الدعاء للضبي

محمد بن فضيل الضبي

اللهم إني أسألك من فضلك، ورحمتك , فإنه لا يملكها إلا أنت، فإن الله

1 - أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ الْإِمَامُ أَبُو الْبَرَكَاتِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْكُوفِيُّ النَّحْوِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ فِي مَسْجِدِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ بِمَحِلَّةِ السَّبِيعِ فِي الْعَاشِرِ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلَّانَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَازِنِ الْمُعَدِّلُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيُّ، قِرَاءَةُ عَلَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ رِيَاحٍ الْأَشْجَعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، وَأَقَرَّ بِهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُنْذِرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ -[158]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَمُجَاهِدٍ قَالَا: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ , فَشَكَا إِلَيْهِ الْجُوعَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: «مَا أَجِدُ لَكَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ طَعَامًا أُطْعِمُكَاهُ» . فَقَامَ أَحَدُهُمَا , فَأَهْدَى لَهُ شَاةً مَصْلِيَّةً، وَقَالَ الْآخَرُ: حِفْنَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ , فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ: «اطْعَمْ» , فَطَعِمَ , فَلَمَّا شَبِعَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي , فَأَتَيْتُكَ، فَرَزَقَنِي اللَّهُ هَذَا عَلَى يَدَيْكَ، أَفَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَنِي هَذَا , وَلَسْتُ عِنْدَكَ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: قُلِ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، وَرَحْمَتِكَ , فَإِنَّهُ لَا يَمْلِكُهَا إِلَّا أَنْتَ، فَإِنَّ اللَّهَ رَازِقُكَ»

الله لا يرى الدنيا كالذي تراها، فإذا كنت سائلا فقل: اللهم أرني الدنيا كالذي يراها صالحو

2 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْغُصَيْنِ الطَّائِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا هُوَ يُصَلِّي , فَسَمِعَ رَجُلًا مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ يُصَلِّي، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الدُّنْيَا كَمَا تَرَاهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ: «مَنْ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ؟» قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا. قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ لَا يَرَى الدُّنْيَا كَالَّذِي تَرَاهَا، فَإِذَا كُنْتَ سَائِلًا فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الدُّنْيَا كَالَّذِي يَرَاهَا صَالِحُو عِبَادِكَ»

اللهم إنما أنا عبد، فأيما عبد مسلم , أو امرأة مسلمة , دعوت عليه بدعوة، فاجعلها له صلاة

3 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ أَسِيرٌ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ امْرَأَةٍ , فَانْفَلَتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: «مَا لَهَا؟ قَطَعَ اللَّهُ يَدَهَا» . فَبَلَغَ ذَلِكَ الْمَرْأَةَ , فَعَلِمَتْ أَنَّهَا مَقْطُوعَةٌ يَدُهَا، فَرَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى السَّمَاءِ تَدْعُو، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: «ضَعِي يَدَيْكِ , فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَقْطَعُ يَدَيْكِ» ، ثُمَّ قَالَ: «§اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ مُسْلِمٍ , أَوِ امْرَأَةٍ مَسْلَمَةٍ , دَعَوْتُ عَلَيْهِ بِدَعْوَةٍ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَبَرَكَةً»

شعار المسلمين يوم القيامة على الصراط: اللهم سلم سلم»

4 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ»

أدعوك اللهم، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأسألك بأسمائك الحسنى كلها , ما علمت منها

5 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: أَهْدَيْتُ لِعَائِشَةَ جِرَابًا مِنْ قُسْطِ عَنْبَرٍ , فَدَخَلْتُ بِهِ عَلَيْهَا , فَقُلْتُ: يَا أُمَّتَاهُ، هَذَا جِرَابٌ مِنْ قُسْطٍ أَهْدَيْتُهُ لَكِ. قَالَتْ: يَا جَارِيَةُ , خُذِيهِ مِنْهُ، وَأَعْطِيهِ ذَلِكَ الْبُرْدَ الْأَحْمَرَ، فَقُلْتُ: هَذَا خَيْرٌ مِنَ الَّذِي جِئْتُ بِهِ. فَقَالَتْ: إِنَّكَ لِذَلِكَ أَهْلٌ. فَقُلْتُ: عَلِّمِينِي دُعَاءً سَمِعْتِيهِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: نَعَمْ , دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، شَعَرْتُ أَنِّي عَلِمْتُ الِاسْمَ الَّذِي دَعَا بِهِ صَاحِبُ سُلَيْمَانَ» . قَالَتْ: فَمَا مَلَكْتُ نَفْسِيَ أَنِ اعْتَنَقْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: عَلِّمْنِيهِ. فَقَالَ: «لَا يَصْلُحُ يَا -[163]- عَائِشَةُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتْ: فَقُمْتُ , فَتَوَضَّأْتُ , وَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَقُلْتُ: §أَدْعُوكَ اللَّهُمَ، وَأَدْعُوكَ الرَّحْمَنَ، وَأَدْعُوكَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّهَا , مَا عَلِمْتُ مِنْهَا , وَمَا لَمْ أَعْلَمْ , أَنْ تَغْفِرَ لِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَصَبْتِ يَا عَائِشَةُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

إذا أصاب أحدكم هم , أو حزن فليقل: اللهم , إني عبدك , وابن عبدك , وابن أمتك , وفي قبضتك ,

6 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ هَمٌّ , أَوْ حَزَنٌ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ , إِنِّي عَبْدُكَ , وَابْنُ عَبْدِكَ , وَابْنُ أَمَتِكَ , وَفِي قَبْضَتِكَ , نَاصِيَتِي فِي يَدَيْكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ , أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ: أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي , وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي , وَذَهَابَ هَمِّي» . قَالَ: «فَمَا قَالَهُنَّ عَبْدٌ قَطُّ إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا» . قَالُوا: أَفَلَا نَتَعَلَّمُهُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: -[164]- «بَلَى، فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لِكُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ»

فأيما عبد غضبت عليه , أو سببته في غير كنهه فاجعلها له صلاة ورحمة»

7 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَغْضَبُ كَمَا -[165]- يَغْضَبُ الْبَشَرُ، وَأَلْعَنُ كَمَا يَلْعَنُ الْبَشَرُ، §فَأَيُّمَا عَبْدٍ غَضِبْتُ عَلَيْهِ , أَوْ سَبَبْتُهُ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَرَحْمَةً»

اللهم إني ضعيف , فقو في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضائي،

8 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ بُرَيْدَةَ، قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ -[166]- خَيْرًا عَلَّمَهُنَّ إِيَّاهُ، ثُمَّ لَمْ يُنْسِهِنَّ إِيَّاهُ أَبَدًا؟ قُلِ: §اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ , فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَى رِضَائِي، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، وَإِنِّي ذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي، وَإِنِّي فَقِيرٌ فَارْزُقْنِي»

إذا أنت نمت فاجعل يدك اليمنى تحت خدك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي

9 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ تَفْعَلُهُ؟ إِنْ أَنْتَ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ عِشْتَ عِشْتَ بِخَيْرٍ؟ §إِذَا أَنْتَ نِمْتَ فَاجْعَلْ يَدَكَ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ , لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا -[168]- إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ , وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ»

الموجبتان: من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به دخل النار» . قيل: وما

10 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§الْمُوجِبَتَانِ: مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ» . قِيلَ: وَمَا بَيَانُ كُفْرِهِ؟ قَالَ: «تَرْكُ الصَّلَاةِ»

لا يشكر الله من لا يشكر الناس»

11 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ»

أمتي أمة مرحومة , ليس عليها في الآخرة حساب , ولا عذاب، إنما عذابها في القتل والزلازل

12 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي السُّوقِ فِي إِمَارَةِ -[172]- زِيَادٍ إِذْ ضَرَبْتُ إِحْدَى يَدَيَّ عَلَى الْأُخْرَى تَعَجُّبًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ كَانَ لِوَالِدِهِ صُحْبَةٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِمَّ تَعْجَبُ يَا أَبَا بُرْدَةَ؟ قُلْتُ: أَعْجَبُ مِنْ قَوْمٍ , دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ، وَدَعْوَتُهُمْ وَاحِدَةٌ، وَحَجُّهُمْ وَاحِدٌ، وَغَزْوُهُمْ وَاحِدٌ , يَسْتَحِلُّ بَعْضُهُمْ قَتْلَ بَعْضٍ قَالَ: فَلَا تَعْجَبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ وَالِدِي أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ , لَيْسَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ حِسَابٌ , وَلَا عَذَابٌ، إِنَّمَا عَذَابُهَا فِي الْقَتْلِ وَالزَّلَازِلِ وَالْفِتَنِ»

من شهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله , مخلصا بهما من قبل

13 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ , فَقَالَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: «اخْرُجْ , فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ §مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , مُخْلِصًا بِهِمَا مِنْ قِبَلِ قَلْبِهِ , فَقَدْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَإِنْ -[174]- زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ؟ ‍ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ» قَالَ: فَخَرَجَ , فَلَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ: مَا أَخْرَجَكَ عَنْ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَمَرَنِي أَنْ أَخْرُجَ؛ فَأُأَذِّنَ فِي النَّاسِ أَنَّهُ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , مُخْلِصًا بِهِمَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ , فَقَدْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» . قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ , يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ» . قَالَ: إِنِّي أَطْلُبُ إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: تَقْعُدُ هَاهُنَا , حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: إِنِّي لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ خَارِجًا , فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَكَ مِنْ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَمَرَنِي أَنْ أُنَادِيَ فِي النَّاسِ أَنَّهُ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مُخْلِصًا بِهِمَا , فَقَدْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» . قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَا , وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ زَنَا , وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ» . فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّهُ , وَتَتْرُكَ النَّاسَ يَقُولُونَهَا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقُولَهَا الْإِنْسَانُ مَرَّةً وَاحِدَةً , وَيَتَّكِلَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: «نِعِمَّا رَأَيْتَ» ، فَرَدَّهُ، فَخَرَجَ عُمَرُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ: «ارْجِعْ» , فَرَجَعَ أَبُو الدَّرْدَاءِ

حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» . ثم قال: «يا أبا هريرة، تدري ما حق

14 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ -[176]- الْمَدِينَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي فِي نَخْلِ الْمَدِينَةِ، إِذْ نَادَانِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَلْفِي: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ §حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» . ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ»

يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، فيصبح الناس لا يدرون ما صلاة ولا صيام , ولا نسك غير أن

15 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ -[177]- رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «§يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ , وَلَا نُسُكٌ غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ وَالْعَجُوزَ يَقُولُونَ: قَدْ أَدْرَكْنَا النَّاسَ وَهُمْ يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَنَحْنُ نَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» . فَقَالَ صِلَةُ: وَمَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ , وَلَا صِيَامٌ , وَلَا نُسُكٌ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: «مَا تُغْنِي عَنْهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَا صِلَةُ؟ يَنْجُونَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنَ النَّارِ»

الابتهال هكذا: وقلب كفيه إلى الأرض، والمسألة هكذا: وبسط كفيه، والإخلاص أن تشير بأصبع

16 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ - يَرْفَعُ الْحَدِيثَ - قَالَ: «§الِابْتِهَالُ هَكَذَا: وَقَلَبَ كَفَّيْهِ إِلَى الْأَرْضِ، وَالْمَسْأَلَةُ هَكَذَا: وَبَسَطَ كَفَّيْهِ، وَالْإِخْلَاصُ أَنْ تُشِيرَ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ تَدْعُو بِهَا»

وتبتل إليه تبتيلا} [المزمل: 8] قال: «أخلص إليه إخلاصا»

17 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] قَالَ: «أَخْلِصْ إِلَيْهِ إِخْلَاصًا»

يدعو ويشير بأصبعيه , فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا سعد أحد

18 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: -[180]- كَانَ سَعْدٌ §يَدْعُو ويُشِيرُ بِأُصْبُعَيْهِ , فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا سَعْدُ أَحِّدْ أَحِّدْ»

وتبتل إليه تبتيلا} [المزمل: 8] قال: «إخلاصا»

19 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: {§وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] قَالَ: «إِخْلَاصًا»

