الرد الأمين

شريف مراد

الرد الأمين على كُتب 1 - عُمر أُمّة الإسلام 2 - ردّ السهام 3 - القول المبين ردود وتعقيبات وآراء الأئمة والعلماء: البيهقى وابن حزم وابن كثير وأبو بكر بن العربى والسهيلى وابن حجر والألوسى والصنعانى وصدّيق حسن خان ومحمد رشيد رضا وناصر الدين الألبانى وصفوت نور الدين والقرضاوى وغيرهم.. تقديم الشيخ / أبى حاتم أسامة القوصى تأليف / أبى عمرو شريف مراد

مقدمة الشيخ أبى حاتم أسامة القوصى

بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الشيخ أبى حاتم أسامة القوصى الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاة والسلام على من جعله الله فرقاً بين الناس ليميز به الخبيث من الطيب، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد: فقد اطلعت على ما كتبه أخونا الفاضل / أبو عمرو شريف بن مراد حفظه الله فى الرد على كُتُبِ عمر أمة الإسلام، والقول المبين، ورد السهام، وثلاثتها لأمين محمد جمال الدين هدانا الله وإياه وردنا جميعاً إلى الحق رداً جميلاً. فوجدته قد تتبع الأخطاء التى وقع فيها مؤلف هذه الكتب هداه الله والذى قد أثار بكتبه هذه بلبلة لا داعى لها ولا فائدة تجنى من ورائها بل وزاد الطين بلة بالتشنيع على كل من سولت له نفسه أن يبين خطأه فضلاً عن أن يرد فعلاً على ما وقع فى كتبه من أخطاء. وقد شرفنى ربى ووفقنى بأن كنت أول الرادين عليه عندما خرج كتابه الأول عمر أمة الإسلام والذى أرسل إلى مؤلفهُ نسخةً هديةً وكتب عليها اهداء من المؤلف إلى الشيخ الفاضل أسامة القوصى.. أما بعد ما رددتُ عليه وبينتُ أخطاءه الواضحة فى كتابه المذكور فقد وصفنى بضد هذه الأوصاف بل شنع على وبهتنى هداه الله لا لشئ إلا لاننى بينت خطأه الواضح والذى لا يمكن لعالم أن يقره عليه إذا أطلع عليه وعرفه وإلا فكثير ممن رأو الكتاب لأول وهله أحسنوا بمؤلفه الظن وكذا بالكتاب (1)) بل كان البعض يثنى عليه فلما عرفوا ما فيه حذروا منه ونبهوا الناس على ما فيه من أخطاء. ولذلك لا ينفع المؤلف (أمين) انه سبقه إلى مثل خطئه علماء سابقون فانه قد تبين خطؤهم بجلاء لمن عاصرهم أو جاء بعدهم فإذا تبين الخطأ لا يحل لأحد أن يتابعهم عليه مهما كان قدرهم أو فضلهم وما أظن المؤلف (أمين) يُجَوزُ لأحد الآن أن يَمُص البَرَدَ وهو صائم لمجرد انه قد سبقه صحابى جليل كأبى طلحة الأنصارى إلى جواز ذلك ورد على من أنكر عليه بانه - أى البَرَد ليس بأكل ولا شرب. وكذلك ما أظنه يجوز الخروج على ائمة المسلمين وحكامهم لمجرد أن عبد الله بن الزبير قد خرج على بنى أمية وقاتلهم بالسلاح وكذلك ما أظنه يجوز تحريف صفات الله الثابتة بنصوص الكتاب والسنة واثبات سلف الأمة لمجرد أن بعض الائمة والعلماء السابقين حرفوا صفات البارى سبحانه وتعالى فقالوا بأن يد الله هى قدرته وأن وجهه رحمته مما هو معلوم لأهل العلم وطلبته. ونسأل الله السلامة والبصيرة فى الدين ونعوذ به من الفتن ما ظهر منها وما بطن. ومازلت مُصراً على أن الكتاب وراءه غير المؤلف وقد كنت أقول هذا فى بداية الأمر توقعاً حتى تيقنت ذلك من نفس الشخص الذى كنت أتوقع انه وراء فكرة الكتاب بل جاءنى ذلك الشخص بنفسه وعرض على بأن يأتى بمؤلف الكتاب ليعتذر إلى عما بدر منه فى حقى وأن يَقْرَءَا على الكتاب لأبين ما فيه من أخطاء فلما اشترطت أن يكون ذلك على الملأ ويسجل المجلس رفض ذلك الشخص شرطى وقد اعترف لى بانه وراء فكرة الكتاب (2) وأن مؤلف الكتاب استفاد منه ومن كثير من المعلومات التى جمعها هذا الشخص، ولا منافاة بين هذا وبين كون المؤلف (أمين) هو كاتب حروف الكتاب وعباراته وانه لم يطلع عليه أحد (3) **) إلا بعد طبعه والله المستعان. وقد كان أخونا / شريف حفظه الله قد أطلعنى سابقاً على وريقات له يرد فيها على بعض أخطاء المؤلف (أمين) فى كتابه عمر أمة الإسلام وكنت وقتها قد علقت عليها بعض التعليقات بحسب ما تيسر. ثم بدا لأخينا شريف حفظه الله أن يتتبع أخطاء المؤلف (أمين) مستقصياً ذلك لما رأى أن كثيراً من العوام انخدعوا بالكتاب واغتروا بما فيه فعرض على رداً مستوفياً على كتابى عمر أمة الإسلام والقول المبين فتأخرت عليه فى النظر فى رده فما لبث أن خرج الكتاب الثالث وهو رد السهام فكان التأخير خيراً فأعطيت الكتاب الثالث لأخى شريف فأتم الرد على الكتب الثلاثة والحمد لله. وقد أجاد وأفاد ورد ردوداً علمية محضة بعيداً عن ساقط القول وفاحش الكلام وكل إناء ينضح بما فيه والله المستعان.

_ (1) * ومنهم اخوانى القائمون على المطبعة التى كنت شريكاً فيها بدار الحرمين فطبعوا الكتاب واحسنوا الظن به وبمؤلفه واغتروا بمن جاءهم بالكتاب وهو المشرف على طبعه حيث اثنى على الكتاب خيراً ويعلم الله ما رأيت الكتاب ولا علمت أنه طبع بدار الحرمين إلا بعد طبعه والله المستعان. (أبو حاتم) (2) *) ومن أعجب العجب أن ذلك الشخص أقر أمامى بأن كل الأئمة والعلماء الذى سبقوا إلى الخوض فى مسألة الحساب أخطأوا فى الحساب. ومع ذلك هو والمؤلف (أمين) مصران على المضى فى سبيلٍِ أخطأ فيه كل من سبقهم. والله المستعان. (أبو حاتم) (3) **) وأنا من جملة الداخلين فى هذا العموم ففعلاً لم أطلع على الكتاب إلا بعد طبعه. (أبو حاتم)

والحق أن هذا الاتجاه الانهزامى (1) ***) هو اتجاه عام موجود فى بلاد المسلمين عموماً ويقابله اتجاه اندفاعى متهور يسعى لإصلاح الفساد الذى انتشر بقوة السلاح واثارة الفتن فى بلاد الإسلام كما هو الحال فى الجزائر فى هذه الأيام أصلحها الله وأصلح أهلها وسائر بلاد المسلمين. فنسأل الله أن يرد المسلمين إلى الحق والصواب وأن يوفقهم إلى منهج الأنبياء والرسل جميعاً {قُلْ هََذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} . {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ} . فالساعة قريبة منذ نزل قول الله تعالى {اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانشَقّ الْقَمَرُ} وهذه الأمة هى آخر الأمم قطعاًفما هو المراد من هذه الكتب إلا التيئيس وانتظار الغيب المجهول الذى لا يعلمه إلا الله ولا يترتب على انتظاره أى عمل بل " إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فاستطاع أن يغرسها قبل أن تقوم الساعة فليغرسها " أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه. فالحق ثابت لا يتغير ولا يتبدل بتغير الأحوال والأوضاع ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن قال فيهم النبى - صلى الله عليه وسلم -: " لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتى أمر الله وهم كذلك " أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه. ولا شك أن هذه الطائفة هى الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وهم الذابون عن دين الله الناصرون لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرادون على أهل البدع والهواء المبينون لأخطاء المخطئين من هذه الأمة نصحاً بهذه الأمة فالدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. ولا يمكن أن يكونوا هؤلاء الذين يدافعون عن الشركيات ويفتتحون الموالد البدعية بمظاهرها الشركية بل ويباركون ذلك ويذبون عن البدع وأهلها يهاجمون السنة وأهلها يعتبرون الكلام فى التوحيد والسنة كلاماً منفراً للأمة مفرقاً لها ويعدون الكلام فى اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - كلاماً فى قضايا فرعية يضاع الوقت فى الكلام عنها ويعدون حث الناس على التمسك بالسنة كلاماً فى القشور لا فى اللباب. فالله المستعان. فنسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو حاتم أسامة بن عبد اللطيف القوصى فى يوم الخميس 17 من رمضان سنة 1418 هـ الموافق 15 / 1 / 1998 م

_ (1) ***) وهذا لأنهم يئسوا من الإصلاح بطريقة الأنبياء والرسل ألا وهى الدعوة لاصلاح العقائد والأعمال والصبر على ذلك وما رأوا حلاً إلا انتظار خروج المهدى فشابهوا فى ذلك الفرق الضالة كالشيعة والله المستعان. (أبو حاتم)

مقدمة

مقدمة إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون " "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام، إنّ الله كان عليكم رقيباً " " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً،يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ". أمّا بعد ... لقد ظهر فى عصرنا من يدعى انه يحدد عمر أمّة الإسلام، وقد خط ذلك فى كتاب أسماه (عمر أمّة الإسلام وقرب ظهور المهدى عليه السلام) ، ثم أتبعه بكتاب آخر عن علامات الساعة واسماه (القول المبين فى الأشراط الصغرى ليوم الدين استقصاءً وشرحاً وبياناً لوقوعها) ، ثم بكتاب ثالث سماه (رد السهام عن كتاب عمر أمة الإسلام) ، وأخطأ فى ذلك أخطاءً عديدة بلغ عددها ما يقرب من مائة خطأ (عدد 30 خطأ فى كتاب عمر أمة الإسلام، 44 خطأ فى كتاب رد السهام، 21 خطأ فى كتاب القول المبين) ، وما كنت أنوى أن أردّ عليه لولا انتشار الكتاب -وتباهى كاتبه بذلك -، وقد دخل على الناس كلامه مع ما فيه من أخطاء، ولما كان الدين النصيحة فأحببت أن أنصح للمؤلف ولإخوانى المسلمين وأن أحذرهم من هذه الأخطاء، مستنداً فى ذلك إلى كلام السلف الصالح والأئمة والعلماء. وإنّى لم أحص كل الأخطاء، وإنّما اكتفيت ببيان بعضها، ولا أزعم أنّ جميع ما فى الكتابين خطأ كله، ولم يدفعنى لكتابة هذا الرد إلا وجود أخطاء خطيرة، وهى: 1 - الإشارة إلى انتهاء عمر أمة الإسلام وتحديد ذلك بالسنين. 2 - الإشارة إلى تحديد زمن ظهور المهدى والمسيح عيسى بن مريم والمسيح الدجال. 4 - ادعاء المؤلف أن الأمة الإسلامية لن تستطيع تحرير الأراضى المقدسة فى فلسطين المحتلة إلا بعد ظهور المهدى. 5 - وضع بعض الأحاديث فى غير مكانها الصحيح ومحاولة تفسيرها فى ضوء واقع أو نظرية معينة قد تثبت الأيام خطأ هذه التفسيرات البعيدة عن الحقيقة. 6 - ادعاء المؤلف بانه لن يذكر إلا الأحاديث الصحيحة فقط وانه إن ذكر غير ذلك فسوف يذكر أن الحديث ضعيف، ولكنه لم يلتزم بذلك، كما سنوضح فى ردنا عليه. 7 - كثرة نقله عن أهل الكتاب بما لا أصل له عندنا، وتصديقه على ذلك حتى أنه نقل فى ص 125 الطبعة الثانية (ص 122 الطبعة الأولى) من كتابه (عمر أمة الإسلام) أن زمن ظهور المسيح الكذاب فى عيد فصح اليهود من 10 - 17 أبريل 1998 وقبل ظهوره لابد من بناء هيكل سليمان ومذبح المحرقة فى أورشليم.ووضع المؤلف (أمين) هذا التاريخ فى برواز كبير وكتبه بالخط العريض. فأقول: اننى الآن أكتب هذه المقدمة فى مايو 1998 أى بعد التاريخ المزعوم ولم يحدث شئ مما نقله لنا هؤلاء، وقد كنت كتبت هذا الرد الذى بين يديكم بعدة شهور، ولكن تأخرنا فى كتابة هذه المقدمة لما قبل الطباعة. ولمّا كنّا لا نحب أن يُكذّب اللهُ ورسولُه؛ كتبنا هذا الردّ، ونرجو أن يتقبله المؤلف وباقى إخواننا المسلمين المعارضين والمؤيدين على حد سواء بصدر رحب وبتأنى فى الفهم وفى الحكم. ولننظر إلى ردنا هذا فى ضوء أدب الاختلاف فى الإسلام. وقد تعمّدت فى نقلى أن أذكر آراء الأئمة المتقدمين، ثم أذكر أيضاً آراء بعض العلماء المعاصرين، ولما كان المؤلف (أمين محمد جمال الدين) قد ذكر فى كتابه (القول المبين) أن العلماء المجتهدين فى عصرنا هذا قليل عددهم، وذكر منهم أربعة علماء - تحديداً - بأسمائهم، فأحببت أن يكون ردى هذا معتمداً على كلام اثنين منهم - لانهم الأكثر تصنيفاً من غيرهما - وهما: 1 - فضيلة الشيخ العلاّمة مُحدث العصر / محمد ناصر الدين الألبانى - حفظه الله وبارك فى عمره ونفعنا بعلمه -، 2 - والأستاذ الدكتور / يوسف القرضاوى (1) . ولعل ذلك أدعى للمؤلف (أمين) - فضلاً عن غيره - فى قبول نصيحتنا هذه.

_ (1) *) وإن كان القرضاوى نفسه له مخالفات وتعديات لعل بعضها أشد مما وقع فيه مؤلف هذا الكتاب وبخاصة فى كتبه الأخيرة والتى بدأ ينحى فيها منحى المعتزلة القدامى من رد أحاديث الاحاد وعد اعتقاد ما فيها، بحجة انها لا تفيد إلا الظن (بمعنى المشكوك فيه عندهم) ولو كانت فى الصحيحين، فيردونها بزعم أنها تخالف القرآن أو العقل. ويمكن القول بأن نقل كلامه ههنا إنما هو من باب الاحتجاج على المخالف بقول من يعتمدهم ويرضاهم والله المستعان (أبو حاتم)

3 - وأما ثالث هؤلاء العلماء فهو شيخ يسكن فى القاهرة - حفظه الله، فقد سألته عن رأيه فى كتابات الأخ (أمين) وهل يوافقه عليها؟ فأجاب بانه لا يوافقه على شئ من ذلك (1) . 4 - وأما الرابع، فلم أستطع أن أسأله عن رأيه حتى الآن، وإن كنت أظن أن الأمر واضح جداً. وبذلك ترى أن ثلاثة من الأربعة المجتهدين - الذين سماهم الأخ (أمين) - لا يوافقونه على ما يكتب، والرابع ننتظر رأيه إن شاء الله تعالى (2) . ولمّا كنت أُكثر النقل عن كثير من المؤلفين، وخوفاً من حدوث لبس على القارئ؛ فميّزت كلام المؤلف الذى أريد الرد عليه بقولى: قال المؤلف (أمين) ، وحتى لا يختلط فى أعين القرّاء بغيره من المؤلفين. وإذا كان فى ردّى شئٌ من الحدة أو نحو ذلك فأرجو من إخوانى أن يلتمسوا لى العذر، فإنّى لا أقصد تجريح أحد ولا انتقاصه، ولكنّى أغار - كما يغار إخوانى فى الله - على دينه عزّ وجلّ، وأن يقال فيه غير الحق، ونحب أن تكون أعمالنا على هدى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وإنّى لا أعرف المؤلف معرفة شخصية، ولم ألتق به من قبل أبداً، ولا يوجد بينى وبينه أى شئ يدعونى إلى مهاجمته أو معارضته، ولكنّى أردّ عليه إحقاقاً للحق، ونُصحاً لإخوانى المسلمين. ثمّ إنّى عرضت كلامى هذا على بعض أهل العلم، فلمّا رأيتهم يؤيدونه؛ انشرح صدرى - بعد استخارة الله تعالى - لنشره ليعُمّ النفع (3) . وليس معنى ردّنا هذا أنّ الساعة وعلاماتها بعيدة عنّا، لا والله هى قريبة، كيف لا وقد قال الله عز وجل فى كتابه الكريم: " اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون " (الأنبياء - 1) ، وقال سبحانه " اقتربت الساعة وانشق القمر " (القمر - 1) . وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " بعثت بين يدى الساعة " وقال: " بعثت فى نَسَم الساعة "، وغير ذلك كثير؛ فعلينا جميعاً أن نستعد لها بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن نستعد كذلك لحربنا المنتظرة مع اليهود كما أخبرنا النبى - صلى الله عليه وسلم -. اللهمّ اجعلنا ممن يرون الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واحشرنا جميعاً إخوانناً على سررٍ متقابلين.. آمين. الفقير إلى الله - عز وجل - أبو عمرو / شريف مراد محرم 1419 هـ

_ (1) ولم أذكر اسم الشيخ لأنى لم أعلمه بأن اجابته ستنشر فى كتاب، وقد سألته عن ذلك فى مسجده أثناء صلاة التراويح فى رمضان 1418 هـ. (أبو عمرو) (2) هذا وليُعلم أنه ليس معنى نقلى عن أحد من أهل العلم أنى أوافقه فى كل ما كتب، ولكنى أوافقه فيما أنقله عنه فى كتابى هذا، وأقول هذا لمن يقرأ أسماء من أنقل عنهم فيجدهم ينتمون لأفكار ومذاهب مختلفة، ولعل ذلك سببه أنى أردت أن أوضح للمؤلف ولمن وافقه ولمن اغتر بقوله أن العلماء على سائر مذاهبهم وأفكارهم لا يرتضون أقوال المؤلف (أمين) ، سواء كانوا علماء سلفيين أو غيرهم، بل حتى مدرسة العقلانيين ترفض أقواله!!! (أبو عمرو) (3) تنبيه: التعليقات التى كتبها الشيخ أسامة القوصى أثبتها فى الحواشى وأعقبتها بـ (أبى حاتم) مع وضع علامة (*) ، (**) ، … أما ما كتبته أنا فوضعت له أرقاماً فى الحواشى هكذا (1) ، (2) …..

الرد على كتاب عمر أمة الإسلام

الردّ على كتاب عُمْر أمّة الإسلام

الفصل الأول: أخطاء المؤلف فى المقدمة

الفصل الأول: أخطاء المؤلف فى المقدمة: 1 - قول المؤلف فى مقدمة الطبعة الثانية: ص 10 السابق إلى الكلام فى مسألة حساب عمر الأمة أئمة أعلام ذكرت أقوال بعضهم كابن حجر والطبرى والسهيلى والسيوطى وغيرهم كالبيهقى والعسكرى، فما فعلناه فى كتابنا ما هو إلا إيراد لأقوال هؤلاء الأئمة المعتمدة على ما فهموه من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - … الرد: سنستعرض معاً أقوال الأئمة الذين ذكرهم المؤلف (أمين) : 1 - ابن حجر: قال الحافظ فى الفتح (2 / 48) (وعلى التنزيل لا يلزم من التمثيل والتشبيه التسوية من كل جهة وبأن الخبر إذا ورد فى معنى مقصود لا تؤخذ منه المعارضة لما ورد فى ذلك المعنى بعينه مقصوداً فى أمر آخر) . اهـ. وقال أيضاً فى الفتح (11 / 358) : (قال عياض: حاول بعضهم فى تأويله أن نسبة ما بين الاصبعين كنسبة ما بقى من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى وأن جملتها سبعة آلاف سنة واستند إلى أخبار لا تصح …وذكر ما أخرجه أبو داود فى تأخير هذه الأمة نصف يوم وفسره بخمسمائة سنة …وقال: وقد ظهر عدم صحة ذلك لوقوع خلافه ومجاوزه هذا المقدار ولو كان ذلك ثابتاً لم يقع خلافه. قلت: - القائل ابن حجر - وقد انضاف إلى ذلك منذ عهد عياض إلى هذا الحين ثلاثمائة سنة) . كما قال (11 / 358، 359) : حديث ابن زمل رفعه: " الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت فى آخرها ". قلت (القائل ابن حجر) : وهذا الحديث إنما هو عن ابن زمل وإسناده ضعيف جداً أخرجه ابن السكن فى الصحابة وقال إسناده مجهول وليس بمعروف فى الصحابة وابن قتيبة فى غريب الحديث وذكره فى الصحابة أيضاً ابن مند وغيره، وسمّاه بعضهم عبد الله وبعضهم الضحاك، وقد أورده ابن الجوزى فى الموضوعات، وقال ابن الأثير ألفاظه موضوعة..) . أهـ. فهل بعد هذا الكلام الواضح وضوح الشمس فى رابعة النهار مازال المؤلف (أمين) يقول ان الحافظ ابن حجر من الموافقين له على كلامه؟ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍كما علينا أن نلاحظ أن الحافظ فى فتح البارى ينقل ويحكى المذاهب المختلفة سواء التى يوافق عليها أو لا، ثم بعد ذلك يبين رأيه سواء فى نفس الموضع أو فى موضع آخر، وبسبب هذا التوسع العلمى فى هذا الكتاب الكبير فقد سماه بعض أهل العلم: موسوعة العلماء. 2 - السهيلى: قال بأن حديث ابن زمل فى عمر الدنيا: ضعيف (كما نقله عنه الحافظ فى الفتح) وقال الحافظ ابن حجر فى الفتح أيضاً 11 / 359: (بيّن السهيلى انه ليس فى حديث نصف يوم ما ينفى الزيادة على الخمسمائة) . 3 - أما البيهقى: فقد قال فى دلائل النبوة (7 / 36 ط. الريان) : (باب ما روى فى رؤية ابن زمل الجهنى وفى إسناده ضعف) . هذا كلام البيهقى، ثم ساق الحديث بسنده الضعيف بعد أن نبه على ضعفه. وقال محقق الكتاب د. عبد المعطى قلعجى: الحديث موضوع. أقول: لو قارنت بين السند فى رسالة الكشف للسيوطى وعزاه إلى الطبرانى فى الكبير وبين السند فى الدلائل للبيهقى لوجدت العجب العجاب، فإن رسالة الكشف بها العديد من التصحيفات والأخطاء وبالرغم من ذلك فقد نقل منها المؤلف (أمين) ولم ينتبه أو ينبه على ذلك، فمثلاً: السند فى دلائل النبوة للبيهقى السند فى رسالة الكشف للسيوطى المطبوعة ضمن الحاوى للفتاوى السند فى رسالة الكشف للسيوطى المطبوعة مع معجم الطبرانى الصغير الوليد بن عبد الملك بن عبد الله بن مسرج الحرانى الوليد بن عبد الملك بن عبد الله بن سرج الحرانى الوليد بن عبد الملك بن مسرج الحرانى بن عطاء القرشى الحرانى حدثنا سليمان بن عطاء القرشى الحرانى حدثنا سليمان بن عطاء القريشى الحربى عن عن مسلمة بن عبد الله الجهنى عن سلمة بن عبد الله الجهنى سلمة بن عبد الله الجهنى عن عمه أبى مشجعة بن ربعى عن عمر بن أبى شجعة بن ربيع الجهنى عن عمر بن مشجعة بن ربيع الجهنى عن ابن زمل الجهنى عن الضحاك بن زمل الجهنى عن الضحاك بن رمل الجهنى كما أن هذا الحديث رواه أيضاً ابن السنى بسنده فى عمل اليوم والليلة ح 140 وإسناده يتوافق مع سند البيهقى (عدا انه فى ط. مؤسسة الكتب الثقافية ط. 1 ابن مسرح بدلاً من ابن مسرج) وإذا انتقلنا إلى تراجم رجال السند نجد الآتى: - عبد الله بن زمل الجهنى:

قال الحافظ فى الإصابة 2 / 311: " ذكره ابن السكن وقال روى عنه حديث " الدنيا سبعة آلاف سنة " بإسناد مجهول وليس بمعروف فى الصحابة ثم ساق الحديث وفى إسناده ضعف قال وروى عنه بهذا الإسناد أحاديث مناكير، قلت - القائل ابن حجر - وجميعها جاء عنه ضمن حديث واحد أخرجه بطوله الطبرانى فى المعجم الكبير وأخرج بعضه ابن السنى فى عمل اليوم والليلة - يقصد حديثنا هذا المتقدم آنفا - ولم أره مسمى فى أكثر الكتب …ثم قال: وقال ابن حبان: عبد الله بن زمل له صحبة لكن لا أعتمد على إسناد خبره، قلت - القائل ابن حجر - تفرد برواية حديثه سليمان بن عطاء القرشى الحرانى عن مسلمة بن عبد الله الجهنى ". - سليمان بن عطاء القرشى الحرانى: قال الحافظ فى التقريب: منكر الحديث، وقال فى التهذيب: قال البخارى حديثه منكر، وقال أبو زرعة منكر الحديث، وقال ذكره ابن حبان فى الضعفاء فقال شيخ يروى عن مسلمة بن عبد الله الجهنى عن عمه أبى مشجعة بن ربعى أشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات. وقال أبو حاتم منكر الحديث يكتب حديثه) انتهى ملخصاً من كلام الحافظ. ولاحظ أن ما نقلناه هنا من كلام الحافظ يثبت صحة السند فى الدلائل للبيهقى ويثبت التصحيف فى السند فى نسخة السيوطى. والحديث أورده أيضاً الهيثمى فى مجمع الزوائد 7 /187 وقال رواه الطبرانى وفيه سليمان بن عطاء القرشى وهو ضعيف. فهذا هو حال الحديث الذى يتمسك به المؤلف (أمين) وهو القائل انه يعتمد على ما رواه الأئمة من صحيح السنة. 4 - وأما الطبرى: فنترك الرد للدكتور / يوسف القرضاوى، حيث قال فى كتابه (ثقافة الداعية) ص 108 (ط. دار الرسالة) : " ليس كل ما تحويه كتب التاريخ صحيحة مائة فى المائة، فكم حوت مراجع التاريخ من مبالغات وتشويهات وتحريفات تكذبها الحقائق الثابتة بالاستقراء أو بالموازنة بالأدلة الناصعة فى مصادر أخرى. ثم قال … يجئ المعاصرون ليأخذوا من تلك الكتب بعجرها وبجرها ويقولون نحن لم نحد عن الطريقة العلمية فمصدرنا الواقدى أو الطبرى أو ابن الأثير..الخ جزء كذا صفحة كذا طبعة كذا، هكذا يصنع المستشرقون، وهكذا يفعل أساتذة التاريخ فى الجامعات وهكذا يسير الذين يكتبون عن التاريخ فى المجلات وفى غير المجلات. ولم يكلف هؤلاء أنفسهم أن يدرسوا كيف كتب تاريخ تلك العصور؟ لنأخذ أهم هذه المصادر القديمة وأشهرها وهو تاريخ الطبرى، لقد كانت الفكرة المهيمنة على الطبرى عند كتابة تاريخه هو التجميع والتسجيل دون الانتقاء أو التمحيص للأسانيد أو الوقائع المروية فمن كان عنده خبر ذو بال نقله عنه ودونه منسوباً إليه وإن كان راوى الخبر من الضعفاء أو المتهمين أو المتروكين وإنما دفعه إلى ذلك حب الاستقصاء، والخوف من أن يفوته … ثم قال: هذا عذر الطبرى وأمثاله فى روايته عن المجروحين، وله عذران آخران أولهما انه يروى الحوادث بسندها إلى من رواها ويرى انه إذا ذكر السند فقد برئ من العهدة ووضعها على عاتق رواته، وقد قيل من أسند فقد حمّل، أى حمّلك البحث فى سنده، وكان هذا مقبولاً فى زمنه حيث يستطيع العلماء أن يعرفوا رجال السند ويحكموا لهم أو عليهم. ومن هنا قال الطبرى فى مقدمة تاريخه: " فما كان فى كتابى هذا مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه، من أجل انه لا يعرف له وجهاً فى الصحة ولا معنى فى الحقيقة، فليعلم انه لم يؤت ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وإنما أدينا ذلك على نحو ما أودى إلينا ". وبهذا حمّل رواته التبعة وحمّل بالتالى دارس كتابه أن يفتش عنهم فى كتب الرجال ومصادر الجرح والتعديل، وسيجد حينئذ عدداً منهم ساقطاً بالمرة وعدداً آخر مختلفاً فى توثيقه وتضعيفه وعدداً آخر من الثقات المقبولين. ثم ضرب لنا د. القرضاوى أمثلة على ذلك، ثمّ قال: وغير هؤلاء كثير من المجروحين المتروكين عند أئمة الجرح والتعديل من علماء الحديث وإن كان رجال التاريخ والأخبار يروون عنهم ويستندون إليهم. ومن أجل هذا لا يقيم المحققون وزناً لروايات " الإخباريين " ولا يعتمدون عليها ويعيبون من ينقل عنها فى الكتب المعتبرة… والعذر الثانى للطبرى فى عدم تمحيص ما رواه فى تاريخه: أن الموضوع لا يترتب عليه حكم شرعى من تحليل أو تحريم أو إيجاب أو غير ذلك مما يتعلق به علم الفقه (1) . ثم يقول ان الطبرى يترخص ويتساهل فى أمر التاريخ قائلاً فى تسويغ ذلك: " إذ لم نقصد بكتابنا هذا قصد الاحتجاج ". ثم يقول د. القرضاوى وهو يتحدث عن العلم والقرآن فى ص 137:

_ (1) * ولا تنافى ولا تعرض بين كلامى السابق عن القرضاوى وبين الإقرار بصحة كلامه فى هذا الموضوع إجمالاً والله المستعان. (أبو حاتم)

وقد عنى كثيرون فى عصرنا بهذا الميدان إلى حد الإفراط والتجاوز فى بعض الأحيان، وجل هؤلاء من رجال العلم المتحمسين للدين كما رفضه آخرون بالكلية واستخدمه آخرون بتحفظ واعتدال وهذا ما أراه، وأعنى بالاعتدال ألا نتعسف فى التأويل ولا نخرج الألفاظ والتراكيب عن مدلولاتها اللغوية، ولا نحمل النصوص على فروض ونظريات لم تصبح حقائق علمية. قد يسأل سائل فيقول: هل لو صح إسناد الطبرى أو غيره إلى ابن عباس فى تحديد عمر الأمة فهل يعتبر ذلك سنداً شرعياً نقبله بدون نزاع أو جدال؟ الجواب: سنترك الجواب أيضاً للدكتور يوسف القرضاوى إذ يقول فى ذات الكتاب السابق ص50: " مما ينبغى أن يحذر منه قارئ التفسير الأقوال الضعيفة بل الفاسدة فى بعض الأحيان وهى أقوال صحيحة النسبة إلى قائليها من جهة الرواية، ولكنها سقيمة أو مردودة من جهة الدراية، وليس هذا بمستغرب ما دامت صادرة عن غير معصوم. فكل بشر يصيب ويخطئ وهو معذور فى خطئه بل مأجور أجراً واحداً وإذا كان بعد تحر واجتهاد واستفراغ الوسع فى الطلب. وإذا كان ابن عباس رضى الله عنهما وهو ترجمان القرآن وحبر الأمة قد ثبتت عنه آراء فى التفسير اعتبرها جمهور علماء الأمة ضعيفة أو شاذة وخالفه فيها عامة الصحابة مثل أقواله فى المواريث ونحوها، فكيف بمن دون ابن عباس ومن دون تلاميذ تلاميذه؟! ولقد رأينا شيخ المفسرين الإمام أبا جعفر بن جرير الطبرى - على جلالة قدره ومنزلة كتابه فى التفسير - يختار أحياناً تأويلات ضعيفة بل هى غاية فى الضعف. ثم قال: والمقصود هو اتقاء الضعيف من الأقوال والتأويلات مهما تكن مكانة قائلها. وقد قال على كرّم الله وجهه: لا تعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف أهله. " ثم قال فى ص 64: " على الداعية كذلك أن يحذر من سوء الفهم للأحاديث الصحاح والحسان التى وردت بها كتب السنة وتلقاها علماء الأمة بالقبول فحرفها بعض الناس عن مواضعها، وتأولوها على غير تأويلها وبعدوا بها عما أراد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - … ومن ذلك أحاديث التى وردت فيما سمّاه العلماء " الفتن " وفساد آخر الزمان فبعضهم يفهم منها أو يضعها موضعاً يفهم منه أن الشر قد عمّ وأن السيل قد طمّ وأن لا سبيل إلى الخلاص ولا أمل فى الإصلاح ….الخ ثمّ تعرض د. القرضاوى فى ص 67 لحديث النبى - صلى الله عليه وسلم -: " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون … إلى آخر الحديث وآخره: "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة "، يقول د. القرضاوى: وهى الخلافة على منهاج النبوة التى لم تتحقق بعد، ولابد أن تتحقق إن شاء الله، ولكن يجب أن نعمل لتحقيقها وإيجادها، وإنّما توجد وفقاً لسنة الله بعمل العاملين وجهود المؤمنين " (1) . هذا هو ما كتبه د. القرضاوى فى هذا الموضوع الخطير، فانظر رحمك الله كيف قال عن الخلافة يجب أن نعمل لتحقيقها وإيجادها، وإنّما توجد وفقاً لسنة الله بعمل العاملين وجهود المؤمنين ولم يقل لن تقوم الخلافة إلا على يد المهدى فلا داعى إذا أن نحاول إيجادها وأن من يحاول ذلك إنما يحاول فى أمر مستحيل وأن علمه ناقص …إلى آخر ما يقول به المؤلف (أمين) تصريحاً وتلميحاً. - رأى العلامة الحافظ ابن قيم الجوزية: قال ابن القيم فى كتابه " المنار المنيف ": (ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعاً: فمنها:.............. ومنها: مخالفة الحديث صريح القرآن: كحديث مقدار الدنيا وانها سبعة الآف سنة ونحن فى الألف السابعة. وهذا الحديث من أبين الكذب، لانه لو كان صحيحاً لكان كل أحد عالماً انه قد بقى للقيامة من وقتنا هذا مئتان واحدى وخمسون سنة (أى فى زمن الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى) . " يسألونك عن الساعة أيّان مرساها؟ قل إنّما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم إلابغتة يسألونك كأنّك حفىّ عنها قل إنما علمها عند الله " (187 الأعراف) ، وقال الله تعالى: " إن الله عنده علم الساعة " (34 لقمان) ،وقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: "لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ") . انتهى كلام ابن القيم من المنار المنيف 2 - قال المؤلف (أمين) فى مقدمة الطبعة الثانية ص 14: الخلافة الراشدة الأخيرة التى هى على منهاج النبوة والتى ننتظرها هى خلافة المهدى عليه السلام، ثم علل ذلك بالحديث: " لتملأن الأرض جوراً وظلماً يبعث الله رجلاً منّى اسمه أسمى واسم أبيه اسم أبى فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ".

_ (1) * لم يتيسر لى الاطلاع على كتاب القرضاوى الذى ذكره أخونا أبو عمرو، وإن كنت لا أحسن الظن بالحركيين عموماً. ولكن كلامه المنقول ههنا حق فى نفسه، وأما ما يريده القرضاوى من كلامه هذا لا يتضح إلا بقراءة الكتاب كله بتمعن والله المستعان. (أبو حاتم)

وقال ان هذا هو الذى يحثو المال حثوا ولا يعده عداً ثم قال: فتنبه أيها الأخ الكريم لهذه النكتة فانها فريدة لمن تدبر وتعقل، ولعلك لا تظفر بها فى مكان آخر، فعض عليها بالنواجذ. الرد: 1 - لا ندرى كيف جزم المصنف بأن الخليفة الذى يحثو المال حثواً هو المهدى؟ فانه لا يوجد ما يدل على ذلك من كتاب أو سنة. 2 - أما قوله بأن الخلافة الراشدة هى خلافة المهدى فإن المؤلف (أمين) هو أول من يقول بذلك فيما أعلم!! وانه يعترف بذلك، ويقول لعلك لا تظفر بهذا الكلام فى مكان آخر. وعلى ما يبدو انه قرأ هذه الجملة فى كتب بعض أهل العلم فأحب أن يقلدهم، ولكن…!! للأسف انه يتكلم فى العقيدة ويعترف ويقول بأن هذا الكلام لم يقله أحد قبلى ولم يكن لىّ فيه سلف!!! إن مثل هذا الكلام قد يقبل فى الفقه الذى يحتاج إلى اجتهاد أو فى الفوائد الحديثية، أما فى العقيدة فليس لنا إلا الاتباع أو الابتداع. 3 - قال المؤلف (أمين) فى المقدمة ص 14 ط 2 أيضاً، بعد الكلام السابق نقله مباشرة: ظفرت بنص حديث ذكره الإمام الحافظ العلامة ابن حجر فى كتابه الجليل فتح البارى يؤيد ما ذهبنا إليه، قال ابن حجر: وأخرج الطبرانى من طريق قيس بن جابر الصدفى عن أبيه عن جده رفعه: "سيكون من بعدى خلفاء ثم من بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم يؤمر القحطانى فوالذى بعثنى بالحق ما هو دونه ". (كتاب الاحكام ج 13 ص 214) . فالذى يكون بعد مرحلة الملك الجبرى التى نعيشها إنما هى خلافة المهدى ثم القحطانى المذكور فى حديث البخارى فى كتاب الفتن. الرد: 1 - الحديث الذى ظفر به المؤلف فى الفتح لا يفرح بمثله وقد أشار إلى ذلك الحافظ إشارةً وذلك بقوله: (من طريق قيس بن جابر الصدفى عن أبيه عن جده) . وقد قال الحافظ نور الدين الهيثمى فى مجمع الزوائد 5 / 190 فيه جماعة لم أعرفهم. فالحديث - على قول الهيثمى -سنده ضعيف فيه مجهولون.

الفصل الثانى: أخطاء المؤلف فى الباب الأول: علامات الساعة الصغرى

الفصل الثانى: أخطاء المؤلف فى الباب الأول: علامات الساعة الصغرى * الفصل الثانى: 4 - قال المؤلف (أمين) : جمعنا فى هذا الفصل أهم علامات الساعة الصغرى …مشيرين إلى دليل كل علامة من صحيح السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام. ثم ذكر بعد ذلك عدد 65 علامة. الرد: لاحظ أن المؤلف قال انه سوف يشير إلى دليل كل علامة، ولكن أكثر من نصف العلامات التى ذكرها لم يذكر لها دليلاً، كما انه قال: " من صحيح السنة "، فى حين أن كثير من العلامات التى ذكرها المؤلف دليلها ضعيف، بل إن بعض الأحاديث التى سردها ضعيفة أيضاً، ونذكر من ذلك على سبيل المثال ما يلى: 5 - قال المؤلف (أمين) : العلامة رقم 29 حديث: " تكون إبل للشياطين وبيوت للشياطين ". قال: حديث صحيح رواه أبو داود عن أبى هريرة، فى الصحيحة برقم 93. الرد: ولكن هذا الحديث فيه انقطاع بين سعيد بن أبى هند وأبى هريرة، ولذلك فإن الشيخ الألبانى نقله من السلسة الصحيحة إلى السلسلة الضعيفة برقم (2303) ؛ ولذا جاءت الطبعة الجديدة من السلسلة الصحيحة (ط. عام 1415 هـ دار المعارف) خالية من هذا الحديث الضعيف، كما أن الشيخ الألبانى ضعف الحديث فى ضعيف سنن أبى داود برقم 553 (ط. 1412 هـ) (ملحوظة: عندما صدر كتاب ضعيف سنن أبى داود أشار الأستاذ زهير شاويش إلى أن الشيخ قد صحح الحديث فى الصحيحة، وكانه يتعجب من ذلك، ولكن الشيخ - حفظه الله - قد بين سبب ذلك فيما بعد فى المجلد الخامس من الضعيفة 2303 ط. عام 1417 هـ) 6،7،8،9،10 - العلامات أرقام 39، 40،41،42،43: ذكر حديث الترمذى عن على وأبى هريرة مرفوعاً: " إذا كان المغنم دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه وارتفعت الأصوات فى المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وساد القبيلة فاسقهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمور ولبس الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو خسفاً أو مسخاً وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع ". ثم أشار فى الهامش أن الحديث رواه الترمذى عن على وعن أبى هريرة وقال حديث غريب. الرد: لقد أتى المؤلف بمثل هذا الحديث الضعيف بالرغم من سابق قوله (مشيرين إلى دليل كل علامة من صحيح السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام) ، والعجيب انه ينقل قول الترمذى حديث غريب، فهل لا يعلم المؤلف أن قول الترمذى هذا معناه (1) تضعيفه للحديث؟! أم نسى المؤلف ما اشترطه على نفسه بإيراد صحيح السنة فقط؟! أما الحديث المشار إليه فهو: من حديث على: قال الترمذى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث على إلا من هذا الوجه ولا نعلم أحداً روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصارى غير فرج بن فضالة وقد تكلم فيه بعض العلماء من قبل حفظه. أما حديث أبى هريرة: فقال الترمذى حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. 11،12: العلامتين 58، 59: قال: تحاصر العراق ويمنع عنها الطعام والمساعدات ثم تحاصر الشام كذلك فيمنع عنها الطعام والمساعدات وذكر الحديث الصحيح: " يوشك أهل العراق أن لا يجئ إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذاك، قال من قبل العجم يمنعون ذلك. ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدى قلنا من أين ذلك قال من قبل الروم.. " وقال: قد وقع هذا قريباً جداً، حوصرت العراق ثم حوصرت فلسطين الرد: نعم إن هذا يحدث الآن، ولكنه قد حدث من قبل ذلك أيضاً منذ عدة قرون. قال الإمام النووى فى شرحه على صحيح مسلم 18 / 20 " معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد فى آخر الزمان فيمنعون حصول ذلك للمسلمين، وقد روى مسلم هذا بعد هذا بورقات عن جابر قال: يوشك أن لا يجئ إليهم قفيز ولا درهم، قلنا من أين ذلك قال: من قبل العجم يمنعون ذاك، وذكر فى منع الروم ذلك بالشام مثله. وهذا قد وجد فى زماننا فى العراق وهو الآن موجود ". انتهى كلام النووى. كما أن الناظر إلى ما حدث فى الحروب الصليبية من قبل يعلم ذلك.

_ (1) *) فى الغالب. (أبو حاتم)

الفصل الثالث: أخطاء المؤلف فى الباب الثانى

الفصل الثالث: أخطاء المؤلف فى الباب الثانى * الفصلان الثانى والثالث: وهما من أخطر الأخطاء التى جاءت فى الكتاب، وبيان ذلك: ماذا قال المؤلف (أمين) ؟ قال: روى البخارى فى صحيحه بسنده عن عبد الله بن عمر انه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنّما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتى أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أوتى أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين فقال أهل الكتابين: أى ربنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطاً قيراطاً ونحن كنا أكثر عملاً. قال: قال الله عز وجل: هل ظلمتكم من أجركم من شئ؟ قالوا: لا. قال: فهو فضلى أوتيه من أشاء) . وقال المؤلف (أمين) فى ص 7 ط 2: عمر أمة الإسلام هو من بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - وإلى أن تأتى ريح لينة من جهة اليمن فتقبض أرواح المؤمنين كلهم ويكون ذلك بعد ظهور ست علامات كبرى للساعة بدءاً من الدجال وانتهاءً بالدخان وهنا ينتهى عمر أمّة الإسلام. وقال (فى ص 49 الطبعة الثانية أو 35 ط 1) : " مدة عمر أمّة المسلمين = مدة عمر اليهود مطروحاً منه مدة عمر النصارى،وحيث أن مدة عمر اليهود والنصارى تزيد على ألفي سنة ومدة عمر النصارى هى ستمائة سنة، إذن بالطرح الجبرى يكون: عمر أمّة اليهود = 2000 - 600 = 1400 سنة تزيد قليلاً وذكر أهل النقل وكتب التاريخ العام أن هذه الزيادة تزيد عن المائة سنة قليلاّ إذاً عمر أمّة اليهود = 1500 سنة تزيد قليلاً وحيث أن عمر أمّة الإسلام = عمر أمّة اليهود - عمر النصارى إذاً عمر أمّة الإسلام = 1500 - 600 = 900 سنة تزيد قليلاً + 500 سنة ---------------- إذاً عمر أمّة الإسلام = 1400 سنة تزيد قليلاً وقد بين المؤلف (أمين) سبب الـ 500 سنة التى أضافها فى المعادلة، ونجد أن الحساب يختلف باختلاف الطبعات: ففى الطبعة الأولى أوضح أن: مدة عمر اليهود تزيد على 2000سنة، ومدة عمر النصارى 600 سنة وبذلك يكون: عمر أمة الإسلام = 1400 سنة تزيد قليلاً (2000 - 600) وهكذا تجده مرة يقول أن عمر أمة اليهود 1500 سنة، ومرة أخرى يقول 2000 سنة!!!! ولكن كل ما كان يهمه أن يجعل عمر أمة الإسلام فى جميع الأحوال = 1400 سنة تزيد قليلاً. ثم انه عدّل بعض نسخ الطبعة الأولى وذلك بلصق ورقة أخرى فوق ص 35 من هذه الطبعة. أمّا فى الطبعة الثانية فلما وجد حساباته قد أدت إلى أن عمر الأمة 900 سنة،فجاء بحديث ضعيف وقال عنه انه صحيح ليكمل حساباته الخاطئة، حيث انه أوضح فى الهامش أنّ السبب ما يلى: قال: " جاء ذلك فى حديث سعد بن أبى وقاص يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {إنّى لأرجو أن لا تعجز أمتى عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم. قيل لسعد: كم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة} . حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود والحاكم وأبو نعيم فى الحلية وصححه العلامة الألبانى فى "الصحيحة " برقم 1643 وفى صحيح الجامع فى عدة مواضع ". أنتهى كلام المؤلف. الرد: 13 - ولكن! ما نقله المؤلف هنا واعتمد عليه بعد ذلك فى حساباته نقل غير سليم بل انه قال إن الحديث صححه العلامة الألبانى، ولكن الألبانى لم يصححه!! وارجع إلى السلسلة الصحيحة حديث رقم 1643 بالمجلد الرابع، ستجد أن فضيلة الشيخ الألبانى صحح الحديث باللفظ الآتى: {لن يُعجَز اللهُ هذه الأمّة من نصف يوم} من حديث أبى ثعلبة الخشنى مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رواه أبو داود 4349 والحاكم 4 / 424 وغيرهما. أمّا حديث سعد بن أبى وقاص فقد ضعّفه الألبانى فى نفس المصدر السابق وفى ذات الصفحات، فعجباً للمؤلف كيف ينقل عن الألبانى تصحيح حديث فى حين أن الألبانى ضعفه!!! حيث قال الشيخ الألبانى: (حديث سعد بن أبى وقاص مرفوعاً، وله عنه طريقان: الأول: عن شريح بن عبيد عنه د 4350 ورجاله ثقات لكن شريح بن عبيدلم يدرك سعداً، ولفظه: {إني لأرجو أن لا تعجز أمتى عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم} قيل لسعد: كم نصف ذلك اليوم؟ قال: خمسمائة سنة. الثانى: عن بكر بن أبى مريم عن راشد بن سعد عنه حم 1 / 170 والحلية 6 / 117، والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ورده الذهبي فقال: لا والله! ابن أبى مريم ضعيف ولم يرويا له شيئاً. قال الألباني: وفى رواية الحلية والحاكم زيادة: (قيل وما نصف يوم؟ قال خمسمائة سنة) وهى عند أحمد من قول سعد كما فى الطريق الأولى وفى رواية لأبى نعيم من قول راشد.) انتهى كلام العلامة الألبانى.

ومما سبق يتضح أن حديث سعد ورد مرة بطريق فيه انقطاع بين شريح بن عبيد وبين سعد وورد مرة أخرى بطريق فيه رجل ضعيف، وأن زيادة الـ 500 سنة وردت من طريق منقطع أيضاً كما سبق، ومن طريق آخر ليس من قول سعد أصلاً وإنما من قول راشد. وفى الحلية 6 / 119 نجد أن الحافظ أبا نعيم بعد أن سرد هذا الحديث وأحاديث أخر قال: (هذه الأحاديث كلها من مفاريد راشد فحديث سعد تفرد به ابن أبى مريم) . قلت: وقد قال أبو زرعة: راشد بن سعد عن سعد بن أبى وقاص مرسل (انظر تهذيب التهذيب، وكذا فى جامع التحصيل فى أحكام المراسيل) ،وترجم له الحافظ فى (التقريب) بقوله: ثقة كثير الإرسال. فهذا هو حال الحديث الذى اعتمد عليه المؤلف، والذى نقل عن الشيخ الألبانى انه صححه مع أن هذا لم يحدث!!!!! والله المستعان. * ثم قال المؤلف (أمين) : كم تكون هذه الزيادة؟ يقول الإمام السيوطى فى رسالته المسماة (الكشف) فى بيان خروج المهدى يقول رحمه الله ما نصه " الذى دلّت عليه الآثار أن مدة الأمة تزيد على الألف ولا تبلغ الزيادة خمسمائة أصلاً ". رسالة الكشف عن مجاوزة هذه الأمّة الألف ص 206 مضى من هذا القليل ثلاثون عاماً، فنحن الآن فى عام 1417 هـ نضيف إليها ثلاث عشرة سنة قبل بدء التقويم الهجرى وهى ما بين بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى هجرته فنحن الآن فى سنة 1417 من الهجرة ولكننا فى سنة 1430 من البعثة. فنحن إذاً بناءً على ما قدمنا من حسابات مستندين إلى كلام أئمتنا الأعلام المعتمد على ما صح من الآثار - نعيش والعالم فى حقبة ما قبل النهاية فى مرحلة الاستعداد للفتن والملاحم الأخيرة التى تسبق ظهور العلامات الكبرى. الرد: 14 - قام المؤلف (أمين) باحتساب عمر الأمة الإسلامية بطريقة رياضية، وتوصل إلى أن عمر الأمة 1400 سنه تزيد قليلاً، ويا ليته قام بعد ذلك باحتساب المدة المقصودة بطريقة رياضية صحيحة، - مع تحفظنا على الطرق الرياضية كما سيأتى مفصلاً - بل انه أخطأ فيها،وبيان ذلك: 1 - لكى نقوم بحل معادلة فيها مجهول يجب أن تكون باقى المعطيات معروفة لنا مسبقاً قبل الحل لكي نصل إلى تقدير ذلك المجهول فمثلاً: لكى نعرف قيمة الرمز (أ) فى المعادلة الآتية (أ = ب - ج) فيجب أن يكون معلوماً لنا قيمة كل من ب، ج فإذا علمنا مثلاً أن قيمة ب = 10، وقيمة ج = 7 فإن قيمة أ = 10 - 7 = 3 فى مثالنا السابق. 2 - بتطبيق ما سبق على المعادلة التى تم استنباطها من حديث البخارى، وهى أن: عمر أمة اليهود = عمر أمة النصارى وعمر أمة الإسلام أى أن: عمر أمة الإسلام = عمر أمة اليهود - عمر أمة النصارى ولما كانت الفترة ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام = 600 سنة حسب ما جاء فى صحيح البخارى موقوفاً على سلمان الفارسى - رضي الله عنه -. فان المعادلة تصبح كالآتى: عمر أمة الإسلام = عمر أمة اليهود - 600 سنة ولكى نعرف عمر أمتنا لابد من تحديد عمر أمة اليهود، وإلى هنا نحن متفقون معه (1) ، حيث يبدأ الخطأ من المؤلف باعتبار أن عمر أمة اليهود = 1500 سنة تزيد قليلاً، وقد توصل المؤلف إلى هذه المدة كالآتى: عمر أمة اليهود = 2000 - 600 = 1400 سنة تزيد قليلاً ثم قال أن هذه الزيادة تزيد عن 100 سنة تقريباً فتكون عمر أمة اليهود = 1500 سنة تزيد قليلاً ولنا هنا وقفة: من أين أتى المؤلف بالـ 2000 سنة؟ ؟ لقد أتى بها من كلام ينقله الحافظ فى الفتح: (بانه اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت أكثر من ألفى سنة) . ولكن ... نقول للمؤلف إن الحافظ إنما قال (أكثر من ألفى سنة) أى قد تكون 2500 أو 2900 أو......الخ، وبالتالى تكون مدة اليهود إلى مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تساوى 2000 سنة كما أعتبرها المؤلف، بل = أكثر من 2000 سنة وبذلك تكون المعادلة: عمر أمة اليهود = أكثر من 2000 سنة - 600 سنة فهل يستطيع أحد حل هذه المعادلة؟ بالقطع لا. والسبب هو ما بيناه سابقاً حيث سنواجه سؤالاً وهو ما معنى أكثر من 2000 سنة؟ هل 2500 أو 2900 أو......الخ فكل ذلك أكثر من 2000 سنة، ولا مرجّح عندنا لأى من ذلك. وإن زيادة المؤلف عبارة (2000 سنة تزيد قليلاً) هى تصّرف من عند المؤلف، أوقعه فى الخطأ، فإن عبارة الحافظ التى نقلها فى الفتح (أكثر من 2000 سنة) ، وليس فيها (تزيد قليلاً) ولا غيره.

_ (1) * وهذا على افتراض صحة ما قاله سلمان رضى الله عنه بمعنى مطابقته للحقيقة فإن هذا إنما قاله سلمان بناءً على علمه من الكتب السابقة ولم يرفع ذلك إلى النبى r فمثل هذا لا يُصدق ولا يُكذب إلا ببرهان آخر ولا سبيل إلى ذلك فلا يعتمد عليه. (أبو حاتم)

3 - ثم إننا مع تحفظنا على هذه الطرق الرياضية - كما سيأتى من كلام السلف - نقول لو أردنا أن نطبق المعادلات، فإن معادلتنا ستكون كالآتى طبقاً للحديث الذى تم الاستشهاد به من صحيح البخارى: عمر أمة اليهود = مثل المدة من أول النهار إلى وقت الظهر عمر أمة النصارى = مثل المدة من وقت الظهر إلى وقت العصر عمر أمة الإسلام = مثل المدة وقت العصر إلى وقت المغرب وعمر الأمم الثلاثة المجتمعة = النهار بأكمله من أوله إلى وقت المغرب فإذا أردنا أن نطبق ذلك بالأرقام - مع تحفظنا كما سبق - فإننا أيضاً سنواجه مشكلة أخرى، وهى أن الوقت من أول النهار إلى الظهر، ومن الظهر إلى العصر، ومن العصر إلى المغرب سيختلف من يوم لآخر، ومن فصل لآخر، فليست المدة فى الصيف كالمدة فى الشتاء، وتختلف فى الصيف أو الشتاء مع الخريف أو الربيع، ولن تتساوى المدد إلا فى فصلى الخريف والربيع فقط. فعلى أى فصل سنعتمد وليس لك أن تقول إن الفرق بسيط ونحن لا نحدد تحديداً دقيقاً وإنما نتكلم بالتقريب، ليس لك ذلك لأن طول النهار فى الصيف يزيد عن 15 ساعة فى حين انه يكون فى الشتاء حوالى 11 ساعة، أى أن معدل التغير يصل إلى الربع تقريباً، فإننا لو طبقنا أن عمر أمة مثل أمة النصارى مثلاً = الربع تقريباً، فإننا لو طبقنا ما سبق الإشارة إليه فإننا قد نخطئ فى ما يساوي عمر أمة كاملة!! فأين المعادلات الرياضية؟؟ وكيف يمكن الاعتماد عليها مع وجود مثل كل هذه المتغيرات؟! ثم بعد ذلك نجد متغيراً آخر وهو: هل سنعتمد على المواقيت التى فى مكة أو التى فى المدينة أو التى فى أى مكان آخر فى الجزيرة العربية أو التى فى القاهرة أو....أو.....؟ وما الدليل على الاعتماد إلى أى واحد من هذه الاختيارات، ونحن نعلم أن مدة النهار ستختلف بحسب اختلاف الخطوط الجغرافية فمثلاً طول النهار يختلف فى القطب الشمالى عن طوله فى أوروبا عن طوله فى أفريقيا.....الخ كما هو معلوم. فهل عند المؤلف إجابة على ذلك؟؟ وبالرغم من ذلك فلو فرضنا جدلاً أننا سنعتمد على توقيت القاهرة - وكما سبق أن أى اختيار لا دليل عليه - فهل تعلم ما هى النتيجة؟ سأقدم لك الحلول على الفصول الأربع لتنتقى منها ما تشاء - مع عدم وجود دليل على أى اختيار منها أيضاً - ولكن هل نبدأ بأول الربيع أم أوسطه أم آخره؟ لا أدرى أيضاً؟ ولنفترض كذلك أننا نبدأ بأول كل فصل لتصبح المعادلة كلها تنجيماً، فأول الربيع 21 مارس، وأول الصيف 21 يونيو، وأول الخريف 23 سبتمبر، وأول الشتاء 22 ديسمبر (ملحوظة: تم تجاهل التوقيت الصيفى تسهيلاً للقارئ، وتم الاعتماد على نتيجة الشمرلى) اليوم فجر ظهر عصر مغرب طول النهار من الفجر إلى العشاء 21 مارس 32: 4 02: 12 30:3 07: 6 35: 13 21 يونيو 08: 3 57: 11 32: 3 59:6 12: 15 23 سبتمبر 16: 4 46: 11 14: 3 51: 5 35: 13 22ديسمبر 14: 5 53: 11 40: 2 00: 5 06: 11 ولو احتسبنا المدد من الفجر إلى الظهر، ومن الظهر إلى العصر، ومن العصر إلى المغرب بالساعات ثم حولناها إلى دقائق فإننا سنحصل على النتيجة، وقد أضفت إليها حساباً آخر وهو احتساب النسبة المئوية التى توضح نسبة كل مدة من طول النهار. والنتيجة كالآتى: اليوم من الفجر إلى الظهر مدة أمة اليهود من الظهر إلى العصر مدة أمة النصارى من العصر إلى المغرب مدة أمة الإسلام من الفجر إلى المغرب طول النهار 21 مارس 450 دقيقة 55.2 % 208 25.5 % 157 19.3 % 815 100 % 21 يونيو 529 55.63 % 215 22.6 % 207 21.77 % 951 100 % 23 سبتمبر 450 55.2 % 208 25.5 % 157 19.3 % 815 100 % 22ديسمبر 399 56.52 % 167 23.65 % 140 19.83 % 706 100 % ويتضح مما سبق اختلاف المدة حسب الفصول كما أشرنا، بالإضافة إلى الاختلاف فى طول النهار ... والآن: تعال نترجم هذه النسب المئوية إلى سنين - مع تحفظنا كما سبق - لنصل إلى النتيجة وستكون أكثر إثارة ودهشةً، وهى كالآتى: الوقت مدة اليهود مدة النصارى مدة المسلمين الربيع 1298 سنة 600 452.9 سنة الصيف 1476.28 سنة 600 577.67 سنة الخريف 1298 سنة 600 452.9 سنة الشتاء 1433.53 سنة 600 502.99 سنة (يلاحظ أننا ثبتنا مدة النصارى لانها واردة هكذا فى صحيح البخاري من كلام سلمان الفارسى (1) ، وتم احتساب باقى المدد بنظام التعويض الحسابى بعد ذلك) ، وهكذا نكتشف أن الطريقة الرياضية غير سليمة فى نتيجتها.

