الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي
ابن المِبْرَد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُ النَّقيُّ فى شَرْحِ أَلفَاظِ الخِرقي
وقف لله تَعَالَى على مكتبة الْمَسْجِد النَّبَوِيّ من ريع كتاب: (الْأَوْقَاف الإسلامية ودورها الحضاري الْمَاضِي والحاضر والمستقبل) مُؤَلفه: أ. د/ عبد الرَّحْمَن الضحيان غفر الله لَهُ وللجميع جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة الطَّبْعَةُ الأولى 1411 هـ - 1991 م نَالَ صَاحب هَذَا الْبَحْث دَرَجَة الدكتوراة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول من كُلية الشَّرِيعَة والدراسات الإسلامية، جَامِعَة أم الْقرى، مَكَّة المكرمة دار المجتمع للنشر والتوزيع ص. ب: 40845 - جدة: 21511 - ت الإدارة: 6891417 - المكتبة: 6894461 جدة - ميدان الجامعة - فاكسميل: 6894144 (02) فرع الخبر: ص. ب: 2321 - الخبر: 31952 - ت: 8941136
الإهداء
الإِهداء إلى اللّذين غرسا في نفسي حبّ العلم الشرعي، وبذلا لي كلّ ما يملكان، تعبًا لأسترح، ونصبًا لأسعد، وكانا لي المدرسة الأولى الّتي ترعرعت تحتَ أجنحتها. والدي العزيز الّذي ما فتيء يدعو لي بالتوفيق والسّداد، أمدّه الله بالعمر المديد في طاعته. والوالدة الحنونة تغمدها الله برحمته، وأنزل عليها سحائب الرّضوان، واسكنها فسيح جناته .. "ابنكم" رضوان
مقدمة التحقيق
مقدمة التحقيق الحمد لله الذي فتق لسان العرب بأفصح لسان، وأبلغ بيان، وبه أنزل سبحانه القرآن واصطفى رسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - من خيار بني عدنان. وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سلك نهجه إلى يوم الدين. أما بعد: فإن الدراسات الفقهية تشكّل من تراثنا الإسلامي الضخم جانبًا مهمًا وبالغ الأثر والخطر في حياة الفرد والمجتمع حيث إنها تهيمن على أفعال المكلفين في إطار منهاج يبيّن ما يتحتّم عليهم من دقيق وجليل وما يندب في حقهم ويباح ويقرر لهم طرائق السلوك في العبادات والمعاملات، والجنايات والأقضية ونظام الأصة حيث إن كل لبنة من لبنات حياة المسلم تقوم على أساس معرفة الفقه والإلمام به والاطلاع على تفاصيله والعمل بأحكامه، فبهذا العِلم في الجملة تتفتق أسباب السعادة البشرية باعتبار ما يتضمنه من جلب المصالح ودرء المفاسد، وتوجيه مسار حياة الفرد والمجتمع إلى الاتجاه السليم والطريق المستقيم الذي يجمع خير الدنيا ونعيم الآخرة. وانطلاقًا من هذه المفاهيم سعى جهابذة الفقهاء من الصحابة والتابعين والأئمة المتقدمين والمتأخرين إلى نشر هذا التراث الثري، وشمروا عن ساعد الجد في تمحيصه وتنظيمه، فكثرت على إثر ذلك الدراسات المختلفة المتنوعة التي تناولت جميع جوانب هذا الفن الهام رغبة في بيان معانيه وتوضيح غامضه وتفصيل أحكامه كي يكون غضًا في تناوله سهلًا في تطبيقه حرصًا على سعادة هذه الأمة في المعاش والمعاد.
ومن ضمن هذه الدراسات "القواعد الففهية" و"الضوابط" و"النظريات" و"الفروق" و"الأشباه والنظائر" وغيرها. التي بحثها فقهاء هذه الأمة قديمًا وحديثًا. (¬1) كما حظي من جانب آخر علم "الغريب في الفقه الإسلامي" بالاهتمام الكبير من فقهاء المذاهب الذين نحوا منحى البحث اللغوي والاصطلاحي في ألفاظ الفقه. ذلك لما يوليه هذا العلم من العناية الفائقة باللغة العربية من حيث مدلولات ألفاظها وحسن استعمال صيغها، كما لا يخفى ما له من دور فعّال في نضج الفكر الفقهي السليم النابع عن الممارسة الجدية لمدلولات اللغة ومعانيها، وكانت هذه الحقيقة جليّة لدى فقهائنا الأولين من السلف، وعلى رأسهم الإمام الشافعي رحمه الله الذي انكبّ -ما يقرب من العشرين سنة- على دراسة علم العربية في معاقلها الأولى، ولما سئل في ذلك قال: "ما أردت بهذا إلاّ الاستعانة على الفقه" (¬2) وتأكيدًا لهذا ما قاله ابن السيد البَطَلْيُوسي (المتوفى 521 هـ) "إن الطريقة الفقهية مفتقرة إلى علم الأدب، مؤسسة على أصول كلام العرب، وإن مثلها ومثله قول أبي الأسود الدؤلى: فإلا تكنها أو تكنه فإنه ... أخوها غذته أمه بلبانها" (¬3) كما لا يخفى علينا ونحن طلاب علم ما لهذه المصطلحات الفقهية من مكانة علمية بارزة، ورتبة سنية في سلم الفقهيات، إذ بها تتضح الملابسات وتتميّز المتشابهات، ويزول الغموض عن كبريات المسائل فتنحل بذلك قضايا، وتتجلّى حقائق في حياة الفرد والمجتمع -كما يمكن أن نضيف في سجل الأهمية لهذه المصطلحات ما قاله أحد الكتاب المحدثين "إن تاريخ العلوم تاريخ لمصطلحاتها، وإنه لا حياة لعلم بدونها، وعلمية الاصطلاح في العلوم كعلمية الاسم على المولود في إيضاح المقصود وتحديد المفهوم. ¬
وقد علم أن مصطلحات كل علم توجد معه أو بعده بالضرورة، ويسعى العلماء حين وجود الشيء إلى تسميته فتتم على أساس من العلاقة بين اللغة والاصطلاح - فالمصطلحات إذًا ضرورة علمية ووسيلة هامة من وسائل التعليم ونقل المعلومات وقد أصبحت لضرورتها تمثّل جزءًا مهمًا في المناهج العلمية ... (¬1) ". فتحت ظل المصطلحات تجمع أفكار المتعلمين على دلالات واضحة، كما ينسج على منوالها ملتقى للعلماء في تناقل أفكارهم ومداركهم، إضافة إلى أنه على أساسها يمَوم التأليف والإنتاج، ثم التدوين. فالمصطلح إذًا عملة نافقة ذات القيمة في سوق العلم والتعليم. فبواسطتها تعتدل العلوم وتأخذ مكانتها في الأهمية، وبفقدانها تنكسر وتتبعثر. كما أن هناك حقيقة أخرى غفل عنها الكثير ممن بحثوا في هذا الفن واهتموا بنشر تراثه، أحببت الإشارة إليها وتجليتها فإنها ذات أهمية بالغة، لا يعيها إلاّ من جمع بين العلم والعمل، وقرن بين الفقه والفكر، وعاش للإسلام والمسلمين وهي أن تمسك الأمة بمصطلحاتها والتزامها بمواضعاتها - التي حدّدها لها - علماؤها وفقهاؤها دليل على استقلالها وعنوان لعزّتها وتثبيت لكرامتها وشخصيتها، وأداة بنّاءة في لم شملها لوحدتها، فهي بذلك تقاوم الانحلال والتفكك، والتحدي الوافد عليها في هذا المجال من هجنة في اللسان، وإقراف في المعان، ومنابذة لشريعة الإسلام. إلا أن الأمة الإسلامية في واقعنا المعاصر غلب عليها الانطواء تحت لواء الأجنبي بالتبعية الماسخة، منصهرة في قالبه وعاداته وتعاليمه، ومن أسوأ تلك التبعيات ما وقعت فيه من إهدار لمصطلحاتها الشرعية، واستبدالها بمصطلحات دخيلة منبوذة لغة وشرعًا وحسًا ومعنى. وهذا الابتلاء تمّ به الإجهاز على اللغة ومعانيها وفي مقدمتها ¬
مصطلحاتها الشرعية فاستبعدت أسماء الشريعة المطهرة الواردة في التنزيل وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وما ورد على لسان الصحابة فمن بعدهم من أساطين علماء هذه الأمة عبر القرون. واستبدل بكل هذا لغة القانون المصنوع، وهي لغة كما يعلم أولو العلم أقرب إلى اللغو لما يتخلّلها من قصور وعجمة وسماجة. وكان نتيجة هذا العدوان المحكم أن أصبحت مصطلحات الشريعة في ديارها غريبة غربة الإسلام عن الواقع فاستحكم بذلك الانفصام بين المسلم وتراثه الأثيل. وفي بيان هذا يقول الأستاذ الكبير أبو الأعلى المودودي رحمه الله تحت عنوان "غرابة المصطلحات": "المشكلة الأولى جاءت من جهة اللغة وبيان ذلك أن الناس عامة في هذا الزمان قليلًا ما يتفطنون لما ورد في القرآن وفي كتب الحديث والفقه من المصطلحات عن الأحكام والمبادئ الدستورية ... ففي القرآن الكريم كثير من الكلمات نقرؤها كل يوم ولكن لا نكاد نعرف أنها من المصطلحات الدستورية كالسلطان، والملك، والحكم، والأمر، والولاية. فلا يدرك مغزى هذه الكلمات الدستوري الصحيح إلّا القليل من الناس، ومن ثم نرى كثيرًا من الرجال المثقفين يقضون عجبًا ويسألوننا في حيرة إذا ذكرنا لهم الأحكام الدستورية في القرآن أو في القرآن آية تتعلق بالدستور؟ والواقع أنه لا داعي إلى العجب لحيرة مثل هؤلاء الأفراد، فإن القرآن ما نزلت فيه سورة سميت بالدستور ولا نزلت فيه آية بمصطلحات القرن العشرين". (¬1) هذا جانب من جوانب المصطلحات الشرعية المهدورة. وأما العدوان على بقية جوانبها الأخرى، خاصة في الاقتصاد والأموال وفي القضاء والإثبات والجنايات، وعلى المواضعات اللغوية، وفي أسماء العلوم والفنون الأخرى، وسائر أنواع الصناعات والتجارات والعلاقات الخاصة والعامة ... فتضيق ¬
عليها دائرة الحصر والعد على من أراد ذلك. وتعقيبًا فإن نبذ الأسماء الشرعية ومصطلحاتها، واستبدالها بمواضعات قاصرة لا تسنتند إلى علم أثيل ولا تلجأ إلى ركن سديد، لخطر عظيم وخذل أثيم لأمة القرآن التي شرّفها الله تعالى بحمله والتزام أحكامه واتباع سننه الأقوم. وأخيرًا، هذه نتف علمية من تاريخنا الزاخر، ومن واقعنا المر ذكرتها تبيانًا لأهمية فن المصطلحات وأحقيته بالدراسة والبحث وخصوصًا فيما يتعلق بالفقه وأحكامه. فإن على غذائه تقوم حياة الفرد والمجتمع، وعلى سننه الأقوم تسعد البشرية معاشًا ومعادًا. ومن هنا جاء اختياري -وأنا أبحث عن موضوع للدراسة أتقدم به لنيل درجة الدكتوراه في الفقه والأصول من جامعة أم القرى- على كتاب يبحث في علم المصطلحات الفقهية، فوقع بصري لأول وهلة وذلك بتوجيه من المشرف على الرسالة، على كتاب للعلاّمة الحنبلي يوسف بن حسن بن عبد الهادي (ت 909 هـ) والمسمى بـ "الدرّ النّقي في شرح ألفاظ الخرقي" وبعد جهد في تصفح كتب الفهارس والمعاجم وسؤال أهل العلم، والمختصين بفن التحقيق تأكد لي أن الكتاب ما زال في حيّز المخطوطات، لم تتناوله يد التحقيق بعد، فسارعت عندئذ في جمع نُسَخِه الخطيّة المنثورة في مكتبات العالم، فلم أعثر إلَّا على نسخة وحيدة فقط بخط مصنفها رحمه الله تعالى، وما استغربت ذلك ولا استبعدته بعد ما علمت أن غالب مصنفاته بقيت محفوظة بخط يده إلى يومنا هذا لم تتناولها يد الاستنساخ. والكتاب مهم في بابه، مفيد في مادته العلمية، غني بالمصطلحات التي استعملها الفقهاء في كتبهم، وإذا كان حنبلي المصدر، والانتساب باعتبار أنه اهتم بلغات الخرقي فقط فهو مورد سيال لأرباب الفقه عامة ينهلون منه ويستزيدون من مادته اللغوية والاصطلاحية في تدعيم اجتهاداتهم وآرائهم الفقهية، شأنه في ذلك شأن كتب المواضعات في الفقه الإسلامي فهو بحق
معلمة (¬1) لغوية فقهية دلّت على فضل ابن عبد الهادي وسعة باعه في اللغة وقوة تحقيقه وهضمه للمسائل الفقهية. وسوف يظهر هذا جليًا عند دراستنا للكتاب وبيان أهميته في موضوعه. وأخيرًا، أقدم هذا العمل المتواضع، ومعترفًا بما يكون فيه من عيب وقصور، غير أني بذلت وسعي وطاقتي ابتغاء إخراجه في أحسن صورة ممكنة، فإن وفقت إلى ذلك فهو من فضل الله علي ومعونته، وإن كان غير ذلك فعذري أنه جهد مقل لم يدخر وسعًا ولا جهدًا ولا مكنة ... والله أسأل ألا يحرمني الثواب وأن يجعله في صحيفة أعمالي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ¬
نبذة عن مصادر ترجمة الجمال بن عبد الهادي رحمه الله
نبذة عن مصادر ترجمة الجمال بن عبد الهادي رحمه الله: إن المصادر التي ترجمت للعلّامة يوسف بن عبد الهادي على قلَّتها وندرتها. - اذا ما قورنت بمصادر ترجمة من سبقه من أعلام هذه الأمة، قد حفظت لنا آثاره وأخباره بما يكفي للباحث المتخصص أن يقدم دراسة شاملة وواعية عن حياته العلمية والعملية بالإضافة إلى ما خلفه من أثر علمي نافع حفظته الأجيال لنا عبر السنين، حيث إنه مستودع حافل لدراسة أفكاره جملة وتفصيلًا وخصوصًا أن غالب هذه المصنفات سجّلت وبقيت مسجلة بخط يده. وإذا حاولنا البحث عن أقدم مَن ترجم لأبي المحاسن فإننا نجد المؤرخ الناقد شمس الدين السخاوي (ت 902 هـ) على رأس القائمة، فقد ساق لنا في كتابه الضوء اللامع أخبار الشيخ في بضعة أسطر فقط، وذلك راجع -لاشك- إلى بعد المنازل بينهما فأخباره عنده كانت قليلة. ثم جاء تلميذ -صاحب الترجمة- شمس الدين بن طولون الصالحي (ت 953 هـ) الذي أفاض في ترجمة شيخه في كتبه "متعة الأذهان" و"سكردان الأخبار" كما خصه بترجمة وافية بمؤلف خاص سماه "الهادي إلى ترجمة ابن عبد الهادي" وهو ضخم كما وصفه البعض وكل هذه المؤلفات باستثناء الضوء اللامع لا تزال في عالم المخطوطات. كما نعت الشيخ، بـ "الحافظ" نجم الدين الغيطي (ت 984 هـ) في "مشيخته" وهو مخطوط، أشار إلى ذلك عبد الحي الكتاني في "فهرسه: 2/ 1141".
ثم جاء نجم الدين الغزي (ت 1561 هـ) في كتابه "الكواكب السائرة" فأشاد بالشيخ الجمال ضمن ترجمة موجزة نافعة مفيدة. أما ابن العماد الحنبلي (ت 1089 هـ) فقد ترجم له في "الشذرات" بنبذة جديرة بالذكر ثم فاجأنا الكمال ابن الغزي (ت 1257 هـ) في كتابه "النعت الأكمل" بأخبار مطولة عن العلاّمة ابن عبد الهادي، عدد فيها مناقبه وأشاد بعِلْمه، كما عَرَّج على معظم مؤلفاته البارزة، فهي أوسع ترجمة بعد الذي ذكر سابقًا عن تلميذه ابن طولون. ثم بعد هؤلاء جاء ابن حُمَيد النجدي (ت 1295 هـ) الذي حصر أخبار الشيخ في ورقتين ذكر فيها بعض المناقب والمزايا التي قلَّ أن تجدها عند غيره، وذلك قي كتابه المخطوط الشهير "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة". كما سجل ابن بدران الحنبلي في كتابه "المدخل لمذهب أحمد بن حنبل" ترجمة لطيفة لأبي المحاسن وذلك عند ذكر كتابه المشهور "مغني ذوي الأفهام". ثم جاء بعد ذلك محمد جميل الشطي (ت 1379 هـ) الذي ترجم لابن عبد الهادي في كتابه "مختصر طبقات الحنابلة" وعبد الحي الكتاني في كتابه المشهور "فهرس الفهارس"، ومحمد كرد علي في "خطط الشام" كما أفاد وأجاد الأستاذ صلاح محمد الخيمي مدير دار الكتب الظاهرية عندما خصّ العلاّمة يوسف بن عبد الهادي بترجمة واسعة ذكر فيها أهم ما يقال في حياة الجمال، مع عرض مفصّل لمؤلفاته وإنتاجه العلمي، وكان ذلك في "مجلة معهد المخطوطات العربية الصادرة بالكويت رمضان 1402 هـ - وصفر 1403 هـ المجلد السادس والعشرون الجزء الثاني". كما لا ينسى ما قدم به الأستاذ محمد أسعد طلس لكتاب "ثمار المقاصد في ذكر المساجد" للمصنف رحمه الله، فهو زبدة ما قيل في حق هذه الشخصية قديمًا، ولهذا لا نكون مبالغين عندما نقول ما من دراسة باحث معاصر حول
الجمال بن عبد الهادي إلا وهي عيال على ما كتبه الأستاذ طلس حوله فجزاه الله خيرًا. هذه أبرز مصادر ترجمة ابن عبد الهادي رحمه الله. ناهيك عما ذكر في "تاريخ الأدب العربي وذيله لبروكلمان" و"معجم المؤلفين لكحالة" و"الأعلام للزركلي" و"هدية العارفين للبغدادي" وما كتبه يوسف العش في "فهرس مخطوطات الظاهرية"، ومحمد كرد علي في "مجلة المجمع العلمي العربي" وما سجله الدكتور عبد الرحمن العثيمين في مقدمته لكتاب "الجوهر المنضد" لمصنفه يوسف بن عبد الهادي رحمه الله.
أولًا: القسم الدراسي
الباب الأول: في ترجمة يوسف بن عبد الهادي رحمه الله
الباب الأول للمؤلف: يوسف بن عبد الهادي رحمه الله (ت 909 هـ) المعروف بـ "ابن المبرد"
الفصل الأول في نسبه ومولده، وطلبه للعلم، مع بيان عقيدته ومنزلته العلمية، وثناء العلماء عليه
الفصل الأول في نسبه ومولده، وطلبه للعلم، مع بيان عقيدته ومنزلته العلمية، وثناء العلماء عليه أ - في نسب يوسف بن عبد الهادي رحمه الله: (*): - هو العلّامة، يوسف بن حسن (¬1) بن أحمد بن حسن بن أحمد بن ¬
عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة، وينتهي نسب ابن قدامة إلى سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما (¬1). وهذه شجرة نسب توضح أسرة ابن عبد الهادي مع بيان الوفيات لأعلامها، زيادة في العلم والمعرفة. عبد الحميد (ت 658) - محمد (ت 658) محمد - عبد الهادي (ت 682) - أحمد (ت 700) عبد الله - عبد الرحمن - عبد الحميد - أحمد - محمد - محمد - أبو بكر ت (707) (ت 749) (ت 707) (ت 752) (ت 746) (ت 699) محمد (ت 769) عبد الله - أحمد عائشة - فاطمة - دنيا (ت 816) (ت 803) أبو بكر محمد شمس الدين - عبدالرحمن - إبراهيم - الحسن (ت 744) (ت 789) (ت 800) عمر (ت 803) - أحمد (ت 856) أحمد (ت 861) - حسن (ت 880) أحمد (ت 895) - يوسف (ابن المبرد) أبو المحاسن (ت 909) ¬
ب - ما قيل في مولده رحمه الله
عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي، وهو ابن عم أبي عُمَر محمد، وموفق الدين بن قدامة. لقبه: - جمال الدين أبو المحاسن، فهو ابن القاضي بدر الدين أبي عبد الله بن المسند شهاب الدين أبي العباس القرشي العدوي المقدسي الأصل، الدمشقي الصالحي، المعروف بـ "ابن المبرد" - بفتح "الميم" وسكون "الباء" الموحدة - كذا ضبطه ابن الغزي، (¬1) وحكاه عنه تلميذه ابن طولون، قال في "سكردان الأخبار له": "ابن المبرد" بفتح الميم وسكون الباء الموحدة، كذا أملاني هذا النسب من لفظه وأنشدني: من يطلب التعريف عني قد هدى ... فاسمي يوسف وابن نجل المبرد وأبي يعرف باسم سبط المصطفى ... والجد جدي وقد حذاه بأحمد (¬2) وضبطه صاحب "فهرس الفهارس" - بكسر "الميم" وسكون "الباء". (¬3) و"المبرد" لقب عرف به جده "أحمد" لقبه به عمه. قيل: لقوته، وقيل: لخشونة يده. ب - ما قيل في مولده رحمه الله: تعددت أقوال من ترجم ليوسف بن عبد الهادي في تحديد تاريخ ولادته حب "الضوء اللامع" (¬4) يذكر أن ولادته كانت في سنة بضع وأربعين. وأما ابن الغزي في "النعت الأكمل" (¬5) فقد حددها بسنة (841 هـ)، ¬
جـ - طلبه للعلم
وبه قال الشطي في "مختصره" (¬1). وأما صاحب "الشذرات" فقد ذكر أن الولادة كانت في دمشق في غرة محرم سنة (840 هـ)، (¬2) وهذا ما جزم به الغزي، (¬3) وقاله ابن الملا في "متعة الأذهان"، (¬4) وكذا نقل جار الله بن فهد عن النعيمي في "تاريخه العنوان". (¬5) وبه أيضًا جزم تلميذه ابن طولون الدمشقي قال: "مولده بالسهم الأعلى بصالحية دمشق سلخ سنة (840 هـ) "، (¬6) وإلى هؤلاء انضم صاحب "فهرس الفهارس"، "والأعلام" (¬7) ولعل هذا الأخير الذي يمكن ترجيحه، وهو أقرب إلى الصواب. والله أعلم. جـ - طلبه للعلم: عندما نتحدث عن بداية طلب يوسف بن عبد الهادي للعلم -والأسباب التي أخذت بيده وجعلت منه عالمًا مرموقًا يحتذى به في هذه الدرجة- يجب علينا أن نعرف رأس الأمر في هذا الشأن، وهو نبوغه وترعرعه في بيت عريق في الفضل والعلوم الشرعية والدين. ألا وهو بيت "آل عبد الهادي" الذي تخرج من مدرسته رجال أفذاذ في العلم والأخلاق والورع، ونساء فضليات حملوا العلم، وساهموا في نشوه وتبليغه. ومن أبرز وأشهر هؤلاء الرجال والنساء: ¬
العلّامة المحدث شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي المتوفى 744 هـ، والشيخ عبد الجليل بن محمد بن عبد الهادي العمري الفلكي المتوفى 1087 هـ بالمدينة المنورة (¬1) وكذلك العلّامة المحدث أحمد بن عبد الهادي فقيه الشام ومحدثها، الأديب الذي ألف فيه يوسف بن عبد الهادي رسالة سماها "الغادي في أخبار أحمد بن عبد الهادي". (¬2) ومن النساء السيدة الفاضلة الجليلة المعمرة عائشة بنت أحمد بن عبد الهادي المتوفاة 816 هـ. قال السخاوي: "مسندة الدنيا ... عمرت حتى تفرّدت عن جل شيوخها بالسماع، والإجازة في سائر الأفاق وروت الكثير وأخذ عنها الأئمة ... وكانت سهلة في الإسماع لينة الجانب حدثنا عنها خلق. (¬3) وهناك الكثير من آل عبد الهادي ممن لا يتسع المقام لذكرهم والحديث عنهم برزوا في مختلف العصور وفادوا وأفادوا في كثير من الفنون والعلوم. والشيخ العلّامة يوسف بن عبد الهادي واحد من حلقات هذه السلسلة المترابطة، بل من أبرز علمائها وأشهر مصنّفيها. إذًا فطلب الشيخ جمال الدين للعلم كان محليًا لا غير، بالإضافة إلى الإجازات التي منح إياها من مجموعة كبيرة من العلماء من مصر والشام. أما ما ذكر من رحلاته فهو قليل حيث نقل عنه أنه خرج إلى بعلبك، وحج سنة 908 هـ (¬4). جاء في "السحب الوابلة": "ورحل إلى بعلبك فقرأ بها على أبي حفص بن السليمي، وخلق من أصحاب ابن الرعبوب، وقرأ تتمة "صحيح البخاري"، و"مسند الحميدي" و"المنتخب لعبد بن حميد" و"مسند ¬
د - منزلته العلمية وثناء الناس عليه
الدارمي"، وتفقه بالشيخ تقي الدين بن قندس .. " (¬1). أما إذا جئنا نتحدّث عن عقيدة الشيخ، فهو حنبلي الأصول والفروع، على مذهب أهل الحديث وخير دليل على ما نقول ما ألفه من كتب في هذا المجال سوف نتطرّق إليها بشيء من التفصيل فيما بعد. د - منزلته العلمية وثناء الناس عليه: لقد تبوأ الشيخ الجليل يوسف بن عبد الهادي المكانة المرموقة ضمن سجل من سطر التاريخ ذكراهم العطرة وعدد مناقبهم، ونوّه بمستواهم العلمي العالي، ولا عجب في ذلك فإن منشأه في الوسط العلمي الذي تحدثنا عنه آنفًا، والعمر المديد الذي عاشه ويقرب من السبعين سنة قضاه أبو المحاسن في العلم والتعليم والتأليف والكتابة من شأنه أن يبلغ صاحبه بتوفيق الله هذه المكانة، فإف في رأيي مفكرٌ عظيم وعالم موهوب يملك ذكاء نادرًا، وعقلًا خصبًا كبيرًا وسع جميع علوم ومعارف عصره وقد صاغ هذه الثروة العظيمة في كتب مهمة ورسائل نادرة خطتها أنامله، ورددها لسانه دروسًا ألقاها على طلابه الكثيرين في المساجد، وفي المدرسة العمرية التي وقف عليها خزانته العظيمة. (¬2) بالإضافة إلى أن الشيخ جمال الدين كان من الصنف الذين ترجموا علمهم إلى أساليب عمل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد كان صلبًا في الحق قويًا في الدين لا يهاب ملكًا ولا ذا سلطان، ولما ألف كتابًا في سيرة السلطان السعيد محمد بن عثمان ضمنه طائفة من سيرته وشيئًا من غزواته وطرفًا من المواعظ ساقها للسلطان بلهجة قوية صادقة تدل على حزم وعزم وصدق في الأمر. (¬3) ¬
كل هذا يكشف لنا عن المكانة التي امتاز بها يوسف بن عبد الهادي علميًا واجتماعيًا وسط الناس وخصوصًا عندما نستعرض شهادات العلماء فيه رحمه الله. قال صاحب "مختصر طبقات الحنابلة": "الشيخ الإمام العالم العلامة نخبة المحدثين، عمدة الحفاظ المسندين، بقية السلف، قدوة الخلف، كان جبلًا من جبال العلم ... عديم النظير في التحرير والتقرير ... أعجوبة عصره في الفنون ونادرة دهره الذي لم تسمح بمثله السنون ... " (¬1) ونؤه بعلمه وفضله ابن العماد في "الشذرات" فقال: "كان إمامًا علاّمة يغلب عليه علم الحديث واللغة ويشارك في النحو والتصريف والتصوّف والتفسير ... ودرس وأفتى وألف تلميذه شمس الدين بن طولون في ترجمته مؤلفًا ضخمًا". (¬2) أما ابن الغزي فقد أشاد بالشيخ وعلمه. بقوله: "أخذ في قراءة العلوم وإقرائها حتى حظي بالشيء الكثير ودرس وأفتى، وأجمعت الأمة على تقدمه وإمامته، وأطبقت الأئمة على فضله وجلالته". (¬3) وساق الكتاني في مناقبه كلامًا فقال: "من أعيان محدثي القرن العاشر، والمشهورين بكثرة التصنيف وسعة الرواية". (¬4) كما وصفه تلميذه شمس الدين بن طولون -وهو صاحب سيرته- بـ "الشيخ الإمام علم الأعلام المحدث الرحلة العلّامة الفهامة العالم العامل المنتقي الفاضل ... " (¬5). ¬
وجاء في "عنوان الزمان" لمحيي الدين النعيمي وصفه بـ "الشيخ العالم المحدث ... " (¬1). كما نعته نجم الدين الغيطي في مشيخته بـ "الحافظ". (¬2) هذا بعض الثناء الذي قيل في حق إمامنا الفاضل يوسف بن عبد الهادي رحمه الله وإنه لشاهد على فضله وعلمه وتقدمه الذي اكتسبه من احتكاكه ومجالسته لمجموعة من الشيوخ والأساتذة في مختلف الفنون الذين أجازوه بالرواية عنهم علومًا متعددة فأفاد بها وفاد رحمه الله. ويحسن بنا ونحن في هذا الموقف أن نعدد شيوخ وشيخات ابن عبد الهادي الذين كان لهم الأثر الكبير في تكوين هذه الشخيصة المتميزة. ¬
الفصل الثاني في التعريف بشيوخه وتلاميذه مع ترجمة بيانية لهم
الفصل الثاني في التعريف بشيوخه وتلاميذه مع ترجمة بيانية لهم أ - في التعريف بشيوخه رحمه الله: - تتلمذ الشيخ العلامة يوسف بن عبد الهادي على مجموعة من الشيوخ الذين كان لهم الأثر في تكوينه العلمي والثقافي ومن أبرزهم: 1 - تقي الدين الجراعي: (¬1) هو أبو بكر بن زيد بن أبي بكر بن زيد بن عمر بن محمود الحسني، الشيخ تقي الدين الجراعي، الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، أحد الفقهاء البارزين عند الحنابلة، حمل العلم عن الشيخ تقي الدين بن قندس مع رفيقه العلاء المرداوي. تولى قضاء دمشق فترة، له من المؤلفات "غاية المطلب في معرفة المذهب" و"حلية الطراز في الألغاز" و"الترشيح في مسائل الترجيح" وغيرها. قال ابن العماد: "كان يحد السكران بمجرد وجود الرائحة على إحدى الروايتين" (¬2). توفي رحمه الله في دمشق 883 هـ. 2 - تقي الدين بن قندس: (¬3) هو أبو بكر بن إبراهيم بن يوسف ¬
البعلي، ثم الصالحي، الحنبلي، له مشاركات في الفقه والأصول والتفسير واللغة، سمع التاج بن بردس وغيره، وتفقه في المذهب وأخذ الأصول على ابن العصياتي، كما أخذ عنه مجموعة من فقهاء المذهب منهم العلاء المرداوي، والشيخ تقي الدين الجراعي وغيرهم، من آثاره "حاشية على المحرر" و"حاشية على الفروع لابن مفلح". كانت وفاته رحمه الله سنة 861 هـ، وقيل 862 هـ. (¬1) 3 - علاء الدين المرداوي، (¬2) هو علي بن سليمان بن أحمد المرداوي، الدمشقي أبو الحسن السعدي الصالحي أحد فقهاء الحنابلة الذين انتهت إليهم رئاسته، اشتغل بالعلم في مدرسة الشيخ أبي عمر بالصالحية واجتمع بالمشايخ وأخذ عن الشيخ ابن قندس، وأبي الفرج عبد الرحمن بن إبراهيم الطرابلسي الحنبلي وغيرهما. من أبرز ما صنف كتاب "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف" "على مذهب الإمام أحمد رحمه الله" و"التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع" وغيرها، توفي سنة 885 هـ. وقد قرأ الشيخ رحمه الله على هؤلاء الثلاثة "المقنع" للشيخ موفق الدين ابن قدامة. (¬3) كما تعلم القرآن وحفظه على طائفة من الشيوخ منهم: 1 - أحمد العسكري: (¬4) هو شهاب الدين أحمد بن عبد الله العسكري ¬
الصالحي مفتي الحنابلة أحد الزهاد لم يكن في زمانه نظير له في العلم والتواضع كان يكتب في الفتيا كتابة عظيمة، ألف في الفقه كتابًا جمع فيه بين "المقنع" و"التنقيح" ومات قبل تمامه وكان ذلك 912 هـ. 2 - عمر العسكري، (¬1) هو زين الدين عمر بن عبد الله العسكري، الفقيه الدين الورع، قال عنه المصنف في "الجوهر المنضد": حفظ "الخرقي"، و"الملحة" وقرأ في كتاب "غاية المطلب" بعد ذلك وأذن له بالإفتاء ... ". "كانت وفاته 881 هـ. 3 - زين الدين بن الحبال، (¬2) هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن يوسف بن الحبال، الشيخ العلامة أبو الفرج بن الحبال، المقرئ الفقيه، أخذ عن ابن ناصر الدين وغيره، قال المصنف رحمه الله في "الجوهر المنضد": "قرأت عليه في القرآن وجميع "المقنع" و"البخاري" و"مسلم" و"أربعين ابن الجزري" وغير ذلك" كانت وفاته 866 هـ. كما نقل غير واحد أنه جلس في حفظه للقرآن إلى كل من الشيخ "أحمد المصري الحنبلي" و"أحمد الصفدي الحنبلي" وغيرهما. (¬3) كما أفاد الشيخ من جمله شيوخ ذكرهم في كتابه "الجوهر المنضد" منهم: 1 - أحمد البغدادي "الإمام" (ت 861) قال المصنف: "ولي منه إجازة". (¬4) ¬
2 - والشيخ عثمان التليلي، (¬1) الإمام الزاهد أبو النور خطيب جامع المظفرىِ عن الشيخ علي بن عروة، وابن الطحان، وعنه جماعة "قال المصنف رحمه الله": قرأت عليه جزء المنتقى من "مسند الإمام أحمد"، ومواضيع من كتاب "المقنع"، توفي 892 هـ. 3 - أحمد بن عبادة، (¬2) شهاب الدين بن نجم السعدي الأنصاري قاضي القضأة، قال المصنف في ترجمة أخيه "على بن عبادة": "أخو شيخنا شهاب الدين" (¬3)، توفى 891 هـ. 4 - عمر اللؤلؤي: (¬4) الصالح المقرئ المعيد المجود الدين زين الدين الورع، كان يقرئ القرآن بمدرسة شيخ الإسلام، أخذ عن عائشة بنت عبد الهادي، وابن عروة وغيرهما. قال أبو المحاسن في "الجوهر المنضد": "قرأت عليه "ثلاثيات البخاري" و"الزهد" للإمام أحمد، و"مسند عبد بن حميد" وغير ذلك" (¬5). توفي 873 هـ. 5 - عز الدين المصري، (¬6) هو أحمد بن نصر الله الحنبلي، الفقيه الأصولي، المحدث الزاهد، انفرد برئاسة مذهب أحمد بالقاهرة. قال الشيخ ¬
الجمال: "ولي منه إجازة" (¬1). توفى 876 هـ. 6 - الشيخ ناصر الدين بن زريق، (¬2) هو محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، القاضي ناصر الدين سمع من ابن حجر، وابن ناصر الدين، وابن الحوارس وغيرهم، قال في "الجوهر المنضد": "قرأت عليه أشياء" ... (¬3). توفي 900 هـ. 7 - محمد بن محمد بن علي السلمي الفرضي، الشيخ الفقيه، قرأ "المقنع" وبرع في المذهب قال الشيخ يوسف: "قرأت عليه جزءًا". (¬4) 8 - محمد بن عبد الله الصيفي، (¬5) أبو عبد الله الحنبلي، شيخ الحنابلة في وقته، أخذ عن عائشة بنت عبد الهادي وغيرها، كان كثير العبادة معظمًا لمذهب أحمد متمسكًا به فروعًا وأصولًا. قال ابن المبرد في "الجوهر المنضد": "قرأت عليه "جزء الجمعة الثاني" و"ثلاثيات البخاري" وغير ذلك، "وأجاز لنا غير مرة" (¬6). توفى 869 هـ. 9 - أبو العباس الفولابي، قال الشيخ أبو المحاسن في ترجمة محمد بن بردس: "قلت: أخذ عن ابن الخباز "صحيح مسلم" وسمعه عليه شيخنا أبو العباس الفولابي، وقد قرأت عليه ... " (¬7). 10 - حسن بن إبراهيم الصفدي، الشيخ المحدث المقري، كان يقرئ ¬
بمدرسة شيخ الإسلام وقد أشار أبو المحاسن إلى أنه قد قرأ عليه (¬1). توفي 858 هـ. بالإضافة إلى هؤلاء حضر الشيخ الجمال دروس، وحلقات علم لكثير من الشيوخ والأعلام في الصالحية وغيرها. منهم: القاضي برهان الدين بن مفلح، أبو إسحاق فقيه الحنابلة ومفتيها صاحب "المبدع" و"المقصد الأرشد"، توفى 884 هـ. والشيخ برهان الدين الزرعي وطائفة. (¬2) كما أخذ الحديث عن جماعة كبيرة من تلاميذ الحافظ ابن حجر، وابن العراقي، وابن البالسي، وجمال الدين بن الحرستاني، والصلاح بن أبي عمرو، والحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي محدث الشام وغيرهم. (¬3) وقد أجاز له من مصر شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، والشهاب الحجازي (ت 875 هـ)، والتقي الشمني (ت 872 هـ)، وأبو عبد الله بن فهد (ت 871 هـ)، والشيخ قاسم بن قطلوبغا المصري (ت 879 هـ) وجماعة آخرين. (¬4) كما لا يخفى أن لأبي المحاسن رحمه الله شيخات فاضلات أخذ عنهن بعض علمه، وفقهه. وقد أفادنا صاحب مقدمة "ثمار المقاصد" ص 13 بأسماء بعضهن: 1 - الشيخة: محدثة الشام، فاطمة بنت خليل بن علي الحرستاني، (¬5) الدمشقية سبطة التقي عبد الله بن خليل الحرستاني، حضرت للعلاء ¬
ب - تلاميذه رحمه الله
المرداوي، وابن البالسي، قال ابن العماد: "كانت صالحة خيرة حجت وماتت بعد 873 هـ". قال صاحب مقدمة "ثمار المقاصد" ص 13: "وقد رأيت بخطه على بعض مخطوطات الظاهرية أنه سمع على فاطمة هذه، من ذلك كتاب "المجلس الخميس من أمالي أبي عبد الله الضبي" وكتاب "القضاء لشريح". 2 - الشيخة: أسماء بنت عبد الله بن المرآتي محدثة الشام في القرن التاسع، فقد كتب الشيخ يوسف بن الهادي بخطه على مجلس من أمالي رزق الله بن عبد الوهاب وهو في مخطوطات الظاهرية أنه سمعه على الشيخة الأصيلة أسماء. (¬1) 3 - الشيخة: خديجة بنت الموفق عبد الكريم بن إسماعيل الأرموي الدمشقي الصالحي، سمعت على عائشة ابنة عبد الهادي "مسند عمر" للنجاد، وجزءًا من حديث "علي بن عاصم بن صهيب"، وقطعة من "ذم الكلام" للهروي. قال في الضوء اللامع: "وبلغني أن يوسف بن حسن بن أحمد ابن عبد الهادي ... خرج لها أربعين". توفيت في سنة 896 هـ أو قبلها. قال السخاوي "وهو أشبه". (¬2) ب - تلاميذه رحمه الله: أما تلاميذه فكثيرون، نجد أسماءهم مسطورة على مؤلفاته حيث أجازهم برواية هذه المؤلفات. من أبرزهم: 1 - شمس الدين بن طولون: (¬3) هو محمد بن علي بن أحمد الدمشقي الصالحي الحنفي، العلامة أبو عبد الله، مؤرخ مرموق، عالم بالتراجم والفقه ¬
قال عنه الغزي: "كانت أوقاته معمورة كلها بالعلم والعبادة". أخذ عن جماعة منهم القاضي ناصر الدين بن زريق، والسراج بن الصيرفي، والشيخ أبو الفتح المزي، وابن النعيمي وغيرهم، كما تفقه بعمه الجمال بن طولون، وأجازه السيوطي مكاتبة في جماعة من المصريين. من ضمن تأليفه كتاب في ترجمة شيخه يوسف بن عبد الهادي سماه "الهادي إلى ترجمة يوسف بن عبد الهادي" والظاهر أنه مفقود، (¬1) كما له "القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية"، وفيه نقولات كثيرة (¬2) عن شيخه الجمال بن عبد الهادي في كتاب "تاريخ الصالحية". كما أن هنالك مؤلفات أخرى من فنون مختلفة لابن طولون سردها في كتابه "الفلك المشحون" مرتبة على حروف المعجم (¬3)، توفي بدمشق رحمه الله في جمادى الأولى سنة 953 هـ. 2 - الماتاني - هو نجم الدين بن حسن الشهير بالماتاني الصالحي الحنبلي، ذكره ابن العماد الحنبلي، في سياق سنده للحديث المسلسل بالحنابلة والذي يقال له: "سلسلة الذهب" جاء فيه: " ... عن النجم الماتاني عن أبي المحاسن يوسف بن عبد الهادي ... " (¬4). وليس هو الحسن بن علي الماتاني، كما ظنه محقق "الجوهر المنضد" (¬5) ذاك نجم الدين وهذا بدر الدين فهذا ابنه: أي نجم الدين بن حسن بن علي الماتاني. والله أعلم. 3 - أحمد بن عثمان الحوراني القنواتي. ¬
4 - مفلح بن مفلح المرداوي. 5 - موسى بن عمران الجماعيلي. أجاز لهؤلاء أبو المحاسن رحمه الكه بروايته عنه كتابه: "معارف الأنعام في فضل الشهور والصيام". (¬1) 6 - شهاب الدين السهروردي: أجازه رحمه الله بكتابه: "وقوع البلاء في البخل والبخلاء". (¬2) 7 - أحمد بن يحيى بن عطوة النجدي الدمشقي المتوفى (948 هـ) قال الشيخ الجمال في "الجوهر المنضد": "قرأ علي في الفقه من "أصول ابن اللحام" وغير ذلك، له مشاركة حسنة". (¬3) وقال ابن حميد: "وقرأ على غيره كالجمال يوسف بن عبد الهادي والعلاء المرداوي". (¬4) 8 - أحمد بن محمد شهاب الدين المرداوي الشهير بـ "ابن الديوان" (¬5) الحنبلي، إمام الجامع المظفري بسفح جبل قاسيون. قال ابن الغزي: "أخذ علم الحديث عن الجمال يوسف بن المبرد وغيره ... " (¬6). 9 - أحمد النجدي. قال الشيخ في "الجوهر المنضد": قرأ علي في "المقنع" وغيره". (¬7) ¬
10 - فضل بن عيسى النجدي، المتوفى (882 هـ). جاء في "الجوهر المنضد" للمصنف رحمه الله: "صاحبنا قرأ علي "المقنع" وغيره ذا دين وفضل كاسمه ... جعلني وصيه ". (¬1) هذا، وكان لإمامنا الفاضل العلامة يوسف بن عبد الهادي جلسات واسعة في بيته بالسهم الأعلى من الصالحية يجمع فيها أولاده ونساءه وأقاربه، ويقر) عليهم مؤلفاته ونتاجه العلمي ويجيزهم بها كبارًا وصغارًا حتى خدمه ومماليكه. فقد سمع منه كتابه: "معارف الإنعام في فضل الشهور والصيام" السابق الذكر كل من أخويه: 11 - أبو بكر حسن بن أحمد بن عبد الهادي. 12 - أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي. 13 - كما سمع منه كتابه: "غراس الأثار ... " كل من ابنه حسن - قال: "وجعل ينام في بعضه ... ". وربما كان سبب نومه صغر سنه، وولد ابن عمه عمر، وأولاده عبد الله وأخته فاطمة وأمهما جوهرة بنت عبد الله الحسينية، وأم ابنه حسن بلبل بنت عبد الله ومولاته حلوة وذلك في سنة 889. (¬2) هؤلاء هم بعض تلاميذ الشيخ رحمه الله، والمتتبع لآثاره ومصنفاته الكثيرة -في مكتبات العالم عامة والظاهرية خاصة- يقف على مجموعة كبيرة من العلماء والطلاب الذين أجازهم العلامة ابن المبرد قراءة عليه بالفهم، أو بإجازة عامة أو خاصة أو غير ذلك. ¬
الفصل الثالث في مصنفات الشيخ رحمه الله
الفصل الثالث في مصنفات الشيخ رحمه الله لقد كانت العصور المتأخرة من التاريخ العلمي والثقافي لهذه الأمة ضنينة في الإنتاج العلمي الدقيق في البحوث والتأليف، وذلك أن همم العلماء حينئذ أخذت مسارًا مختلفًا في الاهتمام والإنتاج. فكان أحدهم يذهب إلى صنف من العلم فيدرسه ويؤلف فيه، فيختصر كتابًا لمؤلف سابق أو ينكب على شرحه، أو وضع حواش له، أو تقارير عليه وهكذا. ومؤلفنا العلامة جمال الدين لهو واحد من هذه النخبة في كتاباته ومنهجه، حيث ظهر بشخصية فريدة في ثقافته لعلوم عصره كلها واستيعابه للفتون المختلفة، جعلت. منه معلمة إسلامية حية بالتعليم والتأليف. ولا أدل على ذلك مما أبقاه لنا الدهر من مؤلفاته الكثيرة، أعانه على ذلك ذكاؤه وقريحته الجيدة، وسرعة حفظه وسيلان قلمه في الكتابة ومواهبه العديدة التي تنبئ عنها مصنفاته الفريدة، فكان رحمه الله في سباق مع الزمن همه أن يحرر أكبر قدر ممكن من المؤلفات، فجاءت معظمها عبارة عن تخريجات، وردود، وتحرير إشكالات، ورسائل حديثية صغيرة، يغلب عليها الظابع النقلي ممن سبقه. وليس هذا بغريب، فهو شأن غالب أهل العلم في عصره فهو امتداد لسلسلة السيوطي (ت: 911 هـ)، والسخاوي (ت 902)، والشيخ زكريا الأنصاري (ت 926 هـ)، ثم ابن كمال باشا (ت 94 هـ) وغيرهم ممن زخرت المكتبة الإسلامية بمؤلفاتهم القيمة.
قال تلميذه ابن طولون: "وأقبل على التصنيف في عدة فنون حتى بلغت أسماؤها مجلدًا رتبها على حروف المعجم، وكان غالب عليه فن الحديث". (¬1) وفي "الضوء اللامع": "بلغني أنه خرج لخديجة بنت عبد الكريم "أربعين" وكذلك لغيرها ... " (¬2). وفي "النعت الأكمل": "وله من التصانيف ما يزيد على أربعمائة مصنف وغالبها في علم الحديث والسنن " (¬3) ومع كثرة مؤلفات ابن عبد الهادي إلا أنها جاءت غير محررة. قاله النعيمي في كتابه "عنوان الزمان" حكاه عنه جار الله ابن فهد. (¬4) إلا أن صاحب "السحب الوابلة" رد على هذا الزعم وقال: "قلت: بل تصانيفه في غاية التحرير .. " (¬5). والذي أراه والله أعلم، أن النعيمي كان محقًا في بعضها وهو الصنف الذي بقي على أصوله "مسودات" لم يبيض، لأنه لم يفرغ لمراجعتها واستيفائها، ذلك أن الشيخ الجمال كان في سباق مع الزمن في التأليف كما ذكرنا سابقًا. كما أننا إذا اطَّلعنا على بعض مؤلفات ابن عبد الهادي مثل "مغني ذوي الأفهام" و"ثمار المقاصد" و"السير الحاث .. "، و"العقد التمام ... " وغيرها لرجحنا قول ابن حميد في وصفه لها. والذي يبدو لي والله أعلم أن ابن حميد وقف على المحرر منها فظنها جميعًا بهذه الدرجة، كما أن النعيمي يقصد الأصول "المسودات" التي أطلع عليها، فينفك بهذا الخلاف ويبقى كلا الرأيين على صواب. ¬
وإذا كان الاستاذ الفاضل: محمد أسعد طلس في مقدمة كتاب "ثمار المقاصد"، والأستاذ صلاح محمد الخيمي في "مجلة معهد المخطوطات العربية" قد عرجا على معظم مصنفات ابن عبد الهادي بالعد والعرض ذاكرين أهم ما يحتاج إليه الباحث من التعريف بها، وإعطاء صورة موجزة لمضمونها مع بيان أرقامها. فإنني أحاول في هذا المقام أن أزيد على ما قدمه الأستاذان الفاضلان ولو شيئًا يسيرًا والله الموفق.
مؤلفات ابن عبد الهادي حسب حروف المعجم
* مؤلفات ابن عبد الهادي حسب حروف المعجم * أ - المطبوعة: - الإعانات على معرفة الخانات - رسالة نشرها الأستاذ حبيب الزيات في الخزانة الشرقية بمجلة المشرق سنة 1938 م. - برق الشام في محاسن إقليم الشام - نشرت في مجلة المشرق سنة 1934 م. (¬1) - ثمار المقاصد في ذكر المساجد. حققه وقدم له د. محمد أسعد طلس، (¬2) وهو من منشورات المعهد العلمي الفرنسي بدمشق سنة 1941 م وأعيد نشره في مكتبة لبنان (1975 م). - الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد. حققه وقدم له وعلق عليه الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين الأستاذ المساعد بجامعة أم القرى، مكة المكرمة، الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة. الطبعة الأولى سنة 1407 هـ 1987/ م وذلك في مطبعة المدني بالقاهرة، (¬3) كما قام بنشره محمود ¬
ابن محمد الحداد في طبعة غير علمية في دار العاصمة بالرياض سنة 1408 هـ تحت عنوان "ذيل ابن عبد الهادي على طبقات ابن رجب". - الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي - وهو الكتاب الذي حققته، وأقدم له بهذه التقدمة، يأتي الكلام عليه في فصل مستقل. - الدرة المضية والعروس المرضية والشجرة النبوية والأخلاق المحمدية، نشر الكتاب في بولاق - مصر سنة 1285 هـ. (¬1) - السير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث، رسالة صغيرة نشرها: الشيخ عبد الله بن عمر بن دهيش، طبعت في مطبعة النهضة الحديثة بمكة المكرمة سنة 1398 هـ / 1978 م. - العقد التمام فيمن زوجه النبي عليه الصلاة والسلام، (¬2) رسالة صغيرة في حدود 20 صفحة تحدث فيها عمن زوجه النبي عليه السلام على طريق المحدثين. حققها: أبو إسماعيل هشام بن إسماعيل السقا، وراجعها: أبو عبد الله محمود بن محمد الحداد. طبعت في دار عالم الكتب/ الرياض 1405 هـ - 1985 م. - كتاب في الحسبة - نشره الأستاذ حبيب الزيات في الخزانة الشرقية بمجلة المشرق سنة 1937 م. كتاب في الطباخة - نشره الحبيب - الزيات كذلك بمجلة المشرف سنة 1937 م. (¬3) ¬
ب - المخطوطة
- مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام. قال في مقدمته ص: 7: "فهذا مختصر في الفقه على مذهب الإمام الرباني والصديق الثاني أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني جعلته عمدة للطالب المبتدي وكافيًا للمنتهي، اكتفيت فيه بالقول المختار ... " (¬1). طبع في مطبعة السنة المحمدية - القاهرة 1391 هـ/1971 م بتحقيق الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ. - نزهة الرفاق في شرح حالة الأسواق - رسالة نشرها الأستاذ حبيب الزيات في الخزانة الشرقية، بمجلة المشرق سنة 1939 م. (¬2) - عدة الملمات في تعداد الحمامات -وهي رسالة صغيرة- ذكر الزركلي في الأعلام: 9/ 299 أنها مطبوعة ولم أعثر على تاريخ طبعها ومكانه. ب - المخطوطة: أما بالنسبة للكتب المخطوطة فهي كثيرة ومتنوعة في علومها. منها ما هو في الحديث وعلومه، وفي الفقه والفتاوى، والتوحيد والجدل، والتاريخ والسير والتراجم، والوعظ والتصوف، والأدب والمُلح وما إليها، والطب، والموضوعات العامة، نحاول استيعابها وترتيبها على الحروف الهجائية. والله الموفق. (حرف الألف "الهمزة") - الإتقان في أدوية اللثة واللسان. ذكره أسعد طلس في "مقدمة ثمار المقاصد ص 48" وابن الغزي في النعت الأكمل ص 70" باسم "الإتقان في أدوية اللثة والأسنان". وهي رسالة صغيرة في الطب، موجودة بدار الكتب الوطنية الظاهرية بخط المؤلف رحمه ¬
الله تحت رقم 3156/ 2 - مجاميع، عدد أوراقها ثمانية من (7 - 14). - الإتقان لأدوية اليرقان. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 971 وهي عبارة عن وريقات صغيرة عدد فيها مؤلفها الأدوية الصالحة لمرض اليرقان تقع في ثلاث ورقات تحت رقم 3156/ 12 مجاميع من (65 - 67) بخط المؤلف رحمه الله وهي بدار الكتب الظاهرية. - اثنان وأربعون حديثًا. وهي أحاديث منتقاة سردها وذلك لأهميتها، تقع في سبع عشرة ورقة تحت رقم 9390/ 1 مجاميع تاريخ نسخها 897 هـ بخط مؤلفها، وهىِ بالظاهرية. - إجازات يوسف بن عبد الهادي لعبد الرحمن بن شمس الدين الكتبي ببعض مسموعاته ومروياته وهي بخط ابن عبد الهادي رحمه الله. - أحاديث وأشعار وحكايات منتقاة. رسالة صغيرة تقع في ست ورقات تحت رقم 1372/ 2 مجاميع، تاريخ نسخها 878 هـ بخط مؤلفها، بالظاهرية. (¬1) - أحكام الحمام وآدابه. موجود بالظاهرية بخط مؤلفه يوسف بن عبد الهادي تحت رقم 4549 في حوالي 102 ورقة، تاريخ نسخه 885 هـ. - أخبار الإخوان عن أحوال الجان. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71". وهو موجود بالظاهرية ¬
في حدود 53 ورقة تحت رقم 3256/ 1 مجاميع نسخ 876 هـ بخط مؤلفه رحمه الله. وهو كتاب جمع فيه طائفة من القصص والأخبار الغريبة المعروفة في عصره عن الجان وقد ذكر فيه طائفة من الأحاديث والآي الواردة في الجان. - أحوال القبور. ذكره بروكلمان في "تاريخه 107/ 2 - 108 " "نقلًا عن كشف الظنون لحاجي خليفة: 1/ 497". ( .. وبعد فهذه نبذة في أخبار الأذكياء ومستطرف أخبارهم ... جمعها بالأسانيد ... ) فرغ منه مؤلفه في 17 جمادى الأولى 903 هـ. (¬1) - أخبار الأذكياء. موجود بالظاهرية تحت رقم 3428 في حدود 49 ورقة. قال مصنفه في أوله أخبار وأشعار متفرقة. رقمه بالظاهرية 3246/ 9 مجاميع، أوراقه 50 تاريخ نسخه 880 هـ بخط مؤلفه. - الاختيار في بيع العقار. وهي رسالة صغيرة جمع فيها ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحاديث في بيع العقار، ذكر الخيمي أنها تحت رقم 8/ 3249 مجاميع، (¬2) بالظاهرية بخط مؤلفها رحمه الله. - آداب الدعاء. موجود بالظاهرية تحت رقم 3773 عدد أوراقه 49 تاريخ نسخه 862 هـ بخط مؤلفه. - إدراك السعود والجود. موجود بالاسكوريال في أسبانيا تحت رقم 2/ 770. (¬3) ¬
- الأدوية المفردة للعلل المعقدة. وهي رسالة مكونة من بعض الوريقات جمع فيها بعض الأدوية لبعض الأمراض والعلل المختلفة رقمها بالظاهرية 10/ 3165 مجاميع من (61 - 66) بخط مؤلفها. - الأدوية الوافدة على الحمى الباردة. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71" وأسعد طلس في "مقدمة ثمار المقاصد: ص 49". رسالة في حدود أربع ورقات، موجودة بالظاهرية تحت رقم 3165/ 16 مجاميع من (86 - 89) بخط المؤلف رحمه الله. (¬1) - أربعون حديثًا. خرجها يوسف بن عبد الهادي من الكتب المشهورة ولم يضع لها اسمًا، وهي رسالة تقع في حدود 7 ورقات تحت رقم 2702/ 3 مجاميع بخط مؤلفها بالظاهرية. - الأربعون المتباينة الأسانيد. خرجها يوسف بن عبد الهادي في نحو 29 صفحة، وهي بالظاهرية تحت رقم 3794/ 3 مجاميع (¬2) بخط المصنف رحمه الله. - الإرشاد إلى حكم موت الأولاد. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71". وقال عنه في مقدمة "ثمار المقاصد" والكتاب تحفة نفيسة أدبية في نحو 500 صفحة، فرغ منه بمدرسة أبي عمر في 11 رمضان سنة 897، وفي آخره إجازة الأولاد ولابن ¬
طولون، والشهاب السهروردي وغيرهم"، (¬1) وهو موجود بالظاهرية تحت رقم 3214، وذكر أسعد طلس أن رقمه 43 أدب. - إرشاد السالك إلى مناقب مالك. ذكره الزركلي في "الأعلام: 9/ 299 " وهو كتاب نفيس في ترجمة إمام دار الهجرة جعله في سبعين بابًا، وخصص فصلًا في آخر الكتاب "عن النساء المالكيات" وفصلًا عن كتب المالكية وذكر المعول عليه منها فصلًا في "مدارس المالكية". (¬2) والكتاب في نحو 452 ص فرغ منه مؤلفه رحمه الله 14 رمضان 887 هـ في صالحية دمشق وهو تحت رقم 3461 بالظاهرية. - إرشاد الفتى إلى أحاديث الشتا. رسالة صغيرة تقع في خس ورقات. ذكرها ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 7" وهي بالظاهرية تحت رقم 3216 بخط مؤلفها الجمال رحمه الله. - إرشاد المعتمد إلى أدوية الكبد. رسالة صغيرة عدد فيها مؤلفها أنواع أدوية الكبد، وهي في حوالي سبع ورقات. ذكرها ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71" رقمها 3165/ 14 مجاميع بالظاهرية، وهي بخط مؤلفها رحمه الله. - الإغراب في أحكام الكلاب. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71". وهو كتاب ذكر فيه الأحكام المتعلقة بالكلاب، وقد جعله مؤلفه فصولًا، وطريقته فيه أن يسند ما يقول، ويصدر الباب بما جاء فيه من ¬
(حرف الباء)
الحديث النبوي والآي القرآني، وهو في حدود 59 ورقة تحت رقم 3186/ 1 مجاميع بالظاهرية، فرغ منه أبو المحاسن رحمه الله في 10 ذي الحجة 894 هـ. (¬1) - الاقتباس لحل مشكل سيرة ابن سيد الناس. وهو كتاب ضبط فيه الألفاظ الغريبة، والمواقع، وأسماء القبائل ضبطًا رجع فيه إلى المراجع الصحيحة والمختصة، والكتاب يقع في حوالي 47 ورقة تحت رقم 3794/ 1 مجاميع، تاريخ نسخه الأحد 15 ذي القعدة 907 هـ بخط مؤلفه (¬2) رحمه الله. - إيضاح طرق السلامة في بيان أحكام الولاية والإمامة. ذكر فيه العلامة أبو المحاسن "الأحكام المتعلقة بالخلافة والإمامة والولايات وما فيها من خير أو شر، وكيفية انعقادها وشروطها وثوابها ... " وقد جعله في عشرة أبواب. والكتاب في الظاهرية تحت رقم 3301/ 1 مجاميع يحتوي على 167 ورقة بخط مؤلفه وفي وسط الكتاب خرم كبير. (¬3) (حرف الباء) - بحر الدم فيمن تكلم فيه أحمد بن حنبل بمدح أو ذم. ذكره الزركلي في "الأعلام: 9/ 300" وأفاد بروكلمان أنه في مكتبة برلين تحت رقم 9957. (¬4) - بلغة الآمال بأدوية قطع الإسهال. ¬
هي رسالة صغيرة عدد فيها يوسف بن عبد الهادي الأدوية المختصة بقطع الإسهال. ذكرها ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71" وصاحب "مقدمة ثمار المقاصد: ص 49" وهي بالظاهرية تحت رقم 3165/ 18 مجاميع عدد أورقها 4 من (93 - 97) (¬1) بخط مؤلفها رحمه الله. - بلغة الحثيث إلى علم الحديث. ذكره الزركلي في "الأعلام: 9/ 300 " وأشار بروكلمان إلى أنه موجود في مكتبة برلين تحت رقم 1119. (¬2) - البيان لبديع خلق الإنسان. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71" وهو كتاب ذكر فيه الجمال بن عبد الهادي الآدمي وتراكيبه وما يتعلق بها من الفوائد والأمور الطبية والفقهية واللغوية وغير ذلك ... وجعله في عشرة أبواب، والكتاب من أثمن الكتب وأنفسها لشمول نفعه وفائدته. وهو موجود بالظاهرية تحت رقم 3196 يقع في حوالي 130 ورقة انتهى منه مؤلفه يوسف بن عبد الهادي في 12 ربيع الأول 886 هـ بالسهم الأعلى من الصالحية. (¬3) - بيان القول السديد في أحكام تسري العبيد. وهي رسالة صغيرة ذكر فيها الأحكام المتعلقة بالعبيد والإماء وتسريها، تقع الرسالة في حدود 7 ورقات ضمن مجموع رقمه 3194/ 3 من (89 - 95) بخط مؤلفها رحمه الله. (¬4) ¬
(حرف التاء)
(حرف التاء) - تاريخ الصالحية. ذكره غير واحد من المزجمين، وهو مشهور، ولم يعثر عليه لحد الأن، وقد جمع ابن طولون مادة كتابه "القلائد الجوهرية" على الجملة من هذا السفر الكبير، وقد اختصر الكتاب محمد بن كنان (ت 1740 هـ) في مجلد متوسط الحجم يحوي 300 ورقة، وهو موجود في دار الكتب المصرية واسمه "الحلل السندسية الفسيحة بتاريخ الصالحية" وفي مكتبة المجمع العلمي بدمشق صورة منه. (¬1) وقد ذكر بروكلمان أن في مكتبة برلين نسخة من مختصر تاريخ الصالحية لمحمد بن كنان ورقمه 9789 وقد سماه "المروج الصندلية الفيحية بتاريخ الصالحية" (¬2) والكتاب كما قال غير واحد من خير الكتب وأفضلها في تاريخ الصالحية. - تحفة الوصول إلى علم الأصول. ذكره بروكلمان وقال: إنه موجود في مكتبة برلين تحت رقم 1128. (¬3) - تخريج الأحاديث الخفية. ذكره صاحب "مقدمة ثمار المقاصد: ص 27"، وهي رسالة احتوت على جملة من الأحاديث الصحيحة الخفية على الناس فخرجها من مظانها وأسندها، وهي بالظاهرية تحت رقم 54 أدب. - تخريج حديث لا ترد يد لامس. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71"، وهي عبارة عن 4 ورقات ¬
خرج فيها هذا الحديث المشهور ورقمها بالظاهرية 3216 بخط المؤلف رحمه الله. - التخريج الصغير والتحبير الكبير. وهو كتاب عظيم ومفيد في بابه جمع فيه الأحاديث المشهورة بين الناس والغرائب القليلة الوقوع في الكتب المشهورة مما ليس في الصحيحين ورتبه على حروف الهجاء كما ذكر في مقدمته والكتاب يقع في حدود 52 ورقة، وهو بالظاهرية تحت رقم 1032 بخط مؤلفه. انتهى منه رحمه الله في جمادى الأولى 883 هـ. (¬1) - تعريف الغادي ببعض فضائل أحمد بن عبد الهادي. وهي رسالة صغيرة لم يتمها في بضع ورقات في ترجمة أخيه أحمد ذكرها صاحب "الأعلام: 9/ 299" وهي بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3216/ 4 من (65 - 68) بخط المؤلف رحمه الله. - التغريد بمدح السلطان السعيد أبي النصر أبي يزيد. وهو كتاب مسجوع ذكر فيه فضائل الملكين السلطان السعيد محمد بن عثمان، وابنه المسمى بأبي نصر وأبي يزيد -وفي الكتاب جملة من المواعظ والنصائح وجهها للسلطان أبي يزيد صاحب دمشق في أيامه- وهو عبارة عن 29 ورقة ضمن مجموع رقمه 4/ 3194 من (97 - 125) بالظاهرية وبخط مؤلفه رحمه الله. (¬2) - التمهيد في الكلام على التوحيد. وهو كتاب نفيس في العقائد على طريقة أهل الحديث جمع فيه ما ورد من الأحاديث والآيات في التوحيد والعقائد الإسلامية، كما عقد في آخر ¬
(حرف الثاء)
الكتاب فصلاً طويلاً في فضل "لا إله إلا الله"، والكتاب في نحو 86 ورقة تحت رقم 3773 بالظاهرية وبخط مؤلفه يوسف بن عبد الهادي رحمه الله. - تهذيب النفس للعلم وبالعلم. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70"، وهي رسالة صغيرة تتعلق بآداب العلم وفضل العلماء تقع في 14 ورقة ضمن مجموع 3216/ 3 بالظاهرية انتهى مؤلفها من نسخها 889 هـ. - التوعد بالرجم والسياط لفاعل اللواط. وقد سماه صاحب "مقدمة ثمار المقاصد: ص 31" بـ"ذم اللواط وصاحبه". وهو كتاب جمع فيه أحكام اللواط وجزاء اللوطي، وأحوال المرد والمخنثين، والكتاب في مجموع رقمه 3215/ 1 انتهى مؤلفه منه 892 هـ وعليه إجازات لبعض زوجاته وأولاده. (حرف الثاء) - الثغر الباسم لتخريج أحاديث مختصر أبي القاسم. ذكره صاحب النعت الأكمل: ص 70". - الثقفيات. ذكره الخيمي وقال: "إنه في فهرسه الذي دونه بنفسه". - الثلاثين التي عن الإمام أحمد في صحيح مسلم. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70". - الثمار الشهية الملتقطة من آثار خير البرية والدرر البهية المنتقاة من ألفاظ الأئمة المرضية. رسالة صغيرة في حدود 24 ورقة ضمن مجموع رقمه 3249/ 1 من (149 - 172)،
(حرف الجيم)
بالظاهرية بخط مؤلفه الجمال رحمه الله. (¬1) - الثمرة الرائقة في علم العربية. ذكره بروكلمان، وقال أنه موجود في مكتبة برلين تحت رقم 6768. (¬2) (حرف الجيم) - جزء من تاريخ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر رضي الله عنه. رقمه بالظاهرية 4552، في حدود 80 ورقة انتهى منه مؤلفه 906 هـ. - جزء في الرواية عن الجن وحديثهم. رقمه بالظاهرية ضمن مجموع 9390/ 6، وهو عبارة عن ست ورقات من (55 - 61) بخط مؤلفه رحمه الله. - جزء فيما عند الرازي من حديث الإمام أحمد وولديه. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71"، وهو بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 9390/ 4، عدد أوراقه ثلاثة من (45 - 47) بخط مؤلفه رحمه الله. - جزء في المصاحف. يحتوي على 6 ورقات، ضمن مجموع رقمه بالظاهرية 3213/ 2 بخط المؤلف. - جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر. والكتاب وضعه في ذم ابن عساكر لأنه مدح الأشعري فلما رأى المؤلف هذا ثارت ثائرته وألف هذه الرسالة باعتباره حنبليًا على طريقة أهل الحديث. ¬
(حرت الحاء)
كما أسلفنا ذكر ذلك في عقيدته، والرسالة في حدود 103 ورقات ضمن مجموع رقمه 1132/ 2 بالظاهرية انتهى منها المؤلف رحمه الله في 21 ذي الحجة 876 هـ. - جواب بعض الخدم لأهل النعم عن تصحيف حديث احتجم. رسالة صغيرة في حدود 11 ورقة ضمن مجموع رقمه 3776/ 1 من (1 - 11) تاريخ نسخها 890 هـ بخط المؤلف. - الجول عن معرفة أدوية البول. ذكرها صاحب "النعت الأكمل: ص 70" وهي رسالة صغيرة في حدود عشر ورقات ضمن مجموع رقمه 3156/ 5 من (27 - 36) بالظاهرية وبخط أبي المحاسن رحمه الله. - الجوهر النفيس. - جوهرة الزمان. ذكرهما الخيمي (¬1) وقال أنهما في فهرسه الذي دونه بنفسه. (حرت الحاء) - الحجة والاخبار - حديث أبي ثابت -حديث علي بن الجعد- حديث العصيدة (¬2). - حديث وقع في الصحيحين عن الإمام أحمد. وهي رسالة تضم حوالي ثلاث ورقات تحت رقم 3216 بالظاهرية وبخط المؤلف رحمه الله. ¬
(حرف الخاء)
الحزن والكمد -حسن السير- حسن الكد والإنذار -حسن المقال- الحظ الأسعد -حكايات الأفواه- الحكايات الجمة -الحكايات السارة- الحكايات المختارة -الحكايات المنثورة- حلاوة السير. (¬1) (حرف الخاء) - خبر أبي الفضل - خبر المقالة - الخمسة الإسكندرية - الخمسة الأنطاكية - الخمسة البيرونية - الخمسة التلتياثية - الخمسة الجيلية - الخمسة الجليلية - الخمسة الحروانية - الخمسة الحورانية - الخمسة الدمياطية - الخمسة السرمدية - الخمسة السوسية - الخمسة العسقلانية - الخمسة العكاوية. (¬2) - الخمسة العثمانية - عمان البلقا. رسالة صغيرة في حدود ثلاث ورقات، ذكرها صاحب "النعت الأكمل: ص 71" باسم: "جزء الخمسة أحاديث من عمان البلقا"، وهي بالظاهرية تحت رقم 3216، انتهى مؤلفها منها 890 هـ. - الخمسة العين ترماوية - الخمسة الفلسطنية - خمسة القابون - خمسة اللاذقية - الخمسة المحصورة - الخمسة الملطية - الخمسة النابلسية - الخمسة الهيتية - الخمسة اليمانية. (¬3) - خواص الحمام وفصول في القولنج والسموم. رسالة صغيرة عدد أوراقها تسعة ضمن مجموع بالظاهرية رقمه 3165/ 7، من (41 - 49) بخط المؤلف رحمه الله. ¬
(حرف الدال)
(حرف الدال) - الدرر الكبير - جزء منه فقط في التراجم. ذكره الزركلي في "الأعلام: 9/ 299". - الدر النفيس في أصحاب محمد بن إدريس. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 70". - الدعاء والذكر. ذكره الخيمي (¬1) من ضمن فهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - الدواء المكترب بعضة الكَلْب الكَلِب. عدد أوراقه ثمانية - ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71" ومقدمة "ثمار المقاصد: ص 49". (حرف الذال) - ذم التعبير وآفة الأضرار. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70". - ذم الهوى والذعر من أحوال الزعر. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71". وهو كتاب نفيس في بابه، عدد أوراقه 249 بالظاهرية تحت رقم 3243، انتهى مؤلفه من نسخه 903 هـ. (حرف الراء) - رائق الأخبار ولائق الحكايات والأشعار. ¬
وهي مجموعة كبيرة في الأدب والحديث واللغة جمع فيها أخباراً شتى والموجود منها الأجزاء (3، 4، 5، 6، 7، 8) (¬1) وهي بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3213/ 1، عدد أوراقها 61 من (1 - 61) انتهى مؤلفها من نسخها 888 هـ. - الرد على من شدد وعسر في جواز الأضحية بما تيسر. ذكره صاحب "الأعلام: 9/ 299" والخيمي (¬2) وعزاه لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. وبروكلمان في "تاريخه: 2/ 107 - 108 " وذكر أنه موجود في مكتبة برلين برقم 4051. - الرد على من قال بفناء الجنة والنار. عزاها الخيمي (¬3) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - الرسا للصالحات من النسا. وهي رسالة جمع فيها طائفة من أخبار النساء وما ورد فيهن عدد أوراقها 17 تحت رقم 3212 بالظاهرية، انتهى مؤلفها منها 904 هـ. (¬4) - رسالة خانية. عزاها الخيمي (¬5) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - رسالتان جمع فيهما بعض الأحاديث والأخبار الأدبية. عدد أوراقها نحو 30 ذكر هذا أسعد طلس في "مقدمة ثمار المقاصد: ص 47". ¬
(حرف الزاي)
- رسم الشكل. - الرعاية في اختصار تخريج أحاديث الهداية - ذكرها صاحب "النعت الأكمل: ص 70". - الرغبة والاهتمام - روض الحدائق - المونقة المونقة - الرياض اليانعة في أعيان المائة التاسعة. (¬1) (حرف الزاي) - زاد الأريب - زاد المعاد. ذكرهما الخيمي (¬2) وعزاهما لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - زيد العلوم وصاحب المنطوق والمفهوم. جمع فيه مؤلفه طاثفة من العلوم المختلفة باختصار من فكره فقط من غير اعتماد على كتب أخرى وهو من 50 باباً كل باب يتضمن علماً من العلوم. والكتاب بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 1/ 3192 عدد أوراقه 168 فرغ مؤلفه من نسخه يوم الأربعاء 12/ جمادى الآخرة 877 هـ. (¬3) - زهر الحدائق ومراقي الجنان - زهرة الوادي. عزاهما الخيمي (¬4) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - الزهور البهيجية في شرح الفقهية. ذكر بروكلمان (¬5) أن نسخة منه موجودة في مكتبة برلين تحت رقم 4420. ¬
(حرف السين)
- زوال البأس -زوال الضجر والملالة- زوال اللبس. عزا هذه الرسائل الخيمي (¬1) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - زينة العرائس من الطرف والنفائس. كتاب جمع فيه القواعد الفقهية والشروط وما يطرأ عليها من التغيير بتغيير هيئات ألفاظها ومواقعها من الإعراب، وهو في حوالي 72 ورقة ضمن مجموع بالظاهرية رقمه 3209/ 2 انتهى مؤلفه منه غرة ذي القعدة 860 هـ. (¬2) (حرف السين) - السباعيات الواردة على سيد السادات. رسالة صغيرة ذكرها ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71"، وهي بالظاهرية تحت رقم 3216، عدد أوراقها ثمانية بخط مؤلفها أبي المحاسن رحمه الله. - السبعة البغدادية - السبعة المسلسلة بالأنا، السداسيات والخماسية - سر كذب المفتري. ذكرهم الخيمي (¬3) وعزاهم لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. (حرف، الشين) - شجرة بني عبد الهادي. ذكره الخيمي (¬4) وعزاه لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. ¬
(حرف الصاد)
- الشجرة النبوية في نسب خير البرية. هي رسالة صغيرة عدد أوراقها بالتقريب 21 ورقة على طريق - الأشجار ذكر فيها نسب النبي - صلى الله عليه وسلم -، بالتفصيل مع ذكر التراجم لذلك، كما عقد فصولاً أخرى ذكر فيها خدامه عليه السلام، وأمراءه وجنوده، وسلاحه وخيله ومراكبه وغير ذلك مما يتعلق به - صلى الله عليه وسلم -. وللكتاب نسختان: الأولى بالظاهرية تحت رقم 1877، انتهى من نسخها حافظ دوريش سنة 1143 هـ. والثانية بالظاهرية كذلك تحت رقم 7543، انتهى من نسخها صادق المالح سنة 1332 هـ. (¬1) - شد الظهر لذكر ما يحتاج إليه من الزهر. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71". - شد المحزم - الشدة والناس - شر الأيام عند اقتراب الساعة - شرح التحيات - شرح حديث قس بن ساعدة - شرح اللؤلؤة - شرح المكمل - شرح النخبة - الشفا - شفاء الصدور - شفاء العليل - شواهد ابن مالك - شيوخ ابن المحب. ذكرهم الخيمي (¬2) وعزاهم إلى فهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - شرح الخلاصة الألفية - ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 70". (حرف الصاد) - الصارم المغني في الرد على الحصني. ¬
ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71" وعزاه الخيمي (¬1) إلى فهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - صب الخمول على من وصل أذاه إلى الصالحين من أولياء الله. عزاه الخيمي (¬2) إلى فهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. ساق فيه مؤلفه طرفاً كبيراً مما ورد من الأيات والأحاديث والآثار في فضل أولياء الله وأخبارهم وذم أذاهم. الكتاب بالظاهرية تحت رقم 35 حديث. انتهى منه مؤلفه رحمه الله 903 هـ. (¬3) - صدق التشوف إلى علم التصوف. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 70"، كما عزاه الخيمي (¬4) إلى فهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - صدق الوعود - صبر المحتاج - صفة اللها - صفة مفرج وأدوية مختلفة - صفات الكلب المفروت. ذكرهم الخيمي (¬5) وعزاهم لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - الصوت المسمع للطالب على تخريج أحاديث المقنع. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70". - صوائح الاخوان. ذكره بروكلمان، وقال أنه موجود في مكتبة الاسكوريال بأسبانيا تحت رقم 2/ 770. ¬
(حرف الضاد)
(حرف الضاد) - الضبط والتبيين لذوي العلل والعاهات المحدثين. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71"، والزركلي في: "الأعلام: 9/ 299". قال عنه في "مقدمة ثمار المقاصد: ص 35": "وهو كتاب جد قيم أراد أن يجمع فيه من لقب ببعض العاهات من رجال الحديث كالأعمش، والأعرج، والمفلوج ... رتبه على حروف الهجاء". والكتاب بالظاهرية تحت رقم 3216 بخط مؤلفه رحمه الله. - ضبط من غير فيمن قيده ابن حجر. ذكره صاحب "الأعلام: 9/ 299 " وعزاه الخيمي لفهرس مؤلفات المصنف رحمه الله بالظاهرية. رتبه مؤلفه على حروف الهجاء وختمه بباب النساء وتراجمه مختصره. (¬1) والكتاب بالظاهرية تحت رقم 1182 عدد أوراقه 91 ورقة. انتهى منه مؤلفه 877 هـ. (حرف الطاء) - طب الفقراء. جاء في مقدمة ثمار المقاصد: "وهو كتاب لطيف ممتع حاول فيه أن يسلي من أصيبوا بالفقر، جمع فيه طائفة من أخبار الفقراء، وأن الأغنياء ليسوا خيرًا منهم". والكتاب بالظاهرية بخط مؤلفه تحت رقم 3155 عدد أوراقه 201 ورقة. ¬
(حرف الظاء)
- الطب النبوي - طبع الكرام. عزاهما الخيمي (¬1) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. طبائع المفردات. رسالة صغيرة في بضع ورقات بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3156/ 15 بخط المؤلف رحمه الله. - طرح التكلف - الطواعين - طوالع الترجيح. عزاهم الخيمي (¬2)، لفهرس مؤلفات المصنف بالظاهرية. (حرف الظاء) - الظفر - ظلال الأسحار - ظهور البيان - ظهور السرر باختصار الدرر - ظهور المخبأ. ذكرهم الخيمي (¬3) وعزاهم لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. (حرف العين) - عدة الرسوخ - العدد والزين - عشرة ابن الباعوني - عشرة التعقيبات - العشرة الجماعيلية - العشرة الحرانية - العشرة الحرستانية - عشرة الحسن - عشرة الحسين - عشرة الخطباء - العشرة الدارانية - العشرة الربانية - العشرة الدومانية - عشرة السهم - عشرة ابن الصدر - عشرة ابن الصيفي - العشرة الطبرية - عشرة فاطمة - العشرة القدسية - عشرة قصر اللباد. ذكرهم الخيمي، (¬4) وعزاهم لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. ¬
- العشرة من مرويات صالح بن الإمام أحمد وزياداتها. جمع فيه مؤلفه عشرة أحاديث من مرويات صالح بن الإمام، وزاد عليها ستة عشر حديثًا فأصبحت 26 حديثاً. وهو بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3776/ 3، عدد أوراقه 5 ورقات من (85 - 89). فرغ مؤلفه من نسخه 15 جمادى الأولى 890 هـ. بالسهم الأعلى من صالحية دمشق. (¬1) - عشرة المنظور - عشرة ابن ناظر الصباحية - العشرة المسلسلة بالحنابلة - العشرة المسلسلة بالحفاظ - العشرة الطرابلسية - العشرين بسند واحد - عشرين حمداني - العشرين الحموية - العشرين الحلبية - عشرين ابن الحبال - عشرين الشيخ خليل - عشرين ابن السني - عشرين ابن الشريفة - عشرين الشيخ عماد الدين - عشرين اللؤلوي - عشرين ابن منجا - عشرين ابن هلال - العشرين اليمانية - عشرين يوسف بن خليل - العطرة المنعشة - العلم - عوالي النظام - عوالي الرقة - عوالي أبي بكر الشافعي - عين الإصابة. ذكرهم الخيمي، (¬2) وعزاهم لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - العطاء المعجل في طبقات أصحاب الإمام المبجل. ذكره صاحب "الأعلام: 9/ 299 " وهو كتاب جمع فيه مؤلفه تراجم الحنابلة عامة من لدن الإمام أحمد مختصرًا ما جاء في طبقات ابن أبي يعلى، وابن رجب وغيرهما حتى عصره. ومن هذا الكتاب أوراق قليلة بالظاهرية تحت رقم 4550 بخط المؤلف رحمه الله. (¬3) ¬
(حرف الغين)
- عظم المنة بنزه الجنة. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70" عزاه الخيمي (¬1) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية والكتاب: عبارة عن خواطر في الجنة ونزهها وكونها أعظم وأمتع من نزه الدنيا، كما تحدث عن عرضة القيامة والموقف وأهواله، وذكر نبذاً صالحة عن أحوال المؤمنين في تلك الأوقات والكتاب طريف وممتع، عدد أوراقه 14 ورقة، وهو بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3216/ 1 انتهى منه مؤلفه 889 هـ. (¬2) - العهدة لأدوية المعدة. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71"، وأسعد طلس في "مقدمة ثمار المقاصد: ص 49". (حرف الغين) - غاية السول وتحفة الوصول. ذكره الخيمي، (¬3) وعزاه لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. وقد جعل منه الزركلي - في "الأعلام: 9/ 299 - 300 " - كتابين "غاية السول إلى علم الأصول". وذكر بروكلمان أنه موجود في مكتبة برلين تحت رقم 4418، (¬4) و"تحفة الوصول إلى علم الأصول". - غاية السول وشرحه - غاية النهى. ذكر الخيمي (¬5) أنهما من ضمن فهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. ¬
(حرف الفاء)
- غدق الأفكار في ذكر الأنهار. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 70"، وهو بالظاهرية تحت رقم 4557، عدد أوراقه 8 ورقات بخط مؤلفه. (¬1) - غراس الآثار وثمار الأخبار ورائق الحكايات والأشعار. وهي مجموعة كبيرة جمع فيها بعض الطرف والحكايات والأخبار الأدبية بالأسانيد، الموجود منها عشرة أجزاء من "الأول" إلى "العاشر"، موجود بالظاهرية تحت رقم 3193 عدد أوراقه 87 ورقة انتهى منه مؤلفه يوسف بن عبد الهادي 889 هـ. (¬2) - غرس الأخبار. ذكر الخيمي (¬3) أنه ضمن فهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - الغلالة في مشروعية الدلالة. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70". - الغليط الشديد. ذكر الخيمي (¬4) أنه في فهرس ابن عبد الهادي بالظاهرية. (حرف الفاء) - فائدة الحكم - الفائق في الشعر الرائق. ذكر الخيمي (¬5) أنهما في فهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. ¬
- الفتاوى الأحمدية - ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 70". - فتاوى سنة 902 هـ. وهي ضمن مجموع بالظاهرية رقمه 3212 عدد أوراقها 5، من (35 - 39) بخط مؤلفه. (¬1) - فتاوى سنة 903 هـ. ذكر الخيمي (¬2) أنها في فهرس ابن عبد الهادي بالظاهرية. - فتاوى سنة 905 هـ. وهي ضمن مجموع بالظاهرية رقمه 2904/ 1، عدد أوراقها 37 من (174 - 210) بخط المؤلف رحمه الله. (¬3) - فتاوى ابن أبي الفوارس - فتح الرحمن - فتوح الغيب - الفحص والإظهار - فرائض سفيان الثوري - فرض الفطر. عزاهم الخيمي (¬4) إلى فهرس مؤلفات أبي المحاسن بالظاهرية. - فصل في أدوية البهق وفوائد عامة. رقمه بالظاهرية ضمن مجموع 3165/ 13، عدد أوراقه 4 ورقات (76 - 73) بخط مؤلفه رحمه الله. - فصل في الأدوية المفردة. رقمه بالظاهرية ضمن مجموع 2702/ 1، عدد أوراقه 12 ورقة (12 - 1) بخط مؤلفه رحمه الله. ¬
- فصل فيما ينفع من داء الثعلب وفصل في الباه. رقمه بالظاهرية ضمن مجموع 3156/ 4 عدد أوراقه 11 (70 - 80) بخط مؤلفه - رحمه الله -. - فضل فيما ينفع الشرا والاستسقاء والفالج. رقمه بالظاهرية ضمن مجموع 3165/ 4 عدد أوراقه 9 (12 - 20) بخط مؤلفه رحمه الله. - فصل فيما ينفع الصرع والسموم. موجود بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3156/ 11، عدد أوراقه 14 بخط مؤلفه رحمه الله. - فصل فيما ينفع الفواق وما ينفع الجذام. موجود بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3165/ 17 عدد أوراقه 4 بخط المؤلف رحمه الله. - فصل فيما ينفع وجع الظهر والخاصرة. موجود بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3156/ 9 بخط المؤلف. - فصل فيما ينفع وجع المفاصل وعرق النسا. رقمه بالظاهرية ضمن مجموع 3156/ 13 بخط المؤلف رحمه الله. - فصول مختلفة في الطب. رقمه بالظاهرية ضمن مجموع 3156/ 19 بخط المؤلف رحمه الله. (¬1) - فصول في منافع بعض الفواكه والأزهار. رقمه بالظاهرية ضمن مجموع 3156/ 19 بخط المؤلف رحمه الله (1). ¬
(حرف القاف)
- فضل الأثمة الأربعة - فضل سقي الماء. عزاهما الخيمي (¬1) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - فضل السمر في ترجمة شيخ الإسلام ابن أبي عمر. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 70". - فضل صوم ست من شوال - فضل عاشوراء - فضل العالم العفيف - فضل العنب - فضل قضاء حوائج الناس - الفضل المسلم - فضل يوم عرفة - فضائل أبي بكر رضي الله عنه. عزاهم الخيمي (¬2) لفهرس ابن عبد الهادي بالظاهرية. - الفنون في أدوية العيون. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70" وأسعد طلس في "مقدمة ثمار المقاصد: ص 48" عدد أوراقه حوالي 22. - فنون المنون - الفوائد البديعة - فوائد ابن أبي الفوارس - الفوائد الحسان - فوائد الرفاق - فوائد من حياة الحيوان - فوائد من طبقات أبي الحسين - فيمن حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو وأبوه. عزاهم الخيمي (¬3) لفهرس يوسف بن عبد الهادي بالظاهرية. (حرف القاف) - قرة العين. عزاه الخيمي (¬4) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. ¬
(حرف الكاف)
- قصيدة في مدح السلطان محمد بن عثمان. وهي في حدود 3 ورقات من (175 - 177) بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3192/ 2 بخط المؤلف رحمه الله. - قواعد فقهية. رسالة في حدود 10 ورقات تحدث فيها عن بعض القواعد الفقهية ذات - الأهمية في الفقه الإسلامي رقمها بالظاهرية ضمن مجموع 3209/ 1 بخط مؤلفها أبي المحاسن رحمه الله. - القواعد الكلية والضوابط الفقهية. وهو كتاب مهم في بابه تحدث فيه عن القواعد الكلية عند الحنابلة ورتبها ترتيباً جميلاً ولكنه لم يتمها وهو في حدود 14 ورقة، رقمه بالظاهرية 3216 بخط مؤلفه رحمه الله (¬1). - القول السداد - القول السديد - القول المسدد والانتصار الأحمد - القول العجب والبرهان. ذكرهم الخيمي (¬2) وعزاهم لفهرس مؤلفات يوسف بن عبد الهادي بالظاهرية. (حرف الكاف) - كتاب أخبار الأذكياء. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71". - كتاب أدب العالم والمتعلم. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70". - كتاب البلاء بحصول الغلاء. ¬
ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70". - كذب المفترين الفجرة - كراريس وأجزاء مختلفة. عزاهما الخيمي (¬1) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - كشف الغطا عن محض الخطا. وهو كتاب حمل فيه على الأشعري صاحب "العقيدة" وخطأه في آرائه، وهو بلهجة شديدة، لما لقي الحنابلة من أذى من الأشعرية. والكتاب في حدود 24 ورقة ضمن مجموع بالظاهرية رقمه 1132/ 1 انتهى مؤلفه منه 12 ذي القعدة 876 هـ. (¬2) - الكفاية - الكلام على حديث المزرعة. عزاهما الخيمي (¬3) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - الكمال في أدوية الصدر والسعال. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71"، وهو عبارة عن رسالة صغيرة عدد فيها مؤلفها أنواع أدوية أمراض الصدر والسعال وهي مفيدة جداً عدد أوراقها 10 ورقات ضمن مجموع رقمه بالظاهرية 3165/ 5 بخط المؤلف رحمه الله. - كمال الإصغاء إلى معرفة أدوية الأمعاء. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71" ومقدمة ثمار المقاصد: ص 49" وهي رسالة في حدود 7 ورقات، رقمها بالظاهرية ضمن مجموع 3165/ 1 بخط المؤلف رحمه الله. (¬4) ¬
(حرف اللام)
- الكياسة. عزاه الخيمي (¬1) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. (حرف اللام) - لائق المعنى. عزاه الخيمي (¬2) لفهرس يوسف بن عبد الهادي بالظاهرية. - اللثق في أدوية الحلق. وهي رسالة ذكر فيها مصنفها الأدوية المتعلقة بمرض الحلق. ذكرها ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71" وأسعد طلس في "مقدمة ثمار المقاصد: ص 49"، وهي بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3165/ 12 بخط مؤلفها رحمه الله. - لذة الموت - لفظ الفوائد المختارة. عزاهما الخيمي (¬3) لفهرس الجمال بالظاهرية. - لقط السنبل في أخبار البلبل. رسالة صغيرة تحدث فيها مؤلفها رحمه الله عن الطائر المعروف بـ"البلبل" وأقوال أهل اللغة فيه - وذكر طرفاً من أخبار زوجته وأمته بلبل بنت عبد الله وأنها هي سبب تأليف هذه الرسالة، وفي الرسالة بعض الخرم (¬4) - وهي بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3186/ 2 بخط أبي المحاسن رحمه الله. ¬
(حرف الميم)
والرسالة ذكرها ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71" كما عزاها الخيمي (¬1) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. (حرف الميم) - ما رواه البخاري عن أحمد وسبب إقلاله - ما ورد في يوم الثلاثاء - ما ورد في يوم الأربعاء - ما في كلام أكمل الدين من الإشكال - ما ورد من مهور الحور العين - المتحابين - مجالس ابن البحري - المجتنى من الأثمار - محض البيان في مناقب عثمان بن عفان. عزاهم الأستاذ الخيمي (¬2) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - محض الخلاص في مناقب سعد بن أبي وقاص. ذكره صاحب "الأعلام: 9/ 299". وهو الكتاب السابع الذي وضعه في تراجم العشرة المبشرين بالجنة، والكتاب في 65 باباً وهو مقروء بخط واضح في نحو 89 ورقة بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3248/ 1 بخط المؤلف رحمه الله. انتهى من نسخه 23 شعبان 869 هـ بصالحية دمشق بمدرسة أبي عمر. (¬3) - محض الشيد في مناقب سعيد بن زيد. ذكره صاحب " الأعلام: 9/ 299". وهو الثامن من سلسلة في مناقب العشرة، وهو في 65 بابًا على نمط الكتاب السابق وهو بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3248/ 2 عدد أوراقه 54 ورقة. انتهى منه مؤلفه في العشر الأخير من رمضان 869 في المدرسة العمرية بصالحية دمشق. (¬4) ¬
- محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 72" والزركلي في "الأعلام: 1/ 300" وأشار بروكلمان إلى أنه موجود في مكتبة برلين تحت رقم 9704. (¬1) - مختصر ذم الهوى - مختصر النبات - مذلة الزمان في أوهام المشايخ الأعيان. عزاهم الخيمي (¬2) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. - مراقي الجنان بالسخاء. ذكر بروكلمان أنه موجود بمكتبة الأسكوريال بأسبانيا تحت رقم 2/ 770 (¬3). - مراقي الجنان بقضاء حوائج الإخوان. ذكره الزركلي في"الأعلام: 9/ 300" وعزاه الخيمي (¬4) لفهرس ابن عبد الهادي. - مرويات جوبر - مرويات شيخنا ابن خلال - مرويات الكرسي - مسألة أولاد المشركين - مسألة الحيض أيام الحج - مسألة دباغ أهل الكتاب - مسألة إجازة المشغول - مسائل ابن هاني عن أحمد. ذكرهم الأستاذ (¬5) الخيمي وعزاهم لفهرس ابن عبد الهادي. - المشتبه في الطب. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71" وهو بالظاهرية تحت ¬
رقم 3216 في بضع ووقات بخط مؤلفه رحمه الله. - المشيخة الوسطى. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71" وهو بالظاهرية في 4 ورقات ضمن مجموع رقمه 3256/ 2 بخط المؤلف رحمه الله. - المطول في تاريخ القرن الأول. وهو في عشر مجلدات لم يبق منه إلا المجلد 6، ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70" رقمه بالظاهرية 7439 وعدد أوراقه 60 بخط مؤلفه رحمه الله. - معارف الإنعام وفضائل الشهور والصيام. رقمه بالظاهرية 1463 وعدد أوراقه 74 انتهى منه مؤلفه 857 هـ. (¬1) - معجم الضياء - المعجم الكبير - معجم الكتب - معرفة الأصول البشيشة - معجم البلدان - المعدة والولوع - معلوف الأنعام - المغني عن الخفظ والكتاب. ذكرهم الأستاذ الخيمي (¬2) وعزاهم لفهرس ابن عبد الهادي بالظاهرية. - مقبول المنقول من علمي الجدل والأصول. ذكره الزركلي في "الأعلام: 9/ 300" وعزاه الخيمي (¬3) لفهرس مؤلفات أبي المحاسن رحمه الله بالظاهرية. وذكر بروكلمان أنه موجود بمكتبة برلين بألمانيا تحت رقم 4419. (¬4) ¬
(حرف النون)
- الميرة في حل مشكل السيرة. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 70"، وسماه "المنيرة"، كما ذكره صاحب "الأعلام: 9/ 299" وهو كتاب في حل مشكل سيرة ابن هشام، قال عنه الأستاذ أسعد طلس: "ويظهر أنه كبير ولكن لم يبق منه إلا النصف الثاني في نحو 400 صفحة". (¬1) وهو بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 1904/ 1 انتهى منه مؤلفه 905 هـ. (حرف النون) - الناس وتأذي الأبرار - النافع في الطب والمنافع - النبذة المرضية - نبذة من سيرة الشيخ تقي الدين. عزاهم الخيمي (¬2) لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي. - نتف الحكايات والأخبار مستطرف الآثار والأشعار. موجود بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3216/ 2، عدد أوراقه 31 ورقة بخط مؤلفه رحمه الله. - النجاة بحمد الله. رسالة في عشر ورقات تحت رقم 3216 بالظاهرية بخط المؤلف. (¬3) - نزهة المسامر في أخبار مجنون بني عامر. ذكره صاحب "الأعلام: 9/ 299" وأشار بروكلمان إلى أنه موجود بمكتبة غوتا تحت رقم 1836. (¬4) ¬
(حرف الهاء)
- النصيحة المسموعة في أدوية العلقة المبلوعة. وهي رسالة استعرض فيها المصنف رحمه الله الأدوية التي يجب أن تستعمل عند بلغ العلق مع الماء أثناء الشرب، وهي مفيدة. رقمها بالظاهرية ضمن مجموع 3156/ 16 بخط المؤلف. (¬1) - النصيحة في تخريج أحاديث النواوية بالأسانيد الصحيحة. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71". - النهاية في اتصال الرواية. ذكره صاحب "الأعلام: 9/ 299". (حرف الهاء) - هدايا الأحباب وتحف الإخوان والأصحاب من رائق الأخبار وفائق الحكايات والأشعار. وهي مجموعة أجزاء تحتوي على طائفة من الأخبار والقصص ذكرها بأسانيدها، والموجود منها أجزاء فقط، والكتاب بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3194/ 1 عدد أوراقه 80 ورقة، انتهى مؤلفه منه 889 هـ. (¬2) - هداية الإنسان إلى الاستغناء بالقرآن. وهو كتاب في فضائل القرآن للعلامة ابن رجب اسمه "الاستغناء بالقرآن في طلب العلم والإيمان، رتبه ابن عبد الهادي على أبواب كثيرة ووضعه على قاعدة أرباب الحديث بالأسانيد المتصلة، والكتاب بالظاهرية تحت رقم 345 عدد أوراقه 297 انتهى مؤلفه منه 877 هـ. قال في مقدمة ثمار المقاصد: والكتاب من أكثر الكتب فائدة وأثمنها، ¬
(حرفا الواو والياء)
لأنه معلمة قرآنية جليلة ينبغي نشرها ... ". (¬1) - هداية الأخوان بمعرفة أدولة الآذان. ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71". وأسعد طلس في "مقدمة ثمار المقاصد: ص 49" وهو بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3156/ 10 بخط مؤلفه رحمه الله. - هداية الأشراف لمعرفة ما يقطع الرعاف. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71" وصاحب "مقدمة ثمار المقاصد: ص 49" وهي رسالة صغيرة في بضع ورقات مكانها بالظاهرية ضمن مجموع رقمه 3165/ 3 بخط المؤلف رحمه الله. (¬2) - الهداية لأدلة المسائل الخفية - كما ذكره صاحب "النعت الأكمل: ص 71" وقيل: الهداية في حل المسائل الخفية، كما في، المجلة للخيمي: 2/ 802 " وهي عبارة عن وريقات في ذكر بعض المسائل والقضايا الخفية، مكانها بالظاهرية تحت رقم 3216 بخط مؤلفها رحمه الله. - هدية المحبين - هدية الحبيب - هدية الرؤساء - هدية الرفاق - هدية المسترشدين - الهم والنكد - الهنا والشدة. عزاهم الأستاذ الخيمي لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. (¬3) (حرفا الواو والياء) - الواسطية - وجوب إكرام الجد - الوصايا المهدية - الوعد بالضرب والفراق. ¬
عزاهم الخيمي لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي. (¬1) - وفاء العهود بأخبار اليهود. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 71". - وقوع البلاء بالبخل والبخلاء. جمع فيه مؤلفه ما ورد من أخبار البخل والبخلاء في القرآن والحديث والشعر، وقسمه أبوابًا كثيرة، والكتاب في حوالي 112 ورقة، وهو بالظاهرية تحت رقم 3211 بخط مؤلفه ابن عبد الهادي رحمه الله. (¬2) - الوقوف على لبس الصوف. ذكره ابن الغزي في "النعت الأكمل: ص 69". - الوقوف والتشديد - ياقوته العصر. عزاهما الخيمي لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية. (¬3) والتي أثبتها بنفسه في معجم كتبه بالظاهرية. وبعد. فهذه معظم مؤلفات العلامة يوسف بن عبد الهادي التي ذكرها مترجموه في مختلف المصادر، وإذا كنت قد تغاضيت عن بعضها، فإن الأستاذ الفاضل صلاح محمد الخيمي قد عرج عليها كلها تقريباً وذلك قي المقالة التي أعدها للتعريف بابن عبد الهادي ومؤلفاته والتي رتبها على حروف المعجم أولا ثم أشار إلى الموجود منها ومكان وجوده - وتاريخ نسخه وناسخه ونشر مقالته تلك في مجلة معهد المخطوطات العربية الصادرة بالكويت في رمضان سنة 1402 هـ/1982 م (المجلد السادس والعشرون)، الجزء الثاني من (ص: 775 - 812). ¬
* فوائد: بعد الدراسة المطولة لمؤلفات ابن عبد الهادي رحمه الله، والتي شملت معظم نتاجه العلمي في الفنون المختلفة اتضح لي عدة خبايا أحببت الإشارة إليها لمزيد الفائدة، وتنويها بهذه الشخصية الفذة. 1 - بدأ أبو المحاسن رحمه الله رحلة التأليف في مرحلة مبكرة من حياته، فقد ألف كتابه "زينة العرائس من الطرف والنفاس" و"السير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث" و"إرشاد الحائر إلى علم الكبائر" سنة 860 هـ، أي عند العشرين من عمره، وهذا يدل على النضج العلمي والنبوغ المبكر الذي كان يتمتع به الشيخ الجمال رحمه الله. 2 - كما جاءت معظم مؤلفات الشيخ على شكل رسائل صغيرة، فهو كما أسلفنا الحديث - كان في سباق مع الزمن في التأليف وإخراج أكبر قدر ممكن من الكتب والرسائل في شتى العلوم والمعارف ويبدو ذلك جلياً عندما نعرف أن جملة من تأليفه بقيت في مسوداتها، أو جاءت غير كاملة في مادتها العلمية. 3 - كما اتبع ابن عبد الهادي طريقة المحدثين في التأليف، فهو كثيراً ما ينقل الأخبار والعلوم بأسانيدها وكأنه يروي لنا حديثاً من الأحاديث الشريفة، وهذه الميزة تركت أثراً بليغاً في مؤلفاته من حيث الأهمية والإقبال عليها، ذلك أن الإسناد في العلوم دليل على الغزارة العلمية، وعلى التثبت الذي يولد الثقة التامة بمؤلفات الشيخ. 4 - كما ظهر من خلال استعراض مؤلفات أبي المحاسن أنه ما ترك فناً إلا وخاض غماره فقد كتب في العقيدة والتوحيد، والتصوف، والحديث، والفقه، والمواعظ، والتراجم والتاريخ، والأدب والقصص، والطب وغيرها. وهذا نادراً ما يجتمع في شخصية علمية واحدة إلا ما عرف عن ابن أبي الدنيا، والسيوطي وغيرهما، وهو قليل جداً. 5 - كما أن الذي يشد الانتباه ويثير الدهشة أن مؤلفاته رحمه الله على
كثرتها وتشعبها في الفنون والعلوم وعلى كبر حجم بعضها وصغر البعض الآخر أبى إلا أن يضع عليها بصمات خطه وقلمه فجاءت منسوخة بيده كلها تقريباً. * وفاته رحمه الله: توفي العلامة أبو المحاسن، يوسف بن عبد الهادي - رحمه الله بعد حياة مديدة وحافلة بالعلم والتأليف والتدريس - يوم الإثنين السادس عشر من محرم سنة 909 هـ ودفن بسفح جبل قاسيون وكانت جنازته حافلة. (¬1) هذا الذي قيدته معظم مصادر ترجمته، ونقل ابن حميد أنها كانت في السادس من محرم. (¬2) وربما كانت كلمة "عشر" ساقطة سهواً منه أو من كتابة الناسخ الذي نقل عن قلمه. ¬
الباب الثاني: في ترجمة الخرقي رحمه الله
الباب الثاني
الفصل الأول في نسب الخرقي ومولده ومنزلته العلمية
الفصل الأول في نسب الخرقي (*) ومولده ومنزلته العلمية هو العلامة الفقيه عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمد، أبو القاسم الخرقي (¬1)، كذا ذكره غالب من ترجم له، الحنبلي البغدادي ثم الدمشقي. فهو ابن العلامة الحنبلي، أبي علي، الحسين بن عبد الله بن أحمد الخرقي. ولد ونشأ ببغداد، ولم يعرف تاريخ مولده والله أعلم. أخذ العلم عن طائفة من الشيوخ، وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل فصار ضليعاً فيه، وانتهت اليه رئاسته في عهده رحمه الله. 2 - منزلته العلمية وثناء الناس عليه: كانت لأبي القاسم منزلة علمية رفيعة اكتسبها من كثرة مجالسته ¬
للشيوخ، وسعة اطلاعه، حتى صارت له اختيارات وترجيحات داخل المذهب، أوصلها بعضهم إلى الستين مسألة، وقيل: ثمان وتسعين مسألة سردها القاضي ابن أبي يعلى في طبقاته. (¬1) ثم إن كتابه "المختصر" - الذي أودعه مادة علمية ثرية في مضمونها، سهلة في تناولها مستوعبة لجميع ما يحتاج إليه طالب فقه أحمد رحمه الله. هذا المختصر - الذي أطبقت شهرته عالم المثقفين كان له الأثر البالغ في بروز هذه الشخصية على الساحة العلمية وفي جلاء مكانتها وسط النخبة الفاضلة من أهل العلم والمعرفة. وإذا أحببنا أن نتوج كلامنا هذا بلباس الثقة، فهذه طائفة من شهادات الأقران من أهل الاختصاص تفوح منها رائحة الإنصاف لهذا العلم الفذ. قال ابن الجوزي: "كان فقيه النفس حسن العبارة بليغاً، وكانت له مصنفات كثيرة وتخريجات على المذهب" ... (¬2) وأشاد الذهبي بالشيخ فقال: "كان من كبار العلماء تفقه بوالده الحسين صاحب المروذي وصنف التصانيف". (¬3) ونوه به ابن خلكان في "وفياته" فقال: "كان من أعيان الفقهاء الحنابلة، وصنف في مذهبهم كتباً كثيرة من جملتها المختصر الذي يشتغل به أكثر المبتدئين من أصحابهم" .. (¬4) كما نعته ابن عساكر بالفقه عندما قال: "أبو القاسم البغدادي الخرقي الفقيه الحنبلي". (¬5) ¬
أما الحافظ ابن كثير فقد وصفه بما هو أهل له. قال: "وقد كان الخرقي هذا من سادات الفقهاء العباد، كثير الفضائل والعبادة، خرج من بغداد مهاجراً لما كثر بها الشر والسب للصحابة". (¬1) ووثقه ابن العماد الحنبلي عندما قال: "الإمام العلامة الثقة أبو القاسم الخرقي" ... (¬2). كما توج العليمي ترجمة أبي القاسم بقوله: "أحد أئمة المذهب، كان عالماً بارعاً في مذهب أبي عبد الله، وكان ذا دين وأخا ورع رحمه الله". (¬3) هذه بعض الشهادات المنصفة أدلى بها أولو العلم والفضل في حق أبي القاسم عمر بن الحسين الخرقي رحمه الله، الفقيه الألمعي الذي كان لمختصره الحظ الأوفر من العناية بالدراسة والشرح والتعليق، كان له من ورائه الأجر الجزيل. حتى أن أحدهم قال: "كل من انتفع بشيء من شروح الخرقي، فللخرقي من ذلك نصيب من الأجر، إذ كان الأصل في ذلك". (¬4) هذا وقد أفاد الخرقي أثناء تلقيه من طائفة من الشيوخ والفقهاء الذين كان لهم الأثر الهام في صياغة هذه الشخصية وتكوينها العلمي. ¬
الفصل الثاني في ذكر شيوخ الخرقي وتلاميذه
الفصل الثاني في ذكر شيوخ الخرقي وتلاميذه أولاً: شيوخه رحمه الله: حمل أبو القاسم الخرقي العلم عن نخبة من الشيوخ منهم: أ - أبو بكر المروذي، (*) أحمد بن محمد بن الحجاج بن عبد العزيز المروذي صاحب الإمام أحمد رحمه الله، كانت أمه مروذية وأبوه خوارزميا، نزل بغداد وكان من أهل الورع والفضل حدث عن خلق منهم: أحمد بن حنبل، وعثمان بن أبي شيبة، وهارون بن معروف، ومحمد بن المنهال الضرير وغيرهم. وعنه أبو بكر الخلال وغيره (¬1) توفي سنة 275 هـ. ب - حرب الكرماني، (**) أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني، الإمام الفقيه تلميذ أحمد بن حنبل وصاحبه أخذ على طائفة منهم: أبو الوليد الطيالسي، وأبو بكر الحميدي، وسعيد بن منصور، وإسحاق بن راهويه ¬
ثانيا: تلاميذه رحمه الله