إذا دخل المسجد قال: «اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك , أو رحمتك» . وإذا خرج قال:

20 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ -[182]- النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ §إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ , أَوْ رَحْمَتِكَ» . وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ»

يؤمر بالدعاء عند أذان المؤذنين»

21 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «§يُؤْمَرُ بِالدُّعَاءِ عِنْدَ أَذَانِ الْمُؤَذِّنِينَ»

عند أذان المغرب: اللهم عند استقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، وحضور صلواتك , أسألك

22 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ -[184]- حَفْصَةَ بِنْتِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهَا أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: عَلَّمَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ قَالَتْ: عَلَّمَنِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «قُولِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ §عِنْدَ أَذَانِ الْمَغْرِبِ: اللَّهُمَّ عِنْدَ اسْتِقْبَالِ لَيْلِكَ، وَإِدْبَارِ نَهَارِكَ، وَأَصْوَاتِ دُعَاتِكَ، وَحُضُورِ صَلَوَاتِكَ , أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي»

تفتح أبواب السماء لخمس: للقاء الزحف، والغيث إذا نزل، والنداء بالصلاة، ولقراءة القرآن

23 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: «§تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لِخَمْسٍ: لِلِقَاءِ الزَّحْفِ، وَالْغَيْثِ إِذَا نَزَلَ، وَالنِّدَاءِ بِالصَّلَاةِ، وَلِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالدُّعَاءِ»

أنا عند ظن عبدي، وأنا معه حيث يدعوني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ

24 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ: §أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَدْعُونِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِيمَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ، وَإِنْ جَاءَنِي يُهَرْوِلُ جِئْتُهُ أَسْعَى، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنْ لَمْ يَسْأَلْنِي غَضِبْتُ عَلَيْهِ»

لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل» قيل: يا رسول الله، وكيف يستعجل؟ قال: «يقول: قد دعوت

25 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ -[187]- قَالَ: بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟ قَالَ: «يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ , فَمَا أَرَى اللَّهَ يَسْتَجِيبُ لِي»

أنا عند ظن عبدي، وأنا معه إذا دعاني»

26 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَبُّكُمْ: «§أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي»

يتعوذ من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في

27 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ»

إذا سافر الرجل: اللهم بلاغ يبلغ خيرا , مغفرة منك ورضوانا، بيدك الخير، إنك على كل شيء

28 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كَانُوا يَقُولُونَ فِي السَّفَرِ، §إِذَا سَافَرَ الرَّجُلُ: اللَّهُمَّ بَلَاغٌ يَبْلُغُ خَيْرًا , مَغْفِرَةً مِنْكَ وَرِضْوَانًا، بِيَدِكَ الْخَيْرُ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ , وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ -[190]- عَلَيْنَا السَّفَرَ، وَاطْوِ لَنَا الْأَرْضَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ»

في الاستخارة: «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تعلم , ولا

29 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ §فِي الِاسْتِخَارَةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ , وَلَا أَعْلَمُ، وَتَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْرًا لِي فِي دِينِي، وَخَيْرًا لِي فِي مَعِيشَتِي، وَخَيْرًا لِي فِيمَا يُبْتَغَى فِيهِ الْخَيْرُ -[191]- فَيَسِّرْهُ لِي , وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ غَيْرَ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ لِي , فَيَسِّرْهُ لِي، وَرَضِّنِي بِالَّذِي قَضَيْتَ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ»

الناس لم يعطوا شيئا من الدنيا خيرا من اليقين والعافية، ألا فسلوهما

30 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ §النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا خَيْرًا مِنَ الْيَقِينِ وَالْعَافِيَةِ، أَلَا فَسَلُوهُمَا اللَّهَ»

سل الله العافية في الدنيا والآخرة»

31 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ رَبِّي , قَالَ: «سَلْ رَبَّكَ الْعَافِيَةَ» . قَالَ: ثُمَّ لَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ رَبِّي. قَالَ: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، §سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»

الناس لم يعطوا بعد يقين خيرا من المعافاة , ألا فسلوهما الله»

32 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «أَيُّهَا النَّاسُ , أَلَا إِنَّ §النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا بَعْدَ يَقِينٍ خَيْرًا مِنَ الْمُعَافَاةِ , أَلَا فَسَلُوهُمَا اللَّهَ»

لا أصل إلى امرأتي. قال له: «توضأ، ثم صل ركعتين، ومرها أن تصلي خلفك، فإذا فرغت من صلاتك

33 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي §لَا أَصِلُ إِلَى امْرَأَتِي. قَالَ لَهُ: «تَوَضَّأْ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَمُرْهَا أَنْ تُصَلِّيَ خَلْفَكَ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَاتِكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِي أَهْلِي , وَبَارِكْ لِأَهْلِي فِيَّ، وَارْزُقْنِي مِنْهُنَّ , وَارْزُقْهُنَّ مِنِّي، اللَّهُمَّ مَا جَمَعْتَ بَيْنَنَا فَاجْمَعْ بَيْنَنَا فِي خَيْرٍ، وَإِذَا فَرَّقْتَ فَفَرِّقْ فِي خَيْرٍ»

تصلي المرأة خلف زوجها، فإن أبت أن تصلي خلفه، فصل أنت ركعتين، ثم قل: «اللهم بارك لي في

34 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ، وَلَمْ يَعْلَمْ إِبْرَاهِيمُ , فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: أَلَا أَخْبَرْتَنِي حَتَّى أُعَلِّمَكَ كَيْفَ كَانُوا يَصْنَعُونَ. فَقُلْتُ: أَلَمْ أُخْبِرْكَ؟ قَالَ: مَا أَخْبَرْتَنِي , إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا لَا يَقْرَبُونَ نِسَاءَهُمْ حَتَّى §تُصَلِّيَ الْمَرْأَةُ خَلْفَ زَوْجِهَا، فَإِنْ أَبَتْ أَنْ تُصَلِّيَ خَلْفَهُ، فَصَلِّ أَنْتَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلِ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِي أَهْلِي، وَبَارِكْ لِأَهْلِي فِيَّ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مِنْهَا , وَارْزُقْهَا مِنِّي، اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنَا مَا جَمَعْتَ فِي خَيْرٍ , وَفَرِّقْ بَيْنَنَا إِذَا فَرَّقْتَ فِي خَيْرٍ»

الرجل يعمل الخير , ويحمده الناس عليه؟ قال: «يا بني , تلك عاجل بشرى المؤمن في

35 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَامِتٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: §الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْخَيْرَ , وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «يَا بُنَيَّ , تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا»

إذا رأى الهلال قال: «الله أكبر، ربي وربك الله، هلال رشد وبركة»

36 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ، هِلَالُ رُشْدٍ وَبَرَكَةٍ»

إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان

37 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النَّجِسِ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»

إذا خرج من الخلاء: «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى , وعافاني»

38 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ §إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الْأَذَى , وَعَافَانِي»

خياركم كل مفتن تواب»

39 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «§خِيَارُكُمْ كُلُّ مُفَتَّنٍ تَوَّابٍ»

ما من عبد مؤمن إلا له ذنب يعتريه الفينة بعد الفينة حتى لينجو بعد ذلك مغفور الذنب , أو

40 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَجْلَحُ، عَنِ الضَّحَّاكِ، يَرْفَعُهُ قَالَ: «§مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا لَهُ ذَنْبٌ يَعْتَرِيهِ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ حَتَّى لَيَنْجُوَ بَعْدَ ذَلِكَ مَغْفُورَ الذَّنْبِ , أَوْ مُعَذَّبًا»

وإياك والسجع في الدعاء، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا

41 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ - وَكَانَ قَاصًّا - قَالَ: أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ عَائِشَةُ، فَقَالَتْ: «حَدِّثْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ يَوْمًا، فَإِنْ أَبَيْتَ فَيَوْمَيْنِ، فَإِنْ أَبِيتَ فَثَلَاثَةً، وَإِيَّاكَ أَنْ تَأْتِيَ الْقَوْمَ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ , فَتَقُصَّ عَلَيْهِمْ , فَتُمِلَّهُمْ، §وَإِيَّاكَ وَالسَّجْعَ فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ كَانُوا يَكْرَهُونَهُ»

إمام يخاف تغطرسه وظلمه , فليتوضأ , وليصل ركعتين، ثم ليقل في دبر صلاته: «اللهم -[208]- رب

42 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ §إِمَامٌ يَخَافُ تَغَطْرُسَهُ وَظُلْمَهُ , فَلْيَتَوَضَّأْ , وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيَقُلْ فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ: «اللَّهُمَّ -[208]- رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ , كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، وَأَحْزَابِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَنْ يَفْرُطُوا عَلَيَّ، وَأَنْ يَطْغَوْا , عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ , وَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»

إذا كان على أحدكم إمام يخاف تغطرسه وظلمه , فليقل: اللهم رب السموات السبع، ورب العرش

43 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: لَقِيتُ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْقَصْرِ، فَقُلْتُ: مَا -[210]- حَبَسَكُمْ؟ فَذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: «§إِذَا كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ إِمَامٌ يَخَافُ تَغَطْرُسَهُ وَظُلْمَهُ , فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ , كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَأَحْزَابِهِ , أَنْ يَفْرُطُوا عَلَيَّ أَوْ يَطْغَوْا، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ , وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ»

فإذا كان من السحر نادى: «سمع سامع بحمد الله ونعمه، وحسن بلائه عندنا - ثلاث مرات -[211]-

44 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، §فَإِذَا كَانَ مِنَ السَّحَرِ نَادَى: «سَمَّعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعَمِهِ، وَحُسْنِ بَلَائِهِ عِنْدَنَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -[211]- اللَّهُمَّ صَاحِبْنَا , فَأَفْضِلْ عَلَيْنَا - ثَلَاثًا - اللَّهُمَّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ - ثَلَاثًا -»

حين ينفجر الصبح: «سمع سامع بحمد الله ونعمته، وحسن بلائه علينا - ثلاث مرات - صاحبنا فأقلنا

45 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَكَانَ يَقُولُ §حِينَ يَنْفَجِرُ الصُّبْحُ: «سَمَّعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعْمَتِهِ، وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - صَاحِبْنَا فَأَقِلْنَا وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - اللَّهُمَّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»

اللهم اشفني من النوم باليسير، واجعل سهري في طاعتك» . قال: فكان لا ينام إلا هنيهة وهو

46 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ يَدْعُو: «§اللَّهُمَّ اشْفِنِي مِنَ النَّوْمِ بِالْيَسِيرِ، وَاجْعَلْ سَهَرِي فِي طَاعَتِكَ» . قَالَ: فَكَانَ لَا يَنَامُ إِلَّا هُنَيْهَةً وَهُوَ قَاعِدٌ

ساجد , وهو يقول: «اللهم إني خائف مستجير فأجرني من عذابك، وسائل فقير , فارزقني من فضلك ,

47 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَبِيعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: رَحَلْتُ , فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا دَخَلْتُ , مَرَرْتُ عَلَى رَجُلٍ -[213]- وَهُوَ §سَاجِدٌ , وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ فَأَجِرْنِي مِنْ عَذَابِكَ، وَسَائِلٌ فَقِيرٌ , فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ , لَا مِنْ ذَنْبٍ فَأَعْتَذِرُ، وَلَا ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ، وَلَكِنْ مُذْنِبٌ مُسْتَغْفِرٌ» , قَالَ: فَأَصْبَحَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُعَلِّمُهُنَّ أَصْحَابَهُ إِعْجَابًا بِهِنَّ

اللهم اجعلني من عبادك الأقلين، فلما انصرف عمر قال: «من صاحب الدعوة؟» قال الرجل: أنا ,

48 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْغُصَيْنِ الْكِنَانِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَمِعَ رَجُلًا وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ , وَهُوَ يَقُولُ مِنْ خَلْفِهِ: §اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ عِبَادِكَ الْأَقَلِّينَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ عُمَرُ قَالَ: «مَنْ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ؟» قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا , وَمَا أَرَدْتُ بِهَا إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: «وَمَا أَرَدْتَ بِهَذِهِ الدَّعْوَةِ؟» قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13] ، وَقَالَ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: 24] قَالَ: «صَدَقْتَ» فَأَعْجَبَتْهُ مِنْ دُعَائِهِ

