الزهد لأسد بن موسى

أسد بن موسى

حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ هَامِلِ الْحَرَّانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: أنبأ شَيْخُنَا الْإِمَامُ الْعَالِمِ الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ، بِقِرَائَتِى عَلَيْهِ بِجَبَلِ الصَّالِحِيَّةِ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ حَادِيَ عَشَرَ شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ، وَذَلِكَ ثَانِيَ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ قَالَ: أنا أَبُو نَهْشَلٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ شَيْخُنَا ضِيَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ: وَأَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ فِي السَّنَةِ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهَا، قَالَ: أنبأ أَبُو الْخَيْرِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فورجَةَ، وَأَخْبَرَنَا شَيْخُنَا الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ ظَفَرِ بْنِ أَحْمَدَ النَّابُلْسِيُّ بِقِرَائَتِى عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَسِتِّمِائَةٍ قَالَ: أنبأ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْمُطَهَّرِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصَّيْدَلَانِيُّ قَالَ: أنبأ أَبُو نَهْشَلٍ، وَأَخْبَرَنَا شَيْخُناَ الْإمَامُ الْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِحَلَبَ ثَاِمِنَ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَسِتِّمِائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَشَايِخُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي الْمُطَهَّرِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ، وَالشَّيْخُ زَيْنُ الدِّينِ أَبُو الْمَعَالِي مَسْعُودُ بْنُ أَبِي الْفَضَائِلِ مَحْمُودِ بْنِ خَلَفٍ الْعِجْلِيُّ، وَالشَّيْخُ

أَبُو الْخَيْرِ مَسْعُودُ بْنُ أَبِي الْمَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَيَّاطِ، قَالُوا ثَلَاثَتُهُمْ: أنبأ ابْنُ فورجَةَ وَأَبُو نَهْشَلٍ، أنبأ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَاشَاذَهْ، نا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: أنبأ أَبُو يَزِيدَ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَاطِيِسُّي قَالَ: أنبأ أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: 1- نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة: 82] قَالَ: «الدُّنْيَا قَلِيلٌ، فَلْيَضْحَكُوا فِيهَا مَا شَاءُوا، فَإِذَا انْقَطَعَتْ وَصَارُوا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، اسْتَأْنَفُوا فِي بُكَاءٍ لَا يَنْقَطِعُ عَنْهُمْ أَبَدًا»

2 - نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا أَحْسَبُ - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} [إبراهيم: 21] قَالَ: " يَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: هَلُمُّوا فَلْنَصْبِرْ، قال: فيصبروا خَمْسَمِائَةِ عَامٍ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُمُ، قَالُوا: هَلُمُّوا فَلْنَجْزَعْ قَالَ: فَيَبْكُونَ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُمُ قَالُوا: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} [إبراهيم: 21]

3 - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، أنبأ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ §لَمَّا نَادَى أَهْلُ النَّارِ: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] ، مَكَثَ عَنْهُمْ أَلْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ قَالَ: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77]

4 - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] قَالَ: «مَكَثَ عَنْهُمْ أَلْفَ عَامٍ، ثُمَّ قَالَ: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] »

باب ذكر أهون أهل النار عذابا

§بَابُ ذِكْرِ أَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا

5 - ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ أَوِ الْقُمْقُمُ» .

6 - ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ §أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَبُو طَالِبٍ، لَهُ نَعْلَانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ»

7 - ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّ مِنْ §أَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلًا لَهُ نَعْلَانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ، كَمَا يَغْلِي الْقُمْقُمُ أَوِ الْمِرْجَلُ، مَا يَرَى أَنَّ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَحَدًا أَشَدَّ عَذَابًا مِنْهُ، وَمَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَحَدٌ أَهْوَنُ عَذَابًا مِنْهُ»

8 - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَرَجُلٌ لَهُ دَارٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ، مِنْهَا غُرَفُهَا وَأَبْوَابُهَا. وَإِنَّ أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَرَجُلٌ عَلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ. مَسَامِعُهُ جَمْرٌ، وَأَضْرَاسُهُ جَمْرٌ، وَأَشْفَارُهُ لَهَبُ النَّارِ، وَتَخْرُجُ أَحْشَاؤُهُ مِنْ جَنْبَيْهِ وَقَدَمَيْهِ , وَسَائِرُهُمْ كَالْحَبِّ الْقَلِيلِ فِي الْمَاءِ الْكَثِيرِ يَفُورُ»

9 - ثنا رَوْحٌ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: «ذُكِرَ لِي أَنَّ §أَهْلَ النَّارِ تَدْخُلُ النَّارُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ، فَتَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ وَتَدْخُلُ فِي أَدْبَارِهِمْ فَتَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ»

10 - ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} [النبأ: 23] قَالَ: «لَيْسَ لَهَا أَجَلٌ، كُلَّمَا مَضَتْ حِقَبٌ، دَخَلَتْ فِي أُخْرَى»

باب ذكر أودية جهنم وجبالها

§بَابُ ذِكْرِ أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ وَجِبَالِهَا

11 - ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فِي قَوْلِهِ: {§فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59] قَالَ: «وَادٍ فِي جَهَنَّمَ»

12 - ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: {§فَسَوْفَ يُلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59] قَالَ: «نَهْرٌ فِي جَهَنَّمَ»

13 - ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§هُوَ نَهْرٌ فِي النَّارِ يُقَالُ لَهُ: غَيٌّ»

14 - نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§الْغَيُّ نَهْرٌ فِي جَهَنَّمَ، يُقْذَفُ فِيهِ الَّذِينَ اتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ»

15 - ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «§وَيْلٌ: وَادٍ فِي جَهَنَّمَ، يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ، وَالصَّعُودُ: جَبَلٌ مِنْ نَارٍ يَتَصَعَّدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا، ثُمَّ يَهْوِي بِهِ كَذَلِكَ أَبَدًا»

