الزهد الكبير للبيهقي

البيهقي، أبو بكر

فصل في بيان الزهد وأنواعه، ومن هو الجدير باسم الزاهد

§فَصْلٌ فِي بَيَانِ الزُّهْدِ وَأَنْوَاعِهِ، وَمَنْ هُوَ الْجَدِيرُ بِاسْمِ الزَّاهِدِ

2 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: «§الزُّهْدُ أَنْ لَا يَسْكُنَ قَلْبُكَ إِلَى مَوْجُودٍ فِي الدُّنْيَا، وَلَا يَرْغَبَ فِي مَفْقُودٍ مِنْهَا» ثُمَّ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ} [الحديد: 22] الْآيَةَ

3 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَسْعَدَ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مُوسَى الدَّيْبُلِيِّ: مَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: «§لَا تَأْيَسْ عَلَى مَا فَاتَكَ مِنْهَا، وَلَا تَفْرَحْ بِمَا أَتَاكَ مِنْهَا»

4 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ الْجَارُودِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا عِمْرَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: «§الزَّاهِدُ حَقًّا لَا يَذُمُّ الدُّنْيَا، وَلَا يَمْدَحُهَا، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا، وَلَا يَفْرَحُ بِهَا إِذَا أَقْبَلَتْ، وَلَا يَحْزَنُ عَلَيْهَا إِذَا أَدْبَرَتْ»

5 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «§أَرْغَبُ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَأَخْفَاهُمْ لَهَا طَلَبًا أَكْثَرُهُمْ لَهَا ذَمًّا عِنْدَ طُلَّابِهَا، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ ذَمُّهُ لِلدُّنْيَا حُرْقَةً بِهَا»

6 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §«مَا رَجَعَ مَنْ رَجَعَ إِلَّا مِنَ الطَّرِيقِ»

قَالَ: «§وَلَوْ وَصَلُوا إِلَى اللَّهِ مَا رَجَعُوا، فَازْهَدْ يَا أَخِي تَرَى الْعَجَبَ»

7 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: «§عِبَادَ الرَّحْمَنِ، أَمَّا مَا وَكَّلَكُمُ اللَّهُ بِهِ فَتُضَيِّعُونَ، وَأَمَّا مَا تَكَفَّلَ اللَّهُ لَكُمْ بِهِ فَتَطْلُبُونَ، مَا هَكَذَا نَعَتَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ، أَذَوُو عُقُولٍ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، وَبَلَهٍ عَمَّا خُلِقْتُمْ لَهُ؟ فَكَمَا تَرْجُونَ اللَّهَ بِمَا تُؤَدُّونَ مِنْ طَاعَتِهِ، فَكَذَلِكَ أَشْفِقُوا مِنْ عِقَابِ اللَّهِ بِمَا تَنْتَهِكُونَ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ»

8 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مُكْرِمٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَنْبَأَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ: " §الْعَيْشُ فِي أَرْبَعٍ: اللِّبَاسُ، وَالطَّعَامُ، وَالنَّوْمُ، وَالنِّسَاءُ، فَأَمَّا النِّسَاءُ: فَوَاللَّهِ، مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَوْ جِدَارًا، وَأَمَّا اللِّبَاسُ: فَوَاللَّهِ مَا أُبَالِي مَا وَارَيْتُ بِهِ عَوْرَتِي، وَأَمَّا الطَّعَامُ، وَالنَّوْمُ: فَقَدْ غَلَبَانِي، وَاللَّهِ -[64]- لَأُضَارُّ بِهِمَا جَهْدِي " قَالَ الْحَسَنُ: فَأَضَرَّ وَاللَّهِ بِهِمَا

9 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْحَكِيمِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: " §الدُّنْيَا أَرْبَعَةُ أَجْزَاءٍ: الْمَالُ، وَالنِّسَاءُ، وَالنَّوْمُ، وَالطَّعَامُ، أَمَّا الْمَالُ وَالنِّسَاءُ: فَلَا حَاجَةَ لِي بِهِمَا، وَأَمَّا الْآخَرَانِ: فَايْمُ اللَّهِ، لَأَضُرَّنَّ بِهِمَا، وَقَالَ: لَأَجْعَلَنَّ الْهَمَّ وَاحِدًا "

10 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنِ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ: §«وَاللَّهِ , لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَجْعَلَنَّ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا» قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَهَذَا عَلَى مَا قِيلَ فِي الزُّهْدِ أَنْ يَكُونَ الهَمُّ هَمًّا وَاحِدًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ، لَيْسَ ذِكْرَ دُنْيَا وَلَا آخِرَةٍ , وَهُوَ غَايَةُ الزُّهْدِ، وَهُوَ خُرُوجُ قَدْرِ الدُّنْيَا وَقِلَّتِهَا مِنْ قَلْبِهِ أَنْ يَزْهَدَ فِيهَا، وَخُرُوجُ قَدْرِ غَيْرِهَا فَيَرْغَبُ فِيهَا إِذَا كَانَتْ دُونَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، هَذَا لِمَنْ كَانَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحْدَهُ خَالِصًا

11 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {§مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ} [هود: 15] قَالَ: " هُوَ الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ لِلدُّنْيَا لَا يُرِيدُ بِهِ اللَّهَ، فَيُوَفِّي اللَّهُ -[65]- عَمَلُهُ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: " وَهِيَ مِثْلُ الْآيَةِ الَّتِي فِي الرُّومِ: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ}

12 - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: «§يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، عَلَيْكُمْ بِالْآخِرَةِ فَاطْلُبُوهَا؛ فَكَثِيرًا رَأَيْنَا مَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ فَأَدْرَكَهَا مَعَ الدُّنْيَا، وَمَا رَأَيْنَا أَحَدًا طَلَبَ الدُّنْيَا فَأَدْرَكَ الْآخِرَةَ مَعَ الدُّنْيَا»

13 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا حَوْشَبٌ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «§رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا جَعَلَ الْعَيْشَ عَيْشًا وَاحِدًا، فَأَكَلَ كِسْرَةً، وَلَبِسَ خَلَقًا، وَلَزِقَ بِالْأَرْضِ، وَاجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ، وَبَكَى عَلَى الْخَطِيئَةِ، وَهَرَبَ مِنَ الْعُقُوبَةِ؛ ابْتِغَاءَ الرَّحْمَةِ، حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ»

14 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ طَوْقٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ نُوحٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: §أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الدُّنْيَا مَنْ خَدَمَكِ فَأَتْعِبِيهِ، وَمَنْ خَدَمَنِي فَاخْدُمِيهِ " 15 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي الْحَنْظَلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ

16 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو النَّصْرِ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا كَفَاهُ اللَّهُ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَةٍ هَلَكَ» ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ «كَفَاهُ اللَّهُ مَا هَمَّهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» وَقَالَ فِي آخِرِهِ: «فِي أَيِّ أَوْدِيَةِ الدُّنْيَا هَلَكَ» ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي إِسْنَادِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ

17 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُضَارِبٍ النَّحْوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْوَاعِظَ يَقُولُ: §«مَنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ فِي كُلِّ الْمَعَانِي هَمَّهُ كَانَ مَنْقُوصًا مِنَ اللَّهِ فِي كُلِّ الْمَعَانِي حَظُّهُ، فَاللَّهُ مُنْتَهَى هِمَّةِ الْهُمُومِ، فَمَنْ كَانَ اللَّهُ هَمَّهُ فِي كُلِّ الْمَعَانِي لَمْ يَكُنْ لَهُ سُكُونٌ، وَلَا قَرَارٌ إِلَّا إِلَى اللَّهِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا مِثْلَ لَهُ، فَيُسْكَنُ إِلَيْهِ، وَلَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ لَهُ لِيَنْتَهِيَ مِنْهُ إِلَيْهِ، وَلِذَلِكَ لَا يَحْسُنُ السُّكُونُ إِلَّا إِلَيْهِ»

18 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ سَمِعْتُ بِشْرًا يَقُولُ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: §«مَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْيَا فَقَدْ أَحْدَثَ حَدَثًا فِي الْإِسْلَامِ»

19 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ فَاتِكٍ يَقُولُ: " §سُئِلَ الْجُنَيْدُ عَنِ الزُّهْدِ، فَقَالَ: «خُلُوُّ الْأَيْدِي مِنَ الْأَمْوَالِ، وَالْقَلْبِ مِنَ التَّتَبُّعِ»

20 - قَالَ: وَسَمِعْتُ الْجُنَيْدَ، وَسَأَلَهُ رُوَيْمٌ عَنِ الزُّهْدِ، فَقَالَ: §«اسْتِصْغَارُ -[67]- الدُّنْيَا وَمَحْوُ آثَارِهَا مِنَ الْقَلْبِ»

21 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ لِأَبِي صَفْوَانَ: أَيُّ شَيْءٍ أَوَّلُ حُدُودِ الزُّهْدِ؟ فَقَالَ أَبُو صَفْوَانَ: «§اسْتِصْغَارُ الدُّنْيَا» ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ: إِذَا كَانَ هَذَا أَوَّلَهُ، فَأَيُّ شَيْءٍ يَكُونُ أَوْسَطَهُ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ يَكُونُ آخِرَهُ؟ قَالَ لَهُ أَبُو صَفْوَانَ: «إِنْ زَهِدَ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا , ثُمَّ تَتْبَعُهُ بَعْدُ نَفْسُهُ، فَإِذَا بَلَغَ الْغَايَةَ اسْتَصْغَرَ الدُّنْيَا»

22 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ سَأَلَ أَبَا صَفْوَانَ يَعْنِي الرُّعَيْنِيَّ: §أَيُّ شَيْءٍ أَوَّلُ حُدُودِ الزُّهْدِ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو صَفْوَانَ: «اسْتِصْغَارُ الدُّنْيَا»

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِمَنْ يُنْتَسَبُ إِلَى عِلْمِ ذَلِكَ يَقُولُونَ: «§أَوَّلُ الزُّهْدِ إِخْرَاجُ قَدْرِهَا مِنَ الْقَلْبِ، وَآخِرُهُ خُرُوجُ قَدْرِهَا حَتَّى لَا يَقُومَ لَهَا فِي الْقَلْبِ قَدْرٌ، وَلَا يَخْطُرَ بِبَالِهِ رَغْبَةٌ فِيهَا، وَلَا زُهْدٌ فِيهَا؛ لِأَنَّ الرَّغْبَةَ وَالزُّهْدَ لَا يَكُونَانِ إِلَّا فِيمَا قَامَ قَدْرُهُ فِي الْقَلْبِ»

23 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَرَجِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ بَكْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَليٍّ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الزُّهْدِ، فَقَالَ: «§النَّظَرُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ النَّقْصِ، وَالْإِعْرَاضُ عَنْهَا تَعَزُّزًا وَتَظَرُّفًا، فَمَنِ اسْتَحْسَنَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا فَقَدْ نُبِّهَ عَنْ قَدْرِهَا»

24 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ مُقْسِمٍ، بِبَغْدَادَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: §«الزَّاهِدُ حَقًّا مَنْ يَخْلُو قَلْبُهُ عَنِ الْمُرَادَاتِ كَمَا تَخْلُو يَدُهُ مِنَ الْأَسْبَابِ»

25 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي حَمَّادًا يَقُولُ: " §دَخَلْتُ الْبَصْرَةَ فَسَأَلْتُ مَرْحُومًا الْعَطَّارَ: هَلْ بَقِيَ مِنْ جُلَسَاءِ الْحَسَنِ أَحَدٌ؟ فَقَالَ: بَقِيَ شَيْخٌ، فَأَتَيْتُهُ , فَقُلْتُ لَهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُحَدِّثَنِي بَعْضَ كَلَامِ الْحَسَنِ فَأَتَّعِظَ بِهِ، فَقَالَ: كَانَ الْحَسَنُ كَثِيرًا يَقُولُ فِي كَلَامِهِ: يَا ابْنَ آدَمَ، نُطْفَةٌ بِالْأَمْسِ وَجِيفَةٌ غَدًا وَالْبِلَى فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ يَمْسَحُ جَبِينَكَ، كَانَ الْأَمْرُ يَعْنِي بِهِ غَيْرَكَ، إِنَّ الصَّحِيحَ مَنْ لَمْ تُمْرِضْهُ الذُّنُوبُ، وَإِنَّ الطَّاهِرَ مَنْ لَمْ تُنَجِّسْهُ الْخَطَايَا، وَإِنَّ أَكْثَرَكُمْ ذِكْرًا لِلْآخِرَةِ أَنْسَاكُمْ لِلدُّنْيَا، وَإِنَّ أَنْسَى النَّاسِ لِلْآخِرَةِ أَكْثَرُكُمْ ذِكْرًا لِلدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ الْعِبَادَةِ مَنْ أَمْسَكَ نَفْسَهُ عَنِ الشَّرِّ، وَإِنَّ الْبَصِيرَ مَنْ أَبْصَرَ الْحَرَامَ فَلَمْ يَقْرَبْهُ، وَإِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ يَذْكُرُ يَوْمَ الْقِيَامَةَ، وَلَمْ يَنْسَ الْحِسَابَ "

26 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَنَا ابْنُ السَّمَّاكِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنْ عِظْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ §الدُّنْيَا مَشْغَلَةٌ لِلْقَلْبِ وَالْبَدَنِ , وَإِنَّ الزُّهْدَ رَاحَةٌ لِلْقَلْبِ وَالْبَدَنِ، وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُنَا عَنِ الَّذِي نُعِّمْنَا فِي حَلَالِهِ، فَكَيْفَ بِمَا نُعِّمْنَا فِي حَرَامِهِ؟

27 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَزْرَقِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْحَسَنِ عِظْنِي وَأَوْجِزْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «إِنَّ §رَأْسَ مَا هُوَ مُصْلِحُكَ وَمُصْلِحٌ بِهِ عَلَى يَدَيْكَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا الزُّهْدُ بِالْيَقِينِ، وَالْيَقِينُ بِالتَّفَكُّرِ، وَالتَّفَكُّرُ بِالِاعْتِبَارِ، فَإِذَا أَنْتَ فَكَّرْتَ فِي الدُّنْيَا لَمْ تَجِدْهَا أَهْلًا أَنْ تَتْبَعَ بِهَا نَفْسَكَ، وَوَجَدْتَ نَفْسَكَ أَهْلًا أَنْ تُكْرِمَهَا بِهَوَانِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ، وَمَنْزِلُ قُلْعَةٍ»

28 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " §وَاللَّهِ , لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا، إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَتَكُونُ بِهِ الْحَاجَةُ الشَّدِيدَةُ وَإِلَى جَنْبِهِ الْمَالُ الْحَلَالُ لَا يَأْتِيهِ فَيَأْخُذُ مِنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَلَا تَأْتِي هَذَا فَتَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى مَا أَنْتَ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ , إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ فَسَادَ قَلْبِي وَعَمَلِي "

29 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّخَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْعَامِرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ مَوْلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ الْمُزَنِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَائِدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ نُصَيْرٍ يَقُولُ: §«أَبَتِ الدُّنْيَا أَنْ تَجْرِيَ إِلَّا بِالِاخْتِلَاطِ»

30 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُتَوَكِّلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَابِدُ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: " §الزُّهْدُ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: فَزُهْدُ فَرْضٍ، وَزُهْدُ فَضْلٍ، وَزُهْدُ سَلَامَةٍ، فَالزُّهْدُ الْفَرْضُ: الزُّهْدُ فِي الْحَرَامِ، وَالزُّهْدُ الْفَضْلُ: الزُّهْدُ فِي الْحَلَالِ، وَالزُّهْدُ السَّلَامَةُ: الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ "

31 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الْحَسْنُوِيَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ: «§الزُّهْدُ فِي الْحَرَامِ فَرِيضَةٌ، وَفِي الْمُبَاحِ فَضِيلَةٌ، وَفِي الْحَلَالِ قُرْبَةٌ»

32 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ قَالَ -[70]-: سَأَلْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ، عَنِ الزُّهْدِ، مَا هُوَ؟ قَالَ: " §أَنْ تَزْهَدَ، فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ، فَأَمَّا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَإِنِ ارْتَكَبْتَهُ عَذَّبَكَ اللَّهُ؛ يَعْنِي: إِنَّ تَرْكَهُ فَرْضٌ "

33 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُونَ، حَدَّثَنَا عَبْدُوسُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: " §خَمْسٌ مِنْ أَخْلَاقِ الزُّهَّادِ: الشُّكْرُ عَلَى الْحَلَالِ، وَالصَّبْرُ عَنِ الْحَرَامِ، وَلَا يُبَالِي مَتَى مَاتَ، وَلَا يُبَالِي مِنْ أَكْلِ الدُّنْيَا، وَيَكُونُ الْفَقْرُ وَالْغِنَى عِنْدَهُ سَوَاءً "

34 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّيِّبِ الْمُظَفَّرُ بْنُ سَهْلٍ الْخَلِيلِيُّ عَابِدُ الشَّطِّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ حَسَّانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَيُّوبَ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ §مَنِ الزَّاهِدُ؟ قَالَ: «الَّذِي لَا يَغْلِبُ الْحَرَامُ صَبْرَهُ، وَلَا يَمْنَعُ الْحَلَالُ شُكْرَهُ» ، وَقَالَ أَيُّوبُ بْنُ حَسَّانَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ فِي الزُّهْدِ قَطُّ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا

35 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَسَنٍ الْحِيرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَثَّامٍ يَقُولُ: سُئِلَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الزُّهْدِ؟ فَقَالَ: §«طَلَبُ الْحَلَالِ»

36 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْجُوزْجَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَخْلَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: " §الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا: أَخْذُ الْحَلَالِ "

37 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " §ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الصَّلَاحِ فِي الْغِنَى: الزُّهْدُ مِنَ الْحَرَامِ تَارِكًا لَهُ، وَإِخْرَاجُ الْحُقُوقِ مِنَ الْمَالِ أَدَاءً لِلْغَرَضِ فِيهِ، وَالتَّوَاضُعُ لِجَمِيعِ النَّاسِ خَوْفًا مِنَ الْكِبْرِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الصَّلَاحِ فِي الْفَقْرِ: الْقَنَاعَةُ بِالْمَقْدُورِ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ، وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ إِظْهَارًا لِلشُّكْرِ عَلَى النِّعَمِ، وَتَرْكُ التَّوَاضُعِ لِلْمُكْثِرِ طَمَعًا فِيهِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ حُبِّ الْآخِرَةِ: كَثْرَةُ الْبُكَاءِ، وَالذِّكْرِ لَهَا، وَدَوَامُ الشَّوْقِ إِلَيْهَا، وَبُغْضُ الدُّنْيَا مِنْ أَجْلِهَا "

38 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} [القصص: 83] قَالَ: «لَا يَجْزَعُ مِنْ ذُلِّهَا وَلَا يُنَافِسُ فِي عِزِّهَا»

39 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْيَدَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْوَرَّاقَ يَقُولُ: «§بِعْتَ الْعِزَّ مِنْ شَهْوَةِ الْعِزِّ، وَاشْتَرَيْتَ الذُّلَّ مَخَافَةَ الذُّلِّ، هَذَا جَزَاءُ مَنَ خَالْفَ رَبَّهُ»

40 - أخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: " §اخْتَلَفُوا عَلَيْنَا فِي الزُّهْدِ بِالْعِرَاقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: فِي مُجَانَبَةِ النَّاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: تَرْكِ الشَّهَوَاتِ " قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: وَقَوْلُهُمْ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ -[72]- قَالَ أَحْمَدُ: وَمَنْ تَرَكَ لِقَاءَ النَّاسِ فَهُوَ لِلشَّهَوَاتِ أَتْرَكُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرِ بْنُ عُمَرَ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّرَسُوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْحَنَّاطُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: §«الزُّهْدُ فِي الرِّئَاسَةِ أَشَدُّ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا»

42 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمَغْرِبِيَّ يَقُولُ: «§مَنْ زَهِدَ فِي نَصِيبِ نَفْسِهِ مِنَ الرَّاحَةِ، وَزَهِدَ فِي الْعِزِّ وَالرِّئَاسَةِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الْعِزِّ وَالرِّئَاسَةِ كُتِبَ اسْمُهُ فِي دِيوَانِ الْوِلِايَةِ»

43 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ نُجَيْدٍ يَقُولُ: §«مَنْ قَدَرَ عَلَى إِسْقَاطِ جَاهِهِ عِنْدَ الْخَلْقِ سَهُلَ عَلَيْهِ الْإِعْرَاضُ عَنِ الدُّنْيَا وَأَهْلِهَا»

44 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أبن قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: «§يَقُولُونَ مَالِكٌ زَاهِدٌ، أَيُّ زُهْدٍ عِنْدَ مَالِكٍ وَلَهُ جُبَّةٌ وَكِسَاءٌ، إِنَّمَا الزَّاهِدُ، عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَتَتْهُ الدُّنْيَا فَاغِرَةً فَاهَا فَتَرَكَهَا»

45 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ قَالَ: §" دَخَلْتُ عَلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي وَهُوَ عَلَى التُّرَابِ فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: هَذَا رَجُلٌ زَاهِدٌ " قَالَ: إِنَّمَا الزَّاهِدُ مَنْ قَدَرَ فَتَرَكَ

46 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ الْمُعَمَّرِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ فَقَالَ: «§يَا فَاطِمَةُ، عِنْدَكِ دِرْهَمٌ أَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَعِنْدَكِ الْفُلُوسُ أَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا؟» قَالَتْ: لَا، وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ: أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَقْدِرُ عَلَى دِرْهَمٍ تَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا وَلَا عَلَى فُلُوسٍ تَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا؟ فَقَالَ: «هَذَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مُعَالَجَةِ الْأَغْلِالِ غَدًا فِي جَهَنَّمَ»

47 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدَ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَوَّاصُ قَالَ: سَمِعْتُ عِلَّانَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَنَّاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَرِيًّا السَّقَطِيَّ يَقُولُ لِإِبْرَاهِيمَ الْبَنَّاءَ: «§يَا بَنَّاءُ، لَيْسَ مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا تَقَذُّرًا مِثْلَ مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا تَصَبُّرًا»

48 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الْكَرَابِيسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ يَقُولُ: «§سُئِلَ ابْنُ مُعَاذٍ عَنِ الزُّهْدِ» فَقَالَ: تَرْكُ الْبُدِّ

49 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الدِّمَشْقِيَّ §وَسُئِلَ عَنِ الزُّهْدِ، فَقَالَ: «أَنْ يَزْهَدَ فِيمَا لَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَهْوَى مَا لَيْسَ لَهُ»

50 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ الْعُكْبَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: «§كَيْفَ يَكُونُ زَاهِدًا مَنْ لَا وَرَعَ لَهُ؟ تَوَرَّعْ -[74]- عَمَّا لَيْسَ لَكَ، ثُمَّ ازْهَدْ فِيمَا لَكَ»

51 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ عِصَامٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصِ بْنَ الْجَلَّاءِ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: «§لَيْسَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا تَرْكَ الدُّنْيَا، إِنَّمَا الزُّهْدُ أَنْ يُزْهَدَ فِي كُلِّ مَا سِوَى اللَّهِ، هَذَا دَاوُدُ وَسُلَيْمَانُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - قَدْ مَلَكَا الدُّنْيَا وَكَانَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ»

52 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ وَسُئِلَ عَنِ الزُّهْدِ؟ فَقَالَ: §«تَحْوِيلُ الْقَلْبِ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَى رَبِّ الْأَشْيَاءِ»

53 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنِ الْمَرْزَبَانِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ يَعْنِي أَبَا نَشِيطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: «§رَهْبَةُ الْعَبْدِ مِنَ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِ بِاللَّهِ، وَزُهْدِهِ فِي الدُّنْيَا عَلَى قَدْرِ رَغْبَتِهِ فِي الْآخِرَةِ»

54 - أَخْبَرَنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: «§لَيْسَ الزَّاهِدُ مَنْ أَلْقَى غَمَّ الدُّنْيَا وَاسْتَرَاحَ مِنْهَا، وَإِنَّمَا تِلْكَ رَاحَةٌ، وَإِنَّمَا الزَّاهِدُ مَنْ أَلْقَى غَمَّهَا وَتَعِبَ فِيهَا لِآخِرَتِهِ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ يَقُولُ: كَمَا زَهِدَ فِيهَا يَزْهَدُ فِي الرَّاحَةِ فِيهَا؛ فَإِنَّ الرَّاحَةَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَمِنْ نَعِيمِهَا

55 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هِشَامٍ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُغَازِلِيِّ: أَيُّ شَيْءٍ الزُّهْدُ؟ قَالَ: «§قَطْعُ الْآمَالِ، وَإِعْطَاءُ الْمَجْهُودِ، وَخَلْعُ الرَّاحَةِ»

56 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §«تَجَوَّعْ وَتَخَلَّى وَتَفَرَّدْ وَاضْجَرْ تَرَى الْعَجَبَ»

57 - وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ علوية يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " §الزُّهْدُ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ: الْقِلَّةُ وَالْخَلْوَةُ وَالْجُوعُ "

58 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ علوية يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " §الزُّهْدُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الصَّبْرِ عَلَى الضُّرِّ، وَالْإِيثَارِ عَلَى الْفَقْرِ، وَأَنْ لَا يَطْلُبَ الدُّنْيَا بِحَالٍ "

59 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: قِيلَ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: §مَا حَدُّ الزُّهْدِ؟ قَالَ: " أَنْ يَكُونَ شَاكِرًا فِي الرِّضَا، صَابِرًا فِي الْبَلَاءِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ زَاهِدٌ، قِيلَ لِسُفْيَانَ مَا الشُّكْرُ؟ قَالَ: «أَنْ يَجْتَنِبَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ»

60 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْخِرَاشِيَّ يَقُولُ: سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ عَنِ الزُّهْدِ؟ فَقَالَ: " §الزُّهْدُ: ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ، أَمَّا الزَّايُ: فَتَرْكُ الزِّينَةِ، وَأَمَّا الْهَاءُ: فَتَرْكُ الْهَوَى، وَأَمَّا الدَّالُ: فَتَرْكُ الدُّنْيَا "

61 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ -[76]- أَحْمَدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ عِصَامٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: «§سَلَبَ الدُّنْيَا عَنْ أَوْلِيَائِهِ، وَحَمَاهَا عَنْ أَصْفِيَائِهِ، وَأَخْرَجَهَا مِنْ قُلُوبِ أَهْلِ وِدَادِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضَهَا لَهُمْ»

62 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: " §أَهْلُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا عَلَى طَبَقَتَيْنِ: فَمِنْهُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَلَا يُفْتَحُ لَهُ فِي رَوْحِ الْآخِرَةِ، فَهُوَ فِي الدُّنْيَا مُقِلٌّ قَدْ يَئِسَتْ نَفْسُهُ مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي رَوْحِ الْآخِرَةِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ لِمَا يَرْجُو مِنْ رَوْحِ الْآخِرَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا وَيُفْتَحُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْبَقَاءِ لِلتَّمَتُّعِ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] وَرَغْبَةٍ فِي أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ فَيَذْكُرَهُ؛ لِأَنَّ الْمَيِّتَ يَنْقَطِعُ عَمَلُهُ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152] ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ اذْكُرُونِي بِطَاعَتِي أَذْكُرْكُمْ بِرَحْمَتِي وَثَوَابِي "

63 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَائِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §" اعْلَمُوا إِخْوَانِي أَنَّ النَّاسَ قَدْ تَكَلَّمُوا فِي الزُّهْدِ بِمَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ فَبَعْضُهُمْ قَالَ: الزُّهْدُ: تَرْكُ حُبِّ الْمَنْزِلَةِ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الزُّهْدُ: تَرْكُ رَاحَةِ النُّفُوسِ وَسُرُورِهَا، وَحَسْمُ عَلَائِقِ النُّفُوسِ مِنْ جَمِيعِ مَا تَسْتَرِيحُ إِلَيْهِ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الزُّهْدُ: تَرْكُ كُلِّ مَا شَغَلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الزُّهْدُ: رَفْضُ الدُّنْيَا وَقِصَرُ الْأَمَلِ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الزُّهْدُ: الثِّقَةُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الزُّهْدُ: أَخْذُ مَا يَسُدُّ الْجَوْعَةَ، وَيَسْتَرُ الْعَوْرَةَ، وَرَفْضُ مَا سِوَاهُ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الزُّهْدُ: الْإِيثَارُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَرْكُ -[77]- كُلِّ مَا شَغَلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الزُّهْدُ: إِخْرَاجُ الْمَخْلُوقَيْنَ مِنَ الْقَلْبِ، وَحُبُّ الْخَلْوَةِ "

64 - وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §«اعْلَمُوا أَنَّ صِفَةَ الزَّاهِدِ مَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْمَفْقُودَ حَتَّى يَفْقِدَ الْمَوْجُودَ»

قَالَ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: «§الزَّاهِدُ مَنْ لَمْ يَرَ الدُّنْيَا وَأَهْلَهَا وَمَا فِيهَا، وَإِنَّمَا يَرَى اللَّهَ وَحْدَهُ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا مِنْ يَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

65 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْفَيْضِ ذُو النُّونِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: «§الزَّاهِدُ مَنْ إِذَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ»

66 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «§إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ فِي الْمَعْرِفَةِ مُدَّعِيًا، أَوْ تَكُونَ بِالزُّهْدِ مُحْتَرِفًا، أَوْ تَكُونَ بِالْعِبَادَةِ مُتَعَلِّقًا» قِيلَ لَهُ: فَسِّرْ لَنَا ذَلِكَ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ إِذَا أَشَرْتَ فِي الْمَعْرِفَةِ إِلَى نَفْسِكَ بِأَشْيَاءَ مُعَرًّى عنْ حَقَائِقِهَا كُنْتَ مُدَّعِيًا، وَإِذَا كُنْتَ فِي زُهْدِكَ مَوْصُوفًا بِحَالَةٍ فِيكَ دُونَ الْأَحْوَالِ كُنْتَ مُنَحَرِفًا - أَوْ قَالَ: مُحْتَرِفًا - وَإِذَا عَلَّقْتَ بِالْعِبَادَةِ قَلْبَكَ وَظَنَنْتَ أَنَّكَ تَنْجُو مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعِبَادَةِ لَا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُنْتَ بِالْعِبَادَةِ مُتَعَلِّقًا لَا بِوَلِيِّهَا وَالْمَنَّانِ بِهَا عَلَيْكَ "

67 - وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §«مَا رَجَعَ مَنْ رَجَعَ إِلَّا مِنَ الطَّرِيقِ وَلَوْ وَصَلُوا إِلَى اللَّهِ مَا رَجَعُوا، فَازْهَدْ يَا أَخِي فِي الدُّنْيَا تَرَ الْعَجَبَ»

قَالَ: وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: §«الزَّاهِدُ الَّذِي رَفَضَ الدُّنْيَا لِحُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

68 - قَالَ وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §«اعْلَمُوا أَنَّ الْمُحِبَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَعْظُمُ عِنْدَهُ الْإِيثَارُ لِلَّهِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ عِنْدَهُ أَعْظَمَ مِنَ اللَّهِ فَيَنْبَغِي لِلْمُحِبِّ لِلَّهِ أَنْ -[78]- يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ ذَلِكَ مِنْ رَفْضِ الدُّنْيَا لِأَنَّهُ مِنَ الْمُحَالِ أَنْ يَجْتَمِعَ فِي الْقَلْبِ حُبُّ اللَّهِ مَعَ حُبِّ الدُّنْيَا، فَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى مَا يَنَالُهُ مِنَ الدُّنْيَا وَلَا تَكُونُ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى غَيْرِ مَنْ أَحَبَّ»

69 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §مِنْ عَلَامَاتِ الْمُحِبِّ لِلَّهِ: تَرْكُ كُلِّ مَا شَغَلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَكُونَ الشُّغْلُ كُلُّهُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ "

70 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «§دَلَائِلُ أَهْلِ الْمَحَبَّةِ لِلَّهِ أَنْ لَا يَأْنَسَ بِسِوَى اللَّهِ، وَلَا يَسْتَوْحِشَ مَعَ اللَّهِ لِأَنَّ حُبَّ اللَّهِ إِذَا سَكَنَ فِي الْقَلْبِ آنَسَ بِاللَّهِ لِأَنَّ اللَّهَ أَجَلُّ فِي صُدُورِ الْعَالِمِينَ مِنْ أَنْ يُحِبُّوهُ لِغَيْرِهِ»

71 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §«مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ اسْتَقَلَّ كُلَّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ»

72 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ §يَقُولُ فِي صِفَةِ الْمُؤْمِنِ: " إِنَّ لِلَّهِ صَفْوَةً مِنْ عِبَادِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْفَيْضِ، فَمَا عَلَامَتُهُمْ؟ قَالَ: «إِذَا خَلَعَ الْعَبْدُ الرَّاحَةَ، وَأَعْطَى الْمَجْهُودَ فِي الطَّاعَةِ، وَأَحَبَّ سُقُوطَ الْمَنْزِلَةِ» فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْفَيْضِ، فَمَا عَلَامَةُ إِقْبَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعَبْدِ؟ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَهُ صَابِرًا، شَاكِرًا، ذَاكِرًا، فَذَلِكَ عَلَامَةُ إِقْبَالِ اللَّهِ عَلَيْهِ» فَقِيلَ لَهُ: فَمَا عَلَامَةُ إِعْرَاضِ اللَّهِ عَنِ الْعَبْدِ؟ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَهُ سَاهِيًا لَاهِيًا مُعْرِضًا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَذَاكَ حِينَ يُعْرِضُ اللَّهُ عَنْهُ» قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْفَيْضِ، فَمَا عَلَامَةُ الْأُنْسِ بِاللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَهُ يُوحِشُكَ عَنْ خَلْقِهِ فَإِنَّهُ يُؤْنِسُكَ مِنْ نَفْسِهِ، وَإِذَا رَأَيْتَهُ يُؤْنِسُكَ مِنْ خَلْقِهِ فَإِنَّهُ يُوحِشُكَ مِنْ نَفْسِهِ»

73 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ يُوسُفَ الشَّكْلِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ يَعْقُوبَ بْنِ الْفَرَجِيِّ يَقُولُ: " اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الزُّهْدِ فَقَالَ قَوْمٌ: §الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الْأَمَلِ وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَعِيسَى بْنِ يُونُسَ وَغَيْرِهِمْ "

وَقَالَ قَوْمٌ: §«الزُّهْدُ هُوَ الثِّقَةُ بِاللَّهِ مَعَ حُبِّ الْفَقْرِ» وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَشَقِيقٍ وَيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ "

وَقَالَ قَوْمٌ: §«الزُّهْدُ تَرْكُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ» وَهُوَ قَوْلُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، وَقَالَ قَوْمٌ: «هُوَ تَرْكُ مَا فِيهِ بُدٌّ مِنْ فَضُولِ الدُّنْيَا»

وَقَالَ قَوْمٌ: §«تَرْكُ جَمِيعِ مَا يَشْغَلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» وَهُوَ قَوْلُ الدَّارَانِيِّ

وَقَالَ قَوْمٌ: §«حَسْمُ عَلَائِقِ النَّفْسِ»

وَقَالَ قَوْمٌ: " §الزُّهْدُ: الْقِيَامُ بِدَلَائِلِ الْعِلْمِ وَشَوَاهِدِ الْيَقِينِ "

وَقَالَ قَوْمٌ: " §هُوَ عُزُوفُ النَّفْسِ عَنِ الدُّنْيَا بِلَا تَكَلُّفٍ كَمَا قَالَ حَارِثَةُ

وَقَالَ قَوْمٌ: " §الزُّهْدُ: هُوَ الشُّكْرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلَاءِ " وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عُيَيْنَةَ

وَقَالَ قَوْمٌ: «§مَنْ لَا يَغْلِبُ الْحَلَالُ شُكْرَهُ، وَالْحَرَامُ صَبْرَهُ» وَهُوَ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ

74 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّهُ حَدَّثَ زَيْدَ بْنَ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ ذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ الزُّهْدُ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اللِّبَاسُ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْمَطْعَمُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَذَا، فَقَالَ الْحَسَنُ: " §لَسْتُمْ فِي شَيْءٍ -[80]-، الزَّاهِدُ الَّذِي إِذَا رَأَى أَحَدًا قَالَ: هَذَا أَفْضَلُ مِنِّي "

75 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ: مَا صِفَةُ الزَّاهِدِ؟ قَالَ §الزَّاهِدُ: قُوتُهُ مَا وَجَدَ، وَمَسْكَنُهُ حَيْثُ أَدْرَكَ، وَلِبَاسُهُ مَا سَتَرَ عَوْرَتَهُ، وَالدُّنْيَا سِجْنُهُ، وَالْفَقْرُ ضَجِيعُهُ، وَالْخَلْوَةُ مَجْلِسُهُ، الشَّيْطَانُ عَدُوُّهُ، وَالْقُرْآنُ أُنْسُهُ، وَاللَّهُ هَمُّهُ، وَالذِّكْرُ رَفِيقُهُ، وَالزُّهْدُ قَرِينُهُ، وَالْحِكْمَةُ سِلَاحُهُ، وَالصَّمْتُ كَلَامُهُ، وَالَاعْتِبَارُ فِكْرَتُهُ، وَالْعِلْمُ قَائِدُهُ، وَالصَّبْرُ وِسَادَتُهُ، وَالتَّوْبَةُ فِرَاشُهُ، وَالْيَقِينُ صَاحِبُهُ، وَالنَّصِيحَةُ نَهْمَتُهُ، وَالصِّدِّيقُونَ إِخْوَانُهُ، وَالْعَقْلُ دَلِيلُهُ، وَالتَّوَكُّلُ كَسْبُهُ، وَالْعَمَلُ شُغْلُهُ، وَالْعِبَادَةُ حِرْفَتُهُ، وَالتَّقْوَى زَادُهُ، وَالبِّرُّ مَطِيَّتُهُ، وَالْمَعْرِفَةُ وَزِيرُهُ، وَالتَّوْفِيقُ مُسْتَعْمَلُهُ، وَالْحَيَاةُ سَفَرُهُ، وَالْأَيَّامُ مَرَاحِلُهُ، وَالْجَنَّةُ مَنْزِلُهُ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُعْتَمَدُهُ "

76 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْخَبَّازَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُولُ: «§زُهْدُ الْأَغْنِيَاءِ فِي الْقَنَاعَةِ، وَزُهْدُ الْفُقَرَاءِ فِي أَنْ لَا يُرِيدُوا خِلَافَ حَالَتِهِمْ»

77 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَفَّانَ، أَخْبَرَنِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: «يَا بِشْرُ §الرِّضَاءُ الْأَكْبَرُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا» قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ هَذَا يَا أَبَا عَلِيٍّ؟ قَالَ: «يَكُونُ الْعَطَاءُ فِي قَلْبِكَ وَالْمَنْعُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ»

78 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: سَأَلْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ مَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: «§الْقُنُوعُ هُوَ الزُّهْدُ، هُوَ الْغِنَى»

79 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ -[81]- مُحَمَّدٍ الْحَبِيبِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: «إِنَّ §قَوْمًا طَلَبُوا الْغِنَى فَحَسِبُوا أَنَّهُ فِي جَمْعِ الْمَالِ أَلَا وَإِنَّمَا الْغِنَى فِي الْقَنَاعَةِ، وَطَلَبُوا الرَّاحَةَ فِي الْكَثْرَةِ وَإِنَّمَا الرَّاحَةُ فِي الْقِلَّةِ، وَطَلَبُوا الْكَرَامَةَ مِنَ الْخَلْقِ أَلَا وَهِيَ فِي التَّقْوَى، وَطَلَبُوا النِّعْمَةَ فِي اللِّبَاسِ الرَّقِيقِ وَاللَّيِّنِ وَفِي طَعَامٍ طَيِّبٍ، وَالنِّعْمَةُ فِي الْإِسْلَامِ السِّتْرُ وَالْعَافِيَةُ»

80 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْمَنْصُورِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الصُّوفِيُّ قَالَ: §خَرَجْتُ أَنَا وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، وَأَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ السِّنْجَاوِيُّ نُرِيدُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَمَرَرْنَا بِنَهْرٍ يُقَالُ لَهُ نَهْرُ الْأُرْدُنِّ فَقَعَدْنَا نَسْتَرِيحُ، وَكَانَ مَعَ أَبِي يُوسُفَ كُسَيْرَاتٍ يَابِسَاتٍ، فَأَلْقَاهُنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا فَأَكَلْنَا وَحَمِدْنَا اللَّهَ، فَقُمْتُ أَسْعَى أَتَنَاوَلُ مَاءً لِإِبْرَاهِيمَ، فَبَادَرَ إِبْرَاهِيمُ فَدَخَلَ النَّهْرَ حَتَّى بَلَغَ الْمَاءُ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ بِكَفَّيْهِ فِي الْمَاءِ فَمَلَأَهُمَا ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَشَرِبَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ مِنَ النَّهْرِ فَمَدَّ رِجْلَيْهِ، قَالَ: يَا أَبَا يُوسُفَ لَوْ عَلِمَ الْمُلُوكُ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ وَالسُّرُورِ لَجَالَدُونَا بِالسُّيُوفِ أَيَّامَ الْحَيَاةِ عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ لَذِيذِ الْعَيْشِ وَقِلَّةِ التَّعَبِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، طَلَبَ الْقَوْمُ الرَّاحَةَ وَالنَّعِيمَ فَأَخْطَئُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ " فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا الْكَلَامُ

81 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: أَمْسَيْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَلَيْسَ مَعَنَا شَيْءٌ نُفْطِرُ عَلَيْهِ وَلَا لَنَا حِيلَةٌ، فَرَآنِي مُغْتَمًّا حَزِينًا فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، مَاذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنَ النَّعِيمِ وَالرَّاحَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ " §لَا يَسْأَلُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ زَكَاةٍ، وَلَا حَجٍّ، وَلَا عَنْ صَدَقَةٍ، وَلَا عَنْ صِلَةِ رَحِمٍ، وَلَا عَنْ مُوَاسَاةٍ، وَإِنَّمَا يَسْأَلُ وَيُحَاسِبُ عَلَى هَذَا هَؤُلَاءِ الْمَسَاكِينَ أَغْنِيَاءَ فِي الدُّنْيَا، فُقَرَاءَ فِي الْآخِرَةِ، أَعِزَّةً فِي الدُّنْيَا، أَذِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ -[82]-، لَا تَغْتَمَّ، وَلَا تَحْزَنْ فَرِزْقُ اللَّهِ مَضْمُونٌ سَيَأْتِيكَ، نَحْنُ وَاللَّهِ الْمُلُوكَ الْأَغْنِيَاءَ نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ تَعَجَّلْنَا الرَّاحَةَ فِي الدُّنْيَا لَا نُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا إِذَا أَطْعَنَا اللَّهَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى صَلَاتِهِ وَقُمْتُ إِلَى صَلَاتِي فَمَا لَبِثْنَا إِلَّا سَاعَةً فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ قَدْ جَاءَ بِثَمَانِيَةِ أَرْغِفَةٍ وَتَمْرٍ كَثِيرٍ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا وَقَالَ: كُلُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ قَالَ: فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: كُلْ يَا مَغْمُومُ "، فَدَخَلَ سَائِلٌ فَقَالَ: أَطْعِمُونَا شَيْئًا، فَأَخَذَ ثَلَاثَةَ أَرْغِفَةٍ مَعَ تَمْرٍ فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ وَأَعْطَانِي ثَلَاثَةً وَأَكَلَ رَغِيفَيْنِ وَقَالَ: الْمُوَاسَاةُ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ

82 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُنَبِّهِ، سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: §«مَسَاكِينُ أَهْلِ الدُّنْيَا هُمْ وَاللَّهِ مَوْضِعُ رَحْمَةٍ»

83 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ يَقُولُ: §«مَنْ طَلَبَ الرَّاحَةَ بِالرَّاحَةِ عُدِمَ الرَّاحَةَ»

84 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصِ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: ذَكَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبْرِشُ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «§سُلِبَ الْغِنَى مَنْ حُرِمَ الرِّضَا، مَنْ لَمْ يُقْنِعْهُ الْيَسِيرُ افْتَقَرَ فِي طَلَبِ الْكَثِيرِ»

85 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الصُّوفِيُّ، بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَطَاءٍ الرُّوذْبَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُقَاتِلٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ صَاحِبَ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: §«لَوْ لَمْ يَكُنْ لِصَاحِبِ الْقُنُوعِ إِلَّا التَّمَتُّعَ بِالْعِزِّ لَكَفَاهُ»

86 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ، حَدَّثَنَا -[83]- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا شُعْبَةُ فَحَدَّثَنَا، عَنْ حُسَاْمِ بْنِ مِصَكٍّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: §«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَجْعَلُ السَّكِينَةَ عَلَى الشَّاكِرِ مِنَ النَّاسِ» قَالَ أَبُو النَّضْرِ: ثُمْ قَدِمَ عَلَيْنَا هِشَامٌ فَحَدَّثَنَا بِهِ

87 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِيرِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ دَلُّوَيْهِ الْوَاعِظَ يَقُولُ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ: «§يَا خُرَاسَانِيُّ، مَا الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ دِيَارِكَ؟» قُلْتُ: حُبُّ الشَّرَفِ، فَقَالَ لِي: «صَدَقْتَ، الْزَمِ الْقَنَاعَةَ تَشْرُفْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَلَيْسَ الشَّرَفُ فِي الْإِكْثَارِ»

88 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَحْمُودٍ الْأَصْبَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْعَطَّارُ أَبُو الْفَضْلِ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: «§مَنْ عُدِمَ الْقَنَاعَةَ، لَمْ يَزِدْهُ الْمَالُ غِنًى»

89 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو الصَّهْبَاءِ صِلَةُ بْنُ الْأَشْيَمِ: «§طَلَبْتُ الرِّزْقَ مِنْ مَظَانِّهِ فَأَعْيَانِي إِلَّا رِزْقَ يَوْمٍ بِيَوْمٍ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خَيْرٌ لِي» وَإِنَّ امْرَءًا جُعِلَ رِزْقُهُ يَوْمًا بِيَوْمٍ فَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ خَيْرٌ لَهُ لَعَاجِزُ الرَّأْيِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْأَصْمَعِيُّ: فَزَادَنِي جَلَيْسٌ لِابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الصَّهْبَاءِ: فَقُلْتُ لِنَفْسِي: ارْبَعِي فَرَبَعَتْ وَلَمْ تَكَدْ "

90 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ قَالَ: «§طَلَبْتُ الدُّنْيَا مِنْ مَظَانِّ حَلَالِهَا، فَجَعَلْتُ لَا أُصِيبُ مِنْهَا إِلَّا قُوتًا» أَمَّا أَنَا فَلَا أَعِيلُ فِيهَا، وَأَمَّا هِيَ فَلَا تُجَاوِزُنِي فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: أَيْ نَفْسُ جُعِلَ رِزْقُكِ كَفَافًا فَارْبَعِي قَالَ: «فَرَبِعَتْ وَلَمْ تَكَدْ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ مَظَانُّ حَلَالِهَا، يَعْنِي مَوَاضِعَ الْحَلَالِ، وَقَوْلُهُ فَلَا أَعِيلُ فِيهَا يَقُولُ: لَا أَفْتَقِرُ، وَقَوْلُهُ فَارْبَعِي يَقُولُ: اقْتَصِرِي عَلَى هَذَا وَارْضَيْ بِهِ

91 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، إِمْلَاءً، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْبُخَارِيُّ بِبُخَارَا، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكَشِّيُّ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنِ الرَّبِيعِ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «§يَا بُنَيَّ زَاحِمِ الْعُلَمَاءَ بِرُكْبَتَيْكَ، وَلَا تُجَادِلْهُمْ فَيَمْقُتُوكَ، وَخُذْ مِنَ الدُّنْيَا بَلَاغًا، وَلَا تَدْخُلْ فِيهَا دُخُولًا يَضُرُّ بِآخِرَتِكَ، وَلَا تَرْفُضْهَا فَتَصِيرُ عِيَالًا عَلَى النَّاسِ، وَصُمْ صَوْمًا يَقْطَعُ شَهْوَتَكَ، وَلَا تَصُمْ صَوْمًا يَمْنَعُكَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الصِّيَامِ»

92 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ يَقُولُ: «§مَنْ بَاعَ الْحِرْصَ بِالْقَنَاعَةِ، ظَفِرَ بِالْعِزِّ، وَالْمُرَوءَةِ»

93 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْبُوشَنْجِيَّ يَقُولُ §وَسُئِلَ عَنِ الْقَنَاعَةِ؟ فَقَالَ: «الْمَعْرِفَةُ بِالْقِسْمَةِ»

94 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " §مَنْ وُفِّقَ بِالْمَقَادِيرِ لَمْ يَغْتَمَّ، وَقَالَ: مَنْ عَرَفَ اللَّهَ رَضِيَ بِاللَّهِ وَسُتِرَ بِمَا قَضَى اللَّهُ "

95 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: أَمُرُّ الْيَوْمَ أَعْمَلُ فِي الطِّينِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ بَشَّارٍ §إِنَّكَ طَالِبٌ وَمَطْلُوبٌ، يَطْلُبُكَ مَنْ لَا تَفُوتُهُ وَتَطْلُبُ مَا قَدْ كُفِيتَهُ كَأَنَّكَ بِمَا غَابَ قَدْ كُشِفَ لَكَ وَمَا أَنْتَ فِيهِ قَدْ نُقِلْتَ عَنْهُ، يَا ابْنَ بَشَّارٍ كَأَنَّكَ لَمْ تَرَ حَرِيصًا مَحْرُومًا، وَلَا ذَا فَاقَةٍ مَرْزُوقًا "، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا لَكَ حِيلَةٌ؟ قُلْتُ: «لِي عِنْدَ الْبَقَّالِ دَانِقٌ» فَقَالَ: عَزَّ عَلَيَّ بِكَ، تَمْلِكُ دَانِقًا وَتَطْلُبُ الْعَمَلَ

96 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: «§قِلَّةُ الْحِرْصِ وَالطَّمَعِ يُورِثُ الصِّدْقَ وَالْوَرَعَ، وَكَثْرَةُ الْحِرْصِ وَالطَّمَعِ يُكْثِرُ الْغَمَّ وَالْجَزَعَ»

97 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشُّعَيْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ نَصْرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الصُّوفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ الْفَقِيهَ، بِالرَّقَّةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيَّ، §وَسُئِلَ عَنِ الْقَلْبِ مَا يُفْسِدُهُ؟ قَالَ: «الطَّمَعُ» قِيلَ: مَا يُصْلِحُهُ؟ قَالَ: «الْوَرَعُ»

98 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ -[86]- يَقُولُ: سَمِعْتُ بُنَانًا الْحَمَّالَ يَقُولُ: «§الْحُرُّ عَبْدٌ مَا طَمِعَ، وَالْعَبْدُ حُرُّ مَا قَنِعَ»

99 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: §«مَنْ عُدِمَ الْقَنَاعَةَ لَا يُغْنِيهِ شَيْءٌ بِحَالٍ»

100 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَقِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ النَّضْرُ بْنُ سَلَمَةَ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شَبِيبٍ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ سَعْدَ الْخَيْرِ، كَانَ يَقُولُ لِابْنِهِ: «§أَظْهِرِ الْيَأْسَ فَإِنَّهُ غِنًى، وَإِيَّاكَ وَطَلَبَ مَا عِنْدَ النَّاسِ فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِرٌ، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ وَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ عَسَى أَنْ لَا تُصَلِّيَ صَلَاةً غَيْرَهَا وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ الْيَوْمَ خَيْرًا مِنْكَ أَمْسِ، وَغَدًا خَيْرًا مِنْكَ الْيَوْمَ فَافْعَلْ»

101 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ فِي كِتَابِ الْفُتُوَّةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: " §أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ -[87]- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي وَأَوْجِزْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ بِالْإِيَاسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَإِيَّاكَ وَالطَّمَعَ فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِرٌ، وَإِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ» ، كَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ

102 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ قَالَ: «§إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمَنَّ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَأَجْمِعِ الْيَأْسَ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسَ» ، وَقَدْ قِيلَ عَنِ ابْنِ خَيْثَمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ وَقِيلَ عَنْهُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنْ -[88]- أَبِي أَيُّوبَ

103 - حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ النَّصْرَآبَاذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§مَنِ اسْتَغْنَى بِاللَّهِ اكْتَفَى، وَمَنِ انْقَطَعَ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ يَعْمَى، وَمَنْ كَانَ مِنْ قَلِيلِ الدُّنْيَا لَا يَشْبَعُ، لَمْ يَنْفَعْهُ كَثِيرُ مَا يَجْمَعُ، فَاكْتَفِ مِنْهُ بِالْكَفَافِ، وَأَلْزِمْ نَفْسَكَ بِالْعَفَافِ، وَدَعِ الْغُلُولَ فَإِنَّ حِسَابَهَا غَدًا يَطُولُ»

104 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْقَنَاعَةُ كَنْزٌ لَا يَفْنَى» ، هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ

105 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ، أَنْبَأَنَا الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي شُمَيْلَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا -[89]- فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»

106 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلِيمِ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ: [البحر البسيط] §لَا تَضْرَعَنَّ لِمَخْلُوقٍ عَلَى طَمَعٍ ... فَإِنَّ ذَاكَ مُضِرٌّ مِنْكَ بِالدِّينِ وَاسْتَرْزِقِ اللَّهَ مِمَّا فِي خَزَائِنِهِ ... فَإِنَّمَا هِيَ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ أَلَا تَرَى كُلَّ مَنْ تَرْجُو وَتَأْمُلُهُ ... مِنَ الْبَرِيَّةِ مِسْكِينُ بْنُ مِسْكِينِ

107 - أَنْشَدَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْقَرَّابُ الْهَرَوِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ: [البحر الطويل] §إِذَا مَا كَسَاكَ الدَّهْرُ ثَوْبًا لِصِحَّةٍ ... وَلَمْ تَخْلُ مِنْ قُوتٍ يَحِلُّ وَيَعْذُبُ -[90]- فَلَا تَغْبِطَنَّ الْمُتْرَفِينَ فَإِنَّهُ ... عَلَى حَسْبِ مَا يُعْطِيهِمُ الدَّهْرُ يَسْلُبُ

108 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ كَامِلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُرَّةَ الذَّرَّاعُ قَالَ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: [البحر الرجز] §حَسْبُكَ مِنْ دَهْرِكَ هَذَا الْقُوتُ ... مَا أَكْثَرَ الْقُوتَ لِمَنْ يَمُوتُ

109 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي مَنْصُورٌ الْفَقِيهُ لِنَفْسِهِ: [البحر الهزج] §إِذَا مَا الْقُوتُ تَأَتَّى لَـ ... ـكَ وَالصَّحَّةُ وَالْأَمْنُ فَأَصْبَحْتَ أَخَا حُزْنٍ ... فَلَا فَارَقَكَ الْحُزْنُ

110 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ الْوَزِيرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْمَسْعُودِيُّ لِبَعْضِهِمْ: §نَفْسُكَ ثَوْبُ الْغِنَى فَصُنْهَا ... مَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ يُهِنْهَا إِنْ عَرَضْتَ حَاجَةً فَدَعْهَا ... يَأْتِيكَ مِنْهَا غَنَاؤُكَ عَنْهَا

111 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ الدَّاوُدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى قَاضِيَ الْحِيرَةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهَ، بِمِصْرَ يَقُولُ: «هَذَا زَمَانُ الْعُزْلَةِ» وَقَدْ قُلْتُ فِي ذَلِكَ [البحر الكامل] §الْخَيْرُ أَجْمَعُ فِي السُّكُوتِ ... وَفِي مُلَازَمَةِ الْبُيُوتِ -[91]- فَإِذَا تَأَتَّى ذَا وَذَلِكَ ... فَاقْتَنِعْ بِأَقَلِّ قُوتِ

112 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُوَفَّقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ الْقَضَاءَ كَتَبَ إِلَيْهِ أَخُوهُ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَكْثَمَ مِنْ مَرْوَ وَكَانَ مِنَ الزُّهَّادِ: §وَلُقْمَةٍ بِجَرِيشِ الْمِلْحِ تَأْكُلُهُ ... أَلَذُّ مِنْ تَمْرَةٍ تُحْشَى بِزَنْبُورِ وَأَكْلَةٍ قَرَّبَتْ لِلْهُلْكِ صَاحِبَهُ ... كَحَبَةِ الْفَخِّ دَقَّتْ عُنْقَ عُصْفُورِ

113 - سَمِعْتَ أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتَ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَحْيَدَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتَ أَبَا بَكْرٍ الْوَرَّاقَ يَقُولُ: " §لَوْ قِيلَ لِلطَّمَعَ مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: الشَّكُ فِي الْمَقْدُورِ، قِيلَ مَا حِرْفَتُكَ؟ قَالَ اكْتِسَابُ الذُّلِ " وَلَوْ قِيلَ مَا غَايَتُكَ؟ قَالَ: «الْحِرْمَانُ»

114 - أَنْشَدَنَا الشَّيْخُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ لِغَيْرِهِ §الْحِرْصُ لُؤْمٌ وَمِثْلُهُ الطَّمَعُ ... مَا اجْتَمَعَ الْحِرْصُ قَطُّ وَالْوَرَعُ مَنْ أَلِفَ الْحِرْصَ لَمْ يَزَلْ جَشِعًا ... وَجَشَعُ الدَّهْرِ مَا لَهُ شِبَعُ

115 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ النَّجْمِ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْبُحْتُرِيُّ لِنَفْسِهِ: [البحر الخفيف] §وَأَرَى هِمَّتِي تُكَلِّفُنِي حَمْـ ... ـلَ أَمْرٍ خَفِيفُهُ لَثَقِيلُ وَلَوَ انِّي رَضِيتُ مَقْسُومَ حَظِّي ... لَكَفَانِي مِنَ الْكَثِيرِ قَلِيلُ

116 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُظَفَّرٌ الْقِرْمِيسِنِيُّ: [البحر الوافر] §أَفَادَتْنِي الْقَنَاعَةُ كُلَّ عِزٍّ ... وَهَلْ عِزٌّ أَعَزُّ مِنَ الْقَنَاعَهْ فَصَيِّرْهَا لِنَفْسِكَ رَأْسَ مَالٍ ... وَصَيِّرْ بَعْدَهَا التَّقْوَى بِضَاعَهْ

فصل في العزلة والخمول قال ابن قدامة ملخصا لكلام ابن الجوزي، وأصله للإمام الغزالي: اختلف العلماء في العزلة والمخالطة: أيتهما أفضل؟ مع أن كل واحدة منهما لا تنفك عن فوائد وغوائل، وأكثر الزهاد اختاروا العزلة، وممن ذهب إلى اختيار العزلة: سفيان الثوري