أعوذ بوجه الله الكريم، وكلمات الله التامات , من شر كل شيء هو آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف

49 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: جَاءَ أَبِي بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ: «§أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ، وَكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ , مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ، اللَّهُمَّ لَا يُخْلَفُ وَعْدُكَ , وَلَا يُهْزَمُ جُنْدُكَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ»

اللهم دعوتني , فأجبتك , وأمرتني , فأطعتك، وهذا سحر فاغفر لي» قال: فرصده عمي، فإذا عبد

50 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: كَانَ عَمِّي يُدْلِجُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ , فَسَمِعَ صَوْتًا مِنْ قِبَلِ دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ دَعَوْتَنِي , فَأَجَبْتُكَ , وَأَمَرْتَنِي , فَأَطَعْتُكَ، وَهَذَا سَحَرٌ فَاغْفِرْ لِي» قَالَ: فَرَصَدَهُ عَمِّي، فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَرَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَوْلُهُ: «هَذَا سَحَرٌ , فَاغْفِرْ لِي» . قَالَ: «إِنَّ يَعْقُوبَ سَوَّفَ بَنِيهِ إِلَى السَّحَرِ، قَالَ: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} »

اللهم فاطر السموات والأرض , عالم الغيب -[217]- والشهادة، إني أعهد إليك في هذه الحياة

51 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ , عَالِمَ الْغَيْبِ -[217]- وَالشَّهَادَةِ، إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، إِنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى عَمَلِي , يُقَرِّبْنِي مِنَ الشَّرِّ، وَيُبَاعِدْنِي مِنَ الْخَيْرِ، وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ، فَاجْعَلْهُ لِي مِنْ عِنْدِكَ , تُؤَدِّيهِ إِلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ» . قَالَ: «فَمَا قَالَهُنَّ عَبْدٌ قَطُّ إِلَّا كُتِبْنَ فِي رَقٍّ، ثُمَّ خُتِمْنَ بِخَاتَمٍ , حَتَّى يُوَافِيَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ , أَيْنَ أَصْحَابُ الْعُهُودِ؟» وَزَادَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: «وَهُوَ الْعَهْدُ الَمَسْئُولُ»

اللهم يا ذا المن، ولا يمن عليك , يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول لا إله إلا أنت , ظهر

52 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَدْعُو , يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ، وَلَا يُمَنُّ عَلَيْكَ , يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , ظَهْرَ اللَّاجِئِينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَمَأْمَنَ الْخَائِفِينَ. إِنْ كَانَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ أَنِّي شَقِيٌّ , فَامْحُ مِنْ أُمِّ -[218]- الْكِتَابِ شَقَائِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ سَعِيدًا، وَإِنْ كَانَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ أَنِّي مَحْرُومٌ مُقَتَّرٌ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ , فَامْحُ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ حِرْمَانِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ سَعِيدًا مُوَفَّقًا لَكَ فِي الْخَيْرِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى نَبِيِّكَ: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] » قَالَ: «فَمَا قَالَهُنَّ عَبْدٌ قَطُّ إِلَّا وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي مَعِيشَتِهِ»

اللهم بارك لي في ديني الذي هو عصمتي، وبارك لي في دنياي التي فيها بلاغي، وبارك لي في آخرتي

53 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَتِي، وَبَارِكْ لِي فِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا بَلَاغِي، وَبَارِكْ لِي فِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مَصِيرِي، وَاجْعَلْ حَيَاتِي - مَا أَحْيَيْتَنِي - زِيَادَةً فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلْ وَفَاتِي - إِذَا تَوَفَّيْتَنِي - رَاحَةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ»

أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء»

54 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «§أَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ، وَأَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ»

ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟» قلت: بلى , يا رسول الله , قال: «لا حول ولا قوة إلا

55 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، §أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ»

فلما استوى على الدابة قال: «الحمد لله الذي كرمنا , وحملنا في البر والبحر , ورزقنا من

56 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ , أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ بَابِ الْقَصْرِ , قَالَ: فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ فَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ» . §فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى الدَّابَّةِ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَرَّمَنَا , وَحَمَلَنَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ , وَرَزَقَنَا مِنَ الطَّيِّبَاتِ، وَفَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 14] ، رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي , إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ» ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §اللَّهَ لَيَعْجَبُ بِعَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي , إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»

إذا فرغ من طعام قال: «الحمد -[227]- لله الذي من علينا فهدانا، والحمد لله الذي أشبعنا

57 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامٍ قَالَ: «الْحَمْدُ -[227]- لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا فَهَدَانَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَشْبَعَنَا وَأَرْوَانَا، وَكُلَّ بَلَاءٍ حَسَنٍ وَصَالِحٍ أَبْلَانَا»

كيف أنعم؟ وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته , يسمع متى يؤمر , فينفخ فيه» فقال: أصحاب

58 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8] قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كَيْفَ أَنْعَمُ؟ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ , يَسْمَعُ مَتَى يُؤْمَرُ , فَيَنْفُخُ فِيهِ» فَقَالَ: أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَكَيْفَ نَقُولُ؟ قَالَ: تَقُولُونَ: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ , عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا»

التوكل على الله جميع الإيمان»

59 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ -[230]- جُبَيْرٍ، قَالَ: «§التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ جَمِيعُ الْإِيمَانِ»

حسبي الله ونعم الوكيل»

60 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ قَالَ: «§حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»

إذا أصبح يقول: «اللهم اجعلني من أعظم عبادك نصيبا في كل خير تقسمه لأحد -[232]- من خلقك، من

61 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ، كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو §إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَعْظَمِ عِبَادِكَ نَصِيبًا فِي كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ لِأَحَدٍ -[232]- مِنْ خَلْقِكَ، مِنْ نُورٍ تَهْدِي بِهِ , وَرَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا، وَرِزْقٍ تَبْسُطُهُ، وَشَرٍّ تَدْفَعُهُ وَضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَبَلَاءٍ تَصْرِفُهُ، وَفِتْنَةٍ تَدْفَعُهَا» . وَإِذَا أَمْسَى قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ

إذا توضأ أحدكم فليقل: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، اللهم اجعلني من

62 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , أَنَّهُ قَالَ: «§إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ»

-[235]- ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك مثل

63 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§-[235]- مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ مِثْلُ ذَلِكَ»

اللهم رب إبراهيم، ورب إسحاق ويعقوب، ورب جبريل وميكائيل وإسرافيل، ومنزل التوراة والإنجيل

64 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أُتِيَ بِرَجُلٍ بِحَبْلٍ , مَا نَشُكُّ فِي قَتْلِهِ , قَالَ: فَرَأَيْنَاهُ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ , مَا نَدْرِي مَا هُوَ. قَالَ: فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْقَوْمِ , فَقَالُوا: لَقَدْ جِيءَ -[236]- بِكَ، وَمَا نَشُكُّ فِي قَتْلِكَ، فَرَأَيْنَاكَ حَرَّكْتَ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ , مَا نَدْرِي مَا هُوَ، فَخُلِّيَ سَبِيلُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: «§اللَّهُمَّ رَبَّ إِبْرَاهِيمَ، وَرَبَّ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَرَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ زِيَادٍ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ»

شيء أقوله ينفعني من أجل الأسد؟ قال: نعم , قل: «اللهم رب دانيال، ورب الجب عافني من الأسد»

65 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ، عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ مَوْلَى عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَخْتَلِفُ إِلَى السَّوَادِ فَهَلْ مِنْ §شَيْءٍ أَقُولُهُ يَنْفَعُنِي مِنْ أَجْلِ الْأَسَدِ؟ قَالَ: نَعَمْ , قُلِ: «اللَّهُمَّ رَبَّ دَانْيَالَ، وَرَبَّ الْجُبِّ عَافِنِي مِنَ الْأَسَدِ» فَلَقَدْ كُنْتُ أَمُرُّ عَلَيْهِ , وَهُوَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَأَقُولُهَا , فَمَا يَعْرِضُ لِي

إذا صام، ثم أفطر يقول: «اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت»

66 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي زُهْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا صَامَ، ثُمَّ أَفْطَرَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ، وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ»

الحمد لله الذي أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت»

67 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَقُولُ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَانَنِي فَصُمْتُ، وَرَزَقَنِي فَأَفْطَرْتُ»

لما خلق الله عز وجل آدم قال: ثلاث: واحدة لي , وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك، فأما التي لي:

68 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ ابْنِ الْإِسْلَامِ قَالَ: «§لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ قَالَ: ثَلَاثٌ: وَاحِدَةٌ لِي , وَوَاحِدَةٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَأَمَّا الَّتِي لِي: تَعْبُدُنِي , لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ: فَمَا عَمِلْتَ مِنْ شَيْءٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَنْ أَغْفِرَ , فَأَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ: فَمِنْكَ الْمَسْأَلَةُ , وَالدُّعَاءُ , وَمِنِّي الْإِجَابَةُ وَالْعَطَاءُ»

تم نورك فهديت , فلك الحمد، وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد، وبسطت يدك فأعطيت ربنا , وجهك أكرم

69 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ -[240]- عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «§تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ , فَلَكَ الْحَمْدُ، وَعَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ رَبَّنَا , وَجْهُكَ أَكْرَمُ الْوُجُوهِ , وَجَاهُكَ خَيْرُ الْجَاهِ، وَعَطِيَّتُكَ خَيْرُ الْعَطِيَّةِ وَأَهْنَأُهَا , تُطَاعُ - رَبَّنَا - فَتَشْكُرُ، وَتُعْصَى - رَبَّنَا - فَتَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتَ، تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ السُّوءَ، وَتَشْفِي السَّقِيمَ، وَتُنَجِّي مِنَ الْكَرْبِ، وَتَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ، لَا يَجْزِي بِآلَائِكَ أَحَدٌ , وَلَا يُحْصِي نَعْمَاءَكَ قَوْلُ قَائِلٍ»

يدعو: «اللهم هذا مكان المستغيث المستجير , مكان البائس الفقير، مكان الهالك الغريق، مكان

70 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ §يَدْعُو: «اللَّهُمَّ هَذَا مَكَانُ الْمُسْتَغِيثِ المُسْتَجِيرِ , مَكَانُ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ، مَكَانُ الْهَالِكِ الْغَرِيقِ، مَكَانُ الْخَائِفِ الْوَجِلِ، مَكَانُ مَنْ يَبُوءُ بِالْخَطِيئَةِ، وَيَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ، وَيَتُوبُ إِلَى رَبِّهِ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَى مَكَانِي , وَتَسْمَعُ كَلَامِي , وَتَسْمَعُ سِرِّي وَعَلَانِيَتِي، وَلَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِي، فَأَسْأَلُكَ , فَإِنَّكَ تَلِي التَّدْبِيرَ , وَتُمْضِي الْمَقَادِيرَ، سِوَاكَ مَنْ ظَلَمَ وَاعْتَرَفَ وَأَسَاءَ وَاقْتَرَفَ، أَنْ تَغْفِرَ لِي جَمِيعَ مَا مَضَى فِي عِلْمِكَ مِنْ ذُنُوبِي، وَمَا شَهِدَتْ عَلَيْهِ حَفَظَتُكَ , وَيَقَظَةُ مَلَائِكَتِكَ، وَأَنْ تَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِي فِي أَصْحَابِ -[242]- الْجَنَّةِ , وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ»

لا تفزع ولا تفرق، قل: اللهم إنك مليك مقتدر، وإن ما تشاء من أمر يكون» . ثم سل ما بدا لك.