16 - ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§وَيْلٌ: وَادٍ فِي جَهَنَّمَ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى»

17 - ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§هُوَ وَادٍ فِي النَّارِ، يُقَالُ لَهُ: وَيْلٌ»

18 - نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ - يَعْنِي - ابْنَ سَعْدٍ الْعَوْفِيَّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§سَأُرْهِقَهُ صَعُودًا} [المدثر: 17] قَالَ: «هِيَ صَخْرَةٌ فِي جَهَنَّمَ، إِذَا وَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهَا ذَابَتْ، وَإِذَا رَفَعُوهَا عَادَتْ»

19 - نا عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: «§صَخْرَةٌ فِي جَهَنَّمَ صَمَّاءُ يَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا»

20 - نا قَيْسٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «§جَبَلٌ فِي جَهَنَّمَ يُكَلَّفُونَ الصُّعُودَ عَلَيْهِ، كُلَّمَا وَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ ذَابَتْ، فَإِذَا رَفَعُوهَا عَادَتْ»

باب ذكر حيات النار وعقاربها

§بَابُ ذِكْرِ حَيَّاتِ النَّارِ وَعَقَارِبِهَا

21 - ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «§بَيْنَ جِلْدَةِ الْكَافِرِ وَلَحْمِهِ دِيدَانٌ تَرْكُضُ كَحُمُرِ الْوَحْشِ، وَإِنَّ حَيَّاتِهَا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ، وَعَقَارِبَهَا كَالْبِغَالِ الدُّلْمِ»

22 - ابْنُ لَهِيعَةَ، نا دَرَّاجٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §فِي النَّارِ لَحَيَّاتٍ مِثْلَ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ، تَلْسَعُ أَحَدَهُمُ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حُمْوَتَهَا أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، وَإِنَّ فِيهَا لَعَقَارِبَ كَالْبِغَالِ الْمُوكَفَةِ تَلْسَعُ أَحَدَهُمْ فَيَجِدُ حُمْوَتَهَا أَرْبَعِينَ خَرِيفًا»

23 - نا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، يُحَدِّثُ فِي الْمَسْجِدِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " §إِنَّهُ لَيُسْمَعُ بَيْنَ جِلْدِ الْكَافِرِ وَلَحْمِهِ مِنْ جَلَبَةِ الدُّودِ كَجَلَبَةِ الْوَحْشِ

24 - نا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ يَزِيدَ الشَّامِيِّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ §فِي جَهَنَّمَ لَوَادِيًا، وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَتَتَعَوَّذُ مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الْوَادِي كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَإِنَّ فِي الْوَادِي لَجُبًّا، إِنَّ جَهَنَّمَ وَذَلِكَ الْوَادِيَ لَيَتَعَوَّذُونَ مِنْ ذَلِكَ الْجُبِّ، وَإِنَّ فِي الْجُبِّ لَحَيَّةً، وَإِنَّ جَهَنَّمَ وَالْوَادِيَ وَذَلِكَ الْجُبَّ يَتَعَوَّذُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ تِلْكَ الْحَيَّةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلْأَشْقِيَاءِ مِنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ الَّذِينَ يَعْصُونَ اللَّهَ فِيهِ»

25 - ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §-[28]- سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} [النحل: 88] قَالَ «عَقَارِبُ أَمْثَالُ النَّخْلِ الطِّوَالِ تَنْهَشُهُمْ فِي جَهَنَّمَ»

26 - نا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} [النحل: 88] قَالَ «عَقَارِبُ أَنْيَابُهَا كَالنَّخْلِ الطِّوَالِ»

باب ذكر شراب أهل النار

§بَابُ ذِكْرِ شَرَابِ أَهْلِ النَّارِ

27 - قثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§كَالْمُهْلِ} [الكهف: 29] قَالَ: «كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فَإِذَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ»

28 - نا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ §قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَالْمُهْلِ} [الكهف: 29] قَالَ: «مَاءٌ غَلِيظٌ كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ»

29 - نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، {§بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29] قَالَ: «مَاءٌ أَسْوَدُ»

30 - ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «§لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ فِي الدُّيْنَا، لَأَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا»

31 - نا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} [ص: 57] قَالَ: «§الْغَسَّاقُ بَرْدٌ لَا يُسْتَطَاعُ»

32 - نا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا أَبُو قَبِيلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُبَيْرَةَ الزِّيَادِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: «§أَتَدْرُونَ مَا الْغَسَّاقُ؟» . قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هُوَ الْقَيْحُ الْغَلِيظُ، لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْهَا تُهَرَاقُ -[32]- فِي الْمَغْرِبِ أَنْتَنَتْ أَهْلَ الْمَشْرِقِ، وَلَوْ تُهَرَاقُ فِي الْمَشْرِقِ أَنْتَنَتْ أَهْلَ الْمَغْرِبِ»

33 - نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: نا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَاعِدًا فِي الْحَطِيمِ، فَقَالَ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، §لَوْ أَنَّ جَرْعَةً مِنْ غِسْلِينٍ أُهْبِطَتْ إِلَى الْأَرْضِ، لَأَفْسَدَتْ عَلَيْهِمْ عَيْشَهُمْ»

34 - نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: 5] قَالَ: «كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ إِذَا انْتَهَى حَرُّ الشَيْءِ، لَا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَرَّ مِنْهَا: قَدْ أَنَى حَرُّهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: 5] قَالَ: أُوقِدَتْ عَلَيْهَا جَهَنَّمُ مُنْذُ خُلِقَتْ، فَأَنَى حَرُّهَا»

35 - قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، نا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ -[33]- أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ قَطِرَانِ جَهَنَّمَ وَقَعَتْ إِلَى الْأَرْضِ، لَأَحْرَقَتِ الْأَرْضَ وَمَنْ فِيهَا»