_ (1) * وقد اعتمدها المؤلف صاحب عمر أمة الإسلام برغم ما سبق التنبيه عليه من أن الحديث موقوف فلا يعتمد عليه وإنما يجاريه أخونا أبو عمرو من باب إقامة الحجة عليه بما اعتمده والله المستعان. (أبو حاتم)

وليس لك أن تقول ان معادلتك أصح من المعادلة التى قدمتها لك، ليس لك ذلك لأن المعادلة التى قدمتها لك تم الاعتماد فيها على ألفاظ واردة في أحاديث صحيحة (حيث أن ألفاظ أول النهار والظهر والعصر وآخر النهار كلها واردة فى الحديث وكذلك مدة الـ 600 عام في البخارى عن سلمان) ، أما المعادلة التى قدمتها أنت فاعتمدت فيها على نقل الحافظ ابن حجر الذى نقله هو الآخر عمن سمّاهم أهل النقل الذين اتفقوا على أن مدة أمتى اليهود والنصارى أكثر من ألفى عام، ومع كون هذه العبارة مطاطة وتحتمل احتمالات كثيرة جداً. (1) وقد قال د. القرضاوى - كما سيأتى تفصيلاً فيما بعد -: (لا يقيم المحققون وزناً لروايات " الإخباريين " ولا يعتمدون عليها ويعيبون من ينقل عنها فى الكتب المعتبرة…) . وباختصار: بما انه ورد في صحيح البخاري أن مدة النصارى 600 سنة، ومثّل لذلك بالمدة من الظهر إلى العصر، فى حين انه - صلى الله عليه وسلم - مثّل لمدة المسلمين بالمدة من العصر إلى المغرب، إذاً فإن مدة المسلمين أقل من مدة النصارى لأن الوقت من العصر إلى المغرب أقل من الوقت من الظهر إلى العصر دائماً. وهذا هو ما فهمه الحافظ ابن حجر أشار إليه فى الفتح حيث يتضح من كلامه رحمه الله تعالى انه قام باحتساب المدة بالطريقة التى قدمتها لك - كما سنبين بعد قليل - ثم أكد رفضه لاحتساب المدة بناءً على هذا الحديث كما سيأتى. وحتى إننا لو أضفنا إلى هذه الحسابات مدة الـ 500 سنة (التى هى = نصف يوم) فإن النتيجة ستكون خطأ أيضاً، لأن مدة الأمة ستكون أقل من 600 سنة زائد 500 سنة = أقل من 1100 سنة، ونحن الآن قد جاوزنا 1400 سنة كما هو معلوم. ومن يدرى؟ .. ربما.. يطلع علينا من يخبرنا أن الأمة قد انتهت فعلا منذ عدة قرون معتمداً على الطرق الرياضية، ثم بعد ذلك إما أن يقول: 1 - إننا الآن لسنا مسلمين لأن الأمة انتهت. 2 - أو أننا الآن فى يوم القيامة وما يلاقيه الناس الآن هو العذاب والنعيم والجنة والنار!!!!!!! ربما، ولا أستبعد أن يحدث ذلك فى زمن العجائب، فى زمن يطلع علينا فيه من ينكر نزول المسيح وظهور المهدى المنتظر، وفى ذات الوقت يظهر من يقول أن ذلك سيحدث عام كذا وكذا ... ، والغريب أن كليهما يعنف تعنيفاً شديداً ويوبخ من يعترض على كلامه بل ويستهزأ بالمعترض عليه!! والأغرب انهما يتكلمان فى بلدة واحدة، بل وفى حىّ واحد، بل وفى مسجدين متجاورين!!! وما نقله المؤلف (أمين) عن الحافظ (بانه اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت أكثر من ألفى سنة) وأن مدة النصارى من ذلك ستمائة سنة أى أن مدة عمر اليهود تزيد عن 1500 سنة يحتاج إلى تدقيق وتحقيق فقد كتب د. أحمد شلبى فى كتابه (اليهودية) أن خروج اليهود من مصر كان حوالى سنة 1213 ق. م، ويشير د. حسين شريف فى كتابه (المفهوم السياسى والإجتماعى لليهود عبر التاريخ) كان حوالى من عام 1290 - 1225 ق.م وأما ما نقل عن سلمان الفارسى رضى الله عنه من أن الفترة ما بين عيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ستمائة سنة، فإننا نقول هذا أيضاً يحتاج إلى تدقيق - مع تسليمنا بصحة السند إلى سلمان - فهل المدة 600 سنة بالتمام أم انه قال ذلك على التقريب (2) ، فإن ميلاد النبى - صلى الله عليه وسلم - كان فى عام 571 م (كما أشار إلى ذلك المباركفورى فى الرحيق المختوم) ، وسيأتيك أيضاً فيما بعد قول د. القرضاوى: " مما ينبغى أن يحذر منه قارئ التفسير الأقوال الضعيفة بل الفاسدة فى بعض الأحيان وهى أقوال صحيحة النسبة إلى قائليها من جهة الرواية، ولكنها سقيمة أو مردودة من جهة الدراية، وليس هذا بمستغرب ما دامت صادرة عن غير معصوم. فكل بشر يصيب ويخطئ وهو معذور فى خطئه بل مأجور أجراً واحداً وإذا كان بعد تحر واجتهاد واستفراغ الوسع فى الطلب " اهـ. وهل السنون المشار إليها بالهجرى أم بالميلادى أم أن بعضها بالهجرى وبعضها بالميلادى؟ ونلاحظ أننا إذا قلنا ان خروج اليهود من مصر كان فى عام 1213 ق.م فإن هذا سيجعل عمر أمّة اليهود 1200 سنة فقط أو 1250 بدلاً من 1500 سنة، وهكذا نجد أن الأمر ليس قاطعاً وأن الفروق بمئات السنين!!!!

_ (1) أثناء كتابة هذا الرد فإذا بكتاب فى الأسواق عن سنة ظهور المهدى ونزول عيسى عليه السلام، وقام مؤلفه بتحديد سنوات بناء على حساباته وهذه السنوات تختلف عن الحسابات التى حددها المؤلف (أمين) ، والكارثة أن صاحب الكتاب سمى حساباته (بالحساب القرآنى) ،ثم أتبع كتابه هذا بكتاب آخر، وهكذا فإن أمثال هؤلاء يسيؤن للإسلام من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فماذا سيقول أمثال هذا عندما يتضح أن حسابه - الذى أسماه بالقرآنى- حساب غير سليم؟؟!!! (2) * سبق التعليق على مثل هذا وأنه لا يعتمد عليه.قاله تحديداً أم على التقريب. (أبو حاتم)

ثانياً: ما هى درجة الإمام السيوطى فى التدقيق والتحقيق: 15 - يقول العلاّمة الألبانى فى مقدمة صحيح الجامع 1/25: (السيوطى نفسه معروف بتساهله فى التصحيح والتحسين من جهة، وبانه ليس من أهل النقد والدقة من جهة أخرى) . - ثمّ ساق الشيخ الألبانى أمثلة للأحاديث التى رمز لها السيوطى بالصحة أو بالحسن فقال الألبانى وهى فى نقد المناوى وغيره من الأئمة النقاد ضعيفة أكثر من أن تحصر وأمّا الأحاديث التى سكت عليها وهى ضعيفة فحدث عن البحر ولا حرج، بل إنّ بعضها قد ضعّفها مخرجها الذى عزاه السيوطى إليه ولم يحك هو كلامه أصلاً. ثمّ قال الشيخ الألبانى: لا بد أن نذكر حقيقة أخرى تؤكد ما سبق بيانه من تساهل السيوطى وقلة تحقيقه وهى تتجلى فى قوله فى أول كتابه (الجامع الصغير) : "وصنته عما تفرد به وضّاع أو كذاب " فقد تبين للمحققين النقّاد انه لم يصنه عمّا زعم! انتهى كلام الشيخ الألبانى ملخصاً. ثالثاً: 16 - ما هى رسالة الكشف التى أعتمد عليها المؤلف والتى بنى عليها حساباته: هذه الرسالة وأرقام الصفحات التى يحيل عليها المؤلف ليست رسالة مطبوعة طبعة مستقلة، وقد كنت أظنّ عندما أقرأ قول المؤلف: قال السيوطى فى ص 206- أن هذه الرسالة كبيرة الحجم، ولكن اكتشفت انها تتكون من 4 ورقات فقط، أمّا الأرقام التى يحيل عليها المؤلف فبسبب أن الرسالة مطبوعة ملحقة بمعجم الطبرانى الصغير ط.العلمية، وبعد انتهاء ج 2 من المعجم أورد الناشر عدة رسائل منها رسالة الكشف. كما أن هذه الرسالة مطبوعة أيضاً ضمن كتاب الحاوى للسيوطى ج 2 رحمه الله تعالى. وهذه الرسالة أوردها الشيخ ابن أبى علفة فى كتابه (معجم البدع) ط. دار العاصمة، محذراّ منها ضمن الكتب التى احتوت على البدع، فقال فى ص 579: (حدد فيه عمر الدنيا وانها كم سنة ستكون وشحنها بالأحاديث الباطلة والإسرائيليات) . اهـ. -كما أوردها الشيخ / مشهور حسن آل سلمان فى كتابه (كتب حذّر منها العلماء) - والذى قدم له فضيلة الشيخ العلاّمة / بكر عبد الله أبو زيد - ط. دار الصميعى فقال فى ص 140 ج 1: ذكر فيها عدداً من الأحاديث - ولم يصحّ منها شئ - والآثار - وأغلبها من الإسرائيليات - التى فيها تحديد عمر الدنيا وانها كم سنة تكون، قال: "الذى دلّت عليه الآثار أنّ مدة هذه الأمّة تزيد على ألف سنة، ولا تبلغ الزيادة عليها خمسمائة سنة ". وأقام رسالته هذه فى هذا الأمر الخطير على آثار بواطيل، قائمة على تواريخ وحسابات، جمعها الصنعانى (1) - كما فى كتاب "الإذاعة" (2) ص 184 - فبلغت معه مئتى سنة وثلاثاً وستين سنة،ثمّ قال الصنعانى: ونحن الآن فى القرن الثانى عشر، ويضاف إليه مئتان وثلاث وستون سنة؛فيكون الجميع أربعة عشرة مئة وثلاثة وستين "، ثم قال متعقباً السيوطى: " وعلى قوله: انه لا يبلغ خمسمائة سنة بعد الألف يكون منتهى بقاء الأمّة بعد الألف أربع مئة سنة وثلاثاً وستين سنة، ويتخرج منه أن خروج الدجال - أعاذنا الله من فتنه - قبل انخرام هذه المئة التى نحن فيها، وهى المئة الثانية عشرة من الهجرة النبوية ". وعقّب على قول الصنعاني السابق - الشيخ القنوّجى؛ فقال: " وقد مضى إلى الآن على الألف نحو من ثلاث مئة سنة، ولم يظهر المهدى! ولم ينزل عيسى! ولم يخرج الدجال،؛ فدلّ على أن هذا الحساب ليس بصحيح ". ونقل أيضاً فى "الإذاعة" ص 187 عن الشيخ مرعى الكرمي في " بهجة الناظرين " متعقباً السيوطى بقوله: " وهذا مردود؛ لأنّ كل من يتكلم بشئ من ذلك؛ فهو ظنّ وحسبان، لا يقوم على برهان " وقد اعتنى السيد / محمد رشيد رضا فى تفسير المنار (3) 9 / 470 - 82 بنقد كتاب السيوطى هذا؛ فارجع إليه. انتهى كلام الشيخ مشهور. وإني أسأل المؤلف (أمين) لماذا تنقل بعض كلام الصنعانى والقنوجى وتنقل من رسالة الإذاعة كما أثبت ذلك فى ثبت مراجعك ثم تترك باقى كلامهما مع أن ما تركته يهدم ما نقلته، وليس ذلك فى كلامهما فقط، وإنما فى كلام غيرهما أيضاً، حتى فى كلام الإمام السيوطى نفسه، فقد قال رحمه الله فى ذات الرسالة (الكشف) : أقل ما يجوز أن يكون خروجه - يقصد الدجال - على رأس الألف إن لم يتأخر إلى مائة بعدها وإننا إذا لخصنا كلام السيوطى نجد انه يرى الآتى:

_ (1) هو العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعانى، وقد جمع ذلك فى كتاب (رسالة شريفة) . (2) كتاب (الإذاعة لما كان وما يكون بين يدى الساعة) ، وهو للعلامة أبى الطيب محمد صديق خان بن حسن البخارى القنوجى. وسيكون لنا وقفات مع هذا الكتاب والذى قبله فى بحثنا هذا لأنهما من أحسن ما كتب فى الرد على ما قاله السيوطى. (3) *) يقول فيه شيخنا أبو عبد الحمن مقبل بن هادى الوادعى: وهو بالظلام أشبه. اهـ. وهذا لكثرة ما فيه من موافقته للمعتزلة وأدعياء العقلانية هداهم الله. (أبو حاتم)

1 - خروج الدجال سيكون فى عام 1000 هـ أو 1100 هـ 2 - أن عيسى عليه السلام يمكث فى الأرض 40 سنة والناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها 120 سنة0 وأن بين النفختين 40 سنة ------- فيكون مجموع ذلك 200 سنة لا بد منها 3- أن عمر الأمّة ينتهى عام 1500 هـ على الأكثر، وهذا يعنى انه قبل هذا التاريخ تكون العلامات الست الكبرى قد ظهرت وهى: الدجال ونزول عيسى ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها والدابة والدخان. وبعد ظهور هذه العلامات تأتى ريح لينة من قبل اليمن فتقبض أرواح المؤمنين جميعاً. وكلام السيوطى هذا يهدم نفسه، وذلك انه إذا كان خروج الدجال (أو المهدى) على رأس مائة سنة ونحن الآن فى سنة 1430 من البعثة النبوية فهذا يعنى أن ظهور الدجال عام 1500 مثلاً ثم نزول المسيح والذى يمكث أربعين سنة لنصبح فى عام 1540، ثم الفترة بعد طلوع الشمس من مغربها 120 سنة فنصبح فى عام 1660 هـ …..فإنك ترى بذلك أن المدة تتجاوز سنة 1500 قطعاً، وأما إذا ظهر الدجال بعد ذلك فإن المدة تزيد عن ذلك. كما أن الأيام قد أثبتت الخطأ فى كلام السيوطى حين قال فى رسالته هذه ان خروج المهدى فى عام 1000 هـ أو 1100 هـ. ثالثاً: 17 - كيف حسب السيوطى هذه الحسابات: لقد اعتمد السيوطى على الآثار الآتية: (1) 1- " الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة " رواه الحكيم الترمذى فى نوادر الأصول حدثنا صالح بن محمد أنبأنا يعلى بن هلال (2) عن ليث عن مجاهد عن أبى هريرة مرفوعاً. 2 - " عمر الدنيا سبعة آلاف سنة " رواه ابن عساكر من طريق الحسين بن داود البلخى أنبأنا شقيق بن ابراهيم الزاهد أنبأنا أبو هاشم الأبلى عن أنس مرفوعاً. 3 - " الدنيا سبعة آلاف سنة وأنا فى آخرها ألفاً " رواه البيهقى فى الدلائل عن الضحاك بن رمل الجهنى مرفوعاً، وقال السيوطى: وأورده السهيلى فى الروض وقال هذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد فقد روى موقوفاً عن ابن عباس من طرق صحاح انه قال: " الدنيا سبعة أيام كل يوم ألف سنة، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى آخرها ". 4 –} عمر الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة، وقال الله تعالى (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) {. أخرجه ابن عدى من طريق العلاء بن زيد عن أنس مرفوعاً. (وهذا الحديث مروى من طريق عمر بن يحيى حدثنا العلاء بن زيد عن أنس، ولكن حدث خطأ فاحش فى طباعة رسالة السيوطى المطبوعة مع معجم الطبرانى الصغير والتى نقل منها المؤلف (أمين) وبالرغم من ذلك لم ينتبه لذلك، حيث ورد السند كما يلى: أنبأنا عمر بن يزيد عن أنس، وهذا اسناد خطأ لا وجود له!! حيث تم حذف (بن يحيى حدثنا العلاء بن) وتم استبدالها بحرف (يـ) ثم لصقت هذه الياء مع اسم (زيد) ليصبح (يزيد) !!!!! ثم يأتى بعد ذلك المؤلف (أمين) ليتهم أخوانه الذين يردون عليه أخطاءه بالضعف العلمى و..و.. كما سترى منه ذلك بعد قليل فى كتابه (رد السهام) ، والله المستعان. رابعاً: ما هو حال هذه الأحاديث من الصحة والضعف: أما الحديث الأول وهو حديث أبى هريرة: فى اسناده ليث بن أبى سليم (3)

_ (1) وفى النسخ المطبوعة من رسالة السيوطى (الكشف) تصحيفات كثيرة جداً فى الاسانيد واسماء الرجال!! (2) كذا فى النسخة رسالة الكشف المطبوعة مع معجم الطبرانى الصغير، وايضا فى النسخة المطبوعة ضمن كتاب الحاوى للفتاوى، ولكن الصواب معلى بن هلال – كما سيأتى بيانه. (3) قال علماء الجرح والتعديل فيه ما يلى باختصار: ضعفاء العقيلى 4/14 كان ابن عيينة يضعف ليث بن أبي سليم. حدثنا عبد الله قال سمعت أبي يقول ليث بن أبي سليم مضطرب الحديث ولكن حدث عنه الناس. حدثنا عبد الله قال سمعت أبي يقول ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا في أحد منه في ليث ومحمد بن إسحاق وهمام لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم. وعن يحيى بن معين: ليث بن أبي سليم ضعيف إلا أنه يكتب حديثه الضعفاء والمتروكين للنسائى ص 90: ليث بن أبي سليم ضعيف كوفي. الكاشف للذهبى 2/151: فيه ضعف يسير من سوء حفظه م مقرونا تهذيب الكمال 24 / 279: عن مؤمل بن الفضل قلنا لعيسى بن يونس لم لم تسمع من ليث بن أبي سليم قال قد رأيته وكان قد اختلط وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن. اقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول ليث بن أبي سليم أحب إلي من يزيد بن أبي زياد كان أبرأ ساحة يكتب حديثه وكان ضعيف الحديث. وقال أيضا سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ليث لا يشتغل به هو مضطرب الحديث. وقال أيضا سمعت أبا زرعة يقول ليث بن أبي سليم لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث. تهذيب التهذيب 8/417: قال ابن سعد كان رجلا صالحا عابدا وكان ضعيفا في الحديث. وقال ابن حبان اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم تركه القطان وابن مهدي وابن معين وأحمد كذا قال. وقال الترمذي في العلل الكبير: قال محمد كان أحمد يقول ليث لا يفرح بحديثه، قال محمد: وليث صدوق يهم. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم، وقال الحاكم أبو عبد الله: مجمع على سوء حفظه. وقال الجوزجاني: يضعف حديثه. وقال البزار: كان أحد العباد إلا أنه أصابه اختلاط فاضطرب حديثه وإنما تكلم فيه أهل العلم بهذا وإلا فلا نعلم أحدا ترك حديثه. وقال يعقوب بن شيبة: هو صدوق ضعيف الحديث. وقال ابن شاهين في الثقات: قال عثمان بن أبي شيبة ليث صدوق ولكن ليس بحجة. وقال الساجي صدوق فيه ضعف كان سيء الحفظ كثير الغلط كان يحيى القطان بآخره لا يحدث عنه. وقال بن معين منكر الحديث وكان صاحب سنة روى عن الناس إلى أن قال الساجي وكان أبو داود لا يدخل حديثه في كتاب السنن. تقريب التهذيب: صدوق اختلط أخيراً (وفى نسخة كثيراً كما أفاد الشيخ الألبانى حفظه الله تعالى) ولم يتميز حديثه فترك. قال البيهقى فى السنن 7 / 192: ليث بن أبى سليم لا يحتج به. وقال الحافظ فى فتح البارى: وليث ضعيف، وقال: وفي الإسناد ليث بن أبي سليم وهو ضعيف وأما قول عطاء فوصله بن أبي شيبة عنه بمثله ورجال إسناده ثقات. وقال 2/ 250: ليث ضعيف. وقال: ليث بن أبي سليم حديثه يستشهد به. وقال الشيخ الألبانى فى السلسلة الضعيفة 2 / 29 ح 533: ليث ضعيف لاختلاطه كما بينه ابن حبان. وقال فى الصحيحة 1 / 19، 3 / 361: ليث ضعيف يمكن ان يستشهد به.

، وخلاصة الكلام فيه انه ضعيف وكان قد اختلط ويمكن أن يستشهد به ولكن لا يصل حديثه لدرجة الاحتجاج به. والله أعلم. - وفى اسناده أيضاً معلى بن هلال، وهو الراوى عن الليث بن أبى سليم، ولكن اسمه قد حرف فى رسالة السيوطى إلى يعلى بن هلال، وقد اعيانى البحث عن يعلى – هذا – فلم أجده بالرغم من طول البحث، ولما كانت نسخة نوادر الأصول للحكيم الترمذى التى فى أيدينا بدون ذكر للأسانيد وهو الذى زاد الأمر صعوبة، فتوقعت أن يكون هذا الاسم محرفاً، وقد كان ما توقعته صحيحاً، فإن معلى بن هلال هو من الذين رووا عن الليث بن أبى سليم، والحمد لله على توفيقه. ومعلى بن هلال قد اتفق النّقّاد على تكذيبه، كما قال الحافظ ابن حجر فى التقريب (1) 2- والحديث الثانى وهو حديث أنس الذى رواه ابن عساكر فى اسناده الحسين بن داود البلخى، وهو ضعيف (2) وفى اسناده أيضاً أبو هاشم الأبلى: وهو منكر الحديث (3) 3 – الحديث الثالث وهو الذى رواه البيهقى فى الدلائل من حديث ابن زمل فقد مضى الكلام عليه مطولاً والذى قال عنه الحافظ فى الفتح 11 / 358، 359 اسناده ضعيف جداً وقال ابن الأثير ألفاظه موضوعة، بل وضعفه البيهقى نفسه فى الدلائل وحكم عليه محقق الكتاب بأنه حديث موضوع.. فراجعه فى الفصل الأول من هذا الكتاب. ونضيف هنا إلى ما سبق أن الحافظ ابن رجب قال فى فتح البارى له (4 / 336) : حديث ابن زمل مرفوعاً: (إن الدنيا سبعة الاف سنة، وأنه - صلى الله عليه وسلم - فى آخرها ألفاً) وإسناده لا يصح. أهـ. 2 – أما الحديث الرابع الذى أخرجه ابن عدى من طريق العلاء بن زيد (زيدل) عن أنس مرفوعاً، بل وادعى المؤلف أن اسناده حسن؛ ولذلك سنطيل قليلاً فى الرد عليه أولاً: الحديث ذكره الحافظ ابن الجوزى فى الموضوعات 2/460 (4) وقال: هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمتهم به علاء بن زيدل. ثانياً: نقول هذه أقوال ائمة الجرح والتعديل (5) فى العلاء بن زيد (ويقال له ابن زيدل أيضاً) : قال البخارى (6) : عن أنس رضي الله تعالى عنه: منكر الحديث قال ابن عدى (7) : العلاء بن زيد الثقفي ويقال له بن زيدل بصري يكنى أبا محمد ويحدث عن أنس بأحاديث عداد مناكير، وهو منكر الحديث.

_ (1) وهذه أقوال العلماء فيه: مُعلّى بن هلال بن سُويد الطّحان الكوفي العابد، قال ابن المبارك وابن المديني: كان يضع الحديث. وقال ابن معين: هو من المعروفين بالكذب والوضع. وقال أحمد: كل أحاديثه موضوعة، قال أبو طالب عن أحمد: متروك الحديث، حديثه موضوع كذب. وقال عباس الدوري عن ابن معين: ليس بثقة، كذاب. وقال البخاري: تركوه. وقال أبو عبيد الاَجري عن أبي داود: غير ثقة، ولا مأمون، وقال النسائي: كذاب. وقال مرة: يضع الحديث. كان سفيان الثوري لا يرمي أحداً بالكذب إلا معلى بن هلال. وقال أبو الوليد الطيالسي: رأيت معلى بن هلال يحدث بأحاديث قد وضعها. سئل أبو زرعة عن المعلى بن هلال: ما كان تنقم عليه؟ فقال: الكذب. وقال أبو أحمد بن عدي: هو في عداد من يضع الحديث. وقال الأزدي: متروك. وقال الجوزجاني، والعجلي، وعلي بن الحسين بن الجنيد: كذاب. وقال الدراقطني: كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: كان يروي الموضوعات عن قوم أثبات لا تحل الرواية عنه بحال. (وانظر تهذيب الكمال، تهذيب التهذيب، تقريب التهذيب، الكشف الحثيث بمن رمى بوضع الحديث) (2) قال علماء الحديث عنه ما يلى: الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث لابن العجمى ص98: وقال الحاكم في التاريخ روى عن جماعة لا يحتمل سنه السماع منهم كمثل بن المبارك وأبي بكر بن عياش وغيرهما وله عندنا عجائب يستدل بها على حاله. تاريخ بغداد 8/44: ولم يكن الحسين بن داود ثقة فإنه روى نسخة عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أكثرها موضوع. عن محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري الحافظ قال حسين بن داود بن معاذ البلخي لم ينكر تقدمه في الأدب والزهد الا أنه روى عن إبراهيم بن هدبة عن أنس بن مالك عن جماعة لا يحتمل سنه السماع منهم مثل بن المبارك والنضر بن شميل والفضيل بن عياض وأبي بكر بن عياش وشقيق البلخي وأكثر من المناكير في رواياته. (3) ضعفاء العقيلى 4/8 لا يتابعه إلا نحوه في الضعف. الضعفاء الكبير للبخارى ص 97 كثير بن عبد الله أبو هاشم أراه الإبلي عن أنس منكر الحديث الضعفاء والمتروكين النسائى ص 90 كثير أبو هاشم يروي عن أنس متروك الحديث. (4) الموضوعات ط. دار الكتب العلمية. (5) تم الاستعانة فى ترجمة العلاء باسطوانة (الموسوعة الذهبية للحديث النبوى الشريف وعلومه) اصدار مركز التراث لأبحاث الحاسب الآلى بالأردن الاصدار الأول. (6) التاريخ الكبير للبخارى 6 / 520 (7) الكامل فى الضعفاء لابن عدى 5 / 220

وقال ابن أبى حاتم: سألت أبى عنه فقال منكر الحديث متروك الحديث.. كان أحمد بن حنبل يتكلم فيه وقال ابن حبان (1) : يروي عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجب..روى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثم ذكر عدة أحاديث منها) : عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدنيا كلها سبعة أيام من الآخرة وذلك قوله جل وعلا وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) ثم قال: أخبرنا بهذه الأحاديث محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة قال حدثنا عمر بن يعلى الأبلي قال حدثنا العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك في نسخة كتبناها عنه بهذا الإسناد كلها موضوعة مقلوبة. وفى تهذيب الكمال 22 / 506: قال علي بن المديني: كان يضع الحديث وقال أبو داود: متروك الحديث وقال الدارقطني: متروك وفى تهذيب التهذيب 8 / 22 وقال النسائي: ضعيف وقال الحاكم: يروي عن أنس أحاديث موضوعة وقال العقيلي: نسبه أبو الوليد الطيالسي إلى الكذب وقال ابن شاهين في الضعفاء قال ابن معين: ليس بثقة وقال أبو نعيم (2) : يروي عن أنس أحاديث موضوعة سكن الأبلة لا شيء وقال الحافظ ابن حجر (3) : العلاء بن زيد ويقال زيدل بزيادة لام الثقفي أبو محمد البصري متروك ورماه أبو الوليد بالكذب وقال العقيلى (4) : منكر الحديث 18– أما ما قاله الطبرى فى مقدمة تاريخه: فقد رد عليه الحافظ ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى (11 / 358) فقال: (قلت - القائل ابن حجر -: السابق إلى ذلك أبو جعفر بن جرير الطبرى فانه أورد فى مقدمة تاريخه عن ابن عباس قال: (الدنياجمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة وقد مضى ستة آلاف ومائة سنة) . بن يحيى حدثنا العلاء بن وأورده من طريق يحي بن يعقوب عن حمّاد بن أبى سليمان عن سعيد بن جبير عنه، ويحي هو أبو طالب القاص الأنصاري، قال البخاري: منكر الحديث،وشيخه هو فقيه الكوفة وفيه مقال) . ا. هـ فهذا هو الأثر الموقوف على عبد الله بن عباس من كلامه، وقد تبين عدم صحة إسناده إليه كما قال الطبرى. 19- خامساً: القول بالحساب رده أئمة أعلام، وهذه أقوالهم: 1 - الحافظ ابن حجر: قال رحمه الله لدى شرحه لحديث {بعثت أنا والساعة كهاتين} بعد أن أستعرض أقوال بعض أهل العلم فى تحديد عمر الدنيا فى فتح البارى (11 / 358) : (قال عياض: حاول بعضهم فى تأويله أن نسبة ما بين الاصبعين كنسبة ما بقى من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى وأن جملتها سبعة آلاف سنة واستند إلى أخبار لاتصح …وذكر ما أخرجه أبو داود فى تأخير هذه الأمة نصف يوم وفسره بخمسمائة سنة …وقال: وقد ظهر عدم صحة ذلك لوقوع خلافه ومجاوزه هذا المقدار ولو كان ذلك ثابتاً لم يقع خلافه. قلت: - القائل ابن حجر - وقد انضاف إلى ذلك منذ عهد عياض إلى هذا الحين ثلاثمائة سنة) . وأقول وقد توفى ابن حجر عام 852 هـ أى مضى ما يقرب من خمسة قرون أخرى. 2- القاضى أبو بكر بن العربى المالكى: ثم قال الحافظ: (قال ابن العربى:..... الصواب الإعراض عن ذلك) 3- الحافظ ابن كثير: قال ابن كثير فى النهاية فى الفتن (1 / 12 ط. العلمية) : المقطوع به أن ما بقى من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى منها شئ يسير جداً ومع هذا لا يعلم مقداره على التبيين والتحديد إلا الله عزّ وجل كما لا يعلم مقدار ما مضى إلا الله عز وجل، والذى فى كتب الإسرائيليين وأهل الكتاب من تحديد ما سلف بألوف ومئات من السنين قد نصّ غير واحد من العلماء على تخبطهم فيه وتغليطهم وهم جديرون بذلك حقيقون به، وقد ورد فى حديث " الدنيا جمعة من جمع الآخرة "، ولا يصحّ إسناده أيضاّ، وكذا كل حديث ورد فيه تحديد يوم القيامة على التعيين لا يثبت إسناده. " وقال الحافظ ابن كثير أيضاً (1 / 126) بعد أن ساق أحاديث قرب قيام الساعة، ومنها الأحاديث السابق الإشارة إليها، قال رحمه الله: (وهذا كله يدل على أن ما بقى بالنسبة إلى ما مضى كالشئ اليسير لكن لا يعلم مقدار ما بقى إلا الله عز وجل ولم يجئ فيه تحديد يصح سنده عن المعصوم حتى يصار إليه ويعلم نسبة ما بقى إليه ولكنه قليل جداً بالنسبة إلى ما مضى، وتعيين وقت الساعة لم يأت به حديث صحيح بل إن الآيات والأحاديث دالة على أن علم ذلك مما استأثر الله سبحانه وتعالى به دون أحد من خلقه) اهـ. 4 - العلاّمة الحافظ ابن قيم الجوزية: قال ابن القيم فى كتابه (المنار المنيف) (5) : (ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعاً: فمنها:..............