وغيرهم، وعنه أبو حاتم الرازي، وأبو بكر الخلال وغيرهما. (¬1) وتوفي سنة 280 هـ. ب - صالح بن أحمد بن حنبل: (***) أبو الفضل، سمع أباه، وعلي ابن المديني وغيرهما، كان والده يحبه ويكرمه ويدعو له، وكان معيالاً بلي بالعيال على حداثته، روى عنه غير واحد، توفي سنة 266 هـ. د - عبد الله بن أحمد بن حنبل، (*) أبو عبد الرحمن، سمع أباه بالإضافة إلى يحيى بن معين وعثمان بن أبي شيبة، وعنه أبو القاسم البغوي والخلال وغيرهما، كان ثقة ثبتاً فهما. توفي سنة 290 هـ. ثانياً: تلاميذه رحمه الله: تتلمذ على الشيخ أبي القاسم نخبة من الفقهاء البارزين على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله، نوردهم في هذا المقام مع ترجمة مجملة. أ - ابن بطة العكبري، (**) أبو عبد الله، عبيد الله بن محمد بن حمدان مصنف كتاب "الإبانة الكبرى" حدث عن أبي القاسم البغوي وابن صاعد وأبي بكر النيسابوري وغيرهم وعنه أبو نعيم الأصبهاني، وأبو إسحاق البرمكي. توفي سنة 387 هـ. ب - أبو الحسن التميمي، (***) عبد العزيز بن الحارث بن أسد، ¬
صنف في الأصول والفروع، حدث عن أبي بكر النيسابوري، والقاضي المحاملي، وصحب أبا القاسم الخرقي، وأبا بكر عبد العزيز توفي 371 هـ. جـ - أبو الحسين بن سمعون، (****) محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس، قرأ مختصر أبي القاسم الخرقي عليه قاله غير واحد (¬1) حدث عنه القاضي أبو علي بن أبي موسى، وأبو محمد الخلال، والأزجي وغيرهم كانت وفاته 387 هـ. ¬
الفصل الثالث في ذكر مؤلفات أبي القاسم الخرقي - رحمه الله -
الفصل الثالث في ذكر مؤلفات أبي القاسم الخرقي - رحمه الله - كل من ترجم للخرقي رحمه الله ذكر أنه كانت لأبي القاسم مصنفات كثيرة وتخريجات بديعة على المذهب - منهم القاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة: 2/ 75"، وابن الجوزي في "المنتظم: 6/ 346"، والبغدادي في "تاريخه: 11/ 234 "، وابن خلكان في "وفياته: 3/ 441"، وابن كثير في "البداية والنهاية: 11/ 214" وغيرهم إلا أننا عندما نبحث في موجودات تراثنا الضخم المخطوط منه والمطبوع لا نكاد نعثر على غير كتابه المشهور والمسمى "بمختصر الخرقي" في الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله مما يجعلنا نعتقد أن مؤلفاته صارت إلى ما صار إليه الكثير من مدونات التراث الإسلامي الكبير من الضياع والبلى خلال المحن والفتن التي جرت على هذه الأمة الويل عبر القرون السالفة. وفي سبب ضياع الثروة العلمية للخرقي، قال غير واحد: (¬1) "إنه لما ظهر في مدينة السلام - بغداد - فتنة سب صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والكلام في حقهم بما لا يرضي الله ورسوله، واتهامهم بما هم بريئون منه - وما هي إلا السفالة والدناءة الطائفية التي اختلقها شيعة بغداد آنذاك - خرج الشيخ أبو ¬
القاسم رحمه الله مهاجراً إلى دمشق خوفاً من أن تصيبه معرة، أو يلحقه ذنب بسبب ما هو حادث. وألجأه هذا إلى ترك ما يملكه من ثروة علمية وثقافية هائلة مودعاً إياها في دار (¬1) سليمان، فكان مصيرها أن احترقت وعدمت لاحتراق الدار وانهدامها، ولم تكن انتشرت لبعده عنها. وكتب الله على أثر ذلك لهذا "المختصر" أن ينتشر ويحظى باهتمام فقهاء الحنابلة وبالتعليق، والتهميش وغير ذلك، حتى قال بعضهم: "لم يخدم كتاب في المذهب مثل ما خدم هذا المختصر، ولا اعتني بكتاب مثل ما اعتني به". (¬2) فكان أن ساق الله الأجر لأبي القاسم، وأسبغ عليه نعمته من حيث لا ينتظر حتى قال البعلي: "كل من انتفع بشيء من شروح الخرقي فللخرقي في ذلك نصيب من الأجر .. " (¬3) عمل الفقهاء على مختصر الخرقي رحمه الله: لما كان لمختصر الخرقي الأهمية القصوى لدى فقهاء الحنابلة المتقدمين منهم والمتوسطين - ذلك لما اتسم به من إيجاز في اللفظ وشمول في المعنى، حيث جاءت مسائله مستوعبة لجميع أبواب الفقه (¬4) من غير خلل ولا ملل، وقد علل ذلك بقوله: "ليقرب علي متعلمه": (¬5) أي يسهل عليه، ويقل تعبه في تعلمه - (¬6) لما كان الأمر كذلك تنافس نخبة من أعلام الفقه الحنبلي في خدمة هذا المختصر البديع من جميع جوانبه، فمنهم من شرحه وهم كثير حتى ¬
قال العلامة الجمال بن عبد الهادي: "قال شيخنا عز الدين المصري ضبطت للخرقي ثلاثمائة شرح، وقد اطلعنا له على ما يقرب من عشرين شرحاً .. " (¬1). ومن أبرز وأشهر من شرحه، الإمام موفق الدين بن قدامه المقدسي (ت 620 هـ) في كتابه الموسوم بـ"المغني"، وقد أجاد مؤلفه فيه وجمل به المذهب، وقرأ عليه جماعة وأثنى ابن غنيمة على مؤلفه فقال: "ما أعرف أحداً في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق .. " (¬2) وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام السلمي (ت 660 هـ): "ما رأيت في كتب الإسلام مثل المحلى والمجلى (¬3) لابن حزم، وكتاب "المغني" للشيخ موفق الدين في جودتهما وتحقيق ما فيهما، ونقل عنه أنه قال: "لم تطب نفسي بالإفتاء حتى صارت عندي نسخة المغني" قاله ابن مفلح، حكاه عنه ابن بدران، (¬4) قال الذهبي: "صدق الشيخ عز الدين". (¬5) وطريقة الشيخ الموفق في هذا الشرح، قال عنها صاحب "المدخل": "أنه يكتب المسألة من الخرقي ويجعلها كالترجمة ثم يأتي على شرحها وتبيينها وبيان ما دلت عليه بمنطوقها ومفهومها ومضمونها، ثم يتبع ذلك ما يشبهها مما ليس بمذكور في الكتاب فتحصل المسائل كتراجم الأبواب، ويبين في كثير من المسائل ما اختلف فيه مما أجمع عليه ويذكر لكل إمام ما ذهب إليه ويشير إلى دليل بعض أقوالهم، ويعزو الأخبار إلى كتب الأئمة من أهل الحديث ... " (¬6). فهو بحق معلمة فقهية هائلة يجد فيها الباحث نفعاً عظيماً وهو يجول في ¬
ثنايا بحوثها فالكتاب بهذا القدر أضحى مفيداً للعلماء كافة على اختلاف مذاهبهم وآرائهم، فالمطلع عليه يصبح ذا معرفة بالإجماع والوفاق والخلاف، والمذاهب المتروكة. كما يسمو به من حضيض التقليد إلى ذروة الحق الذي يجعل من الفقيه مجتهداً يمرح في روض التحقيق والترجيح. لهذه الامتيازات كسب "المغني" (¬1) ثقة الفقهاء من أهل التحقيق، وعني به طائفة من الشيوخ منهم أبو البركات عبد الله بن محمد الزريراني البغدادي فقيه العراق (ت 729 هـ) حكى عنه ابن مفلح في "المقصد الأرشد" أنه طالع المغني للموفق ثلاثاً وعشرين مرة وعلق عليه حواشي. (¬2) كما اختصر المغني الشيخ ابن رزين عبد الرحمن الغساني الحوراني، الفقيه الدمشقي (ت 656 هـ) في كتاب سماه "التهذيب" حكاه صاحب "المقصد الأرشد". (¬3) كما اختصره كذلك عبد العزيز بن علي بن العز بن عبد العزيز البغدادي (ت 840 هـ) ذكر ذلك ابن مفلح في "المقصد الأرشد" حكاه عنه ¬
ابن بدران، (¬1) كما ذكر ذلك الجمال ابن عبد الهادي. (¬2) ومن أبرز شروح الخرقي كذلك، شرح القاضي أبي يعلى (¬3) محمد بن الحسين بن الفراء البغدادي (ت 458 هـ). وهو كتاب ضخم ومفيد سلك فيه مؤلفه طريقة خاصة تختلف عما ذكرناه عن المغني. وفي بيان ذلك يقول ابن بدران: "وطريقته أنه يذكر المسألة من الخرقي ثم يذكر من خالف فيها ثم يقول ودليلنا فيفيض في إقامة الدليل من الكتاب والسنة والقياس على طريقة الجدل ... والفرق بين هذا الشرح وبين المغني أن المغني يسلك قريباً من هذا المسلك ويكثر من ذكر الفروع زيادة على ما في المتن ... وأما أبو يعلى فإنه لا يذكر شيئاً زائداً على ما في المتن، ولكنه يحقق مسائله ويذكر أدلتها ومذاهب المخالفين". (¬4) على هذا النمط يكمل بعضهم بعضاً أدلة وفروعاً. وهذا ما قرره ابن بدران عندما قال: "فإذا طبع المغني مع شرح القاضي قرب الناظر فيهما من أن يحيط بالمذهب دلائل وفروعاً، وحصلت له معرفة ببقية المذاهب وتلك غاية قصوى يحتاجها كل محقق". (¬5) كما شرح مختصر الخرقي كل من: - الفقيه القادر محمد بن أحمد بن أبي موسى، أبو علي الهاشمي القاضي (ت 428 هـ) قال ابن أبي يعلى: "وشاهدت أجزاء بخطه من شرحه لكتاب الخرقي ... " (¬6). - والإمام أبو علي، الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنا البغدادي المقري، الواعظ الفقيه صاحب التصانيف (ت 471 هـ) قال أبو اليمن ¬
العليمي: "ومن مصنفاته شرح الخرقي في الفقه مجلد" (¬1) وتبعه في ذلك ابن بدران في "المدخل: ص 206). - والعلامة الزاهد عبد الله بن أبي بكر بن أبي البدر الحربي البغدادي (ت 681 هـ) ذكر ابن بدران الدمشقي أن له "المهم شرح الخرقي". (¬2) وشرحه محمد بن عبد الله الزركشي المصري العلامة الحنبلي (ت 772 هـ) وذلك بشرحين مطول تام، ومختصر لم يكمل بل أكمله غيره من الحنابلة. (¬3) قال ابن العماد: "له تصانيف مفيدة أشهرها شرح الخرقي لم يسبق إلى مثله ... " (¬4). - والفقيه الحنبلي عبد العزيز بن علي بن العز البغدادي المذكور سابقاً صاحب "مختصر المغني" ذكر أبو المحاسن بن المبرد أن له شرحاً على الخرقي في مجلدين، وقد ابتاعه مع "مختصر المغني" من تركة الشيخ تقي الدين بن قندس (¬5) رحمه الله. كما أن لمختصر الخرقي مختصر بديع صنفه العلامة الورع أحمد بن نصر الله الحنبلي شيخ عز الدين المصري (ت 846 هـ) ذكر ذلك تلميذه يوسف ابن عبد الهادي رحمه الله (¬6). ومن الفقهاء من شرح المختصر بالنظم، وهي طريقة لطيفة وذكية في حفظ المتون جرى عليها معظم النحاة في حفظ القواعد العربية كما فعل بألفية ابن مالك وغيرها فنظمهُ العلامة المحدث جعفر بن أحمد السراج أبو محمد ¬
القاري البغدادي الأديب الشاعر (ت 500 هـ)، وذلك كما فعل بكتاب "التنبيه" للشيرازي في فقه الشافعي رحمه الله. كما نظم "مختصر الخرقي" الإمام العلامة الحنبلي، الشهيد يحيى بن يوسف الصرصري (ت 656 هـ) ذكر ذلك ابن رجب وغيره (¬1) وسمى هذا النظم "الدرة اليتيمة" كما قال: فلا ترغبن عن حفظها فهي درة ... يتيمة استحسنتها في التنقد (¬2) وأخيراً جاء مؤلفنا العلامة يوسف بن عبد الهادي رحمه الله، فعني واهتم بمختصر الخرقي، فألف كتابه الذي نقدم له وهو "الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي" وذلك في لغات الخرقي ومفرداته، وهو مهم في بابه كما سيأتي. وكتاباً آخر في تخريج أحاديث المختصر وهو "الثغر الباسم في تخريج أحاديث مختصر أبي القاسم". هذه نماذج ذكرناها للتمثيل لا للحصر والاستقصاء في المؤلفات التي أفردت في شرح هذا المختصر الفقهي والعناية التي أولاها له نخبة من الفقهاء البارزين. ولعل المتخصص في العناية بقراءة تراجم العلماء، وخصوصاً الحنابلة منهم، يعثر على الكثير ممن توجهت هممهم العلمية لدراسة مختصر أبي القاسم رحمه الله وذلك بالحفظ والكتابة عليه والتعليق على فوائده، فهو بالجملة مختصر مفيد فيه غزارة علمية وعناية فائقة بالمسائل الفقهية مع الإيجاز والاستيعاب نفع الله المسلمين به. وفاة الخرقي: توفي الخرقي رحمه الله بعد حياة حافلة بالعلم والعمل سنة 334 هـ وذلك على أثر منكر أنكره بدمشق، فضرب حتى مات من أثر ذلك ودفن لا مقابر الشهداء بدمشق آنذاك. ¬
الباب الثالث وهو خاص بالكتاب وما يتعلق بالتحقيق
الباب الثالث وهو خاص بالكتاب وما يتعلق بالتحقيق ويحتوي على تمهيد وفصلين:
التمهيد
أولاً: التمهيد: وخصصته للحديث عن نشأة فن المصطلحات العلمية وتطوره وأهم المؤلفات التي انبرت عنه. تعتبر المصطلحات الفنية أداة فعالة في نضج المفاهيم الأساسية في الحياة الثقافية العامة لأمة من الأمم، فهي عامل جاد في تطور البحث العلمي، ولا نكون مبالغين إذا جعلناها جزءاً من المنهج الذي تكتمل به شخصية كل علم من العلوم. كما لا يسع طالب العلم أن يسلك شعاب فن من الفنون، أو يخوض غمار الفهم فيه إلا على أساس دقيق من الإلمام بمصطلحاته. فبالمصطلح العلمي تتضح المدلولات للكلمات وينكشف الغطاء عن كثير من الألفاظ المتداولة والعبارات المستعملة في الكتب على مختلف التخصصات. فالاعتناء به والسعي لبيانه وتوضيحه وشرحه مساهمة في البحث العلمي والفكري الجاد أمارة بارزة للرقي الاجتماعي والحضاري، ولم يكن المصطلح الشرعي في يوم ما وليد أحداث مستجدة، ولا نتيجة إفرازات فكرية وعلمية طارئة، ولكن له جذور ضاربة في أعماق التاريخ فقد ظهر في الحياة الفكرية بظهور الإسلام ونزول القرآن في وسط العرب الخلص لساناً ونسباً وداراً. فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم - بدين الإسلام، وجعل معجزته القرآن، وهي المعجزة اللغوية والبيانية الوحيدة بين معجزات الرسل عليهم السلام وكونه كذلك تبوأ مكان الصدارة لدى أرباب اللغة والبيان، ومن ثم
اعتبره الباحثون قديماً وحديثاً أهم حدث في تاريخ هذه اللغة. (¬1) وفي بيان ذلك قال أحدهم: "وبدا أثر هذا الحدث واضحاً في لغة الحديث ... ونستطيع أن نلاحظ هذا الأثر بسهولة ويسر في مجيء القرآن الكريم بأصول الدين الإسلامي وأحكامه مجملة دون تفصيل ثم تولت السنة الشريفة تفصيل ذلك وبيانه ... " (¬2). قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (¬3). وهذا ما فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحكم نبوته ورسالته وسلطانه في الييان - مع الصحابة رضي الله عنهم حيث بين لهم الحقائق الشرعية من الألفاظ اللغوية التشريعية بياناً شافياً بأقواله وأفعاله وتقريراته. فهناك كثير من التكاليف العملية التفصيلية لم يتطرق إليها القرآن الكريم، بل هو لم يبين المعاني المرادة لكثير من الألفاظ التي تحمل هذه التكاليف، مع أن هذه الألفاظ كانت تحمل معاني جديدة مستحدثة لم يكن للعرب بها علم من ذي قبل ولعل أبرز مثال على ذلك، ألفاظ "الصلاة ... والزكاة ... والحج وغيرها". فالصلاة مثلاً في قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} (¬4)، ليست ما يعرفه العربى عنها في أنها مطلق "الدعاء" بل هي عبادة مخصوصة في أوقات مخصوصة تشتمل على أقوال وأفعال مخصوصة بيّنها النبي - صلى الله عليه وسلم - بدقة عندما قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي". (¬5) وهكذا في بقية أحكام التشريع من زكاة وحج وصيام وأمر ونهي. ¬
وفي بيان هذا يقول العلامة ابن فارس تحت باب الأسباب الإسلامية: "كانت العرب في جاهليتها على إرث من إرث آبائهم في لغاتهم وآدابهم ونسائكهم وقرابينهم. فلما جاء الله جل ثناؤه بالإسلام حالت أحوال، ونسخت ديانات، وأبطلت أمور، ونقلت من اللغة ألفاظ عن مواضع إلى مواضع آخر بزيادات زيدت، وشرائع شرعت، وشرائط شرطت فعفى الآخر الأول، وشغل القوم ... بتلاوة الكتاب العزيز وبالتفقه في دين الله عز وجل، وحفظ سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فصار الذي نشأ عليه آباؤهم ونشأوا عليه كان لم يكن، وحتى تكلموا في دقائق الفقه وغوامض أبواب المواريث وغيرها من علم الشريعة وتأويل الوحي بما دون وحفظ حتى الآن ... فسبحان من نقل أولئك في الزمن القريب بتوفيقه عما ألفوه ونشأوا عليه وغذوا به، إلى مثل هذا الذي ذكرناه، وكل ذلك دليل على حق الإيمان وصحة نبوة نبينا محمد صلى الله تعالى عليه فكان مما جاء في الإسلام - ذكر المؤمن والمسلم والكافر والمنافق، وأن العرب إنما عرفت المؤمن من الأمان والإيمان وهو التصديق، ثم زادت الشريعة شرائط وأوصافاً بها سمي المؤمن بالإطلاق مؤمناً، وكذلك الإسلام والمسلم إنما عرفت منه إسلام الشيء ثم جاء في الشرع من أوصافه ما جاء، وكذلك كانت لا تعرف من الكفر إلا الغطاء والستر. فأما المنافق فاسم جاء به الإسلام لقوم أبطنوا غير ما أظهروه، وكان الأصل من نافقاء (¬1) اليربوع ... وهكذا". (¬2) كما أشار إلى هذا المعنى ابن حمدان الرازي تحت عنوان "الأسامي التي سنها النبي - صلى الله عليه وسلم - " حيث قال: "فالإسلام هو اسم لم يكن قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك أسماء كثيرة مثل "الأذان" و"الصلوات" و"الركوع"، و"السجود" لم تعرفها العرب إلا على غير هذه الأصول، لأن الأفعال التي كانت هذه ¬
الأسماء لها تكن فيهم، وإنما سنها النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمه الله إياه. فكانوا يعرفون أنها "الدعاء" ... " (¬1). وبالاستقراء اتضح أن الألفاظ المنقولة من معناها الأصلي إلى المعنى الاصطلاحي الجديد هي من الأسماء فقط دون الأفعال والحروف. وفي هذا يقول الإمام الفخر الرازي: "وقع النقل من الشارع في الأسماء دون الأفعال والحروف، فلم يوجد النقل فيهما بطريق الأصالة بالاستقراء بل بطريق التبعية، فإن الصلاة تستلزم: صلى". (¬2) وهكذا زاد القرآن الكريم والسنة النبوية هذه اللغة ثراء بما طرحا من المعاني الجديدة وبما نقلا من الألفاظ من معانيها الأصلية وجعلها معبرة عن المعاني الجديدة، وبذلك يكون القرآن الكريم قد أهَّل اللغة العربية لاستيعاب التعبير عن المفاهيم الجديدة ذات الدلالات المختلفة التي تحملها الحضارة الإسلامية الجديدة في مختلف عصورها. هذه الحضارة التي غرست في أعماق الانسان مفاهيم جديدة في العقيدة، والعبادات والمعاملات، والأخلاق مما لم يألفه العرب في جاهليتهم. (¬3) ومن الطبيعي أن يكون لهذا التغير الحضاري والتطور الزمني عند العرب انعكاسات جلية تركت أثرها على اللغة العربية إذ هي وعاء الفكر ودليله للأمة. (¬4) وتلا عصر النبوة والتنزيل عصر الخلفاء والصحابة رضوان الله عليهم الذين استقوا معارفهم وفقههم التشريعي من آي القرآن ونوره، وشربوا من منهل النبوة وصفائها فهم اللبنات الأساسية في تقعيد التعاريف ¬
والاصطلاحات، والمحاور الرئيسية في تطوير المفهوم الحقيقي للألفاظ اللغوية والاصطلاحية. إلا أنه لصفاء أذهانهم رضي الله عنهم، وثاقب فهمهم وسلامة لغتهم، وسرعة طاعتهم وانقيادهم للخير، ومتابعتهم لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ما كانوا يحتاجون إلى الاستفصال في كثير من مواطن الإجمال، فلما شرع الله الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة، والصلاة عندهم "الدعاء" عرفوا المراد من التشريع بسماع التنزيل، ومشاهدة التطبيق من النبي عنه لها بأعدادها وأقوالها وأفعالها، وتركوها فعرفوا الواجب من المسنون والمحرم من المكروه، وهكذا في وقائع التشريع ولغته، (¬1) وكانوا إذا ما التبس عليهم أمر سألوه - صلى الله عليه وسلم - وهو بين ظهرانيهم فيكشف الوجه لهم، ويبصرهم بالغامض عليهم. وفي صحيح البخاري ومسلم (¬2) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (¬3) شق ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. (¬4) واستمر عصر الصحابة رضي الله عنهم على هذه الوتيرة من السنن المستقيم في اقتفاء آثار النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن فتحت البلدان والأوطان وانتقل العلم إلى الأمصار، وكثر الداخلون في دين الإسلام على اختلاف الأجناس واللغات. ¬
وقد أجاد العلامة ابن الأثير في وصف هذه المرحلة من التاريخ والحقبة من الزمن وما اكتنفها من تطور وطرأ عليها من جديد. قال ما نصه: "واستمر عصره - صلى الله عليه وسلم - إلى حين وفاته على هذا السنن المستقيم، وجاء العصر الثاني - وهو عصر الصحابة - جارياً على هذا النمط سالكاً هذا المنهج. فكان اللسان العربي عندهم صحيحاً محروساً لا يتداخله الخلل ... إلى أن فتحت الأمصار، وخالط العرب غير جنسهم ... فاختلطت الفرق وامتزجت الألسن، وتداخلت اللغات ... وتمادت الأيام والحالة هذه على ما فيها من التماسك والثبات، واستمرت على سنن من الاستقامة والصلاح إلى أن انقرض عصر الصحابة ... وجاء التابعون لهم بإحسان فسلكوا سبيلهم لكنهم قلوا في الإتقان عدداً، واقتفوا هديهم وإن كانوا مدوا في البيان يداً، فما انقضى زمانهم على إحسانهم إلا واللسان العربي قد استحال أعجمياً أوكاد ... " (¬1). وتحقيقاً للسنن الإلهية فى حفظ كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وقد وعد بذلك في كتابه العزيز بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. (¬2) قيض الله تبارك وتعالى رجالاً من أهل العلم والفقه والدراية فأخذوا في تقريب أحكام الشريعة للناس، ويجمعون متفرق الأحكام في قواعد كلية، وتعريفات جامعة مانعة، فبدأت الصيغ العلمية للتعاريف مستوحاة من نور التشريع جارية على قواعد اللغة وسنتها، وهم على اختلاف تعارفهم لا تجدهم يختلفون في قاعدة التعريف ومحوره، وإنما من حيث بعض التعريفات ودخولها في شمول المعرف من عدمه (¬3) فأخذت على غرار هذا تقسيمات جديدة تظهر على الساحة الفقهية لأحكام الشريعة، فظهرت الأحكام التكليفية الخمسة، والوضعية الثلاثة "السبب والشرط والمانع". وهكذا أخذت تنمو هذه التعاريف عبر الأزمان ومن خلال الأفكار، وما ¬
أصابها من تضاد في إبرازها اصطلاحاً فهو صوري لا يؤثر على حقيقتها كما أنزلها الله تعالى وبين رسوله - صلى الله عليه وسلم -، كما أن صنعة الكلمات لا تخرج في صورتها عن لغة العرب وسننها في كلامها. وفي القرن الثالث الهجري على التحديد بدأت التعاريف الاصطلاحية في الظهور على الساحة الفقهية وذلك حسبما يظهر في كل باب من أبواب الفقه، وفي كل مبحث من مباحث أصوله، وهكذا في سائر العلوم الشرعية. كما أنه من الطبيعي جداً أن تتطلب الحضارة الإسلامية المترامية الأطراف مادة لغوية جديدة تصاحب هذا التطور الفكري والاجتماعي والسياسي، فنشأت على أثر ذلك طائفة من الكلمات الإسلامية سماها العلماء بعد ذلك "المصطلاحات الإسلامية". (¬1) قال ابن بَرْهان: "وصاحب الشرع إذا أتى بهذه الغرائب التي اشتملت الشريعة عليها من علوم حار الأولون والآخرون في معرفتها مما لم يخطر ببال العرب، فلا بد من أسامي تدل على تلك المعاني". (¬2) ومما تقدم يعلم أن لغة الشريعة لم تتكون دفعة واحدة بل مرت بأدوار متعددة وأن نشأتها كما أوضحناه كانت مصاحبة للتنزيل، ثم لبست ثوب التوسع والنمو بتطور التفريع الفقهي ونموه. وقد أكسب هذا الارتقاء والتوسع للمواضعات وعلم الاصطلاح سمة الظهور في جميع العلوم، بل وأفرده العلماء بالتأليف والتدوين كما لا يخفى علينا - بعد هذه الجولة التاريخية - أن للقرآن الكريم والسنة الشريفة الفضل الأوفر واليد الطولى في فتح باب الاصطلاح على مصراعيه، فهما أول من أرسى قواعد المصطلح الإسلامي وذلك في خطة عمل ناجحة. ابتدأت: ¬
أولاً: بإماتة كلمات لا مكان لدلالاتها في الحضارة الحديثة التي أرسى قواعدها القرآن والسنة وذلك مثل لفظ "إتاوة" (¬1) و"حلوان" (¬2) و"مكس" (¬3) و"المرباع" (¬4) وغيرها. وفي هذا يقول الجاحظ: "ترك الناس مما كان مستعملاً في الجاهلية أموراً كثيرة فمن ذلك تسميتهم للخراج: إتاوة، وكقولهم للرشوة ولما يأخذه السلطان: الحلوان والمكس، كما تركوا: أنعم صباحاً، وأنعم ظلاماً، وصاروا يقولون: كيف أصبحتم وكيف أمسيتم ... " (¬5). ثانياً: استعيرت ألفاظ جديدة من لغات أخرى للتعبير عن دلالات جديدة، وقد اشترك في هذه الاستعارة كل من القرآن والسنة ثم الصحابة والتابعون والفقهاء من بعدهم. والأمثلة على هذا لا تحصى منها: ألفاظ أباريق، وإستبرق، والتنور، والمنافق، وغيرها من الألفاظ الفارسية، والحبشية (¬6) وقد دونت في ذلك كتب كثيرة وعلى رأسها كتاب "المعرب" لأبي منصور الجواليقي وهو مطبوع. ثالثاً: توليد كلمات وألفاظ جديدة من أصول عربية عن طريق تعديل الصيغة العربية لها على الأوزان الصرفية المعروفة للتعبير عن دلالات معروفة وما أكثر هذا في القرآن والسنة وأقوال الفقهاء. فمثلاً: إطلاق "الاستمتاع" على الوطء. ومن ذلك قوله تعالى في سورة النساء: 24 {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}. وإطلاق "الاستفتاح" على الدعاء المخصوص الذي يقرأ بعد تكبيرة التحريم في الصلاة. وإطلاق "المبتوتة" على المرأة المطلقة طلاقاً بائناً. ¬
وإطلاق "المحاقلة" على بيع الحب في سنبله. وإطلاق "المرابطة" على الإقامة في الثغور. رابعاً: النحت، وهو الكُبَّار، وقد اعتبره العلماء من أقسام الاشتقاق، وأقسامه أربعة: صغير، وكبير، وكبار، وكُبَّار. وهو انتزاع كلمة من كلمتين أو أكثر مع تناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في اللفظ والمعنى ويسمى نحتاً، وكُبَّاراً (¬1)، ومثلوا له بقول الفقيه "البسملة" في "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" و"الحوقلة" في "لا حول ولا قوة إلا بالله" - و"الحيعلة" في "حي على الصلاة". خامساً: طريق النقل للكلمة من مدلولها الأصلي إلى مدلول جديد لها به صلة ليصبح المعنى المتواضع عليه حقيقة عرفية، وهو الشأن في ألفاظ أركان الإسلام وغيرها السابق الحديث عنها. وهذه الطريقة هي الأصل في المواضعات الشرعية، ولا خيار لأحد فيه بتغيير أو تحريف، أو تبديل، ثم ما علم بلسان الصحابة رضي الله عنهم فهم أهل اللسان وأرباب الفصاحة والبيان، وأقرب الأمة للشرع علماً وعملاً. (¬2) وامتداداً لسنة التطور والارتقاء أخذت العلوم الإسلامية شكلاً آخر، حيث صرفت الحدود فيما بينها، وحدثت تقسيمات جديدة ومتنوعة، وبدأت الاتجاهات التخصصية في الفكر الإسلامي عموماً تظهر على الساحة العلمية، وصاحب هذا كله بروز ما يسمى بـ"لغة العلم " ومصطلحاته، تنمو بنموه وتَتَّسع دائرتها بانتشاره، حتى اكتسبت سمة الظهور، وبالغ الاهتمام في كل فن وعلم، كما هو جلي عند المفسرين، والمحدثين، والفقهاء، والأصوليين، والكلاميين، وأرباب العلوم الأخرى ونحوهم، فهذه المنهجية الجديدة في ¬
ترتيب العلوم ودراستها وسعت دائرة الاصطلاح، وساهمت في امتدادها وغزارتها على بعد المدى. ونتيجة تمخض هذا العلم "المسمى بالمصطلحات" عن هذا التطور والنمو في العلوم الإسلامية ظهر في الأفق الفكري عند الفقهاء آراء متعددة ذكرت فى الاصطلاح على تسمية هذا العلم، وبالتتبع والإحصاء ظهرت ألقاب كثيرة له نوردها زيادة في المعرفة حتى لا تلتبس الأمور على الباحثين، فما هي إلا اصطلاحات، وقديماً قال العلماء "لا مشاحة في الاصطلاح". وأول هذه الألقاب: 1 - الغريب، منها "تفسير غريب الموطأ" لأصبغ بن الفرج المصري (ت 225 هـ). (¬1) "وشرح غريب الرسالة" لأبي بكر بن العربي (ت 543 هـ). (¬2) و"غرر المقالة في شرح غريب الرسالة" لابن حمامة المغراوي. وغيرها. 2 - الحدود. ومنه "الحدود" لجابر بن حيان (ت 200 هـ). (¬3) و"الحدود في الأصول" لسليمان بن خلف الباجي (ت 474 هـ). و"الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة" لأبي زكريا الأنصاري (ت 926 هـ). 3 - التعريفات، ومنها "التعريفات" للشريف الجرجاني (ت 816 هـ). وكتاب "التوقيف على مهمات التعاريف" للمناوي (ت 1031 هـ) وغيرها. ¬
4 - الاصطلاح أو المصطلحات، منها "مصطلحات الصوفية" (¬1) لابن عربى الحاتمي (ت 638 هـ). وكتاب "شرح اصطلاحات القوم" (¬2) للقاشاني (ت 730 هـ). 5 - الأسباب الإسلامية، وقد أطلقها ابن فارس في كتابه "الصاحبي". (¬3) 6 - الألفاظ الإسلامية، سماها بذلك السيوطي. (¬4) 7 - الشرعيات، وهو الذي نراه في استعمالات علماء الشريعة عندما يعرفون ألفاظها، فيقولون وهو "شرعاً": أي في معناه الشرعي، وهو إخراج للشيء عن المعنى اللغوي إلى الحقيقة الشرعية، وهذا الاستعمال كثير في كتب الفقه عامة. (¬5) 8 - الأسماء الإسلامية، وبهذا عرفها ابن حمدان الرازي قال تحت فصل "الأسماء الإسلامية ومعانيها". (¬6) 9 - وقيل: لغة العلم: أي لكل علم لغته. المعنى: مصطلحاته. وقيل: لغة الفهم، فاللغة عند هؤلاء لغتان. لغة التفاهم، وهي لغة العامة من الناس، ولغة الفهم، وهي لغة العلم. وقيل: الأسماء الشرعية، والمصطلحات الإسلامية. (¬7) ¬
وهكذا ... فهناك ألقاب كثيرة ومتنوعة لهذا الفن كلها تدور حول محور واحد، وتؤدي نفس المعنى والغرض، وإن اختلفت الألفاظ والتعبيرات وحقيقة الشيء تؤخذ من مضمونه لا من شكله وعنوانه. وبعد هذه الرجعة التاريخية في دراسة نشأة المصطلح الفني وتطوره، وما عرفناه عن أهميته في الوسط العلمي والثقافي، وخصوصاً في دراسة العلوم على مختلف تخصصاتها، يجدر بنا ونحن في هذا المسار العلمى أن نعرج على تعريف فن الاصطلاح والمصطلح. فهو في اللغة: مصدر اصطلح، وهو مطلق التعارف والاتفاق وزوال الخلاف. وفي الاصطلاح: هو اتفاق طائفة على شيء مخصوص. (¬1) وقيل: هو إخراج الشيء عن المعنى اللغوي إلى معنى آخر لبيان المراد منه، وذلك لمناسبة بينهما كالعموم والخصوص أو مشاركتهما في أمر مشابهتهما في وصف إلى غير ذلك". (¬2) وقيل: هو اتفاق طائفة على وضع اللفظ بإزاء المعنى". (¬3) 1 - مصادر المصطلحات العلمية والألفاظ الإسلامية. للمصطلح العلمي مؤلفات كثيرة ومتنوعة، جاءت نتيجة للتقسيمات المتعددة التي صاحبت العلوم الشرعية والإنسانية والتجريبية، وقد جاءت على النحو التالي: ¬
أولاً: مؤلفات عامة أو شاملة، استخدمت في كافة العلوم، تجمع تحت طياتها مصطلحات مختلفة في شتى الفنون الإسلامية وغيرها دون تمييز. ثانياً: مؤلفات خاصة أو تخصصية، شغلت حيز علم واحد، أو مجموعة علوم متقاربة المبحث والمنحي. ثالثاً: مؤلفات ممزوجة بالمصطلحات وإن كانت لم تؤلف لهذا الغرض. أولاً: المؤلفات العامة: 1 - لعل أقدم كتاب وقفت عليه في هذا المجال. هو كتاب "الزينة (¬1) في الكلمات الإسلامية العربية" للعلامة أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي المتوفى (322 هـ). وقد حاول أبو حاتم أن يجمع في هذا الكتاب ألفاظاً شتى تغير مدولها ومعناها في العصر الإسلامي عما كانت عليه في العصر الجاهلي، وبعمله هذا يكون قد وضع اللبنة الأولى في علم معاني الأسماء العربية والمصطلحات الإسلاميّة، فاقد ضم الكتاب تحت طياته كلمات شاعت في كتب التفسير واللغة والفقه والحديث. فهو بحق معلمة لا يستغني عنها الأدباء والفقهاء. بالإضافة إلى هذا فإن الكتاب يعتبر رافداً مهماً في تاريخ المصطلحات الإسلامية وتطورها. وهذا ما أشار إليه في مقدمته رحمه الله. (¬2) 2 - ظهر بعد ذلك مؤلف مهم في هذا الباب "مفاتيح العلوم" (¬3) للكاتب أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف الخوارزمي المتوفي (387 هـ). ¬
قال مؤلفه في مقدمته " ... دعتني نفسي إلى تصنيف كتاب ... يكون جامعاً لمفاتيح العلوم وأوائل الصناعات متضمناً ما بين كل طبقه من العلماء من المواضعات والاصطلاحات التي خلت أو من جلها الكتب الحاصرة لعلم اللغة ... " (¬1) وقد ضمَّن الخوارزمي كتابه مقالتين، الأولى في علوم الشريعة والعربية وتحتوي على ستة أبواب كل باب أفرده بفن مستقل. والمقالة الثانية في علوم الحكمة المنقولة عن الأمم الأخرى. 3 - ويلي ذلك كتاب "التعريفات" (¬2) لأبي الحسن على بن محمد علي الحسيني الجرجاني الحنفي المشهور بالشريف الجرجاني المتوفى (816 هـ). عمد فيه مؤلفه رحمه الله إلى شرح المصطلحات المتنوعة في علوم الشريعة وغيرها، كما تعرض أحياناً للتعريف بالفرق والجماعات والمذاهب. وقد أجاد الجرجاني في ترتيب معلوماته على حروف الهجاء، وهذا ما جعل الكتاب يفوق من سبقه من الناحية المنهجية والعلمية، وقد أشار إلى السبب في ذلك فقال: " ... فهذه تعريفات جمعتها ... ورتبتها على حروف الهجاء من الألف والباء إلى الياء تسهيلاً لتناولها للطالبين ... " (¬3) والكتاب يمتاز بالدقة والتحديد عن سابقيه وإن كان أقل شمولاً لفروع العلوم المختلفة واهتمامه بالمصطلحات الفقهية آكد ولكن بنزعة الحنفية. 4 - كما يوجد كتاب لا يعرف مؤلفه محفوظ ضمن المخطوطات بمكتبة جامعة طهران بإيران تحت عنوان، تحفة الخل الودود في معرفة الضوابط ¬
والحدود" كتبت نسخته عام 883 هـ أشار إليها حسين علي محفوظ في مقال له عن "نفائس المخطوطات العربية في إيران " بمجلة معهد المخطوطات بالجامعة العربية - المجلد الثالث - سنة 1957 م، ص 8 " ... وفيه اصطلاحات نحوية وصرفية، ومن المعاني والبيان والحديث والمنطق وأصول الفقه والجدل وغير ذلك". (¬1) 5 - كتاب "الكليات" (¬2) لأبى البقاء الكفوي المتوفى (1094 هـ). رتبه مؤلفه على حروف الهجاء، وجعل لكل حرف فصلاً مع مزيد تفصيل في حرف "الألف"، وختمه بفصل في المتفرقات يتبعه فصل بعنوان "طوبي لمن صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ". وقد أشار أبو البقاء إلى مادته بقوله " ... جمعت فيه ما في تصانيف الأسلاف من القواعد، وتسارعت لضبط ما فيها من الفوائد منقولة بأقصر عبارة وأتمها ... وترجمت هذا المجموع المنقول في المسموع والمعقول، ورتبتها على ترتيب كتب اللغات، وسميتها بالكليات ... " (¬3). والكتاب يعرج في مادته على كثير من المصطلحات في اللغة والفقه والأصول وعلم الكلام والفلسفة، فهو كثيراً ما يعرف المصطلح العلمي بهذه الجوانب المذكورة. فالكتاب ذو فوائد متنوعة يحتوى على معلومات نافعة لجميع المتخصصين في العلوم العربية والشرعية. 6 - ثم تلى هذه المجموعة كتاب "كشاف اصطلاحات الفنون". (¬4) ¬
للعلامة محمد بن علي الفاروقي التهانوي المتوفى في القرن الثاني عشر الهجري. والكتاب أول مؤلف أنتج على شكل مرتب ومنظم ثم شاملاً ومستوعباً لجملة عظيمة من مصطلحات الفنون مع الاستيعاب والدقة. وفي سبب تأليفه قال التهانوي: "إن أكثر ما يحتاج به في تحصيل العلوم المدونة والفنون المروجة إلى الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فإن لكل علم اصطلاحاً خاصاً به ... ولم أجد كتاباً حاوياً لاصطلاحات جميع العلوم المتداولة بين الناس. وقد كان يختلج في صدري أوان التحصيل أن أؤلف كتاباً وافياً لاصطلاحات جمع العلوم كافياً للمتعلم من الرجوع إِلى الأساتذة العالمين بها ... " (¬1). والكتاب يحتل مكانة مرموقة في وسط مؤلفات تخصصية لكونه من أكثرها شمولاً ... فهو بحق معلمة في هذا الميدان، بدون منازع، انتفع به الباحثون على مستويات مختلفة، وتخصصات متباعدة لما حواه من تقريب للعلوم وتسهيل أثناء البحث فيها. وفي بيان أهميته يقول د/ لطفي عبد البديع " ... استقصى فيه التهانوي بحث المواضعات العلمية متدرجاً من الدلالات اللغوية إِلى غيرها من الدلالات في شتى العلوم من نقلية وعقلية، وتوسع في إيراد المسائل التي اقتضاها البحث معتمداً على الكتب المعتبرة في العلوم المختلفة، وعلى آراء الثقات من العلماء ... بحيث أضحى الكتاب معلمة للثقافة في الإسلام". (¬2) رتب التهانوي كتابه على طريقة خاصة، فقد قسمه على حسب ¬
الفنون، ثم جعل لكل فن أبواباً وفصولاً، والمراد بالباب أول الحروف الأصلية وبالفصل آخرها، على عكس ما اختاره صاحب الصحاح. 7 - ومن هذا الصنف كتاب "جامع العلوم في اصطلاحات الفنون" الملقب بـ"دستور العلماء" (¬1) لمؤلفه العلامة الهندي القاضي عبد رب النبي بن عبد رب الرسول الأحمد نكري. وقد أضاف الكتاب تحت طياته - زيادة على التعريفات الاصطلاحية - بعض القواعد والمسائل الهامة في مختلف العلوم وفي بيان ذلك يقول مؤلفه " ... دستور العلماء جامع العلوم العقلية حاوي الفروع والأصول النقلية ... في تحقيقات اصطلاحات العلوم المتناولة، وتدقيقات لغات الكتب المتداولة وتوضيحات مقدمات مستيسرة مشكلة على المعلمين، وتلويحات مسائل مبهمة متعسرة على المتعلمين ... " (¬2). فهو من حيث الاستيعاب يشبه كشاف التهانوي إذ يضم مصطلحات فقهية وأصولية وكلاميه وغيرها بالإضافة إلى مصطلحات العلوم اللغوية وعلوم القرآن الكريم، ومصطلحات فارسية، وشروح باللغة الفارسية رتبه مؤلفه على حروف الهجاء. ثانياً: المؤلفات الخاصة: وهي التي عنيت بالبحث في المصطلحات التي تختص بعلم واحد، أو طائفة من العلوم المتقاربة جداً. وهي كثيرة جداً نخص الحديث عن المهم منها. أ - مؤلفات مصطلحات الفقه وأصوله. هذا النوع من المؤلفات هو المعني في دراستنا هذه، ذلك أن كتابنا الذي ¬
نقدم له من هذا الصنف، فهو يبحث في المصطلحات الفقهية داخل المذهب الحنبلي. وللفقهاء على مختلف المذاهب اليد الطولى والباع الشاسع في دراسة المصطلحات الفقهية لما لها من صلة وثيقة بالأحكام الشرعية قضاء وإفتاء وتعليماً، ولكثرة هذه المصنفات وتنوعها درجنا في عملنا على اختيار الأهم منها في كل مذهب. 1 - في المذهب الحنفي، ألف العلامة الحنفي أبو المحامد بدر الدين محمود. بن زيد اللامشي - الذي كان في القرن الرابع الهجري - كتابه المشهور "بيان كشف الألفاظ" (¬1) في المصطلحات المتداولة بين الأصوليين والفقهاء. وقد أجاد المؤلف في الكشف عن بعض المصطلحات وشرحها بما يكفي الفقيه لمعرفة الألفاظ المستعملة على ألسنة الفقهاء والأصوليين، وذلك حتى لا يظهر السهو والغلط، لأن أحكام الشرع مبنية على هذه الألفاظ. (¬2) والكتاب اشتمل على (128) مصطلحاً يغلب عليها الطابع الأصولي وما أظنها إلا مقدمة لكتابه المشهور في أصول الفقه والله أعلم. رتبه مؤلفه على حسب ورود موضوعات أصول الفقه وتصورها في ذهنه. ثم صنف العلامة نجم الدين بن حفص النسفي الحنفي المتوفى سنة (537 هـ) كتابه المشهور "طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية" (¬3) ضمه مؤلفه الاصطلاحات والألفاظ الققهية المتداولة في كتب فقهاء الحنفية، وقد رتبه النسفي على أبواب الفقه وهو منهج سلكه بعض الفقهاء في كتبهم. وفي بيان سبب تأليفه قال في مقدمته: "سألني جماعة من أهل العلم شرح ما ¬
يشكل على الأحداث الذين قل اختلافهم في اقتباس العلم والأدب ولم يمهروا في معرفة كلام العرب من الألفاظ العربية المذكورة في كتب أصحابنا ... فأجبتهم إلى ذلك اغتناماً لمسألتهم ورغبة في صالح أدعيتهم ... " (¬1). وقد سلك النسفي في ترتيب كتابه طريقة الفقهاء أي على أبواب الفقه. وجاء بعد النسفي، العلامة أبو الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي المتوفى سنة (610 هـ) الذي صنف كتابه "المغرب في ترتيب المعرب" (¬2) وهو معجم لغوي فقهي، عني فيه المطرزي بشرح غريب الألفاظ التي ترد في كتب الفقه الحنفي". (¬3) وقد اهتم المؤلف بالإضافة للمصطلاحات الفقهية - بشرح مزيد من الغرائب اللغوية والأعلام والبلدان، وهو على اختصاره يعد من أنفس الكتب وأقيم المدونات في هذا الموضوع رتبه مؤلفه على حروف الهجاء. وفي النصف الثاني من القرن العاشر ظهر كتاب "أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء" (¬4) للعلامة الفقيه الشيخ قاسم القونوي المتوفى سنة 978 هـ، وقد سلك مؤلفه في عرض مادته وترتيبها طريقة الحنفية، فبعد فراغه من تسجيله لمصطلحات العبادات عقبها بمصطلحات المناكحات على خلاف الشافعية والمالكية، والحنابلة، وقد رتبه على الأبواب الفقهية، وهو في منهجه العلمي شبيه بالمؤلفات السالفة الذكر، فبعد عرضه للمعاني اللغوبة فيما يتعرض له من مصطلحات يسوق لها الشواهد من الآي القرآنية والأحاديث النبوية كما التزم في غالب ما يعرض له من مسائل فقهية ¬
ذكر آراء الأئمة الأربعة. وكغيره من المؤلفات المتأخرة، فإن الشيخ القونوي اعتمد على كثير من النقولات التي استقاها من مجموعة من الكتب الفقهية واللغوية والحديثية، فالكتاب كما قال محققه: " ... مبني على دراسة وروية وحكم علميه ورفعة ذوق من الجهة الفنية التأليفية". (¬1) 2 - في المذهب المالكي - صنف العلامة أبو عبد الله أصبغ بن الفرج المتوفى سنة (225 هـ) كتابه "تفسير غريب الموطأ" أشار إلى ذلك ابن فرحون في "الديباج: 1/ 300". كما شرح غريب الموطأ العلّامة بن عمران بن سلامة الأخفش الذي عاش قبل 250 هـ أشار إلى ذلك فؤاد سزكين في كتابه "تاريخ التراث العربي المجلد الأول، الجزء الثالث: ص 134". ثم ألف الإمام الحافظ أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي المتوفى (474 هـ) كتابه المشهور "الحدود في الأصول" (¬2) وهو كتاب اختص بنقل الحدود والمصطلحات الأصولية ثم شرحها، وقد أجاد مؤلفه فيه، وإن كان مختصراً فقد كشف الغطاء عن كثير من الألفاظ ذات الدلالات الغامضة فهو كما قال محققه " ... قيم جليل القدر كثير الفائدة لا يستغني عنه باحث في الأصول ولا مؤلف فيه، فضلاً عن طالب العلم ومبتغي الفائدة". (¬3) وذكر أبو العباس المقري رحمه الله أن للقاضي أبي بكر بن العربي المتوفى سنة (543 هـ) كتاباً اسمه "شرح غريب الرسالة" لابن أبي زيد القيرواني. (¬4) ثم جاء الجبي فشرح غريب المدونة في كتاب سماه "شرح غريب ألفاظ ¬
المدونة" (¬1)، عمد فيه مؤلفه إلى شرح ما أشكل من ألفاظ المدونة واحتاج إلى تفسير وبيان ورتبه على أبوابها تسهيلاً في الرجوع إليها إذا اقتضى الأمر ذلك. والكتاب مهم في بابه غني بالألفاظ والاصطلاحات التي جاءت في المدونة، وإن كان مختصراً فهو بحق مرجع مفيد ومورد هام لا يستغني عنه العالم والمتعلم. ثم تلى هؤلاء الفقيه المالكي أبو عبد الله محمد بن منصور بن حمامة المغراوي الذي كان حياً في النصف الثاني من القرن السادس فألف كتاباً شرح به غريب الرسالة لابن أبى زيد القيرواني سماه "غرر المقالة في شرح غريب الرسالة" (¬2). تناول فيه مؤلفه شرح الألفاظ الغريبة والمصطلحات الواردة في كتاب "الرسالة" والكتاب نفيس وغني في مادته. أطلعنا على جهد مبذول للعلامة ابن حمامة في خدمة الفقه المالكي، رتبه مؤلفه على أبواب الرسالة. ثم صنف العلّامة ابن عرفه المالكي المتوفى سنة (803 هـ) كتابه المشهور "الحدود" (¬3) الذي تناول فيه المصطلحات الفقهية بالشرح والبيان، فكشف الغطاء عن كثير من الألفاظ الواردة في كتب المالكية وشرحها وفق مذهبهم. وهو مرتَّب على الأبواب الفقهية. 3 - في المذهب الشافعي. يعتبر كتاب "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" (¬4) لمؤلفه العلّامة اللغوي ¬
أبي منصور الأزهري المتوفى (370 هـ) أول لبنة في محاولة إنشاء علم مستقل يختص بلغة الفقه على مذهب الشافعي رحمه الله، فكان عمدة للفقهاء في تفسير ما يشكل عليهم من الفقهيات ضمنه مؤلفه شرح الألفاظ والمصطلحات الفقهية الواردة في الجامع الذي اختصره المزني كما عمد فيه إلى الكشف عن بعض الآداب والمعارف، وسجل فيه بعض المواعظ، والأراء الفقهية والخلافات بين المذاهب. فهو بحق معلمة يحتاج إليها الفقيه واللغوي معاً، كما أنه مورد عذب زلال ينهل منه طلبة العلم من مختلف التخصصات. رتبه مؤلفه على الأبواب الفقهية. وتلا الأزهري في هذا الميدان العلّامة اللغوي أحمد بن فارس الرازي المتوفى سنة (395 هـ) الذي صنف كتابه "حلية الفقهاء" (¬1)، والذي شرح به غريب الألفاظ الواردة في مختصر المزني فهو بهذا يشبه ما قدمناه عن عمل الأزهري في "الزاهر". وقد نهج ابن فارس منهجاً حسناً في الشرح صدره بمقدمة ذكر فيها بعض التعريفات والمباحث الأصولية التي يحتاج إليها الفقيه. وقد رتبه على أبواب الفقه. ثم جاء العلّامة الشافعي محمد بن أحمد بن بطال الركبي المتوفى سنة (633 هـ)، الذي صنف مؤلفاً هاماً ومفيداً في غريب مهذب الشيرازي سماه "النظم المستعذب في شرح غريب المهذب" (¬2)، بين في مقدمته سبب تأليفه هذا ¬
السفر، والحاجة التي دعته لشرح الغريب من كتاب المهذب. قال ما نصه: "فإِني لما رأيت ألفاظاً غريبة في كتاب المهذب يحتاج إلى بيانها، والتفتيش عليها في مظانها إِذْ كان اعتمادهم على قراءته، واعتدادهم بدراسته، ووقفت على مختصرات وضعها بعض الفضلاء فرأيت بعضهم طَوَّل وعلى أكثر جُمَلها ما عوَّل، وبعضهم توسط ... وبعضهم قصر وما بصر ... دعت الحاجة إلى تتبع هذه الألفاظ من كتب اللسان وغريب الحديث وتفسير القرآن، ونقلها إلى هذه الكراريس لأستذكر بها ما غاب عند التدريس، وأجلو بها صدأ الخاطر من عوارض التلبيس ... " (¬1). ثم تلا هؤلاء العلَّامة المحدث الفقيه أبو زكريا محيي الدين بن شرف الدين النووي المتوفى سنة (676 هـ) والذي صنف كتابين في هذا الفن كانا لهما الأثر الفعال في اكتمال نضج هذا العلم المسمى بالغريب أو "المصطلحات الفقهية". أولها: كتابه المشهور "تهذيب الأسماء واللغات" (¬2) الذى خصص القسم الثاني منه للحديث عن اللغات والغريب منها، وقد رتبه كما أشار على حروف المعجم، وذكر في آخر كل حرف اسم المواضع التي أولها من تلك الحروف. (¬3) وللكتاب منهج فريد في استعراض المسائل اللغوية والفقهية اعتمد فيه مؤلفه على جملة من الكتب النفيسة في هذا المجال سردها في مقدمته رحمه الله. (¬4) أما المؤلف الثاني فهو "لغات التنبيه" (¬5) المسمى خَطَأً بـ"تصحيح التنبيه"، الذي شرح فيه الشيخ محيي الدين رحمه الله اللغات والألفاظ الغريبة الواردة ¬
في كتاب "التنبيه" وقد التزم فيه طريقة الاختصار المعتدل مع الإيضاح والضبط المحكم المهذب. قال رحمه الله في مقدمته: "وهذا الكتاب وإِن كان موضوعاً للتنبيه على ما في التنبيه، فهو شرح لمعظم ألفاظ كتب المذهب". (¬1) وفي القرن الثامن الهجري ظهر كتاب نفيس جامع في ميدان الغريب ألّفه العلّامة أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي المتوفى سنة (770 هـ) وهو "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير" (¬2) للإمام الرافعي رحمه الله رتبه مؤلفه على حروف المعجم، وسلك فيه منهجاً خاصاً ذكر بعضاً منه في مقدمته (¬3) رحمه الله. واعتمد في ابراز مادته اللغوية والاصطلاحية على جملة كبيرة مهمة من المصادر اللغوية والفقهية المعتبرة. وقد اكتسب "المصباح المنير" خاصية المعاجم لما حواه من ثراء لغوي واصطلاحي دقيق قل أن تجده في مصنفات هذا الفن، فهو ذخيرة علمية جديرة بأن تقتنى لحياة ثقافية أفضل. كما صنّف العلَّامة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري المتوفى سنة (926 هـ) كتاباً في حدود الألفاظ المتداولة في أصول الفقه والدين سماه "الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة" (¬4)، ذكر فيه جملة من التعاريف والمصطلحات التي أوردها الأصوليون في كتبهم أوصلها إلى ما يربو على 162 مصطلحاً حددها رحمه الله بالشرح والكشف والبيان لما رآه من توقف معرفة المحدود على معرفة الحد. ¬
والكتاب وإن كان مختصراً في مادته العلمية، فهو غني بتعريفات نفيسة في ميدان الفقه والأصول والعقيدة. 4 - في المذهب الحنبلي، صنف العلّامة اللغوي محمد بن أبي الفتح البعلي المتوفى سنة (709 هـ) كتابه المشهور في لغات المقنع والمسمى بـ"المطلع على أبواب المقنع" (¬1) ذكر فيه مؤلفه رحمه الله الألفاظ الغريبة والمصطلحات المبهمة الواردة في كتاب "المقنع" للشيخ الإمام موفق الدين بن قدامة رحمه الله فأبانها بالشرح والضبط. وقد أشاد ابن بدران بالُمصَنِّف وما صَنَّفَ فقال: "وقد انتدب لشرح لغات "المقنع " العلّامة اللغوي محمد بن أبي الفتح البعلي فألف في هذا النوع كتابه "المطلع على أبواب المقنع" فأجاد في مباحث اللغة، ونقل في كتابه فوائد منها دلَّت على رسوخ قدمه في اللغة والأدب ... ورتب كتابه على أبواب "المقنع " ثم ذيله بتراجم ما ذكر في "المقنع" من الأعلام، فجاء كتابه غاية في الجودة ... " (¬2). وقد أفاد البعلي في كتابه من أمهات المصادر المختلفة في اللغة والفقه والغريب. وتلا البعلي، العلّامة الحنبلي، يوسف بن حسن بن عبد الهادي المتوفى (909 هـ)، الذي أنتج مؤلفاً هاماً في لغات الخرقي والمسمى بـ"الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي " وهو الكتاب الذي قمت بتحقيقه وقدمت له بهذه التقدمة، والحديث عليه يأتي من مكانه. إن شاء الله. ب - مصطلحات الحديث وعلومه: لما كان علم الحديث يُمَثِّل ركناً شديداً في التشريع الإسلامي من حيث ¬
استنباط الأحكام والتدليل عليها. سخّر الله سبحانه وتعالى رجالاً لخدمة هذا العلم من جميع جوانبه وكافة أطرافه. فظهرت علوم مختلفة في هذا المجال، منها علم "مصطلح الحديث"، الذي اكتسب دائرةً واسعةً، حيث اشتدت العناية به بحيث أصبحت هذه الكلمة إذا قيلت في ميدان علوم الشريعة بإطلاق انصرفت إليه على الفور. وقد كثر التأليف وتنوّع في هذا العِلْم بَيْن نَثْرٍ وشِعْرٍ .. ومن أبرز ذلك: كتاب "الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع" (¬1)، للعلّامة المالكي القاضي عياض بن موسى اليحصبي المتوفى (544 هـ). وكتاب "مقدمة ابن الصلاح" (¬2) في علوم الحديث، للعلامة الحافظ أبو عمرو بن الصلاح المتوفى (642 هـ)، وكتاب "الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث" للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير المتوفى (774 هـ)، كما صنّف زين الدين العراقي المتوفى (806 هـ) "ألفية في مصطلح الحديث". وللحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى (852 هـ) كتاب "نخبة الفكر في مصطلحات أهل الأثر"، وغيرها من المؤلفات الكثيرة التي يضيق ذكرها في هذه السطور الموجزة. جـ - مصطلحات علم الكلام والفلسفة: هناك أعمال في هذا المجال قدمت على فترات زمانية مختلفة، وأبرزت تطوراً للمصطلح الكلامي والفلسفي خلال العصورالمختلفة وعلى رأسها ما سجله العلّامة الكندي المتوفى سنة (252 هـ) في رسالته "حدود الأشياء ورسومها". (¬3) والرسالة عبارة عن قاموس ضَمَّنَهُ المؤلِّفُ جملةً من المصطلحات ¬
الفلسفية عند العرب وهي تمتاز بالدقة والاختصار وحسن العرض، كما أن تأثر الكندي ببعض المفاهيم الكلامية بدا واضحاً وهو يناقش بعض المصطلحات والألفاظ الواردة في رسالته. وتلا الكندي، الفارابى الذي ألف جملة من الكتب في هذا المجال منها رسالة في "عيون المسائل" وهي عبارة عن تعريفات مشروحة لبعض المصطلحات الفلسفية، وكتابه "إحصاء العلوم "وكذلك كتاب "الألفاظ المستعملة في الَمنْطِق" وكتاب "الحروف" الذي يعد أبرز عمل للفارابى في دراسة المصطلحات الفنية عامة والفلسفية بخاصة. (¬1) كما أن لأبى حامد الغزالي (ت 505 هـ) كتاب مهم في هذا المجال وهو "الحدود" الذي ضمه لكتابه "معيار العلم". (¬2) تعرّض فيه مؤلفه لبعض المصطلحات الفلسفية بالشرح والنقد. وللعلّامة الأصولي سيف الدين الآمدي المتوفى (631 هـ) كتاب "المبين في شرح معاني ألفاظ الحكماء والمتكلمين" (¬3) وهو نفيس، جمع فيه مؤلفه بين المصطلحات الكلامية والفلسفية اتخذ فيه الآمدي موقفاً وسطاً بين الإيجاز والإطناب، كما أنه لم يقصد الجمع بمعنى الإحاطة بكل المصطلحات المتداولة على الإطلاق، بل اقتصر على أشهرها وأكثرها استعمالاً. والكتاب يحتوي على أكثر من مائتي مصطلح ساقها الآمدي في أسلوب رصين يصعب فهمه إلا على المتمرسين به فقط. (¬4) ¬
د - مصطلحات الصوفية: يعتبر كتاب "اللمع" (¬1) للطوسي المتوفى (378 هـ) أقدم ما أنتج القوم في هذا الميدان. فقد عقد المؤلف قسماً خاصاً من كتابه سماه "كتاب البيان عن المشكلات" ضمه بابين الأول عدّد فيه المصطلحات وهي 157 مصطلحاً، والآخر تصدى فيه لشرحها. (¬2) كما خصّص الغزالي في كتابه "الإحياء" تحت باب: ما يدل من ألفاظ العلوم - فصلاً تحدث فيه عن المصطلحات الصوفية. ولابن عربي الحاتمي المتوفى (638 هـ) كتاب في "مصطلحات الصوفية" (¬3)، شرح فيه الاصطلاحات الواردة في كتاب "الفتوحات". احتوى الكتاب على ما يربو من مائتي مصطلح صوفي لم تلق اهتماماً لدلالتها على مفهومات خاصة. كما يعد كتاب "شرح اصطلاحات القوم" (¬4) لعبد الرزاق القاشاني المتوفى (730 هـ)، أشهر مصنف في ميدان اصطلاحات الصوفية. قدم فيه مؤلفه شرحاً علمياً لكثير من المصطلحات المستعملة في كتب الصوفية، وقد عقد القاشاني كتابه في (27) باباً وهو في حوالى (168) صفحة. ثالثاً: مؤلفات ممزوجة بالمصطلحات وإن كانت لم تؤلف لهذا الغرض .. الذي ينبغي أن يتنبه إليه طلاب العلم كافة، والباحثون في مجال المصطلحات خاصة أن هناك كثيراً من المؤلفات في علوم العربية والشريعة ¬
والموسوعات العلمية والبيبلوجرافية، وكتب تقسيم العلوم، لها أهمية بالغة في الكشف عن كثير من المصطلحات العلمية التي ربما لا نعثر عليها في الكتب المتخصصة والمتعلقة بهذا الفن فهذه النوعية من المؤلفات، وإن كانت لم تصنّف لهذا الغرض ولم تقتصر عليه فهي بحق حقل غني وسخي يعطيك الكثير مما تجهله، أو أنت بحاجة إليه في هذا الميدان. ونحن في هذه الجولة السريعة نعطيك طرفاً مهماً من هذه المؤلفات التي يحسن التعريف بها مرتبة على حسب العلوم. أ - في العلوم العربية: يعتبر كتاب "الصاحبي" للعلاَّمة اللغوي أحمد بن فارس (ت 395 هـ) أحد الكتب التي لم تصنف لغرض المصطلحات والتعريف بها، ولكن المؤلف رحمه الله تطرّق للحديث عنها تحت عنوان "باب في الأسباب الإسلامية" وذلك من ص/86 - 87، فالكتاب جدير بأن يتخذ كمصدر في هذا العلم، وهو من أهم الكتب التي وقفت عليها في ميدان علم الاصطلاح وتاريخه وأسبابه. (¬1) كما أشار السيوطي رحمه الله (ت 911 هـ) في كتابه "المزهر في علوم العربية" (¬2) إلى جملة من المصطلحات الإسلامية نقلاً عن ابن فارس في كتابه "الصاحبي" وذلك في الجزء الأول من ص: 294 - 303. كما تعتبر كتب "المعرب، والدخيل في اللغة من أهم روافد علم المصطلحات والألفاظ الغريبة فهي تعنى بالكلمات المنقولة إلى العربية وشرحها وبيان معانيها واستعمالاتها المختلفة في ظل الشريعة السمحاء، فهي حقاً تسعف الباحث بما لا يجده في غيرها. ¬
ومن أبرزها كتاب "المعرب" (¬1) من الكلام الأعجمي، لأبي منصور الجواليقي (ت 540 هـ) وكتاب "المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب" للجلال السيوطي، (¬2) و"تفسير الألفاظ الدخيلة" (¬3) لطوبيا العنسي الحلبي وغير هذا من الإنتاج الزاخر في ميدان المعرب. كما لا يخفى ما لكتاب "الزاهر في معاني كلمات الناس" (¬4) لأبي بكر بن الأنباري (ت 328 هـ) من أهمية في إبراز معاني بعض المصطلحات المستعملة في الفقه الإسلامي، حيث كشف عن معانيها بالشرحِ والبيان ليسهل على الناس معرفتها ومن ثم كيف يتقرب بها إلى المولى عزَّ وجل. وهذا ما أشار إليه في مقدمته بقوله: "إن من أشرف العلم منزلة، وأرفعه درجة، وأعلاه رتبة، معرفة معاني الكَلام الذي يستعمله الناس في صلواتهم ودعائهم وتسبيحهم وتقربهم إلى الله ... ليكون المصلي إذا نظر فيه عالماً بمعنى الكلام الذي يتقرب به إلى خالقه، ويكون الداعي فهماً بالشيء يسأله ربه، ويكون المسبح عارفاً بما يعظم به سيده ... " (¬5). وعموماً فإن في كتب اللغة والاشتقاق - كالاشتقاق لابن دريد (ت 321 هـ) والاشتقاق والتعريب للشيخ عبد القادر المغربي، وفي مجلة "الأصالة" التي تصدرها وزارة الشؤون الدينية بالجزائر في عدديها 17 - 18 لعام 1394 هـ - مباحث ذات أهمية بالغة في مجال فن المصطلحات العلمية لا يستغني عنها الباحث والمتخصص في هذا الميدان. ¬
ب - في العلوم الشرعية: يعد كتاب "المفردات في غريب القرآن" (¬1) لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني (ت 502 هـ) أحد المدونات النفيسة التي عنيت بلغة القرآن وشرح معاني ألفاظه الغريبة. إلا أنه كما أشار في خطبته "ليس نافعاً في علوم القرآن فقط بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع. فألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم ... " (¬2). وهذا كما هو واضح بصريح العبارة، فإنه احتوى على كثير من المصطلحات الفنية في مختلف جوانب الثقافة الإسلامية، ولا يستغرب هذا فإن العديد من الألفاظ القرآنية أصبحت بحكم التطور والتوسع ذات مدلولات اصطلاحية مختلفة، استعملها أهل الشرع بعد ذلك في استخدام علم من العلوم. من هذا المغزى العظيم فإن الراغب رحمه الله كان لا يبخل أحياناً ببيان المعنى الذي تطورت إليه الكلمة فيسعفنا بمدلولات اصطلاحية في غاية الأهمية والأمثلة على ما نقول كثيرة انظرها في كتاب "المفردات". وهذا ما أشار إليه علماء الغريب والمشكل بصفة عامة من أمثال ابن قتيبة، وابن فورك وابن الأثير وابن الجوزي وغيرهم. وفي كتب ابن قيم الجوزية (ت 751 هـ أمثال أعلام الموقعين: 1/ 43، 90، 107، و"مدارج السالكين: 1/ 139، 2/ 49، 78، 99، 151، 173، 306 " و"الصواعق المرسلة: 1/ 284، 2/ 510 , 515 " و"إغاثة اللهفان: 1/ 31 - 32" مباحث نفيسة وممتعة تحدث فيها عن بعض المصطلحات العلمية التي وردت على لسان الشرع واستعملها العلماء في كتبهم. ¬
ولعل في كتب أصول الفقه - كالأحكام لابن حزم الأندلسي (ت 456 هـ) و"الأحكام" للسيف الآمدي (ت 631 هـ) و"شرح الكوكب المنير" لابن النجار الحنبلي (ت 972 هـ) مادة اصطلاحية معتبرة وخصوصاً فيما تعرّض له هؤلاء العلماء في فواتح كتبهم للمبادئ اللغوية والتعريفات الاصطلاحية للأحكام التكليفية وغيرها. كما لا يخفى ما في الكتب "البيلوجرافية" وكتب أسماء المؤلفات والعلوم من المصطلحات العلمية المختلفة الغرض. أمثال كتاب "مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم" (¬1) للعلامة أحمد بن مصطفى الشهير بطاش كبرى زاده (ت 968 هـ)، وكتاب "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" لمصطفى بن عبد الله المعروف بحاجي خليفة (ت 1067 هـ). وكذا كتب الكلام والفرق والطبقات منها كتاب "غاية المرام في علم الكلام" (¬2) للآمدي، وكتاب "مقالات الإسلاميين" للأشعري، و"طبقات الشافعية" لابن السبكي. ولا ننسى المصنفات الأدبية والفلسفية، ودوائر المعارف المختلفة، فإنها تناولت تحت طيات صفحاتها العديد من غريب الألفاظ والمصطلحات بالكشف والشرح، فهي حقاً بالغة النفع للباحث المتفحص. هذا ما أحببت الإشارة إليه في غضون هذه الصفحات القليلة، والتي دلَّت في هذه العجالة المحفزة على أهمية فن المصطلحات العلمية، ومدى اهتمام علمائنا به قديماً وحديثاً. فإن الحاجة إليه ماسة، والدعوة إلى البحث فيه وإحياء معالمه مستمرة باستمرار العلوم وتطوّرها. ¬
الفصل الأول
الفصل الأول في أ - في التحقق من صحة اسم الكتاب، ونسبته للمؤلف. ب - خصائص الكتاب ومزاياه.
أ - التحقق من صحة اسم الكتاب ونسبته للمؤلف رحمه الله: -
أ - التحقق من صحة اسم الكتاب ونسبته للمؤلف رحمه الله: - إذا كان العلّامة يوسف بن عبد الهادي رحمه الله لم يعرّج على ذكر تسمية الكتاب في مقدمته التي ذكرها كعادة كثير من العلماء. فإن غالب من ترجم لهذا العلم ذكر الكتاب تحت عنوان "الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي"، منهم الشيخ ابن بدران الحنبلي في كتابه الشهير بـ"المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل: ص 217". وابن الغزي العامري في كتابه "النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل: ص 69"، ومحمد رضا كحالة في "معجم المؤلفين: 13/ 289". كما ذكر بهذا الاسم في صفحة العنوان من الكتاب نفسه. إلا أن الأستاذ أسعد طلس في مقدمة "ثمار المقاصد" أطلق على الكتاب اسم "شرح ألفاظ الخرقي" (¬1) ولعله استقاه من مقدمة المصنف عندما قال: "فهذا كتاب نذكر فيه شرح بعض ألفاظ الخرقي ... " (¬2) وهذا كما هو واضح ليس فيه ذكر لعنوان. الكتاب، لكن غاية ما يدل عليه أنه أشار إلى مادة الكتاب وبحثه وموضوعه. أما نسبة الكتاب للمؤلف رحمه الله. فقد ورد ضمن قائمة مؤلفات ابن عبد الهادي لدى جماعة من المؤرخين والمترجمين منهم ابن بدران، وابن الغزي، وكحالة، كما أسلفت الذكر. كما يثبت نسبة الكتاب للمصنف رحمه الله ما سجله ابن بدران الحنبلي ¬
ب - خصائص الكتاب ومزاياه
في نقله عنه بقوله: "قال العلّامة يوسف بن عبد الهادي في كتابه الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي .. " (¬1). وفي موضع آخر قال: "وألف في لغات الخرقي وشرح مفرداتها يوسف بن حسن بن عبد الهادي كتاباً سماه الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي ... " (¬2). ومما يؤكد ذلك صحة هذه النسبة أنَّ الجمال رحمه الله نقل في عدّة مواضع عن شيوخه أمثال تقي الدين بن قندس، وعز الدين المصري، وابن الحبال، وكان يقول عند كل نقل عنهما قال (شيخنا): (¬3) وقد ثبت أن هؤلاء من شيوخه البارزين كما ذكر ذلك بنفسه. (¬4) كما لا يخفى أن فهارس المكتبات التي ذكر فيها الكتاب لم تختلف في نسبته إلى مؤلفه ابن عبد الهادي رحمه الله. ب - خصائص الكتاب ومزاياه: يعد كتاب "الدر النقي" معلمة لغوية وفقهية نفيسة، فهو بحق واحد من الكتب القليلة ذات الأهمية البالغة وسط زحمة المؤلفات في فن المصطلحات والغريب الفقهي. فإن ابن عبد الهادي رحمه الله جاء والطريق ممهد أمامه، فأدلى دلوه واغترف من معين معرفته. فإن الخبرة اللغوية، والكياسة الفقهية لدى أبى المحاسن باتت جليّة في الكتاب حيث أضفت عليه صبغة علمية خاصة، جعلته يختص وينفرد بمميزات قل أن تجدها في كتب من سبقه في هذا المجال. ومن أبرز هذه الخصائص والمميزات: ¬
1 - اهتمام المؤلف رحمه الله بالناحية اللغوية للمصطلح، فهو كثيراً ما يطنب في بيان المعنى اللغوي للكلمة فيعرج على اشتقاقها وتصريفها، وكذا إعرابها إن اقتضى الأمر ذلك. وهذا ملموس بشكل واضح، والأمثلة عليه كثيرة. 2 - كما حظي الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، والشعر والأمثال بالنصيب الأوفر، والاهتمام الأكبر في الكتاب، وهذا فيه زيادة تدليل على تمرس الشيخ الجمال رحمه الله في العربية وشواهدها. 3 - كما لا يخفى أن ابن عبد الهادي زيادة على ما أولاه للناحية اللغوية من اهتمام، فهو فقيه بارع جمع في كتابه العديد من المسائل الفقهية المختلف فيها مع بيان الراجح منها داخل المذهب الحنبلي، كل ذلك بإيجاز معتدل. 4 - وللمصطلحات غير الفقهية مكانة بارزة في كتاب "الدر النقي" فإن ابن عبد الهادي رحمه الله أضاف في كتابه زيادة على شرح الغريب الفقهي، جملة من الكلمات والمصطلحات الغريبة في المنطق والأصول واللغة مع بيانها بالشرح والإيضاح وهذه مزية حميدة للمؤلف وكتابه. 5 - وقد اهتم ابن المبرد رحمه الله بالرجال الذين أوردهم الخرقي فى مختصره فخص كل واحد منهم بترجمة بيانية، وذلك في فصل خاص في آخر الكتاب، وهذه مزية نادرة لم يسبقه إليها إلا البعلي في المطلع بالنسبة للأعلام الواردة في كتب الحنابلة والنووي في "تهذيب الأسماء واللغات" "فيما يخص أعلام الشافعية". 6 - كما أن هناك كثيراً من الفوائد العلمية والنكت اللغوية التي زين بها أبو المحاسن كتابه "الدر النقي" فهي بحق قطوف يانعة لا يستغني عنها طالب العلم في حياته التعليمية، كما تعتبر من الاستطرادات المحمودة التي انفرد بها كتابنا هذا. 7 - كما أن ابن عبد الهادي رحمه الله لم يكتف بالنقل أثناء العرض في
توثيق معلوماته اللغوية والاصطلاحية، بل كثيراً ما يتعقب آراء من سبقه من العلماء، فيدلي دلوه في نقدها مغترفاً من معين معرفته، وحنكته وغرسه في مختلف الفنون والعلوم. فشخصيته رحمه الله بدت واضحة جلية زادت الكتاب وما حواه من معلومات، قوة ومتانة علمية قلَّ أن تجدها في مثل هذا النوع من الكتب. أولاً: الموازنة بين "الدر النقي" وبين الكتب العامة في مصطلحات الفنون مثل "التعريفات" للجرجاني، و"الكليات" لأبي البقاء الكفوي" و "كشاف اصطلاحات الفنون" للتهانوي و"دستور العلماء" للانكرلي. ليس هناك ما يقال حول هذه الموازنة بعدما عرجنا سابقاً - بالدراسة والبيان - على الكتب العامة في مصطلحات الفنون، حيث توصلنا من خلال التعريف بها وبمادتها العلمية والمصطلحات التي شملتها بالشرح والإيضاح، إلى أنها مؤلفات عامة جمعت تحت طياتها شتاتاً من المصطلحات المستخدمة في كافة العلوم الإسلامية دون تمييز. فمثلاً كتاب "التعريفات" للشريف الجرجاني (ت 816 هـ) تعرض في دراسته للعديد من المصطلحات والغريب في اللغة والبلاغة وعلم الكلام والفلسفة والفقه والأصول والمنطق والرياضيات، كما تعرض أحياناً للتعريف بالفرق والجماعات والمذاهب وغيرها. فهو بهذه الخاصية اكتسب صفة الموسوعية التي تضمنت في ثناياها الكثير من التعريفات المختلفة والمتنوعة. وعلى هذا المنوال درج الكفوي (ت 1094 هـ) في "كلياته" حيث قال في مقدمته: " ... جمعت فيه ما في تصانيف الأسلاف من القواعد، وتسارعت لضبط ما فيها من الفوائد ... منقولة بأقصر عبارة وأتمها ... " (¬1) وهذا فيه إشارة إلى مضمون الكتاب وما حواه تأمل ذلك. كما لا يخفى علينا هذا الاستيعاب والشمول للمصطلحات العلمية في ¬
كتاب "الكشاف" للتهانوي، فقد استقصى فيه مؤلفه بحث المواضعات العلمية متدرجاً من الدلالات اللغوية إلى غيرها من الدلالات في شتى العلوم من نقلية وعقلية .. (¬1). وشبهاً بهذا الأخير كتاب "دستور العلماء" للانكرلي (ت هـ) الذي جمع فيه مؤلفه الفروع والأصول النقلية ... في تحقيقات اصطلاحات العلوم المتناولة، وتحديقات لغات الكتب المتداولة .. (¬2). هذه لقطات موجزة في بيان المسلك العلمي لهذه الكتب. فهي باختصار موسوعات علمية في مجال المصطلحات على مختلف التخصصات. أما كتابنا "الدر النقي" فهو على خلاف هذا النمط بالجملة، حيث اختص: بجانب خاص من المباحث التي تناولتها هذه الموسوعات، إذ جمع أبوالمحاسن بين دفتيه عدداً كبيراً من الألفاظ الغريبة، التي ترد في كتب الفقه الحنبلي، والمصطلحات الفقهية النفيسة التي تناولتها كتب الفقه عامة، وأضْفَى عليها رحمه الله شرحاً أزال به الغموض وأبان بواسطته المعنى، والكتاب كما قلنا سابقاً إن كان حنبلي المورد والمنهج، فهو معجم في لغة الفقهاء لا يستغني عنه الباحث في ميدان الغريب عامة. هذا هو الطابع الغالب للكتاب، والمنهج المهيمن على موضوعاته، ولا يفوتنا ما غشي الكتاب من مصطلحات غير فقهية بشكل ضيق في العقيدة والمنطق والأصول وهذا مما لا شك فيه لا يخرجه عن غرضه العام الذي أنجز من أجله (والله أعلم). ثانياً: بين "الدر النقي والمطلع". إن أوجه الشبه الكبيرة بين الدر النقي، والمطلع للبعلي (ت 709 هـ) والمحاكاة الجلية بين مَادتَيْهِما، تجعل الباحث يرسل حكمه بكل اقتناع أنهما من بعض، أو على الأقل مواردهما متفقة في غالب بحوثهما. ¬
وعلى ضوء هذه النظرة الأولية للكتابين ننطلق في بيان جوانب الاتفاق والاختلاف بشكل دقيق. أ - أوجه الاتفاق: 1 - الوحدة الانتسابية للكتابين، فهما حنبليّا المذهب، كما أنهما اختصا بشرح لغات كتابين هما من أبرز وأنفس الكتب الفقهية عند الحنابلة فالمطلع في لغات "المقنع" والدر النقي في لغات "الخرقي". 2 - ثم أن الألفاظ والمصطلحات المشروحة في كلا الكتابين تكاد تكون مشتركة فيهما في غالب الكتب والأبواب. وهذا مما يشجع على القول بأن ابن عبد الهادي كان على اتصال وثيق بما أنتجه البعلي، ولا يستبعد أن "المطلع" كان من محفوظاته رحمه الله. والأمثلة على ما ذكرنا كثيرة نجدها في مكانها. 3 - اهتم كلا الكتابين بشرح الكلمة والمصطلح وبيان وجوه استعماله واشتقاقه وإعرابه إن اقتضى الأمر ذلك، مع استيعاب أقوال أئمة اللغة في وجوه استعماله وهذا فيه حجة على تمرس الفقيهين لغوياً وعربياً. 4 - اتفق كل من البعلي وابن عبد الهادي في ترتيب كتابيهما، فمنهجهما واحد في استعراض مادتيهما فالمطلع مرتب على أبواب المقنع، والدر النقي مرتب على مختصر الخرقي، وكلاهما رتبا الأبواب على النسق الحنبلي الواحد. 5 - اتحدت في غالب الأحيان موارد الكتابين ومصادرهما سواء في اللغة وذلك مثل "الصحاح " للجوهري، والمحكم "لابن سيدة" و"تهذيب اللغة" للأزهري وغيرها، وفي الفقه "كالمغني" و"المقنع" و"الكافي"، وفي الغريب "كالزاهر" للأزهري، و"مشارق الأنوار" للقاضي عياض، و "النهاية" لابن الأثير و"المطالع" لابن قرقول وغيرها. 6 - في الكتابين ألْفَاظٌ ومصطلحاتٌ كثيرةٌ أعيد شرحها في أكثر من موضع وذلك بحكم تكرارها في مناسبات متعددة وباعتبارات مختلفة. والأمثلة على ذلك كثيرة.
7 - اعتمد كل من الفقيهين الجليلين في ضبط الكلمات والألفاظ المعنية بالشرح بالحروف دون الحركات، وهذا فيه دليل على الاعْتنَاء والاهْتِمَام بالمصطلح كأداة فهم يجب ضبطها لغوياً لبيان معناها الموضوعة له. 8 - لقد اعتنى كل من البعلي وابن عبد الهادي برجال أصولهما، فقد خصص صاحب "المطلع" فصلاً كاملاً في ذكر تراجم من ورد ذكره في كتاب "المقنع"، كما فعل ذلك صاحب "الدر النقي" مع رجال "مختصر الخرقي"، وهذه منقبة قل من اهتم بها في فن التأليف في هذا المجال. ب - أوجه الاختلاف: 1 - اهتمام ابن عبد الهادي بالناحية الفقهية في كتابه، ويظهر هذا جلياً في تعريفاته الشرعية للمصطلح، فهو كثيراً ما يعدد الآراء ووجهات نظر فقهاء الحنابلة في تعريف المصطلح شرعياً مع تعقيبه لها بالنقد والتوجيه الحسن، كما أنه جمع جملة كبيرة من المسائل الفقهية التي تعددت فيها الروايات مع بيان الراجح منها، وكل هذا كان ضئيلاً أو مفقوداً عند البعلي في "المطلع". 2 - كما كان لعامل الاستشهاد في الاستناد لتثبيت القضايا العلمية عند أبى، المحاسن أثر واضح وكبير في تفوق كتابه وبروزه عن غيره، فلا يَكاد يَذْكر مصطلحاً ولا بياناً لمعنى كلمة غريبة إلا أفاض على ذلك بشواهد من الآيات القرآنية أو الأحاديث الشريفة أو من الشعر الفصيح لدعم رأيه وتقوية حجته. وهذا ما لا نجده في المطلع إلا نادراً. 3 - هناك كثيراً من النكت العلمية والفقهية واللغوية زين بها صاحب "الدر النقي" كتابه، فهو غالباً ما يستطرد في ذكر هذه المحسنات اللطيفة ترويحاً على القارئ واستكمالاً للفائدة العلمية المرجوة، فهو بهذا قد فاق صاحب "المطلع" الذي اكتفى بالكشف اللغوي للمصطلح. ثالثاً: بين "الدر النقي"، وكل من "تهذيب الأسماء اللغات للنووي" و"الزاهر" للأزهري، و"النظم المستعذب" لابن بطال، و"لغات التنبيه" للنووي، و"المصباح المنير" للفيومي.
أ - بالنسبة لـ"تهذيب الأسماء واللغات" فهو كتاب على مذهب الشافعي، جمع فيه النووي (ت 676 هـ) رحمه الله الألفاظ الفقهية الغريبة والاصطلاحات الشرعية النفيسة الواردة في كل من "مختصر المزنى، والمهذب، والتنبيه، والوسيط، والوجيز، والروضة" ثم ضم إلى اللغات ما في هذه الكتب من أسماء الرجال والنساء والملائكة والجن وغيرهم. (¬1) وقد رتب الشيخ محيي الدين رحمه الله كتابه هذا على قسمين: الأول: وجعله في الأسماء وقدم فيه ذكر الرجال على النساء. أما الثاني: فقد خصصه لـ"اللغات" ورتبها على حروف المعجم. كما اهتم رحمه الله في آخر كل حرف بذكر اسم المواضع التي أولها من تلك الحروف. هذه هي طريقة النووي رحمه الله على الجملة في جمع مادة الكتاب وعرضها، وهي لا شك تكاد تكون متميزة في حد ذاتها عن بقية المؤلفات الأخرى في مجال الغريب وعلى رأسها كتابنا "الدر النقي" فهو يختلف عنه في كثير من الجوانب، سواء من ناحية جمع المادة العلمية للكتاب أو في طريقة عرضها، فقد اصطفى ابن عبدِ الهادي رحمه الله كتابه من أصل واحد وهو "مختصر الخرقي" كما نهج فيه سبيل الفقهاء في العرض، فقد رتبه على أبواب الفقه، إضافة إلى الترتيب والتقسيم الذي ارتضاه النووي في كتابه فإن ابن عبد الهادي كان بعيداً على هذا المسلك في مصنفه. هذا ما يمكن اعتباره أوجه افتراق بين الكتابين، وهناك أوجه أخرى تجعل كلا الكتابين على خط الوفاق والمحاكاة منها: 1 - اهتمام كل من النووي وابن عبد الهادي بتراجم رجال ونساء أصولهما، وذلك بتخصيص ترجمة بيانية لكل واحد من هؤلاء الرجال والنساء في قسم خاص، صدر به الشيخ محيي الدين أول كتابه، كما ذيله أبو المحاسن بآخر مصنفه. ¬
2 - عمد كل من صاحبي "تهذيب الأسماء واللغات" و "الدر النقي" إلى ضبط المصطلحات الشرعية والألفاظ الفقهية - المعني بشرحها - بالحروف دون الحركات، وهذا فيه زيادة اعتناء من العالمين قلَّ أن تجد مثله في كتب الغريب الأخرى. 3 - تكاد تكون موارد الكتابين ومصادرهما في اللغة والغريب والمعاجم متحدة في غالب الأحيان إن لم تكن في كله. (¬1) 4 - كما زخر كلا الكتابين برصيد وافر من الشواهد القرآنية والحديثية، والشعر والأمثال، غير أن صاحب "الدر النقي" أتى بزيادة عن النووي في هذا المجال. ب - بالنسبة لـ "الزاهر" لمؤلفه أبى منصور الأزهري (ت 370 هـ) فإنه على منوال كتابنا "الدر النقي" في جوانب شتى منها: 1 - ترتيب الكتاب، فقد رتبه الأزهري على أبواب الفقه، وهو ما سلكه أبو المحاسن في كتابه، وإن كان هناك اختلاف في ترتيب الكتب والأبواب على حسب عادة المصنفين من أرباب المذاهب. 2 - أكثر أبو منصور من الاستشهاد بالقرآن والحديث والشعر والأمثال، وزاد على ما حوى "الدر النقي" منها. 3 - كما أورد صاحب "الزاهر" رأيه الفقهي في كثير من المسائل التي تعرض لها، وهو ما لمسناه في كتاب أبى المحاسن ابن عبد الهادي. 4 - لم يكتف الأزهري بسرد غريب الألفاظ الفقهية واللغوية، وإنما تعدى ذلك إلى ذكر مجموعة من الطرق الأدبية، والنكت العلمية، وهو ديدن ابن عبد الهادي في كتابه كما أشرنا إلى ذلك سابقاً. ¬
أما ما يمكن اعتباره اختلافاً وتبايناً بين الكتابين فهو قليل يمكن حصره في هذه العبارات. وهي: 1 - تعرض أبو منصور في كتابه "الزاهر" للخلاف الفقهي بين المذاهب، وهو ما خلا منه كتاب "الدر النقي" إلا ما ذكره في المقدمة وهو بعيد عن المجال الفقهي. 2 - كما اقتصر الأزهري في كتابه على شرح وبيان الغريب الفقهي واللغوي فقط دون سواه. بخلاف الشيخ الجمال رحمه الله فقد تعرض لمصطلحات مختلفة في ثنايا الفقهيات كالمنطق والأصول وغيرهما. 3 - لم يول صاحب "الزاهر" الاهتمام برجال أصله "مختصر المزني" ولم يعرف بهم. بخلاف ابن عبد الهادي الذي خصص لرجال الخرقي فصلاً ذيل به كتابه. ج - أما كتاب "النظم المستعذب في شرح غريب المهذب" لمصنفه العلّامة محمد بن بطال الركبي (ت 633 هـ) فهو واحد من أهم وأنفع المدوّنات في مجال الغريب عند الفقهاء عامة، والشافعية على الخصوص. حيث جمع فيه مؤلفه رحمه الله الألفاظ الفقهية الواردة في كتاب "المهذب" ثم أبانها بالشرح والإيضاح. صب فيه المؤلف جل اهتمامه على المعنى اللغوي للمصطلح، فهو نادراً ما يتعرض للناحية الشرعية فيه، بخلاف مصنفنا في "الدر النقي" الذي جمع شتاتاً من الجمل والمسائل الفقهية مع ذكر الخلاف والترجيح من حين لآخر. كما يعتبر "النظم المستعذب" كتاب تخصص في ميدان الغريب فقط. فقد اقتصر فيه مصنفه على ما في "المهذب" بالإيجاز والاختصار كما وعد بذلك في مقدمته، بخلاف ابن عبد الهادي الذي طرح في كتابه العديد من الفوائد والنكت العلمية والأدبية والفقهية فهو بحق مورد هام لا يستغني عنه طلاب علم على مختلف التخصصات.
هذه أوجه الافتراق بين الكتابين على الجملة. وفي المقابل هناك أوجه اتفاق نوجزها فيما يلي: 1 - كلا الكتابين كان لهما اعتناء كبير وواضح بالناحية اللغوية للمصطلح، وذلك بذكر اشتقاقه وتصريفه، وإعرابه أن استدعى المقام ذلك، وكل ذلك بالاعتماد والاستناد على كتب اللغة المعتبرة. 2 - ثم أن الاستشهاد بالآيات القرآنية والحديث والشعر حظي بالاهتمام الوافر في كلا الكتابين، وذلك لتدعيم الناحية اللغوية لمعاني المصطلح، وفي هذا منقبة حميدة تبرز جلال الشيخين وتمكنهما في هذا الميدان. 3 - كما لا يخفى أن "النظم المستعذب" رتبه مؤلفه على أبواب الفقه، وهذا ما انتهجه ابن المبرد في كتابه. د - كتاب "لغات التنبيه" للإمام شرف الدين النووي هو جزء من سلسلة النفائس في ميدان الغريب. صنفه الشيخ محيي الدين لضبط ألفاظ "التنبيه" وبيان غريبه. ولكتاب "لغات التنبيه" أوجه شبه متعددة بمصنف ابن عبد الهادي "الدر النقي" منها: 1 - ترتيب الكتاب، فهو على الأبواب الفقهية الواردة في "التنبيه" وهو اختيار صاحب "الدر النقي" في منهجه. 2 - الاهتمام البالغ من النووي في الكتاب بالجانب اللغوي للمصطلح. حيث تعرض لجميع ما يتعلق بالألفاظ من بيان اللغات العربية والمعربة، والألفاظ المولدة والمقصور منها والممدود، وما يجوز في هذه الألفاظ من التذكير والتأنيث، واشتقاق الكلمة وبيان المشترك منها ومرادفاتها وتصريفها وغير ذلك وكل هذا بالرجوع والاقتباس من مصادر اللغة المعتبرة. وهذا ما سجلناه عن صاحب "الدر النقي" آنفاً.
3 - اهتم كل من النووي وابن عبد الهادي بالتعريفات الفقهية والحدود الشرعية المهمة للمصطلحات، وهذا مما يضفي على الكتابين الناحية الشرعية والفقهية، ومن ثم بيان قدرة هذين العالمين في المجال الفقهي. 4 - ضبط المصطلحات والألفاظ الفقهية المشروحة بالحروف دون العلامات دليل قاطع على الاهتمام الذي أولاه كل من الشيخ محيي الدين وأبي المحاسن للمصطلح العلمي الوارد في كتابيهما. غير أن هناك أوجهاً فرقت بين الكتابين نحصرها فيما يلي: 1 - اتسم كتاب "لغات التنبيه" بالاختصار المعتدل، والتهذيب المحكم من غير تجاوز لما هو معنى بشرحه، بخلاف كتاب "الدر النقي" الذي امتاز بالنكت الفقهية والعلمية والاستطرادات المختلفة لبحوثه المتنوعة. 2 - يلاحظ على كتاب "لغات التنبيه" خلوه من عامل الاستشهاد على الجملة رغم عناية النووي بالمعنى اللغوي للمصطلح، فإنه نادراً ما تعثر على شاهد من القرآن والسنة أو غيرهما. بخلاف صاحب "الدر النقي" الذي كان مكثراً في هذه الشواهد. 3 - الاهتمام الذي خصه أبو المحاسن في كتابه، لرجال أصله "مختصر الخرقي" والذي تمثل في الترجمة البيانية لكل من ورد اسمه في المختصر. هذا الاهتمام لم نلحظه في "لغات التنبيه" مع أن النووي له السبق في هذا، وذلك في كتابه السالف الذكر "تهذيب الأسماء واللغات". هـ - كتاب "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي" تأليف العلّامة أحمد بن محمد المقري الفيومي (ت 770 هـ). واحد من المعاجم اللغوية الفقهية المعتبرة، ومرجع هام في ميدان اللغة والغريب لا يستغني عنه الباحث في معظم مجالات الدراسة. ومقارنته بكتاب "الدر النقي" من عدة جوانب. فهو يختلف عنه من حيث الترتيب والتنظيم، فقد جعل الفيومي الترتيب الهجائي للكلمة كجزء من منهجه في كتابه، حيث
أسَبغ عليه صبغة المعاجم التي اكتسبها بعد ذلك، بخلاف ابن عبد الهادي الذي سلك في كتابه طريقة الفقهاء في أبواب الفقه. ثم أن كتاب "المصباح المنير" معجم لغوي اهتم مؤلفه فيه بالجانب اللغوي فقط، وذلك بذكر اشتقاق الكلمة وتصاريفها، وإعرابها، ونادراً ما يتعرض للمعنى الشرعي والفقهي للمصطلح فهو بعكس "الدر النقي" الذي أظهره مؤلفه بثوب اللغة والفقه في آن واحد. لم يهتم الفيومي في كتابه بسرد الشواهد المختلفة لتثبيت معاني المصطلح اللغوية بخلاف صاحب "الدر النقي" الذي أسهب في هذا المجال وأولاه العناية الكبيرة. حيث احتوى كتابه على المئات من الشواهد القرآنية والحديثية والشعرية وغيرها. رابعاً: بين الدر النقي وتنبيه الطالب عند المالكية: كتاب "تنبيه الطالب لفهم ابن الحاجب" (¬1) لمؤلفه محمد بن عبد السلام ابن إسحاق الأموي المالكي الذي كان حياً قبل منتصف القرن التاسع (انظر الضوء اللامع: 8/ 56، توشيح الديباج للبدر القرافي: ص 210). اهتم فيه المصنف رحمه الله بشرح الغريب من الألفاظ الواردة في "مختصر ابن الجاجب الفقهي". وللكتاب خصائص ومميزات جعلته يختلف عما لمسناه في كتاب "الدر النقي" لابن عبد الهادي. منها: - 1 - ترتيب الكتاب، فقد سلك فيه ابن عبد السلام رحمه الله منهج اللغويين في معاجمهم وعلى رأسهم الجوهري في "الصحاح" حيث اعتبر آخر حرف في الكلمة بدلاً من الأول. وجعله الباب للحرف الأخير، والفصل للأول، مثل كلمة "شزف"، يبحث عنها في باب "الفاء" فصل "الشين" ¬
وهكذا، فهو بحق أول كتاب في الغريب الفقهي انفرد بهذه الخاصية، ولم أر له في ذلك سمياً. 2 - نتيجة لما سبق، كان الاهتمام اللغوي للمصطلح عند صاحب "تنبيه الطالب" آكد وأبرز من الفقهيات التي اعتنى بها أبو المحاسن في كتابه. 3 - الذي يجدر الانتباه إليه أن الأموي رحمه الله رغم اقتفائه طريقة الجوهري في ترتيب مادة كتابه، إلا أنه كان بعيداً عنه عندما جرد مؤلفه من الشواهد المختلفة التي كان يمكن أن يدعم بها آراءه واستفساراته اللغوية التي أودعها كتابه. وهذا ما أسرع إليه ابن عبد الهادي في "الدر النقي" الذي اكتنف العديد من الشواهد المتنوعة. 4 - اهتم صاحب "تنبيه الطالب" بضبط المصطلح الفقهي بالحروف دون الحركات، وهو دليل على اهتمام المصنف رحمه الله بالمصطلحات وشرحها وبيان معانيها، وهذا ما فعله ابن المبرد في كتابه. 5 - بعد الذي ذكر يمكن تعداد كتاب "تنبيه الطالب" ضمن المعاجم اللغوية العامة وذلك للخصائص والمميزات التي انفرد بها، وشابه فيها كثيراً من كتب اللغة المتخصصة بخلاف كتاب "الدر النقي" الذي جمع بين اللغة والفقه، بل وزاد على ذلك بما أضافه ابن عبد الهادي من النكت الفقهية والعلمية المتنوعة، فهو معلمة في شتى العلوم والفنون ينهل منه اللغوي والفقيه وغيرهما من رواد العلم والمعرفة. خامساً: بين الدر النقي وطلبة الطلبة عند الحنفية: كتاب "طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية" لمؤلفه الشيخ نجم الدين ابن حفص النسفي (ت 537 هـ) جمع فيه مصنفه رحمه الله غريب الألفاظ والمصطلحات الواردة في كتب الحنفية، ثم أوسعها شرحاً وبياناً شافياً أزال به الغموض والإشكال الوارد عليها. وللكتاب منهج واضح سلكه النسفي، وارتضاه في عرض مادته العلمية
- يتفق فى بعض بنوده ويختلف في أخرى مع كتاب "الدر النقي" لمؤلفه ابن عبد الهادي رحمه الله منها: 1 - الوحدة الموضوعية في ترتيب الكتابين، فهما على منوال كتب الفقه في استعراض المادة العلمية. 2 - كما أن كلا الكتابين كان لهما الاهتمام البالغ بالناحية اللغوية للمصطلح وذلك بذكر اشتقاقه ومعانيه، وضبطه وتصريفه، وهذا جانب مهم حفلت به كتب الغريب عامة. 3 - زخر كل من الكتابين بجملة كبيرة من الشواهد المختلفة، وذلك لتثبيت المعاني الواردة على المصطلح، وهذا فيه دلالة قوية على التمرس اللغوي للمصنف وتمكنه من العربية. 4 - اهتم النسفي رحمه الله بالناحية الشرعية للمصطلح، فهو كثيراً ما يلجأ للتعريفات الشرعية للألفاظ الفقهية، شأنه في ذلك شأن ابن عبد الهادي في كتابه، وإن كان هذا الأخير قد انفرد بتوسعه وتشعبه. هذا ما يمكن اعتباره نقاط ائتلاف بين الكتابين. أما بنود الاختلاف فهي قليلة نوجزها فيما يلي: 1 - الاهتمام بالاختلاف الفقهي واستعراض الروايات والآراء، الذي لمسناه في كتاب "الدر النقي" لم نعثر له على أثر في مضمون كتاب "طلبة الطلبة". 2 - كما أن الاستطرادات التي زيَّن بها أبو المحاسن كتابه والمتمثلة في النكت الفقهية المختلفة لم يكن لها نصيب في مؤلف النسفي رحمه الله، فإن جلّ اهتمامه كان منصباً على الجانب اللغوي للمصطلح لا غير. 3 - اختص "الدر النقي" بذكر المصطلحات والغريب الفقهي الذي أورده الخرقي في "مختصره بخلاف النسفي في كتابه الذي جمع هذه
المصطلحات من مدونات فقهاء الحنفية المعتبرة والمشهورة. 4 - كما أن المشرح الفقهي للمصطلحات الفقهية جاء عند النسفي وفق مذهب الحنفية أما بالنسبة لابن عبد الهادي في الدر النقي فقد جاء وفق المذهب الحنبلي. سادساً: بين الدر النقي والمغرب: كتاب "المغرب فى ترتيب المعرب" لمؤلفه العلّامة اللغوي أبى الفتح ناصر الدين المطرزي الحنفي، معجم مهم في لغة الفقهاء، اعتنى فيه مصنفه بجمع وشرح غريب الألفاظ الواردة في كتب الحنفية. سلك فيه المطرزي منهجاً اجتمع في بعضه مع "الدر النقي" كما افترق معه في البعض الآخر. أ - بالنسبة لما اجتمع معه فيه: 1 - اعتناء أبى الفتح في كتابه بالجانب اللغوي للمصطلح وذلك بذكر اشتقاقه وإعرابه مع بيان مصدره وتصريفه. وقد اتضح من هذا فضل المطرزي وسعة باعه في اللغة وقوة تحقيقه. وكل هذا قد أثبتناه عند صاحب "الدر النقي". 2 - اهتم صاحب "المغرب" بالإضافة للناحية اللغوية - بشرح مزيد من غرائب اللغة وأعلام البلدان والرجال، كما عرج على ذكر بعض النكت الفقهية واللغوية، وهذا ما تبناه أبو المحاسن في منهجه العام للكتاب. 3 - احتج المطرزي في إثبات تحقيقاته اللغوية بالكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال وأقوال أئمة العربية. وهذا مسلك ابن عبد الهادي في كتابه "الدر النقي" كما أوضحناه سابقاً. ب - أما ما افترق فيه الكتابان: 1 - من حيث الترتيب والعرض، فالمطرزي رتب كتابه ونسقه وفق
الطريقة الهجائية أي على حسب أوائل الكلمات كما فعل الفيومي في "المصباح" والنووي في "تهذيب الأسماء واللغات"، وهذا المنهج أهل "المغرب" لأن يكون معجماً لغوياً كبقية المعاجم الأخرى. بخلاف ابن المبرد الذي ارتضى الترتيب الفقهي في عرض مادة كتابه. 2 - أسس المطرزي كتابه على جمع ألفاظ الفقهاء الحنفية في كتبهم الشهيرة المعتمدة، بخلاف صاحب "الدر النقي" الذي اختص بجمع غريب الألفاظ الواردة في كتاب واحد وهو "مختصر الخرقي". 3 - امتاز كتاب "الدر النقي" بجمع شتات لا بأس به من الفقهيات والأراء المختلفة في المسائل المطروحة، بخلاف "المغرب" الذي وجه مؤلفه اهتمامه فيه إلى الجانب اللغوي فقط. 4 - إذا كان المطرزي ذيل لمعجمه وذلك بسرد كثير من الضوابط اللغوية ومسائل النحو والصرف، وحروف المعاني وما إلى ذلك مما يحتاج إليه اللغوي والفقيه وذلك كالفيومي في "المصباح" والفيروز آبادي في "القاموس". فإن ابن عبد الهادي رحمه الله خصص الذيل في كتابه لذكر تراجم الأعلام الذين وردوا في سياق مختصر الخرقي. جـ - منهج ابن عبد الهادي في "الدر النقي" وبيان موارده فيه: لقد ارتضى العلّامة أبو المحاسن مسلك الفقهاء في تأليفه كتابه، فقد رتبه على أبواب الفقه، فكان بذلك كالنسفي ق كتاب "طلبة الطلبة" والمغراوي في "غرر المقالة" والأزهري في "الزاهر"، والبعلي في "المطلع". وفي ترتيب الموضوعات وعرضها، فقد تابع رحمه الله الحنابلة بخاصة، وذلك بحكم انتسابه لهم مذهبياً. فبعد فراغه من ذكر مصطلحات العبادات وغربيها، شرع في بيان
المتعلق منها بالمعاملات، وذلك على خلاف الحنفية فإنهم يذكرون المناكحات عقب العبادات. أما المالكية فعندهم الجهاد بعد العبادات. كما أنه رحمه الله عكف على إدماج بعض الأبواب في بعض. ولست أدري أكان منهجاً ارتضاه لنفسه وذلك بحكم تداخل هذه الأبواب في موضوعاتها، أم كان في ذلك تبعًا للنسخة التي اعتمد عليها وهو ما أرجحه والله أعلم، كما خصص ابن عبد الهادي رحمه الله فصلاً كاملًا ذيل به كتابه وأملاه بذكر تراجم بيانية للأعلام الذين أوردهم الخرقي عرضًا في كتابه. وهذه منقبة جليلة تابع فيها صاحبي "المطلع" و "تهذيب الأسماء واللغات". هذا ما يمكن عده من منهجه في العرض والترتيب والشكل. وأمَّا دقائق منهجه العلمي في كتابه فهي كما يلي: 1 - فقد دأب أبو المحاسن على إيراد المعاني اللغوية أولاً فيما يعرض له من "مصطلحات" وألفاظ غربية، ثم يسندها بالشواهد القرآنية والنبوية والعربية ويثني بعد ذلك بالمصطلح من حيث معناه شرعًا. ويكثر من الأدلة فيما يثبته أو ينقله من مصطلحات وذلك بعرض آراء كبار اللغوين من المختصين، والاعتماد على مدونات معتبرة في ميدان اللغة والغريب، يأتي بيانها عند ذكر موارد الكتاب. 2 - غالبًا ما يبدأ المصنف رحمه الله بمصطلح الباب في الشرح، ثم يتناول بعده المصطلحات المهمة والألفاظ الغريبة في الباب. 3 - بلغ اهتمام المصنف رحمه الله بالجانب اللغوي للمصطلح إلى أنه يعرج على اشتقاقاته واستعمالاته اللغوية وإعرابه وتصريفه، وكل هذا فيه دليل على الإجادة والتمكن، والتمرس الذي اتسم به ابن المبرد في كتابه.
4 - نستطيع أن نتلمس شخصية ابن عبد الهادي الفقهية، وذلك من خلال عرضه للمسائل الفقهية المتنوعة، وخصوصاً ما تعددت فيه الروايات والآراء فإنه كثيرًا ما يظهر بالقدرة التي تجعله يرجح ويختار، ولا ريب في ذلك فإنه فقيه متمكن ومؤلفاته دالة على ذلك. 5 - لقد اعتمد ابن عبد الهادي في تأليف كتابه على النقل المستمر، وهذا ليس بدعاً فيه، شأنه في ذلك شأن غالب الأئمة المتأخرين. 6 - ظهر تكرار كثير من المصطلحات فأعيد شرحها وبيانها مرات مختلفة والأمثلة على ذلك كثيرة تأملها في الكتاب، كما لجأ المصنف من حين لآخر إلى العزو والاكتفاء بما سبق. 7 - لقد امتزج النقل عند ابن عبد الهادي بين الدقة والتثبت من حرفية الأخذ وبين التساهل في العزو، والتصرف بما يورده من نصوص، وما فتحناه من أقواس معكوفة لدليل على ذلك، وهو كثير تأمل ذلك في الكتاب. 8 - دعم المؤلف رحمه الله المصطلحات التي أوردها في كتابه بجملة من الشواهد القرآنية والحديثية والشعر المعتبر والأمثال وغير ذلك، كما أن معظم ما سرده من أحاديث هي من قبيل الصحيح وقلّما يستشهد بالضعيف منها، ولا شك أن هذا المسلك ليضفي على الكتاب الطابع العلمي الشرعي الرصين، كما يكسب مادته التي أوردها القوة والثقة. 9 - إن كانت مادة البحث الرئيسية في الكتاب هي المصطلحات الفقهية، فإنه اشتمل كذلك على جملة من الفوائد والنكت والتنبيهات العلمية اللطيفة التي زين بها ابن عبد الهادي كتابه، وجعله يتألق بها بين مصنفات هذا الفن. فهو بحق "در نقي" في المصطلحات الفقهية المتداولة في كتب الفقه عامة. 10 - بدت شخصية أبن عبد الهادي العلمية بارزة وقوية، وذلك من خلال تعقيباته وتصويباته النفيسة لما يورده من آراء وأقوال لكبار الأئمة،
والأمثلة على ذلك كثيرة. (¬1) موارد ابن عبد الهادي في كتابه: من خلال الدراسات العلمية، الموثقة لمصنفات علمائنا المتأخرين فيما بعد القرن التاسع الهجري وقفنا على مؤشرات بالغة الأهمية، تنبئ بأن المنهج الغالب على هذه المؤلفات هو النقل، بل لا نكون مبالغين إذا جعلناه الطابع العام المميِّز لها، وهذا مما لا يختلف فيه اثنان. والعلّامة ابن عبد الهادي لهو وأحد من هذه السلسلة المتأخرة، اتسم مؤلفه بكثرة نقوله التي استقاها من مؤلفات نفيسة مشهورة كانت موارد أفكاره ومناهل نتاجه ومصادر كتابه، وهي متنوعة في مادتها مختلفة في صياغتها ذات أهمية في بابها. فقد انتقى أبو المحاسن كتابه هذا من مجموعة كتب معتبرة في الفقه واللغة والحديث والتفسير والغريب دلّت على سعة اطلاعه وطول باعه في العلوم الشرعيّة واللغوية، ومعرفة قوية ومتمكنة بمصادر الإفادة والاستفادة. ونحن في هذا الموقف لا يسعنا إلا أن نعدد هذه الموارد المطبوعة والمخطوطة مرتبة على حروف المعجم. أولاً: موارده المطبوعة: 1 - الإبانة الكبرى: لأبي عبد الله بن بطة الحنبلي (ت: 387 هـ). 2 - الإحكام في أصول الأحكام: لسيف الدين الآمدي (ت: 631 هـ). ¬
3 - الاختيارات الفقهية لابن تيمية: لعلاء الدين علي بن محمّد البعلي الدمشقي (ت 803 هـ). 4 - إصلاح المنطق: لابن السكيت (ت: 244 هـ). 5 - الأعلام بتثليث الكلام: للعلّامة النحوي ابن مالك الجاني (ت: 672 هـ). 6 - إملاء ما منَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن: تأليف: أبي البقاء العكبري (ت: 616 هـ). 7 - أحكام الخواتيم وما يتعلق بها: لابن رجب الحنبلي (ت: 795 هـ). 8 - أخبار مكة المشرفة: لأبي الوليد الأزرقي (ت: 244 هـ). 9 - الآداب الشرعية: لشمس الدين بن مفلح (ت: 763 هـ). 10 - أساس البلاغة: للإمام جار الله الزمخشري (ت: 538 هـ). 11 - أهول ابن مفلح: لابن مفلح الحنبلي (ت: 763 هـ). 12 - الأم: للإمام محمّد بن إدريس الشافعي (ت: 204 هـ). 13 - بدائع الفوائد: لابن قيم الجوزية (ت: 751 هـ). 14 - تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي (ت: 463 هـ). 15 - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: لأبي عمر بن عبد البر المالكي (ت: 463 هـ). 16 - تهذيب الأسماء واللغات: للإمام يحيى بن شرف الدين النووي (ت: 676 هـ). 17 - تهذيب اللغة: لأبي منصور الأزهري (ت: 370 هـ).