36 - نا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ زَقُّومِ جَهَنَّمَ نَزَلَتْ إِلَى الدُّنْيَا، لَأَفْسَدَتْ عَلَى النَّاسِ مَعَاشَهُمْ»

باب ذكر شدة عذاب أهل النار

§بَابُ ذِكْرِ شِدَّةِ عَذَابِ أَهْلِ النَّارِ

37 - نا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§تَأْكُلُهُمُ النَّارُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ، كُلَّمَا أَنْضَجَتْهُمْ وَأَكَلَتْهُمْ، قِيلَ: عُودُوا، فَيَعُودُونَ كَمَا كَانُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ»

38 - نا عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§سَأُرْهِقَهُ صَعُودًا} [المدثر: 17] قَالَ: «عَذَابًا لَا رَاحَةَ فِيهِ»

39 - نا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§يُلْقَى الْجَرَبُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَيَحْتَكُّونَ حَتَّى يَبْدُوَ الْعَظْمُ، فَيَقُولُونَ: بِمَ -[35]- أَصَابَنَا هَذَا؟ فَيَقُولُ: بِأَذَاكُمُ الْمُؤْمِنِينَ»

40 - نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ الْأَصْبَحِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الْأَذَى، يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ، يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، وَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ قَدْ آذَوْنَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟ قَالَ: فَرَجُلٌ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ تَابُوتٌ مِنْ جَمْرٍ، وَرَجُلٌ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ، وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ لَحْمَهُ. قَالَ: فَيُقَالُ لِصَاحِبِ التَّابُوتِ: مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟ قَالَ: فَيَقُولُ: إِنَّ الْأَبْعَدَ مَاتَ وَفِي عُنُقِهِ أَمْوَالُ النَّاسِ، لَمْ يَجِدْ لَهَا قَضَاءً أَوْ وَفَاءً. ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ: مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ -[36]- آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟ فَيُقَالُ: إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ لَا يُبَالِي أَيْنَ مَا أَصَابَ الْبَوْلُ مِنْهُ لَا يَغْسِلُهُ. ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا: مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟ فَيُقَالُ: إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ يَسْتَلِذُّهَا كَمَا يَسْتَلِذُّ الرَّفَثَ. قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَأْكُلُ لَحْمَهُ: مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟ فَيُقَالُ: إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ بِالْغِيبَةِ، وَيَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ»

41 - نا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ §حَدِّثْنِي عَنِ النَّارِ. قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ -[37]- بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ مِثْلَ خَرْقِ الْإِبْرَةِ خُرِقَ مِنْهَا لَاحْتَرَقَ أَهْلُ الْأَرْضِ كُلُّهُمْ. وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ خَازِنًا مِنْ خُزَّانِ جَهَنَّمَ أُخْرِجَ، لَمَاتَ أَهْلُ الْأَرْضِ إِذَا نَظَرُوا إِلَيْهِ؛ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ تَشْوِيهِ خَلْقِهِ , وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ جَهَنَّمَ عُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، لَمَاتَ أَهْلُ الْأَرْضِ؛ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ»

42 - نا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، إِذْ نَزَلَ بِالظَّهِيرَةِ، فَضُرِبَ لَهُ بِنَاءٌ، وَاشْتَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَرُّ الشَّمْسِ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَالرَّمْضَاءُ مِنْ تَحْتِهِمْ، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَكَادُ يَتَنَاوَلُ قَدَمَيْهِ تَنَاوُلًا ثُمَّ يَتَلَفَّفُ فِي عَبَاءَتِهِ، ثُمَّ يَنْجَدِلُ فِي الشَّمْسِ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعَزِّيَهُمْ فَنَادَاهُمْ:» أَلَا أَرَاكُمْ تَجْزَعُونَ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ، وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ §لَوْ أَنَّ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ فُتِحَ بِالْمَشْرِقِ لَغَلَى دِمَاغُ أُنَاسٍ بِالْمَغْرِبِ، حَتَّى تَسِيلَ مَنَاخِرُهِمْ مِنْ حَرِّهَا "

باب ذكر الصراط والممر عليه

§بَابُ ذِكْرِ الصِّرَاطِ وَالْمَمَرِّ عَلَيْهِ

43 - نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: «§يُؤْتَى بِالصِّرَاطِ، حَدُّهُ كَحَدِّ الْمُوسَى فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبَّنَا - أَوْ كَلِمَةً غَيْرَ هَذَا، أَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ - مَنْ يُجِيزُ عَلَى هَذَا؟ فَيَقُولُ: مَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي. قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ»

44 - نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: «كَانَ §أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي -[39]- السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيٍّا نَبِيًّا، حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْقَوْمِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ قَالَ: فَيَقُومُ وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ، بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا، فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ، فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ، فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ يَمِينٍ وَمِنْ شِمَالٍ، وَيَمُرُّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ تُبَوِّئُهُمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ، عَلَى يَسَارِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيُّ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ عِيسَى وَأُمَّتُهُ؟ قَالَ: فَيَقُومُ، فَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا، فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ، فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ، فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ شِمَالِ وَمِنْ يَمِينٍ، وَيَنْجُو النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ تُبَوِّئُهُمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ، عَلَى يَسَارِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ تَعَالَى، فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيٌّ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، ثُمَّ تَتْبَعُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْأُمَمُ، حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُمْ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

45 - نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§الصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ - أَوْ كَحَرْفِ السَّيْفِ - دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، بِجَنْبَتَيْهِ مَلَائِكَةٌ مَعَهُمْ كَلَالِيبُ، يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. قَالَ: فَيَمُرُّ النَّاسُ عَلَيْهِ كَالْبَرْقِ، وَكَالطَّيْرِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَأَجْوَدِ الْخَيْلِ، وَالرَّاكِبِ، فَمِنْ مُسَلَّمٍ -[40]- نَاجٍ، وَمِنْ مَخْدُوشٍ نَاجٍ، وَمِنْ مَرْكُوسٍ فِي النَّارِ»

46 - نا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§يُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مُنَافِقٍ وَمُؤْمِنٍ نُورًا، وَيَغْشَاهُ ظُلْمَةٌ، ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ مَعَهُمُ الْمُنَافِقُونَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فِيهَا كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ، يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِ وَيَنْجُو الْمُؤْمِنُ. فَيَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ، وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، سَبْعُونَ أَلْفًا لَا يُحَاسَبُونَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ كَذَلِكَ حَتَّى تَحِلَّ الشَّفَاعَةُ، فَيُشَفَّعُونَ» .

