وجع القولنج البارد وإذا سحق وشرب نفع من البرص وإذا لطخ عليه وعلى البهق مع الخل نفع منهما وينفع من الصداع الحادث من البرد والبلغم وإن قلى وشرب عقد البطن وإذا غسل بمائه الرأس نفاه من الأوساخ والرطوبات اللزجة (فإن الله تعالى جعل فيه شفاء من كل داء) وهو حار يابس في الثالثة (ابن السني وأبو نعيم عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (عليكم بالجهاد في سبيل الله) تعالى (فإنه باب من أبواب الجنة) أي طريق

من الطرق الموصلة إليها مع السابقين (يذهب الله به الهم والغم) عمن جاهد في سبيله لإعلاء كلمته (طس) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف ورواه الحاكم بإسناد صحيح • (عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة) بفتح القاف والميم وسكون المهملة وضم الدال المهملة وفتح الواو نقرة القفا وجوزتها هي الناشزة فوقها التي تصير على الأرض إذا استلقى الإنسان (فإنها دواء من اثنين وسبعين داء وخمسة أدواء من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس) أي وخمسة أدواء زيادة على ذلك فذكر خمسة وعدا ربعا فكأن الخامسة سقطت من بعض الرواة أو من بعض النساخ (طب) وابن السني وأبو نعيم عن صهيب الرومي رضي الله تعالى عنه ورجال الطبراني ثقات • (عليكم بالحزن) بالضم (فإنه مفتاح القلب) قالوا كيف الحرن (قال أجيعوا أنفسكم وأظمؤها) إلى حد لا يضر وبذلك ينور القلب (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (عليكم بالحناء) بالمد أي بصبغ الشعر به ندباً (فإنه ينور رؤسكم) أي يحسنها وينبت شعرها وكذا جميع الشعر (ويطهر قلوبكم) لسر علمه الشارع (ويزيد في الجماع) لما فيه من تهييج قوى المحبة ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري بصبي فخضب أسافل رجليه بالحناء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء وهو صحيح مجرب لا شك فيه وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها وقلع السوس عنها وإذا نفع ورقه في ماء عب ثم عصر وشرب من صفوه أربعون يوماً كل يوم عشرون درهماً مع عشرة دراهم سكر ثم تغذى عليه بلحم الضأن الصغير فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة وحكى أن رجلاً تعفنت أظافيره وأنه بذل لمن يبرئه مالا فلم يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشرة أيام حناء فلم يقدر عليه ثم نقعه بماء وشربه فبرئ ورجعت أظافيره والحناء إذا ألزمت بها الأظفار معجوناً حسنها ونفعها وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام الحارة التي ترشح ماء أصفر نفعها وينفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة وهو ينبت الشعر ويقوي ويحسنه كما تقدم ويقوي الرأس وينفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن (وهو شاهد في القبر) أي علامة تعرض بها الملائكة فيه المؤمن من الكافر (ابن عساكر عن واثلة) بن الأسقع وذا حديث منكر • (عليكم بالدلجة) بالضم والفتح سير الليل يقال ادلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل وأدلج بالتشديد إذا سار من آخره (فإن الأرض تطوى بالليل) أي ينزوي بعضها إلى بعض ويدخل فيه فيقطع المسافر من المسافة البعيدة ما لا يقطعه في النهار خصوصاً آخر الليل الذي ما فعل فيه شيء من العبادات والمباحات إلا وكانت البركة الكثيرة فيه فإنه الوقت الذي ينزل الله فيه إلى سماء الدنيا فيقول هل من تائب إلى آخره وقد قال الله تعالى فأسر بأهلك بقطع من الليل أي سرف في سواد الليل إذا بقى منه قطعة (دك هق) عن أنس بإسناد صحيح • (عليكم بالرمي) بالسهام (فإنه من خير لهوكم) أي لعبكم وأصله ترويح النفس

بما لا تقتضيه الحكمة وقال في المصباح اللهو معروف تقول أهل نجد لهوت عنه الهو لهياً والأصل على فعول من باب قعد وأهل العالية لهيت عنه ألهى من باب تعب ومعناه السلوان والترك ولهوت به لهواً من باب قتل أولعت به وتلهيت به أيضاً واللعب بفتح اللام وكسر العين ويجوز تخفيفه بكسر اللام وسكون العين (البزار عن سعد) بن أبي وقاص وإسناده صيح • (عليكم بالرمي فإنه خير لعبكم) (طس) عن سعد • (عليكم بالزبيب) أي الزموا أكله (فإنه يكشف المرة) بكسر الميم وشدة الراء (ويذهب بالبلغم ويشد العصب ويذهب بالعيا) أي التعب (ويحسن الخلق) بالضم (ويطيب النفس ويذهب بالهم) أخرج ابن السني وأبو نعيم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء كل يوم لم ير في جسده شيئاً يكرهه والزبيب حار رطب في الأولى وهو كالعنب المتخذ منه الحلو منه حار والحامض والقابض بارد والأبيض أشد بضاً من غيره وإذا أكل لحمه وافق قبضه الرئة ونفع من السعال ووجع الكلا والمثانة ولين البطن ويقوي المعدة والكبد والطحال وينفع من وجع الضرس والحلق والرئة ويغذو غذاء صالحاً ولا يسد كما يفعل التمر وما أكل بعجمه كان أكثر نفعاً للمعدة والكبد والطحال وفيه نفع للحفظ قال الزهري من أحب ان يحفظ الحديث فليأكل الزبيب أخرجه السلفي في الطوريات (أبو نعيم) في الطب النبوي (عن علي) أمير المؤمنين رضي الله عنه • (عليكم بالسراري فإنهن مباركات الأرحام) قال عمر ليس قوم أكيس من أولاد السراري لأنهم يجمعون فصاحة العرب ودهاء العجم (طس ك) عن أبي الدرداء (د) في مراسيله والعدلي عن رجل من بني هاشم من التابعين (مرسلاً) وهو حديث ضعيف • (عليكم بالسكينة) أي الوقار والتأني (عليكم بالقصد) أي التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط (في المشي بجنائزكم) بأن يكون بين المشي المعتاد والخبب (طب هق) عن أبي موسى الأشعري بإسناد حسن • (عليكم بالسناء) بفتح السين والمد والقصر معروف بأن يدق ويخلط بعسل وسمن ويلعق (والسنوت) قال في مختصر النهاية بفتح السين أفصح من ضمها قلت قال ابن الجوزي وبضم النون الشبت أو العسل أو رغوة السمن أو حب الكمون أو الكمون الكرماني أو الرازيانج أو التمر أو العسل الذي في رقاق السمن (فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام) بالمهملة من غير همز (وهو الموت) قال المناوي فيه أن الموت داء من جملة الأدواء (هـ ك) عن عبد الله ابن أم حرام) قال الحاكم صحيح • (عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم) بزواله الرائحة الكريهة (مرضاة للرب) أي يثيب عليه (حم) عن ابن عمر • (عليكم بالسواك فنعم الشيء السواك يذهب بالحفر) داء يفسد أصول الأسنان قال في المصباح وحفرت الأسنان حفراً من باب ضرب وفي لغة لبني أسد حفر حفراً من باب تعب إذا فسدت أصولها بسلاق يصيبها لكن ابن السكيت جعل المفتوح من لحن العامة وهو محمول

على أنه ما بلغه لغة بني أسد (وينزع البلغم ويجلو البصر ويشد اللثة) بكسر اللام لحم الأسنان (ويذهب بالبخر ويصلح المعدة ويزيد في درجات الجنة ويحمد) بضم أوله (الملائكة ويرضى الرب ويسخط الشيطان) ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم عليه (عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا عن أنس) قال الشيخ بفتح الدال والمثناة التحتية المشددة قرية بالشام • (عليكم بالشام) بالهمزة وتركه يذكر ويؤنث لأن المراد البلاد أي الزموا سكناه لكونها أرض المحشر والمنشر والمراد آخر الزمان لأن جيوش المسلمين تنزوي إليها عند غلبة الفساد (طب) عن معاوية ابن حيده بإسناد ضعيف • (عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه) أي يجمع إليها المختارين من عباده (فمن أبى) أي امتنع منكم عن القصد إلى الشام (فليلحق بيمنه) أضاف اليمن إليهم لأنه خاطب به العرب واليمن من أرض العرب (وليسق من غدره) بضم الغين المعجمة والدال المهملة جمع غدير وهو الحوض أمرهم بسقي دوابهم مما يختص بهم وترك المزاحمة فيما سواه والتغلب حذراً من الفتنة (فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهله) أي ضمن لي حفظها وحفظ أهلها القائمين بأمر الله (طب) عن واثلة بن الأسقع وإسناده ضعيف • (عليكم بالشفاء من العسل) وهو لعاب النحل وله زها مائة اسم وله منافع كثيرة منها أنه ينفع البشرة وينعمها وإن اكتحل به جلا البصر وإذا استن به بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة وإذا تغرغر به نفع من أورام الحلق ومن الخفقان ويوافق السعال البلغمي ويدر البول ويلين البطن ويفتح سددها ويفتح أفواه العروق ويدر الطمث وينفع من لسع العقرب ومن نهش الهوام ذوات السموم ومن عضة الكلب ولعقه على الريق يذيب البلغم ويغسل خمل المعدة ويدفع الفضل وينضحه ويسخنها باعتدال ويفتح سددها ويفعل مثل ذلك بالكبد والكلأ والمثانة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب كل يوم قدح عسل ممزوجاً بالماء على الريق فهذه حكمة عجيبة في حفظ الصحة لا يعقلا إلا العالمون وقد كان بعد ذلك يغتذي بخبز الشعير مع الملح أو الخل أو نحوه ويصابر شظف العيش فلا يضره لما سبق له من الإصلاح وقد كان عليه الصلاة والسلام يراعي في حفظ صحته أموراً فاضلة جداً منها تقليل الغذاء وتجنب التخم ومنها شرب بعض المنقوعات يلطف بها غذاءه كنقيع التمر والزبيب أو الشعير ومنها استعمال الطيب وجعل المسك في مفرقه والأدهان والاكتحال وكان عليه الصلاة والسلام يغذي روح الدماغ والقلب بالمسك وروح الكبد والقلب بماء العسل فما اتقن هذا التدبير وما أفضله (والقرآن) جمع بين الطب البشري والطب الإلهي وبين الفاعل الطبيعي والفاعل الروحاني وبين طب الأجساد وطب الأنفس وبين السبب الأرضي والسبب السماوي وشفاء القرآن بحسب إزالته للريب وكشف غطاء القلب لفهمهم المعجزات والأمور الدالة على الله المقررة لشرعه ويحتمل أن يريد بالشفاء نفعه من

الأمراض بالرقي والتعويذ ونحوه كما في الرقية بفاتحة الكتاب وبالمعوذتين وغير ذلك ومما جرب نفعه للاستشفاء أن يكتب آيات الشفاء ويشف صدور قوم مؤمنين وشفاء لما في الصدور يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين وإذا مرضت فهو يشفين قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ثم يكتب بسم الله الرحم نالرحيم قل هو الله أحد أي والله أي والله أي والله الله الصمد أي والله أي والله أي والله لم يلد ولم يولد لا والله لا والله لا والله ولم يكن له كفؤاً أحد لا والله لا والله لا والله رب الناس اذهب الباس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم في أناء نظيف ويسقي للمريض (هـ ك) عن ابن مسعود وهو حديث صحيح • (عليكم بالصدق) أي الزموا الأخبار بما يطابق الواقع (فإنه مع البر) بالكسر أي العبادة (وهما في الجنة) أي يدخلان صاحبهما الجنة (وإياكم والكذب) أي اجتنبوه واحذروا الوقوع فيه (فإنه مع الفجور) أي الخروج عن الطاعة والفاجر هو المنبعث في المعاصي والمحارم (وهما في النار) أي الكذب مع الفجور يدخلان صاحبهما النار (وسلوا الله اليقين والمعافاة) قال الحليمي هو من جوامع الكلم الذي أوتيه انبي صلى الله عليه وسلم قاله للرجل الذي سأله أن يعلمه ما يدعو به أي سل ربك اليقين والعافية وذلك أنه ليس شيء مما يعمل للآخرة يتلقى إلا باليقين وليس شيء من الدنيا يهنأ لصاحبه إلا مع العافية وهي الأمن والصحة وفراغ القلب فجمع أمر الآخرة كله في كلمة وأمر الدنيا في كلمة أخرى (فإنه) أي الشأن (لم يؤت أحد بعد اليقين خيراً من المعافاة ولا تحاسدوا) أي لا يحسد بعضكم بعضاً (ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا) كما أمركم الله (حم خده) عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه • (عليكم بالصدق) أي القول الحق (فإن الصدق يهدي إلى البر) بالكسر العمل الصالح (وأن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل) أي الإنسان (يصدق ويتحرى الصدق) أي يجتهد فيه (حتى يكتب عند الله صديقا) أي يحكم له بذلك ويستحق الوصف به (وإياكم والكذب) أي احذروه (فإن الكذب يهدي إلى الفجور) أي الانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) أي يحكم له بذلك ويستحق الوصف به والمراد إظار ذلك لخلقه بكتابته في اللوح وبإلقائه في القلوب وعلى الألسنة (حم خدم ت) عن ابن مسعود • (عليكم بالصدق فإنه باب من أبواب الجنة) أي طريق من الطرق الموصلة إليها (وإياكم والكذب فإنه باب من أبواب النار) كذلك (خط) عن أبي بكر الصديق وفيه كذاب ورواه الطبراني مختصرا بإسناد حسن • (عليكم بالصف الأول) أي الزموا الصلاة فيه وهو الذي يلي الإمام (وعليكم بالميمنة) أي صلوا في الجهة التي عن يمين الإمام (وإياكم والصف بين السواري) جمع

سارية وهي العمود فإنه خلاف الأولى (طب) عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد ضعيف • (عليكم بالصلاة فيما بين العشاءين) المغرب والعشاء فهو من باب التغليب فإنها تذهب بملاغاة النهار (فر) عن سلمان الفارسي وفيه كذاب • (عليكم بالصوم فإنه محسمة) بفتح الميم وسكون المهملة الأولى وفتح الثانية والميم قال في المصباح حسمه حسماً من باب ضرب فانحسم بمعنى قطعه فانقطع وحسمت العرق على حذف مضاف والأصل حسمت دم العرق إذا قطعته ومنعته السيلان بالكي بالنار اهـ وقال في النهاية محسمة للعرق مقطعة للنكاح (للعروق) أي مانع للمنى من السيلان بمعنى أنه يقلله جداً (ومذهبة للأشر) أي البطر أي يخفف المنى ويكسر النفس فيذهب بطرها (أبو نعيم في الطب) النبوي (عن شداد بن أوس) وفي نسخة ابن عبد الله • (عليكم بالعمائم) أي الزموا لبسها (فإنها سيما الملائكة بالقصر أي كانت علامة لهم يوم بدر (وارخوا لها خلف ظهوركم) أي ارخوا من طرفها (نحو ذراع (طب) عن ابن عمر بن الخطاب (هب) عن عبادة بن الصامت بإسناد ضعيف • (عليكم بالغنم) أي اقتنوها وأكثروا من اتخاذها (فإنها من دواب الجنة وصلوا في مراحها) بالضم مأواها (وامسحوا رغامها تمامه قلت يا رسول الله ما الرغام قال المخاط والأمر للإباحة (طب) عن ابن عمر بإسناد فيه مجهول • (عليكم بالقرآن) أي الزموا تلاوته وتدبره (فاتخذوه إماماً) أي اقتدوا به إذ الإمام العالم المقتدي به (وقائدا فإنه كلام رب العالمين الذي هو منه وإليه يعود فآمنوا بمتشابهه واعتبروا بأمثاله) قال تعالى ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل وضرب المثل اعتبار الشيء بغيره وتمثيله به وضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور كثيرة التذكير والوعظ والحث والزجر والاعتبار والتقرير وتقريب المراد للعقل وتصويره بصورة المحسوس فإن الأمثال تصور المعاني بصورة الأشخاص لأنها أثبت في الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس ومن ثم كان الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجلي والشاهد بالغائب (ابن شاهين في) كتاب (السنة وابن مردويه) في تفسيره (عن عليّ) أمير المؤمنين • (عليكم بالقرع) أي الزموا أكله (فإنه يزيد في الدماغ) أي في قوته أو في العقل الذي فيه قال العلقمي قال شيخنا القرع بارد رطب سريع الانحدار وإن لم يفسد قبل الهضم تولد منه خلط محمود وأن طبخ بالسفرجل غذى البدن غذاء جيداص وهو لطيف مائي وينفع المحرورين وماؤه يقطع العطش ويذهب الصداع الحار وهو ملين للبطن كيف استعمل ولا يتداوى المحرورون بمثله ولا أعجل منه نفعاً وهو شديد النفع لأصحاب الأمزجة الحارة والمحمومين قال ابن القيم وبالجملة فهو من ألطف الأغذية وأسرعها انفعالاً (وعليكم بالعدس فإنه قدّس على لسان سبعين نبياً) زاد البيهقي آخرهم عيسى بن مريم وهو يرق القلب ويسرع الدمعة قال الحافظ أبو موسى المديني أنه باطل روى بغير إسناد عن ابن عباس وواثلة ثم أسند أبو يوسف

ابن أبي طيبة عن أبي إدريس عن الليث أنه ذكر العدس فقالوا بارك عليه كذا وكذا نبياً وكان الليث يركع فالتفت إليهم يعني بعد فراغه وقال ولا نبي واحد أنه لبارك أنه ليؤذي وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (طب) عن واثلة بإسناد ضعيف • (عليكم بالفرع فإنه يزيد في العقل ويكبر الدماغ) أي يقوّى حواسه (هب) عن عطاء مرسلاً • (عليكم بالقنا) جمع قناة وهي الرمح ويجمع على قنوات (والقسي) بكسر القاف والسين المهملة (العربية) التي يرمي بها بالنشاب فخرج قوس الجلاهق وهي التي يرمي بها بالبندق المعمول من الطين والإضافة فيه للتخصيص فيقال قوس الجلاهق كما يقال قوس النشاب (فإن بها) جمع باعتبار الأفراد (يعز الله دينكم ويفتح لكم البلاد) وهذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقع (طب) عن عبد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة رضي الله عنه • (عليكم بالقناعة) الرضا باليسير وقيل القناعة الاكتفاء بما تندفع به الحاجة من مأكل وملبس وغيرهما وقيل القناعة رضى النفس بما قسم لها من الرزق وهي ممدوحة ومطلوبة وثمرتها في الدنيا السلامة من المطالبة بالحقوق وما يتبعها من التعب وفي الآخرة السلامة من طول الحساب قيل في قوله تعالى أن الأبرار لفي نعيم النعيم هو القناعة في الدنيا وفي قوله وأن الفجار لفي جحيم هو الحرص على الدنيا وفي الزبور القانع غني وإن كان جائعاً وقيل وضع الله خمسة أشياء في خمسة مواضع العز في الطاعة والذل في المعصية والهيبة في قيام الليل والحكمة في البطن الخالي والغنى في القناعة ولهذا قيل من قنع استراح من مزاحمة أهل زمانه أي في الأسواق وغيرها واستطال على أقرانه (فإن القناعة مال لا ينفذ) لأن الإنفاق منها لا ينقطع لأن صاحبها كلما تعذر عليه شيء من الدنيا رضي بما دونه يقال قنع يقنع قناعة بكسر عين الماضي وفتح عين المضارع إذا رضي بما رزقه الله تعالى وقنع يقنع قنوعاً إذا سأل قال بعضهم: العبد حران قنع • والحر عبدان قنع فاقنع ولا تقنع فما • شيء يشين سوى الطمع قوله العبد حران قنع أي رضي بما رزقه الله والحر عبدان قنع أي طمع فاقنع أي أرض ولا تقنع أي تطمع وقيل من قنع استراح من الشغل أي بغير الطاعة واستطال على الكل أي بالعزو والمروءة وقيل من طمحت عيناه لما في أيدي الناس طال حزنه وهمه أي على امتيازهم عنه لأن المقادير لا تجري على وفق غرضه وأنشدوا في ذلك: وأحسن بالفتى من يوم عار • ينال به الغنى كرم وجوع أحسن مبتدأ كرم وجوع خبره والمعنى يوم يكون العبد فيه جائعاً كريم النفس على الحرص والشدة أحسن من يوم يكون فيه ذا عار وذل لينال بذلك الغنى (طس) عن جابر رضي الله عنه بسناد ضعيف • (عليكم بالكحل) أي الزموا الاكتحال بالإثمد (فإنه ينبت الشعر) شعر الأهداب (ويشد العين) لتقليله الرطوبة وتجفيف الدمع

(البغوي في مسند عثمان) بن عفان (عنه) أي عن عثمان • (عليكم بالمرز بحوش) بفتح الميم وسكون الراء وفتح الزاي وسكون النون وضم الجيم وشين معجمة الريحان الأسود أو نوع من الطيب أو نبت له ورق كالآس (فشموه) إرشاداً (فإنه جيد للخشام) بخاء معجمة مضمومة ثم شين معجمة الزكام قال في المصباح وخشم الإنسان خشماً من باب تعب أصابه داء في أنفه فأفسده فصار لا يشم فهو أخشم والأنثى خشماً (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن أنس) • (عليكم بالهليلج) وفي نسخة الأهليلج (الأسود فاشربوه) إرشاداً (فإنه من شجر الجنة طعمه مر وهو شفاء من كل داء) يطفئ الصفراء وينفع الخفقان والجذام والتوحش والطحال ويقوّي حمل المعدة ويصفي اللون والكابل ينفع الحواس والحفظ والعقل ومن الاستسقاء ويسهل السوداء والبلغم والأصفر يسهل الصفراء ويقلل البلغم والأسود يسهل السوداء وينفع البواسير (ك) عن أبي هريرة وهو حديث ضعي ف • (عليكم بالهند فإنه ما من يوم إلا وهو يقطر عليه قطر من قطر الجنة) هذه منقبة جليلة وفضيلة عظيمة ومن الأطباء من يسميها البقلة المباركة لكثرة منافعها فتنفع من ضعف القلب والمعدة وتفتح من الكبد والطحال السدد وهو من أفضل دواء المعدة والكبد الحارين وتسكن التهاب المعدة والكب إذا ضمد بها وأكلت وتنفع من الحميات والاستسقاء والأورام وأكثر السموم ولسع الهوام ويضمد بها من الورم الحار في عين الإنسان وماؤها إذا على وصفى وشرب بسكنجبين ينقى الرطوبات العفنة وينفع من الحميات المزمنة وإن طلى به الأورام بردها وليحذر الهند يا أصحاب السعال فإنه لا يوافقهم بحال (أبو نعيم في الطب عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (عليكم بأبوال الإبل البرية) أي التي ترعى في البراري (وألبانها) قال العلقمي أي تداووا بها في المرض الملايم لذلك أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رفعه عليكم بأبوال الإبل فإنها نافعة للذربة بطونهم والذرية بفتح المعجمة وكسر الراء جمع ذرب والذرب بفتحتين فساد المعدة والتداوي بالنجس عندنا جائز إلا بالخمر وما الحق به من المسكر على أن جماعة من الشافعية قالوا بطهارة أبوال الإبل تبعاً للمالكية (ابن السني وأبو نعيم عن صهيب) رضي الله عنه • (عليكم بأسقية الادم) أي بالشرب منها قال في النهاية السقاء ظرف الماء ويجمع على أسقية وقال في المصباح السقا يكون للماء واللبن والأديم الجلد المدبوغ والجمع إدم بفتحتين وبضمتين أيضاً وهو القياس مثل بريد وبردا (التي يلاث) بالمثلثة أي يشد ويربط (على أفواهها) فإن الشرب منها أطيب وأنظف وسببه كما في أبي داود عن ابن عبسا في قصة وفد عبد القي سقالوا فيم نشرب يا نبي الله فقال عليكم فذكره (د) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (عليكم باصطناع المعروف) مع كل بر وفاجر (فإنه يمنع مصارع السوء وعليكم بصدقة السر فإنها تطفئ غضب الله عز وجل ابن أبي الدنيا في) كتاب (قضاء الحوائج عن

ابن عباس) بإسناد ضعيف • (عليكم بألبان الإبل والبقر فإنها ترم) أي تجمع (من الشجر كله) يحتمل أن يكون المراد من شأنها ذلك حتى لو أكلت نوعاً واحداً كالبرسيم كان فيه النفع أيضاً (وهو) أي اللبن أو شرب الألبان (دواء من كل داء) يناسبه (ابن عساكر عن طارق) بالقاف (ابن شهاب) • (عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر وهو شفاء من كل داء) يقبل العلاج به (ك) عن ابن مسعود • (عليكم بألبان البقر فإنها دواء وأسمانها (بالجر (فإنها شفاء من كل داء) وسمن البقر والمعز إذا شرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب (وإياكم ولحومها) أي احذروا أكلها (فإن لحوهما داء) قال المتبولي إذا كانت مهزولة أما السمينة فلا يضر أكلها (ابن السني وأبو نعيم) (ك) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (عليكم بألبان البقر فإنها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء) بقيده السابق (ابن السني وأبو نعيم عن صهيب) الرومي رضي الله عنه • (عليكم بإنقاء الدبر) بالنون والقاف أي استنجوا بالماء (فإنه يذهب بالباسور) بخلاف الحجر (ع) عن ابن عمر بن الخطاب • (عليكم بثياب البيض فالبسوها) بفتح الموحدة (وكفنوا فيها موتاكم) والأمر للندب (طب) عن ابن عمر ابن الخطاب ورجاله ثقات • (عليكم بثياب البيض فليلبسها) بفتح الموحدة (احياؤكم وكفنوا فيها موتاكم) ندباً فيهما (البزار عن أنس) • (عليكم بحصا الخذف الذي ترمي به الجمرة) قال في مختصر النهاية الخذف بالخاء والذال المعجمتين رميك حصاة أو نواة تأخذها بين اصبعيك قاله في حجة الوداع حين هبط محسراً (حم ن حب) عن الفضل ابن عباس بإسناد صحيح • (عليكم بذكر ربكم) أي بالإكثار منه (وصلوا صلاتكم في أول وقتكم) أي في أول وقتها (فإن الله تعالى يضاعف لكم) أجور أعمالكم (طب) عن عياض • (عليكم برخصة الله التي رخص لكم) المراد هنا الفطر في السفر قالالعلقمي وسببه كما في مسلم عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه فقال ماله قالوا رجل صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر أن تصوموا في السفر وزاد من طري شعبة عليكم برخصة الله فذكره (م) عن جابر بن عبد الله • (عليكم بركعتي الفجر فإن فيهما الرغائب) جمع رغيبة أراد فيهما أجر عظيم (الحارث بن أبي أسامة عن أنس) بن مالك رضي الله عنه • (عليكم بركعتي الضحى فإن فيهما الرغائب) وأقلها ركعتان وأكثره ثمان (خط) عن أنس بإسناد ضعيف • (عليكم بزيت الزيتون فكلوه وادهنوا به فإنه ينفع من الباسور) قال المناوي وهو دم قد دفعته الطبيعة إلى كل موضع في البدن يقبل الرطوبة كالمقعدة والأنثيين (ابن السني) في الطب النبوي (عن عقبة) بالقاف (ابن عامر) الجهني رضي الله عنه • (ليكم بسيد الخضاب الحناء) فإنه (يطيب البشرة) أي يحسن لونها (ويزيد في الجماع) للرجل والمرأة لسر علمه الشارع (ابن السني وأبو نعيم عن أبي رافع) بإسناده ضعيف

(عليكم بشواب النساء) أي أنكحهن وآثروهن على العجائز (فإنهن أطيب أفواها وأنتق أرحاماً وأسخن أقبالاً) أي فروجاً والبكر في ذصلك أعلى رتبة من الثيب (الشيرازي) أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن (في) كتاب (الألقاب) والكنى (عن بشير) قال المناوي بالتصغير (ابن عاصم) بن سفيان الثقفي قال الذهبي ثقة (عن جده) عبد الله الطائفي • (عليكم بصلاة الليل ولو) كان ما تصلونه (ركعة واحدة) ظاهره أنها غير الوتر وفيه جواز التنفل بركعة (حم) في الزهد وابن نصر (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (عليكم بغسل الدبر فإنه مذهبة للباسور) قال المناوي وقوله بغسل بغين معجمة على ما رجعوا عليه لكن ذهب بعضهم إلى أنه بعين مهملة والدبر بفتح فسكون النحل وقال أراد الأمر بأكل عسل النحل (ابن السني وأبو نعيم) في الطب (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (عليكم بقلة الكلام) إلا في خير (ولا يستهوينكم الشيطان فإن تشقيق الكلام) أي التعمق فيه ليخرج أحسن مخرج (من شقايق الشيطان) أي هو يحب ذلك ويرضاه وسببه أن أعرابياً مدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى أزيد شدقه فذكره (الشيرازي) في الألقاب (عن جابر) ابن عبد الله وإسناده ضعيف • (عليكم بقيام الليل) أي التهجد فيه (فإنه دأب الصالحين قبلكم) أي عادتم وشأنهم قال الطيبي أي هي عادة قديمة واظب عليها الأنبياء والأولياء السابقون (وقربة إلى الله ومنهاة) بفتح الميم وسكون النون (عن الإثم) قا في النهاية أي حالة من شأنها أن تنهى عن الإثم وهي مكان مختص بذلك وهي مفعلة من النهي والميم زائدة (وتكفير للسيئات) قال البيضاوي أي خصلة تكفر سيئاتكم (ومطردة للداء عن الجسد) قال في النهاية أي حالة من شأنها إبعاد الداء أو مكان مختص به وهي مفعلة من الطرد اهـ والمعنى أن قيام الليل قربة تقربكم إلى ربكم وخصلة تكفر سيئاتكم وتنهاكم عن المحرمات وتطرد الداء عن أجسادكم (حم ت) عن أبي أمامة الباهلي (ابن عساكر عن أبي الدرداء (طب) عن سلمان الفارسي (ابن السني عن جابر) وهو حديث صحيح • (عليكم بلباس الصوف تجدوا) قال المناوي لفظ رواية البيهقي تجدون بنون الرفع (حلاوة الإيمان في قلوبكم) تمامه وبقلة الأكل تعرفوا في الآخرة (ك هب) عن أبي أمامة وإسناده ضعيف • (عليكم بلحم الظهر) أي بأكله (فإنه من أطيبه) أي من أطيب اللحم قال المناوي وأطيب منه لحم الذراع وقال شيخي محبي السنة في زمانه إبراهيم اللقاني رحمه الله تعالى لحم الظهر أطيب اللحم على الإطلاق كما صرح به في حديث أطيب اللحم لحم الظهر ولا يعارضه أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب لحم الذراع لأنه كان يحبه لمعنى آخر كسرعة نضجه وسهولة تناوله (أبو نعيم عن عبد الله ابن جعفر) • (عليكم بماء الكمأة الرطبة) بفتح الكاف وسكون الميم بعدها همزة مفتوحة تطلق على الواحد والجمع وهي نبات لا أوراق لها ولا ساق توجد في أرض من غير أن تزرع

وهي كثيرة بأرض العرب وتوجد بالشام ومصر وأجودها ما كانت أرضه رملة قليلة الماء ومنها صنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة سميت بذلك لاستتارها يقال كمأ الشهادة إذا كتمها وأكلها يورث القولنج والسكتة والفالج وعسر البول (فإنها من المن) المنزل على بني إسرائيل وهو الطل الذي يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل ومنه الترنجبيل شبه الكمأة به بجامع وجود كل منهما بلا علاج (وماؤها شفاء للعين) بأن تقشر ثم تسلق حتى تنضج أدنى نضج وتشق ويكتحل بمائها فإنه يجلو البصر وقد جرب فأزال أثر الجدري من العين وإذا أضيف إلى الإثمد نفع نفعاً جيداً فماؤها ينفع العين مفرداً ومركباً قال الخطابي إنما اختصت بهذه الفضيلة لأنها من الحلال المحض الذي ليس في اكتسابه شبهة وقال النووي الصواب أن ماءها شفاء للعين مطلقاً فيعصر ماؤها ويجعل في العين منه قال وقد رأيت أنا وغيري في زماننا من كان أعمى وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجرداً فشفي وعاد إليه بصره (ابن السني وأبو نعيم عن صهيب) الرومي • (عليكم بهذا السحور) بالفتح (فإنه هو الغذاء المبارك) زاد في رواية الديلمي وإن لم يصب أحدكم إلا جرعة ماء فليتسحر بها (حم ن) عن المقدام بن معدي كرب • (عليكم بهذا العود الهندي) أي تداووا به (فإن فيه سبعة أشفية) جمع شفاء (يستعط به من العذرة) بالضم وجع يكون بالحلق يعتري الصبيان ويلد به من ذات الجنب (خ) عن أم قيس بنت محصن • (عليكم بهذا العلم) الشرعي الصادق بالحديث والفقه والتفسير أي الزموا تعلمه وتعليمه (قبل أن يقبض) بقبض أهله (وقبل أن يرفع) قال المناوي من الأرض بانقراضهم اهـ ويحتمل أن يكون المراد رفعه من الصدور (العالم) العامل (والمتعلم) لوجه الله (شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس) أي باقيهم (بعد) أي بعد العالم والمتعلم (هـ) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف • (عليكم بهذه الحبة السوداء) أي الزموا أكلها (فإن فيها شفاء من كل داء) يحدث من الرطوبة والبرودة فتستعمل تارة مفردة وتارة مركبة بحسب ما يقتضيه المرض (إلا السام) بمهملة غير مهموز (وهو الموت) فلا حيلة في رده (هـ) عن ابن عمر (ت حب) عن أبي هريرة (حم) عن عائشة رضي الله عنها وإسناده صحيح • (عليكم بهذه الخمس كلمات) أي واظبوا على قولها وهي (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله) فإنها الباقيات الصالحات في قول ابن عباس (طب) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ رحمه الله حديث صحيح • (عليكم بهذه الشجرة المباركة) أي بما يستخرج من ثمرتها (زيت الزيتون فتداووا به فإنه مصحة) بفتح الميم والصاد (من الباسور) قال المناوي في أكثر النسخ بموحدة تحتية ورأيت في بعض الأصول الصحيحة القديمة بالنون اهـ (طب) وأبو نعيم في الطب (عن عقبة ابن عامر) الجهني • (عليكم حج نسائكم) أي إحجاج زوجاتكم حجة الإسلام (وفك عانيكم) أي أسيركم من أيدي الكفار وهذا في الأسير على بابه

بالنسبة لمياسير المسلمين عند تعذر بيت المال وفي الحج محمول على أن من باب المروءة (ص) عن مكحول مرسلاً • (عليكم هدياً قاصداً عليكم هدياً قاصداً عليكم هدياً قاصداً) قال في النهاية طريقاً معتدلاً انتهى أي الزموا القصد في العمل وهو الأخذ بالأرفق بغير غلو ولا تقصير (فإنه) أي الشأن (من يشاد) بشدة الدال (هذا الدين يغلبه) أي من يقاومه ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقته يجره ذلك إلى التقصير في العمل وترك الواجبات (حم ك هق) عن بريدة تصغير بردة قال الشيخ حديث صحيح • (عليكم من الأعمال بما تطيقون) قال المناوي لفظ رواية مسلم ما تطيقون بإسقاط الباء أي الزموا من العبادة من صلاة وصيام ودعاء ما تطيقون المداومة عليه بلا ضرر (فإن الله لا يمل) بفتح المثناة التحتية والميم أي لا يترك الثواب عنكم (حتى تملوا) بفتح المثناة الفوقية والميم أي تتركوا عبادته فعبر بالملل للمشاكلة والازدواج وإلا فالملل مستحيل في حقه تعالى (طب) عن عمران بن حصين وإسناده حسن • (عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فأكثروا منهما فإن إبليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء) بالمد جمع هوى بالقصر هوى النفس وقال في المصباح والهوى مقصور مصدر هويت من باب تعب إذا أحببته وعلقت به ثم أطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ثم استعمل في ميل مذموم فيقال اتبع هواه من هو من أهل الأهواء فالمراد أهلكتهم بميل نفوسهم إلى الأشياء المذمومة (وهم يحسبون) أنهم مهتدون أي على هدى (ع) عن أبي بكر الصديق وإسناده ضعيف • (عليكن) أيها النسوة (بالتسبيح) أي بقول سبحان الله (والتهليل) أي قول لا إله إلا الله (والتقديس) أي قول سبوح قدوس رب الملائكة والروح (واعقدن بالأنامل) أي اعددن عد مرات التسبيح وتألييه بها (فإنهن مسئولات) عن عمل صاحبهن (مستنطقات) بالبناء للمفعول للشهادة عليه بما حركهن من خير أو شر (ولا تغفلن) بضم الفاء (فتنسين) بضم المثناة الفوقية وسكون النون وفتح السين (الرحمة) أي منها (ت ك) عن يسيرة بمثناة تحتية مضمومة وسين مهملة وراء بينهما مثناة تحتية وهي بنت ياسر قال الشيخ حديث حسن • (عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم) بالتشديد يعني الأمراء والرعية قال العلقمي وسببه ما أخرجه ابن جرير وابن قانع والطبراني عن علقمة ابن وائل الحضرمي عن سلمة بن يزيد الجعفي قال قلت يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء من بعدك يأخذون بالحق الذي علينا ويمنعونا من الحق الذي جعله الله لنا نقاتلهم ونعصبهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليهم فذكره فيحتمل أن يكون المعنى عليهم ما كلفوا من العدل وترك الظلم والشفقة على الرعية وعليكم ما كلفتم به من بذل الطاعة في غير معصية (طب) عن يزيد بن أبي سلمة الجعفي بإسناد حسن • (عليّ آخي في الدنيا والآخرة) قال المناوي وكيف لا وقد بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين فأسلم

وصلى يوم الثلاثاء ولما آخى المصطفى بين الناس آخى بينه وبين علي (طب) عن ابن عمر • (علي أصلي وجعفر فرعي) أو جعفر أصلي وعلي فرعي هكذا ورد الشك عند الطبراني (طب) والضياء عن عبد الله بن جعفر • (علي إمام البررة وقاتل الفجرة) أي المنبعثين في المعاصي أو الكفار (منصور من نصره) أي معان من عند الله (مخذول من خذله) أي متروك من رعاية الله أو إعانته (ك) عن جابر وهو حديث ضعيف • (على باب حطة) أي طريق حط الخطايا (من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً) يحتمل أن المراد الحث على إتباعه والزجر عن مخالفته وقال المناوي أي أنه تعالى كما جعل لبني إسرائيل دخولهم الباب متواضعين خاشعين سبباً للغفران جعل الاهتداء بهدي عليّ سبباً للغفران وهذا نهاية المدح اهـ وقال العلقمي أشار إلى قوله تعالى وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم أي قولوا حط عنا ذنوبنا وارتفعت على معنى مسألتنا أو أمرا فعلي رضي الله عنه من اقتدى به واهتدى بهديه وأتبعه في أفعاله وأقواله كان مؤمناً كامل الإيمان (قط) في الإفراد عن ابن عباس • (عليّ عيبة علمي) قال العلقمي قال الجوهري العيبة ما يجعل فيه النشاب اهـ قلت والمراد كما في النهاية أنه مظنة استنصاحي وخاصتي وموضع سري ومعدن نفايسي وقال المناوي العيبه ما يحوز الرجل فيه نفائسه (د) عن ابن عباس • (علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض) يوم القيامة فهو من اعلم الناس بتفسيره (طس ك) عن أم سلمة قال الشيخ حديث صحيح • (علي مني وأنا من علي) أي هو متصل بي وأنا متصل به في الاختصاص والمحبة (ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي) كان الظاهر أن يقال لا يؤدي عني إلا علي فأدخل أنا تأكيد المعنى الاتصال (حم ت ن هـ) عن حبشي بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة التحتية ثم شين معجمة (ابن جنادة) • (علي مني بمنزلة رأسي من بدني) فيه من المبالغة في الاتصال والمعزة ما لا يخفى (خط) عن البراء بن عازب (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (عليّ مني بمنزلة هارون من) أخيه (موسى) يعني متصل بي ونازل مني منزلة هارون من أخيه موسى حين خلفه في قومه (إلا أنه لا نبي بعدي) ينزل بشرع ناسخ نفي الاتصال به من جهة النبوة فبقى الاتصال من جهة الخلافة لأنها تلي النبوة في المرتبة ثم أما أن تكون في حياته أو بعد مماته فخرج بعد مماته لأن هارون مات قبل موسى فتعين أن تكون الخلافة في حياته صلى الله عليه وسلم وقد استخلف علياً رضي الله عنه عند مسيره إلى غزوة تبوك (أبو بكر المطيري) بفتح الميم وكسر الطاء بضبط المؤلف رحمه الله تعالى (في جزئه عن أبي سعيد) الخدري • (علي ابن أبي طالب مولى من كنت مولاه) أي من كنت أتولاه فعلي يتولاه (المحاملي في أماليه عن ابن عباس) • (علي يزر) بفتح المثناة والهاء من باب منع (في الجنة ككواكب الصبح) أي كما تزهر الكواكب التي تظهر عند الفجر (لأهل الدنيا) يعني يضيء لأهل الجنة

كما يضيء الكوكب المشرق لأهل الدنيا (البيهقي في) كتاب فضائل الصحابة (فر) عن أنس بن مالك بإسناد ضعيف • (علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين) قال في النهاية ليعسوب السيد والرئيس والمقدم وأصله فحل النحل اهـ أي على يلوذ به المؤمنون ويلوذ المنافقون والكفار والظلمة بالمال كما يلوذ النحل بيعسوبها الذي هو أميرها ومن ثم قيل العلي أمير النحل (عد) عن علي • (على يقضي ديني) بفتح الدال (البزار عن أنس) وإسناده ضعيف • (عم الرجل صنو أبيه) بكسر المهملة وسكون النون أي مثله يعني أصلهما واحد فتعظيمه كتعظيمه وإيذاؤه كايذائه (ت) عن علي عن ابن عباس • (عمار) بن ياسر (ما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما) أي الأكثر إصابة للصواب فعليكم بهديه قال في المصباح الرشد الصلاح وهي خلاف الغي والضلال وهو إصابة الصواب ورشد رشداً من باب تعب ورشد يرشد من باب قتل فهو راشد ورشيد (هـ) عن عائشة بإسناد حسن • (عمار ملئ إيماناً إلى مشامشه) بضم الميم أي ملئ جوفه به حتى وصل إلى العظام الظاهرة والمشامش رؤوس العظام (حل) عن علي وإسناده ضعيف • (عمار يزول مع الحق حيث يزول) أي يدور معه حيث دار فاهتدوا بهديه (ابن عساكر عن ابن مسعود) وإسناده ضعيف • (عمار خلط الله الإيمان ما بين فرقه إلى قرنه وخلط الإيمان بلحمه ودمه يزول مع الحق حيث زال ولا) وفي نسخة ليس (ينبغي للنار أن تأكل منه شيئاً) المراد نار الآخرة (ابن عساكر عن علي) • (عمار تقتله الفئة الباغية) أي الظالمة الخارجة عن طاعة الإمام الحق والمراد بهذه الفئة فئة معاوية كما في رواية وذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه وقع كذلك (حل) عن أبي قتادة • (عمدا صنعته يا عمر) قاله لما صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال له عمر بن الخطاب قد صنعت شيئاً لم تكن صنعته قال النووي في هذا الحديث أنواع من العلم منها جواز المسح على الخف وجواز الصلوات المفروضات والنوافل بوضوء واحد ما لم يحدث وهذا جائز بإجماع من يعتد به وحكى عن طائفة أنهم أوجبوا الوضوء لكل صلاة وإن كان متطهراً واحتجوا بقوله تعالى إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا الآية وما أظن هذا يصح عن أحد ولعلهم أرادوا استحباب تجديد الوضوء عند كل صلاة ودليل الجمهور الأحاديث الصحيحة التي منها هذا الحديث وأما الآية الكريمة فالمراد بها والله أعلم إذا قمتم محدثين وقيل أنها منسوخة بفعل النبي صلى الله عليه وسلم (حم م 4) عن بريدة تصغير بردة • (عمر) بن الخطاب (سراج أهل الجنة) أي يزهو ويضيء لأهلها كمايضيء السراج لأهل الدنيا وينتفعون بهديه كما ينتفعون بالسراج (البزارعن ابن عمر (حل) عن أبي هريرة ابن عسارك عن الصعب ابن جثامة بفتح الجيم وشدة المثلثة الليثي • (عمر معي وأنا مع عمر والحق بعدي مع عمر حيث كان) أي يدور معه حيث دار (طب عد) عن الفضل بن عباس • (عمرو بن العاص بن صالحي قريش) القائمين بحق الحق والخلق

(ت) عن طلحة بن عبيد الله وإسناده صحيح • (عمران بيت خراب يثرب) أي عمران بيت المقدس يكون سبب خراب يثرب (وخراب يثرب خروج الملحمة) أي خراب يثرب خروج الملحمة وهي معترك القتال (وخروج الملحمة فتح القسطنطينية) بضم القاف وسكون المهملة وفت حالطاء الأولى وتضم وكسر الثانية أي بخروجهم إليها مقاتلين فيكون ذلك لقتالهم وليس المراد أن الفتح يكون نفس الخروج (وفتح القسطنطينية خروج الدجال) قال المناوي لما كان استيلاء الكفار على بيت المقدس وكثرة عمارتهم فيه إمارة مستعقبة لخراب يثرب وهو إمارة مستعقبة لخروج الملحمة وهو لفتح القسطنطينية وهو لخروج الدجال وكل واحد منهما عين ما بعده عبر به عنه (حم م د) عن معاذ بن جبل • (عمرة في رمضان تعدل حجة) وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة تخلفت عن الحج ما منعك أن تحجي معنا فاعتذرت له فأعلمها أن العمرة في رمضان تعدل الحجة في الثواب لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع علىأن الاعتمار لا يجزي عن حج الفرض (حم خ هـ) عن جابر (حم ق ده) عن ابن عباس (د ت هـ) عن أم معقل الأسدية وقيل الأنصارية (هـ) عن وهب بن خنبش بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الموحدة التحتية آخره شين معجمة كذا في القاموس (طب) عن الزبير بن العوام • (عمرة في رمضان كحجة معي) في حصول الثواب (سمو به عن أنس) بن مالك • (عمل الأبرار) جمع بار وهو المطيع (من الرجال) لفظ رواية الخطيب من رجال أمتي (الخياطة) أي خياطة الثياب (وعمل الأبرار من النساء المغزل) بكسر الميم وفتح الزاي أي الغزل بالمغزل تمام (خط) وابن لال وابن عساكر عن سهل بن سعد وهو حديث ضعيف • (عمل البر) بالكسر (كله نصف العبادة والدعاء نصف فإذا أراد الله تعالى بعبد خيراً انتحى قلبه للدعاء) أي مال قلبه للدعاء وتوجه إليه (ابن منيع) في معجمه (عن أنس) ابن مالك رضي الله عنه • (عمل الجنة) أي عمل أهل الجنة أو العمل الموصل إلى الجنة (الصدق وإذا صدق العبد بر وإذا بر آمن) أي كمل إيمانه (وإذا آمن دخل الجنة) أي مع السابقين (وعمل النار الكذب وإذا كذب العبد فجر وإذا فجر كفر) يحتمل أن المراد فعل كفعل الكفار وإذا كفر دخل النار (حم) عن ابن عمرو ابن العاص وإسناده حسن • (عمل قليل في سنة) أي موافق لها قال في النهاية الأصل فيها الطريقة وإذا أطلقت السنة فإنما يُراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وندب إليه قولاً وفعلاً مما لم ينطق به الكتاب العزيز (خير من عمل كثير في بدعة) أي مصاحب لها ففي بمعنى مع الرافعي (عن أبي هريرة (فر) عن ابن مسعود • (عمل هذا قليلاً وأجر كثيراً) سببه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال أسلم ثم قاتل ففعل فقتل فذكره (ق) عن البزار بن عازب • (عموا بالسلام) قال المناوي بأن يقول المبتدي إذا سلم على جمع السلام عليكم اهـ وظاهر

الحديث طلب الإتيان بميم الجمع ولو كان المسلم عليه واحداً (وعموا بالتشميت) بأن يقول المشمت يرحمكم الله فلو قال يرحمك الله حصل أصل السنة لا كمالها والأمر للندب فيهما (ابن عساكر عن ابن مسعود) • (عمي وصنو أبي العباس) بن عبد المطلب (أبو بكر) الشافعي (في الغيلانيات عن مر) بن الخطاب • (عن الغلام عقيقتان وعن الجارية عقيقة) قال في النهاية العقيقة الذبيحة التي تذبح عن المولود وأصل العق الشق والقطع وقيل للذبيحة عقيقة لأنها يشق حلقها اهـ أي يجزى عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة وأخذ بظاهره الليث فأوجب العقيقة وقال الجمهور تندب لانه صلى الله عليه وسلم علقها في خبر على محبة فاعلها (طب) عن ابن عباس • (عن الغلام شاتان مكافأتان) بفتح الفاء لأنه يريد شاتين قد سوى بينهما أي مساوي بينهما وقيل بكسرها أي مساويتان سناً وحسناً أو معادلتان لما يجب في الزكاة والأضحية من الأسنان أو مذبوحتان والمحدثون على الأول وهو أولى وأما لكسر فمعناه مساويتان فيحتاج أن يذكر أي شيء ساوياه (وعن الجارية شاة) على قاعدة الشريعة فإنه تعالى فاضل بين الذكر والأنثى في الإرث ونحوه فكذا العق (حم د ن هـ حب) عن أم كرر (حم هـ) عن عائشة (طب) عن أسماء بنت يزيد • (عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة لا يضركم أذكراناً كن) أي الشياه أم إناثاً (حم د ت ن حب) عن أم كرز (ت) عن سلمان بن عامر وعن عائشة • (عن يمين الرحمن وكلنا يديه يمين) قال في النهاية أي أن يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأن الشمال تنقص عن اليمين وكلما جاء في القرآن في الحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله تعالى فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة والله تعالى منزه عن التشبيه والتجسيم (رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر النظارين يغبطهم) بكسر الباء من باب ضرب (النبيون والشهاء بمقعدهم وقربهم من الله تعالى) قال في النهاية الغبطة حسد خاص يقال غبطت الرجل غبطة وغبطاً إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ماله وأن يدوم عليه ما هو فيه وقال في المصباح الغبطة حسن الحال وهو اسم من غبطته غبطاً من باب ضرب إذا تمنيت مثل ماله من غير أن تريد زواله مما أعجبك منه وعظم عندك وهو جائز فإنه ليس بحسد (هم جماع) قال الشيخ بضم لجيم وشدة الميم (من نوازع القبائل) أي جماعات من قبائل شتى (يجتمعون على ذكر الله فينتقون) أي يختارون (أطايب الكلام) أي أحاسنه وخياره (كما ينتقي آكل) بالمد (التمر أطايبه) ومقصود الحديث الحث على ذكر الله والاجتماع عليه (طب) عن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه وإسناده حسن • (عند الله خوائن الخير والشر مفاتيحها الرجال فطوبى لمن جعله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر) قال في المصباح الشر الفساد والسوء والظلم والجمع شرور (وويل) قال في الضياء الويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب (لمن جعله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير)

(طب) والضياء المقدسي (عن سهل بن سعد) الساعدي • (عند الله علم أمية) بضم أوله تصغير أمة (ابن أبي الصلت) قال الشريد ردفت المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال هل معك شيء من شعر أمية قلت نعم فأنشدته مائة قافية كلما أنشدته قال هيه أي زدني ثم ذكره (طب) عن الشريد بن سويد ورواه عنه مسلم • (عند اتخاذ الأغنياء الدجاج) أي اقتنائهم إياها (يأذن الله بهلاك القرى) أي يكون ذلك علامة على قرب إهلاكها قال الموفق البغداديأمر كلا في الكسب بحسب مقدرته لأن به عمارة الدنيا وحصول التعفف ومعنى الحديث أن الأغنياء إذا ضيقفوا على الفقراء في مكاسبهم وخالطوهم في معايشهم تعطل حال الفقراء ومن ذلك هلاك القرى وبوارها اهـ قال أبو هريرة أمر المصطفى الأغنياء باتخاذ الغنم والفقراء باتخاذ الدجاج ثم ذكره (هـ) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (عند أذان المؤذن) للصلاة (يستجاب الدعاء فإذا كان الإقامة لا ترد دعوته) أي الداعي كأنه يقول الدعاء عند الإقامة أرجى قبولاً منه عند الأذان (خط) عن أنس وإسناده ضعيف • (عند كل ختمة) من القرآن يختمها القارئ (دعوة مستجابة) فيه لعموم القارئ والمستمع والسامع (حل) وابن عساكر عن أنس وهو حديث ضعيف • (عندي أخوف عليكم من الذهب أن الدنيا ستصب عليكم صبا فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب) أي عند صب الدنيا عليها وما هم بتاركيه (حم) عن رجل) صحابي بإسناد حسن • (عنوان كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس) عليه في الدنيا وعنوان الكتاب علامته التي يعرف بها ما في الكتاب من حسن وقبيح (فر) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بإسناد ضعيف • (عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب) أي حبه علامة يعرف المؤمن بها يوم القيامة (خط) عن أنس وهو حديث ضعيف • (عهد الله أحق ما أدى) بالبناء للمفعول أي أحق ما أداه العبد وهو شامل لجميع العبادات لكن قال المناوي أراد الصلاة المكتوبة لقوله في حديث آخر العهد بيننا وبينهم الصلاة (طب) عن أبي أمامة بإسناد حسن • (عهدة الرقيق ثلاثة أيام) فإذا وجد المشتري فيه عيباً رده على بائعه بلا بينة وإن وجده بعدها لم يرد إلا بها هذا مذهب مالك ولم يعتبر الشافعي ذلك فإن لم يمكن حدوث العيب بين القبض والخصومة فالقول قول المشتري وإن أمكن حدوثه فالقول قول البائع مطلقاً في الثلاثة وبعدها ولا فرق بين الرقيق وغيره (حم دك هق) عن عقبة بن عامر الجهني (هـ) عن سمويه بن جندب بإسناد صحيح • (عودوا المريض) بضم العين والدال بينهما واو أي زوروه (واتبعوا الجنازة) قال الشيخ بسكون المثناة الفوقية وفتح الموحدة التحتية (تذكركم الآخر) أي أحوالها وأهوالها والأمر للندب (حم حب هق) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه • (عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور) فيه شمول الكبائر والكلام في مريض مسلم معصوم

(طس) عن أنس • (عودوا المريض واتبعوا الجنائز) تذكركم الآخرة (والعيادة) بمثناة تحتية أي زيارة المريض تكون (غبا) أي يوماً بعد يوم (أو ربعا) بكسر فسكو بأن يترك يومين بعد العيادة ثم يعاد في الرابع (إلا أن يكون مغلوباً) على عقله بأن أن لا يعرف العائد (فلا يعاد) حينئذ لعدم فائدة العيادة بل يدعي له (والتعزية) أي تسلية أقارب الميت وأصدقائه بالحمل على الصبر ووعد الأجر تكون (مرة) واحدة فيكره تكرارها لأنه يجدد الحزن (البغوي في مسند عثمان) بن عفان (عنه) أي عن عثمان • (عوّدوا) بفتح المهملة وكسر الواو المشددة من العادة (قلوبكم الترقب) من المراقبة وهي شهود نظر الله إلى العبد (وأكثروا التفكر) من الفكر وهو تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني (والاعتبار) أي الاستدلال والاتعاظ قال في النهاية والمعتبر المستدل بالشيء على الشيء (فر) عن الحكم بن عمير مصفراً وإسناده ضعيف • (عوذوا) بضم فسكون وذال معجمة أي اعتصموا (بالله من عذاب القبر) فإنه حق خلافاً للمعتزلة (عوذوا بالله من عذاب النار عوذوا بالله من فتنة) المسيخ (الدجال) فإنه أعظم الفتن (عوذوا بالله من فتنة المحيا والممات) أي الحياة والموت (ن) عن أبي هريرة • (عورة المؤمن) قال المناوي الموجودة في النسخ القديمة الرجل بدل المؤمن (ما بين سرته إلى ركبته سمويه عن أبي سعيد) الخدري بإسناد ضعيف • (عورة الرجل على لارجل كعورة المرأة على المرأة) فيحرم نظر الرجل إلى ما بين سرة الرجل وركبته وكذا المرأة مع المرأة (وعورة المرأة) يحتمل أن المراد المسلمة (على المرأة) الكافرة (كعورة المرأة على الرجل) وفي نسخة وعورة الرجل على المرأة كعورة المرأة على الرجل وهي واضحة (ك) عن علي قال الشيخ حديث صحيح • (عوضوهن) أي الزوجات عن صداقهن (ولو بسواط) أي ولو كان التعويض بشيء حقير فيجوز جعله صداقاً عند الشافعي إذا كان متمولاً والمتمول ما تقضي به حاجة قووله (يعني في التزويج) مدرج (طب) والضياء عن سهل ابن سعد • (عون العبد أخاه) في الدين (يوماً) فيما يحتاجه (خير من اعتكافه شهراً) والظاهر أنه لا خصوصية للاعتكاف بل سائر العبادات كذلك (ابن زنجويه عن الحسن) البصري رحمه الله (مرسلاً) • (عويمر) مصغر عامر بن زيد بن قيس الأنصاري أبو الدرداء صحابي جليل اشتهر بكنيته (حكيم أمتي) تقدم الكلام على بعض حكمه في أن لكل أمة حكيماً (وجندب) ابن جنادة الغفاري وكنيته أبو ذر (طريد أمتي) أي مطرودها يطردونه (يعيش وحده ويموت وحده والله يبعثه) يوم القيامة (وحده) قال العلقمي وسبب الحديث ما ذكره أهل السير روى ابن اسحاق عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل الناس يتخلفون عنه فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه فإن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وابطأ به بعيره فقال صلى الله

عليه وسلم فإن يك فهي خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه وتلوم أبو ذر على بعيره فطا ابطأ عليه أخذ متاعه فحمله على ظهره ثم خهرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشياً فنظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله إن هذا الرجل يمشي على الطريق وحده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده وسبب الوحدة ما أخرجه البخاري عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة بفتح الراء والباء الموحدة والذال المعجمة مكان بين مكة والمدينة فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في الذين يكنزون الذهب والفضة الآية قال معاوية نزلت في أهل الكتاب فقلت نزلت فينا وفيهم وكان بيني وبينه في ذلك ما كان فأشار إليّ عثمان بنزولي في هذا المنزل وكان أبو ذر يحدث الناس بالشام ويقول لا يبيتن عند أحدكم دينار ولا درهم إلا ما ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم فكتب معاوية إلى عثمان إن كان لك بالشام حاجة فابعث إلى أبي ذرك فكتب إليه عثمان أن أقدم إليّ فقدم المدينة فكثر عليه الناس حتى كأنهم لم يروه قبل ذلك فخشي عثمان على أهل المدينة من مذهبه الشديد كما خشي على أهل الشام فأشار إليه بإقامته بالربذة لأنه كان يألفها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة لاتفاق أبي ذر ومعاوية على أن الآية نزلت في أهل الكتاب وفيه ملاطفة الأئمة للعلماء فإن معاوية لم يجسر على الإنكار عليه حتى كاتب من هو أعلى منه وتقديم دفع المفسدة على جلب المصلحة لأن في بقاء أبي ذر بالمدينة مصلحة كبيرة من بث علمه في طالب العلم ومع ذلك ترجح عند عثمان دفع ما يتوقع من المفسدة بالأخذ بمذهبه الشديد في هذه المسئلة ولم يأمره مع ذلك بالرجوع عنه لأن كلا منهما كان مجتهداً وعن ابن مسعود قال لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة وأصابه بها قدره لم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن غسلاني وكفناني ثم ضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به وأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عماراً فلم يرعهم إلا الجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطؤها وقام إليهم الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على دفنه قال فاستهل عبد الله يبكي ويقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك ثم نزل هو وأصحابه فواروه (الحارث) بن أسامة عن (أبي المثنى مرسلاً) • (عيادة المريض أعظم أجراً من اتباع الجنازة) لأن فيها جبر خاطر المريض وأهله (فر) عن ابن عمر • (عينان لا تمسهما النار أبداً) أي لا تمس صاحبهما (عين بكت من خشية الله) أي من

خوف عقابه أو مهابة جلاله وعين بات تحرس في سبيل الله (ع) والضياء عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (عينان لا تريان النار عين بكت وجلاً) أي فزعاً (من خشية الله وعين باتت تكلأ) أي تحرس (في سبيل الله) قال المناوي والمراد نار الخلود اهـ والظاهر أن هذا المراد غير مراد لأن كلا من الحرس في سبيل الله والوجل من خشية الله المصحوب بالندم والعزم على عدم العود مكفر للكبائر وأيضاً فكل مسلم لا يرى نار الخلود اللهم سلمنا من مكر كل جبار حسود (طس) عن أنس رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (عينان لا تصيبهما النار عين بكت في جوف الليل من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله تعالى) أي في الثغر أو في الجيش (ت) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (العائد في هبته كالعائد في قيئه) أي كما يقبح أن يقئ شيئاً ثم يأكله يقبح أن يهب شيئاً ثم يسترجعه فيمتنع الرجوع في الموهوب بعد قبضه عند الشافعي إن وهب لأجنبي لا لفرعه ما دام باقياً في ملكه (حم ق د هـ) عن ابن عباس • (العارية) بتشديد الياء وقد تخفف وفيهما لغة ثالثة عاره بوزن ناقة وهي اسم لما يعار ولعقدها من عار إذا ذهب وجاء ومنه قيل للغلام عيار لكثرة ذهابه ومجيئه وحقيقتها شرعاً إباحة الانتفاع بما يحل الانتفاع به مع بقاء عينه والأصل فيها قبل الإجماع قوله تعالى ويمنعون الماعون فسره جمهور المفسرين بما يستعيره الجيران بعضهم من بعض قال الروياني وغيره وكانت واجبة أول الإسلام للآية السابقة ثم نسخ وجوبها فصارت مستحبة أي أصالة وإلا فقد تجب كإعارة الثوب لحر أو برد وإعارة الحبل لإنقاذ غريق والسكين لذبح حيوان محترم يخشي موته وق تحرم كإعارة الصيد من المحرم والأمة من الأجنبي وقد تكره كإعارة العبد المسلم من كافر (مؤداة) أي واجبة الرد على مالكها عيناً حال الوجود وقيمة عند التلف وهو مذهب الشافعي وأحمد وقال أبو حنيفة أمانة لا تضمن إلا بالتعدي (والمنحة) بكسر فسكون (مردودة) قال الخطابي هي ما يمنحه الرجل صاحبه من أرض يزرعها مندة ثم يردها أو شاة يشرب درها ثم يردها أو شجرة يأكل ثمرها لأنه لم يعطه عينها وإنما أباح المنفعة واللين والثمرة وهي في معنى العواري وحكمها الضمان كالعارية (هـ) عن أنس بإسناد صحيح • (العارية مؤداة والمنحة مردودة والدين) بالفتح (مقضي) إلى صاحبه (والزعيم) بمعنى الكفيل والضامن (غارم) لما ضمنه بمطالبة المضمون له (حم د ت هـ) والضياء عن أبي أمامة • (العافية عشرة أجزاء تسعة في الصمت) أي السكوت عما لا ثواب فيه (والعاشرة في العزلة عن الناس) إذا استغنى عنهم واستغنوا عنه وإلا فمتى دعاه الشرع إلى الخلطة بهم للتعلم أو التعليم فلا خير في البعد عنهم وبهذا يجمع بي الأدلة الدالة على طلب العزلة والأدلة الدالة على طلب الخلطة قال المناوي فينبغي للعاقل أن يختار العافية فمن عجز واضطر إلى الخلطة لطلب المعيشة فليلزم الصمت (فر) عن ابن عباس • (العافية عشرة أجزاء تسعة في طلب المعيشة) قال في المصباح والمعيش والمعيشة مكسب الإنسان

الذي يعيش بسببه والجمع معايش هذا على قول الجمهور أنه من عاش والميم زائدة ووزن معايش مفاعل فلا يهمز ربه قرأ السبعة وقيل هو من معش فالميم أصلية ووزن معيش ومعيشة فعيل وفعيلة ووزن معائش فعائل فيهمز وبه قرأ أبو جعفر المدني والأعرج (وجزء في سائر الأشياء) أي باقيها (فر) عن أنس بن مالك • (العالم أمين الله في الأرض) على ما أودع من العلوم (ابن عبد البر في) كتاب (العلم عن معاذ) بن جبل رضي الله عنه وإسناده ضعيف • (العالم والمتعلم شريكان في الخير) لاشتراكهما في التعاون على نشر العلم (وسائر الناس) أي باقيهم (لا خير فيه (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن • (العالم إذا أراد بعلمه وجه الله) تعالى (هابه كل شيء) فكان عند أهل الدنيا والآخرة في الذروة العليا (وإذا أراد أن يكثر به الكنوز هاب من كل شيء) فسقط من مرتبته وهان على أهل الدنيا والآخرة (فر) عن أنس • (العالم سلطان الله في الأرض) بين خلقه (فمن وقع فيه) أي ذمه وعابه واغتابه (فقد هلك) أي فعل فعلاً يؤدي إلى الهلاك الأخروي قال العلقمي قال في المصباح وقع فلان في فلان وقوعاً ووقيعة سبه وعيبه اهـ ولهذا كانت الغيبة في العلماء وحملة القرآن كبيرة قال المناوي في التبيان نقلاً عن الحافظ أبي القاسم ابن عساكر أنه قال اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة وإن من أطلق لسانه في العلماء بالسب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (فر) عن أبي ذر • (العالم والعلم والعمل في الجنة فإذا لم يعمل العالم بما يعلم كان العلم والعمل في الجنة وكان العالم في النار) فالجاهل المعذور بل وغيره خير منه (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (العامل بالحق على الصدقة) أي الزكاة (كالغازي في سبيل الله عز وجل) في حصول الأجر ويستمر ذلك (حتى يرجع إلى بيته) أي محل إقامته (حم ت هـ ك) عن رافع ابن خديج قال الشيخ حديث صحيح (العباد عباد الله والبلاد بلاد الله فمن أحيى من موات الأرض شيئاً فهو له) بشرط أن يكون المحيي في دار الإسلام مسلماً وإن لم يأذن له الإمام عند الشافعي (وليس لعرق ظالم حق) قال المناوي روى بالإضافة وبالصفة والمعنى أن من غرس أرض غيره أو زرعها بغير إذنه فليس لزارعه وغارسه حق الإبقاء بل لمالك الأرض قلعه مجاناً أو أراد أن من غرس أرضاً أحياها غيره أو زرعها لم يستحق به الأرض (هق) عن عائشة بإسناد حسن • (العبادة في الهرج) قال المناوي المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس (كهجرة إلى) في كثرة الثواب قال النووي سبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد (حم م ت هـ) عن معقل بن يسار ضد اليمين • (العباس مني وأنا منه) أي من أصلي وأنا من أصله (ت ك) عن ابن عباس

وهو حديث حسن • (العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن عم الرجل صنو أبيه) أي مثله (ت) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (العباس وصيي ووارثي) أي لو كان يورث (خط) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (العباس عمي وصنو أبي فمن شاء قليبا هي) أي يفاخر (بعمه) أي من له عم كالعباس قليباه به (ابن عساكر عن علي) • (العبد من الله وهو منه) أي قريب من الله والله قريب منه قرب لطف ومكانة (ما لم يخدم) بالبناء للمفعول (فإذا خدم وقع عليه الحساب (ص هب) عن أبي الدرداء بإسناد حسن • (العبد مع من أحب) أي يكون يوم القيامة مع من أحبه فلينظر الإنسان من يحب (حم) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (العبد عند ظنه بالله) وهذا لا ينافي اجتماع الخوف والرجاء فيكون خائفاً راجياً ظاناً أن الله يرحمه ويعفو عنه (وهو مع من أحب أبو الشيخ عن أبي هريرة) بإسناد حسن • (العبد الآبق) بلا عذر (لا تقبل له صلاة حتى يرجع إلى مواليه) أي لا ثواب له فيها وإن صحت (طب) عن جرير وإسناده حسن • (العبد المطيع لوالديه ولربه في أعلى عليين) قال المناوي هذا ما في نسخ الكتاب والذي في نسخ الفردوس الصحيحة المقروءة العبد المطيع لوالديه والمطيع لرب العالمين في أعلى عليين (فر) عن أنس وإسناده ضعيف • (العتل) قال المناوي هو الشديد الجافي الفظ الغليظ هذا أصله لكن فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (كل رغيب الجوف) أي واسع ذي رغبة في كثرة الأكل (وثيق الخلق) قال في المصباح وثق الشيء بالضم وثاقة قوى وثبت فهو وثيق ثابت قوي (أكول شروب جموع للمال منوع له) فهو مشتمل على صفات دميمة ويقال الأول هيئة ذاته والثاني صفة الذات (ابن مردويه عن أبي الدرداء) • (العتل الزنيم) قال في النهاية الزنيم هو الدعي في النسب الملحق بالقوم وليس منهم تشبيهاً له بالزنمة وهو شيء يقطع من أذن الشاة ويترك معلقاً بها هو (الفاحش) أي ذو الفحش في فعله أو قوله (اللئيم) أي الدنيء الخسيس لأن اللؤم ضد الكرم قال المناوي وذا قاله لما سئل عن تفسير الآية (ابن أبي حاتم) عبد الرحمن (عن موسى بن عقبة) بالقاف (مرسلاً) هو مولى ابن الزبير بإسناد ضعيف • (العتيرة) بفتح العين المهملة وكثر المثناة الفوقية وسكون المثناة التحتية وفتح الراء بوزن عظيمة سميت عتيرة بما يفعل من الذبح وهو العتر فهي فعيلة بمعنى مفعولة حتى قال العلقمي قال في النهاية كان الرجل من العرب ينذر النذر يقول إذا كان كذا وكذا أو بلغ شيئاً هي كذا فعليه أن يذبح في كل عشر منها في رجب كذا وكانوا يسمونه العتائر وقد عتر يعتر عتراً إذا ذبح العتيرة وهذا كان في صدر الإسلام ثم نسخ قال الخطابي العتيرة تفسيرها في الحديث أنها شاة تذبح في رجب وهذا هو الذي يشبه معنى الحديث ويليق بحكم الدين وأما العتيرة التي كان يعترها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام ويصب دمها على رؤسها (حم ن) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (العجب)

بفتحتين (أن ناساً من أمتي يؤمون) يقصدون (البيت) الكعبة (لرجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيهم المستبصر) هو المستبين لذلك القاصد له عمداً وهو بسين مهملة ومثناة فوقية وموحدة تحتية وصاد مهملة ثم راء (والمجبور) أي المكره يقال أجبرته فهو مجبر هذه اللغة المشهورة ويقال أيضاً جبرته فهو مجبور حكاها الفراء وغيره وجاء هذا الحديث على هذه اللغة (وابن السبيل) أي سالك الطريق معهم وليس منهم (يهلكون مهلكاً واحداً) أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم (ويصدرون) يوم القيامة (مصادر شيء يبعثهم الله) مختلفين (على) حسب (نياتهم) فيجازيهم بمقتضاها وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به وفيه إن من أكثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه فقلنا يا رسول الله صنعت شيئاً في منامك لم تكن تفعله فقال العجب فذكره قال النووي قوله عبث هو بكسر الباء قيل معناه اضطرب بجسمه وقيل حرك أطرافه كمن يأخذ شيئاً أو يدفعه (م) عن عائشة • (العجماء) قال العلقمي بفتح المهملة وسكون الجيم وبالمد تأنيث أعجم وهو البهيمة ويقال أيضاً لكل حيوان غير الإنسان ويقال أيضاً لمن لا يفصح والمراد هنا الأول وسميت البهيمة عجماء لأنها لا تتكلم (جرحها) قال في النهاية الجرح هنا بفتح الجيم على المصدر لا غير قاله الأزهري فأما الجرح بالضم فهو الاسم والمراد بجرحها ما يحصل بالواقع منها من الجراحة وليست الجراحة مخصوصة بذلك بل كل الإتلافات ملحقة بها (جبار) بضم الجيم وتخفيف الموحدة هو الهدر الذي لا شيء فيه والمراد أن صاحبها لا يضمن ما لم يفرط (والبئر جبار) أي وتلف البئر هدر لا ضمان فيه قال العلقمي يتأول بوجهين بأن يحفر بئراً بأرض فلاة للمارة فيسقط فيها إنسان فيهلك وبأن يستأجر من يحفر له بئراً في ملكه فتنهار عليه فلا ضمان (والمعدن جبار) يطلق على الشيء المستخرج وعلى المكان وهو المراد هنا لأن المستخرج تحب فيه الزكاة بشرطه والمعنى أن من استأجر رجلاً ليعمل في معدن فانهار عليه فلا ضمان على المستأجر أو حفر مكاناً بملكه أو في موات لاستخراج ما فيه فوقع فيه إنسان أو انهار عليه فلا ضمان (وفي الركاز) هو دفين الجاهلية (الخمس) قال المنوي لبيت المال والباقي لواجده اهـ وقال العلقمي خصه الشافعي بالذهب والفضة وقال الجمهور لا يخص مصرفه عند مالك وأبي حنيفة والجمهور مصرف خمس الفيء وعند الشافعي مصرف الزكاة وعند أحمد روايتان وينبني على ذلك ما إذا وجده الذمي فعند الجمهور يؤخذ منه الخمس وعند الشافعي لا يؤخذ منه شيء واتفقوا على أنه لا يشترط فيه الحول بل يجب إخراج الخمس في الحال (فائدة) قال شيخنا وقع في زمن شيخ الإسلام عز الدين

ابن عبد السلام أن رجلاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له اذهب إلى موضع كذا فاحفره فإن فيه ركازاً فخذه لك ولا خمس عليك فيه فلما أصبح ذهب إلى ذلك الموضع فحفره فوجد الركاز فاستفتى علماء عصره ففتوه بأنه لا خمس عليه لصحة الرؤيا وأفتى الشيخ عز الدين بن عبد السلام بأن عليه الخمس قال وأكثر ما ينزل منامه منزلة حديث روى بإسناد صحيح وقد عارضه ما هو أصح منه وهو الحديث المخرج في الصحيحين في الركاز الخمس فيقدم عليه مالك (حم ق 4) عن أبي هريرة (طب) عن عمرو ابن عوف • (العجم يبدؤن بكبارهم) وفي نسخة بأكابرهم (إذا كتبوا) إليهم كتاباً ولا ينبغي ذلك (فإذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ (في كتابه (بنفسه) ندباً فإنه سنة الأنبياء أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم (فر) عن أبي هريرة وفي إسناده متهم • (العجوة من فاكهة الجنة) قال المناوي يعني هذه العجوة تشبه عجوة الجنة في الشكل والاسم لا في اللذة والطعم (أبو نعيم في الطب) النبوي (عن بريدة) تصغير بردة وإسناده حسن • (العجوة والصخرة) صخرة بيت المقدس (والشجرة) الكرمة أو شجرة بيعة الرضوان (من الجنة) قال المناوي في مجرد الاسم والشبه الصوري غير أن ذلك الشبه يكسبها فضلاً انتهى وقال العلقمي العجوة هي نوع من التمر بالمدينة أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد من غرس النبي صلى الله عليه وسلم قاله في النهاية وقال الدميري قال عبد اللطيف العجوة غذاء فاضل كاف ليس شيء مما رزقنا الله تعالى مما ليس لنا فيه عمل اكتفى من التمر ولا أغذى واحفظ للصحة منه فهو وحده غذاء كاف طبيعي فإن انضاف إليه سمن فقد تمت كفايته (حم هـ ك) عن رافع بن عمر والمزني • (العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم) قال العلقمي والذي ينبغي أن يقال لخاصة عجوة المدينة كما أخبر به الصادق صلى الله عليه وسلم (والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين) كما تقدم لكن قال المناوي أي الماء الذي تنبته فيه وهو مطر الربيع (حم ت هـ) عن أبي هريرة (حم ن هـ) عن أبي سعيد الخدري (وجابر) بن عبد الله رضي الله عنهم بإسناد حسن أو صحيح • (العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم) قال المناوي قيل أراد نوعاً من تمر المدينة غرسه صلى الله عليه وسلم (والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النساء يؤكل من لحمه ويحسى من مرقه) تقدم الكلام عليه في شفاء (ابن النجار عن ابن عباس) • (العدة دين) أي هي كالدين في تأكد الوفاء بها فيكره الحلف في الوعد بلا عذر (طس) عن علي وعن ابن مسعود • (العدة دين ويل لمن وعد ثم أخلف ويل لمن وعد ثم اخلف ويل لمن وعد ثم أخلف) قال العلقمي الويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب انتهى قال المناوي تنبيه ما وقع للمؤلف رحمه الله من أن الحديث هكذا خلاف الموجود في الأصول الصحيحة ولفظه العدة دين ويل لمن وعد ثم أخلف ويل ثم ويل له (ابن عساكر عن عليّ) • (العدة عطية) أي بمنزلة العطية فلا ينبغي إخلافها

كما لا ينبغي الرجوع في العطية (حل) عن ابن مسعود بإسناد فيه ضعيف • (العدل) فإن العلقمي هو الذي لا يميل به الهواء فيجور في الحكم وهو في الأصل مصدر سمى به فوضع موضع العادل وهو أبلغ منه انتهى والظاهر أن هذا غير مراد في الحديث (حسن) قال المناوي لأنه يدعو إلى الألفة ويبعث على الطاعة (ولكن) هو (في الأمراء أحسن) لأن الآحاد إذا لم يعدل أحدهم قوم بالسلطان (السخاء) بالمد (حسن) من كل أحد (ولكن) هو (في الأغنياء أحسن) إذ به تحصل المواساة من غير مشقة عليهم (الورع حسن) في جميع الناس (ولكن) هو (في العلماء أحسن) منه في غيرهم لأن الناس يقتدون بهم ويتبعونهم (الصبر حسن) لكل أحد (ولكن) هو (في الفقراء أحسن) فإنهم يتعجلون به الراحة مع اكتساب المئوية (التوبة) شيء (حسن) لكل عاص (ولكن) هي (في الشباب أحسن) منها في غيرهم والله يحب الشاب التائب (الحياء حسن) في الذكور والإناث (ولكن) هو (في النساء أحسن) منه في الرجال (فر) عن علي • (العرافة) بكسر المهملة وفي رواية الإمارة (أولها ملامة وآخرها ندامة والعذاب يوم القيامة) إلا من اتقى الله (الطيالسي عن أبي هريرة) • (العرب للعرب أكفاء) قال في النهاية الكفؤ النظير والمساوي ومنه الكفاءة في النكاح وهو أن يكون الزوج مساوياً للمرأة في حسبها ودينها ونسبها وغير ذلك انتهى فليس العجم كفؤاً للعرب (والموالي أكفاء للموالي إلا حايك أو حجام) هو بصورة المرفوع مع أن الاستثناء من كلام تام موجب فيحتمل أنه منصوب على طريقة المتقدمين الذين يرسمون المنصوب بلا ألف كما مر نظيره (هق) عن عائشة • (العربون) بفتح العين والراء وبضم العين وإسكان الراء (لمن عربن) متعلق بمحذوف أي مملوك أو نحوه وبيع العريون هو أن يشتري السلعة ويدفع إلى صاحبها شيئاً على أنه إن أمضى البيع حسب من الثمن وإن لم يمض البيع كان هبة لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري قال المناوي وهو باطل عند الثلاثة لما فيه من الشرط والغرر دون أحمد (خط في) كتاب (رواة مالك عن ابن عمر) • (العرش) الذي هو أعظم المخلوقات (من ياقوتة حمراء) قال المناوي فيه رد لما في الكشاف وغيره أنه جوهرة خضراء (أبو الشيخ (في) كتاب (العظمة عن الشعبي مرسلاً) • (العرف) يعني المعروف (ينقطع فيما بين الناس) لأن من فعل معه ربما جحد وأنكر (ولا ينقطع فيما بين الله وبين من فعله) إذا كان فعله لله فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً (فر) عن أبي اليسر قال الشيخ بفتح المثناة التحتية والمهملة • (العسيلة) بالتصغير المذكورة في حديث المرأة التي طلقها زوجها ثلاثاً فأرادت الرجوع إليه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا حتى تذوقي عسيلته أي الزوج الثاني ويذوق عسيلتك هي (الجماع) فكنى بها عنه لأن العسل فيه حلاوة ويلتذ به والجماع كذلك فأفاد به أن مجرد العقد لا يكفي في التحليل (هق) عن عائشة • (العشر عشر

الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر) قاله لما سئل عن قوله تعالى وليال عشر والشفع والوتر (حم ك) عن جابر • (العطاس) بالضم (من الله) أضيف إليه سبحانه وتعالى لأنه نشأ عن قلة الأكل الناشئ عنها النشاط للعبادة (والتثاؤب من الشيطان) أضيف إليه لأنه ينشأ عن كثرة الأكل الناشئ عن الكسل (فإذا تثاءب أحدكم) أي أخذ في مباديه (فليضع) ندباً (يده) اليسرى (على فيه) ليمنعه من الدخول (فإذا قال هاها) حكاية صوت التثاؤب (فإن الشيطان يضحك من جوفه وأن الله عز وجل يحب العطاس ويكره التثاؤب) لما تقدم (ت) وابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة بإسناد حسن • (العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة والحيض والقئ والرعاف من الشيطان) ظاهر الحديث أن الثلاث الأخيرة لا تختص بالصلاة لكن ظاهر كلام المناوي أنها تختص فإنه قال بمعنى أنه يلتذ بوقوع ذلك فيها ويحبه لما فيه من الحيلولة بني العبد وما طلب منه من الحضور بين يدي الله (ت) عن دينار • (العطاس عند الدعاء شاهد صدق) يحتمل أن المراد بالدعاء الكلام الخيري ويدل على هذا كلام الشيخ المناوي فإنه قال لأن الملك يتباعد عند الكذب ويحضر عند الصدق (أبو نعيم عن أبي هريرة) • (العفو) أي عفو الإنسان عن من ظلمه (أحق ما عمل به) فعليكم به فإن الله يزيد العافي عزاً وينتقم له من ظالمه (ابن شاهين في) كتاب (المعرفة عن حليس) بالحاء المهملة والتصغير (ابن زيد) • (العقل على العصبة) أي دية الخطأ وشبه العمد على عصبة الجاني سوى أصله وفرعه (وفي السقط) أي الجنين الذي فيه صورة خلق آدمي (غرة) أي نسمة من الرقيق (عبداً وأمة) بيان للغرة سليمة من عيب بيع وهي على عاقلة الجاني ويشترط بلوغ الغرة نصف عشر الدية فإن فقدت الغرة وجب بدلها وهو خمسة أبعرة (طب) عن حمل بن النابغة • (العقيقة حق) أي تندب ندباً مؤكداً (عن الغلام شاتان متكافئتان) أي متساويتان سناً وحسناً وعن الجارية شاة (حم) عن أسماء بنت يزيد وإسناده صحيح • (العقيقة تذبح لسبع) من الأيام (أو لأربع عشرة أو لإحدى وعشرين) من ولادة الطفل (طس) والضياء عن بريدة بالتصغير بإسناد ضعيف • (العلماء أمناء الله على خلقه) لحفظهم الشريعة من تحريف المبطلين وتأويل الجاهلين فيجب الرجوع إليهم (القضاعي وابن عساكر عن أنس) وإسناده حسن • (العلماء أمناء الرسل) أي أمناء على العلم الذي وصل إليهم من الرسل (ما لم يخالطوا السلطان ويداخلوا الدنيا فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا) من غير احتياج إلى ذلك (فقد خانوا الرسل فاحذروهم) مقصوده زجر العلماء عن مخالطة الأمراء والاشتغال بالدنيا والحث على التفرغ للعلم الحسن بن سفيان (عق) عن أنس • (العلماء أمناء أمتي) شهادة منه صلى الله عليه وسلم بأنهم أعلام الدين وأكابر المؤمنين ما لم يدنسوا العلم (فر) عن عثمان رضي الله عنه • (العلماء) العاملون (مصابيح الأرض)

التي يستضاء بها من ظلمات الجهل (خلفاء الأنبياء) على أممهم (وورثتي وورثة الأنبياء) من قبلي قد ورثوا العلم قال تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا (عد) عن علي بإسناد ضعيف • (العلماء قادة) جمع قائد ويجمع على قواد فالمعنى يقودون الناس إلى أحكام الله (والمتقون سادة) أي أشراف الناس قال في المصباح وساد يسود سيادة والاسم السودد وهو المجد والشرف فهو سيد والأنثى سيدة بالهاء ثم أطلق ذلك على الموالي لشرفهم على الخدم وإن لم يكن لهم في قومهم شرف فقيل سيد العبد وسيدته والجمع سادة وسادات وزوج المرأة يسمى سيدها وسيد القوم رئيسهم وأكرمهم (ومجالستهم) أي الفريقين (زيادة) للمجالس في دينه (ابن النجار عن أنس) • (العلماء ورثة الأنبياء يحبهم أهل السماء) أي سكانها من الملائكة (وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة) وفي حياتهم أيضاً (ابن النجار عن أنس) رضي الله عنه • (العلماء ثلاثة رجل عاش بعلمه وعاش الناس به ورجل عاش الناس به وأهلك نفسه ورجل عاش بعلمه ولم يعش به غيره) فالأول من علم وعمل وعلم غيره والثاني من علم وعلم فعمل الناس بعلمه ولم يعمل بما علم والثالث من عمل بعلمه ولم يعلمه غيره (فر) عن أنس • (العلم) الشرعي (أفضل من العبادة) لأن نفعه متعد والعبادة مفتقرة له ولا عكس (وملاك الدين) قال في النهاية الملاك بالكسر والفتح قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه فيه (الورع) أي الكف عن الشبات (خط) وابن عبد البر في العلم عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (العلم أفضل من العمل) الذي لا علم معه إذ لا فائدة فيه والمراد العلم المتعدي نفعه بأن يعلمه غيره فهذا لا شك في أنه أفضل من العبادة (وخير الأعمال أوسطها) لتوسطه بين طرفين مذمومين فلا يكون في عمل الطاعة مقصراً ولا غالياً (ودين الله بين القاصر والغالي والحسنة بين السيئتين لا ينالها إلا بالله تعالى) أي بتوفيقه أراد أن الغلو في العمل سيئة والتقصير عنه سيئة والحسنة بينهما (وشر السير الحقحقة) هي التعب من السير وقيل حمل الدابة على ما لا تطيق ومقصود الحديث الرفق في العبادة وعدم إجهاد النفس فيها لئلا تمل (هب) عن بعض الصحابة بإسناد ضعيف • (العلم) الشرعي (ثلاثة) أي أقسام ثلاثة (وما سوى ذلك فهو فضل) أي زائد لا ضرورة إلى معرفته لكن علم الطب ثابت بنصوص السنة (آية محكمة) أي لم تنسخ أو لا خفاء فيها (أو سنة قائمة) أي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم (أو فريضة عادلة) أي مستقيمة مستنبطة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس وقال المناوي عادلة أي مساوية للقرآن في وجوب العمل بها وفي كونها صدقاً وصواباً اهـ فعلم أن المراد علم التفسير والحديث والفقه (د هـ ك) عن ابن عمرو بن العاص • (العلم ثلاثة كتاب ناطق) أي مبين واضح (وسنة ماضية) أي جارية مستمرة (ولا أدري) أي فينبغي قول المجيب لمن سأله عما لا يعلم حكمه لا أدري ومن علامة الجهل أن تجيب عن كل ما تسأل عنه (فر) عن ابن عمر بن الخطاب • (العلم

حياة) وفي نسخة إسقاط التاء (الإسلام) لأن الإسلام لا تعلم حقيقته وشروطه وآدابه وما يطلب منا لمسلم إلا بالعلم (وعماد الإيمان) أي معتمده ومقصوده الأعظم (ومن علم) بشدة اللام (علما أتم الله له أجره) قال العلقمي هنا في خط الشيخ أتم بالمثناة الفوقية وسيأتي في حرف الميم من علم آية من كتاب الله تعالى أو باباً من العلم أنمى الله له أجره إلى يوم القيامة بالنون ومعنى أتم أكمل ومعنى أنمى زاد (ومن تعلم فعمل علمه الله ما لم يعلم) وفي رواية من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم قال العلقمي قال شيخنا سئل الشيخ عز الدين عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم وما العلم الذي إذا عمل به ورث وما العلم الموروث وما صفة التوريث أهو العام أم غيره فبعض الناس قال إنما هذا مخصوص بالعالم يعني أنه إذا عمل بعلمه ورث ما لم يعلم بأن يوفق ويسدد إذا نظر في الوقائع وهل يصح هذا الكلام أم لا فأجاب معنى الحديث أن من عمل بما يعلمه من واجبات الشرع ومندوباته واجتناب مكروهاته ومحرماته ورثه الله من العلم الإلهي ما لم يعلمه من ذلك كقوله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا هذا هو الظاهر من الحديث المتبادر إلى الفهم ولا يجوز حمله على أهل النظر في علم الشرع لأن ذلك تخصيص للحديث بغير دليل وإذا حمل على ظاهره وعمومه دخل فيه الفقهاء وغيرهم قال المناوي أو المراد علم ما لم يعلمه من مزيد معرفة الله وخدع النفس والشيطان وغرور الدنيا وآفات العمل (أبو الشيخ عن ابن عباس) رضي الله عنهما • (العلم خزائن ومفاتيحها السؤال) وفي نسخة ومفتاحها (فاسألوا) سؤال تفهم لا تعنت (يرحمكم الله فإنه يؤجر أربعة السائل والمعلم والمستمع والمحب لهم) (حل) عن علي بإسناد ضعيف • (العلم خليل المؤمن والعقل دليله والعمل قيمه والحلم وزيره والصبر أمير جنوده والرفق والده واللين أخوه) فيه حث المؤمن على هذه الخصال فمن رزقه الله إياها كمل إيمانه وحصل له خير الدارين (هق) عن الحسن مرسلاً • (العلم خير من العبادة) لما تقدم (وملاك الدين الورع) كما مر (ابن عبد البر عن أبي هريرة) • (العلم خير من العبادة وملاك الدين الورع والعالم من يعمل بعلمه) أما غيره فالجاهل خير منه (أبو الشيخ عن عبادة) بن الصامت رضي الله عنه (العلم دين والصلاة دين فانظروا عمن تأخذون هذا العلم) أي لا تأخذوه إلا عمن يوثق به (و) انظروا (كيف تصلون هذه الصلاة) أي ائتوا بها مستكملة الأركان والشروط والآداب (فإنكم تسألون يوم القيامة) عن العلم والصلاة (فر) عن ابن عمر • (العلم) من حيث هو (علمان فعلم) ثابت (في القلب فذلك) هو (العلم النافع) الناشئ عنه الخشية والعمل (وعلم على اللسان) أي لا يصحبه عمل (فذلك حجة الله على ابن آدم) فثمرة العلم العمل (ش) والحكيم الترمذي (عن الحسن) البصري مرسلاً (خط) عن جابر قال المنذري حديث صحيح • (العلم في قريش والأمانة في الأنصار) والمراد أنهما فيهما أكثر لا أن غيرهما لا علم ولا أمانة عنده (طب) عن عبد الله بن الحارث بن جزي بفتح الجيم

وسكون الزاي الزبيدي بإسناد حسن • (العلم ميراثي وميراث الأنبياء قبلي) وما خلفوه من المال فهو صدقة (فر) عن أم هانئ بإسناد ضعيف • (العلم) المصحوب بالعمل (والمال) المنفق منه في وجوه الخير (يستران كل عيب) وستر العلم أتم والجهل والفقر يكشفان كل عيب (فر) عن ابن عباس • (العلم لا يحل منعه) عن المحتاج إليه فمن منعه عنه الجم يوم القيامة بلجام من نار (فر) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (العم والد) أي كالوالد في وجوب الاحترام لتفرعهما عن أصل واحد فلا ينبغي عقوقه (ص) عن عبد الله الوراق مرسلاً • (العمائم تيجان العرب) أي هي لهم بمنزلة التيجان للملوك لأنهم أكثر ما يكونون بالبوادي رؤوسهم مكشوفة والعمائم فيهم قليل (والأخبية حيطانها وجلوس المؤمن في المسجد رباطه (القضاعي (فر) عن علي وإسناده ضعيف • (العمائم تيجان العرب فإذا وضعوا العمائم وضعوا عزهم) قال المناوي لفظ رواية الديلمي وضع الله عزهم (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (العمامة على القلنسوة) أي تلف عليها وهي بفتح القاف وسكون النون وضم المهملة وفتح الواو وقد تبدل ياء مثناة من تحت وقد تبدل الفاء فتفتح السين فيقال قلنساة غشاء مبطن يستر به الرأس وقال بعضهم هي التي يغطي بها العمائم وتستر من الشمس والمطر كأنها عقدة رأس البرنس (فصل ما بيننا وبين المشركين) أي هي العلامة المميزة بيننا وبينهم وقال العلقمي قطع ما بيننا وبينهم قال في المصباح فصلت عن غيره فصلاً من باب ضرب نحيته أو قطعته ومنه فصل الخصومات وهو الحكم بقطعها (يعطي) بالبناء للمفعول أي صاحب العمامة (يوم القيام بكل كورة يدورها على رأسه نوراً) قال في المصباح كار الرجل العمامة كوراً من باب قال أدارها على رأسه وكل دور كور تسمية بالمصدر والجمع أكوار مثل ثوب وأثواب وكورها بالتشديد مبالغة ومنه يقال كورت الشيء إذا لففته على هيئة الاستدارة قال المناوي وهذا لمن اتقى الله في الدنيا (الباوردي عن ركانة) • (العمد قود) أي موجبة بفتح الجيم قودان لم يحصل عفو (والخطأ دية) أي موجبه دية (طب) عن عمرو ابن حزم بإسناد حسن • (العمري) بضم المهملة وسكون الميم مع القصر اسم من اعمرتك الشيء أي جعلته لك مدة عمرك (جائزة لأهلها) قال النووي قال أصحابنا العمري ثلاثة أحوال (أحدها) أن يقول أعمرتك هذه الدار فإذا مت فهي لورثتك أو لعقبك فيصح بلا خلاف ويملك بهذا اللفظ رقبة الدار وهي هبة لكنها بعبارة طويلة فإذا مات فالدار لورثته فإن لم يكن له وارث فلبيت المال ولا تعود إلى الواهب بحال (الثاني) أن يقتصر على قوله جعلتها لك عمري ولا يتعرض لما سواه ففي صحة هذا العقد قولان للشافعي أصحهما وهو الجديد صحته وله حكم الحال الأول (الثالث) أن يقول جعلتها لك عمري فإذا مت عادت إلى أو إلى ورثته ففي صحته خلاف والأصح صحته ويكون له حكم الحال الأول واعتمدوا على الأحاديث الصحيحة المطلقة كون العمري جائزة وعدلوا به عن قياس

الشروط الفاسدة قلت أي لم يعتبروه فلم يفسدوا به العقد بل جعلوه لاغياً لإطلاق الأخبار الصحيحة ولأنه لم يشرط عليه شيئاً إنما شرط العود إليه أو إلى ورثته بعد الموت وحينئذ قد صار الملك للورثة والأصح الصحة في جميع الأحوال وأن الموهوب له يملكها ملكاً تاماً يتصرف فيها بالبيع وغيره من التصرفات هذا مذهبنا وقال احمد تصح العمري المطلقة دون المؤقة وقال مالك في أشهر الروايات عنه العمري في جميع الأحوال تمليك لمنافع الدار مثلاً ولا يملك فيها رقبة الدار بحال وقال أبو حنيفة بالصحة كنحو مذهبنا وبه قال الثوري والحسن بن صالح وأبو عبيدة وحجة الشافعي وموافقيه هذه الأحاديث الصحيحة (حم ق) عن جابر بن عبد الله (حم ق د ن) عن أبي هريرة (حم د ت) عن سمرة بن جندب (ن) عن زيد بن ثابت وعن ابن عباس • (العمري ميراث لأهلها) أي لمن وهبت له سواء أطلقت أم قيدت بعمر الآخذ (م) عن جابر وأبي هريرة • (العمري لمن وهبت له (م د ن) عن جابر • (العمري جائزة لأهلها والرقبى) بوزن العمري من الرقوب لأن كلا منهما يرقب موت صاحبه قال العلقمي وصورة الرقبى أن يقول وهبتها لك عمرك فإن مت قبلي عادت إلى أو إلى زيد وإن مت قبلك استقرت لك فهي صحيحة ويلغو الشرط أو يقول أرقبتك هذه الدار أو جعلتها لك رقبى أخذاً بإطلاق خبر أبي داود لا تعمروا ولا ترقبوا فمن أرقب شيئاً أو أعمره فهو لورثته والنهي للإرشاد أي لا تعمروا شيئاً طمعاً في عوده إليكم واعلموا أنه ميراث فلو وقت الواهب يعمر نفسه أو أجنبي كأن قال جعلتها لك عمري أو عمر فلان فسدت الصيغتان لخروجهما عن اللفظ المعتاد ولما فيهما من تأقيت الملك لجواز موته أو موت فلان قبل موت الموهوب له بخلاف قوله عمرك لأن الإنسان إنما يملك مدة حياته فلا تأقيت فيه (جائزة لأهلها) فالعمري والرقبى سواء عند الجمهور (4) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما • (العمري جائزة لمن أعمرها والرقبى جائزة لمن أرقبها) قال الشيخ بالبناء للمفعول فيها (والعائد في هبته كالعائد في قيئه) أي كما يقبح أن يقئ شيئاً ثم يأكله يقبح أن يعمر شيئاً أو يرقبه ثم يجره إلى نفسه (حم ن) عن ابن عباس رضي الله عنهما • (العمري والرقبى سبيلهما سبيل الميراث) فينتقل ذلك بموت الآخر لورثته لا إلى المعمر والمرقب وورثتهما خلافاً لمالك (طب) عن زيد بن ثابت (الأنصاري • العمرة إلى العمرة) قال المناوي العمرة حال كون الزمن بعدها ينتهي إلى العمرة (كفارة لما بنيهما) من الصغائر وقال ابن التين يحتمل أن تكون إلى بمعنى مع فيكون التقدير العمرة مع العمرة مكفرة لما بينهما (والحج المبرور) أي الذي لم يخالطه إثم أو المقبول أو الذي لا رياء فيه ولا فسوق (ليس له جزاء إلا الجنة) أي دخولها مع السابقين فهو مكفر للكبائر مالك (حم ق 4) عن أبي هريرة • (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب والخطايا) الصغائر واستشكل بعضهم كون العمرة كفارة مع أن اجتناب الكبائر يكفر فماذا تكفره العمرة والجواب أن تكفير العمرة

مقيد بزمنها وتكفير الاجتناب عام لجميع عمر العبد فتغايرا من هذه الحيثية (والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة (حم) عن عامر بن ربيعة بإسناد حسن • (العمرتان تكفران ما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وما سبح الحاج من تسبيحة وما هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلا يبشر بها تبشيرة) بالبناء للمفعول أي أخبر بحصول شيء يسره والمبشر له بذلك الملائكة ولا يلزم سماعنا لهم (هب) عن أبي هريرة • (العمرة من الحج بمنزلة الرأس من الجسد بمنزلة الزكاة من الصيام) فيه الحث على الاعتمار بل قال المناوي فيه أن العمرة واجبة (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (العنبر) وهو شيء يقذفه البحر بالساحل أو نبات يخلقه الله في قعره أو نبع عين فيه أو روث دابة فيه (ليس بركاز) فلا زكاة فيه على واجده (بل هو لمن وجده ابن النجار عن جابر بإسناد ضعيف • (العنكبوت) قال المناوي الحيوان المعروف الذي ينسج في البيوت اهـ وقال العلقمي العنكبوت دويبة تنسج في الهواء والجمع عناكب والذكر عنكب وهي قصيرة الأرجل كثيرة الأعين لها ثمانية أرجل وست عيون إذا أرادت صيد الذباب لصقت بالأرض وجمعت نفسها ثم وثبت عليه وهي أقنع الأشياء في جمع رزقها وأحرص الأشياء والذي تنسجه لا تخرجه من جوفها بل من خارج جلدها وروى الثعلبي عن علي بن أبي طالب أنه قال طهروا بيوتكم من نسيج العنكبوت فإن تركه في البيت يورث الفقر (شيطان فاقتلوه) قال المناوي يعارضه خبر جزى الله العنكبوت عنا خيراً وقد يقال هذا في عنكبوت خاص (د) في مراسيله عن يزيد بن مرثد مرسلاً • (العنكبوت شيطان) كان امرأة سحرت زوجها كما في حديث الديلمي فلأجل ذلك (مسخه الله تعالى) حيواناً على هذا الشكل قال العلقمي وأخرج الزبير بن بكار في الموقوفات والديلمي في مسند الفردوس عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الممسوخ فقال هم ثلاثة عشر الفيل والدب والخنزير والقرد والحريث والضب والوطواط والعقرب والدعموص والعنكبوت والأرنب وسهيل والزهرة قيل يا رسول الله ما سبب مسخن فقال أما الفيل فكان رجلاً جبار لوطياً لا يدع رطباً ولا يابساً وأما الدب فكان مؤنثاً يدعو الرجال إل نفسه وأما الخنزير فكان من النصارى الذين سألوا المائدة فلما نزلت كفروا وأما القرد فيهود اعتدوا في السبت وأما الحريث فكان ديوثاً يدعوا الرجال إل حليلته وأما الضب فكان أعرابياً يسرق الحاج بمحجنه وأما الوطواط فكان رجلاً يسرق الثمار من رؤوس النخل وأما العقرب فكان لا يسلم أحد من لسانه وأما الدعموص فكان تماماً يفرق بين الأحبة وأما العنكوب فامرأة سحرت زوجها وأما الأرنب فكانت امرأة لا تطهر من الحيض وأما سهيل فكان عشاراً باليمن وأما الزهرة فكانت بنتاً لبعض ملوك بني إسرائيل افتتن بها هاروت وماروت وقال محمد بن يوسف لشيرازي المعروف بالحكم في نظم ذلك مع زيادات أخرى

يا سائلي عن نبأ الممسوخ • من قول ذي البيان ولمرسوخ أنبيك عن أحوالها فاستمع • ومنتهى أعدادها تنتفع قد مسخ الله من ابن آدما • عشرين صنفاً ركبوا المآثما الكلب والعقرب والخنزير • والدب والقنذف والزنبور والفيل والسهيل والقمري • والليث والخفافش البري والزهرة الزهراء ثم العقعق • والعنكبوت الفاخت المطوّق والقرد والضب مع ابن عرس • وفارة مع ابن آوي النحس رماهم الحرمان بالخذلان • لما جروا في طاعة الشيطان فالفيل كان عاصياً لربه • بأكله الرباء ثم حبه ثم سهيل كان عشار اليمن • تراه في أفق السماء كالوثن والليث كان واعظاً شريراً • والقرد قوم خالفوا الزبورا ومؤذى الجار ترى الزنبورا • وابن عريس نبش القبورا ان ابن آوي قد عدا في النفخ • وكان قصابا رمى بالمسخ وفي الخفافيش أخى فاعتبر • كن نساء لم توار في النظر والضب كان يقتل الحجاجا • والدب كاد يفسد الفجاجا والعنكبوت عصت الأزواجا • وخالفت ساداتها لجاجا وفي الخنازير اعتبر فإنها • خالفت المسيح ما كان نهى وكانت الفأرة قدما نائحة • تفسد بالنوح القلوب الصالحه يا أيها الإنسان لا تحتكر • وانظر إلى القمري كيف تبصر والكلب كان مفسداً للبين • والفاخت الخائن أي للدين وكان فيمن قد حكى حاطا • ولم يكن في دينه محتاطا وعقعق في دينه كابن الأشر • ويدخل الحمام من غير أزر والعقرب الناممة الخبيثه • والقنفذ الدلالة الحثيثة والزهرة الزهراء بالجمال • والحسن وهي فتنة الرجال فخادعت في دينه هاروتا • واستمردت في هديه ماروتا (فاقتلوه) ندباً (عد) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (العهد الذي بيننا وبينهم) يعني المنافقين هو (الصلاة) شبه الموجب لإبقائهم وحقن دمائهم بالعهد المقتضي لإبقاء المعاهد والكف عنه (فمن تركها فقد كفر) هو توبيخ لتارك الصلاة وتحذير له من الكفر أو سيؤديه ذلك إليه إذا تهاون بالصلاة وقال في النهاية قيل هو لمن تركها جاحداً (حم ت ن هـ حب ك) عن بريدة رضي الله عنه بأسانيد صحيحة • (العيافة) بالكسر والتخفيف قال العلقمي هي زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها أي جهة مسيرها

عند تنفيرها (والطيرة) بكسر ففتح فسهرا المناوي بما تقدم في العيافة (والطرق) بفتح فسكون قال في النهاية هو الضرب الحصا الذي تفعله النساء وقيل هو الخط بالرمل (من الجبت) قال المناوي أي من أعمال السحر فكما أن السحر حرام فكذا المذكورات اهـ وقال العلقمي الجبت قال في الصحاح كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك (د) عن قبيصة بالتصغير • (العيادة فواق ناقة) أي زمان عيادة المريض قدر فواق ناقة وهو ما بين الحلبتين من الراحة لأنها تحلب ثم تراح حتى تدر ثم تحلب قال في المصباح الفواق بالضم والفتح الزمان الذي بين الحلبتين وقال الجوهري الفواق ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر وتحلب (هب) عن أنس ابن مالك • (العيدان) عيد الفطر وعيد الأضحى (واجبان على كل حالم) أي محتلم (من ذكر أو أنثى) يعني صلاتهما واجبة على كل بالغ والمراد أنها تقرب من الواجب في التأكد (فر) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (العين حق) أي الإصابة بالعين شيء ثابت (حم ق د هـ) عن أبي هريرة وعن عامر بن ربيعة • (العين حق تستنزل الحالق) أي الجبل العالي (حم طب ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (العين) أي الإصابة بها (حق ولو كان شيء سابق القدر) بالتحريك (لسبقته العين) أي لو فرض أن شيئاً له قوة بحيث يسبق القدر لكان العين فهو مبالغة في إثبات العين لأنه لا يمكن أن يرد القدر بشيء إذا القدر عبارة عن سابق علم الله تعالى وهو لا راد لأمره (وإذا استغسلتم) بالبناء للمفعول (فاغسلوا) أي إذا أمر العاين بما أعتيد عندهم من غسل أطرافه وما تحت إزاره وتصب غسالته على المعيون فليفعل ندباً وقيل وجوباً قال العلقمي هذا الغسل ينتفع بعد استحكام النظرة وأما عند الإصابة وقبل الاستحكام فقد أرشد الشارع إلى ما يدفعه بقوله من رأى شيئاً فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره وورد أيضاً فليقل اللهم بارك فيه ولا تضره وقد اختلف في جريان القصاص في القتل بالعين فقال القرطبي لو أتلف العائن شيئاً ضمنه ولو قتل فعليه القصاص أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة ومنع الشافعية القصاص في أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة ومنع الشافعية القصاص في ذلك وقال النووي في الروضة ولا دية فيه ولا كفارة لأن الحكم إنما يترتب على منضبط عام دون ما يختص ببعض الناس في بعض الأحوال مما لا انضباط له كيف ولا يقع منه فعل أصلاً ثم قال القاضي في هذا الحديث من الفقه ما قاله بعض العلماء أنه ينبغي إذا عرف أحد بالإصابة بالعين أن يجتنب ويحترز منه وينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس ويأمره بلزوم بيته فإن كان فقيراً رزقه ما يكفيه ويكف أذاه عن الناس (حب م) عن ابن عباس • (العين حق يحضرها الشيطان وحسد ابن آدم) فينبعث من عين العاين قوة سمية تتصل بالمعان فهي لك أو يفسد بإرادة الله تعالى (الكجي في سننه عن أبي هريرة) • (العين تدخل الرجل) يعني الإنسان (القبر) أي تقتله فيدفن في القبر • (وتدخل الجمل القدر) أي إذا أصابته

(حرف الغين)

مات أو ذبح وطبخ قال المناوي وما ذكر من أن لفظ الحديث العين تدخل إلى آخره هو ما وقع في نسخ الكتاب والذي في أصولها الصحيحة العين حق تدخل إلى آخره فسقط لفظ حق من قلم المؤلف (عد حل) عن جابر (عد) عن أبي ذر رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (العين وكاء السه) الوكاء بكسر الواو الخيط الذي يربط به الشيء والسه بسين مهملة مفتوحة بعدها هاء أصله سته يقال سته ستها من باب تعب إذا كبرت عجيزته ثم سمى بالمصدر ودخله النقص بعد التسمية فحذفوا العين تارة وقالوا سه واللام تارة وقالوا ست ثم اجتلبوا همزة الوصل كأنها عوض عن اللام واسكنوا السين وقالوا است كما فعلوا في ابن واسم والمراد به حلقة الدبر ومعنى الحديث أن اليقظة وكاء الدبر أي الحافظ لما فيه من الخروج فإن الإنسان يحس بما يخرج منه ما دام مستيقظاً فإذا نام زال الضبط (فمن نام فليتوضأ) وجوباً جعل اليقظة للاست كالوكاء للقربة فالعين كناية عن اليقظة فإن قيل النم ليس بحدث وأنتم أوجبتم الوضوء باحتمال خروج ريح والأصل عدمه فلا يجب الوضوء بالشك قلنا النائم غير متمكن يخرج منه الريح غالباً فأقام الشارع هذا مقام اليقين كما أقام شهادة الشاهدين التي تفيد الظن مقام اليقين في شغل الذمة (حم هـ) عن عليّ قال العلقمي بجانبه علام الصحة • (العين وكاء السه فإذا نامت العين استطلق الوكاء) أي انحل كنى بالعين عن اليقظة كما تقدم (هق) عن معاوية قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني) تقدم معناه في أن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى والعينان أصل زنى الفرج فإن النظر يجر إليه (حم طب) عن ابن مسعود بإسناد صحيح • (العينان دليلان والأذنان قمعان) بضم فسكون أي يتبعان الإخبار ويحدثان بها القلب (واللسان ترجمان) أي يعبر عما في القلب (واليدان جناحان والكبد رحمة والطحال ضحك والرئة نفس والكليتان مكر والقلب ملك) هذه الأعضاء كلها رعية فإذا صلح الملك صلحت رعيته وإذا فسد الملك فسدت رعيته أبو الشيخ في العظمة (عد) وأبو نعيم في الطب عن أبي سعيد الحكيم عن عائشة رضي الله عنها. (حرف الغين) • (غبار المدينة) النبوية (شفاء من الجذام) لمن قوي يقينه وصدقت نيته (أبو نعيم في الطب) النبوي (عن ثابت بن قيس بن شماس) قال الشيخ بفتح المعجمة وشدة الميم الأنصاري رضي الله عنه • (غبار المدينة يبرئ الجذام) لسر علمه الشارع (ابن السني وأبو نعيم) كلاهما (في الطب) النبوي (عن أبي بكر بن محمد بن سلام مرسلاً) رضي الله عنه • (غبار المدينة يطفئ الجذام) قال المناوي قال السمهودي قد شاهدنا من استشفى به منه (الزبير بن بكار في أخبار المدينة) وكذا ابن النجار (عن إبراهيم مرسلاً) • (غبن المسترسل) قال في النهاية الاسترسال الاستئناس والطمأنينة إلى الإنسان

والثقة به فيما يحدثه أي أن ما غبنه به البائع مما زاده على القيمة معتمداً على إخباره بأنه اشتراه بكذا (حرام) قال المناوي قال الحنابلة ويثبت الفسخ وقال أبو حنيفة والشافعي لا (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (غبن المسترسل رباء) أي كالرباء (هق) عن أنس بإسناد فيه متهم (وجابر) بن عبد الله (وعن علي) بإسناد جيد • (غدوة في سبيل الله أو روحة) فيه (خير من الدنيا وما فيها) فالجهاد في سبيل الله أعلى أنواع العبادة (حم ق هـ) عن أنس بن مالك (ق ت ن) عن سهل الساعدي (م هـ) عن أبي هريرة (ت) عن ابن عباس • (غدوة في سبيل الله وروحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت) فالجهاد في سبيل الله لا يعد له شيء (حم م ن) عن أبي أيوب • (غرة العرب) أي إشرافها (كنانة وأركانها) أي دعائمها (تميم وخطباؤها أسد وفرسانها قيس ولله تعالى من أهل الأرض فرسان وفرسانه في الأرض قيس ابن عساكر عن أبي ذر) الغفاري • (غزوة في البحر مثل عشر غزوات في البر) في الأجر (والذي يسدر) قال الشيخ بفتح الدال المهملة (في البحر) أي تدور رأسه من ريحه قال العلقمي والسدر بالتحريك الدوران وهو كثيراً ما يعرض لراكب البحر يقال سدر يسدر سدراً (كالمتشحط) قال العلقمي هو الذي يتخبط ويضطرب ويتمرغ (في دمه في سبيل الله) أي مثله في حصول الأجر ولا يلزم منه التساوي (هـ) عن أم الدرداء رضي الله عنهما • (غزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها والمائد فيه) أي الذي تدور رأسه من اضطراب السفينة كالمتشحط في دمه (ك) عن ابن عمرو ابن العاص بإسناد ضعيف • (غسل يوم الجمعة واجب) قال العلقمي قال ابن عبد البر ليس المراد أنه واجب فرضاً بل هو مؤول أي واجب في السنة أو في المروءة أو في الأخلاق الجميلة كما تقول العرب حقك واجب على أي متأكد والصارف له عن الوجوب حديث من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل (على كل محتلم) أي بالغ أراد حضور الصلاة مالك (حم د ن هـ) عن أبي سعيد الخدري • (غسل يوم الجمعة واجب كوجوب غسل الجنابة) بالمعنى المار (الرافعي) أمام الشافعية (عن أبي سعيد) الخدري • (غسل القدمين بالماء البارد بعد الخروج من الحمام أمان من الصداع) أي من حدوث وجع الرأس (أبو نعيم في الطب) النبوي (عن أبي هريرة) • (غسل الإناء وطهارة الفناء) بالكسر أي نظافته (يورثان الغنى) الدنيوي والأخروي (خط) عن أنس بإسناد فيه مقال (غشيتكم السكرتان سكرة حب العيش وحب الجاه فعند ذلك لا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر والقائمون بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين (والأنصار) (حل) عن عائشة غشيتكم الفتن أي المحن والبلايا (كقطع الليل المظلم) أي قاربت غشيانكم (انجي الناس فيها) وفي نسخة فيه أي في زمانها (رجل صاحب شاهقة) أي مقيم بجبل عال (يأكل

من رسل غنمه) بكسر الراء وسكون المهملة أي لبنها (ورجل آخذ) اسم فاعل (بعنان فرسه) بكسر المهملة بخلاف عنان السماء فهو بالفتح (من وراء الدروب) الدروب جمع درب كفلس وفلوس وأصله المدخل بين جبلين ثم استعمل في معنى الباب (يأكل من سيفه) أي مما يغنمه من قتال الكفار (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (غضوا الأبصار) قال في المصباح غض الرجل صوته وطرفه ومن صوته ومن طرفه غضا من باب قتل خفض اهـ أي اخفضوا الأعين عن النظر إلى ما لا يحل فإن النظر رائد الشهوة والشهوة رائد الزنى (واهجروا الدعار) قال في المصباح هجرته هجراً من باب قتل تركته ورفضته فهو مهجور وهجرت الإنسان قطعته والاسم الهجران والدعار قال في النهاية الدعارة الفساد والشر ورجل داعر خبيث مفسد وقال في المصباح دعر الفرن دعراً فهو دعر من باب تعب كثر دخانه ومنه قيل للرجل الخبيث المفسد دعر فهو داعر من الدعارة بالفتح اهـ أي اتركوا الفساد والشر والخبث (واجتنبوا أعمال أهل النار) تفوزوا بمنازل الأبرار (طب) عن الحكم بن عمير الثمالي بإسناد ضعيف • (غط فخذك فإن الفخذ) بفتح فكسر (عورة) قاله وما بعده لما مر بمعمر أو جرهد وهو كاشف فخذه (ك) عن محمد ابن عبد الله بن جحش الأسدي وإسناده صحيح • (غط فخذك فإن فخذ الرجل من عورته) فيحرم نظر رجل إلى عورة رجل وهي ما بين سرته وركبته ولو من محرم (حم ك) عن ابن عباس • (غطوا عورته) أي عورة الصبي (فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكبير) محمول على من يبلغ حد الشهوة أو على الندب (ولا ينظر الله) نظر رحمة وعطف (إلى كاشف عورة قله لما رفع إليه محمد بن عياض الزهري وهو صغير وعليه خرقه لم توار عورته (ك) عن محمد بن عياض الزهري • (غطوا الإناء وأوكئوا) بالهمز وتركه (السقاء) مع ذكر اسم الله (فإن في السنة ليلة) أبهمها للحث على فعل ذلك في جميع السنة وفي رواية يوماً قال العجم في كانون الأول وهو غير منصرف للعملية والعجمة لأنه علم على الشهر قال الشيخ وهو كيهك بالقبطي (ينزل فيها وباء) من أسماء (لا يمر بإناء لم يغط ولا سقاء لم يوكأ إلا وقع فيه من ذلك الوبا) بالقصر والمد والقصر أشهر قال الجوهري جمع المقصور أوباء وجمع الممدود أوبيه الطاعون والمرض العام (حم م) عن جابر • (غطوا الإناء وأوكئوا السقاء وأغلقوا الأبواب واطفؤا السراج في إن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح باب أغلق) مع ذكر اسم الله عليه (ولا يكشف إناء كذلك فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض) بفتح المثناة التحتية وضم الراء (على إنائه عوداً) أي ينصبه عليه (ويذكر اسم الله) عليه (فليفعل) ولا يتركه (فإن الفويسقة) أي الفارة سماها فويسقة لما فيها من الأذى (تضرم) بضم المثناة الفوقية وسكون الضاد المعجمة (على أهل البيت بيتهم) أي تحرقه سريعاً قال العلقمي قال أهل اللغة ضرمت النار بكسر الراء وتضرمت وأضرمت أي التهبت وأضرمتها أنا وضرمتها (م هـ) عن جابر بن عبد الله • (غفار) بكسر الغين المعجمة وخفة الفاء

غير منصرف باعتبار القبيلة (غفر الله لها) ذنب سرقة الحاج في الجاهلية (وأسلم) بفتح اللام (سالمها الله) بفتح اللام من المسالمة وترك الحرب أي صالحها لدخولها في الدين اختياراً وهذا خبر أريد به الدعاء (وعصية) بمهملتين ومثناة تحتية مصغر بطن من بني سليم (عصت الله ورسوله) بقتلهم القراء ببئر معونه ونقضهم العهد (حم ق ت) عن ابن عمر بن الخطاب • (غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلاً إذا باع سهلاً إذا اشترى سهلاً إذا اقتضى) فيه الحث على التأسي به (حم ت هق) عن جابر قال العلقمي قال في الكبير حسن صحيح غريب • (غفر الله عز وجل لرجل أماط غصن شوك عن الطريق) لئلا يؤذي الناس (ما تقدم من ذنبه وما تأخر) لأنه تعالى لا يضيع عمل عامل وإن كان يسيراً (ابن زنجويه عن أبي سعيد) الخدري (وأبي هريرة) معا • (غفر) بالبناء للمفعول بضبط المؤلف أي غفر الله (لامرأة) لم تسم (مومسة) بضم الميم الأولى وكسر الثانية أي فاجرة زانية من بني إسرائيل (مرت بكلب على رأس ركي) بفتح الراء وكسر الكاف وشدة التحتية بئر (يلهث) بمثلثة يخرج لسانه لشدة الظمأ (كاد يقتله العطش) لشدته (فنزعت خفها فأوثقته) أي شدته (بخمارها) بكسر المعجمة أي بغطاء رأسها (فنزعت) أي جذبت (له من الماء) فسقته (فغفر لها بذلك) أي بسبب سقيا للكلب على الوجه المشروح فإنه تعالى يتجاوز عن الذنب الكبير بالعمل اليسير (خ) عن أبي هريرة • (غفر الله عز وجل لزيد بن عمرو) بن نفيل (ورحمه) هذا دعاء أو خبر (فإنه مات على دين إبراهيم) الخليل (بن سعد) في الطبقات (عن سعيد بن المسيب مرسلاً) • (غلظ القلوب والجفاء) بالمد (في أهل المشرق) قال النووي كان ذلك في عهده صلى الله عليه وسلم ويكون حين يخرج الدجال وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة (والإيمان والسكينة) أي الطمأنينة والسكون (في أهل الحجاز) لا يعارضه خبر الإيمان يمان إذ ليس فيه النفي عن غيرهم (حم م) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (غنيمة مجالس الذكر الجنة) أي غنيمة موصلة للدرجات العالية في الجنة لما فيه من مزيد الثواب (حم طب) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد حسن • (غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال) يعني أخاف على أمتي من غير الدجال أكثر من خوفي منه أعني بالغير (الأئمة المضلين) قال المناوي كذا وقع في رواية بالنصب وفي رواية بالرفع تقديره الأئمة المضلون أخوف من الدجال (حم) عن أبي ذر وإسناده جيد • (غيرتان) تثنية غيرة وهي الحمية والأنفة (إحداهما يحبها الله) تعالى (والأخرى يبغضها الله تعالى ومخيلتان) تثنية مخيلة وهي الكبر (إحداهما يحبها الله والأخرى يبغضها الله الغيرة في الريبة) أي عند قيامها (يحبها الله والغيرة في غير الريبة) بل بمجرد سوء الظن (يبغضها الله) وهذه الغيرة تفسد المحبة وتوقع العداوة (والمخيلة إذا تصدق الرجل يحبها الله) لأن الإنسان تهزه رائحة السخاء فيعطيها طيبة بها نفسه ولا يستكثر كثيراً

(والمخيلة في الكبر يبغضها الله عز وجل) (حم طب ك) عن عقبة بالقاف (ابن عامر) بإسناد صحيح • (غيروا الشيب) ندباً بنحو حناء أو كتم (ولا تشبهوا باليهود) في ترك الخضاب (حم ن) عن الزبير بن العوام (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن صحيح • (غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى) في عدم تغييره (حم حب) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (غيروا الشيب ولا تقربوه) قال الشيخ بشدة الراء (بالسواد) فإنه يحرم لغير جهاد (حم) عن أنس قال العلقمي رحمه الله بجانبه علامة الصحة • (الغازي في سبيل الله عز وجل والحاج والمعتمر وفد الله) أي قادمون عليه امتثالاً لأمره (دعاهم فأجابوا وسألوه فأعطاهم) ما سألوه (هـ حب) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (الغبار في سبيل الله) يحتمل أن المراد في قتال الكفار ويحتمل أن المراد العموم فيشمل الغبار الحاصل في كل طاعة وإلى هذا يرشد الحديث الذي بعده (أسفار الوجوه) بكسر الهمزة (يوم القيامة) أي يكون ذلك نوراً على وجوههم فيها (حل) عن أنس بن مالك • (الغدو والرواح إلى المساجد من الجهاد في سبيل الله) لأنه جهاد للشيطان والنفس (طب) عن أبي أمامة بإسناد حسن • (الغدو والرواح في تعليم العلم) الشرعي (أفضل عند الله من الجهاد في سبيل الله) ما لم يتعين الجهاد (أبو مسعود الأصهاني في معجمه وابن النجار) في تاريخه (فر) عن ابن عباس • (الغرباء في الدنيا أربعة قرآن في جوف ظالم) يحتمل أن المراد بكونه غريباً في جوفه عدم العمل به (ومسجد في نادي قوم لا يصلي فيه) بالبناء للمفعول والنادي مجتمع القوم (ومصحف في بيت لا يقرأ فيه ورجل صالح مع قوم سوء (فر) عن أبي هريرة • (الغرفة) أي في الجنة (من ياقوتة حمراء أوزبرجدة خضراء أو درة بيضاء ليس فيها فصم) بالفاء تصدع ولا كسر قال العلقمي أصل الفصم بالفاء القطع بلا إبانة وبالقاف القطع بإبانة وقال في النهاية الفصم أن ينصدع الشيء فلا يبين تقول وفصمته فانفصم وقال في المصباح فصمته فصماً من باب ضرب كسرته (ولا وصم) أي عيب قال في المصباح الوصم العيب والعار يقال ما في فلان وصمة (وأن أهل الجنة يتراءون الغرفة) أي أهلها (منها كما تراءون الكوكب الدري الشرقي أو الغربي في أفق السماء وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما) قال المناوي بكسر العين أن هما أهل لذلك (الحكيم عن سهل بن سعد) الساعدي • (الغريب إذا مرض فنظر عن يمينه وعن شماله وعن أمامه ومن خلفه فلم ير أحداً يعرفه يغفر الله له ما تقدم من ذنبه ابن النجار عن ابن عباس • (الغريق شهيد والحريق شهيد والغريب شهيد والملدوغ) بالدال المهملة والغين المعجمة بذوات السم وأما اللذع بذال معجمة وعين مهملة فهو لذع النار (شهيد والمبطون شهيد ومن يقع عليه البيت فهو شهيد ومن يقع من فوق البيت فتندق رجله أو عنقه) أو نحو ذلك (فيموت فهو شهيد ومن يقع عليه الصخرة فهو شهيد والغيرى) بفتح الغين وسكون المثناة التحتية (على زوجها) غيرة محمودة

(كالمجاهد في سبيل الله فلها أجر شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون نفسه فهو شهيد ومن قتل دون أخيه) في الدين (فهو شهيد ومن قتل دون جاره) المعصوم أي في الدفع عمن ذكر (فهو شهيد والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر شهيد) أي إذا أمر ظالماً بمعروف أو نهاه عن منكر فقتله فهو شهيد فهؤلاء كلهم من شهداء الآخرة (ابن عساكر عن عليّ) أمير المؤمنين • (الغريق في سبيل الله شهيد) قال الماوي أي الغازي في البحر إذا غرق فيه فهو شهيد من شهداء الآخرة اهـ والغريق في غير الجهاد من شهداء الآخرة أيضاً (تخ) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه بإسناد حسن • (الغزو خير لوديك) قال الشيخ بكسر المهملة وشدة المثناة التحتية قال العلقمي وسببه وتمامه كما في الكبير عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من بني حارثة ألا تغزو يا فلان قال يا رسول الله غرست وديالي وأني أخاف إن غزوت أن يضيع فقال الغزو خير لوديك فغزا الرجل فوجد وديه كأحسن الودى وأجوده (فر) عن أبي الدرداء • (الغزو غزوان) غزو من ابتغى وجه الله وغزو من لا يبتغيه (فأما من غزا ابتغاء وجه الله تعالى) أي طلباً للأجرالأخروي منه لا لأجل حظه من الغنيمة ولا ليقال شجاع (وأطاع الإمام) في غزوه فأتى به على أمره (وأنفق الكريمة) أي الناقة العزيزة عليه المختارة عنده وقيل نفسه (وياسر الشريك) قال الخطابي معناه الأخذ باليسر والسهولة مع الشريك والصاحب والمعاونة لهما (واجتنب الفساد في الأرض) بأن لم يتجاوز المشروع في نحو قتل (فإن نومه ونبهه) بفتح النون وسكون الموحدة هو الانتباه من النوم (أجر كله) أي ذواجر والمراد أن من هذا شأنه يثاب في جميع حالاته من حركة وسكون ونوم ويقظة (وأما من غزا فخراً ورياء) بالمد (وسمعة) بضم السين أي ليراه الناس ويسمعوه (وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف) قال المناوي أي الثواب مأخوذ من كفاف الشيء وهو خياره اهـ وقال العلقمي لن يرجع بالكفاف أي سواء بسواء والكفاف هو الذي لا يفصل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة إليه (حم د ن ك) عن معاذ بن جبل وهو حديث صحيح • (الغسل يوم الجمعة سنة) مؤكدة لا واجب وهذا ما عليه الجمهور (طب حل) عن ابن مسعود • (الغسل واجب على كل مسلم في سبعة أيام) أي في كل سبعة أيام مرة يوم الجمعة (شعره وبشره) قال الشيخ بالجر بدل (طب) عن ابن عباس • (الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم) أي بالغ تقدم تأويله (وأن يستن) أي وعليه أن يدلك أسنانه بالسواك (وأن يمس) بفتح الميم على الأفصح طيباً أي طيب كان (إن وجد) قال في الفتح متعلق بالطيب أي أن وجد الطيب مسه ويحتمل تعلقه بما قبله أيضاً (حم ق د) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه • (الغسل يوم الجمعة على كل محتلم والسواك) عليه أيضاً (ويمس من الطيب ما قدر عليه) أي يفعل منه ما أمكنه (ولو من طيب المرأة)

المكروه للرجال لظهور لونه وهو ما ظهر لونه وخفي ريحه (إلا أن يكثر) قال المناوي أي من طيب المرأة اهـ قال العلقمي قال الزين بن المنير فيه تنبيه على الرفق وعلى تيسير الأمر في التطيب بأن يكون بأقل ما يمكن حتى أنه يجزى مسه من غير تناول قدر ينقصه تحريضاً على امتثال الأمر فيه (ن حب) عن أبي سعيد الخدري • (الغسل) يندب لغاسل الميت (من الغسل) أي من أجل تغسيله للميت (والوضوء) يندب (من الحمل) أي حمل الميت يفسره خبر من غسل ميتاً فليغتسل ومن حمله فليتوضأ (الضياء) في المختارة (عن أبي سعيد) الخدري • (الغسل صاع) أي ذو صاع أي يندب أن يكون ماؤه صاعاً (والوضوء مذ) أي ذو مد أي يندب أن يكون ماؤه مداً والمد رطل وثلث بالبغدادي والصاع أربعة أمداد (طس) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (الغسل في هذه الأيام واجب) بالمعنى المار (يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم النحر ويوم عرفة) بالجر على البدل أي هو متأكد في هذه الأيام مخصوص في يوم عرفة بالواقف بعرفة (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (الغضب من الشيطان) أي ينشأ عن وسوسته وإغوائه فأسند إليه (والشيطان خلق من النار والماء يطفئ النار فإذا غضب أحدكم فليغتسل) ندباً (ابن عساكر عن معاوية) بن أبي سفيان • (الغفلة) قال في المصباح الغفلة غيبة الشيء عن بال الإنسان وعدم تذكره له تكثر (في ثلاث) من الخصال (عن ذكر الله) باللسان والقلب (وحين يصلي الصبح إلى طلوع الشمس) بأن لا يشتغل ذلك الزمان بشيء من الأوراد المأثورة (وغفلة الرجل عن نفسه في الدين) بالفتح (حتى يركبه) بأن يسترسل في الاستدانة حتى تتراكم عليه الديون فيعجز عن وفائها (طب هب) عن ابن عمرو ابن العاص بإسناد حسن • (الغل) بكسر المعجمة الحقد (والحسد يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب ابن صصري) قال المناوي بفتح الصادين المهملتين (في أماليه عن الحسن بن علي) • (الغلة بالضمان) هو بمعنى حديث الخراج بالضمان وسببه كما تقدم أن رجلاً اشترى غلاماً وتسلمه ثم اطلع في على عيب فرده فقال البائع يا رسول الله الخراج بالضمان قال في النهاية والغلة الدخل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإجارة والنتاج ونحو ذلك (حم هق) عن عائشة بإسناد حسن • (الغناء) بالكسر والمد قال القرطبي هو رفع الصوت بالشعر وما قاربه من الرجز من نحو مخصوص قال العلقمي فائدة ألغنا مثلث وبالمدمع الكسر الصوت كما ذكر وقد يقصر والغنى بالكسر مع القصر اليسار والغناء بالفتح والمد النفع (ينبت النفاق) قال في النهاية أصله في اللغة معروف يقال نافق منافقة ونفاقاً وهو مأخوذ من النافقا أحد حجري اليربوع إذا طلب من واحد هرب إلى آخر وخرج منه وقيل هو من النفق وهو السرب الذي يستتر فيه لستره كفره اهـ وقال في المصباح والنفق بفتحتين سرب في الأرض يكون له مخرج من موضع آخر ونافق اليربوع إذا أتى النافقا ومنه قيل نافق الرجل إذا أظهر الإسلام

لأهله وأضمر غير الإسلام وأتاه مع أهله أيضاً (في القلب كما ينبت الماء البقل) قال المناوي أي هو سبب النفاق ومنبعه وأصله فيكره سماعه فإن خاف الفتنة حرم (ابن أبي الدنيا) في كتاب (ذم الملاهي عن ابن مسعود) رضي الله عنه وفي إسناده من لم يسم • (الغناء) رفع الصوت بالشعر وقيل أراد غنى المال (ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع) (هب) عن جابر بإسناد ضعيف • (الغنى) هو (اليأس) أي القنوط (مما في أيدي الناس) فليس الغني الحقيقي كثرة المال بل هو غنى النفس وقنعها بما قسم (حل) والقضاعي والدارقطني عن ابن مسعود وإسناده ضعيف • (الغنى الإياس) بكسر الهمزة (مما في أيدي الناس ومن مشى منكم إلى طمع من طمع الدنيا فليمش رويداً) أي مشياً برفق وتمهل فإنه لا يناله إلا ما قسم له فلا فائدة للكل (العسكري) (في) كتاب (المواعظ عن ابن مسعود) • (الغني الإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع) أي احذره واجتنبه (فإنه الفقر الحاضر العسكري) في المواعظ (عن ابن عباس) • (الغنم بركة) أي زيادة في النمو والخير فيندب اقتناؤها (ع) عن البراء بإسناد صحيح • (الغنم بركة والإبل عز لأهلها والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة وعبدك أخوك) في الدين (فأحسن إليه) بالقول والفعل والقيام بحقه (وإن وجدته مغلوباً فأعنه) على ما كلفته من العمل فيحرم تكليف على الدوام ما لا يطيقه على الداوم (البزار عن حذيفة) بن اليمان رضي الله عنهما بإسناد حسن • (الغنم من دواب الجنة فامسحوا رغامها) قال الشيخ الرغام بضم الراء وبالغين المعجمة أو العين المهملة المخاط وبفتح الراء والغين المعجمة التراب (وصلوا في مرابضها) جوازا (خط) عن أبي هريرة • (الغنم أموال الأنبياء) أي هي معظم أموال معظم الأنبياء وما من نبي إلا ورعاها (فر) عن أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد ضعيف • (الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء) أي الصوم فيه يشبه الغنيمة الباردة وهي التي حصلت بلا حرب شديد ولا مشقة شبهت بها لأن كلا منهما حصول نفع بلا جهد ومشقة (ت) عن عامر بن مسعود قال المناوي التابعي فكان حقه أن يقول مرسلاً (الغلام مرتهن) بالبناء للمفعول (بعقيقته) قال العلقمي قال شيخنا قال في النهاية أي أن العقيقة لازمة له لابد منها فشبهه في لزومها له وعدم انفكاكه منها بالرهن في يد المرتهن قال الحافظ تكلم الناس في هذا وأجود ما قيل فيه ما ذهب إليه أحمد بن حنبل قال هذا في الشفاعة يريد أنه إذا لم يعق عنه فمات طفلاً لم يشفع في والديه وقيل معناه أنه مرهون بأذى شعره واستدلوا بقوله وأميطوا عنه الأذى وهو ما علق به من دم الرحم وقال شيخنا قال ابن القيم في كتاب أحكام المولود اختلف في معنى هذا الارتهان فقالت طائفة هو محبوس مرتهن عن الشفاعة لوالديه قاله عطاء وتبعه عليه أحمد وفيه نظر لا يخفى إذ لا يقال لمن لم يشفع لغيره أنه مرتهن ولا في اللفظ ما يدل على ذلك فالمرتهن هو المحبوس عن أمر كان بصدد نيله وحصوله والأولى أن يقال أن العقيقة سبب لفك رهانه

من الشيطان الذي تعلق به من حين خروجه إلى الدنيا وطعنه في خاصرته فكانت العقيقة فداء وتخليصاً له من جس الشيطان له في أسره ومنعه له من سعيه في مصالح آخرته فهو بالمرصاد للمولود من حين يخرج إلى الدنيا يحرص أني جعله في قبضته وتحت أسره ومن جملة أوليائه فجعل للوالدين أن يفكا رهانه بذبح يكون فداءه فإذا لم يذبح عنه بقى مرتهناً ولهذا قال فاهريقوا عنه الدم وأميطوا عنه الأذى أمر بإراقة الدم عنه الذي يخلص به من الارتهان ولو كان الارتهان يتعلق بالأبوين لقال فاهريقوا عنكم الدم لتخلص إليكم شفاعته فلما أمر بإزالة الأذى الظاهر عنه وبإراقة الدم للأذى الباطن بارتهانه علم أن ذلك تخليص للمولد من الأذى الباطن والظاهر والله اعلم بمراده ومراد رسوله (فاهريقوا) بفتح الهاء (عنه الدم وأميطوا) أي أزيلوا (عنه الأذى) قال في النهاية يريد الشعر والنجاسة وما يخرج على رأسه حين يولد وقال المناوي أي شعر رأسه وما عليه من قذر ظاهر ونجس ليخلف الشعر شعراً أقوى منه وأنفع للرأس مع ما فيه من فتح المسام (هب) عن سلمان بن عامر الضبي • (الغلام مرتهن) أي محتبس عن الشفاعة لوالديه أو تحت يد الشيطان وقهره وقيل لا ينمو نمو مثله حتى يعق عنه (بعقيقته) من عق يعق بكسر العين وضمها لأن مذبحها يعق أي يشق ويقطع تسمية للشيء باسم سببه إذ هي الذبيحة عن المولود عند حلق شعر رأسه (تذبح عنه يوم السابع) من ولادته أي الأفضل ذلك ويدخل وقتها من حين ولادته والعاق عنه من تلزمه نفقته بتقدير عسره (ويسمى) باسم حسن يوم السابع أو يوم ولادته ولو سقطا بلغ زمن نفخ الروح فيه وذكر النووي في أذكاره أن السنة تسميته يوم السابع أو يوم ولادته واستدل لكل منهما بأخبار صحيحة وحمل البخاري إخبار يوم الولادة على من لم يرد العق وإخبار يوم السابع على من أراده قال ابن حجر شارحه وهو جمع لطيف لم أره لغيره (ويحلق رأسه) أي كله للنهي عن الفزع ولا يطلى بدم العقيقة (ت ك) عن سمرة بن جندب رضي الله عنه بإسناد حسن • (الغلام الذي قتله الخضر) كان جميلاً غير بالغ اسمه حيسور (طبع يوم طبع كافراً) قال المناوي أي جبل على الكفر وكتب في بطن أمه من الأشقياء وقال النووي غلام الخضر يجب تأويله قطعاً لأن أبويه كانا مؤمنين فيكون هو مسلماً فيتأول على أن معناه أن الله تعالى علم انه لو بلغ لكان كافراً لا أنه كافر في الحال ولا تجري عليه أحكام الكفار (ولو عاش) حتى بلغ (لأرهق أبويه طغياناً وكفراً) أي لحملهما حبه على إتباعه في كفره (م د ت) عن أبي بن كعب رضي الله عنه • (الغيبة ذكرك آخاك) في الدين بلفظ أو إشارة (بما) أي بالشيء الذي (يكره) لو بلغه (د) عن أبي هريرة وسكت عنه فهو صالح • (الغيبة تنقض الوضوء والصلاة) قال المناوي أخذ بظاهره قوم من المتنسكين فأوجبوا الوضوء بالنطق المحرم (فر) عن ابن عمر ابن الخطاب • (الغيرة) بفتح الغين وسكون التحتية عند حصول الريبة (من الإيمان

(حرف الفاء)

والمذاء) قال الشيخ بكسر الميم والمذ (من النفاق) العملي قال في النهاية قيل هو أن يدخل الرجل على أهله ثم يخليهم يماذى بعضهم بعضاً يقال أمذى الرجل وماذى إذا قاد على أهله مأخوذ من المذي البزار (هب) عن أبي سعيد الخدري بإسناد حسن • (الغيلان) بكسر المعجمة وسكون المثناة التحتية (سحرة الجن) بسين وحاء مهملتين جمع ساحر قال العلقمي قال شيخنا قالوا وخلقها خلق الإنسان ورجلاها رجلا حمار قال القزويني ورأى الغول جماعة من الصحابة منهم عمر حين سافر إلى الشام قبل الإسلام وضربه بالسيف وروى الترمذي والحاكم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال كانت لنا سهوة فيها تمر فكانت الغول تجئ كهيئة السنور فتأخذ منه فشكوت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله وقال أبو الشيخ حدثنا أبو سعيد ابن يحيى حدثنا محمد بن سهل المقري حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمر والدباغ عن أبيه أنه سلك طريقاً فيها غول وقد كان نهى أن يسلك ذلك الطريق قال فسلكتها وإذا امرأة عليها ثياب معصفرة على سرير وقناديل وهي تدعوني فلما رأيت ذلك أخذت في قراءة يس فطفئت قناديلها وهي تقول يا عبد الله ما صنعت بي فسلمت منها قال المقري فلا يصيبنكم شيء من خوف أو مطالبة من سلطان أو عدو إلا قرأتم يس فإنه يدفع عنكم (ابن أبي الدنيا) في كتاب مكائد الشيطان عن عبد الله ابن عبيد مرسلاً. (حرف الفاء) • (فاتحة الكتاب) سميت بذلك لافتتاح القرآن (بها شفاء من السم) لمن تدبر وتفكر وأخلص وقوي يقينه (ص هب) عن أبي سعيد الخدري (أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً) • (فاتحة الكتاب شفاء من كل داء) قال المناوي من أدواء الجهل والمعاصي والأمراض الظاهرة والباطنة (هب) عن عبد الملك ابن عمير رضي الله عنه مرسلاً • (فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن) لاشتمالها على أكثر مقاصده (عبد بن حميد عن ابن عباس) • (فاتحة الكتاب أنزلت من كنز تحت العرش ابن راهويه عن علي) • (فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرهما عبد في دار فيصيبهم) أي أهل الدار (ذلك اليوم عين إنس أو جن) قال المناوي وفي الثواب لأبي الشيخ عن عطاء إذا أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب تقضي (فر) عن عمران بن حصين • (فاتحة الكتاب تجزئ) أي تقضي وتنوب (ما لا يجزي شيء من القرآن) فتجب قراءتها في الصلاة عند الشافعي وقال أحمد ومالك تس (ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان) بكسر الكاف وتفتح (وجعل القرآن) أي باقية (في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات) قال المناوي لاحتوائها على ما فيه وزيادتها بأسرار (فر) عن أبي الدرداء • (فارس) أي أهل فارس (نطحة أو نطحتان

ثم لا فارس بعد هذا أبداً) قال في النهاية معناه أن فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ثم يبطل ملكها ويزول فحذف الفعل لبيان معناه (والروم ذات القرون) جمع قرن (كما هلك قرن خلفه قرن أهل صبر وأهله لآخر الدهر هم أصحابكم ما دام في العيش خير) قال المناوي يريد بأصحابكم أن فيهم السلطنة والإمارة على العرب اهـ وهذا لا يعارضه الحديث الآتي لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان أي إلى يوم القيامة لأنه مقيد بما إذا أقاموا أمور الدين فإذا لم يقيموها حرج عليهم بتسليط غيرهم عليهم (الحارث بن أبي أسامة عن أبي محيريز) بإسناد ضعيف • (فاطمة) بنته صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة رضي الله تعالى عنهما ولدت في الإسلام وقيل قبل البعثة (بضعة) بفتح الموحدة وتضم وتكسر أي جزء (مني) كقطعة لحم مني وللبعض من الإجلال والتوقير ما للكل (فمن أبغضها) بفعل ما لا يرضيها اغضبني (خ) عن المسور • (فاطمة بضعة) وفي رواية مضغة (مني يقبضني ما يقبضها) أي أكره ما تكرهه (ويبسطني ما يبسطها) أي يسرني ما يسرها (وأن الأنساب تنقطع يوم القيامة) قال تعالى فلا أنساب بينهم يومئذ (غير نسبي وسبي) النسب بالولادة والسبب بالزواج (وصهري) قال في النهاية الصهر حرمة التزويج والفرق بينه وبين النسب أن النسب ما رجع إلى ولادة قريبة من جهة الآباء والصهر ما كان من خلطة تشبه القرابة يحدثها التزويج (حم ك) عنه أي عن المسور • (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران) قال السبكي الذي ندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة (ك) عن أبي سعيد وصححه وأقروه • (فاطمة أحب إليّ منك) يا عليّ (وأنت أعز عليّ منها) وقوله (قاله لعلي) مدرج للبيان من الصحابي أو المؤلف (طس) عن أبي هريرة ورجاله رجال الصحيح • (فتح) بالبناء للمفعول (اليوم) بالنصب على الظرفية (من ردم) أي سد (يأجوج ومأجوج) بالهمز وتركه ومنع الصرف للعلمية والعجمة أي السد الذي بناه ذو القرنين وهما قبيلتان من ولد يافث بن نوح وروى الحاكم من حديث حذيفة مرفوعاً يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة أربعمائة ألف رجل لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل منهم من صلبه كلهم قد حمل السلاح لا يمرون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه ويأكلون من مات منهم اهـ وقيل هم ثلاث أصناف صنف أجسادهم كالأرز بفتح الهمزة وسكون الراء ثم زاي وهو شجر كبار جداً وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى وقيل أطولهم ثلاثة أشبار وأقصرهم شبر (مثل) بالرفع نائب الفاعل (هذه) أي كالحلقة الصغيرة (وعقد بيده تسعين) قال العلقمي وصورتها أن يجعل طرف السبابة اليمنى في أصل الإبهام ويضمها ضماً محكماً بحيث تنضم عقدتاها حتى تصير مثل الحية المطوّقة (حم ق) عن أبي هريرة • (فتح الله) تعالى (باباً للتوبة من المغرب عرضه مسيرة سبعين عاماً لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه) أي من جهته (تخ) عن

صفوان بن عسال) قال الشيخ بالتشديد • (فتنة الرجل) أي ضلاله ومعصيته ما يعرض له من الشر (في أهله) بأن يفعل لأجلهم ما لا يحل (وماله) بأن يأخذه من غير حله أو يمنع الحق الواجب فيه (ونفسه) بالركون إلى شهواتها (وولده) بنحو فرط محبته والشغل به عن المطلوبات الشرعية (وجاره) بنحو حسد وفخر ومزاحمة في حق وإهمال تعهدوا الفتنة لا تختص بهذه الأربع بل كل ما يلهي عن الله تعالى فهو فتنة (يكفرها) أي الفتنة المتصلة بما ذكر (الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) قال تعالى أن الحسنات يذهبن السيئات (ق ت هـ) عن حذيفة بن اليمان • (فتنة القبر في) أي تكون في السؤال عن نبوته فمن أجاب حين يسأل بأنه عبد الله ورسوله وأنه آمن به نجا ومن تلعثم عذب (فإذا سئلتم عني) في القبر (فلا تشكوا) أي لا تأتوا بالجواب على الشك بل اجزموا التنجوا (ك) عن عائشة رضي الله عنها • (فجرت أربعة أنهار من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان) تقدم الكلام عليه في حديث سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة وتقدم ان العلقمي قال هو على ظاهره ولها مادة من الجنة وقال المناوي أي هي لعذوبة مائها وكثرة منافعها ومزيد بركتها كأنها من الجنة أو أصولها منها (حم) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (فجور المرأة الفاجرة) أي المنبعثة في المعاصي (كفجور ألف رجل فاجر) في الإثم والفساد والإضرار (وبر المرأة) أي عملها في وجوه الخير (كعمل سبعين صديقاً) قال المناوي أي يضاعف لها ثواب عملها حتى يبلغ ثواب عمل سبعين صديقاً (أبو الشيخ عن ابن عمر) • (فخد المرء المسلم) قال المناوي بزيادة المسلم تزيينا للفظ (من عورته) فيجب ستره عن أعين الناس وفي الصلاة لا في الخلوة (طب) عن جرهد بضم الجيم والهاء وبفتحهما قال الشيخ حديث صحيح • (فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان قال النووي قال العلماء معناه أن ما زاد على الحاجة فاتخاذه إنما هو للمباهاة والاختيال والالتهاء بزينة الدنيا وأضيف إل الشيطان لأنه يرتضيه ويوسوس به ويحسنه وقيل أنه على ظاهره وأنه إذا كان لغير حاجة كان للشيطان عليه مبيت ومقيل كما أنه يحصل له المبيت بالبيت الذي لا يذكر الله تعالى صاحبه عند دخوله عشاء (حم م د ن) عن جابر • (فرج) بضم الفاء وخفة الراء المكسورة وبالجيم أي فتح قال العلقمي والحكمة فيه أن الملك انصب إليه من السماء انصبابة واحدة ولم يعرج على شيء سواه مبالغ في المفاجأة وتنبيهاً على أن الطلب وقع على غير ميعاد ويحتمل أن يكون السر في ذلك التمهيد لما وقع من شق صدره فكأن الملك أراه بانفراج السقف والتئامه في الحال كيفية ما سيصنع به لطفاً به وتنبيهاً له (سقف بيتي) إضافة لنفسه لصدق الإضافة بأدنى ملابسة وإلا فهو بيت أم هانئ (وأنا بمكة) جملة حالية (فنزل جبريل) من الموضع الذي فتحه من السقف فانطلق به من البيت إلى الحجر ومنه كان الإسراء (ففرج) بفتحات أي شق (صدري)

قال المناوي ما بين النحر إلى اللبة انتهى وفي رواية فنزل جبريل فشق من نقرة نحره إلى أسفل بطن والحكمة في شق صدره الطمأنينة لما يرى من عظم الملكوت وقال مكي المراد بالصدر القلب لأنه وعاء الفهم والعلم وإنما ذكر الصدر لقربه من القلب وقال الحكيم الترمذي ذكر الصدر دون القلب لأن محل الوسوسة في الصدر فأزال تلك الوسوسة وأبدلها بدواعي الخير وقد تكرر شق الصدر الشريف أربع مرات (الأولى) وهو صغير في بني سعد (الثانية) وهو ابن عشر سنين روى عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائد المسند بسند رجاله ثقات أن أبا هريرة قال يا رسول الله ما أول ما ابتديت به من أمر النبوة فقال أني لفي صحراء ابن عشر حج بكسر الحاء وفتح الجيم الأول السنون إذا أنا برجلين فوق رأسي قول أحدهما لصاحبه أهو هو قال نعم فأخذاني فاستقبالني بوجوه لم أرها من خلق قط أرواح لم أرها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط فاقبلا إليّ يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا فقال أحدهما لصاحبه اضجعه فاضجعاني بلا قصر ولا عصر فقال أحدهما لصاحبه افلق صدره فهوى أحدهام إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع فكان أحدهما يختلف بالماء في طست من ذهب والآخر يغسل جوفي ثم قال فشق قلبه فشق قلبي فقال اخرج الغل والحسد منه فاخرج شب العلقة فنبذ به ثم قال ادخل الرأفة والرحمة في قلبه فادخل شيئاً كهيئة الفضة ثم قال أحدهما لصاحبه اغلق صدره فإذا صدري فيما أرى مغلوقاً لا أجد له وجعاً ثم أخرج ذروراً كان معه فذره عليه ثم نقر إبهامي ثم قال اغدوا سلم فرجعت بما لم اغد به من رحمتي للصغير ورأفتي للكبير (المرة الثالثة) عند البعث (المرة الرابعة) ليلة الإسراء والحكمة في تكرر ذلك أن الأولى في زمن الطفولية لينشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان ثم عند التكليف وهو ابن عشر تقريباً حتى لا يتلبس بشيء مما يعاب على الرجال ثم عند البعث زيادة في الكرامة ليتلقى ما يلقى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير ثم عند إرادة العروج ليتأهب للمناجاة (ثم غسله) ليصفو ويزداد قابلية لما عجز القلب عن معرفته (بماء زمزم) قال العلقمي يؤخذ منه أنه أفضل المياه وبه جزم البلقيني قال ابن أبي جمرة إنما لم يغسل بماء الجنة لما اجتمع في زمزم من كون أصل مائها من الجنة ثم استقر في الأرض فأريد بذلك بقاء بركته صلى الله عليه وسلم في الأرض (ثم جاء جبريل (بطست) بفتح الطاء وبكسرها وسكون السين المهملة وقد تدغم السين في التاء بعد قلبها سيناً خصه دون بقية الأواني لأنه آلة الغسل عرفاً (من ذهب) خص لكونه أعلى أواني الجنة ولسرور القلب برؤيته لا يقال فيه استعمال آنية الذهب لنا لأنا نقول هذا الاستعمال فعل الملائكة لا فعلنا أو كان ذلك قبل تحريم آنية الذهب (ممتلئ) صفة لطست كذا وقع بالتذكير على معنى الإناء لا على لفظ الطست لأنها مؤنثة وفي رواية مملوأ قال أبو البقاء بالنصب على الحال وصاحب الحال

طست لأنه وإن كان نكرة فقد وصف بقوله من ذهب فقرب من المعرفة ويجوز أن يكون حالاً م الضمير في الجار لأن تقديره بطست ائن من ذهب أو مصنوع من ذهب فنقل الضمير إلى الجار (حكمة) أي علماً وحلماً (وإيماناً) أي تصديقاً وكمالاً استعد به لخلافة الحق ونصبهما على التمييز والمعنى أن الطست جعل فبها شيء يحصل بكمال الإيمان والحكمة فسمى حكمة إيماناً مجازاً أو مثلاً له بناء على جواز تمثيل المعاني كما يمثل الموت كبشاً (فأفرغها) أي الطست والمراد ما فيها (في صدري) صبها فيه (ثم أطبقه) غطاه وجعله مطبقاً وختم عليه (ثم أخذ بيدي) قال العلقمي استدل به بعضهم على أن المعراج وقع غير مرة لكون الإسراء إلى بيت المقدس لم يذكر هنا ويمكن أن يقال هو من اختصار الراوي والإتيان يثم المقتضية للتراخي لا ينافي وقوع أمر الإسراء بين الأمرين المذكورين وهما الإطباق والعروج بل يشير إليه وحاصله أن بعض الروا ذكر ما لم يذكره الآخر اهـ قال الشيخ نجم الدين الغيطي ثم أتى بالبراق مسرجاً ملجماً وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه مضطرب الأذنين إذا أتى على جبر ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه له جناحان في فخذيه يحفز بهما رجليه بحاء مهملة بعدها فاء فزاي قال في النهاي الحفز الحث والاستعجال فاستصعب عليه فوضع جبريل يده على معرفته ثم قال ألا تستحيي يا براق فوالله ما ركبك خلق أكرم على الله منه فاستحى حتى أرفض عرقاً أي جرى عرقه وسأل وقر حتى ركبها وكانت الأنبياء تركبها قبله وقال سعيد بن المسيب وغيره وهي دابة إبراهيم التي كان يركب عليها فانطلق به وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وعند أبي سعيد فكان الآخذ بركابه جبريل وبزمام البراق ميكائيل فساروا حتى بلغوا أرضاً ذات نخل فقال له جبريل انزل فصل هنا ففعل ثم ركب فقال أتدري أين صليت قال لا قال صليت بطيبة وإليها المهاجرة فانطلق البراق يهوى به يضع حافره حيث أدرك طرفه فقال له جبريل انزل فصل ففعل ثم ركب فقال له جبريل أتدري أين صيلت قال لا قال صليت بمدين عند شجرة موسى ثم ركب فانطلق البراق يهوى به ثم قال انزل فصل ففعل ثم ركب فقال أتدري أين صليت قال لا قال صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى ثم بلغ أرضاً بدت له منها قصور فقال له جبريل انزل فصل ففعل ثم ركب فانطلق البراي يهوي به فقال له جبريل أتدري أين صليت قال لا قال صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى وبينما هو يسير على البراق إذ رأى عفريتاً يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رأه فقال له جبريل ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شلته وخر لفيه فقال بلى فقال جبريل قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن فانكب لفيه وانطفت

شعلته فسار وأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل ما هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ووجد ريحاً طيبة فقال يا جبريل ما هذه الرائحة قال هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط فقالت بسم الله تعس فرعون فقالت ابنة فرعون أولك رب غير أبي قالت نعم قالت أفأخبر بذلك أبي قالت نم فأخبرته فدعاها فقال لها الك رب غيري قالت نعم ربي وربك الله وكان للمرأة ابنان وزوج فأرسل إليهم فراود المرأة وزوجها أن يرجعا عن دينهما فأبيا فقال إني قاتلكما قالت إحساناً منك إلينا إن قتلتنا أن تجعلنا في بيت واحد وتدفننا جميعاً فقال ذلك لك بما لك علين من الحق فأمر ببقرة وهي إناء كبير من نحاس يشب الحلة فأحميت ثم أمر بها لتلقى فيها هي وأولادها فالقوا واحداً بعد واد حى بلغاو أصغر رضيع فيهم فقال يا أماه قعي ولا تقاعسي فإنك على الحق فألقيت هي وولدها قال وتكلم أربعة وهم صغار هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم وقد تكلم في المهد جماعة غيرم قد وصلوا بالأربعة المذكورة عشرة ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة فذكر عيسى وصاحب جريج وابن المرأة التي مر عليها بامرأة يقال لها زنت وفي صحيح مسلم في قصة أصحاب الأخدود أن امرأة جيء بها لتلقي في النار والتكفر ومعها صبي مرضع فتقاعست فقال يا أمه اصبري فإنك على لحق وفي رواية عد ابن قتيبة أنه كان ابن سبعة أشهر وروى الثعلبي عن الضحاك أن يحيى بن زكريا تكلم في المهد وذكر البغوي في تفسيره أن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم تكلم في المهد وفي سيرة الواقدي أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم تكلم في أوائل ما ولد وقد تكلم في زمنه مبارك اليمامة وهو طفل كما في الدلائل فهؤلاء عشرة وأما قوله صلى الله عليه وسلم المروي في الصحيحين كما تقدم لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة إلى آخره فقال الزركشي من بني إسرائيل وقال غيره قاله قبل أن يعلم الزيادة وقد نظم أسماء المتكلمين في المهد العشرة الحافظ الجلال السيوطي رحمه الله تعالى فقال: تكلم في المهد النبي محمد • ويحيى وعيسى والخليل ومريم ومبرى جريج ثم شاهد يوسف • وطفل لذي الأخدود يرويه مسلم وطفل عليه مر بالأمة التي • يقال لها تزني ولا تتكلم وماشطة في عهد فرعون طفلها • وفي زمن الهادي المبارك يختم وأتى على قوم ترضخ رؤسهم أي تدق وتكسر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة ثم أتى على قوم على إقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل والغنم ويأكلون الضريع وهو نبت بالحجاز له شوك كبار والزقوم ورضف جهنم

وحجارتها فقال من هؤالء يا جبريل قال هؤلاء الذين لا يؤتون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله تعالى شيئاً ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدور ولحم آخر نيئ خبيث فجعلوا يأكلون من النيئ الخبيث ويضعون النضيج الطيب فقال ما هؤلاء يا جبريل قال هذا الرجل من أمتك يكون عنه المرأة الحلال الطيب فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيباً فتأتي رجلاً خبيثاً فتبيت معه حتى تصبح ثم أتى على خشبة على الطريق لم يمر بها ثوب ولا شيء إلا خرقته فقال ما هذا يا جبريل قال هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه وتلا ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ورأى رجلاً يسبح في نهر من دم يلتقم الحجارة فقال ما هذا يا جبريل قال آكل الربا ثم أتى على رجل قد جمع حزمة حطب لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها فقال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل من أمتك تكون عنده أمانات الناس لا يقدر على أدائها ويريد أن يتحمل عليها وأتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت لا يفتر عنهم فقال من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء خطباء الفتنة أي المفتنون من خطباء أمتك يقولون ما لا يفعلون ومر بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدرهم فقال من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم النسا ويقعون في أعراضهم وأتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع فقال ما هذا يا جبريل فقال هذا الرجل الذي يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها وبينما هو يسير إذ دعاه داع عن شماله يا محمد انظرني أسألك فلم يجبه فقال ما هذا يا جبريل قال هذا داعي اليهود أما إنك لو أجبته لتهودت أمتك وبينما هو يسير إذ دعاه داع عن يمينه يا محمد انظرني اسألك فلم يجبه فقال ما هذا يا جبريل قال هذا داعي النصارى أما إنك لو أجبت لتنصرت أمتك وبينما هو يسير إذا هو بامرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله تعالى فقالت يا محمد انظرني أسألك فلم يلتفت إليها فقال من هذه يا جبريل قال تلك الدنيا أما إنك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة وبينما هو يسير فإذا هو بشيخ يدعوه منتحياً عن الطريق يقول هلم يا محمد فقال جبريل بل سر يا محمد فقال من هذا فقال هذا عدو الله إبليس أراد أن تميل إليه ثم سار فإذا هو بعجوز على جانب الطريق فقالت يا محمد انظرني أسألك فلم يلتفت إليها فقال من هذه يا جبريل قال إنه لم يبق من عمر الدنيا إلا ما بقى من عمر هذه العجوز وسار حتى أتى بيت المقدس ودخله من بابه اليماني ثم نزل عن البراق وربطه بباب المسجد بالحلقة التي كانت تربط بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفي رواية أن جبريل أتى الصخرة فوضع اصبعه فيها فخرقها وشد بها البراق ودخل المسجد من باب تميل فيه الشمس والقمر ثم صلى هو وجبريل كل واحد ركعتين فلم يلبث إلا يسيراً حتى اجتمع ناس كثير فعرف

النبيين من بين قائم وراكع وساجد ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة فقاموا صفوفاً ينتظرون من يؤمهم فأخذ جبريل بيده فقدمه فصلى بهم ركعتين وع كعب فأذن جبريل ونزلت الملائكة من السماء وحشر الله له المرسلين فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين فلما انصرف قال جبريل يا محمد أتدري من صلى خلفك قال لا قال كل نبي بعثه الله تعالى ثم اثنى كل نبي من الأنبياء على رب بثناء جميل فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم أثنى على ربه وأنا مثن على ربي ثم شرع يقول الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيراً ونذيراً وأنزل على الفرقان فيه تبيان لكل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل امتي أمة وسطا وجعل أمتي هم الأولون والآخرون وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحاً خاتماً فقال إبراهيم عليه الصلاة والسلام بهذا فضلكم محمد أي غلبكم في الفضل وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من العطش أشد ما أخذه فجاءه جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاختار اللبن فقال له جبريل يا محمد اخترت الفطرة أي علامة الإسلام والاستقامة ولو شربت الخمر لغوت أمتك ولم يتبعك منهم إلا القليل وفي رواية أن الآنية كانت ثلاثة والثالث فيه ماء وأن جبريل قال له لو شربت الماء لغرقت أمتك وفي رواية أن أحد الآنية التي عرضت عليه كان فيه عسل بدل الماء وأنه رأى عن يسار الصخرة الحور العين وسلم عليهن فرددن عليه السلام وسألهن فأجبنه بما تقرّ به العين ثم أتى بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم فلم تر الخلائق أحسن منه له مرقاة من فضة ومرقاة من ذهب وهو من جنة الفردوس منضد باللؤلؤ عن يمينه ملائكة وعن يساره ملائكة (فعرج) بالفتح أي صعد (بي) جبريل (إلى المساء الدنيا) أي القربى منا وهي التي تلينا (فلما جئنا إلى السماء الدنيا) أقام المظهر مقام المضمر للإيضاح (قال جبريل لخازن السماء الدنيا افتح) أي بابها وذا يدل على أن الباب كان مغلقاً قال ابن المير حمكته التحقق أن السماء لم تفتح إلا من أجله بخلاف ما لو وجده مفتوحاً (قال) الخازن (من هذا) الذي قال افتح (قال هذا جبريل) قال المناوي لم يقل أنا لأن قائلها يقع في العنا قال العلقمي فيه من أدب الاستئذان أن المستأذن يسمى نفسه لئلا يلتبس بغيره (قال هل معك أحد قال نعم معي محمد) قال المناوي فيه إشارة إلى أنه ما استفتح إلا لمصاحبة غيره من الإنس وإلى أن السماء محروسة لا يدخلها أحد إلا بإذن (قال فأرسل إليه) قال العلقمي يحتمل أن يكون خفي عليه أصل إرساله لاشتغاله بعبادته ويحتمل أن يكون استفهم عن الإرسال إليه للعروج إلى السماء وهو الأظهر لقوله إليه ويؤخذ منه أن رسول الرجل يقوم مقام إذنه لأن الخازن لم يتوقف عن الفتح له على الوحي إليه بذلك بل عمل بلازم الإرسال (قال نعم فافتح) ففتح (فلما علونا السماء الدنيا فإذا) للمفاجأة (رجل عن يمينه أسود) قال العلقمي بوزن أزمنة وهي الأشخاص من كل شيء اهـ والمراد جماعة من بني آدم (وعن يساره

أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك) فرحاً وسروراً (وإذا نظر قبل شماله بكى) غما وحزناً (فقال) أي فسلمت عليه فقال (مرحباً) مفعول مطلق أي لقيت رحباً وسعة لا ضيقاً وهي كلمة تقال عند تأنيس القادم (بالنبي الصالح والابن) الصالح (قلت يا جبريل من هذا) قال العلقمي ظاهره أنه سأل عنه بعد أن قال له آم مرحباً ورواية مالك ابن صعصعة بعكس ذلك وهي المعتمدة فتحمل هذه عليها إذ ليس في هذه أداة ترتيب (قال هذا آدم أبو البشر وهذه الأسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه) أي أرواحهم والنسم قال العلقمي بالنون والمهملة المفتوحتين جمع نسمة وهي الروح وظاهره أن أرواح بني آدم من أهل الجنة والنار في السماء وهو مشكل قال القاضي عياض قد جاء أن أرواح الكفار في سجين وأن أرواح المؤمنين منعمة في الجنة يعني فكيف تكون مجتمعة في سماء الدنيا وأجاب بأنه يحتمل أنها نعرض على أدم أوقاتاً فصادف وقت عرض مرور النبي صلى الله عليه وسلم اهـ وقال المناوي ولا يلزم منه كون أرواح الكفار في السماء لأن الجنة في جهة يمينه والنار في جهة يساره فالرائي في السماء والمرئي في غيرها (فأهل اليمين أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء اثانية فقال لخازنها افتح فقال خازنها مثل ما قاله خازن السماء الدنيا ففتح فلما مررت بإدريس) فيها (قال) لي (مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت) لجبريل (من هذا) المرحب (قال هذا إدريس) النبي (ثم مررت بموسى فقال مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا قال هذا موسى ثم مررت بعيسى بن مريم فقال مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال عيسى بن مريم ثم مررت بإبراهيم) الخليل (فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا قال إبراهيم) ورؤيته كل نبي في سماء تدل على تفاوت رتبهم وعبوره على كلهم يدل على أنه أعلاهم رتبة قال العلقمي ليس ثم هنا على بابها في الترتب إلا أن قيل بتعدد المعراج إذ الروايات متفقة على أن المرور به أي بعيسى كان قبل المرور بوسى فهي للترتيب الإخباري لا للترتيب الزماني ثم قال (فوائد) الأولى إذا لم نقل بتعدد المعراج فأثبت ما قيل في ترتيبهم في السموات أن في الولى آدم وفي الثانية يحيى وعيسى وفي الثالثة يوسف وفي الرابعة إدريس وفي الخامسة هارون وفي السادسة موسى وفي السابعة إبراهيم أشار إلى ذلك في الفتح الثانية استشكل رؤية الأنبياء في السموات مع أن أجسادهم مستقرة في قبورهم وأجيب بأن أرواحهم تشكلت بصور أجسادهم أوأحضرت أجسادهم لملاقاته صلى الله عليه وسلم تلك الليلة تشريفاً ومثله الذين صلوا معه في بتي المقدس فيحتمل الأرواح خاصة ويحتمل الأجسا بأرواحها وقال المناوي والمرئي أرواحهم لا أجسادهم إلا عيسى الثالثة اختلف في حكمة اختصاص من ذكر من الأنبياء بالسماء التي لقيه فيها والأشهر على حسب تفاوتهم في الدرجات وعلى هذا قال ابن أبي

جمرة اختص آدم بالأولىلأنه أول الأنبياء وأول الآباء وهو الأصل فكان أولاً في الولى ولأجل تأنيس النبوة بالأبوة وعيسى بالثانية لأنه أقرب الأنبياء عهداً من محمد صلى الله عليه وسلم ويليه يوسف لأن أمة محمد تدخل الجنة على صورته وإدريس في الرابعة لقوله تعالى ورفعناه مكاناً علياً والرابعة من السبع وسط معتدل وهارون في الخامسة لقربه من أخيه وموسى أرفع منه لفضل كلام الله تعالى وإبراهيم فوقه لأنه أفضل الأنبياء بعد النبي صلى الله عليه وسلم الرابعة قول الأنبياء بالابن الصالح والنبي الصالح واقتصارهم على ذلك وتواردهم عليها لأن الصلاح صفة تشمل خلال الخير ولذلك كررها كل منهم عند كل صيغة والصالح هو الذي يقوم بما يلزمه من حقوق الله وحقوق العباد فمن ثم كانت كلمة جامعة لخلال الخير وفي قول آدم بالابن الصالح إشارة إلى افتخاره بأبوة النبي صلى الله عليه وسلم الخامسة عبر إدريس بالأخ تلطفاً وتواضعاً إذ الأنبياء إخوة وإنما لم يقل والابن كما قال آدم لأنه لم يكن من آبائه صلى الله عليه وسلم (ثم عرج بي حتى ظهرت) أي ارتفعت (بمستوى) بفتح الواو موضع مشرف مستوى عليه (اسمع فيه صريف الأقلام) بفتح الصاد المهملة صريرها على اللوح حال كتابتها في تصاريف الأقدار (ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة) قال العلقمي في رواية عند مسلم ففرض الله علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة ونحوه في البخاري فيحتمل أن يقال في كل من رواية الباب والرواية الأخرى اختصاراً ويقال ذكر الفرض عليه يستلزم الفرض على الأمة وبالعكس إلا ما يستثنى من خصائصه أشار إلى ذلك في الفتح (فرجعت بذلك) أي بما فرض (حتى مررت على موسى في رواية ونعم الصاحب كان لكم (فقال موسى ماذا فرض ربك على أمتك قلت فرض عليهم خمسين صلاة قال لي موسى فراجع ربك) في رواية فارجع إلى ربك أي إلى المحل الذي ناجيته فيه (فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعت ربي فوضع عني شطرها) يعني بعضها قال العلقمي قال شيخنا في رواية مالك ابن صعصعة فوضع عني عشراً وفي رواية ثابت فحط عني خمساً قال ابن المنير ذكر الشطر أعم من كونه وقع دفعة واحدة زاد في الفتح قلت وكذا العشر فكان وضع العشر في دفعتين والشطر في خمس دفعات أو المراد بالشطر في حديث الباب البعض وقد حققت رواية ثابت أن التخفيف كان خمساً خمساً وهي زيادة معتمدة يتعين حمل باقي الروايات عليها (فرجعت إلى موسى فأخبرته) بذلك (فقال راجع ربك) أي ارجع إلى محل المناجاة (فإن أمتك لا تطيق ذلك) أي الدوام عليه (فراجعت ربي فقال هي خمس) عدد (وهي خمسون) ثواباً (لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك) قيل ما وجه اعتناء موسى عليه الصلاة ولسلام بهذه الأمة من بين سائر الأنبياء المذكورين في الحديث وأجيب بأنه لما قال يا رب اجعلني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لما رأى من كرامتهم على ربهم اعتنى بهم كما يعتني بالقوم من هو منهم (فقلت قد استحييت

من ربي) أي راجعت حتى استحييت فلا أرجع فإن رجعت كنت غير راض ولكن ارضني وأسلم أمري وأمرهم إلى الله تعالى قال ابن المنير رحمه الله تفرس النبي صلى الله عليه وسلم من كون التخفيف وقع خمساً خمساً أنه لو سأل التخفيف بعد أن صارت خمساً لكان سائلاً في رفعها مع ما فهم من الإلزام في الأخير بقوله هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي وفيه دليل على عدم فرضية ما زاد على الصلوات الخمس كالوتر وعلى جواز النسخ في الإنشآت وعلى جواز النسخ قبل الفعل (ثم انطلق بي) جبريل (حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى) والسدرة واحدة السدر وهي شجرة النبق سميت بذلك لأنه ينتهي إليها ما يهبط من فوقها فيقبض منها وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منه يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن أي غير متغير وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها (ونبقها) بفتح النون والموحدة ويجوز إسكان الموحدة (مثل قلال) أي جرار هجر (وورقها كآذان الفيلة تكاد الورقة تغطي هذه الأمة) فالتشبيه في الشكل لا في الكبر وفي رواية الورقة منها تظلل الخلق على كل ورقة ملك وقلال هجر الواحدة منها تسع قربتين أو أكثر وهي قرية بقرب المدينة النبوية قال ابن دحيان اختيرت السدرة دون غيرها لأن فيها ثلاثة أوصاف ظل مديد وطعم لذيذ ورائحة زكية فكانت بمنزلة الإيمان الذي يجمع القول والعمل والنية فالظل بمنزلة العمل والطعم بمنزلة النية والرائحة بمنزلة القول وقال العلقمي قال النووي سميت سدرة المنتهى لأن علم الملائكة ينتهي إليها ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال القرطبي ظاهر حديث أنس انها في السابعة لقوله بعد ذكر السماء السابعة ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى وفي حديث ابن مسعود أنها في السادسة وهذا تعارض لا شك فيه وحديث أنس هو قول الأكثرين وهو الذي يقتضيه وصفها بأنا التي ينتهي إليها علم كل نبي مرسل وكل ملك مقرّب على ما قاله كعب قال وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله أو من أعلمه ويترجح حديث أنس بأنه مرفوع وحديث ابن مسعود بأنه موقوف كذا قال ولم يعرج على الجمع بل جزم بالتعارض قلت ولا يعارض قوله أنها في السادسة ما دامت عليه بقية الأخبار انه وصل إليها بعد أن دخل في السماء السابعة لأنه يحمل على أن أصلها في السادسة وأغصانها وفروعها ومعظمها في السابعة وليس في السادسة منها إلا أصل ساقها (فغشيها ألوان لا أدري ما هي) قال العلقمي فيه من الإيهام لتفخيم والتهويل مثل ما في بقية حديث ابن مسعد قال الله تعالى إذ يغشى السدرة ما يغشى قال فراش من ذهب كذا فسر المبهم في قوله ما يغشى بالفراش ووقع في رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس جراد من ذهب قال البيضاوي وذكر الفراش وقع على سبيل التمثيل لأن من شأن والشجر أن يسقط عليه الجراد شبهه وجعلها من ذهب لصفاء لونها وإضاءتها في تغشيها

اهـ ويجوز أن تكون من الذهب حقيقة ويخلق فيه الطيران والقدرة صالحة لذلك وفي حديث أبي سعيد وابن عباس عند البيهقي تغشاها الملائكة وفي حديث أبي سعيد عن البيهقي على كل ورقة منها ملك ووقع في رواية ثابت عن أنس عند مسلم فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها وفي رواية حميد عن أنس عند ابن مردويه نحوه لكن قال تحولت ياقوتاً ونحو ذلك اهـ وروى مرفوعاً غشيها نور من الله عز وجل حتى ما يستطيع أحد ينظرإليها ففي هذه الروايات بيان المبهم ويغشى السدرة أي يسترها أو من معنى الإتيان يقال فلان يغشاني كل وقت أي يأتيني (ثم أدخلت الجنة) في رواية وهي جنة المأوى (فإذا فيها جنابذة اللؤلؤ) بجيم فنون فموحدة بعد الألف فذال معجمة جمع جنبذ بضم أوله وثالثه وهو ما ارتفع من الشيء واستدرا كالقبة فارسي معرب (وإذ ترابها المسك) فيه أن الجنة في السماء وأنها موجودة (ق) عن أبي ذر الغفاري (إلا قوله ثم عرج بي جبريل حتى ظهرت بمستوى اسمع فيه صريف الأقلام فإنه عن ابن عباس وأبي حبة البدري) بحاء مهملة مفتوحة الأنصاري • (فرخ الزنا) قال المناوي بخاء معجمة بخط المؤلف فما في نسخ بالجيم تصحيف (لا يدخل الجنة) قال المناوي أي مع السابقين الأولين اهـ وهذا يعارضه قوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى وقد يقال منعه من الدخول مع السابقين فيه زجر الأم عن الزنا لوفور شفقتا على ولدها فإذا علمت ذلك انكفت عن الزنا وسعت في طلب الحلال فالمراد الزجر عن الزنا (عد) عن أبي هريرة • (فرغ الله إلى كل عبد من خمس) متعلق بفرغ (من أجله) أي عمره (ورزقه وأثره) أي أثر مشيه في الأرض (ومضجعه) أي سكونه وجمع بينهما ليشمل جميع أحواله (وشقي أو سعيد) بالرفع أي وهو شقي وقد تقدم معناه في أن أحدكم (حم طب) عن أبي الدرداء وإسناده صحيح • (فرغ) بالبناء للمفعول (إلى ابن آدم من أربع الخلق) بسكون اللام (والخلق) بضمها (والرزق والأجل) أي انتهى تقدير هذه الأمور في الأزل وكذا يقال فيما قبله (طس) عن ابن مسعود بإسناد حسن • (فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس) أي لبس العمامة على القلنسوة وهي ما يلف عليه العمامة فالمسلمون يلبسون القلنسوة وفوقها العمامة ولبس القلنسوة وحدها زي المشركين فلبس العمامة سنة (دت) عن ركانة بضم الراء وتخفيف الكاف ابن عبد يزيد • (فسطاط) بضم الفاء وتكسر (المسلمين) قال في النهاية هي المدينة التي فيها مجتمع الناس وكل مدينة فسطاط (يوم الملجمة الكبرى) قال في النهاية الملحمة هي الحرب وموضع القتال والجمع الملاحم مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاشتباك لحمة الثوب بالسداء وقيل هي من اللحم لكثرة لحوم القتلى فيها تكون (بأرض يقال لها الغوطة) اسم للبساتين والمياه التي حول دمشق وهي غوطتها (فيها مدينة يقال لها دمشق) هي (خير منازل

المسلمين يومئذ) أي يوم وقوع الملحمة أي الحرب والقتال (حم) عن أبي الدرداء • (فصل) بصاد مهملة (ما بين) النكاح (الحلال والحرام ضرب الدف) بالضم والفتح معروف (والصوت) قال الشيخ أي صوت الغناء الجائز (في النكاح) تنازعه ضرب والصوت والمراد الحث على إعلان النكاح فيندب إظهاره (حم ت ن هـ ك) عن محمد بن حاطب بحاء وطاء مهملتين قال ك صحيح وأقروه • (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) قال النووي المشهور وضبطه الجمهور بفتح الهمزة مصدر للمرة من الأكل كالغدوة والعشوة وإن كثر المأكول وضبطه المغازية بالضم قال القرطبي وفيه بعد لأن الأكلة بالضم هي اللقمة وليس المزاد أن المتسحر يأكل لقمة واحدة قال ويصح أن يقال عبر عما يتسحر به باللقمة لقلته أي الفارق والمميز بين صيامنا وصيام اليهود والنصارى السحور وذلك أن الله أباح لنا إلى الفجر ما حرم عليهم من نحو أكل وجماع بعد النوم (حم م 3) عن عمرو بن العاص • (فضل) بالضاد المعجمة (ما بين لذة المرأة ولذلة الرجل) في الجماع (كأثر المخيط) بالكسر الإبرة في الطين وذلك تأثير بليغ فلذتها أبلغ من لذة الرجل (إلا أن الله تعالى سترهن بالحياء) فهن يكتمن ذلك (طس) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (فضل الجمعة) أي صلاتها (في رمضان كفضل رمضان) أي صيامه (على الشهور) أي على جميعها (فر) عن جابر • (فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة) أي البعيدة عنه (كفضل الغازي على القاعد) قال المناوي أضاف الفضل للدار والمراد أهلها على حد واسأل القرية اهـ والظاهر أن المراد غير مراد لأنه ورد أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم وأجاب العلقمي عن التعارض بأن ما هنا في نفس البقعة وذاك في الفعل فالبعيد داراً مشيه أكثر وثوابه أعظم والبيت القريب أفضل من البيت البعيد (حم) عن حذيفة وإسناده حسن • (فضل الشاب العابد الذي تعبد) بمثناة فوقية (في) حال (صباه على الشيخ الذي تعبد بعدماكبرت) بكسر الموحدة (سنه) أي طعن في السن (كفضل المرسلين على سائر الناس) هذا من قبيل الترغيب في لزوم العبادات للشاب (أبو محمد التكريتي) قال الشيخ بمثناتين فوقيتين (في) كتاب معرفة النفس (فر) عن أنس بن مالك • (فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفا) وفي رواية سبعين صلاة قال أبو البقاء وقع في الرواية سبعين وصوابه سبعون وتقديره فضل سبعين اهـ يعني فحذف المضاف وبقي المضاف إليه على حاله وهو قليل (حم ك) عن عائشة بإسناد صحيح • (فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي) قال المناوي قال الغزالي أراد العالم بالله (الحارث) بن أبي أسامة (عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه • (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) أي نسبة شرف العالم إلى شرف العابد كنسبة شرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى أدنى شرف الصحابة (أن الله عز جل وملائكته وأهل السموات

والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير) ولا رتبة فوق رتبة من يرحمه الله وتشتغل الملائكة وجميع الخلق بالاستغفار والدعاء له (ت) عن أبي أمامة وهو حديث حسن • (فضل العالم) العامل بعلمه وكذا يقال فيما قبله وما بعده (على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب) المراد بالفضل كثرة الثواب الشامل لما يعطيه الله للعبد في الآخرة من درجات الجنة ولذاتها ومآكلها ومشاربها ومناكحها وما يعطيه الله تعالى للعبد من مقامات القرب ولذة النظر إليه وسماع كلامه (حل) عن معاذ بن جبل • (فضل العالم على العاب سبعون درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) لأن نفعه متعد بخلاف العابد (ع) عن عبد الرحمن بن عوف • (فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة) فيه الحث على تعلم العلم الإخلاص فيه (ابن عبد البر عن ابن عباس) وإسناده ضعيف • (فضل العالم على غيره كفضل النبي على أمته) لأنه وارثه وقائم مقامه في التبليغ والهداية (خط) عن أنس • (فضل العلم أحب إليّ من فضل العبادة) قال المناوي أي نفل العلم أفضل من نفل العمل كما أن فرض العلم أفضل من فرض العمل (وخير دينكم الورع) أي من أرفع خصال دينكم الورع البزار (طس ك) عن حذيفة ابن اليمان (ك) عن سعد بن أبي وقاص • (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن) تعالى (على سائر خلقه) وهذا لا ينافي أن بعض الأذكار والأدعية قد تكون أفضل من قراءة القرآن في مواضع مخصوصة (ع) في معجمه (هب) عن أبي هريرة • (فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها كفضل المكتوبة على التطوع) أخذ بظاهره الحنفية ومذهب الشافعي أن المشي أمامها أفضل لدليل آخر (أبو الشيخ عن عليّ) كرم الله وجهه وإسناده ضعيف • (فضل الوقت الأول على الآخر) أي فضل الصلاة في أول الوقت على الصلاة في آخره (كفضل الآخرة على الدنيا) قال المناوي هذا نص صريح في أن الآخرة أفضل من الدنيا وبه قال جمع فقول جمع الدنيا أفضل لأنها مزرعة الآخرة يرد بهذا (أبو الشيخ عن ابن عمر) بإسناد ضعيف • (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره) من المساجد (مائة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة) تقدم الكلام عليه في صلاة في مسجدي هذا (هب) عن أبي الدرداء • (فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة وفضل صلاة التطوع في البيت على فعلها في المسجد كفضل صلاة الجماعة على صلاة (المنفرد) وورد ما يفيد الزيادة على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم صلاة أحدكم في بيته فضل من صلاته في مسجدي هذا قال بعض الشراح فصلاة النفل في البيت أفضل منها بمسجد المصطفى بل والحرم المكي إلا المكتوبة وكل نفل شرع جماعة (ابن السكن عن ضمرة ابن حبيب) الزبيدي الحمصي (عن أبيه حبيب) • (فضل صلاة الجمع) أي

الجماعة (على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر) قال العلقمي وفي رواية في اعصر والفجر قال في الفتح قيل هم الحفظة وقال القرطبي الأظهر عندي أنهم غيرهم ويقويه أنه لم ينقل أن الحفظة يفارقون العبد ولأن حفظة الليل غير حفظة النهار وبأنهم لو كانوا هم الحفظة لم يقع الاكتفاء في السؤال منهم عن حالة الترك دون غيرها في قوله كيف تركتم عبادي قال عياض والحكمة في اجتماع الملائكة في هاتين الصلاتين من لطف الله تعالى بعباده وإكرامه لهم بأن جعل اجتماع ملائكة في حال طاعة عباده لتكون شهادتهم لهم بأحسن الشهادة (ق) عن أبي هريرة • (فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة) لسلامته من الرياء والمراد النفل الذي لا تشرع له جماعة وأما الفرض فإظهاره أولى لأنه شرع لإشادة الدين (طب) عن صهيب بالتصغير ابن (النعمان) بإسناد حسن • (فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية) قال المناوي يؤخذ منه أن المقتدي به المعلم غيره صلاة النهار في حقه أفضل كما في إظهار المقتدي به الصدقة بقصد أن يتبعه الناس (ابن المبارك) عبد الله (طب حل) عن ابن مسعود وإسناده صحيح • (فضل غازي البحر على غازي البر كفضل غازي البر على القاعد في أهله وماله) لما فيه من المشقة (طب) عن أبي الدرداء وإسناده حسن • (فضل غازي البحر على غازي البر كفضل عشر غزوات) في البر (طب) عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه • (فضل حملة القرآن على الذي لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق) المراد بحملته حفظته العاملون به (فر) عن ابن عباس • (فضل الثريد) الخبز المفتوت في مرق اللحم وعليه اللحم (على الطعام كفضل عائشة على النساء) لم يذكر المؤلف من خرجه فيما رأيت من النسخ لكن في شرح المناوي (هـ) عن أنس بن مالك رضي الله عنه • (فضل قراءة القرآن نظراً) في المصحف (على من يقرؤه ظاهراً كفضل الفريضة) على النافلة قال بعضهم هذا إن استوى خشوعه وتدبره في القراءة في المصحف والقراءة عن ظهر قلب فإن حصل له الخشوع والتدبر في القراءة عن ظهر قلب ولم يحصل له ذلك في القراءة في المصحف فالقراءة عن ظهر قلب أفضل (أبو عبيد) الهروي (في فضائله) أي القرآن (عن بعض الصحابة) رضي الله عنهم • (فضل الله قريشاً بسبع خصال لم يعطها أحد قبلهم ولا يعطاها أحد بعدهم فضل الله قريشاً) إعادة تأكيد (أني) أي بأني (منهم وأن النبوة فيهم) أي النبي صلى الله عليه وسلم العربي المبعوث آخر الزمان منهم (وأن الحجابة فيهم) هي سدانة الكعبة بكسر السين وبالدال المهملتين أي خدمتها والقيام بأمرها وكانت أولا بيد بني عبد الدار ثم صارت في بني شيبة بتقرير المصطفى (وأن السقاية فيهم) قال المناوي أي المحل الذي يتخذ فيه الشراب في الموسم وقال العلقمي هي ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب

المنبوذ في الماء وكان يليها العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام وأقره النبي صلى الله عليه وسلم فهي لآل العباس أبداً (ونصرهم على الفيل وعبدوا الله تعالى عشر سنين) أي من أسلم منهم (لا يعبده) من العرب (غيرهم) في تلك المدة وهي ابتداء البعثة (وأنزل الله فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحداً غيرهم) وهي سورة (لئلاف قريش) بكمالها (تخ طب ك) والبيهقي في الخلافيات عن أم هانئ بنت عم المصطفى أبي طالب رضي الله عنها قال الشيخ رحمه الله حديث صحيح • (فضل الله قريشاً) بسبع خصال (فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبد الله) فيها (إلا قريش) وذلك في ابتداء الإسلام والمراد لا يعبده عبادة صحيحة الأهم ليخرج أهل الكتابين (وفضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل) على أصحاب الفيل (وهم مشركون وفضلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين) معهم (وهي لئلاف قريش وفضلهم بأن فيهم النبوة الخلافة) أي الإمامة العظمى لا يجوزان يليها إلا قرشي (والحجابة) للبيت (والسقاية) للحجاج أيام الموسم (طس) عن الزبير بن العوام رضي الله عنه (فضلت على الأنبياء بست) لا يعارضه لا تفضلوني لأن هذا إخبار عن الأمر بالواقع لا أمر بالتفضيل (أعطيت جوامع الكلم) أي جمع المعاني الكثيرة في ألفاظ يسيرة (ونصرت بالرعب) يقذف في قلوب أعدائي (وأحلت لي الغنائم) وكان من قبله لا يحل ل منها شيء بل كانت تجمع فتأتي نار من السماء فتحرقها (وجعلت لي الأرض طهوراً) بفتح الطاء (ومسجداً وأرسلت إلى الخلق كافة) لا يعارضه أن نوحاً بعد الطوفان أرسل للكل لأن ذلك إنما كان لانحصار الخلق في الذين بقوا معه ونبينا عموم رسالته في أصل البعثة (وختم بي النبيون) فلا نبي بعده وعيسى إنما ينزل بتقرير شرعه (م ت) عن أبي هريرة • (فضلت على الأنبياء بخمس) من الخصال (بعثت إلى الناس كافة وذخرت شفاعتي لأمتي) إلى يوم القيامة (ونصرت بالرعب شهراً أمامي وشهراً خلفي وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي) تمسك به أبو حنيفة ومالك على صحة التيمم بجميع أجزاء الأرض وخصه الشافعي وأحمد بالتراب لحديث مسلم وجعلت تربتها لنا طهوراً (طب) عن السائب بن يزيد بإسناد ضعيف • (فضلت بأربع) أي بخصال أربع (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أتى الصلاة فلم يجد ما يصلي عليه وجد الأرض مسجداً وطهوراً وأرسلت إلى الناس كافة ونصرت بالرعب من مسيرة شهرين يسير بين يدي وأحلت لي الغنائم) لا تنافي بين قوله أربع وقوله آنفاً ست وخمس لأن ذكر العدد لا يدل على الحصر وقد يكون أعلم أولا بأربع ثم بأكثر (هق) عن أبي أمامة الباهلي • (فضلت بأربع جعلت أنا وأمتي) نصف (في الصلاة كما تصف الملائكة) المراد به التراص وانضمام الصفوف وإتمامها الأول فالأول (وجعل الصعيد) أي التراب (لي وضوءاً) بفتح الواو (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأحلت

لي الغنائم (طب) عن أبي الدرداء • (فضلت على الناس بأربع) خصها باعتبار ما فيها من النهاية التي لا ينتهي إليها أحد غيره لا باعتبار مجرد الوصف (بالسخاء) أي الجود فإنه كان أجود من الريح المرسلة (والشجاعة) قال المناوي هي خلق عضبى بين إفراط يسمى تهور أو تفريط يسمى جبناً (وكثرة الجماع) بكمال قوته (وشدة البطش) فيما ينبغي على ما ينبغي (طس) والإسماعيلي في معجمه عن أنس ورجال الطبراني موثقون • (فضلت على آدم بخصلتين كان شيطاني كافراً فأعانني الله تعالى عليه حتى أسلم وكن أزواجي) الحق الفعل علامة الجمع كما في قوله أو مخرجي هم وذلك لغة (عوناً لي) على طاعة ربي (وكان شيطان آدم كافراً) أي ولم يسلم (وكانت زوجته عوناً على خطيئته) فإنها حملته على أن أكل من الشجرة (البيهقي في الدلائل) أي دلائل النبوة (عن ابن عمر) ابن الخطاب • (فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين) فسجدات التلاوة أربع عشرة منها سجدتا الحج وغيرها ليس فيها إلا سجدة واحدة (د) في مراسيله (هق) عن خالد ابن معدان بفتح الميم مرسلاً • (فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين ومن لم يسجدهما لم يقرأها) أي السورة بكمالها (حم ت ك حب) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه • (فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين جزأ من اللذة) أي لذة الجماع (ولكن الله ألقى عليهن الحياء) فهو المانع لهن من إظهار تلك اللذة والاستكثار من نيلها (هب) عن أبي هريرة • (فضلنا) أي هو وأمته (على الناس بثلاث جعلت صفوفنا) في الصلاة (كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً وجعلت تربتا لنا طهورا) إذا لم يجد الماء أو خفيف من استعماله (وأعطيت هذه الآيات) اللاتي (من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي (حم م ن) عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه • (فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة) قال المناوي أي العار الحاصل للنفس من كشف العيب في الدنيا بقصد التنصل منه هون من كتمانه إلى يوم القيامة حتى ينتشر ويشهر في الموقف اهـ وفيما قاله نظر لأن المطلوب من الإنسان الستر على نفسه فالأولى حمل الحديث على ما إذا حصل له ذلك بغير اختياره (طب) عن الفضل ابن عياض • (فطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون وعرفة يوم تعرفون) قال الشيخ بفتح العين المهملة قال الخطابي معنى الحديث أن الخطأ موضوع عن الناس فيما سبيله الاجتهاد فلو أن قوماً اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعاً وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماض ولا عتاب عليهم وكذا في الحج إذا أخطؤا يوم عرفة فإنه ليس عليهم إعادة ويجزيهم أضحاهم وهذا تخفيف من الله ورفق بعباده (الشافعي) في مسنده (هق) عن عطاء مرسلاً ورواه الدارقطني عن عائشة • (فطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون وكل عرفة موقف وكل منى منحر وكل فجاج مكة منحر وكل جمع موقف) المراد بجمع

مزدلفة وقد مر شرحه (دهق) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (فعل المعروف يقي مصارع السوء) أي الوقوع في الهلكات (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أبي سعيد) الخدري • (فقدت) بالبناء للمجهول (أمة) جماعة أو طائفة (من بني إسرائيل لا يدري) بالبنات للمفعول (ما فعلت وأني لا أراها) بضم الهمزة (إلا الفأر) بسكون الهمزة أي لأظنها ظنا مؤكداً يقرب من الرؤية البصرية (ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب) لأن لحوم الإبل وألبانها حرمت على بني إسرائيل (وإذا وضع لها ألبان الشاء) بفتح المعجمة والمد أي الغنم (شربت) لأنه حلال لهم كلحمها قال العلقمي قال النووي معنى هذا أن لحوم الإبل وألبانها حرمت على بني إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها فدل امتناع الفأر من لبن الإبل دون الغنم على أنها مسخ من بني إسرائيل وقال في الفتح ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم القردة والخنازير فقال أن الله تعالى لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عقباً وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم لا أراها إلا الفأر على أنه كان يظن قبل ذلك ثم أعلم بأنها ليست هي (حم ق) عن أبي هريرة • (فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قيل أغنيائهم بخمسمائة عام) وفي رواية بأربعين خريفاً وفي رواية بسبعين وذلك مختلف باختلاف أحوال الناس (ت) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن • (فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد) قال الطيبي رحمه الله لأن الشيطان كلما فتح باباً على الناس من الأهواء وزين الشهوات في قلوبهم بين الفقيه العارف مكايده فيسد ذلك الباب ويجعله خائباً خاسراً بخلاف العابد فإنه ربما يشتغل بالعبادة وهو في حبائل الشيطان ولا يدري (ت هـ) عن ابن عباس • (فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة) قال العلقمي قال في المصباح الفكر بالكسر تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني ولي في الأمر فكرة أي نظر وروية ويقال هو ترتيب أمور في الذهن يتوصل بها إلى مطلوب يكون علماً أو ظناً اهـ قلت والمراد من الحديث فكرة ساعة في علم شرعي أو في مصنوعات الله تعالى الدالة على وحدانيته لزيادة الإيمان وقوته ونحو ذلك اهـ وقال المناوي أي صرف الذهن لحظة من العبد في تأمل تفريطه في حق الحق أو الخلق (أبو الشيخ في العظمة) رضي الله عنه بإسناد واه • (فكوا العاني) بمهملة ونون وزن القاضي قال ابن بطال فكاك الأسير واجب على الكفاية وبه قال الجمهور وقال إسحاق بن راهويه من بيت المال (وأجيبوا الداعي) إلى نحو وليمة أو إغاثة أو شفاعة (وأطعموا الجائع) ندباً أو وجوباً أن كان مضطراً (وعودوا المريض) ندباً إن كان مسلماً وإلا فجواز إن كان نحو قريب كجار أو رجي إسلامه (حم خ) عن أبي موسى الأشعري • (فلق البحر لبني إسرائيل) فدخلوا في فتبعهم فرعون وجنوده فكان ما كان (يوم عاشوراء) بالمد عاشر المحرم فمن ثم صاموه شكراً على نجاتهم وهلاك عدوّهم فيه (ع) وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه • (فمن أعدى الأوّل) قاله لمن استشهد

على العدوى بأعداء البعير الأجرب للإبل وهو من الأجوبة المسكتة إذ لو جلبت الأدواء بعضها بعضاً لزم فقد الداء الأول لفقد الجالب فالذي فعله في الأول هو الذي فعله في الثاني وهو الله سبحانه وتعالى الخالق القادر على كل شيء (ق د) عن أبي هريرة • (فناء أمتي) أي بعضها (بالطعن) أي طعن بعضهم بعضاً أو في جهاد الكفار (والطاعون وحز أعدائكم من الجن وفي كل) من الطعن والطاعون (شهادة (حم طب) عن أبي موسى الأشعري (طس) عن بن عمر بن الخطاب وهو حديث صحيح • (فهلا) تزوجت (بكراً تلاعبها وتلاعبك) اللعب معروف وقيل من اللعاب وهو الريق ويؤيد الأول قوله (وتضاحكها وتضاحكك) وذلك ينشأ عنه تمام الألفة قاله لجابر بن عبد الله لما أخبره أنه تزوج ثيباً بعد قوله أتزوجت بعد أبيك وفيه ندب تزوج البكر والملاعبة إلا لعذر كضعف آلته عن الافتضاض أو احتياجه إلى من يقوم على عياله ومنه ما اتفق لجابر فإنه لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما تقدم اعتذر له فقال أن أبي قتل يوم أحد وترك تسع بنات فكرهت أن أجمع إليهن جارية خرقاء مثلهن ولكن امرأة تمشطهن وتقوم عليهن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أصبت (حم ق د ن هـ) عن جابر رضي الله تعالى عنه • (فهلا بكراً تعضها وتعضك) على وجه اللعب فيدوم بذلك الائتلاف ويبعد وقوع الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله (طب) عن كعب بن عجرة رضي الله عنه وإسناده صحيح • (فوالهم) بضم الفاء وألف التثنية أمر لحذيفة وأبيه وسببه كما في الكبير عن حذيفة أن المشركين أخذوه وأباه وأخذوا عليهما العهد أن لا يقاتلاهم يوم بدر فقالا للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك فذكره أي قبل عذرهما وأمرهما بالوفا والتوكل على الله في دفع شرهم كما صرح به في قوله (ونستعين بالله عليهم) أي على قتالهم فإنما النصر من عند الله لا بكثرة عدد ولا عدد (حم) عن حذيفة • (في الإبل صدقتها وفي الغنم صدقتها وفي البقر صدقتها وفي البر صدقته) قال المناوي الذي في المستدرك البر بضم الموحدة وراء مهملة وقيل هو بفتح الموحدة وزاي (ومن رفع دنانير أو دراهم أو تبراً أو فضة لا يعدها الغريم ولا ينفقنها في سبيل الله فهو) أي ما ذكر (كنز يكوي به يوم القيامة) قال تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (ش حم ك هق) عن أبي ذر وإسناده صحيح • (في الإبل فرع وفي الغنم فرع) قال الشيخ الفرع بالتحريك أول ولادة الإبل والغنم يذبح ويتصدق به قال العلقمي قال في النهاية قيل كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة قدم بكراً فذبحه لصنمه وهو الفرع وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام ثم نسخ (ويعق عن الغلام ولا يمس رأسه بدم) فيه ندب العقيقة والمنع من التضمخ بالنجس (طب) عن يزيد ابن عبد الرحمن المزني عن أبيه وإسناده صحيح • (في الأسنان خمس خمس من الإبل) أي الواجب في كل سن خمس من الإبل (د ن) عن ابن عمرو بن العاص • (في الأصابع

عشر عشر) أي الواجب في كل أصبع من أصابع اليدين والرجلين عشر من الإبل (حم د ن) عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما • (في الأنف الدية إذا استوعى) قال المناوي كذا هو بخط المؤلف والظاهر أنه سبق قلم وأنه استوفى بالفاء أو أنه استوعب اهـ ورأيت في بعض النسخ استوفى (جدعه مائة من الإبل وفي اليد خمسون وفي الرجل خمسون وفي العين خمسون وفي المأمومة) وفي نسخ الأمة بالمد وشدة الميم بدل المأمومة وهي التي تبلغ خريطة الدماغ (ثلث النفس وفي الجائفة) وهي جرح ينفذ إلى جوف باطن يحيل أو طريق له كبطن أو صدر (ثلث النفس وفي المنقلة) وهي ما ينقل العظم من موضعه وخصه الشافعي بما إذا سبقت بإيضاح أو هشم (خمس عشرة وفي الموضحة خمس وفي السن خمس وفي كل إصبع مما هنا لك عشر • (هق) عن عمر بن الخطاب وإسناده حسن • (في الإنسان ستون وثلثمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة) قالوا ومن يطيق ذلك قال (النخاعة) قال العلقمي هي البزقة التي تخرج من أصل الفم مما يلي أصل النخاع والنخامة البزقة التي تخرج من أصل الحلق من مخرج الخاء المعجمة (في المسجد تدفنها) أي دفنها يجزي عنك (والشيء تنحيه) أي وتنحية الشيء المؤذي (عن الطريق) يجزي عنك (فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزي عنك (حم دحب) عن بريدة وإسناده صحيح • (في الإنسان ثلاث) من الخصال يحتمل أن المراد جنس الإنسان وقال المناوي يعني قلما يخلو إنسان منها (الطيرة) بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن هي التشاؤم بالشيء وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونهي عنه وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر (والظن) قيل أراد سوء الظن (والحسد فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع) بل يتوكل على الله ويمضي (ومخرجه من الظن أن لا يحقق) ما خطر في قلبه (ومخرجه من الحسد أن لا يبغي) على المحسود (هب) عن أبي هريرة • (في البطيخ عشر خصال هو طعام وشراب وريحان وفاكهة واشنان) أي يغسل به الأيدي كالأشنان (ويغسل البطن) في رواية المثانة (ويكثر ماء الظهر) أي المنيّ (ويزيد في الجماع ويقطع إلا بردة وينقي البشرة) إذا دلك به ظاهر البدن في الحمام (الرافعي) في تاريخ قزوين (فر) عن ابن عباس أبو عمر والنوقاني في) كتاب (البطيخ عنه موقوفاً) قال المناوي ولا يصح في البطيخ شيء • (في التلبينة شفاء من كل داء) مر توجهه (الحارث) ابن أبي أسامة (عن أنس) بن مالك • (في الجمعة) أي في يومها (ساعة) أي لحظة لطيفة (لا يوافقها) لا يصادفها (عبد) مسلم (يستغفر الله إلا غفر له) وفيها أكثر من أربعين قولاً أرجحها قولان أحدهما ورجحه المناوي على الآخر أنها ما بين قعود الإمام على المنبر إلى انقضاء الصلاة والآخر أنها ساعة بعد العصر (ابن السني عن أبي هريرة) ورواه مسلم رحمه الله بلفظ أن في الجمعة لساعة إلخ • (في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين) مسيرة (مائة عام) قال المناوي في رواية خمسمائة وفي أخرى أكثر

ولا تعارض لاختلاف السير في السرعة والبطئ والنبي صلى الله عليه وسلم ذكره تقريباً للأفهام (ت) عن أبي هريرة • (في الجنة ثمانية أبواب) أصلية (فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون) تطوّعاً والسبعة الباقية باب الإنفاق في سبيل الله وباب الصلاة وباب الصدقة وباب الجهاد وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والباب الأيمن باب المتوكلين الذي يدخل منه من لا حساب عليهم ولا عذاب قال ابن حجر وأما الثامن فلعله باب الذكر ويحتمل أنه باب العلم وأن يكون المراد بالأبواب التي يدعي منها أبواب من داخل أبواب الجنة الأصلية لأن الأعمال الصالحة أكثر عدداً من ثمانية قال وبقى من الأبواب الحج فله باب بلا شك اهـ والمراد ما يتطوع به من الأعمال المذكورة لا واجباتها (خ) عن سهل بن سعد الساعدي • (في الجنة باب يدعى الريان) مشتق من الري وهو مناسب لحال الصائمين (يدعى) يوم القيامة (له الصائمون) فمن كان من الصائمين دخله ومن دخله لا يظمأ أبداً (ق هـ) عنه أي عن سهل بن سعد الساعدي • (في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوّفة عرها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل لا يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن) قال المناوي أي يجامعهم فالطواف كناية عنه (حم م ت) عن أبي موسى • (في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر) أي تنفجر (أنهار الجنة الأربعة) نهر الماء ونهر اللبن ونهر الخمر ونهر العسل (ومن فوقها يكون العرش) أي عرش الرحمن فهو سقفها (فإذا سألتم الله) الجنة (فسلوه الفردوس) لأنها أعلى الجنان وأشرفها وأنورها وأجلها لقربها من العرش (ش حم ت ك) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه • (في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) أي فيها من النعيم ما لا يحصى البزار (طس) عن أبي سعيد وإسناده صحيح • (في الحبة السوداء شفاء من كل داء) بالمد فهي نافعة جميع الأمراض الباردة وتدخل في الأمراض الحارة بالعرض فتوصل قوى الأدوية الباردة الرطبة إليها وإذا دقت وعجنت بالعسل وشربت بالماء الحار أذابت الحصاة وأدرت البول والطمث وإذا طبخت بالخل وتمضمض بها نفعت من وجع الأسنان الكائن عن برد (إلا السام) وهو الموت فيه أن الموت داء من الأدواء (حم ق هـ) عن أبي هريرة • (في الحجم شفاء) وهو في البلاد الحارة أنجح من الفصد سمويه (حل) والضياء عن عبد الله بن سرجس ورواه مسلم رحمه الله بلفظ أن في الحجم شفاء • (في الخيل السائمة في كل فرس دينار) يعارضه خبر ليس في الخيل والرقيق زكاة وخبر عفوت عن الخيل والرقيق وخبر ليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة (قط هق) عن جابر رضي الله عنه • (في الخيل وأبوالها وأرواثها كف من مسك الجنة) أي مقدار قبضة منه قال المناوي ولا يلزم أنا نشم ذلك والمراد خيل الجهاد (ابن أبي عاصم في) كتاب (الجهاد عن عريب) بفتح المهملة وكسر الراء (المليكي) بضم ففتح بضبط

المؤلف وإسناده ضعيف • (في الذباب أحد جناحيه) قال الشيخ بالجر على البدل قيل هو الأيسر (داء) أي سم كما ورد في رواية (وفي الآخر شفاء فإذا وقع في الإناء) الذي فيه مائع كعسل (فارسبوه) أي اغمسوه (فيذهب شفاؤه بدائه) فيه أن الماء القليل لا ينجس بالميتة التي لا يسيل دمها عند قتلها أو شق عضو منها لأن الغمس قد يفضي إلى القتل (ابن النجار عن عليّ) كرم الله وجهه • (في الركاز) وهو دفين الجاهلية قال العلقمي سمى ركاز الآن صاحبه قد كان ركزه في الأرض (الخمس) لسهولة نيله واختلفوا في مصرف الركاز فقال أبو حنيفة يصرف مصرف الفيء وقال الشافعي يصرف مصرف الصدقات واحتجوا لأبي حنيفة بأنه مال مأخوذ من أيدي المشركين واحتجوا للشافعي بأنه مال مستفاد من الأرض كالزرع وبأن الفيء يكون أربعة أخماسه للمقاتلة وهذا يختص به الواجد له كمال الصدقة (هـ) عن ابن عباس (طب) عن أبي ثعلبة (طس) عن جابر وعن ابن مسعود • (في الركاز العشر) مذهب الأئمة الأربعة أن فيه الخمس لكن شرط الشافعي النصاب والنقد لا الحول (أبو بكر بن أبي داود في جزء من حديثه عن ابن عمر) بن الخطاب • (في السماء ملكان أحدهما يأمر بالشدة والآخر باللين وكلاهما مصيب أحدهما جبريل والآخر ميكائيل ونبيان أحدهما يأمر باللين والآخر بالشدة وكل منهما مصيب إبراهيم ونوح إبراهيم باللين ونوح بالشدة ولي صاحبان أحدهما يأمر باللين والآخر بالشدة أبو بكر وعمر) فأبو بكر يشبه ميكائيل وإبراهيم وعمر يشبه جبريل ونوحاً (طب) وابن عساكر عن أم سلمة رضي الله عنها بإسناد صحيح • (في السمع مائة من الإبل) أي إذا جنى على مسلم معصوم فأبطل سمعه فعليه دية كاملة وهي مائة من الإبل (وفي العقل مائة من الإبل) كذلك (هق) عن معاذ بن جبل • (في السواك عشر خصال) فاضلة (يطيب الفم) أي يذهب بريحه الكريه ويكسبه ريحاً طيبة (ويشد اللثة) لحم الأسنان (ويجلو البصر ويذهب البلغم ويذهب الحفر) بفتح المهملة والفاء داء يصيب الأسنان (ويوافق السنة) أي الطريق المحمدية (ويفرح الملائكة) لأنهم يحبون الرائحة الطيبة (ويرضى الرب) أي يثيب فاعله (ويزيد في الحسنات) لأن فعله منها (ويصحح المعدة) أي ما لم يبالغ فيه جد أو يستحب أن يكون السواك باليد اليمنى ويبدأ بجانب فمه اليمن إلى الوسط ثم يفعل بالأيسر كذلك قال الحنفية يكون السواك غلظ الخنصر وطوله شبراً وهل تتأدى السنة بمجرد الاستياك أو لابد من زوال الرائحة الكريهة قال العراقي مقتضى التعليل بتأذي الملائكة بالرائحة الكريهة الثاني (أبو الشيخ في الثواب وأبو نعيم في) كتاب (السواك عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (في الضبع) إذا قتله المحرم أو أزمنه أو غير المحرم وكان بالحرم (كبش) وهو ذكر الضأن والأنثى نعجة قال شيخ الإسلام زكريا والضبع بضم الموحدة وتسكن ويقال للذكر والأنثى عند جماعة وللأنثى فقط عند الأكثر وأما الذكر فضبعان بكسر الضاد وإسكان

الباء فمن منع إخراج الذكر عن الأنثى يحمل الضبع على الذكر أو يستثنى هذا أخذاً بظاهر المأثور اهـ وقال العلقمي واجب الضبع في قول الأكثر نعجة الكبش (هـ) عن جابر بن عبد الله • (في الضبع كبش وفي الظبي) الغزال (شاة) من الغنم ثم لها سنة فتتناول الذكر والأنثى من ضأن ومعز (وفي الأرنب عناق) وهي أنثى المعز إذا قويت ما لم تبلغ سنة وفي الروضة وأصلها أنها أنثى المعز من حين تولد حتى ترعى (وفي اليربوع جفرة) هي أنثى المعز إذا بلغت أربعة أشهر وفصلت عن أمها والذكر جفر سمى به لأنه جفر جنباه أي عظماه قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة وظاهر كلامه أي الناظم أن الذكر لا يجزى عن الأرنب واليربوع والظبي وليس كذلك كما مر بيانه قال الشيخان أي الرافعي والنووي والمراد بالجفر هنا ما دون العناق إذ الأرنب خير من اليربوع (هق) عن جابر بن عبد الله (عد هق) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (في العسل في كل عشرة أزق) بفتح الهمزة وضم الزاي وشدة القاف وفي رواية أزقاق (زق) بكسر الزاي وبه أخذ أبو حنيفة وأحمد والشافعي في القديم فأوجبوا فيه العشر وفي الجديد لا زكاة في العسل وهو مذهب مالك قال العلقمي اتفق الحفاظ على ضعف ما جاء في زكاة العسل (ت هـ) عن ابن عمر وهو حديث منكر • (في الغلام عقيقة فأهريقوا) بفتح الهاء (عنه دماً وأميطوا عنه الأذى) أي أزيلوه عنه (ن) عن سلمان ابن عامر الضبي رضي الله عنه • (في الكبد الحارة أجر) أي في سقي كل ذي روح من الحيوان المحترم ثواب (هب) عن سراقة بضم المهملة (ابن مالك) • (في اللبن صدقة) قال المناوي أي زكاة ولم أر من أخذ بقضيته (الروياني عن أبي ذر) رضي الله تعالى عنه وهو حديث ضعيف • (في اللسان الدية إذا منع) بالبناء للمفعول (الكلام وفي الذكر الدية إذا قطعت الحشفة وفي الشفتين الدية) (عد هق) عن ابن عمرو بن العاص • (في المؤمن) أي الغير الكامل الإيمان (ثلاث خصال الطيرة والظن) السيء (والحسد فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع) عن مقصده بل يعزم ويتوكل على ربه (ومخرجه من الظن أن لا يحقق) بالدوام عليه بل يترك (ومخرجه من الحسد أن لا يبقى) على المحسود (ابن صصرى في أماليه (فر) عن أبي هريرة • (في المنافق ثلاث خصال إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا ائتمن خان) والمراد النفاق العملي أو الإنذار والتخويف كما تقدم (البزار عن جابر) بإسناد فيه مجهول • (في المواضح) جمع موضحة وهي التي ترفع اللحم عن العظم وتوضحه أي تظهر بياضه (خمس خمس) من الإبل إن كانت في رأس أو وجه وإلا ففيها الحكومة عند الشافعي (حم 4) عن ابن عمرو بن العاص • (في الضوء إسراف) أي مجاوزة الحد في قدر الماء أو الغسلات (وفي كل شيء) يأتي فيه الإسراف (إسراف) بحسبه وهو مذموم (ص) عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني مرسلاً قال الذهبي ثقة • (في أحد جناحي) قال المنوي في خط المؤلف جناح بالإفراد وهو سبق قلم

(الذباب سم والآخر شفاء فإذا وقع في الطعام) المراد المائع دل على ذلك قوله (فامقلوه) قال في النهاية أي اغمسوه (فيه) يقال مقلت الشيء أمقله مقلاً إذا غمسته في الماء ونحوه (فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء) والأمر للندب (هـ) عن أبي سعيد الخدري • (في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم) قال المناوي الذرب بالتحريك فساد المعدة وقيل داء يعرض لها فلا تهضم الطعام وقيل الذرب الاستسقاء وبه أخذ من قال بطهارة بول مأكول اللحم كما لك وأحمد اهـ ولا دليل فيه لأن التداوي بالنجس غير الخمر جائز (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس) وفيه ابن لهيعة • (في أصحابي) قال النووي معناه الذي ينتسبون إلى صحبتي كما قال في الرواية الأخرى في أمتي (اثنا عشر منافقاً) قال المناوي هم الذين جاؤه متلثمين قاصدين قتله ليلة العقبة فحماه الله (منهم ثمانية لا يدخلون الجنة) زاد في رواية ولا يجدون ريحها (حتى يلج الجمل في سم الخياط) قال العلقمي وسم الخياط بفتح السين وضمها وكسرها والفتح أشهر وبه قرأ القراء السبعة وهو ثقب الإبرة ومعناه لا يدخلون أبداً كما لا يدخل الجمل في ثقب الإبرة (حم م) عن حذيفة بن اليمان • (في أمتي خسف ومسخ وقذف) رمي بالحجارة من جهة السماء (ك) عن ابن عمرو وقال صحيح على شرط مسلم • (في أمتي كذابون ودجالون) مكارون ملبسون من الدجل وهو التلبيس أي هم كثير والكذب والتلبيس قال المناوي يزعمون النبوة ولعل مراده أن بعضهم ادعى النبوة (سبعة وعشرون منهم أربع نسوة وأني خاتم النبيين لا نبي بعدي) وعيسى إنما ينزل بشرعه (حم طب) والضياء عن حذيفة بن اليمان وإسناده صحيح • (في بيض النعام يصيبه المحرم) أي يبتلعه (ثمنه) قال المناوي أي يضمن قشره بقيمته لأنه ينتفع به بخلاف قشر غيره (هـ) عن أبي هريرة • (في بيض نعام) يتلفها المحرم أو الحلال وهو بالحرم (صيام يوم أو إطعام مسكين) مداً من طعام وهذا محمول على ما إذا كانت قيمتها تساوي مداً أو أقل (هق) عن أبي هريرة • (في ثقيف) اسم قبيلة (كذاب) قال المناوي قيل هو المختار بن عبيد الزاعم أن جبريل يأتيه (ومبير) أي مهلك وهو الحجاج لم يكن أحد في الإهلاك مثله قتل مائة وعشرين ألفاً صبراً (ت) عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن سلافة بنت الحسن قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (في ثلاثين من البقر تبيع) التبيع ماله سنة كاملة سمى تبيعاً لأنه يتبع أمه وقيل لأن قرنه يتبع إذنه (أو تبيعة) فتجزى عن الذكر بطريق الأولى للأنوثة (وفي أربعين من البقر مسنة) وتسمى ثنية وهي مالها سنتان كاملتان سميت مسنة لتكامل أسنانها (ت هـ) عن ابن مسعود بإسناد حسن • (في جهنم واد وفي الوادي بئر يقال لها) وفي نسخة شرح عليها المناوي له (هبهب) فإنه قال سمى به للمعانه لشدة اضطراب النار فيه أو سرعه إيقاد ناره اهـ وهبهب قال الشيخ بفتح الهاءين وسكون الموحدة ومنع الصرف (حق على الله أن يسكنها كل جبار) أي كافر متمرد على الله عات

متكبر (ك) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث صحيح • (في خمس من الإبل شاة) قال شيخ الإسلام زكريا ول وذكر الصدق الشاة فيجزى الذكر أن أخرج عن الإبل وتمحضت ماشيته ذكوراً والشاة المخرجة جذعة ضأن لها سنة وإن لم تجذع أي تسقط مقدمة أسنانها أو جذعت وإن لم يتم لها سنة أو ثنية معزلها سنتان (وفي عشر شانان وفي خمس عشرة ثلاث شياه وفي عشرين أربع شياه وفي خمس وعشرين ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين فإذا زادت واحدة ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين فإذا زادت واحدة ففيها حقة إلى ستين فإذا زادت واحدة ففيها جذعة) وسميت الأولى من المخرجات من الإبل بنت مخاض لأن أمها آن لها أن تحمل مرة ثانية فتكون من المخاض أي الحوامل والثانية بنت لبون لأن أمها آن لها أن تلد ثانياً فتكون ذات لبن والثالثة حقة لأنها استحقت أن يطرقها الفحل أو أن تركب ويحمل عليها والرابعة جذعة لأنها أجذعت مقدم أسنانها أي أسقطت واعتبر في الجميع الأنوثة لما فيها من رفق الدر والنسل (إلى خمس وسبعين فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى تسعين فإذا زادت واحدة ففيها حقتان إلى عشرين ومائة فإذا كانت الإبل أكثر من ذلك) أي بعشر كما يفيده ما بعده (ففي كل خمسين حقة وفي كل أربعين بنت لبون فإذا كانت إحدى وعشرين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون حتى تبلغ تسعاً وعشرين ومائة فإذا كانت ثلاثين ومائة ففيها بنتاً لبون وحقة حتى تبلغ تسعاً وثلاثين ومائة فإذا كانت أربعين ومائة ففيها حقتان وبنت لبون حتى تبلغ تسعاً وأربعين ومائة فإذا كانت خمسين ومائة ففيها ثلاث حقاق حتى تبلغ تسعاً وخمسين ومائة فإذا كانت ستين ومائة ففيها أربع بنات لبون حتى تبلغ تسعاً وستين ومائة فإذا كانت سبعين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون وحقة حتى تبلغ تسعاً وسبعين ومائة فإذا كانت ثمانين ومائة ففيها حقتان وابنتا لبون حتى تبلغ تسعاً وثمانين ومائة فإذا كانت تسعين ومائة ففيها ثلاث حقاق وبنت لبون حتى تبلغ تسعاً وتسعين ومائة فإذا كانت مائتين ففيها أربع حقاق أو خمس بنات لبون أي الستين وجدت أخذت وفي سائمة الغنم) أي راعيتها إلا المعلوفة (في كل أربعين شاة شاة إلى عشرين ومائة فإذا زادت واحدة فشاتان إلى مائتين فإذا زادت على المائتين ففيها ثلاث إلى ثلثمائة فإذا كانت الغنم أكثر من ذلك) أي بمائة كما يفيده قوله (ففي كل مائة شاة) بالجر (شاة ليس فيها شيء حتى تبلغ المائة ولا يفرق) بضم أوله وبفتح ثالثه مشدداً (بين مجتمع) بكسر الميم الثانية (ولا يجمع) بضم أوله وفتح ثالثه أي لا يجمع المالك والساعي (بين متفرق) بتقديم المثناة على الفاء (مخافة) وفي رواية للبخاري خشية (الصدقة) أي مخافة المالك كثرة الصدقة أو وجوبها والساعي قلتها أو سقوطها وفيه أن الخلطة تجعل مال الخليطين كواحد لكن بشروط (وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان) قال المنوي أي مهما كان من خليطين أي مخلوطين أو خالطين فإنهما

أي الخليطين بالمعنى الثاني أو مالكيهما بالمعنى الأول (بالسوية) أي بالنسبة يعني إذا أخذ الساعي الواجب من مال أحدهما رجع على الآخر بقدر ما يخصه من مثله في المثلى أو قيمته في المقوم (ولا يؤخذ في الصدقة هرمة) بكسر الراء أي كبيرة السن (ولا ذات عوار) بفتح العين وضمها أي عيب (من الغنم ولا تيس الغنم) أي فحل المعز (إلا أن يشاء المصدق) قال المناوي بتخفيف الصاد أي الساعي وبشدتها أي المالك والمراد لا يأخذ الساعي شرار الأموال كما لا يأخذ كرائمها اهـ والظاهر أن الاستثناء راجع لقوله ولا تيس الغنم وأن المصدق المالك (حم 4) ك عن ابن عمر • (في دية الخطأ) أي في قتل الرجل المسلم خطأ (عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض وعشرون بنت لبون وعشرون بني مخاض ذكر) لم يأخذ بهذا الحديث الشافعي بل أوجب عشرين بني لبون بدل بني المخاض قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة لخبر الترمذي وغيره بذلك من رواية ابن مسعود قالوا وأخذ به الشافعي لأنه أقل ما قيل واختار البلقيني على أصل الشافعي في الأخذ بأقل ما قيل وجوب عشرين بني مخاض بدل بني اللبون فقد قال به ابن مسعود وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق ولم يبلغ ذلك الشافعي قال الشارح يعني الشيخ ولي الدين العراقي وسبقه لاختيار ذلك لهذا المدرك ابن المنذر ولم يصح في ذلك حديث (د) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال الدارقطني والبيهقي رحمهما الله الصحيح وقفه • (في طعام العرس مثقال من ريح الجنة) قال المنوي الله أعلم بمراد نبيه (الحارث عن عمرو) وفي نسخة شرح عليها المناوي عمير فإنه قال بالتصغير • (في عجوة العالية) موضع بالمدينة مما يلي نجد (أول البكرة) بضم فسكون أول النهار (على ريق النفس) أي قيل أن يأكل شيئاً (شفاء من كل سحر أو سم) لخاصية فيه أو لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم له أو لغير ذلك (حم) عن عائشة • (في كتاب الله) القرآن (ثمان آيات للعين الفاتحة وآية الكرسي) تمامه لا يقرؤها عبد في دار فيصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن (فر) عن عمران بن حصين مصغر • (في كل إشارة في الصلاة عشر حسنات) لعله أراد الإشارة بالمسبحة في التشهد عند قوله إلا الله (ننومل بن أهاب في جزئه عن عقبة بن عامر) الجهني ورواه الطبراني بنحوه وإسناده حسن • (في كل) أي في إرواء كل (ذات كبد) بفتح فكسر (حرى) قال في النهاية الحري فعلى من الحر وهو تأنيث حران وهي للمبالغة يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش والمعنى أن في سقي كل ذي كبد حري (أجر) قال العلقمي قال النووي أن عمومه مخصوص بالحيوان المحترم وهو ما لم يؤمر بقتله فيحصل الثواب بسقيه ويلحق به إطعامه وغير ذلك من وجوه الإحسان وقال ابن التيمي لا يمتنع إجراؤه على عمومه يعني فيسقى ثم يقتل لأنا أمرنا بأن نحسن القتلة ونهينا عن المثلة (حم هـ) عن سراقة ابن مالك (حم) عن ابن عمرو ورواه الشيخان عن أبي هريرة • (في كل ركعتين تسليمة) أي بعد التشهد

لمن أراد وذلك في صلاة النافلة ورواتب الفرائض ونحوها (هـ) عن أبي سعيد رضي الله عنه • (في كل ركعتين التحيات) قال العلقمي قال النووي فيه حجة لأحمد بن حنبل ومن وافقه من فقهاء أصحاب الحديث أن التشهد الأول والأخير واجبان وقال مالك وأبو حنيفة والأكثرون هما سنتان ليسا بواجبين وقال الشافعي الأول سنة والثاني واجب واحتج أحمد بهذا الحديث مع قوله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني أصلي وبقوله كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة وبقوله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم فليقل التحيات والأمر للوجوب واحتج الأكثرون بأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك التشهد الأول وجبره بسجود السهو ولو وجب لم يصح جبره كالركوع وغيره من الأركان قالوا وإذا ثبت هذا في الأول فالأخير بمعناه وبأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمه الأعرابي حين علمه الصلاة اهـ قلت ويجاب بأنه كان معلوماً عنده ما لم يعلمه النية والسلام (م) عن عائشة • (في كل ركعتين تشهد وتسليم على المرسلين وعلى من تبعهم من عباد الله الصالحين) وهم القائمون بما عليهم من حقوق الله وحقوق عباده (طب) عن أم سلمة • (في كل قرن من أمتي سابقون) هم البدلاء الصديقون الذين بهم يرفع البلاء عن وجه الأرض (الحكيم عن أنس) رضي الله عنه وإسناده ضعيف • (في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن) أي مخاصم واستثنى في رواية أخرى جماعة آخر (هب) عن كثير بن مرة بالضم (الحضرمي) بالفتح (مرسلاً) هو الحمصي • (في ليلة النصف من شعبان يوحى الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس من الآدميين وغيرهم يريد قبضها) أي موتها (في تلك السنة) كلها والمراد غير شهداء البحر الذين يتولى قبض أرواحهم (الدينوري) أبو بكر أحمد بن مروان (في) كتاب (المجالسة عن راشد بن سعد مرسلاً) وهو الحمصي • (في مسجد الخيف قبر سبعين) بالإضافة (نبياً) وفي رواية قبر سبعون نبياً ببناء قبر للمفعول (طب) عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما • (في هذا مرة وفي هذا مرة) يعني القرآن والشعر يشير إلى أنه ينبغي للطالب عند وقوف ذهنه ترويحه بنحو شعر جائز أو حكاية فإن الفكر إذا أغلق ذهب عن تصور المعنى (ابن الأنباري) بالفتح (في) كتاب (الوقف والابتداء عن أبي بكرة) الثقفي • (في هذه الأمة خشف ومسخ وقذف في أهل القدر) (ت هـ) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما • (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ويكون ذلك إذا ظهرت القيان) بكسر القاف (والمعازف) جمع معزف (وشربت الخمور) (ت) عن عمران بن حصين رضي الله عنه بإسناد حسن • (فيما سقت السماء) أي المطر قال العلقمي قال في المصباح والسماء المطر مؤنثة لأنها في معنى السحابة (والأنهار) جمع نهر وهو الماء الجاري المتسع (والعيون أو كان عثرياً) بفتح المهملة والمثلثة وكسر الراء وتشديد التحتانية هو ما يسقي بالسيل الجاري في حفر ويسمى البعل ومنه ما يشرب

من النهر بلا مؤنة أو بعروقه لقربه من الماء (العشر) زكاة (وفيما سقى بالسواني) بالنون بخط المؤلف جمع سانية وهو البئر الذي يسني عليه أي يستقي (أو النضح) بفتح النون وسكون المعجمة بعدها مهملة هو السقي بالرشا فواجبه (نصف العشر) والفرق ثقل المؤنة وخفتها وذا مخصوص بخبر الشيخين ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة (حم خ 4) عن ابن عمر • (فيهما فجاهد) وذا قاله لرجل استأذنه في الجهاد فقال أحي أبواك قال نعم فذكره أي أن كان لك أبوان فأبلغ جهدك في برهما فإنه يقوم مقام الجهاد (يعني الوالدين) مدرج للبيان قال العلقمي قال جمهور العلماء يحرم الجهاد إذا منع الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين لأن برهما فرض عين عليه والجهاد فرض كفاية فإذا تعين الجهاد فلا إذن (حم ق 3) عن ابن عمرو بن العاص • (الفاجر الراجي لرحمة ربه أقرب منها من العابد المقنط) أي الآيس من الرحمة لأن الفاجر الراجي لعلمه بالله قريب من الرحمة فقربه الله والعابد المقنط جاهل به وبجهله بعد منها (الحكيم) الترمذي (والشيرازي في الألقاب عن ابن مسعود) بإسناد ضعيف • (الفار من الطاعون كالفار من الزحف) فكما يحرم لفرار من الزحف يحرم الخروج من بلد وقع فيها الطاعون بقصد الفرار (والصابر فيه كالصابر في الزحف) في حصول الثواب (حم) وعبد بن حميد عن ابر • (الفار من الطاعون كالفار من الزحف ومن صبر فيه كان له أجر شهيد) لما في الثبات من الرضى والوقوف مع المقدور (حم) عن جابر بإسناد ضعيف • (الفال مرسل) أي الفال الحسن مرسل من قبل الله يستقبلك به كالبشير لك فإذا تفاءلت فقد أحسنت الظن به والله عند ظن عبده به (والعطاس شاهد عدل) أي دلالة صادقة على صدق الحديث الذي قارنه (الحكيم) في نوادره (عن الرويهب) تصغير راهب السلمى • (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) أي أبعده عن رحمته (الرافعي عن أنس) بن مالك • (الفجر فجران فجر يحرم فيه) على الصائم (الطعام) والشراب أي الأكل والشرب (وتحل فيه الصلاة) أي صلاة الصبح (وفجر تحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام) وهو الفجر الكاذب الذي يطلع كذنب السرحان ثم يذهب وتعقبه ظلمة (ك هق) عن ابن عباس قال ك على شرطهما • (الفجر فجران فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان) ثم يذهب وتعقبه ظلمة (فلا يحل الصلاة) أي صلاة الصبح فإن وقتها لا يدخل به (ولا يحرم الطعام) والشراب على الصائم (وأما الفجر الذي يذهب مستطيلاً) باللام هذا ما رأيته في النسخ التي اطلعت عليها وعبارة شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة ثم يطلع الفجر مستطيراً بالراء أي منتشراً (في الأفق) أي نواحي السماء (فإنه يحل الصلاة) لدخول وقت الصبح (ويحرم الطعام) والشراب على الصائم فالفجر الأول ويسمى الكاذب لا معول عليه (ك هق) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما • (الفخذ عورة) أي من العورة التي يجب سترها وذا قاله لما مر على جرهد وهو كاشف فخذه (ت)