18 - جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام: لابن قيم الجوزية (ت: 751 هـ). 19 - جمهرة اللغة: لابن دريد (ت: 321 هـ). 20 - حلية الفقهاء: لابن فارس (ت: 395 هـ). 21 - الحماسة: لأبي تمام الطائي (ت: 231 هـ). 22 - الحماسة البصرية: لصدر الدين أبي الفرج البصري. 23 - درء تعارض العقل والنقل: لشيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية (ت: 728 هـ). 24 - ذم الهوى: لأبي الفرج بن الجوزي (ت: 597 هـ). 25 - ذيل الفصيح: تأليف: عبد اللطيف البغدادي (ت: 629 هـ). 26 - الزاهر في معاني كلمات الناس: لابن الأنباري (ت: 328 هـ). 27 - الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي: لأبي منصور الأزهري (ت 370 هـ). 28 - سكردان السلطان: لابن أبي حجلة الأندلسي (ت: 776 هـ). 29 - سنن أبي داود: لأبي داود الأشعث السجستاني (ت: 275 هـ). 30 - سنن النسائي: لأبي عبد الرحمن النسائي (ت: 303 هـ). 31 - سنن الدارقطني: للإمام علي بن عمر الدارقطني (ت: 385 هـ). 32 - السنن الكبرى: لأبي بكر البيهقي (ت: 458 هـ). 33 - شأن الدعاء: لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي (ت: 388 هـ). 34 - شرح مختصر الخرقي: للقاضي أبي يعلى الفراء (ت: 458 هـ)
35 - شرح صحيح مسلم: للإمام محيي الدين النووي (ت: 676 هـ). 36 - الشرح الكبير على المقنع: لشمس الدين ابن قدامة المقدسي (ت: 682 هـ). 37 - الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية: لإسماعيل بن حماد الجوهري (ت: 398 هـ). 38 - صحيح البخاري: للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت: 256 هـ). 39 - صحيح مسلم: للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت: 261 هـ). 40 - الطبقات الكبرى: للإمام محمد بن سعد (ت: 230 هـ). 41 - عارضة الأحوذي: لأبي بكر بن العربي (ت: 543 هـ). 42 - غريب الحديث: لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت: 224 هـ). 43 - غريب الحديث: لابن قتيبة عبد الله بن مسلم (ت: 276 هـ). 44 - غريب القرآن والمسمى (بنزهة القلوب): لأبي بكر بن عزيز السجستاني (ت: 330 هـ). 45 - الفتاوى الكبرى: لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728 هـ). 46 - فتح الباري شرح صحيح البخاري: للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ). 47 - الفروع: لشمس الدين بن مفلح (ت: 763 هـ). 48 - الفصيح: للإمام اللغوي ثعلب. (ت: 291 هـ).
49 - القاموس المحيط: للفيروز آبادي (ت: 817 هـ). 50 - الكافي: لابن قدامة المقدسي (ت: 620 هـ). 51 - الكتاب: لإمام العربية سيبويه (ت: 180 هـ). 52 - كتاب الأفعال: لأبي القاسم السعدي المعروف بابن القطاع (ت: 515 هـ). 53 - كتاب الأفعال: للسرقسطي (ت: 403 هـ تقريباً). 54 - كتاب الجيم: لأبي عمرو الشيباني (ت: 220 هـ على خلاف في ذلك) 55 - كتاب الروح: لابن قيم الجوزية (ت: 751 هـ). 56 - كتاب العقل: للحارث المحاسبي (ت: 243 هـ). 57 - كتاب العين: للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 175 هـ). 58 - كتاب فعلت وأفعلت: للزجاج (ت: 310 هـ). 59 - لغات التنبيه: ليحيى بن شرف الدين النووي (ت: 676 هـ). 60 - مثلثات قطرب: لأبي محمد علي بن المستنير المعروف بقطرب (ت: 206 هـ). 61 - مجاز القرآن: لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت: 210 هـ). 62 - المجمل في اللغة: لابن فارس (ت: 395 هـ). 63 - المحرر في الفقه: للمجد ابن تيمية (ت: 652 هـ). 64 - المحكم في اللغة: لابن سيدة الأندلسي (ت: 458 هـ). 65 - مختصر الخرقي: لأبي القاسم عمر بن الحسين الخرقي (ت: 315 هـ).
66 - مشارق الأنوار: للقاضي عياض (ت: 544 هـ). 67 - المطلع على أبواب المقنع: لابن أبي الفتح البعلي (ت: 709 هـ). 68 - المعارف: لابن قتيبة (ت: 276 هـ). 69 - معاني القرآن: للأخفش الأوسط (ت: 215 هـ). 70 - معجم ما استعجم: للبكري الأندلسي (ت: 487 هـ). 71 - المعرب: لأبي منصور الجواليقي (ت: 540 هـ). 72 - المغني شرح مختصر الخرقي: لابن قدامة المقدسي (ت: 620 هـ). 73 - المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصفهاني (ت: 502 هـ). 74 - المقامات: للحريري: (ت: 516 هـ). 75 - مقاييس اللغة: لابن فارس (ت: 395 هـ). 76 - المقنع: لابن قدامة المقدسي (ت: 620 هـ). 77 - من عاش بعد الموت: لأبي بكر بن أبي الدنيا (ت: 281 هـ). 78 - المنهاج في شعب الإيمان: للحليمي (ت: 403 هـ). 79 - النهاية في كريب الحديث: لأبي السعادات ابن الأثير (ت: 606 هـ). 80 - الهداية في الفقه: لأبي الخطاب الكلوذاني (ت: 510 هـ). ثانياً: موارده المخطوطة: 1 - البسيط في تفسير القرآن: (¬1) لأبي الحسن الواحدي (ت: 468 هـ). ¬
2 - بيان ما فيه لغات ثلاث: (¬1) لابن مالك النحوي (ت: 672 هـ). 3 - تاريخ دمشق: (¬2) لابن عساكر، أبي القاسم علي بن الحسن (ت: 571 هـ). 4 - تاريخ الإسلام: (¬3) لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي (ت: 748 هـ). 5 - التاريخ الكبير: لابن منده الأصبهاني (ت: 395 هـ). 6 - التدريب: (¬4) تأليف: عمر بن رسلان البلقيني (ت: 805 هـ). 7 - تصحيح الفصيح: (¬5) لابن درستويه (ت: 347 هـ). 8 - تعليقه: (¬6) لأبي الطيب الطبري (ت: 540 هـ). 9 - التقريب في علم الغريب: (¬7) لأبي الثناء ابن خطيب الدهشة (ت: 834 هـ). ¬
10 - حلم معاوية: (¬1) لابن أبي الدنيا القرشي (ت: 281 هـ). 11 - الرِّعاية أو "الهداية": (¬2) لابن حمدان بن شيب (ت: 695 هـ). 12 - شرح فصيح ثعلب: (¬3) للمطرز، أبي عمر الزاهد غلام ثعلب (ت: 345 هـ). 13 - شرح الفصيح: (¬4) لأبي محمد الحسين بن بندار القابسي. (لم أقف على تاريخ وفاته). 14 - شرح مختصر الخرقي: (¬5) لابن حامد البغدادي (ت: 453 هـ). 15 - شرح مختصر الخرقي: (¬6) لأبي عبد الله الزركشي (ت: 772 هـ). 16 - شرح مختصر الروضة: (¬7) لنجم الدين الطوفي (ت: 716 هـ). 17 - شرح المقنع: (¬8) لابن عبيدان الدمشقي: (ت: 734 هـ). 18 - عقد الجواهر الثمينة: (¬9) لابن شاس المالكي (ت: 610 هـ). ¬
19 - غالب المبهج أو "المبهج": (¬1) لأبي الفرج الشيرازي (ت: 486 هـ). 20 - غريب المصنف: (¬2) لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت: 224 هـ). 21 - الغريبين: (¬3) لأبي عبيد الهروي (ت: 401 هـ). 22 - شرح صحيح البخاري: (¬4) لابن رجب الحنبلي (ت: 795 هـ). 23 - الكشف والبيان في التفسير: (¬5) للثعلبي (ت: 427 هـ). 24 - المحيط في اللغة: (¬6) للصاحب ابن عباد الأندلسي (ت: 385 هـ). 25 - المستوعب في الفقه: (¬7) للسامرّي الحنبلي (ت: 616 هـ). 26 - المصادر في القرآن: (¬8) لأبي زكريا الفراء (ت: 207 هـ). ¬
27 - مطالع الأنوار على صحاح الآثار: (¬1) لابن قرقول الأندلسي (ت: 569 هـ). 28 - المغيث في غريب الحديث: (¬2) للّبّودي لم أقف على تاريخ وفاته. 29 - المنتخب المجرد: (¬3) لكراع النمل، علي بن الحسن الهنائي الأزدي (ت: بعد 309 هـ). 30 - النسك: (¬4) لابن الزاغوني (ت: 527 هـ). 31 - المؤتلف والمختلف في أسماء الأماكن: (¬5) لأبي بكر الحازمي (ت: 584 هـ). 32 - النكت على المحرر: (¬6) لابن شيخ السلامية (ت: 769 هـ). 33 - الوجيز في الفقه: (¬7) لابن أبي السري الدجيلي (ت: 732 هـ). 34 - وفاق المفهوم في اختلاف المقول والمرسوم: (¬8) لابن مالك الجاني (ت: 672 هـ). ¬
35 - اليواقيت، أو "الياقوتة": (¬1) للمطرز أبي عمر الزاهد غلام ثعلب (ت: 345 هـ). هذا ما صرّح به ابن عبد الهادي في النقل منه، وهناك العشرات من النقول عن كبار العلماء في اللغة والفقه أمثال ابن الأعرابي والأصمعي، والمازني، وابن السكيت، وابن قندس، وثعلب والخطابي، وابن عقيل، وابن بطة، أبي إسحاق الحربي، وأبي عمر المقدسي، وابن الخشاب، وغيرهم. لم أقف على مصادرها التي كانت النبع الصافي لابن المبرد في كتابه .. والله أعلم. ملحوظات على كتاب "الدر النقي": الذي يحسن ذكره وتسجيله أن الكتاب ذو قيمة علمية كبيرة بالنسبة للمؤلفات في المصطلح الفقهي وغريب لغات الفقهاء، فهو معلمة لا يمكن الاستهانة بها ولا التقليل من شأنها وقد عرفنا هذا كله من سالف دراستنا للكتاب وأهميته. إلّا أنه قديماً قيل: "لكل جواد كبوة" كما أن "لكل حليم هفوة" (¬2) فسبحان من لا يهم ولا يخطئ. لذا فحين قرأت كتاب "الدر النقي" ومن خلال تتبع مادته العلمية المتنوعة من أوله لآخره وقفت على مآخذ وهنات وقع فيها المصنف رحمه الله أحببت الإشارة إليها والتنبيه على وجودها زيادة في العلم وتحقيقاً للأمانة العلمية الموجبة لذلك. ومن هذه المآخذ: 1 - كثرة التكرار، ربما تكرر عنده ذكر المصطلح أو اللفظ المراد شرحه أكثر من مرة فيعيد الكلام عنه وكأنه لأوَّل مرَّة. فعل ذلك مع مصطلح ¬
"الاستحاضة"، والنجاسة، والمد، والرطل، وكذلك في معنى "النبي" وفي معنى آل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلاف العلماء في ذلك وفي غير ذلك من الكلمات والمصطلحات. (¬1) 2 - كثرة النقل من غير عزو، فقد نقل كثيرًا من "المطلع" ومن "اختيارات ابن تيمية" والمشارق للقاضي عياض، والصحاح للجوهري، وكتاب جلاء الأفهام لابن قيم الجوزية دون الإشارة والتنبيه إلى مصدره المنقول عنه. 3 - تنقص المؤلف في بعض الأحيان الدقة في النقل، يعزو إلى الغير ولم نجد ما يعزوه. فعل ذلك مع مثلث ابن مالك ومرة مع ابن سيدة في المحكم مادة عذل، كما يعزو رحمه الله في تعريف "البهيم" للجوهري، وهو قول ثعلب كما في المغني: 2/ 82، كما أن في بعض الأحيان ينقل خطأ عن الغير فعل ذلك مع الجوهري في مادة "العاذل". 4 - ينقل من حين لآخر العبارة بالمعنى، ويدّعي أنها بلفظها وهي ليست كذلك، فعل ذلك مع ابن مالك في "مثلثه" والقاضي عياض في المشارق. 5 - قد تأتي نقولاته - عن مصادر - غير تامة ولا مؤدية للغرض المقصود منها وهذا مأخذ عن المصنف لا يستهان به، فهو دليل على عدم الدقة والتثبت الذي كان ينتابه أثناء التصنيف وإن كان قليلاً. 6 - هناك استطرادات، كان ينبغي أن يتجنبها المصنف وخصوصاً عندما ينقل عن ابن مالك في "مثلثه" فلا يكتفي بذكر الكلمة الشاهد على ما يريد بيانه، ولكنه يأتي بجميع ما ورد من معانيها حتى ولو كان بعيدًا عن موضوعه. ¬
7 - كثيرًا ما يكتفي المصنف ببيان موقع الكلمة والمصطلح من الإعراب فقط، دون شرحه وإيضاح غموضه اللغوي والفقهي، وذكره ذلك في كتاب صلاة الجنازة. 8 - وقع ابن عبد الهادي في أوهام منها عدم تثبته في فهم العبارة والاستدلال لها وقد حصل ذلك في لفظة، "الخاتم" في مقدمة الكتاب، حيث كان الكلام عن "خاتم النبوة" الذي هو بمعنى النهاية، فاستدل بكلام أبن رجب عن "الخاتم" الذي هو الآلة المعروفة، فتوهم رحمه الله أن في الحديث وفاقاً وهو غير ذلك. (¬1) 9 - خصص المصنف رحمه الله فصلاً لتراجم الرجال الذين أوردهم الخرقي في مختصره، ووعد أنه يرتبهم على حسب حروف المعجم، (¬2) إلّا أنه أخل بهذا الالتزام فقدم ما حقه التأخير وآخر ما حقه التقديم. تأمل ذلك في الكتاب. 10 - هناك ما يمكن اعتباره إبهاماً في كتاب "الدر النقي" حيث إن ابن عبد الهادي رحمه الله أطلق في عدة مواضع لفظة "القاضي" ولم يبيّن ماذا يريد به، والمعروف عند الحنابلة أنه إذا أطلق بعد القرن الثامن الهجري يريدون به "علاء الدين المرداوي" صاحب الإنصاف، ولكن المصنف خالف هذا الاصطلاح، وقصد بالقاضي "أبو يعلى الفراء" صاحب شرح الخرقي. ¬
الفصل الثاني في المنهج المتبع في التحقيق
الفصل الثاني في المنهج المتبع في التحقيق 1 - عملي في التحقيق. 2 - وصف النسخة المعتمدة في التحقيق.
عملي في التحقيق
عملي في التحقيق: للتحقيق مناهج متعددة تختلف باعتبار العلم والفن الذي كتب فيه المؤلف ذلك النَّصُّ المراد تحقيقه، لذا رأيت من الواجب عليَّ بيان المنهج الذي سرت عليه في عملي هذا لكي يكون قارئ الرسالة على دراية وبينة من المنهج فيسهل عليه الاطلاع والانتفاع، ويتلخص هذا المنهج في النقاط التالية: 1 - بعد أن تأكدت من أن المخطوط لم ينشر بعد، عنيت بالبحث عن نسخه الخطية في فهارس مكتبات العالم فلم أعثر إلّا على نسخة وحيدة فريدة بخط المصنف رحمه الله، ومن نعم الله تعالى علي أن هذه النسخة غير مُحْوِجة إلى غيرها فهي نفيسة، جمعت معظم أسباب القبول والتوثيق التي يعرفها المشتغلون بعلم المخطوطات. 2 - شرعت في نسخ المخطوط بعد أن تم لي يقيني بأنه نسخة وحيدة لا غير، وراعيت في النسخ قواعد الرسم الإملائي. 3 - عملت بعد ذلك على إبراز النص في خير صورة ممكنة من الصحة مع المحافظة على كلام وعبارات المؤلف وألفاظه كما كتبها قدر الإمكان. 4 - عزوت الآيات الكريمة إلى سورها، وبينت أرقامها ورسمتها بالرسم الإملائي تسهيلاً في قراءتها. 5 - خرجت الأحاديث النبوية التي تضمنها الكتاب من أمهات كتب السنة مع بيان درجتها ومدى صحتها ومدى الاحتجاج بها إن اقتضى الأمر ذلك.
وقد سلكت في التخريج الطريقة التالية: أ - أبتدئ بذكر من أخرج لفظ الحديث أو الأثر الوارد في النص. ب - ثم أبيّن من أخرج الحديث بنحو اللفظ الوارد في النص. أو من أخرج معناه. جـ - هذا وقد اعتمدت بالنسبة لصحيح البخاري على المطبوع مع فتح الباري. د - إذا كان الترمذي قد أخرج الحديث ثم تكلم عنه، فإنني أورد كلامه غالباً. هـ - إذا أشير في النص إلى حديث أو قصة، ولم يورد لفظاهما، ورأيت المقام يحتاج إلى إيرادهما فعلت ذلك في الهامش ثم خرجتهما. و- نبهت إلى أحاديث قليلة لم أقف على تخريجها. 6 - خرجت كثيرًا من شواهد الشعر والرجز، وأنصاف الأبيات، وإكتفيت بذكر ديوان الشاعر، والشعر المجموع إن كان له ذلك، وإلّا خرجته من كتب الأدب واللغة والنحو والمعاجم كما أنني أشرت إلى الأبيات التي لم أقف على تخريجها في الهامش. 7 - وثقت ما أمكن توثيقه من النصوص المنقولة، أو المقتبسة من مصادرها الأصلية، وذلك على النحو التالي: أ - إن كان نص المؤلف له كتاب مطبوع، والنص فيه، وثقته من كتابه، وإن كان النص من كتاب مخطوط استطعت الوصول إليه والنص فيه وثقته منه. ب - وإن كان النص ليىس له كتاب معروف، أو له كتاب مطبوع ولا يوجد النص فيه فإنني وثقت المعنى المذكور في النص من مرجع متأخر عنه، وإن لم أجد النص في أي مرجع سكت عنه. هذا: وقد قارنت النصوص المنقولة بمصادرها أو مراجعها، فإن كان النص الموجود في كتاب "الدر النقي" مطابقاً أو مقارباً لما ورد في المصدر
سَكَتُّ عنه واكتفيتُ بتوثيقه، وإنْ كان فيه تصرَّف بيَّنت ذلك ووضعتُ الِإضَافَات بيْن معكوفتين []. 8 - عند اقتضاء سياق الكلام في بعض المواطن. إضافة كلمة أو عبارة، لا يتم المعنى إلا بها، أضفتها في الأصل بين معكوفتين [] وأشرت إلى ذلك في الهامش، وهو قليل جداً. 9 - لقد اقتصر المؤلف أحياناً على ذكر المصطلح الشرعي دون اللغوي، واكتفى أحياناً باللغوي دون الشرعي، فقمت حينئذ باستدراك ما تركه مع الإشارة إِلى المراجع التي نقلت منها. 10 - أحلت كل مصطلح أورده فقهياً كان أو لغوياً، وكل مسألة ذكرها إلى مصادرها التي استقى منها أو غيرها، والمراجع التي فيها تفصيل تلك المسائل والمُصطلحات على المذاهب الأربعة، ولو لم يرجع إليها مع بيان أجزائها وأرقام صفحاتها وذلك من باب التوسع وزيادة العلم بمكامن الصطلح ومصادره. 11 - عرَّفت بأعلام الفقهاء والمفسرين والمحدثين والنحاة واللغويين والرواة والشعراء الواردة أسماؤهم في الكتاب، وأشرت إِلى مصادر تراجمهم، كما نبهت على كل من لم أقف على ترجمته وهو قليل جداً. 12 - عنيت بضبط الألفاظ والمصطلحات، والأي القرآنية والأمثال والشعر وكل ما يحتمل اللبس من الكلمات في الكتاب. 13 - كما عنيت كذلك بشرح الغريب من الألفاظ الغامضة الواردة في النص وذلك بالرجوع إلى أمهات مصادر اللغة المختلفة، وكتب غريب القرآن والحديث. 14 - للدلالة على نهاية كل ورقة أو لوحة من المخطوط وضعت علامة (أ) للصفحة الأولى مع بيان رقمها، وعلامة (ب) للصفحة الثانية مع رقمها كذلك وذلك حتى يسهل الرجوع للمخطوط إِن اقتضى الأمر ذلك.
وصف النسخة المعتمدة في التحقيق
15 - ذكرت آراء الفقهاء في بعض مسائل الخلاف التي أشار إليها المصنف وبينت مواضع بحثها من كتب الفقه والأصول. 16 - وأخيراً وفي ختام كل بحث علمي كما هو مألوف يلجأ الباحث إلى وضع الفهارس المختلفة والمتنوعة، وهذا ما فعلته في النهاية. 1 - فهرساً للآيات القرآنية. 2 - وفهرساً للأحاديث الشريفة مع الآثار. 3 - وفهرساً للأمثال والأقوال. 4 - وفهرساً للأشعار والأرجاز 5 - وفهرساً لأنصاف الأبيات الشعرية. 6 - وفهرسأ للأطعمة والمأكولات. 7 - وفهرساً للمصطلحات الأصولية. 8 - وفهرساً للمواد اللغوية للكتاب. 9 - وفهرساً للمسائل الفقهية الواردة في الكتاب. 10 - وفهرساً للكتب الواردة في نص الكتاب. 11 - وفهرساً للأعلام. 12 - وفهرساً للأماكن والبقاع والبلدان. 13 - وفهرساً للأمم والقبائل والجماعات. 14 - وفهرساً لموضوعات المقدمة والكتاب. 15 - وفهرساً للمراجع والمصادر التي استندت إليها أثناء التحقيق والدراسة. ثانياً: وصف النسخة المعتمدة في التحقيق: تحدثت سابقاً أنني لم أقف - بعد البحث المتواصل والمقرون بالاستشارات الدائبة وسؤال أهل العلم والمختصين بفن التحقيق - إلا على نسخة وحيدة من الكتاب ولم أعز على غيرها بعد الجهد والاطلاع المستمر. ولما كان. الأمر كذلك، توكلت على الله، ثم عمدت إلى نسخها، بدقة
وتثبت مستنداً في ذلك إلى أبرز المصادر والمراجع في تفكيك غموضها وتجلية ما يشكل عليّ من ألفاظها. فكان أن تغلبت على ما يمكن اعتباره عقبات أثناء النسخ وذلك بفضل الله عز وجل ثم بتوجيهات من المشرف على الرسالة حفظه الله. وتقع هذه النسخة الفريدة في غضون (332) صفحة أي ما يعادل (166) لوحة، في كل صفحة ما يقرب من (20) سطراً، يحتوي السطر منها على ما يربو من (17) كلمة ومقاس الورقة فيه (13 × 18 سم) كتب في آخرها فرغْ منه مؤلفه يوسف بن حسن بن عبد الهادي يوم الجمعة تاسع شهر رجب سنة سبعين وثمان مائة. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم. والنسخة هذه موجودة في مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى تحت رقم (585) فقه حنبلي، وهي مصورة عن الأصلية الخطية المحفوظة بالمكتبة الوطنية الظاهرية بدمشق تحت رقم 2748. ولهذه المخطوطة محاسن ومساوئ نجملها فيما يلي: أ - بالنسبة لمحاسنها، كونها بخطِّ مؤلفها رحمه الله جعلها غيْرُ مُحْوِجَةٍ لغَيْرِها. ب - كونها كاملة في مادتها وموضوعها، لم يعترها خرم ولا نقص، ولا طمس، بل احتوت على إضافات وتهميشات من المصنف رحمه الله وهذا فيه دليل على اعتناء المصنف بها، وذلك بمراجعتها وقراءتها مرة ثانية. جـ - غالب مصطلحاتها وألفاظها المعنية بالشرح جاءت مضبوطة بالحروف دون العلامات، وهذا ما أزاح عني كثيرًا من العناء في الفهم والضبط مع الشكل. د - اعتماد ابن عبد الهادي في توثيق معلوماته اللغوية والفقهية على مصادر ومراجع غالبها مطبوع سهَّل علي فهم كثير من عبارات الكتاب التي لولا هذه المراجع المطبوعة لما استطعت الوقوف على حَلِّ اشكالاتها وغموضها
وخصوصاً عندما نعرف أن الخط في هذه النسخة كان في غاية الرداءة. هذا ما يمكن اعتباره محاسن للمخطوط. أما المساوئ والسلبيات التي يسكن تسجيلها بخصوص هذه النسخة فهي كالتالي: أ - رداءة الخط التي كتبت به هذه النسخة، فهو خط عار عن الوضوح تماماً حرُوفه متداخِلَة لا تكاد يتميّز بعضها عن بعض كما أنَّ كلماتها غير منقوطة إِلَّا نادرًا ولولا الرجوع الدائب للمصادر اللغوية والفقهية المطبوعة منها والمخطوطة لما أمكنني الوقوف على معانيها ولا يستغرب هذا، فابن عبد الهادي وَاحِدٌ من الذين أطْبَقَت شُهْرَتهم عند المحقّقين بِسوء خَطّهم. ب - كثرة الأخطاء والتصحيفات التي تخللت عبارات المخطوط، ولعل سببها استعجال المصنف في إكمال كتابه على أمل العود عليه بالتنقيح والإصلاح. والله أعلم.
الورقة الأولى من المخطوط (أ / ب)
الورقة ما قبل الأخيرة من المخطوط (أ/ ب)
الورقة الأخيرة من المخطوط (أ/ ب)
ثانياً: القسم التحقيقي
مقدمة المصنف
- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - الحمد لله الذي مَنَّ ببلوغ الأَمل، ورغَبَ من شاء في مَن شاء مِنْ غير مَللٍ، وأَوْسَع لأَحبابه مِنْ مُزايلة القوْل والعمل، أَحمدُه حمْداً ينبغي لَهُ، وأشهد أَنْ لا إِله إِلَّا الله وحْدَه لا شَريك لَهُ. شهادةَ مُتحقِّقٍ بقُربِ الأَجل. واخْتُلف في "الحَمْد والَمدْح" فقيل: هما بمَعْنَى واحدٍ، (¬1) وقيل: بَيْنَهُما فَرق. (¬2) فقيل: الحمْد لِمَنْ فَعل باخْتِيَارِه، والمدْح لِمَنْ فَعل لا باخْتِيَارِه - وأشْهَدُ أَن محمدًا عبْدُه ورسُولُه صلى الله عليه وعلى الله وصحَابته - صلاةً دَائمةً تُذْكَر على سائِر حالٍ - وسلَّم تَسْليمًا. فهذا كِتَابٌ نذْكُر فيه "شَرْح بعْض ألفَاظ الخِرَقي"، (¬3) وأُصَحِّحُ فيه ما أطْلق مِنَ الرِّوايات وهو مُرَتَّبٌ على أبوابِه. (¬4) ومن الله أسْأل جَزِيل ثَوابِه، وهو حَسْبُنا ونعْمَ الوكيل. ¬
- قوله (الحَمْدُ لله). هو الثَّنَاءُ على الله بجميلِ صفاته. وبيْنَهُ وبيْن الشُّكْر عُمومٌ وخُصوصٌ. (¬1) فَخُصوصهُ أنه لا يكونُ إلَّا باللِّسَان، وعُمومُ الشُّكْر أنَّه يُكونُ بغيْر اللِّسان، وخصوصُه أنَّه لا يكونُ إلَّا لُمسْدِي النِّعمة. (¬2) قال الشاعر: وماكان شُكْرِي وَافِياً بنَوَالكُمْ ... ولكِنني حاولتُ في الجُهْدِ مَذْهَبا أفادَتْكُم النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلاَثة ... يَدِي وَلسَانِي والضمِير المُحَجَّبَا (¬3) وقيل: هُما سَواء. (¬4) - قوله: (رَبِّ)، الرَّبُّ: هو الَمالِك، والمرادُ به هنا الله عزَّ وجل، ولا يُطْلَق الرَّبُّ على غير الله عزَّ وجل إلَّا بالإضافة إلى المملوك - كقولهم: رَبُّ الدَّارِ، ورَبُّ الدَّابة ونحوه. (¬5) ¬
- قوله: (العالمين)، جمع عَالَم بفتح "اللام". والعَوَالِم سبعة، وقيل: أكثر من ذلك (¬1) وأمَّا العَالِمُ بكسر "اللام"، فهو العَالِمُ بالشيء. - قوله: (وصلّى الله)، الصَّلاةُ مِنْ الله: الرحمة، ومن الملاَئِكَةِ: الاسْتِغْفَارُ، ومن الآدمي: التَّضَرعُ والدعاءُ. (¬2) قال أبو العالية: (¬3) "صلاَةُ الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملاَئكة: الدعاء" (¬4). قال ابن القيم في (¬5) "بدائع الفوائد": قوله: (¬6) الصَّلاةُ من الله بمعنى الرحمة: باطل مِنْ ثلاَثة أوجُهٍ: ¬
أحدها: أن الله تعالى غاير بينهما في قوله: {عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} (¬1). الثاني: أنَّ سُؤَال الرَّحْمَة يُشْرَع لِكُل مُسْلِم، والصَّلاَة تختص بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وآله وهي حَقٌّ لَهُ ولِآلهِ. ولهذا مَنَع كثير من العلماء من الصَّلاة على معين غيره، ولم يمنع أحدٌ من الترحم على معين. الثالث: أنَّ رحمة الله عامة وَسِعَت كُلَّ شَيْءٍ وصلاَتهُ خاصةٌ بِخَواصِ عبَاده. وقولهم: "الصَّلاة مِن العِبَاد بمعنى الدعاء" مُشِكل من وُجُوه: (¬2) أحدها: أنَّ الدعاء يكون بالخَيْر والأكثر، والصَّلاة لا تكوُن إلَّا في الخَيْر. الثاني: أنَّ "دَعَوْتَ" تُعَدَّى "باللَّام" و "صَلَّيْتَ" لا تُعَدَّى إلَّا بـ "على" و "دَعا" الُمعَدَّى بـ "على" ليس بمعنى "صَلَّى"، وهذا يدُلُّ على أنَّ "الصَّلاة" ليستْ بمعنى "الدعاء". الثالث: أنَّ فِعْلَ الدُّعاء يقْتَضي مدْعُواً، ومدْعُواً لَهُ، تقُول: دعوتُ الله لك بِخَيْر، وفِعْل الصَّلاة لا يقتضي ذلك. لا تقول: صَلَّيْت الله عليك، ولا لك. فدل على أنه ليس بمعناه. ¬
قال: فأيُّ تَباينٍ أظْهَر من هذا، ولكن التقليد يُعْمِي عن إدْرَاك الحَقَائِق (¬1). قوله: (مُحمدٍ)، سُمِّيَ محمدًا: لِكَثْرة خِصَاله المحمودة، وهو عَلَمٌ مَنْقولٌ من "التَّحْمِيد"، مُشْتَقٌّ منه "الحَمِيد" اسْم الله تَعالى". (¬2) وقد أشار إليه حسَّان (¬3) بقوله: وشُقَّ لَهُ من اسْمِه ليُجِلَّه ... فَذُو العَرْشِ محمودُ وهذا مُحمدُ (¬4) - قوله: (خَاتِمَ)، يجوز فيه كسر "التاء"، وهي قراءةُ سَائِرهم، ويجوز فتح "التاء" (¬5) وهي قراءة عاصم. (¬6) قال ابن رجب: (¬7) "والفَتْح أفْصَح وأشْهَر، لأَنه آلة الخَتْم، وهي ما ¬
يُخْتَم به، ومبني (¬1) بناء الآلات كذلك، كالقَالِب ونحوه". (¬2) قال في "المطلع": "وحكى الجوهري (¬3) فيه: خَاتَام بوزن سَابَاط، وخِيتام بوزن بِيطار" (¬4) وذكره ابن رجب (¬5) عن ابن (¬6) السّراج (¬7) والنووي. (¬8) ¬
- قوله: (النَبِيِّين)، واحِدُهم نَبيٌّ، "يهمز" ولا "يهمز" مَنْ جَعَله من "النَبَأ" همزه، لأَنه يُنَبِّئ النَّاس، أو لأنَّه يُنَبأ هو بالوَحْي. ومَنْ لم يُهْمِز، إمَّا سَهَّلَهُ، وإما أخذَه من النَبْوَة: وهو الارْتِفَاع، لِرِفْعَة منَازِلهم على الخَلْق. (¬1) وقيل: هو مَأخوذٌ من "النَبيْ" الذي هو الطَّريق، لأَنَّهم الطُّرُق إلى الله تعالى. (¬2) والنَبِيُّ: مَنْ بَلَغه الوَحيُ من الله بواسطة أوْ بِدُونها. (¬3) - قوله: (وعلى آله)، أخْتُلف في أصِلْ "آل". فقيل: أصله "أهْلْ"، ثُمَّ قُلبَت "الهاء" همزة، فقيل: أأل، ثم سُهِّلت على قياس أمْثَالها، ولهذَا إذا صُغِّر رجع إلى أصْلِه، فقيل: أهَيْلٌ. (¬4) وقيل: بل أَصْلُه "أُوَل" وهو عند أصحاب هذا القول: مشْتَقٌّ مِن آل، يَؤُول: إِذا رجع (¬5) فـ "آل" الرجل: هم الذين يَرْجِعُون إليه، ويُضَافُون إليه. وَيؤُولُهم؛ أي: يَسُوسُهُم. فيكون مَآلُهُم إليه. وإِذا فُرِد "الآل" دخل فيه الُمضاف إليه، وقيل: لا، (¬6) والصواب: ¬
جواز إضَافة "الآل" إِلى الضمير خلافًا لِمَنْ أَنْكَر ذلك. واخْتُلِف في آل الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أربعة أقوال: أ - فقيل: هُم "الذين حُرِّمَت عليهم الصَدَقة"، وفيهم ثلاثة أقوال للعلماء: أحدها: "بَنُو هَاشم"، وهو مذْهَبُ الحنفية، (¬1) ورواية عن أحمد، (¬2) واختيار ابن القاسم (¬3) صاحب مالك. (¬4) والثاني: أنَّهم "بَنُو هاشم وبَنُو المطلب"، ذكره صاحب "المطلع" (¬5) ¬
اختيار الشافعي (¬1) رضي الله عنه. الثالث: أنَّهم "بَنو هاشِم وَمَنْ فوقَهُم إِلى ابن غَالبٍ، فيدخل فيهم بنو الُمطَّلب"، وهو اخْتِيار أشْهَب (¬2) صاحب مالك، حكاه صاحب "الجَوَاهِر" (¬3) عنه، وحكاه اللَّخمي (¬4) عن أصْبَغ (¬5) والقول بأنَّهم "مَنْ حُرِّمَت عليهم الصدَقة"، حكاه ابن القيم منصوص الشافعي، وأحمد، واختيار جمهور أصحاب أحمد والشافعي. (¬6) ¬
ب - وقيل: هم "ذُرِيَّتُهُ وأزْوَاجُه"، حكاه ابن عبد البر (¬1) في "التمهيد". (¬2) ج - وفي "المطلع": و "قيل: آله: (¬3) أهْلُه". د - وقيل: "أنَّ آله أتباعه إِلى يوم القيامة"، حكاه ابن عبد البر عن بَعْض أهْل العلم. (¬4) وأَقدم مَنْ يُرْوَى عنه هذا القول: جابر بن عبد الله، (¬5) ذكره البيهقي (¬6) عنه، (¬7) واختاره بعض الشافعية، حكاه أبو الطيب الطبري (¬8) في ¬
"تَعْليقَته"، ورجحه الشَّيخ محيي الدين (¬1) في "شرح مسلم". (¬2) واختاره الأزهري. (¬3) هـ - وقيل: "آله: هم الأتقياء مِن أُمَّته"، حكاه القاضي حسين، (¬4) والراغب، (¬5) وجماعة (¬6) ولو قال في التشهد: "وعلى أهل محمد" أجزأ على أحد الوجهين. (¬7) ¬
- قوله: (الطَّاهِرين)، الطَّاهِر: هو الُمنَزَّهُ عن الأَقذَار والذُنُوب. (¬1) - قوله: (وعلى أصْحَابه)، الصحابيُّ مَن رآه - صَلَّى الله عليه وسلم - مسلماً عند أحمد وأصحابه، (¬2) وقاله البخاري (¬3) وغيره. وقال ابن مفلح (¬4) في "أصوله": "والمراد: واجتمع به، وقاله بعض أصحابنا وغيرهم" (¬5) وأطْلَقَ سَائِرُهم. ¬
وزاد الآمدي (¬1) على "الرُؤية": وصَحِبَه ولو سَاعة"، (¬2) وأنه قول أحمد وأكثر أصْحَابه. وقيل: "مَنْ طَالت صُحْبَته لَه عُرفاً". (¬3) وقال بعض الحنفية، وابن الباقلاني (¬4) وغيرهم: "مَن اخْتُصَّ به". (¬5) قال ابن مفلح: "ولعلَّهُ قول مَنْ قال: مَنْ أطال الُمكْث معه"، (¬6) ذكره في "التمهيد" من أكثر العلماء. (¬7) ¬
وقيل: "وَرَوى عنه". (¬1) وقيل: "مَنْ صحِبه سنتين، وغزا معه غزاةً أوْ غَزاتَيْن". (¬2) قال الطوفي: (¬3) "والأوَّلُ أوْلَى". (¬4) - قوله: (المنْتَخَبِين)، المُنتَخبُ: هو المختار مِنْ الخَلْق وغيرهم. (¬5) - قوله: (وأزْوَاجه)، الأزواج: جمع زَوْج، وقد يقال: زَوْجة، (¬6) والأول أصح ذكره ابن القيِّم، (¬7) وبها جاء القرآن، فقال لآدم: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}. (¬8) ¬
وقال في حق زكريا: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}. (¬1) ومن الثاني: قول ابن عباس (¬2) في عائشة (¬3) رضي الله عنها: "إنَّها زوجةُ نَبِيِّكم في الدُّنيا والآخرة". (¬4) وقال الفرزدق: (¬5) وإن الذي يسْعَى لِيُفْسِد زَوْجَتِي ... كساع إلى أُسدِ الشَرَى يَسْتَبِيلُهَا (¬6) وسُمِّيت زوجةً، لأنَّهَا تصير به زوجاً، والزوجان: هما الفردَانِ من نَوْعٍ واحِدٍ. ومنه قوله: زَوْجَا خُفٍّ ونَحْوِه. (¬7) ¬
- قوله: (أُمَّهاتٍ)، الأُمهاتُ: واحدها أمٌّ، وأصلُ الأُمِّ: أُمَّهَة، (¬1) ولا تُطْلَق الأُمَّهات على غَير بَنِي آدم على الصحيح. (¬2) - قوله: (المؤمنين)، واحِدُهم مُؤْمِنٌ: وهو مَن حصل منه الإِيمان، وهو التصديق. (¬3) والإِيمان: "تصديقٌ بالجَنَان، وإِقرارٌ باللِّسان، وعَملٌ بالأركان". (¬4) وسُمِّي أزواجة - صَلَّى الله عليه وسلم - أُمَهاتُ المؤْمِنين بنص الكتاب، لقوله عزَّ وجل: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}، (¬5) ولأنه لما حُرِّم نكاحُهُنَّ كُنَّ بمنزلة الأُمَّهَاتِ. - قوله: (الخِرَقي) بكسر "الخاء"، المعجمة و "الراء" المفتوحة: نسبة إلى خِرَق: (¬6) "قرية كبيرة تقارب مرو" وممن نسب إِليها "أبو قابوس الشيباني" (¬7) ¬
نِسبةً إِلى بَنِي شَيْبَان. - قوله: (على مَذْهَبِ)، المذهبُ: هو الَمسْلَك. (¬1) - قوله: (الإِمام)، بكسر "الميم" فيه، ففي الصلاة: إِمام الصلاة، وفي الأَحْكَام: إِمام الدِّين، وفي المظالم: السلطان. - قوله: (كتابَ)، الكتابُ، مصدر سُمِّي به المكتوبُ، كالخَلْق بمعنى: الَمخْلُوقِ، يقال: كتبتُ كِتاباً وكتابةً. (¬2) وقولهم: كالخَلْق بمعنى المخلوق؛ أي: أنَّ الخَلْق، يُطْلَق ويُرَادُ به المخلوقُ. واختلف في الخَلْق: هل هو الَمخْلُوق، أم لا؟ . فقال الأكثرون من أصحاب أحمد والشافعي وأبي حنيفة ومالك: ليس الخَلْق هو الَمخْلُوق، (¬3) وقال طائفة من أصحاب أحمد والشافعي وأبي حنيفة ومالك: الخَلْقُ هو المخلوق. ¬
كتاب الطهارة
ذكره الشَّيخ تقي الدين (¬1) في " [دَرء تعارض] (¬2) العقل والنقل". (¬3) والكَتْبُ: الجَمْعُ، يقال: كَتَبْتُ القَوْمَ إذا جَمَعْتُهم، وكَتَبْتُ البَغْلَةَ: إذا جمعتُ بَيْن شَفْرَيْ (¬4) حيَائِها بِحَلَقَةٍ، أوْ سَيْرٍ. قال سَالم بن دَارة (¬5) لا تَأمَنَنَّ فَزارِيّاً خَلَوْتَ به ... على قُلُوصِكَ واكْتُبها بِأَسْيَارِ (¬6) 1 - فقوله: (كِتَابُ الطَّهَارة) أي: الجامع لأَحْكَام الطَّهارةِ، ولهذا لم يَذْكُر "كتاباً" إِلى الصلاة، ومِنْ ذلك الكَتِيبَة. (¬7) وهو خَبَر مُبْتَدإٍ محذُوف: أي هَذا كِتَابُ الطَّهَارة الجَامِع لأَحْكَامِها. ¬
2 - قوله: (الطَّهَارة)، الطَّهَارة لها مَعْنَيَان، معنًى في اللُّغَة، وَمعْنًى في الشرع. أ - فمعناها في اللّغة: النَّزاهةُ عن الأَقْذَار، يقال: طُهِرت المرأة من الحَيْضِ، والرجل من الذُنُوبِ، بفتح "الهاء" وكسرها. (¬1) ب - ومعناها في الشرع: اخْتَلَفَتْ أَلفَاظُفُم فيه. فقال الشيخ موفق الدين، (¬2) ومَنْ تَابعه "كـ"شمس الدين (¬3) في "الشرح"، وابن أبي الفتح (¬4) في "المطلع" وغيرهما: "هي رَفْعُ ما يَمْنَعُ الصَّلاَةَ - وما في معناه - (¬5) من حَدَثٍ ونَجَاسةٍ بالماء، ¬
أوْ رَفْعُ حُكْمِه بالتراب" (¬1). وأوْرَدُوا عليه "الأَحْجَار" في الاسْتِجْمَار، و"الماء والتراب" في غَسْل النجَاسَةِ، وَأَوْرَدَ بغضُهم عَلَيْهِم الغَسْلَة الثَانِية والثالثة في الوضوء، لأَنّها طَهَارةٌ، ولا تَمْنَع الصلاة وغَسْل اليَدَيْن في ابتداءِ الوُضوء وغَسْل الجُمُعَة. ولا يَرِدُ عليه، لأَنَّه قوله: "وما في مِعْنَاه" حَلَّ ذلك، (¬2) لأنه في معناه ما يَمْنَع الصَّلاة. وقال صاحب "الوَجِيز": (¬3) "الطَّهَارة: اسْتِعْمال الطَّهُور في مَحَلِّ التَّطْهِير على الوجه المشْرُوع". ¬
قال: "وقد يُعَبَّر عنها بِخُلوِ الَمحلِّ عن النَجاسة". ولا يَرِد عليه "التيمُّم" لأن التُّراب طَهُورٌ. وأَوْرَدُوا عليه "الأَحجار"، واسْتِعْمَال الطهُورَيْن وهو "الماء والتراب"، وكونه قال: "في مَحَلِّ التَّطْهِيرِ"، والتَّطْهِيرُ: مصدر طَهُرَ يَطْهُرُ، تَطْهِيراً، والمصدر: هو الحَدَث. فكانَ يَنْبَغِي أنْ يقول: "في مَحَلِّ الطَّهَارة". والجواب عن الأَوَّل: أنَّ الأَحْجَار لما قامَتْ مقام الطَّهُور، سُمِّيت باسْمِه. وعن الثاني: بأَنَّه لما اجْتَمَع طَهُورٌ وطَهُورٌ، فهما كالشَّيْءِ الواحِد، ومُسَمَّاهُما طَهُورٌ أيضاً. ولا جوابَ عن الثالث. قال الزركشي: (¬1) "ولا يَخْفَى ما فيه من الزيادة، وأنَّه حَدٌّ للتَّطْهير لا لِلطَّهَارة". (¬2) ¬
وقال ابن حمدان (¬1) في شرح "الهِدَاية": (¬2) الطهارةُ: عبارةٌ عن اسْتِعْمَال الماء أو التُرابِ أو هما، أو الأَحْجَار، إِيجاباً أو ندباً". (¬3) وقال في "المُبْهِج": (¬4) "غَسْلُ أَعْضَاءٍ مخْصُوصَةٍ بِمَاءٍ مخْصُوصٍ"، ولا يَخْفَى ما عليه من الإِيراد من "الأَحْجَار والتراب"، و"الماء والتراب". وقال ابن عُبَيْدَان (¬5) في شرح "المُقْنِع": "هي استِعْمالٌ مَخْصوصٌ بماءٍ أو تُرابٍ يخْتَصُّ البَدَن مُشْتَرَطٌ لِصِحَّة الصَّلاَة في الجُمْلَة". (¬6) ولاَ يَخْفى الإِيراد عليه، مِنْ غَسْلِ النجاسة على غير البَدَن والأحجار في الاسْتِجْمار وغير ذلك. ¬
باب: ما تكون به الطهارة
وقال البَلْقِيني (¬1) من الشافِعية في: "التدريب": "رفْعُ الحَدَث أو النَجَس بالماء، أو به مَعَ ما شُرِط معه، أو جُعِل عِوضه مَعْنَى". وَيرِدُ عليه: الغَسْلَة الثانية والثالثة، والتَّجْدِيد، وغُسْل الجُمُعة، والأَحجار في الاستجمار. و[لو] (¬2) قال: "بالطَّهُور" بدل الماء، لأُدْخِلَت الأَحْجَار استعارةً ومجازاً، ولا جواب عما قَبْلَه/. (¬3) 3 - قوله: (بابُ)، البَابُ: ما يُدْخَلُ منه إلى الشيء، ويُتَوصَّل به إلى الَمقْصُود، (¬4) وقد يُطْلق على الصَنف. قال الجوهري: "أَبْوَابٌ مُبَوَّبَةٌ، كما يقال: أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ". (¬5) 4 - قوله: (تكونُ به الطَّهارة)، قال الشيخ في "المغني": "التقدير: هذا بابُ ما تكون به الطهارة من الَماء فَحُذِف الُمبْتَدَأ لِلْعِلْم به". (¬6) ¬
5 - قوله: (تكونُ الطهارة)، أي: تَحْصُل وتَحْدُث، وهي هاهنا تامةٌ غير مُحْتَاجَة إِلى خَبَر، ومتى كانت تامةً، كانت بمعنى الحَدَث والحُصُول، (¬1) ومنه قوله تعالى: {وإِنْ كان ذُو عُسْرَةٍ}: (¬2) أي وُجِدَ. قال الشاعر: (¬3) إِذا كان الشِّتاءُ فَأَدْفِئُونِي ... فإنَّ الشيْخَ يُهْرِمُه الشِّتَاءُ أي: إِذا جَاء الشِّتَاء وحَدَثَ. وفي نسخةٍ مقْرُوءةٍ على ابن عقيل: (¬4) "باب ما تَجُوز به الطِّهارة من الماء". (¬5) 6 - قوله: (مِنْ الماء)، الماءُ: جمْعُه مِيَاهٌ، وهمزته مُنْقلبة عن "هَاءٍ" فأصْلُه "مَوَهٌ" وجمعه في القلة "أَمْوَاهٌ"، (¬6) وفي الكثرة "مِيَاهٌ" كجَمَلٍ وأَجْمَال "وهو اسم جنس وإنما جمع لكثرة أنواعه". (¬7) ¬
واخْتُلِف في لوْن الماء على ثلاثة أقوالٍ: أحدها: أنَّ لَوْنَه: أَسْودُ، لحديثِ عائشة: "إلَّا الأَسْوَدَان التَمر والَماء". (¬1) والثاني: أَنَّ لَوْنَه: أَبْيَضُ، لحديثٍ: "الكَوْثَر ماؤه أَشدُّ بياضاً من اللَّبن". (¬2) والثالث: أَنَّه لاَ لَوْنَ لَهُ. رُدَّ الأَوَّل: بأَنَّ قول عائشة من باب التَغْلِيب، (¬3) وهو أَنْ يُطْلَق اسم الأَفْضَل على المفْضُول، كقولهم: "رأيت القَمَرين"، وإِنما هو القمر والشمس، لأَنَّ اسْمَ الُمذكَّر أَفْضَل وهو القمر، وفي القرآن ذلك كثيرٌ. كقوله تعالى: {وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ}، (¬4) وقوله: {فلَمَّا ¬
دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ}، (¬1) فَسَمَّى الأم والخَالة باسم الأَبِ، لأَنَّه أَفْضَل منهما. ورد الثاني: بأَنَّ الحَوْض اخْتُصَّ بذلك كقوله: "وأَحْلَى من العَسَل". (¬2) فالماء اخْتُصَّ بالطَعْم، كما اختص باللَّوْن. والأَصح أَنَّ لَوْنَه أَبْيَض، (¬3) لأن الجليدَ ماءٌ مُنْعَقدٌ وهو أبيضُ، وأما ميله إِلى لون ما هو فيه، فلأنه جسم لَطِيفٌ شَفَّافٌ، فلذلك يُشَاكِل ما وُضِع فيه، أَلاَ ترى أنَّ الزُّجَاج لمَّا كان شَفَّافاً لذلك شاكَل ما وُضِعَ فيه. 7 - قوله: (والطَّةارة بالماء)، قال الشيخ في "المغني": "الطهارةُ: مبتدأٌ خَبَرهُ محذُوفٌ، تقديره: مباحةٌ، أو جائزةٌ، أوْ خاصةٌ، (¬4) أو نحو ذلك". (¬5) قال: "والألف، واللام للاستغراق، فكأَنه قال: وكُلُّ طَهَارة جَائزة". (¬6) 8 - قوله: (بالماء)، الماء: جَوْةرٌ سَيَّال مُزِيلٌ للغَلَس قَوْلٌ صحيحٌ. 9 - قوله: (الطاهر)، الطاهر: هو المُنزه مِن الأَقْذَار. قال الشيخ في: "المغني": "والطَّاهِر: ما ليس بِنَجِسٍ". (¬7) ¬
10 - وقوله: (المُطْلَق)، تفسيرٌ لهذا الطَّاهر الذي ذكَرهُ. 11 - وقوله: (الذي لا يُضاف إِلى اسْمِ شَيْءٍ غَيْرِه)، تفسيرٌ لهذا المُطْلَق. (¬1) والمُطْلَق: ما ليس بِمُقَيدٍ. والماء عند "الشيخ" (¬2) ينقسم إِلى قسمين: "طاهرٌ" و"نَجِس". (¬3) والطاهر: ينقسم إِلى قسمين: "مُطْلَقٌ" و"مقَيَّدٌ". وعند غيره ينقسم إِلى ثلاثةِ أقسام: (¬4) 1 - طهُورٌ، وهو بفتح "الطاء": "الطاهر في ذاته الُمطَهِّر غيره"، قاله ثعلب. (¬5) ¬
وبالضَّمِ: المصدر، وحُكِيَ فيهما: الضم والفَتْح. (¬1) ب - وطَاهِرٌ: "هو الطاهر في نفسه غير مُطَهِّرٍ لغيره". (¬2) ج - ونَجِسٌ. (¬3) وقَسَّمَهُ بَعضُهم إِلى أربعة أقسام: "طَهورٌ، وطاهِرٌ، ونَجِسٌ، ومَشْكوكٌ فيه". (¬4) وعند الشيخ تقىِ الدين: (¬5) ينقسم إلى قسمين: "طاهِرٌ ونَجِسٌ". (¬6) والصحيح: تقسيمه إلى ثلاثة أقسام: (¬7) ¬
أ - ينقسم إِلى ما يُجوز استِعْمَالُه مُطْلَقاً. (¬1) ب - وما يجوز في بعض الأَشْيَاء دون بَعضٍ. (¬2) ج - ما يَحْرمُ اسْتِعْمَالُه. (¬3) د - وما يُكْرَه استعمالة: وهو الماء إذا غَمَس فيه يده عند القيام من نوم الليل على الخلاف. (¬4) هـ - وما يُسْتَحب استمسالة: وهو ماء زمزم على ما ذكره ابن الزاغوني (¬5) في "الَمنْسَك". ¬
فإِنْ قيل: لم انقسم الماء إِلى ثلاثة أَقْسَام، ولم ينْقَسِم إِلى أكثر؟ قيل: لأَنَّ وجدنا ما يَجُوز اسْتِعْمَالُهُ مطلقاً: وهو المُطْلَق. وما يجوز استعماله مُقَيَّداً بِبَعْض الأَشْيَاء: وهو المَقيَّد. وما لا يجوز اسْتِعْمَالُه مطلقاً: وهو النَجِس. واخْتُلِف في الطَّهُور، هل هو بمعنى الطَّاهِر؟ أم لا. فقال كثير من أصحاب مالك والشافعي وأحمد: "الطهور: مُتَعَدٍّ، والطَّاهِر: لاَزِم"، (¬1) وقال كثير من الحنفية: "الطَّاهِر: هو الطَّهور". (¬2) قال ابن شيخ السَّلامية (¬3): "وهو قول الخرقي". (¬4) لأنه إنما شرط في الماء أن يكون طاهراً. قلت: "وقول ابن شيخ السلامية: إن أراد به أن الخرقي أطلق اسم الطاهر على الطهور، وأن الطهور سُمِّي طاهِراً فَمُسَلَّم، وإِنْ أَرادَ أَنَّه هو في ¬
الاسم والمعنى والفعل فليس بمُسَلَّم، لأَنَّه قَسَّمَهُ بعد ذلك إِلى "مُطْلَق ومُقَيَّدٍ"، (¬1) والمطلق: هو الطهور. قال الحنفية: "لأَن ما تعدَّى "فاعله" تَعَدَّى "فَعُولُه" وما لَزِم "فَاعِله" لَزِم "فَعُوله": كقاتل، وقَتُولٌ، وآكل، وأكُولٌ". (¬2) وقال الأَولُّون: "قوله - صلى الله عليه وسلم - في البحر: "هو الطَّهُور ماؤه" (¬3) حُجَّةٌ لنا، لأنه لو كان المرادُ: الطَاهِرُ لم يَحْصُل الجَوَاب، لأَن من الطَاهِرات ما لاَ يُتَوَضأ به". (¬4) قال الشيخ تقي الدين بن تيمية: "وفَضلُ الخطاب في المسألة: (¬5) أَنَّ صيغة اللزوم والتعدي لفْظٌ مجْمَلٌ يُراد به اللزوم والتعدي النحوي واللَّفْظِي، ويُراد به التعدَّي الفقهي. (¬6) فالأَوَّل: أَنْ يُراد بـ"لاَزِم": ما ينصب الَمفْعُول به، ويراد بـ"التَّعدي": ¬
ما نصب المفعول لَهُ. لهذا لا تُفَرِّق العَرَب فيه بين فاعلٍ وفَعُول في اللزوم والتعدي، وحِينَئذٍ فمن قال: أَنَّ فَعُول هذا بمعنى: فاعل من أنَّ كلاً منهما ينصب المفْعُول به. ومن اعتقد أنَّ فَعُولاً مُتَعدٍّ بهذا المعنى فقد أَخْطَأَ. وأما التَّعَدي الجُمَلي الفقهي فَيُراد به: أَنَّ الطَّهور: هو الذي يُتَطَهَّر به في رفع الحدث، وإِزالة النجاسة، بخلاف ما كان طَاهِراً، ولم يُتَطَهَّر به: كالأَدْهَان ونحوها". (¬1) وعلى هذا فلفظ "طاهر" في الشرع أعم من لفظ "الطهور"، فكل طهور طَاهِر، وليس كل طَاهِر طَهُور. فالعرب تقول: طَهُورٌ، وَوَجُورٌ، وسَعُوطٌ، بالفتح: لما يُتَطَّهرُ به، وُيوجَرُ به، ويُسْتَعَط به. (¬2) وبالضم: للفعل الذي هو مُسَمَّى المَصْدر. (¬3) فالطهور: لا يقع إِلَّا على الماء، وقد يقع على التراب. وأمّا الطَاهِر: فيقع على أشياءٍ كَثِيرةٍ، وقد تنازع العلماء. هلْ كُلُّ طَاهِر طَهُورٌ؟ أم قد يكون الماء طاهراً، ولا يكون طَهُوراً؟ . ففيه قولان في مذهب أحمد وغيره. ¬
أحدهما: أنَّ كُلَّ طَاهِر، فهو طَهُور، (¬1) وعلى هذا: فالماء المتغير بالطاهرات: طاهر وطَهُورٌ. والماء المتغير بأصل الخِلْقة، وما يشق صونه عنه، فإِن هذا طَاهِر وطَهُور في أحد القولين. وهذا مذهب أبي حنيفة، (¬2) وعلى هذا فالماء الطاهر هو الماء الطهور. وبهذا تظهر فائدة النزاع في المسألة. فإنَّ من الناس من قالمالا فائدَة فيها، وأيضاً فالماء المستعمل إن قيل: إِنَّه نَجِس، كأحَدِ القَوْلَين في مذهب أبي حنيفة وأحمد. (¬3) والذي عليه الجمهور: أنه طَاهِر، (¬4) وعلى هذا، فهل هو طَهُورٌ؟ على قولين: فأبو حنيفة وأحمد في أحد القولين ليس بطَهُور فلا يكون طَاهِراً. (¬5) ¬
ومالك وأحمد في الرواية الأخرى، والشافعي في قولٍ يقولون: هو طاهرٌ فهو طَهُورٌ، وهذا هو الأَظهر في الدليل. (¬1) قال شيخنا، الشيخ تقي الدين بن قندس: (¬2) "إنَّ الماء قد يكون طَهُوراً بالنسبة إلى شَيْءٍ، طاهراً بالنسبة إلى شيء، وهو في فَضْل طَهارة المَرأة فإنه يكون طهوراً بالنسبة إليها، وإلى غير الرجل، وإلى الرجل يكون طاهراً والله أعلم". 12 - قوله: (لا يُضاف إلى اسْم شَيْءٍ غَيْرِه)، أَرادَ الإضافة النحوية. قال الشيخ: (¬3) "المطلق ما ليس بِمُضافٍ إلى شيءٍ غيرِه - وهو معنى قوله: لا يضاف إلى اسم شيءٍ غيره - وإنما ذكره صفَةً لَهُ وبياناً". (¬4) 13 - قوله: (مثل ماء البَاقِلاَء)، البَاقلاءُ: الحَبُّ المعروف، (¬5) يشدد ويخفف. ¬
فإِذا شُدِّد: كان مقصوراً، وإِذا خفف: كان ممدوداً، وقد يُقْصَر. ذَكَر اللُّغات الثلاث ابن سيدة (¬1) في "الُمحكم". (¬2) 14 - قوله: (وماء الحِمَّصِ)، الحمص: معروف أيضاً، بكسر "الحاء" و"الميم" المشدَّدة، كذا رأيتُ بخط أَغيَانِ المَذْهب مَضبوطاً. قال ابن خطيب الدهشة: (¬3) "الحِمَّصَ: معروف بكسر "الحاء" وتشديد "الميم"، لكنها مكسورةٌ أيضاً عند البصريين، ومفتوحة عند الكوفيين". (¬4) وكان شيخنا محي الدين (¬5) ينكر حمص بكسر "الميم"، ويقول: "إِنما هو حمَّص بفتح الميم". 15 - قوله: (وماءُ الوَرْدِ)، الوَزدُ معروف، وهو ساكن "الراء"، ويُخْرَج ماؤُه، وقد كَثُرَ مَنحُ النَّاسَ لَهُ. ¬
قال ابن سكَّرة الهاشِمي: (¬1) لِلوَزدِ عِنْدِي مَحَلٌّ ... لأنه لا يُمَلُّ كلُّ الرَّياحِين جُنْدٌ ... وهو الأميرُ الأَجَلُّ (¬2) إنْ غابَ عَزُّوا وبَاهُوا ... حتى إذا عَاد ذَلُّوا وقال غيره: (¬3) زَمنُ الوَرْدِ أَظْرَف الأَزْمَان ... وأَوَانُ الرَّبيع خَيْر أَوَانِ أَشْرَفَ الزهْر زَارَ في أَشْرَفِ الدَّهْر ... فَقَبِّل فيه أَشْرَف الفِتْيَانِ وقال غيره: تَمَتَّع مِنْ الوَرْد القَلِيل بَقَاؤُهُ ... فَإنك لم يَحْزُنْك إِلَّا فَنَاؤُه وَوَدِّعْهُ بالتَقْبِيل واللُثْمِ والبُكَا ... ودَاعَ حَبِيبٍ بعْد حَوْل لِقَاؤهُ (¬4) قال بعضهم: "إذا أَوْرَدَ الوَرْدُ صَدرَ البَرْدُ". وقد ذَمَّ الوَرْدَ قَوْمٌ وهَجَوْهُ. فَهجاهُ ابن الرومي، (¬5) لأَنه كان يَزْكَم مِن رائِحَته، فقال فيه ما هو من عجائب التَشْبِيه: ¬
وقائِل لم هَجَوْتَ الوردَ مُتَعمداً ... فقلتُ منْ سَخَفِه عِنْدي ومن سَقَطِه وكأنه سَزم بَغْلٍ حين يُخْرِجُه ... عند البرازِ وباقي الرَوْثِ في وَسَطَه (¬1) 16 - قوله: (وماء الزَغفَران)، الزعفران بسكون "العين" وفتح "الفاء". (¬2) قال ابن خطيب الدهشة: "زَغفَرتُ الثَوْبَ: صبغته بالزَغفَران". - (¬3) فهو مُزَغفَرٌ، بالفتح اسم مفعول. 17 - قوله: (مِمَّا لاَ يُرَايِل)، أي لاَ يُفارِق، قال الله تعالى: {لَوْ تَزيَّلُوا}: (¬4) أي: لو تفرقُوا. قال الشاعر: أنا ابن أبي البَراءِ وكُلُّ قَوْمٍ ... لَهُم من سِبْرِ وَالدِهِم رِدَاءُ ¬
وسِبْرِي أَنَّنِي حُرٌّ نَقِيِّ ... وأَنَّي لاَ يُزَايِلُنِي الحَيَاء (¬1) أي: لا يفارقني الحياء. قال الشيخ في "المغني": قوله: "مما لا يزايل اسْمُهُ اسمَ الماء في وقت" (¬2) صفة للشيء الذي يضاف إليه الماء، ومعناه: لا يفارق اسمه اسم الماء - والمزايلة: المفارقة. ثم ذكر الآية. (¬3) وقول أبي طالب: (¬4) ... ... ... وقد طَاوَغوا أَفرَ العَدُوِّ المُزَايِل (¬5) أي: الُمفَارِق - أي لا يُذْكَر الماءُ إِلا مُضافاً إِلى المُخَالِط لهُ في الغَالِب. (¬6) قال: وُيفِيد هذا الوَصْفُ، الاحترازُ مِن الُمضَافِ إلى مَكانِه وَمقَرِّه كماء النهر والبِئْر، فإِنَّه إِذا زَال عن مَكَانِه زَالت النِسْبة في الغَالِب، وكذلك ما تَغَيَّرتْ رائِحَته تَغَيُّراً يَسِيراً، فإِنه لاَ يُضاف في الغَالِب. ¬
وقال القاضي: هذا احترازٌ من الُمتَغَيِّرِ بالتُراب، لأنه يَصْفُو عنه وُيزَايِل اسْمُهُ اسْمَهُ ". (¬1) 18 - قوله: (فَلَم يُوجَد لَه طَعْمُ)، الطَّعْمُ: هو ذَوْقُ الفَمِ: وهو أَنْ يَخْرُج الماءُ عن طَعْمِه. 19 - قوله: (ولا لون ولاَ رَائِحة)، اللَّوْنُ: معروفٌ: وهو مَرْئَى العَيْن من بياضٍ وسوادٍ، وحُمْرَة وغير ذلك. والرائحةُ: معروفة، وهي شَمُّ الأَنْفِ. 20 - قوله: (حتى يُنْسَب الماءُ إِليه)، أي إلى السَاقِط. واختلفوا في هذه اللفظة، هل هي عائدة على الصفاتِ الثلاث؟ (¬2) أو إِلى الرائحة فقط؟ على قولين: 1 - فقال بعضُهم: إنَّها عائدةً إلى الصَّفات الثلاَث، أي: إذا تَغَيَّر في صِفَاتِه الثلاث، حتى يُنْسَب إلى السَّاقِط فيه على إطْلاَقِه. وإذا لم تتغَيَّر صِفَاتُه الثلاث، ولم يُنْسَب إلى الساقِط لم يَخْرُج عن إطلاقه وهو معنى كلاَم غَيْرِه "غير اسْمِه". ب - وقال بعضهم: إنَّها على "الرائحةِ" فَقط، (¬3) لأَنَّه لمَّا فَرَّق بيْن ¬
الرائِحة اليَسِيرَة والكثيرةِ، وبيْن أَنْ تُعْلَم الرائحةُ اليسيرة من الرائحة الكثيرةِ. قال: الرائحةُ الكثيرة: هي أنْ يُنْسب الماء إِلى السَّاقط، واليَسِيرَة: هي أَنْ لاَ يُنْسَب إِلَيْه. فتكون [في] (¬1) هذه الكلمة فَزقٌ بين الرائحةِ الكثيرةِ واليسيرةِ. فالرائحةُ اليسيرةُ: التي لا تُؤَثِّر في الماءِ ولا يتلَوَّن معها الماء السَاقِط. والكثيرةُ: هي المؤثِّرةُ فيه، بحيث يُنْسَب معها إِليه. والله أعلم. 21 - قوله: (وإذا كان الماءُ قُلَّتَيْن)، واحِدَتُهما قُلَّةٌ: وهي الجُرَّة، (¬2) سُمِّيت بذلك، لأن الرجل العظيم يَقلَّها بِيَدَيْه: أي يَزفَعُها. (¬3) يقال: قَلَّ الشَّيْءُ، وَأَقَلَّهُ: (¬4) إِذا رَفَعَهُ. وأَصلُ القُلَّةِ في كلام العرب: المكان القَلِيل في رأْس الجَبَل. (¬5) وإنَّما ¬
سُمِّيت الجُرَّةُ قُلَّةً - والله أعلم - من عادة نِسَاءِ العَرب أَنْ يحْمِلْنَها فوق رؤُوسِهِنَّ، أخذاً لذلك من المكان القليل على رأس الجبل. والمرادُ بالقِلاَلِ: قِلاَلُ هجر، (¬1) لأَنَّها أكبر القِلاَل، (¬2) ولأَن في بعض الأحاديث "إِذا كَان الماءُ قُلَّتَيْن بقِلاَلِ هجر ... " (¬3). 22 - قوله: (وهو خَمسُ قِرَب)، القِرَب: واحِدَتها قِرْبَة، واخْتُلِفت الرواية عن أحمد، كم القُلَّة قِرْبَةً، على ثلاثِ روايات: أ - إِحداها: أَنَّها خَمسُ قِرَب. ب - والثانية: أَرْبَعٌ. ¬
ج - والثالثة: أَرْبَعٌ وثُلُثا قِرْبةٍ. (¬1) والقِزبَة مائَة رِطْل. فعلى الرواية الأولى: هي خَمسُ مَائَة رِطل، (¬2) وعلى الثانية: أَرْبَعمائة، (¬3) وعلى الثالثة: أربعمائة وسِتَة وسِتُون رَطِلاً. وهذا بالرطل العراقي. (¬4) وإذا أردت أَنْ تَعْرِف العراقيَّ بالدمشقيَّ، فَخُذْ سُبْعَ العِرَاقيِّ، ونِصْفَ سُبْعِه، فما بلغ فهو الدمشقيُّ. فعلى الرواية الأولى: هي مائة وسَبْعَة أَرْطَال وسُبع رطْلٍ بالدمشقي. وعلى الثانية: خمسة وثمانين رِطلاً وخمسة أَسْبَاع رِطْلٍ. وعلى الثالثة: مَائَة رِطْلٍ. ¬
23 - قوله: (النجاسة)، هي المُسْتَقْذَرة. (¬1) وهي في الاصطلاح: "أعيانٌ مستقذرةٌ شرعاً يُمْنَع الُمكَلَّف من اسْتِصْحَابِها في الجُفلَة"، ويقال: "يُمْنَع الُمكَلَّف من صِحَّة الصلاة معها في الجُملة". وفي "المطلع": "هي كل عيْن حَرُم تَنَاوُلُها مع إِمكَانِه، لا لِحُرْمَتِها، ولا لاسْتِقْذَارِها ولا لِضَرَرٍ بها في بَدن أوْ عَقْل". (¬2) 24 - قوله: (بَوْلاً أو عَذِرَةً مائعةً)، المراد: بَوْل الآدميين وعَذِرَتِهم. (¬3) والبَوْلُ: هو الخارج من القُبُل، والعَذِرَةُ ما خرج من الدُبُر. (¬4) وفي العُرف: الفَضلةُ الُمستقذرةُ، وفي الحقيقة هي: فِنَاءُ الدَّارِ، ولذلك ¬
قال علي (¬1) رضي الله عنه لقَوْمٍ: "ما لكم لا تُنَظِّفُون عَذِرَاتِكم"، (¬2) يريدُ: أَفْنَيتِكُم. (¬3) 25 - قوله: (يَنْجُس)، يقال: نَجِسَ يَنْجَسُ، كعَلِمَ يَعْلَمَ، ونَجُس يَنْجُسُ، كَشَرُفَ يَشْرُفُ. فنَجِسَ بفتح "الجيم" وكسرها. 26 - قوله: (الَمصانِع)، واحدها: مَضنَعٌ، وهو المكان الذي يُجْمَع فيه الَماء. قال الشيخ: "يَغنِي بالَمصَانِع: البِرَكُ التي صُنِعَت مورداً للحَاجِّ، يشربون منها، ويجْتَمِع فيها ماءٌ كثير، ويفْضُل عنهم". (¬4) 27 - قوله: (بطرِيق)، الطَرِيقُ: (¬5) هو المكان الذي يُذْهَب فيه، وهو الَمسْلَكَ. ¬
28 - قوله: (مكة)، مكة: علم على جميع البَلْدَة، وهي البلدةُ الَمعْرُوفة المعظَّمة المحْجُوجَة، غير مصْرُوفَةٍ للعَلَمِيَّة والتأنيث. وقد سماها الله تعالى في القرآن بأربعةِ أسماءٍ: (¬1) بكَّة، (¬2) والبَلْدة، (¬3)، والقرية، (¬4) وأم القرى. (¬5) قال ابن سيدة: "سُمِّيت مكة: لِقلَّة مائها، وذلك لأَنَّهم كَانُوا يَفتَكُّون الماء فيها: أي يَسْتَخْرِجُونَه. وقيل: لأَنَّها كانت تَمُكُّ مَنْ ظَلَم فيها: أي تُهْلِكُه. (¬6) وأما "بكة" بالباء، (¬7) فيها أربعة أقوال: أحدها: أَنَّها اسم لِبُقْعَة البيت. (¬8) ¬
والثاني: أَنَّها ما حول البيت، ومكة: ما وراء ذلك. (¬1) والثالث: أنَّها اسمٌ للمسجد والبيت، ومكة الحَرمُ كلُّه. (¬2) والرابع: أن مكة هي بكة، (¬3) قاله الضحاك. (¬4) واحتج بأن "الباء" و"الميم" يتعاقبان، يقال: سَمَد رَأْسَه، وسَبَدَهُ، وضَرْبةَ لاَزِم، ولاَزِبٍ. (¬5) 29 - وقوله: (ما لَيْسَتْ لَهُ نفسٌ سائلةٌ)، كذا في أكثر النسخ "ليست" - وفي نسخة بخط القاضي أبي الحسين: (¬6) "ليس". و(النفس): المراد بها في كلام الشيخ: الدَمُ. و(السائلة): هي الجَارِية، قال صاحب "المطلع": (¬7) "النفس السائلةُ: ¬
الدَمُ السَائِل قال الشاعر: (¬1) تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَات نُفُوسُنا ... ولَيْس على غير الظُّبَاتِ تَسِيلُ وسُمِّي الدم نَفْساً: لنفَاسَتِه في البَدَن". قال الشيخ في "المغني": "النفس ها هنا: الدَمُ، يعني ما لَيْس لَهُ دمٌ سائل. قال: والعرب تُسَمِّي الدَمَ نفساً". (¬2) قال الشاعر: (¬3) نُبَئْتُ أَنَّ بَني سُحَيْمٍ أَنخَلُوا ... أَبْيَاتَهم تَامُور نَفْسِ الُمنْذِر يعني: دَمَه، ومنه قيل للمرأة: نُفَسَاء: لسيلان دَمِها عند الولادة. وتقول العَرَب: نَفِسَت المرأةُ: إذا حاضَتْ. واختلف الناس في النفس ما هي. هل هي عرض؟ أم جسم؟ وهل هي الروح؟ أم لا، وهل هي نفس واحدة؟ أم لا. وقد طال الكلامُ في "الروح" لابن القيم على ذلك. (¬4) ¬
30 - قوله: (الذُباب)، بضم الذال المعجمة: وهو هذا الطائر المعروف، وهو مفردٌ، وجَمْعُه: ذِبَّان، وأَذِبَّةٌ، ولا يقال: ذُبَابَة، نَصَّ على ذلك ابن سيدة والأزهري. (¬1) وأما الجوهري فقال: "واحده: ذُبَابَةٌ، ولا يقال: ذِبَانَةٌ". (¬2) قال صاحب "المطلع": "والصواب الأول. قال: والظَاهِرُ أنَّ هذا تصحيفٌ من الجوهري راهم قَالُوا: ولا يُقال: ذُبَابَة واعتقدها ذِبَانَةٌ، وأَجْرَاهُ مَجْرَى أسماء الأجناس الُمفَرَّقِ بينها وبين واحدها بالتاء كـ"تَمرٍ" و"تَمْرَةٍ". (¬3) وُيطْلق على "الدَبْرِ": وهو الزَّنْبُور، فَوَردَ تسميتُه بالدَبْر في حديث: "مثل الظُلَّة من الدَبْرِ" (¬4) وورد تسميته بـ "الزَنْبُور" في كلام العرب. (¬5) وهو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إذا وقع الذُبَاب في إِناء أَحدِكُم فلْيَغْمِسْه ثم ليَرْفَعْه، فإِن في أحدِ جَنَاحَيْه داءً، وفي الآخر شفاء". (¬6) أَمر بِغَفسِه، لأنه يقع أولاً: جَنَاحُ الدَّاء، فَغُمِس، ليَنْزِل جناح ¬
الشِفاء، فيعتدل الدَّاءُ والشِّفَاءُ. 31 - قوله: (العَقْرَب)، بفتح "العين" وسكون "القاف": من الحشرات ذوات السموم. (¬1) وفي الحديث: "لَعَن الله العَقْرَب". (¬2) 32 - قوله: (الخُنْفَسَاء)، هي بضم "الخاء" وسكون "النون" وفتح "الفاء" عن الحَشَرات معروفةٌ سَوْدَاء. 33 - قوله: (بِسُؤْرِ)، السُؤْرُ - مهموز. فَضْلَةُ الأكل أَو الشُرْب، ذكره صاحب "المحكم" (¬3) من اللغويين، وصاحب "المستوعب" (¬4) من أصحابنا. وسُورُ البلد: غير "مهموز"، والسورة من القرآن: "تُهْمَز" لِشَبَهِةا بالسُؤْر: البَقِية، ولا "تهمز"، لشبهها بسُور المدينة. (¬5) 34 - قوله: (بَهِيَمة)، البَهِيَمةُ: واحِدَةُ البهائم، سميت بَهِيمةً، لأَنَّه لا يُفْهَم لها مَنْطِق. (¬6) ¬
والبهائِم تُطْلَق عند "الشيخ" على كُلِّ ما عدا الإنسان. (¬1) 35 - قوله: (إلَّا السِنَّور)، بكسر "السين" وفتح "النون": (¬2) وهي الهِرَّةُ بكسر "الهاء" وهي القِطَّة بكسر "القاف". 36 - قوله: (ولُوغ) بضم "اللام"، يقال: وَلَغ، يَلَغ، بفتح "اللام" فيهما ذكره الزركشي. وحكى ابن الأعرابي (¬3) كسرها في الماضي، وهو - أَعْني "الوُلُوغ" - إذا شَرِب في الإِناء بِطَرَفِ لِسَانِه، ثم استعمل لأَكله ولَحْسِه الإِنَاء. 37 - قوله: (كَلْبٍ)، الكَلْبُ: واحدُ الكِلاَب، بفتح "الكاف" وسكون "اللام": الحيوان المعروف. قال الله عز وجل: (كَمثَل الكَلْبِ)، (¬4) وله أشياءٌ اخْتُصَّ بها. (¬5) ¬
38 - قوله: (أوْ بَوْلٍ)، واحِدُ الأَبْوَال: وهو الخَارِج مِن قُبُلِ الآدَميِّ والحيوان. 39 - قوله: (سبْعُ مَرَّاتٍ)، السَّبْع: عِقْدٌ من العَدَد، وليس هو آخر العِقْد الأَوَّل على الصحيح، وآخره العَشْرَة. وذهب بعضهم إلى أنه آخر العِقْد الأَوَّل. واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}. (¬1) فقبل انتهاء العِقْد لم يَغطف، فلما انتهى العِقْد، عَطَف عليه بـ"الواو". (¬2) وهذا العدد قد اتَّفَق في عدة أشياء، "السموات، والأرض" وأكثر ذلك في كتاب "السكْرَدَان" (¬3) لابن أبي حجلة. (¬4) و(مَرَّاتٍ)، جفع مَرَّةٍ. 40 - قوله: (بالتُّرابِ)، قال الجوهري: "التُراث فيه لغاتٌ، ترابٌ، ¬
وتَوْرَابٌ، وتَيْرَبٌ، وتُرْبٌ، وتُرْبَة، وتَرْبَاءُ. وجَمْع التُّراب: أَتْرِبَةٌ، وتِرْبَانٌ". (¬1) 41 - قوله: (في السَفَر)، السَفَر، بفتح "السين" و"الفاء"، وفي الحديث: "السَفَر قِطْعَةٌ من العَذَاب". (¬2) 42 - قوله: (إنَاآن)، ثنيةُ إِناءٍ. (¬3) 43 - قوله: (أراقَهُما)، الإِرَاقَةُ: لا تكون إلا في مَائِعٍ، وهي إفْرَاغُه على الأرض وفي قصة علي مع أبي ذَرٍّ. (¬4) "قمتُ كأَنِّي أُرِيقُ الَماء". (¬5) والله أعلم. ¬
باب: الآنية
باب: الآنية وهي جَفع إِنَاءٍ، كَسِقَاءٍ، وأَسْقِية. وجَمْعُ الآنية: الأَوَانِي. (¬1) والآنية: هي كلُّ ما كان وِعَاءً لِشَيْءٍ، وأَفْضَلُها: الجُلُود. لقوله عليه السلام: "عليْكُم بالُموكَى، (¬2) وفي روايةٍ: "بالأَوَانِي التي يُلاَثُ على فَمِهَا" (¬3) 44 - قوله: (جِلْدُ)، هو معروفٌ، ويقال لما قَبْل الدبغ: جِلْدٌ، وبعده: إِهابٌ، وقيل: عَكْسُه. (¬4) وفي الحديث: "لا تَنْتفِعُوا من الَميْتَةِ بإِهَابٍ ولا عَصَبٍ". (¬5) ¬
وفي حديث عمر: (¬1) "فإِذا أُهُبٌ مُعَلَّقةٌ". (¬2) وكلام أصحابنا يَدُلُّ على أَنَّه قَبْل الدَبْغِ: جِلْدٌ، وكلام الخرقي يدُلُّ على أَنَّه: جِلْدٌ قَبْل الدبْغ وبعْدَهُ. (¬3) وفي الحديث: "أَيُّما إِهَابٍ دُبغَ فقد طَهُر"، (¬4) فيدُلُّ على أَنَّ ما قَبْل الدَبْغ: إِهابٌ. وقد يقال: سمَّاهُ بما يَؤُول إِليْه، أَوْ يقال: إِنَّما حكم عليه بالطَّهَارة وبتَسْمِيَتِه إِهاباً بعد دَبْغه، يعني: إِذا وجدنا إِهاباً مدْبُوغاً فهو طَاهِرٌ. 45 - قوله: (ميْتَة)، قال الجوهري: "الموتُ: ضِدُّ الحياة، وقد مَاتَ، يَمُوتُ، وَيمَاتُ، فهو مَيِّتٌ، ومَيْتٌ. قال الشاعر (¬5): ليس مَنْ ماتَ فاسْتَرَاح بِمَيْتٍ ... إِنَّما الَميْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ فَجَمَعَهُمَا. والَميْتَةُ: ما لم تَلْحَقْه الذكاة. (¬6) انتهى كلامه. ¬
قال ابن أبي الفتح: "كذلك يقال: مَيْتَة، وَمَيِّتَةٌ، والتخفيف أكثر". (¬1) قال الحافظ أبو الفرج: (¬2) "وهي في الشرع: اسم لِكلِّ حيوان خرجتْ رُوحُه بغير ذكاة". وقد تُسَمَّى في بعض الأحوال ميتةً حكماً، كذبيحة المُرْتَد. 46 - قوله: (دُبِغَ)، دُبِغَ الجِلْدُ، يُدْبَغُ دَبْغاً، ودِبَاغاً. والدِبَاغُ: ما يُدْبَغ به، يقال: الجِلد في الدِبَاغ، وكذلك: الدِبْغُ والدِبْغَةُ بكسرهما. (¬3) 47 - قوله: (نَجِسٌ)، بفتح "الجيم" وكسرها، وهو في اللغة: المستقذر. يقال: نَجِسَ ينْجَس، كعَلِمَ، يَعْلَمُ، ونَجُسَ يَنْجُسُ، كَشَرفُ يَشْرُفُ. وهو في الاصطلاح: كل عين حرم تناولها، مع إِمكانه، لا لِحُرمَتِها، ولا لاستقذارها، ولا لِضَرَر بِها في بدَنٍ أوْ عَقْلٍ. (¬4) 48 - قوله: (عِظَام)، جمْع عَظْمٍ، وهي بكسر "العين" وفتح "الظاء"، قال الله عز وجل: {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ} (¬5) 49 - قوله: (ويُكْرَه أَنْ يُتَوَضأ في آنية الذَهب والفِضَّة)، الكراهةُ: أَحَدُ ¬
أقسام التكليف، والمكْرُوه: ما أُثيب على تركه، ولم يُعَاقَب على فِعْلِه. (¬1) وتطلق الكراهة على التحريم، وتَرْك الأَوْلَى، وإِذا أُطْلِقت في الغالب فهي للتنزيه. (¬2) وهي في كلام الشيخ هنا للتحريم، قاله أكثر أَصْحَابِنا. (¬3) (والذَّهَب)، معروفٌ، وله أسماءٌ منها: النَضْرُ، والنَّضِيرُ، والنُّضَار، والزِّبْرَجُ، والسَّيْرَاءُ، والزُّخْرُف، والعَسْجَد، والعِقْيَان (¬4) والتِّبْر غير مَضْروبٍ، وبعضهم يَقُولُه للفِضَّةِ. وللفِضَّةِ أسماءٌ: الفِضَّةُ، واللُّجَيْنُ، والنَسَل، والغَرَب، وُيطْلَقان على الذَّهب أَيضاً ويُسَمى الوَرِق، بكسر "الراء"، (¬5) وله: مَدْحٌ وذَمٌ. وفيه قول ¬
الحريري: (¬1) تباً لَهُ من حَادِق مُمَاذِقٍ ... أَصْفَر ذِي وَجْهَيْن كالُمنَافِق (¬2) 50 - قوله: (أَجْزَأَهُ)، الإِجْزَاء: وقوع الفِعْل كافياً. 51 - قوله: (وصُوفٍ)، ما هو على الضَأْن. وما على الإبل: وَبَرٌ وما على الَمعْزِ والبَقر وغيرهما: شَعَر. قال الله عز وجل: {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} [النحل: 80]. (¬3) 52 - قوله: (وشَعَرِها)، بفتح "العين" وسكونها عن يعقوب، (¬4) وجمعه: أَشْعَارٌ، وشُعُورٌ. 53 - قوله: (طَاهِرٌ)، هو ضِدُّ النَجِس، وقد تَقَدم. (¬5) ¬
*باب: السواك وسنة الوضوء*
* باب: السِّوَاك وسنَّةُ الوضوء* (السِّوَاكُ): بكسر "السين": اسم للعُود الذي يُسْتَاكُ، وكذلك: الِمسْوَاك، بكسر "الميم". (¬1) قال ابن فارس: (¬2) "وسُمِّي بذلك، لكون الرَّجُل يُردِّدُه في فمه ويُحَرِّكُه، يقال: جاءت الإبل هُزْلَى تُسْاوكُ: إِذا كانت أعناقُها تضطرب مِنَ الهُزَال". (¬3) فكأَنه مأخوذٌ مِنْ تَردُّد أَعْنَاق الإِبل، لُمِشَابَهَته، لاضْطِرَاب أَعْنَاقِها، لأنه يَضْطَرِب في الفم. والتَّسَاوكُ: الاضْطِرَاب. وذكر صاحب "المحكم" أنَّ السِّوَاك يُذَكَّر وُيؤَنَّث، وجَمْعُه: سُوكٌ، ¬
كَكِتَابٌ، وكُتُب. وذَكَر أَنَّه يقال في جَمْعِه: سُؤُكٌ بالهمز. (¬1) و(السُنَّة)، ما أَثِيب على فِعْلِها، ولم يُعَاقَب على تَرْكِها، وهي المستحب والمندوب ألفاظٌ مترادفةٌ بمعنىً واحدٍ. (¬2) و(الوُضُوءِ)، بضم "الواو" الفِعْلُ، (¬3) وبفتحها: الماء الُمتَوَضأ به على المشْهُور، ولهذا ورد في الحديث: "تُدْعَوْنَ غُرّاً مُحَجَّلِينَ من آثار الوضوء" (¬4) بالضم، وَورَد: "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دَعا بِوَضُوءٍ" (¬5) بالفتح: وهو الماء. ¬
وحُكِيَ الفتح في الفِعْل، والضم في الماء. (¬1) والوُضُوء لغة: النظافة والحُسن، ومنه: "وَجْهٌ وَضِيءٌ"، "وجَارِيةٌ وَضِيئَةٌ"، مُشتقٌ مِنْ الضَّوْءِ ضد الظَّلام، ومنه في حديث أم معْبَد: (¬2) "ظَاهِر الوَضّاءة"، (¬3) سُمِّيَ بذلك لتَحْسِينِه فاعله في الدنيا والآخرة. ففي الدنيا بإِزالة الأَوْسَاخ والأَقْذَار، وفي الآخرة بالنُّور الذي يَحْصل منه، كالغُرَّةِ والتحجيل وغير ذلك. وفي الشرع: "عبارة عن الأفعال المعروفة من النية، وغَسْل الأَعضاءِ الأربعة بالطهور". (¬4) 54 - قوله: (السِّواك سُنَّةٌ يُسْتَحب)، أَوْرَدَ عليه بأن السُنَّة هو ¬
المُسْتَحب، فَلِأي شَيْءٍ قال: "سُنَّةً يُسْتَحب". قيل: أراد بالثاني: تأكد الاسْتِحْبَاب، وقيل أَراد بالأَوَّل، وهو قوله: (سُنَّة): الاصطلاحية التي هي أَحَد أقسام "أصول الفقه"، التي هي "الكتاب والسُنَّة". وهي ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَولاً، أَوْ فعلاً، أوْ إِقراراً، (¬1) وهي أَعَمُّ من أنْ يكون الحكم فيها واجباً، أو مستحباً، فلهذا قال: يُستحب. والله أعلم. 55 - قوله: (عِنْد)، هي لَفْظَةٌ تَلْزَمُها الإِضافة، كـ"قبل"، و "بعد". 56 - قوله: (كُلّ)، لفظةٌ من ألفاظ العموم تلْزَمها الإِضافة أيضاً. 57 - قوله: (فَيُمْسِك)، الإِمساك: الكَفُّ عن الشَّيءِ، ومن ثم قيل للصوم: إِمسَاك، لأَنَّه كَفٌّ عن الطعام، والشراب وغيره. 58 - قوله: (صلاةَ الظهر)، لغة: الوقت بعد الزوال. قال الجوهري: "الظُهر بالضم: بعد الزوال، ومنه صلاة الظهر". (¬2) آخر كلامه. قال صاحب "المطلع": "والظُهْرُ شرعاً: اسم للصلاة، وهي من تسمية الشيء باسم وَقْتِه". ¬
وقولنا: "صلاة الظهر": (¬1) أي صلاة هذا الوقت. وقال ابن مالك في (¬2) "مثلثه": "الظَّهْرُ: خِلافُ البَطْنِ منْ كُلِّ شيءٍ، وما غَلُظَ من الأرض، والرِّكَاب التي تَحْمِل الأَثْقَال في السَفَر، ومصدر ظَهَرَ الُمتَعدِّي. والظِّهْر: لغة في الظَّهْرِ: وهو وجَع الظَّهْر. والظُّهْرُ: وقتُ الزوال" (¬3) آخر كلامه. 59 - قوله: (تَغْربُ)، يقال: غَربتْ تَغْرُبُ غُرُوباً، ومَغْرِباً: أي غَابَت وسُمِّي الَمغْرِبُ مَغْرِباً، لأَنَّها تَغِيبُ فيه. قال ابن مالك: "غَربَ الرَّجل: بَعُدَ، والنَّجْم، وغَيْرهُ: غابَ. وغَرِبَت العَيْنُ: وَرِمَ مأْقُها، والشاةُ: تَمعَّطَ خُرْطُومها، وسقَط شَعْر عَيْنَيْها. وغَرُبَت الكَلِمَة: غَمُضَ مَعْنَاها. والرَّجُل: صار غَرِيباً". (¬4) ¬
60 - قوله: (الشَّمس)، معروفةٌ: قال الله عز وجل: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ}. (¬1) والشَّمسُ في السماء الرابعة، والظَّاهر والله أعلم: أنَّ ضَوْء النَّهار من ضَوْئِها. وفي الغَالِب: إنَّما يُمَثَّلُ في الحُسْنِ بِضَوْئِها. وَوَرد عنه عليه السلام أَنَّه قال: "عليكم بالشَّمْس فإِنَّها حَمَّام العرب". (¬2) وفي الصحيح عنه عليه السلام: "الشمس والقَمَر مُكَوَّران يوم القيامة". (¬3) وفي غير الصحيح: "في نَارِ جَهَنَّم". (¬4) قال بعضهم: لأَنَهما عُبِدَا من دُونِه. وعندي، أَنَّ ذلك ليس على وجه التعذيب لهما، بل على وجه التعذيب بهما، فإِنَّهُما يزيدان حَرَّ جَهَنَّم. (¬5) وفي الصحيحين عنه عليه السلام: "أَنَّ الشَّمس والقَمَر لا يَخْسِفان ¬
لمَوْتِ أَحَدٍ ولا لحِيَاتِه، ولكنهما آيَتان من آياتِ الله يُخَوَّفُ الله بهما عِبَاده، فإِذا رَأيْتُم ذلك فافْزَعُوا إِلى الصلاة والذِكْر". (¬1) وفيهما أَحَادِيث كثيرةٌ ليس هذا مَوْضِعُها. 61 - قوله: (اليَدَيْن)، واحِدَتُهما: يَدٌ، وجَمعها: أَيْدِي، وحينَ أُطْلِقَت اليَدُ في الشرع، تَنَاولت إِلى الكُوع، ولا تَتَعَدَّاهُ إِلَّا بِدَلِيلٍ. (¬2) 62 - قوله: (نَوْم)، هو مُفَارَقة الرُّوح الروحَانِية للبَدَن، بسبب تَصاعُد الأَخيرة إِلى الدماغ (¬3) ومَبادِئه يكون نُعاساً وسِنَةً. قال الله عز وجل: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}. (¬4) 63 - قوله: (اللَّيل)، معروفٌ، قال الله عز وجل: {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} (¬5) وقال: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}. (¬6) ¬
وأَوَّلُه: مِنْ مغِيب الشَّمس إلى طلوع الفَجْر الثاني، وُيضْرب به المثل في السَّوَاد فيقال: أَشَدُّ سَواداً من اللَّيْل. وجمْعه: لَيَالي، لأَنَّه يقال في وَاحِده: ليلةٌ ومنه اشْتُقَ اسم "لَيْلَى"، إِمَّا لسوادِ عَيْنَيْها وشَعْرِها، وإِمَّا لسَوادِ سائر (8/ أ) جَسَدِها. 64 - قوله: (قَبْل)، لَفْظَةٌ تَلْزَمُها الإِضافة. "قَبْل" و"بَعْد". 65 - قوله: (والتَّسْمِية)، هي قول: "بِسم الله" في ابتداء الوُضُوء. (¬1) 66 - قوله: (والمبَالَغة)، المبالغةُ في الشَّيْء: استِقْصَاؤهُ بِجَميع ما فيه. وهي في الاسْتِنْشَاق: اجْتِذَابُ الماء بالنَّفَس إِلى أَقَاصِي الأَنْفِ، ولا يجْعَلُه سَعُوطاً. (¬2) وأَمَّا في الَمضْمَضَةِ: فهي إِدَارَة الماء في الفَمِ إِلى أَقَاصِيه، ولا يجعله وَجُوراً. (¬3) ¬
67 - قوله: (الاسْتِنْشَاق)، يقال: اسْتَنْشَق الشَّيْءَ، يَسْتَنْشِقهُ اسْتِنْشَاقاً فهو مسْتَنْشِقٌ، والمفعول به: مسْتَنْشَقٌ به. (¬1) واسْتَنْشَق في الوُضُوء: غَسل أَنْفَه بالماء من دَاخِل (¬2). 68 - قوله: (وتَخْلِيل اللِّحية)، اللِّحيةُ، بكسر "اللاَّم": شَعر الوَجْه المعْرُوف، وجمعها: لُحَي، بكسر "اللام"، وضمها، حكاه الجوهري (¬3). وقال ابن مالك في "مثلثه": "اللَّحَا: مصدر لَحِيَ الرَّجل: طالتْ لحيتهُ، واللَّحَا: مقْصُور اللِّحاءِ: وهو قِشْر الشَجَرةِ وغيرها. واللُّحى - بالضم والكسر -: جمع لِحْيَةٍ" (¬4). وتَخْلِيل اللِّحْية: "إدخال الأَصَابِع فيها عند غَسْلِها، ليَبْلُغ الماء إلى أصُول الشَعَر" (¬5). 69 - قوله: (جَديدٍ)، الجديدُ: ضِدٌ القديم، والمرادُ به: أَنْ يأْخُذ ماءً غير ماءِ الرأس (¬6). ¬
70 - قوله: (للأذُنَيْن)، واحِدَتُهما: أُذُن، وجَمْعُها: آذَانٌ. قال الله تعالى: {وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ} (¬1). وهما: مِنْ الرأس، كما نَقَل عنه "الشيخ" في "الحجِّ" (¬2) في قوله: "والأُذُنَانِ من الرأس" (¬3). وقيل: هما عُضْوَانِ مستَقِلان. وقيل: هُمَا من الوجه. وقيل: ما أَقْبَل منهما من الوجه، وما أَدْبَر من الرأس. 71 - قوله: (ظَاهِرَهُما)، الظَاهِر: خِلافُ البَاطِن، سُمَّي بذلك لظُهُورِه غَالباً. 72 - قوله: (وبَاطِنَهُما)، البَاطِن: خِلاَف الظَاهر، والبَطْن: جَوْف كُلِّ شَيْئٍ وداخِلهُ (¬4). 73 - قوله: (وتخْلِيلُ ما بين الأَصَابع)، الَأصَابع: واحِدَتها أُصْبعُ، تُذَكَّر ¬
وتُؤنَّثُ، وفيها عَشْر لُغَاتٍ، فتح "الهمزة" مع تثليث "الباء" وكسرها مع تثليث "الباء" أيضاً وضَمُّها مع تَثْلِيثها أيضاً. والعاشِرَة: "أُصْبُوع" بضمها، وضم "الباء"، وبعدها "واو" (¬1). وقوله (وتَخْلِيل ما بين الأَصَابِع): أي تَعَاهُدُ الفُرَج التي بَيْنَها (¬2). وهو عامٌ في أَصَابِع "اليَدَيْن" و"الرِجْلَيْن"، وَخصَّ بعضُهم ذلك بـ"الرِجْلَيْن" (¬3)، لأن أصْابِع "اليَدَيْن" مُفْرَجةٌ، وكيفما خَلَّل أَجْزَأ. وذكر جَماعةٌ من أصحابنا أَنَّ الأَفْضَل أنْ يُخَلل أَصَابِع يده اليُسْرَى من تحت، وأَنْ يَبْدَأ من الخَنْصَر إلى الإبْهَام (¬4). 74 - قوله: (الميامِن)، جَمْع: أَيْمَن، وهو أنْ يَغْسِل الأَيْمَن قبل الأَيْسَرِ مِنْ يَدَيْه ورِجْلَيه، ومِنْخَرَيْه، ومسحُ أُذُنَيْه، ونحو ذلك. و(الَمياسِر) جمع: أَيْسَر، وهو أنْ يُؤَخر العضْوَ الأَيْسَر حتى يَفْرغ من الأَيْمَن. والله أعلم. ¬
باب: فرض الطهارة
باب: فرض الطهارة الفَرْض لغةً: القَاسِم (¬1)، ومنه: فَرْضُ القَوْسِ والسَّهْم. وشرعًا: ما فعله راجحٌ على تَرْكهِ، مع المنْع من تركه مُطْلَقًا. وقيل: ما تُوُعَّد على تركه بالعِقَابِ. وقيل: ما يُعَاقَب تَارِكهُ. وقيل: ما يُذَم تَارِكهُ شرعًا. وقيل: ما وُعِدَ على فِعْلِه بالثواب، وعلى تَرْكهِ بالعِقَاب (¬2). وهوَ والوَاجِب مُتَرادِفَان في ظَاهر المذْهب (¬3). وعند أحمد رحمه الله: الفَرضُ آكدُ منه (¬4). ¬
فقيل: هو ما يَثْبُت بَدليلٍ مَقْطُوع، والواجبُ: ما يَثْبُت بدليلٍ مَظْنُونُ. وقيل: ما ثَبَت بالقرآن، والواجبُ: ما ثَبَت بالسنَّة (¬1). وقيل: ما لَا يسْقُط في عَمْدٍ ولا سَهْوٍ، والواجبُ: ما يسْقُط بِسَهْوٍ. 75 - قوله: (إزالة الحدث)، الحدثُ: وَاحِدُ الأَحْدَاث: وهو ما أَوْجَب وضوءً، أَوْ غُسْلًا (¬2). والمراد بإِزَالة الحَدَث هنا: الاسْتِنْجَاء (¬3). 76 - قوله: (والنِيَّة)، النيَّة: مُشَدَّدة، وحُكِي فيها التخفيف، يقال: نَوَيْتُ نِيَّةً، وأَنْوَيْتُه حكى ذلك الزجاج (¬4) في: "فعلت وأَفْعَلت" و "انْتَوَيْتُ" كذلك حكاها الجوهري (¬5). ¬
وهي لغة: القَصْدُ، وهو عَزمْ القَلْب على الشَّيْء، يقال: نَواكَ الله بخَيْرٍ: أي قَصدَك. وشَرعًا: العَزْم على فِعْل الشَّيْء تَقَرُّبًا إلى الله تعالى، ومحلُّها القَلْب، ومنْ ثَمْ لم يُحْتَج فيها إِلى تَلفُّظٍ باللِّسَان (¬1)، فإِنْ تَلَفَّظ كان أفْضَل عند القَاضِي (¬2) وغيره، وليس بأفضل عند أبي العباس (¬3) وغيره (¬4). 77 - قوله: (الوجه)، الوَجْه: مأخوذٌ من الُموَاجَهة، سُمِّي بِذَلك، لأنَّه يُواجِهُ به، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {فاغْسِلُوا ؤجُوهَكُمْ} (¬5)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا قَاتَل أحَدُكم فَلْيَجْتَنِب الوَجه" (¬6). وجمْع الوَجْه: وجُوهٌ - قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} (¬7) وأوْجُهٌ. ولَهُ حَدَّان، حدٌّ من جِهَة الطول، وحدٌّ منْ جِهَةِ العَرْضِ. وبدأ "الشيخ" بحدِّه من جهة الطول، فقال: "وهو مِنْ مَنَابت" (¬8)، ¬
واحِدُها مَنْبَت: وهو ما يَنْبُتُ منه شَعر الرأْس، وهو المُرَاد غالبًا، ولا عِبْرَة بِمَنْ انْحَسَر شعره حتى خلَا منه جزءٌ من رأسه، ولا بمن انْحَدر حتى نَبَت في جُزْءٍ من وَجْهِه (¬1). والرأس: مَأْخوذ من التَّرأس، وهو العُلُو، وجَمْعهُ: رُؤْسٌ، وَرُؤُوسٌ (¬2)، ويقال لأَكَابِر القوم: رُؤُوسٌ، وَرُؤَسَاء. (إِلى ما انْحَدَر من اللَّحيين)، واحدهما لحي - بفتح "اللام" (¬3): وهما عظما الوجه، والذَقْن وهو مجتمع اللَّحيين في أسفل الوجه، فيلتقي رأس هذا إلى رأس هذا، وُيعْرَف بالحَنك فهذا هو الذَقْن، هذا حد الوجه من جهة الطول. وأما من جِهَة العَرْض، فقال الشيح: (إِلى أُصُول الأُذُنَيْن) (¬4) يعني: من الأذن إِلى الأذن. والأُصُول: جمْع أَصْل: وأصلُ الشيءِ. قيل: ما مِنْه الشَّيْءُ (¬5). وقيل: ما بُنِي عليه غَيْره (¬6). ¬
وقيل: ما اسْتَنَد الشَّيْءُ في وُجُودِه إِلَيْه (¬1). 78 - قوله: (الِمَفْصَل)، يجوز فيه كسر "الميم"، وفتح "الصاد" وعكسه. وهو البياض الذي بين اللحية والأذن، وقد فسره "الشيخ" فقال: "هو ما بَيْن اللِّحية والأذن" (¬2). 79 - قوله: (والفَمُ)، معروفٌ، وهو مُعْرَبٌ بالحركات الظاهرة، فإِذا نَزَعْتَ "الميم" منه أُعِرْب بالحُرُوف. وهو منْ الوجه في حُكم الظاهر منه، ويقال لمن سَقَطَتْ أَسْنَانهُ: سقط فَمهُ مجازًا. 80 - قوله: (والأَنفُ)، معروفٌ أيضًا، قال الله عزّ وجلّ: {وَالْأَنْفُ بَالأَنْفِ} (¬3)، وفيه حاسة الشم. وهو من الوجه في حُكْم الظاهر (¬4). يقال: مات حَتْفَ أَنْفِه، ويقال: ¬
أرغم الله أَنْفَهُ، وقال عليه السلام لأبي ذر: "وإن رَغِمَ أَنْفَ أبِي ذَرٍّ" (¬1). 81 - قوله: (إِلى الِمرْفَقَيْن)، واحِدُهما مِرْفَق، وجَمْعُه: مَرافِق، قال عَزَّ وجلَّ: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الَمرَافِقْ} (¬2). والِمرْفَق: بكسر "الميم" وفتح "الفاء"، وبفتح "الميم" وتكسر "الفاء" (¬3). 82 - قوله: (الرجْلَيْن)، واحدتهما: رِجْلٌ، وجمعها: أرْجُل. قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} (¬4)، وفي الحديث: "ونَحْنُ نَمْسَحُ على أَرْجُلِنا" (¬5). وقد يُطْلَق الرِّجلُ على الجماعة من الشَيْء، كما يقال: رِجلٌ من جرادٍ، ورجل من سِبَاعٍ ونحوه (¬6). 83 - قوله: (إِلى الكَعْبَيْن)، واحدهما: كَعْبٌ، وجمعه: كُعُبٌ، وأكْعُبٌ، وكِعَابٌ. قال الجوهري: "الكعْبُ: العظْمُ الناشِزُ عند مُلْتَقَى السَّاقِ والقَدَم، ¬
وأَنْكَرَ الأصْمَعِيُّ (¬1) قَوْلَ الناس: إِنَّه في ظَهْرِ القَدَمِ" (¬2). وقد بَيَّنَهُما "الشَّيْخُ" فقال: "وهما العَظْمَان النَاتِئَانِ" (¬3)، يعني: بَارِزَان على الرِّجْلَ. 84 - وقوله: (العَظْمَان)، واحدهما: عَظْمْ، وجمْعُها: عِظَامٌ، قال الله عزّ وجلَّ: {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} (¬4) 85 - وقوله: (النَاتِئَان)، بـ "نُونٍ" و"أَلِفٍ"، ثم "تَاءٌ" مُثناةٌ من فوق، ثم "ياءٌ" مُثناةٌ مِنْ تَحْت، ثم "أَلِفٌ"، ثم "نونٌ". * تنبيه: - إِنْ قيل: لِمَ جَمَع الله عزّ وجلّ "الَمرافِق"، وثَنَّى "الكعَابَ"، في قوله عزّ وجلّ: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (¬5). قيل: لأنَّ في كُلِّ يَدٍ مرفقين "رأْسَ العَظْم الفَوْقَانِي: مِرْفَقُ". و"رأسَ التَحْتَانِي: مِرْفَقٌ". ¬
فَفي كُلِّ آدَمِيٍّ: أرْبَعُ مَرافِق، وهي جَمْعٌ صَحيح، وليس في كُلِّ رِجْلٍ: غير كَعْبٍ واحِدٍ فليس فيه غير كَعْبَيْن. 86 - قوله: (ويأتِي بالطَّهَارة عضوًا بعد عُضْوٍ، العُضْوُ: (¬1) أحد الأَعْضَاء، والمراد بهذا التَرْتِيب: وهو أنْ يُرتِّب أعْضَاء الوُضُوء، وهو واجبٌ في أصح الروايتين (¬2) عن أحمد رحمه الله. 87 - قوله: (يُجْزِئ)، أجْزَأ يُجْزِئُ، إِجْزَاءً، فهو مُجزئٌ (¬3). والإِجْزَاءُ: قوع الفِعْل كَافِيًا في سُقُوط القَضَاء، ويقال للفِعْل فيه: مَجْزِيءٌّ. 88 - قوله: (أَفْضَل)، الأَفْضَل: هو مَا حَصَل فيه الفَضْل على غَيْرِه. 89 - قوله: (لِنَافِلَةٍ)، النَافِلةُ: أصلُها العَطِيَّة، ثم أُطْلِقت على التَّطَوُّع الذي ليس بِوَاجِبٍ (¬4)، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} (¬5). ¬