47 - ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «إِنَّ §عَلَى النَّارِ ثَلَاثَ قَنَاطِرَ: قَنْطَرَةٌ عَلَيْهَا الْأَمَانَةُ، لَا يَمُرُّ بِهَا مُضَيِّعُ الْأَمَانَةِ إِلَّا قَالَتْ: رَبِّ هَذَا ضَيَّعَنِي، وَقَنْطَرَةٌ عَلَيْهَا الرَّحِمُ، لَا يَمُرُّ بِهَا قَاطَعُ رَحِمٍ، إِلَّا تَقُولُ: رَبِّ هَذَا قَطَعَنِي، وَقَنْطَرَةٌ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهَا بِالْمِرْصَادِ» . قَالَ سَالِمٌ: وَلَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا نَاجٍ

48 - نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَيْضِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§عَلَى جَهَنَّمَ جِسْرٌ يَمُرُّ بِهِ الرَّجُلُ أَسْرَعَ مِنَ الْبَرْقِ، وَمِنَ الرِّيحِ، وَمِنَ الطَّيْرِ»

49 - نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، جَنْبَتَاهُ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ كَثِيرٌ، يَحْتَبِسُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، وَالْمُنَافِقُونَ يَوْمَئِذٍ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُدْفَعُ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُنَافِقٍ نُورٌ يَمْشُونَ بِهِ عَلَى الصِّرَاطِ، إِذْ غَشِيَتْهُمْ ظُلْمَةٌ، فَجَعَلَتْ تُطْفِئُ نُورَ الْمُنَافِقِينَ، وَتُضِئُ نُورَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُوَرٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ» وَالرَّحْمَةُ: الْجَنَّةُ، قَالَ الْحَسَنُ: فَثَمَّ أَدْرَكَتْهُمْ خَدِيعَةُ اللَّهِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142] عَلَى الصِّرَاطِ

50 - ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] قَالَ: «الصِّرَاطُ»

51 - ثنا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ §آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مُرَّ عَلَى الصِّرَاطِ، قَالَ: فَيَمُرُّ فَتَزِلُّ قَدَمُهُ، وَيَسْتَمْسِكُ بِالْأُخْرَى، فَتَزِلُّ رُكْبَتُهُ، وَيَسْتَمْسِكُ بِالْأُخْرَى، وَالنَّارُ تَأْخُذُ مِنْهُ، فَتَرْمِيهِ بِشَرَرِهَا، وَتَلْذَعُهُ بِلَهَبِهَا، كُلَّمَا أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْهَا، ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَيْهِ وَقَالَ:...... حَتَّى يَنْجُوَ مِنْهَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ»

باب نزول الله تبارك وتعالى في ظلل من الغمام للحساب

§بَابُ نُزُولِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ لِلْحِسَابِ

52 - ثنا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ الطُّهَوِيُّ، نا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ الرِّيَاحِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ اجْتَمَعَتِ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، لَا يَذْكُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَكُونُ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ، فَيَكُونُ الْجِنُّ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ، وَيَكُونُ الْإِنْسُ جُزْءًا وَاحِدًا، ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ الدُّنْيَا، فَتَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ صُفُوفًا، عَلَى كُلِّ صَفٍّ رَأْسٌ، فَيَدْعُو أَهْلُ الْأَرْضِ مِنْهُمْ، فَيَقُولُونَ: فِيكُمْ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالُوا: لَيْسَ فِينَا وَهُوَ آتٍ، فَيَكُونُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالْإِنْسُ عَشْرَةَ أَجْزَاءٍ، فَيَكُونُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ، وَيَكُونُ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ جُزْءًا وَاحِدًا، ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ، فَتَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ صُفُوفًا، عَلَى كُلِّ صَفٍّ رَأْسٌ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْأَرْضِ: أَفِيكُمْ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ فَيَقُولُونَ: لَيْسَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ، فَيَكُونُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَأَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ، فَيَكُونُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ، وَيَكُونُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ -[44]- جُزْءًا وَاحِدًا، ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ الثَّالِثَةَ، فَتَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ صُفُوفًا، عَلَى كُلِّ صَفٍّ رَأْسٌ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْأَرْضِ: أَفِيكُمْ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ فَيَقُولُونَ: لَيْسَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ، فَيَكُونُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ وَمَا أَسْفَلَ مِنْهَا مِنَ السَّمَوَاتِ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ، فَيَكُونُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ، وَيَكُونُ مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ جُزْءًا وَاحِدًا، ثُمَّ يَكُونُ أَهْلُ السَّمَوَاتِ عَلَى هَذَا حَتَّى يَبْلُغَ لِلْسَابِعَةِ، حَتَّى يَجِيءَ رَبُّكَ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ صُفُوفًا لَا يَتَكَلَّمُونَ»

53 - ثنا أَبُو عَلِيٍّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§يَأْتِي الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْكُرُوبِيِّينَ، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ وَحَمَلَةِ الْعَرْشِ، مَا بَيْنَ أَخْمَصِ أَحَدِهِمْ إِلَى عَقِبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمِنْ عَقِبِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمِنْ رُكْبَتَيْهِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمِنْ بَيْنِ أَرْنَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمِنْ تَرْقُوَتِهِ إِلَى مَوْضِعِ الْقُرْطِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ»