عن جرهد بفتح الجيم وسكون الراء وفتح الهاء الإسلمي من أهل الصفة (وعن ابن عباس) • (الفخر) قال في النهاية ادعاء العظم والكبر والشرف (والخيلاء) بالضم والمد الكبر والعجب (في أهل الإبل) وفي نسخة شرح عليها المناوي والوبر بدل الإبل فإنه قال في أهل البيوت المتخذة من الوبر (والسكينة والوقار في أهل الغنم) لأنهم غالباً دون أهل الإبل في التوسع والكثرة (حم) عن أبي سعيد بإسناد صحيح • (الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف) في لحوق الإثم وفي نسخة الفار من الطاعون كالفار من الزحف (ابن سعد عن عائشة) • (الفردوس ربوة الجنة) بفتح الراء وضمها (وأعلاها وأوسطها) أي أشرفه وأفضلها (ومنها تفجر أنهار الجنة) الأربعة (طب) عن سمرة بن جندب قال الشيخ حديث صحيح • (الفريضة) تكون (في المسجد) فيندب فعلها فيه (والتطوع) الذي لا تشرع له جماعة يكون (في البيت) ففعله فيه أفضل لبعده عن الرياء (ع) عن عمر بن الخطاب • (الفضل) الكامل (في أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك) وإنما يعين على ذلك أن يلاحظ بعمله وجه الله (هناد عن عطاء مرسلاً) • (الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس) تقدم الكلام على معناه (ت) عن عائشة بإسناد صحيح • (الفطرة) أي زكاة الفطر واجبة (على كل مسلم) عن نفسه وعمن تلزمه نفقته (خط) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف • (الفقر) الذي لا يؤدي إلى الاحتياج إلى الناس (أزين على المؤمن من العذار الحسن على خد الفرس (طب) عن شداد بن أوس (هب) عن سعد بن مسعود بإسناد ضعيف • (الفقر) الذي لا يؤدي إلى الاحتياج إلى الناس (أزين على المؤمن من العذار الحسن على خد الفرس (طب) عن شداد بن أوس (هب) عن سعد بن مسعود بإسناد ضعيف • (الفقر أمانة فمن كتمه كان) كتمه (عبادة ومن باح به فقد قلد إخوانه المسلمين) أي قلدهم كلفة التوسعة عليه وفيه ندب كتمان الفقر ما لم يضطر (ابن عساكر عن عمر) بإسناد ضعيف • (الفقر شين عند الناس وزين عند الله يوم القيامة) لسلامة صاحبه في الدارين (فر) عن أنس وإسناده ضعيف • (الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم) قال المناوي فإن ضررهم على الدين والمسلمين أعظم من ضرر الجاهلين (العسكري) في الأمثال (عن عليّ) بإسناد حسن • (الفقه) أي الفم في الدين (يمان والحكمة) أي العلم المصحوب بالعمل (يمانية) بتخفيف الياء وتشدد (ابن منيع عن بن مسعود) • (الفلق) بالتحريك (جب) أي بئر (في جهنم مغطى) أي عليه غطاء إذا كشف عنه خرج منه نار تصيح جهنم من شدة ما يخرج منه كذا في حديث (ابن جرير) في تفسيره (عن أبي هريرة) ورواه الديلمي عن ابن عمر وإسناده ضعيف • (الفلق سجن في جهنم يحبس فيه الجبارون والمتكبرون وأن جهنم تتعوذ بالله منه) أي من شدة عذابه وسببه وأوله كما في الدر المنثور عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله قل أعوذ برب الفلق قال هو سجن في جهنم فذكره (ابن مردويه عن ابن عمرو)

(حرف القاف)

ابن العاص. (حرف القاف) • (قابلوا النعال) أي اعملوا لها قبالاً وهو السير الذي يكون بين الإصبعين وقيل المراد أن يضع إحدى نعليه على الأخرى في المسجد (ابن سعد والبغوي والباوردي (طب) وأبو نعيم عن إبراهيم الطائفي الثقفي وماله غيره • (قاتل الله اليهود) قتلهم الله أو لعنهم أو عاداهم فأخرج في صورة المغالبة (أن الله عز وجل لما حرم عليهم الشحوم) أي أكلها في زعمهم إذ لو حرم عليهم بيعها لم يكن لهم حيلة في إذابتها المذكورة بقوله (جملوها) بفتح الجيم أي أذابوها لتخرج عن اسم الشحم فإنها بعد الإذابة تسمى ودكا (ثم باعوها) مذابة (فأكلوا أثمانها) قال العلقمي وتحريم البيع مشكل لأنه غير متعلق التحريم أي لأن متعلقه الأكل والجواب انه عليه السلام لما لعن اليهود لكونهم فعلوا غير الأكل دلنا ذلك على أن المحرم عموم منافعها لا خصوص أكلها وفي هذا إبطال كل حيلة يتوصل بها إلى كل محرم فإنه لا يتغير حكمه بتغير هيئته وتبديل اسمه (حم ق 4) عن جابر بن عبد الله (ق) عن أبي هريرة (حم ق ن هـ) عن عمر • (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قال المناوي أي اتخذوها جهة قبلتهم لما فيه من المغالاة في التعظيم وخص اليهود لابتدائهم هذا الاتخاذ فهم أظلم وضم إليهم في رواية النصارى وهم وإن لم يكن لنبيهم قبر لأن المراد النبي وكبار أتباعه (ق د) عن أبي هريرة • (قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون) قال المناوي قاله لما دخل الكعبة ورأى فيها لتصاوير فمحاها (الطيالسي والضياء عن أسامة) بن زيد • (قاتل دون مالك) من أراد أخذه أو إتلافه أي يجوز لك دفعه بالأخف فالأخف فإن لم يندفع إلا بالقتل فقتلته فلا ضمان عليك إلا إذا كان مضطراً إلى طعامك فيجب عليك ان تعطيه ما يحتاج إليه إن فضل عن كفايتك بثمنه إن لم تسمح (حتى تحوز مالك أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة) والتسليم أفضل من المقاتلة إن كان المقاتل مسلماً (حم طب) عن مخارق • (قاتل عمار) بن ياسر (وسالبه) أخذ ثيابه (في النار) قتله طائفة معاوية في وقعة صفين قال العلقمي والسبب في قتله أنه قاتل مع عليّ بن أبي طالب في صفين قتالاً شديداً وكان عمره يزيد على سبعين سنة وكانت الحربة في يده ويده ترعد وقال هذه راية قاتلت بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة ودعا بقدح من لبن فشرب منه ثم قال صدق الله ورسوله اليوم ألقى الأحبة محمد وحزبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخر رزقي من الدنيا فضيح من لبن والفضيح اللبن الرقيق الممزوج ولم يزل يقاتل حتى استشهد رضي الله تعالى عنه (طب) عن عمرو بن العاص وعن ابن عبد الله • (قارئ سورة الكهف) مبتدأ خبره محذوف أي يحال بينه وبين النار دل عليه قوله (تدعى) أي تسمى (في التوراة الحائلة) لأنها

(تحول بين قارئها وبين النار) فتمنعه من دخولها وتخلصه من الزبانية (هب فر) عن ابن عباس • (قارئ اقتربت) تبيض وجهه يوم القيامة (تدعى) أي السورة (في التوراة المبيضة) لأنها (تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه) وهو يوم القيامة (هب فر) عن ابن عباس • (قارئ الحديد وإذا وقعت) الواقعة (والرحمن يدعي في ملكوت السموات والأرض ساكن الفردوس) قال المناوي أي محكوم له بأنه سيسكنها (هب فر) عن فاطمة الزهراء • (قارئ ألهاكم التكاثر) أي سورتها بكمالها (يدعى في الملكوت مؤدى الشكر) لله تعالى (فر) عن اسما بنت عميس) رضي الله عنها وإسناده ضعيف • (قاربوا) اقصدوا أقرب الأمور فيما تعبدتم به ولا تغلوا فيه ولا تقصروا (وسددوا) أقصدوا السداد في كل أمر (ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة) بالجر (ينكبها أو الشوكة يشاكها) قال المناوي ولذلك سأل بعض أفاضل الصحب أن لا يزال محموماً فأجيب قال أبو هريرة لما نزل من يعمل سوأ يجز به بلغت من المسلمين مبلغاً شديداً فذكره (حم م ت) عن أبي هريرة • (قاضيان في النار وقاض في الجنة قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة وقاض عرف الحق فجار متعمداً أو قضى بغير علم فهما في النار) فيحرم على من ليس أهلاً للقضاء أن يتولاه (ك) عن بريدة • (قاطع السدر يصوب الله رأسه في النار) قال المناوي المراد قاطع سدر في فلاة يستظل ب ابن السبيل وغيره بغير حق (هق) عن معاوية بن حيده وإسناده حسن • (قال الله تعالى) أي تنزه ن ل ما لا يليق بكماله (يا ابن آدم لا تعجز) بكسر الجيم أفصح من فتحها (عن أربع ركعات) أي عن صلاتها (من أول النهار أكفك آخره) أي شر ما يحدث في آخر ذلك اليوم من المحن والبلايا (حم د) عن نعيم بن هماز (طب) عن النواس بن سمعان • (قال الله تعالى يا ابن آدم صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره) قيل هذه الأربع الفجر وسنته (حم) عن أبي مرة الطائفي (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح • (قال الله إني والجن والإنس في نبأ) وفي نسخة شأن (عظيم أخلق ويعبد) بالبناء للمفعول (غيري وارزق ويشكر) بالبناء للمفعول (غيري) لكن وسعهم حلمه فأخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار الحكيم (هب) عن أبي الدرداء • (قال الله تعالى من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليلتمس رباً سواي) فيه الحث على الرضا بالقضاء والصبر على البلاء (طب) عن أبي هند الداري • (قال الله تعالى من لم يرض بقضائي وقدري فليلتمس رباً غيري) أمر تهديد (هب) عن أنس • (قال الله الصيام جنة) بالضم (يستجن) بفتح أوله (بها العبد من النار وهو لي وأنا أجزي به) صاحبه بأن أضاعف له الجزاء بلا حساب (حم هب) عن جابر وإسناده حسن • (قال الله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه خالص لي وأنا أجزي به) قال العلقمي اختلف في معناه لأن الأعمال كلها لله تعالى وهو الذي يجزي بها فقيل إنما خص

الصوم لأنه ليس يظهر من ابن آدم ولا يطلع عليه وإنما هو شيء في القلب بخلاف سائر الأعمال فإنها أفعال وحركات ترى وتشاهد ويؤيده حديث الصيام لا رياء في يعني بمجرد فعله وإلا فقد يدخله الرياء بأن يخبر بأنه صائم وقيل المعنى أن العبادات قد كشف مقادير ثوابها للناس وأنها تضعف من عشرة إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإن الله تعالى تفرد بمقدار علم ثوابه وتضعيف حسناته فقوله وأنا أجزي به أي جزاء كثيراً من غير تعيين لمقداره وقيل معناه أنه أحب العبادات إليّ والمقدم عندي وقيل أن الصيام لم يعبد به غير الله تعالى بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحو ذلك وقيل أن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصوم أخرج البيهقي عن ابن عيينة قال إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من عمله حتى ما يبقى له إلا الصوم فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة والصيام جنة قال العلقمي زاد أحمد وحصن حصين من النار والجنة بضم الجيم القاية والستر وقد تبين متعلق هذا الستر وأنه من النار وبهذا جزم ابن عبد البر وأما صاحب النهاية فقال معنى كونه جنة أنه يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات (وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث) بتثليث الفاء لايتكلم بقبيح (ولا يصخب) بصاد وسين مهملتين وبخاء معجمة أي لا يصيح ولا يخاصم قال في النهاية الصخب والسخب الصيحة اضطراب الأصوات للخصام (وإن سابه أحد) أي شاتمه (أو قاتله) أي أراد مقاتلته (فليقل) بقلبه إن كان صيامه نفلاً وبلسانه وقلبه إن كان في رمضان (إني امرء صائم) ليكف نفسه عن المسابة والمقاتلة (والذي نفس محمد بيده) أي بقدرته وتصريفه (لخلوف) بضم الخاء المعجمة واللام وسكون الواو بعدها فاء قال عياض هكذا الرواية الصحيحة وبعض الشيوخ يقول بفتح الخاء قال الخطابي وهو خطأ وحكى عن القابسي بالوجهين وبالغ النووي في شرح المهذب فقال لا يجوز فتح الخاء واحتج لذلك بأن المصادر التي جاءت على فعول بفتح أوله قليلة ذكرها سيبويه وغيره وليس هذا منها أي ريح (فم الصائم) فيه رد على من قال لا تثبت الميم في الفم عند الإضافة إلا في ضرورة الشعر لثبوتها في هذا الحديث وغيره قاله في الفتح (أطيب عند الله من ريح المسك) قال العلقمي في الفتح اختلف في كون الخلوف أطيب عند الله من ريح المسك مع أنه سبحانه وتعالى منزه عن استطابة الروايح إذ ذاك من صفات الحيوان ومع أنه يعلم الشيء على ما هو عليه والجواب على أوجه قال الماوردي هو مجاز لأنه جرت العادة بتقريب الروايح الطيبة منا فاستعير ذلك من الصوم لتقريبه من الله فالمعنى أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندك أي يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم وقيل المراد أن ذلك في حق الملائكة وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك وقيل المراد أن الله يجز به في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما يأتي المكلوم وريح جرحه يفوح مسكاً وقيل المراد أن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل

من ريح المسك ولا سيما بالإضافة إلى الخلوف وقال الداودي وجماعة المعنى أن الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر ورجح النووي هذا الأخير وحاصله حمل معنى الطيب على القبول والرضى وقد نقل القاضي حسين في تعليقه أن للطاعات يوم القيامة ريحاً يفوح فرائحة الصيام فيها بين العبادات كالمسك وقال شيخنا قد تنازع ابن عبد السلام وابن الصلاح في ذلك هل هو خاص بالآخرة أم لا فذب الأول إلى اختصاصه بها كدم الشهيد لحديث عند مسلم وأحمد والنسائي عن أبي صالح أطيب عند الله يوم القيامة وخالفه ابن الصلاح لحديث البيهقي وغيره فإن خلوف أفواههم حين يمسون وهذا صريح في كونه في الدنيا قال وأما ذكر يوم القيامة في تلك الرواية فلأنه يوم الجزاء وفيه يظهر رجحان الخلوف في الميزان على المسك المستعمل لدفع الرائحة الكريهة طلباً لرضى الله حيث يؤمر باجتنابها ونظيره أن ربهم بهم يومئذ لخبير إذ هو خبير بهم في كل يوم ويؤخذ من الحديث تفضيل الخلوف على دم الشهيد لأن الدم شبيه بريح المسك والخلوف وصف بأنه أطيب (وللصائم فرحتان يفرحهما) أصله يفرح بهما فحذف الجار ووصل الضمير (إذا أفطر فرح بفطره) قال العلقمي قال القرطبي فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم وقيل أن فرحه بفطره إنما هو من حيث أنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه قلت ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكره ففرح كل احد بحسبه لاختلاف مقامات الناس في ذلك فمنه من يكون فرحه مباحاً وهو الطبيعي ومنهم من يكون مستحباً وهو من يكون بسبب شيء مما ذكره (وإذا لقي ربه فرح بصومه) أي بجزائه وثوابه أو بالنظر إلى وجه ربه (ق ن) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم) زاد ابن خزيمة وابن حبان ومن كنت خصمه خصمته (يوم القيامة) والخصم مصدر خصمته اخصمه نعت به للمبالغة كعدل يطلق على الواحد وعلى الاثنين وعلى أكثر من ذلك وقال الهروي الواحد يكسر أوله وقال الفراء الأول قول الفصحاء ويجوز في اثنين خصمان وفي الثلاثة خصوم (رجل أعطى بي ثم غدر) مفعوله محذوف والتقدير أعطى يمينه بي أي عاهد عهداً وحلف عليه بالله ثم نقضه (ورجل باع حراً ثم أكل ثمنه) خص الأكل لأنه أعظم مقصوداً وإنما كان إثمه شديداً لأن المسلمين أكفاء في الحرية فمن باع حراً فقد منعه التصرف فيما أباح الله له وألزمه الذل الذي أنقذه الله منه والحر عبد الله فمن جنى عليه فخصمه سيده (ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه) ما استأجره لأجله من العمل (ولم يعظه أجره) لأنه استوفى منفعته بغير عوض واستخدمه بغير أجرة فكأنه استعبده (حم خ) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى شتمني ابن آدم) الشتم هو الوصف بما يقتضي النقص والمراد بعض بني آدم وهم من أنكر البعث من العرب وغيرهم من عباد الأوثان والدهرية ومن ادعى أن لله

تعالى ولداً من العرب أيضاً ومن اليهود والنصارى (وما ينبغي له أن يشتمني) بكسر التاء (وكذبني ابن آدم وما ينبغي له أن يكذبني أما شتمه إياي فقوله أن لي ولداً) سماه شتماً لما فيه من التنقيص إذ الولد إنما يكون عن والدة تحمله ويستلزم ذلك سبق نكاح والتناكح يستدعي باعثاً والله تعالى منزه عن ذلك (وأنا الله الأحد الصمد) السيد المصمود إليه في الحوائج (لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد) ومن هو كذلك فكيف ينسب إليه ذلك (وأما تكذيبه إياي فقوله كيف يعيدني كما بدأني) وهو قول منكر البعث من عباد الأوثان وغيرهم (وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته) أي الخلق (حم خ ن) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فزعم) بصيغة الماضي (اني لا أقدر أن أعيده كما كان وأما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحاني أن اتخذ صاحبة أو ولداً) قال العلقمي إنما سماه شتماً لما في من التنقيص لأن الولد إنما يكون أي عادة عن والدة تحمله ثم تضعه ويستلزم ذلك سبق النكاح والتناكح يستدعي باعثاً له على ذلك والله سبحانه وتعالى منزه عن جميع ذلك (خ) عن ابن عباس • (قال الله تعالى أعددت) أي هيأت (لعبادي الصالحين) أي القائمين بما وجب عليهم من حقوق الحق والخلق (مالا عين رأت ولا أذن سمعت) قال المناوي بتنوين عين وأذن وروى بفتحهما (ولا خطر على قلب بشر) تمامه ثم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين قال العلقمي وسببه كما في الدر المنثور أن موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه فقال أي رب أي أهل الجنة أدنى منزلة فقال رجل يجيء بعدما دخل أهل الجنة فيقال له ادخل فيقول كيف أدخل وقد نزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ما كان الملك من ملوك الدنيا فيقول نعم أي رب قد رضيت فيقال له فإن لك هذا وعشرة أمثاله معه فيقول رضيت أي رب فيقال له فإن لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك فقال موسى أي رب فأي أهل الجنة أرفع منزلة قال إياها أردت وسأحدثك عنهم إني غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها) لأمر عاقه عنها (كتبتها له حسنة فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه) إن تركها خوفاً منه تعالى ومراقبة له بدليل زيادة مسلم إنما تركها من جزائي أي من أجلي فإن تركها لأمر آخر صده عنها فلا (فإن عملها كتبتها سيئة واحدة) عملاً بالفضل في جانب الخير والشر (ق ت) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى إذ أحب عبدي لقائي) بترك الشواغل عن الأعمال الصالحة وإقباله على الآخرة وجعل الموت نصب عينيه والتوبة ورد المظالم إلى أهلها (أحببت لقاءه) أي أردت له الخير (وإذا كره لقائي كرهت لقاءه مالك) (حم خ ن) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى قسمت الصلاة) أي قراءتها (بيني وبين عبدي نصفين

قال المناوي باعتبار المعنى لا اللفظ لأن الدعاء من قوله إياك نعبد وإياك نستعين يزيد على الثناء (ولعبدي ما سأل) أي له السؤال ومني العطاء (فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين) تمسك به من لا يرى البسملة منها لكونه لم يذكرها قال العلقمي وأجاب أصحابنا وغيرهم ممن قال أن البسملة آية من الفاتحة بأجوبة أحدها أن التنصيف عائد إلى جملة الصلاة لا إلى الفاتحة هذا حقيقة اللفظ والثاني أن التنصيف عائد إلى ما يختص بالفاتحة من الآيات الكاملة والثالث معناه فإذا انتهى العبد في قراءته إلى الحمد لله رب العالمين (قال الله تعالى حمدني عبدي) أي مجدني وأثنى علي بما أنا أهله (فإذا قال العبد الرحمن الرحيم) أي المصوف بكمال الأنعام (قال الله تعالى أثنى عليّ عبدي) لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية (فإذا قال العبد مالك يوم الدين قال مجدني عبدي) أي عظمني قال العلقمي ووجه مطابقة هذا لقوله مالك يوم الدين أن الله تعالى منفرد بالملك ذلك اليوم ويجزي العباد ويحاسبهم والدين الحساب وقيل الجزء ولا دعوى لأحد في ذلك اليوم لا حقيقة ولا مجازاً وأما في الدنيا فلبعض العباد ملك أمجازي ويدعي بعضهم دعوى باطلة وكل هذا منقطع في ذل اليوم هذا معناه وإلا فالله سبحانه وتعالى هو المالك على الحقيقة في الدارين وما فيهما ومن فيهما وكل من سواه مربوب له عبد مسخر ثم في هذا الاعتراف من التعظيم والتمجيد وتفويض الأمر مالا يخفى (فإذا قال العبد إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل) قال المناوي فالذي للعبد منها إياك نعبد والذي لله منها إياك نستعين (فإذا قال العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) قال العلقمي وفي رواية هؤلاء لعبدي وفي هذه الرواية دليل على أن اهدنا وما بعدها إل آخر السورة ثلاث آيات لا آيتان وفي المسألة خلاف مبني على ان البسملة هل هي من الفاتحة أم لا ومذهبنا ومذهب الأكثرين أنها آية منها وإن اهدنا وما بعدها آيتان ومذهب مالك وغيره ممن يقول أنها ليست من الفاتحة قال أن اهدنا وما بعدها ثلاث آيات وللأكثرين أن يقولوا قوله هؤلاء المراد به الكلمات لا الآيات وهذا أحسن من أن الجمع محمول على آيتين لأن هذا مجاز عند الأكثرين فيحتاج إلى دليل على صرفه عن الحقيقة إلى المجاز (حم م 4) عن أبي هريرة • (قال الله تعالي يا عبادي) قال المناوي جمع عبد وهو شامل للإماء أي النساء بقرينة التكليف (إني حرمت) أي منعت (الظلم على نفسي) قال المناوي أي تقدست وتعاليت عنه لأنه مجاوزة الحد أو التصرف في ملك الغير وكلاهما مستحيل في حقه تعالى انتهي والظلم لغة وضع الشيء في غير موضعه قال العلقمي قال الطوفي قلت هذا قول الجمهرو وقد ذهب قوم إلى ان عز وجل قادر على الظلم لكنه لا يفعله عدلاً منه وتنزها عنه واحتجوا بقوله وما أنا بظلام للعبيد وهو تمدح بنفي الظلم والحكيم لا يتمدح إلا بما يقدر عليه

ويصح منه ولو قال الأعمى إني لا أنظر إلى المحرمات على جهة التمدح لضحك منه الناس وقالوا لشيء لا يقدر عليه كيف يتمدح بتركه (وجعلته محرماً عليكم) أي حكمت بتحريمه عليكم فإذا علمت ذلك (فلا تظالموا) قال المناوي بشدة الظاء وتخفيفه أصله تتظالموا أي لا يظلم بعضكم بعضاً (يا عبادي كلكم ضال) قال العلقمي قال النووي قال المارزي ظاهر هذا أنهم خلقوا على الضلالة إلا من هداه الله وفي الحديث المشهور كل مولود يولد على فطرة الإسلام قال فقد يكون المراد بالأول وصفهم بما كانوا عليه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم أو لو أنهم تركوا مع ما في طباعهم من إيثار الشهوات والراحة وإهمال النظر لضلوا وهذا الثاني أظهر اهـ وقال المناوي كلكم ضال أي غافل عن الشرائع قبل إرسال الرسل (إلا من هديته) وفقته للإيمان أي للخروج عن مقتضى طبعه (فاستهدوني) سلوني (اهدكم) انصب لكم أدلة واضحة على ذلك (يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته) قال العلقمي وذلك لأن الناس عبيد لا يملكون شيئاً وخزائن الرزق بيد الله عز وجل فمن لا يطعمه بفضله بقي جائعاً بعد له إذ ليس عليه إطعام أحد فإن قلت كيف هذا مع قوله تعالى وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها قلت هذا التزام منه تفضلاً لا أن للدابة حقاً بالأصالة فإن قيل كيف ينسب الإطعام إلى الله عز وجل ونحن نشاهد الأرزاق مرتبة على هذه الأسباب الظاهرة من الحرف والصناعات وأنواع الاكتساب قلت هو المقدر لتلك الأسباب الظاهرة بقدرته وحكمته الباطنة فالجاهل محجوب بالظاهر عن الباطن والعارف محجوب بالباطن عن الظاهر وفي نص الحكمة ابن آدم أنت أسوء بربك ظناً حيث كنت أكمل عقلاً لأنك تركت الحرص جنيناً محمولاً ورضيعاً مكفولاً ثم أودعت عاقلاً قد أصبت رشدك وبلغت أشدك (فاستطعموني) اطلبوا مني الطعام (أطعمكم) أيسر لكم أسباب تحصيله (يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم) قال العلقمي واعلم أن العالم جماده وحيوانه مطيع لله عز وجل طاعة العبد لسيده فكما أن السيد يقول لعبده اعط فلاناً كذا واهد لفلان كذا وتصدق على هذا الفقير بكذا كذلك الله عز وجل يسخر السحاب فيسقي أرض فلان أو البلد الفلاني ويحرك قلب فلان لإعطاء فلان ويحوج فلاناً إلى فلان بوجه من الوجوه لينال منه نفعاً ونحو ذلك وتصرفات الباري عز وجل في العالم عجيبة لمن تدبرها أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين (يا عبادي إنكم تخطئون) بضم أوله وكسر ثالثه أي تفعلون الخطيئة عمداً (بالليل والنهار) قال العلقمي هذا من باب مقابلة الجمع بالجمع أي تصدر منكم الخطيئة ليلاً ونهاراً من بعضكم ليلاً ومن بعضكم نهاراً إذ ليس كل العباد يخطئ بالليل والنهار مع أنه غير ممتنع فيجوز أن يكون مراداً (وأنا أغفر الذنوب جميعاً) قال العلقمي هو كقوله تعالى أن الله يغفر الذنوب جميعاً وهو عام مخصوص بالشرك وما شاء الله أن لا يغفره (فاستغفروني أي اطلبوا مني المغفرة (أغفر لكم)

وجاء في الحديث لو أنكم لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم وجاء بقوم غيركم فيذنبون فيستغفرون فيغفر لهم وأصل الغفر الستر وغفرت المتاع سترته والمغفر وقاية تستر الرأس في الحرب وغفر الذنب ستره ومحو أثره وأمن عاقبته (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني) بالنصب جواباً للنفي (ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) بالنصب كذلك إذ لا يتعلق بي ضرر ولا نفع فتضروني أو تنفعوني لأني الغني المطلق وأنت العبد الققير المطلق (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً) قال العلقمي معناه أن تقوى العالم بأجمعه لا يزيد في ملك الله تعالى شيئاً وكذلك فجورهم لا ينقص من ملكه شيئاً لأن ملك الله تعالى مرتبط بقدرته وإرادته وهما ذاتيتان لا انقطاع لهما فكذلك ما ارتبط بهما وإنما عائد التقوى والفجور على أهلهما نفعاً أو ضراً (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد) أي في أرض واحدة ومقام واحد (فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي) لأن أمره تعالى بين الكاف والنون إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فإن قيل هل يعقل ملك يعطى منه هذا العطاء العظيم ولا ينقص قلنا كالنار والعلم يقتبس منهما ما شاء الله ولا ينقصان بل يزيد العلم بالبذل (إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر) المخيط بكسر الميم وفتح الياء هو الإبرة قال النووي قال العلماء هذا تقريب إلى الأفهام ومعناه لا ينقص شيئاً لأن ما عند الله تعالى لا يدخله نقص وإنما يدخل النقص المحدود الفاني وعطاء الله تعالى من رحمته وكرمه وهما صفتان قديمتان لا يتطرق إليهما نقص فضرب المثل بالمخيط في البحر لأنه غاية ما يضرب به المثل في القلة والمقصود التقريب إلى الأفهام بما شاهدوه فإن البحر من أعظم المرئيات عياناً وأكبرها والإبرة من أصغر الموجودات مع أنها صقيلة لا يتعلق بها ماء (يا عبادي إنما هي أعمالكم) أي جزاء أعمالكم (أحصيها) أي اضبطها واحفظها لكم بعلمي وملائكتي الحفظة قال العلقمي فإن قيل ما الحاجة إلى الحفظة مع علمه قيل ليكونوا شهوداً بين الخالق وخلقه ولهذا يقال لبعض الناس يوم القيامة كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً وبالكرام الكاتبين شهوداً وقيل فيه غير ذلك (ثم أوفيكم إياها) أي أعطيكم جزاءها وافياً تاماً والتوفية اعطاء الحق على التمام (فمن وجد خيراً فليحمد الله) قال العلقمي أي أن الطاعات التي يترتب عليها الثواب والخير بتوفيق الله عز وجل فيجب حمده على التوفيق (ومن وجد غير ذلك) أي شراً (فلا يلومن إلا نفسه) لأن المعاصي التي يترتب عليها العقاب والشر وإن كانت بقدر الله وخذلانه العبد فهي كسب للعبد فليسلم نفسه لتفريطه بالكسب القبيح (م) عن أبي ذر • (قال الله تعالى إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني وصبر على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك) بفتح الجيم

والظاهر أن المراد عافيته من ذلك البلاء (كيوم) بفتح الميم أفصح من الجر (ولدته أمه) سالماً من الخطايا (ويقول الرب عز وجل للحفظة أني أنا قيدت عبدي هذا وابتليته فأجروا له) بفتح الهمزة (ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر وهو صحيح) قال الغزالي لأن الصبر على ذلك شديد على النفس فلما قاسى مرارة الصبر عليه جوزى بهذا الجزاء العظيم (حم ع طب حل) عن شداد بن أوس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (قال الله تعالى يا ابن آدمإنك ما ذكرتني) أي مدة ذكرك إياي أو ما شرطية والجواب (شكرتني) ويرشد إلى الثاني قوله (وإذا ما) بزيادة ما وفي نسخة إسقاطها (نسيتني كفرتني) أي كفرت إنعامي عليك (طس) عن أبي هريرة وإسناده واه • (قال الله عز وجل أنفق) بفتح الهمزة وسكون القاف بصيغة الأمر بالإنفاق أي على عيالك والفقراء والمساكين إن وجدت سعة (أنفق عليك) بضم الهمزة وسكون القاف على الجواب بصيغة المضارع ومنه قوله تعالى وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه (حم ق) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم) قال القرطبي معناه يخاطبني من القول بما يتأذى به من يجوز في حقه التأذي والله منزه عن أن يصل إليه الأذى وإنما هذا من التوسع في الكلام والمراد أن من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله تعالى (يسب الدهر) قال المناوي وهو اسم لمدة العال ممن مبدأ تكوينه إلى انقراضه (وأنا الدهر) بالرفع بمعنى الداهر أي المدبر المصرف لما يحدث او هو على حذف المضاف أي صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر وكان عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر فقالوا بؤساً للدهر وتباً للدهر فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها وقال أحمد من نسب شيئاً من الأفعال إلى الدهر حقيقة كفر ومن جرى هذا اللفظ على لسانه غير معتقد لذلك فليس بكافر لكن يكره له ذلك لتشبهه بأهل الكفر في الإطلاق وقال بعضهم يجوز في الدهر النصب على انه ظرف أي فإن الله باق مقيم أبداً لا يزول (بيدي الأمر اقلب الليل والنهار) أي أنا فاعل ما يضاف إلى الدهر من الحوادث (حم ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم) قال النووي أي يعاملني معاملة توجب الأذى في حقكم (يقول) إذا أصابه مكروه (يا خيبة الدهر) بفتح الخاء المعجمة وإسكان التحتانية بعدها موحدة الحرمان وهو دعاء على الدهر بالخيبة (فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر) فيه ما تقدم (اقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتها) وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك فيقولون يا خيبة الدهر ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فنهاهم عن ذلك أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها (م) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى سبقت رحمتي غضبي) ي غلبت آثار رحمتي على

آثار غضبي والمراد من الغضب لازمه وهو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب (م) عن أبي هريرة • (قال الله تعلى ومن أظلم ممن ذهب) أي قصد (يخلق خلقاً كخلقي) من بعض الوجوه (فليخلقوا حبة) بفتح الحاء والمراد حبة القمح بقرينة ذكر الشعير (أو ليخلقوا ذرة) بفتح المعجمة وشدة الراء نملة صغيرة (أو ليخلقوا شعيرة) والغرض تعجيزهم تارة بتكليفهم خلق حيوان وهو أشد وأخرى بتكليفهم خلق جماد وهو أهون ومع ذلك لا قدرة لهم على ذلك (حم ق) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى لا يأتي ابن آدم النذر بشيء) ابن آدم بالنصب مفعول مقدم والنذر بالرفع هو الفاعل (لم أكن قد قدرته) يعني النذر لا يأتي بشيء غير مقدر (ولكن يلقيه) بالقاف (النذر إلى القدر) بالتحريك (وقد قدرته) أي النذر له فالنذر لا يضيع شيئاً وإنما يلقيه إلى القدر فإن كان قدر وقع وإلا فلا قال العلقمي قال الكرماني فإن قيل القدر هو الذي يلقيه إلى النذر قلنا تقدير النذر غير تقدير الإلقاء فالأول يلجئه إلى النذر والنذر يلجئه إلى الإعطاء (استخرج به من البخيل) معناه أنه لا يأتي بهذه القربة تطوّعاً مبتدئاً بل في مقابلة نحو شفاء مريض مما علق النذر عليه (فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني عليه من قبل) يعني أن العبد يؤتي الله على تحصل مطلوبه بالنذر ما لم يكن أتاه من قبل ففيه إشارة إلى ذم ذلك قال شيخ الإسلام زكريا وعن النص أنه مكروه وجزم به النووي في مجموعه لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال أنه لا يرد شيئاً وإنما استخرج به من البخيل وقال القاضي والمتولي والغزالي أنه قربة وهو قضية قول الرافعي النذر تقرب فلا يصح من الكافر وقول النووي النذر مداً في الصلاة لا يبطلها في الأصح لأنه مناجاة لله تعالى كالدعاء وأجيب عن النهي بحمله على من ظن انه لا يقوم بما التزمه أو أن للنذر تأثيراً كما يلوح به الخبر وقال ابن الرفعة الظاهر أنه قربة في نذر التبرر دون غيره (حم خ ن) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (قال الله تعالى إذا تقرب إليّ العبد) أي طلب قربه مني بالطاعة (شبراً تقريب إليه ذراعاً وإذا تقرب إليّ ذراعاً تقربت منه باعاً) وهو قدر مد اليدين (وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة) قال الكرماني المعنى من تقرب إليّ بطاعة قليلة جازيته بثواب كثير وكلما زادني في الطاعة أزيده في الثواب وإن كانت كيفية إتيانه بالطاعة بطريق التأني تكون كيفية إتياني بالثواب بطريق الإسراع وقال صاحب النهاية المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح والمراد بقرب الله تعالى من العبد قرب نعمه وإلطافه وبره وإحسانه وترادف مننه لديه وفيض مواهبه عليه (خ) عن أنس ابن مالك وعن أبي هريرة (طب) عن سلمان الفارسي • (قال الله تعالى لا ينبغي لعبد لي) قال المناوي من الأنبياء اهـ فغيرهم بطريق الأولى (أن يقول أنا خير) وفي رواية أنا أفضل (من يونس بن متي) بفتح الميم وشد المثناة الفوقية مقصوراً أي من حيث النبوة فإن الأنبياء فيها سواء وإنما التفاوت في الدرجات قال العلماء وما جرى

عليه السلام لم يخطه من النبوة مثقال ذرة وخص يونس بالذكر لما جرى له مما هو مذكور في قصته عليه السلام (م) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء) بإضافة أغنى وجر الشركاء (عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) قال النووي هكذا وقع في بعض الأصول وشركه وفي بعضها وشريكه وفي بعضها وشركته ومعناه أنا غني عن المشاركة وغيرها فمن عمل شيئاً لي ولغيري لم أقبله بل أتركه لذلك الغير والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم اهـ وقال المناوي المراد بالشرك هنا العمل (م هـ) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى أنا الرحمن أنا خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي) قال الخطابي في هذا بيان صحة القول بالاشتقاق في الأسماء اللغوية ورد على الذين أنكروا ذلك وزعموا أن الأسماء كلها موضوعة وفيه دليل على أن اسم الرحمن عربي مأخوذ من الرحمة ورد على من زعم أنه عبراني (فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته ومن بتها بتته) أي قطعته لأن البت القطع فعطفه على ما قبله للتأكيد (حم خد د ت ك) عن عبد الرحمن بن عوف (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (قال الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري) قال في النهاية ضرب الإزار والرداء مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أي ليستا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازاً كالرحمة والكرم وغيرهما وشبههما بالإزار والرداء لأن المتصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان ولأنه لا يشاركه في إزار وردائه أحد كذلك الله تعالى لا ينبغي أن يشركه فيهما أحد اهـ وقال المناوي أي هما صفتان مختصتان بي فلا يلقيان إلا بي (فمن نازعني واحداً منهما قذفته) أي رميته (في النار) لتشوّفه إلى ما لا يليق إلا بالواحد القهار (حم د هـ) عن أبي هريرة (هـ) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (قال الله تعالى الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي قصمته) أي أذللته وأهنته أو قربت هلاكه (ك) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى الكبرياء ردائي والعز إزاري فمن نازعني في شيء منهما غدبته) أي عاقبته (سمويه عن أبي سعيد) الخدري (وأبي هريرة) • (قال الله تعالى أحب عبادي) الصوام (إلى أعجلهم فطراً) أي أسرعهم مبادرة إلى الفطر بعد تحقق غروب الشمس (حم ت حب) عن أبي هريرة وهو حديث حسن • (قال الله تعالى المتحابون في لجلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء) الغبطة هي تمثل مثل ما للمغوط من غير زوال النعمة عنه والمراد أنهم يتمنون أن يكون لهم مثلهم لأنهم لا يسألون والأنبياء لابد من سؤالهم عن التبليغ (ت) عن معاذ رضي الله عنه • (قال الله تعالى وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين في والمتباذلين في والمتزاورين في) لأن قلوبهم لهت عن كل شيء سواه (حم طب ك هب) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه بإسناد صحيح • (قال الله تعالى أحب ما تعبدني به عبدي) بفتح المثناة الفوقية (إلى) بشدة الياء (النصح لي) قال المناوي والنصح له وصفه بما هو أهله (حم) عن أبي أمامة

• (قال الله تعالى أيما عبد من عبادي يخرج يجاهد في سبيلي ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه) إلى وطنه إن رجعته إليه (بما) أي بالذي (أصاب من أجر أو غنيمة وإن قبضته) أي توفيته (أن أغفر له وارحمه وادخله الجنة) لجوده بنفسه في رضى خالقه (حم ن) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (قال الله تعالى يا محمد افترضت على أمتك خمس صلوات) في اليوم والليلة (وعهدت عندي عهداً أنه من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة) أي مع السابقين الأولين (ومن لم يحافظ عليهن فلا عهد له عندي) فإن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه (هـ) عن أبي قتادة بإسناد حسن • (قال الله تعالى إذا بلغ عبدي) يعني المؤمن (أربعين سنة عافيته من البلايا الثلاث من الجنون والجذام والبرص وإذا بلغ خمسين سنة حاسبته حساباً يسيراً وإذا بلغ ستين سنة حببت إليه الإنابة) أي الرجوع إليه بالتوبة (وإذا بلغ سبعين سنة أحبته الملائكة وإذا بلغ ثمانين سنة كتبت حسناته وألقيت سيئاته) قال الشيخ بالبناء للمفعول فيهما (إذا بلغ تسعين سنة قالت الملائكة أسير الله في أرضه فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويشفع في أهله) قال الشيخ ببناء غفر ويشفع للمفعول قال المناوي تمامه وإذا بلغ أرذل العمر كيلا يعلم من بعد علم شيئاً كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير وأن عمل سيئة لم تكتب (الحكيم) في نوادره (عن عثمان) بن عفان وفيه مجهول وضعيف • (قال الله تعالى إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة) أي شدة وبلاء (في بدنه أو في ولده أو في ماله فاستقبلها بصبر جميل استحييت يوم القيامة أن انصب له ميزاناً أو أنشر له ديواناً) أي اترك النصب والنشر ترك من يستحي أن يفعلهما (الحكيم عن أنس) وإسناده ضعيف • (قال الله تعالى حقت) قال الشيخ بالبناء للمفعول فيه وفيما بعده وقال بعضهم بالبناء للفاعل (محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتواصلين في وحقت محبتي للمتناصحين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتباذلين في المتحابون في) يكونون يوم القيامة (على منابر) جمع منبر (من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء) قال المناوي وليس المراد أن الأنبياء ومن معهم يغبطون المتحابين حقيقة بل القصد بيان فضلهم وعلو قدرهم عند ربهم على آكد وجه وأبلغه (حم طب ك) عن عبادة بن الصامت بإسناد صحيح (رضي الله تعالى عنه) • (قال الله تعالى إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه) أي بفقدهما قال العلقمي بالتثنية وقد فسرهما في الحديث بقوله (يريد عينيه) ولمي صرح بالذي فسرهما والمراد بالحبيبتين المحبوبتان لأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته من خير فيسر به أو شر فيجتنبه وقال المناوي فسرهما الراوي أو المصنف (ثم صبر) زاد الترمذي واحتسب قال العلقمي والمراد أنه يصبر مستحضراً ما وعد الله به الصابرين من الثواب (عوضته منهما الجنة) أي دخولها مع السابقين وهذا أعظم

العوض (حم خ) عن أنس • (قال الله تعالى إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له بهما ثواباً دون الجنة إذا حمدني عليهما) أي على فقدهما وإذا كان له عمل صالح آخر يزاد له في الدرجات (طب حل) عن عرباض بن سارية وإسناده ضعيف • (قال الله تعالى أني أنا الله لا إله) أي لا معبود بحق (إلا أنا فمن أقر لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني آمن من عذابي) الشديد وهو الخلود في نار جهنم أو المراد من أقر لي بالتوحيد وامتثل أمري (الشيرازي عن علي) كرم الله وجهه وإسناده ضعيف • (قال الله تعالى يا ابن آدم مهما عبدتني) قال المناوي كذا بخط المصنف وفي نسخ دعوتني بمغفرة ذنوبك كما يدل عليه السياق الآتي (ورجوتني) بأن ظننت تفضلي عليك (ولم تشرك بي شيئاً غفرت لك ذنوبك على ما كان منك) قال المناوي من المعاصي وإن تكررت وتكثرت اهـ ويحتمل على ما كان منك من العبادة والدعاء والرجاء وعدم الإشراك والتوبة النصوح (وإن استقبلتني بملء السماء والأرض خطايا وذنوباً استقبلتك بملئهن من المغفرة واغفر لك ولا أبالي بكثرتها (طب) عن أبي الدرداء وإسناده حسن • (قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء) قال العلقمي قال البيضاوي يصح أجراء الظن على ظاهره أي فإني أعامله على حسب ظنه وافعل به ما يتوقعه مني اهـ قال العلقمي والمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف وحسن الظن بالله تعالى ويجوز أن يفسر بالعلم والمعنى أنا عند يقينه بي وعلمه بأن مصيره إلي وحسابه علي وإن ما قضيت له من خير أو شر فلا مرد له ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت أي إذا تمكن العبد في مقام التوحيد ورسخ في الإيمان والوثوق بالله تعالى قرب منه ورفع دونه الحجاب بحيث إذا دعاه أجاب وإذا سأله استجاب (طب ك) عن واثلة ابن الأسقع رضي الله عنه وإسناده صحيح • (قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي أن ظن بي خيراً فله) مقتضى ظنه (وإن ظن بي شراً) أي أني أفعل به شراً (فله) ما ظن (حم) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى يا ابن آدم قم إلى امش إليك وامش إلى اهرول إليك) أي إذا تقربت إلي بالخدمة تقربت منك بالرحمة (حم) عن رجل من الصحابة وإسناده حسن • (قال الله تعالى لعيسى) بن مريم (يا عيسى إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا) الله (وشكروا) له (وإن أصابهم ما يكرهون صبروا واحتسبوا ولا حلم) باللام (ولا علم قال يا رب كيف يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم قال اعطيهم من حلمي وعلمي) قال المناوي قال الطيبي قوله لا حلم ولا علم تأكيد لمفهوم صبروا واحتسبوا لأن معنى الاحتساب أن يبعثه على العمل الإخلاص وابتغاء مرضات الرب لا الحلم ولا العلم (حم طب ك عب) عن أبي الدرداء وإسناده صحيح • (قال الله تعالى يا ابن آدم اثنتان لم يكن لك واحدة منهما) إحداهما (إني جعلت لك نصيباً من مالك حين أخذت بكظمك) بفتح الكاف والظاء أي جعلت لك أن توصي بالثلث عند خروج نفسك وانقطاع

نفسك قال المناوي والكظم بالتحريك مخرج النفس من الحلق (لأطهرك) به من أدناسك (وأزكيك) والثانية (صلاة عبادي عليك بعد انقطاع أجلك) قال العلقمي قال الدميري قال ابن الفاكهاني من خصائص هذه الأمة الصلاة على الميت والإيصاء بالثلث (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب • (قال الله تعالى من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب) أي واستغفرني (غفرت له) وظاهر شرح المناوي أن يغفر له وإن لم يستغفر فإنه قال فالاعتراف بالذنب سبب الغفران وأما العلقمي فقال سيأتي الكلام على معناه في حديث وفيه استغفار (ولا أبالي) قال العلقمي أي بذنوبك لأنه سبحانه وتعالى لا حجر عليه فيما يفعل ولا معقب لحكمه ولا مانع لعطائه وكأنه من البال فإذا قال القائل لا أبالي كأنه قال لا يشتغل بالي بهذا الأمر أو شبه ذلك (ما لم يشرك بي شيئاً) لأن الشرك لا يغفر إلا بالإيمان (طب ك) عن ابن عباس رضي الله عنهما • (قال الله تعالى ابن آدم اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة اكفك ما بينهما) أشار به إلى أن الأعمال بالخواتيم فإذا كان الابتداء والختام بخير شمل الخير الكل (حل) عن أبي هريرة • (قال الله تعالى أن المؤمن مني بعرض كل خير أني أنزاع نفسه من بين جنبيه وهو يحمدني) قال المناوي قال بعض الصحابة مررت بسالم مولى أبي حذيفة في القتلى وبه رمق فقلت أسقيك قال جرني قليلاً إلى العدو واجعل الماء في الترس فإني صائم فإن عشت إلى الليل شربته (الحكيم) في نوادره (عن ابن عباس وعن أبي هريرة معاً) رضي الله عنهم • (قال الله تعالى أنا أكرم وأعظم عفواً من أن أستر على عبد مسلم في الدنيا ثم أفضحه) بفتح الهمزة والضاد في الآخرة (بعد إذ سترته ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني) أي مدة دوام استغفاره أي طلب المغفرة مني وإن تاب ثم أذنب ثم تاب وهكذا إلى ما لا يحصى (الحكيم) في نوادره (عن الحسن) البصري مرسلاً (عق) عنه أي الحسن (عن أنس) وإسناده ضعيف • (قال الله تعالى حقت محبتي على المتحابين في أظلهم في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظلي) لأنهم لما تحابوا في الله تواصلوا وتألفوا بمحبته فالحب في الله من أرفع الطاعات (ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن عبادة بن الصامت) • (قال الله تعالى لا يذكرني عبد في نفسه إلا ذكرته في ملأ) بفتح الميم واللام مهموز أي جماعة (من ملائكتي ولا يذكرني في ملأ) قال المناوي أي جماعة من خواص خلقي المقبلين على ذكري (إلا ذكرته في الرفيق الأعلى) يحتمل أن المراد به جماعة من خواص الملائكة (طب) عن معاذ بن أنس بن مالك • (قال الله تعالى عبدي) بحذف حرف النداء (إذا ذكرتني خالياً) عن الخلائق (ذكرتك خالياً) أي بالثواب والرحمة سراً (وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكبر) وفي رواية خير من الملأ الذي ذكرتني فيهم (هب) عن ابن عباس ورواه عنه البزار بإسناد حسن • (قال الله تعالى إذا ابتليت عبدي المؤمن) أي اختبرته وامتحنته (فلم يشكني) أي لم يخبر بما عنده من الألم (إلى عوّاده)

أي زواره في مضه كل من أتاك مرة بعد أخرى فهو عائد لكنه اشتهر في عيادة المريض (أطلقته من أسارى) من ذلك المرض (ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه) الذي أذهبه الألم (ودماً خيراً من دمه ثم يستأنف العمل) أي يكفر المرض عمله السيء ويخرج منه كيوم ولدته أمه ثم يستأنف وفيه أن الشكوى تحبط الثواب ومحله إذا كان على وجه الضجر والسخط (ك هق) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (قال الله تعالى عبدي المؤمن أحب إلي من بعض ملائكتي) فخواص البشر أفضل من خواص الملائكة وعوام البشر أفضل من عوام الملائكة (طس) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (قال الله تعالى وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن هو أمنني) بفتح الهمزة وكسر الميم غير ممدود (في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي) أي يوم القيامة (وإن هو خافني في الدنيا) أي مع حضور الرجاء (أمنته) بشدة الميم (يوم أجمع عبادي) فيه ترجيح الخوف على الرجاء قال المناوي فمن كان خوفه في الدنيا أشد كان أمنه يوم القيامة أكثر وبالعكس (حل) عن شداد بن أوس بإسناد ضعيف • (قال الله تعالى يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك) أي سراً إخلاصاً وتجنباً للرياء (ذكرتك في نفسي) أي أسر بثوابك على منوال عملك (وإن ذكرتني في ملأ) أي جماعة افتخاراً بي وإجلالاً لي بين خلقي (ذكرتك في ملأ خير منهم) أي من الملائكة المقربين وأرواح المرسلين مباهاة بك وإعظاماً لقدرك (وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً وإن أتيتني تمشي أتيت إليك أهرول) يعني من دنا إلي وتقرب مني بالاجتهاد والإخلاص في طاعتي قربته بالهداية والتوفيق وإن زاد زدت (حم) عن أنس ورجاله رجال الصحيح • (قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني) أي مدة دعائك إياي (ورجوتني) أي أمّلت مني الخير (غفرت لك) ذنوبك (على ما كان منك) قال المناوي من الجرائم لأن الدعاء مخ العبادة وهو سؤال النفع والصلاح والرجاء يتضمن حسن الظن بالله تعالى فإن الله عز وجل يقول أنا عند ظن عبدي بي وعند ذلك تتوجه رحمه الله إلى العبد إذا توجهت لا يتعاظمها شيء لأنها وسعت كل شيء (ولا أبالي) بكثرة ذنوبك (يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان) بفتح المهملة قيل هو السحاب وقيل ما عن لك منها أي ظهر إذا رفعت رأسك (السماء) أي ملأت الأرض والفضاء حتى ارتفعت إلى السماء (ثم استغفرتني) أي طلبت مني المغفرة (غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض) بضم القاف وكسرها لغتان والضم أشهر ومعناهما يقارب ملئها وقيل ملؤها وهو أشبه لأن الكلام في سياق المبالغة وهو مصدر قارب يقارب (خطايا ثم لقيتني) أي مت حال كونك (لا تشرك بي شيئاً) أي معتقداً توحيدي مصدقاً برسولي محمد صلى الله عليه وسلم ومما جاء به وهو الإيمان (لأتيتك بقرابها مغفرة) قال المناوي ما دمت تائباً عنها ومستقيلاً وعبر به للمشاكلة وإلا فمغفرة الله أبلغ وأوسع ولا يجوز الاغترار به

وإكثار المعاصي اهـ فالمراد الحث على التوبة وأن الله تعالى يقبل توبة التائب وإن كثرت ذنوبه (ت) والضياء عن أنس بن مالك • (قال الله تعالى عبدي) بحذف حرف النداء (أنا عند ظنك بي وأنا معك) بالتوفيق أو أنا معك بعلمي (إذا ذكرتني) قال المناوي أي إذا دعوتني فاسمع ما تقول فأجيبك قال الحكيم هذا وما أشبهه من الأحاديث في ذكر عن يقظة لا عن غفلة لأن ذلك هو حقيقة الذكر فيكون بحيث لا يبقى عليه مع ذكره في ذلك الوقت ذكر نفسه ولا ذكر مخلوق فذلك الذكر هو الصافي لأنه قلب واحد فإذا شغل بشيء ذهل عما سواه وهذا موجود في المخلوقات لو أن رجلاً دخل على ملك في الدنيا لأخذه من هيبته ما لا يذكر في ذلك الوقت غيره فكيف بملك الملوك (ك) عن أنس بن مالك رضي الله عنه • (قال الله تعالى للنفس اخرجي) من الجسد (قالت لا أخرج إلا كارهة) ليس المراد نفساً معينة بل الجنس مطلقاً (خد) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (قال الله تعالى يا ابن آدم ثلاثة واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئاً وأما التي لك فما عملت من عمل) هو شامل للخير والشر (جزيتك به فإن اغفر) ما عملت من السيئات (فأنا الغفور الرحيم وأما التي بيني وبين فعليك الدعاء والمسألة وعلي الاستجابة والعطاء) تفضلاً وتكرماً لا وجوباً والتزاماً (طس) عن سلمان الفارسي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (قال الله تعالى من لا يدعوني) بإثبات حرف العلة (اغضب عليه) فينبغي للإنسان أن لا يغفل عن الطلب من ربه (العسكري في) كتاب (المواعظ عن أبي هريرة) بإسناد حسن • (قال ربكم أنا أهل أن أتقي) بالبناء للمفعول أي أخاف واحذر (فلا يجعل معي إله فمن اتقى أن يجعل معي إلهاً فأنا أهل أن أغفر له) قال العلقمي سببه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فقال قال ربكم فذكره وفي رواية عند ابن مردويه عن ابن عباس سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة قال يقول الله أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي شريك فإذا اتقيت ولم يجعل معي شريك فأنا أهل أن أغفر ما سوى ذلك اهـ وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى هو أهل التقوى حقيق بأن يتقي عقابه وأهل المغفرة حقيق بأن يغفر لعباده سيما المتقين منهم (حم ت ن هـ ك) عن أنس قال ت حسن غريب • (قال ربكم لو أن عبادي أطاعوني) بفعل المأمور وتجنب المنهي (لأسقيتهم المطر بالليل ولاطلعت عليهم الشمس بالنهار) فتنتفي عنهم المشقة الحاصلة لهم بوجود المطر وعدم الشمس بالنهار (ولما أسمعتهم صوت الرعد (حم ك) عن أبي هريرة • (قال لي جبريل لو رأيتني) يا محمد حين قال فرعن لما أدركه الغرق آمنت (وأنا آخذ من حمأ البحر) أي طينه الأسود المنتن (فأدسه في في فرعون) عندما أدركه الغرق (مخافة أن تدركه الرحمة) أي رحمة الله التي وسعت كل شيء وجواب لو محذوف أي لرأيت

أمراً عظيماً أو لتعجبت أو نحو ذلك (حم ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (قال لي جبريل بشر خديجة) أم المؤمنين (ببيت في الجنة من قصب) اللؤلؤ (لا صخب) بفتح المهملة والمعجمة والموحدة أي لا صياح (فيه ولا نصب) بالتحريك أي لا تعب (طب) عن عبد الله (بن أبي أوفى) قال المناوي بالتحريك وإسناده صحيح • (قال لي جبريل قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد وقلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد في بني أب أفضل من بني هاشم) قال المناوي إنما طاف لينظر للأخلاق الفاضلة لا للأعمال لأنهم كانوا أهل جاهلية (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (وابن عساكر) في التاريخ (عن عائشة) • (قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن) أي وإن زنى وإن سرق ومات مصراً على ذلك (خ) عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه • (قال لي جبريل ليبك الإسلام) أي أهله (على موت عمر) بن الخطاب (طب) عن أبي بن كعب بإسناد فيه كذاب • (قال لي جبريل يا محمد عش ما شئت فإنك ميت) يحتمل أنه أمره بذلك وما بعده لينبه أمته ويأمرهم بالإكثار من ذكر الموت ومحبة الصالحين والعمل الصالح (وأحبب من شئت فإنك مفارقه) قال المناوي تأمل من تصاحب من الإخوان عالماً بأنه لابد من مفارقته فلا تسكن إليه بقلبك (واعمل ما شئت فإنك ملاقيه) الطيالسي (هب) عن جابر بإسناد ضعيف • (قال لي جبريل قد حببت إليك الصلاة) بالبناء للمفعول أي فعلها (فخذ) أي افعل (منها ما شئت) فإن فيها قرة عينك وجلاء فهمك وتفريج كربك وتفريج قلبك (حم) عن ابن عباس بإسناد حسن • (قال لي جبريل راجع حفصة) بنت عمر بن الخطاب وكان طلقها (فإنها صوامة قوامة) كثيرة الصيام والقيام (وإنها زوجتك في الجنة) وكذا جميع زوجاته (ك) عن أنس بن مالك (وعن قيس ابن زيد) الجهني وإسناده حسن • (قال موسى بن عمران لربه يا رب من أعز عبادك عندك قال من إذا قدر غفر) أي عفا وسامح (هب) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (قال موسى) بن عمران (يا رب كيف شكرك آدم قال علم أن ذلك) كان (مني فكان ذلك شكره) قال المناوي أي كان بمجرد هذه المعرفة شاكراً فأذن لا تشكر إلا بأن تعترف أن الكل منه واليه (الحكيم) في نوادره (عن الحسن) البصري رحمه الله تعالى (مرسلاً) • (قال موسى لربه عز وجل ما جزاء من عزى الثكلى) بالمثلثة والثكل فقد الولد أي من مات ولدها والتعزية الحمل على الصبر بوعد الأجر (قال أظله في ظلي) أي ظل عرشي (يوم لا ظل إلا ظلي) وإذا كان هذا جزاء المعزي فجزاء المصاب أعظم والمراد من عزاها من النساء والمحارم وغيرهم (ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي بكر) الصديق (وعمران) بن حصين • (قال داود) نبي الله (يا زارع السيئات أنت تحصد شوكها وحسكها) قال في النهاية الحسك جع حسكة وهي شوكة صلبة معروفة فيه التنفير

عن فعل السيئات (ابن عساكر عن أبي الدرداء) • (قال داود إدخالك يدك في فم التنين) بكسر المثناة الفوقية وشدة النون المكسورة وسكون المثناة التحتية ضرب من الحيات كالنخلة السحوق إلى أن تبلغ المرفق (فيقضمها) بضاد معجمة من باب سمع يسمع أي يعضها وأصل القضم الكسر بأطراف الأسنان (خير كل من أن تسأل من لم يكن له شيء ثم كان) أي من كان معدماً فصار غنياً وليس هو من بيت شرف قال العلقمي روى السلفي في بعض تخاريجه عن سفيان الثوري قال أوحى الله إلى موسى عليه السلام يا موسى لأن تدخل يدك إلى المنكبين في فم التنين خير من أن ترفعهما إلى ذي نعمة قد عالج الفقر ونظم معنى ذلك شاعر العصر الفارضي رحمه الله تعالى فقال: إدخالك اليد فالتنين تولها • لمرفق منك مستعل فيقضمها خير من المرء يرجى في الغنى وله • خصاصة سبقت قد كان يسأمها (وقال غيره) لا تحسبن الموت موت البلا • وإنما الموت سؤال الرجال كلاهما موت ولكن ذا • أشد من ذاك لذل السؤال (ومما ينسب للإمام الشافعي رضي الله عنه) أعز الناس نفساً من تراه • يعز النفس عن ذل السؤال ويقنع باليسير ولا يبالي • بفضل فات من جاه ومال فكم دقت ورقت واسترقت • فضول العيش أعناق الرجال (وقال غيره) سل الفضل أهل الفضل قدماً ولا تسل • غلاماً ربى في الفقر ثم تمولا فلو ملك الدنيا جميعاً بأسرها • تذكره الأيام ما كان أولا (ابن عساكر عن أبي هريرة) • (قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة) كناية عن الجماع واللام جواب لقسم محذوف أي والله لأطوفن (على مائة امرأة) قال العلقمي وفي رواية سبعين وفي أخرى تسعين قال في الفتح ومحصل الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون ومائة وجمع بينها بأن الستين حرائر وما زاد عليهن كن سراري وقد حكى وهب بن منبه في المبتدأ أنه كان لسليمان ألف امرأة ثلثمائة مهرية وسبعمائة سرية (كلهن تأتي بفارس) أي كل واحدة تلد ولداً ويصير فارساً (يجاهد في سبيل الله) قاله على سبيل التمني للخير وإنما جزم به لأنه غلب عليه الرجاء لكونه قصد به الخير وأمر الآخرة لا لغرض الدنيا (قال له صاحبه) أي وزيره أو الملك الذي يأتيه بالوحي (قل إن شاء الله) ذلك (فلم يقل إن شاء الله) بلسانه لنسيان عرض له لا إباء عن التفويض إلى الله تعالى بل كان ذلك ثابتاً في قلبه فصرف عن الاستثناء بلسانه ليتم القدر السابق (فطاف عليهن) أي جامعهن (فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق إنسان) قال العلقمي

حكى النقاش في تفسيره أن الشق المذكور هو الجسد الذي ألقى على كرسيه وفي قول غير واحد من المفسرين أن المراد بالجسد المذكور شيطان وهو المعتمد والنقاش صاحب مناكير (والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لم يحنث) قال المناوي أي لم يفت مطلوبه (وكان دركاً) بفتح الدال والراء اسم من الإدراك وهو كقوله تعالى لا تخاف دركاً أي لحاقاً أي كان لاحقاً (لحاجته) أي محصلاً لما طلب ولا يلزم من أخباره صلى الله عليه وسلم في حق سليمان في هذه القصة أن يقع ذلك لكل من استثنى في أمنيته (حم ق ن) عن أبي هريرة • (قال يحيى بن زكريا لعيسى بن مريم أنت روح الله) قال المناوي أي مبتدأ منه لأنه خلق بلا واسطة أصل وسبق مادة (وكلمته) بقوله كن بع تعلق الإرادة بغير واسطة نطفة (وأنت خير مني) أي أفضل عند الله (فقال عيسى بل أنت خير مني سلم الله تعالى عليك وسلمت على نفسي) قال تواضعاً أو قبل علمه بأنه أفضل منه (ابن عساكر عن الحسن مرسلاً) وهو البصري • (قال رجل لا يغفر الله لفلان) أي لفاعل المعاصي (فأوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء أنها) بفتح الهمزة أي الكلمة التي قالها (خطيئة فليستقبل العمل) أي يستأنف عمله للطاعات فإنها قد احبطته بتأليه على الله وهذا خرج مخرج الزجر والتهويل (طب) عن جندب بن جنادة • (قالت أم سليمان بن داود لسليمان) وكانت من العابدات الصالحات (يا بني لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تترك الإنسان فقيراً يوم القيامة) لقلة عمله قال العلقمي كان شباب يتعبدون في بني إسرائيل فكانوا إذا حضر عشاهم قام فيهم عالمهم فقال يا معشر المريدين لا تأكلوا كثيراً فترقدوا كثيراً فتخسروا كثيراً وعن الثوري أنه قال خصلتان يقسيان القلب كثرة الشبع وكثرة النوم وعن مكحول أنه قال ثلاث خصال يحبها الله عز وجل وثلاث خصال يبغضها الله عز وجل أما اللاتي يحبها فقلة الأكل وقلة النوم وقلة الكلام وأما اللاتي يبغضهن فكثرة النوم وكثرة الأكل وكثرة الكلام أما النوم ففي مدامته طول الغفلة وقلة العقل ونقصان الفطنة وسهو القلب وفي هذه الثلاثة الفوت وفي الفوت الحسرة بعد الموت (هـ هب) عن جابر • (قبضات التمر للمساكين مهور الحور العين) يعني التصدق بقليل التمر إذا تقبله الله يكون له بكل قبضة حوراء في الجنة (قط) في الإفراد عن أبي أمامة قال ابن الجوزي موضوع • (قبلة المسلم أخاه) أي في الدين هي (المصافحة) قال المناوي أي هي بمنزلة القبلة وقائمة مقامها فهي مشروعة والقبلة غير مشروعة المحاملي في أماليه (فر) عن أنس بن مالك بإسناد ضعيف • (قتال المسلم أخاه) في الدين (كفر) إن استحل أو يشبه عمل الكفار أو أراد الكفر اللغوي وهو التغطية (وسبابه) بكسر المهملة وخفة الموحدة أي سبه له (فسوق) خروج عن طاعة الله (ت) عن ابن مسعود (ن) عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح • (قتال المسلم) بالإضافة للمفعول أو لفاعل والفاعل محذوف

فيشمل الكافر المعصوم (أخاه كفر وسبابه فسوق ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام) بغير عذر (حم ع طب) والضياء عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح • (قتل الرجل صبراً) قال العلقمي قال في الدر قتل الصبر أن يمسك الحي ثم يرمي بشيء حتى يموت وكل من قتل في غير معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه مقتول صبراً اهـ والمرأة مثل الرجل والمراد أن ذلك بغير حق (كفارة لما قبله من الذنوب) قال المناوي جميعها حتى الكبائر على ما اقتضاه إطلاق الخبر (البزار عن أبي هريرة) قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه) قال المناوي ظاهره وإن كان المقتول عاصياً ومات بلا توبة ففيه رد على الخوارج والمعتزلة (البزار عن عائشة) قال العلقمي بجانبه علام الصحة • (قتل المؤمن) بغير حق (أعظم عند الله من زوال الدنيا) فهو أكبر الكبائر بعد الشرك بالله (ن) والضياء عن بريدة تصغير بردة وإسناده حسن • (قد تركتكم على) الشريعة (البيضاء ليلها كنهارها) يعني واضحة سهلة (لا يزيغ عنها إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً) وذا من معجزاته إذ هو إخبار عن غيب وقع (فعليكم بما عرفتم من سنتي) أي الزموا ما أصلته لكم من الأحكام الاعتقادية والعملية (وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) قال المناوي والمراد بهم الخلفاء الأربعة والحسن (عضواً) قال المتولي ضبطه النووي بفتح العين (عليها بالنواجذ) قال العلقمي بالذال المعجمة هي الأضراس وقيل الضواحك وقيل الأنياب والعض بالنواجذ مثل في التمسك بهذه الوصية بجميع ما يمكن من الأسباب المعينة عليه من يتمسك بشيء يستعين عليه بأسنانه استظهاراً للمحافظة (وعليكم بالطاعة) للولاة أي الزموها (وإن كان) المولى عليكم (عبداً حبشياً) فأطيعوه واسمعوا له قال العلقمي هذا ورد على سبيل المبالغة لا التحقيق كما جاء من بني الله مسجداً ولو كمفحص قطاة يعني لا تستنكفوا عن طاعة من ولي عليكم ولو كان أدنى الخلق وقال الدميري يريد طاعة من ولاه الإمام وإن كان عبداً حبشياً ولم يرد بذلك أن يكون الإمام عبداً حبشياً وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن قال الأئمة من قريش قال الخطابي وقد يضرب المثل في الشيء بما لا يكاد يصح في الوجود كقوله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة ونظير هذا في الكلام كثير (فإنما المؤمن كالجمل الأنف) قال في النهاية أي المأنوف وهو الذي عقد الخشاش أنفه فهو لا يمتنع على قائده وقيل الأنف الذلول يقال أنف البعير إذا اشتكى أنفه من الخشاش وكان الأصل أن يقال مأنوف لأنه مفعول به وإنما جاء هذا شاذا ويروي الآنف بالمد وهو بمعناه قال في الدر والخشاش عويد يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده وبعير مخشوش جعل في أنفه الخشاش (حيثما قيد) بالبناء للمفعول (انقاد) بلا مشقة على قائده (حم هـ ك) عن عرباض بالكسر ابن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة

ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله أن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا فذكره • (قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم أناس محدثون) بفتح الدال المشددة جمع محدث بالفتح أي ملهم أو صادق الظن أو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد أو تكلمه الملائكة بلا نبوة (فإن يك في أمتي منهم أحد) هذا شأنه (فإنه عمر ابن الخطاب) كأنه جعله لانقطاع قرينه في ذلك كأنه نبي فلذلك عبر بأن بصوره الترديد للتأكيد فكان عمر يزن الوارد بميزان الشرع فلا يخطئ ويؤيده حديث لو كان بعدي نبي لكان عمر (حم خ) عن أبي هريرة (حم ت م ن) عن عائشة • (قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليماً) من الأمراض (ولسانه صادقاً ونفسه مطمئنة) ساكنة راضية بما قدره الله تعالى (وخليقته مستقيمة وأذنه مستعمة وعينه ناظرة) وإسناد هذه الأفعال إلى الشخص على سبيل المجاز والفاعل الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى (حم) عن أبي ذر بإسناد حسن • (قد أفلح من سلم ورزق كفافاً) قال العلقمي أي بقدر الحاجة قال النووي هو الكفاية لا زيادة ولا نقص وقال القرطبي هو ما يكف عن الحاجات ويدفع الضرورات والفاقات ولا يلحق بأهل الترفهات قال ومعنى هذا الحديث أن من حصل له ذلك فقد حصل على مطلوبه فظفر بمرغوبه في الدنيا والآخرة (وقنعه الله) بشدة النون (بما آتاه) فلم تطمع نفسه لطلب ما زاد (حم م ت هـ) عن ابن عمرو بن العاص • (قد أفلح من رزق لبا) أي عقلاً كاملاً (هب) عن قرة بضم القاف وشدة الراء (ابن هبيرة) مصغراً • (قد كنت أكره لكم أن تقولوا ما شاء الله وشاء محمد) قال المناوي لإيهامه التشريك وقال العلقمي ومعنى الكراهة التشريك في المشيئة (ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد) قال المناوي وإنما أتى بثم لكمال البعد مرتبة وزماناً الحكيم (ن) والضياء عن حذيفة بن اليمان • (قد رحمها الله تعالى برحمتها ابنيها) قال العلقمي سببه كما في الكبير عن السيد الحسن قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنان لها فأعطاها ثلاث تمرات فأعطت ابنيها كل واحد منهما تمرة فأكلا تمرتيهما ثم جعلا ينظران إلى أمهما فشقت تمرتها نصفين بينهما فذكره (طب) عن الحسن بن علي بإسناد حسن • (قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء) من أهل القرى الذين يبلغهم نداء الجمعة من بلد (أجزأه) حضوره العيد (عن الجمعة) أي عن حضورها ومن شاء فليصل الجمعة (وأنا مجمعون إن شاء الله) قاله في يوم جمعة وافق العيد فإذا حصل ذلك وحضر من تلزمه الجمعة من أهل القرى وصلوا العيد سقطت عنهم الجمعة عند الشافعي والجمهور لهذا الحديث ولخبر زيد بن أرقم قال اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم واحد فصلى العيد في أول النهار وال يا أيها الناس أن هذا يومكم قد اجتمع لكم فيه عيدان فمن أحب أن يشهد معنا الجمعة فليفعل ومن أحب أن ينصرف فليفعل رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح

الإسناد ولخير البخاري عن عثمان أنه قال في خطبته يا أيها الناس قد اجتمع عيدان في يومكم فمن أراد من أهل العالية فلينصرف ولأنهم لو كلفوا بعدم الرجوع إلى أوطانهم أو بالعود إلى الجمعة لشق عليهم والجمعة تسقط بالمشاق وقال أحمد تسقط الجمعة عن أهل القرى وأهل البلد ولكن يجب الظهر وقال أبو حنيفة لا تسقط الجمعة عن أهل البلد ولا عن أهل القرى (د هـ ك) عن أبي هريرة (هـ) عن ابن عباس وعن ابن عمر بن الخطاب • (قد عفوت عن الخيل والرقيق) أي لم أوجب زكاتها عليكم وقد أوجب الله عليكم الزكاة فإذا أردتم معرفة ما يجب فيه وقدر الواجب (فهاتوا صدقة الرقة) بكسر الراء وفتح القاف مخففاً قال المناوي الدراهم المضروبة اهـ ويجب (من كل أربعين درهماً) أيضاً في غير المضروب إلا الحلي المباح (درهم وليس في تسعين ومائة شيء فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم) وإذا سألتم عن حكم ما زاد (فما زاد فعلى حساب ذلك وفي الغنم في كل أربعين شاة) بالنصب على التمييز (شاة) قال المناوي مبتدأ وفي الغنم خبره اهـ ويحتمل أن في الغنم متعلق بمحذوف وفي كل أربعين هو الخبر أي وتجب الزكاة في الغنم وفي هذه الرواية اختصار فظاهرها أن في كل أربعين شاة مطلقاً وليس مراداً وقد تقدم التفصيل في حرف الفاء (فإن لم يكن إلا تسع وثلاثون فليس عليك فيها شيء وفي البقر في كل ثلاثين تبيع وفي الأربعين مسنة وليس في العوامل شيء) جمع عاملة وهي ما يعمل من إبل وبقر في نحو حرث وسقي فلا زكاة فيها عند الثلاثة وأوجبها مالك (وفي خمس وعشرين من الإبل خمسة من الغنم) تقدم في حرف الفاء أن فهيا ابنة مخاض (فإذا زادت واحدة) بالنصب (ففيها ابنة مخاض فإن لم تكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر إلى خمس وثلاثين فإذا زادت واحدة ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين فإذا زادت واحدة ففيها حقة طروقة الحمل إلى ستين) وهنا اختصار في الرواية أي فإذا كانت واحدة وستين ففيها جذعة إلى خمس وسبعين فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى تسعين (فإذا كانت واحدة وتسعين ففيها حقتان طروقتا الحمل إلى عشرين ومائة فإن كانت الإبل أكثر من ذلك ففي كل خمسين حقة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة) قال المناوي نهى المالك عن الجمع والتفريق بقصد سقوطها أو تقليلها (ولا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عور) بالفتح العيب (ولا تيس) أي فحل (الغنم إلا أن يشاء المصدق) بفتح الدال وكسرها الساعي أو المالك والاستثناء يختص بقوله تيس الغنم إلا أن يسمح المالك وتمحضت ماشيته ذكوراً أو كان المخرج عن الإبل (وفي النبات) أي فيما يقتات منه اختياراً (ما سقته الأنهار أو سقت السماء العشر وما سقى بالغرب) أي الدلو (نصف العشر (حم د) عن علي بإسناد صحيح • (قدر الله المقادير) أي أجرى القلم على اللوح وأثبت فيه مقادير الخلائق ما كان وما يكون إلى الأبد (قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة) المراد طول الأمد بين

التقدير والخلق (حم ت) عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بإسناد حسن • (قدمت المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية) يوم النيروز ويوم المهرجان (وأن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى) قال المناوي زاد في رواية أما يوم الفطر فصلاة وصدقة وأما يوم الأضحى فصلاة ونسك والنيروز قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة هو الوقت الذي تنتهي فيه الشمس إلى أول برج الميزان وقال المتولي هو أول يوم من توت والمهرجان هو الوقت الذي تنتهي فيه الشمس إلى برج الحمل (هق) عن أنس وإسناده حسن • (قدمتم خير مقدم وقدمتم من الجهاد الأصغر) قال المنوي جهاد العدو المباين (إلى الجهاد الأكبر) وهو جهاد العدو المخالط (مجاهدة العبد هواه) بأن يكف نفسه عن المنهيات يوحثها على فعل المأمورات (خط) عن جابر وإسناده ضعف • (قدموا قريشاً ولا تقدموها) يفتح المثناة والقاف والدال المشددة على حذف إحدى التاءين أي ولا تتقدموا عليها في أمر شرع تقديمها في كالإمامة ونحوها (وتعلموا منها ولا تعالموها) بفتح المثناة والعين المهملة واللام وضم الميم مفاعلة من العلم أي لا تغالبوها بالعلم ولا تفاخروها في (الشافعي) في مسنده (والبيهقي في المعرفة) أي معرفة الصحابة (عن ابن شهاب بلاغاً) أي قال بلغنا عن المصطفى ذلك (عد) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (قدموا قريشاً) ولا تقدموها (وتعلموا من قريش ولا تعلموها) بضم أوله قال المناوي لأن التعليم إنما يكون من الأعلى للأدنى ومن الأعلم لغيره فنهاهم أن يجعلوهم في مقام التعليم والمغالبة بالعلم اهـ فإن احتاجوا للتعلم فلا حرج (ولولا أن تبطر قريش) أي تطفي بالنعمة (لأخبرتها ما لخيارها عند الله) من المنازل العالية يعني إذا علمت مالها من الثواب ربما بطرت وتركت العمل اتكالاً عليه (طب) عن عبد الله بن السائب بإسناد ضعيف • (قدموا قريشاً ولا تقدموها ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بمالها) أي بما لخيارها (عند الله) من الخير والأجر (البزار عن علي) بإسناد ضعيف • (قده) بضم القاف وسكون الدال المهملة (بيده) وسببه كما في الكبير ان النبي صلى الله عليه وسلم مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان قد ربط يده إلى إنسان آخر بسير أو بخيط أو بشيء غير ذلك فقطعه النبي صلى الله عليه وسلم وذكره (طب عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة) لأنها محل المناجاة (وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح والتكبير) أي فيما لم يرد فيه ذكر بخصوصه (والتسبيح أفضل من الصدقة) المالية (والصدقة أفضل من الصوم) أي صوم التطوع يحتمل أن المراد في بعض الأحوال (والصوم جنة من النار) أي وقاية من نار جهنم (قط) في الإفراد (هب) عن عائشة • (قراءة الرجل القرآن في غير المصحف) ذات (ألف درجة وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك إلى ألفي

درجة) والظاهر أن غير الرجل مثله في ذلك (طب هب) عن أوس بن أبي أوس الثقفي قال الشيخ حديث صحيح • (قراءتك نظرا) في المصحف (تضاعف على قراءتك ظاهراً) أي عن ظهر قلبك (كفضل) الصلاة (المكتوبة) على صلاة (النافلة ابن مردويه ع عمر وبن أوس) • (قرب اللحم) أي العظم الذي عليه اللحم (من فيك) عند الأكل (فإنه أهنأ وأمرأ) كلاهما بالهمز قال العلقمي يقال هنا الطعام صار هنيئاً ومرئ صار مريئاً وهو أن لا يثقل على المعدة وينهضم عنها طيباً وفي نسخة شرح عليها المناوي وابرأ بالباء الموحدة بدل الميم فنه قال أي أسلم من الداء وروى امريء بالميم وسببه عن صفوان بن أمية قال كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ اللحم من العظم بيده فذكره (حم ك طب هب) عن صفوان بن أمية قال الشيخ حديث صحيح • (قرصت نملة نبياً من الأنبياء) قال المناوي هو عزير أو موسى أو داود وهو في الذ النوم (فأمر بقرية) أي وطن (النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أن) بفتح الهمزة (قرصتك نملة) أي من أجل ذلك (أحرقت) أنت (أمه) أي طائفة (من الأمم تسبح) الله وأن من شيء إلا يسبح بحمده حقيقة أو مجازاً بأن يكون سبباً للتسبيح قال العلقمي قال النووي هذا الحديث محمول على أنه كان جائزاً بأن يكون سبباً للتسبيح قال العلقمي قال النووي هذا الحديث محمول على أنه كان جائزاً في شرع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم جواز قتل النمل وجواز التعذيب بالنار فإنه لم يقع عليه العتب في أصل القتل ولا في الإحراق بل في الزيادة على النملة الواحدة وأما في شرعنا فلا يجوز إحراق الحيوان بالنار إلا في القصاص بشرطه وكذا لا يجوز عندنا قتل النمل لحديث ابن عباس في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النملة والنحلة انتهى وقد قيد غيره كالخطابي النهي عن قتل النملة من النمل السليماني وقال البغوي النمل الصغير الذي يقال له الذر يجوز قتله اهـ قال المناوي وأما في شرعنا فإحراق الحيوان كبيرة (ق د ن هـ) عن أبي هريرة • (قرض الشيء خير من صدقة) بالتنوين وفي نسخة خير من صدقته بالإضافة وتقدم الكلام عليه وأن الصدقة أفضل عند الشافعي (هق) عن أنس • (قرض) بالتنوين (مرتين في عفاف) أي عن الربا وما يؤدي إليه (خير من صدقة مرة ابن النجار) في تاريخه (عن أنس) بن مالك • (قريش) أي المؤمنون منهم (صلاح الناس ولا يصلح الناس إلا بهم) يحتمل أن المراد العلماء منهم (ولا يعطى إلا عليهم) قال المناوي الظاهر أن المراد إعطاء الطاعة (كما أن الطعام لا يصلح إلا بالملح (عد) عن عائشة بإسناد ضعيف • (قريش خالصة الله فمن نصب هلا حرباً سلب) بالبناء للمفعول (ومن أرادها بسوء خزي في الدنيا والآخرة) لعناية الله تعالى بها وهدايته إياها بدليل أنهم لم يكن فيهم منافق في حياة المصطفى وارتدت العرب بعده صلى الله عليه وسلم ولم يرتدوا (ابن عساكر عن عمرو) بن العاص بإسناد ضعيف • (قريش على مقدمة الناس) قال الشيخ بفتح الميم وسكون القاف (يوم القيامة ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لمحسنها عند الله تعالى من الثواب)

(عد) عن جابر بإسناد ضعيف • (قريش والأنصار وجهينة ومزينة) بالتصغير فيهما (وأسلم وأشجع) بوزن أفعل فبهما (وغفار موالي) بشدة التحتية والإضافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي أنصاري وأحبابي (ليس لهم مولى دون الله ورسوله) ومن كان الله ورسوله مولاه لا أفلح من عاداه وهذه فضيلة ظاهرة لهؤلاء القبائل والمراد من آمن مهم والشرف يحصل للشيء إذا حصل لبعضه قيل إنما خصوا بلك لأنهم بادروا إلى الإسلام ولم يسبوا كما سبى غيرهم وهذا إذا سلم يحمل على الغالب (ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (قريش ولاة الناس في الخير الشر) أي في الجاهلية والإسلام ويستمر ذلك (إلى يوم القيامة) فالخلافة فيهم ما بقيت الدنيا ومن تغلب على الملك بالشوكة لا ينكر أن الخلافة فيهم (حم ت) عن عمرو بن العاص بإسناد صحيح • (قريش ولاة هذا الأمر) أي الإمامة العظمى (فبر) بفتح الباء الموحدة وشدة الراء (الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم) أي هكذا كانوا في الجاهلية ويكونون في الإسلام كذلك (حم) عن أبي بكر الصديق (وسعد) بن أبي وقاص رضي الله عنه • (قسم) بفتح القاف والسين المهملة الخفيفة والتنوين (من الله) أي واقع منه تعالى (لا يدخل الجنة بخيل) وهو مانع الزكاة وقيل من لا يقري الضيف أي لا يدخلها مع السابقين (ابن عساكر عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (قسمت) بالبناء للمفعول (النار سبعين جزأ فللآمر) بمد المهمزة بالقتل (تسع وتسعون) جزأ منها (وللقاتل جزء حسبه) أي يكفيه وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن القاتل والآمر فذكره يحتمل أن المراد الزجر والتنفير عن الأمر بالقتل بغير حق (حم) عن رجل صحابي وإسناده صحيح • (قصوا الشوارب واعفوا) بفتح الهمزة (اللحى) بالقصر أي وفروها والأمر للندب (حم) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (قصوا الشوارب مع الشفاه) قال المناوي أي سووها مع الشفة بأن تقطعوا ما طال عليها ودعوا الشارب مساوياً لها فلا تستأصلوه اهـ لكن تقدم أن بعضهم ذهب إلى أن يستأصل (طب) عن الحكم بن عمير بالتصغير بإسناد ضعيف • (قصوا أظافيركم) أي اقطعوا ما طال منها (وادفنوا قلاماتكم) أي غيبوا ما قطعتموه منها في الأرض فإن جسد المؤمن ذو حرمة (ونقوا براجمكم أي نظفوا ظهور اعقد مفاصل أصابعكم قال في النهاية البراجم هي العقد التي في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ الواحدة برجمة بالضم (ونظفوا لثاتكم) أي لحوم أسنانكم قال في النهاية اللثة بالكسر والتخفيف عمود الأسنان وهي مغارزها (من) أثر (الطعام واستاكوا) نظفوا أفواهكم بخشن يزيل القلح لئلا تتغير النكهة (ولا تدخلوا عليّ) بالتشديد (قحراً) قال الشيخ بضم القاف وسكون الحاء المهملة أي مصغرة أسنانكم (بخراً) بضم الموحدة قال في النهاية البخر تغير ريح الفم (الحكيم) الترمذي (عن عبد الله بن بشر) المازني رضي الله عنه • (قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة) يكون (يوم الخميس) أي الأولى كون ذلك

يوم الخميس (والغسل والطيب واللباس) الأبيض يكون (يوم الجمعة التيمي) أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل في مسلسلاته (فر) عن عليّ أمير المؤمنين كرم الله وجهه • (قفلة) هي المرة من القفول وهو الرجوع من سفر (كغزوة) يعني أن أجر الغازي في انصرافه كأجره في ذهابه لأن في قفوله راحة للنفس واستعداداً بالقوة للعدو وحفظاً لأهله برجوعه إليهم (حم د ك) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده صحيح • (قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن) قال العلقمي قال شيخنا قيل معناه أن القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات لله تعالى وقل هو الله أحد متمخضة للصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء وقيل معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف وقيل هذا من متشابه الحديث الذي لا يدري تأويله مالك (حم خ د ن) عن أبي سعيد الخدري (خ) عن قتادة بن النعمان عن أبي الدرداء (ت هـ) عن أبي هريرة (هـ ن) عن أبي أيوب (حم هـ) عن ابن مسعود الأنصاري (طب) عن ابن مسعود وعن معاذ (حم) عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها البزار عن جابر ابن عبد الله (أبو عبيد) القاسم بن سلام (عن ابن عباس) وهو متواتر • (قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن) كما مر قال المناوي فائدة لسورة الإخلاص أسماء كثيرة ذكرت في أحاديث متفرقة منها سورة التجريد سورة التفريد سورة التوحيد سورة الإخلاص سورة النجاة سورة الولاية لأن من عرف الله تعالى على هذا الوجه فقد والاه سورة النسبة لأنها وردت جواباً لقول الكفار أنسب لنا ربك سورة المعرفة لأن معرفته تعالى لا تتم إلا بمعرفتها سورة الصمد سورة الأساس المانعة لأنها تمنع من فتاني القبر سورة المحضرة لأن الملائكة تحضر عند سماعها سورة المنفرة لأن الشيطان ينفر من قراءتها سورة البراءة لأن قارئها يبرأ من الشرك سورة المذكرة لأنها تذكر العبد خالص التوحيد سورة النور سورة الأمان (طب ك) عن ابن عمر بن الخطاب • (قل اللهم اجعل سريرتي) أي ما أخفيه (خيراً من علانيتي) أي ما أظهره (واجعل علانيتي صالحة اللهم إني أسألك من صالح ما تؤتي الناس من المال والأهل والولد غير الضال) في نفسه (ولا المضل) لغيره (ت) عن عمر ابن الخطاب • (قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه) بالنصب وهو من أمثلة المبالغة قال الجلالي المحلي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى عند مليك مقتدر مثال مبالغة أي عزيز الملك واسعه (أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك) بفتح الجيم أي أردت النوم في محل ضجوعك (حم د ت حب ك) عن أبي هريرة • (قل اللهم إني أسألك نفساً مطمئنة تؤمن بلقائك) أي بالبعث بعد الموت (وترضى بقضائك وتقنع بعطائك (طب) والضياء عن أبي أمامة • (قل اللهم

إني ضعيف فقوني وإني ذليل فأعزني وإني فقير فارزقني (ك) عن بريدة بالتصغير قال الحاكم صحيح • (قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجى عندي من عملي) فإنه لن يدخل أحد الجنة بعمله ولا الأكابر إلا أن يتغمدهم الله برحمته (ك) والضياء عن جابر رضي الله عنه بإسناد حسن • (قل إذا أصبحت) أي دخلت في الصباح (بسم الله على نفسي وأهلي ومالي فإنه) أي الشأن (لا يذهب لك شيء) قال المناوي هذا من الطب الروحاني المشروط نفعه بالإخلاص وحسن الاعتقاد (ابن السني في علم يوم وليلة عن ابن عباس) قال شكى رجل إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه تصيبه الآفات فذكره وإسناده ضعيف • (قل كلما أصبحت وإذا أمسيت بسم الله على ديني ونفسي وولدي وأهلي ومالي) فمن لازم على هذا بنية صادقة أمن على المذكورات (ابن عساكر عن ابن مسعود) • (قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني فإن هؤلاء) الكلمات (تجمع لك) أمر (دنياك و) أمر (آخرتك) وسببه كما في العلقمي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف أقول حين اسأل ربي فذكره (حم م هـ) عن طارق بن اشيم (الأشجعي) • (قل اللهم إني ظلمت نفسي) بارتكاب ما يوجب العقوبة (ظلماً كثيراً) قال النووي روى كثيراً بالمثلثة وكبيراً بالموحدة فيستحب أن يقول الداعي كثيراً كبيراً ليجمع بينهما (وأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة) أي عظيمة قاله العلقمي (من عندك) أي تفضلاً من عندك وإن لم أكن لها أهلاً وإلا فالمغفرة والرحمة وكل النعم من عنده تعالى (وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) أي الكثير المغفرة والرحمة قال وسببه كما في ابن ماجه عن أبي بكر الصديق أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاة فذكره وهذا الدعاء وإن كان ورد في الصلاة فهو حسن نفيس ويستحب في كل موطن وقد جاء في رواية في صلاتي وفي بيتي وقال القرطبي إنما خص الصلاة بالذكر لأنها بالإجابة أجدر وقد استحب بعض العلماء أن يدعو بهذا الدعاء في الصلاة قبل التسليم والصلاة كلها ند علمائنا محل الدعاء غير أنه يكره الدعاء في الركوع وأقربه للإجابة السجود كما تقدم أي في حديث أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه الدعاء ويجوز الدعاء في الصلاة بكل دعاء سواء كان بألفاظ الكتاب والسنة أو بغير ذلك خلافاً لمن منع ذلك إذا كان بألفاظ الناس وهو أحمد وأبو حنيفة (حم ق ت ن هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (وعن أبي بكر) الصديق • (قل آمنت بالله) أي جدد إيمانك بالله ذكراً بقلبك ونطقاً بلسانك (ثم استقم) أي الزم عمل الطاعات والانتهاء عن المنهيات قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا اسأل عنه أحداً بعدك فذكره وفي ابن ماجه قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم ورواه الترمذي وزاد قلت يا رسول الله ما أخوف ما يخاف علي

قال هذا وأخذ بلسانه (حم م ت ن هـ) عن سفيان بن عبد الله الثقفي • (قل اللهم اهدني) قال النووي الهداية هنا هي الرشاد أي أرشدني (وسددني) قال النووي معنى سددني وفقني واجعلني مصيباً في جميع أموري مستقيماً (واذكر) أي تذكر في حال دعائك (بالهدى هدايتك الطريق) واذكر (بالسداد سداد السهم) أي سداداً كسداد السهم وسداد السهم بفتح السين تقويمه فكذا الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد عمله وتقويمه ولزومه السنة وقال المناوي أمره أن يسأل الله الهداية والسداد وأن يكون في ذكره وخاطره أن المطلوب هداية كهداية من ركب متن الطريق وأخذ في المنهج المستقيم وسداداً كسداد السهم نحو الغرض اهـ قال الشيخ والكاف في قوله هدايتك ضمير عليّ رضي الله عنه إذ الخطاب معه قال العلقمي وأوله كما في مسلم عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل اللهم فذكره (م د ن) عن علي • (قلب الشيخ شاب على حب اثنتين حب العيش) أي طول الحياة (والمال) قال العلقمي قال النووي هذا مجاز واستعارة ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال محتكم ذلك فيه كاحتكام قوة الشاب في شبابه هذا صوابه وقيل في تفسيره غير هذا مما لا يرتضي وكأنه أشار إلى قول عياض هذا الحديث فيه من المطابقة وبديع الكلام الغاية وذلك أن الشيخ من شأنه أن يكون آماله وحرصه على الدنيا قد بليت على بلاء جسمه إذا انقضى عمره ولم يسغ له إلا انتظار الموت فلما كان الأمر بضده ذم وقال القرطبي في هذا الحديث كراهة الحرص على طول العمر وكثرة المال وأن ليس ذلك بمحمود (م هـ) عن أبي هريرة • (قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وكثرة المال (حم ت ك) عن أبي هريرة (عد) وابن عساكر عن أنس قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي • (قلب المؤمن لو يحب الحلاوة) قال المناوي أشار إلى أن المؤمن الخير له شبه بالحيوان كالنحل يأخذ أطايب الشجر والنور الحلو ثم يعطي الناس ما يكثر نفعه ويحلو طعمه (هب) عن أبي أمامة (خط) عن أبي موسى وهو حديث ضعيف • (قلب شاكر ولسان ذاكر وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتنز الناس) خبر المذكورات أي خبر ما اتخذوه كنزاً (هب) عن أبي أمامة وإسناده حسن • (قلوب بني آدم) وفي نسخ ابن بالإفراد قال المناوي ولعله من تصرف النساخ (تلين في الشتاء وذلك لأن الله خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء) فتلين فيه تبعاً لأصلها والمراد بلينها أنها تصير منقادة للعبادة أكثر (حل) عن معاذ بن جبل وهو حديث ضعيف • (قليل الفقه) وفي رواية العلم وفي أخرى التوفيق (خير من كثير العبادة) لأنه المصحح لها (وكفى بالمرء فقهاً إذا عبد الله وكفى بالمرء جهلاً إذا أعجب برأيه) قال المناوي أراد أن العالم وإن كان فيه تقصير في عبادته أفضل من جاهل مجتهد (وإنما الناس رجلان مؤمن وجاهل) يحتمل أنه أراد بالمؤمن العالم لمقابلته بالجاهل (فلا تؤذ المؤمن

ولا تحاور) بحاء مهملة من المحاورة قال في الصحاح المحاورة المجاوبة وقال في المصباح وحاورته راجعته الكلام (الجاهل) أي لاتكاله وفيه النهي عن المجادلة (طب) عن ابن عمرو بن العاص • (قليل التوفيق) وهو خلق قدرة الطاعة في العبد (خير من كثير العقل والعقل في أمر الدنيا مضرة) لما ينشأ عنه من الحرص على تحصيلها وعدم المسامحة والمساهلة فيها (والعقل في أمر الدين مسرة) لصاحبه (ابن عساكر عن أبي الدرداء) • (قليل العمل ينفع مع العلم) لصحته معه (وكثير العمل لا ينفع مع الجهل) لأن العبادة بدو العلم باطلة وإن وافقت الصحة (فر) عن أنس بن مالك • (قليل) من المال (تؤدي شكرة) المخاطب ثعلبة الذي قال ادع الله أن يرزقني (خير من كثير لا تطيقه) فخير الرزق ما كان بقدر الكفاية (البغوي الباوردي وابن قانع وابن السكن وابن شاهين) عن أبي أمامة الباهلي (عن ثعلبة ابن حاطب) بمهملتين الأنصاري • (قم فصل) خطاب لأبي هريرة وكان يشكو وجعاً ببطنه (فإن في الصلاة شفاء) من الأمراض قال العلقمي وسببه كما في رواية لابن ماجه ولابن السني وأبي نعيم عن أبي هريرة قال دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في المسجد فقال سنبود اشكيت درد قلت نعم قال قم فصل فذكره قوله سنبود أي أيّ شيء وقع لك وقوله اشكيت درد أي اشكيت البطن ودرد الوجع والمعنى أي شيء وقع لك تشكي وجع بطنك (حم هـ) عن أبي هريرة • (قم فعلمها عشرين آية وهي امرأتك) قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت يا رسول الله إني قد وهبت نفسي إليك فقامت قياماً طويلاً فقال رجل يا رسول الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة فقال ما تحفظ من القرآن قال سورة البقرة والتي تليها قال قم فعلمها فذكره اهـ قال المناوي فيه أنه يجوز جعل تعليم بعض القرآن صداقاً وإليه ذهب الشافعي مخالفاً للثلاثة (د) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بإسناد حسن • (قمت على باب الجنة) فتأملت فيها (فإذا عامة من دخلها المساكين وإذا أصحاب الجد) بفتح الجيم أي الغني (مبحوسون) للحساب (إلا) قال المناوي بمعنى لكن (أصحاب النار) أي الكفار (فقد أمر بهم إلى النار) فلا يوقفون بل يساقون إليها وقال العلقمي قوله إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار معناه من استحق من أهل الغنى النار يكفره أو معاصيه (وقمت على باب النار) فنظرت من فيها (فإذا عامة من يدخلها النساء) لأنهن يكفرن العشير وينكرن الإحسان (حم ق ن) عن أسامة بن زيد • (قوائم منبري رواتب في الجنة) قال المناوي يقال رتب الشيء إذا استفر ودام وعد المؤلف ذا من خصائصه اهـ ورأيت بهامش نسخة رواتب درجات عالية (حم ن حب) عن أم سلمة (طب ك) عن أبي واقد بالقاف الليثي بإسناد ضعيف • (قوام أمتي) قال الشيخ بكسر القاف قال في النهاية وقوام

الشيء عماده الذي يقام به يقال فلان قوام أهل بيته وقوام الأمر (بشرارها) قال المناوي استقامة أمتي وانتظام أحوالها إنما يكون بوجود الأشرار فيها وفي نسخ قوام أمتي شرارها بإسقاط الموحدة م شرار وضم القاف وشدة الواو أي القائمون بأمورها وهم الأمراء أشرار الناس غالباً (حم طب) عن ميمون بن سنباذ قال المناوي بكسر السين المهملة وذال معجمة أبو المغيرة العقيلي قيل له صحبة قال الذهبي وفيه نظر • (قوام المرء) أي عماده الذي يقوم به (عقله) لأنه بدونه كالبهيمة (ولا دين لمن لا عقل له) فرتبة كل إنسان في الدين على قدر رتبة عقله (هب) عن جابر • (قوا بأموالكم عن أعراضكم) أي اعطوا الشاعر ونحوه مما تخافون لسانه ما تدفعون به شر وقيعته في أعراضكم (وليصانع أحدكم بلسانه عن دينه) فليقبل على أهل الشر ويدارهم بسلامة دينه (عد) وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها بإسناد ضعيف • (قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه) ضبطه بعضهم بضم القاف وسكون الواو وبعضهم بفتح القاف وشدة الواو مكسورة قال العلقمي قال في النهاية سئل الأوزاعي عنه فقال صغر الأرغفة وقال غيره هو مثل قوله كيلوا طعامكم وسيأتي الكلام عليه (طب) عن أبي الدرداء وإسناده حسن • (قولوا اللهم صل على محمد) أي ارحمه وعظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإبقاء شرعه وفي الآخرة بتشفيعه في أمته (وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) أي ذريته من إسماعيل وإسحاق والمراد المسلمون منهم وقد اختلف العلماء في قوله كما صليت على إبراهيم مع أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل وأجيب بان المراد كما تقدم منك الصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فتسأل منك الصلاة على محمد وعلى آل محمد بطريق الأولى لأن الذي يثبت للفاضل يثبت للأفضل بطريق الأولى وبهذا يحصل الانفصال عن الإيراد وأن التشبيه ليس من باب إلحاق الكامل بالأكمل بل من باب بيان حال من لا يعرف بما يعرف لأنه في المستقبل والذي يحصل لمحمد صلى الله عليه وسلم من ذلك أقوى وأكمل أو أن التشبيه وقع للمجموع بالمجموع لأن مجموع آل إبراهيم أفضل من مجموع آل محمد لأن في آل إبراهيم الأنبياء بخلاف آل محمد أو أن ذلك كان قبل أن يعلم الله نبيه أن أفضل من إبراهيم وغيره من الأنبياء أو أن معناه اللهم صل على محمد وتم الكلام هنا ثم استأنف وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وهذا محكي عن الشافعي رضي الله عنه (إنك حميد) أي محمود (مجيد) من المجد وهو صفة من كمل في الشرف قال المناوي وهو مستلزم للعظمة والجلال (اللهم بارك على محمد) أي أثبت وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة (وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) قال العلقمي واستدل بهذا الحديث على جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم من أجل قوله فيه وعلى آل محمد وأجاب من منع بأن الجواز مقيد بما إذا وقع تبعاً والمنع بما إذا وقع

مستقلاً وهل المنع من ذلك حرام أو مكروه أو خلاف الأولى حكى الأوجه الثلاثة النووي في الأذكار وصحح الثاني وسببه كما في البخاري عن كعب بن عجرة قال قيل يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك قال في الفتح والمراد بالسلام ما علمتم إياه في التشهد من قولهم السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته والسائل عن ذلك هو كعب بن عجرة نفسه وقد وقع السؤال عن ذاك لبشر بن سعد أيضاً عند مسلم بلفظ أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك وروى الترمذي عن كعب ابن عجرة قال لما نزلت أن الله وملائكته الآية قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك زاد أبو مسعود في رواية إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا فذكره وذكر أبو داود أن الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كان في السنة الثانية من الهجرة وقيل في ليلة الإسراء (حم ق د ن هـ) عن كعب بن عجرة • (قولوا خيراً تغنموا) ثوابه (واسكتوا عن شر تسلموا) من العقاب عليه (القضاعي على عبادة) بن الصامت • (قوموا إلى سيدكم) سعد بن معاذ القادم عليكم لما له من الشرف المقتضي للتعظيم أو معناه قوموا لإعانته في النزول عن الدابة لمرضه والخطاب للأنصار أو لمن حضر منهم ومن المهاجرين قال النووي يستحب القيام للقادم من أهل الفضل وقد جاءت به أحاديث ولم يصح في النهي عنه شيء صريح (د) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وإسناده صحيح • (قيام ساعة في الصف للقتال في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله (خير من قيام ستين سنة) قال المناوي أي من التهجد بالليل مدة ستين سنة وهذا فيما إذا تعين القتال (عد) وابن عساكر عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (قيد) ناقتك (وتوكل) على الله فإن التقييد لا ينافي التوكل (هب) عن عمرو بن أمية الضمري قال يا رسول الله أرسل ناقتي وأتوكل فذكره قال الشيخ حديث صحيح • (قيدوا العلم بالكتابة) لأنكم قد تعجزون عن حفظه ويعرض لكم النسيان قال المناوي وقد كره كتابة العلم جمع منهم ابن عباس ثم انعقد الإجماع الآن على الجواز ولا يعارضه حديث مسلم لا تكتبوا عني شيئاً غير القرآن لأن النهي خاص بوقت نزوله خوف لبسه بغيره أو النهي متقدم والإذن ناسخ عند أمن اللبس فكتابة العلم مستحبة وقيل واجبة (الحكيم) في نوادره (وسمو به عن أنس) بن مالك (طب ك) عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وإسناده صحيح • (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل) قال في النهاية والمقيل والقيلولة الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم (طس) وأبو نعيم في الطب عن أنس بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (قيم) بفتح القاف وتشديد المثناة التحتية المكسورة (الدين الصلاة) أي عماده (وسنام العمل) أي أعلاه (الجهاد) في سبيل الله (وأفضل أخلاق الإسلام الصمت) يحتمل أن المراد الحث على السكوت عما لا ينبغي من نحو غيبة وشتم لا مطلق السكوت كما يشير إليه قوله (حتى

يسلم الناس منك) وأما إذا كان خالياً عن الناس فأي خصلة من خصال الإسلام ليس السكوت أفضل منها (ابن المبارك) في الزهد (عن وهب بن منبه مرسلاً) • (القائم بعدي) بالخلافة وهو الصديق (والذي يقوم بعده) وهو عمر (والثالث) وهو عثمان (والرابع) وهو عليّ (في الجنة) خبر لمن ذكر (ابن عساكر عن ابن مسعود) بإسناد ضعيف • (القاتل لا يرث) من المقتول سيئاً أخذ بعمومه الشافعي فمنع توريثه مطلقاً وقال أحمد إلا الخطأ وورثه مالك من المال دون الدية (ت هـ) عن أبي هريرة وهو حديث حسن لغيره • (القاص) بالقاف وشدة الصاد المهملة الذي يقص على الناس ويعظهم ويأتي بأحاديث باطلة أو يعظ ولا يتعظ (ينتظر المقت) من الله تعالى (والمستمع) للعلم الشرعي (ينتظر الرحمة) من الله تعالى (والتاجر) الصدوق الأمين (ينتظر الرزق) أي الربح من الله تعالى (والمحتكر) الحابس في زمن الغلاء ما يقتات لبيعه بأغلى (ينتظر اللعنة) أي الطرد والبعد عن مواطن الرحمة (والنائحة) على الميت (ومن حولها من كل امرأة مستمعة) إلى نوحها والرجل مثل المرأة في ذلك (عليهن لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) إن لم يتبن والحديث مسوق للزجر والتنفير عن فعل ذلك والإصغاء إليه أو الرضى به فإنه حرام (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وبن عمرو بن العاص (وابن عباس وبن الزبير) • (القبلة) بضم القاف وسكون الموحدة (حسنة والحسنة عشرة) قال العلقمي والمراد قبلة الولد (حل) عن ابن عمر بن الخطاب • (القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئة إلا الدين) قال المناوي أي ما تعلق بذمته من دين الآدمي لأن حق الآدمي لا يسقط إلا بعفو أو وفاء وقال العلقمي يمكن أن يقال أن هذا محمول على الدين الذي هو خطيئة بأن أخذه بحيلة أو غصب فثبت في ذمته البدل أو استدان غير عازم على الوفاء لأن الدين استثنى من الخطايا والأصل في الاستثناء أن يكون من الجنس ويكون الدين المأذون فيه مسكوتاً عنه في هذا الاستثناء لأنه ليس بخطيئة وهذا في شهيد البر لأن القتل في سبيل الله في البر يكفر حقوق الله تعالى فقط وفي البحر يكفر الحقوق كلها كما في حديث (م) عن ابن عمرو بن العاص (ت) عن أنس ابن مالك • (القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة) أي الخيانة فيها والمراد الوديعة ونحوها لما تقدم (والأمانة) تكون (في الصلاة) أي تقع عليها (والأمانة) تكون (في الصوم) أي تقع عليه (والأمانة) تكون (في الحديث) يحتمل أن المراد إذا حدثك شخص بحديث والتفت فهو أمانة يجب عليك كتمه ويحتمل غير ذلك (واشد ذلك الودائع) لأن حق الآدمي مبني على المشاحة والمضايقة وحق الله تعالى مبني على المسامحة (طب حل) عن ابن مسعود بإسناد صحيح • (القتل في سبيل الله شهادة والطاعون شهادة والبطن شهادة والغرق شهادة والنفساء) المراد الموت بسبب الولادة (شهادة) أي الميت بذلك ما عدا الأول من شهداء الآخرة فقط (حم) والضياء

عن عبادة بن الصامت • (القتل في سبيل الله شهادة والطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة والحرق شهادة والسل) مرض معروف قال العلقمي وفي نسخة بفتح السين بعدها مثناة تحتية اهـ وهو تكرار مع قوله والغرق (شهادة والنفساء يجرها ولدها بسررها) إلى الجنة قال المناوي أفردها عما قبلها لأنها أرفع درجة (حم) عن رافع بن حبيش بالتصغير وإسناده صحيح • (القدر) بالتحريك أي اعتقاد أن الله تعالى قدر الأشياء وأن كل شيء حصل من خير وشر فهو بقضاء الله تعالى خلقه وأوجده (نظام التوحيد) إذ لا يتم نظامه إلا باعتقاد أن الله تعالى منفرد بإيجاد الأشياء وأن كل نعمة منه فضل وأن كل نعمة منه عدل (فمن وحد الله وآمن بالقدر) أي صدق به وأن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوه لم ينفعوه إلا بشيء قدره الله تعالى له ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قدره الله عليه (فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال البيضاوي طلب الإمساك من نفسه بالعروة الوثقى من الحبل الوثيق وهي مستعارة لتمسك المحق من النظر الصحيح والرأي القويم (طس) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (القدر سر الله) قال المناوي قال بعضهم استأثر الله تعالى بسر القدر ونهى عن طلبه ولو كشف لهم عنه وعن عاقبة أمرهم لما صح التكليف قال العلقمي لم يذكر المخرج ولا الراوي قال في در البحار القدر سر الله فلا تفشوا سره (حل) عن ابن عمر • (القدرية مجوس هذه الأمة) قال العلقمي القدية مسلمون والمراد أنهم كالمجوس في إثبات فاعلين لا في جميع معتقد المجوس وقال الخطابي إنما جعلهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم بالأصلين وهو النور والظلمة يزعمون أن الخير من فعل النور والشر من الظلمة فصاروا ثنوية وكذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله تعالى والشر إلى غيره والله تعالى خالق الأمرين معاً زاد في النهاية لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته فهما مضافين إلى الله تعالى خلقاً وإيجاداً وإلى الفاعلين لهما عملاً واكتساباً (أن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) قال المناوي أي لا تحضروا جنائزهم ولا تصلوا عليهم لاستلزام ذلك الدعاء لهم بالصحة والمغفرة اهـ وهذا ظاهره ينافي كونهم مسلمين إذ المسلم الفاسق تجب الصلاة عليه فيحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك لينزجروا عن اعتقادهم إذا بلغهم عنه ذلك والله تعالى اعلم بمراد نبيه به (دك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن • (القراء عرفاء أهل الجنة) قال المناوي لأن فيها عرفاء وأمراء فالأمراء الأنبياء والعرفاء القراء (ابن جميع) بضم الجيم (في معجمه والضياء) في المختارة (عن أنس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (القرآن شافع) قال في النهاية الشفاعة هي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم (مشفع) بالبناء للمفعول أي مقبول الشفاعة (ما حل) قال في النهاية أي خصم مجادل وقيل ساع من قولهم محل بفلان إذا سعى به إلى السلطان (مصدق) بالبناء للمفعول يعني أن من اتبعه

وعمل بما فيه فنه شافع له مقبول الشفاعة ومصدق عليه فيما يدفع من مساويه إذا ترك العمل به (من جعله إمامه) بفتح الهمزة أي اقتدى به بالتزام ما فيه من الأحكام (قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار) نار الخلود إن لم يؤمن ونار التطهير إن آمن ولم يعمل (حب هب) عن جابر بن عبد الله (طب هب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح • (القرآن غني) بكسر المعجمة (لا فقر بعده) قال المناوي أي فيه غنى لقلب المؤمن إذا استغنى بمتابعته عن متابعة غيره (ولا غنى دونه) قال لأن جميع الموجودات عاجزة فقيرة ذليلة فمن استغنى بفقير زاد فقره ومن تعلق بغير الله انقطع حبله (ع) ومحمد بن نصر عن أنس بإسناد ضعيف • (القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً) على العمل بما فيه (محتسباً كان له بكل حرف) يقرأه (زوجة) في الجنة (من الحور العين) غير ماله من نساء الدنيا (طس) عن عمر ابن الخطاب وهو حديث ضعيف • (القرآن يقرأ على سبعة أحرف) لغات أو أوجه كما تقدم (فلا تماروا في القرآن) المراد الجدال (فإن مراء في القرآن كفر) قال المناوي أي كفر للنعمة وقال العلقمي قال أبو عبيد وليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل ولكنه على الاختلاف في اللفظ وهو أن يقول الرجل على حرف فيقول الآخر ليس هو كلك ولكنه على خلافه وكلاهما منزل مقروء به فإذا جحد كل واحد قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك مخرجه إلى الكفر لأنه نفي حرفاً أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم والتنكير في المراء إيذان بأن شيئاً منه كفر فضلاً عما زاد علي (حم) عن أبي جهيم تصغير جهم بن حذيفة وإسناده صحيح • (القرآن هو النور المبين) أي الضياء الذي يستضاء به إلى سلوك سبيل الهدى (والذكر) قال المناوي أي المذكور وما يتذكر به أي يتعظ (الحكيم) قال المناوي المحكم آياته أو ذو الحكمة وقال الجلال المحلي في تفسير المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني (والصراط المستقيم) فمن اتبعه اهتدى ومن أعرض عنه ضل (ص) عن رجل صحابي وإسناده ضعيف • (القرآن هو الدواء) من الأمراض القلبية والبدنية كما تقدم في عليكم بالشفاءين (السجزي في الإبانة والقضاعي عن عليّ) أمير المؤمنين وإسناده حسن • (القصاص ثلاث أمير أو مأمور أو مختال) قال العلقمي قال في النهاية والقص البيان والقصص بالفتح الاسم وبالكسر جمع قصة والقاص الذي يأتي بالقصة على وجهها كان يتبع معانيها وألفاظها ومنه الحديث لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال أي لا ينبغي ذلك إلا لأمير يعظ الناس ويخبرهم بما مضى ليعتبروا أو مأمور بذلك فيكون حكمه حكم الأمير ولا يقص تكسباً أو يكون القاص مختالاً وهو من يفعل ذلك متكبراً على الناس أو مرائياً يرائي الناس بقوله وعمله لا يكون وعظه وكلامه حقيقة وقيل أراد الخطبة لأن الأمراء كانوا يلونها في الأول ويعظون الناس فيها ويقصون عليهم أخبار الأمم السالفة ومنه

الحديث القاص ينتظر المقت لما يعرض في قصصه من الزيادة والنقصان (طب) عن عوف بن مالك وعن كعب بن عياض وإسناده حسن • (القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار) فاعتبروا يا أولي الأبصار قال المناوي ورتبة القضاء شريفة لمن تبع الحق وحكم على علم (ع 4 ك) عن بريدة قال الذهبي صححه الحاكم والعهدة عليه • (القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة قاض قضى بالهوى) يحتمل أن المراد بما تهواه نفسه (فهو في النار وقاض قضى بغير علم فهو في النار) وإن أصاب (وقاض قضى بالحق فهو في الجنة) فيه إنذار عظيم للقضاة لتاركين للعدل والقاضين بغير علم (طب) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (القلب ملك وله جنود) أي اتباع (فإذا فسد الملك فسدت جنوده وإذا صلح الملك صلحت جنوده) أي إذا أفسده صاحبه فسد الكل وإن أصلحه صلح الكل (والإذنان قمع والعينان مسلحة) بفتح الميم وسكون المهملة وفتح اللام والحاء أي سلاح بتقي بهما (واللسان ترجمان) عما في الضمير (واليدان جناحان والرجلان بريد) البريد يطلق على الرسول (والكبد رحمة) أي فيه الرحمة (والطحال) بالكسر (ضحك) أي الضحك فيه (والكليتان مكر) أي فيهما المكر (والرئة نفس) أي النفس بالتحريك في الرئة قال المناوي هكذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنسان كما في خبر الطبراني بين به كيف كان القلب ملكاً والجوارح جنوده (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حسن المتن • (القلس) بفتح القاف واللام وسين مهملة قال في المصباح قلس قلساً خرج من بطنه طعام أو شراب إلى الفم وسواء ألقاه أو أعاده إلىبطنه إذا كان ملء الفم أو دونه فإذا غلب فهو قيئ والقلس بفتحتين اسم للمقلوس (حدث) أي ينقض الوضوء وبه أخذ أحمد وأبو حنيفة وشرطا أن يملأ الفم وعورض بما في حديث أنه قاء وغسل فمه ولم يتوضأ فقيل له ألا تتوضأ فقال حدث القئ يجب غسله وبأنه منسوخ وبهذا أخذ الشافعي فأوجب غسله فقط (قط) عن الحسين بن علي وهو حديث ضعيف • (القناعة) قال العلقمي هي الاكتفاء بما تندفع به الحاجة من مأكل وملبس وغيرهما وهي ممدوحة ومطلوبة (مال لا ينفد) بفتح التحتية والفاء بينهما نون ساكنة قال في المصباح نفد من باب تعب نفاداً فني وانقطع ويتعدى بالهمزة قال تعالى ما عندكم ينفد اهـ وفي رواية كنز لا ينفد وفي أخرى كنز لا يفنى لأن الإنفاق منها لا ينقطع كلما تعذر عليه شيء من أمور الدنيا قنع بما دونه ورضي وثمرة القناعة في الدنيا السلامة من المطالبة بالحقوق وما يتبعها من التعب وفي الآخرة السلامة من طول الحساب (القضاعي عن أنس) وهو حديث ضعيف • (القنطار ألف أوقية) قال المناوي بضم الهمزة وشدة المثناة التحتية (ك) عن أنس قال سئل

المصطفى صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى والقناطير المقنطرة فذكره • (القنطار اثنتا عشرة ألف أوقية كل أوقية خير مما بين السماء والأرض) قال الشيخ هذا جواب سؤال عن قناطير الباقيات الصالحات لما ذكر قناطير اهـ وقال المناوي في تفسير القناطير المقنطرة قال أبو عبيد لا تعرف العرب وزن القنطار قال ابن الأثير الأوقية في غير هذا الحديث نصف سدس رطل وهي جزء من اثني عشر جزأ وتختلف باختلاف البلدان (هـ حب) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (القهقهة) أي الضحك مع صوت قال المناوي في الصلاة (من الشيطان والتبسم) أي الضحك من غير صوت (من الله) وظاهر الحديث الإطلاق (طس) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه آمين. م قد تم طبع الجزء الثالث من كتاب العزيزي بفضل الله ومنته وإقداره ومعونته وكان ذلك منتصف شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف من هجرة من كان يرى من الإمام كما يرى من خلف صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه المكملين بكماله

الجزء الرابع من السراج المنير بشرح الجامع الصغير تأليف الفاضل العلامة العزيزي رحمه الله رحمة واسعة ونفعنا به وبعلومه والمسلمين آمين

(حرف الكاف)

جزء رابع من كتاب العزيزي بسم الله الرحمن الرحيم (حرف الكاف) (كاتم العلم) عن أهله (يلعنه كل شيء حتى الحوت في البحر والطير) في السماء قال المناوي لما مرّ أن العلم يتعدى نفعه إلينا فكتمه أضرار لهما ولغيرهما (ابن الجوزي) في كتاب (العلل) المتناهية في الأحاديث الواهية (عن أبي سعيد) الخدري قال المناوي فيه كذاب اهـ (كاد الحليم أن يكون نبياً) أي قرب من درجة النبوّة يحتمل أن يكون المراد به من أوتى العلم والعمل ويحتمل غير ذلك واقتران المضارع بأن بعد كاد قليل (خط) عن أنس بإسناد ضعيف (كاد الفرق) أي الاحتياج إلى مالا بدّ منه (أن يكون كفراُ) أي قارب أن يوقع في الكفر لأنه يحمل على عدم الرضا بالقضاء وتسخط الرزق وذلك يجرّ إلى الكفر (وكاد الحسدان يكون سبق القدر) قال المناوي أي كاد الحسد في قلب الحاسدان يغلب على العلم بالقدر فلا يرى أن النعمة التي حسد عليها إنما صارت إليه بقضاء الله وقدره (حل) عن أنس وهو حديث ضعيف (كادت النميمة) أي قارب نقل الحديث من قوم لقوم على وجه الإفساد (أن تكون سحراً) أي خداعاً ومكراً وأخرجا للباطل في صورة الحق قال العلقمي وإذا أطلق السحر ذم فاعله وقد يستعمل مقيداً فيما يمدح ويحمد

نحو قوله عليه الصلاة والسلام أن من البيان لسحراً أي أن بعض البيان سحر لأن صاحبه يوضح الشيء المشكل ويكشف عن حقيقته بحسن بيان فتستميل القلوب كما تستمال بالسحر وقيل هو السحر الحلال (ابن لال) في المكارم (عن أنس) وهو حديث ضعيف (كافل اليتيم) قال النووي هو القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه أو من مال اليتيم بولاية شرعية (له) بأن يكون قريبا له (أو لغيره) بأن يكون أجنبيا والجار والمجرور ونعت لليتيم أو حال منه (أنا وهو كهاتين) وأشار بالسبابة والوسطى (في الجنة) أي مصاحب لي فيها والقصد الحث على الإحسان إلى الأيتام (م) عن أبي هريرة (كان أول من أضاف الضيف) خبر كان (إبراهيم) الخليل أسمها وهو أول من اختتن وقص شاربه ورأى الشيب (أبن أبي الدنيا في كتاب قرى الضيف عن أبي هريرة (كان على موسى) الكليم (يوم كلمه الله كساء صوف وجبة صوف وكمة صوف) قال العلقمي قال شيخنا بضم الكاف وتشديد الميم وقيل بكسر الكاف الكمة القلنسوة الصغيرة وقال الجوهري القلنسوة المدورة وقال صاحب المحكم هي القلنسوة ولم يقيد (وسراويل صوف) قال المناوي لعدم وجدانه ما هو أرفع أو القصد التواضع وترك التنعم أو أنه اتفاقي (وكانت نعلاه من جلد حمار ميت) أي مدبوغ أو كان في شرعه جواز استعمال غير المدبوغ فلذلك قيل له اخلع نعليك أو لأن لبس النعلين لا ينبغي بين يدي الملك أو لتصيب قدميه بركة هذا الوادي (ت) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف (كان أيوب) نبيّ الله (أحلم الناس) أي أكثرهم حلماً قال في المصباح وحُلم بالضم حُلماً بالكسر صفح وستر فهو حليم (واصبر الناس) أي أكثرهم صبراً على البلاء (وأكظمهم للغيظ) قال في المصباح كظمت الغيظ كظما من باب ضرب وكظوماً أمسكت على ما نفي نفسك على صفح أو غيظ وفي التنزيل والكاظمين الغيظ أي الكافين عن إمضائه مع القدرة (الحكيم) في نوادره (عن ابن ابزى) قال الشيخ بفتح الهمزة وسكون الموحدة التحتية وفتح الزاي (كان داود) نبي الله (اعبد البشر) قال المناوي في زمنه أو مطلقا والمراد أشكرهم (ك) عن أبي الدرداء وهو حديث حسن (كان الناس يعودون داود يظنون أن به مرضا وما به) شيء (إلا شدة الخوف من الله تعالى) لما غلب على قلبه من هيبة الجلال (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف (كان زكريا) بالمدّ والقصر والتشديد والتخفيف وزكريا كعربي (نجاراً) فيه أن النجارة فاضلة لا دناءة فيها لا تسقط المروءة وأن الحرف والصناعات غير الركيكة لا تنقص مقام أهل الفضائل بل يخص لهم بها التواضع في أنفسهم والاستغناء عن غيرهم فخير ما أكل الرجل من كسب يده وقد كان آدم عليه الصلاة والسلام حراثاً ونوح نجاراً وكذلك زكريا وإدريس خياطاً وداود يعني حدّاد يعمل الدروع وإبراهيم زراعاً ولوط زراعاً أيضا وصالح تاجراً ولقمان خياطاً وموسى وشعيب ومحمد عليهم الصلاة والسلام

رعاة كلهم أي الأنبياء قدر رعى الغنم (حم هـ) عن أبي هريرة (كان نبي من الأنبياء) إدريس أو دانيال أو خالد بن سنان (يخط) أي يضرب خطوطا كخطوط الرمل فيعرف الأمر بالفراسة بتوسط تلك الخطوط (فمن وافق خطه) أي من وافق خطه في الصورة والحالة وهي قوّة الخاطر في الفراسة وكماله في العلم والورع (فذاك) الذي يصيب والأشهر نصب خطه فيكون الفاعل مضمراً وروى بالرفع فالمفعول محذوف قال النووي الصحيح أن معناه من وافق خطه فهو مباه له ولكن لا طريق لنا في العلم اليقيني بالموافقة فلا يباح والمقصود أنه لا يباح إلا بيقين الموافقة وليس لنا بها يقين فحصل من مجموع كلام العلماء الاتفاق على النهي عنه وسببه أن معاوية بن الحكم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء فأجابه عنها وسأله قائلاً ومنا رجال يخطون فذكره (حم م د ن) عن معاوية بن الحكم) السلمي (كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاة) أي غلامه (إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه) قال العلقمي يدخل في لفظ التجاوز الانتظار والوضعية وحسن التقاضي (لعل الله أن يتجاوز عنا فلقى الله) بالموت (فتجاوز عنه) أي غفر ذنوبه مع إفلاسه من الطاعات وفي الحديث أن اليسير من الحسنات إذا كان خالصا لله كفر كثيراً من السيئات وفيه أن الأجر يحصل لمن يأمر به وإن لم يتول ذلك بنفسه (حم ق) عن أبي هريرة (كان هذا الأمر) أي الخلافة (في حمير) بكسر فسكون ففتح (فنزعه الله) تعالى (ومنهم وجعله في قريش وسيعود إليهم) في آخر الزمان (حم طب) عن ذي مخمر بكسر فسكون ففتح ابن أخي النجاشي قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (كان الحجر الأسود أشدّ بياضاً من الثلج حتى سوّدته خطايا) كشركى (بني آدم) قال المناوي ولا يلزم من تسويدها له أن تبيضه طاعات المؤمنين فقد يكون فائدة بقائه مسودّا أن يأتي بسواده يوم القيامة شهيداً عليهم (طب) عن ابن عباس (كان على الطريق عصن شجرة يؤذ الناس فأما طهار رجل فأدخل الجنة) بسبب إماطتها (هـ) عن أبي هريرة بإسناد حسن (كبر كبر) وفي رواية للبخاري وأبي داود الأكبر الأكبر أي ليلى الكلام أو ليبدأ بالكلام الأكبر أو قدّموا الأكبر إرشاداً إلى الأدب في تقديم الأسن وسببه أن جماعة جاؤه للكلام في قتيل فبدأ بالكلام أصغرهم فذكره (حم ق) عن سهل ابن أبي خيثمة) بحاء مهملة ومثلثة (جم) عن رافع بن خديج (كبرت الملائكة على آدم أربعا) في الصلاة عليه قال المناوي وفيه ردّ لقول الفاكهيّ الصلاة على الجنائز من خصائص هذه الأمة (حم ك) عن أنس بن مالك (حل) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (كبرت) بفتح فضم أي عظمت (خيانة) أنث باعتبار التمييز (أن تحدث أخاك) فاعل كبرت (حديثاً هة لم به مصدّق وأنت له به كاذب) لأنه ائتمنك فيما تحدّثه به فإذا كذبت فقد خنت أمانة الإيمان فيما وجب من نصيحة الإخوان (خدد) عن سفيان بن أسيد بفتح الهمزة ضعيف كما في الأذكار (حم طب) عن

النواس بن سمعان بإسناده جيده (كبر) بضبط ما قبله (مقتاً) قال البيضاوي المقت أشدّ البغض (عند الله الأكل من غير جوع والنوم من غير سهر) أي من غير احتياج إليه (والضحك من غير عجب وصوت الرنة عند المصيبة) أي رفع الصوت عندها (والمزمار عند النعمة) فالمزامير كلها حرام إلا النفير (فر) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده ضعيف (كبروا على موتاكم بالليل والنهار أربع تكبيرات) أي في الصلاة على الميت (حم) عن جابر بإسناد حسن (كبري الله) يا أم هانئ أي قولي الله أكبر (مائة مرة واحمدي الله) أي قولي الحمد لله (مائة مرّة وسبحي الله) أي قولي سبحان الله (مائة مرّة) فثواب ذلك (خير لك من) ثواب (مائة فرس ملجم مسرج) اعدّ للجهاد (في سبيل الله) لك (وخير من) ثواب نحو (مائة بدنة) يفترق لجها على الفقراء (وخير من) عتق (مائة رقبة مؤمنة) زاد في رواية متقلبة وسببه كما في ابن ماجه عن أم هانئ قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله دلني على عمل فإني قد كبرت وضعفت فذكره (هـ) عن أم هانئ أخت عليّ أمير المؤمنين وإسناده حسن (كتاب الله) أي حكم كتاب الله (القصاص) من الجاني بشروطه المذكورة في كتب الفقه وسببه أن الربيع بضم الراء والتشديد وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية وفي رواية ثنية امرأة بدل جارية فطلبوا الأرش أي دفعه ولبوا العفو فأبوا فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص فقال أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فذكره فرضي القوم وعفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن من عباد الله من لو أقسم على الله لا بره وقد تقدّم استشكال حلفه والجواب عنه في أن من عباد الله (حم ق د ن هـ) عن أنس بن مالك (كتاب الله) أي القرآن (هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض أي هو العروة الوثقى التي يستمسك بها (ش) وابن جرير الطبري (عن ابن سعيد) الخدري بإسناد حسن (كتب الله تعالى مقادير الخلائق) أي أجري القلم عن اللوح بتحصيل تقاديرها على وفق ما تعلقت به إرادته (قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) معناه طول الأمد وتكثيرها ما بين الخلق والتقدير لا التحديد وليس المراد هنا أصل التقدير لأنه أزلي لا أوّل بل المراد تحديد وقت الكتابة يعني بين كتابة المقادير والخلق مدّة طويلة لا يعلمها إلا الله (وعرشه على الماء) جملة حالية أي قبل خلق السموات والأرض قال المناوي قال بعضهم ذلك الماء هو العلم (م) عن ابن عمرو بن العاص (كتب ربكم على نفسخ بيده قبل أن يخلق الخلق) قال التوربشتي يحتمل أن يكون المراد بالكتاب اللوح المحفوظ ويحتمل أن يكون القضاء الذي قضاه (رحمتي سبقت غضبي) قال العلقمي قال النووي غضب الله تعالى ورحمته راجعان إلى عقوبة العاصي وإثابة المطيع والمراد بالسبق هنا وبالغلبة في الحديث الآخر كثرة الرحمة وشمولها كما يقال غلب على فلان الكرم والشجاعة إذا كثر منه وقال الطيبي الحديث على

وزان قوله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة أي أوجب وعداً أن يرجهم قطعاً بخلاف ما يترتب على مقتضى الغضب من العقاب فإن الله غفور رحيم متجاوز عنه بفضله وأنشد شعراً وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي والمراد بالسبق هنا القطع بوقوعها اهـ وقال الدميري قال العلماء غضب الله تعالى ورضاه يرجعان إلى معنى الإرادة فإرادته الإثابة للمطيع ومنفعة العبد تسمى رضى ورحمة وإرادته العقاب للعاصي وخذلانه تسمى غضباً (هـ) عن أبي هريرة وإسناده حسن (كتب على الأضحى) أي التضحية (ولم تكتب عليكم) أيها الأمة (وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها) أي أمر إيجاب (حم طب) عن ابن عباس (كتب على ابن آدم) أي قضي عليه وأثبت في اللوح المحفوظ (نصيبه من الزنا) قال المناوي أي مقدّماته (مدرك) أي فهو مدرك (ذلك) أي ما كتب عليه (لا محالة فالعينان زناهما النظر) إلى ما لا يحل (والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناهما البطش والرجل زناها الخطأ) بالضم أي نقل الأقدام إلى ما لا يحل (والقلب يهوى ويتمنى) بفتح الواو والنون ما لا يحل (ويصدق ذلك الفرج ويكذبه) أي بالإتيان بما هو المقصود من ذلك أو بالترك قال المناوي ولما كانت المقدمات من حيث كونها طلائع توذن بوقوعها ما هي وسيلة إليه سمي ترتب المقصود عليها وعدم ترتبه صدقا وكذبا (م) عن أبي هريرة) (كثرة الحج والعمرة متنع الغيلة) أي الفقر أي هما سببان للغنى لخاصية علمها الشارع (المحاملي) أبو الحسين بن إبراهيم (في أماليه عن أم سلمة) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كخ كخ) قال العلقمي بفتح الكاف وكسرها وسكون المعجمة مثقلاً ومخففاً وبكسرها منونة وغير منونة فيخرج من ذلك ست لغات والثانية تأكيد للأولى وهي كلمة تقال لردع الصبي عند تناوله ما يستقذر قيل عربية وقيل أعجمية وزعم الداودي أنها معربة وقد أوردها البخاري في باب من تكلم بالفارسية في آخر الجهاد قالها للحسن وقد أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فزجره وقال (ارم بها) قال العلقمي قال في الفتح وفي رواية حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عند أحمد فنظر إليه فإذا هو يلوك تمرة فحرك خذه وقال القها يا بني القها يابني ويجمع بين هذا وبين قوله كخ كخ بأنه كلمة أوّلا بهذا فلما تمادى قال كخ كخ إشارة إلى استقذار ذلك له ويحتمل العكس بأن يكون كلمة أوّلا بذلك فلما تمد أي نزعها من فيه (أما) بالتخفيف (شعرت) بالفتح وفي رواية البخاري في الجهاد أما تعرف ولمسلم أما علمت (أنا) آل محمد (لا نأكل الصدقة) في مسلم لا تحل لنا الصدقة وفي رواية معمر أن الصدقة لا تحل لآل محمد والمراد الفرض لأنه الذي حرم على آله وفي الحديث تأديب الأطفال بما ينفعهم ومنعهم مما يضرهم ومن تناول المحرمات وإن كانوا غير مكلفين ليتدربوا بذلك واستنبط بعضهم منه منع ولي الصغيرة إذا اعتدت من الزينة

وفيه إعلام لسبب النهي ومخاطبة من لا يميز بقصد إسماع من يميز لأن الحس كان إذ ذاك طفلا (ق) عن أبي هريرة (كذب النسابون) الذين يدعون معرفة الأنساب (قال الله تعالى وقرونا) أي أقواما وقال البيضاوي أهل إعصار وفيل القرن أربعون سنة وقيل سبعون وقيل مائة وعشرون (بين ذلك) أي بين عاد وأصحاب الرس (كثيراً) لا يعلمها إلا الله قال ابن دحية جمع العلماء على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب لم يجاوز عدنان (ابن عساكر عن ابن عباس) (كرامة) وفي رواية إكرام (الكتاب ختمة) زاد في رواية القضاعي وذلك قوله تعالى إني ألقى إلي كتاب كريم قيل وصفه بالكرم لكونه مختوما (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف (كرم المرء دينه) قال الله سبحانه وتعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم (ومروءته عقله) إذ به يتميز عن الحيوان (وحسبه) بالتحريك (خلقه) بالضم أي ليس شرفه بشرف آبائه بل بشرف أخلاقه (حم ك هق) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (كسب الإماء حرام) قال المناوي أي بالزنا أو الغناء وكان أهل الجاهلية شأنهم ذلك (الضياء عن أنس) بإسناد صحيح (كسر عظم الميت) المحترم (ككسره حيا) في كونه حراما شديد التحريم قال المناوي وما ذكر من أن الحديث هكذا وما وقع في نسخ الكتاب والموجود في أصوله القديمة المصححة كسر عظم الميت وأذاه إلى آخره هكذا هو عند مخرجيه المذكورين فسقط من قلم المؤلف وإذا (حم د هـ) عن عائشة (كسر عظم الميت) المحترم (ككسر عظم الحي في الإثم) فهو محترم بعد موته كاحترامه حال خياته (هـ) عن أم سلمة (كفى بالدهر) أي كفى تقلبه بأهله (واعظا) مذكراً ومنبها على زوال الدنيا (وبالموت مفرقا) وسببه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أن فلاناً جارى يؤذيني فقال اصبر على أذاه وكف عنه أذاك قال فما لبثت إلا يسير إذا جاء فقال يا رسول الله إن جاري ذاك مات فذكره (ابن السني في عمل يوم وليلة عن أنس) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كفى بالسلامة داء) لأن دوام سلامة العبد في نفسه وماله وأهله من المصائب لأنها تورثه البطر والعجب والكبر وتنسيه الآخرة وتحبب إليه الدنيا (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف (كفى بالسيف شاهداً) قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن سلمة بن المحبق قال قيل لأبي ثابت سعد بن عبادة حين نزلت آية الحدود وكان رجلاً غيوراً رأيت لو أنك وجدت مع أم ثابت رجلاً أي شيء كنت تصنع قال كيف ضاربهما بالسيف أأنتظر حتى أجيء بأربعة إلى ما ذاك قال فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كفى بالسيف شاهداً قال وحديث سعد بن عبادة في مسلم بألفاظ منها عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة الأنصاري قال يا رسول الله رأيت أن الرجل يجد مع امرأته رجلاً يقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قال سعد بلى والذي أكرمك بالحق فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم اسمعوا لي ما يقول سيدكم قال المازريّ وغيره ليس هو ردّ القول النبي صلى الله عليه وسلك ومخالفة من سعد لا مره وإنما معناه الأخبار عن حالة الإنسان عند رؤيته الرجل مع امرأته واستيلاء الغضب عليه فإنه حيمئذ يعاجله بالسيف وإن كان عاصياً زاد الدميري وقال الخطابي يشبه أن تكون مراجعة سعد النبيّ صلى الله عليه وسلم طمعا في الرخصة لا ردّاً لقوله صلى الله عليه وسلم فلما أبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكر عليه قوله سكت سعد واتقاد وقد اختلف الناس في هذه المسألة فكان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول من لم يأت بأربعة شهداء أعطى برمته أي أقيد به وروى عن عمر أنه هاد ردمه ولم ير فيه قصاصاً ويشبه أن يكون أنهار دمه مباحا فيما بينه وبين الله تعالى إذا تحقق الزنا منه فعلا وكان الزاني حصنا وذكر الشافعيّ حديث عليّ قال بهذا نأخذ غير أنه قال ويسعه فيما بينه وبين الله تعالى قتل الرجل وامرأته إذا كان ثيبين وعلم أنه قد نال نها ما يوجب القتل ولا يسقط عنه القرد في الحكم وكذلك قال أبو ثور وقال أحمد أن جاء ببينة أنه وجده مع امرأته في بيته فقتله فهدر ذمه وكذلك قال إسحاق انتهى والمراد أن السيف كالشاهد الذي يقطع الخصومة (هـ) عن سلمة بن المحبق (كفى بالمرء إثما يحدث بكل ما يسمع) قال المناوي أي لو لم يكن للرجل كذب إلا تحدّثه بكل ما سمعه لكفاه في الكذب لأن جميع ما يسمعه ليس بصدق بل بعضه كذب فلا يحدّث إلا بما ظن صدقه (دك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت) أي من يلزمه قوته (حم د ك هق) عن ابن عمرو ابن العاص بإسناد صحيح (كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في أمر دينه ودنياه) لأنه إنما يوثق به ويعتمد عليه إذا كان أميناً عدلاً فثقة المؤمنين به شهادة له بالصدق والوفاء فيسعد بشهادتهم لأنهم شهداء الله في أرصه (ابن النجار عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن لغيره (كفى بالمرء شراً أن يتسخط ما قرب إليه) أي ما قربه لع المضيف من الضيافة لأن التكلف للضيف منهي عنه فإذا تسخط ما حضر فقد باء بشر عظيم (ابن أبي الدنيا) في كتاب (قرى) بكسر القاف (الضيف وأبو الحسين بن بشران) بكسر الموحدة (في أماليه عن جابر بن عبد الله قال الشيخ ضعيف (كفى بالمرء علما أن يخشى الله) قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (وكفى بالمرء جهلا إن يعجب بنفسه) لما ينشأ عنه من الكبر والخيلاء وذا إنما يصدر عمن جهل أن الكبرياء والعظمة لله سبحانه وتعالى (هب) عن مسروق مرسلاً قال الشيخ حديث حسن لغيره (كفى بالمرء فقهاً إذا عبد الله) لجمعه بين العبادة والفقه المصحح لها (وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه) لما تقدّم (حل عن ابن عمرو) بن العاص قال الشيخ حديث ضعيف (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) قال العلقمي قال شيخنا تبعاً للنووي لأنه يسمع في العادة الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لا محالة لإخباره

بما لم يكن والكذب الأخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه وإن لم يتعمد زاد النووي التعمد شرط في كونه إثماً (م) عن أبي هريرة (كفى بالمرء من الشرّ أن يشار إليه بالأصابع) قال المناوي تمامه قالوا وإن كان خيراً فهو مذلة إلا من رحم الله وإن كان شراً فهو شر (طب) عن عمران بن حصين قال الشيخ حديث حسن (كفى بالمرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع وكفى بالمرء من الشح أن يقول) لمن له عليه دين (آخذ حقي منك لا أترك منه شيئاً) فيه الحث على المسامحة في المعاملة حيث جعل المضايقة فيها من الشح قال المناوي ولهذا عدّ الفقهاء المضايقة في التافه مما تردّ به الشهادة (ك) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث صحيح (كفى بالموت واعظا) فينبغي الإكثار من تذكره فإنه يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة (وكفى باليقين) أي السكون إلى الله واعتقاد أن ما قدر له لا يفوت (غنى للنفس) فمن حصل له ذلك فقد أوتى الغنى الأكبر (طب) عن عمار بن ياسر وضعفه المنذري (كفى بالموت) أي الإكثار من تذكره (مزهدا في الدنيا ومرغبا في الآخرة) في الإكثار من الأعمال النافعة فيها (ش حم) في الزهد عن الربيع بن أنس مرسلا قال الشيخ حديث (كفى إثما أن تحبس عمن تملك قوته) قوته مفعول تحبس قال العلقمي بوّب عليه النوويّ فقال باب فضل النفقة على العيال والمملوك وإثم من ضيعهم أو حبس نفقتهم عنهم ثم قال مقصود الباب الحث على النفقة على العيال والمملوك وإثم من ضيعهم أو حبس نفقتهم عنهم ثم قال مقصود الباب الحث على النفقة على العيال وبيان عظم الثواب فيه لأن منهم من تجب نفقته بالقرابة ومنهم من تكون مندوبة وتكون صدقة وصلة ومنهم من تكون واجبة بملك النكاح أو ملك اليمين وهذا كله فاضل محثوث عليه وهو أفضل من صدقة التطوّع ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في رواية ابن أبي شيبة أعظمها أجر الذي أنفقته على أهلك مع أنه ذكر قبله النفقة في سبيل الله وفي العتق والصدقة ورجح النفقة على العيال على هذا كله لما ذكرناه (م) عن ابن عمرو بن العاص (كفى ببارقة السيوف) أي بلمعانها (على رأسه) يعني الشهيد (فتنة) فلا يفتن في قبره ولا يسأل إذ لو كان فيه نفاق لفرّ عند التقاء الجمعين قال العلقمي وسببه عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد فذكره (ن) عن رجل صحابي قال الشيخ حديث صحيح (كفى بك إثما أن لا تزال مخاصماً) فالمستمرّ على الخصام الماهر فيه من أبغض الخلق إلى الله تعالى (ت) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (كفى به شحاً أن أذكر عند رجل فلم يصل على) لأنه فوّت على نفسه صلاة الله عليه بالمرّة الواحدة عشراً ولهذا أوجب جمع الصلاة عليه كلما ذكر (ص) عن الحسن مرسلاً وهو البصري قال الشيخ حديث ضعيف (كفر بالمرء نصراً أن ينظر إلى عدوّه) خائضا (في معاصي اله) فإن ذلك سبب هلاكه (قر) عن علي قال الشيخ حديث ضعيف (كفى بالرجل) من البشر وكذا غيره من وأنثى وخنثى (أن يكون بذيا) البذاء الفحش في اللسان أي (فاحشاً بخيلاً) فيه الحث

على اجتناب هذه الخصال (هب) عن عقبة بن عامر الجهني قال الشيخ حديث ضعيف (كفى بالمرء في دينه) من الخسران والنقص (أن يكثر خطاؤه) أي إثمه وذنوبه (وينقص حلمه وثقل حقيقته) يحتمل أنه على حذف مضاف أي طاعات حقيقته أي الطاعات الصادرة عنه (جيفة بالليل) أي نائم طول الليل كأنه جسد ميت لا روح فيه لا يتهجد ولا يذكر الله (بطال بالنهار) لا حرفة له (كسول) كثير الكسل عن القيام بالطاعة (هلوع) أي شديد الجزع والضجر (منوع) كثير المنع للخير (رتوع) أي متسع في الخصب (اكول) بنهمة وشره (حل) عن الحكم بن عمير قال الشيخ حديث ضعيف (كفى بالمرء إثماً أن يشار إليه بالأصابع إن كان خيراً) أي إن كان اشتهاره في خير (فهي مزلة) قال الشيخ بكسر الزاء فربما أعجب بنفسه (إلا من رحم) الله بأن رزقه الله الإخلاص (وإن كان شراً فهو شر) فيه أن الخمول محمود وأن الاشتهار مذموم الأمن شهره الله لشهر العلم من غير طلب منه للشهرة (هب) عن عمران بن حصين قال الشيخ حديث ضعيف (كفاك الحية) بالنصب بدل من الكاف (ضربه بالسوط) سواء (أصبتها أم أخطأتها) قال الشيخ أراد وقوع الكفاية بها في الإتيان بأمور ولم يرد المنع من الزيادة على ضربة فليس منسوخاً بحديث اقتلوا الحيات (قط) في الإفراد (هق) عن أبي هريرة قال الشيخ ضعيف (كفارة الذنب الندامة) قال في المصباح ندم على ما فعل ندما وندامة فهو نادم والمرأة نادمة إذا حزن أو فعل شيئا ثم كرهه (ولو لم تذنبوا الآتي الله بقوم يذنبون ليغفر لهم) أي ليتوبوا فيغفر لهم (حم طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (كفارة المجلس) أي اللفظ الواقع فيه وفي نسخة شرح عليها المناوي المسجد بدل المجلس فإنه قال ويسن ذلك في غير المسجد أيضا وإنما خصه لأنه فيه أهم وآكد (أن يقول العبد) بعد أن يقوم كما في رواية الكبراني (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك وأتوب إليك (طب) هن ابن عمرو) بن العاص (وعن ابن مسعود) وإسناده حسن (كفارة الذنب إذا لم يسم كفارة اليمين) قال المناوي حملة الشافعية على نذر الإلجاج والغضي ومالك والجمهور على النذر المطلق وأحمد على نذر المعصية وجمع محدثون على جميع أنواع النذر أمّا المقدي فلابدّ من الوفاء به (حم م ش) عن عقبة بن عامر الجهني (كفارة من اغتبت) أي ذكرته بما يكره في غيبته ولم يبلغه (أن تستغفر له) أي تطلب له المغفرة من الله تعالى أمّا لو بلغه فلا بدّ من استحلاله ما لم تتعذر مراجعته بموت أو سفر لا يمكن الوصول إليه فإن تعذرت استغفر له (ابن أبي الدنيا في) كتاب فضل (الصمت عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث حسن لغيره (كفارات الخطايا إسباغ الوضوء) أي إتمامه بالإتيان بفروضه ومندوباته (على المكاره) من نحو برد وقد عجز عن تسخين الماء (وإعمال) بكسر الهمزة (الأقدام إلى المساجد) أي السعي إليها لنحو صلاة (وانتظار الصلاة بعد الصلاة) في المسجد أو غيره

فذلك يكفر الصغائر (هـ) عن أبي هريرة وإسناده صحيح (كفر) بضم فسكون بصيغة المصدر (بالله) أي بنعمته (تبرء) بصيغة المصدر أيضاً أي تبرأ الأصل أو الفرع من نسب فرعه أو أصله (وإن دق) النسب أي أمكن حيث أمكن كونه منه قال الشيخ والكفر هنا بمعنى الكبيرة لأنها من أقرب شيء إليه (البزار عن أبي بكر) الصديق بإسناد ضعيف (كفر) كائن (بامرء ادعاء) بالمدّ (نسب لا يعرف أو حجده وإن دق) كأنه كذب على الله كأنه يقول ما خلقني الله من فلان قال المناوي والمراج كفر النعمة (هـ) عن ابن عمر) بن العاص (كفر) فعل ماض (بالله العظيم عشرة من هذه الأمّة) أي فعل كل واحد منهم فعل أهل الكفر (الغال) من نحو غنيمة (والساحر والديوث) قال في النهاية هو الذي لا يغار على أهله (وناكح المرأة) أي امرأته في دبرها (وشارب الخمر ومانع الزكاة ومن وجد سعة ومات ولم يحج والساعي في الفتن وبائع السلاح أهل الحرب ومن نكح ذات محرم منه) قال المناوي فكل منهم يكفران استحل ذلك لكن ينبغي استثناه الوطء في دابر امرأته (ابن عساكر عن البراء) بن عازب قال الشيخ حديث حسن (كف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك) أي تؤجر عليها كما تؤجر على الصدقة (ابن أبي الدنيا في الصمت عن أبي ذر) وإسناده حسن (كف عنا جشاءك) أي هذه الخصلة بالمدّ قال في المصباح تجشأ الإنسان تجشأ والاسم الجشاء مثل غراب وهو صوت من ريح يحصل من فم المعدة عند حصوله الشبع (فإن أكثرهم) أي الناس (شبعاً في الدنيا أطوله جوعا يوم القيامة) وسيأتي ما ملأ أحد أو هي وعاء شراً من بطنه والنهي عن الجشا نهى عن سببه وهو الشبع وهو مذموم شرعاً وطباً وسببه كما في ابن ماجه ابن عمر قال ت حسن غريب (كف عنه أذاك واصبر لأذاه فكفى بالموت مفرقاً) وسببه كما في الكبير قال شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاره فذكره (ابن النجار عن أبي عبد الرحمن) عبد الله بن يزيد (الحبلى) قال الشيخ بضم المهملة والموحدة (مرسلاً) قال وهو حديث حسن (كفوا صبيانكم عن الانتشار عند العشاء) بالكسر أي أوّل الليل (فإن للجن) حينئذ (انتشاراً) تفرقاً (وخطفة) قال العلقمي قال في المصباح خطفه يخطفه من باب تعب استلبه بسرعة وخطفه خطفا من باب ضرب لغة واختطف يختطفون الأطفال بسرعة (د) عن جابر بن عبد الله بإسناد صحيح (كفوا عن أهل لا إله إلا الله) أي عن قتلهم وإذا هم فمن نطق بالشهادتين عصم نفسه وماله (لا تكفروهم وهم بذنب) ارتكبوه (فمن كفر أهل لا إله إلا الله) أي حكم بكفرهم (فهو إلى الكفر أقرب) منه إلى الإيمان (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن (كل آية في القرآن) حفظها الشخص (درجة) له (في الجنة) فيقال

للقارئ أرق على قدوما كنت تقرؤه (ومصباح) أي نور (في بيوتكم) أي يضيء لأهل السماء بتلاوة القرآن منها كما تضيء المصابيح (حل) عن ابن عمرو بن العاص بإسناده ضعيف (كل ابن آدم يأكله التراب) أي كل أجزاء ابن آد تبلى (الأعجب الذنب) بفتح العين وسكون الجيم ويقال عجم بالميم العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب وهو رأس العصعص (منه خلق) أي منه ابتدأ خلق الإنسان (ومنه يركب) خلقه عند قيام الساعة وهذا عام خص منه الأنبياء ونحوهم فإن اله حرم على الأرض أن تأكل أجسادهم كما صرح به في الحديث (م د ن) عن أبي هريرة (كل أحد أحق بماله من والده وولده والناس أجمعين) فيجب أن يقدّم الشخص نفسه في النفقه على مل أحد حتى على زوجته (هق) على حيان بن جعلة الجمحى قال العلقمي بجانبه علامة الصحة (كل البواكي) على موتاهن (يكذبن) فيما وصفن به موتاهنّ من الفضائل (إلا أم سعد) بن معاذ فإنها لم تكذب فيما وصفته به (ابن سعد بن إبراهيم مرسلا) هو الزهري (كل الخير أرجو من ربي) أي أؤمل منه أن يجمع في ما تفرق من الخيور في الأنبياء وقد حقق الله رجاء (ابن سعد) في طبقاته (وابن عساكر) في تاريخه (عن العباس) بن أحمد (كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها) إلى يوم القيامة أي يؤخر جزاءه (إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه) أي فاعله (في الحياة الدنيا قبل الممات) عقبه أو بعد حين (طب ك) عن أبي بكرة قال الشيخ حديث صحيح (كل العرب) قال المناوي الموجودين حالتئذ (من ولد إسماعيل بم إبراهيم) أي كلهم ذريته قال فأولاد جر هم ليس من العرب (ابن سعد بن علي) بضم المهملة وفتح اللام (ابن رباح مرسلا) هو اللخمي (كل الكذب يكتب على ابن آدم) أي أئمة (إلا ثلاث) يحتمل أنه منصوب على طريقة المتقدّمين الذين يرسمون المنصوب بلا ألف ويحتمل أن النفي مقدّر أي لا يترك من كتابه الكذب إلا ثلاث (الرجل) يجوز رفعه ونصبه أي كذب الرجل حال كونه (يكذب في الحرب) لمصلحة محاربة الأعداء فلا يكتب عليه فيه إثم (فإن الحرب خدعة) علة لا باحة الكذب فيه قال المناوي بل قد يجب إذا دعت إليه الضرورة (والرجل يكذب المرأة) قال المناوي أي حليلته أو نحو بنته (فيرضيها) بذلك (والرجل يكذب بين الرجلين) اللذين بينهما فتنة أو عداوة ليصلح بينهما (طب) وابن السني) في عمل يوم وليلة (عن النواس) بن سمعان قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (كل المسلم) أي المسلم وما تعلق به (على المسلم) متعلق بالخبر وهو قوله (حرام ماله) بالرفع وكذا ما بعده بيان لكل أي أخذ ماله بنحو غصب (وعرضه) أي هتك عرضه بالتكلم فيه بما يشينه والعرض محل المدح والذم من الإنسان (ودمه) أي إراقة دمه أو قتله بلا حق (حسب أمره من الشر) أي يكفيه منه (أن يحقر أخاه المسلم) أي يزره ويزدريه ولا يعبأ به وهذا كالتتميم للعموم المستفادة من كل (ده) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث

صحيح (كل أمتي معافاً) بفتح الفاء والتنوين قال المناوي بمعنى عفا الله عنه أو سلمه الله وسلم منه (إلا المجاهرين) بالمعاصي من تجاهر بكذا بمعنى جهر به أو المراد الذين يجاهر بعضهم بالتحدث بالمعاصي فالمفاعلة على بابها (وإن من الجهار) وفي رواية الأجهار وفي أخرى بالمجاهرة قال العلقمي والثلاثة بمعنى الظهور والإظهار (أن يعمل الرجل بالليل عملاً) سيئاً (ثم يصبح وقد ستره الله) تعالى (فيقول عملت البارحة) قال في الفتح هي أقرب ليلة مضت من وقت القول (كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستره الله عنه) بإظهار ذنبه فإذا كان الحق لله تعالى فالمطلوب أن يستر الشخص على نفسه ويثوب ويرجو رحمة ربه لأن الله تعالى أكرم الأكرمين ورحمته سبقت غضبه وإذا ستره في الدنيا لم يفضحه في الآخرة وفي الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله وضرب من العناد والظاهر أن هذا خرج مخرج الحث على ترك المجاهرة (ق) عن أبي هريرة (كل أمتي معافاً إلا المجاهرين) أي المظهرين للمعاصي ثم فسر المجاهر بأنه (الذي يعمل العمل الشيء بالليل فيستر ربه ثم يصبح فيقول يا فلان إني عملت البارحة كذا وكذا فيكشف ستر الله عز وجل) عنه فيؤاخذ به في الدنيا بإقامة الحد أو التعزيز عليه وفي العقبي بالعقاب لأن من صفاته تعالى ستر القبيح فإظهاره كفر لهذه النعمة واستهانة بستره تعالى وتخصيص الليل لا لإخراج النهار بل لوقوع ذلك فيه غالبا دون النهار (طس) عن أبي قتادة قال الشيخ حديث حسن لغيره (كل أمتي) أي أمة الإجابة (يدخلون الجنة إلا من أبى) بفتح الهمزة والموحدة أي عصى منهم بترك الطاعة أو أراد أمة الدعوة ومن أبى من كفر قالوا ومن يأبى يا رسول الله (قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني) بعدم التصديق أو بفعل المنهي (فقد أبى) فإن كان كافر ألم يدخل الجنة أصلا أو مسلما يدخلها حتى يطهر بالنار وقد يدركه العفو فلا يعذب أصلا (خ) عن أبي هريرة (كل امرئ) أي كل إنسان (مهيأ) أي مصروف مسهل (لما خلق له) من خير وشر (حم طب ك) عن أبي الدرداء وإسناده حسن (كل امرئ) يكون (في ظل صدقته) يوم القيامة حتى تدنوا الشمس من الرؤس (حتى يقضي) قال المناوي لفظ رواية الحاكم حتى يفصل (بين الناس) بمعنى أن المتصدق يكفي المخاوف ويصير في كنف الله وستره (حم ك) عم عقبة بن عامر وإسناده صحيح (كل أمر ذي بال) أي حال يهتم به شرعاً (لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو اقطع) أي ناقص وقليل البركة (هـ هق) عن أبي هريرة بإسناد حسن (كل أمر ذي بال) قال المناوي وفي رواية كل كلام والأمر أعم لأنه قد يكون فعلا (لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم اقطع) قال المناوي والمراد بالحمد ما هو أعم من لفظه فلا تعارض بين رواية الحمد والبسملة (عبد القادر الرهاوي) قال المناوي بضم الراء نسبة إلى رها بالضم حي من مرجح (في) أول كتاب (الأربعين عن أبي هريرة) بإسناد

حسن (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة عليّ فهو أقطع بتر ممحوق من كل بركة) الحافظ عبد القادر (الرهاوي) بضم الراء في الأربعين (عن أبي هريرة) قال العلقمي زاد في الكبير والديلمي وقال الرهاوي غريب تفرد بذكر الصلاة فيه إسماعيل بن أبي زياد وهو ضعيف جدّالا يعتدّ بروايته ولا يزيادته (كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول لولا أن الله هداني فيكون له شكر) قال العلقمي قال شيخنا قال أبو البقاء شكر في هذه الرواية مرفوع ووجهه أن يكون بمعنى يحدث وهي تامّة وشكر فاعلها ولوروى بالنصب لكان خبر يكون اهـ قلت ظاهره أن الرواية بالرفع وهي في خط شيخنا في الأصل بالنصب فلعل هناك رواية أخرى بالنصب ويرشد إليه قوله في هذه الرواية (وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول لو أن الله هداني فيكون عليه حسرة) قال المناوي تمامه ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله (حم ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح (كل بناء) لا يحتاج إليه ولا يقصد به قربة (وبال على صاحبه يوم القيامة إلا مسجدا) ونحوه كمدرسة ورباط واستثنى في خبر آخر ما لابدّ منه لحاجة الإنسان (هب) عن أنس بإسناد حسن (كل بنيان) بوصفه السابق (وبال على صاحبه) يوم القيامة ظاهر هذا الحديث وما أشبهه حرمة البناء حينئذ ولم أر من قال بذلك (إلا ما كان وأشار بكفه) قال المناوي أي إلا ما كان قليلا بقدر الحاجة فلا يوسعه ولا يرفعه (وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به) أي بعلمه (طب) عن وائلة بن الأسقع بإسناد ضعيف (كل بني آدم يمسه الشيطان) أي يطعنه بأصبعه في جنبه (يوم) أي وقت (ولدته أنه إلا مريم) بنت عمران (وابنها) عيسى لاستجابة دعاء حنة لها بقولها إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم قال النووي هذه فضيلة ظاهرة وظاهر الحديث اختصاصها بعيسى وأمّه وأشار القاضي إلى أن جميع الأنبياء يشاركونه فيها (م) عن أبي هريرة (كل بني آدم) بالنصب مفعول (يطعنه الشيطان في جنبه بأصبعه) قال العلقمي بالأفراد للأكثر ولأبي ذر والجرجاني جنبيه بالتثنية (حين يولد) زاد في رواية للبخاري فيستهل صارخا (غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب) أي المشيمة التي ولد فيها الولد اقتصر على عيسى هنا دون الأول قال المناوي لأن هذا بالنسبة للطعن في الجنب وذاك بالنسبة للجس وقد ذكر العلقمي هذا عن صاحب الفتح ثم قال والذي يظهران بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخرون والزيادة من الحافظ مقبولة (خ) عن أبي هريرة (كل بني آدم حسود) كثير الحسد (ولا يضرها حاسداً حسده) لأنه مما جبل عليه (ما لم يتكلم باللسان أو يعمل باليد) قال المناوي هذا الحديث سقط منه قلم المؤلف جملة ولفظ مخرجه أبى نعيم كل بني آدم حسود وبعض الناس أفضل في الحسد من بعض ولا يضر حاسداً حسده

إلى آخره (حل) عن أنس بن مالك (كل بني آدم خطاء) بتشديد الطاء والمدّ والتنوين أي غالبهم كثير الخطأ (وخير الخطائين التوابون) فالعبد لا يضره ذنب وإنما يضره ترك التوبة (حم ت ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح (كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم) قال المناوي ومن خصائصه أن أولاد بناته ينتسبون إليه بخلاف غيره وأولاد بناته يتنسبون إليه بخلاف غيره وأولاد بنات بناته لا يشاركون أولاد الحسنين في الانتساب إليه وإن كانوا من ذريته (طب) عن فاطمة الزهراء قيل سميت بذلك لأنها لم تحض قال الشيخ حديث حسن (كل بني انتثى فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم) قال المناوي خص التعصيب بأولادها دون أختيها ولذلك ذهب جمع إلى أن ابن الشريفة غير شريف إذا لم يكن أبوه شريفا (طب) عن عمر بن الخطاب بإسناده ضعيف (كل بيعين) بتشديد المثناة التحتانية فيه بعد الموحدة (لا بيع) لازم (بينهما حتى يتفرقا) من مجلس العقد فيلزم البيع بالتفرق فليس لأحدهما فسخه (إلا بيع الخيار) قال المناوي فيلزم باشتراطه ولم يظهر لي معنى كلامه فإن قيل مراده إلا البيه الذي اختير فيه لزوم البيع قبل التفرق وإن لم يتفرقا قلت بعيد والظاهر أن المراد إلا البيع المشروط فيه الخيار ثلاثة أيام فأقل فلا يلزم بالتفرق وإنما يلزم بانقضاء المدّة (حم ق ن) عن ابن عمر بن الخطاب (كل جسد) في رواية كل لحم (بنت بن سحت) أي من أكل ما لا يحل (فالنار أولى به) وعيد شديد يفيد أن أكل أموال الناس بالباطل كبيرة (هب حل) عن أبي بكر بإسناده ضعيف (كل حرف في القرآن يذكر فيه القنون فهو) أي فالمراد به الطاعة (حم ع حب) عن أبي سعيد بإسناد حسن (كل خطبة ليس فيها تشهد) وفي رواية شهادة والمراد الشهادتين من إطلاق الجزء على الكل (فهي كاليد الجذما) أي المقطوعة التي لا فائدة بها لكن يحتمل أن المراد نفي الكمال لأن الشهادة ليست من أركان الخبة (د) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (كل خطوة) هي بفتح الخاء المرة الواحدة وبالضم اسم لما بين القدمين (يخطوها أحدكم إلى الصلاة يكتب له بها حسنة وتمحو عنه بها سيئة) يحتمل بناء الفعلين للمفعول والواو في يمحو مصحفة عن الياء واصلة يمحى والظاهر بناء الأول للمفعول والثاني للفاعل وهو الله تعالى أن قرئ بالمثناة التحتية والملائكة أن قرئ بالفوقية (حم) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة (كل خلة) بفتح المعجمة وشدة اللام أي خصلة (يطبع عليها المؤمن) أي يمكن أن يطبع عليها (إلا الخيانة والكذب) فلا يطبع عليهما وإنما يحصل له ذلك بالتطبع (ع) عن سعد قال الشيخ ابن أبي وقاص بإسناد حسن (كل خلق الله تعالى حسن) قال المناوي أي أخلاقه المخزومة عنده التي هي مائة وسبعة عشر كلها حسنة فمن أراد به خير أمنحه منها شيئا فعلى هذا خلق بضمتين ويحتمل أنه بسكون اللام بمعنى مخلوق (حم طب) عن الشر يد بن سويد بإسناد حسن (كل

دابة من دواب البحر والبر ليس لها دم منعقد) قال المناوي كذا هو بخط المؤلف وفي نسخ ينفصد وهي رواية (فليست لها ذكاة) قال المناوي أي فهي ميتة أهـ وقال الشيخ أي لا يلزم ذكاتها وما قاله الشيخ هو الظاهر ولعله مراد النبي صلى الله عليه وسلم (طب) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف (كل دعاء محجوب) عن القبول (حتى يصلي) بالبناء للمفعول أي حتى يصلي الداعي (على النبي صلى الله عليه وسلم) ظاهره ولو بعد طول الزمن وإن لم يقصد الداعي بصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم طلب الإجابة وقال المناوي بمعنى أنه لا يرفع إلى الله حتى يستصحب الرافع معه الصلاة عليه لأنها الوسيلة إلى الإجابة (فر) عن أنس بن مالك مرفوعا (هب) عن عليّ موقوفا قال الشيخ حديث حسن (كل ذنب عسى الله أن يغفره) أن ترجى مغفرته (إلا) ذنب (من مات مشركا) يعني كافرا وخص الشرك لغلبته حينئذ (أو قتل مؤمنا متعمدا) هذا محمول على من استحل القتل أو على الزجر والتنفير إذ ما عدا الشرك من الكبائر يجوز أن يغفر وإن مات صاحبه بلا توبة (د) عن أبي الدرداء (حم ن ك) عن معاوية بإسناد صحيح (كل ذي مال أحق بماله) فيجب أن يقدم في الاتفاق على كل من تلزمه نفقته (يصنع منه ما شاء) مما لم ينه الشارع عنه (هق) عن ابن المنكدر مرسلا قال الشيخ حديق حسن (كل ذي ناب من السباع) يصول به (فأكله حرام) بخلاف ماله ناب لا يصول به كضبع فأكله حلال (م ن) عن أبي هريرة (كل راع مسئول عن رعيته يوم القيامة) يدخل فيه الولاة والمنفق على زوجة أو قريب أو رقيق أو بهيمة هل قام بحقها أن لا (خط) عن أنس قال الشيخ حديث حسن (كل سارحة وراثحة على قوم حرام على غيرهم) يحتمل أن يكون المراد مال الإنسان حرام على غيره بغير إذنه بلا ضرورة وهذا الاحتمال هو ظاهر شرح الشيخ وعبارته ولا شك أنّ تحريم الأموال على غير من هي له اتفق عليه أهل الملل أي لا يجوز لأحد أن يأخذ من مال غيره شيئا والسروح الغدوّ أول النهار والوراح آخره (طب) عن أبي إمامة بإسناد ضعيف (كل سبب ونسب) قال الشيخ السبب بالإسلام والتقوى والنسب بالأنساب ولو بالمصاهرة والرصاع (منقطع يوم القيامة الأسبى ونسبي) قال المناوي وهذا لا يعارضه قوله لأهل بيته لا أغنى عنكم من الله شيئا لأن معناه أنه لا يملك لهم نفعا لكن الله يملكه نفعهم بالشفاعة فهو لا يملك إلا أن ملكه ربه (طب ك هق) عن عمر (طب) عن ابن عباس وعن المسور قال الشيخ حديث صحيح (كل سلامي) بضم المهملة وخفة اللام أنملة أو مفصل من المفاصل الثلاثمائة وستين التي في كل أحد (من الناس عليه) كان القياس أن يقول عليها مراعاة للمضاف إليه كما في قوله سبحانه وتعالى كل نفس ذائقة الموت قال العلقمي لكن دل مجيئها في هذا الحديث على الجواز أي جواز مطابقة المضاف ويجوز أن يكون ضمن السلامي معنى العظم أو المفصل فذكر الضمير لذلك والمعنى على كل مسلم مكلف بعدد كل مفصل من

عظامه (صدق الله) تعالى على سبيل الشكر له بأن جعل عظامه مفاصل يتمكن بها من القبض والبسط وخصت بالذكر لما في التصرف بها من دقائق الصنائع التي اختص بها الآدمي كل يوم تطلع فيه الشمس بنصب كل على الظرفية قال المناوي وليس المراد هنا بالصدقة المالية فقط بل كني بها عن نوافل الطاعة كما يفيده قوله (تعدل) قال العلقمي فاعله الشخص المسلم المكاف وهو في تأويل المصدر مبتدأ أخبره صدقة نحو تسمع بالمعيدي خير من أن تراه وقوله سبحانه وتعالى ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا (بين الاثنين) متحاكمين أو متخاصمين أو متهاجرين (دقة) عليهما لوقايتهما مما يترتب عليه الخصام من قبيح قول أو فعل (وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها) المتاع أو الراكب بأن يعينه في الركوب أو يحمله كما هو (أو ترفع له عليها متاعه صدقة) وظاهر كلام العلقمي أن تعدل وتعين وترفع مبدوءة بالمثناة التحتية لكن قال المناوي في ترفع بمثناة فوقية بضبط المؤلف وفي تعين ما ذكر وسكت عن تعدل (والكلمة الطيبة صدقة) أي أجرها كأجر الصدقة (وكل خطوة) بفتح الخاء المرّة الواحدة وبضمها ما بين القدمين (تخطوها إلى الصلاة صدقة) أي ثوابها كثواب الصلاة (ودل الطريق صدقة) على الضال عنها (وتميط) بضم أوله أي تنحى (الأذى) أي ما يؤذى المارة من نحو شوك وحجر (عن الطريق صدقة) على المارة (حم ق) عن أبي هريرة (كل سنن قوم لوط) أي طرايقهم (فقدت إلا ثلاثا) منها فإنها باقية بفعل الناس لها (جرّ نعال السيوف) قال الشيخ ونعل السيف ما يجعل من فضة في آخره يجرونها على الأرض إعجابا بها (وخصف الإظفار) في أكثر النسخ بمعجمة فمهملة ففاء أي تلويثها مجازاً عن استواء السواد والبياض وفي نسخة شرح عليها الشيخ رحمة الله تعالى خضب بمعجمتين وموحدة تحتية ثم قال كفعل النساء في تقميع الأنامل (وكشف عن العورة) بحضرة من يجرم نظرة إليها وجر وما عطف عليها بالرفع خبر مبتدأ محذوف ويحتمل النصب على البدل ولا يشكل عليه قوله وكشف عن العورة بصورة المرفوع لاحتمال أنه منصوب على طريقة المتقدمين من المحدثين الذين يرسمون المنصوب بلا ألف (الشاشتي وابن عساكر عن الزبير) بن لعوّام (كل شراب اسكر فهو جرام) أي شأنه الإسكار وورود ما أسكر كثيره فقليله حرام سواء كان من عنب أو زبيب أو غيرهما وسببه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم سئل عن لبتع بكسر الموحدة ومثناة فوقية ساكنة وهو نبيذ العسل فذكره (حم ق 4) عن عائشة (كل شرط ليس في كتاب الله تعالى) أي في حكمه (فهو باطل وإن كان مائة شرط) أي وإن شرط مائة مرّة وقد تقدم الكلام عليه البزار (طب) عن ابن عبسا قال الشيخ حديث صحيح (كل شيء بقدر) أي جميع الأمور إنما هي بتقدير الله تعالى (حتى العجز والكيس) قال القاضي رويناه برفع العجز والكيس عطفا على كل وبجرهما عطفا على شيء قال ويحتمل أن العجز هنا على ظاهره وهو عدم القدرة وقيل هو كناية عن

ترك ما يجب فعله والتسويف وتأخيره عن وقته قال ويحتمل العجز عن الطاعات ويحتمل العموم في أمور الدنيا والآخرة والكيس ضدّ العجز وهو النشاط والحذق في الأمور ومعناه أن العاجز قدر عجزه والكيس قد قدر كيسه (حم م) عن ابن عمر بن الخطاب (كل شيء فضل عن ظل بيت وجلف الخبز) قال الشيخ الجلف بكسر الجيم وسكون اللام وقال المناوي وهو الخبز لا أدم معه أو الخبز اليابس (وثوب يوارى عورة الرجل والماء لم يكن لابن آدم فيه حق) يحتمل أن المراد الحث على ترك التنعم والزهد في الدنيا فلا ينافي الأكثر بالائتدام في أحاديث (حم) عن عثمان بإسناد حسن (كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو ولعب) وذلك مذموم (إلا أن يكون أربعة) أي واحد منها (ملاعبة) يجوز رفعه ونصبه (الرجل امرأته وتأديب الرجل فرسه ومشى الرجل بين الغرضين) والغرض بمعجمتين بينهما راء مرمى السهم يحتمل أنّ المراد مشيه بينهما في القتال ليجمع السهام المرمى بها أو مبارزة للقتال (وتعليم الرجل السباحة) بكسر المهملة وفتح الموحدة العوم (ن) عن جابر بن عبد الله وجابر بن عمير بالتصغير الأنضاري وإسناده حسن (كل شيء للرجل حل من المرأة في) حال (صيامه ما خلا ما بين رجليها) كناية عن جماعها فتجوز القبلة لمن لم تتحرك شهوته (طس) عن عائشة بإسناد ضعيف (كل شيء ينقص) وفي نسخة بغين وضاد معجمتين قال الشيخ وغاض الشيء ضدّ فاض بالفاء أي ينقص وتداوله بين الناس إلا الشرف إنه يزاد فيه (حم طب) عن أبي الدرداء قال العلقمي بجانبه علامة الصحة (كل شيء جاوز الكعبين من الإزار في النار) يعني صاحبه أن قصديه الخيلاء وهذا في حق الرجال لما تقدّم في حرف الذال من قوله صلى الله عليه وسلم ذيل المرأة شبر ذيلك ذراع (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن (كل شيء خلق من الماء) فهو مادة الحياة واصل العالم كله (حم ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح (كل شيء قطع من الحي فهو ميت) والميتة نجسة فهو نجس ويستثنى منه نحو شعر المأكول فهو طاهر (حل) عن أبي سعيد قال الشيخ حديث صحيح (كل شيء سوى الحديدة) قال المناوي وفي رواية للدّارقطني كل شيء سوى السيف وهي مبينة للمراد (خطأ) أي غير صواب يعني من وجب قتله فقتله المستحق بغير السيف كان مخطئا (ولكل خطأ أرش) قال الماوردي في تفسير قوله سبحانه وتعالى ومن قتل مؤمنا خطأ في تفسير هذا الخطأ قولان أحدهما أنه القتل بغير الحديدة فهو خطأ لا يجب فيه القود بل تجب فيه الدية وهذا قول أبي حنيفة والثاني أن يقصد غير إنسان كصيد أو شجرة فيقتل إنسانا معصوما أو يتلف شيئا من بدنه مما له مقدّر فإن لم يكن له مقدّر محكومة وما وجب في الخطأ فهو على عاقلة القائل وهم عصبته سوى الأصل والفرع ويوزع الواجب عليه في ثلاث سنين على الغنم منهم نصف دينار والمتوسط ربع دينار كل سنة فإن لم يفوا فمن بيت المال فإن تعذر فعلى الجاني (طب) عن النعمان

ابن بشير (كل شيء أساء المؤمن فهو مصيبة) فيؤجر عليه إذا صبر واحتسب (ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي إدريس الخولاني مرسلاً) وإسناده ضعيف (كل شيء بينه وبين الله تعالى حجاب إلا شهادة أن لا إله إلا الله ودعاء الوالد لولده) فليس بينهما وبين الله تعالى حجاب أي هو أسرع وصولا وقبولا (ابن النجار) في تاريخه (عن أنس) وإسناده ضعيف (كل شيء يتكلم بن ابن آدم فإنه مكتوب عليه) أي يكتب الملكان الحافظان (فإذا أخطأ الخطيئة ثم أحب أن يتوب إلى الله عز وجل فليأت بقعة) أي ليفارق موضع المعصية إلى بقعة أخرى والأولى كونها (مرتفعة فليمدد يديه إلى الله تعالى ثم يقول اللهم إني أتوب إليك منها لا أرجع إليها أبدا يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك) قال المناوي فإنه يؤاخذ بالأوّل والآخر لكن في أحاديث أصح من هذا أنه تصح توبته بشروطها وإن عاج بعد ذلك لا يقدح العود في الماضي (طب ك) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح (كل صلاة) فرضا كانت أو نفلا (لا يقرأ فيها بأم الكتاب) وفي نسخة القرآن أي الفاتحة (فهي) ذات (خداج) بكسر المعجمة أي فصلانه ذات نقصان نقص فساد وبطلان فلا تصح الصلاة بدونها ولو لمقتد عند الشافعي وجمهور العلماء وقال أبو حنيفة وطائفة قليلة لا تجب قراءة الفاتحة بل الواجب آية من القرآن (حم هـ) عن عائشة (حم هـ) عن ابن عمرو بن العاص (هق) عن عليّ بن أبي طالب (خط) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث حسن (كل طعام لا يذكر اسم الله عليه) عند أكله (فإنما هو داء) قال المناوي أي يضر بالجسد أو بالروح أو بالقلب (ولا بركة فيه وكفارة ذلك) يعني ما تحصل البركة فيه (إن كانت المائدة موضوعة) والطعام باقيا (أن تسمى الله وتعيد يدك) أي لتناوله الطعام (وإن كانت قد رفعت أن تسمي الله) تبارك وتعالى (وتلعق أصابعك) التي أكلت بها يحتمل أن يكون المراد أن تذكر عن قرب ولم يغسلها فإن كان غسلها سمى بلا لعق (ابن عساكر عن عقبة بن عامر) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كل طلاق جائز) أي واقع (الإطلاق المعتوه) أي المجنون (والمغلوي على عقله) يحتمل أن يكون العطف للتفسير أو هو أعم فيدخل فيه السكران غير المتعدّي والنائم والمغمى عليه واستثنى الشافعية أيضا الصبي فلا يقع طلاقه لدليل آخر (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره (كل عرفة موقف) والأفضل أن يقف بجل الرحمة قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وحد عرفات ما جاوز وادي عرفة إلى الجبال المقابلة لبساتين ابن عامر وليس منها عرنة ولا نمرة وآخر مسجد إبراهيم منها وصدره من عرنة ويميز بينهما صخرات كبار وجبل الرحمة وسط عرفات وموقف النبي صلى الله عليه وسلم عنده معروف (وكل مني منحر) أي محل للنحر (وكل المزدلفة موقف وكل فجاج) جمع فج وهو الطريق الواسع (مكة طريق ومنحر) لدخولها ونحر الدماء لكن الأفضل في الدماء الواجبة في العمرة أن تذبح بالمروة والواجبة في الحج أن تذبح بمنى (د هـ ك) عن جابر سكت عليه

أبو داود فهو صالح (كل عرفة موقف وارفعوا عن بطن عرنة) بضم المهملة وفتح الراء ولنون نوضع بين منى وعرفة (وكل المزدلفة موقف وارفعوا عن بطن محسر) بصيغة سم الفاعل واد بين منى ومزدلفة سمي به لأن فيل أبرهة أعيى فيه فحسرا أصحابه بفعله (وكل منى منحر إلا ما وراء العقبة) فلا يجزى النحر فيه عن الواجب لكونه من غير أرض الحرم (هـ) عن جابر (كل عرفات موقف وارفعوا عن عرنة وكل المزدلفة موقف وارفعوا عن بطن محسر وكل فجاج منى منحر وكل أيام التشريق ذبح) فلا يختص الذبح بيوم العيد (حم) عن جبير بن مطعم وإسناده صحيح (كل عمل منقطع) ثوابه (عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة) يعنى ثواب المرابطة لا ينقطع بالموت ويستثنى مع ذلك صور مرت (طب حل) عن العرباض وإسناده حسن (كل عين نظرت) إلى نحو أجنبية قصدا ولو بلا شهوة (زانية) أي آثمة (والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس) أي مجلس الرجال ليجدوا ريحها كما تقدّم (فهي زانية) أي آثمة (حم ت) عن أبي موسى قال ت حسن صحيح (كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله تعالى وعينا سهرت في سبيل الله وعينا خرج منها مثل رأس الذباب) من الدموع (من خشية الله) فيه الحث على هذه الخصال والترغيب فيها لما ينشأ عنها من الأمن والسرور وقت اشتداد الكرب وليس الحصر مرادا كما يعلم مما تقدم (حل) عن أبي هريرة بإسناد حسن (كل قرض صدقة) أي يؤجر المقرض كما يؤجر على الصدقة (طص حل) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف (كل قرض جر منفعة) إلى المقرض (فهو ربا) أي في حكم الربا فيكون حراما وعقد القرض باطل (الحارث) بن أبي إمامة (عن علي) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث حسن لغيره (كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم) أي مقطوع البركة أو ناقصها) (د) عن أبي هريرة وإسناده صحيح (كل كلم) بفتح الكاف وسكون اللام (يكلمه) بضم أوّله وسكون الكاف وفتح اللام أي كل جرح يجرحه (المسلم في سبيل الله) قيد يخرج ما يصيب مسلما من الجراحات في غير سبيل الله وزاد في رواية والله أعلم بمن يكلمه في سبيله وفيه إشارة إلى أن ذلك إنما يحصل لمن خلصت نيته (يكون يوم القيامة كهيئتها) أعاد الضمير إلى الكلن مؤنثا باعتبار الجراحة (آذ) أي حين (طعنت) قال العلقمي فإن قلت ما وجه التأنيث في طعنت والمطعون هو المسلم قلت أصله طعن بها وقد حذف الجار ثم أوصل الضمير المجرور إلى الفعل (تفجر) بفتج الجيم المشددة وحذف المثناة الأولى أي تنفجر (دما واللون لون الدم والعرف) بفتح المهملة وسكون الراء آخره فاء الريح (عرف) ريح (مسك) والحكمة في كون الدم يأتي يوم القيامة على هيئته أنه يشهد لصاحبه بفضله وعلى ظالمه بفعله وفائدة رائحته الطيبة أنه ينتشر أهل الموقف إظهاراً لفضيلته أيضاً ومن ثم لم يشرع غسل شهيد المعركة (ق) عن أبي هريرة (كل ما صنعت) أي كل

معروف صنعته (إلى أهلك) من زوجة وغيرها بقصد التقرب به والاحتساب أي طلب الثواب (فهو صدقة عليهم) أي يثاب عليه ثواب الصدقة (طب) عن عمرو بن أمية الضميري قال العلقمي بجانبه علامة الصحة والحسن (كل مال النبيّ) أل فيه للجنس (صدقة) على المسلمين (إلا ما أطعمه أهله وكساهم) يعني ما تركه بعد موته لا يكون لورثته كما صرح به قوله (أنا) معشر الأنبياء (لا نورث) تكرمة لهم كما قال الأكثرون أو تخفيفا كما قال الإمام الغزالي (د) عن الزبير وإسناده حسن (كل مال أذى زكاته فليس بكنز وأن كان مدفونا تحت الأرض وكل مال لا يؤدّي زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا) على وجه الأرض (هق) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث لغيره (كل كا توعدون في مائة سنة) قال المناوي أي من أشراط الساعة يكون في مائة سنة وهذا مؤول اهـ والله أعلم بمراد نبيه به (البزار عن نوبان) واعله ابن الجوزري (كل مؤدب) بضم الميم وسكون الهمزة وكسر الدال المهملة (يجب أن تؤتي مؤدبته) بضم الدال وفتحها وهو الطعام الذي يصنعه الرجل يدعو إليه الناس يعمي كل مؤلم يجب أن يأتيه الناس في وليمته (وأدبة الله القرآن) قال الشيخ بضم الهمزة وسكون الدال المهملة وفتح الموحدة التحتية أي مأدبته أي مدعاته شبه القرآن بصنيع صنعه الله للناس لهم فيه خير ومنافع (فلا تهجروه) أي عليكم بالإكثار من تلاوته وتفهم معناه (هب) عن سمرة ابن جندب قال الشيخ حديث حسن (كل مؤذ في النار) أي كل من آذى الناس في الدنيا يعذبه الله بنار الآخرة (خط) وابن عساكر عن علي قال الشيخ حديث حسن (كل مسجد فيه إمام ومؤذن فالاعتكاف فيه يصلح) قال المناوي أخذ به الحنابلة فقالوا ألا يصح الاعتكاف إلا بمسجد جماعة وقال الثلاثة يصح بكل مسجد (قط) عن حذيفة وهو حديث ضعيف (كل مسكر حرام) سواء كان من عنب أو من غيره قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن أبي موسى قال بعثني النبيّ صلى الله عليه وسلم أنا ومعاذ بن جبل إلى اليمن فقلت يا رسول الله أن شرابا يصنع بأرضنا يقال له المزور وسوبيه يقال لها البتع من العسل فذكره (حم د ن هـ) عن ابن عمر (حم ن هـ) عن أبي هريرة عن ابن مسعود قال المؤلف وهو متواتر (كل مسكر خمر) أي يخامر العقل ويغطيه قال العلقمي قال الخطابي يتأول على وجهين أحدهما أن الخمر اسم لكل ما يوجد فيه الإسكار من الأشربة كلها ومن ذهب إلى هذا قال إن للشريعة أن تحدث الأسماء بعد إن لم تكن كما إن لها أن تصنع الأحكام بعد إن لم تكن والآخران يكون معناه أنه كالخمر في الحرمة حكما إذا كان في معناها (وكل مسكر حرام) من المحرّمات الكبائر (ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يد منها لم يتب) أي مصر على شربها (لم يشربها في الآخرة) قال المناوي يعني لم يدخل الجنة لأن الخمر شراب أهل

الجنة أو يدخلها ويحرم شربها بأن ينزع منه شهوتها (حم م 4) عن ابن عمره (كل مسكر حرام وما أسكر منه الغرقى) قال المناوي بالتحريك مكيلة تسع ستة عشر رطلا وبالسكون تسع مائة وعشرين رطلاً (فملء الكف منه حرام) عبارة عن التكثير والتقليل لا التحديد (د ت) عن عائشة بإسناد صحيح (كل مشكل) قال المناوي أن كل حكم أشكل علينا (حرام) يحتمل أن يكون التحريم من حيث الحكم والإفتاء والعمل وفي المصباح شكل الأمر التبس اهـ فلو التبست ميتة بمذكاة حرمت المذكاة ووجب تركها لبقائه على أشكاله (وليس في الدين) أي دين الإسلام (أشكال) قال المناوي عند الراسخين في العلم غالبا لعلمهم الحكم في الحادثة بنص أو إجماع أو غيرها (طب) عن تميم الداري وهو حديث ضعيف (كل مصور) لذي روح (في النار) أن يكون يوم القيامة في جهنم (يجعل) بالبناء للمفعول (له بكل صورة صورها نفس) وفي رواية نفسا بالنصب وبناء يجعل للفاعل وهو الله سبحانه وتعالى (فتعذبه في جهنم) أي تعذبه نفس الصورة بأن يجعل فيها روح أو يجعل له بعدد كل صورة شخصا تعذبه (حم م) عن ابن عباس رضي الله عنهما (كل معروف صدقة) أي كل ما يفعل من أعمال البر والخير فثوابه كثواب من تصدق بالمال (حم خ) عن جابر بن عبد الله (حم م د) عن حذيفة بن اليمان وهو متواتر (كل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة) سواء كان المفعول معه من أهل المعروف أم من غير أهله (خط) في الجامع عن جابر (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن لغيره (كل معروف صدقة وما أنفق المسلم من نفقة على نفسه وأهله كتب له بها صدقة وما وفى به المرء المسلم عرضه) أي يعطيه لمن يخاف شره (كتب له به صدقة وكل نفقة أنفقها المسلم فعلى الله خلفها) تفضلا (والله) تعالى (ضامن إلا نفقة في بنيان) لم يقصد به وجه الله (أو معصية) قال المناوي ظاهره أنه لا يشترط الحصول الثواب نية القربة لكنه قيده في أحاديث آخر بالاحتساب فيحمل المطلق على المقيد عبد بن حميد (ك) عن جابر قال الشيخ حديث حسن (كل معروف صدقة والدال على الخير كفاعله والله يحب إغاثة اللهفان) أي المتحير في أمره الحزين المسكين أي يثيب عليها (هب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره (كل من ورد القيامة عطشان) قال المناوي فترد كل أمة على نبيها في حوضه فيسقى من إطاعة منهم (حل هب) عن أنس وإسناده ضعيف (كل مولود) من بتي آدم (يولد على الفطرة) اللام للعهد والمعهود فطرة الله التي فطر الناس عليها أي الخلقة التي خلقهم عليها من الاستعداد لقبول الدين (حتى يعرب عنه لسانه) فحينئذ أن ترك بحاله على طبعه ولم يتعرض له من يصده عن النظر الصحيح فيما نصب من الأدلة الجلية على التوحيد وصدق الرسول لم يختر إلا الملة الحنيفة إذا علمت ذلك (فأبواه) هما للذان (يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) أي جعلها الله تعالى سببا لما قضاه من دخوله في دين اليهودية

أو النصرانية أو المجوسية (ع طب هق) عن الأسود سريع قال الشيخ حديث صحيح (كل ميت يختم على عمله) قال العلقمي المراد به طي صحيفته وأن لا يكتب له بعد موته عمل (إلا الذي مات رابطا في سبيل الله فإنه ينمو) وفي رواية ينمي وهما لغتان (له عمله) أي يزيد (إلى يوم القيامة) يعني أن ثوابه يجرى له دائما ولا ينقطع بموته (ويؤمن) بضم ففتح فتشديد (من فتان القبر) أي فتانيه وهما منكر ونكير قال العلقمي يحتمل أن يكون المراد أن الملكان لا يجيئان إليه ولا يختبرانه بل يكفي موته مرابطا في سبيل الله تعالى شاهدا على صحة إيمانه ويحتمل أن يجيئان إليه لكن لا يضرانه ولا يحصل بسبب مجيئهما فتنة (د ت ك) عن فضالة بن عبيد (حم) عن عقبة بن عامر الجهني وإسناده صحيح (كل ميسر لما خلق له) قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عمران بن حصين قال رجل يا رسول الله تعرف أهل الجنة من أهل النار قال نهم قال فلم يعمل العاملون قال كل فذكروه وفي الحديث إشارة إلى أن المآل محجوب عن المكلف فعليه أن يجتهد في عمل ما أمر به فإن عمله إمارة إلى ما يؤل إليه أمره غالبا وإن كان بعضهم قد يختم له بغير ذلك كما في حديث ابن مسعود وغيره لكن لا إطلاع له على ذلك فعليه أن يبذل جهده ويجاهد نفسه في عمل الطاعة ولا يترك وكولا إلى ما يؤل أمره إليه فيلام على ترك المأمور ويستحق العقوبة (حم ق د) عن عمران بن حصبن (ت) عن عمر بن الخطاب (حم) عن أبي بكر الصديق (كل نائحة تكذب إلا أم سعد) بن معاذ القائلة حين حمل نعشه ويل أن سعد أضرّ أمه وجدا وسيد أسد أو من خصائص المصطفى أن يخص ما شاء بمن شاء ابن سعد عن محمود بن لبيد قال الشيح حديث حسن (كل نادبة كاذبة إلا نادبة حمزة) بن عبد المطلب رخص لها في ذلك وللشارع أن يخص من العموم ما شاء (ابن سعد عن سعد بن إبراهيم مرسلا) قال الشيخ حديث حسن (كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة الأنسبي وصهري ابن عساكر عن ابن عمر بن) الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (كل نعيم زائل إلا نعيم أهل الجنة وكل هم منقطع إلا هم أهل النار) الخالدين فيها لدوام عذابهم (ابن لال عن أنس) بن مالك وهو حديث ضعيف (كل نفس تحشر على هواها فمن هوى) بكسر الواو بمعنى الميل وأما بفتحها فبمعنى السقوط أي فمن مال إلي (الكفرة فهو مع الكفرة ولا ينفعه عمله شيئا) قال المناوي هذا ورد على طريق الزجر والتنفير عن مصادقة الكفار (طس) عن جابر بإسناد حسن (كل نفس من ابن آدم سيد فالرجل سيد أهله) أي عياله من زوجة وولد وخادم (والمرأة سيدة بيتها) قال المناوي ومن لا أهل له ولت زوج سيد على جوارحه (ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كل نفقة ينفقها العبد يؤجر فيها إلا البينان) الزائد على قدر الحاجة ولم يقصد به وجه الله (طب) عن خباب بن الإرث قال الشيخ حديث حسن (كل نفقة ينفقها المسلم

يؤجر على نفسه وعلى عياله وعلى صديقه وعلى بهيمته إلا في بناء إلا بناء مسجد) ونحوه مما ينبغي به وجه الله (هب) عن إبراهيم مرسلا قال الشيخ حديث حسن (كل يمين يحلف بها دون الله شرك) قال المناوي أراد شرك الأعمال لا شرك الاعتقاد (ك) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (كلكم بنو آدم وأدم خلق من تراب) فلا يليق بمن أصله التراب الفخر والتكبر (ليتهين) اللام موطئة للقسم والفعل مبني على الفتح أي والله لبنتهين (قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن) بضم النون الأولى وبقاء الفعل معربا للفاصل المقدر (أهون على الله تعالى من الجعلان) قال المناوي دويبة سوداء قوتها الغائط فإن شمت رائحة طيبة ماتت اهـ وفي العلقمي التصريح بأنه جمع جعل كصرد ويقال له أبو جعران بالكسر (البزار عن حذيفة) بإسناده حسن (كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله) قال في النهاية أي خرج عن الطاعة وفارق الجماعة اهـ فإن كان المراد أنه امتنع من الإيمان فواضح وإلا فالمراد نفي الدخول مع السابقين وشبهه به لقوة نفاره (طس ك) عن أبي إمامة وإسناده صحيح (كلكم راع) قال العلقمي الراعي هو الحافظ لمؤتمن الملتزم صلاح ما ائتمن على حفظه فهو مطلوب بالعدل فيه والقيام بمصالحه (وكلكم مسئول عن رعيته) في الآخرة فإن وفي ما عليه من الرعاية حصل له الحظ الأوفر وإلا طالبة كل أحد منهم بحقه في الآخرة (فالإمام) الأعظم ونائبه (راع) فهو ولي عليهم (وهو مسئول عن رعيته) هل راعى حقوقهم أولا (والرجل راع في أهله) زوجته وغيرها (هو مسؤل عن رعيته) هل وفاهم حقوقهم من كسوة ونفقة وغيرهما كحسن عشرة أولا (والمرأة راعية في بيت زوجها بحسن تدبير المعيشة والنصح له والشفقة والأمانة وحفظ نفسها ومالها وأطفاله (وهي مسؤول عن رعيتها) هل قامت بما عليها أولا (والخادم راع في مال سيده) بحفظه والقيام بمصالحه (وهو مسئول عن رعيته) هل وفي ذلك أولا (فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) قال المناوي عم ثم خصص وقسم الخصوصية إلى جهة الرجل وجهة المرأة وهكذا ثم عمم آخرا تأكيد لبيان الحكم أولا وآخراً اهـ قال العلقمي في قوله فكلكم جواب شرط محذوف ودخل في هذا العموم المنفرد الذي لا زوج له ولا خادم فإنه يصدق عليه أنه راع في جوارحه حتى يعمل المأمورات ويتجنب المنهيات (حم ق د ت) عن ابن عمر (كلما طال عمر المسلم) الكامل الإسلام (كان) أي حصل (له خير) يعني كلما طال عمره كثرت أعماله الصالحة هذا أكثر ما رأيته في أكثر النسخ من رفع خير ويحتمل نصبه أي كان طول عمره خير له ورسم بلا ألف على طريقة المتقدّمين من المحدثين الذين يرسمون المنصوب بلا ألف (طب) عن عوف بن مالك بإسناد حسن (كلمات الفرج) أي الكلمات التي يحصل بها الفرج عند الشدة

لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العليّ العظيم لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم) قال المناوي هذا الدعاء كان مشهورا عند أهل البيت يسمونه دعاء الفرج فيتكلمون به في النوائب والشدائد فتعارف عندهم الفرج به (ابن أبي الدنيا) في كتاب (الفرج) بعد الشدّة (عن ابن عباس) وإسناده حسن (كلمات من ذكرهن مائة مرة دبر كل صلاة) وهي (الله أكبر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا حول ولا قوة إلا بالله لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن (حم) عن أبي ذر بإسناد حسن (كلمات من قالهن عند وفاته دخل الجنة) مع السابقين أو من غير سبق عذاب (لا إله إلا الله الحليم الكريم) يقولها (ثلاثا) من المرات (الحمد لله رب العالمين) يقولها (ثلاثا تبارك الذي بيده الملك يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) ظاهر السياق أن هذه يقولها مرة واحدة (ابن عساكر عن عليّ (كلمات لا يتكلم بها أحد في مجلسه عند فراغه) قال المناوي أن عند انتهاء لغط ذلك المجلس وإرادة القيام منه (ثلاث مرات إلا كفر) بالبناء المفعول (بهن عنه) ما وقع فيه من اللغو (ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم الله بهن عليه كما يختم بالخاتم على الصحيفة) وهي (سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك) فينبغي المحافظة عليها لذلك (دحب) عن أبي هريرة بإسناد صحيح (كلمتان) أراد بالكلمة الكلام (خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان) وصفهما بالخفة والثقل لبيان قلة العمل وكثرة الثواب (حبيبتان) أي محبوبتان والمعنى محبوب قائلهما (إلى الرحمن) ومحبته تعالى للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم قال العلقمي وفي هذه الألفاظ الثلاثة سجع مستعذب والحاصل أن المنهي عنه ما كان متكلفا أو متضمنا لباطل لا ما جاء من غير قصد إليه (سبحان الله) معنى التسبيح تنزيه الله عما لا يليق به من كل نقص (وبحمده) قيل الواو للحال والتقدير أسبح الله ملتبسا بحمده له من أجل توفيقه وقيل عاطفة والتقدير أسبح الله وألتبس بحمده ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم والتقدير وأثنى عليه بحمده فيكون سبحان الله جملة مستقيمة وبحمده جملة أخرى (سبحان الله العظيم) قال الكرماني صفات الله تعالى وجودية كالعلم والقدرة وهي صفات الإكرام وعدمية كلا شريك له ولا مثل وهي صفات الجلال فالتسبيح إشارة إلى صفات الجلال والتحميد إشارة إلى صفات الإكرام وترك التقييد مشعر بالتعميم والمعنى أنزهه عن جميع النقائص وأحمده بجميع الكمالات اهـ وكلمتان خبر مقدّم وخفيفتان وما بعده صفة والمبتدأ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة (كلمتان أحداهما ليس لها ناهية دون العرش) قال الشيخ أي دافعة تدفعها عن العرش من نهاه عن الشيء صدّه ودفعه عنه بل تستمر صاعدة حتى تنتهي وتستقر عنده (والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض) أي يملأ ثوابها ما ذكر (لا إله إلا الله والله أكبر) لف ونشر مرتب (طب) عن

معاذ بن جبل قال الشيخ حديث حسن (كلمتان قالهما فرعون ما عملت لكم من إله غيري إلى قوله أنا ربكم إلا على كان بينهما أربعون عاما فأخذه الله) قال الشيخ أهلكه بالغرق بعد الأربعين (نكال) أي عقوبة بالكلمة (الآخرة) وهي قوله أنا ربكم الأعلى (والأولى) وهي قوله ما علمت لكم من إله غيري (ابن عساكر عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن المتن (كلم الله موسى ببيت لحم) موضع ببيت المقدس أي فيه قال الشيخ وهو الموضع الذي ولد فيه عيسى والجبل يسمى بهذا الاسم (ابن عساكر عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف (كلم) بشدة اللام المكسورة (المجذوم) أي من أصابه الجذام (وبينك وبينه قيد) بكسر فسكون أي قدر (رمح أو رمحين) لئلا يعرض لك جذام فتطنّ أنه أعد الشمع أن ذلك لا يكون إلا بتقدير الله وذا خطاب لمن ضعفت نيته أو وقف نظره عند الأسباب (ابن السني وأبو نعيم في الطب النبوي (عن عبد الله بن أبي أوفى) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كل الثوم) بضم المثلثة (نيئا) بكسر النون والمدّ (فلولا إني أناجي الملك لا كلته) قال المناوي عورض بأحاديث النهي عن أكل الثوم وأجيب بأن هذا حديث لا يصح فلا يقاوم الصحيح وبأن الأمر بعد النهي للإباحة (حل) وأبو بكر في الغيلانيات عن علي وهو حديث ضعيف (كل الجنين في بطن الناقة) التي ذكيتها فإن ذكاتها ذكاته (قط) عن جابرة قال الشيخ حديث حسن (كل معي) أيها المجذوم (باسم الله) القياس وصل الباء بالسين (ثقة بالله) أي وثق بالله (و) اتوكل) (توكلا على الله) قال العلقمي وقد ورد فر من المجذوم فرارك من الأسد ثم قال فبعض الناس يكون قوي الإيمان ثابت الجنان فمغاكبه بطريق التوكل وبعضهم لا يقوي على ذلك فمغاطبه بالاحتياط والأخذ بالتحفظ وكذلك هو صلى الله عليه وسلم يفعل الحالين معا تارة فيه من البشرية وتارة بما يغلب عليه من القوة الإلهية ليتأسى به في ذلك وسببه كما في ابن ماجه عن جابر بن عبد الله قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد مجذوم فوضعها في القصعة ثم قال كل ذكره (ع حب ك) عن جابر وإسناده حسن (كل فلعمري لمن أكل برقية باطل) أكل بغير حق دل على هذا قوله (لقد أكلت برقية حق) قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه قال أقبلنا من عند رسول الله صلى الله عليه فأتينا على حي من العرب فقالوا أنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير فهل عندكم من دواء أو رقية فإن عندنا معتوها في القيود قال فتلنا نعم قال فجاؤا بمعتوه في القيود قال فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية أجمع بزاقى ثم اتفل فكأنما نشط من عقال قال فأعطوني جعلا فقلت لا حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فقال كل فذكره (حم د ك) عن عم خارجة وهو حديث صحيح (كل ما أصميت) قال في النهاية إلا صماء أن تقتل الصيد مكانه ومعناه سرعة إرهاق من قولهم للمسرع صمتان (ودع ما أنميت) قال

في النهاية الأنماء أن تصيب إصابة غير قاتلة في الحال ومعناه إذا صدت بكلب أو سهم أو غيرهما فمات وأنت تراه غير غائب عنك فكل منه وما أصبته ثم غاب عنط فمات بعد ذلك فدعه فإنك لا تدري أمات بصيدك أم بعارض آخر اهـ وقال في المصباح صمى الصيد يصمى صميا من باب رمى مات وأنت تراه ويتعدى بالألف فيقال أصميته إذا قتلته بين يديك وأنت تراه وقال الأزهري والمعنى كل ما قتله كلبك وأنت تراه وقال الجوهري نمى الصيد ينمي من باب رمى غاب عنك ومات بحيث لا تراه ويتعدّى بالألف فيقال أنميته (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (كل) من السمك (ما طفا) أي علا (على البحر) قال في المصباح طفا الشيء فوق الماء طفوا من باب قال وطفوّا على فعول إذا علا ولم يرسب ومنه السمك الطافي وهو الذي يموت في الماء ثم يعلو فوق وجهه (ابن مردويه عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث حسن (كل ما فرى إلا وداج) أي كل مذبوح ما قطع إلا وداج (ما لم يكن) القطع (قرض) بضاد معجمة (سن أوحز ظفر) وكذا سائر العظام لا يحل الذبح بها (طب) عن أبي إمامة وإسناده صعيف (كل ما ردّت عليك قوسك) قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أن أعرابياً يقال له أبو ثعلبة قال يا رسول الله أن لي كلابا مكلبة فاقتني في صيدها فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم أن كان لك كلاب مكلبة أي مسلطة على الصيد معوّدة بالاصطياد مما أمسكن عليك مذكي أو غير مذكي قال يا رسول الله أفتني في قوسي قال كل ما ردت عليك قوسك (حم) عن عقبة بن عامر وحذيفة بن اليمان (حم) عن ابن عمرو بن العص (هـ) عن أبي ثعلبة الخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وإسناده حسن (كل مع صاحب البلاء) كالجذام وأبرص (تواضعا لربك وإيمانا) أي ثقة به فإنه لا يصيبك منه شيء إلا بقدر وهذا خطاب لمن قوى يقينه (الطحاوي عن أبي ذر) قال الشيخ حديث حسن (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه) يخرج (من ثمر شجرة مباركة (ت) عن ابن عمر بن الخطاب (حم ت ك) عن ابن سند أسيد بفتح الهمزة وكسر السين وإسناد، صحيح (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه طيب مبارك) أي كثير النفع (هـ ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (كلوا الزيت وادهنوا به فإن فيه شفاء من سبعين داء) المراد بالسبعين التكثير لا التحديد أي من أدواء كثيرة (منها الجذام أبو نعيم في الطب) النبوي (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كلوا التين فلو قلت أن فاكهة نزلت من الجنة قلت هي التين فإنه يذهب بالبواسير وينفع في النقرس) قال الشيخ بكسر النون فسكون القاف فراء فسين مهملة داء شنيع وفي القاموس وجع شديد في مفصل الكعبين وأصابع الرجلين وله منافع منها أنه يفتح السدد ويدر البول ويحسن النون فسكون القاف فراء فسين مهملة داء شنيع وفي القاموس وجع شديد في مفصل الكعبين وأصابع الرجلين وله منافع منها أنه يفتح السدد ويدر البول ويحسن اللون وينفع السعال المزمن ويلين ويدر ويبرد على الريق يفتح مجاري الغذا (ابن السني وأبو نعيم (فرد) عن أبي ذر قال الشيخ حديث ضعيف (كلوا التمر على الريق فإنه

يقتل الدود) قال المناوي أي هو مع حرارته فيه قوة ترياقية فإذا أديم استعماله على الريق خفف مادّة الدود وأضعفه وهو فاكهة وغذاء ودواء وحلو وشراب أبو بكر في الغيلانيات (فر) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف (كلوا البلح بالتمر) البلح تمر النخل ما دام أخضر وهو بارد يابس والتمر حار رطب ففي كل واحد منها إصلاح للآخر (كلوا الخلق) بالتحريك أي العتيق (بالجديد فإن الشيطان إذا رآه غضب وقال عاش ابن آدم (حتى أكل الخلق بالجديد) قال العراقيّ وهذا الحديث معناه ركيك لا ينطبق على محاسن الشريعة لأن الشيطان لا يغضب من حياة ابن آدم بل من حياته مؤمنا مطيعا (ت هـ ك) عن عائشة وهو حديث ضعيف (كلوا جميعا) أي مجتمعين على طعامكم (ولا تفرقوا فإن البركة مع الجماعة (هـ) عن عمر (كلوا جميعا ولا تفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة كلوا جميعا ولا تفرقوا فإن البركة في الجماعة) أفاد أن الكفاية تنشأ عن بركة الاجتماع وجمع بين الأمر والنهي وكرر ذلك لمزيد التأكيد (العسكري في المواعظ عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن (كلوا) ندباً (لحوم الأضاحي) إذا كانت غير واجبة والأفضل أن يأكل الثلث أو يتصدّق بالثلث ويهدي الثلث ويجب التصدّق بجزء منها نيئا (وادّخروا) قال المناوي قاله لهم بعد ما نهاهم عن الادخار فوق ثلاث لجهد أصاب الناس فالأمر للإباحة لا للوجوب (حم ك) عن أبي سعيد الخدري وقتادة بن النعمان) وإسناده صحيح (كلوا في القصعة من جوانبها ولا تأكلوا من وسطها) حتى تأكلوا ما في جوانبها (فإن البركة تنزل في وسطها) مع ما فيه من القناعة والبعد عن الشر والأمر للندب (حم هق) عن ابن عباس وإسناد حسن (كلوا من حواليها وذروتها) بكسر فسكون أي اتركوا أعلاها ندباً يبارك فيها (ده) عن عبد الله بن بسر قال الشيخ حديث صحيح (كلوا قائلين بسم الله من حواليها واعفوا رأسها) أي اتركوا الأكل من أعلاها (فإن البركة تأتيها من فوقها) قال المناوي تحقيق هذه البركة وكيفية نزولها أمر إيماني لا يطلع على حقيقته (هـ) عن وائلة بن الأسقع قال الشيخ حديث حسن لغيره (كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف) أي مجاوزة حدّ (ولا بخيلة) كعظيمة أي بلا عجب ولا تكبر قال العلقمي وفي هذا الحديث من الخيلاء ما يحبه الله تعالى يعني في الصدقة وفي الحرب أما الصدقة بأن تهزه أربحية السخاء فيعطيها طيبة بها نفسه فلا يستكثر كثيراً ولا يعطي منها شيئاً إلا وهو مستقله وأما الحرب بأن يتقدم فيها بنشاط وقوّة جنان وقال عبد اللطيف البغدادي هذا الحديث جامع لفضائل تدبير الإنسان نفسه وفيه تدبير مصالح النفس والجسد والدنيا والآخرة (حم ن هـ ك) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح (كلوا السفرجل) بفتح الجيم (فإنه يجلى عن الفؤاد ويذهب بطخاء الصدر) أي الغشاء الذي عليه (ابن السني وأبو نعيم عن جابر) بإسناد ضعيف (كلوا السفرجل

على الريق فإنه يذهب وغر الصدر) بغين معجمة أي غليانه وحررانه والسفرجل جيد للمعدة أن أكل على الريق قبض وإن أكل بعض الطعام لين (ابن السني وأبو نعيم في الطب (فر) عن أنس وإسناد ضعيف (كلوا السفرجل فإنه يجم) بالجيم (الفؤاد) أي يريحه (ويشجع القلب) أي يقويه (ويحسن الولد) قال الشيخ إذا أكلته الحامل قال المناوي قبل يجمعه على صلاحه ونشاطه (فر) عن عوف بن مالك وهو حديث ضعيف (كما تكونوا يولى عليكم) فإن اتقيتم الله وخفتم عقابه ولى عليكم من يخافه فيكم وعكس حكمه كحكم عكسه قال الشيخ والرواية بحذف النون وإثبات الياء من ولى وما مصدرية أعملت حملاً على أن المصدرية كما أهملت أن حملا على ما (فر) عن أبي بكرة (هق) عن أبي إسحاق السبيعي مرسلاً (كما لا يجتني من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار وهما طريقان فأيهما أخذتم أدركتم) فعليكم بطريق الأبرار واجتنبوا طريق الفجار قال المناوي وهذا عدّ من الحكم والأمثال (ابن عساكر عن أبي ذر) وإسناده ضعيف (كما لا يجتني من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار فاسلكوا أي طريق شئتم فأي طريق سلكتم وردتم على أهله) قال المناوي فمن سلك طريق أهل الله ورد عليهم فسار من السعداء ومن سلك طريق الفجار ورد عليهم فصار من الأشقياء (حل) عن يزيد بن مرشد مرسلاً قال الشيخ حديث ضعيف (كما لا ينفع مع الشرك شيء) من أعمال الخير (كذلك لا يضر مع الإيمان شيء) لأن الله تعالى فتح للمؤمن باب التوبة وغلقه على المشرك (خط) عن عمر (حل) عن ابن عمروه (كما يضاعف لنا) معشر الأنبياء (الأجر كذلك يضاعف علينا البلاء) فأشدّ الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل كما في خبر (ابن سعد عن عائشة) بإسناد حسن (كما تدين تدان) أي كما نفعل تجازى بفعلك وكما تفعل يفعل معك (عد) عن ابن عمرو) وهو حديث حسن لغيره (كم من أشعث أغبر ذي طمرين) أي ثوبين خلقين (لا يوبه له) أي لا يعتني به (لو أقسم على الله لا بره) أي لا مضي ما أقسم لأجله لكرامته عليه (منهم البراء بن مالك) أخو أنس لأبويه (ت) والضياء عن أنس وهو حديث صحيح (كم من ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لا بره منهم عمار بن عساكر عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كم من عذق) بكسر العين المهملة غصن من نخلة وأما بفتحها فالنخلة بكمالها (معلق) وفي رواية الحارث بن أبي أسامة مذلل بدل معلق (لأبي الحداح في الجنة) بدالين وحاءين مهملات ولا يعرف اسمه قال العلقمي قال النووي قالوا سببه أن يتيما خاصم أبا لبابة في نخلة فبكى الغلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعطه إياها ولك بها عذق في الجنة فقال لا فسمع بذلك أبو الد حداح فاشتراها من أبي لبابة بحديقة له ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم إلى بها عذق في الجنة أن أعطيتها اليتيم قال نعم فأعطاها اليتيم فذكر (حم م د ت) عن جابر بن سمرة (كم من جار متعلق بجارة يوم القيامة يقول يارب هذا

أغلق بابه دوني فمنع معروف) فيه حث على مواساة الجار ومراعاة حقه (خد) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن لغيره (كم من عاقل عقل عن الله أمره) ففعل المأمورات واجتنب المنهيات (وهو حقير عند الناس ذميم المنظر ينجو غدا) أي يوم القيامة (وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عظيم الشأن ها لك غدا في القيامة) لإعراضه عن أمور ربه من فعل المأمورات واجتناب المنهيات (هب) عن ابن عمرو وهو حديث ضعيف (كم ممن أصابه السلاح ليس بشهيد ولا حميد) لكونه لم يخلص (وكم ممن قد مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق شهيد) سببه أنه عليه الصلاة والسلام قال من تعدون الشهيد فيكم قالوا من أصابه السلاح فذكره (حل) عن أبي ذر قال الشيخ حديث صحيح (كم من حوراء عيناً) واسعة العين (ما كان مهرها الأقبضة من حنطة أو مثلها من تمر) أي ما كان مهرها إلا التصدّق بذلك (عق) عن ابن عمر بإسناد ضعيف (كم من مستقبل يوما لا يستكمله) بل يموت فيه) ومنتظر غدا لا يبلغه) فاحذروا طول الأمل (فر) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن لغيره (كمل) بتثليث الميم (من الرحال كثير ولم يكمل من النساء إلا أسية) بنت مزاحم (امرأة فرعون ومريم بنت عمران وأن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) لا تصريح فيه بأفضلية عائشة على غيرها لأن فضل الثريد على غيره إنما هو لسهولة مساغه وتيسير تناوله وكان أجل أطعمتهم يومئذ وهذا لا يستلزم الأفضلية من كل جهة فقد يكون مفضولاً بالنسبة لغيره من جهات أخرى (حم ق ت هـ) عن أبي موسى الأشعري (كن في الدنيا كأنك غريب أو) بل (عابر سبيل) شبه الناسك السالك بالغريب الذي ليس له مسكن يأويه ثم ترقى وأضر بعنه إلى عابر السبيل لأن الغريب قد يسكن في بلد الغربة بخلاف عابر السبيل وهذا الحديث أصل في الحث على الفراغ عن الدنيا والزهد فيها والاحتقار لها والقانعة فيها بالبلغة وقال النووي معنى الحديث لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنا ولا تحدّث نفسك بالبقاء فيها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه وقال غيره عابر السبيل هو المار على الطريق طالبت وطنه فالإنسان كعبد أرسله سيده في حاجة فحقه أن يبادر لقضائها ثم يعود إلى وطنه قال العلقمي وأوله كما في البخاري عن عبد الله بن عمر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك أي اعمل ما تلقى بعد موتك وبادر أيام صحتك بالعمل الصالح فإن المرض قد يطر أفيمنع من العمل فيخشى على من فرط في ذلك أن يصل إلى المعاد بغير زاد ولا يعارض ذلك الحديث الماضي إذا مرض أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما لأنه ورد في حق من يعمل والتحذير الذي في حديث ابن عمر في حق

من لم يعمل شيئاً فإنه إذا مرض ندم على ترك العمل وعجز لمرضه عن العمل فلا يفيده الندم قال بعض العلماء كلام ابن عمر منتزع من الحديث المرفوع وهو متضمن لنهاية قصر الأمل (خ) عن ابن عمر وزاد (حم د ت هـ) وعدّ نفسك من أهل القبور أي استمر سائراً وعد نفسك من الأموات (كن ورعاً تكن أعبد الناس وكن قنعًا تكن أشكر الناس) أي من أشكرهم (وأحب للناس ما تحب لنفسك) من الخير (تكن مؤمناً) كامل الإيمان يعني أن اتصفت بهذه الخصلة كان إيمانك أكمل منه بدونها فلا يقال كمال الإيمان بتوقف على خصال آخر (وأحسن مجاورة من جارك تكن مسلما وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) أي تصيره مغموراً في الظلمات بمنزلة الميت (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره (كنت أول الناس في الخلق وأخرهم في البعث) بأن جعله الله حقيقة تقصر عقولنا من معرفتها وأفاض عليها وصف النبوّة من ذلك الوقت فكان هذا له باطناً ثم ظهر وفي رواية كنت أول الأنبياء خلفاً وآخرهم بعثاً (ابن سعد عن قتادة مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح (كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد) قال المناوي بمعنى أنه تتعالى أخبر بمرتبته وهو روح قبل إيجاده الأجسام وقال العلقمي تنبيه ما اشتهر على الألسنة بلفظ كنت نبيا وآدم بين الماء والطين فقال ابن تميية والزركشي وغيرهما من الحفاظ لا أصل له وكذا كنت نبيا ولا أدم ولا طين ابن سعد (حل) عن ميسرة الفجر من أعراب البصرة ابن سعد عن أبن أبي الجدعاء (حب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح (كنت بين شر جارين بين أبي لهب وعقبة ابم أب معيط أن كانا) بكسر الهمزة مخففة من الثقيلة (ليأتيان بالفروث) وهي الأشياء المأكولة التي في كرش البهيمة (فيطرحانها على باب حتى أنهم) فيه إطلاق الجمع على المثنى أو المراد هما وبعض أتباعهما (ليأتون ببعض ما يطرحونه من الأذى) كالغائط والدم (فيطرحونه على بابي) والبعض الآخر يطرحونه على غير بابه يحتمل أنهم كانوا يفعلون ذلك لئلا يطلع عليهم أحد فيقولون وقع بغير اختيارنا (ابن سعد عن عائشة) قال الشيخ حديث صحيح (كنت من أقل الناس في الجماع حتى أنزل الله على الكفية) بفتح الكاف وسكون الفاء وفتح المثناة التحتية أي أتاني به جبريل فأكلت منه (فما أريده) أي الجماع (من ساعة إلا وجدته) أي وجدت لي قدرة عليه (وهو قدرة فيها لحم مع بر (ابن سعد عن محمد بن إبراهيم مرسلا وعن صالح بن كيسان مرسلاً) قال الشيخ حديث ضعيف (كنت نهيتكم عن الأشربة) جمع شراب وهو كل مايع يعتق يشرب أي عن اتخاذها في ظروف مخصوصة (إلا في ظروف الأدم) بفتحتين أي الجلد لأنه رقيق لا يجعل الماء حارا فلا يصير مسكرا وأما لأن (فاشربوا) وانتبذوا (في كل وعاء) ولو غير الأدم (غير أن تشربوا مسكراً) ورد النهي في صدر الإسلام عن الانتباذ في المزفت والدباء والمختم والنقير خوفاً من أن يصير المنبوذ فيها مسكراً أو لم يعد به لكثافتها فتتلف ماليته وربما شربه

الإنسان ظانا أنه لم يصر مسكراً وكان العهد قريبا بإباحة المسكر فلما طال الزمان واشتهر تحريم المسكرات وتعذر ذلك في نفوسهم نسخ ذلك وأبيح الانتباذ في كل وعاء بشرط أن لا يشربوا مسكرا (م) عن بريدة بن الحصيب (كنت نهيتكم عن الأوعية) أي عن الانتباذ في ظروف مخصوصة (فانبذوا) في أي وعاء كان (واجتنبوا كل مسكر) أي ما شأنه الإسكار (هـ) عن بريدة قال الشي حديث صحيح (كنت نهيتكم) نهي تنزيه أو تحريم (عن لحوم الأضاحي) أي عن ادخارها وإلا كل منها (فوق ثلاث) من الأيام ابتداؤها من يوم الذبح أو النحر وأوجبت عليكم التصدق بها بعد مضي ثلاث (ليتسع ذوو الطول) علة للنهي أي ليوسع أصحاب الغنى (على من لا طول له) أي الفقير (فكلوا مما بدا لكم) أي من الأضحية المتطوع بها لا المنذرة (واطعموا وادّخروا) هذا تصريح بزوال النهي عن ادخارها فوق ثلاث قال العلقمي (تتمة) قال ابن المنذر ومن أكل من بعض الأضحية وتصدّق ببعضها هل يثاب على جميعها أو على ما يتصدّق به فقط وجهان قال الرافعي ينبغي أن يقال له ثواب التضحية بالجميع وثواب التصدّق بالبعض قال النووي وهذا هو الصواب (ت) عن بريدة قال الشيخ حديث صحيح (كنت نهيتكم عن زيادة القبور) خوفا عليكم من فعل الجاهلية من الجزع وذكر ما لا ينبغي في ابتداء إسلامكم والآن فيكم الإسلام وصرتم أهل تقوى (فزورا القبور) ندبا والأمر للرجال دون النساء قال العلقمي قال العلماء ينبغي لمن أراد علاج قلبه وانقياده بسلاسل القهر إلى طاعة ربه أن يكثر من ذكرها ذم المذات ومفرق الجماعات وميتم البنين والبنات ويواظب على شهادة المحتضرين وزيارة قبور أموات المسلمين فمن قسى قلبه وكثرت ذنوبه فليستعن بهذه الأمور على دوائه (فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة) لمن تدبر وتأمّل وتذكر ما يصير إليه (هـ) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة) إن صحبها ما تقدّم (ولا تقولوا هجراً) بالضم أي قبيحاً أو فحشاً (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح (كنس المساجد مهور الحور العين) بمعنى أن له بكل كنسة يكنسها لمسجد حوراء في الجنة (ابن الجوزي عن أنس) وهو حديث ضعيف (كونوا في الدنيا أضيافاً أي ليكن حالكم فيها حال الضيف من العزم على الرحيل وعدم الاستيطان (واتخذوا المساجد بيوتا) لعبادتكم من صلاة واعتكاف (وعوّدوا قلوبكم الرقة) بما تقدّم ودوام الذكر (وأكثروا التفكر) في مصنوعات الله كما تقدم في حديث تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق (والبكاء) بالقصر وهو الدمع وأما بالمدّ فهو رفع الصوت كما قاله الجوهري من خشية الله تعالى (ولا تختلف بكم الأهواء) أي أهواء الدنيا القاطعة عن الاستعداد للآخرة (تبنون ما لا تسكنون) بل عن قريب منه راحلون أو المراد ما يزيد على قدر حاجتكم (وتجمعون ما لا تأكلون) أي ما يزيد على كفايتكم (وتؤملون ما لا تدركون)

فيه الحث على قصر الأمل والاستعداد للآخرة الحسن بن سفيان في مسنده (حل) عن الحكم بن عمير بإسناد حسن (كونوا للعلم رعاة) أي عاملين به (ولا تكونوا له رواة) قال المناوي تمامه عند مخرجه فقدير عوى من لا يروى وقد يروى من لا يرعوي أنكم لم تكونوا عاملين منتفعين بعلمكم حتى تكونوا بما علمتم عاملين (حل) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن (كلام ابن آدم كله عليه لا له) أي لا ثواب له فيه بل عليه الإثم أو لا ثواب ولا إثم (إلا أمر بالمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكر الله عز وحل) فينبغي للإنسان أن لا يتكلم كلمة حتى يتدبرها قبل أن يتكلم بها (ت هـ ك) عن أم حبيبة قال الشيخ حديث صحيح (كلام أهل السموات لا حول ولا قوة إلا بالله) قال المناوي أي هذا هو ذكرهم الذي يلازمونه (خط) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره (كلامي لا ينسخ كلام الله وكلام الله ينسخ كلامي وكلام الله ينسخ بعضه بعضا) قال المناوي وهذا من خصائص هذه الشريعة واحتج به من منع الكتاب بالسنة والجمهور على جوازه قالوا والخبر منكر (عد قط) عن جابر (كيف أنتم كنتم من دينكم في مثل القمر ليلة البدر لا يبصره منكم إلا البصير) يحتمل أن المراد إذا صرتم متغافلين عنه بعد كماله وبيانه والله أعلم بمراد نبيه به (ابن عساكر عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف (كيف أنتم إذا جارت عليكم الولاة) أتصبرون أم تقاتلون وترك القتال واجب وإن جارت الولاة (طب) عن عبد الله بن بسر) قال العلقمي بجانبه علامة الصحة (كيف أنتم إذا نزل) عيسى (ابن مريم فيكم وأمامكم منكم) قال العلقمي قال بعضهم يعني أنه يحكم بالقرآن لا بالإنجيل وقال المناوي أي والخليفة من قريش أو وإمامكم في الصلاة رجل منكم وهذا استفهام عن حال من يكون خيا عند نزول عيسى كيف سرورهم بلقيه وكيف يكون فخر هذه الأمة وروح الله يصلي وراء إمامهم (ن) عن أبي هريرة (كيف أنت يا عويمر إذا قيل لك يوم القيامة أعلمت أم جهلت فإن قلت عملت قيل لك فماذا عملت فيما عملت وإن قلت جهلت قيل لك فما كان عذرك فيما جهلت إلا تعلمت) هو استعظام لما يقع يومئذ (ابن عساكر عن أبي الدرداء) قال الشيخ حديث ضعيف (كيف بكم إذا كنتم من دينكم كرؤية الهلال) أي كيف تفعلون إذا خفيت عليكم أحكام دينكم لغلبة الجهل واستيلاء الرين على القلب وهو استعظام لما سيكون (ابن عساكر عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ من شديد هم لضعيفهم) أي كيف يطهر الله قوما لا ينصرون الضعيف العاجز على القوي الظالم مع تمكنهم لما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة البحر قال ألا تحدثوني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة قالت فتية منهم بلى يا رسول الله بينما نحن جلوس مرت بنا عجوز فمن عجائزها تحمل على رأسها قلة من ماء فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين

كتفيها ثم دفعها على ركبتيها ثم دفعها على ركبتيها فانكسرت قلتها فلما ارتفعت إليه قالت سوف تعلم يا عذرة إذا وضع الله تعالى الكرسي وجع الأوّلين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون فسوف تعلم أمري وأمرك عنده غدا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت صدقت كيف يقدس الله فذكره قال الدميري اختلف الناس في الكرسي الذي وضعه الله تعالى بأنه وسع السموات والأرض فقال ابن عباس كرسيه علمه ورجحه الطبراني وقال غيره الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش نسبته من العرش موضع قدميه من أسرة الملك وقال الحسن البصري الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش والعرش أعظم منه وقد قال صلى الله عليه وسلم ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة وما الكرسي في العرض إلا كحلقة من حديدا لقيت في فلاة من الأرض (هـ حب) عن جابر بإسناد صحيح (كيف يقدس الله أمة) استخبار فيه إنكار وتعجب (لا يأخذ ضعيفها حقه من قويها وهو غير متعتع) بفتح المثناتين الفوقيتين من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه أفاد أن ترك إزالة المنكر مع القدرة عظيم الإثم (ع هق) عن بريدة وإسناده حسن (كيف وقد قيل) قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنة لأبي أهاب بن عزيز فاتته امرأة فقالت إني أرضعت عقبة والتي تزوج بها فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتيني ولا أخبرتيني فركب أي من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فذكره كيف تباشرها وتقضي إليها وقد قيل أنك أخوها من الرضاع فإنه بعيد من المروءة والورع ففارقها ونكحت غيره واحتج بالحديث من قبل شهادة المرضعة وحدها وذهب الجمهور إلى أنه لا يكفي في ذلك شهادة المرضعة لأنها شهادة على فعل نفسها ولو فتح هذا الباب لم تشأ امرأة أن تفرق بين زوجين إلا فعلت وقال الشافعي تقبل مع ثلاث نسوة في ثبوت المحرمية دون ثبوت الأجرة لها على ذلك وعن أبي حنيفة لا تقبل في الرضاع شهادة النساء المتحمضات (خ) عن عقبة بن الحارث (كيلوا طعامكم) أي عند الشراء ودخول البيت أو أراد خرجوه بكيل معلوم (يبارك لكم فيه) أي يبلغكم المدّة التي قدرتم لامتثالكم أمر الشارع وقال بعضهم يشبه أن تكون هذه البركة للتسمية عليه عند الكيل قال المهلب ليس بين هذا الحديث وحديث عائشة كان عندي شطر شعير آكل منه حتى طال عليّ فكلته ففي معارضة لأن معنى حديث عائشة أنها كانت تخرج قوتها وهو شيء يسير بغير إليها عند انقضائها (حم خ) عن المقدام بكسر الميم (بن معدي كرب) غير منصرف (تخ هـ) عن عبد الله بن بسر (حم هـ) عن أبي أيوب الأنصاري (طب) عن أبي الدرداء (كيلو طعامكم فإن البركة في الطعام المكيل) بقصد امتثال أمر الشارع وإذا لم يمتثل الأمر فيه بالاكتيال

نزعت البركة لشؤم العصيان وحديث عائشة محمول على أنها كالته للاختبار فلذلك دخله النقص وهو شبيه بقول أبي رافع لما قال له النبيّ صلى الله عليه وسلم في الثالثة ناولني الذراع قال وهل للشاة إلا ذراعان فقال لو لم تقل هذا لما ولتني ما دمت اطلب منك فيخرج من شؤم المعارضة انتزاع البركة (ابن النجار عن عليّ) قال الشيخ حديث حسن (الكافر يلجمه العرق يوم القيامة حتى يقول أرحني) يارب (ولوالي النار) لكونه يرى أن ما في الموقف أشد من جهنم (خط) عن ابن مسعود (الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس) بغير حق (واليمين الغموس) أي الكاذبة سميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم أو في النار (حم خ ت ن) عن بن عمرو بن العاص (الكبائر سبع الشرك بالله) بأن يتخذ معه لها غيره (وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرم الله) قتلها (إلا بالحق) كالقصاص والردّة والرجم (وقذف) المرأة (المحصنة) قال المناوي بفتح الصاد التي أحصنها الله من الزنا وبكسرها التي أحصنت فرجها منه والرجل مثل المرأة في ذلك (والفرار من الزحف) يوم القتال في جهاد الكفار حيث يحرم الفرار (واكل الربا) أي تناوله (واكل مال اليتيم) بغير حق (والرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة) قال المناوي هذا خاص بزمنه صلى الله عليه وسلم كانوا يعدون من رجع إلى البادية بعدما هاجر إلى المصطفى كالمرتد لوجوب الإقامة معه لنصرته (طس) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث حسن (الكبائر الشرك بالله والإياس) فهو كفر قال المناوي لا تعارض بين عدّها سبعا وأربعاً وثلاثاً وغيرها لأنه لم يتعرض للخصر في شيء من ذلك (البزار عن ابن عباس) وإسناده حسن (الكبائر لا شرك بالله وقذف المرأة) المحصنة) أي رميها بالزنا (وقتل النفس المؤمنة) وكذا من لها عهد أو أمان (والفرار يوم الزحف) أي الأدبار يوم الازدحام للقتال (وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين المسلمين والحاد بالبيت) أي ميل عن الحق في الكعبة أي حرمها قبلتكم يحتمل رفعه ونصبه وجره أحياء وأمواتا (هق) عن ابن عمر بإسناد صحيح (الكبر) بكسر فسكون (من يطر الحق) أي دفعه وأنكره وترفع عن قبوله وهذا على حذف مضاف قبل الكبر أو بعده من أي صاصب الكبر أو الكبر خصلة من بطر الحق (وغمط الناس) بفتح الغين المعجمة والميم تكسر وطاء مهملة قال المناوي كذا بخط المؤلف وهو رواية الترمذي غمص بغين معجمة وصاد مهملة والمعنى واحد والمراد ازدراهم واحتقرهم وهم عباد الله أمثاله أو خير منه (دك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح (الكبر الكبر) بضم الكاف وسكون الموحدة والنصب على الإغراء أي قدموا الأكبر سنا قاله وقد حضر إليه جمع في شأن قتيل فبدأ أصغرهم بالكلام (ق د) عن سهل بن أبي حثمة الخزرجي) (الكذب كله إثم إلا ما نفع به مسلم