71 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَأَنَا أَرَى أَنِّي قَدْ أَصْبَحْتُ، فَإِذَا عَلَيَّ لَيْلٌ طَوِيلٌ، وَإِذَا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ غَيْرِي، فَقُمْتُ , فَسَمِعْتُ حَرَكَةً مِنْ خَلْفِي , فَفَزِعْتُ، فَقَالَ لِي قَائِلٌ: «أَيُّهَا المُمْتَلِئُ فَزَعًا - أَوْ فَرَقًا - §لَا تَفْزَعْ وَلَا تَفْرَقْ، قُلِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَلِيكٌ مُقْتَدِرٌ، وَإِنَّ مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ» . ثُمَّ سَلْ مَا بَدَا لَكَ. قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا سَأَلْتُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا اسْتَجَابَ لِي

انطلق ثلاثة نفر يمشون، فدخلوا في غار، فأرسل الله عليهم صخرة فأطبقت الغار عليهم، فقال بعض

72 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي , وَرَقَبَةُ بْنُ مَسْقَلَةَ، جَمِيعًا عَنْ -[243]- نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ صَخْرَةً فَأَطْبَقَتِ الْغَارَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضٌ لِبَعْضٍ: تَعَالَوْا , فَلْيَنْظُرْ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَفْضَلَ عَمَلٍ عَمِلَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ , فَلْيَذْكُرْهُ، فَلْيَدْعُ اللَّهَ , لَعَلَّهُ أَنْ يُفَرِّجَ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، وَيُلْقِيَ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ , فَطَلَبْتُ مِنْهَا نَفْسَهَا , فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ , لَا أَفْعَلُ حَتَّى تُعْطِيَنِي مِائَةَ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا , فَجَمَعْتُهَا بَيْنَ حِسٍّ وَبِسٍّ حَتَّى أَتَيْتُهَا بِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ ارْتَعَدَتْ , وَبَكَتْ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحْ هَذَا الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا , وَتَرَكْتُهَا لَهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي تَرَكْتُهَا مِنْ مَخَافَتِكَ , فَافْرُجْ عَنَّا مِنْهَا فُرْجَةً نَرَى السَّمَاءَ. قَالَ: فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فُرْجَةً , فَنَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ، وَكَانَ لِي وُلْدٌ صِغَارٌ، فَكُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَبَوَيَّ، فَكُنْتُ أَجِيءُ بِالْحِلَابِ، فَأَبْدَأُ بِأَبَوَيَّ , فَأَسْقِيهِمَا، ثُمَّ أَجِيءُ بِفَضْلِهِمَا إِلَى وُلْدِي، وَإِنِّي جِئْتُ لَيْلَةً بِالْحِلَابِ فَوَجَدْتُ أَبَوَيَّ نَائِمَيْنِ , وَالصِّبْيَانُ يَتَضَاغَوْنَ مِنَ -[244]- الْجُوعِ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِمْ حَتَّى نَامُوا، ثُمَّ قُمْتُ بِالْحِلَابِ عَلَيْهِمْ , حَتَّى قَامَا فَشَرِبَا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الصِّبْيَةِ بِفَضْلِهِ فَسَقَيْتُهُمْ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي صَنَعْتُ ذَلِكَ مِنْ مَخَافَتِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مِنْهَا فُرْجَةً. قَالَ: فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْهَا فُرْجَةً وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَجِيرٌ , فَأَعْطَيْتُهُ أَجْرَهُ فَغَمَطَهُ وَذَهَبَ وَتَرَكَهُ، فَعَمِلْتُ لَهُ بِأَجْرِهِ حَتَّى صَارَ لَهُ بَقَرٌ وَرَاعِيهَا. قَالَ: فَأَتَانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ , فَقُلْتُ: انْطَلِقْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا , فَخُذْهَا. قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ , وَلَا تَهْزَأْ بِي قَالَ: قُلْتُ: انْطَلِقْ فَخُذْهَا. قَالَ: فَانْطَلَقَ فَأَخَذَهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ مَخَافَتِكَ فَأَلْقِهَا عَنَّا. قَالَ: فَأَلْقَاهَا اللَّهُ عَنْهُمْ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ»

اللهم إني أعوذ بك أن تأخذني على غرة، أو أن تذرني في غفلة، أو تجعلني من

73 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَأْخُذَنِي عَلَى غِرَّةٍ، أَوْ أَنْ تَذَرَنِي فِي غَفْلَةٍ، أَوْ تَجْعَلَنِي مِنَ الْغَافِلِينَ»

من حلف بالأمانة فليس منا، ومن غش امرأ مسلما في أهله , أو خادمه , فليس

74 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّ امْرَأً مُسْلِمًا فِي أَهْلِهِ , أَوْ خَادِمِهِ , فَلَيْسَ مِنَّا»

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ قَالَ إِذَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي , لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي , فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. فَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ مَاتَ شَهِيدًا، وَإِنْ مَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ مَاتَ شَهِيدًا»

اللهم احفظني بالإسلام قائما، واحفظني بالإسلام قاعدا، واحفظني بالإسلام راقدا، ولا تطع في

75 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «-[248]- يَا عُمَرُ قُلِ: §اللَّهُمَّ احْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَائِمًا، وَاحْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَاعِدًا، وَاحْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ رَاقِدًا، وَلَا تُطِعْ فِيَّ عَدُوًّا حَاسِدًا، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي كُلُّهُ بِيَدِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ , أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ»

باسمك اللهم , أنت الرحمن الرحيم , الذي ليس إله غيرك، البديع الذي ليس قبلك شيء , الدائم

76 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «مَرَّ قَوْمٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى رَجُلٍ , فَقَالَ: أَيْنَ تَعْمِدُونَ؟ قَالُوا: نَحْوَ الْبَحْرَيْنِ. قَالَ: أَفَلَا أَبْعَثُ مَعَكُمُ ابْنِي هَذَا تَبْتَاعُونَ لَهُ، وَيَتَعَلَّمُ مِنْكُمْ وَيَخْدِمُكُمْ، وَيَرْعَى لَكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَأَرْسَلَهُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمُوا الْبَحْرَيْنَ، فَنَزَلُوا بِرَجُلٍ رَاهِبٍ، فَكَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْعَتَهُ جَاءَ بِالسِّرَاجِ، فَإِذَا دَخَلَ , فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَقُولُهُ: §بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ , أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ , الَّذِي لَيْسَ إِلَهٌ غَيْرَكَ، الْبَدِيعُ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ , الدَّائِمُ غَيْرُ الْغَافِلِ، الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ فِي شَأْنٍ، وَالْخَالِقُ مَا يُرَى , وَمَا لَا يُرَى , الَّذِي عَلِمَ كُلَّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ» . فَقَالَ الرَّجُلُ لِلرَّاهِبِ: مَا رَأَيْتُ -[250]- رَجُلًا أَحْسَنَ نَعْتًا مِنْ إِلَهِهِ مِنْكَ. قَالَ: فَتَعَلَّمَ كَلَامَهُ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ: إِنَّ ابْنَ فُلَانٍ نَسْمَعُهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ , مَا نَدْرِي مَا هُوَ فَقَيَّدُوهُ، ثُمَّ أَتَوْا بِهِ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا شَأْنُ ابْنِي؟ قَالُوا: جُنَّ بَعْدَكَ , يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ مَا نَدْرِي مَا هُوَ؟ فَجَاءَتْ أُمُّهُ , فَمَسَّتْ جَسَدَهُ , فَقَالَتْ: لَا , وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ , مَا دَخَلَ جِسْمَ ابْنِي جَانٌّ بَعْدُ، فَسَأَلُوهُ , فَقَصَّ عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ , وَالْكَلَامَ الَّذِي تَعَلَّمَ مِنَ الرَّجُلِ، فَقَالَ أَبُوهُ: وَاللَّهِ مَا نَسْمَعُ مِنْكَ إِلَّا حَسَنًا , فَأَطْلَقُوهُ

ما من رجل يقول سبع مرات: اللهم منزل الكتاب، مفرج السحاب، واضع الميزان، يا ذا الجلال

77 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: «§مَا مِنْ رَجُلٍ يَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، مُفْرِجَ السَّحَابِ، وَاضِعَ الْمِيزَانِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ , اجْعَلْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَكَ مِنَ الْأَبْرَارِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ , إِلَّا بَلَغَ بِهِنَّ رِضْوَانَ اللَّهِ»

يا عليم، يا حليم، يا علي، يا عظيم، إنا عبيدك , وفي سبيلك نقاتل عدوك، اسقنا غيثا نشرب منها

78 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الصُّلْبُ بْنُ مَطَرٍ الْخُلْدِيُّ، عَنْ قُدَامَةَ ابْنِ أُخْتِ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْمًا، يَقُولُ: غَزَوْنَا -[252]- مَعَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ دَارِينَ قَالَ: فَدَعَا اللَّهَ ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ , فَاسْتُجِيبَ لَهُ فِيهِنَّ كُلِّهِنَّ , قَالَ: سِرْنَا مَعَهُ , قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا , فَطَلَبْنَا الْوَضُوءَ , فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَعَا فَقَالَ: «§يَا عَلِيمُ، يَا حَلِيمُ، يَا عَلِيُّ، يَا عَظِيمُ، إِنَّا عَبِيدُكَ , وَفِي سَبِيلِكَ نُقَاتِلُ عَدُوَّكَ، اسْقِنَا غَيْثًا نَشْرَبُ مِنْهَا وَنَتَوَضَّأُ، وَإِذَا تَرَكْنَاهُ فَلَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ فِيهِ نَصِيبًا غَيْرَنَا» . قَالَ: فَسِرْنَا , فَمَا جَاوَزْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ، فَإِذَا نَحْنُ بِعَيْنٍ مِنْ مَاءِ سَمَاءٍ , حِينَ انْقَلَعَتْ عَنْهُ السَّمَاءُ تَدَفَّقَ، قَالَ: فَشَرِبْنَا، وَتَزَوَّدْنَا، وَمَلَأْتُ إِدَاوَتِي، ثُمَّ تَرَكْنَاهَا , وَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ , هَلِ اسْتُجِيبَ لَهُ؟ قَالَ: فَسِرْنَا مِيلًا , وَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: نَسِيتُ إِدَاوَتِي، فَذَهَبْتُ إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ، فَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ مَاءٌ قَطُّ , قَالَ: فَأَخَذْتُ إِدَاوَتِي , وَجِئْتُهُمْ، فَلَمَّا أَتَيْنَا دَارِينَ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الْبَحْرُ، فَدَعَا فَقَالَ: «اللَّهُمَّ يَا عَلِيمُ، يَا حَلِيمُ، يَا عَلِيُّ، يَا عَظِيمُ، إِنَّا عِبَادُكَ , وَفِي سَبِيلِكَ , اجْعَلْ لَنَا سَبِيلًا إِلَى عَدُوِّكَ» . ثُمَّ تَقَحَّمَ بِنَا فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ مَا ابْتَلَّتْ سُرُجُنَا حَتَّى خَرَجْنَا إِلَيْهِمْ , وَمَا احْتَبَسَ مِنَّا رَجُلٌ، فَلَمَّا رَجَعْنَا اشْتَكَى الْبَطْنَ فَمَاتَ، فَلَمْ نَجِدْ مَاءً نُغَسِّلُهُ , -[253]- فَلَفَفْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ , وَدَفَنَّاهُ، فَمَا سِرْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ , إِذَا مَاءٌ كَثِيرٌ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: ارْجِعُوا بِنَا حَتَّى نَسْتَخْرِجَهُ , فَنُغَسِّلَهُ، فَرَجَعْنَا فَطَلَبْنَا قَبْرَهُ، فَخَفِيَ عَلَيْنَا مَوْضِعُهُ، فَلَمَّا لَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: ارْجِعُوا , لَا تَفْعَلُوا , فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ يَدْعُو اللَّهَ يَقُولُ: «يَا عَلِيمُ، يَا حَلِيمُ، يَا عَلِيُّ، يَا عَظِيمُ , اخْفِ جَدَثِي، وَلَا تُطْلِعْ أَحَدًا عَلَى جَسَدِي، وَلَا يَرَى أَحَدٌ عَوْرَتِي» . قَالَ: فَرَجَعْنَا وَتَرَكْنَاهُ

كان نبي من بني إسرائيل قد ظهر , وتبعه من شاء الله، وإنه تزوج بنت رجل ممن تابعه من