54 - نا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْوُرُودِ، فَقَالَ جَابِرٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§نَحْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى كَوْمٍ فَوْقَ النَّاسِ، فَتُدْعَى الْأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا، وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ، الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، حَتَّى يَأْتِيَنَا -[45]- رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: مَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِرُ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمُ، فَيَقُولُونَ: حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ، فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ» قَالَ جَابِرٌ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «ثُمَّ يَنْطَلِقُ وَيَتْبَعُونَهُ»

55 - ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يُرْفَعُ لِكُلِّ قَوْمٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ. مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَمْسًا أَوْ قَمَرًا أَوْ وَثنا، فَيَتَّبِعُونَهُ حَتَّى يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ، ثُمَّ يُؤْتَى عَلَى الْيَهُودِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ اللَّهَ وَعُزَيْرًا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، فَيُقَالُ لَهُمُ: امْضُوا ثُمَّ يُؤْتَى عَلَى النَّصَارَى، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ اللَّهَ وَالْمَسِيحَ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ. فَيُقَالُ: لَهُمُ امْضُوا. قَالَ: ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَنَحْنُ عَلَى تَلٍّ رَفِيعٍ فَيَقُولُ: مَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَنَقُولُ: رَبَّنَا. -[46]- فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ تَرَوْهُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ نَعْرِفُهُ، إِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ. فَهُنَالِكَ يَتَجَلَّى لَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ يَضْحَكُ. قَالَ: فَنَتْبَعُ رَبَّنَا، فَيَأْخُذُ بِنَا عَلَى الصِّرَاطِ»

56 - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: «§أَلَسْتُمْ تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فِي غَيْرِ تَضَارٍّ؟ وَاللَّهِ لَتَرَوْنَهُ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فِي غَيْرِ تَضَارٍّ» . قَالَ: «ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَا لِيَتْبَعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ فِي الدُّنْيَا. قَالَ: فَمَثُلَ لِكُلِّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا، فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ النَّارَ فَمَنْ جَازَ الصِّرَاطَ وَأَنْفَقَ مِنْ مَالِهِ زَوْجًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ فَتَعَالَ» . قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخِذَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكَ مِنْهُمْ»

57 - ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ -[47]- عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَرَى الْقَمَرَ مُتَخَلِّيًا بِهِ؟» قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «فَإِنَّهُ أَعْظَمُ»

58 - ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّكُمْ §سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ كَمَا تَنْظُرُونَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ»

59 - ثنا بَعْضُ، أَصْحَابِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قُبَيْلٍ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، قَالَ: §أَرْبَعَةُ أَجْبُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْخَلِيلُ وَلِبْنَانُ، وَالطُّورُ، وَالْجُودِيُّ، يَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لُؤْلُؤَةً بَيْضَاءَ، تُضِيءُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَرْجِعْنَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى يُجْعَلْنَ فِي زَوَايَاهُ، ثُمَّ يَضَعُ الْجَبَّارُ عَلَيْهِنَّ عَرْشَهُ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، وَالْمَلَائِكَةُ حَوْلَ الْعَرْشِ {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75]

60 - ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: «§يُجْمَعُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ ذُو الْعِزَّةِ»

باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف

§بَابُ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَوْقِفِ

61 - ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «§يُنَادَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مِنْ هَدَيْتَ، وَعَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَبِكَ وَإِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ. فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ»

62 - ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَقُولُونَ مَنْ تَعْلَمُونَ يَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَيُنَجِّيَنَا مِنْ شِدَّةِ هَذَا الْيَوْمِ وَكَرْبِهِ وَغَمِّهِ؟ فَيَقُولُونَ: مَا نَعْلَمُ خَلِيقَةً أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ آدَمَ، خَلْقَهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَهُ. فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَجِّينَا مِنْ شِدَّةِ هَذَا الْيَوْمِ وَكَرْبِهِ وَغَمِّهِ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ أَوَّلُ النَّبِيِّينَ، فَيَأْتُونَ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا أَبَانَا مَا وَجَدْنَا أَحَدًا يَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ. فَيَقُولُ: يَا بَنِيَّ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَخَذَ وِعَاءً فَجَعَلَ فِيهِ بِضَاعَتَهُ، ثُمَّ خَتَمَ عَلَيْهَا حَتَّى كَانَ لَا يَخْلُصُ إِلَى مَا فِي الْوِعَاءِ أَحَدٌ حَتَّى يَفُضَّ الْخَاتَمَ؟ فَيَقُولُونَ: لَا. -[51]- فَيَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، فَأْتُوهُ يَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ» . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَيَأْتِينِي النَّاسُ فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ هَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ يُنَجِّينَا مِنْ طُولِ هَذَا الْيَوْمِ وَغَمِّهِ وَكَرْبِهِ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَنَا لَهَا. قَالَ: فَأَنْطَلِقُ حَتَّى آتِيَ بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحِلَقِ الْبَابِ فَأَسْتَفْتِحَ» . قَالَ الْحَسَنُ: وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَمَا يُوَافِي بِذَنْبٍ. فَيَقُولُ رَبِّي: افْتَحُوا لِعَبْدِي أَحْمَدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُفْتَحُ لِي الْبَابُ، فَأَدْخَلُ الْجَنَّةَ فَأَجِدُ رَبِّي جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ فِي جَنَّتِهِ، فَأَخِرُّ لِرَبِّي سَاجِدًا. قَالَ: فَيُعَلِّمُنِي رَبِّي مَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي فَيَقُولُ لِي: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي. فَيَحُدُّ لِي رَبِّي حَدًّا، ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، قَالَ: فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ "

63 - ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ جُثًى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، §كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا، يَقُولُونَ: يَا فُلَانُ اشْفَعْ لَنَا، يَا فُلَانُ اشْفَعْ لَنَا، حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ»