أو دفع به عن دين) بكسر الدال وبناء الفعلين للمفعول (الروياني عن ثوبان) قال العلقمي حديث حسن (الكذب يسود الوجه) يوم القيامة (والنميمة) وهي تقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد (عذاب القبر) أي هي من أسبابه قال المناوي أوردها عقب الكذب إشارة إلى أن من الصدق ما يذم (هب) عن أبي برزة وإسناده ضعيف (الكرسي لؤلؤ والقلم لؤلؤ وطول القلم سبعمائة سنة) أي مسيرتها والمراد التكثير لا التحديد (وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون) أي يقصر علمهم عن إدراكه (الحسن ابن سفيان (حل) عن محمد بن الحنفية مرسلا وإسناده ضعيف (الكرم التقوى والشرف التواضع) قال المناوي أراد أن الناس متساوون وأن أحسابهم إنما هي بأفعالهم لا بأنسابهم (واليقين الغنى) لأن من تيقن أن له رزقا قدر له لا يتخطاه استغنى عن الجد في الطلب (ابن أبي الدنيا) كتاب (اليقين عن يحيي بن أبي كثير مرسلا) قال الشيخ حديث ضعيف (الكريم ابن الكريم بن الكريم بن الكريم) ابن الأول مرفوع وما بعده مجرور وكذا قوله (يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) لأنه حاز مع كونه ابن ثلاثة أنبياء شرف النبوة وحسن الصورة وعلم الرؤيا والرياسة والملك (حم خ) عن ابن عمر بن الخطاب (حم) عن أبي هريرة (الكشر) بكسر الكاف وسكون المعجمة ظهور الأسنان للضحك (لا يقطع الصلاة ولكن تقطعها القرقرة) أي الضحك العالي أن ظهر به حرفان أو حرف مفهم ولم يغلبه الضحك فإن غلبه عذر مع القلة (خط) عن جابر وإسناده حسن (الكلب الأسود البهيم) أي الأسود الخالص (شيطان) ومن ثم قال أحمد لا يصح الصيد به قال المناوي سمى به لكونه أخبث الكلاب وأقلها نفعا وأكثرها نعاسا (حم) عن عائشة وإسناده صحيح (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن) الحكمة كل شيء منع من الجهل وزجر عن القبيح وقيل العلم والعمل والمراد بالكلمة الجملة المفيدة أي يسعى في طلبها كما يسعى الرجل في طلب ضالته (فحيث وجدها فهو أحق بها) أي بالعمل بها (ت هـ) عن أبي هريرة ابن عساكر عن عليّ بإسناد حسن (الكمأة) بفتح الكاف وسكون الميم ثم همزة قال المناوي شيء أبيض كالشحم ينبت بنفسه وقال غيره يشبه القلقاس (من المن الذي نزل على بني إسرائيل) من حيث حصوله بلا تعب وأرد بالمن النعمة (وماؤها وشفاء لعين (حم ق ت هـ) عن سعد ابن زيد (حم ن هـ) عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله (أبو نعيم في الطب بن ابن عباس وعن عائشة (الكمأة من المن والمن من الجنة وماؤها شفاء للعين) قال المناوي إذا خلط بنحو توتيالا مفرداً وقيل أن كان الرمد حارا فماؤها حسب وإلا فمخلوط (أبو نعيم عن أبي سعيد) الخدري قال الشيخ حديث صحيح (الكنود الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده) بغير ذنب قاله لما سئل عن تفسير الآية وقال البيضاوي في تفسيره الكنود من كند النعمة كنودًا والعاصي بلغة كنده أو البخيل بلغة بني مالك

(باب كان وهي من الشمائل الشريفة)

(طب) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث ضعيف (الكوثر نهر في الجنة حافتاه) أي جانباه (من ذهب) حقيقة أو مثله في النضارة والضياء والنفاسة (ومجراه على الدر والياقوت) لا يعارضه حديث أن طينه مسك لجواز كون المسك تحتها (ترتبه أطيب ريحاً من المسك وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج (حم ت هـ) عن ابن عمر بإسناد حسن (الكوثر نهر إعطائية الله في الجنة) قال المناوي وهو النهر الذي يصب في الحوض فهو مادة الحوض كما في البخاري (ترابه مسك أبيض) أي ماؤه أبيض (من اللبن وأحلى من العسل ترده طائر أعناقها مثل أعناق الجزر) بضمتين جمع جزور (آكلها) بالمدّ (أنعم منها) يحتل أنها منعمة وآكلها أكثر نعيما منها أو بالقصر أي أكل الأكل لها أنعم والذمن رؤيتها والتلذذ بها في غير الأكل (ك) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (الكيس) بالتشديد قال في النهاية أي العاقل المتبصر في الأمور الناظر في العواقب وقد كاس يكيس كيساً والكيس العقل (من دان نفسه) أذلها وحاسبها وقهرها حتى صارت مطيعة منقادة وعمل لما بعد الموت قبل نزوله ليصير على نور من ربه (والعاجز) المقصر في الأمور (من اتبع) بسكون المثناة الفوقية (نفسه هواها) فلم يكفها عن الشهوات (وتمنى على الله؟ ) أي الأماني بالتشديد جمع أمنية أي هو مع تفريطه في طاعة ربه وإتباع شهوانه لا يعتذر بل يتمنى على الله أن بيعفو عنه ويعد نفسه بالكرم قال الغزالي وهذا غاية الجهل والحمق أورده الشيطان في غاية الدين قال الدميري قال العلماء فائدة هذا الحديث فيه تنبيه العبد على التيقظ للموت والاستعداد له بحسن الطاعة والخروج عن المظالم وقضاء الدين والوصية بماله وعليه (حم ت هـ ك) عن شدّاد بن أوس قال الشيخ حديث صحيح (الكيس من عمل لما بعد الموت والعاري) هو (العاري من الدين) بكسر الدال (اللهم لا عيش) يعتبر أو يدوم (إلا عيش الآخرة (هب) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره (باب كان وهي من الشمائل الشريفة) قال المؤلف في شرحه على الشمائل قال الحافظ أبو الفضل بن حجر الأحاديث التي فيها صفة النبي صلى الله عليه وسلم داخلة في قسم المرفوع بالاتفاق مع أنها ليست قولا له صلى الله عليه وسلم فلا فعلا ولا تقدير اهـ قال العلقمي وإلى أشار العلامة شمس الدين الكرماني حيث قال أعلم أن علم الحديث موضوعه هو ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث أنه رسول الله وحده هو علم يعرف به أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله وغايته هو الفوز بسعاد الدارين (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض مليحا مقصدا) بفتح الصاد المشدّدة أي مقتصدا أي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير كما أن خلقه القصد من الأمور (م ت) في الشمائل النبوّية (عن أبي الطفيل) (كان أبيض كأنما صيغ من فضة) باعتبار ما كان يعلو بياضه من الإضاءة

ولمعان الأنوار فلا تدافع بينه وبين ما بعده من أنه كان مشربا بحمرة (رجل الشعر) بفتح الراء وكسر الجيم وفتحها وسكونها ثلاث لغات أي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة أي خالياً عن التكسر بل بينهما وفسر بما فيه تنن قليل قال القرطبي وكان شعره صلى الله عليه وسلم بأصل الخلقة مسرحا (ت) فيها عن أبي هريرة وإسناده صحيح (كان أبيض مشربا) بالتخفيف (بياضه بجرة) أي يخالط بياضه جرة كأنه سقى بها وكان أسود الحدقة) بالتحريك أي شديد سواد العين (اهدب) بالدال المهملة (الاشغار) جمع شغر بالضم ويفتح حروف الأجفان التي ينبت عليها الشعر أي طويل شعر الأجفان كثيرا (البيهقي في) كتاب (الدلائل عن عليّ) (كان أبيض مشربا) بسكون المعجمة (بجرة ضخم الهامة) بالتخفيف عظيم الرأس والهامة الرأس وعظمه ممدوح لأنه أعون على الإدراكات والكمالات (أغر) أي صبيحا (إبلج) الأبلج الحسن المشرق المضيء (أهدب الأشفار البيهقي) في الدلائل (عن علي) وفي جانبه علامة الصحة (كان أحسن الناس وجها) حتى من يوسف (وأحسنهم خلقا) قال المناوي بالضم فالأوّل إشارة إلى الحسن الحسي والثاني إلى المعنوي وقال العلقمي قال شيخنا قال القاضي ضبطناه هنا بفتح الخاء وسكون اللام لأن المراد صفات جسمه وأما ما في حديث أنس فرويناه بالضم لأنه إثما كان إلى الطول أقرب كما أفاده وصف الطويل بالبائن دون القصير بمقابله قال العلقمي وفي حديث عائشة لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إلا طالة رسول الله صلى الله عليه وسلم (ق) عن البراء بن عازب (كان أحسن البشر قدما) بفتحتين من الإنسان معروفة (ابن سعد) في طبقاته (عند عبد الله بن بريدة) تصغير بردوة (مرسلا) قال الشيخ حديث حسن (كان أحسن الناس خلقا) بالضم لحيازته جميع المحاسن والمكارم وتكاملها فيه وكمال الخلق ينشأ عن كمال العقل لأنه للذي تقتبس به الفضائل وتجنب الرذائل (م د) عن أنس بن مالك (كان أحسن الناس) صورة وسيرة (وأجود الناس) بكل ما ينفع (وأشجع الناس) قال النووي فيه بيان ما أكرمه الله تعالى به من جميل الصفات وأن هذه صفات كمال (ق ن هـ) عن أنس بن مالك (كان أحسن الناس صفات كمال (ق ن هـ) عن أنس بن مالك (كان أحسن الناس صفة وأجملها كان ربعة إلى الطول ما هو) يحتمل أن ما صلة أو صفة لمصدر محذوف والجار والمجرور متعلق أي هو يميل إلى الطول ميلا قليلا (بعيد) بفتح فكسر (ما بين المنكبين) أي عريض أعلى الظهر ويلزمه عرض الصدر وذلك علامة النجابة (أسيل الخدين) قال الشيخ بكسر المهملة وفي رواية سهل الخدين أي سائلهما ليس فيهما ارتفاع أو أراد أنهما قليلا اللحم رقيقا الجلد (شديد سواد الشعر كحل العينين) قال العلقمي قال في الدر كأصله الكحل بفتحتين سواد في أجفان العين خلقة قال المناوي وربما أشكل بأنه أشكل وسيأتي ردّ هذا

الأشكال (أهدب الأشفار إذا وطئ بقدمه بكلها ليس له اخمص) بفتح الميم أي غير معتدل (إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة وإذا ضحك يتلألأ) أي يلمع ويضيء ثغرة قال العلقمي تنبيه قال صاحبنا العلامة محمد بن يوسف الدمشقي ذكر كثير من المدّاح أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا مشى على الصخر غاصت قدماء فيه ولا وجود لذلك في كتب الحديث البتة اهـ (البيهقي) في الدلائل (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن (كان أزهر اللون) قال العلقمي هو الأبيض المستنير المشرق وهو أحسن الألوان أي لبس بالشديد البياض (كان) بالتشديد (عرقه) بالتحريك ما يترشح من جلد الإنسان (اللؤلؤ) في الصفا والبياض (إذا مشى تكفا) بالهمز ودونه قال الأزهري معناه أنه يميل إلى سننه وقصد مشيه وقال في الدر تكفأ أي تمايل إلى قدّام بالتشديد كالسفينة في جريها قال المناوي أي يسرع كأنه يميل تارة إلى يمينه وأخرى إلى شماله (م) عن أنس بن مالك (كان أشدّ حياء) بالمد (من) حياء (العذراء) البكر (في خدرها) في محل الحال أي كائنة في خدرها بالكسر سترها الذي يجعل بجانب البيت والعذراء في الخلوة يشتدّ حياؤها أكثر مما تكون خارجة لكون الخلوة مظنة وقوع الفعل بها قال العلقمي والظاهران أن المراد تقييده بما إذا دخل عليها في خدرها حيث تكون منفردة فيه ومحل الحياء منه صلى الله عليه وسلم في غير حدود الله تعالى ولهذا قال للذي اعترف بالزنا انكتها (حم ق هـ) عن أبي سعيد الخدري (كان أصبر الناس على أقذار الناس) قال العلقمي لعل المراد ما يكون من فعلهم القبيح وفعلهم الشيء (ابن سعد بن إسماعيل ابن عياش) بشدة المثناة التحتية وشدين معجمة (مرسلاً) هو العبسي عالم الشام في عصره قال الشيخ حديث صحيح (كان أفلج الثنيتين) قال في النهاية أفلج بالتحريك فرجة ما بين الثنايا والرباعيات (إذا تكلم رئ) كقيل (كالنور يخرج من بين ثناياه) جمع ثنية وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم ثنتان من فوق وثنتان من تحت وحاصله يخرج كلامه من بين الثنايا الأربع شبيها بالنور (ت) في كتاب الشمائل (طب) والبيهقي عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح (كان حسن السبلة) بالتحريك مقدم اللحية وما انحدر منها على الصدر وقيل الشاري (طب) عن العداء قال الشيخ بفتح العين وشدّة الدال المهملتين والمدّ (ابن خالد) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان خاتم النبوّة في ظهره بضعة) بفتح الموحدة قطعة لحم (ناشزة) بمعجمتين أي مرتفعة (ت) فيها عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح (كان خاتمة غدة حمراء) أي تميل إلى حمرة فلا تدافع بينه وبين رواية أنه كان لون بدنه (مثل بيضة الحمامة) أي قدرا وصورة لا لوناً (ت) عن جابر بن سمرة قال الشيخ حديث صحيح (كان ربعة من القوم) بفتح الراء وسكون الموحدة أي مربوعاً والتأنيث باعتبار النفس (ليس بالطويل البائن) أي المفرط في الطول (ولا بالقصر) زاد البيهقي عن علي وهو إلى

الطول أقرب (أزهر اللون) مشرقة نيره (ليس بالأبيض الأمهق) أي الكريه البياض كالجص بل كان نير البياض ورواية أمهق ليس بأبيض مقلوبة (ولا بالآدم) المدّاى ولا بتشديد السمرة وإنما يخالف بياضه حمرة فالمراد بالسمرة في رواية كان أسمر حمرة يخالطها بياض والعرب قد تطلق على من كان كذلك أسمر (وليس) شعره (بالجعد) بفتح فسكون (القطط) بفتح القاف والطاء الأولى وتكسر أي الشديد الجعودة (ولا بالسبط) بفتح فكسر أو فكون المنبسط المسترسل الذي لا تكسر فيه فهو متوسط بين الجعودة والسبوطة (ق ت) عن أنس (كان شجع الذراعين) قال المناوي بشين معجمة في فموحدة مفتوحة فحاء مهملة عريضها ممتدها (بعيد ما بين المنكبين) المنكب بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثة مجتمع رأس العضد والكتف وبعيد ما بين المنكبين يدل على سعة الصدر والظهر قال المناوي وفي رواية بعيد ما بين المنكبين يدل على سعة الصدر والظهر قال المناوي وفي رواية بعيد بالتصغير تقليلا للبعد المذكور (أهدب أشفار العينين) أي طويلها وغزيرها (البيهقي) في دلائله (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن (كان شعره جون الجمة) بالضم (وفوق الوفرة) قال العلقمي الجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين والوفرة شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن اهـ قال ابن حجر في شرحه على الشمائل هذه الرواية باعتبار الرتبة فقوله دون الجمة أي اقصر منها وقوله وفوق الوفرة أي أطول منها وفي رواية فوق الجمة دون الوفرة قال ابن حجر هذه الرواية باعتبار المحل فقوله فوق الجمة أي لم يصل لمحلها وهو المنكبان وقوله ودون الوفرة أي أنزل من محلها وهو شحمة الأذن (ت) في الشمائل (هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (كان شبيه نحو عشرين بن شعرة) قال المناوي تمام الحديث بياضها في مقدمه ولا ينافيه رواية لا يزيد على عشر شعرات لأن المراد في عنفقته والزائد في صدغيه وجمع أيضا باختلاف الأزمان (ت) فيها (هـ) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح (كان ضخم الرأس) أي عظيمة كما في رواية (واليدين) أي الذراعين كما في رواية (والقدمين) قال المناوي يعني ما بين الكعب إلى الركبة اهـ يحتمل أنه سقط من قلمه أي الرجلين قبل يعني (خ) عن أنس بن مالك (كان ضليع الفم) بفتح الضاد المعجمة وبعين مهملة أي عظيمة أو واسعة والعرب تمدح بذلك أس لكونه في الذكر دون الأنثى وقيل ضليع الفم وقابله والمراد ذبول شفتيه ورقتها (أشكل العين) أي في بياض عينيه حمرة قال المناوي وذا يشكل بكونه ادعج ولم يظهر وجه الأشكال إذا لشكله حمرة في بياض العين والدعج شدّو سواد العين مع سعتها ومن المعلوم أن سواد العين لا يكون في بياضها (منهوس العقب) بإعجام السين وإهمالها أي قليل لحم العقب بفتح فكسر مؤخر لقدم (م ت) عن جابر بن سمرة (كان ضخم الهامة) أي كبير الرأس وكبرها يدل على الرزانة والوقار ووفور العقل (عظيم اللحية) أي كثير شعرها (البيهقي) في الدلائل (عن علي) قال الشيخ حديث صحيح (كان فخما) بفتح الفاء وسكون الخاء المعجمة أي عظيماً

في نفسه (مفخما) أي معظماً في الصدور والعيون عند كل من رآه (يتلألأ وجهه تلألأ القمر) أي يشرق ويضيء مأخوذ من اللؤلؤ (ليلة البدر) أي ليلة أربعة عشرة قال المناوي سمى بدر لأنه يسبق طلوعه مغيب الشمس (أطول من المربوع) عند إمعان التأمّل وربعة في بادي النظر فالأوّل بحسب الواقع والثاني بحسب الظاهر (وأقصر من المشذب) بميم مضمومة فشين فذال مشددة معجمتين مفتوحتين فباء موحدة وهو البائن الطول مع نحافة أي نقص في اللحم (عظيم الهامة رجل الشعر أن انفرقت عقيقته) بقافين على المشهور شعر الرأس سمى عقيقته تشيبها بشعر المولود قبل أن يحلق فإذا حلق ونبت ثانيا زال عنه اسم العقيقة وربما يسمى الشعر عقيقة بعد الحلق على الاستعارة ومنه هذا الحديث وروى عقيصة بقاف وصاد مهملة وهي اسم للشعر المعقوص قال العلقمي والمراد أن انفردت عقيقته من ذات نفسها وقال المناوي أي قبلت الفرق بسهولة (فرق) أي جعل شعره نصفين نصفا عن يمينه ونصفا عن يساره (وإلا فلا) أي وإلا تتفرق بنفسها فلا يفرقها بل يتركها (يجاوز شحمة أذنية إذا هو وفره) أي أعفاه من الفرق (أزهر اللون واسع الجبين) ما فوق الصدغ والصدغ ما بين العين إلا الأذن ولكل إنسان جبينان وهما جانبا الجبهة من يمين (ازج الحاجبين) الزحج دقة الحاجبين وسيوغهما إلى محاذاة آخر العين مع تقوس (سوابغ في غير قرن) قال العلقمي القرن بالتحريك اتصال شعر الحاجبين وقال المناوي يعني أن طرفي حاجبيه سبغاً أي طالا حتى كادا يلتقيان (بينهما) أي الحاجبين (عرق) بكسر فسكون (يدره الغضب) بضم أوله وكسر ثانيه وتشديد ثالثه أي يحركه ويظهره كان إذا غضب امتلأ ذلك العرق دما كامتلاء الضرع لبنا إذا أدر فيظهر ويرتفع (اقنى) بقاف ساكنة فنون مفتوحة (العرنين) بكسر العين وسكون الراء المهملتين وكسر النون الألف وقنوه طوله ودقة أرنبته مع ارتفاع في وسطه (له) أي للعرنين أو للنبي (نور يعلوه) يغلبه من حسنه وبهائه (يحسبه) بضم السين وكسرها (من لم يتأمله) يمعن النظر فيه (أسم) بفتح المعجمة وشدة الميم أي مرتفعا قصبة الألف (كث اللحية) بفتح الكاف وثاء مثلثة وكسر اللام أي كثير شعرها مع استدارة فلحيته صلى الله عليه وسلم كانت كثيرة الشعر مستديرة غير طويلة (سهل الخدين) ليس فيهم نتوء ولا ارتفاع (ضليع الفم اشنب) بشين معجمة فنون فموحدة أي أبيض الأسنان مع بريق وتحديد فيها (مفلج الأسنان) أي مفرج ما بين الثنايا (دقيق) بالدال المهملة وروى بالراء (المسربة) بفتح الميم وسكون المهملة وضم الراء وفتح الباء الموحدة ما دق من شعر الصدر كالخيط سائلا إلى السرة (كان) بالتشديد (عنقه) بضم العين والنون وقد تسكن (جيد) بكسر الجيم وسكون المثناة التحتية أي عنق (دمية) بضم الدال المهملة وإسكان الميم وتحتية مفتوحة الصورة المنقوشة من نحو رخام أوعاج ولما كان هذا التشبيه يوهم أنه تشبيه

لبياضها أيضا رفع ذلك بقوله (في صفاء الفضة) أي نير مشرق مضيء (معتدل الخلق) أي متناسب الأعضاء والأطراف أي لا تكون متباينة في الدقة والغلظ والطول والقصر (بادنا) ضخم البدن ولما كان إطلاق البادن يوهم الإفراط في السمن قال (متماسكا) يمسك بعضه بعضا فليس هو بمسترخ (سواء البطن والصدر) يعني أن بطنه غير خارج فهو مسا ولصدره (عريض الصدر) واسعه (بعيد ما بين المنكبين) وذلك يدل على سعة الصدر والظهر (ضخم الكراديس) قال في النهاية هي رؤس العظام واحدها كردوس وقيل هي ملتفى كل عظمين ضخمين كاركبتين والمنكبين والمرفقين أراد به ضخم الأعضاء (أنور المتجرد) بجيم وراء مشددة مفتوحتين ما كشف عنه الثوب من البدن يعني أنه كان مشرق الجسد نيير اللون فوضع الأنور موضع النير والمراد أن كل جزء كشف من بدنه صلى الله عليه وسلم كان نيرا (موصول ما بين اللبة) بفتح اللام وتشديد الموحدة المفتوحة المنحر وهي المتطامن الذي فوق الصدر وأسفل الحلق الترقوتين وفيه تنحر الإبل (والسرة بشعر يجري) يمتد شبهه يجريان الماء وهو امتداد في سيلانه (كالخط) الطريق المستطيلة الشيء وروى كالخيط والتشبيه بالخط أبلغ (عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك) ليس عليهما شعر سوى المسربة المتقدم ذكرها الذي جعله جاريا كالخط (أشعر) أي كثير شعر (الذراعين) تثنية ذراع ما بين مفصل الكف والمرفق (والمنكبين وأعالي الصدر) أي كان على هذه الثلاثة شعر غزير (طويل الزندين) بفتح الزاي قال العلقمي عظم الذراعين زاد المناوي تثنية زند كفلس وهو ما انحسر عنه اللحم من الذراع (رحب الراحة) قال العلقمي أي واسع الكف وقال في النهاية يكنون ذلك عن السخاء والكرم (سبط) بفتح السين المهملة وسكون الباء وكسرها وحكى الفتح أيضا وبالطاء المهملة (القصب) بقاف فصاد مهملة فموحدة جمع قصبة وهي كل عظم أجوف فيه مخ أي ممتدها أس ليس في ذراعيه وساقيه وفخذيه نتو ولا تعقد (شنن الكفين والقدمين) بشين معجمة فثاء مثلثة فنون هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر ويجد ذلك في الرجال ويذم في النساء (سائل الأطراف) بسين مهملة وآخره لام من السيلان ورواه بعضهم بالنون بدل اللام قال ابن الأنباري وهما بمعنى ورواه بعضهم بالراء من السير أي ممتدها طويلها ليست منعقدة ولا منقبضة (خمصان) قال العلقمي ضبطه بعضهم بضم المعجمة وبعضهم بفتحها (إلا خمصين) بفتح الميم قال في النهاية الأخمص من المقدم الموضع الذي لا يلصق بالأرض منها عند الوطء والخصمان المبالغ منه أي أن ذلك الموضع الذي من أسفل قدميه شديد التجافي عن الأرض لكن المراد كما قال ابن الأعرابي أن أخمصه صلى الله عليه وسلم معتدل الخمص (مسيح القدمين) بميم مفتوحة فسين مهملة مسكورة فمثناة تحتية ساكنة فعاء مهملة أملسهما مستويهما لينهما بلا تسكر ولا تشقق جلد بحيث (ينبوعهما الماء

أي يسيل ويمر سريعا عليهما لملاستهما يقال نبا الشيء ينبو ذا إذا تباعد (إذا زال تعلقا) أي إذا ذهب وفارق مكانه رفع رجليه رفعا ثابتا متداركاً أحدهما بالأخرى مشية أهل الجلادة (ويخطو تكفيا) أي يميل إلى قدام (ويمشي هونا) بفتح الهاء وسكون الواو أي في لين ورفق غير مختال ولا معجب (ذريع) كسريع وزنا ومعنى (المشية) بكسر الميم أي سريعها ولا تنافي بينه وبين ما قبله لأن معناه أنه كان مع تثبته في المشي يتابع بين الخطوات ويوسعها فيسبق غيره (إذا مشى كإنما ينحط من صبب) بفتح الصاد المهملة والباء الموحدة الموضع المنحدر من الأرض وذلك دليل على شرعة مشيه (وإذا التفت التفت جميعا) قال العلقمي أي أنه لا يسارق النظر وقيل لا يلوى عنقه يمنة ويسرة إذا نظر إلى الشيء وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف ولكن كان يقبل جميعا ويدبر جميعا قاله في النهاية (خافض الطرف) أي البصر يعني إذا نظر إلى شيء خفض بصره (نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء) قال المناوي لأنع كان دائم المراقبة متواصل الفكر ونظره إليها ربما فرق فكره (جل نظره) بضم الجيم معظمه (الملاحظة) مفاعلة من اللحظ أي النظر بشق العين مما يلي الصدغ (يسوق أصحابه) أي يقدمهم أمامه ويمشي خلفهم كأنه يسوقهم (ويبدأ من لقيه بالسلام) حتى الأطفال (ت) في الشمائل النبوية (طب هب) عن هند بن أبي هالة وكان وصافا لحلية النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده حسن (كان في ساقيه حوشة) الحموشة بفتح الحاء المهملة وشين معجمة الدقة (ت ك) عن جابر بن سمرة وهو حديث حسن (كان في كلامه ترتيل) أي تأن وتمهل مع تبين الحروف والحركات وبحيث يتمكن السامع من عدها (أو ترسيل) عطف تفسير أوشك من الراوي (د) عن جابر بن عبد الله (كان كثير العرق) بالتحريك رشح البدن وكانت أم سليم تجمعه فتجعله في الطيب لطيب ريحه (م) عن أنس (كان كثير شعر اللحية) غزيرها مستديرها (م) عن جابر بن سمرة (كان كلامه كلاما فصلا) أي بينا ظاهرا يفصل بين الحق والباطل قال ابن رسلان والفصيح في اللغة المنطلق اللسان في القول الذي يعرف جيد الكلام من ردئيه ويحتمل أن يكون المعنى فيه أنه كان يفصل في كلامه بين كل حرفين ليبين الحروف أو بين كل كلمتين ليبين الكلام بحيث (يفهمه كل من سمعه) قال المناوي من العرب وغيرهم لظهوره (د) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (كان وجهه مثل الشمس والقمر) أي مثل الشمس في الإضاءة والقمر في الحسن والملاحة وإنما قال جابر وكان مستديرا ردّا على من قال كان وجهه مثل السيف فأراد أن يزيل ما توهمه القائل من معنى الطول الذي في السيف إلى معنى الاستدارة التي في القمر وصرح بهذا وإن علم بالتشبيه بالقمر لمزيد الرد والتأكيد لئلا يتوهم أن التشبيه بالقمر في الحسن لا في الاستدارة (م) عن جابر بن سمرة (كان أبغض الخلق) بالنصب أي أعمال الخلق (إليه الكذب) لما يترتب عليه من المفاسد فإن خلا عن المفسدة وترتب

عليه مصلحة جاز (هب) عن عائشة بإسناد حسن (كان أحب الألوان إليه) قال المناوي من الثياب وغيرها (الخضرة) لأنها من إلباس الجنة وبه أخذ بعضه ففضل الأخضر على غيره وقال جمع الأبيض أفضل لخبر خير ثيابكم البياض فالأصفر فالأخضر فالا كهب فالأزرق فالأسود (طس) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس وإسناده ضعيف (كان أحب التمر إليه العجوة) قبل عجوة المدينة وقيل مطلقا (أبو نعيم عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الثياب إليه القميص) أي كانت نفسه تميل إلى لبسه أكثر من غيره من نحو رداء أو أزار لأنه استر منهما ولأنهما يحتاجان إلى الربط والإمساك بخلاف القميص لأنه يستر عورته ويباشر جسمه بخلاف ما يلبس فوقه من الدثار (د ت ك) عن أم سلمة قال الشيخ حديث صحيح (كان أحب الثياب إليه الحبرة) قال الطيبي والحبرة خبر كان بوزن عنبة برديماني ذو ألوان من التحبير وهو التزيين والتحسين قال ابن رسلان إنما كانت الحبرة أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه ليس فيها كثرة زينة ولأنها أكثر احتمالا للوسخ من غيرها (ق د ن) عن أنس (كان أحب الدين) بالكسر يعني التعبد (إليه ما داوم عليه صاحبه) وإن قل ذلك العمل (خ هـ) عن عائشة (كان أحب الرياحين) جمع ريحان كل نبت طيب الريح (إليه الفاغية) هي نور الحناء (طس هب) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الشاة إليه مقدمها) لكونها أقرب إلى المرعى وأبعد عن الأذى وأخف على المعدة وأسرع انهضاما (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (هق) عن مجاهد مرسلا قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الشراب إليه الحلو البارد) أي الماء العذب قال الشيخ وفي لفظ الماء البارد (حم ت ك) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الشراب إليه اللبن) لكثرة منافعه ولكونه يجزي عن الطعام والشراب (أبو نعيم في الطب عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الشراب إليه العسل) أي الممزوج بالماء كما قيد به في رواية (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن عائشة) (كان أحب الشهور إليه أن يصومه) المصدر محله نصب على التميز أي أحب الشهور إليه صوما (شعبان) قال المناوي أخذ من هذا الحديث أن أفضل الصوم بعد رمضان شعبان اهـ قال العلقمي وقوله صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام بعد رمضان المحرم محمول على التطوع المطلق وكذا قوله أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليلة إنما أريد به تفضيل قيام الليل على التطوع المطلق دون السنن الرواتب قبل الفرض وبعده فكذلك ما كان قبل رمضان أو بعده من شوال تشبيها له بالسنن والرواتب (د) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (كان أحب الصباغ إليه الخل) قال المناوي أي أحب المصبوغ إليه ما صبغ بالخل والخل إذا أضيف إليه نحو نحاس صبغ أخضر أو نحو حديد صبغ أسودا هو قال الشيخ والمراد أحب إلا دام وآثره بذلك لصبغة اللقمة

ويؤيد ما قاله الشيخ كون الحديث مخرجا في كتب الطب (أبو نعيم) في الطب (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الصبغ إليه الصفرة) قال الشيخ أي الخضاب بها في الشعر من الرأس وغيره (طب) عن عبد الله (ابن أبي أوفى) قال الشيخ حديث صحيح (كان أحب الطعام إليه الثريد من الخبز) تقدّم الكلام عليه (والثريد من الحيس) الحيس طعام يتخذ من تمر واقط وسمن وقال ابن رسلان وصفته أن يؤخذ التمر أو العجوة فينزع منه النوى ويعجن بالسمن أو نحوه ثم يدلك باليد حتى يبقى كالثريد وربما جعل معه سويق (دك) عن ابن عباس وإسناده صحيح (كان أحب العراق إليه) قال المناوي بضم العين جمع عرق بالسكون العظم إذا أخذ عنه اللحم اهـ وعبارة القاموس العرق العظم بلحمه فإذا أكل لحمه فعراق أو كلاهما لكليهما (ذراع الشاة) بالإفراد وفي نسخة شرح عليها المناوي بالتثنية وذلك لأنها أحسن نضجا وأيسرتنا ولا وأسرع هضما (حم د) وابن السني وأبو نعيم عن ابن مسعود بإسناد صحيح (كان أحب العمل إليه ما داوم عليه وإن قل) لأن المداومة توجب ألفة النفس للعبادة فيدوم الثواب (ق ن) عن عائشة وأم سلمة قال الشيخ حديث صحيح (كان أحب الفاكهة إليه الرطب والبطيخ) بكسر الموحدة وكان يأكل هذا بهذا دفعا لضرر كل منهما واصلا حاله بالآخر (عد) عن عن عائشة النوقاني في كتاب ما جاء في فضل (البطيخ عن أبي هريرة) (كان أحب اللحم إليه الكتف) لما تقدّم في الذراع المتصلة بها (أبو نعيم) في الطب (عن ابن عباس) (كان أحب ما استتر به لحاجته) أي لقضائها (هدف) بفتح الهاء والدال ما ارتفع من الأرض (أو حائش نخل) بحاء مهملة وشين معجمة نخل مجتمع ملتف كانه لالتفاف يحوش بعضه بعضا ولا يشكل على هذا كراهة قضاء الحاجة تحت الشجر الذي من شأنه أن يثمر لأنه فضلانه صلى الله عليه وسلم كانت طاهرة ويحتمل غير ذلك (حم م د هـ) عن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين (كان أخف) قال المناوي لفظ رواية مسلم من أخلف (الناس صلاة) إذا صلى إماما لا منفردا (في تمام) الأركان والسنن (م ت ن) عن أنس (كان أخف الناس صلاة على الناس) يعني المقتدين به (وأطول الناس صلاة لنفسه (حم ن) عن أبي واقد العلقمي بجانبه علامة الصحة (كان إذا أتى مريضا) عائدا له (أو أتى به) إليه قال المناوي شك من الراوي (قال) في دعائه له (اذهب) بفتح الهمزة (البأس) قال المناوي بغير همزة للمؤاخاة واصلة الهمز أي الشدّة أو المرض (رب الناس) وغيرهم (أشف) بحذف المفعول كما في كثير من النسخ وفي نسخة شرح عليها المناوي ذكره فإنه قال والضمير للعليل (وأنت) قال المناوي وفي رواية حذف الواو (الشافي) قال المناوي أخذ منه جواز تسميته تعالى بما ليس في القرآن بشرط أن لا يوهم نقصا (لا شفاء) بالمدّ والفتح والخبر محذوف تقديره لنا أوله (إلا شفاؤك) بالرفع بدل من محل لا شفاء (شفاء) مصدر منصوب بقوله أشف (لا يغادر) بغين معجمة يترك

(سقما) بضم فسكون وبفتحتين وفائدة التقييد بذلك أنه قد يحصل الشفاء من ذبك المرض فيخلفه مرض آخر وكان يدعو له بالشفاء المطلق لا بمطلق الشفاء وقد استشكل الدعاء للمريض بالشفاء مع ما في المرض من كفارة وثاوب كما تظافرت الأحاديث بذلك والجواب أن الدعاء عبادة ولا ينافي الثواب والكفارة لأنهما يحصلان بأوّل المرض وبالصبر عليه والداعي بين حسنين أما إن يحصل له مقصوده أو يعوض عنه بجلب نفع أو دفع ضرر وكل ذلك من فضل الله سبحانه وتعالى (ق هـ) عن عائشة (كان إذا أتى باب قوم) بنحو زيارة (لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه) كراهة أن يقع النظر على ما لا يردا مشفه مما هو داخل البيت (ولكن) يستقبله (من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول السلام عليكم السلام عليكم) قال المناوي أي يكرر ذلك ثلاثا أو مرتين عن يمينه وشماله وذلك لأن الدور يومئذ لم يكن لها ستور (حم د) عن عبد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة وإسناد حسن (كان إذا أتاه الفئ) بالهمز (قسمه) بين مستحقيه (في يومه) أي يوم وصوله إليه (فأعطى الآهل) بالمدّ أي الذي له أهل زوجة أو زوجات (خطين) نصيبين نصيب له وآخر لزوجته وزوجاته (وأعطى العزب) الذي لا زوجة له ويقال في لغة رديئة أعزب (حظا) واحد الآن المتزوج أكثر حاجة هذا ما في شرح المناوي ويؤخذ من التعليل ما عليه الشافعية من أن كل واحد يعطي قدر كفايته وكفاية من يكون من ولد وزوجة وعبد وخصوا ذلك بمن أرصد للقتال وفيه مبادرة الإمام إلى القسمة ليصل كل واحد إلى حقه ولا يجوز التأخير إلا لعذر (دك) عن عوف بن مالك (كان إذا أتاه رجل فرأى في وجهه بشرا) بكسر فسكون طلاقة وجه وإمارة سرور (أخذ بيده) إيناساً له (ابن سعد) في الطبقات (عن عكرمة مرسلا) قال المناوي هو مولى ابن عباس (كان إذا أتاه الرجل وله اسم لا يحبه حوّله) بالتشديد أي نقله إلى ما يحبه لأنه كان يحب الفال الحسن (ابن منده عن عقبة بن عبد) السلمي (كان إذا أتاه قوم بصدقتهم) أي بزكاة أموالهم (قال) امتثالا لقول ربه له وصل عليهم (اللهم صلى على آل فلان) قال العلقمي في رواية على فلان وفي رواية على آل أبي أوفى يريد أبا أو في نفسه لأن الآل يطلق على ذات الشيء كقوله في قصة أبى موسى لقد أوتى مزمارا من مزامير آل داود وقال المناوي أي زك أموالهم التي بذلوا زكاتها واجعلها لهم طهورا واخلف عليهم (حم ق د ن هـ) عن عبد الله بن أبي وفي علقة بن الحارث (كان إذا أتاه الأمر يسره قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا أتاه الأمر يكرهه قال الحمد لله على كل حال) لأنه لم يأت بالمكره إلا لخير علمه لعبده وأراد له ابن السني في عمل يوم وليلة (ك) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن (كان إذا أتى بطعام) زاد في رواية أحمد من غير أهله (سال عنه) ممن أتى به (لهدية أم صدقة) بالرفع أي أهذا هدية أم صدقة أي عينو إلى أحد الأمرين (فإن قيل) هو (صدقة قال لأصحابه) أي من حضر منهم (كلوا ولم يأكل)

لأن الصدقة حرام عليه (وإن قيل هو هدية ضرب بيده) أي شرع في الأكل مسرعا ومثله ضرب في الأكل إذا أسرع في السير (فأكل معهم) وذلك لأن الهدية يقصد فيها إكرام المهدي إليه والصدقة لم يقصد بها ثواب الآخرة ففيها نوع ذل للآخذ (ق ن) عن أبي هريرة (كان إذا أتى) بالبناء المفعول (بالسبي) النهب (أعطى أهل البيت) المسببين والمراد أعطى أقارب الذين سبوا (جميعا) لمن شاء (كراهة أن يفرق بينهم) لما جبل عليه من الرأفة والشفقة فيستحب للإمام ولكن من ولى أمر السبي وغيره أن يجمع شملهم ولا يفرقهم (حم هـ) عن ابن مسعود بإسناد صحيح (كان إذا أتى بلبن قال بركة) أي هو بركة وكان صلى الله عليه وسلم تارة يشر له صرفاً وتارة يمزجه بماء (هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (كان إذا أتى بطعام أكل مما يليه) قال المناوي تعليما لأمته آداب الأكل فالأكل مما يلي الغير مكروه لما فيه من الشره وإيذاء من أكل معه (وإذا أتى بالتمر جالت) بالجيم (يده) أي دارت في جهاته وجوانبه فيتناول منه ما شاء (خط) عن عائشة وهو حديث ضعيف (كان إذا أتى بباكورة التمرة) أي أول ما يصلح للأكل منها (وضعها على عينيه ثم على شفتيه وقال) في دعائه (اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره) ذكره على إرادة النوع أو الشيء المأكول (ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان) لكونهم أرغب فيه (ابن السني عن أبي هريرة (طب) عن ابن عباس لحكيم) في نوادره (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح (كان إذا أتى بمدهن الطيب لعق منه) بكسر العين (ثم أدهن) قال المناوي والمدهن بضم الميم والهاء ما يجعل فيه الدهن والدهن بالضم ما يدهن به نحو زيت لكن المراد هنا الدهن المطيب (ابن عساكر عن سالم) بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أحد فقهاء التابعين (والقاسم بن محمد مرسلا) من طريقين قال الشيخ حديث صحيح (كان إذا أتى بأمر قد شهد بدرا) أي غزوة بدر التي أعز الله بها الإسلام (والشجرة) أي والمبايعة التي كانت تحت الشجرة والمراد أتوا به ميتا للصلاة عليه (كبر عليه تسعا) أي افتتح الصلاة عليه بتسع تكبيرات لأن لمن شهد هاتين فضلا على غيره (وإذا أتى به قد شهد بدراً ولم يشهد الشجرة أو شهد الشجرة ولم يشهد بدرا كبر عليه سبعا وإذا أتى به لم يشهد بدرا ولا الشجرة كبر عليه أربعاً) قال المناوي قالوا وذا منسوخ لخبر آخر جنازة صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم كبر أربعا وانعقد عليه الإجماع (ابن عساكر عن جابر) وهو حديث ضعيف (كان إذا اجتلى النساء) قال المناوي أن كسف عنهن لإرادة جماعهن (اقعى وقبل) أي قعد على إليتيه ناصباً فخذيه (ابن سعد عن أبي أسيد الساعدي) قال الشيخ يحتمل أن بعض نساء صلى الله عليه وسلم ذكره له فهو مرسل صحابي (كان إذا اجتهد في اليمين قال لا والذي نفس أبى القاسم) أي ذاته وجملته (بيده) أي بقدرته وتدبيره (حم) عن أبي سعيد وإسناده صحيح (كان إذا أخذ مضجعه) بفتح الميم والجيم أي أراد النوم

في كل ضجوعه أي وضع فيه جنبه بالأرض (جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن) وقال الذكر الوارد (طب) عن حفصة أم المؤمنين وإسناد صحيح (كان إذا أخذ ومضجعه من الليل) من للتبعيض أو بمعنى في (وضع يده) يعنى اليمنى (تحت خده) الأيمن (ثم يقول باسمك اللهم) أي يذكر اسمك (أحيا) قال الشيخ بالبناء للفاعل (وباسمك أموت) أي وعليه أموت (وإذا استيقظ) من نومه (قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا) أي أيقظنا بعد ما أماتنا (وإليه النشور) من القبور للجزء (حم م ن) عن البراء بن عازب (حم خ 4) عن حذيفة بن اليمان (جم ق) عن أبي ذر الغفاري (كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال بسم الله) وفي رواية باسمك اللهم (وضعت جنبي اللهم اغرف لي ذنبي وأخس شيطاني) بوصل الهمزة أي اجعله خاسئا أي مطرود (وفك رهاني) خلصني من عقال ما اقترفت نفسي من الأعمال التي لا ترتضيها بالعفو عنه فالمراد بالرهان نفس الإنسان لأنها مرهونة بعملها (وثقل ميزاني) يوم توزن الأعمال (واجعلن في الندى) بفتح فكسر القوم المجتمعون في مجلس ومنه النادي لمكان الاجتماع أي الملأ (الأعلى) من الملائكة (دك) عن أبي هريرة وإسناده حسن (كان إذا أخذ مضجعه) من الليل (قرأ قل يا أيها الكافرون حتى يختمها) ثم ينام على خاتمها لأنها براءة من الشرك (طب) عن عياد بالفتح والتشديد (أبن اخضر) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (كان إذا أخذ أهله الوعك) الحمى اوالمها (ثم أمرهم فحسوا) أي فشربوا (وكان يقول أنه ليرتو) بفتح المثناة التحتية وزاء ساكنة فمثناة فوقية أي يشدّ ويقوى (فؤاد الحزين) قلبه (ويسر) قال العلقمي بسين مهملة وراء (عن فؤاد القسيم) أي يكشف عن فؤاده الألم ويزيله (كما تسر أحدا كن الوسخ بالماء عن وجهها) أي تكشفه عن فؤاده الألم ويزيله (كما تسر أحدا كن الوسخ بالماء عن وجهها) أي تكشفه وتزبله وقال ابن القيم هذا ماء الشعير المغلي (ت هـ) عن عائشة بإسناد صحيح (كان إذا أدهن) أي أراد أن يدهن (صب) الدهن (في راحته اليسرة فبدابحا جيبه) فدهنهما (ثم عينيه ثم رأسه) قال المناوي وفي رواية كان إذا دهن لحيته بدا بالعينين (الشيرازي في الألقاب عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان إذا أراد الحاجة) أي القعود لبول أو غائط (لم يرفع ثوبه) أي لم يتم رفعه (حتى يدنو من الأرض) فيندب رفعه سيئا فشيئا محافظة على الستر ما لم يخف تنجس ثوبه وإلا رفعه بقدر حاجته (د ت) عن أنس بن مالك (وعن ابن عمر) بن الخطاب (طس) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح (كان إذا أراد الحاجة) بالصحراء وهناك غيره (أبعد) بحيث لا يسمع لخارجه صوت ولا يشم له ريح (هـ) عن بلال بن الحارث المزني (حم ن هـ) عن عبد الرحمن بن أبي فراد بضم الفاء وشدة الراء بضبط المؤلف السلمي وإسناده حسن (كان إذا أراد أن يبول فأتى عزازاً من الأرض) بفتح الغين المهملة والزاي ما صلب واشتد منها (أخذ عود افنكت به في الأرض حتى يثير من التراب ثم يبول فيه ليأمن

عود الرشاش عليه فيندب فعله لمن بال بمحل صلب (د) في مراسيله والحارث بن أبي أسامة (عن طلحة أبي قنان مرسلا) قال الشيخ وفي التقريب قنان بفتح القاف والنون وهو حديث حسن (كان إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه) أي ذكره (وتوضأ للصلاة) أي كوضوئه للصلاة وليس المعنى أنه توضأ لأداء الصلاة وإنما المراد أنه توضأ وضواً شرعياً لا لغوياً (ق د ن) عن عائشة (كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوأه للصلاة وإذا أراد أن يأكل أو يشرب وهو جنب غسل يديه) وورد أنه كان يتوضأ أيضا عند إرادة الأكل وقيس بالأكل الشرب وكالجنب في ذلك الحائض والنفسا إذا نقطع دمهما (ثم يأكل ويشرب) قال المناوي لأن أكل الجنب بدون ذلك يورث الفقر (د ن هـ) عن عائشة وإسناده صحيح (كان إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه وهي حائض أمرها أن تنزر) بتشديد المثناة وفي رواية تأتزر بهمزة ساكنة وهي أفصح أي تستر ما بين سرتها وركبتها بالإزار (ثم يباشرها) أي يضاجعها ويمس بشرتها وتمس بشرته فالمراد بالمباشرة هنا التقاء البشرتين لا الجماع فعل ذلك تشريعاً لأمته فالاستمتاع بما بين سرة لحائض وركبتها بلا حائل حرام على الأصح عند الشافعية (خد) عن ميمونة زوجته صلى الله عليه وسلم (كان إذا أراد من الحائض شيئاً) يعني مباشرة فيما دون الفرج (التي على فرجها ثوباً) ظاهره أن الاستمتاع المحرم إنما هو بالفرج فقط وهو قول للشافعي وهو مذهب الحنابلة (د) عن بعض أمهات المؤمنين (كان إذا أراد سفرا) لنحو غزو (اقرع بين نسائه فآيتهن) بتاء التأنيث وفي رواية فأيهن بغير تاء أي أية امرأة (خرج سهما خرج بها معه) فيه مشروعية القرعة والرد على من منع منها (ت د هـ) عن عائشة (كان إذا أراد أن يحرم يتطيب بأطيب ما يجد) قال العلقمي فيه دلالة على استحباب الطيب عند أرادة الإحرام وأن يكون بأطيب الطيب وأنه لا بأس باستدامته ولا ببقاء وبيض المسك وهو بريقه ولمعانه بعد الإحرام وإنما يحرم ابتداؤه في الإحرام وهذا مذهبنا وبه قال خلائق من الصحابة والتابعين وجماهير المحدثين والفقهاء وقال آخرون بمنعه منهم الزهري ومالك ومحمد بن الحسن وحكى عن جماعة من الصحابة والتابعين (حم) عن عائشة (كان إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة) بسكون الحاء وقد تفتح قال العلقمي التحفة طرفة الفاكهة وتستعمل في غيرها وقال في المصباح التحفة ما أتحفت به غيرك (سقاه من ماء زمزم) لجموم فضائله وعموم فوائده (حل) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (كان إذا أراد أن يدعو على أحد) وهو في صلاته (أو يدعو لأحد) فيها (قنت) بالقنوت المشهور عنه (بعد الركوع) قال العلقمي تمسك بمفهومه من قال إن القنوت قبل الركوع قال وإنما يكون بعد الركوع عند إرادة الدعاء على قوم أو لقوم وتعقب باحتمال أن مفهومه أن القنوت لم يقع إلا في هذه الحالة ويؤيده ما أخرجه ابن خزيمة بسند صحيح عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أودعا على

قوم (خ) عن أبي هريرة (كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه) قال المناوي أن انقطع فيه وخلى بنفسه بعد صلاة الصبح لا أن ذلك وقت ابتداء اعتكافه بل كان يعتكف من الغروب ليلة الحادي والعشرين (د ت) عن عائشة وإسناده حسن (كان إذا أراد أن يستودع الجيش قال استودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم) استحفظ الله هذه الأمور لأن السفر من شأنه المشقة فيكون سببا لإهمال بعض أمور الدين (دك) عن عبد الله ابن يزيد الخطمى وإسناده صحيح (كان إذا أراد غزوة وارى) بتسهيل الهمزة (بغيرها) أي ستر تلك الغزوة بغيرها وعرض بغزو وغيرها فالتورية أن تطلق لفظا ظاهرا في معنى وتريد به معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ لكن خلاف ظاهره (د) عن كعب بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده) وفي رواية رأسه (ثم يقول اللهم قني عذابك) أي أجرني من عذابك من نار جهنم وغيرها (يوم تبعث) وفي رواية تجمع (عبادك) أي من القبور إلى المحشر للحساب يقول ذلك (ثلاث مرات (د) عن حفصة أم المؤمنين قال الشيخ حديث حسن (كان إذا أراد أمرا) أي فعل أمر (قال اللهم خر لي واختر لي) أصلح الأمرين واجعل لي الخيرة فيه (ت) عن أبي بكر وإسناده ضعيف (كان إذا أراد سفرا قال) عند خروجه له (اللهم بك أصول) أي أسطو وأحمل على العدو (وبك أحول) أي أتحول وقيل احتال وقيل ادفع وامنع (وبك أسير) إلى العدوّ فانصرني عليه (حم) هن علي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (كان إذا أراد أن يزوج امرأة من نسائه) أي من أقاربه (يأتيها من وراء الحجاب فيقول لها يا بنية) بالتصغير (أن فلانا قد خطبك فإن كرهتيه) بإثبات الياء في كثير من النسخ وهو لغة (فقولي لا فإن هلا يستحي أحد أن يقول لا وأن أحببت فإن سكوتك إقرار) زاد في رواية فإن حركت الخدر لم يزوّجها وإلا أنكحها (طب) عن عمر بإسناد حسن (كان إذا أستجدّ ثوبا) أي لبس ثوبا جديدا (سماه باسمه قميصا) أي سواء كان قميصا (أو عمامة أو رداء) رزقني الله هذه العمامة (ثم يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له) أي استعماله في طاعة الله وعبادته (وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له) أي استعماله في المعاصي قال العلقمي لفظ الترمذي خيره بإسقاط من التبعيضية وفيه دليل على استحباب افتتاح الدعاء بالحمد لله والثناء عليه (حم د ت ك) عن أبي سعيد وإسناده صحيح (كان إذا استجدّ ثوبا لبسه يوم الجمعة) لكونه أفضل أيام الأسبوع فتعود بركته على الثوب ولبسه (خط) عن أنس بإسناد ضعيف (كان إذ استراث الخبر) أي استبطاه قال في المصباح راث رثيا من باب باع أبطأ (تمثل ببيت طرفة) بن عبد وهو قوله (ويأتيك الأخبار من لم تزود) وأوله ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا (حم) عن عائشة وإسناده صحيح (كان إذا استسقى) أي طلب الغيث عند الحاجة (قال اللهم اسق عبادك وبهائمك) جمع بهيمة وهي كل ذات أربع (وانشر رحمتك)

أي ابسط بركات غيثك ومنافعه على عبادك (واحي بلدك الميت) يريد بعض البلاد التي لا غيث فيها فسماه ميتًا على الاستعارة (د) عن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (كان إذا استسقى قال اللهم أنزل في أرضنا بركتها وزينتها) أي نباتها الذي يزينها (وسكنها) بفتح السين والكاف أي غياث أهلها الذي تسكن إليهم نفوسهم (وارزقنا وأنت خير الرازقين) فيندب قول ذلك في الاستسقاء (أبو عوانة) في صحيحه (طب) عن سمرة قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا استفتح الصلاة قال) بعد التحريمة (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك) الاسم هنا صلة (وتعالى جدك) أي علا جلالك وعظمتك (ولا إله غيرك) ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه وتفحه ونفثه (د ت هـ ك) عن عائشة (ق هـ ك) عن أبي سعيد (طب) عن ابن مسعود وعن وائلة قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا استلم الركن) اليماني (قبله ووضع خده الأيمن عليه) قال المناوي ومن ثم ندب جمع من الأئمة ذلك لكن مذهب الأئمة الأربعة أنه يستلمه ويقبل يده ولا يقبله (هق) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا استن) أي تسوك من السن وهو إمرار شيء فيه خشونة على آخر (أعطى السواك الأكبر) أي ناوله بعد تسوكه به إلى أكبر الحاضرين لأنه توقير له قال الشيخ وهذا يشعر بجواز دفع السواك للغير لكن ينبغي حمله على جواز بكراهة في شأن غير الشارع على أنه كان يفعل مثل ذلك لبيان الجواز فلا ينافي حينئذ كراهة الاستياك بسواك الغير (وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه) ولو مفضولاً صغيرًا كما مر (الحكيم) في نوادره (عن عبد الله بن كعب) بن مالك السلمي قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة) أي بصلاة الظهر يعني صلاها في أول وقتها (وإذا اشتد الحر برد بالصلاة) أي دخل بها في البرد بأن يؤخرها إلى أن يصير للحيطان ظل فيه يمشي منه قاصد الجماعة (خ) عن أنس • (كان إذا اشتد الريح الشمأل) بسكون الميم مقابل الجنوب (قال اللهم إني أعوذ بك بشر ما أرسلت فيها) وفي رواية من شر ما أرسلت به لأنها قد تبعث عذابًا على قوم فتعوذ منه ابن السني (طب) عن عثمان بن أبي العاص وإسناده حسن • (كان إذا اشتدت الريح قال اللهم) اجعلها (لقحا) بفتح اللام والقاف أي حاملاً للماء كاللقحة من الإبل (لا عقيمًا) أي ولا تجعلها لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان الذي لا ولد له قال تعالى وأرسلنا الرياح لو أقح أي حوامل شبه الريح التي جاءت بخير من إنشاء سحاب ماطر بالحامل كما شبه ما لا يكون كذلك بالعقيم (حب ك) عن سلمة بن الأكوع وإسناده صحيح • (كان إذا اشتكى) أي مرض (نفث) بمثلثة أي أخرج الريح من فمه مع شيء من ريقه (على نفسه بالمعوذات) بشدة الواو أي المعوذتين وسورة الإخلاص ففيه تغليب أي قرأها ونفث الريح على نفسه (ومسح عنه بيده) قال الشيخ أي الأذى أي أزاله وقال المناوي أي مسح عن ذلك النفث بيمينه قال العلقمي قال عياض فائدة النفث التبرك

بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسه الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر وقد يكون على سبيل التفاؤل بزوال ذلك الألم عن المريض كانفصال ذلك عن الراقي (ق د هـ) عن عائشة • (كان إذا اشتكى رقاه جبريل قال بسم الله يبريك من كل داء) متعلق بقوله (يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين) قال المناوي عطف خاص على عام لأن كل عاين حاسد ولا عكس وهي سهام تخرج من نفس الحاسد أو العاين نحو المحسود والمعيون (م) عن عائشة • (كان إذا اشتكى اقتمح) وفي رواية تقمح أي استف (كفا) أي مل كف (من شونيذ) بضم المعجمة الحبة السوداء (وشرب عليه ماء وعسلا) أي ماء ممزوجًا بعسل لأن لذلك سرًا بديعًا في حفظ الصحة (خط) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا اشتكى أحد رأسه) أي وجع رأسه (قال) له (اذهب فاحتجم) أي أمره بالحجامة (وإذا اشتكى رجله) أي وجعها (قال) له (اذهب فاخضبها بالحناء) فإنه بارد نافع من حرق النار والورم الحار (طب) عن سلمى امرأة أبي رافع داية فاطمة الزهرا قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا أشفق من الحاجة ينساها ربط في خنصره) بكسر أوله وثالثه (ولو في خاتمه الخيط) ليتذكرها به (ابن سعد) في تاريخه (والحكيم) في نوادره (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (كان إذا أصابته شدة فدعا) لدفعها (رفع يديه) حال الدعاء (حتى يرى) بالبناء للمفعول (بياض إبطيه) قال المناوي أي لو كان بلا ثوب أو كان كمه واسعًا فيرى بالفعل (ع) عن البراء ابن عازب بإسناد حسن • (كان إذا أصابه رمدًا و) أصاب (أحدًا من أصحابه دعا بهؤلاء الكلمات) يحتمل أن امراد وأمر من أصابه الرمد أن يدعو بها وهي (اللهم متعني ببصري واجعله الوارث مني وأرني في العدو ثأري وانصرني على من ظلمني) أي مع بقاء بصري ابن السني (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا أصابه غم) أي حزن أو كرب أي هم (يقول حسبي الرب من العباد) أي كافيني من شرهم (حسبي الخالق من المخلوقين حسبي الرازق من المرزوقين حسبي الذي هو حسبي حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) الذي ضمني إليه وقربني منه ووعدني بالجميل (ابن أبي الدنيا في) كتاب (الفرج) بعد الشدة (من طريق الخليل بن مرة) قال الشيخ وفي التقريب خليل بن مرة الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة البصري عن فقيه أهل الأردن بلاغًا أي قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا أصبح وإذا أمسى يدعو بهذه الدعوات اللهم إني اسألك من فجاءة الخير) بالضم والمد أي عاجله الآتي بغتة (وأعوذ بك من فجاءة الشر فإن العبد لا يدري ما يفجأة إذا أصبح وإذا أمسى) قال المناوي من جرب هذا الدعاء عرف قدر فضله وهو يمنع وصول أثر العاين ويدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان القائل واستعداده (ع) وابن السني عن بإسناد حسن • (كان إذا أصبح وإذا أمسى قال أصبحنا على فطرة

الإسلام) بكسر الفاء أي دينه الحق (وكلمة الإخلاص) وهي كلمة الشهادة (ودين نبينا محمد) قال المناوي لعله قال جهرًا ليسمعه غيره فيتعلمه منه (وملة أبينا إبراهيم) الخليل (حنيفًا) أي مائلاً إلى الدين المستقيم مسلمًا وما كان من المشركين (حم) عن عبد الرحمن ابن ابزي الخزاعي وإسناده صحيح • (كان إذا اطلى) بالنورة (بدأ بعورته) أي ما بين سرته وركبته (فطلاها بالنورة) المعروفة (و) طلى (سائر) أي باقي (جسده أهله) بالرفع فاعل طلى أي بعض أهله أي زوجاته (هـ) عن أم سلمة قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا أطلى بالنورة ولى عانته وفرجه بيده) فلا يمكن أحًدا من أهله من مباشرتهما لشدة حيائه (ابن مسعود عن إبراهيم وعن حبيب بن أبي ثابت مرسلاً) وإسناده صحيح • (كان إذا أطلع على أحد من أهل بيته) أي من عياله وحزبه (كذب كذبة) بفتح الكاف وتكسر والذال ساكنة فيهما (لم يزل معرضًا عنه) تأديبًا له وزجرًا (حتى يحدث توبة) من تلك الكذبة الواحدة (حم ك) عن عائشة وإسناده صحيح • (كان إذا أعتم) أي ألف العمامة على رأسه (سدل عمامته) أي أرخاها (بين كتفيه) من خلفه نحو ذراع فالعذبة كذلك سنة (ن) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا اغتم) بغين معجمة ومثناة فوقية (أخذ لحيته) أي تناولها (بيده ينظر فيها) كان يتفكر أو يسلي بذلك حزنه قال في المصباح غمه الشيء غمًا من باب قتل غطاه ومنه قيل للمحزن غم لأنه يغطي السرور (الشيرازي) في الألقاب (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا أفطر قال ذهب الظمأ) مهموز الآخر بلا مد أي العطش (وابتلت العروق) لم يقل وذهب الجوع لأن أرض الحجاز حارة فكانوا يصبرون على قلة الطعام لا العطش (وثبت الأجر) أي زال التعب وبقي الأجر (إن شاء الله) ثبوته بأن تقبل الصوم وتولى جزاءه بنفسه كما وعد (د ك) عن ابن عمر بإسناد حسن • (كان إذا أفطر) من صومه (قال اللهم إني لك صمت وعلى رزقك أفطرت) قدم المعمول على العامل دلالة على الاختصاص (د) عن معاذ بن زهرة الضبى (مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا أفطر قال اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني إنك أنت السميع العليم (طب) وابن السنبي عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا أفطر) من صومه (قال الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقي فأفطرت) أي يسر لي ما أفطر عليه فيندب قول ذلك عند الفطر من الصوم فرضًا أو نفلاً (ابن السني) بن زهرة قال الشيخ حديث ضعيف • (كان إذا أفطر عند قوم قال) في دعائه لهم (أفطر عندكم الصائمون) خبر بمعنى الدعاء (وأكل طعامكم الأبرار وتنزلت عليكم الملائكة) ملائكة الرحمة بالبركة والخير (حم هق) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا أفطر عند قوم قال أفطر عندكم الصائمون وصلت عليكم الملائكة) أي استغفرت لكم (طب) عن ابن الزبير بإسناد حسن • (وكان إذا اكتحل اكتحل وترا) ثلاثا في كل عين (وإذا استجمر) تبخر بنحو عود

(استجمر وترًا) قال المناوي وإراد الاستنجاء هنا بعيدة (حم) عن عقبة بن عامر الجهني وإسناده صحيح • (كان إذا أطل طعامًا لعق أصابعه الثلاث) قال المناوي زاد في رواية الحاكم التي أكل بها اهـ قال العلقمي فيه استحباب الأكل بثلاث أصابع ولا يضم إليها الرابعة ولا الخامسة إلا لعذر كان يكون مر قالا يمكن بثلاث (حم م 3) عن أنس بن مالك • (كان إذا أكل لم تعد) بفتح المثناة الفوقية وسكون العين المهملة وضم الدال أي لم تجاوز (أصابعه ما بين يديه) لأن تناوله كأنه تناول تقنع وترفع عن الشره (تخ) عن جعفر بن أبي الحكم) الأوسي (مرسلاً أبو نعيم في) كتاب (المعرفة عنه عن الحكم بن رافع بن سيار) قال الشيخ بفتح السين المهملة وشدة المثناة التحتية آخره راء وقال المناوي كذا هو بخط المؤلف والظاهر أنه سبق قلم وإنما هو سنان بنونين كما ذكره ابن حجر وغيره (طب) عن الحكم بن عمرو الغفاري من بني ثعلبة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان إذا أكل أو شرب قال) عقبه (الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه) أي سهل دخوله في الحلق قال العلقمي قال في النهاية وساغ لشراب في الحلق يسوغ إذا دخل سهلاً وقال في المصباح ساغ يسوغ سوغًا من باب قال سهل مدخله في الحلق وأسغته إساغة جعلته سائغًا ويتعدى بنفسه في لغة وقوله تعالى ولا يكاد يسغيه أي يبتلعه (وجعل له مخرجًا) أي السبيلين (دن حب) عن أبي أيوب الأنصاري بإسناد صحيح • (كان إذا التقى الحتانان) أي تحاذيا فالمراد دخول الحشفة في الفرج إذ بدخولها في الفرج يصير محل ختان الرجل محاذيا لمحل ختان المرأة وليس المراد بالالتقاء أن يتماسا أي كان إذا دخل الحشفة في الفرج (اغتسل) وإن لم ينزل (الطحاوي عن عائشة) وإسناده صحيح • (كان إذا انتسب في آبائه لم يجاوز في نسبته) قال الشيخ بكسر النون وسكون المهملة (معد بن عدنان بن أدد) بضم الهمزة ودال مهملة مفتوحة (ثم يمسك) عما زاد (ويقول كذاب النسابون) أي لرافعون النسب إلى آدم (قال الله تعالى وقرونًا بين ذلك كثيرًا) ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل إنما الخلاف في عدد من بين عدنان وإسماعيل من الآباء وبين إبراهيم وقد أنكر مالك على من رفع نسبه إلى آدم وقال من أخبر به (ابن سعد عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا أنزل عليه الوحي) قال المناي أي حامل الوحي (نكس) بشدة الكاف (رأسه) لما يحصل له من الشدة ولهذا كان يكثر عرقه (ونكس أصحابه رؤسم فإذا قلع عنه) أفاق ورفع رأسه (م) عن عبادة بن الصامت • (كان إذا أنزل عليه الوحي كرب) قال الشيخ بفتح الكاف وضم الراء وقال المناوي بضم الكاف وكسر الراء (لذلك) أي حصل له شدة (وتربد) قال المناوي رواية مسلم وتربد له ولعلها سقطت من قلم المؤلف أو من الناسخ وهو بالراء وشدة الموحدة (وجهه) أي علته ربدة وهي تغيير البياض إلى السواد وذلك لعظم موقع الوحي وهذا حيث لا يأتيه الملك في صورة رجل والأفلا (حم م) عنه أي عن عبادة • (كان إذا أنزل عليه الوحي

سمع) بالبناء للمفعول (عن وجهه) شيء (كدوى) بفتح الدال المهملة (النحل) أي سمع من جهة صوت خفي كدوى النحل كان الوحي ينكشف لهم انكشافًا غير تام (حم ق) عن عمر • (كان إذا انصرف من صلاته) أي سلم منها (استغفر الله ثلاثًا) زاد في رواية البزار ومسح وجهه بيده اليمنى (ثم قال اللهم أنت السلام) أي المختص بالتنزه عن النقائص والعيوب لا غيرك (ومنك السلام) أي الأمان (تباركت) أي تعاظمت وتمجدت (يا ذا الجلال والإكرام) لا نستعمل هذه الكلمة في غير الله تعالى (حم م 4) عن ثوبان • (كان إذا انصرف) أي من صلاته بالسلام (انحرف) بجانبه بأن يدخل يمينه في المحراب ويساره إلى الناس على ما عليه الحنفية أو عكسه على ما عليه الشافعية فيندب ذلك للإمام إلا إذا كان في مسجد المدينة فالأفضل موافقة الحنفية لئلا يصير مستدبر القبر • صلى الله عليه وسلم (د) عن يزيد ابن الأسود وإسناده حسن • (كان إذا انكسفت الشمس أو القمر صلى) صلاة الكسوف (حتى تنجلي) أي ينكشف القرص والمعتمد عن الشافعية أن صلاة الكسوف لا تتكرر لبطيء الانجلا لكن لمن صلاها أن يعيدها مع الإمام وقيل تتكرر لظاهر هذا الخبر قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة وينبغي الجزم به إن صلاها كسنة الظهر وقال الرملي أجاب الوالد رحمه الله أي عن هذا الخبر بأنه يحتمل إثمًا صلاه بعد الركعتين لم ينوبه الكسوف فإن وقائع الأحوال إذا تطرق إليها الاحتمال كساها ثوب الإجمال وسقط بها الاستدلال (طب) عن النعمان بن بشر وإسناده حسن • (كان إذا اهتم أكثر من مس لحيته) فيعرف بذلك كونه مهمومًا (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن عائشة أبو نعيم عن أبي هريرة) وإسناده حسن • (كان إذا (أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء) مستغيثًا مستعينًا متضرعًا (وقال سبحان الله العظيم وإذا اجتهد في الدعاء قال يا حي يا قوم) وقد اختار بعضهم أنه اسم الله الأعظم (ت) عن أبي هريرة • (كان إذا أوى) بالقصر (إلى فراشه) أي دخل فيه (قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا) دفع عنا شر خلقه (وأوانا) في كن نكن فيه يقينا الحر والبرد (فكم ممن لا كافئ له ولا مؤوى) أي كثير من الخلق لا يكفيهم اله شر إلا شرا ولا يجعل لهم مكانا (حم م 3) عن أنس • (كان إذا أوحى إليه وقذ) بضم الواو وكسر القاف وبذال معجمة أي سكت (لذلك ساعة كهيئة السكران) فإن الطبع لا يناسبه فلذلك يشتد عليه وينحرف له مزاجه (ابن سعد عن عكرمة) مولى ابن عباس (مرسلاً) • (كان إذا بايعه الناس يلقنهم) أي يقول لأحدهم (فيما استطعت) شفقة عليهم لئلا يدخل في البيعة ما لا يطيقونه (حم) عن أنس بإسناد حسن • (كان إذا بعث جيشًا أو سرية بعثهم من أول النهار) أي إذا أراد أن يرسل جيشًا يرسله في غدوة النهار لأنه بورك له ولأمته في البكر (د ت هـ) عن صخر بن وداعة قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا بعث أحدًا من أصحابه في بعض أمره) أي مصالحه (قال بشروا

ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا) أي سهلوا على الناس ولا تنفروهم بالتعسير والتشديد (ده) عن أبي موسى الأشعري بإسناد صحيح • (كان إذا بعث أميرًا) على جيش أو نحو بلدة (قال) فيما يوصيه به (أقصر الخطبة) بضم الخاء (وأقل الكلام فإن من الكلام سحرا) أي نوعًا يستمال به القلوب كما يستمال بالسحر وليس المراد حطبة الجمعة بل ما اعتادوه من تقديهم أمام المقصود خطبة بليغة (طب) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا بلغه عن الرجل الشيء الذي يكرهه لم يقل ما بال فلان يقول كذا) والظاهر أن المراد بالقول ما يشمل الفعل ولكن يقول منكرًا عليه (ما بال أقوام) أي ما شأنهم (يقولون كذا وكذا) إشارة إلى ما أنكره يعني كان شأنه أن لا يشافه أحدًا معينًا حياء منه ويكنى عما اضطره للكلام مما يكره استقباحًا للتصريح به (د) عن عائشة وإسناده صحيح • (كان إذا تضور) بفتح المثناة الفوقية والضاد المعجمة وشدة الواو فراء أي تلوى وتقلب في فراشه (من الليل) من تبعيضية أو بمعنى في (قال لا إله إلا الله الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار) فيندب التأسي به في ذلك (ن ك) عن عائشة وإسناده صحيح • (كان إذا تعار) بفتح المثناة الفوقية والعين المهملة وشدة الراء قال في النهاية أي هب من نومه واستيقظ والتاء زائدة (من الليل قال رب اغفر وارحم واهد للسبيل الأقوم) أي دلني على الطريق الواضح الذي هو أقوم الطرق (محمد بن نصر في) كتاب (الصلاة عن أم سلمة) زوجته صلى الله عليه وسلم قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم) وفي رواية للبخاري لتفهم (عنه وكان إذا أتى على قوم فسلم عليهم) هو من تتميم الشرط سلم عليهم (ثلاثًا) جواب الشرط قال العلقي قال الإسماعيلي يشبه أن يكون ذلك إذا سلم سلام الاستئذان على ما رواه أبو موسى وغيره وإما أن يمر المار مسلمًا إذا المعروف عدم التكرار قال في الفتح قلت وقد فهم البخاري هذا بعينه فأورد هذا الحديث مقرونًا بحديث أبي موسى في قصة عمر لكن يحتمل أن يكون ذلك كان يقع أيضًا منه إذا خشي أن لا يسمع سلامه (حم خ ت) عن أنس • (كان إذا تغدى لم يتعش وإذا تعشى لم يتغد) أي لا يأكل في يوم مرتين تنزهًا عن الدنيا وتقويًا على العبادة وتقديمًا للمحتاج على نفسه فنفى قلة الأكل فوائد منها رقة القلب وقوة الفهم والإدراك وصحة البدن ودفع الأمراض فإن سببها كثرة الأكل ومنها خفة المؤنة فإن من تعود قلة الأكل كفاه من المال قدر يسير ومنها التمكن من التصدق بما فضل من الأطعمة على الفقراء والمساكين وليس للعبد من ماله إلا ما تصدق فأبقى أو أكل فأفنى (حل) عن أبي سعيد بإسناد ضعيف • (كان إذا تهجد) أي صلى ليلاً بعد استيقاظه من النوم (يسلم بين كل ركعتين ابن نصر عن أبي أيوب) بإسناد حسن • (كان إذا توضأ) أي فرغ من الوضوء (أخذ كفًا من ماء فنضح) أي رش (به فرجه) دفعًا للوسوسة وتعليمًا للأمة ولينقطع البول لأن البارد يقطعه (حم د ن هـ ك) عن الحكم بن سفيان قال الشيخ

حديث صحيح • (كان إذا توضأ فضل ماء) من ماء الوضوء (حتى يسيله) قال الشيخ بفتح السين وشدة المثناة (على موضع سجوده) قال المناوي أي من الأرض ويحتمل أن المراد جبهته (طب) عن الحسن بن علي (ع) عن الحسين بن علي وإسناده حسن • (كان إذا توضأ حرك خاتمه) عند غسل اليد التي هو فيها ليصل الماء إلى ما تحته يقينًا فيندب ذلك فإن لم يصل الماء إلى ما تحته لشدة ضيقه وجب نزعه (هـ) عن أبي رافع مولى المصطفى واسمه أسلم أو إبراهيم أو صالح أو ثابت قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه) تثنية مرفق بكسر ففتح سمي به لأنه يرتفق به في الإتكاء وفي وجوب إدخال المرفقين في الغسل (قط) عن جابر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء) أي أدخل الماء في خلالها بأصابعه فيندب تخليل اللحية الكثة فإن لحيته صلى الله عليه وسلم كانت كثة (حم ك) عن عائشة (ت ك) عن عثمان بن عفان (ت ك) عن عمار بن ياسر عن بلال المؤذن (هـ ك) عن أنس بن مالك (طب) عن ابي إمامة بضم الهمزة (وعن أبي الدرداء وعن أم سلمة) أم المؤمنين (طس) عن ابن عمر بن الخطاب بأسانيد صحيحة • (كان إذا توضأ أخذ كفا) بفتح الكاف (من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته وقال) لمن حضره (هكذا أمرني ربي) أي أمرني بتخليلها وتمسك به المزني في ذهابه إلى الوجوب قال المناوي ثم مقتضى هذا الحديث إنه كان يخلل بكف واحدة لكن في رواية لابن عدي خلل لحيته بكفيه (د ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك) أي عركًا خفيفًا (ثم شبك لحيته بأصابعه) أي أدخل أصابعه مقلوبة فيها (من تحتها) وهذه هي الكيفية المحبوبة في تخليل اللحية (هـ) عن ابن عمر بإسناد حسن • (كان إذا توضأ صلى ركعتين) عقب الوضوء (ثم خرج إلى الصلاة) أي في المسجد مع الجماعة وهاتان الركعتان سنة الوضوء وفيه أن الأفضل فعلها في البيت (هـ) عن عائشة • (كان إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره) قال المناوي أي يحنصر إحدى يديه والظاهر أنها اليسرى (د ت هـ) عن المستورد بن شداد قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا توضأ مسح وجهه بطرف) بالتحريك (ثوبه) قال المناوي فيه أن تنشيف ماء الوضوء لا يكره أي إذا كان لحاجة فلا يعارضه أنه رد منديلاً أتى به إليه لذلك (ت) عن معاذ بن جبل وهو حديث ضعيف • (كان إذا تلا) قوله تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال) في صلاته عقب ذلك (آمين) بقصر أو مد وهو أفصح مع خفة الميم فيهما أي استجب ويقولها رافعًا بها صوته قليلاً حتى يسمع) بضم أوله (من يليه من الصف الأول) فيسن للإمام بعد الفاتحة آمين والجهر بها في الجهرية ويقارن المأموم تأمين إمامه (د) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا جاء الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة وإذا جاء الصيف خرج ليلة الجمعة) قال المناوي يحتمل أن المراد بيت الاعتكاف ويحتمل الكعبة اهـ وسكت عن

احتمال ما اعتاده الناس من دخولهم البيوت في الشتاء والخروج منها في الصيف والظاهر أنه المراد (وإذا لبس ثوبًا جديدًا حمد الله وصلى ركعتين) عقب لبسه شكر الله تعالى عليه (وكسا) الثوب (الخلق) بفتح اللام أي كسا الثوب البالي غيره من الفقراء فيندب ذلك (خط) وابن عساكر عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذاجاءه جبريل فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم علم أنها سورة) لكون البسملة أول كل سورة (ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا جاءه مال) من نحو فيء أو غنيمة أو خراج (لم يبيته) عنده (ولم يقيله) بالتشديد فيهما أي إن جاءه آخر النهار لم يمسكه إلى الليل أو أوله لم يمسكه إلى وقت القيلولة بل يعجل قسمته (*ذخط) عن الحسن بن محمد بن علي مرسلاً قال الشيخ حديث حسن • (كان إذاجرى به الضحك) أي غلبه (وضع يده على فيه) قال المناوي حتى لا يبدو شيء من باطن فمه وحتى لا يقهقه وهذا نادر وأما في غالب أحواله فكان لا يضحك إلا تبسمًا (البغوي) في معجمه (عن والده مرة) الثقفي قال الشيخ حديث ضعيف • (كان إذا جاءه أمر يسر به خرسا جدا شكرا لله) تعالى فسجدة الشكر سنة عند حدوث نعمة وكذا عند اندفاع نغمة (د هـ ك) عن أبي بكرة وهو حديث حسن لغيره • (كان إذاجلس مجلسًا) أي قعد مع أصحابه يتحدث (فأراد أن يقوم استغفر الله) تعالى (عشرًا إلى خمس عشرة) أي يقول استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه كما ورد في خبر وكان تارة يكرره عشرًا وتارة يزيد إلى خمس عشرة وتسمى هذه كفارة المجلس (ابن السني) في عمل يوم وليلة (عن أبي إمامة) الباهلي قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا جلس احتبى بيديه) زاد البزار ونصب ركبتيه أي جمع ساقيه إلى بطنه مع ظهره بيديه عوضًا عن جمعهما بثوب فالاحتباء باليدين غير منهي عنه إلا إذا كان ينتظر الصلاة كما في حديث (دهق) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث حسن • (كان إذاجلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء) انتظار لما يوحى إليه وشوقًا إلى الملأ لا أعلى قال المناوي وكان يرفع بصره إليها في الصلاة أيضًاحتى نزلت آية الخشوع فتركه (د) عن عبد الله بن سلام بالتخفيف وإسناده حسن • (كان إذا جلس يتحدث يخلع نعليه) لتستريح قدماه (هب) عن أنس بإسناد ضعيف • (كان إذاجلس) يتحدث (جلس إليه أصحابه حلقا حلقا) بكسر الحاء وفتح اللام لاستفادة ما يلقيه من العلوم وينشره من الأحكام الشريفة (البزار عن قرة) بضم القاف وشدة الراء (ابن إياس) بكسر الهمزة وهو حديث ضعيف • (كان إذا حزبه أمر) بحاء مهملة وزاي فمحدة مخففة وفي رواية حزنه بنون قال في النهاية أي إذانزل به هم وأصابه غم اهـ وقال في المبصاح وحزبه أمر يحزبه من باب قتل أصابه (صلى) لأن الصلاة معينة على دفع النوائب ومنه أخذ بعضهم ندب صلاة المصيبة وهي ركعتان عقبها وكان ابن عباس يفعل ذلك ويقول نفعل ما أمرنا الله به بقوله واستعينوا

بالصبر والصلاة (حم د) عن حذيفة ابن اليمان قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذاخر به) بضبطما قبله (أمر قال) مستعينًا على دفعه (لا إله إلا الله الحليم) الذي يؤخر العقوبة مع القدرة (الكريم) الذي يعطي النوال بلا سؤال (سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين) وهذا ذكر كان يستفتح به الدعاء (حم) عن عبدالله بن جعفر وإسناده حسن • (كان إذا حلف على يمين لا يحنث) أي لا يفعل المحلوف عليه وإن احتاج إلى فعله (حتى نزلت كفارة اليمين) أي الآية المتضمنة لمشروعية الكفارة وهي قوله تعالى فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسطما تطعمون أهليكم الآية قال المناوي وتمامه عند مخرجه فقال لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا كفرت عن يمين ثم أتيت الذي هو خير (ك) عن عائشة وإسناده صحيح • (كان إذا حلف) على شيء (قال والذي نفس محمد بيده) وتارة نفس أبي القاسم بيده أي بقدرته وتصريفه (هـ) عن رفاعة الجهني وإسناده حسن • (كان إذا حم) أي أخذته الحمى التي هي حرارة بين الجلد واللحم (دعا بقربه من ماء فأفرغها على قرنه) بفتح القاف أي رأسه فاغتسل بها قال المناوي وذلك نافع في فصل الصيف في القطر الحار في الحمى العرضية أو الغب الخالصة التي لا ورم معها ولا شيء من الأمراض الرديئة وإلا فهو ضار (طب ك) عن سمرة بن جندب قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا خاف قومًا) أي شر قوم (قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم) أي في إزاء صدورهم (ونعوذ بك من شرورهم) قال المناوي خص النحر تفاؤلاً بنحرهم أو لأنه أسرع وأقوى في الدفع (حم د ك هق) عن أبي موسى الأشعري وأسانيده صحيحة • (كان إذا خاف أن يصيب شيئًا بعينه) يعني كان إذا أعجبه شيء (قال اللهم بارك فيه ولا تضره) وهذا كان يقوله تشريعًا وإلا فعينه إنما تصيب الخير والنفع لا الشر (ابن السني عن سعيد بن حكيم) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا خرج من الغائط) أي من محل قضاء حاجته من بول أو غائط (قال غفرانك) أي اسألك غفرانك وغفران الذنب ستره وعدم المؤاخذة به فيندب لمن فرغ من حاجته أن يقول سواء كان بصحراء أم بنيان (حم 4 حب ك) عن عائشة بأسانيد صحيحة • (كان إذا خرج من الخلاء قال الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني) من احتباس ما يؤذي ويضعف الجسد (هـ) عن أنس (ن) عن أبي ذرء (كان إذا خرج من الغائط قال الحمد لله الذي أحسن إلى في أوله وآخره) أي في تناول الغذاء أولاً واغتذاء البدن بما صلح منه ثم بإخراج الفضلة ثانيًا (ابن السني عن أنس • (كان إذا خرج من بيته قال بسم الله) زاد في الأحياء الرحمن الرحيم (التكلان على الله) بضم التاء الاعتماد عليه (لا حول ولا قوة إلا بالله) أي لا تحول عن المعصية ولا قوة على الطاعة إلا بتيسيره وإقداره (هـ ك) وابن السني عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله) أي اعتمدت عليه في جميع أموري (اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل) بفتح النون وكسر الزاي من الزلل

أي من أن تقع في معصية قال العلقمي وروى بالذال من الذل (أو نضل) بفتح النون وكسر الضاد أي عن الحق (أو نظلم) بفتح النون وكسر اللام أو نظلم بضم النون وفتح اللام (أو نجهل) بفتح النون على أحد (أو يجهل علينا) أي أن نفعل بغيرنا ما يضره أو يفعل بنا غيرنا ما يضرنا (ت) وابن السني عن أم سلمة قال ت حسن صحيح • (كان إذا خرج من بيته قال بسم الله رب أعوذ بك من أن أزل أو أضل) بفتح فكسر فيهما (أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي) الأول فيهما مبني للفاعل والثاني للمفعول (حم ن هـ ك) عن أم سلمة وإسناده صحيح (زاد ابن عساكر وإن أبغى أو) أن (يبغى على) والظلم والجهل والبغي متقاربة المعنى أو جمع بينهما تفننا • (كان إذا خرج يوم العيد) أي عيد الفطر أو الأضحى (في طريق) لصلاته (رجع في غيره) ليشمل الطريقين ببركته أو ليستفتيه أهلهما أو ليتصدق على فقرائهما أو ليحترز عن كيد الكفار (ت ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (كان إذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني أعوذ بك من أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي أو أبغي أو يبغى علي) ببناء الأول منها للفاعل والثاني للمفعول (طب) عن بريدة تصغير بردة قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا خطب) أي وعظ (أحمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش) أي كمن ينذره وما من جيش عظيم قصد الإغارة عليهم (يقول صبحكم مساكم) أي أتاكم وقت الصباح أو المساء أي كأنكم به وقد أتاكم كذلك شبه حاله في خطبته وإنذاره بقرب القيامة بحال من ينذره قومه عند غفلتهم بجيش قريب منهم يقصد الإحاطة بهم بغتة (هـ حب ك) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا خطب في الحرب خطب على فرس وذا خطب في الجمعة خطب على عصا) قال المناوي ولم يحفظ عنه أنه توكأ على سيف وكثير من الجهلة يظن أنه كان يمسك السيف على المنبر (هـ ك هق) عن سعد القرطبي) قال الشيخ بفتح القاف والراء آخره معجمة قال وهو حديث حسن لغيره • (كان إذا خطب يعتمد على عنزة) بالتحريك رمح قصير (أو عصى) عطف عام على خاص إذ العنزة عصى في أسفلها زج بالضم أي سنان (الشافعي) في مسنده (عن عطاء) بن أبي رباح (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا خطب المرأة قال اذكروا لها جفنة سعد بن عبادة) بفتح الجيم وسكون الفاء القصعة العظيمة وتمامه تدور معي كلما درت قال المناوي وذلك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة كان سعد يبعث إليه كل يوم جفنة فيها ثريد بلحم أو لبن قال الشيخ والمراد المثل والنظير كناية عن مزيد العيش ترغيبًا للمرأة في تزوجه (ابن سعد عن أبي بكر محمد بن عمر بن خرم (د) عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلاً قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا خطب) امرأة (فرد لم يعد) إلى خطبتها ثانيًا (فخطب امرأة فأبت ثم عادت) فأجابت (فقال قد التحفنا لحافًا) بكسر اللام ما يتغطى يه كنى به عن المرأة لكونها تستر الرجل من جهة الإعفاف وغيره (غيرك) أي تزوجنا

امرأة غيرك وذا من شرف النفس وعلو الهمة (ابن سعد عن جاهد مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا خلا بنسائه ألين الناس وأكرم الناس ضحاكًا بسامًا) فيستحب للزوج فعل ذلك مع زوجته اقتداء به صلى الله عليه وسلم (ابن سعد وابن عساكر عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا دخل الخلاء) بالفتح والمد والمراد المحل الذي تفضى فيه الحاجة أي أراد دخوله (وضع) أي نزع (خاتمه) من إصبعه ووضعه خارج الخلاء لكونه كان عليه محمد رسول الله وهذا أصل في ندب وضع ما عليه اسم معظم عند دخول الخلا (4 حب) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا دخل) أي أراد دخول (الخلاء قال) عند شروعه في الدخول (اللهم إني أعوذ) خبر ومعناه الدعاء أي أعذتي (بك من الخبث) بضم أوله وثانيه قال المناوي وقد يسكن والرواية بهما جمع خبيث (والخبائث) جمع خبثية أي من شر ذكر أن الشياطين وإنائهم أو الخبث الشياطين والخبائث المعاصي (حم ق 4) عن أنس بن مالك • (كان إذا دخل الكنيف) بفتح فسكر موضع قضاء الحاجة أي أراد أن يدخله إن كان معدًا وإلا فلا فلا تقدير (قال بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) خص به الخلاء لأنه مأوى الشياطين (ش) عن أنس قال الشيح حديث صحيح • (كان إذا دخل الخلاء قال يا ذا الجلال) أي صاحب العظمة أعوذ بك من الخبث والخبائث (ابن السني) في عمل يوم وليلة (عن عائشة) • (كان إذا دخل الغائط) وهو المكان المطمئن من الأرض تقضي فيه الحاجة (قال اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس) قال العلقمي بكسر الراء والنون وسكون الجيم فيهما لأنه من باب الاتباع وهو أنواع فمنه اتباع حركة فاء كلمة حركة فاء أخرى لكونها قرنت معها وسكون عين كلمة لسكون عين أخرى أو حركتها كذلك قال الفارابي قرنت معها وسكون عين كلمة لسكون عين أخرى أو حركتها كذلك قال الفارابي في ديوان الأدب يقال رجس نجس فإذا أفردوا قالوا نجس (الخبيث المخبث) بضم فسكون فكسر أي الذي يوقع الناس في الخبث أي يفرح بوقوعهم فيه (الشيطان الرجيم) أي المرجوم قال المناوي قال العراقي ينبغي الأخذ بهذه الزيادة وإن كانت غير قوية للشاهد في أحاديث الفضائل (د) في مراسيله عن الحسن مرسلاً وهو البصري (ابن السني عنه) أي عن الحسن عن أنس (عد) عن بريدة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا دخل المرافق) بكسر الميم وفتح الفاء الكنيف (لبس حذاءه) بكسر الحاء المهملة وبالذال المعجمة وبالمد أي نعله صونًا لرجله عما يصيبها (وغطى رأسه) قال المناوي حياء من ربه تعالى (ابن سعد عن حبيب بن صالح) الطائي (مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الرجس أنجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم وإذا خرج قال الحمد لله الذي أذاقني لذته) أي المأكول والمشروب (وابقى في قوته واذهب عني أذاه) بإخراج فضله (ابن السني عن ابن عمر) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا دخل لمسجده قال) حال شروعه في دخوله (أعوذ بالله

العظيم وبوجهه الكريم) أي ذاته (وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم وقال) أي النبي صلى الله عليه وسلم (إذا قال) ابن آدم (ذلك حفظ منه سائر اليوم) لكن في نسخ وعليها شرح المناوي حفظ مني بدل منه وعبارته وقال يعني الشيطان إذا قال ابن آدم إلى آخره وهو مشكل والصواب أن فاعل قال النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم والتقدير إذا قال ذلك يقول للشيطان حفظ مني (د) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا دخل المسجد يقول بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج قال بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك) خص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج لأن الداخل يشتغل بما يقربه إلى الله فناسب ذكر الرحمة والخارج يبتغي الرزق فناسب ذكر الفضل (حم هـ طب) عن فاطمة الزهرا • (كان إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وفتح لي أبواب رحتمك وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك) طلب المغفرة تشريعًا لأمته (ت) عن فاطمة الزهرا قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا دخل المسجد قال بسم الله اللهم صل على محمد وأزواج محمد) فيه ندب الصلاة على أزواجه صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد (ابن السني عن أنس) وإسناده حسن • (كان إذا دخل السوق) أي أراد دخولها (قال بسم الله اللهم إني اسألك من خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها) ووردان الشياطين تدخل السوق مع أول داخل وتخرج مع آخر خارج (اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينًا فاجرة أو صفقة خاسرة) قال المناوي أنث السوق لأن تأنيثه أفصح وسأل خيرها واستعاذ من شرها لاستيلاء الغفلة على أهلها (طب ك) عن بريدة بإسناد ضعيف • (كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) قال المناوي لأجل السلام على أهله فإن السلام اسم شريف فاستعمل السواك للإتيان به أو ليطيب فمه لتقبيل زوجاته اهـ وأخذ بعضهم بظاهر الحديث فندب السواك لدخول المنزل وأطلق (حم د ن هـ) عن عائشة، (كان إذا دخل) يعني بيته قبل الزوال (قال) لأهله (هل عندكم طعام فإن قيل لا قال إني صائم) وإن قيل نعم أمرهم بتقديمه إليه (د) عن عائشة وإسناده صحيح • (كان إذا دخل الجبانة) قال المناوي بالفتح والتشديد محل الدفن سمي به لأنه يحبن ويفزع عند رؤيته ويذكر الحلول فيه (يقول السلام عليكم أيتها الأرواح الفانية) أي الفاني أجسادها (والأبدان البالية والعظام النحرة) أي المتفتتة (التي خرجت) صفة للأرواح (من الدنيا وهي بالله مؤمنة) مصدقة (اللهم ادخل عليهم روحًا) بفتح الراء سعة (منك وسلامًا منا) قال المناوي أي دعاء مقبولاً وفيه أن الأموات يسمعون إذ لا يخاطب الأمن يسمع (ابن السني عن ابن مسعود) • (كان إذا دخل على مريض يعوده قال) له (لا بأس) عليك (طهور) بفتح الطاء أي هو مطهر لك من الذنوب جملة دعائية قيدها بقوله إن شاء الله

(خ) عن ابن عباس • (كان إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب) بالتنوين وشعبان (وبلغنا رمضان وكان إذا كانت ليلة الجمعة قال هذه ليلة غراء ويوم أزهر) أي نير مشرق (هب) وابن عساكر عن أنس وفيه ضعيف كما في الأذكار • (كان إذا دخل رمضان أطلق كل أسير) كان عنده (وأعطي كل سائل) فإنه كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان وفيه ندب العتق في رمضان والتوسعة على الفقراء فيه (هب) عن ابن عباس ابن سعد عن عائشة وهو حديث ضعيف • (كان إذا دخل شهر رمضان شد مئزره) قال المناوي بكسر الميم إزاره كناية عن الاجتهاد في العبادة واعتزال النساء (ثم لم يأت فراشه حتى (ينسلخ) أي يمضي (هب) عن عائشة بإسناد حسن • (كان إذا دخل) شهر (رمضان تغير لونه) قال المناوي إلى صفرة أو حمرة كما يعرض للرجل الخائف خشية من عدم الوفاء بحق أداء العبودية فيه (وكثرت رمضان شد مئزره) قال المناوي بكسر الميم إزاره كناية عن الاجتهاد في العبادة واعتزال النساء (ثم لم يأت فراشه حتى (ينسلخ) أي يمضي (هب) عن عائشة بإسناد حسن • (كان إذا دخل) شهر (رمضان تغير لونه) قال المناوي إلى صفرة أو حمرة كما يعرض للرجل الخائف خشية من عدم الوفاء بحق أداء العبودية فيه (وكثرت صلاته وابتهل) أي اجتهد (في الدعاء وأشفق) أي تغير (لونه) حتى يصير كلون الشفق (هب) عن عائشة • (كان إذا دخل العشر) زاد في رواية ابن أبي شيبة الأخير من رمضان (شد مئزره) كناية عن التشمر للطاعة وتجنب غشيان للنساء (وأحيى ليله) أي ترك النوم وتعبد معظم الليل لا كله بقرينة خبر عائشة ما علمته قام ليلة حتى الصباح (وأيقظ أهله) أي زوجاته المعتكفات معه بالمسجد واللاتي في بيوتهن (ق د ن هـ) عن عائشة • (كان إذا دعا لرجل إصابته الدعوة وولده وولد ولده) أي استجيب دعاؤه للرجل وذريته (حم) عن حذيفة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (كان إذا دعا بدأ بنفسه فيندب للداعي أن يبدأ بنفسه (طب) عن أبي أيوب الأنصاري وإسناده حسن • (كان إذا دعا فرفع يديه) وذلك عند طلب نعمة (مسح وجهه بيديه) عند فراغه تفاؤلاً ونمينا لأن كفيه ملئتا خيرًا فأفاض منه على وجه (دعن يزيد) بإسناد حسن • (كان إذا دعا جعل باطن كفه إلى وجهه) وورد أيضًا أنه كان يجعل باطن كفه إلى السماء وتارة يجعل ظهر كفه إليها وحمل الأول على الدعاء بحصول مطلوب والثاني على الدعاء برفع البلاء الواقع (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (كان إذا دنا من منبره) أي قرب منه (يوم الجمعة) ليصعد للخطبة (سلم على من عنده) أي من بقربه (من الجلوس فإذا صعد المنبر) أي بلغ الدرجة التالية للمستراح (استقبل الناس بوجهه ثم سلم قبل أن يجلس) فيسن فعل ذلك لكل خطيب (هق عن ابن عمر) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا بها) أي ببعضها (إلى أصدقاء خديجة) زوجته صلة منه لها وحفظًا لعهدها وتصدقًا عنها قال العلقمي وأوله كما في مسلم عن عائشة قالت ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وأني لم أدركها قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة إلى آخره ففيه دليل لحفظ العهد وحسن الود ورعاية حرمة الصاحب وعشيرته في حياته ووفاته وإكرام أهل ذلك الصاحب

(م) عن عائشة • (كان إذا ذكر أحدًا فدعا له بدأ بنفسه) ثم ثنى بمن أراد الدعاء ثم عمم (3 حب ك) عن أبي بن كعب وإسناده صحيح • (كان إذا ذهب المذهب) بفتح الميم وإسكان الذال المعجمة وفتح الهاء أي ذهب في المذهب الذي هو محل الذهاب لقضاء الحاجة (أبعد) بحيث لا يسمع لخارجه صوت ولا يشم له ريح ويغيب شخصه عن الناس فيندب التباعد لقضاء الحاجة (4 ك) عن المغيرة بن شعبة وإسناده صحيح • (كان إذا رأى المطر قال اللهم صيبًا) أي أسقنا صيبًا (نافعًا) احتزز به عن الصيب الضار (خ) عن عائشة • (كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه) قال المناوي حذر أمن شره لقوله لعائشة في حديث الترمذي استعيذي بالله من شره فإنه الغاسق وما وقب قال البيضاوي ومن شر غاسق ليل عظيم ظلامه إذا وقب دخل ظلامه في كل شيء وقيل المراد به القمر فإنه يكسف فيغسق ووقوبه دخوله في الكسوف (د) عن قتادة مرسلاً • (كان إذا رأى الهلال قال هلال خير ورشد) الظاهر أنه منصوب بمقدر أي اللهم اجعله كما سيأتي التصريح به في حديث كان إذا نظر إلى الهلال (آمنت بالذي خلقك) ويكرره (ثلاثًا ثم يقول الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا (د) عن قتادة بلاغًا أي قال بلغنا ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم (ابن السني عن أبي سعيد) • (كان إذا رأى الهلال قال هلال خير ورشد) إضافة للخير والرشد رحاء أن يقعا فيه وتعليمًا لأمته (اللهم إني اسألك من خير هذا ثلاثًا اللهم أني اسألك من خير هذا الشهر وحير القدر) بالتحريك (وأعوذ بك من شره) أي ما ذكر من كل منهما يقول ذلك (ثلاث مرات) فيه ندب الدعاء عند روية الهلال (طب) عن رافع ابن خديج بإسناد حسن • (كان إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا باليمن) أي البركة (والإيمان) أي بدوامه وكماله (والسلامة والإسلام) الانقياد للأحكام (ربي وربك الله) فهو المعبود بحق دون غيره (حم ت ك) عن طلحة بن عبد الله بإسناد حسن • (كان إذا رأى الهلال قال الله أكبر الله أكبر) أي يكرر التكبير (الحمد لله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني اسألك من خير هذا الشهر وأعوذ بك من شر القدر ومن شر يوم المحشر) قاله تعليمًا لأمته واعترافًا بالعبودية (حم طب) عن عبادة ابن الصامت • (كان إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق) خلق قدرة الطاعة فينا (لما تحب وترضى ربنا وربك الله (طب) عن ابن عمر بجانبه علامة الحسن • (كان إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والسكينة والعافية والرزق الحسن) أي الحلال الحاصل بلا تعب (ابن السني عن جدير) بالتصغير بن أنس (السلمي) قال المناوي قال الذهبي لا صحبة له فكان على المؤلف أن يقول مرسلاً • (كان إذا رأى الهلال قال هلال خير الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا اسألك) فيه التفات (من خير هذا الشهر ونوره وبركته وهداه وطهوره ومعافاته) نسبة الهدى وما بعده إليه على سبيل المجاز

والمراد حصول ذلك فيه (ابن السني عن عبد الله بن مطرف) الأزدي الشامي • (كان إذا رأى سهيلاً) الكوكب المعروف (قال لعن الله سهيلاً فإنه كان عشارًا) أي مكاسًا يأخذ العشور وفي رواية للدارقطني كان عشارًا من عشاري اليمن يظلمهم (فمسخ) شهابًا (ابن السني عن علي) وهو حديث ضعيف • (كان إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات) قال الحسن ما من رجل يرى نعمة الله عليه فيقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات إلا أغناه الله وزاده (وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال رب أعوذ بك من حال أهل النار) بين به أن شدائد الدنيا يلزم العبد الشكر عليها إذ لهم نعم في الحقيقة بها تمحي السيئات وترفع الدرجات (هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا راعه شيء) من الروع الفزع والخوف (قال الله الله ربي لا شريك له) أي لا مشارك له في ملكه (ن) عن ثوبان بإسناد حسن • (كان إذا رضى شيئًا) من قول أحد أو فعله (سكت) عليه ويعرف الرضا في وجهه (ابن منده عن سهيل) بالتصغير (ابن سعد الساعدي أخي) سهل بن (سعد) • (كان إذا رفأ) بفتح الراء وشدة الفاء وبهمز وبدونه (الإنسان) وفي رواية إنسانًا أي هناه (إذا تزوج) قال العلقمي "قال الطيبي" إذا الأولى شرطية والثانية ظرفية (قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير) جواب الشرط قال المناوي قال الزمخشري معناه أنه كان يضع الدعاء له بالبركة موضع الترفية المنهي عنها وهي قولهم للمتزوج بالرفاء والبنين (حم 4 ك) عن أبي هريرة وأسانيده صحيحة • (كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه) تفاؤلاً بحصول المراد وهذا إذا كان خارج الصلاة (ت ك) عن ابن عمر • (كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في آخر ركعة قنت) فيه أن القنوت سنة في الصبح وأنه بعد الركوع (محمد بن نصر عن أبي هريرة) بإسناد حسن • (كان إذا رفع بصره إلى السماء قال يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك) قال المناوي هذا تعلم لأمته أن يكونوا ملازمين لمقام الخوف مشفقين من سلب التوفيق (ابن السني عن عائشة) بإسناد حسن • (كان إذا رفعت مائدته قال الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه الحمد لله الذي كفانا) أي دفع عنا شر المؤذيات (وآوانا) في كن نسكنه (غير مكفي) بفتح الميم وسكون الكاف وكسر الفاء وتشديد التحتية خبر مقدم وربنا مبتدأ مؤخر أي ربنا غير محتاج للطعام فيكفي (ولا مكفور) أي مجحود فضله (ولا مودع) بفتح الدال المشددة أي غير متروك فيعرض عنه (ولا مستغني عنه) بفتح النون وبالتنوين (ربنا) بالرفع قال العلقمي خبر مبتدأ محذوف أي هو ربنا أو على أنه مبتدأ خبره مقدم ويجوز الجر على أنه بدل من الضمير في عنه وقال غيره على البدل من الاسم في قوله الحمد لله وقال ابن الجوزي ربنا بالنصب على النداء مع حذف أداة النداء (حم خ ت د هـ) عن أبي إمامة الباهلي • (كان إذا ركع سوى ظهره) أي جعله كالصحيفة الواحدة (حتى لو صب عليه الماء لاستقر) مكانه قال

العلقمي قال الدميري الواجب في الركوع عندنا أن ينحني بحيث تنال راحتاه ركبتيه ولا يجب وضعهما على الركبتين وتجب الطمأنينة في الركوع والسجود والاعتدال من الركوع والجلوس بين السجدتين وبهذا كله قال مالك وأحمد وداود وقال أبو حنيفة يكفيه في الركوع أدنى انحناء ولا تجب الطمأنينة في شيء من هذه الأركان واحتج له بقوله تعالى اركعوا واسجدوا وأصل الركوع الانخفاض والانحناء وقد أتى به واحتج أصحابنا والجمهور بحديث أبي هريرة في قصة المسيء صلاته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له اركع حتى تطمئن راكعًا ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها رواه البخاري ومسلم (هـ) عن وابضة بن معيد (طب) عن ابن عباس (هـ) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان إذا ركع قال) في ركوعه (سبحان) أي أنزه (ربي العظيم) عن النقائص (وبحمده) قيل الواو وللحال والتقدير أنزهه ملتبسًا بحمدي له من أجل توفيقه وقيل عاطفة والتقدير أنزهه ملتبسًا بحمده ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم والتقدير وأثنى عليه بحمده فيكون سبحان ربي العظيم جملة مستقلة وبحمده جملة أخرى (ثلاثًا) أي يكرر ذلك في ركوعه ثلاث مرات وإذا سجد قال) في سجوده (سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا (د) عن عقبة بن عامر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه) لأنه أبلغ في التمكين والتحامل المطلوب (ك هق) عن وائل بن حجر بتقديم الحاء على الجيم ابن ربيعة بإسناد حسن • (كان إذا رمى الجمار مشى إليه) أي إلى المرمى (ذاهبًا وراجعًا) قال المناوي فيه أنه يسن الرمي ماشيًا وقيده الشافعية برمي غير النفر (ت) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (كان إذا رمى جمرة العقبة) وهي التي تلي مكة (مضى ولم يقف) قال المناوي أي لم يقف للدعاء كما يقف في غيرها من الجمرات انتهى قال العلقمي رمى جمرة العقبة عندنا واجب وليس بركن وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحمد وداود وقال ابن المنذر واجمعوا على أنه لا يرمي يوم النحر إلا جمرة العقبة (تتمة) يجوز الرمي بما يسمى حجرًا ولا يجوز بما لا يسمى حجرًا كالرصاص والحديد والذهب والفضة والكحل ونحوها وبه قال مالك وأحمد وداود وقال أبو حنيفة يجوز بكل ما يكون من جنس الأرض كالكحل والزرنيخ والمدر ولا يجوز بما ليس من جنسها (هـ) عن ابن عباس وإسناده حسن • (كان إذا رمدت عين امرأة من نسائه لم يأتها) أي لم يجامعها (حتى تبرأ عينها) لأن الجماع حركة كلية عامة للبدن (أبو نعيم في الطب عن سلمة • (كان إذا زوج أو تزوج امرأة نثر تمرًا) قال المناوي فيه أنه يندب لمن اتخذ وليمة أن ينثر للحاضرين تمر أو زبيبًا أو سكرًا أو أوزًا أو نحو ذلك انتهى لكن نص الشافعي وما عليه الجمهور أن ذلك ليس بمندوب والأولى تركه وأما أخذه فالأولى تركه أيضًا إلا إذا عرف الآخذان الناثر لا يؤثر بعضهم على بعض ولم يقدح الأخذ في مروءته فلا يكون ترك الأخذ أولى (هق) عن عائشة • (كان إذا سأل الله تعالى) خيرًا (جعل باطن كفه إليه) بالأفراد وفي نسخة بالتثنية (وإذا استعاذ) من شر (جعل

ظاهرها إليه) إشارة إلى رفع ذلك (حم) عن السايب بن خلاد • (كان إذا سأل السيل قال أخرجوا بنا إلى هذا الوادي الذي جعله الله ظهورًا) أي جعل ما سأل فيه مطهرًا (فنتطهر منه) الطهارة تشمل الغسل والوضوء والأفضل عند الشافعية الجمع بين الغسل والوضوء ثم الغسل ثم الوضوء (ونحمد الله عليه) أي على حصوله الشافعي (هق) عن يزيد بن الهاد مرسلاً • (كان إذا سجد حافي) مرفقيه عن جنبيه (حتى نرى) بالنون وفي رواية بمثناة تحتية (بياض إبطيه) لكثرة تجافيه (د) عن جابر وإسناد حسن • (كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته) وسجد على جبهته وأنفه (ابن سعد عن صالح بن خيران) بخاء معجمة (مرسلاً) • (كان إذا سر استنار وجهه) أي أضاء (كأنه) قال المناوي أي الموضع الذي يتبين فيه السرور وهو جبينه (قطعة قمر) قال العلقمي ويحتمل أن يكون أراد بقوله قطعة قمر القمر نفسه وقد روى الطبراني حديث كعب بن مالك من طرق وفي بعضها كأنه دارة قمر انتهى وقال المناوي لم يشبهه به كله لأن القمر فيه قطعة يظهر فيها سواد الكلف (ق) عن كعب بن مالك • (كان إذا سلم من الصلاة قال ثلاث مرات سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) قال المناوي أخذ منه أن الأولى عدم وصل السنة التالية للفرض بل يفصل بينهما بنحو ورد (ع) عن أبي سعيد • (كان إذا سلم لم يقعد) قال المناوي بين الفرض والسنة قال العلقمي وفي البخاري عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم يمكث يسيرًا قال العلامة محمد بن يوسف الدمشقي والظاهر أن القعود هنا القعود الذي كان عليه في الصلاة أي مستقبل القبلة (إلا بمقدار ما يقول اللهم أنت السلام) أي ذو السلامة من نقص (ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) ثم يجعل يمينه للناس ويساره للقبلة جمعًا بين الأحاديث لما صح أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس (م 4) عن عائشة • (كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله) المراد به إظهار الفقر إلى الله تعالى بطلب المعونة (حم) عن أبي رافع قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال وأنا وأنا) أي يقول عند أشهد أن لا إله إلا الله وأنا وعند أشهد أن محمدًا رسول الله وأنا فقوله وأنا مبتدأ خبره محذوف أي وأنا أشهد (د ك) عن عائشة • (كان إذا سمع المؤذن يقول حي على الفلاح قال اللهم اجعلنا مفلحين) أي فائزين بكل خيرنا جين من كل ضير (ابن السني عن معاوية) وإسناده ضعيف • (كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق) قال المناوي جمع صاعقة وهي قطعة رعد تنفض معها قطعة من نار قال اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك أي أدركنا برحمتك (حم ت ك) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح

• (كان إذا سمع بالاسم القبيح حوله إلى ما هو أحسن منه) فينبغي لمن كان اسمه قبيحًا أن يحوله اقتداء به صلى الله عليه وسلم (ابن سعد عن عروة مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا شرب الماء قال الحمد لله الذي سقانا عذبًا فراتًا) قال المحلي في تفسير قوله تعالى هذا عذب فرات شديد العذوبة وقال البيضاوي قامع العطش من فرط عذوبته وقال البغوي الفرات عذب المياه (برحمته ولم يجعله ملحًا اجاجا) بضم الهمزة مرًا شديد الملوحة بذنوبنا (حل) عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (مرسلاً) وهو حديث ضعيف • (كان إذا شرب تنفس) بعد رفع الإناء عن فمه (ثلاثًا) من المرات يسمى الله في أولهن ويحمده في آخرهن (ويقول هو) أي هذا الفعل (اهنأ) بالهمز من الهنأ (وامرأ) بالهمز قال العلقمي أي ألذ وأنفع وقيل أسرع انحدارًا عن المرى لسهولته وخفته عليه (وابرأ) من البرء أي أكثر برئًا أي صحة للبدن لتردده على المعدة الملتهبة دفعات فتكسن الدفعة الثانية ما عجزت الأولى عن تسكينه والثالثة ما عجزت الثانية عنه وأيضًا فإنه أسلم لحرارة المعدة وأبقى عليها من أن يهجم عليها البارد وهلة واحدة فيطفيء الحرارة الغريزية ويؤدي إلى فساد مزاج المعدة والكبد وإلى أمراض رديئة وقد علم بالتجربة أن ورود الماء على الكبد بالعب يؤلمها ويضعف حرارتها ولهذا قال صلى الله عليه وسلم الكباد من العب والكباد بضم الكاف وتخفيف الباء وجع الكبد وإذا ورد بالتدريج شيئًا فشيئًا لم يضاد حرارتها ولم يضعفها ومثاله صب الماء البارد على القدر وهي تفور لا يضره صبه قليلاً قليلاً (حم ق 4) عن أنس بن مالك • (كان إذا شرب تنفس مرتين) قال المناوي أي تنفس في أثناء الشرب مرتين فيكون قد شرب ثلاث مرات وسكت عن التنفس الأخير لكونه ضروريًا فلا تعارض (ت هـ) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (كان إذا شرب تنفس في) شربه من (الإناء ثلاثًا) يعني كان يشرب بثلاث دفعات (يسمى عند كل نفس) بفتح الفاء أي أول كل مرة (ويشكر) الله تعالى (في آخرهن) أي يقول الحمد لله إلى آخر ما مر والحمد رأس الشكر كما في حديث ابن السني (طب) عن ابن مسعود قال المناوي ضعيف من طريقه • (كان إذا شهد جنازة) أي حضرها (أكثر الصمات) بضم الصاد السكوت (وأكثر حديث نفسه) في أهوال الموت وما بعده فإن قيل حديث النفس لا يطلع عليه الناس فما مستند الراوي في الإخبار بذلك فيحتمل أنه أخبر بذلك اعتمادًا على قرينة الحال أو أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك (ابن المبارك وابن سعد عن عبد العزيز بن أبي رواد) قال الشيخ بشدة الواو (مرسلاً) • (كان إذا شهد جنازة رؤيت) قال الشيخ بضم الراء وكسر الهمزة وفتح المثناة التحتية (عليه كآبة) بالمد قال في النهاية الكآبة تغيير النفس بالانكسار ومن شدة الهم والحزن (وأكثر حديث النفس) في أحوال الآخرة (طب) عن ابن عباس • (كان إذا شيع جنازة علا كربه) قال العلقمي الكرب بفتح الكاف

وسكون الراء بعدها موحدة هو ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه فيغمه ويحزنه (وأقل الكلام وأكثر حديث نفسه) فتفكرًا فيما إليه المصير (الحاكم في الكنى) والألقاب (عن عمران بن حصين) بالتصغير • (كان إذا صعد المنبر) للخطبة (سلم) قال العلقمي يسن للإمام السلام على الناس عند دخوله المسجد يسلم على من هناك وعلى من عند المنبر إذا انتهى إليه وإذا وصل أعلى المنبر وأقبل على الناس بوجهه يسلم عليهم ولزم السامعين الرد عليه وهو فرض كفاية وسلامه بعد الصعود هو مذهبنا ومذهب الأكثرين وبه قال ابن عباس وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز والأوزاعي والإمام أحمد وقال مالك وأبو حنيفة يكره (هـ) عن جابر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان إذا صلى الغداة) أي الصبح (جاءه خدم أهل المدينة بانيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناء الأغمس يده فيه) للتبرك بيده الشريفة (حم م) عن أنس • (كان إذا صلى الغداة جلس في مصلاه) يذكر الله تعالى كما في رواية الطبراني (حتى تطلع الشمس) فيه استحباب الجلوس في المصلى بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس مع ذكر الله تعالى (حم م 3) عن جابر بن سمرة • (كان إذا صلى بالناس الغداة أقبل عليهم بوجهه فقال هل فيكم مريض أعوده فإنه قالوا لا قال فهل فيكم جنازة أتبعها فإن قالوا لا قال من رأى منكم رؤيا يقصها علينا) أي لنعبر هاله (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب • (كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع) قال المناوي للراحة من تعب القيام (على شقه الأيمن) قال العلقمي قال في الفتح قيل الحكمة فيه أن القلب في جهة اليسار فلو اضطجع عليه لاستغرق نومًا لكونه أبلغ في الراحة بخلاف اليمنى فيكون القلب معلقًا فلا يستغرق قال شيخ الإسلام زكريا روى أبو داود بإسناد صحيح إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح فليضطجع على يمينه فيندب الفصل بين صلاة الصبح وسنته بالاضطجاع وإن لم يتجهد لظاهر هذا الحديث ولا يكفي الفصل بالتحدث ولا بالتحول (خ) عن عائشة • (كان إذا صلى صلاة أثبتها) قال المناوي أي دوام عليها بأن يواظب على إيقاعها في ذلك الوقت أبدًا وسبب هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نسى سنة الظهر البعدية وقيل سنة العصر فتذكرها بعد صلاة العصر فصلاها وداوم عليها فسألت عائشة عن ذلك فذكره (م) عن عائشة • (كان إذا صلى) قال المناوي أي أراد أن يصلي ويحتمل فرغ من صلاته (مسح بيده اليمنى على رأسه ويقول بسم الله الذي لا إله غيره الرحمن الرحيم اللهم اذهب عني الهم والحزن) يحتمل أن العطف للتفسير وقال المناوي الهم منا يهم الإنسان والحزن هو الذي يظهر منه في القلب ضيق وخشونة وقيل هما ما يصيب القلب من الألم لفوت محبوب (خط) عن أنس بن مالك • (كان إذا صلى الغداة في سفر مشى عن راحلته قليلاً) قال المناوي وتمامه عند مخرجه وناقته نقاد (حل هق) عن أنس • (كان إذا طاف بالبيت استلم الحجر والركن) اليماني زاد في رواية وكبر (في كل طواف) أي في كل طوفة (ك)

عن ابن عمر وهو حديث صحيح • (كان إذا ظهر في الصيف استحب أن يظهر ليلة الجمعة وإذا دخل البيت في الشتاء استحب أن يدخل ليلة الجمعة) تيمنًا وتبركًا بها (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن عائشة) • (كان إذا عرس) بمهملات مفتوحات والراء مشددة أي نزل وهو مسافرًا آخر الليل للنوم والاستراحة (وعليه ليل) أي زمن ممتد منه (توسد يمينه) أي جعل يده اليمنى وسادة لرأسه ونام نوم المتمكن لبعده من الصبح (فإذا عرس قبل الصبح) أي قبيله (وضع رأسه على كفه اليمنى) وأقام ساعده لئلا يتمكن من النوم فتفوته الصبح كما وقع في قصة الوادي (حم حب ك) عن أبي قتادة بأسانيد صحيحة • (كان إذا عصفت الريح) أي اشتد هبوبها (قال اللهم إني اسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به) قال العلقمي وتمامه كما في مسلم قالت أي عائشة وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سرى عنه فعرفت ذلك فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال تعالى فلما راوه عارضًا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا الآية وكان خوفه صلى الله عليه وسلم أن يعاقبوا بعصيان العصاة كما عوقب قوم عاد وسروره بزوال الخوف قال أبو عبيد وغيره وتخيلت السماء من المخيلة بفتح الميم وهي سبحانه فيها رعد وبرق تخيل إليه أنها ماطرة ويقال أخالت إذا تغيرت (حم م ن) عن عائشة • (كان إذا عطس) بفتح الطاء (حمد الله) بكسر الميم (فيقال له يرحمك الله فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم) أي حالكم (حم طب) عن عبد الله بن جعفر وإسناده حسن • (كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته) قال المناوي وفي رواية لأبي نعيم خمر وجهه وفاه (د ت ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (كان إذا عمل عملاً أثبته) تقدم معناه قريبًا في كان إذا صلى (م د) عن عائشة • (كان إذا غزى) أي خرج للغزو قال اللهم أنت عضدي أي معتمدي في جميع الأمور سيما في الحرب وأنت نصيري وبك أقاتل العدو (حم د ت هـ حب) والضياء المقدسي عن أنس وأسانيده صحيحة • (كان إذا غضب أحمرت وجنتاه) وهذا لا ينافي ما وصف به من الرحمة (طب) عن ابن مسعود وعن أم سلمة • (كان إذا غضب وهو قائم جلس وإذا غضب وهو جالس اضطجع فيذهب غضبه) لأن ذلك أبعد عن المسارعة إلى الانتقام وسكن الحدة ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغضب عن أبي هريرة • (كان إذا غضب لم يجترء) قال الشيخ بسكون الهمزة (عليه أحد إلا علي) بن أبي طالب لما يعلمه من مكانته عنده وتمكن وده من قلبه بحيث يتحمله في حال حدته (كل ك) عن أم سلمة • (كان إذا غضبت عائشة عرك بأنفها) بزيادة الموحدة ملاطفًا لها (وقال يا عويش) منادي مصغر مرخم (قولي اللهم رب محمد اغفر ذنبي واذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن) أي الفتن المضلة فمن قال ذلك بصدق وإخلاص ذهب غضبه (ابن السني عن عائشة) • (كان إذا فاتته) الركعات (الأربع) المطلوبة (قبل الظهر) بأن صلى الظهر قبل فعلها (صلاها بعد الركعتين) اللتين (بعد الظهر) قال العلقمي قال

الدميري إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك لأن التي بعد الظهر هي التي تجبر الخلل الواقع في الصلاة فاستحقت التقديم وأما التي قبله فإنها وإن كانت أيضًا جابرة فسنتها التقديم على الصلاة وتلك تابعة فكان تقديم التابع الجابر أولى من غيره (هـ) عن عائشة وإسناده حسن • (كان إذا فرغ من) أكل (طعامه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين) فيسن قول ذلك عقب الفراغ من الأكل (حم ع) والضياء عن أبي سعيد الخدري بإسناد حسن • (كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه) أي على قبره هو وأصحابه (فقال استغفروا لأخيكم) في الإسلام (وسلوا) الله (له التثبيت) أي اطلبوا له منه أن يثبت لسانه وجنانه لجواب الملكين (فإنه الآن يسأل) أي يسأله الملكان منكر ونكير فهو أحوج إلى الدعاء (د) عن عثمان بن عفان بإسناد حسن • (كان إذا فرغ من) أكل (طعامه قال اللهم لك الحمد أطعمت وسقيت وأشبعت وأرويت فلك الحمد غير مكفور) أي مجحود فضلك ونعمتك ولا مودع ولا مستغنى عنك (حم) عن رجل من بني سليم وإسناده حسن • (كان إذا فرغ من تلبيته سأل الله رضوانه) بكسر الراء (ومغفرته واستعاذ برحمته من النار) وذلك أعظم ما يسأل (هق) عن خزيمة بن ثابت • (كان إذا فقد) بالبناء للفاعل (الرجل من إخوانه) أي لم يره (ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبًا) أي مسافرًا (دعا له وإن كان شاهدًا) أي حاضرا بالبلد (زاره وإن كان مريضًا عاده) فينبغي الاقتداء به في ذلك (ع) عن أنس بإسناد ضعيف • (كان إذا قال الشيء ثلاث مرات لم يراجع) بالبناء للمفعول لوضوح ذلك بعد الثلاثة أو لهيبته (الشيرازي عن أبي حدرد) بمهملات الأسلمي • (كان إذا قال بلال) المؤذن (قد قامت الصلاة فنهض فكبر) تكبيرة التحريم ولا ينتظر فراغ بقية ألفاظ الإقامة قاعدًا (سمويه) في فوائده (طب) عن عبد الله بن أبي أوفى • (كان إذا قام من الليل) أي فيه قال العلقمي وظاهر قوله من الليل عام في كل حالة ويحتمل أن يختص بما إذا قام إلى الصلاة قلت ويدل عليه رواية إذا قام إلى التهجد ولمسلم نحوه وحديث ابن عباس يشهد له (يشوص) بفتح أوله وشين معجمة مضمومة وصاد مهملة (فاه بالسواك) أي يدلكه وينظفه وينقيه والشوص دلك الأسنان بالسواك عرضًا وقال ابن دريد الاستياك من سفل إلى علو (حم ق د ن) عن حذيفة بن اليمان • (كان إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين) لخفة القراءة فيهما أو لكونه يقتصر فيهما على الفاتحة لينشط لما بعدهما واستعجالاً لحل عقد الشيطان وهو وإن كان منزهًا عن عقده لكنه فعله تشريعًا (م) عن عائشة • (كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه) حذاء منكبيه (مدا) قال العلقمي قال ابن سيد الناس يجوزان يكون مصدرًا مختصًا كقعد القرفصا أو مصدرًا من المعنى كقعدت جلوسًا أو حالاً من فاعل رفع (ت) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (كان إذا قام على المنبر استقبله أصحابه بوجوههم) قال العلقمي قال الدميري السنة أن يقبل الخطيب على القوم في جميع

خطبته ولا يلتفت في شيء منها وإن يقصد قصد وجهه وقال أبو حنيفة يلتفت يمينًا وشمالاً في بعض الخطبة كما في الآذان وقال أصحابنا ويستحب للقوم الإقبال بوجوههم عليه وجاءت فيه أحاديث كثيرة ولأنه الذي يقتضيه الأدب وهو أبلغ في الوعظ وهو مجمع عليه قال إمام الحرمين سبب استقبالهم له واستقباله إياهم واستدباره القبلة أنه يخاطبهم فلو استدبرهم كان خارجًا عن عرف الخطاب فلو خالف السنة وخطب مستقبل القبلة مستدير الناس صحت خطبته مع الكراهة هكذا قطع به جمهور الأصحاب وفي وجه شاذ لا تصح خطبته وطرد الدارمي الوجه إذا استدبروه (هـ) عن ثابت بإسناد حسن (كان إذا قام في الصلاة قبض على شماله بيمينه) قال العلقمي وكيفية ذلك عند الشافعية أن يقبض بكفه اليمنى كوع اليسرى وبعض الساعد والرسغ باسطًا أصابعها في عرض المفصل أو ناشرًا لها صوب الساعد ويضعهما أي اليدين بين السرة والصدر والحكمة في جعلهما تحت الصدر أن يكونا فوق أشرف الأعضاء وهو القلب فإنه تحت الصدر (طب) عن وائل بن حجر بإسناد حسن • (كان إذا قام) قال المناوي عن جلسة الاستراحة اهـ وظاهر الحديث الإطلاق وهو المنقول في كتب الفقه (اتكأ) بالهمزة (على إحدى يديه) كالعاجن بالنون فيندب ذلك لكل مصل (طب) عنه أي عن وائل • (كان إذا قام من المجلس استغفر الله عشرين مرة ليكون كفارة لما جرى في ذلك المجلس (فأعلن) بالاستغفار أي نطق به جهرًا تعليمًا لمن حضر (ابن السني عن عبد الله الحضرمي) • (كان إذا قدم عليه الوفد) جمع وافد كصحب جمع صاحب من وفد إذا خرج لنحو ملك لأمر (لبس أحسن ثيابه وأمر علية) بكسر فسكون (أصحابه بذلك) فيه طلب التجمل في بعض الأحيان فلا ينافي خبر البذاذة من الإيمان (البغوي) في المعجم (عن جندب بن مكيث) • (كان إذا قدم من سفر) قال المناوي زاد البخاري ضحى (بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين) زاد البخاري قبل أن يجلس (ثم يثنى بفاطمة) الزهرا فيدخل إليها (ثم يأتي أزواجه) ثم يخرج إلى الناس (طب ك) عن أبي ثعلبة الخشني بإسناد حسن • (كان إذا قدم من سفر تلقى) فعل ماض مبني للمفعول (بصبيان أهل بيته) فيركب بعضهم بين يديه وبعضهم خلفه فيسن فعل ذلك (حم م د) عن عبد الله بن جعفر • (كان إذا قرأ من الليل رفع) قراءته (طور أو خفض طورا) قال ابن الأثير الطول الحالة وفيه أنه لا بأس بإظهار العمل لمن أمن على نفسه الرياء (ابن نصر عن أبي هريرة) وإسناده حسن • (كان إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى قال بلى وإذا قرأ أليس الله بأحكم الحاكمين قال بلى) قال المناوي لأنه قول بمنزلة السؤال (ك هب) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (كان إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى) أي سورتها (قال سبحان ربي الأعلى) أي يقول ذلك عقب قراءتها ويحتمل عقب قوله الأعلى (حم د ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (كان إذا قرب إليه طعام) ليأكله (قال بسم الله) فاصل

السنة يحصل بذلك والأكمل بسم الله الرحمن الرحيم (فإذا فرغ) من الأكل (قال اللهم إنك أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت) قال السيوطي في تفسير قوله تعالى وأنه هو أغنى وأقنى أغنى الناس بالكفاية بالأموال وأقنى أعطي المال المتخذ قنية وهديت واجتبيت أي اخترت لدينك ولنصرته اللهم فلك الحمد على ما أعطيت (حم) عن رجل صحابي وإسناده صحيح • (كان إذا قفل) بقاف ثم فاء أي رجع وزنًا ومعنى (من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف) بفتح المعجمة والراء بعدها فاء هو المكان العالي (من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد) قال المناوي زاد الطبراني في رواية يحيى ويميت (وهو على كل شيء قدير) قال العلقمي يحتمل أنه كان يأتي بهذا الذكر عقب التكبير وهو المكان المرتفع ويحتمل أنه يكمل الذكر مطلقًا عقب التكبير ثم يأتي بالتسبيح إذا هبط قال القرطبي وفي تعقيب التكبير بالتهليل إشارة إلى أنه المنفرد بإيجاد جميع الموجودات وأنه المعبود في جميع الأماكن (آيبون) جمع آيب أي راجع وزنًا ومعنى وهو خبر مبتدأ محذوف والتقدير نحن آيبون وليس المراد الإخبار بمحض الرجوع فإنه تحصيل الحاصل بل الرجوع في حالة مخصوصة وهي تلبسهم بالعبادة المخصوصة والاتصاف بالأوصاف المذكورة (تائبون) قال العلقمي فيه إشارة إلى التقصير في العبادة أو قاله صلى الله عليه وسلم على سبيل التواضع أو تعليمًا لأمته أو المراد أمته وقد تستعمل التوبة لإرادة الاستمرار على الطاعة فيكون المراد أن لا يقع منهم ذنب (عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده) في إظهار دينه وكون العاقبة للمتقين (ونصر عبده) يريد نفسه يوم الخندق (وهزم الأحزاب وحده) أي من غير فعل أحد من الآدميين قال العلقمي واختلف في المراد بالأحزاب هنا فقيل هم كفار قريش ومن وافقهم من العرب واليهود الذين تحزبوا أي تجمعوا في غزوة الخندق ونزل في شأنهم سورة الأحزاب مالك (حم ق د ت) عن ابن عمر بن الخطاب • (كان إذا كان) أي وجد (الرطب لم يفطر) من صومه (الأعلى الرطب وإذا لم يكن الرطب) موجودًا (لم يفطر الأعلى التمر) لتقويته للبصر الذي أضعفه الصوم ولأنه يرق القلب (عبد بن حميد) بغير إضافة (عن جابر) • (كان إذا كان) أي وقع (يوم عيد) فكان تامة (خالف الطريق) أي رجع في غير طريق ذهابه إلى المصلى قال المناوي فيذهب في أطولهما تكثيرًا للأجر ويرجع في أقصرها اهـ قال العلقمي وهذا اختيار الرافعي وتعقب بأنه يحتاج إلى دليل وبأن أجر الخطا يكتب في الرجوع أيضًا وذكر لذلك فوائد منها أنه فعل ذلك ليشهد له الطريقان وقيل سكانهما من الجن والإنس وقيل ليسوي بينهما في مزيد الفضل بمروره أو في التبرك به أو لتشم رائحة المسك من الطريق التي يمر بها لأنه كان معروفًا بذلك وقيل لإظهار شعار الإسلام فيهما وقيل لإظهار ذكر الله وقيل ليغيظ المنافقين أو اليهود وقيل ليرهبهم بكثرة من معه وقيل فعل ذلك ليعم فقراء الطريقين

بالصدقة وقيل ليزور أقاربه الأحياء والأموات وقيل ليصل رحمه وقيل ليتفاءل بتغير الحال إلى المغفرة والرضى وقيل فعل ذلك لتخفيف الزحام وهذا رجحه الشيخ أبو حامد وأيده المحب الطبري وقيل لأن الملائكة تقف في الطرقات فاراد أن يشهد له فريقان منهم وقال ابن أبي حمزة هو في معنى قول يعقوب لبنيه لا تدخلوا من باب واحد فأشار إلى أنه فعل ذلك حذرًا من إصابة العين وأشار صاحب الهدى إلى أنه فعل ذلك لجميع ما ذكر من الأشياء المحتملة القريبة وهل يختص ذلك بالإمام أم لا قال العلقمي والذي في الأم أنه يستحب للإمام والمأموم وبه قال أكثر الشافعية وقال الرافعي لم يتعرض في الوجيز إلا للإمام اهـ وبالتعميم قال أكثر أهل العلم (خ) عن جابر • (كان إذا كان مقيمًا اعكتف العشر الأواخر من رمضان وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين) أي الأوسط والأخير من رمضان وفيه أن الاعتكاف يشرع قضاؤه (حم) عن أنس بإسناد حسن • (كان إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض) إلى القيام عن الجلسة الثانية (حتى يستوي قاعدًا) قال العلقمي قال ابن رسلان فيه دليل على مشروعية جلسة الاستراحة وهي جلسة خفيفة بعد السجدة الثانية في كل ركعة يقوم عنها قلت ولو صلى أربع ركعات بتشهد جلس للاستراحة في كل ركعة منها لأنها إذا ثبتت في الأوتار فجعل التشهد أولى وأما خبر وائل بن حجر أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من السجود استوى قائمًا فغريب أو محمول على بيان الجواز (د ت) عن مالك بن الحويرث • (كان إذا كان صائمًا أمر رجلاً فأوفى) أي أشرف (على شيء) عال يرتقب الغروب (فإذا قال غابت الشمس أفطر (ك) عن سهل بن سعد الساعدي (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا كان راكعًا أو ساجدًا قال سبحانك) زاد في رواية ربنا (وبحمدك استغفرك وأتوب إليك) ويكرره ثلاثًا (طب) عن ابن مسعود بإسناد حسن • (كان إذا كان قبل التروية بيوم) وهو سابع الحجة ويوم التروية ثامنه (خطب الناس) بعد صلاة الظهر أو الجمعة خطبة فردة عند باب الكعبة (فأخبرهم بمناسكهم) الواجبة والمندوبة فيسن ذلك للإمام أو نائبه (ك هق) عن ابن عمر وهو حديث صحيح • (كان إذا كبر للصلاة نشر أصابعه) مفرقًا بينها رافعًا لها بحيث تحاذى راحتاه منكبيه (ت ك) عن أبي هريرة • (كان إاذ كربه أمر) أي شق عليه وأهمه شأنه (قال يا حي يا قيوم برحمتك استغيث (ت) عن أنس بن مالك • (كان إذا كره شيئًا رؤى) قال الشيخ بضم الراء وكسر الهمزة وفتح المثناة التحتية (ذلك في وجهه) أي عرف أنه كرهه بتغير وجهه من غيران يتكلم به (طس) عن أنس • (كان إذا لبس قميصًا بدأ بميامنه) أي ادخل اليد اليمنى في القميص أولاً (ت) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (كان إذا تبعه أحد من أصحابه فقام) أي وقف ذلك الأحد (معه) أي مع النبي صلى الله عليه وسلم (قام) أي وقف النبي صلى الله عليه وسلم (معه) أي مع ذلك الأحد (فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي

ينصرف عنه وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه) زاد في رواية ابن المبارك ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه (وإذا لقى أحدًا من أصحابه فتناول إذنه) أي قرب منها ليكلمه سرًا (ناوله إياها ثم لم ينزعها عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه) أي لا ينحي غذنه عن فمه حتى يفرغ الرجل من حديثه (ابن سعد عن أنس) بن مالك • (كان إذا لقيه الرجل من أصحابه مسحه) أي مسح يده بيده يعني صافحه (ودعا له) قال المناوي تمسك به مالك على كراهة معانقة القادم وتقبيل يده ونوزع (ن) عن حذيفة بن اليمان بإسناد حسن • (كان إذا لقى أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم) إعلامًا لهم بأن السلام هو التحية العظمى تحية أهل الجنة في الجنة فيندب تقديم السلام على المصافحة (طب) عن جندب • (كان إذا لم يحفظ اسم الرجل) الذي يريد نداه (قال له يا ابن عبد الله ابن السني عن جارية الأنصارية) قال الشيخ بالجيم • (كان إذا مر بآية خوف تعوذ) بالله من النار (وإذا مر بآية رحمة سأل الله) الرحمة والجنة (وإذا مر بآية فيها تنزيه لله سبح) قال المناوي أي قال سبحان ربي الأعلى قال النووي فيه استحباب هذه الأمور لكل قارئ في الصلاة أو غيرها (حم م 4) عن حذيفة بن اليمان • (كان إذا مر بآية فيها ذكر النار قال ويل لأهل النار أعوذ بالله من النار) فيسن ذلك لكل قارئ اقتداء به صلى الله عليه وسلم (ابن قانع) في معجمه (عن أبي ليلى) بإسناد حسن • (كان إذا مر بالمقابر أي مقابر المؤمنين (قال السلام عليكم أهل الديار) أي المقابر (من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات والصالحين والصالحات وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) قيد بالمشيئة للتبرك والتفويض إلى الله تعالى (ابن السني عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (كان إذا مرض أحد من أهل بيته نفث) أي نفخ (عليه) نفخًا لطيفًا بلا ريق (بالمعوذات) بكسر الواو قال العلقمي قال النووي فيه استحباب النفث في الرقية وعليه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وكان مالك ينفث إذا رقى نفسه وكان يكره الرقية بالحديد والملح والذي يعقد والذي يكتب خاتم سليمان والعقد عنده أشذ كراهة لما في ذلك من مشابهة السحر وإنما خص المعوذات لأنهن جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملةً وتفصيلاً ففيها الاستعاذة من شر ما خلق فيدخل فيه كل شيء ومن شر النفاثات في العقد وهن السواحر ومن شر حاسد إذا حسد ومن شر الوسواس الخناس (م) عن عائشة • (كان إذا مشى لم يلتفت) قال المناوي لأنه كان يواصل السير ويترك التواني ومن يلتفت لابد له من أدنى وقفة أو لئلا يشغل قلبه بمن خلفه اهـ وهذا لا ينافيه ما تقدم من أنه كان إذا التفت التفت جميعًا لا مكان حمل ما تقدم على غير حالة المشي أو ما هنا على الغالب (ك) عن جابر • (كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه) لأن المشي خلف الشخص صفة المتكبرين وكان سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم (لا متكبرًا ولا متجبرًا أو تركوا ظهره للملائكة)

يحرسونه من أعدائه (هـ ك) عن جابر بن عبد الله • (كان إذا مشى أسرع حتى يهرول الرجل وراءه فلا يدركه) قال في النهاية الهرولة بين المشي والعدو وقال في المصباح هرول هرولة أسرع في مشيه دون الخبيب وقد تقدم أنه كان مع ذلك يمشي على هيئته والجواب عنه (ابن سعد عن يزيد بن مرئد مرسلاً) • (كان إاذ مشى أقلع) قال في النهاية إذا مشى تقلع أراد قوة مشيه كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعًا قويًا لا كمن يمشي احتيالاً ويقارب خطاه فإن ذلك من مشي النساء ويوصف به (طب) عن ابن عنبة بكسر ففتح • (كان إذا مشى كأنه يتوكأ) قال الأزهري الإيكاء في كلام العرب بمعنى السعي الشديد (د ك) عن أنس بإسناد صحيح • (كان إذا نام نفخ) أي علا نفسه وارتفع وقال المناوي من النفخ وهو إرسال الهواء من مبعثه بقوة قال العلقمي وأوله وتمامه كما في مسلم عن عبد الله بن عباس قال نمت عند خالتي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندها تلك الليلة فتوضأ قام فصلى فقمت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه فصلى في تلك الليلة ثلاث عشرة ركعة ثم نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ فيه أن الجماعة في غير المكتوبة صحيح (حم ق) عن ابن عباس • (كان إذا نام من الليل) عن تهجده (أو مرض) فمنعه المرض منه (صلى) بدل ما فاته منه (من النهار) أي فيه ثنتا عشرة ركعة قال المناوي أي وإذا شفى يصلي بدل تهجد كل ليلة ثنتي عشرة ركعة (م) عن عائشة • (كان إذا نام) أي أرد النوم (وضع يده اليمنى تحت خده) زاد في رواية الأيمن (وقال اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) قال المناوي زاد في رواية يقول ذلك ثلاثًا والظاهر أنه كان يقرأ بعد ذلك الكافرون ويجعلها خاتمة كلامه (حم ت ن) عن البراء بن عازب (حم ن) عن حذيفة بن اليمان (حم هـ) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (كان إذا نزل منزلاً) في سفره لنحو استراحة (لم يرتحل منه حتى يصلي الظهر) قال المناوي ى أن أراد الرحيل في وقته فإن كان في وقت فرض غيره فالطاهر أنه كذلك فالظهر مثال (حم د ن) عن أنس بن مالك بإسناد حسن • (كان إذا نزل منزلاً في سفره أو دخل بيته) يحتمل عند رجوعه من السفر ويحتمل الإطلاق وهو ظاهر الحديث فكان كلما دخل (لم يجلس حتى يركع ركعتين) فيندب ذلك اقتداء به صلى الله عليه وسلم (طب) عن فضالة بن عبيد • (كان إذا نزل عليه الوحي ثقل لذلك وتحدر جبينه عرقًا) بالتحريك تمييز (كأنه جمان) بضم الجيم وتخفيف الميم أي لؤلؤ لثقل الوحي عليه (وإن كان في البرد) لضعف القوة البشرية عن تحمل مثل ذلك الوارد العظيم (طب) عن زيد بن ثابت بإسناد صحيح • (كان إذا نزل عليه الوحي صدع) بالبناء للمفعول أي أصابه الصداع أي وجع عن أبي هريرة • (كان إذا نزل به هم أو غم قال يا حي يا قيوم برحمتك استغيث) استعين

وانتصر (ك) عن ابن مسعود • (كان إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي فيه ركعتين) غير الفرض (هق) عن أنس • (كان إذا نظر وجهه) أي صورة وجهه (في المرآة) بالمد (قال الحمد لله الذي سوى خلقي) بفتح فسكون (فعدله وكرم صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين) ابن السني عن أنس • (كان إذا نظر في المرآة قال الحمد لله الذي حسن خلقي) بسكون اللام (وخلقي) بضمها (وزان مني ما شان من غيري) أي يقول الأول تارة وهذا أخري (وإذا اكتحل جعل في عين اثنين) أي في كل واحدة اثنين (وواحدة بينهما) قال المناوي أي في هذه أو هذه ليحصل الإيثار المطلوب انتهى وقال الشيخ أي يجعل في كل عين مرودين وواحدًا يقسم بينهما فالمجموع وتر وهو خمس مراود وثلاث في كل عين (وكان إذا لبس نعليه بدأ باليمين) أي بإنعال الرجل اليمين (وإذا خلع خلع اليسرى) أي بدأ بخلعها (وكان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى وكان يحب التيمن في كل شيء أخذًا وعطاءً) ونحو ذلك مما هو من باب التكريم (ع طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (كان إذا نظر إلى البيت) أي الكعبة (قال اللهم زد بيتك هذا تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا وبرًا ومهابةً) أي إجلالاً وعظمةً (طب) عن حذيفة بن أسيد بفتح الهمزة والتنوين بإسناد ضعيف • (كان إذا نظر إلى الهلال قال اللهم اجعله هلال يمن ورشد) أي يسر لنا فيه صلاح الدنيا والدين (آمنت بالذي خلقك فعدلك تبارك الله أحسن الخالقين) ابن السني عن أنس) بن مالك • (كان إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه وحبا على ركبتيه) أي قعد عليهما (ومد يديه) للدعاء (وقال اللهم إني اسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا) فالمجموعة يراد بها الرحمة والمفردة يراد بها العذاب ولم ترد في القرآن مفردة والمراد بها الرحمة إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى وجرين بهم بريح طيبة (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان إذا وقع بعض أهله) أي جامع بعض زوجاته (فكسل أن يقوم) ليغتسل أو يتوضأ (ضرب يده) مفرد مضاف فيعم أي ضرب يديه على الحائط (فتيمم) قال المناوي فيه أنه يندب للجنب إذا لم يرد الوضوء أن يتيمم ولم أر من قال به إذا كان الماء موجودًا اهـ ورأيت بهامش نسخة قال إمام الحرمين إذا كسل عن وضوء السنة مع وجود الماء تيمم (طس) عن عائشة • (كان إذا وجد الرجل راقدًا على وجهه) أي مضطجعًا عليه (ليس على عجزه شيء) يستره (ركضه برجله) أي ضربه بها ليقوم (وقال هي أبغض الرقدة) قال الشيخ بكسر الراء (إلى الله) تعالى ومن ثم قيل أنها نوم الشياطين (حم) عن الشريد بن سويد) قال الشيخ حديث حسن • (كان إذا ودع رجلاً أخذ بيده فلا يدعها) أي يتركها (حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده ويقول هو استودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك) أي أكل كل ذلك منك إلى الله واستحفظه إياه ومن توكل على الله كفاه

قال المناوي عن جده الشرف المناوي والأمانة هنا ما يخلفه الإنسان في البلد التي سافر منها (حم ت ن هـ ك) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح • (كان إذا وضع الميت في لحده قال بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله) فيندب لمن يدخل الميت القبر أن يقول ذلك قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ويسن التلقين بعد الدفن فيجلس عند رأسه إنسان ويقول يا فلان ابن فلان أو يا عبد الله ابن أمة الله اذكر العهد الذي خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأنك رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبينا وبالقرآن إمامًا وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانًا ولا يلقن الطفل ونحوه ممن لم يتقدمه تكليف لأنه لا يفتن في قبره (ن هـ هق) عن ابن عمر بإسناد حسن • (كان أرحم الناس بالصبيان والعيال) قال المناوي قال النووي هذا هو المشهور وروى بالعباد وكل منهما صحيح (ابن عساكر عن أنس) • (كان أكثر إيمانه) بفتح الهمزة جمع يمين (لا ومصرف القلوب) قال المناوي أي لا أفعل أو لا أقول وحق مقلب القلوب ومصرف القلوب قسم وفيه جواز الحلف بغير تحليف (هـ) عن ابن عمر • (كان أكثر دعائه يا مقلب القلوب لتتقلب (قال إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله) يقلبه كيف يشاء (فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ) قال المناوي تمامه عند أحمد فنسأل الله تعالى أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأل الله أن يهب لنا من لدنه رحمة أنه هو الوهاب (ت) عن أم سلمة بإسناد حسن • (كان أكثر دعائه يوم عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير) قال المناوي خص الخير بالذكر في مقام النسبة إليه تعالى مع كونه لا يوجد الشر إلا هو لأنه ليس شرًا بالنسبة إليه (حم) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث حسن • (كان أكثر ما يصوم الخميس والاثنين فقيل له) لم يخصهما بإكثار الصوم (فقال الأعمال تعرض) على الله تعالى (كل اثنين وخميس) أي فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم كما في رواية (فيغفر لكل مسلم إلا المتهاجرين) أي الا مسلمين متقطاعين (فيقول الله تعالى) لملائكته (أخروهما) حتى يصطلحا (حم) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (كان أكثر صومه) من الشهر (السبت) قال المناوي سمي به لانقطاع خلق العالم فيه والسبت القطع (والأحد) سمي به لأنه أول أيام الأسبوع عند جمع ابتدء فيه خلق العالم (ويقول هما يوما عيد المشركين فأحب أن أخالفهم) سموا مشركين لأن النصارى تقول المسيح ابن الله واليهود تقول عزيز بن الله (حم طب ك هق) عن أم سلمة • (كان أكثر دعوة يدعونها ربنا آتنا في الدنيا حسنة) نعمة وقيل الصحة والكفاف والتوفيق للخير (وفي الآخرة حسنة) هي الجنة (وقنا عذاب النار) بعفوك وغفرانك (حم ق د) عن أنس • (كان بابه يقرع بالأظافير) أي يطرق

بأطراف أظافير الأصابع طرقًا خفيفًا تأدبًا معه ومهابةً له (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (عن أنس) وإسناده ضعيف • (كانت تنام عيناه ولا ينام قلبه) ليعي الوحي الذي يأتيه في نومه وكذا سائر الأنبياء ورؤيا الأنبياء وحي ولا يشكل بقصة النوم في الوادي لأن القلب إنما يدرك الحسيات المتعلقة به لا ما يتعلق بالعين (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (كان خاتمه) بفتح التاء وتكسر (من ورق) بكسر الراء فضة (وكان فصه حبشيًا) قال العلقمي يحتمل أنه أراد من الجزع أو العقيق لأن معدئهما اليمن والحبشة وفي مفردات ابن البيطار أنه نوع من الزبرجد يكون ببلاد الحبش لونه إلى الخضرة ما هو من خواصه أنه ينقي العين ويجلو ظلمة البصر (فائدة) سئل ابن الأكفاني عن الحكمة في خلق الجواهر النفيسة فقال من وجوه أحدها ما أودعه الله تعالى فيها من الخواص الجليلة كتفريح الياقوت وتر باقية الزمرد وغير ذلك الثاني أنها تتحلى بها الغواني زيادة لجمالهن الثالث كمال قدرة الله تعالى في خلقه في تخوم الأرض وأعماق البحار جواهر تشبه نجوم السماء في الضياء والأشراق الرابع أن يكون أنموذجًا في هذه الدنيا لا مثالها في الجنة (م) عن أنس بن مالك • (كان خاتمه من فضة فصه منه (خ) عن أنس بن مالك • (كان خلقه) بالضم (القرآن) أي ما دل عليه القرآن من أوامره ونواهيه وغير ذلك (حم م د) عن عائشة • (كنا رحيمًا بالعيال) قال المناوي أي رقيق القلب رفيقًا بعياله وعيال غيره (الطيالسي) أبو داود (عن أنس) بإسناد صحيح • (كان رايته سوداء) قال المناوي أي غالب لونها أسود بحيث ترى من بعد سوداء لا أن لونها أسود خالص (وكان لؤاؤه أبيض) قال ابن القيم وربما جعل فيه السواد والراية العلم الكبير واللواء العلم الصغير (هـ ك) عن ابن عباس • (كان ربما اغتسل يوم الجمعة) غسلها (وربما تركه) وقوله (أحيانًا) يشعر بأن الغالب كان الفعل وفيه دليل على عدم وجوبه (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (كان ربما أخذته الشقيقة) بشين معجمة وجع أحد شقي الرأس (فيمكث اليوم واليومين لا يخرج) من بيته لشدة ما به من الوجع (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن بريدة بن الحصيب • (كان ربما يضع يده على لحيته في الصلاة من غير عبث) قال المناوي فلا بأس بذلك إذا خلا عن المحذور وهو العبث ولا يلحق بتغطية الفم في الصلاة حيث كره (عدهق) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف • (كان رحيمًا بالعيال) أي عياله وعيال غيره (الطيالسي) أبو داود (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (كان رحيمًا) حذف المعمول ليفيد العموم (وكان لا يأتيه أحد) يسأله شيئًا (إلا وعده وأنجز له إن كان عنده) قال المناوي وإلا أمر بالاستدانة عليه (خد) عن أنس وإسناده حسن (كان شديد البطش) فقد أعطى قوة أربعين رجلاً في البطش والجماع ما في خبر الطبراني (ابن سعد عن محمد بن علي مرسلاً) • (كان طويل الصمت قيل الضحك) والمراد الصمت عما لا ثواب فيه (حم) عن جابر بن سمرة وإسناده صحيح

• (كان فراشه نحوًا) بالنصب والتنوين أي مثلاً قريبًا (مما) أي من الفراش الذي (يوضع) أي يفرش (للإنسان) الميت (في قبره) وقد وضع في قبره صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء كان فراشه للنوم نحوها (وكان المسجد عند رأسه) أي كان إذا نام تكون رأسه إلى جانب المسجد (د) عن بغض آل أم سلمة) وإسناده حسن • (كان فراشه مسحًا) بكسر فسكون أي بلاسا من شعر أو ثوب خشن معد للفراش من صوف يشبه الكساء قال في المصباح المسح البلاس والجمع مسوح مثل حمل وحمول (ت) في الشمائل عن حفصة أم المؤمنين قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان فرشه يقال له المرتجز) قال الشيخ بصيغة اسم الفاعل قال المناوي وكان أشهب (وناقته القصواء) بضم القاف والمد وقيل بفتحها وهي التي تسمى العضبا وقيل غيرها (وبلغته الدلدل) بضم المهملتين وسكون اللام سميت به لأنها تضطرب في مشيها من شدة الجري (وحماره عفير) بالتصغير وشاته بركة (ودرعه) بكسر الدال المهملة زرديته (ذات الفضول) بالضاد المهملة (وسيفه ذو الفقار) بفتح الفاء والقاف (ك هق) عن علي • (كان فيه دعابة) بضم الدال المهملة (قليلة) أي مزاح يسير فكان يمزح قليلاً ولا يقول إلا حقًا (خط) وابن عساكر عن ابن عباس • (كان قراءته المد) أي ذات مد أي يمد ما في كلامه من حرف المد واللين (ليس فيها ترجيع) يتضمن زيادة أو نقصًا كهمز غير المهموز ومد غير الممدود (طب) عن أبي بكرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان قميصه فوق الكعبين أي) إلى أنصاف ساقيه كما في رواية (وكان كمه مع الأصابع) أي مساو لها (ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (كان كم قيمصه إلى الرسغ) بضم الراء وسكون السين المهملة وغين معجمة ويقال الرصغ بالصاد وهو مفصل ما بين الكف والساعد قال العلقمي وجمع بعضهم بين هذا وبين الحديث الأول بأن هذا كان يلبسه في الحضر وذاك في السفر (دت) عن أسماء بينت بريد قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (كان كثيرًا ما يقبل عرف) ابنته (فاطمة) الزهرا قال المناوي وكان كثيرًا ما يقبلها في فمها أيضًا والعرف بالضم أعلى الرأس اهـ وقال الشيخ العرف بالمهملة والفاء الرقبة أخذا من معرفة الفرس أي منبت شعره من رقبته (ابن عساكر عن عائشة) قال الشيخ حديث ضعيف • (كان له برد) بضم فسكون قال المناوي في رواية أخضر (يلبسه) بفتح الموحدة (في العيدين والجمعة) وكان يتجمل به للوفود أيضًا (هق) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث حسن • (كان له جفنه) قال المناوي بضم الجيم وفتحها (لها أربع حلق) يحملها أربعة رجال معدة للأضياف (طب) عن عبد الله ابن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة قال الشيخ حديث حسن • (كان له حربة) بفتح فسكون رمح قصير قال الشيخ والمراد العنزة (يمشي بها) بالبناء للمفعول (بين يديه) على الأعناق (فإذا صلى ركرها بين يديه) فيجعلها سترة يصلي إليها قال المناوي وكان يمشي بها أي يتوكأ عليها أحيانًا

(طب) عن عصمة بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان له حمار اسمه عفير) بضم العين المهملة وفتح الفاء تصغير عفر قال ابن حجر وهو غير يعفو على الأصح سمي به لعفرة لونه والعفرة بياض غير ناصح (حم) عن علي (طب) عن ابن مسعود وإسناده حسن • (كان له حرقة يتنشف بها بعد الوضوء) فيه أنه لا يكره التنشيف بعده بل ظاهره أنه مطلوب اقتداء به صلى الله عليه وسلم قال المناوي وكرهه جمع تمسكًا بخبر أن ميمونة أتته بمنديل فرد موجع عياض بأن الخرقة كانت لضرورة التنشيف بها لنحو شدة برود ورد المنديل لمعنى رآه فيه أو تواضعا (ت ك) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان له سكة) بضم المهملة وشد الكاف نوع من الطيب يجمع من الأشياء ويحتمل أن السكة وعاء للطيب (يتطيب منها (د) عن أنس وإسناده حسن • (كان له سيف محلي) بفضة أي مزين بها لأن التحلية لم تكن عامة لجميعه كما يبينه بقوله (قائمته من فضة ونعله) هي الحديدة التي في أسفل قرابه (من فضة وفيه حلق من فضة وكان يسمى ذا الفقار) سمي به لأنه كان فيه حفر متساوية وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد وكان لا يفارقه (وكان له قوس يسمى ذا السداد) بفتح المهملة (وكان له كنانه) هي جعبة السهام تسمى) بمثناة فوقية وسكون السين (ذا الجمع) بضم الجيم وكان له درع بكسر الدال وسكون الراء المهملتين (موشحة بنحاس يسمى ذات الفضول وكان له حربة تسمى النبعاء) بنون مفتوحة فموحدة ساكنة فعين مهملة وبالمد (وكان له مجن) بكسر الميم وفتح الجيم أي ترس (يسمى الذقن وكان له قوس أشقر) أي أحمر في حمرته صفاء (يسمى المرتجز) لحسن صهيله (وكان له فرء من أدهم) أي أسود (يسمى السيكب) بفتح فسكون سمي به لكثرة جريه (وكان له سرج الراج وكان له بغلة شهباء) قال المناوي أي يغلب بياضها سوادها (تسمى الدلدل) بضم الدالين أهذا هاله يوحنا ملك أيلة (وكان له ناقة تسمى القصواء وكان له حمار يسمى يعفور وكان له بساط) بكسر الموحدة (يسمى الكز) برأي مشددة (وكان له عنزة) بالتحريك (تسمى النمر) بفتح النون وكسر الميم (وكان له زكرة) بفتح الراء وسكون الكاف (سمي الصادر) سميت بذلك لأنها يصدر عنها للري أي ري الشارب منها (وكان له مرآة) بالمد (تسمى المدلة) بضم الميم وكسر الدال المهملة وشدة اللام (وكان له مقراض) بكسر الميم وضاد معجمة وهو المسمى بالمقص (يسمى الجامع وكان له قضيب) أي غصن مقطوع من شجرة (شوحظ) بضم المعجمة وفتح المهملة فظاء معجمة (يسمى الممشوق (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (كان له فرس يقال له اللحيف) بحاء مهملة كرغيف وقيل بالتصغير سمي بذلك لطول ذنبه كأنه يلحق الأرض بذنبه وقيل هو بخاء معجمة وقيل بالجيم وحكى ابن الجوزي أنه روى بالنون بدل اللام من النحافة (خ) عن سهل بن سعد الساعدي • (كان له فرس يقال لها الظرب) بفتح المعجمة وكسر الراء (وآخر يقال له اللزاز) بكسر اللام وبزايين خفيفتين قال المناوي وجملة أفراسه سبعة وقيل

خمسة عشر (هق) عنه بإسناد صحيح • (كان له قدح) قال الشيخ بالتنوين اهـ ويحتمل أنه مضاف إلى قوارير أي من زجاج يشرب فيه أهداه له النجاشي (هـ) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (كان له قدح من عيدان) بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية ودال مهملة قال في المصباح العيدان الطول من النخل الواحدة عيدانة وكان يجعل (تحت سريره يبول فيه بالليل) قال المناوي تمامه فطلبه فلم يجده فسأل فقالوا شربته برة خادم أم سملة فقال لقد احتظرت من النار بحظار انتهى قال العلقمي قال شيخنا قال الشيخ ولي الدين يعارضه ما رواه الطبراني في الأوسط بسند جيد عن عبد الله بن مرثد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينقع بول في طست في البيت فإن الملائكة ال تدخل بيتًا فيه بول منتقع وروى ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال لا تدخل الملائكة بتيًا فيه بول قال ويجاب بأن المراد بانتقاعه طول مكثه وما يجعل في الإناء لا يطول مكثه غالبًا (د ن ك) عن أميمة بنت رقيقة) بضم ففتح فيهما مخففين ورقيقة بقافين بنت خويلد أخت خديجة أم المؤمنين وإسناده حسن • (كان له قصعة) بفتح القاف (يقال لها الغراء) قال ابن رسلان تأنيث الأغر مشتق من الغرة وهي بياض الوجه وإضاءته ويجوز أن يراد بها من الغرة وهي الشيء النفيس المرغوب فيه فتكون سميت بذلك لرغبة الناس فيها لنفاسة ما فيها أي لكثرة ما تسعه (يحملها أربعة رجال) بحلق أربعة لعظمها (د) عن عبد الله ابن بسر) وإسناده حسن • (كان له مكحلة) قال الشيخ بضم الميم والحاء وعاء الكحل (يكتحل منها) عند النوم بالأثمد (كل ليلة ثلاثًا في هذه) العين (وثلاثًا في هذه) العين (ت هـ) عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن • (كان له ملحفة) بكسر الميم الملاءة يلتحف بها (مصبوغة بالورس) بفتح فسكون نبت أصفر يصبغ به يشبه الزعفران لونًا وريحًا (والزعفران) قال الشيخ وهذا قبل النهي أو محمول على الخصوصية (يدور بها على نسائه فإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء) أي الممزوج بالطيب ويحتمل أن ذلك إنما هو لتبريدها لكون قطر الحجاز حارًا (خط) عن أنس) وإسناده ضعيف • (كان له مؤذنًان بلال) مولى أبي بكر الصديق (وابن أم مكتوم) بالتنوين (الأعمى) وهو عمرو بن قيس واسم أم مكتوم عاتكة ولا يعارضه خبر كان له ثلاثة مؤذنين والثالث أوب محذورة لأن الأولين كانا يؤذنان بالمدينة وأبو محذورة بمكة قال العلقمي وسعد القرظ أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء مرات وفي هذا الحديث اتخاذ مؤذنين للمسجد يؤذن أحدهما قبل طلوع الفجر والآخر عند طلوعه كما كان بلال وابن أم مكتوم يفعلان قال أصحابنا وإذا احتاج إلى أكثر من مؤذنين اتخذ ثلاثة وأربعة فأكثر بحسب الحاجة وقد اتخذ عثمان رضي الله تعالى عنه أربعة لحاجة عند كثرة الناس قال أصحابنا ويستجب أن لا يزاد على أربعة إلا لحاجة ظاهرة قال أصحابنا وإذا ترتب للآذان اثنان فصاعدًا فالمستجب أن

أن لا يؤذنوا دفعة بل أن اتسع الوقت ترتبوا فيه فإن تنازعوا في الابتداء أقرع بينهم وإن ضاق الوقت فإن كان المسجد كبيرًا أذنوا متفرقين في إقطاره وإن كان ضيقًا وقفوا معًا وأذنوا وهذا إذا لم يؤد اختلاف الأصوات إلى تهويش فإن أدى إلى ذلك لم يؤذن إلا واحد فإن تنازعوا أقرع (م) عن ابن عمر) بن الخطاب • (كان لنعله قبالان) بكسر القاف مخففًا تثنية قبال وهو زمام النعل وهو السير الذي يجعل بين الأصابع يدخل بين الإبهام والتي تليها في قبال والأصابع الآخر في قبال (ت) عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (كان من أضحك الناس) قال العلقمي قال العلامة محمد بن يوسف الدمشقي قال أبو الحسن بن الضحاك صحت الأخبار وتظاهرت بضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موطن حتى تبدو نواجذه وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يضحك إلا تبسمًا ويمكن الجمع بينهما بأن يقال أن التبسم كان الأغلب عليه فيمكن أن يكون الناقل عنه أنه كان لا يضحك إلا تبسمًا لم يشاهد من النبي صلى الله عليه وسلم عير ما أخبر به ويكون من روى عنه أنه ضحك حتى بدت نواجذه قد شاهد ذلك في وقت ما فنقل ما شاهده فلا اختلاف بينهما لاختلاف المواطن والأوقات ويمكن أن يكون في ابتداء أمره كان يضحك حتى تبدو نواجذه في الأوقات النادرة وكان آخر أمره لا يضحك إلي تبسمًا وقد وردت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على ذلك ويمكن أن يكون من روى عنه أنه كان لا يضحك إلا تبسمًا شاهد ضحكه حتى بدت نواجذه نادرًا فأخبر عن الأكثر وغلبه على القليل النادر على أن أهل اللغة قد اختلفوا في النواجذ ما هي فقال جماعة أن النواجذ أقصى الأضراس من الفم موضعًا فعلى هذا تحقق المعارضة ويمكن الجمع بين الأحاديث بما قلنا ومنهم من قال أن النواجذ هي الأنياب وقال آخرون هي الضواحك فعلى هذا لا يكون في ظاهر الأخيار معارضة لأن المتبسم يلزمه ذلك قال في النهاية النواجذ بكسر الجيم وبالذال المعجمة وهي من الأسنان الضواحك وهي التي تبدو عند الضحك والأكثر الأشهر أنها أقصى الأسنان والمراد الأول لأنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدو أضراسه كيف وقد تقدم أن جل ضحكه التبسم وأن أريد بها الأضراس فالوجه فيه أن يراد به مبالغة ومثله في ضحكه من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك وهو أقيس القولين لاشتهار النواجذ وآخر الأسنان (وأطيبهم نفسًا بل كان) أجود الناس على الإطلاق وأحسنهم خلقًا (طب) عن أبي إمامة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان من أفكه الناس) قال المناوي أي من أمزجهم إذا خلا بنحو أهله اهـ وقال العلقمي قال في النهاية الفاكه المازح والاسم الفكاهة وقال في المصباح الفكاهة بالضم المزاح لانبساط النفس بها (ابن عساكر كرعن أنس) • (كان مما يقول) قال المناوي أي كان كثيرًا ما يقول (للخادم ألك حاجة) أي كان كثيرًا ما يفعل ذلك بخادمه وخادم غيره اهـ ويحتمل أن من للتبعيض أي كان بعض ما يقوله للخادم ألك حاجة (حم) عن رجل) قال العلقمي بجانبه

علامة الحسن • (كان له ناقة تسمى) قال المناوي بضم فسكون (العضبا) ء بفتح فسكون وبالمد (وبغلته الشهباء وحماره) يمسمى يعفور بمثناة تحتية وعين مهملة ساكنة وفاء وجاريته تسمى خضرة بفتح الخاء وسكون الضاد المعجمتين (هق) عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلاً قال الشيخ حديث حسن • (كان لا يأخذ بالقرف) بفتح القاف وسكون الراء وفاء قال في النهاية القرف التهمة والجمع القراف (ولا يقبل قول أحد على أحد) وقوفًا مع العدل (حل) عن أنس) وإسناده ضعيف • (كان وسادته) بكسر الواو ومخدته (التي ينام عليها بالليل من آدم) بفتحتين جمع أدمة أو أديم الجلد المدبوغ (حشوها ليف) وهذا يدل على كمال زهده (حم د ت هـ) عن عائشة وإسناده حسن • (كان لا يؤذن له في العيدين) ولا يقام بل ينادي الصلاة جامعة (م ت) عن جابر بن سمرة • (كان لا يأكل الثوم) بضم المثلثة ى النئ (ولا الكرات) بضم الكاف (ولا البصل) كذلك (من أجل أن الملائكة تأتيه وأنه يكلم جبريل) فكان يكره أكل كل ذلك لئلا تتأذى الملائكة (حل خط) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان لا يأكل الجراد ولا الكلوتين) بضم الكاف لقربهما من الفضلات (ولا الضب) أي كان يعاف المذكورات (من غير أن يحرمها) وقد أكل الضب لى مائدته وهو ينظر (ابن صضري في أماليه) الحديثية (عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان لا يأكل متكأ) أي مائلاً على أحد شقية مستمدًا عليه وحده لا أن المراد الاعتماد على وطاء تحته مع الاستواء كما وهم (ولا يطأ عقبه) أي لا يمشي خلفه (رجلان) ولا أكثر كما تفعل الملوك يتبعهم الناس كالخدم (حم) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد حسن • (كان لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها للشاة) أي لأجل قصة الشاة (التي أهديت له) يوم خيبر وفيها سم فأكلوا منها فمات بعض صجبه وصار المصطفى يعاوده الأذى حتى توفى (طب) والبزار عن عمار بن ياسر وإسناده صحيح • (كان لا يتطير) أي لا يسيء الظن بالله ولا يفر من قضائه وقدره ولا يرى الأسباب مؤثرة في حصول المكروه (ولكن) كان (يتفائل) أي إذا سمع كلامًا حسنًا تيمن به تحسينًا لظنه بربه (الحكيم) في نوادره (البغوي) في معجمه (عن بريدة) ابن الخصيب بإسناد حسن • (كان لا يتعار من الليل إلا أجرى السواك على فيه) فالسواك يتأكد في مواضع منها الاستيقاظ من النوم (ابن نصر عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان لا يتوضأ بعد الغسل) قال المناوي أي كان إذا توضأ قبله لا يأتي به بعده اهـ قال العلقمي قال لبن رسلان قال النووي وغيره لو أفاض الماء على جميع بدنه من غير وضوء صح غسله واستباح به الصلاة وغيرها ولكن الأفضل أن يتوضأ قال وتحصل الفضيلة بالوضوء قبل الغسل وبعده اهـ والأفضل تقديم الوضوء (حم ت ن هـ ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (كان لا يتوضأ من موطئ) قال العلقمي قال شيخنا لفظ الحاكم كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا تتوضأ من موطئ وهو بفتح الميم وسكوت

الواو وكسر الطاء مهموز قال الخطابي ما يوطأ من الأذى في الطريق وأصله الموطوء قال وأراد بذلك أنهم لا يعيدون الوضوء للأذى إذا أصاب رجلهم لا إنهم كانوا إلا يغسلون أرجلهم ولا ينظفونها من الأذي إذا أصابها وحمله البيهقي على النجاسة اليابسة وإنهم كانوا لا يغسلون الرجل من مسها وقال الشيخ ولي الدين يحتمل أن يحمل الوضوء هنا على اللغوي وهو التنظيف ويكون المعنى أنهم كانوا لا يغسلون أرجلهم من الطين ونحوه مما يمشون عليه بل يبنون على أن الأصل فيه الطهارة (طب) عن أبي إمامة بإسناد ضعيف • (كان لا يجد من الدقل) بفتح الدال المهملة والقاف ردئ التمر ويابسه (ما يملا بطنه) هذا مسوق لما كان عليه من الأعراض عن الدنيا وعدم الاهتمام بملاذها ونعيمها (طب) عن النعمان ابن بشر قال الشيخ حديث صحيح • (كان لا يجيز على شهادة الإفطار) من رمضان (إلا رجلين) ظاهره ولو صاموا ثلاثين يومًا وهو ما عليه المالكية إذا كانت السماء مصحيه (هق) عن ابن عباس وابن عمر بإسناد حسن • (كان لا يحدث) يحتمل بناؤه للمفعول وبناؤه للفاعل (حديثًا إلا تبسم) أي حديثًا يناسبه التبسم قال في المصباح تبسم تبسمًا من باب ضرب ضحك قليلاً من غير صوت وابتسم وتبسم كذلك ويقال هو دون الضحك (حم) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن • (كان لا يخرج) من بيته (يوم الفطر) إلى المصلى (حتى يطعم) بفتح الياء والعين أي يأكل (ولا يطعم يوم انتحر حتى يذبح) الأضحية فيأكل منها قال العلقمي قال الدميري قال أصحابنا السنة أن يأكل يوم الفطر قبل الصلاة وعكسه في الأضحى حتى يفرغ من الصلاة فإن لم يأكل قبل الخروج فليأكل قبل الصلاة ويستحب كون المأكول تمرًا وكونه وترًا قال الشافعي في الأم ونحن نأمر من أتى الصلاة أن يأكل ويشرب قبل أن يغدو إلى المصلى فإن لم يفعل أمرناه بذلك في طريقه أو المصلى إن أمكنه فإن لم يفعل ذلك فلا شيء عليه ويكره له أن لا يفعل هذا نصه بحروفه وقال بعضهم لأن الفطر كان في ابتداء الإسلام محرمًا قبل الصلاة فقدم ليعلم نسخه والسنة في عيد الأضحى أن لا يمسك عن الأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من نسكه وإنما فرق بينهما لأن السنة أن يتصدق في عيد الفطر قبل الصلاة فاستحب له الأكل ليشارك المساكين في ذلك والصدقة في عيد النحر إنما هي بعد الصلاة من الأضحية فاستحب موافقتهم ولأن ما قبل يوم الفطر يحرم فيه الأكل فندب الأكل فيه قبل الصلاة فيتميز عما قبله وفي الأضحى لا يحرم الأكل قبله فاخر ليتميز (حم ت هـ ك) عن بريدة قال الشيخ حديث صحيح • (كان لا يدخر شيأ لغد) لمزيد ثقته بربه أي لا يدخره ملكًا بل تمليكًا فلا ينافي أنه أدخر قوت سنة لعياله فإنه كان خازنًا قاسمًا فلما وقع المال بيده قسم لعياله كما قسم لغيرهم فإن لهم حقًا في الفيء قال بعض الصوفية ولا بأس بإدخار القوت لا مثالنا لأن النفس إذا أخرجت قوتها اطمأنت وحقق بعضهم يقال من كانت نفسه مطمئنة بربها كانت عيناه وسكونه إليه لا يلتفت لذلك (ت) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (كان لا يدع

أربعًا) من الركعات (قبل الظهر) قال العلقمي قال شيخ شيوخنا قال الداردي وقع في حديث ابن عمران قبل الظهر ركعتين وفي حديث عائشة أربعًا وهو محمول على أن كل واحد منهما وصف ما رأى قال ويحتمل نسيان ابن عمر ركعتين من الأربع قلت هذا الاحتمال بعيد والأولى أن يحمل على حالين فكان تارة يصلي ثنتين وتارة يصلي أربعًا وقيل هو محمول على أنه كان في المسجد يقتصر على ركعتين وفي بيته يصلي أربعًا ويحتمل أن يكون يصلي إذا كان في بيته ركعتين ثم يخرج إلى المسجد فيصلي ركعتين فرأى ابن عمر ما في المسجد دون ما في بيته وأطلعت عائشة على الأمرين ويقوى الأول ما رواه أحمد وأبو داود في حديث عائشة رضي الله عنها كان يصلي في بيته قبل الظهر أربعًا ثم يخرج وقال أبو جعفر الطبري الأربع كانت في كثير من أحواله والركعتان في قليلهما (وركعتين قبل الغداء) أي الصبح وكان يقول أنهما خير من الدنيا وما فيها (خ د ن) عن عائشة • (كان لا يدع قيام الليل) أي التهجد وهو الصلاة به بعد النوم (وكان إذا مرض أو كسل) كعرج (صلى قاعدًا) ومع ذلك فصلاته قاعدًا كصلاته قائمًا في الأجر بخلاف غيره قال العلقمي هكذا رواه ابن خزيمة في صحيحه وروى عن ابن حبان في صحيحه عن أم سلمة قالت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته وهو جلس وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه صاحبه وإن كان يسيرًا (دك) عن عائشة • (كان لا يدع ركعتي الفجر) أي صلاة سنة الصبح (في السفر ولا في الحضر ولا في الصحة ولا في السقم) بفتحتين المرض أو المرض الطويل قال في الصحاح السقم والسقم مثل حزن وحزن وقد سقم بالكسر يسقم فهو سقيم فيهما أفضل الرواتب ما عدا الوتر (خط) عن عائشة • (كان لا يدع صوم أيام) الليالي (البيض) الثالث عشر وتالييه قال العلقمي وسميت بيضًا لأن القمر طلع فيها من أولها إلى آخرها (في سفر ولا حضر) أي كان يلازم صومهما فيهما (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (كان لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه) ببناء الفعلين للمفعول وحذف النون للتخفيف وذلك لعظيم تواضعه وبراءته من الكبر الذي هو شأن الملوك وأتباعهم (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (كان لا يراجع بعد ثلاث) قال المناوي أي غالبًا أو من أكابر صحبه وخاصته وإلا فقد ورد أن جمعًا من المؤلفة كثروا سؤاله حتى غضب (ابن نافع) في المعجم (عن زياد ابن سعد) وإسناده حسن • (كان لا يرد الطيب) إذا أهدى إليه لأنه كما في مسلم لكن بلفظ ريحان بدل طيب خفيف الحمل طيب الريح (حم خ ت ن) عن أنس) • (كان لا يرقد من) بمعنى في الرسل ولأنها ر فيستقيظ ألا تسرك) قال المناوي وتمامه عند تخرجه قبل أن يتوضأ (ش د) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان لا يركع بعد الفرض) أي لا يصلي نفلاً (في موضع يصلى فيه الفرض) بل ينتقل إلى موضع آخر وبتحول من المسجد إلى بيته (قط) في الأفراد عن ابن عمر بن الخطاب • (كان لا يسأل نسيا) بالبناء للمفعول (ألا أعطنا*)

للسائل إن كان عنده (أو سكت) أن لم يكن عنده كما بينه هكذا في رواية وفي أخرى ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول أي يعده ودعاء (ك) عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح • (كان لا يستلم) من البيت (إلا الحجر) الأسود (والركن) اليماني فيسن استلامهما دون غيرهما (ن) عن ابن عمر) بإسناد صحيح • (كان لا يصافح النساء الأجانب (في البيعة) بل يبايعهن بالكلام فقط قال المناوي وزعم أنه كان يصافحهن بحائل لم يصح (حم) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (كان لا يصلي المغرب) إذا كان صائمًا (حتى يفطر) على شيء حلو (وأو على شربة من ماء) وفي نسخة إسقاط من (ك هب) عن أنس وهو حديث صحيح • (كان لا يصلي قبل العيد) أي قبل صلاته (شيأ) أي من النفل في المسجد (فإذا) صلى العيد و (رجع إلى منزله صلى ركعتين (هـ) عن أبي سعيد • (كان لا يصلي ركعتين (هـ) عن أبي سعيد • (كان لا يصلي الركعتين بعد الجمعة ولا الركعتين) اللتين (بعد المغرب إلا في أهله) أي في بيته (الطيالسي عن ابن عمر) بإسناد حسن • (كان لا يصيبه قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء) قال المناوي لأنها قابضة باردة يابسة فهي مناسبة للقروح (هـ) عن سلمى قال الشيخ (كان لا يضحك إلا بلسمًا) أي غالبًا (حم ت ك) عن جابر بن سمرة) • (كان لا يطرق أهله ليلاً) أي لا يقدم عليهم من سفره ولا غيره في الليل على غفلة فيكره ذلك لأن لقادم أما أن يجد أهله على غير أهبة أو يجدها بحالة غير مرضية (حم ق ن) عن أنس • (كان لا يطيل الموعظة) في الخطبة (يوم الجمعة) لئلا يمل السامعون قال العلقمي وتمامه كما في أبي داود وإنما هي كلمات يسيرات أي مفهومات أي بليغات (دك) عن جابر بن سمرة وهو حديث صحيح • (كان لا يعرف فصل السورة) أي انقضاءها (حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم) زاد ابن حبان فإذا نزلت علم أن السورة قد انفضت ونزلت أخرى وفيه حجة لمن ذهب إلى أنها آية من كل سورة (د) عن ابن عباس) وإسناده صحيح • (كان لا يعود مريضًا إلا بعد ثلاث) من الأيام من ابتداء مرضه قال العلقمي وفي إطلاق الحديث أي حديث البخاري أطعموا الجائع وعودوا المريض وكفوا العاني أن العيادة لا تتعين بوقت دون وقت لكن جرت بها العادة طرفي النهار اهـ وقال الدميري والأحاديث الصحيحة تدل بمعمومها على خلاف حديث الباب (هـ) عن أنس وهو حديث ضعيف • (كان لا يغدو ويوم) عيد (الفطر) أي لا يذهب إلى صلاته (حتى يأكل في منزله سبع تمرات) فيندب ذلك (طب) عن جابر بن سمرة • (كان لا يفارقه في الحضر ولا في السفر خمس) من الآلات (المرآة) بكسر الميم والمد (والمكملة) وعاء الكحل (والمشط) بضم الميم عند الأكثر (والسواك والمدرا) بكسر الميم قال في النهاية شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به الشعر المتلبد ويستعمله من لا مشط له (عق) عن عائشة وهو حديث ضعيف • (كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث) أي لا يقرأه كاملاً في أقل من ثلاثة أيام وهذا يصدق بصور أمر بقراءة

القرآن فيها تقدم الكلام عليها (ابن سعد عن عائشة بإسناد حسن • (كان لا يقعد في بيت مظلم حتى يضاء له بالسراج) لكنه يطفيه عند النوم (ابن سعد عن عائشة • (كان لا يقوم من مجلس إلا قال سبحانك اللهم ربي) وفي رواية ربنا (وبحمدك لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك وقال لا يقولهن) أي هذه الكلمات (أحد حيث يقوم من مجلسه لا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس) فيه شمول للصغائر والكبائر وهو مقيد بما عدا حقوق العباد (ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (كان لا يكاد يدع أحدًا من أهله أي عياله وحشمه وخدمه (في يوم) عيد صغر أو أكبر (إلا أحرجه) معه ليشهد صلاة العيد قال المناوي وهذا في زماننا للنساء لا يندب لغلبة الفساد (ابن عساكر عن جابر بن عبد الله • (كان لا يكاد يسأل شيأ) من متاع الدنيا (إلا فعله) أي جاد به على طالبه أي إن كان عنده على ما مر (طب) عن طلحة • (كان لا يكاد يقول لشيء لا) أي لا أعطيه أو لا أفعل (فإذا هو سئل فاراد أن يفعل قال عم وإن لم يرد أن يفعل سكت) ولا يصرح بالرد (ابن سعد عن محمد بن الحنفية مرسلاً • (كان لا يكل طهوره) بفتح الطاء (إلى حد) من خدمه بل يتولاه بنفسه لأن غيره قد يتساهل في ماء الطهر أو أراد الاستعانة في غسل الأعضاء فإنها مكروهة (ولا يكل صدقته التي يتصدق بها) إلى أحد (يكون هو الذي يتولاها بنفسه) لأن غيره قد يغل الصدقة أو يضعها في غير موضعها (هـ) عن ابن عباس • (كان لا يكون في المصلين إلا كان أكثرهم صلاة ولا يكون في الذاكرين الله (إلا كان أكثرهم ذكرًا) لأنه أعلمهم بالله ولهذا قام حتى تورمت قدماه (أبو نعيم في أماليه (خط) وابن عساكر عن ابن مسعود وإسناده حسن • (كان لا يلتفت وراءه إذا مشى وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة فلا يلتفت) لتخليصه (حتى يرفعوه عليه) قال المناوي زاد الطبراني لأنهم كانوا يخرجون ويضحكون وكانوا قد آمنوا التفاته (ابن سعد) في طبقاته (والحكيم) في نوادره (وابن عساكر) في تاريخه (عن جابر) بإسناد حسن (كان لا يلهيه عن صلاة المغرب طعام ولا غيره) أي ما لم صائمًا لما تقدم من أنه كان لا يصلي المغرب حتى يفطر ويمكن الجمع بأنه كان يفطر على شيء قليل لا يلهى (قط) عن جابر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (كان لا يمنع) بالبناء للفاعل (شيأ يسأله) بالبناء للمفعول (حم) عن أبي أسيد الساعدي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كأن لا ينام يقرأ) سورة (بني إسرائيل (و) سورت الزمر (حم ك) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك) ظاهره أن القرآن

(حم ت ن ك) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (كان لا ينبعث في الضحك) أي لا يسترسل فيه بل إذا وقع منه ضحك في بعض الأوقات رجع إلى الوقار (طب) عن جابر بن سمرة وإسناده حسن • (كان لا ينزل منزلاً إلا إلا ودعه بركعتين) عند إرادة الرحيل منه فيندب ذلك منه (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (كان لا ينفخ في طعام ولا شراب) فمن آداب الأكل أن لا ينفخ في الطعام الحار بل يصبر إلى أن يبرد فيأكله وإن كان النفخ لأجل قذاة أبصرها إماطها بنحو إصبعه (و) كان (لا يتنفس في الإناء) لأنه يغير الماء (هـ) عن ابن عباس بإسناد حسن • (كان لا يواجه أحدًا في وجهه بشر يكرهه) لئلا يشوش عليه فكان يقول ما بال أقوام يفعلون كذا وهذا أبلغ وأعم نفعًا لحصول الفائدة فيه لكل سامع مع ما فيه من حصول المواراة والستر على الفاعل وتأليف القلوب (حم دن) عن أنس بإسناد حسن (كان لا يولى واليًا حتى يعممه) أي يدير عمامته على رأسه بيده (ويرخي لها عذبة) من خلفه (من جانب الأيمن نحو الأذن) فيه ندب العذبة وكونها من الجهة اليمنى قال المناوي فهو رد على الصوفية في جعلها في الجهة اليسرى (طب) عن أبي إمامة بإسناد ضعيف • (كان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم) في مواطنهم تلطفًا بهم (ويعود مرضاهم) كذلك ويدنو من المريض ويسأله كيف حاله (ويشهد جنائزهم) أي يحضرها للصلاة عليها (ع طب ك) عن سهل بن حنيف بالتصغير قال الشيخ حديث صحيح • (كان يؤتى بالتمر) ليأكله (فيه دود فيفتشه يخرج السوس منه) بدل أو حال ثم يأكله فأكل التمر بعد تنظيفه من نحو الدود غير منهي عنه وقال الشافعية في الدود المتولد من الفاكهة والجبن والخل والحبوب ونحوها جوازًا كله مع ما تولد منه على الأصح إن عسر تمييزه لا منفرد أو لا إذا لم يعسر التمييز (د) عن أنس • (كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم) أي يدعولهم بالبركة ويحنكهم بنحو وتمر المدينة المشهود له بالبركة قال النووي اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود يوم ولادته بتمر فإن تعر فما في معناه أو قريب منه من الحلو فيتصنع المحنك التمرة حتى تصير مائعة بحيث تبتلع ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه ليدخل منها شيء جوفه ويستحب أن يكون المحنك من الصالحين وممن يبرك به رجلاً كان أو امرأة فإن لم يكن حاضرًا عند المولود حمل إليه (ويدعو لهم) بالإمداد والهداية إلى طرق الرشاد (ق د) عن عائشة • (كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره) فيأكل الرطب بالبطيخ فيكسر حر هذا برد هذا أو عكسه (وكان) أي البطيخ (أحب الفاكهة إليه) فيه جواز الأكل باليدين معًا قال المناوي وأما أكله البطيخ بالسكر فلا أصل له إلا في حديث معضل مضعف (طس ك) (وأبو نعيم في الطب عن أنس) وهو حديث ضيعف • (كان يأخذ القرآن من جبريل خمسًا خمسًا) قال الشيخ أي خمس آيات غالبًا (هب) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف • (كان يأخذ المسك فيمسح به رأسه ولحيته) ظاهره أن استعمال الطيب مطلوب مطلقًا ولو كان الشخص خاليًا عن الناس (ع) عن سلمة بن

الأكوع بإسناد حسن • (كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها) قال المناوي أي بالسوية كما في رواية بن الجوزي (ت) عن ابن عمرو بن العاص • (كان يأكل (البطيخ بالرطب) لما تقدم (هـ) عن سهل ابن سعد الساعدي (ت) عن عائشة (طب) عن عبد الله ابن جعفر وإسناده صحيح • (كان يأكل الرطب ويلقى النوى على الطبق) قال المناوي أي الطبق الموضوع تحت الرطب لا الذي فيه الرطب فإنه يعاق (ك) عن أنس) بإسناد صحيح • (كان يأكل العنب خرطًا) قال في النهاية يقال خرط العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه ويخرج عرجونه عاريًا (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (كان يأكل الخربز) وهو بكسر المعجمة وسكون الراء وسكر الموحدة بعدها زاي نوع من البطيخ الأصفر لا الأخضر كما قيل (بالرطب ويقول هما إلا طيبان) أي هما أطيب أنواع الفاكهة (الطيالسي عن جابر) وإسناده حسن • (كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة) لما في الهدية من الإكرام والصدقة من الذل ولهذا خص بتحريم صدقة الفرض والنفل عليه (حم طب) عن سلمان) الفارسي (ابن سعد) في طبقاته (عن عائشة وعن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح • (كان يأكل القثاء) بكسر القاف والمد (بالرطب) الباء للمصاحبة أو للملاصقة لأن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة فإذا أكلا معًا أعتدلا (حم ق 4) عن عبد الله بن جعفر • (كان يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده) يعني أصابعه (قبل أن يمسحها) بالمنديل فيسن ذلك (حم م د) عن كعب بن مالك • (كان يأكل الطبيخ) قال المناوي بتقديم الطاء لغة في البطيخ بوزنه (بالرطب) قال والمراد الأصفر بدليل ثبوت لفظ الخربز بدل البطيخ في الرواية المآرة وكان يكثر وجوده بالحجااز بخلاف الأخضر ويقول (يكسر حر هذ اببرد هذا أو برد هذا بحر هذا) وهذا من التدبير الحافظ للصحة (دهق) عن عائشة • (كان يأكل بثلاث أصابع ويستعين بالرابعة) بالبنصر (طب) عن عامر بن ربيعة • (كان يأكل مما مست النار ثم يصلي ولا يتوضأ) وأما حديث كان يتوضأ مما مست النار منسوخ بحديث جابر كما سيأتي (طب) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (كان يأمر بالباءة) يعني النكاح (وينهي عن التبتل) أي الانقطاع عن النساء وترك النكاح وامرأة بتول منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم وبها سميت مريم أم المسيح عليهما السلام وسميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً ودينًا وحسبًا وقيل لانقطاعها للتعبد (نهيًا شديدًا) قال المناوي تمامه عند مخرجه ويقول تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة (حم) عن أنس وإسناده صحيح • (كان يأمر نساءه إذا أردت إحداهن أن تنام أن تحمد) بفتح الميم أي تحمد الله تعالى (ثلاثًا وثلاثين وتسبح ثلاثًا وثلاثين وتكبر ثلاثًا وثلاثين) وهي الباقيات الصالحات في قول ابن عباس فيندب ذلك عند إرادة النوم (ابن منده عن حابس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان يأمر

بالهدية) أي بالتهادي (صلة بين الناس) لأن ذلك من أعظم أسباب التحابب بينهم (ابن عساكر عن أنس وإسناده حسن • (كان يأمر بالعتاقة في صلاة الكسوف) قال العلقمي العتاقة بفتح العين مصدر من عتق يعتق عتقًا كضرب يضرب ضربًا وعتاقًا وعتاقة كلها بفتح الأوائل وأفعال البر كلها مندوبة عند الآيات يدفع الله بها البلاء عن عباده لا سيما العتق والصدقة الكثيرة (ك د) عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قال الشيخ حديث صحيح • (كان يأمر أن يسترقي من العين) بالبناء للمفعول (م) عن عائشة • كان يأمر بإخراج الزكاة أي زكاة الفطر (قبل الغد وللصلاة) أي صلاة العيد (يوم الفطر) قال العلقمي يستحب إخراجها قبل صلاة العيد للأمر به في هذا الحديث وغيره والتعبير بالصلاة جرى على الغالب من فعلها أول النهار فإن أخرت استحب الأداء أول النهار للتوسعة على المستحقين ويحرم تاخيرها عن يوم العيد بلا عذر كغيبة مال أو المستحقين لأن القصد أغناؤهم عن الطلب فيه وتقضي وجوبًا فورًا فيما إذا أخر بلا عذر (ت) عن ابن عمر بإسناد حسن • (كان يأمر بناته ونساءه أن يخرجن في العيدين) إلى المصلى لتصلي من لا عذر لها وتنال بركة الدعاء من لها عذر (حم) عن ابن عباس بإسناد حسن • (كان يأمر بتغيير الشعر) أي بتغيير لونه الأبيض بالخضاب بغير أسود كحناء أما تغييره بالسواد فحرام لغير الجهاد (مخالفة للأعجام) علة للتغيير فإنهم لا يصبغون شعورهم (طب) عن عقبة بمثناة فوقية (بن عبد) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يأمر بدفن الشعر والأظافر) المنفصلين من الآدمي لأن محترم فكذا أجزاؤه لكن على سبيل الندب لا الوجودب (طب) عن وائل بن حجر بتقديم الحاء قال الشيخ حديث حسن • (كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان الشعر والظفر والدم والحيضة) بكسر المهملة خرقة الحيض (والسن والعلقة والمشيمة) لما تقدم الحكيم) في نوادره (عن عائشة • (كان يأمر من أسلم أن يختتن وإن كان ابن ثمانين سنة) فقد أختتن إبراهيم بالقدوم وهو ابن ثمانين (طب) عن قتادة ابن عياض (الرهاوي) بضم الراء وقيل الجرشي وإسناده حسن • (كان يباشر نساءه فوق الإزار) يتمتع بهن بغير وطء (وهن حيض) بضم الحاء وشدة المثناة التحتية جمع حائض قال العلقمي أعلم أن مباشرة الحائض بالجماع في الفرج حرام بإجماع المسلمين ومباشرتها فيما فوق السرة وتحت الركبة بذكر أو غيره حلال بإتفاق العلماء ومباشرتها فيما بين السرة والركبة في غير القبل والدبر المشهور في مذهبنا الحرمة وهو قول مالك وأبو حنيفة وأكثر العلماء وأعلم أن تحريم الوطء والمباشرة يكون في مدة الحيض وبعد انقضائه إلى أن تغتسل أو تتيمم بشرطه هذا مذهبنا ومذهب مالك وأحمد وجماهير السلف والخلف وقال أبو حنيفة إذا انقطع الدم لأكثر الحيض حل وطئها في الحال واحتج الجمهور بقوله تعالى ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن (م د) عن ميمونة أم المؤمنين • (كان يبدأ بالشراب إذا كان صائمًا) أي يقدم شرابه على أكل الطعام أي أن

لم يجد تمرًا ولا رطبًا ولا يعارضه ما سيأتي أو كان تارة يفطر على هذا وتارة على ذاك فأخبر كل راء بما رأى (وكان) إذا شرب (لا يعب) قال في النهاية العب الشرب بلا تنفس وقال في المصباح عب الرجل عبًا من باب قتل شربه من غير تنفس بل (يشرب مرتين أو ثلاثًا) بأن يشرب ويزيل الإناء عن فيه ويتنفس خارجه ثم يشرب وهكذا (طب) عن أم سلمة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان يبدو إذا أفطر من صومه بالتمر) أي أن لم يجد رطبًا (ت) عن أنس وإسناده حسن • (كان يبدو لي التلاع) بكسر المثناة الفوقية جمع تلعة بفتحها وهو مجاري الماء من أعلى الوادي إلى أسفله والمراد كان يخرج إلى البادية لأجلها (دحب) عن عائشة بإسناد صحيح • (كان يبعث إلى المطاهر) جمع مطهرة بكسر الميم كل إناء يتطهر منه والمراد هنا نحو الحياض والفساقي المعدة للوضوء (فيؤتى) إليه (بالماء) منها (فيشرب يرجو) أي راجيًا (بركة أيدي المسلمين) الذين تطهروا من ذلك الماء وهذا شرف عظيم للمتطهرين (طس حل) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (كان يبيت الليالي المتتابعة طاويًا) أي خالي البطن جائعًا هو (وأهله) فيه العطف على الضمير المتصل من غير فاصل وقوله (لا يجدون عشاء) بالفتح ما يؤكل آخر النهار مستأنف استئنافًا بيانيًا كأنه قيل ما سبب طيهم فقال لا يجدون عشاء (وكان أكثر خبزهم خبز الشعير (حم ت هـ) عن ابن عباس بإسناد حسن • (كان يبيع نخل بني النضير) ككريم قبيلة من يهود خيبر أي يبيع ثمره (ويحبس لأهله قوت سنتهم) قال العلقمي قال ابن دقيق العيد في الحديث جواز الإدخار للأهل قوت سنة وفي السياق ما يؤخذ منه الجمع بينه وبين حديث كان لا يدخر شيأ لغد فيحمل على الإدخار لنفسه وحديث الباب على الإدخار لغيره واختلف في جواز إدخار القوت لمن يشتريه من السوق قال عياض أجازة قوم واحتجوا بهذا الحديث ولا حجة فيه لأنه إنما كان من مغل الأرض ومنعه قوم إلا إن كان لا يضر بالسعر وهو متجه إرفاقًا بالناس ثم محل هذا الاختلاف إذا لم يكن في حال الضيق وإلا فلا يجوز الإدخار في تلك الحالة (خ) عن عمر بن الخطاب • (كان يتبع) بفتح أوله وتشديد ثانيه وقيل بفتح أوله وسكون ثانيه (الحرير من الثياب) أي الحرير الخالص أو ما أكثره حرير (فينزعه) عن الرجال ويمنعهم من لبسه لما فيه من الخنوثة التي لا تليق بهم (حم) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (كان يتبع الطيب) بكسر فسكون لمحبته له (في رباع النساء) أي في منازل نسائه ومواضع الخلوة بهن لتناوله والرباع كسهام جمع ربع كسهم محل القوم ومنزلهم (الطيالسي عن أنس) بإسناد حسن • (كان يتبوأ) بالهمز (لبوله) أي يطلب موضعًا يصلح له (كما يتبوأ لمنزله) أي كما يطلب موضعًا يصلح للسكنى والمراد أنه يبالغ في طلب ما يصلح لذلك (طس) عن أبي هريرة • (كان يتحرى صيام الاثنين والخميس) أي يتعهد صومهما أو يجتهد في إيقاع الصوم فيهما لأن الأعمال تعرض فيهما كما علله به في خبر (ت ن) عن أنس وإسناده حسن • (كان يتختم في يمينه) قال العلقمي قال الدميري أجمعوا

على جواز التختم في اليمين وعلى جوازه في اليسار ولا كراههة في واحد منهما وإنما اختلفوا في الأفضل منهما فتختم كثيرون من السلف في اليمين وكثيرون في اليسار واستحب مالك اليسار وكره اليمين وفي مذهبنا وجهان لأصحابنا الصحيح أن اليمين أفضل لأنه زينة واليمين أشرف وأحق بالزينة والإكرام اهـ وقال شيخنا الحافظ ابن حجر ورد تختمه في اليمين من رواية تسعة من الصحابة وفي اليسار من رواية ثلاثة منهم ووردت رواية ضعيفة أنه تختم أولاً في اليمين ثم حوله إلى اليسار أخرجها ابن عدي من حديث ابن عمر واعتمد عليها البغوي في شرح السنة فجمع بين الأحاديث المختلفة بأنه تختم أولاً في يمينه ثم تختم في اليسار وكان ذلك آخر الأمرين (خ ت) عن ابن عمر (م ن) عن أنس (حم ت هـ) عن عبد الله ابن جعفر • (كان يتختم في يساره) قليلاً بيانًا لحصول أصل السنة به (م) عن أنس ابن مالك (د) عن ابن عمر (كان يتختم في يمينه ثم حوله في يساره) تقدم الكلام عليه (عد) عن ابن عمر بن الخطاب (ابن عساكر عن عائشة) وإسناده ضعيف • (كان يتنور) أي يطلى بالنورة (في كل شهر) مرة قال المناوي قال المؤلف والتنور مباح لا مندوب لعدم ثبوت الأمر به وفعله وإن حمل على الندب لكن هذا من العاديات فهو لبيان الجواز ويحتمل ندبه لما فيه من الامتثال والكلام إذا لم يقصد الاتباع وإلا كان سفه (ويقلم أظفاره في كل خمسة عشر يومًا) مرة (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف • (كان يتوضأ عند كل صلاة) قال المناوي غالبًا وربما صلى صلاة بوضوء واحد وهذا محمول على الندب دون الوجوب (حم خ 4) عن أنس بن مالك (كان يتوضأ مما مست النار) هذا منسوخ بحديث جابر كان آخر الأمرين تركه الوضوء مما مست النار (طب) عن أم سلمة وإسناده صحيح • (كان يتوضأ ثم يقبل) بعض نسائه (ويصلي ولا يتوضأ) من القبلة قال المناوي وإذا من أدلة الحنفية على أن المس لا ينقض اهـ وأجاب الديلمي بأن هذه واقعة حال فيحتمل أنه قبل من فوق حائل ووقائع الأحوال إذا تطرق إليها الاحتمال كساها ثوب الإجمال وسقط بها الاستدلال (حم هـ) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (كان يتوضأ) مرة (واحدة واحدة) ومرة (اثنتين اثنتين) ومرة (ثلاثًا ثلاثًا كل ذلك يفعله) وكان الغالب من فعله التثليث (طب) عن معاذ قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يتيمم بالصعيد) أي التراب أو وجه الأرض (فلم يمسح يديه ووجهه إلا مرة واحدة) فلا يندب فيه التثليث بخلاف الوضوء والغسل (طب) عن معاذ وهو حديث ضعيف • (كان يجتهد في العشر الأواخر من شهر رمضان ما لا يجتهد في غيرها) أي يجد في العبادة وزيادة على العادة بأن يزيد في العبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان بإحياء لياله بالعبادة قال الدميري وأما قول أصحابنا يكره قيام كل الليل فمعناه الدوام عليه (ح م ت هـ) عن عائشة • (كان يجعل يمينه) أي يده اليمنى (لا كله وشربه ووضوئه) يحتمل أن يكون المراد وأخذ ماء وضوئه

وثيابه قال المناوي للبس ثيابه أو تناولها (وأخذه وعطائه) مما لا دناءة فيه وكان يجعل (شماله لما سوى ذلك) قال المناوي وما زائدة اهـ ولا يتعين كونها زائدة (حم) عن حفصة أم المؤمنين بإسناد صحيح • (كان يجعل فصه) بكسر الفاء يعني الخاتم (مما يلي كفه) فيندب ذلك (هـ) عن أنس وعن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (كان يجل العباس) عمه (إجلال الولد للوالد) فهو بمنزلته في التعظيم والتوقير والإكرام (ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (كان يجلس القرفصا) قال المناوي بضم القاف والفاء وتفتح وتكسر وتمد وتقصر والراء ساكنة أي يقعد محتبيًا بيديه وهذا في وقت دون وقت فقد كان يجلس متربعًا (طب) عن إياس بن ثعلبة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان يجلس على الأرض) أي من غير حائل (ويأكل على الأرض) أي من غير مائدة ولا خوان (ويعتقل الشاة) قال المناوي أي يجعل رجليه بين قوائمها ليحلبها إرشادًا إلى التواضع (ويجيب دعوة المملوك) يحتمل أن المراد إذا أمره سيده بذلك لأن المملوك يمتنع عليه الإطعام من مال سيده بغير إذنه (على خبز الشعير) زاد في رواية وإلا هالة لسخنة أي الدهن المتغير الريح (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (كان يجلس إذا صعد) بكسر العين (المنبر) أي أعلاه فيكون قعوده على المستراح ووقوفه على الدرجة التي تليه (حتى يفرغ المؤذن) قال العلقمي يعني الواحد إذا لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة إلا مؤذن واحد وهو بلال (ثم يقوم فيخطب) خطبة بليغة مفهومة قصيرة (ثم يجلس) قال العلقمي نحو سورة الإخلاص وإن قرأها فهو أولى (ولا يتكلم) حال جلوسه (ثم يقوم) ثانيًا (فيخطب) خطبة ثانية (د) عن ابن عمر بإسناد حسن • (كان يجمع) تقديمًا وتأخيرًا (بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء) ولا يجمع الصبح مع غيرها ولا العصر مع المغرب (في السفر) قال العلقمي أي يجمع في السفر الطويل المباح وأطلق في حديث الباب وهو حديث أنس وقيد في حديث ابن عمر بما إذا جدبه السير وحديث ابن عباس بما إذا كان سائر أو العمل بالمطلق أولى لأن المقيد فرد من أفراده فيجوز لجمع بالسفر سواء كان سائرًا أم لا وسواء كان في سفره مجدًا أم لا وبهذا الإطلاق أخذ كثير من الصحابة والتابعين ومن الفقهاء الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق وأشهب (حم خ) عن أنس ابن مالك • (كان يجمع) في الأكل (بين الخربز والرطب) تقدم ضبطه وأنه نوع من البطيخ الأصفر (ن) عن أنس بإسناد صحيح • (كان يحب أن يليه المهاجرون والأنصار في الصلاة ليفحظوا عنه) كيفية الصلاة المشتملة على فروض وأبعاض وهيئات وحب المصطفى للشيء إما بإخباره للصحابي أو بقرينة (حم ن د ك) عن أنس وإسناده صحيح • (كان يحب) أكل (الدبا) بضم المهملة وشدة الموحدة والمد ويقصر القرع أو المستدير منه (حم ت) في الشمائل (ن هـ) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن • (كان يحب التيامن) قال المناوي لفظ مسلم التيمن أي الأخذ باليمين فيما هو من باب التكريم (ما استطاع) أي

ما دام مستطيعًا (في طهوره) بالضم أي في تطهره شامل للوضوء والغسل (وتنعله) أي لبس نعله (وترجله) بالجيم أي ترجيل شعره قال العلقمي وهو تسريحه ودهنه قال في المشارق رجل شعره إذا مشطه بماء أو دهن زاد أبو داود وسواكه (وفي شأنه) أي حاله كله) أي في جميع حالاته مما هو من باب التكريم قال العلقمي قال في الفتح لا كثر الرواة بغير واو ولا بي الوقت بإثبات الواو وقال الشيخ تقي الدين هو عام مخصوص لأن دخول الخلاء والخروج من المسجد ونحوهما يبدأ فيهما باليسار اهـ هذا على تقدير إثبات الواو وأما على إسقاطها فقوله في شأنه كله متعلق بيعجبه لا بالتيمن أي يعجبه في شأنه كله التيمن في تنعله الخاي لا يترك ذلك سفر أولاً حضر أولاً في فراغه ولا شغله ونحو ذلك وقال الطيبي قوله في شأنه بدل من قوله في تنعله بإعادة الجار قال وكأنه ذكر التنعل لتعلقه بالرجل والترجل لتعلقه بالرأس والطهور لكونه مفتاح أبواب العبادة فكأنه نبه على جميع الأعضاء فيكون كبلد الكل من الكل انتهى كلام العلقمي وقوله تطهره متعلقه بيعجبه يعني وفي رواية من رواة كان يعجبه بدل كان يحبه (حم ق 4) عن عائشة • (كان يحب أن يخرج إذا غزى يوم الخميس) قال العلقمي وسبب الخروج يوم الخميس ما روى من قوله صلى الله عليه وسلم بورك لأمتي في بكورها يوم الخميس وهو حديث ضعيف أخرجه الطبراني ولقوله صلى الله عليه وسلم كان يحب الخروج السبت (حم خ) عن كعب بن مالك (كان يحب أن يفطر) من صومه (على ثلاث تمرات) لما فيه من تقوية البصر الذي أضعفه الصوم (أو شيء لم تصبه النار) أي ليس معالجًا بنار كلبن وعسل (ع) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يحب من الفاكهة العنب والبطيخ) أي كان يكثر من استعمالها لما فيهما من الفضائل فأخبر الصحابي عنه بذلك (أبو نعيم في الطلب عن معاوية بن يزيد العبسي بعين مهملة فموحدة تحتية وإسناده ضعيف • (كان يحب الحلواء) بالمد على الأشهر ويقصر والممدود يرسم بالألف والمقصور يرسم بالياء قال الأزهري الحلوا اسم لما يؤكل من الطعام إذا كان معالجًا بحلاوة اهـ وقال النووي المراد بالحلواء هنا كل شيء حلواي وإن لم تدخله صنعة وحبه صلى الله عليه وسلم لها ليس على معنى كثرة التشهي لها وإنما معناه أنه إذا كان قدم له الحلواء نال منها نيلاً صالحًا فيعلم من ذلك أنه قد أعجبه طعمها وحلاوتها (والعسل) عطف خاص على عام تنبيهًا على شرفه ومزيته قال النووي ى وفيه جواز أكل لذيذ الأطعمة والطيبات من الرزق وإن ذلك لا ينافي الزهد والمراقبة لا سيما إذا حصل اتفاقًا (ق 4) عن عائشة • (كان يحب العراجين) قال في النهاية العرجون هو العود الأصفر الذي فيه شماريخ العذق وجمعه عراجين (ولا يزال في يده منها) ينظر إليها (حم د) عن أبي سعيد بإسناد حسن • (كان يحب الزبد) بضم الزاي وسكون الموحدة ما يستخرج بالمخض من لبن بقر أو غنم (والتمر) بمثناة فوقية يعني يحب الجمع بينهما في الأكل (ت) • عن ابني بسر بإسناد حسن

• (كان يحب القثاء) بالمد لإنعاش ريحها للروح (طب) عن الربيع بضم الراء وفتح الموحدة وشدة المثناة المكسورة (بنت معوذ) بصيغة اسم الفاعل الأنصارية بإسناد حسن • (كان يحب هذه السورة) سورة (سبح اسم) قال المحلي في تفسيره أي نزه ربك عما لا يليق به واسم زائد (الأعلى (حم) عن علي قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ان يحتجم) قال المناوي حجمه أبو طيبة وغيره وأمر بالحجامة وأثنى عليها وأعطى الحجام أجرته (ق) عن أنس بن مالك • (كان يحتجم على هامته) أي رأسه (وبين كتفيه ويقول من إهراق) بالتحريك أي أراق (من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء) يعني أنها تغني عن كثير من الأدوية (ده) عن أبي كبشة عمر بن سعد أو سعد ابن عمر وإسناده حسن • (كان يحتجم في رأسه ويسميها) أي الحجامة (أم مغيث) بصيغة اسم الفاعل وفي رواية ويسميها المغيثة وفي أخرى المنقذة وأخرى النافعة (خط) عن ابن عمر • (كان يحتجم في الأخدعين) عرقين في محل الحجامة من العنق (والكاهل) ما بين الكتفين (وكان يحتجم لسبع عشرة) تمضي من الشهر (وتسع عشرة وإحدى وعشرين (ت ك) عن أنس طب ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (كان يحدث حديثًا) يبالغ في إيضاحه وبيانه بحيث (لو عده العاد) أي لو أراد المستمع عد كلماته أو حروفه (لا حصاه) أي أمكنه ذلك بسهولة (ق د) عن عائشة • (كان يحفي شاربه) بحاء مهملة (طب) عن أم عياش بعين مهملة ومثناة تحتية وشين معجمة (مولاته) وقيل مولاة رقية قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يحلف) فيقول (لا ومقلب القلوب) قال العلقمي لا نافية للكلام السابق ومقلب القلوب هو المقسم به والمراد بتقليب القلوب تقلب إعراضها وأحوالها لا تقلب ذات القلب (حم خ ث ن) عن ابن عمر بن الخطاب • (كان يحمل ماء زمزم) من مكة إلى المدينة (ت ك) عن عائشة • (كان يخرج إلى العيد) أي صلاته (ماشيًا ويرجع ماشيًا) في طريق آخر (هـ) عن ابن عمر • (كان يخرج إلى العيدين) أي لصلاتهما في الصحراء (ماشيًا ويصلي) صلاة العيد بغير آذان ولا إقامة (ثم يرجع ماشيًا في طريق آخر) لما مر (هـ) عن أبي رافع • (كان يخرج في العيدين) قال المناوي إلى المصلى الذي على باب المدينة الشرقي ولم يصل العيد بمسجده إلا مرة واحدة بمطر (رافعًا صوته بالتهليل والتكبير) وبه أخذ الشافعي وفيه رد على أبي حنيفة في قوله رفع الصوت بالتكبير بدعة (هب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن • (كان يخطب) خطبة الجمعة (قائمًا) قال المناوي فيه اشتراط القيام للقادر وعليه الشافعي ورد على الثلاثة المجوزين للقعود (ويجلس بين الخطبتين) قدر سورة الإخلاص كما مر (ويقرأ آيات) من القرآن (ويذكر الناس) ما غفلوا عنه من الاشتغال بأمور الآخرة ويأمرهم بالتقوى ونحو ذلك قال العلقمي وتمامه وكانت خطبته قصدًا وصلاته قصدًا أي متوسطة بين الطول والقصر والتطويل في الخطبة مكروه للتشدق والاملال وقدروي عن عمار أنه قال سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول أن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة فقه الرجل بفتح الميم ثم الهمزة مسكووة ثم نون مشددة أي علامة ولا مخالفة بين هذا الحديث وبين الأمر بتخفيف الصلاة فالمراد بهذا الحديث أن الصلاة تكون طويلة بالنسبة إلى الخطبة لا تطويلاً يشق على المأمومين (حم م د ن هـ) عن جابر بن سمرة • (كان يخطب بقاف) أي بسورتها كل (جمعة) لاشتمالها على البعث والموت والمواعظ الشديدة والزواجر الأكيدة وقوله كل جمعة يحل على الجمع التي حضرها الراوي فلا ينافي أن غيره سمعه يخطب بغيرها (د) عن أم هشام بنت الحارث بن النعمان قال الشيخ حديث صحيح • (كان يخطب النسا) أي إحداهن (ويقول) لمن خطبها (لك كذا وكذا أ, جفنة سعد بن عبادة تدور معي إليك كلما درت) كناية عن كثرة العيش لترغب المرأة في نكاحه كما مر (طب) عن سهل بن سعد وإسناده حسن • (كان يخيط ثوبه ويخصف نعله) قال في مختصر النهاية وخصف النعل خرزها (ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم) من أشغال المهنة لكمال تواضعه ومكارم أخلاقه (حم) عن عائشة وإسناده صحيح • (كان يدخل الحمام ويتنور) قال المناوي أي يطلي عانته وما قرب منها بالنورة (ابن عساكر عن وائلة) بن الأسقع وهو حديث ضعيف • (كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله) زاد في رواية في رمضان من غير حلم (ثم يغتسل ويصوم) بيانًا لصحة صوم الجنب قال العلقمي قال القرطبي في هذا فائدتان أحداهما أنه كان يجامع في رمضان ويؤخر الغسل إلى بعد طلوع الفجر بيانًا للجواز والثانية أن ذلك كان من جماع لا من احتلام لأنه كان لا يحتلم إذ الاحتلام من الشيطان وهو معصوم منه (مالك ق 4) عن عائشة وأم سلمة • (كان يدعى) بالبناء للمفعول (إلى خبز الشعير والإهالة) بكسر الهمزة دهن اللحم (السخنة) بسين مهملة مفتوحة فنون مكسورة فخاء معجمة وبزاي بدل السين أي متغير الريح (ت) في الشمايل عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن • (كان بيدعو عند) حلول (الكرب) قال العلقمي وفي رواية كان إذا حزبه أمر وهو بفتح المهملة والزاي وبالموحدة أي هجم عليه أو غلبه يقول (لا إله إلا الله العظيم) الذي لا شيء يعظم عليه (الحليم) الذي يؤخر العقوبة مع القدرة (لا إله إلا الله رب العرش العظيم) نقل ابن التين عن الداودي أنه رواه برفع العظيم كذا برفع الكريم في قوله ورب العرش الكريم على أنهما نعتان للرب والذي ثبت في رواية الجمهوري بالجر على أنه نعت للعرش وكذلك قرأ الجمهور في قوله تعالى رب العرش العظيم ورب العرش الكريم بالرفع وقرأ ابن محيص بالجر فيهما وجاء ذلك أيضًا عن ابن كثير وعن أبي جعفر المديني ورجح أبو بكر الأصم الأول لأن وصف الرب بالعظيم أولى من وصف العرش به وفيه نظر لأن وصف ما يضاف للعظيم بالعظم أقوى في تعظيم العظيم وقد وصفت الهدهد عرش بلقيس بأنه عرش عظيم ولم ينكر عليه سليمان (لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم) المعطى فضلاً قال الطبراني معنى قول ابن عباس يدعو وإنما هو

تهليل وتعظيم يحتمل أمرين أحدهما أن المراد تقديم ذلك قبل الدعاء كما ورد من طريق يوسف بن عبد الله وفي آخرة ثم يدعو قلت وكذا هو عند أبي عوانة في مستخرجه وعند عبد ابن حميد كان إذا حزبه أمر قال فذكر الذكر المأثور وزاد ثم دعا وفي الأدب المفرد عن ابن عباس وزاد في آخره اللهم اصرف عني شره قال الطبراني ويؤيد هذا ما روى الأعمش عن إبراهيم قال كان يقال إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء استجيب وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على الرجاء ثانيهما ما أجاب به ابن عيينة عن الحديث الذي فيه كان أكثر ما يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحديث فقال سفيان هو ذكر وليس فيه دعاء ولكن قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل من شغله ذكرى عن مسئلتي أعطيته أفضل ما أعطى السائل قال وقال أمية بن أبي الصلت في مدح عبد الله بن جدعان اذكر حاجتي أم قد كفاني ... حباؤك إن شيمتك الحياء إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاه من تعرضه الثناء قال سفيان فهذا مخلوق نسب إلى الكرم اكتفى بالثناء عليه عن السؤال فكيف بالخالق قلت ويؤيد الاحتمال الثاني حديث سعد بن أبي وقاص رفعه دعوة ذي النون إذا دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله تعالى له أخرجه الترمذي والنسائي وفي لفظ للحاكم فقال رجل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تسمع إلى قول الله تعالى وكذلك ننجي المؤمنين اهـ وهذا دعاء جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الشدائد (حم ق ت هـ) عن ابن عباس (طب وزاد) في آخره (اصرف عني شر فلان) قال المناوي ويعينه باسمه • (كان يدور على نسائه) كناية عن جماعهن (في الساعة الواحدة من الليل والنهار) وتمام الحديث كما في البخاري وهن إحدى عشرة قال العلقمي وفي الحلمية عن مجاهد أنه صلى الله عليه وسلم أعطى قوة أربعين رجلاً كل رجل من رجال أهل الجنة وفي الترمذي وصححه أن قوة الرجل من أهل الجنة بمائة رجل وقد قيل أن كل من كان اتقى الله فشهوته أشدو وردان الرجل من أهل الجنة ليعطي قوة مائة في الأكل والشرب والجماع والشهوة فعلى هذا يكون حساب نبينا صلى الله عليه وسلم قوة أربعة آلاف (خ ت) عن أنس بن مالك • (كان يدير العمامة على رأسه ويغرزها) أي يغرز طرفها (من ورائه ويرسل لها ذؤابة) بضم المعجمة (والمد بين كتفيه) وتارة عن يمينه وهذا هو الأصل في ندب العذبة (طب هب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن • (كان يذبح أضحية بيده) قال المناوي مسميًا مكبرًا وربما وكل واتفقوا على جواز التوكيل للقادر (حم) عن أنس وإسناده صحيح • (كان يذكر الله تعالى) بقلبه وبلسانه (على) أي في (كل أحيانه) أي أوقاته قال العلقمي قال الدميري مقصود الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كأن يذكر الله متطهرًا ومحدثًا وقائمًا وقاعدًا ومضطجعًا وماشيًا وراكبًا وإنما اختلف العلماء

في جواز القراءة للجنب والحائض والجمهور على تحريم القراءة عليهما اهـ وقال الرملي لا تخرم القراءة عليهما إلا بقصد القراءة فإن قصد الذكر أو أطلقا لم تحرم القراءة (م د ت هـ) عن عائشة • (كان يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء) أي يرى في الظلمة كما يرى في الضوء (البيهقي في الدلائل عن ابن عباس (عد) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان يرى للعباس) من الإجلال (ما يرى الولد لوالده يعظمه ويفخمه ويبر) بفتح الموحدة (قسمه) ويقول إنما عم الرجل صنوابيه (ك) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده صحيح • (كان يرخي الإزار) أي إزاره (من بين يديه ويرفعه من ورائه) حال المشي لئلا يصيبه نحو قذر (ابن سعد عن يزيد) من الزيادة (ابن أبي حبيب مرسلاً) • (كان يردف خلفه) من شاء (ويضع طعامه) عند الأكل (على الأرض) أي لا يرفعه على خوان (ويجيب دعوة المملوك) قال المناوي المأذون له من سيده في الوليمة أو المراد العتيق باعتبار ما كان (ويركب الحمار) مع وجود الخيل فركوب الحمار ممن له منصب لا يخل بمروءته ولا برفعته قال الشيخ لكن كان أكثر مراكب النبي صلى الله عليه وسلم الخيل والإبل (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (كان يركب الحمار عريانًا ليس عليه شيء) من أكاف أو برذعة تواضعًا وهضمًا لنفسه وتعليمًا لأمته (ابن سعد عن حمزة بن عبد الله بن عتبة مرسلاً • (كان يركب الحمار ويخصف) بكسر الصاد المهملة (النعل ويرقع) بالقاف (القميص) أي يجعل فيه رقعة من نوعه وغير نوعه (ويلبس) بفتح الموحدة (الصوف) رداء وإزار أو عمامة (ويقول) منكر أعلى من يترفع عن ذلك هذه سنتي ومن رغب عن سنتي) أي طرقيتي وهديي (فليس مني) أي من السالكين مناهجي وهذه سنة الأنبياء قبله (ابن عساكر عن أبي أيوب • (كان يركع قبل الجمعة أربعًا) من الركعاب (وبعدها أربعًا لا يفصل في شيء منهن) بتسلمي وعليه الحنفية قال المناوي فيه أن الجمعة كالطهر في الراتبة القبلية والبعدية (هـ) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤسهم) أي كان له اعتناء بفعل ذلك معهم أكثر منه مع صبيان غيرهم (ن) عن أنس بإسناد صحيح • (كان يستاك بفضل وضوئه) بفتح الواو الماء الذي يتوضأ به يحتمل أنه كان يبل السواك ويلينه بفضل ماء الوضوء ويستاك به (خ) عن أنس • (كان يستاك عرضًا) أي في عرض الأسنان أما اللسان والحلق فيستاك فيهما طولاً (ويشرب مصًا) من غير عب (ويتنفس ثلاثًا ويقول هو) قال المناوي أي التنفس ثلاثًا اهـ ويحتمل رجوعه لما ذكر من الشرب مصًا والتنفس ثلاثًا (اهنأ وامرأ وابرأ) بالهمز لأن ذلك أقوى على الهضم وأسلم لحرارة المعدة من أن يهجم عليها البارد دفعة فربما اطفأ الحرارة الغريزية (البغوي وابن قانع (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن بهز) بالتنوين القشيري (هق) عن ربيعة ابن أكتم (بوزن أفعل بالفتح وإسناده ضعيف • كان يستجب إذا فطر) من صومه (أن يفطر

أعلى لبن) قال المناوي إذا فقد الرطب والتمر والحلو وكان يجمع بينه وبينهما جمعًا بين الأخبار (قط) عن أنس وإسناده حسن • (كان يستجمر) أي يتبخر (بالوة) قال الشيخ بفتح الهمزة وضمها وضم اللام وفتح الواو مشددة العود الذي يتبخر به (غير مطراة) قال الشيخ بضم الميم وفتح الطاء المهملة والراء المشددة فألف فهاء التأنيث أي غير معمول معها شيء من أنواع الطيب أو عود خالص اهـ وقال المناوي الألوة العود الذي يتبخر به والمطراة التي يعمل معها أنواع الطيب كعنبر ومسك (وبكافور يطرحه مع الألوة) قال المناوي يخلطه به ثم يتبخر به (م) عن ابن عمر • (كان يستحب الجوامع من الدعاء) قال المناوي وهو ما جمع مع الوجازة خير الدارين نحو ربنا آتنا في الدنيا حسنة الآية أو هي ما يجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة أو ما يجمع الثناء على الله وآداب المسألة (ويدع ما سوى ذلك) من الأدعية في غالب الأحيان (دك) عن عائشة وإسناده صحيح • (كان يستحب أن يسافر يوم الخميس) لأنه بورك له ولأمته فيه كما مر (طب) عن أم سلمة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يستحب أن يكون له فروة) مدبوغة (يصلي عليها) بين به أن الصلاة على الفروة لا تكره ولا تنافي كما في الزهد وأنه ليس من الورع الصلاة على الأرض (ابن سعد عن المغيرة) بن شعبة وإسناده ضعيف • (كان يستحب الصلاة في الحيطان قال المناوي يعني البساتين لأجل الخلوة أو لتعود بركة الصلاة على ثمارها أو غير ذلك (ت) عن معاذ وهو حديث حسن • (كان يستعذب له الماء) أي يطلب له الماء العذب لكون أكثر مياه المدينة مالحة وهو يحب الحلو (من بيوت السقيا) بضم المهملة وبالقاف مقصور عين بينها وبين المدينة يومان قال المؤلف كغيره (وفي لفظ) الحاكم وغيره (يستقي له الماء العذب من بئر السقي (حم د ك) عن عائشة وإسناده صحيح • (كان يستعط بالسمسم) أي بدهنه (ويغسل رأسه بالسدر) بكسر فسكون ورق شجر النبق المسحوق (ابن سعد عن أبي جعفر مرسلاً • (كان يستغفر) الله للصف المقدم (في الصلاة ثلاثًا وللثاني مرة) قال العلقمي الصف المقدم هو الصف الأول وهو الذي يلي الإمام سوا جاء صاحبه متقدمًا أو متأخرًا وسواء تخلله منبرًا أو مقصورة أو عمرة أو غيرها هذا هو الصحيح وهو الذي تقتضيه ظواهر الأحاديث وصرح به المحققون وقالت طائفة من العلماء الصف الأول هو المتصل من طرف المسجد إلى طرفه الآخر لا يتخلله مقصورة ولا نحوها فإن تخلل الذي يلي الإمام فليس بأول بل الأول الذي لا يتخلله شيء وإن تأخر وقيل الصف الأول عبارة عن مجيء الإنسان إلى المسجد أولاً وإن صلى في الصف المتأخر فهذان القولان غلط صريح (حم هـ ك) عن عرياض بن سارية وهو حديث صحيح • (كان يستفتح دعاءه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب) أي يبتديه به ويجعله فاتحته (حم ك) عن سلمة بن الأكوع قال الشيخ حديث صحيح (كان يستفتح ويستنصر) أي يطالب النصر والفتح (بصعاليك المسلمين) أي بدعاء فقرائهم (ش طب عن أمية بن خالد (بن عبد الله بن أسيد الأموي قال الشيخ حديث

حسن • (كان يستمطر) يحتمل أن المراد يطلب أن يصيب المطر بدنه (في أول مطره) أي العام وقال المناوي في أول مطر السنة (ينزع ثيابه كلها) ليصيب المطر بدنه (إلا الإزار) أي الساتر للسرة وما تحتها أي الملاصق للساقين (حل عن أنس بن مالك • (كان يسجد) في صلاته (على مسح) بكسر فسكون أي بلاس قال الشيخ من صوف أو شعر شبيه البساط (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (كان يسلت) أي يميط ويزيل (المنى من ثوبه بعرق الإذخر) بكسر الهمزة وسكون الذال وكسر الخاء المعجمة حشيش له ريح طيب يسقف به البيوت أي كان يزيله لاستقذاره لا لنجاسته (ثم يصلى فيه) من غير غسل (ويحته من ثوبه يابساً ثم يصلى) فيه أفاد أن المنى طاهر وهو مذهب الشافعي (حم) عن عائشة بإسناد صحيح • (كان يسمى الأنثى من الخيل فرسا) ولا يقول فرسة لأنه لم يسمع (دك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (كان يسمى التمر واللبن إلا طيبين) أي هما أطيب ما يؤكل (ك) عن عائشة) بإسناد صحيح • (كان يشد عليه أن يوجد) أي يظهر (منه الريح) قال المناوي المراد ريح تغير النكهة لا الريح الخارج من الدبر كما وهم اهـ وظاهر شرح الشيخ أنه الخارج من الدبر (د) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (كان يشد صلبه بالحجر من الغرث) بغين معجمة فراء مفتوحة فمثلثه قال الجوهري الغوث الجوع أهـ قال المناوي لكن مران جوعه كان اختيار إلا اضطراراً (ابن سعد عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن • (كان يشير في الصلاة) أي يومي باليد والرأس عند الاحتياج إلى ذلك إشارة إلى أن القليل من ذلك لا يضر أو المراد يشير بإصبعه فيها عند قوله إلا الله (حم د) عن أنس وإسناده حسن • (كان يشرب ثلاثة يسمى الله في أوله ويحمد الله في آخره) أي الشرب المفهوم من شرب (ابن السني عن نوفل بن معاوية) الديلمي قال الشيخ حديث حسن (كان يصافح النساء) قال المناوي في بيعة الرضوان كذا هو في رواية مخرجه (من تحت الثوب) قال المناوي قيل هذا مخصوص به لعصمته فلا يجوز لغيره مصافحة أجنبية لعدم أمن الفتنة اهـ كلامه هنا وتقدم في حديث كان لا يصافح النساء في البيعة أنه مقيد بالأجانب فيمكن أخذ الجمع بين الحديثين من كلامه (طس) عن معقل بن يساره (كان يصغى) بغين معجمة أي يميل (للهرة الإناء فتشرب) منه بسهولة (ثم يتوضأ أبفضلها) أي بما فضل من شربها فيه طهارة الهر وسؤره وأنه لا يكره الوضوء بفضل سؤره خلافاً لأبي حنيفة (طس حل) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (كان يصلي) حال كونه واضعاً رجليه (في نعليه) فلا حاجة لدعوى تعدد الظرفية ومحله حيث لا خبث عليهما غير معفو عنها قال العلقمي ثم هي من الرخص كما قال ابن دقيق العبد لا من المستحبات قلت قد روى أبو داود والحاكم من حديث شداد بن أوس مرفوعاً خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا في خفافهم فيكون استحباب ذلك من جهة قصد المخالفة المذكورة (حم ق ت) عن أنس بن مالك • (كان يصلي الضحى ست ركعات قال

العلقمي قال الحافظ زين الدين العراقي في شرح الترمذي ليس في الأحاديث الواردة في أعدادها ما ينفي الزائد ولا ثبت عند أحد من الصحابة والتابعين فمن بعدهم أنها تنحصر في عدد بحيث لا يزيد عله وإنما ذكران أكثرها أثنا عشر الروياني فتبعه الرافعي ثم النووي ولا سلف له في هذا الحصر ولا دليل وفي المسألة مؤلف والمعتمد عند بعض الشافعية أن أكثرها وأفضلها ثمان ركعات (ت) في الشمائل عن أنس وإسناده صحيح • (كان يصلى الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله) قال العلمقي قال شيخنا هذا دليل لما اخترناه من أن صلاة الضحى لا تنحصر في عدد مخصوص إذ لا دليل على ذلك اهـ قال المناوي فصلاة الضحى سنة مؤكدة وإنكار عائشة رضى الله تعالى عنها كونه صلاها يحمل على المشاهدة أو على إنكار صنف مخصوص كثمان أو ست وفي وقت دون وقت (حم م) عن عائشة • (كان يصلى على الخمرة) قال العلقمي بضم المعجمة وسكون الميم وهي سجادة صغيرة تعمل من سعف النخل تنسج بالخيوط بقدر ما يوضع عليه الوجه والكفان فإن زاد على ذلك حتى يكفى الرجل لجسده كله فهو حصير وليس بخمرة (خ د ن هـ) عن ميمونة أم المؤمنين • (كان يصلي النافلة على راحلته حيث ما توجهت به) أي في جهة مقصدة فجهة مقصده يدل عن القبلة (فإذا أراد أن يصلى المكتوبة) وكذا المنذورة وصلاة الجنازة (نزل فاستقبل القبلة) فأدان غير النفل لا يجوز على الراحلة وهي سائرة وإن أمكنه القيام والاستقبال وإتمام الركوع والسجود لأن فعلها منسوب إليه فإن كانت واقفة وأمكن ما ذكر جان (حم ق) عن جابر • (كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين) ظاهر كلام العلقمي أنه كان يصلي القبلية والبعدية في المسجد (وبعد المغرب ركعتين في بيته) ظاهرة أنها راتبة المغرب وهذا يعارضه حديث عجلوا الركعتين بعد المغرب فيحتاج إلى الجمع بينهما (وبعد العشاء ركعتين) ظاهر كلام المناوي أنه كان يصليهما في بيته وعبارته وقوله في بيته متعلق بجميع المذكورات (وكان لا يصلى بعد الجمعة حتى ينصرف) من المحل الذي أقيمت فيه إلى بيته (فيصلى ركعتين في بيته) قال العلقمي قال ابن بطال إنما أعاد ابن عمر ذكر الجمعة بعد ذكر الظهر من أجل أنه كان صلى الله عليه وسلم يصلى سنة الجمعة في بيته بخلاف الظهر قال والحكمة فيه أن الجمعة لما كانت بدل الظهر واقتصر فيها على ركعتين ترك التفل بعدها في المسجد خشية أن يظن أنها التي حذفت (مالك (د ق ن) عن ابن عمر) ابن الخطاب • (كان يصلى من الليل) أي في بعض الليل (ثلاث عشر ركعة منها الوتر وركعتان الفجر) قال العلقمي وقد ورد عن عائشة أن الوتر إحدى عشر ركعة قال في الفتح وظهر لي أن الحكمة في الزيادة على إحدى عشرة أن التهجد والوتر مختص بصلاة الليل وفرائض النهار الظهر وهي أربع والعصر وهي أربع والمغرب وهي ثلاثة وتر النهار فناسب أن تكون صلاة الليل كصلاة النهار في العدد جملة وتفصيلاً وأما مناسبة ثلاث عشرة فتضم صلاة الصبح لكونها نهارية إلى ما بعدها (ق د) عن عائشة • (كان يصلى قبل العصر ركعتين)