_ (1) الضعفاء والمتروكين لابن حبان 2 / 180 (2) ضعفاء أبو نعيم الأصفهانى ص 123 (3) تقريب التهذيب (4) ضعفاء العقيلى 3 / 343 (5) وقد سبق نقل هذا ونعيده هنا لمناسبته للكلام.

ومنها: مخالفة الحديث صريح القرآن: كحديث مقدار الدنيا وانها سبعة الآف سنة ونحن فى الألف السابعة. وهذا الحديث من أبين الكذب، لانه لو كان صحيحاً لكان كل أحد عالماً انه قد بقى للقيامة من وقتنا هذا مئتان واحدى وخمسون سنة (أى فى زمن الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى) " يسألونك عن الساعة أيّان مرساها؟ قل إنّما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم إلابغتة يسألونك كأنّك حفىّ عنها قل إنما علمها عند الله " (الآية 187 الأعراف) ، وقال الله تعالى: " إن الله عنده علم الساعة " (34 لقمان) ،وقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: "لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ") . انتهى كلام ابن القيم من المنار المنيف 5 – الحافظ ابن رجب الحنبلى: قال فى شرحه للبخارى ح 557: قال (4 / 337) : أنا الآن فى قريب رأس الثمانمائة من الهجرة وما ذكره ابن جرير من تقدير ذلك بنصف سبع يوم على التحديد لا يصلح (1) . وقد ذكر غيره أن المسبحة ستة أسباع الوسطى طولاً فيكون بينهما من الفضل سبع كامل، وذلك ألف سنة على تقدير أن تكون الدنيا بسبعة الاف سنة، وأن بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - فى آخرها ألفاًو هذا أيضاً لا يصح، ولا يبلغ الفضل بينهما سبعاً كاملاً) . وقال (4 / 338) " وأخذ بقاء ما بقى من الدنيا على التحديد من هذه النصوص لا يصح ثم قال: وإنما خرج هذا من النبى - صلى الله عليه وسلم - على وجه التقريب للساعة بغير تحديد لوقتها." وقال الحافظ ابن رجب قال أيضاً (4 / 342) لدى شرحه لهذا الحديث أنه قد يقال: (كنى عن كثرة العمل وقلته بطول المدة وقصرها، وفيه بعد) وقال ابن رجب أيضاً فى نفس المرجع 4 / 334: (مدة الماضى من الدنيا إلى بعثة محمد- صلى الله عليه وسلم -، ومدة الباقى منها إلى يوم القيامة لا يعلمه على الحقيقة إلا الله - عز وجل - وما يذكر فى ذلك فإنما هو ظنون لا تفيد علماً) . اهـ. 6 - العلامة شمس الحق العظيم آبادى: قال فى (عون المعبود 11 / 509) لدى شرحه لحديث سعد الذى رواه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - انه قال: " إنّى لأرجو أن لا تعجز أمتى عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم " أمتى: أى أغنياؤها عن الصبر على الوقوف للحساب، عند ربها: فى الموقف، يؤخرهم: أى بتأخيرهم عن لحاق فقراء أمتى السابقين إلى الجنّة، نصف يوم: من أيام الآخرة (قيل لسعد: كم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة) إنّما فسر الراوى نصف اليوم بخمسمائة سنة نظراً إلى قوله تعالى (وإنّ يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) ، وقوله تعالى: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة) واعلم انه هكذا شرح الحديث العلقمى وغيره من شرّاح الجامع الصغير، فالحديث على هذا محمول على أمر يوم القيامة. وقال المناوى: وقيل المعنى إنى لأرجو أن يكون لأمتى عند الله مكانة ومنزلة يمهلهم من زمانى هذا إلى خمسمائة سنة بحيث لا يكون أقل من ذلك إلى قيام الساعة. وقد شرحه على القارى فى المرقاة شرح المشكاة هكذا. ثمّ قال: فالمعنى إنّى لأرجو أن يكون لأمتى عند الله مكانة ومنزلة يمهلهم من زمانى هذا إلى انتهاء خمسمائة سنة بحيث لا يكون أقل من ذلك إلى قيام الساعة. قال العلقمى فى شرح الجامع الصغير: تمسّك الطبرى بهذا الحديث على انه بقى من الدنيا بعد هجرة المصطفى نصف يوم وهو خمسمائة سنة، وقال وتقوم الساعة ويعود الأمر إلى ما كان عليه قبل أن يكون شئ - غير البارى -ولم يبين وجهه. وردّ عليه الداودى قال: وقت الساعة لايعلمه إلا الله، ويكفى فى الرد عليه أن الأمر بخلاف قوله فقد مضت خمسمائة سنة وثلاثمائة (2)) ، وحديث أبى داود ليس صريحاً فى انها لا تؤخر أكثر من ذلك، والله أعلم. انتهى من عون المعبود باختصار. 7 - العلاّمة الألوسى: قال فى روح المعانى (9 / 135 ط. دار إحياء التراث) : أخرج الجلال السيوطى عدة أحاديث فى أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة وذكر أن مدة هذه الدنيا تزيد على ألف سنة ولا تبلغ الزيادة عليها خمسمائة سنة، واستدل على ذلك بأخبار وآثار ذكرها فى رسالته المسماة -بالكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف-وسمى بعضهم لذلك هذه الألف الثانية بالمخضرمة لأن نصفها دنيا ونصفها الآخر أخرى، وإذا لم يظهر المهدى على رأس المائة التى نحن فيها ينهدم جميع ما بناه كما لا يخفى على من راجعه، وكأنى بك تراه منهدماً. قلت: وقد توفى الألوسى رحمه الله عام 1270 هـ، أى مضى ما يقرب من قرن ونصف آخر على كلامه هذا.

_ (1) قلت وملذا كان سيقول لو عاش إلى زمانننا هذا فى القرن الخامس عشر؟؟!!! (2) ونقول مضى أكثر من ذلك إلى الآن.

8 - الشيخ / محمد رشيد رضا (1) : قال فى تفسيره - تفسير المنار (ج 9 ص 393 وما بعدها ط. الهيئة العامة للكتاب) : ما جاء فى الآثار من أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة مأخوذ من الإسرائيليات التى كان يبثها زنادقة اليهود والفرس فى المسلمين حتى رووه مرفوعاً، وقد اغتر بها من لا ينظرون فى نقد الروايات إلا من جهة أسانيدها، حتى استنبط بعضهم ما بقى من عمر الدنيا، وللجلال السيوطى فى هذا رسالة فى ذلك قد هدمها عليه الزمان، كما هدم أمثالها من التخرصات والأوهام وما بث فى الإسرائيليات من الكيد للإسلام. ثم نقل الشيخ (محمد رشيد رضا) كلام (الألوسى) السابق، ثم قال: وقد مضت المائة التى كان فيها مؤلفه برأسها وذنبها وهى المائة الثالثة عشرة من الهجرة، ثم مضى زهاء نصف المائة التى بعدها وهى الرابعة عشرة، إذ نكتب هذا البحث فى سنة 1345 هـ ولم يظهر المهدى، فانهدم ولله الحمد ما بناه السيوطى عفا الله عنه من الأوهام التى جمعها كحاطب ليل، ولم يعرج فى مباحثها على ما كتبه أستاذه الأكبر ابن حجر فى نقد رواياتها. ثم ساق ما سبق نقله عن الحافظ فى الفتح 11 / 358. ثم قال فى ص 398 أما زيادة جعفر بن عبد الواحد (وهى: إن أحسنت أمتى فبقاؤها يوم من أيام الآخرة - وذلك ألف سنة - وإن أساءت فنصف يوم) على حديث ابن زمل فى عمر الدنيا فهو موضوع جمع السيوطى بينه وبين حديث ابن زمل المجهول الذى حكم ابن الجوزى بوضعه ومزجها بسائر الروايات فى المسألة ولا يصح منها شئ يؤيد مراده، فكأن رسالته كلها مستنبطة من الخبرين الموضوعين أى المكذوبين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتأمل هداك الله تعالى ما يفعل الغرور بظواهر الروايات حتى فى أنفس المشتغلين بالحديث كالسيوطى الذى عد من الحفاظ، وأنكر ذلك زميله السخاوى وكلاهما من تلامذة الحافظ ابن حجر! ثم قال فى ص 401: ليس فى عمر الدنيا حديث مرفوع صحيح ولا حسن وان الروايات فيه إما ضعيفة وإما موضوعة، وأن الراجح أن كل ما ورد فيها من مرفوع وموقوف ومن الآثار فهو من الإسرائيليات. ثم قال فى ص 402: هذا كلام الأئمة المحققين، فالذين حاولوا تحديد عمر الدنيا ومعرفة وقت قيام الساعة إرضاء لشهوة الإتيان بما يهم جميع الناس ((2) ، لم يشعروا بانهم يحاولون تكذيب آيات القرآن الكثيرة الناطقة بأن الساعة من علم الغيب الذى استأثر الله تعالى به، وانها تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون - أى على غير انتظار من أحد منهم ولا أدنى علم. وهذا البلاء كله من دسائس رواة الإسرائيليات وتلبيسهم على المسلمين بإظهار الإسلام والصلاح والتقوى، ومن وضع بعض الاصطلاحات العلمية فى غير موضعها..ككون كلام الصحابى فيما لا مجال للرأى والاجتهاد فيه له حكم الحديث المرفوع إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، ويجب تقييد هذا فيما لا يحتمل أن يكون من الإسرائيليات. 9 - العلآّمة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعانى: قال فى كتاب (رسالة شريفة فيما يتعلق بـ الأعداد للحروف، والأوفاق، وكم بقى من عمر الدنيا) (3) (ص 41) : وما كان للسيوطى أن يعرض عن تعقبات الحافظ ابن حجر، بل كان يتعين عليه ذكرها وإقرارها أو ردها، فإن تركه لها يوهم الناظر فى كلامه وسكوته على تصحيح ابن جرير ليس كذلك كما عرفت.ثم قال (ص 50) : القول بتعيين مدة الدنيا من أولها إلى آخرها بانه سبعة آلاف سنة لم يثبت فيه نص يعتمد عليه، وغاية ما فيه آثار عن السلف وإن كانت لا تقال إلا عن توقيف فلعلها مأخوذة عن أهل الكتاب وفى أسانيدها مقال، وقد علم تغييرهم لما لديهم عن الله تعالى وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

_ (1) ولا يُغتر بالنقل عنه وإن كان كلامه فى هذه المسألة حقاً لكنه أيضاً له شطحات أشد وأعظم من شطحات المؤلف (أمين) وقد بين حاله (فهد الرومى) فى كتابه (المدرسة العقلانية فى التفسير) وحذر منه ومن كتبه شيخنا أبو عبد الرحمن فى نقدمة الصحيح المسند من دلائل النبوة، وفى كتاب ردود أهل العلم على الطاغين فى حديث السحر. (أبو حاتم) (2) فلننتبه لهذه العبارة، فإنها مهمة جداً. (3) كتاب (رسالة شريفة فيما يتعلق بـ الأعداد للحروف، والأوفاق، وكم بقى من عمر الدنيا) ط. مكتبة دار القدس بصنعاء ط. الأولى بتحقيق / مجاهد بن حسن بن فارع، ومراجعة الشيخ / مقبل بن هادى الوادعى.

ثم قال (ص 51) : ولعل هذا الذى نقله عن السلف من الآثار التى سقناها وساقها ابن جرير والسيوطى فى رسالة الكشف مأخوذة من أهل الكتاب إذ لم يثبت بنص نبوى عنه - صلى الله عليه وسلم - بأن مدة الدنيا كذا، على أن تلك الآثار القاضية بأن مدتها سبعة آلاف سنة معارضة لما أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة فى قوله تعالى: (فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) قالا: هى الدنيا أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسون ألف سنة يوم القيامة. انتهى. فهذه الآثار متعارضة كما ترى (1) . 10 - العلامة / محمد صديق خان (2) : قال فى كتاب (الإذاعة لما كان وما يكون بين يدى الساعة) (3) : اعلم أن مقدار الدنيا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ولم يرد نص من كتاب ولا سنة فى بيان ذلك، ووردت أخبار وآثار، وما يحصل بها الجزم بانه قدر معين … ثم قال (ص 148) : وقد مضى إلى الآن على الألف نحو من ثلاثمائة سنة ولم يظهر المهدى ولم ينزل عيسى ولم يخرج الدجال فدل على أن هذا الحساب ليس بصحيح … ثم قال (ص 152) : والحق الذى يحق للاتباع، أن أمر الساعة ما استأثر بعلمه سبحانه وتعالى ولم يعلمها أحد من خلقه. 11 - الشيخ / مرعى الكرمى: قال (4) فى كتابه بهجة الناظرين بعد ذكر قول السيوطى فى رسالة الكشف ما نصه: " وهذا مردود لأن كل من يتكلم بشئ من ذلك فهو ظن وحسبان لا يقوم عليه برهان. 12 - الإمام / ابن حزم: قال (5) بعد ذكر ما كان يقول اليهود والنصارى فى بدء الخليقة ما نصه: " وأما نحن - المسلمون - فلا نقطع على علم عدد معرف عندنا، ومن ادعى فى ذلك سبعة آلاف سنة أو أكثر أو أقل فقد قال ما لم يأت قط عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه لفظة تصح، بل صح عنه - صلى الله عليه وسلم - خلافه، بل نقطع على أن للدنيا أمداً لا يعلمه إلا الله تعالى. 13 - السهيلى: قال الحافظ ابن حجر فى الفتح 11 / 359: (بيّن السهيلى انه ليس فى حديث نصف يوم ما ينفى الزيادة على الخمسمائة) . هذا ….. وان ما نقله المؤلف من حسابات وأرقام قد استنكرها كثير من أهل العلم وطلبته المعاصرين (إن لم يكن كلهم) - وهذه أمثلة مما كتبه أهل العلم المعاصرين فى الرد على الأخ (أمين) : 14 - الشيخ الفاضل / صفوت نور الدين: كتب فضيلته - حفظه الله - فى مجلة التوحيد العدد الثالث - السنة السادسة والعشرون - ربيع أول 1418 هـ: (معلوم أن الدجال من العلامات الكبرى للساعة، فالاشتغال بمعرفة وقت ذلك، إما تحصيل ما هو معلوم؛ لأن العلم بالقرب قائم، أو انشغال بما لا يفيد فى العمل الذى ينجى العبد بين يدى ربه. ثم قال: اشتغال الناس بوقت الساعة وتحديد زمان للفتن بعد أن علّمنا الشرع قرب وقوعها، اشتغال بما لا ينبنى عليه عمل؛ فأنا أعرف أن أجلى سابق على الساعة، فعلىّ إذاً أن أجتهد فى العمل الذى ينجينى بين يدى الله، هذا والانشغال بالتحديد لزمان الفتن من الدجال وغيره ينبغى أن ينهى عنه أهل العلم، فلا يدخل فيه أحد؛ لانه لا طريق للعلم به إلا الشرع، ولا دليل من الشرع. فكيف نعلمه؟ والعجيب أن تجد رواج الكتب التى تكتب عن ذلك، واشتغال الناس بها كثير (6) ، وقد قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: " ويحك ما أعددت لها ") . 15 - الشيخ / أسامة القوصى: وقد كان – حفظه الله – من أول من نبه على أخطاء المؤلف (أمين) ، وقد قام بكتابة تعليقاته على هذا الكتاب وكذا مقدمته؛ فجزاه الله خيراً. 16 – الشيخ / أبو إسحاق الحوينى: وقد عرضت عليه الأمر (7) ، فأكد معارضته لما ذهب إليه المؤلف (أمين) . 17 - الشيخ / سعيد عبد العظيم:

_ (1) ولم يصح فى تحديد شئ من ذلك عن النبى r، بل حتى هذه الآتار فى أسانيدها كلام كثير. (2) هو الشيخ أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن على بن لطف الله الحسينى البخارى القنوجى، المتوفى سنة 1307 هـ (3) ط. دار المدنى (ط. الثانية) ص 143 وما بعدها (4) النقل عن طريق كتاب الإذاعة للشيخ صديق حسن خان ص 150، 151 (5) تم نقل كلام ابن حزم بواسطة تفسير المنار للشيخ / محمد رشيد رضا رحمه الله عند تفسيره للآية رقم 187 من سورة الأعراف. (قال أبو حاتم: قد سبق العليق على مثل هذا) (6) *) أقول هو من باب التنفيس فلما أفلس هؤلاء وقنطوا من رحمة الله ويئسوا من روحه انشغلوا بما هو من باب الأوهام والخيالات وكانهم ما رأوا مخرجاً من إفلاسهم إلا انتظار المهدى كما فعله الشيعة من قبل (تشابهت قلوبهم) والله المستعان (أبو حاتم) (7) حين سافرت إليه فى كفر الشيخ، وكان من المقرر أن يكتب بعض التعليقات على حواشى هذا الكتاب، ولكن نظراً لكثرة أشغاله وأبحاثه فقد تعذر ذلك فى هذه الطبعة، وعسى أن يكون هذا فى طبعة أخرى إن شاء الله تعالى.

قال الشيخ / سعيد عبد العظيم فى كتابه (وقفات حاسمة بين يدى أمارات الساعة الآتية) ص 6 وما بعدها، تحت عنوان: وقفات بين يدى الحديث عن الأمارات: (1) ظنون وتخرصات وفساد: تتزايد الأراجيف حدة، فما من يوم يمر إلا ونسمع إدعاءً جديداً.....وقد طرحت فىالآونة الأخيرة عدة كتب تتحدث عن قرب ظهور المهدى (ثم ذكر أمثلة على ذلك) وقال فى هامش ص 7:..... وكأنّى بهؤلاء المعاصرين لم يتعظوا بحال السابقين، فقد ذهب الطبرى - رحمه الله -إلى أن فناء الدنيا يكون بعد خمسمائة عام من البعثة المحمدية!! وكذلك صنع السهيلى، وكل هؤلاء أخطأوا فى تحديدهم، ثم قال فى ص 8: وآخر كتاب اطلعت عليه فى هذا الصدد بعنوان " عمر أمّة الإسلام " يقول مؤلفه ص 50: " إن خروج المهدى يكون فى فترة غدر الروم والتى يتفق أن يموت أثناءها خليفة المسلمين فيظهر حينئذ المهدى إثر اختلاف على الملك،.....الخ ". ثم قال الشيخ / سعيد عبد العظيم: ولا يسعنا فىمواجهة هذه الفتنة إلا أن نقف وقفة تثبت فقد كان ابن مسعود - رضى الله عنه - يقول لأصحابه: " أنتم فى زمان خيركم المسارع فى الأمر، وسيأتى على الناس زمان خيرهم المتوقف المتثبت لكثرة الشبهات ".، ونرجو أن تكون هذه الوقفة بمثابة نصيحة خالصة حتى لا تزل الأقدام وتخوض الألسن فيما لا علم لها به، فترداد الأوضاع غربة وفتنة ". انتهى من كتاب وقفات حاسمة باختصار.

18 - ومنهم الشيخ الدكتور …. الذى لم أصرح باسمه فى هذا الكتاب لعدم استئذانى له - كما ستجد ذلك مفصلاً فى مكان آخر فى هذا الكتاب -. ومنهم أيضاً 19 - الأخ الفاضل الشيخ / محمد حسان والذى أكد معارضته لحسابات الأخ (أمين) ، ولم أنقل هذا عنه إلا بعد لقائى به ومحادثته فى هذا الموضوع بنفسى. 20 - سادساً: الرجوع إلى كلام الأئمة: بعد إثبات فشل معادلتك وكذلك فشل بديل رياضى آخر قدمته لك، تعال نرجع إلى كلام الحافظ ابن حجر وإلى كلام أئمتنا - وياليتنا رجعنا إليه أولاً واكتفيناً - ولكنى أردت أن أناقشك رياضياً أولاً لكى لا تظن أنك وحدك الذى تستطيع الحساب والرياضة أو أنك تعرف رياضة لا يعرفها أحد من الناس. قال الحافظ فى الفتح: (وجميع ما سأنقله من طبعة الريان) قال (2/47) (نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار) وقال (2/47) (إن فضل الله الذى أقام به عمل ربع النهار مقام عمل النهار كله هو الذى اقتضى أن يقوم إدراك الركعة الواحدة من الصلاة الرباعية التى هى العصر مقام إدراك الأربع فى الوقت فاشتركا فى كون كل منهما ربع العمل) . وقال (4/524) (وظاهر المثل الذى فى حديث أبى موسى أن الله تعالى قال لليهود آمنوا بى وبرسلى إلى يوم القيامة فآمنوا بموسى إلى أن بعث عيسى فكفروا به وذلك فى قدر نصف المدة التى من مبعث موسى إلى قيام الساعة) وقال (وكذلك القول فى النصارى إلا أن فيه إشارة إلى مدتهم كانت قدر نصف المدة فاقتصروا على نحو الربع من جميع النهار) وقال (وتضمن الحديث الإشارة إلى قصر المدة التى بقيت من الدنيا) وقال عند الحديث 2271 (4/525) (واستدل به على أن بقاء هذه الأمة يزيد على الألف لانه يقتضى أن مدة اليهود نظير مدتى النصارى والمسلمين وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - كانت أكثر من ألفى سنة، ومدة النصارى من ذلك ستمائة وقيل أقل (1) فتكون مدة المسلمين اكثر من ألف قطعاً) . ثم إن الحافظ قال لدى شرحه لحديث {بعثت أنا والساعة كهاتين} بعد أن أستعرض أقوال بعض أهل العلم فى تحديد عمر الدنيا. قال رحمه الله (11 / 358) : (قال ابن العربى:..... الصواب الإعراض عن ذلك، قلت: السابق إلى ذلك أبو جعفر بن جرير الطبرى فانه أورد فى مقدمة تاريخه عن ابن عباس قال الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة وقد مضى ستة آلاف ومائة سنة وأورده من طريق يحي بن يعقوب عن حمّاد بن أبى سليمان عن سعيد بن جبير عنه، ويحي هو أبو طالب القاص الأنصاري، قال البخاري: منكر الحديث، وشيخه هو فقيه الكوفة وفيه مقال) . ثم تعرّض الحافظ بعد ذلك للفظ آخر ورد من حديث أبى سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال خطبته وقد قاربت الشمس من المغيب ان الباقى من الدنيا كالباقى من يومهم هذا. (ولكن فى اسناده ضعف) فقال رحمه الله تعالى (11 / 358) (وحديث ابن عمر صحيح متفق عليه فالصواب الاعتماد عليه وله محملان: أحدهما: أن المراد بالتشبيه التقريب ولا يراد حقيقة المقدار فيه، فيجتمع مع حديث أنس وأبى سعيد على تقدير ثبوتهما. والثانى: أن يحمل على ظاهره فيقدم حديث ابن عمر لصحته ويكون فيه دلالة على أن مدة هذه الأمّة قدر خمس النهار تقريباً) وبذلك نرى هنا أن الحافظ قد حكى محملين ولم يرجّح أحدهما على الآخر ولم يجزم بصحة المحمل الثانى.

_ (1) وفى هذا دليل على أن الحافظ لم يعتمد قول سلمان ولم يعتبره مُسَلماً (أبو حاتم)

ولنرجع مرة أخرى إلى كلام الحافظ فى الفتح أيضاً لنؤكد هذا المعنى، حيث قال (2 / 48) : (لا يلزم من كونهم أكثر عملاً أن يكونوا أكثر زماناً لاحتمال كون العمل فى زمنهم كان أشق، ويؤيده قوله تعالى: (ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا) ، ومما يؤيد كون المراد كثرة العمل وقلته لا بالنسبة إلى طول الزمان وقصره كون أهل الأخبار متفقين على أن المدة التى بين عيسى ونبينا - صلى الله عليه وسلم - دون المدة التى بين نبينا وقيام الساعة، لأن الجمهور أهل المعرفة قالوا أن مدة الفترة بين عيسى وبين نبينا - صلى الله عليه وسلم - ستمائة سنة، وثبت ذلك فى صحيح البخارى عن سلمان، وقيل انها دون ذلك (1) حتى جاء عن بعضهم انها مائة وخمس وعشرون سنة، وهذه مدة المسلمين بالمشاهدة أكثر من ذلك، فلو تمسكنا بأن المراد التمثيل بطول الزمانين وقصرهما للزم أن يكون وقت العصر أطول من وقت الظهر ولا قائل به، فدل على أن المراد كثرة العمل وقلته) . أظن الآن أن موقف الحافظ قد أتضح تماماً تماماً، فهو هنا يطعن فى طريقة الحساب، بل قد طعنها فى مقتل. وعلى ما يبدو أن الأخ قد وقع فى الخطأ لانه قد قرأ بعض كلام الحافظ دون بعض. وقال الحافظ أيضاً عند نقله لكلام ابن المنير (2/48) : (فهو من قبيل الإشارة لا من صريح العبارة، إن الحديث مثال وليس المراد العمل الخاص بهذا الوقت بل هو شامل لسائر الأعمال من الطاعات فى بقية الامهال إلى قيام الساعة. وقد قال إمام الحرمين: إن الأحكام لا تؤخذ من الأحاديث التى تأتى لضرب الأمثال) وقال (2 / 48) (وعلى التنزيل لا يلزم من التمثيل والتشبيه التسوية من كل جهة وبأن الخبر إذا ورد فى معنى مقصود لا تؤخذ منه المعارضة لما ورد فى ذلك المعنى بعينه مقصوداً فى أمر آخر) . اهـ إن الجميع يتفقون على أن النهاية قد قربت، بل إن موت النبى - صلى الله عليه وسلم - من علامات الساعة، وقد قال الحافظ ابن كثير فى النهاية فى الفتن والملاحم (1 / 126 ط دار الكتب العلمية) بعد أن ساق أحاديث قرب قيام الساعة، ومنها الأحاديث السابق الإشارة إليها، قال رحمه الله: (وهذا كله يدل على أن ما بقى بالنسبة إلى ما مضى كالشئ اليسير لكن لا يعلم مقدار ما بقى إلا الله عز وجل ولم يجئ فيه تحديد يصح سنده عن المعصوم حتى يصار إليه ويعلم نسبة ما بقى إليه ولكنه قليل جداً بالنسبة إلى ما مضى، وتعيين وقت الساعة لم يأت به حديث صحيح بل إن الآيات والأحاديث دالة على أن علم ذلك مما استأثر الله سبحانه وتعالى به دون أحد من خلقه) . اهـ. ونحن الآن نسأل سؤالاً: نعلم جميعاً أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قد أخبرنا عن علامات الساعة ومنها الدجال والمهدى و...... وانه سيأتى يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وباقى الأيام كأيامنا هذه، فلماذا لم يخبرنا أن المدة من مبعثه - صلى الله عليه وسلم - إلى انتهاء عمر الأمّة هو كذا سنة؟؟ - هل كان يعرف وكتمه عنّا؟؟ حاشاه - صلى الله عليه وسلم - - هل كان لا يعرف ذلك، وعرفته أنت الآن؟! هل كان لا يستطيع أن يحسب 2000 - 600 = 1400 سنة؟ وكذلك لم يستطع أحد من أصحابه أجمعين أن يحسبها، مع انهم كانوا يحسبون الفرائض والمواريث؟؟ الإجابات كلها ستكون أمر من العلقم!! أقول لك: لو كان خيراً لسبقونا إليه، فانهم أهل العلم والهدى.