§فَصْلٌ فِي الْعُزْلَةِ وَالْخُمُولِ قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ مُلَخِّصًا لِكَلَامِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ، وَأَصْلُهُ لِلْإِمَامِ الْغَزَالِيِّ: اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْعُزْلَةِ وَالْمُخَالَطَةِ: أَيَّتُهُمَا أَفْضَلُ؟ مَعَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا لَا تَنْفَكُّ عَنْ فَوَائِدَ وَغَوَائِلَ، وَأَكْثَرُ الزُّهَّادِ اخْتَارُوا الْعُزْلَةَ، وَمِمَّنْ ذَهَبَ إِلَى اخْتِيَارِ الْعُزْلَةِ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ وَالْفُضَيْلُ وَبِشْرٌ الْحَافِي فِي آخَرِينَ. وَمِمَّنْ ذَهَبَ إِلَى اسْتِحْبَابِ الْمُخَالَطَةِ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَشُرَيْحٌ وَالشَّعْبِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ فِي آخَرِينَ، وَلِكُلِّ طَائِفَةٍ فِيمَا ذَهَبَتْ إِلَيْهِ حُجَجٌ. فَوَائِدُ الْعُزْلَةِ وَغَوَائِلُهَا وَكَشْفُ الْحَقِّ فِي فَضْلِهَا وَاعْلَمْ أَنَّ اخْتِلَافَ النَّاسِ فِي هَذَا أَيْضًا كَاخْتِلَافِهِمْ فِي فَضِيلَةِ النِّكَاحِ وَالْعُزُوبَةِ، وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَالْأَشْخَاصِ فَكَذَلِكَ نَقُولُ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ، فَلْنَذْكُرْ أَوَّلًا فَوَائِدَ الْعُزْلَةِ وَهِيَ سِتٌّ: الْأُولَى: الْفَرَاغُ لِلْعِبَادَةِ وَالِاسْتِئْنَاسِ بِمُنَاجَاةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَإِنَّ ذَلِكَ يَسْتَدْعِِي فَرَاغًا وَلَا فَرَاغَ مَعَ الْمُخَالَطَةِ، فَالْعُزْلَةُ وَسِيلَةٌ إِلَى ذَلِكَ خُصُوصًا فِي الْبَدَاءَةِ. وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ تَيَسَّرَ لَهُ بِدَوَامِ الذِّكْرِ الْأُنْسُ بِاللَّهِ، أَوْ بِدَوَامِ الْفِكْرِ تَحْقِيقُ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، فَالتَّجَرُّدُ لِذَلِكَ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْمُخَالَطَةِ. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: التَّخَلُّصُ بِالْعُزْلَةِ عَنِ الْمَعَاصِي الَّتِي يَتَعَرَّضُ لَهَا الْإِنْسَانُ غَالِبًا بِالْمُخَالَطَةِ، وَهِيَ أَرْبَعَةٌ: أَحَدُهَا: فَإِنَّ عَادَةَ النَّاسِ التَّمَضْمُضُ بِالْأَعْرَاضِ، وَالتَّفَكُّهُ بِهَا. الثَّانِيَةُ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِنَّ مَنْ خَالَطَ النَّاسَ لَمْ يَخْلُ عَنْ مُشَاهَدَةِ الْمُنْكَرَاتِ، فَإِنْ سَكَتَ عَصَى اللَّهَ، وَإِنْ أَنْكَرَ تَعَرَّضَ لِأَنْوَاعٍ مِنَ الضَّرَرِ وَفِي الْعُزْلَةِ سَلَامَةٌ مِنْ هَذَا. الثَّالِثَةُ: الرِّيَاءُ، وَهُوَ الدَّاءُ الْعُضَالُ الَّذِي يَعْسُرُ الِاحْتِرَازُ مِنْهُ، وَأَوَّلُ مَا فِي مُخَالَطَةِ النَّاسِ إِظْهَارُ التَّشَوِّقِ إِلَيْهِمْ، وَلَا يَخْلُو ذَلِكَ عَنِ الْكَذِبِ، إِمَّا فِي الْأَصْلِ وَإِمَّا فِي الزِّيَادَةِ، وَفِي الْعُزْلَةِ الْخَلَاصُ عَنْ هَذَا. الرَّابِعَةُ: مُسَارَقَةُ الطَّمَعِ مِنْ أَخْلَاقِهِمُ الرَّدِيئَةِ، وَهُوَ دَاءٌ دَفِينٌ قَلَّمَا يَتَنَبَّهُ لَهُ الْعُقَلَاءُ فَضْلًا عَنِ الْغَافِلِينَ. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: الْخَلَاصُ مِنَ الْفِتَنِ وَالْخُصُومَاتِ وَصِيَانَةُ الدِّينِ عَنِ الْخَوْضِ فِيهَا؛ فَإِنَّهُ قَلَّمَا تَخْلُو الْبِلَادُ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ وَالْخُصُومَاتِ، وَالْمُعْتَزِلُ عَنْهُمْ سَلِيمٌ. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: الْخَلَاصُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ؛ فَإِنَّهُمْ يُؤْذُونَكَ مَرَّةً بِالْغِيبَةِ وَمَرَّةً بِالنَّمِيمَةِ وَمَرَّةً بِسُوءِ الظَّنِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الشَّرِّ الَّتِي يَلْقَاهَا الْإِنْسَانُ مِنْ مَعَارِفِهِ، وَفِي الْعُزْلَةِ خَلَاصٌ عَنْ ذَلِكَ. الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ: أَنْ يَنْقَطِعَ طَمَعُ النَّاسِ عَنْكَ وَطَمَعُكَ عَنْهُمْ، أَمَّا طَمَعُهُمْ: فَإِنَّ رِضَاهُمْ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ، فَالْمُنْقَطِعُ عَنْهُمْ قَاطِعٌ لِطَمَعِهِمْ فِي حُضُورِ وَلَائِهِمْ وَإِمْلَاكَاتِهِمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَأَمَّا انْقِطَاعُ طَمَعِكَ: فَإِنَّ مَنْ نَظَرَ إِلَى زَهْرَةِ الدُّنْيَا تَحَرَّكَ حِرْصُهُ وَانْبَعَثَ بِقُوَّةِ الْحِرْصِ طَمَعُهُ، وَلَا يَرَى إِلَّا الْخَيْبَةَ فِي أَكْثَرِ الْمَطَامِعِ فَيَتَأَذَّى. الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: الْخَلَاصُ مِنْ مُشَاهَدَةِ الثُّفَلَاءِ وَالْحَمْقَى وَمُقَاسَاةِ أَخْلَاقِهِمْ، وَإِذَا تَأَذَّى الْإِنْسَانُ بِالثُّّفَلَاءِ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يَغْتَابَهُمْ، فَإِنْ آذُوهُ بِالْقَدْحِ فِيهِ كَافَأَهُمْ فَأَنْجَزَ الْأَمْرَ إِلَى فَسَادِ الدِّينِ، وَفِي الْعُزْلَةِ سَلَامَةٌ مِنْ ذَلِكَ. فَصْلٌ فِي آدَابِ الْعُزْلَةِ اعْلَمْ أَنَّ مِنَ الْمَقَاصِدِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ مَا يُسْتَفَادُ مِنَ الِاسْتِعَانَةِ بِالْغَيْرِ وَلَا يَحْصُلُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْمُخَالَطَةِ. وَفِي فَوَائِدِ الْمُخَالَطَةِ التَّعَلُّمُ وَالتَّعْلِيمُ، وَالنَّفْعُ وَالِانْتِفَاعُ وَالتَّأْدِيبُ وَالتَّأَدُّبُ، وَالِاسْتِينَاسُ وَالْإِينَاسُ وَنَيْلُ الثَّوَابِ فِي الْقِيَامِ بِالْحَقِّ وَاعْتِيَادِ التَّوَاضُعِ وَاسْتِفَادَةِ التَّجَارِبِ مِنْ مُشَاهَدَةِ هَذِهِ الْأَحْوَالِ وَالِاعْتِبَارِ لَهَا، فَهَذِهِ فَوَائِدُ الْخُلْطَةِ، فَإِذَا عَرَفْتَ فَوَائِدَ الْعُزْلَةِ وَغَوَائِلَهَا تَحَقَّقْتَ أَنَّ الْحُكْمَ عَلَيْهَا مُطْلَقًا بِالتَّفْضِيلِ نَفْيًا وَإِثْبَاتًا خَطَأٌ، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يُنْظَرَ إِلَى الشَّخْصِ وَحَالِهِ، وَإِلَى الْخَلِيطِ وَحَالِهِ، وَإِلَى الْبَاعِثِ عَلَى مُخَالَطَتِهِ وَإِلَى الْفَائِتِ بِسَبَبِ مُخَالَطَتِهِ مِنَ الْفَوَائِدِ، وَيُقَاسُ الْفَائِتُ بِالْحَاصِلِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَتَبَيَّنُ الْحَقُّ وَيَتَّضِحُ الْأَفْضَلُ. مِنْ آدَابِ الْعُزْلَةِ يَنْبَغِي لِلْمُعْتَزِلِ أَنْ يَنْوِيَ بِعُزْلَتِهِ كَفَّ شَرِّهِ عَنِ النَّاسِ، ثُمَّ طَلَبَ السَّلَامَةِ مِنْ شَرِّ الْأَشْرَارِ، ثُمَّ الْخَلَاصَ مِنْ آفَةِ الْقُصُورِ عَنِ الْقِيَامِ بِحَقِّ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ تَجْرِيدَ الْهِمَّةِ لِعِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَبَدًا، فَهَذِهِ آدَابٌ بَيِّنَةٌ. الْخُمُولُ اعْلَمْ أَنَّ أَصْلَ الْجَاهِ هُوَ حُبُّ انْتِشَارِ الصِّيتِ وَالِاشْتِهَارِ، وَذَلِكَ خَطَرٌ عَظِيمٌ، وَالسَّلَامَةُ فِي الْخُمُولِ، وَأَهْلُ الْعِلْمِ لَمْ يَقْصُدُوا الشُّهْرَةَ وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لَهَا، وَلَا لِأَسْبَابِهَا، فَإِنْ وَقَعَتْ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى فَرُّوا عَنْهَا وَكَانُوا يُؤْثِرُونَ الْخُمُولَ، الْمَذْمُومُ طَلَبُ الْإِنْسَانِ الشُّهْرَةَ، وَأَمَّا وُجُودُهَا مِنْ جِهَةِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ غَيْرِ طَلَبِ الْإِنْسَانِ فَلَيْسَ بِمَذْمُومٍ، غَيْرَ أَنَّ فِي وُجُودِهَا فِتْنَةً عَلَى الضُّعَفَاءِ، فَإِنَّ مَثَلَ الضَّعِيفِ كَالْغَرِيقِ الْقَلِيلِ الصَّنْعَةِ فِي السِّبَاحَةِ، إِذَا تَعَلَّقَ بِهِ أَحَدٌ غَرِقَ وَغَرَّقَهُ، فَأَمَّا السَّابِحُ النِّحْرِيرُ فَإِنَّ تَعَلُّقَ الْغَرْقَى بِهِ سَبَبٌ لِنَجَاتِهِمْ وَخَلَاصِهِمْ.

117 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنَ يَزِيدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهُ مَنْ جَاهَدَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ؟ قَالَ: «ثُمَّ مَنْ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «مُؤْمِنٌ يَعْتَزِلُ فِي شِعْبٍ يَتَّقِي رَبَّهُ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ» -[93]-، مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ

118 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ النَّصْرَآبَاذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §إِنَّ فِي الْعُزْلَةِ رَاحَةً مِنْ أَخْلَاقِ السُّوءِ، أَوْ قَالَ: مِنْ أَخْلَاطِ السُّوءِ "

119 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ أَبِي الْهَاشِمِ الْعَلَوِيُّ، بِالْكُوفَةِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ عَدَسَةَ قَالَ: مَرَّ بِنَا ابْنُ مَسْعُودٍ فَأُهْدِيَ لَهُ طَيْرٌ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «§وَدِدْتُ أَنِّي أَصِيدُ هَذَا الطَّيْرَ، لَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَلَا أُكَلِّمُ أَحَدًا»

120 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الصَّيْدَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ -[94]- قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: §«خُذُوا بِنَصِيبِكُمْ مِنَ الْعُزْلَةِ»

121 - وَبِإِسْنَادِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: §«عَلَيْكَ بِالْعُزْلَةِ؛ فَإِنَّهَا عِبَادَةٌ»

122 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّصْرِ الْحَارِثِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَقُولُ: §«تَفَقَّهْ ثُمَّ اعْتَزِلْ»

123 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ: «§مُجَاوَرَةُ الشَّاةِ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ مُجَاوَرَةِ الْإِنْسِيِّ» قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِمَ؟ قَالَ: «إِنَّ الْإِنْسِيَّ يُؤْذِي، وَالشَّاةَ لَا تُؤْذِي»

124 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: «§إِنْ كَانَ فِي مُخَالَطَةِ النَّاسِ خَيْرٌ، فَإِنَّ فِي الْعُزْلَةِ سَلَامَةً»

125 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ -[95]- الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: «إِنْ §كَانَ فِي الْجَمَاعَةِ فَضِيلَةٌ فَإِنَّ السَّلَامَةَ فِي الْعُزْلَةِ»

126 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ خُنَيْسٍ قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: " كَانَ يُقَالَ: §الْحِكْمَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، مِنْهَا تِسْعَةُ أَجْزَاءٍ فِي الصَّمْتِ، وَالْعَاشِرَةُ عُزْلَةُ النَّاسِ، فَإِنِّي عَالَجْتُ نَفْسِي عَلَى الصَّمْتِ فَلَمْ أَجِدْنِي أَضْبِطُ كَمَا أُرِيدُ، فَرَأَيْتُ أَنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْعَشَرَةِ عَاشِرُهَا عُزْلَةُ النَّاسِ "

127 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَلَوِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو بَكْرٍ السَّالِمِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَمِّهِ مُحْرِزِ بْنِ هَارُونَ، عَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْحِكْمَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ: تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي الْعُزْلَةِ، وَوَاحِدٌ فِي الصَّمْتِ "، إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَمَتْنُهُ مَرْفُوعٌ مُنْكَرٌ

128 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْكَلَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «§نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ بَيْتُهُ، يَكُفُّ فَيهِ نَفْسَهُ، وَبَصَرَهُ، وَفَرْجَهُ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَجَالِسَ فِي السُّوقِ، فَإِنَّهَا تُلْغِي، وَتُلْهِي»

129 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: «§مَنْ خَالَطَ النَّاسَ لَا يَنْجُ مِنْ إِحْدَى اثْنَتَيْنِ، إِمَّا أَنْ يَخُوضَ مَعَهُمْ إِذَا خَاضُوا فِي الْبَاطِلِ، أَوْ يَسْكُتَ إِنْ رَأَى مُنْكَرًا، وَيَسْمَعَ مِنْ جَلِيسِهِ شَيْئًا فَيَأْثَمَ فِيهِ»

130 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: جَاءَ إِلَى أَبِي سِنَانٍ رَجُلَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: «§مَا لَكُمَا لَمْ تَفْتَرِقَا، فَإِنَّكُمَا إِذَا كُنْتُمَا جَمِيعًا تَحَدَّثْتُمَا وَإِذَا تَفَرَّقْتُمَا ذَكَرْتُمَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ»

131 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُنَيْسٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: «§رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا أَخْمَلَ ذِكْرَهُ، وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُرْتَهَنَ بِعَمَلِهِ»

132 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُقْرِئِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي الْبِرْتِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: " §ثَلَاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسِي وَلِأَصْحَابِي: فَذَكَرَ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ، وَالسُّنَّةَ، وَالثَّالِثَةَ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ وَلَهَى مِنَ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ "

133 - حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ النَّسَوِيُّ، سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يُكْثِرُ -[97]- الْجُلُوسَ فِي بَيْتِ، فَقِيلَ لَهُ: §أَلَا تَسْتَوْحِشُ، فَقَالَ: «كَيْفَ أَسْتَوْحِشُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ»

134 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ الْخُوَارَزْمِيَّ يَقُولُ: §«مَنِ اسْتَوْحَشَ مِنَ الْوَحْدَةِ وَهُوَ حَافِظٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ تِلْكَ وَحْشَةٌ لَا تَزُولُ أَبَدًا»

135 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: §«كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ أَذَلَّ مِنَ الْأَمَةِ، أَكْيَسُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ الَّذِي يَرُوغُ بِدِينِهِ رَوَغَانَ الثَّعْلَبِ»

136 - وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: §«كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ خَيْرُ أَهْلِهِ الَّذِي يَرَى الْحَقَّ فَيُجَانِبُهُ قَرِيبًا»

137 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: §«مَا بَكَيْتُ مِنْ زَمَانٍ إِلَّا بَكَيْتُ عَلَيْهِ»

138 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّ §أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي لَأَعْرَابِيٌّ فِي هَذِهِ الْبَرِّيَّةِ تَقِيٌّ غَنِيٌّ يُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، لَمْ يَدْخُلْ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ»

139 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ -[98]- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: §«مَا أَخْلَصَ الْعَبْدُ لِلَّهِ إِلَّا أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ فِي جُبٍّ لَا يُعْرَفُ»

140 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " §مِنْ صِفَةِ الْحَكِيمِ: حُبُّ خُمُولِ الذِّكْرِ، وَفِيهِ ذَهَابُ الْوَحْشَةِ وَسُقُوطُ الْأُنْسِ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَإِذَا أَنِسَ الْحَكِيمُ بِالْوَحْدَةِ فَقَدِ اعْتَقَدَ الْإِخْلَاصَ، حِينَئِذٍ تُحَرِّكُهُ الْحِكْمَةُ لِلْحَقِّ وَالصَّوَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ "

141 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §«إِذَا أَحَبَّ الْقَلْبُ الْخَلْوَةَ فَقَدْ أَوْصَلَهُ حُبُّ الْخَلْوَةِ إِلَى الْأُنْسِ بِاللَّهِ، وَمَنْ أَنِسَ بِاللَّهِ اسْتَوْحَشَ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ، فَلِلَّهِ دَرُّ قُلُوبٍ أَنِسَتْ بِجَلَالِ اللَّهِ، وَارْتَعَدَتْ فَرَقًا لِهَيْبَتِهِ»

142 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: §" رُبَّمَا ذَهَبْتُ مَعَ أَيُّوبَ فِي الْحَاجَةِ فَأُرِيدُ أَنْ أَمْشِيَ مَعَهُ فَلَا يَدَعُنِي وَيَخْرُجَ فَيَأْخُذَ هَهُنَا وَهَهُنَا لِئَلَّا يُفْطَنَ لَهُ، قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ لِي أَيُّوبُ: ذُكِرْتُ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أُذْكَرَ "

143 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَمْشَاذَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ الْأَسْفَاطِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: §«مَا رَأَيْنَا لِلْإِنْسَانِ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ فِي جُحْرٍ»

144 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ نُعَيْمٍ قَالَ -[99]-: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: «§إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ قَدْ ذُكِرَ فِي بَلْدَةٍ بِالْقِرَاءَةِ وَالنُّسُكِ، وَعَلَا فِيهَا بِالِاسْمِ، وَاضْطَرَبَ بِهِ الصَّوْتُ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا فَلَا تَرْجُو خَيْرَهُ»

145 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ الْأَقْرَعِ، فَذَكَرَ §قِصَّةَ قِتَالِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ وَإِخْبَارَهُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِمَنْ قُتِلَ مَعَهُ، وَقَوْلَ عُمَرَ: «ثُمَّ مَنْ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ لَمْ يُصَبْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَدٌ تَعْرِفُهُ، قَالَ: فَقَالَ: «لَا أُمَّ لَكَ وَمَا تَصْنَعُونَ بِمَعْرِفَةِ عُمَرَ؟ لَكِنْ يَعْرِفُهُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ مِنِّي مَعْرِفَةً، مَنْ سَاقَ إِلَيْهِمُ الشَّهَادَةَ وَأَكْرَمَهُمْ بِهَا»

146 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْرَوَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَرِيًّا السَّقَطِيَّ يَقُولُ: §«اجْتَهِدْ فِي الْخُمُولِ فَإِنَّ أَحْوَالَكَ تُشْهِرُكَ بَيْنَ أَوْلِيَائِهِ إِذَا صَحَّ مَقَامُكَ فِيهَا»

147 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ الْقَزْوِينِيُّ الْمُجَاوِرُ بِمَكَّةَ بِهَا، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْجَوْهَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ شَهَرْتَنِي فِي الدُّنْيَا، لِتَفْضَحَنِي فِي الْآخِرَةِ، فَاسْلُبْهُ عَنِّي»

148 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْفَيْضِ بْنِ -[100]- يَزِيدَ الرَّقِّيُّ قَالَ: قَالَ فُضَيْلٌ: «§إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تُعْرَفَ فَافْعَلْ وَمَا عَلَيْكَ، أَنْ لَا تُعْرَفَ وَمَا عَلَيْكَ أَنْ لَا يُثْنَى عَلَيْكَ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُومًا عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ مَحْمُودًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

149 - سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ الْقَيْسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ يَحْيَى بْنَ مَنْصُورٍ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الْكُرْدِيَّ يَقُولُ: دُقَّ عَلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ بَابُهُ، فَقَالَ: «§لَيْسَ هَذَا زَمَانَ تَلَاقٍ، لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا الْهُمُومُ، وَالْأَحْزَانُ، وَدَفَعَ بَابَهُ»

150 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّمْنَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي نَاجِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: «§كَامِلُ الْمُرُوءَةِ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ، وَأَصْلَحَ مَالَهُ، وَأَنْفَقَ مِنْ مَالِهِ، وَحَسُنَ خُلُقُهُ، وَأَكْرَمَ إِخْوَانَهُ، وَلَزِمَ بَيْتَهُ»

151 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: " §مَا أَجِدُ لَذَّةَ رَاحَةٍ، وَلَا قُرَّةَ عَيْنٍ إِلَّا حِينَ أَخْلُو فِي بَيْتِي بِرَبِّي، فَإِذَا سَمِعْتُ النِّدَاءَ قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ كَرَاهِيَةَ أَنْ أَلْقَى النَّاسَ فَيَشْغَلُونِي عَنْ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى "

152 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ الْقَيْسِيُّ بِهَرَاةَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الْكُرْدِيَّ يَقُولُ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الْكُرْدِيَّ يَقُولُ: قَالَ: «§إِذَا رَأَيْتَ الْأَسَدَ فَلَا يَهُولَنَّكَ، وَإِذَا رَأَيْتَ ابْنَ آدَمَ فَخُذْ ثَوْبَكَ ثُمَّ فِرَّ، ثُمَّ فِرَّ، ثُمَّ فِرَّ، ثُمَّ فِرَّ»

153 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ -[101]- حَمْدَانَ الْعُكْبَرِيُّ بِهَا، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الرَّاجِيَانِ، حَدَّثَنَا فَتْحُ بْنُ شُخْرُفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: §«تَبَاعَدْ مِنَ الْقُرَّاءِ؛ فَإِنَّهُمْ إِنْ أَحَبُّوكَ مَدَحُوكَ بِمَا لَيْسَ فِيكَ، وَإِنْ غَضِبُوا شَهِدُوا عَلَيْكَ، وَقُبِلَ مِنْهُمْ»

154 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا يَقُولُ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: «§مُنْذُ عَرَفْتُ النَّاسَ مَا أُبَالِي مَنْ حَمِدَنِي، وَلَا مَنْ ذَمَّنِي؛ لِأَنِّي لَا أَرَى إِلَّا مَنْ جَاءَ حَامِدًا مُفْرِطًا، أَوْ ذَامًّا مُفَرِّطًا»

155 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ عَمْرُو بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: §«مُنْذُ عَرَفْتُ النَّاسَ لَمْ أَفْرَحْ بِمُدْحَتِهِمْ وَلَمْ أَكْرَهْ مَذَمَّتَهُمْ» قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّ حَامِدَهُمْ مُفْرِطٌ وَذَامَّهُمْ مُفَرِّطٌ»

156 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ الصَّائِغَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْدَوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: §«مَنْ عَرَفَ النَّاسَ اسْتَرَاحَهُمْ»

157 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ قَاسِمًا الْجَوْعِيَّ، وَعِنْدَهُ طَاهِرٌ الْمَقْدِسِيُّ يَقُولُ: «§السَّلَامَةُ كُلُّهَا فِي اعْتِزَالِ النَّاسِ، وَالْفَرَحُ كُلُّهُ فِي الْخَلْوَةِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

158 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحْتَاجٍ -[102]- الْكِسَائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَخِي مُخْتَارٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: " رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ جَالِسًا وَإِلَى جَنْبِهِ كَلْبٌ فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا أَبَا يَحْيَى؟ قَالَ: §«هَذَا خَيْرٌ مِنْ جَلَيْسِ السُّوءِ»

159 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا يَقُولُ: §«بِي دَاءٌ حَتَّى أُعَالِجَ نَفْسِي فَإِذَا عَالَجْتُ نَفْسِي تَفَرَّغْتُ لِغَيْرِي، مَا أَبْصَرَنِي بِمَوْضِعِ الدَّاءِ، وَمَوْضِعِ الدَّوَاءِ» إِنْ أَعَانَنِي مِنْهُ بِمِعُونَةٍ، ثُمَّ قَالَ: «أَنْتُمُ الدَّاءُ أَرَى وَجُوهَ قَوْمٍ لَا يَخَافُونَ، مُتَهَاوِنِينَ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ»

160 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ: " §لَيْسَ الزُّهْدُ فِي لُبْسِ الْخَشِنِ وَأَكْلِ الْجَشِبِ، إِنَّمَا الزُّهْدُ فِي قِصَرِ الْأَمَلِ، ثُمَّ قَالَ: مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَقُولُ: إِنَّ الزُّهْدَ فِي تَرْكِ مَعْرِفَةِ النَّاسِ "

161 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَكَانَتْ رَابِعَةُ تُسَمِّيهِ سَيِّدَ الْعَابِدِينَ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاسِبِيِّ: §مَا بَقِيَ مِمَّا يُتَلَذَّذُ بِهِ؟ " فَقَالَ: «سِرْدَابٌ أَخْلُو فِيهِ فَلَا أَرَى أَحَدًا حَتَّى أَمُوتَ»

162 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ -[103]- مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " §سَكَنَ رَجُلٌ الْمَقَابِرَ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: جِيرَانُ صِدْقٍ وَلِي فِيهِ عِبْرَةٌ "

163 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْمُقْرِئِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: " كَانَ §خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ يُصَلِّي الْغَدَاةَ فِي نَادِي قَوْمِهِ، ثُمَّ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَأْمُرُ بِبَيْتِهِ فَيُقَمُّ وَيُغْلَقُ بَابُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: مَرْحَبًا بِمَلَائِكَةِ رَبِّي مَرْحَبًا، أَمَا وَاللَّهِ لَأُشْهِدَنَّكُمُ الْيَوْمَ مِنْ نَفْسِي خَيْرًا بِسْمِ اللَّهِ، أَوْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنَاهُ، أَوْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ "

164 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ صَاحِبُ الْمَدْرَسَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْكُشَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ قَالَ: قِيلَ لِدَاوُدَ بْنِ نُصَيْرٍ الطَّائِيِّ: لِمَ لَا تُسَرِّحُ لِحْيَتَكَ؟ قَالَ: " §الدُّنْيَا دَارُ مَأْتَمٍ، قِيلَ لَهُ: لِمَ لَا تُجَالِسُ النَّاسَ؟ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ غَفْرًا، إِمَّا صَغِيرٌ لَا يُوَقِّرُكَ، وَإِمَّا كَبِيرٌ يُحْصِي عَلَيْكَ عُيُوبَكَ» قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَكَابِرِ يُرِيدُ أَنْ يَلْقَاهُ فَجَعَلَ لَا يُمَكِّنُهُ كَانَ يَخْرُجُ مُتَقَنِّعًا بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ خَائِفٌ فَإِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ جَاءَ مُسْرِعًا كَأَنَّهُ رَجُلٌ هَارِبٌ حَتَّى يَدْخُلَ بَيْتَهُ "

165 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّغَانِيُّ بِمَرْوَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: كَتَبَ أَبُو حَفْصِ بْنُ حُمَيْدٍ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْبُخَارِيِّ: «§اعْلَمْ أَنِّي جَرَّبْتُ مِنَ النَّاسِ مَا لَمْ تُجَرِّبْ أَنْتَ، فَلَمْ أَجِدْ أَخًا سَتَرَ عَلَى عَوْرَةٍ، وَلَا غَفَرَ لِي ذَنْبًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلَا أَمِنْتُهُ إِذَا غَضِبَ وَلَا وَصَلَنِي إِذَا جَفَوْتُهُ، فَالِاشْتِغَالُ بِهَؤُلَاءِ حُمْقٌ كَبِيرٌ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»

166 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْقَطَّانِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ عَلَى مَجْلِسٍ وَلَا عَلَى ظَهْرِ طَرِيقِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " §أَخَافُ أَنْ يُظْلَمَ رَجُلٌ فَلَا أَنْصُرُهُ، وَأَنْ يَفْتَرِيَ رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ فَأُكَلَّفُ الشَّهَادَةَ، أَوْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ فَلَا أَرُدُّ السَّلَامَ، أَوْ يَقَعَ عَنْ حَامِلَةٍ حَمِلَهَا فَلَا أَحْمِلُهَا، قَالَ: فَأَنْشَأَ يَذْكُرُ مِنْ هَذَا " قَالَ: وَكُنَّا نَدْخُلُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ

167 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَامِدٍ الْقَاضِي، بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنِي عَمِّي جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالُوا: ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §سَأَلَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: رَبِّ , اجْعَلْنِي أَسْلَمُ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ، وَلَا يَقُولُونَ فِيَّ إِلَّا خَيْرًا " قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: يَا يَحْيَى، لَمْ أَجْعَلْ هَذَا لِي فَكَيْفَ أَجْعَلُهُ لَكَ؟

168 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ نَظِيفٍ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا -[105]- أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَوْتِ الْمَكِّيُّ إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنْبَأَنَا الشَّاذَكُونِيُّ وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَهْبٍ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ، بِمَكَّةَ يَقُولُ: «§رِضَا النَّاسِ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ، وَطَلَبُ الدُّنْيَا غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ»

169 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: §«رِضَا الْمُتَمَنِّي غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ»

170 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ اللَّبَّانُ بِهَمَذَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَمْدَانَ الطَّرَائِفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: أَنْبَأَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: إِنَّ النَّاسَ يَأْتُونَ مَجْلِسَكَ لِيَأْخُذُوا سَقْطَ كَلَامِكَ فَيَجِدُونَ الْوَقِيعَةَ فِيكَ، فَقَالَ: «هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي §أَطْمَعْتُ نَفْسِي فِي جِوَارِ اللَّهِ، فَطَمِعَتْ , وَأَطْمَعْتُ نَفْسِي فِي الْجِنَانِ فَطَمِعَتْ , وَأَطْمَعْتُ نَفْسِي فِي الْحُورِ الْعِينِ، فَطَمِعَتْ , وَأَطْمَعْتُ نَفْسِي فِي السَّلَامَةِ مِنَ النَّاسِ، فَلَمْ أَجِدْ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا، إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُ النَّاسَ لَا يَرْضَوْنَ عَنْ خَالِقِهِمْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ لَا يَرْضَوْنَ عَنْ مَخْلُوقٍ مِثْلِهِمْ»

171 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى، يَحْكِي عَنِ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: " §أَنَّ رَجُلَيْنِ كَانَا يَتَعَاتَبَانِ وَالشَّافِعِيُّ يَسْمَعُ كَلَامَهُمَا، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: إِنَّكَ لَا تَقْدِرُ تُرْضِي النَّاسَ كُلَّهُمْ فَأَصْلِحْ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا أَصْلَحْتَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَلَا تُبَالِ بِالنَّاسِ "

172 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ -[106]- مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ اللَّبَّانُ بِهَمَذَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَمْدَانَ الطَّرَائِفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «§طُبِعَ ابْنُ آدَمَ عَلَى اللُّؤْمِ، فَمِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَتَقَرَّبَ مِمَّنْ يَتَبَاعَدُ مِنْهُ، وَيَتَبَاعَدَ مِمَّنْ يَتَقَرَّبُ مِنْهُ»

173 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلِيطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ السَّرَّاجَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ، خَادِمَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ قَالَ: " §فِرُّوا مِنَ النَّاسِ، أَوْصَانَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ قَالَ: أَقِلُّوا مَعْرِفَةَ النَّاسِ، وَلَا تَعَرَّفُوا إِلَى مَنْ لَمْ تَعْرِفُوهُ، وَأَنْكِرُوا مَنْ تَعْرِفُوهُ "

قَالَ: وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ يَقُولُ: أَوْصَانَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ قَالَ: «§فِرُّوا مِنَ النَّاسِ كَفِرَارِكُمْ مِنَ السَّبُعِ الضَّارِي، وَلَا تَخَلَّفُوا عَنِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ»

174 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: §«لَوْلَا الْجُمُعَةُ وَالْجَمَاعَةُ لَطَيَّنْتُ عَلَيَّ الْبَابَ»

قَالَ: وَسَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: " إِنِّي إِذَا نَزَلْتُ أُرِيدُ الصَّلَاةَ الْجَمَاعَةَ أَذْكُرُ مَجِيءَ النَّاسِ إِلَيَّ، فَأَقُولُ: §اللَّهُمَّ، هَبْ لَهُمْ عِبَادَةً يَجِدُونَ لَذَّتَهَا تُشْغِلْهُمْ بِهِ عَنِّي "

176 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الْأَنْمَاطِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: «§مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْلَمَ دِينُهُ، وَيَسْتَرِيحَ قَلْبُهُ وَبَدَنُهُ، وَيَقِلَّ غَمُّهُ فَلْيَعْتَزِلِ النَّاسَ؛ لِأَنَّ هَذَا زَمَانُ عُزْلَةٍ وَوَحْدَةٍ» وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: «فَإِنَّ هَذَا زَمَانُ وَحْشَةٍ، وَالْعَاقِلُ مَنِ اخْتَارَ مِنْهَا الْوَحْدَةَ»

177 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ حِينَ مَاتَتْ أُمُّ يَحْيَى: يَا أَبَا يَحْيَى لَوْ تَزَوَجْتَ، قَالَ: §«لَوِ اسْتَطَعْتُ لَطَلَّقْتُ نَفْسِي»

178 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: «§حُبُّ الدُّنْيَا حُبُّ لِقَاءِ النَّاسِ، وَالزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا الزُّهْدُ فِي لِقَاءِ النَّاسِ»

179 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ يَقُولُ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى زِيَارَةِ أَبِي بَكْرٍ الْوَرَّاقِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ قَالَ لَهُ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: «§وَجَدْتُ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فِي الْخَلْوَةِ وَالْعُزْلَةِ، وَوَجَدْتُ شَرَّهُمَا فِي الْكَثْرَةِ وَالِاخْتِلَاطِ»

180 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ الدَّامَغَانِيَّ يَقُولُ: " أَوْصَانِي الشِّبْلِيُّ، فَقَالَ: §الْزَمِ الْوَحْدَةَ، وَامْحُ اسْمَكَ عَنِ الْقَوْمِ، وَاسْتَقْبِلِ الْجِدَارَ حَتَّى تَمُوتَ "

181 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: «§مَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ، عَمِيَ عَنْ عُيُوبِ نَفْسِهِ، وَمَنْ عُنِيَ بِالنَّارِ وَالْفِرْدَوْسِ، شُغِلَ عَنِ -[108]- الْقَالِ وَالْقِيلَ، وَمَنْ هَرَبَ مِنَ النَّاسِ، سَلِمَ مِنْ شُرُورِهِمْ وَمَنْ شَكَرَ زِيدَ»

182 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " §ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْخُمُولِ: تَرْكُ الْكَلَامِ لِمَنْ يَكْفِيهِ، وَنَفْيُ الْحِرْصِ فِي إِظْهَارِ الْعِلْمِ عِنْدَ الْقُرَنَاءِ، وَوَجَدْتُ الْأَلَمِ لِكَرَاهِيَةِ الْكَلَامِ عِنْدَ الْمُجَاوَرَةِ وَالْمَوْعِظَةِ "

183 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ نَاصِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُوَلِّدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: §«وَالِاسْتِئْنَاسُ بِالنَّاسِ مِنْ عَلَامَةِ الْإِفْلَاسِ»

184 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: §«الْوَحْدَةُ مُنْيَةُ الصِّدِّيقِينَ وَالْأُنْسُ بِالنَّاسِ وَحْشَتُهُمْ»

185 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو يَعْقُوبَ السُّوسِيُّ: «§الِانْفِرَادُ لَا يَقْوَى عَلَيْهِ إِلَّا الْأَقْوِيَاءُ مِنَ الرِّجَالِ، وَلِأَمْثَالِنَا الِاجْتِمَاعُ أَنْفَعُ، يَعْمَلُونَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ»

186 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْمَغْرِبِيَّ يَقُولُ: §«مَنِ اخْتَارَ الْخَلْوَةَ عَلَى الصُّحْبَةِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ خَالِيًا مِنْ جَمِيعِ الْأَذْكَارِ إِلَّا ذِكْرَ رَبِّهِ، وَخَالِيًا مِنْ جَمِيعِ الْإِرَادَاتِ إِلَّا مُرَادَ رَبِّهِ، وَخَالِيًا مِنْ مُطَالَبَةِ النَّفْسِ مِنْ جَمِيعِ الْأَسْبَابِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، فَإِنَّ خَلْوَتَهُ تُوقِعُهُ فِي فِتْنَةٍ وَبَلِيَّةٍ»

187 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيَّ، وَسُئِلَ عَنِ الْعُزْلَةِ قَالَ: «§الدُّخُولُ بَيْنَ الزِّحَامِ، وَتَحْفَظُ سِرَّكَ، أَنْ لَا يُزَاحِمُوكَ، وَتَعْتَزِلُ نَفْسَكَ عَنِ الْآثَامِ، حَتَّى يَكُونَ سِرُّكَ مَرْبُوطًا بِالرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ» ، وَقَدْ رُوِيَ مَعْنَى هَذَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

188 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنْبَأَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا مِسْعَرٌ جَمِيعًا، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§خَالِطُوا النَّاسَ وَزَايِلُوهُمْ وَصَافِحُوهُمْ بِمَا يَشْتَهُونَ، وَدِينُكُمْ لَا تَكْلَمُونَهُ» ، وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَسْنَدَهُ بَعْضُ الضُّعَفَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ

189 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِئُ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ، أَنْبَأَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ وَهُوَ ابْنُ مَاجِدٍ، قَالَ عَلِيٌّ لِشِيعَتِهِ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: «§خَالِطُوا النَّاسَ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَأَجْسَادِكُمْ، وَزَايِلُوهُمْ بِقُلُوبِكُمْ، وَأَعْمَالِكُمْ، فَإِنَّ لِامْرِئٍ مَا اكْتَسَبَ، وَهُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَّ»

190 - وَرَوَيْنَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضُوعِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«الْمُسْلِمُ -[110]- الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، وَكُلُّ ذَلِكَ فِي مُسْلِمٍ لَا يَمْنَعُهُ مُخَالَطَةُ النَّاسِ وَمُعَاشَرَتُهُمْ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِخْلَاصِ الْعَمَلِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ يَمْنَعُهُ مِنْهُ إِذَا عَزَلَهُمُ اشْتَغَلَ بِالْعِبَادَةِ، وَتَفَرَّغَ لَهَا، فَاعْتِزَالُهُمْ وَالِاشْتِغَالُ بِالْعِبَادَةِ أَوْلَى , وَاللَّهُ أَعْلَمُ»

191 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ بِمَرْوَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْيَاشَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ، قَاضِي مَرْوَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُرَيْدَةَ يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَامْ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا، فَكَانَ مِنْ خُطْبَتِهِ أَنْ قَالَ: §«أَلَا إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبَ فَيَلِيَكُمْ عُمَّالٌ مِنْ بَعْدِي، يَقُولُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ، وَيَعْمَلُونَ بِمَا يَعْرِفُونَ، وَطَاعَةُ أُولَئِكَ طَاعَةٌ، فَيَلْبَثُونَ كَذَلِكَ دَهْرًا، ثُمَّ يَلِيَكُمْ عُمَّالٌ مِنْ بَعْدِهِمْ، يَقُولُونَ -[111]- مَا لَا يَعْلَمُونَ، وَيَعْمَلُونَ مَا لَا يَعْرِفُونَ، فَمَنْ نَاصَحَهُمْ، وَوَازَرَهُمْ، وَشَدَّ عَلَى أَعْضَادِهِمْ فَأُولَئِكَ قَدْ هَلَكُوا، خَالِطُوهُمْ بِأَجْسَادِكُمْ، وَزَايِلُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ، وَاشْهَدُوا عَلَى الْمُحْسِنِ بِأَنَّهُ مُحْسِنٌ، وَعَلَى الْمُسِيءِ بِأَنَّهُ مُسِيءٌ»

192 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو النَّصْرِ الْفَقِيهُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَارِئُ الزَّاهِدُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَا أَبَا ذَرٍّ، كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كُنْتَ فِي حُثَالَةٍ؟ وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «اصْبِرِ اصْبِرْ، خَالِقُوا النَّاسَ بِأَخْلَاقِهِمْ، وَخَالِفُوهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ»

193 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الصَّفَّارَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ حَمْزَةَ الْوَاعِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: «§مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ وَجَدَ طَعْمَ الْعُبُودِيَّةِ وَلَذَّةَ الذِّكْرِ وَالطَّاعَةِ، فَهُوَ بَيْنَ الْخَلْقِ بِبَدَنِهِ قَدْ نَأَى عَنْهُمْ بِالْهُمُومِ وَالْخَطَرَاتِ»

194 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: " لَمَّا بَلَغْتُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً قَالَ لِي أَبِي: «يَا بُنَيَّ §قَدِ انْقَطَعَتْ عَنْكَ شَرَائِعُ الصَّبِيِّ فَاخْتَلِطْ بِالْخَيْرِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ، وَلَا تُزَايِلْهُ فَتَبِينَ مِنْهُ، وَلَا يَغُرَّنَّكَ مَنْ مَدَحَكَ بِمَا تَعْلَمُ أَنْتَ خِلَافَهُ مِنْكَ؛ -[112]- فَإِنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَقُولُ فِي أَحَدٍ مِنَ الْخَيْرِ مَا لَمْ يَعْلَمْ مِنْهُ إِلَّا قَالَ فِيهِ عِنْدَ سَخَطِهِ عَلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ عَلَى قَدْرِ مَا مَدَحَهُ، وَاسْتَأْنِسْ بِالْوَحْدَةِ مِنْ جُلَسَاءِ السُّوءِ، وَلَا تَنْقِلْ أَحْسَنَ ظَنِّي بِكَ إِلَى أَسْوَأِ ظَنِّي بِمَنْ هُوَ دُونَكَ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَنْ يَسْعَدَ بِالْعُلَمَاءِ إِلَّا مَنْ أَطَاعَهُمْ؛ فَأَطِعْهُمْ تَسْعَدْ، وَاخْدُمْهُمْ تَقْتَبِسْ مِنْ عِلْمِهِمْ» قَالَ سُفْيَانُ: فَجَعَلْتُ وَصِيَّةَ أَبِي قِبْلَةً أَمِيلُ إِلَيْهَا، وَلَا أَمِيلُ مَعَهَا، وَلَا أَعْدِلُ عَنْهَا

195 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو قَحْذَمٍ النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بِمُعَاذٍ وَهُوَ يَبْكِي - قَالَ: يَا مُعَاذُ مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ الْأَتْقِيَاءُ، الْأَخْفِيَاءُ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى، وَمَصَابِيحُ الْعِلْمِ» -[113]-، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ مَضَى بِإِسْنَادٍ آخَرَ فِي بَابِ الْإِخْلَاصِ

196 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ مِنْ أَغْبَطِ النَّاسِ عِنْدِي ذَا حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ , أَطَاعَ رَبَّهُ، وَأَكْثَرَ عِبَادَتَهُ فِي السِّرِّ، وَكَانَ لَا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، وَكَانَ غَ‍امِضًا فِي النَّاسِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا , عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّ بَوَاكِيهِ» ، وَرَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ

197 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ، أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْأَفْرِيقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِنَّ أَحْسَنَ أَوْلِيَائِي عِنْدِي مَنْزِلَةً رَجُلٌ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبَّهُ فِي السِّرِّ , وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ، لَا يُشَارُ -[114]- إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّ بَوَاكِيهِ»

198 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْآمُلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَيَّاشِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ، قَالُوا: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ حِينَ يَفْسُدُ النَّاسُ»

199 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرِّيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ الَّذِي كَانَ بِالْبَابِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَوَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ - قَالُوا: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: «إِنَّ §الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَلَا يُمَارُونَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَلَا يُكَفِّرُونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِذَنْبٍ»

200 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ بْنِ هَارُونَ السِّمَّرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا سَمِعَتْ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ يَحْيَى: وَقَدْ رَأَيْتُ سَالِمًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ، أَلَا لَا غُرْبَةَ عَلَى مُؤْمِنٍ مَا مَاتَ مُؤْمِنًا» ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ دُونَ قَوْلِهِ: «فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ، وَمِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

201 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ يَأْرِزُ - يَعْنِي بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ - كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا "، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ

وَرَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ، 202 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ -[116]- يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَذَكَرَهُ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي عُمَرَ

203 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورُهُمْ كَنُورِ الشَّمْسِ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَحْنُ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " لَا وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّهُمْ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ , طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "، قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «نَاسٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ فِي نَاسٍ كَثِيرٍ فِي بَعْضِهِمْ أَكْثَرُ مِنْ بَعْضٍ»

204 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فِهْرٍ الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى اللَّهِ الْغُرَبَاءُ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: " الْفَرَّارُونَ بِدِينِهِمْ , يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

205 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَخِي، عَنْ إِسْحَاقَ الْحُنَيْنِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ هَذَا الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يُحْيُونَ سُنَّتِي، وَيُعَلِّمُونَهَا عِبَادَ اللَّهِ»

206 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ أَبُو مَسْعُودٍ، بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنَ الرَّيِّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ» -[118]- قَالَ الشَّيْخُ: «النُّزَّاعُ جَمْعُ نَزِيعٍ , هُوَ الْغَرِيبُ الَّذِي نَزَعَ مِنْ أَهْلِهِ وَعَشِيرَتِهِ، وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ فَطُوبَى» لِلْغُرَبَاءِ «الْمُهَاجِرِينَ الَّذِي هَجَرُوا أَوْطَانَهُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

207 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ تَمَسَّكَ بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتِي فَلَهُ أَجْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ»

208 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ، لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

209 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ، لَا تَجِدُونَ فِيهَا -[119]- رَاحِلَةً» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ حِكَايَةً عَنِ الْعُتَيْبِيِّ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ بِهَذَا أَنَّ النَّاسَ مُتَسَاوُونَ فِي النَّسَبِ , لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ فَضْلٌ , وَلَكِنَّهُمْ أَشْبَاهٌ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَةٌ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالَّذِي عِنْدِي فِيهِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَمَّ الدُّنْيَا، وَحَذَّرَ الْعِبَادَ سُوءَ مَغَبَّتِهَا، وَصَنَعَ لَهُمْ فِيهَا الْأَمْثَالَ لِيَعْتَبِرُوا، كَقَوْلِهِ {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ} [يونس: 24] وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ الْآيِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَذِّرُهُمْ مَا حَذَّرَهُمُ اللَّهُ وَيُزَهِّدُهُمْ فِيهَا , فَقَالَ: «لَا يَجِدُونَ النَّاسَ بَعْدِي كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَةٌ» ، أَرَادَ أَنَّ الْكَامِلَ فِي الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَالرَّغْبَةِ فِي الْآخِرَةِ قَلِيلٌ " وَذَكَرَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ الْمَعْنَيَيْنِ , فَقَالَ: هَذَا يَتَأَوَّلُ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّ النَّاسَ فِي أَحْكَامِ الدِّينِ سَوَاءٌ، لَا فَضْلَ فِيهَا لِشَرِيفٍ وَلَا لِرَفِيعٍ مِنْهُمْ عَلَى وَضِيعٍ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ، لَا يَكُونُ فِيهَا رَاحِلَةٌ وَهِيَ الذَّلُولُ الَّتِي تُرْحَلُ وَتُرْكَبُ وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ أَهْلُ نَقْصٍ وَجَهْلٍ، فَلَا تَسْتَكْثِرْ مِنْ صُحْبَتِهِمْ وَلَا تُؤَاخِ مِنْهُمْ إِلَّا أَهْلَ الْفَضْلِ , وَعَدَدُهُمْ قَلِيلٌ بِمَنْزِلَةِ الرَّاحِلَةِ فِي الْإِبِلِ الْحَمُولَةِ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَكِنَّ أَكَثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنعام: 37] وَقَوْلُهُ: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187] وَقَوْلُهُ {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [الأنعام: 111] ، وَتَرْجَمَةُ الْمُتَقَدِّمِينَ لِهَذَا الْحَدِيثِ بِبَابِ ذَمِّ النَّاسِ وَعِزِّهِمْ تَدُلُّ عَلَى الثَّانِي

210 - وَقَدْ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْهِلَالِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، وَتَبْقَى حُفَالَةٌ مِثْلُ حُفَالَةِ الشَّعِيرِ - أَوِ التَّمْرِ - لَا يُبَالِيهِمُ اللَّهُ بَالًا "، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ

211 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: " §مَثَلُ قُرَّاءِ الزَّمَانِ كَمَثَلِ غَنَمٍ ضَوَائِنَ، ذَوَاتِ صُوفٍ عِجَافٍ، أَكَلَتْ مِنَ الْحَمْصِ، وَشَرِبَتْ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى انْتَفَخَتْ خَوَاصِرُهَا، فَمَرَّتْ بِرَجُلٍ فَأَعْجَبَتْهُ فَقَامَ إِلَيْهَا فَمَسَّ شَاةً مِنْهَا فَإِذَا هِيَ لَا تَنْقَى، ثُمَّ مَسَّ أُخْرَى فَإِذَا هِيَ كَذَلِكَ، قَالَ: كُلٌّ لَا خَيْرَ فِيهِ "

212 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: " §قَالَ لِي أَظُنُّهُ شَقِيقًا أَبَا وَائِلٍ: مَا شَبَّهْتُ أَهْلَ الزَّمَانِ إِلَّا بِدِرْهَمٍ فَدَلَّكْتُهُ، فَبَدَتْ حُمْرَتُهُ "

213 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الْكَاغَذِيَّ -[121]-، يَحْكِي عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ الْوَرَّاقِ، أَنَّهُ قَالَ: §«مَا بَقِيَ مِنَ الْعُزْلَةِ إِلَّا وَلَهُ مِثَالُ الْمُتَمَنِّي»

214 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لَبِيدٌ: [البحر الكامل] ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ يَتَحَدَّثُونَ مَخَافَةً وَمَلَامَةً ... وَيُعَابُ قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ قَالَ: ثُمْ تَقُولُ عَائِشَةُ هَذَا: §كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ لَبِيدٌ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ؟ قَالَ: وَيَقُولُ الزُّهْرِيُّ: كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَتْ عَائِشَةُ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ؟ وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ الزُّهْرِيُّ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ؟ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ كَانَ مَعْمَرٌ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ثُمَّ كَانَ بَعْدُ يَقُولُ الزُّهْرِيُّ عَنْ عَائِشَةَ

215 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ «§تُكْثِرُ تُمَثِّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ» فَذَكَرَهُمَا غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فِي نَسْلٍ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ , وَقَالَ: يَتَأَكَّلُونَ مَلَامَةً وَمَخَافَةً، ثُمَّ قَالَتْ: «وَيْحَ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ فَكَيْفَ لَوْ بَقِيَ إِلَى هَذَا الزَّمَانِ؟» قَالَ: وَقَالَ أَبِي: وَكَيْفَ لَوْ بَقِيَتْ عَائِشَةُ إِلَى هَذَا الزَّمَانِ؟

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ وَأَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ لِلشِّعْرِ، وَكَانَتْ تُنْشِدُ قَوْلَ لَبِيدِ: [البحر الكامل] ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَغُبِرْتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ يَتَغَاوَرُونَ خِيَانَةً وَمَلَامَةً ... وَيُعَابُ قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَشْغُبِ ثُمَّ تَقُولُ: «§كَيْفَ بِلَبِيدٍ لَوْ أَدْرَكَ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ؟» ، وَقُلْنَا نَحْنُ: كَيْفَ بِعَائِشَةَ لَوْ أَدْرَكَتْ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ

217 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يُنْشِدُ: [البحر الكامل] -[123]- §ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَالْمُنْكِرُونَ لِكُلِّ أَمْرٍ مُنْكَرِ وَبَقِيَتُ فِي خَلْفٍ يُزَيِّنُ بَعْضُهُمْ ... بَعْضًا لِيَدْفَعَ مُعْوِرٌ عَنْ مُعْوِرِ

218 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا يَقُولُ: " [البحر الكامل] §ذَهَبَ الرِّجَالُ الْمُرْتَجَى لِفِعَالِهِمْ ... وَالْمُنْكِرُونَ لِكُلِّ أَمْرٍ مُنْكَرِ . وَذَكَرَ الْبَيْتَ الْآخَرَ

219 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ذَكَرَ سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيَ النَّسْنَاسُ؟» قِيلَ لَهُ: وَمَا النَّسْنَاسُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يُشْبِهُونَ النَّاسَ، وَلَيْسُوا بِالنَّاسِ»

220 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «§وَبَقِيَ النَّسْنَاسُ الَّذِينَ يُشْبِهُونَ النَّاسَ، وَلَيْسُوا بِالنَّاسِ»

221 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرَاءِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: «كُنَّا عَلَى بَابِ الْمَأْمُونِ نَتَذَاكَرُ» ، فَقَالَ أَبُو الْمَهْلُولِ: §الزَّمَانُ وِعَاءٌ -[124]- وَإِنَّمَا فَسَدَ أَهْلُهُ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الوافر] أَرَى حُلَلًا تُصَانُ عَلَى أُنَاسٍ ... وَأَعْرَاضًا تُنَالُ وَلَا تُصَانُ يَقُولُونَ: الزَّمَانُ زَمَانُ سُوءٍ ... وَهُمْ فَسَدُوا وَمَا فَسَدَ الزَّمَانُ

222 - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: أَنْشَدَنِي أَبُو سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ شَادِلٍ الْهَاشِمِيُّ: [البحر الوافر] §يَعِيبُ النَّاسُ كُلُّهُمُ الزَّمَانَا ... وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالْعَيْبُ فِينَا ... فَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ بِهِ رَمَانَا لَبِسْنَا لِلْخِدَاعِ مُسُوكَ ضَانٍ ... فَوَيْلٌ لِلْمُعِيرِ إِذَا أَتَانَا وَلَيْسَ الذِّئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ بَعْضٍ ... وَيَأْكُلُ بَعْضُنَا بَعْضًا عِيَانَا

223 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدَ أَبَاذِيُّ، حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: كَثِيرًا يُعْجِبُنِي مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ: [البحر الكامل] §ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ لَكِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: [البحر الخفيف] ذَهَبَ النَّاسُ فَاسْتَقَلُّوا وَصِرْنَا ... خَلْفًا فِي أَرَاذِلِ النَّسْنَاسِ -[125]- فِي أُنَاسٍ نَعُدُّهُمْ مِنْ عَجِيجٍ ... فَإِذَا فَتِّشُوا فَلَيْسُوا بِنَاسِ كُلَّمَا جِئْتُ أَبْتَغِي النَّيْلَ مِنْهُمْ ... بَدَرُونِي قَبْلَ السُّؤَالِ بِيَاسِ وَبَكَوْا لِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ ... أَنِّي مُفْلِتٌ مِنْهُمْ رَأْسًا بِرَاسِ

224 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُبُلِيُّ: أَنْشَدْتُ لِلْعَتَابِي: [البحر الهزج] §أَلَا قَدْ تَكَسَّرَ الدَّهْرُ ... فَأَضْحَى حُلْوُهُ مُرَّا وَقَدْ جَرَّبْتُ مَنْ فِيهِ ... فَلَمْ أَجِدْهُمْ طُرَّا فَأَلْزِمْ نَفْسَكَ الْيَأْسَ ... مِنَ النَّاسِ تَعِشْ حُرَّا

225 - أَنْشَدَنَا الْحَاكِمُ أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجُمَحَيُّ لِنَفْسِهِ: [البحر الخفيف] §قُلْ لِمَنْ رَامَ عِزَّةً وَتَوَقَّى ... ذِلَّةً أَوْ أَحَبَّ أَنْ لَا يَهُونَا جَانِبِ النَّاسَ وَاعْتَزِلْ مَا أَحَبُّوا ... مِنْ حُطَامٍ تَعِشْ عَزِيزًا مَصُونَا وَاتَّقِ اللَّهَ اسْأَلِ الْفَضْلَ مِنْهُ ... فَهْوَ لِلْخَلْقِ ضَامِنٌ أَنْ يَمُونَا -[126]- وَلَهُ أَيْضًا: [البحر المتقارب] إِذَا أَنَا أَرْضَى بِعَيْشِ الْعَفَافِ ... وَنَيْلِ الْكَفَافِ سَدَادًا يَسِيرَا وَلَمْ أَتَعَرَّضْ لِكَسْبِ الْحَرَامِ ... وَجَمْعِ الْحُطَامِ مُسِرًّا مُغِيرَا فَإِنَّ الْجَوَادَ وَإِنَّ الْبَخِيلَ ... وَإِنَّ الْغَنِيَّ وَإِنَّ الْفَقِيرَا لَدَيَّ سَوَاءٌ فَالْقَ الْجَمِيعَ ... بِوَجْهٍ عَنِيٍّ تَخَلَّى مُنِيرَا دَعِينِي وَعَيْشِي عَيْشَ الْمِسْرَاةِ ... أَرُوحُ عَفِيفًا وَأَغْدُو خَطِيرَا

226 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ كُوشَادَ الْأَدِيبُ بِبُخَارَى أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْأَنْبَارِيِّ: §وَكُنْتَ أَخِي بِإِخَاءِ الزَّمَانِ ... فَلَمَّا انْقَضَى صِرْتَ حَرْبًا عَوَانَا كُنْتُ أَذُمُّ إِلَيْكَ الزَّمَانَ ... فَأَصْبَحْتُ فِيكَ أَذُمُّ الزَّمَانَا وَكُنْتُ أُعِدُّكَ لِلنَّائِبَاتِ ... فَأَصْبَحْتُ أَطْلُبُ مِنْكَ الْأَمَانَا

227 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْشَدَنِي مَنْصُورٌ الْفَقِيهُ لِنَفْسِهِ: [البحر المجتث] §النَّاسُ بَحْرٌ عَمِيقٌ ... وَالْبُعْدُ عَنْهُمْ سَفِينَةْ -[127]- وَقَدْ نَصَحْتُكَ فَانْظُرْ ... لِنَفْسِكَ الْمِسْكِينَةْ

228 - قَالَ: وَأَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ قَالَ: أَنْشَدَنِي مَنْصُورٌ لِنَفْسِهِ: §قَدْ قُلْتُ إِذْ مَدَحُوا الْحَيَاةَ فَأَكْثَرُوا ... فِي الْمَوْتِ أَلْفُ فَضِيلَةٍ لَا تُعْرَفُ فَمِنْهَا أَمَانُ لِقَائِهِ بِلِقَائِهِ ... وَفِرَاقُ كُلِّ مُعَاشِرٍ لَا يَنْصِفُ

230 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: قَالَ الْمُغِيرَةُ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «§يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُقَالُ لَهُ زَمَانُ الذِّئَابِ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ كَلْبًا أَكَلُوهُ» أَنْبَأَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْبَيْهَقِيُّ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهِ قَالَ: أَنَّا قَدْ رَوَيْنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُخَيَّرُ الرَّجُلُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ» ، فَسَبِيلُ مَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ أَنْ يَخْتَارَ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ , وَلَا يَكُونُ كَلْبًا يَأْكُلُ وَإِنْ كَانَ يُؤْكَلُ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ "

231 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ قَالَ: نَزَلَتْ جَدِيلَةُ قَيْسٍ فَإِذَا إِمَامُهُمْ رَجُلٌ أَعْمَى يُقَالَ لَهُ أَبُو عُمَرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §" سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُخَيَّرُ فِيهِ الرَّجُلُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ"

232 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكَسَائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالِيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَلْيَسَعْهُ بَيْتُهُ وَلْيَبْكِ عَلَى خَطِيئَتِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالِيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا فَيَنْعَمَ، وَيَسْكُتْ عَنْ شَرٍّ فَيَسْلَمَ»