قال العلقمي استدل به على أن سنة العصر ركعتان قال ابن قدامة قوله صلى الله عليه وسلم رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعاً ترغيب في الأربع ولم يجعلها من السنن الرواتب وعن الشافعي أن الأربع قبلها من السنن الرواتب لما روى أحمد والترمذي والبزار والنسائي من حديث عاصم بن سمرة عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى قبل الظهر أربعاً وقبل العصر أربعاً يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين (د) عن على بإسناد صحيح • (كان يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف) أي يسلم (فيستاك) لكل ركعتين (حم ن • ك) عن ابن عباس وإسناده صحيح • (كان يصلي على الحصير والفروة المدبوغة) أي كان يصلى على الحصير تارة وعلى الفروة أخرى (حم د ك) عن المغيرة وإسناده صحيح • (كان يصلى بعد العصر وينهى عنها) قال العلقمي وحاصل ما أجابوا به أنه في الركعتين من خصائصه أو هما اللتان كانتا بعد الظهر فحصل فيهما فوات فقضاهما بعد العصر وكان إذا عمل عملاً أثبته اهـ وقال المناوي والركعتان بعده من خصائصه فاتتاه قبله فقضاهما بعده وداوم عليهما (ويواصل) في الصوم (وينهى عن الوصال) فالوصال في الصوم وهو أن يصوم يومين متواليين لم يتعاط مفطراً بينهما من خصائصه صلى الله عليه وسلم أيضاً ويحرم على غيره (د) عن عائشة بإسناد صحيح • (كان يصلى على بساط) بكسر الموحدة أي حصير متخذ من خوص وعلى الخمرة وعلى الفروة وعلى الأرض وعلى الماء والطين وكيف اتفق • عن ابن عباس وإسناده حسن • (كان يصلى قبل الظهر أربعاً إذا زالت الشمس لا يفصل بينهنّ بتسليم ويقول أبواب السماء بفتح إذا زالت الشمس) قال المناوي زاد في رواية البزار وينظر الله تعالى بالرحمة إلى خلقه قال الحنيفة وفيه أن الأفضل صلاة الأربع قبل الظهر بتسليمه واحدة وقال هو حجة على الشافعي في صلاتها بتسليمتين اهـ ويحتمل أنها غير راتبة الظهر وقد تقدم أن سنة الزوال غير راتبة الظهر • عن أبي أيوب الأنصاري قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يصلى بين المغرب والعشاء) لم يذكر عدد الركعات التي كان يصليها بينهما وقال الفقهاء ومن النفل صلاة الأوليين وتسمى صلاة الغفلة وأقلها ركعتان وأكثرها عشرون بين المغرب والعشاء (طب) عن عبيد بالتصغير (مولاه) أي مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يصلى والحسن والحسين يلعبان ويقعدان على ظهره) لشدة رأفته بالأطفال (حل) عن ابن مسعود وإسناده حسن • (كان يصلى على الرجل) الذي (يراه يخدم أصحابه) يحتمل أن المراد يدعو له أو أن المراد يصلى عليه إذا مات (هناد عن علي) بضم أوله وفتح اللام (ابن رباح مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن • (كان يصوم عاشوراء) بالمد (ويأمر به) أي بصومه (عم) عن (على) بإسناد حسن • (كان يصوم يوم الاثنين والخميس) لأن الأعمال تعرض فيهما فيجب أن يعرض عمله وهو صائم كما في

حديث وقوله الاثنين قال المناوي كسر النون على أن إعرابه بالحرف وهو القياس من حيث العربية قال القسطلاني وهي الرواية المعتبرة ويجوز فتح النون على أن لفظ المثنى علم لذلك اليوم فأعرب بالحركة بالحرف • عن أبي هريرة بإسناد حسن • (كان يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام وقلا كان يفطر يوم الجمعة) قال العلقمي قال شيخنا قال العراقي يحتمل أن يراد بغرة الشهر أوله وأن يراد الأيام الغر وهي البيض اهـ أي أيام الليالي البيض أي المقمرة (ت) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى) فينبغي المحافظة على ذلك اقتداء به صلى الله عليه وسلم (حم د ن) عن حفصة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين) قال المناوي قال الطيببي أراد المصطفى أن يبين سنيمة صوم جميع أيام الأسبوع فصام من الشهر هذه الثلاثة (ومن الشهر الآخر الثلاث والأربعاء والخميس) إنما لم يصم الستة المتوالية لئلا يشق على أمته الاقتداء به (ت) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يضحى بكبشين) قال المناوي الكبش فحل الضأن في أي سن كان (أقرنين) أي لكل منهما قرنان معتدلان أو الأقرن الذي لا قرن له أو العظيم القرون ويجوز التضحية به (أملحين) تثنية أملح بمهملة قال العلقمي هو الذي فيه سواد وبياض والبياض أكثر ويقال هو الأغبر وهو قول الأصمعي وزاد الخطابي وهو الأبيض الذي في خلل صوفه طبقات سود ويقال الأبيض الخالص قاله الأعرابي وبه تمسك الشافعية في تفصيل الأبيض في الأضحية وقيل الذي يغاره حمرة وقيل الذي ينظر في سواد ويأكل في سواد ويمشي في سواد وينزل في سواد أي أن مواضع هذه منه سواد وما عدا ذلك أبيض واختلف في اختياره هذه الصفة فقيل الحسن منظره وقيل لشحمه وكثرة لحمه (وكان يسمى) الله (ويكبر) أي يقول بسم الله والله أكبر فيندب ذلك عند الذبح (حم ق ن هـ) عن أنس بن مالك • (كان يضحى بالشاة الواحدة عن جميع أهله) أي جميع أهل بيته وبه قال الجمهور وقال الطحاوي لا تجوز شاه عن اثنين وادعى نسخ هذا الخبر (ك) عن عبد الله بن هشام بن زهرة وهو حديث صحيح • (كان يضرب في الخمر) أي في الحد على شربه (بالنعال) بكسر النون جمع نعل (والجريد) من النخل قال الدميري وإذا ضرب بجريدة فلتكن خفيفة بين اليابسة والرطبة ويضرب ضرباً بين فلا يرفع يده فوق رأسه ولا يكتفي بالوضع بل يرفع ذراعه رفعاً معتدلاً (هـ) عن أنس وإسناده صحيح • (كان يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة) لأنه أقرب إلى الخشوع وأبعد عن العبث (وربما مس لحيته وهو يصلي) فيه أن تحريك اليد في الصلاة لا ينافي الخشوع إذا كان بغير عبث (هـ هق) عن عمرو بن حريث بضم ففتح المخزومي • (كان يضمر الخيل) قال المناوي هو أن يقلل علف الفرس مدة ويدخل بيتا

ويجلل ليعرق ويجف عرقه فيجف لحمه فيقوى على الجري (حم) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (كان يطوف) في بعض الأوقات (على جميع نسائه) أي يجامعهن (في ليلة) واحدة (بغسل واحد) لكنه كان يتوضأ بين ذلك قال المناوي وهذا قبل وجوب القسم كما مر اهـ وهذا على القول بوجوب القسم عليه وقال الأصطخري من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه لا يجب عليه القسم بين زوجاته (حم ق 4) عن أنس بن مالك • (كان يعبر على الأسماء) قال المناوي أي يعبر الرؤيا على ما يفهم من اللفظ من حسن أو غيره (البزار عن أنس • (كان يعجبه الرؤية الحسنة) وكان يسأل هل رأى أحد منكم رؤيا فنعبر هاله (حم ن) عن أنس وإسناده صحيح • (كان يعجبه الثقل) وفي رواية كان يحب الثقل بضم المثلة وكسرها قال في المصباح الثقل مثل قفل حثالة الشيء وهو الثخين الذي يبقى أسفل الصافي اهـ قال المناوي وفسر في خبر بالثريد وهو المراد هنا (حم ت) في الشمايل (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (كان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع يا راشديا نجيح) لأنه كان يحب الفال الحسن (ت ك) عن أنس قل الشيخ حديث صحيح • (كأن تعجبه الفاغية) نور الحنا وتسميها العامة تمرحنا (حم) عن أنس قال العلقمي بجانب علامة الحسن • (كان يعجبه القرع) لأنه من ألطف الأغذية وأسرعها انهضاماً (حم حب) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (كان يعجبه أن يدعو الرجل بأحب أسمائه إليه وأحب كناه) إليه لما فيه من التواصل والتحابب (ع طب) وابن قانع والباوردي عن حنظلة ابن حذيم بكسر المهملة وسكون المعجمة وفتح التحتية التيمي قال الشيخ حديث حسن • (كان يعجبه) أكل (الطبيخ) بتقديم الطاء لغة في البطيح بوزنه (بالرطب) أي معه (ابن عساكر عن عائشة • (كان يعجبه أن يفطر على الرطب مادام الرطب) موجوداً (وعلى التمر إذا لم يكن رطب) أي إذا لم يتيسر ذلك الوقت (ويختم بهن) قال المناوي أي يأكل التمرات عقب الطعام (ويجعلهن وتراً ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً) فيسن فعل ذلك (ابن عساكر عن جابر) • (كان يعجبه لتهجد من الليل) فالتنفل في الليل أفضل في النهار (طب) عن جندب قال الشيخ حدث حسن لغيره • (كان يعجبه أن يدعو ثلاثاً وأن يستغفر الله ثلاثاً) فأكثر بحيث يكون وتراً فالأقل ثلاثاً فخمس فسبع وهكذا فمن آداب الدعاء أن يكرره الداعي وأن يلح (حم د) عن ابن مسعود بإسناد حسن • (كان يعجبه أكل لحم (الزراع) أي ذراع الشاة لأنه أعجل نضجاً وأسهل تناولاً (د) عن ابن مسعود) وإسناده حسن • (كان يعجبه الذراعان والكتف) لما تقم ولبعدها عن الأذى (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة) بإسناد حسن • (كان يعجبه الحلو) البارداى الماء الحلو البارد أو المراد الشراب الحلو البارد من نقيع تمر أو زبيب أو عسل ممزوج بماء ونحو ذلك (ابن عساكر عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (كان يعجبه الريح الطيبة) الظاهران المراد الرايحة الطيبة وعلل المناوي ذلك بقوله لأنها غذاء الروح وهي مطية القوى

والقوى يزداد بالطيب وهو ينفع الدماغ والقلب ويفرحه (دك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (كان يعجبه القال) بالهمز ويجوز ترك همزة (الحسن) أي الكلمة السارة يسمعها (ويكره الطيرة) بكسر ففتح بوزن عتبة وهي التشاؤم وكانوا في الجاهلية يتطيرون فينفرون الظباء والطيور فإذا أخذت ذات اليمين تبركوا بذلك ومضوا في سفرهم وحوايجهم وإذا أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها وكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير ينفع ولا ضرر (هـ) عن أبي هريرة (ك) عن عائشة وهو حديث حسن • (كان يعجبه أن يلقى العدو) للقتال (عند زوال الشمس) لأنه وقت تفتح فيه أبواب السماء (طب) عن أبي أوفى) بإسناد حسن • (كان يعجبه النظر إلى الأترج) بضم الهمزة وسكون الفوقية وضم الراء وتشديد الجيم قال المناوي وفي رواية الأترنج بزيادة نون وهو مذكور في القرآن ممدوح في الحديث (وكان يعجبه النظر إلى الحمام الأحمر) قال المناوي ذكر ابن قانع عن بعضهم أنه أراد به التفاح (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي كبشة وهو حديث ضعيف • (كان يعجبه النظر إلى الخضرة) أي الشجر والزرع الأخضر بقرينة قوله (والماء الجاري) أي كان يحب النظر إليهما (ابن السني وأبو نعيم عن ابن عباس) بإسناد ضعيف • (كان يعجبه الإناء المنطبق) قال العلقمي قال في النهاية والدر والطبق كل غطاء لازم على الشيء اهـ أي يعجبه الإناء الذي له غطاء لازم له (مسدد) في المسند (عن أبي جعفر مرسلاً • (كان يعجبه العراجين) أي عراجين النخل (أن يمسكها بيده) بدل من العراجين أي يعجبه رؤيتها وإمساكها بيده (ك) عن أبي سعيد وهو حديث صحيح • (كان يعجبه أن يتوضأ من مخضب) بكسر الميم وسكون المعجمة أي إجانة (من صفر) بضم المهملة وسكون الفاء صنف من جيد النحاس (ابن سعيد عن زينب بنت جحش) أم المؤمنين • (كان يعد الآي) جمع آية (في الصلاة) قال المناوي الظاهر أن المراد الآيات التي يقرأها بعد الفاتحة بأصابعه فيقرأ في الركعة الأولى أكثر من الثانية (طب) عن ابن عمرو بن العاص • (كان يعرف بريح الطيب إذا أقبل) قال المناوي وكانت رائحة الطيب صفته وإن لم يمس طيباً (ابن سعد عن إبراهيم مرسلاً قال الشيخ حديث حسن • (كان يعقد) أي يعد (التسبيح) على أصابعه لتشهد له فإنهن مستنطقات مسؤلات (ت ن ك) عن ابن عمرو بن العاص • (كان يعلمهم) أي أصحابه ذكرا نافعاً (من) ألم (الحمى ومن الأوجاع كلها) أي يعلمهم (أن يقولوا بسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق) بكسر فسكون (نعار) قال العقلمي بالنون والعين المهملة قال في النهاية نعر العرق بالدم إذا ارتفع وعلا وفي القاموس نعر العرق فار منه الدم أو صوت بخروج الدم ويروى عرق يعاد بالمثناة التحتية أي مصوت بخروج الدم وأصل اليعارصوت الغيم (ومن شر حر النار) فمن قال ذلك ولازمه بتية صادقة نفعه من جميع الآلام والأسقام (حم ت ك) عن

ابن عباس بإسناد ضعيف • (كان يعمل عمل) أهل (البيت) من ترقيع الثوب وخصف النعل وحلب الشاة وغير ذلك (وأكثر ما) كان (يعمل) في بيته (الخياطة ابن سعد عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن • (كان يعود المريض وهو معتكف) قال العلقمي هو محمول عند الشافعي على أن المعتكف يعود المريض إذا خرج لما لا بدله منه وعادة في طريقه ولم يخرج لعيادته وفيه جمع بين الأحاديث (د) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (كان يعيد الكلمة) التي يتكلم بها (ثلاثاً) من المرات (لتعقل عنه) أي ليتدبرها من يسمعها ويرسخ معناها في ذهنه (ت ك) عن أنس بن مالك • (كان يغتسل بالصاع) أي بمقدار ما يسع الصاع من الماء قال العلقمي والصاع أن يسع خمسة أرطال وثلثاً بالبغدادي وقال بعض الحنفية ثمانية وربما زاد في غسله صلى الله عليه وسلم على الصاع إلى خمسة أمداد وإلى ستة عشر رطلاً كما رواه البخاري وربما تقص عنه فقد اغتسل هو وعائشة من إناء يسع ثلاثة أمناء كما رواه مسلم ويتوضأ بالمد قال العلقمي هو بضم الميم مكيال سع قدر رطل وثلث عند أهل الحجاز ورطلين عند أهل العراق وربما زاد عليه أو نقص عند فقد توضأ من إناء يسع رطلين ومن إناء يسع ثلثي مدكما رواهما أبو داود والجمع بين هذه الروايات كما نقله النواوي عن الشافعي أنها كانت اغتسالات ووضوأت في أحوال وجد فيها أكثر ما استعمله وأقله وهو يدل على أنه لأحد لقدر ماء الطهارة وهو كذلك لكن السنة أخذاً من غالب أحواله صلى الله عليه وسلم أن لا ينقص ماء الوضوء عن مد والغسل عن صاع وهذا لمن جسده كجسد النبي صلى الله عليه وسلم أما نحيف الجسد وعظيمه فيسنّ لهما أن يستعملا من الماء قدراً يكون نسبته إلى جسدهما كنسبة المد والصاع إلى جسد النبي صلى الله عليه وسلم (ق د) عن أنس • (كان يغتسل هو والمرأة من نسائه من إناء واحد) قال العلقمي قال في الفتح والمرأة يجوز فيها الرفع على العطف والنصب على المعية واللام فيها للجنس (حم خ) عن أنس • (كان يغتسل يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم النحر ويوم عرفة) فيندب الاغتسال في هذه الأيام (حم هـ طب) عن الفاكه بن سعيد • (كان يغسل مقعده) أي دبره (ثلاثاً) قال الشيخ أي بعد تحقق الاتقاء اهـ والظاهر أن مراده أن الفعل الذي يحصل به الاتقاء يعد غسله واحدة ويستحب بعد ذلك غسلتان قال العلمقي قال الدميري قال ابن عمر فعلناه فوجدناه دواء وطهورا (هـ) عن عائشة • (كان يغير الاسم القبيح) أي إلى اسم جسن (ت) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (كان يفطر) من صومه (على رطبات قبل أن يصلي) المغرب (فإن لم تكن رطبات) أي أن لم تتيسر (فتمرات) أي فيفطر على تمرات (فإن لم تكن تمرات حسى حسوات من ماء) قال العلمقي بحاء وسين مهملتين جمع حسوة بالفتح وهي المرة من الشرب والحسوة بالضم الجرعة من الشراب بقدر ما يحسى (حم ت) عن أنس وإسناده صحيح • (كان يغلي) بفتح فسكون من فلى يفلي كرمى يرمي (ثوبه) قال المناوي ومن لازم التغلي وجود شيء

يؤذى كبر غوث وقمل وزعم أنه لم يكن القمل يؤذيه فيه ما فيه (ويحلب شانه ويخدم نفسه (حل) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (كان يقبل الهدية ويثيب عليها) قال العلقمي قال في الفتح أي يعطي للذي يهدى له بدلها والمراد بالثواب المجازاة وأقله قيمة ما يساوى الهدية اهـ قال المناوي وهذا مندوب لا واجب عند الشافعي كالجمهور وإن وقع من الأدنى إلى الأعلى (حم خ د ت) عن عائشة • (كان يقبل بوجهه) على حدرايته بعيني (وحديثه) عطف على الوجه (على شر) قال المناوي في رواية أشر (القوم يتألفه بذلك) الإقبال (طب) عن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ) قال العلقمي قال عبد الحق لا أعلم لهذا الحديث علة توجب تركه وقال الحافظ في تخريج أحاديث الرافعي إسناده جيد قوى قال وأجاب بكون ذلك من الخصائص بعض الشافعية لما أورد هذا الحديث عليهم الحنفية في أن اللمس لا ينقض مطلقاً (حم دن) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (كان يقبل المرأة وهو صائم) قال العلمقي قال النووي القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته لكن تركها أولى له وأما من حركت شهوته فهي حرام في حقه على الأصح وقيل مكروهة وروى ابن أبي وهب عن مالك باحثها في النفل دون الفرض قال النووي ولا خلاف أنها لا تبطل الصوم إلا أن أنزل بها اهـ وقال المناوي أخذ بظاهره أهل الظاهر فجعلوا القبلة مندوبه للصائم والجمهور على أنها تكره لمن حركت شهوته (حم ق 4) عن عائشة • (كان يقبل وهو محرم) بالحج أو العمرة (قط) عن عائشة قال الشيخ حديث ضعيف • (كان يقسم بين نسائه فيعدل) أي لا يفضل بعضهن على بعض في مكثه قال المناوي حتى أنه كان يحمل في ثوب فيطاف به عليهن وهو مريض (ويقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) مما لا حيلة لي في دفعه من الميل القلبي والداعية الطبيعية يريد به ميل النفس وزيادة المحبة لإحداهن فإنه ليس باختياره قال العلقمي قال النووي مذهبنا أنه لا يلزم الزوج أن يقسم بين نسائه بل له اجتنابهن كلهن لكن يكره له تعطيلهن مخافة من الفتنة عليهم والإضرار بهن فإن أراد القسم لم يجز له أن يبتدئ بواحدة منهن إلا بقرعة ويجوز له أن يقسم ليلة ليلة وليلتين ليلتين وثلاثاً ثلاثاً ولا يجوز أقل من ليلة ولا تجوز الزيادة على الثلاث إلا برضاهن هذا هو الصحيح من مذهبنا واتفقوا على أنه يجوز أن يطوف عليهن كلهن ويطأهن في الساعة الواحدة برضاهن ولا يجوز ذلك بغير رضاهن وإذا قسم كان له اليوم الذي بعد ليلتها ويقسم للمريض والحائضة والنفس لأنه يحصل لها الإنس به ولأنه يستمتع بها بغير الوطء من قبله ولمس ونظر ذلك قال أصحابنا وإذا قسم لا يلزمه الوطء ولا التسوية فيه بل له أن يبيت عندهن ولا يطأ واحدة منهن وله أن يطأ بعضهن في نوبتها دون بعض لكن يستحب له أن لا يعطلهن وأن يسوى بينهم في ذلك (حم 4 ك) عن عائشة • (كان يقصر في السفر ويتم ويفطر ويصوم) أي كان يفعل ذلك لبيان الجوز (قط هق)

عن عائشة بإسناد حسن (كان يقطع قراءته آية آية) يقول (الحمد لله رب العالمين ثم يقف) ويقول (الرحمن الرحيم ثم يقف) وهكذا ولهذا ذهب البيهقي إلى أن الأفضل الوقوف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها ومنعه بعض القراءات (ت ك) عن أم سلمة قال الشيخ حديث صحيح • (كان يقلس له) بضم المثناة التحتية وفتح القاف وشدة اللام المفتوحة قال العلقمي قال الجوهري التقليس الضرب بالدف والغناء أي يضرب بين يديه بالدف والغناء وقيل التقليس استقبال الولاة عند قدومهم بأصنام اللهو والمقلسون الذين يلعبون بين يدي الأمير إذا وصل إلى البلد أي يضرب بين يديه بالدف والغناء (يوم) عيد (الفطر) قال المناوي فالدف يباح لحادث سرور قال العلقمي واختلف العلماء في الغناء فأباحه جماعة من أهل الحجاز وهي رواية عن مالك وحرمه أبو حنيفة وأهل العراق ومذهب الشافعي كراهته وهو المشهور من مذهب مالك (حم هـ) عن قيس بن سعد ابن عبادة • (كان يقلم أظفاره ويقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يروح إلى الصلاة) قال المناوي قال ابن حجر المعتمد أنه بسن كيفما احتاج إليه ولم يثبت في القص يوم الخميس أو الجمعة ولا في كيفيته (هب) عن أبي هريرة • (كان يقول لأحدهم) أي لأحد أصحابه (عند المعاتبة) وفي نسخة المعتبة بفتح الميم وسكون المهملة قال الخليل العتاب مخاطبة الإذلال ومذاكرة الموجودة (ماله تربت جبينه) قال الخطابي ويحتمل أن يكون دعاء على وجهه بإصابة التراب جبينه ويحتمل أن يكون دعاء له بالعبادة كان يصلى فيترب جبينه والأول أشبه لأن الجبين لا يصلى عليه قال العلقمي وأوله كما في البخاري عن أنس بن مالك قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً كان يقول فذكره (حم هـ) عن أنس (كان يقوم) إلى تهجده (إذا سمع الصارخ) أي الديك (حم ق دن) عن عائشة • (كان يقوم من الليل) يصلى (حتى تنفطر) وفي رواية تتورم وفي أخرى تورمت (قدماه) أي تتشقق فقيل له لم تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبداً شكوراً وفي رواية أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً والفاء في قوله أفلا أكون للسببية وهي عن محذوف تقديره اترك تهجدي فلا أكون عبداً شكوراً والمعنى أن المغفرة سبب لكون التهجد شكراً فكيف أتركه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا لأن حاله كان أكمل الأحوال وكان لا يمل من عبادة ربه وأن أضر ذلك ببدنه بل صح أنه قال وجعلت قرة عيني في الصلاة وأما غيره صلى الله عليه وسلم إذا خشي الملل فلا ينبغي له أن يكد نفسه وعليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا (ق ت ن هـ) عن المغيرة بن شعبة • (كان يكبر بين أضعاف الخطبة يكثر التكبير في خطبة العيدين) ظاهره أن التكبير لا يتقيد بعدد (هـ ك) عن سعد بن عائداً وابن عبد الرحمن (القرظ) المؤذن كان يتحر في القرظ قال الشيخ حديث صحيح • (كان يكبر يوم عرفة من صلاة الغذاة إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق)

قال المناوي سر التكبير في هذه الأيام أن العيد محل سرور ومن طبع النفس تجاوز الحدود فشرع الإكثار منه ليذهب من غفلتها ويكسر من سورتها اهـ وهذا يقتضي طلب التكبير عقب الصلاة في عيد الفطر أيضاً فلا يخفى ما فيه (هق) عن جابر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يكبر يوم الفطر من يحين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى) قال المناوي هذه السنة تداولتها العلماء وصحت الرواية بها (ك هق) عن ابن عمرو إسناده ضعيف • (كان يكتحل بالأثمد) بكسر الهمزة والميم (وهو صائم) فيه أن الاكتحال لا يفطر وهو مذهب الشافعي (طب هق) عن أبي رافع قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان يكتحل كل ليلة) بالأثمد ويقول إنه يجلو البصر وخص الليل لأنه فيه أنفع وأبقى (ويحتجم كل شهر) مرة (ويشرب الدواء كل سنة) مرة ظاهره أنه كان يفعل ذلك مطلقاً قال المناوي فإن عرض له ما يوجب شربه أثناء السنة شربه أيضاً (عد) عن عائشة وقال أنه منكر • (كان يكثر القناع) بكسر القاف أي اتخاذه وهو تغطية الرأس وأكثر الوجه قال العلقمي ومن إكثاره صلى الله عليه وسلم التقنع استعماله إياه حالة الجماع برداً أو غيره وذلك لما علاه من الحياء من ربه (ت) في الشمائل عن وهب عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن • (كان يكثر القناع ويكثر دهن رأسه) وهو سبب كثرة التقنع (ويسرح لحيته) قال المناوي تمامه عند مخرجه بالماء (هب) عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث حسن لغيره • (كان يكثر الذكر) أي ذكر الله تعالى (ويقل اللغو) أي لا يغلو أصلاً (ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة) ويقول أن ذلك من فقه الرجل (وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضى له حاجته (ت ك) عن ابن أبي أوفى (ك) عن أبي سعيد) الخدري وهو حديث صحيح • (كان يكره نكاح السر حتى يضرب بدف) قال المناوي تمامه عند مخرجه ويقول أتينا كم أتينا كم فحيونا نحييكم (عد) عن أبي حسن المازني الأنصاري قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يكره الشكال من) قال المناوي وفي رواية في (الخيل) فسره في بعض طرق الحديث عند مسلم بأن يكون في رجله اليمنى وفي يده اليسرى بياض أو في يده اليمنى ورجله اليسرى وكرهه لكونه كالمشكول لا يستطيع المشي وقيل يحتمل أن يكون جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجابة وقال بعض العلماء إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة وقال القرطبي يحتمل أن يكون كره اسم الشكال من جهة اللفظ لأنه يشعر بتنقيص ما تراد الخيل له (حم م عد) عن أبي هريرة • (كان يكره ريح الحناء) قال العلقمي وليس هذا الحديث بمناقض لما تقدم من الأمر بالاختضاب فإن كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لريحه ليس أمراً شرعياً وإنما هو أمر طبعي والطباع تختلف والناس يتعبدون باتباعه صلى الله عليه وسلم في الأمور الشرعية (حم دن) عن عائشة بإسناد حسن • (كان يكره التثاؤب في الصلاة) أي يكره سببه وهو كثرة الأكل كما تقدم (طب) عن أبي إمامة قال العلقمي بجانبه علامة

الحسن • (كان يكره أن يرى الرجل) والمرأة أولى (جهيراً) أي (رفيع الصوت) قال الجوهري رجل مجهر بكسر الميم إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه وامرأة جهيرة عالية الصوت (وكان يحب أن يراه خفيض الصوت) قال المناوي أخذ منه أنه يسن للعالم صوت مجلسه عن اللغو واللغط ورفع الأصوات (طب) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث حسن • (كان يكره رفع الصوت عند القتال) كان ينادى بعضهم بعضاً أو يفعل بعضهم فعلاً له أثر فيصيح ويعرف نفسه فخراً فلا يعارضه الحديث المتقدم صوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل (طب ك) عن أبي موسى الأشعري وإسناده صحيح • (كان يكره أن يرى) بالبناء للمفعول (الخاتم) أي خاتم النبوة وهو أثر بين كتفيه نعت به في الكتب المتقدمة علامة نبوته ومحل الكراهة عند عدم المصلحة فلو ترتب على النظر إلى الخاتم مصلحة كتصديق الرائي فلا كراهة (طب) عن عبادة بن عمرو • (كان يكره الكي) وينهي عنه أي ما لم يتعين بأن لم يقم غيره مقامه ولهذا كوى جمع من الصحابة كما تقدم (والطعام لحار) أي أكله (ويقول عليكم بالبارد) أي بحيث تقبله اليد واللسان بلا مشقة أي الزموا أكله (فإنه ذو بركة إلا) بالتخفيف حرف تنبيه (وإن الحار لا بركة فيه) وفي نسخة لأن الأكل لا يستمر به ولا يلتذ به (حل) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يكره أن يطأ أحد عقبه) أي يمشي خلفه (ولكن يمين وشمال) أي ولكن يطأ يميناً وشمالاً فيمين وشمال منصوبان على الظرفية وطريقة المتقدمين من المحدثين يرسمون المنصوب بلا ألف قال المناوي فكان لا يرى أن يمشي أمام القوم بل وسطهم أو في آخرهم تواضعاً وتعليماً لأصحابه آداب الشريعة (ك) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (كان يكره المسائل) أي السؤال عن المسائل (ويعيبها) ممن عرف منه التعنت أو عدم الأدب في إيراد الأسئلة (فإذا سأله أبو رزين) بفتح الراء (أجابه وأعجبه) لحسن أدبه وحرصه إحراز الفوائد (طب) عن أبي رزين وإسناده حسن • (كان يكره سورة الدم) بفتح السين المهملة حدته (ثلاثاً) أي مدة ثلاث من الأيام والمراد دم الحيض (ثم يباشر) المرأة (بعد الثلاث) قال الشيخ يحتمل أن يكون حيضهن كان ينقطع لذلك ويجوز حمل المباشرة على غير الجماع اهـ وقال المناوي ويظهر أن المراد أنه كان يباشرها بعد الثلاث بحائل (طب) عن أم سلمة قال الشيخ حديث حسن • (كان يكره أن يؤخذ) أي يؤكل (من رأس الطعام) ويقول دعوا وسط القصعة وخذوا من حولها فإن البركة تنزل في وسطها (طب) عن سلمى قال الشيخ حديث حسن • (كان يكره أن يؤكل الطعام الحار حتى تذهب فورة دخانه) أي غليانه لأن الحار لا بركة فيه (طب) عن جويرية) مصغر جارية وإسناده حسن • (كان يكره العطسة الشديدة في المسجد) قال المناوي زاد في رواية أنها من الشيطان ومفهومه أنها في غير المسجد لا يكرهها ويعارضه أنه كان يكره رفع الصوت بالعطاس وقد يقال أن ذلك بالمسجد أشد كراهة (هق) عن أبي هريرة قال

العلقمي بجانبه علامة الحسن (كان يكره أن يرى المرأة ليس في يدها أثر حناء أو أثر خضاب) بكسر المعجمة قال المناوي وفيه أن للمرأة خضب رجليها ويديها بغير سواد اهـ وقال الشيخ عطف الخضاب ظاهر في غير الحناء إلا بما يدخله النشادر المعروف عند من ينجسه (هق) عن عائشة وإسناده حسن (كان يكره أن يطلع من نعليه شيء عن قدميه) قال المناوي أي يكره أن يزيد النعل على قدر القدم أو ينقص (حم) في الزهد عن زياد بن سعد مرسلاً • (كان يكره أن يأكل الضب) لكونه ليس بأرض قومه فلذلك كان يعافه لا لحرمته (خط) عن عائشة بإسناد حسن • (كان يكره من الشاة سبعاً) أي أكل سبع مع كونها حلالاً (المرارة) أي ما في جوف الحيوان فيها ماء أخضر (والمثانة والحيا) بالقصر يعني الفرج (والذكر والاثنيين والغدة والدم) غير المسفوح لأن الطبع السليم يعافها وليس كل حلال تطيب النفس لأكله (وكان أحب الشاة إليه مقدمها) لأنه أبعد عن الأذى وأخف على المعدة (طس) عن ابن عمر (هق) عن مجاهد مرسلاً (عدهق) عنه عن ابن عباس • (كان يكره الكليتين) تثنية كلية (لمكانهما من البول) أي لقربهما منه (ابن السني في الطب عن ابن عباس • (كان يكسو بناته خمر) بضم المعجمة والميم (القز والإبر يسم) جمع خمار تكتب وكتاب الخمار ما تغطى به المرأة رأسها وفيه حل القز والحرير للإناث (ابن النجار) في تاريخه (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن • (كان يلبس برده الأجر في العيدين والجمعة) ليبين حل لبس ذلك (هق) عن جابر قال الشيخ حديث حسن • (كان يلبس قميصاً قصير الكمين والطول) لأنه احفظ من النجاسات وأسهل على الملابس فلا يمنعه خفة الحركة (هـ) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (كان يلبس قميصاً فوق الكعبين مستوى الكمين بأطراف أصابعه) أي مساوياً لها وتقدم الجمع بينه وبين حديث كان كم قميصه إلى الرسغ (ابن عساكر عن ابن عباس) • (كان يلبس قلنسوة بيضاء) بفتح القاف واللام وسكون النون وضم المهملة من ملابس الرأس وقد تقدم الكلام عليها في العمامة على القلنسوة (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (كان يلبس القلانس تحت العمائم ويغير العمائم بغير قلانس وكان يلبس القلانس اليمانية وهن البيض المضربة ويلبس) القلانس (ذوات الأذان في الحرب وكان ربما نزع قلنسوته فجعلها سترة بين يديه وهو يصلي) قال المناوي أي إذا لم يتيسر له ما يستتر به أو بياناً للجواز (وكان من خلقه) بالضم (أن يسمى سلاحه ومتاعه ودوابه) كقميصه وردائه وعمامته كما مر (الروياني وابن عساكر عن ابن عباس) • (كان يلبس النعال) قال العلقمي جمع نعلة وهي مؤنثة قال ابن الأثير هي التي تسمى الآن تاسومة وقال ابن العربي النعل لباس الأنبياء وإنما اتخذ الناس غيرها لما في أرضهم من الطين وقد يطلق النعل على كل ما يقي القدم (السبتية) بكسر المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة نسبة إلى السبت قال أبو عبيد هي المدبوغة التي حلق شعرها لأن السبت

معناه القطع والحلق بمعناه (ويصفر لحيته بالورس) بفتح فسكون نبت أصغر باليمن يصبغ به (والزعفران) قال العلقمي قال الشيخ عبد الجليل القصيري إنما صبغ صلى الله عليه وسلم لأن النساء غالباً يكرهن الشيب ومن كره من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فقد كفر واختلف العلماء رضي الله عنهم هل خضب النبي صلى الله عليه وسلم أم لا قال القاضي منعه الأكثرون وهو مذهب مالك وقال النووي المختار أنه صبغه في وقت وتركه في معظم الأوقات فأخبر كل بما رآي وهو صادق قال وهذا التأويل كالمتعين فحديث ابن عمر في الصحيحين لا يمكن تركه ولا تأويل له قال الحافظ ابن حجر والجمع بين حديث أبي رمثة وابن عمر وحديث أنس أن يحمل نفي السن على غلبة الشيب حتى يحتاج إلى خضابه ولم يتفق أنه رآه وهو يخضب ويحمل حديث من أثبت الخضاب على أنه فعله لإرادة بيان الجواز ولم يواظب عليه وأما ما رواه الحاكم عن عائشة ما شانه الله تعالى ببيضاً فمحمول على أن تلك الشعرات البيض لم يتغير بها شيء من حسنه صلى الله عليه وسلم وقد أنكر الإمام أحمد إنكار أنس وذكر حديث ابن عمرو وافق الإمام مالك النافي إنكاره المخضبات وتأول ما ورد قلت وفي التأويل بعد وخضاب ككتاب ما يختضب به وورد أن طول نعله صلى الله عليه وسلم شبر وأصبعان وعرضها مما يلي الكعبان سبع أصابع وبظن القدم خمس وفوقها ست ورأسها محدد وعرض ما بين القبالين أصبعان قال الحافظ الكبير زين الدين العراقي في ألفية السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. ونعله الكريمة المصونة • طوبى لمن مسى بها جبينه لها قبالان بسير وهما • سبتيتان سبوا أشعرهما وطولها شبر وأصبعان • وعرضها مما يلى الكعبان سبع أصابع وبطن القدم • خمس وفوق ذا فست فاعلم ورأسها محدد وعرضما • بين القبالين أصبعان اضبطهما وهذه مثال تلك النعل • ودورها الكرم بها من نعل (ق) عن ابن عمر بن الخطاب • (كان يلحظ) وفي رواية يلتفت (في الصلاة يميناً وشمالاً ولا يلوى عنقه خلف ظهره) حذراً من تحويل صدره عن القبلة (ت) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (كان يلزق صدره ووجهه بالملتزم) تيمناً به وهو ما بين باب الكعبة والحجر الأسود وقال المناوي سمى به لأن الناس يعتنقونه ويضمونه إلى صدورهم وصح ما عاد به ذو عاهة إلا برئ (هق) عن ابن عمرو بن العاص • (كان يليه في الصلاة الرجال) لكما لهم (ثم الصبيان) لكونهم من الجنس (ثم النساء) لنقصهن (هق) عن أبي مالك الأشعري) قال الشيخ حديث صحيح • (كان يمد صوته بالقراءة) في الصلاة وغيرها (مدا) مصدر مؤكد أي يمد ما كان من حرف المد واللين (حم ن هـ ك) عن أنس بإسناد حسن • (كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم) قال العلقمي قال في الفتح قال ابن بطال في السلام على

الصبيان تدريبهم على آداب الشريعة وفيه طرح الأكابر رداء الكبر وسلوك التواضع ولين الجانب قال المتولي من سلم على صبي لم يجب عليه الرد لأن الصبي ليس من أهل الفرض وينبغي لوليه أن يأمره بالرد ليتمرن على ذلك ويستثنى من السلام على الصبي ما لو كان وضيئاً وخشى من السلام عليه الافتتان فلا يشرع ولاسيما أن كان مراهقاً منفرداً (هـ) عن أنس) بن مالك (كان يمر بنساء فيسلم عليهن) قال المناوي حتى الشواب فيكون له تحية المرأة وذوات الهيئة لأنه كالمحرم لهن أهو أما غيره فيكره له تحية المرأة الأجنبية ابتداء ورداً ويحرم عليها تحيته ابتداء ورداً (حم) عن جابر البجلي وإسناده حسن (كان يمسح على وجهه بزيادة على تزيدنا اللفظ (بطرف) بالتحريك (ثوبه في الوضوء) قال المناوي ولضعف هذا الخبر رجح الشافعية أن الأولى ترك التنشيف لأن ميمونة أتته بمنديل فرده (طب) عن معاذ وإسناده ضعيف • (كان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان) فكان إذا مشى كان الأرض تطوى له (ابن عساكر عن ابن عباس) • (كان يمص اللسان) أي يمص لسان حلائله (الترقفي) بمثناة مفتوحة فراء ساكنة فقاف مضمونة ثم فاء نسبة إلى ترقف من أعمال واسط (في جزئه) الحديثي (عن عائشة (كان ينام) أي في بعض الأحيان (وهو جنب ولا يمس ماء) أي للغسل وإلا فهو كان لا ينام وهو جنب حتى يتوضأ أو يتيمم ويمكن حمل هذا الحديث على أنه كان يتيمم قبل أن ينام وهو جنب بدلاً عن الوضوء كما مر قال العلقمي وترك الوضوء في بعض الأحيان ليبين الجواز إذ لو واظب عليه لاعتقدوا وجوبه (حم ت ن هـ) عن عائشة • (كان ينام حتى ينفخ) قال المناوي قال وكيع وهو ساجد (ثم يقوم فيصلي) أي يتم صلاته (ولا يتوضأ) لأن نومه بعينه لا بقلبه وكذا سائر الأنبياء (حم) عن عائشة بإسناد صحيح • (كان ينام أول الليل ويحيى آخره) بالصلاة فيه (هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (كان ينحر أضحيته) بيده (بالمصلى) محل صلاة العيد ليقتدي به الناس في أفعاله في منازلهم وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ليجمع لهم البيان القولي في الخطبة والبيان الفعلي بالذبح في المصلى وقول الأصباح الأفضل للإنسان أن يضحى في داره ليشهدها أهله وتعمهم بركتها وخيرها مخصوص بغير الإمام فقد قال الإمام يختار للإمام أن يضحى للمسلمين كافة من بيت المال ببدنه في المصلى فإن لم يتيسر فشاة وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش وقال هذا عنى وعمن لم يضح من أمتي وتضحية النبي صلى الله عليه وسلم والإمام عن الرعية مستثنى من قول الأصحاب لا يضحى عن الغير بغير إذنه لأنها عبادة لم يرد من الشارع إذن في فعلها من الغير وقال الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه لا يضحى عن الحمل في بطن أمه ولا يضحى عن الميت إن لم يوص بها قال الرافعي والقياس جوازها عنه لأنه ضرب من الصدقة تصح عن الميت ويصل ثوابها إليه (خ د ن هـ) عن ابن عمر • (كان ينصرف من الصلاة عن يمينه) أي إذا لم يكن له حاجة والأفالي جهة حاجته (ع) عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (كان ينفث في الرقية

بضم الراء وسكون القاف وفتح المثناة التحتية قال المناوي بأن يجمع كفيه ثم ينفث فيهما ويقرأ الإخلاص والمعوذتين ثم يمسح بهما الجسد (هـ) عن عائشة بإسناد حسن • (كان يوتر من أول الليل وأوسطه وآخره) قال العلقمي ولمسلم من طريق مسروق من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر وعند البخاري عن عائشة قالت كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهى وتره إلى السحر اهـ وكل بالنصب على الظرفية وبالرفع على الابتداء والجملة خبر والتقدير أوتر فيه ومحل هذه الأحاديث أن الليل كله وقت للوتر لكن اجمعوا على ان ابتداءه مغيب الشفق بعد صلاة العشاء وعند مسلم من حديث جابر من طمع منكم أن يقوم آخر الليل فليوتر من آخره فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ومن خاف منكم أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر من أوله (حم) عن ابن مسعود بإسناد صحيح • (كان يوتر على البعير) قال المناوي أفاد أن الوتر لا يجب للاجتماع على أن الفرض لا يفعل على الراحلة أي إذا كانت سائرة (ق) عن ابن عمر) بن الخطاب (كان يلاعب زينب بنت أم سلمة) زوجته صلى الله عليه وسلم وهي بنتها من أبي سلمة (ويقول يا زوينب يا زوينب) بالتصغير (مراراً) لأن الله تعالى جبله على التواضع والإيناس (الضياء) في المختارة (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث صحيح • (كان آخر كلامه الصلاة الصلاة) أي احفظوها بتعلم أركانها وشروطها والإتيان بها في أوقاتها فهو منصوب على الإغراب وكرر للتأكيد (اتقوا الله فيما ملكت إيمانكم) بالاتفاق عليهم والرفق بهم (ده) عن على أمير المؤمنين قال الشيخ حديث صحيح • (كان آخر ما تكلم به) قال المناوي أي من الذي كان يوصى به أهله وصحبه فلا يعارضه ما بعده (إن قال قاتل الله اليهود والنصارى) أي قتلهم (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قال المناوي أي كانوا يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لها أي فلا تفعلوا مثلهم أما من اتخذ مسجداً بجوار صالح أو صلى بمقبرته فلا حرج اهـ قال العلقمي وقد استشكل ذكر للنصارى فيه لأن اليهود لهم أنبياء بخلاف النصارى فليس بين عيسى وبين نبينا صلى الله عليه وسلم نبي غيره وليس له قبر والجواب أنه كان فيهم أنبياء أيضاً لكنهم غير مرسولين كالحواريين ومريم في قول أو الجمع في قوله أنبيائهم بإزاء لمجموع من اليهود والنصارى أو المراد الأنبياء وكبار أتباعهم فاكتفى بذكر الأنبياء ويؤيده قوله في رواية لمسلم قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ولهذا لما أفرد النصارى في حديث قال إذا مات فيهم الرجل الصالح ولما أفرد اليهود في حديث قال قبور أنبيائهم أو المراد بالاتخاذ أعم من أن يكون ابتداعاً أو اتباعاً فاليهود ابتدعت والنصارى اتبعت ولا ريب النصارى تعظم قبور كثير من الأنبياء الذين تعظمهم اليهود (لا يبقين دينان) بكسر الدال (بأرض العرب) قال المناوي في رواية بجزيرة العرب وهي مبينة للمراد فيخرج من الحجاز من دان بغير ديننا (هق) عن أبي عبيدة عامر بن

(حرف اللام)

الجراح • (كان آخر ما تكلم به) مطلقاً (جلال ربي) أي اختار جلال ربي (الرفيع فقد بلغت) ما أمرت بتبليغه (ثم قضى) أي مات فهذا آخر ما نطق به (ك) عن أنس ابن مالك (حرف اللام) • (لله) اللام لام الابتداء (أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط عليه بعيره) أي صادفه بلا قصد (قد أضله) أي نسى محله وقال ابن السكيت أضللت بعيري أي ذهب منى وضللت بعيري أي لم أعرف موضعه (بأرض فلاة) أي مفازة قال العلقمي قال في الفتح إطلاق الفرح في حق الله سبحانه وتعالى مجاز عن رضاه وقال ابن العربي كل صفة تقتضي التغير لا يجوز أن يوصف الله تعالى بحقيقتها فإن ورد شيء من ذلك حمل على معنى يليق به وقد يعبر على الشيء بسببه أو ثمرته الحاصلة عند فإن من فرح بشيء جاد لفاعله بما سأل وبذلك له ما طلب فعبر عن عطاء الباري وواسع كرمه بالفرح وقال الخطابي معنى الحديث إن الله تعالى أرضى بالتوبة وأقبل لها (ق) عن أنس بن مالك • (لله أفرح بتوبة عبده من العقيم الوالد ومن الضال الواجد) أي الذي ضل راحلته ثم وجدها (ومن الظمآن) العطشان (الوارد) للماء (ابن عساكر في أماليه عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لله أفرح بتوبة التائب من الظمآن الوارد ومن العقيم الوالد ومن الضال الواجد) أي الذي يجد ضالته والمراد أن الله سبحانه وتعالى يبسط رحمته على عبده التائب (فمن تاب إلى الله توبة نصوحاً) قال المناوي أي توبة صادقة ناصحة خالصة (أنسى الله حافظيه بالتئنية (وجوارحه وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه) والجمع بين الخطايا والذنوب لمزيد التعميم (أبو العباس) أحمد ابن أبي نعيم بن أحمد (بن تركان) بمثناة فوقية مضمومة وسكون الراء ونون بعد الكاف (الهمداني في كتاب التائبين عن أبي الجون مرسلاً) • (لله أشد أذناً) بفتح الهمزة والذال المعجمة أي استماعاً وإصغاء وهذا المعنى في حق الله سبحانه وتعالى لإكرام القارئ وإجزال ثوابه ووجه هذا التوسع إن الإصغاء إلى الشيء قبول له واعتناء به ويترتب على ذلك إكرام المصغي إليه فعبر عن الإكرام بالإصغاء إذ هو نتيجته (إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن) حال كونه (يجهر به من صاحب القينة) بفتح القاف (إلى قينته) أي أمته التي تغنيه وفائدة هذا الخبر حث القارئ على إعطاء القراءة حقها في ترتيلها وتحسينها وتطيبها بالصوت الحسن ما أمكن (هـ حب ك هب) عن فضالة) بفتح الفاء (بن عبيد) بالتصغير قال الشيخ حديث صحيح • (لله أقدر عليك منك عليه) قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن بن مسعود قال كنت أضرب مملوك لي فسمعت قائلاً من خلفي يقول اعلم أبا مسعود فالتفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لله أقدر عليك منك عليه قال أبو مسعود فما ضربت مملوكاً لي بعد ذلك (حم ت) عن أبي

مسعود البدري بإسناد صحيح • (لأنا) بفتح لام الابتداء أو هي موطئة للقسم (أشد عليكم خوفاً) تمييز محول عن المبتدأ أي لخوفي عليكم (من النعم الحاصلة) بكم أشد (مني) أي من خوفي عليكم (من الذنوب) لأن النعم تحمل على الأشر والبطر (إلا) بالتخفيف حرف تنبيه (أن النعم التي لا تشكر هي الحتف العاضي) أي الهلاك المتحتم (ابن عساكر عن المنكدر) بن محمد بن المنكدر (بلاغاً) أي قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك • (لأنا من فتنة السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء أنكم) إذا (ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وإن الدنيا حلوة خضرة) أشار بذلك إلى أن النفوس تميل إليها وترغب فيها لأن كل واحد من الوصفين يرغب فيه على انفراده فمع اجتماعهما تزداد الرغبة ومقصود الحديث الحث على الزهد في الدنيا والتحذير عن الرغبة فيها (البزار حل هب) عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث حسن • (لأن) بفتح الهمزة بعد لام القسم (اذكر الله تعالى مع قوم بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحب إلى من الدنيا وما فيها ولأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلى من الدنيا وما فيها) قال المناوي وجه محبته للذكر في هذين الوقتين أنهما وقت رفع الملائكة الأعمال (هب) عن أنس وإسناده حسن • (لأن أطأ على جمرة أحب إلى من أن أطأ على قبر) قال المناوي المراد قبر المسلم المحترم وظاهره إخراج قبور أهل الذمة قال وظاهر الحديث الحرمة واختاره كثير من الشافعية لكن المصحح عندهم الكراهة والكلام في غير حالة الضرورة (خط) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لأن أطعم أخاً في الله مسلماً) أي من تطلب مؤاخاته من المسلمين بأن يكون من الصالحين (لقمة) من نحو خل (أحب إلى من أن أتصدق بدرهم ولأن أعطى أخاً في الله مسلماً درهماً أحب إلي من أن أتصدق بعشرة) دراهم (ولأن أعطيه عشرة أحب إلى من أن أعتق رقبة) قال العلقمي بضم الهمزة وكسر التاء قال المناوي مقصود الحديث الحث على الصدقة على الأخ في الله وبره وإطعامه وإن ذلك يضاعف على الصدقة على غيره وهذا بالنسبة للعتق وأرد على ما إذا كان في زمن مخمصة (هناد و (هب) عن بديل بضم الموحدة وفتح المهملة (مرسلاً) وهو ابن ميسرة العقيلي قال الشيخ حديث ضعيف • (لأن أعين أخي المؤمن على حاجته) أي على قضائها (أحب إلى من صيام شهر واعتكافه في مسجد) وفي نسخة في المسجد (الحرام) قال المناوي لأن الصيام والاعتكاف نفعه قاصر وهذا نفع متعد (أبو الغنائم النرسي قال المناوي بفتح النون وسكون الراء ووهم وحرف من جعلها واواً وكسر السين المهملة نسبة إلى ترس نهر بالكوفة عملية قرى (في) كتاب (قضاء الحوائج عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لأن بفتح) الهمزة واللام للقسم (اقعد مع قوم يذكرون الله) ظاهره وإن لم يكن ذاكراً وإن الاستماع يقوم مقام الذكر وهم القوم لا يشقى جليسهم وإن الذكر لا يختص بلا إله إلا الله (من صلاة الغداة) أي الصبح (حتى تطلع الشمس) ثم أصلى ركعتين

أو أربعاً كما في رواية (أحب إلى من أن أعتق) بضم الهمزة وكسر التاء (أربعة من ولد إسماعيل) زاد أبو يعلى دية كل واحد منهم أثنا عشر ألفاً (ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله) تعالى (من بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق رقبة) من ولد إسماعيل قال المناوي قال المؤلف رحمه الله تعالى وفيه أن الذكر أفضل من العتق والصدقة (د) عن أنس وإسناده حسن • (لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلى مما طلعت عليه الشمس) لأنها الباقيات الصالحات (م ت) عن أبي هريرة • (لأن أمتع بسوط في سبيل الله) قال العلقمي قال في المصباح المتاع في اللغة كل ما ينتفع به كالطعام واللبن وأثاث البيت وأصل المتاع ما يتبلغ به من ذلك اهـ قال المناوي أي لأن أتصدق على نحو الغازي بشيء ولو قل كسوط ينتفع به الغازي أو الحاج في مقاتلته أو سوق دابته (أحب إلى من أن أعتق ولد الزنى) لفظ رواية الحاكم ولد زنية ومقصود الحديث التحذير من حمل الإماء على الزنى ليعتق أولادهن وأن لا يتوهم أحد أن ذلك قربة (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلى من أن أمر بالزنى ثم أعتق الولد) الحاصل منه أفعل التفضيل ليس على بابه قال المناوي قاله لما نزلت فلا أقتحم العقبة قالوا ما عندنا ما نعتقه إلا أن أحدنا له الجارية تخدمه فلو أمرتهن يزنين فيجئن بأولاد فاعتقناهم فذكره (ك) عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن • (لأن أمشي على جمرة) أوحد (سيف أو أخصف) قال في القاموس خصف النعل يخصفها خرزها وخصف الورق على بدنه الزقها وأطبقها عليه ورقة ورقة (لعلى برجلي أحب إلى من أن أمشي على قبر مسلم وما أبالى أوسط القبر قضيت حاجتي) من بول أو غائط (أو وسط السوق) أي أحب إلى من عدم مبالاتي بقضاء الحاجة على القبر أو في الطريق وظاهر الحديث حرمة ذلك وهو كذلك في قضاء الحاجة على القبر وأما في الطريق والمشي على القبر فالراجح الكراهة (هـ عن عقبة بن عامر) قال الشيخ حديث حسن • (لأن تصلى المرأة في بيتها خير لها من أن تصلى في حجرتها ولأن تصلى في حجرتها خير من أن تصلى في الدار ولأن تصلى في الدار خير لها من أن تصلى في المسجد) لطلب زيادة الستر في حقها (هق) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لأن يأخذ أحدكم حبله ثم بعدوا أي يذهب (إلى الجبل) محل الحطب (فيحتطب) أي يجمع الحطب (فيبيع) ما احتطبه (فيأكل) من ثمنه (ويتصدق) منه (خير له من أن يسأل الناس) قال العلقمي خير ليست بمعنى أفعل التفضيل إذ لا خير في السؤال مع القدرة على الاكتساب والأصح عند الشافعية أن سؤال من هذا حاله حرام ومقابل الأصح مكروه بثلاثة شروط أن لا يذل نفسه ولا يلح في السؤال ولا يؤذى المسئول فإن فقد أحد هذه الشروط فهو حرام بالاتفاق وفي الحديث الحض على التعفف عن المسألة والتنزه عنها ولو امتهن المرء نفسه في طلب الرزق وارتكب المشقة في ذلك ولولا قبح المسألة في نظر الشرع لم يفضل

ذلك عليها وذلك لما يدخل على المسئول من الضيق في ماله أن أعطى كل سائل (ق ن) عن أبي هريرة • (لأن يؤدب الرجل ولده) أي يعلمه الآداب الشرعية والمندوبة (خير له من أن يتصدق بصاع) قال المناوي لأنه إذا أدبه صارت أفعاله من صدقاته الجارية وصدقة الصاع ينقطع ثوابها (ت) عن جابر بن سمرة قال الشيخ حديث صحيح • (لأن يتصدق المرء في حياته) أي في صحته بدرهم (خير من أن يتصدق بمائة عند موته) لأنه في حال حياته يشق عليه إخراج ماله لما يخوفه به الشيطان من الفقر وطول العمر والأجر على قدر النصب (دحب عن أبي سعيد) بإسناد صحيح • (لأن يجعل أحدكم في فيه تراباً خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله) مقصود الحديث التحذير من أكل الحرام وذكر التراب مبالغة فإنه لا يؤكل (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده) أي تصل إليه (خير له من أن يجلس على قبر) قال العلقمي قيل أراد للأحداد والحزن وهوان يلازمه فلا يرجع عنه وقال المناوي هذا مفسر بالجلوس للبول والغائط فالجلوس والوطء عليه لغير ذلك مكروه لا حرام عند الجمهور (حم د ن هـ) عن أبي هريرة • (لأن يزني الرجل بعشر نسوة خير له من أن يزني بامرأة جاره) أي أيسر عقوبة من زناه فيها (ولأن يسرق من عشرة أبيات أيسر له) عقوبة من أن يسرق من بيت جاره) إذ من حق الجار على الجاران لا يخونه ومقصود الحديث التحذير من أذى الجار بفعل أو قول (خدحم طب) عن المقداد بن الأسود وإسناده صحيح • (لأن يطأ الرجل على جمرة خير له من أن يطأ على قبر) لإنسان مسلم محترم (حل) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره (لأن يطعن) بالبناء للمفعول (في رأس أحدكم بمخيط) بكسر الميم وفتح المثناة التحتية ما يخاط به كالإبره (من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له طب) عن معقل بفتح الميم وكسر القاف (بن يسار) وإسناده صحيح • (لأن يلبس) بفتح الموحدة (أحدكم ثوباً من رقاع) جمع رقعة وهي خرقة تجمع مكان القطع من الثوب (شتى) أي متفرقة (خير له من أن يأخذ بأمانته ما ليس عنده) قال المناوي أي خير له من أن يظن الناس فيه الأمانة أي القدرة على الوفاء فيأخذ منهم لسبب أمانته نحو ثوب بالاستدانة مع أنه ليس عنده ما يرجو الوفاء منه فإنه قد يموت ولا يجد ما يوفى به (حم) عن أنس وإسناده حسن • (لأن يمتلئ جوف أحدكم) وفي نسخة رجل (قيحاً) أي مدّة (حتى يريه) بفتح المثناة التحتية ثم راء ثم مثناة تحتية من الورى بوزن الرمى غير مهموزاي حتى يغلبه فيشغله عن القرآن والذكر أو حتى يفسده وفي رواية إسقاط حتى قال العلقمي قال أبو عبيد الورى أن يأكل القيح جوفه (خير له من أن يمتلئ شعراً) ولا فرق في ذلك بين أن ينشئه أو يتعانى حفظه من شعر غيره لأنه يشغله عن القرآن وعن ذكر الله سبحانه وتعالى فهو مخصوص بالمذموم منه وهو ما فيه هجواً وتشبب بأجنبية أو نحو ذلك دون المحمود كمدح الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وما يشتمل على الذكر

والزهد في الدنيا وسائر المواعظ بما لا إفراط فيه قال العلقمي ويؤيده حديث عمرو بن الشريد عن أبيه عند مسلم قال استنشدني النبي صلى الله عليه وسلم من شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته حتى أنشدته مائة قافية (حم ق 4) عن أبي هريرة • (لأن يهدى الله على يديك رجلاً) واحداً كما في رواية (خير لك عند الله مما طلعت عليه الشمس وغربت) فتصدقت به قال المناوي لأن الهدى على يديه شعبة من الرسالة فله حظ من ثواب الرسل (طب) عن أبي رافع وإسناده حسن • (لئن بقيت) في رواية لئن عشت (إلى قابل) أي إلى المحرم الآتي (لا صومن) اليوم (التاسع) قال القرطبي ظاهره أنه كان عزم على أن يصوم التاسع بدل العاشر وهذا هو الذي فهمه ابن عباس وقال المناوي الأرجح أنه أراد إضافته إلى العاشر في الصوم وبه تشعر بعض روايات مسلم وخبر أحمد صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود وصوموا يوماً قبله ويوماً بعده قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن ابن عباس قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم (م هـ) عن ابن عباس • (لتأخذوا عني مناسككم قال المناوي وهو مواقف الحج وأعمالها (فإني لا أدري) الظاهر أن مفعول أدري محذوف أي لا أدري أني أحج (لعلى) أي أظن أني (لا أحج بعد حجتي هذه) قال المناوي قاله في حجة الوداع قال العلقمي وأوله كما في مسلم عن جابر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول لتأخذوا فذكره (م) عن جابر (لتؤدن) بضم المثناة الفوقية وفتح الهمزة والدال المباشرة نون التوكيد الثقيلة (الحقوق) بالرفع نائب عن الفاعل (إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء) بالمد أي الجماء وهي التي لا قرن لها (من) الشاة (القرناء) بالمد التي لها قرن (تنطحها) قال العلقمي قال النووي هذا تصريح يحشر البهائم يوم القيامة وإعادتها في القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين وكما يعاد الأطفال والمجانين وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة قال الله سبحانه وتعالى وإذا الوحوش حشرت وإذا ورد لفظ الشرع مستبعداً من أجرائه على ظاهره ولم يمنع منه عقل ولا شرع وجب حمله على ظاهره قال العلماء وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب أما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف إذ لا تكليف عليها بل هو قصاص مقابلة (حم م خد ت) عن أبي هريرة) • لتأمرن بالمعروف ولتنهين عن المنكر) بنون التوكيد في الفعلين (أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم) أي والله إن أحد الأمرين لكائن (البزار طس) عن أبي هريرة وإسناده حسن (لتركبن) قال المناوي في رواية لتتبعن (سنن) بفتح السين طريق (من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع) أي إتباع شبر ملتبس بشبر وذراع ملتبس بذراع (حتى

لو أن أحدهم دخل حجر ضب لدخلتم) وخصه لشدة ضيقه أو لأنه مأوى العقارب (و) حتى (لو أنّ أحدهم جامع امرأته في الطريق لفعلتموه) قال المناوي هو كناية عن شدة الموافقة لهم في المخالفات والمعاصي لا الكفر وهذا خبر معناه النهي عن اتباعهم والمقصود أن هذه لامة تتشبه بأهل الكتاب في كل ما يفعلونه حتى لو فعلوا هذا الذي يخشى منه الضرر البين لاتبعوهم فيه فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أصل ذلك أن الحية تدخل على الضب حجرة فتخرجه منه وتسكنه ومن ثم قالوا أظلم من حية فمعنى الحديث حتى لو فعلوا من الظلم ما تفعله الحية بالضب من إزعاج أحد من محله والسكنى فيه ظلماً لفعلتموه اهـ فإذا فعلتم ذلك فعليكم بالتوبة فهي الملجأ فقد ورد لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب الله عليكم وكان من فعلهم قتل أنبيائهم فلما عصم الله ورسوله قتلوا خفاءه (ك) عن ابن عباس وإسناده صحيح • (لتزدحمن) بفتح الميم (هذه الأمة) أمة الإجابة (على الحوض) الكوثر يوم القيامة (ازدحام أبل وردت لخمس) أي منعت عن الماء أربعة أيام ثم أوردت في اليوم الخامس أنظر ما فائدة الأخبار بالازدحام على الحوض (طب) عن العرباض بن سارية وهو حديث حسن • (لنستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه) فيقولون هذا نبيذ مع أنه مسكر وكل مسكر خمر لأنه يخامر العقل (حم) والضيا عن عبادة بن الصامت وإسناده حسن • (لتفتحن) بالبناء للمفعول (القسطنطينية) قال المناوي بضم القاف وسكون السين وفتح الطاء وسكرن النون أعظم مدائن الروم (ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) أي جيشه لا يلزم منه كون يزيد بن معاوية مغفوراً له لكونه من ذلك الجيش لأن الغفران مشروط يكون الإنسان من أهل المغفرة وقد تقدم الكلام عليه في حديث أول جيش من أمتي يركبون البحر (حم ك) عن بشر الغنوي) بإسناد حسن • (لتملأن الأرض ظلماً وعدواناً ثم يخرجن) بالبناء على الفتح والبناء للفاعل مضارع خرج (رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً) العدوان هو الظلم فالجمع لمثل ما مر (الحارث) بن أبي أسامة (عن أبي سعيد) الخدري قال الشيخ حديث حسن • (لتنتقون بالبناء للمفعول وضم الواو أي لتنظفون (كما ينتقي التمر) الجيد (من الحثالة) أي الرديء يعني لتنظفون كما ينظف التمر الجيد من الرديء (فليذهبن خياركم) بالموت (وليبقين شراركم) يعني قرب قيام الساعة أو المراد تقل الأخيار وتكثر الأشرار (فموتوا إن استطعتم) أي فإن كان

الموت باستطاعتكم فموتوا فإن الموت عند انقراض الأخيار خير من الحياة في هذه الدار فإن قيل ما فائدة الإخبار بهذا الحديث فالجواب أن كل أحد بكره أن يكون من الأشرار فكلما طال عمره بعد علمه بهذا الحديث اجتهد في العمل خوفاً من أن يكون من الأشرار ففائدته التيقظ للعمل الصالح (هـ ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (لتنتهكن الأصابع) بالبناء للفاعل وضم الكاف بالطهور أو لتنتهكنها النار أي أو لتبالغن نار جهنم في إحراقها فأحد الأمرين كائن لا محالة أما المبالغة في إيصال الماء إليها بالتخليل وأما إن تخللها نار جهنم فهذا محمول على ما إذا كانت الأصابع ملتفة لا يصل الماء إليها إلا بالتخليل وإلا فهو مندوب لا واجب (طس) عن ابن مسعود بإسناد حسن • (لتنتقضن) بالبناء للمفعول أي لنحل (عري الإسلام) جمع عروة وهي في الأصل ما يستمسك به ويستوثق فاستعبر لما يستمسك به من أمر الدين ويتعلق به من شعب الإسلام (عروة عروة) قال المناوي بالنصب على الحال وظاهر شرحه أنه مفعول مطلق أي نقضا متتابعاً أي شيء بعد شيء (فكل ما انتقضت عروة تشبث) بمثنات فوقية فشين معجمة فموحدة فمثلثه أي تعلق (الناس بالتي تليها فأولهن نقصاً الحكم) قال العلقمي المراد به هنا القضاء بالعدل وظهر مصداق قوله عليه الصلاة والسلام من نقض الحكم في هذه الأيام حتى في القضية الواحدة كم فيها من نغمض وإبرام وقال بعض خطباء العصر وصارت الأحكام دائرة على الدراهم والدنانير المنقوشة الواسعة الدائرة (وآخرهن الصلاة) حتى أن أهل البوادي لا يصلون أصلاً وأما أهل القرى فالصلاة فيهم قليلة ومن يحسن شروطها فأقل من القليل (حم حب ك) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث صحيح • (لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي) قال المناوي وقاتلهم به والمراد الخوارج (حم ت) عن ابن عمر • (لحجة أفضل) عند الله (من عشر غزوات) لمن لم يحج (ولغزوة أفضل) عنده (من عشر حجات) لمن قد حج (هب) عن أبي هريرة (لحم صيد البر لكم حلال وأنتم حرم ما لم تصيدوه أو يصاد لكم) قال العلقمي وخرجه الترمذي بإسقاط لحم فقال صيد البر إلخ قوله أو يصاد لكم قال شيخنا كذا في النسخ والجاري على قوانين العربية أو يصد لأنه معطوف على المجزوم انتهى ويحتمل أن أو بمعنى إلا والمضارع منصوب بأن مضمرة كما قالوه في حديث البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو يقول أحدهما للآخر اختر أي حلال لكم مدة عدم صيدكم إياه إلا أن يصاد لكم قال الشافعي هذا حسن حديث روى في هذا الباب وأقيس والعمل على هذا وهو قول أحمد وإسحاق (ك) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح • (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) فهو أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله (ق ن) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح (لسان القاضي بين جمرتين إما إلى جنة وإما إلى نار) أي يقوده إلى الجنة أن قضى بالحق وإلى النار أن جاراً وقضى عن جهل (فر) عن أنس وإسناده ضعيف (لست أخاف على أمتي غوغاء) بالمد (تقتلهم) قال المناوي

الغوغاء الجراد حين يحق للطيران فاستعير للسفلة المسارعين إلى الشر (ولا عدواً يحتاجهم بتقديم الجيم أي يهلكهم (ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين أن أطاعوهم فتنوهم وإن عصوهم قتلوهم) قال المناوي وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه وقع كما أخبر (طب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث حسن • (لست أدخل دار فيها نوح) على ميت (ولا كلب أسود) قال الشيخ التقييد بالأسود لا مفهوم له (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن (لست من) أهل (دد) بفتح الدال الأولى (ولا الددمني) أي من أشغالي فالمضاف مقدر في الموضعين قال في النهاية الدد اللهو واللعب ونكر الدد الأول للشياع وإن لا يبقى شيء منه إلا وهو منزه عنه وعرف الثاني لأنه صار معهوداً بالذكر (خد هق هـ) عن أنس ابن مالك (طب) عن معاوية بإسناد حسن • (لست من ددولا مني) قال العلقمي هو محذوف اللام (ولست من الباطل ولا الباطل مني) وإنما لم يقل ولا هو مني لأن الصريح آكد وأبلغ (ابن عساكر عن أنس) بن مالك • (لست من الدنيا وليست الدنيا مني أني بعثت والساعة) بالنصب على المفعول معه (نستبق (الضياء عن أنس) بن مالك وهو حديث حسن • (لسفرة في سبيل الله) لمن حج (خير له من خمسين حجة أبو الحسن الصيقلي في) كتاب (الأربعين) عن أبي المضا • (لسقط) قال في النهاية السقط بالكسر والفتح والضم والكسر أكثرها الولد الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه (أقدمه بين يدي أحب إلى من) رجل (فارس أخلفه خلفي) أي بعد موتي لأن الوالد إذا مات ولده قبله يكون أجر مصيبته بفقده في ميزانه وإذا مات الوالد قبل يكون في ميزان الولد (هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لشبر) أي موضع شبر (في الجنة خير من الدنيا وما فيها) لبقائه وزوالها والباقي وإن قل خير من الكثير الفاني (هـ) عن أبي سعيد الخدري (حل) عن ابن مسعود بإسناد حسن (لصوت أبي طلحة) واسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو الأنصاري (في الجيش خير من فئة) أي أشد على المشركين من أصوات جماعة قال الشيخ لا يعارضه حديث كان يكره رفع الصوت عند القتال لا مكان تخصيصه بغير أبي طلحة أو بمن أراد الافتخار أو ما هنا كناية عن شدة شجاعته (حم ك) عن أنس) بن مالك وإسناده صحيح • (لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل) وكان من شجعان الصحابة وأكابرهم وكان صيتاً رامياً مقداماً ومن مناقبه ما أخرجه ابن حبان في صحيحه عن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية انفروا خفافاً وثقالاً فقال إلا أن ربي استنفرني شاباً وشيخاً جهزوني فقال له بنوه قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض وغزوت مع أبي بكر حتى مات وعزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض وغزوت مع أبي بكر حتى مات وغزوت مع عمر حتى مات فاقعد ونحن نعزو عنك قال جهزوني فجهزوه فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير (ك) عن جابر وهو حديث صحيح • (لعثرة) قال العلقمي العثرة المرة من العثار في المشي ولعل المراد هنا السقوط (في كد حلال) قال في النهاية الكد الأتعاب

يقال كد يكد في عمله كدا إذا استعجل وتعب (على عيل) بالتشديد أي صاحب عيال وعلى يحتمل أنها بمعنى من (محجوب) أي ممنوع (أفضل عند الله من ضرب بسيف في الجهاد حولاً) أي عاماً (كاملاً لا يجف دماً) أي لا يجف دمه الحاصل من الضرب به كناية عن استمرار الجهاد (مع إمام عادل) مقصود الحديث الحث على القيام بأمر العيال والتحذير من تضييعهن وأن القيام بهن أفضل من الجهاد في سبيل الله (ابن عساكر عن عثمان) بن عفان • (لعلك ترزق به) قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن أنس قال كان إخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف فشكا المحترف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعلك فذكره (ت ك) عن أنس قال العلقمي قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب (لعلكم تستفتحون بعدي مدائن عظاماً وتتخذون في أسواقها مجالس) للبيع والشراء والتحدث • (فإذا كان ذلك فردوا السلام وغضوا من أبصاركم) قال المناوي أي احفظوها عن نظر ما يكره النظر إليه كتأمل النساء في الأزر المعهود الآن فإنها تحكي ما وراها من عطف وردق وخصر (واهدوا الأعمى) أي دلوه على الطريق (وأعينوا المظلوم) على من ظلمه (طب) عن وحشي بإسناد حسن) لعنة الله على الراشي والمرتشي) قال المناوي وللحديث عند مخرجه تتمة وهي في الحكم وأصل اللعن الطرد والإبعاد من الله ومن الخلق السب والدعاء والنبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث لعاناً وإنما أوحي الله إليه أن الله لعن فأخبر عن الله أنه لعن لا أنه أنشاه ولا دعاء منه عليه الصلاة والسلام وكذا كل ما ورد عنه من اللعن فإنه مؤول بذلك قاله المؤلف رحمه الله وأل في الراشي والمرتشي للجنس وفي جواز لعن العصاة خلف حاصله أن لعن الجنس يجوز بخلاف المعين (حم د ت هـ) عن ابن عمرو بن العاص قال الترمذي حديث صحيح • (لعن الله الحاشمة وجهها) أي جارحته بأظفارها وخادشته ببنانها (والشاقة جيبها) أي جيب قميصها عند المصيبة (والداعية) على نفسها (بالويل) كقولها يا ويلي قال في النهاية الويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب ومعنى النداء يا حزني أقبل ويا هلاكي أقبل ويا عذابي أحضر فهذا وقتك وأوانك وكأنه نادي الويل أن يحضره لما عرض له من الأمر الفظيع (والثبور) الهلاك (هـ حب) عن أبي أمامة • (لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها) أي مشتريها (وعاصرها ومعتصرها) أي طالب عصرها (وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها) بالمد أي آخذه وخص الأكل لأنه أغلب وجوه الانتفاع (دك) عن ابن عمرو وهو حديث صحيح • (لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم) سيأتي أن الرشوة لا تتقيد بالحكم (حم ت ك) عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح • (لعن الله الراشي والمرتشي والرايش الذي يمشي بينهما) قال العلقمي قال في المصباح الرشوة بالكسر ما يعطيه الشخص للحاكم أو غيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد وقال شيخنا الرشوة الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة والراشي من يعطي الذي يعينه على

الباطل والمرتشي الآخذ والرايش الذي يسعى بينهما يستزيد هذا وينقص هذا (حم) عن ثوبان (لعن الله الربا وآكله) متناوله (وموكله) معطيه (وكاتبه وشاهده وهم يعلمون) أنه ربا (والواصلة) شعرها بشعر أجنبي (والمستوصلة) هي التي تأمر من يفعل بها ذلك (والواشمة) فاعلة الوشم (والمستوشمة) الطالبة أن يفعل بها ذلك (والنامصة) أي الناتفة شعر الوجه منها أو من غيرها (والمتنمصة) الطالبة أن يفعل بها ذلك المراد غير اللحية قال الشيخ والتحريم محمول على ما إذا كانت خلية أو لم يأذن الزوج (طب عن ابن مسعود وإسناده حسن • (لعن الله الرجل) الذي (يلبس لبسة) بكسر اللام (المرأة والمرأة) التي تلبس (لبسة الرجل) أفاد أن ذلك حرام أي بلا ضرورة (دك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (لعن الله الرجلة) بفتح الراء وضم الجيم وفتح اللام (من النساء) قال في النهاية المشبهة بالرجال في زيهم وهيئتهم وأمّا في العلم والرأي فمحمود (د) عن د عائشة وإسناده حسن • (لعن الله الزهرة فإنها هي التي فتنت الملكين) بفتح اللام (هاروت وماروت) قال المناوي قيل هي امرأة سألتهما عن الاسم الأعظم الذي يصعدان به السماء فعلماها فتكلمت به فعرجت فمسخت كوكباً (ابن راهويه وابن مردويه عن علي قال الشيخ حديث حسن لغيره (لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده) أي يسرقهما فيعتاد السرقة حتى يسرق ما تقطع فيه وهو ربع دينار أو ما يساويه وهذا التأويل متعين جمعاً بين الأحاديث قال العلقمي ولما نظم أبو العلاء المعري بيته الذي شكك به على الشريعة وهو قوله يدبخس مئين عسجد وديت • ما بالها قطعت في ربع دينار فأجاب القاضي عبد الوهاب بقوله صيانة العضو أغلاها وأرخصها • خيانة المال فافهم حكمة الباري وله بيت آخر وهو قوله صيانة النفس أغلاها وأرخصها • خيانة المال فافهم حكمة الباري يعني لما كانت أمنية كانت ثمينة فلما خانت هانت وفي حظفي أنّ لفظ البيت عز الأمانة أغلاها وأرخصها • ذل الخيانة فافهم حكمة الباري (حم ق ن*) عن أبي هريرة • (لعن الله العقرب ما تدع) أي تترك (المصلي وغير المصلي) إلا لدغته (اقتلوها في الحل والحرم) سواء المحرم والحلال قال المناوي وذا قاله لما لدغته وهو يصلي (هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره إلا لدغتهم) قال المناوي قاله لما لدغته عقرب فدعا بإناء فيه ماء وملح فجعل يضع الملدوغ فيه ويقرأ المعوذات حتى سكنت (هب) عن علي أمير المؤمنين قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لعن الله القاشرة والمقشورة) قال العلقمي قال في النهاية القاشرة التي تعالج وجهها أو وجه غيرها بالحمرة ليصفو لونها والمقشورة هي التي يفعل بها ذلك كأنها تقشر أعلا الجلد (حم)

عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (لعن الله الذين يشققون الخطب) بضم ففتح جمع خطبة قال في الدر وتشقيق الكلام التكليف فيه ليحسنه أحسن مخرج (تشقيق الشعر بكسر فسكون أي يتكلفون فيها الكلام الموزون حرصاً على التفصيح واستعلاء على الغير (حم) عن معاوية قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء) وسببه أن امرأة مرت على المصطفى صلى الله عليه وسلم متقلدة قوساً فذكره (حم د ت هـ) عن ابن عباس • (لعن الله المحلل) بكسر اللام الأولى (والمحلل له) المحلل الذي تزوج مطلقة غيره ثلاثاً بقصد أن يطلقها بعد الوطء لتحل للمطلق نكاحها قيل سمي محللاً لقصده إلى التحليل قال المناوي وإنما لعنهما لما فيه من هتك المروءة وخسة النفس وحمله ابن عبد البر على ما إذا صرح باشتراطاته إذا وطئ طلق بخلاف ما إذا نواه بدليل ما في قصة رفاعة (حم 3) عن علي (ت ن) عن ابن مسعود (ت) عن جابر قال الترمذي حديث حسن صحيح • (لعن الله المختفي والمختفية) بصيغة اسم الفاعل أي نباش القبور والمختفي النباش عند أهل الحجاز وهو من الاختفاء ضد الاستخراج أو من الاستتار لأنه يسرق في خفية (هق) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (لعن الله المخنثين من الرجال) قال العلقمي المخنث بكسر النون وبفتحها من يشبه خلقه النساء في حركاته وكلامه وغير ذلك فإن كان من أصل لم يكن عليه لوم وعليه أن يتكلف زالة ذلك وإن كان بقصد منه وتكلف له فهو المذموم ويطلق عليه اسم المخنث سواء فعل الفاحشة أو لم يفعلها قال المناوي من خنث يحنث إذ الآن وتكسر (والمترجلات من النساء) أي المتشبهات بالرجال فلا يجوز لرجل تشبه بامرأة في نحو لباس أو هيئة ولا عكسه لما فيه من تغيير خلق الله تعالى (خ د ت) عن ابن عباس • (لعن الله المسوفات) جمع مسوفة قيل ومن هي قال (التي يدعوها زوجها إلى فراشه فتقول سوف) آتيك مراراً (حتى تغلبه عيناه) أي حتى يغلبه النوم (طب) عن ابن عمر بإسناد فيه ضعف وانقطاع • (لعن الله المفسلة) بميم مضمومة وسين مهملة مشددة قبلها فاء قيل ومن هي قال (التي إذا أراد زوجها أن يأتيها) أي يجامعها (قالت أنا حائض) قال المناوي تمامه عند مخرجه وليست بحائض (ع) عن أبي هريرة • (لعن الله النائحة والمستمعة لنوحها (حم د) عن أبي سعيد) الخدري قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (لعن الله الواشمات) جمع واشمة وهي التي تشم غيرها (والمستوشمات) جمع مستوشمة وهي التي تطلب الوشم قال العلقمي قال أهل اللغة الوشم بفتح ثم سكون أن يغرز في العضو إبرة ونحوها حتى يسيل الدم ثم يحشي بنوره أو غيرها فيحضر وتعاطيه حرام بدليل اللعن ويصير الموضع الموشوم نجساً لأن الدم أنحبس فيه فتجب إزالته إن أمكنت ولو بالجرح إلا أن يخاف منه تلفاً أو شيئاً وفوات منفعة عضو فيجوز بقاؤه وتكفي التوبة في سقوط الإثم ويستوي في ذلك الرجل أو المرأة (والمتنمصات) قال العلقمي جمع متنمصة وحكى ابن الجوزي متنمصة وهي التي تطلب

النماص والنامصة هي التي تفعله والنماص إزالة شعر الوجه بالمنقاش ويسمى المنقاش نماصاً لذلك وهي حديدة يؤخذ بها الشعر ويقال إن النماص مختص بإزالة شعر الحاجبين ليرققهما أو ليسويهما وقال النووي يستثنى من النماص ما إذا نبت للمرأة لحية أو شارب أو عنققة فلا يحرم عليها إزالتها بل يستحب وقال بعض الحنابلة إن كان النمص اشتهر شعاراً للفواجر امتنع وإلا كره تنزيهاً قالوا ويجوز الحف والتحمبر والتظريف إذا كان بإذن الزوج لأنه من الزينة وقال النووي يجوز التزين بما ذكر لا أحف فإنه من جملة النماص (والمتفلجات) جمع متفلجة والفلج بالفاء واللام والجيم تباعد ما بين الثنايا والرباعيات بمبرد ونحوه (للحسن) أي لأجله (المغيرات خلق الله) قال العلقمي هي صفة لازمة لمن تصنع النمص والوشم والفلج وكذا الوصل على إحدى الروايات اهـ قال المناوي وفيه أن ذلك حرام بل عده بعضهم من الكبائر للوعيد عليه باللعن (حم ق) عن ابن مسعود (لعن الله الواصلة) شعرها بشعر آخر (والمستوصلة) الطالبة ذلك (والواشمة والمستوشمة) فيحرم ذلك كما تقدم (حم ق 4) عن ابن عمر • (لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده) قال النووي هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابيين والشهادة عليهما وفيه تحريم الإعانة على الباطل (حم دت هـ) عن ابن مسعود وإسناده صحيح • (لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه ومانع الصدقة) أي الزكاة (حم ن) عن علي بإسناد صحيح • (لعن الله زائرات القبور) قال المناوي لأنهن مأمورات بالقرار في بيوتهن فمن خالفت وهي يخشى منها أو عليها الفتنة استحقت اللعن أي البعد عن منازل الأبرار اهـ وهذا لا يتعلق بزيارة القبول فالأولى حمله على ما إذا ترتب على زيارتهن نوح ونحوه (والمتخذين عليها المساجد) تقدم الكلام عليها (والسرج) بضم المهملتين فجيم جمع سراج وهو ما يستضاء به ومحل ذلك حيث لا ينتفع بها الأحياء ولهذا قال الفقهاء لا يصح الوقف والوصية على سراج الأضرحة فإن كان هناك من ينتفع به صح ذلك (3 ك) عن ابن عباس قال الترمذي حديث حسن (لعن الله زائرات القبور) قال العلقمي قال الدميري قال صاحب المهذب والبيان من أصحابنا لا يجوز للنساء زيارة القبول لظاهر هذا النهي قال النووي وقولهما شاذ في المذهب والذي قطع به الجمهور أنها مكروهة كراهة تنزيه قال الحافظ أبو موسى الأصبهاني واستلام القبول وتقبيلها الذي يفعله العوام الآن من المبتدعات المنكرة شرعاً ينبغي أن يجتنب فعله وينهي فاعله فإن ذلك فعل النصارى قال ومن قصد السلام على ميت سلم عليه من قبل وجهه فإن أراد الدعاء له تحول عن موضعه واستقبل القبلة (حم هـ ك) عن حسان بن ثابت (حم ت هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (لعن الله من سب أصحابي) لما لهم من نصرة الدين فسبهم من الكبائر (طب) عن ابن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (لعن الله من قعد وسط الحلقة) قال المناوي وفي رواية الجماعة أراد الذي يقيم نفسه مقام السخرية ويقعد وسط الحلقة ليضحكهم أو الكلام

في معين علم منه نفاقاً وقال العلقمي قال شيخنا قال الخطابي هذا مؤول على وجهين أحدهما أن يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها ولا يقعد حيث ينتهي به المجلس والثاني أن يقعد وسط الحلقة فيحول بين الوجوه يحجب بعضهم عن بعض فيتضررون به (حم د ت ك) عن حذيفة بن اليمان وإسناده صحيح • (لعن الله من وسم في الوجه) فإنه تغيير لخلق الله والوسم الكي للعلامة فوسم الأدمى حرام مطلقاً وأما غيره فيحرم في وجهه فقط (طب) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (لعن الله من فرق بين الوالدة) الأمة (وولدها) ببيع ونحوه قبل التمييز ولا يحرم ذلك بالعتق لأنه قربة (وبين الأخ وأخيه) كذلك واحتج به الحنفية والحنابلة على منع التفريق بالبيع بين كل ذي رحم محرم ومذهب الشافعي ومالك اختصاصه بالأصول قال العلقمي وفي قول لا تزول الحرمة حتى يبلغ لحديث عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يغرق بين الأم والولد قيل إلى متى قال حتى يبلغ الغلام وتحيض الجارية رواه الحاكم وصحبه والدارقطني وضعفه وقال أبو حاتم أنه ليس بشيء (هـ) عن أبي موسى قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لعن الله من لعن والديه) أبه وأمه وأن عليا (ولعن من ذبح لغير الله) بأن يذبح باسم غير الله كوثن أو صليب أو لموسى أو لعيسى أو للكعبة فكله حرام ولا تحل ذبيحته فإن قصد مع ذلك تعظيم المذبوح له غير الله والعبادة له كان ذلك كفراً (ولعن الله من آوى) بالمد أي ضم إليه وجى (محدثاً) بكسر الدال أي جانياً بأن يحول بينه وبين خصمه ويمنعه القود وبفتحها وهو الأمر المبتدع ومعنى الإيواء عليه التقرير والرضا (ولعن الله من غير منار الأرض) بفتح الميم علامات حدودها جمع منارة وهي العلامة التي تجعل بين حدين للجارين وتغييرها أن يدخلها في أرضه (حم م) عن على • (لعن الله من مثل بالحيوان أي صيره مثله بضم الميم وسكون المثلثة وهي قطع أطراف الحيوان أو بعضها وهو حي (حم ق ن) عن ابن عمر (لعن) بالبناء للمفعول (عبد الدينار لعن عبد الدرهم) أي الحريص على جمعهما زاد في رواية أن أعطى رضى وإن منع سخط (ت عن أبي هريرة بإسناد حسن • (لعنت القدرية) الذين يضيفون إفعال العباد إلى قدرهم (على لسان سبعين نبياً) تمامه عند مخرجه آخرهم محمد (قط في) كتاب (العلل عن علي وهو حديث ضعيف لغدوة) بفتح الغين المعجمة وسكون المهملة وهو السير من أول النهار إلى انتصافه (في سبيل الله أو روحه) بفتح الراء وهي السير من الزوال إلى آخر النهار واو للتقسيم لا للشك (خير من الدنيا وما فيها) أي التنعيم بالثواب المترتب على ذلك خير من التنعيم بجميع ملاذ الدنيا لأنه زال ونعيم الآخرة باق (ولقاب) بتخفيف القاف وآخره موحدة معناه القدر وكذلك لقيد بكسر القاف بعدها تحتية ساكنة ثم دال وبموحدة بدل الدال (قوس أحدكم) أي قدره (أو موضع قده) بكسر القاف وتشديد الدال أي سوطه المتخذ من الجلد في الجنة (خير من الدنيا وما فيها) لما تقدم (ولو أطلعت) د

المرأة من نساء أهل الجنة في الأرض) أي نظرت إليها وأشرفت عليها (لملأت ما بينهما) أي الجنة والأرض (ريحاً) طيبة (ولا ضاءت ما بينهما) من نور بهائها (ولنصيفها) بفتح النون وكسر الصاد المهملة بعدها تحتية ساكنة ثم فاء هو الخمار بكسر المعجمة وتخفيف الميم (على رأسها خير من الدنيا وما فيها) صرح ببعض ما يتنعم به في الجنة وهو نساؤها ترغيباً في الجهاد (حم ق ت هـ) عن أنس • (لغزوة في سبيل الله أحب إلي من أربعين حجة) قال المناوي ليس هذا تفضيلاً للجهاد على الحج فإن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص وإنما هذا واقع جواباً لسائل اقتضى حالة ذلك (عبد الجبار الخولاني في تاريخ) مدينة (داريا) بفتح الدال والراء وشدة المثناة التحتية بعدها ألف قرية بالغوطة (عن مكحول مرسلاً • (لقد أكل الدجال العظام ومشي في الأسواق) قال المناوي قيل قصد به التورية لإلقاء الخوف على المكلفين من فتنته والالتجاء إلى الله من شره اهـ أي فكأنكم به وقد أتاكم (حم) عن عمران بن حصين) بإسناد حسن • (لقد أمرت) أي أمرني ربي (أن أتجوز) بفتح الواو مشددة (في القول فإن الجواز في القول خير) قال العلقمي وأوله كما في أبي داود أن عمرو بن العاص قال قام رجل فأكثر لقول فقال عمر ولو قصد في قوله لكان خيراً له فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد فذكره (دهب) عن عمرو ابن العاص قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لقد أنزل علىّ عشرة آيات من أقامهن) أي قرأهن فأحسن قراءتهن أو عمل بما فيهن (دخل الجنة) بغير عذاب (قد أفلح المؤمنون الآيات) العشر من أولها (حم ك) عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (لقد أوذيت) بالبناء للمفعول (في الله) أي آذاني قومي حين بعثت إليهم بسبب إظهار دينه وإعلاء كلمته (وما يؤذي) بالبناء للمجهول (أحد) من الناس في ذلك الزمان (وأخفت في الله) أي هددت وتوعدت بالتعذيب والقتل بسبب إظهار الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى وإظهار دينه (وما يخاف) قال الشيخ بالبناء للمفعول (أحد) بسبب ذلك (ولقد أتت علىّ ثلاثون من بين يوم وليلة) أي ثلاثون يوماً بلياليها (ومالي ولبلال) أي ليس لنا أي معنا (طعام يأكله ذو كبداً لا شيء يواريه) أي يستره (إبطبلال) قال العلقمي ومعنى هذا الحديث أنه حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم هارباً من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه (حم ت هـ حب) عن أنس بإسناد صحيح • (لقد بارك الله لرجل في حاجة أكثر الدعاء فيها) أي الطلب من الله (أعطيها أو منعها) أي حصل له الزيادة في الخير بسبب طلبه من ربه سواء أعطى الحاجة ومنعها فإنه إنما منعه إياها لما هو أصلح (هب خط) عن جابر قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لقد رأيتني يوم أحد) أي يوم وقعة أحد المشهورة (وما في الأرض قربى مخلوق غير جبريل عن يميني وطلحة عن يساري) أي حال كونهما (جانيبن) في الجهبتن حارثين لي من الكفار (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة) أي يتنعم بملاذها (في شجرة قطعها

من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس) أي بسبب قطعه إياها قال العلقمي فيه فضل إزالة الأذى عن الطريق سواء كان الأذى شجرة تؤذي أو ما يلحق بها من غصن شوك أو حجر يعثر به أو قذر أو جيفة أو غير ذلك وإماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان وفيه التنبيه على فضيلة كل ما نفع المسلمين أو أزال عنهم ضرراً (م) عن أبي هريرة • (لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة) بن عبد المطلب لما استشهد يوم أحد قال الشيخ ولا ينافي ذلك كون الشهيد لا يغسل لأن ذلك من باب التكرمة (ابن سعد عن الحسن مرسلاً) وهو البصري قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لقد رأيت) بفتحتين وفي رواية أريت بضم الهمزة وكسر الراء (الآن) ظرف بمعنى الوقت الحاضر (منذ) بدل من الظرف قبله (صليت لكم) أي بكم وكانت صلاة الظهر (الجنة والنار ممثلتين) أي مصورتين (في قبلة هذا الجدار) أي في جهته وفي رواية في عرض هذا الحائط بضم العين أي جانبه أو وسطه (فلم أر كاليوم في الخير والشر) قال العلقمي أي ما أبصرت شيئاً كالخير الذي في الجنة والشر الذي في النار أو ما أبصرت شيئاً مثل الطاعة والمعصية في سبب دخولهما وأوله كما في البخاري عن أنس بن مالك قال صلى الله عليه وسلم ثم رقى المنبر بفتح أوله وكسر القاف من الارتقاء أي صعد وزناً ومعنى فأشار بيده قبل قبلة المسجد ثم قال لقد وذكره (خ) عن أنس • (لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي) لمكارم أخلاقهم وتقدم سببه في أن فلاناً أهدى إلى ناقة (ت) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (لقد هممت أن أنهى عن الغيلة) قال المناوي هي بكسر الغين المعجمة أن يجامع امرأته وهي مرضع أو حامل اهـ وقال ابن السكيت هي أن ترضع المرأة وهي حامل (حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك) أي يجامعون المرضع والحامل (فلا يضر أولادهم (مالك حم م 4) عن جدامة قال المناوي بجيم ودال مهملة أو معجمة (بنت وهب) رضي الله تعالى عنها • (لقد هممت أن آمر) بالمد وضم الميم (رجلاً يصلي بالناس ثم أحرق) بالتشديد (على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم) بالنار عقوبة لهم قال العلقمي وعند مسلم أيضاً عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسم أن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الصبح ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار اهـ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وهذا وارد في قوم منافقين يتخلفون ولا يصلون فرادى والسياق يؤيده ولأنه صلى الله عليه وسلم لم يحرقهم وإنما هم يتحريقهم • فإن قلت لو لم يجز تحريقهم لما هم به • قلنا لعلة هم بالاجتهاد ثم نزل وحي بالمنع أو تغير الاجتهاد ذكره في المجموع (حم م) عن ابن مسعود • (لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا استجمعت غلياناً) قال المناوي فإن التطارد لا يزال فيه بين جندي الملائكة والشياطين فكل منهما يقلبه إلى مراده اهـ وقال الشيخ وذلك

بتقليب أصابع الرحمن اهـ يعني بقدرة الله سبحانه وتعالى وإرادته وكلام المناوي يرجع إلى هذا أيضاً (حم ك) عن المقداد بن الأسود وإسناده صحيح • (لقنوا موتاكم) أي من قرب من الموت وسماهم موتى لأن الموت قد حضر لهم (لا إله إلا الله) قال الدميري تقل في الروضة عن الجمهور والاقتصار على لا إله إلا الله وتقل جماعة من الأصحاب أنه يضيف إليها محمد رسول الله لأن المراد ذكر التوحيد والمراد موته مسلماً وهو لا يسمى مسلماً إلا بهما والأول أصح أما إذا كان المحتضر كافراً فينبغي الجزم بتلقين الشهادتين لأنه لا يصير مسلماً إلا بهما قالوا وينبغي أن يكون الملقن غير وارث حتى لا يتهمه باستعجال موته فإن لم يكن عنده إلا الوارث لقنه إبراهيم به وأحبهم إليه ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم أي قولوا لهم ذلك وذكروهم به عند الموت وتلقين الموتى هذه الكلمة سنة مأثورة عمل بها المسلمون ليختم لهم بالسعادة فيدخلون الجنة ولتنبيه المحتضر على ما يدفع به الشيطان فإنه يتعرض للمحتضر حينئذ ليفسد عليه عقيدته ولا يلح عليه في التلقين لئلا يضجر فيمتنع من ذلك فيشمت به الشيطان ولا يقول له قل لا إله إلا الله بل يقول بحضرته ذلك حتى يسمع ليتفطن فيقولها إلا أن يكون كافراً فيقول له قل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب وللغلام اليهودي فإذا قالها مرة لا تكرر عليه ما لم يتكلم ولا يكلم بعدها لتكون آخر كلامه فإن تكلم بعدها أعيد التلقين ليختم بها أقواله أماتنا الله عليها بمنة وكرمه (حم م 4) عن أبي سعيد الخدري (م 5) عن أبي هريرة (ن) عن عائشة • (لقيام رجل في الصف في سبيل الله عز وجل ساعة أفضل من عبادة ستين سنة) أراد به الترغيب في الجهاد (عق خط) عن عمران بن الحصين قال الشيخ حديث صحيح • (لقيد) بكسر القاف (سوط أحدكم) أي قدره (من الجنة خير مما بين السماء والأرض) لما تقدم (حم) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (لكل أمة مجوس ومجوس أمتي الذي يقولون لا قدران مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) يحتمل أن المراد زجرهم عن اعتقادهم إذ المسلم الفاسق بحب الصلاة عليه (حم) عن ابن عمر • (لكل باب من أبواب البرباب من أبواب الجنة وإن باب الصيام يدعى الريان) تقدم الكلام عليه في حديث في الجنة ثمانية أبواب (طب) عن سهل بن سعد • (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء) بالإضافة (برئ) المريض (بإذن الله) فهو الفاعل والتداوي من قدره تعالى (حم م) عن جابر • (لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار) المقرون بالتوبة قال العلقمي لم يذكر له مخرجاً وقال في درر البحار (فر) عن على بلا سند • (لكل سهو سجدتان بعدما يسلم) قال العلقمي قال ابن رسلان ما ملخصه هذا الحديث احتج به لمسألتين مخالفتين لمذهب الإمام الشافعي وغيره الأولى على أن المقتضي لسجود السهو إذا تعدد يجب لكل سهو سجدتان وحكاه النووي في شرح مسلم عن ابن أبي ليلى والذي عليه جمهور العلماء أن سجود السهو لا يتعدد وأن تعدد مقتضيه لأن النبي صلى الله عليه

وسلم في حديث ذي اليدين سلم وتكلم ومشى ناسياً ولم يسجد إلا سجدتين وعلى تقدير ثبوته والاحتجاج به فلا دلالة فيه على تعدد السجود بتعدد السهو بل معنى قوله صلى الله عليه وسلم لكل سهو سجدتان محمول على الكلية المقتضية للعموم في كل ساه لا العموم المقتضي للتفصيل فيفيد هذا الحديث أن كل من سهى في صلاته بأي سهو وكان يشرع له سجدتان جبراً له وأنهما لا يختصان بالمواضع التي سهى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ولا بالأنواع التي فيها الثانية في الحديث تصريح بأن السجود للسهو ومحله بعد السلام قبل السلام وبعده وكل صحيح والأشبه بالصواب جوازاً لأمرين جميعاً وإلى هذا ذهب كثير من أصحابنا اهـ كلام ابن رسلان وقال شيخنا زكريا قال الزهرى وفعله قبل السلام هو آخر الأمرين من فعله صلى الله عليه وسلم ولأنه لمصلحة الصلاة فكان قبل السلام كما لو نسى حكم سجدة منها وأجابوا عن سجوده بعد في خبر ذي اليدين يحمله على أنه لم يرد لبيان سجود السهو كان بزيادة أم نقصان أم بهما (حم ده) عن ثوبان قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لكل سورة حظها من الركوع والسجود) قال المناوي فلا تكره قراءة القرآن فيهما وبه أخذ بعضهم وكره الشافعية (حم) عن رجل صحابي بإسناد صحيح • (لكل شيء آفة تفسده وآفات هذا الدين ولاة السوء) لأن العامة تعتقد وجوب طاعتهم (الحارث) بن أبي أسامة (عن ابن مسعود) بإسناد حسن قال الشيخ حديث حسن • (لكل شيء أس) قال المناوي الأس بتثليث الهمزة الأصل (وأس الإيمان الورع ولكل شيء فرع) قال المناوي الفرع من كل شيء أعلاه وهو ما يتفرع من أصله يقال فرع فلان قومه علاهم شرفاً (وفرع الإيمان الصبر ولكل شيء سنام) سنام الشيء علوه (وسنام هذه الأمة عمي العباس ولكل شيء سبط) السبط أصله انبساط في سهولة ويعبر به عن الجود وعن ولد الولد (وسبط هذه الأمة الحسن والحسين ولكل شيء جناح) الجناح العضو واليد ونفس الشيء (وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر ولكل شيء مجن) بكسر الميم وفتح الجيم أي ترس (ومجن هذه الأمة على بن أبي طالب) قال المناوي وهذا كله على الاستعارة (خط) وابن عساكر عن ابن عباس • (لكل شيء حصاد وحصاد أمتي ما بين الستين إلى السبعين) من السنين (ابن عساكر عن أنس) بن مالك • (لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن) تقدم حسن والقرآن بأصواتكم (هب) والضيا عن أنس • (لكل شيء زكاة) أي صدقة (وزكاة الجسد الصوم) قال العلقمي قال الدميري وإنما كان الصوم زكاة البدن لأنه سر من أسرار الله سبحانه وتعالى وسبب لنحول الجسد وزيادة بركته وخبره المعنوي فأشبه الزكاة المالية فإنها وإن نقصته حساً زادته بركة ونموا فكذلك الصوم (هـ) عن أبي هريرة (طب) عن سهل بن سعد • (لكل شيء زكاة وزكاة الدار بيت الضيافة) فينبغي لمن وسع الله عليه أن يتخذه (لكل شيء سنام) أي علو (وإن سنام

القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن) وهي (آية الكرسي) وقد مر توجيهه (ت) عن أبي هريرة • (لكل شيء صفوة) قال العلقمي قال في النهاية الصفوة بكسر الصاد خيار الشيء وخلاصته وما صفا منه وإذا حذفت الهاء فتحت الصاد (وصفوة الصلاة) التكبيرة الأولى (ع هب) عن أبي هريرة (حل) عن عبد الله بن أبي أوفى) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لكل شيء طريق) يوصل إليه (وطريق الجنة العلم) الشرعي المعمول به (فر) عن ابن عمر • (لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن) أي سورة الرحمن (هب) عن على وإسناده حسن • (لكل شيء معدن) قال العلقمي قال في النهاية المعدن مركز كل شيء (ومعدن التقوى قلوب العارفين) بالله قال العلقمي قال بعضهم العارف هو دائم الشغل به عمن سواه وعالم بأنه لا حافظ له ولا مالك إلا إياه (طب) عن ابن عمر (هب) عن عمر • (لكل شيء مفتاح ومفتاح السموات قول لا إله إلا الله) يحتمل أن المراد أنها مفتاح نزول الرحمة وكل بركة وخير ورزق فيها (طب) عن معقل بن يسار • (لكل شيء مفتاح ومفتاح الجنة حب المساكين والفقراء) قال المناوي وتمامه والفقراء الصبر هم جلساء الله عز وجل يوم القيامة (ابن لان) أبو بكر في المكارم (عن ابن عمر) بن الخطاب • (لكل عبد صيت) بكسر فسكون قال في النهاية أي ذكر وشهرة في خير أو شر في الملا إلا على (فإن كان) صيته (صالحاً وضع في الأرض وإن كان سيئاً وضع في الأرض) فما جرى على ألسنة بني آدم ناشئ عما عند الملائكة (الحكيم) في نوادره عن أبي هريرة • (لكل عبد صائم دعوة مستجابة عند إفطاره) في صومه كل يوم (أعطيها) أي يعطيه الله عين ما طلب بها (في الدنيا أو دخر) أي ادخر (له) ثوبها (في الآخرة) قال المناوي وهذا من خصائص هذه الأمة (الحكيم) في نوادره (عن ابن عمر) وإسناده حسن • (لكل غادر) قال المناوي وهو الذي يقول قولا ولا يفي به (لواء) أي علم (يعرف به يوم القيامة (حم ق) عن أنس بن مالك (حم م) عن ابن مسعود (م) عن ابن عمر بن الخطاب • (لكل غادر لواء عند أسته) بوصل الهمزة (يوم القيامة) ليعرف به فيها ويشتهر أمره (م) عن أبي سعيد قال المناوي وتتمته عنده إلا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة أي لأن ضرر غدره متعد • (لكل قرن من أمتى سابقون) قال المناوي فالصوفية سباق الأمم والقرون وبإخلاصهم تمطرون وتنصرون (حل) عن ابن عمر • (لكل قرن سابق) قال المناوي أي متقدم في الخيرات ويحتمل أن المراد من بعث ليجدد لهذه الأمة أمر دينها (حل) عن أنس بن مالك • (لكل نبي تركة) بسكون الراء (وإن تركتي وضيعتي الأنصار فاحفظوني فيهم) بإكرامهم وتوقيرهم وتعظيمهم (طس) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لكل نبي حرم وحرمي المدينة) النبوية حرمها كما حرم إبراهيم مكة فبحرم التعرض لما في حرمها من الصيد والثمر لكن لا ضمان بخلاف حرم مكة كما تقدم (حم) عن ابن عباس وإسناده حسن • (لكل نبي خليل في أمته وإن خليلي عثمان بن عفان) وقد ورد ذلك في حق أبي بكر الصديق (ابن

عساكر عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف • (لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان ابن عفان) قال المناوي الرفيق الذي يرافقك قال الخليل ولا يذهب اسم الرفقة بالتفرق (ت) عن طلحة بن عبد الله (هـ) عن أبي هريرة • (لكل نبي رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله) لا علاء كلمته فهو لها بمنزلة الترهيب وهو التبتل وترك الشهوات والانقطاع للعبادة الذي عليه النصارى (حم) عن أنس) وإسناده حسن • (للإمام والمؤذن مثل أجر من صلى معهما) قال المناوي هذا وارد على طريق الترغيب في الإمامة والأذان وليس المراد الحقيقة (أبو الشيخ) في الثواب (عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (للبكر سبع وللثيب ثلاث) قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج أم سلمة فدخل عليها فأراد أن يخرج أخذت بثوبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئت زدتك وحاسبتك به للبكر سبع وللثيب ثلاث والكلام عليه مبسوط في كتب الفقه (م) عن أم سلمة (هـ) عن أنس) بن مالك • (للتوبة باب بالمغرب مسيرة) أي سعته قدر مسيرة (سبعين عاماً) ذكر السبعين للتكثير لا للتحديد (لا يزال كذلك) أي مفتوحاً (للتائبين حتى يأتي بعض آيات ربك طلوع الشمس من مغربها) بدل مما قبله فإذا طلعت من المغرب انسد فلا يقبل منهم توبة ولا إيمان (طب) عن صفوان بن عسال • (للجار حق) على جاره ولو ذمياً (البزار والخرائطي) في مكارم الأخلاق عن سعيد بن زيد) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (للجنة ثمانية أبواب سبعة مغلقة وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من محوه) أي من جهته أي من المغرب (طب ك) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن • (للحرة) أي للزوجة الحرة (يومان) في القسم (وللأمة) أي من فيها رق ولو مستولدة (يوم) وبهذا أخذ الإمام الشافعي ويمكن اجتماع الزوجة الأمة مع الحرة في صور مذكورة في كتب الفقه منها ما لو قدر على الحرة بعد تزوجه الأمة (ابن منده عن الأسود بن عويم) السدوسي وهو حديث حسن لغيره • (للرجال حواري وللنساء حوارية) أي لي في الرجال حواري وفي النساء حوارية والحواري المختص المتصل والناصر (فحواري الرجال الزبير وحوارية النساء عائشة ابن عساكر عن يزيد بن أبي حبيب معضلاً (للرحم لسان عند الميزان تقول يارب من قطعني فاقطعه ومن وصلني فصله) نبه به على أنها تحضر عند وزن عمل العبد وتدعو على القاطع وللواصل وفي ذكر ذلك ما يدل على استحباب الدعاء (طب) عن بريدة بإسناد حسن • (للسائل حق وإن جاء على فرس) أي له حق الإعطاء وعدم الرد قال العلقمي قال الخطابي معناه الأمر بحسن الظن بالسائل إذا تعرض فقد يكون له الفرس يركبه ووراء ذلك عائلة ودين يجوز له معها أخذ الصدقة اهـ فلا تعارض بينه وبين خبر لا تحل الصدقة لغنى (حم د) والضيا عن الحسين) بن على (د) عن على) أمير المؤمنين (طب) عن الهرماس بن زياد) الباهلي قال الشيخ حديث حسن • (للصف الأول) وهو الذي يلي

الإمام عند الشافعي (فضل على) جميع (الصفوف (طب) عن الحكم بن عمير) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (للعبد المملوك الصالح) أي المسلم القائم بما عليه من حق الله وحق سيده (أجران) أجر لأدائه حق الله تعالى وأجر لأدائه حق سيده من خدمته وحفظ ماله (حم ق) عن أبي هريرة • (للغازي أجره) الذي جعله الله له على غزوه (وللجاعل) قال المناوي أي المجهز الغازي تطوعاً لا استئجار العدم جوازه (أجره) أي ثواب ما بذل من المال (وأجر الغازي) أي مثل أجره لإعانته على القتال (د) عن ابن عمر • (للمائد) أي الذي يدور رأسه من ريح البحر واضطراب السفينة (أجر شهيد وللغريق أجر شهيد) قال المناوي إن ركبه لطاعة كغزو وحج وطلب علم وكذا للتجارة وغلبت السلامة (طب) عن أم حرام (للمرأة ستران) قيل وما هما قال (القبر والزوج) قال المناوي تمامه عند الطبراني قيل فأيهما أفضل قال القبر وما هما قال (القبر والزوج) قال المناوي تمامه عند الطبراني قيل فأيهما أفضل قال القبر وفي رواية الديلمي للمرأة ستران القبر والزوج واسترهما القبر (عد) عن ابن عباس) وهو حديث ضعيف (للمسلم على المسلم ست خصال) ملتبسة (بالمعروف) وهو ما عرف في الشرع والعقل حسنه (يسلم عليه إذا لقيه) أي يقول له السلام عليكم (ويجيبه إذا دعاه) أي ناداه ويحتمل إذا دعاه لوليمته (ويشتمه إذا عطس) بفتح الطاء بأن يقول له يرحمك الله (ويعوده إذا مرض ويتبع جنازته إذا مات) أي يصحبه للصلاة عليه والأكمل إلى دفنه (ويحب له ما يحب لنفسه) من الخير (حم ت هـ) عن على بإسناد حسن • (للمصلى ثلاث خصال) الأولى (يتناثر البر من عنان السماء) بفتح العين السحاب وقيل ما عن لك منها أي اعتراض وبدالك إذا رفعت رأسك (إلى مفرق رأسه و) الثانية (تحف به الملائكة من لدن قدميه إلى عنان السماء و) الثالثة (يناديه مناد لو يعلم المصلى من يناجي ما انفتل) عن جهة القبلة تاركاً للصلاة (محمد بن نصر في الصلاة عن الحسن مرسلاً) وهو البصري • (للملوك طعامه وكسوته بالمعروف) أي اللائق بأمثاله (ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق) الدوام عليه (حم م) عن أبي هريرة (للمملوك على سيده ثلاث خصال) الأولى (لا يعجله عن صلاته) المفروضة (و) الثانية (لا يقيمه عن طعامه) إذا جلس للأكل (و) الثالثة (يشبعه كل الإشباع) أي الإشباع المحمود (طب عن ابن عباس • (للمؤمن أربعة أعداء مؤمن يحسده ومنافق يبغضه وشيطان يضله وكافر يقاتله) أي فليلتجئ إلى الله تعالى وليكثر من الدعاء وقد ورد الدعاء سلاح المؤمن قال المناوي وما عدا الأول أعداؤه على الحقيقة لأنهم يريدون إفساد دينه وذلك أعظم من إرادة زوال نعمته الدنيوية (فر) عن أبي هريرة • (للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة قد آمنوا من الفزع الأكبر) حين يؤمر بأهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار (حب ك) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح • (للنار سبعة أبواب) منها (باب لا يدخل منه) يوم القيامة (إلا من شفى غيظه بسخط الله) بارتكاب ما حرم الله (الحكيم) في نوادره (عن ابن عباس) • (لم تؤتوا) بالبناء للمفعول (بعد كلمة الإخلاص) وهي الشهادة (مثل العافية) أي

السلامة من البلايا والمكاره الدنيوية والأخروية فالعفو داخل فيها (فسلوا الله العافية (هب) عن أبي بكر بإسناد حسن • (لم تحل الغنائم لأحد سود الرأس) يحتمل إضافته إلى سود ويحتمل تنوينه وسود بدل منه أي لم تحل لأحد من بني آدم السكائنين (من قبلكم كانت تجمع وتنزل نار من السماء فتأكلها) فتمليك الغنائم من خصائص هذه الأمة (ت) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (لم يبعث الله نبياً إلا بلغة قومه) ومصداقه وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه (حم) عن أبي ذر • (لم يبق) زاد في رواية بعدي (من النبوة) أل في النبوة للعهد أي لم يبق بعد النبوة المختصة بي (إلا المبشرات) بكسر الشين المعجمة جمع مبشرة ثم فسرها بقوله (الرؤيا الصالحة) أي الحسنة أو الصحيحة المطابقة للواقع قال العلقمي قال ابن التين معنى الحديث أن الوحي ينقطع لموتى ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخبار أيما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع لغير الأنبياء كما في الحديث في مناقب عمر رضي الله تعالى عنه قد كان فيمن محدثون وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بالفتح أيضاً وقد أخبر كثير من الأولياء عن أمور مغيبة وكانت كما أخبر والجواب أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فإنه يختص بالبعض ومع كونه مختصاً فإنه نادر وإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه (خ) عن أبي هريرة • (لم يتكلم في المهد) قال المناوي مصدر سمى به المهد للصبي في مضجعه (إلا أربعة) أي من بني إسرائيل (عيسى) بن مريم (وشاهد يوسف) المذكور في قوله سبحانه وتعالى وشهد شاهد من أهلها (وصاحب جريح) الراهب وقصته مشهورة قال العلقمي وكانت امرأة ترضع ابناً لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو إشارة فقالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديها يمصه ثم مر بأمة زاد أحمد عن وهب بن جرير تضرب وفي رواية الأعرج عن أبي هريرة تجرّ ويلعب بها فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال اللهم اجعلني مثلها فقالت لم ذلك فقال الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون زنت سرقت ولم تفعل (وابن ماشطة) بنت (فرعون) لما أراد فرعون إلقاء أمه في النار فقال أصبر وتقدم في حديث المعراج أنهم كلوا عشرة بل أحد عشرة وقد نظموهم. تكلم في المهد النبي محمد • ويحيى وعيسى والخليل ومريم ومبرى جريح ثم شاهد يوسف • وطفل لدى الأخدود يرويه مسلم وطفل عليه مر بالأمة التي • يقال لها تزنى ولا تتكلم وماشطة في عهد فرعون طفلها • وفي زمن الهادي المبارك يختم (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (لم تحسدنا اليهود بشيء ما حسدونا بثلاث) في فهمه قلاقة فيحتمل أن يكون المعنى لم يحسدونا بشيء مثل حسدهم بثلاث أي عليها

أي هم شديد والحسد عليها لكثرة ثوابها (التسليم) أي سلام التحية عند التلاقي (والتأمين) أي قول آمين عقب الدعاء (و) قول (اللهم ربنا ولك الحمد) بعد الرفع من الركوع قال المناوي فلما خصت هذه الأمة به اشتد حسدهم لهم زيادة على ما كان (هق) عن عائشة • (لم ير) بالبناء للمفعول (للمتحابين مثل النكاح) قال المناوي أراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح فهو علاجه الذي لا يعدل عنه إلى غيره إذا وجد إليه سبيل (هـ ك) عن ابن عباس) بإسناد صحيح • (لم يزل أمر بني إسرائيل) هم ذرية يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم وإسرائيل لقب يعقوب وأسرا بالعبرانية عبد وايل اسم الله تعالى فمعناه عبد الله (معتدلاً) أي منتظماً لا اعوجاج فيه ولا خلل يعتريه (حتى نشأ فيهم المولدون) جمع مولد بالفتح وهو الذي ولد ونشأ بينهم وليس منهم (وأبناء سبايا الأمم التي كانت بنو إسرائيل تسببها فقالوا بالرأي فضلوا وضلوا) فاحذروا ذلك (هـ طب) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده صحيح • (لم يسلط) بالبناء للمفعول على الدجال) أي على قتله (إلا عيسى) بن مريم فإنه ينزل حين يخرج فيقتله ولا يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام فلا يقرهم بالجزية (الطيالسي عن أبي هريرة) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لم يقبر) أي لم يدفن (نبي إلا حيث يموت) أي إلا في المكان الذي يموت فيه قال المناوي وفي رواية ابن منيع لم يدفن نبي إلا حيث يقبض (حم) عن أبي بكر وإسناده حسن • (لم يكذب من نمى) بالتخفيف (بين اثنين ليصلح بينهما) أي لا إثم عليه في الكذب بقصد الإصلاح بينهما (د) عن أم كلثوم بالضم (بنت عقبة) بالقاف ابن أبي معيط قال الشيخ حديث حسن • (لم يكن مؤمن ولا يكون إلى يوم القيامة إلا وله جار يؤذيه أبو سعيد النقاش) بالقاف (في معجمه وابن النجار) في تاريخه (عن على) • (لم يلق ابن آدم شيئاً قط منذ يخلقه الله) تعالى (أشد عليه من الموت) فمفارقة الروح للبدن لا تحصل إلا بألم عظيم لها (ثم إن الموت) لا هون مما بعده) من القبر والحشر والفزع الأكبر (حم) عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (لم يمنع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء) عقوبة لهم بمنعهم الزكاة (ولولا البهائم) والأطفال ونحوهم (لم يمطروا) أي لم ينزل الله عليهم المطر (طب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن • (لم يمت نبي حتى يؤمه رجل من قومه) قال المناوي قاله لما كشف ستراً وفتح باباً في مرضه فنظر إلى الناس يصلون خلف أبي بكر فسر بذلك فذكره وقال العلقمي أئتم صلى الله عليه وسلم بعبد الرحمن بن عوف في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح (ك) عن المغيرة بن شعبة وهو حديث صحيح • (لما صور الله تعالى آدم) أي طينته (في الجنة تركه ما) أي مدة (شاء الله أن يتركه) فيها قال المناوي ظاهره أنه خلق في الجنة وقد اشتهر في الأخبار أنه خلق من طين وألقى ببطن عمان واد بعرفة ويجمع بأن طينته لما خمرت في الأرض وتركت حتى استعدت لقبول الصورة الإنسانية حملت إلى الجنة

فصورت (فجعل إبليس يطيف به) أي يستدير حوله قال العلقمي قال النووي قال أهل اللغة طاف بالشيء يطوف طوفاً وطوافاً وأطاف يطيف إذا استدار حوله (ينظر إليه) من جميع جهاته (فلما رآه أجوف) أي صاحب جوف أي داخله خلو (عرف أنه خلق) أي مخلوق (لا يتمالك) قال العلقمي لا يملك نفسه ويحبسها عن الشهوات وقيل لا يملك دفع الوسوسة عنه وقيل لا يملك نفسه عند الغضب والمراد جنس بني آدم (حم م) عن أنس • (لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم إظفار من نحاس يخمشون وجوههم) أي يخدشونها (وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم أي يغتابونهم (م د) والضياء عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (لما نفخ في آدم الروح مارت وطارت) أي دارت وترددت (فصارت في رأسه فعطس فقال الحمد لله رب العالمين فقال الله يرحمك الله يا آدم) فأعظم بها من كرامة فكان أول ما جرت فيه بصره وخياشيمه (حم حب ك) عن أنس بإسناد صحيح • (لما خلق الله عز وجل جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت) زاد في راوية (ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها) خطاب رضى وإكرام (تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون) زاد في راوية فقال وعزتي لا يجاورني فيك بخيل (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن • (لما ألقى إبراهيم في النار) التي أعدها له نمروذ ليحرقه فيها (قال اللهم أنت في السماء واحد أي الذي في السماء أمره وحده (وأنا في الأرض واحداً عبدك) أي كافيني (ع حل) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (لما ألقى إبراهيم) الخليل (في النار قال حسبي الله) أي هو الموكول إليه (ونعم الوكيل فما احترق منه إلا موضع الكتاف) بأن نزع الله عن النار طبعها التي طبعت عليه من الإحراق وإبقاها بالإضاءة والإشراق والله على كل شيء قدير (ابن النجار عن أبي هريرة • (لما كذبتني) وفي رواية كذبني بإسقاط التاء (قريش حين أسرى بي) بالبناء للمفعول (إلى بيت المقدس) وطلبوا منه أن يصفه لهم قال العلقمي قال في الفتح وقد وقع بيان ذلك في طريق أخرى فروى البيهقي في الدلائل من طريق صالح بن كيسان عن الزهري عن أبي سلمة قال افتتن ناس كثير يعني عقب الإسراء فجاء ناس إلى أبي بكر فذكروا له فقال أشهد أنه صادق فقالوا وتصدقه بأنه أتى إلى الشام في ليلة واحدة ثم رجع إلى مكة قال نعم أصدقه في أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء قال فسمى بذلك الصديق (قمت في الحجر فجلى الله) بالجيم وتشديد اللام كشف (لي بيت المقدس فطفقت) شرعت (أخبرهم عن آياته) علاماته التي سألوا عنها (وأنا انظر إليه) قال العلقمي وفي حديث ابن عباس فجئ بالمسجد وأنا انظر إليه حتى وضع عند دار عقيل فنعته وأنا انظر إليه وهذا أبلغ في المعجزة ولا استحالة فيه فقد أحضر عرش بلقيس لسليمان في طرفه عين (حم ق ن ت) عن جابر • (لما أسلم عمر أتاني جبريل فقال قد استبشر أهل السماء بإسلام عمر قال المناوي وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بأبي جهل أو بعمر

فأصبح عمر فأسلم فأتى جبريل فذكره (ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لمعالجة ملك الموت) للإنسان عند قبض روحه (أشد) أي أكثر ألماً (من ألف ضربة بالسيف (خط) عن أنس وهو حديث ضعيف • (لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم تغاثون) بغين معجمة ومثلثة (وبهم ترزقون وبهم تمطرون وهم الأبدال (حب) في تاريخه عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن فبهم تسقون) الغيث (وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر) قال النووي تمامه عند مخرجه الطبراني قال سعيد لسنانشك إن الحسن منهم (طس هـ) عن أنس • (لن تزال أمتي على سنتي ما لم ينظروا بفطرهم) من الصوم (طلوع النجوم) فتعجيل الفطر بعد تحقيق غروب الشمس مندوب (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن • (لن يزول قدم شاهد الزور) عن المكان الذي أدّى الشهادة فيه) حتى يوجب الله له النار) قال العلقمي أي استحقها بما ارتكب من فعل الكبيرة وامره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له إذا مات قبل التوبة (هـ) عن ابن عمر ابن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح • (لن تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها نفاقاً عملياً أي يصيرون رؤساً مقدمين (طب) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف • (لن الآخر لأن نزول عيسى عليه الصلاة والسلام لقتل الدجال في زمن المهدى (أبو نعيم) في كتاب (أخبار المهدي عن ابن عباس) بإسناد حسن • (لن يبتلى العبد بشيء أشد من الشرك) بالله (ولن يبتلى بشيء بعد الشكر أشد من ذهاب بصره ولن يبتلى عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر الله له) قال المناوي ذنوبه الصغائر قياساً على النظائر ويحفل العموم (البزار عن بريدة) قال الشيخ حديث حسن • (لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة) أي لم يزل هذا الدين قائماً بسبب مقاتلة هذه الطائفة إلى قرب قيام الساعة (م) عن جابر بن سمرة • (لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين سيفاً منها وسيفاً من عدوها) بدل مما قبله قال العلقمي فمن خصائص هذه الأمة ورحمة الله تعالى بها أن لا يجمع عليها قتال كفار ومسلمين في وقت واحد ولو كانوا في قتال مسلمين ووقع قتال كفار رجع المسلمون عن القتال واجتمعوا على قتال الكفار لتكون كلمة الله هي العليا (د) عن عوف بن مالك بإسناد حسن • (لن يدخل النار رجل) مسلم (شهد بدراً) أي وقعة بدر (و) صلح (الحديبية) لما توجه المصطفى وصحبه إلى زيارة البيت فصدهم المشركون ثم وقع الصلح على أن يدخلها في العام القابل (حم) عن جابر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لن يزال العبد في فسحة في دينه ما لم يشرب الخمر فإذا شربها خرق الله عنه ستره فمهما عمله من المعاصي ظهر وانتشر بين الناس (وكان الشيطان وليه وسمعه وبصره ورجله يسوقه إلى كل شر ويصرفه عن كل خير قال المناوي فإنه إذا

شربها صار عقله مع الشيطان كالأسير في يد كافر (طب) عن قتادة عن ابن عياش بشدة المثناة التحتية وشين معجمة • (لن يشبع المؤمن من خير) أي علم (يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة) أي حتى يموت فيدخل الجنة مع السابقين إن عمل به (ت حب) عن أبي سعيد) الخدري قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم قال المناوي تمامه عند الطبراني من حديث المقدام يعني خمسمائة سنة اهـ وقال الشيخ تقدم إني لأرجو أن يسبقوا به الناس إلى الجنة (دك) عن أبي ثعلبة بإسناد صحيح • (لن يغلب عسر يسر بن أن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) كرره إتباعاً للفظ الآية إشارة إلى أن العسرين في المحلين واحد واليسر الأول غير الثاني لأن النكرة إذا كررت فالثانية غير الأولى والمعرفة الثانية عينها (ك) عن الحسن البصري (مرسلاً) وهو حديث صحيح • (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) لنقصها وعجزها والوالي مأمور بالبروز للقيام بشأن الرعية والمرأة عورة لا تصلح لذلك فلا يصح أن تتولى الإمامة ولا القضاء قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن أبي بكرة قال لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارساً ملكوا ابنة كسرى فقال لن يفلح فذكره قوله لقد نفعني الله في رواية حميد عصمني الله بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله أيام الجمل أي التي كانت بين على وعائشة بالبصرة وسميت بذلك لأن عائشة رضى الله عنها سارت فيها إلى البصرة لقتال علي على جمل اسمه عسكر اشتراه لها يعلى بن أمية من عرينة بمائتي دينار (حم خ ت ن) عن أبي بكرة • (لن يلج النار أحد) من المسلمين (صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) قال العلقمي وتمامه كما في مسلم يعني الفجر والعصر وخصهما لكونهما شاقين فمن واظب عليهما واظب على غيرهما بالأولى (حم م د ن) عن عمارة بن رويبة براء فواو فمثناة تحتية فموحدة مصغراً • (لن يلج الدرجات العلى من تكهن) قال في النهاية الكاهن هو الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعى معرفة الأسرار (أو استقسم) أي طلب القسم الذي قسم له وقدر بما لم يقسم ولم يقدر كانوا إذا أراد أحدهم سفراً أو تزويجاً أو نحو ذلك من المهام ضرب بالأزلام وهي الأقداح وكان على بعضها مكتوب أمرني ربي وعلى الآخر نهاني ربي وعلى الآخر غفل فإن خرج أمرني مضى لشانه وإن خرج نهاني أمسك وإن خرج غفل عاد وضرب بها أخرى إلى أن يخرج الأمر أو النهي (أو رجع من سفر تطييراً) كان أحدهم ينفر الطير فإذا ذهبت ذات اليمين سافر وإلا رجع وكان ذلك يصح معهم تزييناً من الشيطان (طب) عن أبي الدرداء • (لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم بالدعاء عباد الله) أي الزموه يا عباد الله تفلحوا (حم ع طب) عن معاذ قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم) قال العلقمي قال في النهاية يقال اعذر فلان من نفسه إذا أمكن منها يعني أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم فيستوجبون العقوبة ويكون لمن يعذبهم عذر كأنهم قاموا

بعذره ويروى بفتح الياء من عذرت وهو بمعناه (حم د) عن رجل صحابي بإسناد حسن (لوان الدنيا كلها بحذافيرها) بالفاء قال في النهاية الحذافير الجوانب وقيل الأعالي وأحدها حذفار وقيل حذفور (بيد رجل من أمتي ثم قال الحمد لله لكانت الحمد لله أفضل من ذلك كله) لأن الدنيا فانية وثواب ذلك باق (ابن عساكر عن أنس) بن مالك (لوان العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقاً يذنبون) ثم يستغفرون (ثم يغفر لهم وهو الغفور الرحيم) أي لو فرض عدم وجود عاص لخلق الله من يعصيه فيستغفره فيغفر له (ك) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (لو أن الماء) أي المنى (الذي يكون) أي يتكون (منه الولد أهرقته على صخرة) خبر أن أي صببته عليها (لا خرج الله تعالى منها ولداً وليخلقن الله تعالى نفساً هو خالقها) سواء عزل المجامع أم لا قاله حين سئل عن العزل (حم) والضياء المقدسي (عن أنس) بن مالك وإسناده حسن (لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت) فليطلب الرزق برفق (حل) عن جابر قال الشيخ حديث حسن • (لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لا خرج) بالبناء للمفعول (عمله للناس كائناً ما كان) مقصود الحديث التحذير من عمل المعاصي سراً (حم ع حب) عن أبي سعيد الخدري بإسناد حسن صحيح • (لو أن أحدكم إذا نزل منزلاً قال أعوذ بكلمات الله) قال المناوي أي كلمات علم الله وحكمته (التامة) السالمة من النقص والعيب (من شر ما خلق لم يضره) في ذلك المنزل (شيء) حتى يرتحل منه (هـ) عن خولة بنت حكيم) الأنصارية وإسناده حسن (لو أن أحدكم إذا نزل منزلاً قال أعوذ بكلمات الله) قال المناوي أي كلمات علم الله وحكمته (التامة) السالمة من النقص والعيب (من شر ما خلق لم يضره) في ذلك المنزل (شيء) حتى يرتحل منه (هـ) عن خولة بنت حكيم) الأنصارية وإسناده حسن (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي) يجامع (أهله) حليلته من زوجة أو أمة (قال) حين إرادة الجماع (بسم الله اللهم جنبنا الشيطان) أي أبعده عنا (وجنب الشيطان ما رزقتنا من الأولاد فإنه إن قضى) بالبناء للمفعول قدر (بينهما ولد) ذكر أو أنثى (من ذلك) الإتيان (لم يضره الشيطان أبداً) قال العلقمي وفي رواية شيطان بالتنكير واختلفوا في الضرر المنفي فقيل المعنى لم يسلط عليه من أجل بركة التسمية بل يكون من جملة العباد الذين قيل فيهم أن عبادي ليس لك عليهم سلطان وقيل المراد لم يطعن في بطنه وهو بعيد وقيل المراد لم يصدعه وقيل لم يضره في بدنه وقال ابن دقيق العيد يحتمل أن لا يضره في دينه أيضاً وقال الداودي معنى لم يضره أي لم يفتنه في دينه أي إلى الكفر وليس المراد عصمته منه عن المعصية وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما جاء عن مجاهدان الذي يجامع ولا يسمى يلتف الشيطان على أحليله فيجامع معه ولعل هذا أقرب الأجوبة (حم ت ع) عن ابن عباس (لو أن امرأ اطلع عليك) أي على بيتك الذي أنت فيه (بغير إذن) منك له فيه احتراز عمن أطلع بإذن (فحذفته) بحاء مهملة عند بعضهم والجمهور على أنه بخاء معجمة أي رميته (بحصاة) أو نحوها (ففقأت عينه) بقاف فهمزة ساكنة أي شققتها أو اطفأت ضوءها لم

(يكن عليك جناح) أي جرح فلا إثم ولا قصاص ولا دية عند الشافعي (حم ق) عن أبي هريرة • (لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك ولا ذهبت ضوء الشمس والقمر) من جمالها وطيب ريحها (طب) والضيا عن سعيد بن عامر وإسناده حسن • (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن) أي في سفكه ظلماً (لكبهم الله عز وجل) على وجوههم (في النار) قال المناوي وفي رواية أكبهم بالهمز والصواب الأول (ت) عن أبي سعيد) الخدري (وأبي هريرة معاً) • (لو أن بكاء داود) نبي الله حين وقع منه تلك الهفوة (وبكاء) جميع (أهل الأرض يعدل ببكاء آدم) حين عصى ربه (ما عدله) بل ينقص عنه بكثير وكيف لا وقد خرج من جوار الرحمن إلى محاربة الشيطان (ابن عساكر عن بريدة) بالتصغير (لو أن حجراً مثل سبع خلفات) في المقدار قال المناوي جمع خلفة بفتح فكسر الحامل من الإبل اهـ قال العلقمي قال في المصباح وجمعهما مخاض وربما جمعت على لفظها فقيل خلفات (ألقى من شفير جهنم هوى فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها) القصد تهويل أمر جهنم وفظاعتها وبعد قعرها (هناد) في الزهد (عن أنس) بن مالك وإسناده ضعيف (لو أن دلواً من غساق) قال في النهاية الغساق بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صديد أهل النار وغسالتهم وقيل ما يسيل من دموعهم وقيل هو الزمهرير (يهراق) بزيادة الهاء المفتوحة أي يراق (في الدنيا) أي يصب فيها (لانتن أهل الدنيا) فهذا شرابهم إذا استغاثوا من العطش (ت حب ك) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث صحيح • (لو أن رجلاً يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضات الله تعالى لحقره يوم القيامة) لما يحصل له من الثواب العظيم والنعم الذي لا ينقطع (حم تخ طب) عن عتبة بن عبد) قال الشيخ حديث حسن • (لو أن رجلاً في حجرة دراهم يقسمها وآخر يذكر الله كان الذاكر لله أفضل) قال المناوي صريح في تفضيل الذكر على الصدقة بالمال (طس) عن أبي موسى قال الشيخ حديث حسن • (لو أن شرارة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب) لشدته (ابن مردويه) في تفسيره (عن أنس) بن مالك • (لو أن شيئاً) كان (فيه شفاء من الموت لكان في السنا) بالقصر ويمد نبت معروف وأجوده ما يكون بمكة قال العلقمي قال في الهدى شرب مائه مطبوخاً أصلح من شربه مدقوقاً ومقدار الشربة منه إلى ثلاثة دراهم ومن مائة إلى خمسة دراهم وله منافع كثيرة تقدم الكلام عليها في حديث ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام منها أنه إذا طبخ في زيت وشرب نفع من أوجاع الظهر والوركين (حم ت هـ ك) عن أسماء بنت عميس وهو حديث صحيح • (لو أن عبدين تحابا في الله واحد في المشرق وواحد في المغرب لجمع الله) تعالى (بينهما يوم القيامة يقول هذا الذي كنت تحبه فيّ) فيه فضل الحب في الله (هب) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (لو أن قطرة من الزقوم) شجرة

خبيثة كريهة الطعم والريح يكره أهل النار على تناولها (قطرات في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه) فيه التحذير من العمل المودى إلى دخول النار (حم ت ن هـ حب ك) عن ابن عباس قال ت حسن صحيح • (لو أن مقمعاً من حديد أي سوطاً رأسه معوج وحقيقته ما يقمع به أي يكف بعنف (وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان) الإنس والجن قال المناوي سميا به لثقلهما على الأرض (ما أقلوه من الأرض) أي ما رفعوه (ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد كما يضرب أهل النار لتفتت وعاد غباراً) فاعتبروا يا أولى الأبصار (حم ع ك) عن أبي سعيد وهو حديث حسن • (لو أنكم تكونون) على كل حال (على الحالة التي أنتم عليها عندي) من التفكر في مصنوعات الله تعالى (لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم) إجلالاً لكم (ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم) فبادروا بالتوبة عند حصول الذنب قال الشيخ وفي ابن ماجه والصحيحين قلت يا رسول الله ما لنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا وزهدنا في الدنيا وكنا من أهل الآخرة فإذا خرجنا من عندك فأتينا أهلنا وشمنا أولادنا أنكرنا أنفسنا فذكره (حم ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على الحال الذي تكونون عليه) عندي لصافحتكم) الملائكة (بطرق المدينة) قال المناوي وخص الطريق لأنها محل الغفلات وإذا صافحتهم فيها ففي غبرها أولى ونبه بذلك على أن الغفلة تعتريهم في غيبتهم عنه لا في حضورهم عنده (ع) عن أنس بإسناد صحيح • (لو أنكم توكلون) بحذف إحدى التاءين للتخفيف (على الله حق توكله) بأن تعلموا أنه لا فاعل إلا الله وإن كل موجود من خلق ورزق وعطاء ومنع من الله ثم تسعون في الطلب بوجه جميل وتوكل (لرزقكم كما ترزق الطير) قال المناوي بمثناة فوقية مضمومة أوله بضبط المؤلف (تغدو خماصاً) بكسر الخاء المعجمة وآخره صاد مهملة جمع خميص وهو الضامر أي تذهب بكرة وهي جياع (وتروح) ترجع (بطاناً) بكسر الموحدة جمع بطين وهو العظيم البطن أي ترجع عشاء وهي ممتلئة البطون قال العلقمي قال البيهقي في شعب الإيمان ليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب بل فيه ما يدل على طلب الكسب بل فيه ما يدل على طلب الرزق لأن الطير إذا غدت فإنما تغدو لطلب الرزق دائماً أراد والله أعلم لو توكلوا على الله في ذهابهم ومجيئهم وتصرفهم ورأوا أن الخير بيده ومن عنده لم ينصرفوا إلا سالمين غانمين كالطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً لكنهم يعتمدون على قوتهم وجلدهم ويغشون ويكذبون ولا ينصحون وهذا خلاف التوكل اهـ وقال عامر بن عبد الله قرأت ثلاث آيات في كتاب الله تعالى فاستغنيت بهن عما إنا فيه فاستغنيت بقوله سبحانه وتعالى وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله فقلت إن أرادني بضر لم يقدر أحد ينفعني وإن أعطاني لم يقدر أحد أن يمنعني وقوله تعالى فاذكروني أذكركم

فاستغنيت بذكره عن ذكر شيء سواه وقوله سبحانه وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها فوالله ما اهتممت برزقي منذ قرأتها فاسترحت (حم ت هـ ك) عن عمر بن الخطاب وإسناده صحيح • (لو آمن بي عشرة من اليهود) أي من أحبارهم فالمراد عشرة مخصوصة ممن ذكر في سورة المائدة وإلا فقد آمن به أكثر (لا آمن بي اليهود) كلهم وفي رواية لم يبق يهودي إلا أسلم قال العلقمي والذي يظهر أنهم الذين كانوا حينئذ رؤساء في اليهود ومن عداهم كانوا تبعاً لهم فلم يسلم منهم إلا القليل كعبد الله بن سلام وكان من المشهورين بالرياسة (ت) عن أبي هريرة • (لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب الله عليكم) أي لقبل توبتكم (هـ) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانيه علامة الحسن • (لو أذن الله تعالى في التجارة لأهل الجنة لا تجروا في البز) قال العلقمي قال في المصباح البز بالفتح قيل نوع من الثياب وقيل الثياب خاصة من أمتعة البيت وقيل أمتعة التاجر من الثياب ورجل بزاز والحرفة البزازة بالكسر (والعطر) بالكسر الطيب فهما أفضل ما يتجر فيه (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف • (لو أعلم لك فيه خيراً لعلمتك) ولكن ادع بما شئت بجد واجتهاد وأنت موثق بالإجابة (لأن أفضل الدعاء ما خرج من القلب بجد واجتهاد فذلك الذي يسمع ويستجاب وإن قل) قاله لمن سأله عن الاسم الأعظم (الحكيم) في نوادره (عن معاذ) بن جبل • (لو اغتسلتم) أي لو وجب عليكم الغسل (من الذي لكان أشد عليكم من الحيض) لأنه أغلب منه وأكثر وقوعاً ففي عدم وجوب الغسل منه تخفيف (العسكري في الصحابة عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن • (لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي) وسببه أن صبياً دفن فقيل يا رسول الله أيضم القبر مثل هذا فذكره (طب) عن أبي أيوب وإسناده صحيح • (لو أقسمت لبررت) بكسر الراء أي لم أحنث (لا يدخل الجنة قبل سابق أمتي) أي لا يدخلها سابق قبل سابق أمتي قال المناوي أي سابقهم إلى الخيرات فالسابق إلى الخير منهم يدخلها قبل السابق إليه من جميع الأمم (طب) عن عبد الله بن عبد) بالتنوين (الثمالى) بكسر المثلثة قال الشيخ حديث حسن (لو أقسمت لبررت أن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر) أي المؤذنون (وأنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم) أي بكثرة رجائهم وقيل غير ذلك (خط) عن أنس بإسناد ضعيف • (لو أهدى إلى كراع) كغراب قال في الدر والكراع يد الشاة (لقبلت) ولم أرده على المهدي وإن كان حقيراً جبراً لخاطره (ولو دعيت إليه) قال المناوي أي ولو دعاني إنسان إلى ضيافة كراع (لأجبت) ولا احتقر قلته والكراع أيضاً موضع بين الحرمين ويحتمل أن يراد بالثاني الموضع اهـ وفي إرادته بعد (حم ت حب) عن أنس ابن مالك بإسناد صحيح • (لو بغى جبل على جبل) أي تعدى عليه قال في النهاية البغي مجاوزة الحد (لدك) بالبناء للمفعول (الباغي منهما ابن لآل عن أبي هريرة) قال الشيخ

حديث حسن • (لو بنى مسجدي هذا إلى صنعاء) بلدة باليمن مشهورة (كان مسجدي) قال المناوي أي فتضاعف الصلوات في المزيد وبهذا أخذ المحب الطبري وفيه الرد على النووي في قوله تختص المضاعفة بما كان في زمن المصطفى (الزبير بن بكار في) كتاب (أخبار المدينة) النبوية (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن • (لو ترك أحد لأحد) أي لأجله (لترك ابن المقعدين) لهما وسببه عن ابن عمر قال كان بمكة مقعدان لهما ابن شاب فإذا أصبح نقلهما فأتى بهما المسجد فكان يكتسب يومه فإذا كان المساء احتملهما ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه فقيل مات فذكره (هق) عن ابن عمر قال الشيخ حديث ضعيف (لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم) منه (ما أكلت) وفي نسخة ما أكلتم منها (سمينا) فيه تنبيه القلوب الغافلة والنفوس اللاهية بحطام الدنيا (هب) عن أم صبية بضم الصاد المهملة ففتح الموحدة وشد المثناة التحتية الجهنية خولة بنت قيس على الأصح • (لو تعلم المرأة حق الزوج) الذي عليها (لم نقعد) بل تقف (ما حضر غداؤه وعشاؤه) أي مدة دوام أكله (حتى يفرغ منه) لأنه سترها (طب) عن معاذ قال الشيخ حديث حسن • (لو تعلمون قدر رحمة الله) تعالى (لا تكلتم عليها) قال المناوي زاد في رواية أبي الشيخ وما علمتم إلا قليلاً ولو تعلمون قدر غضب الله لظننتم أن لا تنجوا فكونوا راجين خائفين (البزار عن أبي سعيد • (لو تعلمون ما أعلم) من عظمة الله تعالى وانتقامه ممن يعصيه والأهوال التي تقع عند الفزع والموت وفي القبر ويوم القيامة لما ضحكتم أصلاً وهو المعبر عنه بقوله (لضحكتم قليلاً) إذ القليل بمعنى العديم كما يدل عليه السياق (ولبكيتم كثيراً) فالمعنى منع البكاء لامتناع علمكم بالذي أعلم قال العلقمي ولقد جاء لهذا الحديث سبب أخرجه بسند واهي الطبراني عن ابن عمر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فإذا بقوم يحدثون ويضحكون فقال والذي نفسي بيده فذكر الحديث وعن الحسن البصري من علم أن الموت مورده والقيامة موعده والوقوف بين يدي الله تعالى مشهده فحقه أن يطول في الدنيا حزنه (حم ق ت ن هـ) عن أنس قال خطب المصطفى خطبة ما سمعت مثلها قط فذكره • (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً) لغلبة الحزن واستيلاء الخوف (ولما ساغ لكم الطعام ولا الشراب (ك) عن أبي ذر قال الشيخ حديث حسن • (لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ولخرجتم إلى الصعدات) بضمتين جمع صعيد كطريق وزناً ومعنى (تجأرون) بفتح فسكون ترفعون أصواتكم بالاستغاثة (إلى الله تعالى لا تدرون تنجون أو لا تنجون) بالبناء للفاعل وضم الجيم فيهما بين به أنه ينبغي كون الخوف أكثر من الرجاء سيما عند غلبة المعاصي (طب ك هب) عن أبي الدرداء وإسناده صحيح • (لو تعلمون ما أعلم) مما يؤل إليه حالكم (لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً يظهر النفاق وترتفع الأمانة وتقبض الرحمة ويتهم الأمين ويؤتمن غير الأمين ناخ بكم الشرف) بضم الشين المعجمة

وسكون الراء ثم فاء (الجون) أي النوق السود قال وما الشرف الجون (قال الفتن كأمثال الليل المظلم) شبه الفتن في اتصالها وامتدد وقاتها بالنوق المسنمة السود والجون من الألوان يقع على الأسود والأبيض والمراد هنا الأسود الشبيه بالليل المظلم ويروى الشرق بالقاف يعني الفتن التي تأتي من قبل المشرق (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (لو تعلمون ما أدخر لكم) عند الله من النعيم في الجنة (ما حزنتم) بكسر الزاي (على ما زوي عنكم) من الدنيا (حم) عن العرباض بن سارية وإسناده صحيح (لو تعلمون ما لكم عند الله من الثواب لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة) قاله لأهل الصفة لما رأى خصاصتهم وفقرهم (ت) عن فضالة بن عبيد قال الشيخ حديث صحيح • (لو تعلمون من الدنيا ما أعلم) من أنها متعبة (لاستراحت) أي لتركتموها وإذا تركتموها استراحت (أنفسكم بها) لأن الزهد فيها يريح القلب والبدن (هب) عن عروة) بن الزبير (مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن لغيره (لو يعلمون ما في المسألة) أي ما في سؤال الناس شيئاً من أموالهم من الذل وإيذاء المسئول (ما مشي أحد إلى أحد يسأله شيئاً) فيحرم السؤال من غير احتياج (ن) عن عايذ بمثناة تحتية وذال معجمة (ابن عمرو) المزني بإسناد حسن • (لو يعلمون ما في الصف الأول) من الفضل (ما كانت) الخصلة أو الحالة القاطعة للنزاع بينكم (الأقرعة) أي لتنازعتم على الصلاة فيه حتى تقترعوا ويتقدم من خرجت قرعته (م هـ) عن أبي هريرة • (لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت) من الأهوال والشدائد (ما أكلتم طعاماً على شهوة أبداً ولا شربتم شراباً على شهوة أبداً ولا دخلتم بيتاً تستظلون به ولخرجتم إلى الصعدات تلدمون) بفتح فسكون فضم المهملة أي تضربون (صدوركم وتبكون على أنفسكم) فاصل الأمة رحمة للعباد والاسترسال فيه مذموم (ابن عساكر عن أبي الدرداء) قال الشيخ حديث حسن • (لو جاء العسر فدخل هذا الحجر) بتقديم الجيم (لجاء اليسر فدخل عليه فأخرجه) قال الله تعالى إن مع العسر يسرا (ك) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (لو خشع قلب هذا) الرجل الذي يصلى ويعبث في صلاته (خشعت جوارحه) أعضاؤه الظاهرة (الحكيم) في نوادره (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره (لو خفتم الله حق خيفته لعلمتم العلم الذي لا جهل معه) أي لوهبكم الله ذلك من غير اكتساب (ولو عرفتم الله حق معرفته) بمعرفة ما يجب له ويستجل عليه وامتثال أمره ونهيه (لزالت لدعائكم الجبال) يعني من عرف الله حق معرفته صار مجاب الدعاء (الحكيم) الترمذي (عن معاذ) بن جبل قال الشيخ حديث حسن • (لو دعا لك إسرافيل وجبرائيل وميكائيل وحملة العرش وأنا فيهم ما تزوجت إلا المرأة التي كتبت لك) أي قدر الله لك في الأزل أن تتزوج بها وذا قاله لمن قال له ادع لي أن أتزوج فلانة (ابن عساكر عن محمد السعدي) • (لو دعى) بالبناء للمفعول (بهذا الدعاء على شيء بين المشرق والمغرب) أي على حصوله من مسافة بعيدة (في ساعة من يوم

الجمعة لأستجيب لصاحبه) والدعاء (لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام) يقوله ويذكر حاجته (خط) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لو رأيت الأجل ومسيره) لتنبهت وبادرت بالعمل الصالح (وأبغضت الأمل وغروره) لأنه يغرك فتقول سوف أفعل سوف أتوب فينقضي الأجل قبل صلاح العمل (هب) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن • (لو رجمت أحداً بغير بينة لرجمت هذه) قاله لامرأة اشتهر عنها الزنى وشاع ولكن لم تقم البينة عليها بذلك ولا اعترفت فدل على أن الحد لا يجب بالاستفاضة (فر) عن ابن عباس • (لو عاش إبراهيم) يعني ابنه صلى الله عليه وسلم (لكان صديقاً نبياً) قال المناوي قال ابن عبد البر لا أدري ما هذا فقد كان ابن نوح غير نبي ولو لم يلد النبي إلا نبياً كان كل أحد نبياً لأنهم من ولد نوح وأجيب بأن القضية الشرطية لا يلزم منها الوقوع (الباوردي عن أنس) بن مالك (ابن عساكر) في تاريخه (عن جابر) بن عبد الله (وعن ابن عباس وعن ابن أبي أوفى) • (لو عاش إبراهيم ما رق له خال) أي لا عتقت أخواله القبطيين جميعاً إكراماً له (ابن سعد) في طبقاته (عن مكحول مرسلاً) قال الشيخ حديث ضعيف (لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية) قال المناوي يصح بناؤه للفاعل والمفعول (عن كل قبطي) بكسر القاف نسبة إلى القبط وهم نصارى مصر (ابن سعد) في الطبقات (عن) ابن شهاب (الزهرى) بضم الزاي وسكون الهاء (مرسلاً) (لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم) أي ما تفعلون بها من الضرب وتكليفها فوق طاقتها من الحمل والركوب (لغفر لكم كثير) من الذنوب (حم طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن • (لو قضى) بالبناء للمفعول أي لو أراد الله بقضاء شيء في الأزل (كان) قال أنس خدمت المصطفى عشر سنين ما بعثني في حاجة قط ولم تتهيأ فلامني لاثم إلا قال دعوه لو قضى كان (قط) في الإفراد (حل عن أنس) بن مالك • (لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا) بها لما علموه من الخلود فيها (ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون في الجنة عدد كل حصاة لحزنوا ولكن) هذا لا يقال لأنه (جعل لهم الأبد (طب) عن ابن مسعود • (لو كان الإيمان عند الثريا) في رواية لو كان معلقاً بالثريا وفي رواية لو كان الدين معلقاً بالثريا (لتناوله رجال من) أبناء (فارس) أشاربه إلى سلمان الفارسي وحمله بعضهم على الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وأصحابه وقيل أراد بفارس هنا أهل خراسان لأن هذه الصفة لا تجدها في المشرق إلا فيهم (ق ت) عن أبي هريرة (لوكان الحياء رجلاً لكان رجلاً صالحاً) أي لو قدر أن الحياء رجل كان صالحاً فكيف تتركونه (طس خط) عن عائشة قال الشيخ حديث ضعيف • (لو كان الصبر رجلاً لكان رجلاً كريماً ولذا قال الحسن البصري الصبر كنز من كنوز الجنة لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده (حل) عن عائشة وإسناده ضعيف • (لو كان العجب رجلاً كان رجل سوء (طب) عن

عائشة • (لو كان العسر في حجر) بضم الجيم وسكون المهملة لدخل عليه اليسر حتى يخرجه منه قال المناوي وتمامه عند مخرجه ثم قرأ إن مع العسر يسرا وهذا عبارة على أن الفرج يعقب الشدة (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لو كان العلم معلقاً بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس) فيه فضيلة لهم وتنبيه على علو هممهم (حل) عن أبي هريرة الشيرازي في الألقاب عن قيس بن سعد) قال الشيخ حديث صحيح (لو كان الفحش) أي التكلم بالقبيح (خلقاً) بالفتح أي إنساناً أو حيواناً (لكان شر خلق الله) فتجنبوه فإن تجنبه من العبادة (ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (لو كان القرآن في أهاب) أي لو صور وجعل في أهاب أي جلد (ما أكلته النار) أي ما مسته ولا أحرقته فكيف بالمؤمن المواظب على تلاوته والعمل بما فيه قال العلقمي قال في النهاية قيل كان هذا معجزة للقرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كما تكون الآيات في عصور الأنبياء وقيل المعنى من علمه الله القرآن لم تحرقه نار الآخرة فجعل جسم حامل القرآن كالأهاب (طب) عن عقبة بن عامر) الجهني (وعن عصمة بن مالك) قال الشيخ حديث حسن • (لو كان المؤمن في حجر ضب لقيض الله له فيه من يؤذيه) لتكثر أجوره فينبغي أن يقابل ذلك بالرضى والتسليم (ش) عن لم يذكر المؤلف له صحابياً قال الشيخ حديث حسن • (لو كان أسامة) بضم الهمزة مخففاً (جارية) أي أنثى (لسكونه وحليته) بحاء مهملة أي اتخذت له حلياً وألبسته إياه وزينته (حتى أنفقه) بشدة الفاء بضبط المؤلف قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت عثر أسامة بعتبة الباب فشبح في جهة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أميطي عنه الأذى فقتذرته فجعل يمص منه الدم ويمجه عن وجهه ثم قال لو فذكره (حم هـ) عن عائشة) وإسناده حسن • (لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب) فيه إشارة إلى مزيد فضله وإن الله منحه من خصال الأنبياء (حم ت ك) عن عقبة بن عامر) الجهني (طب) عن عصمة بن مالك) وهو حديث حسن • (لو كان جريح الراهب فقيهاً عالماً لعلم أن إجابته دعاء أمه أولى من) إتمام (عبادة ربه) لأنه كان يصلي بصومعته فنادته أمه فلم يقطع صلاته لأجابتها فدعت عليه أن يبتليه الله بالمومسات أي الزانيات فاستجاب الله تعالى دعاءها فوقع له ما وقع حتى تكلم المولود وبرأه الله تعالى وقصته مشهورة (الحسن بن سفيان) في مسنده (والحكيم) في نوادره (وابن قانع) في معجمه (هب) عن حوشب بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة فموحدة ابن يزيد (الفهرى) • (لو كان حسن الخلق رجلاً يمشي في الناس) أي بينهم (لكان رجلاً صالحاً الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عائشة) • لو كان سوء الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجل سوء) بالضم (وأن الله تعالى لم يخلقني فحاشا

أي فاحشاً أي ناطقاً بما يستقبح (الخرائطي في مساوى الأخلاق عن عائشة (لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين أي لو فرض أن شيئاً له قوة وتأثير عظيم سبق القدر لكان العين (حم هـ) عن أسماء بنت عميس • (لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم بالبناء للمفعول أي سئلتم الغسل فاغسلوا أي فأجيبوا إليه بأن يغسل العائن أطرافه وداخل إزاره ثم يصبه على المصاب (ت) عن ابن عباس وإسناده صحيح • (لو كان لابن آدم واد من مال) وفي رواية من ذهب وفي أخرى من فضة وذهب (لابتغى) بغين معجمة طلب (إليه ثانياً ولو كان له واديان لابتغى إليهما ثالثاً) وهلم جرا (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب) هو كناية عن الموت أي لا يشبع من الدنيا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره والمراد بابن آدم الجنس باعتبار طبعه (ويتوب الله على من تاب) أي يقبل التوبة من الحريص كما يقبلها قال العلقمي وفيه إشارة إلى ذم الاستكثار من المال وتمنى ذلك والحرص عليه وإلى أن الذي يترك ذلك يطلق عليه أنه تاب (حم ق ت) عن أنس بن مالك (حم ق) عن ابن عباس (خ) عن ابن الزبير بن العوام (هـ) عن أبي هريرة (حم) عن أبي واقد بالقاف (تخ والبزار عن بريدة تصغير بردة • لو كان لابن آدم واد من نخل لتمنى مثله ثم مثله حتى يتمنى أودية) كثيرة (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب) لا من وفقه الله وزهده في الدنيا (حم حب) عن جابر • (لو كان لي مثل) جبل أحد ذهباً) تميز لمثل أسرني جواب لواي ما سرني (أن لا يمر علىّ ثلاث) لا زائدة أي مرور ثلاث من الليالي والأيام (وعندي منه شيء إلا) أي غير (شيء أرصده) بضم الهمزة وكسر الصاد (الدين) أي أحفظه لا داء دين لأنه مقدم على الصدقة (خ) عن أبي هريرة • (لو كان الميت مسلماً فاعتقتم عنه وتصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغة) أي نفعه ذلك فالميت المسلم ينفعه الدعاء والصدقة بخلاف الكافر (د) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة) مثل لغاية القلة والحقارة (ما سقى كافراً منها شربة ماء) أي فهي لا تعدل فسقاه (ت) والضياء) المقدسي (عن سهل بن سعد) الساعدي قال الشيخ حديث صحيح • (لو كنت آمراً) بمد الهمزة اسم فاعل (أحداً إن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) لأنه ستر لها كما في حديث (ت) عن أبي هريرة (حم) عن معاذ بن) جبل (ك) عن بريدة) قال الشيخ حديث صحيح • (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن) وعلل ذلك بقوله (لما جعل الله لهم عليهن من الحق) والقصد الحث على عدم عصيان الزوج قال العلقمي وسببه عن قيس بن سعد قال أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم فقلت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك قال أرأيت لو مررت بقبري كنت تسجد له قال قلت لا قال فلا تفعلوا لو كنت فذكره وكان من المعلوم

عندهم أن القبر لا يسجد له ولا يصلى له ويدل عليه رواية مسلم عن جندب بن عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس يقول أن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك قوله الحيرة بكسر المهملة وسكون المثناة تحت بعدها راء مفتوحة وهاء تأنيث البلد المشهور بظهر الكوفة قوله لمرزبان لهم بفتح الميم وسكون الراء المهملة وضم الزاي هو الرئيس من الفرس (دك) عن قيس بن سعد • (لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً دون ربي) ارجع إليه في حاجتي واعتمده في مهماتي (لاتخذت أبا بكر) خليلا (ولكن) هو أخي وصاحبي) فأخوة الإسلام وصحبته ثابتة بيني وبينه قال العلقمي قال في الفتح ما ملخصه قد تواردت الأحاديث على نفي الخلة من النبي صلى الله عليه وسلم لأحد من الناس وأما ما روي عن أُبيّ بن كعب قال أن أحدث عهدي بنبيكم قبل موته بخمس دخلت عليه وهو يقول أنه لم يكن نبي إلا وقد اتخذ من أمته خلياً وإن خليل أبو بكر ألا فإن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً أخرجه أبو الحسن الحربي في فوائده فهذا يعارضه ما في رواية جندب عند مسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بخمس إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن ثبت حديث أُبيّ أمكن أن يجمع بينهما بأنه لما برئ من ذلك تواضعاً لربه وإعظاماً له أذن الله له في ذلك لما رأى من تشوّقه إليه إكراماً لأبي بكر بذلك فلا يتنافى الخبران أشار إليه الطبريّ وقد روي من حديث أبي أمامة نحو حديث أبيّ بن كعب دون التقييد بالخمس أخرجه الواحدي في تفسيره والخبران واهيان وخلة الله تعالى للعبد نصرته ومعاونته (حم خ) عن الزبير بن العوام (خ) عن ابن عباس • (لو كنت مؤمراً على أمتي أحداً) قال المناوي يعني أمير جيش بعينه وطائفة معينة لا الخلافة فإنه غير قريشي (من غير مشورة منهم لأمّرت عليهم ابن أم عبد) عبد الله بن مسعود لجودة رأيه وحسن تدبيره (حم د ت هـ ك) عن عليّ) قال الشيخ حديث صحيح • (لو كنت امرأة لغيرت) لون (أظفارك بالحناء) أمرها بالخضاب لتستر بشرتها قال العلقمي وسببه كما في النسائي عن عائشة أن امرأة مدت يدها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فقبض يده فقالت يا رسول الله مددت يدي إليك بكتاب فلم تأخذه فقال إني لم أدر أيد امرأة هي أو يد رجل فقالت بل يد امرأة فقال لو فذكره (حم د) عن عائشة بإسناد حسن • (لو كنتم تغرفون) بغين معجمة (من بطحان) بضم الموحدة وسكون المهملة وحاء مهملة وقيل بفتح فكسر اسم واد بالمدينة يسمى به لسعته والبطحانيون ينسبون إليه (ما زدتم) وزا قاله لمن أتاه يستعينه في مهر فقال كم أصدقتها فقال مائتي درهم فذكره (حم ك) عن أبي حدرد وإسناده صحيح (لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون ليغفر لهم) بعد استغفارهم لما في إيقاع العباد في الذنوب أحياناً من الفوائد التي منها تنكيس المذنب رأسه واعترافه بالعجز وتبرؤه من العجب (حم) عن ابن عباس

• (لو لم تكونوا تذنبون لخفت) قال المناوي في رواية الخشيت (عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب) يحتمل نصبه بدلاً من ما ورفعه خبر مبتدأ محذوف وكرره زيادة في التنفير ومبالغة في التحذير (هب) عن أنس • (لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله تعالى رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً (حم) عن علي (لو لم يبق في من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي) قال العلقمي أي لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي (يواطئ) بهمزة بعد الطاء أي يوافق (اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي) فيقال له محمد بن عبد الله (يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) القسط بالكسر العدل والظلم الجور فالجمع للمبالغة (د) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن • (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله الله حتى يملك رجل من أهل بيتي جبل الديلم) جيل من الناس (والقسطنطينية بضم القاف وسكون المهملة وضم الطاء الأولى وكسر الثانية (هـ) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (لو مرت الصدقة على يدي مائة لكان لهم من الأجر مثل أجر المبتدئ) أي المتصدق (من غير أن ينقص) أي المثل الحاصل لكل واحد منهم (من أجره) أي المبتدئ (شيئاً (خط) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (لو نجا أحد من ضمة القبر) وفي رواية من ضغطة القبر (لنجا منها سعد بن معاذ ولقد ضم) بالبناء للمفعول (ضمة ثم روخي عنه (طب) عن ابن عباس) بإسناد صحيح • (لو نزل موسى) بن عمران أي لو فرض وجوده (فاتبعتموه وتركتموني لضللتم) أي لعدلتم عن الاستقامة لأن الله تعالى جعله خاتم النبيين والمرسلين (أنا حظكم من النبين وأنتم حظي من الأمم (هب) عن عبد الله) بن الحارث • (لو يعطى الناس بدعواهم لادّعى ناس دماء رجال وأموالهم) ولا يتمكن المدّعى عليه من صون ماله ودمه وأما المدّعي فيمكنه صيانتهما بالبينة (ولكن اليمين على المدّعى عليه) إذا لم يكن له بينة بدفع ما ادّعي بعه عليه وفي رواية لو يعطى الناس بدعواهم لادّعى قوم دماء قوم وأموالهم ولكن البينة على المدّعي واليمين على من أنكر قال العلقمي وفي هذاالحديث دلالة لمذهب الشافعي والجمهور من سلف الأمة وخلفها أنّ اليمين تتوجه على كل من ادّعي عليه حق سواء كان بينه وبين المدّعي اختلاط أم لا وقال المالكية لا تتوجه إلى إذا كان بينهما خلطة لئلا تبتذل السفاء أهل الفضل بتحليفهم مراراً في اليوم الواحد فاشترطت الخلطة دفعاً لهذه المفسدة واختلفوا في تفسير الخلطة فقيل هي معرفته بمعاملته ومداينته بشاهد أو شاهدين وقيل تكفي الشهرة وقيل هي أن يليق به أن تعامله بمثلِها ودليل الجمهور هذا الحديث الذي نحن فيه ولا أصل لاشتراطه الخلطة في كتاب ولا سنة ولا إجماع (حم ق هـ) عن ابن عباس • (لو يعلم الذي يشرب وهو قائم) ما يحصل (في بطنه) من الضرر (لاستقاء) أي لتكلف القيء (هق) عن أبي هريرة • (لو يعلم المارّ بين يدي المصلي) أي أمامه بالقرب منه وعبر باليدين لكون أكثر

الشغل يقع بهما (ماذا عليه) قال العلقمي زاد الكشميهني من الإثم وليست هذه الزيادة في شيء من الروايات لغيره لكن في مصنف ابن أبي شيبة يعني من الإثم فيحتمل أن تكون ذكرت في أصل البخاري حاشية فظنها أصلاً لأنه لم يكن حافظاً ولا من أهل العلم بل كان رواية وقد رواها الطبراني في الأحكام للبخاري وأطلق فعيب عليه وعلى صاحب العمدة في إيهامه أنها في الصحيحين وأنكر ابن الصلاح في مشكل الوسيط على من اثبتها في الخبر (لكان أن يقف أربعين خير له) ينصب خيراً على أنه خبر كان وروي بالرفع على أنه اسمها وأن يقف الخبر (من أن يمر بين يديه) يعني أن المار لو علم مقدار الإثم الذي يلحقه من مروره بين يدي المصلي لاختار أن يقف المدة المذكورة حتى لا يلحقه ذلك الإثم ولم يتعرض المناوي لتمييز الأربعين وقال العلقمي وأبدى الكرماني لتخصيص الأربعين بالذكر حكمتين أحداهما كون الأربعة أصلاً لجميع الأعداد فلما أريد التكثير ضربت في عشرة ثانيهما كون كمال أطوار الإنسان بالأربعين كالنطفة والمضغة والعلقة وكذا بلوغه الأشدّ ويحتمل غير ذلك اهـ وفي ابن ماجه وابن حبان من حديث أبي هريرة لكان أن يقف مائة عام خيراً له من الخطوة التي خطاها وهذا مشعر بأن إطلاق الأربعين للمبالغة في معظم الأمر لا لخصوص عدد معين وجنح الطحاوي إلى أن التقييد بالمائة وقع بعد التقييد بالأربعين زيادة في تعظيم الإثم على المارّ وقال شيخنا زكريا ماذا عليه ما استفهامية وهي مبتدأ وذا خبره وهي اسم إشارة موصولة وهو أولى لافتقاره إلى ما بعده والجملة سادة مسد مفعولي يعلم وقد علق عمله بالاستفهام وأبهم الأمر ليدل على الفخامة وجواب لو محذوف أي لو يعلم ذلك لوقف ولو وقف لكان خيراً له فقوله لكان أن يقف أربعين خيراً له جواب لو المحذوفة لا المذكورة (مالك (ق 4) عن أبي جهم) تصغير جهم بن الحارث • (لو يعلم المارّ بين يدي المصلي لأحب أن ينكسر فخذه ولا يمر بين يديه) غذ عقوبة الدنيا وإن عظمت أهون من عقوبة الآخرة وإن صغرت (ش) عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عامل الكوفة لعمر بن عبد العزيز (مرسلاً) قال المناوي وعبد الحميد روي عن التابعين فالحديث معضل لا مرسل • (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة) أي من غير التفات إلى الرحمة (ما طمع في) دخول (الجنة أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة) أي من غير التفات إلى العقوبة (ما قنط من الجنة أحد (ت) عن أبي هريرة • (لو يعلم المؤمن ما يأتيه بعد الموت) من الأهوال والشدائد (ما أكل أكلة ولا شرب شربة إلا وهو يبكي ويضرب على صدره) خوفاً من ذلك (طص) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (لو يعلم الناس) من الوحدة بفتح الواو وتكسر (ما أعلم) من الضرر الديني كفقد الجماعة والدنيوي كفقد المعين (ما سار راكب بليل وحده) قيد بالراكب والليل لأن الخطر بالليل أكثر والتحرز فيه أصعب ولنفور المركوب براكبه من أدنى شيء وربما أوقعه في وهدة قال العلقمي قال ابن المنير السير لمصلحة الحرب أخص من السفر والخبر ورد في السفر

فيؤخذ من حديث جابر وهو ندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير وفي بعض طرقه ما يدل على أن الزبير توجه وحده جواز السفر منفرداً للضرورة والمصلحة (حم خ ت هـ) عن ابن عمر • (لو يعلم الناس) وضع المضارع موضع الماضي ليفيد استمرار العلم (ما في النداء) أي التأذين (والصف الأول) من الفضل وأبهم فيه الفضيلة ليفيد ضرباً من المبالغة وأنه مما لا يدخل تحت الوصف (ثم لو يجدوا) قال العلقمي في رواية لا تجدوا بحذف النون وهو ثابت لغة وإن كان قليلاً فإن قلت ما الموجب لحذف النون قلت جوّز بعضهم حذف النون بدون الناصب والجازم قال ابن مالك حذف نون الرفع في موضع الرفع لمجرد التخفيف ثابت في الكلام الفصيح نثره ونظمه وإن كان قليلاً (إلا أن يستهموا) بالتخفيف (عليه) أي المذكور من الأذان والصف (لاستهموا) والمعنى أنهم لو علموا فضيلة الأذان والصف الأول وعظم جزائهما ثم لا يجدون طريقاً يحصلونهما به لضيق الوقت أو لكونه لا يؤذن للمسجد إلا واحد لاقترعوا في تحصيلهما (ولو يعلمون ما في التهجير) أي التبكير بأي صلاة كانت ولا يعارضه بالنسبة للظهر إلا براد لأنه تأخير قليل (لاستبقوا إليه) أي التهجير (ولو يعلمون ما في العتمة والصبح) أي ما في صلاة العشاء والصبح في جماعة من الثواب (لأتوهما ولو) كان الإتيان (حوباً) بفتح الحاء وسكون الموحدة أي مشياً على الركب واليدين وهذا لا ينافي النهي عن تسمية العشاء عتمة لاحتمال تأخر النهي أو أن راوي هذا رواه بالمعنى بدليل ما في رواية أخرى العشاء والصبح ولم يطلع على النهي أو أنه ذكره لبيان أن النهي لتنزيه مالك (حم ق ن د) عن أبي هريرة • (لو يعلم الناس ما لهم في التأذين) من الثواب (لتضاربوا عليه بالسيوف (حم) عن أبي سعيد الخدري • (لو يعلم أحدكم ما له) من الإثم (في أن يمرّ بين يدي أخيه) في الإسلام (معترضاً في الصلاة لكان أن يقيم) أي يقف ولا يمر بين يديه (مائة عام خير له من الخطوة التي خطاها) تقدم الكلام عليه (حم هـ) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (لو يعلم صاحب المسألة) أي الذي يسأل الناس شيئاً من أموالهم من غير احتياج (ماله فيها) من الذل والهوان والخسران (لم يسأل) أحداً من الخلق (طب) والضباعن عن ابنعباس وإسناده حسن • (لولا أن أشق على أمتي) أي لولا المشقة موجودة (لأمرتهم) أي أمر إيجاب (بالسواك عند كل صلاة) فرضاً أو نفلاً مالك (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة (حم دن) عن زيد بن خالد • (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ولا خرت العشاء إلى ثلث الليل) ليطول معه انتظار الصلاة والإنسان في صلاة ما انتظرها فمن وجد به قوّة على تأخيرها ولم يغلبه النوم ولم يشق على أحد من المقتدين فتأخير العشاء إلى الثلث أفضل عند مالك وأحمد والشافعي في أحد قوليه (ت) والضياء عن زيد بن خالد الجهني) قال الشيخ حديث صحيح • (لولا أن أشق على

أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) فيتأكد السواك للوضوء ولا يجب (مالك والشافعي (هق) عن أبي هريرة (طس) عن عليّ وإسناده حسن • (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل وضوء بسواك) أي أمر إيجاب كما تقدم (حم ن) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة كما فرضت عليهم الوضوء) تمسك بعمومه من لم يكره السواك للصائم بعد الزوال فقالوا أشمل الصائم (ك) عن العباس بن عبد المطلب) قال الشيخ حديث صحيح • (لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء ولأخرت صلاة العشاء الآخرة (إلى نصف الليل) لما مرّ وخضت العشاء بندب التأخير لطول وقتها وتفرغ الناس من الاشتغال (ك هق) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك والطيب عند كل صلاة) ظاهره ولو صلى منفرداً (ص) عن مكحول مرسلاً) قال الشيخ وإسناده صحيح • (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يستاكوا بالأسحار أبو نعيم في كتاب السواك عن ابن عمرو) بن العاص • (لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها كلها) أي امتنع أمري بقتلها لكونها أمة من الأمم فلا آمر بقتلها كلها ولا أرضاه لدلالتها على الصانع وما من خلق إلا وله حكمة وضرب من المصلحة وإذا امتنع استئصالها بالقتل (فاقتلوا منها) أخبثها وأشرها (الأسود البهيم) أي الشديد السواد فإنه أضرها وأعقرها ودعوا ما سواه ليدل على قدرة من سواه ولتنتفعوا به وعن إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل أنهما قالا لا يحل صيد الكلب الأسود (دت) عن عبد الله بن مغفل وإسناده حسن • (لولا أن المساكين يكذبون) في دعواهم الفقاه والحاجة (ما أفلح من ردهم) مع تمكنه من إعطائهم (طب) عن أبي أمامة وإسناده ضعيف • (لولا أن لا تدافنوا) بحذف إحدى التاءين أي لولا خوف ترك التدافن أي أن يترك بعضهم دفن بعض من تلك الأهوال (لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر) قال المناوي لفظ رواية أحمد لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع اهـ وذلك ليزول لفظ عنكم استعظامه واستبعاده وقال العلقمي اعلم أن مذهب أهل السنة إثبات عذاب القبر خلافاً للخوارج ولمعظم المعتزلة وبعض المرجئة فإنهم نفوا ذلك ثم المعذب عند أهل السنة الجسد بعينه أو بعضه بعد إعادة الروح إليه أو إلى جزء منه فإن قيل نحن نشاهد الميت على حاله في قبره فكيف يسأل ويقعد ويضرب بمطارق من حديد ولا يظهر له أثر فالجواب أن ذلك غير ممتنع بل له نظير في العادة وهو النائم فإنه يجد لذة وآلا ما لا نحس نحن بشيء منها وكذا يجد اليقظان لذة وألماً لما يسمعه أو يتفكر فيه ولا يشاهد ذلك جليسه منه وكذا الحاضرون وكل هذا ظاهر جلي (حم م ن) عن أنس بن مالك • (لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون) فيستغفرون (فيغفر لهم) قال المناوي رحمه الله تعالى لم يرد بذلك الاحتقار بمقارفة الذنوب بل إنه كما أحب أن يحسن

إلى المحسن أحب التجاوز عن المسيء والسر فيه إظهار صفة الكرم والحلم (حم م ت) عن أبي أيوب • (لولا المرأة لدخل الرجل الجنة) أي بغير عذاب أو مع السابقين لأنها تحمله على الوقوع في المعاصي • (الثقفي في التثقيفات عن أنس) وهو حديث ضعيف • (لولا النساء لعبد الله حقاً حقا) قالالمناوي لانهن أعظم الشهوات القاطعة عن العبادة ولذلك قدمهن في آية ذكر الشهوات (عد) عن عمر بإسناد ضعيف • (لولا النساء لعبد الله حق عبادته) لما تقدم (فر) عن أنس • (لولا بنو إسرائيل) أولاد يعقوب (لم يخبث الطعام) بخاء معجمة أي لم يتغير (ولم يخنز) بخاء معجمة وكسر النون بعدها زاي لم يتغير ولم ينتن (اللحم) قال العلقمي أصله أن بني إسرائيل ادخلوا لحم السلوى وكانوا نهوا عن ذلك فعوقبوا بذلك حكاه القرطبي وذكره غيره عن قتادة وقال بعضهم معناه لولا أن بني إسرائيل سنوا ادخار اللحم حتى أنتن لادخر فلم ينتن (ولولا حواء) بالهمز ممدوداً امرأة آدم سميت بذلك لأنها أم كل حي (لم تخن أنثى زوجها) لأنها ألجأت آدم عليه السلام إلى الأكل من الشجرة مطاوعة للشيطان وذلك منها خيانة له فنزع العرق في بناتها وليس المراد بالخيانة هنا الزنى قال المناوي ورواية مسلم لم تخن أنثى زوجها الدهر فلفظ الدهر يزيد على البخاري (حم ق) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه • (لولا ضعف الضعيف وسقم السقيم لأخرت صلاة العتمة) أي العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه على ما مرّ (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لولا عباد لله ركع وصبية رضع وبهائم رتع) قال العلقمي قال في المصباح رتعت الماشية رتعاً من باب نفع ورتوعاً رعت كيف شاءت اهـ وقال في النهاية الرتع الاتساع في الخصب وكل مخصب مرتع (لصب عليكم العذاب صباً ثم رص) بضم الراء وشدة الصاد المهملة (رصا) قال العلقمي قال في المصباح رصصت البنيان رصاً من باب قتل ضممت بعضه إلى بعض وقال في النهاية تراصوا في الصفوف أي تلاصقوا حتى لا يكون بينكم فرجة واصلة تراصصوا من رص البناء يرصه رصا إذا ألصق بعضه ببعض فادغم ومنه الحديث لصب عليكم العذاب صباً ثم لرص عليكم رصا (طب هق) عن مسافع قال الشيخ حديث حسن • (لولا مخافة القود يوم القيامة) ظرف للقود لأن المخافة موجودة الآن (لو وجعتك) بكسر الكاف (بهذا السواك) قال المناوي وفي رواية بهذا السوط وسببه أنه كان بيده سواك فدعا وصيفة له أو لام سلمة فأبطأت حتى استبان الغضب في وجهه فخرجت أم سلمة إليها وهي تلعب ببهمة فقالت الا تراك تلعبين ورسول الله صلى الله

عليه وسلم يدعوك فقالت لا والذي بعثك بالحق نبياً ما سمعتك فذكره (طب حل ك) عن أم سلمة قال الشيخ حديث صحيح لغيره • (ليأتين) اللام جواب قسم محذوف (هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق) قال المناوي كذا في نسخ الكتاب والذي رايته في الأصول المحررة يشهد لمن استلمه بحق وعلى من استلمه بغير حق (هـ هب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (ليأتين على قاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى) من هول الحساب (أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط) قال المناوي وفي رواية في تمرة في عمره اهـ ومقصود التحذير من تولية القضاء ما لم يتعين عليه فإن تعين عليه بأن لم يوجد في القطر من يصلح غيره وجب عليه قبوله (حم) عن عائشة وإسناده حسن • (ليأتين على الناس زمان يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب ويُخوَّن فيه الأمين ويؤتمن) فيه (الخؤن) ببنائها للمفعول (ويشهد المرء وإن لم يستشهد ويحلف وإن لم يستحلف ويكون أسعد الناس) خبر مقدم (بالدنيا لكع بن لكع لا يومن بالله ورسوله) قال المناوي اللكع أصله العبد ثم استعمل في الحمق والذم وأكثر ما يقع في الذم وهو اللئم أو الوسخ اهـ وظاهر الحديث أنها الكافر (طب) عن أم سلمة وإسناده حسن • (ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحداً يأخذها منه) لكثرة المال واستغناء الناس أو لكثرة الفتن والهرج وشغل كل أحد بنفسه قال العلقمي والظاهر أن ذلك في زمن كثرة المال وفيضه قرب الساعة كما قال ابن بطال وقال ابن التين إنما يقع ذلك بعد نزول عيسى عليه السلام حين تخرج الأرض بركاتها حتى تشبع الرمانة أهل البيت ولا يبقى في الأرض كافر (ويرى) ببنائه للمفعول (الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به) لقضاء مصالحهن (من قلة الرجال وكثرة النساء) (ق) عن أبي موسى) الأشعري • (ليأتين على الناس زمان لا يبالي الرجل فيه بما أخذ) أي بأي وجه أخذ (المال) وفيه إثبات ألف ما الاستفهامية المجرورة بالحرف وهو قليل وفي نسخة بم أخذ من المال وعليها لا إشكال (أمن حلال) يأخذ (أم من حرام) ووجه الذم من وجهة التسوية بين الأمرين وإلا فأخذ المال من الحلال ليس مذموماً (حم خ) عن أبي هريرة • (ليأتين) اللام جواب قسم محذوف (على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا) الخالص (فإن لم يأكله أصابه من غباره) أي وصل إليه من أثره كأن يكون متوسطاً فيه أو كاتباً أو شاهداً أو معامل المرابي أو نحو ذلك (د هـ ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (ليأتين على أمتي) قال المناوي أي أمة الدعوة فيشمل كل أهل الملل أو أمة الإجابة والمراد الثلاث وسبعون فرقة (ما أتى على بني إسرائيل) أي ما فعلوه من القبائح (حذو) بالنصب على المصدر (النعل بالنعل) أي إتياناً مطابقاً والحذو بحاء محملة وذال معجمة القطع يعني أن أمتي يتبعون آثار من قبلهم مثلاً بمثل كما يقدر

الحذاء طاقة النعل التي يركب عليها طاقات أخرى (حتى أن) أي لو (كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع لك) أي القبح (وأن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفرق أمتي على ثلاث وسبعين ملة) يعني كل واحدة تتدين بغير ما تتدين به الأخرى فسمى ذلك ملة مجازاً (كلهم في النار) أي متعرضون لما يدخلهم النار من الأعمال القبيحة (الأملة واحدة) أي أهل مرة واحدة وهي (ما أنا عليه وأصحابي) فالناجي من اهتدى بهديهم (ت) عن ابن عمرو • (ليؤذن لكم خياركم) أي صلحاؤكم ليؤمن نظرهم للعورات ويحافظوا على التأذين في الأوقات (وليومكم قراؤكم) وكان الأقرأ في زمنه الأفقه (ده) عن ابن عباس • (ليأكل كل رجل) ندبا المراد كل إنسان (من أضحيته) المندوبة والأفضل أن يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويهدي الثلث والأولى أن يقدم في الأكل كبدها على غيره وقال بعضهم الأولى أن يتصدق بجميعها إلا لقيمات يسيرة يتبرك بأكلها أما الواجبة فيحرم إلا كل منها (طب حل) عن أنس وإسناده حسن • (ليأكل أحدكم بيمينه وليشرب بيمينه وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه) ما كان من الأشياء النظيفة مخالفاً للشيطان (فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله ويأخذ بشماله) الأشياء النظيفة والأعمال الشريفة قال المناوي يعني يحمل أولياءه من الأنس على ذلك ليضاد به عباد الله الصالحين (هـ) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليومكم) أي يصلي بكم إماماً (أكثركم قراءة للقرآن (ن) عن عمرو ابن سلمة وإسناده حسن • (ليؤمكم أحسنكم وجهاً فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقاً) بالضم والأحسن خلقاً أولى بالإمامة (عد) عن عائشة وهو حديث ضعيف • (ليؤمن هذا البيت) الحرام (جيش) أي يقصدونه (يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض) قال العلقمي قال النووي وفي رواية ببيداء المدينة قال العلقمي البيداء كل أرض ملساء لا شيء بها وبيداء المدينة الشرف الذي قدام ذي الحليفة إلى جهة مكة (يخسف بأوسطهم وينادى أولهم آخرهم ثم يخسف بهم فلا يبقى منهم إلا الشريد الذي يخبر عنهم) بأنه قد خسف بهم (حم م ن هـ) عن حفصة بنت عمر بن الخطاب • (ليبشر) بفتح اللام وضم المهملة (فقراء المؤمنين) وفي نسخة شرح عليها المناوي فقراء أمتي فإنه قال أي أمة الإجابة (بالفوز) أي بالسبق إلى الجنة (يوم القيامة قبل الأغنياء بمقدار خمسمائة عام) من أعوام الدنيا (هؤلاء) يعني الفقراء (في الجنة ينعمون وهؤلاء) أي الأغنياء في المحشر (يحاسبون) على أموالهم (حل) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن • (ليبعثن الله) تعالى (من مدينة بالشام يقال لها حمص) بكسر فسكون (سبعين ألفاً يوم القيامة لا حساب عليهم ولا عذاب مبعثهم فيما بين الزيتون والحائط في البرث الأحمر منها) بموحدة فراء مثلثة محركاً قال المناوي والبرث كما في القاموس وغيره الأرض السهلة أراد بها أرضاً قريبة من حمص قتل فيها جمامة شهداء وصلحاء (حم طب ك)

عن عمر بن الخطاب • (ليبلغ شاهدكم غائبكم) قال العلقمي أي ليبلغ الحاضر في المجلس الغائب عنه وهو على صيغة الأمر وظاهر الأمر الوجوب فعلم منه أن التبليغ واجب والمراد هنا إما تبليغ حكم هذه الصلاة أو تبليغ الأحكام الشرعية (لا تصلوا بعد الفجر) أي بعد طلوعه (إلا سجدتين) قال العلقمي أي ركعتين بدليل رواية الترمذي بلفظ لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر ثم قال أجمع عليه أهل العلم وكرهوا أن يصلي الرجل بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر واستدل به الإمام أحمد بن حنبل ومن تبعه على كراهة الصلاة بعد طلوع الفجر حتى ترتفع الشمس إلا ركعتي الفجر وفرض الصبح وهو وجه عند الشافعية والأصح عند الشافعية وقول الجمهور أن ابتداء وقت الكراهة من بعد صلاة الفرض يمتد وقت الكراهة بتقديم فعل الفرض ويقصر بالتأخير وذكر ابن تيمية أحاديث النهي الصحيحة وقال هذه النصوص الصحيحة تدل على أن النهي في الفجر لا يتعلق بطلوعه بل بالفعل كالعصر وأوّله كما في أبي داود عن يسار مولى ابن عمر بالتحتية والسين المهملة قال رآني ابن عمر وأنا أصلي بعد طلوع الفجر فقال يا يسار إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج علينا ونحن نصلي هذه الصلاة فقال لي ليبلغ شاهدكم غائبكم فذكره (ده) عن ابن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليبيتن أقوام من أمتي على أكل ولهو ولعب ثم ليصبحن) ممسوخين (قردة وخنازير) فيه وقوع المسخ في هذه الأمة (طب) عن أبي أمامة وإسناده ضعيف • (ليت شعري) قال المناوي ليت شعوري (كيف أمتي) أي كيف حالها (بعدي) أي بعد وفاتي (حين) تتبختر رجالهم وتمرح نساؤهم) قالا لعلقمي قال في المصباح مرح مرحاً فهو مرح مثل فرح فرحاً فهو فرح وزناً ومعنى وهو فرح شديد (وليت شعري) كيف يكون حالهم (حين يصيرون صنفين صنفاً ناصبي نحورهم في سبيل الله وصنفاً عمالاً لغير الله) أي للرياء والسمعة وقصد النميمة (ابن عساكر عن رجل) صحابي (ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة قاله لما نزل في الذهب والفضة ما نزل من الوعيد الشديد فقالوا فأي مال نتخذ فذكره قال العلقمي قال الحافظ بن حجر في نظم هذه الثلاثة ما نصه من خير ما يتخذ الإنسان في • دنياه كيما يستقيم دينه قلباً شكوراً ولساناً ذاكراً • وزوجة صالحة تعينه (حم ت) عن ثوبان قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليتصدّق الرجل من صاع بره وليتصدّق من صاع تمره) أي ليتصدّق الإنسان مما عنده وإن قل (طس) عن أبي جحيفة وإسناده حسن • (ليتق أحدكم وجهه عن النار ولو بشق تمرة) ولا يستحقر ذلك فإن ثوابه عظيم خصوصاً مع نحو طفل قال المناول والاتقاء كناية عن محو الذنوب (حم) عن ابن مسعود وإسناده صحيح • (ليتكلف أحدكم من العمل ما يطيق) المداومة عليه (فإن الله) تعالى (لا يمل) أي لا يقطع عنكم ثوابه (حتى تملوا) أي تنقطعوا عن العبادة (وقاربوا

وسدّدوا) أي اقصدوا بأعمالكم السداد ولا تتعمقوا فإنه لن يشادّ هذا الدين أحداً إلا غلبه (حل) عن عائشة وإسناده حسن • (ليتمنين أقوام) يوم القيامة (ولوا) قال المناوي بضم الواو وشدة اللام (هذا الأمر) يعني الخلافة والإمارة (إنهم خروا) سقطوا على وجوههم (من الثريا) النجم المعروف (وأنهم لم يلوا شيئاً) لما يحل بهم من الخزي والندامةيوم القيامة (حم) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (ليتمنين أقوام لو أكثروا من السيئات) أي الإكثار من فعلها قالوا ومن هم يا رسول الله قال (الذين بدّل الله عز وجل سيئاتهم حسنات) لتوبتهم توبة نصوحاً (ك) عن أبي هريرة وإسناده حسن (ليجيئن) بفتح الهمزة (أقوام يوم القيامة ليست في وجوههم مزعة) بضم الميم وسكون الزاي وفتح العين المهملة قطعة (من لحم قد أخلقوها) يعني يعذبون في وجوههم حتى تسقط لحومها لمشاكلة العقرب في موضع الجناية من الأعضاء لكونهم أذلوا وجوههم بالسؤال وأنهم يبعثون وجوههم كلها عظم بلا لحم والمراد من سأل تكثراً وهو غنيّ لا تحل له الصدقة كما يدل عليه رواية لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يخلق وجهه فلا يكون له عند الله وجه قال ابن أبي جمرة معناه أنه ليس في وجهه من الحسن شيء لأن حسن الوجه بما فيه من اللحم (طب) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (ليحجن) بالبناء للمفعول (هذا البيت وليعتمرن به بعد خروج يأجوج ومأجوج) ولا يلزم من حج الناس بعد خروج يأجوج ومأجوج امتناع الحج في وقت ما عند قرب الساعة فلا تدافع بينه وبين خبر لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت قال العلقمي ويظهر والله أعلم أن المراد بقوله ليحجن هذا البيت أي مكان البيت لما في حدث أن الحبشة إذا خربوه يعمر بعد ذلك (حم خ) عن أبي سعيد الخدري • (ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون الجهنميين) فيه إشارة إلى طول تعذيبهم في جهنم حتى أطلق عليهم هذا الاسم قال العلقمي وفي مسلم فيدعون الله فيذهب عنهم هذا الاسم (ت هـ) عن عمران بن حصين بإسناد حسن وقال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ليخش أحدكم) بالجزم بلام الأمر قال العلقمي قال في المصباح خشي خشية خاف فهو خشيان وامرأة وخشي مثل غضبان وغضبى (أن يؤخذ عند أدنى ذنوبه) أي يستحضر ذلك (في نفسه) فإن محقرات الذنوب قد تكون مهلكة وصاحبها لا يشعر (حل) عن محمد بن النضر الحارثي مرسلاً) • (ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف) شك من الراوي (متماسكين) بنصبه على الحال ورفعه على الصفة قال النووي وهو ما في معظم الأصول (أخذ) بصيغة اسم الفاعل (بعضهم بيد بعض لا يدخل) الجنة (أوّلهم حتى يدخل آخرهم) هو غاية للتمسك المذكور قال العلقمي وهذا ظاهره يستلزم الدور وليس كذلك بل المراد أنهم يدخلون صفاً واحداً فيدخل الجميع دفعة واحدة وفي ذلك إشارة إلى سعة الباب الذي يدخلون منه الجنة (وجوههم على صورة القمر ليلة البدر) ليلة أربعة عشر وفيه أن أنوار أهل الجنة تتفاوت بتفاوت

الدرجات (ق) عن سهل بن سعد) • (ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفاً) قال المناوي المراد بالمعية مجرد دخول الجنة بغير حساب وأن دخلوها في الزمرة الثانية أو الثالثة (حم) عن ثوبان بإسناد حسن • (ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم) قيل هو أويس القرني وقيل هو عثمان (حم م حب ك) عن عبد الله بن أبي الجذعاء) وإسناده صحيح • (ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثيل الحيين ربيعة ومضر إنما أقول ما أقول) بضم الهمزة وفتح القاف وواو مشدودة قال العقلمي أي ما لقنته وعلمته أو ألقي على لساني من جانب أو من وحي حقيقة والثالث عندي أظهر (حم طب) عن أبي أمامة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليدخلن بشفاعة عثمان) بن عفان (سبعون ألفاً كلهم قد استوجبوا النار الجنة بغير حساب) ابن عساكر عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ليدركن الدجال قوماً مثلكم وخيراً منكم) وهم من يكون في زمن المهدي وعيسى عليه الصلاة والسلام (ولن يخزي الله أمة أنا أوّلها وعيسى ابن مريم آخرها الحكيم (ك) عن جبير بن تفير) الحضرمي قال الشيخ حديث حسن (ليذكرن الله عز وجل قم في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم الدرجات العلى) بسبب مداومتهم على الذكر (ع حب) عن أبي سعيد قال الشيخ حديث حسن • (ليردنّ) بشدة النون (عليّ) بشدة الياء (ناس من أصحابي) قال المناوي في رواية أصيحابي (الحوض) الكوثر للشرب منه (حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا) بالبناء للمفعول أي نزعوا أو جذبوا قهراً عليهم (دوني) أي بالقرب مني (فأقول يا رب) هؤلاء (أصيحابي أصيحابي) قال العلقمي بالتصغير وفي رواية الكشميهني أصحابي بغير تصغير والتكرير للتأكيد (فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) هذا دليل لصحة تأويل من تأول أنهم أهل الردة ولهذا قيل فيهم سحقاً سحقاً ولا يقول ذلك من مذنبي الأمة بل يشفع لهم ويهتم لأمرهم وقيل هم أهل الكبائر والبدع وقيل المنافقون (حم ق) عن أنس بن مالك (وعن حذيفة) بن اليماني • (ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع) أي يطلب منه جميع ما يحتاج إليه وإن قل (ت حب) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح • (ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى يسأله الملح) ونحوه من الأشياء التافهة (وحتى يسأله شسعه) أي شسع نعله إذا انقطع (ن ت) عن ثابت البناني مرسلاً قال الشيخ حديث صحيح • (ليستتر أحدكم في الصلاة بالخط بين يديه وبالحجر وبما وجد من شيء) مما هو قدر مؤخرة الرجل كما في حديث آخر ليكمل خشوعه (مع أن المؤمن لا يقطع صلاته شيء) مر بين يديه (ابن عساكر عن أنس) قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ليستحي أحدكم من ملكيه) بفتح اللام أي الحافظين (اللذين معه كما يستحيي من رجلين صالحين من جيرانه وهما معه بالليل والنهار) لا يفارقانه طرفة

عين (هب) عن أبي هريرة • (ليسترجع أحدكم) أي ليقل إنا لله وإنا إليه راجعون (في كل شيء) أساءه (حتى في) انقطاع (شسع نعله فإنها) أي الحادثة التي هي انقطاعه (من المصائب ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف • (ليستغن أحدكم) عن سؤال الناس (بغناء الله) بالفتح والمد أي كفايته (غداء يومه وعشاء ليلته) بالجر على البدل أو بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي ما يكفيه ويكفي من تلزمه مؤنته في كل يوم (ابن المبارك) في الزهد (عن واصل) بن عطاء (مرسلاً) • (ليسلم الراكب على الراجل) أي الماشي (وليسلم الراجل على القاعد وليسم الأقل على الأكثر) فلو عكس جاز وكان خلاف الأفضل (فمن أجاب السلام فهو له) أي فالثواب له عند الله (ومن لم يجب فلا شيء له) من الأجر بل عليه الإثم إن ترك بغير عذر (حم خد) عن عبد الرحمن بن شبل وإسناده حسن • (ليس الأعمى من يعمى بصره إنما الأعمى من تعمى بصيرته) قال تعالى فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الدور (الحكيم هب) عن عبد الله بن جراد وإسناده ضعيف • (ليس الإيمان بالتمني) التشهي أي تشهي الأمر المرغوب فيه وقيل هو من التمني بمعنى القراءة والتلاوة يقال تمنى إذا قرأ (ولا بالتحلي) أي التزين بالقول أو الصفة (ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل) أي تصديق القلب وعمل الجوارح (ابن النجار فر) عن أنس • (ليس البر) بالكسر الإحسان (في حسن اللباس والزي) بالكسر الهيئة وزي المسلم مخالف لزي الكافر (ولكن البر السكينة والوقار) جملة معرفة الطرفين تفيد الحصر لكن المراد الحث على السكون والوقار (فر) عن أبي سعيد • (ليس البيان كثرة الكلام ولكن فصل فيما يحب الله ورسوله) أي قول قاطع يفصل بين الحق والباطل (وليس العي عي اللسان) بكسر العين المهملة أي ليس التعب والعجز عجز اللسان وتعبه وعدم اهتدائه لوجه الكلام (ولكن) العي هي (قلة المعرفة بالحق (فر) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (ليس الجهاد أن يضرب الرجل بسيفه في سبيل الله إنما الجهاد) الأكبر السعي في طلب الكسب الحلال للقيام بأمر النفس والعيال يدل على هذا قوله (من عال والديه وعال ولده) أي أصوله وفروعه المحتاجين (فهو في جهاد) لأن جهاد الكفار ببلدهم فرض كفاية والقيام بنفقة من تلزمه نفقته فرض عين (ومن عال نفسه فكفها عن الناس فهو في جهاد) أفضل من جهاد الكفار لما تقدم (ابن عساكر عن أنس) وإسناده ضعيف • (ليس الخبر كالمعاينة) أي المشاهدة إذ هي تفيد العلم القطعي بخلاف الخبر (طس) عن أنس بن مالك (خط) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (ليس الخبر كالمعاينة إن الله) تعالى (أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا) من اتخاذ العجل وعبادته ألقى الألواح فانكسرت) فليس حال الإنسان عند معاينة الشيء كحاله عند الخبر عنه (حم طس ك) عن ابن عباس وإسناده صحيح • (ليس

الخلف أن يعد الرجل ومن نيته أن يفي) بما وعد به فإن تعذر عليه الوفاء فلا لوم عليه وإن لم يتعذر كره عدم الوفاء (ولكن الخلف أن يعد الرجل ومن نيته أن لا يفي) بما وعد به فعليه الإثم (ع) عن زيد بن أرقم) وإسناده حسن • (ليس الشديد بالصرعة) قال العلقمي بضم الصاد المهملة وفتح الراء الذي يصرع الناس كثيراً بقوته والهاء للمبالغة في الصفة والصرعة بضم الصاد وسكون الراء بالعكس وهو من يصرعه غيره كثيراً ووقع بيان ذلك في حديث ابن مسعود عند مسلم وأوّله ما تعدون الصرعة فيكم قالوا الذي لا يصرعه الرجال قال ابن التين ضبطناه بفتح الراء وقراه بعضهم بسكونها وليس بشيء لأنه عكس المطلوب وضبط أيضاً في بعض الكتب بفتح الصاد وليس بشيء انتهى والظاهر أن الباء في قوله بالصرعة زائدة والصرعة خبر ليس أي ليس الشديد من يصرع الناس كثيراً بقوّته كما تقدم (إنما الشديد الذي) تحمد شدته الذي (يملك نفسه عند الغضب) أي عند ثورانه فيقهر نفسه ويكظم غيظه (حم ق) عن أبي هريرة • (ليس الصيام من الأكل والشرب) وجميع المفطرات (إنما الصيام) الكامل المثاب عليه (من اللغو والرفث) أي الفحش من الكلام وجميع القبائح (فإن سابك أحداً وجهل عليك فقل) بلسانك أو بقلبك وبهما أولى وبعضهم فرق بين رمضان وغيره (إني صائم إني صائم) بقصد كف نفسك عن السب وزجر المن جهل عليك (ك هق) عن أبي هريرة • (ليس الغنى) بكسر أوّله والصر قال العلقمي وقد مدّ في ضرورة الشعر وأما الغناء بالفتح والمد فهو الكفاية وبالكسر والمد ما طرب به من الصوت ناشداً أو منشأ (عن كثرة العرض) بفتح المهملة والراء ثم ضاد معجمة ما ينتفع به من متاع الدنيا وقال ابن فارس العرض بالسكون كل ما كان من المال غير نقد وجمعه عروض وأما بالفتح فما يصيبه الإنسان من حظه في الدنيا قال ابن بطال معنى الحديث ليس حقيقة الغنى كثرة المال لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي فهو يجهد في الازدياد فكأنه فقير من شدة حرصه (ولكن الغنى) أي حقيقه (غنى النفس) وفي رواية غنى القلب فالغنى من استغنى بما أوتي وقنع به ورضي ولم يحرص على الازدياد ولا اللح في الطلب وقال القرطبي معنى الحديث أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس وبيانه أنه إذا استغنت نفسك كفت عن المطامع فعزت وعظمت وحصل لها من الخظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس لحرصه فإنه يورطه في رذائل الأمور فيكثر من يذمه من الناس ويصغر قدره عندهم فيكون أصغر من كل حقيق وأرذل من كل ذليل (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة • (ليس الفجر بالأبيض المستطيل في الأفق) وتسمية العرب ذنب السرحان وبطلوعه لا يدخل وقت صلاة الصبح ولا يحرم الطعام ولا الشراب على الصائم (ولكنه الأحمر) أي الذي تعقبه حمرة بخلاف الأوّل فإنه تعقبه ظلمة (المعترض) أي المنشر ضوءه في نواحي السماء (حم) عن طلق بن

علي وإسناده حسن • (ليس الكذاب) آثماً (بالذي) أي الكذب الذي (يصلح) به (بين الناس) أو الباء زائدة (فينمي) بفتح المثناة التحتية وكسر الميم مخففاً أي يبلغ (خبراً) على وجه الإصلاح (ويقول خبرا) للإصلاح بين متشاجرين أو متباغضين (حم ق دت) عن أم كلثوم بنت عقبة بالقاف ابن أبي معيط (طب) عن شداد بن أوس) الخزرجي • (ليس المؤمن) الكامل الإيمان (الذي لا يأمن جاره بوائقه) قال العلقمي بالموحدة والقاف جمع بائقة وهي الداهية والشيء المهلك والأمر الشديد الذي يوافي بغتة وفي حديث ابن مسعود من خاف زاد أحمد والإسماعيلي والواحدي قالوا ما بوائقه قال شره اهـ قال المناوي وفي حديث الطبراني أن رجلاً شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جاره فقال له أخرج متاعك في الطريق ففعل فصار كل من يمر عليه يقول مالك فيقول جاري يؤذيني فبلغه فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ماذا لقيت من فلان أخرج متاعه فجعل الناس يلعنوني ويسبوني فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى لعنك قبل أن يلعنك الناس (طب) عن طلق بن عليّ وإسناده حسن • (ليس المؤمن) الكامل (بالذي) الظاهر أن الباء زائدة (يشبع وجاره جائع إلى جنبه) لا خلاله بحق الجوار (ك هق) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح • (ليس المؤمن بالطعان) بالتشديد الوقاع في إعراض الناس بنحو ذم أو غيبة (ولا اللعان) قال العلقمي اللعن من الله الطرد والإبعاد ومن الخلق السب والدعاء (ولا الفاحش) هو ذو الفحش في كلامه وأفعاله (ولا البذيء) أي الفاحش في منطقه وإن كان الكلام صدقاً (حم خدت حب ك) عن ابن مسعود وهو حديث حسن • (ليس المسكين) بكسر الميم أي الكامل في المسكنة (الذي يطوف على الناس) يسألهم (فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان) بمثناة فوقية فيهما (ولكن) بالتخفيف (المسكين) بالرفع (الذي لا يجد غنى بالكسر والقصر أي يساراً (يغنيه) قال العلقمي فسر المسكين بما ذكره وفسر بمن يقدر على مال أو كسب يقع موقعاً من حاجته ولا يكفيه وفي الحديث دلالة لمن يقول أن الفقير أسوأ حالاً من المسكين وأن المسكين الذي له شيء لكنه لا يكفيه والفقير الذي لا شيء له ويؤيده قوله تعالى أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فسماهم مساكين مع أن لهم سفينة يعملون فيها وهذا قول الشافعي وجمهور أهل الحديث والفقه وعكس آخرون فقالوا المسكين أسوأ حالاً من الفقير وقال آخرون هما سواء وهذا قول ابن القاسم وأصحاب مالك وقيل الفقير الذي يسأل حكاه ابن بطال وظاهره أيضاً أن المسكين من اتصف بالتعفف وعدم الإلحاف في السؤال لكن قال ابن بطال معناه المسكين الكامل وليس المراد نفي أصل المسكنة عن الطواف بل هي كقوله أتدرون من المفلس الحديث وقوله ليس البر الآية (ولا يفطن له) بضم أوله وفتح ثالثه أي لا يعلم بحاله (فيتصدّق عليه ولا يقوم فيسأل الناس) بنصب يسأل ويتصدّق ومقصود الحديث الحث على الكف

عن السؤال (مالك (حم د ق ن) عن أبي هريرة • (ليس الواصل بالمكافئ) الذي يعطي لغيره نظير ما أعطاه ذلك الغير وقد أخرج عبد الرزاق عن عمر موقوفاً ليس الواصل أن تصل من وصلك ذلك القصاص (ولكن الواصل) أن تصل من قطعك ولكن قال العلقمي قال الطيبي الرواية فيه بالتشديد ويجوز التخفيف أي الواصل الكامل الذي يعتد بوصله (هو الذي إذا انقطعت رحمه وصلها) قال العلقمي في بعض الروايات بالبناء للمجهول وفي أكثرها بفتحتين قال الطيبي المعنى ليست حقيقة الواصل ومن يتعتد بصلته من يكافئ صاحبه بمثل فعله ولكنه من يتفضل على صاحبه وقال شيخنا في شرح الترمذي المراد بالواصل في هذا الحديث الكامل فإن في المكافأة نوع صلة بخلاف من إذا وصله قريبه ولم يكافئه فإن فيه قطعاً بإعراضه من ذلك وأقول لا يلزم من نفى الوصل ثبوت القطع فهم ثلاث درجات مواصل ومكافئ وقاطع بالمواصل من يتفضل ولا يتفضل عليه والمكافئ الذي لا يزيد في الإعطاء على ما يأخذ والقاطع الذي يتفضل عليه ولا يتفضل وكما تقع المكافأة بالصلة من الجانبين كذلك تقع بالمقاطعة من الجانبين فمن بدأ حينئذ فهو الواصل فإن جوزي سمي من جازاه مكافئاً (حم خددت) عن ابن عمرو بن العاص • (ليس أحداً أحب إليه المدح) أي الثناء الجميل (من الله) تعالى أي أنه يحب المدح من عباده أن يثيبهم على مدحهم الذي هو بمعنى الشكر والاعتراف بالعبودية (ولا أحد أكثر معاذير من الله) يعني لا يؤاخذ عبيده بما ارتكبوه حتى يعذر إليهم المرة بعد الأخرى وهذا غاية الإحسان والامتنان (طب) عن الأسود بن سريع قال المناوي بل رواه البخاري قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ليس أحد أفضل عند الله) تعالى (من مؤمن يعمر) بالبناء المفعول (في الإسلام) وذلك (لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله) أي لأجل صدور ذلك منه قال المناوي ولفظ رواية أحمد لتسبيحه وتكبيره وتهليله (حم) عن طلحة بإسناد صحيح • (ليس أحد أحق بالحدّة من حامل القرآن لعزة القرآن في جوفه) عند رؤية ما يخالف الشرع (أبو نصر السنجري) في كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (فر) عن أنس وإسناده ضعيف • (ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات له أو ثلاث أخوات له) قال العلقمي قال في النهاية عال الرجل عياله يعولهم إذا قال بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة وغيرهما وقال الكسائي يقال عال الرجل يعول إذا كثر عياله واللغة الجيدة أعال يعول (فيحسن إليهن) بما تقدم وبالقول الحسن (إلا كن له) أي ثواب قيامه بهن (ستراً من النار) أي وقاية من دخول جهنم (هب) عن عائشة وإسناده حسن • (ليس أحد منكم بأكسب من أحد) ولكن (قد كتب الله المصيبة والأجل وقسم المعيشة والعمل فالناس يجرون) أي يستديمون السعي المتواصل (فيها) أي في هذه الدار (إلى منتهى) أي إلى نهاية (أعمالهم (حل) عن ابن مسعود • (ليس أحد أصبر على أذى يسمعه من الله أنهم ليدعون له لداً ويجعلون له ندّاً) أي شريكاً في

العبادة قال العلقمي اصبر افعل تفضيل من الصبر ومن أسمائه تعالى الصبر ومعناه الذي لا يعاجل المعصية بالعقوبة وهو قريب من معنى الحليم والحليم أبلغ في السلامة من العقوبة والمراد بالأذى أذى رسله وصالحي عباده لاستحالة تعليق أذى المخلوقين به وكونه صفة نقص وهو تعالى منزه عن كل نقص ولا يؤخر النقمة قهراً بل تفضلاً وتكذيب الرسل في نفي الصاحبة والولد عن الله أذى لهم فأضيف الأذى إلى الله تعالى للمبالغة في الإنكار عليهم والاستعظام لمقالتهم ومنه قوله تعالى أن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فإن معناه يؤذون أولياء الله أو أولياء رسوله فأقيم المضاف مقام المضاف إليه (وهو مع ذلك) يحبس عقوبته عنهم و (يعافيهم) أي يدفع عنهم المكاره (ويرزقهم) فهو أصبر على الأذى من الخلق (ق) عن أبي موسى الأشعري • (ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لابدّ له من معاشرته) كزوجة وأصل وفروع وجار وخادم (حتى يجعل الله له من ذلك مخرجاً) فيه الحث على حسن المعاشرة بلين الكلمة وكف الأذى والإحسان بحسب الإمكان (هب) عن أبي فاطمة الأيادي • (ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته لا) من ترك (آخرته لدنياه) ولكن خيركم من سعى في طلب ما يكفيه من الحلال وقام بما عليه من حق ذي الجلال (حتى يصيب منهما جميعاً فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة) لمن وفقه الله فاعملوا لدنياكم وآخرتكم (ولا تكونوا كلا) أي عيالاً وثقلاً (على الناس) فأربح الناس من جعل دنياه مزرعة للآخرة وأخسرهم من شغلته دنياه عن الآخرة (ابن عساكر عن أنس) • (ليس بمؤمن) كامل (من لا يأمن جاره غوائله) قال العلقمي قال في الدار الغائلة صفة لخصلة مهلكة والجمع غوائل (ك) عن أنس • (ليس بمؤمن) مستكمل الإيمان (من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة) قال المناوي تمامه قالوا كيف يا رسول الله قال أن البلاء لا يتبعه إلا الرخاء وكذلك الرخاء لا يتبعه إلا البلاء (طب) عن ابن عباس • (ليس بين العبد والشرك) أي ليس شيء وصلة وبين العبد والشرك (إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك) أي فَعل فِعل أهل الشرك ولا يكفر حقيقة إلا من جحد وجوبها (هـ) عن أنس بإسناد صحيح • (ليس بي رغبة عن أخي موسى) بن عمران أي عما كان يألفه من المسكن فيكفيني (عريش كعريش موسى) وكان من خشبات وسعفات فلا تبوّأ القصور ولا زخرف الدور (طب) عن عبادة بن الصامت بإسناد حسن • (ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن) لأن صاحبه يتحمل أذى الناس ويكف أذاه عن الناس فبذلك ينال أعلى من درجة الصائم القائم (حم) عن ابي الدرداء بإسناد صحيح • (ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين واثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله) لإعلاء كلمته ونصر دينه وقطرة يجوز جرها ورفعها (وأما الاثران فأثر في سبيل الله) هو أعم مما قبله (وأثر في فريضة من فرائض الله) قال المناوي الأثر ما يبقى بعده من عمل يجري عليه أجره

من بعده انتهى ورأيت بهامش نسخة والأثر في الفريضة هو الخطا إلى المساجد (ت) والضياء المقدسي (عن أبي أمامة الباهلي • (ليس شيء أطيع) بالبناء للمفعول (الله) أي أن إطاعة (فيه) عباده (أعجل ثواباً من صلة الرحم) أي الإحسان إلى الأقارب بقول أو فعل (وليس شيء أعجل عقاباً من البغي) أي التعدي على الناس (وقطيعة الرحم) بنحو إساءة أو هجر (واليمين الفاجرة) أي الكاذبة (تدع) أي تترك (الديار بلاقع) بفتح الموحدة واللام وكسر القاف جمع بلقع وهي الأرض الفقراء التي لا شيء فيها يريد أن الحالف كاذباً يفتقر ويذهب ما في بيته من الرزق (هق) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (ليس شيء أكرم) بالنصب خبر ليس (على الله تعالى من الدعاء) لدلالته على اعتراف الداعي بالعجز والافتقار إلى ربه والذل والانكسار (حم خدت ن) عن أبي هريرة وأسانيده صحيحة • (ليس شيء أكرم على الله تعالى من المؤمن) فهو أفضل عنده من جميع المخلوقات (طص) عن ابن عمرو) بن العاص • (ليس شيء خيراً من ألف مثله إلا الإنسان) قال المناوي يشير إلى أنه قد يبلغ بقوّة إيمانه وإيقانه وتكامل أخلاق إسلامه إلى ثبوت في الدين وإقامة بمصالح الإسلام والمسلمين بعلم ينشره أو مال يبذله أو شجاعة يسدّ بها مسدّ ألف (طب) والضياء المقدسي (عن سليمان) الفارسي وإسناده حسن (ليس شيء من الجسد) قال المناوي أي جسد المكلف (إلا وهو يشكو ذرب) أي فحشى (اللسان) قال المناوي وبقية الحديث عند مخرجه على حدته والذرب بالذال المعجمة والراء المفتوحتين (هب) عن أبي بكر الصديق قال الشيخ حديث حسن • (ليس شيء إلا وهو أطوع لله) تعالى (من ابن آدم) قال المناوي لأن طاعته الآدمي من بين الشهوات والوساوس وأما غيره فلم يسلط عليه ذلك فهو أسهل انقياداً (البزار عن بريدة) وإسناده صحيح • (ليس صدقة أعظم أجراً من ماء) أي من سقي الماء للظمآن (هب) عن أبي هريرة • (ليس عدوك الذي إن قتلته كان) أي ثواب قتله (لك نوراً) يسعى بين يديك في القيمة (وإن قتلك دخلت الجنة) ونلت درجة الشهداء (ولكن أعدى عدو لك ولدك الذي خرج من صلبك) لأنه يحمل أباه على تحصيل المال من غري حله وعلى منع الصدقة ونحو ذلك ومقصود الحديث التحرز من الوقوع في ذلك لا ترك النكاح فإنه مستحب يثاب عليه بشرطه (ثم) بعد الولد (أعدى عدو لك مالك الذي ملكت يمينك) فإنه يحمل على الطغيان إلا إذا اتقى الله فأدى حقه واحترز في جمعه من الوقوع في الآثام فجمع بين دنياه وآخرته ولم يكن كلاً على الناس كما تقدم (طب) عن أبي مالك الأشعري • (ليس على الرجل جناح) أي إثم (أن يتزوج بقليل أو كثير من ماله إذا تراضوا) قال المناوي يعني الزوج والزوجة والولي (واشهدوا) على عقد النكاح في أن النكاح ينعقد بأقل متمول وأن يشترط فيه الإشهاد وعليه الشافعي (هق) عن أبي سعيد • (ليس على الماء جنابة) أي لا ينتقل له حكم الجنابة وهو المنع من

استعماله باغتسال الغير منه وقد تقدم سببه في حديث أن الماء لا يجنب (طب) عن ميمونة بإسناد حسن • (ليس على الماء جنابة ولا على الأرض جنابة ولا على الثوب جنابة) قال المناوي أراد أنه لا يصير منها جنباً لملامسة الجنب إياه (قط) عن جابر • (ليس على المختلص قطع) قال العلقمي المختلس هو الذي يعتمد الهرب مع أخذه معاينة اهـ وظاهر كلامهم أنه لا قطع وأن أخذ من الحرز وقول المناوي لأن من شأن القطع الإخراج من الحرز مخالف لذلك (هـ) عن عبد الرحمن بن عوف قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليس على المرأة إحرام) أي تجرد (إلا في وجهها) فلها ولوامة ستر جميع بدنها إلا الوجه فيحرم عليها ستره بملاصق (طب هق) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده حسن • (ليس على المسلم في) عين (عبده ولا في) عين (فرسه صدقة) أي زكاة والمراد غير زكاة الفطر وخرج بالعين القيمة فتجب فيها إذا كان للتجارة وخص المسلم لأن الكافر لا يطالب بها في الدنيا (حم ق ع) عن أبي هريرة • (ليس على المسلم زكاة في كرمه ولا في زرعه إذا كان أقل من خمسة أوسق) فشرط وجوب الزكاة النصاب وهو خمسة أوسق تحديداً (ك هق) عن جابر وإسناده صحيح • (ليس على المعتكف صيام إلا أن يجعله على نفسه) بنحو ندر قال المناوي وذا حجة للشافعي وأحمد على صحة الاعتكاف بدون صيام وبالليل وحده ورد على من شرطه (ك هق) عن ابن عباس وإسناده صحيح • (ليس على المنتهب) هو الذي يعتمد القوة والغلبة ويأخذ عياناً (ولا على المختلس) لأخذه عياناً والسارق يأخذ خفية (ولا على الخائن) في نحو وديعة (قطع) لأنهم ليسوا سراقاً والقطع أنيط في القرآن بالسرقة وكل منهم ليست فعلته سرقة قال الرميل وفرق من حيث المعنى بأن أخذه أي السارق خفية لا يتأتى منعه فشرع القطع زجراً له وهؤلاء يقصدونه عياناً فيمكن منعهم بالسلطان كذا قاله الرافعي وفي كون الخائن يقصد الأخذ عياناً وقفة (حم ع حب) عن جابر قال ت حسن صحيح (ليس على النساء) في النسك (حلق) بل يكره (إنما على النساء التقصير) على سبيل الندب قال العلقمي والمستحب لهن في التصير أن يأخذن من أطراف شعورهن مقدار أنملة من جميع الجوانب فإن حلقن حصل النسك ويقوم مقام الحلق والتقصير إزالة الشعر بنتف وإحراق وغير ذلك من أنواع الإزالة (د) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليس على أبيك كرب بعد اليوم) قال العلقمي وسببه وتمامه كما في البخاري عن أنس قال لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه فقالت فاطمة واكرب أبتاه فذكره) (خ) عن أنس • (ليس على أهل لا إله إلا الله) أي من نطق بها بصدق وإخلاص (وحشة في الموت) أي في ح ال نزوله (ولا في القبور ولا في النشور كأني أنظر إليهم عند الصيحة) أي نفخة إسرافيل النفخة الثانية للقيام من القبور للمحشر (ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) قال المناوي أي الهم من خوف العاقبة ومن أجل المعاش وقلته ومن

وسوسة الشيطان أو خوف الموت أو عام (تنبيه) قال الحكيم الترمذي من قدم على ربه مع الإصرار على الذنوب فليس من أهل لا إله إلا الله إنما هو من أهل قول لا إله إلا الله ولذلك قال تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعلمون وما قال عما كانوا يقولون (طب) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (ليس على الرجل نذر فيما لا يملك) أي لو نذر عتق ما لا يملك لم يلزمه عتقه (ولعن المؤمن كقتله) في الحرمة والإبعاد عن الرحمة (ومن قتل نفسه بشيء) قال المناوي زاد مسلم في الدنيا (عذب به يوم القيامة) زاد مسلم في نار جهنم قال العلقمي هذا من باب مجانسة العقوبات الأخروية للجنايات الدنيوية ويؤخذ منه أن جناية الإنسان على نفسه كجنايته على غيره في الإثم لأن نفسه ليست ملكاً له وإنما هي لله تعالى فلا يتصرف فيها إلا بما أذن له فيه (ومن حلف بملة سوى الإسلام كاذباً) قال المناوي بأن قال إن كنت فعلت كذا فهو يهودي أو برئ من الدين وكان فعله (فهو كما قال) قال المناوي القصد به التهديد والمبالغة في الوعيد لا الحكم بمصيره كافراً اهـ وقال العلقمي قال بعض الشافعية ظاهر الحديث أنه يحكم عليه بالكفر إذا كان كاذباً والتحقيق التفصيل فإن اعتقد تعظيم ما ذكر كفر وأن قصد حقيقة التعليق فينظر فإن كان المراد أن يكونمتصفاً بذلك كفر لأن إرادة الكفر كفر وإن أراد البعد عن ذلك لم يكفر هذا إن تعلقت صورة الحلف بالماضي وكذا إن تعلقت بمستقبل كقوله إن فعلت كذا فهو يهودي أو نصراني لا يكفر عند الإطلاق فإن قصد الرضا بذلك إن فعل كفر حالاً (ومن قذف مؤمناً بكفر) كأن قال له يا كافر (فهو) أي القذف (كقتله) في التحريم أو في التألم ووجه المشابهة أن النسبة إلى الكفر الموجب للقتل كالقتل في أن المنتسب للشيء كفاعله (حم ق 4) عن ثابت بن الضحاك • (ليس على رجل طلاق فيما لا يملك ولا عتاق فيما لا يملك ولا بيع فيما لا يملك) قال العلقمي قال الدميري أجمعوا على أنه إذا خاطب أجنبية بطلاق لا يترتب عليه حكم أو تزوجها واختلفوا فيما إذا علق الطلاق بنكاحها فالذي ذهب إليه الشافعي وجماعة من السلف أن الطلاق لا يقع لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا طلاق فيما لا يملك رواه أحمد والأربعة والحاكم وصحح إسناده وقال البخاري في الباب أنه أصح شيء ورد أي في الباب وروى الدارقطني أن رجلاً أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي عرضت عليّ قرابة لها أتزوجها فقلت هي طالق إن تزوجتها فقال لا بأس فتزوجها وبهذا قال جماعة من الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار وتعلق بالملك كتعليق بالطلاق من غير فرق وقال مالك إن عمم بأن قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق لم يقع وإن خص محصورات أو امرأة معينة وقع وقال أبو حنيفة يقع عمم أو خصص (حم ن) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (ليس على مسلم جزية) أي إذا أسلم ذمي أثناء الحول لم يطالب بحصة الماضي منه

(حم د) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ليس على مقهور) أي مغلوب (يمين) فالمكره على الحلف لا تنعقد يمينه ولا يلزمه كفارة ولا يقع طلاقه (قط) عن أبي أمامة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليس على من استفاد مالاً) يشترط لوجوب الزكاة فيه الحول زكاة حتى يحول عليه الحول) وربح مال التجارة يزكى بحول أصله بشرطه (طب) عن أم سعد قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليس على من نام ساجداً) أو راكعاً أو قائماً في الصلاة أو غيرها (وضوء) قال المناوي أي واجب (حتى يضطجع فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله) قال المناوي وذلك لأن مناط النقض الحدث لا عين النوم وليس مظنة النقض إلا الاضطجاع وبه أخذ الحنفية ومذهب الشافعي النقض بالنوم مطلقاً إلا لقاعد ممكن مقعدته من الأرض (حم 4) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليس على ولد الزنى من وزر أبويه شيء) قال المناوي بقيته لا تزر وازرة وزر أخرى (ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح • (ليس عليكم في غسل ميتكم غسل) أي واجب فيحمل حديث من غسل ميتاً فيغتسل على الندب (ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (ليس عند الله يوم ولا ليلة تعدل الليلة الغراء واليوم الأزهر) ليلة الجمعة ويومها (ابن عساكر عن ابن بكر) الصدّيق (ليس في الإبل العوامل) في نحو حرث وسقي (صدقة) أي زكاة لأنها لا تقتنا للنماء بل للاستعمال ومثل الإبل غيرها من النعم (عد هق) عن ابن عمرو بن العاص • (ليس في الأوقاص) جمع وقص قال المناوي بفتحتين وقد تسكن القاف ما بين الفريضتين من نصب الزكاة (شيء) من الزكاة بل هو عفو (طب) عن معاذ • (ليس في البقر العوامل صدقة) أي زكاة قال العلقمي وذلك بأن يستعمله القدر الذي لو علفها فيه سقطت لزكاة كما نفله البندنيجي عن الشيخ أبي حامد (ولكن) الصدقة في غير لعوامل (في كل ثلاثين تبيع) قال في المصبح التبيع ولد البقرة في السنة الأولى وجمعه أتبعة مثل رغيف وأرغفة والأنثى تبيعة وجمعها أتباع مثل مليحة وملاح سمي تبيعاً لأنه تبيع أمه فهو فعيل بمعنى فاعل اهـ والمراد هنا ماله سنة كاملة ويجزى عه تبيعه وهي أولى للأنوثة (وفي كل أربعين مسن أو مسنة) وتسمى تثنية وهي ما لها سنتان كاملتان وسميت مسنة لتكامل أسنانها (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليبس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء) قال المناوي وأما المسميات فبينها من التفاوت ما لا يعلمه البشر اهـ أي ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء (الضياء) المقدسي (عن ابن عباس • (ليس في الحلي زكاة) قال العلقمي أي الحلي المباح المتخذ للاستعمال فلو اتخذه للكنز وجبت فيه الزكاة لأنه صرفه عن الاستعمال فصار مستغنى عنه كالدراهم المضروبة ويشترط أن لا يكون فيه إسراف فلو اتخذت المرأة خلخالاً وزنه مائتا مثقال وجبت فيه الزكاة لأن المقتضى لإباحة الحلي من المرأة

هو التزين للرجال المحرك للشهوة الداعي لكثرة النسل ولا زينة في مثل ذلك بل تنفر منه النفس لاستبشاعه فمتى وجد فيه سرف وجبت الزكاة وإن لم يحرم لبسه لأن ما أبيح أصله لا يمنع من إباحته قليل السرف بدليل القليل في النفقة والزيادة على الشبع ما لم ينته إلى الإضرار بالبدن ولأن السرف وإن لم يحرم يكره والحلي المكروه تجب فيه الزكاة وظاهران الطفل في ذلك كله كالمرأة (قط) عن جابر • (ليس في الخضروات زكاة) قال المناوي هي الفواكه كتفاح وكمثرى وقيل البقول (قط) عن أنس بن مالك (وعن طلحة) بن معاذ (ت) عن معاذ بن جبل • (ليس في الخيل والرقيق زكاة) أي زكاة عين (إلا زكاة الفطر في الرقيق) فإنها تجب على سيده وخرج بالعين التجارة كما تقدم (د) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ليس في الصوم رياء) بمثناة تحتية لأنه سر بين الله تعالى وعبده لا يطلع عليه إلا هو (هناد) في الزهد (هب) عن ابن شهاب الزهري (مرسلاً ابن عساكر عن أنس) بن مالك • (ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر) تقدم الكلام عليه (م) عن أبي هريرة • (ليس في القطرة ولا القطرتين من الدم) الخارج من أي مكان من البدن غير السبيلين (وضوء) واجب (حتى يكون دماً سائلاً) قالالمناوي وبه أخذ الحنابلة وقال الحنفية تنقض القطرة الواحدة وصرفوا الحديث عن ظاهره ومذهب الشافعية أنه لا وضوء إلا بالخارج من السبيلين (قط) عن أبي هريرة • (ليس في المال) المعهود ذهنا وليس المراد جميع أفراده (زكاة حتى يحول عليه الحول (قط) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليس في المال حق سوى الزكاة) قال المناوي رحمه الله أي ليس فيه حق سواها بطريق الأصالة وقد يعرض ما يوجبه كوجوب مضطر فلا تدافع بينه وبين خبر أن المال حقاً سوى الزكاة (هـ) عن فاطمة بنت قيس قال العلقمي قال الدميري قال النووي هو ضعيف جداً • (ليس في المأمومة) وهي الشجة التي تبلغ خريطة الدماغ وكذا غيرها من جراحات الوجه والرأس ما عدا الموضحة (قود) أي قصاص لعدم انضباطها بل فيها ثلث الدية (هق) عن طلحة بن عبيد الله • (ليس في النوم تفريط) أي تقصير (غنما التفريط في اليقظة) خبر أول أي كائن في اليقظة (أن تؤخر) بالبناء للمفعول (صلاة حتى يدخل وقت صلاة أخرى) عمد فلا إثم على النائم والناسي بلا تقصير وهذا في غير صلاة الصبح فوقتها إلى طلوع الشمس (حم حب) عن أبي قتادة • (ليس في صلاة الخوف سهو (طب) عن ابن مسعود خيثمة في جزئه عن ابن عمر) بن الخطاب • (ليس فيما دون خمسة أوسق) بفتح الهمزة وضم السين جمع وسق قال العلقمي وفيه لغتان فتح الواو وهو المشهور وكسرها وأصله في اللغة الحمل والمراد بالوسق ستون صاعاً كل صاع خمسة أرطال وثلث بالبغدادي ورطل بغداد مائة درهم وثمانية وعشرون درهماً وأربعة أسباع درهم وهل التقدير بالأرطال تقريب أو تحديد وجهان أصحهما تقريب فإذا نقص ذلك يسيراً

وجبت الزكاة (من التمر) بالمثناة الفوقية ونحوه مما يقتات اختياراً (صدقة) أي زكاة (وليس فيما دون خمس ذود) بفتح المعجمة وآخره مهملة قال العلقمي الرواية المشهورة خمس ذود بإضافة خمس إلى زود وروي بتنوين خمس ويكون ذود بدلاً منه والمعروف الأول قال أهل اللغة الذود من الثلاثة إلى العشرة لا واحد له من لفظة إنما يقال في الواحد بعير قالوا وقولهم خمس ذود كقولهم خمسة أبعرة قال سيبويه تقول ثلاث ذود لأن الذود مؤنث (من الإبل صدقة) أي زكاة فإذا بلغت خمساً ففيها شاة (وليس فيما دون خمس أواق) قال المناوي جمع أوقية كأضاحي جمع أضحية وقال العلقمي في رواية أواقي بثبوت الياء وفي رواية أواق بحذف الياء وكلاهما صحيح قال أهل اللغة ألاوقية بضم الهمزةوتشديد الياء وجمعها أواق بحذفها وأواقي بتشديد الياء وتخفيفها وأجمع أهل الحديث والفقهاء وأئمة اللغة على أن الأوقية الشرعية أربعون درهماً وهي أوقية الحجاز (من الورق) بكسر الراء وسكونها الفضة (صدقة مالك والشافعي (حم ق 4) عن أبي سعيد الخدري • (ليس في مال المكاتب زكاة حتى يعتق) لأن ملكه غير تام إذ ليس له أن يتصرف بغير إذن سيده (قط) عن جابر • (ليس في مال المستفيد) قال المناوي أي المتجر (زكاة حتى يحول عليه الحول) لكن الريح يزكى بحول أصله كما تقدم (هق) عن ابن عمر بن الخطاب قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليس للحامل المتوفى عنها) بفتح الفاء (زوجها نفقته) وبه قال الشافعي قال شيخ الإسلام زكريا لأنها بانت بالوفاة والقريب تسقط نفقته بها ونفقتها إنما وجبت للحمل إنما لم تسقط فيما لو توفي بعد بينوتها لأنها وجبت قبل الوفاة فاعتبر بقاؤها في الدوام لأنه أقوى من الابتداء (قط) عن جابر بن عبد الله • (ليس للدين) بفتح الدال (دواء إلا القضاء) أي آداؤه لصاحبه (والوفاء بجميعه والحمد) أي الثناء على رب الدين (خط) عن ابن عمر • (ليس للفاسق) المتجاهر (غيبة) فيما تجاهر به (طب) عن معاوية بن حيده • (ليس للقاتل من الميراث شيء) قال المناوي لأنه لو ورث لقتل بعض الأشرار مورثه (هق) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (ليس للقاتل شيء) من تركه المقتول (وإن لم يكن له وارث) خاص (فوارثه أقرب الناس إليه) قال المناوي أي من ذوي الأرحام وظاهر الحديث أن ذوي الأرحام تقدّم على بيت المال وهو مذهب الحنفية (ولا يرث القاتل) ولو بحق من المقتول (شيئاً) والظاهران التكرير لمزيد التأكيد (د) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (ليس للمرأة أن تنتهك شيئاً من مالها إلا بإذن زوجها) قال المناوي تمامه عند مخرجه الطبراني إذا ملك عصمتها أو بهذا قال مالك وخالف الشافعي (طب) عن وائلة بن الأسقع • (ليس للمرأة أن تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم) بسكون الحاء أي يحرم عليه نكاحها وفي نسخة ذو رحم براء بدل الميم (هق) عن ابن عمر الخطاب (ليس للنساء في الجنازة نصيب) مع وجود

الرجال فإن فقد الرجال وجب عليهن التجهيز (طب) عن ابن عباس • (ليس للنساء نصيب في الخروج) من بيوتهن (إلا مضطرة ليس لها خادم إلا في العيدين الأضحى والفطر وليس لهن نصيب في الطرق إلا الحواشي) أي جوانب الطريق دون وسطه والمقصود الحث على انعزالهن عن الرجال فلو كان الطريق خالياً فلا حرج (طب) عن ابن عمر • (ليس للنساء وسط الطريق) لما يخشى من مخالطتهن للرجال من الفتنة عليهن أو بهن (هب) عن ابن عمرو بن حماس قال الشيخ بشدّة الميم (د) عن أبي هريرة • (ليس للنساء سلام) على الرجال الأجانب بل يحرم عليهن السلام والرد عليهم (ولا عليهن سلام) من الرجال إلا جانب بل يكره سلمهم وردّهم عليهن (حل) عن عطاء الخراساني مرسلاً (ليس للولي مع الثيب أمر) ظاهره أنها تروج نفسها وحمله الشافعي على إجبارها على النكاح جمعاً بين الأحاديث (واليتيمة) قال المناوي يعني البكر البالغ كما فسره خبر الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأمر الخ (تستأمر وصمتها إقرارها) أي وسكوتها قائم مقام إذنها (دن) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (ليس لابن آدم حق فيما سوى هذا الخصال) قال المناوي أراد بالحق ما يستحقه الإنسان لافتقاره إليه وتوقف عيشه عليه (بيت يسكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبر) بكسر الجيم وسكون اللام أي كسرة خبز قال في النهاية الجلف الخبز وحده لا أدم معه وقيل الخبز الغليظ اليابس ويروى بفتح اللام جمع جلفة وهي الكسرة من الخبز وقال الهروى الجلف هاهنا الظرف يريد ما يتركب فيه الخبز فتلخص أنه يروى بسكون اللام وفتحها وما قاله الهروى بسكون اللام وهو الوعاء الذي يتركب فيه الخبز (والماء أي شربة ماء (ت ك) عن عثمان بن عفان وإسناده صحيح • (ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح) قال تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم فلا ينبغي لأحد احتقار أحد فقد يكون المحتقر أطهر قلباً وأزكى عملاً (حسب الرجل أن يكون فاحشاً بذياً بخيلاً جباناً) أي يكفيه من الشر والحرمان من الخير كونه متصفاً بذلك (هب) عن عقبة ابن عامر قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ليس لقاتل ميراث) لما تقدم قال الرافعي يمكن أن يرث المقتول من القاتل بأن جرح مورثه ثم مات قبل أن يموت المجروح بتلك الجراحة (هـ) عن رجل صحابي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليس لقاتل وصية) فلا تصح ومحله إذا أوصى لمن يقتله أو يقتل غيره لأنها معصية أما لو أوصى لمن يرتد أو يحارب لما مر (هق) عن علي • (ليس ليوم فضل على يوم في العبادة إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء) فله فضل على غيره من النفل إلا ما خص بدليل (طب هب) عن ابن عباس • (ليس لي أن أدخل بيتاً مزوقاً) أي مزيناً منقوشاً قال المناوي سببه أن رجلاً ضاف علياً فصنع له طعاماً فقالت فاطمة لو دعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل معنا فجاء فرفع يديه عن عضادتي الباب فرأى القرام قد ضرب في ناحية البيت فرجع فذكره (حم طب) عن