_ (1) * يؤكد ما قلته سابقاً من أنه لم يعتمده ولم يسلم به. (أبو حاتم)

الفصل الرابع: أخطاء المؤلف فى الباب الثالث: المهدى

الفصل الرابع: أخطاء المؤلف فى الباب الثالث: المهدى * الفصل الثالث: 21 - قال المؤلف (ص 60، 61 ط2 أو 46،47 ط1) إننا نعيش أيامنا هذه ننتظر مجئ المهدى ونترقب ظهوره الذى سيكون فى أعقاب الحرب الحاسمة القريبة الشهيرة باسم (هرمجدون) (1) . ثم ذكر الحديث: " ستصالحون الروم صلحاً آمناً فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائهم " وقال المؤلف انها الحرب التحالفية العالمية. وقال أن الزمن عند اليهود هو فى أبريل 1998 وعند النصارى فى خريف 2001، وأمّا عند المسلمين فانه ليس عندنا علم من رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ولكن الأمر لا يعدو أن يكون متأرجحاً بين القليل والقليل. (بإختصار) الرد: لا يوجد عندنا نحن كمسلمين ما يثبت أن الحرب مع الروم ضد عدو مشترك هى حرب (هرمجدون) ، ثم لا يوجد عندنا أن ظهور المهدى بعد (هرمجدون) المزعومة. كما أن التواريخ المذكورة عند اليهود والنصارى لا اعتبار لها عندنا. والصواب أن نقول: ليس عندنا علم من رسولنا - صلى الله عليه وسلم -، أمّا قول المؤلف: " لكن الأمر لا يعدو أن يكون متأرجحاً بين القليل والقليل." فهذه العبارة ينبغى أن تحذف، ونكتفى بأن نقول: ليس عندنا علم من رسولنا - صلى الله عليه وسلم -،والساعة قريبة، أما التواريخ فلا نعلمها. * الفصل الخامس: قال المؤلف (ص 70 ط2 أو 65 ط1) : أول حروب المهدى غزو جزيرة العرب ثم غزو فارس ثم الروم ثم القسطنطينية ثم اليهود ثم نصارى الغرب (روما) ثم الترك، خوز وكرمان (الصين وروسيا واليابان) ، واستدل على ذلك بقول النبى - صلى الله عليه وسلم -: " تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله " وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزاً وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان الطرقة ". الرد: 22 - إن كلام النبى - صلى الله عليه وسلم - يخبرنا بما سيقع فى المستقبل، ولم يحدد لنا - صلى الله عليه وسلم - زمناً معيناً لذلك، والأقرب أن نقول: تغزون جزيرة العرب: انتشار الإسلام فى الجزيرة على يد الصحابة، وحروب الردة. تغزون الروم: معارك اليرموك وغيرها تغزون فارس: معارك القادسية وغيرها قتال خوزاً وكرمان: هو الفتح الإسلامى الأول لهذه البلاد. ومن الجدير بالذكر هنا أن المؤلف (أمين) عند العلامة 61 وهى فتح بيت المقدس قد ذكر أن ذلك كان فى عهد عمر بن الخطاب. فما الفرق بين هذا وذاك؟!! 23 - ثم ما هى العلاقة بين اليابان وبين خوز وكرمان؟ فإن خوز هى: خوزستان، من مشارق خراسان إلى مغارب الصين. قال الحافظ فى الفتح 6 / 703: (خوز: من بلاد الأهواز وهى من عراق العجم) . وقال ياقوت الحموى فى معجم البلدان (2 / 404) (خوز: هم أهل خوزستان ونواحى الأهواز بين فارس والبصرة وواسط وجبال اللور المجاورة لأصبهان. والخوزيون: محلة بأصبهان، خوزستان: اسم لجميع بلاد الخوز) . وأما كرمان: فقال الحافظ فى الفتح (6 / 703) : (بلدة مشهورة من بلاد العجم أيضاً بين خراسان وبحر الهند) . وقال ياقوت الحموى (4/ 454) (كرمان: ناحية معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان، فشرقيها مكران وغربيها أرض فارس وشماليها مفازة خراسان وجنوبيها بحر فارس. وأمّا فَتْحُها فإن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ولى عثمان بن العاص البحرين فعبر البحر إلى أرض فارس ففتحها ولقى مرزبان كرمان فى جزيرة بركاوان فقتله فوهى أمر كرمان. وكرمان أيضاً: مدينة بين غزنة وبلاد الهند.) انتهى من معجم البلدان باختصار. * تضارب أقوال المؤلف فى الفصل الخامس: حيث قال (ص 71 ط2 أو 57 ط 1) : الحرب الثانية للمهدى ستكون غزو فارس (إيران) وهم من الشيعة الإمامية أو الاثناعشرية وهم من أعدى أعداء أهل السنة لا يرقبون فيهم إلاّ ولا ذمة وهم لا يجدون غضاضة أن يرسلوا جيشاً لقتال هذا الرجل المهدى فيهزمهم المهدى شر هزيمة. ثم تجد المؤلف بعد ذلك فى ص 73 يقول: تلك المعركة العنيفة تدور رحاها فى سوريا (وهو يعنى الحرب الثالثة للمهدى بزعمه) ، واستشهد بحديث " فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ ". وكتب فى الهامش أن ثمة خلافاً بين دمشق وأمريكا ووضعت أمريكا سوريا ضمن قائمة الدول الإرهابية. الرد: 24 - نقول: ألا يعلم المؤلف أن الحكومة فى سوريا أيضاً مذهبها شيعى مثل حكومة إيران

_ (1) ومن أعجب العجب أنه ما زال مصراً على أنه لا يجزم ولا يقطع وإنما يستأنس والله المستعان. (أبو حاتم)

فلماذا فرّق بينهم فى الحكم فجعل إيران مكان يفتحه المسلمون لانهم شيعة ويجعل قتالهم والانتصار عليهم فتحاً للمسلمين وفى ذات الوقت يجعل سوريا هى مكان نصرة الإسلام والمسلمين؟ ! وهل الحال فى سوريا الآن تراه ينطبق عليه قول النبى - صلى الله عليه وسلم -: " دمشق خير منازل المسلمين يومئذ "؟ بل الأعجب من ذلك أن المؤلف يقول فى كتابه الآخر (القول المبين) فى هامش ص 124: "" نحن لا نعادى الشيعة فهم مسلمون وإن كانوا فرقة ضالة ". فإن كان الشيعة مسلمين فهل قتالهم والانتصار عليهم هو فتح للمسلمين وانه هو المقصود من قول النبى - صلى الله عليه وسلم -: " تغزون فارس فيفتحها الله ". أم أن الصحيح - أو على الأقل الأقرب إلى الصواب (1) - أن المقصود من هذا الحديث هو الفتح الإسلامى لهذه الدولة عندما كانوا مجوساً يعبدون النار فى عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه؟

_ (1) * بل هو الصحيح جزماً. (أبو حاتم)

الفصل الخامس: أخطاء المؤلف فى الباب الرابع: المسيح الدجال

الفصل الخامس: أخطاء المؤلف فى الباب الرابع: المسيح الدّجال * الفصل الثانى: وصف المسيح الدجال: قال (فى ص 85 ط2 أو 71ط 1) : يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاماً لا يولد لهما ثم يولد لهما غلام أعور أضر شئ وأقله منفعة، تنام عينه ولا ينام قلبه ". ثم نعت أبويه فقال: أبوه رجل طويل مضطرب اللحم طويل الأنف كأن أنفه منقار، وأمه فرضاخة عظيمة الثدييين ". ثم قال المؤلف (أمين) فى الهامش: رواه أحمد عن أبى بكرة، والترمذى عن حماد بن سلمة وقال حسن. الرد: 25 - قال الحافظ فى الفتح (13 / 338) : (قال البيهقى: تفرد به على بن زيد بن جدعان وليس بالقوى. قلت - القائل ابن حجر -: ويوهى حديثه أن أبا بكرة إنما أسلم لما نزل من الطائف حين حوصرت سنة ثمان من الهجرة، وفى حديث ابن عمر الذى فى الصحيحين انه - صلى الله عليه وسلم - لما توجه إلى النخل التى فيها ابن الصياد كان ابن الصياد يومئذ كالمحتلم، فمتى يدرك أبو بكرة زمان مولده فى المدينة وهو لم يسكن المدينة إلا قبل الوفاة النبوية بسنتين، فكيف يتأتى أن يكون فى الزمن النبوى كالمحتلم، فالذى فى الصحيحين هو المعتمد..) اهـ. والحديث الذى رواه الإمام أحمد فى مسنده فى أربعة مواضع منها ثلاثة فى سندها على بن زيد وهى بأرقام 19905، 19990، 19997 مسند البصريين عن أبى بكرة، أمّا الموضع الرابع برقم 23284 (باقى مسند الأنصار) عن أبى الطفيل وفى سنده مهدى بن عمران المازنى قال عنه البخارى: لا يتابع على حديثه. والحديث ضعفه أيضاً الشيخ الألبانى فى ضعيف الجامع 6445 وفى المشكاة 5503. وإنّى لا أعرف لماذا قال المؤلف (أمين) أن الحديث الذى رواه الترمذى عن حمّاد بن سلمة؟! فهو وإن كان أحد الرواة للحديث فانه ليس صحابياً. وطٌرق الترمذى فيها على بن زيد. * الفصل الرابع: موعد خروج الدجال: قال (ص 91 ط 2 أو ص 76) : تقع معركة (هرمجدون) ويكون على إثرها جفاف نهر الفرات وجفاف بحيرة طبرية بالشام وكذلك نخل بيسان على الحدود الفلسطينية الأردنية. فإذا نشبت حرب (هرمجدون) العالمية فانتظروا الدجال على إثرها قريباً. الرد: 26 - إن تحديد ميعاد خروج الدجال على النحو الذى أشار إليه المؤلف قول بلا دليل أو علم من كتاب أو سنة بل انظر للحديث الذى رواه البخارى ومسلم وغيرهما من حديث ابن عمر وذكر فيه ابن الصياد وكيف اشتبه أمره على الصحابة حتى قال عمر: يا رسول الله ائذن لىّ فيه أضرب عنقه. قال النبى - صلى الله عليه وسلم -:" إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك فى قتله " قال الحافظ فى الفتح (6 / 200) : روى أحمد من حديث جابر قال " ولدت امرأة من اليهود غلاماً ممسوحة عينه، والأخرى طالعة ناتئة، فأشفق النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يكون هو الدجال ". وللترمذى عن أبى بكرة مرفوعاً " يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عاماً لا يولد لهما ثم يولد لهما أضر شئ وأقله منفعة، قال ونعتهما فقال: أما أبوه فطويل ضرب اللحم كأن أنفه منقار، وأما أمه ففرضاخة ".." قال فسمعنا بمولود بتلك الصفة، فذهبت أنا والزبير بن العوام حتى دخلنا على أبويه - يعنى ابن صياد - فإذا هما بتلك الصفة " (هذا الحديث ضعفه الحافظ فى الفتح أيضاً 13/ 338 كما سبق) …… ثم قال الحافظ: (..فكأن ذلك هو الأصل فى إرادة استكشاف أمره) . ثم قال (6 / 201) : (وقد وقع فى حديث ابن مسعود عند احمد " ان يكن هو الذى تخاف فلن تستطيعه ". وفى مرسل عروة عند الحارث بن أبى أسامة " ان يكن هو الدجال " قوله (فلن تسلط عليه) فى حديث جابر " فلست بصاحبه، إنما صاحبه عيسى بن مريم ") . انتهى كلام الحافظ كما روى البخارى (7355) عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصياد الدجال. قلت: تحلف بالله؟ قال: إنّى سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبى - صلى الله عليه وسلم - فلم يُنكره النبى - صلى الله عليه وسلم - ". والمقصود مما سبق - سواء أكان ابن صياد هو الدجال أو غيره - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - لم ينكر على الصحابة فهمهم من كون هذا المخلوق قد يكون هو الدجال ولم يقل لهم أن ظهوره سوف يكون فى القرن الرابع عشر الهجرى أو 2001 م أو 1998 م أو إذا نشبت حرب (هرمجدون) العالمية فانتظروا الدجال على إثرها قريباً، وإنما كان يحتمل أن يظهر الدجال من قديم الزمان وحتى يومنا هذا.

الفصل السادس: أخطاء المؤلف فى الباب الخامس

الفصل السادس: أخطاء المؤلف فى الباب الخامس * الفصل الأول: -قال المؤلف (أمين) (ص 116 ط2 أو 101 ط 1) العلامة الخامسة: الدابة: روى ابن ماجة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتخطم أنف الكافر بالعصا وتجلو وجه المؤمن بالخاتم، حتى إن أهل الخوان الواحد ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن وهذا يا كافر " رواه أبو داود الطيالسى وأحمد وابن ماجة كلهم عن حمّاد بن سلمة عن أبى هريرة. الرد: 27 - هذا الحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى ضعيف الجامع 2413 وقال منكر، وأيضاً فى الضعيفة 1108 وقال الحديث فى سنده على بن زيد بن جدعان ضعيف، وفيه أوس بن خالد ذكره البخارى فى الضعفاء، وقال ابن القطان له عن أبى هريرة ثلاثة أحاديث منكرة وليس له كبير شئ.

الفصل السابع: فصل هام فى إخضاع النصوص للواقع الزمنى

الفصل السابع: فصل هام فى إخضاع النصوص للواقع الزمنى 28 - كتب الدكتور يوسف القرضاوى (1)) فى كتابه ثقافة الداعية ص 33، 34 وهو يحذر من سوء التأويل وتحريف الكلم عن مواضعه: "وفى عصرنا -كما فى العصور السابقة -كثرت أسباب الانحراف والتحريف ومن هذه الأسباب: 1 - إخضاع النصوص للواقع الزمنى وإن كان مخالفاً للإسلام ومحاولة أخذها من تلابيبها وتأويلها تأويلاً بعيداً عن الظاهر لتبرير هذا الواقع بإعطائه سنداّ من الشرع كما رأينا ذلك فى محاولات تسويغ نظام الفائدة فى البنوك عند سطوة الرأسمالية فى البلاد الإسلامية ومثلها محاولات تبرير التأمين والمصادرة للملكيات المشروعة بعد ذلك أيام سطوة الاشتراكية ومن ذلك الانحراف فى تفسير الآيات والأحاديث عن مدلولاتها الظاهرة الواضحة إلى تأويلات بعيدة غير سائغة ولا لائقة ولا منسجمة مع الساق والسياق إتباعا لفكرة شائعة أو نظرية سائدة لم تبلغ مبلغ الحقائق العلمية كما وقع فى ذلك بعض العلماء المعاصرين وغيرهم من الكاتبين المتسرعين. 2 - تبنى مذهب أو فكرة أو اتجاه سابق ثم اتخاذ النصوص بعد ذلك دليلاً له وهو ما عبر عنه بعض علمائنا: أن يعتقد ثم يستدل مع أن المنهج السليم أن يستدل ثم يعتقد. " انتهى كلام د. القرضاوى

_ (1) * سبق التعليق على ذلك مراراً فليراجع. (أبو حاتم)

الفصل الثامن: الرد على شريطى تسجيل بصوت المؤلف

الفصل الثامن: الرد على شريطى تسجيل بصوت المؤلف ((1) 29 - قال: (إن الأمة فى غفلة فأهل الدنيا مشغولون في دنياهم وأهل العلم مشغولون بمسائل فرعية قد انتهى منها الفقهاء منذ زمن بعيد مثل هل النزول للسجود باليدين أم بالركبتين؟ وهل نضع أيدينا على الصدر بعد الاعتدال من الركوع أم لا؟) انتهى كلامه والجواب: 1- ألم يقل النبى - صلى الله عليه وسلم - (صلّوا كما رأيتمونى أصلى) ؟ 2 - أين نجد هذه المسائل فى كتب العلماء السابقين؟ أليست هذه المسائل فى كتب السنن وشروحها مثل فتح البارى شرح صحيح البخاري الذى نقلت أنت عنه الكثير من كلامه، وفى كتب الفقه مثل المجموع للإمام النووي، والمغنى للإمام ابن قدامة، وزاد المعاد للإمام ابن القيم.........و.........و........ 3 - ثمّ من قال بهذه المسائل من علمائنا المعاصرين؟ ألم يتكلم فيها فضيلة الشيخ العلامة ابن باز حفظه الله، وفضيلة المحدث أو قل العلامة - كما وصفته أنت وهو كذلك بالفعل - الألبانى حفظه الله. أم إننا سنصفه (بالعلاّمة) عندما نريد أن نؤكد تصحيحه لحديث نريد أن نستشهد به، فنقول (العلاّمة) حتى لا يستطيع أحد أن يعترض على (العلاّمة) ، وعندما يخالفنا فى الرأى فى مسألة نضمره ضمن العلماء المشغولين الغافلين بمسائل تافهة!!! 4 - هل لو تركنا فقه الصلاة نكون بذلك قد أعددنا العدة لمواجهة الدجال؟ ألم تعلم أن الصحابة عندما أخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بانه سيأتى الدجال فى يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وسائر أيامه كأيامنا هذه، فسألوه عن الصلاة فى مثل هذه الأيام غير الطبيعية فأخبرهم انهم يقدرون لهذه الأيام الصلاة بقدرها، ولم يقل لهم ما هذه التفاهة التي أنتم فيها؟؟ ولماذا تشغلون أنفسكم بفقه الصلاة فى زمن الفتن؟؟ 5 - لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يفتحون البلاد وفى ذات الوقت يتعلمون ويعلمون الناس فقه الطهارة والصلاة والصيام و....فإن ذلك لا يتعارض مع بعضه البعض. 30 - وقال المؤلف أيضاً فى الشرطين: " ورد فى الحديث انه: سيكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج عند ذلك المهدى، ولعله يكون الملك فهد فانهم يسمونه فى السعودية خليفة، وبالفعل نلاحظ أن صحته فى هذه الأيام فى تدهور (2) ......الخ. " انتهى كلامه ثم وجدت المؤلف بعد ذلك وضع هذا الكلام فى كتابه (ص 64 ط 2 أو ص 50 ط 1) الجواب: إن هذا الذى قلته من أعجب العجب أيضاً!!! فالحديث ضعفه العلاّمة الألبانى فى سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم 1965، وأيضاً فى ضعيف الجامع الصغير وزيادته برقم 6439، كما أن الملك فهد لم يسمه أحد من أهل بلده خليفة كما زعمت، بل أقصى ما يقولونه انه إمامهم أو خادم الحرمين الشريفين. وهناك فرق بين كونه إماماً وبين كونه خليفة، وهناك فروق كذلك بين الملك وبين الخليفة. كما أن تنزيل الحديث على واقعة معينة أمر خطير جداً، فماذا ستقول للناس إذا توفى الملك فهد ولم يحدث ما توقعته أنت؟؟

_ (1) وقد أدرج المؤلف فى طبعات كتابه - بعد ذلك - مضمون هذا الكلام. (2) * وماذا سيقول بعد شفائه من مرضه والله المستعان. (أبو حاتم)

الرد على كتاب رد السهام عن كتاب عمر أمة الإسلام

الرد على كتاب رد السهام عن كتاب عمر أمة الإسلام

مقدمة: وقفة لابد منها مع المؤلف

مقدمة: وقفة لابد منها مع المؤلف بدأ المؤلف (أمين) كتابه (1) ببيان انه يوجد من هاجم كتابه وانه سيرد عليهم، وقال (ص 6) : " لن أجهر بسوء من القول بل ولن أسر به، وإنما سأذكر حقائق مجردة تاركاً لإخوانى الحكم والإنصاف. ولن أصرح بأسماء - إلا عند الضرورة - حفاظاً على وجاهة أصحابها، مكتفياً بلغة الإشارة، وإن اللبيب بالإشارة يفهم ".كما قال (ص 11) سأكتفى بذكر الأقوال دون قائليها. الرد: 1 - كنت أتمنى أن يلتزم المؤلف بما أشترطه على نفسه، ولكنه كعادته يخالف ذلك سريعاً، وفى ذات الصفحات يبدأ هجوماً بالسباب والشتائم والاتهامات التى لم أقرأ مثلها فى نوعيتها أو كثافتها وقد بلغ عدد ذلك 60 لفظاً سطره المؤلف فى كتابه -والذى يبلغ عدد صفحاته 62 صفحة - مع ملاحظة أن العد فى كتابه يبدأ من رقم 5 فيكون صافى عدد الصفحات 57 صفحة، وهو الأمر الذى يعنى أن المعدل = أكثر من واحد لفظة فى الدقيقة - أقصد فى الصفحة الواحدة، ولذلك فمن الأَولى أن نسمى الكتاب (رمى السهام على أمة الإسلام) ، وهذه الألفاظ هى: 1 سقوط بعض الأخوة المعترضين من طلبة العلم فى مزالق الحسد ومهاوى الكذب والافتراء ودركات الرعونة والهوى والتسرع المقدمة 2 البادى أظلم المقدمة 3 مفترى قوص (2) ،، 4 يزكى كل ناعق ،، 5 يشجع كل موتور يهاجم الكتاب ،، 6 حتى " الأشبال " ((3) من طلبة العلم ،، 7 تجاوز كل حدود الأدب واللياقة والدين المقدمة 8 هذه الرعونة ،، 9 يا "سلامة " (4) قلب من تنزه عن الرعونة ،، 10 أم أن الدين لله والمطبعة للجميع؟ ص 7 11 اتهام المؤلف (أمين) أحد المعارضين له بأن الشيطان يزين له المعاصى هامش ص 9 12 تصنف حسب هواك 10 13 كثرة ما أتى به من كذب وافتراء ،، 14 ما ظهر عليه واضحاً من تشويش وخلط وتلبيس ،، 15 ضعفه الشديد وجهله بقواعد اللغة العربية مما لا يخفى على "أشبال" طلبة العلم ،، 16 فاقد لآلة الفهم السليم ،، 17 فهم سقيم وذهن فقير ،، 18 المفترين والمغرضين والبادين 11 19 تهافت وزيف الاعتراضات وسقوط الشبهات التى شغب بها بضعة نفر من طلاب العلم ،، 20 ذلك الصنف من الناس الذى لا يريد إلا الاشتهار بذكر اسمه فى (معترك الأقران) زاعماً قدرته على هدم ما بناه المهندس من الأساس (5) ،، 21 كفاكم تدليساً 14 22 طويلبة العلم ،، 23 التحكم والهوى 15 24 يا من تتشدقون بألفاظ أصولية ،، 25 تشغيب المشاغبين 16 26 بعض صغار طلبة العلم من أمثال " الكوتشى " (6) ص 20 27 شغب بعض المشاغبين وكتب بحثاً يقول فيه متجاسراً هامش ص20 28 بحثه الأجوف المتهافت ،، 29 عنوان

_ (1) لاحظت أن الكتاب قد صدر بدون تاريخ، ولم يكتب المؤلف تاريخ الانتهاء من كتابه هذا، وكذلك لا يوجد رقم للطبعة!!! (2) يقصد الشيخ / أسامة القوصى - حفظه الله، كما سيصرح بعد ذلك. (3) يقصد الشيخ / أبا الأشبال الزهيرى - حفظه الله، كما سيصرح هو بعد ذلك أيضاً (4) يقصد الشيخ / مصطفى بن سلامة (5) يقصد مؤلف كتاب " تنبيه الناس فى هدم ما بناه المهندس من الأساس "، وهو الأخ / مجدى منصور (6) هذه الكلمة شكلت لى إشكالاً عظيماً فى فهمها، فإن المتبادر إلى ذهن من يقرأها أن المقصود هو نوع من أنواع الأحذية الرياضية العروفة فى الأسواق!!!!! فتعجبت أشد العجب من أن يصل أسلوب الحوار بين المسلمين عموماً، وبين طلبة العلم خصوصاً إلى هذا المستوى المتدنى والـ …..، ثم قلت لنفسى حتى لا أسئ الظن بالمؤلف (أمين) فعلى أن أسأله ماذا يقصد بهذه الكلمة العجيبة؛ فاتصلت هاتفياً بالرقم الذى ذكره فى نهاية كتابه " رد السهام "، فكانت المفاجأة أن قام بالرد على رجل وأخبرنى أن أسمه هو نفس اسم المؤلف، ولكنه = ليس هو وليس له علاقة بالكتاب أصلاً!!! فازددت تعجباً!!!! ثم اتصلنا مرة أخرى فأنكروا وجود المؤلف فى هذا الرقم وأخبرونا أن هذا الرقم هو لمحل السلام شوبنج سنتر!!! (أبو عمرو) * يقصد أخانا أحمد القوشتى خريج دار العلوم وكان أول دفعته فيما أعلم، (أبو حاتم)

اً ساذجاً تافهاً ،، 30 سأترك القارئ الكريم يصم صاحبنا هذا بما يحلو له من صفات.. الكذب.. الجهل..التسرع..الهوى..سوء الطوية …الخ (1) ،، 31 ادعى بعض طلبة العلم كذباً أن الشيخ الألبانى ضعف هذا الحديث وأقول أيها الكاذب (2) هامش ص 22 32 حاول بعض المشاغبين أن يشغبوا على طلبة العلم ويوهموهم تدليساً هامش ص 27 33 حتى تعلموا إلى أى مدى يشغب المشاغبون ويدلس المدلسون فلا تغتروا يا عباد الله بما يقوله أشبال طلبة العلم ولا حتى " أبو الأشبال " ،، 34 الحساب وهو ما لا يحسنه كثير من الأخوة المعترضين 29 35 لا ينفعهم نصح ولا هم يرعوون 37 36 لا يدل إلا على ذهن فقير وملكات محدودة نسأل الله السلامة 39 37 الصغار الذين عندهم نتف من العلم من هنا ومن هناك 39 38 المعلومات القليلة تتمدد فى الذهن الفقير حتى تصبح كل شئ ،، 39 فتعجب من طلبة العلم وأشبالهم آخر الزمان ،، 40 أراد أن يلبس على الناس ويشغب والسلام ثم لا يستحى ،، 41 واتحدى (3) 45 42 قال بعضهم مضطرباً ،، 43 هذا من تدليسكم أو تلبيسكم أو قلة العلم وضيق العطن (4) ،، 44 فهذا فهم لا يقبل من الصغار فضلاً عن الكبار 51 45

_ (1) بعد كل هذا السباب الذى كتبه المؤلف (أمين) والذى يتضح منه مدى تمسكه بالتربية الإسلامية - أو حتى قل التربية العامة - فإذا به يتحول ليعلم قراءه أيضاً كيف يسبون ويشتمون،وذلك تحت ادعاء أن عمر الأمة قد أوشك على الانتهاء وأننا فى الفترة ما قبل الأخيرة …..وأن علينا تنبيه الناس لأنهم فى غفلة حتى يستعدوا ليوم يقوم فيه الناس لرب العالمين، فهل أراد المؤلف (أمين) أن يعلمهم كيف يكون الاستعداد ليوم المعاد؟!! ونذكر أنفسنا ونذكره وأمثاله بقول الله عز وجل: {مّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (الآية رقم 18 من سورة ق) ، قال الحافظ ابن كثير فى تفسيره: " وقد اختلف العلماء هل يكتب الملك كل شيء من الكلام. وهو قول الحسن وقتادة، أو إنما يكتب ما فيه ثواب وعقاب كما هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، فعلى قولين وظاهر الاَية الأول لعموم قوله تبارك وتعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} . وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة الليثي عن أبيه عن جده علقمة عن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه» فكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث، ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث محمد بن عمرو به، وقال الترمذي: حسن صحيح وله شاهد في الصحيح. وقال الأحنف بن قيس: صاحب اليمين يكتب الخير وهو أمير على صاحب الشمال فإن أصاب العبد خطيئة قال له أمسك، فإن استغفر الله تعالى نهاه أن يكتبها وإن أبى كتبها، رواه ابن أبي حاتم، وقال الحسن البصري وتلا هذه الاَية {عن اليمين وعن الشمال قعيد} يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والاَخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك، فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك وجعلت في عنقك معك في قبرك حتى يخرج يوم القيامة فعند ذلك يقول تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} ثم يقول: عدل والله فيك من جعلك حسيب نفسك. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} قال: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى أنه ليكتب قوله أكلت شربت ذهبت جئت رأيت،حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقي سائره،وذلك قوله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} وذكر عن الإمام أحمد أنه كان يئن في مرضه فبلغه عن طاوس أنه قال يكتب الملك كل شيء حتى الأنين فلم يئن أحمد حتى مات رحمه الله. " اهـ. (2) هذا الحديث قد ضعفه الشيخ فعلاً ولم يصححه كما يدعى المؤلف، وستجد الرد على ذلك تفصيلياً فى هذا البحث (3) وهكذا يتحول الكلام فى الدين والعلم الشرعى إلى طريقة الملاكمة والمصارعة، والتحدى!!! ولا حول ولا قوة إلا بالله، أين هذا من قول الإمام الشافعى: " ما ناظرت أحداً قط إلا وتمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه ". (4) وانظر إلى هذه الاختيارات وتأمل!! ثم شرح المؤلف فى الهامش كلمة من قاموس شتائمه فقال: (ضيق العطن: ضيق الأفق وضحالة المعرفة) ، فجزاك الله خيراً على هذا الشرح المفيد، وازددنا بذلك علماً!!

فأقول له كذبت على الصحابة 51 46 المضحك فيها 52 47 هذا مضحك أيضاً 53 48 هذا مضحك أيضاً (1) 53 49 وهذا ما يضحكنا اضطرابك 53 50 هذا الكلام المضحك الذى يدل على سطحية وسذاجة متناهية 54 51 قال أخونا طالب العلم المبتدئ 57 52 التفلسف الأجوف الذى تلتزمونه والتشدق (2) بألفاظ وكلام لاتحسنونه 59 53 أم هى ألفاظ ترددونها كالببغاوات ولا تدرون معناها 59 54 جهلك بقواعد اللغة العربية وأساليبها البيانية 59 55 ولا أقول تدليسك ومغالطتك فالأولى أهون وأيسر 59 56 الحاسدين 62 57 الكاذبين ص الأخيرة 58 المفترين ،، 59 الباغين للبراء العيب ،، 60 تلك العصابة التى تعد على أصابع اليد الواحدة من الذين تولوا كبر هذا الإفتراء ،، والآن.. هل هذه الألفاظ كان ينبغى أن تصدر من رجل يدعى انه يذكر الناس بالآخرة؟ 1 - ولما رد على الكتاب الأخ / مجدى منصور، قال المؤلف (أمين) فى ص 11: " طالب العلم المبتدئ " وقال فى ص 58: " انه يقع فى خطأ أصولى لا يقع فيه حتى المبتدئين، وأنه لا يعرف الفرق بين مصطلحات الحديث " (3) 2 - ولما رد عليه الأخ / أبو الأشبال الزهيرى - وهو من تلامذة الشيخ الألبانى - قال المؤلف عنه فى ص 10: " ضعفه الشديد وجهله بقواعد اللغة العربية مما لا يخفى على "أشبال" طلبة العلم " 3 - ولما رد عليه الشيخ / أسامة القوصى - وهو من الذين يعتنون بتدريس اللغة لطلبة العلم ومن أوائل الذين ردوا على المؤلف (أمين) ، وهو من تلامذة الشيخ مقبل - قال المؤلف فى ورقات له وزعها على المصلين: " أين تعلمت أصول الفقه؟ " 4 - ولما رد عليه رجل له مؤلفات وعناية واهتمام بأصول الفقه، قال المؤلف (أمين) فى ص 6، ص7 من كتابه " رد السهام ": " يا سلامة " قلب من تنزه عن الرعونة وسلم من العجلة. 5- ولما رد عليه رجل يهتم بالأخلاق والتربية، قال المؤلف: " ألا غضضتم الطرف عن عباد الله وزهدتم فى الدنيا كما زهد فيها أسلافكم الصالحون حقاً من أمثال " أبى ذر " الذى تدعون الانتساب إليه والتشبه به وبإخوانه ". 6- ولما رد عليه أحد طلبة العلم قال فى ص 20:"بعض صغار طلبة العلم من أمثال " الكوتشى".