79 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: لَمَّا انْهَزَمَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَاجِمِ جَعَلَ أَبُو -[255]- الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ يُحَرِّضُ النَّاسَ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§كَانَ نَبِيٌّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ ظَهَرَ , وَتَبِعَهُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، وَإِنَّهُ تَزَوَّجَ بِنْتَ رَجُلٍ مِمَّنْ تَابَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَصْحَابِهِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا، فَلَمَّا شَبَّ وَبَلَغَ , تَتَبَّعَ النَّصَارَى فَنَصَّرُوهُ , وَعَقَدُوا لَهُ أَلْوِيَتَهُمْ، فَخَرَجَ بِهِمْ عَلَى أَبِيهِ، فَقَتَلَ أَبَاهُ , وَجَدَّهُ الْمُؤْمِنَ أَبَا أُمِّهِ، وَظَهَرَ عَلَيْهِمْ إِلَّا شِرْذِمَةً قَلِيلَةً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَبَيْنَا هُوَ قَدْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فِي نَفْسِهِ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ آذَنُوا لَكُمْ بِالْحَرْبِ، فَخَرَجَ بِمَنْ مَعَهُ , وَهُوَ يَرَاهُمْ كَأَكلَةِ رَأْسٍ , فَاقْتَتَلُوا، فَأَظْهَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِمْ , فَهَزَمُوهُمْ، فَأُخِذَ ابْنُ النَّبِيِّ أَسِيرًا، فَصَلَبُوهُ وَهُوَ حَيٌّ، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ حَتَّى يَمُوتَ مَوْتَةَ نَفْسِهِ , وَلَا يُقْتَلَ، فَبَيْنَا هُوَ يَدْعُو اللَّهَ بِآلِهَتِهِ، وَيَهْتِفُ بِالْآلِهَةِ، وَيَهْتِفُ بِأَسْمَائِهَا يَدْعُوهَا أَنْ تُخَلِّصَهُ مِمَّا هُوَ فِيهِ، فَهَتَفَ لَيْلَةً , حَتَّى إِذَا خَافَ الصُّبْحَ دَعَا اللَّهَ , فَقَالَ: يَا اللَّهُ , خَلِّصْنِي وَنَجِّنِي، فَتَقَطَّعَتْ عَنْهُ الشُّرَطُ فَذَهَبَ , فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ , وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ , قَالَ: فَأُوحِيَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي مَنَامِهِ , أَنَّهُ دَعَا آلِهَتَهُ , فَلَمْ تُجِبْهُ، -[256]- وَدَعَانِي فَأَجَبْتُهُ، وَلَمْ أَكُنْ كَالصُّمِّ الْبُكْمِ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ»

تعم في الدعاء والنصح للعامة، فإنما أنت شافع، فإن يعطك الله الذي تريد، وإلا فقد قضيت الذي

80 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّا نَحْضُرُ الْمَسْجِدَ , وَفِيهِ الْمُنَافِقُ , وَشَارِبُ الْخَمْرِ , وَاللُّوطِيُّ وَالْفَاسِقُ , فَكَيْفَ نَدْعُو؟ -[257]- قَالَ: «§تَعُمُّ فِي الدُّعَاءِ وَالنُّصْحِ لِلْعَامَّةِ، فَإِنَّمَا أَنْتَ شَافِعٌ، فَإِنْ يُعْطِكَ اللَّهُ الَّذِي تُرِيدُ، وَإِلَّا فَقَدْ قَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ»

دعوات الفرج: اللهم لا إله إلا أنت , أسألك الفضل والرحمة، أنت وليهما , لا يليهما غيرك، رب

81 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «§دَعَوَاتُ الْفَرَجِ: اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , أَسْأَلُكَ الْفَضْلَ وَالرَّحْمَةَ، أَنْتَ وَلِيُّهُمَا , لَا يَلِيهِمَا غَيْرُكَ، رَبِّ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَعَافِنِي»

اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، واقبضني إذا علمت أن

82 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَكَانَ يَدْعُو بِدُعَاءٍ فِي صَلَاتِهِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، عَلِّمْنِي هَذَا الدُّعَاءَ، فَقَالَ: إِنْ أَنْتَ أَرَدْتَهُ، فَأْتِنِي فِي أَهْلِي. قَالَ: فَأَتَاهُ فِي أَهْلِهِ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ -[258]- قُلِ: «§اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَاقْبِضْنِي إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ الْوَفَاةَ خَيْرٌ لِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْخَشْيَةَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَالْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرَدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ فِي وَجْهِكَ، وَشَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ، مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ أَوْ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الْهُدَاةِ الْمُهْتَدِينَ» . ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ , - كَأَنَّهُ يَرْفَعُهُنَّ - هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُنَّ، إِذَا وَضَعْتَ جَنْبَكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ، وَنَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ، اللَّهُمَّ نَفْسِي خَلَقْتَهَا , لَكَ مَحْيَاهَا , وَلَكَ مَمَاتُهَا، فَإِنْ قَبَضْتَهَا فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَخَّرْتَهَا فَاحْفَظْهَا , بِحِفْظِ الْإِيمَانِ»

كلمتان خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان , حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده،

83 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ , ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ , حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ»

ما اجتمع ملأ قط يذكرون الله , إلا ذكرهم الله في ملإ أعز وأكرم، وما تفرق قوم لم يذكروا

84 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «§مَا اجْتَمَعَ مَلَأٌ قَطُّ يَذْكُرُونَ اللَّهَ , إِلَّا ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي مَلَإٍ أَعَزَّ وَأَكْرَمَ، وَمَا تَفَرَّقَ قَوْمٌ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِي مَجْلِسِهِمْ , إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

إذا كان الرجل يذكر الله في السراء ويحمده في الرخاء , فأصابه ضر فدعا الله، قالت الملائكة:

85 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: «§إِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَيَحْمَدُهُ فِي الرَّخَاءِ , فَأَصَابَهُ ضُرٌّ فَدَعَا اللَّهَ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ , مِنِ امْرِئٍ ضَعِيفٍ. قَالَ: فَتَسْتَغْفِرُ لَهُ. قَالَ: وَإِذَا كَانَ لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ , وَلَا يَحْمَدُهُ فِي الرَّخَاءِ , فَأَصَابَهُ ضُرٌّ , فَدَعَا اللَّهَ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: صَوْتٌ مُنْكَرٌ»

إذا نزل بك الموت , أو أمر تفظعين به , فقولي: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب

86 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، -[263]- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: زَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ابْنَتَهُ , فَخَلَا بِهَا. قَالَ الْحَسَنُ: فَلَقِيتُهَا , فَقُلْتُ: مَا قَالَ لَكِ؟ قَالَتْ: قَالَ لِي: «يَا بُنَيَّةُ §إِذَا نَزَلَ بِكِ الْمَوْتُ , أَوْ أَمْرٌ تَفْظَعِينَ بِهِ , فَقُولِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» فَأَتَيْتُ الْحَجَّاجَ , فَقُلْتُهُنَّ، فَقَالَ: لَقَدْ جِئْتَنِي , وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَكَ، وَمَا مِنْ أَهْلِكَ الْآنَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ فَسَلْ مَا شِئْتَ

إذا خرجت حتى أبلغ حاجتي: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر , أحب إلي

87 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: اجْتَمَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «لَأَنْ أَقُولَ §إِذَا خَرَجْتُ حَتَّى أَبْلُغَ حَاجَتِي: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ , أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْمِلَ عَلَى عِدَّتِهِنَّ مِنَ الْجِيَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[265]- عَمْرٍو: «لَأَنْ أَقُولَهُنَّ , أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُنْفِقَ عِدَّتَهُنَّ دَنَانِيرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

أي الكلام أحب إليك عشية عرفة؟ قال: «لا إله إلا الله، والله أكبر»

88 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَتَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ: §أَيُّ الْكَلَامِ أَحَبُّ إِلَيْكَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ؟ قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ»

أحب الكلام إلى الله أربع , لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،

89 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ , لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ»

إذا صعدنا -[268]- كبرنا، وإذا هبطنا سبحنا»

90 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «كُنَّا §إِذَا صَعِدْنَا -[268]- كَبَّرْنَا، وَإِذَا هَبَطْنَا سَبَّحْنَا»

مائة نسمة من مال رجل لكثير، وأفضل من ذلك وأفضل: إيمان ملزوم بالليل والنهار، ولا يزال لسان

91 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ مِائَةَ نَسَمَةٍ , فَقَالَ: «إِنَّ §مِائَةَ نَسَمَةٍ مِنْ مَالِ رَجُلٍ لَكَثِيرٌ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ وَأَفْضَلُ: إِيمَانٌ مَلْزُومٌ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَلَا يَزَالُ لِسَانُ أَحَدِكُمْ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»

ما يصنع أحدكم بالكلام بعد سبع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وأمر

92 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: «§مَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ بِالْكَلَامِ بَعْدَ سَبْعٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَأَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمَسْأَلَةٍ الْخَيْرِ، وَتَعَوُّذٍ مِنَ الشَّرِّ؟»

من قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر , كتب الله له بكل واحدة منهن

93 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ -[270]- عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ , كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَمَنْ زَادَ زَادَهُ اللَّهُ، وَمَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ضَادَّ اللَّهَ فِي أَمْرِهِ، وَمَنْ خَاصَمَ خُصُومَةَ بَاطِلٍ , وَأَعَانَ عَلَى خُصُومَةِ بَاطِلٍ , كَانَ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَفْرُغَ، وَمَنْ يَغْتَبْ مُؤْمِنًا , أَوْ مُؤْمِنَةً بِغَيْرِ عِلْمٍ , حَبَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي رَدْغَةِ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ , وَلَيْسَ بِخَارِجٍ»

إذا قال العبد: سبحان الله , قال الملك: وبحمده , فإن قال: سبحان الله وبحمده صلت عليه

94 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: «§إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: سُبْحَانَ اللَّهِ , قَالَ الْمَلَكُ: وَبِحَمْدِهِ , فَإِنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ»

إذا قال العبد: الحمد لله كثيرا , قال الملك: كيف أكتب؟ قال: اكتب له رحمتي كثيرا، وإذا

95 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «§إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا , قَالَ الْمَلَكُ: كَيْفَ أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ لَهُ رَحْمَتِي كَثِيرًا، وَإِذَا قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا. قَالَ الْمَلَكُ: كَيْفَ أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ رَحْمَتِي كَثِيرًا»

الله اختار لكم من الكلام أربعا من القرآن , وليس من القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا

96 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ اخْتَارَ لَكُمْ مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا مِنَ الْقُرْآنِ , وَلَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ»

الله قسم بينكم أخلاقكم , كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب , ومن لا يحب،

97 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ , كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ , وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، فَمَنْ جَبُنَ مِنْكُمْ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُجَاهِدَهُ، وَعَجَزَ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، وَضَنَّ بِمَالِهِ أَنْ يُنْفِقَهُ , فَلْيُكْثِرْ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ»

ولذكر الله أكبر} [العنكبوت: 45] قال: قوله: {فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152] «فذكر الله

98 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45] قَالَ: قَوْلُهُ: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152] «فَذِكْرُ اللَّهِ إِيَّاكُمْ أَكْبَرُ مِنْ ذِكْرِكُمْ إِيَّاهُ»

تصيب أحدنا الجنابة، والغائط» . قال: «يا موسى اذكرني على كل حال»

99 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ، عَنْ -[278]- كَعْبٍ، قَالَ مُوسَى: «يَا رَبِّ، إِنَّ مِنْ حَالِ الَّذِي نَكُونُ عَلَيْهِ مَا نُجِلُّكَ نَذْكُرُكَ عَلَيْهِ §تُصِيبُ أَحَدَنَا الْجَنَابَةُ، وَالْغَائِطُ» . قَالَ: «يَا مُوسَى اذْكُرْنِي عَلَى كُلِّ حَالٍ»

سبحان الله ملء السموات وملء الأرض، وملء ما شاء من شيء بعد، والحمد لله ملء السموات , وملء

100 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا وِقَاءٌ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِنْسَانًا يُسَبِّحُ بِتَسْبِيحٍ مَعَهُ , قَالَ -[279]- عُمَرُ: «إِنَّمَا يُجْزِيهِ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ: §سُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شَاءَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ السَّمَوَاتِ , وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شَاءَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا مِلْءَ السَّمَوَاتِ , وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شَاءَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ»