سفينة مولى المصطفى وإسناده حسن • (ليس من البر) بالكسر أي ليس من العبادة (الصيام في السفر) أي الصيام الذي يؤدي إلى إجهاد النفس وإضرارها بقرينة الحال ودلالة السياق فإنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً ظلل عليه فقال ما هذا قالوا صائم فذكره قال العلقمي يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بذلك لمن هذه لغته أو تكون هذه لغة الراوي التي لا ينطبق بغيرها لا أن النبي صلى الله عليه وسلم أبدل اللام ميماً قال الأزهري والوجه أن لا تثبت الألف في الكتابة لأنها ميم جعلت كالألف واللام فظاهر كلامه أن النسخة التي شرح عليها ليس من امبر امصيام في امسفر (حم ق د ن) عن جابر بن عبد الله (عن ابن عمر) بن الخطاب قال المؤلف متواتر • (ليس من الجنة في الأرض شيء إلا ثلاثة أشياء غرس العجوة والحجر) الأسود (وآواق) جمع أوقية (تنزل في الغرات كل يوم بركة من الجنة) قال المناوي ولم يرد نظير ذلك في غيره من الأنهار (خط) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (ليس من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة، فأكد الجماعات بعد الجمعة الجماعة في صبحها ثم صبح غيرها ثم العشاء ثم العصر ثم الظهر ثم المغرب وأفضل الصلوات العصر ثم الصبح ثم العشاء ثم الظهر ثم المغرب (وما أحسب من شهدها منكم إلا مغفوراً له) قال المناوي أي الصغائر على قياس نظائره (الحكيم (طب) عن أبي عبيدة بن الجراح وإسناده حسن • (ليس من المروة) بضم الميم (الربح على الإخوان) قال المناوي في الدين والمراد من بينك وبينه صداقة منهم فينبغي للتاجر ونحوه إذا اشترى منه صديقه شيئاً أن يعطيه برأس ماله فإنه من مكارم الأخلاق اهـ وقال العلقمي المروة آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات (ابن عساكر عن ابن عمرو) بن العاص وهو حديث منكر • (ليس من أخلاق المؤمن التملق) قال المناوي أي الزيادة في التودد فوق ما ينبغي ليتسخرج من الإنسان مراده (ولا الحسد إلا في طلب العلم) قال المناوي فينبغي للمتعلم التملق لينصحه في تعليمه وينبغي له إذاراى من فضل عليه في العلم أن يوبخ نفسه ويحملها على الجدّ في الطلب ليصير مثله (هب) عن معاذ بن جبل • (ليس من رجل) بزيادة من (ادّعى) بالتشديد أي انتسب (لغير أبيه) واتخذه أباً (وهو يعلمه) أي يعلم أنه غير أبيه (إلا كفر) قال العلقمي في رواية إلا كفر بالله وعليها فالمراد من استحل ذلك مع علمه بالتحريم وعلى عدمها فالمراد كفر النعمة إذ ظاهر اللفظ غير مراد وإنما أورد على سبيل التغليظ لزجر فاعل ذلك كما يقول الرجل لابنه لست مني أو المراد بإطلاق الكفران فاعله فعل فعلاً شبيهاً بفعل أهل الكفر (ومن ادّعى ما ليس له فليس منا) قال العلقمي قال النووي قال العلماء ليس على هدينا وجميل طريقتنا (وليتبوأ مقعده من النار) قال العلمي أي ليتخذ منزلاً من النار وهو إما دعاء وإما خبر بمعنى الأمر ومعناه هذا جزاؤه أن جوزي وقد يعفي عنه وقد يتوب فيسقط عنه (ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله

وليس كذلك إلا حار عليه) بحاء وراء مهملتين أي رجع ذلك القول على القائل قال المناوي فإذا قال المسلم يا كافر بلا تأويل كفر فإن أراد كفر النعمة فلا (ولا يرمي رجل رجلاً بالفسق ولا يرميه بالكفر إلى ارتدت) أي رجعت (عليه) تلك الكلمة التي رماه بها (إن لم يكن صاحبه كذلك) قال العلقمي وهذا يقتضي أن من قال لآخر أنت فاسق أو قال له أنت كافر فإن كان ليس كما قال كان هو المستحق للوصف المذكور وأنه إذا كان كما قال لم يرجع عليه شيء لكونه صدق فيما قال ولا يلزم من كونه لا يصير بذلك فاسقاً ولا كافراً أن لا يكون آثماً في صورة قوله له أنت فاسق بل في هذه الصورة تفصيل أن قصد نصحه أو نصح غيره ببيان حاله جاز وإن قصد تعييره وشهرته بذلك ومحض أذاه لم يجزلانه مأمور بالستر عليه وتعليمه وموعظته بالحسنى فمهما أمكنه ذلك بالرفق لا يجوز له أن يقوله بالعنف لأنه قد يكون سبباً لإغرائه وإصراره على ذلك الفعل كما في طبع كثير الانتفاء من النسب المعروف والادعاء إلى غيره وفيه جواز إطلاق الكفر على المعاصي لقصد الزجر (حم ق) عن أبي ذر • (ليس من عبد يقول لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ولم يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد عليه) قال المناوي وفائدة لا إله إلا الله لا تحصى منها حصول الهيبة للمداوم عليها (طب) عن ابي الدرداء • (ليس من عمل يوم إلا وهو يختم عليه فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة يا ربنا عبدك فلان قد حسته) أي منعته من عمل الطاعة بالمرض (فيقول الرب اختموا له على مثل عمله حتى يبرأ) من مرضه (أو يموت) وهذا في مرض ليس سببه معصية كان مرض من كثرة شرب الخمر (حم طب ك) عن عقبة بالقاف بن عامر قال ك صحيح وردّه الذهبي مناوى • (ليس من غريم يرجع من عند غريمه راضياً) عنه (إلا صلت عليه دواب الأرض) أي دعت له بالمغفرة (ونون البحار) أي حيتانها (ولا) من (غريم يلوي غريمه) أي يمطله بحقه (وهو يقدر) على وفائه (إلا كتب الله) تعالى (عليه) أي قدر أو أمر الملائكة أن تكتب (في كل يوم وليلة إثماً) حتى يوفيه حقه (هب) عن خولة بنت قيس (امرأة حمزة) بن عبد المطلب • (ليس من ليلة إلا والبحر) أي الملح (يشرف فيها) أي يطلع (ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن ينفضخ) بالخاء المعجمة أي ينفتح ويتسع (عليكم فيكفه الله) تعالى عنكم فاشكروا هذه النعمة (حم) عن عمر بن الخطاب • (ليس منا) أي من أهل سنتنا (من انتهت) أي أخذ مال الغير قهراً جهراً (أو سلب) إنساناً معصوماً ثيابه (أو أشار بالسلب (طب ك) عن ابن عباس • (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء) أي ليس منا نساء تشبهن بالرجال (ولا من تشبه بالنساء من الرجال) أي وليس منا رجال تشبهوا بالنساء قال المناوي أي لا يفعل ذلك من هو من أشياعنا المقتفين لآثارنا (حم) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد حسن

• (ليس منا من تشبه بغيرنا) فيما سيأتي (لا تشبهوا) بحذف إحدى التائين تخفيفاً (باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالأكف) قال المناوي فيكره تنزيهاً الإشارة بالسلام كما صرح به النووي لهذا الحديث اهـ وقال الرملي في شرح الزيد والإشارة به بلا لفظ خلاف الأولى ولا يجب لها ردّ والجمع بينها وبين اللفظ أفضل (ت) عن ابن عمرو بن العاص قال ت إسناد ضعيف • (ليس منا من تطير ولا من تطير له) بالبناء للمفعول (أو تكهن أو تكهن له أو سخر أو سخر له) لأن ذلك من فعل الجاهلية (طب) عن عمران بن حصين • (ليس منا من حلف بالأمانة) قال المناوي فإنه من ديدن أهل الكتاب ولعله كما قال البيضاوي أراد به الوعيد عليه فإنه حلف بغير الله ولا يتعلق به كفارة (ومن خبب) بمعجمة وموحدتين أي خدع وأفسد (على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منا) فهو من الكبائر (حم حب ك) عن بريدة وهو حديث صحيح • (ليس منا من خبب امرأة على زوجها) أي أفسدها عليها (أو أفسد عبداً على سيده (دك) عن أبي هريرة • (ليسس منا من خصى) أي سل خصية غيره (أو اختصى) سل خصية نفسه أي ليس فاعل ذلك ممن يهتدي بهدينا فإنه في الآدمي حرام شديد التحريم (ولكن) إذا أردت تسكين شهوة الجماع (صم) أي أكثر الصوم ووفر شعر جسدك) المراد شعر عانتك فإن ذلك يضعف الشهوة قال المناوي قاله لعثمان بن مظعون لما قال له إني رجل شبق فأذن لي في الاختصا (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (ليس منا من دعى إلى عصبية) قال المناوي أي من يدعو الناس إلى الاجتماع إلى عصبية وهي معاونة الظلم انتهى وقال في النهاية العصبى هو الذي يغضب لعصبته يحامي عنهم فالعصبى من يعين قومه على الظلم والعصبة الأقارب من جهة الأب والتعصيب المحاماة والمدافعة (وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية) أي على هذه الحالة ولم يتب منها (د) عن جبير بن مطعم قال الشيخ حديث صحيح • (ليس منا من سلق) بالقاف أي رفع صوته في المصيبة بالبكاء والنوح (ولا من حلق) شعره في المصيبة (ولا من خرق) صوبه جزعاً (ن) عن أبي موسى الأشعري وإسناده صحيح • (ليس منا من عمل بسنة غيرنا) كمن عدل عن السنة المحمدية إلى ت رهب أهل الديور (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (ليس منا من غش) الغش ضد النصح قال في المصباح غشه غشاً من باب قتل والاسم غش بالكسر أي لا ينصحه وزين له غير المصلحة (حم ده ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (ليس منا من غش مسلماً أو ضره) الضر ضد النفع (أو ما كره) أي خادعه (الرافعي) شيخ الشافعية (عن علي) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ليس منا من لطم الخدود) عند المصيبة أي ليس من أهل سنتنا وطريقنا وليس المراد به إخراجه من الدين ولكن فائدة إفراده بهذا اللفظ المبالغة في الردع عن الوقوع في مثل ذلك كما يقول الرجل لولده عند معاتبته ليست منك ولست

منى أي ما أنت على طريقتي وقيل المعنى ليس على ديننا الكامل وكان السبب في ذلك ما تضمنه ذلك من عدم الرضا بالقضاء وخص الخد بذلك لكونه الغالب في ذلك وإلا فضرب بقية البدن داخل في ذلك (وشق الجيوب) جمع جيب من جابه أي قطعة قال تعالى وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وهو ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس للبسه وجمع الخدود والجيوب وإن لم يكن للإنسان الأخدان وجيب واحد باعتبار إرادة الجمع للتغليظ (ودعا بدعوى الجاهلية) وهي زمن الفترة قبل الإسلام أي نادى بمثل ندائهم نحو واكهفاه واجيلاه واسنداه (حم ق ت ن هـ) عن ابن مسعود • (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) أي لم يحسّن صوته به (خ) عن أبي هريرة (حم د حب ك) عن سعد بن أبي وقاص (د) عن أبي لبابة بن عبد المنذر واسمه بشير (ك) عن ابن عباس وعن عائشة • (ليس منا من لم يرحم صغيرنا) قال العلقمي يعني الصغير من المسلمين بالشفقة عليه والإحسان إليه ومداعبته (ويوقر كبيرنا) سيأتي الكلام عليه (ت) عن أنس قال الشيح حديث صحيح • (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا) بما يستحقه من التعظيم والتبجيل وهو معنى توقيره (حم ت ك) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح • (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر) بشرطه وفيه إثبات حرف العلة مع الجازم وهو لغة (حم ت) عن ابن عباس وإسناده حسن • (ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) قال المناوي وذلك بمعرفة حق العلم بأن يعرف حقه بما رفع الله من قدره فإنه قال يرفع الله الذين آمنوا ثم قال والذين أوتوا العلم فاحترام العلماء ورعاية حقوقهم توفيق وهداية وإهمال ذلك خذلان وعقوق وخسران (حم ك) عن عبادة بن الصامت وإسناده حسن • (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف حق كبيرنا وليس منا من غشنا ولا يكون) العبد (مؤمناً) كاملاً (حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه) من الخير (طب) عن ضميره بالتصغير وإسناده حسن (ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله) أي ضيق وقلل ولم ينفق مما وسع الله تعالى عليه (فر) عن جبير بن مطعم وإسناده ضعيف • (ليس منا من وطئ حبلى) قال المناوي أي من السبايا فليس المراد النهي عن وطئ حليلته الحامل كما وهم فإذا وقعت المسبية في سهم رجل من الغنيمة حرم عليه وطؤها قبل استبرائها دون بقية الاستمتاع وفارقت المسبية غيرها ممن حدث ملكها بغير سبي حيث يحرم الاستمتاع بها قبل استبرائها بأن غايتها أن تكون مستولدة حربى وذلك لا يمنع الملك وإنما حرم وطئها صيانة لمائه لئلا يختلط بماء حربى لا لحرمة ماء الحربى (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (ليس منكم رجل إلا وأنا) وفي نسخة إلا أنا بإسقاط الواو (ممسك بحجزته) بما أمرت به ونهيت عنه مخافة (أن يقع في النار (طب) عن سمرة بن جندب وإسناده حسن • (ليس مني) أي ليس متصلاً بي (إلا عالم) بالعلم الشرعي النافع

(أو متعلم لذلك ابن النجار (فر) عن ابن عمر بن الخطاب وفيه مجهول • (ليس مني ذو حسد ولا نميمة) نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد (ولا كهانة) الكاهن الذي يخبر بالمغيبات (ولا أنا منه) قال المناوي تمامه عند مخرجه ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا الآية (طب) عن عبد الله ابن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة قال الشيخ حديث حسن • (ليس يتحسر أهل الجنة على شيء مما فاتهم في الدنيا (إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها) أي على ثواب الذكر الذي فاتهم في تلك الساعة (طب هب) عن معاذ بن جبل وإسناده حسن • (ليست السنة) بفتح السين الجدب والقحط ومنه قوله تعالى ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين (بأن لا تمطروا) أي عدم المطر فالباء زائدة (ولكن السنة) حقيقة أن تمطروا وتمطروا) أي تمطروا المرة بعد الأخرى مطراً كثيراً (ولا تنبت الأرض شيئاً الشافعي (حم م) عن أبي هريرة • (ليسوقن رجل منم قحطان الناس بعصا) قال الشيخ هو كناية عن الدرء عن الدين ويلتفي مع ابن مريم عليه الصلاة والسلام بعد المهديّ اهـ وقال المناوي يعني أن ذلك من أشراط الساعة (طب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح • (ليشترك) الأمر للإباحة (النفر) بفتح النون والفاء (في الهدى) فتجزى البقرة والبدنة عن سبعة (ك) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح • (ليشربن أُناس) قال المناوي في رواية ناس (من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها) قال العلقمي قال في النهاية إنهم يشربون النبيذ المسكر المطبوخ ويسمونها طلا تحرجاً أن يسمونه خمراً قال المناوي وذلك لا يغني عنهم من الحق شيئاً قال ابن العربي والذي أنذر بهم هم الحنفية (حم د) عن ابي مالك الأشعري وإسناده صحيح • (ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ويضرب على رؤوسهم بالمعازف) قال في النهاية العزف اللعب بالمعازف وهو الدفوف وغيرها مما يضرب وقيل إن كل لعب عزف وقال الجوهري المعازف الملاهي قال في المصباح الواحد عزف مثل فلس على غير قياس (والقنات) أي الإماء بآلة اللهو والغناء (أولئك يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير) قال المناوي دعاء أو خبر قال ابن العربي يحتمل أن المسخ حقيقة كما وقع في الأمم الماضية أو هو كناية عن تبدّل أخلاقهم (حب طب هب) عنه أي عن أبي مالك وإسناده صحيح • (ليصلي الرجل في المسجد الذي يليه) أي بقربه (ولا يتبع المساجد) قال المناوي أي لا يصلي في هذا مرّة وهذا مرة على وجه التنقل فيها فإنه خلاف الأولى (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (ليصل أحدكم نشاطه) قال العلقمي بفتح النون أي مدّة نشاطه وقال شيخنا زكريا أي حين طابت نفسه للعمل قال في القاموس نشط كسمع نشاطاً بالفتح فهو ناشط ونشيط أي طابت نفسه للعمل وفي نسخة بنشاط أي متلبساً به (فإذا كسل) بالكسر (أو فتر) بفتح المثناة الفوقية بمعنى كسل (فليقعد) أي فإذا فتر في أثناء قيامه

فيلتم صلاته قاعداً أو إذا فتر بعد فراغ بعض تسليماته فليأت بما بقي من وافله قاعداً أو فليترك حتى يحدث له نشاط أخذاً من حديث أنس السابق إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ وسببه كما في البخاري عن أنس قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال ما هذا الحبل قالوا هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت به فقال لا حلوه ليصل فذكره قوله دخل النبي صلى الله عليه وسلم زاد مسلم في روايته المسجد قوله بين الساريتين أي اللتين في جانب المسجد قوله قالوا هذا حبل لزينب قال شيخنا بنت جحش ولأبي داود لحمنة بنت جحش ولابن خزيمة لميمونة بنت الحارث (حم ق د ن هـ) عن أنس (ليضع أحدكم) إذا أراد أن يصلي (بين يديه) أي أمامه (مثل مؤخرة) بضم الميم وسكون الهمزة وكسر المعجمة أفصح من فتح الهمزة والخاء المشدّدة العود الذي في آخر (الرحل) بحاء مهملة يستند إليه الراكب (ولا يضره) في كمال صلاته وقال المناوي في صحتهما إذا فعل ذلك (ما مر بين يديه) أي أمامه بينه وبين سترته فلا يقطع الصلاة ما مر بين يدي المصلي من امرأة أو حمار أو كلب ولو أسود خلافاً لأحمد (الطيالسي) أبو داود (حب) عن طلحة بن عبيد الله • (ليعزى المسلمين) اللام موطئة للقسم (في مصايبهم المصيبة بي) قال المناوي فإنهم أعظم المصائب لانقطاع الوحي وفقد نور النبوّة ولهذا قال أنس ما نفضنا أيدينا من دفنه صلى الله عليه وسلم حتى أظلمت قلوبنا (ابن المبارك) في الزهد (عن القاسم) عن ابن محمد (مرسلاً) • (ليغسل موتاكم) أيها المؤمنون (المأمونون) قال الدميري قال في شرح المهذب رواه المصنف بإسناد ضعيف غير أن حكمه صحيح فالمستحب أن يكون الغاسل آميناً أن رأى خير اذكره وإن رأى غيره ستره إلا لمصلحة دين ونحو ذلك فإذا كان الميت مبتدعاً يظهر البدعة فيظهر ما رأى لينزجر بذلك الناس وكذلك إن رأى ظالماً متجاهراً بظلمة (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف (ليغشين) لأم قسم (أمتي من بعدي) أي بعد موتي أي يغيظهم ويحيط بهم (فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيه مؤمناً ويمسي كافر يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل) وذلك من الأشراط (ك) عن ابن عمرو وهو حديث صحيح • (ليفرن الناس من الدجال) عند خروجه في آخر الزمان (في الجبال) قال المناوي تمامه قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم قليل (حم م ت) عنه أم شريك العامرية والدوسية • (ليقتلن عيسى بن مريم الدجال بباب لد) بضم اللام وتشديد الدال المهملة والتنوين مدينة من مدائن الشام معروفة (حم) عن مجمع) قال الشيخ بضم الميم الأولى وتشديد الثانية (ابن جارية) الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح • (ليقرأن) بالبناء على الفتح (القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإسلام) أي يجوزونه ويخرقونه وينفدونه (كما يمرق السهم من الرمية) أي كما يخرق السهم المرمى به ويخرج منه والرمية بكسر الميم وشدّة المثناة التحتية الصيد الذي ترميه فتصيبه وينفذ فيه سهمك قال المناوي والمراد يخرجون

من الدين بغتة كخروج السهم إذا رماه رام فأصاب ما رماه وهؤلاء هم الحرورية (حم هـ) عن ابن عباس وإسناده صحيح (ليقل أحدكم) ندباً مؤكداً (حين يريد أن ينام) بعد اضطجاع في الفراش (آمنت بالله وكفرت بالطاغوت وعد الله حق وصدق المرسلون اللهم إني أعوذ بك من طوارق هذا الليل إلا طارقاً يطرق بخير) ثم يقرأ الكافرون وينام على خاتمتها (طب) عن أبي مالك الأشعري وإسناده ضعيف • (ليقم الأعراب) في الصلاة (خلف المهاجرين والأنصار ليقتدوا بهم في الصلاة) أي ليفعلوا كفعلهم لأنهم أوثق وأعرف وأضبط والأعراب لا يهتدون إلى الأحكام إلى بواسطتهم (طب) عن سمرة بن جندب وإسناده حسن • (ليكف الرجل منكم) من الدنيا (كزاد الراكب) أي ليقلل من الدنيا ويقتصر على قدر ما يكفيه على وجه الكفاف كما أن الراكب يقصد التخفيف ويقتصر في حمل الزاد على ما يبلغه المقصد قال المناوي والباعث على ذلك قصر الأمل اهـ قال العلقمي قال الدميري روى الطبراني فلي معجمه الأوسط من حديث أبي ذران النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصبح والدنيا أكثر همه فليس من الله والزم قلبه أربع خصال هماً لا ينقطع عنه أبداً وشغلاً لا يفرغ منه أبداً وفقراً لا يبلغ غناه أبداً وأملاً لا يبلغ منتهاه أبداً (هـ حب) عن سلمان الفارسي قال الشيخ حديث صحيح • (ليكف أحدكم من الدنيا خادم ومركب) بفتح الكاف قال المناوي لأن التوسع في نعيمها يوجب الركون إليها والانهماك في لذاتها يعني وليست دار إقامة وحق على كل مسافر أن لا يحمل إلا بقدر زاده في سفره (حم ن) والضياء عن بريدة تصغير بردة قال الشيخ حديث صحيح • (ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمر واتخذوا القينات) أي المغنيات (وضربوا بالمعازف) قيل أراد الحقيقة وقيل أراد مسخ القلوب (ابن أبي الدنيا) في كتاب (ذم الملاهي عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث حسن لغيره • (ليكونن من) وفي نسخة في (ولد) قال المناوي بضم فسكون (العباس) بن عبد المطلب (ملوك يلون أمر أمتي) يعني الخلافة (يعز الله تعالى بهم الدين) وهذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقع (قط) في الأفراد عن جابر وهو حديث ضعيف • (ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة لله تعالى في كل ساعة منها ستمائة ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار) أي نار التطهير (الخليلي) في مشيخته (عن أنس) ابن مالك قال الشيخ حديث ضعيف منجبر (ليلة القدر ليلة سبع وعشرين) من رمضان قال المناوي وبه قال جمهور الصحابة والتابعين وكان أُبي بن كعب يحلف عليه (د) عن معاوية الخيفة وإسناده صحيح • (ليلة القدر ليلة أربع وعشرين) قال المناوي أخذ به رواية بلال وحكى عن ابن عباس والحسن وقتادة (حم) عن بلال المؤذن (الطيالسيّ) أبو داود (عن أبي سعيد) وإسناده حسن • (ليلة القدر في العشر الأواخر) من رمضان في (الخامسة أو الثالثة) منه (حم) عن معاذ بن جبل وإسناده صحيح • (ليلة القدر ليلة

سابعة أو تاسعة وعشرين) وعليه جمع (أن الملائكة تلك الليلة) يكونون (في الأرض أكثر من عدد الحصى) يحضرون مجالس الذكر ويستغفرون للمؤمنين ويؤمنون على دعائهم فإذا طلع الفجر صعدوا (حم) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (ليلة القدر ليلة بلجة) قال المناوي أي مشرقة نيرة (لا حارة ولا باردة) أي معتدلة (ولا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح) أي شديدة (ولا يرمي فيها بنجم ولا علامة يومها تطلع الشمس ولا شعاع) لها قال المناوي قيل معناه أن الملائكة لكثرة اختلافها في ليلتها ونزولها إلى الأرض وصعودها تستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس (طب) عن وائلة ابن الأسقع قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليلة القدر ليلة سمحة طلقة) أي سهلة طيبة (لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبحتها ضعيفة) أي ضعيفة الضوء (حمرا) أي شديدة الحمرة الطيالسي (هب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ليلة أسري بي) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى (ما مررت على ملاء) أي جماعة (من الملائكة إلا أمروني بالحجامة) لكونها موافقة لأرض الحجاز وليلة يحتمل أنها مبتدأ والرابط محذوف أي ما مررت فيها ويحتمل أنه ظرف لمررت لكن يرد عليه أنّ ما بعد ما النافية لا يعمل فيما قبلها (طب) عن ابن عباس • (ليلني بكسر اللامين وخفة النون من غير ياء قبل النون وبإثباتها مع شدّة النون على التوكيد والبناء على الفتح والجازم لا يؤثر في المبنى وقول الطيبي من حق هذا اللفظ أن ت حذف منه الياء لأنه على صيغة الأمر وقد وجد بإثبات الياء وسكونها في سائر كتب الحديث والظاهر أنه غلط غير مسلم إلا أن تثبت الرواية بسكونها أي ليدن مني (منكم أولوى الأحلام والنهى) بضم النون قال العلقمي قال ابن سيد الناس الأحلام والنهى بمعنى واحد وهي العقول وقال بعضهم المراد بأولى الأحلام البالغون وبأولي النهى العقلاء وقال في النهاية أي ذوو الألباب وأحدها حلم بالكسر كأنه من الحلم بمعنى الإناءة والتثبت في الأمور وذلك من شعار العقلاء والنهي هي العقول واحدها نهية بالضم سميت بذلك لأنها تنهى صاحبها عن القبيح (ثم الذين يلونها) أي يقربون منهم في هذا الوصف كالمراهقين (ثم الذين يلونهم) كالصبيان المميزين قال أصحابنا فإن كثر المصلون فإن كان من كل جنس جماعة فالرجال مقدّمون لفضلهم ثم الصبيان لأنهم من جنس الرجال ثم الخناثا لاحتمال ذكورتهم ثم النساء لكن لا يحوّل صبيان حضروا أولا لرجال حضروا ثانياً لأنهم من جنسهم بخلاف الخناثا والنساء ولأن الصبيان سبقوا إلى مكان مباح فاستحقوه فإن نقص صف الرجال كمل بالصبيان (ولا تختلفوا فتختلف) بالنصب (قلوبكم) قال العلقمي قال في النهاية أي إذا تقدم بعضهم على بعض في الصفوف تنافرت قلوبهم ونشأ بينهم الخلف اهـ والمراد تختلف عن التوادد والألفة إلى التباغض والعداوة (وإياكم وهيشات) بفتح الهاء وسكون التحتية وإعجام الشين (الأسواق) أي اختلاطها والمنازعة والخصومات واللغط فيها والفتن التي فيها وارتفاع الأصوات

(م 4) عن ابن مسعود البدري • (ليلني منكم) أهل الفضل (الذين يأخذون عني) أحكام الصلاة ليبلغوها الأمة (ك) عن ابن مسعود بإسناد صحيح • (ليمسخن قوم) من أمتي وهم على أريكتهم الأريكة السري أي على سررهم (قرلدة وخنازير بشربهم) أي بسبب شربهم الخمر (وضربهم بالبرابط) جمع بربط قال في النهاية هو ملهاة تشبه العود وهو فارسي معرب وأصله بربت لأن الضارب به يضعه على صدره واسم الصدر بربت (واتخاذهم القينات) جمع قينة قال المناوي قال ابن القيم إنما مسخوا قردة لمشابهتهم لهم في الباطن والظاهر مرتبط به أتم ارتباط وعقوبة الرب جارية على وفق حكمته (ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن الغاز ابن ربيعة مرسلاً • (لينتهين أقوام) قال المناوي أبهم خوف كسر قلب من يعينه لأن النصيحة في الملأ فضيحة (عن ودعهم) أي تركهم (الجمعات) قال العلقمي قال شيخنا قال عياض والقرطبي قال شمس زعمت النحاة أن العرب أماتوا مصدر يدع وماضيه والنبي صلى الله عليه وسلم أفصح قال القرطبي وقد قرأ ابن أبي عيلة ما ودعك ربك مخففاً أي ما تركك قال والأكثر في الكلام ما ذكره شمس عن النحويين اهـ وأما بالتشديد فقال البيضاوي ما قطعك قطع المودع وقال عياض في مواضع آخر النحاة ينكرون أن يأتي منه ماض أو مصدر قالوا وإنما جاء منه المستقبل والأمر لا غير وقد جاء الماضي في قوله وكل ما قدموا لأنفسهم • أكثر نفعاً من الذي ودعوا وقوله ليت شعري عن خليلي ما الذي • ناله في الحب حتى ودعه وقال ابن الأثير في النهاية النحاة يقولون أن العرب أماتوا ماضي يدع ومصدره واستغنوا عنه بترك والنبي صلى الله عليه وسلم أفصح وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذ في الاستعمال صحيح في القياس وقال التوربشتي لا عبرة بما قال النحاة فإن قول النبي صلى الله عليه وسلم هو الحجة القاضية على كل ذي فصاحة (أو ليختمن الله على قلوبهم) قال المناوي أي يطبع عليها ويغطيها بالرين كناية عن إعدام اللطف وأسباب الخير فإن تركها يجلب الرين على القلب وذلك يجر إلى الغفلة كما قال (ثم ليكونن من الغافلين) معنى الترديد أن أحد الأمرين كائن لا محالة أما الانتهاء عن تركها أو الختم فإن اعتياد تركها يزهد في الطاعة ويجر إلى الغفلة (حم م ن هـ) عن ابن عباس وابن عمر • (لينتهين اقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة ولا ترجع إليهم أبصارهم) أي أحد الأمرين كائن إما الانتهاء أو خطف الإبصار قال العلقمي قال النووي نفل الإجماع في النهي عن ذلك قال القاضي عياض واختلفوا في كراهة رفع البصر إلى السماء في الدعاء في غير الصلاة فكرهه جماعة وجوزه الأكثرون قالوا لأن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة فلا يكره رفع الأبصار إليها كما لا يكره رفع اليد (حم م د هـ) عن جابر بن سمرة • (لينهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم) قال المناوي لأن ذلك يوهم نسبة العلو المكاني إلى الله تعالى ثم يحتمل كونها خطفة

حسية ويحتمل كمونها معنوية (م ن) عن أبي هريرة • (لينتهين رجال عن ترك) الصلاة في (الجماعة أولاً حرقن بيوتهم) بالنار عقوبة لهم قال المناوي وهذا هم به ولم يفعله فلا دلالة فيه على أن الجماعة فرض عين أو ورد في قوم منافقين يعني يتخلفون ولا يصلون (هـ) عن أسامة بن زيد • (لينصر الرجل أخاه) في الدين (ظالماً) كان (أو مظلوماً) ثم بين كيفية نصره بقوله (عن كان ظالماً فلينهه) عن ظلمه (فإنه له نصرة وإن كان مظلوماً فلينصره (حم ق) عن جابر • (لينظرن أحدكم) أي ليتأمل ويتدبر (ما الذي يتمنى) أي يشتهي على الله (فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته) أي تشهيه ولعل المراد الحث على طلب ما يتعلق بالآخرة (ت) عن أبي سلمة وإسناده حسن • (لينقضن الإسلام عروة عروة) قال المناوي وفي رواية عند مخرجه أحمد عن أبي أمامة بلفظ لينتقضن الإسلام عروة عروة كلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها (حم) عن فيروز الديلمي • (ليودن) أي يتمنى (أهل العافية) في الدنيا (يوم القيامة أن جرودهم قرضت بالمقاريض) تحسراً على ما فاتهم من الثواب المعطى على البلاء كما أفاده قوله (مما يرون من ثواب أهل البلاء) لأنه تعالى طهرهم في الدنيا ورفع درجاتهم في الآخرة (ت) والضياء عن جابر وإسناده حسن • (ليودن رجل) يوم القيامة (أنه خر) سقط (من عند الثريا) أي النجم العالي المعروف (وأنه لم يل من أمر الناس شيئاً) من الخلافة والإمارة والقضاء (الحارث) ابن أبي أسامة (ك) عن أبي هريرة • (ليهبطن عيسى بن مريم حكماً) أي حاكماً (وإماماً مقسطاً) أي عدلاً يحكم بهذه الشريعة (وليسكن فجاً) أي طريقاً واسعاً (حاجاً أو معتمراً وليأتين قبري حتى يسلم علي ولأردن عليه) السلام قال المناوي وهو خليفة نبينا صلى الله عليه وسلم لكن لا يلزم من ذلك عدم الإيحاء إليه كما توهمه العلامة التفتازاني فإن نسخ شريعته لا يستلزم أن لا يوحى إليه (ك) عن أبي هريرة • (ليّ) بفتح اللام وتشديد الياء أي مطل (الواجد) الغنى (يحل) بضم أوله (عرضه) قال العلقمي شكايته وقال المناوي يحل عرضه بأن يقول له المدين أنت ظالم أنت مماطل ونحوه مما ليس بقذف ولا فحش (وعقوبته) بأن يعزره القاضي على الأداء بنحو حبس (حم د ن هـ ك) عن عمرو ابن الشريد عن أبيه (الشريد) وهو حديث صحيح • (لية لا ليتين) بالنصب وفتح اللام والتشديد والخطاب لأم سلمة أمرها أن يكون الخمار على رأسها وتحت حنكها عطفة واحدة لا تعطفتين حذراً من التشبه بالمتعممين قال العلقمي قال شيخنا قال الخطابي يشبه أن يكون إنما كره لها أن تلوي الخمار على رأسها ليتين لئلا تكون إذا تعصبت بخمارها صارت كالمتعمم من الرجال يلوي أكوار العمامة على رأسه وهذا على معنى نهيه النساء عن لباس الرجال وعن تشبهن بهم وقال في النهاية أي تلوى خمارها على رأسها مرة واحدة ولا تديره مرتين لئلا تشبه بالرجال إذا اعتموا قلت ونصفه بفعل مقدر دل عليه الحال أي اختمري أو اجعليه أو اللفظ أي الويه وسببه كما في أبي داود

عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تخقر فقال لية لا ليتين (حم د ك) عن أم سلمة • (اللباس) أي الملبوس الحسن من ثياب وغيرها (يظهر الغنى) بين الناس (والدهن) أي دهن شعر الرأس واللحية (يذهب البؤس والإحسان إلى المملوك يكبت الله به العدو) أي يهينه ويذله ويخزيه (طس) عن عائشة • (اللبن) أي شربه في المنام فطرة) أي يدل على تمكن الإيمان وحصول علم التوحيد فإنه الفطرة التي فطر الله الخلق عليها (البزار عن أبي هريرة) وإسناده حسن • (اللحد لنا والشق لغيرنا) قال العلقمي قال أهل اللغة يقال لحدت الميت وألحدته لغتان وفي اللحد لغتان فتح اللام وضمها مع إسكان الحاء وهو أن يحفر في حائط القبر من أسفله إلى ناحية القبلة قدر ما يوضع الميت فيه ويستره وأصل الإلحاد الميل وأجمع العلماء على أن الدفن في اللحد والشق جائزان لكن إن كانت الأرض صلبة لا ينهار ترابها فاللحد أفضل وإن كانت رخوة فالشق أفضل وهو أن يحفر في وسط القبر قدر ما يسع الميت ويسقف عليه وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على جانب قبر عند إرادة الدفن فيه وقال الحدوا ولا تشقوا فإن اللحد فذكره (4 ن) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (اللحد لنا) أي هو الذي نختاره ونؤثره بشرطه (والشق لغيرنا من أهل الكتاب) وقال المتولي اللحد افضل مطلقاً لظاهر هذا الحديث وغيره (حمن) عن جرير وإسناده ضعيف • (اللحم) مطبوخاً (بالبر) بالضم القمح (مرقة الأنبياء) أي أنهم كانوا يكثرون عمل ذلك وأكله (ابن البحار عن الحسين) ابن علي • (الذي تفوته صلاة العصر) بلا عذر (كأنما وتر) بالبناء للمفعول والنائب عن الفاعل ضمير في وتر عائد إلى الذي لأنه يتعدى إلى اثنين قال الله تعالى ولن يتركم أعمالكم (أهله وماله) قال النووي روي بنصب الاسمين ورفهما والنصب هو الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور فمن نصب جعله مفعولاً ثانياً وأضمر نائب الفاعل ومن رفع لم يضمر وجعل الأهل نائب الفاعل أي كأنه نقصهما وسلبهما فصار وتراً أي فرداً لا أهل له ولا مال وقيل الرفع على البدل من الضمير والنصب على التمييز وقيل بنزع الخافض وخص العصر لاجتماع ملائكة الليل والنهار فيه ولغير ذلك (ق 4) عن ابن عمر بن الخطاب • (الذي لا ينام حتى يوتر حازم) أي ضابط راجح العقل وهذا فيمن لا يثق بانتباهه فإن وثق بانتباهه آخر الليل فتأخيره أفضل (حم) عن سعد بن أبي وقاص قال العلمي بجانبه علامة الصحة • (الذي يمر بين يدي الرجل) يعني الإنسان 0 وهو يصلي عمداً يتنمى يوم القيامة أنه شجرة يابسة) لما يراه من شدة العقاب والعتاب والمراد الذي يصلي إلى سترة معنبرة (طب) عن ابن عمرو بن العاص • (اللهو) المطلوب المحبوب المثاب عليه كائن (في ثلاث) من الأشياء (تأديب فرسك) بالإضافة للمفعول وفي نسخة بالإضافة للفاعل أي تعليمه ليصلح للجهاد (ورميك بقوسك وملاعبتك أهلك) بقصد المعاشرة بالمعروف والجهاد في سبيل الله القراب بفتح القاف وشد الراء (في كتاب فضل الرمي عن أبي الدرداء) • (الليل خلق) بسكون

(حرف الميم)

اللام (من خلق الله) أي مخلوق من مخلوقاته تعالى (عظيم) قال المناوي فيه إشعار بأنه أفضل في النهار وبه أخذ بعضهم وخولف (د) في مراسيله (هق) عن أبي رزين مرسلاً • (الليل والنهار مطيتان فاركبوهما) أي أكثروا فيهما من العمل الصالح (بلاغاً إلى الآخرة) أي توصلا إلى مطلوبكم في الآخرة قال في النهاية البلاغ ما يتبلغ به ويتوصل إلى الشيء المطلوب (عد) وابن عساكر عن ابن عباس • (حرف الميم) * • (ماء البحر) أي الملح (طهور) أي مطهر للمحدث والخبث (ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (ماء الرجل) أي منيه (غليظ أبيض) غالباً (وأما ماء المرأة رقيق أصفر) غالباً (فأيهما سبق) زاد ابن ماجه أو علا قال العلقمي المراد بالعلو والكثرة والقوة بحسب كثرة الشهوة (أشبه الولد) قال المناوي فإن استويا كان الولد خنثى وقد يرق ويصرف ماء الرجل لعلة ويغلظ ويبيض ماء المرأة لفضل قوة اهـ قال العلقمي وأوّله مع ذكر سببه كما في ابن ماجه عن أنس أن أم سليم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأت ذلك فأنزلت فعليها الغسل فقالت أم سلمة يا رسول الله أيكون هذا قال نعم ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أسفر فأيهما سبق أو علا أشبه الولد وأم سليم هي أم أنس بن مالك بلا خلاف واختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة ويقال لها الرميصة والغميصا وكانت من فاضلات الصحابة ومشهواتهن (حم م ن هـ) عن أنس بن مالك • (ماء الرجل أبيض وماء المرأة أسفر فإذا اجتمعا في الرحلم فعلا) قال المناوي في رواية فغلب (مني الرجل مني المرأة أي كقر لقوة شهوته (اذكر بإذن الله) تعالى أي ولدته ذكر ذكراً بحكم الغلبة (وإن علا مني المرأة مني الرجل أنث) بفتح الهمزة وشد النون أي ولدته انثى (بإذن الله) وأشار بقوة بإذن الله إلى أن الطبيعة ليس لها دخل في ذلك وإنما هو بفعل الله تعالى (م ن) عن ثوبان بالضم مولى المصطفى • (ماء زمزم لما شرب له) فمن شربه بإخلاص وجد مطلوبه وقد شربه جمع صلحاء وعلما لمطالب فنالوها (ش حم هـ هق) عن جابر بن عبد الله (هب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح • (ما مزموم لما شرب به فإن شربته بنية تستشفى به شفاك الله وإن شربته مستعيذاً) من شيء (أعاذك وإن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله وإن شربته لشبعك أشبعك الله وهي) أي بئر زمزم هزمة جبريل بفتح الهاء وسكون الزاي أي غزته بعقب رجله (وسقيا إسماعيل) حين تركه إبراهيم مع أمه وهو طفل والقصة مشهورة (قط ك) عن ابن عباس • (ماء زمزم لما شرب له من شربه لمرض شفاه الله أو لجوع أشبعه الله أو لحاجة قضاها الله) مع الإخلاص وصدق النية وسميت زمزم لكثرة مائها ويستحب أن يقول عند إرادة الشرب منها اللهم إنه بلغني عن نبيك محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال ماء زمزم لما شرب له وإني أشربه لتغفر لي ويذكر ما يريد وكان

بعضهم يقول لظمأ يوم القيامة وكان ابن عباس إذا شربه قال اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء (المستغفري في) كتاب (الطب) النبوي (عن جابر) بن عبد الله • (ماء زمزم شفاء من كل داء) إن شربه مصاحباً لما تقدم قاله العلقمي فائدة وقع السؤال هل ماء زمزم أفضل أم ماء الكوثر فقيل ماء زمزم وقيل ماء الكوثر وقيل ماء زمزم أفضل مياه الدنيا وماء الكوثر أفضل مياه الآخرة وهذا الجواب كما ترى ليس فيه نص على تفضيل أحدهما على الآخرة (فر) عن صفية وإسناده ضعيف • (ما الدنيا في الآخرة إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم) إلى البحر (فأدخل إصبعه فيه فما خرج منه فهو الدنيا) كناية عن حقارتها وخستها (ك) عن المستورد) وهو حديث صحيح • (ما الذي يعطي من سعة بأعظم أجراً من الذي يقبل إذا كان محتاجاً) قال المناوي بل قد يكون المقبول واجباً لشدّة الضرورة فيزيد أجره على أجر المعطى (طس حل) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجاً) فهو مساو له في الأجر (طب) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (ما الموت فيما بعده إلا كنطحة عنز) أي هو مع شدّته أمر هين بالنسبة لما بعده من أهوال القبر والحشر وغيرهما (طس) عن أبي هريرة • (ما آتى الله عالماً علماً إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه) فعلى العلماء أن لا يبخلوا على المستحق بتعليم ما يحسنونه وأن لا يتمنعوا من إفادة ما يعلمون ومن كتم علماً ألجم بلجام من نار كما في عدة أخبار (ابن نظيف في جزئه وابن الجوزي في كتاب العلل المتناهية عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف • (ما آتاك الله من هذا المال) أشار إلى جنس المال (من غير مسألة ولا إسراف) أي تعرض إليه وتعرض له (فخذه) أي اقبله (فتموّله) أي اتخذه مالاً (أو تصدق به ومالا) أي ومالا يأتيك بلا طلب منك (فلا تتبعه نفسك) أي لا تجعلها تابعة له أي لا توصل المشقة إلى نفسك بل اتركه ولو لم يكن محتاجاً وجاءته صدقة من غير سؤال قال بعضهم يأخذها ويتصدّق بها قال المناوي عليه أكثر المتأخرين وقضية كلام الإحياء أن الترك أفضل (هـ) عن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ما آتاك الله من أموال السلطان من غير مسألة ولا إسراف) أي تطلع وطلب (فكله وتموّله) قال المناوي قال ابن الأثير اراد ما جاءك منه وأنت غير ملتفت له ولا مطلع فيه وفيه أن الأخذ من عطايا السلطان جائز وهو شامل لما إذا غلب الحرام في يده لكن يكره وبذلك صرح في المجموع مخالفاً للغزالي في ذهابه إلى التحريم (حم) عن أبي الدرداء قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ما آمن بالقرآن من استحل محارمه) قال العلقمي قال شيخنا من استحل ما حرّم الله فقد كفر مطلقاً فخص ذكر القرآن لعظمته وجلالته (ت) عن صهيب • (ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به) المراد نفي الإيمان الكامل وذلك لأنه يدل على قسوة قلبه وكثرة شحه وسقوط مروءته ودناءة طبعه (البزار (طب) عن أنس وهو حديث حسن • (ما أبالي ما رددت به عني

الجوع) من كثير أو قليل (حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه (ابن المبارك في الزهد عن الأوزاعي) فقيه الشام (معضلاً) ورواغه عنه أبو الحسن الضحاك • (ما أبالي ما أتيت) بفتح الهمزة والتاء الأولى وما الأولى نافية والثانية موصولة والعائد محذوف والموصول مع الصلة مفعول أبالي (إن أنا شربت ترياقاً) بالتاء والدال او الطاء أوله مكسورات أو مضمومات فهذه ست لغات والشرط جوابه محذوف دل عليه ما تقدم أي إن فعلت هذه الثلاثة أو شيئاً أو شيئاً منها فما أبالي كل شيء فعلته هل هو حلال أو حرام وهذا وإن إضافة النبي صلى الله عليه وسلم إليه فالمراد به أعلام غيره بالحكم وتحذيره من ذلك قال في النهاية إنما كره من أجل ما فيه من لحوم الأفاعي والخمر وهي حرام نجسه والترياق أنواع فإذا لم يكن فيه شيء من ذلك فلا بأس به وقيل الحديث مطلق فالأولى اجتنابه كله اهـ وقيل هذا كان للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة (أو تعلقت تميمة) قال الخطابي يقال أنها خرزات كانوا يعلقونها يريدون أنها تدفع عنهم الآفات وقال في النهاية كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم (أو قلت شعراً من قبل) أي من جهة (نفسي) فخرج ما قاله حاكياً له عن غيره وما قاله لا على قصد الشعر فجاء موزوناً لكن الشعر في حق أمته جائز بشرطه (حم د) عن ابن عمرو بن العاص قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما أتقاه ما أتقاه ما أتقاه) أي ما أكثر تقوى عبد مؤمن وكرره للتأكيد والاقتداء به (راعى غنم) يحتمل نصب راعي على البدل من الضمير (على رأس جبل يقيم فيها الصلاة) وأشار به إلى العزلة (طب) عن أبي أمامة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما اجتمع الرجاء والخوف في قلب مؤمن إلا أعطاه الله عز وجل الرجاء وآمنه) بالمد (بالخوف) أي منه فلا يرجع ريح النار كما تقدم في حديث اقسم للخوف والرجاء قال المناوي والعمل على الرجاء أعلى منه على الخوف ذكره الغزالي والذي عليه الجمهور أن الأولى غلبة الخوف حال الصحة والرجاء حال المرض (هب) عن سعيد بن المسيب مرسلاً • (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله) أي مسجد والحق نحو مدرسة ورباط (يتلون كتاب الله) ويتعهدونه خوف النسيان اهـ وقال العلقمي قال النووي فيه دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد يعني جماعة (إلا نزلت عليهما السكينة) أي الوقار والطمأنينة (وغشيتهم الرحمة) أي علتهم وسترتهم (وحفتهم الملائكة) أي أحاط بهم ملائكة الرحمة يستمعون الذكر (وذكرهم الله) قال المناوي أثنى عليهم أو أثابهم (فيمن عنده) من الأنبياء وكرام الملائكة والعندية عندية تشريف ومكانة وأخذ منه فضل ملازمة الصوفية للزوايا والربط على الوجه المعروف المرضي شرعاً (د) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ما اجتمع قوم على ذكر الله) تعالى (فتفرقوا عنه إلا قيل لهم) من قبل الله تعالى (قوموا مغفور لكم) من أجل الذكر قال المناوي وفيه رد على مالك حيث

كره الاجتماع لنحو قراءة أو ذكر (الحسن بن سفيان) في جزئه (عن سهل بن الحنظلية) بإسناد حسن • (ما اجتمع قوم ثم تفرقوا من غير ذكر الله وصلاة على النبي) صلى الله عليه وسلم (إلا قاموا عن أنتن) أي مجلس أنتن (من جيفة) قال المناوي هذا هو طريق استقرار مجلسهم العاري عن ذلك اهـ وفي أكثر النسخ على أنتن (الطيالسي) أبو داود (هب) والضياء المقدسي (عن جابر) وإسناده صحيح • (ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار) لعدم مكفر ما يقع من السقطات والهفوات وكان ذلك المجلس عليهم حسرة) يوم القيامة قال المناوي زاد في رواية البيهقي وإن دخلوا الجنة مما يرون من الثواب الفائت بترك ذلك (حم) عن أبي هريرة • (ما اجتمع قوم في مجلس فتفرقوا منه ولم يذكروا الله) عقب تفرقهم (ولم يصلوا على النبي) صلى الله عليه وسلم (إلا كان مجلسهم ترة) بفتح المثناة الفوقية والراء (عليهم يوم القيامة) أي إلا كان حسرة وندامة (حم حب) عن أبي هريرة • (ما أحببت من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء) ومحبته لهما لا تنافي الزهد فإنه ليس بتحريم الحلال كما تقدم في حديث الزهاد ليس بتحريم الحلال (ابن مسعود عن ميمون مرسلاً) في الطبقات • (ما أحب عبد عبداً) بالتنوين (لله إلا أكرم ربه) عز وجل في رواية إلا أكرم الله (حم) عن أبي أمامة وإسناده صحيح • (ما أحب أن أسلم على الرجل) وفي نسخة على رجل (وهو يصلي ولو سلم عليّ لرددت عليه) السلام قال المناوي هذا كان أولاً ثم نسخ بتحريم الكلام فيها (الطحاوي عن جابر) وإسناده صحيح • (ما أحب أن أحداً) هو جبل معروف (تحول) بمثناة فوقية مفتحة قال المناوي وفي رواية بتحتية مضمومة (لي ذهبا يمكث عندي منه) أي من الذهب (دينار فوق ثلاث) من الليالي (إلا دينار أرصده) بضم الهمزة وكر الصاد من رصدته رقبته (لدين) قال المناوي هذا محمول على الأولوية لأن جمع المال وإن كان مباحاً لكن الجامع مسئول عنه وفي المحاسبة خطر (خ) عن ابي ذر جندب ابن جنادة (ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية) أي بدلها وهي قوله تعالى (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى آخر الآية) وهي أرجى آية في القرآن (حم) عن ثوبان) وإسناده صحيح • (ما أحب أني حكيت إنساناً) أي ما يسرني أني أتحدث بغيبته أو ما يسرني أن أح اكيه بأن أفعل مثل فعله أو أقول مثل قوله على جهة التنقيص (وأن لي كذا وكذا) أي ولو أعطيت كذا وكذا (من الدنيا) أي شيئاً كثيراً منها على ذلك قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن عائشة قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك أي يكفيك من زوجتك صفية كذا وكذا قال غير مسدد تعني قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته يحتمل أن يراد أن ريق فمك حين قلت هذه الكلمة المنتنة لو مزج هذا الريق اليسير المنتن من ماء الكلمة بماء البحر العظيم المحيط بالدنيا وخالطه لمزجته ولغلب ريحها على ريحه في النتن وناهيك بماء البحر وطعمه وهذا كله

مبالغة عظيمة وزجر شديد في ترك الغيبة والاستماع إليها قالت وحكيت له إنساناً فقال ما أحب فذكره (دت) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ما أحد أعظم عندي يداً من أبي بكر) الصديق قال المناوي أي ما أحداً أكثر عطاء وإنعاماً علينا منه (واساني بنفسه) قال المناوي أي جعل نفسه وقاية لي سدّ المنفذ في الغار يقدمه خوفاً عليه من لدغ حية فجعلت الحية تلدغه ودموعه تجري ولا يرفعها خوفاً عليه (وماله وأنكحني ابنته) عائشة (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة) أي لأنه وإن كان زيادة في المال عاجلاً فإنه يؤول إلى نقص لقوله تعالى يمحق الله الربى ويربى الصدقات قال العلقمي أي ينقص الله مال الربى ويذهب بركته وإن كان كثيراً ويربي الصدقات يزيد فيها ويبارك عليها قال ابن عطية جعل الله تعالى هذين الفعلين بعكس ما يظنه الحريص المجشع من بني آدم يظن أن الربا يغنيه وهو في الحقيقة محق ويظن أن الصدقة تفقره وهي في الحقيقة نماء في الدنيا والآخرة (هـ) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما أحدث رجل إخاء) بكسرة الهمزة ممدوداً (في الله) تعالى أي لأجله لا لغرض آخر من نحو إحسان أو خوف (إلا أحدث الله له درجة في الجنة) بسبب إحداثه ذلك الإخاء (ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن أنس) وهو حديث حسن لغيره • (ما أحدث قوم بدعة) مذمومة (إلا رفع مثلها من السنة) ظاهره أنه بحدوث البدعة يبطل العمل بسنة ففيه التحذير عن ارتكاب البدع المذمومة والله أعلم بمراد نبيه (حم) عن غضيف بمعجمتين والتصغير (الحارث) وإسناده ضعيف • (ما أحرز الولد أو الوالد فهو لعصبته من كان) أي عند فقد أصحاب الغروض أو عدم استغراقهم قال الدميري هذا الحديث يدل على أن عصبة المعتق يرثون (حم ده) عن عمر بن الخطاب قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما أحسن القصد) أي التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط أي لم يسرف ولم يقتر في الغنى بالكسر والقصر (في الفقر) ولذلك لما رأى المصطفى من ثيابه وسخة فقال آما يملك هذا ما يغسل به ثيابه (وأحسن القصد في العبادة) فإنه إذا قصد لا يمل فلا ينقطع قال المناوي والقصد في الأصل الاستقامة في الطريق ثم استعير للتوسط في الأمور (البزار عن حذيفة) بن اليمان قال الشيخ حديث حسن • (ما أحسن عبد الصدقة) قال المناوي بأن دفعها عن طيب قلب من أيطب ماله (إلا أحسن الله الخلافة على تركته) قال الشيخ بسكون الراء قال المناوي على أولاده والمراد أن الله تعالى يخلفه في أولاده وعياله بحسن الخلافة من الحفظ لهم وحراسة مالهم (ابن المبارك) في الزهد (عن ابن شهاب) الزهري (مرسلاً) وإسناده صحيح • (ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق) قال المناوي لما فيه من قطع حبل الوصلة المأمور بالمحافظة على توفيته اهـ قال العلقمي البغض والفرح والغضب من صفات المخلوقين التي تعرض لهم والمراد ببغض الله الطلاق الزجر عنه والتحذير منه في غير ما بأس فيستدل به على

كراهته وإنما عبر بالبغض للتقريب على الأفهام بالخطاب المتعارف الجاري على السنة العرب ووجوه الاستعارات صحيحة ثابتة عند أهل اللغة (د) عن محارب بن دثار مرسلاً (ك) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين) لأن سبب ضعفه ميل القلب إلى المخلوق وبقدر ميله له يبعد عن ربه وبقدر بعده عنه يضعف يقينه أي يضعف الجزم بأن كل شيء جرى في الكون بقضاء الله تعالى (طس هب) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر) قال المناوي لأنها أعظم مصايد الشيطان والسناء أعظم فتنة وخوفاً (يوسف الخفاف في مشيخته عن علي) أمير المؤمنين • (ما اختلج عرق ولا عين إلا بذنب وما يدفع الله عنه) أي عن المذنب (اكثر) قال تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير (طس) والضياء المقدسي (عن البراء) بن عازب بإسناد صحيح • (ما اختلط حبي بقلب عبد إلا حرم الله جسده على النار) قال المناوي والمراد تحريم نار الخلود اهـ ولا يخفى ما فيه إذ كل مسلم كذلك فالمراد دخول الجنة مع السابقين لأن من أحبه اتبعه بفعل ما أمره بعه واجتناب ما نهى عنه (حل) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (ما اختلف أمة بعد نبيها) أي بعد موته (إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها) قال المناوي أي غلبوا عليهم وظرفوا بهم لكن ريح الباطل تخفق ثم تسكن ودولته تظهر ثم تضمحل (طس) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما أخذ المخيط) بالكسر الإبرة (غرس في البحر من مائه) لأن الدنيا منقطعة فانية والآخرة باقية (طب • عن المستورد وإسناده حسن • (ما أخشى عليكم الفقر) الذي لخوفه تقاطع أهل الدنيا وحرصوا وادخروا (ولكني أخشى عليكم التكاثر) أي الغنى الذي هو مطلوبكم (وما أخشى عليكم الخطأ ولكني أخشى عليكم التعمد) ففيه الاثم دون الخطأ قال المناوي فيه حجة لمن فضل الفقر على الغنى (ك هب) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (ما أذن الله) بكسر الذال المعجمة (لشيء مثل ما أذن لنبي حسن الصوت) قال العلقمي ما استمع ولا يجوز حمله هنا على الإصغاء لأنه محال عليه تعالى ولأن سماعه تعالى لا يختلف فيجب تأويله على أنه مجاز وكناية عن تقريبه القارئ وإجزال ثوابه (يتغنى بالقرآن) قال العلقمي قال النووي معناه عند الشافعي وأصحابه وأكثر العلماء تحسين صوته به وعند سفيان بن عيينة يستغنى به عن الناس وقيل عن غيره من الأحاديث والكتب قال عياض القولان منقولان عن سفيان يقال تغنيت بمعنى استغنيت وقال الشافعي وموافقوه تخزين القراءة وترقيقها واستدل له بحديث آخر زينوا القرآن بأصواتكم وقال القهروي معنى يتغنى به يجهر به فقوله يجهر به تفسير من قال يستغنى به وخطأ من حيث اللغة والمعنى والخلاف جار في الحديث الآخر ليس منا من لم يتغن بالقرآن (حم ق د ن هـ) عن أبي هريرة (ما أذن الله لعبد في شيء افضل من ركعتين وأكثر) من ركعتين (وأن البر ليدر فوق رأس العبد ما كان في الصلاة) أي مدّة دوام كونه مصلياً (وما تقرب عبد إلى الله عز وجل بأفضل مما خرج منه) يعني بأفضل

من كلامه (حم ق) عن أبي أمامة • (ما أذن الله بعد في الدعاء) أي النافع المقبول (حتى أذن له في الإجابة (حل) عن أنس وإسناده ضعيف • (ما أرى الأمر) أي الموت (إلا أعجل من ذلك) أي من أن يبني الإنسان لنفسه بناء فوق ما لابد منه (ت هـ) عن ابن عمرو بن العاص قال مر النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نعالج خصا فذكره قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ما أرسل على عاد) هم قوم هود الذين عصوا ربهم (من الريح إلا قدر خاتمي هذا) يعني هو شيء قليل جداً فهلكوا به حتى أنها كانت تحمل الفسطاط فترفعها في الجو كأنها جرادة وفي تفسير البيضاوي أن عجوزاً من عاد توارت في مسرب فانتزعها فأهلكت (حل) عن ابن عباس • (ما ازداد رجل من السلطان قرباً إلا ازداد عن الله بعداً ولا كثرت أتباعه إلا كثرت شياطينه ولا كثر ماله إلا اشتد حسابه) ولهذا يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام (هناد) في الزهد (عن عبيد بن عمير) بتصغيرهما (مرسلاً) هو الليث قاضي مكة • (ما أزين الحلم) أي ما أجمله وأحسنه وهو كف النفس عند هيجان الغضب لإرادة الانتقام قال ابن شوذب والحلم أرفع من العقل لأن الله تسمى بالحلم ولم يتسم بالعقل ولجلالة مرتبته أثنى به على خواص خلقه فقال إن إبراهيم لحليم وقال فبشرناه بغلام حليم والحلم سعة الخلق والعقل عقال عن التعدي فالواسع أخلاقه حر عن رق النفس (حل) عن أنس بن مالك (ابن عساكر) في تاريخه (عن معاذ) بن جبل وإسناده ضعيف • (ما استرذل الله تعالى عبداً) قال العلقمي إلا رذل الخسيس (إلا حرم) بالبناء للمفعول (العلم) أي النافع وفي افهامه أنه تعالى ما أجل عبداً إلا منحه العلم النافع (عبدان في الصحابة وأبو موسى في الذيل عن بشير بن الفهارس) العبدي قال المناوي قال الذهبي يروى عنه حديث منكر أي وهو هذا • (ما استرذل الله) تعالى (عبد إلا حظر) بالتشديد (عليه العلم والأدب) أي منعهما عنه (ابن النجار عن أبي هريرة) قال المناوي قال الذهبي باطل (ما استفاد المؤمن) أي ما ربح (بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة أن أمرها أطاعته وأن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته) أي أبرت قسمة (وإن غاب عنها نصحته في نفسها) بصونها عن الزنى ومقدماته (وماله) فيه الحث والترغيب في تزوج المرأة الصالحة (هـ) عن أبي أمامة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما استكبر من أكل معه خادمه وركب الحمار بالأسواق واعتقل الشاة فحلبها) ولما أوتي المصطفى من التواضع ما يؤت أحد كان يفعل ذلك كثيراً (خدهب) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما أسر عبد سريرة) قال العلقمي قال في المصباح السر ما يكتم وهو خلاف الإعلان والجمع أسرار (إلا ألبسه الله رداءها إن خيراً فخيراً وإن شراً فشر) بمعنى أن ما يضمره يظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه (طب) عن جندب بن سفيان البجلي • (ما أسفل من الكعبين من الإزار) أي محل الإزار (ففي النار) قال المناوي حث أسبله تكبراً فكنى بالثوب

عن بدن لابسه ومعناه أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب فهو من تسمية الشيء باسم ما جاوره وحل فيه والمراد الشخص نفسه اهـ قال الطيبي والكرماني ما موصول وبعض صلته محذوف وهو كان وأسفل منصوب خبره ويجوز أن يرفع أسفل أي ما هو أسفل أي الذي هو أسفل وعلى التقديرين هو أفضل وقال الزركشي من الأولى لابتداء الغاية والثانية للبيان (خ ن) عن أبي هريرة • (ما أسكر كثيره فقليله حرام) قال المناوي فيه شمول للمسكر من غير العنب وعليه الأئمة الثلاثة وخالف الحنيفة اهـ وقال العلقمي قال الدميري قال ابن المنذر أجمعت الأمة على أن خمر العنب إذا غلت ورمت بالزبد أنها حرام وإن الحد واجب في القليل منها والكثير وجمهور الأمة على أن ما أسكر كثيره من غير خمس العنب أنه يحرم كثيره وقليلة والحد في ذلك واجب وقال أبو حنيفة وسفيان وابن أبي ليلى وابن سيرين وجماعة من فقهاء الكوفة ما أسكر كثيره من غير عصير العنب فحرام وما لا يسكر منه حلال وإذا سكر أحد منه دون أن يتعمد الوصول إلى حد السكر فلا حد عليه قال ابن عطية وهذا القول لأبي بكر وعمر والصحابة على خلافه (حم د ت هب) في نسخ حب بدل هب (عن جابر) وإسناده صحيح (حم ن هـ) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده ضعيف • (ما أسكر منه الفرق) بفتح الفاء والراء مكيلة تسع ستة عشر رطلاً (فملء الكف منه حرام) فهو بمعنى ما قبله (حم) عن عائشة • (ما أصاب المؤمن) بالنصب (مما يكره فهو مصيبة) يكفر الله عنه بها خطاياه (طب) عن أبي أمامة وإسناده ضعيف • (ما أصاب الحجام) بالرفع والمفعول محذوف أي ما اكتسبه بالحجامة (فاعلفوه الناصح) الجمل الذي يستقي به الماء قال المناوي وهذا أمر إرشاد للترفع عن دنى الاكتساب (حم) عن رافع ابن خديج الصحابي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما اصابني شيء منها) أي الشاة المسمومة التي أكل منها بخيبر (إلا وهو مكتوب علي وأدم في طينته) قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن ابن عمر قال قالت أم سلمة يا رسول الله لا يزال يصيبك في كل عام وجع من الشاة المسمومة التي أكلت منها قال ما أصابني فذكره قال القرطبي لم يضر ذلك السم رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول حياته غير ما أثر بلهواته وغير ما كان يعاوده منه في أوقات فلما حضر وقت وفاته أحدث الله ضرر ذلك السم في جسد النبي صلى الله عليه وسلم فتوفي بسببه كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام لم تزل أكلة خيبر تعتادني إلى أ، قطعت أبهري بجمع الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في النبوة والشهادة مبالغة في الترفيع والكرامة (هـ) عن ابن عمر بإسناد حسن • (ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله) أي طلبت المغفرة (فيها مائة مرة) مما؟ ؟ ؟ ؟ ؟ عن عظيم مقامه ويراه ذنباً بالنسبة لعظيم قدره وإن كان مباحاً (طب) عن أبي موسى الأشعري وإسناده حسن • (ما أصبنا من دنيا كم إلا نساءكم) أي والطيب كما يفيده قول عائشة كان يعجبه ثلاثة الطيب والنساء والطعام وأصاب اثنين ولم يصب واحدة أصاب النساء والطيب

ولم يصب الطعام (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (ما أصر من استغفر الله) قال في النهاية أصر على الشيء يصر إصراراً إذا لزمه وداومه وثبت عليه وأكثر ما يستعمل في الشر والذنوب يعني من اتبع الذنب بالاستغفار فليس بمصر عليه وإن تكرر منه (وإن عاد في اليوم سبعين مرة) المراد التكثير لا التحديد (د ق ت) عن أبي بكر الصديق • (ما أصيب عبد بعد ذهاب دينه بأشد من ذهاب بصره) قال المناوي لأن الأعمى كما قيل ميت يمشي على وجه الأرض (وما ذهب بصر عبد فصبر واحتسب إلا دخل الجنة) أي بغير عذاب أو مع السابقين (خط) عن بريدة بن الحصيب وإسناده ضعيف • (ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة) أي أن نواها في الكل كما دل عليه تقييده في الخبر الصحيح بقوله يحتسبها صدقة (حم طب) عن المقدام بن معدي كرب بإسناد صحيح • (ما أظلت الخضراء) أي السماء (ولا أقلت الغبراء) أي حملت الأرض (من ذي لهجة) بفتح الهاء أفصح من سكونها أي لسان فصيح وفي مختصر النهاية اللهجة اللسان (أصدق من أبي ذر) قال المناوي مفعول أقلت يريد به التأكيد والمبالغة في صدقه أي هو معتاد الصدق لا أنه أصدق من غيره مطلقاً وفيه أن السماء خضراء وما يرى من الزرقة إنما هو لون البعد (حم ت ك) عن ابن عمرو بن العاص • (ما أعطى) بالبناء للمفعول (أهل بيت الرفق إلا نفعهم) قال المناوي تمامه عند مخرجه ولا منعوه إلا ضرهم (طب) عن ابن عمر • (ما أعطى الرجل امرأته فهو له صدقة) بشرطه السابق (حم) عن عمرو بن أمية الضميري قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما أعطيت أمة من اليقين) قال المناوي ما ملأ الله قلوب أمة نوراً شرح به صدوها لمعرفته (أفضل مما أعطيت أمتي) بل ولا مساوياً لها ولذلك سماهم في التوراة صفوة الرحمن (الحكيم) ف يالنوادر (عن سعد بن مسعود الكندي • (ما اقفر من أدم بيت فيه خل) قال في النهاية أي ما خلا من الأدم ولا عدم أهله إلا دام والقفار الطعام بلا أدم وأقفر الرجل إذا كل الخبز وحده من القفر والقفار هي الأرض الخالية التي لا ماء بها وجمعه قفار وأقفر فلان من أهله إذا انفرد والمكان من سكانه إذا خلا قال المناوي وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم هانئ فقال أعندك شيء فقالت لا إلا خبز يابس وخل فذكره (طب حل) عن أم هانئ قال المناوي رواه الترمذي عن أم هانئ (والحكيم عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن (ما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدى صاحبه إلى هدى) بضم أوله والتنوين كتقوى وصبر وشكر ورجاء وخوف وزهد (أو يرده عن ردى) بفتح أوله والتنوين كغل وحفد وحسد وغش وخيانة وكبر وطول أمل وبخل (ولا استقام دينه حتى يستقيم عقله) قال المناوي بأن يعقل عن الله أمره ونهيه (طس) عن عمر بن الخطاب • (ما أكرم شاب شيخاً لسنه) أي لطول عمره في الإسلام (إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه) مجازاة له على فعله (ت) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما أكفر رجل

رجلاً قط) كان قال له يا كافر (إلا باء بها) إلا رجع بإثم تلك المقالة (أحدهما) أي رجع بتلك الكلمة أحدهما فإن القائل أن صدق فالمقول له كافر وإن كذب بأن لم يعتقد كفر المسلم فهو سب لم يكن كفراً إجماعاً (حب) عن أبي سعيد بإسناد صحيح • (ما أكل أحد) قال العلقمي زاد الإسماعيلي من بني آدم (طعاماً قط خيراً) قال المناوي بالنصب أي أكل خيراً وبالرفع أي هو خير اهـ والظاهر أنه نعت طعاماً ولا يضر الفصل بين الصفة والموصوف بالظرف (من أن يأكل من عمل يده) أي من طعام اكتسبه بعمل يده وأفضل المكاسب عند الشافعية الزراعة ثم عمل اليد ثم التجارة بدليل آخر (وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) وفي الحديث أن التكسب لا يقدح في التوكل قال العلقمي والذي يظهر أن الذي كان يعمله داود بيده هو نسج الدروع وبيعها ولا يأكل إلا من ثمن ذلك مع كونه كان من كبار الملوك قال تعالى وشددنا ملكه (حم خ) عن المقدم بن معدي كرب • (ما التفت عبد قط في صلاته إلا قال له ربه أين تلتفت يا ابن آدم أنا خير لك مما تلتفت إليه) فالالتفات في الصلاة بالوجه مكروه وبالصدر حرام مبطل لها (هب) عن أبي هريرة • (ما أمرت بتشييد المساجد) أي ما أمرت برفع بنائها ليجعل ذريعة إلى الزخرفة والتزيين الذي هو فعل أهل الكتاب فإنه مكروه (د) عن ابن عباس • (ما أمرت كلما بلت أن أتوضأ) أي استنجي بالماء (ولو فعلت) ذلك (لكانت) في نسخة لكان (سنة) أي طريقة لازمة لأمتي فيمتنع عليهم الترخص باستعمال الحجر فيلزم الحرج وهذا قاله لما بال فقام عمر خلفه بكوز من الماء (حم ده) عن عائشة • (ما أمعر حاج قط) قال في النهاية أي ما افتقر وأصله من معر الرأس وهو قلة شعره وقد معر الرجل بالكسر فهو معر وأرض معرة مجدبة والمعنى ما افتقر من يحج (هب) عن جابر • (ما أنت محدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان على بعضهم فتنة) قال المناوي لأن العقول لا تحتمل إلا قدر طاقتها فإذا زيد عليها ما لا تحتمله استحال الحال من الصلاح إلى الفساد (ابن عساكر عن ابن عباس • (ما أنزل) أي أحدث (الله داء إلا أنزل) الله (له شفاء) علمه من علمه وجهله من جهله (هـ) عن أبي هريرة • (ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطى) بالبناء للفاعل أي كان الذي أعطاه الحامد وهو حمده وشكره لله تعالى (أفضل مما أخذ) بالبناء للفاعل أيضاً وهو المحمود عليه لأن نعمة الشكر اجل من المال وغيره (هـ) عن أنس بن مالك • (ما أنعم الله على عبده نعمة فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة وإن عظمت) قال المناوي لا يلزم منه كون فعل العبد أفضل من فعل الله لأن فعل العبد مفعوله تعالى أيضاً ولا بدع في كون مفعولاته أفضل من بعض (طب) عن أبي أمامة • (ما أنعم الله على عبد نعمة من أهل ومال وولد فيقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيه آفة دون الموت) وقد قال تعالى ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قولة إلا بالله فيرى فيه آفة دون الموت) وقد قال تعالى ولولا غذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوّة إلا بالله الآية (4 هب) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف • (ما أنعم الله على عبد من نعمة فقال الحمد لله

لا لدى شكرها فإن قالها الثانية جدّد الله له ثوابها فإن قالها الثالثة غفر الله له ذنوبه) أي الصغائر (ك هب) عن جابر • (ما أنفق الرجل في بيته وأهله وخدمه وولده فهو له صدقة) أي يثاب عليه ثواب المتصدّق بشرطه (طب) عن أبي أمامة وهو حسن لشواهده • (ما أنفقت) بالبناء للمفعول (الورق) بكسر الراء الفضة (في شيء أحب إلى الله تعالى من نحير) قال المناوي كذا هو بخط المؤلف أي منحور فما في نسخ من أنه بغير تحريف (ينحر في يوم عيد) أي يضحي به فيه (طب هق) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (ما أنكر قلبك) أي لم ينشرح له صدرك (فدعه) أي ارتكه (ابن عساكر) في تاريخه (عبد الرحمن بن معوية) بن خديج قال المناوي ولم يصح له صحبة فهو مرسل • (ما أهدى المؤمن المسلم لأخيه) في الدين (هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى أو يردّه بها عن ردى) قال المناوي ومن ثم قيل كلمة لك من أخيك خير لك من مال يعطيك (هب) وأبو نعيم (عن عمرو) بن العاص • (ما أهل مهل قط) بحج أو عمرة والإهلال رفع الصوت بالتلبية (إلا آبت) بالمدّاى رجعت (الشمس بذنوبه) ومران الحج بكفر الصغائر والكبائر بل قيل حتى التبعات واعتمده الزيادي (هب) عن أبي هريرة • (ما أهل مهل قط) ولا كبر مكبر قط (إلا بشر بالجنة) أي بشرته الملائكة والكاتبان بها (طس) عن أبي هريرة • (ما أوتي عبد في هذه الدنيا خيراً له من أن يؤذن له) من الله بالهامة تعالى وتوفيقه (في ركعتين يصليهما) لأن المصلي مناج لربه (طب) عن أبي أمامة • (ما آتيك) مضارع مرفوع ومفعوله الثاني (من شيء) مجرور بمن الزائدة أي أعطيكم شيئاً (وما أمنعكموه أن) ما (أنا إلا خازن (أضع) العطاء (حيث أمرت) أي حيث أمرني الله (حم د) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (ما أوذي أحد) أذى (مثل ما أوذيت) أي آذوني قومي فقد آذوه أذى لا يطاق فرموه بالحجارة حتى أدموا رجليه فسال الدم على نعليه ونسبه إلى السحر والكهانة والجنون وفيه أن الصبر على ما ينال الإنسان من غيره من مكروه من أخلاق أهل الكمال قال الغزالي والصبر على ذلك تارة يجب وتارة يندب قال بعض الصحابة ما كانا نعد إيمان الرجل إيماناً إذا لم يصبر على الأذى (عد) وابن عساكر عن جابر وإسناده ضعيف • (ما أوذي أحد ما أوذيت في الله) أي في مرضاته حيث دعوت الناس إلى إفراده بالعبادة ونهيت عن الشريك (حل) عن أنس بن مالك • (ما برّ أباه) وكذا أمه (من شدّ إليه الطرف أي البصر (بالغضب) عليه وإن لم يتكلم وما بعد البر إلا العقوق فالعقوق كما يكون بالقول والفعل يكون بمجرد اللحظ المشعر بالغضب والمخالفة (طس) وابن مردرية عن عائشة بإسناد ضعيف • (ما بعث الله نبياً إلا عاش نصف ما عاش النبي الذي كان قبله) قال المناوي زاد الطبراني في روايته وأخبرني جبريل أن عيسى عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهباً على رأس الستين قال ابن عساكر والصحيح أن عيسى لم يبلغ هذا العمر فقط وإنما أراد مدة مقامه في أمته (حل) عن زيد بن أرقم • (ما بلغ أن تؤدّى زكاته) أي

المال الذي بلغ نصاباً (فزكى فليس بكنز) وما لم تؤدّى زكاته فهو كنز وإن كان على وجه الأرض وهو المراد بقوله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة الآية (ده) عن أم سلمة قال الشيخ حديث حسن • (ما بين السرة والركبة عورة) مطلقاً إلا في حق الرجل وحليلته وأما الحرة فعورتها في الصلاة ما عدا وجهها وكفيها وأما ما زاد على ما بين السرة والركبة فليس بعورة إن اتحد الجنس وكذا المحرم والطبيب إن فقد الطبيب من الجنس وكذا إن احتيج إلى النظر لمعاملة أو شهادة ونحو ذلك (ك) عن عبد الله بن جعفر • (ما بين المشرق والمغرب) أي ما بين مشرق الشمس ومغربها (قبلة) قال العلقمي يجوز أن يكون أراد به قبلة أهل المدينة ونوا حيها (ق هـ ك) عن أبي هريرة قال ت حسن صحيح وقال ك على شرطهما وقيل منكر • (ما بين النفختين أربعون) قال العلقمي ولفظ الشيخين ما بين النفختين أربعون قالوا يا ابا هريرة أربعون يوماً قال أبيت قالوا أربعون شهراً قال أبيت قالوا أربعون سنة قال أبيت أي أبيت أن أعين أنها أربعون سنة أو شهر أو يوماً بل أوريها مجملة لأنه ليس عندي في ذلك توقيف وقال الحليمي اتفقت الروايات أن بين النفختين أربعين سنة الأولى يميت الله كل حي والأخرى يحيى الله بها كل ميت وقال القرطبي قول أبي هريرة أبيت فيه تأويلان الأول معناه امتنعت من بيان ذلك وتفسيره وعلى هذا كان عنده علم من ذلك سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم والثاني معناه أبيت أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وعلى هذا لم يكن عنده علم قال والأول أظهر وإنما لم يبينه لأنه لا ضرورة إليه وقد ورد من طريق آخر أن بين النفختين أربعين عاماً (ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل) من الأرض (وليس من) جسد (الإنسان) غير النبي والشهيد (شيء إلا يبلى) بفتح أوله أي يفنى وتنعدم أجزاؤه بالكلية (الأعظم واحد وهو عجب) بفتح فسكون ويقال عجم بالميم (الذنب) بالتحريك عظم لطيف كحبة خردل عند رأس العصعص مكان رأس الذنب من ذوات الأربع قال العلقمي لله في هذا سرا لا نعلمه لأن من يظهر الوجود من العدم لا يحتاج إلى شيء ينبني عليه ويحتمل أن يكون ذلك جعل علامة للملائكة على إحياء كل إنسان بجوهره لتعلم أنه إنما أراد بذلك إعادة الأرواح إلى تلك الأعيان أي إلى أمثال الأجساد لا إلى نفس الأجساد (ومنه يركب الخلق يوم القيامة) قال العلقمي وقوله في رواية الأعرج منه خلق يقتضي أنه أول شيء خلق من الآدمي ولا يعارضه حديث سلمان أن أول ما خلق من ابن آدم رأسه لأنه يجمع بينهما بأن هذا في حق آدم وذلك في حق بنيه أو المراد بقول سلمان نفخ الروح في آدم لا خلق جسده (ق) عن أبي هريرة • (ما بين بتي ومنبري) قال العلقمي وفي رواية ما بين القبر فعلى هذا المراد بالبيت بيت عائشة الذي صار فيه قبره صلى الله عليه وسلم وقد ورد الحديث بلفظ ما بين المنبر وبيت عائشة (روضة من رياض الجنة) في نزول الرحمة وحصول السعادة مما يحصل من ملازمة حلق الذكر ولا سيما

في عهد صلى الله عليه وسلم فيكون تشبيهاً بغير أداة والمعنى أن العبادة فيها تؤدّي إلى الجنة فيكون مجازاً أو على ظاهره وأن المراد هو روضة حقيقة بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة وفيه الترغيب في سكنى المدينة (حم ق ن) عن عبد الله بن زيد عن عليّ) أمير المؤمنين (وأبي هريرة) قال المؤلف متواتر • (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال) قال المناوي والنووي المراد أكبر فتنة وأعظم شوكة (حم م) عن هشام بن عامر بن أمية الأنصاري • (ما بين لابتي المدينة) النبوية التي هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم (حرام) أي لا يتغر صيده ولا يقطع شجره واللابة الحرة وهي أرض ذات حجارة سود (ق ت) عن أبي هريرة • (ما بين مصراعين من مصاريع) باب من أبواب (الجنة) أي شطرى باب من أبوابها قال في المصباح والمصراع من الباب الشطر (مسيرة أربعين عاماً وليأتين عليه يوم وأنه لكظيظ) أي وإن له كظيظاً أي امتلاء وازدحاماً من كثيرة الداخلين ولا يعارضه حديث الشيخين أن ما بين مصراعين منها كما بين مكة وهجر لأن المذكور هنا أوسع الأبواب وما عداه دونه (حم) عن معاوية بن حيدة وإسناده حسن • (ما بين منكبي الكافر) تثنية منكب وهو مجتمع العضد والكتف (في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع) في السير وعند احمد من حديث ابن عمر مرفوعاً يعظم أهل النار حتى أن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام اهـ وإنما عظم خلقه فيها ليعظم عذابه ويتضاعف عقابه وتمتلئ النار منهم (ق) عن أبي هريرة • (ما نجالس قوم مجلساً فلم ينصت بعضهم لبعض إلا نزع من ذلك المجلس البركة) فعلى الجليس أن يصمت عند كلام صاحبه حتى يفرغ من خطابه وفيه ذم ما يفعله غوغاء الطلبة في الدرس الآن (ابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي مرسلاً) تابعي كبير • (ما تجرع عبد جرعة) اصل الجرعة الابتلاع والتجرع شرب في عجلة فاستعير لذلك والجرعة من الماء كاللقمة من الطعام وهو ما يجرع مرة واحدة والجمع جرع مثل غرفة وغرف (افضل عند الله من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله تعالى) وقال في النهاية كظم الغيظ تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه (حم طب) عن ابن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما) أي أعظمهما قدراً وأرفعهما منزلة عنده (أشدّهما حباً لصاحبه) أي في الله تعالى لنفسه فأخوته نفاق (خد حب ك) عن أنس بن مالك وإسناده صحيح • (ما تحاب رجلان في الله تعالى إلا وضع الله لهما كرسياً) يوم القيامة في الموقف (فاجلسا عليه) أي اجلس كل منهما على كرسيّ (حتى يفرغ الله من الحساب) أي حساب الخلائق مكافأة لهما على تحابهما في الله وفيه إشعار بأنهما لا يحاسبان (طب) عن أبي عبيدة بن الجراح (ومعاذ) بن جبل • (ما ترفع إبل الحاج رجلاً ولا تضع يداً) حال سيرها

بالناس في الحج (إلا كتب الله تعالى) أي أمر وقدر (له بها حسنة ومحا عنه سيئة أو رفعه بها درجة) إن لم يكن عليه سيئة (حب) عن ابن عمر بن الخطاب • (ما ترك عبد لله أمراً لا يتركه إلا لله) أي لمحض الامتثال من غير مشاركة غرض من الأغراض (إلا عوضه الله ما هو خير له منه في دينه ودنياه) لأنه لما قهر نفسه وهواه لأجل الله جوزى بما هو أفضل وأنفع (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب مرفوعاً وموقوفاً والمعروف وقفه • (ما تركت بعدي فتنة أضل على الرجال من النساء) قال العلقمي في الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن ويشهد له قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء فجعلهن من عين الشهوات وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل فلي ذلك ويقع في المشاهدة حب الرجل ولده من امرأته التي هي عنده محبوبة أكثر من حبه ولده من غيرها ومن أمثلة ذلك قصة النعمان بن بشير في الهبة وقد قال بعض الحكماء النساء شر كلهن وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن ومع أنها ناقصة العقل والدين تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين لشغله عن طلب أمور الدين وحمله على التهالك على طلب الدنيا وذلك أشد الفساد وقد أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد في أثناء حديث واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء (حم ق ت ن هـ) عن أسامة بن زيد • (ما ترون مما تكرهون) من البلايا والمصائب (فذلك ما تجزون به) عن ما يكون منكم من الذنوب (يدخر الخير لأهله في الآخرة) لأن من حوسب في الدنيا خف ظهره في الآخرة ووجد فيها أجزاء ما عمله من الخير (ك) عن أبي أسماء الرحبى مرسلاً) واسمه الفضيل • (ما تستقل الشمس) أي ترتفع وتتعالى قال في النهاية يقال أقل الشيء يقله واستقله يستقله إذا رفعه وحمله ومنه الحديث حتى تقالت الشمس اي استعلت في السماء وارتفعت وتعالت (فيبقى شيء من خلق الله) أي مخلوقاته (إلا سبح الله بحمده) بلسان المقال أو الحال (إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم) بالغين المعجمة والباء الموحدة والمدّ قال في النهاية الأغبياء جمع غبي كغني وأغنياء والغبي القليل الفتنة وقد غبى يغبى غباوة اهـ وقال المناوي هو القليل الفطنة الجاهل بالعواقب (ابن السنى (حل) عن عمرو بن عبسة • (ما تشهد الملائكة) أي ما تحضر (من لهوكم إلا الرهان والنضال) قال المناوي الرهان بالكسر كسهام تراهن القوم بأن يخرج كل واحد رهناً ليفوز بالكل إذا غلب وذلك في المسابقة والنضال كسهام إيصال الرمي وتناضل القوم تراموا للسبق (طب) عن ابن عمر بن الخطاب • (ما تصدق الناس بصدقة أفضل من علم ينشر) بين الناس بالإفادة والتعليم إذا كان نشره لله والمراد العلم الشرعي (طب) عن سمرة بن جندب • (ما تغبرت) بغين معجمة وموحدة ومشددة (الأقدام في مشي) أي ما علاها الغبار في مشي (أحب إلى الله من رقع) بفتح الراء

وسكون القاف (صف) أي ما أغبرت القدم في مشي أحب إلى الله من اغبرارها للسعي إلى سد الفرج الواقعة في صفوف الجهاد واحتمال إرادة صف الصلاة بعيد من السياق (ص) عن سابط مرسلاً • (ما تقرب العبد من الله بشيء أفضل من سجود خفي) أي من صلاة نقل في بيته حيث لا يراه إلا الله (ابن المبارك في الزهد عن ضمرة ابن حبيب) بن صهيب (مرسلاً) • (ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة) زاد في رواية الطبراني في الدعاء فأحرزوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وادفعوا طوارق البلاء بالدعاء (طس) عن عمر بن الخطاب • (ما تواد) بالتشديد (اثنان في الله فيفرق بالبناء للمجهول (بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما) فيكون التفرق عقوبة ذلك الذنب (خد) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما توطن) بمثناة فوقية أوله (رجل مسلم) بزيادة رجل (المساجد للصلاة والذكر) والاعتكاف ونحو ذلك (إلا تبشبش الله له) من حين يخرج من بيته (كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم) قال الزمخشريّ التبشبش بالإنسان المسرة به والإقبال عليه وهو مثل لارتضاء الله فعله ووقعه الموقع الجميل عنده (ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (ما ثقل بالتشديد عبد كدابة تنفق له في سبيل الله) أي تموت في الجهاد (أو يحمل عليها في سبيل الله) قال المناوي هذا على إلحاق الشيء المفضل بالأعمال الفاضلة ومعلوم أن الصلاة أعلى منه (طب) عن معاذ • (ما جاءني جبريل إلا أمرني بهاتين الدعوتين) أي أن أدعوا بهما وهما (اللهم ارزقني طيباً) أي حلالاً هنيئاً (واستعملني صالحاً) أي في عمل صالح (الحكيم في نوادره عن حنظلة • (ما جاءني جبريل) قط (إلا أمرني بالسواك حتى لقد خشيت أن أحفى مقدم فمي (حم طب) عن أبي أمامة وإسناده صحيح • (ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون حتى يقال لهم تفرقوا قد غفر الله لكم ذنوبكم وبدلت سيئاتكم حسنات) أي إذا كان مع ذلك توبة صحيحة (طب هب) والضياء عن سهل بن حنظلة بإسناد حسن • (ما جلس قوم جلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة) بمثناة فوقية وراء مفتوحتين أي تبعة (فإن شاء عذبهم) بذنوبهم (وإن شاء غفر لهم) كرماً منه (ت هـ) عن أبي هريرة وأبي سعيد قال ت حسن • (ما جمع شيء إلى شيء أفضل من علم إلى حلم) باللام وذلك لأن الحلم سعة الأخلاق وإذا كان هناك علم ولم يكن هناك حلم ساء خلقه وتكبر بعلمه لأن للعلم حلاوة ولكل حلاوة ثرة فإذا ضاقت أخلاقه لم ينتفع بعلمه قالوا وذا من جوامع الكلم (طس) عن عليّ • (ما حاك) أي تردد (في صدرك) أي قلبك الذي في صدرك (فدعه) أي ارتكه قال المناوي لأن نفس المؤمن الكامل ترتاب من الإثم والكذب فتردّده في شيء إمارة كونه حراماً (طب) عن أبي أمامة قال قال رجل من الإثم فذكره وإسناده صحيح • (ما حبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع) قال المناوي يقال بالشين والسين (ابن نون ليالي سار إلى بيت المقدس) لا يعارضه حديث ردّ الشمس على عليّ لأن هذا

حديث صحيح وحديث عليّ قيل موضوع ويفرض صحته خبر يوشع في حبسها قبل الغروب وخبر عليّ في ردّها بعده قال العلقمي وعلى تقدير التسليم يقال هذا يحتمل أن يكون قبل حديث ردّ الشمس على عليّ (خط) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم) أي مثل حسدهم لكم (على السلام) الذي هو تحية أهل الجنة (والتأمين) قال الدميري قال العلماء كلمة آمين لم تكن قبلنا إلا لموسى وهارون عليهما السلام ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (خده) عن عائشة بإسناد صحيح • (ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على قول آمين) في الصلاة وعقب الدعاء (فأكثروا من ذكر قول آمين) وفيه كالذي قبله أن التأمين من خصائص هذه الأمة إلا ما استثني (هـ) عن ابن عباس) وهو حديث حسن لغيره • (ما حسن الله تعالى خلق) بضم الخاء واللام (رجل) وكذا المرأة والخنثى فالمراد الإنسان (ولا خلقه) بفتح فسكون (فتطعمه النار أبداً) استعار الطعم للإحراق مبالغة كأن الإنسان طعامها تتغذى به (طس هب) عن أبي هريرة وضعفه المنذري • (ما حق امرأ مسلم) أي ما الحزم والاحتياط لأنه قد يفجأه الموت وهو على غير وصية ولا ينبغي لمؤمن أن يغفل عن ذكر الموت والاستعداد له (له شيء) في رواية له مال (يريد أن يوصي فيه) صفة لشيء (يبيت) كان فيه حذفاً تقديره أن يبيت وهو كقوله تعالى ومن آياته يريكم البرق خوفاً الآية ويجوز أن يكون يبيت صفة لمسلم وبه جزم الطيبي حيث قال هي صفة ثانية ومفعول يبيت محذوف تقديره آمناً أو ذاكراً وقال ابن التين تقديره موعوكاً والأول أولى لأن استحباب الوصية لا يختص بالمريض (ليلتين) في رواية ليلة أو ليلتين وفي رواية يبيت ثلاث ليال واختلاف الروايات دال على أنه للتقريب لا للتحديد والمعنى لا يمضي عليه زمان وإن كان قليلاً (إلا ووصيته مكتوبة عنده) أي مشهور بها إذ الغالب في كاتبها الشهود ولأن أكثر الناس لا يحسن الكتابة والجملة الواقعة بعد إلا خبر مبتدأ قال العلقمي والوصية مندوبة لا واجبة لقوله يريد أن يوصي فيه حيث جعلها متعلقة بإرادته نعم تجب على من عليه حق كزكاة وحج أو حق لآدمي بلا شهود مالك (حم ق) عن ابن عمرو بن الخطاب • (ما حلف بالطلاق مؤمن) كامل الإيمان (ولا استحلف به إلا منافق) نفاقاً عملياً (ابن عساكر) في تاريخه (عن أنس) بن مالك • (ما خاب من استخار) الله (ولا ندم من استشار) من ينصحه (ولا عال من اقتصد) أي ما افتقر من استعمل القصد والهاء أي غبار قتال (في سبيل الله) أي في جهاد الكفار (إلا حرم الله عليه النار) أي حرمه على النار قال المناوي والمراد نار الخلود اهـ وفيه نظر لأن كل مسلم كذلك فالمراد أنه يدخل الجنة من غير سبق عذاب ويدل له حديث من دخل جوفه الرهج لم تدخله النار (حم) عن عائشة بإسناد صحيح • (ما اختلطت الصدقة) أي الزكاة (مالاً إلا

أهلكته) أي محقته واستأصلته لأن الزكاة حصن له أو أخرجته عن كونه منتفعاً به لأن الحرام غير منتفع به شرعاً (عد هق) عن عائشة بإسناد ضعيف • (ما خرج رجل من بيته يطلب علماً) شرعياً (إلا سهل الله له طريقاً إلى الجنة) بأن يوفقه للعلم به وقال المناوي أي يفتح عليه عملاً صالحاً إليها (طس) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما خففت على خادمك من عمله فهو أجر لك في موازينك يوم القيامة) ولهذا كان عمر رضي الله عنه يذهب إلى العوالي في كل سبت فإذا وجد عبداً في عمل لا يطيقه وضع عنه منه (4 حب هب) عن عمر بن حريث بإسناد صحيح • (ما خلف عبد على أهله) أي عياله وأولاده عند سفر لنحو حج أو غزو (أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفراً) أي حين يتأهب للخروج إليه فليسن له عند إرادته الخروج من بيته صلاة ركعتين (ش) عن المطعم بضم الميم وكسر العين (ابن المقدام) بالكسر (مرسلاً) • (ما خلق الله شيئاً في الأرض أقل من العقل وأن العقل في الأرض أقل) وفي رواية أعز (من الكبيرت الأحمر) والعقل أشرف صفات الإنسان (الروياني) في مسنده (وابن عساكر) في تاريخه (عن معاذ) بن جبل • (ما خلق الله من شيء إلا وقد خلق له ما يغلبه وخلق رحمته تغلب غضبه) قال العلقمي ويشهد له ما أخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الله الجبال فألقاها عليها فاستقرت فعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت يا رب هل من خلقك أشد من الجبال فقال الحديد فقالت يا رب فهل من خلقك أشدّ من الحديد قال نعم النار فقالت فهل من خلقك أشد من النار قال نعم الماء فقالت يا رب فهل من خلقك أشدّ من الماء قال نعم الريح قالت فهل من خلقك شيء أشدّ من الريح قال نعم ابن آدم يتصدّق بيمينه يخفيها عن شماله وما أخرجه الطبراني في الأوسط بسند جيد عن علي قال أشد خلق ربك عشرة الجبال والحدي ينحت الجبال والنار تأكل الحديد والماء يطفئ النار والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء والريح ينقل السحاب والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب فيها لحاجته والسكر يغلب الإنسان والنوم يغلب السكر والهمّ يمنع النوم فأشدّ خلق ربك الهم (البزار عن أبي سعيد) الخدري قال ك صحيح ورواه الذهبي وقال بن منكر • (ما خلا يهودي قط بمسلم إلا حدث نفسه بقتله) قال المناوي يحتمل إرادة اليهودي في زمنه ويحتمل العموم (خط) عن أبي هريرة • (ما خيب الله عبد اقام في جوف الليل فافتح سورة البقرة وآل عمران ونعم كنز المؤمن البقرة وآل عمران) أي نعم الثواب لمدخر له على قراءتهما (طس حل) عن ابن مسعود وإسناد الطبراني حسن • (ما خير عمار) بن ياسر (بين أمرين إلا اختار أرشدهما) لكمال علقه وجودة رأيه (ت ك) عن عائشة ورواه أحمد عن ابن مسعود وإسناده حسن • (ماذا في الأمرين) بفتح الميم وشدّة الراء من الشفاء (الصبر) هو الدواء المعروف (والشفاء) الخردل

وحب الرشاد وقال المناوي إنما قال الأمرين والمراد أحدهما لأنه جعل الحرافة والحدة التي في الخردل بمنزلة المرارة وهو من باب التغليب اهـ قال العلقمي وورد موصولاً من حديث ابن عباس الصبر كثير المنافع ولا سيما الهندي منه ينقى الفضول الصفراوية التي في الدماغ وأعصاب البصر وينفع من قروح الأنف والفم وإذا طلي على الجبهة والصدغ بدهن الورد نفع من الصداع (د) في مراسيله (هق) عن قيس بن رافع الأسجعي • (ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد) بن مهلهل الطائي المعروف بزيد الخير (فإنه لم يبلغ) بالبناء للمفعول (كل ما فيه) أي لم يبلغ الواصف وصفه بكل ما فيه من نحو البلاغة وا لفصاحة وكمال العقل وحسن الأدب (ابن سعد عن ابن عمير الطائي) • (ما) بمعنى ليس (ذئبان) اسمها (خائعان) صفة له (أرسلا في غنم) الجملة صفة ثانية (بأفسد خبر ما والباء زائدة أي أشدّ فساداً (لها) أي للغنم (من حرص المرء) هو المضل عليه لاسم التفضيل (على المال) متعلق بالحرص (والشرف) عطف على المال والمراد به الجاه وقوله (لدينه) اللام فيه للبيان كان قيل بأفسد لأي شيء قيل لدينه والقصد أن الحرص على المال والشرف أكثر إفساداً للدين من إفساد الذئبين للغنم (حم ت) عن كعب بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ما رأيت مثل النار نام هاربها) الجملة حال إن لم تكن رأيت من أفعال القلوب وإلا فهي مفعول ثان قال المناوي أي النار شديدة والخائفون منها نائمون غافلون وليس هذا شأن الهارب بل طريقته أن يهرب من المعاصي إلى الطاعات (ولا مثل الجنة نام طالبها) وليس هذا شأن الطالب بل طريقه ترك النوم والإكثار من الأعمال الصالحة (ت) عن أبي هريرة وضعفه المنذري (طس) عن أنس بن مالك وحسنه الهيتمي • (ما رأيت منظراً) بالفتح منظوراً (قط) بشدّة الطاء وتخفيفها ظرف للماضي المنفي (إلا والقبر أفظع) أي أقبح وأبشع (منه) قالالعلقمي وأوله كما في ابن ماجه عن هانئ مولى عثمان قال كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له تذكرت الجنة والنار ولا تبكي وتبكي من هذا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجاح العبد منه فما بعده أيسر منه وغن لم ينج منه فما بعده أشدّ منه قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت فذكره (ت هـ ك) عن عثمان بن عفان قال ك صحيح ونوزع • (ما رزق عبد) شيئاً (خيراً له ولا أوسع من الصبر) وهو حبس النفس على كريه تتحمله أو لذيذ تفارقه قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر عن المعاصر وحظوظ النفس (ك) عن أبي هريرة وقال صحيح • (ما رفع قوم اكفهم إلى الله تعالى يسألونه شيئاً إلا كان حقاً على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوا) تفضلاً منه وكرماً لأنه أكرم الأكرمين وفيه ندب رفع اليدين في الدعاء (طب) عن سلمان الفارسي وهو حديث صحيح • (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)

يفرض سهم يعطاه مع الأقارب وقيل المراد أنه ينزل منزلة من يرث بالبر والصلة (حم ق د ت) عن ابن عمر الخطاب (حم ق 4) عن عائشة • (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورثه وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه يضرب له أجلا أو وقتا) الظاهر أنه شك من الراوي (إذا بلغه عتق) أي من غير إعتاق (هق) عن عائشة وإسناده صحيح • (مازالت أكلة خيبر) أي اللقمة التي أكلها من الشاة المسمومة (تعاودني) بنون الوقاية أي تراجعني (في كل عام) أي يراجعني الألم فاجده في جوفي كل عام (حتى كان هذا أوان) قال العلقمي قال المناوي يجوز في أوان الضم والفتح على البناء زاد العلقمي لإضافته إلى مبنى فظاهر كلامهما أن (قطع) فعل ماض وأما إذا كان مصدرا فأوان بالنصب لا غير (ابهري) بفتح الهاء عرق في الصلب أو الذراع أو القلب إذا انقطع مات صاحبه أي أنه نغص عليه سم الشاة للجمع إلى منصب النبوة ومنصب الشهادة ولا يفوته مكرمة قال السبكي كان ذلك سما قاتلا من ساعته مات منه بشر بن البراء فورا وبقى المصطفى وذلك معجزة في حقه (ابن السيء وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن أبي هريرة) وإسناده حسن • (ما زان الله العباد بزينة أفضل من زهادة في الدنيا وعفاف بطنه وفرجه) أي العبد الذي هو مفرد العباد قال في النهاية العفاف الكف عن الحرام وسؤال الناس انتهى أي من غير اضطرار (حل) عن ابن عمر • (ما زويت الدنيا) أي قبضت ومنعت (عن أحد إلا كانت) الخصلة وهي منعها عنه أي منع ما زاد عن كفايته (خيره له) لأن الغنى مأشرة مبطرة وكفى بقارون عبرة (فر) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف • (ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم) قال العلقمي قال في الدرر والخزف الذهب وزخرفت الشيء نقشته وبهرته به (5) عن عمر بن الخطاب • (ما ستر الله على عبد ذنبا في الدنيا فيعيره به يوم القيامة) المراد عبد مؤمن سقط في ذنب ولم يصر بل ندم واستغفر (الزار (هب) عن أبي موسى • (ما سلط الله القحط) أي الجدب (على قوم إلا بتمردهم على الله) أي بعتوهم واستكبارهم على الله وطغيانهم وشرادهم على الله كشراد البعير على أهله (قط) في كتاب (رواة مالك) بن أنس (عن جابر) بن عبد الله بإسناد ضعيف • ما شئت أن أرى جبريل متعلقا باستار الكعبة وهو يقول يا واحد يا ماجد لا ترل عني نعمة أنعمت بها على ألا رأيته) يعني كلما وجه خاطره نحو الكعبة بصره بعين قلبه متعلقا باستارها وهو يقول ذلك لما يرى جبريل من شدة عقاب الله لمن غضب عليه (ابن عساكر عن علي) أمير المؤمنين • (ما شبهت خروج المؤمنين من الدنيا) بالموت (إلا مثل خروج الصبي من بطن أمه من ذلك الغم والظلمة إلى روح الدنيا) قال المناوي بفتح الراء سعتها ونسيمها والمراد بالمؤمن هنا الكامل كما يفيده قول مخرجه الحكيم عقب الحديث فالمؤمن البالغ في إيمانه الدنيا سجنه قال وهذا غير موجود في العامة أهـ واعلم أن النفس أربع دور كل دار منها أعظم من التي قبلها الأولى بطن الأم وذلك الغم

والحصر والضيق والظلمات الثلاث الثانية هذه الدار التي نشأت فيها واكتسبت فيها الخير والشر الثالثة دار البرزخ وهي أوسع من هذه وأعظم ونسبة هذه الدار إليها كنسبة الأولى إلى هذه الرابعة الدار التي لا دار بعدها القرار الجنة والنار (الحكيم عن أنس) بن مالك • (ما شد سليمان) نبي الله (طرفه إلى السماء) أي ما رفع بصره إليها (تخشعا) أي لأجل الخشوع (حيث أعطاه الله ما أعطاه) من الحلم والعلم والنبوة والملك فكان ذلك لعظم الحياء من الله والمقصود من الحديث أن أهل الكمال كلما عظمت نعمة الله على أحدهم اشتد حياؤه وخوفه منه (ابن عساكر عن ابن عمرو) بن العاص وإسناده ضعيف • (ما صبر أهل بيت على جهد) شدة جوع (ثلاثا) من الأيام (إلا آتاهم الله برزق) من حيث لا يحتسبون (الحكيم) الترمذي (عن ابن عمر) بإسناد ضعيف • (ما) أي ليس (صدقة أفضل من ذكر الله) هو صادق بالمساواة والمراد أن ذكر الله أفضل من التصدق بالمال (طس) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين على ميت) أي في الصلاة عليه (إلا أوجب) قال المناوي غفر له كما صرحت به رواية الحاكم أهـ وقال العلقمي قال شيخنا أي وجبت له الجنة (5 ك) عن مالك بن هبيرة السكوتي • (ما صلت امرأة صلاة أحب إلى الله من صلاتها في أشد بيتها ظلمة) لتكامل سترها من نظر الناس مع حصول الإخلاص وانتفاء الرياء (هق) عن ابن مسعود وإسناده حسن • (ما صيد صيد ولا قطعت شجرة إلا بتصنييع التسبيح) قال المناوي قال الزمخشري لا يبعدان يلهم الله الطير والشجر دعاءه وتسبيحه كما ألهمنا العلوم الدقيقة التي لا يهتدى إليها وفي حديث أخرجه أبو الشيخ ما أخذ طائر ولا حوت إلا بتضييع التسبيح (حل) عن أبي هريرة • (ما ضاق مجلس بمتحابين) ولذا قيل رحب الفلاة مع الأعداء ضيقة • سم الخياط مع الأحباب ميدان (خط) عن أنس • (ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار) مخافة أن يغضب الله عليه فيعذب بها وفيه إشعار بأن خلق ميكائيل متقدم على خلق جهنم (حم) عن أنس وإسناده حسن • (ما ضحى) بفتح فكسر بضبط المؤلف (مؤمن ملبيا حتى تغيب الشمس إلا غابت بذنوبه فيعود كما ولدته أمه) قال المناوي قال البيهقي يريد المحرم يكشف للشمس ولا يستظل (طب هب) عن عامر بن ربيعة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما ضر أحدكم) بالنصب (لو كان في بيته محمد ومحمدان وثلاثة) فيه ندب التسمى به قال مالك ما كان في أهل بيت اسم محمد إلا كثرت بركته (ابن) سعد في طبقاته (عن عثمان العمري مرسلا • (ما ضرب من) في رواية على (مؤمن عرق) بكسر فسكون (إلا حط الله به عنه خطيئة وكتب له به حسنة ورفع له به درجة (ك) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن • (ما ضل قوم بعد هدى) بضم الهاء (كانوا عليه إلا أوتوا لجدل) أي

الخصومة بالباطل قال العلقمي وتمامه ثم تلا هذه الآية بل هم قوم خصمون (حم ت هـ ك) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح • (ما طلب) بالبناء للمفعول (الدواء) أي التداوي (بشى أفضل من شربة عسل) قال المناوي هذا وقع جوابا لسائل اقتضت حالته ذلك (أبو نعيم في الطب) قال العلقمي قال في النهاية النجم في الأصل اسم لكل واحد من كواكب السماء وجمعه نجوم وهو بالثريا أخص جعل علما لها فإذا أطلق فإنما تراد به وهي المرادة هنا واراد بطلوعها طلوعها عند الصبح وذلك في العشر الأوسط من أيار وسقوطها مع الصبح في العشر الأوسط من تشرين الآخر والعرب تزعم أن بين طلوعها وغروبها أمراضا ووباء وعاهات في الناس والإبل والثمار ومدة مغيبها نيف وخمسون ليلة لأنها تخفى لقربها من الشمس قبلها قال الحربي إنما أراد بهذا الحديث أرض الحجاز لأن في أيار يقع الحصاد بها وتدرك الثمار وحينئذ تباع لأنها قد أمن عليها من العاهة قال وأحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد عاهة الثمار خاصة (حم) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر) بن الخطاب أي أن ذلك سيكون له في بعض الأزمنة الآتية وهو مدة إفضاء الخلافة إليه إلى موته فإنه حينئذ أفضل أهل الأرض (ت ك) عن أبي بكر قال ت غريب • (ما طهر الله كفا فيها خاتم من حديد) أي ما نزهها فالمراد لطهارة المعنوية فيكره التختم بالحديد (تخ طب) عن مسلم بن عبد الرحمن بإسناد حسن • (ما عال من اقتصد) في المعيشة أي ما افتقر من أنفق فيها قصدا من غير إسراف ولا تقتير ولهذا قيل صديق الرجل قصده وعدوه سرفه (حم) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما عبد الله بأفضل من فقه في الدين) لأن صحة العبادة تتوقف عليه (هب) عن ابن عمر • (ما عدل وال اتجر في رعيته) لأنه يضيق عليهم (الحاكم) في كتاب (الكنى) والألقاب (عن رجل) صحابي • (ما عظمت نعمة الله على عبد إلا اشتدت عليه مؤنة الناس) المؤنة الثقل أي فاحذروا أن تملوا وتضجروا من حوائج الناس (فمن لم يحتمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال) لأن النعمة إذا لم تشكر زالت أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (فضل قضاء الحوائح) وكذا الطبراني (عن عائشة) وضعفه المنذرى (هب) عن معاذ بن جبل • (ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق لله صدقة تطوعا أن يجعلها عن والديه إذا كانا مسلمين) أي لا حرج عليه في جعلها عن أصليه المسلمين وإن عليا (فيكون لوالديه أجرها وله مثل أجورهما بعد أن لا ينقص من أجورهما شيئا ابن عساكر عن ابن عمرو) بن العاص وإسناده ضعيف • (ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنة) يعني ليس على أحدكم حرج في ذلك فلا إسراف فيه بل هو محبوب فإنه تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر

نعمته على عبده (د) عن يوسف بن عبد الله بن سلام بالتخفيف (عن عائشة) وإسناده حسن • (ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفر منه) أي قبل أن ينطق بلفظ الاستغفار إذا وجدت بقية شروط التوبة (ك) عن عائشة وقال صحيح وردده الذهبي (ما عليكم أن لا تعزلوا) أي لا حرج عليكم أن تعزلوا فإنه جائز في الأمة بلا كراهة وفي الحرة مع الكراهة (فإن الله قدر ما هو وخالق إلى يوم القيامة) فإذا أراد الله خلق شيء أوصل من الماء المعزول إلى الرحم ما يخلق منه الولد وإذا لم يرده لم ينفعه إرسال الماء (ت) عن أبي سعيد الخدري (وأبي هريرة) وإسناده صحيح • (ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) قال الله تعالى ولذكر الله أكبر قال المحلي في تفسيره أكبر من غيره من الطاعات (حب) عن معاذ • ما عمل ابن آدم شيئًا أفضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن) أي معالجة النفس على تحصيله (تخ هب) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم) قال العلقمي قال ابن العربي لأن قربة كل وقت أخص به من غيرها وأولى ولأجل ذلك أضيف إليه ثم هو محمول على غير فروض الأعيان كالصلاة (أنها) أي الأضحية (لتأتي يوم القيامة بقرونها وإشعارها وإظلافها) قال العراقي يريدانها تأتي بذلك فتوضع في ميزانه كما صرح به في حديث علي (وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض) قال العراقي أراد أن الدم وإن شاهده الحاضرون يقع على الأرض فيذهب ولا ينتفع به فإنه محفوظ عند الله لا يضيع كما في حديث عائشة إن الدم وإن وقع في التراب فإنما يقع في حرز الله حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة (فطيبوا بها نفسا) قال العراقي الظاهر أن هذه الجملة مدرجة من قول عائشة وليست بمرفوعة لأن في رواية أبي الشيخ عن عائشة أنها قالت يا أيها الناس ضحوا وطيبوا بها نفسا لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من أحد يوجه أضحيته الحديث (ت هـ ك) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده الله تعالى بها كثرة) في ماله بأن يبارك له فيه (وما فتح رجل باب مسألة) أي طلب من الناس (يريد بها كثرة) في معاشه (إلا زاده الله تعالى بها قلة) بأن يمحق البركة منه ويحوجه حقيقة إلى أرذل الناس (هب) عن أبي هريرة رواه عنه أحمد ورجاله رجال الصحيح • (ما فوق الركبتين) محسوب (من العورة وما أسفل السرة من العورة (قط هق) عن أبي أيوب) الأنصاري وإسناده ضعيف • (ما فوق الأزار وظل الحائط وجر الماء) بفتح الجيم وشد الراء وجلف الخبز كما في رواية أخرى (فضل يحاسب به العبد يوم القيامة) وأما المذكورات فلا يحاسب عليها إذا كانت من حلال (البزار عن ابن عباس) • (ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب) وجذعها من زمرد وسعفها كسوة لأهل الجنة وثمرتها أمثال القلال وماؤها أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل (ت) عن أبي

هريرة وقال حسن غريب • (ما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر) بن الخطاب (ولا في الأرض شيطان إلا وهو يغر) قال الشيخ بفتح أوله يخاف (من عمر) لأنه بصفة من يخافه الخلق لغلبة خوف الله على قلبه (عد) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (ما قال عبد لاله إلا الله قط مخلصا) من قبله (إلا فتحت له أبواب السماء) أي فتحت لقوله ذلك فلا تزال كلمة الشهادة صاعدة (حتى تغصى إلى العرش) أي تنتهي إليه (ما اجتنبت) وفي نسخة ما اجتنب الكبائر من الذنوب (ت) عن أبي هريرة وحسنه الترمذي واستغربه البغوي • (ما قبض الله تعالى نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه) إكراما له (ت) عن أبي بكر وهو ضعيف لضعف ابن أبي مكية • (ما قبض الله تعالى عالما من هذه الأمة إلا كان) قبضه (ثغرة) فتحت (في الإسلام لا تسد ثلثه إلى يوم القيامة السجزى) في كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (والموهبي) بكسر الهاء (في) كتاب فضل (العلم) وأهله (عن ابن عمر) بن الخطاب • (ما قدر في الرحم سيكون) أي ما قدر أن يوجد في بطون الأمهات سيوجد ولا يمنعه العزل (حم طب) عن أبي سعيد الزوقي قال المناوي بفتح الزاي وسكون الواو بضبط الذهبي واسمه عمارة بن سعيد قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما قدر الله لنفس أن يخلقها إلا وهي كائنة) أي لابد من وجودها قاله لما سئل عن العزل (حم هـ حب) عن جابر بإسناد صحيح • (ما قدمت أبا بكر) الصديق (وعمر) الفاروق أي ما أشرت بتقديمهما للخلافة أو ما أخبرتكم بأنهما أفضل أو ما قدمتهما في المشورة أو في المحافل (ولكن الله) هو الذي (قدمهما) قال المناوي وتمامه ومن بهما على فاطيعوهما واقتدوا بهما ومن أرادهما بشر فإنما يريدهما والإسلام (ابن النجار عن أنس) بن مالك قال ابن حجر حديث باطل ورجاله مذكورون بالكذب • (ما قطع من البهيمة) بنفسه أو بفعل فاعل (وهي حية فهو ميتة) فإن كانت ميتتها طاهرة فطاهرا ونجسة فنجس فبعض الأدمي والجراد والسمك طاهر وإليه الخروف نجسة كميتته ويستثنى من ذلك الشعر والصوف والوبر والبيض والمسك وفأرته لعموم الحاجة إليها وسببه كما في الترمذي عن أبي واقد الليثي قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يجبون اسمه الإبل ويقطعون اليات الغنم فقال ما قطع فذكره (حم دت ك) عن أبي واقد الليثي واسمه الحارث بن عون (هـ ك) عن ابن عمر بن الخطاب (ك) عن أبي سعيد الخدري (طب) عن تميم • (ما قل) من الدنيا (وكفى خير مما كثر) منها (وإلهي) عن طاعة الله فينبغي التقليل منها ما أمكن فإن كثيرها يلهى عن كثير من الآخرة قال السهروردي أجمع القوم على إباحة لبس جميع أنواع الثياب إلا ما حرم الشرع لبسه لكن الاقتصار على الدون والخلق والمرقعات أفضل لهذا الحديث ومقصود الحديث الحث على القناعة واليسير من الدنيا قال ذو النون من قنع استراح عن أهل زمانه واستطال على أقرانه وبشر لو لم يكن في القناعة إلا التمتع بالعز لكفى

وقال بعضهم انتقم من حرصك بالقناعة كما تنتقم من عدوك بالقصاص وقال على كرم الله وجهه القناعة سيف لا ينبو (ع) والضياء المقدسي (عن أبي سعيد) الخدري بإسناد صحيح • (ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه) أي عابه (ولا كان الحياء في شيء قط لا زانه) أي لو قدر أن يكون الفحش أو الحياء في جماد لشانه أو زانه فكيف بالإنسان (حم د خدت هـ) عن أنس بإسناد حسن • (ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه) لأن به تسهل الأمور ويأتلف ما تنافر (عبد بن حميد) قال المناوي بغير إضافة يعني فابن صفة عبد (والضياء) المقدسي (عن أنس) وإسناده صحيح • (ما كان بين عثمان) بن عفان (ورقية) بنت النبي صلى الله عليه وسلم (وبين لوط) نبي الله (من مهاجر) قال المناوي يعني هما أول من هاجر إلى أرض الحبشة بعد لوط فلم يتخلل بين هجرة لوط وهجرتهما هجرة (طب) عن زيد بن ثابت قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما كان من حلف) بكسر المهملة وسكون اللام أي معاقدة ومعاهدة على نصر المظلوم وإعانة الضعيف على خلاص حقه (في الجاهلية) قبل الإسلام (فتمسكوا به) لأنه مطلوب محبوب فالإسلام أولى به (ولا حلف في الإسلام) المنفى ما كان على خلاف ما تقدم كالإعانة على الباطل فإن الإسلام نسخ حكمه (حم) عن قيس بن عاصم قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما كان ولا يكون إلى يوم القيامة مؤمن إلا وله جار يؤذيه) وذلك سنة الله في خلقه قال الزمخشري وقد عاينت هذا (فر) عن على أمير المؤمنين قال المناوي وفيه نظر • (ما كانت نبوة قط إلا كان بعدها قتل وصلب) يحتمل أن المراد أن ذلك وقع في أمة كل نبي ويقع في أمته (طب) والضياء عن طلحة • (ما كانت نبوة قط إلا تبعتها خلافة ولا كانت خلافة قط إلا تبعها ملك ولا كانت صدقة قط إلا كان اعطاؤها مكسا) أي يشق على مخرجها كما يشق عليه إعطاء المكس (ابن عساكر عن عبد الرحمن ابن سهل) بن زيد بن كعب الأنصاري بإسناد ضعيف • (ما كبيرة بكبيرة مع الاستغفار) فإن الاستغفار المقرون بالتوبة يمحو أثر الكبائر (ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار) فإن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة (ابن عساكر عن عائشة) وهو حديث حسن لغيره • (ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال يا محمد قل توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا) أمره بالتوكل على الله وعرفه أن الحي الذي لا يموت حقيق بأن يتوكل عليه دون غيره (ابن أبي الدنيا في كتاب الفرج) بعد الشدة (والبيهقي) في كتاب (الأسماء) والصفات (عن إسماعيل بن فديك) مصغرا (مرسلا ابن صصري في أماليه عن أبي هريرة) • (ما كرهت أن تواجه به أخاك) في الدين (فهو غيبة) فيحرم ذلك (ابن عساكر عن انس بن مالك) • (ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك إذا خلوت) عنهم بحيث لا يراك إلا الله والحفظة وهذا ضابط وميزان (حب) عن أسامة بن شريك بإسناد

صحيح • (ما لقى الشيطان عمر) بن الخطاب (منذ أسلم الأخر) أي سقط (لوجهه) هيبة له (ابن عساكر عن حفصة) أم المؤمنين • (مالي أراكم غزين) بكسر الزاى قال المناوي بتخفيف الزاي مسكورة أي متفرقين جماعة جماعة جمع عزة وهي الجماعة المفرقة وذا قاله وقد خرج إلى أصحابه فرآهم حلقا وذا لا ينافي تعدد حلق الذكر والعلم لأنه إنما كره تحلقهم على ما لا فائدة فيه أهـ قال العلقمي معناه النهي عن التفرق والأمر بالاجتماع (حم د ن) عن جابر بن سمرة • (مالي وللدنيا) أي ليس لي ألفة ومحبة معها (ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) أي ليس حالي معها إلا كحالة (حم ت هـ ك) والضياء المقدسي (عن ابن مسعود) وإسناده صحيح • (ما مات نبي إلا ودفن حيث يقبض) والأفضل في حق من عد الأنبياء الدفن في المقبرة كما مر قال أبو بكر رضي الله عنه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم واختلفوا في المكان الذي يحفر له فيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما مات نبي إلى آخره (هـ) عن أبي بكر الصديق • (ما محق الإسلام) أي كماله (محق الشح) أي كمحقه (شيء) من الخصال الذميمة (4) عن أنس وضعفه المنذري • (ما مررت ليلة إسرى بي بملاء) أي جماعة (من الملائكة إلا قالوا يا محمد مرامتك بالحجامة) ظاهر الحديث العموم وخصه بعضهم بأهل الحجاز ومن بقربهم (هـ) عن أنس ابن مالك (ت) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن • (ما مسخ الله تعالى من شيء فكان له عقب ولا نسل) فليست القردة والخنازير الموجودون الآن من نسل من مسح من بني إسرائيل (طب) وأبو نعيم (عن أم سلمة) وإسناده حسن • (ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أعطى من الآيات) أي المعجزات الخوارق (ما مثله آمن عليه البشر) ما موصولة أو موصوفة وقعت مفعولا ثانيا لأعطى ومثله مبتدأ وجملة آمن عليه البشر خبره والمثل يطلق ويراد به عين الشيء وما يساويه والمعنى إن كل نبي أعطى آية أو أكثر من شأن أن يشاهدها من البشر أن يؤمن لأجلها وعلى بمعنى اللام أو الباء الموحدة والنكتة في التعبير بها تضمنها معنى الغلبة أي يؤمن بذلك مغلوبا عليه بحيث لا يستطيع دفعه عن نفسه لكن قد يجحد فيعاند كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا قال الطيبي وموقع المثل موقعه من قوله تعالى فأتوا بسورة من مثله أي على صفته من البيان وعلو الطبقة في البلاغة (وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلى) أي معجزتي التي تحديت بها الذي أنزل إلي وهو القرآن لما اشتمل عليه من الإعجاز الواضح وليس المراد حصر معجزاته فيه ولا أنه لم يؤت من المعجزات ما أوتى من تقدمه بل المراد أنه المعجزة العظمى التي اختص بها دون غيره لأن كل نبي أعطى معجزة خاصة لم يعطها بعينها غيره يحدي بها قومه وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبة لحال قومه كما كان السحر فاشيا عند فرعون فجاءه موسى بالعصا على صورة ما يصنع السحرة لكنها تلقفت ما صنعوه ولم يقع ذلك لغيره وكذلك إحياء عيسى الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ليكون الأطباء والحكمان كانوا في ذلك الزمان في غاية الظهور فأتى من جنس علمهم بما لم

تصل قدرتهم إليه ولهذا لما كانت العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم في الغاية من البلاغة جاءهم بالقرآن الذي تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فلم يقدروا على ذلك وقيل المعنى إن المعجزات الأنبياء انقرضت بانقراض اعصارهم فلم يشاهدها إلا من حضرها ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة وخرقه العادة في أسلوبه وبلاغته وأخباره بالمغيبات فلا يمر عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر أنه سيكون يدل على صحة دعواه (فأرجوا) أي آمل (أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة) رتب هذا الكلام على ما تقدم من معجزة القرآن المستمرة لكثرة فائدته وعموم نفعه لاستماله على الدعوة والحجة والأخبار بما سيكون فعم نفعه من حضر ومن غاب ومن وجد ومن سيوجد (حم ق) عن أبي هريرة • (ما من الذكر أفضل من لا إله إلا الله ولا من الدعاء أفضل من الاستغفار) وتمامه ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه لا إلا اله الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وروى الحكيم إن الاستغفار يخرج يوم القيامة فينادى يا رب حقي حقي فيقال خذ حقك فيحتفل أهله (طب) عن ابن عمرو بن العاص قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كساحبة القمر بينما القمر يضيء إذ علته سحابة فاظلم أو) يحتمل أن أو بمعنى إلى أي أظلم إلى أن وفي نسخة إذ (تجلب) فابن آدم بارتكاب الذنوب يسود قلبه ويعلوه الرين فإذا تاب صقل قلبه وانجلى وزال عنه الرين (طب) عن علي أمير المؤمنين • (ما من أدمي) من زائدة (إلا في) وفي نسخة إلا وفي (رأسه حكمة) بفتحتان قال في النهاية الحكمة حديدة من اللجام تكون على أنف الفرس وحنكة تمنعه من مخالفة راكبه ولما كانت الحكمة تأخذ بفهم الدابة وكان الحنك متصلا بالرأس جعلها تمنع من هي في رأسه كما تمنع الحكمة الدابة (بيد ملك) موكل به (فإذا تواضع) للحق والخلق (قيل للملك) من قبل الله (ارفع حكمته) أي قدره ومنزلته (وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته) كناية عن إذلاله فإن من صفة الذليل أن ينكس رأسه فثمره التكبر في الدنيا الذلة بين الخلق وفي الآخرة دخول النار (طب) عن ابن عباس البزار عن أبي هريرة وإسناده حسن • (ما من احد يدعوا بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) فكل داع يستجاب له لكن تتنوع الإجابة فتارة تقع بعين ما دعى به وتارة يعوضه الله بحسب المصلحة (حم ت) عن جابر • (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله على روحي) أي رد على نطقي لأنه حي دائما وروحه لا تفارقه لأن الأنبياء أحياء في قبورهم (حتى أرد عليه السلام (د) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (ما من أحد يموت إلا ندم أن كان محسنا ندم أن لا يكون إزداد خيرا) أي من عمله (وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع عن الذنوب) ونزع نفسه عن ارتكاب المعاصي وتاب وصلح عمله (ت) عن أبي هريرة وضعفه المنذري • (ما من أحد يحدث في هذه الأمة حدثا لم يكن) أي لم يشهد له أصل من

أصول الشريعة (فيموت حتى يصيبه ذلك) أي وباله (طب) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه ثنتين وسبعين زوجة) أي جعلهن زوجات له وقيل قرنه بهن من غير تزوج (ثنتين من الحور العين وسبعين من ميراثه من أهل النار) قال هشام يعني رجالا دخلوا النار فورث أهل الجنة نساءهم (ما منههن واحدة إلا ولها قبل) فرج (شهى وله ذكر لا ينثنى) وأن توالى جماعة وكثر ومضى عليه أحقاب وفي رواية للمؤمن في الجنة ثلاث وسبعون زوجة فقلنا يا رسول الله أوله قوة ذلك قال أنه ليعطي قوة مائة وفي رواية قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة فقال أن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء وفي رواية أن الرجل من أهل الجنة ليدخل على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشى الله وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما لله في الدنيا وأنه لينظر إلى مخ ساقيها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصية الياقوت (هـ) عن أبي أمامة وإسناده ضعيف • (ما من أحد يؤمر على عشرة) أي يجعل أميرا عليها (فصاعدا) أي فما فوقها (إلا جاء يوم القيامة) أي إلى الموقف (في الأصفاد والأغلال) حتى يفكه عدله أو بوبقه جوره كما في حديث آخر (ك) عن أبي هريرة وقال صحيح وأقره • (ما من أحد يكون واليا على شيء من أمور هذه الأمة فلا يعدل فيهم إلا كبه الله تعالى في النار) أي صرعه فالقاه فيها على وجهه إن لم يدركه العفو (ك) عن معقل بن يساره (ما من أحد إلا وفي رأسه عروق من الجذام تنعر) أي تتحرك وتغلو وتهيج (فإذا هاج) عرق منها (سلط الله عليه الزكام فلا تداوواله) أي للزكام أي لمنعه (ك) في الطب (عن عائشة) وهو حديث ضعيف • (ما من أحد يلبس ثوبا ليباهي) أي يفاخر (به فينظر الناس إليه إلا لم ينظر الله إليه حتى ينزعه متى ما نزعه) وفي نسخة متى نزعه بإسقاط ما فان طال لبسه إياه طال أعراض الله عنه والمراد بالثوب ما يشمل العمامة والأزار وغيرهما (طب) عن أم سلمة وضعفه المنذري • (ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعت قائدا) أي بعث ذلك الصحابي قائد الأهل تلك الأرض إلى الجنة (ونورالهم يوم القيامة) يسعى بين أيديهم فيمشون في ضوئه (ت) والضياء عن بريدة • (ما من أحد من أصحابي إلا ولو شئت لأخذت عليه في بعض خلقه) بالضم (غير أبي عبيدة بن الجراح) بين به أنه إنما كان امين هذه الأمة لطهارة خلقه ويؤخذ منه إن الأمانة من حسن الخلق والخيانة من سوء الخلق (ك) عن الحسن مرسلا • (ما من إمام أووال) بلى من أمور الناس شيئا (يغلق بابه دون ذوى الحاجة والخلة) بفتح الخاء المعجمة أي الحاجة والفقر (والمسكنة) أي يمنعهم من الولوج عليه وعرض أحوالهم عليه (إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته) يعني منعه عما يبتغيه وحجب دعاءه من الصعود إليه جزاء وفاقا وفيه وعيد شديد للحكام (حم ت) عن عمرو بن مرة بالضم والتشديد وإسناده حسن • (ما من إمام يعفو عند الغضب إلا عفا الله عنه يوم القيامة) أي تجاوز عن ذنوبه مكافأة له على

إحسانه إلى خلقه قال الله تعالى ولمن صبر وغفر أن ذلك لمن عزم الأمور فمن عفا فقد أخذ بحظ من أولى العزم من الرسل فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يضربه كفار قريش حتى يسيل دمه على جبينه فإذا أفاق قال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون (ابن أبي الدنيا) الفرشي (في ذم الغضب عن مكحول مرسلا) وهو الشامي التابعي الكبير • (ما من أمة إلا وبعضها في النار وبعضها في الجنة إلا أمتي فغنها كلها في الجنة) قال المناوي أراد بامته هنامن اهتدى به واراد اختصاصهم من بين الأمم بعناية الله ورحمه وإلا فبعض أهل الكبائر يعذب قطعا (خط) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف • (ما من أمة ابتدعت بعد نبيها بدعة) أي أحدثت في دينه ما ليس منه (إلا أضاعت مثلها من السنة) يحتمل أن يكون المراد أن ارتكابهم بدعة يكون سببا لترك العمل بسنة مما سنة ذلك النبي ورغب فيه ويحتمل أنه كناية عن نقص ثوابهم وأن عملوا والله أعلم بمراد نبيه (طب) عن غضيف بغين وضاد معجمتين مصغرا (ابن الحارث اليماني) وضعفه المنذري • (ما من امرء مسلم يحيي أرضا فيشرب منها كبد حرا) بشد الراء (أو يصيب منها عافية) أي طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طير والعوا في طلاب الرزق وقد تقع العافية على الجماعة يقال عفوته واعتفوته أي أتيته أطلب معروفه (إلا كتب الله بها) أي باحيائها وفي نسخة به أي بالإحياء (أجرا) عظيما ويتعدد الأحياء بتعدد الآكلين والشاربين (طب) عن أم سلمة وإسناده حسن • (ما من امرء مسلم ينقى لفرسه شعيرا) أو نحوه مما تأكل الخيل (ثم يعلقه عليه إلا كتب) أي كتب الله وفي نسخة التصريح بالفاعل الله (له بكل حبة) منه (حسنة) والمراد خيل الجهاد (حم هب) عن تميم الداري • (ما من امرء يخذل) بضم الذال المعجمة (امرأ مسلما) أي يخلى بينه وبين من يظلمه ولا ينصره قال في النهاية الخذل ترك الإعانة والنصرة (في موطن ينتقص فيه من عرضه) بكسر العين وهو محل الذم والمدح من الإنسان (وينتهك فيه من حرمته) بأن يتكلم فيه بما لا يحل والحرمة هنا ما لا يحل انتهاكه (إلا أخذ له الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته) أي موضع يكون فيه أحوج إلى نصرته وهو يوم القيامة فخذلان المؤمن حرام شديد التحريم (وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) وهو يوم القيامة جزاء وفاقا (حم د) والضياء عن جابر وأبي طلحة بن سهل) وهو حديث حسن • (ما من امرء مسلم تحضره صلاة مكتوبه فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها) وجميع أركانها وشروطها (إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم توت كبيرة) قال النووي معناه إن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر وليس المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة فإن كانت فلا يغفر شيء من الصغائر (وذلك الدهر كله) قال المناوي في الشرح الكبير بالنصب على الظرفية وكله توكيد أي مستمر في جميع الأزمان فالإشارة لتكفير الصغائر بالفرائض

(فائدة) قال العلقمي قال شيخنا قال النووي قد يقال إذا كفر الوضوء الذنوب فماذا تكفر الصلاة والجماعات ورمضان أي صومه وصوم عرفة وعاشوراء وموافقة تأمين الملائكة فقد ورد في كل أنه يكفر والجواب ما أجاب به العلماء أن كل واحد من المذكورات صالح للتكفير فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت به درجات وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر (م) عن عثمان بن عفان • (ما من امرء يكون له صلاة بالليل) وعزمه أن يقوم عليها (فيغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته) وهذا لمن كان عادته ذلك وقيل يكون له أجر نيته أو أجر من تمنى أن يصلى تلك الصلاة أو أجر تأسفه على ما فات منها والأول أظهر لاسيما مع قوله (وكان نومه عليه صدقة) من الله تعالى (دن) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ما من امرء يقرأ القرآن) أي يحفظه على ظهر قلبه (ثم ينساه إلا لقى الله يوم القيامة جذم) بذال معجمة أي مقطوع اليد أو به داء الجذام وقال الخطابي معناه ما ذهب إليه ابن الأعرابي لقى الله خالى اليدين من الخير صغرها من الثواب (د) عن سعد بن عبادة وإسناده حسن • (ما من أمير عشرة) أي فما فوقها (إلا وهو يؤتي به يوم القيامة) للحساب (مغلولا) ويده مغلولة إلى عنقه (حتى يفكه العدل أو يوبقه) بموحدة تحتية فقاف أي يهلكه وقال المناوي بمثناة فوقية فغين معجمة أي يهلكه (الجور) أي الظلم (هق) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما من أمير عشرة إلا يؤتي به يوم القيامة ويده مغلولة) مكتوفة (إلى عنقه) قال المناوي زاد في رواية أحمد ولا يفكه من ذلك الغل إلا العدل (هق) عن أبي هريرة • (ما من أمير يؤمر على عشرة إلا سئل عنهم يوم القيامة) هل عدل فيهم أو جار ويجازي بما فعله أن خيرا فخير وإن شرا فشر (طب) عن ابن عباس • (ما من أهل بيت عندهم شاة إلا وفي بيتهم بركة أي زيادة خبر من درها ونسلها وصوفها أو شعرها (ابن سعد عن الهيثم بن التيهان) بالمثناة الفوقية فشد المثناة التحتية • (ما من أهل بيت تروح) أي تمر عليهم أي على مالكها (بالعشى ثلة) بفتح المثلثة وشد اللام جماعة (من الغنم) قال في النهاية الثلة بالفتح جماعة الغنم (إلا باتت الملائكة تصلى عليهم) أي تستغفر لهم (حتى تصبح) أي يدخلوا في الصباح وكذا كل ليلة (ابن سعد عن ابن ثفال عن خاله واسمه ثمامة بن خالد • (ما من أهل بيت يغدو عليهم فدان) قال في المصباح الفدان بالتثقيل آلة الحرث ويطلق على الثورين يحرث عليهما فدان والجمع فدادين وقد يخفف فيجع على أفدن وفدن (إلا ذلوا) فقلما خلوا عن مطالبة الولاة بخراج أو عشر فمن أدخل نفسه في ذلك عرضها للذل وليس هذا ما للزراعة فإنها محمودة لكثرة أكل العوافي منها ولا تلازم بين ذل الدنيا وحرمان ثواب الآخرة (طب) عن أبي أمامة • (ما من أهل بيت واصلوا) قال المناوي الصوم بان لم يتعاطوا مفطرا بين اليومين (إلا أجرى الله تعالى

عليهم الرزق وكانوا في كنف الله تعالى) أخذ بظاهره من قال يحل الوصال وللمانعين أن يقولوا أن المراد لم يتعاطوا مفطرا لعدم وجود القوت لا للصوم (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (ما من أيام أحب إلى الله تعالى أن يتعبد) أي التعبد (له فيها من عشر ذي الحجة) أي التعبد في عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى م التعبد في غيره (يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة) ليس فيها عشر ذي الحجة (وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر) فاعمال الطاعات فيه أفضل منها في غيره ولهذا كان يصوم تسع ذي الحجة كما رواه أحمد (ت هـ) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (ما من بعير إلا وفي ذرونه شيطان فاذاركبتموها) أي الإبل (فاذكروا نعمة الله عليكم كما أمركم الله بالفتح الخدمة (فإنما يحمل الله عز وجل) فلا تنظروا إلى ظاهر هزالها وعجزها وسببه إن النبي صلى الله عليه وسلم حمل بعض أصحابه على إبل من إبل الصدقة فقيل يا رسول الله ما نرى أن تحملنا هذه فذكره (حم ك) عن أبي الأوس وإسناده صحيح • (ما من بقعة يذكر اسم الله فيها إلا استبشرت بذكر الله إلى منتهاها من سبع أرضين وإلا فخرت على ما حولها من بقاع الأرض وإن المؤمن إذا أراد الصلاة من الأرض) أي فيها (تزخرفت له الأرض) لكنه لا يبصر (أبو الشيخ في) كتاب (العظمة عن أنس) بن مالك ورواه عنه أيضا أبو يعلى والبيهقي وإسناده حسن • (ما من بنى آدم مولود إلا يمسه) في رواية ينخسه (الشيطان) أي يطعنه باصبعه في جنبه (حين يولد فيستهل) أي يرفع المولود صوته (صارخا) أي باكيا (من) ألم (مس الشيطان) باصبعه وهذا مطرد في كل مولود (غير مريم) بنت عمران (وابنها) روح الله عيسى فإنه ذهب ليطعن فطعن في الحجاب الذي في المشيمة وهذا الطعن ابتداء التسلط فحفظ مريم وابنها ببركة استعاذة أمها ولم يكن لمريم ذرية غير عيسى وفي رواية إسقاط مريم قال العلقمي والذي يظهران بعض الرواة حفظ ما لم يحفظه الآخر والزيادة من الحافظ مقبولة (خ) عن أبي هريرة • (ما من ثلاثة في قرية ولابد ولا تقام فيهم الصلاة) جماعة (إلا استحوذ عليهم الشيطان) أي غلب عليهم واستولى (فعليكم بالجماعة) الزموها (فإنما يأكل الذئب) الشاة (القاصية) أي المنفردة عن القطيع البعيدة منه يريدان للشيطان تسلطا على الخارج من الجماعة (حم ن هـ حب ك) عن أبي الدرداء بإسناد حسن • (ما من جرعة أعظم أجرا عند الله) تعالى (من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله) قال تعالى والكاظمين الغيظ الآية (هـ) عن ابن عمر • (ما من جرعة أحب إلى الله تعالى من جرعة غيظ كظمها عبد ما كظمها عبد إلا ملأ الله جوفه إيمانًا) مجازاة له على كظم غيظه شبه جرع غيظه ورده إلى باطنه بتجرع الماء (ابن أبي الدنيا في) كتاب (ذم الغضب عن ابن عباس) • (ما من حافظين رفعا إلى الله تعالى ما حفظا فيرى في أول الصحيفة خيرا أو في آخرها

خيرا) لفظ رواية البزار استغفار بدل خيرا في الموضعين (إلا قال الله تعالى للملائكة أشهدوا إني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة من السيئات (4) والبزار (عن أنس) • (ما من حافظين يرفعان إلى الله تعالى بصلاة رجل) قال المناوي الباء زائدة (مع صلاة إلا قال الله تعالى أشهدكما إني قد غفرت لعبدي ما بينهما) أي من الصغائر (هب) عن أنس بن مالك • (ما من حاكم) نكرة في سياق النفي فيشمل العادل وغيره (يحكم بين الناس إلا يحشر يوم القيامة وملك) بفتح اللام (آخذ بقفاه حتى يقف على جهنم ثم يرفع رأسه إلى الله تعالى فإن قال الله تعالى ألقه) أي في جنهم (ألقاه في مهوى أربعين خريفا) أي عاما قال المناوي والعرب كانت تؤرخ أعوامهم بالخريف لأنه أوان قطافهم وذكر الأربعين للتكثير لا للتحديد (حم هق) عن ابن مسعود وإسناده ضعيف • (ما من حالة يكون عليها العبد أحب إلى الله تعالى من أن يراه ساجدا يعفر وجهه بالتراب) أي من أن يراه يصلي حال كونه خاضعا لله ذليلا (طس) عن حذيفة • (ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم) الشرعي ابتغاء وجه الله (إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضي بما يصنع حتى يرجع) إلى بيته (حم هـ حب ك) عن صفوان بن عساكر • (ما من دابة طائر ولا غيره يقتل بغير حق إلا سيخاصمه) أي يخاصم قاتله (يوم القيامة) أي ويقتص له منه (طب) عن ابن عمر وإسناده ضعيف • (ما من دعاء أحب إلى الله تعالى من أن يقول العبد اللهم أرحم أمه محمد رحمة عامة) أي للدنيا والآخرة وللمرحومين والمراد بامته هنا من اقتدى به وكان له باقتفاء آثاره مزيد اختصاص فلا ينافي أن العبد يعذب قطعا (خط) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من قول اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة (هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن • (ما من ذنب أجدر) بسكون الجيم أي أحق وفي رواية أحرى (أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة) من العذاب (من البغي وقطيعة الرحم) قال العلقمي ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية كبيرة (حم حددت هـ حب ك) عن أبي بكر وهو حديث صحيح • (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة) من العقوبة أيضًا (من قطيعة الرحم) أي القرابة بنحو إساءة وهجر (والخيانة) في شيء مما ائتمن عليه من حق الخلق (والكذب) أي لغير مصلحة (وإن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم) وحقيقة الصلة العطف والرحمة (حتى إن أهل البيت ليكونوا) بحذف النون تخفيفا في أكثر النسخ (فجرة فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذ تواصلوا) أي عطف بعضهم على بعض ورحم بعضهم بعضا (طب) عن أبي بكر وإسناده حسن • (ما من ذنب بعد الشرك) يعني الكفر (أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له) وقضيته أن الزنا أكبر الكبائر بعد الكفر لكن في أحاديث أصح من هذا أن أكبرها بعده القتل

ابن أبي الدنيا عن الهيثم بن مالك الطائي) • (ما من ذنب إلا وله عند الله توبة إلا سوء الخلق فإنه) أي فإن صاحبه (لا يتوب من ذنب إلا رجع إلى ما هو شر منه أبو الفتح الصابوني في) كتاب (الأربعين عن عائشة) وإسناده ضعيف • (ما من ذي غنى) أي صاحب مال (إلا يود يوم القيامة) أي يحب (لو كان إنما أوتى من الدنيا قوتا) أي بقدر ما يقتات لما يحصل له من مشقة المحاسبة وفيه تفضيل الفقر على الغني (هناد) في الزهد (عن أنس) • (ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه ملك) أي ركب معه خلفه ليحفظه (ولا يخلو بشعر) بكسر فسكون (ونحوه) كحكايات مضحكة (إلا كان ردفه شيطان) لأن القلب الخالي عن الذكر محل استقرار الشيطان والشعر قراءته كما في حديث (طب) عن عقبة بن عامر وإسناده كما قال المنذرى حسن • (ما من رجل مسلم) وكذا الخنثى والأنثى (يموت فيقوم على جنازته) يعني يصلي عليه (أربعون رجلا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله تعالى فيه) قال العلقمي قال النووي وفي رواية ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعهم الله تعالى فيه وفي حديث آخر ثلاث صفوف رواه أصحاب السنن قال القاضي عياض هذه الأحاديث خرجت أجوبة لسائلين سألوا عن ذلك فأجاب كل سائل عن سؤاله هذا كلام القاضي ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بقبول شفاعة مائة فأخبر به ثم أخبر بقبول شفاعة أربعين ثم ثلاث صفوف وإن قل عددهم فأخبر به ويحتمل أيضا أن يقال هذا مفهوم عدد ولا يحتج به جمهور الأصوليين فلا يلزم من الأخبار عن قبول شفاعة مائة منع قبول شفاعة ما دون ذلك وكذا في الأربعين مع ثلاثة صفوف (حم م د) عن ابن عباس • (ما من رجل يغرس غرسا إلا كتب له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس) قال المناوي قضيته إن أجر ذلك يستمر ما دام الغرس مأكولا منه وإن مات غارسه وانتقل ملكه عنه (حم) عن أبي أيوب الأنصاري بإسناد صحيح • (ما من رجل مسلم يصاب بشيء في جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة وحط عنه به خطيئة) قال المناوي أي إذا جنى إنسان على آخر جناية فعفا عنه لوجه الله تعالى نال هذا الثواب وسببه إن رجلا قلع سن رجل فاستفدى فذكر له فعفا عنه (حم ت د هـ) عن أبي الدرداء • (ما من رجل) أي مسلم (يجرح) بالبناء للمفعول (في جسده جراحة) بالنصب مفعولا مطلقا (فيتصدق بها) بأن يعفو عن الجاني (إلا كفر الله تعالى عنه) من ذنوبه (مثل ما تصدق) به جزاء وفاقًا (حم) والضياء عن عبادة بن الصامت وإسناده صحيح • (ما من رجل يعود مريضًا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح) أي يدخل في الصباح (ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسى (د ك) عن علي ابن أبي طالب • (ما من رجل يلى أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا يده) مرفوعا

بمغلول (إلى عنقه فكه بره أو أوبقه اثمه أولها) أي الإمارة (ملامة وأوسطها ندامة) أي يلوم نفسه ثم يندم (وآخرها خزى يوم القيامة) إلا من وفقه الله فعدل في رعيته فإن الله تعالى يظله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله (حم) عن أبي أمامة وإسناده حسن • (ما من رجل يأتي قوما ويوسعون له) في المجلس الذي هم فيه (حتى يرضى) يحتمل الغاية والتعليل (إلا كان حقا على الله رضاهم) قال المناوي الحق بمعنى الواجب بحسب الوعد ولأخبار (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (ما من رجل يتعاظم في نفسه ويختال في مشيته) قال المناوي في غير الحرب (إلا لقي الله يوم القيامة) أو بالموت (وهو عليه غضبان) أي ما لم يرجع عن التعاظم والاختيال (حم خدك) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد صحيح • (ما من رجل ينعش) أي يحيي (بلسانه حقا فعمل به بعده) أي بعد موته (إلا جرى عليه أجره إلى يوم القيامة) أي ما دام يعمل به ثم وفاه الله ثوابه يوم القيامة (حم) عن أنس • (ما من رجل ينظر إلى وجه والديه) أي أصليه المسلمين وإن عليا نظرة رحمة (إلا كتب الله) أي قدرواوا أمر الملائكة أن تكتب (له بها حجة مقبولة مبرورة) أي ثوابا مثل ثوابها (الرافعي) في تاريخ قزوين (عن ابن عباس) • (ما من رجل) يعني إنسانا ميتا ولو أنثى (يصلى عليه مائة إلا غفر الله له) تقدم الجمع بين الروايات (طب) عن ابن عمر • (ما من ساعة تمر بابن آدم) من عمره (لم يذكر الله تعالى فيها) بلسانه ولا بقلبه (إلا حسر عليها يوم القيامة) قال المناوي أي قبل دخول الجنة لأنه لا حسرة فيها (حل هب) عن عائشة • (ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به) أي بحسن خلقه (درجة صاحب الصوم والصلاة) قال الطبي المراد به نوافلهما (ت) عن أبي الدرداء وهو حديث حسن • (ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه) فيصبر ويحتسب كما في رواية حتى يلقى ربه طاهرا مطهرا فالمصائب تخفف الأثقال إلى يوم القيامة (إلا كفر الله عنه من سيئاته (حم ك) عن معاوية وإسناده صحيح • (ما من شيء إلا يعلم إني رسول الله) هو شامل لجميع المخلوقات (إلا كفرة الجن والأنس (طب) عن يعلى بن مرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (ما من شيء أحب إلى الله تعالى من شاب تائب) أو شابة تائبة (وما من شيء أبغض إلى الله تعالى من شيخ مقيم) أي مصر (على معاصيه) أو شيخة كذلك (وما في الحسنات حسنة أحب إلى الله تعالى من حسنة تعمل في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة وما من الذنوب ذنب أبغض إلى الله تعالى من ذنب يعمل في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة) فعقاب ذلك الذنب المفعول فيها أشد منه لو فعل في غيرهما (أبو المظفر السمعاني في الماليه عن سلمان الفارسي • (ما من صباح يصبح العباد إلا مناد) مبتدأ ولواو مقدرة وفي نسخة إلا ومناد (ينادى) من الملائكة (سبحان الملك القدوس) قال المناوي وفي رواية سبحوا الملك القدوس أي نزهوا عن النقائض من تنزه عنها أو قولوا

سبحان الملك القدوس أي الطاهر المنزه عن كل عيب ونقص (ت) عن الزبير • (ما من صباح يصبح العباد فيه إلا صارخ يصرخ) من الملائكة أي يصوت فيه بأعلى صوته (أيها الخلائق سبحوا الملك القدوس رب الملائكة والروح) ما بعد إلا جملة حالية والواو مقدرة (4) وابن السني في عمل يوم وليلة (عن الزبير) بن العوام وإسناده ضعيف • (ما من صباح يصبح العباد إلا وصارخ يصرح يا أيها الناس لد والموت واجمعوا اللغناء وابنو للخراب) قال المناوي اللام في الثلاثة لام العاقبة ونبه به على أنه لا ينبغي جمع المال إلا بقدر الحاجة ولا بناء مسكن إلا بقدر ما يرفع الضرورة وما عداه مفسد للدين (هب) عن الزبير) وإسناده ضعيف • (ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادى بعضها بعضا يا حارة هل مر بك اليوم عبد صالح صلى عليك أو ذكر الله فإن قالت نعم رأت أن لها بذلك فضلا (طس حل) عن أنس) وإسناده ضعيف • (ما من صدقة أفضل من قول) بالتنوين أي من لفظ تدفع به عن محترم أو تشفع له (هب) عن جابر وإسناده ضعيف • (ما من صدقة أحب إلى الله من قول الحق) من نحو أمر بمعروف أو نهى عن منكر (هب) عن أبي هريرة • (ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان) فيه ندب الرواتب القبلية للفرائض (حب طب) عن الزبير بن العوام • (ما من عام إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم) يغني غالبا (ت) عن أنس • (ما من عام إلا ينقص الخير فيه ويزيد الشر) أي يقل الخير في الطاعات وتكثر فيه المعاصي قال المناوي قيل للحسن فهذا ابن عبد العزيز بعد الحجاج قال لابد للزمان من تنفيس (طب) عن أبي الدرداء • (ما من عبد يسجد لله سجدة في الصلاة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة) زاد في رواية وكتب له بها حسنة (حم ت ن حب) عن ثوبان • (ما من عبد مسلم) المراد إنسان مسلم • (يدعو لأخيه) في الدين وإن لم يكن من النسب (يظهر الغيب) أي في غيبة المدعو له أي بحيث لا يعلم وإن كان حاضرا في المجلس (إلا قال الملك) زاد في رواية الموكل به (ولك بمثل) بكسر الميم وسكون المثلثة على الأشهر وروى بفتحهما وتنوينه عوض عن المضاف إليه والباء زائدة أي ولك مثل ما طلبته له (م) عن أبي الدرداء • (ما من عبد يمر بقبر رجل) إنسان (كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام) ولا مانع من خلق هذا الإدراك برد الروح في بعض بدنه قال المناوي وقوله يعرفه يفهم منه إنه إذا لم يعرفه لا يرد وهو غير مراد فقد أخرجه ابن أبي الدنيا وزاد وإن لم يعرفه رد عليه السلام (خط) وابن عساكر عن أبي هريرة • (ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهرا) لأن المرض يكفر الذنوب (طب) والضياء المقدسي عن أبي أمامة • (ما من عبد يستر عيه الله رعيه) أي يفوض إليه رعاية رعية بأن ينصبه على القيام بمصالحهم وجملة (يموت) خبر ما (يوم) ظرف لما قبله (يموت) في محل جر بإضافة يوم إليه (وهو غاش)

أي خائن (لرعيته) قال المناوي المراد من يوم يموت وقت إذهاق روحه وما قبله من حالة لا تقبل فيها التوبة أهـ ويمكن أن تكون جملة يوم يموت معترضه بين الحال وصاحبها وهو فاعل يموت الأول أي يموت حال كونه غاشا لرعيته (إلا حرم الله عليه الجنة) أي أن استحل أو هوز جرو تخويف (ق) عن معقل بن يسار • (ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها ما أراد بها) قال المناوى وكان مالك إذا حدث بهذا الحديث بكى حتى ينقطع صوته ثم يقول تحسبون عيني تقر بكلامي وأنا أعلم أن الله سائلي عنه (هب) عن الحسن البصري مرسلا • (ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها) يوم القيامة (ما أراد بها) من خير أو شر ويعامله بقضية إرادته (حل) عن ابن مسعود • (ما من عبد مسلم إلا له بابان في السماء باب ينزل منه رزقه وباب يدخل فيه عمله وكلامه فإذا فقداه بكيا عليه) لفراقه (ع حل) عن أنس وإسناده ضعيف (ما من عبد من أمتي يصلى على صلاة صادقا بها) قال المناوي زاد في رواية من قلبه وقيد به فإن الصدق قد لا يكون عن اعتقاد أهـ وما ذكره يغني عنه (من قبل نفسه إلا صلى الله تعالى بها عليه عشر صلوات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه بها عشر سيئات (حل) عن سعيد بن عمر الأنصاري • (ما من عبد يبيع تالدا) أي ما لا قديما والطارف نقيضه قال في النهاية وقال في المصباح ويقال التالد والتليد والتلاد كل مال قديم وخلافه الطارف والطريف (إلا سلط عليه تالفا) وقال العسكري التالد ما ورثه من أبائه والتالف ما يتلف من ثمنه (طب) عن عمران بن حصين بالتصغير بإسناد ضعيف • (ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون) على أدائه فيسبب له رزقا يؤدي منه (حم ك) عن عائشة • (ما من عبد يريد أن يرتفع في الدنيا درجة فارتفع إلا وضعه الله في الآخرة أكبر منها وأطول) تمامه عند الطبراني ثم قرأ وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا (طب حل) عن سلمان الفارسي • (ما من عبد ولا أمة) أي ما من ذكر ولا أنثى حر ولا رقيق (استغفر الله في كل يوم سبعين مرة إلا غفر الله تعالى له سبعمائة ذنب وقد خاب عبد أو امة عمل في اليوم والليلة أكثر من سبعمائة ذنب) وذلك لأن كل مرة من الاستغفار حسنة والحسنة بعشر أمثالها فتكون سبعمائة حسنة في مقابلة سبعمائة سيئة فتكفرها (هب) عن أنس وإسناده ضعيف • (ما من عبد يسجد) في صلاته (فيقول) في سجوده (رب اغفر لي) ويكرر ذلك (ثلاث مرات إلا غفر الله له قبل أن يرفع رأسه) من سجوده قال المناوي والظاهر أن المراد الصغائر إذا قارن الاستغفار توبة (طب) عن والد أبي مالك الأشجعي • (ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي فليقل) بكسر القاف وشد اللام (العبد من ذلك أو ليكثر منه (حم هـ) والضياء عن عامر بن ربيعة • (ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه من الدموع مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى)

رجاء رحمته (فيصيب) أي ما خرج من الدموع (حر وجهه) بضم الحاء المهملة قال في مختصر النهاية ما أقبل منه (فتمسه النار أبدا) أن قارن ذلك توبة (هـ) عن ابن مسعود وإسناده ضعيف • (ما من عبد ابتلى ببلية في الدنيا إلا بذنب والله أكرم وأعظم عفوا من أن يسأله عن ذلك الذنب يوم القيامة) فالبلاء في الدنيا دليل على إرادة الله تعالى الخير لعبده حيث عجل له عقوبته في الدنيا ولم يؤخره للآخرة التي عقوبتها أشد (طب) عن أبي موسى الأشعري • (ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفئة بعد الفئة) أي يعود إليه حينا بعد حين (أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا أن المؤمن خلق مفتنا أي ممتحنا) أي يمتحنه الله بالبلاء والذنوب والمفتن بفتح الفاء وشد المثناة الفوقية مفتوحة الممتحن الذي فتن كثيرا (توابا نسيا إذا ذكر ذكر) أي يتوب ثم ينسى فيعود ثم يتذكر فيتوب وهكذا (طب) عن ابن عباس • (ما من عبد يظلم رجلا) يعني إنسانًا (مظلمة) بتتليت اللام والكسر أشهر (في الدنيا لا يقصه) بضم التحتية وكسر القاف وصاد مهملة مشددة أي لا يمكنه من أخذ القصاص (من نفسه إلا قصة الله منه يوم القيامة) بأن يمكنه أن يفعل به مثل فعله من قتل وقطع قال المناوي هذا هو الأصل وقد يشمله الله بعفوه ويعوض المستحق (هب) عن أبي سعيد وإسناده حسن • (ما من عبد إلا وله صيت في السماء) أي ذكر وشهرة بحسن أو قبيح (فإن كان صيته في السماء حسنا وضع في الأرض) ليحبه أهلها ويعاملوه بأنواع المهابة والاعتبار وينظرون إليه بعين الود (وإن كان صيته في السماء سيئا وضع في الأرض) فيعامله أهلها بالهوان وينظروا إليه بعين الاحتقار وأصل ذلك الوضع محبة الله تعالى للعبد أو عدمها فمن أحبه الله أحبه أهل مملكته ومن أبغض الله ابغضوه (البزار عن أبي هريرة • (ما من عبد استحى من الحلال) قال المناوى من فعله أو إظهاره (إلا ابتلاه الله بالحرام) أي بفعله أو إظهاره جزاء وفاقا أهـ ويحتمل إن المراد استحى من تعاطي الكسب الحلال أو التزوج ونحو ذلك (ابن عساكر عن أنس) ابن مالك • (ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود) يحصل لكم (إلا بما قدمت أيديكم) أي بسببه (وما يغفر الله أكثر) وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير (ابن عساكر عن البراء) بن عازب • (ما من غازية) أي جماعة (تغزو في سبيل الله فيصيبون) وفي نسخة فيصيبوا (الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة) وهما السلامة والغنيمة (ويبقى لهم الثلث فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم) قال العلقمي اختلف العلماء في معنى الحديث والصواب الذي لا يجوز غيره إن معناه أن الغزاة إذا سلموا وغنموا يكون أجرهم أقل من أجر من لم يسلم أو سلم ولم يغنم وإن الغنيمة في مقابلة جزء غزوهم فإذا حصلت لهم أي مع السلامة فقد تعجلوا ثلثي أجرهم المرتب على الغزو وتكون هذه الغنيمة من جملة الأجر (حم م د ن هـ) عن ابن عمرو بن العاص

• (ما من قاض من قضاة المسلمين إلا ومعه ملكان يسددانه إلى الحق ما لم يرد غيره فإذا أراد غيره وجار في الحق متعمد اتبرأ منه الملكان ووكلاه) بالتخفيف (إلى نفسه) فيلزمه حينئذ الشيطان (طب) عن عمران بن حصين قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ما من قلب إلا وهو معلق بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء ازاغه) هذا عبارة عن كونه مقهورا مغلوبا (والميزان بيد الرحمن) بقدرته وإرادته (يرفع أقواما ويضع آخرين إلى يوم القيامة (حم هـ ك) عن النواس بن سمعان وهو حديث صحيح • (ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز) أي امنع (وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله منه بعقاب) لأن من لم يعمل إذا كانوا أكثر ممن يعمل كانوا قادرين على تغيير المنكر غالبا فتركهم له رضي به (حم د هـ حب) عن جرير بن عبد الله • (ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا على مثل جيفة حمار) أي مثلها في النتن والقذارة وذلك لما يخوضون فيه من الكلام في أعراض الناس (وكان ذلك المجلس) أي ما وقع فيه (عليهم حسرة يوم القيامة) أي ندامة لازمة لهم لأجل ما فرطوا في مجلسهم ذلك من ذكر الله تعالى فيتحسر المؤمن يوم القيامة على كل لحظة من عمره لم يعمل فيها ما يحصل الله له به الثواب (د ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (ما من قوم يذكرون الله إلا حفت) أي أحاطت (بهم الملائكة وغشيتهم) أي علتهم (الرحمة ونزلت عليهم السكينة) أي الوقار (وذكرهم الله فيمن عنده) يعني في الملائكة المقربين (ت هـ) عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري • (ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة) بفتح السين الجدب بالدال المهملة والقحط (وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب) أي وقع الخوف في قلوبهم من العدو (حم) عن عمرو بن العاص • (ما من قوم يكون فيهم رجل صالح) بأداء حق الحق وحق الخلق (فيموت فيخلف فيهم مولود) أي يحدث بعد موته (فيسمونه باسمه إلا خلفهم الله تعالى بالحسنى) قال الشيخ أي البركة التي كانت في ذلك الصالح إلى آخره (ابن عساكر عن علي) أمير المؤمنين (ما من ليل ولا نهار) قال المناي الذي وقفت عليه في مسند الشافعي ما من ساعة من ليل أو نهار (إلا السماء تمطر فيها) أي في تلك الساعة المصرح بها في بعض الروايات (يصرفه الله حيث يشاء) من أرضه يعني المطر لا يزال ينزله الله من السماء لكنه يرسله إلى حيث شاء من الأرض قال الزمخشري روى إن الملائكة يعرفون عدد المطر وقدره كل عام لأنه لا يختلف لكن تختلف فيه البلاد (الشافعي عن المطلب) بن عبد الله (بن حنطب) المخزومي تابعي روى عن أبي هريرة فهو مرسل • (ما من مؤمن إلا وله بابان) في السماء باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه فإذا مات بكيا عليه) قال المناوى تمامه فذلك قوله تعالى فما بكت عليهم السماء والأرض (ت) عن أنس • (ما من مؤمن يعزى) أي يسلى (أخاه بمصيبة) بأن يحمله على الصبر عليها (إلا كساه الله تعالى من

حلل الكرامة يوم القيامة) فيه أن التعزية سنة وأنها لا تختص بالموت (هـ) عن عمرو ابن حزم الخزرجي قال النووي إسناده حسن • (ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا يحفظه فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هب (حم ت) عن شداد بن أوس • (ما من مسلم) خرج الكافر (يموت له ثلاثة) في رواية ثلاث وهو شائع لأن المميز محذوف (من الولد) قال المناوي أولاد الصلب (لم يبلغوا الحنث) أي سن التكليف الذي يكتب فيه الإثم وفسر الحنث في رواية بالذنب وهو مجاز من تسمية المحن بالحال وقال الراغب عبر بالحنث عن الذنوب (إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية) زاد النسائي لا يأتي بابا من أبوابها إلا وجده عنده يسعى في فتحها (من أيها شاء دخل (حم هـ) عن عتبة بمثناة فوقية (ابن عبد السلمي) وإسناده حسن • (ما من مسلم ينظر إلى امرأة) أجنبية (أول رمقة) بفتح الراء وسكون الميم أي أول نظرة يقال رمقه بعينه رمقا أطال النظر إليه (ثم يغض بصره) يكف عنها (إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه) لأنه لما رفع بصره إلى محاسنها وجب الغضب فإذا امتثل الأمر فقد قمع نفسه عن شهواتها فجوزي بإعطائه نورا بجدبه حلاوة العبادة (حم طب) عن أبي أمامة وضعفه المنذري • (ما من مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له) أي بالأكل (صدقة) ظاهره وإن إثم الآكل وقال المناوي إن لم يضمنه الآكل (حم ق ت) عن أنس بن مالك • (ما من مسلم يصيبه أذى) بالتنوين (شوكه فما فوقها إلا حط الله تعالى به) أي بسبب ما يصيبه (سيئاته كما تحط الشجرة ورقها (ق) عن ابن مسعود • (ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة) أي منزله عالية في الجنة (ومحيت عنه بها خطيئة (م) عن عائشة • (ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة) ظاهره يشمل من شاب وهو صغير السن ولا يشمل من طعن في السن ولم يشب (د) عن ابن عمرو • (ما من مسلم يبيت على ذكر الله) تعالى من نحو قراءة وتهليل وتكبير وتحميد وتسبيح (طاهرا) يعني من الحدثين والخبث (فيتعار) بعين مهملة وراء مشددة وبالرفع أي ينتبه من فرشه أو هو بمعنى يتمطى (من الليل) أي وقت كان قال العلقمي قال بعضهم ولعل هذه فضيلة مختصة بنوم الليل دون النهار لقوله يبيت ولقوله من الليل (فيسال الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه (حم د) عن معاذ بن جبل وإسناده حسن • (ما من مسلم كسا مسلما ثوبا إلا كان في حفظ الله تعالى ما دام عليه منه خرقة (ت) عن ابن عباس • (ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه إلا أدخلناه الجنة) أي أدخله قيامه بهما أو الإحسان إليهما الجنة أي مع السابقين أو بغير عذاب (حم خد حب ك) عن ابن عباس • (ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقفه الملك) أي الحافظ الموكل بكتابة السيئات عليه بأمر صاحب اليمين له بذلك (ثلاث ساعات فإن

استغفر الله تعالى من ذنبه) أي طلب منه مغفرته (لم يوقفه) أي لم يكتبه (عليه ولم يعذب يوم القيامة) على ذلك الذنب وفي حديث آخر أن كاتب الحسنات يأمره بالتربص ست ساعات (ك) عن أم عصمة العرمية وهو حديث صحيح • (ما من مسلم يصاب في جسده) بشيء من الأمراض أو العاهات (إلا أمر الله تعالى الحفظة) يعني كاتب اليمين (فقال اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير ما كان يعمل ما دام محبوسا في وثاقي) أي قيدي والوثاق بالكسر القيد والحبل ونحوه (ك) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث صحيح • (ما من مسلم يظلم مظلمة) بفتح اللام وتكسر (فيقاتل عليها من عليها ظلمة فيقتل) بسبب ذلك (إلا قتل شهيدًا) فهو من شهداء الآخرة (حم) عن ابن عمرو ابن العاص • (ما من مسلم يعود مريضًا) زاد في رواية مسلمًا (لم يحضره أجله فيقول) في دعائه (له سبع مرات اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفى) من مرضه ذلك (ت) عن ابن عباس وإسناده حسن • (ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله) أي الملبي (من حجر أو شجرًا ومدر حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا) أي إلى منتهى الأرض من جانب الشرق وإلى منتهى الأرض من جانب الغرب يعني يوافقه في التلبية كل رطب ويابس في جميع الأرض (ت هـ ك) عن سهل بن سعد الساعدي وإسناده صحيح • (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر) قال المناوى بأن لا يسأل في قبره انتهى وهذا خلاف ظاهر الحديث والذي اعتمده الزيادي أن السؤال في القبر عام لكل مكلف إلا شهيدًا لمعركة وما ورد في جماعة من أنهم لا يسألون محمول على عدم الفتنة في القبر أي يسألون ولا يفتنون (حم) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث حسن • (ما من مسلمين) رجلين أو امرأتين (يلتقيان فيتصافحان) زاد ابن السنى ويتكاثران بود ونصيحة (إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا) فيسن ذلك (حم د ت) والضياء عن البراء وهو حديث حسن • (ما من مسلمين يموت لهما) وفي رواية بينهما (ثلاثة من الولد لم يبلغوا حنثا) أي حدا يكتب عليهم فيه الحنث وهو الإثم (إلا أدخلهم الله الجنة) أي ولم تمسهم النار إلا تحلة القسم (بفضل رحمته إياهم) أي بفضل رحمة الله إلا ولاد وذكر العدد لا ينافي حصول ذلك في اثنين (حم ن حب) عن أبي ذر وإسناده صحيح • (ما من مصل إلا وملك عن يمينه وملك عن يساره فإن أتمها) أي أتى بها تامة الشروط والأركان والسنن (عرجا بها وإن لم يتمها) بأن أخل بشرط أو ركن (ضربا بها وجهه) كناية عن خيبته وحرمانه (قط) في الأفراد عن عمر • (ما من مصيبة) قال الكرماني المصيبة في اللغة ما ينزل بالإنسان مطلقا أي من خير أو شر وفي العرف ما ينزل به من مكروه خاصة وهو المراد هنا (تصيب المسلم) قال العلقمي وفي رواية مسلم من طريق مالك ويونس جميعا عن الزهري ما من مصيبة يصاب بها المسلم (إلا كفر الله بها عنه ذنوبه حتى الشوكة) قال

العلقمي جوزوا فيه الحركات الثلاث فالجر بمعنى الغاية أي تنتهي إلى الشوكة أو بالعطف على لفظ مصيبة والنصب بتقدير عامله أي حتى وجدانه الشوكة والرفع عطفا على الضمير في تصيب وسكت عن احتمال العطف على الضمير المجرور بالباء أو كونها ابتدائية (يشاكها) بضم أوله أي يشوكه غيره بها قال ابن التين حقيقة هذا اللفظ يعني قوله يشاكها أي يدخلها غيره قلت ولا يلزم من كونه الحقيقة أن لا يراد به ما هو أعم من ذلك حتى يدخل ما إذا دخلت هي بغير إدخال أحد وفي هذا الحديث تعقب على الشيخ عز الدين بن عبد السلام حيث قال ظن بعض الجهلة أن المصاب مأجور وهو خطأ صريح فإن الثوب والعقاب إنما هو على الكسب والمصائب ليست منه بل الأجر على الصبر والرضي ووجه التعقب أن الأحاديث الصحيحة صريحة في ثبوت الأجر بمجرد حصول المصيبة وأما الصبر والرضي فقدر زائدة يمكن أن يثاب عليهما زيادة على ثواب المصيبة قال القرافي المصائب كفارات جزما سواء اقترن بها الرضي أم لا لكن أن اقترن بها الرضي عظم التكفير والأقل كذا قال والتحقيق إن المصيبة كفارة لذنب يوازيها وبالرضي يؤجر على ذلك فإن لم يكن للمصاب ذنب عوض عن ذلك من الثواب بما يوازيه وزعم القرافي أنه لا يجوز لأحد أن يقول للمصاب جعل الله هذه المصيبة كفارة فسؤال التكفير طلب لحصول الحاصل وهو إساءة أدب على الشارع كذا قال وتعقب بما ورد من جواز الدعاء بما هو واقع كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال الوسيلة وأجيب عنه بأن الكلام فيما لم يرد فيه شيء وأما ما ورد فهو مشروع ليثاب من امتثل الأمر فيه على ذلك قالت عائشة طرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وجع فجعل يتقلب على فراشه ويشتكى فقلت لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه قال أن الصالحين يشدد عليهم ثم ذكره (حم ق) عن عائشة • (ما من ميت تصلي عليه أمة) أي جماعة (من الناس) المسلمين (إلا شفعوا فيه) بالبناء للمجهول أي قبلت شفاعتهم فيه وتقدم في رواية التقييد بالأربعين وفي الأخرى بمائة (ت) عن ميمونة أم المؤمنين وإسناده حسن (ما من نبي يمرض إلا خير) بالبناء للمفعول أي خيره الله (بين الدنيا والآخرة) أي بين الإقامة في الدنيا والرحلة إلى الآخرة لتكون وفاته على الله وفاة محب مخلص مبادر (هـ) عن عائشة بإسناد حسن • (ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحا) قال المناوي قال البيهقي أي فيصيرون كسائر الأحياء يكونون حيث يكونهم الله تعالى وتمام الحديث عند مخرجه الطبراني حتى يرد إليه روحه ومرت ليلة أسرى بي بموسى وهو قائم يصلي في قبره انتهى وروى كافة أهل المدينة أن جدار قبر النبي المصطفى لما انهدم أيام خلافة الوليد بدت لهم قدم فجزعت الناس خوفا أن تكون قدم الرسول فقال ابن المسيب جثة الأنبياء لا تقيم في الأرض أكثر من أربعين يوما ثم ترتفع فجاء سالم فعرفها أنها قدم عمر جده أهـ وقال الشيخ في المواهب في الوفاة بلفظ ثم يقوم بين يدي الله تعالى

يصلي حتى ينفخ في الصور (طب حل) عن أنس وهو حديث حسن لغيره • (ما من يوم إلا يقسم فيه) بالبناء للمجهول أي تقسم الملائكة بأمر ربهم (مثاقيل من بركات الجنة في الفرات) أي نهر الفرات المشهور وهذه المثاقيل تمثيل وتخييل (ابن مردوية) في تفسيره (عن ابن مسعود • (ما ملأ آدمي وعاشر أمن بطن) بالتنوين عوضا عن المضاف إليه أي من بطنه وفي نسخة التصريح به قال المناوي لأن امتلأه من الطعام يفضي إلى فساد الدين والدنيا أهـ فغالب الأمراض تنشأ عن كثرة الأكل وإدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول (بحسب) بسكون السين (ابن آدم) أي يكفيه (أكلات) قال المناوي بفتحات جمع أكلة بالضم وهي اللقمة أي يكفيه هذا القدر في سد الرمق وإمساك القوة وقال العلقمي بضم الهمزة والكاف جمع أكلة بالضم وهي اللقمة (يقمن صلبه) أي ظهره (فإن كان لا محالة) من التجاوز عما ذكر فليكن اثلاثا (فثلث) يجعله (لطعامه وثلث لشرابه وثلث) يدعه (لنفسه) بفتح الفاء قال العلقمي فإذا توسط في الغذاء وتناول منه قدر الحاجة وكان معتدلا في كميته وكيفيته كان انتفاع البدن منه أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير ومراتب الغذاء ثلاثة أحداها مرتبة الحاجة والثانية مرتبة الكفاية والثالثة مرتبة الفضيلة فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه فلا تسقط قوته ولا تضعف معها فإن تجاوزها فليأكل في ثلث بطنه ويدع الثلث الآخر للماء والثلث للنفس وهذا من أنفع ما للكبد والقلب فإن البطن إذ امتلأ من الطعام ضاق على الشراب فإذا ورد عليه الشراب ضاق على النفس وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل والشبع المفرط يضعف لقوى والبدن وإنما يقوى البدن بحسب ما يقبل من الغذاء لا بحسب كثرته ولما كان في الإنسان جزء أرضي وجزء مائي وجزء هوائي قسم النبي صلى الله عليه وسلم طعامه وشرابه ونفسه إلى الأجزاء الثلاثة فإن قيل فأين الخطا الناري قيل في هذه المسألة خلاف فمن الناس من يقول ليس في البدن جزء ناري وعليه طائفة من الأطباء وغيرهم ومنهم من ثبته أهـ قال المناوي تنبيه لم يعينوا مقدار ثلث البطن وقد بينه الغزالي حيث قال ينبغي أن يقنع بنصف مد لكل يوم وهو ثلث البطن قال وكذا كان عمر وجماعة من الصحابة قوتهم ذلك قال ومن زاد على ذلك فقد مال عن طريق السالكين المسافرين إلى الله تعالى (حم ت هـ ك) عن المقدام بن معدى كرب قال ك صحيح • (ما نحل والد ولده) أي ما أعطاه عطية (أفضل من أدب حسن) قال المناوي أي من تعليمه ذلك ومن تأديبه بنحو توبيخ وتهديد وضرب على فعل الحسن وتجنب القبيح فإن حسن الأدب يرفع العبد المملوك إلى رتبة الملوك قال الأصمعي قال لي إعرابي ما حرفتك قلت الأدب قال نعم الشيء فعليك به فإنه ينزل المملوك في حد الملوك (ت ك) عن عمرو بن سعيد بن العاص • (ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر) الصديق وتمامه فبكى أبو بكر وقال هل أنا ومالي إلا لك

يا رسول الله (حم د هـ) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (ما نقصت صدقة من مال) من زائدة أي ما نقصت صدقة مالا أو صلة لنقصت بمعنى ما نقصت شيئًا من مال بل تزيده في الدنيا بالبركة فيه ودفع المفسدات عنه وفي الآخرة بإجزال الأجر (وما زاد الله عبدا بعفو) أي بسبب عفوه (الأعزار) قال العلقمي قيل في الدنيا وقيل في الآخرة (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) فيه قولان أيضا قال النووي وقد يكون المراد الوجهين معافى الأمور الثلاثة والتواضع والانكسار والتذلل ونقيضه الكبر والترفع والتواضع يقتضي متواضعا له فإن المتواضع له هو الله أو من أمر الله بالتواضع له كالرسول والإمام والحاكم والعالم والوالد فهذا التواضع الواجب المحمود الذي يرفع الله به صاحبه في الدنيا والآخرة وأما التواضع لسائر الخلق فالأصل فيه أنه محمود فيه ومندوب إليه ومرغوب فيه إذا قصد به وجه الله تعالى ومن كان كذلك رفع الله قدره في القلوب وطيب ذكره في الأفواه ورفع درجته في الآخرة وأما التواضع لأهل الدنيا ولأهل الظلم فذلك هو الذل الذي لا عز معه والحسنة التي لا رفعة معها بل يترتب عليها ذل الآخرة وكل صفقة خاسرة نعوذ بالله من ذلك (حم م ت) عن أبي هريرة • (ما وضعت قبله مسجدي هذا حتى فرج لي ما بيني وبين الكعبة فوضعتها وأنا أنظر إلى الكعبة) وهذا من معجزاته (الزبير بن بكار في) كتاب (أخبار المدينة عن بن شهاب مرسلا) وهو الزهري (ما ولد في أهل بيت غلام إلا أصبح فيهم عز لم يكن) فإنه نعمة وموهبة من الله وكرامة (طس هب) عن ابن عمر بإسناد صحيح (ما يحل لمؤمن أن يشتد لي أخيه) في الإسلام (بنظرة تؤذيه) فإن إيذاء المؤمن حرام ونبه بحرمة النظر على حرمة ما فوقه بالأولى (ابن المبارك) في الزهد (عن حمزة) بن عبيد مرسلا • (ما يخرج رجل) أي إنسان (شيئًا من الصدقة حتى يفك عنها لحي) بفتح اللام (سبعين شيطانا) لأن الصدقة يقصد بها رضي الله تعالى والشياطين بصدد منع الآدمي من ذلك (حم ك) عن بريدة باسنا صحيح • (مانع الحديث أهله كمحدثة غير أهله) في كونهم في الأثم سواء بسبب إضاعة العلم (فر) عن ابن مسعود • (مانع الزكاة يكون يوم القيامة في النار خالدا فيها) إن منعها جاحد أوجوبها أو حتى يطهر م خيانته أن لم يجحد وجوبها قال المناوي وفي حلية الأبرار للنووي أن الله تعالى ينزل في كل سنة ثنتين وسبعين لعنة لعنة على اليهود ولعنة على النصارى وسبعين لعنة على مانع الزكاة (طس) عن أنس قال الشيخ حديث حسن • (مثل الإيمان مثل القميص تغمصه مرة وتنزعه مرة) قال في مختصر النهاية قمصته قميصا ألبسته إياه لأن الإيمان نوره يضيء على القلب فإذا ولجته الشهوات حالت بينه وبين النور فحجب عن الرب فإذا تاب راجعه النور (ابن قانع) في المعجم (عن والد معدان) بفتح الميم قال الذهبي حديث منكر • (مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان) بضم الجيم وشد الموحدة وروى بنون (من حديد من ثديهما) بضم المثلثة وكسر الدال المهملة ومثناة تحتية مشددة جمع

ثدى (إلى تراقيهما) جمع ترقوة العظم المشرف على أعلى الصدر (فاما المنفق فلا ينفق شيئًا إلا سبغت) بفتح المهملة وموحدة مخففة وغين معجمة امتدت وعظمت (على جلده حتى تخفى) بضم المثناة الفوقية وخاء معجمة ساكنة وفاء مكسورة أي تستر (بنانه) بفتح الموحدة ونونين أصابعه (وتعفو) بالنصب (أثره) محر كا أي تمحو أثر مشيه لسيوغها يقال عفت الدار إذا غطاها التراب والمعنى أن الصدقة تستر خطاياه كما يغطي الثوب الذي يجر على الأرض أثر صاحبة إذا مشى بمرور الذيل عليه (وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئًا إلا لزقت) بكسر الزاي أي التصقت (كل حلقة) بسكون اللام (مكانها) قال العلقمي في رواية مسلم انقبضت وفي رواية همام عضت كل حلقة مكانها وفي رواية سلمان عند مسلم قلصت (فهو يوسعها فلا تتسع) قال العلقمي قال في الفتح قال الخطابي وغيره هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للبخيل والمتصدق فشبهما برجلين أراد كل واحد منهما أن يلبس درعا ليستتر بها من سلاح عدوه فصبها على رأسه ليلبسها والدروع أول ما تقع على الصدور الثديين إلى أن يدخل الإنسان يديه في كميها فجعل المنفق والمتصدق كمثل من لبس درعا سابغة فاسترتسلت عليه حتى استتر جميع بدنه وجعل البخيل كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه كلما أراد لبسها اجتمعت إلى عنقه فلزمت ترقونه وهو معنى قلصت أي تضامت واجتمعت والمراد أن الجواد إذا هم بالصدقة انفتح لها صدره وطابت نفسه فتوسعت في الانفاق والبخيل إذا حدث نفسه بالصدقة شحت نفسه فضاق صدره وانقبضت يداه ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون (حم ق ن) عن أبي هريرة • (مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت) قال العلقمي هذه رواية مسلم ورواية البخاري مثل الذي يذكر ربه عز وجل ثم قال هذا اللفظ توارد عليه جمع من الحفاظ وهو يدل على أن الذي يوصف بالحياة والموت حقيقة هو الساكن لا المسكن وإن إطلاق الحي والميت في وصف البيت إنما يراد به ساكن البيت فشبه الذاكر بالحي الذي ظاهره متزين بنور الحياة وباطنه بنور المعرفة وغير الذاكر بالميت الذي ظاهره عاطل وباطنه باطل وقيل موضع التشبيه بالحي والميت لما في الحي من النفع لمن يواليه والضرر لمن يعاديه وليس ذلك في الميت (ق) عن أبي موسى الأشعري • (مثل الجليس) على وزن فعيل (الصالح والجليس السوء كمثل) بزيادة الكاف أو مثل (صاحب المسك) وفي رواية حامل والمسك بكسر الميم المعروف (وكير الحداد) بكسر الكاف بعدها تحتية ساكنة معروف وحقيقته البناء الذي يركب عليه الزق والزق هو الذي ينفخ فيه فاطلق على الزق اسم الكير مجازا لمجاورته له وقيل الكير هو الزق نفسه وأما البناء فاسمه الكور (لا يعدمك من صاحب المسك) بفتح أوله وكذلك الدال من العدم النفع أو الضراى لا يعدوك تقول ليس يعدمني هذا إلا مراى ليس يعدوني وفي رواية أبي زيد بضم أوله وكسر الدال أي لا يعدمك صاحب المسك

إحدى الخصلتين (أما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثا) قال العلقمي ولم يتعرض لذكر البيت في رواية أبي أسامة وهي أوضح وفي الحديث النهي عن مجالسة من يؤذي بمجالسته في الدين والدنيا والترغيب فيمن ينتفع بمجالسته فيهما (خ) عن أبي موسي الأشعري • (مثل الجليس الصالح كمثل العطاران لم يعطك من عطره أصابك من ريحه) مقصوده الإرشاد إلى مجالسة من ينتفع بمجالسته في نحو دين وحسن خلق والتحذير من ضده (د ك) عن أنس وإسناده صحيح • (مثل المرأة الرافلة في ثياب الزينة) أي المتبخترة فيهما (في غير أهلها) أي بين من يحرم نظره إليها (كمثل) بزيادة الكاف أو مثل (ظلمة يوم القيامة) قال المناوي أي تكون يوم القيامة كأنها ظلمة (لا نور لها) الضمير للمرأة قال الديلي يريد المتبرجة بالزينة لغير زوجها قال في النهاية ترفل في ثوبها أي تتبختر والرفل الرمل ورفل إزاره إذا سبله وتبختر فيه (ت) عن ميمونة بنت سعد أو سعيد صاحبية • (مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار) بفتح الهاء وسكونها (عذب) بالعين المهملة والذال المعجمة والموحدة قال العلقمي قال في النهاية الماء العذب هو الطيب الذي لا ملوحة فيه أهـ قلت وفي رواية مسلم نهر جاري غمر قال شيخنا تبعا للنووي بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وهو الكثير وقال في النهاية والغمر بفتح الغين وسكون الميم الكثير أي الذي يغمر من دخله ويغطيه أهـ فلعل الأولى رواية الإمام أحمد (يجري على باب أحدكم) إشارة لسهولته وقرب تناوله (يغتسل فيه كل يوم خمس مرات فما) استفهامية في محل نصب لقوله (يبقى) بضم أوله وكسر ثالثة وقدم عليه لأن الاستفهام له الصدر (ذلك من الدنس) بالتحريك الوسخ قال في النهاية الدنس الوسخ وقد دنس الثوب اتسنح قال المناوي فائدة التمثيل التأكيد وجعل المعقول كالمحسوس حيث شبه المذنب المحافظ عليها بحال مغتسل في نهر كل يوم خمسا بجامع أن كلا منهما يزيل الأقذار أهـ وظاهر الحديث أنه شبه الصلاة بالنهر فالصلاة تزيل الذنوب وهي غير محسوسة والنهر يزيل الوسخ وهو محسوس (هب) عن جابر بن عبد الله بإسناد حسن • (مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس) في الدنيا (ويحرق نفسه) بنار الآخرة (طب) والضياء عن جندب بإسناد حسن • (مثل القلب كمثل الريشة تقلبها الرياح بفلاة كيف شاءت) قال العلقمي المثل هنا بمعنى الصفة لا القول السائر والمعنى صفة القلب العجيبة الشأن وورود ما يرد عليه من عالم الغيب وسرعة تقلبه كصفة ريشة واحدة تقلبها الرياح بأرض خالية من العمران فإن الرياح أشد تأثيرا فيها منها في العمران (هـ) عن أبي موسى قال الشيخ حديث حسن • (مثل الذي يعتق) وفي رواية يتصدق (عند الموت) أي عند احتضاره (كمثل الذي يهدى إذا شبع) ظاهره أن الصدقة بما يحتاج إليه أفضل من الصدقة بما لا يحتاج إليه ولنا أن نقول لا نسلم أن هذا هو الظاهر لأن المفضول تأخير اعتاق

ما لا يحتاج إليه إلى احتضاره لكن يشكل عليه تشبيهه بالمهدي إذا شبع (حم ت ن ك) عن أبي الدرداء وهو حديث حسن • (مثل الذي يتعلم العلم ثم) بعد تعلمه (لا يحدث به) من يستحقه (كمثل الذي يكنز الكنز أفلا ينفق منه) في كون علمه وبالأ عليه يوم القيامة (طس) عن أبي هريرة • (مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء) قال المناوي لأنه في الصغر خال عن الشواغل وما صادف قلبا خاليا تمكن منه فالكبير أوفر عقلا لكنه أكثر شغلا (طب) عن أبي الدرداء بإسناد ضعيف • (مثل الذي يجلس يسمع الحكمة) هي كل ما منع عن الجهل وزجر عن القبيح (ولا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما يسمع كمثل رجل أتى راعيا فقال يا راعى أجزرني بشاه من غنمك) أي أعطني شاة أجزرها أي أذبحها (قال أذهب فخذ بأن خيرها) أي الغنم (شاة فذهب فاخذ بأذن كلب الغنم) فهذا مثله في كونه آثر الضار على لنا فع (حم) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (مثل الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارا) أي كنا كبارا من كتب لعلم فهو يمشي بها ولا يدري منها إلا ما يمر بجنبيه وظهره من الكد والتعب (والذي يقول له أنصت لا جمعة له) أي كاملة مع كونها صحيحة فالكلام في حال الخطبة حرام عند الأئمة الثلاثة ومكروه عند الشافعي (حم) عن ابن عباس بإسناد حسن • (مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه) أي يهملها ولا يحملها على العمل بما علمت (كمثل الفتيلة) التي (تضيء للناس وتحرق نفسها) هذا مثل ضربة لمن لم يعمل بعلمه وفيه عقاب شديد (طب) عن أبي بريزة براء ثم زاى الأسلمي وإسناده حسن • (مثل الذي يعين قومه على غير الحق مثل بعير تردي وهو يجر) بالبناء للمفعول (بذنبه) معناه أنه وقع في الأثم وهلك كالبعير إذا تردى في البئر فصار ينزع بذنبة ولا يمكنه الخلاص (هق) عن ابن مسعود • (مثل الذين يغزون من أمتي ويتخذون الجعل يتقوون به على عدوهم مثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها) قال المناوي فالاستئجار على الغزو صحيح وللغازي أجرته وثوابه أهـ وقال صاحب البهجة للإمام أن يكترى للغزو أهل الذمة قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه عليها وخرج بأهل الذمة المسلمون فليس للأمام ولا غيره أن يكتريهم لذلك لأنه يجب عليهم (د) في مراسيله (هق) عن جبير بن نغير بالتصغير (مرسلا) هو الحضرمي • (مثل المؤمن الكامل) الإيمان (كمثل العطار أن جلسته نفعك وإن ماشيته نفعك وإن شاركته نفعك) فمعاشرة المؤمن الكامل الإيمان تنفع في الدارين (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن • (مثل المؤمن الكامل) الإيمان (مثل النخلة ما أخذت منها من شيء نفعك) وجه الشبه أن أصل دين الإسلام ثابت وأن ما يصدر من العلوم والخير قوة للأرواح مستطاب وأنه لا يزال مستورا بدينه وأنه ينتفع بكل ما يصدر عنه حيا وميتا وقال بعضهم وجه الشبه بينهما كثرة خيرهما كما تقدم

في حديث أخبروني عن شجرة تشبه الرجل المسلم (طب) عن ابن عمر وإسناده صحيح • (مثل المؤمن إذا لقى المؤمن فسلم عليه كمثل البنيان يشد بعضه بعضا) فيه الحث على إفشاء السلام (خط) عن أبي موسى الأشعري • (مثل المؤمن) الكامل الإيمان كمثل النحلة) بحاء مهملة (لا تأكل إلا طيبا ولا تضع إلا طيبا) وجه الشبه بينهما كثرة النفع والتنزه عن القاذورات (طب حب) عن أبي رزين قال المناوي مصغر العقيلي بإسناد ضعيف • (مثل المؤمن مثل السنبلة تميل أحيانا وتقوم أحيانا) أي يحصل له الأمراض والمصائب أحيانا ويخلو منها أحيانا (4) والضياء عن أنس بن مالك بإسناد ضعيف • (مثل المؤمن كمثل السنبلة تستقيم مرة وتخر) أي تسقط (مرة ومثل الكافر مثل الأرزة) بفتح الهمزة وفتح الراء المهملة ثم زاي على ما ذكره أبو عمرو وقال أبو عبيدة بكسر الراء فاعلة وهي الثابتة في الأرض وقيل بسكون الراء شجرة الصنوبر (لا تزال مستقيمة حتى تخرو ولا تشعر) فالمؤمن لا يخلو من بلاء يصيبه فهو يميله تارة كذا وتارة كذا لأنه لا يطيق البلاء ولا يفارقه والمنافق على حالة واحدة (حم) والضياء عن جابر • (مثل المؤمن مثل الخامة) بخاء معجمة وخفة الميم هي الطاقة الغضة اللينة التي لم تشتد من النبات (تحمر تارة وتصفر أخرى والكافر كالارزة) بفتح الراء شجرة الأرز وبسكونها شجرة الصنوبر (حم) عن أبي بن كعب • (مثل المؤمن كمثل خامة الزرع من حيث اتتها الريح كفتها) قال العلقمي وفي رواية كفأتها الريح بفتح الكاف والهمزة أمالتها (فإذا سكنت اعتدلت وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء) بضم المثناة التحتية وسكون الكاف وهمزة آخره (ومثل الفاجر) أي الكافر (كالارزة صمأ معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء) أي في الوقت الذي سبقت إرادته أن يقصمها فيه ومعنى الحديث أن المؤمن كثير الآلام في بدنه أو أهله أو ماله وذلك مكفر لسيئاته ورافع لدرجاته وأما الكافر فقليلها وأن وقع به شيء لم تكفر سيئاته بل يوتى بها كاملة يوم القيامة (ق) عن أبي هريرة • (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة) بضم الهمزة والراء مشدد الجيم وقد تخفف وقد تزاد نون ساكنة قبل الجيم (ريحها طيبة وطعمها طيب) وجرمها كبير ومنظرها حسن وملمسها لين (ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة) بمثناة فوقية (لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر) المقصود بضرب المثل بيان علو شأن المؤمن وارتفاع عمله وانحطاط شأن المنافق وإحباط عمله (حم ق 4) عن أبي موسى الأشعري • (مثل المؤمن مثل النحلة) بحاء مهملة (إن أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا وإن وقعت على عود نخر) بنون وخاء معجمة أي بال (لم تكسره) لضعفها (ومثل المؤمن مثل سبيكة الذهب أن نفخت عليها أحمرت وأن وزنت لم تنقص (هب) وكذا أحمد (عن ابن عمرو) بن العاص وإسناد أحمد صحيح • (مثل المؤمن كالبيت) وفي نسخة مثل المؤمن كالخرب

(في الظاهر فإذا دخلته وجدته مؤنقا) قال الشيخ بالبناء للمجهول فهو بضم الميم وفتح الهمزة وتشديد النون آخره قاف أي مزينا محسنا وقال المناوي معجبا حسنا (ومثل الفاجر كمثل القبر المشرف) بالتشديد (المجصص يعجب من رآه وجوفه ممتلئ نتنا) هذا تمثيل حق لا تمر الشبهة بساحته (هب) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (مثل المؤمنين) الكاملين في الإيمان (في توادهم) بتشديد الدال مصدر تواددي تحابب (وتراحمهم) أي تلاطفهم (وتعاطفهم) أي عطف بعضهم على بعض (مثل الجسد) الواحد بالنسبة لجميع أعضائه وجه الشبه التوافق في التعب والراحة (إذا اشتكى منه) أي مرض (عضو تداعى) أي دعى بعضهم بعضا إلى المشاركة في الألم (له سائر الحسد) أي باقية (بالسهر) بفتح الهاء ترك النوم لأن إلا لم يمنع النوم (والحمى) لأن فقد النوم يثيرها قال ابن أبي جمرة شبه صلى الله عليه وسلم الإيمان بالجسد وأهله بالأعضاء لأن الإيمان أصل وفروعه التكاليف فإذا أخل المؤمن بشيء من التكاليف شأن ذلك الإخلال الأصل وكذلك الجسد أصل كالشجرة إذا ضرب غصن من أغصانها اهتزت الأغصان كلها بالتحريك والاضطراب أهـ فالمؤمن الكامل إذا حصل للمؤمنين مصيبة تألم لها كما يتألم الجسد لتألم بعض أعضائه (حم) عن النعمان ابن بشير • (مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله) أشار به إلى اعتبار الإخلاص والجملة معترضة بين ما قبلها وما بعدها (كمثل الصائم القائم الدائم) شبهه به في نيل الثواب في كل حركة وسكون كما يفيده قوله (الذي لا يفتر) ساعة (من صيام ولا صدقة) أي لا يفتر ساعة من العبادة فاجره مستمر وكذلك المجاهد لا يضيع ساعة من ساعاته بغير ثواب (حتى يرجع وتوكل الله تعالى للمجاهد في سبيله) أي تكفل له كما في رواية (أن توافه أن يدخله الجنة) قال العلقمي قال القاضي يحتمل أن يريد عند موته كما ورد في الشهداء وأن يريد عند دخول السابقين ومن لا حساب عليهم (أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة) قال العلقمي قيل أو بمعنى الواو وقيل مع أجر أن لم يغنم أو غنيمة أن غنم وقال المناوي مفهومه أن لا أجر مع الغنيمة وليس مرادا (ق ت ن) عن أبي هريرة • (مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم) وهو الذي (إحدى رجليه بيضاء) قال العلقمي وصف النبي صلى الله عليه وسلم الغراب الأعصم بهذه الصفة وقيل هو الأبيض الجناحين وقيل الأبيض الرجلين أراد قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة) بعين مهملة المترددة المتحيرة (بين الغنمين) أي القطيعين من الغنم (تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة) أي تعطف على هذه وعلى هذه (لا تدري أيهما تتبع) وكذلك المنافق لا يستمر بالمسلمين ولا بالكافرين بل يقول لكل منهم أنا منكم (حم م ن) عن ابن عمر بن الخطاب • (مثل ابن آدم) قال المناوي بضم

الميم وشدة المثلثة مكسورة أي صور ابن آدم (وإلى جنبه تسعة) وفي نسخة تسع (وتسعون منية) أي موتا يعني أن أصل خلقة الإنسان وشأنه أن لا يفارقه البلاء كما قيل البلايا أهداف المنايا (أن أخطأته تلك المنايا) على الندرة جمع منية وهي الموت والمراد به هنا ما يؤدي إليه من أسبابه (وقع في الهموم حتى يموت) أي يدركه الموت الذي لا دواء له بل تستمر به إلى الموت (ت) والضياء المقدسي (عن عبد الله بن الشخير) قال ت حسن • (مثل أصحابي في أمتي مثل الملح في الطعام) بجامع الإصلاح أذ بهم أصلاح الدين والدنيا كما لا يصلح الطعام إلا بالملح بحسب الحاجة إلى القدر المصلح له (ع) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره) قال العلقمي لا محل لهذا الحديث على التردد في فضل الأول على الأخير فإن القرون الأول هم المفضلون على سائر القرون من غير مرية ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وإنما المراد نفعهم في بث الشريعة فالمراد وصف الأمة قاطبة سابقها ولاحقها أولها وآخرها بالخيرية أهـ وقال المناوي نفي تعلق العلم بتفاوت طبقات الأمة في الخيرية وأراد به نفي التفاوت لاختصاص كل طبقة منهم بخاصية وفضيلة توجب خيريتها كما أن كل نوبة من نوب المطر لها قائدة في النماء لا يمكن إنكارها (حم ت) عن أنس بن مالك (حم) عن عمار بن ياسر (ع) عن علي (طب) عن ابن عمر بن الخطاب (وعن ابن عمرو بن العاص) وإسناده حسن • (مثل أهل بيتي) زاد في رواية فيكم (مثل سفينة نوح) في رواية في قومه (من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) قال المناوي ولهذا ذهب جمع إلى أن قطب الأولياء في كل زمن لا يكون إلا منهم (البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير (ك) عن أبي ذر وقال صحيح • (مثل بلال) المؤذن (كمثل نحلة) بحاء مهملة (غدت تأكل من الحلو والمر ثم يمشي) أي يصير (حلو أكله) بالرفع توكيد لمرفوع يمشي ولم أر من تعرض لوجه الشبه من الشراح فيحتمل أن وجه الشبه كون ما يخرج منها طيبا وما يصدر عنه طيبا والله أعلم بمراد نبيه (الحكيم) الترمذي (عن أبي هريرة) وإسناده حسن • (مثل بلعم) بفتح الموحدة (ابن باعوراء في بني إسرائيل كمثل أمية بن أبي الصلت في هذه الأمة) في كونه آمن شعره وكفر قلبه (ابن عساكر عن سعيد بن المسيب مرسلا • (مثل منى) بالتنوين (كالرحم) هي (ضيقة فإذا حملت وسعها الله) فكذلك منى صغيرة فإذا كان آوان الحج وسعت الحجيج (طس) عن أبي الدرداء • (مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره فبقي معلق بخيط في آخره فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع) هذا مثل ضربه المصطفي للدلالة على نقص الدنيا وخستها وسرعة زوالها (هب) عن أنس وإسناده ضعيف • (مثلي ومثل الساعة كفرسي رهان يستبقان ومثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قوم طليعة فلما خشي أن يسبق ألاح بثويبه) مصغر ثوب بضبط المؤلف (اتيتم اتيتم) بالبناء

للمفعول (أنا ذاك أنا ذاك) قال العلقمي أصل ذلك أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بمخوف وكان بعيدا نزع ثوبه وأشار به إليهم فاخبرهم بمادهمهم وهو أبلغ في الحث على التأهب للعدو فكذا النبي صلى الله عليه وسلم (هب) عن سهل بن سعد الساعدي وإسناده حسن • (مثلي ومثلكم كمثل رجل) أي صفتي وصفة ما بعثني الله به من إرشادكم لما ينجيكم كصفة رجل (أوقد نارا فجعل) وفي رواية فلما أضاءت ما حوله جعل (الفراش) جمع فراشة بفتح الفاء دويبة تطير في الضوء شغفا به وتوقع نفسها في النار (والجنادب) جمع جندب بضم الجيم وفتح الدال وتضم نوع على خلقة الجراد ويضر في الليل ضرًا شديدًا (يقعن فيها وهو يذبهن عنها) أي يدفعها عن النار والوقوع فيها (وأنا آخذ) قال العلقمي روى بوجهين أحدهما اسم فاعل بكسر الخاء وتنوين الذال والثاني فعل مضارع بضم الذال والأول أشهروهما صحيحان (بحجزكم) جمع حجزة بضم الحاء وسكون الجيم معقد الأزار يعني أنا أخذكم حتى (أبعدكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي) قال العلقمي روى بوجهين أحدهما فتح التاء والفاء واللام المشددة والثاني ضم التاء وإسكان الفاء وكسر اللام المخففة وكلاهما صحيح يقال فلت مني وتفلت إذا نازعك للفلت والهرب ثم غلب وهرب ومقصود الحديث أنه صلى الله عليه وسلم شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة وحرصهم على الوقوع في ذلك مع منعه إياهم وقبضه على مواضع المنع منهم بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه فكلاهما حريص على هلاك نفسه ساع في ذلك لجهله (حم م) عن جابر بن عبد الله • (مجالس الذكر) أي أصحابها (تنزل عليهم السكينة وتحفهم الملائكة) من جميع جهاتهم (وتغشاهم) أي تعلوهم (الرحمة ويذكرهم الله على عرشه) وفيه شمول لتدبر القرآن والتفقه في الدين وتعداد نعم الله علينا (حل) عن أبي هريرة وأبي سعيد بإسناد حسن • (مداراة الناس) أي ملاطفتهم بالقول والفعل (صدقة) أي يثاب عليها ثواب الصدقة ولهذا كان من أخلاق المصطفي المحافظة على المداراة وبلغ م مداراته أنه وجد قتيلا من أصحابه ففداه بمائة ناقة من عنده وكان من مداراته أنه لا يذم طعاما ولا ينهر خادما ولا يضرب امرأة واحتمال الأذى يظهر جوهر النفس ومحل ذلك ما لم يشبها بمعصية وإلا صارت مداهنة (حب طب هب) عن جابر بن عبد الله • (مررت ليلة أسرى بي على موسى) حال كونه (قائما يصلى في قبره) قال المناوي أي يدعو الله ويثنى عليه ويذكره فالمراد الصلاة اللغوية وقيل الشرعية وموت الأنبياء إنما هو راجع لتغيبهم عنا بحيث لا ندركهم مع وجودهم وحياتهم وذلك كحالنا مع الملائكة فإنهم موجودون إحياء ولا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه الله بكرامة من أوليائه انتهى وقال العلقمي قال النووي فإن قيل كيف يحجون ويلبون وهم أموات وهم في الدار الآخرة وليست دار عمل فاعلم أن للمشايخ وفيما ظهر لنا عن هذا أجوبة احدها أنهم كالشهداء بل أفضل منهم

والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون فلا يبعد أن يحجوا ويصلوا كما ورد في الحديث وأن يتقربوا إلى الله بما استطاعوا لأنهم وإن كانوا قد توفوا فهم في هذه الدنيا التي هي دار العمل حتى إذا فنيت مدتها وتعقبها الآخرة التي هي دار الجزاء انقطع العمل الوجه الثاني أن عمل الآخرة ذكر ودعاء قال الله تعالى دعواهم فيها سبحانك اللهم الوجه الثالث أن يكون هذا رؤية منام في غير ليلة الإسراء وفي بعض ليلة الإسراء كذا قال في رواية ابن عمر بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة وذكر الحديث في قصة عيسى الوجه الرابع أنه صلى الله عليه وسلم رأى حالهم النبي كانت في حال حياتهم كيف كانوا وكيف حجهم وتلبيتهم كما قال صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى موسى وكأني أنظر إلى يونس وكأني أنظر إلى عيسى الوجه الخامس أن يكون أخبر عما أوحى ليه صلى الله عليه وسلم من أمرهم وما كان منهم وأن لم يرهم رؤية عين (حم م ن) عن أنس بن مالك • (مررت ليلة أسرى بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله تعالى) الحلس بكسر الحاء المهملة وسكون اللام فسين مهملة الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتت (طس) عن جابر وإسناده صحيح • (مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال والله لا تحين) لم يقل لأقطعن لأن الشجرة كانت ملكا للغير أو مثمرة (هذا عن المسلمين) بإبعاده عن الطريق (لا يؤذيهم) أي لئلا يضرهم (فأدخل الجنة) أي فبسبب فعله ذلك أدخله الله إياها مكافأة له على صنيعه (حم م) عن أبي هريرة بل هو متفق عليه • (مروا) وجوبا (أولادكم) وفي رواية أبناءكم (بالصلاة) المكتوبة (وهم أبناء سبع سنين) أي عقب تمامها أن ميزوا وإلا فعند التمييز (وأضربوهم) ضربًا مبرح وجوبا (عليها) أي على تركها (وهم أبناء عشر سنين) أي عقب تمامها واعتمد جماعة من الشافعية أن الضرب يجب بالشروع في العاشرة وذلك ليتمرنوا عليها ويعتادوها بعد البلوغ وآخر الضرب للعشرة لأنه عقوبة والعشر زمن احتمال البلوغ بالاحتلام مع كونه حينئذ يقوى ويحتمله غالبا ويجب على الولى أن يعلم الطفل أركان الصلاة وشروطها قبل أن يأمره بفعلها قال العلقمي وأجرة التعليم في مال الصي أن كان له مال وإلا فعلى الولى ويعطي من مال الصبي أجرة التعليم للسنن أيضا وعلى السيد تعلم مملوكه الكبير ما لا تصح الصلاة إلا به وتخليته وقت التعليم (وفرقوا بينهم في المضاجع) التي ينامون فيها إذا بلغوا عشرا حذرا من غوائل الشهوة (وإذا زوج أحدكم خادمه) عبده أو أجبره (فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة) فإن ما بين السرة والركبة عورة (حم) والحاكم عن ابن عمرو بن العاص • (مروا) بضمتين (أبا بكر) الصديق (فليصل) بسكون اللام الأولى (بالناس) الظهر أو العصر أو العشاء قاله لما ثقل في مرض موته (ق ت هـ) عن عايشه (ق) عن أبي موسى الأشعري (خ) عن ابن عمر بن الخطاب (هـ) عن ابن عباس وعن سالم بن عبيد الأشجعي • (مروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر قبل أن تدعوا

فلا يستجاب لكم) ولهذا كان المصطفى إذا رأى رجلا فعل منكرًا يقول ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا فإنه أوفر في الزجر (هـ) عن عائشة • (مروا بالمعروف وأن لم تفعلوه وأنهوا عن المنكر وأن لم تجتنبوه كله) لأنه يجب ترك المنكر وإنكاره فلا يسقط بترك أحدهما وجوب الآخر (طص) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف • (مسألة) أي سؤال (الغنى) الناس شيئا من أموالهم إظهار اللفاقة واستكثار (شين) أي عيب (في وجهه يوم القيامة) مع ما فيه من الذل والهوان في الدنيا (حم) عن عمران بن حصين وإسناده صحيح • (مشيك إلى المسجد وانصرافك إلى أهله في الأجر سواء) أي يؤجر على رجوعه كما يؤجر على ذهابه (حب) عن يحيي بن يحيي الغساني مرسلا • (مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا) زاد في رواية فإن الكباد من العب (هب) عن أنس • (مضمضوا) أي تمضموا بالماء (من) شرب (اللبن فإن له دسما) قال في المصباح دسم الطعام دسما فهو دسم من باب تعب والدسم الودك من شحم ولحم ودسمت اللقمة تدسيما لطختها بالدسم (هـ) عن ابن عباس (د) عن سهل بن سعد الساعدي وإسناده صحيح • (مطل الغنى ظلم) قال العلقمي أصل المطل المد قال ابن فارس مطلت الحديدة مطلا إذا مددتها التطول وقال الأزهري المطل المدافعة والمراد هنا تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر والغنى مختلف في تعريفه ولكن المراد به هنا من قدر على الأداء فاخره ولو كان فقيرا وهو من إضافة المصدر للفاعل عند الجمهور والمعنى أنه يحرم على الغنى القادر أن يمطل بالدين بعد استحقاقه بخلاف العاجز وقيل هو من إضافة المصدر للمفعول والمعنى يجب وفاء الدين ولو كان مستحقه غنيا ولا يكون غناه سببا لتأخر حقه وإذا كان كذلك في حق الغنى فهو في حق الفقير أولى (فإذا اتبع) بسكون التاء مبنيا للمفعول أي أحيل (أحدكم على ملى) كغنى لفظا ومعنى وفي رواية ملئ بالهمز بوزن فعيل وضمن اتبع معنى أحيل فعداه بعلي (فليتبع) بسكون التاء وقيل بتشديدها مبنيا للفاعل أي فليحتل وذلك لما فيه من التيسير على المديون والأمر للندب عند الجمهور لا للوجوب خلافا للظاهرية وبعض الحنابلة بل قيل للإباحة لأنه وارد بعد الحظر أي للإجماع على منع بيع الدين بالدين وإنما جوزت للحاجة وفي الحديث الزجر على المطل ولفظ المطل يشعر بتقدم الطلب فيؤخذ منه أن الغنى لواخر الدفع مع عدم طلب صاحب الحق له لم يكن ظالما وهو المشهور وقضية كونه ظالما أنه كبيرة لكن قال النووي مقتضى مذهبنا اعتبار تكراره ورده السبكي بان مقتضاه عدمه لأن منع الحق بعد طلبه وانتفاء العذر عن أدائه كالغصب والغصب كبيرة لا يشترط فيها التكرار (ق 4) عن أبي هريرة • (مع كل ختمة) يختمها القارئ من القرآن (دعوة مستجابة) ولهذا استحب جمع الدعاء عقب ختمه بكل نافع دينا ودنيا (هب) عن أنس • (مع كل فرحة ترحة) أي مع كل سرور حزن أي يعقبه حتى كأنه معه أي العادة الآلهية جرت بذلك لئلا تسكن نفوس العقلاء إلى نعيمها قال في النهاية الترح ضد الفرح ترح ترحا فهو ترح مثل

تعب تعبا فهو تعب إذا حزن ويتعدى بالهمزة (خط) عن ابن مسعود • (معاذ بن جبل) الأنصاري (أعلم الناس بحلال الله وحرامه) لا يعارضه حديث اقضاكم علي لأن القضاء يرجع إلى التغطن لوجوه حجاج الخصوم وقد يكون غير الأعلم أعظم فطنة وفراسة (حل) عن سعد وإسناده ضعيف • (معاذ بن جبل إمام العلماء) بفتح الهمزة أي قدامهم (يوم القيامة بربوة) بفتح الراء وسكون المثناة لفوقية قال في الدر رأى برمية سهم وقيل بميل وقيل بمد البصر زاد المناوي وقيل يخطوة وقيل بدرجة (طب حل) عن محمد بن كعب القرطبي مرسلا • (معترك المنايا أي منايا هذه الأمة التي هي آخر الأمم (ما بين الستين) من الستين (إلى السبعين) ولم يجاوز ذلك منهم إلا القليل قال في الدرر المعركة والمعترك موضع القتال (الحكيم) الترمذي (عن أبي هريرة • (معقبات لا يخيب قائلهن) هن (ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة في دبر كل صلاة مكتوبة) قال النووي معناه تسبيحات تفعل أعقاب الصلوات قال أبو الهيثم سميت معقبات لأنها تفعل مرة بعد أخرى وظاهر كلام النووي وابن الهيثم أن معقبات بفتح القاف (حم م ت ن) عن كعب بن عجرة • (معلم الخير) أي العلم الشرعي (يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر) هذا في علم قصد بتعليمه وجه الله دون التطاول والتفاخر (طس) عن جابر بن عبد الله (والبزار في مسنده عن عائشة) وإسناده حسن • (مفاتيح الغيب) أي خزائنه أو ما يتوصل به إلى المغيبات فهو مجاز على جهة الاستعارة قال المناوي فمن ادعى علم شيء منها كفر (خمس) اقتصر عليها وأن كانت مفاتيح الغيب لا تتناهي لأن العدد لا ينفي الزائد (لا يعلمها إلا الله) قال القرطبي لا مطمع لا حد في علم شيء من هذه الأمور الخمسة بهذا الحديث وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو بهذه الخمس وهو في الصحيح قال فمن ادعى علم شيء منها غير مستند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كاذبا في دعواه بل قال المناوي كفر فقد نقل ابن عبد البر الإجماع على تحريم أخذ الأجرة والجعل وإعطائهما في ذلك (لا يعلم أحد ما يكون في غد) من خير أو شر (إلا الله ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام) أذكر أم أنثى واحد أم متعدد تام أم ناقص شقي أم سعيد (ألا الله ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله) أن الله عنده علم الساعة (ولا تدري نفس) برة أو فاجرة (بأي أرض تموت) أي أين تموت كما لا تدري في أي وقت تموت (ألا الله ولا يدري أحد متى يجيء المطر إلا الله تعالى) قال المناوي نعم إذا أمر به علمته الملائكة الموكلون به ومن شاء الله من خلقه قال الشيخ وقد أعطى صلى الله عليه وسلم علمها بعد ذلك (حم خ) عن ابن عمر بن الخطاب • (مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله) فيه استعارة لأن الكفر لما منع من دخول الجنة شبه بالغلق المانع ولما كان الإسلام سبب دخولها شبه بالمفاتيح (حم) عن معاذ بن جبل • (مفتاح الجنة الصلاة) أي دخولها مع السابقين مع إتيانه بما بقى

من الواجبات (ومفتاح الصلاة الطهور) قال العلقمي قال الرافعي بضم الطاء فيهما قيده بعضهم ويجوز الفتح لأن الفعل إنما يتأتى بالآله قال ابن العربي هذا مجاز عن ما يفتحها من غلقها وذلك الحدث مانع منها فهو كالقفل يوضع على المحدث حتى إذا توضأ انحل القفل وهذه استعارة بديعة لا يقدر عليها إلا النبوة وكذلك قوله مفتاح الجنة الصلاة لأن أبواب الجنة مغلقة يفتحها الطاعات وركن الطاعات الصلاة أهـ وفيه اشتراط الطهارة لصحة الصلاة (حم هب) عن جابر وإسناده صحيح • (مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها لتكبير) قال المناوي أي سبب كون الصلاة محرمه ما ليس منها التكبير أهـ وقال العلقمي قال ابن العربي هو مصدر حرم يحرم ويشكل استعماله هنا لأن التكبير جزء من أجزائها فكيف يحرمها فقيل مجاز عن إحرامها يقال أحرم إذا دخل في البلد الحرام والشهر الحرام ولما كانت الصلاة تحرم أشياء قيل لأول ذلك وهو التكبير تحريم وقال ابن الأثير في النهاية لأن المصلي بالتكبير والدخول في الصلاة صار ممنوعا من الكلام والأفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأفعالها وقيل للتكبير تحريم لمنعه المصلى من ذلك ولهذا سميت تكبيرة إلا حرام أي للاحرام بالصلاة ولما صار المصلى بالتسليم يحل له ما حرم عليه فيها بالتكبير من الكلام والأفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأفعالها كما يحل للمحرم بالحج عند الفراغ منه ما كان حراما عليه قيل (وتحليلها التسليم) قال العلقمي وقد روى محمد بن أسلم في مسنده هذا الحديث بلفظ وإحرامها التكبير وإحلالها التسليم وهذا الحديث أصح شيء في هذا الباب (حم د ت هـ) عن علي بإسناد صحيح • (مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادة ستين سنة) وفي رواية أخرى أقل وفي أخرى أكثر والقصد تضعيف أجر الغزو وعلى غيره هو يختلف باختلاف الأشخاص والنيات والأحوال والمواضع (طب ك) عن عمران بن حصين وإسناده صحيح • (مكارم الأخلاق ما عمال الجنة) أي من الأعمال المقربة إليها (طس) عن أنس قال الشيخ حديث حسن (مكارم الأخلاق عشرة) الحصر إضافي باعتبار المذكور هنا إذ هي كثيرة جدًا والمراد أصولها أو أمهاتها (تكون في الرجل) يعني الإنسان (ولا تكون في ابنه وتكون في ابنه ولا تكون في الأب وتكون في العبد ولا تكون في سيده يقسمها الله لمن أراد به السعادة) الأخروية الأبدية (صدق الحديث) لأن الكذب بجانب الإيمان لأنه إذا قال كان كذا ولم يكن فقد افترى على الله (وصدق البأس) أي الثبات عند الحروب شجاعة وسماحة لأنه من الثقة بالله (وإعطاء السائل) لأنه من الرحمة (والمكافأة) بالهمز (بالصنائع) أي صنائع المعروف بأن يكافئ من صنع معه معروفا لأنه من الشكر (وحفظ الأمانة) لأنه من الوفاء (وصلة الرحم) لأنها من العطف (والتذمم للجار) بأن يحفظ زمامه أي حرمته (والتذمم للصاحب) أي الصديق كذلك (وقراء الضيف) لأنه من السخاء (ورأسهن) كلهن (الحياء) قال المناوي فكل خلق من هذه الأخلاق

مكرمة لصاحبها فمن منحها يسعد بأحدها فكيف بمن جمعها (الحكيم) في نوادره (هب) والحاكم (عن عائشة • (مكان الكي للتكميد) أي يقوم مقامه ويغني عنه لمن ناسب علته الكي وهي أن تسخن خرقة دسمة وتوضع على العضو مرة بعد أخرى ليسكن ألمه (ومكان العلاق السعوط) أي بدل إدخال الإصبع في حلق الطفل عند سقوط لهاته أن يسعط بالقسط البحري مرارا (ومكان النفخ اللدود) بأن يسقي المريض الدواء من أحد شقي فمه قال الشيخ كانوا إذا اشتكى أحدهم حلقه نفخوا فيه فهذه الثلاثة تبدل من هذه الثلاثة وتوضع محلها فتؤدي مؤداها في النفع وهي أسهل وأهون وقوله مكان إلى آخره يحتمل أنه مرفوع في المواضع الثلاثة أي كل واحد من الثلاثة بدل الآخر ويقوم مقامه وهو ظاهر كلام المناوي وقال الشيخ منصوب بإضمار أجعلوا مثلا (حم) عن عائشة وإسناده حسن • (مكتوب في الإنجيل كما تدين) بفتح المثناة وكسر الدال (تدان) بضم المثناة الفوقية (وبالكيل الذي تكيل تكتال) أي كما تجاري تجازى وكما تصنع يصنع بك وبذريتك (فر) عن فضالة بالضم (ابن عبيد • (مكتوب في التوراة من بلغت له ابنة اثنتى عشرة سنة فلم يزوجها فاصابت أثما فأثم ذلك عليه) لأنه السبب فيه بتأخير تزويجها المؤدي إلى فسادها وذكر الأثنتى عشرة لأنها مظنة البلوغ وهيجان الشهوة (هب) عن عمر بن الخطاب (وعن أنس) بن مالك وإسناده صحيح • (مكتوب في التوراة من سره أن تطول حياته ويزاد في رزقه فليصل رحمه) فإن صلتها تزيد في العمر والرزق بالمعنى المار مرارا (ك) عن ابن عباس وقال صحيح وأقروه • (مكة أم القرى ومرو) بفتح فسكون (أم خراسان) بالضم أي قصبة إقليمها (عد) عن بريدة • (مكة مناخ) بضم الميم أي محل للأناخة أي إبراك الإبل ونحوها (لإتباع رباعها) بكسر الراء (ولا تؤاجر بيوتها) لأنها غير مختصة بأحد بل موضع لأداء المناسك وبه أخذ أبو حنيفة فقال لا يجوز تملكها لأحد وخالفه الجمهور وأولوا الخبر (ن هق) عن عمرو بن العاص قال ك صحيح • (ملئ) بضم الميم وفتح الهمزة (عمار) بن ياسر (إيمانا إلى مشاشه) بضم الميم ومعجمتين مخفغا رؤس العظام كالمرفقين والركبتين أي اختلط الإيمان بلحمه ودمه وعظمه وامتزج بجميع أجزائه امتزاجا لا يقبل التفرقة فلا يضره الكفر حين أكرهه الكفار عليه (هـ) عن علي (ك) عن بن مسعود وإسناده صحيح • (ملعون من أتى امرأة في دبرها) أي جامعها فيه فهو من الكبائر وما ينسب إلى مالك في كتاب السير ومحمد بن كعب القرطبي وإلى أصحاب مالك من حله فباطل وهم مبرؤن منه لأن الحكمة في خلق الأزواج طلب النسل فغير موضع النسل لا يناله مالك الزوج هذا هو الحق وقد قيل أن القذر في النجو أكثر من دم الحيض (حم د) عن أبي هريرة • (ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا) بضم الهاء قال الشيخ الهجر الكلام القبيح قال المناوي لا يناقضه

استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم بوجه الله لأن ما هنا في طلب تحصيل الشيء من المخلوق وذاك في سؤال الخالق أو المنع في الأمر الدنيوي والجواز في الأخروي (طب) عن أبي موسى الأشعري وإسناده حسن • (ملعون من ضار مؤمنا) الضر بالفتح مصدر ضره يضره من باب قتل إذا فعل به مكروها (أو مكر به) قال في المصباح مكر مكرا من باب قتل خدع فهو ماكر (ت) عن أبي بكر • (ملعون من سب أباه ملعون من سب أمه ملعون من ذبح لغير الله) كالأصنام (ملعون من غير تخوم الأرض) قال في النهاية أي معالمها وحدودها واحدها تخم قيل أراد به حدود الحرم خاصة وقيل هو عام في جميع الأرض أو أراد المعالم التي يهتدى بها في الطريق وقيل هو أن يدخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظلما ويروى تخم الأرض بفتح التاء على الإفراد وجمعه تخوم بضم التاء والخاء (ملعون من كمه) بشدة الميم (أعمى عن طريقه) أي أضله عنه أو دله على غير مقصده (ملعون من وقع على بهيمة ملعون من عمل بعمل قوم لوط) من إتيان الذكور شهوة من دون النساء (حم) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (ملعون من فرق) قال المناوي زاد الطبراني بين الوالدة وولدها (ك هق) عن عمران بن حصين وهو حديث صحيح • (ملعون من لعب بالشطرنج) قال المناوي بكسر الشين المعجمة بضبط المؤلف (والنظر إليها كأكل لحم الخنزير) قال المناوي ومن ثم ذهب الأئمة الثلاثة إلى تحريم اللعب بها وقال الشافعي يكره ولا يحرم (عبدان) في الصحابة (وأبو موسى الأشعري) في الذيل (وابن حزم عن حبة بن مسلم مرسلا) تابعي لا يعرف إلا بهذا الحديث وفي الميزان أنه منكر • (ملك موكل بالقرآن فمن قرأه من أعجمي أو عربي فلم يقومه قومه الملك ثم رفعه) إلى الله تعالى (قواما) المراد بعدم تقويمه تحريفه واللحن فيه (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكنى (عن أنس) بن مالك • (مملوك يكفيك) أي مؤنة الخدمة (فإذا صلى فهو أخوك) أي في الدين فينبغي اقتناؤه وحثه على الصلاة (فاكرموهم) أي المماليك (كرامة أولادكم واطعموهم مما تأكلون) أي من جنس أقواتكم والأفضل من نفس طعامكم (هـ) عن أبي بكر الصديق • (من الله) تعالى (لا من رسوله لعن الله تعالى قاطع السدر) أي سدر الحرم (طب هق) عن معاوية بن حيدة • (من البر) اسم جامع لأنواع الخير (أن تصل صديق أبيك) في حياته وبعد موته (طس) عن أنس بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من التمر) بمثناة فوقية (والبسر) قال المناوي بكسر الموحدة بضبط المؤلف ولعل مراده أنه أفصح (خمر) أي الخمر التي جاء القرآن بتحريمها تكون منهما أيضا ولا نختص بماء من ماء العنب وعليه الثلاثة وخالف الحنفية (طب) عن جابر وإسناده حسن • (من الجفاء) وهو ترك البر والصلة وغلظ الطبع (إن اذكر عند الرجل) لم يرد معينا فهو كالنكرة (فلا يصلي على) فمن ذكر عنده ولم يصل عليه فقد جفاه وذلك حرمان (عب) عن قتادة مرسلا • (من الحنطة خمر ومن

التمر خمر ومن الشعير خمر ومن الزبيبة خمر ومن العسل خمر) قال المناوي تمامه عند مخرجه وأنا أنهاكم عن كل خمر وفيه رد على أبي حنيفة في قوله الخمر ماء عنب أسكر فغيره حلال طاهر لأن الخمر حقيقة شرعية فيه ومجاز في الغير فيلزم النجاسة والحرمة (حم) عن ابن عمر بإسناد حسن • (من الزرقة يمن) قال المناوي أي زرقة العين قد تكون دالة على البركة والخير غالبا لسر علمه الشارع (خط) عن أبي هريرة • (من الصدقة أن تسلم) على الناس وأنت طلق الوجه) أي ببشاشة وإظهار بشر ففاعل ذلك يكتب له ثواب المتصدق بشيء من ماله (هب) عن الحسن مرسلا وهو البصري • (من الصدقة أن تعلم) بضم المثناة الفوقية وفتح العين وشد اللام مكسورة (الرجل العلم فيعمل) أي فبسبب ذلك يعمل به (فيعلمه) بضم أوله والتعليم فعل يترتب عليه العلم غالبا ذكره القاضي والرجل مثال والمراد الإنسان (أبو خيثمة في كتاب العلم عن الحسن مرسلا) وهو البصري • (من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم) المراد بالرجل الإنسان قال العلقمي يقال طال عليه واستطال وتطاول إذا علاه وترفع عليه ومنه الحديث أربى الرباء الاستطالة في عرض الناس أي استحقارهم والترفع عليهم والوقيعة فيهم (ومن الكبائر السبتان) بموحدة تحتمية فمثناة فوقية (بالسبة) أي شتم الرجل إياك مرة واحدة فتشتمه مرتين في مقابلتها (ابن أبي الدنيا في) كتاب (ذم الغضب عن أبي هريرة • (من المذي الوضوء ومن المنى الغسل) قال العلقمي المذي ماء أبيض رقيق يخرج عند الملاعبة لا بشهوة ولا تدفق ويعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه ويكون ذلك للرجل والمرأة وهو في النساء أكثر منه في الرجال وفيه لغات مذى بفتح الميم وإسكان الذال ومذى بسكر الذال وتشديد الياء ومذى بكسر الذال وتخفيف الياء فالأولتان مشهورتان أولهما فصحهما وأشهرهما والثالثة حكاها أبو عمر والزاهد عن ابن الأعرابي ويقال مذى وامذى ومذى الثالثة بالتشديد أجمع العلماء على أنه لا يوجب الغسل وقال أبو حنيفة والشافعي وأحمد والجماهير يوجب الوضوء لهذا الحديث وفي هذا الحديث من الفوائد أنه لا يوجب الغسل وأنه يوجب الوضوء وأنه نجس ولهذا أوجب صلى الله عليه وسلم غسل الذكر والمراد به عند الشافعي والجماهير غسل ما أصابه المذى لا غسل جميع الذكر وحكى عن مالك وأحمد في رواية عنهما إيجاب غسل جميع الذكر (ت) عن علي قال ت حسن صحيح • (من المروة) بضم الميم (أن ينصت الأخ لأخيه) أي في الإسلام (إذا حدثه) فلا يعرض عنه ولا يشتغل بحديث غيره فإن فيه استهانه به (ومن حسن المماشاة أن يقف الأخ لأخيه) في الدين (إذا انقطع شسع نعله) حتى يصلحه ويمشي معه لأن مفارفته تورث ضغينة بينهما (خط) عن أنس بن مالك • (من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته) فيما تعم حاجتهم إليه لأنه بذلك يضيق عليهم (طب) عن رجل صحابي • (من أسوء الناس منزلة) أي عند الله (من أذهب آخرته بدنيا غيره) ومن ثم سماه الفقهاء أخس

الإخساء (هب) عن أبي هريرة • (من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله) أي يتمنى أحدهم أن يكون مفديا لي (م) عن أبي هريرة • (من أشراط الساعة أن يتباهي) أي يتفاخر (الناس) المسلمون (في المساجد) أي في بنائها وزخرفتها وتزيينها كما فعل أهل الكتاب بعد تحريفهم دينهم وأنتم صائرون إلى حالهم فإذا صرتم كذلك فقد جاء أشراطها (ن) عن أنس بن مالك • (من أشراط الساعة الفحشاء) النطق بالقبيح (والتفحش وقطيعة الرحم وتخوين الأمين وائتمان الخائن (طس) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين) تحية (وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف دون من لم يعرف وأن يبرد) بضم أوله وكسر ثالثة (الصبي الشيخ) أي يجعله بريدا أي رسولا في حوائجه (طس) عن ابن مسعود • (من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في النكاح (هـ) عن أبي رهم • (من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن) ثم بين ذلك بقوله (تقضي عنه دينا تقضى له حاجة تنفس له كربة) فكل واحدة من هذه الخصال من أفضل الأعمال (هب) عن ابن المنكدر مرسلا • (من اقتراب الساعة انتفاج الأهلة) أي عظمها وهو بالجيم من أنفج جنبا البعير ارتفعا وعظما وروى بخاء معجمة وهو ظاهر وذلك أن يرى ليلة مثل ابن ليلتين (طب) عن ابن مسعود • (من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا) بفتح القاف والموحدة أي يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يطلب (فيقال هو لليلتين) أي هو ابن ليلتين (وأن تتخذ المساجد طرقا) للمارة يدخل الرجل من باب ويخرج من آخر فلا يصلى فيه تحية ولا يعتكف لحظة (وأن يظهر موت الفجأة) فيسقط الإنسان ميتا وهو قائم يكلم صاحبه أو يتعاطي مصالحه (طس) عن أنس بإسناد ضعيف • (من اقتراب الساعة هلاك العرب) قال المناوي لفظ الرواية أن من الخ أهـ وظاهر الحديث هلاك الجميع (ت) عن طلحة بن مالك الخزاعي وقيل الأسلمي وإسناده حسن • (من اقتراب الساعة كثرة القطر) أي المطر (وقلة النبات) أي الزرع (وكثرة القراء) للقرآن (وقلة الفقهاء) أي الفقهاء بعلم طريق الآخرة (وكثرة الأمراء وقلة الأمناء) ولهذا قال ابن عمر لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وأمنائهم فإذا أخذوه عن صغائرهم وشرارهم هلكوا (طب) عن عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري وفي إسناده وضاع حسن • (من أكبر الكبائر الشرك بالله) بأن يتخذ معه الها غيره (واليمين الغموس) أي الكاذبة سميت به لأنها تغمس صاحبها في الأثم أو في النار والأول هو أكبر الكبائر (طس) عن عبد الله بن أنيس تصغير أنس وإسناده صحيح • (من أكفاء) بكسر الهمزة (الدين) أي انقلابه وإمارة وهنه (تفصح النبط) بنون فموحدة مفتوحة جيل يتولدون بسواد العراق ثم استعمل في إخلاط الناس وعوامهم (واتخاذهم القصور في الأمصار)