233 - وَبِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ بَيْتُهُ»

234 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقُلْتُ: مَا النَّجَاةُ؟ فَقَالَ: «§يَا عُقْبَةُ امْلِكْ عَلَيْكَ نَفْسَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ , وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ»

235 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ هَاشِمَ بْنَ يَعْلَى الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: " §إِنَّ بَعْضَ إِخْوَانِنَا وَقَفَ عَلَى رَاهِبٍ مِنْ وَادِي جَهَنَّمَ، فَقَالَ: لِمَ حَبِسْتَ نَفْسَكَ؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ: [البحر الرمل] طِبْ عَنِ الْأُمَّةِ نَفْسًا ... وَارْضَ بِالْوَحْدَةِ أُنْسَا لَا أَرَى فِي النَّاسِ مَنْ يَسْـ ... وَى عَلَى الْخِبْرَةِ فِلْسَا"، وَقَالَ مَرَّةً: لَمْ أَرَ

236 - أَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ لِنَفْسِهِ: [البحر الكامل] -[131]- §لَا تَعْجَبَنَّ إِذَا اشْتَكَى الْحُرُّ ... الْكَرِيمُ إِلَيْكَ دَهْرَهُ فَالْوَقْتُ وَقْتُهُ وَالزَّمَانُ ... زَمَانُهُ وَالدَّهْرُ دَهْرُهُ

237 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْخُلَدِيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ يُنْشِدُ: [البحر المتقارب] §بِمَنْ أَسْتَغِيثُ بِمَنْ أَسْتَجِيرُ ... فَأَيْنَ الْوَلِيُّ وَأَيْنَ النَّصِيرُ إِلَى مَنْ دُفِعْتُ وَفِيمَنْ بَقِيتُ ... أُنَاسٌ فَأَعْذُرُهُمْ أَمْ حَمِيرُ

238 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّجَّارُ ثِقَةٌ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: «§الْزَمِ الْحَقَّ، وَلَا تَسْتَوْحِشْ لِقِلَّةِ أَهْلِهِ»

239 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ: «§اسْلُكْ طَرِيقَ الْحَقِّ، وَلَا تَسْتَوْحِشْ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ أَهْلُهُ قَلِيلًا»

240 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الْمُطَوِّعِيِّ قَالَ: «§لَا تَسْتَوْحِشْ طَرِيقَ الْهُدَى؛ لِقِلَّةِ أَهْلِهَا، وَلَا تَغْتَرَّ بِكَثْرَةِ النَّاسِ»

فصل في ترك الدنيا ومخالفة النفس والهوى

§فَصْلٌ فِي تَرْكِ الدُّنْيَا وَمُخَالَفَةِ النَّفْسِ وَالْهَوَى

241 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ -[132]- عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ح، وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمَيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» ، أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ

242 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّازِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ إِمْلَاءً، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحُ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضِرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا فِتْنَةَ النِّسَاءِ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ بُنْدَارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ

243 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ -[133]- مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ "، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ

244 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ جَنَاحٍ الْقَاضِيُّ بِالْكُوفَةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَسَدِيُّ، بِهَمَذَانَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الدُّنْيَا مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا مَا كَانَ مِنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

245 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُوَجِّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زَنْبُورٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: «§جُعِلَ الشَّرُّ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ، وَجُعِلَ مِفْتَاحُهُ حُبَّ الدُّنْيَا، وَجُعِلَ الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ، وَجُعِلَ مِفْتَاحُهُ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا»

أَخْبَرَنَا -[134]- 246 - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ قَالَ: " §إِذَا أَحَبَّ الْعَبْدُ الدُّنْيَا فَآثَرَهَا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَأُنْسِيَنَّهُ مَعْرِفَتِي حَتَّى يَلْقَانِي وَهُوَ لَا يَعْرِفُنِي "

247 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: لَا يَجِدُ مَنْ يُحِبُّ الدُّنْيَا حَلَاوَةَ الْعِبَادَةِ. قَالَ: وَقَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامْ: §«رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ حُبُّ الدُّنْيَا»

248 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: " يَقُولُ: §حُبُّ الدُّنْيَا أَصْلُ كُلِّ خَطِيئَةٍ، وَالْمَالُ فِيهِ دَاءٌ كَثِيرٌ "، قَالُوا: وَمَا دَاؤُهُ؟ قَالَ: «لَا يَسْلَمُ مِنَ الْفَخْرِ وَالْخُيَلَاءِ» ، قَالُوا: فَإِنْ سَلِمَ؟ قَالَ: «يَشْغَلُهُ إِصْلَاحُهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

249 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشْنَجِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ، عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: §«بِقَدْرِ مَا تَحْزَنُ لِلدُّنْيَا كَذَلِكَ يَخْرُجُ هَمُّ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِكَ، فَبِقَدْرِ مَا تَحْزَنُ لِلْآخِرَةِ كَذَلِكَ يَخْرُجُ هَمُّ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِكَ»

250 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْحَلَبِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ: §«مَنْ نَظَرَ إِلَى الدُّنْيَا نَظَرَ إِرَادَةٍ وَحُبٍّ لَهَا أَخْرَجَ اللَّهُ نُورَ -[135]- الِيَقِينِ، وَالزُّهْدِ مِنْ قَلْبِهِ»

251 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِهْرَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: " §إِنَّ الْبَدَنَ إِذَا سَقِمَ: لَمْ يَنْجَحْ فِيهِ طَعَامٌ، وَلَا شَرَابٌ، وَلَا نَوْمٌ، وَلَا رَاحَةٌ، كَذَلِكَ الْقَلْبُ إِذَا عُلِّقَ حُبُّ الدُّنْيَا لَمْ تَنْجَحْ فَيهِ الْمَوَاعِظُ "

252 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قَالَ: بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: «§نَظَرْتُ فِي أَصْلِ كُلِّ إِثْمٍ، فَلَمْ أَجِدْ مِنْ كَثْرَةِ امْتِحَانِي لَهُ إِلَّا حُبَّ الْمَالِ، فَمَنْ أَلْقَى عَنْهُ حُبَّ الْمَالِ فَقَدِ اسْتَرَاحَ»

253 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: §«إِذَا سَكَنَتِ الدُّنْيَا فِي الْقَلْبِ تَرَحَّلَتْ عَنْهُ الْآخِرَةُ»

254 - أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: «§حُزْنُ الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا يُذْهِبُ بِهَمِّ الْآخِرَةِ، وَفَرَحُ الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا يُذْهِبُ بِحَلَاوَةِ الْعِبَادَةِ»

255 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُرْفِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُطَعِيُّ، كَذَا قَالَ: قَالَ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: «§حُزْنُكَ عَلَى الدُّنْيَا يُخْرِجُ حُزْنَ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِكَ، وَفَرَحُكَ بِالدُّنْيَا يُخْرِجُ حَلَاوَةَ الْآخِرَةَ مِنْ قَلْبِكَ»

256 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: " §يَسِيرُ الدُّنْيَا يَشْغَلُ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْآخِرَةِ، وَقَالَ: إِنَّكَ لَتَجِدُ الرَّجُلَ يَهْتَمُّ بِهَمِّ غَيْرِهِ حَتَّى إِنَّهُ أَشَدُّ هَمًّا مِنْ صَاحِبِ الْهَمِّ بِهَمِّ نَفْسِهِ، وَقَالَ: مَا أَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الْآخِرَةِ فَقَدِّمْهُ الْيَوْمَ، وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الْآخِرَةِ فَاتْرُكْهُ الْيَوْمَ، قَالَ: كُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ فَاتْرُكْهُ، ثُمَّ لَا يَضُرُّكَ مَتَى مِتَّ "

257 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعِجْلِيُّ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ حَقٍّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ إِلَّا ابْتَلَّتْ قَدَمَاهُ؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «كَذَلِكَ صَاحِبُ الدُّنْيَا لَا يَسْلَمُ مِنَ الذُّنُوبِ»

258 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُرْفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ -[137]- قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: «§قَلْبٌ لَيْسَ فِيهِ حُزْنٌ كَبَيْتٍ خَرِبٍ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، يُرِيدُ حُزْنَ الْآخِرَةِ»

259 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ الْكَاذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَذِّنُ، عَنِ الْقَاسِمِ يَعْنِي ابْنِ فَائِدٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: §" لَوْ لَمْ تَكُنْ لَنَا ذُنُوبٌ نَخَافُ عَلَى أَنْفُسِنَا مِنْهَا إِلَّا حُبَّنَا لِلدُّنْيَا، لَخَشِيَنَا عَلَى أَنْفُسِنَا، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [الأنفال: 67] ، أَرِيدُوا مَا أَرَادَ اللَّهُ "

260 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ الضَّحَاكَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ النَّضْرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ فِي مَوْعِظَتِهِ: «§عِبَادَ الرَّحْمَنِ، لَوْ سَلِمْتُمْ مِنَ الْخَطَايَا فَلَمْ تَعْمَلُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ خَطِيئَةً، وَلَمْ تَتْرُكُوا لِلَّهِ طَاعَةً إِلَّا أَجْهَدْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي أَدَائِهَا إِلَّا حُبَّكُمُ الدُّنْيَا لَوَسِعَكُمْ ذَلِكَ شَرًّا، إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَعْفُوَ»

261 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَقُولُ: §«مَنْ أَذَاقَتْهُ الدُّنْيَا حَلَاوَتَهَا بِمَيْلِهِ إِلَيْهَا جَرَّعَتْهُ الْآخِرَةُ مَرَارَتَهَا لِمُجَانَبَتِهِ عَنْهَا»

262 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْمَنْصُورِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الصُّوفِيُّ قَالَ: وَقَفَ رَجُلٌ صُوفِيٌّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ §لِمَ حُجِبَتِ -[138]- الْقُلُوبُ عَنِ اللَّهِ؟ قَالَ: " لِأَنَّهَا أَحَبَّتْ مَا أَبْغَضَ اللَّهُ: أَحَبَّتِ الدُّنْيَا وَمَالَتْ إِلَى دَارِ الْغُرُورِ، وَاللَّهْوِ، وَاللَّعِبِ، وَتَرْكِ الْعَمَلِ لِدَارٍ فِيهَا حَيَاةُ الْأَبَدِ، فِي نَعِيمٍ لَا يَزُولُ، وَلَا يَنْفَدُ، خَالِدٍ، مُخَلَّدٍ، فِي مُلْكٍ سَرْمَدٍ، لَا نَفَادَ لَهُ، وَلَا انْقِطَاعَ "

263 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ: إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: §لَيْسَ مِنْ أَعْلَامِ الْحُبِّ أَنْ تُحِبَّ مَا يَبْغَضُهُ حَبِيبُكَ، ذَمَّ مَوْلَانَا الدُّنْيَا فَمَدَحْناهَا، وَأَبَغَضَهَا فَأَحْبَبْنَاهَا، وَزَهَّدَ فِيهَا فَآثَرْنَاهَا، وَرَغَّبْنَا فِي طَلَبِهَا، وَوَعَدَكُمْ خَرَابَ الدُّنْيَا فَحَصَّنْتُمُوهَا، وَنَهَاكُمْ عَنْ طَلَبِهَا فَطَلَبْتُمُوهَا، وَأَنذَرَكُمُ الْكُنُوزَ فَكَنَزْتُمُوهَا، دَعَتْكُمْ إِلَى هَذِهِ الْغَرَّارَةِ دَوَاعِيهَا فَأَجَبْتُمْ مُسْرِعِينَ مُنَادِيهَا، خَدَعَتْكُمْ بِغُرُورِهَا، وَمَنَّتْكُمْ فَأَقْرَرْتُمْ خَاضِعِينَ لِأَمَانِيِّهَا، تَتَمَرَّغُونَ فِي زَهْرَاتِهَا، وَتَتَمَتَّعُونَ فِي لَذَّاتِهَا، وَتَتَقَلَّبُونَ فِي شَهَوَاتِهَا، وَتُلَوَّثُونَ بِتَبِعَاتِهَا، تَنْبِشُونَ بِمَخَالِبِ الْحِرْصِ عَنْ خَزَائِنِهَا، وَتَحْفِرُونَ بِمَعَاوِلِ الطَّمَعِ فِي مَعَادِنِهَا، وَتَبْنُونَ بِالْغَفْلَةِ فِي أَمَاكِنِهَا، وَتُحْصِنُونَ بِالْجَهْلِ فِي مَسَاكِنِهَا

264 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: «§قَدْ رَضِينَا مِنْ أَعْمَالِنَا بِالْمَعَانِي، وَمِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ بِالتَّوَانِي، وَمِنَ الْعَيْشِ الْبَاقِي بِالْعَيْشِ الْفَانِي»

265 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: §مَا بَالُنَا نَشْكُو فَقْرَنَا إِلَى مِثْلِنَا، وَلَا نَطْلُبُ كَشْفَهُ مِنْ رَبِّنَا، ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ أَنَّ عَبْدًا أَحَبَّ عَبْدًا للِدُّنْيَا، وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَا فِي خَزَائِنِ مَوْلَاهُ

266 - حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْإِمَامُ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ -[139]- عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: §«وَاللَّهِ لَكَفَى بِهِ ذَنْبًا أَنَّ اللَّهَ يُزَهِّدُنَا فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ نَرْغَبُ فِيهَا فَزَاهِدُكُمْ رَاغِبٌ وَعَابِدُكُمْ مُقَصِّرٌ وَعَالِمُكُمْ جَاهِلٌ»

267 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَرِيًّا يَقُولُ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: §«الدُّنْيَا مَزْرَعَةٌ إِبْلِيسُ وَأَنْتُمْ عُمَّارُهَا»

268 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَاشِدٍ التَّنُوخِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: «كَانَ §أَشْيَاخُنَا يُسَمُّونَ الدُّنْيَا خِنْزِيرَةً وَلَوْ وَجَدُوا لَهَا اسْمًا شَرًّا مِنْهَا لَسَمَّوْهَا بِهِ، وَكَانُوا إِذَا أَقْبَلَتْ إِلَى أَحَدِهِمْ دُنْيَا» ، قَالُوا: «إِلَيْكِ عَنَّا يَا خِنْزِيرَةُ لَا حَاجَةَ لَنَا فِيكِ إِنَّا نَعْرِفُ الْهَنَا»

269 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبَغْدَادِيِّ بْنِ الْهَرَوِيِّ، أَنْبَأَنَا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ §إِنَّ الدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ، هَلَكَ فِيهِ عَالَمٌ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ، فَاجْعَلْ سَفِينَتَكَ فِيهِ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ، وَاجْعَلْ حَشْوَهَا تَقْوَى اللَّهِ وَطَاعَتَهُ، وَاجْعَلْ شِرَاعَهَا الدِّينَ، بِهِ تَجْرِي تَوَكُّلًا عَلَى اللَّهِ، لَعَلَّكَ تَنْجُو وَلَعَلَّكَ لَا تَنْجُو»

270 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَوَّارٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ -[140]- عِيَاضٍ، لِأَبِي تُرَابٍ: «يَا أَبَا تُرَابٍ §الدُّخُولُ فِي الدُّنْيَا هَيِّنٌ وَلَكِنَّ التَّخَلُّصَ مِنْهَا شَدِيدٌ»

271 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ - يَعْنِي سَرِيًّا: §«مَا بَدَتْ لِي مِنَ الدُّنْيَا زَهْرَةٌ إِلَّا جَدَّدْتُ لِي مِنَ الدُّنْيَا عُزُوفًا»

272 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: §«لَوْ لَمْ أَبْغَضُ الدُّنْيَا إِلَّا لَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْصَى فِيهَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَبْغَضَهَا»

273 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: §«مَنْ صَارَعَ الدُّنْيَا صَرَعَتْهُ»

274 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: «§مَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا زَهِدَ فِيهَا، وَمَنْ عَرَفَ الْآخِرَةَ رَغِبَ فِيهَا، وَمَنْ رَغِبَ اللَّهَ آثَرَ رِضَاهُ»

275 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي سَهْلٍ الْحَارِثِيِّ الصُّوفِيِّ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: §«نَمْ عَنِ الدُّنْيَا وَزَهْرَتِهَا لِتَسْتَيْقِظَ بِرُوحِ الْآخِرَةِ وَنَعِيمِهَا»

276 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ -[141]-: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ فِي أَضْعَافِ كَلَامِهِ: «§وَمَنْ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ الدُّنْيَا لَمْ تَضْحَكِ الْآخِرَةُ إِلَيْهِ، وَالْإِنْسَانُ فِي خَلْقِهِ أَحْسَنُ مِنْهُ مِنْ جَدِيدِ غَيْرِهِ، وَالْهَالِكُ حَقًّا مَنْ ضَلَّ فِي آخِرِ سَفَرِهِ وَقَدْ قَارَبَ الْمَنْزِلَ»

277 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: قَالَ الْكَتَّانِيُّ: §«كُنْ فِي الدُّنْيَا بِبَدَنِكَ وَفِي الْآخِرَةِ بِقَلْبِكَ»

278 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْغَلَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: عِظْنِي قَالَ: يَا جَرِيرُ «§وَاجْعَلِ الدُّنْيَا مَالَا أَصَبْتَهُ فِي مَنَامِكَ، ثُمَّ انْتَبَهْتَ وَلَيْسَ مَعَكَ شَيْءٌ»

279 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ السَّرَّاجَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْقُرَشِيَّ يَقُولُ: كَتَبَ إِلِيَّ أَخِي مِنْ مَكَّةَ: «يَا أَخِي §إِنْ كُنْتَ تَصَدَّقْتَ بِمَا مَضَى مِنْ عُمُرِكَ عَلَى الدُّنْيَا وَهُوَ الْأَكْثَرُ فَتَصَدَّقْ بِمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ عَلَى الْآخِرَةِ وَهُوَ الْأَقَلُّ»

280 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَرَاءُ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ بَسَّامٍ: قَالَ ابْنُ عَاصِمٍ الْمُتَطَبِّبُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ، وَهُمَا بَيْتَانِ لِمَحْمُودٍ الْوَرَّاقِ: [البحر الرمل] §مُكْرِمُ الدُّنْيَا مُهَانٌ ... مُسْتَذَلٌّ فِي الْقِيَامَةْ وَالَّذِي هَانَتْ عَلَيْهِ ... فَلَهُ ثَمَّ كَرَامَةْ

281 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، §«يَحْلِفُ -[142]- بِاللَّهِ مَا أَعَزَّ الدِّرْهَمَ أَحَدٌ إِلَّا أَذَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»

282 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَضْرَةَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا كَتَبَ إِلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنْ عِظْنِي، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: " §أَمَّا بَعْدُ، فَاجْعَلِ الدُّنْيَا كَيَوْمٍ صُمْتَهُ عَنْ شَهْوَتِكَ، وَاجْعَلْ فِطْرَكَ الْمَوْتَ، فَكَأَنْ قَدْ وَالسَّلَامُ. . قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ زِدْنِي فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَلَا يَرَاكَ اللَّهُ عِنْدَ مَا نَهَاكَ عَنْهُ، وَلَا يَفْقِدُكَ عِنْدَ مَا أَمَرَكَ بِهِ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: زِدْنِي، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَارْضَ مِنَ الدُّنْيَا بِالِيَسِيرِ مَعَ سَلَامَةِ دِينِكَ، كَمَا رَضِي أَقْوَامٌ بِالْكَثِيرِ مَعَ ذَهَابِ دِينِهِمْ وَالسَّلَامُ "

283 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: §«فَضُولُ الدُّنْيَا رِجْسٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

قَالَ مَنْصُورٌ: فَأَخْبَرَنِي سَعْدَانُ بْنُ حُمَيْسٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، §مَا فَضُولُ الدُّنْيَا؟ قَالَ: «أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ فَضْلُ رِدَاءٍ وَأَخُوكَ عَارٍ، وَيَكُونَ عِنْدَكَ فَضْلُ حِذَاءٍ وَأَخُوكَ حَافٍ»

284 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيَّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُوسُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: " §كُلُّ الدُّنْيَا فُضُولٌ إِلَّا -[143]- خَمْسَ خِصَالٍ: خُبْزٌ يُشْبِعُهُ، وَمَاءٌ يُرْوِيهِ، وَثَوْبٌ يَسْتُرُهُ، وَبَيْتٌ يُكِنُّهُ، وَعِلْمٌ يَسْتَعْمِلُهُ "

285 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَيْمُونِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قِيلَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامْ: «§لَوِ اتَّخَذْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ لِحَاجَتِكَ؟» قَالَ: «أَنَا أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ لِي شَيْئًا يَشْغَلُنِي عَنْهُ»

286 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا يَقُولُ: §«قَدِ اجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّ الْخِفَّةَ فِي الْقِيَامَةِ خَيْرٌ»

قَالَ: وَسَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: " ادْعُوا وَأَمِّنُوا عَلَى دُعَائِي: §اللَّهُمَّ، لَا تُدْخِلُ بَيْتَ مَالِكٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا قُولُوا آمِينَ "

287 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَدْعُو قَالَ: «§اللَّهُمَّ، لَا تَجْعَلْنِي فِي هَذِهِ الدَّارِ، وَلَا تَرْزُقْنِي فِيهَا دَارًا، وَلَا أَهْلًا، وَلَا وَلَدًا، وَلَا مَالًا حَتَّى تُمِيتَنِي عَلَى ذَلِكَ» قَالَ بِشْرٌ: قَالَ ابْنُ دَاوُدَ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا أَنْفَقْتُ فِي بِنَاءٍ دِرْهَمًا قَطُّ

288 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، حِكَايَةً عَنِ الشِّبْلِيِّ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: §مَا الدُّنْيَا؟ فَقَالَ: «قِدْرٌ يَغْلِي وَكَنِيفٌ يُمْلَأُ»

289 - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْفَرْغَانِيَّ الصُّوفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ: «§الدُّنْيَا خَيَالٌ، وَطَلَبُهَا وَبَالٌ، وَتَرْكُهَا جَمَالٌ، وَالْإِعْرَاضُ عَنْهَا كَمَالٌ، وَالْمَعْرِفَةُ بِاللَّهِ اتِّصَالٌ»

290 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الشِّيعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: «إِنْ §أَرَدْتَ أَنْ تَسْتَرِيحَ فَلَا تُبَالِي مِنْ أَكْلِ الدُّنْيَا»

291 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُصَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ الْفَرَجِيِّ يَقُولُ: أَشْرَفْتُ عَلَى رَاهِبٍ فِي صَوْمَعَةٍ فَقُلْتُ لَهُ: «§مَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا؟» فَقَالَ: «تَرْكُ مَا فِيهَا عَلَى مَنْ فِيهَا»

292 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَلَمَةَ الْهَمَذَانِيُّ بِهَا قَالَ: سَمِعْتُ الشَّرِيفَ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْوَاعِظَ يَقُولُ: " §سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ رِشْدِينَ عَلَى غَفْلَةٍ: مَا الْفُتُوَّةُ؟ " قَالَ: «أَنْ لَا تُبَالِيَ مَنْ أَخَذَ الدُّنْيَا»

293 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْفَرَّاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُنَازِلٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي صَالِحٍ حَمْدُونَ: «§أَوْصِنِي؟» قَالَ: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَغْضَبَ لِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا فَافْعَلْ»

294 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَاشِمٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِذِي النُّونِ: «§الدُّنْيَا لِمَنْ؟» قَالَ: «لِمَنْ -[145]- تَرَكَهَا» ، فَقَالَ: «الْآخِرَةُ لِمَنْ؟» قَالَ: «لِمَنْ طَلَبَهَا»

295 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الشُّعَيْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ اللَّيْثِ الصُّوفِيَّ الْفَرْغَانِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ الشِّبْلِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: «§مَا عَلَامَةُ الْقَاصِدِ؟» قَالَ: «أَنْ لَا يَكُونَ لِلدِّرْهَمِ رَاصِدًا»

296 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الدِّقِّيَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الصَّائِغُ: " §يَنْبَغِي أَنْ يَتْرُكَ الْمُرِيدُ الدُّنْيَا مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً بِنَضَارَتِهَا، وَنَعِيمِهَا، وَأَلوَانِ مَطَاعِمِهَا، وَمَشَارِبِهَا، وَجَمِيعِ مَا فِيهَا، ثُمَّ إِذَا عُرِفَ بِتَرْكِ الدُّنْيَا وَيُبَجَّلُ وَيُكَرَّمُ بِهَا، فَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَتِرَ إِذْ ذَاكَ حَالُهُ بِالْإِقْبَالِ عَلَى أَهْلِهَا لِئَلَّا يَكُونَ تَرْكُهُ لِلدُّنْيَا ذَنْبًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْإِقْبَالِ عَلَى الدُّنْيَا وَطَلَبِهَا، أَوْ فِتْنَةً أَعْظَمُ مِنْهَا "

297 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الرِّيوَنْجِيُّ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَلِيكَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الظُّهْرِ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ هَبَطَ إِلَى الْبَقِيعِ، وَتَبِعَهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، ثُمَّ هَبَطَ إِلَى الْبَقِيعِ، وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ مِنْ نَخْلٍ فَجَعَلَ يَقُولُ لِلنَّاسِ: «مُرُّوا مُرُّوا» ، حَتَّى كَانُوا كُلُّهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: كُنَّا خَلْفَكَ فَقَدَّمْتَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَمِمَّ ذَلِكَ؟ قَالَ: «إِنِّي §سَمِعْتُ صَوْتَ نِعَالِكُمْ فَأَشْفَقْتُ أَنْ يَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ»

298 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ -[146]- مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ نَحْوَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَمَا زَالَ النَّاسُ يَمْشُونَ خَلْفَهُ، فَلَمَّا سَمِعَ صَوْتَ النِّعَالِ وَقَرَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ فَجَلَسَ حَتَّى §قَدَّمَهُمْ أَمَامَهُ؛ لِئَلَّا يَقَعُ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ

299 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §«مَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلَانِ»

300 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو جَدِّي، عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا خَرَجَ مَشَوْا بَيْنَ يَدَيْهِ وَخَلُّوا ظَهْرَهُ لِلْمَلَائِكَةِ» . وَرَوَاهُ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ وَزَادَ قَالَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَتَلَا قَوْلَ -[147]- لُقْمَانَ: " وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ، قَالَ: كَانَ، فَذَكَرَهُ، 301 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ فَذَكَرَهُ

302 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " مَشَيْتُ وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْظُرُ أَيَكْرَهُ أَنْ أَمْشِي وَرَاءَهُ أَمْ يُقِرَّ ذَلِكَ، قَالَ: §فَالْتَمَسَنِي بِيَدِهِ فَأَلْحَقَنِي بِهِ حَتَّى مَشَيْتُ بِجَنْبِهِ، ثُمَّ تَخَلَّفْتُ الثَّانِيَةَ أَمْشِي وَرَاءَهُ فَالْتَمَسَنِي بِيَدِهِ فَأَلْحَقَنِي بِهِ حَتَّى مَشَيْتُ بِجَنْبِهِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ ذَلِكَ

303 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - أَظُنُّهُ ابْنَ زِيَادٍ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَنْظَلَةَ الْبَكْرِيِّ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا حَوْلَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ نَسْأَلُهُ، فَقَامَ فَاتَّبَعْنَاهُ، فَرُفِعَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَعَلَاهُ بِالدِّرَّةِ فَقَالَ أُبَيٌّ: " مَهْلًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: §إِنَّهَا فِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوعِ وَمَذَلَّةٌ لِلتَّابِعِ "

304 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ، بِالرَّيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةٌ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ حَبِيبٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §رَأَى نَاسًا يَتْبَعُونَهُ فَنَهَاهُمْ -[148]- وَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ مَذَلَةً لِلتَّابِعِ فِتْنَةً لِلْمَتْبُوعِ "

305 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بَعْضِ الْبَصْرِيِّينَ، عَنِ الْحَسَنِ، مَشَوْا خَلْفَهُ فَقَالَ: §«رَحِمَكُمُ اللَّهُ مَا يُبْقِي هَذَا مِنْ مُؤْمِنٍ ضَعِيفٍ»

306 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَمَلٍ، فَلَمَّا رَجَعْتُ قَالَ: «§كَيْفَ وَجَدْتَ الْإِمَارَةَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ خَوَلٌ لِي، وَاللَّهِ لَا أَلِي عَلَى عَمَلٍ مَا دُمْتُ حَيًّا

307 - سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ أَبَا الطَّيِّبِ سَهْلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: §«مَنْ أَرَادَ خَفْقَ النِّعَالِ خَلْفَهُ فَقَدْ أَرَادَ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا وَمَنْ فِيهَا، وَكَانَتْ حَقِيقَةُ أَمْرِهِ أَنْ أَعْطُونِي دُنْيَاكُمْ وَخُذُوا دِينِي، وَاخْلَعُوا لِي دُنْيَاكُمْ فَقَدْ خَلَعْتُ لَهَا وَلَكُمْ دِينِي»

308 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §«مَنْ كَثُرَ خَدَمُهُ كَثُرَتْ شَيَاطِينُهُ»

309 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، وَسُئِلَ عَنِ §الْآفَةِ الَّتِي يُخْدَعُ بِهَا الْمُرِيدُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: بِرُؤْيَةِ الْأَلْطَافِ وَالْكَرَامَاتِ وَالْآيَاتِ " قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْفَيْضِ، فِيمَا يُخْدَعُ قَبْلَ وَصُولِهِ إِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ؟ قَالَ: «بِوَطْئِ الْأَعْقَابِ، وَتَعْظِيمِ النَّاسِ لَهُ، وَالتَّوَسُّعِ فِي الْمَجَالِسِ، وَكَثْرَةِ الْأَتْبَاعِ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ مَكْرِهِ وَخَدْعِهِ»

310 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا الْقَرْقَسَانِيُّ قَالَ: أُتِيَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ بِبَاكُورَةِ ثَمَرَةٍ فَقَلَّبَهَا ثُمَّ وَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «إِنَّ §الدُّنْيَا لَمْ تُخْلَقْ لِنَنْظُرَ إِلَيْهَا إِنَّمَا خُلِقَتْ لِنَنْظُرَ بِهَا إِلَى الْآخِرَةِ»

311 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: «§لَا أَعْرِفُ أَحَدًا فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ يَدْفَعُ الدُّنْيَا بِالصِّحَّةِ، إِنَّمَا يَدْفَعُ لِيَنَالَ أَوْ لِيَأْتِيَهُ مِنْهَا أَكْثَرُ»

- 312 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الزِّنْجَانِيَّ يَقُولُ: قَالَ الْحَارِثُ الْمُحَاسَبِيُّ: «§تَرْكُ الدُّنْيَا مَعَ ذِكْرِهَا صِفَةُ الزَّاهِدِينَ، وَتَرْكُهَا مَعَ نِسْيَانِهَا صِفَةُ الْعَارِفِينَ»

313 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا -[150]- ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَزْرَقِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْحَسَنِ عِظْنِي وَأَوْجِزْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ: «§أَمَّا مُصْلِحُكَ وَمُصْلِحٌ بِهِ عَلَى يَدَيْكَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا بِالْيَقِينِ، وَالْيَقِينُ بِالتَّفَكُّرِ، وَالتَّفَكُّرُ بِالِاعْتِبَارِ، فَإِذَا أَنْتَ تَفَكَّرْتَ فِي الدُّنْيَا لَمْ تَجِدْهَا أَهْلًا أَنْ تَبِيعَ بِهَا نَفْسَكَ، وَوَجَدْتَ نَفْسَكَ أَهْلًا أَنْ تُكْرِمَهَا بِهَوَانِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ وَمَنْزِلُ قُلْعَةٍ»

314 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلُّوَيْهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: §" الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا لَا تَسْتَوِي غَمَّ سَاعَةٍ فَكَيْفَ بِغَمِّ طُولِ عُمُرِكَ فِيهَا وَقَطْعِ إِخْوَانِكَ بِسَبَبِهَا مَعَ قَلِيلِ نَصِيبِكَ مِنْهَا

315 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دَاوُدَ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَنْبَأَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف: 52] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا يُوسُفُ اذْكُرْ هَمَّكَ فَقَالَ: {مَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: 53] "

316 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا نَعَايَا الْعَرَبِ، يَا نَعَايَا الْعَرَبِ - ثَلَاثًا - إِنَّ §-[151]- أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرِّيَاءَ وَالشَّهْوَةَ الْخَفِيَّةَ» . قَالَ الشَّيْخُ: النَّعَايَا جَمْعُ النَّعِيِّ وَهُوَ الرَّجُلُ الْهَالِكُ

317 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ، وَسُئِلَ عَنِ الدُّنْيَا مَا هِيَ؟ فَقَالَ: " §الدُّنْيَا عَلَى وَجُوهٍ: فَهِيَ عِنْدَ قَوْمٍ هَذَا الْفَتْحُ الَّذِي تَرَاهُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ الدُّنْيَا الْمَتَاعَ الَّذِي فِيهَا مِنَ الِاتِّسَاعِ وَالْغَنَاءِ، ثُمَّ قَالَ هُوَ: وَالدُّنْيَا عِنْدِي مَا قَارَبَ الْهَوَى "

318 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلَابِيُّ، بِدِمَشْقَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَشَايِخَنَا يَقُولُونَ: §«إِذَا ابْتَدَأْتَ فِي أَمْرِينَ لَا تَدْرِي أَيُّهُمَا الصَّوَابُ فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى هَوَاكَ فَخَالِفْهُ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الصَّوَابِ فِي خِلَافِ الْهَوَى»

- 319 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْخَيْرِيَّ يَقُولُ: " §مَنْ أَمَّرَ السُّنَّةَ عَلَى نَفْسِهِ قَوْلًا وَفِعْلًا نَطَقَ بِالْحِكْمَةِ، وَمَنْ أَمَّرَ الْهَوَى عَلَى نَفْسِهِ نَطَقَ بِالْبِدْعَةِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ -[152]-: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54] "

320 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَضْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، يَقُولُ: «§أَشَدُّ الْجِهَادِ جِهَادُ الْهَوَى، مَنْ مَنَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا فَقَدِ اسْتَرَاحَ مِنَ الدُّنْيَا وَبَلَائِهَا، وَكَانَ مَحْفُوظًا مُعَافًى مِنْ أَذَاهَا»

321 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: «§الْهَوَى يُرْدِي وَخَوْفُ اللَّهِ يُشْفِي، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا يُزِيلُ عَنْ قَلْبِكَ هَوَاكَ إِذَا خِفْتَ مَنْ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَرَاكَ»

322 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَسُئِلَ عَنِ §الْمَعْرِفَةِ، فَقَالَ: «لَا يَنَالُهَا أَحَدٌ إِلَّا بَعْدَ الْمُكَابَدَةِ فَيَتَلَذَّذُ بِمُخَالَفَةِ هَوَاهُ أَكْثَرَ مِمَّا يَتَلَذَّذُ بِمُتَابَعَةِ هَوَاهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَعْرِفُ»

323 - قَالَ وَسَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ: §«لَا تُطْلَقُ رُوحُ الْعَبْدِ فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ حَتَّى تَسْتَقِيمَ نَفْسُهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ»

324 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ مُقْسِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ: قَالَ الْجُنَيْدُ: أَرِقْتُ لَيْلَةً وَقُمْتُ إِلَى وِرْدِي فَلَمْ أَجِدْ مَا كُنْتُ أَجِدُ مِنَ الْحَلَاوَةِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَنَامَ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَقَعَدْتُ فَلَمْ أُطِقِ الْقُعُودَ، فَفَتَحْتُ الْبَابَ وَخَرجْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ مُلْتَفٌ فِي عَبَاءَةٍ، مَطْرُوحٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِي رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِلَى السَّاعَةِ؟ قُلْتُ: يَا سَيِّدِي مِنْ غَيْرِ مَوْعِدٍ، قَالَ: بَلَى، سَأَلْتُ مُحَرِّكَ الْقُلُوبِ أَنْ يُحَرِّكَ لِي قَلْبَكَ، قُلْتُ: قَدْ فَعَلَ، فَمَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: مَتَى يَصِيرُ دَاءُ النَّفْسِ دَوَاهَا؟ فَقُلْتُ: §«إِذَا -[153]- خَالَفَتِ النَّفْسُ هَوَاهَا صَارَ دَاؤُهَا دَوَاءَهَا» فَأَقْبَلَ عَلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: اسْمَعِي قَدِ اجَبْتُكِ بِهَذَا الْجَوَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَأَبَيْتِ إِلَّا أَنْ تَسْمَعِيهِ مِنَ الْجُنَيْدِ فَقَدْ سَمِعْتِيهِ، وَانْصَرَفَ عَنِّي وَلَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ، وَلَمْ أَعْرِفْهُ

325 - سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ عَلِيًّا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: " §الْخَلْقُ مَالِكٌ وَمَمْلُوكٌ: فَالْمَالِكُ الَّذِي يَمْلِكُ هَوَاهُ، وَالْعَبْدُ الَّذِي يَمْلِكُهُ هَوَاهُ "

326 - سَمِعْتُ أَبَا الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلُّوَيْهِ يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ: §«أَنْزِلْ نَفْسِكَ مَنْزِلَةَ مَنْ لَا حَاجَةَ لَهُ فِيهَا وَلَابُدَّ لَهُ مِنْهَا فَإِنَّ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ عَزَّ وَمَنْ مَلَكَتْهُ ذَلَّ»

327 - وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الدَّقَّاقَ يَحْكِي عَنْ بَعْضِهِمْ، أَنَّهُ " §مَا لَمْ تَقْتُلْ نَفْسَكَ بِنَفْسِكَ لَا تَصِلُ إِلَى رَبِّكَ، قِيلَ: فَمَا قَتْلُ النَّفْسِ؟ قَالَ: قَتْلُهَا بِسُيُوفِ الْمُخَالَفَةِ "

328 - وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِّيِّ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُهُمْ: «§لَوْلَا الشَّرْعُ زَجَرَنِي لَقَتَلْتُ نَفْسِي بِنَفْسِي لِنَفْسِي»

329 - وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ يَقُولُ: §«مَنْ لَمْ يَكُنِ الْغَالِبُ عَلَى قَلْبِهِ رَبُّهُ فَإِنَّمَا يَعْبُدُ هَوَاهُ وَنَفْسَهُ»

330 - أَخْبَرَنَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الْأَنْمَاطِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَطَاءٍ قَالَ وَسُئِلَ عَنْ " §أَقْرَبِ، شَيْءٍ إِلَى مَقْتِ اللَّهِ قَالَ: رُؤْيَةُ النَّفْسِ وَأَحْوَالِهَا، وَأَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ مُطَالَعَةُ الْأَعْوَاضِ عَلَى أَفْعَالِهَا "

331 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا عَمْرٍو يَقُولُ: §«مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَ عَلَيْهِ دِينُهُ»

332 - قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ: §«آفَةُ الْعَبْدِ رِضَاهُ مِنْ نَفْسِهِ بِمَا هُوَ فِيهِ»

333 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُولُ: §«مَنْ رَأَى عَيْبًا مِنْ نَفْسِهِ وَلَمْ يَجِدْ فِي قَلْبِهِ وَجَعًا حَتَّى يَتَجَرَّدَ مِنْهُ أَخَافُ أَنْ تَكُونَ رُؤْيَتُهُ لِعَيْبِهِ لَا تَزِيدُهُ إِلَّا عُجْبًا وَإِصْرَارًا»

334 - قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: §«بَلَاءُ عَامَّةِ الْمُرِيدِينَ إِغْضَاؤُهُمْ عَلَى عَثْرَةٍ وَتَرْكُ مُدَاوَاتِهَا بِدَوَائِهَا حَتَّى تَعْتَادَ النَّفْسُ ذَلِكَ فَتُسْقِطَهُ عَنْ دَرَجَةِ الْإِرَادَةِ»

335 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّصْرَآبَاذِيَّ يَقُولُ: سِجْنُكَ نَفْسُكَ إِذَا خَرَجْتَ مِنْهَا وَقَعْتَ فِي رَاحَةِ الْأَبَدِ، وَمَا دُمْتَ فِيهَا فَأَنْتَ فِي سِجْنِ الْبَلَاءِ، وَلَا يُخَلِّصُكَ مِنْهَا إِلَّا الِاسْتِقَامَةُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا»

336 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ -[155]- الْكَافِرِ» قَالَ: هِيَ سِجْنُ مَنْ تَرَكَ لَذَّاتِهَا وَشَهَوَاتِهَا فَأَمَّا الَّذِي لَا يَتْرُكُ لَذَّاتِهَا وَلَا شَهَوَاتِهَا فَأَيْ سِجْنُ هِيَ عَلَيْهِ

337 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبُسْتِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الِاحْتِيَاطِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: قِيلَ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: مَالَكَ لَا تُسَرِّحُ لِحْيَتَكَ؟ قَالَ: إِنِّي إِذًا لَفَارِغٌ، §الدُّنْيَا دَارُ مَأْتَمٍ "

قَالَ: وَقِيلَ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: لَوْ صَعَدْتَ إِلَى السَّطْحِ يُصِيبُكَ الرَّوْحُ؟ قَالَ: §«إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَخْطُوَ خُطْوَةً يَكُونُ لِبَدَنِي فِيهَا رَاحَةٌ»

338 - أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعِصَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصْبَهَانِيَّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَوَادَةَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي هَارُونُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْفَرَجِ يَقُولُ: رَأَى رَجُلٌ دَاوُدَ الطَّائِيَّ لَيْلَةً مَاتَ فِي الْمَنَامِ يَحْضُرُ - أَيْ يَعْدُو - فَقَالَ: مَالِي أَرَاكَ تَحْضُرُ؟ فَقَالَ: §«السَّاعَةَ أَفْلَتُّ مِنَ -[156]- السِّجْنِ فَأَصْبَحَ الرَّجُلُ وَالنَّاسُ» يَقُولُونَ مَاتَ دَاوُدُ رَحِمَهُ اللَّهُ

339 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ يَقُولُ: §«الرَّاحَةُ هِيَ الْخَلَاصُ مِنْ أَمَانِي النَّفْسِ»

340 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُنَازِلٍ يَقُولُ: §«مَنْ رَفَعَ ظِلَّ نَفْسِهِ عَنْ نَفْسِهِ عَاشَ النَّاسُ فِي ظِلِّهِ»

341 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: §" النَّفْسُ صَنَمٌ وَالنَّظَرُ إِلَيْهَا عِبَادَةٌ؛ لَأَنَّكَ لَا تَرَى فِيهَا إِلَّا آثَارَ الْحَقِّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ

342 - أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَلَاذُرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَنْشَدَنَا ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ: §قَلْبِي إِلَى مَأْسَاتِي دَاعِي ... يُكْثِرُ أَسْقَامِي وَأَوْجَاعِي كَيْفَ احْتِرَاسِي مِنْ عَدُوِّي إِذَا ... كَانَ عَدُوِّي بَيْنَ أَضْلَاعِي"

343 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَنَشٍ الرُّحَبِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ -[157]- ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَعْدَى عَدُوَّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ»

344 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خُمَيْرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§يَا رُبَّ مُكْرِمٍ لِنَفْسِهِ وَهُوَ لَهَا مُهِينٌ، وَيَا رُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ قَدِ أَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا حُزْنًا طَوِيلًا»

345 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ بَكْرٍ الْوَرَثَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَطَاءٍ: §«النَّفْسُ لَا تَأَلَفُ الْحَقَّ أَبَدًا»

346 - سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: " §الطَّرِيقُ وَاضِحٌ وَلَكِنَّ الْهَوَى فَاضِحٌ، وَقَالَ: الْفِقْهُ فِي الْعِبَادَاتِ حِفْظُ النَّفْسِ عَنِ الشَّهَوَاتِ "

347 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ الْمَالِكِي، أَنْبَأَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: §«لمْ يَكْمُلْ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْثِرَ اللَّهَ عَلَى شَهْوَتِهِ»

348 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سُئِلَ الْأُسْتَاذُ أَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوكِيُّ عَنْ §حَقِيقَةِ الْعُبُودِيَّةِ، فَقَالَ: «الْمُوافَقَةُ وَالْمُخَالَفَةُ، وَهُوَ أَنْ يُوافِقَ الْحَقَّ وَيُخَالِفَ نَفْسَهُ وَهَوَاهُ»

349 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ يَقُولُ: §«الْعَجَبُ مِمَّنْ يَقْطَعُ الْأَوْدِيَةَ -[158]- وَالْقِفَارَ وَالْمَفَاوِزَ حَتَّى يَصِلَ إِلَى بَيْتِهِ وَحَرَمِهِ لِأَنَّ فِيهِ آثَارَ أَنْبِيَائِهِ كَيْفَ لَا يَقْطَعُ نَفْسَهُ وَهَوَاهُ حَتَّى يَصِلَ إِلَى قَلْبِهِ فَإِنَّ فِيهِ آثَارَ مَوْلَاهُ»

350 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الْقِرْمِيسِينِي، مُشَافَهَةً وَمُنَاوَلَةً أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: §«أَقْوَى الْقُوَّةِ غَلَبَتُكَ نَفْسَكَ وَمَنْ عَجَزَ عَنْ أَدَبِ نَفْسِهِ كَانَ عَنْ أَدَبِ غَيْرِهِ أَعْجَزُ»

351 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ السَّرِيُّ: §«مِنْ عَلَامَةِ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ الْقِيَامُ بِحُقُوقِ اللَّهِ وَإِيثَارُهُ عَلَى النَّفْسِ فِيمَا أَمْكَنَتْ فِيهِ الْقُدْرَةُ»

352 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ السَّرِيُّ: §«مِنْ عَلَامَةِ الِاسْتِدْرَاجِ الْعَمَى عَنْ عُيُوبِ النَّفْسِ»

353 - وَبِهَذَا السَّنَدِ قَالَ السَّرِيُّ: " §أَحْسَنُ الْأَشْيَاءِ خَمْسَةٌ: الْبُكَاءُ عَلَى الذُّنُوبِ، وَإِصلَاحُ الْعُيُوبِ، وَطَاعَةُ عَلَّامِ الْغُيُوبِ، وَجَلَاءُ الرَّيْنِ مِنَ الْقُلُوبِ، وَأَنْ لَا يَكُونَ لِكُلِّ مَا يَهْوَى رَكُوبًا "

354 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيِّ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِي مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَامِدًا اللَّفَّافَ يَقُولُ: قَالَ حَاتِمٌ: " §الشَّهْوَةُ ثَلَاثَةٌ: شَهْوَةٌ فِي الْأَكْلِ، وَشَهْوَةٌ فِي الْكَلَامِ، وَشَهْوَةٌ فِي النَّظَرِ، فَاحْفَظِ الْأَكْلَ بِالثِّفَةِ، وَاللِّسَانَ بِالصِّدْقِ، وَالنَّظَرَ بِالْعِبْرَةِ "

355 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ حَاتِمٌ: §«الْعَبَاءُ عَلَمٌ مِنْ أَعْلَامِ الزُّهْدِ فَلَا يَنْبَغِي لِصَاحِبِ الْعَبَاءِ أَنْ يَلْبَسَ عَبَاءً بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَنِصْفٍ وَفِي قَلْبِهِ شَهْوَةٌ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ، أَمَا يَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تُجَاوِزَ شَهْوَةُ قَلْبِهِ عَبَاءَتَهُ»

356 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْوَرَّاقَ يَقُولُ: §«مَنْ أَرْضَى الْجَوَارِحَ بِالشَّهَوَاتِ فَقَدْ غَرَسَ فِي قَلْبِهِ شَجَرَ النَّدَامَاتِ»

357 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا الْخُلَدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ: كُنْتُ فِي جَبَلِ لُكَامٍ فَرَأَيْتُ رُمَّانًا فَاشْتَهَيْتُ فَدَنَوْتُ فَأَخَذْتُ مِنْهَا وَاحِدًا فَشَقَقْتُهُ فَوَجَدْتُهُ حَامِضًا وَتَرَكْتُ الرُّمَّانَ فَرَأَيْتُ رَجُلًا مَطْرُوحَا قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ الزَّنَابِيرُ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا إِبْرَاهِيمُ، قُلْتُ: فَكَيْفَ عَرَفْتَنِي؟ قَالَ: §«مَنْ عَرَفَ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَئٌ مِنْ دُونِ اللَّهِ» فَقُلْتُ: أَرَى لَكَ حَالًا مَعَ اللَّهِ فَلَوْ سَأَلْتَهُ أَنْ يَحْمِيَكَ وَيَقِيَكَ الْأَذَى مِنْ هَذِهِ الزَّنَابِيرِ، فَقَالَ لِي: «أَرَى لَكَ حَالًا مَعَ اللَّهِ فَلَوْ سَأَلْتَهُ أَنْ يَقِيَكَ شَهْوَةَ الرُّمَّانِ فَإِنَّ لَدْغَ الرُّمَّانِ يَجِدُ الْإِنْسَانُ أَلَمَهُ فِي الْآخِرَةِ وَلَدْغَ الزَّنَابِيرِ يَجِدُ أَلَمَهُ فِي الدُّنْيَا فَتَرَكْتُهُ وَمَضَيْتُ»

358 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي الصَّغَانِيَّ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -[160]-، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«اتَّقُوا فَرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

359 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَنْبَأَنِي الْحَسَنُ قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ وَكَانَ ذَا أَمْثَالٍ: " §نَفْسًا إِذَا أَكْرَمْتُهَا وَوَدَعْتُهَا وَنَعَّمْتُهَا ذَمَّتْنِي عِنْدَ اللَّهِ غَدًا، وَإِنْ أَنَا أَهَنْتُهَا وَأَنْصَبْتُهَا وَأَعْمَلْتُهَا مَدَحَتْنِي عِنْدَ اللَّهِ غَدًا قَالُوا: فَمَنْ تِيكَ يَا أَبَا مُسْلِمٍ؟ قَالَ: تِيكَ وَاللَّهِ نَفْسِي "

360 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، حَدَّثَنَا بِلَالُ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: §رُبَّمَا قَالَ الصِّبْيَانُ لِأَبِي مُسْلِمٍ ادْعُ اللَّهَ يَحْبِسُ عَلَيْنَا هَذَا الطَّيْرَ فَيَدْعُو اللَّهَ فَيَحْبِسَهُ حَتَّى يَأْخُذُوهُ بِأَيْدِيهِمْ "

361 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §عَثَرَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثَلَاثَ عَثَرَاتٍ، قَوْلُهُ: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ، وَقَوْلُهُ لِإِخْوَتِهِ: إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ، وَالثَّالِثَةُ لَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ: لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ؟ فَقَالَ -[161]-: وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي "

362 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْرَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §عَثَرَ يُوسُفُ ثَلَاثَ عَثَرَاتٍ: حِينَ هَمَّ بِهَا فَسُجِنَ، وَقَوْلُهُ لِلرَّجُلِ: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلِبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42] ، وَقَوْلُهُ لَهُمْ: {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف: 70] "

363 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى ميرك النَّيْسَابُورِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: §رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَةِ أَبِيهِ يَعْقُوبَ فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ "

364 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: «§لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ» قَالَ: مَثَلَ لَهُ يَعْقُوبُ فَضَرَبَ صَدْرَهُ فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ "

365 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ وَهُوَ الْأَكَّافُ -[162]-، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُحَارِبٍ، عَنْ أَبِيهِ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ: «§أَحِبَّ الْإِسْلَامَ، وَأَهْلَهُ وَأَحِبَّ الْفُقَرَاءَ، وَأَحِبَّ الْغَرِيبَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَادْخُلْ فِي غُمُومِ الدُّنْيَا وَاخْرُجْ مِنْهَا بِالصَّبْرِ وَلَا تَيْأَسْ مِنْ رَجُلٍ أَنْ يَكُونَ عَلَى خَيْرٍ فَيَرْجِعَ إِلَى شَرٍّ فَيَمُوتَ بِشَرٍّ، وَلَا تَيْأَسْ مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ عَلَى شَرٍّ فَيَرْجِعُ إِلَى خَيْرٍ فَيَمُوتَ بِخَيْرٍ، وَلْيَرُدَّكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْرِفُ مِنْ نَفْسِكَ»

366 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا رَاشِدٌ أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ الْخُلْقَانِيُّ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " إِنَّ §لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا أَخْمَصُوا لَهُ الْبُطُونَ، وَغَضُّوا لَهُ الْجُفُونَ عَنْ مَنَاظِرِ الْآثَامِ، وَأَهْمَلُوا لَهُ الْعُيُونَ لَمَّا اخْتَلَطَ عَلَيْهِمُ الظَّلَامُ؛ رَجَاءَ أَنْ يُنِيرَ لَهُمْ ذَلِكَ ظُلْمَةَ قُبُورِهِمْ إِذَا تَضَمَّنَتْهُمُ الْأَرْضُ بَيْنَ أَطْبَاقِهَا، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا مُكْتَئِبُونَ وَإِلَى الْآخِرَةِ مُتَطَلِّعُونَ، نَفَذَتْ أَبْصَارُهُمْ بِالْغَيْبِ إِلَى الْمَلَكُوتِ فَرَأَتْ فِيهِ مَا رَجَتْ مِنْ عَظِيمِ الثَّوَابِ فَازْدَادُوا وَاللَّهِ بِذَلِكَ جِدًّا وَاجْتِهَادًا عِنْدَ مُعَايَنَةِ مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ آمَالُهُمْ فَهُمُ الَّذِينَ لَا رَاحَةَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَهُمُ الَّذِينَ تَقَرُّ أَعْيُنُهُمْ غَدًا بِطَلْعَةِ مَلِكِ الْمَوْتِ عَلَيْهِمْ قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى تُبَلَّ لِحْيَتُهُ "

367 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبِي، أَخْبَرَنِي السَّرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ رَشِيدٍ أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: أَيْ رَبِّ أَيْنَ أَلْقَاكَ؟ قَالَ: §تَلْقَانِي عِنْدَ الْمُنْكَسِرَةِ قُلُوبُهُمْ "

368 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، حَدَّثَنِي حَنَّانُ بْنُ -[163]- خَارِجَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: كَيْفَ تَقُولُ فِي الْجِهَادِ وَالْغَزْوِ؟ قَالَ: «§ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَجَاهِدْهَا، وَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَاغْزُهَا، فَإِنَّكَ إِنْ قُتِلْتَ فَارًّا بَعَثَكَ اللَّهُ فَارًّا، وَإِنْ قُتِلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ اللَّهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا»

369 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صُبَيْحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ»

370 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §الشَّدِيدَ لَيْسَ الَّذِي يَغْلِبُ النَّاسَ وَلَكِنَّ الشَّدِيدَ مَنْ غَلَبَ نَفْسَهُ»

371 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ §مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ , وَمَضَلَّةَ الْأَهْوَاءِ» وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنَ الْمُسْنَدِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى ابْنِ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، 372 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ -[165]- عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «وَمُضِلَّاتِ الْأَهْوَاءِ» وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ وَيُقَالُ لَهُ أَبُو الْحَكَمِ وَهُوَ مُرْسَلٌ

373 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ غُزَاةٌ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §" قَدِمْتُمْ خَيْرَ مَقْدَمٍ مِنَ الْجِهَادِ الْأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ. قَالُوا: وَمَا الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ؟ قَالَ: مُجَاهَدَةُ الْعَبْدِ هَوَاهُ ". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ

374 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: §«إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ الْهَوَى فِيهِ تَابِعٌ لِلْعَمَلِ وَإِنَّ مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانًا الْعَمَلُ فِيهِ تَابِعٌ لِلْهَوَى»

375 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو إِسْمَاعِيلَ بْنَ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: §" مَنْ أَمَّرَ السُّنَّةَ عَلَى نَفْسِهِ قَوْلًا وَفِعْلًا نَطَقَ بِالْحِكْمَةِ , وَمَنْ أَمَّرَ الْهَوَى عَلَى نَفْسِهِ نَطَقَ بِالْبِدْعَةِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ يَقُولُ: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54]

376 - أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْتِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْبَكْرِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ -[166]- الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي الْمُنِيبِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْعَمَرَّطَةِ قَالَ: §رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ، فَكُنْتُ أَعْرِفُ الْخَيْرَ فِي وَجْهِهِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ رَأَيْتُ الْمَوْتَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ "

377 - قَالَ: وَأَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكَاهِلِيُّ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §يَلْبَسُ الْفَرْوَةَ الْكَبَلُ , وَكَانَ سِرَاجُ بَيْتِهِ عَلَى ثَلَاثِ قَصَبَاتٍ فَوْقَهُنَّ طِينٌ "

378 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: «§إِنِّي لَأَشْتَهِيَ الشِّوَاءَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، مَا صَفَى لِي دِرْهَمُهُ»

379 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ بُرَّةَ مِنَ الْوَاعِظِينَ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ آدَمَ §, لَوْ عَرَضْتَ شَهَوَاتِكَ اللَّاتِي مَضَتْ عَلَى سَائِلٍ بِتَمْرَةٍ مَا قَبِلَهَا»

وَكَانَ يَقُولُ: " إِنَّ §الدُّنْيَا تَقُولُ: أَنَا الْمَرْكَبُ الْمُقَوَّمُ، وَأَنَا الْبَيْتُ ذُو الْأَفَاعِي، أَنَا حَيَّةُ الْوَادِي، أَنَا الَّذِي أُهِينُ مَنْ أَكْرَمَنِي وَأُكْرِمُ مَنْ أَهَانَنِي وَأُؤَمِّنُ مَنْ تَوَكَّلَ "

380 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: §لِمَ صَارَتِ الْمُلُوكُ أَقْسَى النَّاسِ قُلُوبًا؟ قَالَ: «تَبَاعَدَتْ عَنْهَا الْفِكَرُ، وَقَرُبَتْ -[167]- مِنْهَا الشَّهَوَاتُ، وَتَمَكَّنَتْ مِنَ اللَّذَّاتِ فَاسْوَدَّتْ»

381 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بُنَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: §«مَنْ كَانَ يَسُرُّهُ مَا يَضُرُّهُ مَتَى يُفْلِحُ؟»

382 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِابْنِهِ: «أَيْ بُنَيَّ، إِنَّهُ §مَنْ خَافَ الْمَوْتَ أَدْرَكَ الْفَوْتَ، وَمَنْ لَمْ يُقْبِحْ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ أَسْرَعَتْ بِهِ التَّبِعَاتُ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ أَمَامَكَ»

383 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى غَنَّامٍ وَهُوَ مَشْغُولٌ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ أَنْتَ مَشْغُولٌ؟ قَالَ: «فِي شُغُلٍ تُحِبُّهُ» ، ثُمَّ قَالَ: §«يَفْرَحُ الرَّجُلُ بِالدَّرْهَمِ لِيَسْتَفِيدَهُ , وَلَا يَعْلَمُ أَنَّهُ يُحَاسَبُ عَلَيْهِ»