90 - قوله: (فريضة)، إِحْدَى الفَرائض التي هي فَرْضٌ (¬1). 91 - قوله: (يَقْرَأ)، يقال: قَرَأ يَقْرَأ، فهو قَارِئٌ. 92 - قوله: (القرآن)، هو كلام الله عزَّ وجلَّ (¬2)، وسُمِّي قرآنًا، لتأليف بَعْضِه إلى بَعْضٍ، يقال: ليْس لِشِعْرِه قرآنٌ: أي تَأْلِيفٌ، ويقال: ما قرأت [النَاقَةُ] (¬3) سلًى قَطْ: أي لَمْ يُجْمَع في بطْنِها وَلَدٌ. 93 - قوله: (جُنُبٌ)، الجُنُب: اسْمٌ لَمِن حَصَلَتْ منه الجَنَابة، والجُنُب: البَعِيدُ وسُمِّيَ مَنْ حصلتْ منه الجَنَابَة: جُنُبًا، لِبُعْدِهْ عمَّا كَان مباحًا لَهُ قبلَها من الصلاة، والقراءة (¬4)، وغير ذلك. وقيل: لبُعد الماء عن مِوْضعه. وقيل: لمخالطته أهله، وَكُل من خالط امرأته فهو جنب. والجنب بضم "الجيم " و"النون"، يقال: جَنب، فهو جنب، وأَجْنَبَ فهو مُجْنِبٌ. ويقال: جُنبٌ للمُذكَّر، والمُؤَنَث، والمُثَنى، والمجْمُوع (¬5). ¬
قال الجوهري: "وقد يُقَال: أجْنَابٌ وجُنُبُون" (¬1)، وفي صحيح مسلم (¬2) من حديث عائشة رضي الله عنها: "ونحْن جُنُبَان" (¬3). 94 - قوله: (ولا حَائِض)، الحَائفق: مَنْ حَصل لها الحَيْض، يقال: امْرَأةٌ حائِضٌ، ونِسَاءٌ حِيَض (¬4). 95 - قوله: (ولا نُفَسَاء)، وهي مَنْ حَصل لها النِّفَاس (¬5). 96 - قوله: (ولا يمُسُّ)، الَمسُّ: هو إِصَابة الشَّيْء، وذلك اللَّمْس. 97 - قوله: (الِمَصحَف)، بضم "الميم"، وفتحها، وكسرها، حكاه ابن مالك في "مثلثه" (¬6)، وسُمِّيَ مصحفًا، لكتابته في الصُحُف. ¬
باب: الاستطابة والحدث
باب: الاستطابة (¬1) والحدث مصدر اسْتَطَابَ، يسْتَطِيبُ، استطابةً، وطِيبَةً، وسُمِّي خُروجُ الخَارِج: استطابةً، لما فيه مِن اللَّذَة والطِيبة (¬2)، حتى قيل: إنَّ لَذَةَ خُروج الخَارِج أعْظَم من لَذَّة دُخُوله. و(الحَدَث)، تقدّم أنه: ما أوْجَب وُضُوءًا، أو غُسْلًا (¬3). 98 - قوله: (نامَ)، أي: حَصل منه النَوْمُ. 99 - قوله: (رِيحٌ)، هنا الخارجة من الدُبُر، وهي الفُسَاءُ، والضراط، كما فَسَّر أبو هريرة الحديثَ بها (¬4)، وقال عليه السلام: "من اسَتْنجَى من الرِّيح فلَيْس مِنَّا" (¬5). ¬
100 - قوله: (اسْتِنْجَاء)، إزالةُ النَجْو: وهو العَذِرَةُ ذكَرهُ الجوهري وغيره (¬1)، وأكثر ما يستعمل في الاستنجاء بالَماءِ. وقيل: يُسْتَعْمَل في الإزَالة بالحِجَارة (¬2). وقيل: هو مِنْ النَجْوَة، وهي ما ارْتَفَع من الأرْضِ، كأَنَّه يطْلبُها لِيَجْلِس تَحْتَها. قاله ابن قتيبة (¬3). وقيل: لارْتِفَاعِهم، وتَجَافِيهم عن الأرْض. وقيل: مِن النَجْو، وهو القَشْر والإِزَالَة، يقال: نَجَوْتُ العُودَ، إِذا قَشَّرْتُه. وقيل: أصل الاسْتِنْجَاء، نَزْعُ الشَّيْءِ من مَوْضِعِه وتَخْلِيصه. وقيل: هو مِنْ النَجْو، وهو القَطْعُ (¬4). ¬
101 - قوله: (السَّبِيلَيْن)، واحِدَهما، سبيلٌ، وهو الطريق، يُذَكَّر وُيؤَنَّثُ، والمراد هنا: مَخْرَج البَوْلِ والغَائِط. 102 - قوله: (فإِنْ لَمْ يَعْدُو) (¬1) أي: يتَعَدَّ. 103 - قوله: (مخْرَجَهُما)، واحِدُهما: مخْرَجٌ، وهو ما يَخْرَج منه البَوْلُ والغائِطُ. 104 - قوله: (أحجار)، جمع: حَجَر. 105 - قوله: (أَنْقَى)، الإِنقاءُ: (¬2) تارةً يكون في "الاسْتِنْجَاءِ"، وتارةً في "الاسْتِجْمَار". فأمَّا في "الاسْتِنْجَاء": فهو أنْ يَذْهَب العَفَن والأثَر، وتَزُول اللُّزُوجة، وَيعُود الَمحَلُّ خَشِنًا كما كان. وأما في "الاسْتِجْمار" فقيل: أنْ يَخْرجَ الحَجَرُ الأَخِيرُ، وليس عليه أَثرٌ. وقيل: أنْ يَبْقَى أثرٌ لا يزِيلُه إِلَّا الماء، فعلى هذا إِنْ خَرج الحَجَر الأخيرُ وليس عليه أثرٌ، وبَقِيَ أثرٌ يزول بالخِرْقَة، وَجَبتْ إزَالَتهُ على الثاني (¬3)، ولا الأوَّل. ¬
106 - قوله: (حتى يأْتِي بالعَدَد)، المُرادُ بالعَدَدِ هنا: الثَلَاث. 107 - قوله: (فإِنْ لَم يُنْقِ)، يجوز ضم "الياء"، وكسر "القاف"، ويكون الضمير عائدًا على "المُسْتَجْمِرِ"، ويجوز فتح "الياء"، وفتح "القاف"، ويكون الضمير عائدًا على "الَمحَل". 108 - قوله: (زادَ)، الزيادة: ضِدّ النَقْصِ. 109 - قوله: (الخَشَب)، جمع: خَشَبهَ، وجمع على: خشُبُ (¬1). قال الله عزَّ وجَلَّ: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} (¬2). يقول الحريري: "واسْتَوت المياه والأَخْشَابُ" (¬3). 110 - قوله: " (والخِرَق)، جَمْع: خِرْقَة (¬4). 111 - قوله: (الرَّوثُ)، جمع: رَوْثَة، ويقال: أرْوَاثٌ: (¬5) وهو ما خرج من دُبُر الدَّوَاب. ¬
112 - قوله: (والعِظَام)، جَمْع عَظْمٍ. 113 - قوله: (والطَّعام)، وهو كلُّ مَطْعُوم. 114 - قوله: (الكبير)، ضِدُّ الصغير. 115 - قوله: (شُعَب)، يجوز فيه ضم "الشين" وكسرها، جمْع: شُعَبٌ شُعَبَةٌ (¬1). ¬
باب: ما ينقض الطهارة
باب: ما ينقض الطهارة النَواقِضُ: جمْعَ ناقِض، والناقِضُ للشَّيْء: هو الُمفْسِدُ لَه، يقال: نَقَض (¬1) الشيْء يَنَقْضُهُ نَقْضاً، إِذا أَفْسَدَه. 116 - قوله: (منْ قُبُل)، وهو الذكر، أو الفَرْج. 117 - قوله: (أو دُبُر)، بضم "الدال": دُبُر الحيوان، وبفتح "الدال" و"الباء": جمع دَبَرة، ومصدر دَبَرت الدَابَّةُ. و"الدَبَر! : جمْع دَبْرَة، و"الدُبَر": جمْع دُبْرَة، و "الدَبِر"، بفتح "الدال"، وكسر "الباء": مَنْ فيه الدَبْرُ مِن الحَيوان، أو مَنْ حصل فيه إدْبَارٌ. و"الدَبْر"، بفتح "الدال" وسكون "الباء": نوع من الزنابير (¬2). 118 - قوله: (الغائط)، الغائط: المراد به العَذِرة (¬3)، وهو في الأصل ¬
المكان المُطْمَئِن من الأرض، كانوا يأتُونَه للحَاجَة، فكنَّوا به نفس الحَدَث الخَارِج، كراهية ذِكْرِه بصريح اسْمِه. 119 - قوله: (والبَوْل)، هو الماء الخارج من القُبُل مُسْتمدًا مما يَشْرَبُه. 120 - قوله: (وَزَوال العَقْل)، الزَوالُ: مصدر زَالَ يَزُولُ زوالًا: إِذا فارقَ. والعقْلُ: بعض العلوم الضرُورية (¬1) وقيل: كُلُّها. قال ابن الجوزي: (¬2) "قال قَوْمٌ: العقل: [ضَرْبٌ] (¬3) من العلوم الضرورية. وقيل: غريزةٌ يأتي معها إدراكُ العُلُوم. وقيل: جَوْهَرٌ بَسِيطٌ. وقيل: جسْمٌ شَفَّافٌ (¬4). ¬
وقال الحارث المحاسبي: (¬1): "نُورٌ" (¬2) وبه قال أبو الحسن التميمي (¬3). وَرَوى الحَربي (¬4) عن أَحمد أنه "غَرِيزةٌ" (¬5). قال بعض أَصْحَابنا: (¬6) التحقيق أنْ يُقال: إِنه غريزةٌ، كأَنَّها نورٌ يقْذَفُ في القَلْبِ فَيسْتَعِد لإِدراك الأَشْياء، جَوازَ الجَائَزات، واسْتِحَالَة المستَحِيلَات، يتلَمَّح (¬7) عواقِبَ الأُمُور. وذلك النُّور: يَقلُّ ويكْثرُ، فإِذا قَويَ قَمع ملَاحَظَةَ عاجل الهَوَى. ¬
قال القاضي: "قول أحمد: العَقْل غريزة": أي غير مُكْتَسب" (¬1). وقيل: هو اكْتِسَابٌ، والأكثر على أنَّه يخْتَلِف، فعَقْل بعض الناس أكْبَر من بَعْضٍ. وقيل: لا، وأكثر أصْحَابِنا يقولون: "مَحلُّه القَلْب" (¬2)، وهو مَرِويٌّ عن الشافعي، قاله الأطِبَاء (¬3). وبَالغ بعضُهم فقال: "هو القَلْب" (¬4). ونقل الفضل بن زياد (¬5) عن أحمد: "أنَّ مَحلَّه الدماغ"، وهو اختيار أكثر أصحابه (¬6)، وأصحاب أبي حنيفة. وقد رَدَّ بعضُهم على أصحابنا في ادْخَالِهم النوم في زوال العَقْل، وقال: النَومُ ليس هو مِنْ زوال العَقْل، وإِنما هو تَغْطيةٌ عليه (¬7)، فلهذا قال صاحب "الفروع" (¬8) وغيره من متأخري الشافعية: "زوال العقل، أو تَغْطِيَته". ¬
121 - قوله: (النومُ اليسير)، المَرْجعُ في اليَسِير إِلى العُرْف (¬1). وقيل: أنْ يَرى الحُلْمَ. وقيل: دون نِصف اللَّيْل. وقيل: ثُلُثَه. 122 - قوله: (جَالسًا)، المرادُ بالجالس: القَاعِد. 123 - قوله: (قائمًا)، هو الوقوف على رجْلَيْه، ولهذا قال أُميَّة (¬2) قِيامٌ على الأقْدَام عَانِين تَحْتَه (¬3) 124 - قوله: (والارْتِدَاد عن الإسلام) (¬4)، الرجوع عن الإسلام إِلى الكُفْر والعياذ بالثه إِما "نُطْقًا"، أو "اعتقادًا"، وإِمَّا "شَكًّا"، على ما ذكره صاحب "المغني" (¬5) وقد يَحْصُل بـ "الفِعْل". والإِسلامُ: مصدر أسْلَم يُسْلِمُ إِسْلامًا، قال الله عزَّ وَجَلَّ: {وَرضيْتُ لكُمُ الإِسْلَامَ دِيْنًا} (¬6): وهو دينُنَا، وهو أَعمُّ من الإِيمان. فكلُّ مؤمنٍ مُسْلِم، ¬
وليس كلُّ مُسْلمٍ مؤمنًا (¬1). قال الله عزَّ وجلَّ: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} (¬2). وفي الحديث: "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعْطَى قومًا، وترك رَجُلًا، وسعْدٌ جالس، فقال لرسول الله: مالك عَن فلَانٍ، فوالله لأرَاهُ مُؤْمنًا، فقال: أو مُسْلِمًا مِرَارًا" (¬3). 125 - قوله: (والقَيْء)، القَيْءُ: ما يَخْرُج مِنْ فَمِ الإنْسَان من مَعِدَتهِ، تَقَيَّأ: تكَلَّف القَيْءَ: (¬4) وهو نَجِسٌ. 126 - وقوله: (الفَاحِش)، يقال: فَحُش (¬5)، يَفْحَشُ، فُحْشًا، فهو ¬
فَاحِشق، والمراد به: فُحْشُه في أوسَاطِ الناس (¬1). وقيل: الفاحِشُ منه: شِبْرٌ في شِبْرٍ. وقيل: مِتْرٌ في مِتْرٍ. وقيل: مِلْءَ الفَمَ. وقيل: نِصْفُه. 127 - قوله: (والدَمُ الفَاحِش)، الدمُ: معروفٌ، والفاحِشُ منه: ما فَحُش في نَفْس أوْسَاط الناس. وقيل: شِبْرٌ في شِبْرٍ. وقيل: مِترٌ في مترٍ. وقيل: ما زاد على قَدْرِ الدِرْهَم. 128 - قوله: (والدُّودُ الفَاحِش)، مَعْروفٌ، يقال: دَوَّدَ الجُرْحُ وغيره، يُدَوِّدُ فهو مُدَوَّدٌ. 129 - قوله: (الجرُوحُ)، جَمْع جُرْحٍ، يقال: جُرِحَ يُجْرَحُ، فهو مَجْرُوحٌ، والجارحُ: مجروحٌ به، والفاعل لَهُ: جَارِحٌ (¬2). 130 - قوله: (الجَزُور). الجَزُور: يقع على الذكر والأنثى من الإبل، وجَمْعُه: جُزرُ. (¬3) 131 - قوله: (المَيِّت)، يقال: ماتَ يَمُوتُ، فهو مَيِّتٌ، ومَيْتٌ. ¬
قال الشاعر: (¬1) ليْس مَنْ مات فاسْتَراح بِمَيْتٍ ... إِنَّما الَميْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ فَجَمَعَها. وهو كُلُّ من خَرجت رُوحُه. 132 - قوله: (ومُلَاقَاة)، الملاقاةُ هنا: المَماسَّةُ والالْتِصاق، يقال: لَاقَاهُ ملاقاةً، ولَقَيهُ، وَلَاقَاهُ من اللُّقَيِّ (¬2). 133 - قوله: (جِسْمُ)، المرادُ به: يَدَيْه، وأصل الجِسْمِ: كُلُّ ما ليس بعَرَضٍ. 134 - قوله: (الرجُلُ)، ذكَر الآدِميِّ. المرأةُ: مقصورة: الأنثى من الآدميين. 135 - قوله: (لشَهْوَةٍ) (¬3)، المرادُ بها: شَهْوَةَ الوَطْءِ، يقال: اشْتَهَى الشَّيْءَ يَشْتَهِيه شَهْوةً، فهو مُشْتَهٍ، وذلك مُشْتَهًا (¬4). 136 - قوله: (ومَن تَيَقَّنَ)، يقال: تَيَقَّن الشَّيْءَ، يَتَيقَّنُهُ يَقِينًا، فهو مُتَيَقِّنٌ. ¬
واليقينُ: هو الاعْتِقَادُ الجَازِم (¬1). 137 - قوله: (وشَكَّ)، الشَّكُ: مصدر شَكَّ يَشُكُّ شَكًّا. وهو لغة: التَّرَدُدُ بَيْن وجُودِ الشَّيْءِ وَعَدَمِه (¬2). قال ابن فارس، والجوهري، وغيرهما: "هو خِلَافُ اليقين" (¬3)، وكذا هو في كتب الفقهاء. وعند الأصوليين: إِنْ تساوى الاحْتِمَالَان، فهو شَكٌّ، وإلَّا، فالراجح: ظَنَّ والمرجوح: وَهْمْ (¬4). ¬
باب: ما يوجب الغسل
باب: ما يُوجبُ الغُسْل قال الجَوْهري: "غَسَلْتُ الشَّيْءَ غَسْلًا بـ "الفتح"، والاسم: الغُسْلُ بـ "الضم"، ويقال: غُسْلٌ، [وغُسُلٌ (¬1)] (¬2) (¬3)، كعُسْرٍ، وعُسُر. وقال ابن مالك في "مُثلَّثه": "والغُسْلُ بـ "الضم": الاغْتِسَال، والماءُ الذي يُغْتَسَلُ به" (¬4). وقال القاضي عياض: (¬5) "الغَسْلُ بـ "الفتح": الماءُ، وبـ "الضم": الفِعْلُ" (¬6). ¬
قال الجوهري: "والغِسْل بـ "الكسر: ما يُغْسَلُ به الرأس من خِطْميّ وغَيره" (¬1). قلْتُ: الأَفْصَح في الفِعْل: "الضَّمُ"، اغْتَسَل يَغْتَسِل غسْلًا، ويَجُوز فيه "الفتح". والأفصحُ في الماء "الفتح"، ويجوز فيه "الضم"، مثل: طَهورٌ، وطُهُورٌ، ووَضوءٌ، وَوُضوءٌ. 138 - قوله: (المُوجِبُ)، يقال: أوْجَبَ يُوجِبُ، فهو مُوجِبٌ (¬2)، و"الألف" و"اللام" في المُوجِب: للاسْتِغْرَاق، قاله "الشيخُ" في "المغني" (¬3). 139 - قوله: (خروجَ المنيِّ)، قال الجوهري وغيره: "بتَشْدِيد الياء" (¬4). قال الله عزَّ وجلَّ: {مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} (¬5)، وفي الحديث عن عائشة: "كنتُ أغِسْل المَنِيَّ" (¬6). ¬
وحكى المُطرز (¬1) في "ياقوتته" عن ابن الأعرابي: "تخفيف الياء بذلك (¬2) لأنَّه يُمْنَى: أي يُصَبُّ"، وسَمِّيت "مِنىً" مِنَى: لما يُرَاق بها مِن دَمِ الهَدْي. ومَنِيُّ الرجلِ في حال صحته: ماءٌ أبيضً غليظٌ يخرج عند اشْتِدَادِ الشهوة يَتَلذَّذُ بِخُرُوجه وَيعْقب خروجَه فتورٌ، وله رائحةٌ كرائِحَةِ الطلْع، تَقْرُبُ منَ رائِحَة العَجِينِ (¬3). ومن المرأةِ: ماءٌ رقيقٌ أَصْفَر (¬4). و"الألف" و"اللام" في قوله: "المِنَيَّ". قيل: للاستغراق، فيجب الغُسل عنده لِكُلِّ مَنِيٍّ، سواءٌ خَرج بِلَذَّةٍ، أو بغير لَذةٍ (¬5). ¬
وقيل: هي للعَهْد، فلا يجب إِلًا بخروج المنيِّ الَمعْهُودِ، وهو الخارجُ دَفْقًا بِلَذةٍ (¬1) 140 - قوله: (والْتَقاء الخِتَانَيْن)، الخِتَانَان: تثنية خِتَان: وهو مَوْضع الخَتْن، فهو في الرَّجل: في قُبُل الحَشَفَة (¬2)، ومن الَمرْأةِ: مَقْطَعَ نواتِها، ومَعْنَى التقائهما: أي تَحاذِيها، وتَقَابُلِهِمَا، ومنه الْتِقَاء الفَارِسَين: إِذا تَقَابَلا. وفسّر صاحب "المغني" وغيره ذلك: "بتَغْيِيِب الحَشَفة في الفَرْج" (¬3)، لأن ما يُقْطَع مِن فَرْج المرأة في أعلَاهُ، ولَيْس في مسْلَك الذَكَر، فإِذا غابتْ حَشفَتهُ في فَرْجها تَقابَل مَوْضع خِتَانِه ومَوضِع خِتَانِها (¬4)، وصار كلُّ واحِد مِنْهما مُقَابل الآخر، وتَلَاقَيا (¬5). 141 - قوله: (الكَافِر)، الكافِر: المُتَلَبِّسُ بالكُفْر (¬6)، والكُفْر تارةً يُرادُ ¬
به: كفْر الرُبُوبية (¬1)، وتارةً يُرَادُ به: كُفْر النِعْمَة (¬2)، وتارة يُرَادُ به: كُفْر العَشِير (¬3). 142 - قوله: (والُمشْرِكُ)، منْ حصل منه الشِرْكُ: وهو أن يُشْرِكَ مع الله في العبادة (¬4) غَيْرهُ. 143 - قوله: (غَمَسُوا أَيْدِيَهُم في الماء)، الغَمْسُ، والانْغِمَاسُ: تَغْييبُ الشَّيْءِ في غَيْرِه (¬5). ¬
144 - قوله: (إِذا خَلتْ)، الخَلْوَة (¬1): لغة كل مَنْ لَم يحْضُر معه على الشيء غَيْره واصطلاحا هنا قيل: أن لا يشاركها فيه (¬2). وقيل: أنْ لَايَراها (¬3). وقيل: مطلق [خَلْوَة] (¬4). وقيل: مَنْ تَزُول به خَلْوَة النِّكَاح (¬5) ¬
باب: الغسل من الجنابة
باب: الغسل من الجنابة 145 - قوله: (إِذا أجْنَب)، أي حصلت منه الجنابة، ويقال: أجْنَب: أي بَعُدَ (¬1). قال الله عزَّ وجلَّ: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} (¬2). 146 - قوله: (مِنْ أذَى)، المراد به: ما أَصاب مِن فَرْجِ المرأة. 147 - قوله: (يَرْوِي)، أي تحصل التَّرْوِية بهنَّ لأصول الشعر، وهو أنْ يَبْلُغُ الماءُ أصُولَه (¬3). 148 - قوله: (ثم يَفيثً الَماء)، المراد هنا بالإفَاضَة: صَبُّ الماء على سَائِر الجَسَد. 149 - قوله: (للاخْتِيَار)، الاختيارُ: (¬4) هو ما اخْتَارَهُ الَمرْء. ¬
150 - قوله: (ويتوضأ بالمُدِّ)، المُدُّ: مكيالٌ معروف (¬1)، والمراد به هنا: مُدُّ النبي - صلى الله عليه وسلم -. 151 - قوله: (وهو)، أي: الُمدُّ: رِطْلٌ وثلثُ الرطْل، بكسر "الراء" وسكون "الطاء" المهملة، ويجوز فتح "الراء" (¬2) والثُلث: بضم "الثاء" المثلثة و"اللام". والمُدُّ: رِطْل وثُلُث عند أهل الحجاز، ورِطْلَان عند أهل العراق (¬3). وللعلماء في مقدار الرطل العراقي أقوال: أحدها: "مائة درهم، وثمانية وعشرون دِرهمًا، وأربعة أسباع درهم" (¬4) والثاني: "مائة وثَمانية وعِشْرُون" (¬5). والثالث: "ماثة وثَلَاثُون" (¬6). ¬
والرابع: "مائة وعِشْرُون". والرطل الحِجَازِي: "مائة وثلاثون"، وكذلك المصري. والدمشقي: "خَمْسُ مائة وعِشْرُون". وقول الخرقي: (رطل وثلث) (¬1)، قال جماعة: بالعراقي (¬2)، وإذا أردْت أن تعرف العراقي بالدمشقي، فَخُذ: "سُبْعَة ونِصْفَ سُبْعِهِ"، فما بلغ فهو الدمشقي، فيكون المُدُّ بالدمشقي: "ثلاثة (¬3) أواقٍ، وثلاثةَ أسْباعِ أوقيةٍ" (¬4). 152 - قوله: (ويَغْتَسِل بالصَّاع)، الصاع: (¬5) مكيال معروف أيضًا، وقد فسره الشيخ بأنَّه: "أربعة أمدادٍ"، فيكون: خمسةَ أرطالٍ وثُلُث" (¬6). وهو بالدمشقي: "رِطلٌ وأوقية، وخمسةٌ أَسْباعِ أوقيةٍ" (¬7). ¬
153 - قوله: (وإِنْ أسْبَغ)، قال الجوهري: "وإِسباغُ الوُضُوء: إِتْمَامُه" (¬1) 154 - قوله: (نَقَض)، تقدم أنَّ النَّقْضَ: هو إِفسَادُ مَا أُحْكِمَ (¬2). ¬
باب: التيمم
باب: التيمم التيمم لغةً: القصد - قال الجوهري: "وأصلهُ: التَّعَمدُ والتَّوَخِي (¬1)، وقال ابن السكَيت: "قوله تعالى: {فتَيَمَّمُواْ صَعِيْدًا طَيِّبًا} (¬2)، أي اقْصِدُوا الصعيدَ الطيب" (¬3). يقال: تَيَمم الشيءَ ويممه: أي قَصَدَه (¬4). وقال تعالى: {وَلَا تَيمَّمُواْ الْخَبِيْثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} (¬5). قال الشاعر: (¬6) وما أدْرِي إِذا يَمَّمْتُ أرضًا ... أُرِيدُ الخَيْرَ أَيُّهما تَلِينِي أَأَلْخَيْرُ الذي أنا أبْتَغِيه أم ... الشَرِّ الذي هو يَبْتَغِينِي وقال امرؤ القيس: (¬7) تَيَمَّمت العَين التي عند ضَارِجٍ ... يَفيءُ عليها الظِل عَرْمضُها طَامِي ¬
ثم نقل إلى عرف الفقهاء: "بمسح (¬1) الوجه واليدين بشيء من الصعيد"، وكذلك معناه في السنة. 155 - قوله: (قَصِير السَفَر)، القصير: ضِد الطويل، وهو في السَفر ما دُونَ مسافة القَصْر التي هي: "ستة عشر فرسخا" (¬2)، وهما: "أربعة بُرُد"، (¬3) مسيرة يَوْمَيْن، قاصِدَين مَسِيَر الإبل. و(السفر)، مصدر: سافَر يُسَافِر، سفَرًا (¬4)، فهو مُسَافِر، والاثنان: مسافرانِ والجمع: مُسافِرُون، وسُفَرى، وسَفْرٌ. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} (¬5) وفي الحديث: "إِذا كُنَّا مسافرين" (¬6)، وفيه: سَفْرًا" (¬7) أيضًا. ¬
وسمي السَفَر سفرًا، لأنَّه يُسْفِر عن أَخْلَاق الرجال، وُيظْهر أَحْوَالَهم، كما يقال: أسْفَر الفَجْرُ: إِذا ظَهر، وأسْفَرت المرأةُ عن وَجْهِها: إِذا كَشَفَتْهُ. قال الشاعر: وكنت إِذا ما جِئْت ليلى تبرقَعَت ... فقدَ رَابَنِي فيها الغَداةَ سُفُورُها وهو قيل لى"تَوبة" (¬1) صاحب "ليلى الأخَيلِية" (¬2). وقيل: لـ"مجنون بني عامر" (¬3) صاحب "ليلى العَامِرية" (¬4) 156 - قوله: (وطويلُهُ)، الطويلُ: ضِدُّ القَصِير، يقال: طال، يطول ¬
طولًا (¬1) فهو طويلٌ. قال ابن مالك في: "مُثَلَّثِه": "الطَّوَلُ - بفتح "الطاء" و"الواو" -: مَصْدَر الأطْوَل: وهو البعير الطويلُ الِمشْفَر. والطِّوَل - يعني بكسر "الطاء" وفتح "الواو" -: الحَبْل الطويلُ جدًّا، والطُّوَلُ - بضم "الطاء" -: جمع طُوْلَى، مؤنث الأطْوَل. والطِّوَل -بالضم والكسر - المُدَّة. الطَّوَال - بالفتح -: المُدَّة. - وبالكسر -: جمع طويل، وبالضم: مبالغة فيه (¬2) الطَّوْلُ - بالفتح وسكون "الواو" -: الفَضْلُ، ومصدر طال الشيء: فاقه في الطول، والطِّيلُ: المُدَّة، يقال: طال طِوَلُكَ وطِيَلُكَ، وَطِيْلُكَ (¬3)، وطوَلُكَ، وطَوَالُكَ: أي مُدَّتُكَ. قال: "والطُّوْل - بضم "الطاء"، وسكون "الواو" -: نقيض القِصَر، وجمع بغيرٍ أطول" (¬4). وفي صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان ليس بالطَوِيل، ولا بالقصير" (¬5) وفي الحديث: "لا أكَادُ أرَى رأسه طُولًا" (¬6). ¬
قال الشاعر: (¬1) ألا أَيُّها الليل الطويلُ ألَا انْجَلِى ... بِصُبْحٍ وما الإصباح فيك بأمثلِ وهو لامرئ القيس بن حُجْر الكندي (¬2). وقال مجنون بني عامر: (¬3). ولَيْلٍ كَظِلِّ الرُمْح قصرتُ طولَهُ ... بَليْلَى فلهاني وما كنت لَاهيا وطال الشَّيءُ يطولُ طولًا، وتَطاول يتَطاولُ بمعنى: طَال (¬4). وقالت امرأة على عهد عمر: تطاول هذا الليل واخضل جانِبهُ ... وأرَقنِي أَلَّا خليلٌ ألَاعِبه (¬5) وقال حُندج بن حُندج المُرِّي: (¬6) في لَيْلٍ صولٍ تَنَاهي العَرْضُ والطُّولُ ... كأَنَّما ليْلهُ باللَّيْل موصُولُ (¬7) ¬
فتارةً يُطلق الطولُ، ويراد به ضِد القِصَر، وتارةً يُطلق، ويُرادُ به ضد العَرْض. 157 - قوله: (وطَلَب)، المرادُ به: طَلَب الماءَ قَبْل التَيمم (¬1)، وهو أنْ يَفَتِّش على الماء يُمْنَةً وُيسْرةً، وأمامَهُ ووراءَهُ، وينْظُر في رَحْلِه وما قَربُ منه (¬2)، ويسأل عنه رِفَاقَهُ. 158 - قوله: (فَأَعْوَزَهُ)، أعْوَزَ الشَيْءُ: قَلَّ، أَوْ لَمْ يُوجَد بالكُلِيَّة (¬3). وفي الحديث: "إن أهل المدينة أعْوَزُوا التَمر" (¬4). 159 - قوله: (تَأخر)، التَأْخِيرُ: هو الإِرْجَاءُ إلى وقتٍ آخر (¬5). 160 - قوله: (أَصَاب) (¬6)، بمعنى: الوقُوع على الشَّيْء، ويكون من ¬
الإصَابَة، يُصِيبُ فِيهِما فهو مُصِيبٌ. 161 - قوله: (ضربة)، الضَرْبَةُ: المرَّة من الضَرْب. 162 - قوله: (صعيدًا)، لما يُصَاعَد منه من الغُبَار (¬1)، والصُّعُود: العُلُو (¬2). قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {سَأُرْهِقُهُ صَعُوُدًا} (¬3)، وفي الحديث: "فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا" (¬4)، ومنه قيل لَمِن أخَذ في عُلُوٍ: أَصْعَد. 163 - قوله: (الطَيِّب)، الطَيِّبُ، قيل: الطَاهِرُ (¬5). وقيل: غيرُ الخَبِيث (¬6)، وسُمِّيَ الطيِّبُ طيِّبًا: لما يحصل فيه من ¬
الطِيَبة، وهي اللَذَّة وقال جَزْءُ بن ضِرَارا (¬1): إِذا رَنَّقَتْ أَخْلَاقَ قَوْمٍ مُصِيبَةٌ ... تُصَفَّى بها أَخْلاقهُم وتَطِيبُ (¬2) وقال عبد الله بن الدمينة (¬3): وحكاه بعضهم لمجنون بني عامر (¬4)، والأول أصح. ألَا لا أرَى وادي المياه يُثِيبُ ... ولا النَّفْس عن وَادِي الِميَاه تَطِيبُ وقال آخر (¬5): ومَنْ لَم يَطبْ في طيبةٍ عندَ طيِّبٍ ... به طَيْبَةٌ طابَتْ فأَيْن يَطِيبُ 164 - قوله: (وهو التراب)، قال الجوهري: (فيه لُغاتٌ، تُرابٌ، وتَوْرابٌ، وتَوْرَبٌ، وتَيْرَبٌ، وتُرْبٌ، وتُرْبةٌ، وتَرْبَاءُ" (¬6)، وجمعه: أتْرِبَةٌ، وتِرْبَانٌ. ¬
وبالأُولى ورد القرآن في قوله: {هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ} (¬1). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجنّة: "تُرَابُها الِمسْك" (¬2)، وفي حديث آخر: "ما تُرْبَة الجنَّة" (¬3). 165 - قوله: (قَرْح)، القَرْحُ والقَرْحةُ (¬4): الجُرْحُ ونحوه، قال الله عزَّ وجلَّ: {مِنْ بَعَدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحِ} (¬5). قال البخاري: "القَرحُ: الجِراحُ" (¬6). وقال ابن مالك في "مثلثه": "قَرَح فلانٌ فلانًا: جَرحَهُ، وبالحَقِّ استقبله به، والشَيْء: اختارَهُ. والنَّاقَةَ: استبانَ تَمامُ حَمْلِهَا. والفرسُ: سَقطتْ رَبَاعِيَتهُ، ونبَتَ نابُه، وذلك بدخُوله في السنة السَادِسَة. وقَرِحَ الرَّجلُ قَرْحًا: أصابته قُروجٌ. والقلبُ: حَزِنَ. والروضةُ: صارتْ قَرْحَاء: أي ذاتَ نُورٍ أبيضَ في وَسَطها. والفَرس: صار أَقْرَح: أي ذا بياضٍ في جبهته قدر الدرهم أو أقل. وقَرُحَ الشيء: خَلَص. ثم قال: القَرْحَةُ: الجُرح. والقِرْحة - يعني بالكسر -: الهيئةُ من قَرَحَ ¬
والقُرحة - يعني بالضم -: أوَّلُ الشيء (¬1)، ومصدر الأَقْرَحِ والقَرْحَاءِ. ثم قال: القَراحُ: الماء الخالص، والأرض البارزة التي لم يختلط بها شيء. والقِراح: الجِراح - يعني بكسر "القاف" -، وقُراحٌ - يعني بالضم - قرية "بشاطئ (¬2) البحر" (¬3). 166 - قوله: (أو مرضٌ مَخُوفٌ)، المرضُ: مصدر مَرِضَ يَمْرَضَ مرضًا، فهو مريضٌ، وجمعه: مِرَاضٌ، من حصل له المرض (¬4). قال الله عزَّ وجلَّ: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللهُ مَرضًا} (¬5). و(الَمخُوفُ)، من حصل منه الخَوْفُ. قال الشاعر: وهو عروة بن الورد: (¬6) ¬
أرى أُمَّ حَسَّان الغَدَاةَ تَلُومُنِي ... تخَوِّفُنِي الأعداءَ والنَّفْسُ أخْوفُ (¬1) وفي هذا الخوف قولَان: قيل: خَوُ التَّلَف (¬2). وقيل: خَوفُ الضَّرَر (¬3). * تنبيه: في الغالب: إنما يقال: مَرِض، لمن حصل لَهُ مَرضٌ عام، ولا يقال لمن وَجِعَ في عَيْنهِ، أو سِنِّه، أو عُضْوٍ: مَرِضَ. وفي الصحيح عن أنس (¬4) أو غيره أنه قال: "امْسَحُوا على رِجْلِي فَإِنَّها مَرِيضَةٌ" (¬5). رُبَّما قُرِن المَرضُ غالبًا بالعِيَادَةِ. ¬
قال الشاعر: (¬1) مالي مَرِضْتُ فلم يَعُدْنِي عَائِدٌ ... مِنْكُم وَيمْرَضُ عَبْدُكُم فأعُودُ وأشَدُّ مِن مَرضيَ عليَّ صُدُودكُم ... وصُدُودُ منْ أهْوَى عليَّ شَدِيدُ وقال آخر (¬2): مَرضتُ فعادني عُوَّادُ قوْمِي ... فما لَكِ لَمْ تُرَيْ فِيمَن يَعُودُ وقال الشافعي (¬3): مرض الحَبِيبُ فَعُدْتُه ... فَمَرِضْتُ من نَظَرِي إِلَيْهِ فأَتَى الحَبِيبُ يَعُودُنِي ... فَشَفَيْتُ مِن نَظَرِي إِلَيْهِ * فائدة: ربما قيل: عيونٌ مِراضٌ، ولا يُراد به الَمرض المُؤْلم، وإِنَّمْا يُرَاد به أنها فَوَاتِرُ (¬4) ذُبْلٌ فَسَمَّها كذلك لما فيه من الَمرضَ. 167 - قوله: (فَخَشِيَ)، خَشِيَ الشَّيْءَ يخْشَاهُ: إذا خَافَهُ (¬5). قال ابن مالك في "مثلثه". (الخَشَّاءُ: - يعني بالفتح -: أرضٌ ذَاتُ حَصْبَاء. والخِشَّاءُ -: يعني بالكسر -: التَخْوِيفُ، والخُشَّاءُ، [والخُشْشَاءُ] (¬6): العظْمُ النَاتِئُ خَلْف الأُذُن" (¬7). ¬
168 - قوله: (الصحيحُ)، الصحيحُ: ما كان فيه الصِحَّةُ التي هي ضِدُّ السَقَم، وصَحَّ الشَّيءُ يَصِحُّ صِحَّةً. 169 - قوله: (فوائتُ)، جمع فائِتَة، وفائِتٌ، وهو الشيء إِذا فات عن وَقته، يقال: فات يفوت فَوْتًا، فهو فَائِت (¬1). والمراد بالفَوائِتِ هنا: ما عليه من الفرائض اللاتي خَرج وقتهن (¬2). 170 - قوله: (والتَّطَوعُ)، التَّطَوعُ: تَفَعُّلٌ من طَاعَ يَطوعُ: إِذا انْقَادَ (¬3)، والمراد بها: الصلاة النَافِلة: التي ليست بَواجِبَة. 171 - قوله: (العطش)، مصدر عَطِشَ يَعْطَشُ، فهو عَطْشان (¬4)، وجمعه عِطَاش، وبه ورد الحديث (¬5). 172 - قوله: (حبس الماء)، الحبس: (¬6) مصدر حَبسَة يحبسه حبسًا، فهو محبوس، وجمعه: محابيس، ومحبوسون. قال ابن مالك في "مثلثه": "الحبس: السجن، ومصدر حبس الشيء. ¬
والحبس - بالفتح والكسر -: الجبل الأسود. وبالكسر وحده: حجارة يحبس بها ماء النهر. والحبس - يعني بالضم - جمع أحبس: لغة في الأحمس: وهو الشجاع والحبس أيضًا: المحبس في سبيل الله عزَّ وجلَّ. ثُمَّ قال: والحَبْسَةُ: المرَّةُ مِنْ حَبسَ الشَّيْءَ. والحِبْسَةُ: الهَيْئَةُ منه. والحُبسَةُ: تَعذُّر الكلامِ عند إرَادَتهِ" (¬1). 173 - قوله: (إِعادَةً)، الإعادَةُ: مَا فُعِل مرَّةً بعد مرَّةٍ (¬2). وقيل: لِخَلَلٍ في الأول (¬3). وقيل: في الوقْتِ. 174 - قوله: (نَسيَ)، نَسِيَ الشَّيْءَ ينْسَاهُ نِسْيَانًا (¬4)، فهو ناسٍ. وفي الحديث "أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرت الصَّلاة يا رسول الله؟ قال: لَمْ أَنْسَ ولمْ تَقْصُر" (¬5)، ¬
وقال الله عَزَّ وَجَلَّ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} (¬1)، قيل: نَتْرُكها. 175 - قوله: (خَرج منها)، المُراد: تركَها ولَمْ يُقِمْهَا. 176 - قوله: (واسْتَقبل الصَّلاةَ)، يَعْني: مِن أوَّلها، ولم يَبْنِ على ما مضَى منها، والاسْتِقْبالُ: يُطلقُ على ابْتِداء الشَّيْء كهذَا، وعلى المُقَابلة، والمُوَاجَهَةِ (¬2)، ومنه اسْتِقْبال القِبْلَةِ. 177 - قوله: (شَدَّ)، شَدَّ الشَّيْءَ يَشُدُهُ شدًّا، فَهُو مشْدُودٌ: إِذا أُحْكِمَ رَبْطُهُ (¬3). 178 - قوله: (الكَسِير)، هو مَن حَصَل لَهُ الكَسْرُ في عِظَامِه (¬4)، مثل: جَرِيحٍ مَنْ حَصل لَهُ جُرْحٌ، وعَليلٍ، مَنْ حَصل لَهُ عِلَّةٌ. والكَسْرُ: مصدر كسَر الشَّيْء يكْسِرُهُ كَسْرًا. قال ابن مالك في "مُثلَّثِه": "الكَسْرُ: مصدر كَسَر الشَّيْءَ، والرَّجُلَ عن مُرَادِه: صَرفَهُ. والقَوْمَ: هزَمَهُم، والهَواءُ البَارِدُ: فَتَرَ بَرْدُهُ، والطَائِرُ جنَاحَيْهِ: أمَالَهُمَا للانْقِضَاضِ، والكَسْرُ - أيضًا بالفتح -: ما لَيْسَ سَهْمًا تامًا. والكِسْرُ - بالكَسْرِ -: الجَانِبُ مِنْ كلِّ شَيءٍ، وأسْفَلُ الشُّقًة التي تَلي (¬5) الأرض مِن ¬
الخِبَاءِ، وأَحدُ كُسُورِ الأَعْضَاءِ: وهي عِظَامها. والكَسْر - يعني بالضَّم -: جَمْع كَسُور: وهو فَعُولٌ مِنْ كَسَر الرَّجُلَ والقَوْمَ" (¬1). 179 - قوله: (الجبَائر)، جَمْع جَبِيرةٍ (¬2)، قال بعْضُهم: وهو كلُّ عصَبٍ على كَسْرٍ أَوْ جُرْحٍ. وقال صاحب "المطلع" من أصْحابنا: "وهي أخْشابٌ أو نَحْوها، تُرْبَط على الكَسْر ونحوه" (¬3). 180 - قوله: (ولَمْ يُعَدَّ)، يَعْني: يُجاوِزِ بِهَا مَوْضِع الكَسْر: أي قَدْر الحَاجَة. 181 - قوله: (يَحُلَّها)، حَلَّ الشَّيْء يَحُلُه حلًّا (¬4). وفي الحديث: "يَعْقِدُ الشَّيُطانُ على قَافِية أَحَدِكُم إِذا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ على كلِّ عُقْدَةٍ مكَانها عَلَيْك ليْلٌ طويلٌ فارقد فإنْ استَيْقَظَ فذَكر الله انْحَلَّتْ عُقْدةٌ، فإِن توضَّأ، انْحَلَّتْ عُقْدة، فإِنْ صَلَّى، انْحلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّها" (¬5). ¬
قال ابن مَالك في "مُثَلَّثه": "الحلُّ: الشِّيرَجُ، ومصدرُ حلَّ: ضِدُّ عقَد، والحقُّ: وجَبَ، والمسافِرُ نَزل. والحِلُّ: الحَلاَل، وما خَرجَ عن أرْضِ الحَرَم. والحُلُّ - يعَني بالضَّم -: جمْع أحَلَّ: وهو الرَّخْوُ القَوائِم مِنْ الخَيْل والإِبل، ويُوصَفُ الذِئْبُ بِذلك، لأنَّه يخْمَعُ إذا عَدَا. ثم قال: الحَلَّةُ: المرَّةُ مِن حلَّ، والجهَةُ المقْصُودَةُ من الشَّيْء، ومَوْضعٌ ذوُ صُخُورٍ. قال: وفي هَذَيْن، الكَسْرُ أيضاً. والحِلَّةُ: بُيوتٌّ مُجْتمعةٌ. قلت: وقريةٌ معروفةٌ من قُرى بغْداد (¬1). قال: والحُلَّةُ - يعني بالضم -: إزَارٌ، ورِدَاءٌ، أوْ ثَوْبٌ مُبَطَّنٌ، أوْ سِلاَحٌ، أو ثَوْبٌ جَيِّدٌ مَا لَمْ يُلْبَس، فإذا لُبِسَ لَمْ يقَع عليه حُلَّة إلَّا مع غَيْره" (¬2). وفي حديث أبي ذَرٍّ: "لَوْ لَبِسْتَ هَذا لَكانَتْ حُلَّةٌ" (¬3). ¬
باب: المسح على الخفين
باب: المَسْحُ على الخُفَّيْن (¬1) المَسْحُ: هو إِمْرار اليَد على الشَّيْء، يُقال: مَسَحَ يَمْسَحُ مَسْحًا، فهو ماسِحٌ (¬2). والخُفٌّ: أَحدُ الخِفافِ، مأْخُوذٌ من خُفِّ البَعير (¬3). 182 - قوله: (ومَنْ لَبِس)، اللُّبْسُ: معروفٌ، وهو مصدر لَبِس يَلْبَس لُبْسًا، فهو لاَبِسٌ. واللُّبْسُ - بضم اللّام -: لُبْسُ إلثَوْب ونَحوه، واللَّبْسُ - بفتحها -: مصدر الْتَبَسَ الشَّيْءُ يلْتَبِسُ لِبْسًا، فهو مُلْتَبِسٌ، إِذا عُمِيَ. قال ابن مالك في "مُثلَّثِه": "اللَّبْسُ - يَعني بالفتح -: الالْتِباس، ومصدر ¬
لَبَسَ الأَمْرَ: خَلَطه. واللِّبْسُ - يَعني بالكسر -: ما يُلْبَس، أو يُغشَّى به شَيْءٌ. واللُّبْس - يعَني بالضم -: مصدر لَبِسَ الثَوْب، وجَمْع لِباسٍ، وهو ما يُلْبَسُ، [وَجَمْعُ لَبُوسٍ: وَهُوَ ما يُلْبَس (¬1)] (¬2) والله أعلم. 183 - قوله: (وهو كامِلَ)، الكامِلُ: جمْعُه كَوامِلٌ (¬3)، وهو ضِدُّ الناقِص، قال الله عزَّ وجل {تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ} (¬4)، وكمال الطَّهارة: أنْ لاَ يُبْقِي عليه مِنْ أعْضائها شيئاً. 184 - قوله: (يوماً)، اليَوْمُ أَحدُ الأيَّام، قال الله عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} (¬5) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "يوماً وليْلَةً" (¬6). 185 - قوله: (وَليْلةً)، أحدُ اللَّيالي، قال الله عزَّ وجلَّ: {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} (¬7) قال: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (¬8)، وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ¬
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (¬1). 186 - قوله: (للمُقِيم)، الُمقيمُ هنا: ضِدُّ الُمسافر، وأقام الشَّيْءَ يقِيمُ إِقامةً فهو مُقِيمٌ، (¬2)، ولم يُفارِق مَوْضِعَهُ. قال الشاعر: ويقال: إنه لـ "قس" (¬3). مُقِيمٌ على قَبْرَيْكُما لسْتُ بَارحاً ... أَذُوبُ اللَّيالي أوْ يُجِيبُ صَداكُما (¬4) وقال آخر (¬5): كَذلك كلُّ ذِي سَفَرٍ إِذا ما ... تَنَاهَى عِنْدَ غايتِه مُقِيمُ ويقال في تَثْنِيَته: مُقِيمَان. قال الشاعر: وهو نُصَيْب (¬6) في عُمَر بن عُبَيْد الله بن مَعْمَر (¬7). ¬
وإِنَّ خَلِيليْكَ السَّماحَة والنَّدَى ... مُقِيمان بالَمعْرُوف مادُمْتَ تُوجَدُ مُقِيمان لَيْسا تارِكيكَ لِخَلَّةٍ ... مُذ الدَّهْر حتى يُفْقَدا حينَ تُفْقَدُ (¬1) وجمْعُه: مُقِيمُونَ. ويقال: أقام الشَّيْءَ يُقِيمُهُ، بمعنى قَوَّمَهُ، فاسْتَقام، ومنه قَوْل الشاعر: (¬2). أقيمي أُمَّ زِنْباعٍ أقِيمي ... صُدُورَ العِيسِ نحو بَني تَمِيمِ وأَمًا القائِمُ: فهو ضِدُّ القاعِد، وُيقال في تَثْنيته: قائِمان، وجَمْعهُ، قائِمُون، وقِيامٌ. قال أُميَّة بن أبي الصَّلت (¬3): قِيامٌ على الأَقدام عانِيَن تَحْتَهُ ... فَرائِصُهُم مِن شِدَّةِ الخَوْفِ تُرْعَدُ وقال آخر في المُفْرَد (¬4): أَظُنُّ خَلِيلِي مِنْ تَقارُب شَخْصِهِ ... بعض القراد بِاسْيَهِ وَهُو قائِمُ 187 - قوله: (لِلْمُسافِر)، مَنْ حَصل منه السَفَر (¬5). ¬
188 - قوله: (خَلَعَ)، خَلَعَ الشَّيْءَ - يَخْلَعُهُ خَلْعاً: نَزَعَهُ عنه (¬1). قال ابن مالك في "مُثلَّثِه": "الخَلْعَةُ: المرَّةُ منْ خَلَع الشَّيْءَ: نَزَعهُ من مَوْضِعهِ، والثَّوْبَ: جَرَّدَهُ، والمَرْأةَ: طلَّقَها منه، وأَهْلُ الرَّجُلِ الرَّجُلَ: تَبَرَّؤوا منه لِكَثْرَةِ جِناياتِه، والشَّجَر: أوْرَق، والزَّرْع: أَسْفَى. والخِلْعَةُ - يَعْني بالسكون -: مَا خَلَعْتَهُ مِن الثِّياب، كَسَوْتَهُ شَخْصاً، أوْ لَم تكْسهُ. والخُلْعَة - يَعْني بالضم -: خِيارُ الَمالِ، ولُغَةٌ في الخُلْعِ، وهو مَصْدَر خَلَع المرأة" (¬2). 189 - قوله: (أوْ قَدِمَ)، قَدِمَ على وَزْن نَدِمَ، يقْدُمُ قُدُوماً (¬3)، فهو قادِمٌ. قال ابن مالك في "مُثلَّثه": "قَدِمَ فلانٌ فُلاناً (¬4) - (4 يعني بالفتح 4) -: ضَرَب قَدَمَهُ، والقَوْمَ: تَقدَّمَهُم، وقَدِمَ مِن السَّفَر قُدُوماً: مَعْلُومٌ. . . وإلى الشَّيْء: قَصدَهُ. وقَدِمَ أيضاً [فهو قَدِمٌ، (¬5): أي تَقدَّم. وقَدُمَ الشَّيْءُ: صَار قديماً" (¬6) 190 - قوله: (مِنْ مقْطُوع)، المقْطُوعُ: مثل المرْفُوع، ماحَصَل فيه قَطْعٌ، والمرَادُ به مَا قُطِعَ سَاقُه من الخِفَافِ (¬7). وفي الحديث: "مَنْ لَم يَجِد ¬
نَعْلَين فليَلْبَسِ الخُفَّيْن وليقطعهما حتى يكونا تحْت الكَعْبَيْن" (¬1) ثمَّ استعمل الَمقْطوعُ في كُلِّ ما ليس لَهُ ساقٌ، سواء كان له قطع أولاً. 191 - قوله: (الجَوْرَبُ)، هو أحدُ الجَوَارِب (¬2)، ويقال في تَثْنِيَتِه: جَوْرَبَان، وَهُو أعْجَمِيٌّ (¬3)، وجَمْعُه على وزن شَوارِب. 192 - قوله: (الصفِيقُ)، ما كَان فيه الصَّفَاقة (¬4). قال ابن مالك في "مُثلَّثه": "صَفَقَهُ بالسَّيْف أو بِالْيَد: ضَرَبهُ، والشَّيْءَ: ردَّهُ، والبابَ: أغْلقَهُ، والقَدَحَ: مَلأهُ، والعَيْنَ: غَمَّضَها، والعُودَ: حَرَّك أوْتَارَهُ، والرِّيحُ الثِّوْبَ: تلعب به (¬5)، وعَلينا صَافِقَةٌ، أيْ نَزل علينا قَوْمٌ. والرَّجل بِالبَيْعة أو البَيْع: ضربَ بِيَدِه على يَد البَائِع (¬6)، أوْ المُبْتَاعِ. ¬
وصَفِقَ المَاءُ في الأدِيم الجَديد: تَغَيَّر. وصَفُقَ الثَّوْبُ صفاقَةً، فهو صَفِيقٌ (¬1). قُلْتُ: "المُراد بـ"الصَّفِيق": مالا يظْهَر منه ما وَراءَهُ، ولا يَصِفُ جِلْدَ البَشرَة". 193 - قوله: (لا يَسْقُط)، سقَطَ الشَّيْءُ يَسْقطُ سُقُوطًا فهو ساقِطٌ: إذا وَقَع بَنَفْسِه (¬2)، وأسْقَطَهُ يُسْقِطُه فهو مَسْقوطٌ: إِذا رَماهُ غيْرُهُ. والمرادُ به: ما يَقَعُ مِن الرِّجْل، ولا يُقِيمُ فيها بنفسه (¬3). ورُبَّما قيل للشَّيْءِ الرَّدِيءِ، أوْ الحَقِير: ساقطٌ، تَشْبِيهاً لَهُ بما أُلْقِيَ. 194 - قوله: (إِذا مَشَى)، المشْيُ: معروفٌ، ومَشَى مَشْياً، فهو ماشٍ. 195 - قوله: (يَثْبُت)، يُقال: ثَبَت الشَّيْءُ يثْبُتُ ثَباتاً، وثُبُوتاً، فهو ثابتٌ إِذا لم يَتغيَّر مِنْ مَوْضِعه، أو عَنْ حالِه (¬4). 196 - قوله: (بِالنَّعل)، النَّعْلُ: واحِدُ النِّعال: معَروفٌ. قال الله عزَّ وجلَّ: {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} (¬5). ¬
وقال عليه السلام: "مَنْ لَم يَجد النَّعْلَيْن" (¬1)، وقال: "اسَتَكْثِرُوا مِن النِّعَال" (¬2). 197 - قوله: (خَرْق)، الخَرْقُ: مصدر خَرَق الثَّوبَ: شَقَّهُ، والأَرضَ: قَطَعها بالأَسْفَار، والكَذِب: صنَعهُ، وخَرِقَ - بالكسر -: تَحيَّر، والظَّبْيُ، والطائرُ: ضَعُفا عن الحركة، والإِنسان: لمْ يُحْسِن العمل، وأيضاً دامَ في مكانه. وخَرُقَ - بالضم والكسر -: الحُمْق (¬3). ثم قال ابن مالك: "الأَرض الواسِعَةُ، والشَّقُ في الشَّيْءِ، ومَصْدر خَرَقَ، المفتوح الراء والخِرْقُ: الواسِعُ العَطاء. والخُرْقُ - بالضم -: الحُمْقُ، وعدمُ إِحسَان العَمل، جمْعُ خَرِيقٍ: وهو المكان الُمطْمَئِن وجمْع أَخْرَق: وهو الأَحْمَق، والذي لا يُحْسِن العَمَل، وَجمْع خَرْقَاء: وهي أُنْثَى الأَخْرَق والفَلاَةُ التي لاَ تنْخَرِق فيها الرِّياح، والشَّاة التي في أُذُنِها خَرْقٌ، والرِّيحُ التي تَهُبُّ مِن مَهَابَّ مُخْتَلِفَةٍ، والناقةُ التي لا تتَعاهدُ مواطِئَ أَخْفَافِها" (¬4). وفي الحديث: "أَوْ تُصْنع لِأَخْرَق" (¬5). وقال ذُو الرِّمة (¬6): ¬
دَعَانِي ومَا داعي الهَوَى مِنْ بِلاَدِها ... إِذا ما نَأت خَرْقَاء عنِّي بِغَافِلِ (¬1) وقال ذو الرِّمة أيضاً (¬2): أَلمْ يأْتِها أَنِّي تَبَذَّلْتُ بَعْدَها ... مفْرقَةٌ صُوَاغُها غيرْ أَخْرَقِ ولَهُ (¬3): هلْ حَبْلُ خَرْقاءَ بعد اليوْمِ مَرْمَومُ ... ... ... ولَهُ (¬4): وخَرْقَاءُ لا تَزْدَادُ إِلَّا مَلاَحَةً ... ولَوْ عُمِّرَتْ تَعْمِيرَ نُوحٍ وَجَلَّتِ وَلَهُ (¬5): تَمامُ الحَجِّ أن يقفَ الَمطَايا ... على خَرْقَاءَ واضعةَ اللِّثَامِ وَلَهُ (¬6): لقد أَرْسَلَتْ خَرْقَاءُ نَحْوِي رَسُولَهَا ... لتَجْعَلَنِي خَرْقَاء فِيمَنْ أَضَلَّتِ - والمرادُ بـ"الخَرْقِ" هُنا: القَطْعُ ونَحْوُهُ في الخُفِّ. 198 - قوله: (يَبْدُو)، بدَا يبْدُو: إِذا ظَهر. ¬
قال الشاعر: وهو: مجنون بَني عامر (¬1). وقيل: غيره (¬2). ويُبْدِي الحَصى منها إِذا قَذَفَتْ به ... في البُرْدِ أَطْرافَ البَنَانِ المُخَضَّبِ وقال آخر (¬3) في عَائِشة بنْت طَلْحة (¬4): بَدَا لِي منها مِعْصَمٌ حين جَمَّرت ... وكَفٌّ خَضِيبٌ زينَت بِبَنَانِ 199 - قوله: (بَعْض)، البَعْضُ: ضِدّ الكُلِّ. قيل: دُونَ النِّصْف. وقيل: وَلَوْ زَادَ عليه (¬5). 200 - قوله: (القَدَم)، أَحَدُ الأَقْدَام، وفي الحديث: "لوْ أَنَّ أحدَهُم نظَر تحْتَ قَدمَيْهِ" (¬6). وقال الله عزَّ وجلَّ: {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} (¬7). 201 - قوله: (ظاهر)، هو ضِدُّ البَاطِن، وسُمِّي ظاهراً، لِظُهُوره للأَعْين. ¬
202 - قوله: (أَسْفَلُهُ)، أسْفَلُ الشَّيْءِ: أَدْناهُ، وقد سَفُلَ الشَّيْءُ: صار سفْلاً (¬1). 203 - قوله: (أَعْلاَهُ)، هو مَا علاَ منه، وقد علاَ يعْلُو عُلُواً، فهو أَعْلاَ: ارْتَفَع على سَائِره. 204 - قوله: (سَواءٌ): أيْ لاَ فَرْق بينهما (¬2)، وفي القرآن قوله عزَّ وجلَّ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} (¬3)، وقوله: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا} (¬4). وقالت صاحبة جميل (¬5): سواء علينا يا جميل بن معمر ... إذا مت بأساء الحياة ولينها (¬6) ¬
باب: الحيض
باب: الحَيْض وأَصْلُه: السَّيَلان (¬1). قال الجوهري: "حاضَت المرأَةُ تَحِيضُ حيْضاً ومحَيضاً (¬2)، فهي حائضٌ، وحائِضَةٌ أَيضاً" (¬3). ذكره ابن الأَثِير وغيره (¬4). واسْتُحِيضَت المرأةُ، اسْتَمرَّ بها الدَمُ بعد أَيَّامِها، فهي مُسْتَحاضَةٌ. وتَحَيَّضَتْ: أيْ قَعَدتْ أيَّام حَيْضِها عن الصَّلاَة. ¬
وقال الزمخْشَري (¬1) في كتابه "أساس البلاغة": "ومن المجاز: حاضَت الشجرة (¬2)، [إِذا] (¬3) خرج منها شِبْهُ الدَّمِ" (¬4). قال صاحب "المغني": "الحيْضُ: دم يُرْخِيه الرَحِم إِذا بَلَغت المرأةُ، ثُمَّ يعْتَادُها في أوقاتٍ معْلُومةٍ لحكمةِ تربية الوَلَد، فإِذَا حَمَلَتْ، انْصَرف ذَلك الدَمُ بإِذن الله تعالى إِلى تَغْذِيَة (¬5) الوَلَد. ولذلك الحَامِل لا تَحِيضُ، (¬6) فإِذا وَضَعَت الوَلَد، قَلَبَهُ الله تعالى بحِكْمَتِه إِلى لَبَن (¬7) يتَغَذَّى به [الطفل] (¬8)، ولذلك قلَّ مَا تَحِيضُ المُرْضِع، فإِذا خَلَتْ من حَمْلٍ وَرَضَاعٍ، بَقِيَ ذلك الدَّمُ لا مَصْرفَ لَهُ، فيستقر في مكانٍ، ثمَّ يخْرُج في الغالب في كُلِّ شَهْرٍ سِتَّة أيَّام، أو سَبْعة، وقد يزيد على ذلك وَيقِل، ويَطُول شَهْرُ المرأة ويقصُر على (¬9) ما يُرَكِّبهُ الله تعالى في الطِّبَاع" (¬10) آخر كلامه. والاسْتِحَاضة: السيلانُ في غير وَقْتِه من العاذِل بـ"الذَّال" المُعجمة، وقد ¬
يقال [العاذِرُ بـ"الراء"] (¬1) المهملة. حكاها ابن سيدة (¬2). وقال الجوهري: " (¬3) العاذِرُ لغة: يعني بـ"الذال" المعجمة و"الراء": وهو (¬4) العِرْقُ الذي يسيل منه دَمُ (¬5) الاسْتِحاضة. قال: وسئل ابن عباس عن دَمِ الاسْتِحاضَةِ. فقال: "ذَاكَ العاذِلُ يَعْذُو" (¬6)، يعني: يَسِيلُ". 205 - قوله: (أَقَلُّ)، الأَقَلُّ: ضِدُّ الأَكْثَر، وقد قَلَّ الشَّيْءُ يَقِلُّ، فهو قليلٌ. 206 - قوله: (وأَكْثَرُه)، الأَكْثر: ضِدُّ الأَقَل أيضاً، وقد كَثُرَ يكْثرُ كثْرةً، فهو كثيرٌ (¬7). 207 - قوله: (فمنْ طَبَق)، على وزن عَتَقَ، وسَبَقَ، يعني: تَراكم الشَّيْءُ وكَثُرَ، وطبَقَ السحابُ: كَثُرَ (¬8). ¬
208 - قوله: (تُميِّزُ)، يقال: مَيَّزتْ تُمَيِّزُ تَمِيْيزاً: أي فَرَّقتْ بَينْ دَمٍ وَدمٍ (¬1) ولذلك سُمِّي الُممَيِّزُ مُمَيِّزاً، لأنَّه يُفَرِّقُ بيْن الأَشْيَاء. والتَّمييز هنا: أنْ يكون بعض دَمِها ثَخِيناً أَسْمَر، ومُنْتِناً، وبَعْضُه رَقِيقاً أَحْمَر. 209 - قوله: (إِقْبَاله)، الإِقْبَالُ: يُرادُ به هنا، الأَوَّلُ، وَيُرادُ به أيضاً: ضِدُّ الإِدْبَار (¬2). 210 - قوله: (إِدْبَارُه)، أي آخره (¬3)، وُيراد به أيضاً: ضِدّ الإِقْبَال. وفي الحديث: "إِذا ثُوِّبَ بالصَّلاَة أَدْبَر" (¬4). 211 - قوله: (رَقيقٌ)، ضِدّ الغَلِيظ، يقال: رَقَّ يَرِقُّ رِقَّةً، فهو رَقيقٌ، ولذلك سُمِّيَ الرَّقيقُ (¬5) رقيقاً وهم العَبِيدُ، لِرِقَّتِهم غالباً. ¬
212 - قوله: (أَحْمَر)، لونٌ مِن الأَلوان معروفٌ، وجَمعُه: حُمْرٌ (¬1)، ويقال في تَثْنيته: أَحْمَران. وفي الحديث: "وأمَّا النِّساء فقد شَغَلَهُم الأَحْمَران" (¬2). ويقال في المُؤَنَّث: حمراء. وفي الحديث: "مَنْ حَمْراء الساقَيْن" (¬3)، وتصغَّرُ على حُمَيْرَاءُ. وفي الحديث: "لا تْفعَلي يا حُمَيْرَاء" (¬4). 213 - قوله: (مُنْفَصِلاً)، الُمنْفَصِلُ: ما حَصَل فيه الانْفِصَال مِن غَيْره. يقال: انْفَصَل يِنْفَصِل انْفِصَالاً، فهو مُنْفَصِلٌ. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ} (¬5). 214 - قوله: (في الشَّهْرِ)، الشَّهْرُ: أحدُ الشُّهُور، سُمِّيَ شَهْراً، لاشْتِهَارِه (¬6). قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ ¬
شَهْرًا} (¬1)، وقد يُجْمَع على أَشْهُرٍ. قال الله عزَّ وجلَّ: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} (¬2). وقال مجنون بني عامر: (¬3) فَهَذِي شُهُورُ الصَّيْف عَنَّا تَصَرَّمَتْ ... فَما للنَّوَى تَرْمِي بِلَيْلَى المراميا 215 - قوله: (تَعْرِفُها)، عَرَف الشَيْءَ يعْرِفُه مَعْرِفَةً (¬4)، فهُو عَارِفٌ: إِذا عَلِمَهُ وفَرَّق بعْضُهم بيْن العِلْم والَمعْرِفة، بأَنَّ المَعْرِفة، لابُد أَنْ يتَقَدَّمَها جَهْلٌ، بِخِلاَف العِلْمِ، ولهذا يُوصَفُ الله بأنَّه عَالِمٌ، ولا يُوصَف بأَنَّه عَارِفٌ (¬5). وأَنَّ المَعْرِفةَ تقال في حَقِّ البَهائم، فيقال: عَرَفت الدَّابة والِدَها، بِخلاف العِلْم. 216 - قوله: (أَمْسَكَتْ)، الإِمْسَاكُ عن الشَّيْء: الكفُّ عنه، يقال: أمْسَكَ عنه يُمْسِك إِمْسَاكاً، فهو مُمْسِكٌ، إِذا كَفَّ عنه، ويُقال: أَمْسَكَه يُمْسِكهُ إِمْسَاكاً، فهو مُمْسَكٌ إِذا أَخذَهُ. ¬
217 - قوله: (أُنْسِيتَها)، أُنْسِيَ الشَّيْءَ يَنْسَاهُ، ونَسِيَهُ يَنْسَاهُ، فهو ناسٍ (¬1) وفي حديث ليلَة القَدْر: "أُنْسِيتُهَا" (¬2)، وفي روايةٍ: "نَسِيتُهَا" (¬3)، وفي رواية: "نُسِّيتُهَا" (¬4). 218 - قوله: (تَقْعُد)، قَعَدَت المرأةُ تَقْعُد، فهي قَاعدٌ، وجمْعُها: قَواعد (¬5). قال الله عزَّ وجلَّ: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ} (¬6)، واحِدُ قَواعِد البِنَاءِ: قَاعِدَةٌ. 219 - قوله. (السِّتُ)، العددُ المعْرُوف، وأَصلُه سُدَاسٌ (¬7) لكنَّه ثقيلٌ، فقيل فيه: سِتٌ. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ} (¬8). وقال الشاعر: (¬9). ¬
أحادٌ أمْ سُدَاسٌ في أُحَادٍ ... لُيَيْلَتُنَا المَنُوطَةُ بالتَّنَادِ 220 - قوله: (والمُبْتَدأُ بها الدَمُ)، يقال: ابْتَدأَ الشَّيْء يَبْتَدِئُ، فهو مُبْتَدِئٌ. والمرادُ بها: مَنْ هي أَوَّل ما رأَت الدَمَ (¬1). 221 - قوله: (تَحْتَاطُ)، احْتَاطَ يَحْتَاطُ احْتَياطاً، فهو مُحْتَاطٌ: إِذا أَتى بالأَحْوَط. 222 - قوله: (فَتَجْلِس)، الجُلُوس: هو القُعُود (¬2)، وجَلَس يَجْلِسُ، فهو جَالِسٌ. ومنه سُمِّي المَجْلِسُ مجْلِساً. والجُلُوسُ هنا: مَجازاً، والمرادُ به: أَنَّها تَتْرك الصَّلاَة ونَحْوها في هذه الأَيَّام. ويقال لِمَن لَمْ يفْعَل الشَّيْء: جَلَس عنه، ويقال: ما أَجْلَسَك عن الحجِّ العَام؟ ونحو ذلك. 223 - قوله: (انْقَطَع)، انْقَطَع الشَّيْءُ يَنْقَطِعُ، فهو مُنْقَطِعٌ، ومنه: انقطع الجَبْلُ والمطَر. 224 - قوله: (فإِنْ اسْتَمَرَّ)، اسَتَمَّر الشَّيْءُ يسْتَمِرُّ اسْتِمْرَاراً، فهو مُسْتَمرٌّ إِذا لم يَنْقَطِع. ¬
225 - قوله: (الغَالِبَ)، المرادُ به هنا: الأَكْثر (¬1)، مأخوذٌ مِنْ الغَلَبَة، يُقال: غَلَب يغْلِبُ، فهو غَالبٌ. 226 - قوله: (والصُّفْرةُ والكُدرة)، الصُّفْرة: المراد بها الماءُ الأَصْفَر الذي تَراهُ المرأة في أَثناء الدم. والكُدْرةُ: هي الماء الكَدِر (¬2). وفي الحديث: "كُنَّا لا نَعُدُّ الصّفْرةَ والكُدْرةَ شَيْئاً" (¬3). وفي حديث آخر: "كُنَّا نَعُدُّ الصُّفْرَة والكُدْرَة في أيام الحَيْض حَيْضاً" (¬4)، وفي حديث آخر: "أَنَّ نِسَاءكُنَّ يبْعَثْنَ إِلى عائشة بالدِّرَجَة بِها الكُرسُف فيه الصُّفْرة" (¬5). قال ابن مالك في "مُثلَّثِه": "الصَّفْرَةُ - يعني بالفتح -: الجَوْعَةُ، والمرَّة من صَفَر بِفيهِ. والصِّفْرَةُ - يعني بالكسر -: أُنثى الصِّفْرِ. والصُّفْرةُ - يعني بالضم -: مِن الألوان معروفةٌ، قال: وقد يُعبَّر بها عن السواد" (¬6). ¬
227 - قوله: (الفرجُ)، الفَرْجُ: مأخوذٌ من الانْفِراج، وانْفَرج الشَّيء ينْفَرجُ انْفِراجاً، فهو مُنْفَرِجٌ. ثم اسْتُعْمِل في قُبُل كلِّ حيوانٍ من آدميٍّ وغيره، (22 ب) وربَّما أُطْلِق على الدُّبرُ أيضاً (¬1). 228 - قوله: (تُوطَأُ)، يُقال: وُطِئَتْ المرأةُ تُوطَأُ فهي (¬2) مَوْطُوءَةٌ، وَوَطِئَ يَطَأُ، فَهُوَ واطِئٌ: إِذا جَامَع، ويُقال أيضاً فيما وُطِئَ بالرِّجْل كذلك. 229 - قوله: (مُستحاضةٌ)، المُسْتَحاضةُ: مَنْ جَاوَز دَمُها أَكْثر مُدَّة الحَيْض (¬3)، واسْتَحاضت (¬4) المرأةُ تُسْتَحاض، فهي (¬5) مُسْتَحاضةٌ. وفي الحديث: "إِنِّي أُسْتَحاضُ فَلاَ أَطْهرُ أَفَأَدَعُ الصلاة؟ فقال: لا، إِنَّما ذلك عِرْقٌ" (¬6). وفي حديث آخر: "أَنَّ بعض أَزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اعْتَكَفتْ وهي مُسْتَحاضة (¬7) "، ¬
وفي حديث: "أنَّ أُمَّ حبيبة اسْتُحِيضَت سَبْع سِنينَ" (¬1). 230 - قوله: (العَنَت)، العَنَت بفتح "العين" و"النون". قال الجوهري: "هو (¬2) الإِثْمُ. [وقال تعالى {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} (¬3)] (¬4)، وقوله: {لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} (¬5)، يَعْني: الفُجُور والزِنا - والعَنَتُ أَيضاً: الوقُوع مِن أَمْرٍ شاقٍ" (¬6) (¬7). ويُقال لَمِنْ تَشدَّد في الأَمر: عَنت يَعْنَتُ عَنَتاً، فَهو عَنِتٌ. 231 - قوله: (والمُبْتَلى)، يُقال: ابْتُلِيَ يُبْتَلى، فهو مُبْتَلىً. قال الله عزَّ وجلَّ: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ} (¬8). 232 - قوله: (بِسَلِسِ البَوْل)، هو الذي لا يَسْتَمْسِك بَوْلُه (¬9)، وقد سَلَسَ يَسْلَسُ وَسَلَساً، فهو سَلِسٌ. وكذلك سَلِسُ الكَلام: هو الذي لا ينقطع كلاَمهُ. ¬
233 - قوله: (المَذْيُ)، في المَذْي ثلاَثُ لُغَاتٍ، مَذْيٌ كَظبْي: وهي الفُصْحَى. وَمَذِيٌّ كَشَقِيٍّ. وَمَذٍ كَعَمٍ. وَحُكِي فيه بـ"دالٍ" مُهملةٍ (¬1)، وهو ماءٌ مُتَسبَّبٌ يَخرج عِنْد المُلاَعَبة والتَقْبِيل (¬2) ونحوه. وفي الحديث عن عليٍّ: "كُنْتُ رجلاً مذَّاءً" (¬3). 234 - قوله: (النِّفَاس)، بكسر "النون" مصدر، نَفِسَتْ المرأةُ بضم "النون" وفتحها مع كسر "الفاء" فيهما، إِذا (¬4) وَلَدَتْ. وسُمِّيت الولادة نِفَاساً من التَّنفُس: وهو التَّشقُق والانْصِدَاع. يقال: تَنفَّسَت النفوس: إِذا تَشقَّقَتْ فقيل: سُمِّي نِفاساً، لما يَسِيلُ مِن الدَمِ الشِينِ. والدم: نَفْسٌ. وقيل: لأَنَّ خَرجَ مِنها نَفْسٌ، وهو الوَلَدُ. ويُقال لِمَن بِها النِّفاسُ: نُفَساءُ، بضم "النون" وفتح "الفاء"، وهي الفصحى، ونَفَساءُ بفتحها، ونُفْسَاءُ، بضم "النون" وإِسكان "الفاء". واللُّغات الثلاث بالمد (¬5). ¬
ويقال للحائض: نفساء (¬1) وفي الحديث: "أُنْفِسْتِ" (¬2). فقيل "للحَيْض" سَبْعَة أَسْمَاءٍ: "حَيْضٌ" وبها وَرَد الكتاب والسُنَّة، و"نِفَاسٌ" وبها وردت السُنَّة، و"ضَحِكٌ" وهي قولٌ (¬3) في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَضَحِكَتْ} (¬4)، و"أَكْبَارٌ"، وهو قَولٌ في قَوْلِه (¬5) عزَّ وجلَّ: {أَكْبَرْنَهُ} (¬6)، و"طَمثٌ"، وهو في قوله عزَّ وجلَّ: {يَطْمِثْهُنَّ} (¬7) ومنه قيل: أولادُ الطَّوَامِث، و"إِعصارٌ" و"عِرَاكٌ". 235 - قوله: (لم يَلْتَفِتْ)، الالْتِفَاتُ: التَّطَلُعُ إِلى الشَّيْء، وفي الحديث: "أَنه عليه السلام سُئِل عن الالْتِفات في الصَّلاة" (¬8)، ولما سُئِل عن ¬
الرَّجُلِ يَجِدُ الشَّيْءَ في الصلاة، فقال: لاَ يَلْتَفِتْ إليه حتى يسْمَع صَوْتاً، أو يَجِدَ ريحاً" (¬1)، وفي رواية "لا ينفتل أو لا ينصرف" (2). ويقال: الْتَفَتَ يَلْتَفِتُ، فهو مُلْتَفِتٌ. فهو حقيقةٌ في الالْتِفَات والتَّطلع بالنظر، مجازٌ في التَّطلع بالعَقْلِ والقَلْبِ. 236 - قوله: (انْتَقل)، انْتَقَل ينْتَقِلُ فهو مُنْتَقِلٌ، إِذا تَغيَّر من مكان إلى مكانٍ. 237 - قوله: (فتصيرُ إِليه)، صار إليه يَصِيرُ مَصِيراً، فهو صَائرٌ (¬3). 238 - قوله: (وتَتْرُك) التَرْكُ: مصدر تَركَ الشَّيْءَ يتْركُه تركاً، إِذا أَهْمَلَهُ. وفي الحديث: "بَيْن المُسْلِم والكُفْرِ أو الشِّرْك تَركُ الصَّلاة"، (¬4) "فَمَنْ تركَها فَقدْ كَفَر" (¬5). 239 - قوله: (الأَوَّلَ)، بفتح آخره، والأَوَّلُ: ضِدُّ الآخِر. قال الشاعر: (¬6). ¬
نَقِّل فُؤَادَكَ حيثُ شِئْتَ مِن الهَوَى ... ما الحُبُّ إِلَّا للحَبِيبِ الأَوَّلِ 240 - قوله: (مِرَارٌ)، جمْعُ مَرَّةٍ، ويقال في الجَمْع أيضاً: مَرَّاتٍ. 241 - قوله: (والحامِلُ)، الحامِلُ: (¬1) هي الحُبْلَى، وهي مَنْ في بَطْنِها ولدٌ، ويقال في جَمْعِها: حَوَامِلُ. وفي جَمْع الحُبْلَى (¬2): حَبَالَى (¬3)، قال الله عزَّ وجلَّ {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ} (¬4) وقال: {وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ} (¬5). وقال الشاعر: (¬6). فَمِثْلُك حُبْلَى قدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعاً ... فألهيتها عنْ ذِي تَمائمَ مغيل وقالتْ صَاحبة عُروة (¬7) في الجمعِ: وقُلْ لِلْحَبَالَى لا يُرَجِّين غَائِباً ... ولاَ فَرِحَتْ مِنْ بَعْدِه بِغُلاَمِ (¬8) ويقال: حَمَلت المرأةُ تَحْمِلُ، فهي حَامِلٌ، (¬9) وحَبَلَت تَحْبِلُ، فهي حُبْلَى. ¬
ويقال للمرأةِ إِذا حَمَلت الشَّيْء أيضاً: حَامِلٌ، وقد حَمَلت الشَّيْءَ تَحْمِلُهُ حَمْلاً، فهي حَامِلٌ من غير حَبَلٍ أيضاً، ويقال للرَّجل: حامِلٌ أيضاً، وقد حَمل يَحْمِل حَمْلاً، فهو حَامِلٌ. قال عُروة: (¬1). تَحَمَّلْتُ منْ عَفْراءَ ما لَيْس لي بهِ ... ولا لِلْجِبَال الرَّاسِيَاتِ يَدَانِ 242 - قوله: (وِلاَدَتها)، الوِلاَدَةُ: وَضْعُ المرأةِ الوَلَدَ، وقد وَلدَتْ تَلِدُ [ولاَداً] (¬2)، وَوِلاَدَةً، فهيَ والِدٌ، وماخِضٌ (¬3). 243 - قوله: (سنَةٌ)، السَنَةُ: العام وأَطْوَارُهُ، قال الله عزَّ وجلَّ: {خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} (¬4)، وقال: {أَلْفَ سَنَةٍ} (¬5)، وربَّما قيل في الجَدْبِ: سَنَةٌ فأَصَابَتْهُم سَنَةٌ (¬6). 244 - قوله: (وتَقْضي)، قَضَىَ يَقْفِي قَضاءً. والقضاءُ: ما فُعِلَ بعْدَ وقْتِ الأدَاءِ، وقيل: لِعُذْرٍ (¬7). ¬
ويقال: قَضَاهُ حَقَّهُ: إِذا وَفَّاهُ إِيَّاهُ. قال كُثَيِّر: (¬1). قَضَى كلُّ ذِي دَيْنٍ فَوفَّى غريمَهُ ... وعَزَّةُ مَمْطُولٌ معنّىً غَرِيمُها (¬2) وقضى: حكم، ومنه سمي القضاء (¬3)، وقيل لفاعله: قاض. وقال العَلاَّمة: (¬4). قضى الله رَبُّ العَالِمَينَ قَضِيَّةً ... أَنَّ الهَوَى يُعْمِي القُلُوبَ وَيُبِكمُ ويُقَال لِمَن أَتَمَّ أَمْراً: قَضاهُ، ومنه قوله عزَّ وجلَّ: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (¬5). وقال ابن مالك في "مُثَلَّثه": "القَضاءُ: الدِّرْعُ الخَشِنةَ، والرَّجل الأَكُولُ، والقِضَّاءُ: مَصْدَر قَضَّى حَوَائِجَهُ. والقُضَّاءُ: جمع قَاضئ، وهو الآكِلُ، ثم قال: قَضَى الشَّيْء: صَنَعه وَبه حَكَم، والعَمَل: فَرغَ مِنه، والحقّ: أَدَّاهُ، والرَّجُل نَحْبَه: مَاتَ، وعلى غَيْره: قَتَلَهُ، والله الشَّيْءَ: قَدَّرَهُ. وقَضِيَ الشَّيْءَ: أَكَلَهُ، ¬
والشَّيْءُ: فَسَد وأَصْلُهُمَا الهَمْزُ، وقَضُوَ الرَّجُل فُلانٌ: بمعنى ما أَقْضَاه" (¬1). 245 - قوله: (زَال)، زال الشَّيْء يَزُوْلُ زَوالاً (¬2). قال ابن مالك: "الزُّول: جمع زَوُولٍ، وهو فعولٌ مِن زَالَ: بمعنى تَحَرَّكَ، وبمعنى: تَظَرَّفَ، وبمعنى: انْتَقَل" (¬3). 246 - قوله: (الإشْكَال)، مصدر أَشْكَل يُشْكِلُ إِشْكَالاً، فهو مُشْكِلٌ: إِذا الْتَبَسَ، ولَم يُعْلم الأَمر فيه مِنْ غَيْره، والإِشْكَال: بكسر "همزة" أَوَّلهِ، وسُكُون "الشين المعجمة"، والأَشْكَالَ: بفتح "الهَمْزة"، جمع شَكْلٍ، وهو ما يُشَاكِل: أي يُشَابِهَ وَيمَاثِل (¬4). 247 - قوله: (أَشَدُّ)، الأَشَدُّ: ما كان فيه شِدَّةٌ على غيره. وقد اشْتَدَّ يشْتَدُّ، فهو شَدِيدٌ، وأشدُّ مِنْ غَيْره. ¬
كتاب: الصلاة
كتاب: الصَّلاَة الصَّلاة لُغة: الدُّعاء. ومنه قول الله عزَّ وجلَّ: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} (¬1): أي ادْعُ لَهُم (¬2). وشرعاً: "الأفعالُ المعلومةُ مِنْ القِيَام، والقُعُود، والرُّكُوع، والسُّجُود، والقِرَاءَةِ، والذِكْر وغيرِ ذلك" (¬3). وسُمِّيت بذلك، لاشْتِمَالها على الدعاء. واشْتِقَاقُها. قيل: منْ الصَلَوَيْن، عِرْقَان من جَانِب الذَنب (¬4). وقيل: عَظْمَان يَنْحَنِيَانِ في الرُّكُوع والسُّجُود (¬5). وقال ابن سِيَدة: "الصَّلاَ: وسطُ الظَّهْر من الإنسان، ومنْ كلِّ ذي أَرْبع". ¬
وقيل: هو ما انْحَدر منْ الوِرْكَيْن. وقيل: الفُرْجَة التي بَيْن الجَاعِرة والذَنَب. وقيل: هوَ ما عن يمين الذنب وشماله (¬1). وهي من الله الرَحْمة (¬2). واستشكله العَلاَّمة وَرَدَّهُ بأَنَّ الله غَايَر بيْنَهُما بـ"الواو" فقال: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} (¬3)، وبأَنَّ الصَّلاةَ تَتَعدَّى بـ"على"، بخلاف الرَّحْمةِ. قالوا: والصَّلاة من الملاَئِكة: الاسْتِغْفَارُ، ومنْ العِبَاد: الدُّعاء والتَّضَرُع. وَرَدَّ ذلك العلاَّمة أيضاً واستحسن قول السُهَيْلي (¬4): "إنَّها الحُنُوُ، والعَطْفُ في كلِّ شَيْءٍ بِحَسَبِه" (¬5). ¬
باب: المواقيت
باب: المَوَاقيت المَوَاقِيت: جَمْعُ وَقْتٍ. قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (¬1). قال البخاريُّ: "وقَّتَهُ عَلَيْهِم" (¬2). وربَّما قيل: وقُوتٌ في جَمْعِه. وفي الصحيح: "أَوَ أَنَّ جِبْريل هو الذي أَقَام للنَّبي -صلى الله عليه وسلم - وُقُوت الصَّلاة" (¬3). ويقال: وَقَّت الشَّيْءَ يوقِّتُه. وفي الحديث: "أَنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقَّتَ لأَهْلِ اليَمن يِلَمْلَم" (¬4). 248 - قوله: (زَالت الشَّمس)، زَالتْ تَزُول زَوَالاً. وزَوَالُ الشَّمْس كُلِّها [مَيْلُها] (¬5) عنْ كَبِد السَّماء، ويُعْرَف ذلك بتَطاول الظِّل (¬6) بعد تَنَاهي ¬
قِصَرِه، كذا ذَكره صَاحِب "المُغْنِي" (¬1) وغَيْره. 249 - قوله: (وَجَبت)، وَجَبَت: مِنْ الوُجُوب، وَوَجَبَتْ: مِن السُقُوط (¬2). 250 - قوله: (ظِّل)، الظِّلُ بكسر "الظاء" المعجمة. قال الله عزَّ وجلَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} (¬3). وجمْعُه: ظِلاَلٌ. قال الله عزَّ وجلَّ: {فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} (¬4)، بكسر "الظاء" القائمة (¬5)، وأمَّا بفتحها: فهو جمع: ظَل، وهو بالسَاقِطة (¬6). وقال المَجْنُون: (¬7) وَيوْمٍ كَظِلِّ الرُّمْح قَصَّرْتُ طُولَهُ ... بِلَيْلَى فَلهَاني وما كُنْتُ لاَهِيا وقال وَرْدٌ الجَعْدِي: (¬8). خَلِيليّ عُوجَا بَارَك الله فِيكُما ... وإِنْ لم تَكُن هِندٌ لِأرْضِكُما قَصْدَا وَقُولا لها ليْس الضَّلاَلُ أَجَازنَا ... ولَكِنَّنَا جُزْنَا لِنَلْقَاكُم عَمْدَا (¬9) ¬
قال صاحب "المطلع": "والظِّلُ: أَصْلهُ السِّتْرُ، ومنه: أنا في ظلِّ فُلانٍ، ومنه: ظِلُّ الجنَّة، وظِلُّ الشَّجَرة، وظِلُّ اللَّيل: سَوادُه، وظِلُّ الشَّمس: ما سَتَر الشُخُوص مِن مَسْقَطِها" (¬1). ذكره ابن قتيبة قال: "والظل: يكون غَدْوةً وعَشِيَّةً، منْ أَوَّل النَّهار وآخره والفَيْء: لا يكون إِلَّا بَعد الزَّوال، لأنَّه فاءَ: أي رَجَع" (¬2). 251 - قوله: (العَصْر)، العَصْرُ: (¬3) اسمٌ للوَقت، فَسُمِّيت الصَّلاةُ به كالظُّهر. 252 - قوله: (وقتُ الاخْتِيَار): أي الوقتُ الذي تُخْتَار الصلاة فيه. 253 - قوله: (مع الضَّرُورة)، يقال: ضَرُّهُ يَضرُّهُ ضَرُورَة، وضَرَى يَضْرَى ضَرُورَة (¬4). والمعنى: أنه لا يجوز لَهُ تأخير الصَّلاة إِلى ذلك الوقَتْ، إِلَّا مع ضَرُورَة. 254 - قوله: (المَغْرب)، المَغْرِب في الأَصل: مصدر غَربتْ الشَّمْس غُرُوباً وَمَغْرِباً، ثم سُمِّيت الصلاةُ مَغْرباً (¬5). ¬
255 - قوله: (الشَّفقَ)، المراد به: ما يكون بعد غَيْبُوبَة الشَّمسْ في مَغْرِبها منْ شُعَاعٍ أَحْمَر، أَو أَبْيَض (¬1). 256 - قوله: (الحُمْرة)، المرادُ بها: اللَّون الأَحْمَر، مثل الصُّفْرَة، وقد احْمَرَّ الشَّيْءُ يحْمَرُّ حُمْرةَ، واحْمِرَاراً. 257 - قوله: (البياضُ)، اللَّون المعروف (¬2)، وقد ابْيَضَّ يَبْيَضَّ بياضاً، فهو أَبْيَضُ. قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ} (¬3)، وفي الحديث: "أَشدُّ بياضاً من اللَّبن" (¬4). وفي حديث آخر: "كالمَحْضِ في البَيَاض" (¬5). 258 - قوله: (فَتُوارِيهَا)، وَارَى الشَّيْءَ يُوَارِيهُ مُوَارَاةً، فهو مُوَارٍ لَهُ: أي ستَرهُ. 259 - قوله: (الجُدْران)، بضم "الجيم" جمع جِدَارٍ بكسرها، والمراد بها: الحِيطَان ويقال في جمعها أيضاً: جُدُر (¬6). 260 - قوله: (عِشاء الآخرة)، بكسر "العين". قال الجوهري: "العشي (¬7) ¬
والعَشِيَّة: منْ صلاة المَغْرِب إِلى العَتَمة. والعِشَاءُ - بالكسر المد - (¬1) [والعِشَاءَان: المغْرِب والعتمة] (¬2) وزعم قَومٌ أنَّ العِشَاء مِن زَوال الشَّمْسِ إِلى طُلُوع الفجر" (¬3) آخر كلامه. قال صاحب "المطلع": "فكأَنّها سُمِّيت باسم الوقت الذي تَقعُ فيه كما ذُكِر في غيرها" (¬4). وقال الأزهري: "والعِشَاء: (¬5) هي التي كانت العرب (¬6) تسميها العَتَمة، فنَهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك [وقال: "لا تَغْلِبَنَّكُم الأَعْرَاب على اسْمِ صَلاَتِكُم العِشاء، فإِنّما يعْتِمُون بالإبل"] (¬7)، وإِنَّما سَمَّوها عَتَمَة باسْم عتَمة اللَّيل: وهي ظُلْمَة أَوَّلِه. وإِعْتَامُهم بالإِبل: [أنَّهم] (¬8) إِذا راحتْ عليهم النَّعَم (¬9) بعد المَساء أَنَاخُوهَا ولم يحْلِبُوها حتى يُعْتِمُوا: أي يدْخُلوا في عَتمَة اللَّيل، وهي ظُلْمَتُه، وكانوا يُسَمُّون تلك الحَلْبة: عَتَمة باسم عَتَمة اللَّيل، ثمَّ قالوا لصَلاَة العِشَاء ¬
العَتَمة، لأَنَّها تُؤَّدَّى في ذلك الوقت" (¬1) آخر كلامه. يقال: أَعتْمَ اللَّيْلُ، إِذا أَظْلم، وعَتَم لُغَةٌ، وذَكَر جماعةٌ من أَصْحَابِنا يكره أَنْ تُسَمَّى العَتَمة، بل تُسَمَّى العِشَاء (¬2)، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} (¬3)، ولا يُقال لهَا: "عَشِيَّةٌ". وإِنَّما يقال "عشيةٌ" (¬4) للوَقْتِ. قال المجنون (¬5): ذكَرتُ عشيَّةَ الصَدَفَيْن لَيْلَى ... وكُلُّ الدَّهر ذِكْرَاها جَدِيدُ وقال عروة (¬6): عَشِيَّةَ لاَ خَلْفِيَ تكرٌّ ولا الهَوى ... أَمامِي ولا يَهْوِي هَوَايَ غَرِيبُ 261 - قوله: (ثلث)، الثلث: الأحد من الثلاثة. قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ} (¬7) وهو بضم "الثاء" المثلثة في أوله، وضم "اللام" (¬8). ¬
262 - قوله: (اللَّيْل)، معروفٌ. قال الله عزَّ وجلَّ: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ} (¬1)، وقال: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ} (¬2). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وأَقْبَل اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنا" (¬3). وقال امرؤ القيس (¬4): ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْر أَرْخَى سُدُولَهُ ... عليَّ بِأَنواعِ الهُمُومِ لِيَبْتَليِ فقُلْتُ لَه لمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِه ... وأرْدَف أَعْجازاً ونَاءَ بِكَلْكَلِ أَلاَ أَيُّها اللَّيْلُ الطويلُ أَلاَ انْجَليِ ... بِصُبْحٍ ومَا الإِصْبَاحُ فِيكَ بأَمْثَلِ وقال المجنون (¬5): فَيا لَيْلُ كَم حاجةٍ لي مُهِمَّةٍ ... إِذا جِئْتكُم باللَّيْلِ لمْ أَدْرِ مَاهِيا 263 - قوله: (الفَجْرُ الثاني)، قال الله عزَّ وجلَّ: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} (¬6)، وقال: (والفَجْرِ) (¬7). ¬
قال الجوهري: "والفَجْر في آخِر اللَّيل كالشَّفَق في أَوَّلهِ، وقد أَفْجَرْنا، كما يقال: (¬1) قد (¬2) أَصْبَحْنا مِن الصُّبْح" (¬3). وقال الأزهري: "وسُمِّي الفَجْرُ فجْراً، لانْفِجَار الصُبْح، وهما فَجْرَان. فالأَوَّل: مُسْتَطيلٌ في السَماء يُشْبِه بذَنَبِ السِّرْحَان، وهو الذِئْب، لأنه مُسْتَدِقٌ صَاعِدٌ غَيْرُ مُعْتَرَضٍ في الأُفُق، وهو الفَجْر الكَاذِب، الذي لا يتَعلَّق به حُكْم، لا تَحِلُّ به صلاَة الصُّبح (¬4)، ولا يَحْرُم الأَكْلُ على الصَائِم. والفجر الثاني (¬5): "فهو المُسْتطير الصَادِق، سُمِّي مُستطيراً، لانْتِشَارِه في الأَفُقُ، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} (¬6): أي مُنْتَشِراً، فاشياً ظَاهِراً" (¬7). قال الإمام أحمد في رواية مُحمد بن حَسْنَوِيه (¬8): "الفجرُ يطْلع بليلٍ، ولكن تَسْتُره أَشْجَارُ جِنَان عَدْنٍ" (¬9). ثم إِنَّ الشيخ قَرأ الفَجْر الثَاني: "بأنَّه البَياض الذي يبْدُو مِنْ قِبَل المشْرِق ولاَ ظُلْمَة بَعْده" (¬10). 264 - قوله: (المَشْرِق)، ما حَصل فِيه الإِشْرَاق، لأَنَّ الشَّمْس تشْرقُ ¬
منه، وأَشْرَق الشَّيْءُ يُشْرِقُ، فهو مُشْرِقٌ. ويقال في تَثْنِيَة المَشْرِق: مَشْرِقَان. قال الله عزَّ وجلَّ: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (¬1)، لأن للشَّمْسِ مشْرِقٌ في الشِّتَاء، ومَشْرِقٌ في الصَّيف (¬2). وجَمْعُه: مشَارِقٌ. قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} (¬3). قيل: أَراد المَنَازِل التي تطْلعُ فيها الشَّمس، فإِن كلَّ وَاحِدٍ منها مَشْرِق (¬4)، وهي عِدَّة مَنَازل، فهي مشَارِق. وفي الحديث: "كانوا لاَ يفِيضُون حتى تُشْرِق الشَّمس على ثَبِير" (¬5) والسائر إلى جهة الشَرْقِ، يقال لَهُ: مُشَرِّقٌ. قال الشاعر (¬6): سارتْ مُشَرِّقةً، وسِرْتُ مُغَرِّباً .. فشتَّان بيْن مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ وما كان منْ جِهة الشَرْق يقال لَهُ: شَرْقِيُّ. والأُنْثَى: شَرْقِيةٌ. قال الله ¬
عزَّ وجلَّ: {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} (¬1). وقال عزَّ وجلَّ: {مَكَانًا شَرْقِيًّا} [مريم: 16] (¬2) قال البخاري: "مما يلي الشرق" (¬3). 265 - قوله: (صلاة الصُبْح)، إِسمٌ للصَّلاة، وسُمِّيت باسْمِ الوَقْت، لأَنَّه صُبْحٌ قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود: 81] (¬4) وفي الحديث: "صُبح (¬5) رابعَة". وفي الحديث: "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الصُبْح بالحُدَيْبِيَة على إِثْر سماءٍ كانت مِنْ اللَّيْل" (¬6). ويقال: أَصْبَح، لَمِن أَدْرَكَ الصُبْحَ. وفي الحديث: "أَصْبَحْنَا وأَصْبَح المُلْكُ لله" (¬7). ويُقال: صَبَاحٌ، وقال خَالِد: (¬8) "عنْد الصَباح يَحْمَدُ القَومُ السُّرى" (¬9). ¬
وقال امرؤُ القيس (¬1): أَلا أَيُّها اللَّيْل الطويلُ أَلاَ انْجَلِي ... بِصُبْحٍ وما الإصْبَاحُ فيك بأَمْثَلِ والصُبْح - بضم "الصَّاد" -: "أوَّل النَّهَارِ، وكَسْرُ "الصَّاد" فيه لُغَةٌ، حكى ذلك ابن مالك في "مُثلثه" - (¬2) والصَّبُوح: هو ما حَصل من الأكْلِ في بُكْرة النَّهار، ورُبَّما قيل للشُرب أَوَّل النَّهَار: صَبُوحاً (¬3). 266 - قوله: (رَكْعة)، الركْعةُ: إِحْدى الرَّكَعاتِ منْ الصَّلاة، سُمِّيت بِذَلك، لاشْتِمَالها على الرُّكُوع. 267 - قوله: (الحَرُّ)، بفتح "الحاء": معروفٌ. وفي الحديث: "فهو أَشَدُّ ما تَجِدُون من الحرِّ" (¬4). وفي الحديث: "إِذا اشتدَّ الحَرُّ فأَبْرِدُوا بالصَّلاة، فإِنَّ شِدَّة الحَرِّ منْ فَيْح جَهَنَّم" (¬5). وقالت مولاةٌ منْ العَرب (¬6): ¬
حَرُّ حُبٍّ وحَرّ هَجْرٍ وَحَرُّ ... أَيُّ شَيْءٍ منْ بَعْدِ هَذا أَمَرُّ ويقال فيه: حَرُورٌ، وسَمُومٌ، ويقال: رَجلٌ محْرُورٌ، وامرأةٌ مَحْرورةٌ، حَصل لَهُمَا الحَرُّ، فاحْتَرا، وتقول: كَبِدٌ محَرْورٌ، وكَبِدٌ حَرَّى (¬1). قال الشاعر (¬2): وَكُن مِثْل طَعْمِ المَاءِ عَذْباً ... وبَارِداً على الكَبِدِ الحَرَّى لِكُلِّ صَدِيق ويُقال أيضاً: رجلٌ حَرَّان. وأَنْشَد ابنْ الأَنْباري (¬3) لقَيْس بنْ المُلَوَّح (¬4): حَلَفْتُ لها بالِمشْعَرَيْن وزَمْزَم ... ولله فَوْقَ الخَافِقَيْنَ رقِيبُ لِئَن كان بَردُ الماء حَرَّانَ صَادِيا ... إِليَّ حَبِيباً إِنَّها لَحَبِيبُ 268 - قوله: (بلَغ الصَبيُّ)، الصبِيُّ: مَنْ دُونَ البُلُوغ، والبلُوغُ: انْتِهَاءُ الصِغَر (¬5)، وَبَلغ ما يَصِيرُ به رَجُلاً. ¬
والبُلُوغَ يحْصُل في حَقِّ الذكَر بثلاثةِ أَشْيَاءٍ: إِما خُروجُ المَنِيِّ منْ ذَكَرِه (¬1)، وإِمَّا نَبات الشَّعْر الخَشِن حَوْلَ قُبُلِه، وإِمَّا بُلُوغ خَمْسَة عَشَر سنة. ويحصل في حَقِّ. الجارية بهذه الثلاثة الأشياء، وتزيد عليه بالحَيْض، والحَمْل (¬2). 269 - قوله: (والمُغْمَى عليه)، وهو مَنْ حصل لَهُ الإِغْمَاءُ. وفي الحديث: "أَنَّه عليه السلام اغْتَسل ثُمَّ ذَهب لِينُوءَ فَأُغْمِيَ عليه" (¬3). قال صاحب "المطلع: " [الإِغماء] (¬4): مصدر أُغْمِيَ عليه، [فهو مُغْمىً عليه، ويُقال] (¬5) غُمِيَ عليه، فهو مَغْمِيٌّ [عليه] (¬6)، كبَنَى عليه فهو مَبْنِيٌّ [عليه] (¬7)، إِذا غُشِيَ عليه، ويُقال: هو غَمَي كَعَمَى وكذلك الاثْنان، والجَمْع، والمُؤَنّث، وإِنْ شِئْتَ ثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ، وأَنَّثْتَ. ذكره الجوهري" (¬8) (¬9). ¬
باب: الأذان
باب: الأَذَان الأَذَانُ لُغةً: الإِعلام (¬1). قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ} (¬2). أي الإِعْلام. وقال: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} (¬3). وفي الحديث: "تُؤُذِّنَ بِمِنىً أنْ لاَ يَحُجَ بعْد العَام مُشْرِكٌ" (¬4). وفيه: "في مُؤَذِّنِين" (¬5). قال الأَزهْري: "الأَذانُ: اسْمٌ منْ قَوْلك: آذَنْت فُلاَناً بِأَمر كذا وكذا، وأَذَنْتهُ (¬6) إِيذَاناً: أي أَعْلَمْتهُ. [وقد أَذِنَ يأْذَنُ أَذناً: إِذا عَلِم. فالأَذَان: الإِعْلاَمُ بالصلاة. يُقال] (¬7): أَذَّنَ [المُؤَذِّنُ] (¬8) تأْذِيناً وأَذَاناً: أي أَعلْم النَّاس بوَقْتِ الصلاة، فَوُضِع الاسْمُ مَوْضِع المَصْدَر ... وأَصْلُ هذا: من الأَذَان (¬9)، كأَنَّه يُلْقى في آذان النَّاس بِصَوْته ما إِذا سَمِعُوه عَلِمُوا أَنَّهم نُدِبُوا إِلى الصَّلاة" (¬10). ¬
وهو شرعاً: "الإِعْلام بِدُخول وَقْتِ الصَّلاة بِذِكْر مخْصُوصٍ" (¬1). 270 - قوله: (يذْهَب)، الذهَابُ: تارةً يُراد به السعي إلى الشَّيْء، منه: ذهَبْتُ نحوه. وفي الحديث: "ذَاهباً نحْو الغَابة" (¬2). ويُراد به: الإِعْدامُ، {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} (¬3). ويُراد به: القَوْلُ بالشَّيْء، كما هو هنا. وهو ذَهَابٌ مَجازاً. (أبو عبد الله)، هو: أحمد بن حَنْبَل (¬4). 271 - قوله: (بِلاَل)، هو بِلال مُؤَذِّن النبي - صلى الله عليه وسلم -، يَأْتِي الكلام عليه فيما بعد (¬5). 272 - قوله: (حيَّ على الصَّلاة)، أي: هَلُمُّوا إِلى الصَّلاة. وفي الحديث: "حَيَّ على الطَّهُور المُبَارك" (¬6). وفي قصة الخَنْدق: "حيَّ هَلاَ بِكُم" (¬7). 273 - قوله: (حيَّ على الفَلاح)، أي هَلُمُّوا إِلى الفَلاحِ، والفَلاحُ: ¬
الرُّشْد (¬1)، وقد أَفْلَح يُفْلِحُ فَلاحاً، فهو مُفْلِحٌ. وفي الحديث: "كيْف يُفْلِحُ قَوْمٌ" (¬2)، وفي حديث آخر: "أَفْلَح إِنْ صَدَق" (¬3)، وفي القرآن: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (¬4)، ورُبَّما صِيغَ مِنْهُ علَماً على رَجُلٍ. وفي الحديث: "أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي القُعَيْس اسْتَأْذَن على عائشة" (¬5). 274 - قوله: (والإِقَامة)، الإِقَامة: مصدر أَقَام وهو مُتَعَدِي قَام، وحَقِيقَتُه، إِقَامة القَاعِد، يُقال: قَام يَقُوم قِيَاماً، وأَقَامَهُ غَيْره يُقِيمُهُ قِيَاماً، وأَقَام الشَّيْءَ بِنَفْسِه يُقِيمُ إِقامةً، إِذا لَمْ يُفَارِق. ¬
والإِقامة شَرعاً: الإِعلام بالقيام إِلى الصلاة، كأَنَّ المُؤَذِّن أَقَام القَاعِدين وَأَزالَهُم عَن قُعُودِهم (¬1). 275 - قوله: (ويتَرسَّل)، التَّرَسل: التَّأَنِي والتَّمَهُل. قال الجوهري: المُتَرسِّل: الذي يَتَمهَّل في تَأْذِينهِ، ويُبَيِّن تَبَيُّناً يَفْهَمهُ مَنْ يَسْمَعهُ، وهو مِنْ قَوْلِهم: جاء فُلانٌ على رِسْلهِ: أي على هَيْنَتهِ، غير عَجلٍ، ولا مُتْعَبة نَفْسُه" (¬2). 276 - قوله: (وَيَحْدُر)، الحَدْرُ: الإِسْرَاعُ. قال الجوهري: "حَدَر في قِرَاءَتهِ، وفي أَذَانِه، يحْدُرُ حَدْراً، إِذا (¬3) أسْرَع" (¬4). وحكى أَبُو عثمان (¬5): "حَدَر القِرَاءَةَ: أَسْرَعَها" (¬6). قُلْتُ: وأَخَذَهُ مِن سُرْعة المَشْي في الهُبُوط. ومنه الحديث: "إِذا انْحَدَر في الوَادِي يُلَبِّي" (¬7). 277 - قوله: (كِرَهْنَا)، الكَراهَةُ: فِعْل المَكْرُوه. ¬
والمكْرُوه لُغَةً: مَا تَكْرَهُهُ النُّفُوس (¬1). وهو في الشرع: "عبارةٌ عمَّا أُثِيَب تَارِكهُ، ولمْ يُعَاقَب فَاعِلُه" (¬2). 278 - قوله: (أَصابِعه)، جَمْع أُصْبُع، وفيها عَشْرُ لُغَاتٍ سَبَقَتْ (¬3). 279 - قوله: (مَضْمُومةٌ على أُذُنَيْه)، في صِفَة هذا الضَّمِ للأُذُن أَقْوَالٌ: قيل: يَضُم رُؤُوسَها، ويضَعُهَا على أُذُنَيْه (¬4). وقيل: يَضُمُّها على رَاحَتِه، (¬5)، فَيُطْبِقُها وَيضَعُها على أُذُنَيْه. وقيل: يَضُم الأَصَابِع بعْضها إِلى بَعْضٍ وَيضَعُها على أُذُنَيْه واليدُ مفتوحةٌ وعن أَحمد، وقالَهُ أكثر الأَصْحَاب: "إِنَّما يَضَع أُصْبُعاً واحدةً في كُلِّ أُذُن" (¬6). 280 - قوله: (عن يَمِينه)، أيْ: جِهَة يَمِينِه. 281 - قوله: (وعن يَسَارِه)، أي: جِهَتِها، ويُقال: على يَسَارِه، وعلى يُسْرَتهِ. كما يُقال: على يَمِينِه، وعلى يُمْنَتِه. ويقال: يُمْنَةٌ، ويُسرَةٌ. ¬
باب: استقبال القبلة
باب: اسْتِقْبَال القِبْلَة (¬1) يقال: اسْتَقْبَلَ الشَيْءَ يسْتَقْبِلهُ اسْتِقْبَالاً. قال الواحدي (¬2): "القِبْلَةُ: الوِجْهَةُ، وهي: الفِعْلَة منْ الُمقَابَلة. والعَربُ تقول: ما لَهُ قِبْلةٌ ولا دِبْرَةٌ، إِذا لَمْ يَهْتَد لِجِهَةِ أمْرِه" (¬3). وأصْل القِبْلَة في اللغة: الحَالةُ التي يُقَابِل الشَيْءُ غَيْرَهُ عَلَيْها. كالجلْسَةِ للحَال التي يُجْلَس علَيْها. إِلا أنَها الآن صارت كالعَلَم للجِهة التي تُسْتَقَبلُ في الصَّلاة. قال ابن فارس: "سُمِّيت بذلك (¬4)، لأنَّ النَّاس يُقْبِلُون (¬5) عليها في ¬
صَلاَتِهم -[وهي مُقْبِلَةٌ علَيهم أيضاً] (¬1) (¬2). 282 - قوله: (وهو مطلوبٌ)، المطلوبٌ: مَن طلَبة غيْرة: أي قَصَدَهُ بأمْرٍ، وقد طلَبَه طَلباً، فهو طَالِبٌ، والآخرُ: مَطْلُوبٌ. 283 - قوله: (راجِلاً)، أي: مَاشِياً، ويقال في جمْعِه: رِجَالٌ وهو (29 أ) الأَكثر، ويُقَال فيه: رَجِلٌ. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} (¬3) ويقال: رَجَّالَةٌ، ويقال: رِجْلَة. قال الشاعر (¬4): وَرِجْلَة يضْرِبُون البيض ضَاحية ... ضرباً تُواصا به الأبطال سَجِينَا 284 - قوله: (ورَاكِباً)، الرَّاكِبُ مَن رَكبَ على غَيْره، وقد رَكبَ يرْكَبُ رُكُوباً، فهو رَاكِبٌ. 285 - قوله: (يُوميءُ إيماءً)، الإيمَاءُ: الإشَارَة، وقَدْ أَوْمَأَ إليْه يُومِئُ إِيمَاءً، فهو مُومِئٌ. وفي الحديث: "فأوْمَأ إلَيْهم أنْ اجْلِسُوا" (¬5): أي أَشَار نَحْوَهُم. والِإيمَاءُ: إمَّا أنْ يكونَ بـ "الرَّأس"، أوْ بـ"اليَدِ". 286 - (على قَدْر الطاقة)، مثل: وَسْعِ الطَّاقَة (¬6). وقَدْرُ الشَّيْءِ: مِثْلُهُ. ¬
يقال: جاءَ فلانٌ بِشَيْءٍ قدْر فُلانٍ: أي مِثْلُه. والقدْر: من الضَّيْق أيضاً، قال الله عزً وجلَّ: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} (¬1). وفي الحديث: "فاقْدُرُوا لَهُ" (¬2): أي ضَيِّقُوا عليه. قال ابن مالك في "مُثلَّثه": "القَدْرُ: الِمقْدَارُ، والوَسَطُ من الرِّجال وغَيْرِهم، ولغةٌ في قَدَرِ الله، ومصْدَرُ قَدَرَ اللَحْمَ: طَبَخُه في قِدْرٍ، وعلى عِيَالِه: قَتَر. قال: والقِدْرُ - يعني بالكسر -: معلومةٌ. وقال: القُدْرُ - يعني "بالضم" -: جمع أقْدُر: وهو الرَّجُل القَصِير العُنُق، والفَرسُ الذي يَضَع رِجْلَيْه موضَعِ يَدَيْه" (¬3). 287 - قوله: (سجُودُه)، السُّجُود: هو وَضْع وَجْهِه بِالأَرْض من قُعُودٍ (¬4)، وقد سجَد يسْجُد، فهو سَاجِدٌ. قال الله عزَّ وجلَّ: ¬