وذلك من أشراط الساعة (طس) عن ابن عباس وذا حديث منكر • (من بركة المرأة على زوجها تبكيرها بالأنثى) قال المناوي تمامه ألم تسمع قوله تعالى يهب لمن يشاء إناثا فبدأ بالإناث (ابن عساكر والخطيب عن واثلة) بإسناد ضعيف • (من تمام التحية الأخذ باليد) يعني إذا التقى المسلم المسلم فسلم عليه فمن تمامه السلام أن يضع يده في يده فيصافحه فإن المصافحة سنة مؤكدة (ت) عن ابن مسعود • (من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده) والأولى كونها اليمين (على جهته) حيث لا عذر (ويسأله عن حاله كيف هو) زاد ابن السني يقول له كيف أصبحت كيف أمسيت فإن ذلك ينفس عن المريض كربته (وتمام تحيتكم بينكم المصافحة) أي مع حمد الله والدعاء لأخيه بالمغفرة (حم ت) عن أبي أمامة • (من تمام الصلاة) أي مكملاتها (سكون الأطراف) أي اليدين والرجلين والرأس ونحوها فإنه يورث الخشوع الذي هو روح العبادة (ابن عساكر عن أبي بكر) الصديق • (من تمام النعمة دخول الجنة والفوز من النار) قال المناوي من الأولى زائدة والمراد أن ذلك هو التمام وأشار به إلى قوله تعالى فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز قاله لمن قال له علمني دعوة أرجو بها خيرا أو مقصود السائل المال الكثير فرده النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ رد أهـ والظاهران من ليست زائدة وتمام النعمة النظر إلى وجه الله تعالى (ت) عن معاذ بن جبل • (من حسن الصلاة إقامة الصفوف) أي تسوية الصفوف وإتمامها الأول فالأول (ك) عن أنس وهو حديث حسن • (من حسن إسلام المرء) قال المناوي حسن الشيء غير الشيء ألا ترى أن برد الماء غير الماء وريح المسك غير المسك وحلاوة العسل غير العسل وقبح الشر غير الشر (تركه ما لا يعنيه) بفتح أوله من عناه المر إذا تعلقت عناية به والذي يعنيه ما تعلق بضرورة حياته في معاشه مما يشبعه ويستر عورته ويعف فرجه دون ما زاد على ذلك وبه يسلم من كل آفة وشر كذا ذكر وقال الغزالي حد ما لا يعني هو الذي لو ترك لم يفت به ثواب ولم ينجر به ضرر ومن اقتصر من الكلام على هذا قل كلامه فيحاسب العبد نفسه عند ذكر ما لا يعنيه بأنه لو ذكر الله لكان ذلك كنزا من كنوز السعادة فكيف يترك كنزا من كنوز السعادة ويأخذ بدله هذا (ت هـ) عن أبي هريرة قال في الأذكار حسن (حم) عن الحسين بن علي قال الهيثمي صحيح (الحاكم في الكنى عن أبي بكر الصديق الشيرازي في الألقاب عن أبي ذر الغفاري (ك) في تاريخه عن علي بن أبي طالب (طس) عن زيد بن ثابت بإسناد ضعيف (ابن عساكر عن الحارث بن هشام) أشار باستيعاب مخرجيه إلى رد زعم من ضعفه وممن صححه ابن عبد البر • (من حسن عبادة المرء حسن ظنه) بالله قال المناوي كذا بخط المؤلف وفي نسخ خلقه بدل ظنه (عد خط) عن أنس قال مخرجه ابن عدى منكر • (من حين يخرج أحدكم من منزله) ذاهبا (إلى مسجده) لنحو صلاة أو اعتكاف (فرجل تكتب حسنة) أي تكتب

بفعلها حسنة (والأخرى تمحو سيئة) والمراد الصغائر (ك هب) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا لا يعده عدا) قال المناوي قالوا هو المهدي (م) عن أبي سعيد الخدري • (من خير خصال الصائم السواك) فيه ندب السواك للصائم لكن كره الشافعي له السواك بعد الزوال (هـ) عن عائشة • (من خير طيبكم المسك) وهذا في حق الرجال دون النساء كما تقدم لأن المسك مما يخفي لونه ويظهر ريحه ومن زائدة فهو أطيب الطيب مطلقا كما في حديث (ن) عن أبي سعيد • (من سعادة المرء حسن الخلق) بضمتين إذ به يبلغ العبد خيري الدنيا والآخرة ومن شقاونه سوء الخلق قال المناوي فإنه مقرب إلى النار موجب لغضب الجبار والسعادة الفوز بالنعيم الأخروي والشقاوة ضد ذلك (هب) عن جابر وإسناده ضعيف • (من سعادة المرءان يشبه أباه) أي في الخلق والخلق (ك) في مناقب الشافعي وكذا القضاعي (عن أنس) بن مالك • (من سعادة المرء خفة لحيته) قال العلقمي الذي رأيته بخط المصنف بالحاء المهملة ثم التحتية ثم التاء المثناة الفوقية ورايته بخطه أيضا بالتحتية فيهما ثم قال بعد لحييه أي بكثرة الذكر قاله الخطابي أهـ ما رأيته وكلام الخطابي يعين الثاني وقد يرد الأول إلى الثاني أي اضطراب لحيته من كثرة الذكر أهـ قال المناوي وعلى الأول فالمراد بخفتها عدم عظمها وطولها لا خفة شعرها حتى ترى البشرة من خلاله لأن المصطفى كان كث اللحية وكل صفة من صفاته أكمل الصفات على الإطلاق (طب عد) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (من سعادة ابن آدم استخارته الله) أي طلب الخير منه في الأمور والاستخارة طلب الخيرة في الشيء (ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له) فإن من رضي فله الرضي ومن سخط فله السخط (ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له) أي كراهته له وغضبه عليه ومحبته لخلافة فيقول لو كان كذا كان أصح لي مع أنه لا يكون إلا الذي كان وقدر (ت ك) عن سعد بن أبي وقاص وإسناده حسن • (من سنن المرسلين الحلم والحياء والحجامة والسواك والتعطر) أي استعمال العطر في الثوب والبدن (وكثرة الأزواج) فقد كان النبي سليمان صلى الله عليه وسلم له ألف زوجة وسرية (هب) عن ابن عباس ثم قال مخرجه إسناده غير قوي • (من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء) قال العلقمي قال في الفتح قال ابن بطال هذا وأن كان لفظه لفظ العموم فالمراد به الخصوص ومعناه أن الساعة تقوم أيضا على قوم فضلاء قلت ولا يتعين ما قال فقد جاء ما يؤيد العموم كقوله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس وقوله أن الله يبعث ريحا من اليمن الين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته ولمسلم لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله وهو عند أحمد بلفظ يقول لا إله إلا الله والجمع بينه وبين حديث لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى ياتي

أمر الله بحمل الغاية في حديث لا تزال على وقت هبوب الريح الطيبة التي تقبض روح كل مؤمن ومسلم فلا يبقى إلا الشرار فتهجم الساعة عليهم بغتة (خ) عن ابن مسعود • (من شكر النعمة إفشاؤها) أي إظهارها والاعتراف بها قال تعالى وأما بنعمة ربك فحدث والمنعم الحقيقي هو الله وقلوب الخلق خزائن الله ومفاتيحها بيده (عب) عن قتادة مرسلا • (من فقه الرجل) يعني الإنسان (رفقه في معيشته) أي هو من فهمه في الدين وإتباعه طريق المسلمين (حم طب) عن أبي الدرداء بإسناد لا بأس به • (من فقه الرجل) أي جودة فهمه وحسن تصرفه (أن يصلح معيشته) أي ما يتعيش به بأن يسعى في اكتسابها من الحلال من غير كد ولا تهافت ويستعمل القصد في الإنفاق من غير إسراف ولا تقتير (وليس من حب الدنيا طلب ما يصلحك) أي ما يقوم باودك وحاجة عيالك وخدمك فإنه من الضرورات التي لابد منها فليس طلبه من محبة الدنيا المنهي عنها (عد هب) عن أبي الدرداء وضعفه البيهقي • (من كرامة لمؤمن على الله تعالى نقاء ثوبه) أي نظافته (ورضاه باليسير) من الملبوس أو من المأكل والمشرب أو من الدنيا فالمحمود في اللباس نظافة الثوب والتوسط في جنسه وكونه لبس مثله (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وفيه بقية مدلس • (من كرامتي على ربي أني ولدت مختونا) أي على صورة المختون إذ الختان قطع القلفة ولا قطع هنا (ولم ير أحد سوأتي) كناية عن العورة قال الحكيم تواترت الأخبار بولادته مختونا ومراده بالتواتر الاشتهار لا المصطلح عليه (طس) عن أنس وصححه في المختارة قال العراقي في أخبار ولادته مختونا ضعف • (من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة) قال المناوي أي المفروضة وهذا التقييد خلاف ما عليه الشافعية وعبارتهم ودفع صدقة التطوع سرا وفي رمضان ولنحو قريب كزوجة وصديق فجار أقرب فأقرب أفضل وأما الزكاة فاظهارها أفضل في المال الظاهر وهو ماشية وزرع وتمر ومعدن وأما الباطن وهو نقد وعرض وركاز فاخفاء زكائه أفضل واستثنى ابن عبد السلام وغيره من أولوية صدقة السر ما لو كان المتصدق ممن يقتدي به فاظهارها أفضل (حل) عن ابن عمر وإسناده ضعيف • (من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان) بسين مهملة وغين معجمة أي الجيعان وقيل لا يكون السغب إلا مع التعب (ك) عن جابر • (منا أهل البيت الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه) عند نزوله من السماء آخر الزمان فإنه ينزل على المنارة البيضاء شرق دمشق فيجد الإمام المهدي يريد صلاة الصبح بالناس فيحس به فيتأخر ليتقدم فيقدمه عيسى ويصلى خلفه ليظهرانه تابع لهذه الشريعة (أبو نعم في كتاب المهدي عن أبي سعيد) الخدري وفيه ضعف • (من آتاه الله من هذا المال شيئا من غير أن يسأله) أي يطلبه من الناس (فليقبله) ندبا أو إرشادا (فإنما هو رزق ساقه الله إليه) فما أعطيه ممن تجوز عطيته سلطانا أو

غيره عدلا أو فاسقا فله قبوله قال الغزالي إذا لم يكن ممن أكثر ماله حرام (حم) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (من آذى المسلمين في طرقهم) بنحو وضع حجرا وشوك فيها أو قضاء حاجة ببول أو غائط (وجبت عليه لعنتهم) فيه أن قضاء الحاجة في قارعة الطريق حرام وعليه جمع من الشافعية وغيرهم قال المناوي والمعتمد عند الشافعية الكراهة (طب) عن حذيفة بن أسير الغفاري وإسناده حسن • (من آذى العباس) ابن عبد المطلب (فقد أذاني إنما عم الرجل صنو أبيه) بسكر الصاد أي مثله في الإكرام والاحترام (ابن عساكر عن ابن عباس • (من آذى عليا) بن أبي طالب (فقد آذاني) قال ذلك ثلاثا وقد كان الصحابة يعرفون له ذلك (حم تخ ك) عن عمرو بن شاس بمعجمة أوله ومهملة أخره الأسلمي وقيل الأسرى وهو حديث صحيح • (من آذى شعره مني) بمعنى نسمة من ذريتي (فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) زاد أبو نعيم فعليه لعنة الله ملء السماء وملء الأرض ومقصود الحديث الحث على إكرام أهل البيت لقوله تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي (ابن عساكر عن علي) • (من آذى أهل المدينة النبوية) قال المناوي وهم من كان بها في زمنه أو بعده على منهاجه (آذاه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل) أي نفل ولا فرض والمراد نفي الكمال وقوله لا يقبل منه إلى أخره يحتمل أنه يحتمل أنه بيان لقوله آذاه الله (طب) عن ابن عمرو بن العاص قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من أذى مسلما فقد أذاني ومن أذاني فقد أذى الله) ومن أذى الله يوشك أن يهلكه (طس) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل رأيتك تتخطى رقاب الناس وتؤذيهم من ذي مسلما إلى أخره وإسناده حسن قال المؤلف وأما من أذى جاره فقد أذاني فلم يرد • (من أذى ذميا) أو معاهد أو مؤمنا (فأنا خصمه) أي المطالب له بحقه (ومن كنت خصمة خصمته يوم القيامة) فيه تحريم أذية الذمي بغير حق وأنه من الكبائر (خط) عن ابن مسعود قال مخرجة حديث منكر • (من آمن) بالمد كما يعلم من صنيفع المؤلف رحمه الله لمن تأمل (رجلا على ذمة فقتله فأنا برئ من القاتل وأن كان المقتول كافرا) معصوما بخلاف ما إذ كان مرتدا أو حربيا (تخ) عن عمرو بن الحمق • (من آوى) بالمداي ضم إليه (ضالة فهو ضال) أي مفارق للصواب (ما لم يعرفها) قال النووي هذا دليل للمذهب المختار أنه يلزم تعريف اللقطة مطلقا سواء أراد تملكها أو حفظها على صاحبها وهذا هو الصحيح (حم) عن زيد بن خالد • (من أوي يتيما أو يتميز ثم صبر) على مشقة القيام بهما (واحتسب) ما أنفقه عند الله (كتب أنا وهو في الجنة كهاتين) تمامه عند مخرجه وحرك إصبعيه السبابة والوسطى (طس) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من إبتاع) أي اشترى (طعاما) هو ما يؤكل (فلا يبتعه حتى يستوفيه) أي يقبضه كما جاء مصر حابه في رواية وفي رواية من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يكتاله وفي رواية

ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيع الطعام فيبعث علينا من يأمرنا بانتقاله من المكان الذي ابتعناه فيه إلى مكان سواه قبل أن نبيعه وفي رواية كنا نشترى الطعام من الركبان جزافا فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبيعه حتى ننقله من مكانه وفي هذه الأحاديث النهي عن بيع المبيع حتى يقبضه البائع واختلف العلماء في ذلك فقال الشافعي لا يصح بيع المبيع قبل قبضه سواء كان طعاما أو عقارا أو منقولا أو نقدا أو غيره قال عثمان البتي يجوز في كل مبيع وقال أبو حنيفة يجوز في كل شيء إلا العقار وقال مالك لا يجوز في الطعام ويجوز فيما سواه ووافقه كثيرون وقال آخرون لا يجوز في المكيل والموزون ويجوز فيما سواه فأما مذهب عثمان البتي فحكاه المازني والقاضي ولم يحكه إلا كثرون بل نفلوا الإجماع على بطلان بيع الطعام المبيع قبل قبضه قال وإنما الخلاف فيما سواه فهو شاذ متروك (حم ن ت هـ) عن ابن عمر بن الخطاب • (من ابتاع) أي اشترى (مملوكا) عبدًا وأمة (فليحمد الله) على تيسيره له (وليكن أول ما يطعمه) إياه (الحلوا) أي ما فيه حلاوة خلقية أو مصنوعة (فإنه أطيب لنفسه) مع ما فيه من التفاؤل والأمر للندب (ابن النجار) في تاريخه (عن عائشة • (من ابتغى العلم) أي طلب تعلمه (ليباهي به العلماء) أي يفاخرهم ويطاولهم به (أو يمارى به السفهاء) أي يجادلهم به ويخاصمهم والمماراة المجادلة والمحاجة (أو تقبل به أفئدة الناس) أي قلوبهم (إليه فإلى النار) أي فالمبتغى لذلك مصيره إلى النار وهذا تهديد وزجر عن طلب الدنيا بعمل الأخرة (ك هب) عن كعب بن مالك وإسناده واه جدا • (من ابتغى القضاء) أي طلبه (وسأل فيه) أي في توليته (شفعاء) أي سأل جماعة أن يشفعوا له في توليته (وكل) بالبناء للمفعول أي وكله الله (إلى نفسه) فلا يسدده ولا يعينه (ومن أكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده) أي يوقع في نفسه أصابة الصواب ويلهمه إياه (ت) عن أنس قال ت حسن غريب • (من ابتلى) بالبناء للمفعول أي امتحن (من هذه البنات) بشيء هل يقوم بحقهن أو لا قال العلقمي اختلف في المراد بالابتلاء هل هو نفس وجودهن أو ابتلى بما يصدر منهن وكذا هل هو على العموم في البنات أو المراد من اتصف منهن بالحاجة وقال النووي تبعا لابن بطال إنما سماه ابتلاء لأن الناس يكرهون البنات فجاء الشرع بزجرهم ورغب في إبقائهن وترك قتلهن بما ذكر من الثواب المدعو به من أحسن إليهن وجاهد نفسه في الصبر عليهن وقال شيخنا في شرح الترمذي يحتمل أن يكون معنى الابتلاء هذا الاختبار أي من اختبر بشيء من البنات لينظر ما يفعل المحسن إليهن أولًا (فأحسن إليهن) قال العلقمي قد اختلف في المراد بالإحسان هل يقتصر به على قدر الواجب أو بما زاد عليه والظاهر الثاني وقد جاء أن الثواب المذكور يحصل لمن أحسن لواحدة فقط ففي حديث أبي هريرة قلنا وثنتين قال وثنتين قلنا

وواحدة قال وواحدة وشاهده حديث ابن مسعود ورفعه من كانت له ابنة فأدبها فأحسن أدبها وعلمها فأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعمة الله الذي أنعم عليه إلى آخره (كن له سترا) قال العلقمي كذا في أكثر الأحاديث ووقع في رواية عبد المجيد حجابا وهو بمعناه (من النار) ليكون جزاؤه على ذلك وقاية بينه وبين نار جهنم حائلا بينه وبينها وفي الحديث تأكد حق البنات لما فيهن من الضعف غالبا عن القيام بمصالح أنفسهن بخلاف الذكور لما فيهم من قوة البدن وجزالة الرأي وإمكان التصرف في الأمور المحتاج إليها في أكثر الأحوال (حم ق ت) عن عائشة • (من ابتلى بالقضاء بين المسلمين فليعدل) وجوبا (بينهم في لحظه) أي نظره إلى من تحاكم إليه منهم (وإشارته ومقعده ومجلسه) وجميع وجوه إلا كرام (قطاطب هق) عن أم سلمة • (من ابتلى بالقضاء بين المسلمين فلا يرفع صوته على أحد الخصمين ما لا يرفع على الآخر) بل يسوى بينهم في الرفع أو عدمه لوجوب التسوية كما تقرر (طب هق) عن أم سلمة قال المناوي رمز المؤلف لحسنه • (من ابتلى فصبر وأعطى فشكر وظلم فغفر) ببناء ابتلى وأعطى وظلم للمفعول (وظلم) بفتحات أي نفسه أو غيره (فاستغفر الله) أي تاب توبة صحيحة (أولئك لهم الأمن) في الدنيا والآخرة (وهم مهتدون) استدل به على أن حصول الابتلاء وكلما يترتب عليه التكفير لا يحصل به الوعد إلا بضم الصبر عليه ونوزع (طب هب) عن سنجرة بمهملة مفتوحة فمعجمة ساكنة فموحدة مفتوحة هو الأزهري وإسناده حسن • (من أتى المسجد) أي قصده (الشيء) يفعله فيه (فهو حظه) أي نصيبه من إتيانه لا يحصل له غيره فمن أتى المسجد لصلاة فيه كان له أجره ومن أتاه للصلاة وزيارة بيت الله حصل له ومن أتاه لهذين مع تعلم علم أو إرشاد جاهل فيه حصل له ما أتاه لأجله ففيه حث للقاصد على حسن نيته ومن أتاه لتفرج أو لحديث فيه أو إنشاد ضالة فهو حظه (د) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من أبلى) بضم الهمزة وسكون الموحدة وكسر اللام (بلاء) أي أنعم عليه بنعمة والبلاء يستعمل في الخير والشر لكن أصله الاختبار والمحنة وأكثر ما يستعمل في الخير قال الله تعالى بلاء حسنا (فذكره فقد شكره) من آداب النعمة أن يذكر المعطى فإذا ذكره فقد شكره ومع الذكر يشكره ويثنى عليه ويكون ذلك بحيث لا يخرجه عن كونه واسطة ولكنه طريق إلى وصول النعمة إليه وذلك لا ينافي رواية النعمة من الله تعالى (وإن كتمه فقد كفره) أي ستر نعمة العطاء وغطاها وجحدها قال تعالى لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم أن عذابي لشديد والكفر في اللغة لتغظية ومنه قوله تعالى أعجب الكفار نباته أي الزراع سموا بذلك لأنه غطوا الحب الذي زرعوه بالتراب (د) والضياء عن جابر • (من أتى عرافا) بشدة الراء وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعى معرفته بها وقال المناى هو من يخبر بالأمور الماضية أو بما خفى (فسأله عن شيء) فهو آثم (لم تقبل له

صلاة أربعين ليلة) خص الأربعين على عادة العرب في ذكر الأربعين والسبعين والتسعين للتكثير والليلة لأن عادتهم ابتداء الحساب بالليالي والصلاة لكونها عماد الدين فصومه كذلك ومعنى عدم القبول عدم الثواب (حم م) عن بعض أمهات المؤمنين وعينها الحميدي حفصه • (من أتى عرافا أو كاهنا) وهو من يخبر عما يحدث والفرق بينه وبين العراف أن الكاهن يتعاطي الأخبار الكائنات في مستقبل الزمان والعراف هو الذي يدعى معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما ومن الكهنة من له ولي من الجن يخبره بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض (فصدقه بما يقول) أي والغرض أنه سأله معتقدا صدقه (فقد كفر بما أنزل على محمد) من الكتاب والسنة أي ارتكب ذلك مستحلا له أو صدفه فيما قال على الحقيقة وقال في النهاية فقد كفر أي كفر النعمة (حم ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه) أي نام قهرا عليه (حتى يصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه) فيه أن الأمور بمقاصدها (ن هـ حب ك) عن أبي الدرداء وإسناده صحيح • (من أتى الجمعة والإمام يخطب كانت له ظهرا) قال المناوي أي فاتت الجمعة فلا يصح ما صلاه جمعة بل ظهر الفوات شرطها من سماعه للخبطة أهـ أي فالجمعة صحيحة لكن فاته ثواب التبكير فكأنه صلى ظهرا (ابن عساكر عن عمرو) بن العاص • (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول أو أتى امرأة حائضا) أي جامعها حال حيضها (أو أتى امرأة في دبرها فقد برئ مما أنزل على محمد) أي أن استحل ذلك أو أراد الزجر والتنفير وليس المراد حقيقة الكفر وإلا لما أمر في وطء الحائض بالكفارة (حم 4) عن أبي هريرة • (من أتى كاهنا فسأله عن شيء) ظانا صدقه (حجبت عنه التوبة أربعين ليلة فإن صدقه بما قال كفر) أي ستر النعمة فأن اعتقد صدقه في دعواه الإطلاع على الغيب كفر حقيقة (طب) عن وائلة بن الأسقع وضعفه المنذري • (من أتى إليكم معروفا) أي جاء إليكم بمعورف (فكافؤه) لأن في ذلك التواصل والتحابب (فإن لم تجدوا) ما تكافؤنه به (فادعوا) الله (له) أي يكافيه عنكم (طب) عن الحكيم بن عمير وإسناده ضعيف • (من أتى امراءة في حيضها فليتصدق) ندبا وقيل وجوبا (بدينار) أي مثقال من الذهب (ومن آتاها وقد أدبر الدم عنها ولم تغتسل فنصف دينار) ولا شيء على المرأة لأنه حق تعلق بالواطئ فخوطب به الرجل دونها كالمهر (طب) عن ابن عباس • (من أتاه أخوه في الدين متنصلا) أي متنفيا من ذنبه معتذر إليه (فليقبل ذلك منه) ندبا مؤكدا (محقا كان) في اعتذاره (أو مبطلا) فيه (فإن لم يفعل) أي لم يقبل معذرته (لم يرد على الحوض) يوم القيامة حين يرده المؤمنون فيسقيهم منه والمراد الحث على قبول المعذرة (ك) عن أبي هريرة • (من اتبع الجنازة فليحمل) ندبا (بجوانب السرير كلها) قال الدميري ليس في حمل الجنازة دناءة ولا إسقاط مروءة بل ذلك مكرمة وثواب وفعل

أهل الخير فعله النبي صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه ثم تابعوه (هـ) عن ابن مسعود • (من اتبع كتاب الله) القرآن أي أحكامه (هداه من الضلالة ووقاه سوء الحساب يوم القيامة) تمامه عند مخرجه وذلك لأن الله عز وجل قال فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى (طس) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر) أي أزال عذره والمعنى أنه لم يبق له اعتذار كان يقول لو مدلى في الأجل لفعلت ما أمرت به (حم) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من أتته هدية وعنده قوم جلوس فهم شركاؤه فيها) لأنه تعالى أوصى بالإحسان إلى الجليس (طب) عن الحسن بن علي • (من اتخذ من الخدم غير ما ينكح ثم بغين) أي زنين (فعليه مثل آثامهن) لأنه السبب (من غير أن ينقص من أثامهن شيء) لأن فاعل السبب كفاعل المسبب ومقصود الحديث الزجر عن اتخاذ غير ما ينكح من الإماء (البزار عن سلمان) الفارسي وفيه ضعف وانقطاع • (من اتقى الله) أي أطاعه في أمره ونهيه بقدر الاستطاعه (عاش قويا) في دينه وبدنه حسا ومعنى (وسار في بلاده) قال المناوي كذا وقع في نسخ وهو ما في خط مؤلفه ولفظ الرواية وسار في بلاد عدوه (آمنا) مما يخاف وأن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا (حل) عن علي بإسناد ضعيف • (من أتقى الله أهاب الله منه كل شيء) ومن لم يتق الله أهابه الله من كل شيء لأن من كان ذا حظ من التقوى امتلأ قلبه بنور اليقين فانفتح عليه من المهابة ما يهابه به كل من رأه (الحكيم) في نوادره (عن وائلة) بن الأشقع • (من اتقى الله كل) بفتح الكاف وشد اللام (لسانه) أي أعى (ولم يشف غيظه) ممن فعل به مكروها (ابن أبي الدنيا في) كتاب (التقوى عن سهل بن سعد) الساعدي وإسناده ضعيف • (من اتقى الله وقاه كل شيء) يخافه إلا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومن كان في شأن الآخرة اشتغاله حسن في الدنيا والآخرة حاله (ابن النجار) في تاريخه (عن ابن عباس) • (من اثكل) بالمثلثة أي فقد قال في الدر الشكل فقد الولد (ثلاثة من صلبه) بضم أوله المهمل (في سبيل الله فاحتسبهم على الله وجبت له الجنة) تفضلا منه بانجاز وعده ولا يجب على الله شيء (طب) عن عقبة بن عامر) ورجاله ثقات • (من أثنيتم عليه خيرا) أي بخير (وجبت له الجنة) المراد بالوجوب هنا الثبوت لا الوجوب الاصطلاحي (ومن اثنيتم عليه شرا) أي بشر (وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض) قال بعضهم إذا كان ثناؤهم بالخير مطابقا لأفعاله والصحيح المختار أنه على عمومه وإطلاقه سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا لأنه وإن لم تكن أفعاله مقتضية فلا تحتم عليه العقوبة بل هو في خطر المشيئة فإذا الهم الله الناس الثناء عليه اشتهر للناس بذلك على أن الله سبحانه وتعالى قد شاء المغفرة له وبهذا تظهر فائدة الثناء وقوله صلى الله عليه وسلم وجبت وأنتم شهداء الله ولو كان لا ينفعه ذلك إلا أن تكون أعماله تقتضيه لم يكن للثناء فائدة وقد أثبت النبي

صلى الله عليه وسلم فائدته فإن قيل كيف مكنوا بالثناء بالشر مع الحديث الصحيح في البخاري وغيره في النهي عن سب الأموات قلنا هو في غير المنافق وسائر الكفار وفي غير المتظاهرين بفسق أو بدعة أما هؤلاء فلا يحرم ذكرهم بالشر للتحذير من طريقتهم ومن الاقتداء بهم وبآثارهم والتخلق بأخلاقهم وهذا محمول على أن الذي أثنوا عليه شرًا كان مشهورًا نفاق أو نحوه مما ذكرنا هذا هو الصواب في الجواب عنه وفي الجمع بينه وبين النهي عن السب قال أهل اللغة الثناء بتقديم الثا وبالمد يستعمل في الخير ولا يستعمل في الشر وأما النثا بتقديم النون وبالقصر فيستعمل في الشر خاصة وإنما استعمل الثناء الممدود هنا في الشر مجار التجانس الكلام كقوله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها ومكروا ومكر الله (حم ق ن) عن أنس • (من اجتنب أربعا) أي من الخصال (دخل الجنة) أي بغير عذاب أو مع السابقين (الدماء) بأن لا يريق دم امرء ظلما (والأموال) بأن لا يتناول منها شيئا بغير حق (والفروج) المحرمة (والأشربة) بأن لا يدخل جوفه شرابا شأنه الأسكار وأن لم يسكر (البزار عن أنس) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من أجرى الله تعالى على يديه فرجا لمسلم) معصوم (فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة) جزاء وفاقا (خط) عن الحسن بن علي وضعفه الدارقطني • (من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة) يحتمل أن المراد بسلطان الله الإمام الأعظم أو ما يقتضيه نواميس الوهيته أو الكتاب والسنة (طب) عن أبي بكرة • (من أحاط حائطا على أرض) قال العلقمي أي فعل إليها جدارا من جميع الجوانب (فهي له) فيه حجة لا حمدان من حوط جدارا على موات فإنه يملكه وقال الشافعية أن الأحياء يختلف باختلاف المقاصد وحملوا هذا الحديث على من لم يقصد دارا وإنما قصد حوشا أو نحوه ولهذا قال البغوي الأحياء يختلف باختلاف قصد المحيي من الأرض ويعتبر في جميع مقاصده عرف الناس (حم د) والضياء عن سمرة • (من أحب الله) أي لأجله ولوجهه لا لميل قلبه ولا لهواه (وأبغض لله) لا إيذاء من أبغضه له بل لكفره وعصيانه (وأعطى لله) أي لثوابه ورضاه لا لنحو رياء قال العلقمي قال ابن رسلان أجمعت الأمة على أن الحب لله ولرسوله فرض كما يجب على الإنسان إذا رأى من هو ملازم على طاعة الله أن يحبه لله فكذا إذا رآه مخالفًا لله في أوامره ونواهيه يجب عليه بغضه لله (ومنع لله) أي لأمر الله كان لم يصرف الزكاة لكافر لخسته ولا لهاشمي لشرفه بل لمنع الله لهما منها (فقد استكمل الإيمان) أي أكمله (د) والضياء المقدسي (عن أبي أمامة) بإسناد ضعيف • (من أحب لقاء الله) أي المصير إلى الدار الآخرة بمعنى أن المؤمن عند الغرغرة يبشر برضوان الله فيكون موته أحب إليه من حياته (أحب الله لقاءه) أي أفاض عليه فضله (ومن كره لقاء الله) حين يرى ماله من العذاب حالتئذ (كره الله لقاءه) أبعده عن رحمته وأدناه من نقمته قال العلقمي وتمامه كما في البخاري قالت عائشة وبعض أزواجه أنا لنكره الموت

قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وأن الكافر إذا حضره الموت وبشر بعذاب الله وعقابه فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه أهـ قال النووي هذا الحديث يفسر آخره أوله وبين أن المراد بباقي الأحاديث المطلقة من أحب لقاء الله ومن كره لقاء الله ومعنى الحديث أن الكراهة المعتبرة هي التي تكون عند النزع في حالة لا تقبل توبة ولا غيرها فحينئذ يبشر كل إنسان بما هو صائر إليه وما أعدله ويكشف له عن ذلك فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله لينقلوا إلى ما عدلهم ويحب الله لقاءهم فيجزل لهم العطاء والكرامة وأهل الشقاوة يكرهون لقاءه لما علموا من سوء ما ينقلبون إليه ويكره الله لقاءهم أي يبعدهم عن رحمته وكرامته ولا يريد ذلك بهم وهذا معنى كراهته سبحانه وتعالى لقاءهم وليس معنى الحديث أن سبب كراهة الله تعالى لقاءهم كراهتهم ذلك ولا أن حبه لقاء الآخرين حبهم ذلك بل هو صفة لهم أهـ وقال في النهاية وفيه من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه والموت دون لقاء الله تعالى قال في الفتح كذا أخرجه مسلم والنسائي أي بهذه الزيادة وهذه الزيادة من كلام عائشة فيما يظهر لي ذكرتها استنباطا مما تقدم أهـ ثم قال في النهاية المراد بلقاء الله المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض بلقاء الله الموت لأن كان يكرهه فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله ومن آثرها وركن إليها كره لقاء الله لأنه إنما يصل إليه بالموت وقوله والموت دون لقاء الله يبين أن الموت غير اللقاء ومعناه وهو معترض دون الغرض المطلوب فيجب أن يصبر عليه ويحتمل مشاقه على الاستسلام والإذعان لما كتب الله له وقضى حتى يصل إلى الفوز بالثواب العظيم أهـ قال في الفتح بعد كلام النهاية قال الطيبي يريدان قول عائشة أنا لنكره الموت يوهم أن المراد بلقاء الله في الحديث الموت وليس كذلك لأن لقاء الله غير الموت بدليل قوله في الرواية الأخرى والموت دون لقاء الله لكن لما كان الموت وسيلة إلى لقاء الله عبر عنه بلقاء الله وقد سبق ابن الأثير إلى تأويل لقاء الله بغير الموت الإمام أبو عبيدة القاسم بن سلام فقال ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته لأن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها وكراهته أن يصير إلى الله والدار الآخرة قال ومما يبين ذلك أن الله تعالى عاب قوما نحب الحياة فقال أن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وقال الخطابي معنى محبة العبد للقاء الله إيثار الآخرة على الدنيا فلا يحب استمرار الإقامة فيها بل يستعد للارتحال عنها والكراهة بضد ذلك (حم ق ن ن) عن عائشة وعن عبادة بن الصامت • (من أحب الأنصار) لما لهم من المآثر الحميدة في نصرة الدين (أحبه الله) أي أنعم عليه (ومن أبغض الأنصار أبغضه الله) أي عذبه فإن

من أبغضهم لأجل كونهم أنصار كفر (حم تج) عن معاوية بن أبي سفيان (هـ حب) عن البراء بن عازب وإسناده صحيح • (من أحب أن يكثر الله) بضم فسكون (خير بيته فليتوضأ إذا حضر غذاؤه) بمعجمتين وكسر أولاهما (وإذا رفع) قال المناوي قال المنذري المراد به غسل اليدين وإنما كان خير البيت يكثر لذلك لأن فيه مقابلة النعمة بالأدب وذلك من شكرها والشكر يوجب المزيد قال العلقمي اشتهر في الأحياء وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم كذا رواه القضاعي في مسند الشهاب وهو في المعجم الأوسط للطبراني عن ابن عباس الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر وفي سنن أبي داود الترمذي في حديث سلمان بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده وكلها ضعيفة قال القرطبي وقد ذهب قوم إلى استحباب غسل اليدين قبل الطعام وبعده لما تقدم من الروايات ولا يصح شيء منها وكرهه قبله كثير من أهل العلم منهم سفيان ومالك والليث وقال مالك هو من فعل الأعاجم واستحبوه بعده أهـ وحديث بركة الطعام إلى آخره قال أبو داود ضعيف وخرجه شيخنا في الجامع الكبير ومقتضى ما أصله في أوله أنه صحيح لأنه جعل من جملة المخرجين الحاكم ولم يتعقبه وأما تضعيف أبي داود فلعل طريقه غير طريق الحاكم (هـ) عن أنس وضعفه المنذري • (من أحب دنياه أضر بآخرته) لأن حبها يشغله عن تفريغ قلبه لحب ربه ولسانه لذكره (ومن أحب آخرته أضر بدنياه) فهما ككفتى ميزان فإذا رجحت إحدى الكفتين خفت الأخرى (فآثروا ما يبقي على ما يفنى (حم ك) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث صحيح • (من أحب أن يسبق الدائب) بدال مهملة أي المجد قال في النهاية الدأب العادة والشأن وقد يحرك واصله من دئب في العمل إذا جد وتعب إلا أن العرب حولت معناه إلى العادة والشأن (المجتهد) يقال جهد الرجل في الشيء أي جد فيه وبالغ (فليكف عن الذنوب) لينشط للعبادة (حل) عن عائشة وإسناده ضعيف • (من أحب أن يتمثل له الرجال) قال عياض ينتصبون له (قياما فليتبوأ مقعده من النار) أمر بمعنى الخبر كأنه قال من أحب ذلك وجب له أن ينزل منزلة من النار وحق له ذلك قال العلقمي قال شيخنا قال الطبري هذا الخبر إنما فيه نهى من يقام له عن السرور بذلك لا من يقوم له إكراما وقال ابن قتيبة معناه من أراد أن يقوم الرجال على رأسه كما يقال بين يدي ملوك الأعاجم وليس المراد به نهي الرجل عن القيام لأخيه إذا سلم عليه ورجح النووي مقالة الطبري فقال الأصح الأولى بل الذي لا حاجة إلى ما سواه أن معناه زجر المكلف أن يحب قيام الناس له قال وليس فيه تعرض للقيام بنهي ولا غيره وهذا متفق عليه قال والمنهي عنه محبة القيام فلو لم يخطر بباله فقاموا له فلا لوم عليه وأن أحب ارتكب التحريم سواء قاموا له أم لم يقوموا وقدح ابن القيم في كلام ابن قتيبة بأن سياق الحديث يدل على خلاف

ذلك لأن معاوية إنما روى الحديث حين خرج فقاموا له تعظيما له ولأن ذلك لا يقال له القيام للرجل وإنما هو القيام على رأس الرجل أو عند الرجل وأوله عن أبي مخلد قال خرج معاوية على ابن الزبير فقال معاوية لابن عامر اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب فذكره (حم هـ ت) عن معاوية وإسناده صحيح • (من أحب فطرتي فليستن بسنتي وأن من سنتي النكاح) فيه ندب النكاح وله شروط مذكورة في كتب الفقه منها أن تتوق نفسه إليه وأن يجدا هبة (هق) عن أبي هريرة • (من أحب قوما حشر في زمرتهم) ظاهره وأن لم يعمل بعملهم ويحتمل أن محبته لهم تجره إلى العمل بأعمالهم والأول هو ظاهر كلام المناوي وعبارته فمن أحب أولياء الرحمن فهو معهم في الجنان ومن أحب حزب الشيطان فهو معهم في النيران وفيه بشارة عظيمة لمن أحب الصوفية أو تشبه بهم وأنه يكون مع تفريطه بما هو عليه معهم في الجنة (طب) والضياء عن أبي قرصافه بكسر القاف فسكون الراء فصاد مهملة ففاء • (من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني) ومن علامة حبهم حب ذريتهم (حم ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني) فيه أن له مزية على غيره (ك) عن سلمان الفارسي وإسناده حسن • (من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله) قال المناوي ها معدود من معجزاته فإنه استشهد في وقعة الجمل كما هو معروف (ت ك) عن جابر • (من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل أخوان أبيه) أي أصدقاءه (من بعده) قال المناوي أي من بعد موته أو من بعد سفره ولا مفهوم له بل هو قيد اتفاقي (4 حب) عن ابن عمر • (من أحب أن تسره صحيفته) أي صحيفة أعماله إذا رأها يوم القيامة (فليكثر فيها من الاستغفار) فإنها تأتي يوم القيامة تتلألأ نورا كما في حديث (هب) والضياء عن الزبير بن العوام وإسناده صحيح • (من أحب أن يجد طعم الإيمان) أي حلاوته (فليحب المرء لا يحبه إلا لله) فإن من أحب شيئًا سوى الله ولم تكن محبته له لله ولا لكونه معينا له على الطاعة أظلم قلبه فلا يجد حلاوة الإيمان (هب) عن أبي هريرة • (من أحب أن يبسط له في رزقه) أي يوسع عليه ويكثر له فيه بالبركة والنمو والزيادة (وأن ينسأ) بضم أوله وسكون النون بعدها مهملة ثم همزة أي يؤخر له (في أثره) محركا بقية عمره سمى أثرًا لأنه يتبع العمر (فليصل) فليحسن بنحو مال وخدمة وزيارة (رحمه) أي قرابته وصلته تختلف باختلاف حال الواصل والموصول (ق د ن) عن أنس بن مالك) حم خ) عن أبي هريرة • (من احتجب) من الولاة (عن الناس) بأن منع أصحاب الحوائج من الدخول عليه (لم يحتجب عن النار يوم القيامة) لأن الجزاء من جنس العمل (ابن منده في معجم أصحابه عن رباح بالفتح والتخفيف • (من احتجم) يوم الثلاثاء (لسبع عشرة) تمضي من الشهر (وتسع

عشرة وإحدى وعشرين) الواو بمعنى أو (كان له شفاء من كل داء) قال المناوي أي من كل داء سببه غلبة الدم ومحل اختيار هذه الأوقات إذا كانت لحفظ الصحة فإن كانت لمرض فوقت الحاجة (دك) عن أبي هريرة • (من احتجم يوم الثلاثا لسبع عشرة من الشهر كان ذلك دواء لداء سنة) قال المناوي ولعلة أراد هنا يوما مخصوصا فلا ينافي حديث أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقى فيها الدم (طب هق) عن معقل بن ي سار وضعفه الذهبي • (من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فرأى في جسده وضحا) أي برصا (فلا يلومن إلا نفسه) فإنه هو الذي عرض جسده لذلك وتسبب فيه (ك هق) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (من احتجم يوم الخميس فمض فيه مات فيه) ومثل الجحامة الفصادة (ابن عساكر ابن عباس • (من احتكر على المسلمين طعامهم) أدخر ما يشتريه منه وقت الغلاء ليبيعه بأغلى (ضربه الله بالجذام والإفلاس) خصهما لأن المحتكر أراد إصلاح بدنه وكثرة ماله فأفسد بدنه بالجذام وماله بالإفلاس (حم هـ) عن ابن عمر • (من احتكر حكرة) أي جملة من القوت من الحكر بفتح فسكون الجمع والإمساك (يريدان يغلى) بضم فسكون (بها على المسلمين فهو خاطئ) قال المناوي وفي رواية ملعون أي مطرود عن درجة الإبرار لا عن رحمة الغفار (وقد برئت منه ذمة الله ورسوله) لكونه نقض ميثاق الله وعهده (حم ك) عن أبي هريرة قال البيهقي حديث منكر • (من احتكر طعاما على أمتي أربعين يوما) لا مفهوم له (وتصدق به لم يقبل منه) قال المناوي يعني لم يكن كفارة لاثم إلا الاحتكار والقصد المبالغة في الزجر فحسب (ابن عساكر عن معاذ) بن جبل باسنادواه • (من أحدث في أمرنا هذا) أي في دين الإسلام (ما ليس منه) أي ما لا يشهد له أصل من أصوله من الكتاب والسنة والإجماع والقياس (فهو رد) أي مردود على فاعله (ق د) عن عائشة • (من أحرم بحجج أو عمرة من المسجد الأقصى) زاد في رواية إلى المسجد الحرام (كان) أي صار (كيون ولدته أمه) أي خرج من ذنوبه كخروجه بغير ذنب من بطن أمه يوم ولادته وفيه شمول للكبائر (عب) عن أم سلمة • (من أحزن والديه) أي أدخل عليهما أو فعل بهما ما يحزنهما (فقد عقهما) وعقوقهما كبيرة (خط في) كتاب (الجامع عن علي) أمير المؤمنين • (من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين) وقرن بين اصبعيه السبابة والوسطى (الحكيم) في نوادره (عن أنس) بن مالك • (من أحسن الصلاة حيث يراه الناس ثم أساءها حيث يخلو) بنفسه (فتلك) الخصلة (استهانة استهان بها ربه) أي ذلك الفعل يشبه فعل المستهين به فإن قصد الاستهانة كفر (عب 4 هب) عن ابن مسعود • (من أحسن في الإسلام) بفعل المأمورات واجتناب المنهيات (لم يؤخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر) قال العلقمي قال الخطابي ظاهره خلاف ما اجتمعت عليه الأمة لأن الإسلام يجب

ما قبله قال تعالى قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف فالكافر إذا أسلم لم يؤاخذ بما مضى وأن أساء في الإسلام غاية الإساءة وركب شر المعاصي وهو مستمر على الإسلام فإنه إنما يؤاخذ بما جناه من العصية في الإسلام ويبكت بما كان منه في الكفر كان يقال له الست فعلت كذا وأنت كافر فهلا منعك إسلامك من معاودة مثله وقال المناوي ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول الذي عمله فالمراد بالإساءة الكفر وهو غاية الإساءة فإذا ارتد ومات مرتدا كان كمن لم يسلم ويعاقب على ما قدمه (حم ق هـ) عن ابن مسعود • (من أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته) قال المناوي تمامه عند مخرجه ومن عمل لآخرته كفاه الله عز وجل دنياه (ك) في تاريخه تاريخ نيسابور (عن ابن عمرو) ابن العاص • (من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية فإنه) أي التكلم بها (يورث النفاق) العملي أو المراد الإنذار والتخويف (ك) عن ابن عمر بن الخطاب • (من أحسن الرمي) بالسهام (ثم تركه فقد ترك نعمة من النعم) الجليلة التي تعين على قتال العدو (القراب) بفتح القاف وشدة الراء آخره موحدة (في) كتاب (الرمي عن يحيي بن سعد مرسلا) هو ابن سعيد بن العاص • (من أحيي الليالي الأربع وجبت له الجنة ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر) أي ليلة عيد الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) أي قلوب الجهال وأهل الفسق والضلال فإن قلب المؤمن الكامل لا يموت قال الدميري اختلفوا في معنى لم يمت قلبه فقيل لا يشغف بحب الدنيا وقيل يأمن سوء الخاتمة (طب) عن عبادة بن الصامت • (من أحيي أرضا ميتة) قال العلقمي بالتشديد وقال العراقي ولا يقال بالتخفيف لأنه إذا خفف تحذف منه تاء التأنيث والميتة والموات بفتح الميم والواو هي الأرض التي لم تعمر أو عمرت جاهلية ولا هي حريم لمعمور أهـ وأحياؤها عمارتها (فهي له) أي يملكها بالأحياء وأن لم يأذن الإمام عند الشافعي وشرطه أبو حنيفة (وليس لعرق ظالم حق) قال العلقمي يروي بتنوين عرق وظالم نعت راجع لصاحب العرق أي لذي عرق ظالم وقد يرجع إلى العرق أي عرق ذي ظلم ويروي بغير تنوين على الإضافة فيكون الظالم صاحب العرق أحد عروق الشجرة والمراد به ما غرس بغير حق أهـ ملخصا من كلام ابن رسلان وقال في النهاية هو أن يجيء الرجل إلى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس فيها غرسا غصبا يستوجب به الأرض والرواية لعرق بالتنوين وهو على حذف المضاف أي لذي عرق ظالم فجعل العرق نفسه ظالما والحق لصاحبه أو يكون الظالم من صفة صاحب الحق وإن روى عرق بالإضافة فيكون الظالم صاحب العرق والحق للعرق وهو أحد عروق الشجرة واقتصر شيخنا في حاشيته على أبي داود ومختصر النهاية

على الرواية الأولى ومقتضاه وظاهر كلام النهاية أنه لم يرو بالثانية ففي جزم ابن رسلان بهما نظر إلا أن يقال من حفظ حجة على من لم يحفظ (حم د ت) والضياء عن سعيد بن زيد قال ت حديث غريب • (من أحيي أرضا ميتة فله فيها أجر وما أكلته العافية) أي كل طالب رزق من آدمي أو غيره (منها فهو صدقة (حم ن حب) والضياء عن جابر بإسناد صحيح • (من أحيي سنتي) بصيغة الجمع عند جمع لكن الأشهر إفراده (فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة) وأحياؤها إظهارها بعمله بها والحث عليها (السنجري) في الإبانة (عن أنس) وهو حديث منكر • (من أخاف أهل المدينة) النبوية (إخافة الله) زاد في رواية يوم القيامة وفي أخرى وعليه لعنة الله وغضبه (حب) عن جابر ابن عبد الله • (من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي) بالتثنية أي قلبي وروحي ونفسي وهو مما تمسك به من فضلها على مكة (حم) عن جابر • (من أخاف مؤمنا) بغير حق (كان حقا على الله أن لا يؤمنه من إفزاع) قال الشيخ بفتح الهمزة (يوم القيامة جزاء وفاقا (طس) عن ابن عمر وضعفه المنذري • (من أخذ السبع) أي السور السبع من القرآن (فهو خير) أي من حفظها واتخذ قراءتها وردًا فذلك خير كثير يعني به كثرة الثواب عند الله (ك هب) عن عائشة • (من أخذ أموال الناس) بوجه من وجوه التعامل أو للحفظ أو بقرض أو غير ذلك حال كونه (يريد أداءها أدى الله عنه) أي أعانه على أدائها (ومن أخذها يريد إتلافها) أي عدم ردها (أتلفه الله) أي أتلف أمواله في الدنيا بكثرة المصائب ومحق البركة أو المراد إتلاف نفسه في الدنيا أو تعذيبه في الآخرة (حم خ هـ) عن أبي هريرة • (من أخذ من الأرض شيئا بغير حق خسف به) أي هوى به إلى أسفلها (يوم القيامة) بأن يجعل كالطوق في عنقه حقيقة ويعظم عنقه ليسع ذلك أو يطوق أثم ذلك ويلزمه لزوم الطوق (إلى سبع أرضين) بفتح الراء وتسكن فيه أن العقار يغصب وبهه قال الشافعي مخالفا للحنفية وتحريم الظلم والغصب وأنه من الكبائر (خ) عن ابن عمر • (من أخذ من الأرض شيئا ظلما جاء يوم القيامة يحمل ترابها) أي الحصة المغصوبة (إلى المحشر) بأن يجعل ما غصبه كالطوق في عنقه كما في الحديث قبله (حم طب) عن يعلي بن مرة وإسناده حسن • (من أخذ من طريق المسلمين شيئا جاء به يوم القيامة يحمله من سبع أرضين) فيه أن الأرض سبع طباق كالسموات وأنها مترا كمة لم يفتق بعضها من بعض لأنها لو فتقت لاكتفى في حق هذا الغاصب بتطويق التي غصبها لا نفصالها عما تحتها أشار إلى ذلك الداودي أهـ وأفاد فيما قبله أن الحمل ينتهي إلى المحشر (طب) والضياء عن الحكيم بن الحارث السلمي وإسناده حسن • (من أخذ على تعليم القرآن قوسا قلده الله مكانها قوسا من نار جهنم) قاله لمعلم أهدى له قوس فقال هذه غير مال فارمى بها في سبيل الله وأخذ به أبو حنيفة فحرم أخذ الأجرة عليه وأوله الجمهور على أنه كان متبرعا بالتعليم ناويا الاحتساب فيه

فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضيع أجره بما يأخذه هدية فحذره منه وذلك لا يمنع أن يقصد به الأجرة ابتداء قال العلقمي وهذا الجواب ليس بناهض والأولى أن يدعى أن الحديث منسوخ بحديث الرقية وحديث أن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله (حل هق) عن أبي الدرداء ثم قال البيهقي ضعيف • (من أخذ على) تعليم (القرآن أجرًا فذاك حظه من القرآن) أي فلا ثواب له وتقدم ما فيه (حل) عن أبي هريرة وفيه كذاب • (من أخذ بسنتي فهو مني) أي من إتباعي وأهل ملتي (ومن رغب عن سنتي) أي تركها ومال عنها زهدًا فيها (فليس مني) أي ليس على منهاجي وطريقتي أو ليس بمتصل بي (ابن عساكر عن ابن عمر) بإسنادواه • (من إخراج ذي المسجد) نجسا أو طاهرًا (بنى الله له بيتا في الجنة) وفي رواية أن ذلك مهور الحور العين (هـ) عن أبي سعيد بإسناد ضعيف • (من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم) كشوك وحجر وقذر (كتب الله له به حسنة ومن كتب له عنده حسنة أدخله بها الجنة) تفضلا منه وكرما (طس) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن • (من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبا ثم ندم) على فعله (فهو) أي الندم (كفارته) لأن الندم توبة أي هو معظم أركانها قال البيضاوي في قوله تعالى ومن يكسب خطيئة أي صغيرة أو مالا عمد فيه أو أثما كبيرة وما كان من عمد (طب هب) عن ابن مسعود وإسناده حسن • (من أخلص الله أربعين يوما) بأن ظهرت حواسه الظاهرة والباطنة من الأخلاق الذميمة (ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) لأن المحافظة على الطهارة المعنوية ولزوم المجاهدة يوصل إلى حضرة المشاهدة (حل) عن أبي أيوب الأنصاري بإسناد ضعيف • (من أدان دينا) حال كونه (ينوي قضاءه أداه الله عنه يوم القيامة) بأن يرضي خصماءه وفيه أن الأمور بمقاصدها وهي إحدى القواعد الأربع التي ردت جميع الأحكام إليها (طب) عن ميمونة وفي نسخة شرح عليها المناوي عن ميمون فإنه قال الكردي وإسناده صحيح • (من أدى إلى متى حديثا التقام به سنة أو تثلم به بدعة) قال الشيخ من الثلم بمعنى الإبطال (فهو في الجنة) قال المناوي أي يحكم له بدخولها ولفظ رواية مخرجه فله الجنة (حل) عن ابن عباس وفي إسناده كذاب • (من أدى زكاة ماله فقد أدى الحق الذي عليه ومن زاد) على الواجب (فهو أفضل (هق) عن الحسن مرسلا وهو البصري وإسناده حسن • (من أدرك ركعة من الصلاة المكتوبة فقد أدرك الصلاة) أي من أدرك ركعة في الوقت وباقيها خارجه فقد أدرك الصلاة أي أدا أخلافا لأبي حنيفة (ق 4) عن أبي هريرة • (من أدرك من الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى) قال العلقمي هو بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام قال الشافعي والأصحاب إذا أدرك المسبوق ركوع الإمام في ثانية الجمعة بحيث اطمأن قبل رفع الإمام عن أقل الركوع كان مدركا للجمعة فإذا سلم الإمام أتى بثانية وتمت جمعته وأن أدركه بعد ركوعها لم يدرك الجمعة بلا خلاف عندنا فليصل بعد

سلامه أربع ركعات وفي كيعية نية هذا واجهان احدهما ينوي الظهر لأنها التي تحصل له وأصحها عند الجمهور أنه ينوي الجمعة موافقة للإمام هذا تحرير مذهبنا وإليه ذهب أكثر العلماء وقال عطاء وطاوس ومجاهد ومكحول من لم يدرك الخطبة صلى أربعا وقال الحكيم وحماد وأبو حنيفة من أدرك التشهد مع الإمام أدرك الجمعة فيصلي بعد سلام الإمام ركعتين وتمت جمعته (ك هـ) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (من أدرك عرفة) أي الوقوف بها (قبل طلوع الفجر) ليلة النحر (فقد أدرك الحج) أي معظمه لأن الوقوف أعظم أعماله وأشرفها فأدراكه بإدراكه وقت الوقوف م زوال شمي عرفة إلى فجر النحر (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من أدرك رمضان وعليه من رمضان) أي من صومه (شيء لم يقضه) قبل مجيء مثله (فإنه لا يقبل منه) ظاهره أنه لا ثواب له ويحتمل أن المراد نفي الكمال والحث على قضائه قبل مجيئه ويحتمل لا يقبل الفائت حتى يصوم الحاضر (حتى يصومه (حم) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من أدرك الأذان) كائنا في المسجد (ثم خرج لم يخرج لحاجته وهو لا يريد الرجعة) إلى المسجد ليصلى فيه مع الجماعة (فهو منافق) أي يكون ذلك دلالة على نفاقه أو فعله يشبه عمل المنافقين (هـ) عن عثمان قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من أدعى) أي انتسب (إلى غير أبيه وهو يعلم) أي يظن أنه غير أبيه (فالجنة عليه حرام) أي ممنوعة أن استحل أو أولا عند دخول الفائزين وأهل السلامة (حم ق د هـ) عن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة • (من أدعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله) قال المناوي أي طرده عن درجة الأبرار لا عن رحمة الغفار (المتتابعة إلى يوم القيامة) قال العلقمي قال النووي هذا صريح في غلظ تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه أو انتماء العتيق إلى ولاء غير مواليه لما فيه من كفر النعمة وتضييع حقوق الأرث والولاء والعقل وغير ذلك مع ما فيه من قطيعة الرحم والعقوق (د) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (من أدعى ما ليس له) من الحقوق (فليس منا) أي ليس من العاملين بطريقتنا (وليتبوأ مقعده من النار) قال المناوي لا يحمل مثل هذا الوعيد في حق المؤمن على التأييد (هـ) عن أبي ذر • (من أدهن ولم يسم) الله عند أدهانه (أدهن معه ستون شيطانا) قال المناوي الظاهر أن المراد التكثير والقصد الزجر والتنفير عن ترك التسمية (ابن السني في عمل يوم وليلة عن دويد بن نافع القرشي مرسلا) تابعي مصري مستقيم الحديث • (من أذل نفسه في طاعة الله) بأن تواضع لله وفعل المأمورات واجتنب المنهيات (فهو أعز ممن تعزز بمعصية الله) فإن مصيره إلى الهوان (حل) عن عائشة • (من أذل) بالبناء للمجهول (عنده) قال المناوي أي بحضرته أو بعلمه (مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله الله على رؤس الأشهاد يوم القيامة) دعاء أو خبر فعدم نصره حرام بل ظاهر الحديث أنه من الكبائر قال المناوي

دنيويا أو دينيا (حم) عن سهل بن حنيف بالتصغير بإسناد حسن • (من أذن للصلاة سبع سنين محتسبا) من غير أجرة (كتب الله له براءة من النار (ت هـ) عن ابن عباس • (من أذن ثنتى عشرة سنة) أي محتسبا (وجبت له الجنة) قال العلقمي قال شيخنا قال القاضي جلال الدين البلقيني سئلت عن الحكمة في ذلك فظهر لي في الجواب أن العمر الأقصى مائة وعشرون سنة فأكثر ما يعمر الإنسان من أمة النبي صلى الله عليه وسلم مائة وعشرون سنة والاثنتا عشرة هذا العمر ومن سنة الله أن العشر يقوم مقام الكل كما قال تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وكما قال الطبري في إيجاب العشر في المعشرات أن دافعه بمنزلة من تصدق بالدعاء إلى الله تعالى كل عمره لو عاش هذا القدر الذي هذا عشره فكيف إذا كان دونه وأما حديث من أذن سبع سنين فأنها عشر العمر الغالب (وكتب بتأذينه في كل يوم ستون حسنة وبإقامته ثلاثون حسنة) فيرفع بها درجاته في الجنان (هـ ك) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح • (من أذن خمس) أي الخمس (صلوات إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن أم بأصحابه خمس صلوات غفر له ما تقدم من ذنبه) من الصغائر وكم له من نظائر والخمس صادقة بأن تكون من يوم وليلة أو من أيام (هق) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (من أذن سنة لا يطلب عليه) أي على آذانه (أجرا) من أحد (دعي يوم القيامة ووقف على باب الجنة فقيل له اشفع لمن شئت) فإنك تشفع ودعى ووقف بالبناء للمجهول والفاعل الملائكة بأذن الله تعالى قال العلقمي قال ابن سيد الناس ولا تعارض بين هذه المدد المختلفة في الإقامة بوظيفة الأذان بالطول والقصر لاختلاف الثواب المترتب عليها (ابن عساكر عن أنس) وفي إسناده كذاب • (من أذنب ذنبا) مما يتعلق بحقوق الحق لا الخلق (فعلم أن له ربا أن شاء أن يغفر له غفر له وإن شاء أن يعذبه عذبه كان حقا على الله أن يغفر له) جعل اعترافه بالربوبية المستلزمة لاعترافه بالعبودية وإقراره بذنبه سببا للمغفرة وهذا على سبيل التفضل لا الوجوب الحقيقي (ك حل) عن أنس (من أذنب فعلم أن الله قد أطلع عليه غفر له وأن لم يستغفر) ليس المراد منه الترخيص في فعل الذنب بل بيان سعة عفو الله لتعظيم الرغبة فيما عنده من الخير (طص) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف • (من أذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي (حل) عن ابن عباس • (من أرى الناس فوق ما عنده من الخشية لله فهو منافق) نفاقا عمليا (النجار) في تاريخه (عن أبي ذر) الغفاري • (من أراد الحج) وكان مستطيعا (فليتعجل) قبل عروض مانع والأمر للندب (حم د ك هق) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يرمض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة) هذا من قبيل المجاز باعتبار الأول إذا المريض لا يمرض بل الصحيح والقصد الحث على الاهتمام بتعجيل الحج قبل الموانع (حم هـ) عن الفضل بن عباس • (من أراد أن يعلم ماله عند الله فلينظر ما لله عنده) زاد في رواية الحاكم فإن الله

ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه ورواه الحاكم بلفظ من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه فمنزلة الله عند العبد إنما هي في قلبه على قدر معرفته إياه وعلمه به وبصفته وإجلاله وتعظيمه والحياء والخوف منه والوجل عند ذكره وإقامة الحرمة لأمره ونهيه وقبول منته ورؤية تدبيره والوقوف عند أحكامه بطيب نفس وتسليم له بدنا وروحا وقلبا ومراقبة تدبيره في مصنوعاته ولزوم ذكره والنهوض بإيصال نعمه وإحسانه وحسن الظن في كل ما فاته والناس في ذلك على درجات فمنازلهم عنده على قدر حظوظهم من هذه الأمور (قط) في الإفراد عن أنس بن مالك (حل) عن أبي هريرة وعن سمرة وهو حديث ضعيف • (من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا) من الأدناس المعنوية (فليتزوج الحرائر) ومعنى الطهارة هنا السلامة من الأثام المتعلقة بالفروج (هـ) عن أنس بن مالك • (من أراد أن يصوم فليتسحر بشيء) ندبا ولو بجرعة من ماء فإن البركة في إتباع السنة لا في عين المأكول (حم) والضياء عن جابر وإسناده حسن • (من أراد أهل المدينة النبوية بسوء أذابه الله) أهلكه (كما يذوب) أي ذوب كذوب (الملح في الماء) قال العلقمي وفي رواية ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص وذوب الملح في الماء قال النووي قال القاضي الزيادة وهي قوله في النار تدفع أشكال هذه الأحاديث التي لم تذكر فيها هذه الزيادة وهي قوله في النار وتبين أن هذا حكمه في الآخرة قال وقد يكون المراد من أرادها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كفى المسلمون أمره واضمحل كيده ما يضمحل الرصاص في النار ويكون ذلك لمن أرادها في الدنيا فلا يمهله الله ولا يمكن له سلطانا بل يذهبه الله عن قرب كما انقضى شان من حاربها أيام بنى أمية مثل مسلم بن عقبة فإنه هلك في منصرفه عنها ثم هلك يزيد بن معاوية مرسله على أثره وغيره ممن صنع صنيعهما (حم م هـ) عن أبي هريرة (هـ م) عن سعيد بن أبي وقاص • (من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر) بإمهال أو أداء أو إبراء أو تأخير مطالبة (حم) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (من أراد أمر فشاور فيه أمرأ مسلما) اجتمع فيه صلاح دين وكمال عقل وتجربة (وفقه الله لارشد أموره) فيه ندب استشارة من ذكر (طس) عن ابن عباس • (من ارتد عن دينه فاقتلوه) أي من رجع عن دين الإسلام لغيره بقول أو فعل مكفر يستتاب وجوبا ثم يقتل ولو امرأة خلافا لأبي حنيفة (طب) عن عصمة بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خرج من دين الله) أن استحل وإلا فهو زجر وتهويل (ك) عن جابر ابن عبد الله • (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) ومن وكله إليهم وقع في المهلكات (ومن أسخط الناس برضي الله كفاه الله مؤنة الناس) يحتمل أن المراد كفاه مكرهم وكيدهم واغناه عنهم (ت حل) عن عائشة وإسناده حسن

• (من أرضى والديه) بطاعتهما والقيام بحقهما (فقد أرضى الله ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) عام مخصوص بما إذا لم يكن في رضاهما مخالفة لحكم شرعي وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الله (ابن النجار عن أنس) بن مالك • (من أريد ماله) أي أخذ ماله (بغير حق فقاتل) في الدفع عنه (فقتل فهو شهيد) من شهداء الآخرة بمعنى أن له أجر شهيد (4) عن ابن عمر وإسناده صحيح • (من أزداد علما ولم يزدد في الدنيا زهدًا لم يزدد من الله إلا بعدا) لعلمه أنها مشغلة عن الآخرة فالعلماء أحق بالزهد في الدنيا من غيرهم قال المناوي ولهذا قال الحكماء العلم في غير طاعة الله مادة الذنوب (فر) عن علي وإسناده ضعيف • (من أسبغ الوضوء) أي أتمة بان أتى بموجباته ومستحباته وشروطه (في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان) كفل على الوضوء وكفل على الصبر على ألم البرد والكفل النصيب (طس) عن علي بإسناد ضعيف • (من أسبل إزاره في صلاته) أي ارخاه حتى جاوز الكعبين (خيلاء) بضم الخاء والمد (فليس من الله تعالى في حل ولا حرام) أي لا يؤمن بحلال الله تعالى وحرامه قال النووي معناه قد برئ من الله وفارق دينه والظاهر أن المراد التنفير عن الكبر (د) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من استجد قميصا) أي اتخذه جديد (فلبسه فقال حين بلغ ترقونه) بفتح التاء الفوقية وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو والمثناة الفوقية العظم الناتئ بين ثغرة النحر والمنكب (الحمد لله الذي كساني ما أوارى) أي استر به (عورتي واتجمل به في حياتي ثم عمد) بفتح الميم أي قصد (إلى الثوب الذي أخلق) أي صار خلقا باليا (فتصدق به كان في ذمة الله وفي جوار الله) أي حفظه وحمايته (وفي كنف الله حيا وميتا) الكنف بفتحتين الجانب والساتر (حم) عن عمر • (من استجمر فليستجمر ثلاثا) من الاستجمار التبخر بالعود والطيب أو من الاستجمار الذي هو مسح المخرج بالجمار وهي الحجارة الصغيرة وقد مر ذلك موضحا وفيه أنه يجب في الاستنجاء بالحجر ثلاث مسحات ولا ينافيه حديث أبي داود من استنجى فليوتر من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج لأن معناه أن الإيثار سنة فلا دليل فيه على عدم وجوب الاستنجاء الذي قال به أبو حنيفة (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (من استحل بدرهم) قال المناوي في النكاح كذا هو ثابت في المتن في الرواية فسقط من قلم المؤلف (فقد استحل) أي طلب حل النكاح فيجوز جعل الصداق ولو درهما بل قال الشافعي أقل ما يتمول أي تقضي به حاجة ففيه رد على من جعل أقله عشرة دراهم (هق) عن أبي لبيبة بموحدتين تحتيتين تصغير لبة وهو حديث ضعيف • (من استطاب بثرثة أحجار ليس فيهن رجيع كن له طهورا) بضم الطاء ومن استطاب بأقل من ثلاثة لم يكفه كما صرحت به رواية مسلم وفي معنى الحجر كل جامد طاهر قالع غير محترم (طب) عن خزيمة بن ثابت وإسناده حسن • (من استطاع) أي قدر (أن يموت بالمدينة) أي يقيم فيها حتى يدركه

الموت فيها (فليمت فيها) أي فليقم بها حتى يموت فهو حث على لزوم الإقامة بها (فأني أشفع لمن يموت بها) أي أخصه بشفاعتي غير العامة زيادة في الكرامة (حم ت هـ حب) عن ابن عمر قال ت حسن صحيح غريب • (من استطاع منكم أن يكون له خبئ) قال لشيخ بفتح المعجمة فسكون الموحدة فهمز الذخيرة والكنز وقال المناوي أنه شيء مخبوء أي مدخر (من عمل صالح فليفعل) أي فليفعل ذلك فحذف المفعول اختصارا (الضياء) والخطيب (عن الزبير) بن العوام • (من استطاع منكم أن ينفع أخاه) أي بالرقية (فلينفعه) قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن جابر قال نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقي فجاء آل عمر بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب وإنك نهيت عن الرقي فقال اعرضوها علي فعرضوها عليه فقال ما أرى بأسا من استطاع فذكره قال النووي أجاب العلماء عنه بأجوبه أحدها كان نهي أولا ثم نسخ ذلك وأذن فيها وفعلها واستقر الشرع على الأذن والثاني أن النهي عن الرقي المجهولة والثالث أن النهي كان لقوم يعتقدون منفعتها وتأثيرها بطبعها كما كانت الجاهلية تزعمه في أشياء كثيرة (حم م هـ) عن جابر • (من استطاع منكم أن بقي دينه وغرضه) بكسر العين محل المدح والذم من الإنسان (بماله فليفعل) ندبا مؤكدا (ك) عن أنس • (من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين قبلته أحد) قال العلقمي يدخل فيه الرجل والمرأة والدابة والمستيقظ والنائم وغير ذلك (فليفعل) ذلك قال المناي ندبا ويصلي إلى سترة انتهى ويحتمل أن المراد أنه يدفع المار بين يديه فيندب لذلك أن يصلي إلى سائر بشرطه (د) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن • (من استطاع منكم أن يستراخاه المؤمن بطرف) بالتحريك (ثوبه) الثوب يطلق على المخيط وعلى غير المخيط (فليفعل ذلك) فإنه قربة يثاب عليها (فر) عن جابر وإسناده حسن • (من استعاذ بالله فاعيذوه) قال العلقمي أي من يسألكم بالله أن تلجؤه إلى ملجأ يتخلص به من عدوه ونحوه فاعيذوه (ومن سألكم بوجه الله فأعطوه) قال العلقمي وروى الطبراني عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم عن الخضر قالوا بلى يا رسول الله قال بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل فابصره رجل فقال أسالك بالله لما تصدقت علي فأني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة عندك فقال آمنت بالله ما عندي شيء أعطيك إلا أن تأخذني فتبيعني قال المسكين وهل يستقيم قال نعم لقد سألتني بأمر عظيم أما أني لا أخيبك بوجه ربي بعني قال فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشتري زمانا يستعمله (حم د) عن ابن عباس وإسناده حسن • (من استعاذكم) وفي رواية من استعاذ أي طلب الإعاذة مستعيذًا (بالله) من ضرورة أو حاجة حلت به أو ظلم ناله أو تجاوز عن جناية (فاعيذوه) اعينوه واجيبوه فإن أغاثه الملهوف فرض (ومن سألكم بالله) شيئا من أمور الدنيا

والآخرة أو العلوم (فاعطوه) ما يستعين به على الطاعة إجلالا لمن سألكم به فلا يعطي إلى من هو على معصية وزاد لفظ بالله إشارة على أن استعاذته وسؤاله بحق فمن سأل بباطل فإنما سأل بالشيطان (ومن دعاكم فاجيبوه) وجوبا إن كان لوليمة عرس وندبا في غيرها ويحتمل من دعاكم لمعونة أو شفاعة (ومن صنع إليكم معروفا فكافؤه) بمثله أو خير منه (فإن لم تجدوا ما تكافؤه به) في رواية بإثبات النون وفي رواية المصابيح حذفها وسقطت من غير جازم ولا ناصب (فادعوا له) وكرر والدعاء (حتى تروا) أي تعلموا (أنكم قد كافأتموه) يعني من أحسن إليكم أي إحسان فكافؤه بمثله فإن لم تجدوا فبالغوا في الدعاء له جهدكم حتى تحصل المثلية (حم د ن حب ك) عن ابن عمر بن الخطاب • (من استعجل أخطأ) لأن العجلة تحمل على عدم التأمل والتدبر وقلة النظر في العواقب فيقع في الخطا (الحكيم) في نوادره (عن الحسن مرسلا) وهو البصري • (من استعف) قال المناوي بفاء واحدة مشددة وفي رواية بفاءين أي طلب العفة عن السؤال (اعفه الله) أي جعله عفيفا من الاعفاف وهو إعطاء العفة وهي الحفظ عن المناهي (ومن استغنى) أي أظهر الغنى عن الخلق (أغناه الله) أي ملأ قلبه غنى (ومن سأل الناس) أن يعطوه من أموالهم شيئا مدعيا للفقر (وله عدل خمس أواق) من الفضة (فقد سأل الحافا) أي ملحفا أي سؤال الحاف وهو أن يلازم المسئول حتى يعطيه (حم) عن رجل من مزينه من الصحابة وجهالته لا تضر لأنهم كلهم عدول وإسناده حسن • (من استعمل رجلا من عصابة) بكسر أوله أي جماعة أي نصب عليهم أميرا أو قيما أو عريفا أو إماما للصلاة (وفيهم من هو أرضى لله منه) أي من ذلك المنصوب (فقد خان) الناصب له (الله ورسوله والمؤمنين) فيلزم الحاكم رعاية المصلحة وتركها خيانة (ك) عن ابن عباس • (من استعملناه) أي جعلناه عاملا أو طلبنا منه العمل (على عمل فرزقناه) على ذلك (رزقا) بالكسر (فما أخذ بعد ذلك) زائدا عليه (فهو غلول) أي أخذ للشيء بغير حله حراما بل كبيرة (د ك) عن بريدة وإسناده صحيح • (من استعملناه منكم) أيها المؤمنون قال المناوي فخرج الكافر فلا يجوز استعماله على شيء من أموال بيت المال (على عمل فكتمنا) بفتح الميم أخفى عنا (مخيطا) بكسر الميم وسكون المعجمة (فما فوقه) أي شيئا يكون فوق المخيط وهو الإبرة (كان ذلك غلولا) أي خيانة (يأتي به) أي بما غل (يوم القيامة) تفضيحا له وتعذيبا وهذا مسوق لحث العمال على الأمانة وتحذيرهم عن الخيانة ولو في تافه قال العلقمي قال النووي في شرح مسلم أجمع المسلمون على تغليظ تحريم الغلول وأنه من الكبائر وأن عليه رد ما غله فإن تفرق الجيش وتعذر إيصال حق كل واحد إليه ففيه خلاف للعلماء قال الشافعي وطائفة يجب تسليمه للإمام والحاكم كسائر الأموال الضائعة وقال ابن مسعود وابن عباس ومعاوية والحسن والزهري والأوزاعي ومالك والثوري والليث وأحمد والجمهور

يدفع خمسه إلى الإمام ويتصدق بالباقي واختلفوا في صفة عقوبة الغال فقال جمهور العلماء وأئمة الأمصار يعزر على حسب ما يراه الإمام ولا تحرق ثيابه وهذا قول مالك والشافعي وأبي حنيفة ومن لا يحصى من الصحابة والتابعين ومن بعدهم (م د) عن عدى بن عميرة • (من استغفر الله دبر كل صلاة) أي عقبها (ثلاث مرات فقال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف) حيث لا يجوز الفرار (4) وابن السني عن البراء بن عازب • (من استغفر الله في كل يوم سبعين مرة لم يكتب من الكاذبين) لأنه يبعدان المؤمن يكذب في اليوم سبعين مرة (ومن استغفر في ليلة سبعين مرة لم يكتب من الغافلين) عن ذكر الله والغالب وقوع الكذب بالنهار والغفلة بالليل فلا يخفي المناسبة (ابن السني عن عائشة • (من استغفر الله للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل) أي بعدد كل (مؤمن ومؤمنة حسنة) ولهذا قال على العجب ممن يهلك ومعه النجاء وهو الاستغفار (طب) عن عبادة ابن الصامت • (من استغفر) الله (للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لهم) الدعاء (ويرزق بهم أهل الأرض) من الأدميين والدواب والحيتان (طب) عن أبي الدرداء وإسناده حسن • (من استغنى) بالله عمن سواه (أغناه الله) أي أعطاه ما يستغني به عن الناس وخلق في قلبه الغنى (ومن استعف) أي امتنع عن السؤال (أعفه الله) أي جازاه على استعفافه بصيانة وجهه ودفع فاقته (ومن استكفى) بالله (كفاه الله) ما أهمه ورزقه القناعة (ومن سأل الناس وله قيمة أوقية) وهي اثنا عشر درهما وقيل عشرة وخمسة أسباع درهم (فقد الحف) أي سال الناس الحافا أي تبرما بما قسم له قال العلقمي وأوله كما في النسفي عن أبي سعيد قال سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسمل فاتيته وقعدت فاستقبلني وقال من استغنى فذكره وفي آخره فقلت ناقتي الياقوتة خير من أوقية فرجعت ولم اسأله (حم ن) والضياء عن أبي سعيد الخدري وإسناده صحيح • (من استفاد مالا (من نحو متجر (فلا زكاة عليه) واجبة (حتى يحول عليه الحول) فهو شرط وجوب الزكاة (ت) عن ابن عمر • (من استفتح أول نهاره بخير وختمه بخير) وفي نسخة بالخير كصلاة وذكر وتسبيح وتحميد وتهليل وصدقة (قال الله لملائكته) أي الحافظين الموكلين به (لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب) يعني الصغائر ويقال مثل ذلك في الليل وإنما خص النهار لأن اللغوو اكتساب الحرام فيه أكثر (طب) والضياء عن عبد الله بن بشر • (من استلحق شيئا) أي نسب إنسانًا (ليس منه حته الله حت الورق) أي ورق الشجر عند تساقطه في الشتاء (الشاشي) أبو الهيثم قال العلقمي ابن كليب يروى الشمايل عن الترمذي (والضياء المقدسي عن سعيد • (من استمع إلى آية من كتاب الله) أي أصغى إلى قراءتها (كتبت له حسنة مضاعفة) إلى سبعين ضعفا (ومن تلا آية من كتاب الله كانت له

نورا) يسعي بين يديه (يوم القيامة) فيه إشارة إلى أن الجهر بالقراءة أفضل ومحله إذا لم يخف رياء (حم) عن أبي هريرة • (من استمع) أي أصغى (إلى حديث قوم وهم له كارهون) قال العلقمي الواو للخال وذو الحال فاعل استمع ويجوزان تكون الجملة صفة للقوم والواو لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف فإن الكراهة حاصلة لهم لا محالة انتهى وقال المناوي أي حال كونهم يكوهون لأجل استماعه أو يكرهون استماعه إذا علموا ذلك (صب) بضم المهملة وشدة الموحدة (في أذنيه الآنك) قال العلقمي هذا من الجزاء من جنس العمل والائك بالمد وضم النون بعدها كاف الرصاص المذاب وقيل هو خالص الرصاص الأبيض وقيل الأسود والآنك وزنه أفعل ولم يجيء مفرد على هذا البناء إلا هذا اللفظ وأشد وقيل وزن الانك فاعل لا أفعل قال المناوي والجملة أخبار ودعاء (ومن أرى عينه في المناوي ما لم ير) أي قال رأيت في منامي كذا وهو كاذب (كلف) يوم القيامة (أن يعقد شعيرة) زاد في رواية يعذب بها وليس بفاعل وذلك ليطول عذابه لأن عقد طرفى الشعيرة مستحيل قال العلقمي قال الطبراني إنما اشتد الوعيد على الكذب في المنام مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ قد يكون شهادة في قتل أو حدًا أو أخذ مال لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين وإنما كان الكذب في المنام كذبا على الله الحديث الرؤيا جزء من النبوة وما كان من أجزاء النبوة فهو كذب على الله تعالى (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين في الجنة) قال المناوي تمامه عند مخرجه قيل من الروحانيون قال قراء أهل الجنة (الحكيم) الترمذي (عن أبي موسى) الأشعري • (من استنجى) من خروج (الريح) من دبره (فليس منا) أي ليس من العاملين بطريقتنا الآخذين بسنتنا فاستنجاء من الريح مكروه وأن كان دبره رطبا (ابن عساكر عن جابر) وإسناده ضعيف • (من استمع إلى قينة) أي أمه تغني (صب في أذنيه الآنك يوم القيامة) تقدم ضبطه وفيه تحريم الغناء واستماعه إذا خيف منه فتنة (ابن عساكر عن أنس) بن مالك • (من استودع بالبناء للمجهول (وديعة) فتلفت (فلا ضمان عليه) حيث لم يفرط قال لدميري قال تعالى ما على المحسنين من سبيل والمودع محسن ومن الدليل لعدم الضمان ن المودع يحفظها للمالك فيده كيده ولأنه لو ضمن المودع لرغب الناس عن قبول الودائع (هـ هق) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث ضعيف • (من أسدى إلى قوم نعمة فلم يشكر وهاله فدعا عليهم استجيب له) قال المناوي لكفرانهم بالنعمة واستخفافهم بحقها بعدم شكرهم ومن لم يشكره لم يشكر الله (الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس) • (من أسف على دنيا فاتته) أي حزن على فوتها وتحسر على فقدها (اقترب من النار مسيرة ألف سنة) قال المناوي يعني شيئا كثيرًا فليس المراد التحديد (ومن

أسف على آخرة فاتته) أي على شيء من الأعمال الأخروية (اقترب من الجنة مسيرة ألف سنة) مقصود الحديث الحث على عدم الاحتفال بالدنيا والترغيب فيما يقرب إلى الجنة (الرازي في مشيخته عن ابن) عمر بن الخطاب • (من أسلف) بمعنى أسلم أي أراد السلم وهو نوع من البيع لأنه بيع موصوف في الذمة بلفظ السلم أو نحوه (في شيء فليسلف في كل معلوم) أن كان المسلم فيه مكيلا (ووزن معلوم) إن كان موزونا (إلى أجل معلوم) قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن ابن عباس أنه قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يسلفون في الثمار السنة والسنتين فقال من أسلف فذكره (حم ق 4) عن ابن عباس • (من أسلف في شيء فلا يصرفه إلى غيره) أي لا يستبدل عنه قال العلقمي قال الدميري قال الخطابي إذا أسلف دينارا في قفيز حنطة إلى شهر فحل الأجل فاعوزه البرفان أبا حنيفة يذهب إلى أنه لا يجوز له أن يبيعه عرضا بالدينار ولكن يرجع برأس المال عليه قولا بعموم الخبر وظاهره وعند الشافعي يجوز له أن يشترى منه عرضا بالدينار إذا تقايلا وقبضه قبل التفرق لئلا يكون دينا بدين وأما قبل الإقالة فلا يجوز وهو معنى النهي عن صرف السلف إلى غيره وعلم من منع الاستبدال أنه لا يجوز بيع المسلم فيه قبل قبضه ولا التولية فيه ولا الشركة ولا الصلح وهو كذلك وكذا لو جعله صداقا لبنت المسلم إليه لم يجزو كذا إن كان المسلم إليه امرأة فتزوجها عليه أخالعها لم يصح (د) عن أبي سعيد وإسناده حسن • (من أسلم على يديه رجل) أو امرأة (وجبت له الجنة) قال المناوي المراد أسلم بإشارته وترغيبه له في الإسلام (طب) عن عقبه بن عامر الجهني وإسناده ضعيف • (من أسلم على يدي رجل فله ولاؤه) قال المناوي أي هو أحق أن يرثه من غيره أو أراد بالولاء النصر والمعاونة وإلى كل ذاهبون (طب عد قط هق) عن أبي أمامة وإسناده ضعيف • (من أسلم على شيء فهو له) قال المناوي استدل به على أن من أسلم احرز أهله وماله (عد هق) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف (من أسلم من) أهل (فارس فهو قرشي) قال المناوي هذا من قبيل سلمان من أهل البيت (ابن النجار عن ابن عمر) بن الخطاب • (من أشاد) أي أشاع (على مسلم عورة يشينه بها بغير حق شانه الله بها في النار يوم القيامة) قال العلقمي قال في النهاية يقال أشاده وأشاد به إذا أشاعه ورفع ذكره من أشيد البنيان فهر مشاد وشيدته إذا طولته فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك أهـ وخص المسلم لأن حقه أأكدو إضراره أعظم وإلا فالذمي كذلك (هب) عن أبي ذر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من أشار إلى أخيه) في الدين (بحديدة) أي سلاح كسكين وسيف ورمح (فإن الملائكة تلعنه) تدعو عليه بالطرد والبعد عن الرحمة (وإن كان أخاه لأبيه وأمه) وإن كان هازلا لأن السلاح قد يسبق قال النووي فيه تأكيد حرمة المسلم والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه (م ت) عن أبي هريرة

• (من أشار بحديدة إلى أحد من المسلمين يريد قتله فقد وجب دمه) قال المناوي أي حل للمقصود بها أن يدفعه عن نفسه ولو أدى إلى قتله (ك) عن عائشة • (من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات) أي إلى فعلها لكونها تقرب إليها (ومن أشفق من النار) أي خاف منها (لهي) قال المناوي في شرح الكبير بكسر الهاء (عن الشهوات) أي عن فعلها في الدنيا لاشتعال نار الخوف في قلبه (ومن ترقب الموت) أي انتظره وتوقع حلوله به (هانت عليه اللذات) من نحو مأكل ومشرب (ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات) فلا يضجر منها لعله بأنها مكفرات للعوام ودرجات للخواص (هب) عن علي وإسناده ضعيف • (من اشترى سرقة) أي مسروقا (وهو يعلم أنها سرقة فقد شرك في عارها وأثمها) وفي رواية للطبراني من أكلها وهو يعلم أنها سرقة فقد أشرك في أثم سرقتها (ك هق) عن أبي هريرة • (من اشترى ثوبا بعشرة دراهم) مثلا (وفيه) أي في ثمنه (درهم حرام لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه) قال المناوي زاد في رواية منه شيء وعدم القبول لا ينافي الصحة (حم) عن ابن عمر وإسناده ضعيف (من أصاب ذنبا) أي كبيرة توجب حدًا (فاقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته) قال العلقمي ظاهره التكفير وإن لم يتب وعليه الجمهور وقال المناوي بالنسبة لذات الذنب أما بالنسبة لترك التوبة منه فلا يكفرها الحد لأنها معصية أخرى (حم) والضياء عن خزيمة بن ثابت قال الشيخ حديث صحيح • (من أصاب مالا من نهاوش) قال الشيخ بوزن مفاعل وقال المناوي روى بالنون من نهش الحية وبالميم من الاختلاط وبمثناة فوقية وكسر الواو جمع تهواش أو مهواش من الهوش الجمع وهو كل مال أصيب من غير حله (أذهبه الله في نهابر) قال المناوي بنون أوله مهالك وأمور متبددة والمراد أن من أخذ شيئا من غير حله كنهب أذهبه الله من غير حله وأصل النهابر مواضع الرمل إذا وقعت فيها رجل البعير لا تكاد تخرج (ابن النجار عن أبي سلمة) الحمصي وإسناده ضعيف • (من أصاب من شيء فليلزمه) أي من أصاب من أمر مباح خيرًا فينبغي له ملازمته وسيأتي من رزق في شيء فليلزمه (هـ) عن أنس بن مالك • (من أصاب حدًا) أي ذنبا يوجب الحد فأقيم المسبب مقام السبب (فجعلت) وفي نسخة تعجلت (عقوبته في الدنيا فالله أعدل من أن يثنى) بتشديد النون (على عبده العقوبة في الآخرة ومن أصاب حدًا) أي موجب حد (فستره الله عليه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه) قال المناوي أي بشيء ستره الله عليه وتاب منه فوضع غفران الله موضع التوبة إشعارًا بترجيح جانب الغفران (ت هـ ك) عن علي قال الشيخ حديث صحيح • (من أصابته فاقة) أي حاجة قال في المصباح والفاقة الحاجة وافتاق افتياقا احتاج وهو ذو فاقة فانزلها بالناس قال المناوي أي عرضها عليهم وسألهم سد خلته (لم تسد فاقته) قال العلقمي بل يغضب الله على من أنزل حاجته بغيره العاجز وهو قادر على قضاء حوايج خلقه كلهم

من غير أن ينقص من ملكه شيء وقد قال وهب بن منبه لرجل يأتي الملوك ويحك تأتي من يغلق عنك بابه ويواري عنك غناءه تدع من يفتح لك بابه نصف الليل ونصف النهار ويظهر لك غناءه فالعبد عاجز عن جلب مصالحه ودفع مضاره ولا معين له على مصالح دينه ودنياه غلا الله تعالى (ومن أنزلها بالله أوشك) بفتح الهمزة والشين أي أسرع (الله له بالغناء) بالكسر والمد أي الكفاية قال تعالى وأن يمسك الله بضر الآية وقال واسألوا الله من فضله وفي الترمذي من لا يسأل الله يغضب عليه (أما بموت آجل) بالمد (أو غنى عاجل) وهو ضد لأجل (حم د ك) عن ابن مسعود قال ت حديث حسن • (من أصابه هم أو غم أو سقم أو شدة فقال الله ربي لا شريك له كشف) أي كشف الله ذلك (عنه) إذا قال ذلك بصدق نية وإخلاص (طب) عن اسما بنت عميس وإسناده حسن • (من أصبح وهو لا يهم بظلم أحد) من الخلق (غفر له) بالبنا للمفعول أي غفر الله له (ما اجترم) زاد في رواية وإن لم يستغفر والمراد الصغائر (ابن عساكر عن أنس) وإسناده ضعيف • (من أصبح وهمه التقوى ثم أصاب فيما بين ذلك) أي فيما بين صباح اليوم الأول والثاني (ذنبا غفر الله له) أي الصغائر كما تقرر (ابن عساكر عن ابن عباس) وهو ضعيف • (من أصبح وهمه غير الله) يحتمل غير ما يرضي الله (فليس من الله) أي لاحظ له قربه ومحبته ورضاه (ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين) أي بأحوالهم (فليس منهم) أي من كامليهم (ك) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف • (من أصبح مطيعا لله في) شأن (والديه) أي أصليه المسلمين (أصبح له بابان مفتوحان من الجنة وإن كان) المطاع من الوالدين (واحدًا فواحد) أي فالمفتوح باب واحد قال المناوي فيه إن طاعة الوالدين لم تكن طاعة مستقلة بل هي طاعة الله وكذا العصيان والأذى (ابن عساكر عن ابن عباس) • (من أصبح منكم آمنا في سر به) قال المناوي بكسر السين على الأشهر أي في نفسه وقيل بفتحها أي في مسلكه وقيل بفتحتين أي في بيته (معافا في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت) بكسر المهملة وزاي (له الدنيا) أي ضمت وجمعت قال في المصباح خرت الشيء أحوزه حوزا أو حازه يحيز حيزا من باب سار لغة فيه (بحذافيرها) قال في النهاية الحذافير الجوانب وقيل الأعالي واحدها حذفار وقيل حذفور أي فكأنما أعطى الدنيا بأسرها (خدت هـ) عن عبد الله بن محصن وهو حديث حسن • (من أصبح يوم الجمعة صائما وعاد مريضا وأطعم مسكينا وشيع جنازة لم يتبعه ذنب أربعين سنة) قال المناوي أي أن اتقى الله مع ذلك وامتثل الأوامر واجتنب النواهي أهـ وفيما قاله نظر (عد هب) عن جابر من أصيب بمصيبة) أو بشيء يؤذيه في نفسه أو أهله أو ماله (فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا) أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون (وإن تقادم عهدها) جملة معترضة بين الشرط وجوابه (كتب الله) أي قدر أو أمر الملائكة أن تكتب (له من الأجر مثله يوم أصيبت) قال العلقمي جعل الله هذه

الكلمات ملجأ لذوى المصائب وعصمة للممتحنين لما جمعت من المعاني المباركة فإن قوله إنا لله توحيد وإقرار بالعبودية والملك وقوله وإنا إليه راجعون إقرار بالملك على أنفسنا والبعث من قبورنا واليقين بأن رجوع الأمر كله إليه كما هو له قال سعيد بن جبير لم يعط الله نبيا مثل نبينا صلى الله عليه وسلم ولو عرفها يعقوب لما قال يا أسفا على يوسف (هـ) عن الحسين بن علي • (من اصيب بمصيبة في ماله أو جسده فكتمها ولم يشكها إلى الناس كان حقا على الله) تفضلا منه وكرما (أن يغفر له) قال المناوي لا يناقضه قول المصطفى في مرضه وارأساه لأنه على وجه الإخبار لا الشكوى (طب) عن ابن عباس • (من أصيب في جسده بشيء فتركه لله) أي لم يأخذ عليه دية ولا ارشا (كان كفارة له) من الصغائر (حم) عن رجل صحابي وإسناده حسن • (من أضحى) أي ظهر للشمس (يوما محرما) بحج أو عمرة (ملبيا) أي قائلا لبيك اللهم لبيك واستمر كذلك (حتى غربت الشمس غربت بذنوبه) قال المناوي أي غفر له قبل غروبها (فعاد كما ولدته أمه) أي بغير ذنب وفيه شمول للكبائر (حم هـ) عن جابر وإسناده حسن • (من اضطجع مضجعا لم يذكر فيه كان عليه ترة) قال المناوي بكسر المثناه الفوقية وفتح الراء أي نقصا وحسرة (يوم القيامة) فإن النوم على غير ذكر الله تعطيل للحياة وربما قبضت روحه فيه فيكون مفارقا للدنيا على غير ذكر الله بخلاف من ذكر الله قبل أن ينام (ومن قعد مقعدًا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة (هـ) عن أبي هريرة وإسناد حسن • (من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ومن عصى الله لم يذكره) وفي نسخة فلم يذكره أي فهو لم يذكره (وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن) مقصود الحديث الحث على فعل المأمورات وتجنب المنهيات والزجر عن فعل المعاصي (طب) عن واقد • (من أطعم مسلما جائعا أطعمه الله من ثمار الجنة) قال المناوي زاد في رواية ومن كسا مؤمنا عاريا كساه الله من خضر الجنة واستبرقها أي من نوع نفيس من ذلك وإلا فكل من دخل الجنة لبس من ذلك (حل) عن أبي سعيد وإسناده ضعيف • (من أطعم أخاه المسلم شهوته حرمه الله على النار) قال المناوي أي نار الخلود التي أعدت للكافرين أهـ وهذه محرمة على كل مسلم فالظاهر أن المراد على الذي استحق التعذيب بها على ذنب هذا الفعل كفارته ويمكن حمل كلامه على أن هذا الفعل علامة على حسن الخاتمة والله أعلم بمراد نبيه (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره • (من أطعم مريضا شهوته أطعمه الله من ثمار الجنة) أي خصه بنوع أعلى كما تقدم (طب) عن سلمان قال الشيخ حديث حسن • (من أطفأ عن مؤمن سيئة) أي ذب عن عرضه (كان خيرًا ممن أحيي موؤدة) أي منع من قتلها مقصود الحديث حث الإنسان على الذب عن عرض أخيه (هب) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من أطلع في بيت بغير أذنهم فقد حل لهم أن يفقؤا عينه) أي يرموه بحصاة وأن فقئت

عينه هدرت أن لم يندفع إلا بذلك (حم 4 خ) عن أبي هريرة • (من أطلع في كتاب أخيه) في الإسلام (بغير أذنه فكأنما أطلع في النار) أي فكأنما ينظر إلى ما يوجب عليه دخول النار قال المناوي والكلام في كتاب فيه سر وأمانة يكره صاحبه أن يطلع عليها (طب) عن ابن عباس • (من أعان مجاهدا في سبيل الله) على مؤن غزوه (أو) أعان (غازيا في عسرته أو) أعان (مكاتبا في) فك (رقبته) بنحو أداء بعض النجوم كشفاعة له (أظله الله) م حر الشمس عند دنوها من الرؤس يوم القيامة (في ظله) أي ظل عرشه (يوم لا ظل إلا ظله) إكراما وجزاء لما فعل (حم ك) عن سهل بن حنيف قال الشيخ حديث حسن • (من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة) قال المناوي نحو أق من قتل (لقى الله مكتوبا) في نسخة بصورة المرفوع على طريقة المتقدمين الذين يرسمون المنصوب بلاألف أو مرفوع خبر مبتدأ محذوف (بين عينيه أيس من رحمة الله) قال المناوي كناية عن كونه كافرا إذ لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون وهذا زجر وتهويل أو المراد يستمر هذا حاله حتى يطهر بالنار ثم يخرج (هـ) عن أبي هريرة هو حديث حسن • (من أعان ظالما سلطه الله عليه) عدلا منه سبحانه وتعالى فإنه أحكم الحاكمين (ابن عساكر عن ابن مسعود) وهو حديث ضعيف • (من أعان على خصومة بظلم) قال المناوي لفظ رواية الحاكم بغير حق (لم يزل في سخط الله حتى ينزغ) قال في النهاية أصل النزع الجذب والقلع فالمعنى حتى يقلع عما هو عليه من الإعانة على الخصومة (هـ ك) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (من أعان ظالما ليدحض) أي يبطل الظالم (بباطله) أي بسبب ما ارتكبه من الباطل (حقا فقد برئت منه) أي من المعين (ذمة الله وذمة رسوله) أي عهده وأمانته (ك) عن ابن عباس • (من أعتذر إليه أخوه) في الدين بمعذرة) أي طلب منه قبول معذرته (فلم بقبلها كان عليه من الخطيئة مثل صاحب مكس) أي مثل خطيئة المكاس قال المناوي وذلك من الكبائر (هـ) والضياء عن (جردان) قال الشيخ بضم الجيم • (من اعتز بالعبيد) قال المناوي بعين مهملة فمثناة فزاي كذا بخط المؤلف لكن الذي ذكره مخرجه الحكيم اغتر بغين معجمة وراء كذا هو بخطه (أذله الله) دعاء أو خبر (الحكيم) الترمذي (عن عمر) بإسناد ضعيف • (من أعتق رقبة مسلمة) زاد في رواية مسلم سليمة (اعتق الله بكل عضو منها عضوًا منه من النار) قال العلقمي ظاهره أن العتق يكفر الكبائر وذلك لأن للعتق مزية على كثير من العبادات لأنه أشق من الوضوء والصلاة والصوم لما فيه من بذل المال الكثير ولذلك كان الحج أيضا يكفر الكبائر حتى فرجه بفرجه قال العلقمي قال الحافظ زين الدين العراقي في حرف الغاية في قوله حتى فرجه يحتمل أن تكون الغاية هنا للأعلى والأدنى فإن الغاية تستعمل في كل منهما فيحتمل أن يراد هنا الأدنى لشرف أعضاء العبادة عليه كالجبهة واليدين ونحو ذلك ويحتمل الأعلى فإن حغظه أشد على النفس

وإلى هذا أشار المناوي وعبارته نص على الفرج لأنه محل أكبر الكبائر بعد الشرك والقتل وأخذ منه ندب أعتاق كامل الأعضاء تحقيق للمقابلة (ق ت) عن أبي هريرة • (من اعتقل رمحا في سبيل الله) الاعتقال أن يحتمل الراكب الرمح تحت فخذه ويجر آخره على الأرض وراءه (عقله الله من الذنوب يوم القيامة) أي حماه منها هذا دعاء أو خبر (حل) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف • (من اعتكف عشرا في رمضان) من الأيم بلياليها (كان ثواب اعتكافه كحجتين وعمرتين) أي كثوابهما (هب) عن الحسين بن علي وإسناده ضعيف • (من اعتكف إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) قال المناوي من الصغائر حيث اجتنب الكبائر وتمامه عند مخرجه ومن اعتكف فلا يكثر من الكلام (فر) عن عائشة • (من أعطاه الله تعالى حفظ كتابه) القرآن (فظن أن أحد أعطى أفضل مما أعطى فقد غلط) يحتمل أنه بالتخفيف (أعظم) منصوب بنزع الخافض وفي رواية صغر أعظم (النعم (تخ هب) عن رجاء الغنوي وإسناد ضعيف • (من أعطى حظه من الرفق) أي نصيبه منه (فقد أعطى حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير) أذبه تنال المطالب الدنيوية والأخروية ويفوته يفوتان (حم ت) عن أبي الدرداء قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من أعطى) بالبناء للمعفول (شيئا فوجد) ما لا يكافئ به (فليجزيه) مكافأة على الصنيعة (ومن لم يجد) ما لا يكافئ به (فليثن به) على المعطى ولا يجوز له كتمان نعمته (فإن اثنى عليه به فقد شكره على ما أعطاه وأن كتمه فقد كفره) أي كفر نعمته (ومن تحلى بما لم يعط) قال المناوي أي تزين بشعار الزهاد وليس منهم (فإنه كلا بس ثوبي زور) أي كمن لبس قميصا وصل كمه بكمين آخرين موهما أنه لابس قميصين فهو كالكاذب القائل ما لم يكن (خددت حب) عن جابر بإسناد صحيح • (من اعيته المكاسب) أي أعجزته ولم يهتد لوجهها قال العلقمي قال في المصباح عيي بالأمر وعن حجته وفي منطقة يعيي من باب تعب عيا عجز ولم يهتد لوجهه (فعليه بمصر) قال المناوي أي فيلزم سكناها أو فليتجر فيها (وعليه بالجانب الغربي منها) فإن المكاسب فيها ميسرة وفي جانبها الغربي أيسر ولم يزل الناس يزدحمون فيها بكثرة الربح قديما وحديثا (ابن عساكر عن ابن عمرو) بن العاص وإسناده ضعيف • (من أغاث ملهوفا) أي مكروبا (كتب الله له ثلاثا وسبعين مغفرة واحدة فيها صلاة أمره كله) أي في الدنيا والأخرة (وثنتان وسبعون له درجات يوم القيامة) فيه ترغيب عظيم في الإغاثة والإعانة (تخ هب) عن أنس وهو حديث ضعيف • (من أغبرت قدماه) أي أصابهما غبار (في سبيل الله) قال المناوي أي في طريق يطلب فيها رضي الله فشمل الجهاد وغيره كطلب العلم (حرمه الله على النار) وإذا كان ذا في غبار قدميه فكيف بمن بذل نفسه حتى هلك (حم خ ت ن) عن أبي عبس بفتح العين المهملة وسكون الموحدة عبد الرحمن بن جبير • (من اغتاب غازيا)

أي ذكره بما يكره (فكأنما قتل مؤمنا) أي في مطلق حصول الإثم وهو زجر وتهويل (الشيرازي في الألقاب عن ابن مسعود) وإسناده ضعيف • (من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى) والمراد الطهارة المعنوية (ك) عن قتادة • (من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أذله الله في الدنيا والآخرة) بسبب تركه نصر أخيه أي زجر من اغتابه ومنعه من غيبته بنحو قوله هذا حرام عليك اتق الله (ابن أبي الدنيا في) كتاب (ذم الغيبة عن أنس) وضعفه المنذري • (من افتى) بالبناء للمفعول (بغير علم كان اثمه على من افتاه) ويجوز بناءه للفاعل والمفعول محذوف أي من افتى شخصا بغير علم كان اثمه على من افتاه قال المناوي خرج بقوله بغير علم ما لو اجتهد من هو أهل للاجتهاد فاخطأ فلا أثم عليه بل له أجر (ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه) بترك ما وجب عليه من النصيحة (دك) عن أبي هريرة • (من افتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض) لكونه أخبر عن حكم الله بغير علم (ابن عساكر عن علي • (من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر كله) قال المناوي هو مبالغة ولهذا أكده بقوله (وإن صامه) أي الدهر ولم يفطر فيه وهذا مؤول بأن القضاء لا يقوم مقام الأداء وإن صام عوض اليوم دهرًا لأن الإثم لا يسقط بالقضاء أهـ أي وإنما يسقط بالتوبة وقال العلقمي مذهب الشافعية أنه يجب عليه قضاء يوم بدله وإمساك بقية النهار وبرئت ذمته وبهذا قال أبو حنيفة ومالك وأحمد وجمهور العلماء وعن ربيعة بن عبد الرحمن أنه يلزمه أن يصوم اثني عشر يومًا لأن السنة أثنا عشر شهرًا وقال سعيد بن المسيب يلزمه أن يصوم ثلاثين يوما وقال النخعي يلزمه أن يصوم ثلاثة آلاف يوم وقال علي وابن مسعود لا يقضيه صوم الدهر واحتجا بهذا الحديث (حم) والضياء عن أبي هريرة وهو ضعف وإن علقه البخاري • (من أفطر يومًا من رمضان في الحضر) بلا عذر (فليهد بدنة) قال المناوي وتمامه عند مخرجه فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعا من تمر للمساكين (قط) عن جابر وضعفه الحارث • (من أفطر يومًا في رمضان فمات قبل ما يقضيه فعليه) من تركته (بكل) يوم (مد) من جنس الفطرة (لمسكين) أو فقير وهذا حملة الشافعية على ما إذا فات بغير عذر وإلا كمن أفطر فيه لمرض ولم يتمكن من قضائه بأن استمر مرضه حتى مات فلا إثم في هذا الفائت ولا تدارك له بالفدية (حل) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (من أفطر في رمضان ناسيا) للصوم (فلا قضاء عليه ولا كفارة) قال المناوي وبه أخذ الشافعي وفيه رد على مالك في إبطاله بالأكل ناسيا (ك هق) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (من أقال مسلما) أي وافقه على نقض البيع (أقال الله تعالى عثرته) أي رفعه من سقوطه (د هـ ن) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (من أقال نادمًا) زاد في رواية صفقته قال العلقمي قال في النهاية أي وافقه على نقل البيع وإجابه إليه إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما أهـ وهذا فسخ

لا بيع فلا يترتب عليها أحكام البيع من الأخذ بالشفعة وغيره (أقاله الله يوم القيامة) أي عفا عنه دعاء أو خبر (هق) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (من أقام مع المشركين) في ديارهم بعد إسلامهم (فقد برئت منه الذمة) قال المناوي وهذا كان أولًا حين كانت الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم واجبة لنصرته ثم نسخ (طب هق) عن جرير قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (من أقام البينة على أسير) أي على قتله والمراد قتل حربيا في الحرب (فله سلبه) بشرط أن يكون القاتل مسلما والسلب بفتح اللام ثياب القتيل التي عليه والخف والران وهو خف بلا قدم والمركزب الذي قاتل عليه أو أمسكه بعنانه والسرج واللجام والنفقة التي معه والحنيبة التي تفاد معه وكفاية شر الحربي مثل قتله كان يفقأ عينه أو يقطع يديه أو رجليه (هق) عن أبي قتادة وإسناده صحيح • (من اقتبس) أي تعلم علما (من النجوم اقتبس شعبة من السحر) المعلوم تحريمه قال المناوي ثم استأنف جملة بقوله (زاد ما زاد) يعني كلما زاد من علم النجوم زاد إثمه وقال العلقمي قال الخطابي علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه أهل النجم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع وستقع في مستقبل الزمان بأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وظهور الحر والبرد وتغير الأسعار وما كان في معناها من الأمور التي يزعمون أنهم يدركون معرفتها بمسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها ويدعون أن لها تأثيرًا في السفليات وأنها تجري على قضاء موجباتها وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاطي علم قد استاثر الله به لا يعلم الغيب سواه وأما علم النجوم الذي يدرك من طريق المشاهدة والخبر الذي يعرف به الزوال وتعلم به جهة القبلة فإنه غير داخل فيما نهي عنه وذلك أن معرفة رصد الظل ليس بشيء أكثر من أن الظل ما دام ناقصًا فالشمس بعد صاعدة نحو وسط السماء من الأفق الشرقي وإذا أخذ في الزيادة فالشمس هابطة من وسط السماء نحو الأفق الغربي وهذا علم يصح دركه من جهة المشاهدة إلا أن أهل هذه الصناعة قد دبروه بما اتخذوا له من الآلات التي يستغني الناظر فيها عن مراعاة مدنهه ومراصدته وأما ما يستدل به من النجوم على جهة القبلة فإنما هي كواكب رصدها أهل الخبرة منها من الأئمة الذين لا نشك في عنايتهم بأمر الدين ومعرفتهم بها وصدقهم فيما أخبروا به عنها مثل أن شاهدوها بحضرة الكعبة وشاهدوها على حال الغيبة عنها وكان أدراكهم الدلالة منها للمعاينة وإدراكنا ذلك لقبولنا خبرهم إذ كانوا عندنا غير متهمين في دينهم ولا مقصرين في معرفتهم (حم د هـ) عن ابن عباس بإسناد صحيح • (من اقتصد) في النفقة (أغناه الله ومن بذر فيها أفقره الله ومن تواضع) لله (رفعه الله ومن تجبر قصمه الله) قال المناوي أي أهانه وأذله وقيل قرب موته (البزار عن طلحة) ابن عبد الله • (من اقتطع أرضا) أي أخذها (ظلمًا) بالاستيلاء عليها بغير حق (لقي الله وهو عليه غضبان) قال العلقمي وفي الرواية الأخرى وهو عنه معرض قال النووي

قال العلماء الأعراض والغضب والسخط من الله تعالى هو إرادته إبعاد ذلك المغضوب عليه من رحمته وتعذيبه وإنكار فعله وزمه وسببه إن رجلين اختصما عنده في أرض فقال للمدعى بينتك قال ليس لي بينة قال يمينه قال إذن يذهب بها قال ليس إلا ذلك فلما قال ليحلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع فذكره (حم م) عن وائل ابن حجر • (من اقنى) الاقتناء بالقاف افتعال من القنية بالكسر وهي الانخاذ (كلبًا) إلا كلب ماشية أو) كلبًا (ضاريًا) أي معلما للصيد معتادًا له قال العلقمي وروى ضارى على لغة من يحذف الألف من المنقوص حالة النصب واو للتنويع لا للترديد (نقص من عمله) أي من أجر عمله (كل يوم قيراطان) وفي رواية قيراط أي قدر معلوم عند الله قال المناوي فيه إيماء إلى تحريم الاقتناء والتهديد عليه إذ لا يحبط الأجر إلا معصية أهـ وفي كلام العلقمي ما يفيد جواز اقتناء غير العقود مع الكراهة إلا لمنفعة فلا كراهة وسبب كراهة اتخاذها إنها تروع الناس قال ويحتمل أن تكون العقوبة تقع بعد التوفيق للعمل بمقدار قيراط مما كان يعمله من الخير ولم يتخذ الكلب ويحتمل أن يكون الاتخاذ حرامًا والمراد بالنقص أن الأثم الحاصل باتخاذه يوازن قدر قيراط أو قيراط من الأجر فينقص من ثواب عمل المتخذ قدر ما يترتب عليه من الإثم باتخاذه وهو قيراط أو قيراطان وقيل سبب النقصان امتناع الملائكة من دخول بيته أو ما يلحق المارين من الأذى أو لأن بعضها شياطين أو عقوبة لمخالفة النهي أو لو لوغها في الأواني عند غفلة صاحبها فربما ينحس الطاهر منها فإذا استعل في العبادة لم يقع موقع الطاهر منها واحتلفو في اختلاف الروايتين في القيراطين والقيراط فقيل الحكم للزائد لكونه حفظ ما لم يحفظ الآخر أو أنه صلى الله عليه وسلم أخبر ولا بنقص قيراط وأحد فسمعه الراوي الثاني وقيل ينزل على حالين فنقص القيراطين باعتبار كثرة الإضرار باتخاذها ونقص القيراط باعتبار قلته وقيل يختص نقص القيراطين بمن اتخذها بالمدينة الشريفة خاصة والقيراط بما عداها والأصح عند الشافعي إباحة اتخاذ الكلاب لحفظ الدواب إلحاقًا لغير المنصوص بما في معناه كما أشار إليه ابن عبد البر واتفقوا على أن المأذون في اتخاذه ما لم يحصل الاتفاق على قتله وهو الكلب لعقور وأما غيره فقد اختلف هل يجوز قتله أم لا واستدل به على جواز تربية الجر والصغير لأجل المنفعة التي يؤول أمره إليها إذا كبر ويكون القصد بذلك قائمًا مقام المنفعة به واستدل به على طهارة الكلب الجائز اتخاذه لأن في ملابسته مع الاحتراز عنه مشقة شديدة وهو استدلال قوي لا يعارضه إلا عموم الخير الوارد في الأمر من غسل ما ولغ فيه الكلب من غير تفصيل وتخصيص العموم غير مستنكر إذا سوغه الدليل أهـ وفي كلامه ما يؤخذ منه تحريم الاقتناء ويمكن حمله على العقور قال المناوي ولو اقتنى كلبين فأكثر فهل ينقص

بكل كلب قيراطان أو قيراطان للكل قال ابن الملقن تبعا للسبكي يظهر عدم التعدد بكل كلب لكن يتعدد الآثم فإن اقتناء كل واحد منهى عنه وقال ابن العماد بتعدد القراريط (حم ق ت ن) عن ابن عمر بن الخطاب • (من أقر بعين مؤمن) قال المناوي أي أفرحها وأسرها أو بلغها مناها حتى رضيت وسكنت وقال العلقمي قرة العين سرورها وفرحها حقيقة ومجازًا أبرد الله دمعة عينيه لأن دمعة الفرح والسرور باردة وقيل معنى أقر الله عينيك بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك فلا تستشرف إلى غيره (أقر الله بعينه يوم القيامة) جزاء وفاقًا (ابن المبارك) في الزهد (عن رجل) تابعي (مرسلا) وإسناده ضعيف • (من أقرض ورقًا) بفتح فكسر أي فضة (مرتين كل كعدل صدقة مرة) فيه أن الصدقة أفضل من القرض (هق) عن ابن مسعود ثم قال إسناده ضعيف • (من اكتحل بالأثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدًا) لسر علمه الشارع (هب) عن ابن عباس قال العلقمي قال ابن الجوزي أنه موضوع وحاصل كلام شيخنا فيما كتبه على الموضوعات أنه ليس بموضوع • (من أكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل) قال العلقمي قال شيخنا قال البيهقي في شعب الإيمان وذلك لأنه ارتكب ما يستحب التنزيه عنه من الاكتواء لما فيه من الخطر ومن الاسترقاء بما لا يعرف في كتاب الله أو ذكره لجواز أن يكون شركا فقد روينا الرخصة فيه بما يعلم من كتاب الله تعالى أو ذكره من غير كراهة وإنما الكراهة فيما لا يعلم من لسان اليهود وغيرهم أو استعملها معتمدًا عليها لا على الله تعالى فيما وضع فيها من الشفاء فصار بهذا وبارتكابه المكروه بريئًا من التوكل فإن لم يوجد واحد من هذين بل غيرهما من الأسباب المباحة لم يكن صاحبها بريئًا من التوكل (حم ت هـ ك) عن المغيرة بن شعبة بإسناد صحيح • (من أكثر من الاستغفار) المقرون بالتوبة الصحيحة كما يشير إليه قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجًا الآية (جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه الله من حيث لا يحتسب) أي من وجه لا يخطر بباله (حم) عن ابن عباس • (من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق) قال المناوي لأن في إكثاره دلالة على محبة الله تعالى فإن من أحب شيئًا أكثر من ذكره (طص) عن أبي هريرة وإسناد ضعيف • (من أكثر ذكر الله أحبه الله تعالى) ومن أحبه جعله من أوليائه (فر) عن عائشة بإسناد ضعيف • (من أكرم القبلة) بأن يستقبلها في حال الذكر والعبادة والرضوان وأن ينحرف عنها عند قضاء الحاجة وكشف العورة (أكرمه الله) في الدنيا والآخرة أو فيهما (قط) عن الوضين ابن عطاء مرسلًا • 0 من أكرم أمر أمسلمًا فكأنما يكرم الله تعالى) قال المناوي لفظ رواية مخرجه الطبراني من أكرم أخاه المؤمن (طس) عن جابر وهو حديث ضعيف • (من أكل لحمًا فليتوضأ) أي لحم إبل كما بينه في رواية أخرى أو المراد اللحم الذي مسته نار وكيف كان فهو منسوخ (حم طب) عن سهل بن الحنظلية وإسناده حسن • (من أكل

الطين فكأنما أعان على قتل نفسه) لأنه ردئ مؤذي (طب) عن سلمان • (من أكل ثومًا) بضم المثلثلة (أو بصلًا) أي نيئًا (فليعتزلنا وليعتزل مسجدنًا) وفي نسخة شرح عليها المناوي أو ليعتزل مسجدنًا فإنه قال شك من الراوي أي مسجد أهل ملتنا فليس النهي خاصًا بمسجده صلى الله عليه وسلم (وليقعد في بيته) فيه أن أكل الكريه يبيح ترك الجماعة (ق) عن جابر بن عبد الله • (من أكل بالعلم) يعني أتخذ علمه ذريعة إلى جلب المال (طمس الله على وجهه ورده على عقبيه وكانت النار أولى به من الجنة الشيرازي) في الألقاب (عن أبي هريرة (من أكل فشبع وشرب فروى) بفتح فكسر (فقال الحمد لله الذي أطعمني وأسبعني وسقاني وأرواني خرج من ذنوبه كيون ولدته أمه) في كونه لا ذنب عليه (4) وابن السني عن أبي موسى الأشعري • (من أكل قبل أن يشرب) في الصوم (وتسحر ومس شيئًا من الطيب) أي في ليل الصوم (قوى على الصيام) وفي رواية وقال بدل ومس شيئًا من الطيب أي استراح وقت القيلولة لأن هذه الخصال تعين على الصوم أما ما عدا مس الطيب فواضح وأما الطيب فقال المناوي لأنه عذاء الروح (هب) عن أنس بن مالك • (من أكل في قصعة) بفتح القاف أي من أكل طعامًا في آنية قصعة أو غيرها (ثم لحسها) تواضعًا وتعظيمًا لما أنعم الله به عليه (استغفرت له القصعة) قال المناوي لأنه إذا فرغ من طعامه لحسها الشيطا فإذا لحسها الإنسان فقد خلصها من لسحه فتستغفر له شكرًا على ما فعله ولا مانع من أن يخلق الله تعالى في الجماد تمييزًا وأنطقا أهـ وقال العلقمي قال الدميري في مسند البزار استغفرت له القصعة فتقول اللهم أجره من النار كما أجارني من لعق الشيطان قال شيخنا قال العراقي يحتمل أن الله تعالى يخلق فيها تمييزًا ونطقًا تطلب به المغفرة وقد روى في بعض الآثار أنها تقول أجارك الله كما أجرتني من الشيطان (حم ت هـ) عن نيشة الخير بضم النون • (من أكل مع قوم تمرًا) قال المناوي ومثهل ما في معناه كتين وخوخ ومشمش (فلا يقرن) بفتح أوله أي يقرن تمرة بتمرة ليا كلهما معا (إلا أن يأذنوا له) والنهي للتحريم أن كان مشتركًا وإلا فلا كراهة (طب) عن ابن عمرو) وفي نسخة بلا واو بعد الراء لكن قال المناوي ابن العاص وإسناده حسن • (من أكل من هذه اللحوم شيئًا فليغسل يده من ريح وضره) يفتح الواو والضاد المعجمة أي دسمه وزهومته بعد لعق أصابعه (لا يؤذي) أي لئلا يؤذي (من حذاءه) بالمد من يقرب منه من الأدميين والملائكة قال المناوي فترك غسل اليدين من الطعام مكروه لتأذي الحافظين به (4) عن ابن عمر • (من أكل طيبًا) بفتح فتشديد أي حلالًا (وعمل في) موافقة (سنة وأمن الناس بوائقه) أي دواهيه والمراد الشرور كالظلم والفحش والإيذاء (دخل الجنة) أي مع السابقين (ك) عن أبي سعيد الخدري وإسناده صحيح • (من ألطف مؤمنًا) يحتمل أن المعنى تلطف به (أو خف له) أي أسرع (في شيء من حوائجه صغر أو كبر كان حقًا على الله أن يخدمه) بضم أوله أي

يجعل له خدمًا (من خدم الجنة) مكافأة على خدمته لأخيه في الدنيا (البزار عن أنس) بإسناد ضعيف • (من ألف المسجد) أي تعود القعود فيه لنحو صلاة كاعتكاف (ألفه الله تعالى) أي قربه من رحمه وأفاضها عليه وأدخله في حفظه ورعايته (طس) عن أبي سعيد وإسناده ضعيف • (من ألقي) قال المناوي لفظ رواية ابن عدى من خلع (جلباب الحياء فلا غيبة له) الجلباب كل ما يستر به من نحو ثوب والمراد أن المتجاهر بالفواحش لا يحرم ذكره بما تجاهر به وتقدم اذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس (هق) عن أنس • (من أماط أذى) كشوكة وحجر (عن طريق) المسلمين (كتب له حسنة ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة) أي بغير عذاب أو مع السابقين إذ القبول والدخول بفضل رحمته تعالى فلا مانع من أن يحصل ذلك لمن ارتكب كبائر فلا إشكال (خد) عن معقل بن يسار وإسناده حسن • (من أم قومًا) أي صلى بهم إمامًا (وهم له كارهون) لمعنى مذموم فيه شرعًا فإن كرهوه بغير ذلك فلا كراهة في حقه بل الملام عليهم (فإن صلاته لا تجاوز ترقوته) قال المناوي أي لا ترتفع إلى الله تعالى رفع العمل الصالح بل أدنى شيء من الرفع (طب) عن جنادة بن امية الأزدي بإسناد ضعيف • (من أم الناس فأصاب الوقت) أي وقت الصلاة التي صلاها بهم بأن فعلها في وقتها (وأتم الصلاة) بأن أتى بشروطها وأركانها ومندوباتها (فله ولهم) الثواب (ومن انتقص من ذلك شيئًا) بأن وقع في صلاته خلل ولم يعلم به المأمومون (فعليه ولا عليهم) قال العلقمي يحتمل أن يكون فيه حذف تقديره ولهم الثواب لا عليهم الإثم والمرادان الإمام أن كان في صلاته نقص وخلل بأن كان جنبًا أو محدثًا أو عليه نجاسة ولم يعلم المأموم بحاله وللمأمومين الثواب ولا أثم عليه (حم د هـ ك) عن عقبة بن عامر الجهني وإسناده حسن • (من أم قومًا فيهم من هو أقرأ منه لكتاب الله تعالى وأعلم لم يزل في ثفال) أي هبوط إلى يوم القيامة (هق) عن ابن عمر • (من أمركم من الولاة) أي ولاة الأمور (بمعصية فلا تطيعوه) إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (حم هـ ن) عن أبي سعيد الخدري • (من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف) أي برفق ولين فإنه ادعى للقبول (هق) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد ضعيف • (من أمسى) أي دخل في المساء (كالا من عمل يديه) في اكتسابه لنفسه وعياله من حلال (أمسى مغفور له (طس) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (من أمسك بركاب أخيه المسلم) قال المناوي حتى يركب أو وهو راكب فمشى معه (لا يرجوه ولا يخافه) بل إكرامًا له لله لكونه نحو عالم أو صالح (غفر له) ذنوبه الصغائر (طب) عن ابن عباس • (من انتسب إلى تسعة آباء كفار) أنظر حكمة التقييد بهذا العدد وهل له حكمة أولًا مفهوم له فمتى قصد بالانتساب إلى الكفار الافتخار كان الحكم كذلك كما يشير إليه قوله (يريد بهم عزًا وكرمًا) قال المناوي لفظ رواية مخرجه كرامة (كان عاشرهم في النار) قال المناوي لأن من

أحب قومًا حشره الله معهم ومن افتخر بهم فقد أحبهم وزيادة أهـ والظاهران المراد الزجر والتنفير عن الافتخار بهم (حم) عن أبي ريحانة قال الشيخ حديث حسن • (من انتقل) أي تحول ماشيًا أو راكبًا من محله إلى محل آخر (ليتعلم علمًا) من العلوم الشرعية (غفر له) ما تقدم من ذنبه الصغائر (قبل أن يخطو) خطوة من موضعه إذا أراد بذلك وجه الله تعالى (الشيرازي) في الألقاب (عن عائشة • (من اننهب) أي أخذ ما لا يجوز له أخذه قهرًا جهرًا (فليس منا) أي ليس على طريقتنا وسنتنا (حم ت) والضياء عن أنس بن مالك (حم د هـ) والضياء عن جابر وإسناده صحيح • (من انظر معسرًا) أي أمهل مديونًا فقيرًا (أو وضع عنه) أي حط عنه من دينه (أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) قال المناوي أي ظل عرشه أو ظل الله والمراد به ظل الجنة وإضافته إلى الله إضافة ملك وقال ابن دينار المراد بالظل هنا الكرامة والكنف والكن من المكاره في ذلك الموقف يقال فلان في ظل فلان أي في كنفه وحمايته وهذا أولى الأقوال وقيل المراد بالظل الرحمة (حم م) عن أبي اليسر قال الشيخ بفتح المثناة التحتية والسين المهملة كعب ابن عمرو السلمي • (من أنظر معسرًا إلى ميسرته أنظره الله بذنبه إلى توبته) أي إلى أن يتوب فيقبل توبته ولا يعاجله بعقوبة ذنبه ولا يميته فجأة (طب) عن ابن عباس • (من انظر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة) تمامه قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فانظره فله بكل يوم مثلاه صدقة قال العلقمي قال الدميري قال الله تعالى وأن تصدقوا خير لكم أن كنتم تعلمون ندب الله تعالى بهذه الآية إلى الصدقة على المعسر وجعل ذلك خيرًا من أنظاره كذا قال جمهور الناس والإبراء من الدين أفضل الصدقات عليه فإن قيل كيف خير بين واجب ومندوب فالجواب أن المندوب قد يفضل الواجب كالصدقة بألف دينار تطوعًا فإنها أفضل من درهم من الزكاة وكذا ابتداء السلام أفضل من رده والابتداء سنة وقد يكون واجبًا (حم هـ ك) عن بريدة انفرد به ابن ماجة بإسناد ضعيف ورواه أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد على شرط الشيخين • (من أنعم عليه نعمة فليحمد الله عليها) ليصونها بذلك ويزيده الله من فضله (ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله) فإن الاستغفار يجلب الرزق (ومن خربه) بحاء مهملة وزاي وباء موحدة أي أهمه واشتد عليه (أمر فليقل لا حول ولا قوة إلا بالله) فإذا قال ذلك بنية صادقة فرج الله عنه (هب) عن علي • (من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله) قال المناوي تمامه عند مخرجه الطبراني ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله (طب) عن عقبة ابن عامر الجهني وهو حديث ضعيف • (من أنفق نفقة في سبيل الله) قال المناوي أي في جهاد أو غيره من وجوه القرب (كتبت له سبعمائة ضعف) قال المناوي أخذ منه بعضهم أن هذا نهاية التضعيف ورد بآية والله يضاعف لمن يشاء (حم ت ن ك) عن خزيم

ابن فاتك باسانيد صحيحة • (من أهان قريشًا أهانه الله) دعاء أو خبر (حم ك) عن عثمان وإسناده صحيح • (من أهل بعمرة من بيت المقدس غفر له) ظاهره أن الإحرام من بيت المقدس له مزية على غيره ولهذا قال المناوي ولأنه لا إهلال أفضل ولا أعلى منه (هـ ن عن أم سلمة وإسناده حسن • (من بات) أي نام (على طهارة) من الحدثين والخبث (ثم مات من ليلته) أي فيها (مات شهيدًا) أي يكون من شهداء الآخرة بمعنى أن له ثوابًا يخصه (ابن السني) في عمل يوم وليلة (عن أنس) بن مالك • (من بات كالًا من طلب) الكسب (الحلال بات مغفور له) لأنه كالجهاد في سبيل الله (ابن عساكر عن أنس) بن مالك • (من بات) قال المناوي أي نام وعبر بالبيتوتة لكون النوم غالبًا إنما هو في الليل (على ظهر بيت) أي مكان (عال ليس عليه حجار) قال العلقمي ويروى حجاب بالباء وهو مانع من السقوط وقال المناوي حجار أي حائط مانع من السقوط (فقد برئت منه الذمة) قال المناوي أي أزال عصمة نفسه وصار كالمهدر الذي لا ذمة له فربما انقلب من نومه فسقط فمات هدرًا أهـ وقال في النهاية لأنه عرض نفسه للهلاك ولم يحترز لها (خدد) عن علي ابن شيبان • (من بات وفي يده غمر) بفتح الغبن المعجمة والميم روايح اللحم ودسمه أو زهومته قال المناوي زاد أبو داود ولم يغسله (فأصابه شيء) أي إيذاء من بعض الحشرات أو الجن قال العلقمي وللبزار فأصابه خبل وفي رواية فأصابه لمم وهو المس من الجنون وفي رواية فأصابه وضح وهو البرص (فلا يلومن إلا نفسه) بتقصيره بترك غسل يده (ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (من بات وفي يده ريح غمر) بالتحريك (فأصابه وضح) بفتح الضاد المعجمة فحاء مهملة برص أو بهق (فلا يلومن إلا نفسه) لتقصيره (طس) عن أبي سعيد وإسناده حسن • (من باع دارًا ثم لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها) قال العلقمي قال الدميري ورواه البيهقي ولفظه لم يبارك له في شيء من ثمنها انتهى وظاهر الحديث النهي عن بيع العقار (هـ) والضياء عن حذيفة بن اليمان • (من باع عيبًا) قال العلقمي معناه معيبًا كما يقال هذا ضرب الأميراي مضروبه ويحتمل أن يكون شيئًا فصحفت على الكاتب وضابط عيب المبيع ما نقيص العين أو القيمة نقصًا يفوت به غرض صحيح الغالب في جنس المبيع عدمه (لم يبينه) أي لم يبين عيبه للمشتري (لم يزل في مقت الله) أي غضبه الشديد إذ المقت أشد الغضب (ولم تزل الملائكة تلعنه) لأنه غش الذي إبتاع منه ولم يفصح له فاستحق ذلك (هـ) عن وائلة بن الأسقع وهو حديث ضعيف • (من باع الخمر فليشقص الخنازير) قال العلقمي قال الخطابي معناه فليستحل أكلها والتشقيص يكون من وجهين أحدهما أن يذبحها بالشقص وهو نصل عريض والآخران يجعلها أشقاصًا وأعضاء بعد ذبحها كما تفصل أجزاء الشاة إذا أرادوا إصلاحها للأكل ومعنى الكلام إنما هو تأكيد التحريم والتغليظ فيه يقول من استحل بيع الخمر فليستحل أكل الخنزير فإنها في الحرمة والإثم

سواء أي إذا كنت لا تستحل أكل لحم الخنزير فلا تستحل ثمن الخمر فليس المراد الأمر بذبحها (حم هـ) عن المغيرة وإسناده صحيح • (من باع عقر دار) بفتح العين المهملة هو أصلها وهو مقحم للتأكيد (من غير ضرورة سلط الله على ثمنها تألفًا يتلفه) وهذا مشاهد فإن الإنسان لا يزال ينتفع بعقاره ويحصل له به ريعه ما دام باقيًا فإذا باعه تصرم ثمنه (طس) عن معقل بن يسار • (من باع جلدًا ضحيته فلا أضحية له) قال المناوي أي لا يحصل له الثواب الموعود للمضحى على أضحيته أهـ فيحتمل أن المراد نقي الكمال وبيع جلد الأضحية حرام ولا يصح سواء كانت منذورة أم لا ويحرم جعله أجرة للجزار أيضا وله أن ينتفع بجلد الأضحية المندوبة دون الواجبة بنحو نذر (ك هق) عن أبي هريرة • (من بدأ بالسلام) قال المناوي على من لقيه أو قدم عليه (فهو أولى بالله ورسوله) يحتمل أن المراد أولى بأمان الله وأمان رسوله أي أولى لأن يرد عليه من سلم عليه ويؤمنه لأن السلام معناه الأمان فيجب الرد والله أعلم (حم) عن أبي أمامة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من بدأ بالكلام قبل السلام فلا يجيبوه) فيه حث على السلام والزجر عن تركه (طس) عن ابن عمر بن الخطاب • (من بدأ) بدال مهملة (جفا) قال في النهاية أي من سكن البادية غلظ طبعه لقلة مخالطة الناس والجفاء غلظ الطبع أهـ وقال المناوي أي من سكن البادية صار فيه جفاء الإعراب لتوحشه وإنفراده وغلظ طبعه وبعده عن لطف الطباع (حم) عن البراء وإسناده صحيح • (من بدأ جفا ومن اتبع الصيد غفل) بفتحات قال المناوي أي من شغل الصيد قلبه الهاه وصارت فيه غفلة أهـ والظاهر أن المراد غفل عن الذكر والعبادة وظاهره أن الاكتساب بالاصطياد مفضول بالنسبة لبقية المباحات (ومن أتى أبواب السلطان افتتن) قال المناوي لأن الداخل عليهم أما أن يلتفت إلى نعيمهم فيزدري نعمة الله عليه أو يهمل الإنكار عليهم فيفسق أهـ ومحل ذلك ما لم يدع إلى إتيانه مصلحة وشفاعة وإلا فلا بأس (طب) عن ابن مسعود وإسناده حسن • (من بدل دينه) أي انتقل منه لغيره (فاقتلوه) بعد الاستتابة وجوبًا قال المناوي وعمومه يشمل الرجل وهو إجماع والمرأة وعليه الأئمة الثلاثة خلافًا للحنفية وأما النهي عن قتل النساء فمحمول على الحربيات ويهودي تنصر وعكسه وعليه الشافعي (حم خ 4) عن ابن عباس • (من بر والديه) أي أصليه المسلمين وإن عليا وسيأتي أن زيارة قبرهما من البر (طوبى له زاد الله في عمره) بالبركه ورغد العيش وصفاء الوقت وصرفه في طاعة الله (خدك) عن معاذ بن أنس وهو حديث صحيح • (من بلغ حدًا في غير حد) أي في تعزير فمن توجه إليه تعزير فعلى الحاكم أن لا يبلغ به الحد بل ينقص عن أقل حدود المعزر فإذا بلغ به الحد (فهو من المعتدين) فيأثم بذلك (هق) عن النعمان بن بشير • (من بلغه عن الله فضيلة) في كتابه أو سنة رسوله (فلم يصدق بها) كأن لم يصدق أن تعجيل الحج على المستطيع سنة

(لم ينلها) أي لم يعطه الله إياها (طس) عن أنس بإسناد ضعيف • (من بني) بنفسه أو بني له بأمره (لله مسجدًا) أي محلًا للصلاة يقصد وقفه لذلك فخرج الباني بالأجرة (بني الله له) إسناد البناء إليه تعالى مجاز وأبرز الفاعل تعظيمًا وافتخارًا (بيتًا في الجنة) متعلق ببني أو بمحذوف صفة لبيتًا والمراد بيت مخصوص على أخص صفاته فلا يقال كل من دخل الجنة له فبها بيت قال العلقمي وكذا المناوي وفيه أن فاعل ذلك يدخل الجنة (هـ) عن علي أمير المؤمنين وهو حديث صحيح • (من بنى مسجدًا) قال العلقمي التنكير فيه للشيوع فيدخل فيه الكبير والصغير (يبتغي به وجه الله) أي يطلب به رضاه والمعنى بذلك الإخلاص (بنى الله له مثله في الجنة) المقصود من المثلية أن جزاء هذه الحسنة من جنس البناء لا من غيره فلا يقال أن الحسنة بعشر أمثالها (حم ق ت هـ) عن عثمان ابن عفان • (من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة) أي ما تحفره (لبيضها) وترقد عليه قال العلقمي حمل أكثر العلماء ذلك على المبالغة لأن هذا المكان لا يكفي مقداره للصلاة فيه وقيل بل هو على ظاهره والمعنى أن يزيد في مسجد قدرًا يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر أو يشترك جماعة في بناء مسجد فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدر وهذا كله بناء على ان المراد بالمسجد المكان الذي يتخذ للصلاة فيه فإن كان المراد بالمسجد موضع السجود وهو ما يسع الجبهة فلا يحتاج إلى شيء مما ذكر وهل يحصل الثواب المذكور لمن جعل بقعة من الأرض مسجدًا بأن يكتفي بتحويطها من غير بناء وكذا من عمدًا لي بناء كان يملكه فوقفه مسجدًا أن وقفنا مع ظاهر اللفظ فلا وأن نظرنا إلى المعنى فنعم وهو المتجه فائدة قال ابن الجوزي من كتب اسمه على المسجد الذي يبنيه كان بعيدًا من الإخلاص (بنى الله له بيتًا في الجنة) أن كان بنى المسجد من حلال لوجه الله (حم) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (من بنى لله مسجدًا بنى الله له) بيتًا (في الجنة أوسع منه) فيه إشعار بأن المثلية لم يقصد بها المساواة من كل وجه (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (من بنا بناء أكثر مما يحتاج إليه كان عليه وبألا يوم القيامة) قال المناوي ولهذا مات المصطفي ولم يضع لبنة على لبنة قط أهـ (وظاهر هذه الأحاديث غير مراد بل المراد الحث على قصر الأمل والتخفيف من الدنيا والاقتصار على قدر الحاجة (هب) عن أنس • (من بنى) بناء (فوق ما يكفيه) قال المناوي لنفسه وعياله على الوجه اللائق المتعارف لأمثاله (كلف يوم القيامة أن يحمله على عنقه) وليس بحامل فهو تكليف وتعذيب (طب حل) عن ابن مسعود قال الذهبي حديث منكر • (من بنى) بناء وجعل ارتفاعه (فوق عشرة أذرع ناداه مناد من السماء) من الملائكة (يا عدو الله إلى أين تريد) والظاهر أن هذا فيمن رفعه بغير احتياج بدليل أن رجلًا شكى له صلى الله عليه وسلم ضيق منزله فقال له أرفع البناء إلى السماء واسأل الله السعة قال العلقمي لم يذكر الشيخ من خرجه وقال في درر البحار (طب) عن أنس

وهو حديث ضعيف • (من تاب) أي رجع عن ذنبه بشرطه (قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه) أي قبل توبته ورضيها وبعد طلوعها من مغربها لا تقبل توبته (م) عن أبي هريرة • (من تاب إلى الله قبل أن يغرغر) أي يأخذ في النزع (قبل الله منه) توبته ومن قبل توبته لم يعذبه أبدًا أما في حال الغرغرة وهي حالة النزع فلا تقبل توبته ولا غيرها ولا تنفذ وصيته ولا غيرها (ك) عن رجل • (من تأنى أصاب أو كاد) أي يصيب أي قارب الإصابة (ومن عجل أخطأ أو كاد) يخطئ أي قارب الخطأ (طب) عن عقبة بن عامر بإسناد حسن • (من تأهل في بلد) أي تزوج بها ونوى إقامة أربعة أيام صحاح (فليصل صلاة المقيم) أي يتم صلاته ويمتنع عليه القصر (حم) عن عثمان بن عفان • (من تبتل) أي تخلى عن النكاح وانقطع عنه كما يفعل رهبان النصارى (فليس منا) أي ليس من العاملين بسنتنا (عب) عن أبي قلابة مرسلًا • (من تبع جنازة) لإنسان مسلم (وحملها ثلاث مرار) في رواية مرات (فقد قضى ما عليه من حقها) قال المناوي يحتمل أن المراد أن يحمل حتى يتعب فيستريح ثم يفعل كذلك ثانيًا وثالثًا (ت) عن أبي هريرة • (من تتبع ما يسقط من السفرة) فأكله تواضعًا وتعظيمًا لما رزقه الله وصيانة له عن الابتذال (غفر له) ما تقدم من الصغائر لتعظيم المنعم بتعظيم ما أنعم به (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (عن عبد الله بن أم حرام • (من تحلم) بالتشديد أي طلب الحلم بأن ادعى أنه حلم حلمًا أي رأي رؤيا (كاذبًا) في دعواه أنه رأى ذلك في منامه (كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين) بكسر العين تثنية شعيرة (ولن يعقد بينهما) أي لا يقدر على عقدهما فهو يعذب ليفعل ذلك ولا يمكنه فعله فهو كناية عن طول تعذيبه (ت هـ) عن ابن عباس وهو حديث صحيح • (من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة اتخذ جسرًا إلى جهنم) بسبب ذلك قال العلقمي المشهور في رواية هذا الحديث اتخذ على بنائه للمفعول بمعنى أنه يجعل جسرًا على طريق جهنم ليوطأ أو يتخطأ كما تخطى رقاب الناس فإن الجزاء من جنس العمل ويجوز أن يكون على البناء للفاعل أي أنه اتخذ لنفسه جسرًا يمشي عليه إلى جهنم بسبب ذلك كقوله من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار وفيه بعد والأول أظهروا وفق للرواية وقد ذكره صاحب مسند الفردوس بلفظ من تخطى رقبة أخيه المسلم جعله الله جسرًا على باب جهنم للناس أهـ وظاهر الحديث أن ذلك حرام وقال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة وإذا قلنا بالكراهة أي كراهة التخطي فكلام الشيخ يقتضي أنها كراهة تنزيه وصرح به في المجموع ونقل الشيخ أبو حامد عن نص الشافعي أنها كراهة تحريم واختاره في الروضة في الشهادات للأخبار الصحيحة أهـ واعتمد الرملي أنها كراهة تنزيه وهذا من غير أمام أو رجل صالح لأن الرجل الصالح بتبرك به ولا يتأذى الناس بتخطيته والحق بعضهم بالرجل الصالح الرجل العظيم ولو في الدنيا قال لأن الناس يتسامحون بتخطيته ولا يتأذون به وواجد

فرجة لا يصلها إلا بالتخطي ولم يرج سدها فلا يكره له وأن وجد غيرها لتقصير القوم بإخلائها لكن يسن له أن وجد غيرها أن لا يتخطى فإن رجى سدها كان رجى أن يتقدم أحد إليها إذا أقيمت الصلاة كره وقيد بعضهم جواز التخطي للفرجة برجل أو رجلين (خدت) عن معاذ بن أنس • (من تخطي الحرمتين) قال العلقمي لم أر معنى ذلك في شيء من الشروح ولا في كتب الغريب ورأيت على طرة كتاب من هذا الجامع ما صورته أي زنى بمحرم كما إذا تزوج أما وبنتها أو اختين أهـ وقال المناوي لفظ رواية الطبراني من تخطي الحرمتين الاثنتين فسقط لفظ الاثنتين من قلم المؤلف أي تزوج محرمه كزوجة أبيه بعقد (فخطوا وسطه بالسيف) أي اضربوه به والمراد اقتلوه فليس المراد توسيطه بالسيف بل القتل به فلا دلالة فيه على القتل بالتوسيط (طب هب) عن عبد الله بن مطرف الأزدي • (من تخطي حلقة) بسكون اللام (قوم بغير إذنهم فهو عاص) أي آثم (طب) عن أبي امامة • (من تداوي بحرام) كخمر أو غيره من سائر الأعيان النجسة مع وجود طاهر يقوم مقامه (لم يجعل الله فيه شفاء) فإن الله تعالى لم يجعل شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها (أبو نعيم في الطب) النبوي (عن أبي هريرة • (من ترك الجمعة) ممن تلزمه (من غير عذر فليتصدق) ندبًا (بدينار فإن لم يجد فبنصف دينار) فإن ذلك كفارة الترك (حم د ن هـ حب) عن سمرة بن جندب قال العلقمي هو حديث صحيح وكذا حديث ابن عباس المرفوع • (من ترك الجمعة بغير عذر) وهو من أهل الوجوب (فليتصدق) ندبًا (بدرهم) من فضة (أو نصف درهم أو صاع أو مد) من غالب ما يقتات اختيارًا قال المناوي وفي رواية أو نصف صاع وفي أخرى أو نصف مد (هق) عن سمرة وهو حديث ضعيف • (من ترك اللباس) أي لبس الثياب الحسنة المرتفعة القيمة (تواضعًا لله وهو يقدر عليه دعاه الله تعالى يوم القيامة على رؤس الخلائق) أي يشهره بين الناس ويباهي به (حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها) ومنه أخذ السهر وردي أن لبس الخلقان والمرقعات أفضل (ت ك) عن معاذ بن أنس • (من ترك صلاة) من الخمس بغير عذر ولم يتب (لقي الله تعالى وهو عليه غضبان) أي مستحقًا لعقوبة المغضوب عليه فإن شاء سامحه وإن شاء عذبه (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (من ترك صلاة العصر) قال العلقمي زاد معمر في روايته متعمدًا وكذا أخرجه أحمد من حديث أبي الدرداء (حبط عمله) قال العلقمي بكسر الباء أي بطل ثواب عمله أو رده على سبيل التغليظ والزجر الشديد وظاهره غير مراد وكأنما حبط عمله وقال المناوي أي بطل كمال ثواب عمله يوم ذلك وخص العصر لأن فوتها أقبح من فوت غيرها لكونها الوسطى المخصومة بالأمر بالمحافظة عليها (حم خ ت) عن بريدة بن الحصيب • (من ترك الصلاة متعمدًا فقد كفر جهارًا) قال المناوي أي استوجب عقوبة من كفرًا وقارب أن يكفر فإن تركها

جاحدًا لوجوبها كفر حقيقة (طس) عن أنس وإسناده حسن • (من ترك الرمي) بالسهام (بعدما علمه رغبة عنه فإنها) أي الخصلة التي هي ترك الرمي (نعمة كفرها) فإنه ينكي العدو فتعلم الرمي مندوب وتركه بعد معرفته مكروه (طب) عن عقبة بن عامر • (من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها) قال العراقي المراد بالتهاون الترك من غير عذر (طبع الله على قلبه) المراد بالطبع ما يجعله الله في قلوبهم من الجهل والجفاء والقسوة وقال في النهاية معنى طبع الله على قلبه ختم الله عليه وغشاه ومنعه ألطافه والطبع بالسكون الختم وبالتحريك الدنس وأصله من الصد أو الدنس يغشيان السيف يقال طبع السيف يطبع طبعًا ثم استعمل فيما يشبه ذلك من إلا وزار والآثام وغيرهما من القبايح (حم 4) عن الجعد وإسناده حسن • (من ترك ثلاث جمعات من غير عر كتب من المنافقين) أن كان ممن تجب عليه (طب) عن أسامة بن زيد • (من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان) قال المناوي في رواية نصف دينه والمقيم لدين المرء فرجه وبطنه وقد كفى بالتزوج أحدهما (فليتق الله في النصف الباقي) بأن لا يأكل إلا من حلال والإيمان لا يكمل إلا بفعل المأمورات واجتناب المنهيات والمراد الحث على التزوج (طس) عن أنس بإسناد ضعيف • (من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السموات والأرض) لكونه أظهر خلاف ما أبطن من طلب الدنيا بأعمال الآخرة قال المناوي أي تزيا ولفظ رواية مخرجه الطبراني الأرضين بالجمع (طس) عن أبي هريرة • (من تشبه بقوم) قال المناوي أي تزيا في ظاهره بزيهم وقال العلقمي أي في لبسهم وبعض أفعالهم (فهو منهم) قال العلقمي أي من تشبه بالصالحين يكرم كما يكرمون ومن تشبه بالفساق لم يكرم ومن وضع عليه علامة الشرفاء أكرم وإن لم يتحقق شرفه وفيه إشارة إلى أن من تشبه من الجان بالحيات المؤذيات وظهر لنا في صورتهم فإنه يقتل وأنه لا يجوز في زماننا لبس العمامة الصفراء والزرقاء إذا كان مسلمًا (ابن رسلان (د) عن ابن عمر (طس) عن حذيفة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من تصبح كل يوم) بمثناة فوقية قال العلقمي في رواية من اصطبح وكلاهما بمعنى التناول صباحًا أي قبل أن يأكل شيئًا (بسبع تمرات) قال المناوي بمثناة فوقية وميم مفتوحة (عجوة) قال العلقمي بإضافة تمرات إلى عجوة إضافة بيانية وتنوينها ونصب عجوة على التمييز وتنوينهما مجرورين يجعل الثاني صفة للأول أو عطف بيان له زاد في رواية من تمر العالية وذلك خاص بها ومستمر إلى الآن لخصوصية في تمرها وفي رواية بتمر المدينة قال في الفتح العجوة ضرب من التمر أكبر من الصيحاني أجود تمر المدينة والينه وقال ابن الأثير العجوة ضرب من التمر أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد وهو مما غرسه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بالمدينة (لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) قال المناوي ببركة دعوة الشارع قال العلقمي وفي رواية إلى الليل ومفهومه إن السر

الذي في العجوة من دفع ضرر السحر والسم يرتفع إذا دخل الليل في حق من تناوله أول النهار وهل يكون من تناوله أول الليل كذلك حتى يدفع عنه ضرر السم والسحر إلى الصباح الذي يظهر خصوية ذلك بالمتناول أول النهار ويحتمل أن يلحق به من تناول أول الليل على الريق كالصائم وظاهر الإطلاق المواظبة على ذلك (حم ق د) عن سعد ابن أبي وقاص • (من تصدق بشيء من جسده أعطى بقدر ما تصدق) أي جنى عليه إنسان كان يقطع منه عضوًا فعفا عنه لله أثابه الله عليه بقدر تلك الجناية أي بحسبها (طب) عن عبادة بن الصامت قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من تطبب ولم يعلم منه طب) أي من تعاطي الطب ولم يسبق له تجربة (فهو ضامن) لمن طبه بالدية على عاقلته أن مات بسببه لتهوره بالإقدام على ما يقتل بغير معرفة وأما من سبق له بذلك تجارب فهو حقيق بالصواب وأن الخطأ ومن بذل الجهد الصناعي وحصل قصور الصناعة فعند ذلك لا يكون ملوما (د ن هـ ك) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده صحيح • (من تعذرت عليه التجارة فعليه بعمان) بالضم والتخفيف صقع عند البحرين أي فيلزم التجارة بها فإنها كثيرة الربح (طب) عن شر جيل بن السبط • (من تعظم في نفسه) أي تكبر (واختال في مشيته) بكسر الميم أي تبختروا أعجب بنفسه فيها (لقي الله وهو عليه غضبان) فإن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه والكلام في الاختيال في غير الحرب أما فيها فمطلوب قال المناوي تنبيه قال الغزالي من التكبر الترفع في المجالس والتقدم والغضب إذا لم يبدأ بالسلام وجحد الحق إذا نظر والنظر إلى العامة كأنه ينظر إلى البهائم وغير ذلك فهذا كله يشمله الوعيد وإنما لقيه وهو عليه غضبان لأنه نازعه في خصوص صفته إذ الكبرياء رداؤه (حم خد) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف • (من تعلق شيئًا) قال في النهاية أي من علق على نفسه شيئًا من التعاويذ والتمائم وأشباهها معتقدًا أنها تجلب نفعًا أو تدفع عنه ضرًا (وكل إليه) أي وكل الله شفاءه إلى ذلك الشيء فلا ينفع (حم ت ك) عن عبد الله بن عليم) بضم ففتح • (من تعلم الرمي) بالسهام (ثم تركه فقد عصاني) قال المناوي لأنه حصل له أهلية الدفاع عن الدين ونكاية العدو فتعين عليه القيام بالجهاد فإذا أهمله حتى جهله فقد فرط في القيام بما تعين عليه فيأثم أهـ وقال العلقمي قال الدميري هذا وعيد شديد في نسيان الرمي بعد علمه وهو مكروه كراهة شديدة لمن تركه بلا عذر وسبب هذا الذم أن هذا الذي تعلم الرمي حصلت له أهلية الدفاع عن دين الله والنكاية في العدو فتعين أن يقوم بوظيفة الجهاد فإذا ترك ذلك حتى يعجز عنه فقد فرط في القيام بما تعين عليه فذم على ذلك وفي رواية مسلم فليس منا أي ليس على طريقتنا ولا سنتنا كما قال ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوة الجاهلية ومن غشنا ليس منا وهو ذم بلا شك (هـ) عن عقبة بن عامر • (من تعلم علمًا لغير الله) من نحو جاه وطلب دنيا (فليتبوأ مقعده من النار) أي فليتخذ له

فيها منزلًا قال المناوي فيه سقط ولفظ رواية الترمذي من تعلم علمًا لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار (ت) عن ابن عمر • (من تقحم في الدنيا فهو يتقحم في النار) قال العلقمي قال الجوهري وقحم في الأمر قحومًا رمي بنفسه من غير دراية أهـ والمعنى رمي بنفسه في تحصيل الدنيا ولم يحترز في التحصيل عن الحرام والشبه (هب) عن أبي هريرة • (من تمسك بالسنة) النبوية أي عمل بها بأتيان المأمورات واجتناب المنهيات (دخل الجنة) أي مع السابقين (قط) في الإفراد عن عائشة وإسناده ضعيف • (من تمنى على امتي الغلاء ليلة واحدة أحبط الله عمله أربعين سنة) قال المناوي المراد به الزجر والتهويل لا حقيقة الإحباط (ابن عساكر) في تاريخه) عن ابن عمر) ابن الخطاب وفي إسناده وضاع • (من تواضع لله) أي لأجل عظمة الله (رفعه الله) في الدنيا والآخرة (حل) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من توضأ كما أمر) بالبناء للمفعول أي كما أمره الله (وصلى) المكتوبات الخمس (كما أمر غفر له ما قدم من عمل) أي من عمل الذنوب والمراد الصغائر (حم ن هـ حب) عن أبي أيوب الأنصاري وعن عقبة بن عامر الجهني وإسناده صحيح • (من توضأ على طهر) أي جدد وضوء وهو على طهر الوضوء الذي صلى به فرضا أو نفلًا فإن لم يصل بالوضوء الأول صلاة ما فلا يستحب تجديد الوضوء (كتب له) بالبناء للمفعول (عشر حسنات) أي بالوضوء المجدد قال العلقمي قال ابن رسلان يشبه أن يكون المراد كتب الله به عشر وضأت فإن أقل ما وعد به من الأضعاف الحسنة بعشر أمثالها وقد وعد بالواحد سبعمائة ووعد ثوابًا بغير حساب وقد يؤخذ من قوله توضأ أن الغسل لا تجديد فيه كالتيمم وهو الأصح (د ت هـ) عن ابن عمر قال ت إسناده ضعيف • (من توضأ بعد الغسل فليس منا) قال المناوي أي ليس من العاملين بسنتنا يعني إذا توضأ المغتسل أوله أو في أثنائه لا يعيده بعده أهـ وظاهر الحديث أنه إذا توضأ بعد الغسل لا يكون محصلا للسنة وقال الشافعية يحصل أصل السنة ويكون تاركًا للأفضل (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف • (من توضأ في موضع بوله فأصابه الوسواس) بفتح الواو أي توهم أنه أصابه شيء من ذلك (فلا يلومن إلا نفسه) فالوضوء في محل البول مكروه (عد) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده ضعيف • (من توضأ يوم الجمعة فيها) قال العلقمي قال شيخنا قال القرافي فبطهارة الوضوء يحصل الواجب في التطهر للجمعة وقال الأصمعي فبالسنة أخذ أي بما جوزته السنة من الاقتصار على الوضوء وقال بعضهم معناه فبالرخصة أخذ لأن السنة يوم الجمعة الغسل (ونعمت) بكسر فسكون وروى بفتح النون وكسر العين وهو الأصل في هذه اللفظة والتاء في نعمت للتأنيث أي ونعمت الخصلة هي أي الطهارة للصلاة (ومن اغتسل فالغسل أفضل) فيه أن الغسل يوم الجمعة لا يجب وأجابوا عن الأحاديث التي ظاهرها الوجوب بأن المراد أنه مندوب ندبًا مؤكدًا يقرب من الواجب (حم 3) وابن خزيمة

في صحيحه (عن سمرة) بن جندب قال ت حسن • (من تولى غير مواليه) أي اتخذ غيرهم وليا يرثه ويعقل عنه (فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه) بكسر الراء فسكون الموحدة ففتح القاف قال العلقمي قال في النهاية والربقة في الأصل عروة في حبل يجعل في عنق البهيمة أو يديها يمسكها فاستعارها للإسلام يعني ما يشد به نفسه من عرى الإسلام أي حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه وتجمع الربقة على ربق مثل كسرة وكسر ويقال للحبل الذي يكون فيه الربقة ربق ويجمع على رباق وأرباق أهـ وذلك لأنه كفر نعمة مولاه الذي أنعم عليه بالحرية ومن كفر نعمة العباد فهو يكفران نعمه الله أجدر (حم) والضياء عن جابر • (من جادل في خصومة) أي استعمل التعصب والمراء (بغير علم لم يزل في سخط الله حتى ينزع) أي يترك ذلك ويتوب منه توبة صحيحة (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن أبي هريرة • (من جامع المشرك) قال الشيخ مشى معه أي رافقه زاد المناوي أو معناه نكم الشخص المشرك يعني إذا أسلم فتأخرت عنه زوجته المشركة حتى بانت منه (وسكن معه فإنه مثله) قال المناوي أي من بعض الوجوه لأن الإقبال على عدو الله وموالاته توجب إعراضه عن الله ومن أعرض عنه تولاه الشيطان أهـ قال العلقمي فيه وجوب الهجرة على من قدر عليها وفي حديث عند الطبراني أنا برئ من كل مسلم مع مشرك وفي معناه أحاديث كثيرة (د) عن سمرة بن جندب وإسناده صحيح • (من جرثوبه خيلا) أي بسبب الخيلاء أي العجب والتكبر في غير حالة قتال الكفار كما بينه في حديث آخر (لم ينظر الله إليه) قال العلقمي أي لا يرحمه والنظر إذا أضيف إلى الله كان مجاز أو إذا أضيف إلى المخلوق كان كناية يحتمل أن يكون المراد لا ينظر الله إليه نظر رحمة وقال شيخنا في شرح الترمذي عبر عن المعنى الكائن عند النظر بالنظر لأن من نظر إلى متواضع رحمه ومن نظر إلى متكبر نقمه والرحمة والمقت متسببان عن النظر وقال الكرماني نسبة النظر لمن يجوز عليه النظر كناية لأن من اعتد بالشخص التفت إليه ثم كثر حتى صار عبارة عن الإحسان وأن لم يكن هناك نظر ولمن لا يجوز عليه حقيقة النظر وهو تقليب الحدقة والله سبحانة وتعالى منزه عن ذلك فهو بمعنى الإحسان مجازًا عما وقع فيه في حق غيره كناية (يوم القيامة) خصه لأنه محل الرحمة المستمرة بخلاف رحمة الدنيا فإنها قد تنقطع بما يتجدد من الحوادث قال العلقمي هذا يتناول الرجال والنساء في الوعيد المذكور على هذا الفعل المخصوص (حم ق) عن ابن عمر بن الخطاب • (من جرد ظهر أمرء مسلم) أي عراه من ثيابه (بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان) قال المناوي ويظهر أن المراد جرده من ثيابه ليضربه وفعل أو أراد سلبه ثوبه المحتاج إليه (طب) عن أبي أمامة • (من جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين) قال العلقمي قال شيخنا قال الخطابي وابن الأثير معناه التحذير من طلب القضاء والحرص عليه بقوله من تصدى للقضاء وتولاه فقد تعرض

للذبح فليحذره وليتوقه والذبح هنا مجاز عن الهلاك فإنه من أسرع أسبابه وقوله بغير سكين يحتمل وجهين أحدهما أن الذبح في العرف إنما يكون بالسكين فعدل عنه ليعلم أن الذي أراده صلى الله عليه وسلم بهذا القول إنم هو ما يخاف عليه من هلاك دينه دون هلاك بدنه والثاني أن الذبح العرفي الذي يقع به إزهاق النفس وإراحة الذبيحة وخلاصها من طول الألم وشدة العذاب إنما يكون بالسكين لأنه يمور في حلق المذبوح ويمضي في مذابحه فيجهز عليه وإذا ذبح بغير سكين كان ذبحه خنقا وتعذيبًا فضرب به المثل ليكون أبلغ في الحذر من الوقوع فيه وأشد في التوفي منه أهـ ثم قال في محل آخر حمله الجمهور على الذم والترغيب عنه لما فيه من الخطر وحمله ابن القاص على الترغيب فيه لما فيه من المجاهدة (حم د هـ ك) عن أبي هريرة بأسانيد صحيحة • (من جلب على الخيل يوم الرهان) بكسر الراء (فليس منا) قال العلقمي الجلب يكون ي السباق وهو أن يتبع الرجل فرسه شخصًا فيزجره ويجلب عليه ويصيح حثاله على الجرى فنهي عن ذلك فليس منا أي ليس على طريقتنا (طب) عن ابن عباس • (من جمع بين الصلاتين من غير عذر) كسفر ومطر (فقد أتى بابا من أبواب الكبائر) قال المناوي تمسك به الحنفية على منع الجمع في السفر وقال الشافعي السفر عذر (ت ك) عن ابن عباس قال ك صحيح ورده الذهبي • (من جمع المال من غير حقه سلطه الله على الماء والطين) أي حبب لجامعه صرفه في البنيان لغير ما يحتاج إليه ولم يقصد به قربة (هب) عن أنس • (من جمع القرآن) قال المناوي حفظه على ظهر قلبه (متعه الله بعقله) أي ببقائه سالمًا من الخلل (حتى يموت (عد) عن أنس بإسناد ضعيف • (من جهز غازيًا حتى يستقل) أي أعطاه جميع ما يحتاج إليه للغزو وعبارة العلقمي الوعد المذكور مرتب على تمام التجهيز وهو المراد بقوله حتى يستقل (كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع) قال العلقمي يعني أنه يستوي معه في الأجر إلى أن تنقضي تلك الغزوة (هـ) عن عمر بإسناد حسن • (من حافظ على أربع ركعات قبل صلاة الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار) يحتمل أن المراد النار التي استحق بها التعذيب بارتكاب بعض الذنوب فتكون تلك الركعات مكفرة لذلك وقال المناوي أي نار الخلود (4 ك) عن أم حبيبة • (من حافظ على شفعة الضحى) قال العلقمي قال العراقي المشهور في الرواية ضم الشين والهروى وبان الأثير أنها تروى بالفتح والضم وهي مأخوذة من الشفع وهو الزوج والمراد ركعتا الضحى (غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) ما يعلو على وجهه عند هيجانه مبالغة في الكثرة والمراد الصغائر (حم ت هـ) عن أبي هريرة • (من حافظ على الآذان سنة وجبت له الجنة) أي دخولها مع السابقين قال المناوي المراد أنه حافظ عليه محتسبا بلا أجر (هب) عن ثوبان وإسناده ضعيف • (من حاول أمرًا) قال المناوي أي حصوله أو دفعه (بمعصية) الله (كان أبعد لما رجى) أي أمل (وأقرب لمجئ ما اتقى) أي توقى

حصوله (حل) عن أنس وإسناده ضعيف واه • (من حج) قال المناوي زاد في رواية الطبراني واعتمر (لله) أي لابتغاء وجهه والمراد الإخلاص (فلم يرفث) قال العلقمي والرفث الجماع ويطلق على التعريض به وعلى الفحش في القول وقال الأزهري الرفث اسم جامع لكل ما يريده الرجل من المرأة وكان ابن عباس يخصه بما خوطب به النساء وقال الرفث مثلث في الماضي والمضارع وإلا فصح الفتح في الماضي والضم في المستقبل (ولم يفسق) قال المناوي يخرج عن حد الاستقامة بفعل إثم أو جدال أو مراءًا وملاحاة نحو أجير ورفيق (رجع) أي صار (كيوم ولدته أمه) قال العلقمي أي بغير ذنب وظاهره غفران الكبائر والصغائر والتبعيات وهو من أقوى الشواهد لحديث عباس بن مرادس المصرح بذلك وله شواهد من حديث ابن عمر في تفسير الطبري (حم خ ن هـ) عن أبي هريرة • (من حج البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده الطواف بالبيت) أي طواف الوداع فهو واجب (حم 3) والضياء عن الحارث بن أويس (الثقفي) قال المناوي قال الذهبي له حديث واحد وهو هذا • (من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي) قال المناوي ومنه أخذ السبكي أنه تسن زيارته حتى للنساء وإن كانت زيارة القبور لهن مكروهة (طب هق) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده واه • (من حج عن أبيه أو) عن (أمه فقد قضى عنه حجته وكان) له (فضل عشر حجج) أي إذا كان الفاعل قد حج عن نفسه والقصد الترغيب في الحج عن الوالدين (قط) عن جابر بإسناد ضعيف • (من حج عن والديه أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار) أي الأخيار الصلحاء (طس) عن ابن عباس وضعفه مخرجه الدارقطني • (من حدث عني بحديث يرى قال العلقمي بضم أوله أشهر من فتحه وكلاهما بمعنى يظن أو الثاني بمعنى يعلم (أنه كذب) قال المناوي بكسر الكاف مصدر وبفتح فكسر أي ذو كذب (فهو أحد الكاذبين) بصيغة الجمع باعتبار كثرة النقلة وبالتثنية باعتبار المفترى والناقل عنه فليس لرواي حديث ان يقول قال رسول الله إلا أن علم صحته ويقول في الضعيف روى ونحوه (حم م هـ) عن سمرة بن جندب • (من حدث بحديث فعطس عنده) قال الشيخ ببنا عطس للمفعول وظاهر شرح المناوي بناء الفعلين للفاعل (فهو حق) لسر علمه الشارع (الحكيم الترمذي عن أبي هريرة) وإسناده حسن • (من حسب) بفتحات أي عد (كلامه من عمله قل كلامه) خوفًا من الوقوع في الأثم (إلا فيما يعنيه) أي لا ينطق إلا بماله فيه الثواب (ابن السني عن أبي ذر) الفغاري • (من حضر معصية) أي حضر فعلها (فكرهها فكأنه) وفي نسخة فكأنما (غاب عنها) هذا فيمن لا يقدر على منع مرتكبها من فعلها (ومن غاب عنها فرضيها فكأنه حضرها) قال المناوي لأنه من ود شيئًا ما كان من عمله (هق) عن أبي هريرة • (من حضر إمامًا) المراد الإمام الأعظم ومثله نوابه (فليقل خيرًا أو ليسكت) ليغنم ويسلم (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن

• (من حفظ على أمتي) قال المناوي أي نقل إليهم بطريق التخريج والإسناد أهـ وقيل معنى حفظها أن ينقلها إلى المسلمين وإن لم يحفظها ولا عرف معناها (أربعين حديثًا من السنة) صحاحًا أو حسانًا قيل أو ضعافًا يعمل بها في الفضائل (كنت له شفيعا وشهيدًا يوم القيامة) قال المناوي وفي رواية كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء وحفظ الحديث مطلقًا فرض كفاية (عد) عن ابن عباس قال العلقمي قال النووي قد روينا هذا الحديث عن علي وابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري من طرق كثيرة وروايات متبوعات واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه • (من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي) قال العلقمي والحفظ هو ضبط الشيء ومنعه من الضياع فتارة يكون حفظ العلم بالقلب وإن لم يكتب وتارة في الكتاب وإن لم يحفظ بقلبه فلو حفظ في كتاب ثم نقل إلى الناس دخل في وعد الحديث ولو كتبها عشرين كتابًا (ابن النجار عن أبي سعيد • (من حفظ فقميه) قال في النهاية الفقم بالضم والفتح اللحي (ورجليه) يريد من حفظ لسانه وفرجه (دخل الجنة) أي بغير عذاب أو مع السابقين (حم ك خ ن) عن أبي موسى الأشعري ورواته ثقات • (من حفظ عشر آيات من أول) في رواية من آخر (سورة الكهف عصم من فتنة الدجال) قال العلقمي قيل هذا من خصائص هذه السورة كلها فقد روى من حفظ سورة الكهف ثم أدركه الدجال لم يسلط عليه وعلى هذا تجتمع رواية من روى من أول سورة الكهف ورواية من روى آخرها ويكون ذكر العشر على جهة التدريج في حفظها كلها وذلك لما فيه من العجائب والآيات فمن تدبرها لم يفتن بالدجال وقال الشيخ أكمل الدين في شرح المشارق يجوز أن يكون التخصيص بها لما فيها من ذكر التوحيد وخلاص أصحاب الكهف من شر الكفرة (حم م د ن) عن أبي الدرداء • (من حفظ لسانه) أي صانه عن النطق بما لا يحل (وسمعه) عن الاستماع إلى ما لا يحل (وبصره) عن النظرة إلى ما لا يحل (يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة) ظاهره يشمل الواقف بعرفة وغيره (هب) عن الفضل بن عباس • (من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه) قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن أبي هريرة قال أعتم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فوجد الصبية قد ناموا فأتاه أهله بطعامه فحلف لا يأكل من أجل صبيته ثم بدا له فأكل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فذكره قال النووي وفي رواية إذا حلف أحدكم على اليمين فرأى خيرًا فليكفرها وليأت الذي هو خير وفي ذلك الدلالة على أن من حلف على فعل شيء أو تركه وكان الحنث خيرًا من التمادي على اليمين استحب له الحنث وتلزمه الكفارة وهذا متفق عليه (حم م ت) عن أبي هريرة • (من

حلف بغير الله فقد أشرك) قال المناوي أي فعل فعل أهل الشرك وتشبه بهم إذ كانت إيمانهم بآبائهم وما يعبدونه من دون الله أو فقد أشرك غير الله في تعظيمه (حم ت ك) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (من حلف) أي أراد أن يحلف (فليحلف برب الكعبة) قال المناوي لا بالكعبة لأن القسم بمخلوق مكروه وإن كان عظيمًا كالكعبة والنبي والملك (حم هق) عن قتيلة بنت صيفي الجهنية • (من حلف علي يمين صبر) بفتح المهملة وسكون الموحدة أي حلف يمينا يصبر فيه بمعنى يحبس وهو اليمين اللازمة من جهة الحكم فيصبر لأجلها ولا يوجد ذلك إلا بعد التداعى عليها (يقتطع بها مال) في رواية حق (امرء مسلم) قال المناوي يفتعل من القطع كأنه قطعه عن صاحبه أي أخذ قطعة من ماله بالحلف المذكور (هو فيها فاجر) قال العلقمي المراد بالفجور لازمه وهو الكذب أي كاذب (لقى الله وهو عليه غضبان) قال المناوي يعامله معاملة المغضوب عليه من كونه لا ينظر إليه ولا يكرمه بل يعذبه أو يهينه أهـ وقد تدركه الرحمة فيرضى حصمه (حم 4) عن الأشعث ابن قيس وابن مسعود • (من حلف علي يمين فقال إن شاء الله فقد استثنى) قال العلقمي إذا كان الاستثناء متصلا باليمين لا حنث عليه لأن المشيئة غير معلومة وعدمها كذلك والوقوع بخلاف المشيئة محال ولا فرق بين الحلف بالله أو بالطلاق أو بالعتاق عند أكثرهم وقال الأوزاعي إذا حلف بطلاق أو عتق فالاستثناء لا يغني عنه شيئا وقالت المالكية الاستثناء لا يعمل إلا في يمين تدخلها الكفارة فلابد من قصد التعليق فلو قصد التبرك بذكر الله أو أطلق وقع الطلاق (د ن ك) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (من حلف بالأمانة) قال العلقمي قال شيخنا قال الخطابي سببه أنه إنما أمر أن يحلف بالله وصفاته وليست الأمانة من صفاته وإنما هي أمر من أمره وفرض من فروضه فنهوا عنه لما فيه التسوية بينها وبين أسماء الله وصفاته وقال ابن رسلان أراد بالأمانة الفرائض أي لا تحلفوا بالصلاة والحج والصيام ونحو ذلك أهـ وإذا قال الحالف وأمانة الله كانت يمينا عند أبي حنيفة ولم يعدها الشافعي يمينا (فليس منا) أي ذوي طريقتنا أي ليس من أكابر المسلمين (د) عن بريدة وإسناده صحيح • (من حمل علينا السلاح) قال العلقمي قال في الفتح المراد من حمل عليهم السلاح لقتالهم لما فيه من إدخال الرعب عليهم لا من حمله لحراستهم مثلا فإنه يحمله لهم لا عليهم (فليس منا) قال العلقمي أي ليس على طريقتنا وأطلق اللفظ مع احتمال إرادة أنه ليس على الملة للمبالغة في الزجر والتخويف مالك (حم ق ن هـ) عن ابن عمر • (من حمل بجوانب السرير) الذي عليه الميت (الأربع غفر له أربعون كبيرة) ظاهره أن حمل الميت يكفر بعض الكبائر ويحتمل أن المراد الترغيب في حمل الميت لما فيه من الكرامة (ابن عساكر عن واثلة) بن الأسقع وإسناده ضعيف • (من حمل من أمتي أربعين حديثًا) يحتمل أن المراد بالحمل الحفظ مع فهم المعنى والعمل به (بعثه الله يوم القيامة فقيهًا عالمًا) قال المناوي أي حشر يوم

القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء أو أعطى مثل ثواب فقيه عالم (عد) عن أنس وإسناده ضعيف • (من حمل) من السوق (سلعته) قال المناوي بكسر السين بضاعته أهـ وقال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري بفتح السين وأما بالكسر فاسم للخراج (فقد برء من الكبر) بكسر فسكون لما فيه من التواضع وطرح النفس (هب) عن أبي أمامة وإسناده ضعيف • (من حمل اخاه) في الدين (على شسع) قال المناوي في رواية على شسع نعل (فكأنما حمله على دابة في سبيل الله (خط) عن أنس وأورده ابن الجوزي في الواهيات • (من حوسب عذب) بالبناء للمفعول أي من حوسب بمناقشته فالمراد أن الاستقصاء في الحساب يفضى إلى العقاب (ت) والضياء عن أنس ورواه مسلم • (من خاف أدلج) قال العلقمي يقال أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل وأدلج بالتشديد إذا سار من آخره (ومنن أدلج بلغ المنزل) قال المناوي يعني من خاف الله تعالى أتى نه كل خير ومن أمن اجترأ على كل شر (إلا أن سلعة الله عالية • أي رفيعة القدر (إلا أن سلعة الله الجنة) قال المناوي مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لسالك الآخرة فإن الشيطان على طريقه والنفس وأمانيه الكاذبة أعوانه فإن تيقظ في سيره وأخلص في عمله أمن من الشيطان وقطع الطريق أهـ يعني من خاف الله في الأعمال الصالحة نال الدرجات العالية في الجنة (ت ك) عن أبي هريرة قال ت حسن وقال ك صحيح • (من خبب) بمعجمة فموحدتين تحتيتين (زوجة امرء) أي خدعها وأفسدها أو حسن إليها الطلاق ليتزوجها أو يزوجها لغيره أو غير ذلك (أو مملوكه) أو أمته أي أفسده عليه بأن لاط أو زنى به أو حسن إليه إلا باق أو طلب البيع أو نحو ذلك (فليس منا) أي من العاملين بأحكام شرعنا (د) عن أبي هريرة وفيه كذاب قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (من ختم القرآن أول النهار صلت عليه الملائكة) أي استغفرت له (حتى يمسى ومن ختمه آخر النهار صلت عليه الملائكة حتى يصبح) قال المناوي يحتمل أن يراد الحفظة أو أن المراد الموكلون بالقرآن وسماعه (حل) عن سعد بن أبي وقاص بإسنادواه • (من ختم له بصيام) يوم) قال المناوي أي من ختم عمره بصيام يوم بان مات وهو صائم أو عقب صومه (دخل الجنة) أي بغير عذاب (البزار عن حذيفة) وإسناده صحيح • (من خرج في طلب العلم) الشرعي النافع الذي أراد به وجه الله (فهو في سبيل الله) أي في حكم من خرج للجهاد (حتى يرجع) لما في طلبه من إحياء الدين وإذلال الشيطا قيل وفي قوله تعالى السائحون أنهم الذاهبون في الأرض لطلب العلم (ت) والضياء عن أنس قال ت حسن غريب • (من خضب شعره بالسواد) لغير الجهاد (سود الله وجهه يوم القيامة) دعاء أو خبر فالخضاب به لغير جهاد حرام (طب) عن أبي الدرداء • (من خلقه الله لواحدة من المنزلتين) الجنة والنار (وفقه لعملها) قال المناوي فمن وفقه للسعادة أقدره على إعمالها حتى تكون الطاعة أيسر المأمورات عليه وللشقاوة منعه الألطاف حتى تكون

الطاعة أشد شيء عليه (طب) عن عمران وإسناده حسن • (من دخل البيت) أي الكعبة (دخل في حسنة وخرج من سيئة مغفورًا له) الصغائر فيندب دخوله ما لم يؤذ أو يتأذى لنحو زحمة (طب هق) عن ابن عباس • (من دخل الحمام بغير مئزر) ساتر لعورته عن العيون (لعنه الملكان) أي الحافظان حتى يستتر (الشيرازي عن أنس) بن مالك • (من دخلت عينه) أي نظر بعينه إلى من في الدار من أهلها وهو بالباب (قبل أن يستأنس) أي يستأذن ويسلم (فلا أذن له) أي لا ينبغي لرب الداران ياذن له في الدخول (وقد عصى ربه) ومن ثم حل رميه بحصاة وإن انفقأت عينه هدرت (طب) عن عبادة • (من دعا إلى هدى) بالضم أي إلى ما يهتدي به من العمل الصالح (كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الأثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا) ضمير الجمع في أجورهم وآثامهم يعود لمن باعتبار المعنى ولا فرق في الهدى والضلالة بين أن يكون ابتدأ ذلك أو أن يكون مسبوقًا إليه (حم م 4) عن أبي هريرة • (من دعا لأخيه) في الدين (بظهر الغيب) أي بحيث لا يشعر وإن كان حاضرًا في المجلس (قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل) بالتنوين أي بمثل ما دعوت به له (م د) عن أبي الدرداء • (من دعا على من ظلمه فقد انتصر) يعني فينقص ثواب المظلوم (ت) عن عائشة بإسناد ضعيف • (من دعا رجلًا بغير اسمه) المراد بلقب يكرهه لا بنحو يا عبد الله (لعنته الملائكة) أي دعت عليه بالبعد عن منازل الأبرار (ابن السني عن عمير بن سعد) قال ابن الجوزي حديث منكر • (من دعى إلى عرس) أي إلى وليمة عرس (أو نحوه) كختان وعقيقة (فليجب) وجوبًا في وليمة العرس وندبًا في غيرها بشروط مذكورة في كتب الفقه (م) عن ابن عمر بن الخطاب • (من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه) مكافأة له على دفع غيظه وقهر نفسه لله (ومن حفظ لسانه) أي صانه عما لا يحل النطق به (ستر الله عورته) عن الخلق فلا يطلع الناس على عيوبه (طس) عن أنس وضعفه المنذري • (من دفن ثلاثة من الولد حرم الله عليه النار) بأن يدخله الجنة بغير عذاب ظاهره وإن ارتكب كبائر ويحتمل أن يكون ذلك سببًا لتوبته فلا إشكال (طب) عن واثلة بإسناد حسن • (من دل على خير فله من الأجر مثل أجر فاعله) قال العلقمي قال شيخنا قال النووي المراد أن له ثوابا كما أن لفاعله ثواباص ولا يلزم أن يكون قدر ثوابهما سواء أهـ وذهب بعض الأئمة إلى أن المثل المذكور في هذا الحديث ونحوه إنما هو بغير تضعيف وقال القرطبي أنه مثله سواء في القدر والتضعيف لأن الثواب على الأعمال إنما هو بفضل من الله يهبه لمن يشاء على أي شيء صدر منه خصوصا إذا صحت النية التي هي أصل الأعمال في طاعة عجز عن فعلها لمانع منع منها فلا بعد في مساواة أجر ذلك العاجز لأجر القادر والفاعل أو يزيد عليه قال وهذا جار في كل ما ورد مما يشبه ذلك الحديث من فطر

صائمًا فله مثل أجره (حم م د ت) عن ابن مسعود البدري • (من ذ ب) أي دفع (عن عرض أخيه) المسلم (بالغيبة) قال المناوي كناية عن الغيبة كأنه قيل من ذب عن غيبة أخيه في غيبته (كان حقا على الله أن يقيه من النار) قال المناوي زاد في رواية وكان حقا علينا نصر المؤمنين (حم طب) عن أسماء بنت يزيد وإسناده حسن • (من ذبح لضيفه) المسلم (ذبيحة إكرامًا له لله كانت فداءه من النار) فيه ما تقدم (ك) في تاريخه) تاريخ تيسابور (عن جابر) قال المناوي هذا حديث منكر • (من ذرعه) بذال معجمة وراء وعين مهملة مفتوحات قال في النهاية أي سبقه وغلبه في الخروج (القئ وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء) أي تكلف القيء عامدًا عالما (فليقض) وجوبا لبطلان صومه (4 ك) عن أبي هريرة قال العلقمي قال الدميري قال الحاكم صحيح ثم قال والحاصل أن المجموع طرقه حسن وكذا نص على حسنه غير واحد من الحفاظ • (من ذكر الله ففاضت عيناه) أي الدموع من عينيه فاسند الفيض إلى العين مبالغة (من خشية الله حتى يصيب الأرض) بالنصب أو نحوها (من) أي بعض (دموعه) أو من زائدة (لم يعذبه الله يوم القيامة) وهذا لا ينافي حصول الرجاء (ك) عن انس وقال صحيح واقروه • (من ذكر الله عند الوضوء) أي سمى أوله (طهر جسده كله) أي ظاهره وباطنه (فإن لم يذكر اسم الله) عنده (لم يطهر منه إلا ما أصاب) أي أصابه (الماء) أي الظاهر دون الباطن (عب) عن الحسن الكوفي (مرسلا) • (من ذكر أمرًا بما) أي بشيء (ليس فيه ليعيبه) به بين الناس (حبسه الله) عن دخول الجنة (في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ) بالذال المعجمة (ما قال) وليس بقادر على ذلك فهو كناية عن شدة تعذيبه (طب) عن أبي الدرداء قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (من ذكر رجلا بما فيه) من العيوب (فقد اغتابه) قال المناوي وتمامه عند مخرجه ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته (ك) في تاريخه عن أبي هريرة • (من ذكرت عنده) أي بحضرته (ولم يصل على فقد شقى) أي فا، هـ فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فاطلق الشقاء على حرمانه من الثواب (ابن السني عن جابر) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من ذكرت عنده فخطئ الصلاة على خطئ طريق الجنة) قال الشيخ بضم المعجمة فتشديد الطاء المهملة مبني للمجهول فيهما والأول من الشيطان والثاني من الرحمن أهـ ويحتمل بناؤهما للفاعل فليتأمل (طب) عن الحسين بن علي • (من ذكرت عنده فليصل على فإنه) أي الشأن (من صلى على مرة) أي طلب لي دوام التشريف (صلى الله عليه عشرًا) أي رحمه وضاعف أجره (هـ ن) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من ذهب بصره في الدنيا) يعني قبل أن يموت (جعل الله له نورًا يوم القيامة أن كان صالحًا) قال المناوي الظاهر أن المراد مسلما كما قالوا في خبر أو ولد صالح يدعو له (طس) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من ذهب في حاجة أخيه المسلم) من

أجل الله (فقضيت له حاجته كتب له حجة وعمرة وإن لم تقض كتبت له عمرة) أي كتب له ثواب ذلك مكافأة له على ذلك (هب) عن الحسن بن علي • (من رأى عورة) أي خصلة قبيحة (من أخيه المؤمن) ولو معصية قد انقضت ولم يتجاهر بفعلها (فسترها عليه كان كمن أحيي موؤدة من قبرها) قال المناوي وجه الشبه أن الساتر دفع عن المستور الفضيحة بين الناس التي هي كالموت فكأنه أحياه كما دفع الموت عن الموؤدة من أخرجها من القبر قبل أن تموت (خدك) عن عقبة بن عامر وإسناده صحيح • (من رأى شيئًا يعجبه فقال ما شاء الله) أي ما شاء الله كان (لا قوة إلا بالله) أي لا قوة على الطاعة ودفع شر العين (لم تضره) أي ذلك الشيء (العين ابن السني عن أنس) وإسناده ضعيف • (من رأى حية فلم يقتلها مخافة طلبها) قال المناوي أي مخافة أن يطالب بدمها في الدنيا والآخرة (فليس منا) أي من العاملين بأوامرنا (طب) عن أبي ليلى وإسناده حسن • (من رأى مبتلى) في بدنه أو دينه أي علم بحضوره (فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء) ويستحب مع ذلك أن يسجد شكرًا لله تعالى على سلامته من ذلك ويجهر له بذلك أن أمن من شره وكان سبب حصوله معصية (ت) عن أبي هريرة • (من رأى) أي علم (منكم) معشر المسلمين (منكرًا) أي شيئًا قبحه الشرع فعلا أو قولًا (فليغيره بيده) وجوبًا أن استطاع (فإن لم يستطع) تغيره بيده (فبلسانه) أي فليغيره بلسانه كاستهانة وتوبيخ (فإن لم يستطع) تغيره بلسانه بأن خاف ضررًا (فبقلبه) أي فالواجب إنكاره بقلبه بأن يكرهه به ويعزم على تغيره أن قدر (وذلك) أي الإنكار بالقلب (أضعف الإيمان) قال المناوي أي خصاله فالمراد به الإسلام أو آثاره وثمراته (حم م 4) عن أبي سعيد الخدري • (من رآني في المنام فقد رآني) قال المناوي أي رأى حقيقتي على كمالها (فإن الشيطان لا يتمثل بي) قال العلقمي قال بعض العلماء خص الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم بأن رؤيا الناس إياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يتدرع بالكذب على لسانه في النوم كما خرق الله تعالى للأنبياء بالمعجزة العادة دليلًا على صحة حالهم وكما استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة إذ لو وقع لا اشتبه الحق بالباطل ولم يوثق بما جاء من جهة النبوة مخافة من هذا التصور فحماه الله من الشيطان ونزعه ووسوسته وإلقائه وكيده على الأنبياء قال الكرماني فإن قلت الشرط ينبغي أن يكون غير الجزاء قلت ليس هو الجزاء حقيقة بل لازمه نحو فليستبشر فإنه قد رآنى وهو في معنى الإخبار أي من رآني فأخبره أن رؤيته حق ليست أضغاث أحلام ولا تخيلات الشيطان (حم خ ت) عن أنس • (من رآني فقد رأى) المنام (الحق فإن الشيطان لا يتزايابي (حم ق) عن أبي قتادة • (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) بفتح القاف قال العلقمي قال النووي فيه أقوال أحدها إن المراد به أهل عصره ومعناه أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر

وفقه الله تعالى للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عيانا والثاني معناه أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة وصحتها واستبعد أن يكون معناه سيراني في الدار الآخرة لأنه يراه في الآخرة جميع أمته من رآه في الدنيا ومن لم يره والثالث يراه في الآخرة رؤية خاصة من القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك وحمله ابن أبي جمرة وطائفة على أنه يراه في الدنيا حقيقة ويخاطبه وإن ذلك كرامة من كرامات الأولياء وقال ابن حجر هذا مشكل جدًا لأنه يلزم أن يكون هؤلاء أصحابه وتبقى الصحابة إلى يوم القيامة ولأن جمعًا ممن رآه في المنام لم يره في اليقظة والخبر الصادق لا يختلف وأقول الجواب على الأول منع الملازمة لأن شرط الصحبة أن يرآه وهو في عالم الدنيا وذلك قبل موته وامراؤيته بعد الموت وهو في عالم البرزخ فلا تثبت بها الصحبة وعن الثاني أن الظاهران من لم يبلغ درجة الكرامات ممن هو في عموم المؤمنين إنما تقع له رؤيته قرب موته عند طلوع روحه أو عند الاحتضار ويكرم الله به من شاء قبل ذلك فلا يتخلف الحديث وأما أصل رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة فقد نص على إمكانها ووقوعها جماعة من الأئمة قال الغزالي ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل مثالًا له صار ذلك المثال آلة يتأذى بها المعنى الذي هو نفسه قال والآلة تارة تكون حقيقية وتارة تكون خيالية والنفس غير المثال المتخيل فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق قال ومثل ذلك من يرى الله تعالى في المنام فإن ذاته تعالى منزهة عن الشكل والصورة لكن تنتهي تعريفاته إلى العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره ويكون ذلك المثال حقًا في كونه واسطة في التعريف فيقول الرأي رأيت الله تعالى في المنام لا يعني أني رأيت ذات الله كما يقول في حق غيره (ولا يتمثل الشيطان بي) قال العلقمي استئناف فكان قائلًا قال وما سبب ذلك فقال لا يتمثل الشيطان بي يعني ليس ذلك في المنام من قبيل القسم الثاني وهو أن يمثل الشيطان في خيال الرأي ما شاء من التخيلات قال وهل هذا المعنى ختص بالنبي صلى الله عليه وسلم أم لا قال بعضهم رؤية الله تعالى ورؤية الأنبياء والملائكة عليهم السلام ورؤية الشمس والقمر والنجوم المضيئة والسحاب الذي فيه الغيم لا يتمثل الشيطان بشيء مها وذكر المحققون أنه خاص به صلى الله عليه وسلم (د) عن أبي هريرة • (من رأيتموه) أي علمتموه (يذكر أبا بكر وعمر بسوء) كسب أو تنقيص (فإنما يريد الإسلام) فإنما قصد به تنقيص الإسلام والطعن فيه فإنهما شيخا الإسلام وبهما كان تأسيس الدين (ابن قانع) في المعجم (عن الحجاج السهمي) نسبة إلى بني سهم وذا حديث منكر • (من رابط) قال المناوي أي لازم الثغراى المكان الذي بيننا وبين الكفار (فوق ناقة) قال في النهاية هو ما بين الحلبتين من الراحة وتضم فاؤه وتفتح وقال المناوي ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تترك سويعة لتدر (حرمه الله تعالى على النار) أي يدخله الجنة مع السابقين وأما نار الخلود فكل مسلم

محرم عليها (عق) عن عائشة وإسناده ضعيف (من رابط) قال العلقمي قال الدميري الرباط مراقبة العدو في الثغور المقاربة لبلاده (ليلة في سبيل الله كانت كألف ليلة صيامها وقيامها) أي كان ثوابها مثل ثواب ألف ليلة يصام يومها ويقام ليلها قال المناوي تبعًا لابن عطية والقرطبي وزاد فيمن ذهب يحرس المسلمين في الثغر لا لساكنه قال العلقمي وتقدم ما فيه من النظر يعني ولو اتخذه وطنًا ومسكنًا (هـ) عن عثمان بن عفان • (من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار) الحاصل له في المعركة (مسكًا يوم القيامة) قال العلقمي الروحة السير من الزوال إلى آخر النهار ويحصل هذا الثواب بكل روحة إلى الغزو ولو في طريقه أو موضع القتال (هـ) والضياء عن أنس وإسناده حسن • (من رأى) مرسوم في نسخ بمثناة تحتية بعدها ألف (بالله) أي بعمل من أعمال الآخرة المقربة من الله (لغير الله) أي فعل ذلك ليراه الناس فيعتقد ويعطي ويعظم (فقد برئ من الله) أي لم يحصل له على ذلك العمل ثواب بل عقاب إن لم يعف عنه (طب) عن أبي هند الداري • (من ربي صغيرًا حتى يقول لا إله إلا الله لم يحاسبه الله) فيه شمول لولده وولد غيره اليتيم وغيره (طس دعد) عن عائشة وإسناده ضعيف • (من رحم) حيوانا ذبحه بنحو إسراع وسن حدية (ولو ذبيحة عصفور) قال المناوي سمى به لأنه عصى وفر (رحمه الله) أي تفضل عليه وأحسن إليه (يوم القيامة) ومن أدركته الرحمة يومئذ فهو من الفائزين (خد طب) والضياء عن أبي أمامة وإسناده صحيح • (من رد عن عرض أخيه) في الدين (رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) المراد أنه لا يعذبه قال المناوي وخص الوجه لأن تعذيبه أنكي في الآلام وأشد في الهوان (حم ت) عن أبي الدرداء قال ت حسن • (من رد عن عرض أخيه كان الرد) أي ثوابه (له حجابًا من النار يوم القيامة) قال المناوي وذلك بظهر الغيب أفضل من حضوره (هق) عن أبي الدرداء وإسناده حسن • (من رد عادية ماء) قال المناوي أي من صرف ماء جاريًا متعديًا أي مجاوز إلى إهلاك معصوم (أو) صرف (عادية نار) كذلك (فله أجر شهيد) أي مثل أجر شهيد من شهداء الآخرة (النرسي) قال الشيخ بضم النون فسكون الراء فكسر السين المهملة (في) كتاب (قضاء الحوايج) للناس (عن علي) أمير المؤمنين • (من ردته الطيرة) بكسر ففتح (عن حاجة فقد أشرك) أي صار مشابهًا للمشركين المعتقدين إن الله شريكًا في الخير والشر تعالى الله عن ذلك (حم طب) عن ابن عمرو بن العاص هو حديث حسن • (من رزق في شيء فليلزمه) أي من جعلت معيشته من شيء فلا ينتقل عنه حتى يتغير لأنه قد لا يفتح عليه في المنتقل إليه فهو خلقك لما شاء لا لما تشاء فكن مع مراد الله فيك لا مع مرادك لنفسك (هب) عن أنس وإسناده حسن • (من رزق تقي) أي فعل المأمورات وتجنب المنهيأت (فقد رزق خيري الدنيا والآخرة) فهو من المفلحين السابقين إلى جنات النعيم (أبو الشيخ)

في الثواب (عن عائشة) وإسناده ضعيف • (من رزقه الله امرأة صالحة) أي دينة جميلة (فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني) قال المناوي لأن أعظم البلاء القادح في الدين شهوة البطن وشهوة الفرج وبها تحصل العفة عن الزنى وهو الشطر فيبقي الشطر الثاني وهو شهوة البطن فأوصاه بالتقوى فيه (ك) عن أنس • (من رضى من الله باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل) قال المناوي فلا يعاقب على إقلاله من نوافل العبادة فمن سامح سومح (هب) عن علي وإسناده ضعيف • (من رضي عن الله في قضائه وقدره رضي الله تعالى عنه) قال المناوي بأن يدخله الجنة ويتجلى عليه فيها ليراه عيانًا (ابن عساكر عن عائشة • (من رفع رأسه قبل) رفع (الإمام أو وضع) رأسه قبل وضع الإمام (فلا صلاة له) أي كاملة (ابن قانع عن شيبان) بن مالك الأنصاري • (من رفع حجرًا عن الطريق) احتسابًا لله (كتب له حسنة ومن كانت له حسنة) مقبوله (دخل الجنة) يعني إذا قبل الله الحسنة عفا عنه وأدخله الجنة مع السابقين (طب) عن معاذ وإسناده صحيح • (من ركع ثنتى عشرة ركعة بنى له بيت في الجنة) قال المناوي المراد صلاة الضحى وذلك هو أكثرها عند الشافعية أهـ واعتمد بعض المتأخرين منهم أن أكثرها وأفضلها ثمان (طس) عن أبي ذر الغفاري • (من ركع عشر ركعات فيما بين المغرب والعشاء بنى له قصر في الجنة) قال المناوي تمامه فقال عمر إذا تكثر قصورنا يا رسول الله (ابن نصر) في كتاب (الصلاة عن عبد الكريم) بن الحارث (مرسلا • (من رمي بسهم في سبيل الله فهو له عدل) قال المناوي بكسر العين ونفتح أي مثل (محرر) زاد في رواية الحاكم ومن بلغ بسهم فهو له درجة في الجنة وقال في النهاية العدل والعدل بمعنى المثل وقيل هو بالفتح ما عادله من جنسه وبالكسر ما ليس من جنسه وقيل بالعكس (ت ن ك) عن أبي نجيح وإسناده صحيح • (من رمي) أي سب (مؤمنًا بكفر) كأن قال هو كافر (فهو كقتله) في عظم الوزر لكن لا يلزم تساوي الوزرين (طب) عن هشام بن عامر بن أمية الأنصاري وإسناده حسن • (من رمانا بالليل) أي رمي إلى جهتنا بالقسي ليلا (فليس منا) أي فليس على منهاجنا قال الشيخ وقد وقع أن رجلًا أراد أن يعلم القوم بنفسه ليلا وكان في حاجتهم وكره التكلم والتصويت فرمى بسهم ليعلمهم فافزع الناس فلما بلغ الشارع ذكره (حم) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من روع مؤمنا) أي افزعه وخوفه (لم يؤمن الله) تعالى بشدة الميم (روعته يوم القيامة) حين يفزع الناس من هول الموقف (ومن سعى بمؤمن) إلى سلطان ليؤذيه (إقامة الله تعالى مقام ذل وخزى يوم القياامة) فالسعاية حرام بل قضية الخبر أنها كبيرة قال العلقمي وفي حديث كعب الساعي مثلث يريد أنه يهلك بسعايته ثلاثة نغر السلطان والمسعى به ونفسه (هب) عن أنس وضعفه المنذري • (من زار قبري) أي زارني في قبري فقصد البقعة غير قربة (وجبت) حقت ولزمت (له شفاعتي) أي

سؤالي إلى الله أن يتجاوز عنه (عد هب) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (من زارني بالمدينة) أي في حياته أو بعد موته (محتسبًا) أي ناويا بزيارته وجه الله طالبًا ثوابه (كنت له شهيدًا وشفيعًا يوم القيامة (هب) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من زار قبر والديه أو أحدهما يوم الجمعة فقرأ عنده يس) أي سورتها (غفر له) الصغائر وكتب بارا بوالديه وإن كان عاقالهما في حياتهما فالميت تنفعه القراءة عنده وكذا الدعاء والصدقة (عد) عن أبي بكر بإسناد ضعيف • (من زار قبر والديه أو أحدهما في يوم الجمعة مرة غفر الله له) ذنوبه الصغائر (وكتب) برا بوالديه وإن كان عاقالهما في حياتهما قال المناوي قال ابن القيم هذا نص في أن الميت يشعر بمن يزوره وإلا لما صح تسميته زائرًا وإذا لم يعلم المزور بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره هذا هو المعقول عند جميع الأمم وكذا السلام فإن السلام على من لم يشعر محال (الحكيم) الترمذي (عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف • (من زار قومًا فلا يؤمهم) أي لا يصلي بهم إمامًا في محلهم قال المناوي فيكره بدون أذنهم (وليؤمهم) ندبا (رجل منهم) حيث كان فيهم من يصلح للأمامعة قال العلقمي قال ابن رسلان ولا خلاف بين العلماء أن صاحب الدار أولى من الزائر واستدل على ترك ظاهر هذا الحديث بما رواه النجاري عن عتبان بن مالك استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له فقال أين تحب أن أصلى في بيتك فأشرت له إلى المكان الذي أحب فقام وصففنا خلفه قال ابن بطال في هذا رد الحديث من زاد قوما فلا يؤمهم ويمكن الجمع بينهما بأن ذلك على الإعلام بأن صاحب الدار أولى بالإمامة إلا أن يشاء رب الدار فيقدم من هو أفضل منه استحبابًا بدليل تقديم عتبان في بيته الشارع (حم د ت) عن مالك بن الحويرث قال الذهبي حديث منكر • (من زرع زرعا فأكل منه طيرًا وعافية كان له صدقة) أي كان له فيما تأكله العوافي ثواب كثواب الصدقة (حم) وابن خزيمة عن خلاد بن السائب بإسناد صحيح • (من زنى خرج منه الإيمان) أن استحل وإلا فالمراد نوره وذلك لأن مفسدة الزنى من أعظم المفاسد (فإن تاب تاب الله عليه) أي قبل توبته (طب) عن شريك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان) أي كماله (كما يخلع الإنسان القميص من رأسه) أبرز المفعول بصورة المحسوس تحقيقًا لوجه التشبيه وذلك لأن الخمر أم الفواحش والزنى يترتب عليه المقت من الله تعالى (ك) عن أبي هريرة • (من زنى زنى به) بالبناء للمفعول (ولو بحيطان داره) قال المناوي يشير إلى أن من عقوبة الزانى ما لا بدان يعجل في الدنيا وهو أن يقع الزنى في بعض أهل داره حتما مقضيًا (ابن النجار عن أنس) بن مالك • (من زنى) بالتشديد (أمة) أي رماها بالزنى (لم يرها تزنى جلده الله يوم القيامة بسوط من نار) في الموقف على رؤس الاشهاد أو في جهنم بيد الزبانية وفيه شمول لأمته وأمة غيره (حم) عن أبي ذر وإسناده حسن • (من زهد في الدنيا) واتقى الله (علمه الله بلا تعلم) من مخلوق (وهداه بلا

هداية) من غير الله (وجعله بصيرا) بعيوب نفسه (وكشف عنه العمى) أي رفع عن بصيرته الحجب فانجلت له الأمور وانكشف له المستور (حل) عن علي • (من ساء خلقه عذب نفسه) باسترساله مع خلقه بكثرة الانفعال والقيل والقال (ومن كثر همه سقم) بكسر القاف كما في المصباح (بدنه) مع أنه لا يكون إلا ما قدر (من لا حى الرجال) أي قاولهم وخاصمهم ونازعهم (ذهبت كرامته) عليهم وأهانوه (وسقطت مروءته) بالضم وردت شهادته (الحارث) بن أبي أسامة (وابن السني) في عمل يوم وليلة (وأبو نعيم في الطب النبوي عن أبي هريرة) بإسناده ضعيف • (من سأل الله الشهادة) أي أن يموت شهيدًا (بصدق بلغه الله منازل الشهداء) قال العلقمي أعطى من ثواب الشهداء (وإن مات على فراشه) فيه استحباب سؤال الشهادة واستحباب نية الخير (عد) عن سهل بن حنيف بضم المهملة قال المناوي وهو تابعي خلافًا لما يوهمه صنيع المؤلف • (من سأل الله الجنة) أي دخولها بصدق (ثلاث مرات قالت الجنة) قال المناوي بلسان الحال ولا مانع من كونه بلسان القال والله على كل شيء قدير (اللهم أدخله الجنة (ومن استجار بالله من النار ثلاث مرات قالت النار) كذلك (اللهم أجره من النار) فيه إشارة إلى أن دعاءهما مقبول (ت ن ك) عن أنس وإسناده صحيح • (من سأل الناس أموالهم تكثرا) أي لكثرة ماله لا لحاجة (فأنما يسأل جمر جنهم) قال العلقمي قال النووي قال القاضي معناه أنه يعاقبه بالنار قال ويحتمل أن يكون على ظاهره وأن الذي يأخذه يصير جمرًا يكوي به كما ثبت في مانع الزكاة فإذا علم ذلك (فليستقل منه وليستكثر) قال العلقمي قال القرطبي هو أمر على جهة التهديد أو على جهة الإخبار عن مآل حاله ومعناه أنه يعاقب على القليل من ذلك والكثير (حم م هـ) عن أبي هريرة • (من سأل الناس من غير فقر) أي من غير احتياج (فإنما) قال المناوي في رواية فكأنما (يأكل الجمر) أما مع الاحتياج فقد يجب السؤال وذلك عند الاضطرار (حم) وابن خزيمة والضياء عن حبشي بضم الحاء المهملة بضبط المؤلف فسكون الباء الموحدة فشين معجمة (ابن جنادة) وإسناده صحيح • (من سأل بالله فاعطى) السائل (كتب له سبعون حسنة) قال المناوي المراد بالسبعين التكثير لا التحديد (هب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (من سئل عن علم) يحتاج إليه السائل في دينه (فكتمه) عن أهله (الجمه الله يوم القيامة بلجام من نار) أي جعله فيه جزاء له على فعله (حم 4 ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح • (من سب العرب فاولئك) أي السابون (هم المشركون) أي بسبهم لكون النبي صلى الله عليه وسلم منهم (هب) عن عمر • (من سب أصحابي) أي شتمهم (فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) قال العلقمي قال القاضي سب أحدهم من المعاصي الكبار ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يغزو ولا يقتل وقال بعض المالكية يقتل ولا يختلف في أن من قال أنهم كانوا على كفرًا وضلال كافر

يقتل لأنه أنكر معلوما ضروريًا من الشرع فقد كذب الله ورسوله فيما أخبرا عنهم (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من سب الأنبياء) أي سب نبيًا من الأنبياء (قتل) لأنه صار مرتدًا ولو كان السب خاليا عن القذف وإذا أسلم قال أبو إسحاق المروزي يسلم من القتل وغيره كسائر المرتدين ورجحه الغزالي وغيره ورجحه ابن المقري عن الأصحاب وقال أبو بكر الفارسي يصح إسلامه ويقتل حدًا لأن القتل حد قذف النبي وحد القذف لا يسقط بالتوبة وادعى فيه الإجماع ووافقه القفال وصوبه الدميري وقال الصيدلاني يصح إسلامه ويجلد تمانين يعني إذا كان السب بقذف لأن الردة ارتفعت بإسلامه وبقي جلده فعليه لو عفا واحد من بني أعمام النبي ففي سقوط حد القذف احتمالان للإمام (ومن سب أصحابي جلد) ولا يقتل على ما مر (طب) عن على بإسناد ضعيف • (من سب عليا) ابن أبي طالب (فقد سبني) أي فكأنه سبني (ومن سبني فقد سب الله) ظاهره أنه يصير مرتدًا والظاهر أن المراد الزجر والتنفير (حم ك) عن أم سلمة وإسناده صحيح • (من سبح سبحة الضحى) أي صلى صلاته (حولًا مجرمًا) بالجيم كمعظم أي حولًا تاما (كتب الله له براءة من النار) أي خلاصًا منها (سموية عن سعد) ابن أبي وقاص • (من سبح في دبر كل صلاة الغداة) أي بعد صلاة الصبح (مائة تسبيحة) بأن قال سبحان الله مائة مرة (وهلل) أي قال لا إله إلا الله (مائة تهللة غفر له ذنوبه) الصغائر (ولو كانت) في الكثرة (مثل زبد البحر) وهو ما يعلو على وجهه عند هيجانه (ن) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (من سبق إلى ما لم يسبقه إليه مسلم فهو له) قال المناوي قال البيهقي أراد إحياء الموات وخرج الكافر فلا حق له (د) والضياء عن أم جندب بنت نميلة عن أمها سويدة بنت جابر عن أمها عقيلة بنت أسمر عن أبيها أسمر ابن نصر بن الطائ • (من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا ميتا) قال المناوي هذا فيمن لم يعرف بأذى الناس ولم يتجاهر بالفساد (طب) والضياء عن شهاب • (من ستر أخاه المسلم في الدنيا) بأن أطلع على قبيح صدر منه فلم يفضحه أي لم يحدث به الناس (ستره الله يوم القيامة) أي لم يفضحه فيها بإظهار عيوبه وذنوبه (حم) عن رجل صحابي ورواه البخاري أيضا • (من سره أن يكون) أي أن يصير (أقوى الناس) في جميع أموزه (فليتوكل على الله) في جميعها (ابن أبي الدنيا) في كتاب (التوكل عن ابن عباس) وإسناده حسن • (من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب) قال المناوي بضم ففتح جمع كرب وهو غم يأخذ بالنفس لشدته (فليكثر الدعا في الرخاء) أي قبل حصول الشدة والكرب (ت ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح • (من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ) القرآن نظرًا (في المصحف) قال المناوي لأن في القراءة نظرًا زيادة ملاحظة للذات والصفات فيحصل من ذلك زيادة ارتباط توجب المحبة (حل هب) عن ابن مسعود • (من سره أن يجد حلاوة الإيمان) قال المناوي استعار الحلاوة المحسوسة

للكمالات الإيمانية العقلية (فليحب المرء لا يحبه إلا الله) أي لأجله لا لفرض أحد كإحسان قال المناوي والمراد الحب الكسبي لا الطبيعي (حم ك) عن أبي هريرة وحديث أحمد صحيح • (من سره أن يسلم) في الدنيا من أذى الخلق والآخرة من عقاب الحق (فليلزم الصمت) أي السكوت عما لا ثواب له فيه (هب) عن أنس • (من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن) بن علي (4) عن جابر وإسناده حسن • (من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى) بن مريم (فلينظر إلى أبي ذر) قال المناوي في مزيد التواضع ولين الجانب وخفض الجناح يقرب منه (4) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج) حاضنة المصطفى (أم أيمن بركة) الحبشية قال المناوي رثها من أبيه وزوجها من حبه زيد بن حارثة فولدت أسامة (ابن سعد) في طبقاته (عن سفيان بن عقبة مرسلا) هو أبو قبيصة • (من سره أن ينظر إلى امرأة) قال المناوي أي يتأملها بعين بصيرته لا بصره وظاهر الحديث حل النظر إلى المرأة الأجنبية بغير شهوة وعليه جمع لكن إلى الوجه والكفين خاصة (من الحور العين فلينظر إلى أم رومان) بنت عامر بن عويمر الكنانية زوجة أبي بكر الصديق أم عائشة (ابن سعد عن القاسم بن محمد) مرسلا • (من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن) أي كامل الإيمان لأن هذا شأن من أيقن أن الله تعالى لا يخفى عليه شيء وأنه يجازيه بعمله (طب) عن أبي موسى بإسناد ضعيف • (من سعي بالناس) قال في النهاية الساعي الذي يسعى بصاحبه إلى السلطان ليؤذيه (فهو لغير رشده) قال المناوي أن يسعى لغير رشده (أو فيه شيء منه) أي من غير الرشد لأن العاقل الرشيد لا يتسبب في الإيذاء أهـ فظاهر كلامه أن الرواية بضم الراء والإضافة للضمير لكن في الصحاح رشده بكسر أوله وفتحه ضد قولهم لزنية (ك) عن أبي موسى • (من سكن البادية جفا) صار فيه جفاء الأعراب أي وغلظ طبعه وصار جافيا بعد لطف الأخلاق إذ يفقد من يروضه ويؤدبه (ومن اتبع الصيد غفل) بفتحات قال في النهاية أي يشتغل به قلبه ويستولى عليه حتى يصير فيه غفلة وقال المناوي غفل عن مصالحه (ومن أتى السلطان افتتن) لأنه أن وافقه في مراده فقد خاطر بدينه وأن خالفه خاطر بروحه (حم 3) عن ابن عباس • (من سل سيفه في سبيل الله) أي قاتل به الكفار لا علاء كلمة الله (فقد بايع الله) فيجازيه على بيعته (ابن مردويه عن أبي هريرة • (من سل علينا السيف) أي أخرجه من غمده لا ضرارنا (فليس منا) حقيقة أن استحل وإلا فالمراد ليس من كاملينا (حم م) عن سلمة ابن الأكوع • (من سلك طريقًا يلتمس) يطلب (فيه علمًا) شرعيًا أو آلة له (سهل الله له طريقًا إلى الجنة) في الدنيا بأن يوفقه للعمل الصالح أو في الآخرة بأن يسلك به طريقًا لا صعوبة فيها ولا هول إلى أن يدخل الجنة سالما (ت) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (من سلم على قوم فقد فضلهم) أي زاد عليهم (بعشر حسنات وإن

ردوا عليه) فأبتداء السلام وإن كانت سنة أفضل من رده وإن كان فرضا (عد) عن رجل صحابي وإسناده ضعيف • (من سمع) (المؤذن أي أذانه فقال مثل ما يقول) إلا في الحيعلتين (فله مثل أجره) قال المناوي ولا يلزم تساويهما (طب) عن معاوية قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من سمع) بالتشديد (سمع الله به ومن رائا) بعمله (رائا الله به) قال المناوي قال النووي معناه من رائا بعمله وسمعه الناس ليكرموه ويعظموه ويعتقدوا خيره سمع الله به يوم القيامة الناس وفضجه وقيل معناه من سمع بعيوب الناس أو ذاعها أظهر الله عيوبه وقيل أسمعه المكروه وقيل أراه الله ثواب ذلك من غير أن يعطيه إياه ليكون ذلك حسرة عليه وحظه منه (حم م) عن ابن عباس • (من سمى المدينة) النبوية (بيثرب) قال المناوي بفتح فسكون سميت به باسم من سكنها أولا (فليستغفر الله) قال المناوي لما وقع فيه من الأثم لأن اليثرب الفساد ولا يليق بها ذلك فتسميتها بذلك حرام لأن الاستغفار إنما هو عن خطيئة أهـ وقال الشيخ تسميتها بذلك مكروه تنزيها (هي طابة) أي اللائق بها هذا الاسم دون الأول (حم) عن البراء بن عازب بإسناد صحيح • (من سهى في صلاته في ثلاث أو أربع) أي شك هل صلى ثلاثًا أو أربعًا (فليتم) وجوبًا بأن يجعلها ثلاثًا ويأتي برابعة (فإن الزيادة خير من النقصان) أخذ به الشافعي فقال من شك عمل بيقينه فيأخذ بالأقل (ك) عن عبد الرحمن ابن عوف • (من سود مع قوم) بفتح السين والواو المشددة أي من كثر سواد قوم بان عاشرهم وناصرهم وسكن معهم (فهو منهم (أي فحكمه حكمهم (ومن روع) بالتشديد (مسلمًا لرضى) أي لأجل رضى (سلطان جيء به يوم القيامة معه) أي مقيدًا مغلولًا مثله فيحشر معه ويدخل النار معه (خط) عن أنس بن مالك • (من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة) قال المناوي أي يصير الشعر نفسه نورا يهتدى به صاحبه والشيب وإن كان ليس من كسب العبد لكنه إذا كان بسبب نحو جهاد أو خوف من الله ينزل منزلته قال العلقمي وسببه ما روى الخلال في جامعة عن الطارق ابن حبيب أن حجاما أخذ من شارب النبي صلى الله عليه وسلم فرأى شيبة في لحيته فاهوى إليها ليأخذها فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال من شاب فذكره وعلى هذا فيكره نتف الشيب للفاعل والمفعول به قال النووي ولو قيل يحرم النتف للنهي الصريح في الصحيح لم يبعد ولا فرق بين نتفه من اللحية والرأس والشارب والعنفقة والحاجب والعذار وبين الرجل والمرأة (ت ن) عن كعب ابن سمرة وإسناده حسن • (من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا ما لم يغيرها) أي بالسواد لغير الجهاد (الحاكم في الكنى) والألقاب (عن أم سليم) بنت ملحان الانصارية وإسناده حسن • (من شدد سلطانه بمعصية الله) أي قوم حجته بارتكاب محرم (أوهن الله كيده يوم القيامة) أي أضعف تدبيره ورده خاسئًا (حم) عن قيس بن سعد بن عبادة وإسناده حسن • (من

شرب الخمر في الدنيا) ثم لم يتب منها قبل أن يموت (حرمها) بضم فكسر (في الآخرة) قال المناوي أي حرم دخول الجنة أن لم يعف عنه إذ ليس ثم الأجنة ونار والخمر من شراب الجنة فإذا لم يشربها لم يدخلها أهـ وقال العلقمي قال القرطبي يحتمل أنه لا يشتهى ذلك في الجنة كما لا يشتهي منزلة من هو أرفع منه (حم ق ن هـ) عن ابن عمر ابن الخطاب • (من شرب الخمر أتى عشانا يوم القيامة) قال المناوي لأن الخمر تدفع العطش ومن استعجل على الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه (حم) عن قيس بن سعد وابن عمرو بن العاص • (من شرب خمرًا) عالمًا مختارًا (خرج نور الإيمان من جوفه) فإن تاب عاد إليه (طس) عن أبي هريرة • (من شرب مسكرًا ما) أي سواء كان خمرًا وهو المتخذ من ماء العنب أو غيره وهو المتخذ من غيره (لم يقبل الله له صلاة أربعين يومًا) قال المناوي خص الصلاة لأنها أفضل عبادات البدن والأربعين لأن الخمر يبقي في جوف الشارب وعروقه تلك المدة (طب) عن السائب بن يزيد وإسناده حسن • (من شرب بصقة من خمر) أي شيئا قليلا بقدر ما يخرج من الفم من البصاق (فاجلدوه ثمانين) أن كان حرًا وإلا فعشرين (طب) عن ابن عمرو بن العاص • (من شهد أن لا إله إلا الله) أي ومحمد رسول الله فاكتفى بأحد الجزءين عن الآخر (دخل الجنة) أي لابد من دخوله إياها وإن عذب (البزار عن عمر) بإسناد صحيح • (من شهد أن لا إله إلا الله وإن محمدًا رسول الله) صادقًا من قلبه كما في رواية (حرم الله عليه النار) قال المناوي نار الخلود أو إذا تجنب الذنوب أو تاب أو عفى عنه (حم م ت) عن عبادة بن الصامت • (من شهد شهادة يستباح بها مال امرء مسلم) وكذا كل معصوم (أو يسفك بها دم) ظلما (فقد أوجب النار) أي فعل فعلا أوجب له دخولها وتعذيبه بها (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (من شهر سيفه) من غمده للقتال (ثم وضعه) قال المناوي أراد بوضعه ضربه به (فدمه هدر) أن استحل وإلا فالمراد التنفير عن قتال المؤمنين (ن ك) عن ابن الزبير ابن العوام • (من صام رمضان إيمانًا) قال العلقمي قال في الفتح المراد بالإيمان الاعتقاد بحق فرضية الصم (واحتسابًا) المراد بالاحتساب طلب الثواب من الله تعالى قال أبو البقاء وفي نصب ذلك وجهان أحدهما هو مصدر في موضع الحال أي من صام مؤمنا محتسبًا كقوله تعالى يأتينك سعيًا أي ساعيات والثاني هو مفعول لأجله أي للإيمان والاحتساب (غفر له ما تقدم من ذنبه) مفرد مضاف فيعم جميع الذنوب والمراد الصغائر كما تقدم (وما نأخر) قال المناوي من الصغائر المتعلقة بحق الله (خط) عن ابن عباس • (من صام رمضان واتبعه ستا من شوال) قال العلقمي لم يقل ستة مع أن العدد مذكر لأنه إذا حذف جاز فيه الوجهان (كان كصوم الدهر) قال العلقمي قال شيخنا زاد النسائي من حديث ثوبان الحسنة بعشر فشهر رمضان بعشرة أشهر والستة بشهرين فذلك تمام السنة ولا يشكل على هذا ما قيل أنه يلزم على ذلك مساواة ثواب الفرض

بالنفل لأنه إنما صار سنة بالتضعيف وهو مجرد فضل من الله تعالى (حم م 4) عن أبي أيوب الأنصاري • (من صام رمضان وستا من شوال والأربعاء والخميس دخل الجنة) بالمعنى المار قال المناوي وقوله الأربعاء والخميس يحتمل أن يكون من شوال غير تلك الستة منه ويحتمل كونهما من جميع الشهور وهو أظهر (حم) عن رجل صحابي • (من صام ثلاثة أيام من كل شهر) قال المناوي قيل الأيام البيض وقيل أية ثلاثة كانت (فقد صام الدهر كله) لأن صوم كل يوم حسنة ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فمن داوم على ذلك كان من الصائمين وإن كان من الطاعمين (حم ت ن هـ) والضياء عن أبي ذر بإسناد ضعيف • (من صام يوما في سبيل الله) قال النووي فيه فضيلة الصيام في سبيل الله وهو محمول على من لا يتضرر به ولا يفوت به حق ولا يختل به قتال ولا غيره من مهمات غزوه (بعد الله وجهه عن النار) قال النووي أي عافاه منها وباعده عنها (سبعين خريفا) أي سنة أي باعده عنها مسافة تقطع في سبعين سنة (حم ق ت ن) عن أبي سعيد الخدري • (من صام يوم عرفة غفر الله له سنتين سنة أمامه وسنة خلفه) قال المناوي وهي التي هو فيها أي الذنوب الصائرة في العامين والمراد غير الكبائر وهو في حق غير الحاج أما الحاج فيكره له صومه (م) عن قتادة بن النعمان وإسناده حسن • (من صام يومًا من المحرم فله بكل يوم ثلاثون حسنة) ولهذا ذهب جمع إلى أن أفضل الصيام بعد رمضان المحرم (طب) عن ابن عباس • (من صام يومًا تطوعًا لم يطلع عليه أحد لم يرض الله له بثواب دون الجنة) أي دخولها بدون عذاب (خط) عن سهل بن سعد بإسناد ضعيف • (من صام الأبد) أي سرد الصوم دائمًا (فلا صام ولا أفطر) أخبار بأنه كالذي لم يفعل شيئًا لأنه إذا تعود ذلك انتفت عنه المشقة فكأنه لم يصم (حم ن هـ ك) عن عبد الله بن الشخير بإسناد صحيح • (من صام ثلاثة أيام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة سنتين) بنون قبل المثناة (طس) عن أنس وإسناده ضعيف • (من صام يومًا لم يخرقه بما نهي الصائم عنه كغيبة (كتب له عشر حسنات (حل) عن البراء بن عازب وإسناده حسن • (من صبر على القوت الشديد) أي العيش الضيق صبرًا جميلًا) أي من غير تضجر ولا شكوى (اسكنه الله في الفردوس حيث شاء) جزاء له على ذلك (أبو الشيخ في الثواب عن البراء بن عازب) وإسناده حسن • (من صدع رأسه) أي حصل له وجع في رأسه (في سبيل الله) أي الجهاد أو الحج (فاحتسب) طلب بذلك الثواب عند الله (غفر له ما كان قبل ذلك من ذنبه) والمراد الصغائر (طب) عن ابن عمرو وحسنه الترمذي • (من صرع عن دابته) أي سقط عنها فمات (فهو شهيد) أي من شهداء المعركة أن كان سقوطه بسبب القتال وإلا فمن شهداء الآخرة (طب) عن عقبة ابن عامر • (من صلى الصبح) في جماعة كما في رواية مسلم فهو مقيد لبقية الرايات المطلقة (فهو في ذمة الله) بكسر المعجمة عهده أو أمانه أو ضمانه (فلا يتبعنكم الله بشيء من ذمته).