أي العمل أفضل؟ قال: «ذكر الله أكبر» - حتى أعادها عليه ثلاث مرات - ثم قال: «ما جلس قوم في

101 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ بْنِ أَبِي وَكِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ: §أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «ذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» - حَتَّى أَعَادَهَا عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَدْرُسُونَ كِتَابَ اللَّهِ , وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ , إِلَّا كَانُوا أَضْيَافًا لِلَّهِ، وَأَطَلَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَكَانُوا زُوَّارًا لِلَّهِ , حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا , سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ يُبْطِئْ بِهِ عَمَلُهُ , لَا يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ»

موسى لما قربه الله -[281]- نجيا بطور سيناء، أبصر عبدا جالسا في ظل العرش , سأله: أي رب ,

102 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «إِنَّ §مُوسَى لَمَّا قَرَّبَهُ اللَّهُ -[281]- نَجِيًّا بِطُورِ سَيْنَاءَ، أَبْصَرَ عَبْدًا جَالِسًا فِي ظِلِّ الْعَرْشِ , سَأَلَهُ: أَيْ رَبِّ , مَنْ هَذَا؟ فَلَمْ يَنْسِبْهُ , أَوْ يُسَمِّهِ. قَالَ: هَذَا عَبْدٌ , لَا يَحْسُدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، بَرٌّ بِالْوَالِدَيْنِ , لَا يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ قَالَ: إِيشْ جِئْتَ تَبْتَغِي يَا مُوسَى؟ قَالَ: جِئْتُ أَبْتَغِي الْهُدَى. قَالَ: فَقَدْ وَجَدْتَهُ يَا مُوسَى. قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا خَلَا مِنْ ذَنْبِي , وَمَا غَبَرَ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَسْوَسَةِ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ عَمَلِي. قَالَ: كُفِيتَ يَا مُوسَى. قَالَ: رَبِّ , أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَعْمَلَ؟ قَالَ: تَدْعُونِي , فَلَا تَنْسَانِي قَالَ: رَبِّ , أَيُّ الْعِبَادِ خَيْرٌ عَمَلًا أَنْ أَعْمَلَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ؟ قَالَ: مَنْ لَا يَكْذِبُ لِسَانُهُ، وَلَا يَفْجُرُ قَلْبُهُ، وَلَا يَزْنِي فَرْجُهُ قَالَ: رَبِّ , وَمَنْ يُطِيقُ أَنْ لَا يَفْتَتِنَ وَيَكْذِبَ؟ قَالَ: رَبِّ , أَيُّ عِبَادِكَ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ أَحْسَنُ عَمَلًا؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ فِي خُلُقٍ حَسَنٍ. قَالَ: رَبِّ , أَيُّ عِبَادِكَ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ شَرٌّ عَمَلًا؟ قَالَ: قَلْبٌ فَاجِرٌ , فِي خُلُقٍ سَيِّئٍ قَالَ: أَيُّ عِبَادِكَ أَشَرُّ عَمَلًا؟ قَالَ: جِيفَةُ اللَّيْلِ، بَطَّالُ النَّهَارِ»

أي عبادك أحب إليك؟ قال: أكثرهم ذكرا. قال: أي عبادك أعظم؟ قال: عالم يلتمس العلم. قال:

103 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مِيثَمٍ قَالَ: «لَمَّا قَرَّبَ اللَّهُ مُوسَى نَجِيًّا بِطُورِ سَيْنَاءَ , قَالَ: §أَيُّ عِبَادِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا. قَالَ: أَيُّ عِبَادِكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: عَالِمٌ يَلْتَمِسُ الْعِلْمَ. قَالَ: رَبِّ , أَيُّ عِبَادِكَ أَصْبَرُ؟ قَالَ: أَكْظَمُهُمْ عَلَى الْغَيْظِ. قَالَ: رَبِّ , أَيُّ عِبَادِكَ أَحْلَمُ؟ قَالَ: أَمْلَكُهُمْ لِنَفْسِهِ عِنْدَ الْغَضَبِ»

أين؟ ومن أين؟ قالوا: ربنا عبيد لك من أهل الأرض , ذكروك فذكرناك، قال: ويقولون ماذا؟

104 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ -[283]- رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يُذَكِّرُهُمْ بِاللَّهِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَكَتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَكِّرْ أَصْحَابَكَ» . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ أَحَقُّ مِنِّي. قَالَ: «أَمَا إِنَّكُمُ الَّذِينَ أَمَرَنِي اللَّهُ أَنْ أَصْبِرَ نَفْسِيَ مَعَهُمْ» ، ثُمَّ تَلَا عَلَيْهِمْ: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} [الكهف: 28] الْآيَةَ , إِلَى آخِرِهَا , قَالَ: «وَمَا قَعَدَ عِدَّتُكُمْ قَطُّ يَذْكُرُونَ اللَّهَ , إِلَّا قَعَدَ مَعَهُمْ عَدَدُهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَإِنْ حَمِدُوا اللَّهَ حَمَدُوهُ، وَإِنْ سَبَّحُوا اللَّهَ سَبَّحُوهُ، وَإِنْ كَبَّرُوا اللَّهَ كَبَّرُوهُ، وَإِنِ اسْتَغْفَرُوا اللَّهَ أَمَّنُوا، ثُمَّ عَرَجُوا إِلَى رَبِّهِمْ، فَسَأَلَهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ - فَقَالَ: §أَيْنَ؟ وَمِنْ أَيْنَ؟ قَالُوا: رَبَّنَا عَبِيدٌ لَكَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ , ذَكَرُوكَ فَذَكَرْنَاكَ، قَالَ: وَيَقُولُونَ مَاذَا؟ قَالُوا: رَبَّنَا حَمَدُوكَ. قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ عُبِدَ , وَآخِرُ مَنْ حُمِدَ. قَالُوا: وَسَبَّحُوكَ. قَالَ: مَدْحِي لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ غَيْرِي. قَالُوا: رَبَّنَا كَبَّرُوكَ. قَالَ: لِيَ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ , وَأَنَا الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. قَالُوا: رَبَّنَا اسْتَغْفَرُوكَ. قَالَ: إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. قَالُوا: رَبَّنَا فِيهِمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، قَالَ: هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ» -[284]- قَالَ عُمَرُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُجَاهِدٍ، فَوَافَقَ أَبِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِثْلَهُ

من قال: لا إله إلا الله، والحمد لله، والله أكبر، وسبحان الله، عرج بها ملك إلى السماء ,

105 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «§مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، عَرَجَ بِهَا مَلَكٌ إِلَى السَّمَاءِ , فَلَا يَمُرُّ عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا اسْتَغْفَرُوا لِصَاحِبِهَا , حَتَّى يُحَيَّى بِهَا وَجْهُ رَبِّ الْعَالَمِينَ»

من أحب الكلام إلى الله أن يقول الرجل: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا

106 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّ §مِنْ أَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ» . قَالَ: «إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي , فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: اتَّقِ اللَّهَ , فَيَقُولَ: عَلَيْكَ نَفْسَكَ»

من قال حين يقوم من مجلسه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب

107 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «§مَنْ قَالَ حِينَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ , إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ»

لله مائة اسم غير واحد , من أحصاها دخل الجنة»

108 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «إِنَّ §لِلَّهِ مِائَةَ اسْمٍ غَيْرَ وَاحِدٍ , مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ»

خذوا جنتكم، خذوا جنتكم - يعني السلاح - من النار» . قالوا: يا رسول الله، أمن عدو حضر؟

109 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§خُذُوا جُنَّتَكُمْ، خُذُوا جُنَّتَكُمْ - يَعْنِي السِّلَاحَ - مِنَ النَّارِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ حَضَرَ؟ قَالَ: «لَا , وَلَكِنْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ , فَإِنَّ لَهُنَّ مُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ، وَمُقَدِّمَاتٍ وَمُؤَخِّرَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ»

من ستر ما بين عورات بني آدم وبين أعين الجن والشياطين أن يقول أحدكم إذا وضع ثيابه: بسم

110 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «إِنَّ §مِنْ سِتْرِ مَا بَيْنَ عَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ وَبَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ أَنْ يَقُولَ أَحَدُكُمْ إِذَا وَضَعَ ثِيَابَهُ: بِسْمِ اللَّهِ»

إذا فرغ من طعام قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وجعلنا مسلمين»

111 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ §إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامٍ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ»

الله ليحب أن يذكر في الأسواق، وذلك للغط الناس , وغفلتهم، وإني لآتي السوق وما لي فيه حاجة

112 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ لَيُحِبُّ أَنْ يُذْكَرَ فِي الْأَسْوَاقِ، وَذَلِكَ لِلَغَطِ النَّاسِ , وَغَفْلَتِهِمْ، وَإِنِّي لَآتِي السُّوقَ وَمَا لِي فِيهِ حَاجَةٌ إِلَّا أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ»

أنيروا بيوتكم بذكر الله، واجعلوا لبيوتكم من صلاتكم جزءا، ولا تتخذوها قبرا كما اتخذت

113 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ -[294]- قَالَ: «§أَنِيرُوا بُيُوتَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ، وَاجْعَلُوا لِبُيُوتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ جُزْءًا، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قَبْرًا كَمَا اتَّخَذَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بُيُوتَهُمْ قُبُورًا، فَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ يُضِيءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا يُضِيءُ النُّجُومُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ»

على ابن آدم سبعة أغلاق فإن حدث نفسه بحسنة فأخرجها من الأغلاق كلها كتبت له عشرا، وإن لم

114 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§عَلَى ابْنِ آدَمَ سَبْعَةُ أَغْلَاقٍ فَإِنْ حَدَّثَ نَفْسَهُ بِحَسَنَةٍ فَأَخْرَجَهَا مِنَ الْأَغْلَاقِ كُلِّهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، وَإِنْ لَمْ يُخْرِجْهَا مِنَ الْأَغْلَاقِ كُتِبَتْ حَسَنَةً، وَإِنْ حَدَّثَ نَفْسَهُ بِسَيِّئَةٍ فَأَخْرَجَهَا مِنَ الْأَغْلَاقِ كُلِّهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً، وَإِنْ لَمْ يُخْرِجْهَا مِنَ الْأَغْلَاقِ كُلِّهَا لَمْ يُكْتُبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ» . فَقَالُوا: يَا أَبَا الْحَسَنِ، مَا هَذِهِ الْأَغْلَاقُ؟ قَالَ: «الْقَلْبُ غَلَقٌ، وَاللِّسَانُ غَلَقٌ، وَاللَّهَاةُ غَلَقٌ، وَاللِّحْيَانِ غَلَقٌ وَالشَّفَتَانِ غَلَقٌ»

أربع لا يهلك بعدهن إلا هالك , قال: إذا عمل الرجل الحسنة كتبت عشرا، وإن هم بها ولم يعملها

115 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§أَرْبَعٌ لَا يَهْلِكُ بَعْدَهُنَّ إِلَّا هَالِكٌ , قَالَ: إِذَا عَمِلَ الرَّجُلُ الْحَسَنَةَ كُتِبَتْ عَشْرًا، وَإِنْ هَمَّ بِهَا وَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً، وَإِنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ سَيِّئَةً، وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا وَهَمَّ بِهَا لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ»

أعيذكما بكلمة الله التامة , من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة»

116 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ حَسَنًا وَحُسَيْنًا يَقُولُ: «§أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَةِ اللَّهِ التَّامَّةِ , مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ»

بسم الله , لا بأس، أذهب البأس , رب الناس، واشف , أنت الشافي , لا يكشف الضر إلا أنت» .