{وَاسْجُدِي} (¬1)، وجمْعُه: سُجَّدٌ وسُجُودٌ وسَاجِدُون. 288 - قوله: (أخْفَضُ)، يعني: أقْرَبُ إلى الأرض، وقد خَفَض يخْفَضُ خَفْضاً فهو مُنْخَفِضٌ، وموْضِغ مُنْخَفَضٌ: أي: نَازِلٌ - والخَفْضُ ضِدُ: الارْتِفَاع (¬2). 289 - قوله: (رُكُوعه)، مصدر رَكَع يرْكَع رُكُوعاً، فهو راكِعٌ. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَارْكَعِي} (¬3)، ويقال في جمْعِه: رُكَّعٌ، وَرُكُوعٌ، ورَاكِعُون (¬4). 290 - قوله: (أو طَالباً)، الطالبُ: القَاصِدُ غَيْرَه، وقد طلَب الشَّيْءَ يطْلُبُه طَلَباً، فهو طَالبٌ، إذا قَصَدَهُ. 291 - قوله: (فَواتٌ)، الفَواتُ: الذَهابُ، وقدَ فات الأمرُ يَفُوتُ. فَواتاً: ذَهَب (¬5). 292 - قوله: (العَدُوِّ)، هو الُمعَادِي، وهو مَنْ حصَلتْ منه العَدَاوَةُ. قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} (¬6). وقيل في جَمْعِه: أعْدَاء، وربَّما قيل للجَمْع: عَدُوٌّ أيضاً. كما قال الله عزَّ ¬
وجل: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} (¬1). ورُبَّما قيل فيهم: أعَادِي، وذلك لأنهم يَتَعَدَّوْنَ، وَيعْدُونَ. وقد تَعَدً ى يتَعَدَّى، فهو مُتَعَدَّ. قال الله عز وجلَّ: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} (¬2). وقال عزَّ وجل: {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} (¬3). وقال: {تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (¬4). 293 - قوله: (آمِن)، هو مَنْ حصل لَه الأمْنُ، وقد أمِنَ يأْمَنُ أمْناً، فهو آمِن. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} (¬5)، وفي الحديث: "أمْناً بَني أرْفَدة" (¬6). قال البخاري: "يعني: مِن الأمْنِ" (¬7) ويقال في التثْنِيَة: آمِنَان، وجمعه: آمِنُونَ. 294 - قوله: (على الرَّاحِلَة)، المرادُ بالرَّاحِلَة هُنَا: الدَّابَة، وأصْلُها: النَّاقة لأَنَّها تَحْمِلُ رَحْلَ الرَّجل، وَسُمِّي رَحْلاً، لأَنَّه يأْخُذُه إذا رَحَلَ معهُ، وقد رَحَلَ الرَّجُل يَرْحَلُ، فهوَ راحِلٌ. ¬
قال الشاعر (¬1): إِذا ما قُمْتُ أرْحَلُها بِلَيْلٍ ... تَأَرَّهُ آهةَ الرَّجُل الحَزِينِ قال ابن مالك في "مثلثه": "رحَل: سَافَر، والبعيرَ: شَدَّ رحْلَهُ، ونَفْسَهُ الأمر حمَّلَها إياه، وغيره بالمكروه: ركبه به، وبالسيف: علاه ورحِلَ ذو الأربع. صَارَ أرْحَل: أي أبيض الظهر. ورحل البعير: صار رحيلاً: أي قوِياً على السير. ثُمَّ قال: الرَّحْلَة: المرَّة مِنْ رَحَل. والرِّحْلَةُ: الارْتِحَال. والرَّحْلة: مصدر الأرْحَلَ، والرَّحِيلَ، والُمرْتَحَلُ إِليه (¬2) " 295 - قوله: (وصَفْنا)، وصَفَ الشَّيْء يَصِفُه: إذا أخْبَر بِصِفَته. وفي الحديث: "صِفِيه ليَ يا أْمَّ مَعْبَدٍ (¬3) ". 296 - قوله: (الحَالَتَيْن)، تَثْنِيَةُ حَالة: وهي المرَّة من الحَالِ. 297 - قوله: (إِلَّا مُتَوَجَّهاً)، يقال: تَوَجَّه يَتَوَجَّهُ تَوَجُّهاً، فهو مُتَوَجَّهٌ، ¬
وَسُمَّيَ مُتَوَجِّهاً، لأَنَّه يَتَوجهُ بِوَجْهه، قال الله عز وجل: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (¬1). وقال: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} (¬2). 298 - قوله: (إلى الكعبة)، الكعبةُ (¬3): هو البيْت الحَرَام. قال الله عز وجل: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} (¬4). وفي الحديث: "يُخَرِّبُ الكَعْبةَ ذُو السُّويقَتَيْنِ مِن الحبَشة (¬5) ". 299 - قوله: (يُعَايِنْهَا)، أي يَرَاها مُعَايَنةً: أي ذي العَيْن، وقد عَايَنَ الشيْء يُعَايِنُه مُعَايَنَةً: إذا رآه بِعَيْنَيْه. 300 - قوله: (فبالصَّوَاب)، أي اليَقِين إلى عَيْنِها، والصَّوابُ: هو الحق الذي لاَ باطِل فيه. قال الله عز وجل: {وَقَالَ صَوَابًا} (¬6)، أي حقّاً. فلاَ بُدَّ للمُعَايِنِ منْ ¬
أنْ يُصِيبَ عيْنَ القِبْلةِ (¬1). 301 - قوله: (غَائباً)، الغائِبُ: الذي لَمْ يَحْضُر الشيْء، ولم يُشَاهِدْه، أوْ كان بَعيداً عنه، وقد غابَ يَغِيبُ، فهو غَائبٌ. 302 - قوله: (فَبِالاجْتِهَاد) (¬2)، الاجْتِهاد: بذْلُ الجُهْدِ (¬3). وقد اجْتَهد يَجْتَهِدُ، فهو مُجْتَهِد، إذا بذَل جُهْدَه في أمْرٍ. وقد جَهَدهُ الأَمرُ. 303 - قوله: (اخْتلَف اجْتِهَاد رَجُلَيْن)، الاخْتِلاَفُ: ضِدُّ الاتِّفَاق. وقد اخْتَلَف يخْتَلِفُ، فهو مُخْتَلِفٌ. قال اللهُ عز وجل: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8)} (¬4). وفي الحديث "لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبكم" (¬5). 304 - قوله: (لم يَتْبَع)، أي لَمْ يُوَافِقهُ. وقد تَبِعَهُ يَتْبَعُهُ، فهو تَابع لَهُ أي: مَشَى بَعْدَهُ، وكُلُ مَنْ تَابَعَه آخَرُ، فهو تَابع له. وَسُمِّي كلُّ واحدٍ من ملوك اليَمَن تَبَعاً، لأَنَه يَتْبَع صَاحِبَه، وسُمِّي الفَيْءُ تَبَعاً، لأَنهُ يتْبَع الشَّمْسَ. قال اللهَ عز وجل: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} (¬6). ¬
305 - قوله: (صاحِبَهُ)، الصَاحبُ (¬1): هو الُمعَاشِر، وقد صاحَبهُ مُصَاحِبٌ، فهو صاحبٌ، وجَمْعُه أصحابٌ. قال الله عز وجل: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} (¬2)، وقال عز وجل: {وَصَاحِبَتِهِ} (¬3) وقال: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (¬4)}. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بل أخِي وصَاحِبي (¬5) وَسُمَي صاحباً، لأَنَّه يصْحَبهُ، ولا يُفَارِقُه. 306 - قوله: (الأَعْمَى)، هو مَن لا يُبْصِرُ. قال اللهُ عز وجل: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} (¬6)، وفي الحديث: "وكان رَجُلاً أعْمَى (¬7) ". 307 - قوله: (أوْثَقَهُما)، الأَوْثَقُ من الثِّقةَ: وهو مَنْ تَثِقُ النَّفْسُ به. وقد وثقَ به وُثُوقاً. 308 - قوله: (البَصير. البَصيرُ: ضدُّ الأَعْمَى، وهو مَن يَرى بِعَيْنَيْه. وقد أبْصَر يبْصرُ، فهو بَصيرٌ (¬8). ¬
309 - قوله: " (بِلاَ دَليل)، الدليلُ: المُرْشِد (¬1). قال الإِمام أحمد: "الدَّال: اللهُ، والدَّليل: القُرآن، والُمسْتَدِلُّ: أولو العِلم. هذه قواعد الإِسلام (¬2) ".قال الله عز وجل: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} (¬3). 310 - قوله: (دِلاَلة)، مصدر دلَّ يَدُلُّ دِلاَلَة (¬4). قال الجوهري: (قد (¬5) دلَّهُ على الطريق يَدُلُّه دَلاَلةً ودِلاَلةً ودُلُولةً: قال: والفَتْحُ أعْلَى [صِحَّةً (¬6)] " (¬7). ¬
باب: صفة الصلاة
باب: صفة الصلاة الصِّفَة: هي الهَيْئَةُ. وقد وَصفَه يَصِفُه صِفَة. وفي الحديث: "أجل إنَّه موصوف في التوراة بِبَعْضِ صِفَتِه في القرآن (¬1) " 311 - قوله: (اللهُ أكْبَر، قال ابن سيدة: ، حَمَلَهُ سِبيَويْه (¬2) على الحذف: أي أكْبَر منْ كُلِّ شَيْءٍ. وقيل: أكْبر من أنْ يُنْسب إلَيه ما لا يَلِيقُ بِوحْدَانِيَتهِ (¬3) ". قال الأَزْهَري: " [وقال آخَرُون: معنى قَوْله: اللهُ أكْبَر، أي اللهُ] (¬4) أكْبَر كَبير [كقَوْلك (¬5)]: هو أعَزُّ عَزِيزٍ. ومنه قوْل الفرزدق (¬6): ¬
إِنَّ الذي سَمَكَ السَّمَاء بَنى لَنا ... بَيْتاً دَعَائِمُه أعَزُّ وأطْوَلُ أرادَ: دعَائِمُه أعزُّ عَزِيزٍ، وأطْوَلُ طَوِيل (¬1) " آخر كلامه. (وأكْبَر)، أفْعَل تَفْضِيل، وهو لاَ يُسْتَعْمَل مُجَرداً من "الألف" و"اللَّام" إِلأ مُضَافاً ومَوْصُولاً بـ"مِنْ" لفظاً وتقْديراً. فلا يُجْزِي أنْ يقال: "اللهُ الأَكْبَر (¬2) ". 312 - قوله: (ما لَمْ يَفْسَخْها)، فسخَ الشَّيْء يَفْسَخُه فسْخاً: إذا أبطَل الحكْم المُتَقدِّم وقد انْفَسَخ الأَمْرُ بِنَفْسِه، وانْفَسَخَ الشِّتَاء ونحْوُه: مَضَى. 313 - قوله: (فُروعُ أذُنَيْه)، جَمْع فَرْع: وهو أعْلَى الأُذن. قال الجوهري: "فرْع كُل شَيْءٍ أعْلاَه (¬3) ". وجمْعُه: فُرُوعٌ. 314 - (حَذْوَ مِنْكَبَيْه)، حَذو الشيْءِ (¬4): مُقَابَلَتُه. وقد حَاذَ حَذْواً ومُحَاذَاةً، فهو مُحاذٍ: إذا صار بِإزَائِهِ. (وَمَنْكِبَيْه)، واحِدُها مَنْكِبٌ. قال الجوهري: "الَمنْكِبُ: مَجْتمعْ (¬5) عَظْم العَضُدِ والكتِف (¬6) ". 315 - قوله؛ (كوعُه)، بضم "الكاف"، ويقال فيه: كاعٌ أيضاً: وهو ¬
طرَفُ الزنْد الذي يَلي الإِبْهَام، وطَرَفهُ الذي يَلي الخَنْصَر: كُرسوع (¬1). 316 - قوله: (سُرَّتُه)، هي ما في بَطْن كُلِّ حَيَوان بعد قَطْع مصْرَانِه الخَارج مِنْ بَطْنِه. قال ابن مالك في "مُثلَّثه": السَّرَّةُ - يَعْنِي بالفتح -: المرأة السَّارةُ. والطَّاقة مِن الرَّيْحان، والمرَّةُ من سرَّ الصَّبي والزَّند. والسِّرَةُ -يعني بالكسر-: الهَيْئَة منهما. والسُّرَّة -يعني بالضم-: خِيَار كُلِّ شَيْءٍ، وما يَبْقى في بَطْن الَموْلُود بعد سَرِّه. وقيل السُّرَة: هي الوَقْبَة الكائِن فيها ذلك البَاقي (¬2) ". 317 - قوله: (ثُمَّ يقول سُبْحَانَك)، اسْمُ مصدر مِنْ سَبّحتُ اللهَ تَسْبيحاً: أي نَزَّهْتُه من النقائص، وما لاَ يَلِيق بجَلاَلِه. وهو مَنْصوبٌ بفعلٍ مُقَدَّرٍ، لا يجوز إضماره (¬3) (ولاَ يُستعمل إِلَّا مضافاً (¬4)]، وقد جاء غير مُضافٍ في الضَّرورة (¬5). 318 - قوله: (اللَّهُم)، قيل: أَصْلُها: يا الله، فأُبْدِلَت "الميمُ" عِوَضاً من "الياء (¬6) ". وقيل: أصلُها: يا الله أمناً (¬7)، وهي في الشعر قليلة. ¬
كقوله (¬1): إِنَي إذا ما حَدَث أَلَمَّا ... أقُوُل يا اللَّهُمَ يا اللَّهُمَا 319 - قوله: (وَبِحَمْدِك). قال المازني (¬2): "سبحْتُك اللَّهُم بجميع آَلائِك، وبِحَمدِك سَبَّحْتُك أي: وبنعمتك التي هي تُوجِب علي حَمْداً سَبَّحتك، لا بحَوْلي وقُوَّتي (¬3) ". وسئل أبو العباس عن ثعلب عن قوله: "وبحَمْدك" فقال: "أرادَ سبَّحْتُك بحَمْدِك". قال أبو عمر (¬4): "كأَنَّه يذْهب إِلى أن "الواو" صلة (¬5) ". 320 - قوله: (وتبارك اسمُك)، فِعلٌ لا ينْصَرف، فلا يستعمل فِيه غير الماضي. وقال العزيزي (¬6) في "غريب القرآن": "تبارك: تفاعل من البَركة، ¬
وهي الزيادة والنماء والكَثْرة والاتِّسَاع، [أي البركةُ تُكْتَسَبُ وتُنَالُ بِذِكْرِك (¬1)]. ويقال تبارك: تَقَدَّس، والقُدسُ: الطَّهارة، ويقال، تَبارك: تَعَاظم [الذي بِيَده الملك (¬2)] (¬3). 321 - قوله: (اسْمُكَ)، الاسْمُ: ما يُسَمَّى به مِنْ أسْمَائِه. واخْتُلِف في الاسْم. هَلْ هو نَفْس المُسَمَّى؟ أم لا. فقال بَعْضُ أصْحَابِنا: هو المُسَمَّى (¬4). وقال آخرون: هو لِلْمُسَمَّى (¬5)، وليس هو المُسَمَّى. وذَهب آخرون إلى الوقف (¬6). فقال ابن بطة (¬7): "مَنْ قال: الاسْمُ هو المُسَمَّى فقد كَفَر (¬8)، ومن قال: للمُسَمَّى فَقَد كَفَر". ¬
وقال في رواية عبد الله (¬1): "الله هو الله، وليس كذلك غيره من الأَسْمَاء". فلهذا قال بعض أصحابنا: "أنَّ اللهَ هو المُسَمَّى، وغيىه للمُسَمَّى". 322 - قوله: (وتَعالى)، من العُلُو. 323 - قوله (جَدُّك)، بفتح "الجيم". قال ابن الأَنباري في كتاب "الزاهر لَهُ": "أي (¬2): علا جلاَلُك، وارتفعتْ عَظَمَتُك (¬3) ". وقال الخطابي (¬4): "يقال جَدُّ رَبِّنا معناهُ: الجَلاَلُ والعَظَمة (¬5) "، والجِدُّ: ¬
ضدّ الهَزْل. 324 - قوله: (ولاَ إله غيْرُك)، قال ابن الأَنباري في "الزاهر" أيضاً: "في إِعْرَابِه (¬1) أربعةُ أوْجُهٍ. [أَحدهُنَّ (¬2)]: "ولا إلَهُ غَيْرُك (¬3) ": بِرَفْعِهِما، وبِنَاء الأَوَّل على "الفتح" مع نصب الثاني، وَرَفْعِه. والرابع: رفع إِلَهٌ" ونَصب "غيْرَك" لوقوعه مَوْقِع أداةِ الاسْتِثْناء (¬4) ". 325 - قوله (لم يَسْتَعِذ)، أي يأتِي بالاسْتِعَاذَة، وقد اسْتَعَاذ يسْتَعِيذ اسْتِعَاذَةً قال الله عز وجل: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (¬5). وأعُوذ: ألجْأ لله، وأعْتَصِم به. (والشَّيْطَان)، واحِدُ الشَّيَاطِين و"نونه" أصْلِيَّةٌ، لأَنَّه مُشْتَق منْ شَطَن: إِذا بَعُدَ (¬6). قال الشاعر (¬7): ¬
نَأتْ بِسُعَاد عَنْكَ نَوىً شَطُونُ ... فَأصْبَحْتُ والفُؤادُ بها رَهِينُ وقيل: زائدة، لأَنه مُشْتَق منْ شَاط. يَشُوط (¬1): إذا احْتَرق (¬2). و"الأَلِف" و"اللاَّم" فيه، قيل: للعَهْدِ، وقيل: للعُمُوم. (والرّجِيمُ)، فعيلٌ بمعْنَى مفْعُول: أي مَرْجُومٌ باللعْنِ والظرْدِ. وقيل: بمعنى فاعل، لأَنَّه يَرْجِم بالإِغْواء (¬3) [وصِفَةُ الاسْتِعَاذَة أنْ يقول: أعُوذ بالله منْ الشَّيْطان الرَّجِيم (¬4)]. والثاني: "أعوذُ بالله السَّميع العَليم مِن الشيْطان الرَّجيم (¬5) ". والثالث: "أعُوذ بالله من الشَّيْطان الرجيم إنَ اللهَّ هو السَّميع العليم". والرابع: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم (¬6) " وفيه غير ذلك. ¬
326 - قوله: (ويَقْرأ الحَمْدُ)، يجوز في"الحَمْدُ" النصب على المفعولية، والرفْعُ على الحكاية. 327 - قوله: (بِبِسْمِ الله الزَحمن الرَّحيم)، "الباء" الأولى: "باء" البِداية (¬1)، والثانية: "باءُ" البَسْمَلة. وأُسْقِطَت "الأَلِف" من "بسم الله" طَلَباً لِلْخِفَّة، لكَثرة الاسْتِعمال. وقيل: لما أسْقَطُوا "الألف" فَردُوا طولها على "الباء"، ليكونَ دالاً على سُقُوطها (¬2). وذكر أبو البقاء (¬3) في الاسْم خمسَ لُغَاتٍ: "إسْمٌ" و"أسْمٌ" بكسر "الهمزة" وضمها و"سِمٌ" و "سُمٌ" بكسر "السين" وضمها، و"سُمَى" كـ"هُدَي (¬4) ". وفي معناه ثلاثة أوْجُه: ¬
أحدها: أنه بمعنى التَّسْمِية. الثاني: أنَّ في الكلام حذْفُ مُضَافٍ تَقْدِيرُه: باسْمِ مُسَمَّى الله. والثالث: أن "إسْم" زيادة (¬1)، ومنه الشاعر (¬2): إِلى الحولِ ثُمَّ اسْمُ السَّلام عَلَيْكُما ... ومَنْ يَبْك حولاً كامِلاً فَقَد اعْتَذَرْ و"بِسْمَ": مجرور بـ"بَاء" الجَرِّ و "الله": مجرورٌ بالإِضافة. (الرحمن الرحيم). صفتان لله تبارك وتعالى. جُرَّ الأَوَّل، لكونه صفة. والثاني لكونه نَعْتاً، أو بدَلاً. قال أبو البقاء: (ويجوز نَصْبهُما على إضمار "أعْنِي" ورَفْعُهُما على تَقْدِير "هو" (¬3)، واختلفوا فيهما: فقيل: هما بمعنًى واحدٍ كـ" نَدْمَانٍ" و"نَدِيم (¬4) "، وذكِر أَحدُهُما بعد الآخر تَطْميعاً لقلوب الرَّاغبين. وقيل: هما بمَعنَيَيْن. فـ "الرَّحمن": بمعنى الرَّازِق للخَلْق في الدنيا على العُمُوم. و"الرَّحيم": بمعنى العَافِي عنهم في الآخرة، وهو خَاصٌ بالمؤمنين (¬5)، ¬
ولذلك قيل: يا رَحْمَان الدنيا ورَحِيمَ الآخرة، ولذلك يُدْعَى غير الله تعالى رحيماً، ولا يدعى رحماناً. فالرَّحمن: عامُ المعْني، خاصُ اللَّفظ، والرَّحيم: عامُ اللَّفْظ خاصُ: المعْنى (¬1)، وشُدَّدت "الراء" فيهما، لأَنَها قُلِبَت من "اللاَّم" راء، وأدغمت "الراء" في "الراء". قال ابن عباس: "الرحمن الرحيم: اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر (¬2) ". وقال أبو عبيدة (¬3): "رحيمٌ رحْمَانٌ: لُغتان: "الرَّحيم": من الرَّحمة، ¬
و"الرَّحمان": فعْلان منْ الرَّحمة. قال: وذلك لاتِّساع اللُّغة عندهم. كما تقول: نَدْمَانٌ ونَدِيمٌ بمَعْنًى. وأنشد (¬1): "ونَدْمانٍ يَزيدُ الكأْسَ طِيباً ... سَقَيْتُ وقد تَغوَّرت النُجومُ (¬2) " وقال آخرون: رَحْمَان بالعِبْرَانية: دَهْمَان. * تنبيه: - إن قال قائل: الأسماءُ لاَ تَتَصرَّف، وإِنّما تَتَصرَّف الأَفعال، كقولك: ضَربَ يضْرِب ضَرْباً، فهو ضَارِبٌ، فلِمَ قُلت: بسْمَل يُبَسْمِل بسْمَلة. فالجواب: أن هذه الأسماء مُشْتَقَّة من الأَفْعال، وصارت "الباء" كبَعْض حروفه، إذ كانت لاَ تُفَارِقه، وقد دامتْ صُحْبَتُها لَهُ. كما قال الشاعر (¬3): لقد بَسْمَلت لَيْلَى غداةَ لَقيْتُها ... فيا حَبَّذَا ذاك الحبيبُ المُبَسْمِلُ وكذلك قوْلُهم: قد هَيْلَلَ الرَّجل: إذا قال: "لاَ إله إلاَّ اللهُ". وقيل: حَيْعَل إِذا قال: "حي على الصَّلاة". وقد حَوْقَل: إذا قال: "لا حول ولا قوة إلاَّ بالله. 328 - قوله: (ولا يجهر بها)، بفتح "الياء". جَهَر يَجْهَر جَهْراً، ¬
وجَهْرَة: إذا أعْلَن وحُكِيَ فيه: يُجْهَرُ بضم "الياء" أيضاً. 329 - قوله: (على رُكْبَتَيْه)، تثنية رُكْبَة، وجمْعُهما: رُكُب، وهي: البارز من عُقْدَة مَفْصِل الساق والفَخِذ. 330 - قوله: (ويَفْرج)، فَرَجَ الشَّيْءَ يُفْرِجُه تَفْريجاً: إذا فَرّق بيْنَه (¬1). 331 - قوله: (وَيمُدُّ ظَهْرَه)، يقال: مَدَّ الشَّيْءَ يُمدُّه مدّاً، إذا أطَاله (¬2). ومَدَّ يدَهُ إلى الشَّيْء: بَسَطها. ومدَّ الشَّيْءَ: بَسَطَهُ. ومنه: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ} (¬3). 332 - قوله: (وهو أدْني الكمال)، الكمال: التَّمام. قاله الجوهري (¬4). والكمال قيل: سَبْعٌ (¬5). وقيل: أن لاَ يُخْرِجَه إلى السَّهْوِ (¬6). وقيل: أنْ لاَ يَشُقَّ (¬7). ¬
وقيل: عَشْرٌ (¬1). وقيل: عَيْرُ ذلك (¬2). 333 - قوله: (سَمِع اللهُ لَمِن حَمِدَه)، لَفْظَةُ: خَبَر، ومعناه: الدُّعاء بالاسْتِجَابة. 334 - قوله: (ربَّنا ولك الحَمْد)، صحَّت الرواية بإثبات "الواو"، وبدونها وكلاهما مجْزِيءٌ.، إِلَّا أنَّ الأفضَل بـ"الواو (¬3) ". قال القاضي عياض: "بإِثبات "الواو"، ويجْمَع مَعْنَيَيْن: الدُّعَاءُ، والاعْتِرافُ. أي: ربَّنا اسْتَجب لنا، ولك الحَمْد على هِدَايَتكَ لنا (¬4) ". 335 - قوله: (مِلْءَ السَّمَاء ومِلْءَ الأَرْضِ). قال الخطابي: "هذا كَلامُ تَمْثِيل وتَقْرِيبٍ. والكلاَمُ لا يُقَدَّر بِالَمكَايِيل، ولا تُحْشَى به الظروفُ، ولا تَسعُهُ الأوْعِيةُ، إنَّما المرادُ به: تكْثِيرُ العَدَد، حتَى لو قُدِّر (¬5) أنْ تكون تلك الكلمات أجْساماً تَمْلأَ الأَماكِن. لمَلأَت السَّموات والأَراضين (¬6). قال: ويُحْتَمل (¬7) أنْ يكون الُمراد به: أَجْرُها وثَوَابُها. ¬
قال: ويُحْتَمل أنْ يُراد بها (¬1) التَعْظيم لها، والتَفْخِيمُ لشَأْنِها. كما يقول القائل: تكَلَّم فُلانٌ اليَوم بكلمةٍ كأنُّها جَبَلٌ، [وحلَف بِيَمينٍ كالسَّمواتِ والأَراضِين (¬2)]، وكما يقال: هذه الكلمةُ تمْلأُ طِبَاق الأَرض. والِملْءُ: بكسر "الميم": [الاسم (¬3)]، وبفتحها (¬4): المصْدَر مِنْ قولك: مَلأتُ الإِنَاء أمْلَؤُه (¬5) (مَلْأً (¬6) ". والمشهور في الرواية: "مَلءَ" بالنَّصب، وَوَجْهُه: أَنَّه صِفة لَمصْدَرٍ محْذُوف كأَنَّه قال: لَكَ الحَمْدُ حَمْداً مَلأ السَّماء، ويجوز الرُّفْعُ. وقد قال بعض المتأخرين: لا يَجوز غَيْره، ووجْهُه: أنَّه صِفة للحَمْدِ (¬7)، ويجوز أنْ يكونَ عطْفَ بَيَانٍ. 336 - قوله: (وإنْ كان إِماماً)، الإِمامُ: ما يُؤْتَم به تارةً في الصَّلاة: وهو إِمامُ الصَّلاة، وتارة يكون في الفَصْل بيْن النَّاس: وهو الخَليفة. وتارة في العبادات والأَحكام: وهو إمامُ الفِقْه (¬8). وسُمِّي بذلك لتَقَدُّمِه على غيره. فإنَّ إِمام الصَّلاة يتقدَّمُهم. وإمَام الحُكْم يُقَدَّم على غيره في هذا الأَمر، وإنْ لمْ يَكُن التَّقَدم حقيقةً، وإِمام الفِقه يُقَدَّمُ قوْلُهُ على قولِ غيره. ¬
337 - قوله: (ثمٌ جَبْهَتُه)، الجبهةُ: ما فَوق الحَاجِب مِنْ الوَجْه (¬1). وفي الحديث: "أمِرت أنْ أَسْجُدَ على سَبْعَة أعْظُم. الجبْهَة (¬2) ". 338 - قوله: (وأَنْفُه)، الأَنْفُ: بفتح "الهمزة"، وسكون "النون". وفي الحديث: "وأشَار إلى أَنْفِه (¬3) "، وقال الله عز وجل: {وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ} (¬4). 339 - قوله: (مُعْتَدِلا). المعْتَدِل: ما كان فيه الاعْتِدَال، لا يَتَقَيَّم، ولا يَتَفَرَّج تَفَرُّجاً فَاحِشاً. بل تكون أْمُورُه في السجود باعْتِدَال (¬5). 340 - قول: (ويُجَافي)، التَّجافي عن الشَّيْء: الارْتفاع عنه، قال الله عز وجل: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (¬6)، والمراد: لا يَضُمُّ عُضْواً إلى عُضْوٍ. 341 - قوله: (عَضُدَيه)، ما فَوْقَ الَمرْفِق (¬7). ¬
قال أبو عبد الله بن مالك: "العَضَد -بفتح الضاد-: مَا قُطِع من الشَّجَر، ودَاءٌ في العَضُد ودِقَّة فيه، أوْ قِصَرٌ. قال: والعَضِد -يعني بالكسر-: الدقيقُ العَضُدِ، والُمصَابُ فيه بِدَاءٍ وَلُغَة فيه، قال: والعَضُد -يعني بالضم-: ما بيْن الَمرْفِق والكَتِف. وأهْلُ تِهَامة (¬1) يؤَنَثُونَه وتَمِيمُ (¬2) يذَكَرُونَهُ. والعَضُد أيضاً: الُمعِين، والقُوَّة، وما بيْن إزاء الحَوْض ومُؤخره، وناحيةُ البَيْت وغيره، وَحدُّ المزْرعَة. وقال قَبْل ذلِك: العَضْدُ -يعني بالفتح والسكون-: مُخفَّفُ العَضُد، ومصدر عَضَده: أعانَه، وأيضاً: ضربَ عَضُدَه، والشَّجرَ: قطعهُ، والبعيرَ في سَوْقِه: كان مرَّةً عن يَمِينه ومَرَّةً عن يَسارِه، والبعيرُ البَعِيرَ: أخذ بعَضُده وصَرَعَهُ، والقَتبُ البَعير: عَقَرهُ. والعِضْد -يعني بالكسر-: لُغَة في العَضُد. قال: والعُضُد -يعني بالضم: جمع أعضَد: وهو القَصيرُ العَضُد، أو الدَّقيقَة، ولُغَة في العَضُد، وجمع عَضاد: وهو ما يُعَلَّق في العَضُد منْ حرزٍ وغيره (¬3) ". 342 - قوله: (عن جَنْبَيه)، تَثْنِية جَنْبٍ. وجَنَبٍ، وجَانِبٌ أي: نَاحيةٌ ¬
وجُنُبُ الإِنْسَان: منْ تَحْتِ إبطِه إلى أَليَتَيْه (¬1). 343 - قوله: (وَبَطْنَه)، منْصُوبٌ. 344 - قوله: (عن فَخِذَيْه)، الفَخِذُ: مِن رُكْبَة الإِنْسَان إلى أَليَتَيْه، بفتح "الفاء" وكسر "الخاء"، والفَخِذُ أيضاً: الشُعْبَةُ من النَّسَبْ. ويقال في الفَخِذِ: فَخْذٌ بالسكون (¬2). 345 - قوله: (عن سَاقَيْه)، السَّاقُ: من الكَعْب إلى الرُّكْبَة، وجَمعُه: سُوق (¬3). قال الله عز وجل {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ (¬4)}، وهذا الجَمْعُ يُسَمَّى به أيضاً ما يُبَاع فيه ونحوه. ومنه الحديث: "سُوقُ بَنِي قَيْنُقَاع (¬5) "، ويقال في جَمْعِه: أسْوَاقٌ. والسّاقُ أيضاً: ساق الشَّجر والزَّرع، ويقال: قامت الحَرْبُ على ساقٍ: إِذا حَمِيَت مجَازاً. 346 - قوله: (أطْرَاف)، طَرَفُ الشَّيْء: حَرْفُه. والطَرَفُ: كُلُّ آخرٍ. والطَّرْفُ -بالفتح والسكون-: النَّظَر، وإِحدى مَنَازِل القَمَر، ومصدر طَرَف. والطِّرْفُ -بالكسر- الفَرَسُ الكَريم الأباء والأُمهَات، وقد يُوصَف به الرَّجُل ¬
الخَفِيف. والطُّرْفُ -بالضم-: جَمْع طُرَاف، وهو خِبَاءٌ من أدَمٍ (¬1). 347 - قوله: (رَبِّ اغْفِر لي)، الرَّبُّ: هو الَمالِك، وقد طلَب من رَبِّه الَمغْفِرَةَ والغُفْرَانَ (¬2). 348 - قوله: (صُدُورَ قَدَمَيْه)، الصُّدُورُ: جمع صَدْر، قال اللهُ عز وجل: {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (¬3)} وقال الشاعر (¬4): أقِيمي أمَّ زنباع أقِيمِي ... صُدُور العِيْسِ نَحْو بني تَمِيم قال الجوهري: "صَدْرُ كُل شَيْءٍ أوَّله (¬5) ". والقَدَمَانِ ليْس لَهُما سِوى صدْرَيْن، لكن جِيءَ به [على (¬6)] لَفْظِ الجَمْع، لأن كُل شَيْءٍ مَعْنَاه مضافٌ إلى مُتَضَمِّنِه يُخْتَار فيه لفْظُ الجَمْع على لَفْظِ الإِفْرَاد، ولَفْظُ الإِفراد على لفْظِ التثنِية. مثالُ الأَوَّل: قوله تعالى {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا (¬7)} ومثالُ الثاني: قول الشاعر (¬8): ¬
حَمامةَ بَطْنِ الوَادِيَيْنِ تَرَنَّمِي ... سقَاكِ مِنَ الغُرِّ الغَوَادِي مَطِيرُها ومِثالُ الثالث: قول الآخر (¬1): وَمَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْن مَرْتَيْنِ ... ظَهْرَاهُما مِثلُ ظُهُور التُرْسَيْنِ الَمهْمَهُ: الَمفازةُ البعيدةُ، والقَذَفُ: البَعيدُ، والَمرْتُ: الذي لاَ نَبَاتَ فيه (¬2) وصدْرُ القَدَم: ما تحْت الأَصَابع منْ أسْفَل الرِّجْل، وَصَدْر الإِنْسان وغيره: ما بَيْن ثَدْيَيْهِ وَرَقَبتِه، والصَّدْرُ: الكبير (¬3). والصَدَرُ: الرُّجُوع منْ الشُّرْب ونحوه (¬4). وفي الحديث: "مَنْ لي بالصَدَر بعْدَ الوُرُود (¬5) ". والصُدُر بضم "الصَّاد" و"الدَّال": جمْع صَدْرٍ أيضاً. 349 - قوله: (قَدَمَيْه)، القَدَمُ: عبارة عن الرجل، وجمعها: أقْدَامٍ. 350 - قوله: (إلَّا أنْ يَشُقَّ)، الشَاقُّ: ما كان فيه مَشَقَّةٌ: وهي الكُلْفَة (¬6). ¬
351 - قوله: (فَيَعْتَمِدً) بضم "الدال" على الاسْتِئْنَاف. 352 - قوله: (كَفَّهُ)، الكَفُّ: معروفٌ أحَدُ الأَكُفِّ: وهوَ راحَةً اليَد، والكَفُّ أيضاً: الإِمْسَاك عن الشَّيْء، فَقد كَفَّ عنه يَكُفُّ كَفّاً. والكَفُّ أيضاً: كَفَّ الثَّوْبَ يَكُفُّهُ كفّاً (¬1). وفي الحديث: "ولاَ نَكًفُّ ثَوْباً ولاَ شَعْراً (¬2) ". 353 - قوله: (على فَخِذِهِ)، الفَخِذ: مُؤَنثَة، وهي بفتح "الفاء" وكسر "الخاء" ويجوز كسر "الفاء" كَـ"إبِل" ويجوز إِسْكان "الخاء" مع فَتْح "الفاء" وكَسْرِها (¬3). 354 - قوله: (ويُحَلِّق الإِبْهام مع الوُسْطَى)، قال القاضي عياض: "يَجْمَع (¬4) بيْن طَرَفَيْهِما فحكي (¬5) بِهما الحَلَقة (¬6) ". و(الإِبْهَامُ): الأًصْبعُ الكبيرة التي في طَرَف الأَصابع، وهو بكسر "الهمزة" وسكون "الباء". ¬
و (الوُسْطَى): معروفٌ من الأَصَابع. يقال: وُسْطَى، وَأوْسَط. قال الله عز وجل: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى (¬1)}. 355 - قوله: (التَّحِيَات)، جمع تَحِيَّة. قيل: هي العَظَمة (¬2). وقيل: الملْك (¬3). وقيل: السَّلام (¬4). وقيل: البَقَاء (¬5). وقيل: السَّلامة مِن الآفات. قال أبو السَّعَادات: "إِنَّما جَمع التَّحِيَّة، لأَنَ مُلُوك الأَرْض يُحيَّوْن بِتَحِيَّاتٍ مُخْتَلِفةٍ فيقال: [لبَعْضِهم: أبَيْتَ اللَّعْنَ (¬6)]، ولبَعْضِهم: أَنْعِم صَباحاً، ولبَعْضِهم: أسْلَم كثيراً، ولبَعْضِهم: عِشْ أَلْف سَنَة، فقيل للمسلمين: قُولُوا: التَّحيات لله: أي الألفاظ التي تَدُلُّ على السَّلاَم، والمُلْك، والبَقَاء، ¬
هي لله عز وجل (¬1) ". 356 - قوله: (والصَّلوات)، قيل: الخَمْس (¬2)، وقيل: الرَّحْمة (¬3)، وقيل: الصَّلَوات الَمعْلُومةُ كلّها والخَمْسُ وغيرها من النَّوَافل (¬4)، وقيل: العِبَادات كُلُّها (¬5)، وقيل: الأَدْعِيَة. 357 - قوله: (والطَّيِّبَات)، قيل: الأعمالُ الصَّالِحة (¬6)، وقيل: من الكَلاَم (¬7). 358 - قوله: (السّلام عليك)، قال الأزهري: "فيه قَوْلاَن: أحدُهُما: اِسْمُ السَّلاَم، ومعناه: اِسْم الله عَلَيْك. ومنه قول لبيد (¬8): إِلى الحَوْل ثُمً اسْمُ السَّلام عَلَيْكُما ... ومَنْ يَبْك حَوْلاً كاملاً فقد اعْتَذَرْ (¬9) والثاني: أنَّ معناه (¬10): سَلَّم الله علَيْكَ تسليماً (¬11) ". ¬
359 - قوله: (أيُّها النَّبيُ). قال القاضي عياض: "النبي: يُهْمَزُ، ولا يُهْمَز. من جَعَلهُ (¬1) من النَبَأ همزَهُ، لأنَّه يُنَبِّئُ النَّاس (¬2) ... ومن لم يَهْمِزْه [وهي لغة قريش (¬3)]، إمَّا سَهَّلَه، وإمَّا أخَذَهُ من النَبْوَة (¬4)، وهو الارْتِفَاع، لِرفْعَة مَنازِلِهِم [وشرفهمْ (¬5)] على الخَلْق (¬6) ". 360 - قول: (وبَرَكاتُه)، جمع بَركة. قال الجوهري: "والبركةُ: النَّمَاء والزيادة (¬7) ". 361 - قوله: (وعلى عِبَاد الله الصالحين)، العِبَادُ: جمع عَبْدٍ، ولَهُ أحد عشر جَمْعاً جَمَعَها ابن مالك في هذين البيتين (¬8): عِبَادٌ عَبِيدٌ جمعْ عُبْدٍ وأعْبُدٌ ... أعَابِدُ معْبُوداءُ مَعْبَدَةٌ عُبُدْ كذلك عُبْدَانٌ وعِبْدان أثْبتَا ... كذَاكَ العِبَّدِي وامْدُدْ إنْ شِئْتَ أنْ تَمُدْ قال أبو علي الدَّقاق (¬9): "ليس شَيْءٌ أشْرَف، ولاَ [اسْمٌ (¬10) أتَمَّ للمُؤْمِن ¬
منْ الوَصْفِ بها (¬1) ". و(الصالحين)، جمع صَالِح. قال صاحب "المشارق" وغَيْره: "الصَّالِحُ: هو القائم (¬2) بما عليه (¬3) مِن حقُوق الله تعالى، وحُقوق (¬4) العِبَاد (¬5) ". 362 - قوله: (أشْهَدُ أنْ لاَ إِلَه إِلَّا الله)، قال الجوهري: الشَّهَادة: خَبَرٌ قاطِعٌ .. والمُشَاهَدَةُ: المُعَايَنة (¬6) ". فَقَوْلُ المُوَحَّد: "أشْهَد أنْ لاَ إِلَه إِلَّا اللهَ" [بمعنى (¬7)]: أُخْبِر بأَنَّي قاطِعٌ بالوًحْدَانِية. فالقَطْغ من الفِعْل القَلْبُ، واللِّسَان مُخْبِرٌ عن ذلك. و"اللهُ": مرفوعٌ على البَدَل مِن مَوضِع "لاَ إِلَه". لأن [مَوْضِع (¬8)] "لاَ" مع اسمها رُفِع بالابْتِدَاء. و [لا (¬9)] يَجُوزُ نَصْبُه حَمْلاً على إِبْدَاله من اسم "لاَ" المنْصُوب، لأنَّ "لا"، لاَ تَعْمل النَّصْب [إِلَّا (¬10)] في نَكِرَةٍ مَنْفِيًةٍ، و"الله " مُعزف مُثْبَتٌ. وهذه الكَلمة وإِنْ كان ابتداؤها نَفْياً، فالمُرادُ بها غاية الإِثْبَات ونهَاية التَّحْقِيق. فإِنَّ قَوْل القَائل: لاَ أَخٌ لي سِوَاكَ، ولا مُعِينٌ لي غَيْرُكَ. ¬
وقول الشاعر: فلا أبَ وابْناً مِثْل مَرَوَانَ وابْنِه (¬1) .......... آكَد منْ قَوله: "أَنتَ أخي وأنْتَ مُعِينِي". وَمَرَوان (¬2): خَبر من "غَيْرِهِ". ومنْ خَواصَّها: أنَّ حُروفَها كُلّها مُهْملة، ليس فيها حُروفٌ مُعْجَمَةٌ تنبيهاً على التَّجَرُد من كلِّ مَعْبُودٍ سَوَى الله تعالى (¬3). 363 - قوله: (التَّشَهُدُ)، سُمِّي تَشَهّداً (¬4)، لأَنَّ فيه لفْظ الشَّهَادَتَينْ. 364 - قوله: (ثم يَنْهَضُ)، النُّهُوضُ، مصدر نَهَضَ يَنْهَضُ نُهُوضاً، فهو نَاهِضٌ: إِذا قام، ولا يقال في الغَالِب، إلَّا لِلْقيام بِسُرْعة (¬5). وفي حديث عائشة الذي في الصحيح أنها قَالت: "نَهَضَ ولاَ والله ما قَالَتْ: قام، وأنَا أعْلَم لأَي شَيْءٍ قالت ذلك (¬6) " يعني: أنَّها أرادت قِيامَه بِسُرْعةٍ، مُبادراً إلى القيام في الطَّاعة. ¬
365 - قوله: (تَوَرَّكَ). قال الجوهري: "التَوَرُّكُ على اليَمِين (¬1): وَضْعُ الوَرِك في الصَّلاة [على الرِّجل اليُمْنَى (¬2)] (¬3) ". والوَرِك: ما فَوْق الفَخِذ، وهي مُؤَنَّثة، وقد تُخَفَّفُ، مثل: فَخِذْ، وفَخْذٌ (¬4). وزاد القاضي عياض لُغةً ثالثة: كَسْر "الواو" وسكون "الراء (¬5) ". [و (¬6)] وصفَهُ الشيخ "بِنَصْبِ رِجْله اليُمْنَى، ويجْعَل بَاطِن رِجْلِه اليُسْرى تحت فَخِذِه اليُمْنَى، ويجْعَل أَليَتَيْه على الأَرْضِ (¬7) ". وقيل: "هو أنْ يَنْصِب اليُمْنى، وَيفْرِش اليُسْرَى ويُخْرِجَهُما عن جَانِب يَمِينه، ويجْعَل أَليَتَيْه على الأرض (¬8) " وقيل: غَيْرُ ذَلك. 366 - قوله: (اللَّهُم صلِّ على مُحمدٍ وعلى آلِ مُحَمَّدٍ كما صَلَّيْت على إِبْرَاهيم إنَّك حميدٌ مجيد)، فيه أرْبَع (¬9) مسائل. ¬
أ - الأولى: - المَسألةُ المشْهُورَة: وهي أنَ "المُشَبَّه به" القاعدة أنْ يكونَ أفْضَل من "الُمشَبَّه" فَلِمَ شَبَّه الصَّلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم - "بـ" الصَّلاة على آل إِبراهيم". فالجواب عنه من أوجه: - أحدهما: أنَّ "آل إِبراهيم" أَفْضَل من "آل مُحَمَّد" إِذ فِيهم أنْبِياء، فطَلَبُ الصَّلاة لَهُ ولآلِه، كصَلاَة لآل إبْراهيم، فالفاضِل عن آلِه يُزَاد في صلاَتِه (¬1). وقيل: إِنَّما طَلب لآلِه صلاةً كآل إبْرَاهيم. وعنْدي: أنَّ هَذا منه منْ بَاب التَواضُع والتَّذَلل (¬2). ب - المسألة الثانية: لِمَ كان هَذَان "الاسمان (¬3) " في أَثْناء الصَّلاة. قيل: لأنَّ الصَّلاة على"مُحَمَّدٍ" طُلِبَتْ من الله عز وجل، والطَلَبُ يُفْتَح باسْم المطْلُوب منه، ويُخْتَم به. فَفُتِح به، وهو"اللَّهُم" وخُتِمَ باسْم منْ أسْمَائِه، وناسَب خَتْمُه بِهَذا الاسم، لأنً الطَلَب لـ"مُحَمدٍ " فَنَاسَبَه "الحَمِيد" وقُرِنَ معه الَمجِيد، لقَرْنِه معه في غير هذا الَموْضع (¬4). ¬
ج - المسألة الثالثة: "الآل" فيهم ثلاثةُ أقْوَالٍ: قيل: أهْلُه، وقيل: مَنْ حُرمت عَليْهِم الصَّدَقة، وقيل: كلُّ مَنْ تَبِعَه على دِيِنه وإذا صَغَّرُوا "آل" رَدُّوهُ إلى الأَصْل. فقيل: "أهَيْلٌ (¬1) ". د - المسألة الرابعة: - "الصَّلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -"، في الصَّلاة، قيل: وَاجبة (¬2) وقيل: رُكْنٌ، وقيل: مُسْتَحبَّةٌ، (¬3) وخَارِجَ الصَّلاة: تَجِب في العُمْر مرَّةٍ (¬4). وقيل: فَرْضُ كِفَاية (¬5)، وقيل: تَجِبُ كُلَّما ذُكِر، واخْتَارَهُ الحُلَيْمي (¬6) مِن الشافعية (¬7). ¬
وابن بَطة من الحَنابلة، والطحاوي (¬1) مِنْ الحنفية (¬2). هـ - المسألة الخامسة: يُصَلى على كُلِّ نَبِيٍّ (¬3)، وتَجُوز على غَيْرِهم معَهُم (¬4) ومنهم على الغَيْر مفرداً (¬5). وهل يَجُوز ذلك من غَيْرِهم على غَيْرِهم مفرداً؟ فيه وَجْهَان (¬6). وحُكِيَ عن ابن مَعِين (¬7) أنَّه قالَ: "رأيتُ جاريةً بِمِصْرَ تُبَاعُ بـ"ألْف دِينَارٍ" مَا رَأيْتُ أحْسَن منها صلَّى الله عليها وعلى كُلِّ مَلِيحٍ" (¬8). ¬
367 - قوله: (عذَاب)، العذَابُ: ما يُعَذبُ به، وقد عُذبَ يُعَذَّبُ عَذَاباً، قال الله عزَّ وجلَّ: {سَوْطَ عَذَابٍ} (¬1)، وقال {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} (¬2). 368 - قوله: (جَهَنَم)، اسْمٌ لِبَعْضِ دَرَكَات النَّار، مثل: سَقَر، وَلَظي. 369 - قوله: (القَبْر)، هو مَا يُقْبَر فِيه. قال الله عزً وجل: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} (¬3)، وجَمْعُه: قُبُورٌ، ومَقَابِرُ. قال مُتَمِّم بن نُوَيْرة: (¬4) لقد لاَمَنِي عنْد القُبُور على البُكا .... رَفِيقي لِتَذْرَاف الدُموع السَّوَافِك فَقال: أتَبْكي كُلَّ قَبْر رأيْتَهُ .... لقَبْر ثَوى بيْن اللِّوَى فالدَكَادِكِ (¬5) ويقال قي تَثْنِيَيه: قَبْرَان. وفي حديث قُس، بن سَاعِدة: . "وإِذا بِقَبْرَيْن بيْنَهما مسجِدٌ، فقلْتُ: ما هَذَانَ القَبْرَان" (¬6) ومنْ شعْرِه: ¬
مُقيماً على قَبْرَيْكُما لستُ بَارِحاً ... أذُوبُ اللَّيَالي أو يُجِيبُ صَدَاكُما (¬1) وفي الحديث: "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على قَبْرَيْن فقال: إِنهما ليعَذَّبَان" (¬2). وفي الحديث: "يَهُودُ تُعَذَّبُ في قُبُورها" (¬3). وفي الحديث: "أن يَهُودية دَخَلت على عائِشة فقالت: أعَاذَكِ الله منْ عَذَاب القَبْر" (¬4). 370 - قوله: (وأعوذُ بالله مِنْ فِتْنَة المسيح الدجال)، الفِتْنةُ: كلُّ ما يَفْتِنُ، وأصْلُها: الاخْتِبَار (¬5) ثم اسْتُعْمِلت فيما أخْرَجُه الاخْتِبار إِلى المكروه، ثم اسْتُعْمِلت في المكروه. ¬
وجاءت بمعنى: الكفْر، في قوله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} (¬1). وبمعنى: الإِثْم، كقوله تعالى: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} (¬2). وبمعنى: الإِحْراق، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (¬3)، ومنه: "أعُوذ بك منْ فِتْنَةِ القَبْرِ" (¬4). وبمعنى: الإزَالة، والصًرف، كقوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} (¬5). وبمعنى: وُقُوع الشر كَسُؤال عُمَر لِحُذَيْفة (¬6) عن الفِتْنَه" (¬7). وبمعنى: المُشْغِل، لقوله تعالى: {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} (¬8). وبمعنى: المُعْجِب، كقولهم: "فلانةٌ فَتَنَتْ فلاَناً"، "فلانةٌ فِتْنَةٌ في حُسْنِها". وبمعنى: الآية، كقوله عليه السلام: "أقْبَلت الفِتَن" (¬9)، وقَوْلُه: "إِنِّي ¬
أرى الفِتَن تَقعُ خِلاَل بُيُوتِكُم كَمَواقِع القَطْر" (¬1). ويقال لَمِنْ فَتَن: فَتًان، وَفاتِنٌ. وقال عليه السلام لُمعاذٍ: (¬2) "فتاناً فتَّاناً" (¬3)، وفي روايةٍ: "فَاتِناً فاتِناً" (¬4). وقد فَتَن يفْتِنُ فِتْنَةً. و(المسيحُ): اثْنَان. نبيُ الله عيسى بن مريم عليه السلام". و "الدَّجَال". ولم يُخْتَلَف في ضَبْط "المَسيح" على ما هو في القرآن، وإنَّما اخْتُلِف في مَعْناه. قيل: بمعنى فاعل، وقيل: بمعنى مفعول. فأما عيسى عليه السلام. فقيل: سُمِّي مسيحاً لَمسْحِه الأرْض (¬5). وقيل: لأنَّه كان إِذا مَسَح ذَا عَاهَةٍ، برأَ مِنْ دَائِه (¬6). وقيل: لأنَّه كان مَمْسُوحَ القَدَمِ، لا أخْمَصَ لَهُ (¬7). ¬
وَقِيلَ: لأنَّ الله تعالى مَسَحَهُ: أي خَلَقَه خلْقاً حَسَناً. والَمسْحَةُ: الجَمَالُ والحُسْنُ. وقيل: لأن زكَرِيا مَسحهُ عند وِلاَدَتِه (1). وقيل: لأنَّه خرج ممسوحاً بالدُّهْن (¬1). وقيل: بل الَمسِيحُ بمعنى: الصدِّيق (¬2). وأما: "المسيح الدجال"، فهو مثل عيسى في اللَّفظ عند العَامة [منْ] (¬3) أهْلِ المَعْرِفة. وقيل: هو بكَسْر "الميم" وتَشْدِيد "السين" (¬4) وأنَكَرهُ الهرويُّ (¬5)، وجعَلَهُ تَصْحِيفاً (¬6). ¬
وقال بعضهم: كُسِرت "الميم"، للتَفْرِقَة بينه وبيْن عيسَى. وقال الحربي: "بعضهم يَكْسِرها في "الدجال"، ويفتحها قي "عيسى" وكلٌّ سواء" (¬1). وقيل: هو بـ"الخاء" المعجمة (¬2) وقال أبو عبيد: (¬3) "المسيح: الَممْسُوح العَيْن، وبه سُمِّي الدَّجال" (¬4)، وقال غيره: لمسحه الأرض (¬5). وقيل: المسيح: الأعْوَر (¬6). و(الدَجَّال)، سمي دَجَّالاً: مِن الدَّجَل، وهو طلْيٌ بالقَطِرَان، فَسُمِّي بذلك لتوهمِه بِبَاطلِه. وقيل: من التَعْظِيم. ويقال: الدجَّال في اللّغة: الكذَاب (¬7)، قُلت: وعليه يَدُل الحديث، وهو قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يُبْعَثَ دجَّالون كذَّابُون قريبً منْ ثلاَثِين، كُلهُّم يَزْعَم أنَّه رَسُول الله" (¬8). ¬
وقيل: سُمِّي بذلك، لضَرْبهِ نَوَاحِي الأرْض وقَطْعِه لها (¬1). 371 - قوله: (فِتْنَة الَمحْيا والَممَاتِ)، والمرادُ بالَمحَّيا: الحياة، وفِتَنُهَا كَثِيَرة. وفي الحديث: "ما مِنْ مُؤْمِنٍ إلَّا وَأنَا أوْلى النَّاس بمَحْيَاه ومَمَاته" (¬2)، ومنه في القرآن: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬3). وفِتْنَة المَمات. قيل: فِتْنَة الاحْتِضَار، وقيل: فِتْنَة القَبْر قَبْل سُؤَال الَملَكَيْن. وقيل: غَيْرهُما (¬4). 372 - قوله: (الأخبار)، الأخبارُ: جمْع خَبَر، قال صاحب "المغني": يعْنِي الشيخُ (¬5) بالأخْبَار: أخْبار النَّبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحَابه والسَّلَف" (¬6). وهي جَمْع: خَبَر. وقيل: كُلُّ ما احْتَمل الصِّدْق والكَذِب. 373 - قوله: (فلا بأْس)، البَأْسُ: الشدَّةُ، ويُرَادُ به: القُوَّة. كقولِه: ¬
{فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} (¬1)، ويُرادُ به الكَراهة، كما هو هُنَا. 374 - قوله: (وَيُسَلِّم)، يقال: سَلَّم يسَلِّمَ سَلاماً، والسَّلاَم: المصْدَر. 375 - قوله: (فيقول: السَّلاَمُ علَيْكُم) (¬2)، السَّلاَم. قيل: اسْمٌ مِنْ أسْمَاء الله عزَّ وجلَّ وقيل: السَّلاَمةُ، وقيل: غَيْرُ ذلك (¬3). 376 - قوله: (وعن يَسَارِه)، اليَسارُ بفتح "الياء"، ويجوز كَسْرُها، والأوَّل: أفصح. قال العزيزي في آخر "غريب القرآن": "ليس في كلام العرب كلمة أولها "ياء" مكسُورة إِلَّا [قَوْلهم]: (¬4) يَسار، [وِيسَار لليَدِ (¬5)] (¬6) ". واليَسارُ: اليُسْرَة، وهو ما عنْ يَسَار الِإنْسان: أي يدَهُ اليُسْرَى. واليَسارُ أيضاً: الغِنَى والسَعَةُ. وفي الصحيح: "جُعِل ذلك مِنْ قِبَل اليَسَارِ" (¬7). 377 - قوله: (يَجْلِسُ مُتربِّعاً)، التِّربَعُ: جُلُوسٌ معروفٌ، وهو هنا اسْمُ فَاعِلٍ من تَرَبَّع، وسُمِّي صاحبُ هذه الجَلْسَة كذلك، لأنَّه يُربِّع نَفْسَه، كما يُرَبَّع الشَّيْءُ إِذا جُعِلَ أرْبَعاً. والأرْبَع هنا: السَاقَان، والفَخِذَان. ربَّعَهُما: بمعنى أدْخَل بَعْضَها تَحْتَ بَعْضٍ (¬8). ¬
378 - قوله: (أوْ تَسْدُل رِجْلَيْها)، بفتح "التاء" مع ضم "الدال" وكسرها. أو بضم "التاء" مع كسر "الدال"، ثلاث لُغَاتٍ من الُمضَارع، وفي الماضي لُغَتَان: سَدَل، وأسْدَل، والأوَّلُ أكْثر (¬1). 379 - قوله: (والَمأْمُومُ)، هو كل مَنْ ائْتَمَّ بِغَيْره، وأكْثرُ ما يُسْتَعمل في الصَّلاة. 380 - قوله: (فاسْتَمِعُوا)، الاسْتِمَاع: هو الإِصْغَاءُ بِسَمْعِه إِلى الشَّيْءِ، و (الإِنْصَاتُ)، الصَمْت: وهو السُّكُوت (¬2)، وفي الحديث: "إِذا قُلْتَ لصَاحِبِك يوم الجُمعة والإِمام يَخْطبُ أَنْصِتْ ... " (¬3)، وفي الحديث: "أوْ لِيَصْمُت" (¬4). 381 - قوله: (لعَلَّكُم)، لعلَّ: كلمة تَرَجٍّ: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ¬
ذَلِكَ أَمْرًا} (¬1). وقال الشاعر (¬2): لعَلَّ الكَرْبَ الذي أمْسَيْتُ فيه ... يَكُونُ وَرَاءهُ فَرَجٌ قَريبُ 382 - قوله: (تُرْحَمُون)، أي: تَحْصُل لَكُم الرَّحْمَةُ. 383 - قوله: (ما لِي أُنَازَعُ القُرآن) (¬3)، أي تُنَازِعُوني فيه. يقال: نَازَعه في الأَمْر يُنَازِعُه منَازَعةً: إذا طَلَبْتَ أخْذَهُ مِنْه ونَزْعَه. 384 - قوله: (جَهر فيه)، الجهْر ضِدُّ السِرَّ، وقد جَهَر بالشَّيْءِ يجْهَرُ به جَهْراً، وجَهْرَةً. 385 - قوله: (في سَكْتَاتٍ)، السَكْتَاتُ: واحَدَتُهُنَ سَكْتَة، لأن للإِمام ثَلاَثَ سكْتَاتٍ، قَبْل القِرَاءَةِ، وبعد الفَاتِحَة، وبعْد الفَراغ منْ القِرَاءة (¬4). 386 - قوله: (في الأُولَتَيْن)، ويقال: في الأوْلَييْن. ¬
387 - قوله: (بِطِوَال الُمفَصَّل)، طِوَالٌ -بكسر "الطاء" لا غير-: جمْع طَويلٍ، وَطُوَالٌ -بضم الطاء-: الرجل الطَّويل. وطَوَالٌ -بفتحها-: المُدَّة (¬1). والُمفَصَّلُ لِلْعُلَماء في أوَّله أَرْبَعَةُ أقْوَالٍ (¬2): أحدها من أول "ق" (¬3). والثاني: مِنْ أَوَّل "الحُجُرَاتِ" (¬4). والثالث: مِنْ أوَّل "الفَتْحِ" (¬5). والرابع: منْ أَوَّل "القِتَال" (¬6). وفي تَسْمِيَتهِ بالمفَصَّل للعُلَمَاء أَقْوَالٌ. أحدها: لِفَصْل بَعْضِه عن بَعْضٍ. ¬
والثاني: لكَثْرَة الفَصْلِ فيه بـ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". والثالث: لإحْكَامِه. والرابع: لقِلَّة المَنْسُوخ فيه (¬1). 388 - قوله: (بسُوَر آخر الُمفَصَّل)، مثل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬2)، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (¬3) والَمعُوذَتَيْن، وغَيْرِ ذلك. 389 - قوله: (بعْد أُمِّ الكتاب)، أُمُّ الكتاب: هي الفَاتِحة، ولها عِدَّة أَسْمَاء: أم القرآن، والفَاتِحة، والسَّبْع الَمثَاني، وفَاتِحةُ الكِتَاب. 390 - قوله: (عَاتِقه)، العَاتِقُ: موْضِع الرِّدَاء من الِمنْكَب [إِلى العُنُق] (¬4) يُذكَّر ويُؤَنَّث. 391 - قوله: (اللِّباس)، مصدر لَبِسَ يَلْبَسُ لِبَاسًا: وهو اسْمٌ لِكلِّ ما يُلْبَسُ. وقد قال بعضهم: كلامُ الخِرَقي يَدُلّ على أَنَّه لَوْ كان على عاتِقه خَيْطٌ أَجْزأ لقوله: "شَيْءٌ من اللِّبَاس" (¬5)، والشَّيْء من ألفاظ العُمُوم، وقد قال بعضهم: هو أَعَمُّ الأشياء (¬6). 392 - قوله: (ثَوْبٌ)، الثَّوبُ أحد الثِّيَاب، ويقال أيضًا: أَثْوَابٌ. وفي ¬
الحديث أنه عليه السلام "كُفِّن في ثَلاَثةِ أَثْوَابٍ" (¬1). 393 - قوله: (العَوْرَةِ)، قال الجوهري: "العَوْرةُ: سَوْءَةُ الِإنسان وكلُّ ما يُسْتَحْيا منه والجمع عَوَرَاتٌ. [وعَوْرَاتٌ] (¬2) بالتسكين" (¬3)، قال الله عزَّ وجلَّ: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} (¬4). وقَرأَ بعضُهم "عَوَراتٍ" (¬5) بالتحريك. والعَوْرَاتُ بفتح "العين"، وقد تُضَمُّ عن أبي زيد (¬6). والعَوَرُ (¬7): الكَلِمةُ القبيحَةُ. وقال صاحب "المطلع": "كأنَّ العَوْرَةَ (¬8) ¬
سُمِّيتْ بذلك، لقُبْح ظُهُورِها، وغَضِّ الأَبْصار عنها، أَخْذًا منْ العَوَارِ، الذي هو العَيْبُ" (¬1). 394 - قوله: (عُراةٌ)، العُرَاةُ: واحِدُهُم عَارٍ، والأُنْثَى: عَارِيةٌ، وقد عَرِيَ يَعْرَى. قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى} (¬2)، وفي الحديث: "حُفَاةٌ عُرَاةٌ" (¬3) وفي دُعَاء الاسْتِسْقَاء: "والعُرْي" (¬4)، وفي خَبرٍ: "أَنَّ أعْرَابِيًا وقَف بعَرَفةٍ وقال: يا ربِّ إِنِّي فَقِيرٌ كما تَرى، ونَاقَتِي قَدْ عَجِفَتْ كما تَرى وصِبْيَتِي قَدْ عَرَوْا كما تَرَى فَبِمَا تَرَى فِيمَا يُرَى يا مَنْ تَرى ولا يُرَى" (¬5). (في الصَّف)، الصَّفُ: مصدر صَفَّ يَصُفُّ صفًا. قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} (¬6)، وقال الله عزَّ وجلَّ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (¬7). وجَمْعهُ: صُفُوفٌ. وفي الحديث: "خَيْرُ صُفُوف الرِّجَال أَوَّلُهَا، وخَيْرُ صُفُوفِ النِّساء آخِرُها" (¬8). ¬
395 - قوله: (وَسْطًا)، بفتح "الواو"، وسكون "السين" على الصحيح، ويجوز فيه تحريكُها والوَسَط بالتحريك أيضًا: الشَّيْء المُعْتَدِل بيْن الشَّيْئَيْن (¬1). قال الواحدي: "الوَسَط: اسْمٌ لما بيْن طَرَفَي الشَّيْءِ" (¬2). قال الُمبَرِّد: (¬3) ما كان اسْمًا: فهو وَسَط بتحريك "السين"، كقولك: وَسَط رَأْسِه صُلْبٌ. وما كان ظَرْفًا، فهو مسكَّنٌ. كقولك: وَسْطَ رَأْسِه دُهْنٌ: أي في وَسَطِه" (¬4). وقال ثعلب: "ما اتحدت أَجْزَاؤُه، فلم يَتَمَيَّز بعْضُه منْ بَعْضٍ، فهو وَسَطٌ بتحريك "السين"، نحو: وَسَط الدَّارِ. وما الْتَقَت أَجْزَاؤُه مُتَجَاوِرَةً، فهو وَسْطٌ، كالعِقْدِ، وحَلْقَةُ النَّاس" (¬5). وقال الفَرَّاء (¬6): "الُمثَقَّلُ: اسْمٌ، كقولك: رأْسٌ وَسَط، ورُبَّما خُفِّف، وليس ¬
بالوَجْه: وجلس وَسْط القَوْم، ولا تقل: وَسَط، لأَنَّه [في (¬1)، معنى: بَيْن (¬2) ". وقال الجوهري: "وكُلُّ مَوْضِع صَلُح فيه "بيْن" [فهو وَسْطٌ، وإِنْ لم يَصْلُح فيه "بيْن" (¬3)]. فهو وَسَطٌ بالتحريك، وربَّما سُكِّن، وليس بِالوَجْه (¬4) " قال الفرَّاء: "قال يُونَس (¬5): سَمِعْتُ وَسَط، ووَسْطٌ بمعنى (¬6) ". 396 - قوله: (وطينٍ): هو التُّراب الخَليطُ بالماء. قال الله عز وجل: {مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (¬7)}. 397 - قوله: (المرأَةُ)، الأُنْثَى من بني آدم، والمذكر من لَفْظِهما: امْرُؤٌ. وفي الحديث: "إِنَّك امْرُؤٌ فيكَ جَاهِلية (¬8) ". 398 - قوله: (الحُرَّةِ)، أَي التي لَيْسَت بأَمةٍ في الرِّقِّ. قال ابن مالك في مثلثه: "الحَرَّةُ - يعني بالفتح -: أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارةٍ مُحْرِقَة، والظُّلْمةُ الكَثِيرة، وبَثْرَةٌ صَغِيرَةٌ. قال: والحِرَّة -بالكسر-: حرارةُ العَطَش. قال: والحُرَّة -يعني بالضم-: ¬
خِلاَفُ الأمة والسَّحَابةُ الكَثيرة العَطَش (¬1)، والرَّمْلة لا طِينَ فيها، ومَجالُ القُرْط، وباتَتْ فُلاَنَةٌ بِلَيْلةٍ حُرَّةٍ: إِذا لم تُفْتَضْ، وبِلَيْلة شَيْبَاء: إذا افْتُضَّتْ (¬2) ". وقد يُقال للعَفِيفَة حُرَّةٌ. وقد قال قُطْرب (¬3) في مثلثه: ثُبْتُ بالأَرْض حُرَّة ... مَعْرُوفَةٌ بِالحِرَّةِ فَقُلْتُ يابن الحُرَّة ... أَرْثِ لَمِا قَدْ حَلَّ بِي (¬4) 399 - قوله: (الأَمَة)، قال الجوهري: "الأَمة: خِلاَفُ الحُرَّة، والجَمْع: إِمَاءٌ. قال (¬5) الله عز وجل: {وَإِمَائِكُمْ} (¬6)، وتُجْمَع أيضًا على آمٍ. قال الشاعر: مَحَلَّة سَوْءٍ أَهْلكَ الدَّهْر أَهْلَها ... فَلَم يَبْقَ فيها غَيْرُ آمٍ خَوَالِفُ (¬7) وتُجْمَع أيضًا على: إمْوَانٍ، كأخٍ (¬8) وإِخْوَانٍ. وأصْلُ أَمَةِ: أمَوَة بالتحريك، لجَمْعِه (¬9) على آمٍ، وهو أَفْعُلٌ كأَيْنُقٌ (¬10)، [ولا تُجْمع فَعْلَةٌ ¬
بالتسكين على ذلك (¬1)]. وتقول: ما كُنْتِ أَمةً ولقد أَمَوْتِ أُمْوَةً، والنسبة إليه: أَمَوِيٌ بالفتح، وتصغيرها: أُميَّةٌ (¬2) ". 400 - قوله: (لأُمِّ الولد)، أُمُّ الولد المراد بها: الأَمةُ إِذا وَلَدتْ من سَيِّدِها فهي أمُّ وَلَدٍ لَهُ. 401 - قوله: (أَعْتَقِد)، الاعْتِقَاد: القَطْع بالقَلْب على شَيْءٍ دون غَيْره، وقد اعْتَقَد يعْتَقِدُ اعْتِقَادًا وعَقِيدَةً، ورُبَّما أُرِيدَ به النِيَّة كما هو هُنا. 402 - قوله: (وُيؤَدَّب)، يقال: أَدَّبَ يُؤَدِّبُ أَدبًا وتَأْدِيبًا: وهو الرَّدْعُ بالضَّرْبِ والزَّجْر (¬3)، وذلك لقوله عليه السلام: "واضْرِبُوهم على تَركِهَا لِعَشْرٍ (¬4) ". 403 - قوله: (الغُلاَم)، تارةً يُرادُ به الصَّبيُ الصَّغير الذي هو دُونَ البُلُوغ. وتارةً يُراد به: العَبْد (¬5)، وفي الحديث: "لا يَقُل أَحَدُكُم عَبْدِي وأمَتِي، ¬
وَلْيَقُل: فَتَاتِي وفَتاي وغُلاَمي (¬1) "، وُيقال لِمَن اسْتُؤْجِر على خِدْمة: غُلاَمٌ. 404 - قوله: (في الحَجِّ)، أي في سورة "الحج (¬2) ". 405 - قوله: (فَحَسَنٌ)، الحَسَنُ: ضِدُّ القَبِيح، وقد حَسُنَ يَحْسُنُ حُسْنًا فهو حَسَنٌ. 406 - قوله: (العَشَاءُ)، هو ما يُتَعَشَّى به، وهو الأَكْلُ عَشِيَّةً. وفي الحديث "أَوَ ما عَشَّيْتِيهِمْ (¬3) ". ¬
باب: ما يبطل الصلاة إذا ترك عامدا، أو ساهيا
باب: ما يُبْطِل الصَّلاَة إِذا تَرك (¬1) عامِدًا، أَوْ سَاهِيًا 407 - قوله: (تكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ) (¬2). سُمِّيت بذلك، لأَنَّها حُرِّمَ على الُمصَلِّي بها ما كان مباحًا لَهُ قَبْلَها، بل لِكَونه أَحْرَم في الصَّلاة بها، فصار كأَنَّه المُحْرِم (¬3)، ومنه الحديث: "تَحْرِيمُها التكْبِيرُ وتحْلِيلُها التَّسْلِيم (¬4) ". 408 - قوله: (أوْ مُنْفَرِدٌ)، الُمنْفَرِدُ: مَنْ صَلَّى وحْدَهُ، وقد انْفَرَدَ يَنْفَرِد انْفِرَادًا. سَهى يسْهُو سَهْوًا. 409 - قوله: (أَوْ سَاهيًا)، السَّاهِي: الذَاهِلُ عن الشَّيْءِ حتى فَات (¬5). فقد سَهَا يسْهُو سَهْوًا. ¬
410 - قوله: (أو التسْبِيحُ)، التَّسْبِيحُ. مصدر سَبَّح يُسَبِّحُ تَسْبِيحًا: إِذا قال: "سُبْحَان الله، أَو سُبْحَان رَبِّي، وما أَشْبَهَهُ، وَرُبَّما أُطْلِق التَّسْبِيح على صَلاة التَّطَوع". ومنه الحديث: "ما رَأَيْتُه يُصَلِّي سُبْحَة الضُّحَى (¬1) "، والحديث الآخر: "أَنَّه كان يُسَبِّحُ على الراحِلَة" (¬2). 411 - قوله: (عامِدًا)، العَامِدُ، مَنْ تَعَمَّد فِعْل الشَّيْء، أو تَرَكه مِنْ غير سَهْوٍ، ولا نِسْيَان، وقد تَعَمَّد يَتَعَمَّد تَعَمُّدًا. ¬
باب: سجدتي السهو
باب: سَجْدَتَي السهْو قال صاحب المشارق: "السَّهْوُ في الصَّلاة، [قيل: هو بمعنى (¬1)] النسْيان وقيل: [هوَ (¬2)] بمعنى الغَفْلَة (¬3) ". وقيل: "النِسْيَان: عَدَم ذِكْر ما قَدْ كان مَذْكُورًا، والسَّهْو: الذهُول، والغَفْلَةُ عَمَّا كان مذْكُورًا، فكأنَّه لَمْ يَكُن (¬4) ". 412 - قوله: (فَشكَّ)، قال الجوهري: "الشَكُّ: خِلاَف اليَقِين (¬5). وفي اصطلاح الأصوليين: "الشكُّ: ما اسْتَوى طَرَفاه"، فإن تَرجَح أحدهما، فالرَّاجِح "ظَنٌّ"، والمَرْجُوح "وَهْمٌ (¬6) ". 413 - قوله: (تَحَرَّى)، التَّحَريْ: طَلَبُ ما هو أَحْرَى في غَالِب ظَنِّه، ومنه قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} (¬7): أي تَوَخَّوْا وتعَمَّدُوا. ¬
414 - قوله: (فَبنى على أكْثَر وَهْمِه)، أي أخَذَ وعَمِل بأَكْثَر وَهْمِه (¬1). والوَهْمُ: "الحديث في النَّفْس"، والمُرَادُ به هنا: "الظَّن" وهذا غَيْر اصْطِلاَح الأُصُولِيِّين، فإِنَّ عنْدَهم الوَهْمُ "الَمرْجُوح"، والرَّاجِحُ "ظَنٌّ (¬2) ". 415 - قوله: (فَبَنى على اليقين)، اليقينُ: الأَقَلُّ. 416 - قوله: (تَخَافُتٍ)، التَّخَافُت: هو الإِسْرَار. قال الله عز وجل: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} (¬3)، وقد خافَتَ يُخَافِتُ مُخَافَتَةً. 417 - قوله: (في الَمسْجِد)، المسجدُ: معروفٌ بفتح "الميم" وسكون "السين" وكسر "الجيم" قال الله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى (¬4)}، وجمْعُه: مَسَاجِد. قال الله عز وجل: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} (¬5)، وسُمِّي بذلك لُوُقوع السُّجُود فيه. 418 - قوله: (والكَلاَم)، الكلام هنا هو: كُلُّ ما تُكُلِّم به، ولوْ كان كَلمةً واحدةً، وكذلك هو في عُرْف النَّاس. وأّمَّا عند النُّحَاة: "فهو عبارةٌ عن ما تَركَّب من كَلمَتَيْن وأَفاد"، ولا يَتركّبُ إِلا منْ اسْمَيْن، أو فِعْلٍ واسْمٍ، ولا يكون الكلامُ إِلَّا بِحَرْفٍ وصَوْت، فلا يُسَمَّى تَغْريد الأَطْيَار، وصَوْت ¬
الحَيواناتِ، والرِّياح ونحوها كَلامًا (¬1). * مسألة: - وإِذَا نَسِيَ أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ منْ أَرْبعِ رَكَعَاتٍ، وذَكَر وهو في التَّشَهُد. المذْهب أَنَّه يسْجُد سجدةً تُصْبح لَهُ ركعةً، ويأْتي بثلاَث رَكعاتٍ (¬2). 419 - قوله: (يلْعَبُ)، يقال: لَعِبَ يَلْعَب لَعبًا. قال الله عز وجل: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ (¬3)}، وفي موضعٍ آخر: {لَهْوٌ وَلَعِبٌ (¬4)} وقال تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا (¬5)}، وقال تعالى حكايةً عن إِخوة يُوسفْ {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ (¬6)}، وفي الحديث: "هلَّا جاريةً تُلاَعِبُها وتُلاَعِبُك (¬7) ". وهو ضِدُّ الجِدِّ. ¬
420 - قوله: (فَيَسْجدُ)، يجوز فَيَسْجُد بالفتح، والضم، ومَنْ زَاد بعدها "مَعَهُ" فإِنَّ الأَفْصَح إِذًا الضَّمُ. 421 - قوله: (خاصةً)، الخاصةُ: ضِدُّ العَامة، ويقال: هذا لِفُلان خاصةً: أي لاَ يُشَارَكُ فِيه. وقوله: (إِلَّا الإِمام خَاصَةً): أي دُون غَيْره مِن الَمأْمُومِين (¬1) 422 - قوله: (لَمِصْلَحَةٍ)، الَمصْلَحَةُ: فِعْل الأَصْلَح، وقد صَلَح الشَّيْء يَصْلُح صلاحاً، فهو صَالِحٌ: أي لم يَفْسُدْ. ¬
باب: الصلاة بالنجاسة وغير ذلك
باب: الصلاة بالنجاسة وغير ذلك النَّجاسةُ: أَعيانٌ مستقذرةٌ شرعًا يُمْنَع الُمكَلَّف من اسْتِصْحَابِها في الصَّلاة في الجُمْلة. وقيل: أعْيانٌ مستقذرةٌ شرعًا لاَ تَصِح الصَّلاَة معها في الجُمْلة (¬1). 423 - قوله: (وغَيْرِ ذلك) "غير" مَجْرُورةٌ معطوفةٌ على "الصَّلاة"، أو على "النَّجاسة" وكِلاَهُما مجرورٌ. "الصلاةُ": مجرورةٌ بالإضافةِ، و"النَّجاسة": مجرورةٌ. بِحَرف الجَرِّ. فإنْ قُلْنا: العَطْف على "الصَّلاة"، فالتقدير: "باب الصَّلاة بالنَّجَاسة، وحُكْمُ النَّجاسة في غير الصَّلاَة، وما هو نَجِس، وغُسل النَّجَاسة"، لأنَّه ذَكر بعض هذه الأحكام في هذا الباب. وإِنْ قُلنا: العطْف على "النجَاسة". فالتقديرُ: "باب الصَّلاة بالنَّجَاسة، وغير النَّجاسة مِمَّا يُشَابه النَّجاسة، وهو الصلاة في الحَشِّ، والحَمَّام، وأَعْطَان الإبل ونحو ذلك". 424 - قوله: (المَقْبَرة)، بتَثْلِيث "الباء" ذكرها ابن مالك في "مثلثه" (¬2). ¬
قال الجوهري: "والمقْبَرةُ، [والَمقْبُرَة] (¬1) بفتح "الباء" وضمِّها: واحدةٌ الَمقَابِر. وقد جاءَ في الشعر الَمقْبَر قال الشاعر: (¬2) لِكُلِّ أُنَاسٍ مَقْبَرٌ بِفِنَائِهم ... فَهُم يَنْقُصُون والقُبُور تَزِيدُ وقَبَرْتُ الميتَ [أَقْبُرُه قَبْرًا] (¬3): أي دفَنْتهُ، وأَقْبَرْتهُ: [أي] (¬4) أَمَرتُ بِدَفْنِه (¬5) " (¬6). قال الله عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} (¬7). وقال صاحب "المطلع": "ومَقْبَرة بفتح "الباء": القياس، والضَمُّ: الَمشْهُور، والكَسْر: قَليلٌ، قال: وكلُّ ما كَثرُ في مكانٍ جَاز أنْ يُبْنَى من اسمه "مَفْعَلةٌ" كقولهم: أرضٌ مَسْبَعَةٌ، لمَّا كَثرُ فيها السِّباع، ومذْأَبَةٌ لمَّا كَثرُ فيها الذِئَابُ، (¬8) ومَشْعَبَةٌ، لمَّا كثر فيها الشِّعْبُ" (¬9). 425 - قوله: (أو الحَشِّ)، بفتح "الحاء" وضمها: البُسْتَان، والحَشُّ أيضًا بفتح "الحاء" وضمها: المخْرَج، لأنَّهم كانوا يقْضُون حَوَائِجَهم في البساتين، وهي الحُشُوش، فُسُمِّيت الأَخْلِيةُ في الحَضَر: حُشُوشًا لِذَلك (¬10). ¬
426 - قوله: (أو الحَمَّام)، قال الجوهري: "والحمام مُشدّدًا واحد (¬1) الحَمَّامَات الَمبْنَية" (¬2). وفي الحديث: "من كان يُؤْمِن بالله واليوم الآخر منْ ذُكور أُمَّتي فلا يَدْخُل الحَمَّام إلَّا بِمْئِزَر، ومَنْ كانت تُؤْمن بالله واليوم الآخر مِنْ إناث أُمتي فلا تَدْخُل الحَمَّام" (¬3)، وفي الحديث: "نِعْم البَيْت الحَمَّام" (¬4)، وربَّما جُمع على حَمَّامِين، ولا فرق في الحمَّام بيْن مكان الغُسْل وغيره. 427 - قوله: (أو أَعْطان الإِبل)، واحدها: عَطَن بفتح "العين" و"الطاء" قال: الجوهري: "والعَطَن والمَعْطَن: واحدُ الأَعْطَان، والَمعَاطِن، وهي مَبَارك الإبل عند الماء لتَشْرَب عَلَلًا بعْدَ نَهْلٍ، فإِذا استَوْفَت رُدَّتْ إلى المراعي (¬5) [والأظماء] (¬6)، وعَطَنَتِ الإِبل بالفتح تَعْطِنُ وتَعْطَنُ عُطُونًا: إِذا رَوِيَتْ، ثُمَّ برَكتْ" (¬7). وقال ابن فارس: "أَعْطَان الإِبل: ما حَوْل الحَوْض والبئر من مَبارِك ¬
الإِبل، ثم تُوُسِّع في ذلك فصار أيضًا اسْمًا لَمِا تُقِيم فيه وتَأْوِي إِلَيه" (¬1). 428 - قوله: (أو قَيْحًا)، القَيْحُ: "الِمدَّةُ [التي لاَ يُخَالِطُها دَمٌ] " (¬2) قاله صاحب (¬3) "المطلع"، وقد قَاحَ الجُرْحُ ونحْوُهَ يَقِيحُ قَيْحًا. 429 - قوله: (يَفْحُش في القَلْب)، وقد فَحُشَ الشَّيْءُ يَفْحُشُ فُحْشًا، فهو فَاحِشٌ إِذا اسْتَقْبَح. 430 - قوله: (في القَلْب)، القَلْبُ معروفٌ أَحدُ القُلوب. وفي الحديث: "لاَ وَمُقَلِّبَ القُلُوب" (¬4)، وفي الحديث: "ألاَ وهي القَلْبُ" (¬5). وفي الحديث: "مَا مِنْ قَلْبٍ" (¬6)، وقال بعضهم (¬7): وما سمي الإنسان إلا لنسيانه ... ولا القلب إلا أنه يتقلب ¬
431 - قوله: (أو البَهِيَمة)، سُمِّيتْ بَهِيمَةً، لأنَّها لا تتكلَّم (¬1)، وجَمْعُها: بَهَائِمُ. 432 - قوله: (فإِنَّه يَرُشُّ عليه الَماء)، يقال: رَشَّ الَماءَ يَرُشُّه رَشًّا: إِذا نَضَحَهُ عليه بِيَدِه ولم يَصُبَّه صَبًّا. 433 - قوله: (دَلْوٌ)، الدَّلْوُ أَحَد الدِّلاَءِ، قال الله عزَّ وجلَّ: {فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ} (¬2) وفي الحديث: "صُبُّوا على بَوْل الأعرابي دَلْوًا من ماءٍ" (¬3)، وفي الحديث: "بِدَلْوِ بَكْرةٍ .. " (¬4). وفي الحديث: "فيكون دَلْوُهُ فيها كَدِلاَءِ المسلمين" (¬5)، وسُمِّيَ دَلْوًا لتدَلِّيه، وقد تَدَلَّى: إِذا نَزَل. ¬
باب: الساعات التي نهي عن الصلاة فيها
باب: السَّاعات التي نُهِيَ عن الصَّلاة فيها السَّاعات: جمْعُ ساعة. قال الله عزَّ وجلَّ: {إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ} (¬1). وفي الحديث: "وكانت ساعةً لا يُدْخَل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها" (¬2)، وفي الحديث: "في ساعةٍ منْ لَيْلٍ أو نَهَارٍ" (¬3)، وفي الحديث في خُطْبَة عُمَر: "أيَّةُ ساعةٍ هذه" (¬4). (الفَوائِت): جمع فَائِتَة، وهي الصَّلاَةُ التي فَاتَ وَقْتُها. 434 - قوله: (للطّواف)، الطَّواف مصدر: طَافَ يَطُوفُ طَوَافًا (¬5)، وهو ¬
الدَّوَرَان حَوْل الشَّيْء. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} (¬1)، وقال: {لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (¬2). وفي الحديث: "أن عليه السلام طَافَ وهو رَاكِبٌ" (¬3)، وفي الحديث: "أنه عليه السلام اشْتَرى من جَابِر بعيرًا وذكر فيه أنه جَعَلَ يطيفُ به" (¬4)، وفي الحديث: "أَنَّه طَاف في نَخْل جَابِر" (¬5)، وفي الحديث: "أَنَّه كان يَطَوف على نِسَائه في ساعةٍ واحدةٍ" (¬6)، ثم اسْتُعْمِل للطَّوَاف بالبَيْت. 435 - قوله: (على الجَنَائِز، جمْع جَنَازَة. 436 - قوله: (مَثْنَى مثْنَى)، غير مَصْرُوفٍ للعَدْل والوَصْف، والمعنى: ¬
يُسلِّم في كُلِّ ركْعَتَيْن، قال الله عزَّ وجلَّ: {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (¬1)، وقال: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (¬2) أي اثْنَيْن، وثَلاثٍ، وأَرْبَع، ولاَ تُجَاوِز العَرب رُبَاعٍ، قُلْتُ: بل جاوَزَتْهُ. قال الشاعر (¬3): أُحَادٌ أَمْ سُدَاسٌ في أُحَادِ ... لُيَيْلَتُنَا الَمنُوطَةُ بالتَّنَادِ 437 - قوله: (وَيُبَاح)، المُباحُ: ما لاَ ثَواب فيه ولا عِقَاب، ويُقال: ما اسْتَوى طَرَفَاهُ. 438 - قوله: (والمريضُ)، المريضُ: مَنْ حَصَل لَهُ الَمرضُ. 439 - قوله: (فَنَائمًا)، النائِمُ: المُضْطَجِع، وليس المرادُ به حُصُول النوم (¬4). 440 - قوله: (والوَتْر)، الوَتْرُ: هو الفَرْدُ، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} (¬5)، وفي الحديث: "اجْعَلُوا آخِر صَلاَتِكُم باللَّيلِ وتْراً" (¬6)، وفيه: "مَن اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِر" (¬7) ¬
441 - قوله: (يَقْنتُ): أي يَدْعُو بِدُعَاء القُنُوت (¬1). والقُنوتُ: القيامُ، قال الله عزَّ وجلَّ: {اقْنُتِي} (¬2)، {وَالْقَانِتِينَ} (¬3). 442 - قوله: (مَفْصُولةً)، الَمفْصُول: البَائِن مِنْ غيره، المُخْتَلِط به، وقد انْفَصَل: أي بَانَ، يَنْفَصِل انْفِصَالًا، فهو مُنْفَصِلٌ. 443 - قوله: (وقِيَام)، المراد بالقِيَام: الصَّلاة. قال الله عزَّ وجلَّ: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} (¬4). 444 - قوله: (شَهْر)، سُمِّي الشَّهْر شَهْرًا، لاشْتِهَارِه، وجَمْعُه: أَشْهُرٌ وَشُهُورٌ. 445 - قوله (رَمضان)، هو الشهْر المعْرُوف. قال الله عزَّ وجلَّ: {شَهْرُ ¬
رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (¬1)، وقال عليه السلام: "إِذا دخَلَ رمضانُ ... " (¬2). وسُمِّي بذلك. قيل: لاعَنْ سَبَبٍ، وقيل: بَلْ لأنَّهم لما وَضَعُوا أَسْماءَ الشُّهُور، كان في شِدَّة الرَّمْضَاء والحَرِّ فَسُمِّي رَمَضَانًا (¬3). وقيل: رمضانُ: اسْمٌ منْ أَسْمَاء الله عزَّ وجلَّ (¬4). ¬
باب: الإمامة
باب: الإِمَامَة مصدر أَمَّ يَؤُمُّ إِمَامَةً: وهي إِمَّا، إِمَامَةُ الصَّلاَةِ، وإِمَّا، إِمَامَةُ الحُكْم، وهي الخِلاَفة، وإِمَّا إِمَامَة الدِّين، وهي الفِقْه (¬1). 446 - قوله: (أَقْرَؤُهُم)، قيل: كَثْرةً (¬2)، وقيل: جَوْدَةً. 447 - قوله: (فأَفْقَهُهُم)، الأَفْقَه: مَنْ عُرف في الفقه أكثر مِنْ غيره، وقد فَقِهَ، وَيفْقَهُ فِقْهًا، فهو فَقِيهٌ. والفَقِيهُ: من عَرف جُمْلةً غَالِبَة (¬3)، وقيل: كثيرةً، وقيل: أَلْف مسألة، وقيل: خَمْسَمائة مسألة عن أَدِلِّتها التَفْصِيلِية. 448 - قوله: (فأَسَنُّهم)، أي: أَكْبَرُهم سِنًّا (¬4). ¬
449 - قوله: (أَشْرَفهُم)، قيل: أي أَعْلاَهُم نَسَبًا، وقيل: وقَدْرًا، وقيل: هو القُرَشيُّ (¬1) 450 - قوله: (فَأَقْدَمُهم هِجْرَةً)، هو أنْ يَكُونَ أَحَدُهما سَبَق بالهِجْرَة من دار الحرب إِلى دَار الإِسلام (¬2). قال الجوهري: "الهَجْرُ: ضِدُّ الوَصْلِ (¬3)، وقد هَجَرَهُ هَجْرًا، وهُجْرَانًا، والاسم: الهِجْرَةُ - والمُهَاجَرةُ من أَرْضٍ إِلى أَرْضٍ: [تَرْكُ الأُولَى للثانية] (¬4) " قال الله عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا} (¬5)، وفي الحديث: "فمن كانت هِجْرَتُه إِلى الله ورَسُولِه فهِجْرَتَهُ إِلى الله وَرسُوله، ومن كانت هِجْرَتُه إِلى دُنْيا يُصِيبُها أو امْرَأةٍ يَنْكَحُها فهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَر إِلَيْه" (¬6). 451 - قوله: (يُعْلِنْ)، الإِعْلاَن: ضِدُّ الإِخْفَاء، وقد أَعْلَن يُعْلِنُ ¬
إِعْلاَنًا. وفي الحديث: "أَعْلِنُوا النِّكَاح" (¬1)، وفيه: لاَ، تِلْك امْرأَةٌ أَعْلَنَتْ" (¬2). 452 - قوله: (بِبِدْعَةٍ)، البِدْعَةُ: ما عُمِل علي غير مِثَالٍ سَبَق (¬3)، ومنها الَمذْمُوم كالرَّفْضِ، والإِرْجَاءِ ونحو ذلك، ومنها الَمحْمُودُ. قال عمر حين جَمع النَّاس في التَّراويح ثُم خَرجَ فقال: "نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِه" (¬4)، ثم صارت البِدْعَةُ في عُرْف الناس: "الَمذاهبُ الُمخَالِفَة للكتاب والسنة". 453 - قوله: (أو يسْكَرُ)، سَكِرَ يَسْكَرُ سَكَرًا، إِذا شَرِب الُمسْكِر، فهو سَكْرَانٌ وجمْعُه: سُكَارَى، بضم "السين" وفتحها، وسَكْرَى (¬5). قال الله عزَّ وجلَّ: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا} (¬6) قال البخاري: "هوَ ما حُرِّمَ [مِنْ ثَمْرَتِها (¬7)] (¬8) "، وقال عزَّ وجلَّ: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ ¬
بِسُكَارَى} (¬1) وَقُرِئ سَكْرَى (¬2). {وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} (¬3)، وقال عزَّ وجلَّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} (¬4)، وفي الحديث: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَام" (¬5). 454 - قوله: (وإِمَامةُ العَبْد)، العَبْدُ هو: الرَّقيق، وجَمْعُه: عَبِيدٌ. وأَمَّا العِبَادُ فهم: الخَلْق، ومنه قوله: (وعِبَادُ الرَّحْمن) (¬6). 455 - قوله: (وإِنْ أّمَّ أُمِّيٌّ أُمِّيًّا)، الأُمِّيُّ، قيل: منْسُوبٌ إِلى الأُمِّ، إِذ النِّساء في الغَالِب مِنْ أَحْوَالِهِن لاَ يَقْرَأْنَ، ولا يكْتُبْن، فلَمَّا كَان الابْنُ بِصِفَاتِهِنَّ نُسِب إِلَيْهِنّ (¬7). وقيل: مَنْسُوبٌ إِلى الصغير قُرْبَ الخُرُوج مِن الأُمِّ، إِذ هو في تلك الحال لا يَعْرِف شَيْئًا (¬8)، وقيل: إِلى أُمَّة العَرَب (¬9)، وفي الحديث؛ "إِنَّا ¬
أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نكتب ولا نَحْسُبُ" (¬1)، وقال الله عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} (¬2). قال الجوهري: "وأصل الأُمِّ: أُمَّهَة، ولذلك تُجْمَع على أُمَّهاتٍ. وقال بعْضُهم: الأُمَّهَات للنَّاس، والأُمَّات: للبَهَائِم (¬3) ". والمرادُ بالأُمِّيِّ هنا: مَنْ لاَ يُحْسِنُ الفَاتِحة أو يَلْحَن فيها لَحْنًا يُخِلُّ الَمعْنَى، أو يَدْغَم حَرْفًا لاَ يُدْغَم، أو يُبْدِل حَرْفًا لاَ يُبْدَل (¬4). 456 - قوله: (وقَارِئًا)، القَارِئُ: مَن يُحْسِنُ القِرَاءَة. 457 - قوله: (أوْ خُنْثَى)، الخُنْثَى أَحَدُ: خَنَاثَى، وهو مَنْ لَه فَرْجُ امْرأَةٍ وذَكَر رَجُلٍ، فإِمَّا أَنْ نَتَحَقَّقهُ رجلًا بِبَوْلِه مِنْ ذَكَرِه، ونباتِ لِحْيَتهِ، وخرُوج الَمنِيِّ مِنْ ذَكَره. ونَحْو ذلك. وإِمَّا أَنْ نَتَحَقَّقهُ امرأةً بِبَوْلِه منْ فَرْجِه، وحَيْضِه ونحو ذلك، وإِمَّا أَنْ يُشْكَل بِبَوْلِه مِنْهُما، وعَدَم ظُهُور عَلاَمة رَجُلٍ، أو امْرأَةٍ فيه (¬5). ¬
458 - قوله: (إِلَّا أنْ يَكونَ بَعْضُهم ذا سُلْطَان)، "ذُو": إِنْ كانت بِمَعنى "صَاحِب" أُعْرِبَت بالحُرُوف في الحَرَكَاتِ الثَّلاَث. فقيل: هذا ذُوَ مالٍ، ورأَيْتُ ذَا مَالٍ، ومررتُ بِذِي مَالٍ. وإلَّا بُنِيَتْ على الضَّمِ (¬1). كما قال الشاعر (¬2): فإِنَّ الَماءَ ماءُ أَبِي وَجَدِّي ... وبئْرِي ذُو حَفَرْتُ وذُو طَوَيْتُ وقال آخر (¬3): فَحَسُبِي مَنْ ذُو عِنْدَهُم ما كَفَانِيَا وروي: مَنْ ذِي عِنْدَهُم مَا كَفَانِيا. قال الجوهري: "والسُّلْطَان: الوَالي" (¬4)، وقال صاحب "المُسْتَوْعَب" هو الإِمَام والقاضي [أَوْلَى منْ إِمام المسْجِد، ومنْ صاحب البَيْتِ في أَحَدِ الوَجْهَيْن، وفي الآخر: هما أَوْلَى منه] (¬5) وكلُّ ذي سُلطان أَوْلى من جميع نُوَّابِه" (¬6). 459 - قوله: (إِذا اتَّصلَت الصُّفُوف)، الاتصال: عَدَم القَطْع، يعني: ¬
لاَ يكون بعْضُهم بعيدًا قيل: عُرْفًا (¬1)، وقيل: ثلاَثَة أَذْرُعٍ (¬2)، وقيل: أنْ لاَ يَكُون بيْن الصَفَّيْن مُتَّسَع لِصَفٍّ آخر (¬3). 460 - قوله: (أَعْلَى مِن الَمأْمُوم)، أي: مكَانُه أَرْفَع مِنْ مَكَانِه، والمرادُ به: عُلُوًا كثيرًا فَيُكْرَه. وظاهِر كلاَم الخِرَقي يَحْرم (¬4). والعُلُوُّ الكَثِيرُ، قيل: ذِرَاعٌ (¬5)، وقيل: قامةُ الَمأْمُوم وَيتَوَجَّسُه العُرْفُ (¬6). 461 - قوله: (إِمَام الحَيِّ)، قال عياض: "الحَيُّ: اسْمٌ لَمِنْزِل القَبِيلة (¬7) سُمِيِّت به" (¬8) لأنَّ بعْضَهم يُحَيِّ بَعْضًا. 462 - قوله: (صَلُّوا مِنْ وَرَائِه جُلُوسًا)، ويجوز: "صلَّى مَنْ وَرَاءَهُ جُلُوسًا". (¬9) 463 - قوله: (اعْتَلَّ)، أي: صَار ذَا عِلَّةٍ. ¬
464 - قوله: (حِرْصًا)، الحِرْصُ، والإحْتِراصُ على الشَّيْء: الاجْتِهَاد في طَلَبِه، وقد حَرَصَ يَحْرِصُ حِرْصًا، فهو حَرِيصٌ. وفي الحديث: "قول ابن عباس مَا زِلْتُ حَرِيصًا"، (¬1) وفي الحديث: "حرصًا على أَنْ يَنْزِل الحِجَاب"، (¬2) وفي الحديث: "الحِرْصُ وطُولُ الأَمَل". (¬3) 465 - قوله: (ولاَ تَعُدْ)، (¬4) كذا في رواية الأكثر بفتح "التاء" وضم "العين" وسكون "الدال" يعني: والمُعَاوَدَة، لا تفعل مثل هذا بعد هذه المَرَّة. (¬5) ورُوِيَ بضم "التاء" وكسر "العين" وسكون "الدال" يعني: لاَ تُعِدْ الصَّلاة التي صَلَّيْتَها. (¬6) [و] (¬7) روي: وَتَعْدُ بفتح "التاء" وسكون "العين" وضم "الدال"، مِنْ العَدْوِ: وهو قول الحنفية، (¬8) وَرَدَّ هذه الرواية الأَكْثَر. 466 - قوله: (وسُتْرَةَ الإِمَام)، السُتْرَةُ: ما اسْتُتِرَ بها، وقد اسْتَتَر يَسْتَتِرُ سُتْرَةً، والمراد بالسُتْرَة: سُتْرَةُ المُصَلِّي، لا سُتْرَةُ بَدَنِهِ، وهو أنْ يَضَع أَمَامَهُ سُتْرةً مثل ¬
مُؤَخِّرَة الرَّحْلِ، أو يُرَكِّز أَمَامَهُ عَنَزَةً، فإِنْ لَمْ يَجِد خَطَّ خطًّا. (¬1) 467 - قوله: (إلَّا الكَلْب)، الكَلْبُ: أحد الكِلاَب، قال الله عزَّ وجلَّ: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}، (¬2) وفي الحديث: "إِذَا وَلَغ الكَلبُ". (¬3) وأنشد الشافعي: (¬4) وماهي إِلَّا جِيفَةٌ مُسْتَحِيلَةٌ ... عَليها كِلاَبٌ همُّهُنَّ اجْتِذَابُها فإِنْ تَجْتَنِبْهاكُنتَ سِلْمًا لأَهْلِهَا ... وإِنْ تَجْتَذِبْها نَازَعَتْكَ كِلاَبُها والأَسْوَدُ مِن الأَلْوَان: معروفٌ، قال الله عزَّ وجلَّ: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} (¬5) وجَمْعُه: سُودٌ. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ}. (¬6) 468 - قوله: (البَهِيمُ)، قال الجَوْهَري: "هو الذي لا يُخَالِط لَوْنَه ¬
لَوْنٌ (¬1) آخر"، (¬2) ولا يَخْتَصُّ بالأَسْوَد، بل يُقال: أَسْمَر بَهِيمٌ، وأَبْيَضُ بَهِيم، وهل يَخْرُج بِبَيَاضٍ بيْن عَيْنَيْه عن كَوْنِه بَهِيمًا؟ فيه وَجْهَان. (¬3) ¬
باب: صلاة المسافر
* باب: صلاة المُسَافِر * الُمسَافِر: مَنْ حَصَل منْه السَّفَر. 469 - قوله: (فَرْسَخًا)، قال أَبُو منصور اللُّغَوي (¬1): "الفَرْسَخَ: واحد الفَرَاسِخ، فارسيٌّ مُعْرَبٌ"، (¬2) قال أَصْحَابُنَا: "والفَرْسَخُ: ثَلاثَةُ أَمْيَالٍ". (¬3) 470 - قوله: (مَيْلًا بالهَاشِمي)، قال أَصْحَابُنَا: اثْنَاْ عَشَر أَلْف قَدَم، (¬4) وحَدَّ بَعضُهم الَميْل الهَاشِمي بأَنَّه سِتَّة آلاف ذِرَاعٍ، والذِّرَاعُ: أَرْبعَة وعِشْرُون أُصْبُعًا مُعْتَرِضة مُعْتَدِلة، والأُصْبُع: ستُّ مُعتَرضاتٍ مُعْتَدِلاَتٍ. (¬5) 471 - قوله: (الهَاشِمي). نسبةً إِلى هَاشِم جدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬
472 - قوله: (القَصْر)، (¬1) قَصْرُ الصَّلاَة: ردُّها مِنْ أَرْبعٍ الى رَكْعْتَيْن، مَأْخُوذٌ مِنْ قَصَّر الشَّيْء إِذا نقَّصهُ. قال القاضي عياض: "قَصَّرتُ الشَّيْء، (¬2) إِذا نَقَّصتُ منه، (¬3) وكلُّ شَيْءٍ قَصَّرْتَه: (¬4) فَقَدْ حبسته، وكل شيء حبسته، فقد قصرته". (¬5) 473 - قوله: (البُيُوتَ)، (¬6) البُيُوت: جَمْع بَيْتٍ، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ}، (¬7) وقال عزَّ وجلَّ {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ}. (¬8) وقال مجنون بني عامر: (¬9) وأَخْرُج من بَيْنِ البُيُوت لعلَّنِي ... أُحَدِّثُ عَنْكِ النَّفْس بالسرِّ خَالِيًا وَرُبَّما جُمع البَيْت على أَبْيَاتٍ في جَمْع القِلَّة. والأَوَّلُ جَمْع قِلَّة. 474 - قوله: (قَرْيَته)، القَرْيَةُ: إحْدَى القُرَى. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}، (¬10) وقال: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ}، (¬11) وقال: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى}. (¬12) ¬
قال الجوهري: "القَرْيَةُ: معروفة، والجَمْع: القُرَى على غير قِيَاسٍ، لأن مَا كَان [على] (¬1) فَعْلَة بفتح "الفاء" من المعتل فَجَمْعُه مَمْدُودٌ، مثل: رَكْوَةِ، ورِكَاءٍ، وظَبْيةٍ وَظِبَاءٍ، وجاءَ القُرَى مُخَالِفًا لِبَابِه، لاَ يُقَاس عليه، ويقال: قِرْية - يعني بكسر "القاف" - لغةٌ يمانية، ولَعَلَّها جُمِعت [على ذلك] (¬2) مثل: ذِرْوَةٍ وذُرًى، وَلِحْيَةٍ وَلُحًى". (¬3) والقريةُ: ما كان مَبْنِيًا بِحِجَارَةٍ، أَوْ لَبِنٍ أو نَحْوِهِما. 475 - قوله: (أُعْجَبُ)، وَرُوِي: "أَحّبُّ إِلى أَبِي عَبْدِ الله"، يعني: مِن الإِتْمام والصيام. (¬4) 476 - قوله: (يَرْتَحِل)، يُقَال: ارْتَحَل، يَرْتَحِل، فهو رَاحِلٌ ومَرْتَحِلٌ، ومن ذَلِك سُمِّيَت الإِبل: رَوَاحِلُ. وفي الحديث: "النَّاسُ كالإِبل المائَةِ لاَ تكادُ تَجِدُ فيها رَاحِلة". (¬5) وقال الشاعر: (¬6) إِذا مَا قُمْتُ أَرْحَلُها بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُل الحَزِينِ ¬
477 - قوله: (وعِشَاءُ الآخرة)، (¬1) وَرُوِي: "والعِشَاءُ الآخِرة". (¬2) 478 - قوله: (وإِنْ كان سائرًا)، [السائر]: (¬3) هو الآخِذُ في الَمشْيِ، من السَّيْر، وقد سَار يَسِيرُ سَيْرًا. وقَد أَسْرَع السَّيْرَ، وحثَّ السَّيْرَ، وسَيْرٌ حَثِيثٌ: أي سريعٌ. 479 - قوله: (صلَّى في الحَالَيْن)، وَرُوِي: "في الحَالَتَيْن". (¬4) 480 - قوله: (في بَلدٍ)، البَلَد: أَحَد البِلاَدِ. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ}، (¬5) وقال عزَّ وجلَّ: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}. (¬6) والمراد بالبَلَد: الَمدِينة، (¬7) ورُبَّما أُطْلِق على القَرْيَة: بَلَدٌ، وفي الحديث: "والفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْه العِبَاد والبِلاَد". (¬8) ¬
كتاب: صلاة الجمعة
كِتَابُ (¬1): صَلاَة الجُمُعة 481 - (الجُمُعة)، بضم "الجيم"، "الميم"، ويجوز سكون "الميم" وفتحها. حكى الثلاثة ابن سيدة (¬2)، قال الله عزَّ وجلَّ: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}. (¬3) قال القاضي عِيَاض: "مُشتَقةٌ من اجْتِماع النَّاس للصلاة فيها، (¬4) قالَهُ ابن دُرَيد" (¬5) و [قال] (¬6) غيره: بل لاجْتِماع الخَلِيقة فيه وكَمَالِها"، (¬7) ورُوِي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَّها سُمِّيَت بذلك لاجْتِماع آدم مع حواء في الأَرْض". (¬8) ¬
ومِنْ أَسْمَائِه القديمة "يَوْمُ العَرُوبَة"، زَعم ثعْلَب أَنَّ أَوَّلَ مَنْ سَمَّاهُ "يَوْم الجُمُعة" "كَعْب بن لُؤَي"، (¬1) فكان يقال لَهُ: "العَرُوبَة". (¬2) وكَان لِأَيَّام الأُسْبوع أَسْمَاءٌ أُخَر. فَيَوْم الأَحَد: أَوَّل، والإِثْنَيْن: أَهْوَن، والثُلاَثاء: جُبَارِ، والأَرْبعَاء: دُبَارِ، والخَمِيسُ: مُؤْنِسٍ، والجُمُعة: عَرُوبَة، والسبْت: شِيَار بـ "الشين" المعجمة. قال الجوهري: "أَنْشَدَنِي أَبُو سعيد (¬3) [السِّيَرافِيُّ]، (¬4) قال: أَنْشَدني ابن دُريد لبعض شُعَراء الجاهِلية: أُؤَمِّل أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي ... بِأَوَّل أَوْ بِأَهْوَن أوْ جُبَارِ ¬
أَم التَالِي دُبَارِ أَمْ فَيَوْمِي ... بِمُؤْنِسٍ أَوْ عَرُوبَةٍ أَوْ شِيَارِ (¬1) ثم سُمِّيت بهذه الأَسْمَاءِ. ومِمَّا نُسِب إِلى ابن حَجَر: (¬2) في القَص يَوْم السَّبْت آكِلَةِ ... تَبْدُو وَفِيمَا يَلِيهِ تُذْهِبُ البَرَكَهْ وإِنْ يَكُن عَالِمٌ فَاضِلٌ ثنيً يَتْلُوهُمُا ... وإِنْ يَكُن في الثُلاَثاء فَاحْذر الهَلَكَهْ ويُورِثُ السُّوءَ في الأَخْلاَق أَرْبَعُها ... وفي الخمِيس الغِنَى يَأْتِيكَ والبَرَكَهْ والحِلْمُ والعِلْمُ زِيدَا في عَرُوبَتِها ... عن النَّبِي رَوَيْنَا فَاقْتَفُوا نُسُكَهْ (¬3) 482 - قوله: (على الِمنْبَر)، الِمنْبَر - بكسر "الميم"، قال الجوهري: "نَبَرْتُ الشَّيْءَ [أَنْبِرُهُ نَبْرًا: إِذَا] (¬4) رفَعْتُه، ومنه سُمِّي الِمنْبَر"، (¬5) وفي الحديث: "أَنَّ عليه السلام صَعِد اِلمنْبَر" (¬6) وجَمْعُه: مَنَابِر. قال العلَّامة: (¬7) ¬