384 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّهَّانُ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ عِيسَى الْمُرَادِيِّ قَالَ: §قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنْ كُنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانِي فَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ مِنَ النَّاسِ فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَلَسْتُمْ لِيَ بِإِخْوَانٍ، إِنِّي إِنَّمَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوا لَا لِتَعْجَبُوا إِنَّكُمْ لَا تَبْلُغُونَ مَا تَأْمُلُونَ إِلَّا بِصَبْرِكُمْ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ , وَلَا تَنَالُونَ مَا تُرِيدُونَ إِلَّا بِتَرْكِكُمْ مَا تَشْتَهُونَ، إِيَّاكُمْ وَالنَّظْرَةَ؛ فَإِنَّهَا تَزْرَعُ فِي الْقُلُوبِ شَهْوَةً , وَكَفَى بِهَا لِصَاحِبِهَا فِتْنَةً، طُوبَى لِمَنْ كَانَ بَصَرُهُ فِي قَلْبِهِ وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ فِي بَصَرِ عَيْنَيْهِ مَا أَبْعَدَ مَا فَاتَ وَمَا أَدْنَى مَا هُوَ آتٍ، وَيْلٌ لِصَاحِبِ الدُّنْيَا كَيْفَ يَمُوتُ وَتَتْرُكُهُ، وَيَثِقُ بِهَا وَتَغُرُّهُ، وَيَأْمَنُهَا وَتَمْكُرُ بِهِ، وَيْلٌ لِلْمُغْتَرِّينَ قَدْ -[168]- آزَفَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ وَجَاءَهُمْ مَا يُوعَدُونَ وَفَارَقُوا مَا يُحِبُّونَ فِي طُولِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ , وَالْخَطَايَا عَمَلَهُ كَيْفَ يَفْتَضِحُ غَدًا بِرَبِّهِ، وَلَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ وَإِنْ كَانَتْ لَيِّنَةً؛ فَإِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِيَ بَعِيدٌ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ، لَا تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ النَّاسِ كَهَيْئَةِ الْأَرْبَابِ، فَانْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَهَيْئَةِ الْعَبِيدِ، إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ: مُعَافًى وَمُبْتَلًى , فَاحْمِدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ , وَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلَاءِ، مَتَى نَزَلَ الْمَاءُ عَلَى جَبَلٍ إِلَّا يَلِينُ لَهُ؟ وَمُذْ مَتَى تَدْرِسُونَ الْحِكْمَةَ وَلَا تَلِينُ لَهَا قُلُوبُكُمْ؟ بِقَدْرِ مَا تَوَاضَعُونَ، وَبَقَدْرِ مَا تَحْرُثُونَ كَذَلِكَ تَحْصُدُونَ، عُلَمَاءُ السُّوءِ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الشَّجَرَةِ الدِّفْلَى تُعْجِبُ مَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا وَتَقْتُلُ مَنْ يَأْكُلُهَا، كَلَامُكُمْ شِفَاءٌ يُبْرِئُ الدَّاءَ وَأَعْمَالُكُمْ دَاءٌ لَا يُبْرِئُهُ شِفَاءٌ، جَعَلْتُمُ الْمُعَلِّمَ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ مِثْلَ عَبِيدِ السُّوءِ، بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ وَكَيْفَ أَرْجُو أَنْ تَنْتَفِعُوا بِمَا أَقُولُ وَأَنْتُمُ الْحِكْمَةُ تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ وَلَا تَدْخُلُ آذَانَكُمْ، وَإِنَّمَا بَيْنَهُمَا أَرْبَعُ أَصَابِعَ , وَلَا تَعِيهَا قُلُوبُكُمْ، فَلَا أَحْرَارَ كِرَامَ وَلَا عَبِيدَ أَتْقِيَاءَ "

385 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ إِسْحَاقَ أَبِي سُلَيْمَانَ يَقُولُ: §لَمَّا زَهِدَ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا قَالَ لِنَفْسِهِ: «لَا هَوِيتِ شَيْئًا أَبَدًا إِلَّا خَالَفْتُكِ فِيهِ» كَذَا قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ

386 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا الْمَضَّاءُ قَالَ: §لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ اعْتَزَلَ النِّسَاءَ وَتَرَكَ اللَّحْمَ , فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونَ أَخَاهُ، فَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ وَتَرَكَ اللَّحْمَ , ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ تَزَوَّجَ وَأَكَلَ اللَّحْمَ , فَقِيلَ لِمُوسَى: إِنَّ أَخَاكَ هَارُونَ قَدْ أَكَلَ اللَّحْمَ , وَتَزَوَّجَ. قَالَ: لَكِنِّي لَا أَرْجِعُ فِي شَيْءٍ تَرَكْتُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

387 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ -[169]- إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِرَاهِبٍ بَأُرْدُنَ: مَا تَقُولُ فِيمَنِ §اضْطَجَعَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَ نَفْسَهُ شَهْوَتَهَا مِنَ النَّوْمِ يَكُونُ زَاهِدًا؟ قَالَ: «لَا. وَمَنْ أَعْطَى نَفْسَهُ شَهْوَتَهَا مِنَ النَّوْمِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَلَيْسَ بِزَاهِدٍ، وَمَا نَجِدُ فِي كُتُبِنَا شَيْئًا أَشَدُّ مُقَاتَلَةً مِنْ شَهْوَةِ النِّسَاءِ؛ لِأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ فِي الْعُرُوقِ وَالدَّمِّ، فَإِخْرَاجُهَا شَدِيدٌ، وَشَهْوَةُ الْأَكْلِ حَدِيثَةٌ عَلَى الطِّبِّ فَإِخْرَاجُهَا هَيِّنٌ»

388 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ الْحَارِثِيُّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ §مِنْ أَعْوَنِ الْأَخْلَاقِ عَلَى الدِّينِ الزَّهَادَةَ فِي الدُّنْيَا، وَأَوْشَكِهَا رَدًى اتِّبَاعَ الْهَوَى، وَمِنَ اتِّبَاعِ الْهَوَى الرَّغْبَةُ فِي الدُّنْيَا، وَمِنَ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا حُبُّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ، وَمِنْ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ اسْتِحْلَالُ الْحَرَامِ، وَمِنَ اسْتِحْلَالِ الْحَرَامِ يَغْضَبُ اللَّهَ، وَغَضَبُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الدَّاءُ الَّذِي لَا دَوَاءَ لَهُ إِلَّا رِضْوَانُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرِضْوَانُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الدَّوَاءُ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَهُ دَاءٌ، فَمَنْ يُرِدِ أَنْ يُرْضِيَ رَبَّهُ يُسْخِطْ نَفْسَهُ، وَمَنْ لَمْ يُسْخِطْ نَفْسَهُ لَا يُرْضِ رَبَّهُ، إِنْ كَانَ كُلَّمَا ثَقُلَ عَلَى الْإِنْسَانِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ تَرَكَهُ أَوْشَكَ أَنْ لَا يَبْقَى مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ»

389 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ جَامِعَ بْنَ أَبِي الْحَزَّافِ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: §«الْكَيِّسُ مَنْ سُلِّطَ عَلَى تَعْذِيبِ نَفْسِهِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنَّ تَعْذِيبَهَا يُنْجِيهَا، وَتَرْفِيهَهَا يُرْدِيهَا»

390 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوشَنْجِيُّ، ثنا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: دَخَلَ -[170]- إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ عَلَى بَعْضِ هَؤُلَاءِ الْوُلَاةِ، فَقَالَ لَهُ: «§مِنْ أَيْنَ مَعِيشَتُكَ؟» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: [البحر الطويل] نُرَقِّعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيقِ دِينِنَا؟ ... فَلَا دِينُنَا يَبْقَى وَلَا مَا نُرَقِّعُ قَالَ: فَقَالَ الْوَالِي: أَخْرِجُوهُ فَقَدِ اسْتَثْقَلَ

391 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ: [البحر المنسرح] §أُفٍّ لِدُنْيَا لَيْسَتْ تُؤَاتِينِي ... إِلَّا بِنَقْضِي لَهَا عُرَى دِينِي عَيْنِي لِحَيْنِي تُدِيرُ مُقْلَتَهَا ... تَطْلُبُ مَا سَاءَهَا لِتُرْضِينِي وَفِي رِوَايَةِ الْأَصَمِّ: تُرِيدُ مَا سَاءَهَا لِتُرْدِينِي، زَادَ قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا أَنْشَدَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ: [البحر الطويل] أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ شَرِّ نِعْمَةٍ ... تَقَرُّ بِهَا عَينَايَ فِيهَا رِدَاهَا

392 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَعْيَنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ -[171]- عَبْدَ اللَّهِ الْمُقْرِئَ يَقُولُ: §" كَانَ مَعَنَا شَابٌ مُجْتَهِدٌ إِذَا فَرَغَ مِنْ تَهَجُّدِهِ يَقُولُ شَيْئًا لَمْ أَكُ أَفْهَمُهُ؛ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَانِي، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ - وَبُكَاؤُهُ يَغْلِبُهُ - مَثُلَتْ فِي نَفْسِيَ الْجَنَّةُ , آكُلُ ثِمَارَهَا , وَأُعَانِقُ أَزْوَاجَهَا , وَأَلْبَسُ مِنْ حُلِيِّهَا. وَمَثُلَتْ فِي نَفْسِيَ النَّارُ , آكُلُ مِنْ زَقُّومِهَا، وَأَشْرَبُ مِنْ حَمِيمِهَا , وَأُعَالِجُ أَغْلَالَهَا، فَقُلْتُ: يَا نَفْسِي , أَيُّ شَيْءٍ تُرِيدِينَ الْآنَ؟ فَقَالَتْ: أَنْ أُرَدَّ‍ إِلَى الدُّنْيَا، فَأَعْمَلَ. قُلْتُ: الْآنَ؟ أَنْتِ فِي الْأُمْنِيَةِ؛ فَاعْمَلِي، ثُمَّ يُنْشِدُ: وَكَيْفَ تُحِبُّ أَنْ تُدْعَى حَكِيمًا ... وَأَنْتَ لِكُلِّ مَا تَهَوَى رَكُوبُ وَتَضْحَكُ دَائِمًا ظَهْرًا لِبَطْنٍ ... وَتَذْكُرُ مَا عَمِلْتَ فَلَا تَتُوبُ"

393 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ الشِّيرَازِيُّ، بِمِصْرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: §«أَيُّ حَسْرَةٍ عَلَى امْرِئٍ أَكْبَرُ مِنْ رَجُلٍ خَوَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَالًا فِي الدُّنْيَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرُهُ عَلَيْهِ، وَمَنْفَعَتُهُ لِغَيْرِهِ، وَأَيُّ حَسْرَةٍ عَلَى امْرِئٍ أَكْبَرُ مِنْ رَجُلٍ خَوَّلَهُ اللَّهُ مَمْلُوكًا فِي الدُّنْيَا جَاءَ الْمَمْلُوكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً مِنْهُ، وَأَيُّ حَسْرَةٍ عَلَى امْرِئٍ أَكْبَرُ مِنْ عَبْدٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ جَارًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُبْصِرُ وَجَاءَ وَهُوَ أَعْمَى، إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَتِ الدُّنْيَا عَلَيْهِمْ مُقْبِلَةً وَهُمْ يَتَبَاعَدُونَ مِنْهَا , وَإِنَّكُمْ تَحْرِصُونَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَتَبَاعَدُ مِنْكُمْ , فَمَا أَبْعَدَ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْقَوْمِ»

394 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِلَالٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ -[172]-: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: " §اشْتَدَّتْ مُؤْنَةُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، قِيلَ لِي: كَيْفَ ذَاكَ يَا أَبَا حَازِمٍ؟ قَالَ: أَمَّا الدِّينُ فَلَيْسَ تَجِدُ عَلَيْهِ أَعْوَانًا، وَأَمَّا الدُّنْيَا فَلَيْسَ تَمُدُّ يَدَكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهَا إِلَّا وَجَدْتَ فَاجِرًا قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ "

395 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْشَدَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيُّ الصُّوفِيُّ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْبُوزَجَانِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ سُرَيْجٍ، يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ: [البحر المتقارب] §فَلَا تَحْسُدِ الْكَلْبَ لِأَكْلِ الْعِظَامِ ... فَعِنْدَ الْخِرَاءَةِ مَا تَرْحَمُهْ تَرَاهُ وَشِيكًا تَشَكَّا اسْتُهُ ... كُلُومًا جَنَاهَا عَلَيْهِ فَمُهْ إِذَا مَا أَهَانَ امْرُؤٌ نَفْسَهُ ... فَلَا أَكْرَمَ اللَّهُ مَنْ يُكْرِمُهْ

396 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ الْحُرَشِيُّ، ثنا الْبِشْرُ بْنُ هَاشِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ لِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ جَارٌ كَمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَالٌ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا اسْتَقْبَلَهُ مَالِكٌ يَقُولُ: يَا أَبَا فَلَانٍ §" إِنْ كَانَ الْمَالُ الَّذِي قَدْ جَمَعْتَهُ مِنْ حَلَالٍ فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ حَرَامٍ فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَرُدَّهَا عَلَى أَرْبَابِهَا قَالَ: فَكَانَ مِنْ جَوَابِهِ لِمَالِكٍ: يَا مَالِكُ، إِنَّا نَدُقُّ الدُّنْيَا دَقًّا دَقًّا. فَقَالَ: مَالِكٌ: إِذًا - وَاللَّهِ - يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ، فَيَدُقَّكَ دَقًّا دَقًّا. قَالَ: فَضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرَبَاتِهِ مَا ضَرَبَ قَالَ: فَمَرِضَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ الرَّجُلُ: بِشَرٍّ قَالَ:، فَقَالَ مَالِكٌ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَقَالَ أَبْشِرْ بِشَرٍّ "

397 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَسْفَاطِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَهْوَازِيُّ، وَتَمْتَامٌ، قَالُوا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ؛ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ»

398 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي التَّارِيخِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُزَكِّي الْأَدِيبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أُمَّتِي كَالْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ»

399 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ الدَّارِيُّ، وَكَانَ أَحَدَ مُعَلِّمِيَّ: يَا مَالِكُ §«إِنْ -[174]- تَسُرَّكَ أَنْ تَبْلُغَ ذِرْوَةَ هَذَا الْأَمْرَ فَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الشَّهَوَاتِ حَائِطًا مِنْ حَدِيدٍ»

400 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيَّ يَقُولُ: §دَخَلَتِ الْآفَةُ مِنْ ثَلَاثٍ: سُقْمُ الطَّبِيعَةِ، وَمُلَازَمَةُ الْعَادَةِ، وَفَسَادُ الصُّحْبَةِ، فَسَأَلْتُهُ: مَا سُقْمُ الطَّبِيعَةِ؟ قَالَ: أَكْلُ الْحَرَامِ، قُلْتُ: مَا مُلَازَمَةُ الْعَادَةِ؟ قَالَ: النَّظَرُ فِي الْعَيْنَيْنِ وَالِاسْتِمَاعُ بِالْأُذُنَيْنِ مَا لَا يَلِيقُ بِالْحَقِّ وَالْغِيبَةُ وَالْبُهْتَانُ، قُلْتُ: وَمَا فَسَادُ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ: كُلَّمَا هَاجَ فِي النَّفْسِ شَهْوَةٌ تَتْبَعُهُ "

401 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَحِ الْوَرَثَانِيُّ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ الْمَيَافَارْقِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ فَتْحَ بْنَ شُخْرُفٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ الْأَنْطَاكِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ لِي: يَا خُرَاسَانِيُّ " §إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعٌ لَا غَيْرَ: عَيْنُكَ وَلِسَانُكَ وَقَلْبُكَ وَهَوَاكَ؛ فَانْظُرْ عَيْنَكَ لَا تَنْظُرْ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ، وَانْظُرْ لِسَانَكَ لَا تَقُلْ بِهِ شَيْئًا يَعْلَمُ اللَّهُ خِلَافَهُ مِنْ قَلْبِكَ، وَانْظُرْ قَلْبَكَ لَا يَكُونُ مِنْهُ غِلٌّ وَلَا حِقْدٌ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَانْظُرْ هَوَاكَ لَا يَهْوَى شَيْئًا مِنَ الشَّرِّ، فَإِذَا لَمْ تَكُنْ فِيكَ هَذِهِ الْأَرْبَعُ خِصَالٍ، فَاجْعَلِ الرَّمَادَ عَلَى رَأْسِكَ؛ فَقَدْ شُفِيتَ "

402 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا غَسَّانَ الْقَسْمَلِيَّ يَقُولُ: الدُّنْيَا هِيَ النَّفْسُ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَكَأَنَّهُ يَقُولُ: «§الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا الزُّهْدُ فِي النَّفْسِ، وَمَعْنَاهُ فِي شَهَوَاتِهَا وَمَحْبُوبِهَا كُلِّهِ إِذَا كَانَ يَشْغَلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَاحَاتِهَا»

403 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ أَبِي نَصْرٍ الْعَطَّارَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَلْمَانَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ -[175]- حَاتِمٍ الْأَصَمِّ، أَنَّهُ قَالَ: " §مَنْ دَخَلَ فِي مَذْهَبِنَا، فَلْيَجْعَلْ فِي نَفْسِهِ أَرْبَعَ خِصَالٍ مِنَ الْمَوْتِ: مَوْتٌ أَبِيَضُ، وَمَوْتٌ أَسْوَدُ، وَمَوْتٌ أَحْمَرُ، وَمَوْتٌ أَخْضَرُ، فَالْمَوْتُ الْأَبْيَضُ: الْجُوعُ، وَالْمَوْتُ الْأَسْوَدُ: احْتِمَالُ أَذَى النَّاسِ، وَالْمَوْتُ الْأَحْمَرُ: مُخَالَفَةُ النَّفْسِ، وَالْمَوْتُ الْأَخْضَرُ: طَرْحُ الرِّقَاعِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ "

404 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الرَّقِّيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: «§مَنْ صَبَرَ عَلَى الْأَذَى، وَتَرَكَ الشَّهَوَاتِ، وَأَكَلَ الْخُبْزَ مِنْ حَلَالِهِ فَقَدْ أَخَذَ بِأَصْلِ الزُّهْدِ»

405 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَنْبَأَنَا أَبِي قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ §الْكَفَافِ مِنَ الرِّزْقِ مَا هُوَ؟ قَالَ: «شِبَعُ يَوْمٍ، وَجُوعُ يَوْمٍ»

406 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ: «§الدُّنْيَا بَطْنُكَ، فَبِقَدْرِ زُهْدِكَ فِي بَطْنِكَ زُهْدُكَ فِي الدُّنْيَا»

407 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو السَّبِيعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: §«لَمْ أَرَ شَيْئًا أَفْضَحُ لِهَذَا الْعَبْدِ مِنْ بَطْنِهِ»

408 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ بِشْرٌ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: §«الْجُوعُ يُرِقُّ الْقُلُوبَ»

409 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَصَّاصُ قَالَ -[176]-: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: «§إِذَا جَاعَ الْقَلْبُ وَعَطَشَ صَفَا وَرَقَّ، وَإِذَا شَبِعَ وَرُوِيَ عَمِيَ»

410 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا يَقُولُ: قَالَ الْفُضَيْلُ: " §خَصْلَتَانِ تُقَسِّيَانِ الْقَلْبَ: كَثْرَةُ النَّوْمِ , وَكَثْرَةُ الْأَكْلِ "

411 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، أَنْبَأَنَا الْغَلَابِيُّ، ثنا الْعُتْبِيُّ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى شَيْخٍ لَنَا حَكِيمٍ , وَكَانَ يَقُولُ: «§مِسْكِينٌ ابْنُ آدَمَ، مَكْتُومُ الْأَجَلِ، مَكْتُومُ الْعِلَلِ، أَسِيرُ الْجُوعِ، صَرِيعُ الشِّبَعِ»

412 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ السَّعْدِيِّ، عَنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ قَدْ ضَرَبَ لِلدُّنْيَا مَثَلًا، فَانْظُرْ مَا يَخْرُجُ مِنَ ابْنِ آدَمَ، وَإِنْ قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ قَدْ عَلِمَ إِلَى مَا يَصِيرُ»

413 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ: §لَا يَطْمَعُ أَحَدٌ فِي السَّهْوِ مَعَ الشِّبَعِ , وَلَا يَطْمَعُ فِي الْحُزْنِ مَعَ كَثْرَةِ النَّوْمِ , وَلَا يَطْمَعُ فِي صِحَّةِ أَمْرِهِ مَعَ مُخَالَطَةِ الظُّلْمَةِ , وَلَا يَطْمَعُ فِي لِينِ الْقَلْبِ مَعَ فَضُولِ الْكَلَامِ , وَلَا يَطْمَعُ فِي حُبِّ اللَّهِ مَعَ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ , وَلَا يَطْمَعُ فِي الْأُنْسِ بِاللَّهِ مَعَ الْأُنْسِ بِالْمَخْلُوِقِينَ , وَلَا يَطْمَعُ فِي الرَّوْحِ مَعَ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا "

414 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ أَبِي حَامِدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ السَّرَّاجَ يَقُولُ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ السَّرِيِّ السَّقَطِيَّ: §كَيْفَ كَانَ يَأْكُلُ أَبُوكُمْ مِنْ مَالِكُمْ؟ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: «آكُلُ مِنْ مَالِكُمْ بِقَدْرِ مَا يَحِلُّ لِي مِنَ الْمَيْتَةِ»

415 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْخَوَّاصُ: §«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ ثَلَاثًا وَيَبْغَضُ ثَلَاثًا , فَأَمَّا مَا يُحِبُّ؛ فَقِلَّةُ الْكَلَامِ، وَقِلَّةُ النَّوْمِ، وَقِلَّةُ الْأَكْلِ، وَأَمَّا مَا يَبْغَضُ؛ فَكَثْرَةُ الْكَلَامِ، وَكَثْرَةُ الْأَكْلِ، وَكَثْرَةُ النَّوْمِ»

416 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْمُطَرِّزَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: " §نَبْنِي أَمْرَنَا هَذَا عَلَى أَرْبَعٍ: لَا نَتَكَلَّمُ إِلَّا عَنْ وَجْدٍ، وَلَا نَأْكُلُ إِلَّا عَنْ فَاقَةٍ، وَلَا نَنَامُ إِلَّا عَنْ غَلَبَةٍ، وَلَا نَسْكُتُ إِلَّا عَنْ خَشْيَةٍ "

417 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ قَالَ: سَمِعْتُ سَرِيًّا السَّقَطِيَّ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: «§قَدَّمَ إِلَيَّ أَهْلِي مَرَّةً خُبْزًا وَمِلْحَا، فَكَانَ فِي الْمِلْحِ سِمْسِمَةٌ، فَأَكَلْتُهَا، فَوَجَدْتُ رَانَهَا عَلَى قَلْبِي بَعْدَ سَنَةٍ»

418 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرٌ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَرِيٍّ يَوْمًا، فَقَالَ لِي: " §أُعَجِّبُكَ مِنْ عُصْفُورٍ يَجِيءُ، فَيَسْقُطُ عَلَى هَذَا الرُّوَاقِ قَدْ أَعْدَدْتُ لَهُ لُقَيْمَةً، فَأَفُتُّهَا فِي كَفِّي , فَيَسْقُطُ عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِي، فَيَأْكُلُ , فَلَمَّا كَانَ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ سَقَطَ عَلَى الرُّوَاقِ , فَفَتَّتُ الْخُبْزَ فِي يَدِي , فَلَمْ يَسْقُطْ عَلَى يَدِي كَمَا كَانَ، فَفَكَّرْتُ فِي سِرِّي مَا الْعِلَّةُ فِي وَحْشَتِهِ مِنِّي؟ فَوَجَدْتُنِي قَدْ أَكَلْتُ مِلْحًا طَيِّبًا، فَقُلْتُ فِي سِرِّي: أَنَا تَائِبٌ مِنَ الْمِلْحِ الطَّيِّبِ، فَسَقَطَ عَلَى يَدِي، فَأَكَلَ وَانْصَرَفَ "

419 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: §«إِنَّ نَفْسِي تُنَازِعُنِي أَنْ أَغْمِسَ جَزَرَةً فِي دِبْسٍ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةٍ فَمَا يُمْكِنُنِي»

420 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَقَّالُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَرِيٍّ غُرْفَتَهُ، فَرَأَيْتُهُ يَبْكِي، فَوَقَفْتُ، فَأَوْمَى إِلَيَّ , فَإِذَا قُلَّةٌ مَكْسُورَةٌ، فَقَالَ لِي: §جَاءَتِ الصَّبِيَّةُ الْبَارِحَةَ بِهَذِهِ الْقُلَّةِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَهْ، هَذِهِ الْقُلَّةُ هَا هُنَا مُعَلَّقَةٌ فَإِذَا أَفْطَرْتَ، فَاشْرَبْ مِنْهَا فَإِنَّهَا لَيْلَةُ غُمَّةٍ، وَمَضَتْ، فَقُمْتُ إِلَى أَمْرٍ كُنْتُ أَقُومُ إِلَيْهِ، فَغَلَبَتْنِي عَيْنَيَّ , فَرَأَيْتُ جَارِيَةً كَأَحْسَنِ الْجَوَارِي قَدْ دَخَلَتْ عَلَيَّ الْغُرْفَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا جَارِيَةُ , لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: لِمَنْ لَا يَشْرَبُ الْمَاءَ الْمُبَرَّدَ فِي الْكِيزَانِ، فَتَنَاوَلَتِ الْقُلَّةَ بِيَدِهَا، فَضَرَبَتْ بِهَا الْأَرْضَ، فَكَسَرَتْهَا. قَالَ جَعْفَرٌ قَالَ الْجُنَيْدُ: فَمَا زَالَ ذَلِكَ الْخَزَفُ مَطْرُوحًا فِي غُرْفَتِهِ حَتَّى غُمِرَ عَلَيْهِ التُّرَابُ " -[179]- قَالَ جَعْفَرٌ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْخُلْقَانِيُّ بِهَذِهِ الْحِكَايَةِ بِقَرِيبٍ مِنْ هَذَا اللَّفْظِ

421 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ - وَقَدْ ذُكِرَ لَهُ أَهْلُ الْحَقَائِقِ مِنَ الْعُبَّادِ - فَقَالَ: §«أَكْلُهُمْ أَكْلُ الْمَرْضَى , وَنَوْمُهُمْ نَوْمُ الْغَرْقَى»

422 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الصَّيْرَفِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ قَالَ: سَمِعْتُ سَرِيَّ بْنَ الْمُغَلِّسِ يَقُولُ: §مَرَّ بِعُتْبَةَ الْغُلَامُ وَهُوَ يَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِيرِ بِمِلْحِ جَرِيشٍ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ «حَتَّى نُدْرِكَ الشِّوَاءَ وَالْعُرْسَ فِي الدَّارِ الْأُخْرَى»

423 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، حَدَّثَنِيَ الْحَسَنُ بْنُ مُجَاهِدٍ قَالَ: قِيلَ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: أَلَا تَتَحَوَّلُ مِنَ الشَّمْسِ إِلَى الظِّلِّ؟ قَالَ: §«إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَنْقُلَ قَدَمِي إِلَى مَا فِيهِ رَاحَةُ بَدَنِي»

424 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: يَا أَحْمَدُ، «§جُوعٌ قَلِيلٌ، وَذُلٌّ قَلِيلٌ، وَعُرْيٌ قَلِيلٌ، وَفَقْرٌ قَلِيلٌ، وَصَبرٌ قَلِيلٌ، وَقَدِ انْقَضَتْ عَنْكَ أَيَّامُ الدُّنْيَا»

425 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ، ثنا الْحَسَنُ قَالَ: سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَشْيَاءُ -[180]- نَشْتَهِيهَا لَا نَقْدِرُ عَلَيْهَا هَلْ لَنَا فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: §«فَفِيمَ تُؤْجَرُونَ إِذَا لَمْ تُؤْجَرُوا فِيهَا»

426 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الصَّائِغُ، وَالْمَيْمُونِيُّ، قَالَا: ثنا رَوْحٌ، ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ ثَوْرٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ يَعْنِي لِلْحَسَنِ: " §رَجُلَانِ طَلَبَ أَحَدُهُمَا الدُّنْيَا بِحَلَالِهَا، فَأَصَابَاهَا، فَوَصَلَ بِهَا رَحِمَهُ وَقَدَّمَ مِنْهَا لِنَفْسِهِ، وَرَجُلٌ رَفَضَ الدُّنْيَا قَالَ: أَحَبُّهُمَا إِلَيَّ الَّذِي رَفَضَ الدُّنْيَا "

427 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ قَالَ: اجْتَمَعَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، فَقَالَ مَالِكٌ: §" إِنِّي لَأَغْبِطُ رَجُلًا مَعَهُ دِينُهُ وَلَهُ غَدَاءٌ وَلَيْسَ لَهُ عَشَاءٌ رَاضٍ عَنْ اللَّهِ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: إِنِّي لَأَغْبِطُ رَجُلًا مَعَهُ دِينُهُ وَلَيْسَ مَعَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ، رَاضٍ عَنْ رَبِّهِ " قَالَ: فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ يَرَوْنَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ أَقْوَى الرَّجُلَيْنِ

428 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ، ثنا حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: اجْتَمَعَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ فَتَذَاكَرُوا الْعَيْشَ، فَقَالَ مَالِكٌ: §" مَا شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ غَلَّةٌ يَعِيشُ مِنْهَا؟ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ غَدَاءً وَلَمْ يَجِدْ عَشَاءً , وَوَجَدَ عَشَاءً وَلَمْ يَجِدْ غَدَاءً وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ "

429 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ حَيَّانَ، بِمِصْرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ الذَّهَبِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِلْجُنَيْدِ وَأَنَا حَاضِرٌ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا غَيْرُ مَصِّ النَّوَى هَلْ بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، هَكَذَا عَلَّمَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ الْمُكَاتِبَ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ دِرْهَمٌ»

430 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَرِيًّا يَقُولُ: اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ رَجُلٌ، فَأَذِنْتُ لَهُ فَجَاءَ، فَوَقَفَ بِبَابِ الْغُرْفَةِ قَائِمًا يَنْظُرُ وَفِي زَاوِيَةِ الْغُرْفَةِ مَخْبَزَةٌ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ ادْخُلْ: قَالَ، فَقَالَ: " §لَا جَزَى اللَّهُ مَنْ غَرَّنِي فِيكَ خَيْرًا. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَيْحَكَ ‍ وَلِمَ؟ قَالَ: مَا تِلْكَ الْمَوْضُوعَةُ فِي تِلْكَ الزَّاوِيَةِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَتَرَكَنِي "

432 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى السَّرِيِّ وَهُوَ شَبِيهٌ بِالْمُتَغَيِّرِ اللَّوْنِ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا لَكَ؟ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ السَّاعَةَ رَجُلٌ، فَأَذِنْتُ لَهُ، فَرَأَى فِي بَيْتِي مَخْبَزَةً، فَلَمَّا رَآهَا قَالَ: " §لَا جَزَى اللَّهُ مَنْ غَرَّنِي -[182]- فِيكَ خَيْرًا. قَالَ: قُلْتُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: مَخْبَزَةً إِنَّمَا هَذِهِ فِي بُيُوتِ الْبَطَّالِينَ "

437 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو عَمْرٍو الصَّفَّارُ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §" إِنَّكُمُ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ، فَصَبَرْتُمْ وَسَتُبْتَلُونَ بِفِتْنَةِ السَّرَّاءِ، قَالُوا: وَمَا فِتْنَةُ السَّرَّاءُ؟ قَالَ: إِذَا لَبِسَ النِّسَاءُ عَصْبَ الْيَمَنِ وَرِيَاطَ الشَّامِ، فَأَتْعَبْنَ الْغَنِيَّ وَكَلَّفْنَ الْفَقِيرَ مَا لَا يَجِدُ "

438 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ بِبُخَارَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْإِمَامُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا عِيسَى بْنُ عَرْفَجَةَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: §«اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَقَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكُمْ، فَآثِرْ نَفْسَكَ أَيُّهَا الْمَرْءُ بِالنَّصِيحَةِ عَلَى وَلَدِكَ وَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تُخَلِّفُ مَالَكَ فِي يَدِ رَجُلَيْنِ، عَامِلٌ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَيَشْقَى بِمَا جَمَعْتَ لَهُ، وَعَامِلٌ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ، فَيَسْعَدَ بِمَا شَقِيتَ لَهُ، فَارْجُ لِمَنْ قَدَّمْتَ مِنْهُمْ رَحْمَةَ اللَّهِ، وَأَبْقِ لِمَنْ خَلَّفْتَ مِنْهُمْ رِزْقَ اللَّهِ»

439 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا جَامِعُ بْنُ سَوْدَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَسْلَمُ لِذِي دِينٍ دِينُهُ إِلَّا مَنْ هَرَبَ بِدِينِهِ مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ، وَمِنْ جُحْرٍ إِلَى جُحْرٍ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الزَّمَانُ لَمْ تُنَلِ الْمَعِيشَةُ إِلَّا بِسَخَطِ اللَّهِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ كَانَ هَلَاكُ الرَّجُلِ عَلَى يَدَيْ زَوْجَتِهِ وَوَلَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ وَلَا وَلَدٌ كَانَ هَلَاكُهُ عَلَى يَدَيْ أَبَوَيْهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَبَوَانِ كَانَ هَلَاكُهُ عَلَى يَدَيْ قَرَابَتِهِ أَوِ الْجِيرَانِ» قَالُوا: كَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يُعَيِّرُونَهُ بِضِيقِ الْمَعِيشَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُورِدُ نَفْسَهُ الْمَوَارِدَ الَّتِي تَهْلِكُ فِيهَا -[184]- نَفْسُهُ»

440 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَزْهَرُ بْنُ جَمِيلٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعْتَمِرَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: يَا مُعْتَمِرُ §«صَاحِبُ الْعِيَالِ لَا يَكُونُ رَجُلًا صَالِحًا , وَمَا رَأَيْتُ صَاحِبَ عِيَالٍ إِلَّا خَلَّطَ وَدَخَلَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ»

441 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: «§صَاحِبُ الْعِيَالِ لَا يُفْلِحُ، كَانَتْ لَنَا هِرَّةٌ لَا تَكْشِفُ الْقُدُورِ، فَلَمَّا وَلَدَتْ كَشَفَتِ الْقُدُورَ»

442 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى زَيْدٍ الْحَوَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {§إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24] «إِلَى شِقِّ تَمْرَةٍ، وَلَزْقِ بَطْنِهِ بِظَهْرِهِ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ»

443 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ خُبَيْقٍ: وَذَكَرَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ قَالَ: " §يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الَّذِينَ أَكَلَتْ عِيَالَاتُهُمْ حَسَنَاتِهِمْ فَيَقُومُونَ وَهُمْ جَمٌّ غَفِيرٌ "

444 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24] قَالَ: سَأَلَ نَبِيُّ اللَّهِ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِلْقًا مِنَ الْخُبْزِ يَشُدُّ بِهَا صُلْبَهُ مِنَ الْجُوعِ "

445 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الرِّيوَنْجِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ مُطَّرِحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُرِيتُ أَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَنَظَرْتُ؛ فَإِذَا أَهَالِي الْجَنَّةِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ أَقَلَّ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ فَقُلْتُ: مَا لِي لَا أَرَى فِيهَا أَحَدًا أَقَلَّ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ؟ فَقِيلَ لِي: أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ فَإِنَّهُمْ عَلَى الْبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُمَحَّصُونَ وَأَمَّا النِّسَاءُ، فَأَهْلَكُهُنَّ الْأَحْمَرَانِ: الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ إِحْدَى الثَّمَانِيَةِ أَبُوابٍ، فَجَعَلُوا يَعْرِضُونَ عَلَيَّ أُمَّتِي رَجُلًا رَجُلًا، فَاسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَلَمْ أَرَهُ إِلَّا بَعْدَ يَأْسٍ فَلَمَّا رَآنِي بَكَى , فَقُلْتُ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ , مَا يُبْكِيكَ؟ " قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ مَا رَأَيْتُكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَلَّا أَرَاكَ أَبَدًا، قَالَ: «وَمِمَّ ذَاكَ؟» قَالَ: مِنْ كَثْرَةِ مَالِي مَا زِلْتُ أُحَاسَبُ بَعْدَكَ وَأُمَحَّصُ

446 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ قَالَ: سُئِلَ الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَنَا حَاضِرٌ، §أَسْمَعُ مِنَ الْفَقِيرِ وَالْغَنِيِّ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: " أَفْضَلُهُمَا أَطْوَعُهُمَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قِيلَ لَهُ: فَإِذَا كَانَا جَمِيعًا طَائِعَيْنِ؟ فَقَالَ: كِلَاهُمَا فِعْلَانِ مَحْمُودَانِ غَيْرَ أَنَّ الَّذِي اخْتَارَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ وَلَمْ أَرَهُ اخْتَارَ لَهُ الْغِنَى , فَمَعَ حُسْنِ اخْتِيَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الْفَضْلُ "

447 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَهُ عَلَى الصَّفَا، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَمْسَى لِآلِ مُحَمَّدٍ كَفُّ سَوِيقٍ وَلَا سَفَّةُ دَقِيقٍ، فَلَمْ يَكُنْ كَلَامُهُ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ سَمِعَ هَدَّةً مِنَ السَّمَاءِ أَفْظَعَتْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقِيَامَةَ أَنْ تَقُومَ؟» فَقَالَ: لَا , وَلَكِنْ هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَزَلَ إِلَيْكَ حِينَ سَمِعَ اللَّهُ كَلَامَكَ فَأَتَاهُ إِسْرَافِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهُ سَمِعَ مَا ذَكَرْتَ، فَبَعَثَنِي إِلَيْكَ بِمَفَاتِيحِ الْأَرْضِ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أُسَيِّرَ مَعَكَ جِبَالَ تِهَامَةَ زُمُرُّدًا وَيَاقُوتَا وَذَهَبًا وَفِضَّةً فَعَلْتُ، وَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا مَلِكًا، وَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا عَبْدًا، فَأَوْصَى إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ، فَقَالَ: بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا ثَابِتًا

448 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي صَفْوَانَ الرُّعَيْنِيِّ: §أَيُّ شَيْءٍ الدُّنْيَا الَّتِي ذَمَّهَا اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ يَنْبَغِي لِلْعَامِلِ أَنْ يَجْتَنِبَهَا؟ قَالَ: " كُلُّ مَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا تُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا فَهُوَ مَذْمُومٌ , وَكُلَّمَا أَصَبْتَ مِنْهَا تُرِيدُ بِهِ الْآخِرَةَ، فَلَيْسَ مِنْهَا، فَحَدَّثْتُ بِهَا مَرْوَانَ، فَقَالَ: الْفِقْهُ عَلَى مَا قَالَ أَبُو صَفْوَانَ "

449 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ:، فَقَالَ خَالِدٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ §, إِنَّ أَقْوَامًا غَرَّهُمْ سِتْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَفَتَنَهُمْ حُسْنُ الثَّنَاءِ، فَلَا يَغْلِبَنَّ جَهْلُ غَيْرِكَ بِكَ عِلْمَكَ بِنَفْسِكَ , أَعَاذَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ أَنْ نَكُونَ بِالسَّتْرِ مَغْرُورِينَ وَبِثَنَاءِ النَّاسِ مَسْرُورِينَ , وَعَنْ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ مُتَخَلِّفِينَ مُقَصِّرِينَ وَإِلَى الْأَهْوَاءِ مَائِلِينَ قَالَ: فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَعَاذَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنَ إِيقَاعِ الْهَوَى "

450 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، ثنا ابْنُ نَجْدَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ مَا لَا أُحْصِي: «§اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا مِنْهَا إِلَى خَيْرٍ , اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا»

451 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رِزْمَوَيْهِ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ النَّسَوِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ -[188]-، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى»

452 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ بِالطَّابِرَانِ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّازُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَالْقَبْرُ حِصْنُهُ، وَالْجَنَّةُ مَصِيرُهُ، وَالدُّنْيَا جَنَّةُ الْكَافِرِ، وَالْقَبْرُ سِجْنُهُ وَإِلَى النَّارِ مَصِيرُهُ»

فصل آخر في قصر الأمل والمبادرة بالعمل قبل بلوغ الأجل

§فَصْلٌ آخَرُ فِي قِصَرِ الْأَمَلِ وَالْمُبَادَرَةِ بِالْعَمَلِ قَبْلَ بُلُوغِ الْأَجَلِ

453 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَّ خُطُوطًا، وَخَطَّ خَطًّا نَاحِيَةً , قَالَ: §«هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ هَذَا مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَمَثَلُ الْمُتَمَنِّي , وَذَلِكَ الْخَطُّ الْأَمَلُ بَيْنَمَا يَأْمُلُ إِذَا جَاءَهُ الْمَوْتُ»

454 - حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ "

455 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَنِ النَبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ ابْنَ آدَمَ يَضْعُفُ جِسْمُهُ، وَيَنْحَلُ لَحْمُهُ مِنَ الْكِبَرِ , وَقَلْبُهُ شَابٌّ فِي اثْنَتَيْنِ: طُولُ الْعُمْرِ , وَكَثْرَةُ الْمَالِ "

456 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو ذَرِّ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُذَكِّرُ، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «§أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ»

457 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا -[191]- عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَرَزَ عُودًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ إِلَى جَنْبِهِ وَآخَرَ بَعْدَهُ، فَقَالَ: «§تَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ بِهِ. قَالَ: «فَإِنَّ هَذَا الْإِنْسَانُ , وَهَذَا الْأَجَلُ، فَيَتَعَاطَى الْأَمَلَ، فَيَخْتَلِجَهُ الْأَجَلُ دُونَ الْأَمَلِ»

458 - أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُقْرِئُ الْهَرَوِيُّ بِمَكَّةَ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زُرَيْقِ بْنِ جَامِعٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي حَدِيدَةَ، ثنا الْمُؤَمَّلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ الْيَمَامِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْمُتَّقُونَ سَادَةٌ وَالْعُلَمَاءُ قَادَةٌ، وَمُجَالَسَتُهُمْ عِبَادَةٌ، بَلْ ذَلِكَ زِيَادَةٌ , وَأَنْتُمْ فِي مَمَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ، وَأَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ، فَأَعِدُّوا الزَّادَ فَكَأَنَّكُمْ بِالْمَعَادِ»

459 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارِ، ثنا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ دَرَسْتَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ يَتَزَوَّدْ فِي الدُّنْيَا يَنْفَعْهُ فِي الْآخِرَةِ»

460 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ مِرَارًا قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلنَّفْسِ: " اخْرُجِي، قَالَتْ: §لَا أَخْرُجُ إِلَّا وَأَنَا كَارِهَةٌ "

461 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْكَعْبِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَالْقَبْرُ حِصْنُهُ، وَإِلَى الْجَنَّةِ مَصِيرُهُ، وَالدُّنْيَا جَنَّةُ الْكَافِرِ، وَالْقَبْرُ سِجْنُهُ، وَإِلَى النَّارِ مَصِيرُهُ»

462 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَجَاءٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ , فَكَانَ فِي آخِرِ كِتَابِهِ: §«أَنْ حَاسِبْ نَفْسَكَ فِي الرَّخَاءِ قَبْلَ حِسَابِ الشِّدَّةِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الرَّخَاءِ قَبْلَ حِسَابِ الشِّدَّةِ، عَادَ مَرْجِعُهُ إِلَى الرِّضَاءِ وَالْغِبْطَةِ، وَمَنْ أَلْهَتْهُ حَيَاتُهُ وَشَغَلَهُ مَهْوَاهُ عَادَ مَرْجِعُهُ إِلَى النَّدَامَةِ وَالْحَسْرَةِ، فَتَذَكَّرْ مَا تُوعَظُ بِهِ لِكَيْ تَنْتَهِيَ عَمَّا تُنْهَى عَنْهُ»

463 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلِيُّ بْنُ -[193]- عَبْدِ اللَّهِ الْعَطَّارِ بِبَغْدَادَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: خَطَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ: §«أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ طُولُ الْأَمَلِ وَاتِّبَاعُ الْهَوَى، فَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ يُنْسِي الْآخِرَةَ، وَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ مُدْبِرَةً وَالْآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلَ»

464 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْآدَمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ «§إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَلْحَقَ بِصَاحِبَيْكَ، فَأَقْصِرِ الْأَمَلَ، وَكُلْ دُونَ الشِّبَعِ، وَنَكِّسِ الْإِزَارَ وَأَرْقِعِ الْقَمِيصَ، وَاخْصِفِ النَّعْلَ تَلْحَقْ بِهِمْ»

465 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَسَدِي، فَقَالَ: «§كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى وَأَهْلِ الْقُبُورِ»

قَالَ -[194]- مُجَاهِدٌ: ثُمَّ قَالَ لِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يَا مُجَاهِدُ «§إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَدًا»

466 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: §«الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الْأَمَلِ لَيْسَ بِأَكْلِ الْغَلِيظِ , وَلَا لُبْسِ الْعَبَاءِ»

467 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا الْفَيْضُ قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: §«مَا أَطَالَ رَجُلٌ الْأَمَلَ إِلَّا أَسَاءَ الْعَمَلَ»

468 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ غَالِبٍ تَمْتَامًا يَقُولُ: كَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: «§مَنْ عَرَفَ مَا يَطْلُبُ هَانَ عَلَيْهِ مَا يَبْذُلُ، وَمَنْ أَطْلَقَ بَصَرَهُ طَالَ أَسَفُهُ، وَمَنْ أَطْلَقَ أَمَلَهُ سَاءَ عَمَلُهُ، وَمَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ قَتَلَ -[195]- نَفْسَهُ»

469 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو حَمْزَةَ الصُّوفِيُّ: «§النَّظَرُ رُسُلُ الْبَلَايَا، وَسِهَامُ الْمَنَايَا»

470 - أَخْبَرَنَا أَبُو ذَرِّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصِ بْنَ شَاهِينَ يَقُولُ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ يَقُولُ: §«أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَمَلٍ يَمْنَعُ الْعَمَلَ»

472 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسَفَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادَيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْأَبَحِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَأْرَبِيُّ، حَدَّثَنِي وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ قَالَ: «§وَيْلٌ لِمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَمَلَهُ، وَالْخَطَايَا عَمَلَهُ، عَظِيمٌ بَطْشُهُ، قَلِيلٌ فِطْنَتُهُ، عَالِمٌ بِأَمْرِ دُنْيَاهُ، جَاهِلٌ بِأَمْرِ آخِرَتِهِ»

473 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ: §«تَأْمُلُونَ وَتَجْمَعُونَ , فَلَا مَا تَأْمُلُونَ تُدْرِكُونَ وَلَا مَا تَجْمَعُونَ تَأْكُلُونَ»

474 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ النَّسَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ السِّيرَوَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ: §«لِيَكُنْ هَمُّكَ مَعَكَ لَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يَتَأَخَّرُ»

475 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: «§إِنَّمَا أَمْسُ مَثَلٌ، وَالِيَوْمَ عَمَلٌ، وَغَدًا أَمَلٌ»

476 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو يَعْلَى السَّاجِيُّ قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًا يَقُولُ: «§مَضَى أَمْسُكَ، وَعَسَى غَدًا لِغَيْرِكَ»

477 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: §الدُّنْيَا ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ: «أَمَّا أَمْسِ فَقَدْ ذَهَبَ بِمَا فِيهِ، وَأَمَّا غَدًا فَلَعَلَّكَ أَنْ لَا تُدْرِكَهُ، فَالِيَوْمُ لَكَ فَاعْمَلْ فِيهِ»

478 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَسْنَوَيْهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُنَازِلٍ يَقُولُ: §«مَنِ اشْتَغَلَ بِالْأَوْقَاتِ الْمَاضِيَةِ وَالْآتِيَةِ ذَهَبَ وَقْتُهُ بِلَا فَائِدَةٍ»

479 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْدَعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: «إِنَّمَا هِيَ ثَلَاثَةٌ، فَقَدْ مَضَى أَمْسِ بِمَا فِيهِ وَغَدًا أَمَلٌ لَعَلَّكَ لَا تُدْرِكُهُ، إِنَّكَ إِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ غَدٍ، فَإِنَّ غَدًا يَجِيءُ بِرِزْقِ غَدٍ، إِنَّ دُونَ غَدٍ يَوْمًا وَلَيْلَةً تُخْتَرَمُ فِيهَا أَنْفُسٌ كَثِيرَةٌ لَعَلَّكَ الْمُخْتَرَمُ فِيهَا، كَفَى كُلَّ يَوْمٍ هَمُّهُ»

480 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ -[197]- شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَزَّازَ يَقُولُ: §«الِاشْتِغَالُ بِوَقْتٍ مَاضٍ تَضْيِيعُ وَقْتٍ ثَانٍ»

481 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ النَّصْرَآبَاذِيَّ يَقُولُ: §«مُرَاعَاةُ الْأَوْقَاتِ مِنْ عَلَامَاتِ التَّيَقُّظِ»

482 - سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا زَيْدٍ الْمَرْوَزِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ الزَّاهِدَ يَقُولُ: «§مَنْ حَفِظَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْقَاتَهُ، فَلَا يُضَيِّعُهَا بِمَا لَا يُرْضِي اللَّهَ فِيهِ حَفِظَ اللَّهُ عَلَيْهِ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ»

483 - سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّهْرَوَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: «§رُمَّ جَهَازَكَ، وَهَيِّئْ زَادَكَ، وَتَهَيَّأْ لِلْعَرْضِ عَلَى رَبِّكَ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ»

484 - أَخْبَرَنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَلْمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: «§تَفَكَّرُوا وَاعْمَلُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنْدَمُوا، وَلَا تَغْتَرُّوا بِالدُّنْيَا، فَإِنَّ صَحِيحَهَا يَسْقَمُ، وَجَدِيدَهَا يَبْلَى، وَنَعِيمَهَا يَفْنَى , وَشَبَابَهَا يَهْرَمُ»

485 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْأَدِيبُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ دَلُّوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: «§مَنْ لَمْ يَتْرُكِ الدُّنْيَا اخْتِيَارًا تَتْرُكْهُ الدُّنْيَا اضْطِرَارًا، وَمَنْ لَمْ تَزُلْ عَنْهُ نِعْمَتُهُ فِي حَيَاتِهِ زَالَ عَنْهُ نِعْمَتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ»

486 - أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْشَدَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لِنَفْسِهِ: [البحر الطويل] -[198]- §سَخَوْتُ عَنِ الدُّنْيَا عَزِيزًا فَنِلْتُهَا ... وَجُدْتُ بِهَا لَمَّا تَنَاهَتْ بِآمَالِي عَلِمْتُ مَصِيرَ الدَّهْرِ كَيْفَ سَبِيلُهُ ... فَزَايَلْتُهُ قَبْلَ الزَّوَالِ بِأَحْوَالِي

487 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ وَهُوَ بِالرَّمْلَةِ أَنْ عِظْنِي بِمَوْعِظَةٍ أَحْفَظُهَا عَنْكَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ §«فَإِنَّ الْحُزْنَ عَلَى الدُّنْيَا طَوِيلٌ , وَالْمَوْتَ مِنَ الْإِنْسَانِ قَرِيبٌ , وَيَنْتَقَصُ مِنْهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ نَصِيبٌ، وَلِلْبِلَى فِي جِسْمِهِ دَبِيبٌ، فَبَادِرْ بِالْعَمَلِ قَبْلَ أَنْ يُنَادَى بِالرَّحِيلِ , وَاجْتَهِدْ فِي الْعَمَلِ فِي دَارِ الْجَهَادِ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ دَارَ الْمَقَرِّ»

488 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الشُّعَيْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ نَصْرِ بْنِ أَشْكِيبَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: «§الْمَغْبُوطُ مِنَ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ تَتْرُكَهُ، وَبَنَى قَبْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهُ، وَأَرْضَى رَبَّهُ قَبْلَ أَنْ يَرْضَاهُ»

489 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا مَنْصُورُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا أَيُّوبُ الْأَعْوَرُ، عَنْ عَطَاءٍ السُّلَيْمِيِّ قَالَ: §عُوتِبَ فِي الرِّفْقِ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: «أَتَأْمُرُونَنِي بِالتَّقْصِيرِ وَالْمَوْتُ فِي عُنُقِي، وَالْقَبْرُ بَيْتِي، وَجَهْنَمُ أَمَامِي، وَلَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ»

490 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْبَجَلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ الْجُنَيْدِ فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ , -[199]- وَكَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ §ارْفُقْ بِنَفْسِكَ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ «رَأَيْتَ أَحَدًا أَحْوَجَ إِلَيْهِ مِنِّي فِي هَذَا الْوَقْتِ وَهُوَ ذَا تُطْوَى صَحِيفَتِي؟»

491 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الزَّاهِدُ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ نُصَيْرٍ الْبَزَّارُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّفَّارُ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْفَرَجِيُّ: §«مَنْ لَمْ يَغْتَنِمِ الْفُرْصَةِ فِي وَقْتِ الْإِمْكَانَ وَرِثَ النَّدَمَ فِي وَقْتِ عَدَمِ الْوُجُودِ»

492 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ السَّرِيُّ يَقُولُ لَنَا وَنَحْنُ حَوْلَهُ: «§أَنَا لَكُمْ عِبْرَةٌ , يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، اعْمَلُوا فَإِنَّمَا الْعَمَلُ فِي الشَّبِيبَةِ»

493 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيَّ يَقُولُ: «§هَذِهِ غَنِيمَةٌ بَارِدَةٌ، أَصْلِحْ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ يُغْفَرْ لَكَ مَا مَضَى»

494 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَيَّانَ، عَنْ دَايَةِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ - تَعْنِي لِدَاوُدَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ §أَمَا تَشْتَهِي الْخُبْزَ؟ قَالَ: «يَا دَايَةُ بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ خَمْسُونَ آيَةً»

495 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي -[200]- الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: «§اجْعَلْ قَبْرَكَ خِزَانَتَكَ احْشُوهَا مِنْ كُلِّ عَمَلٍ يُمْكِنُكَ، فَإِنْ وَرَدْتَ عَلَى قَبْرِكَ سَرَّكَ مَا تَرَى فِيهِ»

496 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ، بِمِصْرَ قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ «§اعْبُدِ اللَّهَ سِرًّا، حَتَّى تَخْرُجَ عَلَى النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمِينًا»

497 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ خَضْرَوَيْهِ يَقُولُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: " §لَنْ يَنَالَ الرَّجُلُ دَرَجَةَ الصَّالِحِينَ حَتَّى يَجُوزَ سِتَّ عَقَبَاتٍ، أَوَّلُهُ: يُغْلِقُ بَابَ الرَّحْمَةِ، وَيَفْتَحُ بَابَ الشِّدَّةِ، وَالثَّانِي: يُغْلِقُ بَابَ الْعِزِّ وَيَفْتَحُ بَابَ الذُّلِّ، وَالثَّالِثُ: يُغْلِقُ بَابَ الرَّاحَةِ وَيَفْتَحُ بَابَ الْجُهْدِ، وَالرَّابِعُ: يُغْلِقُ بَابَ النَّوْمِ وَيَفْتَحُ بَابَ السَّهَرِ، وَالْخَامِسُ: يُغْلِقُ بَابَ الْغِنَى وَيَفْتَحُ بَابَ الْفَقْرِ، وَالسَّادِسُ: يُغْلِقُ بَابَ الْأَمَلِ وَيَفْتَحُ بَابَ الِاسْتِعْدَادِ لِلْمَوْتِ "

498 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: لَقِيَ خَيْثَمَةُ مُحَارِبًا، فَقَالَ: §كَيْفَ حُبُّكَ لِلْمَوْتِ؟ قَالَ: مَا أُحِبُّهُ قَالَ: «إِنَّ ذَلِكَ بِكَ لَنَقْصٌ كَبِيرٌ»

499 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: «§مَثَلُ الْمُؤْمِنُ مَثَلُ الْوَلَدِ فِي الرَّحِمِ لَا يُحِبُّ الْخُرُوجَ، فَإِذَا خَرَجَ لَمْ يُحِبْ أَنْ يَدْخُلَ -[201]-، وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا فَعَايَنَ ثَوَابَ اللَّهِ لَمْ يُحِبْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا»

500 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُشَيْشٍ الْمُقْرِئُ، بِالْكُوفَةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حِكْمَةَ التَّمَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لِجُلَسَائِهِ: " §يَا مَعْشَرَ الشُّيُوخِ: مَا يُنْتَظَرُ بِالزَّرْعِ إِذَا بَلَغَ؟ قَالُوا: الْحَصَادُ، قَالَ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ: إِنَّ الزَّرْعَ قَدْ تُدْرِكُهُ الْعَاهَةُ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ "

501 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ: §«يَا بُنَيَّ , إِنَّ النَّاسَ قَدْ تَطَاوَلَ عَلَيْهِمْ مَا يُوعَدُونَ وَهُمْ إِلَى الْآخِرَةِ سِرَاعًا يَذْهَبُونَ وَإِنَّهُ قَدِ اسْتَدْبَرَتِ الدُّنْيَا لِتَذْهَبَ وَاسْتَقْبَلَتِ الْآخِرَةُ، وَإِنَّ دَارًا تَسِيرُ إِلَيْهَا أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ دَارٍ تَخْرُجُ مِنْهَا»

502 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحَمْدَ الْكَاذِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: §«يَا بُنَيَّ , كَيْفَ تَطَاوَلَ عَلَى النَّاسِ مَا يُوعَدُونَ وَهُمْ إِلَى مَا يُوعَدُونَ سِرَاعًا يَذْهَبُونَ»

503 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا الضَّحَاكُ قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: " عِبَادَ الرَّحْمَنِ يُقَالُ لِأَحَدِنَا: §تُحِبُّ أَنْ تَمُوتَ؟ فَيَقُولُ: لَا، فَيُقَالُ: لِمَ؟ فَيَقُولُ: حَتَّى أَعْمَلَ، فَيُقَالُ لَهُ: اعْمَلْ، فَيَقُولُ: سَوْفَ، فَلَا يُحِبُّ أَنْ يَمُوتَ وَلَا يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ , وَأَحَبُّ شَيْءٍ إِلَيْهِ أَنْ يُؤَخِّرَ عَمَلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يُحِبُّ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ عَرَضُ دُنْيَاهُ "

504 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: §«عَجِبْتُ مِمَّنْ يَحْزَنُ عَلَى نُقْصَانِ مَالِهِ وَلَا يَحْزَنُ مِنْ فَنَاءِ عُمُرِهِ، وَعَجِبْتُ مِنَ الدُّنْيَا مُوَلِّيَةً عَنْهُ وَالْآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ إِلَيْهِ يَشْتَغِلُ بِالْمُدْبِرَةِ، وَيُعْرِضُ عَنِ الْمُقْبِلَةِ»

505 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ بَزَّةَ يَقُولُ: §«يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ جِيفَةٌ مُنْتِنَةٌ طُيِّبَتْ نَسْمَتُكَ بِمَا قَدْ رُكِّبَ فِيكَ مِنْ رُوحِ الْحَيَاةِ، لَوْ قَدْ نُزِعَتْ مِنْكَ رُوحُكَ لَبَقِيتَ جِيفَةً مُنْتِنَةً وَجَسَدًا خَاوِيًا، قَدْ جِيفَ بَعْدَ طِيبِ رِيحِهِ وَاسْتُوحِشَ مِنْهُ بَعْدَ الْأُنْسِ بِقُرْبِهِ، فَأَيُّ الْخَلِيقَةِ يَا ابْنَ آدَمَ أَجْهَلُ مِنْكَ؟ فَالْعَجَبُ مِنْكَ إِذْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا مَصِيرُكَ وَإِلَى التُّرَابِ مَقِيلُكَ، ثُمَّ أَنْتَ بَعْدَ هَذَا الْقَوْلِ تَقَرُّ بِالدُّنْيَا عَيْنًا»

506 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ حَدَّثَنِي هَزَّانُ قَالَ: قَالَتْ لِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ: يَا هَزَّانُ أَلَا أُحَدِّثُكَ مَا §يَقُولُ الْمَيِّتُ إِذَا وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَتْ: فَإِنَّهُ يُنَادِي: " يَا أَهْلَاهُ، يَا جِيرَانَاهُ، وَيَا حَمَلَةَ سَرِيرَاهُ، لَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا كَمَا غَرَّتْنِي، وَلَا تَلْعَبَنَّ بِكُمْ كَمَا تَلَعَّبَتْ بِي، فَإِنَّ أَهْلِي لَمْ يَحْمِلُوا عَنِّي مِنْ وِزْرِي شَيْئًا وَلَوْ حَاجُّونِي الْيَوْمَ عِنْدَ الْجَبَّارِ لَحَجُّونِي , ثُمَّ قَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: الدُّنْيَا أَسْحَرُ لِقَلْبِ الْعَبْدِ مِنْ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا آثَرَهَا قَطُّ إِلَّا -[203]- أَصْرَعَتْ خَدَّهُ "