117 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سُحَيْمِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ -[298]- عَبْدِ اللَّهِ إِذْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ إِلَى سَيِّدِهَا , وَقَالَتْ: مَا يُقْعِدُكَ؟ قُمْ فَابْتَغِ رَاقِيًا، فَإِنَّ فُلَانًا قَدْ لَقَعَ فَرَسَكَ، فَتَرَكَهُ يَدُورُ كَأَنَّهُ فَلَكٌ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «لَا تَبْتَغِ رَاقِيًا، وَلَكِنِ ائْتِهِ فَاتْفُلْ فِي مَنْخَرِهِ الْأَيْمَنِ أَرْبَعًا، وَفِي الْأَيْسَرِ ثَلَاثًا، وَقُلْ: §بِسْمِ اللَّهِ , لَا بَأْسَ، أَذْهِبِ الْبَأْسَ , رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ , أَنْتَ الشَّافِي , لَا يَكْشِفُ الضُّرَّ إِلَّا أَنْتَ» . قَالَ: فَمَا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى جَاءَ فَقَالَ: قُلْتُ الَّذِي قُلْتَ، فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى أَكَلَ وَشَرِبَ وَرَاثَ وَبَالَ

اللهم -[300]- إني أعوذ بك من الشيطان: من همزه، ونفخه، ونفثه» . قال: «فهمزه: الموت،

118 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ -[300]- إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ: مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ» . قَالَ: «فَهَمْزُهُ: الْمَوْتُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ»

ليس من شيء يستطيع يتغير عن خلق الله الذي خلقه، ولكن لهم سحرة كسحرتكم، فإذا رأيتم من ذلك

119 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ يُسَيْرِ -[302]- بْنِ عَمْرٍو قَالَ: ذُكِرَتِ الْغِيلَانُ عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: «إِنَّهُ §لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يَسْتَطِيعُ يَتَغَيَّرُ عَنْ خَلْقِ اللَّهِ الَّذِي خَلَقَهُ، وَلَكِنَّ لَهُمْ سَحَرَةً كَسَحَرَتِكُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا , فَأَذِّنُوا»

فيسرك أن يبرأ» ؟ قال: «قل: اللهم يا حليم , يا كريم , اشف فلانا»

120 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ: فُلَانٌ شَاكٍ , قَالَ: «§فَيَسُرُّكَ أَنْ يَبْرَأَ» ؟ قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ يَا حَلِيمُ , يَا كَرِيمُ , اشْفِ فُلَانًا»

أعوذ بوجهك الكريم , وباسمك العظيم , وبكلماتك التامات , التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر , الذي

121 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ تُبَيْعٍ، قَالَ -[306]- كَعْبٌ: «لَوْلَا كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ لَجَعَلَتْنِي يَهُودُ أَصِيحُ مَعَ الْحَمِيرِ النَاهِقَةِ، وَأَعْوِي مَعَ الْكِلَابِ الْعَاوِيَةِ: §أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ , وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ , وَبِكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ , الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ , الَّذِي لَا يُخْفَرُ جَارُهُ , مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمَنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمَنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ»

ما تعار -[307]- عبد من الليل , فقال: لا إله إلا أنت , رب , ظلمت نفسي , فاغفر لي، إلا خرج

122 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: «§مَا تَعَارَّ -[307]- عَبْدٌ مِنَ اللَّيْلِ , فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , رَبِّ , ظَلَمْتُ نَفْسِي , فَاغْفِرْ لِي، إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا تَخْرُجُ الْحَيَّةُ مِنْ سَلْخِهَا»

إذا استيقظ الرجل فقال: سبحان الله الذي يحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير. قال الله: صدق

123 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «§إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. قَالَ اللَّهُ: صَدَقَ عَبْدِي وَشَكَرَ» . قَالَ: وَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي يَوْمَ تَبْعَثُنِي مِنْ قَبْرِي، اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ»

إذا كان جوف الليل - أو من آخر الليل - اطلع ملك من السماء فقال: سبحان الملك القدوس، ثم

124 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ جَعْدَةَ، فَدَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ , وَهُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ قَالَ: «§إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ - أَوْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ - اطَّلَعَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، ثُمَّ اطَّلَعَ آخَرُ فَقَالَ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، فَذَلِكَ حِينَ تُخْرِجُ الطَّيْرُ أَجْنِحَتَهَا، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِكُلِّ مُنْفِقٍ خَلَفًا، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِكُلِّ مُمْسِكٍ تَلَفًا»

مما خلق الله لديكا , رجلاه في الأرض -[312]- السفلى، وجناحاه في الهواء، وعنقه مثنية دون

125 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: «إِنَّ §مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ لَدِيكًا , رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ -[312]- السُّفْلَى، وَجَنَاحَاهُ فِي الْهَوَاءِ، وَعُنُقُهُ مَثْنِيَّةٌ دُونَ الْعَرْشِ , يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، ثُمَّ يَقُولُ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ , رَبُّنَا اللَّهُ، الْمَلِكُ الرَّحْمَنُ , لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَعِنْدَهُ تُحَرِّكُ الدَّجَاجُ أَجْنِحَتَهَا»

ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت؟» -[315]- قال: بلى يا رسول الله. قال: «قل: اللهم رب

126 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: أَصَابَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَرَقٌ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ نِمْتَ؟» -[315]- قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ جَمِيعًا كُلِّهِمْ، أنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ، أَوْ يَبْغِيَ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ»

الله ليفتح أبواب السماء للثلث الباقي، ثم يهبط إلى السماء الدنيا، ثم يبسط يده: ألا عبد

127 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §اللَّهَ لَيَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ للثُّلِثِ الْبَاقِي، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي أُعْطِيَهُ، فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ»

لو أنكم تكونون إذا خرجتم من عندي على الحال الذي أنتم عليها عندي , لزارتكم الملائكة في

128 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ زِيَادٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا , وَزَهِدْنَا فِي الدُّنْيَا، وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، وَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ رَأَيْنَا مِنْ أَنْفُسِنَا مَا نَكْرَهُ، فَعَانَقْنَا أَهْلَنَا، وَشَمَمْنَا أَوْلَادَنَا؟ فَقَالَ: «§لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِي عَلَى الْحَالِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي , لَزَارَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَوْ أَنَّكُمْ لَا تُذْنِبُونَ لَجَاءَ اللَّهُ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ يُذْنِبُونَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ»

قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §مِمَّا خُلِقَ الْخَلْقُ؟ قَالَ: «مِنَ الْمَاءِ»

قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا عَنِ §الْجَنَّةِ: مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: «لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَخْلُدُ , وَلَا يَموُتُ، وَيَنْعَمُ لَا يَبْؤُسُ , لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ»

ثُمَّ قَالَ: «§ثَلَاثَةٌ لَا يُرَدُّ دُعَاؤُهُمْ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا تُرْفَعُ فَوْقَ الْغَمَامِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا الرَّبُّ , فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي , لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»

اللهم إني أعوذ بك من الهدمتين والعميين، ومن قترة وما ولد» قال محمد: «الهدمتين: الخبط

129 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَدْمَتَيْنِ وَالْعَمَيَيْنِ، وَمِنْ قِتْرَةٍ وَمَا وَلَدَ» قَالَ مُحَمَّدٌ: «الْهَدْمَتَيْنِ: الْخَبَطُ وَالْبِئْرُ، وَالْأَعْمَيَيْنِ: السَّيْلُ وَالْبَحْرُ، وَقِتْرَةٌ الْحَيَّةُ الْأُولَى»

يا عبادي , كلكم مذنب إلا من عافيت , فاستغفروني أغفر لكم، من علم منكم أني -[322]- ذو قدرة

130 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمُوسَى أَبُو جَعْفَرٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ: §يَا عِبَادِي , كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ , فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي -[322]- ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ , فَسَأَلَنِي بِقُدْرَتِي غَفَرْتُ لَهُ , وَلَا أُبَالِي، وَكُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ، فَادْعُونِي أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ , فَسَلُونِي أَرْزُقْكُمْ، وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَأَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي , لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَأَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا فَسَأَلُونِي , كُلُّ سَائِلٍ مِنْهُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ , لَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْهُمْ مَا سَأَلَنِي، مَا نَقَصَنِي ذَلِكَ إِلَّا كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ عَلَى شَفَةِ الْبَحْرِ، فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً , ثُمَّ انْتَزَعَهَا، وَذَلِكَ أَنِّي جَوَادٌ كَرِيمٌ، مَاجِدٌ وَاجِدٌ، أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ , عَطَائِي كَلَامٌ، وَعَذَابِي كَلَامٌ، وَأَمْرِي لِلشَّيْءِ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ: كُنْ , فَيَكُونَ»

إني لأستغفر الله في اليوم كذا وكذا»

131 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ فِي لِسَانِي ذَرَبًا عَلَى أَهْلِي , قَالَ: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ؟ §إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ كَذَا وَكَذَا»

المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل , يخاف أن ينقلب عليه، والفاجر يرى ذنوبه كأنه مر على أنفه

132 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَعُودُهُ، فَحَدَّثَنِي حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدِيثًا عَنْ نَفْسِهِ , قَالَ: «إِنَّ §الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ , يَخَافُ أَنْ يَنْقَلِبَ عَلَيْهِ، وَالْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ ذُبَابٌ» فَقَالَ بِهِ هَكَذَا

الله أفرح بتوبة عبده من رجل بأرض دوية مهلكة , معه راحلته , عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه

132 - أَوْ قَالَ: قَالَ -[326]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ بِأَرْضٍ دَوِيَّةٍ مَهْلَكَةٍ , مَعَهُ رَاحِلَتُهُ , عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ , فَنَامَ فَانْتَبَهَ، وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَالْتَمَسَهَا , حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ وَالْمَوْتُ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَوْضِعِ رَاحِلَتِي وَأَمُوتُ فِيهِ , قَالَ: فَاضْطَجَعَ فَأَغْفَى إِغْفَاءَةً، فَاسْتَيْقَظَ , فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ»

بحسب امرئ من العلم أن يخاف الله، وبحسبه من الكذب أن يستغفر الله، ثم

133 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سُلَيْمٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: «§بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَخَافَ اللَّهَ، وَبِحَسْبِهِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ، ثُمَّ يَعُودَ»

أبصر عبدا على فاحشة , فدعا عليه، فأوحى الله إليه: مهلا يا إبراهيم، لا تدع على عبادي، فإنك

134 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: «لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَبْصَرَ عَبْدًا عَلَى فَاحِشَةٍ , فَدَعَا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَبْصَرَ عَبْدًا عَلَى فَاحِشَةٍ , فَدَعَا عَلَيْهِ، ثُمَّ §أَبْصَرَ عَبْدًا عَلَى فَاحِشَةٍ , فَدَعَا عَلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: مَهْلًا يَا إِبْرَاهِيمُ، لَا تَدْعُ عَلَى عِبَادِي، فَإِنَّكَ عَبْدٌ مُسْتَجَابٌ لَكَ، فَإِنِّي مِنْ عَبْدِي عَلَى ثَلَاثِ خِلَالٍ أَوْ خِصَالٍ: إِمَّا أَنْ يَتُوبَ وَلَوْ فِي آخِرِ عُمُرِهِ , فَأَقْبَلَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ أُخْرِجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً تَعَبُدُنِي، وَإِمَّا أَنْ يَتَوَلَّى , فَإِنَّ جَهَنَّمَ مِنْ وَرَائِهِ»

التوبة من الذنب: الندم عليه»

135 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: «§التَّوْبَةُ مِنَ الذَّنْبِ: النَّدَمُ عَلَيْهِ»

التوبة من الذنب أن لا يعود إليه»

136 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§التَّوْبَةُ مِنَ الذَّنْبِ أَنْ لَا يَعُودَ إِلَيْهِ»

الذنوب ثلاثة: ذنب يغفر، وذنب -[333]- لا يغفر، وذنب يجازى به صاحبه، فأما الذنب الذي يغفر:

137 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: «§الذُّنُوبُ ثَلَاثَةٌ: ذَنْبٌ يُغْفَرُ، وَذَنْبٌ -[333]- لَا يُغْفَرُ، وَذَنْبٌ يُجَازَى بِهِ صَاحِبُهُ، فَأَمَّا الذَّنْبُ الَّذِي يُغْفَرُ: فَمَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ، وَأَمَّا الذَّنْبُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ: فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَأَمَّا الذَّنْبُ الَّذِي يُجَازَى بِهِ صَاحِبُهُ: فَظُلْمُ النَّاسِ بَعْضَهُمْ بَعْضًا»

الله يدعو العبد يوم القيامة , فيستره بيده فيقول: «تعرف ما هاهنا؟» فيقول: نعم يا رب.