_ (1) يكرر ذلك مرة أخرى بل ومرات فى أسطر متتالية وهو يرد على من يخالفه فى الرأى فيظل يقول هذا مضحك هذا مضحك!! (2) قال الترمذى (ح 2018) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ " قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ وَهَذَا أَصَحُّ وَالثَّرْثَارُ هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ وَالْمُتَشَدِّقُ الَّذِي يَتَطَاوَلُ عَلَى النَّاسِ فِي الْكَلَامِ وَيَبْذُو عَلَيْهِمْ * وقال أحمد (ح 8604) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ فَقَالَ هُمُ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا * وقال أحمد (ح 17278) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَسَاوِيكُمْ أَخْلَاقًا الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ * (3) ملحوظة: الأخ مجدى له كتاب مطبوع جمع فيه الأحاديث الواردة فى فتاوى ابن تيمية، وكذا تحقيق لكتاب القتن لأبى نعيم، وتحقيقات على كتب أخرى)

7- ولما رد عليه رجل (نحسبه على خير ولا نزكى على الله أحداً) وله مكانة فى قلوبنا لنبل خلقه وصفاء علمه وحسن سمته، ألا وهو الشيخ /محمد صفوت نور الدين - رئيس جماعة أنصار السنة - حفظه الله -، والذى رد على المؤلف (أمين) فى مجلة التوحيد عدد ربيع الأول 1418هـ فى المقالة الافتتاحية وهى بعنوان

: "عمر الأمة "، قال المؤلف (أمين) فى ص 43: " لن أقول من ابتدع هذا القول فى زماننا ولكن أقول: يا عباد الله! خذوا دينكم عمن قد مات فإن الحى لا تؤمن عليه الفتنة ". ثم قال فى ص 44: " فتعجب من طلبة العلم وأشبالهم آخر الزمان ". ونحن نُذَكره بأنه ورد فى الحديث الذى رواه أحمد والبخارى ومسلم والترمذى وأبو داود ولفظ البخارى قال (ح 6167) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ قَالَ وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ فَقُلْنَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ قَالَ نَعَمْ فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي فَقَالَ إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَاخْتَصَرَهُ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ سَمِعْتُا أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولفظ أحمد (ح 12292) حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَحَذَّرَ النَّاسَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ فَقُلْنَا لَهُ اقْعُدْ فَإِنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَكْرَهُ قَالَ ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ فَبَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ أَشَدَّ مِنَ الْأُولَى فَأَجْلَسْنَاهُ قَالَ ثُمَّ قَامَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْحَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ أَعْدَدْتُ لَهَا حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْلِسْ فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ * 8 -وأثناء إعداد هذا الرد للطباعة رد عليه د. عبد الحميد هنداوي فى كتابه (الإفحام) وهو أستاذ فى دار العلوم (درعمى) 9 - وأخيراً هذا الرد الذى بين أيديكم (الرد الأمين) . وإن كان الأخيران لم يأخذا بنصيبهما بعد فى الشتائم والسباب لأن المؤلف (أمين) كان قد طبع كتابه (رد السهام) قبل صدور الردين الأخيرين، وأظنه سيستدرك ذلك فى الطبعة التالية من الكتاب - إلا أن يهدينا ويهديه الله تعالى. فاتضح - مما سبق - أن المؤلف لن يقبل الرد من أى أحد لأن كل من على وجه الأرض على خطأ أو لا يُؤمَن عليهم من الفتنة، وهو ينتظر الرد ممن قد مات!!! وعموماً فقد نقلنا فى ردنا هذا أقوال من ماتوا، فلا أدرى ماذا سيقول عنهم أيضاً!!! انظر يا أخى - هدانى الله وإياك إلى الحق - كيف اختلف الصحابة فى أمور الدين؟ فإن الإختلاف وارد، ولكن - كما أقول دائماً -: (ليست المشكلة فى الإختلاف، ولكن المهم هو كيف نختلف) ، لقد اختلف الصحابة فى صلاة العصر فى بنى قريظة، وفى موت النبى - صلى الله عليه وسلم -، واختلفوا عند تنصيب الخليفة الأول، وعند جمع المصحف، وعند حروب الردة، وعند عزل خالد بن الوليد من إمارة الجيش و …و …..، فهل رأينا أحدهم يسب الآخر أو يتهكم عليه ويسخر منه ويضحك ويضحك كثيراً؟؟ لا والله ما حدث شئ من ذلك. وإنما بدأ يظهر حدة الخلاف مع دخول غير الصحابة فيه - ممن لم يتربوا على يد النبى - صلى الله عليه وسلم - - وأيضاً بعد دخول أصحاب المصالح فى النزاعات مثل ابن سبأ وغيره. وعلينا أن نتعلم أدب الإختلاف من كتب آداب طلب العلم (1) ، ولعلنى عرفت الآن لماذا كان يهتم علماؤنا - جزاهم الله خيراً - بتدريس آداب طلب العلم مراراً وتكراراً، حتى كاد الطلبة أن يملوا من ذلك، ولكن أهل العلم كان عندهم بعد نظر أكثر من طلبتهم، فإن الأمة تعانى من نقص التربية والأخلاق أكثر مما تعانى من نقص العلم والحفظ، وليتهم كل منا نفسه قبل أن يَتهم غيره.

_ (1) انظر على سبيل المثال مقدمة المجموع للنووى، فإنها مفيدة جداً.

ونذكر أنفسنا بأن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ". رواه أحمد والبخارى ومسلم وغيرهم. وقال- صلى الله عليه وسلم -: " ليس المسلم بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ " رواه أحمد والترمذى وحسنه واللفظ له. واستدل المؤلف لفعلته بقوله فى مقدمة كتابه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " المتسابان ما قالا البادى فعلى منهما ". كذا قال. والصواب: " المتسابان ما قالا فعلى البادى منهما، ما لم يعتد المظلوم." رواه مسلم، وأنا لا أدرى لماذا حذف باقى الحديث - على طريقة لا تقربوا الصلاة؟!! فهل يوجد ممن ذكرهم المؤلف أحد شتمه بكل هذا العدد من الشتائم، سواء منفردين أو مجتمعين؟!! والإجابة معلومة انه لم يسبه أو يشتمه أحد أصلاً، وإنما فقط عارضوه، ولعل هذا يعنى عند المؤلف مصيبة عظيمة وطامة كبرى!!! فهل المؤلف (أمين) لم يعتد فى رده؟!! … وبعد هذه الوقفة التى كان لابد منها، ننتقل إلى الرد العلمى على كتابه: " رد السهام ".

الرد على الفصل الأول

الرد على الفصل الأول قال فى ص 12: قال وهو يرد على من قال أن مسألة الحساب بدعة لا تجوز، قال كعادته: لا أدرى ما تقولون!! وقال إن الحافظ حكى ان الحدبث له محملان أحدهما: أن المراد بالتشبيه التقريب ولا يراد به حقيقة الأمر، والثانى: انه يحمل على ظاهره فيقدم حديث ابن عمر لصحته ويكون فيه دلالة على أن مدة هذه الأمة قدر خمس النهار قريباً. الرد: 2 - سبق لنا الرد على هذا مراراً وتكراراً، وإيضاح أن الحديث له محملان حكاهما الحافظ، لكنه صحح منهما قولاً واحداً وهو أن الحديث للتشبيه. وراجع الفتح 2 / 48، 11 / 358،359، وراجع أيضاً تحت عنوان: أخطاء فى مقدمة كتاب عمر أمة الإسلام.

قال فى ص 16: زمن المسلمين قبل إضافة نصف اليوم الزيادة الذين عملوا "قريباً" من "صلاة العصر" إلى "الليل" أطول من زمن النصارى الذين عملوا من " الظهر" إلى قريباً من "صلاة العصر". الرد: 3 - أضاف المؤلف هنا لفظة جديدة وهى " قريباً "، وقد أتى بها من حديث ذكر انه رواه الطبرانى باسناده عن سمرة بلفظ " فعملوا -أى النصارى - حتى كانوا قريباً من العصر " قال والحديث فى اسناده مساتير وثقهم ابن حبان وتردد حكم الهيثمى عليه فحسنه بمجمع الزوائد فى عدة مواضع وقال عند هذا الحديث 10 / 7 فيه من لم أعرفهم. هكذا نقل لنا المؤلف (أمين) . وعندما بدأت أراجع ما نقله المؤلف - كعادتى معه - فلم أجد كلام الهيثمى هذا فى الموضع المذكور 10 / 7!!!!! وإذا سلمنا بأن الهيثمى قد قال ذلك، فهل يصلح الاحتجاج بهذا الحديث؟ مع العلم بأن توثيق ابن حبان للمساتير هو مذهب خاص به ومعلوم لأى طالب علم أن ابن حبان قد تساهل فى ذلك، ولم يوافقه على مذهبه هذا الأئمة والحفاظ والعلماء، لانه يعتبر أن المستور ثقة (1)) ، وليس الأمر كذلك كما أن حكم الهيثمى على الحديث بأن اسناده حسن - بافتراض حدوثه - ليس معناه أن الحديث حسن، لأن هناك فرقاً كذلك بين صحة الإسناد وبين صحة الحديث، حيث يشترط بالإضافة إلى صحة السند سلامته من الشذوذ، وسلامته من العلة، والهيثمى إنما عادته فى كتابه مجمع الزوائد أن يجكم على الأسانيد فقط دون اطلاق الحكم على الحديث بالكلية، وهذا من دقة صنعه، فإن الحكم بالسلامة من العلل ومن الشذوذ يحتاج إلى جهد كبير وعلم غزير ووقت كثير (وقد تكلمت عن ذلك أيضاً فى موضع آخر من هذا البحث) . فمن الواضح أن المؤلف (أمين) يتعلق بأى كلمة أو لفظة من هنا أو هناك ليثبت لنا صحة أقواله، حتى ولو اعتمد على حديث ضعيف أو على قول غير صحيح السند لصحابى أو تابعى أو حتى تجد انه ينقل عن القمص فلان..وعن القسيس علان!!!!! وما عدا ذلك من الأقوال فيتركها حتى ولو كانت صحيحة السند لقائليها لأن ذلك لا يتفق مع ما يؤلفه. قال فى ص 16: فإن قال قائلهم لغة الأرقام - التى استخدمها المؤلف - ليست معهودة فى دين الله، وما استخدمها العلماء من قبل. قال المؤلف (أمين) : قال الله تعالى {بَل لّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ} ، {وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعاً} وقوله {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ} . انظر ياعبد الله إلى الآيات وغيرها كثير مما لغتها القرآن ….. الرد: 4 - إن من أنكر على المؤلف الأرقام، هو بالقطع لا يعنى مجرد ذكر الأرقام فقط، وإنما يعنى الإعتماد على هذه الأرقام فى الحسابات وبالتالى الاعتقادات. وهو واضح جداً، فسبحان الله!! قال فى ص 18: إنك أمام بحث "خطير " لا تجده إلا فى هذا المكان. الرد: 5 - نعم، هذا الكلام لم يقله أحد من قبلك، فلتفرح بذلك يا أخ أمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون!! أين هذا من قول الإمام أحمد: إياك أن تقول قولاً ليس لك فيه سلف. والآن ستقول: لم أقل بدعاً من القول، فإن سلفى فلان وفلان. فنقول لك: إذاً لماذا تقول: لا تجده إلا فى هذا المكان؟؟!! قال فى ص 19: طريقة طرح المدد ويمكن أن نسميها: طريقة الإمام السيوطى، وانتهى المؤلف بعد فاصل طويل من الجمع والطرح إلى أن عمر الأمة بحساب الإمام السيوطى تساوى 1500 سنة. الرد: 6 - كيف وإذا كان السيوطى نفسه قد أشار إلى أن الدجال سيخرج فى المائة الثانية عشرة من الهجرة، وهذا ما سبق نقل الرد عليه من كلام الصنعانى ورشيد رضا، ولا داعى للتكرار هنا، فراجعه ثم. قال ص 21: " صح عن أبى هريرة موقوفاً قال فى قوله سبحانه {لا بثين فيها أحقاباً} ، قال: الحقب ثمانون عاماً اليوم منه كسدس الدنيا ". ثم قال فى الهامش: روى الفقرة الأولى منه الحاكم فى المستدرك 2 / 556 عن عبد الله ابن مسعود وصححه ووافقه الذهبى. الرد: 7 - الحديث فى المستدرك برقم 3980 (2 / 512) حدثنا أبو بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، أما الذهبى فلم يثبت موافقته للحاكم لأن هذا الحديث ساقط من المستدرك كما قال محقق المستدرك (مصطفى عبد القادر عطا) ، وأما أبو بلج فهو الكوفى ثم الواسطى الكبير، قال ابن حجر صدوق ربما أخطأ، وذكره ابن حبان فى الثقات وقال يخطئ، وقال أحمد روى حديثاً منكراً. (وانظر التهذيب 12 /47) . قال فى ص 21: ثبت عن ابن عباس أن يهوداً كانوا يقولون " مدة الدنيا سبعة الآف سنة " ثم قال المؤلف (أمين) بالحرف الواحد: (الراجح ما رواه أبو هريرة موقوفاً وله حكم الرفع) .

_ (1) وانظر الرسالة الكتانية، وكذا كلام ابن حبان نفسه

الرد: 8 - أثر ابن عباس هذا اسناده كالآتى: قال ابن اسحق حدثنا محمد بن أبى محمد حدثنا عكرمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن يهوداً كانوا يقولون …. وفى اسناد هذا الحديث محمد بن أبى محمد مولى زيد بن ثابت قال الحافظ ابن حجر: {مجهول تفرد عنه ابن اسحاق، وقال الذهبى: لا يُعرف} (تقريب التهذيب، تهذيب التهذيب) والراوى عنه هنا هو ابن اسحاق والذى تفرد بالرواية عنه، قال يعقوب بن شَيْبَة: سمعتُ محمد بن عبد الله بن نُمَيْر وذُكِرَ ابن إسحاق فقال: إذا حدث عن من سَمِعَ منه من المعروفين فهو حسن الحديث صَدُوق، وإنما أُتي من انه يُحَدّث عن المجهولين أحاديث باطلة. (تهذيب الكمال) - لاحظ قول ابن عباس - رضى الله عنهما - أن يهوداً كانوا يقولون. وكفى. 9-أما قولك رواه أبو هريرة موقوفاً وله حكم الرفع، فأنى لك هذا؟ ثم أنى لك هذا؟ فإن الحقب مختلف فى تحديده وتفسيره، فلماذا تأخذ قولاً دون غيره، فإن هذا تحكم بلا دليل، فقد حكى القرطبى ثمانية أقوال فى تفسير الحقب، وقال أن الأرجح منها هو معنى انها: أزماناً ودهوراً، وحكى الطبرى فى تفسيره ثلاثة أقوال، وحكى ابن كثير سبعة أقوال. قال القرطبى ((1) فى تفسير قوله تعالى: {لاّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً} أي ماكثين في النار ما دامت الأحقاب، وهي لا تنقطع، فكلما مضى حُقُب جاء حُقُب. والحُقُب بضمتين: الدهر والأحقاب الدهور. والحِقْبة بالكسر: السّنة والجمع حِقَب قال متمم بن نُويرة التميمي: وكنا كنَدْمانَيْ جَذيمة حِقبةًمِن الدّهرِ حتى قيل لنْ يتصدّعَا فلما تفرّقنا كأنّي ومالِكاً لِطولِ اجتماعٍ لم نبِتْ ليلة معَاً والحُقُب بالضم والسكون: ثمانون سنة. وقيل: أكثر من ذلك وأقل، على ما يأتي، والجمع: أحقاب. .. ثم قال: والحُقُبُ: ثمانون سنة في قول ابن عمر وابن مُحَيصن وأبي هريرة، والسنة ثلثمائة يوم وستون يوماً، واليوم ألف سنة من أيام الدنيا قاله ابن عباس. وروى ابن عمر هذا مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو هريرة: والسنة ثلثمائة يوم وستون يوماً كل يوم مثل أيام الدنيا. وعن ابن عمر أيضاً: الحُقُب: أربعون سنة. السّدّيّ: سبعون سنة. وقيل: انه ألف شهر. رواه أبو أمامة مرفوعاً. بشير بن كعب: ثلثمائة سنة. الحسن: الأحقاب لا يَدرِي أحدكم هي، ولكن ذكروا انها مائة حُقُب، والحُقُب الواحد منها سبعون ألف سنة، اليوم منها كألف سنة مما تعدون. وعن أبي أمامة أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الحُقُب الواحد ثلاثون ألفَ سنة» ذكره المهدويّ. والأوّل الماورديّ. وقال قُطرب: هو الدهر الطويل غير المحدود. وقال ابن عمر رضي الله عنه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لا يخرُج من النار من دخلها حتى يكون فيها أحقاباً، الحُقُب بضع وثمانون سنة، والسنة ثلثمائة وستون يوماً، كلّ يوم ألفُ سنة مما تَعُدّون، فلا يتكلنّ أحدكم على انه يخرج من النار» . ذكره الثعلَبيّ. القُرظيّ: الأحقاب: ثلاثة وأربعون حُقُباً كل حُقُب سبعون خَريفاً، كل خريف سبعمائةِ سنة، كل سنة ثلثمائة وستون يوماً، كل يوم ألف سنة. قلت: هذه أقوال متعارضة، والتحديد في الاَية للخلود، يحتاج إلى توقيف يقطَع العُذْر، وليس ذلك بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما المعنى ـ والله أعلم ـ ما ذكرناه أوّلاً أي لابثين فيها أزماناً ودهوراً، كلما مضى زمن يعقبه زمن، ودهر يعقبه دهر، هكذا أبد الاَبدين من غير انقطاع. وقال ابن كَيْسان: معنى {لاّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً} لا غاية لها انتهاء، فكانه قال أبداً. وقال الطبرى فى تفسير قوله تعالى: {لاّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً} وأما الأحقاب فجمع حُقْب، والحِقَب: جمع حِقْبة، كما قال الشاعر: عِشْنا كَنَدْمانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةًمِنَ الدّهْرِ حتى قيلَ لَنْ نَتَصَدّعا فهذه جمعها حِقَب، ومن الأحقاب التي جمعها حُقُب قول الله: {أوْ أمْضِيَ حُقُبا} فهذا واحد الأحقاب. وقد اختلف أهل التأويل في مبلغ مدة الحُقُب، فقال بعضهم: مدة ثلاث مئة سنة. ذكر من قال ذلك: 27869ـ حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا إسحاق بن سُويد، عن بشير بن كعب، في قوله: لابِثِينَ فِيها أحْقابا قال: بلغني أن الحُقُب ثلاث مئة سنة، كلّ سنة ثلاث مئة وستون يوما، كل يوم ألف سنة. وقال آخرون: بل مدة الحُقْب الواحد: ثمانون سنة. ذكر من قال ذلك:

_ (1) تم نقل ماجاء فى تفاسير القرطبى والطبرى وابن كثير بواسطة برنامج (القرآن الكريم - نحو موسوعة شاملة للتلاوة والتفاسير) وكذا بعض ما نقلناه من تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب والتقريب والبخارى وفتح البارى بواسطة برنامج (مكتبة الحديث الشريف - نحو موسوعة شاملة للسنة النبوية الشريفة) من إصدار شركة العريس للكمبيوتر، مع تصحيح ما فيها من الأخطاء المطبعية.

27870ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، قال: ثني عمار الدّهْنيّ، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه لهلال الهجَرِيّ: ما تجدون الحُقُب في كتاب الله المنزل؟ قال: نجده ثمانين سنة كل سنة اثنا عشر شهرا، كل شهر ثلاثون يوما، كل يوم ألف سنة. 27871ـ حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن عاصم بن أبي النّجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: انه قال: الحُقُب: ثمانون سنة، والسنة: ستون وثلاث مئة يوم، واليوم: ألف سنة. 27872ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن أبي سنان، عن ابن عباس، قال: الحُقْب: ثمانون سنة. 27873ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا جابر بن نوح، قال: حدثنا الأعمش، عن سعيد، بن جُبير، في قوله: لابِثِينَ فِيها أحْقابا قال: الحقب: ثمانون سنة، السنة: ثلاث مئة وستون يوما، اليوم: سنة أو ألف سنة «الطبري يشكّ» . 27874ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال الله: لابِثِينَ فِيها أحْقابا وهو ما لا انقطاع له، كلما مضى حُقُبٌ جاء حُقُب بعده. وذُكر لنا أن الحُقُبَ ثمانون سنة. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: أحْقابا قال: بلغنا أن الحُقب ثمانون سنة من سِني الاَخرة. 27875ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس لابِثِينَ فِيها أحْقابا لا يعلم عدّة هذه الأحقاب إلاّ الله، ولكن الحُقُبَ الواحد: ثمانون سنة، والسنة: ثلاث مئة وستون يوما، كلّ يوم من ذلك ألف سنة. وقال آخرون: الحُقُب الواحد: سبعون ألف سنة. ذكر من قال ذلك: 27876ـ حدثني ابن عبد الرحيم البرقي، قال: ثني عمرو بن أبي سلمة، عن زهير، عن سالم، قال: سمعت الحسن يُسْألُ عن قول الله: لابِثِينَ فِيها أحْقابا قال: أما الأحقاب فليس لها عدّة إلاّ الخلود في النار ولكن ذكروا أن الحُقُب الواحد سبعون ألف سنة، كلّ يوم من تلك الأيام السبعين ألفا، كألف سنة مما تَعُدّون. 27877ـ حدثنا عمرو بن عبد الحميد الاَمُلِيّ، قال: حدثنا أبو أُسامة، عن هشام، عن الحسن، في قوله: لابِثِينَ فِيها أحْقابا قال: أما الأحقاب، فلا يَدرِي أحد ما هي، وأما الحُقُب الواحد: فسبعون ألف سنة، كلّ يوم كألف سنة. انتهى كلام الطبرى. وقال ابن كثير فى تفسير قوله تعالى: {لا بثين فيها أحقاباً} أي ماكثين فيها أحقاباً وهي جمع حقب وهو المدة من الزمان، وقد اختلفوا في مقداره فقال ابن جرير عن ابن حميد عن مهران عن سفيان الثوري عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي بن أبي طالب لهلال الهجري: ما تجدون الحقب في كتاب الله المنزل؟ قال: نجده ثمانين سنة كل سنة اثنا عشر شهراً كل شهر ثلاثون يوماً كل يوم ألف سنة، وهكذا روي عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وابن عباس وسعيد بن جبير وعمرو بن ميمون والحسن وقتادة والربيع بن أنس والضحاك، وعن الحسن والسدي أيضاً سبعون سنة كذلك، وعن عبد الله بن عمرو: الحقب أربعون سنة كل يوم منها كألف سنة مما تعدون، رواهما ابن أبي حاتم. وقال بشير بن كعب: ذكر لي أن الحقب الواحد ثلثمائة سنة، كل سنة اثنا عشر شهراً، كل سنة ثلثمائة وستون يوماً كل يوم منها كألف سنة، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، ثم قال ابن أبي حاتم: ذكر عن عمرو بن علي بن أبي بكر الأسفيدي، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {لا بثين فيها أحقاباً} قال: فالحقب شهر، الشهر ثلاثون يوماً والسنة اثنا عشر شهراً، والسنة ثلثمائة وستون يوما، كل يوم منها ألف سنة مما تعدون، فالحقب ثلاثون ألف ألف سنة، وهذا حديث منكر جداً، والقاسم هو والراوي عنه وهو جعفر بن الزبير كلاهما متروك. وقال البزار: حدثنا محمد بن مرداس، حدثنا سليمان بن مسلم أبو العلاء قال: سألت سليمان التيمي: هل يخرج من النار أحد؟ فقال: حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «والله لا يخرج من النار أحد حتى يمكث فيها أحقاباً» قال: والحقب بضع وثمانون سنة كل سنة ثلثمائة وستون يوماً مما تعدون، ثم قال: سليمان بن مسلم بصري مشهور، وقال السدي {لا بثين فيها أحقاباً} سبعمائة حقب، كل حقب سبعون سنة، كل سنة ثلثمائة وستون يوماً، كل يوم كألف سنة مما تعدون. انتهى كلام ابن كثير. ثم من قال ان قول أبى هريره هذا له حكم الرفع غيرك؟؟ من؟؟ ثم قال المؤلف (أمين) فى ص 22 وحتى يزيد الطين بلة:

يمكن الجمع بين القولين (قول ابن عباس وقول أبى هريرة) بأن يحمل قول أبى هريرة بأن عمر الدنيا (ستة الاف سنة) أى دون الزيادة ودون يوم القيامة، والزيادة مقدارها نصف يوم (خمسمائة سنة) ويوم القيامة مقداره نصف يوم (خمسمائة سنة) ، ويحمل قول ابن عباس (سبعة الاف سنة) على فنائها. وذكر فى الهامش: عن أبى هريرة عن النبى - صلى الله عليه وسلم -:" يوم يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة ". ثم قال فى ص 23 جملة عمر الدنيا (على طريقة السيوطى) = 7 الاف سنة. الرد: 10 - هل يا أخ (أمين) نصف يوم مقداره خمسين ألف سنة = 500 سنة!! انظر!! وتأمل!! وتعجب!!!!! ثم بعد ذلك تصف من يخالفك ويعارضك بانهم لا يحسنون الحساب!! فهل يكفى ذلك؟؟ لا 11 - حملك لقول ابن عباس على فناء الدنيا!!!! فهل تستطيع الآن القول بمثل هذا التحديد الذى طالما تبرأت منه؟؟ ولكن، ها أنت ذا تستمر وتستمر حتى تنزلق، ونحن لا يهمنا من أراد أن ينزلق بإرادته، ولكننا نكتب لإخواننا القراء الذين قد ينزلقون معك، وبدون قصد منهم. فلقد كان المؤلف (أمين) - وما يزال - يتخبط بين تحديد لعمر أمة الإسلام وبين تحديد فناء الدنيا (يوم القيامة) ، وعندما يقول له قائل: لا تحدد عمر الدنيا فإن ذلك علمه عند الله وحده كما أخبر بذلك القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة؛ فيقول مسرعاً: أنا لا أحدد فناء الدنيا وإنما أنتم تريدون أن تشغبوا وتكذبوا و..و..الخ إنما أنا أحدد فقط عمر الأمة وهناك فرق بين هذا وذاك، ولكنكم أنتم أصحاب الأفق الضيق ومن المبتدئين فى طلب العلم وهذا مضحك جداً..إلى آخر (قاموس المصطلحات الأمينية) . فالآن يقول المؤلف (أمين) : (قول ابن عباس يحمل على فناء الدنيا) . هل هذا تحديد أم لا؟ والعجيب.. أن المؤلف (أمين) كتب هذا الكلام بعد نقله للآية الكريمة: {قل إنما علمها عند الله} وقال انظر تفسير الألوسى، وألم يقرأ كلام الألوسى فى تفسيره، وفى نفس الموضع الذى يرشدنا إليه المؤلف ويقرأ رد العلامة الألوسى على كلام السيوطى، بل ويصفه بانه منهدم بل إن هذه الطريقة فى الحساب وصل بها (المؤلف) من خلق آدم وحتى انقضاء الحساب، وليس لبدء القيامة فقط، حيث قال بالحرف الواحد فى ص 26: " وحيث أن جملة عمر الدنيا (من بعثة آدم إلى انقضاء الحساب =.. " هذا والله كلامه بنصه فراجعه قبل أن يغير الطبعات والصفحات -كما فعل فى طبعات كتاب عمر أمة الإسلام!!! قال فى هامش ص 22: حديث سعد بن أبى وقاص: " إنى لأرجو أن لا تعجز أمتى عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم. قيل لسعد: كم نصف يوم: قال: خمسمائة عام " - صحيح رواه أحمد وأبو داود والحاكم وأبو نعيم فى الحلية وهو فى صحيح الجامع برقم 2481 و 1811 قال العلامة الألبانى: " صحيح " وقال زهير الشاويش: فى المشكاة برقم 5514. وأورده من حديث " أبى ثعلبة " فى صحيح الجامع أيضاً برقم 5524، وقال الألبانى صحيح اهـ. ادعى بعض الطلبة - كذباً - أن الشيخ الألبانى ضعف هذا الحديث. وأقول أيها الكاذب ان العلامة الألبانى لم يضعف الحديث بل صححه فى عدة مواضع من صحيح الجامع، وكذلك فى سلسلة " الصحيحة " لغيره. الرد: 12- أولاً: الحديث الذى صححه الشيخ الألبانى -حفظه الله - بلفظ (إنى لأرجو أن لا تعجز أمتى عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم.) ، وأما زيادة الـ 500 سنة - وهى مربط الفرس والتى ذكر المؤلف الحديث من أجلها ولولاها لانهدمت حساباته - هذه الزيادة لم يصححها الشيخ أبداً فى أى من المراجع التى أشرت، فهل قرأتها يا أستاذ (أمين) ، فإنك لو قرأت فى السلسلة الصحيحة فى المجلد الرابع لعلمت أن هذه الزيادة (الـ 500 سنة) ضعفها الشيخ ولم يصححها بسبب انها وردت من طريق فيه انقطاع، ومن طريق آخر فيه راو ضعيف، هذا بالإضافة انها تروى مرة من قول سعد، مرة أخرى من قول راشد (من التابعين) . ثانياً: كنت قد اكتشفت هذا الخطأ الذى وقع فيه المؤلف بادعائه أن الحديث صححه الألبانى، وكتبت ذلك فى ورقات صغيرة ولم أطبعها، وعرضتها على الشبخ أسامة القوصى -حفظه الله - فكتب عليها بخطه: بحث جيد..الخ، ثم أخذ بعض الأخوة صورة من هذه الورقات وصار كل واحد منهم يصورها من أخيه، وقد أرسلت من هذا البحث الصغير نسخة للمؤلف (أمين) من بعض الأخوة، ولم أتلق رداً حتى ظننت أن البحث لم يصله، فإذا بالشيخ الفاضل (أمين) يرد على بحثى -بعد طول زمان - بكلامه السابق ذكره. 13 - ثالثاً: أما وصفك لى بالكذب، فلن أرد عليك فيه، حتى ولن انتصر لنفسى فى ذلك، وإنى أدعو الله عز فى علاه أن يرزقنى الصدق فى القول والعمل. ولكن لن أقبل منك أن تشتم هكذا علناً، مع كون ان الحديث لم يصححه الألبانى بزيادة الـ500 سنة أبداً، وموعدنا يوم التناد.