مَنَابِر من نُورٍ هُنَاك وفِضَّةٍ ... ومنْ خَالِص العِقْيَان لاَ تنقصم 483 - قوله: (المُؤَذِّنُون)، جمع مُؤَذِّن. وفي الحديث: "المُؤَذِّنُون أَطْوَلُ النَّاس أَعْناقًا يوم القيامة". (¬1) 484 - قوله: (السَّعْيُ)، هو المَشْيُ والذَّهَابُ. قال الله عزَّ وجلَّ: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}، (¬2) قال البخاري وغيره: "فَامْضُوا"، (¬3) وقد يُراد بالسَّعْيِ: العَمَل، ومنه: {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا}، (¬4) ومنه: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}. (¬5) 485 - قوله: (لَمِنْ مَنْزِلُهُ)، المنْزِل: هو المَكَان الذي يَنْزِلُه الآدَمِي، ثُمَّ سُمِّيَ البَيْتُ مَنْزِلًا. 486 - قوله: (مُدْرِكًا)، أَدْرَك الشَّيْءُ يُدْرِكُه، فهو مُدْرِكٌ: أي لَحِقَهُ ولمْ يَفُتْهُ (¬6). 487 - قوله: (خَطَبَهُم)، أي: أَسْمَعَهُم خُطْبَةً، والخُطْبَةُ -بالضم-: التي تقال على الِمنْبَر ونحوها. وخِطْبَةُ النكاح -بالكسر- يقال: خَطبْتُ المرأَة ¬
خِطْبَةٍ، قال الله عزَّ وجلَّ: {فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ}. (¬1) 488 - قوله: (فأتى أَيضًا بالحَمْد لله)، يجوز كسر "الحَمْدِ" بـ "باء" الجر، وَرفْعُها على الحِكَايَة. 489 - قوله: (وَوَعَظَ)، يقال: وعَظَ يَعِظُ وَعْظًا: إِذا خَوَّفَ، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَهُوَ يَعِظُهُ}، (¬2) يقال لمن وعَظَ: وَاعِظٌ، وجمْعُه: وُعَّاظٌ، ووَاعِظُون. (¬3) 490 - قوله: (أضاف)، أَضاف الشَّيْءَ يُضِيفُه إِضَافةً: إِذا ضَمَّه إِلى غَيْرِه. 491 - قوله: (أَرْبَعُون رَجُلًا عُقَلاءَ)، (¬4) بنَصْب "عُقلاءَ"، ويجوز ضَمُّها. والعَاقِل: سَلِيمُ العَقْل، وقد عَقَل يَعْقِلُ عَقْلًا، فهو عَاقِلٌ، وجمْعُه: عُقَلاَءُ 492 - قوله: (جَوَامِع)، جَمْع: جَامِعٍ، وهو المَسْجِد الذي تُقَام فيه الجُمُعَة. * مسألة: - قوله: "وفي العَبْد رِوَايَتان" المذْهَب: لاَ تَجِبُ عليه. (¬5) ¬
493 - قوله: (نَظِيفَيْن)، يقال: ثَوْبٌ نَظِيفٌ، وقد تَنَظفَ يَتَنَظَّفُ نظَافَةً، فَهو نَظِيفٌ إِذا زَال عنه الوَسَخ، أَوْ لَم يَكُنْ عليه وَسَخٌ منْ أَصْلِه. 494 - قوله: (وَيتَطَيَّب)، تَطَيَّبَ يتَطَيَّبُ تَطَيُّبًا: إِذا تَرَوَّح بالطِّيبِ، ووضَعَهُ على بدَنِه وثَوْبِه. والطِّيبُ: كلُّ مَالَهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، ثم اسْتُعْمِل في عُرْفِ النَّاسِ، لِنَوْعٍ منْ ذَلك. 495 - قوله: (في السَّاعة السَادِسة)، كذا هو في أَكْثَر النسخ. قال ابن رجب في "شَرح البخاري": "وَوُجِدَ في نسخةٍ في السَّاعَة الخَامِسة". (¬1) قُلْتُ: وقد وَجَدْتُه كذلك في نُسخةٍ مُعْتَمَدَةٍ نُقِلَتْ من خَط الشيخ أبي عمر. (¬2) ¬
وذكر الشيخ أَبُو عُمَر أَنَّه كَتب أَصْلَها، وقَابَلها على نُسخةٍ بِخَط الفقيه أَبي عبد الله محمد بن أَحْمَد الَمقْدِسي. (¬1) وذَكَر أَنَّه كَتَبَها، وقَابَلها مِنْ نُسْخَة ابن الزَّاغُوني، وعليها خط ابن عَقِيل، وابن نَاصِر، (¬2) وابن الخَشَّاب. (¬3) وقد سَمِعَها جَماعةٌ في أوقَاتٍ مُخْتَلِفَة على ابن عَقِيل وغيره، وعلى حاشيةِ هذه النسخة بخَط الأصل "السادسة". وقد رأَيْتُ في نُسخةٍ بخط القاضي أَبِي الحُسَين "السَادِسَة". ¬
باب: صلاة العيدين
بابُ: صَلاَة العِيدَيْن واحدُ العِيدَيْن: عِيدٌ، وجَمْعُه: أَعْيَادٌ، وهو يَوم الفِطْر، وَيوْم الأَضْحَى. قال الشاعر: (¬1) سُرُور العِيدِ قَدْ عَمَّ النَّوَاحِي ... وحُزْنِي في ازْدِيَاد ما يَبِيدُ وقال آخر: (¬2) النَّاس بالعِيدِ قَدْ سُرُّوا وقَدْ فَرِحُوا ... وما فَرِحْتُ به والوَاحِدِ الصَّمَدِ قال القاضي عياض: "سُمِّيَ بذلك، (¬3) لأَنَّه يَعُود وَيتَكَرّرُ (¬4) لأَوْقَاتِه، وقيل: يَعُودُ بالفَرَح (¬5) على النَّاس، وقيل: مِنْ باب التَّفَاؤُل (¬6) ليَعُودَ ثانيةً (¬7) وثَالِثةً". (¬8) ¬
قال الجوهري: "وإنَّما جُمِع بـ "الياء" وأَصْلُه "الواو"، لأَنَّه مِنْ عَادَ يَعُود، (¬1) لِلُزُومِها في الوَاحِد، وقيل: (¬2) للفَرْقِ بَيْنَه وبَيْن أَعْوَادِ الخَشَب". (¬3) 496 - قوله: (لَيَالي)، جَمْعُ لَيْلَة. قال الشاعر: (¬4) لَيَالي كنَّا نَشْتَفي مِن وِصَالِكُم ... فَقَلْبِي إِلى تِلْكَ اللَّيَالِي قَدْ حَنَّا 497 - قوله: (أَوْكَد)، (¬5) يقال: هذا أَوْكَدُ، وآكَدُ: إِذَا تَأَكَّد فِعْله على غَيْره، وقد أَكَّد عليه في الأَمْر: أي طَلَبَه طَلَبًا مُتَأَكِّدًا. 498 - قوله: (على ما هَدَاكُم)، (¬6) الهِدَايَة على أَوْجُهٍ. (¬7) هِدَايَةُ الرَّشَاد كما هي هنا. وهِدَايةُ الإِرْشَاد: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، (¬8) وهِدَايَةُ الدَّلاَلة: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (¬9) {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. (¬10) 499 - قوله: (ولَعَلَّكُم تشْكُرُون)، (¬11) الشُّكْر: التَّقَرُب لِمُسْدِي النِّعْمَة ¬
على نِعْمَةٍ بالَمدْحِ والثَّنَاءِ، أَوْ بِالعَمَل ونحو ذَلِك. (¬1) 500 - قوله: (إِنْ كان فِطْرًا)، أي إِنْ كان عيدَ الفِطْر، وسُمِّي عِيدَ الفِطْر، لأَنَّ بِهِ يُفْطِرُ النَّاسُ مِنْ صِيام شَهْرِ رَمضَان. 501 - قوله: (غُدُوًا)، غَدا يَغْدُو غُدُوًّا: إذَا ذَهَب غُدْوةً، ثم اسْتُعْمِل في مُطْلَق الذَهَاب. 502 - قوله: (إِلى الُمصَلَّى)، الُمصَلَّى: هو المكانُ الذي يُصَلَّى فيه، ثم اسْتُعْمِل لِمَكَان صَلاَة العِيدِ من الصَّحراء ونحوها، وفي الحديث: "أنه عليه السلام خرج إِلى الُمصَلَّى". (¬2) ويُقَال لِمَنْ صُلِّي عليه مِنْ ثَوْبٍ ونَحْوِه: مُصَلَّى، ولهذا قال أَصْحَابُنا: إِنْ وَجَد مُصَلَّى مَرْفُوعًا فَهَل لَهُ وَضْعُهُ؟ على وَجْهَيْن. 503 - قوله: (مُظْهِرِين التَّكْبِير)، (¬3) وَرُوِي: "مُظْهِرِينَ لِلتَّكْبِير". (¬4) 504 - قوله: (حُلَّت الصلاة)، حَلَّ الشَّيْءُ - يِحِلُّ - بكسر "الحاء" - ¬
حُلُولًا: إِذا حَضَر وَقْتُ فِعْلِه، فَهُو حَالٌّ. [و] (¬1) منه: حَلَّ الدَّيْنُ (¬2) 505 - قوله: (بالحَمدُ لله)، يجوز فيه الوجهينِ من الجَرِّ، والرفْع. 506 - (وَسُورةٍ)، مجرورة على الوجهين. 507 - قوله: (وَيسْتَفْتِح)، اسْتَفْتَح يَسْتَفْتِح اسْتِفْتَاحًا: أي يَدْعُو بِدُعاء الافْتِتَاح وهو قول: "سُبْحَانَك اللَّهُم وبِحَمْدِك ... إِلى آخر". 508 - قوله: (وَيُثْنِي عليه)، بضم "الياء" الأولى. والثناء: المدح والتَّمْجِيد. 509 - قوله: (بُكرةً وأَصيلًا)، بُكْرةً: عبارةٌ عن أَوَّل النهار، يقال: جَاء بُكْرةً، وفي بُكْرَةِ النَّهَار، وقد بَكَّر يُبَكِّرُ بُكْرَةً، وتَبْكيرًا: إِذا جاء أَوَلُ النَهار، وجَمْع بُكْرة بُكْرَات، وبُكُور، وفي الحديث: "بُورِكَ لأُمَتي في بُكُورِها". (¬3) والأَصِيلُ: بعْد العَصْر إِلى الغُرُوب، وجمعه: أُصُلٌ وآصَالٌ، وأَصَائِل ¬
وأُصْلاَنٍ، كَبَعِيرٍ وَبُعْرَانٍ (¬1)، قال الله عز وجل: (بالغِّدِّوِّ والآصَالِ) (¬2). وقال الشاعر (¬3): وقَفْتُ فيها أصَيْلاَ لاً أسَائِلُها ... عَيَّتَ جَواباً وما بِالرَبْعِ منْ أحَدِ ورُوِي: أُصَيْلاَن (¬4). 510 - قوله: (وصلَّى اللهَّ على مُحمدٍ النَّبِي وعليه السَّلام)، كذا هو بخط القاضي أبب الحسين وغيره ورُوِي: "وصلى الله على النَّبي محمدٍ وعليه السَّلام "، ورُوِي: "وصَلَواتُ الله على محمدٍ النَبِي وعليه السلام (¬5) ". كذا هو في النسخة المنقولةِ منْ خَط الشَيخ أبي عمر. ورُوي: "وصلى الله على مُحمدٍ النَّبي الأمِّيِّ وعلى آله وسلِّم تسليماً (¬6) ". 511: قوله: (حَضَّهُم)، أي حَثَّهُم، وقد حَضَّ على الشَّيْء يَحُضُّ حَضّاً: أي حَث عليه، ورَغَّب في فِعْلِه. قال الله عز وجل: (ولا يَحُضُّ على طَعَامِ الِمسْكِينِ) (¬7). 512 - قوله: (على الصَّدَقَة)، الصَّدقةُ: ما تَصدَّق به - بفتح "الصاد" ¬
و"الدال" - وفي الحديث: "كُلُّ معْرُوفٍ صَدَقة (¬1) "، والمرادُ بها هنا: صَدَقةُ الفِطْرِ (¬2). 513 - قوله: (وإِنْ كَان أضْحَى)، المراد بالأَضْحَى: عيد الله الأَكْبَر، وسُمِّي أضْحَى لوُقُوع الأَضَاحِي به. 514 - قوله: (رَغَّبَهُم)، التَرْغِيبُ في الشَّيْء: الحَضُّ على فِعْلِه، بِذِكْر مَا فِي فِعْلِه من الأَجْر، وأصْلُه من الرَغْبَةِ: وهي الإِقْدَامُ على الفِعْلِ بِرَغْبَةٍ. 515 - قوله: (في الأُضْحِيَة)، الأُضْحِيَة جمع: أضَاحِي (¬3)، وهي ما يُضَحَّى بِه، ويأْتِي إنْ شاء الله تعالى بَيَانُها. 516 - قوله: (وإذَا غَدَا)، الغُدُو: الذَهاب غُدْوَةً، ورُبَّما أطْلِق على مُطْلَق الذَهَاب (¬4). 517 - قوله: (مِنْ طَرِيقٍ)، الطَرِيقُ: إحدى الطُّرُق، وفي الحديث: "أَعْطُوا الطَرِيقَ حَقَّهُ (¬5) ". ¬
518 - قوله: (رجَع في اخْرَى)، وَرُوِي: "رجَع في غَيْرِها (¬1) ". 519 - قوله: (يَوْم عَرَفة)، هو اليوم "التاسع" من ذي الحجة، وعَرَفَة: غير مُنَوَّنٍ، للعَلَمِيَّة والتأْنيث، وهي مكان معين محدود. وأكْثر الاستعمال: عَرفَات. قال الجوهري: "وعَرَفاتُ: مَوْضِغ بِمِنى (¬2) "، وهو اسْمٌ بِلَفْظِ الجَمْع فَلاَ يُجْمَع. وسُمَّي عَرَفات، قيل: لأن جبريل عليه السلام كانَ يُرِي إبْراهيم المناسك، فيقول: عَرفْتُ، عَرَفْتُ (¬3). وقيل: لأن آدم عليه السلام تعارف هو وحَواء بها. وكان آدم [قد (¬4)] أهبط من الجَنة بالسِنْد (¬5)، وحواءُ بِجُدَّة. وقيل: لأَنَّ إبْراهيم عليه السلام رَأى ذَبْح وَلَدِه في النوْم، فأصْبَح شَاكاًّ في رُويَاه يوم التَّرْوِية، ففي يوم عَرَفة، عَرَفَ أنَّ رُويَاه من الله فَسُمَّي يوم عَرَفة (¬6). وَيتَوَجَّه أنه سُمِّي بذلك، لأَن كُلَّ مَن يَقِف به يعْتَرِف بالله، وَيطْلُب الإِقَالة مِنْه (¬7). ¬
* مسالة: - المذْهب: لاَ يُكَبِّر إلاَّ إذا صَلَّى في جَمَاعةٍ (¬1). 520 - قوله: (من آخر أَيَّام التشْرِيق)، هي: "الحَادِي عَشَر" و"الثَانِي عَشَر"، و"الثَالِث عَشَر" من ذِي الحِجَّة، سُمِّيت بذلك: من تَشْرِيق اللَّحم، وهو تَقْدِيمُه، لأَن لُحُوم الأَضَاحِي تُشَرَّقُ فيه أي تُنْشَر في الشَّمْس (¬2)، وقيل: (51 ب) مِنْ قَوْلِهم: "أشْرِق ثَبِير كَيْمَا نُغِيرُ (¬3) ". وقيل: لِأَنَّ الهَدْيَ لاَ تُنْحَر حَتى تَشْرُق الشمس (¬4). وقال أبو حنيفة: "التَّشْرِيقُ: التكْبِيرُ دُبُر الصَّلَواتِ" وأنْكَرُه أبُو عُبَيْد (¬5). ¬
باب: صلاة الخوف
باب (¬1): صلاة الخَوْف 521 - قوله: (بِإزَّاء العَدُوِّ)، يقال: فُلاَنٌ إزَّاء فُلانٍ: إذَا قَابَله. والعَدُوُّ أحَد الأعْدَاءِ، قال الله عز وجل: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} (¬2). وقال الشاعر (¬3): أسْهَب أعْدائِي فَصِرْتُ أحِبُّهم ... إذْ كان حَظِي منك حَظي مِنْهُم وَرُئما قيل في الجَمْع: عَدُوٌّ وأيضاً، قال الله عز وجل: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} (¬4). 522 - قوله: (بالحَمْد لله وسُوَرة)، يَجُوز في "الحَمْدِ" الضَّم والجَرِّ. و"السُّورة" مَجْرُورَةٌ عَلَيْها. 523 - قوله: (تَحْرِس)، حَرَسَ الشَّيْءَ يَحْرُسُه حِرَاسَةً وحَرَساً: إذا حَفِظَهُ، وبقال لِفَاعِله: حَارِسٌ، وجَمْعُه: حُرَّاسٌ. 524 - قوله: (وَهُم في الُمسايَفَةِ)، الُمسَايَفَةُ: مصدر سَايَفَهُ يُسَايِفَه ¬
مُسَايَفَةً: إذا قَاتَله بالسَّيْف، والسَّيْفُ: أحَدُ السُّيُوفِ (¬1). قال ابن مالك في "مثلثه": "السَّيْفُ: مَعْروفٌ، وهو أيضاً: شَعَر ذَنَب الفَرَس، ومَصْدَر سَافَهُ بالسَّيْف: ضَرَبَهُ. قال: "والسَّوْفُ - بالفتح أيضاً مع "الواو" -: الشَّم، واسْمٌ للتَّسْوِيف. قال: والسَّيف - يعني بالكسر -: سَاحِل البَحْر، وشَاطِئ الوَادِي، واللِّيفُ الُملْتَزِقُ بِأُصُول السَّعَف. والسُّوفُ: جَمْع سَافٍ: وهو السَّطْرُ من الفبِن، والظين. والسُّوْفُ أيضاً، [والسُّوَفُ] (¬2): جَمْعُ سُوَفَةٍ: وهي الأرضُ بين الرَّمْل والجَلَد، وهي السَائِفَةُ أيضاً" (¬3). 525 - قوله: (رِجَالاً)، أي مُشَاةً، وَرُكْباناً، أي رَاكِبِينَ، وهو حالٌ. قال الشاعر (¬4): سَمِعْتُ نَحوه العَشاء ومِنْ كُلِّ وجْهَة ... رِجَالاً وَرُكْبَاناً على كلِّ ضَامِرِ ¬
كتاب: صلاة الكسوف
باب (¬1): صَلاَة الكُسُوف مصدر كَسَفَت الشَّمْسُ: إذا ذَهَب نُورُها، يقال: كَسَفَت الشَّمسَ والقَمَر، وكَسَفَا وانْكَسَفَا، وخُسِفَا وانْخَسَفَا وخَسَفَا، ستُّ لُغَاتٍ (¬2)، وقيل: الكُسُوفُ مُخْتَصٌّ الشَّمْسِ، والخُسُوفُ بالقَمَر (¬3)، وقيل: الكُسُوف في أوَّلِه، والخُسُوفُ في آخِرِه (¬4). وقال ثعلب: "كَسفَتْ الشَّمْس، وَخَسَفَ القَمَر" (¬5)، وقال الله عز وجل: (وَخَسَفَ القَمَر) (¬6)، وفي الحديث: "إنَّ الشَّمس والقَمَر لا تَكْسُفَان لِمَوْتِ أحَدٍ (¬7)، وفي روايةٍ: لاَ تَخْسِفَان" (¬8). وقال ابن مالك في "مُثَلثه": "الكَسْفُ: مصدر كَسَفَ الشَّيْءَ: قَطَعَهُ، ¬
وأيضًا غَطَّاهُ، والكِسْفُ. [والكِسَفُ] (¬1): جَمْع كِسْفَةٍ: وهي القِطْعَةُ منْ الشَّيْءِ. والكُسْفُ - يعني - "الضم" -: جمع كَسُوف، وهو فَعُول مِن كَسَف بمعنى عَبَس" (¬2). 526 - قوله: (قال (¬3): وإذا كَسَفَت الشَّمْس)، وَرُوِي: "خَسَفَتْ" (¬4). 527 - قوله: (فَزعَ) - بكسر "الزاي" - والفَزَعُ يُطْلَق بِإزَّاء معانٍ منه: الُمبَادَرَةُ كما هو هُنا (¬5)، ويقال: فَرعَ، إذا ذَهَب مِنْ نَوْمِه، ويقال: فَزعَ وأفْزعَ: إذا خَاف، وأفْزَعَهُ - بفتح "الزاي" وكسرها -: إذا أَغاثه، والفتح أفْصَح. وفي الحديث: "كان فَزَغ بالَمدِينَة" (¬6). 528 - قوله: (إنْ أحبُّوا جَمَاعةً)، أي بإمَامَةِ واحِدٍ. 529 - (وإنْ أحَبُّوا فُرَادَى)، الفُرَادَى كلُّ واحِدٍ لِنَفْسِهِ (¬7). ¬
530 - قوله: (فيكون أَرْبَع رَكعَاتٍ وأرْبَع سَجَدَاتٍ)، يجوز "فيكون" بـ "الياء" و "التاء" "وأرْبَع" بالنصب خَبَر "يكُون" والتقدير: (فتكونُ الصَّلاَة، أو فيَكونُ ذلك". و"أرْبَع" الثاني، مَنْصوبة أيضاً بالعَطْفِ (¬1)، ويجوز "فيكون أرْبَعُ رَكَعَاتٍ وأرْبَعُ سَجَدَاتٍ" بالرفْع فيهما، على أَنَّه اسْمُ "يَكونُ". 531 - قوله: (جَعَل) - بفتح "الجيم" على تَسميَة الفَاعل، ويجوز "جُعِل" بالضم على مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُه. ¬
كتاب: صلاة الاستسقاء
كتاب: صلاة الاسْتِسْقَاءِ (¬1) 532 - (الاسْتِسْقَاءُ)، اسْتِفْعَالٌ مِن السُّقْيا، قال القاضي عياض "الاسْتِسْقاء: [هو] (¬2) الدُعاء لطَلَب السُّقْيَا" (¬3) فكأنه يقول: "باب: الصَّلاَة لأجْلِ طَلَبِ السُّقْيَا". قلت: الاسْتِسْقَاء، يُطْلَق على طلَب الَماء منْ كلِّ أحدٍ، إِمّا مِن اللهِ لِيَسْقِي البِلادَ، وإمَّا مِنْ آدَمِيٍّ، وِإفَا لِطَلَب سَقْي النَّفْس، فيقال: اسْتَسْقَى فُلاَنْ فلانًا، أو مِنْ فلاَنٍ. 533 - قوله: (أجْدَبَت الأرض)، يقال: أجْدَبَت الأرضُ، وجَدَبَتْ، وجَدُبَت، وجَدِبَتْ - بفتح "الدال" وضمها وكسرها - أربع لُغَاتٍ، وكلُّها بـ "الدَّال" المهملة: إِذا أصابَها الجَدْب (¬4). قال الجَوهري: "وهو (¬5) نقيض الخِصْبِ" (¬6). ¬
534 - قوله: (واحْتَبَس القَطْر)، احْتَبَس الشَّيْء يَحْتَبِس احْتِبَاساً: إِذا لم يَخْرُج. وقال الجوهري: " [القَحَط] (¬1): الَمطَر إذا احْتَبَس" (¬2). (والقَطْرُ): مصدر قَطَرَ يَقْطُر قَطْراً، قال ابن مالك في "مثلَّثه": "القَطْر: جمع قَطْرَةٍ، ومصدر قَطَر الماءُ: بمعْنى أَقْطَرة، والإبل: سَاقَها على نَسَق، والرَّجل: أوْقَفَه على شِقِّه. والَماءَ وغَيْرهُ: نَزَل، قال: والقِطْر - يعني بالكسر -: النُحَاس، وَنوعٌ من البُرُود. قال: والقُطْر -يعني بالضم-: جَانِبُ الشَّيْء، ومُخَففُ القُطُر: وهو العُودُ اُلمتَبَخَّر به" (¬3). والقَطْرَة - بفتح "القاف" وسكون "الطاء" -: النُقْطَةُ مِنْ الشَّيءِ. 535 - قوله: (مُتَواضِعاً)، أي مُقْتَصِداً للتواضُع، وهو ضِدّ الكِبْرِ، وهو مأخُودٌ من الاتِّضَاع. وقد تَواضَع يتَواضَعُ تَواضُعاً، فهو مُتَواضِعٌ ومُتَّضِعٌ. قال الشاعر (¬4): توَاضَع لَمِن تَهْوَى وذِلَّ لَهُ ... ليس في شَرْع الهَوَى أَنْفٌ يُشَالُ ويُقْعَدُ 536 - قوله: (مُتَبذِّلاً)، مصدر تَبَذَّلَ يَتَبذَّل تَبَذُّلاً، فهو مُتَبَذِّلُ. وفي ¬
الحديث: (أَنَّ سَلْمَان وَجَد أُمَّ الدرّدَاء مُتَبَذِّلةً" (¬1) - وهو مَن خَرج في ثِيَابِه الردِيئَة ولم يتَزَيَّن. قال جَمِيل (¬2): إِذا ابْتَذَلَتْ لم يُزْرِهَا تَرْكُ زِينَةٍ ... وفيها إِذَا ازْدَانَتْ لِذِي نِيقَةٍ حَسْبُ (¬3) 537 - قوله: (مُتَخَشعاً)، أي: مُقْتَصِداً للخُشُوع، والخُشُوعُ والتَّخَشُّعُ والاخْتِشَاعُ: التَّذَلُل، ورَمْيُ البَصَرِ إلى الأرْض، وخَفْضُ الصَّوْتِ، وسُكُون الأعضاء (¬4). قال الله عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (¬5)، وقال {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} (¬6). 538 - قوله: (مُتَذَلِّلاً)، قال الجوهري: وَتَذَلَّلَ [لَهُ] (¬7): أي [خَضَع، وتضَرَّع إلى الله] (¬8)، (¬9) وقال غيره: "هو إظْهَارُ الذُلِّ، وهو كَوْنُه ذَلِيلاَ". ¬
قال الشاعر (¬1): مَساكينُ أهْلَ الحُبِّ حَتَّى قُبورُهُم ... عليها تُرابُ الذُلِّ دُونَ الَمقَابِر 539 - قوله: (مُتَضَرِّعاً)، قال الجوهري: "تَضَرَّعَ إلى الله: أيّ ابْتَهَل" (¬2) فكأَنَّة يَخْرُج خَاضِعاً مُبْتَهِلاً في الدعاءِ. 545 - قوله: (رِدَاءَهُ)، الرِّدَاءُ: هوَ ما ارْتدِيَ بِه، وجمْعُه أرْديَةٌ، وهو ما يُوضَع على الكَتِفَيْن مِن الثِّياب. وفي الحديث عن أبي ذَرٍّ: "وعليه رِدَاءً وعلى غُلاَمِه رِدَاءٌ" (¬3). قال الشاعر (¬4): وَقَد سَقَط الرِّداءُ عن مَنْكِبَيْها ... من التَّخْمِيس وانْحَلَّ الإزَاز وإنَّما تَحَوُّلُ الرِّداءُ مِن بَاب التَفاؤلُ، كَأَنَّ حَالَهُم الجَدْبُ حَالَ إلى الخِصْبِ (¬5). 541 - قوله: (أهل الذِّمة)، الكُفَّارُ اُلمقِيمُون تَحْت ذِمَةِ الُمسْلِمين ¬
بالجِزْيَة، وفي الحديث: (أَنَّ يَهُودِياً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (أَبَا القَاسم أن لِي ذِمِّةً وَعَهْداً" (¬1)، وفي وصية عُمَر: "وَأُوصِيكُم بِذِمَّةِ الله وذِمَّة رَسُوله" (¬2). ¬
باب: الحكم فيمن ترك الصلاة
باب: الحُكْم فِيمَن تَرك الصَّلاَة 542 - قوله: (وهو بَالِغٌ)، البَالِغ: مَن حَصَل منه البُلُوغ، وهو حدٌّ ما بَيْن الصِغَر والكِبَر، وقد قَدَّمْنا ما يَحْصُل به البُلُوغ (¬1)، وأوَّل الآدَمِي نُطْفَةٌ، ثم عَلَقَةٌ، ثم مُضْغَةٌ، ثم حَمْلٌ، ثم وَليدٌ إلى السَّبْع (¬2)، ثم رَضِيعٌ ما دام يَرْضَع، وإِذَا دَرجَ، فهو دَرَّاجٌ (¬3)، فإذا صَار طُولُه خَمْسَةَ أشْبَارٍ، فهو خُمَاسَيٌّ، ثم هو طِفْلٌ إِلى التّمْيِيزِ، ثم مُميّز إلى قُرْب البُلُوغ [ثُم]، (¬4) هو مُنَاهِزٌ (¬5) ومُرَاهِقٌ، ومُنَاهِرٌ (¬6)، ثم هو بَالِغ ما لم يُحِطْ عِذَارُهُ (¬7)، ثم هو فتًى وَباقِل (¬8) إلى تَكَامُل لحِيَته، ثم هو شابٌ إِلى الأرْبَعين، ثم هو كَهْلٌ إِلى السِتين، ثم هو شيْخٌ إلى الثَمَانين، ثم هو هَرِمٌ. 543 - قوله: (جَاحِدَا)، الجَاحِدُ: الُمنْكِرُ، وقد جَحَدَ يَجْحَدُ جُحُوداً، فهو جَاحِدٌ. وجاحداً، مَنْصوبٌ [على] الحَال (¬9). ¬
كتاب: الجنائز
كتاب: الجَنَائِز 544 - (الجَنَائِزُ)، جمْع جَنَازَة. قال صاحب "الَمشارِق": " الجَنَازَةُ - بفتح "الجيم" وكسرها -: اسْمٌ (¬1) للمَيِّت [والسرير معاً] (¬2) ". وقيل: للميِّت بالفتح، والسَّرِير بالكسر (¬3)، وقيل: بالعَكْس (¬4). وقال الجوهري: فَإِذَا لم يَكُن الَمئت على (¬5) السرير (¬6)، فلا يُقَال لَهُ: جَنازَة، ولا نَعْشٌ، وإنما يقال لَهُ: سَرِيرٌ" (6)، (¬7). وقال الأَزْهري: "ولا تُسَمَّى جَنَازَة حتى يُشَدُّ الَميًت مُكَفَّناً عليه" (¬8). وقال صاحب "المُجْمَل": "جَنَزْتُ الشَّيْءَ [أَجْنِزُهُ] (¬9)، إذا سَتَرتهُ ومنه ¬
اشْتِقَاق الجَنَازة" (¬1). 545 - قوله: (وغُمِضَتْ عَيْنَاهُ)، التَغْمِيضُ: غَمْضُ العَيْن، وهو طَبْقُها (¬2)، و"عَيْنَاه" مرفوعٌ على ما لَمْ يُسَم فاعِله، فهو مفعولٌ نَاب عن الفَاعِل. 546 - (وشَدُّ لِحْيَاهُ)، الشَدُّ: الرَبْطُ بِخِرْقَةٍ ونَحْوِها. واللِّحَى: عَظْمُ الخَدَّيْن، ففي كُلِّ خَدٍّ لِحْي، ورفْعُه أيضاً، لأَنَّه مفعولٌ نابَ عن الفاعلَ. 547 - قوله: (يَسْتَرْخِي)، اسْتَرْخَى يَسْتَرْخِي، اسْتِرْخَاء، فهو مُسْتَرْخٍ والاسْتِرْخَاء: يُطْلَقُ. بِإزَّاءِ أشْيَاءٍ إمَّا "اللِّينُ"، ومنه اسْتَرْخَى الطِّينُ، و"الارْتِخَاء" ومنه اسْتَرْخَى الحَبْل. و"التَّغَيُر عن مَكانٍ إلى آخر هُبُوطاً، ومنه هذا. وقَوْلُهم: اسْتَرْخَى البِنَاءُ. 548 - قوله: (فَكهُ)، الفَكُّ: عبارةٌ عن الفَمِ (¬3). 549 - قوله: (وجُعِل على بَطْنِه مِرْآةٌ أو غَيْرُها)، يجوز "وجَعْل" بفتح "الجيم". ويقال: "مرآة" بالنصب. "أو غَيْرَها" بنصبه أيضاً، ويجوز "وجُعِل" بضم "الجيم" على ما لَم يُسَم فاعله. ويقال؟ "مرآةٌ" بالرفع، ويقال: "أو غَيْرُها" بالرفع أيضاً. ¬
"ومِرْآة - بكسر "الميم" -: التي يُنْظَر فيها، وبفَتْحِها: الَمنْظَر الحَسَن "قاله الجوهري ((¬1) وَيسُن النَظَر في الِمرآة، وأن تقول: "اللَّهم كما حَسَّنت خَلْقِي فَحَسِّن خُلُقي، وحَرِّم وَجْهِي على النار" (¬2). قال بعضهم: يستحب للِإنْسان أنْ يَنْظُر كُلَّ يوم في المرآة، فإِنْ رَأى صورَتَه حَسَنةً، فلا يُشِينُها بقُبْح فِعَالِه، وإنْ رآها قبيحةً، فلا يَجْمَع بيْن قُبْح الصُورة والفِعَال. ونظم بعضهم ذلك فقال: يا مَلِيحَ الوَجْه تَوقَ الخَنَا ... لا تُبَدِلَنَّ الزَّيْنَ بالشَّيْن وَيا قبِيحَ الوَجْه كُنْ مُحْسِناً ... لا تَجْمَعَنَّ بيْن قَبِيحَيْن (¬3) 550 - قوله: (أو غَيْرُها)، يعني: من حديدةٍ ونَحْوِها (¬4). 551 - قوله: (أخَذَ في غُسْلِه سَتَر)، بفتح "الهمزة" (¬5) و"السين": من ستر، ويجوز ضَمُّهَا على مَا لَمْ يُسَمَّ فاعله، ويجوز فتح الأولى، وضَمَّ الثانية وعكْسُه. 552 - قوله: (فَيُنَقِّي)، بسكون "النون" وكسر "القاف"، ويجوز فتح ¬
"النون" وتَشْدِيد "القاف"، وكذلك هو في النسخة المنقولة من خط الشيخ أبي عمر. 553 - قوله: (يَعْصُر)، بفتح "الياء"، "بَطْنَهُ" مَنْصوبٌ، ويجوز ضم "ياء" القصر. ويقال: "بطنُهُ" مرفوع. 554 - قوله: "ثم (¬1) يُوَضِّئهُ وُضُوءَهُ للصَّلاة)، كذا في أكْثر النسخ، وفي نسخة الشيخ أبي عمرا يُوَضئُهُ للصَّلاة". 555 - قوله: يُدْخِل الَماء)، بضم "الياء"، وكسر "الخاء". والماءَ: منصوبٌ ويجوز فتح "الخاء"، والماءُ: مرفوع. 556 - قوله: (فِيهِ)، مُعْرَبٌ بالحروف في الأحوال الثلاثة. يقال: هذا فوه، ورأيتُ فَاهُ، وأخذتُ مِن فيه. ويُحكى عن بعْض بَنَات العَرب: "غَلَبَنِي فُوها، أمْسِك فَاهَا، لا يَخْرُج الَماء من فِيهَا". 557 - قوله: (وَيُصَبُّ عليه الماءَ)، بفتح "الياء"، وضم "الصاد"، ونصب "الماءَ"، ويجوز ضم "الياء"، وفتح "الصاد"، ورفعا الماء". 558 - قوله: (من السِّدْر)، السِّدْرُ معروفٌ. قال الله عز وجل: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} (¬2) والسِّدْرُ: الذي يُغَسَّلُ به يُتَّخَذُ مِنْ وَرَقهِ (¬3). ¬
559 - قوله: (فَيَغْسِل بِرَغْوَتهِ رَاسَهُ ولحيَتَه)، بفتح "الياء" من "يغسل" ونصب "رأسه"، و"لحيته"، ويجوز ضم "الياء" على ما لم يسم فاعله، ورفع "رأسه ولحيته". و"الرغوةُ" قال الجوهري: "فيها ثلاَثُ لُغَاتٍ: رُغْوَةٌ، وَرَغْوَةٌ، ورِغْوَةٌ" (¬1) وهي معروفةٌ: الزَبَد الذي يَظْهَر على وَجْهِ الَماءِ، والسِدْرُ إذا حُنِّطَ. 560 - قوله: (ويَسْتَعْمِل في كُلِّ أُمُورِه الرِّفْقَ) (¬2)، بفتح "ياء" يَسْتَعْمِل، ونصب "الرفقَ"، ويجوز ضمها على ما لم يسم فاعله، ورفع "الرفقُ". والرِفْق: - بكسر "الراء"، وسكون "الفاء" -: وهو أنْ يَتَعاطى كُلَّ أَمُورِه بِرفْقٍ. 561 - قوله: (والَماءُ)، مرفوعٌ، وكذلك "الحَارُّ"، لأَنَّهُ صِفَةٌ لِـ "الَمْاءِ". والحَارُّ: ما فيه حَرَارَةٌ، وهو المسَخَّنُ. 562 - قوله: (الأشْنَان)، مرفوعٌ عطفاً على "الماء" - قال أبو منصور (¬3): "الأُشْنَانُ فارسيٌ مُعَرَّبٌ. قال أبو عُبَيْدة: "فيه لُغَتان، [ضمُّ "الهمزة" وكَسْرها] (¬4)، وهو الحُرُضُ بالعربية، وهمزته أصْلية" (¬5) ¬
563 - (والخِلاَل)، مرفوعٌ عطفاً على "الماء" و"الأُشْنَانُ". قال الجوهري: "والخِلاَلُ: العُودُ الذي يَتَخَلَّل به، وما يُخِلُّ به الثوب (أيضاً] (¬1)، والجَمْعُ: الأَخِلَّة وخِلَّةٌ (¬2) " (¬3). 564 - قوله: (ويُغْسَلُ الثَالِثة)، يجوز فيه ثلاثة أوجه، ضم "الياء"، وسكون "الغين"، وفتح "السين" مخففاً، وضم "الياء" وفتح "الغين" و"السين" مشدداً، وفتح "الياء" وسكون "الغين" وكسر "السين". 565 - قوله: (كَافُورٌ)، قال البخاري: "يقال: الكَافُورُ، والقَافُورُ" (¬4). قال صاحب "الُمطْلِع": "هو الَمشْمُوم من الطِّيبِ" (¬5). وقال ابن دُرَيد (¬6): "فأحْسِبُه ليس بِعَربيٍّ مَحْض، لِقَوْلهِم (¬7): قَفُّورٌ والقَافُورُ" (¬8)، وقال أبو عَمْرو (¬9) والفراء: "الكَافُور: الطَّلْعُ" (¬10). ¬
وقال الأَصْمَعِي: "وِعَاءُ طَلْعِ النَخْل" (¬1)، قال صاحب "المطلع": "فَعَلى هذا يُطْلَق عليهما" (¬2) وما ذكَرهُ الفُقَهاء، المراد به الَمشْمُومُ. 566 - قوله: (ولا يكون فيه سِدْرٌ صِحَاح)، كذا هو في عِدَّةٍ من النُسخ، منها النُسْخَة التي كُتِبَت من خَط الشيخ أبِي عُمَر (¬3). وفي نُسَخ منها التي بِخَط القَاضي أبي الحُسَين "سِدْرٌ صَحِيحٌ" (¬4)، وفي نسخ أُخْرَى "السِدْرُ صَحِيحاً". 567 - قوله: (غَسَّلَهُ إِلى خَمْسٍ)، يَجُوز فيه التَخْفِيف والتَّشْدِيد. 568 - قوله: (حَشَاهُ)، أي سَدَّ مَخْرَجَهُ. 569 - قوله: (بالقُطْنِ)، بضم "القاف"، وسكون "الطاء" وضَمِّها: وهو الكُرْسُف. 570 - قوله: (الطينُ الحُرَّ، هو الذي لم يُسْتَعْمَل، لأن قُوَّتَه فيه لم تَذْهَب مِن الاسْتِعْمَال. 571 - (والحُرِّ) بضم "الحاء" المهملة، وتشديد "الراء" (¬5). ¬
572 - قوله: (ويُنَشِّفُه)، هو مَسْحُ البَلَّة. التي تسَايِرُ الَماء - بثَوْبٍ وأصْلُها مِن النَشَافُ، وهو اليَبْس. 573 - قوله: (وَيجَمِّر)، وهو بـ "الجيم"، قال القاضي عياض: "وهو التَبْخِيرُ" وإِنَّما سُمِّي تَجْمِيراً، لأن البَخور يُوضَع في الَمجَامِر" (¬1)، وفي الحديث: "ومَجَامِرُهُم الأَلُوَّة" (¬2). 574 - قوله: (أكْفَانَه)، واحدها: كَفَنٌ، سُمِّيَ كَفَناً، لأَنَّه يُكفَّنُ فيه. 575 - قوله: (ويُدْرَج فيها إِدْرَاجاً)، أدْرَجَهً في الثوب، إِذا لَفَّه عليه، ومنه سُمِّي الدَّرجُ دَرْجاً، لكَوْنهِ يدْرُج: أي يَلُفُّ. 576 - (وَيَجْعَل الحنوط)، بفتح "الياء"، ونصب "الحنوطَ"، ويجوز ضم "الياء"، ورَفْع " الحنوطُ". قال القاضي عياض: "والحنوط - بفتح "الحاء" -: ما يُطَيِّب به الَميِّت مِنْ الطِّيب يُخْلَط، وهو مِنْ الحَنَاط" (¬3). والكَسْرُ أكْثَر. 577 - قوله: (في قميصٍ)، القَميصُ: معروفٌ، الثوب الذي يُلْبَس ¬
تَحْت الثِّيَاب. قال الله عز وجل: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ} (¬1)، وقال: {قَمِيصُهُ قُدَّ} (¬2)، وقال: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي} (¬3). 578 - قوله: (ومِئْزَرٍ)، الِمئْزَرُ - بكسر "الميم" مهموز -: الإزَارُ، سمي مِئْزَراً، لأنه يُتَّزَر به. 579 - قوله: (ولفَافَةٍ)، سُمِّيت لِفَافَةٌ لِلَفِّه فيها، وهي بكسر "اللاَّم". 580 - قوله: (جَعل الِمئْزَرَ)، بفتح "الجيم"، ونصب "المئزر"، ويجوز ضم "الجيم" ورفع "الِمئْزَرُ". 581 - قوله: (ولم يَزَرْ عليه القَمِيصُ)، بفتح "الياء"، وفتح "الزاي" (¬4)، ورفع "القميص"، ويجوز كسر "الزاي"، ونصب " القميص". 582 - قوله: (ويَجْعَل الذَرِيرَةَ)، بفتح "الياء"، ونصب "الذريرة"، ويجوز بـ "تاء" مضمومة، ورفع "الذريرة". و(الذَريرةُ) بـ "ذال" معجمة مفتوحة، و"راء" مكسورة، و"ياء" بعدها "راء" وفي الحديث: "طَيبْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِذَرِيرَةٍ" (¬5) قال صاحب "الُمغِيث" (¬6). ¬
"هي نَوعٌ مِن الطِّيب مَجْمُوعٌ من أخْلاَطٍ". قال الشيخ في "المغني": هي الطيبُ المسْحُوق" (¬1). 583 - قوله: (يُجْعَل الطِّيبَ)، بفتح "ياء" يجعل، ونصب "الطيب" ويجوز ضمها، ورفع "الطيب". 584 - قوله: (مواضِعُ السُجُود والمغَابِن)، مواضِعُ السُّجودُ: الجَبْهَةُ وأَنْفهُ، وكَفَّاهُ، وَرُكْبَتَاهُ، وقَدَمَاهُ. و(المغَابِن)، عَيْنَاهُ، وفَمَهُ، وأنْفَهُ، وأَذُنَاهُ، وإِبْطَاهُ. 585 - قوله: (ويُفْعَلُ بِه كَما يُفْعَل بالعَرُوس) (¬2)، يجوز بفتح "الياء" الأولى، والثانية، ويجوز بضمها على ما لَمْ يُسَمَّ فاعِله، ويجوز بفتح الأولى وضم الثانية. و(العَرُوسُ)، المتَزَوِّج لَيْلة دُخُولِه مِن رَجُلٍ أوْ امْرأةٍ، وفي الحديث: "فأصْبَح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَرُوساً" (¬3)، وفي الحديث: "فكانت خَادِمَهُم وهي ¬
العَرُوس" (¬1)، وفي الحديث: "هل أعْرَسْتُم الليلة؟ " (¬2). والعَرُوس بفتح "العين" وضم "الراء"، ويقال للمرأة: عِرْسٌ (¬3). 586 - قوله: (ولا يُجْعَل في عَيْنَيْه كَافُورٌ)، بضم "الياء" من يجعل، ورفع "كافور" ويجوز فتح "الياء" ونصب "كافوراً". 587 - قوله: (ومِقْنَعَةٌ)، وهي ما تَتَقَنَّعُ به المرأَة. قال ابن مالك في "مثلثه ": "الَمقْنَع - يعني بالفتح -: القَناعَة، والرجلُ الذي يُرْضَى قوله وُيقْنِع بِه، والِمقْنَع - يعنى بالكسر - والِمقْنَعَة: ما تَتَقَنَّع به المرأة، والُمقْنَع -يعني بالضم-: مفعولٌ أقْنَعَهُ: أرْضَاهُ، والِإناء اسْتَقْبَل به جَرْية الَماء، والرجل رأْسَهُ أمَالَهُ، وأيضاً رفعَهُ وبَصَرهُ نحو الشَّيء أقْبَل عليه، والرَّاعي للنَعَم: أمَالَها للمَرْتَع" (¬4). 588 - قوله: (وخامسةٍ)، مَجْرورة بالعطف على ما تَقَدَّم، ويجوز "وخَامِسة" بالرفع على القطع (¬5) والله أعلم. ¬
589 - قوله: (ثَلاثَة قُرُون)، واحِدُها: قَرْنٌ، والُمرادُ: ضَفَائِر الشَعَر، وفي حديث ابن عباس: "فأخَذَ بِذَوَاتِي أوْ بِقَرْنِي" (¬1)، وفي حديث: "حين أرْسَل الحَجَّاجُ إلَيْها (¬2)، لأَرسلت إِلَيْها مَنْ يسْحَبُها بِقُرُونها، قالت: أَهُو يَسْحَبُني بِقُرُوني، لا آتيه حتى يُرْسل إِلَيّ مَنْ يسْحَبُني بِقُرُوني" (¬3). وقال ابنَ مالك في "مُثلَّثه": "القَرْنُ: قَرن الثوْرِ وغيره، وحَدّ السنان والأمَة، وعظْمٌ في الرَّحِم، أو غُدَّةٌ مانِعَةٌ مِنْ وُلُوج الذّكَر، وجَبَلٌ مُنْفَرِدٌ، وطلق من جري الفَرَس، ودُفْعَةٌ من العَرق، وخُصْلَةٌ مِنْ شَعْرٍ، وحرْف جانب الرأسِ، والمرودُ المُكْتَحلُ به، وثَلاَثُون، أوْ أرْبَعون، أو ثمانون، أو مائة من السنين، وأوَّلُ الكَلأ، وأَوَّل حاجب الشَّمْس، وأوَّل الجبَل ظهُوراً، وهو قَرْنهُ، وعلى قَرْنه: أي على سنه، وأتَيْتهُ قَرْناً أو قَرْنَيْن: أي مَرَّةً أو مرَّتَيْن. والقَرْن أيضاً: الحَجَرُ الأمْلس، وجَبَلٌ على عَرفات (¬4)، ومصْدَر قرن الشيئين أوْ بَيْنَهُما، وأحَدُ قَرْنَيْ البِئرْ، وهما مَنارَتان منْ حِجَارةٍ تُبْنَيان على رأسها، لأجل البَكْرَةِ. وأحدُ قَرْنَي الأرْضِ، وهما طَرَفا مَشْرِقِها ومَغْرِبِها، ¬
قال: قَرْن - بالفتح [أيضاً] (¬1) - مِيقَاتُ أهل نَخدٍ (¬2). قال: والقِرْنُ -بالكسر-: الكُفْءُ في الشَجَاعة وغيرها. والقُرْنُ -بالضم-: جَمْع أَقْرَن، وهو الَمقْرُون الحَاجبَيْن، وأيضاً الذي تَباعَدَ رَأْسا ثَنِيَّتَيْه وتَدَانَتْ أُصُولُهُما، وأيضاً: الُمتَقارِب الرُكْبَتَيْن، وذُو القَرْن من الحيَوان، والقُرْن أيضاً جَمْع قَرْنَاء: وهي الَمرْأْة التي في رَحمِها قَرْنٌ، وجَمْع قِرَانٍ: وهو حَبْلٌ يُقَقدُ البَعِير وُيقادُ به، وجَمْع قُرُون: وهو النَّفْس، والفَرَس السَّرِيع العَرَق، والناقَة التي يُقْرَنُ مِحْلبان في حَلبِها وأيضاً التي تَقْرُن رُكْبَتَيْها في البُرُوك، والواضعة رجْلَها موضِع يَدَها، والواقِعُ بَعْرُها مَقْرُوناً" (¬3). 590 - وله: (وَيُسْدَلُ) (¬4)، أي: يُرْخَى من خَلْفِها. 591 - قوله: (يُصَلِيَّ عليه)، بنَصب "ياء" يصليَّ بـ "بأنْ". 592 - قوله: (ثم الأميرُ)، يَعْنِي به "الإِمامُ" (¬5)، أو "نَائِبهُ". 593 - قوله: (ويقْرأ الحَمْدُ لله)، يجوز النَّصْبُ والرفع (¬6). ¬
594 - قوله: (على النبي - صلى الله عليه وسلم -)، كذا في بَعْض النُسخ، وفي بعضها: "كما يُصَلّي عليه في التَّشَهُد" (¬1)، ويجوز فيه "كما يُصَلِّي" بضم "الياء" وفتح "الصاد"، ويجوز "يُصَلَّى" على ما لم يُسَمَّ فاعله. 595 - قوله: (وشَاهِدِنا)، المراد به: الحَاضِر. 596 - (وغَائبِنَا)، المرادُ به: الُمسَافِر، أو الغَائِب عن الصَّلاَة. 597 - (وَصغِيرِنا)، المراد به: مَنْ دُون البلوغ. 598 - (وكَبِيرِنا)، المراد به: البَالغ. 599 - قوله: (مُنْقَلَبُنا وَمَثْوَانا)، يجوز ألتْ يَكُونا مَصْدَرَيْن: أي انْقِلاَبُنا وثَوانَا. ويجوز أنْ يُرَاد بهما: المنزل. قال الجوهري: "والُمنْقَلَبُ: يكون مكاناً، ويكون مصدراً" (¬2) وقال أبو السعادات: "والَمثْوَى: الَمنْزِل" (¬3). 600 - قوله: (على الِإسلام)، الإسلامُ: الدِّين، وهو مصدر أسْلَمَ يُسْلِمُ إِسلاماً فهو مُسْلِمٌ، قال الله عز وجل: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (¬4). 601 - قوله: (على الإيمان)، هو أخَص من الإِسلام بدليل قوله عز وجل: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} (¬5)، فَكُلّ مُؤْمِنٍ مُسْلِم، وليس كلّ مُسْلِم مُؤْمِنٍ. ¬
602 - قوله: (نَزل بك): أي هو من باب الاستعارة والمجاز يعني: صار ضَيْفَك، يقال: نزل فلانٌ بفلانٍ: إِذا أَضَافَه في مَنْزِله. قال الشاعر (¬1): نَزلتُ على آل المُهَلَّب شَاتياً ... غَرِيباً عن الأَوْطَان في زمن الَمحْل فَما زَال بِي إكْرَامُهُم وافْتِقَادُهم ... وبِرُّهُم حتى حَسِبْتهُم أهْلي وقد نَزل يَنْزِل، فهو نَازِلٌ. قال عمرو بن الإِطْنَابة (¬2): المانِعينَ من الخَنَا جَارَاتِهِمْ ... والحاشِدَين على طعام النَّازِل (¬3) 603 - قوله: (وأنت خير مَنْزُولٍ به)، هو من باب الخَبَر، ومعناه: الدُّعَاءُ، لأن الكريم إذا نزل به ضَيْفٌ (¬4)، كان خَيْرَ مَنْزول به، والله عز وجل أولى به من كلِّ العِباد. 604 - قوله: (ولا نَعْلَم إلاَّ خَيْراً)، قيل: يَقُولُهُ مُطلقاً، وقيل: إن كان يعْلمُ شَرّاً فَلا (¬5). ¬
605 - قوله: (إِن كان مُحْسِناً)، المُحْسِنُ: مَنْ فَعل الحَسَن، وقد أحْسَن ئحسِنُ إِحساناً، فهو مُحْسِنٌ. 656 - قوله: (وإِنْ كان مُسِيئاً)، الُمسيءُ: مَنْ فَعل السَيِّءَ، وقَدْ أسَاءَ يُسيءُ إِسَاءَةً فهو مُسِيءٌ. قال الله عز وجل: {وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} (¬1). 607 - قوله: (فَضَاهُ مًتَتَابِعاً) (¬2)، المُتَبعُ: الذي يَتْبَغ بعْضُه بعضاً من غَيْر فَصلٍ قال الله عز وجل: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} (¬3)، والمعنى: أنَّه لا يَفْصل بَيْن التكْبِير بِدُعاءٍ، ولا غيره، بلْ يَأْتِي به نسقاً مُتَتابعاً من غير دُعاءٍ ولا غيره. 608 - قوله: (يُدْخَلُ قَبْرَه)، بضم "ياء" يُدْخَل، على ما لم يُسَمَّ فَاعله، و"قَبْرَه" منصوبٌ، والمفعول النائب عن الفاعل مُسْتَتِرٌ. التقدير: ويُدْخَل الَمِّيت قَبْرَهُ. 609 - قوله: (مِنْ عِنْد رِجْلَيْه)، الضمير في "الرجلَيْن" (¬4) عائِدٌ إلى الَميِّت (¬5). ¬
610 - قوله: (والمرأةُ يُخَمَّر قَبْرُها) (¬1)، التَخْمِيرُ: هو التَغْطِيَة، وقد خَمَّرَهُ يُخَمَّرُهُ تَخْمِيراً: إذا غَطَّاهُ، وفي الحديث في الُمحْرِم: "ولا تُخَمِّرُوا رَأْسَه" (¬2)، وفي الحديث: "خَمِّرُوا الإِنَاء" (¬3)، ومنه سُمِّي الخِمَارُ خِمَاراً، لأَنَّه يُغَطَى به الرأسُ. قال الله عز وجل: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (¬4). 611 - قوله: (مَحْرَمُها)، وهو الزوج، وَمَنْ تَحْرمُ عليه بسبَبٍ أو نَسَبٍ (¬5). 612 - قوله: (الَمشَايخُ)، هو مَن جَاوز الستين، وقيل: السَبْعِين. 613 - قوله: (ولا يُشَقُ)، بضم "الياء" على ما لم يُسَمَّ فاعله، و"الكَفَنُ" مرفوعاً ويجوز فتح "الياء" ونصب "الكَفَنَ". ¬
614 - قوله: (وتُحَلُّ العُقَد)، بضم "التاء" على ما لم يسم فاعله، ورفع "العقد" ويجوز بـ "ياء" مفتوحة، ونصب "العُقَدَ" (¬1). والعُقَدُ: جمع عُقْدَةٌ، وهي الربْطَةُ، وفي الحديث: "إِذا نام العَبْد عقد الشيطانُ عليه ثلاثُ عُقَد" (¬2)، وقد عَقَد يَعْقِد عُقَداً، أو عُقْدَةً. 615 - قوله: (ولا يُدْخَل القَبى، بضم "الباء" على ما لم يسم فاعله، ورفع "القبر" ويجوز كسر "الخاء"، ونصب "القبر". 616 - قوله: (آجُرّاً)، الأجُرُّ: هو نَوْعٌ من اللَّبن يُحْرق، وهو القَرْمِيد (¬3). قال الجوهري: "والجَمْع: القَرَامِيدُ، وبنَاءٌ مُقَرْمَدٌ: مَبْني بالآجُرِّ (¬4) و (¬5) الحجارة". ولهذا لا يُدْخَل القَبْرَ. 617 - قوله: (ولا خَشَباً)، هو جَمْع: خَشَبَةً، ويُجْمع أيضاً على خُشُبٌ، قال الله عز وجل: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} (¬6). ¬
618 - قوله: (ولا شَيْئاً مَسَّتْهُ النار)، لأجْل التَّفَاؤُل (¬1). 619 - قوله: (كَبَّر)، بفتح " الكاف " (بتكبيرةٍ)، وَرُوِي: "كُبِّر" بضم "الكاف" (بتكبيرةٍ) أيضاً، وَرُوِي: "كَبَّر" بفتحها، تكبيرةً من غير "باء". 620 - قوله: (وَسط المرأة)، يجوز بالتسكين، والتحريك. 621 - قوله: (ولا يُصَلَّى على القَبْر بَعْد شَهْرٍ) (¬2)، بضم "ياء" يُصلَّى على مالَمْ يُسَمَّ فاعله ويجوز "يُصَلِّي". 622 - قوله: (وإِنْ تَشَاحَّ) (¬3)، التَّشَاحُ: وُجُود الشُحِّ، قال الله عز وجل: {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} (¬4)، والشُحُّ بالشَّيْءِ: البُخْلُ به، ورجل شَحِيحٌ: أي بَخِيلٌ. 623 - قوله: (السُقْط) - بكسر "السين " وفتحها وضمها -: المولود قبل تمامه (¬5). 624 - قوله: (يُتَبيَّن)، بفتح "لياء" الأولى، ونصب "ذكراً أم أنثى"، ويجوز ضم "الياء" ورفع "الذكر أم الأنثى". ¬
625 - قوله: (سُمِّيَ اسْماً يَصْلُح للذكر والأُنْثَى)، مثل: "طَلْحَة"، واسْمُ "جُويرِية" ونحو ذلك (¬1). 626 - قوله: (والشَّهِيدِ) الشهِيدُ: ثلاثةُ أقْسام: شهيدُ الدنيا والأخرة: وهو المقْتُول في المعركة مُخْلِصاً (¬2). وشهيدٌ في الدنيا فقط: وهو المقتول في الدنيا مُرَائياً ونحوه (¬3). وشهيدٌ في الآخرة فقط (¬4): وهو مَن أثبت لَهُ الشَارع الشهادةَ، ولم تُجْرَ عليه أحْكَامُها في الدنيا كالغِرَيق ونحوه (¬5). وسُمِّي الشهيدُ شَهِيداً، لأنَّه حيٌّ (¬6)، وقيل: لأن اللهَ وملائِكَته شَهِدُوا لَهُ بالجنَّة (¬7) وقيل: لأن الملائكة تَشْهَدُه، وقيل: لقيامه بشَهَادَة ¬
الحَقِّ حتى قُتِل، وقيل: لأنَّه يَشْهَد ما أُعِدَّ لَهُ من الكرامة بالقَتْل، وقيل: لأَنه شَهِد لله تعالى بالوُجُود والإلَهِية بالفعل كما شَهِد غَيْره بالقَوْل. وقيل: لسُقُوطهِ بالأرض وهي الشَهَادة، وقيل: لأنه شُهِدَ لَهُ بوجُوب الجَنَّة، وقيل: من أجل شَاهِدِه، وهو دَمُه، وقيل لأنه شُهِدَ لَهُ بالإِيمان، وحُسْنُ الخَاتِمة بظَاهِر أحْوَالِه (¬1). 627 - قوله: (من الجُلُود)، يعني: آلة الحَرْب، من الدِّرْع ونحوه. 628 - (والسِّلاَحُ)، مثل السَّيف، والسكين ونحو ذلك. 629 - قوله: (وبه رَمَقٌ)، الرَّمَقُ بوزن فَرَس: بقِيَّةُ الرُوح. قال صاحب "المطلع" "ويُحْتَمل أنْ يكون الرمَقُ: الحيَاة (¬2). قال الشاعر (¬3): ارحم حَشَاشَة نَفْسٍ فِيكَ قد تَلِفَتْ ... قبل الفِرَاق فهذا آخرُ الرَّمَقِ 630 - قوله: (شَارِبُهُ طويلاً)، الشارب: الشَعَر الذي على الشَفة العُليا، وفي الحديث: "قَصُّ الشَارِب" (¬4)، وجمعه: شَوَارِب، وفي الحديث: ¬
"أحْفُوا الشَّوَارب" (¬1). 631 - قوله: (تَعْزِية أهْل الَميِّت)، قال الأزهري: "التَّعْزِية: التَأْسِيَة لِمَنْ يُصَاب بِمَن يَعِزُّ عليه، وهو أنْ يُقال لَهُ: "تَعَزَّ بِعَزَاءِ الله"، وعَزَاءُ الله قوله: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ... الآية (¬2)} (¬3). والعَزاء: اسْمٌ أُقِيمَ مَقَام التَّعْزِية، ومعنى قوله: "تَعَزَّ بِعَزَاء الله": أي تَصْبر بالتعزية التي أَعزَّك الله بها في كتابه (¬4). وأصْل العَزَاءِ: الصَبْرُ وعَزَّيْت فُلاَناً: أمرتُه بالصبْر. قال الشاعر: وهو مجنون بني عامر (¬5): فمالَكَ مَسْلُوبُ العَزَاء كأنَما ... تَرَى نَأْي لَيْلَى مَغْرَماً أنت غَارِمُه أي مسلوبُ الصَّبْر. وفي الحديث: "من تَعَزى بعَزَاء الجَاهِلية فأعِضُّوه بِهَنِ أبِيه" (¬6) ووَردَ: "مَنْ لَم يَتَعزَّ بِعَزَاء الله تَقَطَّعَت نفْسُه حَسَرات" (¬7). ¬
632 - قوله: (والبُكَاء غيرَ مكْرُوهٍ)، قال الجوهري: "البُكَا: يُمَدُّ ويُقْصَر، فإذا مَدَدْتَ أرَدْتَ الصَّوتَ الذي يكون مع البُكَاء، وإِذا قَصَرتَ أرَدْتَ الدُموعَ وخُرُوجَها " (¬1) قال الله عز وجل: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} (¬2)، وفي الحديث: "لضَحِكْتُم قليلاً ولبكَيْتُم كثيراً" (¬3). قال حارثة (¬4): بكيت على زَيدٍ ولم أدْرِ ما فَعل ... أحَيٌّ يُرَجَّى أم أتَى دُونَه الأجَلْ (¬5) وقال الحُسَين بن مُطير الأسدي (¬6): وكنت أذُود العَيْن أنْ تَرِدَ البُكَا ... فقَد وَرَدتْ ما كُنتُ عنه أذُودُها (¬7) وقال تَوْبة الحُمَيري (¬8)، ورُوِي لمجْنُون بني عامر: ¬
أليس يَضيرُ العَيْنَ أنْ تَكْثِر البُكَا ... ويُمْنَع منها نَوْمُها وسُرُورُها 633 - قوله: (نَدْبٌ)، النَّدْبُ: البكاءُ على الَميت وتَعْدَادُ مَحَاسِنه. قال الجوهري (¬1) والاسم: النُدْبَةُ بـ "الضم". 634 - قوله: (ولا نِيَاحة)، بكسر "النون"، قال القاضي عياض: "النَوْحُ والنِيَاحة: اجْتِماع النساء للبكاء على الَميت مُتَقابِلاتٍ، والتَّنَاوُح: التَّقَابُل، ثم استعمل في صِفَة بُكَائِهِنَّ بصَوْتٍ وَرِنَّةٍ ونُدْبَةٍ" (¬2). قلت: بل النَّوْحُ: الصوت، وقد ناحَ ينُوح نَوْحاً وَنِياحَةً، وفي الحديث: "من نِيحَ عليه عُذِّب بما نِيحَ عليه" (¬3). 635 - قوله: (وبسْطُوا)، يقال: سَطَا يَسْطُو (¬4)، قال صاحب "المطلع": "أي يُدْخِلْنَ أَيديَهُن فيُخْرِجْن الوَلَد" (¬5). قال الجوهري: "وَسَطا الرَاعي على النَّاقة: إِذا أدخل يده في رحمها ليخرج ما فيها مِن الوَثْرِ، وهو ماء الفحل، وإِذا لَمْ يُخْرِج لم تَلْقَح النَاقَة" (¬6). 636 - قوله: (القَوابلُ)، جَمْعٌ قابِلة: وهي التي تَتَلَقَّى الولد عند ¬
وِلاَدَتِه، يقال: قَبِلَت القَابِلَة المرأةَ بكسر "الباء"، تَقْبَلُها بفتحها قِبَالةً بكسر "القاف". ويقال للقابلة: قَبِيل، وقَبُولٌ (¬1). 637 - قوله: (وبُدِئَ بالجَنازة) بضم "الباء" على ما يُسمَّ فاعله، ويجوز بفتحها، وكذلك "بُدِئَ بالَمغْرِب". 638 - قوله: (على الغَالِّ)، الغَالُّ لغةٌ: هو الخَائِن، قال القاضي عياض: "لكِنَّه صَار في عُرف الشرع لخِيَانَة الَمغْنَم خاْصةً، يقال: غَلَّ وأغَلَّ" (¬2)، وحكى اللُّغَتَيْن غيره (¬3). قال الله عز وجل: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (¬4)، وفي الحديث: "إِنَّ الشَّملة التي غَلَّها" (¬5). 639 - قوله: (ويَجْعَل بيْن كُل اثنين حاجِزاً من تُرَابٍ)، يجوز بضم "ياء" يُجْعَل ورفْع "حاجز"، ويجوز فتحها، ونصب "حاجزاً". والحاجزُ: هو الفَاصِل، وقد حَجَز يحْجِزُ حَجْزاً، فهوَ حاجِزٌ. 640 - قوله: (نصرانيةٌ)، هي الأنثى من النَّصارى، وهي بفتح "النون" الأولى، وسكون "الصاد"، وكسر "النون" الثانية. ¬
641 - قوله: (النِّعَالَ)، جَمْعُ نَعْلٍ، وفي الحديث: "اسْتَكْثِرُوا مِن النِّعَال" (¬1) وقوله: "ويَخْلَع النِّعَالَ" بـ "الياء" المفتوحة، ونصب "النعال"، ويجوز بـ "التاء" المضمومة على ما لم يسم فاعله، ورفع "النعالُ". 642 - (يَزُور)، يقال: زار يَزُور زيارةً، وفي الحديث: "كنت نَهَيْتُكم عن زِيَارة القُبُور ألا فزروها" (¬2)، قال القاضي عياض: "زِيَارَتُها: قَصْدُها للترَحُم عليهم والاعْتِبَار بهم" (¬3). قال الجوهري: "وَزرْتُه أزُورُة زَوْراً وزِيَارةً وزُوَارَةً" (¬4). قال الراجز: "زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً" (¬5). ¬
كتاب: الزكاة
كتاب: الزكاة قال ابن قتيبة: "الزكاة: من الزَكَاءِ، وهو النَّمَاء، [والزيادة] (¬1)، سُمِّيَت بذلك، لأَنَّها تُنَمِّي (¬2) الَمال (¬3)، يقال: زَكَا الزَّرْع: [إِذا كَثُر ريعُهُ، وزكَت النَفَقَة] (3): إِذا بُورِكَ فِيهَا" (¬4). وقال الأزهري: "سُمِّيت زكاةً، لأَنَّها تزَكِّي الفقراء: أي تُنَمِّيهم. وقال: وقوله تعالى: {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (¬5): أي [تُطَهِّر] (¬6) الُمخْرِجِين، وتزَكي الفقراء" (¬7) وهنا شؤَالٌ. وهو أَنَّهم قالوا في الزكاة: هي النَّماء، وقالوا في الربا: هو النماء ولا شك أَنّه مُضَادٌ لها، فإِنْ كانت (¬8) تنَميه في البَاطن، فهو (¬9) ئنْقِضه في الباطن، وإِنْ كان هو يُنمِيه في الظَاهِر فهو (¬10) تُنْقِضه في الظَاهر. ¬
وإنَّما يَسْتَقِيم الحال إذا قلنا: لأَنَّها تنَمِّي الفُقَراء. وهي في الشرع: "اسْمٌ لُمِخْرَجٍ مَخْضوص بأوْصافٍ مَخصُوصَةٍ من مالٍ مَخْصُوصٍ لطائِفَةٍ مخصُوصَةٍ" (1). كذا في عِدَّة نسَخ "كِتَاب الزَكاة" (¬2) فقط، وفي بعضها: "باب: زكاة الإبل". والإبل: هي الجمال، قال الله عز وجل: و {إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} (¬3). 643 - قوله: (سَائِمةٍ)، مجرورٌ، صِفَة لِـ "لِإبل"، والسَائِمة: هي الراعية (¬4). 644 - قوله: (فأسَامها)، يعني: رَعَاهَا. ¬
645 - قوله: (شاةٍ)، قال الجوهري: "والشاة من الغنم تذكر وتؤنث، وفلان كَثِير الشاة ... وأصل الشاة: شَاهَةٌ، لأن تَصْغِيرُها: شُوَيْهَةٌ، والجَمْع: شِيَاةٌ - بـ "الهاء" - في [أدْنَى] (¬1) العَدَد" (¬2). وتُجْمَع أيضاً على شَاءٍ. 646 - قوله: (بنْتُ مَخَاضٍ)، قال أبو منصور الأزهري: "إذا وَضَعت الناقة ولداً في أوَّل النَتَاج فولَدُها: رُبَعٌ، والأنثى: رُبَعَةٌ، وإِنْ كان في آخره فهو: هُبَعٌ، والأنثى: هُبَعَةٌ، فإِذا فُصِل عن أمه، فهو: فَصِيلٌ، فإِذا استكمل الحَوْلَ ودخل الثانية فهو: ابن مخاض والأنثى: بنت (¬3) مخاض [وهي التي أوجَبَها النبي - صلى الله عليه وسلم - في خمس وعشرين من الإِبل إلى خمس وثلاثين ولا يؤخذ فيها ابن مخاض] (¬4). وواحِدَةُ المخَاضِ: خَلَفَةٌ من غير جنس اسْمِها، وإنما سُمِّي بذلك (¬5)، لأن أمه قد ضَرَبها الفَحْل فَحَملت ولَحِقَتْ بالمخَاض مِن الإِبل، وهو (¬6) الحوامل، فلاَ تزالُ بنت (¬7) مخاض السنة الثانية كُفَها، فإِذا اسْتَكْمَلت (¬8) سنتين ودخلت (¬9) في الثالثة، فهي بنت لَبُونٍ (¬10)، والذكر: ابن لَبُون (¬11)، فإِذا ¬
قَضَت الثالثة ودخل في الرابعة (¬1)، فهوَ حقٌ، والأنثى: حقَةٌ [وهي التي تُؤْخَذ في الصدَقة إِذا بَلغَت الإِبل ستاً وأَربعين] (¬2)، سُمِّيت بذلك (¬3)، لأنها استحقت أن تركب، ويحمل عليها، فإذا دخلت في الخامسة (¬4) فالذكر: جَذَع، والأنثى: جَذَعَة [وهي التي تُؤْخَذ في الصَدَقة إِذا بَلغت الإِبل إِحْدَى وسِتين] (¬5). فإِذا دخل في السادسة (¬6)، فالذكر: ثَنِيٌّ، والأنثى: ثَنِيَّةٌ، وهما (¬7) أدْنَى ما يُجزِئُ في الأضَاحي من الإِبل [والبَقر والَمعْزَى] (¬8) فإِذا [مَضت السنة السادسة و] (¬9) ودخل في السابعة فالذكر: رَبَاعٌ، والأنثى: ربَاعِيَةٌ [فإِذا دخل في الثامنة فهو: سَدسٌ وسَدِيسٌ، لفظ الذكر والأنثى سواء] (¬10)، فإِذا دَخل في التاسعة فهو: بَازِلٌ، والأنثى: بَازِلٌ - بغير "هاء" - فإِذا دخل في العاشرة فهو: مُخْلِفٌ، ثم ليس لَهُ [بعد ذلك] (¬11) اسْمٌ، لكن يقال: مخلِفٌ عَامٍ، ومُخْلِفٌ عَامَيْن، وبازِلُ عامٍ وَبازِلُ عامَين. [ويقال: إِنَّما سُمِّي: بازلاً] (¬12) لطُلُوعَ بَازِلَه، وهو نَابُه" (¬13). 647 - قوله: (فابْنُ لَبُونٍ)، وهو الذي لَهُ سنتَيْن ودَخل في الثالثة. ¬
648 - قوله: (ذَكَر)، تأكيدٌ، أو قد يكون يُقَال للأُنْثى: ابن لَبُونِ، فقال: ذَكَر. ليُخْرِجَ الأنْثَى (¬1) 649 - قوله: (ابْنَة لَبُون)، هي الأُنْثَى. 650 - قوله: (حَقَّةٌ)، هي التي لها ثلاثُ سنين، ودخلت في الرَابعة. 651 - قوله: (طَرُوقَة الفَحْل)، أي قَدْ نَزَا (¬2) عليه (¬3) الفَحْلُ، أوْ صَلُحَت لَهُ (¬4). 652 - قوله: (جَذَعَةٌ)، هي التي لها أرْبَع سِنين، ودخلت في الخَامسة (¬5). 653 - قوله: (حَقَّتان)، تثنية حَقَّة، و [في] (¬6) بعض النسخ: "كذا فقط"، وفي أكثرها: "طَرُوقَتا الفَحْل". 654 - قوله: (وأُعْطِيَ الجَبْرَ) (¬7)، بضم "الهمزة"، وسكون "العين"، وكسر "الثاء" و"الجبر" (¬8) منصوب، والتقدير: أعْطِيَ هو الجَبْرَ. ولا يَجُوز غير ذلك. ¬
باب: صدقة البقر
باب: صَدَقةُ البَقَر قال الجوهري: "البقَرُ: اسمُ جِنْسٍ، والبقرةُ: تقع على الذكر والأنثى، وإِنَّما دخَلَتْهُ "الهاء" على أَنَّه واحدٌ من جِنْسٍ، والجمع: البقَراتُ. والبَاقِرُ: جماعة البقَر مع رُعَائِها، والبيقُور: البَقر (¬1)، وأهل اليمن يسمون البقرُ بَاقُورَةٌ" (¬2). وقلتُ: وكذلك طوائفٌ من أهل الشام، وربَّما أطْلَقُوا ذلك على جماعة البقر. 655 - قوله: (تَبيغ أوْ تَبِيعَة)، قال الأزهري: "فالتَّبِيعُ الذي عفيه حَولٌ من أولادِ البَقر" (¬3). قال الجوهري: "والأنثى تَبِيعةٌ" (¬4)، وقال القاضي عياض: "هو الَمقْطُوع عن أُمِّه فهو يتْبَعُها" (¬5). 656 - قوله: (مُسِنَّةٌ)، قال الأزهري: "المُسِنَّة: التي صارت ثَنِيَّةً، ¬
ويُحذِعُ البقر في [السنة] (¬1) الثانية، ويُثْنَى في [السنة] (2) الثالثة [فهو ثَنِيٌّ، والأنثى: ثَنِيَّةٌ، وهي التي تؤْخَذ في أربعين من البقر] (3)، ثم هي رَبَاعٍ في [السنة] (4) الرابعة، وسدَسٌ في الخامسة ثم صَالِغٌ في السادسة (¬5)، وقد قضى (¬6) أسنانَة، يقال: صالِغ سَنةٍ، وصالغ سَنَتَيْن فما زاد" (¬7). 657 - قوله: (والجواميس)، بفتح "الجيم"، واحدها: جاموس. قال موهوب: "هو أعجمي [وقد] (¬8) تكلمت به العرب" (¬9). ¬
باب: صدقة الغنم
باب: صَدَقة الغنم هذَا و"البابُ" قبله، بفتح "الصاد" و"الدال". و(الغَنَم)، تُطلق على الضَأْن والمَعْز. 658 - قوله: (ففي كُلِّ مائَة شاةٍ شاةٌ) (¬1)، كذا في أكثر النسخ، وفي بَعْضِها "في مائة شاةٍ" وكذلك هو في النسخة التي بخط القاضي أبي الحسين. 659 - قوله: (تيسٌ)، التيسُ: فَحْل الَمعْزِ (¬2)، قلت: قد يُطْلَق على الفحل من الضَأْن أيضاً، إِذْ لا فَرْقَ، ويقال لَة كَبْشٌ، وفي الحديث: "ضَحَّى بكَبْشَيْن" (¬3). 660 - قوله: (ولا هَرِمة)، كبيرة السِّنِّ. 661 - قوله: (ولا ذاتَ عَوَارٍ)، أي صاحبة عَيْبٍ، والعوارُ - بفتح "العين": العَيْبُ. قال الجوهري: "وقد تُضَم عن أبي زَيْدٍ" (¬4). ¬
662 - قوله: (ولا الرُبَّى)، قال الجوهري: "الرُبَّى - على وزن (¬1) فُعْلَى بالضم -: الشاةُ التي وضعَتْ جَنِينَها (¬2) فهي تربِّيه (¬3)، وجمْعُها: رُبَابٌ بالضم، والمصدر: رِبَابٌ بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْدِ بالولادةِ، قال أبو زيد: والرُبَّى من المعز، وقال غيره: من الضأْن والَمعْزِ جميعاً، ورُبَّما جاء في الإِبِل" (¬4). 663 - قوله: (ولا الماخِضُ)، هي التي أَخذَها الَمخَاضُ: أي الولادة (¬5)، قال الله عز وجل: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} (¬6). 664 - قوله: (ولا الأكُولة)، هي كثيرةُ الأَكْل (¬7). 665 - قوله: (السَخْلَة)، بفتح "السين": هي الصغيرة من وَلَدِ الَمعْزِ وَرُبَّما قيل: في صغيرة الضَأن كذلك، وجَمْعُها: سِخَالٌ، وسُخُولٌ في المذكر (¬8)، ويقال للصغيرة (¬9): بَهْمَةٌ، بفتح "الباء"، وجمعها: بَهْمٌ. ¬
قال مجنون بني عامر (¬1): صَغِيرَيْن نَرعى البَهْمَ يا لَيْتَ إِننا ... إلى الآن لم نَكْبُر ولم تَكْبُر البَهْمُ 666 - قوله: (من الَمعْزِ الثَّنِيَّ)، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ} (¬2). والمعْزُ: معروف، وهو اسْمُ جِنْسٍ، يقال: مَعزٌ (¬3)، والأمعْوُزُ، والِمعْزَى. وواحِدُ المَعْزِ: ماعِزٌ، كـ "صَاحِبٍ" و"صَحْبٍ"، وإِنَّما قيل في الأنْثى: ماعِزَة (¬4)، و"ثَنيُّ المَعْزِ": ما كَمَّل سنةً ودخَل في الثانيةِ. 667 - قوله: (ومن الضَأن الجِذْع)، الضأنُ: معروف (¬5)، قال الله عز وجل: {مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} (¬6). وقال الشاعر (¬7): تَموتُ الأسْدُ في الغَابَاتِ جُوعًا ... ولَحْمُ الضَأْنِ تأْكُلُه الكِلاَبُ والأنْثَى: ضَائِنَةٌ، والجَمْع: ضَوائِنُ، و"الجَذَعُ"، الجَذَعُ - بـ "الذال" المعجمة -: ما لَهُ سِتَةَ أشْهُرٍ (¬8)، وقيل: إذا نَامَت الصوفُ على ظَهْرِه. ¬
668 - قوله: (مَرْعَاهُم)، قيل: المراد به المَرَاعِي، وقيل: موضِعُ الرَّعْي. 669 - قوله: (ومَسْرَحَهُم)، بفتح "الميم" و"الراء": هو المكان الذي ترعى فيه الماشية. قال صاحب "المطلع": "قول الخرقي: "وكان مرعَاهُم ومَسْرَحَهم": ظاهِرهُ أنَّ الَمرْعَى غير الَمسْرَح" (¬1). وقال في "المغني": "فيحتمل أَنَّه أرادَ بالَمرْعَى: الراعي، ليكون فوافِقاً لقول أحمد -[أي] (¬2) في نصه على اشتراط الاشتراك في الراعي - ولكَوْن المرعى هو المسرح. وقال ابن حامد (¬3): "المرعى والمسرح شَرْطٌ واحِد" (¬4). 670 - قوله: (ومَبِيتُهُم)، هو المكان الذي تَبَاتُ الماشية فيه، وهو المُرَاح (¬5). 671 - قوله: (ومَحْلَبَهم)، بفتح "الميم" و"اللام": الموضعُ الذي تُحلَبُ فيه وبكسر "الميم": الإناء، والمكان هو المراد، لا الإنَاءُ. 672 - قوله: (وفَحْلَهمُ)، قال الجوهري: "الفَحْلُ: معروفٌ، والجمْع: ¬
الفُحُول والفِحَالُ، والفِحَالةُ" (¬1). 673 - قوله: (على الأحْرارِ الُمسْلِمين) (¬2)، كذا في بعض النسخ، وفي بعضها "على أحْرَارِ اُلمسلمين". قال صاحب "المغني": [وهما بمعنًى] (¬3) واحدٍ" (¬4). 674 - قوله: (والصَغيرُ) (¬5)، مَنْ دون البلوغ، و"المجنون": هو زائِلُ العَقْل. 675 - قوله: (لأنَّه مَالِكُه) (¬6)، كذا في أكثر النسخ، وفي بعضه (¬7): "مِلْكُه". 676 - قوله: (مكاتبٍ) (¬8)، هو مَن اشترى نفسه مِن سَيِّدِه، والمراد هنا: قَبْلَ وَفَاء مال الكِتَابة. ¬
677 - قوله: (مَنْصِبٍ)، بفتح "الميم"، وسكون "النون"، وكسر "الصاد" يعني: نِصاباً، وكذا ضبطه الجوهري (¬1). الَمنْصِب -بكسر "الصاد"-: النَصَاب من المال، ورأيت في نسخة قديمة صحيحة من نسخ الخرقي "منصب" بفتح "الصاد"، وهو بعيد، فأسْتَبْعِد يقع ذلك. 678 - قوله: (اِسْتَقْبَل به حَوْلاَ)، بكسر "الهمزة"، ونصب "حولاً"، ويجوز رفعها على ما لم يُسَم فاعله، ورفع "الحولُ". 679 - قوله: (الحَوْلُ)، المراد به: السنة (¬2)، وجمعُه: أحوالٌ (¬3). 680 - قوله: (فمات الُمعْطَى)، بضم "الميم"، وسكون "العين": أي مَنْ أعْطِيهَا ولا يجوز "الُمعْطِي" بكسر "الطاء"، ورأيتها في النسخة التي كتبت من خط الشيخ أبي عمر بكسرها بضبط الأصل. 681 - قوله: (إلا أنْ يأخذَها الإِمام)، المراد به: السلطان. 682 - قوله: (قَهْراً)، القَهْرُ: الغَصْبُ والغَلَبة. 683 - قوله: (للوالدين)، يعني: الآباء والأمهات (¬4). ¬
684 - قوله: (عَلَوْا)، يعني: بَعُدَا، منه كالجَدِّ البعيد، والجدَّة البعيدة. 685 - قوله: (لِلْوَلَد وإِنْ سفَل) (¬1)، أي نزلتْ دَرَجتَه، بفتح "الفاء": من النزول، وبضمها: اتَضَع قدْره بعد رفعه، وقال الجوهري: "السفَالة -[بالفتح] (¬2) النذالة، وقد سَفل بالضم" (¬3). 686 - قوله: (ولا الزَّوْج)، هو الرجل، زوج المرأة. 687 - قوله: (ولا الزَّوْجة)، هي الأنثى، ويقال فيها: زوجٌ أيضًا، وهو الأكثر كما تقدم ذلك (¬4). 688 - قوله: (والعاملين)، هم الجُبَاة لها والحافظون، قال الله عز وجل: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} (¬5)، ويقال لهم: السُّعَاة (¬6). 689 - قوله: (ولا لِبَنِي هَاشِم) (¬7)، أولاد هاشم، جد النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬
690 - قوله: (ولاَ لَموَالِيهم)، أي مَنْ أعْتَقُوهُ من العَبِيد. 691 - قوله: (ولا لِغَنيٍّ)، ثم فَسَّرَه بأنه الذي يملك خمسين دِرْهماً، أو قيمتَها من الذهب (¬1)، وعن أحمد رحمه الله: (هو الذي لا يَجِد ما يقعُ موقعاً من كفايته" (¬2). 692 - قوله: (في الثمانية الأصناف) (¬3)، وفي بعض النُسَخ "أصْنَافٍ": وهم الفُقَرَاء والمساكين، والعامِلُون [عليها] (¬4)، والمؤَلفة قُلُويهم، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل (¬5). و(الأصنافُ)، جَمْع صَنْفٍ. ¬
693 - قوله: (في الذمَّة)، أي في ذِمَّة الَمالِك كالدَيْن عليه، لا في عيْن المال، وعن أحمد رحمه الله روايةٌ أخرى تجب في العين (¬1). ويتفرع على الروايتين فوائد مذكورة في كتب الفقه (¬2). 694 - قوله: (فَرَّط) التَّفْرِيطُ: التَّهَاوُنُ في الشَّيْءِ حتى يَتْلَف، وإهْمال الشيء، وقد فَرَّط يُفَرِّط تَفْريطاً، فهو مُفَرِّطٌ (¬3). ¬
باب: زكاة الزروع والثمار
باب: زكاة الزُّروع والثِّمار (¬1) 695 - (الزُروع)، جمع زَرْع يَزْرَع زَرْعاً (¬2)، فهو زارعٌ، وفي الحديث: "ما من مُسلم. يزْرَع زَرْعاً" (¬3)، وقال الله عَزَّ وَجَلَّ: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} (¬4). 696 - (والثِّمار)، جمع ثَمَرٍ وثَمَرَةٍ. والمراد بالزُّروع: أنواعُ الحَبِّ، والثمر: أنواع الشجر. 697 - قوله: (وكُلُّ ما)، يجوز رفْع "كُلُ" على الابتداء، وكذلك هي في نسخة القاضي أبي الحسين بضَبْط الأصل مَرْفُوعة، ويجوز نَصْبُها؛ لأنه مفعولٌ "أخْرَج الله". 698 - قوله: (ممّا يَيْبَس)، بفتح "الياء" الأولى، وسكون الثانية، وفتح "الباء" ويجوز ضم "الياء" الأولى، وفتح الثانية، وتشديد "الباء"، وذلك مثل: ¬
التَمْر والبُرِّ، والجَوْزِ، ونحو ذلك (¬1). 699 - قوله: (ويَبْقَى)، بفتح "الياء" وسكون "الباء" وتخفيف "القاف"، ويجوز ضم "الياء" مُشَدَّداً (¬2)، والوَجْهَان فيه سواءٌ خَفَّفْنا "يَيْبَس" أوْ شددناها. 700 - قوله: (مما يُكَال وُيدخرَ)، وليس في بعضها "يُدَّخر" (¬3) اكتفاءً بقوله: "ويَبْقَى"، والمراد بقوله: "مما يكال": أي العِبْرَة فيه بالكيل، مثل: البر والشعير. 701 - قوله: (خمسة أوْسُقٍ)، جمع: وَسْقٍ، بفتح "الواو" وكسرها حكاهما يعقوب وغيره (¬4). وفي قدر "الوَسْق" خمسة أقوال: قيل: هو الحِمْل (¬5)، وقيل: حِمْلُ بَعِير (¬6)، وقيل: إنَّه العِدل، وقيل: ¬
العِدْلاَن (¬1) وقيل: سِتُون صاعًا، وهو الصحيح عند أهل اللغة، وعليه جميع الفقهاء (¬2). 702 - (والوَسْقُ: سِتون صاعًا، والصح: خمسة) رطال وثلث بالعراقي) (¬3)، فجميع النصاب بالرطل الدمشقي الذي و"سِتمائَة دِرْهم" ثلاثماثة رطل واثنان وأربعون رِطلاً، وستة أسْبَاعِ رطْل (¬4). 703 - قوله: (العُشْر)، هو أحدٌ من عشرةِ أجْزَاءٍ. 704 - قوله: (إنْ كان سَقْيهُ من السماء)، بفتح "السين" [منْ] (¬5) سَقْيه، وسكون "القاف". والسماء: ممدودٌ، والمرادُ منه: ماءُ السماء، وفي هذا دليلٌ أنَّ المطر من السماء، وهو الصحيح، وقيل: إنَّه من البَحْر. 705 - قوله: (والسُّيُوح)، جمع سَيْخٍ. قال الجوهري: "وهو الماء الجَارِي على وَجْه الأرْضِ" (¬6). قال صاحب "المطلع": "والمراد: الأنهارُ والسوَاقي ونحوها" (¬7). ¬
706 - قوله: (والأنهارُ)، جمع فَهَرٍ، بفتح "النون" و"الهاء"، ويجوز سكونها. 707 - قوله: (الدوالي)، الدَّوَالي: واحدها دَاليةٌ، وهي الدولاتُ تديرها البقر -والناعورة يديرها الماء - والدوالي بفتح "الدال". 708 - قوله: (والنواضِح)، جمع نَاضِح، ونَاضحَة (¬1)، وهما: البعير والناقة يُسْقَى عليه، وفي الحديث: "وتَركَ ناضحاً لنا" (¬2)، وفي حديث جابر: "ولم يكن لنا ناضِحٌ غيره" (¬3). 709 - قوله: (وما فيه الكُلْف)، جمع كُلْفَةٌ، وهي المشقَّة. 710 - قوله: (صُلْح)، هو ما صُولِح عليه الكفار (¬4). 711 - (وعُنْوةٍ)، هو ما أجْلِي عنها أهْلَها بالسَّيْف (¬5). ¬
712 - قوله: (الخَراج)، هو ما يُأْخَذ (¬1) على الأرض (¬2). 713 - (وأدَّى عنها الخراج)، يجوز بفتح "همزته" و"دَالِه"، ونصب "الخَرَاج" ويجوز بضم "همزة" أَدِّيَ، وكسر "الدال" على ما لم يُسَمَّ فَاعِله، ورَفعْ "الخَراج". 714 - قوله: (وَزكّى)، يجوز بفتح "الزاي" وضمها، وكسر "الكاف" على ما لم يُسَمَ فاعله. 715 - قوله: (تُضَمُّ الحِنْطَة)، بضم "التاء"، ورَفْع "الحِنْطَة"، ويجوز بـ "ياءٍ" مفتوحة، وضَم "الضادِ"، ونصب "الحِنْطَة". والحِنطة: هي البُرُّ، وهو القمح. 716 - قوله: (إِلى الشعير) (¬3)، بفتح "الشين" المعجمة، معروف. 717 - قوله: (القَطَنِيّات) بكسر "القاف" وفتحها، وتشديد "الياء" وتخفيفها، ذكر ذلك صاحب "المشارق" (¬4). وقال الأزهري: [وأمَّا] (¬5) القطنية: [فهي] (¬6) حبوب كثيرة تقتات [وتُطْبَخ وتُخْتَبَز] (¬7) فمِنها: الحمَّص، والجُلْبَان، واللُّوبياء، والدُّخن، ¬
والجَاوْرَسُ، والذُّرة، والبَاقِلاّ، والغَثُّ. سميت هذه الحبوب قطنية، لقطونها في بيوت الناس" (¬1). 718 - قوله: (أنه لاَ يُضم) (¬2)، بـ "الياء" المثناة من تحت، ويروى: "تُضَم بـ "التاء" المثناة من فوق. ¬
باب: زكاة الذهب والفضة
باب: زكاة الذهب والفضة 719 - (الذهب)، معروفٌ، وكذلك (الفضة)، وهما: العَسْجَد، واللُّجَيْن، ويقال للفضة أيضًا: رِقَةً، وَوَرِقٌ (¬1). 720 - قوله: (أوْ عُرُوض التجارة)، العُرُوض: جمع عَرْض، بسكون "الراء"، قال أبو زيد: "وهو ما عدا العَيْن" (¬2)، وقال الأصمعي: "ما كان من مال غير نقد" (¬3)، وقال أبو عبيد: "ما عدا العقار، والحيوان، والمكيل، والموزون". والتفسير الأول هو المراد هنا. وأمّا العَرَض -بفتح "الراء" -: فهو كَثْرَةُ المال، والمتاع. وسُمي عرضًا، لأنه عارضٌ يُعْرَضُ [وقتاً] (¬4)، ثم يزول ويفنى (¬5). والتجارة: معروفة. قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً} (¬6). ¬
721 - قوله: (مِثقالاً)، الِمثقالُ -بكسر "الميم" في الأصل -: مقدارٌ من الوزن، أني شَيءٍ كان من قليل أو كثيرٍ (¬1). قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (¬2)، ثم غَلب إطْلاَقه على الدينار، وهو ثَنْتَان وتسعون شعيرة متماثلةً (¬3) غير خارجة عن مقاديرِ حَبَّ الشعير. والدراهم: كل عشرةٍ منها سبْعَة مثاقيل (¬4). 722 - قوله: (حُليِّ المرأة)، قال الجوهري: "والحَلْيْ: حَلْيُ المرأة، وجمعه حُلي مثل: ثَدَيٌ وثُدَيٌّ [وهو فَعولٌ] (¬5)، وقد تكسَر "الحاء" لمكان "الياء" مثل: عِصِييٌّ، وقد (¬6) قُرِئ {مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا} (¬7) بالضم والكسر" (¬8). 723 - قوله: (حِلْية ما على السيف من الذهب والفضة)، وفي الصحيح: "لنقد فَتَح الفُتُوحَ قومٌ ما كانت حِلْيَةُ سُيُوفِهم الذهب ولا الفِضَّة، ¬
إنما كانت حِلْيَتهُم العَلاَبِيُّ والآنُكَ والحديدَ" (¬1). 724 - قوله: (سيفُ الرجل)، السيفُ: معروف، وإنَّما قَيده بالرجل. إما من باب الأعم الأغْلَب، وهو أن السيف إِنما يكون غالبًا للرجال، و [إمَا] (¬2) أنَّ المرأةَ لا تُباح لها حِلْيَةَ السَّيْف، لِعَدَم الحاجة إليه، ويكون عليها الزكاة فيها. 725 - قوله: (ومِنْطَقَتُهُ)، بكسر "الميم"، وفتح "الطاء". قال الخليل (¬3) في كتاب "العين": "الِمنْطَق والِمنْطَقَة: ما شَددْت به وَسَطكَ، والنَطاقَ: إزارٌ تَنْتَطِق به المرأة" (¬4)، وفي الحديث: "شَقَقْتَها من قِبل الَمنَاطِق" (¬5)، وفي الحديث أنَّ أسماء (¬6) كان يقال لها: ذَات النِطَاقيْن" (¬7) ¬
وذلك لأنها لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو. بكر لم تَجِد مَا تَرْبِط به السُّفرة (¬1) والقِرْبَة (¬2) فشَقَّت نِطاقَها باثْنَيْن، فَرَبطَت القِرْبَةَ بإحداهِما، والسُّفْرة بالأخرى، فلذلك سُمِّيت ذات النطاقين. 726 - قوله: (وخَاتِمه)، الخاتِم فيه لُغَاتْ، فتح "التاء" وكسرها، وبهما قرِئ وخَاتامَ على وزن سَابَاط، وخيتام بوزن بيطار، وجمعه خَوَاتِيم (¬3). 727 - قوله: (الرِّكَاز)، قال الخليل: (الركاز: قِطَعْ من الذهب [والفضة] (¬4) تُخْرَج من الَمعْدِن" (¬5)، وقال ابن سيدةْ "الركاز: قِطَعُ ذهبٍ أوْ فِضَةٍ (¬6) تُخْرَج من الأرض أو المعدِن" (¬7). وقال القاضي عياض: "الرِّكازُ: الكنز من دَفْن الجاهلية" (¬8). ¬
728 - قوله: (وهو دِفّنُ الجاهلية) (¬1)، بكسر "الدال"، وسكون "الفاء": أي مدفون الجاهلية "والجاهلية": ما قبل الإِسلام. 729 - (وإذا أُخْرِج من المعادن)، المعادِن: جمع معْدِن -بفتح "الميم" كسر "الدال" - قال الأزهري: "وسُمي [المعْدِنُ] (¬2) معْدِناً، لعُدُون ما أنبَتَه الله فيه أي لإقَامَتِه. يقال: عَدَن بالَمكَان يعْدِن عُدُوناً [فَهُو عَادِنٌ: إذا أقام] (¬3). والمعْدِن: المكان الذي عَدَن فيه الجوهْرَ من جواهر الأرض، أيَّ ذلك كان" (¬4). وقال الجوهري سُمِّي كذلك: "لأَنَّ الناس يُقِيمُون فيه الصيف والشتاء" (¬5). 730 - قوله: (الوَرِق)، بكسر "الراء": الفضة المضروبة دراهم. 731 - قوله: (مِنْ الرصاص)، بفتح "الراء"، وقيل: هو بالكسر (¬6) ¬
732 - قوله: (والصُّفْر)، قال ابن سيدة: "الصفْر: ضربٌ من النحاس" (¬1). وقيل: ما صفَر فيه، والصِّفْر لغة فيه عن أبي عبيدة (¬2)، والضم أجود، ونفى بعضهم الكسر، "والصَّفْر، والصِّفْر، والصُّفْر: [الشيء] (¬3) الخالي، وكذلك الجمْع [والواحد، والمذكر] (¬4) والمؤنث سواء" (¬5). قال ابن مالك في "مثلثه": "الصَّفْر: مصدر صُفِر الرَّجلُ: إذا أصابهُ الصُّفار (¬6)، أوْجَاع، والصَّفْر: الخالي من كل شيءٍ، والصُّفر -بالضم والكسر -: النحاس، وبالضم وحده: جمع أصفر" (¬7). قلت: والصَّفْر -بالفتح - والصُفْر -بالضم-: من صَفَّر صَفَراً، وهو التصْفِير. 733 - قوله: (والزئْبَق)، قال الجوهري: "فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، [وقد أعْرِب بالهمزة] (¬8) (¬9)، وهو بفتح "الزاي" وكسرها، ومع الكسر يُهْمَز ولا يُهْمَز. ¬
باب: زكاة التجارة
باب: زكاة التجارة 734 - قوله: (سِلْعَة)، واحدةُ السِّلَع: وهي العَيْنُ من العُرُوض. 735 - قوله: (وتُقَوَّم السِّلع)، التَقْويمُ: أنْ يُنْظَر كم قيمةُ العَينْ، وقد قَوَّمَهُ يُقَوِّمُه تقويمًا وإِقامةً، وفي الحديث في دَيْن الزبير (¬1): "كم قُوِّمَت الغَابة" (¬2). والسِّلَع: جمع سِلْعَة. 736 - قوله: (من عَيْن أوْ وَرِقٍ)، المرادُ بالعَيْن هنا: الذهب، والوَرِق: الفضة. 737 - قوله: (للاقْتِنَاء)، الاقتناءُ والقُنْية واحدٌ. قال الجوهري: "قَنَوْتُ الغَنَم وغيرها قِنْوَةً وقُنْوَةٌ، وقَنَيْتُ أيضًا: قنيةٌ وقُنْيَةً، إذا اقْتَنَيْتَها لِنَفْسِك لا للتجارة" (¬3). والجمع: قُنْيَان. ¬
وفي القُنْيَة أرْبَع لُغَاتً: قُنْيَة، وقِنْوَة بكسر القاف وضمها فيهما. 738 - قوله: (فاتَّجَر)، يعني: اتَّجَر، يقال: اتَّجَر فيه، وتَجَّر فيه بمعنى يَتْجُر وَيتْجِر تجارةً، فهو تاجرٌ، و [الجمع] (¬1): تَجْرٌ (¬2). ¬
باب: زكاة الدين والصدقة
باب: زكاة الدين والصدقة 739 - (الديْن)، مصدر دَيَن يدينُ ديْناً (¬1)، وفي الحديث: "أرأيتِ لوْ كان على أبيك ديْن أكُنتِ قَاضِيَتهِ" (¬2)، وقال الله عَزَّ وَجَلَّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} (¬3). وقال كُثَيرٌ (¬4): قضى كُلُّ ذي ديْن فَوفَّى غَرِيمَهُ ... وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعنًّى غَرِيمُها 740 - (والصَدُقَه)، بفتح "الصاد"، وضم "الدال" -: الُمهُور، وهو صَدَاق النساء، وجَمْعُه: صَدُقَاتٍ -بفتح "الصاد"، وضم "الدال" - قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ} (¬5). ¬
741 - قوله: (على مَليءٍ)، قال الجوهري: مَلؤَ الرجل: صارَ ملِيئًا: أي ثِقةً، فهو غنيٌّ مَليءٌ بين الَملأ (¬1) والملاَءَةِ" (¬2)، وفي الحديث: "منْ أحِيلَ على مليءٍ فَلْيَتْبَع" (¬3). 742 - قوله: "وإِذا غصِب مالهُ زَكَاهُ، إذا قَبِضَه). كذا في أكثر النسخ، وفي بعضه: "وإذا غصب ماله زَكاهُ، إذا قبضه)، وفي بعضها: "وإذا غُصِبَ مالٌ، وفي نسخٍ قديمة: "وإذا غصِبت" - بضم "الغين" وكسر "الصاد" - "مالًا" منصوب ولا أرى لذلك وجهًا (¬4). * مسألة: - المالُ المغْضوب في زَكاتِه إذا قَبِضَهُ ربُّه روايتَان: الصحيح: لا زكاة (¬5). ¬
743 - قوله: (واللُّقَطة)، هي المال الضائع من ربِّه، سُميت لُقَطة، لأن [مَنْ] (¬1) وجَدَها يَلْتَقِطها. 744 - قوله: (ينقضي)، بفتح "الياء"، وسكون "النون": من الانْقِضَاء (¬2) .. ¬
باب: زكاة الفطر
باب: زكاة الفطر (¬1) كذا في غالب النسخ، وفي بعضها: "زكاة الفِطْرَة". والفِطْر: اسْمُ مصدر من قولك: أفْطَر الصائمُ إِفطارًا. والفِطرة - بالكسر -: الخِلْقَة (¬2) قاله الجوهري (¬3). قال صاحب "المغني": "وأضيفت هذه الزكاة إِلى الفِطر, لأنها تجب بالفِطْر مِنْ رَمضان" (¬4). قال ابن قتيبة: "وقيل لها: فِطْرة؛ لأن الفِطْرَة: الخِلقَة" (¬5). وقال عبد اللطيف البغدادي (¬6) في "ذيل الفصيح (7 وما تلحن فيه العامة" (¬7)، في باب: "ما تُغَيِّر العامة لفظُهُ بحرفٍ أوّ حركةٍ: "وهي صدَقة الفِطْر، هذا (¬8) كلام ¬
العرب، فأَمَّا الفُطْرَة فَمُولَّدة (¬1)، والقياس لا يدْفَعه؛ لأنه كالغُرْفَة (¬2) والنُغْبَة (¬3) ... " (¬4). 745 - قوله: (صاعًا بصاع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو خمسة أرْطالٍ وثلث بالعراقي)، رِطلٌ وأوقية وخسة أسْبَاعِ الأوقِية بالدِّمَشْقِي (¬5). 746 - قوله: (من كُلِّ حَبَّة)، كالبُرِّ، والشعيرِ، والعَدسِ، والذُرةِ ونحو ذلك. 747 - قوله: (وثمرةٍ)، كالتَمر والزَّبيب ونحوهما. 748 - قوله: (وإنْ أعْطِي)، بضم "الهمزة" على ما لم يُسم فاعله، و"أهْلُ" مرفوع، ويجوز "أعْطَى" بفتح "الهمزة"، ونصب "أهلَ" و"الباديةَ". وهو من يقيم في البَرِيَّة (¬6)، ويُقال في النِسبة إِليها: بَدَوِيٌّ. 749 - قوله: (الأقط)، ذكر ابن سيدة في "محكمه" في الأقط أربع لُغات سكون "القاف" مع فتح "الهمزة" وضمها، وكسرها، وكسر "القاف" ¬
مع فتح "الهمزة". قال وهو: شيءٌ يعمل (¬1) من اللَّبن الَمخِيض" (¬2). قال ابن الأعرابي: "يعمل من ألبان الإبل خاصة" (¬3). وقال الشاعر (¬4): لها عَيْنَان من أقِطٍ وتَمْرٍ ... وسَائِرُ خَلِقْهَا بَعْدُ الثَّرِيدُ 750 - قوله: (التمر)، هو يابِسُ تمر النَخل. والزبيبُ: يابسُ العِنَب. 751 - قوله: (ومَنْ أعْطَى القيمة)، بفتح "همزة" أعْطَى لاَ غَيْر (¬5). * مسألة: -إذا ملك جماعةٌ عبْداً، فهل يجب عليهم صاعٌ؟ أو على كلِّ واحدٍ صاعٍ. فيه روايتان، المذهب: يجب صاعٌ واحدٌ (¬6). ¬
752 - قوله: (وتُعْطَى صدقةُ الفِطْر، بضم "التاء"، ويجوز "ويعطى" بضم "الياء" وسكون "العين" وكسر "الطاء". وأما الثانية: فإنها بضم "الياء" وسكون "العين" وفتح "الطاء" لا غير. 753 - قوله: (ويجوز أنْ تُعطى الجماعة) بفتح "الطاء"، ورفع "الجماعة"، ويجوز بكسر "الطاء" ونصب "الجماعة"، وإن رفع "الجماعة" رفع "الواحد" الثانية، وإن نصبت "الجماعة" نصب "الواحد". 754 - قوله: (عن الجنين)، قال صاحب "المطالع": ما اسْتَتَر في بَطْنِ أمه، فإن خَرج حَيّاً فهو ولدٌ، وإن خرج ميتًا فهو سَقْط" (¬1). ¬
كتاب: الصيام
كتاب: الصيام الصّيام والصَّومُ، مصدر: صامَ يَصوم صوْماً وصيَاماً. وهو في اللغة. عبارة عن الإمساك (¬1)، ومنه قوله تعالى: {فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} (¬2)، ويقال صامت الخيل، إذا أمسكت عن السير، وصامت الريح، إذا أمسكت عن الهُبوب. قال أبو عبد الله (¬3): " [يقال] (¬4) لكل ممسك [عن الشيء] (¬5) من طعام أو كلاَم [أوْ عن أعراض الناس وعيبهم] (¬6) أو عن سيرٍ (¬7) فهو صائم" (¬8). قال الشاعر (¬9): خيلٌ صيامٌ وخيل غَيرْ صائمةٍ ... تحت العَجَاج وخيلٌ تَعْلُكُ اللُجُمَا ¬
وفي الشرع: "عبارة عن إمساكٍ مخصوصٍ عن أشياءٍ مخْصُوصَةٍ" (¬1). 755 - قوله: (من شعبان)، شعبان: هو الشهر الذي بين رجب ورمضان. وفي الحديث: "الذي بيْن جُمادى وشعبان" (¬2)، وفي حديث آخر: "هَلْ صُمْتَ من سُرَر شعبان (¬3)؟ " وفي حديث آخر: "ما كُنت أصومُ منه إلا في شعبان" (¬4)، وفي حديث آخر: "ما كان يصوم شهرًا يتحرى فضله على المشهور إلَّا شعبان" (¬5)، وهو غير مصروف للعلمية والزيادة، وجمعه: شعباناتٌ وأشْعُبٌ. 756 - قوله: (الهِلال)، قال الجوهري، وصاحب "المطالع": الهِلال: أوّل لَيْلةٍ والثانية والثالثة، ثم هو قَمرٌ" (¬6). وذكر ابن الأنباري في مدة تسميته ¬
بالهلال أربعة أقوال: أحدها: ما ذُكِرَ. والثاني: ليْلَتَان. والثالث: أن يستَدِير بخطةٍ دقيقةٍ، قاله الأصمعي. والرابع: أن يَبْهَرَ ضَوؤُه سوادَ الليل (¬1). 757 - قوله: (مُصْحِيةً)، أي صحوًا ليس فيها غَيْمٌ. قال الجوهري: "الصَحْوُ ذهاب الغيم ... وأصْحَت السماء، [أي انْقَشَع عنها الغَيْم] (¬2)، فهي مصحية، وقال الكسائي (¬3): فهي صَحْوٌ، ولا تقل مُصْحِية" (¬4). وقال الفراء: "صَحَت السماء بمعنى: أصْحَت" (¬5)، وفي الحديث: "صَحْوًا ليس دُونَها سَحَاب" (¬6). 758 - قوله: (غَيْمٌ)، قال ابن سيدة: "الغَيْمُ: السَّحابُ، وقيل: هو أن لا ترى شمساً من شِدَّة الدَّجْن، وجمعهُ: غُيُومٌ وغِيامٌ" (¬7). ¬
759 - قوله: (أو قَتْر)، جمع قَتَرة، وهي: الغُبَارُ، قال الله عز وجل: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} (¬1). وقال أبُو زيد: "الفرق بين الغبرة والقترة، أنَّ القترة: ما ارتفع من الغبار فلحق بالسماء، والغبرة: ما كان أسفل في الأرض" (¬2). 760 - قوله: (أو احْتَجَم)، احتجم - بكسر "الهمزة" - يحْتَجِم احتجاماً وحِجَامةً، فهو مُحْتَجَمٌ" والفاعل: حاجِمٌ وحَجاَّم. وفي الحديث: "اشترى حَجَّاماً" (¬3) .. وفي حديث: "أنه عليه السلام حَجَمَهُ أبو طيبة" (¬4)، وفي الحديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" (¬5). ¬
والحجم: هو التشريط ومَصُّ الدَمِ بزجاجة ونحوها. 761 - قوله: (أو اسْتَعط)، أسْتَعَط الشيْءَ وسَعَطَهُ: إذا جعله في أنفِه. سَعوطاً بفتح "السين"، وحكى أبو زيد: "سَعَطَهُ وأسْعَطَهُ بمعنًى". [والسعُوط] (¬1): ما يجعَل في الأنف من الأدوية (¬2). 762 - قوله: (أوْ قَبَّل)، القُبْلَة -بضم "القاف"-: معروفة، وفي الحديث: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُقَبِّل وهو صَائِم" (¬3). 763 - قوله: (ومَنْ اسْتَقَاء)، وهو ممدود استقا يَسْتَقِي. قال الجوهري: "واسْتَقَاءَ وتَقيَّأ: تكلَّف القَيْءَ" (¬4). وقال صاحب "المطالع": [قَاءَ] (¬5): إذا خرج منه القيء، وتَقَيَّأ تَفَعَّل منه" (¬6). والقَيْءُ: معروفٌ. 764 - قوله: (ذرعَهُ القيْءَ)، بـ "ذالٍ" معجمةٍ: أي غَلبَهُ وسبَقَهُ. وروى: "ومَنْ ذَرعَة فلا شيْءَ عليه" (¬7). ¬