64 - ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يُجْمَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُهَمُّونَ لِذَلِكَ، وَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَغَثْنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ، حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا، أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ مِنْهَا، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا، ثُمَّ ذَكَرَ مُوسَى، وَعِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ: فَيَأْتُونِي، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا»

65 - ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: ثنا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ، مَالَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهُ إِلَّا اللَّهُ»

باب ذكر الموازين يوم القيامة

§بَابُ ذِكْرِ الْمَوَازِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

66 - نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: «§يُؤْتَى بِالْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّتِهِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ، لَوَسِعَتْهُ. فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا مَنْ تَزِنُ بِهَذَا؟ فَيَقُولُ: مَا شِئْتُ مِنْ خَلْقِي. فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ»

67 - نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَيْضِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا نَتَعَارَفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنِّي أَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§ثَلَاثُ مَوَاطِنَ تَذْهَلُ كُلُّ نَفْسٍ مِنْهُنَّ: حِينَ يُرْمَى إِلَى كُلِّ إِنْسَانٍ بِكِتَابِهِ، حَتَّى يَنْظُرَ بِيَمِينِهِ يَأْخُذُ كِتَابَهُ أَمْ بِشِمَالِهِ، وَعِنْدَ الْمَوَازِينِ، حَتَّى يَنْظُرَ أَيَرْجَحُ أَمْ يَخِفُّ، وَجِسْرُ جَهَنَّمَ يَمُرُّ بِهِ الرَّجُلُ أَسْرَعَ مِنَ الْبَرْقِ، وَمِنَ الرِّيحِ، وَمِنَ الطَّيْرِ»

68 - ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، قَالَ: «§يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الطَّوِيلِ الْعَظِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ، فَمَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ» ، ثُمَّ قَرَأَ {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105]

69 - نا وَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: «§يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوزَنُ بِالْحَبَّةِ فَلَا يَزِنُهَا، وَيُوزَنُ بِجَنَاحِ بَعُوضَةٍ فَلَا يَزِنُهَا» ، وَقَرَأَ -[56]-: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105] "

70 - نا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§تُنْصَبُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِأَهْلِ الصَّلَاةِ وَأَهْلِ الصِّيَامِ، وَأَهْلِ الصَّدَقَةِ، وَأَهْلِ الْحَجِّ، فَيُؤْتَوْنَ بِالْمَوَازِينِ، وَيُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلَاءِ فَلَا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلَا يَنْشُرُ لَهُمْ دِيوَانٌ، وَيُصَبُّ الْأَجْرُ عَلَيْهِمْ صَبًّا بِغَيْرِ حِسَابٍ»

باب وضع الحساب يوم القيامة

§بَابُ وَضْعِ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

71 - ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: «ذُكِرَ لَنَا أَنَّ §الرَّجُلَ يُدْعَى إِلَى الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: يَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ هَلُمَّ إِلَى الْحِسَابِ، حَتَّى يَقُولَ: مَا يُرَادُ أَحَدٌ غَيْرِي مِمَّا يَخْتَصُّ بِالْحِسَابِ»

72 - ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ لِي: «يَا طَلْحَةُ مَا أَكْثَرَ الْأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِكَ وَاسْمِي، §فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ: يَا فُلَانُ، فَلَا يَقُومُ غَيْرُهُ، يَقُولُ: لَا يَقُومُ غَيْرُ الَّذِي عُنِيَ»

73 - نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 21] قَالَ: «الْمُنَاقَشَةُ بِالْأَعْمَالِ»

74 - نا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ -[58]- يَقُولُ: {§أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ} [الرعد: 18] قَالَ: «لَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ حَسَنَةٌ، وَلَا يُتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَةٍ»

75 - ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدٌ فَيُغْفَرُ لَهُ، يَرَى الْمُسْلِمُ عَمَلَهُ فِي قَبْرِهِ» ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 39] .. {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} [الرحمن: 41]

76 - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ حُوسِبَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؛ يَقُولُ اللَّهَ تَعَالَى -[59]- {فَأَمَّا مِنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8] وَيَقُولُ الْآخَرُ: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} [الرحمن: 39] »

باب ذكر ما يدعى يوم القيامة

§بَابُ ذِكْرِ مَا يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ

77 - ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: «§يَتَجَلَّى ذُو الْعِزَّةِ، فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ لِمَنِ الْكَرَمُ الْيَوْمَ، ثَلَاثًا، لِيَقُمِ الَّذِينَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبِّهِمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] . قَالَ: فَيَقُومُونَ. ثُمَّ يَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ لِمَنِ الْكَرَمُ الْيَوْمَ، ثَلَاثًا، لِيَقُمِ الَّذِينَ {لَا تُلْهِيهِمُ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37] فَيَقُومُونَ ثُمَّ يَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ لِمَنِ الْكَرَمُ الْيَوْمَ، ثَلَاثًا، لِيَقُمِ الْحَمَّادُونَ» قَالَ فُضَيْلٌ: فَسَأَلْتُ أَبَا إِسْحَاقَ: مَنَ الْحَمَّادُونَ؟ قَالَ: أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

78 - نا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ الطُّهَوِيُّ، ثنا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ الرِّيَاحِيُّ، عَنْ -[61]- أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «يَقُومُ مُنَادٍ فَيُنَادِي: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ؟ أَيْنَ الْحَمَّادُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ فَيَقُومُونَ، §فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي الثَّانِيَةَ، فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبِّهِمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] قَالَ: فَيَقُومُونَ، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ. ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي الثَّالِثَةَ، فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37] ، فَيَقُومُونَ، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ حَتَّى يُشْرِفَ عَلَى الْخَلَائِقِ، لَهُ عَيْنَانِ بَصِيرَتَانِ، وَلِسَانٌ فَصِيحٌ، فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِثَلَاثٍ: بِكُلِّ جُبَارٍ عَنِيدٍ، فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ، فَيَلْقُطُهُمْ ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يَخْرُجُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِالَّذِينَ كَانُوا يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ، ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ الثَّالِثَةَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِالْمُصَوِّرِينَ، فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السِّمْسِمِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ، ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ تَطَايُرُ الصُّحُفُ مِنْ أَيْدِي النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ»