507 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ: أَمَّا بَعْدُ «§إِيَّاكَ أَنْ تُدْرِكَكَ الصَّرْعَةُ عِنْدَ الْغِرَّةِ فَلَا تُقَالُ الْعَثْرَةُ، وَلَا تُمَكَّنُ مِنَ الرَّجْعَةِ، وَلَا يَعْذُرُكَ مَنْ تَقْدَمُ عَلَيْهِ، وَلَا يَحْمَدُكَ مَنْ خَلَّفْتَ لَهُ لِمَا تَرَكْتَ لَهُ , وَالسَّلَامُ»

508 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُرْفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا وَكِيعٌ، ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: {§وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} [القيامة: 29] قَالَ: «هُمَا سَاقَاكَ إِذَا الْتَفَّتَا فِي الْكَفَنِ»

509 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُرْفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا يُونُسَ، ثنا صَالِحٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ فَسَمِعْتُهُ حِينَ ثَقُلَ يَقُولُ: " {§إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] حَتَّى فَرَغَ، قَالَ: فَانْكَبَّ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: يَا أَبَهْ , مَالَكَ تَسْتَرْجِعُ قَدْ أَفْزَعْتَنَا، فَهَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا؟ قَالَ: يَا بُنِيَّ اسْتَرْجَعْتُ عَلَى نَفْسِي الَّتِي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا "

510 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ حَزْمٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ: §«يَا إِخْوَتَاهُ أَتَدْرُونَ أَيْنَ -[204]- يُذْهَبُ بِي؟ يُذْهَبُ بِي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُو عَنِّي»

511 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُوالدَّرْدَاءِ: §«ابْنَ آدَمَ طَأِ الْأَرْضَ بِقَدَمِكَ فَإِنَّهَا عَنْ قَلِيلٍ تَكُونُ قَبْرَكَ، ابْنَ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، فَكُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ، ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمُرِكَ مُنْذُ يَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ»

512 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْدَعِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ الْيَرْبُوعِيُّ، ثنا الْمِنْهَالُ بْنُ عِيسَى، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ بَيْنَ مَطِيَّتَيْنِ يُوضِعَانَكَ، اللَّيْلَ إِلَى النَّهَارِ، وَالنَّهَارَ إِلَى اللَّيْلِ حَتَّى يُسْلِمَانِكَ إِلَى الْآخِرَةِ، فَمَنْ أَعْظَمُ مِنْكَ يَا ابْنَ آدَمَ خَطَرًا»

513 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَوَّاصُ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: مَرَرْتُ أَنَا وَأَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ فِي طَرِيقِ الشَّامِ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا يُوسُفَ , عِظْنِي بِمَوْعِظَةٍ أَحْفَظُهَا عَنْكَ قَالَ: فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: " اعْلَمْ يَا أَخِي §أَنَّ اخْتِلَافَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَمَرَّهُمَا يُسْرِعَانِ فِي هَدْمِ بَدَنِكَ، وَفَنَاءِ عُمُرِكَ، وَانْقِضَاءِ أَجَلِكَ، فَيَنْبَغِي لَكَ يَا أَخِي أَنْ لَا تَطْمَئِنَّ وَلَا تَأْمَنَنَّ حَتَّى تَعْلَمَ أَيْنَ مُسْتَقَرُّكَ وَمَصِيرُكَ، وَسَاخِطٌ عَلَيْكَ رَبُّكَ بِمَعْصِيَتِكَ، وَغَفْلَتِكَ أَوْ رَاضٍ عَنْكَ بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ، ابْنُ آدَمَ الضَّعِيفُ نُطْفَةٌ بِالْأَمْسِ وَجِيفَةٌ غَدًا، فَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى لِنَفْسِكَ بِهَذَا، فَسَتَرِدُ وَتَعْلَمُ وَتَنْدَمُ فِي وَقْتٍ لَا يَنْفَعُكَ النَّدَمُ -[205]-. قَالَ: فَبَكَى أَبُو يُوسُفَ وَبَكَى الرَّجُلُ وَبَكَيْتُ لِبُكَائِهِمَا , وَوَقَعَا مَغْشِيَّيْنِ عَلَيْهِمَا "

514 - أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ فَضْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ قَالَ: كَتَبَ الْأَوْزَاعِيُّ إِلَى أَخٍ لَهُ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّهُ §«قَدِ أُحِيطَ بِكَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيُسَارُ بِكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَاحْذَرِ اللَّهَ وَالْمُقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْ يَكُونَ آخِرَ عَهْدِكَ بِهِ، وَالسَّلَامُ»

515 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ الْبَصْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: «§النَّاسُ نِيَامٌ، فَإِذَا انْتَبَهُوا نَدِمُوا، وَإِذَا نَدِمُوا لَمْ تَنْفَعْهُمْ نَدَامَتُهُمْ»

516 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ ثَابِتٍ الدَّعَّاءَ §لَمَّا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ مِنْ بَغْدَادَ: «أَوْصِنِي» ، فَقَالَ: «دَعْ مَا تَنْدَمُ عَلَيْهِ»

517 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْخَفَّافُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ وَكَانَ يُجَالِسُ بِشْرًا , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ، عَلَى سُورِ طَرَسُوسَ يَبْكِي وَيَقُولُ: §" مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ طَالَ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ غَمُّهُ، وَمَنْ خَافَ الْوَعِيدَ لَهَا مِنَ الدُّنْيَا عَمَّا يُرِيدُ، وَمَنْ خَافَ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ ضَاقَ ذَرْعُهُ بِمَا فِي يَدَيْهِ، إِنْ كُنْتَ يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ تُرِيدُ لِنَفْسِكَ الْجَزِيلَ فَلَا تَنَمِ اللَّيْلَ وَلَا تَقِلْ، قَدِّمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ وَدَعْ عَنْكَ كَثْرَةَ الْأَشْغَالِ، بَادِرْ بَادِرْ قَبْلَ نُزُولِ مَا تُحَاذِرُ قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي "

518 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ -[208]- يَحْيَى، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ الْفَقِيهُ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: سَمِعْتُ رَوْحَ بْنَ مُدْرِكٍ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ يَقُولُ: الْآنَ «§قَبْلَ أَنْ تَسْقَمَ، فَتَضْنَى وَتَهْرَمَ، فَتَفْنَى، ثُمَّ تَمُوتَ، فَتُنْسَى، ثُمَّ تُقْبَرَ، فَتَبْلَى، ثُمَّ تُبْعَثَ، فَتَحْيَى، ثُمَّ تَحْضُرَ، فَتُدْعَى، ثُمَّ تُوقَفَ، فَتُجْزَى بِمَا قَدَّمْتَ وَأَمْضَيْتَ وَأَذْهَبْتَ فَأَفْنَيْتَ مِنْ مُوبِقَاتِ سَيِّئَاتِكَ، وَمُتْلِفَاتِ شَهَوَاتِكَ، فَالْآنَ الْآنَ وَأَنْتُمْ سَالِمُونَ»

519 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَمْشَاذٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَقِيلَ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: «§إِخْوَانِي لَا بُدَّ مِنَ الْفَنَاءِ، فَلَيْتَ شِعْرِي أَيْنَ الْمُلْتَقَى؟»

520 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْأَنْمَاطِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا السَّمِينَ يَقُولُ: لَقِيتُ غَيْلَانَ الْمَجْنُونَ فِي بَعْضِ خَرِبَاتِ الْكُوفَةِ فَقُلْتُ لَهُ: §مَتَى يَسْقُطُ الْعَبْدُ مِنْ خَطَرَاتِ الْغَفْلَةِ؟ فَقَالَ: " إِذَا كَانَ بِمَا أُمِرَ بِهِ فَاعِلًا , وَعَمَّا نُهِيَ عَنْهُ غَافِلًا , وَلِمُحَاسَبَةِ نَفْسِهِ عَاقِلًا، فَقُلْتُ: وَمَتَى يَصِلُ الْعَبْدُ؟ فَقَالَ: إِذَا قَامَ بِأَمْرِهِ، وَأَخْلَصَ سَرِيرَتَهُ، وَنَجَا مِنْ زَلَّتِهِ , فَقُلْتُ: مَوْعِظَةٌ نَتَزَوَّدُهَا مِنْكَ، فَقَالَ: كُونُوا مِنَ اللَّهُ عَلَى حَذَرٍ، وَمِنْ دُنْيَاكُمْ عَلَى خَطَرٍ، وَمِنَ الْمَوْتِ عَلَى وَجَلٍ، وَلِقُدُومِ الْآخِرَةِ عَلَى عَجَلٍ "

521 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِدْرِيسُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: §بِمَ زَهِدْتَ فِي الدُّنْيَا: قَالَ: " بِحَرْفَيْنِ وَجَدْتُهُمَا فِي التَّوْرَاةِ: يَا مَنْ لَا يَسْتَتِمُّ سُرُورَ يَوْمٍ، وَلَا يَأْمَنُ عَلَى رُوحِهِ يَوْمًا , الْحَذَرَ الْحَذَرَ "

522 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْوَلِيدُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا أَبُو عَنْبَسَةَ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §«الْمُؤْمِنُ لَا يَتِمُّ لَهُ فَرَحُ يَوْمٍ»

523 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَنَا -[209]- الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ حَرْمَلَةَ قَالَ: أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: لَمَّا بَنَى هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الرَّصَافَةُ , قَالَ: §" أُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ يَوْمًا , لَا يَأْتِينِي فِيهِ خَبَرُ غَمٍّ، فَمَا انْتَصَفَ النَّهَارُ حَتَّى أَتَتْهُ رِيشَةُ دَمٍّ مِنْ بَعْضِ الثُّغُورِ، فَأَوْصَلَتْ قَالَ: وَلَا أُحِبُّ يَوْمًا وَاحِدًا "

524 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَا بَدَأَ أَمْرُ عِبَادَةِ دَاوُدَ بْنِ نُصَيْرٍ الطَّائيِّ أَنَّهُ مَرَّ بِجَارِيَةٍ وَهِيَ تَبْكِي أَبَاهَا وَهِيَ تَقُولُ: §" يَا لَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ خَدَّيْكَ بَدَأَ الْبِلَى؟ زَادَ فِيهِ: فَأَجَبْتُ: بِخَدِّهِ الْيُمْنَى؛ فَإِنَّهَا الَّتِي تَلِي الثَّرَى "

525 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ كَثِيرٍ الْعَامِرِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَكِيرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، بِالرَّافِقَةِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو مُحَمَّدٍ، ثنا كَادِحُ بْنُ رَحْمَةَ أَبُو رَحْمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُنَازِلَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: صَلَّيْنَا خَلْفَ جِنَازَةٍ فِيهَا دَاوُدُ الطَّائِيُّ وَهُوَ لَا يَرَانِي خَلْفَهُ، فَقَالَ: أَوِّهْ {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 100] ثُمَّ قَالَ لِنَفْسِهِ: يَا دَاوُدُ " §مَنْ خَافَ الْوَعِيدَ قَصُرَ عَلَيْهِ الْبَعِيدُ، وَمَنْ طَالَ أَمَلُهُ قَصُرَ عَمَلُهُ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَاعْلَمْ يَا دَاوُدُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَشْغَلُكَ عَنْ رَبِّكَ فَهُوَ مَشْئُومٌ، وَاعْلَمْ يَا دَاوُدُ إِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا جَمِيعًا مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ إِنَّمَا يَنْدَمُونَ عَلَى مَا يُخَلِّفُونَ وَيَفْرَحُونَ بِمَا يُقَدِّمُونَ، فَبِمَا عَلَيْهِ أَهْلُ الْقُبُورِ يَنْدَمُونَ عَلَيْهِ أَهْلُ الدُّنْيَا يَقْتَتِلُونَ وَفَيهِ يَتَنَافَسُونَ وَعَلَيْهِ عِنْدَ الْقَضَاءِ يَخْتَصِمُونَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتَ أَنَّكَ خَلْفِي لَمْ أَنْطِقْ بِحَرْفٍ " وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الزَّاهِدِ عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ

526 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي السَّرِيُّ بْنُ يُوسُفَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي تَوْبَةَ قَالَ: أَقَامَ مَعْرُوفٌ الصَّلَاةَ، ثُمَّ قَالَ لِي تَقَدَّمْ , فَقُلْتُ: إِنْ صَلَّيْتُ بِكُمْ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَمْ أُصَلِّ بِكُمْ غَيْرَهَا، فَقَالَ مَعْرُوفٌ: وَأَنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ أَنْ تُصَلِّيَ صَلَاةً أُخْرَى، §«نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ طُولِ الْأَمَلِ فَإِنَّهُ يَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ لَهُ»

527 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اعْمَلْ لِلَّهِ رَأْيَ الْعَيْنِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَأَسْبِغْ طُهُورَكَ إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ، وَاذْكُرِ الْمَوْتَ فِي صَلَاتِكَ فَإِنَّ الرَّجُلَ يَذْكُرُ الْمَوْتَ فِي صَلَاتِهِ لَحَرِيٌّ أَنْ يُحْسِنَ صَلَاتَهُ، وَصَلِّ صَلَاةَ رَجُلٍ لَا يَظُنُّ أَنْ يُصَلِّيَ صَلَاةً غَيْرَهَا، وَإِيَّاكَ وَكُلَّ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ»

528 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ رَاشِدٍ السَّوَّاقُ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي رَاشِدِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ، أَنْبَأَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ وَاجْعَلْهُ مُوجَزًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§صَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ كُنْتَ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَايْأَسْ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ تَعِشْ غَنِيًا وَإِيَاكَ وَمَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ» -[211]- وَقَدْ رَوَيْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ فِي هَذَا الْبَابِ

529 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حِبَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: «§اسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ وَلِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، فَشَهِقَ عَلَيَّ شَهْقَةً، فَلَمْ يَزَلْ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ عَامَّةَ اللَّيْلِ»

530 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَاتِمٍ الْأَصَمَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَقِيقًا يَقُولُ: §«اسْتَعِدَّ إِذَا جَاءَكَ الْمَوْتُ أَنْ لَا تَسْأَلَ الرَّجْعَةَ»

531 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصَمَّ يَقُولُ: " §مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَالشَّيْطَانُ يَقُولُ لِي: مَا تَأْكُلُ وَمَا تَلْبَسُ وَأَيْنَ تَسْكُنُ؟ فَأَقُولُ: آكُلُ الْمَوْتَ، وَأَلْبَسُ الْكَفَنَ، وَأَسْكُنُ الْقَبْرَ "

532 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ حَاتِمٌ: §«الْزَمْ خِدْمَةَ مَوْلَاكَ تَأْتِكَ الدُّنْيَا رَاغِمَةً وَالْجَنَّةُ عَاشِقَةً»

533 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا نَصْرُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَابِعَةَ، تَقُولُ: " §مَا رَأَيْتُ ثَلْجًا قَطُّ إِلَّا ذَكَرْتُ تَطَايُرَ الصُّحُفِ، وَلَا رَأَيْتُ جَرَادًا قَطُّ إِلَّا ذَكَرْتُ الْحَشْرَ، وَلَا سَمِعْتُ أَذَانًا قَطُّ إِلَّا ذَكَرْتُ مُنَادِيَ الْقِيَامَةِ، قَالَتْ: وَقُلْتُ لِنَفْسِي: كُونِي فِي الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ الطَّيْرِ الْوَاقِعِ حَتَّى يَأْتِيَكِ قَضَاؤُهُ "

534 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: " خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ يَوْمًا مِنْ بَيْتِي , فَنَظَرَ إِلَى جَرَادٍ يَطِيرُ، فَقَالَ: {§يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [القمر: 7] ثُمَّ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ "

535 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: §«إِنَّهُ لَيَبْلُغُنِي مَوْتُ الرَّجُلِ مِنْ إِخْوَانِي فَكَأَنَّهُ يَسْقُطُ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِي»

536 - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُفَصِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْخَطْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَذْكُرُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: §«لَوْ فَارَقَ ذِكْرُ الْمَوْتِ قَلْبِي لَخَشِيتُ أَنْ يَفْسُدَ وَلَوْلَا أَنْ أُخَالِفَ مَنْ كَانَ قَبْلِي لَسَكَنْتُ الْجَبَّانَةَ حَتَّى أَمُوتَ»

537 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الطَّلْحِيَّ يَقُولُ: ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: «§أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ -[213]- لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ وَإِنَّمَا خُلِقْتُمُ لِلْبَقَاءِ، وَإِنَّمَا تُنْقَلُونَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ كَمَا نُقِلْتُمْ مِنَ الْأَصْلَابِ إِلَى الْأَرْحَامِ , وَمِنَ الْأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْقُبُورِ , وَمِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ وَمِنَ الْمَوْقِفِ إِلَى جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ»

538 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ هَذَا كَثِيرًا: «§دَارُنَا أَمَامُنَا، وَحَيَاتُنَا بَعْدَ مَوْتِنَا إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ»

539 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: يَا ابْنَ بَشَّارٍ، §مَثِّلْ لِبَصَرِ قَلْبِكَ حُضُورَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَأَعْوَانِهِ لِقَبْضِ رُوحُكَ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ، وَمَثِّلْ لَهُ هَوْلَ الْمَطْلَعِ وَمُسَائَلَةِ مُنْكَرٍ، وَنَكِيرٍ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ، وَمَثِّلْ لَهُ الْقِيَامَةَ وَأَهْوَالَهَا وَأَفْزَاعَهَا وَالْعَرْضَ وَالْحِسَابَ وَالْوُقُوفَ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ، ثُمَّ صَرَخَ صَرْخَةً وَوَقَعَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ "

540 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: §«إِنَّ لِلْمَوْتِ كَأْسًا لَا يَقْوَى عَلَى تَجَرُّعِهَا إِلَّا خَائِفٌ وَجِلٌ طَائِعٌ كَانَ يَتَوَقَّعُهَا، فَمَنْ كَانَ مُطِيعًا فَلَهُ الْحُسْنَى وَالْكَرَامَةُ وَالنَّجَاةُ مِنْ عَذَابِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ عَاصِيًا نَزَلَ بَيْنَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ يَوْمَ الصَّاخَّةِ وَالطَّامَّةِ»

541 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: وَقَالَ دَاوُدُ - يَعْنِي الطَّائِيَّ - لِسُفْيَانَ: §" إِذَا كُنْتَ تَشْرَبُ الْمَاءَ الْبَارِدَ وَالْمُرَوَّقَ وَتَأْكُلُ اللَّذِيذَ الْمُطَيَّبَ وَتَمْشِي فِي الظِّلِّ الظَّلِيلِ، مَتَى تُحِبُّ الْمَوْتَ وَالْقُدُومَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَبَكَى سُفْيَانُ "

542 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ لِأَبِي ضَمْرَةَ الصُّوفِيِّ وَقَدْ رَآهُ يَضْحَكُ: يَا أَبَا ضَمْرَةَ، لَا تَطْمَعَنَّ فِيمَا لَا يَكُونُ، وَلَا تَأْيَسْ مِمَّا -[214]- يَكُونُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا إِسْحَاقَ: ما مَعْنَى هَذَا؟ فَقَالَ: مَا فَهِمْتَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: §" لَا تَطْمَعَنَّ فِي بَقَائِكَ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مَصِيرَكَ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَ تَضْحَكُ؟ مَنْ يَمُوتُ وَلَا يَدْرِي إِلَى أَيْنَ يَصِيرُ بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَى جَنَّةٍ أَمْ نَارٍ؟ وَلَا تَيْأَسْ مِمَّا يَكُونُ، أَنْتَ لَا تَدْرِي أَيُّ وَقْتٍ يَكُونُ الْمَوْتُ صَبَاحَا أَوْ مَسَاءً أَوْ نَهَارًا؟ ثُمَّ قَالَ: أَوَّهُ أَوَّهُ وَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ "

543 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ، بِالْمَدِينَةِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَوْصِنِي قَالَ: §«هِيِّئْ جَهَازَكَ , وَقَدِّمْ زَادَكَ , وَكُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ»

544 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيِّ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ الْفِلَسْطِينِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {§وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} [الكهف: 82] قَالَ: " لَوْحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , عَجَبًا لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ كَيْفَ يَفْرَحُ، وَعَجَبًا لِمَنْ يَعْرِفُ النَّارَ كَيْفَ يَضْحَكُ، وَعَجَبًا لِمَنْ يَعْرِفُ الدُّنْيَا وَتَحْوِيلَهَا بِأَهْلِهَا كَيْفَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا، وَعَجَبًا لِمَنْ يُؤْمِنُ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ كَيْفَ يَنْصَبُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ، وَعَجَبًا لِمَنْ يُؤْمِنُ بِالْحِسَابِ كَيْفَ يَعْمَلُ الْخَطَايَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ "

545 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ بِنْتِ الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْزَةَ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ -[215]- سُلَيْمَانَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ جَرِيرٍ، ثنا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} [الكهف: 82] قَالَ: «كَانَ ذَلِكَ الْكَنْزُ لَوْحٌ مِنْ ذَهَبٍ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْلَمُ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ كَيْفَ يَفْرَحُ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ كَيْفَ يَحْزَنُ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ يَذْكُرُ النَّارَ كَيْفَ يَضْحَكُ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ يَرَى الدُّنْيَا وَتَصَرُّفَ أَهْلِهَا حَالًا بَعْدَ حَالٍ كَيْفَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا»

546 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَوْنٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: أَوَّلُ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّهُ قَالَ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَا شَاءَ صَنَعَ، وَمَا شَاءَ رَفَعَ، وَمَا شَاءَ وَضَعَ، وَمَا شَاءَ أَعْطَى، وَمَا شَاءَ مَنَعَ، إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ غُرُورٍ وَمَنْزِلُ بَاطِلٍ وَزِينَةُ تَقَلُّبٍ، تُضْحِكُ بَاكِيًا وَتُبْكِي ضَاحِكًا وَتُخِيفُ آمِنًا وَتُؤَمِّنُ خَائِفًا، تُفْقِرُ مُثْرِيهَا وَتُثْرِي فَقِيرَهَا، مَيَّالَةٌ لَاعِبَةٌ بِأَهْلِهَا، يَا عِبَادَ اللَّهِ اتَّخِذُوا كِتَابَ اللَّهِ إِمَامًا وَارْضَوْهُ حَكَمًا، وَاجْعَلُوهُ لَكُمْ قَائِدًا؛ فَإِنَّهُ نَاسِخٌ لِمَا كَانَ قَبْلَهُ وَلَنْ يَنْسَخَهُ كِتَابٌ بَعْدَهُ، اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَجْلُو كَيْدَ الشَّيْطَانِ، وَصَفَاصِفَهُ كَمَا يَجْلُو ضَوْءُ الصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ إِدْبَارَ اللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ»

547 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنِ دُرَيدٍ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ هُوَ عِنْدِي سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: §«حَقِيقٌ عَلَى مَنْ كَانَ الْمَوْتُ مَوْعِدَهُ وَالْقَبْرُ مَوْرِدَهُ وَالْحِسَابُ مَشْهَدَهُ أَنْ يَطُولَ بُكَاؤُهُ وَحُزْنُهُ»

548 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا -[216]- سَلْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: «§كَفَى بِاللَّهِ مُحِبًّا، وَبِالْقُرْآنِ مُؤْنِسًا، وَبِالْمَوْتِ وَاعِظًا، وَكَفَى بِخَشْيَةِ اللَّهِ عِلْمًا، وَالِاغْتِرَارِ بِاللَّهِ جَهْلًا»

549 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمِهْرَجَانِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، بِجُرْجَانَ، ثنا أَبُو عُمَرَ بْنُ زُغَيْلٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا الْعُتْبِيُّ، عَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ قَالَ: نَظَرَ الْحَسَنُ إِلَى مَيِّتٍ يُدْفَنُ، فَقَالَ: «§وَاللَّهِ إِنَّ أَمْرًا هَذَا أَوَّلُهُ لَحَرِيٌّ أَنْ يُخَافُ آخِرُهُ، وَإِنَّ أَمْرًا هَذَا آخِرُهُ لَحَرِيٌّ أَنْ يُزْهَدَ فِي أَوَّلِهِ»

550 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا ابْنُ عُثْمَانَ، أَنْبَأَنَا عَوْنُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ، " §فَمَنْ كَانَ آخِرُ عِلَّتِهِ الْمَوْتَ قَدْ مَاتَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ، فَكَأَنَّكَ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ وَكَأَنَّكَ بِالْآخِرَةِ لَمْ تَزَلْ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ "

551 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ مَطَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْمُذَكِّرَ يَقُولُ: دَخَلَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ لَهُ: عِظْنِي، فَقَالَ: " §أَنْتَ أَوَّلُ خَلِيفَةٍ يَمُوتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: زِدْنِي قَالَ: لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْ آبَائِكَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ بَلَغَتِ النَّوْبَةُ إِلَيْكَ إِلَّا وَقَدْ ذَاقَ الْمَوْتَ قَالَ: زِدْنِي قَالَ: لَيْسَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مَنْزِلٌ وَاللَّهِ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ، وَأَنْتَ أَبْصَرُ بِبِرِّكَ وَفُجُورِكَ، فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى سَقَطَ عَنْ سَرِيرِهِ "

552 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَيْرًا النَّسَّاجَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ يَقُولُ: خَرَجْتُ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ فَوَقَفْتُ عَلَى رَاهِبٍ فَقُلْتُ لَهُ: §هَلْ عِنْدَكَ مِنْ خَبَرِ مَنْ مَضَى؟ قَالَ: نَعَمْ «فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ»

553 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَنْبَسَةُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ يُعْطُونَنَا عَطَايَا مَنَعْتَنَاهَا وَإِنَّ لِي عِيَالًا وَضَيْعَةً قَدِ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَعَاهَدَ ضَيْعَتِي وَمَا يُصْلِحُ عِيَالِي، فَقَالَ عُمَرُ: " §أَحَبُّكُمْ إِلَيْنَا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: أَبَا خَالِدٍ، أَبَا خَالِدٍ أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإِنَّكَ لَا تَذْكُرُهُ وَأَنْتَ فِي ضِيقٍ مِنَ الْعَيْشِ إِلَّا وَسَّعَهُ عَلَيْكَ، وَلَا تَذْكُرُهُ وَأَنْتَ فِي سَعَةٍ مِنَ الْعَيْشِ إِلَّا ضَيَّقَهُ عَلَيْكَ "

554 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: §«إِنَّ هَذَا الْمَوْتَ فَضَحَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَدَعْ لِذِي لُبٍّ فَرَحَا، يَا لَهَا مِنْ مَوْعِظَةٍ لَوْ وَافَقَتْ مِنَ الْقُلُوبِ حَيَاةً»

555 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَيَّارُ، ثنا جَعْفَرٌ، ثنا ثَابِتٌ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: «§أَفْسَدَ الْمَوْتُ عَلَى أَهْلِ النَّعِيمِ نَعِيمَهُمْ، فَاطْلُبُوا نَعِيمًا لَا مَوْتَ فِيهِ»

556 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: §«أَيُّ عَبْدٍ أَعْظَمُ حَالًا مِنْ عَبْدٍ يَأْتِيهِ مَلَكُ الْمَوْتِ وَحْدَهُ وَيَدْخُلُ قَبْرَهُ وَحْدَهُ وَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَحْدَهُ وَمَعَ ذَلِكَ ذُنُوبٌ كَثِيرَةٌ وَنِعَمٌ مِنَ اللَّهِ كَثِيرَةٌ»

557 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ §«إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ عِنْدَهُ مَاتَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ»

558 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زُهَيْرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ §«إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ عِنْدَهُ مَاتَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عَلَى حِدَتِهِ» قِيلَ لِسُفْيَانَ: جَالَسَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: لَا "

559 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزَّاهِدُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: يَا لَيْتَ شِعْرِي §«كَيْفَ يَخْرُجُ الْمُذْنِبُونَ غَدًا مِنْ قُبُورِهِمْ؟ وَأَيْنَ مَفَرُّ الظَّالْمِينَ غَدًا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟»

560 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُمَيَّةَ بِالسَّاوَةِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَوْزِيِّ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ قَالَ: دَخَلْتُ الْبَصْرَةَ فَقُلْتُ لِرَجُلٍ كُنْتُ أَعْرِفُهُ: دُلَّنِي عَلَى عُبَّادِكُمْ، فَأَدْخَلَنِي عَلَى رَجُلٍ عَلَيْهِ لِبَاسُ الشَّعْرِ طَوِيلِ الصَّمْتِ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَسْتَنْطِقُهُ الْكَلَامَ فَلَا يُكَلِّمُنِي قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدَهُ، فَقَالَ لِي صَاحِبِي: هَا هُنَا ابْنُ عَجُوزٍ هَلْ لَكَ فِيهِ؟ قَالَ: فَدُلَّنَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَتِ الْعَجُوزُ: لَا تَذْكُرُوا لِابْنِي شَيْئًا مِنْ أَمْرِ جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ لِتَقْتُلُوهُ عَلَيَّ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي غَيْرُهُ قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى -[219]- شَابٍّ عَلَيْهِ مِنَ اللِّبَاسِ نَحْوَ مِمَّا عَلَى صَاحِبِهِ مُنْكَسِرِ الرَّأْسِ طَوِيلِ الصَّمْتِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ: " §إِنَّ لِلنَّاسِ مَوْقِفًا لَابُدَّ أَنْ يَقِفُوهُ قَالَ: قُلْتُ: بَيْنَ يَدَيْ مَنْ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: فَشَهِقَ شَهْقَةً فَمَاتَ قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: فَجَاءَتِ الْعَجُوزُ فَقَالَتْ: قَتَلْتُمْ وَلَدِي قَالَ: فَكُنْتُ فِيمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ "

561 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادٍ الْفَقِيهُ، بِالدَّامِغَانِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لَنَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ إِلَى أُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ قَالَ: «وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ» قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ يَا أُوَيْسُ؟ قَالَ: " بِحَمْدِ اللَّهِ: قَالَ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: «§لَا تَسْأَلْ رَجُلًا إِذَا أَمْسَى لَمْ يَرَ أَنَّهُ مُصْبِحٌ، وَإِذَا أَصْبَحَ لَمْ يَرَ أَنَّهُ يُمْسِي، يَا أَخَا مُرَادٍ إِنَّ عِرْفَانَ الْمُؤْمِنِ بِحُقُوقِ اللَّهِ لَمْ يُبْقِ فِضَّةً وَلَا ذَهَبًا، يَا أَخَا مُرَادٍ إِنَّ قِيَامَ الْمُؤْمِنِ بِمَا لِلَّهِ لَمْ يُبْقِ لَهُ صَدِيقًا، وَاللَّهِ إِنَا لَنَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَيَتَّخِذُونَا أَعْدَاءً وَيَجِدُونَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْفَاسِقِينَ أَعْوَانًا حَتَّى وَاللَّهِ لَقَدْ يَقْذِفُونِي بِالْعَظَائِمِ، وَايْمُ اللَّهِ لَا يَمْنَعَنِّي ذَلِكَ أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ»

562 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا قَبِيصَةُ قَالَ: مَا جَلَسْتُ مَعَ سُفْيَانَ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ مَجْلِسًا إِلَّا §«ذَكَرَ فِيهِ الْمَوْتَ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَكْثَرَ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ مِنْهُ»

563 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عِنْدَنَا بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: لَيْتَنِي قَدْ مِتُّ، لَيْتَنِي قَدِ اسْتَرَحْتُ، لَيْتَنِي فِي -[220]- قَبْرِي، فَقَالَ لَهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَثْرَةُ تَمَنِّيكَ الْمَوْتَ، وَاللَّهِ لَقَدِ آتَاكَ الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ، فَقَالَ سُفْيَانُ يَعْنِي لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ «§وَمَا يُدْرِينِي لَعَلِّي أَدْخُلُ فِي بِدْعَةٍ، لَعَلِّي أَدْخُلُ فِيمَا لَا يَحِلُّ لِي، لَعَلِّي أَدْخُلُ فِي فِتْنَةٍ أَكُونُ قَدْ مِتُّ فَسَبَقَتْ هَذَا»

564 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ - قَالَ: قِيلَ لِرَبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ: " §أَلَا تَجْلِسُ فَتُحَدِّثَ؟ قَالَ: إِنَّ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِذَا فَارَقَ قَلْبِي سَاعَةً فَسَدَ عَلَيَّ قَلْبِي قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ أَرَ رَجُلًا أَظْهَرَ حُزْنًا مِنْهُ "

565 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ حَسَّانَ بْنَ أَبِي سِنَانٍ، وَحَوْشَبًا الْتَقَيَا، فَقَالَ حَوْشَبُ لِحَسَّانَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ §كَيْفَ حَالُكَ؟ قَالَ: «مَا حَالُ مَنْ يَمُوتُ، ثُمَّ يُبْعَثُ، ثُمَّ يُحَاسَبُ؟»

566 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: شَهِدْتُ حَسَّانَ بْنَ أَبِي سِنَّانَ، وَحَوْشَبًا الْتَقَيَا يَوْمًا، فَقَالَ حَوْشَبٌ §كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَصْبَحْتُ قَرِيبٌ أَجَلِي، بَعِيدٌ أَمَلِي، سَيِّءٌ عَمَلِي»

567 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْخَضِرُ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّرَيْسِ عُمَارَةَ بْنَ حَرْبٍ، يُقَالُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا الضُّرَيْسِ؟ فَيَقُولُ: «إِنْ §نَجَوْتُ مِنَ النَّارِ فَأَنَا بِخَيْرٍ»

568 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُفَسِّرُ مِنْ أَصْلِهِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنْ يَعْنِي -[221]- الْقَطَوَانِيَّ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعِجْلِيُّ، ثنا الْأَزْرَقُ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: §كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ كَيْفَ حَالُكَ؟ قَالَ: «بِأَشَدِّ حَالٍ، مَا حَالُ مَنْ أَمْسَى وَأَصْبَحَ يَنْتَظِرُ الْمَوْتَ لَا يَدْرِي مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِهِ»

569 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ السِّجْزِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ الْقَارِئَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: «§الدُّنْيَا دَارُ أَشْغَالٍ، وَالْآخِرَةُ دَارُ أَهْوَالٍ، وَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ بَيْنَ الْأَشْغَالِ وَالْأَهْوَالِ حَتَّى يَسْتَقِرَّ بِهِ الْقَرَارُ، إِمَّا إِلَى جَنَّةٍ وَإِمَّا إِلَى نَارٍ»

570 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدَوَيْهِ الشِّيرَازِيُّ، بِمِصْرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا دُحَيْمٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْوَرْدِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ بَكَى فِي مَرَضِهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «§أَبْكِي لِبُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي، وَأَنِّي أَصْبَحْتُ فِي صُعُودِ مَهْبَطَةٍ، عَلَى جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ فَلَا أَدْرِي إِلَى أَيَّتُهُمَا يُسْلَكُ بِي»

572 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَقِيهُ أَبُو بَكْرٍ الطُّوسِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بِشْرٍ الْحَاضِرِيُّ، ثنا السَّرَّاجُ، ثنا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ وَكِيعٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا يَزِيدَ؟ قَالَ: «§أَصْبَحْنَا ضُعَفَاءَ وَمُذْنِبِينَ نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا، وَنَنْتَظِرُ آجَالنَّا»

573 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ هَارُونَ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ §كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: «أَصْبَحْتُ بَطِيًّا بَطِيًّا، مُتَلَوِّثًا بِالْخَطَايَا، أَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْأَمَانِيَّ»

574 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلَابِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقُرَشِيُّ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ يَهَابَ، ثنا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عِيسَى الْيَشْكُرِيَّ، إِذَا قِيلَ لَهُ: §كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: «أَصْبَحْتُ فِي أَجَلٍ مَنْقُوصِ، وَعَمَلٍ مَحْفُوظٍ، وَالْمَوْتُ فِي رِقَابِنَا، وَالْقِيَامَةُ مِنْ وَرَائِنَا، وَلَا نَدْرِي مَا يَفْعَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِنَا»

575 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ حَسَّانَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدٍ الشَّامَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّافِعِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلِيلٌ فَقُلْتُ: §كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَصْبَحْتُ مِنَ الدُّنْيَا رَاحِلًا، وَلِلْإِخْوَانِ مُفَارِقًا، وَلِسُوءِ فِعَالِي مُلَاقِيًا وَعَلَى اللَّهِ وَارِدًا، وَبِكَأْسِ الْمَنِيَّةِ شَارِبًا، وَلَا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَرُوحِي تَصِيرُ إِلَى الْجَنَّةِ، فَأُهَنِّيهَا أَوْ إِلَى النَّارِ، فَأُعَزِّيهَا»

576 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا -[223]- أَبُو بَكْرِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: لَقِيتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ فَقُلْتُ لَهُ: §كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَوْ كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟ فَقَالَ: «أَصْبَحْتُ سَيِّءٌ عَمَلِي، قَرِيبٌ أَجَلِي، بَعِيدٌ أَمَلِي»

577 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعُتْبِيِّ، قِيلَ لِأَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ: §كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: " بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ: ذَنْبٌ مَسْتُورٌ، وَثَنَاءٌ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ مَا بَلَغَهُ عَمَلِي "

578 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ، ثنا عُقْبَةُ الْأَصَمُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ فَجَاءَهُ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،، فَقَالَ: يَا أَبَا تَمِيمَةَ §كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: " بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ: أَمِيلُ بَيْنَهُمَا لَا أَدْرِي أَيَّتُهُمَا أُفَضِّلُ: ذَنْبٌ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَرْمِيَنِي بِهِ، وَمَحَبَّةٌ رَزَقْنِيهَا اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ وَعِزَّةٍ مَا بَلَغَهَا عَمَلِي "

579 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا النَّضْرُ، أَنْبَأَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الضَّحَاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «§مَا أَصْبَحَ أَحَدٌ الْيَوْمَ إِلَّا وَهُوَ ضَيْفٌ، وَمَالُهُ عَارِيَةٌ، وَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ، وَالْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ»

580 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ مَارًّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي صَحْرَاءَ إِذْ أَتَيْنَا عَلَى قَبْرٍ مُسَنَّمٍ، فَتَرَّحَمَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: قَبْرُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا قَبْرُ حُمَيْدِ بْنِ جَابِرٍ أَمِيرِ هَذِهِ الْمُدُنِ كُلِّهَا كَانَ غَرِقًا فِي -[224]- بِحَارِ الدُّنْيَا، ثُمَّ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْهَا وَاسْتَنْقَذَهُ بَعْدُ، بَلَغَنِي أَنَّهُ سُرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِشَيْءٍ مِنْ مَلَاهِي مُلْكِهِ وَدُنْيَاهُ وَغُرُورِهِ وَفِتْنَتِهِ قَالَ: ثُمَّ نَامَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ مَعَ مَنْ خَصَّهُ مِنْ أَهْلِهِ قَالَ: فَرَأَى رَجُلًا وَاقِفًا عَلَى رَأْسِهِ بِيَدِهِ كِتَابٌ، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُ، فَفَتَحَهُ، فَإِذَا فِيهِ كِتَابٌ بِالذَّهَبِ مَكْتُوبٌ: " §لَا تُؤْثِرَنَّ فَانِيًا عَلَى بَاقٍ، وَلَا تَغْتَرَّنَّ بِمُلْكِكَ وَقُدْرَتِكَ وَسُلْطَانِكَ وَعَبِيدِكَ، وَخَدَمِكَ وَلَذَّاتِكَ، وَشَهَوَاتِكَ فَإِنَّ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ جَسِيمٌ، وَلَوْلَا أَنَّهُ عَدِيمٌ وَهُوَ مُلْكٌ، لَوْلَا أَنَّهُ بَعْدَهُ هُلْكًا وَهُوَ فَرَحٌ وَسُرُورٌ، لَوْلَا أَنَّهُ لَهْوٌ وَغُرُورٌ وَهُوَ يَوْمٌ لَوْ كَانَ يُوثَقُ لَهُ بِغَدٍ، فَسَارِعُوا إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتِ لِلْمُتَّقِينَ} قَالَ:، فَانْتَبَهَ، فَزِعًا وَقَالَ: هَذَا تَنْبِيهٌ مِنَ اللَّهِ وَمَوْعِظَةٌ، فَخَرَجَ مِنْ مُلْكِهِ وَقَصَدَ هَذَا الْجَبَلَ فَتَعَبَّدَ فِيهِ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهِ "

581 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: «§إِخْوَانِي، عَلَيْكُمْ بِالْمُبَادَرَةِ، وَالْجَدِّ وَالِاجْتِهَادِ وَسَارِعُوا، وَسَابِقُوا، فَإِنَّ نَعْلًا فَقَدَتْ أُخْتَهَا سَرِيعَةَ اللِّحَاقِ بِهَا»

582 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: " §اذْكُرْ مَا أَنْتَ صَائِرٌ إِلَيْهِ حَقَّ ذِكْرِهِ، وَتَفَكَّرْ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمُرِكَ هَلْ يَثِقُ بِهِ وَتَرْجُو بِهِ النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ، فَإِنَّكَ إِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ شَغَلْتَ قَلْبَكَ بِالِاهْتِمَامِ بِطَرِيقِ النَّجَاةِ عَلَى طَرِيقِ الْآمِنِينَ اللَّاهِينَ الْمُطْمَئِنِينَ الَّذِينَ أَتْبَعُوا أَنْفُسَهُمْ هَوَاهَا فَأَوْقَعَتْهُمْ عَلَى طَرِيقِ هَلَكَاتِهِمْ، لَا جَرَمَ سَوْفَ يَعْلَمُونَ، وَسَوْفُ يُنَافِسُونَ، وَسَوْفَ يَنْدَمُونَ {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مَنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] "

583 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: مَضَيْتُ مَعَ -[225]- إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا طْرَابُلْسُ وَمَعِي رَغِيفَانِ مَا لَنَا شَيْءٌ غَيْرُهُمَا، وَإِذَا سَائِلٌ يَسْأَلُ، فَقَالَ لِيَ: §ادْفَعْ إِلَيْهِ مَا مَعَكَ، فَلَبِثْتُ، فَقَالَ: مَا لَكَ أَعْطِهِ؟ قَالَ: فَأَعْطَيْتُهُ وَأَنَا مُتَعَجِّبٌ مِنْ فِعْلِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّكَ تَلْقَى غَدًا مَا لَمْ تَلْقَهُ قَطُّ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ تَلْقَى مَا أَسْلَفْتَ وَلَا تَلْقَى مَا خَلَّفْتَ، فَمَهِّدْ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى يُفَاجِئُكَ أَمْرُ رَبِّكَ قَالَ: فَأَبْكَانِي كَلَامُهُ وَهَوَّنَ عَلَيَّ الدُّنْيَا قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ أَبْكِي قَالَ: هَكَذَا فَكُنْ "

584 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى قَوْمٍ مُجْتَمِعِينَ وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ حَسْنَاءَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنْ أَنَا سَلَبْتُهُ بُرْدَتَهُ فَمَا لِي عِنْدَكُمْ؟ فَجَعَلُوا لَهُ شَيْئًا فَأَتَاهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بُرْدَتُكَ هَذِهِ هِيَ لِي قَالَ: فَقَالَ: فَإِنِّي اشْتَرَيْتُهَا بِالْأَمْسِ قَالَ قَدِ أَعْلَمْتُكَ وَأَنْتَ فِي حَرَجٍ مِنْ لِبْسِهَا قَالَ: فَهَتَكَهَا لِيَدْفَعَهَا إِلَيْهِ قَالَ: فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ؟ فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ بَطَّالٌ قَالَ: فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا أَخِي §أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمَوْتَ أَمَامُكَ لَا تَدْرِي مَتَى يَأْتِيكَ صَبَاحَا أَوْ مَسَاءً لَيْلًا أَوْ نَهَارًا، ثُمَّ الْقَبْرُ وَهَوْلُ الْمَطْلَعِ وَمُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، وَبَعْدَ ذَلِكَ الْقِيَامَةُ يَوْمَ يُحْشَرُ فِيهِ الْمُبْطِلُونَ» فَأَبْكَاهُمْ وَمَضَى

585 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو دُجَانَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: وَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: §كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَقَالَ: «أَصْبَحْتُ وَبِنَا مِنْ نِعَمِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَا يُحْصَى مَعَ كَثِيرِ مَا نَعْصِي فَلَا نَدْرِي عَلَى مَا نَشْكُرُ، عَلَى جَمِيلِ مَا نَشَرَ أَمْ عَلَى قَبِيحِ مَا سَتَرَ؟»

586 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، إِمْلَاءً قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ -[226]- سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَقِيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: §كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِخَيْرٍ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يُصْبِحْ صَائِمًا، وَلَمْ يَعُدْ سَقِيمًا»

587 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: §لِمَ لَا تَغْسِلُ قَمِيصَكَ؟ قَالَ: «الْأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ»

588 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي الْبُسْتِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الذَّهَبِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الِاحْتِيَاطِيُّ، ثنا وَكِيعٌ قَالَ: قِيلَ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: §مَا لَكَ لَا تُسَرِّحُ لِحْيَتَكَ؟ قَالَ: " إِنِّي إِذًا لَفَارِغٌ، الدُّنْيَا دَارُ مَأْتَمٍ قَالَ: وَقِيلَ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: لَوْ صَعَدْتَ إِلَى السَّطْحِ يُصِيبُكَ الرَّوْحُ؟ قَالَ: إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَخْطُوَ خُطْوَةً يَكُونُ لِبَدَنِي فِيهَا رَاحَةٌ "

589 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: §«انْظُرْ لَا يَأْخُذُكَ وَأَنْتَ ذَاهِبٌ فِي حَاجَةٍ يَعْنِي الْمَوْتَ»

590 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ شَبَابَةَ الْهَمَذَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَبْهَرِيُّ، ثنا ابْنُ سَاكِنٍ، ثنا الْأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ §لَا تُؤَخِّرِ التَّوْبَةَ فَإِنَّ الْمَوْتَ يَأْتِي بَغْتَةً»

591 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِسْعَرِ بْنَ كِدَامٍ يَقُولُ: «§كَمْ مِنْ مُسْتَقْبِلٍ يَوْمًا لَيْسَ بِمُسْتَكْمِلِهِ، وَمُنْتَظِرٍ غَدًا وَلَيْسَ بِمُسْتَدْرِكِهِ، وَلَوْلَا الْأَجَلُ وَمَسِيرُهُ لَأَبْغَضْتُمُ الْأَمَلَ وَغُرُورَهُ»

592 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§كَمْ مِنْ مُسْتَقْبِلٍ يَوْمًا لَا يُتِمُّهُ، وَمُنْتَظِرٍ غَدًا لَا يَبْلُغُهُ، وَلَوْ تَنْظُرُونَ إِلَى الْأَجَلِ وَمَسِيرِهِ لَأَبْغَضْتُمُ الْأَمَلَ وَغُرُورَهُ» 593 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ، أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِيُّ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا نُعَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ فَذَكَرَهُ لَمْ يُسَمِّ ابْنَ الْمُبَارَكِ

594 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: §«مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ كَفَاهُ الْيَسِيرُ وَمَنْ عَرَفَ أَنَّ مَنْطِقَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ»

595 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ عُثْمَانُ بْنُ -[228]- مُحَمَّدٍ بِمَكَّةَ ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْكَرْخِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو سَمِعَهُ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ امْرَأَةً لَا أُقَدِّمُ عَلَيْهَا رَجُلَا وَلَا امْرَأَةً مِمَّنْ أَدْرَكْتُ كَانَتْ " §إِذَا أَصْبَحَتْ قَالَتْ: يَا نَفْسُ هَذَا الْيَوْمَ سَاعِدِينِي يَوْمِي هَذَا فَلَعَلَّكِ لَا تَرَيْنَ بَيَاضَ يَوْمٍ أَبَدًا، وَإِذَا أَمْسَتْ قَالَتْ: يَا نَفْسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ سَاعِدِينِي لَيْلَتِي هَذِهِ فَلَعَلَّكِ لَا تَرَيْنَ سَوَادَ لَيْلَةٍ أَبَدًا، فَمَا زَالَتْ تَخْدَعُ وَتَدْفَعُ يَوْمَهَا بِلَيْلِهَا وَلَيْلَهَا بِنَهَارِهَا حَتَّى مَاتَتْ عَلَى ذَلِكَ "

596 - سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ أَبَا الطَّيِّبِ سَهْلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: §«لَا يَنْبَغِي أَنْ يَشْغَلَنَا أَمَلُ الِاسْتِقَامَةِ مِنْ وَجَلِ الْقِيَامَةِ وَالْوَجَلُ مِنَ الْقِيَامَةِ أَوْلَى بِنَا مِنْ أَمَلِ الِاسْتِقَامَةِ»

597 - وَقَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ: «§الْمَوْتُ كُسُوفُ قَمَرِ الْحَيَاةِ، وَخُسُوفُ شَمْسِهَا، وَهُوَ لِيَوْمِ الْحَيَاةِ مَسَاءٌ، وَالْمُحْسِنُ وَالْمُسِيءُ فِيهَا سَوَاءٌ، وَهُوَ مُنْتَهَى رَاحَةِ قَوْمٍ وَمُبْتَدَأُ عَذَابِهِمْ، وَالْمَوْتُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ جِسْرٌ عَلَيْهِ بِكُلِّ أَحَدٍ مَعْبَرٌ عَلَيْهِ، وَالْمَوْتُ وَإِنْ كَانَ لِلْحَيَاةِ الْفَانِيَةِ آخِرًا فَهُوَ لِلْحَيَاةِ الْبَاقِيَةِ أَوَّلًا وَصَدْرًا»

598 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَازِمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: " §أَوْحَشُ مَا يَكُونَ ابْنُ آدَمَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ: فِي يَوْمِ وُلِدَ فَيَخْرُجُ إِلَى دَارِ هَمٍّ، وَلَيْلَةِ يَبِيتُ مَعَ الْمَوْتَى فَيُجَاوِرُ جِيرَانًا لَمْ يَرَ مِثْلَهُمْ، وَيَوْمِ يُبْعَثُ فَيَشْهَدُ مَشْهَدًا لَمْ يَرَ مِثْلَهُ قَطُّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا فِي هَذِهِ الثَلَاثَةِ مَوَاطِنِ: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 15] "

599 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الصَّفَّارِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ دُفِنَ النُّعْمَانُ بْنُ سُوَيْدٍ الزَّاهِدُ وَعَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، فَقَالَ: «§قَدْ كُسِرَتْ مَعْلَنَتُهُ، فَصُبَّتْ فِي حِجْرِهِ»

600 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْقِرْمِيسِنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلُّوَيْهِ الْقِرْمِيسِنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: §«لَا تَكُنْ مَنْ يَفْضَحُهُ يَوْمَ مَوْتِهِ مِيرَاثُهُ وَيَوْمَ حَشْرِهِ مِيزَانُهُ»

601 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ مِنْ أَصْلِهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ يَقُولُ: [البحر الطويل] §نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لَازِمُ وَتَعْمَلُ فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْنِي مِسْعَرًا يَقُولُ: -[230]- وَمُشَيِّدًا دَارًا لِيَسْكُنَ دَارَهُ ... سَكَنَ الْقُبُورَ وَدَارُهُ لَمْ يُسْكَنِ

602 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسُ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا الْخَضِرُ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ: بَنَى أَبُو الدَّرْدَاءِ مَسْكَنًا قَدْرَ بَسْطَةِ ظُلَّةٍ فَمَرَّ عَلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ: مَا هَذَا أَتَعْمُرُ دَارًا أَمَرَ اللَّهُ بِخَرَابِهَا لَأَنْ أَكُونَ رَأَيْتُ فِيمَا رَأَيْتُكَ فِيهِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنْ بِنَائِهِ قَالَ: «§إِنِّي قَائِلٌ عَلَى بِنَاءِ هَذَا شَيْئًا» [البحر المنسرح] بَنَيْتُ دَارًا وَلَسْتُ عَامِرَهَا ... وَلَقَدْ عَلِمْتُ إِذْ بَنَيْتُ أَيْنَ دَارِي

603 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَانا أَبُو يَحْيَى السَّمَرْقَنْدِيُّ ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْجُرَشِيُّ ثنا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: ثنا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ: [البحر الطويل] §نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لَازِمُ وَتَتْعَبُ فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ"

604 - سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ يُوسُفَ، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، يَقُولَانِ: سَمِعْنَا أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو مُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ يَقُولُ: خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ فَلَانَ إِلَى الْحَجِّ، فَقَالَ لِعِيَالِهِ: " §إِنِّي عَزَمْتُ الْحَجَّ، فَقَالَتِ: اسْتَخِرِ اللَّهَ، قَالَ: فَكَمْ أُخَلِّفُ عَلَيْكُمْ مِنَ النَّفَقَةِ؟ قَالَتْ: بِقَدْرِ مَا تُخَلِّفُ عِنْدِي مِنَ الْحَيَاةِ "

605 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، فِيمَا أَجَازَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ غَنَّامٍ يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " §هُوَ الْمَوْتُ نُخَاوِضُهُ وَلَابُدَّ مِنْهُ قَالَ: مَا نُخَاوِضُهُ؟ قَالَ: نَرُوغُ عَنْهُ مِنَ الْخَيْضِ "

606 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ: «§أَصْلُ كُلِّ تَدْبِيرٍ الرَّغْبَةُ، وَأَصْلُ كُلِّ رَغْبَةٍ طُولُ الْأَمَلِ»

607 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الرُّومِيِّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: §«لَوِ الْتَفَتَ طُولُ أَمَلِي فَعَايَنَ قُرْبَ أَجَلِي؛ لَاسْتَحَى طُولُ أَمَلِي مِنْ قُرْبِ أَجَلِي»

608 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ فَضْلَوَيْهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُنَازِلٍ يَقُولُ: §«يَمُوتُ الْإِنْسَانُ وَلَا يُخَلِّفُ بَعْدَهُ شَيْئًا أَكْثَرَ مِنَ التَّدْبِيرِ»

609 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ الْعُكْبَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: §«لَا يَزَالُ الْعَبْدُ مَقْرُونًا بِالتَّوَانِي مَا دَامَ مُقِيمًا عَلَى وَعْدِ الْأَمَانِي»

610 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنَ بَشَّارٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ قَالَ: مَرَرْتُ فِي بَعْضِ جِبَالِ الشَّامِ فَإِذَا حَجَرٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ نَقْشٌ بَيِّنٌ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْحَجَرُ عَظِيمٌ: [البحر الخفيف] -[232]- §كُلُّ حَيِّ وَإِنْ بَقِي ... فَمِنَ الْعُمْرِ يَسْتَقِي فَاعْمَلِ الْيَوْمَ وَاجْتَهِدْ ... وَاحْذَرِ الْمَوْتَ يَا شَقِي

611 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ الْحَنْظَلِيُّ بِهَمَذَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُسْتَمْلِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبًا الزُّبَيْرِيَّ يَقُولُ: أَشْعَرُ مَا لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ عِنْدِي قَوْلُهُ: [البحر الهزج] §تَعَلَّقْتُ بِآمَالٍ ... طُوالٍ أَيِّ آمَالِ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الدُّنْيَا ... مُلِحًّا أَيَّ إِقْبَالِ فَيَا هَذَا تَجَهَّزْ لِـ ... ـفِرَاقِ الْأَهْلِ وَالْمَالِ فَلَا بُدَّ مِنَ الْمَوْتِ ... عَلَى حَالٍ مِنَ الْحَالِ

612 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: أَنْشَدَ أَبُو بَكْرٍ الصُّولِيُّ لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ فِي الزُّهْدِ: [البحر الهزج] §تَعَلَّقْتُ بِآمَالٍ ... طُوالٍ أَيِّ آمَالِ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الدُّنْيَا ... مُلِحًّا أَيَّ إِقْبَالِ أَيَا هَذَا تَجَهَّزْ لِـ ... ـفِرَاقِ الْأَهْلِ وَالْمَالِ فَلَا بُدَّ مِنَ الْمَوْتِ ... عَلَى حَالٍ مِنَ الْحَالِ

613 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§كَانَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْجَنَّةِ وَأَمَلُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَأَجَلُهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ»

614 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَرِيفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ: [البحر الطويل] §يَسُرُّ الْفَتَى مَا كَانَ قَدَّمَ مِنْ تُقًى ... إِذَا عَرَفَ الدَّاءَ الَّذِي هُوَ قَاتِلُهُ وَإِذَا أَمْسَى قَالَ: [البحر الوافر] وَمَا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ لِحَيٍّ ... وَمَا حَيٌّ عَلَى الدُّنْيَا بِبَاقِ

615 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْغُسَيْلِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيِّ قَالَ: لَبِسَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثِيَابًا جَمِيلَةً، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ فِي الْمِرْآةِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ أَنَا الْمَلِكُ الشَّابُّ، فَأَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ قَالَ: وَجَارِيَةٌ تَصُبُّ عَلَى يَدَيْهِ فَقَالَتْ: [البحر الخفيف] §أَنْتَ نِعْمَ الْمَتَاعُ لَوْ كُنْتَ تَبْقَى ... غَيْرَ أَنْ لَا بَقَاءَ لِلْإِنْسَانِ أَنْتَ خِلْوٌ مِنَ الْعُيُوبِ وَمِمَّا ... يَكْرَهُ النَّاسُ غَيْرَ أَنَّكَ فَانِي قَالَ: فَصَاحَ بِهَا وَقَالَ لِلْوَلِيدِ: [البحر الكامل] قَرِّبْ وُصُولَكَ يَا وَلِيدُ فَإِنَّمَا ... دُنْيَاكَ هَذِهِ بُلْغَةٌ وَمَتَاعُ -[234]- فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ فِي حَيَاتِكَ صَالِحًا ... فَالدَّهْرُ فِيهِ تَفَرُّقٌ وَجِمَاعُ

617 - أَنْشَدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَالِدٍ الْبَغْدَادِيُّ أَنْشَدَنَا أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ النَّحْوِيُّ صَاحِبُ ثَعْلَبٍ لِبَعْضِهِمْ: [البحر الرمل] §رُبَّ رَكْبٍ قَدْ أَنَاخُوا قَبْلَنَا ... يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ الزُّلَالِ عَطَفَ الدَّهْرُ عَلَيْهِمْ عَطْفَةً ... وَكَذَاكَ الدَّهْرُ حَالًا بَعْدَ حَالِ

618 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُعْتَزِّ: [البحر البسيط] §الدَّهْرُ يَبْلَى وَآمَالُ الْفَتَى جُدُدٌ ... تَزِيدُ آمَالُهُ وَالدَّهْرُ يُفْنِيهَا لَيْلٌ وَصُبْحٌ وَآجَالٌ مُقَدَّرَةٌ ... تَمْضِي وَنَمْضِي وَتَطْوِينَا وَنَطْوِيهَا

619 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ [البحر الخفيف] §اغْتَنِمْ فِي الْفَرَاغِ فَضْلَ رُكُوعِ ... فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَوْتُكَ بَغْتَةْ كَمْ صَحِيحٍ رَأَيْتَ مِنْ غَيْرِ سُقْمٍ ... ذَهَبَتْ نَفْسُهُ الصَّحِيحَةُ فَلْتَةْ