765 - قوله: (سِتِّين مسكيناً)، المسكين: هو مَن تقدَّم في الزكاة. وهو مَنْ يجد مُعظم الكِفَاية، ولا يجد جَمِيعَها (¬1)، ورُبَّما أُطْلِق المسكين على مَن هو في شِدَة (¬2). كما قال الشاعر: إذا اجْتَمع الجُوع المُبَرِّح والهَوَى ... على العاشِق المسْكِين كادَ يموتُ (¬3) وقال آخر: مساكينُ أهْل العِشْق حتى قُبُورُهم ... عليها تُرابُ الذُّل بيْن الَمقَابِر (¬4) 766 - قوله: (والُمرْضِع)، الُمرْضِع: مَنْ تُرْضِع طفلاً سواءٌ كان ولدُها، أو ولدُ غيرها. 767 - قوله: (وإذا عَجَز الشيخ)، الشَيْخُ: هو مَنْ بَلغ الستِين (¬5)، وقيل: السبْعين. وفي الحديث: "وأبو بكر شَيْخ يعرف" (¬6)، وفي الحديث: "الشيْخ والشيخة إذا زَنَيا فارْجُمُوهُما" (¬7). ¬
وقال أبو الطحان الأسدي (¬1): وبالحِيرة البيضاءِ شَيْخٌ مُسلَّطٌ ... إِذا حَلَف الأَيْمان بالله بَرَّتِ (¬2) وقال آخر: وجَاؤوا والشيْخ كَدَّح الشَّرَّ وجْهَهُ ... جَهُول متى ما يَنْفَدِ السَّبِّ يَلْطِم (¬3) وقال آخر (¬4): مَنْ يَشْتَري مِنِّي شيْخاً خَبًا ... أخَب مِن ضَبٍّ يُدَاجِي ضَبًا وجمعه: شُيوخٌ وأشْيَاخٌ. قال الشاعر (¬5): فقدتُ الشُّيوخ وأشْيَاعَهُم ... وذلك من بعْضِ أقْوَالِيَهْ يجمَع على مشايَخِ أيضًا، وتقدم قول الخرقي: (فإن لمْ يَكُن فالَمشَايخ) (¬6) والشيخ: تارة يراد به: شيْخ السِّنّ، وهو هذا. وتارةً: شَيْخ العِلْم والقرآن. وتارة: شيْخ القَوْم، وهو كبيرُهم، وشَيْخَ المرأة: زوجها. ¬
وكله مأخوذ من شَاخ يَشِيخُ: إِذا كبر، ويقال: بَلغ الشَيْخُوخَة. 768 - قوله: (لكبيرٍ)، بكسر "الكاف"، وفتح "الباء" (¬1). 769 - قوله: (نُفِسَت)، بضم "النون"، وكسر "الفاء"، ويجوز فتح "النون" وتثليث "الفاء" (¬2). 770 - قوله: (تَصمُ الُمفَرطَة)، ورُوِيَ: (تَمُتْ الُمفَرطَة) (¬3)، يَعني: في القضاء وقد فَرَّطَت تُفَرِّطُ تَفْريطاً، فهي مُفَرِّطة: إِذا تَهاونت ولم تَقْضِ (¬4). 771 - قوله: (حتى أظَلَّها)، يعني: دَخل عليها، وقد أظَل قَادِمًا: إِذا دَخل بلدةً. 772 - قوله: (شَهْرُ رمَضانَ)، بفتح "النون" غير مصروف، وروى: (رمضان آخر) (¬5) مصروف. 773 - قوله: (في صيام التَّطَوع) (¬6)، وروى: (في صَوْمِ تَطَوُعٍ) مُنَكَرٌ. 774 - قوله: (ما يَسْتَقْبِك من بَقِيًة شَهْرِه)، بفتح "الياء" وكسر "الباء"، ويجوز بضم "الياء" وفتح "الباء" على ما لم يُسَمَّ فَاعِله. ¬
775 - قوله: (فإنْ كان عدلاً صُوِّم)، العدْلُ: مَن لم يفْعل كبيرةً، ولا أصَرَّ على صغيرةٍ. و"صُوِّم" بضم "الصاد" وكَسْر "الواو". 776 - قوله: (بشاهدَيْن) (¬1)، وإحداهما: شاهِد، وسُمَي شاهدٌ، لشُهوده الأمر. وفي الحديث: "ليُبَلغ الشاهِد الغَائِب" (¬2)، وقال الله عز وجل: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (¬3)، وجمع الشَاهِد: شهودٌ، وشَوَاهِدٌ، وأشْهَادٌ، وشهَدَاءُ، ثم اسْتعْمِل فيمن يَشْهَد (¬4). قال الله عز وجل {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} (¬5)، وقال: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ} (¬6)، وقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (¬7). ويقال للنَّجمْ: الشاهِد أيضًا (¬8)، وفي الحديث: "حتى يُرَى الشاهِد" (¬9)، وقال الله عز وجل: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} (¬10)، وقال الله عز وجل: {شَهِدَ اللَّهُ} (¬11)، وقال: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (¬12). ¬
777 - قوله: (على الأسِير)، هو مَن في أيْدِي العَدُوُّ، قال الله عز وجل: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (¬1)، وقد أسِرَ يُؤْسَر أسْراً فهو أسِيرٌ، وأسِرَ يَأسَرُ أسْراً، فهو آسِرٌ، والمأسُور كالأَسِير (¬2). وفي الحديث: "فأسَرُوا خُبَيْباً" (¬3). 778 - قوله: (وإِنْ كان ما قَبْلَه)، ورُوي: (وإنْ كان قَبْلَه)، وروي (وإن وَافق ما كان قَبْلَهُ) (¬4). 779 - قوله: (والسُّحُور)، قال صاحب "المطالع": "السَّحُور بالفتح: اسْمُ ما يُؤكَل في السحُور (¬5) ... وبالضم: اسم الفعل، وأجَاز بَعْضُهم أن يكون اسم الفعل بالوجهين" (¬6). قال صاحب "المطلع": "والأوَّل أشْهر، والمراد هنا: الفعل، فيكون بالضم على الصحيح" (¬7). قلتُ: كلاهما يجوز فيه الوجْهَان "كَطهُور وطُهُور، ¬
وَوُضُوءٍ، وَوَضُوءٍ" (¬1) لكن الأفصح في الفعل "الضم"، وفي المأكول "الفتح"؛ وسمي سَحُوراً لأكله سَحَرًا وقد تَسَحَّرَ يَتَسَحَّرُ سُحُوراً، فهو مُتَسَحِّرٌ. 780 - قوله: (عن فَرْضٍ ولا عن تَطَوُّع) (¬2)، وروى: (ولا تَطَوُّعٍ). 781 - قوله: (وأتبَعَة بِسِتٍّ من شَوال)، ورد في الحديث الصحيح كذا بغير "تاء" (¬3)، وورد أيضًا: (بِسِتَّةٍ من شَوال) (¬4). وأصل السِتِّ: السِدْسُ (¬5)؛ لأن تصغيره سدَيسَة، وجمعه: أسْدَاسٍ، وإِسْقَاط "التاء" منه في كلام الشيخ وبعض روايات الحديث إِنّما المراد: الأيام، وهي مُذَكَرة، والمذكَّر تلْحَقُه "التاء"، فقيل: لأن العَرب تُغَلّب في التاريخ اللَّيالي على الأيام. ويُحْتَمل أن يكون على حَذْف مُضَافَيْن: [أي] (¬6) وأتْبَعَهُ بصيام أيَّام ست: أي ستُّ ليالٍ (¬7) - ونظيرُه قوله تعالى: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ ¬
الرَّسُولِ} (¬1): أي من أثر حَافِر فَرَس الرسول. وشَوَّالُ: الشهر الذي بَعْد رَمَضان. سُمِّي بشَوَّالٍ، لأَنه وقتُ شَال الإِبل (¬2). 782 - قوله: (فكأنَّما صام الدَّهر)، العَصْرَ، وجَمْعُه: دُهُورٌ، وفي الحديث: "هَلَكت في الدَّهْر" (¬3)، وفي الحديث: "لا تَسُبوا الدهر فإِنَّ الله هو الدَّهْر" (¬4)، وفي حديثٍ آخر يقول الله عز وجل: "يَشْتُمَني ابن آدم يَسُبُّ الدهر وأنا الدهْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْل والنهار" (¬5). وسمعتُ شَيْخَنَا ينشد قول الشاعر (¬6): وما الدَّهرُ إلا مَنْجَنُوناً بأهْلِه ... وما صاحِبُ الحاجَاتِ إلَّا مُعَذَّبَا وقال آخر: ¬
لا تَنْكَحن الدَّهْر ما عِشْتَ أيَّمَا ... مُخرَّمةً قد مُلَّ منها وملَّتِ (¬1) 783 - قوله: (يوم عاشوراء)، قال القاضي عياض في "المشارق": "عاشُورَاء: اسْم إِسْلاَمي، لا يُعْرَف في الجاهلية، قاله ابن دُرَيد" (¬2)، وقال: "ليس في كَلامِهم "فَاعُولاَء"، وحكى ابن الأعرابي إنّه سَمِع "خَابُوَراء"، ولم يُثْبِتْهُ ابن دُرَيد [ولا عرفَهُ] (¬3)، وفيه ثلاث لغات "المسند والقصر" حكاه أبو عمرو الشيباني" (¬4). وحكى الجوهري: "عشوراء" (¬5)، فصارت فيه ثلاث لغات. وهو: "عَاشَر الُمحَرم" (¬6) وسألني سائل مرةً: لم سُمِّي عاشُورَاء؟ فقلتُ لَهُ: لأنه اخْتُص بأشياءٍ أوجبتْ لَهُ ذلك: منها أنه آخر العَشْرة التي أتَم الله بها ميعاد موسى، قال الله عز وجل: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} (¬7). ¬
وقيل: هو اليوم التاسع، قاله ابن عباس (¬1). 784 - قوله: (ويوم عرفة) (¬2)، وروى: (وصيام يوم عَرَفَة)، وتقدم الكلام على يوم عرفة (¬3). 785 - قوله: (وأيَّام البيض) سُميت بيضًا، لبَياض ليالِيَها بالقَمَر (¬4). وقوله: (أيام البيض): أي أيَّام اللَّيَالي البيض. وقيل: لأن الله تاب على آدم فَبَيض صحِيفَته (¬5). ذكره أبو الحسن التميمي وعلى هذا يكون من باب إضافة الشيء إلى نفسه؛ لأن الأيام هي البيض والأيام الأوَل في الشهر تُسَمى "الغُرَرُ"، والتي تليها "النَفْل"، والتي تليها "التُسَعُ" والتي تليها "العُشَر"، والتي تليها "البِيضُ"، والتي تليها "الدُّرَع"، والتي تليها "الظُلَم" والتي تليها "الحَنَادِس"، والتي تليها "الفَدَادئ" على وزن مَسَاجِد، والتي تليها "المُحَاق" (¬6). ¬
وقد نظمها أبو عبد الله شَعْلة (¬1) في ثلاث أبياتٍ وهي: الشَهْرُ لياليه قَسمُ ... فلِكُلِّ ثلاثٍ خُصَّ سُمُ منها غُرَرٌ نَفْلٌ تُسَعُ ... عُشَرٌ بيضٌ دُرَعٌ ظُلَمُ فحنادِسُها فَدَادِئُها ... فَمُحَاق ثم فَتُخْتَتَمُ (¬2) والبيضُ: جمع أبْيَض وَبِّيضاً، يقال: ليالٍ بِيضٌ، وأيَّامٌ بيض، ونسوةٌ بِيضٌ، ورجالٌ بِيضٌ. قال الشاعر (¬3): بِيضٌ أوْ أنْسٌ ما هْمَمْن بِريبَةٍ ... كظِبَاءِ مكة صيدُهُنَ حَرَامُ وقال آخر في المذكر، وهو حسّان (¬4): بيضُ الوُجُوه كريمةٌ أحسَابُهم ... شُمُّ الأنُوفُ من الطِّرازِ الأَوَّلِ وقال خلف بن خليفة (¬5): ¬
إلى النَّفَر البيض الذين كأنهم ... صفائِحُ يَوْمِ الرَّوع أخْلَصَها الصقْلُ (¬1) وقال كَعْب بن زُهير (¬2): تَنْفِي الرياح القَذَى عنه وأفْرطهُ ... مِن صوبْ ساريةٍ بِيضُ يَعَالِيلُ (¬3) وقال: بيضُ سَوابِعُ قد شُكَّت لها حَلَقٌ ... كأنَّها حَلَقُ القَفْعَاءِ مَجْدُولُ (¬4) ولا زَال الناسْ يفتَخِرون بالبياض قديمًا وحَديثاً، وفي الحديث: "هذا الرجُل الأبْيض المُتَّكِئ" (¬5) يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي الحديث في صفته (¬6): "ليس ¬
بالأبْيَض الأمْهَق" وفي الحديث: "الكَوْثَر أشد بياضاً من اللبن" (¬1). ثم فسر الأيام البيض بأنها: "الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر" وهذا هو الصحيح (¬2)، وقد ورد فيه أحاديث كثيرة تدل على ذلك (¬3). وقيل: "الثاني عشر" بدل "الخامس عشر" (¬4). ¬
كتاب: الاعتكاف
كتاب (¬1): الاعتكاف وهو في اللغة: لُزُوم الشيء، والعُكُوف عليه (¬2)، قال الله عز وجل: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} (¬3). قال ابن سيدة: (يقال: وَعكَف يَعْكِفُ ويَعْكُفُ، عَكفاً، وعُكُوفاً، واعتكَفَ لَزِم الَمكان. والعكُوفُ: الإِقَامَة في المسجد" (¬4). وهو في الشرع: لُزُوم الَمسْجِدِ لطاعة الله تعالى (¬5)، قال الله عز وجل: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (¬6). ¬
786 - قوله: (في مَسْجِدٍ يُجَمع فيه)، بالتخفيف والتشديد: أي تقام فيه صلاة الجُمعة، ونصَّ ابن القطاع (¬1) وغيره من أهل اللغة على أنه لا يقال في صلاة الجُمُعة إلَّا "يُجَمع" بتشديد "الميم" (¬2). 787 - قوله: (لحاجة الإنسان)، يعني: البَوْل والغَائِط. 788 - قوله: (فِتنةُ)، الفتنةُ بكسر "الفاء": ما يَفْتِنُ، قال الله عز وجل: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} (¬3)، وقال: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} (¬4). والمراد بها هنا: فِتنة يَخَافُ منها على نفسه، أوْ مَالِه، أوْ حُرْمَتِه (¬5). 789 - قوله: (في النَفِير)، بفتح "النون"، وكسر {الفاء}: وهو الخروج إلى عدو خشي هجُومه، يقال: نَفَر يَنْفِرُ نَفِيراً، قال الله عز وجل: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} ا (¬6)، وقال عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} (¬7). ¬
790 - قوله: (بالصنعةِ)، الصنْعَةَ: الحِرْفة، قال الله عز وجل: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} (¬1)، ويقال لها: الضَيْعة (¬2) أيضًا، وفي الحديث: "لا تَتخِذوا الضيْعَة فَتُلْهِيكُم عن العمل" (¬3)، ويقال لصاحبها "ضَائِعٌ"، وفي الحديث: "تعين ضائعاً، أو تصنع لأخرق" (¬4)، وقال البخاري في قوله عز وجل: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} (¬5) قال؛ "حُسن الصَّنعةْ، وغلاَءُ الثمن" (¬6). 791 - قوله: (خِبَاءٌ)، هو أحد الأخْبِية، سُمِّي خِباءً، لأنه يُخْتَبأُ فيه، في الحديث: "فسَمعتْ زيْنَب فضربتْ خِبَاءً" (¬7)، وفي آخر: "فإِذا أخْبِيَةٌ: ¬
خِبَاءُ عائِشَة، وخِبَاءُ حَفْصة، وخِباءُ زينب" (¬1) 792 - قوله: (في الرحْبة)، الرحْبَة: هي ساحة المسجد، وفي الحديث: أنْ عليّاً دعا بِمَاءٍ وهو في الرحْبة" (¬2). وأصلُها من السَعَة والرُحْب والوَسَع، ورَحْبَة المسجد، قيل: هي منه، وقيل: إن كان عليها حائط فهي منه، وإِلا فَلاَ. ¬
كتاب: الحج
كتاب: الحَجِّ 793 - (الحجُّ)، بفتح "الحاء" وكسرها لغتان مشهورتان. وهو في اللغة: عبارة عن القَصْد، وحُكِي عن الخليل أنه: "كَثرةُ القَصْد إلى مَنْ يُعَظَّم" (¬1). قال الجوهري [: "ثم اسْتُعْمِل] (¬2) في القَصْد إلى مكة للنسك" (¬3)، وقال أبو اليُمْن الكِنْدي (¬4): "الحجُّ: القصدُ، ثم خُصَّ كالصلاة وغيرها" (¬5). وهو في الشرع: اسمٌ للأفعال الَمخْصُوصَة (¬6). قال الله عز وجل: ¬
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} (¬1)، وقال عز وجل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} (¬2)، وفي الحديث من ذلك فلا يحصى (¬3). وقال ذو الرمة (¬4): تمامُ الحَجِّ أن تَقِفَ الَمطَايَا ... على خَرْقَاءَ حاسرَة اللِّثَامِ ويقال لفاعله: حَاجٌّ وحِجٌّ، وللأُنْثَى: حِجَّةٌ، وحاجَّةٌ. وجمع الحاج: حُجَّاجٌ، وفي الحديث: "مع حُجَّاجٍ فيهم الحُرُّ والَممْلُوك" (¬5). قال الشاعر (¬6): أحُجَّاجَ بيْت الله في أي هَوْدَجٍ ... وفي أي خِدْرٍ من خُدُورِكُم قَلبِيْ ويقال أيضاً: حَجِيحٌ. قال المتنبي (¬7): ¬
ذكَرْتُك والحَجِيحُ لَهُ ضَجِيجُ ... بمكة والقُلُوب لها وَجيبُ (¬1) 794 - قوله: (زاداً) الزَّاد: ما يُتَزَوَّد به، وقد تَزوّوَّد يَتَزوَّدُ زاداً، قال الله عز وجل: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (¬2). قال الجوهري: "الزَّادُ: الطعام يُتَّخَذُ للسفر" (¬3)، وقال أصْحَابُنا: "الزَّاد الذي تُشْتَرط القُدْرة [عليه] (¬4). هو ما يَحْتَاج إليه في ذَهَابه ورُجُوعه من مأْكولٍ ومشْرُوبٍ وكِسْوةٍ" (¬5)، وفي الحديث: "أنَّ أهل اليمن كانوا يَحُجّون ولا يتزوَّدُون، ويقولون: نحن متوكِّلون، فإِذا قَدِمُوا مكة سأَلُوا النَاس فأنزل الله عز وجل: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (¬6) " وقال الشاعر (¬7): رَحْلُنا وَخَيْلُنا على الدَّار زَادُنا ... والطَّيْر في زَادِ الكِرَامِ نَصِيبُ وقال دريد بن الصمة (¬8): ¬
تراهُ خميصَ البَطْن والزَّادُ حاضِرُ ... كثيرُ الغدُو في القَمِيص المُقَدَّدِ (¬1) 795 - قوله: (وَراحِلةٌ)، قال الجوهري: "الراحِلَةُ: الناقة التي تصلح لأن يُرْحَل عليها ... وقيل (¬2): الراحلة: الَمرْكَب من الإِبل ذكراً كان أوْ أنثى" (¬3) وجمعها: رَوَاحِل. 796 - قوله: (والعُمْرَة)، العمرة في اللغة: الزيارة (¬4)، وقيل، القصد، نقلها ابن الأنباري (¬5) وغيره، قال الله عز وجل: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ} (¬6)، وفي الحديث: "عُمْرةٌ مُتقبَّلَةٌ" (¬7). وهي في الحَجِّ: عبارةٌ عن أفعالها المخصوصة المذكورة في موضعها (¬8). وجمعُها: عُمَرٌ وعُمْرَاتٌ، وفي الحديث: "اعْتَمَر أربعَ عُمَر" (¬9). ¬
797 - قوله: (إِذا كان لها مَحْرَمٌ)، المحرمُ: مَن تَحْرُم عليه بسبَبٍ أو نَسَبٍ مباحٍ على الأبَد. 798 - قوله: (وكانت الحِجَّة)، بكسر "الحاء" وفتحها، وفي الحديث: "عُمْرَةٌ في حَجَّةٍ" (¬1). 799 - قوله: (جُنِّبَ ما يَتَجَنَّبهُ الكبير) (¬2)، وروى: (ما يُجَنِّبهُ الكبير). 800 - قوله: (ومَنْ طِيفَ به محْمُولاً)، بكسر "الطاء" وسكون "الياء" على وزن خيف. 801 - قوله: (كان الطَّوافُ)، الطواف من قولهم: طاف به: أي يقال: طافَ يَطُوفُ طَوْفاً، وَطَوَفاناً، وتَطَوَّف واستطاف، كلّهُ بمعنًى (¬3)، وفي الحديث: "فجعل يُطِيفُ بالجمل" (¬4) وقال الله عز وجل: {وَلْيَطَّوَّفُوا} (¬5)، ¬
وفي الحج أربعةُ أطْوِفَةٍ (¬1): طواف القُدُوم (¬2)، وطواف الزيارة (¬3)، وطواف الصَدَرْ، وطوافُ الوداع (¬4). ¬
باب: ذكر المواقيت
باب: ذِكْر المواقيت تقدّم معناها في كتاب الصلاة (¬1)، وللحج ميقات زمان، وميقات مكان. ميقات الزمان: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة (¬2). ومكانٌ ما يذكر. 802 - قوله: (أهل المدينة)، المراد: مدينة الرسول، ويقال لها: طَيْبَة، وَيَثْرِب. 803 - قوله: (من ذي الحُلَيْفة)، الحُلَيفة، بضم "الحاء" وفتح "اللام": موضع معروف مشهور بينه وبين المدينة ستة أميال (¬3)، وقيل: سبعة، نقله عياض وغيره (¬4). ¬
804 - قوله: (الشام)، الشام: إقليمٌ معروف، يقال: مُسَهَّلاً ومهموزًا، وشأآم بهمزة وبعدها مَدَّة، ذكر الثلاثة صاحب "المطالع" (¬1). قال الجوهري: "الشأمُ: بلاد يُذكّر وُيؤنّث، ورجُلٌ شَأْميٌّ، وشِآمٍ على فِعَال، وشآميٌّ أيضاً حكاها (¬2) سيبويه" (¬3). والشام: من غَزّة إلى تبوك إلى حَلَب (¬4)، وفي الحديث: "إِلى بصرى منْ أرض الشام" (¬5)، قال مجنون بني عامر (¬6): ولا سِرْتُ ميلاً من دِمَشْق ولاَ بَدَا ... سُهَيْل لأهل الشام إِلَّا بَدا لِيا وفي تسميتها بالشام أقوِال: أحدها أنها سميت بسَام بن نوح (¬7) لأنه أوَّل من نزلها، فجعلت "السين" شيناً، ليتَغيُّرِ اللَّفظ الأعجمي. والثاني: سميت بذلك، لكَثْرة قُرَاها، وتداني بعضها من بعضٍ فَشُبِّهَت بالشامات (¬8). ¬
والثالث: لحُسنها وكثرة أشْجَارِها، فهي كالشَّامة في الأرض (¬1). الرابع: لأن بابَ الكعبة مُسْتَقبِل الَمطْلَع، فمن قابل طلوع الشَمس، كانت اليمن عن يمينه، والشام عن يساره، واليد اليسرى الشُؤْمَى، فسميت الشام لذلك. وقد مال البخاري إلى هذا فقال: "سُمِّيت [اليمن لأنها عن يمين الكعبة] (¬2)، والشام، لأنها عن يسار الكعبة [والمشْأمة: الَميْسرة] (¬3)، واليدُ اليُسْرَى: الشُؤْمَى، والجانب الأيْسَر: الأشْأم" (¬4). 805 - قوله: (وَمِصْرَ)، مِصْر: المدينة المعروفة، تذَكَّر وتُؤَنَّثُ عن ابن السراج (¬5)، ويجوز صَرفهُ وتركُ صَرْفِه. قال أبو البقاء في قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْرًا} (¬6): "نكرة فلم [يصرف] (¬7). قال: "وقيل: هو [معرَّب وصُرِف] (¬8) لسكون أوْسَطه، وتَرْك الحرف جائز، وقد قُرِئ به، وهو مثل: هِنْدٌ وَدَعْدٌ" (¬9). وفي تسميتها بذلك قولان: أحدها: أنها سُمِّيت بذلك، لأنّها آخر حدود الَمشْرِق وأوّل حدود الَمغْرب فهي حدٌّ بينهما (¬10). ¬
والِمصْرَ: الحدُّ، قاله المفَضَّل الضبيّ" (¬1) (¬2). والثاني: أنها سُمِّيت بذلك، لكثرة قَصْدِها، فالنّاس يقْصِدُونها، ولا يكادون يرغبون عنها إِذا نَزَلُوها، حكاه ابن فارس عن قوم (¬3). قلت: الِمصْر، اسمٌ لكل مدينة (¬4) وإنما جُعل علماً على هذه المدينة، لأنها من أكبر المُدُن اتساعاً، ولكثرة قصدها (¬5)، وجمع الِمصْر: أمْصَارٌ. 806 - و (الَمغْرِب)، وهو إِقليمٌ معروف (¬6)، وسُمِّيَ مغربٌ، لأن الشمس تَغْرُبُ في جِهَتِه، وجمعه: مَغَاربٌ. قال الله عز وجل: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (¬7)، وقال: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} (¬8). ¬
قيل: أراد بالأوَّل، مشرَق الشِّتاء، ومَشْرِقَ الصَّيْف، ومغربَ الشِّتَاء، ومغْرِبَ الصيف (¬1). وبالثاني: منازل الطلوع في الشتاء، ومَنازِلة في الصَّيف، ومنازل الغُرُوب في الشتاء، ومنازله في الصيف (¬2). قال الشاعر: وهو شعيب بن كضانة (¬3). إذا النَّجْم وافَى مغْرِبَ الشَّمْس أجْحَرتْ ... مقارى حُيَيٍّ واشْتَكَى الغَدْر جَارُهَا (¬4) 807 - قوله: (الجُحْفَة)، بـ"جيم" مضمومةٍ، ثم "حاءٍ" مهملةٍ ساكنةٍ، قال صاحب "المطالع": "هي قرية جامعة على طريق المدينة، وهي مَهْيَعَة" (¬5). وفي الحديث: "أنه عليه السلام حَدَّ لأهل الشام الجحفة، وهي مهيعة" (¬6) وسميت الجحفة، لأن السيل اجْتَحَفَها، وحمل أهْلَها، وهي على ¬
ستة أميال من البحر وثماني مراحل من المدينة، وقيل: نحو سبع مراحل من المدينة (¬1). 808 - وقوله: (وأهلُ الشام)، أهل: مجرور عطفاً على أهل المدينة، ويجوز رفعه على القطع. 809 - قوله: (وأهلِ اليمن)، في "أهل" الوجهين، واليمن، قال صاحب المطالع: "كل ما كان عن يمين الكعبة من بلاد الغور" (¬2)، وقال الجوهري: "اليمن: بلاد العرب، والنسبة إليها يَمَنيُّ، ويَمانِ مخففة، و"الألف" عوض من "ياء النسب، فلا يجتمعان. قال سيبويه: "وبعضهم يقول: يمانِيٌّ بالتشديد" (¬3). قال أمية بن خلف (¬4): يمانيًّا يَظَلُّ يشُدّ كيراً ... وينْفُخ دَائِماً لهَب الشُوَاظِ (¬5) وقولهم: الرُكن اليَمَانِي، الجَيِّدُ فيه تخفيف "الياء" وفي الحديث: "أتاكم ¬
أهْل اليمن هم أَليَنُ الناس قلوباً وأَرقُّ النَّاس أفْئِدَةً، الإيمانُ يَمانِ، والفقه يَمَانِ، والحكمة يَمانِية" (¬1). وفي جمع اليمان: يَمانُونَ. قال مجنون بتي عامر (¬2): ألا أيها الرَّكْبُ اليمانُون عَرِّجُوا ... علينا فَقد أمْسَى هَوَانَا يَمَانِيَا 810 - قوله: (يلَمْلَم)، هو جبل من جبال تهامة على ليلتين من مكة (¬3)، و"الياء" فيه بدل من "الهمزة" وليست بمزيدة، وحكى اللغتين فيه الجوهري وغيره. (¬4) 811 - قوله: (وأهلُ الطائف)، أهل: فيه الوجهين، والطائف - بفتح "الطاء" -: بلدة معروفة من أرض الحجاز (¬5)، وبها مدفون عبد الله بن عباس. 812 - قوله: (ونجد)، نجد - بفتح "النون"، وسكون "الجيم" -: وهو ما بيْن جُرَش الى سواد الكوفة، وحَدُّه مما يلي الغرب، الحجاز، وعن يسار ¬
الكعبة، اليمن. ونجد كلُّها من عمل اليَمامة (¬1). قال الجوهري: "ونجدٌ من بلاد العرب، وهو خِلاَف الغَوْرِ، [والغَوْرُ: هو تهامة كُلِّها] (¬2) وكُلّ ما ارْتَفعَ [من تهامة] (¬3) إلى بلاد (¬4) العراق فهو نجدٌ، وهو مذكَّر" (¬5). قال الشاعر (¬6): ألاَ أَيّها البَرْق الذي لاَح من نَجْدٍ ... لقد زَادَنِي مَسْرَاك وجداً على وجْدِي وقال مجنون بني عامر (¬7): ألا حَبَّذا نجدٌ وطيبُ تُرابِها ... وأرْواحُها إنْ كان نجدٌ على العَهْدِ وقال آخر (¬8): ألم تَر أَنَّ اللَّيل يقْصُر طولَه بِنَجْدٍ ... وأنَّ الَماء فيه يزِدُ بَرْدَا ¬
813 - قوله: (مِنْ قرْن)، بسكون "الراء" بلا خِلاَف، وفي الحديث: "قَرْنَ الَمنَازِل" (¬1). قال صاحب "المطالع": "هو مِيقَاتُ نَجْدٍ على يَوْم وليلة من مكة، ويقال له: قَرْن المنازل وقرن الثعالب. ورواه بعضهم بفتح "الراء" وهو غلط، إنما "قَرَن" - بفتح "الراء" -: قبيلة من اليمن" (¬2). قال صاحب "المطلع": "وقد غَلط غَيره من العُلماء ممن ذكره بفتح "الراء" (¬3) وزعم أنَّ أُويْساً الْقَرْنيَّ (¬4) منه، إنما هو من "قَرَن" - بفتح "الراء" -: بطن من مراد" (¬5) وتقدم كلام ابن مالك عند القَرَن (¬6). 814 - قوله: (وأهْلُ المشرق)، في أهْلِ: الوجهين، والَمشْرِق: معروف، وسُمِّي مَشْرِقًا: لأنَّ الشَّمْس تَشْرِق منه: أي تَطْلُع، قال الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} (¬7). ¬
815 - قوله: (من ذاتِ عِرْقٍ)، مَنْزِلٌ معروفٌ من منازل الحَاجِّ، يُحْرم أهْل العِرَاق بالحَجِّ منه (¬1)، وسمي بذلك، لأنَّ فيه عِرْقاً، وهو الجبَل [الصغير] (¬2)، وقيل: العِرْقُ، الأرض السَّبْخَة تَنْبُتُ الطَرْفَاء (¬3). قال ابن مالك في "مثلثه": "العَرْق -يعني بالفتح -: الزَّبيلُ والعَظْمُ بِلَحْمِه، ومصدر عَرَق، العَرْقُ: أي أكَل لَحْمَهُ، فهو عُرَاقٌ، ومصدرُ عُرِقَ: أي صارَ قَليل اللحم. قال: والعِرْق - يعنى بالكسر -: الأَصل، ونبات أصْفَر، والقليلُ من الماء، وأحد عُرُوق الجَسَد والشجرة. قال: والعُرْق - يعني بالضم -: جمع عِرَاقٍ: وهو ساحل البحر، والخَرْزُ المُنْثَنِي في أسْفَل القِرْبة" (¬4). ¬
باب: الإحرام
باب: الإِحْرَام قال ابن فارس: "الإحرام: الدخول في التحريم، كأنَّ الرجل يُحَرِّم على نفسه النكاح، والطِّيب، وأشياء من اللِّباس ... كما يقال: أشْتَى إذا دخل في الشتاء، وأرْبَع: إِذا دخل في الربيع" (¬1). وقال الجوهري وغيره: "الحُرْمُ -بالضم-: الإحرام" (¬2). وقد أحْرَم بالحج والعمرة، وحكى أبو عثمان في "أفعاله": "حَرَم الرجل، وأحْرَم: دخل الحَرمَ، أو صار في الأشهر الحُرُم" (¬3). والإحرام شرعًا: نيَّةَ الدخول في الحج والعمرة، والنية الخاصة، لا نية المسافر ليحج، أو يعتمر (¬4). 816 - قوله: (دخَل أشْهر الحج)، الأشهر: جمع شهر، ويجمع على شهور، ودخل: فِعْلٌ من حَلَّ، وهو على اللغة الفصحى، كقولهم: سار الرِّحَالُ، ويجوز عدم توحيده على لغة "أكلوني البراغيث". ¬
817 - قوله: (التَّمتع)، التَّمتع بالشيء: اسْتِعْمَالُه، ومنه سُمِّي المتاع متاعاً (¬1) وقالت امرأة (¬2): إذا ما البَعْل لَم يكُ ذَا جِمَاع ... يُرَى في البيت من سقط المتاعِ وأما في الاصطلاح: فهو أن يُحْرِم بالعمرة في أشهر الحج (¬3)، ويفرع منها ثم يُحْرمُ بالحج من مكةَ، أوْ قريباً منها في عامِه. قال الله عز وجل: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ} (¬4). 818 - قوله: (حابسٌ)، على وزن لاَبِسٌ: وهو الذي يَحْبِسُ عن الذهاب (¬5)، وفي الحديث: "حَبَسَها حابِسُ الفيل" (¬6)، والأقرع بن حابس (¬7). ¬
819 - قوله: (فَمَحِلِّي)، بكسر "الحاء": أي مكان إحْلاَلي، وحكى صاحب "المطلع" فيه فتح "الحاء" وكسرها، وأَنَّ الفَتْح مقيسٌ، والكسر سَمَاعٌ. يقال: حلَّ بالمكان يَحُلُّ به، بضم "الحاء" في المضارع، وحلَّ من إحْرَامِه، وأحَلَّ منه (¬1). 820 - قوله: (وإن أرادَ الإفْرَاد)، الإفْرَادُ: هو إفْرَادُ الشَّيْءِ عن شيء آخر, وقد أفْرَدَهُ يُفْرِدُه إِفراداً، وجماعتُه: فُرَادَى. وهو في الشرع: الإِحرامُ بالحَجِّ مُفْرِداً (¬2) .. 821 - قوله: (القِرَانُ)، يقال: قِرَانٌ، وإقْرَانٌ: وهو الجمع بيْن الشيئين، وفي الحديث: "أنه عليه السلام نَهى عن القِرَان" (¬3)، وفي رواية: "عن الإقْرَان" (¬4) وقد قَرَنَ يَقْرِن قِرَاناً، وأقْرن يُقْرِنُ إِقْرَاناً (¬5). ¬
وهو في الشرع: عبارة عن الإحرام بالحَجِّ والعمرة معاً (¬1). 822 - قوله: (لَبَّى)، بغير "همز" (¬2)، وهو الأصل على وزن "عَبَّى". ولِبَّى -بالكسر- وهو لغة، والتلبية لَمن دَعَا قَولُ "لَبَّيْكَ". قال الشاعر (¬3): فَلَبَّيْكَ من داع دعا ولَوْ آنَّنِي ... صَدىً بيْن أحْجَارٍ لَظَلَّ يُجِيبُها وكأَنَّه دُعِي إِلى الحَجِّ، فإِنَّ الله دعا كُلَّ مؤمنٍ إِليه. ولما امْتَثَل وشرَعَ في الفِعْل سَنَّ لَهُ أنْ يقول: "لَبَّيْك لِمَا دَعَوْتَنِي إِلَيْه". والتَّلْبِية بالحَجِّ قول: "لَبَّيْك اللَّهُم لَبَّيْك" إلى آخره ... ، وهو اسمُ مُثَنَّى عند سيبويه وجماعة (¬4)، وقال يونس بن حبيب: "ليس بِمُثَنَّى، وإنما هو مثل: "علَيْكَ وإِلَيْك" (¬5) وحكى أبو عبيد عن الخليل: "أن أصل التلبية، الإقامة بالمكان، يقال: ألبيت بالمكان، ولبيت به: إذا أقَمْت به" (¬6)، وهو منصوب ¬
على المصدر، ويُثَنَّى، والمراد به الكثير: أي إقامة على إجابتك بعد إقامةٍ، كقوله تعالى: {ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} (¬1): أي كَرَّاتٍ، لأن البصر لا ينقلب خاسئاً وهو حَسِيرُ من كَرَّتَيْن، ومثله، قولهم: حَنانَيْكَ: أي حنان بعد حنان، والحنان: العَطْف. 823 - قوله: (إنَّ الحَمْدَ) بكسر "الألف" نصَّ عليه الإمام أحمد (¬2) وبالفتح جائز، وهو مذهب أبي حنيفة (¬3)، إلَّا أنَّ الكسر أحْوَط. قال ثعلب: "من قال بالفتح فقد خَصَّ، ومن قال بالكسر فقد عَمَّ" (¬4)، يَعْني: أَنَّ مَنْ كسر جعل "الحَمْدَ لله على كُلِّ حال"، ومن فتح فمعناه لبيك، لأن الحَمْدَ لك: أي لهذا السبب". 824 - قوله: (والمُلْكَ)، بالنَّصب والرفع. فالنَّصبُ: عطف على الحَمْدِ والنعمةِ، والرفع: بالقَطْع والابْتِدَاء. 825 - قوله: (نَشَزاً)، بفتح "النون"، وفتح الشين" المعجمة: المكان المرتفع، ويجوز فيه سكون "الشين" المعجمة (¬5). 826 - قوله: (أوْ هَبط وادياً)، الهبوط: النزول، ومنه قوله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا} (¬6). ¬
وقال: {قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ} (¬1)، والوَادِي: الخَفْضُ بين الجبَلَيْن (¬2)، قال الله عز وجل: {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} (¬3)، وقال عز وجل: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} (¬4). وقال عبد الله بن الدمينة الخثعمي (¬5)، ونسبه بعضهم لمجنون بني عامر (¬6): ألاَ لا أرَى وادِي الِميَاه يُثِيبُ ... ولا النَّفْس عن وادي الِميَاهِ تَطِيبُ أُحِبُّ هُبُوط الوادِيَيْن وإنَّنِي ... لِمَشْتَهَرٌ بالوَادِيَيْن غَريبُ وجمعُه: أوْدية (¬7)، قال الله عز وجل: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ} (¬8). 827 - قوله: (الرِّفَاق)، جمع رفيق وهو المرافق، سُمِّي بذلك لما يحصل به من الرفق، وفي حديث مالك بن الحويرث (¬9): "وكان رفيقًا رحيماً" (¬10). ¬
828 - قوله: (وفي دُبُر الصَّلوات)، يقال: دُبْرُ ودُبُر، كعُسْرُ وعُسُر (¬1): أي عند فَراغِه من الصَّلَوات. 829 - قوله: (وذو القَعدة)، بفتح "القاف" وكسرها، والفتح أفصح، سُمِّي بذلك لأن العرب قَعَدتْ فيه عن القتال تعظيماً لَهُ، وقيل: لقعودِهم فيه عن رِحَالهم وأوطانهم (¬2). 830 - قوله: (ذي الحَجَّة)، بالفتح، ذكر صاحب "المطلع": "أن بعضهم أجاز الكسر وأباه آخرون" (¬3)، والذي حفظناه عن شيوخنا، ورأيناه في هوامش كتب الحديث أن الأفصح في "القَعدة" الفتح، وفي "الحِجَّة" الكسر. ¬
باب: ما يتوقى المحرم وما أبيح له
باب: ما يتوقى (¬1) المحرم وما أبيح له 831 - قوله: (الرفَثُ)، قال الله عز وجل: {فَلَا رَفَثَ} (¬2)، وفي الحديث: "فلا يَرْفث ولا يصْخَب" (¬3)، ثم فسَّر الشيخ "الرفَث" بأنَّه الجِمَاع (¬4)، وهو الصحيح عند أهل التفسير (¬5). 832 - قوله: (والفسُوق)، قال الله عز وجل: {وَلَا فُسُوقَ} (¬6)، ثم فسَّر الشيخ "الفُسوق" بالسِّبَاب (¬7)، وهو أحد أقوال المفسرين (¬8)، وقيل: هو ¬
جميع المعاصي غير الجِماع (¬1). 833 - قوله: (والجِدَال)، قال الله عز وجل: {وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (¬2)، وفسَّره الشيخ بأنه الِمرَاء (¬3)، وهو أحدُ أقوال المفسِّرين (¬4). 834 - قوله: (كأَنَّه حيَّة صمَّاء)، الحيَّة، تكون للذكر والأنثى، وإِنَّما دخَلَتْه "الهاء"، لأنه واحدٌ من جِنْس كـ"بطة" و"دحاجة"، على أنه قد رُوي عن العربـ "رأيتُ حيّاً على حيّة" (¬5)، والحَيُّوت: ذكَرُ الحيَّات (¬6)، قال الله عز وجل: {فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} (¬7) "وإِذا بِحَيَّةٍ قد خَرجتْ من جُحْرِها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اقْتُلُوها" (¬8). الصَّماء: الطَرْشاء، فإنَّ الحيَّة خرساء لا تتكلَّم، وإِذا اجتمع مع عدم الكلام الصَّمَم، لم تسمع ما قِيلَ لها، ولم تُجِبْ عنه. ¬
835 - قوله: (يَتَفَلَّى)، يقال: فَلَيْتُ الثيء، أفْلِيه تَفْلِيةً: إِذا فَتَّشْتهُ، وفي الحديث: "فأتَيْت امرأةً فَفَلْت رَأْسِي" (¬1) بالتخفيف، وروى بالتشديد. 836 - قوله: (ولا يَقْتل القَمْل)، وفي الحديث: "والقَمْل يتهافَتُ على وَجْهِه" (¬2) قال الشاعر: للقَمْلِ حَوْلَ أبي العَلاَءِ مَصَارعٌ ... من بَيْن مقْتولٍ وبَيْنَ عَقِيرٍ (¬3) 837 - قوله: (ولا السَّراويل)، أعْجَميٌّ عُرِّب (¬4)، وحكى الجوهري فيه التذكير والتأنيث (¬5)، وزعم بعْضُهم أنه يجوز فيه الصَرْف وتركُه (¬6). والصحيح: أنَّهُ غير مصروف وجهاً واحدا (¬7)، وواحد السراويل: سِرْوَال (¬8). ¬
وفي أخبار العُشَّاق: أنَّ شَخْصاً عَشَق السَّراويل من أجل سِرْوال مَحْبُوبه، حتى وُجِد في تَرِكته اثنا عشر حِمْلاً وفردةً منها. 838 - قوله: (ولا البَرَانِس)، واحدها: بُرْنُس (¬1): وهو شَيْءٌ يُلْبَس، معروفٌ. 839 - قوله: (الهِمْيَان)، قال الجوهري: "وهِمْيَان: الدَّراهم - بكسر "الهاء" (¬2) وهو مُعرَّب (¬3)، وهُميان بن قحافة السعدي (¬4)، بكَسْرٍ، ويضم" (¬5) (¬6). 840 - قوله: (وُيدْخِل السُّيُورَ)، بضم "الياء"، ونصب "السيور"، ويجوز بـ"تاء" مضمومة على ما لم يُسَمَّ فاعله، ونصب "السُّيُور". والسّيُور: جمع سَيْرٍ، وهو ما يُتَّخَذ من الجلود لشدِّ الوَسَط ونحوه. ¬
841 - قوله: (وَيتَقَلَّد بالسَّيف عند الضَّرُورة)، التَّقَلَدُ: معروفٌ، وهو أن يَرْبِط السيف من تحت إِبِطه إِلى فوق كَتِفه الأُخْرَى. والضَّرُورة - بفتح "الضَّاد" -: المشقَّة، قاله صاحب "المطلع" (¬1)، وليس كذلك، وإِنما هو ما يُضْطَرُّ إِليه، وتَحْصُل لَهُ ضرورةٌ وحاجةٌ إِلى التَّقَلد. 842 - قوله: (فإِن طَرح) (¬2)، الطرْحُ: الإِلْقَاء والوَضْعُ، وقد طَرَح الشَّيْءَ يَطْرَحُه طرحاً، فهو طارِحٌ، وذلك مطْرُوحٌ. وقال كعب بن زهير (¬3): ولا يزال بَوادِيه أخُو ثِقَةٍ مُطرَّحُ ... البَزِّ والدِّرْسَان مأْكُولُ 843 - قوله: (القَبَاءُ)، ممدود، وقال بعضهم: هو فَارِسيٌّ مُعرَّب (¬4)، وقال الجوهري وصاحب "المطالع": "هو من قَبَوْتَ، إِذا ضَمَمْتَ" (¬5): وهو ثَوبٌ ضَيِّق من ثياب العَجَم" (¬6). 844 - قوله: (والدُّوَّاجُ)، بـ"دال" مهملة مضمومة، و"جيم": هو ¬
الفرجية (¬1) قال أحمد في رواية، "حَرْب" (¬2): لا يلبس الدُّواج ولا شيئاً يدخل مَنْكَبَيْه فيهما". وقال صاحب "القاموس" (¬3): "الدُّوَّاجُ - كُرُمَّانٍ وغُرابٍ -: اللِّحَافُ الذي يُلْبَس" (¬4). 845 - قوله: (في الكُمَّيْن)، واحِدَهُما: كُمٌّ، وهو ما يُدْخِل يدَهُ فيه من الجِيَاب ونحوها، وفي الحديث: "أنه عليه السلام توضأ في جُبَّةٍ شامية ضَيِّقَة الكُمِّيْن" (¬5)، وجمع الكُمِّ: أكْمَام. 846 - قوله: (في الَمحْمِل)، الَمحْمِل: ما يُحْمَل فيه الآدمي، وقال صاحب "المطلع": "هو مَرْكَبٌ يُرْكَبُ عليه على البعير" (¬6). قال الجوهري: ¬
"الَمحْمِل: كالَمجْلِس" (¬1). قال صاحب "المطلع": "وذكره (¬2) [شيخنا أبو عبد الله] (¬3) ابن مالك في "مثلثه" بعكس ذلك" (¬4). قلت: قال في "مثلثه": "الَمحْمَل - يعنى بالفتح -: الحَمْل للشَّيْء، وأيضاً ثِقَل الحمل، قال والِمحْمَل - يعني بالكسر - والحِمَالة: عِلاقَّة السيف: قال: والِمحْمَلُ أيضاً: مركبٌ يُرْكَبُ عليه، قال: والُمحْمَل -يعني بالضم-: مفعولٌ أحْمَل فلانٌ فلاناً: أعانه على الحَمْل" (¬5). 847 - قوله: (ولا يُشِيرُ إِليه) (¬6)، الإشارة: معروفة، تكون باليد، والرأس، والعين، ونحو ذلك، وقد أشَار يُشِيرُ إِشارةً، قال الله عز وجل: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} (¬7). 848 - قوله: (وَرْسٌ)، قال الجوهري: "الوَرْسُ: نبْتٌ أصْفَرٌ يكون باليمن يُتَّخَذ منه الغُمْرةُ للوجه، يقال منه (¬8): أوْرَسَ الرِمْثُ، وأوْرَسَ [المكان] (¬9): إذا (¬10) اصْفَرَّ ورقُه بعد الإِدراك" (¬11). وقال غيره: "هو شَيْءٌ آخر ¬
يُشْبِه سحيقَ الزعفران" (¬1) ونباته مثل نبات السَمْسَم يُزْرَع سنة، وَيبْقَى عشر سنين. 849 - قوله: (ولا زَعْفَران)، بفتح "الزاي"، وسكون "العين" المهملة، وفتح "الفاء": نبْتٌ معروفٌ يُتَّخذُ منه من زَهْره سحيقٌ أصْفَر يصنع به، وفي الحديث: "ولا تلْبَس ثوباً مسَّهُ الوَرْسُ ولا الزَّعْفَران" (¬2)، وفي رواية: "ورْسٌ أوْ زَعْفَران" (¬3) وفي حديث الجنَّة: "وحشيشُها الزَعْفَران" (¬4). 850 - قوله: (بالعُصْفُر)، العُصْفُر - بضم "العين" المهملة، وسكون "الصاد"، وضم "الفاء" -: زهْر القِرْطِم (¬5). 851 - قوله: (ظُفْرًا)، واحدُ الأظْفَار، وفي الحديث: "حَتَّى رَأيْتُ ¬
الرِّيَّ يخرُج من بيْن أظَافِري" (¬1)، وفي الحديث: "إلَّا السِّنِّ والظُّفْر" (¬2). 852 - قوله: (بما فيه طيب وما لا طيب فيه)، وروى: (ولا ما لا طيب فيه) (¬3). 853 - قوله) (ولا تكْتَحِل بِكحْلٍ أسْوَد). الكُحْلُ الأسْود: هو الِإثْمِد (¬4)، وفي الحديث: "عليكم بالإِثْمِد عند النوم فإنه يجْلُو البَصَر ويُنْبِت الشَعَر" (¬5). 854 - قوله: (القفَّازين)، قال الجوهري: "والقُفَّاز بـ"الضم" والتشديد: شَيْءٌ يُعْمَل لليدين يُحشَى بِقطْن، ويكون لَهُ أزْرارٌ تَزرُّ على الساعِدَيْن من البَرْدِ، تَلْبِسُهُ المرأة في يَدَيْها، وهما قُفَّازَان" (¬6). وقال صاحب "المطالع": "هو غِشَاء الأصابع مع الكَفِّ معروفٌ، يكون ¬
من جِلْدٍ وغيره (¬1)، وقال ابن دُرَيْد: "هو ضَرْبٌ من الحُلِيِّ لليَدَيْن" (¬2)، وقال ابن الأنْبَاري: "لليَدَيْن والرِّجْلَيْن" (¬3) 855 - قوله: (والخَلْخَال)، قال الجوهري: "والخلخَالُ: واحدُ خَلاَخيل النِّساء، والخَلْخَل لغةٌ فيه، أوْ مقصورٌ منه" (¬4)، والخَلخَال: بفتح "الخاءان" الُمعْجَمَيْن وقال خالد بن يزيد بن معاوية (¬5) في رَمْلة (¬6) بنت الزبير: تَجُول خلاخِيلُ النِّسَاء ولا أرَى ... لِرَمْلَة خَلْخَالاً يَجُول ولا قُلْبَا (¬7) 856 - قوله: (ويصْنَعُ الصَّنَائع)، جمع صَنْعَة، وقد تقدَّمت (¬8). ¬
* مسألة: في الرجعة (¬1) عن أحمد روايتان (¬2): المذهب: الجواز (¬3). 857 - قوله: (الحِدَأة)، مهموزٌ، ويجوز تَرْك الهَمْزِ، ويجوز فيها: حُدَيَّاة" (¬4) وفي الحديث: "فَمَرَّت به حُدَيَّاة" (¬5)، وجمعها: حُدَيَّاتٍ (¬6): وهو طائرٌ معروفٌ يقال لَهُ في زمننا "الشَوْحَة"، وهي من أصْنَع الطيرْ عملاً عند الجماع. 858 - قوله: (والغُرَاب)، هو أنواعٌ - غرابُ البَيْن، وغرابُ الأَسْوَد، ¬
الذي هو أكبر منه (¬1)، وكلاهما يُقْتَل، وغُراب الزَّرع: وهذا لا يُقْتَل في الحرم والإحرام، وجمع الغُراب: غِرْبَان وأغْرِبَةٌ (¬2). وقال عروة بن حزام (¬3): ألاَ يَا غُرَابَيْ دِمْنَةِ الدَّار خَبِّرا ... أبا لْبَيْن مِنْ عَفْراءَ تَنْتَحِبَان وقال قيس بن ذريح (¬4): ألا يا غُراب البَيْن قدْ طِرْتَ بالذي ... أُحَاذِر منْ لُبْنَى فهَلْ أنت واقِعُ (¬5) وقال آخر (¬6): إذا شَابَ الغُرابُ أنْبَت أهلي ... وعاد القار كاللَّبن الحليبِ لأن الغراب كلَّما كَبُر كُلَّما زاد سوادُهُ، ولا يَبْيَضُّ ريشُه أبدًا. 859 - قوله: (والفأْرة)، الفأرةُ: مهموزة، وجمعها: فأْرٌ مهموز أيضاً. وفي الحديث: "أنه عليه السلام سُئِل عن فأرةٍ وقعتْ في سمْنٍ" (¬7)، وفي ¬
الحديث: "أنَّ أمةً من بني إسرائيل ذهبتْ ما يُدْرَى ما فعلتْ ولا أراها إِلَّا الفأر" (¬1). ويجوز في الفأرة أيضاً عدم الهمز كـ"فارة الِمسْك" على الصحيح، ويجوز فيها الهمز مرجُوحاً. 860 - قوله: (العَقُور)، الذي يَعْقِر النَّاس (¬2). 861 - قوله: (إِلَّا الإذْخِر)، بكسر "الهمزة"، وسكون "الذال" المعجمة، وكسر "الخاء" المعجمة: نبْتٌ طَيِّب الرائحة، الواحدة منه: إِذْخِرَة (¬3). وفي الحديث: "إِلَّا الإذْخِر" (¬4). 862 - قوله: (وإِنْ حُصِر)، حُصِر بضم "الحاء"، وحَصِر بفتحها ¬
لغة (¬1)، قال الله عز وجل: {وَحَصُورًا} (¬2)، قال البخاري وغيره: "لا يَأْتي النساء" (¬3). قال صاحب "المطلع": "والإحصارُ: مصدر أحْصَرهُ: إذا حَبَسهُ مرضاً كان الحَاصرُ، أوْ عدُوًّا" قال: "وحصَرهُ أيضاً: حكاهما غيرَ واحدٍ" (¬4)، وقال ثعلب في "الفصيح": "وحصرتُ الرجل في مَنْزِله، إذا حَبسْته، وأحصره المرض: إذا منعه من السير" (¬5)، والصحيح أنهما لغتان. 863 - قوله: (من الهَدْي)، هو ما يُهْدَى إلى الحَرم من النَّعم وغيرها. قال الأزهري: "أصلهُ - التشديد - مِنْ هَدَيْتُ الهِدَاء، أهَدِّيه ... وكلام العربَ: أهديتُ الهِدَاءَ إهْداءً" (¬6) وهما لغتان نقلهما القاضي عياض وغيره (¬7). وكذا يقال: أهديتُ الهَدْيَة، وأهْديْتُها، وهَدَيْتُ العَرُوس، وأهْدَيْتها، وهداه الله من الضلال لا غير. 864 - قوله: (أرفض)، بضم "الفاء"، يقال: رفض الشيء رفضه رفضاً، إذا تركه، ورمى به. ¬
باب: ذكر الحج ودخول مكة
باب: ذكْر الحَجِّ ودخول مكة 865 - (مكة)، علَم على جميع البلدة: وهى البلدةُ المعروفة المعظَّمة المحْجُوجَةُ غير مصروفةٍ للعلمية والتانيث، وقد سمَّاها الله في القرآن بأربعة أسماء: مكة، والبلدة، والقرية، وأم القرى (¬1). قال ابن سيدة: "سُمِّيت مكة (¬2)، لقلَّة مائها، وذلك لأنهم كانوا يمتكون الماء فيها: أي يستخرجُونه، وقيل: لأنَّها كانت تَمُكُّ مَنْ ظَلَم فيها: أي تُهْلِكُه" (¬3). وأما "بكة" بـ"الباء" ففيها أربعة أقوال: أحدها: أنها سُمِّيت لبُقْعَة البيت. والثاني: أنَها ما حول البيت، ومكة: ما وراءَ ذلك. والثالث: أنَّها اسمٌ للمَسْجِد والبيت، ومكة: للحرم كلِّه. والرابع: أنَّ مكة: هي بكة، قاله الضحاك، واحتج بأن "الباء" ¬
و"الميم" يتعاقبان، يقال: سَمَد رأسه، وسَبَدَهُ، وضرْبةَ لاَزِم، ولاَزِبٍ (¬1). 866 - قوله: (المسْجِد الحرام)، هو الكعبة، قال الله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (¬2). قيل: هو الكعْبة (¬3). وقيل: هو الحَرَم. وقيل: سائر مكة (¬4). وكان الإِسْرَاءُ من بَيْت أُمِّ هَانِئ (¬5). 867 - قوله: (الحَجَر الأسْوَد)، في الحديث: "الحَجَر الأسْودُ يمين الله ¬
في الأرض" (¬1). وفي الحديث: أنَّ عُمَر أتى الحجَر فَقَبَّلَه" (¬2)، وقيل: أنَّ الحَجَر من الجنَّة، وأَنَّه كان أَبْيَض وأَنَّما اسْودَّ منْ أيْدِي الكُفَّار (¬3) 868 - قوله: (إنْ كان): أي إنْ كان موجوداً، لأنه ذُهِبَ به في زمن القرامطة ثم عاد (¬4) , وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ الكَعْبة تُهدَّم وتنقل حجارَتُها فترمى في البحر (¬5)، فلهذا قال: (إنْ كان). ¬
869 - قوله: (فاسْتَلَمَهُ)، أي لَمَسَهُ بيَدِه. قيل: اسْتَلَم "افتعل" من السَلِمَة، وهي الحَجَر. وقيل: من السَّلامة، كأنه فعل ما يفعل المُسَالِم (¬1). وقيل: اسْتَلَم "استَفْعَل" من اللأمة، وهي السِّلاح (¬2) 870 - قوله: (واضْطَبَع)، افتعل من الضَبَع، وهو العَضُد، وهو [أَنْ] (¬3) يضع الرِّداء على إحدى الكتِفَيْن ويأخذه من تحت الكَتِف الأخرى. سُمِّي اضْطِباعاً، لإبْدَاء الضَبَعَيْن. 871 - قوله: (رَمَل)، بفتح "الراء" و"الميم" في الماضي، وضم "الميم" في المضارع "يَرْمُل". قال الجوهري: "والرَمَلَ - بالتحريك -: الهَرْوَلة، وَرَملْتُ بيْن الصفا والمروةَ رملاً وَرَمَلانا" (¬4) وفي الحديث: "أمرَهُم أنْ يَرْمُلُوا الأشواط الثلاثة" (¬5). وقال جماعة من أصحابنا: "الرَمَلُ: إسْرَاعُ الَمشْي مع ¬
تقارُب الخُطَى [في غير وَثْبٍ] " (¬1). 872 - قوله: (أشواطٍ)، جمع شوط. قال ابن عبادا (¬2) وغيره: "الشوط: جريُ مرةٍ إِلى الغاية" (¬3)، وقال ابن قرقول (¬4): "وهي في الحَجِّ طَوْفَةٌ واحدةٌ من الحجر الأسود وإليه، ومن الصفا إِلى المروة (¬5). 873 - قوله: (الأركان)، جمع رُكْنٍ، وللبيت أربعةُ أرْكَانٍ (¬6)، وهي قريبة. 874 - قوله: (واليَمَانِيّ)، يجوز التشديد والتخفيف (¬7)، وسُمِّي بذلك، لأنه إلى جِهَة اليَمن فنُسب إِلَيْه. ¬
875 - قوله: (ويكونُ الحِجْر)، بكسر "الحاء"، وسكون "الجيم" لا غير، وفي الحديث "لأَدْخَلْتُ الحِجْر في البيت" (¬1)، والحجْرُ من البيت، وذلك أنَّ قريشاً لما بَنَوا البيت قَصُرتْ به النَّفقة فأخْرَجُوا الحِجْرَ منه (¬2). 876 - قوله: (خلْف المقام)، يعني: مقام إبراهيم، ويجوز فيه "مَقَام" بفتح "الميم"، و"مُقَام" بضمها، وقرئ الوجهان (¬3)، وفي سبب تسميته بالمقام أقوال: - أحدها: أنه قام عليه حتى غسلتْ زَوْجَة ابنه رأْسه، قاله ابن مسعود، وابن عباس (¬4). والثاني: أنه قام عليه لبِنَاء البيت، وكان إسماعيل يُنَاوِله الحجارة، قاله سعيد بن جبير (¬5). والثالث: أنه قام عليه لِغَسْل رأسه، ثم قام عليه لبناء الكعبة، قاله ¬
صاحب "المطلع" من أصحابنا (¬1). 877 - قوله: (إِلى الصفا مِنْ بَابه)، أي من باب الصفا، وهو بابٌ معروف والصفا - مقصور، وهو في الأصل -: الحجارة الصَلْبَة، واحدها: صَفَاة، كـ"حصاة، و"حِصِيِّ"، وجمعه: صَفوان، وهو هنا: اسم لمكان معروف عند باب المسجد الحرام قال فيه أحد الرجال (¬2): كأنْ لَمْ يكن بيْن الحَجُون إِلى الصَفا ... أنيسٌ ولم يَسْمَر هنالك سَامِرُ بَلى! نحن كُنَّا أهْلَها، فأبادَنا ... صُرُوف اللَّيالي والجُدُودُ العَوَاثِرُ والصَفا أيضاً: من صفا العَيْش ونحوه، وصَفا الماءُ: ذهبَتْ كُدُورَتُه، وصفا الوَدُّ. قال ابن مالك في "مثلثه": "الصَّفَاةُ: الصخرةُ الملْساء، والصِّفات، جمع: صِفَة، والصُّفَاة: جمع صافٍ، وهو الصَادق الودِّ" (¬3). 878 - قوله: (العَلَم)، العَلَم في اللغة: العَلاَمة، والجبَل، وعلَم الثَّوْب، والعَلَم: الراية، وجمعه: أعْلاَم. والعَلَم هنا: الذي يلي الصفا، وهو عمودٌ أخْضَر بفناء المسجد الحرام (¬4)، ودار العباس. ¬
879 - وقوله: (مِن العَلَمِ إِلى العَلَم)، هما: علَمان بين الصفا والمروة، أحدهما يلي الصفا، والآخر يلي المروة. 880 - قوله: (المروة)، قال الجوهري (¬1): "الَمرْوُ (¬2): حجارةٌ بيضٌ برَّاقَةٌ تُقْدَح منها النار. [الواحدة مَرْوةٌ] (¬3)، وبها سُمِّيت المروة بمكة" (¬4). وهي المكان الذي في طَرفِ الَمسْعَى. وقال أبو عبيد البكري (¬5): "المروة: جبل بمكة معروف، والصفا: جَبَلٌ آخر بِإِزَّائِه، وبينهما قُدَيْد (¬6) ينْحَرِف عنْهُما شيئاً. والُمشَلَّل: هو الجبل الذي ينْحَدِر منه إِلى قديد وعلى المشلل كانت مناة" (¬7). قلت: أصل المروة الحجارة، وقد بوب البخاري على "الذبح بالمروة" (¬8). ¬
وقال الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (¬1). 881 - قوله: (مِن السَّعْي)، السَّعْيُ: المشْيُ والذهاب، قال الله عز وجل: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (¬2). وسَعَى إلى الشَّيْء: ذهَب إليه، وهو هذا الَمشْيُ بيْن الصفا والمروة. ¬
باب: ذكر الحج
باب: ذِكْر الحج 882 - قوله: (يومَ التَّروية)، وهو الثامن من ذي الحِجَّة، سُمِّي بذلك، لأن الناس كانوا يتَرَوَّوْنَ فيه لَمِا بَعْدُ. [وقيل: لأن إبراهيم أصْبَح يتَرَوَّى في أمْر الرُؤْيَا] (¬1)، قاله الأزهري (¬2). 883 - قوله: (مِنَى)، بكسر "الميم" وفتح "النون" مخففة، بوزن "رِبَى". قال أبو عبيد البكري: "تُذَكَّر وتؤَنَّث، فمن أنَّثَ لم يَجرْه [: أي لم يصْرِفه] (¬3)، وقال الفراء: "الأغلب عليه التذكير". وقال العرجيُّ (¬4) في تأنيثه: ليَوْمُنَا بِمنَى إِذْ نحن نَنْزِلُها ... أسَرُّ من يوْمِنَا بالعَرْج أو مَلَلِ ¬
وقال أبو دَهْبل (¬1) في تذكيره: سقَى منًى ثم روَّاه وساكِنَهُ ... وما ثَوَى فيه واهِي الوَدْق مُنْبَعِق" (¬2) وقال الحازمي (¬3) في "أسماء الأماكن": "مِنَّى - بكسر "الميم" وتشديد "النون" -: الصُّقْعُ قُرْب مكة" (¬4). ولم يُرَ هذا لغره، والأوَّل هو الصَّوَاب. ولمجنون بني عامر (¬5): وداعٍ دَعا إذ نحن بالخيف من منًى ... فَهَيَّج أطرابَ الفُؤَادِ وما يَدْرِي 884 - قوله: (طَلَع (¬6) إِلى عرفة)، المراد المكان، ويقال له: عرفة، وعرفات، سُمِّي بذلك. قيل: لأن آدم عرفَ حواءَ به. وقيل: لأن إبراهيم عرفَ رُؤياه بها. وقيل: لأنه عرف النِعْمة العظْمى بها (¬7) ¬
885 - قوله (ويَدْفَع)، بـ"الدال" (¬1)، ووجدتُ بخط القاضي أبي يعلى وغيره: "يرْفَع" بـ"الراء" من الرَّفْع (¬2). 886 - (عن بَطْن عُرنَة)، عُرنَهَ - بضم "العين" وفتح "الراء" و"النون" - قال البكري: "وبطْن عُرنَة: [هو بطْن] (¬3) الوادي الذي يقال له (¬4): مسجد عَرفَة وهي مسايل، يسيل فيها الماء إذا كان المطر، فيقال لها: الحِبَال (¬5)، وهي ثلاثة أقصاها مما يلي الموقف" (¬6). وقال الشيخ موفق الدين: [وحَدُّ عرفة]: (¬7) هي من الجبل المشرف [على عرنة إِلى الجِبَال المقابلة له] (¬8) إلى ما يلي حوائط بني عامر" (¬9). 887 - قوله: (مزدلفة)، أزْلَفُوا: اجتمعوا، قال البكري في "معجمه" عن عبد الملك بن حبيب (¬10): "جمْعُ: هي المزْدلفة، وجمْعٌ وقُزَح، والمشعر ¬
الحرام" (¬1)، وسُمِّيت "جمْعاً"، لاجتماع الناس بها (¬2). 888 - قوله: (عند المشْعَر الحرام)، المشعر - بفتح "الميم" قال الجوهري: "وكسر "الميم" لغة (¬3) فيه - وهو معروفٌ بمؤْدَلِفة، يقال له: قُزَحٌ. وتقدَّم قَبْلَه أنَّ الُمشْعَر الحرام وقزح من أسماء مزدلفة، فتكون مزدلفة كلها سميت بـ"المشعر الحرام" و"قزح" من باب تسمية لِلْكُلِّ باسم البعض، كما سمي المكان كلُّه: بدراً باسم ماءٍ به يقال له: بدْر. والمشعر: ما تَشْعُر به البَدَن من الحرام الذي يُنْسَى بِحَلاَل. 889 - قوله: (مُحَسّراً)، بضم "الميم" وفتح "الحاء"، بعدها "سين" مهملة مشدّدةً مكسورةً بعدها "راء" كذا قيَّده البكري (¬4). وهو واد بين مزدلفة ومنى. قيل: سُمِّي بذلك، لأن فيلَ أصحاب الفيل حَسَّر فيه: أي أعيا (¬5). وقال البكري: "هو واد بِجَمْعٍ" (¬6). ¬
وقال الجوهري: "هو موضْع بِمِنَى" (¬1). 890 - قوله: (حصى الجمار)، واحِدُه: حصاة، والجمار: واحدتها جَمْرَة، وهي في الأصل: حَصاةٌ، سُميِّت بذلك، لأنها تُشْبِه جَمْرة النّار، ثم سُمِّي المكان الذي تُرْمى فيه "الجمرة" باسم ما تُرْمى به، وقرأ بعضهم ذلك على بعض شيوخنا مُصَحّفاً "خَصى الحمار" بنقط "الحاء" من فوق، وإهمال "الحاء" ليُضْحِكَهُم عليه. 891 - (جَمرة العقبة)، سُمِّيت بذلك، لكَوْنها في عَقَبة. 892 - قوله: (ويُحلِّق)، أي رأسه من أَصْلِه بالمُوسِ. 893 - (أوْ يُقَصِّر)، يعني: مِنْهُ، قال الله عز وجل: {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} (¬2) وفي الحديث: "اللَّهُم اغفِر للمحلِّقين، قالوا: والمقَصِّرين ... " (¬3). 894 - قوله: (الأَنْمُلَة)، الأَنْمُلَة، واحدة الأَنَامِل: وهي الإِصْبُع. 895 - قوله: (بالأَمْس). أمْسُ: لفظةٌ بمعنى: اليوم المَاضِي، وهي مبْنِيَّةٌ ¬
على الكسر (¬1)، وبناها بعضهم على الفتح (¬2)، واحتج عليه بقول الشاعر (¬3): لقد رأيتُ عجباً مُذْ أمْسَا ... عجائِزاً مثل السَّعالي خَمسا يأْكُلن ما في رَحْلِهِنَّ هَمْسَا ... لا تَرك الله لَهُنَّ ضِرْسَا (¬4) 896 - قوله: (في مسْجِد منَى)، هو مسجد الخيف -بفتح "الخاء"- والخيْف: مَا ارْتَفع من حافة الوادي ونحوه. قال المجنون (¬5): وداع دعا إِذ نحن بالخَيْف مِن مِنَى ... فَهَيَّج أطرابَ الفُؤَادِ ومَا يَدْرِي 897 - قوله: (يُوَدِّع)، وفي الحديث: "أن عليه السلام طَفِقَ يُوَدّع الناس فسميت حجَّة الوداع" (¬6)، والودَاعُ: إحداثُ العَهْد بمَن تُفَارق (¬7). وقد ¬
وَذعَة يُوَدِّعه وداعاً، وتوْدِيعاً قال إسحاق بن خلف (¬1): - ما أَنْسَ لا أَنْسَ منها إِذْ تُودِّعُني ... ولا الدَّمع يَجْرِي على الخَدَّين بالسَّجَم (¬2) 898 - قوله: (قَبْل يوم النحر)، يوم النحْر: هو يوم الأضْحَى، سُمِّي يوم النحر، لما يقع فيه من نحر الإبل. وسُمِّي يوم الأضْحَى، لما يقع فيه من الأَضَاحي. 899 - قوله: (أهَلَّتْ بالحَجِّ)، أهَلَّت: تكلَّمتْ به: أي لَبَّت به في إحرامها به، وأهَل المولود، واسْتَهَلَّ: إذا خرج صَارخاً. قال البخاري: (أهَلَّ بالحج: تكَلَّم به) (¬3). والمراد من كلام الشيخ: أحرَمت به. 900 - قوله: (إلى التَّنْعيم)، قال صاحب "المطالع": "هو من الحِلِّ، بيْن مكة وسَرِفٍ، عن فرسخين من مكة. وقيل: على أربعة أميال (¬4)، وسُمِّي بذلك، لأن جبلاً عن يمينه، يقال له: نعَيمٌ، والآخر عن شماله، يقال له: نَاعِمٌ. والوادي: نَعْمَان بفتح "لنون" (¬5). ¬
قال مجنون بني عامر (¬1): ألا يا حَمَامَيْ بِطْن نَعْمَان هجْتُما ... عليَّ الهَوَى لمَّا تَغَنَّيْتُما لِيَا وقال أيضاً (¬2): نُسَائِلُكُم هل سَال نَعْمَان بعْدَنَا ... وحُبَّ إلينا بطنُ نَعْمَانَ وادِيا والتنعيم أيضاً: مصدر تَنعَّم يتَنَعَّمُ تَنْعيماً (¬3). 901 - قوله: (لأهل السِقاية)، السِقاية - بكسر "السين" -: مصدر كالحماية، والرعاية، مضاف إلى المفعول. وأهل سقاية الحاج: هم القائمون بها (¬4)، وكان العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه يلي ذلك في الجاهلية والإسلام، فمن قام بذلك بعده إِلى الآن فالرُخْصة له. وفي الحديث: "أنه عليه السلام أتى أهل السقاية فقال: اعملوا فإنَّكُم على عَمَلٍ صَالِحٍ، وقال: لوْلاَ أن يغلِبَكُم الناس لنزلتُ ضُحًى أَضَع الْحَبْل على هذه" (¬5) يعني: كتِفَه. ¬
952 - قوله: (الرعَاء) (¬1)، بكسر "الراء" ممدود: جمع راعٍ، كـ "جائعٍ" وجِيَاعٍ، ويجمع على رُعَاةٌ، كـ "قاض" وقُضاة، وعلى رُعْيَان، كـ "شَابٍ" وشُبَّان (¬2). ¬
باب: الفدية وجزاء الصيد
باب: الفِدْيَة وجزاءُ الصيد قال الجوهري: "فدَاة وفَادَاهُ: إِذا أَعْطَى فِدَاءَهُ، فأنْقَذَة وفداة بنَفْسِه وفَدَّاه ... إِذا قال لَة: جُعِلْتُ فِدَاءَك" (¬1) والفِدْية والفِدَاء والفَدَى، كلُّه بمعنًى واحدٍ. إِذا كسر أوله: يُمَدّ ويُقْصَر، وإذا فتح أَوَّلهُ: قصِر (¬2). وحكى صاحب "المطالع" عن يعقوب: "فِدَاءك ممدوداً مهموزاً مُثلَّث "الفاء" (¬3)، وفي الحديث: "آِرْمِ فِدَاكَ أبي وَأُمِّي" (¬4)، وفي حديث أبي بكر (¬5) ¬
"فِدَاءٌ له أبِي وأمي" (¬1) 903 - (وجزاءُ الصَّيد)، بالَمدِّ والهمز: مصدر جَزَيتُهُ جزاءً بما صَنَع. قال أبو عثمان في "أفعاله": "جَزَى الشَّيْءُ عَنْكَ وأجْزَى: إِذا قام مَقَامك ... وقد يُهْمَز" (¬2) و (الصَّيْدُ)، يُذْكَرُ في كتابه (¬3) إنْ شاء الله. 904 - قوله: (فصاعداً)، لَفْظَةٌ تُسْتَعْمَل بمعنى: "فأكثر". 905 - قوله: (شَعَرةً)، بفتح "العين" على وزن "بَرَرَة"، ويجوز سكون "العين" على وزن "جَمْرَة". 906 - قوله: (الَمخِيط)، بفتح "الميم" وكسر "الخاء" المعجمة، وسكون "الياء" و"طاء" مهملة: وهو المخيط بالخيوط ونحوها (¬4). 907 - قوله: (اللِّباس)، اسم مَصْدَر من قولك: لَبِس لِبَاساً. 908 - قوله: (منْ صَيْد الَبرِّ)، ضد البَحْر، قال الله عز وجل: (وحُرِّم عليكم صيْد البَرِّ) (¬5)، وليس المراد صيْد البَريَّة فقط، فإن الصيد لو كان في قريةٍ، أوْ بِنَاءٍ حُرِّم قَتْلُه. والمراد بالَبَرِّ. ما ليس بِبَحْرٍ (¬6)، ولهذا يقال: البَرُّ والبَحْرُ. ¬
909 - قوله: (بنَظِيره)، أي بمثله (¬1). ونظيرُ الشيْء: هو المُقَاوِمُ لَهُ في خِلْقَتِه وصفته. 910 - قوله: (من النعم)، هي الإبل، والبقر والغنم (¬2). وفي الحديث: "أن عمر قال: وإِيَّاي ونَعَم ابن عَوف ونعم ابن عفان" (¬3). وجمع النعم: أنعام، قال الله عز وجل: {عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (¬4). 911 - قوله: (دَابَّةً)، كُلَّ ما دبَّ على الأرض فهو دابَّةً قال الله عز وجل: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا} (¬5)، وجمعها: دَوَّابٌ، والمراد بها في كلام الشيخ: غير الطَيْر (¬6). 912 - قوله: (وإنْ كان طائراً)، الطائرُ: خبر كان: أي وإِنْ كان المقتول طائراً. والطائرُ: كلُّ ما طار يقال لَهُ: طائِرٌ وطيْرٌ (¬7)، وجمعُه: طيُورٌ، ¬
وطارَ واسْتَطَار، فهو طائِرٌ. 1913 - قوله: (بقِيمَتِه)، القيمةُ ما يُساوي من ذَهبٍ، أوْ وَرِقٍ، أو غيرهما. 914 - قوله: (نعامةً)، النعامةُ: بفتح "النون" مخففة. قال الجوهري: "والنعامة: [من] (¬1) الطيْر يُذَكَّر ويؤَنَّث، والنعامُ: اسمُ جِنْسِ كحمامٍ (¬2) وحمامةٍ" (¬3). وقال الشَمَّاخ (¬4): - فمنْ يَسْع أو يَرْكَب جَنَاحَيْ نَعَامةٍ ... ليُدْرِك ما قَدَّمْتَ بالأمْسِ يُسْبَقُ (¬5) 915 - قوله: (بدنَةٌ)، وهي الناقة، وُيسَمَّى الذكر أيضاً: بَدَنة، وجمعها: بُدْن قال الله عز وجل: {وَالْبُدْنَ} (¬6). 916 - قوله: (أو حمامة)، الحَمامةُ: تطلق على الذكر والأنثى، وهي بفتح "الحاء" المهملة. قال تَوْبة (¬7)، ورُبَّما نُسِب إِلى المجنون (¬8). ¬
حمامةَ بطْن الوَادِيَيْن تَرَنَّمِي ... سَقاكِ من الغُرِّ الغَوَادِي مَطِيرُها وجمْعُها: حمامٌ. قال المجنون (¬1): - ألاَ يا حمامَ الطّلْح. إنْ كُنْتَ باكيا ... قُم الآن فاهْتَج أنَّنِي قد أَنا لِيَا وربَّما ذُكِّرَ مُفْرَدُ الحَمام، فقيل: حمامٌ، وطيْرُ حَمَامٍ. قال المجنون (¬2): ألا يا حمامي بَطْن نَعْمَان هِجْتُما ... عليَّ الهوى لمَّا تَغَنَيْتُمَا لِيا وأبْكَيْتُماني وَسْطَ صَحْبِي ولم أكُن ... أُبالي دُمُوع العَيْن لو كنتُ خَالِيا ولو التذكير، لقال: ألا يا حَمَامَتَيْ. ويجاب عنه: بأنه أراد جِنْسَيْ حَمَام، ولم يُرِدْ طيرين الحمام، والجِنْسُ مُذَكَّرٌ. قال جماعة من أصحابنا: "والحمامُ: كُلُّ ما عَبَّ وهَدَر" (¬3). وقال الكسائى: "كل مُطَوَّقٍ حَمَام" (¬4). قال بعض أصحابنا: "هو يَشْرُب الماءَ عبّاً، كما تَعُبُّ الدَّواب" (¬5) ويهْدُر بصوته". ¬
917 - قوله: (كَمْ يَجِيءُ)، بفتح "الياء" وكسر "الجيم" مهموز. 918 - قوله: (موسراً [كان أو] (¬1) مُعْسِراً)، الُموسِرُ: صاحب اليَسار (¬2). وقد أَيْسَر يَساراً، فهو مُوسرٌ. والمُعْسِرُ: صاحب العُسْرة. قال الله عز وجل: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (¬3) سُمِّي مُعْسِراً، لعُسْرِ ما هو فيه من الأمر. قال الله عز وجل: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (¬4). 919 - (وإذا أحْرَمَتْ المرأةُ لواجبٍ)، أي: من الحَجِّ والعمرة (¬5)، وقد روى: "بواجبٍ". 920 - قوله: (فَعَطِبَ دون مَحِلِّه)، عَطِبَ الحَيوانُ ونَحْوُهُ: إِذا تَلِف بآفَةٍ، إِمَّا في نفسه، أوْ في بعْض أعْضَائِه بما يَمْنَغه من الحركة كالكَسْرِ ونَحْوَ ذلك. و(دون مَحِلِّه)، بفتح "الميم" وكسر "الحاء" المهملة: أي المكان الذي يحصل فيه الحِل. قال الله عز وجل: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (¬6). 921 - قَوله: (إلاَّ مَنْ أصَابَهُ أذىً من رَأْسِه)، كالقَمْل ونَحوه من وَجَعٍ ¬
وغيره، قال الله عز وجل: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ} (¬1)، قال كعبُ بن عُجْرة (¬2): "نزلتْ فِيَّ خاصة، وهي لكُم عامة، حُمِلْتُ إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والقمل يتناثر على وجهي، فقال: أيُؤْذِيكَ هَوَامُك؟ قلتُ: نَعَم، فقال: احْلِق وَصُم ثلاثة أيامٍ، أوْ أَطْعِم سِتّة مساكين وانْسُك نَسِيكةً" (¬3). والأذى: كُل مَا يُؤْذَى به. قال الله عز وجل {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} (¬4)، وفي الحديث: "فَغَسَل ما به مِنْ أَذى" (¬5). ¬
كتاب: البيوع، وخيار المتبايعين
كتاب: البيوع، وخِيَارُ المتبايعين كذا في بعض النسخ (¬1)، وفي بعضها: باب خِيار الُمتَبايعين. والبُيُوع: جمع بَيْع، قال اللة عز وجل: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (¬2)، وهو مصدر بِعْتُ يقال: بَاع يبِيعُ بمعنى: مَلَّكَ، وبمعنى: اشْتَرى (¬3)، وكذلك: شَرَى يَشْرِي يكون للمَعْنَيَيْن (¬4). وحكى الزجاج وغيره: "باع وأباع بمعنًى واحدٍ" (¬5). وقال غير واحد من الفقهاء: واشتِقَاقُه من البَاع، لأن كلُّ واحدٍ من الُمتَعَاقِدَيْن يمُدُّ باعَهُ للأخْذِ والإِعْطَاءِ (¬6). ¬
وهو ضعيفٌ لوجهين: أحدهما: أنه مصدر، والصحيح أنَّ المصادر غير مشتقة، والثاني: أنَّ البَاعَ عَيْنه "واو"، والبيع عينه "ياء" [و] (¬1) شَرْط صِحّة الاشْتِقَاق موافَقَة الأَصْل والفَرع في جميع الأصول. وقال بعضهم: هو مُشْتَقٌ من البُوعُ (¬2). وقال السَامُرِّي في "المستَوْعِب": "البيع في اللغة: عبارةٌ عن الإيجاب والقبول إِذا تناولَ عيْنَيْن، أو عيناً بثَمَنٍ، ولهذا لم يُسَمُّوا عقد النكاح والإجارة بيعاً (¬3). قال: وهو في الشرع: عبارة عن الإيجاب والقبول، إِذا تَضَمَّن مالين للتمليك" (¬4). قال صاحب "المطلع": "وهو غير جامع لخروج البيع بالمعاطاة منه، ولا مانع، لدخول الربا" (¬5)، لأنه مبادلة المال بالمال. وقال الشيخ في "المقنع": "هو مبادلة المال بالمال لغرض التَّملك" (¬6)، ويرد عليه القرض (¬7)، فقيل: "على الوجه الصحيح". والأجود أن يقال: ¬
"مبادلة المال بالمال على الوجه المشروع" (¬1). ويقال: بائع وبَيِّعٌ، وُيطْلَق على المشترى أيضاً، فيقال: البائعان والبيِّعان. والَمبِيعُ: اسْمٌ للسِلْعَة نفسها، وبنو تميم يُصَحَّحون مفعولاً معتل "العين" فيقولون: مبْيُوع بـ "الياء". وقال الشاعر: قدكان قومك يحْسِبُونَك سيِّداً ... وأخَالُ أَنَّك سيد معْيُونُ (¬2) والمحذوف من "مَبِيعٍ": الواو: الزائدة عند الخليل، وعند الأخفش (¬3): المحذوف عين الكلمة (¬4). 922 - قوله: (خيار المتبايعين)، الخيارُ: اسم مَصْدَر من اخْتَار يَخْتَارُ اخْتِيَاراً، وهو أخْيَر الأَمْرَيْن من إِمْضَاء البَيْع وفَسْخِه (¬5). وفي الحديث: ¬
"كل واحدٍ منهما بالخِيار" (¬1) وفي حديث آخر: "إِلَّا بَيْعَ الخِيَار (¬2)، وفي رواية: "إلا أنْ يكونَ البَيْعُ بَيْعَ خِيَار" (¬3). وقال الله عز وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} (¬4)، وقال: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} (¬5). والخيار أيضاً: الخيار المأكول، وما يفرق به بينهما، أن واحد المأكول: خيارة، وواحد الخيار من الاختيار: خيرة. 923 - قوله: (السِّلعة)، السلعةُ: الُمبَاعُ كائناً ما كان. 924 - قوله: [فَسْخً] (¬6)، الفَسْخُ: مصدر فَسخَ العقْدَ يَفْسَخُه فَسْخاً، إِذا أَبْطَلَهُ. 925 - قوله: (بِعَيْبٍ)، [العَيْبُ] (¬7): النقصُ، قاله الشيخ في "المقنع" ¬
وغيره (¬1). وقال صاحب "المطلع": "هو الرداءة في السِّلعة" (¬2)، وقد عابَ يَعِيبُ عَيْباً، إِذا كان فيه شَيْءٌ يُنْقِصُ الثَمن. 926 - قوله: (والخِيارُ يَجُوز أكثر مِنْ ثَلاَث)، يعني: خِيَار الشرط. والخِيَارُ في البيع: سَبْعَة أقسام: خِيَارٌ المجلس: وهو الذي ذَكَرهُ المُصنِّف في الباب كُلِّه (¬3)، وخيار الشرط: وهو هذا الذي ذكَره هنا (¬4)، وخيار الغَبْن (¬5)، وخيار العيب (¬6)، وخيار التولية (¬7)، [و] (¬8) المشاركة (¬9)، ¬
والمرابحة (¬1)، ونحو ذلك (¬2)، وخيار التدليس (¬3)، وخيار اختلاف المتبايعين (¬4). وغالب هذه الأقسام توجد في كلام الشيخ، في هذا الباب وفي غيره. ¬
باب: الربا والصرف وغير ذلك
باب: الربا والصرف وغير ذلك 927 - (الربا)، مقصورٌ، وأَصْلُه: الزيادة، قال الجوهري: "رَبَا الشيءُ يَرْبُو رَبْواً: إذا (¬1) زاد" (¬2). والربا في البيع هذا لَفْظُه، قال صاحب "المطلع": "ولم يقل: "وهو كذا"، لكونه معلوماً" (¬3). قال الله عز وجل: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} (¬4)، وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} (¬5)، وقال: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} (¬6)، وقال: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} (¬7). وُيثَنَّى: رِبَوَان، ورَبِيَان، وقَدْ أَرْبَا الرجل: إذا عامل بالربا، وهو مكْتُوبٌ في المصحف بـ "الواو". ¬
وقال الفراء: "إِنَّما كَتَبُوه (¬1) كذلك، لأنَ أهْل الحجاز تعلموا الكتابة من أهل الحيرة (¬2) ولغتهم "الرِبَو" فعفَموهم صورةَ الحَرْف على لُغَتِهم، وإِنْ شِئْتَ كتبته بـ "الياء"، أو على ما في المصحف، أو بـ "الألف" حكى ذلك الثعلبي" (¬3). 928 - قوله: (والصَّرفُ)، عطفٌ على الربا - ويقال له: الرَبْيَة مخفَّفة -: وهو بيع الذهب بالفضَّة، والفِضَّة بالذهب. قال صاحب "المطلع": "وفي تسميته صرفاً [قَوْلاَن] (¬4): - أحدهما: لصَرْفِه عن مقتضى البياعات من عدم جواز التفرق قبل القبض، والبيع نساء. [والثاني: مِن] (¬5) صَرِيفهما، وهو ما يُتْرَك (¬6) منهما في الميزان" (¬7). ويحتمل أن يكون سُمِّي صرفاً، لأنَّ كلّ واحدٍ يأخذ العِوَض، وينصرف ¬
سريعاً، بخلاف غيرهما من الَمبِيع، فإِنَّه ربَّما كان ثقيلاً يحتاج إِلى نَقْل، فلا يَحْصُل الانصراف فيه عَقِبَ العَقْد. 929 - قوله: (وغير ذلك)، مجْرورٌ بالعَطْف. 930 - قوله: (وكلُّ ما كِيلَ)، والكَيْلُ: معروفٌ، [وهو] ما يُقَال به، وقد كَالَ يَكِيلُ كَيْلاً، والَمكايِيلُ مختلفة، وإِنَّما يُراد منها مِكْيَال النبي - صلى الله عليه وسلم - وَمُدُّهُ، وهو رِطْلٌ وثُلُث بالعراقي، وثلاَثُ أَواقٍ وثلاثة أسْبَاع أُوقِية بالدمشقي (¬1). والعِبْرَة بالَمكِيل في رمَن النبي - صلى الله عليه وسلم -، من ذلك، البُرُّ، والشعير، والتَمْر ونحوها ممَّا لَمْ يكُن في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - كيل فبِعُرف بَلَدِه. 931 - قوله: (أوْ وَزْنٍ)، الوزْنُ: معروفٌ، والَميزانُ: ما يُوزَن به، قال الله عز وجل {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} (¬2)، وقال: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (¬3). قال البخاري: "كَالُوا لَهُم، أوْ وَزَنُوا لَهُم" (¬4)، وفي الحديث: "وَزْناً بوَزْنِ" (¬5) ¬
932 - قوله: (التَفاضل)، هو زيادة أحَدِهما على الآخر، وقد فَضَلَ يَفْضُل تفَاضُلاً، فهو فاضِلٌ: إِذا زَادَ عليه. 933 - قوله: (جِنْساً)، الجِنْسُ: ما لَة اسْمٌ خاصٌ يشْتَمِل أنْوَاعاً كـ "البُرِّ" و"التَّمْر" و" اللَّحْم " ونحوها. وجمْعُه: أجْنَاس (¬1). 934 - قوله: (نَسيئَةً)، النَسِيئةُ، والنَساءُ باَلمدِّ، قال الله عز وجل: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} (¬2)، والنَّسِيئَة: التَّأْخِيرُ، نَسَأْتُ الشَّيْءَ وأَنْسَأْتُهُ: أَخَّرْتة، وحيث جاء النّساءُ في الكتاب، فهو باَلمدِّ، لا يجوز قَصْرُه. 935 - قوله (¬3): (والرَّطِبْ)، الرَّطْبُ: ما فيه الرّطُوبَة من جميع الثمار من نَخْلٍ أو غيره ولذلك سُمِّيَ الرُّطَب رُطَباً، فَرُطَب النَخْلُ يقال لَة: رُطَب، بضم "الراء" وفتحها (¬4)، وكذلك غيره كـ "العِنَب" و"التِّين" و"التُّوتُ" ونحو ذلك من سائر الثمار، وهو في الأصل ضد اليَابِس. قال الشاعر (¬5): كأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْر رَطْباً ويَابِساً ... لَدَى وَكْرِهَا العُنَّابُ والحشَفُ البَالِي 936 - قوله: (بِيَابسٍ)، اليَابِسُ: ما فيه اليُبُوسَة، وقد يَبِسَ يَيْبَسُ يَبْساً وُيبُوسَةً، فهو يابسٌ: إِذا ذَهَبَتْ الرطُوبةُ منه. ¬
937 - (إِلَّا العَرَايا)، العَرايا: جمع عَرِيَّة فعيلةٌ بمعنى مفْعُولَة، وهي في اللُّغة: كلُّ شَيْءٍ أُفْرِدَ من جُمْلَة. قال أبو عبيد: "مِنْ عَراهُ تَعْرِيةً، إذا قَصَدَهُ" (¬1). قال صاحب "المطلع": "ويُحْتَمل أنْ تكون فعيلة بمعنى فَاعِلة، من عَرِيَ يَعْرَى، إِذا خلع ثِيَابَه، كأَنَّها عَرِيَتْ من جُمْلَة التحريم: أي خَرجت" (¬2). قلتُ: وهي في اللّغة أيضاً: ما يُعْرَى من النخل. قال الشاعر (¬3): ليْسَت بِسَنْهَاءَ ولا رَجْبِيَّةٍ ... ولكن عَرايَا في السِّنين الخَوَالِفُ قال جماعة من أصحابنا منهم الشيخ: "العرايا: بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر خرصا لمن به حاجة إلى أكل الرطب ولا ثمن معه" (¬4). وقال ابن عقيل: "بيْعُ رطَب في رؤوس نخله بتمر كَيْلاً" (¬5)، وهذا على الصحيح في المذهب، مِنْ أنَّ العَرِيَّة مختصة بالرُّطَب بالتمر دون سائر الثِمار (¬6). ¬
وفي صحيح البخاري أظن عن ابن عمر أنه سئل عن معنى العَرِيَّة قال: "هي نَخْلاَتٌ كانت توهَب للفقراء ثم يتَضَرَّر أهل النخل بدُخُولِهم عَلَيْهم، فرخَّص لهم أنْ يَبْتَاعُوا ذلك منهم بِخَرصِة من التَّمر" (¬1). 938 - قوله: (والتُّمور)، جمع تَمْرٍ، على وزن نُمُور ونَمْرٍ. 939 - قوله: (اللَّحمَان)، جمع لَحْمٍ، على وزن سَهْمَانِ وسَهْم. 940 - قوله: (ليس بِدَخِيلٍ)، الدخيل والدَخْل: ما دخَل على الشَّيْء من غيره وقد دخَلَ يَدْخل، فهو دَخِيلٌ، ودَخْلٌ، ودَاخِلٌ، قال الله عز وجل: {دَخَلًا بَيْنَكُمْ} (¬2). 941 - قوله: (كالوضُوح في الذهب)، الوُضُوح: البياضُ، وقد وضَحَ: صَارَ به وَضَحٌ، وفي حديث أُوَيس: "كان به وضَحٌ فتَرى منه الأقْدَارَ الدِّرْهَم" (¬3) أي بياضٌ. قال الجوهري: "الوضَحُ: الدِّرْهَم الصحيح ... والوضَحُ: الضوء والبَيَاض. قال: وقد [يُكَنَّى عن البَرَص بالوَضَح] (¬4)، قال: ¬
والوضَّاحُ [أيضاً] (¬1): الرجل [الأبْيَض بِحُسْنِه] (¬2) (¬3). 942 - قوله: (والسَّوَادِ في الفِضَّة)، السَّوَادُ: معروفٌ، وهو عَيْبٌ في الفِضةِ، كما أنَّ البَيَاض في الذهب عَيْبٌ. 943 - قوله: (حتى يَتْمَر)، أي حتى يصيرَ رُطَبُها تَمْراً. ¬
باب: بيع الأصول والثمار
باب: بيع الأصول والثمار 944 - (الأُصُول)، جَمْع أصْلٍ: وهو ما تَفرّع عليه غيرُه. وقيل: ما احْتِيجَ إِليه. وقيل: ما بُنِيَ عليه غيره وقيل: ما مِنْه الشَّيْءُ، قيل: غير ذلك (¬1). وهي ها هنا الأشْجَار، والأَرَضُون (¬2). 945 - (والثمار)، جمع ثَمَرٍ، كـ "جَبَلٍ " وجِبالٌ، وواحِدُ الثَّمر ثَمَرةٌ، وجمع الثِّمَار: ثُمُرٌ، كـ "كتَابٍ" وكُتُبُ، وجمع الثُمُر: أثْمَارٌ، كـ "عُنُقٍ" وأعْنَاقٍ، ف "ثَمَرةٌ "، ثم " ثَمَرٌ"، [ثم " ثِمَارٌ"، ثم " ثُمُرٌ"] (¬3)، ثم " أثْمَارٌ"، فهو رابع جَمْع. 946 - قوله: (مُؤبَّراً)، أبَر النخل، يأبرُهُ أبْراً، والاسم: الإِبَار، فهو آبرٌ، والنخل: مأْبُورٌ، وأبَّر - بتشديد "الباء" - تأبيراً فهو مُؤَبِّرٌ. والنخل: ¬
مُؤَبَّرٌ، وأصل الإِبَار: التلقيح (¬1): وهو وَضْعُ الذَكر في الأنثى. وفسر الشيخ رحمه الله التأبير: بالتَّشَقُق (¬2). والتأبير، لا يكون حتَى يَنْشَق الطلع، وهو وعاء العنقود، ولما كان الحكم مُتَعَلِّقاً بالظهور بالتِّشَقق بغير خِلاَفٍ (¬3)، فسَّر التأبيرَ به، فإنه لو تشقق طَلْعُه، ولم يُؤَبِّر، كانت الثمرة للبائع. وقد تابع الُمصَنِّف على ما فَسَّر به، جماعةً من أصحابنا كصاحب "المغني" وغيره (¬4). 947 - قوله: (طَلْعُهُ)، هو وِعَاءُ العُنْقُود. قال ابن مالك: "الطَّلعُ: معروفٌ والطَّلْع - بالفتح والكسر -: المكان المشرفُ الذي يُطَّلَعُ منه، والطلع - بالكسر وحده -: الحَيَّة، وما يتَشَوَّفُ إلى الاطِّلاع عليه، والطُّلْع: جمع طِلاَعٍ: وهو مِلْءُ الشَّيْءِ" (¬5). 948 - قوله: (مَتْروكةٌ) (¬6)، وَرُوِي "مَتْرُوكاً"، يعني: الثَّمر الذي هو جمْع الثَمَرة وروي: "فالثَمر للباثِع مَتْرُوكاً". 949 - قوله: (إلى الجَذاذ)، الجِذَاذ - بفتح "الجيم" وكسرها بـ "الدال" ¬
المهملة والمعجمة - عن ابن سيدة، كله: "صَرامُ النَّخْل" (¬1). قال ابن مالك في "مثلثه": "الجِدادُ - بالفتح والكسر -: مترام النخل، والجَديدُ ضِدُّ القَدِيم، وذو الحَظِّ من الناس، ووَجْة الأرْض، وأحدُ الجَدِيدَيْن: وهما اللَّيْل والنهار. والجَدُودُ: النَّعْجَة القليلة اللَّبَن، وجَدُودٌ (¬2) أيضاً: موضِعٌ" (¬3). قلت: في الجِذَاذ لغاتٌ، فتح "الجيم"، "دالين" مهملتَيْن، وفتحها بـ "ذالين" معجَمَتَيْن، وفتحها، وإِهمال الأولى وإِعجام الثانية ثلاث لغات، وكسرها بمهملتين ومعجمتين، وإعجام الثانية وإهمال الأولى هذه سِتُّ لُغَاتٍ. 950 - قوله: (الشَّجَر)، بـ "شين" معجمة مفتوحة، و"جيم" مفتوحة: واحِدُةُ شجرة، كـ "ثَمَرٍ" وثَمَرَةٍ، ومِنْ خَطَا العامة: قول ذلك بـ "السين" المهملة. 951 - قوله: (بادٍ)، أي: ظَاهِرٍ، وقد بَدَا يَبْدُو: إِذَا بانَ وظَهَر. قال الشاعر (¬4): بدَا لي منها مِعْصَمٌ حين جَمَّرَتْ ... وكَفٌّ خَضِيبٌ زُيِّنَتْ بِبَنَان ¬
وقال مالكِ بن حريم الهمداني (¬1): أَنُبِّئتُ والأَيام ذاتَ تَجَارُبٍ ... وتُبْدِي لك الأيام ما لَسْتَ تَعْلَمِ (¬2) قال بعضهم: يقال: بَدَا يَبْدُو غير مهموز (¬3). 952 - قوله: (صلاَحُها)، هو أنْ تَصْلُح لما يُرَادُ منها، وفي الحديث: "نَهى عن بَيْع الثمرةِ حَتَّى يَبْدُو صلاَحُها" (¬4)، والصَّلاَح: ضِدُّ الفَسَاد. 953 - قوله: (على التَرْك)، أي: تَرْكِهَا على أُمِّها (¬5)، وقد ترك الشَّيْءَ يَتْرُكُه تركاً: إِذا لَم يأخذه في الحال، أو أهْمَلهُ بالكُلِيَّة. 954 - قوله: (على القطْع)، يعني: قَطْعُ ثَمَرها في الحال، وقد قَطَع الثَمر وغيره يقْطَعُه قَطْعاً: إِذا أخذه عن أُمِّه. 955 - قوله: (الحُمْرة والصُفْرة)، الحُمرة: اللَّوْن الأحْمَر، وقد احْمَرَّ الشَّيْءُ يَحْمَرُّ حُمْرةً واحْمِرَاراً، وكذلك الصُّفْرة: من اللَّوْن الأَصْفَر. ¬
1956 - قوله: (كَرْمٍ)، قال الجوهريُّ: "الكَرْمُ: كَرْمُ العِنَب" (¬1)، وقال القاضي عياض في "المشارَق" في النهي عن بيْع الكَرْمِ بالزبيب (¬2): "وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنْ يُقال للعِنَب: الكَرْم" (¬3). فيكون هذا الحديث قبل النهي عن تَسمِيَته كَرْماً، وسَمَّت العَرب العِنَب كَرْماً، والخَمْر كرماً، أمَّا العِنَب: فَـ "لِكَرَمِ ثَمرَتهِ (¬4)، والاستظلال بِظلِّها، وكثرة حَمْلِها وَطِيبِه وتَدليه للقَطْف، ليس بذي شَوْك ولا سَاقٍ، ويُؤْكَلُ غَضّاً طَرِياً، وزَبِيباً يابساً، ويُدَّخَر للقُوت، ويُتَّخَد شَراباً. وأصْلُ الكَرْم: الكَثْرة، والجمْع للخَير، ومنه سُمِّي الرَّجل كَريماً، لكثرةِ خِصال (¬5) الخَيْر فيه، ونَخْلَةٍ كريمةٍ لكثرةِ حَمْلِهَا. وأمَّا الخَمْر، فَلِأَنَّها كانت تَحُثُّهُم على الكَرَم والسَّخَاء [وتطْرُد الهُمُومَ والفِكْرَ] (¬6)، فلَما حرَّمَها الله تعالى (¬7) [نفى الرسول - صلى الله عليه وسلم - اسْم الكَرْم عنها، لما فيه من الُمتَع] (¬8) ¬
لِئَلاَّ تَتَشوَّق إِليها النُّفُوسُ التي قد عَهِدَتْها" (¬1). قيل: وكان اسمُ الكَرْم ألْيَق باُلمؤْمِن، وأعْلَق به لكثرة خَيْره ونَفْعه، واجتماع الخِصَال المحمودة فيه من السخاء وغيره، فقال: "الكرم: الرجل المسلم" (¬2)، وفي رواية: "إِنَّما الكَرْمُ قَلْبَ الُمؤْمِن" (¬3). ويقال لواحِدَة العِنَب: كَرْمَة. قال حسان رضي الله عنه (¬4): إِذا مِتُّ فادفِنُونِي إِلى جَنْبِ كَرْمَةٍ ... تُرْوِي عِظَامِي في المماتِ عُرُوقُها 957 - قوله: (أن تَتَمَوَّه)، قال الأزهريّ: "تَمَوُّهُ العِنَب: هو أن يَصْفُو لونه، وَيظْهَر مَاؤُه، وتذهب عُفُوصَة [حُمُوضَتِه] (¬5) ويسْتَفِيدُ شيئاً من الحلاوة، فإِنْ كان أَبْيَض: حَسُنَ قِشْرُه الأعْلى، وضَرَب إِلى البَيَاض، وإِن كان أسْود [فَحِينَ يُوَكَتُ] (¬6) ويظْهر فيه السَّواد" (¬7). 958 - قوله: (النّضج)، بضم "النون" وفشحها: مصدر نَضِجَ يَنْضُجُ ¬
نُضْجاً، ونَضْجاً، فهو ناضِجٌ ومُنَّضج ونَضِيجٌ: إِذا أدْرَك. قال الله عز وجل: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} (¬1)، وفي الحديث: "فنَأْكُل لَحْماً نَضِيجاً" (¬2) بالتخفيف، وفي رواية: "نَضِّيجاً" (¬3) بالتشديد. 959 - قوله: (القِثَّاء)، بكسر "القاف": واحِدُة قِثَّاءَة، وفي الحديث: "أنه كان يأْكل القثَاء بالرُّطَب" (¬4)، ويقال لصغار القِثَّاءِ الضَغَابِيس (¬5)، وطبْعُه بَارِدٌ رَطْبٌ، أقلُّ غِلظاً وبَلْغَماً من الخِيار. 960 - قوله: (والخِيار)، بكسر "الخاء" واحِدهُ: خِيارة (¬6)، ليس له ذِكْرٌ في الحديث وهو بَارِدٌ رَطْبٌ كثير البَلْغَم ردئٌ للمعدة عسير الهَضْم. 961 - قوله: (والباذِنْجَان)، بكسر "الذال" المعجمة، واحِدُهُ: باذِنْجَانَة، وما ورد فيه أنه عليه السلام قال: "البَاذِنْجَان لمِا أُكِل لَهُ "موضوعٌ، ¬
لا يُعَوَّل عليه (¬1)، وهو حارٌّ يابس (¬2) مُوَلِّدٌ للسَوْدَاء رديءٌ للمعدة يُضْعِف العَصَب. 962 - قوله: (إِلا لَقْطَةً)، اللَّقْطَةُ: لَقْطُ الشَّيء، وهو جَمْعُهُ، يقال: لقطَهُ يَلْقُطه لَقْطاً: إِذا جمعَهُ، ومنه قيل: اللُّقَّاط، ومنه سُمِّيت اللُّقَطة، لأنه يلتقطها. 1963 - قوله: (الرَطبة كُلِّ جَزَّة) (¬3)، الرَطبةُ: هي البقول التي تُجَزُّ في حال اخْضِرَارها قبل اليَبْس، سُمِّيت رطبةٌ لذلك كـ "الكُسْبُرَة" (¬4) و" النَعْنَع" (¬5)، و" القُرْط" (¬6) ونحو ذلك. ¬
و (الجِزَّةُ) - بكسر "الجيم" -: ما تُهَيَّأُ لأن تُجَزُّ، ذكره ابن سيدة (¬1). والجَزَّة - بالفتح -: المرَّة. قلت: بل يَجُوز في المجْزُوز منه "جَزَّة" بفتح "الجيم"، وهو الذي حَفِظْنَاهُ عن شيوخنا وعرفناه منهم قديماً وحديثاً. 964 - قوله: (والِحَصاد)، الحَصادُ - بفتح " الحاء" وكسرها -: قطع الزرع يقال: حَصَد يَحْصِدُ ويَحْصُدُ حصاداً. 965 - (حائطاً)، الحائِطُ: البستان الَمحُوطُ، سُمِّي حائطاً، لما يبنى عليه من الحَوائِط، وهي الحيطان، وفي حديث عمرو بن العاص (¬2): "ثم استقبل الحَائِط" (¬3). 966 - قوله: (الجَائِحة)، الجَائحة: الآفة التي تُهْلِك الثِمار والأموال وتَسْتَأصِلُها (¬4). وجَمْعُها: جوائحٌ، وجَاحَ الله المال، وأجَاحَهُ: أهْلَكَهُ والسَنَةُ كذلك (¬5). ¬