المراد النهي عن أذيته أي فلا يتعرضوا له بالأذى (ت) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من صلى ركعة من الصبح ثم طلعت الشمس فليصل الصبح) أي فليتمها بأن يأتي بركعة أخرى وتكون أداء (ك) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من صلى البردين) قال العلقمي بفتح الموحدة وسكون الراء تثنية برد والمراد صلاة الفجر والعصر زاد في رواية لمسلم يعني العصر والفجر قال الخطابي سميا بردين لأنهما يصليان في بردي النهار وهما طرفاه حيز يطيب الهواء وتذهب سورة الحر وقال القزاز في توجيهه اختصاص هاتين الصلاتين بدخول الجنة دون غيرهما من الصلوات ما محصله أن من موصولة لا شرطية والمراد الذين صلوهما أول ما فرضت الصلاة ثم ماتوا قبل فرض الصلوات الخمس لأنها فرضت أولا ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي ثم فرضت الصلوات الخمس فهي خبر عن إناس مخصوصين لا عموم فيه قلت ولا يخفى ما فيه من التكلف وإلا وجه أن من في الحديث شرطية وقوله (دخل الجنة) جواب الشرط وعدل عن الأصل وهو فعل المضارع كان يقول يدخل الجنة إرادة للتأكيد في وقوعه بجعل ما سيقع كالواقع وقال المناوي بغير عذاب أو بعده ومفهومه أن من لم يصلهما لا يدخلها وهو محمول على المستحل واستدل به من قال الصلاة الوسطى هي الصبح والعصر معا (م) عن أبي موسى • (من صلى الفجر) في جماعة (فهو في ذمة الله) أي أمانة وخص الصبح لما فيها من المشقة (وحسابه على الله) فيما يخفيه من نحو رياء وليس المراد أنه لا يطالب بباقي الصلوات (طب) عن والد أبي مالك الأشجعي وإسناده حسن (من صلى الغداة) أي الصبح (كان في ذمة الله حتى يمسى) أي يدخل المساء (طب) عن بن عمر ابن الخطاب (من صلى العشاء في جماعة) ثم صلى الصبح في جماعة (فقد أخذ بحظه من ليلة القدر) قال المناوي أخذ به الشافعي في القديم فقال من شهد العشاء والصبح في جماعة ليلة القدر أخذ حظه منها ولم ينص في الجديد على خلافه (طب) عن أبي أمامة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من صلى العشاء في جماعة) أي معهم (فكأنما قام نصف ليلة) أي اشتغل بالعبادة إلى نصف الليل (ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله) قال العلقمي يعين مع صلاة العشاء في جماعة يحصل له ثواب جميع الليل قال المناوي أخذ بظاهره الظاهرية فقالوا يحصل لمن صلاهما في جماعة قيام ليلة ونصف ويرده رواية أبي ذر من صلى العشاء والصبح الخ (حم م) عن عثمان • (من صلى في اليوم والليلة اثنتى عشرة ركعة تطوعا بنى الله له بيتًا في الجنة) قال العلقمي في الحديث حجة لما ذهب إليه الجمهور أن الفرائض لها رواتب مسنونة وذهب مالك إلى أنه لا رواتب في ذلك ولا توقيت ما عدا ركعتي الفجر قال العلماء والحكمة في مشروعية النوافل التكميل للفرائض أن عرض فيها نقص ولم يبين في هذه الرواية العدد المذكور وقد بينه النسائي عن أم حبيبة فقال أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعده وركعتين قبل العصر وركعتين بعد المغرب وركعتين قبل صلاة العشاء

(حم م د ن هـ) عن أم حبيبة • (من صل قبل الظهر أربعا غفر له ذنوبه) الصغائر الواقعة (يوم ذلك (خط) عن أنس • (من صلى قبل الظهر أربعا كان) ثواب ذلك (كعدل رقبة) أي مثل ثواب عتق نسمة (من بنى إسماعيل) بن إبراهيم الخليل (طب) عن رجل صحابي أنصاري وإسناده حسن • (من صلى الضحى أربعًا وقبل الأولى أربعًا بنى له بيت في الجنة) قال المناوي الظاهر أن المراد بالأولى الظهر لأنها أول صلاة ظهرت وفرضت وفعلت (طس) عن أبي موسى قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من صلى قبل العصر أربعا حرمه الله على النار) أي كفر الله عنه بذلك ذنوبه فلا يعاقب بالنار عليها ويحتمل غير ذلك قال المناوي وفي رواية لم تمسه النار وفيه ندب أربع قبل العصر وعليه الشافعي (طب) عن ابن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم) قال المناوي أي بشيء من أمور الدنيا ويحتمل الإطلاق (كتبتا) أي الركعتان أي ثوابهما (في عليين) قال المناوي علم الديوان الخير الذي دون فيه كل ما عمله صلحاء الثقلين (عب) عن مكحول مرسلا وهو الشامي وإسناده صحيح • (من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له) بالبناء للمفعول (بعبادة ثنتى عشرة سنة) قال المناوي والقليل قد يفضل الكثير بمقارنة ما يخصه من الأوقات والأحوال (ت هـ) عن أبي هريرة قال العلقمي قال الدميري حديث ضعيف • (من صلى بين المغرب والعشاء) يحتمل أن من شرطية والجواب محذوف أي فاز بالأجر العظيم أو نحو ذلك (فإنها صلاة الأوبين) قال المناوي تمامه ثم تلا قوله تعالى أنه كان للأوابين غفورًا وإحياء ما بين العشاءين سنة مؤكدة (ابن نصر عن محمد بن المنكدر مرسلا • (من صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة بنى الله له بيتًا في الجنة) قال المناوي فيه ندب صلاة الرغائب لأنها مخصوصة بما بين العشاءين (هـ) عن عائشة • (من صلى ست ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم غفر له بها ذنوب خمسين سنة) قال المناوي أي الصغائر الواقعة فيها ولا تعارض بينه وبين الاثنى عشر لأن ذلك في الكتابة وهذا في المحو (ابن نصر عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (من صلى الضحى ثنتى عشرة ركعة بنى الله له قصرًا في الجنة من ذهب) قال المناوي تمسك به من جعل الضحى ثنتى عشرة وهو ما في الروضة لكن الأصح عند الشافعية أن أكثرها ثمان (ت هـ) عن أنس وإسناده ضعيف • (من صلى ركعتين في خلاء) أي في محل خال ن الأدميين بحيث (لا يراه إلا الله والملائكة) ومن في معناهم وهم الجن (كتب له براءة من النار) يحتمل أن الله سبحانه وتعالى بسبب ذلك يوفقه للتوبة أو يعفو عنه ويرضى خصماءه فلا تمسه النار (ابن عساكر عن جابر • (من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا) وكلما زاد زاده بتلك النسبة (حم م 3) عن أبي هريرة • (من صلى على واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات) قال العلقمي قال شيخنا قال

ابن العربي أن قيل قد قال الله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فما فائدة هذا الحديث لنا أعظم فائدة وذلك أن القرآن اقتضى أن من جاء بحسنة تضاعف عشرة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حسنة بمقتضى القرآن أن يعطي عشر درجات في الجنة فأخبر أن الله تعالى يصلى على من صلى على رسوله عشر أو ذكر الله العبد أعظم من الحسنة مضاعفة قال ويحقق ذلك أن الله تعالى لم يجعل جزاء ذكره إلا ذكره وكذلك جعل جزاء ذكر نبيه ذكره لمن ذكره قال العراقي ولم يقتصر على ذلك حتى زاده كتابة عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفعه عشر درجات كما ورد في الأحاديث وقال القاضي معناه رحمته وتضعيف أجره كقوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها قال وقد تكون الصلاة على وجهها وظاهرها تشريفًا له بين الملائكة كما في الحديث وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه (حم خد ن ك) عن أنس وهو حديث صحيح • (من صلى علي حين يصبح عشرًا وحين يمسى عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة) قال المناوي المراد شفاعة خاصة غير العامة (طب) عن أبي الدرداء • (من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي ناثيا) أي بعيدًا عني (أبلغته) قال المناوي أي أخبرت به على لسان بعض الملائكة لأن لروحه تعلقا بمقره الشريف وحرام على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فحاله كحال النائم (هب) عن أبي هريرة • (من صلى على صلاة واحدة كتب الله له قيراطا) من الأجر (والقيراط مثل) جبل (أحد) في عظم القدر (عد) عن علي بإسناد حسن • (من صلى صلاة) مفروضة (لم يتمها) بأن أخل بشيء من أبعاضها أو هيئاتها (زيد عليها من سبحانة) أي نوافله (حتى تتم) أي تصير كاملة (طب) عن عائذ بن قرط الشاشي • (من صلى خلف أمام فليقرأ بفاتحة الكتاب) قال المناوي ولا تجزيه قرأة الإمام وعليه الشافعي وقال الحنفية تجزيه (طب) عن عبادة بن الصامت • (من صلى عليه) وهو ميت (مائة من المسلمين غفر له ذنوبه) قال المناوي ظاهره حتى الكبائر (هـ) عن أبي هريرة • (من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء عليه) قال العلقمي في رواية فلا شيء عليه أوله بالشك تمسك به أبو حنيفة ومالك قال النووي في المشهور عنه محمول على أن معناه لا شيء عليه فاللام بمعنى على كما قال تعالى وإن اسأتم فلها أي عليها كما قال الشاعر • (فخر صريعا لليدين وللفم) • وقيل هو محمول على نقصان أجره إذا لم يتبعها للدفن فإن الغالب أن المصلى عليها في المسجد ينصرف إلى أهله والمصلى عليها في الصحراء يحضر دفنها فينقص أجره فيكون التقدير فلا أجر له كامل فإن قيل لا حجة في حديث عائشة لاحتمال أنه عليه الصلاة والسلام إنما صلى على مهل في المسجد لمطر أو غيره أو أنه وضعه خارج المسجد وصلى هو في المسجد أو أن المراد بالمسجد مصلى الأموات فالجواب أن قول عائشة وفعلها وفعل بقية أمهات المؤمنين يرد هذه الاحتمالات والظاهر أن باب المسجد لم يكن في صوب القبلة حتى يتهيأ لمن في المسجد الصلاة على الجنازة الخارجة عنه (د) عن

أبي هريرة • (من صلى صلاة مفروضة فله دعوة مستجابة ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة) قال المناوي أي عقبها فأما أن تعجل وأما أن تؤخر له في الآخرة (طب) عن العرباض بن سارية • (من صمت) أي سكت عن النطق (بما لا يعنيه) أي ما لا ثواب له (فيه نجا) من العقاب والعتاب يوم المأب (حم ت) عن ابن عمر بإسناد ضعفه النووي • (من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء) لاعترافه بالعجز عن جزائه وهذا عند العجز عن مكافأة بالإحسان فإن قدر على مكافأته فالجمع بينهما أفضل من الاقتصار على الدعاء (ت ن حب) عن أسامة بن زيد وإسناد صحيح • (من صنع إلى أحدا من أهل بيتي يدا) أي فعل معهم معروفا (كافأته عليها يوم القيامة) فيه الحث على الإحسان إلى أهل البيت (ابن عساكر عن علي) بإسناد ضعيف • (من صنع صنيعة إلى أحد من حلف) بكسر المهملة وسكون اللام وقال بعضهم بفتح المعجمة واللام (عبد المطلب) أي ذريته (في الدنيا فعلى مكافأته إذا لقيني) يعني في القيامة (خط) عن عثمان بن عفان • (من صور صورة) أي ذات روح (في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ) أي ليس يقدر على ذلك فهو كناية عن طول مدة تعذيبه (حم ق ن) عن ابن عباس • (من ضار) بشدة الراء أي أوصل ضررًا إلى معصوم (ضر الله به) أي أوقع به الضرر البالغ (ومن شاق) بشدة القاف أي أوصل مشقة إلى معصوم (شق الله عليه) أي أدخل عليه ما يشق عليه (حم 4) عن أبي صرمة بصاد مهملة مكسورة وراء ساكنة (مالك بن قيس) وإسناده حسن • (من ضحى) أضحيه (طيبة بها نفسه) أي من غير كراهة ولا تضرر بالإنفاق (محتسبا لاضحيته) أي طالبًا للثواب بها عند الله (كانت له حجابا من النار) قال المناوي أي حائلا بينه وبين دخولها أهـ فيحتمل أن الله تعالى بسبب ذلك يوفقه للتوبة ويحتمل غير ذلك (طب) عن الحسن بن علي • (من ضحى قبل الصلاة) أي ذبح أضحيته قبل صلاة العيد (فإنما ذبح لنفسه) قال العلقمي كما في مسلم عن البراء قال ضحى خالي أبو بردة قبل الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك شاة لحم أي ليست أضحية ولا ثواب فيها قال المناوي وفي رواية فإنما هو لحم قدمه لأهله (ومن ذبح بعد الصلاة للعيد فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين) وهي التضحية (ق) عن البراء بن عازب • (من ضحك في الصلاة) زاد في رواية فقهقه (فليعد الوضوء والصلاة) لبطلان وضوئه بالقهقهة وبه أخذ أبو حنيفة (خط) عن أبي هريرة وإسناده واه • (من ضرب غلامًا) أي قناله (حدا لم يأنه) أي لم يأت بموجب ذلك الحد (أو لطمه) أي ضربه على وجهه (فإن كفارته) أي ستره أو غفره (أن يعتقه) قال العلقمي هذا محمول على الندب (هـ) عن ابن عمر • (من ضرب مملوكه ظلما) وفي نسخة ظالما أي حال كونه ظالما له في ضربه إياه (أقيد) بضم الهمزة وكسر القاف وفي رواية اقتص منه (يوم القيامة) قال المناوي ولا يلزمه في أحكام الدنيا شيء (طب) عن عمار بن ياسر

قال المناوي حسن • (من ضرب بصوط ظلما اقتص منه يوم القيامة) وإن كان المضروب عبده (هق) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من ضم يتيما له) بأن كان من أقاربه (أو لغيره) أي ليس من أقاربه أي تكفل بمؤنته وما يحتاجه (حتى يغنيه الله عنه وجبت له الجنة) أي دخولها مع السابقين أو من غير عذاب (طس) عن عدى بن حاتم قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من ضن) أي بخل (بالمال أن ينفقه) في وجوه البر (وبالليل أن يكابده) في قيامه للتهجد (فعليه بسبحان الله وبحمده) أي فليلزم قول ذلك بقلب حاضر وفؤاد يقظان فإنه يقوم له مقام الإنفاق والصلاة (أبو نعيم في) كتاب (المعرفة) أي معرفة الصحابة (عن عبد الله بن حبيب • (من ضيق منزلا أو قطع طريقا أو أذى مؤمنا) في الجهاد (فلا جهاد له) أي كامل أولا أجر له في جهاده قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم مناديًا ينادي في الناس أن من ضيق منزلا فذكره وكذا من ضيق طريق الحاج والمسجد والجامع وفيه دليل على أنه يستحب للإمام إذ رأى بعض الناس فعل شيئًا مما تقدم أن يبعث مناديا ينادي بإزالة ما تضرر به الناس وينأذون به وهذا لا يختص بالجهاد بل أمير الحاج كذلك وكدا الأمير والحاكم بالمدينة ومن بتكلم في الحسبة ونحو ذلك (حم د) عن معاذ بن أنس الجهني قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من طاف بالبيت سبعًا وصلى ركعتين كان كعتق رقبة) وفي رواية أبي نعيم كعدل رقبة يعتقها (هـ) عن ابن عمر ورواه عنه أيضا الترمذي وقال حسن • (من طاف بالبيت خمسين مرة) قال العلقمي قال شيخنا حكى المحب الطبري عن بعضهم أن المراد بالمرة الشوط ورده وقال المراد خمسون أسبوعًا وقد ورد كذلك في رواية الطبراني في الأوسط قال وليس المراد أن يأتي بها متوالية في آن واحد وإنما المراد أن توجد في صحيفة حسناته ولو في عمره كله (خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) أي صار مغفور له (ت) عن ابن عباس • (من طلب) من الله (الشهادة) أي مخلصا في طلبه إياها (أعطيها) أي أعطاه الله أجر الشهادة بأن يبلغه منازل الشهداء (ولو لم تصبه) الشهادة بان مات على فراشه (حم) عن أنس بن مالك • (من طلب العلم لله تكفل الله برزقه) قال المناوي تكفلا خاصا كما يؤخذ من قوله (من حيث لا يحتسب) تنبيه قال الغزالي لا تظن أن العلم يفارقك بالموت فالموتت لا يهدم محل العلم أصلا وليس الموت عدما حتى تظن أنك إذا عدمت عدمت صفتك بل معنى الموت قطع علاقة الروح من البدن (خط) عن زياد بن الحارث الصيراصي وإسناده ضعيف • (من طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع) قال المناوي قال الغزالي هذا وما قبله وما بعده في العلم النافع وهو ما يزيد في الخوف من الله وينقص من الرغبة في الدنيا (حل) عن أنس • (من طلب العلم ليجارى به العلماء) قال

العلقمي قال في النهاية أي يجري معهم في المناظرة والجدل ليظهر عليمه إلى الناس رياء وسمعة (أو ليمارى به السفهاء) أي يحاجبهم ويجادلهم (أو يصرف وجوه الناس إليه) أي يطلبه بنية تحصيل المال والجاه وصرف وجوه العوام إليه (ادخله الله النار) جزاء بما عمل (ت) عن كعب بن مالك • (من طلق البدعة الزمناه بدعته) قال المناوي كذا في نسخة هذا الكتاب ولعله غير صواب إذ الذي في الأصول الصحيحة من سنن البيهقي مخرجه وكذا الدارقطني وغيرهما من طلق للبدعة الزمناه بدعته أي أن الطلاق البدعي يلزم ويقع وإن كان حراما (هق) عن معاذ بن جبل وإسناده ضعيف • (من ظلم قيد) بكسر القاف وسكون المثناة التحتية أي قدر (شبر من الأرض طوقه) بالبناء للمفعول (من سبع أرضين) قال المناوي بفتح الراء وقد تسكن أي يوم القيامة فتجعل الأرض في عنقه كالطوق (حم ق) عن عائشة وعن سعيد بن زيد • (من عاد مريضًا لم يزل في خرقة الجنة) بضم الخاء المعجمة وتفتح والراء ساكنة ما يخترف أي يجنى من الثمر شبه ما يحوزه العائد من الثواب بما يحوزه المخترف من الثمر (حتى يرجع) وقيل المراد بالخرفة هنا لارطيق (م) عن ثوبان مولى المصطفى • (من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ) بفتح الميم قال في النهاية يقال عذبت به أعوذ عوذا وعياذا ومعاذا أي لجأت إليه والمعاذ المصدر والمكان والزمان والمعنى فقد لجأ إلى ملجأ عظيم (حم) عن عثمان بن عفان (وابن عمر) بن الخطاب وإسناده حسن • (من عال جاريتين) أي ربي صغيرتين وقام بمصالحهما في نحو نفقة وكسوة (حتى تدركا دخلت أنا وهو الجنة كهاتين) وضم اصبعيه السبابة الوسطى مشيرا إلى قرب فاعل ذلك منه أي دخل مصاحبا لي قريبا (م ت) عن أنس بن مالك • (من عال أهل بيت من المسلمين) أي قام بكفايتهم (يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه) الصغائر (ابن عساكر عن علي) أمير المؤمنين • (من عال ثلاث بنات فادبهن) باداب الشريعة وعلمهن (وزوجهن واحسن إليهن) قال المناوي بعد الزواج بنحو صلة وزيارة (فله الجنة) أي دخولها مع السابقين فيه تأكيد حق البنات على حق البنين لضعفهن عن الاكتساب (د) عن أبي سعيد وإسناده صحيح • (من عد عدا من أجله فقد أساء صحبة الموت) القصد به الحث على قصر الأمل (هب) عن أنس • (من عرض عليه ريحان) أي نبت طيب الريح من أنواع المشموم (فلا يرده) قال المناوي بالرفع على الأشهر (فإنه خفيف المحمل) بفتح الميم الأولى وكسر الثانية أي خفيف الحل (طيب الريح) قال المناوي تعليل ببعض العلة لابتمامها إذا المراد لا يردة لأنه هدية قليلة نافعة لا يتأذى المهدى بها فلا وجه لردها (دن) عن أبي هريرة • (من عزى ثكلى) بفتح المثلثة مصدرا من فقدت ولدها (كسى بردا في الجنة) مكافاة له على تعزيتها لكن لا يعزى المرأة الشابة إلا نحو زوج (ت) عن أبي هريرة • (من عزى مصابا) أي حمله على الصبر بوعد الأجر (فله مثل أجره قال المناوي أي له مثل أجر صبره إذ المصيبة ليست فعله ذكره ابن عبد السلام

ونوزع أهـ فالمنازع له يقول المصايب تكفر الذنوب ويحصل بها الثواب وإن لم يصبر المصاب (ت هـ) عن ابن مسعود وإسناده ضعيف • (من عشق) من يتصور حل نكاحه لها لا كالا مراد انتهى وقال الزيادي والأمرد الذي لم يقصد نظره إليه بل وقع نظره عليه اتفاقا بشرط العفة والكتمان (فعف ثم مات مات شهيدا) أي يكون من شهداء الآخرة قال المناوي لأن العشق وإن كان مبدأه النظر لكنه غير موجب له فهو فعل الله بالعبد بلا سبب (خط) عن عائشة وإسناده ضعيف • (من عفا عند القدرة) على الانتصار لنفسه والانتقام من ظالمه (عفا الله عنه يوم العسرة) قال المناوي أي يوم الفزع الأكبر وكفى العفو شرفا أن أجره مضمون للعبد على الله تعالى ففي خبر ابن عساكر والحكيم إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم من كان أجره على الله فلا يقوم إلا العافون عن الناس (طب) عن أبي أمامة • (من عفا عن د م لم يكن له ثواب إلا الجنة) أي دخولها مع السابقين (خط) عن ابن عباس • (من عفا عن قاتله) بأن جرحه جرحا يفضى إلى الموت فعفا عنه (دخل الجنة) قال المناوي يعني حصل له إلا من من سوء الخاتمة (ابن منده عن جابر بن عبد الله الدوسي • (من علق تميمة) قال في النهاية خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين بزعمهم (فقد أشرك) أي فعل فعل أهل الشرك وهم يريدون دفع المقادير المكتوبة (حم ك) عن عقبة بن عامر الجهني وإسناده صحيح • (من علق ودعة) بالتحريك شيء يخرج من البحر كالصدف على نحو ولده (فلا ودع الله له) أي لا جعله في دعة وسكون أي لا خفف الله عنه ما يخافه (ومن علق تميمة فلا تمم الله له) ما أراده من الحفظ (حم ك) عنه أي عن عقبة بن عامر وإسناده صحيح • (من علم إن الصلاة عليه حق واجب دخل الجنة) يحتمل أن المراد حصل له إلا من من سوء الخاتمة (حم ك) عن عثمان • (من علم أن الله ربه وإني نبيه موقنا من قلبه حرمه الله على النار) قال المناوي أي نار الخلود (البزار عن عمران بن حصين • (من علم إن الليل يأويه إلى أهله فليسهد الجمعة أي فليحضرها (هق) عن أبي هريرة • (من علم الرمي) بالسهام (ثم تركه) رغبة عن السنة وفي نسخة ثم نسيه (فليس منا) أي ليس عاملا بأمرنا (م) عن عقبة بن عامر الجهني • (من علم) بفتح اللام المشددة (غيره علما شرعيا فله أجر من عمل به) أي كاجره (لا ينقص) الأجر الحاصل له (من أجر العامل شيئا (هـ) عن معاذ بن أنس وإسناده حسن • (من علم) غيره بالتشديد (آية من كتاب الله تعالى أو بابا من علم) شرعي (أنهى الله أجره إلى يوم القيامة) فلا ينقطع بموته (ابن عساكر في تاريخه عن أبي سعيد) الخدري • (من عمر) بالتشديد (ميسرة المسجد) قال المناوي أي صلى أو اعتكف أو ذكر الله في جهته اليسرى التي يعدل الناس عنها إلى اليمنى أهـ والظاهر أن المراد باليسرى اليسرى باعتبار الداخل ويحتمل باعتبار الامام والأول أقرب إلى كلام المناوي (كتب الله له كفلين من الأجر) أي نصيبين منه قاله لما ذكر له أن ميسرة المسجد تعطلت

(هـ) عن ابن عمر • (من عمر جانب المسجد الأيسر) لقلة أهله (فله أجران) قال المناوي لا يعارض أن الله وملائكته يصلون على ميا من الصفوف لن ما ورد لعارض يزول بزواله (طب) عن ابن عباس • (من عمر) بضم العين وكسر الميم مشددة أي عاش (من أمتي سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر) أي لم يبق له عذرا في الرجوع إليه بالطاعة لما أرسل إليه من الإنذار (ك) عن سعد بن سهل بإسناد صحيح • (من عمل عملا) أي فعل فعلا (ليس عليه أمرنا) وأذننا (فهو رد) أي مردود عليه فلا يقبل منه (حم م) عن عائشة رضي الله عنها • (من عير أخاه) في الدين (بذنب لم يمت حتى يعمله) قال المناوي المراد بذنب قد تاب منه كما فسره ابن منيع (ت) عن معاذ رضي الله عنه • (من غدا إلى المسجد وراح) أي ذهب للصلاة فيه ورجع (أعد الله) أي هيا (له نزلا) قال العلقمي بضم النون والزاي أي محلا ينزله (من الجنة كلما غدا وراح) أي بكل غدوة وروحة إلى المسجد (حم) عن أبي هريرة • (من غدا إلى صلاة الصبح غدا براية الإيمان ومن غدا إلى السوق غدا براية إبليس) قال المناوي إعلام بادامته في الأسواق وإذا كانت موطنه فينبغي عدم دخولها بلا ضرورة (هـ) عن سلمان • (من غدا أو راح وهو في تعليم) أي تعلم (دينه فهو في الجنة) أي ساع في رفع درجاته فيها (حل) عن ابن سعد بإسناد ضعيف • (من غرس غرسا لم يأكل منه آدمي ولا خلق من خلق الله إلا كان له صدقة) قال المناوي أي يثاب عليها ثواب الصدقة وإن لم يكن باختياره (حم) عن أبي الدرداء وإسناده حسن • (من غزا في سبيل الله ولم ينوا لا عقالا) أي لا يريد من القيامة إلا شيئا قليلا كالعقال الذي يربط به ركبة البعير (فله ما نوى) القصد به الحث على قطع النظر عن الغنيمة وجعل الغزو خالصًا لله تعالى (حم ن ك) عن عبادة بن الصامت وإسناده صحيح • (من غسل ميتا فليغتسل) ندبا وقيل وجوبا ولو غسل موتى كفاه غسل واحد (حم) عن المغبرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من غسل ميتا فليغتسل ومن حمله فليتوضأ) قال المنارى ليكن حامله على وضوء ليتأهب للصلاة عليه حين وصوله المصلى خوف الفوت (ده حب) عن أبي هريرة • (من غسل ميتا فستره) قال المناوي أي ستر عورته أو ستر ما بدا منه من علامة رديئة (ستره الله من الذنوب) أي لا يفضحه يوم القيامة (ومن كفنه كساه الله من السندس) في الجنة (طب) عن أبي أمامة • (من غسل ميتا فليبدأ) ندبا (بعصره) أي بعصر بطنه ليخرج ما فيه من أذى (هق) عن ابن سيرين مرسلا وإسناده ضعيف • (من غش) معصوما (فليس منا) أي ليس على سننتنا في منا صحة الإخوان وذا قاله لما مر بصبرة طعام فادخل يده فيها فابتلت أصابعه (ت) عن أبي هريرة قال المناوي وهو في مسلم أيضا • (من غش العرب لم يدخل في شفاعتي) يوم القيامة (ولم تنله مودتي) قال المناوي وغشهم أن يصدهم عن الهدى أو يحملهم على ما يبعدهم عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك فقد قطع الرحم

بينهم وبينه فحرم شفاعته ومودته وغش غيرهم حرام لكن غش العرب أعظم جرما (حم ت) عن عثمان بن عفان • (من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار) أي صحبهما يستحق دخولها (طب حل) عن ابن مسعود • (من غل بعيرا أو شاة) أو بقرة أو نحو ذلك (أتى به يحمله يوم القيامة) يعني من سرق شيئًا من نحو زكاة أو غنيمة يجيء يوم القيامة وهو حامله وإن كان حيوانا كبيرا (حم) والضياء عن عبد الله بن أنيس • (من غلب على ماء) مباح أنه سبق إليه (فهو أحق به) من غيره حتى تنتهي حاجته (طب) والضياء عن سمرة بن جندب • (من فإنه الغزو معي فيغزو في البحر) قال المناوي زاد في رواية فإن غزوة في البحر أفضل من غزوتين في البر وفيه أن غزو البحر أفضل (طس) عن واثلة بن الأسقع • (من فدى أسيرا من أيدي العدو) أي الكفار (فأنا ذلك الأسير) أي فكأني أنا المأسور وقد فداني والقصد الترغيب في فك الأسرى (طس) عن ابن عباس وإسناده حسن • (من فر من ميراث وارثه) قال المناوي بان فعل ما فوت به ارثه عليه في مرض موته (قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة) دعاء أو خبر فأذن حرمان الوارث حرام (هـ) عن أنس وضعفه المنذري • (من فرق بين والدة وولدها بما يزيل الملك (فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة) فالتفريق بين أمة وولدها بنحو بيع حرام قبل التمييز عند الشافعي وقبل البلوغ عند أبي حنيفة (حم ت ك) عن أبي أيوب قال ت حسن غريب • (من فرق) بين والدة وولدها (فليس منا) أي ليس من العاملين بشرعنا (طب) عن معقل بن يسار • (من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص) أي لا ينقص الأجر الحاصل (من أجر الصائم شيئا (حم ت هـ حب) عن زيد بن خالد الجهني • (من فطر صائمًا أو جهز غازيا) أي أعطاه ما يحتاجه لغزوه (فله مثل أجره (هق) عنه أي عن زيد الجهني • (من قاتل الكفار لتكون كلمة الله) أي كلمة توحيده (هي العليا) بالضم (فهو) أي المقاتل (في سبيل الله) مفهومه أن من قاتل لنحو غنيمة أو إظهار شجاعة فليس في سبيل الله فلا ثواب له (حم ق) عن أبي موسى • (من قاتل في سبيل الله فواق) بالضم (ناقة) ما بين حلبتيها كما تقدم (حرم الله وجهه على النار) فالجهاد في سبيل الله يكفر الكبائر وإن كان في البحر كفر حقوق الله وحقوق العباد (حم) عن عمرو بن عبسة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من قاد اعمى) قال المناوي مسلما ويحتمل أن يكون الذمي كذلك (أربعين خطوة وجبت له الجنة) أي إذا قاده لغير معصية (ع طب عد حل هب) عن عمر (عد) عن ابن عباس وعن جابر (هب) عن أنس • (من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له) أي غفر الله له ما تقدم من ذنبه من الصغائر (خط) عن ابن عمر • (من قال لا إله إلا الله) محمد رسول الله (نفعته يوما من دهره) قال المناوي نفعته عند فصل القضاء (يصيبه قبل ذلك) قال الشيخ المتبادر أنه غاية ي وإن أصابه قبل ذلك أي قبل قولها (ما أصابه) من الذنوب فيحتمل إن هذا

في حق الكافر فيكون مطابقا لقوله تعالى قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وأما إذا حمل على المسلم فهو مثاب على قول لا إله إلا الله وحدها (البزار (هب) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من قال لا إله إلا الله مخلصا) قال المناوي وفي رواية صدقا وفي رواية من قلبه (دخل الجنة) قال المناوي ثم إن هذا وما قبله مشروط بسلامة العاقبة (البزار عن أبي سعيد) قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (من قال سبحان الله وبحمده غرست له منها نحلة في الجنة) أي غرس له بكل مرة نخلة فيها (حب ك) عن جابر بإسناد صحيح • (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة) ولو متفرقة (حطت خطاياه) أي غفرت ذنوبه (وإن كانت مثل زبد البحر) كناية عن المبالغة في الكثرة والمراد الصغائر قال العلقمي وسبحان الله معناه تنزيه الله عما لا يليق به من كل نعت وهو مضاف لمفعوله منصوب بفعل محذوف أي سبحت الله تسبيحا فهو واقع موقع المصدر ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل أي نزه الله نفسه والمشهور الأول (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة • (من قال في القرآن بغير علم) قال المناوي أي قولا يعلم أن الحق غيره أو من قال في مشكله بما لا يعرف (فليتبوأ مقعده من النار) أي فليتخذ لنفسه نزلا فيها (ت) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (من قال في القرآن برأيه) قال العلقمي قال ابن رسلان أي بمارسخ في ذهنه وخطر بباله (فأصاب) أي وافق هواه الصواب دون نظر فيما قال العلماء واقتصته قوانين العلم كالنحو والأصول والاستدلال بقواعدها (فقد اخطأ) في حكمه على القرآن بما لا يعرف أصله (ت خ 3) عن جندب بن عبد الله البجلي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من قام رمضان) قال العلقمي أي قام لياليه مصليا والمراد من قيام الليل ما يحصل به مطلق القيام وذكر النووي إن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح يعني أنه يصحل بها المطلوب وأغرب الكرماني فقال اتفقوا على أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح (إيمانا) أي تصديقا بوعد الله تعالى بالثواب عليه (واحتسابا) أي طلبا للأجر (غفر له) قال العلقي ظاهرة يتناول الصغائر والكبائر وبه جزم ابن المنذر وقال النووي المعروف أنه يختص بالصغائر وبه جزم أمام الحرمين وعزاه عياض لأهل السنة قال بعضهم ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة (ما تقدم من ذنبه) زاد في رواية وما تأخر قال العلقمي وقد اشتكلت هذه الزيادة من حيث أن المغفرة تستدعى سبق شيء يغفر والمتأخر من الذنوب لم يأت فكيف يغفر ومحصل الجواب أنه قيل أنه كناية عن حفظهم من الكبائر فلا تقع منهم كبيرة بعد ذلك وقيل معناه أن ذنوبهم تقع مغفورة وبهذا أجاب جماعة منهم الماوردي في الكلام على حديث صيام عرفة وأنه يكفر سنتين سنة ماضية وسنة آتية (ق 4) عن أبي هريرة • (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) قال العلقمي الكلام فيه كالذي قبله (خ 3) عنه أي عن أبي هريرة • (من قام ليلتي العيد) أي أحياهما (محتسبًا لله

لم يمت قلبه يوم يموت القلوب) قال العلقمي معنى قوله لم يمت قلبه يوم يموت القلوب فقيل لا يشغف بحب الدنيا لأنه موت قال عليه الصلاة والسلام لا تدخلوا على هؤلاء الموتى قيل من هم يا رسول الله قال الأغنياء وقيل يأمن من سوء الخاتمة قال تعالى أو من كان ميتا فاحييناه أي كافرا فهديناه ويحصل ذلك بمعظم الليل وعن ابن عباس أنه يحصل بأن يصلى العشاء والصبح في جماعة (هـ) عن أبي امامة • (من قام في الصلاة فالتفت رد الله عليه صلاته) قال المناوي أي لم يقبلها بمعنى أنه لا يئيبه عليها وأما الفرض فيسقط أهـ فحمل الحديث على التفات لا تبطل به الصلاة (طب) عن أبي الدرداء وإسناده ضعيف • (من قام مقام رياء وسمعة) قال العلقمي قال في المصباح الرياء هو إظهار العمل للناس ليروه ويظنوا به خيرا فالعمل لغير الله نعوذ بالله منه وقال في النهاية وسمع فلان بعمله أي أظهره (ليسمع (فإنه في مقت الله حتى يجلس) قال المناوي أي حتى يترك ذلك ويتوب (طب) عن عبد الله الخزاعي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من قبل بين عينى أمه) إكراما لها وشفقة وتعظيماا (كان له سترًا من النار) قال المناوي أي حائلا بينها وبينه مانعا من دخوله إياها (عدهب) عن ابن عباس • (من قتل حية فكأنما قتل رجلا مشركا قد حل دمه) ظاهره أنه يثاب كثواب من قتل كافرًا في الحرب ويحتمل أن التشبيه في مطلق حصول الأجر (حم) عن ابن مسعود وإسناده صحيح • (من قتل حية أو عقربا فكأنما قتل كافرا) حربيا (خط) عن ابن مسعود • (من قتل حية فله سبع حسنات ومن قتل وزغة) بفتحات (فله حسنة) ومن له حسنة مقبولة دخل الجنة (حب) عن ابن مسعود بإسناد صحيح • (من قتل عصفورا بغير حق) قال المناوي في رواية حقها (سأله الله عنه) في رواية عن قتله أي عاقبه عليه (يوم القيامة) قال المناوي تمامه عند مخرجه قيل وما حقها يا رسول الله قال إن تذبحه فتأكله ولا تقطع رأسه فترمى بها (حم) عن ابن عمر رضي الله عنه • (من قتل كافرا) أو كفانا شره بأن اثخنه أو أعماه أو قطع يده أو رجليه أو أسره (فله سلبه) بالتحريك من ثياب وسلاح ومركوب يقاتل عليه أو ممسكا عنانه وهو يقاتل راجلا وآلته كسرج ولجام ومقود وكذا لباس زينة كنطقة وسوار وجنبية وهميان وما فيه من النفقة (ق د ت) عن أبي قتادة (حم د) عن أنس (هـ) عن سمرة • (من قتل معاهدا) قال العلقمي المراد بالمعاهد من له عهد من المسلمين سواء كان لعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم والمعاهد بفتح الهاء اسم مفعول وهو الذي عوهد بعهد أي صولح ويجوز كسر الهاء على الفاعل لأن من عاهدته فقد عاهدك لكن الفتح أكثر (لم يرح) قال العلقمي بفتح الياء والراء وأصله يراح أي وجد الريح أي لم يشم (رائحة الجنة) وحكى ابن التين ضم وله وكسر الراء قال والأول أجود وعليه الأكثر وحكى ابن الجوزي ثالثة وهو فتح أوله وكسر ثانية من راح يريح والمراد بهذا النفي وإن كان عاما التخصيص بزمان

ما لما تعاضدت الأدلة العقلية والنقلية إن من مات مسلما وكان من أهل الكبائر فهو محكوم بإسلامه غير مخلد في النار ومآله إلى الجنة ولو عذب قبل ذلك (وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا) قال العلقمي قال شيخنا للإسماعيلي وغيره أربعين عامًا وللطبراني مائة عام وجميع ذلك بحسب اختلاف الأشخاص والأعمال وتفاوت الدرجات فيدركه من شاء الله من مسيرة ألف عام ومن شاء من مسيرة أربعين عامًا وما بين ذلك قاله ابن العربي وغيره أهـ وقال بعضهم يجاب باحتمال أن لا يكون العدد مقصودًا بل المقصود المبالغة في التكثير (حم خ ن هـ) عن ابن عمرو بن العاص • (من قتل معاهدا في غير كنهه) قال العلقمي أي في غير وقته أو غاية أمره الذي يجوز فيه قتله وقال في النهاية كنه الأمر حقيقته وقيل غايته والمراد ههنا الوقت للمعاهد الذي بينك وبينه فيه عهد وأمان فإذا قتلته قبل وقته كان قتلك ظلما بغير ذنب (حرم الله عليه الجنة) قال العلقمي فإن قيل كيف يحرم دخول الجنة والمؤمنون مقطوع لهم بدخول الجنة فالجواب إن المراد لا يدخلها مع أول من يدخلها من المسلمين الذين لم يقترفوا الكبائر (حم د ن هـ ك) عن أبي بكرة) وإسناده صحيح • (من قتل مؤمنا فاعتبط بقتله) بعين مهملة أي قتله ظلما لا عن قصاص وقيل بمعجمة من الغبطة الفرح لأن القاتل يفرح بقتل عدوه (لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) قال العلقمي أي نافلة ولا فريضة وقيل غير ذلك والقتل أكبر الكبائر بعد الكفر قال المناوي في بعض الأحاديث الذي لم أقف لها على طريق من هدم بنيان الله فهو ملعون أي من قتل نفسا ظلما قال العلقمي وهذا من الاستعارات التي لا أبلغ منها (د) والضياء عن عبادة بن الصامت وإسناده صحيح • (من قتل وزغا) بفتح الزاي والغين المعجمتين قال في النهاية الوزغ جمع وزغة بالتحريك وهي التي يقال لها سام أبرص وجمعها أوزاغ ووزغات (كفر الله عنه سبع خطيئات (طس) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من قتله بطنه) أي من مات بمرض بطنه قال القرطبي في التذكرة فيه قولان أحدهما أنه الذي يصيبه الذرب وهو الإسهال والثاني أنه الاستقاء وهو أظهر القولين فيه (لم بعذب في قبره) قال المناوي وإذا لم يعذب في قبره لم يعذب في غيره لأنه أول منازل الآخرة فإن كان سهلًا فأبعده أسهل (حم ن ت حب) عن خالد بن عرفطة وعن سليمان بن صرد • (من قتل دون ماله) قال العلقمي أي من قاتل الصائل على ماله حيوانًا كان أو غيره فقتل في المدافعة (فهو شهيد في) حكم الآخرة لا في الدنيا أي له ثواب شهيد عند الله تعالى كما في الشهيد في سبيل الله مع ما بين الثوابين من التفاوت ومن قتل دون دمه) أي قتل في الدفع عن نفسه (فهو شهيد) من شهداء الآخرة (ومن قتل دون دينه) قال العلقمي أي قتل في نصرة دين الله تعالى والذب عنه وفي قتال المرتدين عن الدين (فهو شهيد ومن قتل دون أهله) أي في الدفع عن بضع حليلته أو قريبته (فهو شهيد) من شهد الآخرة (حم 3 حب) عن سعيد بن زيد وهو متواتر • (من قتل دون

مظلمته) قال المناوي أي قدامها وهذا يعم ما تقدم فيما قبله (فهو شهيد) من شهداء الاخرة (ن) والضياء عن سويد بن مقرن المزنى بل رواه البخاري • (من قدم من نسكه) أي حجه (شيئًا أو آخره فلا شيء عليه) قال العلقمي يفسره ما رواه أبو داود عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى يسألونه فجاء رجل فقال يا رسول الله إني لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذبح ولا حرج وجاء رجل آخر فقال يا رسول الله لم أشعر فنحرت قبل أن أرمى فقال ارمي ولا حرج قال فما سئل يومئذ عن شيء قدم أو آخر إلا قال اصنع ولا حرج وقوله لم أشعر قال ابن رسلان أي بالترتيب (هق) عن ابن عباس وإسناده حسن • (من قذف مملوكه) أي رماه بالزنى (وهو برئ مما قال سيده جلد) سيده (يوم القيامة حدا) لانقطاع الرق بالموت (إلا أن يكون) المملوك كما (قال) من كونه زانيا قال العلقمي قال الطيبي الاستثناء مشكل لأن قوله وهو برئ يأباه اللهم إلا أن يؤول قوله وهو برئ أي يظن براءته ويكون العبد كما قال في الواقع لا ما اعتقده فحنيئذ لا يجلد لكونه صادقا فيه وفهم منه أنه لا يجلد في الدنيا وهو كذلك (حم ق د ت) عن أبي هريرة • (من قذف ذميا) أي رماه بالزنى (حد له يوم القيامة بسياط من نار) أما في الدنيا فلا يحد مسلم بقذف ذمي لكنه يعزر (طب) عن واثلة • (من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة وجهه عظم ليس عليه لحم) قال المناوي أي من جعل القرآن وسيلة إلى حطام الدنيا جاء يوم القيامة على أقبح صورة حيث عكس وجعل أشرف الأشياء وأعزها واسطة لي أذل الأشياء وأحثرها (هب) عن بريدة بإسناد ضعيف • (من قرأ بمائة آية في ليلة) يحتمل إن الباء زائدة أو المراد ف الصلاة (كتب له قنوت ليلة) أي عبادتها (حم م) عن تميم الداري وإسناده صحيح • (من قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين) أي عن تلاوة القرآن (ك) عن أبي هرير • (من قرأ سورة البقرة توج بتاج في الجنة) قال المناوي لما في حفظها والمواظبة على تلاوتها من المشقة (هب) عن الصلصال بفتح الصادين ابن الدلهمس بفتح الدال واللام والميم • (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة) أي عقب كل صلاة (مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) أي إلا الموت (ت حب) عن أبي أمامة بإسناد حسن • (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) قال المناوي أي اغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن أو أجزاتاه عن قراءة القرآن أو الكلام فيما يتعلق بالاعتقاد لما فيهما من الذكر والدعاء والإيمان بجميع الكتب (4) عن ابن مسعود البدري بل رواه مسلم • (من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تجب الشمس) قال المناوي أي تغرب شمس ذلك اليوم (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها نص عليه الشافعي

(ك هق) عن أبي سعيد الخدري • (من قرأ) الآيات (لعشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال) فمن قرأها وأدرك زمنه أمن من فتنته (حم ن) عن أبي الدرداء • (من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال (ت) عن أبي الدراداء • (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق) قال المناوي وفي رواية بدل يوم الجمعة ليلة الجمعة وجمع بأن المراد بليلته والليلة بيومها (هب) عن أبي سعيد بإسناد حسن من قرأ يس كل ليلة غفر له أي الذنوب الصغائر (هب) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (من قرأ يس في ليلة أصبح مغفور له) قال المناوي وقياسه أن من قرأها في يومه أمسى مغفوورًا له (حل) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف • (من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن مرتين) أي دون يس (هب) عن أبي سعيد • (من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن عشر مرات) قال المناوي لا يعارضه ما قبله لاختلاف ذلك باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان وكلاهما خرج جوابا لسائل اقتضى حاله ما أجيب به (هب) عن أبي هريرة • (من قرأ يس ابتغاء وجه الله) قال المناوي أي ابتغاء النظر إلى وجه الله تعالى في الآخرة أي لا للنجاة من النار ولا للفوز بالجنة (غفر له ما تقدم من ذنبه) من الصغائر (فاقرؤها عند موتاكم) أي من حضره الموت (هب) عن معقل بن يسار • (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) أي يطلبون له من الله المغفرة والمراد التكثير لا التحديد (ت) عن أبي هريرة • (من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له) ذنوبه الصغائر (ت) عن أبي هريرة • (من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له) ذنوبه الصغائر (ت) عن أبي هريرة • (من قرأ سورة الدخان في ليلة غفر له ما تقدم من ذنبه) ظاهره يشمل الكبائر (ابن الضر يس عن الحسن) البصري (مرسلا) • (من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة) ظاهره إن ذلك يتكرر بتكرر قراءتها (طب) عن أبي أمامة وإسناده ضعيف • (من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا) لسر علمه الشارع قال المناوي هذا من الطب الإلهي (هب) عن ابن مسعود • (من قرأ خواتيم الحشر في ليل أو نهار ثم قبض في ذلك اليوم أو) تلك (الليلة فقد أوجب الجنة) أي فعل شيئًا أوجب له فعله الجنة أي دخولها (عد هب) عن أبي أمامة وضعفاه • (من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن) قال المناوي لأنها متضمنه لتوحيد الاعتقاد والمعرفة والأحدية ونفى الوالد والولد وهذه أصول مجامع التوحيد الاعتقادي المباين لكل شرك فلذلك عدلت ثلثة (حم ن) والضياء عن أبي بن كعب وإسناده صحيح • (من قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن أجمع) إذ مدار القرآن على الخبر والإنشاء والإنشاء أمر ونهي وإباحة والخبر خبر عن الخالق وأسمائه وصفاته وخبر عن خلقه فاخلصت السورة الخبر عنه وعن أسمائه وصفاته فعدلت ثلثا (عق) عن رجاء الغنوي بإسناد ضعيف • (من قرأ قل هو الله أحد) قال المناوي تمامه حتى يختمها (عشر مرات بنى الله له بيتًا في الجنة (حم) عن معاذ بن

أنس وإسناده حسن • (من قرأ قل هو الله أحد عشرين مرة بنى الله له قصرًا في الجنة) فينبغي الإكثار من تلاوتها (ابن زنجويه) قال المناوي واسمه حميد (عن خالد بن زيد) الأنصاري • (من قرأ قل هو الله أحد خمسين مرة غفر الله ذنوبه خمسين سنة) والمراد الصغائر (ابن نصر عن أنس بن مالك • (من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة في الصلاة أو غيرها كتب الله له براءة من النار) فلا يدخلها إلا تحلة القسم (طب) عن فيروز الديلمي ابن أخت النجارشي وإسناده ضعيف • (من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة غفر الله له خطيئته خمسين عامًا ما اجتنب خصالا أربعا الدماء والأموال والفروج) المحرمة (والأشربة) المسكرة لأنها أمهات الكبائر (عد هب) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف • (من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة غفر الله له ذنوب مائتي سنة) الصغائر والظاهر أنها هنا يشترط التوالي فيها (هب) عن أنس وهو حديث ضعيف • (من قرأ في يوم قل هو الله أحد مائتي مرة كتب الله له ألفًا وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين) يظهر أن محله إذا كان حالًا وأمكنه وفاؤه ولم يفعل (عد هب) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف • (من قرأ قل هو الله أحد ألف مرة فقد اشترى نفسه من النار) أي يجعل الله له ثواب قراءتها عتقه من النار وقال المناوي وينبغي قراءتها لذلك عن الميت (الخيارجي في فوائده عن حذيفة) بن اليمان • (من قرأ بعد صلاة الجمعة قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس سبع مرات) قال المناوي في رواية قبل أن يتكلم (أعاذه الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى) قال ابن حجر ينبغي تقييده بما بعد المأثور في الصحيح (ابن السني عن عائشة) وإسناده ضعيف • (من قرأ إذا سلم الإمام يوم الجمعة قبل أن يثنى رجليه) أي قبل أن يصرف رجليه عن حالته التي هو عليها في التشهد (فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الناس سبعا سبعا) من المرات (غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) قال المناوي أي من الصغائر إذا اجتنبت الكبائر قال العلقمي فائدة ألف الحافظ ابن حجر كتابا سماه الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة وسبقه إلى ذلك الحافظ المنذري وقد رأيت أن الخص أحاديث هنا لتستفاد أخرج ابن أبي شيبة في مسنده ومصنفه وأبو بكر ابن المروزي في مسند عثمان والبزار عن عثمان بن عفان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج أبو عوانة في صحيحة عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع المؤذن يقول أشهد أن لا إله إلا الله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وفي لفظ رسولا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج ابن وهب في مصنفه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أمن الإمام فأمنوا فإن الملائكة تؤمن فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج آدم ابن

أبي إياس في كتاب الثواب عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى سبحة الضحى ركعتين إيمانًا واحتسابًا غفرت له ذنوبه كلها ما تقدم منها وما تأخر إلا القصاص وأخرج أبو الأسعد القشيري في الأربعين عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ إذا سلم الإمام يوم الجمعة قبل أن يثني رجليه فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الناس سبعا سبعا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج النسائي في الكبرى وقاسم بن اصبغ في مصنفه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن قام ليلة القر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج أبو سعيد النقاش الحافظ في أماليه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوم عرفة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج أبو داود والبيهقي في الشعب عن أم سلمة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووجبت له الجنة وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الله هو ابن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من جاء حاجا يريد وجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج أحمد بن منيع وأبو يعلي في مسنديهما عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج الثعلبي في تفسيره عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آخر سورة الحشر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج أبو عبد الله بن عدة في أماليه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاد مكفوفا أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج أبو أحمد الناصح في فوائده عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعى لأخيه المسلم في حاجة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأخرج الحسن بن سفيان وأبو يعلي في مسنديهما عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من عبدين يلتقيان فيتصافحان ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر الله لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر وأخرج أبو داود عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل طعامًا ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقد تلخص من هذه الأحاديث ستة عشر وقد نظمتها في أبيات على وزن يا سلسلة الرسل قد جاء عن الهادة وهو خير نبي ... أخبار مسانيد قدروين بايصال في فضل خصال وغافرات ذنوب ... ما قدم أواخر للممات بأفضال

حج ووضوء قيام ليلة قدر ... والشهر وصوم له ووقفه إقبال آمين وقارئ آخر الحشر ومن قا ... داعمى وشهيد إذا لمؤذن قد قال سعى لاخ والضحي وعند لباس ... حمد ومجيء من إيليا باهلال في جمعة يقر أقل أو يصافح عبدا ... مع ذكر صلاة على النبي مع الآل (أبو الأسعد القشيري في) كتاب (الأربعين عن أنس) وهو حديث ضعيف • (من قرأ القرآن فليسأل الله به) بأن يدعو بعد ختمه بالأدعية المأثورة أو أنه كلما قرأ آية رحمة سألها أو آية عذاب تعوذ منها (فإنه سيجيء أقوام يقرؤن القرآن يسألون به الناس) فيندب الدعاء عند ختمه وبالأمور الأخروية أأكد (ت) عن عمران بن حصين • (من قرض قال الشيخ بقاف مفتوحة فراء مشددة وضاد معجمة (بيت شعر) صادق بأن أنشاه أو حكه عن غيره (بعد العشاء الأخيرة لم يقبل له صلاة تلك الليلة حتى يصبح) قال المناوي هذا في شعر فيه هجوا وإفراط في مدح أو تغزل في نحو مرد بخلاف نحو ما في الذهد والرقائق وذم الدنيا (حم) عن شداد بن أوس وإسناده حسن • (من قرن بين حجة وعمرة اجزأه لهما طواف واحد) وكذا بقية الأعمال وبه قال الشافعي (حم) عن ابن عمر وإسناده حسن • (من قضى نسكه) أي حجة أو عمرته (وسلم المسلمون من لسانه ويده غفر له ما تقدم من ذنبه) حتى الكبائر فإن الحج يكفرها (عبد بن حميد) بغير إضافة (عن جابر) بإسناد ضعيف • (من قضى لأخيه المسلم حاجة) دنيوية (كان له من الأجر كمن حج أو اعتمر) أي حصل له أجر كما أن للحاج أو المعتمر أجر أو لا يلزم التساوي في المقدار (خط) عن أنس • (من قضى لأخيه المسلم حاجة) ولو بالتسبب والسعي فيها (كان له من الأجر كمن خدم الله عمره) أي كمن صلى طول عمره فإن الصلاة هي خدمة الله في الأرض كما مر في حديث (حل) عن أنس • (من قطع سدرة) شجرة نبق قال المناوي زاد في رواية للطبراني من سدر الحرم وهي مبينه للمراد دافعة للأشكال أهـ قال العلقمي وقيل أراد السدر الذي يكون في الفلاة يستظل به ابن السبيل والحيوان أو في ملك إنسان فيتحامل عليه ظالم فيقطعه بغير حق (ضرب الله رأسه في النار) أي نكسه والقاه على رأسه في نار جهنم وهذا دعاء أو خبر (د) والضياء عن عبد الله بن حبش بحاء مهملة مضمومة وإسناده صحيح • (من قطع رحمًا أو حلف على يمين فاجرة رأى وباله قبل أن يموت) قال المناوي في جمع اليمين الفاجرة مع القطيعة ما يلوح باشتراكهما في الفظيعة وفي هذا الاقتران من التحذير ما لا يخفي على التحرير (تخ) عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلا وهو تاعبي كبير لقى مائة صحابي • (من قعد على فراش) امرأة (مغيبة) بفتح الميم وكسر المعجمة التي غاب زوجها (قبض الله له ثعبانا يوم القيامة) أي ينهشه ويعذبه بسمه (حم) عن أبي قتادة • (من كان آخر كلامه) في الدنيا (لا إله إلا الله دخل الجنة) قال العلقمي قال ابن رسلان معنى ذلك أنه لابد له من دخوله الجنة فإن كان عاصيا غير تائب فهو وفي أول أمره في خطر

المشيئة يحتمل أن يغفر الله له ويحتمل أن يعاقبه ويدخل الجنة بعد العقاب ويحتمل أن يكون من وفق لأن يكون آخر كلامه لا إله إلا الله يكون ذلك علامة على أن الله تعالى يعفو عنه فلا يكون في خطر المشيئة تشريفًا له على غيره ممن لم يوفق أن يكون آخر كلامه ذلك (حم د ك) عن معاذ بن جبل وهو حديث صحيح • (من كان حالفا) أي مريدا للحلف (فلا يحلف إلا بالله) أي باسم من أسمائه أو صفة من صفاته لأن في الحلف تعظيمًا وحقيقة العظمة لا تكون إلا لله (ت) عن ابن عمر بن الخطاب • (من كان سهلا هينالينا) بالتخفيف فيهما في معاملته في بيع أو شراء وقصاءا وغير ذلك (حرمه الله على النار) ومن ثم كان المصطفى في غاية اللين (ك هق) عن أبي هريرة قال ك صحيح وأقروه • (من كان عليه دين فهم بقضائه لم يزل معه من الله حارس) يحرسه أي من الشيطان أو السلطان أو منهما حتى يوفى دينه (طس) عن عائشة رضي الله عنها • (من كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة) أي في حكم من هو فيها في إجراء الثواب عليه (ما لم يحدث) قال المناوي حدث سوء والمراد لم ينتقض طهره (حم ن حب) عن سهل ابن سعد • (من كان في قلبه مودة لأخيه) في الإسلام (ثم لم يطلعه عليها فقد خانه) فيندب إعلامه بذلك وظاهر الحديث الوجوب (ابن أبي الدنيا في) كتاب فضل زيارة (الإخوان عن مكحول مرسلا • (من كان قاضيا فقضى بالعدل فبالحرى) قال في النهاية يقال فلان حرى بكذا أو بالحرى أن يكون كذا أي جدير وخليق (إن ينقلب منه كفافا) قال العلقمي قال في النهاية في حديث عمر رضي الله عنه وددت أني سلمت من الخلافة كفافا لأعلى ولا لي والكفاف هو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة إليه وهو نصب على الحال أي مكفوفا عني شرها أي الخلافة وقيل معناه أن لا تنال منى ولا أنال منها أي تكف عني وأكف عنها (ت) عن ابن عمر بن الخطاب • (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة) قال المناوي أخذ به الإمام أبو حنيفة فلم يوجب قراءة الفاتحة على المقتدى وقال العلقمي قال الدميري اختلف العلماء في قراءة المأموم خلف الإمام فمذهبنا وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في كل الركعات من الصلوات السرية والجهرية وبه قال أكثر العلماء قال الترمذي في جامعة القراءة خلف الإمام قول أكثر اهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وبه يقول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق (حم هـ) عن جابر وضعفه الدارقطني وغيره أهـ وقال ابن قاسم العبادي في حاشيته على المنهج ويدل وجوبها على المأموم حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال كنا نصلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الفجر فثقلت عليه القراءة فلما فرغ قال لعلكم تقرؤن خلفي قلنا نعم قال لا تفعلوا إلا بفاتحة الكاب فما ورد من أن قراءة الإمام قراءة المأموم يحمل على السورة جمعا بينهما وخبر من صلى خلف الإمام فقراءة الإمام له قراءة ضعيف عند الحفاظ كما بينه الدارقطني وغيره • (من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا) قال

العلقمي قال الدميري اختلف العلماء في وجوب الأضحية على الموسر فقال جمهورهم هي سنة في حقه إن تركها بلا عذر لم يأثم ولا قضاء عليه وقال ربيعة والإزاعي أنها واجبة على الموسر والمشهور عند أبي حنيفة أنها واجبة على مقيم يملك نصابا وعندنا أنها سنة من سنن الكفاية في حق أهل البيت الواحد (هـ ك) عن أبي هريرة • (من كان له شعر فليكرمه) بتعهده بغسله وتسريحه ودهنه ولا يهمله حتى يتشعث فالمطلوب فعل ذلك وقتا بعد وقت لخبر نهى عن الترجل الاغبا أي يومًا بعد يوم (د) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من كان له صبي فليتصاب له) أي يتصاغر له بلطف ولين في القول والفعل ليفرحه (ابن عساكر عن معاوية • (من كان له قلب صالح) أي نية صالحة (تحنن الله عليه) أي عطف عليه برحمته (الحكيم) الترمذي (عن بريدة • (من كان له مال فلير عليه) أثره في ملبسه ونحوه فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده حسنا ويكره البؤس والتباؤس (طب) عن أبي حازم الأنصاري • (من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار) قال العلقمي معناه أنه لما كان يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه على وجه الإفساد جعل له لسانان من نار كما كان في الدنيا له لسانان عند كل طائفة (د) عن عمار بن ياسر وإسناده حسن • (من كان يؤمن بالله) إيمانا كاملا (واليوم الآخر) قال المناوي وهو من آخر الحياة الدنيا إلى آخر ما يقع إلى يوم القيامة (فليحسن إلى جاره) بكف الأذى وبذل الندا وتحمل الجفا وغير ذلك (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر) أي يوم القيامة (فليكرم ضيفه) الغنى والفقير بما لا مشقة عليه في تحصيله (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر) أي يوم القيامة (فليقل خيرا) أي كلاما يثاب عليه (أو ليسكت) ليسلم من الوقوع في المحرم والمكروه (حم ن ت هـ) عن أبي شريح وعن أبي هريرة • (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقى ماءه ولد غيره) قال المناوي أي لا يطؤ امة حاملة سباها أو اشتراها فيحرم إجماعات فإن الجنين ينمو بمائه فيصير كأنه ابن لهما (ت) عن رويقع بن ثابت الأنصاري وإسناده حسن • (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يرو عن) بالتشديد (مسلما) فإن ترويعه حرام (طب) عن سلمان بن صرد وإسناده حسن • (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) أي يصدق بلقاء الله والقدوم عليه (فلا يلبس) أي الرجل (حريرا ولا ذهبا) فإنه حرام عليه لما فيه من الخنوثة التي لا تليق بشهامته (حم ك) عن أبي أمامة • (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس خفيه حتى ينفضهما) وسببه أنه صلى عليه وسلم دعا بخفيه فليس أحدهما ثم جاء غراب فاحتمل الآخر فرمي به فوقعت منه حيه فذكره (طب) عن أبي أمامة وإسناده صحيح • (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير ازار) يستر عورته وفي مسند أبي حنيفة مرفوعا لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدخل الحمام إلا بمئزر من لم يستر عورته من الناس كان في لعنة الله

والملائكة والخلق أجمعين (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام) فإنه لها مكروه إلا لعذر كحيض ونفاس (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليه الخمر) وإن لم يشرب معهم لأنه تقرير على منكر (ت ك) عن جابر وهو حديث صحيح • (من كان يؤمن بالله ورسوله فليحب أسامة بن زيد) فإنه حب رسوله ابن حبه (حم) عن عائشة وإسناده صحيح • (من كتم شهادة إذا دعى إليها) أي لأدائها عند حاكم أو محكم بشرطه (كان كمن شهد بالزور) فكتمان الشهادة من الكبائر (طب) عن أبي موسى بإسناد صحيح • (من كتم على غال) أي ستر على من سرق من الغنيمة (فهو مثله) في الاثم في أحكام الآخرة الدنيا (د) عن سمرة وإسناده حسن • (من كتم علما) شرعيًا (عن أهله ألجم) بالبناء للمفعول أي ألجمه الله (يوم القيامة بلجام من نار) قال تعالى إن الذين يكتمون ما أنزلنا إلى قوله اللاعنون قال القرطبي وأما قول أبي هريرة حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين من علم أما أحدهما فقد حدثتكم به وأما الآخر فلو حدثتكم به لقطعتم منى هذا الحلقوم فحمل على ما يتعلق بالفتن من أسماء المنافقين ونحوهم أما كتمه عن غير أهله فمطلوب بل واجب (عد) عن ابن مسعود • (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) أي استنار وجهه وعلاه ضياؤها وقيل أراد ان وجوه أموره التي يتوجه إليها تحسن وتدركه المعونة الآلهية في تصاريفه ويكون معانا فيحسن وجه مقاصده وأفعاله (هـ) عن جابر وهو حديث ضعيف • (من كثر كلامه كثر سقطه) قال الشيخ هو بالتحريك الخطأ في القول (ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به) لأن السقط ما لا نفع فيه فإن كان لغوًا لا إثم فيه حوسب على تضييع عمره وصرفه عن الذكر إلى الهذيان ومن نوقش الحساب عذب (طس) عن ابن عمر • (من كذب بالقدر فقد كذب بما جئت به) قال المناوي وفي رواية فقد كفر بما أنزل على محمد وهذا مسوق للزجر والتهويل والأصح عدم تكفير أهل لقبلة (عد) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف • (من كذب في حلمه) بالضم (كلف يوم القيامة عقد شعيرة) قال المناوي لأن الرؤيا نوع من الوحى فاستحق التعذيب بتكليف ما لا يمكنه (حم ت ك) عن علي • (من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) قال المناوي فالكذب عليه كبيرة إجماعًا حتى في الترغيب والترهيب ولا التفات لمن شك (حم ق ت ن) عن أنس بن مالك (حم خ د ن هـ) عن الزبير بن العوام (م) عن أبي هريرة الدوسي (ن) عن علي أمير المؤمنين (حم) عن جابر ابن عبد الله (وعن أبي سعيد (ت هـ) عن ابن مسود عبد الله (حم ك) عن خالد بن عرفطة العذري وصحف من قال عرفجة (وعن زيد بن أرقم) الأنصاري الخزرجي (حم) عن سلمة بن الأكوع) هو أبو عمرو بن الأكوع (وعن عقبة بن عامر) الجهني (وعن معاوية ابن أبي سفيان) الخليفة (طب) عن السائب بن يزيد) بن سعيد بن ثمامة الكندي (وعن

سلمان) بن خالد (الخزاعي وعن صهيب) الرومي (وعن طارق) بالقاف (بن أشيم) بالمعجمة وزن أحمد ابن أسود الأشجعي (وعن طلحة بن عبيد الله) أحد العشرة (وعن ابن عباس) بن عبد المطلب (وعن ابن عمر) بن الخطاب (وعن ابن عمرو) بن العاص (وعن عقبة بن غزوان) بفتح المعجمة وسكون الزاي ابن جابر المازني صحابي جليل (وعن الحارس بن عميرة وعن عمار بن ياسر) بكسر المهملة (وعن عمران بن حصين) بضم المهملة (وعن عمرو بن حريث) تصغير حرث (وعن عمر بن عبسة) بفتح المهملتين بينهما موحدة (وعن عمرو بن ميسرة الجهني وعن المغيرة) بضم الميم (بن عقبة وعن يعلي بن موة وعن أبي عبيدة بن الجراح وعن أبي موسى الأشعري (طس) عن البراء وعن معاذ ابن جبل وعن نبيط) بالتصغير (بن شريط) بفتح المعجمة الأشجعي الكوفي صحابي صغير (وعن أبي ميمونة (قط) في الإفراد عن أبي رمثة بكسر الراء وسكون الميم وبالمثلثلة (وعن ابن الزبير وعن أبي رافع وعن أم أيمن) بركة الحبشية (خط) عن سلمان) الفارسي (وعن أبي أمامة) الباهلي (وابن عاسكر عن رافع بن خديج) بفتح المعجمة كسر المهملة (وعن يزيد بن أسد وعن عاشر بن صاعد) في طرقه (عن أبي بكر الصديق وعن عمر بن الخطاب وعن سعد بن أبي وقاص وعن حذيفة بن أسد وعن حذيفة بن اليمان أبو مسعود بن الفرات في جزثه عن عثمان بن عفان البزار عن سعيد بن زيد (عد) عن أسامة بن زيد (وعن بريدة وعن سفينة وعن أبي قتادة وأبو نعيم في المعرفة عن جدع ابن عمرو وعن سعد بن المدحاس وعن عبد الله بن زغب بن قانع عن عبد الله بن أبي أو فى (ك) في المدخل عن عنان بن حبيب عن أبي غزوان (د) عن أبي كبشة ابن الجوزي في مقدمة الموضوعات (عن أبي ذر وعن أبي موسى الغافقي • (من كذب علي) أي متعمدا كما تقدم (فهو في النار) حتى يطهر بها ما لم يتب (حم) عن ابن عمر بإسناد حسن • (من كذب على في حلمه متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) قال المناوي أشار إلى أن الكذب عليه في الرؤيا كالكذب عليه في الرواية وربما كان أغلظ (حم) عن علي بإسناد حسن • (من كرم أصله وطاب مولده) أي محل ولادته (حسن محضره) أي محل حضوره فكان مفتاحًا للخير مغلاقا للشر ولا يذكر أحد في المجلس إلا بخير (ابن النجار عن أبي هريرة • (من كظم غيظًا) أي كف عن إمضائه (وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا) قال المناوي لأنه قهر النفس الأمارة بالسوء فانجلت ظلمة قلبه فامتلأ يقينا وإيمانًا (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن أبي هريرة) وإسناده حسن (من كف غضبه) أي منع نفسه عند هيجان الغضب عن أذى معصوم (ستر الله عورته) أي في الدنيا ومن ستره فيها لا يهتكه في الآخرة (ابن أبي الدنيا عن ابن عمر) بإسناد حسن • (من كفن ميتا) أي قام له بالكفن من ماله (كان له بكل شعرة منه حسنة) يعطاها في الآخرة (خط) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (من كنت مولاه) أي وليه

وناصره (فعلى مولاه) قال العلقمي قال شيخنا قال الشافعي أراد بذلك ولاء الإسلام لقوله تعالى ذلك بأن الله مولى الذين أمنوا وإن الكافرين لا مولى لهم وقيل سبب ذلك أن أسامة قال لعلي لست مولاي إما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم ذلك (حم هـ) عن البراء بن عازب (حم) عن بريدة بن الحصيب (ت ن) والضياء عن زيد بن أرقم قال المؤلف حديث متواتر • (من كنت وليه فعلى وليه) يدفع عنه ما يكرهه (حم ن ك) عن بريدة وإسناده حسن • (من لبس الحرير في الدنيا) من الرجال (لم يلبسه في الآخرة) قال المناوي أي جزاؤه لا يلبسه فيها لاستعجاله ما أمر بتأخيره فحرم عند ميقاته (حم ق ن هـ) عن أنس • (من لبس ثوب شهرة) أي ثوب تكبر وافتخار (أعرض الله عنه) أي لم ينظر إليه نظر رحمة (حتى يضعه متى يضعه) فيصغره في العيون ويحقره في القلوب (هـ) والضياء عن أبي ذر وضعفه المنذري • (من لبس ثوب شهرة) بحيث يشتهر به (ألبسه الله يوم القيامة ثوبا مثله) كذ بخط المؤلف وفي نسخ ثوب مذلة أي يشمله بالذل كما يشمل الثوب البدن (ثم يلهب فيه النار) عقوبة له بنقيض فعله والجزاء من جنس العمل (ده) عن عمر بن الخطاب قال المنذري حسن • (من لبس الحرير) من الرجال (في الدنيا) غامدا عالما بغير ضرورة (ألبسه الله يوم القيامة ثوبا من نار) جزاء بما عمل (حم) عن جرير وإسناده حسن • (من لطم مملوكه) أي ضربه على وجهه وهو حرام ولو في التأديب (أو ضربه) في غير تعليم وتأديب (فكفارته أن يعتقه) ندبا وأجمعوا على عدم وجوبه (حم د) عن عمر بن الخطاب • (من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله) وفي رواية مسلم من لعب بالنرد شير فكأنما صبغ يديه في لحم الخنزير ودمه فاللعب به حرام فإن التعويل فيه على ما يخرجه الكعبان أي الحصا ونحوه فهو كالازلام وأما ما يكون المعول فيه على الفكر فاللعب به مكروه كالشطرنج (حم د هـ ك) عن أبي موسى بإسناد صحيح • (من لعب بطلاق أو عتاق) بالفتح أي قال طلقت زوجتي أو عتقت عبدي هازلا (فهو كما قال) أي فيقع الطلاق والعتق فإن هزلهما جد (طب) عن أبي الدرداء • (من لعق الصفحة) بكسر العين المهملة (ولعق أصابعه) من آثار الطعام (أشبعه الله في الدنيا والآخرة) دعاء أو خبر (طب) عن العرباض رضي الله عنه • (من لعق العسل ثلاث غدوات) بضم فسكون (كل شهر) قال الطبي كل شهر صفة غدوات أي غدوات كائنة كل شهر (لم يصبه عظيم من البلاء) لما في العسل من المنافع للأمراض قال المناوي وتخصيص الثلاث لسر علمه الشارع (هـ) ععى أبي هريرة • (من لقى الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة) قال المناوي بفضل الله ابتداءا وبعد عتاب أو عقاب ومن مات مشركًا دخل النار وخلد فيها (حم خ) عن أنس ابن مالك • (من لقى الله بغير أثر) بالتحريك أي علامة من جراحة (من جهاد دلقي الله وفيه ثلمة) أي نقصان وأصلها الكسر في نحو الجدار ثم استعيرت للنقص قال المناوي قيل

وذا خاص بزمن النبي صلى الله عليه وسلم (ت هـ ك) عن أبي هريرة وإسناده واه • (من لقى العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره) قال المناوي أي لم يسأله منكر ونكير فيه (طب ك) عن أبي أيوب • (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا) لأن صلاته وبال عليه وهذه الآفة غالبة على غالب الناس (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (من لم يأت بيت المقدس يصلى فيه فليبعث إليه بزيت يسرج فيه) فإن ذلك يقوم مقام الصلاة فيه وذا قاله لما قالت له ميمونة افتنا في بيت المقدس قال ايتوه فصلوا فيه فقالت فإن لم نستطع فذكره (هب) عن ميمونة بإسنادلين • (من لم يأخذ من شاربه) ما طال حتى يبين الشفة بيانا ظاهرًا (فليس منا) أي فليس من العاملين بسنتنا (حم ت ن) والضياء عن زيد بن أرقم) قال ت حسن صحيح • (من لم يؤمن بالقدر) بالتحريك أي بالقضاء الآلهي قال في النهاية القدر عبارة عما قضاه الله وحكم به (خيره وشره فأنا برئ منه (ع) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (من لم يجمع) بضم فسكون (الصيام) أي بحكم النية (قبل) طلوع (الفجر فلا صيام له) قال المناوي حمله الأكثر على الفرض لا النفل جمعا بين الأدلة (حم 3) عن حفصة وإسناده صحيح • (من لم يبيت الصيام قبل الفجر) أي ينويه قبله (فلا صيام له) إذا كان فرضا (قط هق) عن عائشة وإسناده صحيح • (من لم يترك) من الأموات (ولدا ولا والدا) يرثه (فورثته كلالة) فالكلالة الوارثون الذين ليس فيهم والد ولا ولد وتطلق الكلالة أيضا على الميت الذي ليس في ورثته ولد ولا والدكما في قوله تعالى وإن كان رجل يورث كلالة الآية (هق) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا هو ابن عوف • (من لم يحلق عانته ويقلم إظفاره ويحز شاربه فليس منا) أي ليس على طريقتنا (حم) عن رجل صحابي • (من لم يخلل أصابعه) أي أصابع يديه ورجليه في الوضوء والغسل (بالماء خللها الله بالنار) أي أدخل النار بينها (يوم القيامة) وهو محمول على من لم يصل الماء بين أصابعه إلا بالتخلل (طب) عن واثلة ابن الأسقع • (من لم يدرك الركعة من الوقت لم يدرك الصلاة أداء بل تكون قضاء (هق) عن رجل من الصحابة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من لم يدع) أي يترك (قول الزور) أي الكذب (والعمل به) أي بمقتضاه (فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) قال العلقمي قال ابن بطال ليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه وإنما معناه التحذير من قول الزور وقال ابن المنير هو كناية عن عدم القبول (حم خ د ت هـ) عن أبي هريرة • (من لم يذر) بفتح الياء والذال المعجمة أي يترك (المخابرة) وهي العمل على الأرض ببعض ما يخرج منها والبذر من العامل (فليأذن بحرب من الله ورسوله) وجه النهي أن منفعة الأرض ممكنة بالاجارة فلا حاجة إلى العمل عليها ببعض ما يخرج منها (دن) عن جابر ابن عبد الله • (من لم يرحم صغيرنا) أي من لا يكون من أهل الرحمة لاطفالنا أيها المسلمون (ويعرف حق كبيرنا) سنا أو علما (فليس منا) أي ليس على طريقتنا

(خدد) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (من لم يرض بقضاء الله ويؤمن بقدر الله فيلتمس آلها غير الله (طس) عن أنس وإسناده حسن • (من لم يشكر الناس لم شكره الله) لأنه لم يطعه في امتثال أمره بشكر الناس الذين هم وسائط في إيصال نعم الله عليه إذ الشكر إنما يتم بمطاوعته (حم ت) والضياء عن أبي سعيد وإسناده حسن • (من لم يصل ركعتى الفجر) في وقتها (فليصلهما بعدما تطلع الشمس) فيه أن الراتبة الفائتة تقضي (حم ت ك) عن أبي هريرة قال ك صحيح وأقروه • (من لم يطهره البحر الملح) أي ماؤه (فلا طهره الله) قال المناوي دعاء عليه وفيه رد على من كره التطهير به من السلف قال الشيخ وفي ابن ماجة أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن ماء البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته من لم يطهره الخ (قط هق) عن أبي هريرة وإسناده واه • (من لم قبل رخصة الله) أي لم يعمل بها (كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة) في عظمها تمسك به الظاهرية على إيجاب الفطر في السفر قاله لما آتاه رجل فقال إني أقوى على الصوم في السفر (حم) عن ابن عمر وإسناده حسن • (من لم يوتر فلا صلاة له) أي كاملة (طس) عن أبي هريرة • (من لم يوص) قبل موته (لم يؤذن له في الكلام مع الموتى) عقوبة له على ترك ما أمر به وتمامه عند مخرجه قيل يا رسول الله أو يتكلمون قال نعم ويتزاورون (أبو الشيخ في) كتاب (الوصايا عن قيس) بن قبيصة • (من مات محرما حشر ملبيا لأن من مات على شء بعث عليه (خط) عن ابن عباس • (من مات مرابطا في سبيل الله أمنه الله من فتنة القبر) أي التحير في سؤال الملكين (طب) عن أبي أمامة وإسناده حسن • (من مات على شيء) من خير أو شر (بعثه الله عليه) أيقوم من قبره ملتبسا به (حم ك) عن جابر وإسناده صحيح • (من مات من أمتي) وهو (يعمل عمل قوم لوط) ودفن في مقابر المسلمين (نقله الله إليهم) أي إلى منازلهم فصير منهم (حتى حشر معهم) فيكون معهم أينما كانوا والقصد بذلك الزجر والتنفير أو الكلام في المستحل (خط) عن أنس ثم قال حديث منكر • (من مات وعليه صيام صام عنه) ولو بغير إذنه (وليه) جوازًا لا لزوما عندا الشافعي في القديم المعمول به كالجمهور والولي كل قريب (حم ق د) عن عائشة • (من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة) أي عاقبة أمره دخولها وإن دخل النار للتطهير (حم ق) عن ابن مسعود • (من مات بكرة فلا يقيلن إلا في قبره ومن مات عشية فلا يبيتن إلا في قبره) لأن المؤمن مكرم وإذا استحال جيفة ونتنا استقذرته النفوس فينبغي الإسراع بمواراته (طب) عن ابن عمر • (من مات وهو مدمن خمر لقي الله وهو كعابد وثن) أاستحل شربها لكفره (طب حل) عن ابن عباس وإسناده حسن • (من مثل) بالتشديد (بالشعر) قال المناوي بفتحتين أي صيره مثلة بالضم بأن نتفه أو حلقه من الخدود أو غيره بسواد (فلس له عند الله خلاق) بالفتح حظ ونصيب وقيل أراد بالشعر الكلام المنظوم (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (من مثل) بالتشديد (بحيوان) بأن قطع أطرافه أو بعضها (فعليه لعنة

الله والملائكة والناس أجمعين (طب) عن ابن عمر وإسناده حسن • (من مرض ليلة فصبر ورضى بها عن الله خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) فيه شمول للكبائر (الحكيم) الترمذي (عن أبي هريرة • (من مس الحصى) قال المناوي أي سوى الأرض للسجود فإنهم كانوا يسجدون عليها (فقد لغى) أي وقع في باطل أو فعل ما لا يعنيه ولا يليق به فيكره مس الحصى وغيره من أنواع اللعب في الصلاة وقال العلقمي قال الدميري فيه النهي عن مس الحصى وغيره من أنواع العبث في حال الخطبة وفيه إشارة إلى إقبال القلب والجوارح على الخطبة (هـ) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من مس ذكره فليتوضأ) قال العلقمي قال الدميري مذهبنا انتقاض الضوء بمس فرج الآدمي بباطن الكف ولا ينتقض بغيره وبه قال عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وابن عباس وأبو هريرة وعائشة وسعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح وإبان بن عثمان وعروة بن الزبير وسليمان بن يسار ومجاهد وأبو العالية والزهرى ومالك وقال الأوزاعي ينقض اللمس بالكف والساعد وهو رواية عن أحمد وعنه رواية أخرى أنه لا ينقض ظهر الككف وبطنها وأخرى أن الوضوء مستحب وأخرى بشرط اللمس بشهوة وهي رواية عن مالك وقالت طائفة لا ينقض مطلقا وبه قال علي بن أبي طالب وابن مسعود وحذيفة وعمار وحكاه ابن المنذر عن ابن عباس وعمران بن حصين وأبي الدرداء وربيعة والثوري وإليه ذهب أبو حنيفة وابن القاسم وسحنون واختاره ابن المنذر وقال بعض أهل العلم ينتقض بمس ذكر نفسه دون غيره قال القاضي أبو الطيب روي الوضوء من مس الذكر عن بضع عشره نفسا من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قيل قال ابن معين ثلاثة أحاديث لا تصح أحدها الوضوء من مس الذكر فالجواب إن الأكثرين على خلاف قوله فقد صححه الجماهير من الأئمة والحفاظ واحتج به الأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد وهم أعلام أهل الحديث والفقه ولو كان باطلا لم يحتجوا به (مالك (حم 4) عن بسرة بنت صفوان الأسدية أخت عقبة بن أبي معيط لأمه وهو حديث صحيح • (من مشى إلى أداء صلاة مكتوبة) ليصليها (في الجماعة فهي) أي المشية أو الخصلة كحجة أي كثوابها (ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة) أي كثوابها لكن لا يلزم التساوي في المقدار (طب) عن أبي أمامة • (من مشى بين الغرضين) قال الشي الغرض بالإعجام والتحريك الرمي وسمى موضع الرمي به مشاكلة كان له بكل خطوة حسنة) والحسنة بعشر أمثالها (طب) عن أبي الدرداء وفيه علان بن مطر ضعيف • (من مشى) يعني ذهب ولو راكبا (مع ظالم) ليعينه على ظلمه (وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام) يعني خرج عن طريقة المسلمين أو أن استحل ذلك (طب) والضيا عن أوس بن شرحبيل بضم المعجمة وضعفه المنذري • (من ملك ذا رحم) قال العلقمي بفتح الراء وكسر الحاء المهملة وأصله موضع تكون الولد ثم استعمل

للقرابة فيقع على كل من بينك وبينه نسب (محرم) بفتح الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الراء مخففة ويقال محرم بضم الميم وفتح الحاء وتشديد الراء المفتوحة والمحرم من لا يحل نكاحه من الأقارب (فهو حر) قال ابن الأثير ذهب إليه أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين وإليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه وأحمد أن من ملك ذا رحم محرم عتق عليه ذكرًا كان أو أنثى وذهب الشافعي وغيره من الأئمة والصحابة والتابعين إلى أنه يعتق عله الآباء والأولاد والأمهات ولا يعتق عليه غيرهم من ذوي قرابته وذهب مالك إلى أنه يعتق عليه الولد والوالدان والأخوة ولا يعتق غيرهم (حم د ن هـ ك) عن سمرة ابن جندب قال ك على شرطهما وأقروه • (من منح منيحة) أي أعطى عطية (ورق) قال المناوي وهي القرض (أو منيحة لبن) بأن يعيره ناقة أو شاة ليحلبها مدة ثم يردها (أو هدى زقاقا) بزاي مضمومة وقاف مكررة الطريق يريد من دل ضالا أو أعمى على طريق (فهو كعتق نسمة) وهو كل ذي روح والمراد هنا رقبة عبدًا أو أمة (حم ت حب) عن البراء قال ت حديث صحيح • (من منح منحة) بكسر الميم أي عطية (غدت بصدقة وراحت بصدقة) قال العلقمي قال الشيخ أكمل الدين الضمير في غدت وراحت للمنحة وبصدقة في موضع الحال (صبوحها وغبوقها) قال العلقمي قال شيخنا قال النووي هما منصوبان على الظرف والصبوح بفتح الصاد الشرب أول النهار والغبوق بفتح الغين المعجمة الشرب أول الليل قال وقال القاضي عياض هما مجروران على البدل من قوله صدقة قال ويصح نصبهما على الظرف (م) عن أبي هريرة • (من منع فضل ماء أو كلا) قال المناوي يعني أي إنسان حفر بئرًا بموات للارتفاق لزمه بذل ما فضل عن حاجته للمحتاج فإن منعه (منعه الله فضله يوم القيامة) وهذا دعاء أو خبر (حم) عن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (من نام عن وتره أو نسه فليصله إذا) انتبه في الأولى وإذا (ذكره) في الثانية فيه أن الوتر يقضى كالفرض وعليه الشافعي (حم 4 ك) عن أبي سعيد • (من نام بعد العصر فاختلس) بالبنا للمفعول (عقله فلا يلومن إلا نفسه) حيث تسبب في ذلك (ع) عن عائشة وإسناده ضعيف • (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نر أن يعصى الله فلا يعصه) قال العلقمي قال في الفتح الطاعة أعم من أن تكون على واجب أو مستحب ويتصور النذر في فعل الواجب أن يوقته كمن نذر أن يصلى الصلاة في أول وقتها فيجب عليه ذلك بقدر ما أقته وأما المستحب في جميع العبادات المالية والبدنية فينقلب بالنذر واجبا ويتقيد بما قيده به الناذر والخبر صريح في الأمر بوفاء النذر إذا كان في طاعة وفي النهي عن الوفاء به إذا كان في معصية وهل يجب في الثاني كفارة يمين أو لا قال الجمهور لا وعن أحمد والثوري وإسحاق وبعض الشافعية والحنفية نعم ونقل الترمذي خلاف الصحابة في ذلك كالقولين واتفقوا على تجريم النذر في المعصية

واختلافهم إنما هو ف وجوب الكفارة أهـ قال المناوي أي من نذر طاعة لزمه الوفاء بنذره أو معصية حرم عليه الوفاء به (حم خ 4) عن عائشة • (من نذر نذر أو لم يسمه) أي النذر بمعنى المنذور (فكفارته كفارة يمين) قال العلقمي قال الدميري اختلف العلماء في المراد بقوله صلى الله عليه وسلم كفارة النذر كفارة يمين فحمله جمهور أصحابنا على نذر اللجاج والغضب وهو أن يقول إنسان يريد الامتناع من كلام زيد مثلا أن كلمت زيد فالله على حجة أو غيرها فيكلمه فهو بالخيار بين كفارة يمين وبين ما التزمه وهذا هو الصحيح من مذهبنا وحمله مالك وكثيرون أو الأكثرون على النذر المطلق كقوله علي نذر وحمله أحمد وبعض أصحابنا على نذر المعصية كمن نذر أن يشرب الخمر وحمله جماعة من فقهاء أصحاب الحديث على جميع أنواع النذر فقالوا هو مخير في جميع المنذورات بين الوفاء بما التزمه وبين كفارة يمين (هـ) عن عقبة بن عامر وإسناده حسن • (من نزل على قوم فلا يصوم تطوعا إلا بأذنهم) جبرًا لخاطرهم والنهي للتنزيه (ت) عن عائشة وهو حديث منكر • (من نسى صلاة) مكتوبة أو نافلة مؤقتة حتى خرج وقتها (أو نام عنها فكفارتها أن يصليها) إذا (ذكرها) ويبادر بالمكتوبة وجوبًا أن فاتت بغير عذر وإلا فندبا (حم ق ت) عن أنس بن مالك • (من نسى الصلاة عل خطئ) بفتح المعجمة وكسر الطاء وهمزة يقال خطيء وأخطأ إذا سلك سبيل الخطأ ومن أخطأ (طريق الجنة) لم يبق له إلا الطريق إلى النار قال الدميري فإن قيل هذا الحدث إن حمل على ظاهره أشكل فإن الظاهر أنه ذم للناسي والنسيان لا يترتب عله ذلك للحدث الحسن المشهور ورفع عن أمتي الخطأ والنسان ولما تقرر أن الناسي غير مكلف وغير المكلف لا لوم عليه فالجواب أن المراد بالناسي التارك كقوله تعالى نسوا الله فنسيهم وكقوله كذلك اتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى قال الهروى فالأولى معناها تركوا أمر الله فتركهم من رحمته وكذلك اليوم تنسى أي تترك في النار ولما كان التارك لها لا صلاة له والصلاة عماد الدين فمن تركها حق له ذلك (هـ) عن ابن عباس • (من نسى) صومه (وهو صائم فأكل أو شرب) قليلا أو كثيرًا وخصهما من بين المفطرات لندرة غيرهما كالجماع (فليتم صومه) إضافة إليه إشارة إلى أنه لم فطر وإنما أمر بالإتمام لفوت ركنه ظاهرًا هذا مذهب الشافع (فإنما أطعمه الله وسقاه) قال العلقمي في رواية الترمذي فإنما هو رزق رزقه الله وللدارقطن فإنما هو رزق ساقه الله إله (حم ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (من نصر أخاه) في الدين (بظهر الغيب) أي في غيبته (نصره الله في الدنيا والآخرة (هق) والضيا عن أنس • (من نظر إلى أخيه) في الإسلام (نظرة ود) أي محبة لله (غفر الله له) ذنوبه الصغائر (الحكيم) الترمذي (عن ابن) عمرو بن العاص وإسناده ضعيف • (من نظر إلى أخيه المسلم نظره يخيفه بها في غير حق أخافه الله يوم القيامة) جزاء وفاقًا (طب) عن ابن عمرو • (من نفس عن غريمه) قال في النهاية أي أخر مطالبته (أو محا عنه) أي أبراه

من الدن (كان في ظل العرش يوم القيامة) والأفضل المحو قال تعالى وإن تصدقوا خير لكم (حم م) عن أبي قتادة • (من ينح عليه) بكسر النون مبنى للمفعول وفي رواة نح مضارع مبى للمفعول وفي رواية يناح على أن من موصولة (يعذب بما نيح) أي بالنياحة (عليه) أن أوصى بها قال المناوي أو أذنهم إذا صرخوا عليه وهو في النزع كان تعذيبا له لتحسره على فراقهم (حم ق ت) عن المغيرة بن شعبة • (من نوقش المحاسبة) أي من ضيق في محاسبته بحث سئل عن كل شيء واستقصى عليه فلم يترك له كبيرة ولا صغيرة (هلك) لأن التقصر غالب على العباد فمن لم يسامح عذب (طب) عن ابن الزبير قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من نوقش الحساب) أي عوسر فيه (عذب) أي لكون نفس تلك المضايقة عذابًا أو سببا مقتضيًا للعذاب (ق) عن عائشة رضي الله تعالى عنها • (من هجر أخاه) في الدين (سنة) بلا عذر (فهو كسفك دمه) والمراد اشتراك القاتل والهاجر في الأثم لا في قدره فهجر المسلم حرام إلا لمصلحة (حم خد دك) عن حدود بمهملات بفتح فسكون ففتح وهو حديث صحيح • (من وافق من أخيه) في الدين (شهوة غفر له) أي ذنوبه الصغائر (طب) عن أبي الدرداء وهو حديث ضعيف • (من وافق موته) من المؤمنين (عند انقضاء رمضان دخل الجنة) أي بغير عذاب (ومن وافق موته عند انقضاء عرفة) قال المناوي أي ممن وقف بها (دخل الجنة) كذلك (ومن وافق موته عند انقضاء صدقة) تصدق بها وقبلت (دخل الجنة) بغير عذاب وإلا فكل من مات مؤمنا دخلها وإن لم يوافق موته ما ذكر (حل) عن ابن مسعود وإسناده ضعيف • (من وجد سعة) من الأموات بأن خلف تركة فاضلة عن دينه إن كان (فليكن في ثوب حبرة) كعنبة على الوصف والإضافة برد يماني مخطط ذو ألوان والأصح أفضلية الأبيض لحديث أصح (حم) عن جابر • (من وجد من هذا الوسواس) بفتح الواو أي وسوسة الشيطان (فلقل آمنا بالله ورسوله ثلاثًا فإن ذلك يذهب عنه) إن قاله بنة صادقة وقوة يقين (ابن السنى عن عائشة • (من وجد تمرًا) وهو صائم (فليفطر عليه) ندبا مؤكدًا (ومن لا يجده فليفطر على الماء فإنه طهور) فالفطر عليه محصل للسنة (ت ن ك) عن أنس وإسناده صحيح • (من وسع على عياله) وهم من في نفقته (في يوم عاشوراء) بالمد عاشر المحرم (وسع الله عليه في سنته كلها) دعاء أو خبر وذلك لأن الله تعالى أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبقي إلا سفينة نوح بمن فيها فرد علهم دنياهم يوم عاشوراء (طس هب) عن أبي سعيد بأسانيد كلها ضعيفة • (من وصل صفا) من صفوف الصلاة (وصله الله) أي زاد في بره وأدخله في رحمته (ومن قطع) صفا (قطعه الله) أي قطع عنه مزيد بره وهذا يحتمل الدعاء أو الخبر (ن ك) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (من وضع الخمر على كفه) أي ليشربها أو ليسقيها غيره ثم دعا (لم تقبل له دعوة) ما دام لم يتب توبه صحيحة (ومن أدمن) أي داوم (على شربها سقى من الخبال) قال في النهاية جاء

تفسيره في الحديث أنه عصارة أهل النار (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (من وطئ امرأته) أو أمته (وهي حائض فقضى) أي قدر (بينهما بولد) أي العلوق منه بولد في تلك الحالة (فأصابه) أي أو ولدا والواطئ (جذام) أي يبتلى الولد أو الوالد بداء الجذام (فلا يلومن إلا نفسه) لتسببه فيما يورثه فلا يلوم الشارع فإنه قد حذر منه (طس) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (من وطئ أمته فولدت له) ما فيه صورة آدمي (فهي معتقة عن دبر منه) أي يحكم بعتقها بموته (حم) عن ابن عباس وإسناده حسن • (من وطئ على إزار) أي أعلاه برجله لكونه قد جاوز كعبيه (خيلاء) أي تكبرا (وطئه في النار) أي يلبس مثل ذلك الثوب الذي كان يرفل فه في الدنا ويجره تعاظما في نار جهنم ويعذب باشتعال النار فيه (حم) عن صهيب الرومي وإسناده حسن • (من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه) أراد شر لسانه وفرجه (دخل الجنة) أي بغير عذاب أو مع السابقين (ت حب ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام) لأن الناس كلما ارتكبوا بدعة أضاعوا مثلها من السنة وتوقيره ينشأ عنه إتباع الناس له (طب) عن عبد الله بن بسر وهو حديث ضعيف • (من وقي شر لقلقه) أي لسانه (وقبقبه) الفبقب البطن من القبقبة وهي صوت يسمع من البطن فكأنها حكاية ذلك الصوت (وذبذبه) الذبذب الذكر سمى به لتذبذبه أي تحركه (فقد وجبت له الجنة) أي دخولها مع السابقين (هب) عن أنس • (من ولد له ثلاثة أولاد فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل) أي فعل فعل أهل الجهل أي جهل ما في ذلك من عظم البركة التي فاتته (طب عد) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (من ولد له ولد فأذن في أذنه اليمنى) عقب ولادته كما تفيده الفاء (وأقام) أي ذكر ألفاظ الإقامة (في أذنه السرى لم تضره أم الصبيان) قال في النهاية ربح تعرض له فربما غشى علهم منها قال المناوي وقيل أراد التابعة من الجن (4) عن الحسن بن على وإسناده ضعيف • (من ولي شيئًا من أمور المسلمن لم نظر الله له في حاجته حتى ينظر ف حوائجهم) فإذا نظر في حوائجهم وقضى لهم مصالحهم يسر الله له ما يحتاج إليه (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين) قال المناوي أي عرض نفسه لعذاب يجد فيه ألما كألم الذبح بغير سكين في صعوبته وشدته لما فيه من الخطر (دت) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من وهب لغيره هبه فهو أحق بها) أي له الرجوع فيها (ما لم يثب منها) أي ما لم يعطه الموهوب له بدلها وبه أخذ المالكية والحنفية ومذهب الشافعي أنه بعد القبض ليس له الرجوع فيها إلا إن كان الموهوب له فرعا للواهب فله الرجوع ما دام باقيا في ملك الفرع (ك هق) عن ابن عمر • (من لا حياء له فلا غيبة له) أي فلا تحرم غيبته أي لا يحرم ذكره بما تجاهر به من

المعاصي ليعرف فيحذر (الخرائطي في كتاب مساوي الأخلاق وابن عساكر عن ابن عباس • (من لا يرحم) بالبناء للفاعل (لا يرحم) بالبناء للمفعول قال ابن بطال فيه الحض على استعمال الرحمة لجميع الخلق فيدخل المؤمن والكافر والبهائم ويدخل في الرحمة التعاهد بالإطعام والسقى والتخفيف من الحمل وترك التعدى بالضرب وقال ابن أبي حمزة يحتمل أن يكون المعنى لا يرحم نفسه بامتثال أو أمر الله تعالى واجتناب نواهيه لا يرحمه الله في الآخرة (حم ق د ت) عن أبي هريرة (هـ ق) عن جرير بن عبد الله وهو متواتر • (من لا يرحم الناس) قال المناوي أي المسلمين كما قيد به في رواية (لا يرحمه الله) ومن رحمهم رحمه فالرحمة من الخلق العطف والرأفة ومن الله الرضي عمن رحمه (حم ق ت) عن جرير بن عبد الله (حم ت) عن أبي سعيد • (من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء) أمره أو سلطانه فهو عبارة عن غاية الرفعة لا عن محل يستقر فيه تعالى عن ذلك (طب) عن جرير بن عبد الله قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من لا يرحم لا يرحم) قال المناوي أكثر ضبطهم فيه بالضم على الخبر أهـ وظاهر قوله في الحديث الآتى لا يتب عليه أن هذه الأفعال مجزومة (ومن لا يغفر لا يغفر له (حم) عن جرير وإسناده صحيح • (من لا يرحم لا يرحم ومن لا يغفر لا يغفر له ومن لا يتب لا يتب عليه) ومفهومه إن من يرحم يرحمه الله ومن يغفر يغفر الله له ومن تب يقبل الله توبته (طب) عن جرير وإسناده صحيح • (من لا يستحى من الناس لا يستحى من الله) بياء واحدة في بعض النسخ وفي بعضها بياءين وهو يوافق ما قاله المناوي وفيه إثبات حرف العلة مع الجازم ومفهومه إن من يستحى من الناس يستحى من الله ومن استحى من الله فعل ما أمر الله به واجتنب ما نهى عنه (طس) عن أنس وإسناده حسن • (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) قال المناوي روى برفع الجلالة والناس والمعنى من لا يشكره الناس لا يشكره الله وبنصبهما أي من لا يشكر الناس بالثناء علهم بما أولوه لا بشكر الله فإنه أمر بذلك خلقه (ت) عن أبي هريرة • (من يتزود في الدنيا) من العمل الصالح (ينفعه في الآخرة (طب هب) والضيا عن جرير قال الشيخ حديث حسن • (من يتكفل) بالرفع (لي أن لا يسأل الناس شيئا) مفعول يسأل وأن لا يسأل مفعول تكفل أي من يلتزم على نفسه عدم السؤال (اتكفل له بالجنة) أي أضمن له على كرم الله الجنة قال العلقمي وفي آخره كما في أبي داود فقال ثوبان أنا فكان ثوبان لا يسأل أحدًا شيئًا وعند ق فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحدنا ولنيه حتى ينزل ويأخذه (دك) عن ثوبان بالضم قال الشيخ حديث صحيح • (من يحرم الرفق) بالبناء للمفعول من الحرمان والرفق ضد العنف (يحرم الخير كله) أي يصير محرومًا من الخير فيه فضل الرفق وشرفه (حم م د هـ) عن جرير • (من يخفر ذمتي)

بضم أوله قال المناوي أي يزيل عهدي وينقضه والخفرة بضم الخاء المعجمة العهد أهـ قال في النهاية وأخفرت الرجل أي نقضت عهده وذمامه والهمزة فيه للإزالة أي أزلت خفارته (كنت خصمه يوم القيامة ومن خاصمته خصمته (طب) عن جندب وإسناده صحيح • (من يدخل الجنة ينعم) قال المناوي بفتح المثناة التحتية والعين أي يصيب نعمة أو يدوم نعيمه (فيها لا ييأس) قال المناوي بفتح الهمزة لا يفتقرو في رواية بضمها أي لا يحزن ولا يرى بأسا (لا تبلى ثيابه) لأنها غير مركبة من العناصر (ولا يفنى شبابه) إذ لا هرم فيها ولا موت (م) عن أبي هريرة • (من يرأئ) أي يظهر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم ولس هو كذلك (يرائ الله به) أي يظهر سريرته على رؤس الخلائق ليفتضح (ومن يسمع) الناس عمله ويظهر لهم ليعتقدوه (يسمع الله به) أي يملأ أسماعهم ما أنطوى عليه جزاء وفاقًا (حم ت هـ) عن أبي سعيد وإسناده حسن • (من يرد الله به خيرًا) أي عظيمًا كثيرًا (يفقهه في الدين) أي يفهمه أسرار أمر الشارع ونهيه بنور رباني (حم ق) عن معاوية (حم ت) عن ابن هشام (هـ) عن أبي هريرة • (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين) أي يفهمه علم الشريعة (ويلهمه برشده) بباء موحدة أوله بحظ المؤلف فيه كالذي قبله شرف العلم وفضل العلماء وإن الفقه في الدين علامة على حسن الخاتمة (حل) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (من يرد الله يهديه يفهمه) أي في الدين كما تقدم (السجزى عن عمر) بإسناد حسن • (من يرد الله به خيرًا يصب منه) بكسر الصاد للأكثر والفاعل الله أي يبتليه بالمصايب ليثيبه عليها وقال بعضهم فتح الصاد أحسن واليق بالأدب لقوله تعالى وإذا مرضت فهو يشفين (حم خ) عن أبي هريرة • (من يرد هو أن قريش أهانه الله) قال المناوي خرج مخرج الزجر والتهويل ليكون الانتهاء عن إذا هم أسرع امتثالا وإلا فحكم الله المطرد في عدله إن لا يعاقب على الإرادة (حم ت ك) عن سعد بن أبي وقاص وإسناده جيد • (من يسر على معسر) مسلم أو غيره من المعصومين بإبراءا وهبة أو صدقة أو نظرة إلى ميسرة (يسر الله عليه) مطالبه وأموره (في الدنيا) بتوسع رزقه وحفظه من الشدائد (والآخرة) بتسهيل الحساب والعفو عن العقاب (هـ) عن أبي هريرة • (من يضمن لي ما بين لحييه) بفتح اللام وسكون المهملة والتثنية هما العظمان بجانب الفم وأراد بما بينهما اللسان وهو ما يتأتى به النطق (وما بين رجليه) أي الفرج ويضمن بفتح أوله وسكون الضاد المعجة والجزم من الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية فأطلق المضمان وأراد لازمه وهو أداء الحق الذي عليه فالمعنى من أدى على فرجه من وضعه في الحلال وكفه عن الحرام وقال الداودي المراد بما بين اللحيين الفم قال فيتناول الأقوال والأكل والشرب وسائر ما يتأتى من الفم من الفعل قال ومن تحفظ

من ذلك أمن من الشر كله لأنه لم بق إلا السمع والبصر كذا قال وخفى عليه أنه بقى البطش باليدين وإنما يحمل الحديث على أن النطق باللسان أصل في حصول كل مطلوب فإذا لم ينطق إلا في خير سلم وقال ابن بطال دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدين لسانه وفرجه فمن وقي شرهما وقي أعظم الشر (أضمن له الجنة) بالجزم جواب الشرط أي دخوله إياها بغير عذاب (خ) عن سهل بن سعد الساعدي • (من يعمل سوء يجز به في الدنيا) قال المناوي زاد في رواية الحكيم أو الآخرة أخبر بأن جزاءه أما في الدنيا أو الآخرة ولا يجمع الجزاء فيهما لكن الكافر يجمع الجزاء عليه فيهما (ك) عن أبي بكر الصديق • (من يكن في حاجة أخيه) أي ف قضاء حاجة أخيه في الدين (يكن الله في حاجته) أي في قضائها جملة (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن جابر) بن عبد الله وإسناده حسن • (منى مناخ من سبق) فلا يجوز البناء فيها لأحد لئلا يضيق على الحاج وهي غير مختصة بأحد بل موضع النسك ومثلها عرفة ومزدلفة قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت قلنا يا رسول الله إلا نبنى لك بيتا بمنى يظلك قال لا منى مناخ من سبق (ت هـ ك) عن عائشة وإسناده صحيح • (مناولة المسكين) أي إعطاؤه الصدقة (تقي ميتة) بكسر الميم (السوء) قال المناوي أي الموت مع قنوط من رحمة الله أو بنحو حرق أو غرق أو لدغ (طب هب) والضيا عن حارثة بن النعمان • (منبر هذا على ترعة من ترع الجنة) قال العلقمي قال في النهاية الترعة في الأصل الروضة على المكان المرتفع خاصة فإن كانت في المطمئن فهو روضة قال العتبي معناه إن الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤديان إلى الجنة فكأنه قطعة منها (حم) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (منعتى ربي أن أظلم معاهد أو لا غيره) كمستا من رذمي وهذا ليس من خصائصه فيحرم على أمته (ك) عن علي أمير المؤمنين • (منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا) فما للعلم غاية ينتهي إليها ولا للمال غاية ينتهي إليها قال المناوي فلهذا لا يشبعان قال بعضهم ما استكثر أحد من شيء إلا مله وثقل عليه إلا العلم والمال فإنه كلما زاد اشتهى له (عد) عن أنس البزار عن ابن عباس • (موالينا منا) في الاحترام والإكرام لا تصالهم بنا (طس) عن ابن عمر بإسناد حسن • (موت الغريب شهادة) أي في حكم الآخرة (هـ) عن ابن عباس قال المناوي وإسناده ضعيف ورواه عنه أيضا الطبراني في الكبير وزاد إذا احتضر ورمى ببصره عن يمينه ويساره فلم ير إلا غريبا وذكر أهله وولده وتنفس فله بكل نفس يتنفسه يمح الله عنه ألفى ألف سيئة ويكتب له ألفى ألف حسنة • (موت الفجاءة) بفاء مضمومة مع المد ومفتوحة مع القصر البغتة (أخذه أسف) بفتح السين أي غضب وبكسرها والمد أخذه غضبان أي هو من آثار غضب الله فإنه لم يتركه ليتوب ويستعد للآخرة ولم يمرضه ليكون كفارة (حم د) عن عبيد بن خالد السلمي البهذي وإسناده صحيح • (موت الفجأة راحة للمؤمن) أي

المتأهب للموت المراقب له (وأخذة أسف للفاجر) أي للكافر والفاسق الغير المتأهب له (حم هق) عن عائشة بإسناد ضعيف لكن له شواهد • (موت الأرض) أي مواتها الذي ليس بمملوك (لله ولرسوله فمن أحيا منها شيئًا) وفي نسخة منه شيئًا (فهو له) وإن لم يأذن الإمام عند الشافعي وشرطه الحنفية (هق) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (موسى بن عمران صفى الله) أي اصطفاه الله من خلقه وشرفه بكلامه (ك) عن أنس بن مالك • (موضع سوط في الجنة) قال المناوي خص السوط لأن شأن الراكب إذا أراد النزول من منزل أن يلقى سوطة قبل نزوله (خير من الدنيا وما فيها) لأن الجنة مع نعيمها لا انقضاء لها والدنيا مع ما فيها فانية (خ ت هـ) عن سهل بن سعد الساعدي (ت) عن أبي هريرة • (مولى القوم) أي عتيقهم (من أنفسهم) أي ينتسب بنسبتهم ويعزى إلى قبيلتهم ويرثونه إن لم يكن له عصبة من النسب (خ) عن أنس • (مولى الرجل اخوه وابن عمه) قال العلقمي المولى اسم يقع على جماعة كثيرة فهو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعتيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل وحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه (طب) عن سهل بن حنيف • (مهنة أحدًا كن) بفتح الميم وتكسر خدمتها (في بيتها تدرك بها جهاد المجاهدين في سبيل الله) أي تدرك بها ثواب الجهاد لكن لا يلزم التساوي في المقدار (تنح) عن أنس بإسناد ضعيف • (ميامين الخيل في شقرها) أي بركتها في الأحمر الصافي (الطيالسي) أبو داود (عن ابن عباس) وإسناده حسن • (ميتة البحر حلال وماؤه طهور) هو بمعنى خبر هو الطهور ماؤه الحل ميتته والمراد ما لا يعيش إلا بالبحر فظاهره أنه يحل أكلها (قط ك) عن ابن عمرو بن العاص ويؤخذ من كلام المناوي أنه حدث حسن لغيره • (الماء لا ينجسه شيء) قال المناوي هذا متروك الظاهر فيما إذا تغير بنجاسة اتفاقًا وخصه الشافعية والحنابلة بمفهوم خبر إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا فينجس ما دونهما مطلقا وأخذ بإطلاقه مالك فقال لا ينجس الماء إلا بالتغير (طس) عن عائشة وإسناده حسن • (الماء طهور إلا ما غلب على طعمه أو ريحه) قال المناوي قال ابن المنذر أجمعوا على أن الماء قل أو كثر إذا حل به نجس فغيره لونا أو طعمًا أو ريحًا ينجس (قط) عن ثوبان بإسناد ضعيف • (المائد في البحر) قال المناوي من ماد يميد إذا دار رأسه بشم ريح البحر (الذي يصيبه القيء له أجر شهيد) أن ركبه لطاعة (والغرق) بفتح فكسر (له أجر شهيدين) أن ركبه لنحو غزو أو حج فيه الحث على ركوب البحر للغزو (د) عن أم حرام وإسناده حسن • (المؤذن يغفر له مدى صوته) أي غاية صوته يعني لو جسمت ذنوبه وملأت ما يصل إليه صوته لغفرت (ويشهد له كل رطب) أي نام (ويابس) أي جماد (وشاهد الصلاة) أي حاضرها في جماعة (يكتب له خمس وعشرون

صلاة ويكفر عنه ما بينهما) قال المناوي أي ما بين الأذانين من الصغائر إذا اجتنبت الكبائر (حم د ن هـ حب) عن أبي هريرة (المؤذن يغفر له مد صوته وأجره مثل أجر من صلى معه (طب) عن أبي أمامة قال العلقمي يجانبه علامة الحسن • (المؤذن المحتسب) أي الذي اراد بأذانه وجه الله (كالشهيد المتشحط في دمه) أي له أجر مثل أجره ولا يلزم التساوي في المقدار (إذا مات لم يدود في قبره) قال القرطبي ظاهره أنه لا تأكله الأرض كالشهيد (طب) عن ابن عمرو بن العاص وضعفه المنذري • (المؤذن أملك بالأذان والإمام أملك بالإقامة) أي وقت الأذان منوط بنظر المؤذن ووقت الإقامة منوط بنظر الإمام (أبو الشيخ في كتاب الأذان عن أبي هريرة) قال المناوي صوابه عن ابن عمر كما ذكره ابن حجر • (المؤذنون أطول أعناقًا) بالفتح جمع عنق (يوم القيامة) أي أكثرهم تشوقًا إلى رحمة الله لأن المتشوق يطيل عنقه إلى ما تشوق إليه أو معناه أكثر ثوابًا (حم م هـ) عن معاوية وهو متواتر • (المؤذنون أمناء المسلمين على فطورهم وسحورهم) أي على وقتيهما قال المناوي لأنهم بأذانهم يفطرون من صيامهم ويصلون فعليهم بدل الوسع في تحرير دخول الوقت فمن قصر منهم فقد خان (طب) عن أبي محذورة وإسناده حسن • (المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم) لأنهم يعتمدون على دخول الوقت (وحاجتهم) المراد به حاجة الصائمين إلى الإفطار (هق) عن الحسن البصري (مرسلا • (المؤمن يأكل في معا واحد) بكسر الميم مقصورًا مصران واحد (والكافر يأكل في سبعة أمعاء) قيل ذا خاص بمعين أو عام لكنه أغلبى أو هو تمثيل ليكون المؤمن يأكل بقدر الحاجة فكأنه يأكل في وعاء واحد والكافر لشدة شهوته يأكل في سبعة (حم ق ت هـ) عن ابن عمر (حم م) عن جابر بن عبد الله (حم ق هـ) عن أبي هريرة (م هـ) عن أبي موسى • (المؤمن يشرب في معا واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء) بالمعنى المقرر فيما قبله (حم م ت) عن أبي هريرة • (المؤمن مرآة المؤمن) بهمزة ممدودة أي يبصر من نفسه ما لا يراه بدونه أو المؤمن في أراءة عيب أخيه كالمرآة المجلوة التي تحكي كلما ارتسم فيها من الصور (طس) والضيا عن أنس بإسناد حسن • (المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن) أي بينه وبينه أخوة ثابتة بسبب الإيمان (يكف عليه ضيعته) أي يجمع إليه معيشته ويضمها له قال في النهاية وضيعة الرجل ما يكون من معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك (ويحوطه من ورائه) أي يحوطه ويصونه ويذب عنه في غيبته بقدر الطاقة (خدد) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (المؤمن للمؤمن) أي بعض المؤمنين لبعض (كالبنيان) أي يتقوى في أمر دينه ودنياه بمعونة أخيه كما أن البنيان (يشد بعضه بعضا) قال المناوي وتمامه ثم شبك بين أصابعه (ق ت ن) عن أبي موسى • (المؤمن من آمنه الناس على أموالهم وأنفسهم) أي حقه أن يكون موصوفًا بذلك وقال العلقمي هو محمول على المؤمن الكامل

(والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب) عطف تفسير أو عطف عام على خاص (هـ) عن فضالة بن عبيد وإسناده حسن • (المؤمن يموت بعرق الجبين) قال العلقمي قال شيخنا قال العراقي اختلف في معنى هذا الحديث فقيل أن عرق الجبين يكون لما يعالج من شدة الموت وعليه يدل حديث ابن مسعود وقال ابن عبد الله القرطبي وفي حديث ابن مسعود موت المؤمن بعرق الجبين يبقي عليه البقية من الذنوب فيجازى بها عند الموت أي يشدد عليه ليمحص عنه ذنوبه هكذا ذكره في التذكرة ولم ينسبه إلى من خرجه من أهل الحديث وقيل أن عرق الجبين يكون من الحياء وذلك أن المؤمن إذا جاءته البشرى مع ما كان اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل واستحياء من الله تعالى فعرق لذلك جبينه قال القرطبي في التذكرة قال بعض العلماء أنما يعرق جبينه حياء من ربه لما اقترف من مخالفته لأن ما سفل منه قد مات وإنما بقيت قوى الحياة وحركاتها فيما علا والحياء في العينين فذلك وقت الحياء والكافر في عمى عن هذا كله والموحد المعذب في شغل عن هذا بالعذاب الذي قد حل به وإنما العرق الذي يظهر لمن حلت به الرحمة فإنه لس من ولي ولا صديق ولا بر إلا وهو مستحى من ربه مع البشرى والتحف والكرامات قال العراقي يحتمل أن عرق الجبين علامة جعلت لموت المؤمن وإن لم يعقل معناه (حم ت ن ك) عن بريدة وهو حديث صحيح • (المؤمن يألف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (حم) عن سهل بن سعد • (المؤمن يألف ويؤلف) لحسن أخلاقه وسهولة طباعه ولين جانبه (ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس) قال المناوي لأنهم كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله قال السهر وردى وليس من اختار العزلة والوحدة يذهب عنه هذا الوصف فلا يكون ألفا وألوفا وإنما أشار المصطفى إلى الخلق الجبلي وذلك يكمل في كل من كان أتم معرفة ويقينا وأوزن عقلًا وأتم استعدادًا وكان أوفر الناس الأنبياء والأولياء وقد ظن قوم أن العزلة تسلب هذا الوصف فتركوها طلبا لهذه الفضيلة وهو خطأ بل العزلة فيه أتم وأعم لترتقي الهمم عن ميل الطباع إلى تألف الأرواح فإذا وفوا التصغية حقها استمالت الأرواح إلى جنسها الأصلي بالتألف الأول فلذلك كانت العزلة من أهم الأمور عند من يألف ويؤلف (قط) في الإفراد والضياء عن جابر بن عبد الله • (المؤمن يغار) عند رؤية من يخالف الشرع (والله أشد غيرًا) بفتح الغين وسكون المثناة التحتية وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخواصه وعموم المؤمنين (م) عن أبي هريرة • (المؤمن غر) قال الشيخ بكسر المعجمة وتشديد الراء أي يغيره كل أحد ويغيره كل شيء ولا يعرف الشر وليس بذي مكر فهو ينخدع لسلامة صدره وحسن ظنه (كريم) أي شريف الأخلاق (والفاجر) أي الفاسق (خب) بفتح المعجمة وقد تكسر أي يسعى بين

الناس بالفساد والتخبب إفساد زوجة الغير أو عبده أو أمته (لئيم (د ت ك) عن أبي هريرة وإسناده جيد • (المؤمن بخير على كل حال تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله) قال المناوي لأن الدنيا سجنه وأمنية المسجون إخراجه من سجنه (ن) عن ابن عباس وإسناده حسن • (المؤمن) أي الكامل (من أهل الإيمان) نسبته منهم (بمنزلة الرأس من الجسد) ثم بين وجه الشبه بقوله (يألم المؤمن لأهل الإيمان) أي لما يؤلمهم (كما يألم الجسد لما يحصل في الرأس) فكامل الإيمان يتأذى لما يحصل للمؤمنين من المصائب (حم) عن سهل بن سعد وإسناده صحيح • (المؤمن مكفر) أي مرزء في نفسه وماله لتكفر خطاياه فيلقى الله وقد خلصت سبيكة إيمانه من خبثها (ك د ن هـ) عن سعد ابن أبي وقاص وقال غريب صحيح • (المؤمن يسير المؤنة) أي قليل الكلفة على إخوانه (حل هب) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم) الحاصل له منهم (أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) قال المناوي ولهذا عدوًا من أفضل أنواع الصبر الصبر على مخالطة الناس وتحمل أذاهم اهـ وقال العلقمي ومال أكثر العباد والزهاد إلى اختيار العزلة وقال أكثر التابعين باستحباب المخالطة واستكثار المعارف والإخوان ومال إلى هذا سعيد بن المسيب والشعبي وابن أبي ليلى وهشام بن عروة وابن شبرمة وشريح وشريك بن عبد الله وابن عيينة وابن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل (حم خده) عن عمر بإسناد حسن • (المؤمن أكرم على الله من بعض الملائكة) قال المناوي لأن الملائكة لا شهوة لهم تدعوا إلى قبيح والمؤمن سلطت عليه الشهوة والشيطان والنفس فهو أبدًا في مقاساة وشدائد فلذلك كان أكرم والمراد المؤمن الكامل (هـ) عن أبي هريرة • (المؤمن أخو المؤمن) أي في الدين (لا يدع نصيحته على كل حال) قال المناوي أي لا ينبغي أن يترك نصيحته في حال من الأحوال فائدة أخرج أبو نعيم عن أبي بن كعب خرج قوم يريدون الماء فأضلوا الطريق فعاينوا الموت أو كادوا فلبسوا أكفانهم واضطجعوا للموت فخرج جنى من خلال الشجر وقال أنا بقية النفر الذين استمعوا على محمد صلى الله عليه وسلم سمعته يقول المؤمن أخو المؤمن لا يخذله هذا الماء وهذا الطريق (ابن النجار عن جابر) بن عبد الله • (المؤمن لا يثرب) بالبناء للمفعول (على شيء أصابه) قال المناوي أي لا تقريع عليه ولا توبيخ في شيء عمله (في الدنيا إنما يثرب على الكافر) قال في النهاية التثريب التقريع والتوبيخ قال المناوي قاله في قصة أبي الهيثم حين أكل عنده لحمًا ورطبًا وماء عذبًا فقيل يا رسول الله هذا من النعيم الذي تسأل عنه فذكره (طب) عن ابن مسعود • (المؤمن كيس) أي عاقل والكيس العقل (فطن) أي حاذق (حذر) أي مستعد متأهب لما بين يديه والمراد الكامل (القضاعى عن أنس • (المؤمن هين لين) قال العلقمي هما بالتخفيف قال ابن الأعرابي العرب تمدح بالهين واللين مخففين وتذم بهما مثقلين وهين من الهون وهو

السكينة والوقار والسهولة فعينه واووشتى هي أي سهل (حتى تخاله من اللين أحمق) أي تظنه من كثرة لينه غير منتبه لطريق الحق (هب) عن أبي هريرة • (المؤمن واه راقع) أي مذنب تائب شبهه بمن يهى ثوبه فيرقعه وقد وهى الثوب يهيى وهيا إذا بلى وتخرق أي كلما تخرق دينه بمعصية رقعه بالتوبة (فالسعيد من مات على رقعه) أي مات وهو راقع لدينه بالتوبة (البزار عن جابر) وضعفه المنذوى • (المؤمن منفعة) أي كل شؤنه نفع لا خوانه (أن ماشيته نفعك) بمؤنته وتحمل المشاق عنك (وكل شيء من أمره منفعة) والمراد المؤمن الكامل الإيمان (حل) عن ابن عمر • (المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة) أي حدوثه له (كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة) ويكون ذلك (كما يشتهى) قال المناوي من جهة القدر والشكل والهيئة والمراد أنه يكون أن اشتهى كونه لكنه لا يشتهيه فلا يولد له فيلها انتهى وقال الشيخ ولا ينافي ذلك حديث لا توالد في الجنة لأن المنفي ترتب الولادة على الجماع والمثبت هنا حصول الولد عند اشتهائه (حم ت هـ حب) عن أبي سعيد الخدري • (المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف) أي كل واحد م نهم لين مثل لين الجمل الأنف بفتح فكسر قال في النهاية أي المأنوف وهو الذي عقر الخشاش أنفه فهو لا يمتنع عن قائده للوجع الذي به (أن قيد انقاد وان أنيخ على صخرة استناخ) فالمؤمن شديد الانقياد للشارع في أمره ونهيه (ابن المبارك في الزهد عن مكحول مرسلًا (هب) عن ابن عمر • (المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه اشتكى كله وإن اشتكى عينه اشتكى كله) قال العلقمي فيه تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثم ولا مكروه وفيه جواز التشبيه وضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى الإفهام (حم م) عن النعمان بن بشير • (الماهر بالقرآن) قال العلقمي أراد به الحازق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القرآن لجودة حفظه وإتقانه (مع السفرة) بفتحات قال العلقمي هم الرسل جمع سافر لأنهم يسغرون إلى الناس برسالات الله تعالى وقيل الكتبة (الكرام البررة) قال العلقمي هم المطيعون قال عياض يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها بعملهم وسالك مسالكهم (والذي يقرأوه ويتتعتع به) أي يتردد به ويتوقف في تلاوته (وهو عليه مشاق له أجران) أجر القراءة وأجر بمشقته وليس المراد أن له من الأجر أكثر من الماهر بل الماهر أفضل وأكثر أجر الآن الواحد قد يفضل أجورًا كثيرة قال ابن عبد السلام إذا لم يتساو العملان لا يلزم تفضيل اشقهما بدليل أن الإيمان أفضل مع سهولته وخفته على اللسان (ق د هـ) عن عائشة • (المتباريان) قال المناوي المتعارضان المتباهيان بفعلهما في الطعام (لابجًا بان ولا يؤكل طعامهما) تنزيهًا فتكره

إجابتهما لما فيه من المباهاة والرياء (هب) عن أبي هريرة • (المتحابون في الله) يكونون يوم القيامة (على كراسي من ياقوت حول العرش) لأنهم لما أخلصوا محبتهم لله استوجبوا هذا الإعظام وجوزوا بهذا الإكرام (طب) عن أبي أيوب وإسناده حسن • (المتشبع بما لم يعط) بالبناء للمجهول (كلابسي ثوبي زور) قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن أسماء أن امرأة قالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبع فذكره قال في الفتح المتشبع أي المتزين بما ليس عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل كالمرأة تكون عند الرجل ولها ضرة فتدعى من الخطوة عند زوجها أكثر مما عنده تريد بذلك غيظ ضرتها وكذلك هذا في الرجال قال وأما قوله كلابس ثوبي زور فإن الرجل يلبس الثياب المشبهة لثياب الزهاد يوهم أنه منهم ويظهر من التخشع والتقشف أكثر مما في قلبه قال وفيه وجه آخر وهو أن يكون المراد بالثياب الأنفس كقولهم فلان نقي الثوب إذا كان بريئًا من الدنس وفلان دنس الثوب إذا كان مغموضًا عليه في دينه وقال الخطابي الثوب مثل ومعناه أنه صاحب زور وكذب كما يقال لمن وصف بالبراءة من الأدناس طاهر الثوب والمراد به نفس الرجل وقال أبو سعيد الضرير المراد به أن شاهد الزور قد يستعير ثوبين يتجمل بهما ليوهم أنه مقبول الشهادة اهـ وهذا نقل الخطابي عن نعيم بن حماد قال كان يكون في الحي الرجل له هيئة وشارة فإن احتاج إلى شهادة زور يلبس ثوبيه وأقبل فشهد فيقبل لهيئته وحسن ثوبيه فيقال أمضاها بثوبيه يعني الشهادة فأضيف الزور إليهما فقيل كلابس ثوبي زور وأما حكمة التثنية في قوله ثوبي زور فللإشارة إلى أن كذب المتحلي مثنى لأنه كذب على نفسه بما لم يأخذ وعلى غيره بما لم يغط وكذلك شاهد الزور يظلم نفسه ويظلم المشهود عليه وقال الداودي في التثنية إشارة إلى أنه كالذي قال الزور مرتين مبالغة في التحذير من ذلك وقيل إن بعضهم كان يجعل في الكم كمًا آخر يوهم أن الثوب ثوبان بأن قاله ابن المنير قلت ونحو ذلك مما في زماننا هذا ما يعمل في الأطواق والمعنى الأول أليق وقال ابن التين هو أن يلبس ثوبي وديعة أو عارية يظن الناس أنهما له ولباسهما لا يدوم ويفتضح بكذبه وأراد بذلك فيصير كالسحر الذي يفرق بين المرء وزوجه وقال الزمخشري في الفائق المتشبع أي المتشبه بالشعبان وليس به فاستعير للتحلي بفضيلة لم يرزقها وشبه بلابس ثوبي زور أي ذي زور وهو الذي يتزيا بذي أهل الصلاح رياء وأضاف الثوبين إليه كأنهما كالملبوسين وأراد بالتشبيه أن المتحلي بمن ليس فيه كمن لبس ثوبي الزور أرتدأ بأحدهما وأتزر بالآخر كما قيل إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرًا فالإشارة بالإزار والرداء إلى أنه متصف بالزور من رأسه إلى قدمه ويحتمل أن تكون التثنية إشارة إلى أنه حصل له بالتشبع حالتان

مذمومتان فقدان ما تشبع به وإظهار الباطل وقال المطرزي هو الذي يرى أن شبعان وليس كذلك اهـ ما في الفتح قلت وقال في النهاية في قوله المتشبع بما لم يعط أي المتكثر بأكثر مما عنده ويتجمل بذلك كالذي يرى أن شبعان وليس كذلك من فعله فإنما يسخر بنفسه وهو من أفعال ذوي الزور بل هو في نفسه زور أي كذب وقوله كلابس ثوبي زور قال الأزهري معناه أن الرجل يجعل لقميصه كمين أحدهما فوق الآخر ليرى أن عليه قميصين وهما واحد وقيل كانت العرب إذا اجتمعوا في المحافل كانت لهم جماعة يلبس أحدهم ثوبين حسنين فإن احتاجوا إلى شهادة شهد لهم بزور فيضمون شهادته لثوبيه يقولون ما أحسن هيئتك ويجيزون شهادته لذلك قال في النهاية والأحسن أن يقال فيه أن المتشبع بما لم يعط هو أن يقول أعطيت كذا لشيء لم يعطه فإما أنه يتصف بصفات ليست فيه ويريد أن الله تعالى منحه إياها أو يريد أن بعض الناس وصله بشيء خصه به فيكون بهذا القول قد جمع بين كذبين أحدهما اتصافه بما ليس فيه أو أخذه والآخر الكذب على المعطى وهو الله تعالى أو الناس وأراد بثوبي الزور هذين لحالين اللذين ارتكبهما واتصف بهما والثوب يطلق على الصفة المحمودة لأنه شبه اثنين باثنين اهـ وقال عبد الغافر الفارسي في مجمع الغرائب وابن الجوزي في غريب الحديث في المراد به ثلاثة أقوال أحدهما أن يلبس المرائ ثياب الزهاد يرى أنه زاهد والثاني أن يلبس قميصًا يصل كمه بكمين آخرين يرى أن عليه قميصين والثالث أنه إذا أراد أن يشهد لبس ثوبين للحضور عند الحاكم وقال الفارسي في موضع آخر معنى الحديث المتزين بأكثر مما عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل كالمرأة تتزين وتدعى من الخطوة عند زوجها أكثر مما عنده تربد بذلك غيظ ضرتها وكذلك في الرجال فهو من يلبس ثياب الزهد ويظهر من التخشع والتزهد أكثر مما عنده في قلبه قال ويحتمل أنه أراد بالثوب النفس وهو مشهور في كلام العرب أراد أنه يرى الناس أنه تقي النفس تقي القلب وليس كذلك وتخصيص الثوبين لأنه سول نفسه كثوب خاصة ويرى الناس ذلك وهو كثوب العامة ففيه غرور وتغرير فعبر عنهما بالثوبين (حم ق د) عن أسماء بنت أبي بكر (م) عن عائشة • (المتعبد بغير علم كالحمار في الطاحون) فالمتعبد على جهل يتعب نفسه ولا ثواب له بل عليه الإثم إن قصر في التعلم ووجه الشبه بينه وبين الحمار ظاهر قال المناوي قال على كرم الله وجهه قصم ظهري رجلان جاهل متنسك وعالم متهتك (حل) عن وائلة بإسناد ضعيف • (قط) في الأفراد عن أبي هريرة بإسناده ضعيف • (المتمسك بسنتي عند فساد) أحوال (أمتي له أجر شهيد) قال المناوي لأن السنة عند غلبة الفساد لا يجد المتمسك بها من يعينه بل يؤذيه ويهينه فبصبره على ذلك يجازي برفعه إلى منازل الشهداء (طس) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (المتمسك بسنتي عند

اختلاف أمتي كالقابض على الجمر) في حصل المشقة (الحكيم) في نوادره (عن ابن مسعود) • (المجالس بالأمانة) قال المناوي فعلى الجليس أن لا يشيع حديث جليسه فيما يجب ستره (خط) عن علي أمير المؤمنين • (المجالس بالأمانة) قال ابن رسلان الباء تتعلق بمحذوف لا بدمنه ليتم به الكلام والتقدير المجالس تحسن أو حسن المجالس وشرفها بأمانة حاضرها لما يحصل في المجالس ويقع في الأقوال والأفعال فكأنه صلى الله عليه وسلم يقول ليكن صاحب المجلس أمينًا لما يسمعه أو يراه فيحفظه أن ينتقل إلى من غاب عنه انتقالًا يحصل به مفسدة وفائدة الحديث النهي عن النميمة التي ربما تؤدي إلى القطيعة (إلا) الاستثناء منقطع (ثلاثة مجالس سفك دم حرام) يجوز فيه وما بعده النصب على البدل والرفع خبر مبتدأ محذوف تقديره أحدها سفك دم أي إراقة دم امرأ بغير حق (أو فرج حرام) أي وطؤه على وجه الزنى (أو إقطاع مال) أي ومجلس يقتطع فيه مال مسلم أو ذمي (بغير حق) فمن قال في مجلس أريد قتل فلان أو الزنى بفلانة أو أخذ مال فلان فلا يجوز للمستمع كتمه بل عليه إفشاؤه دفعًا للمفسدة (د) عن جابر بإسناد حسن • (المجاهد من جاهد نفسه) قال المناوي زاد في رواية في الله أي قهر نفسه الإمارة بالسوء على ما فيه رضى الله تعالى عنه من فعل الطاعة وتجنب المعصية وجهادها أصل كل جهاد فإنه ما لم يجاهدها لم يمكنه جهاد العدو (ت حب) عن فضالة بفتح الفاء ابن عبيد وإسناده جيد • (المحتكر) أي الذي يحتكر ما يقتات بأن يشتريه زمن الغلاء ويحبسه حتى يزيد السعر (ملعون) أي مطرود عن منازل الأخيار أو عن دخول الجنة مع السابقين (ك) عن ابن عمر • (المحرمة) أي التي تحرم بحج أو عمرة (لا تتنقب) قال العلقمي قال الشافعية المرأة المحرمة تسترد رأسها وسائر بدنها سوى الوجه فيحرم ستره أو شتر شيء منه بما يمسه من نقاب أو غيره (ولا تلبس) بفتح الباء (القفازين) بقاب مضمومة ثم فاء مشددة وبزاي بعد الألف وهو ثوب على اليدين يحشى بقطن ويكون له إزار يزر على الكفين والساعدين من البرد وغيره وفيه دليل على تحريم لبس القفازين وهو مذهب الجمهور وقال الثوري وأبو حنيفة هذا من المرأة وأما الرجل فيحرم عليه لبسهما بلا خلاف (د) عن ابن عمر • (المحروم من حرم الوصية) قال المناوي قال لما قيل له هلك فلان فقال أليس كان عندنا آنفًا فقيل مات فجأة فذكره (هـ) عن أنس وضعفه المنذري • (المختلعات) أي اللاتي يطلبن الخلع من أزواجهن من غير عذر (هن المنافقات) نفاقًا عمليًا (ت) عن ثوبان • (المختلعات والمتبرجات) قال في النهاية التبرج هو إظهار الزينة للناس الأجانب وهو المذموم فأما للزوج فلا (هن المنافقات) بالمعنى المتقدم (حل) عن ابن مسعود • (المدبر) أي عتقه (من الثلث) قال المناوي فسبيله كسبيل الوصايا وللموصي أن يعود فيما أوصى به

وإن كان سبيله سبيل العتق بالصفة فهو أولى بالجواز ما لم توجد الصفة المعلق بها (هـ) عن ابن عمر وإسناده حسن • (المدبر لا يباع ولا يوهب) أي لا يصح بيعه ولا هبته (وهو حرمن الثلث) قال المناوي أخذ بقضيته أبو حنيفة وجمع فمنعوا الذي دبره من بيعه وأجازه الشافعي (قط هق ق) عن ابن عمر بإسناد ضعيف والصحيح وقفه • (المدعى عليه أولى باليمين) إذا أنكر لأن الأصل براءة ذمته (إلا أن تقام) وفي نسخة تقوم (عليه البينة) فإنه يعمل بها فالبينة على المدعى واليمين على من أنكر (هق) عن ابن عمرو ابن العاص وإسناده حسن • (المدينة حرم آمن) بالمد (أبو عوانة عن سهل ابن حنيف) • (المدينة خير) قال المناوي لفظ رواية الطبراني والدارقطني المدينة أفضل (من مكة) لأنها حرم الرسول ومهبط الوحي وبه تمسك من فضلها عليها وهو مذهب مالك والجمهور على أن مكة أفضل (طب قط) في الإفراد عن رافع بن خديج وهو حديث ضعيف • (المدينة قبة الإسلام ودار الإيمان وأرض الهجرة ومتبوأ الحلال والحرام) أي المكان المتخذ والمعد لظهور الأحكام الشرعية أي معظمها فإن أكثر الأحكام نزلت بها (طس) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (المراء) بالمد (في القرآن كفر) قال المناوي أي الشك في كونه كلام الله أو أراد الخوض فيه بأنه محدث أو قديم أو المجادلة في الآي المتشابهة وذلك يؤدي إلى الجحود فسماه كفرًا باسم ما يخاف عاقبته (دك هق) عن أبي هريرة • (المرء في صلاة ما انتظرها) أي مدة انتظار فعلها في المسجد فحكمه حكم المصلى في حصول الثواب (عبد بن حميد عن جابر) وإسناده صحيح • (المرء كثير بأخيه) قال المناوي في النسب وفي الدين أراد أنه وإن كان قليلًا في نفسه فإنه كثير بأخيه إذا ساعده على الأمر (ابن أبي الدنيا في) كتاب (الإخوان عن سهل بن سعد) الساعدي • (المرء) كائن (مع من أحب) قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن ابن مسعود جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء فذكره وأخرج أبو نعيم في كتاب المحبين من طريق مسروق عن عبد الله وهو ابن مسعود قال أتى عرابي فقال يا رسول الله والذي بعثك بالحق إني لأحبك فذكر الحديث (حم ق 3) عن أنس ابن مالك (ق) عن ابن مسعود • (المرء مع من أحب وله ما اكتسب) قال المناوي في رواية وعليه بدل وله وفي رواية المرء على دين خليله (ت) عن أنس وإسناده صحيح • (المرأة تكون في الجنة لأحسن أزواجها) في الدنيا فلذلك حرم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة (طب) عن أبي الدرداء (خط) عن عائشة وإسناده ضعيف • (المرأة عورة) يعني أنه يستقبح ظهورها للرجال (فإذا خرجت) من خدرها (استشرفها الشيطان) قال المناوي يعني رفع البصر إليها ليغويها أو يغوى بها فيوقع أحدهما أو كليهما في الفتنة أو المراد شيطان الإنس

سماه به على التشبيه (ت) عن ابن مسعود وقال حسن غريب • (المرض سوط الله في الأرض يؤدب به عباده) لأنه يخمد النفس الإمارة ويذلها ويذهلها عن طلب حظوظها (الخليل في جزء من حديثه عن جرير) بن عبد الله (المريض تحات) بحذف أحد التاءين تخفيفًا (خطاياه) أي ذنوبه (كما يتحات ورق الشجرة) من هبوب الرياح (طب) والضياء عن أسد بن كرز • (المذر) قال في النهاية المذر بالكسر النبيذ من الذرة وقيل من الشعير والحنطة (كله حرام أبيضه وأحمره وأسوده وأخضره) قال المناوي أي بأي لون كان وخص هذه لأنها أصول الألوان (طب) عن ابن عباس • (المستبان) أي اللذان يسب كل منهما الآخر (ما قالا) أي ما قالاه من السب والشتم (فعلى البادي منهما) لأنه السبب لتلك المخاصمة (حتى يتعدى المظلوم) قال النووي معناه أن إثم السبب الواقع من اثنين مختص بالبادي منهما كله إلا أن يتجاوز الثاني قدرًا لانتصار فيقول للبادي أكثر مما قاله فلا يكون الإثم على البادي فقط بل عليهما وفي هذا جواز الانتصار ولا خلاف في جوازه وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة قال تعالى ولمن انتصر بعد ظلة فأولئك ما عليهم من سبيل وقال تعالى والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ومع هذا فالعفو والصبر أفضل قال تعالى ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور وحديث ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا وأعلم أن سباب المسلم بغير حق حرام كما قال عليه الصلاة والسلام سباب المسلم فسوق ولا يجوز للمسبوب أن ينتصر إلا بمثل ما سبه ما لم يكن كذبًا أو قذفًا أو سبًا سلافه فمن صور المباح أن ينتصر بياظًا لم يا أحمق أو يا جاني أو نحو ذلك لأنه لا يكاد أحد يتفك عن هذه الأوصاف قالوا وإذا انتصر المسبوب استوفى ظلامته وبرئ الأول من حقه وبقي عليه إثم الابتداء والإثم المستحق لله تعالى (حم م د ت) عن أبي هريرة • (المستبان شيطانان يتهارتان) قال العلقمي قال في الصحاح والهرت الطعن يقال هرت عرضه إذا طعن فيه وفي النهاية متهارت أي متشدق مكثار من هرت الشدق وهو سعته (ويتكاذبان) أي كل منهما يقول للآخر ما ليس فيه (حم خد) عن عياض بن حماد وإسناده صحيح • (المستحاضة تغتسل من قرء) وهو الطهر بين الحيضتين (إلى قرء) هذا إن كانت ذاكرة لعادتها قدرًا ووقتًا وإلا اغتسلت لكل فرض (طس) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن • (المستشار مؤتمن) قال الطيبي معناه أنه أمين فيما يسأل من الأمور ولا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصلحته (ع) عن أبي هريرة (ت) عن أم سلمة (هـ) عن ابن مسعود قال وهو متواتر • (المستشار مؤتمن إن شاء أشار وإن شاء لم يشر) قال المناوي أراد أنه لا يتعين عليه ما لم يتعين بترك إشارته حصول ضرر لمحترم اهـ وقال الشيخ محمله على من لم يأمن خوف العاقبة على نفسه أو ماله أو عرضه (طب) عن سمرة ابن جندب • (المستشار مؤتمن فإذا استشير) أحدكم في شيء (فليشر) على من استشاره

(بما) أي بمثل الذي (هو صانع لنفسه) مما لا إثم فيه (طس) عن علىّ قال الشيخ حديث حسن • (المسجد بيت كل مؤمن) فكل مسلم له فيه حق قال المناوي وفي رواية كل تقيّ لكن لا يشغله بغير ما بنى له (حل) عن سلمان بإسناد ضعيف لكن له شواهد • (المسجد الذي أسس على التقوى) المذكور في قوله تعالى لمسجد أسس على التقوى (هو مسجدي هذا) مسجد المدينة قال العلقمي قال النووي هذا نص بأنه المسجد الذي أسس على التقوى المذكور في القرآن ورد لما يقوله بعض المفسرين أنه مسجد قبا وقال شيخنا بعد ذكره كلام النووي أنه مسجد المدينة قلت يعارضه أحاديث أخر منها ما أخرجه أبو داود وبسند صحيح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين في أهل قبا لأنهم كانوا يستنجون بالماء يعني بعد الأحجار والحق أن القولين مشهوران والأحاديث لكل منهما شاهدة ولهذا مال الحافظ عماد الدين بن كثير إلى الجمع وترجيح التفسير بأنه مسجد قبا لكثرة أحاديثه الواردة بأنه هو وسبب نزول الآية قال ولا ينافي ذلك حديث مسلم لأنه إذا كان مسجد قبا أسس على التقوى فمسجد النبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك والله أعلم (م ت) عن أبي سعيد (حم ك) عن أبي بن كعب • (المسجد أطيب الطيب) فيه أن المسك طاهر فهو مستثنى من القاعدة أن الجزء المنفصل من الحي كميتته (م ت) عن أبي سعيد • (المسلم) أي الكامل (من) أي إنسان ذكرًا كان أو أنثى (سلم المسلمون) وغيرهم من أهل الذمة (من لسانه ويده) فإن قيل هذا يستلزم أن من اتصف بهذا خاصة كان كاملًا ويجاب بأن المراد بذلك مع مراعاة بقية الأركان قال الخطابي أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق المسلمين ويحتمل أن يكون المراد بذلك الإشارة إلى الحث على حسن معاملة العبد مع ربه لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه فالأولى أن يحسن معاملة ربه من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى وخص اللسان واليد بألا لذكر لأن الأذى بهما أغلب (م) عن جابر بن عبد الله • (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من آمنه الناس على دمائهم وأموالهم) قال المناوي يعني أئتمنوه وجعلوه أمينًا عليها لكونه مجربًا مختبرًا في حفظها وعدم الخيانة فيها وذكر المسلم والمؤمن بمعنى واجد تأكيدًا وتقريرًا (حم ت ن ك) عن أبي هريرة • (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر) أي ترك (ما نهى الله عنه) قال العلقمي والهجرة ضربان ظاهرة وباطنة فالباطنة ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان والظاهرة الفرار بالدين من الفتن وكان المهاجرين خوطبوا بذلك لئلا يتكلموا على مجرد التحول من دراهم حتى يمتثلوا أوامر الشرع ونواهيه ويحتمل أن يكون ذلك قيل بعد انقطاع الهجرة لما فتحت مكة تطييبًا لقلوب من لم يدرك ذلك بأن حقيقة الهجرة تحصل لمن هجر ما نهى الله عنه فاشتملت هاتان الجملتان على جوامع من معاني الحكم والأحكام

(خ د ن) عن ابن عمرو بن العاص • (المسلم أخو المسلم) أي يجمعهما دين واحد قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن سويد بن حنظلة قال خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا وائل بن حجر فأخذه عدوله فتخرج القوم أن يحلفوا وحلفت أنه أخى فخلى سبيله فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أن القوم تحرجوا أن يحلفوا وحلفت أنه أخي فقال صدقت المسلم أخو المسلم فذكره وقوله فأخذه عدوّ له أي ليقتلوه فتحرج القوم أي امتنعوا من أن يحلفوا خوفًا من الوقوع في الحرج وهو الإثم والضيق وهذه اليمين واجبة لأن فيها إنجاء المعصوم (د) عن سويد بن حنظلة • (المسلم مرآة المسلم فإذا رأى به شيئًا فليأخذه) أي إذا أبصر ببدنه أو ثوبه نحو قذاة لم يشعر به فلينحه عنه وليراه إياه (ابن منيع عن أبي هريرة • (المسلمون أخوة) في الدين (لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى) قال المناوي والتقوى غيب عنا إذا محلها القلب فلا يجوز للمتقي أن يحقر مسلمًا (طب) عن حبيب بن حراش • (المسلمون شركاء في ثلاث في الكلاء) بالهمز والقصر الحشيش النابت في الموات (والماء) أي ماء السماء والعيون والأنهار التي لا مالك لها (والنار) يعني الشجر الذي يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه أو الحجارة التي يقدح بها أما التي يوقدها الإنسان فله أن يمنع غيره من أخذها وقال بعضهم له أن يمنع من يريد أن يأخذ منها حذوة من الحطب الذي احترق فصار جمرًا وليس له أن يمنع من أراد أن يستصبح منها مصباحًا لأن ذلك لا ينقص من عينها (حم د) عن رجل من المهاجرين • (المسلمون على شروطهم) الجائزة شرعًا أي ثابتون عليها واقفون عندها قال العلقمي قال المنذري وهذا في الشروط الجائزة دون الفاسدة وهو من باب ما أمر فيه بالوفاء بالعقود يعني عقود الدين وهو ما ينفذه المرء على نفسه ويشترط الوفاء من مصالحة ومواعدة وتمليك وعقد وتدبير وبيع وإجازة ومناكحة وطلاق وزاد الترمذي بعد قوله على شروطهم إلا شرط حرم حلالًا أو حلل حرامًا يعني فإنه لا يجب الوفاء به بل لا يجوز لحديث كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وحديث من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد فشرط نصرة الظالم والباغي وشن الغارات على المسلمين من الشروط الباطلة المحرمة (دك) عن أبي هريرة • (المسلمون عند شروطهم ما وافق الحق من ذلك) أي ما وافق منها كتاب الله (ك) عن أنس وعن عائشة • (المسلمون عند شروطهم فيما أحل) بخلاف غيره كما تقدم (طب) عن رافع بن خديج وإسناده حسن • (المشاؤن إلى المساجد في الظلم) لصلاة أو اعتكاف فيها (أولئك) هم الخواضون في رحمة الله (هـ) عن أبي هريرة قال العلمقي بجانبه علامة الحسن وقال الدميري ضعيف • (المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء) لما اقترنه الإنسان من الذنوب (ص حل) عن مسروق (مرسلًا • (المصيبة) الحاصلة للمسلم (تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه (طس) عن ابن عباس • (المضمضة والاستنشاق سنة)

قال المناوي وبه أخذ مالك والشافعي وأوجبها أحمد (والأذنان من الرأس) قال المناوي لا من الوجه ولا مستقلتان فيمسحان بماء الرأس عند الثلاثة وقال الشافعي عضوان مستقلان (خط) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (المطلقة ثلاثًا ليس لها) على المطلق (سكنة ولا نفقة) في مدة العدة قال المناوي ومحلله في رواية بأنهما يجبان ما كانت له عليها رجعة وإليه ذهب الجمهور (ن) عن فاطمة بنت قيس وإسناده صحيح • (المعتدي في الصدقة) قال المناوي بأن يعطيها غير مستحقها (كما نعهد) في بقائها في ذمته (ن حم د ت هـ) عن أنس قال ت غريب • (المعتكف يتبع الجنازة) أي يشيعها ولا يبطل اعتكافه (ويعود المريض) كذلك وتمامه وإذا خرج لحاجة قنع رأسه حتى يرجع (هـ) عن أنس بن مالك بإسناد ضعيف • (المعتكف يعكف الذنوب) قال الشيخ أي يدفعها عن نفسه باجتنابه لها (ويجري الله له من الأجر كأجر عامل الحسنات كلها) القصد به الحث على الاعتكاف والترغيب فيه (هـ هب) عن ابن عباس • (المعروف باب من أبواب الجنة وهو) أي فعله (يدفع مصارع السوء) أي يردها (أبو الشيخ عن ابن عمر • (المعك) بفتح الميم وسكون العين المهملة المطل واللي من الموسر (طرف من الظلم) فهو حرام (طب حل) والضياء عن حبش بن جنادة • (المغبون) أي المسترسل في وقت المبايعة حتى دفع أكثر من القيمة (لا محمود ولا مأجور) لكونه لم يحتسب بما زاد على القيمة فيؤجر ولم يتجمل إلى بائعه فيحمد (خط) عن عليّ وضعفه (طب) عن الحسن بن على (4) عن الحسين وفي كل منهما مقال لكن الحديث حسن لشواهده • (المغرب وتر النهار) وأطلق كونها وتره لقربها منه وإلا فهي ليلية جهرية (فأوتروا صلاة الليل) ندبًا لا وجوبًا بدليل خبر هل على غيرها قال لا إلا أن تطوع (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (المقام المحمود) الموعود به النبي صلى الله عليه وسلم (الشفاعة) في فصل القضاء ووراء ذلك أقوال هذا الحديث يردها (حل هب) عن أبي هريرة • (المقيم على الزنى) أي المصر عليه (كعابد وثن) في مطلق التعذيب ولا يلزم منه استواؤهما بل ذاك يخلد وذا يخرج وورد أن مرتكب الكبائر إذا مات ولم يتب ترجى له رحمة الله فالأولى حمل هذا على المستحل أو على الزجر والتنفير (الخرائطي في) كتاب (مساوي الأخلاق وابن عساكر عن أنس) وإسناده ضعيف • (المكاتب عبد) قال العلقمي قال ابن رسلان أي تجرى عليه أحكام العبودية والرق ولهذا جاء في رواية المكاتب قن وفيه دليل على جواز بيع المكاتب لأن العبد مملوك والمملوك يجوز بيعه وهبته والوصية به وإن كان الشرط إنما ورد ببيعه لأن ما كان في معنى المنصوص عليه يثبت الحكم فيه وهو القديم من مذهب الشافعي وبه قال أحمد وابن المنذر فقال بيعت بريرة بعلم النبي صل الله عليه وسلم وهي مكاتبة ولم ينكر ذلك ففي ذلك أبين البيان أن بيعه جائز قال ولا أعلم خبرًا يعارضه ولا دليلًا على عجزها والجديد من قولي الشافعي

أنه لا يجوز بيعه وهو قول مالك وأصحاب وتأول الشافعي حديث بريرة على أنها كانت قد عجزت وكان بيعها فسخًا لكتابتها وهذا التأويل يحتاج إلى دليل في غاية القوة وعلى القول بجواز بيعه فمشتريه يقوم مقام المكاتب وولاؤه لمشتريه فإن لم يبين البائع للمشتري أنه مكاتب فهو مخير بين أن يرجع بالثمن أو يأخذ أرش ما بينه سليمًا ومكاتبًا ولا خلاف أن للمكاتب أحكام المماليك في شهاداته والجناية عليه وفي ميراثه وحدوده وسهمه إن حضر القتال (ما بقي) قال المناوي بكسر القاف لغة القرآن (عليه من مكاتبته) أي من نجومها (درهم) فلا يعتق منه بقدر ما أدى وهو قول الجمهور (د) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد حسن • (المكثرون) من المال (هم الأسفلون يوم القيامة) لطول حسابهم وتوقع عقابهم إلا من وفقه الله لأداء الحق الواجب وصرف ما آتاه الله في وجه البر (الطيالسي) أبو داود (عن أبي ذر) وإسناده صحيح • (المكر والخديعة) أي صاحبهما (في النار) أي يستحق دخولها قال البيضاوي المكر في الأصل حيلة يجلب بها الإنسان غيره إلى مضرة (هب) عن قيس بن سعد بن عبادة قال الشيخ حديث صحيح • (المكر والخديعة والخيانة في النار) أي تدخل أصحابها في النار (د) في مراسيله عن الحسن البصري (مرسلًا • (الملحمة الكبرى) أي الحرب العظيم (وفتح القسطنطينية وخروج الدجال) يكون ذلك كله (في سبعة أشهر) قال العلقمي قال شيخنا وفي حديث أحمد وأبي داود وابن ماجه عن عبد الله بن بشر بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين قال ابن كثير هذا مشكل اللهم إلا أن يكون بين أول الملحمة وآخرها ست سنين ويكون بين آخرها وفتح المدينة وهي القسطنطينية مدة قريبة بحيث يكون ذلك مع خروج الدجال في سبعة أشهر انتهى والملحمة الحرب وموضع القتال والجمع ملاحم (حم دت هـ ك) عن معاذ بن جبل (الملك) بضم الميم (في قريش) أي الخلافة فيهم (والقضاء في الأنصار) خصهم به لأنهم أكثر فقهًا (والأذان في الحبشة) الذين منهم بلال (والأمانة في الأزد) بسكون الزاي يعني اليمن (حم ت) عن أبي هريرة مرفوعًا وموقوفًا قال ت والموقوف أصح (المنافق لا يصلي الضحى ولا يقرأ قل يا أيها الكافرون) أي علامته أنه لا يفعلهما فإذا وجد من هو مداوم على تركهما أشعر بنفاق في قلبه ولعل هذا خرج مخرج الزجر عن تركها (فر) عن عبد الله بن جراد وإسناده ضعيف • (المنافق يملك عينيه) أي دمعهما (يبكي كما يشاء) قال المناوي لأنه أبدًا ذو لونين باطن وظاهر ويقين وشك وإخلاص ورياء وصدق وكذب وصبر وجزع (فر) عن علي بإسناد ضعيف • (المنتعل) أي لابس النعل (راكب) أي في معنى الراكب (ابن عساكر عن أنس) بن مالك • (المنتعل بمنزلة الراكب) فلا يتأذى كالحافي (سموية) في فوائده (عن جابر) بن عبد الله (المنحة) قال العلقمي قال في المصباح المنحة بالكسر الشاة أو الناقة يعطيها صاحبها رجلًا يشرب لبنها ثم يردها إذا انقطع اللبن

هذا أصله ثم كثر استعماله حتى أطلق على كل عطاء ومنحته منحًا من بابي نفع وضرب أعطيته والإثم المنيحة (مردودة) أي يجب ردّها إلى مالكها (والناس على شروطهم ما وافق الحق) وما لا يوافقه فلا عبرة به (البزار عن أنس) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (المهدي من عترتي) بالمثناة الفوقية (من ولد فاطمة) قال العلقمي قال الخطابي العترة ولد الرجل لصلبه وقد تكون الأقرباء أو بني العمومة وقال الحافظ عماد الدين بن كثير الأحاديث دالة على أن المهدي يكون من أهل البيت من ذرية فاطمة رضى الله عنها من ولد الحسن لا الحسين ويكون ظهوره من بلاد المشرق ويبايع له عند البيت اهـ قال المناوي لا يعارضه أنه من ولد العباس لحمله على أن فيه شعبة منه كما يأتي (د هـ ك) عن أم سلمة وإسناده حسن • (المهدي من ولد العباس عمي) حاول بعضهم التوفيق بأنه من ولد فاطمة لكنه يدلي إلى بعض بطون بني العباس (قط) في الأفراد عن عثمان بن عفان قال المناوي وفي إسناده كذاب • (المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة) قال المناوي قيل أنه يصير متصرفًا في عالم الكون بأسرار الحروف (حم هـ) عن عليّ بإسناد حسن • (المهدي منى أجلي الجبهة) أي منحسر الشعر من مقدم رأسه (أقنى الأنف) أي طويله (يملأ الأرض قسطًا وعدلًا) القسط بالكسر العدل فالجمع للأطناب (كما ملئت جورًا وظلمًا) والجور الظلم فالجمع لما تقدم (يملك سبع سنين) قال المناوي زاد في رواية أو تسع وفي أخرى يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة (دك) عن أبي سعيد • (المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري) قال المناوي قال في المطامح حكى أنه يكون في هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر (الروياني عن حذيفة • (الموت كفارة لكل مسلم) قال المناوي لما يلقاه من الآلام والأوجاع التي لم يقع له ما يقرب منها من قبل قال الغزالي أراد المؤمن حقًا المسلم صدقًا الذي سلم المسلمون من لسانه ويده (حل هب) عن أنس وإسناده حسن • (الملائكة شهداء الله في السماء وأنتم) أيها المؤمنون (شهداء الله في الأرض) قاله لما مر بجنازة فأثنوا عليها خيرًا فقال وجبت ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرًا فقال وجبت ثم ذكره (ن) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها) المراد بالثياب العمل أي يبعث على ما مات عليه من عمل صالح أو سيء وأخذ بعضهم بظاهره فلا ينافيه بعث الناس عراة لأنهم يخرجون بثيابهم ثم تتناثر (د حب ك عن أبي سعيد قال ك على شرطهما وأقره الذهبي • (الميت من ذات الجنب شهيد) من شهداء الآخرة وهو من الأمراض المخوفة (حم طب) عن عقبة بن عامر قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه) إن أوصاهم بفعله (حم ق ن هـ) عن عمر • (الميزان بيد الرحمن يرفع أقوامًا ويضع آخرين) قال المناوي أي جميع ما كان وما يكون بتقدير خبير بصير يعلم ما يؤل إليه أحوال عباده فيقدر ما هو أصلح لهم فيغفر

(حرف النون)

ويغني ويمنع ويعطي ويقبض ويبسط كما تقتضيه الحكمة الربانية قال ابن قتيبة في المعارف وابن دريد في الوشاح كان عمر ابن العاص جزارًا بمكة ثم صار أمير مصر قال ابن الجوزي وكذا الزبير بن العوام كان جزارًا ثم رفع الله قدره وأعلى ذكره (البزار عن نعيم بن هماز) وإسناده صحيح. • (حرف النون) * • (ناركم هذه) التي توقدونها في جميع الدنيا (جزء) واحد (من سبعين جزأ من نار جهنم لكل جزء منها حرها) أي حرارة كل جزء من السبعين جزأ من نار جهنم مثل حرارة ناركم (ت) عن أبي سعيد رواه مسلم عن أبي هريرة • (ناموا فإذا انتبهتم فاحسنوا) قال الشيخ عبادة ربكم اهـ وقد تقدم إذا استيقظ أحدكم فليقل الحمد لله الذي رد على روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره (هب) عن ابن مسعود بإسناد ضعيف • (نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام) وعدم نباته فيه لفساد المنبت يؤذن باستعداد البدن لعروض الجذام (ع طس) عن عائشة قال في الميزان عن البغوي باطل • (نبدأ بما بدأ الله به) فنبدأ بالصفا قبل المروة وهذا وإن ورد على سبب لكن العبرة بعموم اللفظ فيقدم كل مقدم كالوجه في الوضوء (حم 3) عن جابر وإسناده صحيح • (نجا أول هذه الأمة باليقين) يحتمل أن يكون المراد تيقنهم أن ما قدر من الرزق وغيره لابد من حصوله وقال المناوي وهو أن يقذف الله النور في القلب فيسكن ويستقر فيه (والزهد) في الدنيا (ويهلك آخرها بالبخل) وطول (الأمل) أما أصله فلابد منه لقيام العالم قال المناوي ولهذا قال ابن عباس أنتم اليوم أكثر صلاة وصيامًا وجهادًا من أصحاب محمد وهم كانوا خيرًا منكم قالوا فم قال كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة (ابن أبي الدنيا عن ابن عمرو) بن العاص • (نح الأذى) من نحو شوك وحجر (عن طريق المسلمين) فإنه لك صدقة والأمر للندب (ع حب) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (نزل الحجر الأسود من الجنة) حقيقة أو اتساعًا على ما مر (وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم) قال المناوي وإنما لم يبيضه توحيد المؤمنين لأنه طمس نوره لتستر زينته عن الظلمة (ت) عن ابن عباس وقال حسن صحيح • (نصبر ولا نعاقب) قال المناوي سببه أنه لما مثل يوم أحد بحمزة أنزل الله يوم الفتح وإن عاقبتم فعاقبوا الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصبر ولا نعاقب قال البيضاوي في تفسير الآية وقيل أنه عليه الصلاة والسلام لما رأى حمزة وقد مثل به فقال والله لئن ظفرني الله بهم لا مثلن بسبعين مكانك فنزلت فكفر عن يمينه (حم) عن أبي بن كعب • (نصرت) يوم الأحزاب (بالصبا) بالقصر قال المناوي الريح الذي يجيء من ظهرك إذا استقبلت القبلة ويسمى القبول بالفتح وقال العلقمي قال النووي الصبا بفتح الصاد وهي مقصورة الريح الشرقية وقال في الفتح الصبا يقال لها القبول بفتح القاف لأنها تقابل باب الكعبة إذ مهبها من مشرق الشمس وضدها الدبور

وهي التي أهلكت بها عاد ومن لطيف المناسبة كون القبول نصرت أهل القبول وإن الدبور أهلكت أهل الأدبار وإن الدبور أشد من الصبا لما في قصة عاداتها لم يخرج منها إلا قدر يسير ومع ذلك استأصلتهم قال تعالى فهل ترى لهم من باقية ولما علم الله رأفة نبيه صلى الله عليه وسلم بقومه وقد رجا أن يسلموا سلط عليهم الصبا فكانت سبب رحيلهم عن المسلمين لما أصابهم سببها من الشدة ومع ذلك فلم يهللا منهم أحد ولم تستأصلهم وذلك في غزوة الخندق وهي المرادة بقوله تعالى فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودًا لم تروها كما جزم به مجاهد وغيره ومن الرياح أيضًا الجنوب والشمال فهذه الأربع تهب من الجهات الأربع فأي ريح هبت من بين جهتين يقال لها النكبي بفتح النون وسكون الكاف بعدها موحدة (وأهلكت) بضم الهمزة وكسر اللام (عاد) قوم هود (بالدبور) بفتح الدار قال المناوي التي تأتي من قبل الوجه إذا استقبلت القبلة (حم ق) عن ابن عباس • (نصرت بالصبا) قال المناوي في غزوة الخندق (وكانت عذابًا على من كان قبلي) من الأمم كعاد وغيرهم (الشافعي) في مسنده (عن محمد بن عمرو مرسلًا • (نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين) وورد ثلث منايا أمتي من العين والمراد بكل منهما التقريب لا التحديد (طب) عن أسماء بنت عميس • نضر الله) قال المناوي بضاد معجمة مشددة وتخفف من النضارة وهي الحسن أي خصة بالبهجة والسرور (أمرأ) إنسانًا (سمع منا شيئًا) من الأحاديث (فبلغه) أي أداه إلى من يبلغه (كما سمعه) من غير زيادة ولا نقص فمن زاد أو نقص فمغير لا مبلغ (فرب مبلغ أوعى من سامع) لما رزق من جودة الفهم وكمال العلم والمعرفة (حم ت حب) عن ابن مسعود وإسناده صحيح • (نضر الله أمرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره) والمعنى خصه الله بالبهجة والسرور بما رزق بعمله ومعرفته من علو القدر والمنزلة بين الناس في الدنيا ونعمه في الآخرة حتى يرى رونق الرخاء ورفيق النعمة وإنما خص حافظ سنته ومبلغها بهذا الدعاء لأنه سعى في نضارة العلم وتجديد السنة فجازاه في دعائه له بما يناسب حاله في المعاملة (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه) قال المناوي بين به إن راوي الحديث ليس الفقه من شرطه إنما شرطه الحفظ وعلى الفقيه التفهم والتدبر (ت) والضياء عن زيد بن ثابت • (نطفه الرجل بيضاء غليظة) غالبًا (ونطفة المرأة صفراء رقيقة) غالبًا (فأيهما غلبت صاحبتها) يحتمل أن المراد بالغلبة السبق كما تقدم (فالشبه له وإن اجتمعا جميعًا فإن الولد منها ومنه) أي بين الشبهين (أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس • (نظر الرجل لأخيه على شوق) منه إليه (خير) أي أكثر أجرًا (من اعتكاف سنة في مسجدي هذا) أي مسجد المدينة والاعتكاف فيه مضاعف كتضعيف الصلاة والصلاة فيه بألف صلاة فيكون الاعتكاف فيه يعدل اعتكاف ألف سنة في جميع المساجد فجعل النظر على شوق منه خيرًا من هذا الاعتكاف والمراد المحبة لله لكون المحبوب من الصالحين (الحكيم)

الترمذي (عن ابن عمرو) بن العاص (نعم) كلمة مدح (الإدام) بكسر الهمزة ما يؤتدم به والجمع أدم بضمتين ككتاب وكتب قال العلقمي والإدم بإسكان الدال مفرد كالإدام (الخل) قال ابن القيم الخل مركب من الحرارة والبرودة وهي أغلب عليه وهو يابس في الثالثة قوى التجفيف يمنع من انصباب المواد ويلطف وينفع المعدة الملتهبة ويقمع الصفراء ويحلل اللبن والدم إذا جمد في الجوف ويدفع ضرر الأدوية القاتلة وينفع الطحال ويوسع المعدة ويصقل الطبيعة ويقطع العطش وينفع الورم حيث يريد أن يحدث ويعين على الهضم ويضاد البلغم ويلطف الأدوية الغليظة ويرق الدم وإذا حسى قلع العلق المتعلق بأصل الحنك وإذا تمضمض به سخنًا نفع من وجع الأسنان وقوي اللثة وهومشة للأكل يطيب الأطعمة صالح للشباب في الصيف ولسكان البلاد الحارة قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في الخل منافع للدين والدنيا وذلك بأنه بارد يقطع حرارة الشهوة ثم أخرج من طريق ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن قال كان عامة آدم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعده الخل ليقطع عنهن ذكر الرجال وسببه كما في مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الإدم ابن عبد الله (م ت) عن عائشة • (نعم البثر بئر غرس) بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وسين مهملة بئر بينها وبين مسجد قبا نحو نصف ميل (هي من عيون الجنة وماؤها أطيب المياه) أي أعظمها بركة بعد ماء زمزم (ابن سعد عن عمر بن الحكم مرسلًا • (نعم) بكسر فسكون (الجهاد الحج) قاله حين سأله نساؤه عن الجهاد وفيه أن النساء لا يلزمهن الجهاد (خ) عن عائشة • (نعم السحور التمر) فإن في التسحر به ثوابًا كبيرًا لكن الرطب أفضل منه في زمنه (حل) عن جابر بن عبد الله • (نعم الشيء الهدية أمام الحاجة) وفي رواية نعم العون الهدية في طلب الحاجة (طب) عن الحسين بن على وإسناده ضعيف • (نعم العبد الحجام) لفظ رواية الحاكم نعم الدواء والحجامة (يذهب بالدم ويخف الصلب ويجلو عن البصر) ما يضعفه (ت هـ ك) عن ابن عباس قال ك صحيح ورده الذهبي • (نعم العطية كلمة حق تسمعها ثم تجلها إلى أخ لك مسلم فتعلمه إياها) لأن فيها صلاح الدارين طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (نعم العون على الدين) بالكسر (قوت سنة) أي ادخاره لعياله وذلك لا ينافي الزهد (فر) عن معاوية بن حيدة وإسناده ضعيف • (نعم الميتة) بالكسر (أن يموت الرجل دون حقه) أي أن يقتل حال كونه يدافع عن حقه فإنه يموت شهيدًا كما مر (حم) عن سعد قال الشيخ حديث حسن • (نعم تحفة المؤمن) التي يتحف بها أخاه (التمر) فينبغي للمسافر إذا قدم أن يهدي منه لإخوانه وجبرانه (خط) عن فاطمة بنت الحسن كذا رواه الخطيب قال المناوي فما أوهمه المؤلف من أنها فاطمة الزهراء غير صواب • (نعم سلاح المؤمن الصبر والدعاء) فإنهما سلاح الفلاح

وبهما يبلغ العبد النجاح (فر) عن ابن عباس قال الشيخ وهو حديث ضعيف • (نعمت الأضحية الجذع من الضأن) وهو ما تم له سنة ودخل في الثانية (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ وهو حديث ضعيف • (نعلان) ألبسهما (أجاهد فيهما خير من أن أعتق ولد الزنى) أي العامل بعمل أبويه المصر على ذلك قال الشيخ وسببه أن ميمونة سألت عن عتق رقيق سيء الحال فذكره (حم هـ ك) عن ميمونة بنت سعد أو سعيد الصحابية وهو حديث ضعيف • (نعمتان) تثنية نعمة وهي الحالة الحسنة أو النفع المفعول على جهة الإحسان للغير (مغبون بهما كثير من الناس الصحة والفراغ) شبه المكلف بالتاجر والصحة والفراغ برأس المال لكونهما سببًا للربح فمن عامل الله بامتثال أمره ريح ومن عامل الشيطان باتباع أمره خسر قال العلقمي قال ابن بطال معنى الحديث أن المرأ لا يكون فارغًا حتى يكون مكفيًا صحيح البدن فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يغبن بأن لا يترك شكر الله على ما أنعم به عليه ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه فمن فرط في ذلك فهو المغبون وقال غيره من استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط أي الرابح ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون أي الخاسر (خ ت هـ) عن ابن عباس وإسناده ضعيف (نفس المؤمن) أي روحه (معلقة) بعد مفارقة البدن (بدينه) أي محبوسة عن مقامها الذي أعدّ لها أو عن دخول الجنة (حتى يقضى عنه) أي يقضيه وارثه أو يقتضيه المديون يوم الحساب والمراد دين استدانه في فضول أو محرم (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (نفقة الرجل على أهله) من زوجة وخادم وولد يريد بها وجه الله (صدقة) أي يؤجر عليها كما يؤجر على الصدقة بشرط الاحتساب كما تقدم (خ ت) عن أبي مسعود عقبة بن عمر البدري • (نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم) قاله لحذيفة لما خرج هو وأبوه ليشهدا بدر أفمنعهما كفار قريش وأخذوا منهما عهد أن لا يقاتلا معه صلى الله عليه وسلم فأتياه فأخبراه فقال أنصر فإثم ذكره قال العلقمي وهذا ليس للإيجاب فإنه لا يجب الوفاء بترك الجهاد مع الإمام أو نائبه ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يشيع عن أصحابه نقص العهد وأن لا يلزمهم ذلك لأن المشيع عليهم لا يذكر تأويلًا (م) عن حذيفة بن اليمان • (نهران من الجنة النيل والفرات) لا تعارض بينه وبين عدها أربعة في حديث لاحتمال أنه أعلم أولًا باثنين ثم باثنين (الشيرازي عن أبي هريرة) وإسناده حسن • (نهيتكم) آنفًا (عن زيارة القبور) وأما الآن (فزوروها فإنها تذكركم الموت) فهذا ناسخ للنهي والمخاطب به الرجال (ك) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهيتكم عن زيارة القبور فزورها) ندبًا (فإن لكم فيها عبرة) أي اعتبارًا إذا تأملتم في أحوال أهلها وما صاروا إليه (طب) عن أم سلمة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهيت عن التعري) نهيت بالبناء للمفعول عن التعري أي كشف العاورة بحضرة الناس (الطيالسي) أبو داود (عن ابن عباس) قال العلقمي بجانبه علامة الصحة

• (نهيت أن أمشي عريانًا) أي نهاني الله عن المشي عريانًا من غير لباس يواري عورتي فما رؤيت عورته بعد ذلك قال الشيخ وذلك أن جبريل لطمه حين تعرى وكشف إزاره ووضعه على كتفه ليحمل الحجر عليه كما كانت تفعل قريش فسقط على الأرض مغشيًا عليه ثم قام فذكر ذلك لعمه العباس حين سأله (طب) عن العباس بن عبد المطلب قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهيت عن المصلين) أي عن قتل المصلين هكذا جاء في رواية أخرى قاله مرتين (طب) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهينا عن الكلام في الصلاة إلا بالقرآن والذكر) والدعاء فمن تكلم بغير ذلك بطلت صلاته (طب) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (زوروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن) زاد في رواية الديلمي فإنها صوامع المؤمنين (هب) عن أنس ابن مالك • (نوروا بالفجر) أي صلوا صلاة الصبح إذا استنار الأفق كثيرًا (فإنه) أي التنوير به (أعظم للأجر) بقيته عند مخرجه زور يا بلال بالفجر قدر ما يوقع القوم مواقع نبلهم (سموية) في فوائده (طب) عن رافع بن خديج قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نوم الصائم) فرضًا أو نفلًا (عبادة) قال المناوي كذا في النسخ ورأيت السهر وردى ساقه بلفظ نوم العالم عبادة فيحتمل أنها رواية ويحتمل أن أحد اللفظين سبق قلم (وصمته تسبيح) أي بمنزلة التسبيح (وعمله مضاعف) الحسنة بعشر إلى ما فوقهما (ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور) أي ذنوبه الصغائر وهذا في صائم لم يخرق صومه بنحو غيبة فالنوم وإن كان عين الغفلة لكن كل ما يستعان به على العبادة يصير عبادة (هب) عن عبد الله بن أبي أوفى قال الشيخ وهو حديث ضعيف • (نوم على علم خير من صلاة على جهل) لأن تركها خير من فعلها معه فقد يظن المبطل مصححًا والممنوع جائزًا (حل) عن سلمان قال الشيخ وهو حديث ضعيف • (نية المؤمن خير من عمله) لأن النية عبودية القلب والعمل عبودية الجوارح وعمل القلب أبلغ وأنفع ووجهه الغزالي بأن النية والعمل تمام العبادة والنية أحد جزأيها لكنها خيرهما لأن الأعمال بالجوارح غير مرادة إلا لتأثيرها في القلب فيميل للخير ويقلع عن الشر فيتفرغ للذكر والفكر الموصلين إلى الأنس والمعرفة اللذين هما سبب السعادة الأخروية (هب) عن أنس ثم قال هذا إسناده ضعيف • (نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته) لأنه لما كان المؤمن في عزمه أن يعبد الله مادام حيًا ولا يشرك به شيئًا كانت نيته خيرًا من عمله لأنها سابقة عليه وحال المنافق بالعكس (وكل يعمل على نيته فإذا عمل المؤمن عملًا) صالحًا (نار في قلبه نور) ثم يفيض على جوارحه وفيه وفيما قبله أن الأمور بمقاصدها وهي قاعدة عظيمة من قواعد الشافعية يتفرع عنها من الأحكام ما لا يكاد يحصى (طب) عن سهل بن سعد الساعدي وضعفه العراقي • (النايحة إذا لم تتب قبل موتها تقام) قال المناوي يعني تحشر (يوم القيامة وعليها سر بال) قال المناوي تفسير قوله تعالى

سرابيلهم من قطران أي قمصانهم (من قطران ودرع من جرب) أي يصير جلدها أجرب حتى يكون الجرب كقميص على بدنها والدرع قميص وهذا الوعيد أجرى على إطلاقه وقيد بالمشيئة في رواية أخرى فيحمل المطلق على المقيد تنبيه قال الغزالي سر ذلك إن الأجرب سريع الألم لتقرح جلده والقطران يقوى اشتغال النار (حم م) عن أبي مالك الأشعري • (النائم الطاهر كالصائم القائم) في حصول الأجر وإن اختلف المقدار (الحكيم) الترمذي (عن عمرو بن حريث) وإسناده ضعيف • (الناجش) أي الذي يزيد في السلعة لا لرغبة بل ليخدع غيره قال المناوي أو من يمدح سلعة كاذبًا ليغر غيره (آكل ربي) أي أئمة مثل إثم أكل الربا (ملعون) أي مطر ود عن منازل الأخيار فالنجش حرام وظاهر الحديث أنه كبيرة (طب) عن عبد الله بن أبي أوفى ورجاله ثقات • (النار جبار) قال المناوي أراد بالنار الحريق فمن أوقدها بملكه فطيرتها الريح فأحرقت مال غيره لا يضمنه اهـ وقال العلقمي قال شيخنا قال الخطابي لم أزل أسمع أصحاب الحديث يقولون غلط فيه عبد الرزاق إنما هو البئر جبار حتى وجدته لأبي داود عن عبد الملك الصغاني عن معمر فدل على أن الحديث لم ينفرد به عبد الرزاق ومن قال هو تصحيف البئر احتج في ذلك بأن أهل اليمن يميلون النار ويكسرون النون منها فسهي بعضهم على الإمالة فكتبه بالباء ثم نقله الرواة مصحفًا وإن صح الحديث على ما روى فإنه متأول على النار يوقدها الرجل في ملكه لا رب له فيها فتطير بها الريح فتشغلها في مال غيره من حيث لا يمكنه ردها فيكون هدرًا غير مضمون عليه (ده) عن أبي هريرة • (النار عدو لكم) قال المناوي أي منافية لأبدانكم وأموالكم منافاة العدو ولكن يتصل نفعها بكم بوسائط (فاحذروها) أي خذوا حذركم منها واطفئوا السراج قبل نومكم ويحتمل أن المراد نار الآخرة (حم) عن ابن عمر بإسناد حسن • (الناس تبع لقريش في الخير والشر) قال النووي معناه في الإسلام والجاهلية كما صرح به في الرواية الأخرى لأنهم كانوا في الجاهلية رؤساء العرب وأصحاب حرم الله تعالى وأهل حج بيت الله وكانت العرب تنتظر إسلامهم فلما أسلموا وفتحت مكة تبعهم الناس وجاءت وفود العرب من كل جهة ودخل الناس في دين الله أفواجًا وكذلك في الإسلام هم أصحاب الخلافة والناس تبع لهم وبين صلى الله عليه وسلم أن هذا الحكم يستمر إلى آخر الدنيا ما بقى من الناس أثنان وقد ظهر ما قاله صلى الله عليه وسلم فمن زمنه صلى الله عليه وسلم إلى الآن الخلافة في قريش من غير مزاحمة لهم فيها وتبقى كذلك إن شاء الله تعالى ما بقى اثنان (حم م) عن جابر • (الناس ولد آدم وآدم) خلق (من تراب) يحتمل أن المراد الحث على التواضع ولين الجانب وترك التعاظم قال المناوي وتمسك به من فضل الملك على البشر لأن من خلق من نور أفضل ممن خلق من تراب والملك محض نور (ابن سعد عن أبي هريرة) وإسناده حسن • (الناس رجلان عالم ومتعلم ولا خير فيما سواهما) قال المناوي

لأنه بالبهائم أشبه (طب) عن ابن مسعود • (الناس ثلاثة سالم وغانم وشاجب) قال المناوي بشين معجمة وجيم وموحدة أي هالك وقال العلقمي قال في النهاية في مادة شجب بالشين المعجمة والجيم والموحدة شاجب أي هالك يقال شجب يشجب فهو شاجب وشجب يشجب فهو شجب أي إما سالم من الإثم وإما غانم للأجر وإما هالك ثم قال أبو عبيد ويروى الناس ثلاثة السالم الساكت والغانم الذي يأمر بالخير وينهى عن المنكر والشاجب الناطق بالخناء المعين على الظلم وقال في النهاية أيضًا الشاجب المتغير اللون والجسم لعارض من مرض أو سفر أو نحوهما (طب) عن عقبة بن عامر الجهني وأبي سعيد الخدري • (الناس معادن) كمعادن الذهب والفضة ومعدن كل شيء أصله أي أصول بيوتهم تعقب أمثالها ويسرى كرم اعراقها إلى فروعها (والعرق دساس وأدب السوء كعرق السوء) قال المناوي أشار به إلى أن ما في معادن الطباع من جواهر مكارم الأخلاق وضدها يستخرج برياضة النفس كما يستخرج جوهر المعدن بالمقاساة والتعب (هب) عن ابن عباس • (الناس تبع لكم يا أهل المدينة في العلم) هذا إخبار بفضلهم وشرفهم واعتنائهم بأخذ العلم عنه صلى الله عليه وسلم وكفى بما لك فخرًا (ابن عساكر عن أبي سعيد) وإسناده ضعيف • (الناكح في قومه) أي من أقاره وعشيرته (كالمعشب في داره) قال في النهاية والعشب الكلأ مادام رطبًا ولا يقال له حشيش حتى يهيج قال الشيخ وسببه أن رجلًا من الأنصار استثار ممن ينكح فذكره له ووجه الشبه وجود الرفق فقرب الكلأ يحصل به رفق وعدم مشقة والتزوج من العشيرة كذلك (طب) عن طلحة بن عبد الله • (النبي لا يورث) اللام للجنس بدليل نحن معاشر الأنبياء لا نورث لاحتمال أن يتمنى وارثه موته فيهلك فما تركوه صدقة (ع) عن حذيفة بن اليمان بإسناد صحيح • (النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود) أي الطفل الذي يموت قبل البلوغ (في الجنة والوئيد في الجنة) الوئيد بفتح الواو وكسر الهمزة الطفل المدفون حيًا ولم يكتف بقوله عقب الكل في الجنة لأن المراتب فيها متفاوتة والجنان متفاوتة قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن حسناء بفتح الحاء وسكون السين المهملتين والمد ويقال خنساء بالمعجمة وبتقديم النون على السين بنت معاوية الصريمية بفتح الصاد المهملة وكسر الراء قالت حدثنا عمي قال ابن رسلان قال المنذري عم حسناء هو أسلم بن سليم قال قلت يا رسول الله من في الجنة أي من يكون فيها قال النبي في الجنة فذكره (حم د) عن رجل من الصحابة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (النبيون والمرسلون سادة أهل الجنة والشهداء قواد أهل الجنة وحملة القرآن) أي حفظته العاملون بأحكامه (عرفاء أهل الجنة) أي رؤساؤهم وفيه مغايرة الرسول والنبي (حل) عن أبي هريرة • (النجوم) أي الكواكب سميت به لأنها تنجم أي تطلع من مطالعها في أفلاكها (آمنة) بفتحات بمعنى الأمن (للسماء) فما دامت النجوم باقية

لا تنفطر السماء ولا تنشق ولا يغني أهلها (فإذا ذهبت النجوم) أي تناثرت (أتى السماء ما توعد) من الانفطار والطي كالسجل (وأنا آمنة لأصحابي فإذا ذهبت) أي مت (أتي أصحابي ما يوعدون) من الفتن والحروب وارتداد من ارتد من الأعراب واختلاف القلوب وقد وقع (وأصحابي آمنة لأمتي فإذا ذهبت أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) من ظهور البدع وغلبة الأهواء واختلاف العقائد وظهور الروم وغيرها قال العلقمي وأوله من ذكر سببه كما في مسلم عن أبي بدرة عن أبيه قال صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا لو جلسنا حتى صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء قال أحسنتم أو أصبتم قال فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيرًا ما يرفع رأسه إلى السماء فقال النجوم فذكره (حم م) عن أبي موسى الأشعري • (النجوم أمان لأهل السماء) بالمعنى المقرر (وأهل بيتي أمان لأمتي) أراد بأهل بيته علماءهم ويحتمل الإطلاق لأن الله تعالى لما خلق الدنيا لأجله جعل دوامها بدوام أهل بيته (ع) عن سلمة بن الأكوع وإسناده حسن • (النخل) بالخاء المعجمة (والشجر بركة على أهله وعلى عقبهم) أي ذريتهم (بعدهم إذا كانوا لله شاكرين) لأن الشكر يجتلب به المزيد (طب) عن الحسين بن علي وإسناده ضعيف • (الندم توبة) أي هو معظم أركانها لأنه متعلق بالقلب والجوارح تبع له فإذا ندم القلب انقطع عن المعاصي فرجعت برجوعه الجوارح قال المناوي قال بعض العارفين من المحال أن يأتي مؤمن معصية توعد عليها فيفرغ منها أن لا يجد في نفسه ندمًا وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم الندم توبة وقد قام بهذا المؤمن الندم فهو توبة فسقط حكم الوعيد بهذا الندم فإنه لابد للمؤمن من كراهة المخالفة فهو من الذين خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا عسى الله أن يتوب عليهم (حم تخ هـ ك) عن ابن مسعود (ك هب) عن أنس وإسناده صحيح • (الندم توبة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له) فإن التوبة تجب ما قبلها (طب حل) عن أبي سعيد الأنصاري وضعفه البخاري وغيره • (النذر يمين وكفارته كفارة يمين) أراد نذر اللجاج والغضب (طب) عن عقبة بن عامر قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (النصر مع الصبر) أي ملازم له لا ينفك عنه فهما إخوان شقيقان والثاني سبب للأول (والفرج) يحصل سريعًا (مع الكرب) فلا يدوم معه (وإن مع العسر يسرا) كما نطق به القرآن مرتين ولن يغلب عسر يسرين لأن النكرة إذا أعيدت تكون غير الأولى والمعرفة عينها (خط) عن أنس وإسناده ضعيف • (النظر إلى على عبادة) أي رؤيته تحمل على النطق بذكر الله كان يقول الناظر سبحان الله لما علاه من سيما العبادة والبهاء والنور وصفات السيادة (طب ك) عن ابن مسعود وعن عمران بن حصين • (النظر إلى الكعبة عبادة) أي من العبادات المثاب عليها (أبو الشيخ عن عائشة) وإسناده ضعيف • (النظر إلى المرأة الحسناء والخضرة)

(باب المناهي)

أي الشيء الأخضر ويحتمل أن المراد الزرع والشر فقط (يزيدان البصر) أي في القوة الباصرة والمراد بالمرأة الحليلة فالنظر للأجنبية يظلم البصر والبصيرة (حل) عن جابر وإسناده ضعيف • (النفقة كلها في سبيل الله) فيؤجر المنفق عليها (إلا أبناء فلا خير فيه) أي في الإنفاق فيه فلا أجب فيه وهذا في بناء لم يقصد به قربه أو كان فوق الحاجة (ت) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله) أي الجهاد (سبعمائة ضعف) خبر ثان والله يضاعف لمن يشاء زيادة على ذلك (حم) والضياء عن بريدة وإسناده ضعيف • (النميمة والشتيمة) قال العلقمي قال الجوهري الشتم السب والاسم الشتيمة (والحمية) قال في النهاية هي الأنفة والغيرة والمراد أصحاب هذه الصفات (في النار لا يجتمعن في صدر مؤمن) أي في قلب إنسان كامل الإيمان (طب) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (النوم أخو الموت) لانقطاع العمل فيه (ولا يموت أهل الجنة) فلا ينامون قاله صلى الله عليه وسلم لما سئل أينام أهل الجنة (هب) عن جابر ورواه عند الطبراني • (النية الحسنة تدخل صاحبها الجنة) قال المناوي تمامه عند مخرجه والخلق الحسن يدخل صاحب الجنة والجوار الحسن يدخل صاحبه الجنة (فر) عن جابر • (النية الصادقة معلقة بالعرش فإذا صدق العبد نيته) بالنصب مفعول صدق وصدق يرد متعدّ قال الله تعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق (تحرك العرش فيغفر له) يحتمل تحركه حقيقة ويحتمل أنه مجاز عن ملائكته والمراد الصغائر (خط) عن ابن عباس • (باب المناهي) * • (نهى رسول الله صلى الله عليه ولم عن الأغلوطات) جمع أغلوطة وهي ما يغالط به العالم من المسائل المشكلة ليستنزل لما فيه من إيذاء المسئول وإظهار فضل السائل مع عدم نفعها في الدين (حم د) عن معاوية وإسناده حسن • (نهى عن الأخطاء) وهو قطع بيض الحيوان والنهي للتحريم في الآدمي وما لا ينشأ عن خصية طيب لحمه (ابن عساكر عن ابن عمر • (نهى عن الاختصار) وهو وضع اليد على الخاصرة في الصلاة والنهي للتنزيه (حم د ت) عن أبي هريرة • (نهى عن الإقران) قال العلقمي كذا للأكثر وأخرجه أبو داود الطيالسي بلفظ القرآن بغير همز وهو أفصح من الأقران وهو ضم تمرة إلى أخرى والنهي سببه ما كانوا فيه من ضيق العيش وهو حرام إن كان الطعام مشتركًا (إلا أن يستأذن الرجل أخاه) وإلا فهو مكروه (حم ق د) عن ابن عمر • (نهى عن الإقعاء في الصلاة) قال النووي الإقعاء نوعان أحدهما أن يلصق إليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض كإقعاء الكلب وهذا النوع هو المكروه الذي ورد فيه النهي والثاني أن يجعل إليتيه على عقبه بين السجدتين وهذا مستحب وقد نص الشافعي في البويطي على استحبابه (ك هق) عن سمرة • (نهى عن الإقعاء والتورك في الصلاة)

قال العلقمي وهو أن رفع وركيه إذا سجد حتى يفحش في ذلك وقيل هو أن يلصق إليتيه بعقبيه في السجود وقيل هو أن يضع يده على وركيه في الصلاة وهو قائم اهـ ويحتمل أن المراد نهي عن التورك في غير الجلسة الأخيرة (حم هق) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهى عن الأكل والشرب في إناء الذهب والفضة) والنهي للتحريم (ن) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهى عن التبتل) قال في الفتح المراد بالتبتل الانقطاع عن النكاح وما يتبعه من الملاذ إلى العبادة وأما المأمور به في قوله تعالى وتبتل إليه تبتيلًا فقد فسره مجاهد فقال أخلص إليه إخلاصًا (حم ق ن) عن سعد (حم ت ن هـ) عن سمرة • (نهى عن التبقر في المال والأهل) قال المناوي هو التكثر والسعة والبقر الشق والتوسعة (حم) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهى عن التحريش بين البهائم) قال المناوي هو الإغراء وتهييج بعضها على بعض كما يفعل بين الكباش والديوك (دت) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهى عن التختم بالذهب) فيحرم التختم به على الرجال (ت ن) عن عمران بن حصين وإسناده صحيح • (نهى عن الترجل) أي التمشط أي تسريح الشعر فيكره لما فيه بل يسنّ فالنهي عن المواظبة عليه (حم 3) عن عبد الله بن معقل قال ت حسن صحيح • (نهى عن التكلف للضيف) أي أن يتكلف المضيف له ضيافة فوق اللائق بالحال لما فيه من الأضرار بل لا يمسك موجودًا ولا يتكلف مفقودًا وذكر أنه نزل بيونس عليه الصلاة والسلام أضياف فجمع لهم كسرًا أو جز لهم بقلًا وقال كلوا لولا أن الله لعن المتكلفين لتكلفت لكم والتكلف تحمل ما ليس في الوسع وهو مذموم في كل شيء (ك) عن سلمان • (نهى عن الجذاذ بالليل) بفتح الجيم وتكسر صرام النخل وهو قطع ثمرتها (والحصاد بالليل) بالفتح والكسر أي قطع الزرع قال العلقمي وأثمانهن عن ذلك لأجل المساكين حتى يحضروا ذلك فيصرف عليهم منه وقيل لأجل الهوام لئلا تصيب الناس (هق) عن الحسين بن علي وإسناده حسن • (نهى علن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر) لأنه إقرار على معصية (وأن يأكل الرجل) أي الإنسان ولو أنثى (وهو منسطح على بطنه) وفي نسخة على وجهه لأنه مع ما فيه من قبح الهيئة يضر بالمعدة والأمعاء (د هـ ك) عن ابن عمر وإسناده ضعيف • (نهى عن الجمة للحرة) قال في النهاية الجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين (والعقصة اللامة) بالكسر بمعنى العقيصة أي الضفيرة أي نهيت الحرة عن سدل الشعر وإرساله على كتفيها للتشبيه بالرجال وعن العقيصة أي الشعر المعقوص للأمة للتشبه بالحرائر (طب) عن ابن عمرو وإسناده ضعيف • (نهى عن الجلالة) أي التي تأكل الجلة أي الغدرة (أن يركب عليها أو يشرب من ألبانها)

أو يؤكل كل من لحمها بالأولى والنهي للتنزيه وعن أحمد تحريم أكل الزرع والثمار التي سقيت بالنجاسات والجمهور على الطهارة لأن النجاسة تستحيل في باطنها فتطهر بالاستحالة كالدم يستحيل في أعضاء الحيوان لحمًا ويصير لبنًا (دك) عن عمر بن الخطاب • (نهى عن الحبوة) بكسر الحاء وضمها الاسم من الاحتباء وهو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره وقد يكون باليدين (يوم الجمعة والإمام يخطب) قال الخطابي وإنما نهى عنه الإمام يخطب لأنه يجلب النوم ويعرض طهارته للانتقاض (حم د ت ك) عن معاذ بن انس قال ت حسن وقال ك صحيح • (نهى عن الحكرة بالبلد) أي اشتراء القوت وحبسه ليغلو (وعن التلقي) للركبان خارج البلد للشراء منهم (وعن السوم قبل طلوع الشمس) قال في النهاية هو أن تسام سلعته في ذلك الوقت لأنه وقت ذكر الله فلا يشتغل بغيره وقد يجوز أن يكون من رعي الإبل لأنها إذا رعت قبل طلوع الشمس وعلى المرعى ندى أصابها منه الوباء وربما قتلها وذلك معروف عند أرباب المال من العرب (وعن ربح قنى الغنم) بالقاف أي الذي يقتنى للولد والنهي في الأولين للتحريم وفي الآخرين للتنزيه (هب) عن علي • (نهى عن الخذف) بمعجمتين وفاء الرمي بحصاة أو نواة بين سبابتيه أو بين الإبهام والسبابة وعلى ظاهر الوسطى وباطن الإبهام لأنه يفقأ العين ولا يقتل الصيد (حم ق د هـ) عن عبد الله بن مغفل • (نهى عن الدواء الخبيث) السم أو النجس كالخمر ولحم غير المأكول أو أراد الخبيث المذاق (حم د ت هـ ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (نهى) الرجال حالة الاختيار (عن) استعمال (الديباج) وهو الاستبرق (والحرير والاستبرق) وهو ما غلظ من الحرير قال المناوي ذكر الحرير يعد الديباج من ذكر العام بعد الخاص وعطف الاستبرق عليه عطف خاص على عام وخرجت منه حية والحرير ما حل عن الدود بعد موته وقد يطلق الابريسم عليهما وهو معرب والسندس ما رق من الحرير ويحرم المركب من ابريسم وغيره إن زاد الابريسم ويحل عكسه فإن استويا فالأصح الحل (هـ) عن البراء بن عازب • (نهى عن الذبيحة أن تغرس) بفاء ومهملتين والبناء للمفعول وهو بدل مما قبله أي أن تبان رأسها وقال في النهاية وهو كسر رقبتها (قبل أن تموت) قال المناوي والنهي للتنزيه (طب هق) عن انب عباس • (نهى عن الرقي) بفتح القاف جمع رقية بالضم أي ما يرقى به مما لا يفهم معناه (والتمائم) جمع تميمة وهي خرزات تعلق على الطفل لدفع العين (والتولة) بكسر المثناة وزن عنبه ما يحبب المرأة للرجل (ك) عن أبي مسعود • (نهى عن الركوب على جلود النمار) هي السباع المعروفة واحدها نمر بفتح النون وكسر الميم ويجوز إسكان الميم مع فتح النون وكسرها ضرب من السباع والنهي لما فيه من الزينة والخيلاء ويحرم أكله لأنه سبع ضاره (دن) عن معاوية قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهى عن الزور) قال العلقمي

وتتمته كما في النسائي والزور المرأة تلف على رأسها انتهى وقال المناوي قال قتادة ما يكثر به النساء شعورهن (ق) عنه أي عن معاوية • (نهى عن السدل في الصلاة) قال العلقمي قال شيخنا قال الخطاب هو إرسال الثوب حتى يصيب الأرض وذلك من الخيلاء وقال في النهاية هو أن يلتحق بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك وكانت اليهود تفعله فنهوا عنه وهذا مطرد في القميص وغيره من الثياب وقال هو أن يضع وسط الرداء على وسطه ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله من غير أن يجعلهما على كتفيه اهـ وقال أبو عبيد في غريبه السدل إسبال الرجل ثوبه من غير أن يضم جانبيه بين يديه فإن ضمه فليس بسدل وقال الحافظ أبو الفضل العراقي في شرح الترمذي يحتمل أن يراد بالسدل في هذا الحديث سدل الشعر فإنه ربما ستر الجبينين عن السجود اهـ لكن يعارض هذا حديث نهي أن يصلي الرجل ورأسه معقوص ولمكن الجمع بحمل النهي عن السدل على ما يمنع من السجود فالمطلوب جعله فرقتين فرقة عن يمينه وفرقة عن شماله قال العلقمي قلت الأرجح في تفسير السدل القول الثاني من القولين اللذين حكاهما صاحب النهاية وهو الذي اختاره البيهقي والنووي في الفريقين (وأن يغطي الرجل) أي المصلي ولو أنثى (فاه) لأنه من فعل الجاهلية كانوا يتلثمون بالعمائم فيغطون أفواههم فنهوا عن ذلك في الصلاة (حم 4 ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (نهى عن السواك بعود الريحان وقال إنه يحرك عرق الجذام) الخاصية فيه عملها الشارع والنهي للتنزيه (الحارث) بن أبي أسامة (عن ضمرة بن حبيب مرسلًا • (نهى عن السوم قبل طلوع الشمس) وقد مر ذلك في نهي عن الحكرة (وعن ذبح ذوات الدر) أي اللبن (هـ ك) عن علي وإسناده ضعيف جدًا • (نهى عن الشرب قائمًا) فيكره تنزيهًا لكثرة آفاته ومضاره وللشرب قائمًا آفات كثيرة منها أنه لا يحصل الري التام ولا يستقر في المعدة حتى يقسمه الكبد على الأعضاء وانه ينزل بسرعة وحدّة إلى المعدة فيخشى منه أن يبرد حرارتها ويسرع النفوذ إلى أسافل البدن بغير تدريج وكل هذا يضر بالشارب فأما إذا فعله نادر الحاجة فلا وفى رواية عن ابن عباس سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماء زمزم فشرب وهو قائم بالجواب أن فعله عليه الصلاة والسلام إذا كان بيانًا للجواز لا يكون مكروهًا بل البيان واجب عليه صلى الله عليه وسلم قال الحافظ أبو الفضل بن حجر رحمه الله: إذا رمت تشرب فاقعد تفز ... بسنة صفوة أهل الحجاز وقد صححوا شربه قائمًا ... ولكنه لبيان الجواز (والأكل قائمًا) فيكره لأنه أخبث من الشرب قائمًا (الضياء) في المختارة (عن أنس) بإسناد صحيح • (نهى عن الشرب من فيّ السقاء) أي فم القربة لأنه انصباب الماء دفعة في المعدة ضار وقد يكون فيه مالا يراه الشارب فيدخل جوفه فيؤذيه (خ د ت هـ) عن ابن

عباس • (نهى عن الشرب من في السقاء وعن ركوب الجلالة و) عن (أكل المجثمة) كل حيوان يرمى بالسهام ونحوها حتى يموت عن غير تذكية لكنها تكثر في تحوطير وأرنب مما يجثم الأرض أي يلصق بها (حم 3 ك) عنه أي عن ابن عباس • (نهى عن الشرب من ثلمة القدح) بضم المثلثة وسكون اللام وفتح الميم أي موضع الكسر منه وفي معناه الأكل من موضع الكسر وإنما نهى عنه لأنه يتماسك عليها فم الشارب وربما انصب الماء على ثوبه وبدنه وقيل لأن موضعها لا يناله التنضيف التام إذا غسل الإناء (وإن ينفخ في الشراب) قال العلقمي روى مالك في الموطأ أنه نهى عن النفخ في الشراب فقال له رجل يا رسول الله إني لا أروي من نفس واحد فقال صلى الله عليه وسلم فابن القدح عن فيك ثم تنفس قال فإني أرى القذاة فيه قال ارقها وسبب النهي عن النفخ في الشراب ما يخاف أن يبدو من ريقه شيء فيقع فيه فربما شرب بعده غيره فيتأذى به وكما ينهى عن النفخ في الشراب ينهى عن النفخ في الطعام لما روى البزار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الطعام والشراب وفي هذا كراهة النفخ في الطعام ليبرد بل يرفع يده منه ويصبر حتى يسهل أكله (حم د ك) عن أبي سعيد بإسناد حسن • (نهى عن الشرب) ومثله الأكل (في آنية الذهب والفضة) للرجال والنساء نهي تحريم (ونهي عن لبس الذهب والحرير) للرجال نهي تحريم (ونهي عن جلود النمور أن يركب عليها) لما مر (ونهي عن المتعة) أي النكاح المؤقت والنهي للتحريم (ونهى عن تشديد البناء) أي رفعه فوق الحاجة فيكره تنزيهًا (طب) عن معاوية • (نهى عن الشراء والبيع في المسجد وأن ينشد فيه ضالة وأن ينشد فيه شعر) مذموم إلا ما كان في الزهد وذم الدنيا ونحو ذلك (ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة) التحلق بحاء مهملة أي القعود حلقًا حلقًا لأنه يقطع الصفوف مع كونهم مأمورين يوم الجمعة بالتكبير والتراص في الصفوف فيكره فعل جميع المذكورات تنزيهًا (حم 4) عن ابن عمرو قال ت حسن • (نهى عن الشغار) بمعجمتين مكسور الأول أي عن نكاح الشغار وهو أن يزوجه موليته على أن يزوجه موليته ويضع كل صداق الأخرى قال المناوي من شغر الكلب رفع رجله ليبول وشغر البلد عن السلطان خلا والنهي للتحريم ويبطل العقد عند الثلاثة وقال أبو حنيفة يصح بمهر المثل (حم ق 4) عن ابن عمر • (نهى عن الشهرتين دقة الثياب وغلظها ولينها وخشونتها وطولها وقصرها ولكن سداد فيما بين ذلك واقتصاد) وخير الأمور أوساطها قال العلقمي وهو بمعنى حديث نهى عن لبستين المشهورة في حسنه والمشهورة في قبحها قال في النهاية هي بكسر اللام الهيئة والحالة وروى بالضم على المصدر والأول أوجه وتقدم من لبس ثوب شهرة (هب) عن أبي هريرة وزيد بن ثابت • (نهى عن الصرف) قال المناوي أي بيع أحد النقدين بالآخر اهـ ولعل المراد إذا حصل تأخير أحد العوضين في المجلس أو حصل زيادة واتحد الجنس (قبل

موته بشهرين البزار (طب) عن أبي بكر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهى عن الصماء) بالمد أى عن اشتمالها بأن يتخلل بثوبه ولا يمكنه إخراج يديه إلا من أسفله فيخاف ظهور عورته سمي صماء لسداد المنافذ لها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق (وعن الاختباء في ثوب واحد) بأن يقعد على إليتيه وينصب ساقيه ويلف عليهما ثوبًا وذلك خوف انكشاف عورته والنهي فيهما للتنزيه (د) عن جابر بن عبد الله • (نهى عن الصورة) أي عن تصوير حيوان لأنه تشبه بخلق الله فيحرم (ت) عن جابر وإسناده حسن • (نهى عن الصلاة إلى القبور) أي عليها فيكره تنزيهًا وتصح الصلاة إذا لم تنبش أو صلى على طاهر (حب) عن أنس وإسناده صحيح • (نهى عن الصلاة بعد (فع) الصحيح حتى تطلع الشمس) أي وترتفع كرمح (وبعد) فعل (العصر حتى تغرب) الشمس قال العلقمي قال في الفتح قال النووي أجمعت الأمة على كراهة صلاة لا سبب لها في الأوقات المنهي عنها واتفقوا على جواز الموادات فيها واختلفوا في النوافل التي لها سبب كصلاة تحية المسجد وسجود التلاوة والشكر وصلاة العيد والكسوف وصلاة الجنازة وقضاء الفائتة فذهب الشافعي وطائفة إلى جواز ذلك كله بلا كراهة ومذهب أبي حنيفة وآخرين أن ذلك داخل في عموم النهي واحتج الشافعي بأنه صلى الله عليه وسلم قضى سنة الظهر بعد العصر وهو صريح في قضاء السنة الفائتة فالحاضرة أولى والفريضة المقضية أولى ويلحق بذلك ما له سبب قلت وما نقله من الإجماع والاتفاق متعقب فقد حكى غيره عن طائفة من السلف الإباحة مطلقًا وان أحاديث النهي منسوجة وبه قال داود وغيره من أهل الظاهر وبذلك جزم ابن حزم وعن طائفة أخرى المنع مطلقًا في جميع الصلوات وصح عن أبي بكرة وكعب بن عجرة المنع من صلاة الفرض في هذه الأوقات وحكى آخرون الإجماع على جواز صلاة الجماعة في الأوقات المكروهة وهو متعقب وما ادعاه ابن حزم وغيره من النسخ مستند إلى حديث من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فليصل إليها أخرى فإنه يدل على إباحة الصلاة في الأوقات المكروهة اهـ وقال غيرهم ادعاء التخصيص أولى من ادعاء النسخ فيحمل النهي على ما لا سبب له ويخص منه ما له سبب جمعًا بين الأدلة وقال البيضاوي اختلفوا في جواز الصلاة بعد الصبح والعصر وعند الطلوع والغروب وعند الاستواء فذهب داود إلى الجواز مطلقًا وكأنه حمل النهي على التنزيه قلت بل المحكي عنه أنه ادعى النسخ كما تقدم قال وقال الشافعي تجوز الفرائض وما له سبب من النوافل وقال أبو حنيفة يحرم الجميع سوى عصر يومه وتحرم المنذورة أيضًا وقال مالك تحرم النوافل دون الفرائض ووافقه أحمد لكنه استثنى ركعتي الطواف اهـ قال المناوي فلو أحرم بما لا سبب له أو بما له سبب متأخر إثم ولم يتعقد والنهي تعبدي عند قوم ومعقول عند آخرين لتعليله في خبر مسلم بأنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ تسجد لها الكفار فاشعر بأنه لترك مشابهتهم (ق ن) عن عمر بن الخطاب • (نهى عن الصلاة نصف النهار) عند استواء الشمس قال المناوي لأن ذلك اعلى أمكنتها فربما توهم أن

السجود لتعظيم شأنها فيكره تحريمًا (حتى تزول الشمس) أي تأخذ في الميل إلى جهة المغرب (إلا يوم الجمعة) فإنه لا تكره فهي عند الاستواء (الشافعي) في مسنده (عن أبي هريرة) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهى عن الصلاة في الحمام) داخله وملخه (وعن السلام على بادي العورة) أي مكشوفها عبثًا أو الحاجة كقاضي الحاجة فيكره تنزيهًا فيهما (عق) عن أنس بإسناد ضعيف • (نهى عن الصلاة في السراويل) وحدها من غير رداء فيكره تنزيهًا (خط) عن جابر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهى عن الضحك من الضرطة) قال المناوي تمامه عند الطبراني وقال لم يضحك أحدكم مما يفعل (طس) عن جابر قال العلقمي جانبه علامة الحسن (نهى عن الطعام الحار) أي عن أكله (حتى يبرد) قال المناوي أي يصير بين الحرارة والبرودة والنهي للتنزيه فإن تحقق أضراره له حرم (هب) عن عبد الواحد بن معاوية) بن خديج مرسلًا • (نهى عن العب) بفتح المهملة أي الشرب (نفسًا) بفتح الفاء (واحدًا) لأنه يورث وجع الكبد (وقال ذلك شرب الشيطان) نسب إليه لأنه الأمر به الحامل عليه والنهي للتنزيه (هب) عن ابن شهاب مرسلًا وهو الزهري • (نهى) عن (العمرة قبل الحج) قال المناوي لا يعارضه أنه صلى الله عليه وسلم اعتمر قبل حجه لأن النهي لسبب وقد زال بإكمال الدين اهـ قال العلقمي ويحتمل أن يكون النهي عن نسخ الحج إلى العمرة قبل الحج فإنه إنما أمر به بسبب وقد زال ذلك لما اكمل الله الدين اهـ فالمنهي عنه قلب الحج عمرة لا العمرة قبل الحج (د) عن رجل صحابي • (نهى عن الغناء) بالكسر والمدّ رفع الصوت بنحو شعر قال العلقمي فائدة الغناء يثلث فالمد مع الكسر الصوت كما ذكرنا وقد يقصر والغنى بالكسر مع القصر اليسار والغناء بالفتح والمد النفع (والاستماع في الغناء) فالغناء واستماعه مكروه فإن خيف الفتنة حرم (وعن القينة) بالفتح أي الأمة المغنية (والاستماع إلى القينة) وفي نسخة الغيبة بدل القينة (وعن النميمة والاستماع إلى النميمة) أي الإصغاء إليها (طب خط) عن ابن عمر وإسناده ضعيف • (نهى عن الكي) والنهي للتحريم إلا أن تعين طريقًا للدواء (طب) عن سعد الظفري (ت ك) عن عمران بن حصين • (نهى عن المتعة) قال العلقمي قلقت وأوله كما في البخاري أن عليًا رضي الله عنه قال لابن عبا رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة ولحوم الحمر الأهلية زمن خيبر والمتعة تزويج المرأة إلى أجل فإذا انقضى وقعت الفرقة ونكاح المتعة هو المؤقت بمدة معلومة أو مجهولة وسمي بذلك لأن الغرض منه مجرد التمتع دون التوالد وسائر أغراض النكاح وقد كان جائزًا في صدر الإسلام ثم نسخ قال في الفتح وقد وردت عدة أحاديث صحيحة صريحة بالنهي عنها بعد الإذن فيها وأقرب ما فيها عهد بالوفاة والنبوية ما أخرجه أبو داود من طريق الزهري قال كنا عند عمر بن عبد العزيز فتذاكرنا متعة النساء فقال رجل يقال له ربيع بن سبرة أشهد على أبي أنه حدّث أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها في حجة الوداع (حم) عن جابر بن عبد الله (خ) عن علي • (نهى علي المثلة) بضم الميم وسكون المثلثة قطع أطراف الحيوان أو بعضها وهو حي قال العلقمي قال في المصباح ومثلث بالقتيل مثلًا من بأبي قتل وضرب إذا جذعته وظهر آثار فعلك عليه تنكيلًا والتشديد مبالغة (ك) عن عمران بن حصين (طب) عن ابن عمرو عن المغيرة • (نهى عن المجر) قال المناوي لفظ الرواية عن بيع المجر بفتح الميم وسكون الجيم وقال العلقمي قال في المصباح المجر مثل فلس شراء ما في بطن الناقة وبيع الشاة بما في بطنها وقيل هو المحاقلة فيحرم ولا يصح (هق) عن ابن عمر • (نهى عن المحاقلة) بيع الحنطة في سنبلها بالبر صافيًا والنهي عنها لعدم العلم بالمماثلة فإن المقصود من البيع مستور وليس من صلاحه (والمخاضرة) بخاء وضاد معجمتين مفاعلة من الخضرة لأن البيع وقع على شيء أخضر وهو الثمار والحبوب قبل بدو صلاحها وهي بيع زرع لم يشتد حبه أو بقول بغير شرط القطع أو القلع (والملامسة) وهي أن يلمس ثوبًا مطويًا أو في ظلمة فليمسه المستام فيقول له صاحب الثوب بعتكة بكذا بشرط أن يقوم لمسك مقام نظرك ولا خيار لك إذا رايته (والمنابذة) بأن يجعل النبذ بيعًا (والمزاينة) بيع تمر يابس برطب وزبيب بعنب كيلا فيحرم كل ذلك ولا يصح (خ) عن أنس بن مالك • (نهى عن المخابرة) قال في الفتح هي العمل في الأرض ببعض ما يخرج منها والبذر من المالك قال الجمهور لا تجوز المخابرة ولا المزارعة وحملوا الآثار الواردة في ذلك على المساقاة (حم م) عن ثابت بن الضحاك • (نهى عن المزايدة) أي في السلعة بأن يزيد لا لرغبة في الشراء بل ليضر غيره والنهي للتحريم (البزار عن سفيان بن وهب) الخولاني وإسناده حسن • (نهى عن المقدم) بفاء ودال مهملة مشددة مفتوحة الثوب المشبع حمرة بالعصفر كأنه الذي لا يقدر على الزيادة عليه لتناهي حمرته فهو كالممتنع من قبول الصبغ قال المناوي فيكسر لبسه (هـ) عن ابن عمر • (نهى عن المنابذة والملامسة) وقد مر (حم ق د ن هـ) عن أبي سعيد • (نهى عن المواقعة) وفي رواية الوقاع أي الجماع (قبل الملاعبة) وفي رواية المداعبة والنهي للتنزيه (خط) عن جابر عن عبد الله • (نهى عن المياثر

الحمر) جمع ميثرة بكسر الميم مفعلة من الوثارة بمثلثة وهي لبدة الفرس من حرير أحمر تكون وسادة السرج يعني نهى عن ركوب دابة على سرجها وسادة حمراء لأنه زي المتكبرين (والقسي) بفتح القاف وكسر السين مشددة نوع من الثياب فيه خطوط من حرير نسبة إلى قس قرية بمصر فإن كان حريره أكثر فالنهي للتحريم وإلا فللتنزيه (خ ت) عن البراء • (نهى عن الميثرة إلا رجوان) بضم الهمزة والجيم شيء يتخذ كالفرش الصغير ويحشى بنحو قطن يجعله الراكب تحته فوق الرحل أو السرج فإن كانت من حرير فالنهي للتحريم وإلا فللتنزيه (ت) عن عمران بن حصين وحسنه • (نهى عن النجش) بفتح النون وسكون الجيم وشين معجمة الزيادة في الثمن لا لرغبة بل ليخدع غيره لأنه غش وخداع والنهي للتحريم (ق د ن هـ) عن ابن عمر • (نهى عن النذر) قال العلقمي قال البيضاوي عادة الناس تعليق النذر على حصول المنافع ودفع المضار فنهى عنه فإن ذلك فعل البخلاء إذ السخي إذا أراد أن يقرب شيئًا إلى الله تعالى استعجل فيه وأتى به في الحال والبخيل لا تطاوعه نفسه بإخراج شيء من يده إلا في مقابلة شيء (ق دن هـ) عن ابن عمر • (نهى عن النعي) بفتح النون وسكون العين المهملة وتخفيف الياء وفيه أيضًا كسر العين وتشديد الياء قال الجوهري النعي خبر الموت والمراد به هنا النعي المعروف في الجاهلية وقد تقدم إيضاحه في إياكم (حم ت هـ) عن حذيفة وإسناده حسن • (نهي عن النفخ في الطعام) ولو حارًا وفي حديث آخران النفخ على الطعام يذهب البركة (والشراب) لما تقدم (حم) عن ابن عباس وإسناده حسن • (نهي عن النهبي) بضم النون وسكون الهاء ثم بالموحدة مقصورًا أخذ مال المسلم قهرًا جهرًا ومنه أخذ مال الغنيمة قبل القسمة اختطافًا بغير تسوية (والمثلة) قال المناوي وتمثيل المصطفى بالعرنيين كان أول الإسلام ثم نسخ أو مؤول (حم خ) عن عبد الله بن زيد الأنصاري • (نهي عن النفخ في السجود) لأنه ينافي الخشوع في الصلاة وعن النفخ في الشراب بل إن كان حارًا صبر حتى يبرد وإن كان فيه قذاة أزالها بنحو خلال أو أمال القدح لتسقط (م طب) عن زيد بن ثابت قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي عن النهبة) تقدم الكلام على النهبة قريًا (والخليسة) قال العلقمي بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام وسكون التحتية وفتح السين المهملة قال في النهاية وهي ما يستخلص من السبع فتموت قبل أن تزكي من خلست الشيء أو اختلسته إذا سلبته وهي فعيلة بمعنى مفعولة اهـ لكن في كثير من النسخ حذف المثناة (حم) عن زيد بن خالد الجهني وإسناده حسن • (نهى عن النوح) على الميت (والشعر) أي إنشائه والمراد المذموم (والتصاوير) قال المناوي أي التي للحيوان التام (وجلود السباع) أن تفرش فإنه دأب الجبابرة (والتبرج) أي إظهار المرأة زينتها ومحاسنها لأجنبي (والغناء) أي قوله

واستماعه (والذهب) أي التحلي به للرجل (والخز والحرير) أي لبسه للرجال بلا عذر (حم) عن معاوية بإسناد حسن • (نهى عن النوم قبل) صلاة (العشاء) لتعريضها للفوات باستغراق النوم أو تفويت جماعتها (وعن الحديث بعدها) أي بعد صلاتها قال العلقمي أي فيما لا مصلحة فيه في الدين خوف السهر وغلبة النوم بعده فيفوت قيام الليل أو الذكر فيه أو الصبح أو الكسل عن العمل بالنهار في مصالح الدنيا وحقوق الدين أما ما فيه مصلحة في الدين كعلم أو حكايات الصالحين ومؤانسة الضيف والعروس والأمر بالمعروف فلا كراهة فيه (طب) عن ابن عباس • (نهي عن النياحة) وهي رفع الصوت بالندب نحو واجبلا • واكهفاه واحزناه (د) عن أم عطية بإسناد صحيح • (نهي عن الوحدة أن يبيت الرجل) ومثله المرأة (وحده) في دار ليس فيها أحد فيكره (حم) عن ابن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي عن الوسم في الوجه) قال العلقمي قال النووي الوسم بالسين المهملة هذا هو الصحيح المعروف في الروايات وكتب الحديث قال القاضي ضبطناه بالمهملة وبعضهم يقول بالمهملة وبالمعجمة وبعضهم فرق فقال بالمهملة في الوجه وبالمعجمة في سائر الجسد والوسم أثر كية من السمة وهي العلامة قال المناوي فيحرم وسم الآدمي وكذا غيره في وجهه على الأصح (والضرب في الوجه) قال العلقمي قال النووي من كل حيوان محترم فيحرم ولو غير آدمي لأنه مجمع المحاسن ولطيف يظهر فيه أثر الضرب (حم م ت) عن جابر بن عبد الله • (نهي عن الوشم) بمعجمة قال المناوي فيحرم في الوجه بل وجميع البدن لما فيه من النجاسة المجتمعة وتغيير خلق الله (حم م) عن أبي هريرة وإسناده حسن • (نهي عن الوصال) أي تتابع الصوم من غير فطر ليلًا فيحرم علينا لإيراثه الملل والضعف (ق) عن ابن عمرو عن أبي هريرة وعن عائشة • (نهي عن إجابة طعام الفاسقين) أي الإجابة إلى أكله لأن الغالب عدم تجنبهم للحرام والنهي للتنزيه (طب هب) عن عمران بن حصين وإسناده ضعيف • (نهي عن اختناث الأسقية) بسكون الخاء المعجمة وكسر المثناة من فوق ثم نون وبعد الألف ثاء مثلثة مصدر أخنث السقاء أي طول فمه وقلبه ليشرب منه لأنه ينتنها فيكره (حم ق د ب هـ) عن أبي سعيد الخدري • (نهى عن استئجار الأجير حتى يبين له أجره) أي يبينه المستأجر فإذا لم يبين لا تصح الإجارة (حم) عن أبي سعيد وإسناده حسن • (نهى عن أكل الثوم) بضم المثلثة أي النيء فيكره تنزيهًا لمريد حضور المسجد (خ) عن ابن عمر • (نهى عن أكل البصل) أي لمن يريد حضور المسجد كذلك (طب) عن أبي الدرداء وإسناده حسن • (نهى عن أكل البصل والكرّاث والثوم) كذلك (الطيالسي أبو داود عن أبي سعيد) وإسناده صحيح • (نهى عن أكل لحم الهرة) فيحرم عند الشافعي لأن لها نابًا تعدو به وقال مالك يكره (وعن أكل ثمنها) فيحرم بيعها إذا كانت لا ينتفع بها لنحو صيد (ت هـ ك) عن جابر • (نهى عن أكل

الضب) لكونه يعاف لا لحرمته فيحل عند الشافعي (ابن عساكر عن عائشة وعن عبد الرحمن بن شبل) بكسر المعجمة وسكون الموحدة وإسناده حسن • (نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع) يعد وبنابه منها كأسد وذئب ونمر والنهي للتحريم (ق 4) عن أبي ثعلبة الخشني • (نهي عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب) بكسر فسكون ففتح (من الطير) كصقر وعقاب فيحرم (حم م د هـ) عن ابن عباس • (نهي عن أكل لحوم الحمر الأهلية) أي التي تألف البيوت بخلاف الوحشية (ق) عن البراء وعن جابر وعن على وعن ابن عمرو وعن أبي ثعلبة • (نهى) يوم خيبر (عن اكل لحوم الخيل والبغال والحمير) أخذ به كثير من الحنفية والمراد الأهلية (وكل ذي ناب من السباع) أخذ به كثير من الحنفية فحرم أكل الخيل وكرهه مالك وأباحه الشافعي وقال الحديث منسوخ (دع) عن خالد بن الوليد قال العلقمي وظاهر صينع شيخنا أنه حديث حسن فإنه رقم عليه بخطه علامة الحسن وقال الحافظ بن حجر وحديث خالد لا يصح وقال إنه حديث منكر وقال أبو داود أنه منسوخ • (نهى عن أكل الجلالة وألبانها) تقدم الكلام عليه (د ت هـ ك) عن ابن عمر بن الخطاب قال ت حسن غريب • (نهى عن أكل المجشمة) بجيم ومثلثة بصيغة اسم المفعول (وهي التي تصبر بالنبل) أي تربط ويرمي إليها به حتى تموت وإذا ماتت حرم أكلها (ت) عن أبي الدرداء وقال غريب • (نهي عن أكل الطعام الحار حتى يمكن أكله) بأن يبرده قليلًا فيكره أكل شديد الحرارة لأنه لا بركة فيه (هب) عن صهيب الرومي • (نهى عن أكل الرخمة) طائر يأكل الجيف ولا يصيد فيحرم أكله عند الشافعي قال العلقمي وسبب تحريمها خبث غذائها وقال مالك يحل جميع الطير (عد هق) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (نهي عن بيع الثمرة حتى يبدو) بلا همز (صلاحها) بأن يصير على الصفة المطلوبة منه وبيعه قبل ذلك لا يصيح إلا بشرط القطع (وعن بيع النخل حتى تزهو) بفتح أوله من زها النخل يزهو إذا ظهرت ثمرته قال الخطابي كذا روى والصواب في العربية تزهى من أزهى النخل يزهو إذا ظهرت ثمرته قال الخطابي كذا روى والصواب في العربية تزهى من أزهى النخل إذا أحمر أو أصفر وذلك علامة الصلاح فيه وخلاصة من الآفة قال العلقمي والمراد من الاحمرار والاصفرار الحمرة أو الصفرة لكنهم إذا أرادوا اللون من غير تمكين قالوا أحمر وصفر فإذا تمكن قالوا أحمر وأصفر فإذا ازداد في التمكن قالوا إحمار وإصفار لأن الزيادة تدل على التكثير والمبالغة (خ) عن أنس بن مالك ورواه مسلم أيضًا • (نهي عن بيع ضراب الجمل) قال العلقمي معناه عن اجرة ضرابه وهو عسب الفحل المذكور في حديث آخر وقد اختلف العلماء في إجازة الفحل وغيره من الدواب للضراب فقال الشافعي وأبو حنيفة وأبو ثور وآخرون استجاره لذلك باطل وحرام لا يستحق به عوض ولو أكتراه المستأجر لا يلزمه المسمى من الأجرة ولا أجرة مثل ولا شيء من الأموال قالوا لأنه غرر ومجهول وغير مقدور على تسليمه وقال جماعة من الصحابة والتابعين ومالك وآخرون يجوز استئجاره للضراب مدة معلومة

أو لضربات معلومة لأن الحاجة تدعو إليه وهي منفعة مقصودة وحملوا النهي على التنزيه والحث على مكارم الأخلاق كما حملوا عليه ما قرنه به من النهي عن إجارة الأرض (وعن بيع الماء) قال العلقمي في رواية ليباع به الكلأ أما النهي عن منع فضل الماء ليمنع به الكلأ فمعناه أن يكون لإنسان بئر مملوكة له بالفلاة وفيها ماء فاضل عن حاجته ويكون هناك كلأ ليس عنده ماء إلا هذا ولا يمكن أصحاب المواشي رعيه إلا إذا حصل لهم السقي من هذه البئر فيحرم عليه منع هذا الماء للماشية ويجب بذله لها بلا عوض لأنه إذا منع بذله امتنع الناس من رعي الكلأ خوفًا على مواشيهم من العطش ويكون بمنعه الماء مانعًا من رعي الكلأ وأما قوله لا يباع فضل الماء بالفلاة ليباع به الكلأ فمعناه إذا كان فضل الماء كما ذكرنا وهناك كلأ لا يمكن رعيه إلا إذا تمكنوا من سقي الماشية من هذا فيجب عليه بذل هذا الماء للماشية بلا عوض ويحرم عليه بيعه لأنه إذا باعه كأنه باع الكلأ المباح للناس كلهم الذي ليس مملوكًا لهذا البائع وسبب ذلك أن أصحاب الماشية لم يبذلوا الثمن في الماء المجرد إرادة الماء بل ليتوصلوا به إلى رعي الكلأ فمقصودهم تحصيل الكلأ فصار ببيع الماء كأنه باع الكلأ (والأرض لتحرث) قال العلقمي معناه نهى عن إجارتها للزرع وذهب الجمهور إلى صحة إجارتها بالدراهم والثياب وغيرهما يتأولون النهي بتأويلين أحدهما أنه نهى تنزيه ليعتادوا إعارتها وإرفاق بعضهم بعضًا والثاني أنه محمول على أن يكون لمالكها قطعة معينة من الزرع وحمله القائلون بمنع الزراعة على إجارتها بجزء مما يخرج منها (م ن) عن جابر • (نهى عن بيع فضل الماء) قال العلقمي هذه الرواية محمولة على التي فيها ليمنع به الكلأ ويحتمل أنها في غيره ويكون نهي تنزيه (م ن هـ) عن جابر (حم 4) عن أياس بن عبد الله • (نهى عن بيع الذهب بالورق) الفضلة (دينًا) أي غير حاضر بالمجلس فيحترم ولا يصح بيع كل شيئين اشتركا في علة الربا إلا مع الحلول والتغابض فإن اتحد الجنس يشترط التماثل أيضًا (حم ق ن) عن البراء بن عازب (وعن زيد بن أرقم • (نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة) قال العلقمي قال الدميري قال الخطابي وجه النهي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة عندي أن يكون إنما نهي عما يكون فيه نسيئة من الطرفين فيكون من باب بيع الكالئ بالكالئ وقال النووي وإن باع عبد بعبدين أو بعيرًا ببعيرين إلى أجل فمذهب الشافعي والجمهور جوازه وقال أبو حنيفة والكوفيون لا يجوز (حم 4) والضياء عن سمرة بن جندب قال ت حسن صحيح • (نهي عن بيع السلاح في الفتنة) قال العلقمي المراد بالفتنة ما يقع من الحروب بين المسلمين لأن في بيعه إذ ذاك إعانة لمن اشتراه وهذا محله إذا اشتد الحال فأما إذا تحقق الباغي فالبيع للطائفة التي في جانبه الحق لا بأس به وقال ابن بطال إنما كره بيع السلاح في الفتنة لأنه من باب التعاون على الإثم (طب هق) عن عمران بن حصين وإسناده ضعيف • (نهي عن بيع

السنين) أي بيع ما تثمره نخلة سنتين أو ثلاثًا أو أربعًا مثلًا لأنه غرر فلا يصح (حم م د ن هـ) عن جابر بن عبد الله • (نهي عن بيع الثمر حتى يطيب) يفسره رواية نهي عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه (حم ق) عن جابر بن عبد الله • (نهي عن بيع الصبرة من التمر) التي (لا يعلم مكليها) فلو علم صح وكذا لو قال بعتك هذه بهذه كيلًا بكيل أو مكايلة إن خرجتا سواء (بالكيل المسمى من التمر) الباء متعلقة ببيع فهذا هو التمن والصبرة هي المثمن قال العلقمي قال النووي هذا تصريح بتحريمه ببيع التمر بالتمر حتى تعلم المماثلة قال العلماء لأن الجهل بالمماثلة في هذه الباب كحقيقة المفاضلة لقوله صلى الله عليه وسلم إلا سواء بسواء ولم يحصل تحقق المساواة مع الجهل وحكم الحنطة بالحنطة والشعير بالشعير وسائر الربويات إذا بيع بعضها ببعض حكم التمر بالتمر (حم م ن) عن جابر • (نهي عن بيع الكالئ بالكالئ) بالهمز قال العلقمي قال في المصباح أي النسيئة بالنسيئة قال أبو عبيد صورته أن يسلم الرجل الدراهم في طعام إلى أجل فإذا حل الأجل يقول المدين ليس عندي طعام ولكن يعني إياه إلى أجل فهذه نسيئة انقلبت إلى نسيئة فلو قبض الطعام ثم باعه منه أو من غيره لم يكن كالئًا بكالئ (ك هق) عن بن عمر بن الخطاب • (نهي عن بيع حبل الحبلة) قال العلقمي قال النووي هي بفتح الحاء والبا في حبل وفي حبلة قال القاضي رواه بعضهم بإسكان الباء في الأول وهو قوله حبل وهو غلط والصواب الفتح قال أهل اللغة الحبلة هنا جمع حابل كظالم وظلمة وفاجر وفجرة وكاتب وكتبه قال الأخفش يقال حبلت المرأة فهي حابل والجمع نسوة حبلة وقال ابن الأنباري الهاء في الحبلة للمبالغة ووافقه بعضهم واتفق أهل اللغة على أن الحبل مختص بالآدميات ويقال في غيرهن الحمل يقال حملت المرأة ولدًا وحبلت بولد وحملت الشاة بسخلة ولا يقال حبلت قال أبو عبيد لا يقال لشيء من الحيوان حبل إلا ما جاء في هذا الحديث واختلف العلماء في المراد بالنهي عن بيع حبل الحبلة فقال جماعة هو البيع بثمن مؤجل إلى أن تلد الناقة ويلد ولدها وقد ذكر مسلم في هذه الحديث هذا التفسير عن ابن عمر رضي الله عنهما وبه قال مالك والشافعي ومن تابعهم وقال آخرون هو بيع ولد الناقة الحامل في الحال وهذا تفسير أبي عبيد ومعمر بن المثنى وصاحبه أبي عبيد القاسم بن سلام وآخرين من أهل اللغة وبه قال أحمد بن حنبل وإسحاق ابن راهوية وهذا أقرب إلى اللغة لكن الراوي هو ابن عمرو قد فسره بالتفسير الأول وهو أعرف ومذهب الشافعي ومحققي الأصوليين أن تفسير الراوي مقدم إذا لم يخالف الظاهر وهذا البيع باطل على التفسيرين أما الأول فلأنه بيع بثمن إلى أجل مجهول والأجل يأخذ قسطًا من الثمن وأما الثاني فلأنه بيع معدوم ومجهول وغير مملوك للبائع وغير مقدور على تسليمه (حم ق 4) عن ابن عمر بن الخطاب • (نهي عن بيع الثمر) بالمثلثلة (بالتمر) بالمثناة أي بيع الرطب بالتمر زاد في رواية ورخص في بيع العرايا إن تباع بخرصها قال

العلقمي وسواء عند جمهور كان الرطب والعنب على الشجر أو كان مقوطعًا وقال أبو حنيفة إن كان مقطوعًا جاز بيعه بمثله من اليابس (ق د) عن سهل بن أبي خيثمة • (نهي عن بيع الولاء) أي ولاء العتق (وعن هبته) لأنه حق كالنسب فلا يجوز نقل النسب وكذا لا يجوز نقله إلى غير المعتق والنهي للتحريم فيبطلان قال العلقمي وأجاز بعض السلف نفله ولعلهم لم يبلغهم الحديث (حم ق 4) عن ابن عمر • (نهي عن بيع الحصاة) قال العلقمي قال النووي فيه تأويلات أحدها أن يقول بعتك هذه الأثواب ما وقعت عليه الحصاة التي أرميها أو بعتك من هذه الأرض من هنا إلى ما انتهت إليه هذه الحصاة الثاني أن يقول بعتك بالخيار على أنك بالخيار إلى أن أرمي هذه الحصاة والثالث أن يجعل الرمي بالحصاة بيعًا فيقول إذا رميت هذا الثوب بالحصاة فهو بيع منك بكذا (وعن بيع الغرر) أي الخطر وهو ما احتمل أمرين أغلبهما أخوفهما أو ما أنطوت عنا عاقبته قال النووي هذا أصل عظيم من أصول كتاب البيع يدخل فيه ما لا يحصي من المسائل كبيع الآبق والمعدوم والمجهول وما لا يقدر على تسليمه (حم م 4) عن أبي هريرة • (نهي عن بيع النخل) أي ثمره (حتى يزهو) أي ينمو فيحمر أو يصفر (وعن السنبل) أي بيعه (حتى يبيض) أي يشتد حبه (ويأمن العاهة) أي الآفة التي تصيب الزرع فتفسده (م د ت) عن ابن عمر • (نهي عن بيع الثمار حتى تنجوا من العاهة) بأن يظهر صلاحها (طب) عن زيد بن ثابت قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهي عن بيع الثمر بالتمر) الأول بالمثلثة والثاني بالمثناة أي الرطب بالتمر كيلًا (وعن بيع العنب بالزبيب كيلًا وعن بيع الزرع بالحنطة كيلًا (د) عن ابن عمر بن الخطاب قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهي عن بيع المضطر) إلى العقد بنحو إكراه عليه بغير حق فإنه باطل أما بيع المصادر فييصح لكن يكره الشراء منه (وبيع الغرور بيع الثمرة قبل أن تدرك) أي تصلح للأكل (حم د) عن علىّ قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهي عن بيع العربان) بضم المهلمة بضبط المؤلف ويقال العربون بإن يدفع للبائع شيئًا فإن رضى المبيع فمن الثمن فمن الثمن وإلا فهبة فيبطل عند الأكثر قال العلقمي وأجازه أحمد وروى عن ابن عمر أجازته (حم د هـ) عن ابن عمرو قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهي عن بيع الشاة باللحم) قال العلقمي فيه أنه لا يباع الحيوان ولو سمكًا أو جراد بلحم ولو من سمك أو جراد فيستوي فيه الجنس كغنم بلحم غنم وغيره كبقر بلحم غنم وسواء كان الحيوان مأكولًا كما مثلنا أو غير مأكول كحمار وعبد كما يعطيه حديث الباب وصحح البيهقي إسناده ويؤخذ منه إنه لا يباع الحيوان بشحم وكبد ونحوهما كآلية وطحال وقلب ورئة لأن ذلك في معنى ما ورد ولا بجلد لم يدبغ وكان مما يؤكل غالبًا كجلد شميط ودجاج بخلاف ما إذا دبغ أو لم يؤكل غالبًا وكاللحم في ذلك سائر أجزاء الحيوان المأكولة كما تقدم أما بيع بيض الدجاج ونحوه أو اللبن بالحيوان فجائز على الأصلح (ك هق) عن سمرة بن

جندب • (نهي عن بيع اللحم بالحيوان) فيحرم ولا يصح (مالك والشافعي (ك) عن سعيد ابن المسيب مرسلًا البزار عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (نهي عن بيع المضامين) قال في النهاية المضامين ما في إصلاب الفحول وهي جمع مضمون (والملاقيح) جمع ملقوح وهو ما في بطن للناقة (وحبل الحبلة) والنهي للتحريم فيحرم ذلك ولا يصح (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (نهي عن بيع الثمار حتى يبدو) أي يظهر (صلاحها) ويكفي صلاح بعض ثمر البستان إن اتحد الجنس والعقد (وتأمن من العاهة) هي الآفة تصيب الزرع والثمر فتفسده (حم) عن عائشة وإسناده حسن • (نهي عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان) قال العلقمي وفي حديث جابر عند ابن ماجه صاع البائع وصاع المشتري قال الدميري وهذا النهي عن بيع المبيع قبل أن يقبضه البائع واختلف العلماء في ذلك فقال الشافعي لا يصح بيع المبيع قبل قبضه سواء كان طعامًا أو عقارًا أو منعولًا أو نقدًا أو غيره وقال عثمان البتي يجوز في كل بيع وقال أبو حنيفة لا يجوز في شيء إلا الطعام وقال مالك لا يجوز في الطعام ويجوز فيما سواه ووافقه كثيرون وقال آخرون لا يجوز في الطعام ويجوز فيما سواه فأما مذهب عثمان البتي فحكاه المازري والقاضي ولم يحكه الأكثرون بل نقلوا الإجماع على بطلان بيع الطعام قبل قبضه قالوا وإنما الخلاف فيما سواه فهو شاذ متروك (فيكون لصاحبه الزيادة وعليه النقصان) مذهب الشافعي إن زوائد المبيع قبل قبضه للمشتري وهي أمانة عند البائع (البزار عن أبي هريرة • (نهي عن بيع المحفلات) جمع محفلة قال العلقمي قال في النهاية المحفلة الشاة أو البقرة أو الناقة لا يحلبها صاحبها أيامًا حتى يجتمع لبنها في ضرتها فإذا رأها المشتري حسبها عزيرة اللبن فزاد في ثمنها ثم يظهر له بعد ذلك نقص لبنها عن أيام تحفيلها سميت محفلة لأن اللبن حفل في ضرعها أي جمع والنهي للتحريم للتدليس والغرر ومذهبنا صحة البيع وثبوت الخيار على الفوز إذا علم بها ولو بعد مدة (البزار عن أنس) ابن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهي عن بيعتين في بيعة) قال العلقمي وصور الشافعية بيعتين في بيعة بأن يبيعه العبد مثلًا على أن يشتري منه أيضًا الثوب مثلًا أو على أن يبيعه الآخر الثوب أو أن يبيعه العبد بالألف نقدًا أو بألفين نسيئة ليأخذ بأيهما شاء هو أو البائع والبطلان في ذلك للشرط الفاسد في الأولين وللجهل بالعوض في الثالث (ت ن) عن أبي هريرة قال ت حسن صحيح • (نهي عن تلقي البيوع) وهو أن يتلقى السلعة الواردة لمحل بيعها قبل وصولها له والنهي للتحريم لكنه يصح مع ثبوت الخيار (ت هـ) عن ابن مسعود • (نهي عن تلقي الجلب) قال العلقمي قال في المصباح جلب الشيء جلبًا من باب ضرب وقتل والجلب بفتحتين فعل بمعنى مفعول وهو ما يجلبه جلب الشيء جلبًا من باب ضرب وقتل والجلب بفتحتين فعل بمعنى مفعول وهو ما يجلبه من بلد إلى بلد وهو المعبر عنه بتلقي الركبان فيحرم أن يشتري أو يبيع لهم قبل دخولهم البلد وهو مذهب الشافعي ومالك والجمهور وقال أبو حنيفة والأوزاعي بجوازه إذا لم يضر

بالناس (هـ) عن ابن عمر بإسناد حسن • (نهي عن ثمن الكلب) نهي تحريم (وعن ثمن السنور (حم 4 ك) عن جابر • (نهي عن ثمن الكلب) لنجاسته والنهي عن اتخاذه (إلا الكلب المعلم) فإنه يجوز بيعه عند الحنفية للضرورة ومنعه الشافعي (حم ن) عن جابر ورجاله ثقات • (نهي عن ثمن الكلب إلا كلب الصيد) فإنه يحل أخذ ثمنه عند الحنفية ومنعه الشافعي (ت) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (نهي عن ثمن الكلب وثمن الخنزير وثمن الخمر وعن مهر البغي) أي ما تأخذه على زناها سماه مهرًا مجازًا (وعن عسب الفحل) قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وهو ضرابه أي طروقه ويقال ماؤه وعليهما فيقدر مضاف ليصح النهي أي عن بدل عسب الفحل من أجرة ضرابه أو عن مائه أي بذل ذلك وأخذه (طس) عن ابن عمرو بن العاص • (نهي عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن) أي ما يأخذه عن كهانته شبه بالشيء الحلو من حيث أنه يأخذ بلا مشقة (ق 4) عن أبي مسعود البدري • (نهي عن جلد الحد في المساجد) وفي نسخة المسجد فيكره تنزيهًا وقيل تحريمًا احترامًا للمسجد قال العلقمي والنهي فيه خشية التلويث بما قد يخرج منه من دم أو حدث وكالا يجد في المسجد لا يعزر فيه أيضًا (هـ) عن ابن عمرو بن العاص • (نهي عن جلود السباع أن تفرش) للسرف أو للخيلاء أو لأنه شأن الجبابرة (ك هـ) عن والد أبي المليح بفتح فكسر وآخره مهملة عامر بن أسامة • (نهي عن حلق القفا) لأنه نوع من القزع وهو مكروه تنزيهًا (إلا عند الحجامة) فلا يكره لضرورة توقف الحجم عليه أو كماله (طب) عن عمر • (نهي عن خاتم الذهب) أي لبسه في حق الرجال (م) عن أبي هريرة • (نهى خاتم الذهب وعن خاتم الحديد) قال العلقمي قيل إ نما كره ذلك لأنه حلية أهل الناري أي زي الكفار وهم اهل النار والنهي عن الذهب للتحريم وعن الحديد للتنزيه (هب) عن ابن عمرو بن العاص • (نهى عن خصاء الخيل والبهائم) عطف عام على خاص (حم) عن ابن عمر • (نهى عن ذبائح الجن) قال في النهي ك انوا إذا اشتروا دارًا أو استخرجوا عينًا أو بنوا بنيانًا ذبحوا ذبيحة مخافة أن يصيبهم الجن فأضيفت الذبائح إليهم لذلك (هق) عن أبي شهاب الزهري مرسلًا • (نهي عن ذبيحة المجوسي وصيد كلبه وطائره) أي نهي تحريم وهذا يدل لما قاله فقهاؤنا وتحرم ذبائح سائر الكفار ممن لا كتاب له كالمجوسي والوثني والمرتد وصيدهم المفهوم من قوله تعالى وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم فمفهومه أن من لم يكن له كتاب لا تحل ذبيحته (قط) عن جابر • (نهى عن ذبيحة نصارى العرب) قال المناوي ممن دخل في ذلك الدين بعد نسخة وتحريفه ولم ولم يجتنب المبدل هذا مذهب الشافعي وجوزه الحنفية (حل) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (نهى عن ركوب النمور) أي الركوب على ظهرها كالخيل أو على جلودها

لما مر (هـ) عن أبي ريحانة • (نهي عن سبب الأموات) أي المسلمين والنهي للتحريم (ك) عن زيد بن أرقم • (نهي عن سلف وبيع) كبعتك ذا بألف على أن تقرضني ألفًا (وشرطين في بيع) كبعتكه نقدًا بدينار ونسيئة بدينارين (وبيع ما ليس عندك) يريد العين لا الصفة (وربح ما لم يضمن) بأن يبيعه ما اشتراه ولم يقبضه (طب) عن حكيم بن حزام) بفتح المهملة والزاي وإسناده حسن • (نهي عن شريطة الشيطان) قال العلقمي قال في النهاية هي الذبيحة التي لا تقطع أوداجها ويستقصى ذبحها وهو من شرط الحجام وكان أهل الجاهلية يقطعون بعض حلقها ويتركونها حتى تموت وإنما أضافها للشيطان لأنه هو الذي حملهم على ذلك وحسن الفعل لهم وسوله (د) عن ابن عباس وأبي هريرة • (نهي عن صبر الروح) سيأتي معناه في النهي عن قتل الصبر (وخصاء البهائم) التي لا ينشأ عن خصيها أطيب لحمها (هق) عن ابن عباس • (نهي عن صوم ستة أيام من السنة ثلاثة أيام التشريق ويوم الفطر ويوم الأضحى ويوم الجمعة مختصة من الأيام) أي حال كون يوم الجمعة منفردًا عن غيره والنهي في الجمعة للتنزيه وفيما قبله للتحريم (الطيالسي عن أنس) وإسناده ضعيف • (نهي عن صوم يوم عرفة بعرفة) قال المناوي لأنه يوم عيد لأهل عرفة فيكره صومه له لذلك وليقوى على الاجتهاد في العبادة (حم د هـ ك) عن أبي هريرة • (نهي عن صوم يوم الفطرو) يوم (النحر) فيحرم صومهما ولا ينعقد (ق) عن عمر بن الخطاب وعن أبي سعيد الخدري • (نهي عن صيام يوم قبل رمضان) ليتقوى بالفطر له فيدخله بقوة ونشاط (والأضحى والفطر وأيام التشريق) ولا يصح صومها وبه قال الشافعي وأبو حنيفة وقال مالك والأوزاعي وإسحاق والشافعي في أحد قوليه يجوز صيامها للتمتع إذا لم يجد الهدي ولا يجوز لغيره (هق) عن أبي هريرة • (نهي عن صيام رجب كله) قال المناوي أخذ به الحنابلة فقالوا يكره إفراده بالصوم وهو من تفردهم (هـ طب هب) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (نهي عن صيام يوم الجمعة) قال العلقمي ذهب الجمهور إلى أن النهي فيه للتنزيه وعن مالك وأبي حنيفة لا يكره واختلف في سبب النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم قال شيخنا فقيل لأنه عيد والعيد لا يصام وقيل لئلا يضعف عن العبادة التي تقع فيه من الصلاة والدعاء والذكر وقيل خشية المبالغة في تعظيمه لئلا يفتتن به كما افتتن اليهود بالسبت وقيل خوف اعتقاد وجوبه وأفواهًا عندي الثالث وقوي ابن حجر الأول لحديث الحاكم يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده زاد بن حجر وروي ابن أبي شيبة بإسناد حسن عن على قال من كان منكم متطوعًا من الشهر فليصم يوم الخميس ولا يصم يوم الجمعة فإنه يوم طعام وشراب اهـ فإن ضم إليه غيره لم يكره قال المنوي لأن فضيلة المضموم جابرة لما فإنه بسبب الضعف (حم هـ ق) عن جابر • (نهي عن صيام يوم السبت) وفي رواية لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم رواه الترمذي