وحتى يزداد يقين القراء، ويطمئن قلبهم لصحة ما نقلناه عن هذا الحديث - وبخاصة اننى لم ولن أدافع عن نفسى - واننى أدافع فقط وأذُب عن القرآن والسنة الصحيحة ثم عن أهل العلم ثم عن المسلمين عامة بقد ما استطيع من جهد المقل، فهذه صورة من كلام الشيخ الألبانى فى السلسلة الصحيحة - حيث انها غير موجودة لدى كثير من الأخوة القراء - والتى يتضح منها تضعيف الشيخ لزيادة الـ 500 سنة، وتصحيحه للحديث إنما هو بدون هذه الزيادة، وحسبنا الله ونعم الوكيل الصورة من المجلد الرابع من السلسلة الصحيحة ط. دار المعارف بالرياض قال فى ص 24: روى الحاكم ونقله السيوطى فى الدرر 2 / 248 عن ابن عباس عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: " كان عمر آدم ألف سنة ". قال ابن عباس: وبين آدم ونوح ألف سنة وبين نوح وابراهيم ألف سنة وبين ابراهيم وموسى سبعمائة سنة وبين موسى وعيسى ألف وخمسمائة سنة وبين عيسى ونبينا ستمائة سنة. ثم قال فى الهامش: صحت الفقرة الأولى منه عند الحاكم من حديث ابن عباس موقوفاً وصححه الحاكم ووافقه الذهبى وقال على شرط البخارى. الرد: 14 - هذا الحديث ورد فى المستدرك 2 / 422 ح 3654 ولفظه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: " كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فلما اختلفوا بعث الله النبيين والمرسلين وأنزل كتابه فكانوا أمة واحدة ". وقال الحاكم هذا الحديث صحيح على شرط البخارى ولم يخرجاه. ولاحظ أن لفظ الحديث ليس فيه أن بين آدم ونوح ألف سنة، وإنما قال عشرة قرون. قال ابن الأثير فى النهاية 4 / 51 فى معنى القرن " خيركم قرنى ثم الذين يلونهم " يعنى الصحابة ثم التابعين، والقرن: أهل كل زمان، وهو مقدار التوسط فى أعمار أهل زمان. مأخوذ من الاقتران، وكانه المقدار الذى يقترن فيه أهل ذلك الزمان فى أعمارهم وأحوالهم. وقيل القرن أربعون سنة وقيل ثمانون وقيل مائة وقيل هو مطلق من الزمان. وقال ابن منظور فى لسان العرب: الأمة تأتى بعد الأمة، قيل مدته عشر سنين وقيل عشرون وقيل ……..، قال الأزهرى: والذى يقع عندى والله أعلم أن القرن أهل كل مدة كان فيها نبى أو كان فيها طريقة من أهل العلم قلت السنون أو كثرت والدليل على هذا قول النبى - صلى الله عليه وسلم -: خير القرون قرنى - يعنى أصحابى - ثم الذين يلونهم - يعنى التابعين - ثم الذين يلونهم - يعنى الذين أخذوا عن التابعين. وفى المصباح المنير: القرن: الجيل من الناس، قيل ثمانون سنة وقيل سبعون، ثم نقل عن الزجاج مثل الذى سبق نقله من لسان العرب عن الأزهرى. وفى مختار الصحاح: القرن ثمانون سنة وقيل ثلاثون سنة، والقرن فى الناس أهل زمان واحد. 15- أما الذى ورد من الحديث مرفوعاً إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فرواه الحاكم 2 / 598 ح 4172: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا ابراهيم بن محمد السلمى ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: " كان عمر آدم ألف سنة " وسكت عنه الحاكم والذهبى. الرد: 16 - على بن زيد: ضعيف ويوسف بن مهران: قال أحمد لا يعرف، ولا أعرف أحداً روى عنه إلا على بن زيد، وكذا قال أبو داود وقال المزى - كما فى تهذيب الكمال - روى عنه على بن زيد ولم يذكر أحداً روى عنه غيره، وقال الحافظ ابن حجر لين الحديث. ((1) قال فى ص 24 نقل المؤلف (أمين) ما كتبه ابن كثير فى البداية والنهاية: عن أبى زرعة الدمشقى قال حدثنا عبد الله بن صالح حدثنى معاوية بن صالح عمن حدثه قال: أنزلت التوراة على موسى لست ليال.." الرد: 17 - عبد الله بن صالح: صدوق كثير الغلط معاوية بن صالح: صدوق له أوهام عمن حدثه: مجهول، لا يعتد به فالسند ضعيف أو ضعيف جداً. ثم قال فى ص 24 أيضاً: وهو موافق أيضاً لما رواه ابن عساكر فى تاريخ دمشق، ونفله عنه ابن منظور فى مختصره للتاريخ: عن أيوب بن عتبة قال كان بين آدم ونوح…ثم قال: أثر أيوب بن عتبة هذا موافق لحديث ابن عباس فى المدة بين ابراهيم وموسى عليهما السلام بل وموافق لكل المدد المذكورة فيه، وتلك المدد موافقه للمذكور بكتب أهل الكتاب من حيث الجملة.

_ (1) تم الإستعانة فى ترجمة رواة هذا الحديث وأحاديث أخرى غيره ببرنامج مشكاة السنة النبوية الإصدار الأول، والذى تم إعداده بواسطة مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة،وكذا ببرنامج موسوعة الحديث الشريف (الكتب التسعة) إصدار شركة صخر للكمبيوتر، جزى الله العاملين على هذه الأعمال الطيبة خير الجزاء. آمين

الرد: 18- إذا اتفق الكل فلأن المنبع واحد، وهو كلام أهل الكتاب، وما قاله أناس من المسلمين فهو من نقلهم أيضاً عن أهل الكتاب. وهل تدرون من هو أيوب بن عتبة؟ ولماذا لم يُعرف به المؤلف (أمين) ؟ أيوب بن عتبة: هو من الذين عاصروا صغار التابعين قال الإمام أحمد: ضعيف وقال البخارى: هو عندهم لين وقال مسلم: ضعيف وقال النسائى: مضطرب الحديث، ضعيف وقال أبو داود: منكر الحديث وقال الترمذى عن البخارى: ضعيف جداً،لا أحدث عنه، كان لايعرف صحيح الحديث من سقيمه. وقال يحيى بن معين ليس بشئ، ضعيف وقال ابن المدينى: ضعيف وقال ابن حبان: كان يخطأ كثيراً، ويهم، حتى فحش الخطأ منه. ثم بعد كل هذا ينقل عنه (المؤلف) ليؤكد رواية أخرى -السابق ذكرها - ضعيفة نقلها عن مجهول قال فى ص 25: المدة بين طلوع الشمس من مغربها إلى قيام الساعة = 120 سنة، ثم نقل أثراً عن عبد الله بن عمرو فى ذلك. الرد: 19- قد أوضحنا الرد على ذلك فى موضع آخر، فلا داعى للإعادة، والخلاصة أن ذلك لم يصح مرفوعاً، وأن سنده ضعيف. قال فى ص 25 أيضاً: المدة بين النفختين قال - صلى الله عليه وسلم - "بين النفختين أربعون "متفق عليه عن أبى هريرة. وعند ابن مردويه وابن أبى داود فى " البعث " ورواية ابن المبارك فى الزهد عن الحسن زيادة " أربعون عاماً ". الرد: 20 - هذا الحديث رواه البخارى برقمى 4841، 4935 (الفتح 8 / 414، 558) عن أبى هريرةَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين النفختين أربعون) . قالوا: يا أبا هريرة، أربعونَ يوماً؟ قال: أَبَيتُ. قال: أربعون سنةً؟ قال: أبَيتُ، قال: أربعونَ شهراً؟ قال: أبَيتُ، ويَبلى كلّ شيءٍ من الإنسان، إلا عَجْب ذَنَبه، فيه يُركّبُ الخَلق» . وكذا أيضاً رواه مسلم فى صحيحه. وقال الحافظ فى الفتح (8 / 414) لدى شرحه لهذا الحديث: {قوله: (أبيت) بموحدة أي امتنعت عن القول بتعيين ذلك لأنه ليس عندي في ذلك توقيف، ولابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش في هذا الحديث فقال: «أعييت» من الإعياء وهو التعب، وكأنه أشار إلى كثرة من يسأله عن تبيين ذلك فلا يجيبه، وزعم بعض الشراح أنه وقع عند مسلم أربعين سنة ولا وجود لذلك، نعم أخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن الصلت عن الأعمش في هذا الإسناد «أربعون سنة» وهو شاذ. ومن وجه ضعيف عن ابن عباس قال: «ما بين النفخة والنفخة أربعون سنة» ذكره في أواخر سورة ص، وكأن أبا هريرة لم يسمعها إلا مجملة فلهذا قال لمن عينها له: «أبيت» . وقد أخرج ابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال: «بين النفختين أربعون. قالوا: أربعون ماذا؟ قال: هكذا سمعت» وقال ابن التين: ويحتمل أيضاً أن يكون علم ذلك لكن سكت ليخبرهم في وقت، أو اشتغل عن الإعلام حينئذٍ. ووقع في «جامع ابن وهب» أربعين جمعة، وسنده منقطع} . انتهى كلام الحافظ من الفتح. والآن …. نسأل الأخ (أمين) : لماذا لم ينقل الحديث كاملاً ليبين للناس أن راوى الحديث نفسه رفض رفضاً قاطعاً أن يبين ما المقصود بالأربعين، وبالرغم من الالحاح عليه، وبالرغم من أن هذه الرواية متفق على صحتها؟؟!!!! ولماذا نقل بدلاً من ذلك رواية شاذة واعتمد عليها فيما يريد أن يُعلمه للناس من الدين؟!!! وهل بعد اثبات أن الـ 120 عاماً لم ترد، وأن الـ 40 لا ندرى أهى عاماً أو شهراً أو أسبوعاً أو يوماً أو …أو … هل بعد كل ذلك ما زال يتمسك بصحة حساباته؟؟!! والآن … ننتقل إلى خطأ آخر.. قال فى ص 27: طريقة الإمام ابن رجب الحنبلى وبعد نقله لكلام ابن رجب والذى مختصره أن مدة الأمم الثلاث (أمة موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام) كيوم تام،ومدة ما بقى من الأمم فى أول الدنيا كليلة هذا اليوم، وانه كان بين آدم ونوح 1000 سنة وبين نوح وابراهيم 1000 سنة وبين ابراهيم وموسى 1000 سنة، وأن مدة عمل بنى اسرائيل إلى ظهور عيسى كنصف النهار الأول ومدة عمل أمة عيسى كما بين الظهر والعصر ومدة عمل المسلمين كما بين العصر إلى غروب الشمس. وإلى هنا ينهى كلام الحافظ ابن رجب. ثم يقول المؤلف (أمين) : مدة أعمار الأمم قبل موسى (ليل اليوم) = 3000 سنة مدة أعمار الأمم الثلاثة = 3000 سنة مدة اليهود من ذلك النصف = 1500 سنة عمر النصارى والمسلمين النصف الآخر = 1500 سنة وبطرح عمر أمة النصارى = 600 سنة (أثر سلمان عند البخارى) إذن عمر أمة الإسلام = 1500 - 600 = 900 سنة ثم أضاف مدة نصف يوم 900 + 500 = 1400 سنة بحساب ابن رجب # الرد: 21 - الـ 500 سنة سبق الرد عليها، وانها زيادة ضعيفة السند، ولم تثبت عن النبى - صلى الله عليه وسلم - 22 - لماذا نسمى هذه الطريقة بطريقة ابن رجب؟؟ فابن رجب لم يحسب ولم يضف الـ500 سنة، ولم يقل أن هذا الحديث معناه أن عمر الأمة ينتهى عام كذا

23 - لا حظ كلام ابن رجب جيداً، تجده يستخدم حرف الكاف، وهو يستخدم فى اللغة للتشبيه -كما هو معلوم، فهو القائل كنصف النهار، عيسى كما بين الظهر والعصر ومدة عمل المسلمين كما بين العصر إلى غروب الشمس. ولا يلزم فى اللغة تساوى المشبه بالمشبه به من كل وجه، فإذا قلت مثلاً أن فلاناً كالأسد، فإنك تعنى شجاعته فقط، ولا تعنى انه من الحيوانات وله ذيل و.. فمن قال ان ابن رجب يحمل الحديث على الحساب؟! فهو من ذلك برئ، وإنما هذه طريقة المؤلف (أمين) 24 - وهى المفاجأة: ابن رجب نفسه قال فى شرحه للبخارى ح 557 (1) : " وأخذ بقاء ما بقى من الدنيا على التحديد من هذه النصوص لا يصح ثم قال: وإنما خرج هذا من النبى - صلى الله عليه وسلم - على وجه التقريب للساعة بغير تحديد لوقتها." فهل مازال المؤلف مصمماً على أن هذه طريقة ابن رجب؟!! بل ان الحافظ ابن رجب قال أيضاً (4 / 342) لدى شرحه لهذا الحديث أنه قد يقال: (كنى عن كثرة العمل وقلته بطول المدة وقصرها، وفيه بعد) بل واقرأ ما يلى ثم تعجب: قال ابن رجب أيضاً فى نفس المرجع 4 / 334: (مدة الماضى من الدنيا إلى بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومدة الباقى منها إلى يوم القيامة لا يعلمه على الحقيقة إلا الله - عز وجل - وما يذكر فى ذلك فإنما هو ظنون لا تفيد علماً) . انتهى كلام ابن رجب بنصه وحروفه!!!!!!! وسبب تعجبى أن الأخ (أمين) ينقل عن ابن رجب كلاماً ولا ينقل باقيه، مع أن ما تركه يهدم ما نقله، فهل كان يظن أننا سنصدق كل ما يقال لنا؟؟!!! أم كان سيظن أننا لن نراجع مثل هذا الكلام العجيب من مصادره الأصلية؟!! وهكذا نجد فى كل الطرق التى ساقها المؤلف (أمين) وسماها من قبل نفسه طريقة الإمام فلان أو الحافظ كذا، فانه لم يوافقه أحد منهم ولم يقولوا بهذا الكلام!! كما أنك تجدد فى هذه الحسابات شيئاً عجيباً (وكأن المؤلف أمين يستخف بنا ويظن أننا لا نستطيع أن نحسب (2)) ، فهو مرة لا يضيف الـ 500 سنة، ومرة أخرى يضيفها قال فى ص 30: الطريقة الرابعة: طريقة النصف سبع: وحتى لا يطول النقل نذكر أن المؤلف اعتبر قوله - صلى الله عليه وسلم - بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير باصبعين يمدهما (خ، م) أن ذلك معناه نسبة تقدم البعث على قيام الساعة كنسبة فضل إحدى الإصبعين على الأخرى. وهو قول البيضاوى وغيره ثم قال: قال ابن رجب فى شرحه وقد ذكر ابن جرير الطبرى أن فضل ما بين السبابة والوسطى نحو نصف سبع ثم قال فى ص 32: الفارق بين السبابة والوسطى - كما قالوا نصف سبع (1 ÷ 14) ، وعلى ذلك تكون المدة من البعثة إلى انتهاء عمر أمة الإسلام قدرها 13 جزء. ثم قال: ان قيمة الجزء، وهو المدة التى يمكثها الناس بعد طلوع الشمس من مغربها 120 سنة (وقال فى الهامش أثر صحيح سبق تخريجه - يعنى ص 25 من كتابه عن عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً عليه -) إذن عمر أمة الإسلام = 120 × 13 = 1560 سنة تقريباً الرد: 25- قال ابن رجب فى فتح البارى له (4 / 337) : (أنا الآن فى قريب رأس الثمانمائة من الهجرة وما ذكره ابن جرير من تقدير ذلك بنصف سبع يوم على التحديد لا يصلح (3) . وقد ذكر غيره أن المسبحة ستة أسباع الوسطى طولاً فيكون بينهما من الفضل سبع كامل، وذلك ألف سنة على تقدير أن تكون الدنيا بسبعة الاف سنة، وأن بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - فى آخرها ألفاً وهذا أيضاً لا يصح، ولا يبلغ الفضل بينهما سبعاً كاملاً) . 26 - كيف نجعل هنا نهاية عمر الأمة هو طلوع الشمس من مغربها؟ ! ألم تكن من قبل حتى إرسال الريح اللينة؟ ! ثم يبرر المؤلف ذلك ويقول الفارق بسيط! فنقول يعنى كم سنة؟ لا يستطيع أحد أن يحدد ذلك. 27 - فى حسابك هذا عمر الأمة = 1560 سنة أى أكثر من 1500 سنة، فى حين أن حسابات المؤلف السابقة كانت أكثر من 1400 سنة. 28 - بما أن إرسال الريح اللينة تكون بعد طلوع الشمس من مغربها أى أن عمر أمة الإسلام يكون أكثر من 1500 سنة وحتى إرسال الريح 29 - لماذا لم نضف فى هذه المعادلة الـ 500 سنة والتى تمثل نصف اليوم، فمرة يضيفها ومرة يحذفها!!!!! فمتى نضيفها ومتى نحذفها؟؟!! مع ملاحظة أننا هنا إذا أضفنا الـ 500 سنة يكون عمر الأمة 2060 سنة 30 - ما هو قولكم فى حديث النبى - صلى الله عليه وسلم - “ أنا وكافل اليتيم كهاتين “ هل يعنى ذلك أن الفرق بين كافل اليتيم والنبى - صلى الله عليه وسلم - = نصف سبع = 120 سنة

_ (1) وهو المسمى أيضاً (فتح البارى) 4 / 338 ط. مكتبة الغرباء الأثرية – المدينة المنورة. (2) ولعله لو رجع إلى ملفات الجامعة لوجد أن منا من حصل على إمتياز فى الرياضة البحتة. (3) قلت وملذا كان سيقول لو عاش إلى زمانننا هذا فى القرن الخامس عشر؟؟!!!

31 - وهو الأهم: هل يمكننا الاعتماد على أثر عن أحد الصحابة الكرام - رضى الله عنهم أجمعين فى هذا التحديد بالرغم من عدم ورود ذلك عن النبى الأمين - صلى الله عليه وسلم -؟؟ وأثر عبد الله بن عمروانه قال: (يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة) ، والحديث سنده عند أبى شيبة (8 / 670) ط. دار الفكر كالآتى: وكيع عن اسماعيل عن أبى خيثمة عن عبد الله بن عمرو وأيضاً اسناده عند نعيم فى الفتن هو نفس الإسناد السابق. وهذا إسناده فىه كلام كثير، فقد توفى عبد الله بن عمرو بن العاص فى الفترة من عام 63 هـ إلى 69 هجرياً، فى حين أن أبا خيثمة ولد عام 100هـ وتوفى فى الفترة من 72 إلى 177 هجرياً، وهذا يعنى أن السند ضعيف لانقطاعه بين عبد الله بن عمرو بن العاص (الصحابى) وبين الراوي أبى خيثمة (من أتباع التابعين) ثم بعد هذا يقول المؤلف (أمين) الأثر صحيح، ولم يبين لنا - كعادته -كيف تم تصحيح هذا الأثر؟! ومن الذى صححه؟؟!! وحتى إذا سلمنا جدلاً بصحة هذا الأثر إلى عبد الله بن عمرو فإننا نعلم أن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما يروى كثيراً عن أهل الكتاب، ولعل ذلك منه، وانه وجد زاملتين فى معركة اليرموك فكان يحدث منهما، وانه لا حجة لأحد بعد المعصوم - صلى الله عليه وسلم -. قال القاضى عياض {فيما نقله الصنعانى عنه فى كتابه (رسالة شريفة) ص 40} : حاول بعضهم فى تأويله أن نسبة ما بين الاصبعين كنسبة ما بقى من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى، وأن جملتها سبعة الآف. .. وقد ظهر عدم صحة ذلك لوقوع خلافه، ومجاوزة هذا المقدار ولو كان ثابتاً لم يقع خلافه. ثم قال الصنعانى معقباً ص 40: وإذا علمت انه قد بطل حمل حديث " بعثت أنا والساعة … على ما ذكر، تعين حمله على ما قاله القاضى عياض: " انه على اختلاف ألفاظه إشارة إلى قلة المدة بينه - صلى الله عليه وسلم - وبين الساعة، ومثله قاله القرطبى فى " المفهم ". انتهى كلام الصنعانى. قال فى ص 33: الطريقة الخامسة طريقة الحافظ ابن حجر: ثم نقل عن ابن حجر أن مدة هذه الأمة قدر خمس النهار تقريباً، ثم قال المؤلف (أمين) : وباعتبار أن عمر الدنيا = 7000 سنة اذن عمر الدنيا = 1÷ 5 × 7000 = 1400 سنة تقريباً الرد: 32 - هل قام ابن حجر بهذا الحساب بنفسه وتوصل إلى هذه النتيجة أم قلت أنت ذلك ثم تنسبها لابن حجر كسابقتها؟!! 33 - من قال لك أن ابن حجر يوافق على أن الدنيا 7000 سنة، وهذا لم يثبت عن النبى - صلى الله عليه وسلم - 34 - لماذا لم تضف نصف اليوم (الـ 500 سنة) هنا أيضاً؟! فإذا أضفنا الـ 500 سنة فسيكون عمر الأمة 1900 سنة!! ثم قال فى ص 34: الطريقة السادسة: طريقة أخرى لابن حجر: ونقل فيها قول الحافظ أن اليهود أطول زماناً، وكذا قوله: قد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - كانت أكثر من ألفى سنة، ومدة النصارى من ذلك ستمائة سنة وقيل أقل..) ، ثم قال ان عمر أمة اليهود = 1500 سنة تقريباً إذن عمر أمة الإسلام أقل من 1500 سنة الرد: 35 - هل قال ابن حجر أن عمر الأمة أقل من 1500 سنة؟! لا، لم يقل ذلك، أما قوله بانه اتفق أهل النقل فقد سبق نقل الردود عليه وتوضيح ذلك. 36 - لماذا أيضاً لم تضف النصف يوم (الـ 500 سنة) ؟ ! 37 - إذا كان عمر الأمة أقل من 1500 سنة ونحن الآن فى عام 1418هـ، فعلى ذلك فإن انتهاء الأمة سيكون فى مدة الثمانين سنة القادمة تقريباً من الآن على أكثر تقدير بزعمكم!! وأنت تقول أن انتهاء الأمة يكون عند ارسال الريح اللينة، فهل ظهور المسيح الدجال وظهور المهدى ونزول عيسى بن مريم عليه السلام وظهور الدابة و …و…الخ سيكون فى الثمانين سنة القادمة؟!! قوله ص 36: الطريقة السابعة (التواطؤ) : وهو يعنى انه بسبب تواطؤ ستة طرق على تقدير تقريبى لعمر أمة الإسلام يدور حول الـ 1500 سنة، فإن هذا يولد تلقائياً طرية سابعة سماها المؤلف (أمين) : التواطؤ، وقال انه تم اثباتها من نصوص كلام ائمة الإسلام الرد: 38 - إذا كانت كل الطرق السابقة ليست صحيحة أصلاً، ولم يتكلم بها ابن حجر ولا ابن رجب، فكيف تقول انه تم اثباتها من نصوص كلام ائمة الإسلام؟ ! ثم من قال انه إذا توافرت لدى أحد ستة طرق فى الاثبات فإن هذا يولد تلقائياً طريقة سابعة؟!!!!! أم أن المقصود هو محاولة زيادة عدد الطرق لتصل إلى رقم 7 بأى طرق؟؟ فهل يعنى هذا الرقم شيئاً بالنسبة لك أو لغيرك؟؟ ألا وهو- مرة أخرى - 7 طرق الله أعلم!!!

الرد على الفصل الثانى

الرد على الفصل الثانى قال فى ص 42: يبعث الله ريحاً لينة من اليمن فتقبض روح كل من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وتبقى طوائف من الناس الكفار الخُلص الأصليون الذين وسمتهم الدابة فى وجوههم، وكذلك طوائف ممن ينتسبون إلى الإسلام اسماً فقط الشيخ الكبير والعجوز، يقولون " لا إله إلا الله " وليس فى قلوبهم مثقال حبة من خردل من إيمان وهؤلاء ممن يخرجهم الرحمن من النار بشفاعة أرحم الراحمين. الرد: 39 - روى الإمام أحمد فى مسنده 3 / 268 قال حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقوم الساعة حتى لا يقال فى الأرض لا إله إلا الله ". قال الشيخ شاكر اسناده صحيح. كما روى أحمد ومسلم والترمذى والحاكم وابن حبان وعبد الرزاق عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله " وفى رواية " حتى لا يقال فى الأرض الله الله "، وقال النووى فى شرح مسلم: قال القاضى ورواية ابن أبى جعفر بدله " لا إله إلا الله ". وقال ابن كثير فى النهاية فى الفتن والملاحم: (إن الشيخ الكبير يقول أدركت الناس وهم يقولون لا إله إلا الله ثم يتفاقم الأمر ويتزايد الحال حتى يترك ذكر الله فى الأرض وينسى بالكلية فلا يعرف فيها وأولئك شرار الناس وعليهم تقوم الساعة) وروى مسلم ح 1924 عن عبد الله بن عمرو بن العاص انه قال: يبعث الله ريحاً كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفساً فى قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة. وروى أحمد والبخارى عن أبى هريرة انه قال: " قيل يارسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألنى عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه ". ((1) وروى أحمد والبخارى ومسلم والترمذى والنسائى عن أنس أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: " يخرج -أو يُخرج- من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن بُرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله،وكان فى قلبه من الخير ما يزن ذرة " (2) . كما روى الترمذى عن أبى سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يخرج من النار من كان فى قلبه مثقال ذرة من الإيمان ". فأين هذا من قول المؤلف (أمين) : ليس فى قلوبهم مثقال حبة من خردل من إيمان؟؟!! فنقول: لا بد من وجود شئ من الإيمان فى القلب ولو حتى مثقال ذرة أو حبة من خردل لكى يخرج الله العبد من النار، أما أن يخرج من النار من ليس فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فهذا ما لا نعرفه فى دين الله، ولو كان أحد الأخوة الذين ردوا على المؤلف قالوا ذلك لعلنا كنا نرى من الأخ أمين شيئاً كثيراً!! قال فى ص 43: وقال بعضهم: لا ينبغى أن نخوف الناس " بالساعة " وقربها، ولكن نخوفهم بساعة كل واحد أى موته لأن من مات قامت قيامته … ثم قال: " لن أقول من ابتدع هذا القول فى زماننا ولكن أقول: يا عباد الله! خذوا دينكم عمن قد مات فإن الحى لا تؤمن عليه الفتنة ". ثم ذكر المؤلف (أمين) آيات من القرآن وأحاديث نبوية شريفة عن اقتراب الساعة، ثم قال فى ص 44: (فتعجب من طلبة العلم و " أشبالهم " آخر الزمان) . الرد: 40 - يقصد المؤلف بذلك فضيلة الشيخ / محمد صفوت نور الدين، فهو الذى كتب ذلك فى مجلة التوحيد عدد ربيع الأول 1418 هـ، وقد سبق الرد على ذلك وقلنا انه ورد فى الحديث الذى رواه أحمد والبخارى ومسلم والترمذى وأبو داود (واللفظ للبخارى قال ح 6167) : عن أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ قَالَ وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ فَقُلْنَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ قَالَ نَعَمْ فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا فَمَرَّ غُلامٌ لِلْمُغِيرَةِ وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي فَقَالَ إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ

_ (1) المسند 2 / 373، خ 99، 6570 وانظر الفتح 1 / 233، والالكائى فى السنة ح 2045 (2) حم 3 / 173، 276، خ 7410، الفتح 13 / 403، م 325، ت 2593

ولفظ أحمد (ح 12292) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَحَذَّرَ النَّاسَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ فَقُلْنَا لَهُ اقْعُدْ فَإِنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَكْرَهُ قَالَ ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ فَبَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ أَشَدَّ مِنَ الأولَى فَأَجْلَسْنَاهُ قَالَ ثُمَّ قَامَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْحَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ أَعْدَدْتُ لَهَا حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْلِسْ فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.