79 - ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: §يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي جَعَلْتُ نَسَبًا، وَجَعَلْتُمْ نَسَبًا، فَقُلْتُ: أَكْرَمُكُمْ أَتْقَاكُمْ، وَأَبَيْتُمْ إِلَّا أَنْ تَقُولُوا: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَفُلَانُ بْنُ فُلَانٍ أَكْرَمُ مِنْ فُلَانٍ، وَأَنَا الْيَوْمَ أَرْفَعُ نَسَبِي وَأَضَعُ نَسَبكُمْ، أَيْنَ الْمُتَّقُونَ؟» قَالَ طَلْحَةُ: فَكَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ: يَقُولُ يَا طَلْحَةُ، فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عُنِيَ

80 - نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «§إِذَا جَثَتِ الْأُمَمُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نُودُوا: لِيَقُمْ مَنْ كَانَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا فِي الدُّنْيَا»

81 - نا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: §سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ: مَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ؟ فَقِيلَ: وَمَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ -[66]- قَالَ: أَهْلُ الذِّكْرِ فِي الْمَجَالِسِ»

باب ذكر محاسبة الله تبارك وتعالى العباد يوم القيامة

§بَابُ ذِكْرِ مُحَاسَبَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

82 - نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§يُوقَفُ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ بَذَجٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ابْنَ آدَمَ أَيْنَ مَا خَوَّلْتُكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ قَدْ وَفَّرْتُهُ وَثَمَّرْتُهُ، وَتَرَكْتُهُ أَوْفَرَ مَا كَانَ»

83 - نا أَبُو هِلَالٍ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «§يُوقَفُ ابْنُ آدَمَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَأَنَّهُ بَذَجٌ قَالَ: فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ فِيمَا خَوَّلْتُكَ وَمَوَّلْتُكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ جَمَعْتُهُ وَثَمَّرْتُهُ، فَارْجِعْنِي آتِكَ بِهِ أَوْفَرَ مَا كَانَ. فَيَقُولُ لَهُ: مَا قَدَّمْتَ مِنْهُ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ جَمَعْتُهُ، وَثَمَّرْتُهُ، فَارْجِعْنِي آتِكَ بِهِ أَوْفَرَ مَا كَانَ. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ مَا قَدَّمْتَ فَيُحَاسَبُ، فَإِذَا لَيْسَ لَهُ خَيْرٌ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ»

84 - نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ §أَلَمْ أَحْمِلْكَ عَلَى الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ وَأُزَوِّجْكَ النِّسَاءَ، وَجَعَلْتُكَ تَرَبَعَ وَتَرْأَسُ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ فَأَيْنَ شُكْرُ ذَلِكَ؟»

85 - نا عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُقَالُ لِلْكَافِرِ: لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا، أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ قَالَ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَالُ: كَذَبْتَ، قَدْ سُئِلَتْ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمْ تَفْعَلْ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»

86 - نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُجَاءُ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: خَيْرَ مَنْزِلٍ. فَيَقُولُ: سَلْ وَتَمَنَّ. فَيَقُولُ: مَا أَسْأَلُ وَمَا أَتَمَنَّى إِلَّا أَنْ تَرُدَّنِيَ إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ. قَالَ: وَيُجَاءُ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: شَرَّ مَنْزِلٍ. فَيَقُولُ: افْتَدِ بِهِ بِمِلْءِ الْأَرْضِ ذَهَبًا. فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: كَذَبْتَ، سُئِلَتْ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ»

87 - نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُؤْتَى بِأَنْعَمِ النَّاسِ كَانَ فِي الدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: اصْبُغُوهُ صَبْغَةً فِي النَّارِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِهِ، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ أَصَبْتَ نَعِيمًا قَطُّ؟ هَلْ رَأَيْتَ قُرَّةَ عَيْنٍ قَطُّ؟ هَلْ رَأَيْتَ سرورًا قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ مَا رَأَيْتُ خَيْرًا قَطُّ وَلَا سُرُورًا قَطُّ، وَلَا قُرَّةَ عَيْنٍ قَطُّ. -[71]- قَالَ: فَيَقُولُ: رُدُّوهُ. قَالَ: وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ كَانَ بَلَاءً فِي الدُّنْيَا، وَضُرًّا وَجَهْدًا، فَيَقُولُ: اصْبُغُوهُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ أَوْ شَيْئًا تَكْرَهُهُ؟ قَالَ: لَا وَعِزَّتِكَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَكْرَهُهُ قَطُّ»

88 - ثنا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَدْعُو الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَسْتُرُهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أَتَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ فَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ»

89 - نا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: «§إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُعْطِيَ الْمُؤْمِنُ كِتَابَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، فَيُقَرِّرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: عَبْدِي عَمِلْتَ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُ، وَيُبْدِلُهُ مَكَانَهَا حَسَنَاتٍ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} فَيَوَدُّ أَنَّ مَنْ عَلَى الْأَرْضِ يَنْظُرُونَ فِي -[72]- كِتَابِهِ. وَأَمَّا الْمُنَافِقُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ، فَيَقُولُ: عَبْدِي عَمِلْتَ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِكَ إِنْ عَمِلْتُهُ فَيَقُولُ الْمَلِكُ: أَمَا عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ إِنْ كُتِبَ عَلَيَّ إِلَّا بَاطِلٌ فَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ الْمَلِكُ: أَمَا عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ» قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: فَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يَنْطِقُ مِنْهُ فَخِذُهُ الْيُمْنَى