وحسنه والحاكم وصححه على شرط الشيخين ولأن اليهود تعظم يوم السبت والنصارى يوم الأحد والمراد إفراده بالصوم والنهي فيه للتنزيه (ن) والضياء عن بشع المازني • (نهي عن ضرب الدف) قال المناوي لغير حادث سرور كنكاح وقال العلقمي هو حديث ضعيف ويكفي في رده قوله عليه الصلاة والسلام فصل ما بين الحلال والحرام الضرب بالدف وحديث أنه صلى الله عليه وسلم لما رجع إلى المدينة من بعض مغازيه جاءته جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني نذرت أن ردك الله سالمًا أن اضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال لها إن كنت نذرت فأوفى بنذرك رواهما ابن حبان وغيره وصححوه (ولعب الصنج) العربي بفتح المهملة وسكون النون فجيم ما يتخذ من صفر ويضرب أحدهما بالآخر والعجمي وهو ذو الأوتار والبراع وهو الشبابة وكلاهما حرام وقال الشافعية كل المزامير حرام إلا النفير (خط) عن على وإسناده ضعيف • (نهي عن طعام المتباريين أن يؤكل) قال العلقمي قال شيخنا قال البيهقي يعني المتباهيين بالضيافة فخرًا ورياء وقال الخطابي هما المتعارضان يفعل كل واحد منهما مثل فعل صاحبه ليرى أيهما يغلب صاحبه وإنما كره ذلك لما فيه من الرياء والمباهات (دك) عن ابن عباس • (نهي عن عسب الفحل) تقدم معناه (حم خ ن) عن ابن عمر • (نهي عن عسب الفحل وقفير الطحان) كان يقول استأجرتك لطحن هذه الحنطة بقفير مثلًا من دقيق والقفير مكيال معروف وسواء كان ذلك مع غيره أم لا (ع قط) عن أبي سعيد الخدري قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي عن عشر) بالتنوين (الوشر) بمعجمة وراء وهو معالجة الأسنان بما يحددها ويرقق أطرافها فيحرم لما فيه من تغيير خلق الله (والرشم) أي النقش وهو غرز الإبرة بجلده ثم يذر عليه بما يخضره أو يسوده (والنتف) للشيب فيكره أو للشعر عند المصيبة فيحرم (ومكامعة الرجل الرجل) بالعين المهملة أي مضاجعته له (بغير شعار) أي حاجز بينهما فيحرم (ومكامعة الرجل المرأة) أي مضاجعتها (بغير شعار) كذلك أما فعل ذلك بالحليلة فجائز (وأن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريرًا مثل الأعاجم) أي أن يلبس الرجل ثوم حرير تحت ثيابه كلها ليلى نعومته البدن وهذا التعبير لأجل قوله مثل الأعاجم وإلا فالحرير حرام على الرجال مطلقًاإلا لضرورة (وإن يجعل الرجل على منكبيه حريرًا مثل الأعاجم) بنصب مثل (وعن النهبي) بالضم والقصر بمعنى النهب (وركوب النمور) قال العلقمي أي جلودها وهي السباع المعروفة (ولبس الخاتم إلا لذي سلطان) لحاجته إلى الختم به وفي معناه من يحتاج للختم به وقد دات أحاديث صحيحة على حل لبسه لكل أحد قال العلقمي قال الحافظ بن حجر في أسانيده رجل متهم فلم يصح وقال المناوي والشيخ حديث حسن فالجواب أن الأحاديث الدالة على الجواز أصح (حم دن) عن أبي ريحانة واسمه سمعون بسين معجمة

وعين مهملة • (نهي عن فتح التمرة) ليفتش ما فيها من السوس (وقشر الرطبة) بفتح القاف أن تزال قشرتها لتؤكل (عبدان وأبو موسى) المديني كلاهما في الصحابة (عن إسحاق) • (نهي عن قتل النساء والصبيان) قال العلقمي قال النووي أجمع العلماء على العمل بهذا الحديث وتحريم قتل النساء والصبيان إذا لم يقاتلوا فإن قاتلوا قال جماهير العلماء يقتلون وأما شيوخ الكفار فإن كان فيهم رأي قتلوا أو ينفوا وفي الرهبان خلاف وقال مالك وأبو حنيفة لا يقتلون والأصح من مذهب الشافعي قتلهم وسببه كما في مسلم عن ابن عمر قال وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي فنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان (ق) عن ابن عمر • (نهي عن قتل الصبر) وهو أن يمسك الحي ثم يرمي بشيء حتى يموت وكل من قتل في غر معركة وغير حرب ولا خطأ فإنه مقتول صبرًا (د) عن أبي أيوب قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهي عن قتل أربع من الدواب النملة) بالجر والرفع وكذا ما عطف عليه قال العلقمي قال الخطابي إنما أراد من النمل نوعًا خاصًا وهو الكبار ذوات الأرجل الطوال لأنها قليلة الأذى والضرر وكذا قاله البغوي وأما الصغير المسمى بالذر فقد صرح بعض أصحابنا بجواز قتله وكره مالك قتل النمل إلا أن يضر ولا يقدر على دفعه إلا بالقتل وقال النووي لا يجوز الإحراق بالنار للحيوان ولا قتل النمل (والنحلة) لما فيها من المنافع الكثيرة فيخرج من لعابها العسل والشمع فأحدهما ضياء والآخر شفاء (والهدهد) النهي عن قتله لتحريم أكل لحمه ولا منفعة في قتله كل ما نهي عن قتله من الحيوانات ولم يكن ذلك لحرمته ولا لضرر فيه كان النهي لتحريم أكله كما في الصرد (والصرد) قال العلقمي بضم الصاد المهملة وفتح الراء طائر فوق العصفور ضخم الرأس والمنقار نصفه أبيض ونصفه أسود وقيل يؤكل لأن الشافعي أوجب فيه الجزاء على المحرم إذا قتله وبه قال مالك وقال أبو بكر بن العربي نهي عن قتله لأن العرب كانت تتشاءم به وبصوته قال المناوي والأصح عند الشافعية حرمته (حم د هـ) عن ابن عباس وإسناده حسن • (نهي عن قتل الضفدع) قال المناوي بكسر الضاد والدال وفتحها غير جيد (للدواء) أي لا لحرمتها بل لذاتها ونفرة الطبع عنها قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن عبد الرحمن بن عثمان التميمي أن طبيبًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها لأنها تسيح وقد روى البيهقي من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص موقوفًا لا تقتلوا الضفادع فإن نعيقها تسبيح ولا تقتلوا الخفاش فإنه لم خرب بيت المقدس قال يارب سلطني على البحر حتى أغرقهم (حم دن ك) عن عبد الرحمن بن عثمان التميمي وإسناده قوي • (نهي عن قتل الصرد) قال المناوي طائر فوق العصفور ابقع ضخم الرأس (والضفدع والنملة والهدهد (هـ) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (نهي عن قتل الخطاطيف) قال العلقمي الخطاف بضم الخاء وتشديد الطاء

يسمى زوار الهند ويعرف الآن بعصفور الجنة لأنه زهد ما في أيدي الناس من الأقوات فيحرم أكله للنهي عن قتله (هق) عن عبد الرحمن بن معاوية المرادي مرسلًا وإسناده ضعيف • (نهي عن قتل كل ذي روح إلا أن يؤذي) كالفواسق الخمس (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (نهي عن قسمة الضرار) بكسر المعجمة قال الشيخ أي القسمة التي يحصل بها الضرر كقسمة حمام صغير ونحوه مما يتعطل نفعه بالقسمة (هق) عن نصير مولى معاوية مرسلًا • (نهي عن كسب الإماء) قال المناوي أي أجر البغايا كانوا في الجاهلية يأمرونهن بالرنى ويأخذون أجرهن (نخ د) عن أبي هريرة • (نهى عن كسب الإماء حتى يعلم من أين هو) قال المناوي وفي رواي حتى يعرف وجهه لأنهن إذا كان عليهن ضرائب لم يؤمن أن يكون فيهن فجور والنهي للتنزيه خوفًا من الوقوع في الحرام (د ك) عن رافع بن خديج • (نهي عن كسب الحجام) تنزيهًا لا تحريمًا لأنه صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجرته قال العلقمي والله أعلم لأنه عمل على ثواب غير معلوم قبل العمل فأشبه الإجارة المجهولة من ناحية لما عسى أن لا يطيب بعده نفس أحدهما بالعوض ومن هاهنا كان جماعة من العلماء الصالحين يرضون الحجامين بأكثر من المتعارف عندهم (هـ) عن أبي مسعود • (نهي عن كل مسكر ومفتر) بالفاء والمثناة الفوقية ومن جعله بالقاف والمثناة التحتية فقد صحف أي كل شراب يورث الفتور أي ضعف الجغون والخد في الأطراف كالحشيش المعروف قال العلقمي وحكى أن رجلًا من العجم قدم القاهرة وطلب دليلًا على تحريم الحشيشة فعقد لذلك مجلس حضره علماء العصر فاستدل الحافظ زين الدين العراقي بهذا الحديث فأعجب الحاضرين (حم د) عن أم سلمة بإسناد صحيح • (نهي عن لبستين) قال العلقمي قال في النهاية هي بكسر اللام الهيئة والحالة وروي بالضم على المصدر والأول أوجه (المشهورة في حسنها والمشهورة في قبحها) ما لم يقصد بذلك هضم نفسه (طب) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (نهى عن لبن الجلالة) قال العلقي والنهي للتنزيه عند الشافعي (د ك) عن ابن عباس • (نهي عن لقطة الحاج) أي عن أخذ لقطته في الحرم فلقتطه يحرم أخذها للتملك قال العلقمي وأما التقاطها للحفظ فقط فلا يمنع منه وقد أوضح هذا صلى الله عليه وسلم في قوله في الحديث الآخر ولا تحل لقطتها أي مكة إلا لمنشد والمنشد هو المعرف ومعنى الحديث لا تحل لقطتها لمن يريد أن يعرفها سنة ثم يتملكا وبهذا قال الشافعي وعبد الرحمن بن مهدي وأبو عبيد وغيرهم وقال مالك يجوز تملكها بعد تعريفها سنة كما في سائر البلاد وبه قال بعض أصحابه الشافعي ويتأولون الحديث تأويلات ضعيفة (حم م د) عن عبد الرحمن بن عثمان التميمي • (نهي عن محاش النساء) بحاء مهملة وشين معجمة ويقال بمهملة أي عن إتيانهن في أدبارهن والنهي للتحريم (طس) عن جابر ورجاله ثقات • (نهي عن نتف الشيب) قال المناوي

من نحو لحية أو رأس وقيل يحرم لأنه نور ووقار (ت ن هـ) عن ابن عمرو وحسنه الترمذي • (نهي عن نقرة الغراب) أي تخفيف السجود بقدر وضع الغراب منقاره للأكل (وافتراش السبع) ببسط ذراعيه في سجوده ولا يرفعهما عن الأرض (وإن يوطن الرجل المكان في المسجد) أي يألف محلًا فيه يلازم الصلاة فيه لا يصلي في غيره (كما يوطن البعير) أي كالبعير لا يلوي من عطنه إلا لمبرك (حم د ن هـ ك) عن عبد الرحمن ابن شبل • (نهي أن يتباهى الناس في المساجد) قال المناوي أي يتفاخروا بها بأن يقول رجل مسجدي أحسن فيقول آخر بل مسجدي والمراد المباهاة في إنشائها وعمارتها وزخرفتها (حب) عن أنس بن مالك • (نهي أن يشرب الرجل) أي الإنسان (قائمًا) فيكره تنزيهًا وشرب المصطفى قائمًا كان لبيان الجواز (م د ت) عن أنس بن مالك • (نهي أن يتزعفر الرجل) أي يصبغ ثوبه بزعفران أو يتلطخ به لأنه شأن النساء فيحرم قال العلقمي قال ابن رسلان قال البيهقي في معرفة السنن نهى الشافعي الرجل عن المزعفر وأباح له المعصفر قال الشافعي وإنما رخصت في المعصفر لأني لم أجد أحدًا يحكي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه إلا على ما قال علي رضى الله عنه نهاني ولا أقول نهاكم قال البيهقي وقد جاءت أحاديث تدل على النهي على العموم وقال شيخنا وقول الشافعي يحرم على الرجل المزعفر دون المعصفر قال البيهقي فيه أن الصواب تحريم المعصفر أيضًا عليه للأخبار الصحيحة التي لو بلغت الشافعي لقال بها وقد أوصانا بالعمل بالحديث الصحيح (ق 4) عن أنس بن مالك • (نهي أن تصبر البهائم) أي أن تمسك ثم يرمى إليها حتى تموت فيحرم (ق د ن هـ) عن أنس • (نهي أن يمشي الرجل بين البعيرين يقودهما) قال الشيخ النهي فيه لعدم أمن الأذى فيكره تنزيهًا (ك) عن أنس بإسناد صحيح • (نهي أن يصلي على الجنائز بين القبور) فإنها صلاة شرعية والصلاة في المقبرة مكروهة تنزيهًا (طس) عن أن وإسناده حسن • (نهي أن ينتعل الرجل) يعني الإنسان (وهو قائم) قال العلقمي وفي رواية نهي أن ينتعل الرجل قائمًا قال ابن رسلان الظاهر أن هذا أمر إرشاد لأن لبسها قاعدًا أسهل له وأمكن وربما كان القيام سببًا لانقلابه وسقوطه فأمر بالقعود له والاستعانة باليد فيه ليأمن من عائلته ويحتمل أن يختص هذا النهي بما في لبسه قائمًا تعب كالتاسومة التي يحتاج لابسها إلى وضع سيرها في إصبع الرجل والوطاء الذي له ساق كالخف وما في معناه وأما لبس القبقاب والسرموجة والوطاء الذي ليس له ساق فلا يدخل في هذا النهي لسهولة لبسه وسرعته بلا تعب والأخذ بعموم الحديث على ظاهره أحوط لإطلاق الحديث (ت) والضياء عن أنس • (نهي أن يبال في الماء الراكد) أي الساكن ولو كثير أما لم يستجر الكثير والنهي للتنزيه وفي القليل أشد لتنجيسه بل قيل يحرم (م ن هـ) عن جابر • (نهي أن يبال في الماء الجاري) النهي للتنزيه فيكره في القليل منه

دون الكثير (طس) عن جابر وإسناده جيد • (نهي أن يسمى كلب أو كليب) الظاهر أنه منصوب ورسمه بلا ألف على طيقة المتقدمين المحدثين كما تقدم (طب) عن بريدة وإسناده ضعيف • (نهي أن يصلي الرجل في لحاف) بكسر اللام هو كل ثوب يتغطى به والجمع لحف مثل كتاب وكتب (لا يتوش حبه) قال العلقمي قال ابن رسلان حكي ابن عبد البر عن الأخفش أن التوشح هو أن يأخذ طرف الثوب الأيسر من تحت يده اليسرى فيلقيه على منكبه الأيمن ويلقى طرف الثوب الأيمن من تحت يده اليمنى على منكبه الأيسر قال وهذا التوشح الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في الثوب الواحد متوشحًا به (ونهي أن يصلي الرجل في سراويل وليس عليه رداء) لأن السراويل بمفرده يصف الأعضاء ولا يتجافى عن الجسد ولهذا قال أصحابنا إن لم يكن له قميص وأراد الاقتصار على الثوب فالرداء أولى لأنه يمكنه أن يستر به العورة ويبقى منه ما يطرحه على الكتف فإن لم يكن فالإزار أولى من السراويل لأن الإزار لا يتجافى عنه ولا يصف الأعضاء (دك) عن بريدة وإسناده ضعيف • (نهي أن يقعد الرجل) يعني الإنسان (بين الظل والشمس) لأنه ظلم للبدن حيث فاضل بين أبعاضه فيكره (ك) عن أبي هريرة (د) عن بريدة وإسناده صحيح • (نهي أن يتعاطى السيف مسلولًا) فيكره تنزيهًا مناولته كذلك لأنه قد يخطى في تناوله فيجرح شيئًا من بدنه أو يسقط على أحد فيؤذ به (حم ت د ك) عن جابر وإسناده صحيح • (نهي أن يستنجى ببعرة أو عظم) وفي رواية لمسلم أن يستنجى برجيع أو عظم نبه بالبعرة على جنس النجس وبالعظم على كل مطعوم فأفاد منع الاستنجاء بكل نجس ومطعوم خلافًا لأبي حنيفة (حم م د) عن جابر • (نهي أن يقعد على القبر) أي يجلس عليه فيكره لأنه استهانة بالميت وأما الجلوس في خبر مسلم لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر ففسره في رواية أبي هريرة بالجلوس للبول أو الغائط (وأن يقصص) بقاف وصاد مهملتين أي يجصص كما في رواية فيكره لأنه نوع زينة فلا يليق بمن صار إلى البلاء (أو يبنى عليه) كذلك بل يحرم في مسئلة (حم م ن د) عن جابر • (نهي أن يطرق الرجل أهله) بضم الراء من الطروق وهو المجيء (ليلًا) فقوله ليلًا تأكيد فيكره لأنه قد يهجم بها على قبيح فيكون سببًا لبغضها وطلاقها (ق) عن جابر • (نهي أن يقتل شيء من الدواب صبرًا) كما مرّ (حم م هـ) عن جابر • (نهي أن يكتب على القبر شيء) قال المناوي فتكره الكتابة عليه ولو اسم صاحبه في لوح أو غيره عند الثلاثة وقال أبو حنيفة لا تكره اهـ وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرح البهجة وفي كراهة كتابة اسم الميت نظر بل قال الزركشي لا وجه لكراهة كتابة اسم الميت وتاريخ وفاته (هـ ك) هن جابر بإسناد صحيح • (نهي أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو مستلقي على ظهره) تحريمًا إن لم يأمن كشف عورته وإلا فتنزيهًا وفعله لذلك لبيان الجواز (حم) عن أبي سعيد قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي أن يدخل

الماء) لنحو غسل (إلا بمثزر) أي بشيء يستر عورته فتندب المحافظة على الستر (ك) عن جابر بإسناد صحيح • (نهي أن يمس الرجل ذكره بيمينه) فيكره تنزيهًا لا تحريمًا وفيه شمول لحاجة البول وغيرها (وأن يمشي في نعل واحدة) أو خف واحدة فيكره كذلك (وإن يشتمل الصماء وأن يحتبي بثوب ليس على فرجه منه شيء) فيكره لأنه إذا احتبي كذلك ربما تبدو وعورته (ن) عن جابر بن عبد الله قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (نهي أن يقوم الإمام فوق شيء) أي عال كدكة (والناس) أي المأمون (خلفه) أسفل منه فيكره ارتفاع الإمام على المقتدين بلا حاجة (ت ك) عن حذيفة وإسناده حسن • (نهي أن يقام الرجل من مقعده) بفتح الميم محل قعوده (ويجلس فيه آخر) فمن سبق إلى مباح من نحو مسجد يوم جمعة أو غيره لصلاة أو غيرها يحرم إقامته منه (خ) عن ابن عمر بن الخطاب • (نهي أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو) أي الكفار قال العلقمي زاد ابن ماجه مخافة أن يناله العدو وفي مسلم فإني لا آمن أن يناله العدو والمراد بالقرآن المصحف لا القرآن نفسه والمراد بالمصحف ما كتب فيه القرآن كله أو بعضه متميزًا لا في ضمن كلام آخر فلا ينافيه ما كتبه صلى الله عليه وسلم في كتابه إلى هرقل من قوله يا أهل الكتاب الآية وفي مسند إسحاق بن راهوية كره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو والنهي يقتضي الكراهة لأنه لا ينفك عن كراهة التنزيه أو التحريم قال ابن عبد البر أجمع الفقهاء أن لا يسافر بالمصحف في السرايا والعسكر الصغير المخوف عليه واختلفوا في الكبير المأمون عليه فمنع مالك مطلقًا وفصل أبو حنيفة وأدار الشافعية لكراهة مع الخوف وجود أو عدمًا وقال بعضهم كالمالكية (ق د هـ) عن ابن عمر • (نهي أن يستقبل) قاضي الحاجة (القبلتين) الكعبة وبيت المقدس (ببول أو غائط) قال المناوي تحريمًا بالنسبة للكعبة بشرطه وتنزيهًا بالنسبة لبيت المقدس وقال العلقمي قال أبو إسحاق المروزي وأبو على بن أبي هريرة إنما نهى عن استقباله أي بيت المقدس حين كان قبلة ثم عن الكعبة حين صارت قبلة فجمعهما الراوي ظنًا منه أن النهي مستمر وقال الإمام أحمد بن حنبل هو منسوخ بحديث ابن عمر ونقل الماوردي عن بعض المتكلمين أن المراد بالنهي أهل المدينة فقط لأنهم إذا استقبلوا بيت المقدس استدبروا الكعبة فكان نهيهم لاستدبار الكعبة لا لأجل حرمة استقبال بيت المقدس (حم د هـ) عن معقل بفتح الميم وسكون المهملة (الأسرى) قال المناوي بفتح السين وقيل بالزاي وإسناده حسن • (نهي أن يتخلى) قال العلقمي المراد بالخلاء هنا قضاء الحاجة (الرجل) يعني الإنسان (تحت شجرة مثمرة) أي شأنها أن تثمر فيكره تنزيهًا (ونهي أن يتخلى على ضفة نهر جار) قال المناوي بضاد معجمة جانبه تفتح فتجتمع على ضفات مثل جنة وجنات وتكسر فتجمع على ضفف مثل عدة وعدد (4) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (نهي أن يبال في الحجر) قال العلقمي هو بضم الجيم وسكون

الحاء المهملة الثقف والثقب المثلثة أفصح من ضمها وهو ما استدار ومثله السرب بفتح السين والراء ما استطال ويقال له الشق إلحاقًا له بالثقب والنهي فيهما للكراهة قيل لقتادة أحد رواة الحديث لم يكره في الحجر فقال كان يقال إنها مساكن الجن (دك) عن عبد الله بن سرجس بإسناد صحيح • (نهي أن يبال في قبلة المسجد) فيحرم ذلك وكذا يحرم في بقاعه لكن القبلة أشد (د) في مراسيله عن أبي مجاز مرسلًا بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي واسمه لاحق • (نهي أن يبال بأبواب المساجد (د) في مراسيله عن مكحول مرسلًا) وهو الشامي • (نهي أن يستنجى أحد بعظم أو روثة أو جممة) بضم المهملة وفتح الميمين قال الخطابي هو الفحم وما احترق من الخشب والعظام ونحوها (د قط هق) عن ابن مسعود وإسناده صحيح • (نهى أن يبول الرجل) يعني الإنسان (في مستحمه) المحل الذي يغتسل فيه فيكره إذا لم يكن له مسلك أو كان صلبًا لأنه يجلب الوسواس (ت) عن عبد الله بن مغفل وإسناده حسن • (نهي أن يجلس الرجل) يعني الإنسان (في الصلاة وهو معتمد على يده اليسرى وقال إنها صلاة اليهود) فيكره لانا أمرنا بمخالفتهم (ك هق) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح • (نهي أن يقرن بين الحج والعمرة) قال العلقمي في أبي داود عن أبي أن معاوية بن أبي سفيان قال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كذا وكذا وركوب جلود النمور قالوا نعم قال فتعلمون أنه نهى أن يقرن بين الحج والعمرة فقالوا ما هذا فلا فقال أما أنها منعت ولكنكم نسيتم وفيه أن الحاكم إذا حضر عنده شهود في قضية فشهد بعضهم ولم يشهد غيره إن ترك شهادته لا يقدح في شهادة الشاهد ورواه البيهقي عن معاوية بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقرن فذكره قال النووي إسناده جيد ويشبه أن يكون النهي للتنزيه أو للإرشاد لما في القرن من النقص المجبور بدم (د) عن معاوية رضى الله عنه • (نهى أن يقد السير بين أصبعين) قال العلقمي زاد الطبراني ويقول أن في ذلك عيبين عيب القطع وتغرزيده وقال في النهاية أن يقطع ويشق لئلا تعقر الحديدة يده وهو شبيه بنهيه أن يتعاطى السيف مسلولًا والقد القطع طولًا كالشق (دك) عن سمرة قال ك صحيح • (نهي أن يضحى بغضباء الأذن والقرن) قال العلمقي العضباء بعين مهملة وضاد معجمة وموجدة أي المقطوعة الأذن والمكسورة القرن قال في النهاية واستعمال العضب في القرن أكثر منه في الأذن (حم 4 ك) عن علي رضي الله عنه بإسناد صحيح • (نهي أن تكسر سكة المسلمين) أي الدراهم والدنانير المضروبة (الجائزة بينهم) لما فيه من إضاعة المال قال العلقمي وقيل كانت المعاملة بها في صدر الإسلام عددًا لا وزنًا وكان بعضهم يقص أطرافها فنهوا عنه (إلا من بأس (حم ده ك) عن عبد الله المزني وإسناده ضعيف • (نهي أن نعجم) بنون مضمومة أوله يخط المؤلف (النوى طبخًا) أي نبالغ في نضجه حتى

نتفتت وتفسد قوته التي يصلح معها للغنم قال الشيخ وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى مطبوخ عجوة زيد عليه بالنار حتى كاد أن ينطبخ النوى فذكر ما يدل على ذلك (د) عن أم سلمة بإسناد صحيح • (نهى أن يتنفس في الإناء) عند الشرب (أو ينفخ فيه) لأن النفس فيه ينتن الإناء فيعاف فيكره تنزيهًا (حم د ت هـ) عن ابن عباس وإسناده حسن • (نهي أن يمسح الرجل يده بثوب من لم يكسه) بضم السين المهملة وكسرها والمراد أنه لا يمسح يده إلا بثوب من له عليه فضل ونعمة من نحو زوجة وكذا تلميذ يعتقد بركته ويود مسحه ليتبرك بآثار يده وهذا إذا علم ذلك منه وتحقق أو غلب على ظنه فإن شك في ذلك فلا كما في الأكل من طعام الصديق أو ركوب دابته من غير أذنه ويحتمل أن يكون هذا النهي مخصوصًا بمن لم يأذن له أما من أذن له في المسح في منديل الزفر فجائز وإن لم يكن له عليه فضل قال المناوي أراد أن لا يستبذل أحد من المؤمنين وإن كان فقيرًا (حم د) عن أبي بكرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي أن يسمى أربعة أسماء) بنصب أربعة على أنه مفعول ثان أو بنزع الخافض والمفعول الأول ضمير واقع على المولود أو الشخص (أفلح ويسارًا ونافعًا ورباحًا) فيكره تنزيهًا لأنه قد يقال أفلح هنا فيقال لا فيتطير وكذا البقية (ت) عن سمرة بإسناد حسن • (نهي أن تحلق المرأة رأسها) فيكره ذلك لأنه مثله في حقها وقيل يحرم فإن كان لمصيبة حرم قولًا واحدًا (ت ن) عن علي • (نهي أن يتخذ شيء فيه الروح غرضًا) بفتح الغين المعجمة والراء والضاد المعجمة ما ينصب ليرمى إليه فيحرم لأنه تعذيب لخلق الله (حم ت ن) عن ابن عباس • (نهي أن يجمع أحد بين اسمه) أي النبي صلى الله عليه وسلم (وكنيته) أبي القاسم فيحرم حتى بعد زمنه عند الشافعي (ت) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (نهي أن ينام الرجل على سطح ليس بمحجور عليه) أي ليس به حاجز يمنع من سقوط النائم فيكره (ت) عن جابر • (نهي أن يستوفز الرجل في صلاته) أي أن يعقد فيها منتصبًا غير مطمئن فيكره تنزيهًا (ك) عن سمرة ابن جندب • (نهي أن يكون الإمام مؤذنًا) قال المناوي أي أن يجمع بين وظيفتين إمامة وآذان في محل واحد فيكره وبه أخذ بعضهم لكن الجمهور على عدم الكراهة (هق) عن جابر وإسناده ضعيف • (نهي أن يمشي الرجل بين المرأتين) ولو محرمين فيكره لئلا يساء به الظن قال العلقمي ويحتمل أن يدخل في النهي أن تمشي إحدى المرأتين أمامه والأخرى وراءه ويكون الرجل بينهما وفي معنى النهي أن يجلس الرجل بين امرأتين في المسجد أو على قارعة الطريق أو نحو ذلك لوجود معنى النهي (دك) عن ابن عمر • (نهي أن يقام عن الطعام حتى يرفع) قال المناوي هذا في غير مائدة أعدت لجلوس قوم بعد قوم (هـ) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن لكن قال الدميري هو منقطع لأن في سنده مكحولًا عن عائشة ومكحول لم يلق عائشة • (نهي أن يصلي الرجل ورأسه معقوص) قال العلقمي في حديث ابن عباس الذي يصلي ورأسه معقوص كالذي يصلى

وهو مكتوف أراد أنه إذا كان شعره منشور أسقط على الأرض عند السجود فيعطي صاحبه ثواب السجود به وإذا كان معقوصًا صار في معنى من لم يسجد وشبهه بالكتوف وهو المشدود اليدين لأنهما لا يقعان على الأرض في السجود اهـ والنهي للتنزيه (طب عن أم سلمة وإسناده صحيح • (نهي أن يصلي الرجل) أي الإنسان (وهو حاقن) قال العلقمي وفي رواية وهو حقن حتى يتخفف والحاقن والحقن سواء وهو الذي حبس بوله كالحاقب بالموحدة للغائط فيكره إن لم يضق الوقت فإن ضاق وجبت الصلاة به ما لم يتضرر فإن تضرر بدأ بتفريغ نفسه وإن خرج الوقت (هـ) عن أبي أمامة) وإسناده حسن • (نهي أن يصلي خلف المتحدث والنائم) أي أن يصلي شخص وواحد منهما بين يديه لأن المتحدث يلهي بحديثه والنائم قد يبدو منه ما يلهى (هـ) عن أبي أُمامة) وإسناده حسن • (نهي أن يصلي خلف المتحدث والنائم) أي أن يصلي شخص وواحد منهما بين يديه لأن المتحدث يلهى بحديثه والنائم قد يبدو منه ما يلهي (هـ) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي أن يبول الرجل) ومثله الأنثى والخنثى (قائمًا) فيكره تنزيهًا (هـ) عن جابر • (نهي أن تتبع جنازة معها رانّة) بنون مشددة أي امرأة صائحة قال العلقمي قال الدميري الرنة الصوت يقال رنت المرأة ترن رنينًا وأرنت أيضًا صاحت والرنين الصياح الشديد والصوت الحزين عند الفناء والبكاء قال ابن سيده وغيره ويقع في بعض النسخ راية بالياء وه وتصحيف (هـ) عن ابن عمر • (نهي أن ينفخ في الشراب وأن يشرب من ثلمة القدح أو أذنه) لما مر (طب) عن سهل بن سعد قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي أن يمشي الرجل) أو المرأة (في نعل واحد أو خف واحدة) فيكره تنزيهًا لما مر (حم) عن أبي سعيد وإسناده حسن • (نهي أن تكلم النساء) غير المحارم (إلا بإذن أزواجهن) لأنه مظنة الوقوع في الفاحشة بتسويل الشيطان إما بإذن فيجوز حيث لا خلوة (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (نهي أن يلقى النوى) وفي نسخة أن تلقى النواة (على الطبق الذي يؤكل منه الرطب أو التمر) لئلا يختلط وهو مبتل بريق الفم بالتمر أو الرطب فيعاف (الشيرازي عن على) رضى الله تعالى عنه • (نهي أن يسمى الرجل حربًا أو وليدًا أو مرة) قال المناوي لأنه ربما يتطير به (أو الحكم أو أبا الحكم) لما فيه من تزكية النفس (أو أفلح أو نجيحًا أو يسارًا) لأنه يتطير بنفيه (طب) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي أن يخصى أحد من ولد آدم) فخصي الآدمي حرام شديد التحريم (طب) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي أن يتمطى الرجل في الصلاة) أي يمدد أعضاءه قال الجوهري وتمطط أي تمدد (أو عند النساء إلا عند امرأته أو جواريه) قال المناوي اللاتي يحل له وطؤهن (قط) في الأفراد عن أبي هريرة • (نهي أن يضحى ليلًا) قال العلقمي وذلك لأنه لا يأمن الخطأ في المذبح ولأن الفقراء لا يحضرون فيه حضورهم بالنهار وقال أصحابنا يكره الذبح بالليل مطلقًا عن التقييد بالأضحية وفيها أشد كراهة قال الأذرعي ولا معنى لكراهة الذبح إذا ترجعت مصلحته أودعت إليه ضرورة كان خشي فوت الأضحية أو نهبًا أو احتاج

هو وأهله إلى كل منها أو نزل به أضياف أو حضر مساكين القرية وهم محتاجون إلى الأكل منها (طب) عن ابن عباس • (نهي أن يقام الصبيان في الصف الأول) قال العلقمي والمناوي أي إذا حضروا بعد تمام الصف الأول والظاهر أن مرادهما أنهم إذا حضروا قبل تمامه كمل بهم (ابن نصر عن راشد بن سعد مرسلًا • (نهى أن ينفخ في الطعام والشراب والثمرة) لأنه يقذره فيكره تنزيهًا (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي أن يفتش التمر عما فيه) من نحو سوس ودود ويجوز أكل دود الفاكهة معها لعسر تمييزه (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (نهي أن يصافح المشركون) أي الكفار بشرك أو غيره (أو يكنوا) بضم فسكون ففتح (أو يرحب بهم) لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء الآية (حل) عن جابر ابن عبد الله • (نهي أن يفرد يوم الجمعة بصوم) فيكره تنزيهًا عند الشافعي (حم) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (نهي أن يجلس) بالبناء للمفعول (بين الضح) قال الشيخ بكسر الضاد المعجمة وهو ضوء الشمس إذا استمكن من الأرض (والظل) أي يكون بعضه إليه لأنه الباعث عل القعود فيه لإفساده للمزاج لاختلاف حال المؤثرين المتضادين (حم) عن رجل صحابي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (نهي أن يمنع نقع) بالنون والقاف (البئر) قال العلقمي قال في النهاية أي فضل مائها لأنه ينفع به العطش أي يروى وشرب حتى تقع أي روى وقيل النقع الماء الناقع وهو المجتمع (حم) عن عائشة وإسناده حسن • (نهي أن يجلس الرجل بين الرجلين إلا بإذنهما) فيكره بدونه تنزيهًا (هق) عن ابن عمرو • (نهى أن يشار إلى المطر) حال نزوله باليد أو بشيء فيها (هق) عن ابن عباس • (نهي أن يقال للمسلم صرورة) قال العلقمي قال في النهاية في الحديث لا صرورة في الإسلام قال أبو عبيد هو في الحديث التبتل وترك النكاح أي ليس ينبغي لأحد أن يقول لا أتزوج لأنه ليس من أخلاق المؤمنين وهو فعل الرهبان والصرورة أيضًا الذي لم يحج قط وهو فعولة من الصر الحبس والمنع وقيل أراد من قتل الحرم قتل ولا يقبل منه أن يقول إني صرورة ما حججت ولا عرفت حرمة الحرم كان الرجل في الجاهلية إذا حدث حدثًا فلجأ إلى الكعبة لم يهج فكان إذا لقيه ولي الدم في الحرم قيله له هو صرورة فلا تهجه اهـ وقال في المصباح والصرورة بالفتح الذي لم يحج وهذه الكلمة من النوادر التي وصف بها المذكر والمؤنث مثل ملوله وفروقه ويقال أيضًا صروري على النسبة وصارورة ورجل صرورة لم يأت النساء سمي الأول بذلك لصره على نفقته لأنه لم يخرجها في الحج وسمي الثاني بذلك لصره على ماء ظهره وإمساكه له (هق) عن ابن عباس • (نهي أن تستر الجدر) أي جدر البيوت قال المناوي تحريمًا بالحرير وتنزيهًا بغيره (هق) عن علي بن الحسين مرسلًا هو زين العابدين رضى الله

(حرف الهاء)

تعالى عنهم أجمعين. • (حرف الهاء) * • (هاجروا تورثوا أبناءكم مجدًا) أي عزًا وشرفًا من بعدكم قال العلقمي قال في المصباح المجد العز والشرف ورجل ماجد كريم شريف (خط) عن عائشة • (هاجروا من الدنيا وما فيها) قال المناوي أي اتركوها لأهلها أو هاجروا من المعاصي إلى التوبة (حل) عن عائشة وإسناده ضعيف • (هذا القرع نكثر به طعامنا) قال المناوي نصيره بطبخه معه كثيرًا ليكفي العيال والأضياف قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن جابر عن أبيه طارق قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وعنده هذا الدبا فقلت أي شيء هذا قال هذا القرع فذكره (حم ن هـ) عن جابر بن طارق وإسناده حسن • (هذه النار جزء من مائة جزء من نار جهنم) قال المناوي وورد اقل أو أكثر والقصد من الكل الإعلام بعظم نار جهنم وإنه لا نسبة بين نار الدنيا ونار الآخرة في شدة الإحراق (حم) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (هذه الحشوش) قال المناوي بضم الحاء المهملة وشينين معجمتين جمع حش بتثليث الحاء قال العلقمي قال في النهاية يعني الكنف ومواضع قضاء الحاجة الواحد حش بالفتح وأصله من الحش البستان لأنهم كانوا كثيرًا ما يتغوطون في البساتين (محتضرة) قال المناوي أي يحضرها الشياطين لكونها محل الخبث وكشف العورة وعدم ذكر الله والخبيث للخبيث (فإذا دخل أحدكم) إليها (فليقل) عند دخوله ندبًا (بسم الله) يقدّمه على التعوذ ويقتصر عليه أي لا يأتي بالرحمن الرحيم (ابن السني عن أنس) قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (هاشم والمطلب كهاتين) وأشار بإصبعية يعني أنهما لم يفترقا جاهلية وإسلامًا (لعن الله من فرق بينهما) طرده وأبعده عن منازل الأخيار دعاء أو خبر (ربونا صغارًا وحملونا كبارًا) أي حملوا أثقالنا (هق) عن زيد بن على مرسلًا وإسناده حسن (ها هنا تسكب العبرات) قال العلقمي جمع عبرة وهي تجلب الدمع قاله الجوهري وقال ابن سيده العبرة الدمع وقيل هو أن ينهمل الدمع ولا يسمع البكاء وقيل هي الدمعة قبل أن يفيض وقيل هي تردد البكاء في الصدر وقيل الحزن بغير بكاء والصحيح الأول يعني عند الحجر بالتحريك أي الأسود فإنه محل تنزلات الرحمة وسببه كما في ابن ماجه عن نافع بن عمر قال استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلًا ثم التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي فقال يا عمر ها هنا فذكره (هـ ك) عن ابن عمر • (هجاهم) أي كفار قريش (حسان) بن ثابت (فشفي غيره واشتفى) هو قال المناوي وجد وأوجد بهجائهم (م) عن عائشة • (هجر المسلم أخاه) في الدين وإن لم يكن في النسب (كسفك دمه) أي يوجب العقوبة كما أن سفك دمه يوجبها ولا يلزم تساوي العقوبتين (ابن قانع عن أبي حدرد) بإسناد حسن • (هدايا العمال غلول) بضم المعجمة قال المناوي أصله الخيانة ثم شاع

في الغلول ف الفيء والمراد أن هدايا العمال للإمام الأعظم ونوابه من الفيء فلا يختص بها دون المسلمين (حم هق) عن أبي حميد الساعدي) بإسناد ضعيف • (هدايا العمال حرام كلها) قال المناوي على الإمام ونوابه فتجعل في بيت المال (ع) عن حذيفة • (هدية الله إلى المؤمن السائل) بالرفع (على بابه) أي وجود فقير يسأله شيئًا من ماله (خط) في كتاب رواة مالك عن نافع (عن ابن عمر) بن الخطاب وضعف • (هل ترون ما أرى) الرؤية علمية وقيل بصرية بأن مثلت له الفتن حتى نظر إليها كما مثلت له الجنة والنار (إني لأرى مواقع الفتن) أي مواضع سقوطها (خلال) جمع خلل وهو الفرجة بين شيئين (بيوتكم) أي نواحيها (كمواقع القطر) أي المطر شبه سقوط الفتن وكثرتها بالمدينة بسقوط المطر في الكثرة والعموم (حم ق) عن أسامة • (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن مصعب بن سعد قال رأى سعد أن له فضلًا على من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تنصرون فذكره وفي رواية النسائي إنما نصر الله هذه الأمة بضعفهم بدعواتهم وصلاتهم وإخلاصهم وعند أحمد والنسائي إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم قال شيخ شيوخنا قال ابن بطال تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصًا في الدعاء وأكثر خشوعًا في العبادة لجلاء قلوبهم عن التعلق بزخارف الدنيا وقال المهلب أراد بذلك صلى الله عليه وسلم حض سعد على التواضع ونفى الزهو على غيره وترك اهتقار المسلم في كل حالة وقد روى عبد الرزاق من طريق مكحول في قصة سعد هذه زيادة مع إرسالها فقال قال سعد يا رسول الله رأيت رجلًا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره فذكر الحديث وعلى هذا فالمراد بالفضل إرادة الزيادة من الغنيمة فاعلمه صلى الله عليه وسلم أن سهام المقاتلين سواء فإن كان القوي يترجح بغضل شجاعته فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه حينئذ (خ) عن سعد • (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) أي (بدعوتهم وإخلاصهم) لأن عبادة الضعفاء أشد إخلاصًا لخلو قلوبهم عن التعلق بالدنيا وذلك من أعظم أسباب الرزق والنصر (حل) عن سعد بن أبي وقاص قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (هل من أحد يمشي على الماء إلا ابتلت قدماه كذلك صاحب الدنيا لا يسلم من الذنوب) القصد به الحث على الزهد في الدنيا والتحذير منها (هب) عن أنس بن مالك • (هلاك أمتي) قال العلقمي المراد بالأمة هنا أهل ذلك العصر ومن قاربهم لا جميع الأمة إلى يوم القيامة وقال المناوي المراد بالأمة من كان في زمن ولايتهم (يكون على يدي) قال العلقمي كذا للأكثر بالتثنية وللسرخسي والكشميهني أيدي بصيغة الجمع قال ابن بطال جاء المراد بالهلاك مبينًا بحديث آخر لأبي هريرة أخرجه عدي بن سعد وابن أبي شيبة من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه أعوذ بالله من إمارة الصبيان قالوا وما إمارة الصبيان قال إن أطعتموهم هلكتم أي في دينكم وإن

عصيتموهم أهلكوكم أي في دنياكم بإذهاب النفس أو بإذهاب النفس أو بإذهاب المال أو بهما (غلمة) بوزن عنبة جمع غلام أي صبيان (من قريش) منهم يزيد بن معاوية وإضرابه من أحداث ملوك بني أمية فقد كان منهم ما كان من قتل أهل البيت وأكابر المهاجرين والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال (حم خ) عن أبي هريرة • (هلك المتنطعون) قال العلقمي قال في النهاية هم المتعمقون المغالون في الكلام المتكلمون بأقصى حلوقهم مأخوذ من النطع وهو ما ظهر من الغار الأعلى من الغم ثم استعمل في كل تعمق قولًا وفعلًا (حم م د) عن ابن مسعود • (هلك المتقذرون) بالذال المعجمة قال في النهاية يعني الذين يأتون القاذورات (حل) عن أب هريرة • (هلكت الرجال حين أطاعت النساء) في شيء لا ينبغي ويحتمل أن المراد بالهلاك الوقوع في الآثام قال المناوي فإنهن لا يأمرن بخير والحزم والنجاة في مخالفتهن (حم طب ك) عن أبي بكرة قال ك صحيح وأقروه • (هلم أي أئت إلى جهاد لا شوكة فيه) أي لا قتال (الحج) فالحج لمن يضعف عن الجهاد بمنزلته وسببه أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني جبان وضعيف فذكره (طب) عن الحسين بن على رضى الله تعالى عنه قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (همة العلماء الرعاية) قال المناوي أي الحفظ والإتقان والتفهم (وهمة السفهاء الرواية) من غير تصوره ولا فهم فيروى من غير روية ويخبر من غير خبرة (ابن عساكر عن الحسن مرسلًا) هو البصري • (هن أغلب يعني النساء) قال العلقمي معناه أن النساء يغلبن الرجال قال الزمخشري في قوله تعالى إن كيدكن عظيم استعظم كيد النساء لأنه وإن كان في الرجال إلا أن النساء ألطف كيد وأنفذ حيلة ولهن في ذلك رفق وبذلك يغلبن الرجال قال الدميري وعن بعض العلماء أنه قال إني أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان لأن الله تعالى يقول إن كيد الشيطان كان ضعيفًا وقال في النساء إن كيدكن عظيم (طب) عن أم سلمة • (الهدية إلى الإمام غلول) قال المناوي أي بمنزلة السرقة فيحرم عليه قبولها (طب) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (الهدية تذهب بالسمع والقلب) وفي نسخة شرح عيها المناوي والبصر فإنه قال أي قبولها يورث محبة المهدي إليه للمهدى فيصير كأنه أصم من سماع القدح فيه أعمى عن رؤية عيوبه لأن النفس جبلت على حب من أحسن إليها (طب) عن عصمة ابن مالك • (الهدية تعور عين الحكيم) قال المناوي أي تصيره أعور لا يبصر إلا بعين الرضا فقط (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف • (الهرة لا تقطع الصلاة) قال المناوي إذا مرت بين يدي المصلى (لأنها من متاع البيت) زاد في رواية لمن تقذر شيئًا ولن تنجسه (هـ ك) عن أبي هريرة • (الهوى مغفور لصاحبه) قال المناوي بالقصر ما يهواه العبد أي يحبه فحقيقته شهوة النفس وهو ميلها لما يلام عليه وهو المراد هنا (ما لم يعمل به أو يتكلم) قال العلقمي هو داخل في معنى حديث الصحيحين أن الله تجاوز لأمتي عما

(حرف الواو)

حدثت به أنفسها (حل) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف. • (حرف الواو) * • (والله) قال المناوي أقسم تقوية للحكم وتأكيدًا له (ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه) قال العلقمي وأشار يحيى بالسبابة وفي رواية وأشار إسمعيل بالإبهام قال الدميري قال النووي هكذا في نسج بلادنا بالإبهام وهو الأصبع العظمى لمعروفة وكذا روى القاضي عن جميع الرواة إلا السمرقندي فرواه الإبهام قال وهو تصحيف قال القاضي ورواية السبابة أظهر من رواية الإبهام وأشبه بالتمثيل لأن العادة الإشارة بها لا بالإبهام ويحتمل أنه أشار بهذه مرة وبهذه مرة (في اليم) هو البحر قال تعالى فإذا خفت عليه فألقيه في اليم (فلينظر) قال المناوي نظر اعتبار وتأمل (لم ترجع) قال العلقمي ضبطوا ترجع بالمثناة فوق والمثناة تحت والأول أشهر فمن رواه بالتحتية أعاد الضمير إلى أحدكم ومن رواه بالفوقية أعاده إلى الإصبع وهو الأظهر ومعناه لا يعلق بها شيء كثير من الماء ومعنى الحديث ما الدنيا في قصر مدتها وفناء لذاتها بالنسبة إلى الآخرة في دوام لذتها ونعيمها إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالإصبع إلى باقي البحر (حم م هـ) عن المستورد • (والله لأن) بفتح اللام التي هي جواب القسم وفتح همزتان المصدرية (يهدي) بالبناء للمفعول قال العلقمي ولفظ البخاري فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا (بهداك) أي لأن ينتفع بك (رجل واحد) بشيء من أمر الدين مما يسمعه منك أو يراك عملته فيقتدي بك فيه ويعمل به (خير لك من حمر) بسكون الميم جمع أحمر (النعم) بفتح النون والعين أي الإبل قال ابن الإنباري حمر النعم كرامها وأعلاها منزلة والإبل الحمر هي أحسن أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وإنه ليس عندهم شيء أعظم منه وتشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا إنما هو تقريب للفظ وإلا فذرة من الآخرة لا تعادلها الدنيا وجميع ما فيها ولو كان مع الدنيا أمثال أمثالها قال العلقمي هذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعلى بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه يوم وقعة خيبر (د) من سهل بن سعد الساعدي • (والله إني لأستغفر الله) قال العلقمي فيه القسم على شيء تأكيدًا له وإن لم يكن عند السامع فيه شك (وأتوب إليه) قال العلقمي وقد استشكل وقوع الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم وهو معصوم والاستغفار يستدعى وقوع معصية وأجيب بعدة أجوبة منها قل ابن الجوزي هفوات الطبع البشري لا يسلم منها أحد والأنباء وإن عصموا من الكبائر لم يعصموا من الصغائر كذا قال وهو مفرع على خلاف المختار والراجح عصمتهم من الصغائر أيضًا ومنها قول ابن بطال الأنبياء أشدّ الناس اجتهاد في العبادة لما أعطاهم الله تعالى من المعرفة فهم دائمون في شكره معترفون له بالتقصير في أداء الحق الذي يجب لله تعالى ويحتمل أن يكون اشتغاله بالأمور المباحة من أكل أو شرب أوجماع أو نوم

أو راحة أو بمخاطبة الناس والنظر في مصالحهم ومحاربة عدوهم تارة ومداراته أخرى وتأليف المؤلفة وغير ذلك مما يحجبه عن الاشتغال بذكر الله والتضرع إليه ومشاهدته ومراقبته فيرى ذلك ذنبًا بالنسبة إلى المقام العلي وهو الحضور في حضرة القدس ومنها أن استغفاره تشريع للأمة أو من ذنوب الأمة فهو كالشفاعة لهم وقال الغزالي في الإحياء كان صلى الله عليه وسلم دائم الترقي فإذا ارتقى إلى حالة رأي ما قبلها دونها فاستغفر من الحال السابق وهذا مفرع على أن العدد المذكور في استغفاره صلى الله عليه وسلم كان مفرقًا بحسب تعدد الأحوال وظاهر الحديث يخالف ذلك (في اليوم الواحد أكثر من سبعين مرة) قال العلقمي أخرج النسائي بسند جيد من طريق مجاهد عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه في المجلس قبل أن يقوم مائة مرة وله من رواية محمد بن سراقة عن نافع عن ابن عمر بلفظ إنا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس رب اغفر لي وتب على إنك أنت التواب الغفور مائة مرة ووقع في حديث أنس أني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة فيحتمل أن يريد المبالغة ويحتمل أن يريد العد بعينه قال صاحب المطالع كل ما جاء في الحديث من ذكر الأسباع قيل هو على ظاهره وحصر عدده وقيل هو بمعنى التكثير والعرب تضع السبع والسبعين والسبعمائة موضع الكثرة ومثله أيضًا في النهاية وقد قال بعض الأعراب لمن أعطاه شيئًا سبع الله لك إلا جرأى كثره لك (خ) عن أبي هريرة • (والله لا يلقى الله حبيبه في النار) فمن أراد أن يكون حبيب الله فليفعل ما أمر به ويجتنب ما نهي عنه قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله قال المناوي قاله لما مر مع صحبه وصبي بالطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول ابني ابني فأخذته فقالوا يا رسول الله ما كانت هذه تلقى ولدها في النار فذكره (ك) عن أنس بن مالك • (والله لا نجدن بعدي أعدل علكيم مني) قال المناوي قاله ومد أناه مال فقسمه فقال له رجل ما عدلت اليوم في القسمة فغضب ثم ذكره (طب ك) عن أبي برزة (حم) عن أبي سعيد وإسناده حسن (وأكلي) يا عائشة (ضيفك فإن الضيف يستحي أن يأكل وحده) فيندب ذلك وإن لا يقوم رب الطعام عنه مادام الضيف يأكل والضيف كان ممن يجوز أكلها معه (هب) عن ثوبان • (والشاة) مبتدأ (إن رحمتها رحمك الله) خبره قال المناوي قاله لقرة والد معاوية المزني لما قاله له إني لآخذ الشاة لأذبحها فارحمها (طب) عن قرة بن إياس (وعن معقل بن يسار) ورواته ثقات • (وأي داء أدوا من البخل) قال المناوي أي أي عيب أقبح منه لأن من ترك الإنفاق خوف الإملاق لم يصدق الشارع فهو داء مؤلم لصاحبه في الآخرة وإن لم يكن مؤلمًا في الدنيا اهـ قال العلقمي قال عياض هكذا يرويه المحدثون غير مهموز والصواب أدواء بالهمزة لأنه من الداء والفعل منه داء بداء مثل

نام ينام فهو داء مثل جاء وغير المهموز من دوي الرحل إذا كان به مرض باطن في جوفه مثل سمع فهودو اهـ قال بعضهم فيحمل على أنهم سهلوا الهمزة وورد في سبب هذا الحديث أحاديث قال في الجامع الكبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سيدكم يا بني سلمة قالوا الجد بن قيس على بخل فيه قال وأي داء أدوا من البخل بل سيدكم الأبيض بشر بن البراء أخرجه أبو نعيم (حم ق) عن جابر (ك) عن أبي هريرة • (وأي وضوء أفضل من الغسل) قال العلقمي وسببه كما في الكبير أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الوضوء بعد الغسل قال فذكره (ك) عن ابن عمر • (وأي) بسكون الهمزة أي وعد (المؤمن حق واجب) أي بمنزلة الحق الواجب عليه في تأكيد الوفاء به (د) في مراسيله عن زيد بن أسلم مرسلًا • (وجبت محبة الله) تفضلًا منه وكرمًا إذ لا يجب عليه شيء (على من أغضب) بالبناء للمعفول (فحلم) فلم يؤاخذ من أغضبه قال المناوي وهذا في الغضب لغير الله (ابن عساكر عن عائشة) • (وجب الخروج على كل) امرأة (ذات نطاق في العيدين) قال المناوي النضاق أن تلبس المرأة ثوبًا ثم تشد وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل اهـ وظاهر الحديث استحباب خروج المرأة لصلاة العيدين (حم) عن عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة وإسناده حسن • (وددت أني لقيت إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني) فيه بيان فضلهم وشرفهم (حم) عن أنس وإسناده حسن • (ورسول الله معك يحب العافية) قال المناوي قاله لأبي الدرداء وقد قال يا رسول الله لأن أعافي فاشكر أحب إلى من أن أبتلى فاصبر وقال العلقمي وسببه كما في الكبير عن أبي الدرداء أن رجلًا قال يا رسول الله لأن أعافي فاشكر أحب إلىّ من أن ابتلى فاصبر ويمكن الجمع بأنهما واقعتان فمرة قاله أبو الدرداء ومرة سمعه (طب) عن أبي الدرداء وإسناده ضعيف • (وزن حبر العلماء بدم الشهداء فرجح عليهم) أي رجح ثواب حبر العلماء على ثواب دم الشهداء (خط) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف • (وسطوا الإمام) قال العلقمي بتشديد السين المكسورة أي اجعلوه وسط الصف لينال كل واحد ممن على يمينه وشماله حظه من السماع والقرب وغيرهما كما أن الكعبة وسط الأرض لينال كل جانب منها حظه من البركة ولذلك جعل المحراب الذي يقف فيه وسط القبلة ويحتمل أن يكون معنى وسطوا الإمام من قولهم فلان واسطة قومه أي خبارهم حسبًا وعلمًا لما روي الطبراني في الكبير عن مرثد بن أبي مرثد الغنوي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم علماؤكم فإنه وفدكم فيما بينكم وبين ربكم لكن سياق الحديث إنما هو في الصف لا في الإمام ويجوز أن يستدل به على أن إمامة النساء تقف وسطهن لولا أن الخطاب للذكور لأن عائشة وأم سلمة أمتا نساء فقامتا وسطهن رواه الشافعي والبيهقي بإسنادين حسنين وإنما قيل الإمام ولم يقل الإمامة لأن أئمة اللغة نقلوا أن الإمام من يوتم به

في الصلاة وأنه يطلق على الذكر والأنثى حتى قال بعضهم أنها في الإمامة خطأ والصواب حذفها لأن الإمام اسم لا صفة (وسدوا الخلل) قال المنذري هو بفتح الخاء المعجمة واللام أيضًا وهو ما يكون بين الاثنين من الاتساع عند عدم التراص (ك) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (وصب المؤمن) قال العلقمي الوصب دوام الوجع ولزومه وقد يطلق الوصب على التعب والفتور في البدن (كفارة لخطاياه) أي الصغائر منها (ك هب) عن أبي هريرة قال ك صحيح واقروه • (وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) فلا يصح شيء من التصرفات القولية مع الإكراه لكن لو تكلم في الصلاة مكرهًا بطلت صلاته أما الفعلية فيثبت أثرها مع الإكراه كالرضاع والحديث والتحول عن القبلة وترك القيام للقادر في الصلاة الواجبة والقتل والزنى والأصح تصور الإكراه على الزنى إذ الانتشار المتعلق بالشهوة ليس شرطًا للزنى بل يكتفى مجرد الإيلاج والإكراه لا ينافيه وقد لا يثبت أثرها معه كالفعل في باب اليمين وهذا كله في الإكراه بغير حق فلو أكره المولى على الطلاق أو أكره الحربي أو المرتد على الإسلام صح ويبيح الإكراه النطق بكلمة الكفر والقلب مطمئن بالإيمان ويبيح شرب الخمر (هق) عن ابن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم) ظاهر الحديث أن لهم خصوصية ليست لغيرهم (ك) عن أنس قال الذهبي منكر • (وفد الله ثلاثة الغازي والحاج والمعتمر) قال المناوي زاد البيهقي أولئك الذين يسألون الله فيعطيهم سؤالهم (ن حب ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (وفروا اللحا وخذوا من الشوارب وانتفوا الإبط وقصروا الأظافر) عند الحاجة والأمر للندب (طس) عن أبي هريرة • (وفروا عثانينكم) بعين مهملة فمثلثة قال في النهاية جمع عثنون وهو اللحية (وقصوا أسبالكم) قال العلقمي قال فقهاؤنا والسبالان طرفا الشارب قال الزركشي وهذا يردّه ما رواه الإمام أحمد في مسنده قصوا سبالاتكم ولا تشبهوا باليهود (هب) عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه • (وقت العشاء) أي أول وقتها (إذا ملأ الليل) أي الظلال (بطن كل واد) وذلك عند مغيب الشفق الأحمر (طس) عن عائشة وإسناده صحيح • (وقروا من تعلمون منه العلم) قال المناوي بحذف إحدى التاءين تخفيفًا (ووقروا من تلعمونه العلم) قال المناوي فحق المعلم أن يجري طلبته مجرى بنيه فإنه في الحقيقة اب ومن توقيرهم أن لا يستعملهم في قضاء حوائجه (ابن النجار عن ابن عمر) بن الخطاب • (وكل بالشمس تسعة ملائكة يرمونها بالثلج كل يوم ولولا ذلك ما أتت على شيء إلا أحرقته) ولم يمكن الانتفاع بها (طب) عن أبي أمامة بإسناد ضعيف • (ولد الرجل من كسبه من أطيب كسبه) قال العلقمي قال ابن رسلان فإن قيل لم لا اقتصر على قوله من أطيب كسبه فإن فيه ما قبله وزيادة قيل هذا من باب البدل والإيضاح بعد الإبهام وهو مفيد للتأكيد (فكلوا) أيها الأصول (من

أموالهم) أي الفروع إن كنتم فقراء لوجوب نفقتكم عليهم (دك) عن عائشة بإسناد صحيح • (ولد الزنى شر الثلاثة) اختلفوا في تأويله فذهب بعضهم إلى أن ذلك إنما جاء في رجل بعينه كان موسومًا بالشر وقال بعضهم إنما صار ولد الزنى شرًا من والديه لأن الحد قد يقام عليهما فتكون العقوبة تمحيصًا لهما وهذا في علم الله لا يدرى ما يصنع الله به وما يفعل في ذنوبه وقال بعضهم هو شر الثلاثة لأنه خلق من ماء الزاني والزانية وهو ماء خبيث وقد وري العرق دساس فلا يؤمن لذلك أن يؤثر الخبث فيه ويدب في عروقه فيحمله على الشر ويدعوه إلى الخبث وقال بعضهم إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم هو شر الثلاثة يعني الأب بحول الناس الولد لشر الثلاثة وكان ابن عمر إذا قيل ولد الزنى شر الثلاثة قال بل هو خير الثلاثة وعلى الأول أي أنه غير محول فقول ابن عمر أنه خير الثلاثة فإنما وجه أنه لا إثم له في الذي باشره والداه فهو خير منهما لبراءته من ذنبهما وقال بعضهم إنما قال ولد الزنى شر الثلاثة لأن أبويه أسلما ولم يسلم وفي مسند أحمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد الزنى شر الثلاثة إذا عمل بعمل أبويه وفي سنن البيهقي عن الحسن قال إنما سمي ولد الزنى شر الثلاثة لأن أمه قالت له لست لأبيك الذي تدعى له فقتلها فسمي له فقتلها فسمي شر الثلاثة (حم د ك هق) عن أبي هريرة بإسناد حسن • (ولد الزنى شر الثللاثة إذا عمل بعمل أبويه) قال المناوي أي وزاد عليهما بالمواظبة عليه (طب هق) عن ابن عباس بإسناد حسن • (ولد الملاعنة عصبته عصبة أمه) أي يرث منه من يدلي إليه بالأم دون من يدلي إليه بالأب فقط لأنه انتفى عن أبيه باللغان (ك) عن رجل من الصحابة • (ولد آدم كلهم تحت لوائي يوم القيامة وأنا أول من يفتح له باب الجنة) تقدم الكلام عليه في حديث أنا سيد ولد آدم (ابن عساكر عن حذيفة • (ولد نوح) مفرد مضاف فيعم ولهذا صح الإخبار عنه بقوله (ثلاثة سام وحام ويافث (حم ك) عن سمرة قال كصحيح واقروه • (ولد نوح ثلاثة أقسام أبو العرب وحام وأبو الحبشة ويافث أبو الروم (طب) عن سمرة وعمران بن حصين قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ولد لي الليلة غلام) قال المناوي في ذي الحجة سنة ثمان من مارية القبطية سريته (فسميته باسم أبي بإبراهيم) مفعول سميته الثاني والباء زائدة أي سميته إبراهيم ويحتمل غير ذلك قال العقمي قال النووي فيه جواز تسمية المولود يوم ولادته وجواز التسمية بأسماء الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وقال المناوي قال ذلك عقب ولادته (حم ق د) عن أنس • (وهبت خالتي فاختة بنت عمرو) الزهرية (غلامًا وأمرتها أن لا تجعله جازرًا) أي ذابحًا للحيوان (ولا صائغًا) بغين معجمة (ولا حجامًا) قال العلقمي وفي أبي داود وهبت لخالتي غ لامًا وأنا أرجو أن يبارك لها فيه فقلت لها لا تسلميه حجامًا ولا صائغًا ولا قصابًا قال في النهاية أي لا تعطيه لمن يعلمه إحدى هذه الصنائع وإنما كره الحجام والقصاب لأجل النجاسة التي يباشرانها مع تعذر الاحتراز وأما الصائغ فلما يدخل صنعته من الغش

ولأنه يصوغ الذهب والفضة وربما كان منه آنية أو حلي للرجال وهو حرام ولكثرة الوعد والكذب في نجاز ما يستعمل عنده قال المناوي وفيه إشعار بدناءة هذه الحرف والتنفير منها (طب) عن جابر • (ويح) قال العلقي كلمة رحمة لمن وقع في هلكة لا يستحقها كما أن ويل كلمة عذاب لمن يستحقه (الفراخ فراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف) قالوا اراد يزيد بن معاوية واضرابه من خلفاء بني أمية (ابن عساكر عن سلمة بن الأكوع) • (ويح عمار) بن ياسر (تقتله الفئة الباغية) قال البيضاوي يريد معاوية وقومه (يدعوهم إلى الجنة) أي إلى سببها وهو طاعة الإمام الحق (ويدعونه إلى سبب (النار) وهو عصيانه ومقاتلته وقد وقع ذلك يوم صفين قال العلقمي قيل أن قاتليه صحابة فكيف جاز لهم أن يدعوه إلى النار وأجيب بأنهم يظنون أنهم يدعونه إلى الجنة باجتهادهم فهم معذورون بظنهم أنهم يدعونه إلى الجنة وإن كان في نفس الأمر بخلاف ذلك فلا لوم عليهم في اتباع ظنهم لأن المجتهد إذا أصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر (حم خ) عن أبي سعيد • (ويحك أوليس الدهر كله غدا) قال العلقمي وسببه كما في الكبير عن جعال ابن سراقة قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى أحد يا رسول الله قيل لي أنك تقتل غدًا فذكره (ابن قاع عن جعال بن سراقة) الغفاري • (ويحك إذا مات) عمر بن الخطاب (فإن استطعت أن تموت فمت) قال العلقمي وسببه كما في الكبير عن عصمة بن مالك الخطمي قال قدم رجل من أهل البادية يأبل له فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها منه فلقيه علي فقال ما أقدمك فقال قدمت بابل لي فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فنقدك قال لا ولكن بعتها منه بتأخير فقال له على أرجع إليه فقل له يا رسول الله أن حدث بك حدث من يقضيني مالي فانظر ما يقول لك وارجع إلي حتى تعلمني فقال يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن يقضيني قال أبو بكر فاعلم عليا فقال ارجع فاسأله فإن حدث بأبي بكر حدث فمن يقضيني فجاءه فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك فذكره (طب) عن عصمة بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (ويل) أي تحسر وهلكة أو وأد في جهنم (للأعقاب) قال العلقمي أي المرئية إذ ذاك فاللام للعهد ويلحق بها ما يشاركها في ذلك والعقب مؤخر القدم قال البغوي معناه ويل لأصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها (من النار) وسببه كما في البخاري عن عبد الله بن عمر قال تخلف النبي صلى الله عليه وسلم عنا في سفرة وقد أرهقنا العصر فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثًا قال في الفتح انتزع البخاري من قوله ونمسح على أرجلنا أن الإنكار عليهم كان بسبب المسح لا بسبب الاقتصار على غسل بعض الرجل (ق د ن هـ) عن ابن عمر (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة • (ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار) قال

المناوي فمن توضأ كما تتوضأ المبتدعة فلم يغسل باطن قدميه ولا عقبه بل يمسح ظهرها فالويل لعقبيه وباطن قدميه من النار (حم ك) عن عبد الله بن الحارث وإسناده صحيح • (ويل للأغنياء من الفقراء) تمامه عند تخرجه يقولون يوم القيامة ربناظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله عز وجل لأدنينكم ولأباعدنهم (طس) عن أنس بإسناد ضعيف • (ويل للعالم من الجاهل) حيث لم يعلمه معالم الدين ولم يرشده إلى طريقه المبين مع أنه مأمور (وويل للجاهل من العالم) حيث أمره بمعروف وأنهاه عن منكر فلم يأتمر بأمره ولم ينته بنهيه إذ العالم حجة الله على خلقه (ع) عن أنس • (ويل للعرب من شر قد اقترب) قال العلقمي في رواية مسلم قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فزعًا محمرًا وجهه يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب قال ابن رسلان هذا تنبيه على الاختلاف والفتن والهرج والواقع في العرب وأوّل ذلك قتل عثمان ولذلك أخبر عنه بالقرب (أفلح من كف يده) أي عن القتال ولسانه عن الكلام في الفتن لكثرة خطر ذلك (دك) عن أبي هريرة • (ويل للذي يحدث فيكذب في حديثه ليضحك به القوم ويل له ويل له) كرره إيذانًا بشدة هلكته (حم د ت ك) عن معاوية بن حميدة • (ويل للمالك من المملوك) حيث كلفه على الدوام ما لا يطيقه على الدوام أو قصر في القيام بحقه من نفقة وغيرها (وويل للمملوك من المالك) حيث لم يقم له بما فرض له عليه من خدمته والجد في نصيحته (البزار عن حذيفة) بن اليمان • (ويل للمتألين) بضم الميم وفتح المثناة الفوقية والهمزة ولام مشددة مكسورة (من أمتي) قيل من هم قال (الذين يقولون فلان في الجنة وفلان في النار) وليكونن كذا أو ليغفرن الله لفلان أو لا يغفرن له (تخ) عن جعفر العدي مرسلًا • (ويل للمكثرين) من الدنيا (غلا من قال بالمال هكذا وهكذا) أي فرقه على من عن يمينه وشماله من أهل الحاجة والمسكنة (هـ) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن • (ويل للنساء من الأحمرين الذهب والمعصفر) أي من التحلي بالذهب ولبس الثياب المعصفرة فإن ذلك يحملهن على التبرج فيفتتن بهن (هق) عن أبي هريرة رضي الله عنه • (ويل للوالي من الرعية إلا واليًا يحوطهم من ورائهم بالنصيحة) أي يحفظهم بها والمراد بالنصيحة إرادة الخير لهم والصلاح (الروياني عن عبد الله بن معقل • (ويل لأمتي من علماء السوء) وهم الذي قصدهم بالعلم التنعم بالدنيا والتوصل إلى الجاه والمنزلة ولا يعملون بعلمهم (ك) في تاريخه عن أنس • (ويل لمن استطال على مسلم فانتقص حقه) وهو وصف قد عم وطم سيما في هذا الزمان (حل) عن أبي هريرة • (ويل لمن لا يعلم وويل لمن علم لا يعمل) قاله ثلاثًا (حل) عن حذيفة بإسناد فيه كذاب • (ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه واحد من الويل وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع من الويل) صريح في أن مرتكب المعصية مع العلم أشدّ إثمًا ممن ارتكبها مع الجهل (ص) عن جبلة مرسلًا • (ويل واد) أي اسم واد (في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا)

أي عامًا (قبل أن يبلغ قعره) قال المناوي معناه أن فيها موضع سوء فيه من جعل له الويل فسماه بذلك مجازًا (حم ت حب ك) عن أبي سعيد وإسناده صحيح • (الوائدة) قال المناوي بهمزة مكسورة قبل الدال أي التي تدفن الولد حيًا كانت القابلة ترقب الولد في الجاهلية فإن انفصل ذكرًا مسكته أو أنثى ألقتها في الحفرة وألقت عليها التراب (والموؤدة) المفعول لها لك وهي أم الطفل (في النار) أي هما في نار جهنم وقال العلقمي الوائدة هي الأم التي تئد ولدها أي تدفنه حيًا والموؤدة هي البنت المدفونة حية سميت بذلك لما يطرح عليها من التراب فيؤدها أي يثقلها حتى تموت وسبب هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن امرأة وأدت بنتًا لها فقال الوائدة والموءودة يعني الأم وابنتها في النار أما الأم فلأنها كانت كافرة وأما البنت فلاحتمال كونها بالغة كافرة أو غير بالغة لكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنها من أهل النار إما بوحي أو غيره فلا يجوز الحكم على أطفال الكفار بأن يكونوا من أهل النار بهذا الحديث لأن هذه واقعة عين شخص معين فلا يجوز إجراؤه في جميع الموؤدين بل حكمهم على المشيئة بما سبق في علم الله تعالى وقد يحتج بهذا الحديث من يقول أن أولاد المشركين في النار فيأخذ بعمومه والصحيح لا حجة فيه لوروده على سبب كما تقدم (د) عن ابن مسعود وإسناده صحيح • (الواحد شيطان والاثنان شيطانان والثلاثة ركب) قال المناوي أي أن الانفراد والذهاب في الأرض على سبيل الواحدة من قبل الشيطان أي شيء يحمله عليه الشيطان وكذا الراكبان وهو حث على اجتماع الرفقة في السفر (ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (الوالد وسط أبواب الجنة) قال المناوي طاعته تؤدي إلى دخول الجنة من أوسط أبوابها (حم ت هـ ك) عن أبي الدرداء وإسناده صحيح • (الواهب أحق بهبته ما لم يثبت منها) أي يعوض عنها قال المناوي ومنه أخذ الحنفية أن للواهب الرجوع فيما وهبه لأجنبي بحكم حاكم والمالكية لزوم الإثابة في الهدية (هق) عن أبي هريرة • (الوتر حق فمن لم يوتر) أي لم يصل الوتر (فليس منا) أي ليس على سيرتنا ولا مستمسكًا بسنتنا أخذ بظاهره أبو حنيفة فأوجب الوتر وأجاب الشافعية عن ذلك بأنه لا حجة فيه لأن السنة قد توصف بأنها حق على كل مسلم كما في قوله عليه الصلاة والسلام حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام (حم د ك) عن بريدة • (الوتر بليل) قال المناوي أي آخر وقته آخر الليل فذهب مالك وأحمد إلى أنه لا وتر بعد الصبح وأظهر قولي الشافعي أنه يقضى (حم ع) عن أبي سعيد وإسناده حسن • (الوتر ركعة من آخر الليل) قال العلقمي فيه دليل على صحة الإيتار بركعة وعلى استحباب آخر الليل ولا ينافي ذلك أمره صلى الله عليه وسلم بالنوم على وتر لأن الأول فيمن وثق باستيقاظه آخر الليل بنفسه بغيره والثاني على ما لا يثق بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم من خاف أن يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فيحمل باقي الأحاديث المطلقة على

هذا التفصيل الصحيح الصريح (م د ن) عن ابن عمر (حم طب) عن ابن عباس • (الواحدة خير من جليس السوء) قال المناوي ولهذا كان مالك بن دينار كثيرًا ما يجالس الكلاب على المزابل ويقول هو خير من قرناء السوء (والجليس الصالح خير من الوحدة) قال المناوي فيه حجة لمن فضل العزلة وأما الجلساء الصالحون فقليل (واملاء) بالمد (الخير) على الملك من أفعالك وأقوالك (خير من السكوت) بل قد يجب الاملاء ويحرم السكت) والسكوت خير من املاء الشر (ك هب) عن أبي ذر • (الود والعداوة يتوارثان) قال المناوي أي يثرهما الفروع عن الأصول جيلًا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (أبو بكر) الشافعي (في الغيلانيات عن أبي بكر) الصديق رضي الله تعالى عنه • (الود يتوراث والبغض يتوارث) قال المناوي أي يرثه الأقارب بعد موت مورثهم وهذا بمعنى ما اشتهر على الألسنة ولا أصل له محبة في الآباء صلة في الأبناء (طب ك) عن عفير • (الود يتوارث والبغض يتوارث في أهل الإسلام) قال المناوي أما الكفار فلا تودوهم وقد عاداهم الله تعالى ولا تقربوهم وقد أبعدهم (طب) عن رافع ابن خديج وضعفه الهيتمي • (الورع) بكسر الراء هو (الذي يقف عنه الشبهة) قال المناوي أي يتوقى الفعلة التي تشبه الحلال من وجه والحرام من وجه فيجتنبها حذرًا من الوقوع في الحرام (طب) عن واثلة بن الأسقع • (الوزغ) بفتح الواو وسكون الزاي (فويسق) قال العلقمي هذا التصغير للتحقير والهوان والذم سميت فويسقة لأنها من الفواسق الخمس وسميت بذلك لخروجها عن طباع أجناسها إلى الأذى والوزغة عندها من أنواع الضرر والأذى الكثير ما خرجت به عن أجناسها من الحشرات المستضعفة ويحتمل أن يقال سميت به لخروجها عن الحرمة بالأمر بقتلها أو لخروجها عن الانتفاع بها أو لتحريم أكلها (ن حب) عن عائشة وإسناده صحيح • (الوزن وزن أهل مكة) قال العلقمي قال شيخنا قال الخطابي يريد وزن الذهب والفضة خصوصًا دون سائر الأوزان ومعناه أن الوزن الذي يتعلق به حق الزكاة في النقود وزن أهل مكة وهي دراهم الإسلام المعدلة منها العشرة بسبعة مثاقيل فإذا ملك الرجل منها مائة درهم وجبت فيها الزكاة وذلك أن الدراهم مختلفة الأوزان في بعض البلاد والأماكن فمنها البغلي ومنها الطبري ومنها الخوارزمي وأنواع غيرها فالبغلي ثمانية دوانق والطبري أربعة دوانق والدرهم الوازن الذي هو من دراهم الإسلام الجائزة بينهم في عامة البلدان ستة دوانق وهو نقد أهل مكة وزنهم الجائز بينهم وكان أهل المدينة يتعاملون بالدراهم عددًا وقت مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إياها فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى الوزن فيها وجعل العيار وزن أهل مكة دون ما يتفاوت وزنه منها في سائر البلدان فأما أوزان الأرطال والأمنان فهي بمعزل من هذا (والمكيال مكيال أهل المدينة) هو الصاع الذي يتعلق به وجوب الكفارات ويجب إخراج صدقة الفطر به ويكون تقدير النصاب وما

في معناه بعياره وللناس صيعان مختلفة وصاع أهل الحجاز خمسة أرطال وثلث بالعراقي اهـ وقال المناوي أي الموازين المعتبرة في أداء الحق الشرعي إنما تكون بميزان أهل مكة لأنهم أهل تجارة فخيرتهم للأوزان أكثر والمكيال (دن) عن ابن عمرو بإسناد صحيح • (الوسق) بفتح الواو أشهر وأفصح من كسرها (ستون صاعًا) والصاع خمسة أرطال وثلث بالبغدادي عند الشافعي وعند الحنفية ثمانية (حم د) عن أبي سعيد (هـ) عن جابر بن عبد الله قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (الوسيلة درجة عند الله) في الجنة (ليس فوقها درجة فاسألوا الله أن يؤتيني الوسيلة (حم) عن أبي سعيد قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (الوضوء) يجب (ممامسته النار) بنحو قلي أو شي أو طبخ قال المناوي وهذا منسوخ وقيل المراد اللغوي منه وهو غسل اليد والفم منه (م) عن زيد بن ثابت • (الوساء ممامست النار ولو من ثوار اقط) أي قطعة من الاقط وهو لبن جامد (ت) عن أبي هريرة وقال حسن • (الوضوء) يجب (مرة مرة) قال العلقمي قال النووي أجمع المسلمون على أن الواجب في غسل الأعضاء مرة مرة وعلى أن الثلاثة سنة وقد جاءت الأحاديث الصحيحة في الغسل مرة مرة وثلاثًا ثلاثًا وبعض الأعضاء ثلاثًا ثلاثًا وبعضها مرتين وبعضها مرة قال العلماء فاختلافها دليل على أن جواز ذلك كله وأن الثلاثة هي الكمال والواحدة تجزي وعلى هذا يحمل اختلاف الأحاديث وأما ما اختلف الرواة فيه عن الصحافي في القصة الواحدة فذلك محمول على أن بعضهم حفظ وبعضهم نسي فيؤخذ بما زاد الثقة كما الثقة كما تقرر من قبول زيادة الثقة الضابط (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (الوضوء يكفر ما قبله) من النوب الصغائر (ثم تصير الصلاة التي بعده (نافلة) أي زيادة فترفع بها درجاته (حم) عن أبي أمامة وإسناده صحيح • (الوضوء مما خرج) قال المناوي من أحد السبيلين عند الشافعي ومالك وأخذ أبو حنيفة وأحمد بعمومه فأجوباه بخروج النجاسة من غيرهما (وليس مما دخل) وتمامه والصوم مما دخل وليس مما خرج (هق) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما • (الوضوء من كل دم سائل) قال المناوي أي يجب من خروج كل دم إذا سال حتى يجاوز موضع التطهير وبه قال أبو حنيفة وأحمد وقال الشافعي لا نقض بالقصد وكل ما خرج من غير المخرج المعتاد وحمل الوضوء على الغسل جمعًا بين الأدلة لأن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وغسل محاجة ولم يتوضأ (قط) عن تميم الداري • (الوضوء شطر الإيمان) قال العلقمي قال في النهاية لأن الإيمان يطهر نجاسة الباطن والطهور يطهر نجاسة الظاهر (والسواك شطر الوضوء) لأنه ينظف الباطن (ش) عن حسان بن عطية مرسلًا • (الوضوء قبل الطعام حسنة وبعد الطعام حسنتان) أراد بالوضوء غسل اليدين (ك) في تاريخه عن عائشة • (الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر) قال المناوي لأن

فيه استقبالًا للنعمة بالأدب وذلك شكر للنعمة ووفاء بحرمة الطعام المنعم به والشكر يوجب المزيد (وهو من سنن المرسلين) قال المناوي أي من طريقتهم وعادتهم فليس خاصًا بهذه الأمة اهـ والضمير يحتمل رجوعه للوضوء بالمعنى اللغوي ويحتمل رجوعه إليه بالمعنى الشرعي (طس) عن ابن عباس • (الوقت الأول من الصلاة رضوان الله) أي سبب رضوانه (والوقت الآخر عفو الله) والعفو يكون عن المقصرين وأفاد أن تعجيل الصلاة أول وقتها أفضل (ت) عن ابن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (الولاء) بالفتح والمد عصوبة سببها نعمة المعتق وقال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (الولاء) بالفتح والمد عصوبة سببها نعمة المعتق وقال العلقمي حق ميراث المعتق بالكسر من المعتق بالفتح ثابت (لمن أعطى الورق) أي الفضة والمراد الثمن فعير بالورق لغلبته في الأثمان (وولي النعمة) قال العلقمي أي أعتق ومطابقته لقوله الولاء لمن أعتق أن صحة العتق تستدعي سبق ملك والملك يستدعي ثبوت العوض والمراد الولاء لمن أعتق كما في رواية والحصر بالنسبة لولاء المباشرة وإلا فولاء السراية ثابت لغير المعتق (ق 3) عن عائشة • (الولاء لمن أعتق) قال المناوي فيه حجة للشافعي على نفي ولاء الموالاة بجعل لام الولاء للجنس وقال الحنفية للعهد فلا ينفيه (حم طب) عن ابن عباس بإسناد حسن • (الولاء لحمة) بضم اللام (كلحمة النسب) قال المناوي أي اشتراك واشتباك كالسداء واللحمة في النسج (لا يباع ولا يوهب) فهو بمنزلة القرابة فكما لا يمكن الانفصال عنها لا يمكن الانفصال عنه (طب) عن عبد الله بن أبي أوفى (ك هق) عن ابن عمر • (الولد للفراش) أي تابع للفراش أو محكوم به للفراش أي لصاحبه زوجًا كان أو سيدًا قال العلقمي وفراش الزوجة يثبت بالعقد عليها مع إمكان وطئها وفي الأمة لا يثبت إلا بوطئها (وللعاهر) أي الزاني (الحجر) أي الخيبة ولا شيء له في الولد الذي ادّعاه وقيل هو على ظاهره أي الرجم بالحجارة وردّ بأن الرجم خاص بالمحصن ولأنه لا يلزم من الرجم نفي الولد أي الذي الكلام فيه وسببه ذكره العلقمي عن البخاري ومحصله أن رجلين ادّعيا غلامًا فقال أحدهما هذا ابن أخي وقال الآخر هذا أخي فذكره (ق د ن هـ) عن عائشة (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة (د) عن عثمان عن ابن مسعود وعن الزبير (هـ) عن عمر وعن أبي أمامة قال المناوي وهو متواتر فقد جاء عن بضعة وعشرين من الصحابة • (الولد ثمرة القلب) لأن الثمرة تنتجها الشجرة والولد نتيجة الأب (وأن مجبنة) أي يجبن أبوه عن الجهاد خوف ضيعته (منجلة) أي يمتنع أبوه من الإنفاق في الطاعة خوف فقره (محزنة) يحزن أبوه لمرضه خوف موته (ع) عن أبي سعيد بإسناد ضعيف • (الولد من ريحان الجنة) أي من رزق الله والريحان يطلق على الرحمة والرزق والراحة (الحكيم) الترمذي (عن خولة بنت حكيم • (الولد من كسب الوالد) قال المناوي بواسطة أحبال أمه فله الأكل من كسبه (طس) عن ابن عمر • (الوليمة أول يومحق) قال العلقمي قال ابن رسلان أي واجب ثابت عند من يقول بوجوبها وعليه الأكثر (والثاني معروف) أي سنة

(حرف اللام ألف)

معروفة بدليل رواية الترمذي بلفظ طعام أول حق والثاني سنة وقال المناوي حق سنة مؤكدة والثاني معروف أي سنة معروفة دون الأولى في التأكيد (واليوم الثالث سمعة ورياء قال العلقمي ليرى الناس طعامه ويظهر لهم كرمه ويسمعهم ثناء الناس عليه ويباهي به غيره ليفتخر بذلك أو يعظم في نفوسهم وهو وبال عليه اهـ قال المناوي ومحله ما لم يدع فيهما من لم يدع في الأول ولم يمكنه استيعاب الناس في الأول لكثرتهم أو صغر منزله أو غيرهما قال الأذرعي فذلك في الحقيقة كوليمة واحدة دعى الناس إليها أفواجًا في يوم واحد قال ولو أولم في يوم واحد مرتين فالظاهر أن الثانية كاليوم الثاني وينبغي تقييده بما تقدم (حم د ن) عن زهير بن عثمان قال العلقمي بجانبه علامة الحسن لكن قال وذكر البخاري في تاريخه الكبير هذا الحديث في ترجمة زهير بن عثمان وقال لا يصح إسناده ولا يعرف له صحبة • (الويل كل الويل لمن ترك عياله بخير) أي ترك لورثته مالًا (وقدم على ربه بشر) لكونه اكتسب ذلك من غير حله (فر) عن ابن عمر قال الذهبي هو وإن كان معناه حقًا فهو موضوع. • (حرف اللام ألف) * • (لا آكل وأنا متكئ) قال العلقمي قال شيخنا اختلف في صفة الاتكاء فقيل أن يتمكن في الجلوس للأكل على أي صفة كان وقيل أن يميل على أحد شقيه وقيل أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض والأول المعتمد وهو شامل للقولين والحكمة في تركه أنه من فعل ملوك العجم والمتعظمين وأنه أدعى إلى كثرة الأكل وأحسن الجلسات للأكل الإقعاء على الوركين ونصب الركبتين ثم الجثى على الركبتين وظهر القدمين ثم نصب الرجل اليمنى والجلوس على اليسرى وقال الخطابي يحسب أكثر العام أن المتكئ هو المائل المعتمد على أحد شقيه وليس معنى الحديث ذلك وإنما المتكئ هنا المعتمد على الوطاء الذي تحته وكل من استوى قاعدًا على وطاء فهو متكئ وقال شيخنا قال البيهقي في شعب الإيمان وعد القاضي أبو العباس يعني ابن القاص ترك النبي صلى الله عليه وسلم الأكل متكئًا من خصائصه ويحتمل أن يكون المختار لغيره أيضًا مما بين يديه إلا متكئًا لم يكن في ذلك كراهة (حم خ ده) عن أبي جحيفة • (لا أجر لمن لا حسبة له) أي لمن لا يقصد الاحتساب بالإنفاق ونحوه إنما الأعمال بالنيات (ابن المبارك عن القاسم بن محمد مرسلًا • (لا أجر إلا عن حسبة) أي عن قصد طلب الثواب من الله (ولا عمل) معتد به (إلا بنية (فر) عن أبي ذر • (لا أخصاء في الإسلام) الخصاء الشق على الانثيين وانتزاعهما وهو حرام في بني آدم بخلاف لما فيه من المفاسد مع تعذيب النفس والتشويه مع إدخال الضرر الذي قد يفضي إلى الهلاك وأما غير بني آدم فقال النووي يحرم خصاء غير المأكول مطلقًا وأما المأكول فيجوز في صغيره دون كبيره

وقال القرطبي يجوز ذلك في الحيوان الكبير عند إزالة الضرر (ولا بنيان كنيسة) ونحوها من متعبدات اليهود والنصارى فيحرم إحداث ذلك (هق) عن ابن عباس بإسناد ضعيف • (لا إسعاد في الإسلام) هو أن تساعد المرأة جارتها في النياحة على الميت وذا خص منه أم عطية فإنها قالت له يا رسول الله إن فلانة أسعدتني فأريد أن أسعدها فما قال النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا وفي رواية قال اذهبي فاسعديها ثم بايعيني (ولا شغار) بكسر الشين المعجمة وبالغين المعجمة أي لا ينكح رجل موليته لرجل بموليته ويجعل بضع كل منهما صداقًا للآخر وأصله في اللغة الرفع يقال شغر الكلب إذا رفع رجله ليبول كأنه قال لا ترفع رجل ابنتي حتى أرفع رجل ابنتك وقيل هو من شغر البلد غذا خلا عن السلطان الخلوة عن الصداق (ولا عقر) بفتح (في الإسلام) هو عقرهم الإبل على قبول الموتى يزعمون أن الميت يكافى بذلك عن عقره للأضياف في حياته (ولا جلب في الإسلام) أل يا ينزل الساعي موضعًا أو يرسل من يجلب له مال الزكاة من أماكنه أو أراد أن لا يتبع الرجل فرسه في المسابقة شخصًا يزجره ويجلب عليه ويصيح حثًا له على الجري (ولا جنب) بالتحريك هو أن يجنب في السباق فرسًا إلى فرسه الذي يسابق عليه فإذا فتر المركوب تحول للمجنوبة (ومن انتهب) من الغنيمة ومن مال الناس (فليس منا) أي من المتبعين إلى أمرنا (حم ن حب) عن أنس بن مالك • (لا اسلال) قال في النهاية الاسلال السرقة الخفية (ولا غلول) قال المناوي لا خيانة في غ نيمة ولا غيرها وقال العلقمي قال في النهاية قد تكرر ذلك الغلول في الحديث وهو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة وكل من خان في شيء خفية فقد غل سميت غلولًا لأنها ممنوعة مجعول فيها غل وهي الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه ويقال لها جامعة أيضًا (طب) عن عمرو بن عوف • (لا أشتري شيئًا ليس عندي ثمنه) قال المنناوي لا ينبغي وإن جاز (حم ك) عن ابن عباس وإسناده صحيح • (لا أعافي أحد قتل بعد أخذ الدية) قال العلقمي قال ابن رسلان بضم الهمزة وكسر الفاء أي لا أترك القتل عمن قتل بعد أخذ الدية من قوله تعالى فمن عفي له من أخيه شيء أي ترك بل اقتله البتة ولا أمكن الولي من العفو عنه وبه قال قتادة وعكرمة والسدي وغيرهم وقال جماعة منهم مالك والشافعي هو كمن قتل ابتداء إن شاء الولي قتله وإن شاء عفا عنه قال ابن المنذر وبه أقول لأن القاتل لما عفا عنه صار دمه محرمًا كسائر الدماء وقال الحسن بل تردّ إليه الدية ويبقى إثمه إلى عذاب الآخرة وقال عمر بن عبد العزيز أمره إلى الإمام يفعل فيه ما يشاء منالعقوبة أو غيرها وفي الحديث دلالة على ذلك ويكون تقدير الحديث لا حكم بالعفو عمن قتل بعد أخذ الدية بل اجعل أمره إلى اجتهاد الإمام وفي رواية لا أعفي من قتل بعد أخذ الدية بفتح الهمزة والفاء وهو دعاء عليه عليه أي لا كثر ماله ولا استغنى قاله في الدر كأصله اهـ وقال المناوي المراد به التعليظ والزجر لا الحقيقة (الطيالسي

عن جابر) بإسناد صحيح • (لا اعتكاف) يصح (إلا بصيام) قال المناوي أخذ به أبو حنيفة ومالك فشرط للاعتكاف الصوم ولم يشرطه الشافعي تمسكًا بخبر ليس على المعتكف صيام اهـ فعلى قول الشافعي يقدر يكمل بدل يصح جمعًا بين الأدلة (ك هق) عن عائشة • (لا إله إلا الله لا يسبقها عمل) قال العلقمي لأنها مبدأ الأعمال المتعد بها فعمل الكافر لا اعتداد به إلا أن يسلم فيثاب على ما تقدم منه من قربات كعتق وصدقة ونحو ذلك إن استمر على الإسلام ومات عليه (ولا تترك ذنبًا) فإذا أتى بها الكافر مع قرينتها كفر الله عنه كل ذنب فإن الإسلام يجب ما قبله (هـ) عن أم هانس بنت أبي طالب • (لا إيمان لمن لا أمانة له) قال المناوي فإن المؤمن من أمنه الخلق على أنفسهم وأموالهم فمن خان وجار فليس بمؤمن وأراد نفي الكمال لا الحقيقة (ولا دين لمن لا عهد له) المراد به الزجر والردع ونفي الكمال (حم حب) عن أنس وإسناده قوي • (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة له وموضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد) في احتياجه إليه وعدم بقائه بدونه (طس) عن ابن عمر بن الخطاب • (لا بأس بالحديث قدمت فيه أو أخرت إذا أصبت معناه) لا في إلزام الأداء باللفظ حرجًا شديدًا وربما يؤدي إلى ترك التحديث فللعالم التقديم والتأخير والتعبير عن أحد المترادفين بالآخر وليس ذلك لغيره (الحكيم) في نوادره (عن واثلة) بن الأسقع • (لا بأس بالحيوان) أي بيع الحيوان (والحد باثنين) إذا كان (يدًا بيد) قال المناوي أي مقابضة فإن كان نسيئة لم يجز عند ابي حنيفة وجوزه الشافعي اهـ قال العلقمي ومنع منه أحمد وقال مالك إذا اختلفت أجناسها حل بيعها نسيئة وإن تشابهت لم يجز وجوز الشافعي بيعها نسيئة سواء كانت جنسًا واحدًا أو أجناسًا مختلفة إذا كان أحد الحيوانين نقدًا (حم هـ) عن جابر قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (لا بأس بالقمح بالشعير) أي بيعه به (اثنين بواحد) إذا كان (يدًا بيد) أي مقابضة (طب) عن عبادة ابن الصامت وإسناده حسن • (لا بأس بالغنى لمن اتقى) الغنى بالكسر والقصر المال لمن اتقى بأن يجمعه من وجه حلال ويصرفه في وجوه الخير (والصحة لمن اتقى خير من الغنى) لأن صحة البدن عون على العبادة (وطيب النفس من النعيم) قال المناوي لأن طيبها من روح اليقين وهو النور الذي أشرق على القلب (حم هـ ك) عن يسار بن عبد وإسناده صحيح • (لا بد من العريف) للناس يتعرف أمورهم ويلي أمر سياستهم (والعريف في النار) إلا من اتقى الله (أبو نعيم في المعرفة عن جعونة بن زياد • (لا بر أن يصام) أي لا بر حاصل بصيام (في السفر) إن حصل به مشقة (طب) عن ابن عمرو ابن العاص وإسناده حسن • (لا تأتوا الكهان) الذين يدعون علم المغيبات أي لا تتعلموا منهم ولا تصدقوهم فيحرم ذلك (طب) عن معاوية بن الحكم قال الشيخ

حديث صحيح • (لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم) أي مولدة فخرج الملائكة وإبليس والخضر أيضًا فإنه لم يكن على الأرض بل كان على البحر وهو عام مخصوص يعني لا يعيش أحد ممن كان موجودًا عند قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أكثر من مائة سنة وكان آخر الصحب موتًا أبو الطفيل ومات سنة عشر ومائة وهي رأس مائة سنة من قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك (م) عن أبي سعيد الخدري • (لا تأخذوا الحديث إلا عمن تجيزون شهادته) فيشترط في روايته العدالة (السجزى (خط) عن ابن عباس • (لا تؤخر الصلاة لطعام) إن ضاق وقتها بحيث لو أكل خرج الوقت فيحرم فإن لم يضق قدم الأكل إن كان تائق (ولا لغيره) إلا لمن يجمع (د) عن جابر وإسناده ضعيف • (لا تؤخروا الجنازة إذا حضرت) قال العلقمي قال الدميري المراد غذا تيقن موت الإنسان لا تؤخر جنازته لزيادة المصلين للأمر بالإسراع بها لكن لا بأس بانتظار الولي إذا لم يخف تغيرها وقد ورد في الحديث حصول المغفرة للميت بصلاة مائة عليه أو أربعين كما سيأتي في الباب الذي بعده فينبغي إذا رجي حضور مثل هذا العدد عن قرب أن ينتظر استحبابًا رعاية لحق الميت (هـ) عن علي • (لا تأذن) بالرفع (امرأة في بيت زوجها) أي في دخوله أو في الأكل منه (إلا بإذنه) بصريح أو قرينة قوية (ولا تقوم من فراشها فتصلي تطوعًا إلا بإذنه) إن كان حاضرًا فإن قامت وصلت بغير إذنه أثمت وصحت الصلاة لاختلاف الجهة فلا ثواب بها (طب) عن ابن عباس ورجاله ثقات • (لا تأذنوا) قال المناوي ندبًا أو إرشادًا (لمن) أي لإنسان استأذن في الدخول أو الجلوس أو الأكل (لا يبدأ بالسلام) عقوبة له على إهماله تحية الإسلام (هب) والضيا عن جابر رضي الله عنه • (لا تؤذوا مسلمًا بشتم كافر) قال المناوي قاله حين شكى إليه عكرمة بن أبي جهل أنه يقال له هذا ابن عدو الله فقام خطيبًا فذكره (ك هق) عن سعيد بن زيد • (لا تأكلوا البصل النيء) أي إذا أردتم حضور المسجد فإنه مكروه (هـ) عن عقبة بن عامر الجهني • (لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال) فالأكل بها مكروه تنزيهًا (هـ) عن جابر وهو حديث ضعيف • (لا تألوا على الله) من الألية اليمين أي لا تحلفوا عليه كان تقولوا والله ليدخل الله فلانًا النار أو الجنة (فإنه من تألى على الله كذبه الله) فليس لأحد الجزم بالعفو أو العقاب لأحد بل هو تحت المشيئة (طب) عن أبي أمامة • (لا تباشر) قال المناوي خبر بمعنى النهي (المرأة المرأة) أي لا تمس امرأة بشرة أخرى ولا تنظر إليها (فتنعتها) أي تصفها (لزوجها كأنه ينظر إليها) ليتعلق قلبه بها فيقع بذلك فتنة والنهي منصب على المباشرة والنعت معًا (حم خ د ق) عن ابن مسعود • (لاتباع أم الولد) قال المناوي أي لا يجوز ولا يصح بيعها وبيعها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان قبل النسخ (طب) عن خوّات قال الشيخ بفتح الخاء المعجمة وشدّة الواو آخره مثناة فوقية (ابن جبير)

ابن النعمان الأنصاري • (لا تباغضوا) أي لا يفعل أحدكم باخيه ما يحمله على بغضه (ولا تدابروا) قال المناوي أي لا تقاطعوا أو لا تغابوا (ولا تنافسوا وكونوا عباد الله أخوانا) صرح به للتأكيد (م) عن أبي هريرة • (لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام) قال العلقمي قال النووي اختلف العلماء في رد السلام على الكفار وابتدائهم به فمذهبنا تحريم ابتدائهم به ووجوب ردة عليهم بأن يقول وعليكم أو عليكم أو عليكم فقط (وإذا لقيتم أحدهم في طريق) فيه زحمة (فاضطرّوه إلى أضيقه) بحيث لا يقع في وهدة ولا يصدمه نحو جدار أي لا تتركوا له صدر الطريق (حم م د ت) عن أبي هريرة • (لا تبرز فخذك) أي لا تكشفها (ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت) فيه أن الفخذ عورة (د هـ ك) عن علي • (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله) يحتمل أن يكون المراد إذا ولي تعليم العلم وتعلمه الصلحاء المتقون (ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله) أي غير من ذكر والله أعلم بمراد نبيه (حم ك) عن أبي أيوب الأنصاري وإسناده حسن • (لا تتبع) بضم أوله وفتح ثالثه وهو خبر بمعنى النهي (الجنازة بصوت) أي مع صوت فالباء بمعنى مع وهو النياحة (ولا نار) قال العلقمي قال الشافعي والأصحاب يكره أن تتبع الجنازة بنار في مجمرة أو غيرها وأن يكون عند القبر مجمرة وسبب الكراهة كونه من شعار الجاهلية وقال ابن حبيب المالكي سببه التفاؤل وقال بعض أصحابنا يحرم ونسبه النووي إلى الشيخ أبي نصر (ولا يمشى) بضم أوله (بين يديها) قال العلقمي أب بناء وتقدم الكلام على المشي أمامها وخلفها مستوفى في الجنازة متبوعة (د) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تتخذوا المشاجد طرقًا إلا لذكر أو صلاة) أو اعتكاف أو نحو ذلك (طب) عن ابن عمر بإسناد صحيح • (لا تتخذوا الضيعة) أي القرية التي تزرع وتستغل (فترغبوا في الدنيا) أي لا تتخذوها من خاف التوغل في الدنيا فيلهوا عن ذكر الله وينصرف عن توجه القلب وتستحكم علاقتها فيه فيثقل عليه الموت أما من وثق من نفسه بالقيام بالواجب عليه فيها فله الاتخاذ وقال العلقمي قال في النهاية الضيعة في الأصل المرة من الضياع وضيعة الرجل في غير هذا ما يكون منه معاشة كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك ومنه لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا (حم ت ك) عن ابن مسعود وإسناده حسن • (لا تتخذوا بيوتكم قبورًا) أي لا تجعلوها كالقبول في خلوّها عن الذكر والعبادة (بل صلوا فيها (حم) عن زيد بن خالد الجهني • (لا تتخذوا شيئًا فيه الروح غرضًا) أي هدفًا يرمى بالسهام لما فيه من التعذيب والنهي للتحريم قاله لما رأى ناسًا يرمون دجاجة (م ن هـ) عن ابن عباس • (لا تتركوا النار في بيوتكم حين تناموا) أراد نار مخصوصة وهي ما يخاف منها الانتشار (حم ق د ت هـ) عن ابن عمر • (لا تترك هذه الأمة شيئًا من سنن) أي طرائق (الأولين) القبيحة (حتى تأتيه (طس) عن المستورد وإسناده صحيح • (لا تتمنوا الموت) فيكره

وقيل يحرم لما فيه من طلب إزالة نعمة الحياة وما يترتب عليها من الفوائد ولزيادة العمل وقيده في حديث بأن يكون تمنيه لضر نزل به والمراد الدنيوي لا الديني (هـ) عن خباب بخاء معجمة مفتوحة وموحدتين ابن الأرث قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (لا تتمنوا لقاء العدو) لما فيه من الإعجاب والوثوق بالقوة (وإذا التقيتموه) وفي نسخة لقينموهم أي الأعداء (فاصبروا) أي اثبتوا ولا تظهروا الجزع إن مسكم قرح (ق) عن أبي هريرة • (لا تثوّبنَ) بمثلثة ونون التوكيد والخطاب لبلال (في شيء من الصوات) أي لا تقولنّ بعد الحيعلتين الصلاة خير من النوم (إلا في صلاة الفجر) فيثوب قوله مرتين في ثاني أدانيها أي اليقظة لها خير من راحة النوم وهو من ثاب إذا رجع لأن المؤذن دعا إلى الصلاة بالحيعلتين ثم عاد فدعا إليها بذلك وخص الصبح لما يعرض للنائم من التكاسل بسبب النوم ويثوب في أذان القضاء أيضًا نظرًا إلى أصله (ت هـ) عن بلال قال ت غريب ضعيف • (لا تجادلوا في القرآن فإن جدالًا فيه كفر) قال المناوي هو أن يسمع قراءة آية لم تكن عنده فيعجل على القارئ ويخطئه وينسب ما يقرأه إلى أنه غير قرآن أو يجادله في تأويل ما لا علم عنده منه وسماه كفرًا لأنه يشرف بصاحبه على الكفر (الطيالسي (هب) عن ابن عمر بن الخطاب • (لا تجار أخاك) قال العلقمي قال في النهاية أي لا تجر معه في المناظرة والجدال ليظهر عملك للناس رياء وسمعة (ولا تشاره) قال العلقمي هو تفاعل من الشر أي لا تفعل به شرًا تحوجه أن يفعل بك مثله ويروى بالتخفيف (ولا تماره) أي تلتوي عليه وتخالفه ولا تجادله ولا تغالبه فإن ذلك يورث غلًا ووحشة بل استعمل معه الرفق والحلم (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن حويرث بن عمرو) المخزومي • (لا ت جالسوا أهل القدر) بالتحريك قال المناوي فإنه لا يؤمن أن يغمسوكم في ضلالتهم (ولا تفاتحوهم) قال العلقمي لا تحاكموهم وقيل لا تبتدؤهم بالمجادلة والمناظرة في الاعتقاديات لئلا يقع أحدكم في شك فإن لهم قدرة على المجادلة بغير الحق والأول أظهر لقوله تعالى ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق أي لا ترفعوا الأمر إلى حكامهم وقيل لا تبتدؤهم بالسلام قال ابن عباس ما كنت أدري معنى قوله تعالى ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها تعالى أفاتحك أي أحاكمك (حم د ك) عن عمر ابن الخطاب • (لا تجاوزوا الوقت) أي الميقات (إلا بإحرام) فيحرم على مريد النسك مجاوزته بغير إحرام (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن • (لا تجتمع خصلتان في مؤمن) كامل الإيمان (البخل والكذب) فاجتماعهما في إنسان علامة نقص الإيمان (سمويه عن أبي سعيد) وإسناده حسن • (لا تجزي صلاة لا يقيم الرجل) يعني الإنسان (فيها صلبه في الركوع والسجود) قال المناوي أي لا تصح صلاة من لا يسوّي ظهره فيها وفيه وجوب الطمأنينة (حم ن هـ) عن أبي مسعود عقبة بن عمرو وإسناده صحيح • (لا تجعلوا على العاقلة من قول معترف

شيئًا) قال العلقمي هذا مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه وكذلك لا يقضى عليهم بالتحمل بحلف المدّعي بعد نكول المدّعى عليه بناء على أن اليمين المردودة كالإقرار (طب) عن عبادة بن الصامت قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا يجلس) قال العلقمي يضم أوله بالبناء للمجهول (بين رجلين) وكذا بين المرأتين والصبي بين الصبيين (إلا بإذنهما) قال العلقمي قال ابن رسلان الظاهران النهي عن الجلوس بين الاثنين بغير إذنهما لأنه يوقع في أنفسهما انتقاصهما واحتقارهما وتفاؤلًا بحصول الفرقة بينهما إذا فرق بينهما في الجلوس وربما احتاجا إلى كلام فيسمع كلا منهما والسر الذي بينهما ويؤدّي ذلك إلى التنافر والتها جر فنهى عن ذلك إلا ب إذنهما ويحتمل أن يكون ذلك في أول الإسلام حين كان المنافقون يجالسونهم ويخشى منهم الاطلاع على أحوال المؤمنين (د) عن ابن عمرو وإسناده حسن • (لا تجلسوا على القبور) النهي للتنزيه (ولا تصلوا عليها (حم م 3) عن أبي مرثد بفتح الميم والمثلثة الغنوي • (لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي) فيحرم حتى الآن عند الشافعي كما مر (حم) عن عبد الرحمن بن أبي عمرة وإسناده صحيح • (لا تجني أم على ولد) قال المناوي نهى أبرزه في صورة النفي للتأكيد أي أن جنايتها لا تلحق ولدها مع ما بينهما من شدة القرب وكمال الشبهة فكل من الأصل والفرع يؤاخذ بجنايته غير مؤاخذ بجناية الآخر (ن هـ) عن طارق المحاربي وإسناده حسن • (لا تجني نفس على أخرى) أي لا يؤاخذ أحد بجناية أحد ولا تزر وازرة وزر أخرى (ن هـ) عن أسامة بن شريك • (لا تجوز الوصية لوارث إلا أن يشاء الورثة) في رواية إلا أن يجيزها الورثة (قط هق) عن ابن عباس بإسناد صالح • (لا تجوز شهادة بدوي على صاحب قرية) قال المناوي وعكسه وبه أخذ مالك وتأوله الشافعي كالجمهور على ما يعتبر فيه كون الشاهد من أهل الخبرة الباطنة (د هـ ك) عن أبي هريرة • (لا تجوم شهادة ذي الظنة) بالكسر أي شهادة ظنين أي متهم في دينه لعدم الوثوق به (ولا ذي الحثة) بحاء مهملة وبالتخفيف أي العداوة وهي لغة قليلة (ك هق) عن أبي هريرة قال ك صحيح • (لا تحدّوا النظر إلى المجذومين) لأنه أحرى أن تعافوهم فتزدروهم أو تحقروهم (الطيالسي (هق) عن ابن عباس وإسناده حسن • (لا تحرّم) في الرضاع (المصة) المرة الواحدة من المص (ولا المصتان) في رواية بدله الرضعة ولا الرضعتان قال العلقمي واختلف العلماء في القدر الذي يثبت به حكم الرضاع فقالت عائشة والشافعي وأصحابه لا يثبت بأقل من خمس رضعات وقال جمهور العلماء يثبت رضعة واحدة حكاه ابن المنذر عن علي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وعطاء وطاوس وابن المسيب والحسن ومكحول والزهري وقتادة والحكم وحماد ومالك والأوزاعي والثوري وأبي حنيفة رضي الله تعالى عنهم أجمعين وقال أبو ثور وأبو عبيد وابن المنذر وداود يثبت بثلاث رضعات ولا يثبت بأقل لأما قول الشافعي ومن وافقه

فأخذوا بحديث عائشة خمس رضعات معلومات وأخذ مالك بقوله تعالى وأمّهاتكم اللاتي أرضعنكم ولم يذكر عددًا وأخذ داود بمفهوم حديث لا تحرم المصة ولا المصتان وقال هو مبين للقرآن (حم م 4) عن عائشة (ن حب) عن الزبير بن العوام رضي الله عنه • (لا تخيفوا أنفسكم بالدين) بالفتح قال المناوي لفظ رواية الطبراني لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها قالوا وما ذاك قال الدين (هق) عن عقبة بن عامر الجهني • (لا تدخل الملائكة) يعني ملائكة الرحمة أما الحفظة فلا يفارقون الآدمي بسبب شيء من ذلك (بيتا) ولا مكانا غير البيت ولا تصحب رفقة المسافرين (فيه جرس) يصوّت قال العلقمي وفي معناه ما يعلق في أرجل النساء وإذانهنّ والبنات والصبيان ليصوت وظاهر العلة بالتصويت أن الجرس إذا شد بخرقة ونحوها مما يمنع تصويته. زالت الكراهية قال أبو عمر وابن الصلاح فإن وقع في شيء من ذلك من جهة غيره يعني ولم يستطع الخروج من البيت ولا المنع من دخول البيت فليقل اللهم إني أفرّ إليك مما فعله هؤلاء فلا تحرمني صحبة ملائكتك والمبيت معهم (د) عن عائشة • (لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب) قال المناوي ولو لنحو زرع أو حرس لنجاسته (ولا صورة) أي لحيوان بخلاف صورة غير ذي روح كشجر لعظم إثم المصور بمضاهاة الخالق (حم ق ت ن هـ) عن أبي طلحة • (لا تدعن) بنون التوكيد والبناء على الفتح قال الشيخ ولم يضبطه المناوي ولا العلقمي مع احتمال أنه معرب مسند لواو الجماعة أو مبني مسند لنون النسوة (صلاة الليل) أي التهجد (ولو حلب شاة) أي مقدار حلبها (طس) عن جابر • (لا تدعو ركعتي الفجر) أي صلاتهما (وإن طردتكم الخيل) أي خيل العدو من الكفار وغير هابل صلوهما وإن كنتم ركبانًا أو مشاة بالإيماء إلى الركوع والسجود خفض ولو إلى غير القبلة فيكون تركهما (حم د) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تدعو الركعتين) اللتين (قبل صلاة الفجر فإن فيها الرغائب) قال في النهاية أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم (طب) عن ابن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تدعو الركعتين) اللتين (قبل صلاة الفجر فإن فيهما الرغائب) قال في النهاية أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم (طب) عن ابن عمر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تدفنوا موتاكم بالليل) قال العلقمي قال الدميري قال بظاهر هذا الحديث الحسن البصري فإنه كره الدفن ليلًا مستدلًا بهذا الحديث وقال العلماء كافة لا يكره الدفن ليلًا لكن المستحب الدفن نهارًا وأجابوا عن هذا الحديث بأن النهي عنه إنما هو عن دفنه قبل الصلاة اهـ وقال المناوي الجمهور أنه نسخ (إلا أن تضطرّوا) إليه لخوف انفجار الميت وتغيره (هـ) عن جابر قال العلقمي ورواه مسلم • (لا تديموا النظر إلى المجذومين) قال المناوي بدون واو وبخط المؤلف لكن في نسخ بواو وبعد المعجمة قال العلقمي قال في النهاية لأنه إذا أدام النظر إليه حقره ورأى لنفسه عليه فضلًا وتأذى به المنظور إليه (حم هـ) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تذبحنّ) شاة (ذات در) أي لبن قال المناوي ندبًا أو إرشادًا وهذا قاله لأبي الهيثم وقد أضافه النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه (ت) عن أبي

هريرة وإسناده حسن • (لا تذكروا هلكاكم) أي موتاكم (إلا بخير) قال العلقمي وسببه كما في النساء عن عائشة قالت ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء فقال لا تذكروا فذكره (ن) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (لا تذهب الدنيا حتى تصير) قال المناوي أي حتى يصير نعيمها والوجاهة فيها (للكع بن لكع) أي لئيم أحمق ابن لئيم أحمق وقال العلقمي قال في النهاية اللكع عند العرب العبد ثم استعمل في الحمق والذم وأكثر ما يقع في النداء وهو اللئيم وقيل الوسخ (حم) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (لا ترجعوا بعدي) أي لا تصيروا بعد موتي (كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض) قال العلقمي يجزم يضرب بشرط مقدّر على أنه جواب الشرط وبرفعه على الاستئناف أو بجعله حالًا فعلى الأول يقوّي الحمل على الكفر الحقيقي ويحتاج إلى التأويل كالمستحل وعلى الثاني لا يكون متعلقًا بما قبله ويحتمل أن يكون متعلقًا وجوابه ما تقدم اهـ وقال المناوي مستحلين لذلك أو لا تكن أفعالكم تشبه أفعال الكفار في ضرب رقاب المسلمين (حم ق ن هـ) عن جرير (حم خ د ن هـ) عن ابن عمر (خ ن) عن أبي بكر (خ ت) عن ابن عباس • (لا تركبوا الخز) بفتح المعجمة وزاي قال المناوي أي لا تركبوا عليه لحرمة استعماله (ولا النمار) جمع نمر الحيوان المعروف أي عليها أو على جلودها لأنه شأن المتكبرين وقيل جمع نمرة وهي الكساء المخطط فيكره لما فيه من الزينة (د) عن معاوية قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (لا تروعوا المسلم) لا تفزع وه روعة أفزعه وخوفه (فإن روعة المسلم ظلم عظيم) قال المناوي فيه إيذان بأنه كبيرة (طب) عن عامر بن ربيعة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تزال بمثناة فوقية كما هو ظاهر شرح العلقمي (طائفة من أمتي ظاهرين) قال المناوي أي غالبين ومنصورين وهم جيوش الإسلام أو العلماء (حتى يأتيهم أمر الله) قال المناوي أي يوم القيامة اهـ وقال العلقمي وهذا يعارضه حديث لا تقوم الساعة إلا على أشر الناس وأجاب بأن المراد بقوله في حديث عقبة حتى تأتيهم الساعة أي ساعتهم وهي وقت موتهم بهبوب الريح (وهم ظاهرون) على من عاداهم (ق) عن المغيرة بن شعبة • (لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار) وفي نسخة الفطر عقب تحقق غروب الشمس امتثالًا للسنة قال العلقمي والحكمة في ذلك أن لا يزاد في النهار من الليل ولأنه ارفق بالصائم وأقوى له على العبادة (وأخروا السحور) ما لم يوقع التأخير في شك ويدخل وقته بنصف الليل (حم م) عن أبي ذر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تزال أمتي على الفطرة) أي السنة (ما لم يؤخروا المغرب) أي صلاتها (إلى اشتباك النجوم) أي انضمام بعضها إلى بعض وظهورها كلها (حم د ك) عن أبي أيوب الأنصاري (وعقبة بن عامر) الجهني (هـ) عن ابن عباس • (لا تزال طائفة من أمتي قوّامة على أمر الله) فيحتمل أن المراد تدافع عن الدين ويرشد إلى هذا قول المناوي لينجلي ظلم أهل

البدع (لا يضرها من خالفها) لئلا تخلوا الأرض من قائم لله بالحجة (هـ) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) أي إلى قرب قيامها قال المناوي لأن الله تعالى يحمي إجماع هذه الأمة على الخطأ حتى يأتي أمره (ك) عن عمر بإسناد صحيح • (لا تزوجنّ) بضم الجيم (عجوزًا ولا عاقر) وإن كانت شابة (فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) قال المناوي فتزوج غير الولود مكروه تنزيهًا (طب ك) عن عياض بن غنم بضم المعجمة وسكون النون الأشعري • (لا تزيدوا أهل الكتاب) في رد السلام إذا سلموا عليكم (على) قولكم (وعليكم) قال المناوي فإن الاقتصار لا مفسدة فيه فإنهم إن قصدوا السام أي الموت فقد دعوتهم عليهم بما دعوا عليكم وإلا فهو دعاء لهم بالهداية (أبو عوانة عن أنس) وإسناده صحيح • (لا تسأل الناس شيئًا) أي ما لم تضطر إلى سؤالهم (ولا صوتك) أي مناولته (وإن سقط منك وأنت راكب حتى تنزل إليه فتأخذه) قال المناوي تتميم ومبالغة في الكف من السؤال (حم) عن أبي ذر بإسناد حسن • (لا تسأل الرجل) قال العلقمي قال ابن رسلان في رواية أبي داود لا يسأل بضم أوله ورفع آخره (فيم ضرب امرأته) بحذف الألف وفي نسخة شرح عليها العلقمي فيما فإنه قال قال ابن رسلان هكذا بإثبات الألف وهي لغة شاذة عند أهل العربية والكثير حذف الألف نحو بم يرجع المرسلون فيم أنت من ذكراها قال ونظير ثبوت الألف في الحديث ثبوتها في عم يتساءلون في قراءة عكرمة وعيسى ويجوز أن تكون موصولة أي لا تسأل عن السبب الذي ضربها لأجله ولعل سبب النهي عن سؤال الرجل عن ضربه زوجته إن ذكر ذلك يؤدي إلى هتك ستر زوجته فإنه قد يكون ضربها أو هجرها لامتناعها من جماعه أو نحو ذلك مما يستقبح ذكره بين الرجال وكما لا يسأل الزوج عن الضرب أجنبي لا يسأله أبوها ولا أمها ولا أحد من أقاربها فمن حق الزوج أن لا يفشي سرها في الطلاق ولا عند النكاح وقد روى مسلم وأبو داود من حديث أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه ويروي عن بعض الصالحين أنه أراد طلاق امرأته فقيل له ما لذي يريبك منها فقال العاقل لا يهتك سر امرأته فلما طلقها قيل له لم طلقتها فقال ما لي ولامرأة غيري (ولا تنم إلى وتر) أي صلاته ندبًا أي أن لم يثق باستيقاظه فإن وثق باستيقاظه فتأخيره أفضل (حم هـ ك) عن عمر وهو حديث صحيح • (لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم) يحرم عليه نكاحها على التأييد لسبب داع لحرمتها والزوج مثل المحرم في ذلك (حم ق د) عن ابن عمر بن الخطاب • (لا تسافر المرأة بريدا) وهو أربعة فراسخ والفرسخ ثلاثة أميال والميل ستة آلاف ذراع والذراع أربعة وعشرون أصبعًا معترضة معتدلة (إلا ومعها محرم يحرم عليها) نكاحه زاده تأكيدًا (دك) عن أبي هريرة

وإسناده صحيح • (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) أطلق في هذه الرواية قال العلقمي والحاصل أن كل ما يسمى سفرًا تنهى عنه المرأة بغير زوج أو محرم (ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم) أو زوج أو نسوة ثقات (حم ق) عن ابن عباس • (لا تسبوا الأموات) أي المسلمين كما دل عليه بلام العهد (فإنهم قد أفضوا) قال المناوي بضم الهمزة والضاد وصلوا (إلى ما قدموا) عملوا من خير وشر (حم خ د) عن عائشة • (لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء) من أقاربهم (حم ت) عن المغيرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تسبوا الأئمة) الإمام الأعظم ونوّابه وإن جاروا (وادعوا الله لهم بالصلاح فإن صلاحهم لكم صلاح) إذ بهم صلاح الدنيا والدين (طب) عن أبي أمامة وإسناده حسن • (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر) أي فإن الله هو الآتي بالحوادث لا الدهر (م) عن أبي هريرة • (لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة) أي قيام الليل بصياحه فيه ومن أعان على طاعة يستحق المدح لا الذم قال المناوي جرت العادة بأنه يصرخ صرخات متتابعة إذا قرب الفجر وعند الزوال فطرة فطره الله عليها فلا يجوز اعتماده إلا أن جرّب (د) عن زيد بن خالد الجهني وإسناده صحيح • (لا تسبوا الريح فإنها من روح الله) بفتح الراء أي من رحمته لعباده (تأتي بالرحمة) أي بالغيث (والعذاب) أي إتلاف النبات والشجر وهلاك الماشية وهدم الأبنية فلا تسبوها لأنها مأمورة (ولكن سلوا الله من خيرها وتعوّدوا بالله من شرّها) المقّدر في هبوبها (حم هـ) عن أبي هريرة بإسناد صحيح • (لا تسبوا السلطان فإنه فيء الله) أي ظله (في أرضه) يأوي إليه كل مظلوم (هب) عن أبي عبيدة بن الجراح بإسناد ضعيف • (لا تسبوا الشيطان) إبليس (وتعوّذوا بالله من شره) فإنه المالك لأمره الدافع لكيده عمن شاء من عباده (المخلص) أبو طاهر أبي هريرة • (لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال) زاد في رواية فيهم تنصرون (طس) عن علي بإسناد حسن • (لا تسبوا تبعًا فإنه كان قد أسلم) قال المناوي هو تبع الحميري كان مؤمنًا وقومه كافرين ولذلك ذم الله قومه ولم يذّمه (حم) عن سهل بن سعد قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تسبوا ماعزًا) بن مالك الذي رجم في الزنى لأن الحد طهره (طب) عن أبي الطفيل عامر الخزاعي وإسناده صحيح • (لا تسبوا مصر) جد المصطفى الأعلى (فإنه كان قد أسلم) وكان يتعبد على دين إسماعيل وإبراهيم (ابن سعد عن عبد الله بن خالد مرسلًا • (لا تسبوا ورقة بن نوفل فإني قد رأيت له جنة أو جنتين) قال المناوي قال العراقي هذا شاهد لما قال جمع أنه أسلم عند ابتداء الوحي (ك) عن عائشة وهو حديث صحيح • (لا تسبى) قال المناوي خطاب لأم السائب (الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم) من المؤمنين (كما يذهب الكير خبث الحديد (م) عن جابر بن عبد الله • (لا تستبطئوا الرزق فإنه) أي الشأن (لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه) أي يصل إليه (آخر رزق هو له) في الدنيا (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) والإجمال فيه

(أخذ الحلال وترك الحرام (ك هق) عن جابر وإسناده صحيح • (لا تسكن الكفور) أي القرى البعيدة عن المدن التي هي مجمع العلماء والصلحاء (فإن ساكن الكفور كساكن القبور) أي بمنزلة الميت لا يشاهد الجمع والأعياد فأهل الكفور لبعدهم عن العلماء وقلة تعاهدهم لأمر دينهم كالموتى (خدهب) عن ثوبان • (لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى فإن تسليمهم إشارة بالكفوف) وفي رواية بالأكف (والحواجب) فلا يكفي في إقامة السنة أن يأتي بالتحية بغير لفظ كالإشارة والانحناء ولا بلفظ غير السلام ومن فعله لم يجب جوابه (هب) عن جابر وضعفه • (لا تسم غلامك) أي عبدك (رباحًا) من الربح (ولا يسارًا) من اليسر (ولا أفلح) من الفلاح (ولا نافعًا) من النفع فيكره تنزيهًا التسمي بها وبما في معناها كمبارك وسرور وفرج وخير فإنك تقول إثم فلان ولا يكون فيقال لا كما علله به في رواية فيتفاءل بنفيها (م ن) عن سمرة • (لا تسموا العنف الكرم) قال العلقمي وفي رواية لا يقولن أحدكم للعنب الكرم فإن الكرم الرجل المسلم وفي رواية فإن الكرم قلب المؤمن وفي رواية لا تقولوا الكرم ولكن قولوا العنب والحبلة بفتح الحاء المهملة وبفتح الباء وإسكانها شجرة العنب ففي هذه الأحاديث كراهة تسمية العنب كرمًا وكراهة تسمية شجر العنب كرمًا بل يقال عنب وحبلة قال العلماء سبب كرهه ذلك أن لفظة الكرم كانت العرب تطلقها على شجر العنب وعلى العنب وعلى الخمر المتخذة من العنب سموها كرمًا لكونها متخذة منه ولأنها تحمل على الكرم والسخاء فكره الشرع إطلاق هذه اللفظة على العنب وشجره لأنهم إذا سمعوا اللفظ ربما تذكروا بها الخمر وهيجت نفوسهم إليها فوقعوا فيها أو قاربوا ذلك وقال إنما يستحق هذا الاسم الرجل المسلم أو قلب المؤمن لأن الكرم مشتق من الكرم بفتح الراء وقد قال الله تعالى أن أكرمكم عند الله أتقاكم فسمي قلب المؤمن كرمًا لما فيه من الإيمان والهدي والنور والتقوى والصفات المستحقة لهذا الاسم وكذلك الرجل المسلم قال أهل اللغة يقال رجل كرم بإسكان الراء وامرأة كرم ورجلان كرم ورجال كرم وامرأتان كرم ونسوة كرم كله بفتح الراء وإسكانها بمعنى كريم وكريمان وكرام وكريمات وصف بالمصدر ونسوة كرم كله يفتح الراء وإسكانها بمعنى كريم وكريمان وكرام وكريمات وصف بالمصدر كضيف وعدل (ولا تقولوا يا خيبة الدهر) أي حرمانه (فإن الله هو الدهر) أي مقلبه والمتصرف فيه أو الدهر بمعنى الداهر (ق) عن أبي هريرة • (لا تشتروا السمك في الماء فإنه غرر) فبيعه فيه باطل لعدم العلم به والقدرة على تسليمه فلو رآه وكان في مكان ضيق يسهل أخذه منه بلا مشقة صح بيعه فيه (حم هق) عن ابن مسعود • (لا تشد) بالبناء للمفعول (الرحال) جمع رحل بفتح فسكون قال المناوي كنى به عن السفر (إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام) قال المناوي أراد هنا نفس المسجد لا الكعبة ولا الحرام كله (ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) وهو بيت المقدس سمي به لبعده عن مسجد مكة أو لكونه لا مسجد وراءه وخصها لأن الأول إليه الحج والقبلة والثاني أسس على

التقوى والثالث قبلة الأمم الماضية قال العلقمي قال شيخنا قوله لا تشدّ الرحال الخ قيل هو نفي بمعنى النهي وقيل لمجرد الإخبار لا نهي قال النووي معناه لا فضيلة في شد الرحال إلى مسجد غير هذه الثلاثة ونقله عن جمهور العلماء وقال العراقي من أحسن محامل الحديث أن المراد منه حكم المساجد فقط وأنه لا تشدّ الرحال إلى مسجد من المساجد غير هذه الثلاثة وأما قصد غير المساجد من الرحلة في طلب العلم وزيادة الصالحين والإخوان والتجارة والتنزه ونحو ذلك فليس داخلًا فيه وقد ورد ذلك مصرحًا به في رواية أحمد ولفظه لا ينبغي للمصلي أن يشدّ رحاله إلا إلى مسجد يبغي فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا وقال الشيخ تقي الدين السبكي ليس في الأرض بقعة لها فضل لذاتها حتى تشدّ الرحال إليها لذلك الفضل غير البلاد الثلاثة قال ومرادي بالفضل ما يشهد الشرع باعتباره ورتب عليه حكمًا شرعيًا وإما غيرها من البلاد فلا تشدّ إليها لذاتها بل لزيارة أو جهادًا أو علم أو نحو ذلك من المندوبات والمباحات وقد التبس ذلك على بعضهم فزعم أن شدّ الرحال إلى الزيارة لمن في عير البلاد الثلاثة داخل في المنع وهو خطأ لأن الاستثناء إنما يكون من جنس المستثنى منه فمعنى الحديث لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد وإلى مكان من الأمكنة لأجل ذلك المكان إلا إلى الثلاثة المذكورة وشد الرحال إلى زيارة أو طلب علم ليس إلى المكان بل إلى من في ذلك المكان (حم ق د ن هـ) عن أبي هريرة (حم ق ت هـ) عن أبي سعيد (هـ) عن ابن عمرو • (لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر) قال المناوي أي أصله ومنبعه (هـ) عن أبي الدرداء وإسناد حسن • (لا تشغلوا قلوبكم بذكر الدنيا) قال المناوي لأن الله تعالى يغار على قلب عبده أن يشتغل بغيره (هب) عن محمد بن النضر الحارثي مرسلًا • (لا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك ولكن تقربوا إلى الله بالدعاء لهم) فإن فعلتم (يعطف الله قلوبهم عليكم ابن النجار عن عائشة • (لا تشمن ولا تستوشمن) أي لا تفعل الوشم ولا تطلبه لما فيه من التعذيب وتغيير خلق الله (خ ن) عن أبي هريرة • (لا تشموا الطعام كما تشمه السباع) لأن ذلك يذره فيكره تنزيهًا (طب هب) عن أم سلمة بإسناد ضعيف • (لا تصاحب إلا مؤمنًا) وكامل الإيمان أولى لأن الطباع سراقة ولذلك قيل ولا يصحب الإنسان إلا نظيره • وإن لم يكونوا من قبيل ولا بلد. (ولا يأكل طعامك إلا تقي) قال العلقمي قال شيخنا قال الخطابي هذا في طعام الدعوة دون طعام الحاجة إنما حذر من صحبة من ليس بتقي وزجر عن مخالطته ومواكلته لأن المطاعمة توقع الالغة والمودة في القلوب (حم د ت حب ك) عن أبي سعيد وأسانيده صحيحة • (لا تصحب الملائكة) أي ملائكة الرحمة لا الحفظة (رفقة) بضم الراء وتكسر (في كلب ولا جرس) بالتحريك أي جلجل قال العلقمي قال شيخنا قال الشيخ ولي

الدين اختلف في علة ذلك فقيل أنه لما نهى عن اتخاذها عوقب متخذها بتجنب الملائكة لصحبته غضبًا عليه لمخالفته الشرع فحرم بركتها واستغفارها وإعانتها له على طاعة الله ودفع كيد عدوه الشيطان فعلى هذا لا تمتنع الملائكة من صحبة الرفقة التي فيها كلب مأذون في اتخاذه وهذا مبني على أنه يجوز أن تستنبط من النص معنى يخصصه وقيل إنما نافرتها الملائكة لكونها نجسة وهم المطهرون المقدسون عن مقاربتها وقيل لأنها من الشيطان على ما ورد والملائكة أعداء الشياطين في كل حال وقيل لتمج رائحتها وهم يكرهون الرائحة الخبيثة ويحبون الرايحة الطيبة وأما الجرس فقيل سبب منافرة الملائكة له أنه شبيه بالنواقيس وقيل سببه كراهة صوتها ويؤيده رواية الجرس مزامير الشيطان وهذا الذي ذكرناه من كراهة الجرس على الإطلاق هو مذهبنا ومذهب مالك وآخرين وهي كراهة تنزيه وقال جماعة من علماء متقدمي الشام يكره الجرس الكبير دون الصغير قال الطيبي عطف قوله ولا جرس على قوله فيها كلب وإن كان مثبتًا لأنه في سياق النفي (حم م د ت) عن أبي هريرة • (لا تصحبن أحد الا يرى لك من الفضل كمثل) بزيادة الكاف أو مثل (ما ترى له) قال المناوي كجاهل قدمه المال (حل) عن سهل بن سعد بإسناد ضعيف • (لا تصلح الصنيعة) أي الإحسان (إلا عند ذي حسب أو دين) قال المناوي أي لا تنفع وتثمر حمد أو ثناء وحسن مقابلة وجميل جزاء إلا عند ذي أصل زكي وعنصر كريم وهذا لمن طلب العاجل فإن قصد وجه الله فهي صالحة كيف كان (البزار عن عائشة • (لا تصلحوا صلاة في يوم مرتين) قال المناوي أي لا تفعلوها ترون وجوب ذلك أو لا تفضوا الفرائض لمجرد خوف الخلل أما إعادتها في جماعة فجائز بل سنة وقال العلقمي قال ابن رسلان لفظ النسائي لا تعاد الصلاة في يوم مرتين وفيه حجة للوجه الذي صححه الصيدلاني والغزالي وصاحب المرشد أو غيرهم أن من صلى في جماعة ثم أدرك جماعة يصلون لا يصلي معهم كيف كانت لأن الإعادة لتحصيل فضل الجماعة وقد حصلت له ولو قيل أنه يعيدها لقيل يعيدها ثانية وثالثة ورابطة ورابعة وهو مخالف لما كان عليه الأولون والحديث الذي فيه الإعادة مختص بحالة الانفراد وفيه جمع بين الأحاديث قال في الاستذكار واتفق أحمد وإسحاق بن راهويه على أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا تصلوا صلاة في يوم مرتين أن ذلك أن يصلي الرجل صلاة مكتوبة عليه ثم يقوم بعد الفراغ منها فيعيدها على جهة الفرض أيضًا قال وأما من صلى الثانية مع الجماعة على أنها نافلة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أمره بذلك وقوله للذين أمرهم بإعادة الصلاة في يوم مرتين لأن الأولى فريضة والثانية نافلة فلا إعادة حينئذ اهـ وقال شيخنا لا تصلوا في يوم مرتين قال الدارقطني وهذا إن صح فمحمول على من كان قد صلاها في جماعة فلا يعيدها وفي لفظ للبيهقي لا صلاة مكتوبة في يوم مرتين قال البيهقي أي كلتاهما على وجه الفرض وأوله كما في أبي داود عن سليمان

يعني مولى ميمونة قال أتيت ابن عمر على البلاط موضع معروف بالمدينة وهم يصلون فقلت لا تصلي معهم فقال قد صليت أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصلوا فذكره (حم د) عن ابن عمر • (لا تصلوا خلف النائم والمتحدث) قال المناوي يعارضه ما صح أنه صلى الله عليه وسلم صلى وعائشة معترضة بينه وبين القبلة وقد يقال أنها كانت مضطجعة لا نائمة (دهق) عن ابن عباس وإسناده حسن • (لا تصلوا إلى قبر ولا تصلوا على قبر (طب) عن ابن عباس • (لا تصومن امرأة) نفلًا (إلا بإذن زوجها) الحاضر فيكره تنزيهًا فإن منعها حرم لأن له حق التمتع في كل وقت والصوم يمنعه (حم د حب ك) عن أبي سعيد بإسناد صحيح • (لا تصوموا يوم الجمعة منفردًا) تقدم الكلام عليه في النهي عن صوم يوم الجمعة (حم ن ك) عن جنادة الأزدي وإسناده صحيح • (لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم أو بعده يوم) قال المناوي لأنه يوم عبادة وشكر وذكر فيندب فطره إعانة عليها وبصوم يقوم بعده أو قبله يزول ما حصل بسببه من الفتور في تلك الأعمال (حم) عن أبي هريرة وإسناده صحيح • (لا تصوموا يوم السبت إلا في فريضة) أو ما يطلب صومه كيوم عرفة (وإن لم يجد أحدكم إلا عود كرم أو لحاء) بكسر اللام وجاء مهملة ومد (شجرة) أي قشر شجرة عنب (فليفطر عليه) قال المناوي هذا مبالغة في النهي عن صومه لأن قشر شجر العنب جاب لا رطوبة فيه والنهي للتنزيه (حم د ت هـ ك) عن الصما بنت بشر المازنية وإسناده صحيح • (لا تضروا إماء الله) جمع أمة وهي الجارية لكن المراد هنا المرأة والنهي للتنزيه عند النشوز وللتحريم بدونه (د ن هـ ك) عن أياس بن عبد الله بن أبي ذباب بضم الذال المعجمة • (لا تضربوا الرقيق) أي رقيقكم ضربًا للتشفي من الغيظ (فإنكم ما تدرون ما توافقون) أي ما يقع عليه الضرب من الأعضاء فربما يقع على عين فتفقأ أو على عضو فيكسر أما ضربهم لحد أو تأديب فجائز بل قد يجب وعليه أن لا يتعدى (طب) عن ابن عمر بإسناد ضعيف • (لا تضربوا إماءكم) وسائر خدمكم (على) كسر (إنائكم) منهم من نحو وضع ورفع (فإن لها) أي الآنية (أجلا كآجال الناس) فإذا انقضى الأجل حصل الكسر وإن لم يقصر الخادم (حل) عن كعب بن عجرة بإسناد ضعيف • (لا تطرحوا الدر في أفواه الخنازير) قال العلقمي زاد في الكبير يعني العلم وقال المناوي أراد بالدر العلم وبالخنازير من لا يستحقه من أهل الشر والفساد (ابن النجار عن أنس) بن مالك وإسناده ضعيف • (لا تطرحوا الدر في أفواه الكلاب) قال العلقمي زاد في الكبير يعني الفقه قال المناوي فالحكمة كالدر بل أعظم ومن كرهها أو جهل قدرها فهو شر من الكلب والخنزير (المخلص) أبو الطاهر (عن أنس) وهو حديث ضعيف • (لا تطرقوا النساء ليلًا) تقدم الكلام علهي في نهي أن يطرق الرجل أهله ليلًا (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تطعموا المساكين مما لا تأكلون) فإن الله طيب لا يقبل

إلا الطيب فالتصديق مما يحب الإنسان أفضل من غيره (حم) عن عائشة وإسناده صحيح • (لا تطلقوا النساء إلا من ريبة) أي تهمة ظاهرة فالطلاق لغير ذلك مكروه بالنسبة إلى مستقيمة الحال (فإن الله لا يحب الذواقين ولا الذواقات) وأبغض الحلال إلى الله الطلاق كما مر (طب) عن أبي موسى • (لا تظهر الشماتة لأخيك) والشماتة الفرح ببلية من يعاديك أو تعاديه (فيرحمه الله ويبتلك) بنصب الفعلين (ت) عن واثلة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تعجبوا بعمل عامل حتى تنظروا ما يختم له) قبل موته من خير أو شر قال المناوي والخاتمة بالخير أو الشر تفيد قوة الرجاء لا القطع بحاله الذي لا يعلمه إلا الله (طب) عن أبي أمامة الباهلي وإسناده حسن • (لا تعجزوا في الدعاء فإنه) أي الشان (لن يهلك مع الدعاء أحد) لما مر أنه يرد القضاء المبرم (ك) عن أنس • (لا تعذبوا) من استحق التعذيب (بعذاب الله) أي النار لأنها أشد العذاب ولهذا كانت عذاب الكفار فمن استحق القتل قتل بالسيف ولا يجوز حرقه بالنار (د ت ك) عن ابن عباس قال المناوي ورواه البخاري • (لا تعذبوا صبيانكم بالغمز مع العذرة) بضم العين المهملة وسكون المعجمة وهي وجع يحصل بحلق الطفل فتغمز المرأة ذلك المرض بإصبعها أو غيره (وعليكم بالقسط) البحري فإنه يقوم مقام الغمز وتقدم كيفية استعماله في حديث على م تدعرن أولادكن (خ) عن أنس بن مالك • (لا تعزروا فوق عشرة أسواط) قال المناوي أخذ به أحمد فمنع الزيادة عليها وأناطه الجمهور برأي الإمام وعليه الشافعي لكنه شرط أن لا يبلغ تعزير كل إنسان حده انتهى وقال العلقمي قال الإمام مالك بن أنس التعزير على قدر الجرم فإن كان جرمه أعظم من القذف ضربه مائة وأكثر وقال أبو ثور التعزير على قدر الجناية وإن جاوز الحد ذاته كان الجرم عظيمًا مثل أن يقتل الرجل عبده أو يقطع منه شيئًا فتكون العقوبة على ما يراه الإمام إذا كان مأمونًا عدلًا (هـ) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تغالوا) بحذف إحدى التاءين تخفيفًا (فثي الكفن فإنه سلبه سلبًا سريعًا) الظاهر أن الضمير الأول للميت والثاني الكفن وقال المناوي كأنه قال لا تشتروا الكفن بثمن غال فإنه يبلى بسرعة وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو لفظ الحديث وليس كذلك فإن الثابت في الأصول القديمة عند مخرجه لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبًا رفيعًا (د) عن علي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن • (لا تغبطن فاجرًا بنعمة أن له عند الله قاتلًا) قال المناوي بمثناة فوقية بخط المؤلف (لا يموت) يحتمل أنه كناية عن زوال نعمته وهلاكه • (هب) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف • (لا تغضب) لا تفعل ما يحملك على الغضب أو لا تفعل بمقتضاه بل جاهد النفس على ترك تنفيذه وقال العلقمي قال الخطابي معنى لا تغضب اجتنب أسباب الغضب ولا تتعرض لما يجلبه وأما نفس الغضب فلا يأتي النهي عنه وإنما النهي عن الغضب المكتسب وقيل المعنى

لا تفعل ما يأمرك به الغضب وقيل كأن السائل غضوبًا وكان صلى الله عليه وسلم يأمر كل أحد بما هو أولى به فاقتصر في وصيته على ترك الغضب قال الحطو فى وأقوى الأشياء في دفع الغضب أن يستحضر أنه لا فاعل إلا الله وأنه لا شاء لم يمكن ذلك الغير منه فإنه إذا غضب والحالة هذه كان غضبه على ربه وسببه كما في البخاري عن أبي هريرة أن رجلًا وهو جاربة بالجيم ابن قدامة قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب زاد الطبراني ولك الجنة زاد أحمد وابن حبان قال الرجل تفكرت فيما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله (حم خ ت) عن أبي هريرة (حم ك) عن جارية بن قدامة • (لا تغضب فإن الغضب مفسدة) للظاهر بتغير اللون ورعدة الأطراف وقبح الصورة وللباطن من إضمار الحقد وإطلاق اللسان بنحو شتم واليد بنحو ضرب (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن رجل) قال المناوي هو أبو الدرداء أو ابن عمر • (لا تغضب ولك الجنة) فإن تركه يحصل الخير الدنيوي والأخروي (ابن أبي الدنيا (طب) عن أبي الدرداء قال قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة فذكره وهو حديث صحيح • (لا تفقع أصابعك وأنت في الصلاة) فيكره تنزيهًا وكذا وهو ينتطرها والتفقيع فرقعة الأصابع وغمز مفاصلها حتى تصوت (هـ) عن علي وإسناده ضعيف • (لا تقام الحدود في المساجد) قال المناوي صونًا لها وحفظًا لحرمتها فيكره (ولا يقتل الوالد بالولد) لأنه كان السبب في إيجاده فلا يكون سببًا في إعدامه (حم ت ك) عن ابن عباس • (لا تقبل صلاة بغير طهور) بالضم أي تطهير (ولا صدقة من غلول) بالضم قال العلقمي قال ابن العربي معناه أن الصدقة من مال حرام في عدم القبول واستحقاق العقاب كالصلاة بغير طهور والغلول بضم الغين الخيانة وأصله السرقة من مال الغنيمة قبل القسمة (م ت هـ) عن ابن عمر • (لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار) هو ما يخمر به الرأي أي يستر قال العلقمي قال الدميري المراد بالحائض البالغ سميت بذلك لأنها بلغت سن الحيض والتقييد بالحائض خرج مخرج الغالب وهو أن التي دون البلوغ لا تصلي وإلا فلا تقبل صلاة الصبية المميزة إلا بخمار والحديث مخصوص بالحرة فأما الأمة فتصح صلاتها مكشوفة الرأس (حم ت هـ) عن عائشة وإسناده حسن • (لا تقتلوا الجراد) لغير الأكل (فإنه من جند الله الأعظم) قال العلقمي قال شيخنا قال البيهقي وهذا إن صح أراد به إذا لم يتعرض لإفساد الزرع فإن تعرض له جاز التعرض له بالقتل وغيره (طب هب) عن أبي زهير النميري أو الأنماري وإسناده ضعيف • (لا تقتلوا الضفادع فإن نعيقهن) ترجيع صوتهن (تسبيح) أي ت نزيه لله تعالى (ن) عن ابن عمرو بن العاص • (لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح) لما مر (ت) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة • (لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدًا) قال العلقمي وفي رواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع السارق في ربع دينار فصاعدًا وفي رواية لا تقطع اليد إلا في ربع دينار فما فوقه وفي رواية لم تقطع

يد السارق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقل من ثمن المجن وفي رواية قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم سارقًا في مجن قيمته ثلاثة دراهم قال النووي أجمع العلماء على قطع يد السارق واختلفوا في اشتراط النصاب وقدره فقال أهل الظاهر لا يشترط نصاب بل يقطع في القليل والكثير وبه قال ابن بنت الشافعي من أصحابنا وحكاه عياض عن الحسن البصري واحتجوا بعموم الآية وقال جماهير العلماء لا يقطع إلا في نصاب بهذه الأحاديث واختلفوا في قدره فقال الشافعي النصاب ربع دينار ذهب او ما قيمته ربع دينار ولا يقطع في أقل منه وبهذا قال كثيرون أو الأكثرون وقال مالك وأحمد وإسحاق في روية يقطع في ربع دينار أو ثلاثة دراهم أو ما قيمته أحدهما وقال أبو حنيفة وأصحابه لا يقطع إلا في عشرة دراهم أو أما قيمة ذلك والصحيح ما قاله الشافعي ومن وافقه لأن النبي صلى الله عليه وسلم صريح ببيان النصاب في هذه الأحاديث من لفظه وأنه ربع دينار وأما رواية أنه قطع سارقًا في مجن قيمته ثلاثة دراهم فمحمولة على أن هذا القدر كان ربع دينار فصاعدًا أو بقي أنها قضية عين لا عموم لها فلا يجوز ترك صريح لفظه صلى الله عليه وسلم في تحديد النصاب لهذه الرواية المحتملة بل يجب حملها على موافقة لفظه وكذلك الرواية الأخرى لم تقطع يد سارق في أقل من ثمن المجن محمولة على أنه كان ربع دينار وأما ما يحتج به بعض الحنفية وغيرهم من رواية جاءت قطع في مجن قيمته عشرة دراهم في رواية خمسة فهي رواية ضعيفة لا يعمل بها لو انفردت فكيف وهي مخالفة لصريح الأحاديث الصحيحة في التقدير بربع دينار والمجن بكسر الميم وفتح الجيم هو اسم لكل ما يستجن به أي يستر (م ن هـ) عن عائشة رضي الله تعالى عنها • (لا تقطع إلا يدي في السفر) أي سفر الغزو ومخافة أن يلحق المقطوع بالعدو فإذا رجعوا قطع وبه قال الأوزاعي قال وهذا لا يختص بحد السرقة بل يجري حكمه فيما في معناه من حد الزنى وحد القذف وغير ذلك والجمهور على خلافه (حم 3) والضياء عن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة (ابن أبي أرطأة • (لا تقولوا الكرم) أي للعنب (ولكن قولوا العنب والحبلة) بفتح المهملة والباء وقد تسكن هي أصل شجرة العنب والعنب يطلق على الثمر والشجر والمراد هنا الشجر نهي عن ذلك تحقير الهاء وتذكير الحرمة الخمر (م) عن وائلة بن حجر • (لا تقوم الساعة حتى يتباهى) أي تتفاخر (الناس في المساجد) أي في عمارتها ونقشها وتزويقها كفعل أهل الكتاب بمتعبداتهم (حم م ده حب) عن أنس بن مالك • (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله) بتكرار الجلالة ورفعها على الابتداء وحذف الخير قال العلقمي قال النووي وقد يغط بعض الناس فلا يرفعه قال القاضي وفي رواية ابن أبي جعفر بدله لا إله الله (حم م ت) عن أنس • (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس) قال المناوي لأنه تعالى يبعث الريح الطيبة فتقبض روح كل مؤمن فلا يبقى إلا شر الناس (حم م) عن ابن مسعود • (لا تقوم الساعة

حتى يكون أسعد الناس) قال المناوي أي أخطاهم (بالدنيا) أي بطيباتها (لكع بن) بالنصب (لكع) أي لئيم أحمق دنيء ابن لئيم أحمق دنيء (حم ت) والضياء عن حذيفة قال ت حسن غريب • (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني) كنت (مكانه) قال العلقمي ذكر الرجل جرى على الغالب وإلا فغيره كذلك ويتمنى ذلك لا يصيبه من البلاء والشدة حتى يكون الموت الذي هو أعظم المصائب أهون على المرء فيتمنى أعظم المصيبين في اعتقاده (حم ق) عن أبي هريرة • (لا تقوم الساعة حتى يحج البيت) قال المناوي لا يعارضه خبر ليحجن البيت بعد يأجوج لأن المراد ليحجن محله لأن الحبشة إذا خربوه لا يعمر (ع ك) عن أبي سعيد بإسناد صحيح • (لا تقوم الساعة حتى يرفع الركن) المراد به الحجر الأسود (والقرآن السجزى عن ابن عمر) بن الخطاب • (لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذابًا) قال المناوي أي يفترون الأحاديث اويدعون النبوءة (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن • (لا تقوم الساعة حتى يكون الزهد رواية والورع تصنعًا) أي لا تقوم حتى يفقدا (حل) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف • (لا تكبروا في الصلاة حتى يفرغ المؤذن من أذانه) قال المناوي ويمضي هنيهة اهـ وتقدم حديث اجعل بين أذانك وإقامتك نفسًا (ابن النجار عن أنس • (لا تكثر همك ما قدر) ما شرطية (يكن) جوابه أي لابد من وجوده (وما ترزق يأتيك) أي لابد من حصوله (هب) عن مالك بن عبادة البيهقي في المقدر عن ابن مسعود • (لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات) لتوقف وجود الذكور على وجودهن صنع الله الذي أتقن كل شيء (حم طب) عن عقبة بن عامر وإسناده حسن • (لا تكرهوا مرضاكم على) تناول (الطعام) والشراب إذا عافوه قال العلقمي عن بعض الأطباء فلا يجوز إعطاء الغذاء في هذه الحالة (فإن الله يطعمهم ويسقيهم) قال المناوي أي يمدهم بما يقع موقع الطعام والشراب اهـ وقال العلقمي أي يشبعهم ويرويهم من غير تناول طعام وشراب قال الحكيم الترمذي في نوادره الأصول معناه عندنا أنه يظهر قلوبهم من دنس الذنوب فإذا طهرهم من عليهم باليقين فأشبعهم وأرواهم فذلك طعامه وسيقاه لهم ألا ترى أنه يمكث الأيام الكثيرة فلا يذوق شيئًا ومعه قوته ولو كان ذلك في أيام الصحة لضعف عن ذلك وعجز عن مقاساته والصبر عليه (ت هـ ك) عنه وهو حديث حسن • (لا تكلفوا) بحذف إحدى التائين تخفيفًا (للضيف) لئلا تملوا الضيافة فترغبوا عنها قال العلقمي وقال في الكبير ما يصلح أن يكون سببًا له فقال عن شقيق بن سلمة قال دخلت على سلمان الفارسي فأخرج لي خبزًا وملحًا فقال لي لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن يتكلف أحد لأحد لتكلفت لك أخرجه الروياني والبيهقي في الشعب وابن عساكر وفي رواية أخرى عن سلمان أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تتكلف للضيف ما ليس عندنا وأن

تقدم ما حضر أخرجه البخاري في تاريخه والبيهقي في الشعب (ابن عساكر عن سلمان) الفارسي. (لا تكن زاهدًا حتة تكون متواضعًا) أي لين لعباد الله (طب) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف. (لا تلاعنوا) بفتح التاء والعين أي لا تتلاعنوا فحذفت إحدى التاءين اختصارًا (بلعنة الله) أي لا يلعن بعضكم بعضًا فإن اللعنة الإبعاد عن رحمة الله وليس هذا من خلق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى رجاء بينهم (ولا بغضبه) أي لا يدعو بعض على بعض بغضب الله (ولا بالنار) قال العلقمي كذا للترمذي ولغيره ولا بجهنم أي فلا يقول أحدكم اللهم اجعله من أهل النار ولا أحرقك الله بنار جهنم اهـ وقال المناوي وهذا مختص بمعين (د ت ك) عن سمرة بن جندب قال ت حسن صحيح. (لا تلومونا على حب زيد) قال المناوي ابن حارثة مولى المصطفى كيف وقد قدم أبوه وعمه في فدائه فاختاره عليهما ورضى بالعبدية لأجله (ك) عن قيس ابن أبي حازم مرسلًا هو البجلي تابعي كبير. (لا تمار أخاك) أي لا تخاصمه (ولا تمازحه) بما يتأذى به (ولا تعده موعدً فتخلفه) فإن الوفاء بالعهد سنة مؤكدة بل قيل بوجوبه (ت) عن ابن عباس وقال غريب. (لا تمس القرآن) أي ما كتب عليه من شيء من القرآن بقصد الدراسة (إلا وأنت طاهر) أي متطهر عن الحديثن فيحرم مسه بدون ذلك (طب قطاك) عن حكيم ابن حزام) وإسناده صحيح. (لا تمس النار مسلمًا رائي أوراي من رأني) قال المناوي المراد نار الخلود (ت) والضياء عن جابر بن عبد الله. (لا تمسح يدك بثوب من لا تكسو) أي إذا كانت ملوثة بنحو طعام فلا تمسحها بثوب إنسان لم تكن أنت كسوته ذاك الثوب والمراد بالثوب الأزار والمنديل والقصد النهي عن التصرف في مال الغير (حم طب) عن أبي بكرة وفيه ما لم يسم. (لا تمنعوا ماء الله مساجد الله) قال المناوي أراد المسجد الحرام عبر عنه بلفظ الجمع للتعظيم فلا يمنعن من إقامة فرض الحج فإن كان المراد مطلق المساجد فالنهي للتنزيه بشرط كونها عجوزًا غير متطيبة زلا متزينة هذا إذا كان لها زوج أو سيد وإلا حرم المنع إذا وجدت الشروط وظاهر صنيع المؤلف إن هذا هو الحديث بتمامه وليس كذلك بل تتمته وليخرجن متنقبات كما هو ثابت عند مخرجه (حم م) عن ابن عمرة (لا تنزع الرحمة إلا من شقي) قال العلقمي إلا من قلب شقي وهو ذد السعيد وهو إشارة إلى الشقاء في الآخرة وقد يكون في الدنيا ويوضحه رواية الترمذي من لم يرحم الناس لا يرحمه الله ومن لم يرحمه فهو شقي وحديث أبي داود من لم يرحم صغيرنا فليس منا ومن ليس منا شقي وليس المراد بالرحمة رحمة أحدنا لصاحبه بل الرحمة العامة لرواية الطبراني لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال إنه ليس رحمة أحدكم لصاحبه ولكنها رحمته العامة (حم دت حب ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح. (لا توصل صلاة بصلاة) النهي للتنزيه (حتى نتكلم) بينهما (أو تخرج) من المسجد قال العلقمي قال

النووي فيه دليل لما قاله أصحابنا أن النافلة الراتبة وغيرها يستحب أن يتحول لها من موضع الفريضة إلى موضع آخر وأفضله التحول إلى بيته وإلا فموضع آخر من المسجد أو غيره لتكثر مواضع سجوده ولتنفصل صورة النافلة عن صورة الفريضة وأن الفصل بينهما يحصل بالكلام أيضًا ولكن الانتقال أفضل لما ذكرناه (حم د) عن معاوية) بإسناد حسن. (لا توله) بضم المثناة الفوقية (والدة عن ولدها) أي لا تعزل عنه ويفرق بينها وبينه من الوالهة وهي التي فقدت ولدها والمراد التفريق بنحو بيع قبل التمييز (هق) عن أبي بكرة وأغسناده ضعيف. (لا تيأسا) خطاب لاثنين شكيًا إليه الفقر (من الرزق ما تهزهزت رؤسكما) أي ما دمتما حيين (فإن الإنسان تلده أمه أجر لا قشر عليه ثم يرزقه الله) قال المناوي المراد بالقشر اللباس والقصد الإعلام بأن الرزق مضمون واليأس مع ذلك الضمان مع ضعف الاستيقان (حم هـ حب) والضياء عن حبة) بحاء مهملة وموحدة تحتية (وسواءا بني خالد) الأسديين أو العامريين أو الخزاعيين وهما المخاطبان بالحديث. (لا جلب) بالتحريك أي لا ينزل الساعي موضعًا ويجلب أهل الزكاة إليه ليأخذ زكاتهم أو لا يتبع رجل فرسه من يحثه على الجري (ولا جنب) بالتحريك أن يجنب فرسًا إلى فرس سابق عليه فإذا فتر المركوب تحول له (ولا شغار في الإسلام) وقد مر ذلك (ن) والضياء عن أنس وإسناده صحيح. (لا حبس) قال العلقمي يجوز أن تكون الحاء مضمومة ومفتوحة على الاسم والمصدر (بعد) ما نزل في (سورة النساء) قال في النهاية أراد به لا يوقف مال ولا يزوي عن ورائه وكأنه إشارة إلى ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من حبس مال الميت ونسائه كانوا إذا كرهوا النساء لقبح أو قلة مال حبسوهن عن الأزواج لأن أولياء الميت ونسائه كانوا أولى بهن عندهم (هق) عن ابن عباس. (لا حليم إلا ذو عثرة) أي لا حليم إلا من وقع في زلة وحصل منه خطأ وأحب أن يستر من رأه على عيبه فإذا أحب ذلك علم أن العفو عن الناس والستر عن عيوبهم محبوب (ولا حكيم إلا ذو تجربة) أي جرب الأمور نفعها وضرها والصالح والفاسد قال العلقمي قال أبو أحمد العسكري لأهل اللغة في الحكيم هذا أقوال قال ابن عرابي هو المتيقظ المتنبه العالم وقال غيره الحكيم المتقن للعلم الحافظ له (حم ت حب ك) عن أبي سعيد وإسناده صحيح. (لاحمى) قال المناوي أي ليس لا حد منع الرعي في أرض مباحة كالجاهلية (إلا الله ولرسوله) أي ما يحمي لخيل المسلمين وركابهم المرصدة للجهاد (حم خ د) عن الصعب بن جثامة. (لا حمى في الإسلام ولا مناجشة) فيحرم النجش وهو أن يزيد في ثمن السلعة لا ليشتر بها بل ليفر غيره (طب) عن عصمة بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (لا حول ولا قوة إلا بالله) قال العلقمي قال النووي وهي كلمة استسلام وتفويض وأن العبد لا يملك من أمره شيئًا وليس له حيلة في دفع شر ولا قوة في جلب

خير إلا بإذن الله تعالى (دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها لهم) قال المناوي لأن العبد إذا تبرأ من الأسباب انشرح صدره وانفرج غمه وأتته القوة الغياث والتأييد وبسطت الطبيعة على ما في الباطن من الداء فدفعته (ابن أبي الدنيا في) كتاب (الفرج) بعد الشدة (عن أبي هريرة) بإسناد حسن. (لا خزام) قال في النهاية الخزام جمع خزامة وهي حلقة من شعر تجعل في أحد جانبي منخر البعير كان بنو إسرائيل تخزم أنوفها وتخرق تراقيها فنهى الشارع عنه (ولا زمام) قال المناوي أراد ما كان عباد بني إسرائيل يفعلونه من زم الأنف بأن يخرق ويجعل فيه زمام يقاد به (ولا سياحة) قال المناوي أراد نفي مفارقة الأمصار وسكنى البادية والجبال (ولا تبتل ولا ترهب في الإسلام) لأن الله تعالى رفع ذلك عن هذه الأمة (عب) عن طاوي مرسلًا هو ابن كيسان الفارسي. (لا خير في إلامارة لرجل مسلم) قال المناوي لأنها تفيد قوة بعد ضعف وقدرة بعد عجز والنفس أمارة بالسوء فيتخذها ذريعة للانتقام وهذا مخصوص بمن لم تتعين عليه (حم) عن حبان بكسر المهملة وبموحدة تحتية أو مثناة (ابن بح) بضم الموحدة فمهملة ثقيلة الصداءي وإسناده حسن. (لا خير في مال لا يرزأ) بضم أوله أي لا ينقص (منه وجسد لا ينال منه) بألم أو سقم فإن المؤمن ملقي والكافر يوقي وإذا أحب الله قومًا ابتلاهم (ابن سعد عن عبد الله بن عبيد بن عمير مرسلا). (لا خير فيمن لا يضيف) أي لا يطعم الضيف إذا قدر (حم هب) عن عقبة بن عامر وإسناده حسن. (لا رضاع إلا فتق) أي وسع (الأمعاء) قال المناوي أي إنما يحرم من الرضاع ما كان في الصغر ووقع موقع الغذاء بحيث ينمو بدنه فلا يؤثر إلا كثيرًا وسع الأمعاء قال العلقمي ورواه الترمذي عن أم سلمة قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحرم من الرضاع إلا من فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام قال والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم وهو أن الرضاعة لا تحرم إلا ما كان دون الحولين وما كان بعد الحولين الكاملين فإنه لا يحرم شيئًا (هـ) عن ابن الزبير قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (لا رقية إلا من عين أوجة) بضم المهملة فتح الميم مخففة أي سم ويطلق على أبرة العقرب قال المناوي أي لا رقية أولى وانفع من رقية المعيون أي المصاب بالعين ومن رقية من لدغة ذو جة والجة السم أو دم أي رماف لزيادة ضررها فالحصر بمعنى الأفضل (م هـ) عن بريدة (حم دت) عن عمران بن حصين. (لازكاة في مال حتى يحول عليه الحول) هذا فيما يتخذ للنماء أما ما هو نماء في نفسه كحب وتمر ومعدن وركاز فلا يعتبر فيه الحول (هـ) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (لا زكاة في حجر) كياقوت وزمرد ولؤلؤ وكل معدن غير النقدين (عد هق) عن ابن عمرو. (لا سبق) قال العلقمي بفتح الباء وهو ما يجعل للسابق على سبقه فأما بسكونها فهو مصدر سبقت الرجل قال الخطابي والرواية الصحيحة في هذا الحديث

بالفتح (إلا ما خف) أي ذي خف (أو حافر) أي ذي حافر (أو نصل) أي سهم يريدان الجعل لا يستحق إلا في سباق الإبل والخيل وما في معناهما كالبغال والحمير والنصال وهو الرمي لأن هذه الأمور عدة في قتال العدو وفي بذل الجعل عليها ترغيب في الجهاد وتحريض عليه (حم 4) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة. (لا سمر) بفتحتين من المسامرة الحديث بالليل (إلا لمصل أو مسافر) يحتمل أن المراد أن المراد منتظر الصلاة (حم) عن ابن مسعود بإسناد صحيح. (لا شفعة إلا في دار أو عقار) عطف عام على خاص قال العلقمي قال في المصباح والعقار مثل سلام كل ملك ثابت له أصل كالدار والنخل قال بعضهم وربما أطلق على المتاع والجمع عقارات (هق) عن أبي هريرة ثم قال إسناده ضعيف. (لا شيء أغير من الله تعالى) أي لا شيء أزجر منه على ما لا يرضاه ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن غيرة على عبده أن يقع فيما يضره (حم ق) عن أسماء بنت أبي بكر. (لا صرورة) بفتح الصاد المهملة وضم الراء الأولى وفتح الثانية (في الإسلام) قال العلقمي قال الخطابي له تفسير أن أحدهما أنه الرجل الذي انقطع عن النكاح وتبتل على مذهب رهبان النصارى والآخر أنه الذي لم يحج فمعناه على هذا أنه سنة الدين أن لا يبقى أحد من الناس يستطيع الحج فلا يحج حتى لا يكون صرورة في الإسلام وفي النهاية قال أبو عبيد هو في الحديث التبتل وترك النكاح أي ليس ينبغي لأحد أن يقول لا أتزوج لأنه ليس من أخلاق المؤمنين وهو فعل الرهبان والصرورة أيضًا الذي لم يحج قط (حم دق ك) عن ابن عباس قال ك صحيح وأقره الذهبي. (لا صلاة) صحيحة (بعد العصر) أي صلاتها (حتى تغرب الشمس) والمراد صلاة لا سبب لها (ق ن هـ) عن أبي سعيد (حم ده) عن عمر قال المناوي وهذا متواتر. (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) أي مجزية أو كاملة قال العلقمي ونفي الأجزاء أقرب إلى نفي الحقيقة وهو السابق إلى الفهم ولأنه يستلزم نفي الكمال من غير عكس فيكون أولى ويؤيده رواية الإسماعيلي من طريق العباس بن الوليد النرسي بالنون المفتوحة ثم الراء الساكنة ثم السين المهملة أحد شيوخ البخاري عن سفيان بهذا الإسناد بلفظ لا تجزي صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب (حم ق 4) عن عبادة بن الصامت. (لا صلاة) صحيحة (لمن لا وضوء له ولا وضوء) كاملًا (لمن لم يذكر اسم الله عليه (حم ده ك) عن أبي هريرة (هـ) عن سعيد بن زيد. (لا صلاة) كاملة (بحضرة طعام) تتوق نفسه إليه (إلا وهو يدافعه إلا خبثان) البول والغائط فتكره الصلاة تنزيهًا بل يؤخر ليأكل ويفرغ نفسه أن اتسع الوقت والأصلي ولا كراهة قال العلقمي والصواب أنه يكمل حاجته من الأكل وأما ما تأوله بعض أصحابنا على أنه يأكل لقمًا يكسر بها شدة الجوع فليس بصحيح (م د) عن عائشة. (لا صلاة) كاملة (لملتفت) بوجهه فيها فإن التفت بصدره بطلت صلاته (طب) عن

عبد الله بن سلام. (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) هذا محمول على الفريضة وما ألحق بها ففعلها في المسجد أفضل وما عدا ذلك ففعله في البيت أفضل من فعله في المسجد (قط هق) عن جابر وعن أبي هريرة. (لا ضرر ولا ضرار) قال في النهاية ضر ضد النفع ضره يضره ضرًا وضرارًا وأضر به يضر إضرارًا فمعنى قوله لا ضر رأي لا يضر الرجل أخاه فينقصه شيئًا من حقه والضرار فعال من الضر أي لا تجازيه على إضراره بإدخال الضرر عليه والضرر فعل الواحد والضرار فعل الاثنين أو الضرر ابتداء الفعل والضرار أن تضره من غير أن تنتفع أنت وقيل هما بمعنى وتكرارها للتأكيد (حم هـ) عن ابن عباس (هـ) عن عبادة وإسناده حسن. (لا ضمان على مؤتمن) قال المناوي تمسك به الشافعي وأجد على إنه لا ضمان على أجير لم يقصر (هق) عن ابن عمرو. (لا طاعة لمن لم يطع الله) في أمره ونهيه فإذا أمر الإمام بمعصية فلا سمع ولا طاعة (حم) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة. (لا طاعة لأحد) ولو أبًا أو أمًا (في معصية الله إنما الطاعة في المعروف) أي فيما رضيه واستحسنه (ق د ن) عن علي رضي الله تعالى عنه. (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) قال المناوي خبر بمعنى النهي (حم ك) عن عمران وعن الحكم بن عمرو الغفاري) وإسناده حسن. (لا طلاق قبل النكاح ولا عتاق قبل ملك) قال المناوي أي لا وقوع طلاق قبل نكاح ولا نفوذًا عتاق قبل الشراء فيلغو الطلاق والعتق قبل التزوج والملك وبه قال الشافعي وخالف أبو حنيفة (هـ) عن المسور بكسر الميم وفتح الواو ابن مخرمة وإسناد حسن. (لا طلاق ولا عتاق في إغلاق) قال المناوي أي إكراه لأن الكره يغلق عليه الباب ويضيق عليه غالبًا فلا يقع طلاقه عند الأئمة الثلاثة وأوقعه الحنفية (حم د هـ ك) عن عائشة. (لا طلاق إلا لعدة) أي لا يجوز إيقاعه إلا في زمن تشرع فيه المطلقة في العدة (ولا عتاق إلا لوجه الله) يحتمل أن المراد لا يكمل ثوابه إلا لمن قصد به وجه الله (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (لا عدوى) أي لا سراية لعلة من صاحبها لغيره (ولا صفر) بفتحتين هو تأخير المحرم إلى صفر وهو النسئ وذلك أن العرب كانت تحرم صفر وتستحل المحرم فجاء الإسلام برد ما كانوا يفعلونه (ولا هامة) بالتخفيف قال العلقمي وهي الرأس واسم طائر وهو المراد هنا لأنهم كانوا يتشاءمون بالطيور فتصدهم عن مقاصدهم وهي من طير الليل وقيل البومة وكانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم يقول نعت إلى نفسي أو أحد من أهل داري وقيل كانت العرب تزعم أن عظام الميت وقيل روحه تصير هامة فتطير ويسمونها الصدى قال النووي وهذا تفسير أكثر العلماء وهو المشهور قال ويجوزان يكون المراد النوعين وأنهما جميعًا باطلان وقيل كانت إن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة فتقول اسقوني اسقوني فإذا أدرك بثأره طارت انتهى وقال المناوي هي

دابة تخرج من رأس القتيل وتتولد من دمه فلا تزال تصيح حتى يؤخذ يؤخذ بثأره كذا زعمه العرب فكذبهم الشرع (حم ق د) عن أبي هريرة (حم م) عن السائب بن يزيد. (لا عدوى ولا طيرة) بكسر ففتح من الطير وهي التشاؤم بالطيور (ولا هامة ولا صفر) تقدم الكلام عليه قال العلقمي وقيل أن العرب كانت تزعم أن في البطن حية يقال لها الصفر تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه وأنها تعدى فنفي الإسلام ما ذكر من اعتقاداتهم المذكورة وأخبر أنه ليس لها تأثير في جلب نفع أو دفع ضرر وكل ما ذكر خبرًا ريد به النهي (ولا غول) قال العلقمي قال شيخنا قال النووي كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفلوات وهي جنس من الشياطين تترائى للناس وتغول تغولًا أي تتلون تلونًا فتضلهم عن الطريق فتهلكهم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال آخرون ليس المراد بالحديث نفي وجود الغول بل نفي فعله وإنما معناه إبطال ما تزعمه العرب من تلون الغول بالصور المختلفة واغتيالها قالوا ومعنى لا غول أي لا تستطيع أن تضل أحدًا ويشهد له حديث لا غول ولكن السعالي قال العلماء وهم سحرة الجن أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل وفي الحديث الآخر إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان أي ادفعوا شرها بذكر الله وهذا دليل على أنه ليس المراد نفي أصل وجودها قالوا ولو خلقها خلق الإنسان ورجلاها رجلا حمار (فائدة) اشتهر على الألسنة قول الشاعر الجود والغول والعنقاء ثالثهما ... أسماء أشياء لم توجد ولم تكن أما الجود ففيه حكايات كثيرة وأما الغول فتقدم الكلام وأما العنقاء فقيل طائر غريب يبيض بيضاء كالجبال وعند بيضه يتألم ألمًا شديدًا ويبعد في طيرانه وهو أعظم الطير جثة يخطف الفيل وكان بأهل أرض الرس جبل صاعد في السماء قدر ميل به طيور كثيرة منها العنقاء وهي عظيمة الخلق لها وجه كوجه الإنسان وفيها من كل حيوان شبه تأكل الوحوش وتخطف الصبيان إلى أن نبئ خالد بن سنان العبسي قبل النبي صلى الله عليه وسلم فشكو إليه فدعا عليها فانقطع نسلها وانقرضت وقيل لا حقيقة لذلك وأنه من الألفاظ الدالة على غير معنى كما قال الشاعر الجود البيت وقال الشاعر لما رأيت بني الزمان وما بهم ... خل وفي للشدائد أصطفى أيقنت أن المستحيل ثلاثة ... الغول والعنقاء والخل الوفي (حم م) عن جابر. (لا عقر في الإسلام) قال المناوي كانوا الجاهلية يعقرون أي ينحرون الإبل على قبور الموتى فنهى عنه (د) عن أنس. (لا عقل كالتدبير) قال المناوي أراد بالتدبير العقل المطبوع (ولا ورع كالكف) عن المحارم (ولا حسب كحسن الخلق) أي لا مكارم مكتسبة كحسن الخلق بكف الأذى عنهم وتحمل أذاهم (هـ) عن أبي ذر وإسناده ضعيف. (لا غرار في صلاة) بفتح المعجمة وراءين أي نقصان وغرار الصلاة على وجهين أحدهما أن لا يتم ركوعه ولا سجوده والثاني أن يشك هل صلى ثلاثًا أو أربعًا

فيأخذ بالأكثر ويترك اليقين (ولا تسليم) يروى بالجر والنصب فمن جره كان معطوفًا على صلاة وغراره أن لا يرد التحية كما سمعها من صاحبه بأن يقال له السلام عليكم ورحمة الله فيقتصر على قوله وعليكم أو وعليكم السلام ولا يرده وافيًا فيبخسه حقه من جواب التحية ومن نصبه كان معطوفًا على غرار ويكون المعنى لا نقص ولا تسليم في الصلاة لأن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز (حم د ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح. (لا غصب ولا نهبة) أي لا يجوز ذلك في الإسلام (طب) عن عمرو بن عوف. (لا غول) بضم المعجمة أي لا وجود له أو لا يضر تلونه على ما مر (د) عن أب هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (لا فرع) بفاء وراء مهملتين مفتوحات وهو أول نتاج ينج كانت الجاهلية تذبحه لطواغيتها (ولا عتيرة) بفتح المهملة وكسر المثناة الفوقية فمثناة تحتية ساكنة فراء ما يذبح أول رجب تعظيمًا له (حم ق 4) عن أبي هريرة. (لا قطع في ثمر) بفتح المثلثة والميم أي في سرقته قال العلقمي قال شيخنا قال الخطابي تأوله الشافعي على ما كان معلقًا في النخل قبل أن يجز ويحرز (ولا كثر) بفتح الكاف والمثلثة جمار النخل قال في النهاية وهو شحمه الذي في وسط النخلة قبل أن يجز ويحرز (ولا كثر) بفتح الكاف والمثلثة جمار النخل قال في النهاية وهو شحمه الذي في وسط قال المناوي وتمامه إلا ما آواه الجرين فبين الحالة التي يجب فيها القطع وهو كون المال في حرز مثله (حم 4 حب) عن رافع بن خديج. (لا قطع في زمن المجاع) قال المناوي أي في السرقة في زمن القحط والجدب لأنه حالة ضرورة ولم أر من قال به (خط) عن أبي إمامة. (لا قليل من أذى الجار) قال المناوي أي أذى الجار لجاره غير مغفور وإن كان قليلًا فهو وإن كان قليل القدر لكنه كثير الوزر (طب حل) عن أم سلمة. (لا قود إلا بالسيف) قال العلقمي بجانبه علامة الصحة لكن قال شيخ شيخنا قال عبد الحق طرقه كلها ضعيفة وكذا قال ابن الجوزي وقال البيهقي لم يثبت له إسناد اهـ قال الدميري وعلى تقدير ثبوته فهو مستثنى من القاعدة وهي اعتبار المساواة في القصاص فإذا قتل بالسحر قتل بالسيف بالاتفاق لأن عمل السحر حرام ولا ينضبط وتختلف تأثيراته وكذا لو قتله بالخمر واللواط على الأصح لأن المماثلة ممتنعة الفاحشة وكذا لو سقاه بولًا أو ماء نجسًا فإنه كالخمر في الأصح فيوجر ماء طاهرًا وكذا لو شهدوا على رجل بالزنى فرجم ثم رجعوا فعليهم القصاص والأصح أنه بالسيف وقيل بالرجم لو قتله بسيف مسموم ففي قتله بمثله وجهان أصحهما نعم وإن قتله بالغرق بماء ملح جاز تغريقه فيه وفي العذب ولو غرقه بالعذب لم يجز بالملح لأنه أشق فإن قيل روى البيهقي وغيره من حديث البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حرق حرقناه من غرق غرقناه فالجواب أن في إسناده بعض من يجهل وقال ابن الجوزي لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قال له زيادة في خطبته (هـ) عن أبي بكرة وابن النعمان ابن بشير. (لا وقود في المأمومة ولا الجائفة ولا المنقلة) وتعاريفها معلومة من كتب الفقه (هـ) عن العباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (لا كبيرة مع الاستغفار)

أراد أن التوبة تمحو أثر الخطيئة وإن كانت كبيرة (ولا صغيرة مع الإصرار) فإنها بالمواظبة عليها تعظم فتصير كبيرة (فر) عن ابن عباس. (لا كفالة في حد) قال الديلمي الكفالة الضمان فمن وجب عليه حد فضمنه غيره فيه لم يصح (عد هق) عن ابن عمرو. (لا نذر في معصية) أي لا صحة له (وكفارته كفارة يمين) قال المناوي أي مثل كفارته وبه أخذ أبو حنيفة وأحمد وقال الشافعي ومالك لا ينعقد نذرة ولا كفارة عليه اهـ قال العلقمي والرواية المشهورة رفع الكفارتين أي كفارة النذر وهي كفارة اليمين ويجوز نصب الثانية على تقدير كفارة النذر ككفارة اليمين فلما حذف الجار نصب وروى الترمذي عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة النذر إذا لم يسم كفارة اليمين وقد استدل بهذا على صحة النذر المبهم وهو أن يقول لله على نذر فهذا تجب فيه الكفارة في قول أكثر أهل العلم كذا قال ابن قدامة وقال به جماعة من الصحابة قال ولا أعلم مخالفًا غير الشافعي فقال لا ينعقد نذره ولا كفارة فيه (حم 4) عن عائشة (ن) عن عمران بن حصين قال العلقمي بجانبه علامة الصحة قلت قال النووي في الروضة هذا الحديث ضعيف باتفاق المحدثين وتعقبه الحافظ بن حجر فقال صححه الطحاوي وأبو علي بن السكن فأين الاتفاق اهـ وظاهر هذه العبارة أنه إنما أراد الاتفاق لا الحكم بضعفه ولعل سيخنا مع الطحاوي ومن معه. (لا نعلم شيئًا خيرًا من ألف مثله لا الرجل المؤمن) الكامل الإيمان (طس) عن ابن عمر بإسناد ضعيف. (لا نكاح الأبولي) أي لا صحة إلا بعقد وولى فلا تزوج امرأة نفسها فإن فعلت بطل وإن أذن لها وليها عند الشافعي كالجمهور وصححه أبو حنيفة (حم 4 ك) عن أبي موسى (هـ) عن ابن عباس قال المناوي وهو متواتر. (لا نكاح الأبولي وشاهدين) قال المناوي أي لا نكاح صحيح إلا ما كان كذلك وحمله على نفي الكمال لكونه يصدر فسخ الأولياء بعدم الكفاءة عدول عن الظاهر بلا دليل (طب) عن أبي موسى الأشعري وإسناده حسن. (لا نكاح الأبولي وشاهدي عدل) والعدالة لغة التوسط وشرعًا ملكه في النفس تمنعها عن اقتراف الكبائر والرذائل المباحة (هق) عن عمران بن حصين (وعن عائشة) وإسناده حسن. (لا هجرة بعد فتح مكة) قال المناوي أي لا هجرة واجبة من مكة إلى المدينة بعد الفتح كما كانت قبله لمصيرها دار الإسلام أما الهجرة من بلاد الكفر فباقية وقال العلقمي قال في الفتح قال الخطابي وغيره كانت الهجرة فرضًا في أول الإسلام على من أسلم لقلة المسلمين بالمدينة وحاجتهم إلى الاجتماع فلما فتح الله مكة ودخل الناس في دين الله أوفواجًا سقط فرض الهجرة إلى المدينة وبقي فرض الجها اهـ وكانت الحكمة أيضًا في وجوب الهجرة على من أسلم ليسلم من أذى ذويه من الكفار فإنهم كانوا يعذبونه إلى أن يرجع عن دينه (خ) عن مجاشع بن مسعود (لا هجر بعد ثلاث) وفي رواية لمسلم أيضًا لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيحرم هجر المسلم فوق ثلاثة أيام

لأن الآدمي جبل على الغضب فعفي عن الثلاث ليذهب غضبه (حم م) عن أبي هريرة. (لا هم إلا هم الدين) قال المناوي أي لا هم اشغل للقلب من هم دين لا يجد وفاء. (ولا وجع إلا وجع العين) أي هو لشدة وجعه ومنعه النوم والاستقرار كأنه لا وجع إلا هو (عد هب) عن جابر. (لا وباء مع السيف) قال الشيخ تقدم اللهم اجعل فناء أمتي وهو لا ينافي ما خصه هنا بمريد الجهاد (ولا نجاء مع الجراد ابن صصري في أماليه عن البراء) ابن عازب. (لا وتران) هذا على لغة من ينصب المثنى بالألف قال العلقمي قال ابن رسلان معناه أن من أوتر ثم صلى بعد ذلك لا يعيد الوتر (في ليلة (حم 3) والضياء عن طلق على قالت حسن صحيح. (لا وصال في الصوم) هو أن يصوم يومين من غير تعاطي مفطر بينهما فيحرم ذلك (الطيالسي عن جابر) وإسناد صحيح. (لا وصية لوارث) قال المناوي زاد في رواية البيهقي إلا أن يجيز الورثة وليس المعنى نفي صحة الوصية له بل نفي لزومها أي لا وصية لازمة لوارث خاص إلا بأجازة بقية الورثة (قط) عن جابر. (لا وضوء إلا من صوت أو ريح (ت هـ) عن أبي هريرة بإسناد صحيح. (لا وضوء لمن لم يصل على النبي) قال المناوي أي لا وضوء كاملًا لمن لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم عقبه (طب) عن سهل بن سعد. (لا وفاء لنذر في معصية الله) قال المناوي زاد في رواية ولا فيما لا يملك العبد (حم) عن جابر بن عبد الله). (لا يأتي عليكم عام ولا يوم والذي بعد شر منه) بحذف الألف عند الأكثر ولا بي ذر بإثباتها والأول أفصح قال المناوي فيما يتعلق بالدين أو غالبًا اهـ وفي العلقمي عن ابن مسعود لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علمًا من اليوم الذي مضى قبله فإذا اذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون (حتى تلقوا ربكم) أي تموتوا (حم خ ن) عن أنس. (لا يؤذن إلا متوضي) قال العلقمي يكره للمحدث لو حدثا أصغر أن يؤذن من غير طهارة فيستحب أن يكون متطهرًا لأنه يدعو إلى الصلاة فليكن بصفة من يمكنه فعلها وإلا فهو واعظ غير متعظ قضيته أنه يسن له الطهر من الخبث أيضًا (ت) عن أبي هريرة. (لا يؤمن أحدكم) إيمانًا كاملاُ (حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) قال العلقمي قال شيخنا قال الخطابي أراد به حب الاختيار لأحب الطبع لأن حب الإنسان نفسه وأهله طبع ولا سبيل إلى قلبه قال فمعناه لا يصدق في إيمانه حتى يفني في طاعتي نفسه ويؤثر رضائي على هواه وإن كان فيه هلاكه وقال عياض وغيره المحبة ثلاثة أقسام محبة إجلال وإعظام كمحبة الوالد ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد ومحبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس فجمع صلى الله عليه وسلم أصناف المحبة في محبته وقال ابن بطال معنى الحديث أن من استكمل الإيمان علم أن حبه صلى الله عليه وسلم أكد من حب نفسه إليه وابنه والناس أجمعين لأنه صلى الله عليه وسلم استنقذنا من النار وهدانا من الضلالة (حم ق ن هـ) عن أنس بن مالك رضي الله عنه. (لا يؤمن

أحدكم) إيمانًا كاملًا (حتى يحب لأخيه) في الدين (ما يحب لنفسه) من الخير قال العلقمي قال النووي والمراد يحب له من الطاعات والأشياء المباحة ويدل عليه رواية النسائي حتى يحب لأخيه من الخير قال ابن زيد المالكي جماع آداب الخير تتفرع من أربعة أحاديث لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وحديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت وحديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه وقوله للذي اختصر له في الوصية لا تغضب (حم ق ت ن هـ) عن أنس. (لا يبغي على الناس إلا ولد بغي) أي ولد زنى (وإلا من فيه عرق منه) قال المناوي أي شبعة من الزنى لكونه واقعًا في أحد أصوله (طب) عن أبي موسى بإسناد حسن. (لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين) أي درجة المتقين (حتى يدع ما لا بأس به حذر ألمًا به البأس) قال المناوي أي يترك فضول الحلال حذار من الوقوع في الحرام ويسمى هذا ورع المتقين وهذه الدجة الثانية من درجات الورع قال عمر كنا ندع تسعة أعشار الحلال خوف الوقوع في الحرام وكان بعضهم يأخذ ما يأخذ بنقصان حبة ويعطي ما عليه بزيادة حبة ولذلك أخذ عمر عبد العزيز بأنفه من ريح المسك الذي لبيت المال وقال هل ينتفع إلا بريحه ومن ذلك ترك النظر إلى تجمل أهل الدنيا فإنه يحرك داعية الرغبة فيها (ت هـ ك) عن عطية السعدي قال ن حسن غريب. (لا يبلغ أحد حقيقة الإيمان) أي كما له (حتى يخزن من لسانه) قال المناوي أي يجعل فمه خزانة للسانه فلا يفتحه إلا بمفتاح إذن الله (طس) والضياء عن أنس بإسناد حسن. (لا يتجالس قوم إلا بالأمانة) أي لا ينبغي إلا ذلك فلا يحل لأحدهم أن يفشي سر غيره (المخلص) أبو طاهر (عن مروان بن الحكم) بن أبي العاص قال المناوي ولم ير المصطفى صلى الله عليه وسلم. (لا يترك الله) تعالى (أحدًا يوم الجمعة إلا غفر له) الذنوب الصغائر (خط) عن أبي هريرة. (لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر عليه) لأن ذلك يؤدي إلى استثقال الضيافة وتركها فيكره (هب) عن سلمان الفارسي وإسناده حسن. (لا يتم بعد احتلام) قال العلقمي قال ابن رسلان أي إذا بلغ اليتيم أو اليتيمة زمن البلوغ الذي فيه يحتلم غالب الناس زال عنهما اسم اليتم حقيقة وجرى عليهما البالغين سواء احتلما أو لم يحتلما وقد يطلق عليهما مجازًا بعد البلوغ كما كانوا يسمون النبي صلى الله عليه وسلم وهو كبير يتيم أبي طالب لأنه رباه (ولا صمات يوم إلى الليل) قال العلقمي بضم الصاد المهملة وهو السكون وفيه النهي عما كان من أفعال الجاهلية وهو الصمت عن الكلام وفي الاعتكاف وغيره وظاهر الأحاديث تحريمه لأن ظاهر النهي التحريم وقول أبي بكر في التي دخل عليها فرآها إلا نتكلم أن هذا لا يحل صريح في التحريم ولم يخالفه أحد من الصحابة فيما علمناه ولو نذر ذلك في اعتكاف أو غيره لم يلزمه الوفاء به ولهذا قال الشافعي وأجدوا أصحاب الرأي لا نعلم فيه خلافًا ولأنه نذر منهي عنه اهـ وقال المناوي أي لا عبرة به ولا فضيلة له

ولي مشروعًا عندنا كما شرع للأمم قبلنا (هـ) عن علي بإسناد حسن. (لا يتمنى أحدكم الموت) قال العلقمي كذلك للأكثر بلفظ النفي والمراد به النهي أو هو للنهي وأشبعت الفتحة وللكشمهيني لا يتمنين بزيادة نون التوكيد وفي رواية همام لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه لدلالته على عدم الرضى بما نزل من الله من المشاق لأن الإنسان (إما) أن يكون (محسنًا فلعله يزداد) من فعل الخير (وأما مسيئًا فلعله يستعتب) أي يطلب العتبى من الله أي الرضى لله تعالى بأن يحاول إزالة غضبه بالتوبة وإصلاح العمل ووقع في رواية أحمد عن عبد الرازق بالرفع فيهما وفيه أنه يكره تمني الموت لضر نزل به أما إذا خاف ضررًا أو فتنة في دينه فلا كراهة فيه (حم خ) عن أبي هريرة رضي الله عنه. (لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدًا) قال العلقمي وفي رواية لا يجتمعان في النار اجتماعًا يضر أحدهما الآخر قيل من هم يا رسول الله قال مؤمن قتل كافرًا ثم سدد قال النووي قال القاضي في الرواية الأولى يحتمل أن هذا يختص بمن قتل كافرً في الجهاد فيكون ذلك مكفرًا لذنوبه حتى لا يعاقب عليها أو يكون بنية مخصوصة أو حالة مخصوصة ويحتمل أن يكون عقابه أن عوقب بغير النار كالحبس في الأعراف عن دخول الجنة أولًا ولا يدخل النار أو يكون أن عوقب بها في غير موضع عقاب الكافر ولا يجتمعان في إدراكها قال وأما قوله في الرواية الثانية اجتماعًا يضر أحدهما الآخر فيدل على أنه اجتماع مخصوص قال وهو مشكل المعنى وأوجه ما فيه أن يكون معناه ما أشرنا إليه أنهما لا يجتمعان في وقت إن استحق العقاب فيعيره بدخوله معه إن لم ينفعه إيمانه وقتله إياه وقد جاء مثل هذا في بعض الآثار ولكن قوله في هذا الحديث مؤمن قتل كافرًا ثم سدد مشكل لأن المؤمن إذا سدد ومعناه استقام على الطريقة المثلى ولم يخلط لم يدخل النار أصلًا سواء قتل كافرًا أو لم يقتله قال القاضي ووجهه عندي أن يكون قوله ثم سدد عائدًا على الكافر القاتل ويكون معنى حديث يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة ورأي بعضهم أن هذا اللفظ تغير من بعض الرواة وإن صوابه مؤمن قتله كافر ثم سدد ويكون معنى قوله لا يجتمعان في النار اجتماعًا يضر أحدهما الآخر أي لا يدخلانها للعقاب ويكون هذا استثناء من اجتماع الورود وتخاصمهم على جسر جهنم هذا آخر كلام القاضي اهـ كلام النووي قال شيخنا استشكل القاضي قوله مؤمن قتل كافرً ثم سدد بأن السداد هو الاستقامة على الطريقة المثلى من غير زيغ ومن كان هذا حاله فإنه لا يدخل النار أصلًا قتل كافرًا أم لا وانفصل عنه بحمل سدد على أسلم بمعنى أن القاتل كان كافرًا ثم أسلم وصرفه للحديث الآخر الذي قال فيه يضحك الله لرجلين قال القرطبي والذي يظهر لي أن المراد بالسداد أن يسدد حاله في التخلص من حقوق الآدميين لما تقدم إن الشهادة تكفر كل شيء إلا الدين وإذا لم تكفر

الشهادة الدين كان أبعد أن يكفر قتل الكافر ثم قال ويحتمل أن يقال سدد بدوام الإسلام إلى الموت أو اجتناب الموبقات التي لا نغفر إلا بالتوبة قال شيخنا قلت وعندي أن مقصود الحديث الأخبار بأن هذا الفعل يكفر ما مضى من ذنوبه كلها كبائرها وصغائرها دون ما يستقبل منها فإن مات عن قرب أو بعد مدة وقد سدد في تلك المدة لم يعذب وإن لم يعذب أخذ بما جناه بعد ذلك لا بما قبله لأنه قد كفر عنه (م د) عن أبي هريرة. (لا يجزي ولد والدًا) بفتح أوله وزاي أي لا يكافئة بإحسانه وقضاء حقه والأم مثله (إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه) قال المناوي أي يخلصه من الريق بسبب شراء ونحوه لأن الرقيق كمعدوم لاستحقاق غيره منافعه ونقصه عن شريف المناصب فتسببه في عتقه المخلص له من ذلك كأنه أوجده كما كان الأب سببًا في إيجاده وقال العلقمي اختلفوا في عتق الأقارب إذا ملكوا فقال أهل الظاهر لا يعتق أحد منهم بمجرد المال سواء الوالد والوالد وغيرهما بل لابد من إنشاء عتق واحتجوا بمفهوم هذا الحديث وقال جماهير العلماء يحصل العتق في الآباء والأجداد والأمهات والجدات وإن علوا وفي الأبناء والبنات وأولادهم الذكور والإناث وإن سفلوا بمجرد الملك سواء المسلم والكافر والقريب والبعيد والوارث وغيره ومختصره أنه يعتق عمود النسب بكل حال واختلفوا فيما وراء عمودي النسب فقال الشافعي وأصحابه لا يعتق غيرهما بالملك لا الإخوة ولا غيرهم وقال مالك تعتق الإخوة أيضًا وعنه رواية أنه يعتق جميع ذوي الأرحام المحرمة ورواية ثالثة كمذهب الشافعي وقال أبو حنيفة يعتق جميع ذوي الأرحام المحرمة وتأول الجمهور الحديث المذكور على أنه لما تسبب في شرائه الذي يترتب عليه عتقه أضيف إليه (خد م د ت هـ) عن أبي هريرة. (لا بجلد) تعزيزًا (فوق عشر أسواط إلا في حد من حدود الله تعالى) أخذ بظاهره الإمام أحمد وأجاز الجمهور الزيادة وجعلوا ذبلك منوطًا برأي الإمام وأحابوا عن الخبر بأجوبة منها قصره على الجلد وأما الضرب بنحو اليد فتجوز الزيادة به (حم ق 4) عن أبي بردة بن دينار واسمه هانئ الأنصاري. (لا يجلس الرجل بين الرجل وابنه في المجلس) قال المناوي فيكره ذلك تنزيهًا ومثله الأم وبنتها (طس) عن سهل بن سعد الساعدي. (لا يجوع أهل بيت عندهم التمر) قال المناوي هذا ورد في بلاد غالب قوتهم التمر وحده كأهل الحجاز في ذلك الزمن (م) عن عائشة. (لا يحافظ على ركعتي الفجر إلا أواب) قال المناوي أي رجاع إلى الله بالتوبة مطيع له وقد ذهب بعضهم إلى وجوبها (هب) عن أبي هريرة. (لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب وهي صلاة الأوابين) قال المناوي فيه رد على من كرهها وقال أدامتها تورث العمى (ك) عن أبي هريرة وقال صحيح. (لا يحتكر) أي لا يشتري القوت في زمن الغلا ويحبسه حتى يزيد السعر (إلا خاطئ) أي آثم قال العلقمي قال في النهاية يقال خطئ في دينه إذا أثم فيه والخطأ الذنب والإثم وأخطأ

يخطئ إذا سلك سبيل الخطأ عمدًا أو سهوًا ويقال خطئ بمعنى اخطأ أيضًا وقيل خطئ إذا تعمد وأخطأ إذا لم يتعمد ويقال لمن أراد شيئًا ففعل غيره أو فعل غير الصواب اخطأ اهـ وقال في المصباح والخطأ مهموز بفتحتين ضد الصواب ويقصر ويمد وهو اسم من خطئ فهو مخطئ قال أبو عبيد خطئ خطأ من باب علم واخطأ بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد وقال غيره خطئ في الدبن واخطأ في كل شيء عامدًا كان أو غير عامد وقيل خطئ إذا تعمد ما نهي عنه فهو خاطئ واخطأ إذا أراد الصواب فصار إلى غيره فإن أراد غير الصواب وفعله قيل قصده أو تعمده والخطأ الذنب تسمية بالمصدر وقال المناوي والخاطئ من تعمد ما لا ينبغي والمخطئ من أراد الصواب فصار إلى غيره (حم م د ت هـ) عن معمر بن عبد الله. (لا يحرم الحرام الحلال) قال العلقمي قال الدميري هذا يدل لمذهب الشافعي أن الزنى لا يثبت حرمة المصاهرة حتى يجوز للزاني أن ينكح أم المزني بها وبنتها وحتى يجوز وحتى يجوز لأبيه وابنه أن ينحكها لأن حرمة المصاهرة نعمة لله عز وجل فلا تثبت بالزنى كما لا يثبت به النسب وقال أبو حنيفة وأحمد يثبتها وهي مسئلة عظيمة في الخلاف وليس فيها حديث صحيح لا من جانبنا ولا من جانبهم ويحدث الشافعي فيها مع من خالفه نحو ورقتين والمعتمد أنه لا دليل على التحريم ويؤخذ من عموم هذا الحديث أن الرجل إذا حرم زوجته او أمته لم تحرم عليه واختلف العلماء فيما إذا قال لزوجته أنت على حرام فمذهب الشافعي إن نوى طلاقها كان طلاقًا وإن نوى الظهار كان ظهارًا وإن نوى تحريم عينها لم تحرم وعليه كفارة يمين ولا يكون ذلك يمينًا وإن لم ينو شيئًا فعليه كقارة يمين. (هـ) عن ابن عمر (هق) عن عائشة وضعفه البيهقي. (لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا) قال المناوي ولو هازلًا لما فيه من الإيذاء (حم د) عن رجال من الصحابة وإسناده حسن. (لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين) في المجلس (إلا بإذنهما) قال المناوي بمعنى يكره له ذلك (حم د ت) عن ابن عمرو بن العاص قال ت حسن صحيح. (لا يخرف قارئ القرآن) أي لا يفسد عقله عند كبره قال في المصباح خرف الرجل من باب تعب فسد عقله لمكبره فهو خرف (ابن عساكر عن أنس) بن مالك. (لا يدخل الجنة إلا رحيم) قال المناوي تمامه عند مخرجه قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال ليس رحمة أحدكم نفسه وأهل بيته حتى يرحم الناس (هب) عن أنس. (لا يدخل الجنة قاطع) قال المناوي أي قاطع رحم أي لا يدخل الجنة المعدة لوصال الأرحام أو لا يدخلها حتى يطهر بالنار قال العلقمي والبخاري في الأدب المفردان الرحمة لم تنزل على قوم فيهم حتى قاطع رحم وذكر الطيبي أنه يحتمل أن يراد بالقوم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرون عليه ويحتمل أن يراد بالرحمة المطر وأنه يحبس على الناس عمومًا لشؤم القاطع (حم ق د ت) عن جبير بن مطعم. (لا يدخل الجنة خب) قال العلقمي قال في النهاية بالفتح وقال المناوي بخاء معجمة مكسورة موحدة خداع يفسد بين الناس

بالخداع أي لا يدخلها مع هذه الخصلة حتى يطهر منها بالنار (ولا بخيل) أي مانع للزكاة أو مانع للقيام بمؤنة ممونة (ولا منان) أي من يمن على الناس بما يعطيه (ت) عن أبي بكر) وقال حسن غريب. (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائفه) بالموحدة جمع بائفة وهي الداهية والشرك المهلك والأمر الشديد الذي يأتي بغتة قال المناوي أي حتى يطهر بالنار أو يعفو عنه الجار (م) عن أبي هريرة. (لا يدخل الجنة صاحب مكس) قال العلقمي قال ابن رسلان وهو من يأخذ العشر على ما كان يأخذه أهل الجاهلية مقيمًا على دينه لا يدخل الجنة لكفره ولاستحلاله لذلك إن كان مسلمًا وأخذه مستحلًا وتاركًا فرض الله وهو ربع العشر وأما من لم يستحل أخذ الحرام فهو محمول عملي أنه لم يدخل الجنة مع السابقين إليها أو لا يدخلها حتى يعاقب إلا أن يغفر له واصل المكس النقصان قال الأصمعي الماكس العشار وأصله الخيانة وصاحب المكس هو الذي يأخذ منه التجار إذا مروا به مكسًا باسم العشر أما من يعشرهم على ما فرض الله سبحانه فحسن جميل وقد عشر جماعة من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وللخلفاء بعده وهو من يأخذ عشر ما سقته السماء وعشر أموال أهل الذمة في التجارة (حم د ك) عن عقبة بن عامر قال ك صحيح. (لا يدخل الجنة سيئ الملكة) قال العلقمي قال في النهاية أي الذي يسئ صحبة المماليك ضد حسن الملكة يقال فلان حسن الملكة إذا كان حسن الصنيع إليهم وقال الطيبي يعني أن سوء الملكة يدل على سوء الخلق وه شؤم والشؤم يورث الخذلان ودخول النار (ت هـ) عن أبي بكر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر) قال العلقمي لانقطاع الموالاة بينهما وإن أسلم قبل أن يقسم الميراث فلا ميراث له لأن الاعتبار بوقت الميراث لا بوقت القسمة عند الجمهور فلا يرث المسلم الكافر وقيل يرثه لخبر الإسلام يعلو ولا يعلى عليه والجمهور على المنع وأجابوا عن الخبر بأن معناه فضل الإسلام ولا تعرض فيه للإرث فلا يترك النص الصريح لذلك لأن الملل في البطلان كالملة الواحدة (حم ق 4) عن أسامة بن زيد. (لا يراد القضاء) المقدر (إلا للدعاء) قال المناوي أراد الأمر المقدر لولا دعاؤه أو أراد برده تسهيله حتى يصير كأنه ردا (ولا يزيد في العمر إلا البر) يعني العمر الذي كان يقصر لولا بره أو أراد بزيارته البركة فيه (ت ك) عن سلمان قال ت حسن غريب. (لا يزال هذا الأمر) أي أمر الخلافة (في قريش) قال العلقمي وهو مقيد بالحديث الآخر أن هذا الامر في قريش لا يعاد بهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين فما مصدرية ظرفية أي أن هذا الأمر في قريش مدة إقامتهم أمور الدين فإذا لم يقيموه خرج عنهم بتسليط غيرهم عليهم (ما بقي من الناس اثنان) قال المناوي أمير ومأمور عليه وليس المراد حقيقة العدد بل انتفاء كون الخلافة في غيرهم مدة بقاء الدنيا (حم ق) عن ابن عمر بن الخطاب. (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) قال المناوي لأن تعجيله

بعد تيقن الغروب من سنن الأنبياء فمن حافظ عليه تخلق بأخلاقهم (حم ق ت) عن سهل بن سعد رضي الله عنه. (لا يزال المسروق منه) واقعًا (في تهمة ممن) يحتمل أن من زائدة أو بمعنى اللام هو (برئ منه) بأن لم يكن سرق ما اتهمه به (حتى يكون أعظم جرمًا من السارق (هب) عن عائشة. (لا يسأل بوجه الله) أي ذاته (إلا الجنة) قال المناوي كان يقال اللهم إنا نسألك بوجهك الكريم أن تدخلنا الجنة وقيل المراد لا تسألوا من الناس شيئًا بوجه الله كان يقال يا فلان أعطني لوجه الله فإن الله أعظم منن أن يسأل به اهـ وقال العلقمي قال ابن رسلان قال الحليمي هذا يدل على أن السؤال بالله تعالى يختلف فإن كان السائل يعلم ان المسئول إذا سأله بالله تعالى اهتزلا عطائه واغتنمه جاز له سؤاله بالله سبحانه وتعالى وإن كان مما يتلوى ويتضجر ولا يأمن أن يرده فحرام عليه أن يسأله بالله تعالى وقرر ذلك ثم قال وأما السؤال فينبغي إذا سئل بوجه الله تعالى أن لا يمنع ولا يرد السائل وأن يعطيه بطيب نفس وانشراح صدر لوجه الله تعالى (د) والضياء عن جابر. (لا يعدل) بضم المثناة التحتية (بالرعة) قال العلقمي قال في المصباح ورع عن المحارم يرع بكسرة فيهما ورعًا بفتحتين ورعة مثل عدة فهو ورع أي كثير الورع اهـ أي لا يعدل بالورع شيء من خصال الخير بل الورع أعظم فضلًا (ت) عن جابر وإسناده حسن. (لا يعضه بعضكم بعضًا) قال العلقمي قال في النهاية أي لا يرميه بالعضيهة وهي البهتان والكذب (الطيالسي عن عبادة) بن الصامت وإسناده حسن. (لا يغل) أي لا يخون في نحو غنيمة (مؤمن) كامل الإيمان (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن. (لا يغلق) لا نافية أو ناهية قال المناوي والأحسن جعلها نافية (الرهن) قال في النهاية يقال غلق الرهن يغلق غلوقًا إذا بقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه والمعنى أنه لا يستحقه المرتهن إذا لم يستفكه صاحبه وكان من أفاعيل الجاهلية أن الراهن إذا للم يؤد ما عليه في الوقت المؤقت ملك الرهن المرتهن فأبطله الإسلام وقال الأزهري الفلق في الرهن ضد الفك فإذا فك الراهن الرهن فقد أطلقه من وثاقه عند مرتهنه وقال في المصباح غلق الرهن غلقًا من باب تعب استحقه المرتهن (هـ) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (لا يغني حذر من قدر) قال المناوي تمامه عند الحاكم والدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل وإن البلاء ينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة (ك) عن عائشة رضي الله عنها. (لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث) قال المناوي أي لا يفهم ظاهر معانيه من قرأه في أقل من هذه المدة (د ت هـ) عن ابن عمرو بن العاص قال العلقمي بجانبه علامة الصحة. (لا يقبل الله صلاة أحدكم) قال العلقمي قال في الفتح والمراد بالقبول هنا ما يرادف الصحة وهو الأجزاء وحقيقة القبول ثمرة وقوع الطاعة مجزية رافعة لما في الذمة ولما كان الآتيان بشروطها مظنة الأجزاء الذي القبول ثمرته عبر عنه بالقبول مجازًا وأما القبول

المنفي في مثل قوله صلى الله عليه وسلم من أتى عرافًا لم تقبل له صلاة فهو الحقيقي لأنه قد يصح العمل ويتخلف القبول لمانع (إذا أحدث) قال العلقمي قال رجل من حضرموت ما الحدث يا أبا باهر قال فساء أو ضراط والمراد به الخارج من أحد السبيلين وإنما فسره أبو هريرة بأخض من ذلك تنبيهًا بالأخف على الأغلظ ولأنهما قد يقعان في أثناء الصلاة أكثر من غيرها وأما باقي الأحداث المختلف فيها بين العلماء كمس الذكر ولمس المرأة والقيء ملأ الفم والحجامة فلعل أبا هريرة كان لا يرى النقض بشيء منها وقيل إن أبا هريرة إنما اقتصر على ما ذكر لعلمه ان السائل كان يعلم ما عدا ذلك وفيه يعد واستدل بالحديث على بطلان الصلاة بالحدث سواء كان خروجه اختياريًا أم اضطراريًا على أن الوضوء لا يجب لكل صلاة لأن القبول انتفى إلى غاية الوضوء وما بعده مخالف لما قبله فاقتضى ذلك قبول الصلاة بعد الوضوء مطلقًا (حتى يتوضأ) أي بالماء أو ما يقوم مقامه (ق د ت هـ) عن أبي هريرة. (لا يقبل إيمان بلا عمل) إذ من جملة الأعمال النطق بالشهادتين فمن صدق بقلبه ولم ينطق بلسانه بالشهادتين مع التمكن لا ينفعه إيمانه (ولا عمل بلا إيمان (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده حسن. (لا يقتل) قال المناوي خبر بمعنى النهي (مسلم بكافر) ذميًا كان أو غيره وعليه الشافعي وقال أبو حنيفة يقتل المسلم بالذمي (حم ت هـ) عن ابن عمرو بن العاص قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (لا يقتل حر بعبد) وبه قال الشافعي كالجمهور (هق) عن ابن عباس قال العلقمي يجانبه علامة الحسن. (لا يقرأ) بكسر الهمزة نهى وبضمها خبر بمعناه (الجنب ولا الحائض شيئًا من القرآن) فيحرم عليهما ذلك حيث قصد القرآن ومثلهما النفساء (حم ت هـ) عن ابن عمر بن الخطاب. (لا يقص على الناس) أي لا يتكلم بالقصص والمواعظ (الأمير) أي الحاكم (أو مأمور) أي مأذون له فيه منه (أو مرئي) قال المناوي وهو من عداهما أسماه مرائيًا لأنه طالب رياسة (حم هـ) عن ابن عمرو وإسناده حسن. (لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين) قال العلقمي قال شيخ شيوخنا قال ابن بطال وهذا الكلام مما لم يسبق إليه صلى الله عليه وسلم وأول ما قاله لأبي غرة؟ ؟ ؟ ؟ وكان شاعرًا فأسر ببدر فشكى عائلة وفقرًا فمن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأطلقه بغير فداء فظفر به بأحد فقال وذكر فقرًا وعائلة لا تمسح عارضيك بمكة تقول سخرت بمحمد مرتين وأمر به فقتل أخرج قصته ابن إسحاق في المغازي بغير إسناد وقال ابن هشام في تهذيب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حينئذ لا يلدغ فذكره وقوله لا يلدغ المؤمن هو بالرفع على صيغة الخبر قال الخطابي هذه الفظه خبر ومعناه أمر أي ليسكن المؤمن حازمًا حذر إلا يؤتي من ناحية الغفلة فيخدع مرة بعد أخرى وقد يكون ذلك في أمر الدين كما يكون في أمر الدنيا وهو أولًا هما بالحذر وقال أبو عبيد معناه لا ينبغي للمؤمن إذا نكب من وجه أن يعود إليه قلت وهذا الذي فهمه

(حرف الياء)

الأكثر ومنهم الزهري راوي الخبر وقال أبو داود الطيالسي لا يعاقب في الدنيا بذنب فيعاقب به في الآخرة وجملة غيره على غير ذلك قلت إن أراد قائل هذا إن عموم الحديث يتناول هذا فيمكن وإلا فسبب الحديث يأبى ذلك قيل المراد بالمؤمن في هذا الحديث الكامل الذي أوقفته معرفته على غوامض الأمور حتى صار بحذر مما سيقع وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ مرارًا من حجلا زاد في رواية الكشميهني والسرخسي وأحمد ووقع في بعض النسخ حجر حية وهي زيادة شاذة قال ابن بطال وفيه أدب شريف أدب به النبي صلى الله عليه وسلم أمته ونبههن كيف يحذرون مما يخافون سوء عاقبته اهـ وقال المناوي هو تمثيل أي المؤمن الكامل يندم على خطيئته ويأخذه القلق ويتلوى كاللديغ بخلاف المؤمن المخلط فإنه يلدغ مرات (حم ق د هـ) عن أبي هريرة (حم هـ) عن ابن عمر. (لا يمس القرآن إلا طاهرًا) أي لا يجوز مسه إلا على طهر من الحدثين (طب) عن ابن عمر وإسناده صحيح. (لا يؤمن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى) قال العلقمي قال العلماء هو تحذير من القنوط وحث على الرجاء عند الخاتمة ومعنى إحسان الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه قالوا وفي حال الصحة يكون خائفًا راجيًا ويكونان سواء وقيل يكون أرجح فإذا دنت إمارات الموت غلب الرجاء أو محضه لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات وصالح الأعمال وقد نعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له ويؤيده حديث يبعث كل عبد على ما مات عليه قال العلماء معناه يبعث على الحال التي مات عليها ومثله حديث ثم بعثوا على نياتهم قال شيخنا قال الطيبي نهي أن يموتوا على غير حالة حسن الظن وليس بمقدور لهم بل المراد بتحسين الظن ليوافي الموت عليه اهـ ونظيره ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون قال المناوي وذا قاله قبل موته بثلاث صلى الله عليه وسلم (حم م د هـ) عن جابر بن عبد الله. • (حرف الياء) * (يأتي على الناس زمان الصابر) قال المناوي كذا يخط المؤلف وفي نسخ القابض (فيهم على دينه كالقابض على الجمر (ت) عن أنس. (يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شأنه) قال المناوي أي مقهورًا مغلوبًا عليه فهو مبالغة في كمال الذل (ابن عساكر عن أنس. (يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا في التراب) قال المناوي أي في نفقته في البنيان الذي لم يقصد به وجه الله وقد زاد على الحاجة (ت) عن خباب بن الإرث وإسناده صحيح. (يؤم القوم أقرؤهم للقرآن) قال المناوي خبر بمعنى الأمر وكان الأقرأ إذا ذاك أفقه (حم) عن أنس بن مالك وإسناده صحيح. (يبصر أحدكم القذى) قال العلقمي جمع قذاه وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك (في عين أخيه) في الدين (وينسى الجذع) واحد جذوع النخل (في عينه) قال المناوي مثل

ضرب لمن يرى بغيره عيبًا يسيرًا فيعيره به فيه من العيوب ما نسبته إليه كنسبة الجذع إلى القذارة وذلك من أقبح القبائح (حل) عن أبي هريرة. (يبعث الناس على نياتهم) أي أعمالهم فالطائع يجازي بعمله والعاصي تحت المشيئة (حم) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة (يبعث العبد على ما مات عليه) قال المناوي أي على الحالة التي مات عليها من خير وشر منه أخذ المؤلف أن الزمار يأتي يوم القيامة بمزماره والسكران بقدحه والمؤذن يؤذن (م هـ) عن جابر. (يتجلى لنا ربنا ضاحكًا يوم القيامة) قال المناوي أي يظهر لنا وهو راض عنا ويتلقانا بالرحمة والرضوان وتمامه عند مخرجه حتى ينظروا إلى وجهه فيخرون له سجدًا فيقول ارفعوا رؤسكم فليس هذا يوم عبادة (طب) عن أبي موسى وإسناده حسن. (يترك للمكاتب الربع) قال المناوي من نجوم الكتابة (ك) عن علي. (يجزي من الوضوء مد ومن الغسل صاع) من بمعنى في قال العلقمي أجمع المسامون على أن الماء الذي يجزي في الوضوء والغسل غير مقدر بل يكفي فيه القليل والكثير إذا وجد شرط الغسل وهو جريان الماء على الأعضاء وعمها قال الشافعي رحمه الله قد يرفق بالقليل فيكفي ويخرق بالكثير فلا يكفي والمستحب أن لا ينقص في الغسل عن صاع ولا في الوضوء عن مد والصاع خمسة أرطال وثلث بالبغدادي والمد رطل وثلث ذلك معتبر على التقريب لا على التحديد هذا هو الصواب المشهور وقال ابن عبد السلام إذا كان المتوضئ ضئلًا أو متفاحش الطول أو العرض يستحب له أن يستعمل ما يكون نسبته إلى جسده كنسبة المد إلى بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الغسل فلا يمكن أن يكون في الوجود أعلم منه صلى الله عليه وسلم ولا أرفق ولا أحوط ولا أسوس بأمور الشريعة (هـ) عن عقيل قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (يجزي في الوضوء رطلان من ماء) قال المناوي وفي الغسل ثمانية أرطال وهذا يشهد لقول أبي حنيفة المد رطلان والصاع ثمانية وقال الشافعي المد رطل وثلث والصاع خمسة أرطال وثلث (ت) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف. (يجزي من السواك الأصابع) إذا كانت خشنة لحصول الإنقاء بها وبه أخذ جمع وقد جوز الشافعية السواك بالإصبع غير الخشنة (الضياء عن أنس) وإسناده لا بأس به. (يجير على أمتي أدناهم) قال العلقمي قال في النهاية أي إذا أجار واحد من المسلمين حرًا وعبدًا وامرأة واحدًا أو جماعة من الكفار وخفرهم وأمنهم جاز ذلك على جميع المسلمين لا ينقض عليه جوازه وأمانه (حم ك) عن أبي هريرة قال العلقمي حديث صحيح. (يحب الله العامل إذا عمل أن يحسن) عمله (طب) عن كليب بن شهاب الحرمي قال الشيخ حديث حسن. (يحرم) قال المناوي بالضم وشد الراء المكسورة وروى بالفتح وضم الراء (من الرضاعة ما يحرم من النسب) ويباح من الرضاع ما يباح من النسب (حم ق د ن هـ) عن عائشة (حم م ن هـ) عن ابن عباس. (يخرب الكعبة ذو السويقتين) تثنية سويقة مصغرًا

للتحقير (من الحبشة) بالتحريك معروف من السودان إشارة إلى أن الكعبة المحرمة يهتك حرمتها حقير نضو بالخلق قال العلقمي قيل هذا الحديث يخالف قوله أو لم يروا أنا جعلنا حرمًا آمنًا ولأن الله تعالى حبس عن مكة الفيل ولم يمكن أصحابه من تخريب الكعبة ولم تكن إذ ذاك قبلة فكيف يسلط عليها الحبشة بعد أن صارت قبلة للمسلمين وأجيب عن ذلك بأن ذلك محمول على أن يقع في آخر الزمان قرب قيام الساعة حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول الله الله كما ثبت في صحيح مسلم لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله وقد وقع قبل ذلك فيه من القتال وغزو أهل الشام له في زمن يزيد بن معاوية ثم من بعده في وقائع كثيرة من أعظمها وقعة القرامطة بعد الثلثمائة فقتلوا من المسلمين في المطاف ما لا يحصى كثيرة وقلعوا الحجر الأسود فحولوه إلى بلادهم ثم أعادوه وبعد مدة طويلة ثم غزى مرارًا بعد ذلك وكل ذلك لا يعارض قوله تعالى أولم يروا أنا جلعنا حرمًا آمنًا لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين فهو مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم ولن يستحل هذا البيت إلا أهله فوقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم وهو من علامات؟ ؟ ؟ ؟ ؟ وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها (ق ن) عن أبي هريرة. (يد الله على الجماعة) قال المناوي أي حفظه وكلاته عليهم يعني أن جماعة أهل الإسلام في كنف الله بين ظهرانيهم ولا تفارقهم وتمامه عند مخرجه ومن شذ شذ إلى النار أي من حرج من السواد الأعظم في الحلال والحرام الذي لم يختلف فيه الأمة فقد زاغ من سبيل الهدى وذلك يؤديه إلى دخول النار (ت) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير) قال العلقمي قال النووي قيل مثلها في رقتها وضعفها كالحديث الآخر أهل اليمن أرق قلوبًا وأضعف أفئدة وقيل في الخوف والهيبة والطير أكثر الحيوان خوفًا وفزعًا كما قال تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء وكان المراد قوم وقع عليهم الخوف كما جاء عن جماعات من السلف في شدة خوفهم وقبل المراد متوكلون (حم م) عن أبي هريرة. (يدور المعروف على يد مائة رجل آخرهم فيه كأولهم) قال المناوي أي في حصول لأجر له فالساعي في الخير كفاعل والمعنى أن هذه كلها منتهية إلى يد الله الذي يتقبل ذلك المعروف فهي في الثواب سواء (ابن النجار أنس) بن مالك. (يذهب الصالحون) قال العلقمي وفي رواية يقبض بدل يذهب والمراد قبض أرواحهم أي يموتون (الأول فالأول وتبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر) بضم الحاء المهملة وفاء وروى حثالة بمثلثة قال الخطابي هو بالفاء وبالمثلثة الردئ من كل شيء وقال ابن التين الحثالة سقط الناس قال المناوي وهو المراد هنا وأصلها ما يتساقط من قشور التمر والشعير وغيرهما (لا يباليهم الله بالة) أي لا يرفع لهم قدرًا ولا يقيم وزنًا والمبالاة وزنًا والمبالاة والاكتراث وبالة مصدر لا يبالي واصلة بالية كمعافاة وعافية (حم خ) عن مرادس الأسلمي. (يرث الولاء من

يرث المال) قال المناوي تمامه عند مخرجه من ولد أو والد (ت) عن ابن عمرو. (يستجاب إلا حدكم) أي لكل واحد منكم في دعائه (ما لم يعجل يقول) بلفظه أو في نفسه (قد دعوت فلم يستجب لي) قال العلقمي قال ابن بطال المعنى أنه يسأم فيترك الدعاء فيكون كالمان بدعائه أو أنه أنى من الدعاء بما يستحق به الإجابة فيصير كالمبخل بالرب الكريم الذي لا يجزه الإجابة ولا ينقصه العطاء قال الداودي يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة وما قام مقامها من الادخار والتكفيل اهـ وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء وهو أن يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار وفي الأحاديث دلالة على أن دعوة المؤمن لا ترد وأنها إما أن تعجل له الإجابة وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها وإما أن يدخر له في الآخرة خير مما يسأله أشار إلى ذلك الداودي والجوزي بقوله اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلًا أو آجلًا فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض ومن جملة آداب الدعاء تحري الأوقات الفاضلة كالسجود وعند الآذان ومنها تقديم الوضوء والصلاة واستقبال القبلة ودفع الأيدي وتقديم التوبة والاعتراف بالذنب والإخلاص وافتتاحه بالحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسؤال بالأسماء الحسنى (ق د ت هـ) عن أبي هريرة. (يسروا) من اليسر ضد العسر أي يسروا على الناس بذكر ما يؤلفهم لقبول الموعظة والتعليم (ولا تعسروا) قال العلقمي ذكر تأكيدًا ولا فالأمر بالشيء نهى عن ضده ولأنه اقتصر على اليسر صدق على من أتى به مرة وبالعسر في بعض أوقاته فلما قال ولا تعسروا انتفى العسر في كل الأوقات (وبشروا) من البشارة وهي الإخبار بالخير ذد النذارة أي بشروا بفضل الله وعظيم ثوابه وسعة رحمته (ولا تنفروا) قال العلقمي قابل به بشروا مع أن ضد البشارة النذارة لأن امقصود من النذارة التنفير فصرح بالمقصود منها (حم ق ن) عن أنس. (يشفع يوم القيامة ثلاثة) أي ثلاثة طوائف مرتبين (الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء) فأعظم بمنزلة هي بين النبوة والشهادة (هـ) عن عثمان بن عفان بإسناد حسن. (يشفع) يوم القيامة (الشهيد في سبعين) إنسانًا (من أهل بيته) من أصوله وفروعه وزوجاته وغيرهم قال المناوي والظاهر أن المراد بالسبعين الكثرة لا لتحديد (د) عن أبي الدرداء وإسناده حسن. (يشمت العاطس) ندبًا (ثلاثًا) أي ثلاث مرات في ثلاث عطسات (فما زاد على العطسات) الثلاث فلا يشمت فيه (فهو) أي فصاحبه (مزكوم) فيدعى له بالعافية والشفاء (هـ) عن سلمة بن الأكوع وإسناده حسن. (يطبع المؤمن على كل خلق) قال المناوي غير مرضي أي يجعل الخلق طبيعة لازمة له يعسر تركه (ليس الخيانة والكذب) فلا يطبع عليهما بل قد يحصلان تطبعًا وتخلقًا اهـ ويجوز حمل المؤمن على

الكامل والخلق على المرضى ويكون الاستثناء منقطعًا وقال العلقمي يطبع أي يخلق عليها والطباع ما ركب في الإنسان من جميع الأخلاق التي لا يكاد يزاولها من الخير والشر (هب) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف. (يعطي المؤمن) أي كل مؤمن (في الجنة قوة مائة) من الرجال (في النساء) أي في شأن وهو الجماع (ت حب) عن أنس وإسناده صحيح. (يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين) أي إلا حقوق العباد وهذا في شهيد البر أما شهيد البحر أي من قتل في قتال الكفار في البحر فيغفر له جميع الذنوب الصغائر والكبائر حتى حقوق العباد (حم م) عن ابن عمر. (يقتل) عيسى (بن مريم الدجال بباب لد) بضم اللام وشد الدال المهملة قال العلقمي قال في النهاية هو موضع بالشام وقيل بفلسطين قال المناوي وفي رواية نعيم بت حماد دون باب لد بسبعة عشر ذراعًا وفي رواية له أيضًا دون باب لدا أو إلى جانب لد (ت) عن مجمع بن جارية بن عامر أحد بني مالك بن عوف قال العلقمي بجانبه علامة الصحة. (يكسي الكافر لو حين من نار في قبره) قال المناي أي واحد غطاء والآخر وطاء (ابن مردوية عن البراء) بن عازب. (يكون في آخر الزمان عباد) بالضم والتشديد جمع عابد (جهال وقراء فسقة) قال المناوي أي أن ظهور ذلك من أشراط الساعة (حل ك) عن أنس. (يلبي المعتمر) قال العلقمي في عمرته كلها يعني في كل حال من أحواله من ركوب ونزول وصعود شرف نزول وأدو خلف كل صلاة فرضًا أو نافلة وعند اصطدام الرفاق وفي المساجد والطرق (حتى يستلم الحجر) أي بالتقبيل أو وضع اليد وظاهره أنه يلبي في حال دخوله المسجد وبعد رؤية البيت وفي حال مشيه حتى يشرع في الاستلام فإنه جعل غاية انقطاع التلبية الاستلام فما قبله يلبي لكن يستثني منه ما فيه دعاء مخصوص كدخول المسجد ورؤية البيت وغير ذلك (د هـ) عن ابن عباس وإسناده حسن. (يمن الخيل في شقرها) قال المناوي أي البركة فيما كان منا أحمر حمرة صافية جدًا كلون الزبيب (حم د ت) عن ابن عباس. (يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك) قال العلقمي وفي رواية على نية المستحلف وهو بكسر اللام قال النووي وهذا الحديث محمول على الحلف باستحلاف القاضي فإذا ادعى رجل حقًا على رجل فحلفه القاضي فحلف وروى فنوى غير ما نوى القاضي انعقدت يمينه على ما نواه القاضي ولا تنفعه التورية وهذا مجمع عليه ودليله هذا الحديث والإجماع فأما إذا حلف بغير استحلاف القاضي وروى فتنفعه التورية ولا يحنث سواء حلف ابتداء من غير تحليف أو حلفه غير القاضي وغير نائبه في ذلك ولا اعتبار بنية المستحلف غير القاضي أو نائبه وحاصله أن اليمين على نية الحالف في كل الأحوال إلا إذا استحلفه القاضي أو نائبه في دعوى توجهت عليه فتكون اليمين على نية المستحلف وهذا مراد الحديث أما إذا حلف عند القاضي من غير استحلاف القاضي في دعوى فالاعتبار بنية الحالف وسواء في هذا كله اليمين بالله أو بالطلاق أو العتاق وإنما

يستحلف بالله تعالى واعلم أن التورية وإن كان لا يحنث بها فلا يجوز فعلها حيث يبطل بها حق مستحق وهذا مجمع عليه هذا تفصيل مذهب الشافعي وأصحابه (حم م د هـ) عن أبي هريرة. (ينزل عيسى بن مريم) من السماء آخر الزمان وهو نبي رسول (عند المنارة البيضا) قال المناوي في رواية واضعًا يديه على أجنحة ملكين (شرقي دمشق) قال العلقمي قال شيخنا قال الحافظ بن كثير هذا هو الأشهر في موضع نزوله قال وقد جددت منارة في زماننا في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة حيث قيض الله بناء هذه المنارة لينزل عيسى بن مريم عليها قلت هو من دلائل النبوة بلا شك فإنه صلى الله عليه وسلم أوحى إليه بجميع ما يحدث بعده مما لم يكن في زمنه وقد رويت مرة الحديث الصحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم يبعث على كل رأس مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها فبلغني عن بعض من لا علم عنده أنه استنكر ذلك وقال ما كان التاريخ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقول على رأس كل مائة سنة وإنما حدث التاريخ بعده فقلت عرفوه أن النبي صلى الله عليه وسلم علم جميع ما يحدث بعده وإن لم يكن في زمنه موجودًا أو من لطيف ذلك أن عثمان رضي الله تعالى عنه لما جمع القرآن في المصاحف روى أبو هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن أشد أمتي حبًا لي قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني يعملون بما في الورق المعلق قال أبو هريرة فأي ورق حتى رأيت المصاحف ففرح عثمان وأجاز أبا هريرة بعشرة آلاف درهم وقال له والله إنك لتحفظ علينا حديث نبينا فليت شعري إذا عرض عليه هذا الحديث الصحيح الثابت في صحيح مسلم وغيره يقول إن دمشق كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم دار كفر ولم يكن بها جامع ولا منارة فينكر الحديث الصحيح ويرده بذلك نعوذ بالله من غلبة الجهل ثم قال الحافظ ابن كثير وقد ورد في بعض الأحاديث أن عيسى عليه السلام الصلاة والسلام ينزل بين المقدس وفي رواية بالأردن وفي رواية بعسكر المسلمين والله اعلم قلت حديث نزوله ببيت المقدس عند ابن ماجة وهو عندي أرجح ولا ينافي سائر الروايات لأن بيت المقدس هو شرقي دمشق بعسكر المسلمين إذ ذاك والأردن اسم الكورة كما في الصحاح وبيت المقدس داخل فيه فاتفقت الروايات فإن لم يكن في بيت المقدس الآن منارة بيضاء فلابد أن تحدث قبل نزوله اهـ قال المناوي وإذا أنزل وقع العموم الحقيقي في الطريق المحمدي باتباع الكل له (طب) عن اوس بن اوس الثقفي. (ينزل في الفرات كل يوم مثاقيل من بركة الجنة) قال المناوي أي شيء من بركة الجنة له وقع وذكر المثاقيل للتقريب للأذهان (خط) عن بان مسعود. (يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان) يعني تستحكم هاتان الخصلتان في قلب الشيخ في قلب الشيخ كاستحكام قوة الشباب في شبابه (الحرص) على المال والجاه والعمر (وطول الأمل) والمذموم الاسترسال فيه وأما أصله فهو رحمه كما تقدم (حم ق ن) عن أنس بن مالك. (يوزن يوم القيامة مداد العلماء).

قال المناوي الحبر الذي يكتبون به في الافتاء والتصنيف (ودم الشهداء) أي المهراق في سبيل الله (فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء) ومعلوم أن أعلى ما للشهيد دمه وأدنى ما للعالم مداده (الشيرازي) في الألقاب (عن أنس) بن مالك (الموهبي) بفتح الميم وكسر الهاء (في) فضل (العلم عن عمران) بن حصين (ابن عبد البرفي) كتاب (العلم عن أبي الدرداء ابن الجوزي في) كتاب (العلل) المتناهية (عن النعمان بن بشير) بأسانيد ضعيفة لكن يقوى بعضها بعضاه. (اليد العليا خير من اليد السفلى) يعني المنفق خير من الآخذ ما لم تشتد حاجته (وابدأ بمن تعول) أي بمن تلزمك نفقته (حم طب) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده حسن. (اليمن حسن الخلق) بالضم أي البركة والخير الإلهي فيه (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عائشة) وإسناد ضعيف. (اليمن على نية المستحلف) تقدم الكلام عليه (م هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه. (اليوم الموعود) المذكور في قوله تعالى واليوم الموعود وشاهد ومشهود (يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة) قال الجلال المحلي فالأول موعود به والثاني شاهد بالعمل فيه والثالث يشهده الناس والملائكة (ويوم الجمعة ادخره الله لنا) فلم يظفر به أحد من الأمم السالفة (وصلاة الوسطى) هي (صلاة العصر) وإلى هذا ذهب الجمهور (طب) عن أبي مالك الأشعري. (اليوم الموعد يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة ولا طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه) أي أيام الأسبوع (فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله يخبر إلا استجاب الله له ولا يستعيذ) بالله (من شيء إلا أعاذه الله منه (ت هق) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه

قال مؤلفه رحمه الله تعالى وافق الفراغ من تأليفه يوم الجمعة عاشر ربيع الأول سنة خمس وأربعين وألف من الهجرة النبوية. على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية. وقد تم تصحيحه وحسن ختامه. وتحرير طبعه وانتهاء تمامه. على ذمة العلامة اللوذعي. والفهامه الألمعي. حضرة العلامة الفاضل. قدوة العلماء الأفاضل. المحرر العقلي والنقلي. حضرة الأستاذ السيد علي البقلي. مصححًا منقحًا. محررًا موضحًا. مع بذل الهمة بقدر الطاقة البشرية. في تحرير العبارات من الأصول الصحيحة المرضية. على يد الفقير الفاني. عبده علي ندا البراني. غفر الله له ولوالديه. بجاه حبيبه المقرب لديه. إنه واسع الرحمة والغفران. ويعفو عن كثير كما جاء في محكم القرآن. وكان ذلك بمصر القاهرة. التي هي بأنواع المحاسن باهرة. في منتصف شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين بعد الألف. من هجرة من كان يرى من الأمام كما يرى من خلف. صلى الله عليه وعلى آله. وأصحابه المكملين بكماله

§1/1