الرد على الفصل الثالث

الرد على الفصل الثالث قال فى ص 49 قال المعصوم - صلى الله عليه وسلم -: " إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم " ثم قال فنحن لا ندرى ما حدثونا به أمن الحق هو أم من الباطل، فالصواب لزوم سبيل " المحايدين " فلا نصدق ولا نكذب، فمن قال: يلزم تصديقهم فقد أخطأ شرعاً، ومن قال: كذبوا وخرفوا فقد أخطأ كذلك. - وإلى هنا نحن نتفق مع المؤلف (أمين) - إلا انه قال بعد ذلك وفى نفس الصفحة: وإن كان لا بد من ترجيح أحد الجانبين فنميل إلى التصديق فيما لا نعلم كذبه أو يخالف شرعنا لأن عندهم أصل علم سماوى. الرد: 41 - هذا القول الأخير خطأ كبير جداً، فكيف نميل إلى التصديق؟؟! مع أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ". فلا يجوز لنا أن نميل بل نلزم سبيل المحايدين كما قلت أنت أولاً، ولا داعى للإضطراب: فمرة تقول لا نصدقهم وأخرى تقول نصدقهم!!! أما قولك فيما لا نعلم كذبه أو يخالف شرعنا، فنقول هذا تحفظ لا فائدة منه، لأننا قطعاً لن نصدقهم أصلاً فى أى شئ يخالف شرعنا أو نحن نعلم كذبه، أما بيت القصيد فهو ما لا نعلم عنه شيئاً من قبل شرعنا، فهل نصدقهم أم لا؟ الإجابة واضحة وهى: لا نصدقهم. والدليل على ذلك هو الحديث المذكور. أما الأصل السماوى الذى عندهم فقد حُرف وجعلوه قراطيس يبدونها ويخفون كثيراً، وكتبوا الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله واشتروا به ثمناً قليلاً. قال فى ص 55: إن العلامة الألبانى والعلامة ابن باز شيوخ وائمة نعم، ولكن هناك من لا يقل عنهم علماً وفقهاً من علمائنا، فلماذا تجصرون العلم فى أولئك؟! الرد: 42 - إن كلامك هذا قد توقعناه سلفاً، فإنك كنت دائماً تقدرهم - ونحسبهما يستحقان ذلك ولا نزكى على الله أحداً - ولكن نقول إذا خالف أحد هؤلاء العلماء المؤلف (أمين) فهل سيبدأ فى التراجع عن تقديره له ويهاجمه ويقول تعجب من علماء آخر الزمان وأشبالهم؟! وان المؤلف (أمين) ذكر فى كتابه (القول المبين) ص 96 انه لا يعلم علماء مجتهدين فى هذا الوقت إلا أربعة نفر وذكر منهم الشيخين ابن باز والألبانى - حفظهما الله تعالى - والآن يقول هناك من لا يقل عنهما علماً وفقهاً من علمائنا فهل يقصد الأثنين الآخرين - من الأربعة - أم يقصد غيرهما، فتتناقض أقواله كعادته؟! ونحن نسأله هل إذا هاجم كتابك الشيخ الألبانى مثلاً - وهذا الذى أظنه سيحدث إذا سُأل الشيخ عنه - وقال الشيخ أن كلام المؤلف (أمين) متهافت ومتناقض و … و… و…فهل سيسحب المؤلف درجة الاجتهاد من الشيخ والتى سبق أن أعترف له بها؟!

الرد على الفصل الخامس

الرد على الفصل الخامس قال فى ص 56: قال وهو يتحدث عن أحد المعارضين له - ممن يسميهم بالأشبال - وكيف انه انتقد كتابه فى إحدى المحاضرات ثم قال المؤلف (أمين) : لما بدأ أخونا فى النقد فوجئ بسيل من اعتراضات أهل العلم على كلامه..والأفاضل الذين عارضوك بشدة لا أعلم من هم إلا انهم من أهل العلم والإنصاف الرد: 43 - هل يجوز لنا أن نقول مثل المؤلف: هذا مضحك جداً؟؟ لا، لن نقولها، ولن نسخر من أخينا المسلم (أمين) - هدانا الله وإياه -، فنسأل: كيف يقول لا أعلمهم؟ ثم يقول: انهم من أهل العلم؟؟؟ وهل التزكية والتعديل تكون هكذا، ولأى مجهول؟؟!! أم أن القاعدة الجديدة للجرح والتعديل (القاعدة الأمينية) هى انه: 1 - من اعترض على كتب فضيلة الشيخ أمين جمال الدين، فهو: موتور، وكاذب، حاقد، مراء، مفترى، يريد الاشتهار، باغى،من طويلبة العلم، من الأشبال، وكذا وكذا …..الخ 2 - وأما من أيد كتبه فهو: من أهل العلم والإنصاف والأفاضل و … ... الخ حتى وإن كان مجهولاً؟؟؟!!!!!!! قال فى ص 56: أنكر بعضهم اطلاقنا لفظة " خليفة " على ملك السعودية وقال هو ليس كذلك، والجواب: اننى قلت فى الكتاب انه خليفة مجازى أو اعتبارى وهذا يسوغ …. الرد: 44 - لم يقل المؤلف (أمين) كلمة: "مجازى " (1) أو " اعتبارى "، وارجعوا إلى كتاب (عمر أمة الإسلام) ص 64 الطبعة الثانية. ارجعوا إليه - حتى لا نتهم بالكذب مرة أخرى -، ارجعوا إليه قبل أن يغير فى طبعات الكتاب. ألم يكن الأجدر بالمؤلف أن يعترف بخطئه ويصحح هذه الأخطاء بدلاً من الجدل والعناد؟!!!! ونسأل الله الهداية لنا وللمؤلف وللقراء ولجميع المسلمين والمسلمات، آمين..

_ (1) وجود المجاز من عدمه فى القرآن الكريم أو فى اللغة العربية اختلف فيها أهل العلم،فانظر كتاب العلامة الشنقيطى (عدم جواز المجاز)

الرد على كتاب القول المبين

الرد على كتاب القول المبين

1 - مقدمة

1 - مقدمة: يقول الكاتب فى مقدمته: نظرت فى المكتبة الإسلامية فألفيتها على ضخامتها تفتقر إلى كتاب جامع مانع يجمع شتات العلامات الصغرى والكبرى جمعاً وافياً سالماً من النقص خالياً من الاضطراب فكل ما كتب فى هذا الموضوع - وهو جهد مشكور - بيد انه لا يخلو من قصور. ثم ذكر أن من قبله منهم من أغفل أو غض طرفاً عن معان أو خلط ولُبس عليه الأمر تلبيساً ومنهم من حشد الأحاديث حشداً بغير تحقيق أو تمييز بين الصحيح والسقيم ومنهم من جمع بين هذا وذاك كله. ثم يقول انه وضع كتاباً يكون المغنى الجامع لكل علامات الساعة مستنداً فى ذلك إلى صحيح الأخبار وإن كان بُد من ذكر علامات وردت فى آثار ضعيفة بينّا ضعفها ونبهنا عليه. وسنكتفى من تحقيق الأحاديث والآثار بما يفى بالغرض به بما يناسب عامّة الناس - مع حذف الأسانيد تاركين تفاصيل التحقيق طويلة الذيل تطلب مظانها، وهذا ما جرى عليه عمل كثير من العلماء والمحدثين فى مصنفاتهم. ثم قال: وقد أوردنا فى كتابنا هذا نحواً من ثمانين علامة وما زاد من علامات فإما: 1 - أن سندها غير مقبول. 2- أو هى ترجع إلى معنى ما أثبتناه من علامات. وإنني قد أفدت من كل ما كتب فى هذا الموضوع قديماً وحديثاً وأثنى عليها جميعاً خيراً وسأورد أسماء أهمها فى قائمة المراجع بإذن الله تعالى. الرد: 1 - هذه هى مقدمة المؤلف باختصار، وإننا نسأله إذا كنت تقدر الأئمة، فما بالك تصف بأسلوب الجمع وتقول كل ما كتب لا يخلو من قصور، وهل كتابك هذا قد خلا من القصور؟ وهل أنّك لم تحشد الأحاديث حشداً بدون تحقيق؟ وهل لم تجمع بين هذا وذاك كله؟ وهل كتابك هذا جامع لكل - بأسلوب الجمع -علامات الساعة؟ وهل استندت فعلاً إلى صحيح الأخبار فقط؟ وهل لم تورد آثاراً ضعيفة وإن أوردتها كنت أنت المنبه إلى ضعفها؟ وهل العلامات لا تخرج عن التى كتبت فى كتابك؟ وهل ما زاد إما ان سنده غير مقبول أو ترجع إلى ما أثبته من علامات؟ وهل انك فعلاً قد أفدت من كل ما كتب - بأسلوب الجمع أيضاً -فى هذا الموضوع من السلف والخلف قديماً وحديثاً ولم يفتك مرجع أو كتاب؟ وهل....؟ وهل.....؟ من أجل الإجابة على هذه الأسئلة كتبت هذا الرد، والله المستعان.... وقد قال لى أحد الأخوة -الذين أحبهم فى الله -: إن قول المؤلف (أمين) أن كل ما كتب فى هذا الموضوع بيد انه لا يخلو من قصور، قال الأخ: إن هذه الجملة وحدها تحتاج إلى كتاب مستقل فى الرد عليه من النواحى العلمية والتربوية.. ليعلم كل أحد مقداره ولا يتطاول على أعمال سلفنا الصالح وعلى جهودهم. فما بال أحدنا يسود صفحات، ثم يقول ها أنا ذا كتبت ما لم يكتبه أحد من الأولين والآخرين إلى يوم الدين؟؟!! قال الإمام الذهبى فى سير أعلام النبلاء لدى ترجمة الحافظ الإسماعيلى انه لما اطلع على سعة علمه وحفظه، يقول الذهبى فيأست من أن يلحق الآخرين بالأولين. 2 - وقال فى المقدمة أيضاً: سنكتفى من تحقيق الأحاديث بما يفى بالغرض - بما يناسب عامة الناس - مع حذف الأسانيد، تاركين تفاصيل التحقيق طويلة الذيل تطلب فى مظانها. التعقيب: 2 - للأسف لم يلتزم المؤلف بتحقيق الأحاديث بما يفى بالغرض كما سنوضح بعد، وياليته ساق الأسانيد لينقل العهدة عن كاهله، فقد قيل من أسندك فقد حملك أى جعل التبعة عليك قال الحافظ العلائى: على من ذكر حديثاً اشتمل سنده على من فيه ضعف أن يوضح حاله، خروجاً من عهدته وبراءةً من ضعفه. (انظر صحيح الجامع للألبانى 1 / 22) ط 3. 3 - خطأ فى التمهيد: بعد المقدمة السابقة، إذ بالمؤلف ينتقل بعد ذلك إلى تمهيد، وفى الصفحة الثانية من تمهيده (ص 8 من الكتاب ط 1) ، فإذا به يخالف ما اشترطه على نفسه فى المقدمة من انه سيورد الأحاديث والآثار الصحيحة فقط ولا يتكلم إلا بها وإن كان فيه ضعف نبه عليه. بيد انه قد خالف ذلك سريعاً فقال: فما ان ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل وخرجت إلى الدنيا أطهر نسمة وأزكى نفس حتى أطفأت نيران فارس ولم تكن تطفأ واهتز إيوان كسرى وسقطت شرفاته وطلع نجم أحمر فى السماء عرفته يهود ... ومنعت الجن من مقاعد السمع..وظهرت الشهب تخترق أجواء السماء ترصد كل شيطان مارد ... الخ الرد: 3 - ما أشار إليه المؤلف رواه البيهقى فى الدلائل 1/126 وأبو نعيم فى الدلائل 1/11-14 وابن هشام وأورده السيوطى فى الخصائص الكبرى 1/51 وغيرهم. قال د. عبد المعطى قلعجى محقق كتاب الدلائل للبيهقى (هذا الحديث ليس بصحيح، وذكره فى كل هذه الكتب على سبيل التسهيل لتمحيصه لا لتصديقه) .

4- قال المؤلف (أمين) أيضا فى التمهيد

وقال د. أكرم ضياء العمرى فى كتابه السيرة النبوية الصحيحة 1/100 وردت روايات موضوعة حول هواتف الجآنّ فى ليلة مولده - صلى الله عليه وسلم - وتبشيرها به وانتكاس بعض الأصنام فى المعابد الوثنية بمكة وحول ارتكاس ديوان كسرى وسقوط شرفاته وخمود نيران المجوس وغيض بحيرة ساوه ورؤيا المؤندان الخيل العربية تقطع دجلة وتنتشر فى بلاد فارس والخبر مداره على أبى أيوب يعلى بن عمران البجلى ومخزوم بن هانئ المخزومى لم أقف لهما على ترجمة وقال الذهبى: هذا حديث منكر غريب) أمّا فى الدلائل لأبى نعيم فإنك تجد فى هامشه التعليق التالى من المحقق: " قال ابن عساكر حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مخزوم عن أبيه تفرد به أبو أيوب البجلى هكذا قال فى ترجمة سطيح فى تاريخه، وقال ابن حجر فى الإصابة انه مرسل. وقال صاحب الخصائص هذا الأثر والأثران قبله فيها نكارة شديدة، ولم أورد فى كتابى هذا أشد نكارة منها ولم تكن نفسى تطيب بإيرادها لكنى تبعت الحافظ أبا نعيم فى ذلك. 4- قال المؤلف (أمين) أيضاً فى التمهيد ص 11: وفى أحاديث متوافرة متضافرة - كما سيأتى - يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اعدد ستاً بين يدى الساعة "، "بادروا بالأعمال ستاً "..... وغير ذلك كثير لولا اشتهاره عند أهل العلم لأوردته. تعليق: 4 – ما معنى هذا الكلام؟ هل يعنى أن المؤلف لا يذكر إلا ما غاب وخفى عن أهل العلم فقط، وأما ما أشتهر عندهم فانه لا يذكره. فما هى الأحاديث التى أوردها ولم يكن أهل العلم يعرفونها؟ ومن أين أتى بها المؤلف؟!! 5 - قال فى العلامة الأولى ص 15 ط 1: قال رجل يا رسول الله هل للإسلام منتهى؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: نعم " حديث صحيح رواه أحمد وعبد الرزّاق عن علقمة الخذاعى. الرد: 5 - الصواب عن كرز بن علقمة، وليس عن علقمة، وهو كرز بن علقمة بن هلال بن جريبة الخزاعى (بالزاى وليس بالذال) . ولقد درج المؤلف على قوله: حديث صحيح، وتكرر منه ذلك كثيراً، ولم يذكر لنا مَن مِن أهل العلم بالحديث قد حكم بصحته، أم أن المؤلف هو الذى حكم بصحته؟ 6 - كما قال المؤلف فى العلامة الأولى أيضاً ص 16 ط 1: ان الحسابات والتواريخ وعمر الدنيا خاض فيها صحابة كرام وأئمة أعلام مما يدل على أن مسألة الحساب والأزمان لها أصل وليست بدعاً من القول كما يفترى بعض الذين نقص علمهم. الرد: 6 - لقد سبق نقل نقد أسانيد هذه الأحاديث عن الأئمة والعلماء وبيان تهافتها وعدم صحتها، وأما قول المؤلف (أمين) كما يفترى بعض الذين نقص علمهم، فنقول له: جزاك الله خيراً، لقد علمتنا أدب الحوار وأدب الاختلاف فى الإسلام، والله المستعان. 7 - العلامة الثالثة: فتح بيت المقدس: بعد أن حكى تاريخ فتح بيت المقدس ثم احتلاله قال فى ص 19: ثم أخيراً احتلها الصهاينة الصليبيون بعد عدوان 1967 م ثمّ ماذا؟ ثم تكون الإدالة النهائية والفتح الأخير بإذن الله تعالى على يد المهدى عليه السلام. الرد: 7 - ولماذا لا يكون مقصود قول النبى - صلى الله عليه وسلم -أن فتح بيت المقدس هو ما تحقق فى عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - سنة 17 هـ / 638 م؟ ثم إن كان كلامك هذا معناه أننا لن نستطيع تحرير هذه الأراضى الإسلامية المقدسة أبداً إلا بعد نزول المهدى، فإذاً هذا منك إنذار منك للعالم الإسلامى بانهم لن ينتصروا على إسرائيل ولن يحرروا القدس حتى ينزل المهدى. الله أكبر!! كم قد استراح اليهود بكلامك هذا؟ وكم من الإحباط قد ينزل على من صدقك وهو يجاهد من أجل هذه الغاية الغالية - وهى تحرير بيت المقدس؟!! 8 - العلامة الحادية والعشرين: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ".... ولله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقى الله يحمله يوم القيامة...." الرد: 8 – والصواب: " والله " بدلاً من " ولله ". كما ورد خطأ آخر فى: 9 - العلامة السابعة والعشرين: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يوشك ألا تقوم الساعة حتى يكثر الكذب ويتقارب الزمان وتتقارب الأسواق ". صحيح رواه ابن حبان فى صحيحه 1882 عن أبى هريرة. الرد: 9 - لفظ الحديث: " يوشك ألا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الكذب ويتقارب الزمان وتتقارب الأسواق ويكثر الهرج. قيل وما الهرج؟ قال: القتل " والحديث رواه ابن حبان برقم 6718 (الإحسان) أما الرقم الذى أشار إليه المؤلف فليس لصحيح ابن حبان وإنما هو رقم الحديث فى موارد الظمآن. 10 - خطأ آخر فى العلامة السابعة والعشرين: قال فى ص 57: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن فى معاريض الكلام مندوحة عن الكذب ". أخرجه البخارى فى الأدب المفرد عن عمران بن حصين وأخرجه الطبرانى فى الكبير ورجاله ثقات. الرد: 10 - قال الحافظ فى الفتح (10/610 الريان) :

11 - العلامة الثامنة والثلاثون

أخرج المصنف - البخارى - فى الأدب المفرد -وهو غير صحيح البخارى - من طريق قتادة عن مطرف بن عبد الله قال: صحبت عمران بن حصين من الكوفة إلى البصرة فما أتى عله يوم إلا أنشدنا فيه شعراً، وقال إن فى معاريض الكلام مندوحة عن الكذب. وأخرجه الطبرى فى التهذيب والطبرانى فى الكبير ورجاله ثقات، وأخرجه ابن عدى من وجه آخر عن قتادة مرفوعاً ووهّاه، وأخرجه أبو بكر بن كامل فى فوائده والبيهقى فى الشعب من طريقه كذلك، وأخرجه ابن عدى أيضاً من حديث على مرفوعاً بسند واه جداً " أنتهى كلام الحافظ. وإذا تأملت تجد أن الأثر من كلام عمران بن حصين وليس من كلام النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو ما قال عنه الحافظ أن رجاله ثقات أى الموقوف على الصحابى، أما المرفوع إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال الحافظ فيه انه واهٍ أو واهٍ جداً. وقال الإمام البيهقى فى السنن الكبرى 10 / 199 بعد أن رواه من كلام عمران موقوفاً عليه: هذا هو الصحيح موقوفاً، وقال تفرد برفعه داود بن الزبرقان وروى من وجه آخر ضعيف عن على مرفوعاً. كما أن الحديث ضعّفه الشيخ الألبانى - حفظه الله -مرفوعاً فى السلسلة الضعيفة برقم 1094، وقال فضيلته فى صحيح الأدب المفرد: صحيح موقوفاً. - أى من كلام عمران - 11 - العلامة الثامنة والثلاثون: قال: واسمعوا رحمكم الله إلى هذا الحديث العجيب. يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قتل عصفوراً عبثاً عجّ إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة، يقول يا رب فلان هذا قتلنى عبثاً ولم يقتلنى منفعة ". الرد: 11 - هذا الحديث ضعّفه الشيخ الألبانى فى ضعيف سنن النسائى ح 291 / 4349، وفى ضعيف الجامع الصغير ح 575، 5157، وفى غاية المرام 46، 47 12 - العلامة التاسعة والثلاثون: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:فيما يرويه ابن وضاح عن حذيفة: " اقرؤا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإيّاكم ولحون أهل الفسق فانه سيجئ بعدى قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شانهم ". ولم يشر المؤلف إلى تخريج الحديث. التعقيب: 12 - هذا الحديث رواه البيهقى فى شعب الإيمان 2 / 540 ح 2649، 2650 وغيره، وإسناده كالآتى عند البيهقى: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثنى الوليد بن عتبة الدمشقى وإسحاق بن إبراهيم قالا ثنا بقية بن الوليد وحدثنى حصين بن مالك الفزارى قال: سمعت شيخاً يكنى أبا محمد وكان قديماً يحدث عن حذيفة بن اليمان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:.... (ثم أورد الحديث السابق) ، قال بقية: ليس له إلا حديث واحد وهو من أهل أفريقية. وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية فذكره بإسناده مثله غير انه فى هذا الإسناد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:....فذكره. ولم يذكر قول بقية فى آخر الحديث السابق. فسبحان الله، ما حال سند هذا الحديث الذى يرويه عن حذيفة شيخ يكنى بأبى محمد وكان قديماً يحدث عن حذيفة بن اليمان وليس له إلا حديث واحد فقط، فهل هذا إسناد يصح سنده وفيه هذا الرجل المبهم المجهول الاسم والحال والبلد و....؟! 13 - العلامة السابعة والأربعون: قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " تكون ابل للشياطين وبيوت للشياطين ….الخ ثم قال: صحيح رواه أبو داود 568 عن أبى هريرة وهو فى صحيحة الألبانى برقم 93 الرد: 13 - يقول المؤلف هنا كعادته " صحيح "، ولكن هذا الحديث نقله الشيخ الألبانى من السلسلة الصحيحة إلى السلسلة الضعيفة برقم 2303 بسبب الانقطاع بين سعيد بن أبى هند وأبى هريرة. وقد سبق الكلام فى ذلك. 14،15 - العلامة الثامنة والأربعون: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سيكون فى آخر أمتى رجال يركبون على السروج كأشباه الرحال فينزلون على أبواب المساجد ….الخ الرد: 14 - لفظ الحديث الوارد يركبون على السروج كأشباه الرجال (بالجيم) وليس كأشباه الرحال (بالحاء) . 15 - هذا الحديث قال عنه الشيخ شعيب الأرناؤوط فى الإحسان 13 / 64 إسناده ضعيف ورواه الحاكم 4 / 436 وقال على شرط الشيخين فتعقبه الذهبى وقال عبد الله بن عياش وإن احتج به مسلم فقد ضعفه أبو داود والنسائى، وقال أبو حاتم هو قريب من ابن لهيعة ليس بالمتين صدوق يكتب حديثه، وقال الحافظ فى التهذيب روى له مسلماً حديثاً واحداً فى الشواهد لا فى الأصول، وقال ابن يونس: منكر الحديث وقال الحافظ فى التقريب: صدوق يغلط.

16، 17، 18،19 - العلامات:الثالثة والستون، والرابعة والستون،والخامسة والستون، والسادسة والستون،والسابعة والستون،والثامنة والستون،والتاسعة والستون

16، 17، 18،19 - العلامات:الثالثة والستون، والرابعة والستون،والخامسة والستون، والسادسة والستون،والسابعة والستون،والثامنة والستون،والتاسعة والستون: وهى كلها علامات تعتمد على حديث واحد رواه الترمذى عن على وعن أبى هريرة رضى الله عنهما مرفوعاً ص 98: إذا فعلت أمتى خمس عشرة خصلة حلّ فيها البلاء ….الخ قال المؤلف (أمين) : رواه الترمذى من طريقين عن على وأبى هريرة وقال غريب ولا نعرف أحداً روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصارى غير فرج بن فضالة وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه عنه وقد روى عنه وكيع وغير واحد من الأئمة فالذى نراه أن الحديث وإن كان فيه ضعف فضعفه قريب ومثله لا يترك وقد أوردناه لوقوع (1) جميع ما فيه من علامات. الرد: 16 - ليست العبرة عندنا بوقوع ما فيه أو عدمه، وإنما العبرة بصحة الحديث إلى النبى المعصوم - صلى الله عليه وسلم - من عدمه. 17 - الحديث الذى انفرد به راو واحد فقط وهذا الراوى ضعيف الحفظ وليس له شواهد أو مرويات أخرى تعضده كيف نقول عليه ان ضعفه قريب. فالحق أن نقول أن العلامات من الثالثة والستين إلى التاسعة والستين مبنية على حديث ضعيف. 18 - وهذا الحديث أيضاً (حديث على رضى الله عنه) من رواية محمد بن عمر بن على عن على قال الحافظ فى التهذيب وكذا فى التقريب: روى عن جده مرسلاً. وأما الفرج بن فضالة: فقال الحافظ فى التهذيب: قال أبو داود عن أحمد:..حدث عن يحيى بن سعيد مناكير وقال أيضاً: يحدث عن ثقات أحاديث مناكير وقال ابن أبى خيثمة عن ابن معين: ضعيف الحديث وقال عبد الله بن المدينى عن أبيه: ضعيف لا أحدث عنه وقال البخارى ومسلم: منكر الحديث وقال النسائى: ضعيف وقال الدار قطنى: ضعيف الحديث، يروى عن يحيى بن سعيد أحاديث لا يتابع عليها وقال ابن عدى: له عن يحيى مناكير. قال الحافظ: لا يغتر أحد بالحكاية المروية فى توثيقه عن ابن مهدى فانها من رواية سليمان بن أحمد وهو الواسطى وهو كذاب، وقد قال البخارى: تركه ابن مهدى وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به ….الخ وأما حديث أبى هريرة: ففيه رميح الجذامى: قال فى التقريب: مجهول، وقال فى التهذيب: قال ابن القطان: رميح لا يعرف. 19 - وأما آراء السادة العلماء فى الحديث فهى كالآتى: قال المناوى فى فيض القدير 1 / 525، 526: قال العراقى والمنذرى: ضعيف لضعف فرج بن فضالة وقال الدار قطنى: حديث باطل وقال الذهبى: منكر وقال ابن الجوزى: مقطوع واه، لا يحل الاحتجاج به. والحديث أورده السيوطى فى الجامع الصغير ورمز له بالضعف وقال الشيخ الألبانى فى المشكاة 5451، وفى ضعيف الجامع: ضعيف. فهل بعد كل ما سبق مازال المؤلف (أمين) عند رأيه بأن الحديث ضعفه قريب؟!! فإن كان مازال مُصرّاً فما هو إذن الحديث الشديد الضعف؟؟! 20 - العلامة الثامنة والسبعون: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ينزل ناس من أمتى بغائط يسمونه البصرة ….الخ ثم قال فى الهامش: حديث حسن رماه أحمد وأبو داود 4137 عن أبى بكرة وفى اسناده مقال وآفته سعيد بن جمان تكلم فيه البخارى عن أبى حاتم ووثقه يحيى بن معين وأبو داود، والجرح مقدم على التعديل، ولكننا أخذنا بالتحسين فالحديث عليه علائم النبوة وأنوارها. الرد: 20- هذا الحديث فى تصحيحه أو تضعيفه خلاف واقع بين العلماء، أما كون المؤلف (أمين) يميل إلى التحسين لأن الحديث عليه علائم النبوة فهذا مما لا يقبل منه!! وأما قولك الجرح مقدم على التعديل، فهذا القول على إطلاقه خطأ. قال السبكى فى الطبقات: الحذر كل الحذر من أن تفهم أن قاعدتهم: الجرح مقدم على التعديل إطلاقاً، بل الصواب أن من يثبت إمامته وعدالته وكثر مادحوه وندر جارحوه وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبى أو غيره لم يلتفت إلى جرحه " وقال: " لو أطلقنا تقديم الجرح لما سلم منا أحد من الأئمة إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون. " انتهى كلام السبكى. فالصواب أن الجرح مقدم على التعديل إن صدر مبيناً من عارف بأسبابه (أى أن الجرح يجب أن يكون مفسراً) . وانظر - رحمك الله -: نزهة النظر، النكت على نزهة النظر ص 193، ومقدمة لسن الميزان 1 / 15، وهدى السارى 384، وتهذيب التهذيب 1 314، والفتح 1 / 189، 13/ 457 للحافظ بن حجر، وانظر أيضأً: علوم الحديث لابن الصلاح ص 51، 52، ومقدمة شرح مسلم على النووى 1 / 24 - 25، والكفاية للخطيب البغدادى ص 107، وقواعد التحديث للقاسمى ص 197، وشفاء العليل لأبى الحسن 1 / 523

_ (1) * وهل وقوع شئ ما يدل على أنه من أشرط الساعة لمجرد وقوعه. ثم إنه نحى منحى بعض المعاصرين الكاتبين فى الفتن والملاحم وأشراط الساعة الذين يصححون الأحاديث الضعيفة بقرينة مطابقتها للواقع وهذا أمر لم يقله عالم بالحديث قط فالله المستعان. (أبو حاتم)

21 - الباب الثالث: الفصل الثالث: المهدى الخليفة المنتظر

وإذا عدنا لكلام المؤلف مرة أخرى وهو يقول بالرغم من أن الجرح مقدم على التعديل (أى أن الحديث ضعيف) ، ولكنه يخالف القاعدة ويقبل الأخذ بالحديث!! لماذا؟؟ لأن الحديث عليه علائم النبوة وأنوارها (كذا قال) !!!!! إذاً فكل كاتب يرى حديثاً فيه من وجهة نظره علائم النبوة يأخذ به ويعتمد عليه حتى وإن كان سنده ضعيفاً!!!! فلماذا إذاً نبحث عن تصحيح الحديث وتضعيفه؟! و ….. و ….. 21 - الباب الثالث: الفصل الثالث: المهدى الخليفة المنتظر: فى ص 131: أورد الحديث الذى نقله من فتح البارى: من طريق قيس بن جابر الصدفى عن أبيه عن جده رفعه: " سيكون من بعدى خلفاء ثم من بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم يؤمر القحطانى فوالذى بعثنى بالحق ما هو دونه. " الرد: 21 - إنّ الحافظ قد أشار إلى ضعف الحديث عندما قال: ورد من طريق قيس بن جابر الصدفى ….الخ، وهذا الحديث قال عنه الهيثمى فى المجمع 5 / 190 رواه الطبرانى وفيه جماعة لم أعرفهم. والله سبحانه وتعالى أعلم، فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان غير ذلك فمنى ومن الشيطان، وأستغفر الله العظيم.والحمد لله تعالى أولاً وآخراً كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. كتبه الفقير إلى الله - عز وجل - أبو عمرو / شريف مراد جمادى أول 1418 هـ

§1/1