620 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنِي مَحْمُودُ بْنُ الْحَسَنِ قَوْلَهُ: [البحر الطويل] §مَضَى أَمْسُكَ الْمَاضِي شَهِيدًا مُعَدَّلًا ... وَأَعْقَبَهُ يَوْمٌ عَلَيْكَ جَدِيدُ فَإِنْ كُنْتَ اقْتَرَفْتَ بِالْأَمْسِ إِسَاءَةً ... فَثَنِّ بِإِحْسَانٍ وَأَنْتَ حَمِيدُ فَيَوْمُكَ إِنْ أَعْتَبْتَهُ عَادَ نَفْعُهُ ... عَلَيْكَ وَمَاضِي الْأَمْسِ لَيْسَ يَعُودُ وَلَا تُرْجِ فِعْلَ الْخَيْرِ يَوْمًا إِلَى غَدٍ ... لَعَلَّ غَدًا يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيدُ

621 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: §«بَلَغْتُ نَحْوًا مِنْ ثَلَاثِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ وَمَا مِنِّي شَيْءٌ إِلَّا قَدْ عَرَفْتُ النَّقْصَ فِيهِ إِلَّا أَمَلِي، فَإِنِّي أَرَى أَمَلِي كَمَا هُوَ»

622 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنْبَأَ أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا عَوْنٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " أَتَتْ عَلَى رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَمْسُمِائَةٍ، ثُمَّ أُتِيَ بَعْدَهَا فَقِيلَ لَهُ: §أَتُحِبُّ الْمَوْتَ؟ فَقَالَ: وَاحُزْنَاهُ، مَنْ يُحِبُّ أَنْ يُفَارِقَ هَذَا النَّسِيمَ "

623 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ السِّنْجَانِيَّ الْقَاضِي قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سِنْجَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَجَرٍ يَقُولُ: «§انْصَرَفْتُ مِنَ الْعِرَاقِ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةٍ، فَقُلْتُ لَوْ بَقِيتُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ أُخْرَى، فَأُرَوِّجُ بَعْضَ مَا حَصَّلْتُ مِنَ الْعِلْمِ، فَعِشْتُ بَعْدَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ أُخْرَى، وَبَعْدُ أَتَمَنَّى مَا كُنْتُ أَتَمَنَّاهُ بَعْدَ انْصِرَافِي مِنَ الْعِرَاقِ»

625 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بَسَّامٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ الصَّلْتَانُ الْعَبْدِيُّ: [البحر المتقارب] §أَشَابَ الصَّغِيرَ وَأَفْنَى الْكَبِيرَ ... مَرُّ النَّهَارِ وَكَرُّ الْعَشِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نُودِيَ: أَيْنَ أَبْنَاءُ السِّتِّينَ، وَهُوَ الْعُمُرُ الَّذِي قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} [فاطر: 37] "

626 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِيَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَمَنَّوُا الْمَوْتَ فَإِنَّ هَوْلَ الْمَطْلَعِ شَدِيدٌ، وَإِنَّ مِنَ السَّعَادَةِ أَنْ يَطُولَ عُمْرُ الْعَبْدِ وَيَرْزُقَهُ اللَّهُ الْإِنَابَةَ»

627 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ السَّوَّاقُ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بُكْرَةَ، وَحُمَيْدٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ» قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ -[238]- عَمَلُهُ» 628 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَكَرَ مِثْلَهُ

629 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا، وَأَحْسَنُكُمْ أَعْمَالًا»

630 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ الْحَدَّانِيُّ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[239]- قَالَ: §«إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِقَوْمٍ خَيْرًا عَهِدَ لَهُمْ فِي الْعُمُرِ وَأَلْهَمَهُمُ الشُّكْرَ»

631 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ وَلَا يَدْعُو بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ أَوْ قَالَ: أَجَلُهُ، وَأَنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمُرُهُ إِلَّا خَيْرًا " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

632 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ - وَهُوَ حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ - قُتِلَ أَحَدُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأُخِّرَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ مَاتَ قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ الْجَنَّةَ فُتِحَتْ، فَرَأَيْتُ الْآخِرَ مِنَ الرَّجُلَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَوَّلِ فَتَعَجَّبْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ فَبَلَغْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ، وَصَلَّى بَعْدَهُ سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ وَكَذَا وَكَذَا رَكْعَةٍ لِصَلَاةِ السُّنَّةِ»

633 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، أَنْبَأَ أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ بْنِ رَاشِدٍ التَّمَّارُ قَالَا: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا وَمَاتَ الْآخَرُ بَعْدَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا قُلْتُمْ؟» قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَأَلْحِقْهُ بِصَاحِبِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَيْنَ صَلَاتُهُ بَعْدَ صَلَاتِهِ، وَصِيَامُهُ بَعْدَ صِيَامِهِ، بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»

634 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي التَّارِيخِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَنْصُورٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْحِيرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمْشًا التُّرْمُكِيَّ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: " §يَا رَبِّ خِرْ لِي قَالَ: يَا مُوسَى، لَوْ لَمْ أَخْلُقْكَ لَكَانَ خَيْرًا لَكَ، قَالَ: يَا رَبِّ، لَقَدْ خَلَقْتَنِي فَخِرْ لِي، قَالَ: يَا مُوسَى، لَوْ أَمَتُّكَ صَبِيًّا لَكَانَ خَيْرًا لَكَ، قَالَ: يَا رَبِّ، فَلَمْ تُمِتْنِي صَبِيًّا فَخِرْ لِي، قَالَ: يَا مُوسَى لَعَلَّكَ تَكْبَرُ، فَأَرْحَمُكَ "

635 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ بَزَّةَ يَقُولُ: «§إِنَّمَا يُحِبُّ الْبَقَاءَ مَنْ كَانَ عُمُرُهُ لَهُ غُنْمًا، وَزِيَادَةً فِي عَمَلِهِ، فَأَمَّا مَنْ غُبِنَ عُمُرَهُ وَاسْتَزَلَّهُ هَوَاهُ، فَلَا خَيْرَ لَهُ فِي طُولِ الْحَيَاةِ»

636 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْبَزَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ لِي رَجُلٌ: لَوْ قِيلَ لِي: §أَيُّ شَيْءٍ أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ لَقُلْتُ: قَلْبُ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ ثُمَّ عَصَاهُ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ يُقَالُ: «إِنَّمَا لَكَ مِنْ عُمُرِكَ مَا أَطَعْتَ اللَّهَ فِيهِ، فَأَمَّا مَا عَصَيتَهُ فِيهِ فَلَا تُعِدُّهُ لَكَ عُمُرًا»

637 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَجَلِيُّ الْمُقْرِئُ، بِالْكُوفَةِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْمُعَبِّرُ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: " §قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: إِنَّ لِلَّهِ مُنَادِيًا يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ: أَبْنَاءَ الْأَرْبَعِينَ، زَرْعٌ قَدْ دَنَا حَصَادُهُ، أَبْنَاءَ الْخَمْسِينَ هَلُمُّوا إِلَى الْحِسَابِ مَاذَا قَدَّمْتُمْ وَمَاذَا أَخَّرْتُمْ، أَبْنَاءَ السِّتِّينَ لَا عُذْرَ لَكُمْ، أَبْنَاءَ السَّبْعِينَ عُدُّوا أَنْفُسَكُمْ فِي -[242]- الْمَوْتَى "

قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ: [البحر الطويل] §أَعَيْنَيَّ هَلْ لَا تَبْكِيَانِ عَلَى عُمُرِي ... تَنَاثَرَ عُمُرِي مَنْ يَدَيَّ وَلَا أَدْرِي إِذَا كُنْتُ قَدْ جَاوَزْتُ سِتِّينَ حِجَّةً ... وَلَمْ أَتَاهَّبْ لِلْمَعَادِ فَمَا عُذْرِي؟

638 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {§لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4] قَالَ: فِي أَعْدَلِ خَلْقٍ ثُمَّ {رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: 5] يَقُولُ: مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: 6] يَقُولُ: " الَّذِينَ يُدْرِكُهُمُ الْكِبَرُ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قَالَ: لَا يُؤْخَذُونَ بِعَمَلٍ عَمِلُوهُ فِي كِبَرِهِمْ "

639 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: §«وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَجُودِي وَفَاقَةِ خَلْقِي إِلَيَّ وَارْتِفَاعِي فِي مَكَانِي إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي أَنْ يَشِيبَا فِي الْإِسْلَامِ ثُمَّ أُعَذِّبَهُمَا» قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ -[243]- اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي عِنْدَ ذَلِكَ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «أَبْكِي مِمَّنْ يَسْتَحِي اللَّهُ مِنْهُ وَلَا يَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ»

640 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيِّ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا نُوحُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: «§لَأَنَا أَعْظَمُ عَفْوًا مِنْ أَنْ أَسْتُرَ عَلَى عَبْدِي، ثُمَّ أَفْضَحُهُ بَعْدَ أَنْ سَتَرْتُ عَلَيْهِ فَلَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُ مَا اسْتَغْفَرَنِي»

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «§إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي يَشِيبَانِ فِي الْإِسْلَامِ، تَشِيبُ لِحْيَةُ عَبْدِي، وَرَأْسُ أَمَتِي فِي الْإِسْلَامِ، ثُمَّ أُعَذِّبُهُمَا فِي النَّارِ بَعْدَ ذَلِكَ»

642 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي -[244]-، وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ مِنْ أَصْلِهِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ التَّجِيبِيُّ أَبُو سَعِيدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" مَا مِنْ مُعَمَّرٍ يُعَمَّرُ فَى الْإِسْلَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَّا صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلَاءِ: الْجُنُونَ، وَالْجُذَامُ، وَالْبَرَصُ، فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ، فَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى، فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ قَبِلَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ وَشَفَعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ " حَدَّثَنَا أَبُو النَّصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ الْمَكِّيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ ذَرٍّ السُّلَمِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ وَكُلُّ ذَلِكَ ضَعِيفٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

643 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْبُخَارِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا، ثنا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخَيَّامُ، ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبُحْتُرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشَيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْبَاهِلِيُّ، ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" إِذَا اسْتَكْمَلَ الْعَبْدُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَطَعَنَ فِي الْخَمْسِينَ أَمِنَ الدَّاءَ الثَلَاثَةَ: الْجُذَامُ، وَالْجُنُونُ، وَالْبَرَصُ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَةً حُوسِبَ حِسَابًا -[246]- يَسِيرًا، وَابْنُ السِّتِّينَ يُعْطَى الْإِنَابَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَابْنُ السَّبْعِينَ تُحِبُّهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ، وَابْنُ الثَّمَانِينَ تُكْتَبُ حَسَنَاتُهُ وَلَا تُكْتَبُ سَيِّئَاتُهُ، وَابْنُ التِّسْعِينَ يُغْفَرُ لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَتَكْتُبُهُ مَلَائِكَةُ سَمَاءِ الدُّنْيَا أَسِيرًا لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ "

644 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَشْمِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قِيلَ لَهُ: " §هَذَا غُلَامُ بَنِي فَلَانَ الشَّاعِرُ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَقُولُ؟ قَالَ: « وَدِّعْ سُلَيْمَى إِنْ تَجَهَّزْتَ غَادِيًا ... كَفَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيَا» -[247]- فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ

645 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، ثنا الْإِمَامُ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ إِمْلَاءً قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: عَاشَ فَرْوَةُ بْنَ نُفَاثَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ وَأَدْرَكَ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ وَقَالَ: [البحر البسيط] §الْحَمْدُ لِلَّهِ إِذْ لَمْ يَأْتِنِي أَجَلِي ... حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الْإِسْلَامِ سِرْبَالَا . قَالَ هِشَامٌ وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَرْهَبِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ رَوَى هَذِهِ الْأَبْيَاتَ لِلْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعْيَطٍ قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَالرِّوَايَةُ الْأُولَى أَثْبَتُ: « [البحر البسيط] بَانَ الشَّبَابُ فَلَمْ أَحْفِلْ بِهِ بَالَا ... وَأَقْبَلَ الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ إِقْبَالَا وَقَدْ أُرَوِّي عِظَامِي مِنْ مُشَعْشَعَةٍ ... وَقَدِ أُقَلِّبُ أَوْرَاكًا وَأَكْفَالَا فَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِذْ لَمْ يَأْتِنِي أَجَلِي ... حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الْإِسْلَامِ سِرْبَالَا»

646 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا سَلَمَةُ، وَعَلِيٌّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §عَاشَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ وَعَاشَ أَبُوهُ ثَابِتٌ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَعَاشَ الْمُنْذِرُ جَدُّهُ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَعَاشَ حَرَامٌ جَدُّ أَبِيهِ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ إِذَا حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ اشْرَأَبَّ لَهَا -[248]- وَثَنَى رِجْلَيْهِ عَلَى مِثْلِهَا، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً "

647 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَابِدُ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ هَارُونَ بْنَ رِئَابٍ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ لَهُ: §مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ فَقَالَ: " غَفَرَ لِي، وَرَحِمَنِي، وَقَرَّبَنِي، وَطَيَّبَنِي وَقَالَ: هَكَذَا نَفْعَلُ بِأَبْنَاءِ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ "

648 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ نَظِيفٍ بِمَكَّةَ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ قَالَ: قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عَمْرٍو هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ: « [البحر البسيط] §يَا خَاضِبَ الشَّيْبِ بِالْحِنَّاءِ تَسْتُرُهُ ... سَلِ الْمَلِيكَ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ لَنْ يَرْحَلَ الشَّيْبُ عَنْ دَارٍ أَقَامَ بِهَا ... حَتَّى يُرَحَّلَ عَنْهَا صَاحِبُ الدَّارِ»

650 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: وَعَظَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلًا، فَقَالَ: «§إِنَّ يَسَارَ النَّفْسِ أَفْضَلُ مِنْ يَسَارِ الْمَالِ، فَمَنْ لَمْ يُرْزَقْ غِنًى، فَلَا يُحْرَمُ تَقْوَى، فَرُبَّ شَبْعَانَ فِي النِّعَمِ غَرْثَانُ مِنَ الدِّينِ وَالْكَرَمِ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ عَلَى خَيْرٍ حَتَّى تُرَّحِبَ بِهِ الْأَرْضُ وَتَسْتَبْشِرَ بِهِ السَّمَاءُ، وَلَنْ يُسَاءَ إِلَيْهِ فِي بَطْنِهَا وَقَدِ أَحْسَنَ عَلَى ظَهْرِهَا، وَإِنَّ الْمَوْتَ لَيَتَقَحَّمُ عَلَى الشَّيْخِ كَتَقَحُّمِ الشَّيْبِ عَلَى الشَّبَابِ، فَمَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا لَمْ يَفْرَحْ فِيهَا بِرَخَاءٍ، وَلَمْ يَجْزَعْ فِيهَا عَلَى بَلْوَى»

أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْمُفَسِّرُ، أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّاوُسِيُّ بِهَرَاةَ لِلْبُحْتُرِيِّ: [البحر الكامل] §وَإِذَا مَضَى لِلْمَرْءِ مِنْ أَعْوَامِهِ ... خَمْسُونَ وَهْوَ عَنِ الصَّبَا لَمْ يَجْنَحِ وَإِذَا رَأَى إِبْلِيسُ غُرَّةَ وَجْهِهِ ... حَيَّا وَقَالَ: فَدَيْتُ مَنْ لَمْ يُفْلِحِ"

651 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا: « [البحر الطويل] §إِذَا مَا مَضَى الْقَرْنُ الَّذِي أَنْتَ مِنْهُمُ ... وَخُلِّفْتَ فِي قَرْنٍ فَأَنْتَ غَرِيبُ وَإِنِ امْرَءًا قَدْ سَارَ خَمْسِينَ حِجَّةً ... إِلَى مَنْهَلٍ مِنْ وَرْدِهِ لَقَرِيبُ»

652 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَرْبٍ الْهِلَالِيَّ، يُنْشِدُ: « [البحر الطويل] §إِذَا مَاتَ مَنْ فَوْقِي وَمَنْ دُونَ مَوْلِدِي ... وَمُوِّتَ أَتْرَابِي فَكَيْفَ بَقَائِي»

653 - قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ: قِيلَ لِلْأَعْمَشِ: مَاتَ مُسْلِمٌ النَّحَاتُ، فَقَالَ: §إِذَا مَاتَ أَقْرَانُ الرَّجُلِ فَقَدْ مَاتَ "

654 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ -[250]- النُّعْمَانِ قَالَ: قَالَ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي: §«مَا هَدَّنِي شَيْءٌ مِثْلُ مَا هَدَّنِي مَوْتُ الْأَقْرَانِ»

655 - قَالَ: وَثنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: §«مَا نُعِيَ إِلَيَّ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِي إِلَّا خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّ عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِي سَقَطَ»

656 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثنا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ فَلِهَذَا قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ: §أَنَا وَاللَّهِ مِنْ زَرْعٍ قَدِ اسْتَحْصَدَ وَنُعِيَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَكْبَرَ مِنْهُ وَالْآخَرُ دُونَهُ، فَقَالَ: [البحر الطويل] إِذَا سَارَ مَنْ خَلْفَ امْرِئٍ وَأَمَامَهُ ... وَأُفْرِدَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَهْوَ سَائِرُ

657 - قَالَ: وَثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ: حَضَرَ غَدَاءُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يَوْمًا، فَقَالَ لِآذِنِهِ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: مَاتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: فَأُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: مَاتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: مَاتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: فَفُلَانُ قَالَ: مَاتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ قَدْ مَاتُوا، فَقَالَ: ارْفَعْ يَا غُلَامُ وَقَالَ: « [البحر الكامل] §ذَهَبَتْ لِدَاتِي وَانْقَضَتْ آجَالُهُمْ ... وَغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ وَلَسْتُ بِغَابِرِ»

658 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا بَدْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: ذَكَرَ هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ -[251]- مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَلِيٍّ §كَمْ سِنُّكَ؟ فَقَالَ: [البحر المتقارب] بَلَغْتُ الثَّمَانِينَ أَوْ جُزْتُهَا ... فَمَاذَا أُؤَمِّلُ أَوِ أَنْتَظِرْ أَتَتْ لِي ثَمَانُونَ مِنْ مَوْلِدِي ... وَدُونَ الثَّمَانِينَ مَا يُعْتَبَرْ" مَا عَلَّتْنِي السُّنُونَ فَأَبْلَيْنَنِي، ثُمَّ نَهَضَ، فَلَمَّا وَلَّى الْتَفَتُّ، فَقَالَ: «فَدُقَّ الْعِظَامُ وَكَلَّ الْبَصَرْ»

659 - أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُفَسِّرُ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ النَّصْرِ الْجَارُودِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثنا نَصْرُ بْنُ حَاجِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: فَذَكَرَ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «§فَمَاذَا يُؤَمَّلُ أَوْ يُنْتَظَرُ؟» وَقَالَ: «أَتَى لِي ثَمَانُونَ» ، وَقَالَ: «وَرَقَّ عِظَامِي»

660 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَعْيَنَ يَقُولُ: كَانَ عِنْدَنَا فَتَى قَلَّ مَا يَنَامُ بِاللَّيْلِ، وَيَقْرَأُ، وَيُسَبِّحُ، فَإِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ يَبْكِي وَيَقُولُ: « [البحر الطويل] -[252]- §تَفَكَّرْتُ طُولَ اللَّيْلِ فِيمَا جَنَيْتُهُ ... وَذَكَّرْتُ نَفْسِي كُلَّ ذَنْبٍ أَتَيْتُهُ وَأَنْكَرْتُ مِنْهَا مَا تَعَاطَيْتُ فِي الصِّبَا ... كَأَنَّ شَبَابِي كَانَ سَهْمًا رَمَيْتُهُ وَسَوَّدَ صُحْفِي بِالذُّنُوبِ أَوَانُهُ ... وَوَلَّى سَرِيعًا مِثْلَ حُلْمٍ رَأَيْتُهُ»

661 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو زَكَرِيَّا قَالَ: أَنْشَدَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبُ قَالَ: أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْأَدَبِ: « [البحر الخفيف] §لَمْ أَقُلْ لِلشَّبَابِ فِي كَنَفِ اللَّهِ ... وَفِي حِفْظِهِ غَدَاةَ تَوَلَّى زَائِرٌ لَمْ يَزَلْ مُقِيمًا إِلَى أَنْ ... سَوَّدَ الصُّحْفَ بِالذُّنُوبِ وَوَلَّى»

662 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْشَدَنِي يُوسُفُ بْنُ صَالِحٍ النَّحْوِيُّ أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ النَّدِيمُ، لِأَبِي رُهْمٍ السَّدُوسِيِّ: « [البحر المنسرح] §مَنْ كَانَ يَبْكِي الشَّبَابَ مِنْ أَسَفٍ ... فَلَسْتُ أَبْكِي عَلَيْهِ مِنْ أَسَفِ كَيْفَ وَشَرْخُ الشَّبَابِ عَرَّضَنِي ... يَوْمَ حِسَابِي لِمَوْقِفِ التَّلَفِ»

663 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي يُوسُفُ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ النَّدِيمُ عَلَى إِثْرِ هَذَيْنِ لِرَجُلٍ سَمَّاهُ وَذَهَبَ عَلَيَّ اسْمُهُ: « [البحر الخفيف] §أَلَمْ أَقُلْ لِلشَّابِّ فِي كَنَفِ اللَّهِ ... وَفِي سِتْرِهِ غَدَاةً اسْتَقَلَّا -[253]- زَائِرٌ لَمْ يَزَلْ مُقِيمًا إِلَى أَنْ ... سَوَّدَ الصُّحْفِ بِالذُّنُوبِ وَوَلَّى»

664 - أَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دُوسْتَ الْكَاتِبُ لِنَفْسِهِ: « [البحر المجتث] §لَمَّا رَأَيْتُ فُؤَادِي ... يَهِيمُ فِي كُلِّ وَادِي عَجِبْتُ مِنْ شَيْبِ فَودِي ... وَمِنْ شَبَابِ فُؤَادِي»

665 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ لِنَفْسِهِ: « [البحر الطويل] §أَلَا فَارْجُ عَفْوَ اللَّهِ عَنْ هَفَوَاتِكَا ... وَبَادِرْ إِلَى الْخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِكَا وَلَا تُمْضِ بِالتَّسْوِيفِ عُمْرَكَ إِنَّنِي ... رَأَيْتُ الْمَنَايَا بِالنُّفُوسِ فَوَاتِكَا»

666 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ الْحُسَيْنِ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُذَكِّرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: « [البحر الوافر] §أَلَمْ تَرَ كَيْفَ تَخْتَرِمُ الْمَنَايَا ... وَكَيْفَ تَحُولُ بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ تُؤَمِّلُ بَعْدَ شَيْبِكَ طُولَ عُمْرٍ ... أَلَيْسَ الشَّيْبُ إِحْدَى الْمِيتَتَيْنِ»

667 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ الطِّرَازِيُّ الْمُقْرِئُ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصْرِيُّ لِنَفْسِهِ: « -[254]- §مَنْ شَاخَ قَدْ مَاتَ وَهُوَ حَيٌّ ... يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَشْيَ هَالِكْ لَوْ كَانَ عُمْرُ الْفَتَى حِسَابًا ... لَكَانَ فِي شَيبِهِ فَذَلِكْ»

668 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُؤَمَّلِ يُنْشِدُ: « [البحر الوافر] §وَمَا حَالَاتُنَا إِلَّا ثَلَاثٌ ... شَبَابٌ ثُمَّ شَيْبٌ ثُمَّ مَوْتُ»

669 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ يُوسُفَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السَّاوِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: دَخَلَ أَبُو الْأَسْوَدِ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَقَدْ أَسَنَّ، فَقَالَ لَهُ يَهْزَأُ بِهِ: يَا أَبَا الْأَسْوَدِ إِنَّكَ لَجَمِيعٌ فَلَوْ تَعَلَّقْتَ تَمِيمَةً، فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: « [البحر البسيط] §أَفْنَى الشَّبَابَ الَّذِي أَفْنَيْتَ جِدَّتَهُ ... كَرُّ الْجَدِيدَيْنِ مِنْ آتٍ وَمُنْطَلِقِ لَمْ يَتْرُكَا لِي فِي طُولِ اخْتِلَافِهِمَا ... شَيْئًا يُخَافُ عَلَيْهِ لَدْغَةُ الْحَدَقِ»

670 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَدَنِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَزْرَقَ الْعَدَنِيَّ وَكَانَ عَابِدًا يَقُولُ: " [البحر الكامل] §وَيْحِي مِنْ تَتَابُعِ جُرْمِيَ لَوْ ... قَدْ دَعَا إِلَى الْحِسَابِ حَسِيبِي وَالْوَيْلُ لِي وَيْلٌ دَائِمٌ إِنْ ... كُنْتُ فِي الدُّنْيَا أَخَذْتُ نَصِيبِي قَالَ: وَزَادَ فِيهُ غَيْرُهُ: -[255]- فَاسْتَيْقِظِي يَا نَفْسُ وَيْحَكِ وَاحْذَرِي ... حَذَرًا يُهَيِّجُ عَبْرَتِي وَنَحِيبِي"

671 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَنْبَرِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُنْشِدُ: « [البحر الطويل] §وَمَا أَنْفُسُ الْأَحْيَاءِ إِلَّا رَهَائِنٌ ... سَتُقْبَضُ مِ الْأَحْيَاءِ تِلْكَ الرَّهَائِنُ»

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُنْشِدُ: « [البحر الخفيف] §هَبْكَ عُمِّرْتَ مِثْلَ مَا عَاشَ نُوحٌ ... ثُمَّ لَاقَيْتَ كُلَّ ذَاكَ يَسَارَا هَلْ مِنَ الْمَوْتِ لَا أَبَا لَكَ بُدٌّ ... أَيُّ حَيِّ إِلَى سِوَى الْمَوْتِ صَارَا»

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُنْشِدُ: [البحر الكامل] §وَلَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ... مِنَ اللَّهِ فِي دَارِ الْمُقَامِ نَصِيبُ فَإِنْ تُعْجِبُ الدُّنْيَا رِجَالًا فَإِنَّهُ ... مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَالزَّوَالُ قَرِيبُ"

672 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِضَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: تُوُفِّيَ يَعْقُوبُ بْنُ اللَّيْثِ الْخَارِجِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالصَّفَّارِ، بِالْأَهْوَازِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، فَحُمِلَ تَابُوتُهُ إِلَى جُنْدَيْسَابُورَ، وَكُتِبَ عَلَى قَبْرِهِ: هَذَا قَبْرُ يَعْقُوبَ الْمِسْكِينِ وَكُتِبَ عَلَى قَبْرِهِ: « [البحر البسيط] §أَحْسَنْتَ ظَنُّكَ بِالْأَيَّامِ إِذْ حَسُنَتْ ... وَلَمْ تَخَفْ سُوءَ مَا يَأْتِي بِهِ الْقَدَرُ وَسَالَمَتْكَ اللَّيَالِي فَاغْتَرَرْتَ بِهَا ... وَحِينَ تَصْفُو اللَّيَالِي يَحْدُثُ الْكَدَرُ»

673 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو نَصْرٍ يَعْنِي الْفَتْحُ بْنُ شُخْرُفٍ حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ، فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ يَعْنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَانَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَجْتَمِعُونَ فِي مَجْلِسٍ لَهُمْ بِاللَّيْلِ يَسْمُرُونَ فِيهِ، فَلَمَّا قُتِلَ النَّاسُ يَوْمَ الْحَرَّةِ قُتِلُوا، وَنَجَا رَجُلٌ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى مَجْلِسِهِ، فَلَمْ يَحُسَّ مِنْهُمْ أَحَدًا، ثُمَّ جَاءَ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ، فَلَمْ يَحُسَّ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَعَلِمَ أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ قُتِلُوا، فَتَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ: " [البحر الوافر] §أَلَا ذَهَبَ الْكُمَاةُ وَخَلَّفُونِي ... كَفَى حُزْنًا تَذَكُّرِيَ الْكُمَاةِ قَالَ: فَنُودِيَ مِنْ جَانِبِ الْمَجْلِسِ: فَدَعْ عَنْكَ الْكُمَاةَ فَقَدْ تَوَلَّوْا ... وَنَفْسُكَ فَابْكِهَا قَبْلَ الْمَمَاتِ وَكُلُّ جَمَاعَةٍ لَا بُدَّ يَوْمًا ... يُفَرِّقُ بَيْنَهَا شَعَثُ الشَّتَاتِ"، لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ بِشْرَانَ

674 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ مَحْمُودٍ الْوَرَّاقِ « [البحر الطويل] §يَبْكِي عَلَى مَيِّتٍ وَيَغْفُلُ نَفْسَهُ ... كَانَ بِكَفَّيْهِ أَمَانٌ مِنَ الرَّدَى -[257]- وَمَا الْمَيِّتُ الْمَقْبُورُ فِي صَدْرِ يَوْمِهِ ... أَحَقُّ بِأَنْ يَبْكِيهِ مِنْ مَيِّتٍ غَدَا»

675 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَافِرِي قَالَ: نَظَرْتُ فِي كُتُبِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ، فَإِذَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ بِخَطِّهِ: مَرَرْتُ بِسُوَيْقَةِ عَبْدِ الْوَهَّابِ وَقَدْ خَرُبَتْ مَنَازِلُهُمْ وَعَلَى جَدَارٍ مِنْهَا مَكْتُوبٌ: « [البحر البسيط] §هَذِي مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمُ ... فِي رَغْدِ عَيْشٍ رَغِيبٍ مَالَهُ خَطَرُ صَاحَتْ بِهِمْ نَائِبَاتُ الدَّهْرِ فَانْقَلَبُوا ... إِلَى الْقُبُورِ فَلَا عَيْنٌ وَلَا أَثَرُ»

قَالَ: وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى قَالَ: مَرَرْتُ بِدَارِ الْفَضْلِ بْنِ غَانِمٍ وَإِلَى جَانِبِ دَارِهِ مَسْجِدٍ قَدْ خَرُبَ وَعَلَيْهِ مَكْتُوبٌ: « [البحر الكامل] §أَفْنَى جَدِيدَهُمْ وَشَتَّتَ جَمْعَهُمْ ... مَلِكٌ تَفَرَّدَ بِالْبَقَاءِ عَزِيزُ»

676 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَاقُرْجِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْغُمْرِ قَالَ: قَالَ مَسْلَمَةُ لِجُلَسَائِهِ: §أَيُّ بَيْتٍ فِي الشِّعْرِ أَحْكَمُ؟ قَالُوا: الَّذِي يَقُولُ: [البحر الطويل] صَبَا مَا صَبَا حَتَّى عَلَا الشَّيْبُ رَأْسَهُ ... فَلَمَّا عَلَاهُ قَالَ لِلْبَاطِلِ ابْعِدِ قَالَ: وَقَالَ مَسْلَمَةُ: إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا وَعَظَنِي شِعْرٌ قَطُّ مَا وَعَظَنِي شِعْرُ ابْنِ حِطَّانَ حِينَ يَقُولُ: [البحر الطويل] -[258]- أَفِي كُلِّ عَامٍ مَرْضَةٌ ثُمَّ نَعْمَةٌ ... وَتَنْعِي وَلَا تُنْعَى مَتَى ذَا إِلَى مَتَى؟ فَيُوشِكُ يَوْمٌ أَوْ يُوافِقُ لَيْلَةً ... يَسُوقَانِ حَتْفًا رَاحَ نَحْوَكَ أَوْ غَدَا قَالَ: وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ بِأَحَدٍ أَجَّلَ الْمَوْتَ ثُمَّ أَفْنَاهُ قَبْلَهُ حَيْثُ يَقُولُ: لَمْ يُعْجِزِ الْمَوْتَ شَيْءٌ دُونَ خَلْقِهِ ... وَالْمَوْتُ فَانٍ إِذَا مَا نَالَهُ الْأَجَلُ وَكُلُّ كَرْبٍ أَمَامَ الْمَوْتِ مُتَّضِعٌ ... لِلْمَوْتِ وَالْمَوْتُ فِيمَا بَعْدَهُ جَلَلُ قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: [البحر البسيط] مَنْ كَانَ حِينَ تُصِيبُ الشَّمْسُ جَبْهَتَهُ ... أَوِ الْغُبَارُ يَخَافُ الشَّمْسَ وَالشَّعَثَا وَيَأْلَفُ الظِّلَّ كَيْ تَبْقَى بَشَاشَتُهُ ... فَسَوْفَ يَسْكُنُ يَوْمًا رَاغِمًا جَدَثَا فِي قَعْرِ مُقْفِرَةٍ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ ... يُطِيلُ تَحْتَ الثَّرَى فِي جَوْفِهَا اللُّبْثَا

677 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو الْمُسْتَمْلِي سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الْفَرَّاءَ يَقُولُ: حُدِّثْتُ أَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ أَوَّلُ مَا هَيَّجَهُ عَلَى الْجُلُوسِ، وَالتَّخَلِّي أَنَّهُ مَرَّ بِامْرَأَةٍ وَهِيَ تَبْكِي حَمِيمًا لَهَا وَهِيَ تَقُولُ: " §لَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ خَدَّيْكَ بَدَأَ الْبِلَى قَالَ: فَعَكَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: كَيْفَ قُلْتِ؟ فَأَعَادَتْ، فَقَالَ دَاوُدُ: فَأَنَا أُخْبِرُكِ بِخَدِّهِ الْيُمْنَى؛ فَإِنَّهَا تَلِي الثَّرَى قَالَ: ثُمَّ مَضَى، فَتَخَلَّى "

678 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي قَالَ: أَنْشَدَنِي وَالِدِي، أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ: « [البحر الوافر] §وَمُخْتلِفَانِ يَنْتَهِبَانِ عُمُرِي ... سَيُقْطَعُ مِنْهُمَا نَظَرِي وَلَمْسِي أَمُوتُ وَيَكْرَهُ الْأَحْبَابُ قُرْبِي ... وَتَحْضُرُ وَحْشَتِي وَيَغِيبُ أُنْسِي وَكُلُّ ثَمِينَةٍ أَصْبَحْتُ أُغْلَى بِهَا ... سَتُبَاعُ مِنْ بَعْدِي بِوَكْسِي أَلَا يَا سَاكِنَ الْبَيْتِ الْمُوَشَّى ... ستُسْكِنُكَ الْمَنِيَّةُ بَيْتَ رَمْسِ أَلَمْ تَرَ فِي صَبَاحِكَ كُلَّ يَوْمٍ ... وَعُمْرُكَ فِيهِ أَقْصَرُ مِنْهُ أَمْسِ»

679 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: أَنْشَدَنِي وَالِدِي قَالَ: أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ لِابْنِهِ أَبِي بَكْرٍ: « [البحر المنسرح] §مَا عُذْرُ مَنْ خَرَّ عَاصِيًا رَسَنُهْ ... مَا عُذْرُهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَهْ مَا عُذْرُ مَنْ لَا يَكُفُّ مُنْتَهِيًا ... عَنْ ذَنْبِهِ دُونَ لُبْسِهِ كَفَنَهْ يَا رَاكِبَ الذَّنْبِ لَا يُفَارِقُهُ ... وَالرُّوحُ مِنْهُ مُفَارِقُ بَدَنَهْ عَجِبْتُ مِنْ ذِي أَخٍ يُسَرُّ بِهِ ... إِذْ سُرَّ مِنْ بَعْدِهِ وَقَدْ دَفَنَهْ -[260]- طَالَتْ بِهِ فِي الْحَيَاةِ فَرْحَتُهُ ... وَلَمْ يَطُلْ بَعْدَ مَوْتِهِ حَزَنُهْ طُوبَى لِمَنْ لَمْ يَخُنْ أَمَانَتَهُ ... وَالْوَيْلُ عِنْدَ الْحِسَابِ لِلْخَوَنَهْ»

680 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْبَلَاذُرِيَّ يَقُولُ: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُوَفَّقِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيَّ قَالَ: قُلْتُ لِعَابِدٍ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، أَخْبِرْنِي §مَا دَلِيلُ الْخَوْفِ؟ قَالَ: الْحَذَرُ، قُلْتُ: فَمَا دَلِيلُ الشَّوْقِ؟ قَالَ: الطَّلَبُ، قُلْتُ: فَمَا دَلِيلُ الرَّجَاءِ؟ قَالَ: الْعَمَلُ، قُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ، نَحْنُ أَيْنَ جَاءَ ضَعْفُنَا؟ قَالَ: لِأَنَّكُمْ وَثِقْتُمْ حِلْمَ اللَّهِ عَنْكُمْ وَسِتْرَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: « [البحر الطويل] إِنْ كُنْتَ تَفْهَمُ مَا أَقُولُ وَتَعْقِلُ ... فَارْحَلْ بِنَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ بِكَ يُرْحَلُ وَذَرِ التَّشَاغُلَ بِالذُّنُوبِ وَخَلِّهَا ... حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى تَتَعَلَّلُ»

681 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبُوشَنْجِيُّ، ثنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمْعَانَ الْوَاعِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ شَاكِرٍ الْبَغْدَادِيَّ، بِبُخَارَا قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ السَّقَطِيَّ يَقُولُ: خَرَجْتُ يَوْمًا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَإِذَا أَنَا بِبُهْلُولٍ قَدْ دَلَّى رِجْلَيْهِ فِي قَبْرٍ وَهُوَ يَلْعَبُ بِالتُّرَابِ فَقُلْتُ: أَنْتَ هَا هُنَا؟ قَالَ: نَعَمْ أَنَا عِنْدَ قَوْمٍ لَا يُؤْذُونَنِي، فَإِنْ غِبْتُ عَنْهُمْ لَا يَغْتَابُونَنِي، فَقُلْتُ: يَا بُهْلُولُ الْخُبْزُ قَدْ غَلَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أُبَالِي وَحَبَّةٌ بِمِثْقَالٍ، إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَعْبُدَهُ كَمَا أَمَرَنَا وَعَلَيْهِ أَنْ يَرْزُقَنَا كَمَا وَعَدَنَا، ثُمَّ وَلَّى عَنِّي وَهُوَ يَقُولُ: « [البحر البسيط] §يَا مَنْ تَمَتَّعَ بِالدُّنْيَا وَبَهْجَتِهَا ... وَلَا تَنَامُ عَنِ اللَّذَّاتِ عَيْنَاهُ -[261]- أَفْنَيْتَ عُمُرَكَ فِيمَا لَسْتَ تُدْرِكُهُ ... تَقُولُ لِلَّهِ مَاذَا حِينَ تَلْقَاهُ»

682 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْبُتِّيُّ، أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَتْحِ الْبُسْتِيُّ الْكَاتِبُ لِنَفْسِهِ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ: « [البحر البسيط] §يَا عَامِرًا لِخَرَابِ الدَّهْرِ مُجْتَهِدًا ... تَا لِلَّهِ مَا لِخَرَابِ الْعُمْرِ عُمْرَانُ وَيَا حَرِيصًا عَلَى الْأَمْوَالِ تَجْمَعُهَا ... أَنَسِيتَ أَنَّ سُرُورَ الْمَالِ أَحْزَانُ؟ »

683 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ هَذَا الْبَيْتَ: « [البحر الطويل] §نُؤَمِّلُ أَنْ نَبْقَى طَوِيلًا وَإِنَّمَا ... نَعُدُّ مِنَ الْأَيَّامِ طَرْفًا وَأَنْفَاسَا»

أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُعْتَزِّ، 684 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ذِي النُّونَ الْمِصْرِيِّ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُرِيدِينَ وَهُوَ يَقُولُ لَهُمْ: «§تَوَسَّدُوا الْمَوْتَ إِذَا نِمْتُمْ، وَاجْعَلُوهُ نُصْبَ أَعْيُنِكُمْ إِذَا قُمْتُمْ، كُونُوا كَأَنَّكُمْ لَا حَاجَةَ لَكُمْ إِلَى الدُّنْيَا، وَلَا بُدَّ لَكُمْ مِنَ الْآخِرَةِ»

685 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنِي عِلَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّوفِيُّ، بِهَمَذَانَ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْمُعْتَزِّ، أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ابْنُ الْمَهْدِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ وَهُوَ عَلِيلٌ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُ مَنْ هُوَ عَدَدٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَبِيدُ وَيَنْفَدُ، فَاسْتَحْسَنْتُ قَوْلَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي هَذَا الْمَعْنَى شَيْءٌ؟ فَقَالَ لِي: نَعَمْ، ثُمَّ أَنْشَدَنِي: [البحر الرجز] §يَنْقُصُ مِنِّي كُلَّ يَوْمٍ شَيْءُ أَنَا مَعَ ذَاكَ صَحِيحٌ حَيُّ وَالْمَرْءُ يُفْنِيهِ الْبِلَى وَالطَّيُّ وَكَمْ عَسَى مَنْ أَنْ يَدُومَ الْغَيُّ وَآخِرُ الدَّاءِ الْعَيَاءِ الْكَيُّ"

686 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَخْتَوَيْهِ الْعَدْلُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ الْمِنْقَرِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ طُرَيْحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: شَهِدْتُ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ طَوِيلًا، ثُمَّ أَفَاقَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَنَظَرَ إِلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: لَبَّيْكُمَا، لَبَّيْكُمَا، هَا أَنَا ذَا لَدَيْكُمَا، لَا قَوِيَّ فَأَنْتَصِرَهُ، وَلَا بَرْأَةَ لِي وَلَاعُذْرَ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَمَكَثَ طَوِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا، هَا أَنَا ذَا لَدَيْكُمَا، لَا عَشِيرَتِي تَحْمِينِي وَلَا مَالِي يَفْدِينِي، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: « [البحر الخفيف] §كُلُّ عَيْشٍ وَإِنْ تَطَاوَلَ دَهْرًا ... سَائِرٌ مَرَّةً إِلَى أَنْ يَزُوَلَا لَيْتَنِي كُنْتُ قَبْلَ مَا قَدْ بَدَا لِي ... فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ أَرْعَى الْوُعُولَا»

687 - أَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي عُمَرُ بْنُ مَعْبَدٍ الْوَاعِظُ: [البحر الرجز] §أَنَا مِنْ عَيْنِي وَقَلْبِي فِي بَلَاءْ ... وَسِقَامِي مَا لَهُ الدَّهْرُ دَوَاءْ وَكِتَابِي مِنْ جِنَايَاتِي مَلَا ... ذَهَبَ الْعُمْرُ بِلِعْبٍ وَانْقَضَى"

688 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، بِالْكُوفَةِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُتُلِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ يَذْكُرُ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعِنْدَهُ سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ وَهُوَ يُنْشِدُ شِعْرًا فَانْتَهَى فِي شِعْرِهِ إِلَى هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: « [البحر الطويل] §فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ بَاتَ لِلْمَوْتِ آمِنًا ... أَتَتْهُ الْمَنَايَا بَغْتَةً بَعْدَمَا هَجَعْ فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِذْ جَاءَهُ الْمَوْتُ بَغْتَةً ... فِرَارًا وَلَا مِنْهُ بِقُوَّتِهِ امْتَنَعْ فَأَصْبَحَ تَبْكِيهِ النِّسَاءُ مُقَنَّعًا ... وَلَا يَسْمَعُ الدَّاعِي وَإِنْ صَوْتُهُ رَفَعْ وَقُرِّبَ مِنْ لَحْدٍ فَكَانَ مَقِيلُهُ ... وَفَارَقَ مَا قَدْ كَانَ بِالْأَمْسِ قَدْ جَمَعْ وَلَا يَتْرُكُ الْمَوْتُ الْغَنِيَّ لِمَالِهِ ... وَلَا مُعْدَمًا فِي الْحَالِ ذَا حَاجَةٍ يَدَعْ» قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يَبْكِي وَيَضْطَرِبُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، وَقُمْنَا وَتَفَرَّقْنَا

689 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَرْضَخٍ الْأَخْمِيمِيُّ، بِمَكَّةَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ إِيَادٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ الْإِيَادِيِّ فَقَالُوا -[265]-: هَلَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" لَقَدْ شَهِدْتُهُ فِي الْمَوْسِمِ بِعُكَاظٍ وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ أَوْ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ وَهُوَ يُنَادِي فِي النَّاسِ: أَيُّهَا النَّاسُ اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا وَعُوا، وَاتَّعِظُوا تَنْتَفِعُوا، مَنْ عَاشَ مَاتَ، وَمَنْ مَاتَ فَاتَ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا وَإِنَّ فِي الْأَرْضِ لَعِبَرًا، نُجُومٌ تَغُورُ وَلَا تَفُورُ، وَبِحَارٌ تَفُورُ وَلَا تَغُورُ، وَسَقْفٌ مَرْفُوعٌ، وَمِهَادٌ مَوْضُوعٌ، وَأَنْهَارٌ وَنُبُوعٌ" أَقْسَمَ قُسُّ قَسَمًا بِاللَّهِ لَا كَذِبًا وَلَا آثِمًا لَتَتَبِعُنَّ الْأَمْرَ سَخَطًا وَلَئِنْ كَانَ فِي بَعْضِهِ رِضًا، إِنَّ فِي بَعْضٍ لَسَخَطًا، وَمَا هُوَ بِاللَّعِبِ وَإِنَّ مِنْ وَرَاءِ هَذَا لَلْعَجَبُ، أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَمًا بِاللَّهِ لَا كَذِبًا وَلَا آثِمًا، إِنَّ لِلَّهِ دِينًا هُوَ أَرْضَى لَهُ مِنْ دِينٍ نَحْنُ عَلَيْهِ، مَا بِالُ النَّاسِ يَذْهَبُونَ وَلَا يَرْجِعُونَ، أَرَضُوا فَأَقَامُوا؟ أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ أَنْشَدَ قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ أَبْيَاتَا مِنَ الشِّعْرِ لَمْ أَحْفَظْهَا عَنْهُ، فَقَامْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَنَا حَضَرْتُ ذَلِكَ الْمَقَامَ وَحَفَظْتُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هِيَ؟» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ فِي آخِرِ كَلَامِهِ: [البحر الكامل] فِي الذَّاهِبِينَ الْأَوَّلِينَ ... مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ -[266]- لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا ... لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا ... تَمْضِي الْأَكَابِرُ وَالْأَصَاغِرْ وَلَا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ ... وَلَا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرْ أَيْقَنْتُ أَنِّي لَا مَحَالَةَ ... حَيْثُ صَارَ الْقَوْمُ صَائِرْ"

ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وَفْدِ إِيَادٍ، فَقَالَ: «§هَلْ وُجِدَ لَقُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ وَصِيَّةً؟» قَالُوا: نَعَمْ، وَجَدُوا لَهُ صَحِيفَةً تَحْتَ رَأْسِهِ مَكْتُوبٌ فِيهَا: [البحر البسيط] يَا نَاعِيَ الْمَوْتِ وَالْأَمْوَاتُ فِي جَدَثٍ ... عَلَيْهِمُ مِنْ بَقَايَا ثَوْبِهِمْ خِرَقُ دَعْهُمْ فَإِنَّ لَهُمْ يَوْمًا يُصَاحُ بِهِمْ ... كَمَا يُنَبَّهُ مِنْ نَوْمَاتِهِ الصَّعِقُ مِنْهُمْ عُرَاةٌ وَمَوْتَى فِي ثِيَابِهِمْ ... مِنْهَا الْجَدِيدُ وَمِنْهَا الْأَوْرَقُ الْخَلِقُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَقَدِ آمَنَ قُسٌّ بِالْبَعْثِ»

690 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ -[267]- اللَّذَّاتِ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هَادِمُ اللَّذَّاتِ؟ قَالَ: «الْمَوْتُ» ، وَفِي رِوَايَةِ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ سِنَانٍ

691 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ خُرَّزَادَ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى السِّينَانِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ - يَعْنِي الْمَوْتَ»

692 - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا شَافِعُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ -[268]- أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو هَيْفَانَ الشَّاعِرُ وَقَدْ مَرَرْنَا بِمَقْبَرَةٍ بِسَامَرَّةَ: «§أَلَا عَسْكَرَ الْأَحْيَاءُ ... وَهَذَا عَسْكَرُ الْمَوْتَى أَجَابُوا الدَّعْوَةَ الصُّغْرَى ... وَهُمْ مُنْتَظِرُو الْكُبْرَى يَحُثُّونَ عَلَى الزَّا ... دِ وَمَا زَادٌ سِوَى التَّقْوَى يَقُولُونَ لَكُمْ جِدُّوا ... فَهَذَا غَايَةُ الدُّنْيَا»

693 - سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يُوسُفَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيَّ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ يَحْكِي عَنْ بَعْضِ الْحُكَمَاءِ أَنَّهُ سُئِلَ، فَقِيلَ لَهُ: " §مَنْ أَنْعَمُ النَّاسِ عَيْشًا؟ قَالَ: «بَدَنٌ فِي التُّرَابِ قَدْ أَمِنَ الْعِقَابَ يَنْتَظِرُ الثَّوَابَ»

694 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: مَرَرْتُ بِبَعْضِ بِلَادِ الشَّامِ فَرَأَيْتُ مَقْبَرَةً، فَإِذَا قَبْرٌ عَالٍ مُشْرِفٌ عَلَيْهِ كِتَابٌ، فَقَرَأْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ عِبْرَةٌ وَكَلَامٌ حَسَنٌ وَكَانَ يَقُولُهُ كَثِيرًا: « §مَا أَحَدٌ أَكْرَمُ مِنْ مُفْرَدٍ ... فِي قَبْرِهِ أَعْمَالُهُ تُؤْنِسُهْ مُنَعَّمٌ فِي الْقَبْرِ فِي رَوْضَةٍ ... زَيَّنَهَا اللَّهُ فَهِيَ مَجْلِسُهْ»

695 - أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، ثنا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيُّ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُبَلِّغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يَتْبَعُ الْمُؤْمِنَ بَعْدَ مَوْتِهِ ثَلَاثٌ: أَهْلُهُ، وَمَالُهُ، وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ "

696 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالِ، أَخْبَرَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: «§مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي عَبْدِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ

697 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ الْجُنَيْدُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: §يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ «لِمَا يَلْقَى مِنْ عِيَانِ الْمَوْتِ وَصُعُوبَتِهِ وَكَرْبِهِ لَيْسَ أَنِّي أَكْرَهُ لَهُ الْمَوْتَ لِأَنَّ الْمَوْتَ يُورِدُهُ إِلَى رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ»

698 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، مَوْلَى عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَكَرَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ وَزَادَ: «§وَفُؤَادَهُ الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ وَلِسَانَهُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ، إِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ» وَلَمْ يَذْكُرِ الِاسْتِعَاذَةَ وَذَكَرَ مَا بَعْدَهُ "

699 - وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، ثنا أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ وَيُكَنَّى أَبَا حَمْزَةَ مَوْلَى عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «§مَنْ آذَى لِي وَلِيًّا فَقَدِ اسْتَحَلَّ مُحَارَبَتِي، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ فَرَائِضِي، وَإِنَّ عَبْدِي لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ عَيْنَهُ الَّتِي يُبْصِرُ بِهَا، وَفُؤَادَهُ الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ، إِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ مَوْتِهِ، إِنَّهُ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ»

700 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عُثْمَانَ يَعْنِي -[271]- الْحِيرِيَّ عَنْ مَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ «§كُنْتُ أَسْرَعَ إِلَى قَضَاءِ حَوَائِجِهِ مِنْ سَمْعِهِ فِي الِاسْتِمَاعِ، وَبَصَرِهِ فِي النَّظَرِ، وَيَدِهِ فِي اللَّمْسِ، وَرِجْلِهِ فِي الْمَشْيِ»

701 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «§مَنْ كَانَ لِي مُطِيعًا كُنْتُ لَهُ وَلِيًّا، فَلْيَثِقْ بِي وَلْيَحْكُمْ عَلَيَّ، فَوَعِزَّتِي لَوْ سَأَلَنِي زَوَالَ الدُّنْيَا لَأَزَلْتُهَا لَهُ»

702 - أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنِي ابْنُ زَحْرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: «§مَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَأَكُونَ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ وَقَلْبَهُ الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ وَإِذَا دَعَانِي أَجَبْتُهُ، وَإِذَا سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَرَنِي نَصَرْتُهُ، وَأَحَبُّ مَا تَعَبَّدَ بِهِ عَبْدِي النُّصْحُ لِي» وَفِي رِوَايَةِ السُّلَمِيِّ وَأَعْبَدُ مَا يَتَعَبَّدُ بِهِ

703 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ الْأَنْمَاطِيُّ الْمُجَاوِرُ بِمَكَّةَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَ أَبُو عَمْرٍو بْنُ مَطَرٍ، أَنْبَأَ عَبْدَانُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالُوا: ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ يَتَزَوَّدُ فِي الدُّنْيَا يَنْفَعْهُ فِي الْآخِرَةِ»

704 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنِ طَاهِرٍ الْإِمَامُ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا -[274]- هُشَيْمٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77] قَالَ: «أَنْ تَعْمَلَ فِي دُنْيَاكَ لَآخِرَتِكَ»

705 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ النَّسَوِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ إِلَّا بِبَابِهِ رَايَتَانِ: رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ بِمَا يُحِبُّ اللَّهُ اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَا يَزَالُ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ بِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ، فَلَا يَزَالُ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ "

706 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ صَالِحٍ الدِّينَوَرِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، ثنا أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: §مَنْ بَايَعَكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: «حُرٌّ وَعَبْدٌ» قَالَ: فَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ وَحُسْنُ الْخُلُقِ» ، قُلْتُ: فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْفِقْهُ فِي دِينِ اللَّهِ وَالْعَمَلُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَحُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ» قُلْتُ: فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ -[275]- وَيَدِهِ» ، قُلْتُ: فَأَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: «إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَطَيِّبُ الْكَلَامِ» ، قُلْتُ: فَأَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَطُولُ الْقُنُوتِ وَحُسْنُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ» قُلْتُ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ اللَّهُ» قُلْتُ: فَأَيُّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنَّ اللَّهَ يَفْتَحُ فِيهِ أَبُوابَ السَّمَاءِ، وَيَطَّلِعُ فِيهِ إِلَى خَلْقِهِ وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعَاءَ» قَالَ الشَّيْخُ: وَيُشْبُهُ أَنْ يَكُونَ سُؤَالُهُ إِيَّاهُ عَنِ الْأَعْمَالِ بَعْدَمَا لَحِقَ بِقَوْمِهِ، ثُمَّ عَادَ بَعْدَ ظُهُورِ الْإِسْلَامِ وَنُزُولِ شَرَائِعِهِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ

707 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَرْزَةَ، بِهَمَذَانَ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ التَّنُوخِيُّ، ثنا خُلَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " §مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: ابْنَ آدَمَ أَرْزُقُكَ وَتَعْبُدُ غَيْرِي، ابْنَ آدَمَ تَعْمَلُ بِعَمَلِ الْفُجَّارِ، وَتَبْتَغِي ثَوَابَ الْأَبْرَارِ، ابْنَ آدَمَ تَجْتَنِي مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبَ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ، كَمَا تَزْرَعُ تَحْصَدُ، ابْنَ آدَمَ كَمَا تَرْحَمُ تُرْحَمُ، ابْنَ آدَمَ كَيْفَ تَرْجُو رَحْمَةَ اللَّهِ وَأَنْتَ -[276]- لَا تَرْحَمُ عِبَادَهُ؟ ابْنَ آدَمَ تَدْعُو إِلَيَّ وَتَنْفِرُ مِنِّي "

708 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ الْوَرَّاقُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَاسِينَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، ثنا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ، وَلَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عَمَلُكَ، وَأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ، وَأَنْ تُبَادِرَ فِي عِبَادَةِ رَبِّكَ، وَلَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: رَجُلٌ أَذْنَبَ ذُنُوبًا فَهُوَ يَتَدَارَكُ ذُنُوبَهُ بِالتَّوْبَةِ، أَوْ يُسَارِعُ فِي دَارِ الْآخِرَةِ وَلَا يُقِلُّ التَّقْوَى، وَكَيْفَ يُقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ "

709 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ الْمُزَكِّي، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْبُشْتِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَانِئٍ الْعُقَيْلِيُّ، ثنا أَبِي هَانِئُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «§مَا أَنْكَرْتُمْ مِنْ زَمَانِكُمْ فَبِمَا غَيَّرْتُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، إِنْ يَكُ خَيْرًا، فَوَاهًا وَآهَا وَإِنْ يَكُ شَرًا فَآهًا آهًا، هَكَذَا سَمِعْتُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» -[277]- لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَهُوَ مَتْنٌ غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ هَذَا الْعُقَيْلِيُّ

710 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْبِرُّ لَا يَبْلَى، وَالْإِثْمُ لَا يُنْسَى، وَالدَّيَّانُ لَا يَنَامُ، فَكُنْ كَمَا شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ»

711 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الذُّهْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو كُدَيْنَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلِّبِ الْبَجَلِيُّ عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " {§إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} قَالَ: " مِنَ الطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَةِ عَرَضَهَا عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَعَرَضَهَا عَلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: هَلْ أَنْتَ آخِذُهَا بِمَا فِيهَا؟ قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: إِنْ أَحْسَنْتَ جُزِيتَ، وَإِنْ أَسَأْتَ عُوقِبْتَ قَالَ: نَعَمْ "

712 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا -[278]- مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا صَالِحٌ أَبُو عُمَرَ الْبَزَّازُ، ثنا يُونُسُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَقَرَأَ: {وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] ، وَالْعَظِيمُ الْجَنَّةُ "

713 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا تَمْتَامٌ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا مُوسَى وَهُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُضَاعِفُ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْحَسَنَةِ» فَانْطَلَقْتُ، فَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُضَاعِفُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ الْحَسَنَةَ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ» قَالَ: لَا بَلْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «بِالْحَسَنَةِ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ» ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفُهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] فَمَا تَدْرِي قَدْرَ مَا قَالَ اللَّهُ الْعَظِيمُ

714 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا -[279]- الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ الْأَعْمَشُ: وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ»

715 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمِصْرِيُّ، ثنا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَهُ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِنَّ التُّؤَدَةَ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ إِلَّا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ»

716 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ إِلَّا نَدِمَ» وَقَالُوا: وَمَا نَدَامَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَدِمَ أَنْ لَا يَكُونَ ازْدَادَ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا نَدِمَ أَنْ لَا يَكُونَ نَزَعَ»

717 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّبَّاسُ، بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْمَكِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ -[280]- بَكَّارٍ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ أَبُو مِحْصَنٍ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِكَ فِيمَا أَفْنَيَتَهُ، وَعَنْ شَبَابِكَ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ، وَعَنْ مَالِكَ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَتَهُ، وَمَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ»

718 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ يَعْنِي ابْنَ حَرْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنِ ابْنِ -[281]- نَهَّارٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: §«لَوْ أَطَاعُونِي عِبَادِي لَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ وَلَأَمْطَرْتُ عَلَيْهِمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ» كَذَا قَالَا

719 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، وَهِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ سُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَبَّكُمْ تَعَالَى يَقُولُ: §لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُونِي لَأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ وَلَمْ أُسْمِعْهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ " تَابَعَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ صَدَقَةَ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ وَهُوَ سُمَيْرُ بْنُ نَهَّارٍ وَقِيلَ: شُتَيْرُ بْنُ نَهَّارٍ

720 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: §«نِعْمَ الرَّبُّ رَبُّنَا لَوْ أَطَعْنَاهُ مَا عَصَانَا»

721 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا -[282]- جَعْفَرٌ، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ §اتَّخِذْ طَاعَةَ اللَّهِ تِجَارَةً تَأْتِكَ الْأَرْبَاحُ مِنْ غَيْرِ بِضَاعَةٍ»

722 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ الزَّاهِدَ يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي طَلْحَةَ الْفَزَارِيِّ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: §«مَنْ أَرَادَ أُنْسًا بِلَا جَمَاعَةٍ وَعِزًّا بِلَا عَشِيرَةٍ فَلْيَتَّخِذْ طَاعَةَ اللَّهِ بِضَاعَةً»