138 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: إِنَّ §اللَّهَ يَدْعُو الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيَسْتُرُهُ بِيَدِهِ فَيَقُولُ: «تَعْرِفُ مَا هَاهُنَا؟» فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: «قَدْ غَفَرْتُ لَكَ»

للجنة سبعة أبواب , كلها -[335]- تفتح وتغلق، غير باب التوبة موكل به ملك , اعمل ولا

139 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ غَضْبَانَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ قَدْ أَلَمَّ بِذَنْبٍ , فَسَأَلَهُ عَنْهُ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ يُحَدِّثُهُمْ، فَحَانَتْ إِلَيْهِ نَظْرَةٌ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ فَإِذَا عَيْنُ الرَّجُلِ تَهْرَاقُ، فَقَالَ: «هَذَا أَوَانُكَ , لَعَمْرُكَ مَا جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْهُ، إِنَّ §لِلْجَنَّةِ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ , كُلُّهَا -[335]- تُفْتَحُ وَتُغْلَقُ، غَيْرَ بَابِ التَّوْبَةِ مُوَكَّلٌ بِهِ مَلَكٌ , اعْمَلْ وَلَا تَيْأَسْ»

من قال: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله , وأتوب إليه , إلا كتب في رق، ثم طبع عليها طابع من

140 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذِهِ السَّارِيَةِ أَنَّهُ قَالَ: «§مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ , وَأَتُوبُ إِلَيْهِ , إِلَّا كُتِبَ فِي رَقٍّ، ثُمَّ طُبِعَ عَلَيْهَا طَابَعٌ مِنْ مَسْكٍ، فَلَمْ يُكْسَرْ حَتَّى يُوَفَّى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

دعوتني يوم كذا وكذا، وسألتني يوم كذا وكذا , حتى يعد عليه فيما يعد عليه، فقلت: يا رب ,

141 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَدْعُو الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَعُدُّ عَلَيْهِ آلَاءَهُ وَنَعْمَاءَهُ، فَيَقُولُ: §دَعَوْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَسَأَلْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا , حَتَّى يَعُدَّ عَلَيْهِ فِيمَا يَعُدُّ عَلَيْهِ، فَقُلْتَ: يَا رَبِّ , زَوِّجْنِي فُلَانَةَ بِاسْمِهَا , فَزَوَّجْتُكَهَا»

الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، ويرفع إليه عمل النهار قبل الليل،

142 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «-[337]- إِنَّ §اللَّهَ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ، وَعَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ النَّهَارِ، بَاسِطٌ يَدَهُ لِمُسِيءِ النَّهَارِ أَنْ يَتُوبَ قَبْلَ اللَّيْلِ، وَلِمُسِيءِ اللَّيْلِ أَنْ يَتُوبَ قَبْلَ النَّهَارِ , حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»

ليس من نفس تتوب قبل مرضها الذي تموت فيه إلا تاب الله عليها حتى تطلع الشمس من

143 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي فَايِدٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: «لَا أُحَدِّثُكُمْ إِلَّا عَنْ كِتَابٍ مُنَزَّلٍ، أَوْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، إِنَّهُ §لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَتُوبُ قَبْلَ مَرَضِهَا الَّذِي تَمُوتُ فِيهِ إِلَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهَا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»

تعرض أعمال بني آدم كل اثنين وخميس، فيغفر لكل مسلم , إلا رجلا في قلبه حنة فيقول: اتركوه

144 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ -[339]- مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «§تُعْرَضُ أَعْمَالُ بَنِي آدَمَ كُلَّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ , إِلَّا رَجُلًا فِي قَلْبِهِ حِنَةٌ فَيَقُولُ: اتْرُكُوهُ حَتَّى يَفِيءَ»

ثلاث من لم يكن فيه , فإن الله يغفر ما دون ذلك لمن يشاء: من مات لا يشرك بالله شيئا، ومن لم

145 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ , فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ: مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ سَاحِرًا يَتَّبِعُ السَّحَرَةَ، وَمَنْ لَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيهِ»

في بني إسرائيل رجل يقال له الكفل لا يتورع من ذنب عمله، فاتبع امرأة , فأعطاها ستين دينارا

146 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ سَعْدٍ مَوْلَى طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ، وَلَكِنْ قَدْ سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِ مَرَّاتٍ. قَالَ: «كَانَ §فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْكِفْلُ لَا يَتَوَرَّعُ مِنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ، فَاتَّبَعَ امْرَأَةً , فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَارًا عَلَى أَنْ تُعْطِيَهُ نَفْسَهَا، فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ ارْتَعَدَتْ -[343]- وَبَكَتْ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: إِنَّ هَذَا الْعَمَلَ مَا عَمِلْتُهُ قَطُّ. فَقَالَ: أَكْرَهْتُكِ؟ قَالَتْ: لَا، وَلَكِنِّي حَمَلَتْنِي عَلَيْهِ الْحَاجَةُ. فَقَالَ: اذْهَبِي فَهُنَّ لَكِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَعْصِي اللَّهَ أَبَدًا. قَالَ: فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَقِيلَ: مَاتَ الْكِفْلُ، فَوُجِدَ عَلَى بَابِ دَارِهِ مَكْتُوبٌ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِلْكِفْلِ»

الله لا يرحم من لا يرحم، ولا يغفر لمن لا يغفر، ولا يتوب على من لا

147 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ لَا يَرْحَمُ مَنْ لَا يَرْحَمُ، وَلَا يَغْفِرُ لِمَنْ لَا يَغْفِرُ، وَلَا يَتُوبُ عَلَى مَنْ لَا يَتُوبُ»

ما عملت في الدنيا؟ قال: ما عملت لك يا رب في الدنيا مثقال ذرة , أو خردلة - قالها ثلاث

148 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، أَنَّ حُذَيْفَةَ حَدَّثَهُمْ قَالَ: «أَتَى اللَّهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ، فَقَالَ: §مَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: مَا عَمِلْتُ لَكَ يَا رَبِّ فِي الدُّنْيَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ , أَوْ خَرْدَلَةٍ - قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ - فَقَالَ الْعَبْدُ -[346]- عِنْدَ آخِرِهَا: يَا رَبِّ كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي فَضْلًا مِنْ مَالٍ، فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، فَكَانَ مِنْ خُلُقِي الْجَوَازُ، كُنْتُ أُيَسِّرُ عَلَى الْمُقْتِرِ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ قَالَ: فَقَالَ اللَّهُ: نَحْنُ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْكَ، تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي» . قَالَ: فَغَفَرَ لَهُ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ مِنْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ حُذَيْفَةُ: «وَرَجُلٌ أَمَرَ أَهْلَهُ إِذَا مَاتَ أَنْ يُحَرِّقُوهُ، ثُمَّ يَطْحَنُوهُ، ثُمَّ يُذَرُّوهُ فِي يَوْمِ رِيحٍ عَاصِفٍ، فَلَمَّا ذُرِّيَ جُمِعَ إِلَى رَبِّهِ , فَقَالَ: §أَيْ عَبْدِي , مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: يَا رَبِّ، لَمْ يَكُنْ لَكَ أَحَدٌ أَعْصَى لَكَ مِنِّي، وَلَا أَحَدٌ أَجْرَأَ عَلَى مَعَاصِيكَ مِنِّي، فَرَجَوْتُ أَنْ أَنْجُوَ، فَقَالَ اللَّهُ: تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي. فَغَفَرَ لَهُ» . قَالَ: فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: «هَكَذَا سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

جعلت الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي»

149 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§جُعِلَتِ الشَّفَاعَةُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي»

لا يصيب مؤمنا من شوكة فما فوقها إلا حط الله له بها خطيئة»

150 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يُصِيبُ مُؤْمِنًا مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا حَطَّ اللَّهُ لَهُ بِهَا خَطِيئَةً»

قال موسى: «يا رب ارزقني عملا ينضب به جسدي , يكون شكرا لما أنعمت به علي» . قال: فقال: قل:

151 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي -[352]- ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ هِشَامٍ، §قَالَ مُوسَى: «يَا رَبِّ ارْزُقْنِي عَمَلًا يَنْضَبُ بِهِ جَسَدِي , يَكُونُ شُكْرًا لِمَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ» . قَالَ: فَقَالَ: قُلْ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ , وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» . قَالَ: فَأَرَادَ مُوسَى أَنْ يُؤْمَرَ بِعَمَلٍ هُوَ أَنْهَكُ لِبَدَنِهِ مِنْ ذَلِكَ , قَالَ: فَقَالَ: «رَبِّ ارْزُقْنِي عَمَلًا يَنْضَبُ لَكَ فِيهِ -[353]- جَسَدِي , يَكُونُ شُكْرًا لِمَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ» . فَقِيلَ لَهُ: «يَا مُوسَى لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ , وُضِعَتْ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , لَرَجَحَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ , وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ , جُعِلَتْ وَاحِدَةً لَقَصَمَتْهُنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , حَتَّى تُجَاوِزَهُنَّ» ، فَانْتَهَى مُوسَى

من قال أول النهار: لا إله إلا الله , وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء

152 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§مَنْ قَالَ أَوَّلَ النَّهَارِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ , وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - عَشْرَ مَرَّاتٍ - كُنَّ كَعِدْلِ مُحَرَّرَيْنِ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ» قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَزَادَ فِيهِ: «بِيَدِهِ الْخَيْرُ»

الخمس من قالهن استجيب له في خمس لنفسه: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله

153 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «§الْخَمْسُ مَنْ قَالَهُنَّ اسْتُجِيبَ لَهُ فِي خَمْسٍ لِنَفْسِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ , وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَالْفَضْلُ وَالثَّنَاءُ الْحَسَنُ»

من قال: لا إله إلا الله , نفعته يوما من الدهر , أصابه قبل ذلك ما

154 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «§مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , نَفَعَتْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ , أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ»

من قال لا إله إلا الله , وحده لا شريك له، له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير، كن

155 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ , وَلَهُ الْحَمْدُ , وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كُنَّ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ»

من قال: لا إله إلا الله , وحده لا شريك له، له الملك , وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كان

156 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: «§مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ , وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ كَعِتْقِ أَرْبَعِ رِقَابٍ»

من قال مائة مرة عند طلوع الشمس: لا إله إلا الله , وحده لا شريك له، له الملك , وله الحمد ,

157 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§مَنْ قَالَ مِائَةَ مَرَّةٍ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ , وَلَهُ الْحَمْدُ , وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَمِثْلَهُ قَبْلَ غُرُوبِهَا , لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ، وَكَانَ -[362]- أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ عَمَلًا , إِلَّا مَنْ جَاءَ بِمِثْلِ مَا جَاءَ بِهِ , أَوْ أَفْضَلَ»

أكثروا مسألة الله الجنة، واستعيذوا بالله من النار , فإنهما شافعان مشفعان، فإن العبد إذا

158 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَكْثِرُوا مَسْأَلَةَ اللَّهِ الْجَنَّةَ، وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ , فَإِنَّهُمَا شَافِعَانِ مُشَفَّعَانِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَكْثَرَ اسْتِعَاذَةً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ , قَالَتِ النَّارُ: يَا رَبُّ، عَبْدُكَ هَذَا الَّذِي اسْتَعَاذَكَ مِنِّي فَأَعِذْهُ مِنِّي، وَتَقُولُ الْجَنَّةُ: يَا رَبُّ، عَبْدُكَ هَذَا الَّذِي سَأَلَكَ , أَسْكِنْهُ إِيَّايَ»

ما سأل الله العبد شيئا أفضل من المغفرة، ولا أعطي العباد شيئا أفضل من أن يغفر

159 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى أَبُو جَعْفَرٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا سَأَلَ اللَّهَ الْعَبْدُ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْمَغْفِرَةِ، وَلَا أُعْطِيَ الْعِبَادُ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يُغْفَرَ لَهُمْ»

اربعوا على أنفسكم، إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا , وهو معكم» .

160 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ , فَجَعَلُوا يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ §ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا , وَهُوَ مَعَكُمْ» . فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ , فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»

§1/1