90 - ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُفَدَّمَةً أَفْوَاهُكُمْ بِالْفِدَامِ، فَأَوَّلُ مَا يُبِينُ مِنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ أَوْ كَفُّهُ»

91 - نا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: «بَلَغَنَا أَنَّهُ §يُجَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِابْنِ آدَمَ بِثَلَاثِ دَوَاوِينَ: دِيوَانٌ فِيهِ -[74]- النِّعَمُ، وَدِيوَانٌ فِيهِ الْحِسَابُ، وَدِيوَانٌ فِيهِ ذُنُوبُهُ. فَيُقَالُ لِأَصْغَرِ تِلْكَ النِّعَمِ: قَوْمِي فَاسْتَوْفِي ثَمَنَكِ مِنَ الْحِسَابِ، فَتَسْتَوْعِبُ عَمَلَهُ ذَلِكَ كُلَّهُ، فَتَبْقَى ذُنُوبُهُ، وَالنِّعَمُ كَمَا هِيَ، فَمِنْ ثُمَّ يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34] »

92 - نا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عُرِّفَ الْكَافِرُ بِعَمَلِهِ، فَجَحَدَ وَخَاصَمَ، فَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ جِيرَانُكَ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ فَيَقُولُ: كَذَبُوا. فَيُقَالُ: أَهْلُكَ وَعَشِيرَتُكَ؟ فَيَقُولُ: كَذَبُوا. فَيُقَالُ: احْلِفُوا، فَيَحْلِفُونَ. ثُمَّ يُصْمِتُهُمُ اللَّهُ فَتَشَهَّدُ أَلْسِنَتُهُمْ، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ النَّارَ»

93 - نا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ كَثِيرٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: «§يُسْأَلُ عَنِ الرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَوْجُهُ، وَخَدَمُهُ، وَبَنُوهُ، وَعَشِيرَتُهُ، وَالْأَرْضُ. فَإِنْ أَثْنَوْا خَيْرًا زَكَّاهُ اللَّهُ، وَإِنْ أَثْنَوْا شَرًّا صَاحَتْ فَخِذُهُ الْيُسْرَى حَتَّى تُسْمَعَ، ثُمَّ أَدْحَضَ اللَّهُ حُجَّتُهُ»

94 - نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِابْنِ آدَمَ كَأَنَّهُ بَذَجٌ - يَعْنِي: كَأَنَّهُ وَلَدُ شَاةٍ - فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ أَيْنَ مَا خَوَّلْتُكَ، وَأَيْنَ مَا مَلَكْتَ، وَأَيْنَ مَا أَعْطَيْتُكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ جَمَعْتُهُ، وَثَمَّرْتُهُ، وَتَرَكْتُهُ أَكْثَرَ مَا كَانَ. فَيَقُولُ: هَاتِ مَا قَدَّمْتَ مِنْهُ فَلَا يَرَاهُ قَدَّمَ شَيْئًا، وَلَيْسَ بِرَاجِعٍ إِلَى مَا بَعْدَهُ»

95 - نا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا -[76]- مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَنْظُرُ إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَمَامَهُ فَيَرَى النَّارَ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ عَنْ وَجْهِهِ فَلْيَفْعَلْ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»

96 - ثنا شَرِيكٌ، عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ، بَدَأَ بِالْيَمِينِ قَبْلَ الْحَدِيثِ قَالَ: «وَاللَّهِ إِنْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيَخْلُو اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يَخْلُو أَحَدُكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَوْ قَالَ: لِلَيْلَتِهِ يَقُولُ: §مَا غَرَّكَ بِي ابْنَ آدَمَ؟ مَا غَرَّكَ بِي ابْنَ آدَمَ؟ مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ ابْنَ آدَمَ مَاذَا أَجَبْتَ الْمُرْسَلِينَ؟»

97 - نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ يُدْلِي بِحُجَّةٍ وَعُذْرٍ يَوْمَ -[77]- الْقِيَامَةِ: الشَّيْخُ الَّذِي أَدْرَكَ الْإِسْلَامَ هَرِمًا، وَالْأَصَمُّ الْأَبْكَمُ، وَالْمَعْتُوهُ، وَرَجُلٌ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ. فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنِّي مُرْسِلٌ إِلَيْكُمْ رَسُولًا، فَأَطِيعُوهُ، فَيَأْتِيهِمُ الرَّسُولُ فَيُؤَجِّجُ لَهُمْ نَارًا لِيَقْتَحِمُوهَا، فَمَنِ اقْتَحَمَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا، وَمَنْ لَمْ يَقْتَحِمْهَا حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ» . 98 - ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَهُ

باب ذكر القصاص يوم القيامة

§بَابُ ذِكْرِ الْقِصَاصِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

99 - نا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَتَخْتَصِمُنَّ، حَتَّى الشَّاتَانِ فِيمَا انْتَطَحَتَا»

100 - نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَيُحْبَسَنَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْدَمَا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، ثُمَّ يُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُهُمْ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ -[79]-: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73] »

101 - نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَيُرْفَعَنَّ لِلْعَبْدِ حَسَنَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَرْجُو أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ بِهَا، فَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَقُولُ: يَا رَبِّ عَبْدُكَ هَذَا ظَلَمَنِي، فَيَأْخُذُ اللَّهُ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَيَجْعَلُهُ عَلَى حَسَنَاتِ الْمَظْلُومِ، ثُمَّ يَقُومُ آخَرُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى مَا يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا»

102 - نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَتُؤَدُّنَ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

103 - نا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا ابْنُ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَتُسْأَلَنَّ الشَّاةُ فِيمَا نَطَحَتْ صَاحِبَتَهَا، وَلَيُسْأَلَنَّ الْحَجَرُ فِيمَا نَكَبَ أُصْبُعَ الرَّجُلِ»

104 - نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ صُهَيْبٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

§1/1