723 - سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ: §«أَطِعِ اللَّهَ يُطِعْكَ كُلُّ شَيْءٍ»

724 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: «§أَثْقَلُ الْأَعْمَالِ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُهَا عَلَى الْأَبْدَانِ، وَمَنْ وَفَّى الْعَمَلَ وَفِّي لَهُ الْأَجْرُ، وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحَلَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ بِلَا قَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ»

725 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ حَمْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: «§الدُّنْيَا دَارُ عَمَلٍ وَالْآخِرَةُ دَارُ جَزَاءٍ، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ هُنَا نَدِمَ هُنَاكَ»

726 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْهَرَوِيُّ، بِقِرْمِيسِينَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا عَلِيٌّ الرَّازِيُّ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: «§مَنْ سُرَّ بِخِدْمَةِ اللَّهِ سُرَّتِ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا بِخِدْمَتِهِ، وَمَنْ قَرَّتْ عَيْنُهُ بِاللَّهِ قَرَّتْ عُيُونُ كُلِّ شَيْءٍ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ»

727 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ الْأَنْمَاطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ -[283]- أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: «§مَنْ أَحْسَنَ فِي نَهَارِهِ كُوفِيَ فِي لَيْلِهِ، وَمَنْ أَحْسَنَ فِي لَيْلِهِ كُوفِيَ نَهَارَهُ، وَمَنْ صَدَقَ فِي تَرْكِ شَهْوَةٍ ذَهَبَ اللَّهُ بِهَا مِنْ قَلْبِهِ، وَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعَذِّبَ قَلْبًا بِشَهْوَةٍ تُرِكَتْ لَهُ»

728 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: §«مَنْ صَدَقَ كُوفِيَ وَمَنْ أَحْسَنَ عُوفِيَ»

729 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِي، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ يَقُولُ: «§مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ بِبَذْلِ الْمَجْهُودِ يَصِلُ فَمُتَعَنٍّ، وَمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ بِغَيْرِ بَذْلِ الْمَجْهُودِ يَصِلُ فَمُتَمَنٍّ»

730 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْمَغْرِبِيَّ يَقُولُ: §«مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ يُفْتَحُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ أَوْ يُكْشَفُ لَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ إِلَّا بِلُزُومِ الْمُجَاهَدَةِ فَهُوَ عَلَى غَلَطٍ»

731 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ بَكْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: «§بَابُ كُلِّ عِلْمٍ نَفِيسٍ جَلِيلٍ بَذْلُ الْمَجْهُودِ، وَلَيْسَ مَنْ طَلَبَ اللَّهَ بِبَذْلِ الْمَجْهُودِ كَمَنْ طَلَبَهُ مِنْ طَرِيقِ الْجُودِ»

732 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ بَكْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ خَفِيفٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ رُوَيْمَ بْنَ أَحْمَدَ فَقُلْتُ لَهُ: أَوْصِنِي فَقَالَ: §أَقَلُّ مَا فِي هَذَا الْأَمْرِ بَذْلُ الرُّوحِ فَإِنْ أَمْكَنَكَ الدُّخُولُ -[284]- فِيهِ مَعَ هَذَا وَإِلَّا فَلَا تَشْتَغِلْ بِتُرَّهَاتِ الصُّوفِيَّةِ

733 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا عَمْرٍو يَقُولُ: §«مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَ عَلَيْهِ دِينُهُ»

734 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزَّاهِدُ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: وَعَظَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا، فَقَالَ: «§رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا كَانَ قَوِيًّا، فَاسْتَعْمَلَ قُوَّتَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَكَانَ ضَعِيفًا فَعَجَزَ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ»

735 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ: 736 - كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَكْتُبُ إِلَى إِخْوَانِهِ بِأَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ: «§ذِلَّ عِنْدَ الطَّاعَةِ، وَاسْتَعْصِ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَجَالِسِ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ تَقْوَاهُمْ، وَلَا تَصْلُحُ الْقِرَاءَةُ إِلَّا بِالزُّهْدِ»

737 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ زَيْدٌ: بَلَغَنَا أَنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ: «§يَا بُنَيَّ إِذَا فَعَلْتَ الْخَيْرَ فَارْجُ الْخَيْرَ، وَإِذَا فَعَلْتَ الشَّرَّ فَلَا تَشُكَّ أَنْ يُفْعَلَ بِكَ الشَّرُّ»

738 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا -[285]- أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ لِأَحَدِكُمْ عَبْدَانِ فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَهُ وَيُؤَدِّي إِلَيْهِ إِذَا ائْتَمَنَهُ وَيَنْصَحُ لَهُ إِذَا غَابَ عَنْهُ، وَكَانَ الْآخَرُ يَغْضَبُ إِذَا أَمَرَهُ وَيَخُونُهُ إِذَا ائْتَمَنَهُ وَيَغُشُّهُ إِذَا غَابَ عَنْهُ كَانَا عِنْدَهُ سَوَاءٌ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «فَكَذَلِكَ أَنْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

739 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَعْقُوبَ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ كُلْثُومَ بْنَ عِيَاضٍ الْقُشَيْرِيَّ، وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ لَيَالِيَ هِشَامٍ وَهُوَ يَقُولُ: «§مَنْ آثَرَ اللَّهَ آثَرَهُ اللَّهُ، فَرَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا اسْتَعَانَ بِنِعْمَتِهِ عَلَى طَاعَتِهِ، وَلَمْ يَسْتَعِنْ بِنِعْمَتِهِ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَى صَاحِبِ الْحَسَنَةِ سَاعَةٌ إِلَّا وَهُوَ مُزَادٌ صِنْفًا مِنَ النَّعِيمِ لَا يَكُونُ يَعْرِفُهُ، وَلَا يَأْتِي عَلَى صَاحِبِ الْعَذَابِ سَاعَةٌ إِلَّا وَهُوَ مُسْتَنْكِرٌ لِشَيْءٍ مِنَ الْعَذَابِ لَا يَكُونُ يَعْرِفُهُ»

740 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحُبَابِ، ثنا يَعْلَى بْنُ الْأَشْدَقِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرَادٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَاهْرَبُوا مِنَ النَّارِ جُهْدَكُمْ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَنَامُ طَالِبُهَا وَإِنَّ النَّارِ لَا يَنَامُ -[286]- هَارِبُهَا، وَإِنَّ الْآخِرَةَ مُحَفَّفَةٌ بِالْمَكَارِهِ، وَحَصَرَ مَوَارِدَهَا النَّوْمُ، وَإِنَّ الدُّنْيَا مُحَفَّفَةٌ بِاللَّذَّاتِ، وَالشَّهَوَاتِ فَلَا تُلْهِيَنَّكُمْ شَهَوَاتُ الدُّنْيَا وَلَذَّاتُهَا عَنِ الْآخِرَةِ، إِنَّهُ لَا دُنْيَا لِمَنْ لَا آخِرَةَ لَهُ، وَلَا آخِرَةَ لِمَنْ لَا دُنْيَا لَهُ، إِنَّ اللَّهَ قَدِ أَبْلَغَ فِي الْمَعْذِرَةِ وَبَلَّغَ الْمَوْعِظَةَ، إِنَّ اللَّهَ قَدِ أَحَلَّ كَثِيرًا طَيِّبًا لَكُمْ فِيهِ سَعَةٌ، وَحَرَّمَ خَبِيثًا فَاجْتَنِبُوا مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ فَإِنَّهُ لَنْ يَحِلَّ اللَّهُ شَيْئًا حَرَّمَهُ وَلَنْ يُحَرِّمَ شَيْئًا أَحَلَّهُ، وَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الْحَرَامَ، وَأَكَلَ الْحَلَالَ أَطَاعَ الرَّحْمَنَ، وَاسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا، وَاجْتَمَعَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ هَذَا لِمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ»

741 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِي مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَامِدًا اللَّفَّافَ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَاتِمًا الْأَصَمَّ يَقُولُ: " §الْجِهَادُ ثَلَاثَةٌ: جِهَادٌ فِي سِرِّكَ مَعَ الشَّيْطَانِ حَتَّى تَكْسِرَهُ، وَجِهَادٌ فِي الْعَلَانِيَةِ فِي أَدَاءِ الْفَرَائِضِ حَتَّى تُؤَدِّيَهَا كَمَا أَمَرَ اللَّهُ، وَجِهَادٌ مَعَ أَعْدَاءِ اللَّهِ فِي عِزِّ الْإِسْلَامِ "

742 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «§طُوبَى لِمَنْ تَطَهَّرَ وَلَزِمَ الْبَابَ، طُوبَى لِمَنْ تَضَمَّرَ لِلسِّبَاقِ، طُوبَى لِمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ أَيَّامَ حَيَاتِهِ»

743 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «§مَنْ صَحَّحَ اسْتَرَاحَ، وَمَنْ تَقَرَّبَ قُرِّبَ، وَمَنْ صَفَا صُفِيَ لَهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ وَثِقَ، وَمَنْ تَكَلَّفَ مَا لَا يَعْنِيهِ ضَيَّعَ مَا يَعْنِيهِ»

744 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ، وَسُئِلَ §بِمَا يَعْرِفُ الْعَارِفُونَ رَبَّهُمْ عَزَّ -[287]- وَجَلَّ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ شَيْءٌ، فَبِقَطْعِ الطَّمَعِ وَالْإِسْرَافِ مِنْهُمْ عَلَى الْإِيَاسِ مَعَ التَّمَسُّكِ مِنْهُمْ بِالْأَحْوَالِ الَّتِي أَقَامَهُمْ عَلَيْهَا، وَبَذْلِ الْمَجْهُودِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمَا وَصَلُوا بَعْدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا بِاللَّهِ»

745 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُوَلِّدِ يَقُولُ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَزَّازُ: " §عَلَامَةُ الْعُبُودِيَّةِ ثَلَاثٌ: الْوَفَاءُ لِلَّهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَالْمُتَابَعَةُ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّرِيعَةِ، وَالنَّصِيحَةُ لِجَمِيعِ الْأُمَّةِ "

746 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ: " §الْعُبُودِيَّةُ فِي أَرْبَعِ خِصَالٍ: الْوَفَاءُ بِالْعُهُودِ، وَالْحِفْظُ لِلْحُدِودِ، وَالرِّضَا بِالْمَوْجُودِ، وَالصَّبْرِ عَنِ الْمَفْقُودِ "

747 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَيَّاشَ بْنَ عِصَامٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلًا، وَسُئِلَ: " §مَتَى يَكُونُ الْعَبْدُ عَبْدًا؟ قَالَ: «إِذَا رَضِيَ بِاللَّهُ وَبِاخْتِيَارِهِ لَهُ»

748 - سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، بِمَكَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الزُّبَيْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: «§سُرْعَةُ الْغَضَبِ، وَاحْتِقَارُ الْفَقْرِ، وَحُبُّ الْمَنْزِلَةِ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ حُبِّ النَّفْسِ وَهُوَ خَلْعُ الْعُبُودِيَّةِ، وَمُنَازَعَةُ الرُّبُوبِيَّةِ»

749 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سُئِلَ جَدِّي إِسْمَاعِيلُ: " §مَا الَّذِي لَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنْهُ؟ قَالَ: «مُلَازَمَةُ الْعُبُودِيَّةِ عَلَى السُّنَّةِ وَدَوَامِ الْمُرَاقَبَةِ»

750 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ: §«مَنْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ آدَابَ السُّنَّةِ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِنُورِ الْمَعْرِفَةِ وَلَا مُقَامَ أَشْرَفَ مِنْ مُقَامِ مُتَابَعَةِ -[288]- الْحَبِيبِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَامِرِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَخْلَاقِهِ وَالتَّأَدُّبِ بِآدَابِهِ قَوْلًا وَفِعْلًا وَعَزْمًا وَعَقْدًا وَنِيَّةً»

751 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: كَتَبَ أَبُو عُثْمَانَ إِلَى الشَّاهِ يَسْأَلُهُ: " §مَا الَّذِي لَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنْهُ؟ فَكَتَبَ: أَمَّا فِي الْجُمْلَةِ فَاللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لَا بُدَّ مِنْهُ، وَأَمَّا فِي الْآدَابِ: فَاتِّبَاعُ كِتَابِهِ، وَاعْتِنَاقُ سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالِاشْتِغَالُ فِي كُلِّ وَقْتٍ بِمَا هُوَ أَوْلَى بِكَ مِنْ آدَابِ خِدْمَتِهِ، وَتَرْكُ السُّكُونِ إِلَى النَّفْسِ وَالِاغْتِرَارِ بِخُدْعَتِهَا، وَدَوَامُ مُرَاقَبَةِ الْقَلْبِ فِيمَا يَخُصُّ وَيَعُمُّ، وَالْجُهْدُ فِي طَلَبِ الْحَلَالِ فَإِنَّهُ أُسُّ الْأَمْرِ وَعَمُودُهُ، وَتَرْكُ الرُّكُونِ إِلَى الْبَطَّالِينَ "

752 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: " §صِفَةُ عِبَادِ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ الْفَقْرُ كَرَامَتَهُمْ، وَطَاعَةُ اللَّهِ حَلَاوَتَهُمْ، وَحُبُّ اللَّهِ لَذَّتَهُمْ، وَإِلَى اللَّهِ حَاجَتُهُمْ، وَالتَّقْوَى زَادَهُمْ، وَمَعَ اللَّهِ تِجَارَتُهُمْ، وَعَلَيْهِ اعْتِمَادُهُمْ، وَبِهِ أُنْسُهُمْ، وَعَلَيْهِ تَوَكُّلُهُمْ، وَالْجُوعُ طَعَامَهُمْ، وَالزُّهْدُ ثِمَارَهُمْ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ لِبَاسَهُمْ، وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ حُلْيَتَهُمْ، وَسَخَاوَةُ النَّفْسِ حِرْفَتَهُمْ، وَحُسْنُ الْمُعَاشَرَةِ صُحْبَتَهُمْ، وَالْعِلْمُ قَائِدَهُمْ، وَالصَّبْرُ سَائِقَهُمْ، وَالْهُدَى مَرْكَبَهُمْ، وَالْقُرْآنُ حَدِيثَهُمْ، وَالشُّكْرُ زِينَتَهُمْ، وَالذِّكْرُ نُهْمَتَهُمْ، وَالرِّضَى رَاحَتَهُمْ، وَالْقَنَاعَةُ مَالَهُمْ، وَالْعِبَادَةُ كَسْبَهُمْ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوَّهُمْ، وَالدُّنْيَا مَزَابِلَهُمْ، وَالْحَيَاءُ قَمِيصَهُمْ، وَالْخَوْفُ سَجِيَّتَهُمْ، وَالنَّهَارُ عِبْرَتَهُمْ، وَاللَّيْلُ فِكْرَتَهُمْ، وَالْحِكْمَةُ سَيْفَهُمْ، وَالْحَقُّ حَارِسَهُمْ، وَالْحَيَاةُ مَرْحَلَتَهُمْ، وَالْمَوْتُ مَنْزِلَهُمْ، وَالْقَبْرُ حِصْنَهُمْ، وَالْفِرْدَوْسُ مَسْكَنَهُمْ، وَالنَّظَرُ إِلَى رَبِّ الْعَالْمِينَ مُنْيَتَهُمْ، هُمْ خَوَاصُ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ

753 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الْأَنْمَاطِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: §«إِنَّكَ لَنْ تَكُونَ عَلَى الْحَقِيقَةِ لَهُ عَبْدًا وَشَيْءٌ مِمَّا دُونَهُ لَكَ مُسْتَرِقًّا، وَإِنَّكَ لَنْ تَصِلَ إِلَى صَرِيحِ الْحُرِّيَةِ وَعَلَيْكَ مِنْ حَقِيقَةِ عُبُودِيَّتِهِ بَقِيَّةٌ، وَإِذَا كُنْتَ لَهُ وَحْدَهُ عَبْدًا كُنْتَ مِمَّا دُونَهُ حُرًّا»

754 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ السَّوَانِيطِيَّ، بِالْبَصْرَةِ يَقُولُ: وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: عِظْنِي، فَقَالَ: " §مَدَارُ الْعُبُودِيَّةِ عَلَى سِتَّةِ أَشْيَاءَ: التَّعْظِيمُ، وَالْحَيَاءُ، وَالْخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالْمَحْبَةُ، وَالْهَيْبَةُ، فَمِنْ ذِكْرِ التَّعْظِيمِ يَهِيجُ الْإِخْلَاصُ، وَمِنْ ذِكْرِ الْحَيَاءِ يَكُونُ الْعَبْدُ عَلَى خَطَرَاتِ قَلْبِهِ حَافِظًا، وَمِنْ ذِكْرِ الْخَوْفِ يَتُوبُ الْعَبْدُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَمِنْ ذِكْرِ الرَّجَاءِ يَتَسَارَعُ إِلَى الطَّاعَاتِ، وَمِنْ ذِكْرِ الْمَحَبَّةِ تَصْفُو لَهُ الْأَعْمَالَ، وَمِنْ ذِكْرِ الْهَيْبَةِ يَدَعُ التَّمَلُّكَ وَالِاخْتِيَارَ "

755 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا عَمْرٍو يَقُولُ: «§مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ قَدْرَ مَعْرِفَتِهِ بِاللَّهِ، فَلْيَنْظُرَ قَدْرَ هَيْبَتِهِ لَهُ وَقْتَ خِدْمَتِهِ»

قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: §«التَّهَاوُنُ بِالْأَمْرِ مِنْ قِلَّةِ الْمَعْرِفَةِ بِالْآمِرِ»

756 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُطَوِّعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ وَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: §لِمَ سُمُّوا صُوفِيَّةَ؟ قَالَ: «لِمَصَافَاةٍ أَدْرَكَتْهُمْ مِنَ الْحَقِّ، فَصَفُوا، فَمَنْ صَفَا فَهُوَ صُوفِيٌّ»

757 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْإِمَامَ أَبَا سَهْلٍ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ وَسُئِلَ §مَا التَّصَوُّفُ؟ قَالَ: «الْإِعْرَاضُ عَنِ الِاعْتِرَاضِ»

758 - أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْبُوشَنْجِيَّ يَقُولُ: " §التَّصَوُّفُ عِنْدِي فَرَاغُ الْقَلْبِ، وَخُلُوُّ الْيَدَيْنِ، وَقِلَّةُ الْمُبَالِاةِ بِالْأَشْكَالِ، فَأَمَّا فَرَاغُ الْقَلْبِ فِفِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} [الحشر: 8] ، وَخُلُوُّ الْيَدَيْنِ لِقَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً} [البقرة: 274] ، وَقِلَّةُ الْمُبَالِاةِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} "

759 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ يَحْيَى بْنَ الْحُسَيْنِ الْقَاهِرِيَّ يَقُولُ: قَدِمْتُ مِصْرَ، فَجِئْتُ إِلَى حَلْقَةِ ذِي النُّونِ فَرَآنِي وَفِيَّ اسْتِظْهَارٌ عَلَى الْحَاضِرِينَ، فَقَالَ لِي: " §لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْفَى ثَلَاثًا فِي ثَلَاثٍ: أَخْفَى غَضَبَهُ فِي مَعْصِيَتِهِ، وَأَخْفَى رِضَاءَهُ فِي طَاعَتِهِ، وَأَخْفَى وَلَايَتَهُ فِي عِبَادِهِ، فَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ مَعَاصِيهِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ غَضَبُهُ، وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ طَاعَتِهِ فَلَعَلَّهُ يَكُونُ فِيهِ رِضَاؤُهُ، وَلَا تَحْقِرَنَّ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ وَلِيًّا مِنْ أَوْلِيَائِهِ "

760 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيِّ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِي مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَامِدًا اللَّفَّافَ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِحَاتِمِ الْأَصَمِّ: §مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: " أَشْتَهِي عَافِيَةَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَيْسَتِ الْأَيَّامُ كُلُّهَا عَافِيَةً؟ فَقَالَ: إِنَّ عَافِيَةَ يَوْمٍ أَنْ لَا أَعْصِيَ اللَّهَ فِيهِ "

761 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْقَاضِي، إِجَازَةً قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَحَلِّيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ -[291]- لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: " §جِمَاعُ الْخَيْرِ كُلِّهِ فِي ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: إِنْ لَمْ تُمْضِ نَهَارَكَ بِمَا هُوَ لَكَ فَلَا تُمْضِهِ بِمَا هُوَ عَلَيْكَ، وَإِنْ لَمْ تَصْحَبِ الْأَخْيَارَ فَلَا تَصْحَبِ الْأَشْرَارَ، وَإِنْ لَمْ تُنْفِقْ مَالَكَ فِيمَا لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَلَا تُنْفِقْهُ فِيمَا لِلَّهِ فِيهِ سَخَطٌ "

762 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَبْدَانُ الشَّرُوطِيُّ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَنْبَأَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مُهَلَّبِيٌّ قَالَ: «§إِنْ كُنْتَ رَجُلًا صَالِحًا فَأَنْتَ الشَّرِيفُ كُلُّ الشَّرِيفِ، وَإِنْ كُنْتَ رَجُلَ سَوْءٍ، فَأَنْتَ الْوَضِيعُ كُلُّ الْوَضِيعِ»

763 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ الطَّالْقَانِيُّ، أَخْبَرَنِي زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قِيلَ لِسَلْمَانَ: §مَا حَسَبُكَ؟ قَالَ: «كَرَمِي دِينِي، وَحَسْبِيَ التُّرَابُ، وَمِنَ التُّرَابِ خُلِقْتُ، وَإِلَى التُّرَابِ أَصِيرُ، ثُمَّ أُبْعَثُ وَأَصِيرُ إِلَى الْمَوَازِينِ، فَإِنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينِي، فَمَا أَكْرَمَ حَسَبِي وَمَا أَكْرَمَنِي عَلَى رَبِّي يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَإِنْ خَفَّتْ مَوَازِينِي فَمَا أَلْأَمَ حَسَبِي وَمَا أَهْوَنَنِي عَلَى رَبِّي وَيُعَذِّبُنِي إِلَّا أَنْ يَعُودَ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ عَلَى ذُنُوبِي»

764 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُسْلِمٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا -[292]- يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ يَتْلُونَ فِيهِ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا حَفَّتْ بِهَمُ الْمُلَائَكَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ»

765 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ اللَّهُ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي جَعَلْتُ سَبَبًا وَنَسَبًا وَجَعَلْتُمْ سَبَبًا وَنَسَبًا، جَعَلْتُ أَكْرَمَكُمْ أَتْقَاكُمْ وَأَبَيْتُمْ إِلَّا أَنْ تَقُولُوا فَلَانُ بْنُ فَلَانٍ كَانَ أَكْرَمَ مِنْ فَلَانٍ، وَأَنَا الْيَوْمَ أَرْفَعُ نَسَبِي، وَأَضَعُ أَنَسَابَكُمْ، أَيْنَ الْمُتَّقُونَ؟ "

766 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ لِيَ السَّرِيُّ: «§اجْعَلْ خِزَانَتَكَ قَبْرَكَ، وَاحْشُوهُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ حَتَّى إِذَا قَدِمْتَ فَرِحْتَ بِمَا قَدَّمْتَ إِلَيْهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ»

768 - أَخْبَرَنَا أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ، بِمَكَّةَ أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ، ثنا أَبُو عُبَيْدِ بْنُ حَرْبَوَيْهِ الْقَاضِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ {§تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} [الأنعام: 154] قَالَ: «مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِي الدُّنْيَا خَلُصَتْ لَهُ كَرَامَةُ اللَّهِ فِي الْآخِرَةِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَحْمَدَ السَّمَّاكُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: §«يَا حَبَّذَا الْعَمَلُ الصَّالِحُ مَا أَحْسَنَهُ خَلْفَ ذَاكَ اللَّبَنِ»

قَالَ: وَسَمِعْتُ بِشْرًا يَقُولُ: §«ذَهَبَ أَهْلُ الْخَيْرِ بِالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»

769 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ فَارِسَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: كَانَ أَبُو الْقَاسِمِ الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَثِيرَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ رَأَيْنَاهُ فِي وَقْتِ مَوْتِهِ وَتُقَدَّمُ إِلَيْهِ الْوِسَادَةُ، فَيَسْجُدُ عَلَيْهَا فَقِيلَ لَهُ: §أَلَا رَوَّحْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ فَقَالَ: «طَرِيقٌ وَصَلْتُ بِهِ إِلَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا أَقْطَعُهُ»

770 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ عَنْ بَعْضِ الْمَشْيَخَةِ قَالَ: رُئِيَ فِي يَدِ الْجُنَيْدِ سُبْحَةٌ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ §أَنْتَ مَعَ تَمَكُّنِكَ وَشَرَفِكَ تَأْخُذُ بِيَدِكَ سُبْحَةً؟ فَقَالَ: «نَعَمْ سَبَبٌ بِهِ وَصَلْنَا إِلَى مَا وَصَلْنَا لَا نَتْرُكُهُ أَبَدًا»

771 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقَزْوِينِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْمَالِكِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ يَقُولُ: §«فَتْحُ كُلِّ بَابٍ شَرِيفٍ بَذْلُ الْمَجْهُودِ»

772 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحُسَيْنُ بْنُ السَّمَيْدَعِ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: قَالَ هِرَمُ بْنُ حَيَّانَ: §«لَوْ قِيلَ لِي إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَتْرُكِ الْعَمَلَ لِئَلَّا تَلُومُنِي نَفْسِي»

773 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا الْخَضِرُ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ، ثنا ثَابِتٌ قَالَ: كَانَ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ يَخْرُجُ إِلَى مَسْجِدٍ لَهُ فِي الْجَبَّانِ فَيَمُرُّ عَلَى شَبَابٍ عَلَى لَهْوٍ لَهُمْ فَيَقُولُ: " §أَيْ قَوْمٍ أَخْبِرُونِي عَنْ قَوْمٍ أَرَادُوا سَفَرًا، فَجَازُوا بِالنَّهَارِ عَنِ الطَّرِيقِ، وَنَامُوا -[294]- اللَّيْلَ مَتَى يَقْطَعُونَ سَفَرَهُمْ؟ فَانْتَبَهُ مِنْهُمْ شَابٌّ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الشَّيْخَ إِنَّمَا يَعْنِيكُمْ بِقَوْلِهِ: إِذَا كُنْتُمْ بِالنَّهَارِ فِي لَهْوِكُمْ وَبِاللَّيْلِ تَنَامُونَ مَتَى تُرِيدُونَ أَنْ تَقْطَعُوا سَفَرَكُمْ؟ قَالَ: وَلَزِمَ الشَّابُّ صِلَةَ فَتَعَبَّدَ مَعَهُ حَتَّى مَاتَ "

774 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْهَاشِمِ الْعَلَوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §«إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ أَرَاهُ فَارِغًا»

775 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §«إِنِّي لَأَبْغَضُ الرَّجُلَ أَرَاهُ فَارِغًا لَا فِي أَمْرِ دُنْيَاهُ وَلَا فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ»

776 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الدِّينَوَرِيَّ يَقُولُ: §«لَيْسَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَعَزُّ وَأَلْطَفُ مِنَ الْوَقْتِ وَالْقَلْبِ وَأَنْتَ مُضَيِّعٌ لِلْوَقْتِ وَالْقَلْبِ»

777 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: «§كَانَتِ الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ أَكُونَ فِيهَا وَهِيَ كَائِنَةٌ بَعْدِي، وَإِنَّمَا لِي فِيهَا أَيَّامٌ مَعْدُودَةٌ، فَإِذَا لَمْ أَسْعَدْ فِي أَيَامِي فَمَتَى أَسْعَدُ»

778 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ التَّمِيمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ -[295]- مُعَاذٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: «§الْمَغْبُونُ مَنْ عَطَّلَ أَيَّامَهُ بِالْبَطَّالَاتِ، وَسَلَّطَ جَوَارِحَهُ عَلَى الْهَلَكَاتِ، وَمَاتَ قَبْلَ إِفَاقَتِهِ مِنَ الْجِنَايَاتِ»

779 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ رَيْطَةَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ الزَّاهِدَةَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُولُ: " §ابْكُوا قَبْلَ أَنْ تَتَمَنُّوا أَنْ تَبْكُوا فَلَا تَقْدِرُوا عَلَيْهِ، ابْكُوا عَلَى ثَرْوَتِكُمْ وَشَبَابِكُمْ، ثُمَّ اغْتَنِمُوا بَقِيَّةَ أَعْمَارِكُمْ فَقَدْ قَالَ الصَّادِقُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَقِيَّةُ عُمْرِ الرَّجُلِ لَا ثَمَنَ لَهُ

780 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: " §إِنَّ هَذَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِزَانَتَانِ، فَانْظُرُوا مَا تَضَعُونَ فِيهِمَا، وَكَانَ يَقُولُ: اعْمَلُوا لِلَّيْلِ لِمَا خُلِقَ لَهُ، وَاعْمَلُوا لِلنَّهَارِ لِمَا خُلِقَ لَهُ "

781 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، ثنا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ لِي فُضَيْلٍ الرَّقَاشِيُّ: يَا هَذَا ح، وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَنَاحُ بْنُ نَذِيرِ بْنِ جَنَاحٍ بِالْكُوفَةِ، ثنا عَمِّي أَحْمَدُ بْنُ جَنَاحٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا أَبُو الْحَرِيشِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْكِلَابِيُّ، ثنا فِطْرُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ الْقَيْسِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا عَاصِمٌ قَالَ: قَالَ فُضَيْلٌ الرَّقَاشِيُّ وَأَنَا أُسَائِلُهُ: يَا هَذَا " §لَا يَشْغَلَنَّكَ كَثْرَةُ النَّاسِ عَنْ نَفْسِكَ، فَإِنَّ الْأَمْرَ يَخْلُصُ إِلَيْكَ دُونَهُمْ وَلَا تَقُلْ: أَذهَبُ هَا هُنَا، وَهَا هُنَا لِيَذْهَبَ عَلَيَّ النَّهَارُ، فَإِنَّهُ مَحْفُوظٌ عَلَيْكَ وَلَمْ نَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ طَلَبًا وَلَا أَسْرَعَ إِدْرَاكًا مِنْ حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِيمٍ " وَفِي رِوَايَةِ جَنَاحٍ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] هَكَذَا وَجَدْتُهُ مَوْقُوفًا

782 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْبَزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْعَلَاءِ، ثنا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُكْرِيِّ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: §«لَمْ أَرَ شَيْئًا أَحْسَنَ طَلَبًا وَلَا أَسْرَعَ إِدْرَاكًا مِنْ حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِيمٍ» ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] " إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ

783 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي التَّارِيخِ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَائِضِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمِ بْنِ الْعَلَاءِ الْحِمْيَرِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْنُكْرِيِّ عَنْ أَبِي الْجَوَازِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَمْ أَرَ شَيْئًا أَحْسَنَ إِدَارَكًا، وَلَا أَسْرَعَ طَلَبًا مِنْ حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِيمٍ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] " هَكَذَا وَجَدْتُهُ مَوْقُوفًا

784 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعُودِيُّ، ثنا كَامِلٌ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ، ثُمَّ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ كَمَثَلِ رَجُلٍ عَلَيْهِ دِرْعٌ سَابِغَةٌ قَدْ خَنَقَتْهُ كُلَّمَا عَمِلَ حَسَنَةً فُكَّ عَنْهُ حَلْقَةٌ»

785 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: «§الْعُمْرُ قَصِيرٌ، وَالْوَقْتُ ضَيَّقٌ، وَالْأَيَّامُ تُقْضَى وَلَيْسَ فِي الْوَقْتِ فَضْلٌ»

786 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ الْوَاعِظُ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا قَطَنٌ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ جُلُوسًا بِمَكَّةَ فَوَثَبَ وَقَالَ: §«النَّهَارُ يُعْمَلُ عَمَلُهُ»

787 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبْجَرَ يَقُولُ: " §ذَهَبَ مِنْ عُمَرِنَا سَاعَةً فِي الْحَمَّامِ وَقَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: لَيْسَ لَنَا عَلَى النَّهَارِ سُلْطَانٌ "

788 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ آدَمَ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، ابْنُ أَخِي أَبِي يَزِيدَ قَالَ: قَالَ أَبُو يَزِيدَ طَيْفُورُ، عَنْ عِيسَى الْبَسْطَامِيِّ: «إِنَّ §اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ رَأْسُ مَالِ الْمُؤْمِنِ، رِبْحُهَا الْجَنَّةُ وَخُسْرَانُهَا النَّارُ»

789 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ مَطَرَ الْوَرَّاقَ يَقُولُ: «§إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُصْبِحُ تَائِبًا، وَيُمْسِي تَائِبًا عَاتِبًا عَلَى نَفْسِهِ مُزْرٍ عَلَيْهَا فِي كَثِيرٍ وَلَا يَسَعُهُ إِلَّا ذَلِكَ»

790 - وَبِإِسْنَادِهِمَا قَالَ: سَمِعْتُ مَطَرَ الْوَرَّاقَ يَقُولُ: «§تُنْجِزُوا مَوْعُودَ اللَّهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ قَضَى أَنَّ رَحْمَتَهُ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ، ثُمَّ يَدْعُو»

791 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنِي عَامِرُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَمْدَانِيُّ الزَّاهِدُ: « §إِنَّمَا الدُّنْيَا إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ طَرِيقُ ... وَاللَّيَالِي مَتْجَرُ الْإِنْسَانِ وَالْأَيَّامُ سُوقُ»

792 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الصَّلْتِ الْهَرَوِيَّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: قُلْتُ لِهُشَيْمٍ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ؟ قَالَ: " §كَانَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ، وَلَا يُكَلِّمُ أَحَدًا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ، فَصَلَّى إِلَى نَحْوِ الزَّوَالِ وَيَدْخُلُ مَنْزِلَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الظُّهْرِ وَيُصَلِّي مَا بَيْنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ، ثُمَّ يُصَلِّي الْعَصْرِ وَيُسَلِّمُ عَلَيْنَا وَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مَرِيضٍ؟ هَلْ مِنْ جِنَازَةٍ؟ فَإِنْ كَانَ قَامَ، فَتَبِعَ أَوْ عَادَ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ هَذَا حَالُهُ؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ: قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ كَانَ مَعِيشَتُهُ؟ قَالَ: كَانَ لَهُ "

793 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، ثنا رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: رَأَيْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ بَزِيعٍ امْرَأَةَ أَبِي عُثْمَانَ وَكَانَتْ مِنَ الْعَابِدَاتِ وَكَانَتْ «§تُصَلِّي أَكْثَرَ اللَّيْلِ مَا كُنْتُ أَنْتَبِهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَفْقِدُ صَوْتَهَا فِي الْقِرَاءَةِ وَالصَّلَاةِ حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ بِوُضُوءِ الْعَتَمَةِ»

794 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا يَزِيدَ الْمَرْوَزِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ الزَّاهِدَ يَقُولُ: «§مَنْ حَفِظَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْقَاتَهُ، فَلَا يُضَيِّعُهَا بِمَا لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ حَفِظَ اللَّهُ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ»

795 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْحَفِيدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّيَ الْعَبَّاسَ بْنَ حَمْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §«الْعَارِفُ لَا يَلْزَمُ -[299]- حَالَةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يَلْتَزِمُ مِنْ رَبِّهِ فِي الْحَالَاتِ كُلِّهَا»

796 - بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «§إِذَا أَكْرَمَ اللَّهُ عَبْدًا أَلْهَمَهُ ذِكْرَهُ، وَأَلْزَمَهُ بَابَهُ وَآنَسَهُ بِهِ، يَصْرِفُ إِلَيْهِ بِالْبِرِّ وَالْفَوَائِدِ، وَيَمُدُّهُ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ بِالزَّوَائِدِ، وَيَصْرِفُ عَنْهُ أَشْغَالَ الدُّنْيَا وَالْبَلَايَا فَيَصِيرُ مِنْ خَالِصِ عِبَادِ اللَّهِ وَأَحْبَابِهِ فَطُوبَى لَهُ حَيًّا وَمَيِّتَا، لَوْ عَلِمَ الْمُغْتَرُّونَ بِالدُّنْيَا مَا فَاتَهُمْ مِنْ حَظِّ الْمُقَرَّبِينَ وَتَلَذُّذِ الذَّاكِرِينَ، وَسُرُورِ الْمُحْبِينَ لَمَاتُوا كَمَدًا»

797 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ: §سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ، فَإِذَا أَحَبَّهُ اللَّهُ حَبَّبَهُ إِلَى عِبَادِهِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ أَبْغَضَهُ اللَّهُ، فَإِذَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ بَغَّضَهُ إِلَى عِبَادِهِ "

798 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أَنْبَأَ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ يَعْنِي ابْنَ حَنْبَلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، ثنا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ، ثنا عَبْدُ رَبُّهُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ لَيْثٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: §«إِذَا أَقْبَلَ الْعَبْدُ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَقْبَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ»

799 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ، أَنْبَأَنَا سَعِيدُ هُوَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ هِرَمَ بْنَ حَيَّانَ، كَانَ -[300]- يَقُولُ: §«مَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَقْبَلَ اللَّهُ بِقُلُوبِ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِلَيْهِ حَتَّى يَرْزُقَهُ مَوَدَّتَهُمْ وَرَحْمَتَهُمْ»

800 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {§سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] قَالَ: «أَيْ وَاللَّهِ وُدًّا فِي قُلُوبِ أَهْلِ الْإِيمَانِ»

801 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي غَدَاةَ عَرَفَةَ قَالَ: فَوَقَفْنَا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَهُوَ أَمِيرُ الْحَاجِّ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى اللَّهَ يُحِبُّ عُمَرَ قَالَ: لِمَ أَيْ بُنَيَّ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لِمَا أَرَاهُ دَخَلَ لَهُ قُلُوبَ النَّاسِ مِنَ الْمَوَدَّةِ قَالَ: فَقَالَ: بِأَبِيكَ، أَنْتَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جَبْرَائِيلَ إِنَّ اللَّهَ أَحَبَّ فَلَانًا فَأَحِبُّوهُ قَالَ: فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ، كَانَ لَهُ الْقُبُولُ وَالْمَوَدَّةُ عِنْدَ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جَبْرَائِيلَ، فَقَالَ: يَا جَبْرَائِيلُ إِنَّ اللَّهَ قَدِ أَبْغَضَ فَلَانًا، فَأَبْغِضُوهُ فَيُنَادِي جَبْرَائِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدِ أَبْغَضَ فَلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ وُضِعَتْ لَهُ الْبُغْضَةُ عِنْدَ أَهْلِ الْأَرْضِ "

802 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْهَرِيُّ، ثنا الْغَلَابِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ أَنُوشَرْوَانَ، لِبُزُرْجِمِهْرَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ: إِنِّي قَاتِلُكَ، فَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ تُذْكَرُ بِهِ، فَقَالَ: «§أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنَّ الدُّنْيَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ حَدِيثًا فَكُنْهُ» فَذَكَرَ هَذَا الْكَلَامَ لِابْنِ عَائِشَةَ، فَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} [الشعراء: 84]

803 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ، ثنا الْغَلَابِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ عَائِشَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: " [البحر الطويل] §أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّاسَ يُخْلِدُ بَعْضَهُمْ ... أَحَادِيثُهُمْ وَالْمَرْءُ لَيْسَ بِخَالِدِ

قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْغَلَابِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَيْضًا ابْنُ عَائِشَةَ: « [البحر الكامل] §وَإِذَا الْفَتَى لَاقَى الْحِمَامَ رَأَيْتَهُ ... لَوْلَا الثَّنَاءُ كَأَنَّهُ لَمْ يُولَدْ»

804 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا قَالَ لِجَبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: §إِنِّي أُحِبُّ فَلَانًا فَأَحِبَّهُ قَالَ: فَيَقُولُ جَبْرَائِيلُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ رَ‍بَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ فَلَانًا فَأَحِبُّوهُ قَالَ: فَيُحِبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقُبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ فَمِثْلُ ذَلِكَ "

805 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جَبْرَئِيلَ فَيَقُولُ: §إِنِّي أُحِبُّ فَلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبَّهُ جَبْرَائِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَحَبَّ فَلَانًا فَأَحِبُّوهُ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقُبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جَبْرَائِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فَلَانًا فَأَبْغِضْهُ فَيَبْغَضَهُ جَبْرَائِيلُ وَيُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يَبْغِضُ فَلَانًا، فَأَبْغِضُوهُ، فَيَبْغَضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ «-[302]- رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَرِيرٍ وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلٍ وَقَالَ مَالِكٌ فِي حَدِيثِهِ» ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْمَحَبَّةُ فِي الْأَرْضِ

806 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُسَمِّي رَجُلًا» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَحَبُّكُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّكُمْ إِلَى النَّاسِ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَبْغَضِكُمْ إِلَى اللَّهِ، حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُسَمِي رَجُلًا» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَبْغَضُكُمْ إِلَى اللَّهِ أَبْغَضُكُمْ إِلَى النَّاسِ»

807 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا دَعْلَجُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنَ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتِّنَاوَةِ أَوْ بِالتَّنَاةِ مِنَ الطَّائِفِ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: §" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَوْ قَالَ: خِيَارُكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَ؟ قَالَ: «بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ أَوْ بِالثَّنَاءِ السَّيِّءِ، وَأَنْتُمْ شُهُودٌ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ»

808 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عُمْرَانُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، ثنا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ مُعَاذًا، وَأَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: «§تَسَانَدَا وَتَطَاوَعَا وَيَسِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَأَمَرَهُمْ بِالتَّفَقُّهِ وَالْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ» قَالَ: فَقَدِمَا الْيَمَنَ، فَخَطَبَ لِلنَّاسِ مُعَاذٌ فَحَضَّهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَسَلُونِي أُخْبِرْكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ قَالَ: فَمَكَثُوا مَا اللَّهُ أَعْلَمَ ثُمَّ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: كُنْتَ أَمَرْتَنَا إِذَا نَحْنُ فَقِهْنَا، وَقَرَأْنَا الْقُرْآنَ أَنْ نَسْأَلَكَ، فَتُخْبِرَنَا بِأَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ قَالَ: " نَعَمْ، إِذَا ذُكِرَ الرَّجُلُ بِخَيْرٍ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَإِنْ ذُكِرَ بِسُوءٍ - أَوْ قَالَ: بِشَرٍّ - فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ "

809 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} [الشعراء: 84] قَالَ: " §مَا أَرَادَ إِلَّا الثَّنَاءَ الْحَسَنَ قَالَ: فَلَيْسَ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا هِيَ تَوَدُّ "

810 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، أَنَّهُ قَالَ: §«إِذَا أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَعْلَمُوا مَا لِلْعَبْدِ عِنْدَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَانْظُرُوا مَاذَا يَتْبَعُهُ»

811 - حَدَّثَنَا الظَّفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً قَالَا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَأْتَى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَبْسِيُّ الْقَاضِي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {§سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] قَالَ: «يُحِبُّهُمْ وَيُحْبِبُهُمْ. كَذَا قَالَ» ، 812 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَهُ

813 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنِي جُنَيْدُ بْنُ الْعَلَاءِ التَّيْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ أَفْشَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ضَيْعَتَهُ وَجَعَلَ فَقَرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ أَكْبَرَ هَمِّهِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَمُورَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَمَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ تَفِدُ إِلَيْهِ بِالْوُدِّ وَالرَّحْمَةِ وَكَانَ اللَّهُ إِلَيْهِ بِكُلِّ خَيْرٍ أَسْرَعَ»

814 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو هِلَالٍ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي ثُبَيْتٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ مَلَأَ أُذُنَيْهِ مِنْ ثناءِ النَّاسِ خَيْرًا وَهُوَ يَسْمَعُ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنْ مَلَأَ أُذُنَيْهِ مِنْ -[306]- ثناءِ النَّاسِ شَرًّا وَهُوَ يَسْمَعُ»

815 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «مَنْ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَمْلَأَ أُذُنَاهُ مِمَّا يُحِبُّ» ، قَالُوا: مَنْ أَهْلُ النَّارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَنْ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَمْلَأَ أُذُنَاهُ مِمَّا يَكْرَهُ " هَكَذَا أَخْبَرَنَا، مَوْصُولًا، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ عَنْ مُوسَى هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا

وَرَوَاهُ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ مُطَهَّرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَمْلَأَ مَسَامِعَهُ مَا يُحِبُّ»

816 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، ثنا -[307]- أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنِ ابْنِ غَيْلَانَ يَعْنِي سَالِمًا قَالَ: سَمِعْتُ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنَ الْخَيْرِ لَمْ يَعْمَلْهُ، وَإِذَا سَخِطَ عَلَى عَبْدٍ أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنَ الشَّرِّ لَمْ يَعْمَلْهُ»

817 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ» قَالُوا: كَيْفَ يَسْتَعْمِلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ»

818 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَّلَهُ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا عَسَّلَهُ؟ قَالَ: «يَفْتَحُ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ»

819 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §«يَسْتَحِبُّ أَنْ يَمُوتَ -[309]- الرَّجُلُ حِينَ يَمُوتُ أَوِ الْمَرْأَةُ وَهُوَ زَائِدٌ فِي عَمَلِهِ غَيْرُ نَاقِصٍ»

820 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَسْفَاطِيُّ وَهُوَ عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو وَكِيعٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا لَهُ صِيتٌ فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا كَانَ صِيتُهُ فِي السَّمَاءِ حَسَنًا وُضِعَ لَهُ فِي الْأَرْضِ حَسَنًا، وَإِذَا كَانَ صِيتُهُ فِي السَّمَاءِ سَيِّئًا وُضِعَ لَهُ فِي الْأَرْضِ سَيِّئًا»

باب الورع والتقوى

§بَابُ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى

821 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أَنْبَأَنَا خَالِدُ بْنُ مُخَلَّدٍ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ»

822 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمَشٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرَجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ النَّيْسَابُورِيُّ بِخُوَارَزْمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ، ثنا -[310]- إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُنْ وَرِعًا» وَفِي رِوَايَةِ الْمُحَارِبِيِّ «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ §كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعَبْدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرْتَ» وَفِي رِوَايَةِ الْمُحَارِبِيِّ «مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ»

823 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَحُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَأْرَبِيُّ، حَدَّثَنِي وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ قَالَ: " §إِذَا أَرَدْتَ الْبِنَاءَ فَأَسِّسْهُ عَلَى ثَلَاثٍ: عَلَى الزُّهْدِ، وَالْوَرَعِ، وَالنِّيَةِ، فَإِنَّكَ إِنْ أَسَّسْتَهُ عَلَى غَيْرِ هَؤُلَاءِ انْهَدَمَ الْبِنَاءُ "

824 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَخْبَرَنِي وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ قَالَ: «§مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ثَلَاثٌ فَلَا يَعْتَدُّ بِعَمَلِهِ شَيْئًا، وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ، وَحِلْمٌ يَكُفُّ بِهِ السَّفِيهَ، وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ»

825 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ -[311]- الْبَصْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْكَتَّانِيَّ يَقُولُ: " §مَنْ يَدْخُلُ فِي هَذِهِ الْمَفَازَةِ يَحْتَاجُ إِلَى أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ: حَالًا يَحْمِيهِ، وَعِلْمًا يَسُوسُهُ، وَوَرَعًا يَحْجِزُهُ، وَذِكْرًا يُؤْنِسُهُ "

826 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا الْمُعَلَّى بْنُ عِرْفَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§يَنْتَهِي الْإِيمَانُ إِلَى الْوَرَعِ، وَمِنْ أَفْضَلِ الدِّينِ أَنْ لَا يَزَالَ بِالْإِفَادَةِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ رَضِيَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَمَنْ أَرَادَ الْجَنَّةَ لَا شَكَّ فِيهَا فَلَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ»

827 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§مَثَلُ الْإِسْلَامِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ، فَأَصْلُهَا الشَّهَادَةُ وَسَاقُهَا كَذَا - شَيْئًا سَمَّاهُ - وَثَمَرُهَا الْوَرَعُ، وَلَا خَيْرَ فِي شَجَرَةٍ لَا ثَمَرَ لَهَا، وَلَا خَيْرَ فِي إِنْسَانٍ لَا وَرَعَ لَهُ»

828 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§مَثَلُ الْإِسْلَامْ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ، فَأَصْلُهَا الشَّهَادَةُ، وَسَاقُهَا كَذَا - شَيْئًا سَمَّاهُ - وَثَمَرُهَا الْوَرَعُ، وَلَا خَيْرَ فِي شَجَرَةٍ لَا ثَمَرَ لَهَا، وَلَا خَيْرَ فَى إِنْسَانٍ لَا وَرَعَ لَهُ»

829 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْوَزَّانُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ ثَوَابٍ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطَرِّفٍ قَالَ: " §إِنَّكَ لَتَلْقَى الرَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْثَرُ صَوْمًا وَصَلَاةً، وَالْآخَرُ أَكْرَمُهُمَا عَلَى اللَّهِ بَوْنًا بَعِيدًا قُلْتُ: كَيْفَ ذَاكَ يَا أَبَا جُزَيٍّ؟ قَالَ: يَكُونُ أَوْرَعَهُمَا فِي مَحَارِمِهِ "

830 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ، ثنا حَرْمَلَةَ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: قَالَ رَجُلٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَا نَقْوَى عَلَى مَا يَقْوَى عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ قَالَ: وَمَا يَقْوَى عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: " §يُواظِبُونَ عَلَى الصَّلَاةِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ، فَقَالَ: إِنَّمَا الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَالْوَرَعُ فِي دِينِهِ "

831 - رَوَى أَبُو عِيسَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَخْزَمَ الطَّائِيِّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نُبَيْهٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعِبَادَةٍ وَاجْتِهَادٍ، وَذُكِرَ آخَرُ بِرِعَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يَعْدِلُ بِالرِّعَةِ» قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ "

832 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنِ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الضَّحَاكِ قَالَ: §«لَقَدِ أَدْرَكْتُ أَصْحَابِي وَمَا يَتَعَلَّمُونَ إِلَّا الْوَرَعَ»

833 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: §«الْوَرَعُ أَوَّلُ الزُّهْدِ كَمَا أَنَّ الْقَنَاعَةَ طَرَفٌ مِنَ الرِّضَاءِ»

834 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا -[313]- ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى، ثنا عُثْمَانَ بْنِ عُمَارَةَ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: «§الْوَرَعُ يَبْلُغُ بِالْعَبْدِ إِلَى الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَالزُّهْدُ يَبْلُغُ بِهِ إِلَى حُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

835 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " §يَنْبَغِي لِلْمُرِيدِ أَنْ يُحْكِمَ الْأَصْلَ ثُمَّ يَطْلُبَ الْفَرْعَ، كَيْفَ يَسْأَلُ عَنِ الزُّهْدِ وَلَا يُحْكِمُ الْوَرَعَ؟ وَقِيلَ: الْوَرَعُ التَّوْبَةُ، وَلَرُبَّمَا نَظَرْتَ إِلَى الرَّجُلِ يَسْأَلُ عَنِ الرِّضَا وَهُوَ لَا يَدْرِي مَا الْقُنُوعُ "

836 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ نَصْرٍ الْمَنْصُورِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ §بِمَا يَتِمُّ الْوَرَعُ؟ قَالَ: «بِتَسْوِيَةِ جَمِيعِ الْخَلْقِ فِي قَلْبِكَ، وَالِاشْتِغَالِ عَنْ عُيُوبِهِمْ بِذَنْبِكَ، وَعَلَيْكَ بِاللَّفْظِ الْجَمِيلِ مِنْ قَلْبٍ ذَلِيلٍ وَاحْسِمِ الطَّمَعَ إِلَّا مِنْ رَبِّكَ»

837 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيِّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْقُصْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَيْبَانَ يَقُولُ: قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنِيَّ «§تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِآدَابِ الظَّاهِرِ، وَاسْتَعْمِلِ الْوَرَعِ لِآدَابِ الْبَاطِنِ، وَإِيَّاكَ أَنْ يَشْغَلَكَ عَنِ اللَّهِ شَاغِلٌ، فَقَلَّ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ»

838 - قَالَ: وَسَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي: §بِمَاذَا أَصِلُ إِلَى الْوَرَعِ؟ فَقَالَ لِي: " بِأَكْلِ الْحَلَالِ، وَخِدْمَةِ الْفُقَرَاءِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنِ الْفُقَرَاءُ؟ فَقَالَ: الْخَلْقُ كُلُّهُمْ فُقَرَاءُ، فَلَا تَمْنُنْ فِي خِدْمَةِ مَنْ مَكَّنَكَ مِنْ خِدْمَتِهِ، وَاعْرِفْ فَضْلَهُ عَلَيْكَ فِي ذَلِكَ "

839 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: قَالَ أَبُو عُثْمَانَ الْمَغْرِبِيُّ، وَسَأَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ الْمُعَلِّمُ: §مَا عُقْدَةُ الْوَرَعِ؟ فَقَالَ: «شَرِيعَةٌ تَأْمُرُهُ وَتَنْهَاهُ، فَيَتَّبِعُ وَلَا يُخَالِفُ»

840 - حَدَّثَنِي أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطَّرَسُوسِيُّ، بِدِمَشْقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السِّنْدِيُّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى رَأَيْتُكَ قَالَ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ قَالَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، قَالَ: أَخْبِرْنِي §مَا غَايَةُ الْوَرَعِ؟ قَالَ: " مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ مَعَ كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَالْخُرُوجُ عَنْ كُلِّ شُبْهَةٍ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي مَا غَايَةُ الزُّهْدِ؟ قَالَ: تَرْكُ الرَّاحَةِ "

841 - سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الدَّقَّاقَ يَقُولُ: «§أَصْلُ الطَّاعَةِ الْوَرَعُ، وَأَصْلُ الْوَرَعِ التُّقَى، وَأَصْلُ التُّقَى مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ، وَمُحَاسَبَةُ النَّفْسِ مِنَ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ، وَالْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ مِنَ الْمَعْرِفَةِ، وَأَصْلُ الْمَعْرِفَةِ لِسَانُ الْعِلْمِ وَالتَّفَكُّرِ»

842 - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§مَنْ لَا وِزَانَ لَهُ فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ، وَمَنْ لَا حِسَابَ لَهُ فَلَا مُشَاهَدَةَ لَهُ، وَمَنْ لَا مُشَاهَدَةَ لَهُ فَلَا نَصِيبَ لَهُ»

843 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ: «§تَوَلَّدَ وَرَعُ الْمُتَوَرِّعِينَ مِنْ ذِكْرِ الذَّرَّةِ وَالْخَرْدَلَةِ، وَإِنَّ رَبًّا يُحَاسِبُ عَلَى اللَّحْظَةِ وَالْهَمْزَةِ وَاللَّمْزَةِ لَمُسْتَقْصِي فِي الْمُحَاسَبَةِ، وَأَشَدُّ مِنْهُ أَنْ يُحَاسِبَهُ عَلَى مَقَادِيرِ الذَّرَّةِ وَأَوْزَانِ الْخَرْدَلَةِ وَمَنْ يَكُنْ هَكَذَا حِسَابُهُ لَحَرِيٌّ أَنْ يُتَّقَى»

844 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَلَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ: «§الْوَرَعُ دَلِيلُ الْخَوْفِ، وَالْخَوْفُ دَلِيلُ الْمَعْرِفَةِ، وَالْمَعْرِفَةُ دَلِيلُ الْقُرْبَةِ»

845 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، بِبُخَارَا، ثنا أَسَدُ بْنُ حَمُّوَيْهِ النَّسَفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: " §عَجِبْتُ مِنْ ثَلَاثِ كَلِمَاتٍ: عَجِبْتُ مِنْ كَلِمَةِ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ: مَا قُلْتُ فِي الْغَضَبِ شَيْئًا فَنَدِمْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّضَا، وَعَجِبْتُ مِنْ كَلِمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: مَا حَسَدْتُ أَحَدًا عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَيْفَ أَحْسُدُهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ يَصِيرُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَكَيْفَ أَحْسُدُهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ صَائِرٌ إِلَى النَّارِ، وَعَجِبْتُ مِنْ كَلِمَةِ حَسَّانَ بْنِ أَبِي سِنَّانَ: مَا شَيْءٌ أَهْوَنُ عِنْدِي مِنَ الْوَرَعِ إِذَا رَابَنِي شَيْءٌ تَرَكْتُهُ "

846 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: " §عَلَيْكَ بِالزُّهْدِ يُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِ الدُّنْيَا، وَعَلَيْكَ بِالْوَرَعِ يُخَفِّفِ اللَّهُ حِسَابَكَ، ثُمَّ دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، وَادْفَعِ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ يَسْلَمْ لَكَ -[316]- دِينُكَ

847 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا الْخَضِرُ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: " §لَأَنْ يَسْأَلَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا مُطَرِّفُ أَلَا فَعَلْتَ، أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقُولَ لِي لِمَ فَعَلْتَ؟ "

848 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلُّوَيْهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: «§الْوَرَعُ اجْتِنَابُ كُلِّ رِيبَةٍ، وَتَرْكُ كُلِّ شُبْهَةٍ، وَالْوُقُوفُ مَعَ اللَّهِ عَلَى حَدِّ الْعِلْمِ مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ»

849 - وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْكَارِزِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ الشَّامَاتِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خُبَيْقٍ الْأَنْطَاكِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضُرَيْسٍ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، فَقَالَ: §مَا غَايَةُ الْوَرَعِ؟ قَالَ: " الْخُرُوجُ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ وَالْمُحَاسَبَةُ عِنْدَ كُلِّ طَرْفَةٍ قَالَ: فَمَا غَايَةُ الزُّهْدِ؟ قَالَ: تَرْكُ الرَّاحَةِ "

850 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ فَضْلَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَاهَ الْكِرْمَانِيَّ يَقُولُ: «§عَلَامَةُ التَّقْوَى الْوَرَعُ، وَعَلَامَةُ الْوَرَعِ الْوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ»

851 - سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولَانِ: سَمِعْنَا أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبُوَيْهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَرِيًّا السَّقَطِيَّ يَقُولُ: §«لَا تَقْوَى عَلَى تَرْكِ الشُّبُهَاتِ إِلَّا بِتَرْكِ الشَّهَوَاتِ»

852 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ قَالَ: ثنا الْأَشْعَثُ التَّمِيمِيُّ، عَنِ الضَّحَاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ إِخْوَانِهِ: اكْتُبْ إِلَيَّ كِتَابًا تَجْمَعُ فِيهِ الْأَمْرَ وَمَا يَلْزَمُ الْعَبْدَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ الضَّحَاكُ أَمَّا بَعْدُ: «§فَإِنَّ اللَّهَ الْوَاحِدَ الْقَهَّارَ يَخْتَارُ مِنَ الْأَعْمَالِ أَخْيَارَهَا، وَهِيَ الْفَرَائِضُ الَّتِي افْتَرَضَ عَلَى عِبَادِهِ، وَهُوَ سَائِلُهُمْ عَنْ وَفَائِهَا، وَمَنْ تَطَوَّعَ بِخَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ، وَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثناؤُهُ حَلَّلَ حَلَالًا بَيِّنًا، وَحَرَّمَ حَرَامًا بَيِّنًا، وَبَيْنَ ذَلِكَ شُبُهَاتٌ وَهِيَ حَزَازَاتُ الصُّدُورِ، فَمَهْمَا حَزَّ فِي صَدْرِكَ فَدَعْهُ، وَعَلَيْكَ بِحَلَالِ اللَّهِ، وَإِيَّاكَ وَحَرَامَهُ، جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنَ الْمُتَّقِينَ»

853 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْخَيَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " §ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْوَرَعِ: تَرْكُ الشُّبْهَةِ بِاحْتِمَالِ الْمَضَرَّةِ فِي الْمَالِ وَالْبَدَنِ، وَبَذْلُ الْفَضْلِ خَوْفًا مِنْ دُخُولِ الْخَلَلِ فِي الْفَرِيضَةِ، وَالْكَفُّ عَنِ الْفُضُولِ خَشْيَةَ فَسَادِ الْقَلْبِ "

854 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: سَمِعْنَا مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْفَرَّاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الْمَرْوَزِيَّ، وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الْمَرْوَزِيَّ يَقُولُ: «§مَنْ دَامَتْ تُهْمَتُهُ قَوِيَتْ مُحَاذَرَتُهُ، وَمَنْ قَوِيَتْ مُحَاذَرَتُهُ سَهُلَ عَلَيْهِ رَدُّ الشُّبُهَاتِ وَقُبُولُ الْبَيِّنَاتِ»

855 - سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَفْصٍ -[318]- يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ الْفِهْرِيَّ يَقُولُ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُعَاذٍ الرَّازِيُّ قَالَ: §«مَنْ عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى الْخَطَرَاتِ قَضَى اللَّهُ حَاجَتَهُ عَلَى الْخَطَرَاتِ - يَعْنِي - تَرَكَ الذُّنُوبَ إِذَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِهِ»

856 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَلُّوَيْهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " §الْوَرَعُ عَلَى وَجْهَيْنِ: وَرَعٌ فِي الظَّاهِرِ، وَوَرَعٌ فِي الْبَاطِنِ، أَمَّا وَرَعُ الظَّاهِرِ فَلَا يَتَحَرَّكُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَمَّا الْبَاطِنُ فَلَا يَدْخُلُ قَلْبَكَ سِوَاهُ "

857 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ: §«الْوَرَعُ أَنْ يُتَوَّرَعَ عَنْ كُلِّ مَا سِوَى اللَّهِ»

858 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِيَ الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ بْنَ الْمُغَلِّسِ يَقُولُ: " §كَانَ أَهْلُ الْوَرَعِ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ أَرْبَعَةٌ: حُذَيْفَةٌ الْمَرْعَشِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، فَنَظَرُوا إِلَى الْوَرَعِ، فَلَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأُمُورُ، فَزَعُوا إِلَى التَّقَلُّلِ أَوْ قَالَ: التَّذَلُّلِ "

859 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ يَقُولُ: «§الْوَرَعُ هُوَ مُلَازَمَةُ الْأَدَبِ، وَصِيَانَةُ النَّفْسِ»

860 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْآدَمِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ عَنِ الْوَرَعِ، فَقَالَ: §أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ الْعَبْدُ إِلَّا بِالْحَقِّ غَضِبَ أَوْ رَضِيَ، وَأَنْ يَكُونَ اهْتِمَامُهُ بِمَا يُرْضِي اللَّهَ "

861 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: «§الْوَرَعُ فِي الْمَنْطَقِ أَشَدُّ مِنْهُ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَالزُّهْدُ فِي الرِّئَاسَةِ أَشَدُّ مِنْهُ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؛ لِأَنَّهُ يَبْذُلُهُمَا فِي طَلَبِ الرِّئَاسَةِ»

862 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالَا: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»

863 - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، ثنا ابْنُ بَكْرٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أَمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ، مَنِ اسْتَبْرَأَهُنَّ فَهُوَ أَسْلَمُ لِدِينِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِيهِنَّ فَيُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالْمُرْتِعِ إِلَى جَانِبِ الْحِمَى، فَيُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ» -[320]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ

864 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدٍ، ثنا أَبُو قَتَادَةَ، وَأَبُو الدَّهْمَاءِ، قَالَا: أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ الْبَدَوِيُّ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، فَكَانَ فِيمَا حَفِظْتُ عَنْهُ أَنْ قَالَ: §«إِنَّكَ لَا تَدَعُ شَيْئًا اتِّقَاءً لِلَّهِ إِلَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ»

865 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا الشَّافِعِيُّ وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ -[321]- شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ مُشْتَبَهَاتٌ، فَدَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ»

866 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، بِالْبَصْرَةِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ شُبُهَاتٌ، فَمَنْ تَرَكَ كَانَ أَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَمَنْ وَقَعَ يُوشِكُ أَنْ يُواقِعَ الْحَرَامَ كَالْمُرْتِعِ إِلَى جَنْبِ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُواقِعَهُ وَلَا يَشْعُرُ» تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ رِوَايَةُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُمَا عَنِ ابْنِ رَجَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَصَحَّ مِنْ رِوَايَةِ مَنْ قَالَ: عُبَيْدُ اللَّهِ "

868 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّوَّافُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْبَزَّازُ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ ذَرٍّ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «§لَا تَنْظُرُوا إِلَى صِيَامِ أَحَدٍ وَلَا صَلَاتِهِ -[322]-، وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى صِدْقِ حَدِيثِهِ إِذَا حَدَّثَ، وَأَمَانَتِهِ إِذَا ائْتُمِنَ، وَوَرَعِهِ إِذَا أَشْفَى»

870 - أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ عَنْ صَعْصَعَةَ عَمِّ الْفَرَزْدَقِ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ {§فَمَنَ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةْ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8] قَالَ: «حَسْبِي لَا أُبَالِي أَنْ أَسْمَعَ غَيْرَهَا»

الطَّلْحِيُّ بِالْكُوفَةِ ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ الْبُرْجَمَيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ صَعْصَعَةَ عَمِّ الْفَرَزْدَقِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ {§فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8] فَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا مِنَ الشَّرِّ أَنْ تَتَّقِيَهُ، وَلَا شَيْئًا مِنَ الْخَيْرِ أَنْ تَفْعَلَهُ

871 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِرَجُلٍ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، «§دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَوَ اللَّهِ لَا تَدَعُ - أَظُنُّهُ قَالَ عَبْدَ اللَّهِ - مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَتَجِدُ فَقْدَهُ»

872 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، ثنا مُسْلِمٌ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا هَارُونُ أَبُو سَعِيدٍ الْعَبْسِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ: §«لَا يَدَعُ عَبْدٌ شَيْئًا تَحَرُّجًا فَيَجِدُ فَقْدَهُ»

873 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْمَلُوا خَيْرًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§اتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» -[326]- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ "

874 - أَخْبَرَنَا شَرِيفٌ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُسَنِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ نَصْرَوَيْهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالُ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا»

875 - أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: §مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: «أَتْقَاهُمْ»

876 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا -[327]- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا سِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: «أَتْقَاهُمْ»

877 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ النَّجَّارِ الْمُقْرِئُ بِالْكُوفَةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْأَحْمَسِي، ثنا أَبُو حُصَيْنِ الْوَادِعِيُّ، ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِي، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ زَوْجِ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: «أَتْقَاهُمْ لِلرَّبِّ، وَأَوْصَلَهُمْ لِلرَّحِمِ، وَآمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ»

878 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، ثنا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا عَبْدُ الْغَنِي بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَمُقَاتِلٍ، عَنِ الضَّحَاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {§يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102] قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَقُّ تُقَاتِهِ؟ قَالَ: «أَنْ يُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى، وَيُطَاعَ فَلَا يُعْصَى» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَقْوَى عَلَى هَذَا؟ فَأَ‍نْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]

879 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخَلَّالِيُّ، ثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَوَضَّأَ عَلَى نَهَرٍ، فَلَمَّا فَرَغَ أَفْرَغَ فَضْلَهُ فِي النَّهْرِ وَقَالَ: §يُبْلِغُهُ اللَّهُ قَوْمًا يَنْفَعُهُمْ "

880 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْمُذَكِّرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: §«لَا أَذْكُرُ أَنِّي بِتُّ لَيْلَةً وَفِي بَيْتِي مَاءُ الْقَنَاةِ إِنَّمَا نَأْخُذُ مِنَ الْحَوْضِ مَا يَكْفِينَا، ثُمَّ نَصُبُّ الْبَقِيَّةَ فِي الْحَوْضِ»

881 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِي، ثنا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنِّي لَأَعْرِفُ آيَةً لَوْ أَخَذَ النَّاسُ بِهَا -[329]- لَكَفَتْهُمْ: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا "

882 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" أَلَا إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ وَإِنْ كَانَ نَسَبٌ أَقْرَبَ مِنْ نَسَبٍ، وَلَا يَأْتِيَنَّ النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَأْتُونَ بِالدُّنْيَا تَحْمِلُونَهَا عَلَى أَعْنَاقِكُمْ فَتَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ كَذَا وَأَقُولُ كَذَا وَأَعْرَضَ فِي عَطْفَيْهِ "

883 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ، بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ -[330]- سَفَرًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، فَقَالَ: " §أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، فَلَمَّا مَضَى قَالَ: اللَّهُمَّ، ازْوِ لَهُ الْأَرْضَ وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَفَرَ "

884 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا الْحُبَابُ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، ثنا الْعَوَّامُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: §«اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّهُ جِمَاعُ كُلِّ خَيْرٍ»

885 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمَشٍ مِنْ أَصْلِهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: كَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -[331]-: «§أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّكَ إِنِ اتَّقَيْتَ اللَّهَ كَفَاكَ النَّاسَ، وَإِنِ اتَّقَيْتَ النَّاسَ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ شَيْئًا، فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

886 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ الشِّيرَازِيُّ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةَ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى عَائِشَةَ: اكْتُبِي إِلَيَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«مَنْ يَعْمَلْ بِغَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ يَعُودُ حَامِدُهُ مِنَ النَّاسِ ذَامًّا»

887 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، ثنا قُطْبَةُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ أَرَادَ سَخَطَ اللَّهِ وَرِضَاءَ النَّاسِ عَادَ حَامِدُهُ مِنَ النَّاسِ ذَامًّا»

888 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ الْمِنْهَالِ وَهُوَ قُطْبَةُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ الْمِنْهَالِ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: §«مَنْ طَلَبَ مَحَامِدَ النَّاسِ بِمَعَاصِي اللَّهِ عَادَ حَامِدَهُ ذَامًّا» -[332]-. قُطْبَةُ غَيْرُ قَوِيٍّ "

889 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ الْكُوفِيُّ، ثنا خَلَّادُ بْنُ عِيسَى، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«مَنْ آثَرَ مَحَامِدَ اللَّهِ عَلَى مَحَامِدِ النَّاسِ كَفَاهُ مَئُونَةَ النَّاسِ»

890 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ النَّاسَ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ بِرِضَاءِ النَّاسِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ» قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: رُبَّمَا رَفَعَهُ عُثْمَانُ، وَرُبَّمَا لَمْ يَرْفَعْهُ، 891 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ -[333]- إِسْحَاقَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا، وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، مَرْفُوعًا وَرَوَاهُ عُمَرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ شُعْبَةَ، مَوْقُوفًا، 892 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ الْوَرَّاقُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مَرْفُوعًا مِنْ غَيْرِ شَكٍّ، وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا، وَهُوَ فِي سُنَنِ السُّلَمِيِّ

893 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَشْهَبِ، حَدَّثَنِي تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: أَوْفَدَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدَ سُلَيْمَانَ فَدَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقُلْتُ لَهُ: لَكَ إِلَى صَالِحٍ حَاجَةٌ قَالَ: «§قُلْ لَهُ عَلَيْكَ بِالَّذِي يَبْقَى لَكَ عِنْدَ اللَّهِ، فَإِنَّ مَا بَقِيَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ بَقِيَ لَكَ عِنْدَ النَّاسِ، وَمَا لَمْ يَبْقَ ل‍‍َكَ عِنْدَ اللَّهِ لَمْ يَبْقَ لَكَ عِنْدَ النَّاسِ»

894 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ -[334]-، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَشْوَعَ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْجُعْفِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا قَدْ كَانَ يُنْسِي أَوَّلَهُ آخِرُهُ، فَأَخْبِرْنِي بِكَلِمَةٍ جَامِعَةٍ قَالَ: §«اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا تَعْلَمَ» وَكَذَلِكَ قَالَهُ شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ

895 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، ح، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا، فَأَخَافُ أَنْ يُنْسِيَنِي أَوَّلُهُ آخِرَهُ، فَحَدَّثَنِي بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جِمَاعًا قَالَ: «§اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا تَعْلَمَ» وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الْوَلِيدِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَشْوَعَ

896 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ يَعْنِي الْعِجْلِيَّ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ قَالَ: كَتَبَ ابْنُ الْإِفْرِيقِيِّ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: أَمَّا بَعْدُ: «§فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَشُغْلِ عَظِيمِ الْآخِرَةِ عَنْ شُغْلِ صَغِيرِ الدُّنْيَا، وَالسَّلَامُ»

897 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعْدٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِي -[335]- قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أَصْحَبَكَ إِلَى مَكَّةَ فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَمَلَّكَ أَوْ تَمَلَّنِي قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِي: فَلَمَّا وَدَّعْتُهُ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تُوصِينِي بِشَيْءٍ قَالَ: نَعَمْ «§أَلْزِمِ التَّقْوَى قَلْبَكَ، وَانْصُبِ الْآخِرَةَ أَمَامَكَ»

898 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عِصَامٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ: «§لَا مُعِينَ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا دَلِيلَ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا زَادَ إِلَّا التَّقْوَى وَلَا عَمَلَ إِلَّا الصَّبْرُ عَلَيْهِ»

899 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، ثنا الْأَصْمَعِيُّ، ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: §«مَنْ أَرَادَ طُولَ الْعَافِيَةِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ»

900 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الزِّنْجَانِيَّ يَقُولُ: §«مَنْ كَانَ رَأْسُ مَالِهِ التَّقْوَى كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ وَصْفِ رِبْحِهِ»

901 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ فَاتِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّهْرَجُورِيَّ يَقُولُ: «§الدُّنْيَا بَحْرٌ، وَالْآخِرَةُ سَاحِلٌ، وَالْمَرْكَبُ التَّقْوَى، وَالنَّاسُ سَفْرٌ»

902 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، ثنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمُسْتَمْلِي، ثنا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْفَرَّا، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ §إِنَّ الدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ غَرِقَ فِيهَا نَاسٌ كَثِيرٌ، فَلْتَكُنْ سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقْوَى اللَّهِ، وَزِيَادُتُهَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ، وَمِشْرَعُهَا التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ لَعَلَّكَ تَنْجُو وَمَا أَرَاكَ نَاجِيًا» -[336]- وَرَوَاهُ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، فَقَالَ: وَحَشْوُهَا إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَشِرَاعُهَا التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ

903 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ يَقُولُ: «§قُسِّمَتِ الدُّنْيَا عَلَى الْبَلْوَى، وَقُسِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَى التَّقْوَى»

904 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّوفِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ الْأَنْمَاطِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ قَالَ: §«مَا أَخْرَجَ اللَّهُ عَبْدًا مِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِي إِلَى عِزِّ التَّقْوَى إِلَّا أَغْنَاهُ بِلَا مَالٍ وَأَعَزَّهُ بِلَا عَشِيرَةٍ وَآنَسَهُ بِلَا أَنِيسٍ»

905 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ النَّصْرَآبَاذِيَّ يَقُولُ: " §التَّقْوَى مَنَالُ الْحَقِّ قَالَ اللَّهُ: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج: 37] "

906 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيَّ يَقُولُ: §«مَنْ لَمْ يُحْكِمْ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ الْمُرَاقَبَةَ وَالتَّقْوَى لَا يَصِلُ إِلَى الْكَشْفِ وَالْمُشَاهَدَةِ»

907 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ فِي -[337]- مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29] قَالَ: " إِذَا اتَّقَى اللَّهَ جَعَلَ لَهُ تِبْيَانًا يُبَيِّنُ بِهِ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ هَذَا، وَهَذَا يَجْعَلُهُ اللَّهُ لَهُ إِذَا اتَّقَى، قِيلَ لَهُ: أَفَلَيْسَ التَّقْوَى فُرْقَانًا؟ قَالَ: بَلَى، الْأَوَّلُ هِدَايَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالثَّانِي اكْتِسَابٌ، فَإِذَا اتَّقَى اللَّهَ اكْتَسَبَ بِتَقْوَاهُ مَعْرِفَةَ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْأَمْرِ الْمُشْكِلِ وَغَيْرِهِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ هَذَا مِنْ هَذَا "

908 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْمَغْرِبِيَّ يَقُولُ: §«مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى التَّقْوَى وَالْعِلْمِ جَاءَتْ أَذْكَارُهُ وَأَفْعَالُهُ صَافِيَةً وَدَخَلَ عَلَيْهِ الْوَرَعُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ»

909 - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ أَبُو عُثْمَانَ الْمَغْرِبِيُّ: " §التَّقْوَى هُوَ الْوُقُوفُ مَعَ الْحُدُودِ، وَلَا يُقَصِّرُ فِيهَا، وَلَا يَتَعَدَّاهَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [الطلاق: 1] "

910 - سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقِيلَ لَهُ: §مَا التَّقْوَى؟ قَالَ: " وَقْفُهُ عَنِ الْحَرَامِ، قِيلَ: مَا الْوَرَعُ؟ قَالَ: وَقْفُهُ عَنِ الشُّبْهَةِ، وَقَالَ: التَّقْوَى مَا حَجَزَكَ عَنِ الْمَعَاصِي "

قَالَ وَسَأَلَهُ بَعْضُهُمْ: §مَا التَّقْوَى؟ فَقَالَ: «رَقِيبُ الْمَوْلَى فِي قُلُوبِ أَوْلِيَائِهِ»

911 - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: §«مَنِ اتَّقَى الْكُفْرَ وَالنِّفَاقَ نَالَ مِنَ اللَّهِ مَعْرِفَةً يُقَالُ لَهَا عِلْمُ الْيَقِينِ، وَمَنِ اتَّقَى الْكَبَائِرَ نَالَ مِنَ اللَّهِ مَعْرِفَةً يُقَالُ لَهَا عَيْنُ الْيَقِينِ، وَمَنِ اتَّقَى الصَّغَائِرَ نَالَ مِنَ اللَّهِ مَعْرِفَةً يُقَالُ لَهَا حَقُّ الْيَقِينِ»

912 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قِيلَ إِنَّ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ -[338]- وَقَفَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ وَقَدْ جَمَعَ بَطْحَاءَ تَحْتَ رَأْسِهِ وَتَحْتَ جَنْبِهِ رَمْلٌ يُسْفِي عَلَيْهِ التُّرَابَ، فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: " يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ §مَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا عَوَّضَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، فَمَا الَّذِي عَوَّضَكَ مِمَّا تَرَكْتَ؟ قَالَ: الرِّضَا بِمَا أَنَا فِيهِ الْآنَ قَالَ: وَرَأَى عَبْدُ اللَّهِ بِمَكَّةَ فَقِيلَ لَهُ: رَاكِبًا جِئْتَ أَمْ رَاجِلًا؟ فَقَالَ: مَا حَقُّ الْعَبْدِ الْعَاصِي أَنْ يَرْجِعَ إِلَى بَابِ مَوْلَاهُ رَاكِبًا، لَوْ أَمْكَنَنِي جِئْتُ عَلَى رَأْسِي "

913 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَنَوِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §«مَا تَرَكَ أَحَدٌ مِنْكُمْ لِلَّهِ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ بِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، وَلَا تَهَاوَنَ بِهِ وَأَخَذَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ بِهِ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ بِمَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»

914 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الصَّفَّارِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنَ عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: " §لَيْسَ شَيْءٌ أَعَزُّ مِنْ شَيئَيْنِ: دِرْهَمٌ طَيِّبٌ، وَرَجُلٌ يَعْمَلُ عَلَى سُنَّةٍ "

915 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: «§إِنَّمَا هُمَا دِرْهَمَانِ، دِرْهَمٌ أَمْسَكْتُ عَنْهُ حَتَّى طَابَ لَكَ، وَدِرْهَمٌ وَجَبَ لِلَّهِ عَلَيْكَ حَقٌّ فَأَدَّيْتَهُ»

916 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُحَمَّدُ آبَادِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو دَاوُدَ الْخَفَّافُ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ السُّورْبَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: §«لَوْ عَلِمْتُ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ مِنْ حَلَالٍ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ حَتَّى آخُذَهُ، وَاشْتَرَيْتُ بِهِ دَقِيقًا، فَعَجَنْتُهُ، ثُمَّ خَبَزْتُهُ، ثُمَّ دَقَقْتُهُ، فَأَنْعَمْتُ دَقُّهُ، فَإِذَا دَخَلْتُ عَلَى مَرِيضٍ سَقَيْتُهُ حَتَّى يُشْفَى»

917 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ قَالَ: قَالَ الْمَرْوَزِيُّ: سَمِعْتُ عَبَاسًا الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: §«يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ يَنْظُرُ خُبْزَهُ مَنْ أَيْنَ هُوَ؟ وَمَسْكَنُهُ الَّذِي يَسْكُنُهُ أَهْلُهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ، ثُمَّ يَتَكَلَّمُ»

918 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِي، ثنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ: §الْحَلَالُ هُوَ الَّذِي لَا يُعْصَى اللَّهُ فِيهِ، وَالصَّافِي هُوَ الَّذِي لَا يُنْسَى اللَّهُ فِيهِ "

919 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا رَبَاحُ بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: " §أُخْرِجَ مِسْكٌ مِنَ الْخَزَائِنِ، فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَمْسَكَ أَنْفَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجِدَ رِيحَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا ضَرَّكَ إِنْ وَجَدْتَ رِيحَهُ؟ قَالَ: وَهَلْ يُنْتَفَعُ مِنْ هَذَا إِلَّا بِرِيحِهِ "

920 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ الْبَزَّازَ بِالْكُوفَةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْجَوْهَرِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ مُنْصَرِفًا مِنَ الْجُمُعَةِ، فَاجْتَزْنَا بِسُورِ دَارِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَلَهُ فَيْءٌ، فَجَعَلْتُ أُزَاحِمُ بِشْرًا إِلَى الْفَيْءِ وَهُوَ يَمْشِي فِي الشَّمْسِ فَقُلْتُ: §وَاللَّهِ لَأَسْأَلَنَّهُ إِيشِ الْوَرَعُ أَنْ يَمْشِي إِنْسَانٌ فِي الشَّمْسِ، فَيَضُرَّ بِنَفْسِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا نُصَيْرٍ أَنَا أَضْطَرُّكَ إِلَى الْفَيْءِ وَأَنْتَ تَمْشِي فِي الشَّمْسِ؟ فَقَالَ مُجِيبًا لِي: هَذَا فَيْءُ سُوءٍ "

921 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ -[340]- أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّبَهِيُّ، يَقُولَانِ: سَمِعْنَا مَحْفُوظًا يَقُولُ: «§التَّقْوَى فِي الْحَرَامِ، ثُمَّ فِي الشُّبُهَاتِ، ثُمَّ فِي الْفُضُولِ»

922 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلَابِيُّ، بِدِمَشْقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْحَلَبِيُّ أَبُو عُثْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} [الحجرات: 3] قَالَ: " أَزَالَ عَنْهَا الشَّهَوَاتِ، قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: لَأَنْ أَتْرُكَ لُقْمَةً مِنْ عَشَائِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آكُلَهَا، فَأَقُومُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ "

923 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْفَرَّاءَ يَحْكِي عَنْ أَبِي حَفْصٍ، أَنَّهُ قَالَ: §«التَّقْوَى الْحَلَالُ الْمَحْضُ لَا غَيْرَ»

924 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ: «§لِلتَّقْوَى ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ، فَظَاهِرُهُ مُحَافَظَةُ الْحُدُودِ، وَبَاطِنُهُ النِّيَّةُ وَالْإِخْلَاصُ»

925 - سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: §«التَّقْوَى عَلَى التَّقْوَى هُوَ الصَّبْرُ عَلَى التَّقْوَى»

926 - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§التَّقْوَى رَقِيبُ الْمُتَّقِي، وَالْإِيمَانُ رَقِيبُ الْمُؤْمِنِ، وَالْعِلْمُ رَقِيبُ الْعَالِمِ، وَالْإِحْسَانُ رَقِيبُ الْمُحْسِنِ»

927 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْقِرْمِيسِينِيُّ، مُشَافَهَةً وَمُنَاوَلَةً أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: «§قَلِيلٌ فِي سُنَّةٍ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مَعَ بِدْعَةٍ، كَيْفَ يَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ تَقْوَى؟»

928 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ السَّرِيُّ: " §الْأُمُورُ ثَلَاثَةٌ: أَمْرٌ بَانَ لَكَ رُشْدُهُ، فَاتْبَعْهُ، وَأَمْرٌ بَانَ لَكَ غَيُّهُ، فَاجْتَنِبْهُ، وَأَمْرٌ أُشْكِلَ عَلَيْكَ فَقِفْ عَنْهُ وَكِلْهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَلْيَكُنِ اللَّهُ دَلِيلَكَ، وَاجْعَلْ فَقْرَكَ إِلَيْهِ تَسْتَغْنِ بِهِ عَمَّنْ سِوَاهُ "

929 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حِكَايَةً عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّهُ قَالَ: §«التُّقَى مَلْجَمٌ»

930 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ: §«الْمُؤْمِنُ وَقَّافٌ يَمْضِي عِنْدَ الْخَيْرِ وَيَقِفُ عِنْدَ الشَّرِّ»

931 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §«الْمُؤْمِنُ مُلْجَمٌ»

932 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي تُمَيْلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: §" لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَفْعَلَ مَعَ مَنْ شَاءَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {إِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام: 68] ، {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء: 140] ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ يَشَاءُ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: 30] ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمْ أَوْ يَسْمَعَ إِلَى مَا شَاءَ أَوْ يَهْوَى مَا شَاءَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} ، وَلَا تَفْعَلْ، يَقُولُ: وَلَا تَقُلْ "

933 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -[342]- يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُزَيِّنَ يَقُولُ: «§لَا يَصِلُ الْعَبْدُ إِلَى الْعِلْمِ إِلَّا بِالطَّلَبِ، وَلَا يَتَّصِلُ بِالتُّقَى إِلَّا بِالْعِلْمِ، وَلَا يَتَّصِلُ بِالزُّهْدِ إِلَّا بِالْوَرَعِ، وَلَا يَتَّصِلُ بِالصَّبْرِ إِلَّا بِالزُّهْدِ، وَلَا يَتَّصِلُ بِالشُّكْرِ إِلَّا بِالصَّبْرِ، وَلَا يَتَّصِلُ بِالرِّضَاءِ إِلَّا بِالشُّكْرِ، وَلَا يَتَّصِلُ بِاللَّهِ إِلَّا بِالرِّضَاءِ، وَالرِّضَاءُ سُرُورُ الْقَلْبِ بِمُرِّ الْقَضَاءِ، وَالشُّكْرُ انْكِسَارُ الْقَلْبِ بِرُؤْيَةِ الْمِنَّةِ، وَالصَّبْرُ حَبْسُ النَّفْسِ عَنِ الْمَكْرُوهِ، وَالزُّهْدُ تَرْكُ مَا فِيهَا عَلَى مَنْ فِيهَا، وَالْوَرَعُ شِدَّةُ الْهَرَبِ مِنَ الشُّبُهَاتِ مَخَافَةَ الْوَقُوعِ فِي الْحَرَامِ، وَجِمَاعُ التَّقْوَى شِدَّةُ الْوَجَلِ عَلَى دَوَامِ الْأَحْوَالِ فِي الْمَحْمُودِ وَالْمَذْمُومِ، وَالْعِلْمُ رُؤْيَةُ مَا يَرَى الْأَشْيَاءَ بِهِ، وَالطَّلَبُ حِرْصٌ مُنْقَطِعٌ عَمَّا سِوَاهُ»

934 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، أَنَّهُ قَالَ: [البحر الكامل] §الْمَالُ يَذْهَبُ حِلُّهُ وَحَرَامُهُ ... يَوْمًا وَتَبْقَى فِي غَدٍ آثَامُهْ لَيْسَ التَّقِيُّ بِمُتَّقٍ لِإِلَهِهِ ... حَتَّى يَطِيبَ شَرَابُهُ وَطَعَامُهْ وَيَطِيبُ مَا يَحْوِي وَيَكْسِبُ كَفُّهُ ... وَيَكُونُ فِي حُسْنِ الْحَدِيثِ كَلَامُهْ نَطَقَ النَّبِيُّ لَنَا بِهِ عَنْ رَبِّهِ ... فَعَلَى النَّبِيِّ صَلَاتُهُ وَسَلَامُهْ"

935 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: " §النَّجَاةُ فِي ثَلَاثٍ: فِي طَيِّبِ الْغِذَاءِ، وَكَمَالِ التُّقَى، وَطَرِيقِ الْهُدَى "

936 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ النُّصَيْبِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُفَسِّرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: " §إِذَا تَعَبَّدَ الشَّابُّ يَقُولُ إِبْلِيسُ -[343]-: انْظُرُوا مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ، فَإِنْ كَانَ مَطْعَمُهُ مَطْعَمَ سَوْءٍ قَالَ دَعُوهُ، لَا تَشْتَغِلُوا بِهِ، دَعُوهُ يَجْتَهِدُ وَيَنْصَبُ فَقَدْ كَفَاكُمْ نَصِيبَهُ "

937 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ الْخَشَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجَرِيرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: §«مَنْ نَظَرَ فِي مَطْعَمِهِ دَخَلَ عَلَيْهِ الزُّهْدُ مِنْ غَيْرِ دَعْوَى، وَلَا يَشُمُّ طَرِيقَ الصِّدْقِ عَبْدٌ دَاهَنَ نَفْسَهُ أَوْ دَاهَنَ غَيْرَهُ»

938 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْحُسَيْنِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْجُلَادِيُّ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: §«انْظُرْ دِرْهَمَكَ مِنْ أَيْنَ هُوَ؟ وَصَلِّ فِي الصَّفِّ الْأَخِيرِ»

939 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الشُّعَيْبِيُّ ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: نَظَرَ حُذَيْفَةُ الْمُرْعَشِيُّ إِلَى النَّاسِ يَتَبَادَرُونَ إِلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ فَقَالَ: " §يَنْبَغِي أَنْ يَتَبَادَرُوا إِلَى أَكْلِ خُبْزِ الْحَلَالِ وَلَا يَتَبَادَرُوا إِلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ

940 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الشَّيْخِ، بِأَصْبَهَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْمُقْرِئُ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ قَالَ: قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: " §إِنَّهُ لَيَشْتَدُّ عَلَيَّ أَنْ أُصِيبَ الدِّرْهَمَ الْوَاحِدَ مِنْ حَلَالٍ، قَالَ الْمَسْعُودِيُّ: هَذَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ فَكَيْفَ نَحْنُ؟ "

941 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَةَ السَّلِيطِيُّ، ثنا السَّرَّاجُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشَّارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ وَهُوَ يَقُولُ: §«دَانِقٌ حَلَالٌ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِينَ سَنَةً»

وَقَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: §«تَخْسِيرُ الْمِيزَانِ سَوَادُ الْوَجْهِ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ»

942 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: " §أُصُولُنَا خَمْسَةُ أَشْيَاءٍ: التَّمَسُّكُ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَالِاقْتِدَاءُ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكْلُ الْحَلَالِ، وَاجْتِنَابُ الْآثَامِ، وَأَدَاءُ الْحُقُوقِ "

943 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضُّبَعِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ السَّرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خَيْثَمٍ شَيَّعَ صَاحِبًا لَهُ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ عِنْدَ الْوَدَاعِ: أَوْصِنِي، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ: §«أُوصِيكَ أَنْ تَعْمَلَ صَالِحًا وَتَأْكُلَ طَيِّبًا»

944 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: §وَمَنْ كَانَ أَزْهَدُ مِنَ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، حَجَّ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، فَشَرِبَ مِنْ لَبَنِهَا، وَرَكِبَ ظَهْرَهَا حَتَّى رَجَعَ لَمْ يَأْكُلْ فِي خُرُوجِهِ غَيْرَ لَبَنِهَا قَالَ: وَكَانَ فِي دَارٍ لَيْسَتْ لَهُ وَكَانَ فِيهَا بَيْتٌ غَيْرَ مُسَطَّحٍ "

945 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنِيَ الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: §وَذَكَرَ السَّرِيُّ بْنُ مُغَلِّسٍ يَوْمًا وَأَنَا أَسْمَعُهُ السُّوادَ، فَكَرِهَهُ - يَعْنِي الْأَكْلَ مِنَ السُّوادِ، - وَأَنْ يَمْلُكَ فِيهَا أَحَدٌ، وَكَانَ يُشَدِّدُ فِي ذَلِكَ وَلَا يَأْكُلُ مِنْ بَقْلِ السُّوادِ، وَلَا مِنْ ثَمَرِهِ وَلَا مِنْ شَيْءٍ يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْهُ مَا أَمْكَنَهُ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا يَوْمًا وَقَدِ أَهْدَى لَهُ خَرْنُوبًا وَقِثَّاءً بَرِّيًّا حَمَلَهُ لَهُ مِنْ -[345]- أَرْضِ الْجَزِيرَةِ، فَقَبِلَهُ مِنْهُ وَرَأَيْتُهُ قَدْ سُرَّ بِهِ، وَكَانَ يُشَدِّدُ فِي الْوَرَعِ "

946 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: §«يُعْجِبُنِي طَرِيقَ حُسَيْنٍ الْفَلَّاسِ وَكَانَ حُسَيْنٌ الْفَلَّاسُ لَا يَأْكُلُ إِلَّا الْقُمَامَ»

947 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: «§كُنْتُ بِطَرَسُوسَ وَكَانَ مَعِي فِي الدَّارِ فِتْيَانٌ مُتَعَبِّدُونَ، وَكَانَ فِي الدَّارِ تَنُّورٌ يَخْبِزُونَ فِيهِ، فَانْكَسَرَ التَّنُّورُ فَعَمِلْتُ بِآلَةٍ مِنْ مَالِي فَتَوَرَّعُوا أَنْ يَخْبِزُوا فِيهِ»

948 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ وَقَرَأْتُهُ بِخَطِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَثَّامٍ يَقُولُ: أَقَامَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ §" بِعَبَادَانَ عَشْرَ سِنِينَ يَشْرَبُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ وَلَا يَشْرَبُ مِنْ حِيَاضِ السَّلَاطِينَ حَتَّى أَضَرَّ بِجَوْفِهِ، فَرَجَعَ إِلَى أُخْتِهِ، وَأَخَذَهُ وَجَعٌ لَا يَقُومُ بِهِ إِلَّا أُخْتُهُ قَالَ: وَهُوَ يَتَّخِذُ الْمَغَازِلَ فَيَبِيعُهُ فَذَاكَ كَسْبُهُ "

قَالَ عَلِيٌّ: وَقَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ، لِابْنِ الْمُبَارَكِ: " غُلَامُكَ يَتْجَرُ بِبَغْدَادَ قَالَ: لَا تُبَايِعْهُمْ قَالَ: §أَلَيْسَ هُوَ ثَمَّةُ؟ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فَكَيْفَ يَصْنَعُ بِمِصْرَ وَهِيَ أَحْوَازٌ؟ قَالَ: فَوَاللَّهُ لَا أَذُوقُ مِنْ طَعَامِ مِصْرَ أَبَدًا قَالَ: فَلَمْ يَذُقْ مِنْهُ حَتَّى مَاتَ، كَانَ يَتَعَلَّلُ بِتَمْرٍ وَنَحْوِهِ "

949 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدُ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ، يَذْكُرُ أَبَا يُوسُفَ الْغَسُولِيَّ، وَكَانَ أَبُو يُوسُفَ يَلْزَمُ الثَّغْرَ وَيَغْزُو، فَكَانَ إِذَا غَزَا مَعَ النَّاسِ وَدَخَلُوا بِلَادَ الرُّومِ أَكَلَ أَصْحَابُهُ مِنْ ذَبَائِحِ الرُّومِ وَمِنْ فَوَاكِهِهِمْ، وَكَانَ أَبُو يُوسُفَ لَا يَأْكُلُ فَيُقَالُ لَهُ: §" يَا أَبَا يُوسُفَ تَشُكُّ أَنَّهُ حَلَالٌ؟ فَيَقُولُ لَا هُوَ حَلَالٌ، فَيُقَالُ لَهُ: كُلْ مِنَ الْحَلَالِ، فَيَقُولُ إِنَّمَا الزُّهْدُ فِي الْحَلَالِ "

950 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ -[346]- جَعْفَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ دَاوُدَ الدِّينَوَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ الْجَلَّاءِ يَقُولُ: §«أَعْرِفُ مَنْ أَقَامَ بِمَكَّةَ ثَلَاثِينَ سَنَةً لَمْ يَشْرَبْ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ إِلَّا مَا اسْتَقَاهُ بِرُكْوَتِهِ وَرَشَّاهُ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْ طَعَامٍ جُلِبَ مِنْ مِصْرَ شَيْئًا»

951 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّيْرَفِيِّ بِبَغْدَادَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ بْنَ الْمُغَلِّسِ يَقُولُ: " §جُعْتُ مَرَّةً فِي بَعْضِ الْمَفَاوِزِ، فَإِذَا فِي طَرِيقِنَا قَفْرٌ فِيهِ مَاءٌ وَحَوْلَهُ عُشْبٌ مِنْ حَشِيشٍ، فَنَزَلْتُ، فَقَعَدْتُ وَاسْتَرَحْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا سَرِيُّ، إِنْ كُنْتَ يَوْمًا أَكَلْتَ أَكْلَةً حَلَالًا وَشَرِبْتَ شَرْبَةً حَلَالًا فَالِيَوْمَ، فَهَتَفَنِي هَاتِفٌ سَمِعْتُ صَوْتَهُ وَلَمْ أَرَ الشَّخْصَ يَقُولُ لِي: يَا سَرِيُّ بْنَ مُغَلِّسٍ فَالنَّفَقَةُ الَّتِي بَلَغَتْكَ إِلَى هُنَا مِنْ أَيْنَ؟ فَقَصَّرَ إِلَىَّ نَفْسِي "

952 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ سِيرِينَ قَالَ: " كَانَ يُقَالَ: §الْمُتَعَلِّمُ الْمُسْلِمُ عِنْدَ الزُّهْدِ "

953 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، ثنا أَبُو شِهَابٍ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، §" أَنَّهُ اشْتَرَى بَيْعًا مِنْ مَثُونِيٍّ وَأَشْرَفَ فِيهِ عَلَى رِبْحِ ثَمَانِينَ أَلْفًا، فَعُرِضَ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، فَتَرَكَهُ قَالَ هِشَامٌ: وَوَاللَّهِ مَا هُوَ بِرِبَا "

954 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، بِبَغْدَادَ، ثنا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، ثنا أَبِي، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ حَوْشَبٍ، وَمَطَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِمَامَتِي مِنْ وَرَائِي، فَقَالَ: «يَا عِمْرَانُ §إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْإِنْفَاقَ وَيَبْغَضُ الْإِقْتَارَ، فَأَنْفِقْ وَأَطْعِمْ وَلَا تُقَتِّرْ فَيَعْسُرْ عَلَيْكَ الطَّلَبُ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْبَصَرَ النَّافِذَ -[347]- عِنْدَ مَجِيءِ الشُّبُهَاتِ، وَالْعَقْلَ الْكَامِلَ عِنْدَ نُزُولِ الشَّهَوَاتِ، وَيُحِبُّ السَّمَاحَةَ وَلَوْ عَلَى تَمْرَاتٍ، وَيُحِبُّ الشَّجَاعَةَ وَلَوْ عَلَى قَتْلِ حَيَّةٍ» تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ

955 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: §«تَدْرُونَ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ؟» قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ الْأَجْوَفَانِ، الْفَرْجُ وَالْفَمُّ، تَدْرُونَ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «فَإِنَّ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ»

956 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاهَانَ الْخَرَّازُ بِمَكَّةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَخُو سُفْيَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَشَى مِيلًا ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ §أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَوَفَاءِ الْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ، وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ، وَحِفْظِ الْجِوَارِ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ، وَلِينِ الْكَلَامِ، وَبَذْلِ السَّلَامِ، وَلُزُومِ الْإِمَامِ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الْقُرْآنِ، وَحُبِّ الْآخِرَةِ، وَالْجَزَعِ مِنَ الْحِسَابِ، وَقِصَرِ الْأَمَلِ، وَحُسْنِ -[348]- الْعَمَلِ، وَأَنْهَاكَ أَنْ تَشْتُمَ مُسْلِمًا، أَوْ تُصَدِّقَ كَاذِبًا، أَوْ تُكَذِّبَ صَادِقًا، أَوْ تَعْصِي إِمَامًا عَادِلًا، وَأَنْ تُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ، يَا مُعَاذُ اذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ كُلِّ شَجَرٍ وَحَجَرٍ، وَأَحْدِثْ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً، السِّرُّ بِالسِّرِّ، وَالْعَلَانِيَةُ بِالْعَلَانِيَةِ» وَرَوَاهُ أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَلَامِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ الْحِمْصِيِّ، عَنْ، مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ

957 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَلَمَّا حَضَرَ رَحِيلَهُ أَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مُنْطَلِقٌ فَعِظْنِي، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ §اتَّقِ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتَ وَاعْمَلْ بِقُوَّتِكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَطَقْتَ، وَاذْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ كُلِّ شَجَرٍ وَحَجَرٍ، وَإِنْ أَحْدَثْتَ ذَنْبًا، فَأَحْدِثْ عِنْدَهُ تَوْبَةً إِنْ سِرًّا فَسِرًّا، وَإِنْ عَلَانِيَةً فَعَلَانِيَةً»

958 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي قِمَاشٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، قَالَا: ثنا شُرَيْحٌ، ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، ثنا ثَابِتٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} قَالَ: يَقُولُ رَبُّكُمْ: §إِنِّي أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى أَنْ يُجْعَلَ مَعِي إِلَهًا آخَرَ، فَمَنِ اتَّقَى أَنْ يَجْعَلَ مَعِي إِلَهًا آخَرَ هُوَ أَهْلٌ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ " هَذَا حَدِيثُ ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي قِمَاشٍ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56] قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: فَذَكَرَهُ «تَفَرَّدَ بِهِ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ»

959 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَانَ بْنِ جِبْلَةَ، قَدِمَ عَلَيْنَا بِالْأَهْوَازِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ خَلَفٍ الْحَافِظُ، ثنا هَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ، ثنا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ -[350]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ وَإِنْ كَانَ نَسَبٌ أَقْرَبَ مِنْ نَسَبٍ»

960 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ الزُّهْرِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ سَبْرَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " {§يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الأحزاب: 71] "

961 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ قَالَ: §مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: ابْتَغِهِ تَجِدْهُ، وَاتَّقِهِ تُوقَهُ، وَاشْرَبْ تَشْبَعْ، مَنْ لَا يُشَاوِرْ يَنْدَمْ، وَالْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ "

962 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِي، ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: يَا ابْنَ آدَمَ " §اتَّقِ اللَّهَ، ثُمَّ نَمْ حَيْثُ شِئْتَ، فَإِنَّكَ إِنِ اتَّقَيْتَ اللَّهَ كَانَتْ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ صُحْبَةٌ وَحَافِظٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ثُمَّ قَالَ: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] "

963 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ -[351]- مَعْبَدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: §مَا التَّقْوَى؟ قَالَ: " أَخَذْتَ طَرِيقًا ذَا شَوْكٍ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَكَيْفَ صَنَعْتَ؟ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الشَّوْكَ عَدَلْتُ عَنْهُ أَوْ جَاوَزْتُهُ أَوْ قَصُرْتُ عَنْهُ قَالَ: ذَاكَ التَّقْوَى "

964 - وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، كَانَ يَقُولُ: «§لَيْسَ تَقْوَى اللَّهِ بِصِيَامِ النِّهَارِ، وَلَا بِقَيَامِ اللَّيْلِ، وَالتَّخْلِيطِ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ تَقْوَى اللَّهِ تَرْكُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَأَدَاءُ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ، فَمَنْ رُزِقَ بَعْدَ ذَلِكَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ إِلَى خَيْرٍ»

965 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ، فَقَالَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ اتَّقُوا الْفِتْنَةَ بِالتَّقْوَى، فَقَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " §أَجْمِلْ لَنَا التَّقْوَى فِي يَسِيرٍ، فَقَالَ: التَّقْوَى الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ رَجَاءَ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالتَّقْوَى تَرْكُ مَعَاصِي اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ مَخَافَةَ عَذَابِ اللَّهِ "

966 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ قَالَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُيَيْنَةَ الْفَزَارِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ لِابْنِهِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: «يَا بُنِيَّ §إِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى تَقْوَى الرَّجُلِ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ، بِحُسْنِ تَوَكُّلِهِ عَلَى اللَّهِ فِيمَا نَابَهُ، وَبِحُسْنِ رِضَائِهِ فِيمَا آتَاهُ، وَبِحُسْنِ صَبْرِهِ فِيمَا يَنْتَظِرُهُ»

967 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " §ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْيَقِينِ: النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَالِاسْتِعَانَةُ بِهِ فِي كُلِّ حَالٍ "

968 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ: §«لَا تُلْزِمْ نَفْسَكَ طُولَ الْفِكْرَةِ فِي مَا يُورِثُ قَلْبَكَ ضَعْفَ الْإِيمَانِ، فَإِنَّ ضَعْفَ الْإِيمَانِ أَصْلُ كُلِّ إِثْمٍ وَهَمٍّ وَغَمٍّ، وَلَكِنِ اشْغِلْ قَلْبَكَ بِكُلِّ مَا يُورِثُ الْيَقِينَ، فَإِنَّ الْيَقِينَ يُورِثُ كُلَّ طَاعَةٍ، وَيُبَاعِدُ مِنْ كُلِّ غَمٍّ وَهَمٍّ، وَيُؤَمِّنُكَ مِنْ كُلِّ خَوْفٍ، وَيُقَرِّبُكَ مِنْ كُلِّ رَوْحٍ وَفَرَحٍ» وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا أُوتِيَ عَبْدٌ خَيْرًا لَهُ مِنَ الْيَقِينِ»

969 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: §تَدْرُونَ مَا الْيَقِينُ؟ «هُوَ سُكُونُ الْقَلْبِ عِنْدَ الْعَمَلِ بِمَا صَدَّقَ بِهِ الْقَلْبُ، فَالْقَلْبُ مُطْمَئِنٌّ لَيْسَ فِيهِ تَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَلَا يُؤَثِّرُ فِيهِ تَخَوُّفٌ، فَالْقَلْبُ سَاكِنٌ آمِنٌ لَيْسَ يَخَافُ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا فَإِذَا هَمَّ الْقَلْبُ بِبَابٍ -[353]- مِنَ الْخَيْرِ لَمْ يَخْطُرْ بِقَلْبِهِ قَاطِعٌ يَمْنَعُهُ وَلَا يُضْعِفُهُ عَنْ مَا نَوَى مِنَ الْخَيْرِ، سَكَنَ قَلْبُ الْمُوقِنِ وَرَسَخَ فِيهِ حَتَّى صَارَ كَأَنَّهُ طُبِعَ عَلَيْهِ وَجُبِلَ عَلَيْهِ جَبْلًا، وَإِنَّكَ لَا تَصِلُ إِلَى نَفْعٍ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا يَكُونُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَلْقَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ شَيْئًا وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ إِلَّا بِاللَّهِ لِيَسْكُنَ قَلْبُ الْمُوقِنِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ دُونَ خَلْقِهِ فَلَا يَرْجُو غَيْرَ اللَّهِ وَلَا يَخَافُ غَيْرَهُ، وَزَالَ عَنْ قَلْبِهِ جَمِيعُ الْخَلْقِ مِنْ أَنْ يَرْجُوَ مِنْهُمْ أَحَدًا أَوْ يَخَافَهُ، أَوْ يَتَّكِلَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى مَالِهِ أَوْ عَلَى بَدَنِهِ أَوْ عَلَى احْتِيَالِهِ، فَلَمَّا عَرَفَ ذَلِكَ عَزَّ وَقَوِيَ وَاسْتَغْنَى بِاللَّهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ دُونَ مَا سِوَاهُ»

970 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَشَّابُ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحْرِمُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ بِسَاحِلِ دِمَشْقَ يُقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: وَكَانَ مِنَ الْمُرِيدِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: وَفَدْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعُ سَبْعَةٍ مِنْ رُفَقَائِي فَلَمَّا دَخْلَنَا عَلَيْهِ وَكَلَّمْنَاهُ أَعَجَبَهُ مِنْ سَمْتِنَا وَزِيِّنَا، فَقَالَ: «§مَا أَنْتُمْ؟» قُلْنَا: مُؤْمِنُونَ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةٌ، فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ؟» قَالَ سُوَيْدٌ: قُلْنَا خَمْسَةَ عَشَرَ خَصْلَةٍ، خَمْسٌ مِنْهَا أَمَرْتَنَا رُسُلُكَ أَنْ نُؤْمِنَ بِهَا، وَخَمْسٌ أَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَعْمَلَ بِهَا، وَخَمْسٌ مِنْهَا تَخَلَّقْنَا بِهَا فِي الْجَاهِليَّةِ وَنَحْنُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا أَنْ تَكْرَهَ مِنْهَا شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا الْخَمْسُ الْخِصَالُ الَّتِي أَمَرَتْكُمْ رُسُلِي أَنْ تُؤْمِنُوا بِهَا؟» قُلْنَا: أَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ قَالَ: «فَمَا الْخَمْسُ الَّتِي أَمَرَكُمْ رُسُلِي أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ؟» قُلْنَا: أَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنْ نُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَنُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَنَصُومَ رَمَضَانَ، وَنَحُجَّ الْبَيْتَ فَنَحْنُ عَلَى ذَلِكَ قَالَ: «وَمَا الْخَمْسُ الْخِصَالُ الَّتِي تَخَلَّقْتُمْ بِهَا فِي الْجَاهِليَّةِ؟» قُلْنَا: الشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلَاءِ، وَالصِّدْقُ عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَمُنَاجَزَةُ الْأَعْدَاءِ - -[354]- وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ: وَتَرْكُ الشَّمَاتَةِ بِالْمُصِيبَةِ إِذَا حَلَّتِ بِالْأَعْدَاءِ - وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «أُدَبَاءُ فَقَهَاءُ عُقَلَاءُ حُلَمَاءُ كَادُوا أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ مِنْ خِصَالٍ مَا أَشْرَفَهَا وَأَزْيَنَهَا وَأَعْظَمَ ثَوَابَهَا» ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُوصِيكُمْ بِخَمْسِ خِصَالٍ لِتَكْمُلَ عِشْرُونَ خَصْلَةً» قُلْنَا: أَوْصِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَقُولُونَ فَلَا تَجْمَعُوا مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَلَا تَبْنُوا مَا لَا تَسْكُنُونَ، وَلَا تَنَافَسُوا فِي شَيْءٍ غَدًا عَنْهُ تَزُولُونَ، وَارْغَبُوا فِيمَا عَلَيْهِ تَقْدُمُونَ وَفِيهِ تَخْلُدُونَ، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَعَلَيْهِ تُعْرَضُونَ» قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: قَالَ: فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ مِنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ حَفِظُوا وَصَيَّتَهُ وَعَمِلُوا بِهَا وَلَا وَاللَّهِ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ مَا بَقِيَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ وَلَا مِنْ أَبْنَائِهِمْ غَيْرِي ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُبَدِّلٍ وَلَا مُغَيِّرٍ» قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: فَمَاتَ وَاللَّهِ بَعْدَ أَيَّامٍ قَلَائِلَ 971 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلَيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْعَلَوِيِّ الصُّوفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ خَلَفٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ -[355]-: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، بِنَحْوِ مَعْنَاهُ

972 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَاتِمِيَّ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ وَسُئِلَ عَنْ أَوَّلِ مَقَامِ التَّوْحِيدِ، فَقَالَ: قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كَأَنَّكَ تَرَاهُ»

973 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ مِنْ كِتَابٍ عَتِيقٍ، ثنا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَيْتُ نَبِيَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَخَذَ رِدَاءَهُ، فَكَبَّبَهُ، فَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَارِثُ؟ فَقُلْتُ: رَجُلًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَقًّا فَاسْتَوَى نَبِيَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا ثُمَّ قَالَ: §«إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ فَمَا حَقِيقَةُ ذَلِكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَأَخْمَصْتُ نَهَارِي، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي، وَكَأَنِّي أَرَى أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُواءَ أَهْلِ النَّارِ فِيهَا، فَقَالَ: عَرَفْتَ فَالْزَمْ عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ

974 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدَّثَنَا زَيْدٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: تَلَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} [الزمر: 22] فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ انْشِرَاحُ صَدْرِهِ؟ قَالَ: «§إِذَا دَخَلَ النُّورُ الْقَلْبَ انْشَرَحَ وَانْفَسَحَ» فَقُلْنَا: فَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالتَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالتَّأَهُّبِ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ»

975 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: " §اجْعَلُوا طَعَامَكُمُ الشَّعِيرَ، وَإِدَامَكُمُ الْجُوعَ، وَحَلَاوَتَكمُ التَّمْرَ، وَمَالِحَكُمُ الْمِلْحَ، وَلِبَاسَكُمُ الصُّوفَ، وَبُيُوتَكُمُ الْمَسَاجِدَ، وَدِفَاءَكُمْ - أَوْ قَالَ: رُوَاقَكُمُ - الشَّمْسَ، وَسِرَاجَكُمُ الْقَمَرَ، وَطِيبَكُمُ الْمَاءَ، وَدِينَكُمُ الْحَذَرَ، وَعِلْمَكُمُ الِارْتِضَاءَ، وَزَادَكُمُ التَّقْوَى، وَأَكْلَكُمْ بِاللَّيْلِ، وَنَوْمَكُمْ بِالنَّهَارِ، وَكَلَامَكُمُ الذِّكْرَ، وَهِمَّتَكُمُ الْفِكْرَةَ وَالْعِبْرَةَ، وَمَلْجَأَكُمْ وَسَنَدَكُمْ وَنَاصِرَكُمُ الْمَوْلَى، وَلِبَاسَكُمُ الْحَيَاءَ، وَمَالَكُمُ الثِّقَةَ، وَاجْعَلُوا ضَمِيرَكُمْ عَلَى هَذَا إِلَى الْمَمَاتِ قَالَ: وَلَا يَتِمُّ هَذَا لِلْعَبْدِ -[357]- حَتَّى يُشَاهِدَ اللَّهَ بِقَلْبِهِ يُعَايَنَ الْغَيْبَ، وَيَنْكَشِفَ لَهُ الْيَقِينُ، فَتَهُونَ عَلَيْهِ الْأُمُورُ الشَّدَائِدُ، وَبِمَكَاشَفَةِ الْيَقِينِ مَشَوْا عَلَى الْمَاءِ وَفِي الْهَوَاءِ وَمَنْ لَمْ يُعْطَ هَذَا فَلَيْسَ فِي شَيْءٍ "

976 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ، أَنْبَأَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ وُهَيْبٍ الْمَكِّيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَوْ عَرَفْتُمُ اللَّهَ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ لَعَلِمْتُمُ الْعِلْمَ الَّذِي لَيْسَ مَعَهُ جَهْلٌ، وَلَوْ عَرَفْتُمُ اللَّهَ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ لَزَالَتِ الْجِبَالُ بِدُعَائِكُمْ وَمَا أُتِيَ أَحَدٌ مِنَ الْيَقِينِ شَيْئًا إِلَّا مَا لَمْ يُؤْتَ مِنْهُ أَكْثَرُ مِمَّا أُتِيَ» قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا»

،، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: بَلَغَنَا أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَوْ زَادَ يَقِينًا لَمَشَى عَلَى الْهَوَاءِ» ، هَذَا مُنْقَطِعٌ وَرَوَاهُ أَيْضًا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ وُهَيْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا مُرْسَلًا لَمْ يُسَمِّ مُعَاذًا فِي مَتْنِهِ

977 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا هَارُونَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: " فَقَدَ الْحَوَارِيُونَ نَبِيَّهُمْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقِيلَ لَهُمْ: " §تَوَجَّهَ نَحْوَ الْبَحْرِ، فَانْطَلَقُوا يَطْلُبُونَهُ فَلَمَّا -[358]- انْتَهُوا إِلَى الْبَحْرِ إِذَا هُوَ قَدْ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ يَرْفَعُهُ الْمَوْجُ مَرَّةً وَيَضَعُهُ أُخْرَى وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُرْتَدِيًا بِنِصْفِهِ وَمُتَّزِرًا بِنِصْفِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ - قَالَ أَبُو هِلَالٍ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ أَفَاضِلِهِمْ: أَلَا أَجِيءُ إِلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَضَعَ الْأُخْرَى، فَقَالَ: أَوَّهْ، غَرَقْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: ادْنُ يَدَكَ يَا قَصِيرَ الْإِيمَانِ، لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِنَ الْيَقِينِ قَدْرَ شَعِيرَةٍ مَشَى عَلَى الْمَاءِ "

978 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلَانَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {§أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} [المطففين: 5] «إِنَّ الْقَوْمَ وَاللَّهِ لَوْ ظَنُّوا ذَلِكَ لَقَارَبُوا الْعَدْلَ»

979 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ حَمْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيَّ يَقُولُ: «§يَسِيرُ الْيَقِينِ يُخْرِجُ كُلَّ الشَّكِّ مِنَ الْقَلْبِ، وَيَسِيرُ الشَّكِّ يُخْرِجُ الْيَقِينَ كُلَّهُ مِنَ الْقَلْبِ»

980 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " §ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْيَقِينِ: قِلَّةُ الْمُخَالَفَةِ لِلنَّاسِ فِي الْعِشْرَةِ، وَتَرْكُ الْمَدْحِ لَهُمْ فِي الْعَطِيَّةِ، وَالتَّنَزُّهُ عَنْ ذَمِّهِمْ فِي الْمَنْعِ وَالرَّزِيَّةِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ يَقِينِ الْيَقِينِ: النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ، وَالِاسْتِعَانَةُ بِهِ فِي كُلِّ حَالٍ "

981 - وَقَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: §«إِذَا صَحَّ الْيَقِينُ فِي الْقَلْبِ صَحَّ -[359]- الْخَوْفُ فِيهِ»

982 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ وَقِيلَ: §فَمَا بَالُ الْمُوقِنِينَ يُذْنِبُونَ؟ قَالَ: " لِيُعَرِّفَهُمُ اللَّهُ تَفَضُّلَهُ عَلَيْهِمْ وَإِحْسَانَهُ إِلَيْهِمْ عِنْدَ إِسَاءَتِهِمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ لِيُجَدِّدَ عِنْدَهُمُ النَّعِيمَ، وَيَسْتَقْبِلُوا بِالشُّكْرِ لِيُرْفَعُوا إِلَى أَعْلَى دَرَجَاتِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: تَحْقِيقُ الْيَقِينِ فِي الْقَلْبِ يُحَقِّقُهُ صِحَّةُ الْعَقْلِ، وَثَبَاتُ نُورِ الْيَقِينِ بِحَقِيقَةِ الْفِعْلِ، فَبِالْعَقْلِ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ وَاجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ وَالْفِكْرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَالْحُزْنُ الدَّائِمُ فِي الْقَلْبِ، وَالْيَقِينُ جَعَلَهُ اللَّهُ فِي الْقَلْبِ لِيَبْغِيَ بِهِ لِمُشَاهَدَتِهِ الْآخِرَةَ وَمَا فِيهَا "

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكِيمِيُّ، بِبَغْدَادَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ إِنَّ اللَّهَ خَبَّرَ مُوسَى بِمَا صَنَعَ قَوْمُهُ فِي الْعِجْلِ، فَلَمْ يُلْقِ الْأَلْوَاحَ فَلَمَّا عَايَنَ مَا صَنَعُوا أَلْقَى الْأَلْوَاحَ»

§1/1