967 - قوله: (والتَّوْلِية)، مصدر وَلَّى تولية كعَلَّى تعلية، والأصلُ في التَّولية: تَقْلِيدُ العَمَل، يقال: وَلّى فلان القضاءَ والعملَ الفُلاَني، ثم اسْتُعْمِلت التولية هنا (¬1)، بأن يُعْطِيه الَمبِيع بما أخَذهُ (¬2). 968 - قوله: (الِإقالة)، قال ابن دَرسْتَويه (¬3) "الِإقالة في البيع: نقْضُه وإبْطَالُه" (¬4). قال الفارسي (¬5): "معناه: أَنَّك ردَدْت عليه ما أخذْتَ منه، ورَدَّ عليك ما أخذ مِنْك" والأفصح: أقَالَهُ، ويقال: قَالَهُ بغير "ألفٍ" ذكرها أبو عبيد، وابن القطاع، والفراء (¬6)، وقطرب. وقال أهل الحجاز: يقولون: قِلْتُ فهو مَقْيُول، ومَقِيلٌ. قلتُ: ما ذَكَرُوه من مَعْنَى الإِقالة، لعلَّه معناها الشرعي، وإِلاَّ فَأصْل ¬
الإِقالة من أقَالَة الأمر، إِذا لم يُؤَاخِذه به، وأقالَهُ الله عثَراتِه، فكأَنّه لما ندم على البيع وأخْذِه، أقاله صَاحِبُه منه، ولم يؤاخذه به. قال الشاعر (¬1): لَئِن عادَ لي عبد العزيز بمثلها ... وأمكَنَني منها إِذاً لا أُقِيلُهما * مسألة في الإِقالة: هلْ هي فسخٌ؟ أو بَيْعٌ. عن أحمد روايتان (¬2)، المذهب: أنها فسخ (¬3)، فلا يعتبر فيها شروط البيع. 969 - قوله: (صُبْرَة)، الصُبْرَة: الطعام المجتمع في مكان واحِدٍ، وجمْعُها: صُبَرٌ سُمِّيت بذلك، لإفراغ بعضها على بعضٍ، ويقال للسَّحاب ¬
فوق السَّحاب: صَبِيرٌ (¬1) ويقال: سَبَرْتُ المتاع وغيره، إذا جمعْتُه، وضمَمْتُ بعضه على بعضٍ. قلت: إِنّما يقال لَهُ صُبْرةٌ إنْ أُسْكِبَ كالكَاشِيه (¬2) والكوم في المكان المتَّسع، وأما إِذا كان في بيت مملوءٍ به، فلا يقال في العرف فيه صبرة، وهو في الحقيقة صُبْرَة. ¬
باب: المصراة وغير ذلك
باب: المصراة وغير ذلك 970 - (المُصَرَّاة)، الشاةُ ونحوها ممَّا صُرِيَ، تقول: صَرَّى، يُصَرِّي تَصْرِيّة، فهو مُصَرٍّ، والشاة ونحوها مُصَرَّاة (¬1). قال صاحب "المطلع ": "صَرَّى كـ "عَلَّى" تَعْلِية، وسَوَى تَسْوِية. قال: ويقال: صَرَى يَصْرِي كـ "رَمَى" يَرْمِي (¬2). وذكر الأزهري عن الشافعي: أنَّ المصَرَّاة التي تُصَرُ أخْلاَفُها، ولا تُحْلَب أيَّاماً حتى يجتمع اللَّبن في ضَرْعِها، فإِذا حَلَبها الُمشْتَرِي اسْتَغْزَرَها، وجائز أن تكون من الصَّرِّ (¬3)، إِلَّا أنه لَمَّا اجتمع في الكلمة ثلاث "راءات" قلبت الثالثة "ياءً" كما قالوا: تَقَضٍّ في تَقَضَّضَ، وتضَنٍّ في تَضَمنَّنَ، وتَصَدَّى في تَصَدَّدَ، كراهيةً لاجتماع الأمثال" (¬4). وذكر بعضهم التصرية من الصَّرِّ، وهو الربطُ على الشيء، وكأنّه ربط على لَبَن الشاة ونحوها، إِذا لم يَحْلِبْها أياماً (¬5). ¬
وذكر بعضهم [أنَّ] (¬1) ذلك من الجَمْع (¬2)، ومنه: صَرُّ الماءِ، وهو جَمْعُه. 971 - قوله: (وغير ذلك)، معطوفٌ على الُمصَرَّاة، يعني: وغير الُمصَرَّاة. 972 - قوله: (ناقةً)، هي أُنثى الجمل، قال الله عز وجل: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ} (¬3)، وقال: {نَاقَةُ اللَّهِ} (¬4)، وقال: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ} (¬5) وجمعها: نُوقٌ، ولا تُطْلَق الناقة على الذكر. وقد قال الشاعر (¬6): ... ... ... "ولا نَاقَتي فيها ولا جَمَل" 973 - قوله: (ثَيِّباً)، الثَّيبُ: هي من انْفَضَّت [بكَارَتُها] (¬7) من ¬
النساء (¬1)، وفي الحديث: "إِذا تَزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعاً" (¬2). 974 - قوله: (فأصابها أو اسْتَغَلَّها)، أصابها بالوَطْء، واستغلَّها، المراد به: الخِدْمَة. 975 - قوله: (بكراً)، أي: لم تُفْتَضُّ [بَكَارتُها] (¬3) "والبِكْرُ تستأْذَن وأذنها صماتها" (¬4) وجمعُها: أبْكارٌ، قال الله عز وجل: {أَبْكَارًا} (¬5). 976 - قوله: (الأرْشُ)، بفتح "الهمزة" وسكون "الراء"، قال أبو السعادات: "وهو الذي يأْخُذُه الُمشْتَري من البائع، إِذا اطَّلع على عَيْبٍ في المبيع، وأُرُوشُ الجِنَايات والجِرَاحَات من ذلك، لأنها جابِرةٌ لها عما حَصل فيها من النقص" (¬6). ¬
وقال أصحابنا: "الأرش: "الأرش: قِسْطٌ ما بيْن منه الصحيح والَمعِيب من الثمن" (¬1) وسُمِّي أرشاً، لأنه من أسباب النزاع، يقال: أرَّشْتُ بين القوم، إِذا أوْقَعتُ بينهم. 977 - قوله: (مأْكولة (¬2) في جَوْفه)، مثل: البطيخ، والجَوْز، واللَّوز ونحو ذلك. 978 - قوله: (كبَيْض الدجاج)، البيضُ، واحِدُهُ: بَيْضَةٌ، والدَجاج - بفتح "الدال" وكسرها، وضمها - واحِدَته: دجاجة، حكى ذلك في "شرح الفصيح " (¬3) وقال ابن مالك في "مثلثه": "الدُّجاج: جمع دُجاجة: وهي كُبَّةُ الغَزْلِ والطَائِر المعروف. والدَّجِيجُ: الدَّبِيبُ. ودَجُوجٌ: جَبل في بلاد قيس" (¬4) (¬5). وفي الصحيح من حديث أبي موسى (¬6): "وهو يأكل لَحْمَ دجاج" (¬7). ¬
قال الشاعر: مَن يشْتَري مِنِّي شَيْخاً خَبَّا ... أَخَب مِنْ ضَبٍّ يُدَاجِي ضَبَّا كأَنَّ خِصْيِيهِ إِذا أكَبَّا ... دَجَاجَتَان تلقُطان حَبًّا (¬1) وهي في "الحماسة" (¬2) في نسخة قديمة معتمدة بكسر "الدال". 979 - قوله: (كجَوْز الهِند)، الجَوْزُ: فارسي معرب (¬3) [و] (¬4) هو نوعان: هِنْدِي، وشامي، وكلاهما معروف، ويقال لجوز الهند: النارجِيل (¬5)، وواحِدَتُه: نارْجِيلة، وشجرتُهُ شَبِيهَةٌ بالنخل، لكنها تميل بصاحبها حتى تدنيه من الأرض. وجوز الشام له شجر كبارٌ. و(الهند)، بلادٌ معروفة. قال العُدَيْل العَجْلِيُّ (¬6): كِلاَنَا يُنَادِي يا نِزَارُ وَبَيْنَنَا ... قَنَا مِنْ قَنا الخَطّيِّ أَوْ مِنْ قَنَا الهِنْدِ (¬7) ¬
النسبة إِليها: هِنْدِيُّ، وربَّما سُمِّي النِّساء باسْمِها وممَّن سُمِّي بها "هِنْدُ" امرأة أبِي سُفْيَان، وأُمُّ حَبيبةِ "هِنْد" (¬1) وغيرهما. ولما أُهْبِط آدم، أُهْبِطَ بالهِنْدِ. قيل: فَأُهْبِط بما عليه من وَرَق الجَنَّة متناثر بها، فنَبَت منه ما يُؤْتَى به منها من أنواع الطِّيب والبَخورُ والعِطْر، ونحو ذلك، مما لا يوجد إِلَّا فيها. 980 - قوله: (بالبراءةِ)، البَراءةُ: مِنْ أبْرَأَهُ يُبْرِئْهُ، بَراءةً، قال الله عز وجل: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬2)، ويقال للبَرِئِ بَرِئٌ، قال الله عز وجل: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (¬3)، والاثنان: بَرِيئَان، والجمْع: بَرِيئُون، ويقال: أنا منك بَرَاب (¬4)، وأنا منك بَرِيءٌ، وَيبْرا فلان من فلانٍ. وقال ابن مالك في "مثلثه ": "البَرَاءُ: اسْمُ رَجُلٍ (¬5)، وأَوَّلُ ليالي الشَّهْر، وآخِرُها، ومصدر البَرِيء، وبمعناهُ. قال: والِبرَاء - يعني بالكسر - مصدر بَارَأَهُ: أي تاركَهُ، وبَارَاهُ: أي عَارَضَة والبرَاءُ: فبَالغة في البَريءِ، وجمع بُرَايَةٍ: وهي نحَاتَة الَمبْرِيِّ، وقوَّة الدَابَّة على السَّيْر أيضاً (¬6) ". ¬
981 - قوله: (مرابحةً)، يعنى: بِربْحٍ، وقد رَبحَ رِبْحاً: إِذا كسب في البيع، وفي الحديث: "أيُّما رَبحَ الراحلة" (¬1)، وفيه: "ذَلك مالٌ رابح" (¬2). 982 - قوله: (الآبِق)، هو العَبْدُ الهارِب من مَوَالِيه (¬3)، وقد أبِقَ يَأْبَق إِبَاقاً (¬4)، يقال: أبِق العَبْدُ، وأبِقَتْ الأمة، وعبد آبقٌ، وأمة آبقٌ، وربما قيل: آبقة كـ "سارقة". 983 - قوله: (ولا السَّمك)، من حيوان الماء: معروف، واحِدُه: سَمَكة، وفي الحديث: "أُحِلَّ لنا ميْتَتان ودَمَان، السَّمك والجَراد ... (¬5) " سُمِّي سَمَكاً، لِسَمْكِهِ (¬6). 984 - قوله: (في الآجَام)، بفتح "الهمزة" وفتح "الجيم" ممدود، ويجوز ¬
كسر "الهمزة" مقصور (¬1): وهي البِرَك من الماء (¬2). 985 - قوله: (الُملاَمسة)، الُملامسةُ: مُفاعلةٌ من لَمَسَ يَلْمَسُ وَيلْمِسُ: إِذا أجْرَى يده على الشَّيْء، قال الله عز وجل: {فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} (¬3)، وهو بمعنى: الُملاَمَسَة، والَمبايَعة (¬4)، وفي الحديث: "نهى عن الُملاَمسة" (¬5)، وفي حديث آخر: "عن اللِّماس" (¬6). 986 - قوله: (والُمنَابَذة)، المنابذة (¬7): مفاعلةٌ من نَبَذَ الشَّيْءَ يَنْبِذُهُ: إِذا أَلْقَاه، قال الله عز وجل: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ} (¬8)، وفي الحديث: "نَهَى عن ¬
المُنَابَذَة" (¬1)، وفي حديث آخر: "والنِّبَاذ" (¬2)، وفي الصحيح: "وَجدتُ مَنْبُوذاً" (¬3)، والمنبوذَ: ما أَلْقَاهُ أهْلُة. رغبةً عنه، وقال الله عز وجل: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} (¬4)، أَلْقَيْنَاهُ. 987 - قوله: (الِحَمْل غير أُمِّه)، الحَمْل: ما في بَطْن الحيَوان منْ وَلدٍ، آدمياً كان الحيوان أو غيره. والأُمُّ: مَن حَمَلتْ به، يقال في جمعها: أُمَّهَاتِ. وقيل: في الآدمي فقط، وفي غيره أُمَاتٍ (¬5). 988 - قوله: (واللَّبَن في الضرع)، اللَّبن بفتح "اللام" الثانية و"الباء" والضَّرْعُ: ثدي كلُّ ذات ظِلْفٍ (¬6) أوْ خُفًّ (¬7)، وجمعه: ضرُوعٌ، وفي الحديث: "إِنَّما تَخْزنُ لَهم ضُرُوع مواشيهِم أطْعُماتِهم" (¬8)، وفي حديث الهجرة: ¬
"أن أبا بكر قال للراعي: انْفُضْ الضَّرْعَ" (¬1). 1989 - قوله: (عَسْبِ الفَحْل)، أي: نَزْوُ الفَحْل (¬2). و(الفحْل)، أحد الفُحول: وهو الذَّكر الُمتَّخَذُ للضِرَابِ. قال الجوهري: "العَسِبُ: الكِرَاءُ الذي يُؤْخَذ على ضِراب الفحل. قال: ونُهي عن عَسْبِ الفَحْل، وعَسْبِ الفَحْلِ أيضاً: ضِرَابُه، وقيل (¬3): ماؤُهُ. واسْتَعْسَبْتَ الفرسُ: إذا اسْتَوْدَقت" (¬4)، وفي الصحيح: "نهى عن بيْع عَسْبِ الفحل" (¬5) ولمسلمٍ (¬6): "نهى عن بيْع ضَراب الفحل" (¬7). ¬
1990 - قوله: (والنَّجَش)، النَّجَشُ: أصله الاستخراج والإِثَارة. قال ابن سيدة: "نَجِشَ الصَّيْد، وكلُّ شَيْءٍ مَسْتُور، ينْجُشُه نَجْشاً: إِذا استَخْرَجَه" (¬1). والنَجَاشِيُّ: المستَخْرَج للصَّيد، عن أبي عُبَيد (¬2). وقال ابن قتيبة: "وأصل النَّجْشِ: الخَتْلُ، ومنه قيل للصائد: ناجِشٌ، لأنه يَخْتِلُ الصيد" (¬3). وقال أبو السعادات: "النَّجَش: [المدْحُ للسلعة] (¬4)، أو يَزيدُ في ثَمَنها، ليُنْفِقَها وُيرَوًجَها، وهو لاَ يُريد شِرَاءَها، ليقَع غيرُه فيها" (¬5). وفي الحديث: "أنه عليه السلام نهى عن النَّجْشِ" (¬6)، وفي حديث ¬
آخر: "النَّاجِشُ: آكلُ ربا خَائِن" (¬1)، وفي حديث آخر: "ولا تَنَاجَشُوا" (¬2)، 1991 - قوله: (وقد جَلَب)، الشَّيْءَ يَجْلِبُه جَلَباً: إِذا أتى به من بلَدٍ إلى بلدٍ. 992 - قوله: (السِّعْر)، سِعْرُ السِّلْعة: ثَمنُها المشتهر بين الناس غالباً، وجمعُه: أسْعَارٌ. 993 - قوله: (الرُّكْبَان)، جمج: رَكْبٍ، وهو اسْمُ جَمْع وَاحِدُه: رَاكِبٌ، وهو في الأصْل: راكبُ البَعير، ثم اتُّسِع فيه، فقيل: لكلِّ راكِب دَابةٍ، راكبٌ (¬3)، ويجمع على رُكَّابٌ (¬4)، كـ "كافر"، وكُفَّار، والرَّكْبُ: لا واحد لَهُ من لَفْظِه. والمرادُ بالرُّكْبَان هنا: القَادِمُون من السفر بالسِّلع، وإن كانوا مُشاة، ويُقال لِمَا يُرْكَب عليه من إِبل أو غيره: مَرْكَبٌ، وجمعُه: مَرَاكِبٌ، ورَكَائِبٌ. ¬
قال الشاعر (¬1): أرَكائِبَ الأحْبَاب لَيْتَك ... بالمحَصَّب لم تَزِمِي وقالت قُتَيْلة بنتُ النَضْر (¬2): أيَا راكباً إِنَّ الأثَيْلَ مَظِنَّةٌ ... مِنْ صُبْح خَامسةٍ وأنت مُوَفَّقُ بَلِّغ به مَيْتاً هناك تحيَّةً ... ما إِنْ تَزَال بِها الرَّكَائِبُ تَخْفِقُ (¬3) 994 - قوله: (دخَلُوا السُّوقَ)، هو واحد الأسواق، وفي الحديث: "مَنْ قال حين يدْخُل السوق: لا إله إِلَّا الله وحده لا شريك لَهُ ... " (¬4)، وفي حديث آخر: "أبْغَضُ البِقَاع إِلى الله أسواقها" (¬5)، وفي حديث آخر: "ولا صَخَّابٍ في الأسواق" (¬6). ¬
وسُمِّي السوقُ: سُوقاً، لما يُساق إليه من السِّلَع، أو لِقِيام البَيْع فيه على ساقٍ (¬1) - ويقال للأمر الكبير: "قام على ساقٍ"، ومنه: "قامت الحرب على ساقٍ" (¬2) - أو لما يُتَسَوَّق فيه من السلع، وهو الشراء. يقال: ما تَسَوَّقْتَ اليوم: أي اشْتَرَيْت. 1995 - قوله: (غُبِنُوا)، أي: حصل لَهُم الغَبْن. والغَبْن - بسكون "الباء" -: مصدر غَبَن - بفتح "الباء" - يَغْبِنُه - بكسرها -: إذا نقصه، ويقال: غَبِنَ رأْيَه بكسر "الباء": أي ضَعُف، غَبَناً بالتحريك (¬3). 996 - قوله: (العصير)، العصيرُ: فعيل بمعنى مفْعُول: أي المعصور من ماء العِنَب. 997 - قوله: (خَمْراً)، الخَمْرُ: هو النَبِيذُ الُمسْكِر، قال الله عز وجل: {وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} (¬4)، وفي الحديث: "والخَمْر ما خَامَر العَقْل" (¬5). ¬
وقال أمية بن أبي الصلت (¬1): ... ... ... وأنْهارٌ مِن الخَمْر الُمشَعْشَعَة الحلاَلِ وجمْع الخَمْر: خُمُورٌ. 998 - قوله: (اليتيم)، هو الصَّبيُ الذي مات أبوه، أو أُمُّه (¬2)، قال الله عز وجل: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ} (¬3)، وجَمْعُه: أَيتَامٌ، ويَتامَى، قال الله عز وجل {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} (¬4)، وفي الحديث: "وعلى أيْتَامٍ في حِجْرِي" (¬5). وقال الشاعر (¬6): ليْلُ البَراغِيثِ عَنَّانِي وأسْهَرَنِي ... لا بَارَك اللهُ في لَيْلِ البَرَاغِيثِ كأنَّهن وجِلْدِي إذْ خَلَوْنَ به ... أيتَامُ سَوْءٍ أغَاروُا في الموارِيثِ ¬
وينقطع اليُتْمُ بالبلوغ، وفي الحديث: "لا رضاع بعد فِطَامٍ، ولا يُتْم بعد بُلوغٍ" (¬1). 999 - قوله: (وَبَيْعَ الفَهْدِ)، أحد الفُهُود: حيوانٌ معروف، مفتَرِسٌ يُصاد به. 1000 - قوله: (والصَقْر) بفتح "الصاد" المهملة، وسكون "القاف": أحد الصُقور طائر معروفٌ يُصاد به. 1001 - قوله: (الهِرِّ)، هو السِنَّوْر المتَقَدِّم (¬2)، وهو القِطُّ، حيوان معروفٌ في الدُّورِ. ¬
باب: السلم
باب: السّلم قال الأزهري: "السَّلم، والسَّلَف واحدٌ، يقال: سَلَّم وأسْلَم، وسَلَّفَ وأسْلَف بمعنًى واحد [و] (¬1) هذا قَولُ جميعَ أهل اللُّغة، إِلَّا أنَّ السَّلف يكون قَرْضاً أيضاً" (¬2). وفي الحديث: "مَنْ أسْلَم فَلْيُسْلِم في كَيلٍ مَعلومٍ" (¬3)، وفيه: "كُنَّا نُسْلِم" (¬4)، وفي رواية "نُسْلِفْ" (¬5). ¬
وهو شرعا: عَقْدٌ على موصوفٍ في الذمة مُؤَجَّلٍ بثَمَنٍ مَقْبُوضٍ في مجلِس العَقْد (¬1). 1002 - قوله: (بالأهِلَّة)، الأهِلَّةُ: أوَّل الشهور الهِلاَلِية. يقال: هَلَّ الهِلاَلُ واسْتَهَلَّ. 1003 - قوله: (عند مَحِلِّه)، بكسر "الحاء": من الحُلُول (¬2)، لا من الَمحَلِّ. 1004 - قوله: (فاسد)، الفاسِدُ: الباطِلُ، وهو ما قابل الصحيح (¬3)، فما ليس بصحيح فاسِدٌ، وقد فَسَد الشَّيءُ يفْسُدُ فَساداً، قال الله عز وجل: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (¬4). 1005 - قوله: (كالحَديد)، الحَدِيدُ، بفتح "الحاء"، قال الله عز وجل: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} (¬5)، ويقال لصانعه: حدَّاد. وقال قتادة بن مسلمة الحنفي (¬6): ¬
قومٌ إِذا لَبِسُوا الحديدَ كَأنَّهم ... في البَيْضِ والحَلَق الدِّلاَص نُجُومُ (¬1) 1006 - قوله: (قدِيمُه)، القديمُ: ما قَدُمَ عَهْدُه، وطَال زَمَنُه. قال الشاعر (¬2): ولَقدْ أردتُ الصَّبْرَ عنْكِ فَعَاقَنِي ... علَقٌ بِقَلْبِي من هَوَاكِ قَدِيمُ 1007 - قوله: (وحَدِيثُه)، الحديثُ: هو قريبُ العَهْد، وهو الجَديدُ. 1008 - قوله: (ولا كفيلاً)، الكفيلُ: فعيلُ بمعنَى فاعِل، إِذا كَفِلَ، وقد كَفَل يكْفِل كُفُولاً، وكَفْلاً، وكَفَالةً، فهو كَفِيلٌ، وكَفَلْتُهُ، وكَفَلْتُ عنه تَحَمَّلت (¬3)، وقرئ شاذاً: (وكَفِلَهَا زَكَرِيا) (¬4)، بكسر "الفاء" (¬5). ¬
كتاب: الرهن
كتاب: الرهن 1009 - (الرَّهنُ) في اللغة: - الثبُوت والدَّوام، يقالُ: ماءٌ راهِنٌ: أي راكِدٌ، ونِعمةٌ رَاهِنَةٌ: أي ثَابِتَةٌ دائمة (¬1). وقيل: هو مِنْ الحَبْس (¬2)، قال الله عز وجل: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (¬3)، وقال: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (¬4)، وجَمْعُه: رِهَانٌ، - كحَبْلٍ وحِبالٌ - وَرُهُنٌ، كسَقْفٍ وسُقُفُ، عن أبي عمرو بن العلاء (¬5)، قال ¬
الله عز وجل: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} (¬1)، وقال الأخفش: "رُهُنٌ: قبيحة" (¬2) كذا قال، وقد ورد بها القرآن، فلا عِبْرَة بقوله وقيل: رُهُن جَمْع رِهَان، كَكُتُب وكتاب. ويقال: رَهَنْتُ الشَّيءَ، وأَرْهَنْتَهُ. قُلْتُ: وَرُّبّما جُمع الرَّهْن على رُهُون (¬3). وقال بعض أصحابنا في كلامه في الفقه: "وإِنْ بَقِيَتْ عِنْدَه رُهُونٌ". وهو شرعاً: المال الذي يُجْعَل وثيقَةً بالدَّيْن ليُسْتَوْفَى منْ ثَمَنِه، إِن تَعَذَّر اسْتِيفَاؤُه مِمَّن هُو عليه (¬4). وقال الشيخ في "المقنع": "وهو وثيقةٌ بالحَقِّ" (¬5). 1010 - (من جَائِز الأمْر)، أي: جَائِز التَّصَرُف (¬6) ¬
قال ابن مالك في "مثلثه": "الأمْرُ: واحدُ الأمُور، ومصدر أمَر. قال: والِإمْر - يعنى بالكسر -: العَجَبُ، والشَّيْءُ العَظِيمُ. قال: والأُمْرُ - يعنى بالضم -: جمع أمُور" (¬1)، وفي الحديث في قصة أبي سفيان: "لقد أمِرَ أمْرُ ابن أبِي كَبْشَة" (¬2). 1011 - قوله: (كالدُّور)، جمع: دَارٍ، وفي الحديث: "ألاَ أُخْبِرُكُم بِخَيْر دُور الأنْصَار، دار بني النّجار، ثم دار بني عبد الأشْهل، ثم دار بني الحارث بن الخزرج وفي كلِّ دُور الأنصار خير" (¬3). 1012 - قوله: (والأرَضِين)، جمع: أرْض، وفي الحديث: "مَنْ ظَلَمَ قِيْدَ شِبْرٍ مِنْ الأرْض خُسِفَ به يوم القيامة إلى سَبْع أرَضِينَ" (¬4)، وَرُبَّما جُمِعَت الأرضُ على أرَاضِي. ¬
1013 - قوله: (وَلاَ يَرْهَنَ مال مَن أُوصِي إِليه بِحِفْظِ مَالِه) (¬1)، بضم "همزة" أُوصي وكسر "الصاد": أي إذا أُوصي إليه بِحفْظ مال طفْلٍ، أو غيره، فلا يَرهَن إلا مِنْ ثِقَةٍ وهي في خط الشيخ موفق الدين مضبوطة بـ"فَتْح" (¬2)، وهو بَعِيدٌ. 1014 - قوله: (إِلا من ثِقَةٍ)، الثِّقَةُ: مَنْ يُوثَق به، وهو الأمِين الذي يُؤَدِي ما أتُمِنَ عليه كاملاً مُوفَّراً. 1015 - قوله: (وإذا جَنَى العبدُ الَمرْهُونُ)، أي: حصلَتْ منه جِنَايةٌ، والجنايةُ: إِحدى الجنايات، تأتي إن شاء الله (¬3). 1016 - قوله: (وإِذا جُرِحَ)، بضم "الهمزة" (¬4) على ما لم يسم فاعله. و(العَبْدُ): مرفوعٌ، مفعولُ ناب عن الفاعل. (أو قُتِل)، بضم "القاف" عطفاً على "جُرِحَ". 1017 - قوله: (فالخَصْمُ)، الخَصْم مَنْ تَحْصُل منه الخصومة، وقد خاصَم يُخَاصِم خُصومةً، قال الله عز وجل: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (¬5)، وفي الحديث: "إِن أبْغَض الرجال إِلى الله الألَدُّ الخَصِمُ " (¬6)، وفي حديث آخر: ¬
"إِنَّكم تَخْتَصِمُون إِلي" (¬1)، وفي حديث آخر: "أنَّ رَجُلاً من الأَنصار خَاصَم الزُّبَير" (¬2)، وجمع الخَصْمِ: خُصُوم - وفي الحديث: "أن عليه السلام سَمِعَ صوت خُصُوم بالباب" (¬3) - وأخْصَام (¬4). 1018 - قوله: (حَمِيلاً)، الحميلُ: مَنْ تَحَمَّل الحِمَالة، وهو الكَفِيلُ (¬5). قال ابن مالك في "مثلثه ": "الحُمْلُ -بالضم-: جمع حِمَالٍ، وهي (¬6) الديَّة الُمتَحَمَّلَةُ، وجمعْ حميلٍ: وهو الكَفِيلُ" (¬7). 1019 - قوله: (مركوباً)، هو ما يُرْكَبُ، اسمُ مفعول، وُيرْكَب من الدَّواب: الإِبل، والخيل، والبِغَال، والحَمِير. قال الله عز وجل: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} (¬8). ¬
1020 - قوله: (أوْ مَحْلُوباً)، المحلوبُ: ما يُحْلَب، اسمُ مفعول أيضاً، ويُحلَبُ من الدَّواب: الإِبل، والبَقَر، والغَنَم. وفي الحديث: "الرَّهْنُ مركوبٌ ومَحْلُوبٌ" (¬1). والحَلْبُ: استخراج الشَّيءِ، شيئاً بعد شَيْءٍ، يقال: حلَب الشاةَ ونحوها: إِذا استخرج منها اللَّبَن، ولذلك سُمِّي حليباً، ويقال: فلان حَلَبَ ماله: إِذا أخْرَجَه شيئاً فشيئاً، وفلان اسْتَحْلَب مالَ فلاَنٍ: إذا أخذه منه شيئاً فشيئاً. 1021 - قوله: (العلف)، ما تعلف به الدواب، وقد علفت تعلف علفاً، وفي الحديث: إلا وجوده علفاً لدوابهم" (¬2)، وفي حديث أبى بكر: "وعلف راحلتين" (¬3). فما تعلف به الدواب، يقال له: علف، وهي معلوفة. قال علي رضي الله عنه (¬4): ¬
ياحَبَذا مقامُنا بالكُوفَةْ ... أرضٌ سَواءٌ سهلةٌ معروفهْ تَطْرُقُها جِمَالُنا المعلوفةْ ... عمّي صباحاً واسْلِمي مألوفةْ 1022 - قوله: (غَلَّة الدَّار)، الغلَّة: ما يُسْتَغَل. و(الدَّار)، الَمسْكَنِ - وتقَدَّم (¬1) -: جمعُه دُورٌ، يقال: دارٌ ودِيَارٌ. قال الله عز وجل: {فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ} (¬2)، وقال: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ} (¬3). وقال مجنون بني عامر (¬4): أمرُ على الدِّيَارِ دِيَار لَيْلَى ... أُقَبَّلُ ذَا الجِدَارَ وذَا الجِدَارَا 1023 - قوله: (وَمُؤنَة الرَّهن)، الُمؤْنَة: هي الَمؤُونَة (¬5)، وهي نَفَقَتُه وَكلْفَتُه، وقد مَأنَهُ، يَمْؤُنُه: إِذا أطْعَمَه وَسَقَاة. 1024 - قوله: (مما يَخْزِن فعلَيْه كِرَاءُ مَخْزَنِه)، يقال: خَزَن يَخْزِن، فهو مخزونٌ: إِذا وُضِع في مَخْزَنٍ. والمخْزَن: ما يُخْزَن فيه الشَّيْءُ، يقال فيه: مخْزَن وخِزَانةٌ، وجمعه: مَخازِن، وجمعُها: خَزَائِن، قال الله عز وجل حكايةً عن يوسف أنه قال: ¬
{اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ} (¬1)، وفي الحديث: "فَتُكْسَر خَزَائِنُه، فإِنَّما تُخْزَن لَهَا أطْعُمَاتِهم ضُرُوعَ مَواشِيهم" (¬2)، وفي الحديث: "الخازنُ الأمين " (¬3). والكراء: الأجْرَة. 1025 - قوله: (المصيبةُ)، المصيبةُ: كُل ما يُصِيبُ الِإنسان من خَيْرٍ أوْ شَرٍّ ثم اسْتُعْمِلت في الشَّر، قال الله عز وجل: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} (¬4)، وقال الله عز وجل: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ} (¬5)، وفي الحديث: "اللَّهم أْجُرْنِي في مُصِيبَتي" (¬6). وقال الشاعر (¬7): يقولون لاَ تَنْظُر وتلك مُصِيبَةٌ ... ألاَ كلُّ ذِي عَيْنَيْن لاَبُدَّ نَاظِرُ ¬
وتارة تكون المصيبة في الأبْدَان، وتارة تكون في الأمْوال، والمراد بها هنا: في الَمال. 1026 - قوله: (الغُرَمَاء)، الغُرَماءُ: جمع غريمٍ، وهو صاحب الدَّيْن ونحوه (¬1). وقال كثير (¬2): قَضَى كُلُّ ذِي دَيْن فَوَفَّى غَرِيمَهُ ... وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُها ¬
كتاب: المفلس
كتاب: المُفْلِس (¬1) وروي: "كتَابُ الفَلَس". قال صاحب "المغني": "هو الذي لا مالَ لَهُ، ولا ما يدفَع به حاجتَه، وإِنما سُمِّي مُفْلِساً، لأنه لا مَالَ لَهُ إِلَّا الفُلُوس، وهي أدْنى أنواع المال" (¬2)، وفي الحديث: "أتَدْرُون مَن الُمفْلِس" (¬3)، وفي رواية: "ما تَعُدّون الُمفْلِسَ فِيكُم، قالوا: الذي لا مال لَهُ، ولا متاع، قال: إِنما الُمفْلس مَنْ يأتي يوم القيامة بحَسَناتٍ أمْثال الجِبَال ويأتي وقد ضَربَ هذا وشتم هذا، وأخذ مال هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته، ولهذا، فإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُه، أُخذَ من سيئاتهم، فَطُرِح عليه" (¬4). والُمفْلِس في عُرف الفقهاء: من دَيْنَه أكْثر من مَالِه، وخَرْجَه أكثر من ¬
دَخْلِه (¬1). ويجوز أنْ يكون سُمِّي بذلك، لما يُؤول إليه من عَدم مَالِه بعْد وَفاء دَيْنِه (¬2). ويجوز أنْ يكون سُمِّي بذلك، لأنه مُنع من التَّصَرف في مَالهِ إِلا الشَّيْء التافِه كالفُلُوس ونحوها (¬3). وقال أبو السعادات: "صارتْ دَراهِمُه فلُوساً، وقيل: صار إلى حَال يقال: ليس معه فَلْس" (¬4). والفَلَس - بفتح "الفاء" وتحريكـ "اللأم " -: من قوله فَلَّسَهُ تَفْلِيساً، إذا فَلَّسَهُ الحَاكِم. 1027 - قوله: (أُسْوَة الغُرَماء)، أي: مِثْلَهُم. والأُسْوَةُ: التَّأسي، وهو مِنْ شَارَكهُ في الأمر، إِذا تَأسَّى به، قال الله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (¬5). وقال أمية بن أبى الصلت (¬6): ألسْت ترى فيما مضى لكَ أُسوةً ... فَمَهْ لا تَكُن يا قَلْبُ أعْمَى يُلَدَّدُ ¬
وقال صاحب "لاَمِيَّة العَجَم" (¬1). وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا تَعْجَب ... لي أُسْوةٌ بانْحِطَاطِ الشَّمْسِ عن زُحَلِ (¬2) 1028 - قوله: "أوْ مزيدةً" (¬3)، المزيدةُ: ما فيها زيادةً، وقد زادَت تَزِيدُ زيادة فهي زائدةٌ ومزِيدةٌ. 1029 - قوله: (أوْ نَقَد) (¬4)، نقَد الشَّيْءَ يَنْقُدُه نَقْداً: إِذا أمْعَن النَظر فيه، هل هو جَيدٌ؟ أوْ ردِيءٌ، ثم استُعْمِل ذلك في القَبْض، لأن النَقْد، يكون فيه، والقَابِضُ غالباً يَنْقُد ما قَبَضَهُ، فَسُمِّيَ القَبْضُ نقداً، ومعنى قوله نَقَدَ: أي قَبَضَ (¬5). 1030 - قوله: (دَيْنٌ)، الدَّيْنُ: ما يَتَدَيَّنهُ الإنسان، يقال: تَدَاينَ، واسْتَدَانَ قال الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} (¬6). ¬
وقال المُقَنَّع الكِنْدي (¬1): يُعَاتِبُنِي في الدَّيْن قَوْمِي، وإنَّما ... تَدَيَّنْتُ في أشْيَاءَ تكْسِبُهم حَمْدَا (¬2) وقال كُثيِّر (¬3): قَضَى كُلُّ ذي دَيْن فَوفَّى غَرِيمهُ ... وعَزَّةَ ممْطُول مُعَنًى غَرِيمُها 1031 - قوله: (بالمعروف)، المعروفُ: ضِدُّ الُمنْكَر، وقد عَرَفَ يَعْرِفُ، فهوَ مَعْرُوفٌ. قال الله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (¬4). وتارةً يُراد به الأمْر بالخَيْر، كما هو في الآية، وتارةً يُراد به عدمُ الَميْل إِلى الزيادة والنقص، كما هو هنا، وهو أن لا يزاد على قُوتِه، ولا ينْقُص منه. وتارةً يُراد به الفَضْلُ والخَيْر، كما يقال: فلانٌ في مَعْرُوف فُلاَنٍ (¬5). وقال مجنون بني عامر (¬6): قَضَى الله بالَمعْرُوف مِنها لِغَيْرِنا ... ونَالَهُم مِنَّا والعَنَاءُ قَضَى لِيَا ¬
وقال سوادة اليَرْبُوعي (¬1): ذِرَينِي فَإِنَّ البُخْلَ لا يُخْلِدُ الفَتَى ... ولا يُهْلِكُ المعروفُ مَنْ هُو فَاعِلُهْ ¬
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُ النَّقيُّ فى شَرْحِ أَلفَاظِ الخِرقي
كتاب: الحجر
كتاب: الحَجْر 1032 - (الحَجْرُ)، بفتح "الحاء"، وهو في اللُّغة: المنْعُ والتضْيِيِق، (¬1) ومنه سُميَ الحَرامُ حُجْراً، بكسر "الحاء" وفتحها، وضمها. قال الله عز وجل: {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا}، (¬2) وُيسَمّى العقلُ حِجْراً، لكونه يمنع صاحبَه من ارتكاب ما يَقْبُح وتَضُرُّ عَاقِبَته. (¬3) وقال ابن مالك في "مثلثه": "الحَجْرُ: مصدر حَجَر، ومَوْضِعٌ بِعَيْنهِ، وقَصَبة اليَمَامة، والحِصْنُ، وحِجْرُ القَمِيص. إلا أن هَذيْن يُفْتَحان وُيكْسَران. قال: والحِجْرُ -بالكسر-: العَقْلُ، والقَرابةُ، والأنثى من الخَيْل، وبلاد ¬
ثمود. (¬1) وحِجْرُ الكَعْبة. قال: والحُجْرُ -بالضم-: جمْع حِجَارٍ: وهو حائط الحُجْرَة". (¬2) قلتُ: وبلَدٌ اسْمُها "حَجْرٌ" بفتح "الحاء"، وسكون "الجيم"، (¬3) وهي التي قال فيها عُرَوة: (¬4) جعَلْتُ لعَرَّاف اليمامةِ حُكْمَهُ ... وعَرَّاف حَجْرٍ إن هما شَفِيَاني (¬5) والحَجْرُ في الشرع: منْعُ الانسانِ من التَّصَرف. (¬6) وهو أنواعٌ: حَجْرٌ على الصَّبِيِّ: وهو لِحَظِ نَفْسِه، وحَجْرٌ على المجنون: وهو لحظ نفسه أيضاً، وحجْرٌ على السَفِيه: وهو لِحَظ نفسه وغَيْرِه، (¬7) وحجْرٌ على المُفْلِس: لحظ الغُرَمَاءِ، وحَجْرٌ على الَمرِيض فيما زادَ على الثُلُث: لحظ ¬
الوَرَثة، وحجْرٌ على المرتد: لحظ المسلمين. (¬1) ويقال: حَجَر الحَاكِمُ يَحْجُر، وَيحْجِرُ، بضم "الجيم"، وكسرها. 1033 - قوله: (ومَنْ أونِس منه رُشْدٌ)، بـ"النون" بمعنى: وُجِدَ، فأما ما وجد في بعض (¬2) بـ"الياء"، فلا أعْرِف لَهُ وَجْهاً، وإِنما اليُؤسُ من اليَأسِ: وهو قُنُوط الشيء. قال في "القاموس": أيِسَ منه - كسَمِع - أيَّاساً: قَنِطَ، وآيَسْتُه، وأيَّسْتُه. قال: والأَيْسُ: القَهْر"، (¬3) وقالوا: غَيْرَهُ. واليأسُ: من يَئِسَ يَيْأسُ يَأساً، فهو يائِسٌ (¬4)، قال الله عز وجل: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ}. (¬5) وقال الشاعر: (¬6) وإنْ أكُ عن لَيْلَى سَلَوْتُ فَإنَّما ... تَسَلَّيْتُ عن يَأسٍ ولَمْ أسْلُ عن صَبْرِ وقال آخر: (¬7) فإِنْ تَسْلُ عَنْكِ النَفْسُ اوْ تَدَعِ الهَوَى ... فَباليَأسِ تَسْلُو عنك لا بالتَّجَلُّدِ ¬
فهذا: اليأسُ، هو من اليَأسِ من الشَّيْء، وهو اعتقادُ أن لا يُوجَد. وقال الله عز وجل: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (¬1). وأمَّا "أونِسَ" بـ"النون "، فهو من أنَس الشَّئَ، إذا وَجَدَهُ. قال الله عز وجل: حكاية عن موسى: {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} (¬2). قال في "الُمجْمَل": آنَسْتُ الشَّيْءَ: إذا رَأيتُه، وسُمي الإِنْسُ إنساً، لظهوره (¬3)، وآنستُ الصوت: إذا سَمِعْتُهُ، وآنستُ الشيء: (¬4) عَلِمْتُه (¬5)، فدَلَّ ذلك على أن الأحوط هنا بـ"النون"، لا بـ"الياء" والله أعلم. 1034 - قوله: (قد بَلَغ)، البُلُوغُ: أنْ يَبْلَغ حدَّ الرجال، أو الجارية حدَّ النساء. ويحصل ذلك في الغلام بخروج الَمنىَّ من ذَكَرِه، ونباتِ الشَّعْرِ الخَشِن حَوْل القُبُل، وبُلوغُ خمسَة عشَر سنة، وتزيد الجارية عليه بالحَمْل والحيض. (¬6) 1035 - قوله: (الجارية)، هي مَنْ دُون البُلوغ، سُميت جاريةً، لِسُرعة جَرْيِهَا (¬7) ويُطْلَق اسم الجَارِية على الأَمة، وجَمْعُها: جَوَارٍ، وجَوَارِي. ¬
قال ابن مالك في "مثلثه": الجَوارُ: الماء الذي لا يُدْرَك لَهُ قَعْرٌ. والجِوَارُ: المجاورة، والجِوَار: اسمٌ منه، والجُوَارُ أيضاً مُخَفَّفُ الجُؤَار: وهو الصِّياح الشديد". (¬1) وقال قطرب في "مثلثه": (¬2) غَنَّى وغَنَّتْهُ الجَوَارْ ... بالقُرب مِنِّي والجِوَارْ فاسْتَمَعُوا الصوتَ الجُوَارْ ... وافْتَتَنُوا بالطَرَبْ 1036 - قوله: (والرُّشْدُ)، هو مصدر: رَشَد يَرْشُد رُشْداً، فهو رَشِيدٌ. والرَشِيدُ: صفة من رَشِدَ - بكسر "الشين " - يَرْشَد - بفتحها - كبَخَلِ يَبْخَل، فهو بَخِيل، ويقال في المصدر: رُشْدٌ، وَرَشْدٌ، ويقال: رَشَد يَرْشدُ، كَخَرَج يَخْرُج: وهو نَقِيضُ الغَيِّ. (¬3) وقيل: إِصابة الخَيْر. وقال الهَرَوىُّ: "هو الهدْيُ والاستقامة". (¬4) ثم فسره الشيخ: "بأنَّه الصَّلاَحُ في المال "، (¬5) وقد تَبِعَه جماعةٌ على ذلك. (¬6) 1037 - قوله: (والسَّفَه)، الخِفَّة، (¬7) والسَّفِيهُ: مَنْ وُجِدَ منه السَّفَه. والسفيهُ: فعيلٌ من سَفِهَ بكسر "الفاء"، (¬8) يَسْفَهُ سَفَهاً، وسَفَاهَةً، ¬
وسَفَاهاً وأصله: الخفةُ والحَرَكَة. فالسفيه: ضَعِيفُ العَقْل وسَيِّء التصرف، سُمِّي سَفِيهاً، لخِفةِ عَقْلِه - ولهذا سمَّى الله النساء والصبيان: سُفَهَاء، فقال: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ}. (¬1) وقال ابن مالك في "مثلثه": "سَفَه فُلاَنٌ فلاناً: غَلَبَهُ في الُمسَافَهَة. وسَفِهَ الشيْءَ: جَهِلَهُ، والشرابَ: أكْثَر منه فلم يَرْوِ، والرَّجل: تَجَنَّب الحِلْم، والحِلْمُ: ذَهَب، وسَفُه سَفَاهةً: صار لَهُ السَّفَه خُلُقاً". (¬2) ¬
كتاب: الصلح
كتاب: الصُّلْح اسْم مصدر، صَالَحَهُ يُصَالحِهُ صُلْحاً، ومُصَالَحَةً، وصِلاَحاً، بكسر "الصاد". قال الجوهري: "والاسم: الصُّلْح يُذَكَّر وُيؤَنَّث، وقد اصْطَلَحا وتَصَالَحا واصَّالحَا [أيضاً] (¬1) مُشدَّدة الصَّاد"، (¬2) قال الله عز وجل: {أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} , (¬3) وفي الحديث: "ولقد اصْطَلَح أهْل هذه البُحَيْرة"، (¬4) وفي حديث آخر: "خرج يُصْلِح بيْن بني عمرو بن عَوف". (¬5) وصَلح الشّيْءُ، وصَلُح، بفتح "اللام" وضمها. ¬
وقال صاحب "المغني": "الصُّلْحُ: مُعَاقدةٌ يُتَوَصَّل بها إلى الإصلاح بيْن المختلِفَيْن، ويتنوع أنواعاً: الصُلْح (¬1) بيْن المسلمين وأهل الحرب، والصُلح (2) بيْن أهل العدل وأهل البَغْي، وصُلْح بين الزوجَيْن، إذا حدث (¬3) الشقَاقُ بينهما". (¬4) وهذا الباب للصلح بيْن المتخاصِمَيْن. 1038 - قوله: (لأَنَّه هضْمٌ للحَقِّ)، الهَضْمُ: الظُّلْم. قال ابن مالك في "مثلثه": "الهضمُ: مصدر هضَمَهُ: ظَلمَهُ، والشَيْءَ: نَقَصَه، وأيضاً شدَخَهُ، والطِّيَب: خَلَطَهُ بالبَانِ، وعلى القوم: هَجَمَ، والَمعِدةُ الطعامَ: صرَّفَتْه، والهَضْمُ أيضاً: مصدر هُضِمَ الفرسُ: لَطُف حَشَاهُ، والجاريةُ كذلك. والهِضْم - بالكسر والفتح -: ما اطْمَأنَّ مِن الأرض، وبالكسر وحدَهُ: ما يُتَبَخَّر به، والهُضْمُ: جمع أهْضَم: وهو الضَامِرُ الخَصْرِ، وجَمْع هَضُومٍ: وهو الظلُوم". (¬5) 1039 - قوله: (جِدَاراً مَعْقُوداً)، الجِدارُ: الحائط، والمعقودُ: الذي عليه عُقَدٌ: أي بناءٌ لِكُل واحدٍ منهما. (¬6) 1040 - قوله: (إنْ كان محلولاً)، الَمحْلُولُ: الذي لا بناء عليه لواحدٍ منهما، بل هو خال من البناء عليه. (¬7) والله أعلم. ¬
كتاب: الحوالة والضمان
كتاب: الحوالة والضمان (¬1) 1041 - (الحوَالة)، قال ابن فارس: "هي من قولك: (¬2) تَحَوَّل فُلاَنٌ [إلى داره] (¬3) وعن داره، أو إلى مكان كذا وكذا، فكذلك الحَقُّ: (¬4) تَحَوَّل الَمالِ من ذِمَّة إلى ذمَّةٍ". (¬5) وقال صاحب "المستَوْعب": "الحَوَالةُ: مُشْتَقَةٌ من التحول، لأَنَّها تَنْقل (¬6) الحقَّ من ذِمَّة الَمحِيل إلى ذِمَّةِ الُمحَالَ عليه". (¬7) ويقال: حال على الرجل وأحَالَ عليه بِمَعْنىً. نقلهما ابن القطاع. (¬8) وقال ابن مالك في "مثلثه ": "الحَوْلَة: القُوَّة، وحَوْلُ العَيْن، والرجُل المُحْتَال، والمرة مِنْ حال الشخص: تَحَرَّك، والشئُ: تغَيَّر، وعن المكان: تَحَوَّل، وبينْ الشَيْئَيْن: حَجَزَ، وعلى ظَهْر الدَّابَة: استوى، وعنه: نَزَل، والعامُ ¬
عن الشَّيْء: مَرَّ، وصاحب الدَّيْن على مَنْ أُحِيلَ عليه: احْتَالَ، والأنثى والنَخْلة: لم تَحْمِلاَ. قال: والحِيْلَة: معلومة، والحُولَةُ: الدَّاهِيَةُ، والأمرُ العَجِيبُ، والرَّجُلُ ذُو الدَّهَاء، ولُغة في الحِيلةِ". (¬1) 1042 - (والضَّمَان)، مصدر ضَمِنَ الشَّيءَ ضَمَاناً، فهو ضَامِنٌ وضَمِينٌ: إِذا كَفَل بِه (¬2) وقال ابن سيدة: "ضَمِنَ الشَّيْءَ ضَمَناً وضَمَاناً، وضَمَّنَه إيَّاهُ كَفَّلَهُ إِيَّاه" (¬3) وهو مُشتَقٌّ من التَّضَمُن، لأن ذِمَّة الضَّامِن تَتَضَمَّنُ الحَقَّ، قاله القاضي أبو يعلى. (¬4) وقال ابن عقيل: "الضَّمان مأخُوذٌ من الضَمْن، لأن ذِمَّةَ الضَامِن تَصِيرُ في ذِمَّة الَمضْمُون عنه". (¬5) وقيل: مُشْتَقٌّ من الضمِ، (¬6) لأن ذِمَّة الضَامِن تَنْضَمُ إِلى ذِمَّة الَمضْمُون عنه. (¬7) قال صاحب "المطلع": "الصَّوَابُ الأول - لأن "لاَم" الكَلِمَة في الضَّم "ميمٌ" وفي الضمَان "نُون"، وشَرْطُ صِحَّة الاشتقاق كَوْنُ حروف الأَصل ¬
موجودةً في الفرع". (¬1) 1043 - قوله: (على مَليءٍ)، المليءُ مهموز، قال أبو السعادات: "هو الثِّقَة الغَنِيُّ، وقد مَلُؤَ، فهو مَلِيءٌ بيِّن الَملاَءِ والَملاَءَةِ [بالمدِّ]، (¬2) وقد أُولعَ النَّاس [فيه] (¬3) بتَرْكـ "الهمز"، وتشديد "الياء". (¬4) وقال صاحب "الكافي": "الملِيءُ: الُموسِرُ (¬5) غَيرُ الممَاطِل". (¬6) وقال في "المغني": "كأنَّ الملأ عِنْدَهَ - يعني الإمام أحمد رحمه الله تعالى - أن يكون مَليًّا بمَالِه وقُوَّته وبَدَنِه ونحو هذا" (¬7) والله أعلم. ¬
كتاب: الشركة
كتاب: الشركة قال ابن القطاع: "يقال: (¬1) شَرِكْتُكَ في الأمر أشْرِكُكَ، (¬2) شِرْكاً وشِرْكَةً وشَرِكَةً" (¬3) وحكي بوزن: سَرْقَةً ونَعْمَةً. وحَكَى مكِّي (¬4) لغة ثالثة: "شَرْكَةً بوزن تَمْرةً". وحكى ابن سيدة: "شَرَكْتُه في الأَمْر وأشْرَكْتَهُ". (¬5) وقال الجوهري: "وشاركتُ فُلاناً، صِرْتُ شَرِيكَهُ، واشْتَركْنَا وتَشَارَكْنَا في كذا": (¬6) أي صِرْنا فيه شُركاءَ. والشِرْك: بوزن العِلْمُ، إِلاشْرَاكُ والنَّصِيبُ. ¬
وقال صاحب "المغني": "هي الاجتماع في استحقاقٍ أوْ تَصَرُّفٍ". (¬1) وقال ابن مالك في "مثلثه": "الشَّرْك: مصدر شَرَكَ الصَّيْدَ: أخَذَهُ بالشَّرَكَة، وهي حِبَالَة، والنَّعْلَ: جعل لها شِرَاكاً، وأشْرَكَها أشْهَر. قال: والشَرْك: الإِشْرَاك، والنَّصِيبُ أيضاً - والشُّرْك: جمْع شِرَاكٍ: وهو السَّيْر، والطريقةِ من الكَلأ: (¬2) والله أعلم. 1044 - قوله: (الأبدان)، جمْع بَدَنٍ: وهو الجَسَد. 1045 - قوله: (الوَضِيعةُ)، الوضيعةُ: فَعِيلة بمعنى مفعولَة. قال أبو السعادات: "الوضِيعَة: الخسارة، وقد أُوضع (¬3) في البَيْع يُوضِع وَضِيعَةً، والمعنى: الخَسَارةُ على قَدْر (¬4) الَمالِ". (¬5) 1046 - قوله: (المُضَارِب)، هو من ضَاربَ، وقد ضَارَب يُضَارِب مُضَاربةً، قال في "المغني": "والمضاربة في اشْتِقَاقِهَا وجهان: أصَّحها: أنها مُشتَقة من الضَّرب في الأرض، وهو السَّفر فيها للتجارة، قال الله عز وجل: ¬
{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} (¬1) وقال: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ}. (¬2) والثاني: مِنْ ضَرب كُل واحِدٍ منهما في الرِّبْح". (¬3) وهي في الشرع: أنْ يأخذ المال بِجُزْءٍ معلوم من رِبْحه. * مسألة: - لَوْ بَاع الُمضَارب بنَسِيئَةٍ بغَيْر أمْرٍ، (¬4) ضَمِنَ في أصَحِّ الروايَتَيْن. (¬5) ¬
كتاب: الوكالة
كتاب: الوكالة 1047 - (الوكالةُ)، بفتح " الواو" وكسرها: التَّفْوِيضُ، (¬1) يقال: وكَّلَهُ: أي فَوَّضَ إِليه، ووكَّلْتُ أمِرْي إِلى فُلانٍ: أي فَوَّضْتُ إليه، واكَتَفَيْتُ به. وتقع الوكالة أيضاً على الحِفْظ، وهي اسم مصْدَر بمعنى التوكيل. (¬2) قال الله عز وجل: {وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}، (¬3) قيل: حَفِيظ، (¬4) وقال: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، (¬5) يقال) وَكَّلَ يُوَكِّلُ توكيلاً، وَوَكَالةُ، فهو وَكِيلٌ. 1048 - قوله: (بغير تَعَدٍّ)، التَّعَدِي: الابْتَدَاءُ بالظُلْم والجناية، قال الله عز وجل: {وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} , (¬6) وقال: {فَمَنِ ¬
اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}، (¬1) يقال: تَعَدَّى واعْتَدَى. 1049 - قوله: (فإنْ اتُّهِم)، المُتَّهَمُ: مَن حصلتْ فيه تُهْمَةٌ، وقد اتَّهَمَهُ يتهِمُهُ تُهْمَةً، واتِّهَاماً. وفي الحديث: هذا الذي اتهمتموني وأنا منه بريئة"، (¬2) وبلد اسمها: تِهَامة، (¬3) والنسبةُ إليها تِهَاميُّ. (¬4) ¬
كتاب: الإقرار بالحقوق
كتاب: الإقرار بالحقوق 1050 - (الإِقْرَارُ)، الاعتراف، يقال: أقَرَّ بالشَّيْء يُقِرُّ إقْرَاراً: إذا اعْتَرف به، فهو مُقِرٌّ، والشَّيْءُ مُقَرٌّ به: وهو إظْهَارٌ لأَمْرٍ مُتَقَدِّم، وليس بإنشاءٍ، فلو قال: داري لفلانٍ، لم يَكن إقراراً، لتَنَاقُضِ كَوْنها لَهُ ولفُلاَنِ على جهة الاستقلال، كل واحد منهما بها. (¬1) و(الحقوقُ)، جمع حَق، وفي الحديث: "لتُؤَدُن الحقوقَ إلى أهْلِهَا يوم القيامة"، (¬2) وفي (¬3) الأَبْرَص، والأَقْرَع، والأَعمى: "الحقُوقُ كثيرةٌ". (¬4) ¬
والحَقُّ يُطلَق بإِزاء أشْياء: ما ليس بلَعِبٍ، ومنه قوله تعالى: {قَوْلُهُ الْحَقُّ} (¬1) والواجبُ: ومنه: حَقُّ الأَمْر: وَجَب". (¬2) 1051 - قوله: (واسْتَثْنَى)، الاستثناءُ، مصدر اسْتَثْنَيْتُ: (¬3) وهو إخْراجُ الشَّيءِ مما دَخَل فيه. وقيل: إخراج ما لَوْلاَه، لَدَخل. وقيل: ما لَوْلاَهُ، لَوَجَب دُخُولُه بـ"إِلا" و "غير" ونَحْوِهما. (¬4) نَحْوَ: لَهُ عَشْرةً إِلا دِرْهَم، وله عَشْرَةً غير دِرْهَم، وله عشرة سوى دِرْهَم. قال قيس بن ذُرَيح: (¬5) وكلُّ مُصِيبَاتِ الزَمَان رأيتُها ... سِوَى فُرْقَةِ الأحْبَابِ هيِّنةَ الخَطْبِ وقال غيره: (¬6) وهو مِنْ بَاب الاستثناء من الَمدْح بِمَدْحٍ يُشْبِه الذَّمَ. ¬
ولا عَيْبَ فيهم غَيْر أنَّ سُيُوفَهُم ... بِهِنَ فُلُولٌ مِنْ قِراعِ الكَتَائِب ومنه قولُ الآخر: (¬1) ولاَ عَيْبَ فيهم غير شُحِّ نِسَائهم ... ومن السَّماحَة أنْ يَكُنَّ شُحَاحاً 1052 - قوله: (زُيُوفاً)، الزَّيْفُ: الرَّدِيءُ، يقال: دِرْهَمٌ زَيْفٌ وزَائِفٌ: إذا كان رديئاً. 1053 - قوله: (أوْ صِغَاراً)، الدَّرَاهِم تخْتَلِف منها: الصِّغَار، (¬2) ومنها: الكِبَار، (¬3) فإذًا أقَرَّ بِدَرَاهِم، ثم قال: أردْتُ الصِّغَار دون الكِبَار لَمْ يُقْبَل. 1054 - قوله: (وافية)، الوافي: الكاملُ الذي ليس بنَاقص في قَدْرِه، ولا في وزْنه، إن كان من الموزون، ولا في طوله وعرضه، إن كان من المذروع، ولا في كيله، إن كان مِن الَمكِيل، يقال: كَيْلٌ (¬4) وافي، ودِرْهَمٌ وافي، وذِراعٌ وافي. وما شاكل ذلك. 1055 - قوله: (جِيَاداً)، جمع: جَيِّدٍ، وقد جَادَ يَجُودُ جَوْدَةً، فهو جَيِّدٌ، وهذا من الجَوْدَةِ، وَأمَّا من الفَضْل والعطاء، فجَادَ يَجُودُ جُوداً، فهو جائِدٌ ¬
وَجوَادٌ (¬1) وقال الأعشى: (¬2) إِذا كُنْت في النَّجْوَى به مُتَفَرِّداً ... فلاَ الجُودُ مُخْلِيه ولا البُخْلُ حَاضِرُهْ كِلاَ شافَعى سُؤَالُهُ من ضميره ... علي البخل ناهيه وبالجود آمِرُهْ (¬3) وقال المقَنَّع الكندي: (¬4) ليْسَ العطاءُ من الفُضُول سَمَاحةً ... حتى تَجودَ وما لَدَيْك قَلِيلُ وقال حُطَائِط بن يَعْفر: (¬5) أرِيني جواداً ماتَ هَزْلاً لعَلَّنِي ... أرَى ما تَرَيْنَ أو بَخِيلاً مُخَلَّداً (¬6) وقال حَاتَم: (¬7) ¬
أعاذِلَ إنَّ الجُودَ ليْس بِمُهْلِكي ... ولا مُخْلِدِ النَّفْسِ الشَّحِيحَةِ لُؤمُهـ (¬1) ورُبما قيل: للفَرس السَّرِيع: جَوادٌ. قال عبد الله بن الحَشْرَج: (¬2) ولكِنَي امْرُؤٌ عوَّدْتُ نَفْسِي ... على عَادَاتِها جَرْيَ الجَوَادِ (¬3) ويقال في الُمؤَنَّث: جادَتْ تَجُودُ فهي جَائِدَةٌ. وقال الشاعر فى امرأته: (¬4) تَجُود بِرِجْلَيْها وتَمْنعُ دَرَّها ... وإِنْ طُلِبَتْ مِنها الَمودَّةُ هَرَّتِ 1056 - قوله: (حالَّةٌ)، الحَالُّ: ضِدُّ المؤَجَّلِ، سُمِّي حالاًّ، لِحُلُوله: وهو المطالَبةُ به، وأخْذِه ممن هو عليه في الحَالِ التي هو فيها. 1057 - قوله: (الأكثر)، (¬5) الأَكْثر: ضِدَّ الأَقَل، ثم فَسَّر الشيخُ الأَكْثر: "بأنه ما زاد على النِّصف". (¬6) ¬
1058 - قوله: (بأخٍ أوْ أُخْتٍ)، الأَخُ: إمَّا من النَّسَب، وهو إمَّا من أبَويه، أو من أحدهما، والأخُ: من الُمؤَاخَاةِ. قال الله عز وجل: {وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ (¬1)} "، وقال: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (¬2)}، وفي الحديث: "ولكن أخِي وصَاحِبِي (¬3) " وفي حديث ورقة (¬4) أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابْنَ أَخِي ماذا تَرَى ... وقالت لَهُ خديجة (¬5): يا عَمِّ اسْمَع من ابن أخِيكَ (¬6) ". وقال الشاعر (¬7): وكل أخٍ مُفَارِقُهُ أخُوهُ ... لَعمْرُ أبِيكَ إلاَّ الفَرْقَدَانِ ¬
- وجمْعُه: إِخْوَةٌ. {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ}، (¬1) وقال: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ} (¬2) وقال حكاية عن يوسف أنَه قال: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}. (¬3) والأَخُ: يُعْرَبُ بالحُروف في أحواله الثلاثة (¬4)، فيقال: رأيت أخَاك، وهذا أخُوكَ، ومررتُ بأخِيكَ والأخ: الذَكَر، والأُخْتُ: الأُنْثَى. 1059 - قوله: (الفَضْلَ)، الفَضْلُ: تَارةً يُرَادُ به الزَائِد، كما هو هنا، وكما في الحديث: "لاَ يُمْنَع فَضْلُ الماء ليُمْنَع به فَضْل الكلأ (¬5) "، وفي حديث آخر: "وَرَجُلٌ على فَضْل ماءٍ يَمنَع منهُ ابن السبيل (¬6) ". ومنه قول المقَنَّع (¬7): ليس العطاءُ مِن الفُضُول سماحةً ... حتى تَجُود وما لَدَيْكَ قَلِيلُ فإنَّها جَمْع: فَضْلٍ، وهو الفَاضِل عن حَاجَتِه. ¬
وقال الُمهَلَّبِي (¬1): لاَ يَقْبَسْ الجَارُ مِنْهُمُ فَضْلَ نَارِهِم ... ولاَ تكُفُّ يَدٌ عن حُرْمَةِ الجَارِ (¬2) وتارةً: يُرَاد به "الخيْر والعطاء" كقوله تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (¬3)}، وفي حديث أصحاب الدُّثُور: "ذلك فَضْلُ الله يُؤْتيه مَنْ يَشَاء (¬4) " وَرُبما: أُرِيدَ به "العِلْم والمعْرِفة" كما يقال: فُلاَن من أهل الفَضْل. وَرُبما: أُرِيدَ به "الدِّين والنسَب" أيضاً، وُيسَمَّى أيضاً بذلك الرجال، وَممنْ سُمِّيَ به "الفَضْلُ بن عَبَّاس (¬5) ". ويُقال لِمَن حصل منه الفَضْلُ: مُتَفَضِّل. وقال أميَّة بن أبي الصَّلت (¬6)، وقيل: غيره. جَعَلْتَ جَزائِي غِلْطَةً وفَظَاظَةً ... كأنَّك أنت المنْعِمُ الُمتَفَضِّلُ ¬
كتاب: الغصب
كتاب: الغَصْبِ 1060 - (الغَصْبُ)، مصدر غَصَبَهُ يغْصِبه بكسر "الصاد"، ويقال: اغْتَصَبُه أيضاً، وغَصبتهُ منه، وغَصبتهُ عليه بمعنى، والشيْءُ غُصِبَ ومَغْصُوبٌ. وهو في اللُّغة: أخذ الشَّيْءِ ظلماً، قاله الجوهري، وابن سيدة وغيرهما (¬1). قال الشيخ في "المقنع": "وهو الاستيلاءُ على مَال الغَيْرِ (¬2) ". قال صاحب "المطلع": "فأدْخَل الألف، واللام على "غَيْر"، قال: والمعروفُ في كلام العَرب وعلماء اللُّغة: أنه لاَ يُعَرَّفُ بها. قال: ولم يدخل في حَدِّه غَصْب الكَلْبِ، ولا خَمْرَ الذِّمِّى، ولا المنَافِعَ، والحُقُوق، والاْختِصَاص. قال: فلو قال: الاستيلاء على حَقِّ غَيْره لَصَحَّ لَفْظاً وعَمَّ مَعْنى (¬3) ". وقال بعضُهم: "هو الاستيلاء على مالِ الغَيْر ظُلْما قَهْراً (¬4) "، لِيُخْرِجَ ¬
السَّرِقَة، وقال بعضهم: "ظُلْماً قَهْراً عُدْوَاناً (¬1) ". وقيل: الاستيلاءُ على حَقِّ غَيْره ظُلْماً قَهْراً عُدْوَاناً (¬2). 1061 - قوله: (فَغَرسها أخَذَ بِقَلْعِ غَرْسِه)، الغَرسُ: هو غَرْسُ الشَّجَر، وقد غَرَسَ يَغْرِسُ غَرْساً، وفي الحديث: "ما مِنْ مُسْلم يغْرِسُ غَرْساً (¬3) "، وفي حديث آخر: "مَنْ غَرَسَهُ" (¬4)، وواحدُة الغَرْسِ: غَرْسَةٌ، وجمع الغَرْسِ: غِرَاسٌ. و(القَلْعُ)، هو قَلْعُ الغَرْسِ، وهو أنْ يُخرِجُهَا من الأرض التي غَرسَها فيها، وقد قَلَع يَقْلَعُ قَلْعاً. 1062 - قوله: (وإِنْ كان زَرعَها فأدْرَكَها رَبُّها والزَّرْعُ قائمٌ)، الزَّرعُ: ما يُزْرَع من الحبوب وغيرها. وقد زَرَع يَزْرَعُ زَرْعاً، فهو زَارعٌ، قال الله عز وجل: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (¬5)}، وفي الحديث: ما مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً أوْ يَزْرَعُ زَرْعاً (¬6) ". ¬
و (الإِدْرَاكُ)، هو لُحُوقُ الشيْءِ. و (الرَّبُّ)، المالِكُ، و (القَائِم)، يعني: لم يُحْصَدْ. 1063 - قوله: (فإِنْ اسْتُحِقتْ) (¬1). 1064 - قوله: (أوْ بِتَعْلِيم)، وَرُوِيَ: "بتَعَلُّم"، ورُوِيَ: " تَعْلِيمَ صَنْعَةٍ (¬2) ". 1065 - قوله: (أوْ نُقْصَان (¬3) ما عُلِّم)، بضم "العين"، وتشديد "اللام"، وروي: "عَلِمَ" بفتح "العين" وتخفيف "اللام". 1066 - قوله: (مُدَّةَ مقَامِه)، يجوز بفتح "الميم" وضمها، وقد تقدم (¬4). 1067 - قوله: "لِذِمِّيِّ"، الذِّمِيُّ: مَنْ هو تَحْت ذِمَّة المسلمين مِنْ الكُفار (¬5). 1068 - قوله: (أو خنزيرًا)، حيوان معروف، قال الله عز وجل: {وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ} (¬6) وفي الحديث: "ويَقْتُل الخِنْزِير (¬7) ". ¬
1069 - قوله: (فَلا غُرْم عليه)، الغُرْمُ: مصدر غَرِمَ يَغْرَم غُرْمًا، وغَرامة، وفي الحديث: "لا يُغْلَق الرَّهْنُ، لهُ غُنْمُه وعليه غُرْمُه (¬1) "، ومنه سُمِّي الغارِم لغَرَامَتِه. 1070 - قوله: (عن التعرض لهم فيما لم يظهروه) (¬2)، التعرض: المراد به هنا: الإنكار عليهم، وقد تعرض فلان لفلان، إذا وقف له بطريق ونحوه، وعليه إِذا عارضه في كلامه. يقال: تعَرض يتعرضُ معارضةً. و(المظهر)، هو المعلن به، وما لم يظهروه: أي أخفوه، والله أعلم. ¬
كتاب: الشفعة
كتاب: الشُّفْعَة قال صاحب "المطالع": "الشُفْعَةُ: مأخوذةٌ من الزيادة، لأنه يضم ما شَفَع فيه إِلى نَصِيبه، هذا قول ثعلب (¬1) ". كانَه كان وترًا، فصار شَفْعًا. والشافِعُ: هو الجَاعِل الوترَ شَفْعًا، والشَفِيعُ: فعيلٌ بمعنى: فَاعِل: والشَفِيعُ: مَنْ يأخذ بالشُفْعَة، ومَنْ يَشْفَع في غيره: شَفِيعٌ. قال الشاعر (¬2): مضَى زَمَنٌ والنَّاس يستَشْفِعُون بي ... فَهَلْ لي إِلى لَيْلَى الغداةَ شَفِيعُ والشفاعةُ من ذلك، مصدر: شَفَع يَشْفَعُ شَفَاعَةً، وفي الحديث: "اِشْفَعُوا تُؤْجَرُوا (¬3) "، وقال الله عز وجل: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} (¬4). ¬
وقال الشاعر (¬1): ونُبِئتُ ليلى أرْسَلَتْ بشفاعةٍ ... إلى فهلاَ نفْسُ ليْلى شَفِيعُها وذلك من الشُّفْعَة، شَفَع يشْفَعُ شُفْعَةً. والشفْعَة شرعًا: قال في "المقنع": "هي استحقاقُ الإِنسان انتزاعَ حِصَّة شَرِيكِه من يَد مُشْتَرِيهَا (¬2) ". وفي "المغني": "استحقاقُ الشرِيك انتزاع حِصَّةَ شَرِيكِه الُمنْتَقِلة عنه من يَدِ مَنْ انْتَقَلَتْ إِليه (¬3) ". قال صاحب "المطلع": "وهو أعم ممَّا في "المقنع (¬4) ". 1071 - قوله: (المُقَاسِمُ)، أي: الذي لَهُ قِسْمَة الشَّرِيك من الأرض ونحوها، وقد قاسم يُقَاسِم مُقَاسمةً، فهو مُقاسِمٌ. والقاسِمُ: الذي يَقْسِمُ، على ما يأتي إنْ شاء الله تعالى. 1072 - قوله: (الحُدُوُد)، جمْع حَدٍّ: وهو لغةُ: المَنْع (¬5). ¬
واصطلاحًا في "اللفظ ": كلُّ لَفْظٍ وُضِعَ لمعنًى وشرطه أن يكون جامعًا مانعًا، يجمع أقسام المحْدُود، ويمْنَع شيئًا منها أنْ يَخْرُج وغيرها أنْ يَدْخُلَ (¬1). وفي الأراضي ونحوها: "مَا مَنَعَ شَيْئًا مِن الأرض أنْ يَخْرُج ومَنعَ غَيْرَها أن يَدْخُلَ فيها (¬2) ". 1073 - قوله: "وَطرِّقَت (¬3) الطُّرُق)، يقال: طُرِّقَتْ تُطرّقُ تَطْرِيقًا فهي مُطَرَّقَةً: إذا هُيِّئَتْ للاسْتِطْرَاق، وهو الَمشْيُ فيها. و(الطُرُق)، جَمْع طريقٍ: وهو الَمسْلَكُ. 1074 - قوله: (غَائِبًا)، الغائبُ: مَنْ غَابَ، إِمَّا عن الَمجْلِس، أو عن بلَده. وفي الحديث: "لِيُبَلِّغ الشَاهدُ الغَائِبَ" (¬4). 1075 - قوله: (في (¬5) وقت قُدُومه)، القُدُومُ: مصدر قَدِمَ يَقْدُمُ قُدُومًا، فهوَ قادِمٌ: إذا قَدِمَ مِنْ سَفَر. 1576 - قوله: (وإنْ طَالَت الغَيْبَة) (¬6)، طال الشَّيْءُ يَطُولُ: إذا امْتَدَّ زَمَنهُ. والطويل: ضِدُّ القَصِير. ¬
قال الشاعر: (¬1) يَطُولُ اليَوْمُ لاَ القَاكِ فيه ... وَحَول نَلْتَقِي فيه قَصِيرُ و(الغَيُبةُ)، مصدر: غَابَ يَغِيبُ غَيْبَةً. 1077 - قوله: (وإذا بنَى المشْتَرِي أعْطَاه الشًفِيعُ فيمة بِنَائِه)، البِنَاءُ: اسم مَصْدَر بنَى يَبْني بناءً وبُنْيَانًا، وفي الحديث: "إذا تَطاول رُعَاة البَهْمِ في البُنْيَان (¬2) " والبناءُ: هو بناءُ البُيُوتْ ونحوها، وفي الحديث عن بعض أنبياء بني اسرائيل: "ولا أحدٌ بنى (¬3) بُيوتاً، وقال الله عز وجل: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (¬4)}. 1078 - قوله: (وعُهْدَةُ الشفِيع)، قال الجوهري: "والعُهدةُ: كتاب الشِرَاء، ويقال: عُهْدَته على فُلاَن: أي ما أدْرَكَ فيه مِنْ دَرَكٍ فإصْلاَحُه عليه (¬5) ". وقال صاحب " المغني - في عُهدة الشفيع -: "ضمانه على المشتري: أي يَضْمَن الثمن الواجِبُ بالبَيْع قِبْل تَسْلِيمه، وإنْ ظَهر فيه عَيْبٌ، أو استُحِق رجع بذلك على الضامِن وضَمَانُه عن البائع للمشتري، هو أنْ يَضْمَنْ عن البائع الثمن متى خَرج المبيعُ مِسْتَحِقًا، أوْ رُدَّ بِعَيبٍ، أوْ أرْشِ عَيْبٍ (¬6). ¬
كتاب: المساقاة
كتاب: المساقاة (¬1) ورُوِي: "كتاب: المُسَاقَاة والمُزَارعَة" 1079 - (المساقاةُ)، مفاعلةٌ من السَّقْي. قال صاحب "المغني": " المساقاةُ: أنْ يَدْفَع الرَّجل شَجَرَهُ إِلى آخَرٍ ليَقوم بِسَقْيِه، وعَمَلٍ سَائِر ما يَحْتَاجُ إِليه بِجُزْءٍ معْلُوم لَهُ من ثَمَرِه"، (¬2) وذكر الجوهري معناه. (¬3) و(المزارعةُ)، مفاعلةٌ من الزَّرْع. قال في "المغني": "وهي دَفْع الأرض إلى مَن يَزْرَعُها، أو يعْمَل عليها، والزرع بينهما" (¬4). ¬
1080 - قوله: (للعامل)، العَامِل: اسم فاعل من عَمِلَ يعْمَل عملًا، فهو عامل. هو هنا مَنْ يَعْمَل على الشجر. 1581 - قوله: (إِذا كان البَذْرُ)، البذْرُ: اسْمُ مصدر، بَذَر يَبْذرُ بَذْرًا وهو رَمْيُ الحَب وما أشْبَهه في الأرض. وتَبَذَّر الشَيءُ على الأرض: إِذا ارْتَمى بِنَفْسه وأُخِذَ من التَبْذِير، وهو التفريق بما لا يُمْكِن جَمْعه، ومنه سُمِّي الُمبَذِّر مُبذرًا، لأنه يُفَرِّق مالَه على وجهٍ لا يمكن جَمْعه. وجمع المبَذِّر: مبَذِّرونَ. قال الله عز وجل: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}، (¬1) وقال عز وجل: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}. (¬2) وأمًا مَن بَذَّر الزَرع، فالفاعل: بَذَّارٌ، وجمعه: بَذَّارونَ. والله أعلم. ¬
كتاب الإجارات
كتاب الإِجَارات (¬1) 1082 - (الإِجَاراتُ)، جمْع إِجارة - بكسر "الهمزة" -: مصدر أَجَرَهُ يأجُره أَجْرًا، وإجَارةً، فهو مأجُورٌ، هذا المشهور. (¬2) وحكى الأَخفش والمبَرِّد: "آجَرْته (¬3) بالمد، فهو مؤْجِر". وأمًا اسْمُ الأجْرَة نفسها: فـ "أجَارةُ"، بكسر "الهمزة" وضمها، وفتحها، حكى الثلاثة ابن سيدة في "المحكم". (¬4) وقال صاحب "المغني": "واشْتِقاق الإِجارة من الأَجْر: وهو العِوَض، ومنه سُمِّي الثوابُ أجرًا، لأن الله تعالى يُعَوِّض العَبْدَ على طَاعَتِه وُيصَبِّره (¬5) على مُصِيبَتِه". (¬6) ¬
ويقال: أجَرْت الأَجِيرَ، وآجَرْتُه - بالمد والقصر -: أعْطَيْتُه أُجْرَتَه. وكذا، آجرهْ الله وأجَرهُ: إِذا أثابَهُ. قال ابن مالك في "مثلثه": "آجَرُ - بفتح "الجيم": لغة في هَاجَر أم إِسماعيل (¬1) عليه السلام. والآجِرُ: اسْمُ فاعلٍ من أجَرَ الرَجُلُ أعْطاهُ أُجْرَتَهُ، وأيضًا خدمَهُ بِأُجْرَة. والجابِرُ العضو الكَسِير: جبَرة على اعْوِجَاج، والعضْوُ أيضًا: انْجَبَر كذلك. قال: والأَشْهَر: أجَره إيجارًا، فأجَر أُجُورًا. قال: والآجُرُ، والأَجُورُ: لغتان في الآجُرِّ". (¬2) 1083 - قوله: (بأُجْرَةٍ) (¬3)، الأُجْرَة: هي عبارةٌ عن الأَجْر، وهو العِوَض المأخوذ على المنافع، كثمن المبيع، ويُقَال فيه: أجرةٌ وأجْرٌ. 1084 - قوله: (الَمنافِع)، جمْع مَنْفَعةٍ، وهو ما حَصل به النَفع والانتفاع. 1085 - قوله: (عقارًا)، العقارُ: المراد به الدُّورُ والأَرض ونحو ذلك. قال ابن مالك في "مثلثه": "العقارُ: متاعُ البَيْت، وخِيارُ كلِّ شيء، والمالً الثابت، كالأَرض والشَجر. قال: والعِقَار -يعني بالكسر- والمُعَاقَرة: مصْدرا عَاقَر الشيء لازَمهُ. ¬
قال: والعُقَارُ -يعني بالضم- الخَمْرُ، والنبات الذي يعْقرُ الماشية". (¬1) وقال قُسّ بن ساعدة: أمِنْ طُولِ نَوْمٍ لا تُجِيبَانِ دَاعِيًا ... كأنَّ الذي سَقَى العُقارَ سقَاكُمَا (¬2) وقال آخر: (¬3) جَرى النَومُ بيْن الجِلْد واللَّحم مِنْكُما ... كانما سَاقِي العُقَار سَقَاكُمَا 1086 - قوله: (وإِنْ (¬4) حَوَّلَهُ المالِك)، أي: نَقلهُ عن متاعه، والتَحَوُّل من مكانٍ إِلى مكانٍ، النقْلَة عنه إلى غيره، ومن ذلك سُمَيَ الحَوْلُ حَوْلاً، للانتقال مِنْ عامٍ إِلى عام. 1087 - قوله: (غَالبٌ)، الغالبُ: الذي يغْلِب غيرَهُ، وقد غَلَب يغْلِبُ، فهو غالِبٌ، إِذا قَهَر مَنْ لَمْ يتمالكَ معه الفِعْل، نحو: إنْ غُصِبَت العيْن المستَاجَرةُ، أوْ جاء عدُوٌّ فَمَنَعهُ من الانتفَاع، نحو ذلك. ¬
1088 - قوله: (يحْجُزُ)، الحاجِزُ: المانِعُ، وقد حجَزَهُ يحْجُزهُ حجْزًا: منَعَهُ فهو حاجِزٌ. (¬1) 1089 - قوله: (المستأْجِر)، هو الذي اسْتَأْجَر العين. فإن في الإِجارة "مُؤْجِرٌ"، و"مستَاجِرٌ"، و"أجْرَةٌ"، و"مُوجَرٌ". فالُمؤْجِرُ: صاحب العين بكسر "الجيم"، والمؤجَر - بفتحها -: العين المؤْجَرَة، والمستأْجِر: الذي استأجر العين، والأُجْرة: ثمن المنَافع. 1090 - قوله: (الُمكْرِي والُمكْتَري)، كذلك فيه: مُكْرِي، ومُكْرَى، ومُكْترِي وكذا ... الُمكْرِي - بكسر الراء -: صاحب العيْن، والُمكْرَى - بفتح الراء -: العيْن، المكراة، والُمكْتَري: من اكترى العيْن. والكِرَاءُ - بكسر "الكاف " - ممدودًا. قال الجوهري: " الكراءُ: ممدودٌ، لأنه مصدر كارَيْتُ. قال: والدليل على ذلك، أنك تقول: رَجُل مُكَارٍ، ومفَاعِلٌ إنَّما هو من فَاعَلْتُ". (¬2) ويقال: أكْرَيْتُ الدَّار، والذابة ونحوهما، فهي مُكْرَاةٌ. واكْتَرَيْتُ واسْتَكْرَيْتُ وتَكارَيْتُ بِمَعْنى. (¬3) والكِرَاءُ: يُطْلَقُ على الُمكْرَى والُمكْتَرَى. ¬
وقال ابن مالك في "مثلثه": "الكَرَا: النُّومُ، وذكَرُ الكَرَوَانِ، ودِقة الساقَيْن قال: والكِرَا - يَعْنِي بالكسر -: جمْع كِرَوةٍ: وهي أُجرةُ المُكاري. قال: والكُرَا -يعني بالضم- جَمْع كُرَةٍ". (¬1) 1091 - قوله: (وكذلك الظِئْر)، الظِئْرُ - بكسر "الظاء" المعجمة بعدها "همزة" ساكنة -: الُمرْضِعَةُ غير وَلَدِها، ويقال لزَوْجها ظِئْر أيضًا. (¬2) وفي الحديث: "أنه عليه السلام دخل على أبِي سَيْف - القَيْنِ - وكان ظِئْرًا لإبراهيم". (¬3) وقد ظأرَهُ على الشَّيْء: إذا عَطَّفَهُ عليه. 1092 - قوله: (عند الفِطَام)، فِطَامُ الصَّبِي: فِصَالُهُ عن أُمِّه. فَطَمتْ الأُم ولَدَها، فهو فَطِيمٌ، ومَفْطُومٌ. (¬4) ¬
1093 - قوله: (فَجَاوزَ)، جاوزَ الشيْءَ، يُجَاوِزهُ مُجَاوزةً: إذا زاد عليه وتَعَدَاهُ. 1094 - قوله: (لِحمُولةِ)، الحمُولَةُ - بضم " الحاء" -: الأَحْمَال، وبفتحها: ما يُحْمَل عليه، سواءٌ كانت عليها الأحمالُ، أوْ لم تَكُن. وأما الحُمُول - بالضم بلا "هاء" -: فهي الإبل التي عليها الهَوادِج. 1095 - قوله: (غَزَاتِه)، الغزاةُ، والغَزْوَة، والغَزْوُ: حربُ الأعداءِ. وقد غَزا يغْزُو غَزْوًا، فهو غازٍ. وجَمْع الغَزَاةِ: غَزَوات، وجَمْع الغَازِي: غُزَاة. قال الله عز وجل: {إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى} (¬1) 1096 - قوله: (الجمَّال)، هو صاحب الجِمَال، كما يقال لصاحب الغَنَم: غَنَّام، ولصَاحب البقر بَقَّار، ونحو ذلك. وجمعُه: جمَّالُون. 1097 - قوله: (الرَّاكِبَيْن)، تثنية راكب. و(الَمحَامِل)، جمْع مَحْمِل، وقد تَقَدَّم. (¬2) 1098 - قوله: (والأوطئة)، الأوطئةُ، جمْع وِطاء: وهو ما يُوَطأ به، إما تَحْت الأَحْمَال، أو تحت الرَّاكب، حال كَوْنِه على الَمحْمِل، أو تحتَه إذا نَزَل. قال ابن مالك في "مثلثه": "وطَأ فلان فلانًا: كان أوْطأ خُلُقًا منه. ووَطِئُ الأَرض: معلومٌ، والمرأةَ.: جَامَعَها، وعَقبَ فُلاَنٍ: تَبِعَهُ، وَوَطئَ (¬3) ¬
الشيْءُ: لآنَ وسَهلُ، فهو وَطِيءٌ". (¬1) 1099 - قوله: (والأَغْطِيَة)، جمْع غِطَاء، وهو ما يُغَطَّى به، إمَّا على الَمحَامِل، أو على الأَحْمَال، أو يتَغَطى به الراكب على الرَّحْل، أو إذا نَزل. 1100 - قوله: (فإنْ رأى الراكِبَيْن)، بالتثنية أيضًا. 1101 - قوله: (أو وُصِفا لَهُ)، هذا مما دَلَّ على أنَ المراد بـ "الرَّاكِبَين: التثنية وإنْ كان الجمع فيه أولى، إِلَّا أنه لما قال: "أوْ وُصِفا" علمنا مِنْ ذلك انه أراد التثنية قطعًا، لأنه لو كان جمعًا لقال: "أو وُصِفُوا لَهُ". (¬2) والوصف: هو الذِكْر بالصفة، وهي الهيْئَة. 1102 - قوله: (بأرْطَالٍ)، جمع رِطْل بكسر "الراء"، وقد تقدم. (¬3) 1103 - قوله: (الصَّانِع)، هو الذي يصْنَع الصَنائع، أي صَنْعَةٍ كَانتْ. 1104 - قوله: (مِنَ حِرْزٍ)، قال الجوهري: "الحِرْزُ: الموضِعُ الحَصِينُ، يقال: هذا حِرْزٌ (¬4) وحَرِيزٌ، واحْتَرَزْتُ من كذا وتَحَرَّزْتُ: أي (¬5) توقيْتُه". (¬6) ¬
وهو مأخوذ من الاحْتِرَاز: وهو التَّوَقَي، لأن من احْتَرزَ وضَع الشَّيْءَ في الأماكن الحصينة، وقد احْتَرَز يَحْتَرِزُ احْترازًا. 1105 - قوله: (حَجَّام)، الحَجَّامُ: فَعَّالٌ من حَجَم يَحْجُمُ، فهوَ حَاجمٌ. والحَجَّام للتكثير: صانِعَ الحِجَامَة، وهي معروفة، وفي الحديث: "أفْطَر الحاجمُ والمحْجُوم"، (¬1) وفي الصحيح: "رأيتُ أبِي اشْتَرى عبدًا حجَّامًا فسأَلته"، (¬2) وفي الحديث: "أنه عليه السلام احْتَجَم حَجَمَهُ أبو طَيْبَة". (¬3) 1106 - قوله: (ولا خَتَّانٍ)، فَعَّال، من خَتنَ يَخْتِنُ خَتْنًا، والاسْم: خَتَّانُ، والخِتَانَة، فهو خاتِن، والخَاتِنُ، للتكثير، والخِتَان: موضع القَطْع، وقد تَقَدَّم في باب الغسل. (¬4) 1107 - قوله: (ولا مُتَطَبِّب)، هو الطبيبُ، كالفقيه، والُمتَفَقِّه. (¬5) والطبِيبُ: العالِم بالطِبِّ، وجمْع القِلَّة: أطِبَّة، والكثير: أطِبَاءُ. والُمتَطَبب: الذي يتَعاطى عِلْم الطِب. والطِّبُّ، والطُّبُّ بالفتح والضم: لغتان في الطِبِّ بالكسر. (¬6) ¬
وقال أبو السعادات: "الطبيبُ في الأصل: الحاذِقُ بالأُمُور، (¬1) والعارِف بها، وبه سُمِّي مُعَالِج الَمرْضَى". (¬2) وقال ابن مالك في "مثلثه": "الطِّبُ: العَالِمُ بالأُمُور، قال: والطبيبُ [أيضًا]، (¬3) والفَحلُ الماهِرُ بالضِّراب، الذي يتعهدُ في سَيْره مَوْطِئَ خُفه قال: والطِّبُ: السِحْر، والعادة، والداءُ أيضًا. قال: والطبُ -بالضم- موضع، (¬4) ثم قال: والطَّبَّةُ: أنثَى الطِّب، والمرةُ من طَبّ: بمعنى حَذَق، وبمعنى دَاوَى، والطبّة: العادة، وقِطعة من الثوب مستطيلة، وطريقة ترى في ضوء الشمس حين تَطْلَع. والطُّبَّة: السَيْر في أسْفَل القِرْبَة بيْن الخُرْزَتَيْن" (¬5) قلتُ: في الحديث: "أنه عليه السلام عاد مريضًا فأمرهم أن يَدْعُوا له طبيبًا"، (¬6) وفي حديث أبي بكر: " ألاَ نَدْعُوا لك الطبيب". (¬7) وقال عروة بن حزام: (¬8) وقلتُ لِعَرَّاف اليَمَامَةِ دَاوِنِي ... فإنَّك إنْ أبرَيْتَنِي لَطَبِيبُ وفي الحديث: "تَسْمِية السحر طِبٌّ"، (¬9) ويقال لفاعله: طَبِيب. وفي ¬
الحديث: "أنه عليه الصلاة والسلام سُحِرَ ثم رأى في مَنامِه رجُلَيْن. قال أحدهما للآخر: ما وجَع الرجل؟ قال: مطْبُوبٌ. قال: ومَن طَبّة؟ قال: لبيد بن الأعصم" (¬1). قُلْتً: وربَما أطْلَق العرب اسم الَمطْبوبُ على غير الَمسْحُور. قال الشاعر: (¬2) فإِنْ كنتُ مَطْبُوبًا فلازِلْتُ هكذا ... وإِنْ كُنْتُ مَسْحُورًا فلا بَرأَ السِّحْرُ وجمع الطبيب: أطِبَّاءُ. 1108 - قوله: (إِذا عُرِف منهم حِذْقٌ)، كذا في بعض النسخ، بعضها: "حِذْقُ الصَنْعَة"، (¬3) وفي بعضها: "حِذْقٌ في الصَنْعَة". والحِذْقُ في الصنْعة: أنْ يكون ماهرًا فيها. وُيعْرَف حِذْق الطَبِيب، بمعرفةِ الدًاءِ وما يَصِفُ لَهُ، وأن يكون الَمحَل قَابِلاً للدواء صالحًا لَهُ، في وقتٍ يُعَالج مثْلُهُ في مِثْلِه، ولا أعْظَم منه. 1109 - قوله: (الرَّاعي)، الراعي: اسْم فَاعِل من رَعَى يَرْعَى: إِذا ¬
رَعَى الغَنَم والابل والبقر ونحو ذلك، وجمعه: رُعاةٌ. قال الله عز وجل {قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ}، (¬1) وفي الحديث: "رَاعِيان من مُزَينَة"، (¬2) وفي الحديث: "كأنك كنت تَرْعَى الغنم، فقال: وهلْ من نَبِيٍّ إِلأَ رَعَاهَا؟ "، (¬3) "كنت أرْعَاها على قَرَارِيط لأَهل مكة". (¬4) والَمرْعَى: ما تَأكُل الأَنْغَام، (¬5) قال الله عز وجل: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} (¬6) ويقال في الواحد: راعٍ، وفي الاثنين: راعِيَان، وفي الجمع: رُعَاةٌ، ورِعَاءٌ. (¬7) قال مجنون بني عامر: (¬8) صغِيرَيْنَ نَرعى البَهْمَ يا لَيْت إِنَّنا ... إِلى الآن لَمْ نكْبُر ولم تكْبُر البَهْمُ ¬
كتاب: إحياء الموات
كتاب: (¬1) إِحْيَاء الموات 1110 - (الإِحْيَاءُ)، مصدر: أحْيَا يُحْي إِحْياءً قال الله عز وجل: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (¬2) وقال: {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} (¬3) وقال: {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (¬4). و(المواتُ)، والَميْتَة، والَموَتَان - بفتح "الميم" و"الواو" -: هي الأَرض الدَّارِسة كذا ذكره صاحب "المغني" وغيره. (¬5) وقال الفزاء: "الَموَتان من الأرض: التي لَمْ تُحْيْ بَعد". (¬6) وقال الأزهري: "يقال للأرض التي ليس لها مالِك، ولا بها ماء ولا عمارةٌ ولا ينْتَفَع بها إِلأَ أنْ يُجرَى إِليها ماء، أو تسْتَنْبط فيها عيْنْ، أو يحفر بئر: مَوَاتْ، ومَيْتَةٌ. ومَوَتَان بفتح "الميم" و "الواو". (¬7) ¬
1111 - قوله: (مِلْح)، بكسر "الميم": وهو ما يُوضَع في الطَّعَام، معروف وهو نوعان: معْدَني، يُحَضَّرُ من مَعْدَنٍ كالتراب ونحوه، و [آخر]: (¬1) يأتِي بِقُرْب الساحِل، موضِع يُحْفَر، فإِذا دخل فيه الماء صار مِلْحًا. فَالأول إذا وضع في الماء وغيره، خرج الماء به عن إطلاقه، بخلاف الثاني فإن أصله الماء كالثلج. 1112 - قوله: (أنْ يُحَوِّط عليها حائطًا)، يُحَوِّطُ: يجوزُ فيه التشديد والتخفيف، فإذا شُدِّد ضَمَّ "الياء" وفتح "الحاء"، وشدَّد "الواو" بكسرةٍ. وإِذا خُفَف فتح "الياء" وضَم "الحاء" وسكَّن "الواو". يقال: حَوَّط يُحَوِّطُ حائطًا، وحَاطَ يَحُوطُ حائطًا. (¬2) والحائطُ: هو الَمحَوَطُ على الدًار والبستان ونحو ذلك. (¬3) ويقال للحائِط: سُور بغير هَمْزٍ، ويجوز همزه ضعيفًا. 1113 - قوله: (بئرًا)، يجوز بالهمز وعدمه، وقد قرأتُها في قوله تعالى: ¬
{وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ}، (¬1) وروى بالوجهين في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يَشْتَرِي بِئرَ رُومَة". (¬2) 1114 - قوله: (ذِرَاعًا)، الذِّرَاعُ: ما يُذْرَع به، تارةً يراد به ذَرَاعُ الآدمي، وهو من مَرْفِقِهِ إلى رأس يده. (¬3) وكان العرب يذْرِعُون أولًا به. وذِرَاع الأرض، وهو ذِرَاع وَسَط وقَبْضَة وإبْهَام قائمه. (¬4) وذِرَاع البَزِّ، وهو أربع وعشرون أُصْبُعًا (¬5) كما تقَدَّم ذلك في القصر. (¬6) 1115 - قوله: (إِلى بِئْرٍ عَادِّيَة)، العاديَّة - بتشديد "الدال" -: القديمة المنسوبة إلى "عادٍ"، ولمْ يُرِد "عادًا" بعينها، لكن لما كانت في الزمن الأول، ¬
وكانت لها آثار في الأرض نسب إِليها كُلُّ بئر قديمة. (¬1) 1116 - قوله: (فحريمها)، حَرِيم البِئْر وغيرها: ما حولها من مرافقها وحقوقها. (¬2) ¬
كتاب: الوقف والعطايا
كتاب: الوَقْف والعَطَايا ورُوِي: " الوُقُوف والعَطَايا". (¬1) و(الوُقُوف)، جمع وَقْفٍ، والوقْفُ: مصدر وقَفَ يَقِفُ وَقْفًا. يقال: وقَفَ الشَيْءَ، وأوقَفة، (¬2) وحَبَسَهُ، وَأحْبَسَهُ، وسَبَّلَهُ. كُلُه بمعنىً واحد، وهو مِمَّا اخْتُصَّ به المسلمون. قال الشافعي: "لَمْ يَحْبِس أهْل الجاهلية فيما عَلِمْتُه ... وإِنَّما حبَس أهل الإسلام". (¬3) قال صاحب "المطلع": "وسُمِّيَ وقْفًا، لأَن العيْنَ موقوفة، وحَبْسًا، لأَنَّ العَيْنَ محبوسةٌ". (¬4) وكل محْبُوس على شَيْءٍ، مَوْقُوفٍ عليه. وقال ذو الرِّمة: (¬5) وقَفْتُ على رَبْعٍ لميَّةَ نَاقَتِي ... فما زِلْتُ أبكِي به وأُخَاطِبُهْ ¬
ووقَفَ مِنْ هذا الباب: أي غيره، (¬1) وفي غيره: وقَفَ بِنَفْسه كقَولْهم: وقَفَ البعيرُ ونحوه. وقال أبو الشِّيص الخُزاعي: (¬2) وقَف الهَوى بي حيثُ أنْتِ ... فلَيْس لي متأخَّرٌ عنه ولا متَقَدَّمُ (¬3) ورُبَّما أُرِيد به: القيام، كقولهم: وقَفَ الرَّجل، إِذا قَام. ورُبَّما يُرادُ به: التَعَرض لغيره، كقولهم: وقفَ فُلاَن لفلانٍ في الطريق. وقال عباس بن طريف: (¬4) وقفتُ لليلى بالَملاَ بعْدَ حِقْبَةٍ ... بمنزلةٍ فانْهَلَّتِ العيْنُ تدمعُ (¬5) وربَّما أُريد به: عَدمُ الَمشْيِ من الإعياء، كقولهم: وقفتْ دَابَتُه ونحو ذلك. ¬
والوقف في الشرع: قال في "المقنع " وغيره: "تحبيسُ الأَصل وتَسْبِيل الَمنفَعَة". (¬1) قال صاحب "المطلع ": "وهذا الحدُّ لَمْ يجمع شروط الوقف. وقال غيره: تَحْبِيس مالكٍ مُطْلَق التَصَرف مالَة المنتَفعُ به مع بَقاء عَيْنِه، بِقَطْع تَصَرُّف الواقف وغيره في رَقَبته، يُصْرَف رِبْحُة إِلى جِهَة بِرٍّ تَقَرَّبًا إِلى الله تعالى". (¬2) ولا يخفى ما فيه من الطول، والأَحْسَن: حبْس مالكٍ أصْل مَالِه المنتفع به مع بقَائِه زمانًا على بِرٍّ. (¬3) 1117 - و (العطايا)، جمع عَطِيَّةٍ وعطاءٍ، والمراد بها: الهّبة وما في معناها قال الجوهري: "والعَطِيَّة: الشَّيْءُ المُعْطَى، والجمعْ: العَطَايا". (¬4) 1118 - قوله: (في صِحَّةٍ)، الصِحَّة: صِحّةَ، ضِد السَّقَم، وقد صَحَّ يَصِحُّ صحَّةً فهو صحيحٌ: إِذا لم يكن به مَرَضٌ. ¬
1119 - قوله: (من عَقْلِه)، أي: ليس بمَجْنُونٍ، ولا نَائِم، ولا سَكْرَانٍ، ولا مُغْمَى عليه، فإِنَّ الَمجْنُون: ذاهبُ العَقْل، والنَائم: مُغَطَى على عقْله، وكذلك المغمى عليه، والسكرانُ: مغلوبٌ على عقله. 1125 - قوله: (وبَدَنه)، أي: ليس بِمَريض. 1121 - قوله: (على قَوْمٍ)، القَوْمُ: تارةً يُرَاد به الرِّجال فقط، وهو الأكثر فيه. (¬1) وإِنْ دَخل فيه النساء في بعض الأماكن فَتبَعٌ للرجال. (¬2) قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (¬3) وفي الحديث: مَنْ القومُ؟ أو مَن الوفدُ؟ ". (¬4) وقال قتادة بن مسلمة الحنفي: (¬5) قومٌ إِذا لَبِسُوا الحديدَ كانَّهُم في ... البَيْضِ والحَلَقِ الدِّلاَصِ نُجُومُ وقال كعب بن زهير: ¬
قَومٌ إِذا حارَبُوا شدُّوا مأزَرَهُم ... ولَيْسُوا مجَازيعًا إذا نِيلُوا (¬1) وربما أُطْلِق القوم على: القَبِيلة، كقوله مُجَّاعَة بن مُرارة (¬2) لِخالد بن الوليد حين احتال عليه في خَلاصِ النساء من الاسْتِرْقَاق: "قَوْمِي ولم يُمْكن أنْ أفْعَل معهم إلاَّ هذا". (¬3) 1122 - قوله: (وأولادهم)، الأولاد: معروفون، وهم جَمْع ولدٌ، قال الله عز وجل: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}، (¬4) وقال: {فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ} (¬5) 1123 - قوله: (وَعقِبَهُم)، العَقِبُ - بكسر " القاف " وسكونها - قال القاضي عياض: "هو ولَدُ الرجل الذي يأْتِي بعده". (¬6) 1124 - قوله: (وإِذا خَرِب الوَقْفُ)، خربَ الشَّيْءُ يُخْرَبُ، فهو خَارِب، وخَرَابٌ، وخِرب، وفي الحديث: "أنه - صلى الله عليه وسلم - بينما هو يَمْشي في ¬
بعض حرث الَمدِينَة"، (¬1) وروى: "خِرْب" (¬2) بكسر "الخاء" وفتح "الراء"، وروي: بفتح "الخاء" - وسكون "الراء". (¬3) والخَرابُ: ضِدُّ العَامِر، وهو ما انْهَدَم من البِنَاء، وعُطِّل من الأرض ونحو ذلك. (¬4) 1125 - قوله: (الفَرسُ)، هو الُمفْرَد من الخيل، ذكرًا كان أوْ انْثَى، وفي الحديث: "فتلَقَّاهُم النبي - صلى الله عليه وسلم - على فرسٍ عُرْيٍ، فقال: لَمْ تُرَاعُو، ثم قال: وجدنَاهُ بَحْرًا". (¬5) 1126 - (والحَبِيسُ)، فَعِيل بمعنى مفعول، يقال: حَبَس الفَرَس، وأحْبَسَها، وحبَّسَها مُثَقَلا، واحْتَبَسها، فهو مُحْبَس وحَبِيسٌ، وحُبْسٌ بضم "الحاء". (¬6) وقال ابن مالك في "مثلثه": "الحَبسُ: السِّجْن، ومصدرُ حَبَس الشَّيْءَ. قال: والَحِبْسُ -بالفتح والكسر- الجبَل الأَسْود، وبالكسر وحدَهُ: ¬
حجارةٌ يُحبَسُ بها ماء النَّهْر. والحبسُ، جمع أحْبَس: لغةٍ في الأَحْمَس: وهو الشُجَاع. والحبس أيضًا: المُحْبَس في سبيل الله عز وجل" (¬1). 1127 - قوله: (وما لا يُنْتَفع به إِلأَ بالإِتْلاَف)، الإِتلاَفُ، مصدر أتْلَفَ يُتْلِفُ إِتلافًا: إِذا أعْدَم الشيءَ، ثم فسر ذلك هو فقال: "مثل: الذهَب، والوَرِق، والمأكول، والَمشْرُوب". (¬2) فدَّل كلاَمة على أَنَّ الإِتْلاَف قِسميْن منه ما يتْلِفهُ بالكُلِيَّة، ومنه ما يتْلِفه بِإِخْرَاجِه عنه. فالأول: مثل الطعام والشراب. والثاني: مثل الذَّهَب والفِضَّة. (¬3) 1128 - (والمأكول)، اسْم مفعول، مِنْ يأكل أكْلاً، فهو آكِلٌ، وذلك مأْكولُ: وهو الطعام ونحوه. 1129 - (والمشْروب)، كذلك اسْمُ مفعولٍ، من شَرِبَ يَشْرَبُ شَرْبًا، فهو شَارِبٌ، والمفعول: مَشْرُوبُ. 1130 - قوله: (المُشَاعُ)، قال الجوهري: "مُشَاعٌ ... وشَائِعٌ: أي غير مقْسُومٍ" (¬4). ¬
1131 - قوله: (ولا تصحُّ الهِبَة والصَدَقة)، (¬1) قال أهل اللُّغة: يقال: وهَبْت لَهُ شيئًا وَهْبًا ووَهَبًا - بإسكان "الهاء" وفتحها - وَهِبَةً، والاسم: الَموْهِبُ والَموهِبَة، بكسر "الهاء" فيهما. والاتِّهابُ: قَبُول "الهِبَة". والاسْتِيهَاب: سُؤَال الهِبَة. وتواهَبَ القَوْم: وَهَبَ بعْضهم بَعْضًا، ووهَبْتَه كذا، لغةٌ قَلِيلَة. (¬2) قال النووي: "الهِبَة، والهَدِيةُ، والصَدَقةُ، والتَطَوعُ: أنواع من البِرِّ متقاربة يجْمَعُها تَمْلِيكُ عيْنٍ بلا عِوَضٍ، فإِنْ تَمَحَّض فيها طلَب التَقرب إِلى اللَّه بإِعطاء محتاجٍ فهي صدقة، وإِنْ حُمِلت إِلى مكان الُمهْدَى إِليه إعظامًا له وإكرامًا وتودُّدًا، فهي هديةٌ، وإِلا فَهِبةٌ". (¬3) وقال الشيخ في "المقنع": "الهبة: تمليك في حياته بغير عِوَضٍ". (¬4) و(الصدقة)، بفتح "الصاد" و"الدال"، المراد بها: صَدقة التَّطَوع. ¬
1132 - قوله: (ويقْبِض للطفْل)، هو مَنْ دُون البلوغ. 1133 - قوله: (أوْ وصيهُ بَعْدَه)، أي: مَنْ كان مُوصَى إِليه بحفظه بعد أبيه. 1134 - قوله: (أو الحَاكِم)، وهو الإِمامُ، أو نَائِبهُ. 1135 - قوله: (أوْ أمينُه بأمْرِه)، أي: أمِينَ الصَّبِي بأمر الصَّبِي، ويُحْتَمل أنْ يُرَاد: أمين الحَاكِم بأمْر الحاكم. (¬1) 1136 - قوله: (ولا لِمُهْدٍ أنْ يَرْجِع في هَدِيَّته)، (¬2) الُمهْدِي: من حصلتْ منه الهَدِية والهديًة: اسمٌ للمُهْدَى، من قولك: أهْدَى يُهْدِي هَدِيَّةً. وتقدّم في كلام النووي ما هي؟ . 1137 - قوله: (وإِنْ لَمْ يُثَبْ)، أي: يُعْطَى ثوابًا. والثَّوابُ: العِوَض، وأصْلُه مِنْ ثَاب: إِذا رجَعَ، فكأن المُثيبَ يَرْجع إِلى المُثَابِ بِمِثْل ما دفَعَ. 1138 - قوله: (عُمْركَ)، أي: حياتك. (¬3) 1139 - قوله: (لأَنَ السُّكْنى)، السُّكْنَى: أن يُسْكِنَه الدَّارَ. ¬
1140 - قوله: (كالعُمْرَى)، العُمْرَى - بضم "العين " (¬1) -: نوعٌ من الهِبَة، ماخُوذةٌ من العُمْرِ. (¬2) قال أبو السعادات: "يقال: أعْمَرْته الدَّار عُمْرى: أي جَعَلْتُها لَه يسْكُنُها مدة عُمْرِه، فإِذا مات عادتْ إِليَّ، وكذا كانوا يفعلون في الجاهلية فأبْطَل ذلك، (¬3) واعْلَمَهم أنَّ مَنْ أُعْمِر شيئًا، أوْ أرْقِبَهُ في حياته فهو لِوَرَثَتهِ من بَعْدِه". (¬4) 1141 - قوله: (والرُقْبى)، قال ابن القطاع: "أرْقَبْتُك: أعطَيْتك الرُقْبَى، وهي هبَة تَرْجِع إِلى الُمرْقِب، إنْ مات الُمرْقَب، وقد نُهِيَ عنه"، (¬5) والفاعل منهما: مُعْمِرٌ ومُرْقِب، بكسر "الميم" الثانية، و"القاف"، والمفعول بفتحهما. ¬
كتاب: اللقطة
كتاب: اللُّقطَة 1142 - (اللُّقطة)، اسْمٌ لِمَا يُلْقَطُ، وفيها أربع لغاتٍ نظَمها أبو عبد الله بن مالك فقال: لُقَاطَةٌ، ولُقْطَةٌ، ولُقَطَهْ ... ولَقَطٌ ما لاقِطٌ قد لَقَطَهْ (¬1) فالثلاث الأُوَل: بضم "اللام"، والرابعة: بفتح "اللام" و"القاف". وَرُوِي عن الخليل: "واللُّقَطَة - بضم "اللام " وفتح "القاف" -: الكثير الالتقاط، وبسكون "القاف": ما يُلْتَقَط". (¬2) قال أبو منصور: (¬3) "وهو قياس اللّغة، لأن فُعَلَة - بفتح "العين " - أكثر ما جاء فاعِل وبسكونها مَفْعول"، كـ "ضُحَكَة"، (¬4) للكثير الضَّحِك، ¬
وضُحْكَه، لمن يُضْحَكُ منه. 1143 - قوله: (عرَّفها)، أي: نَشَدها، هل يعْرِفَها أحدٌ؟ 1144 - قوله: (في الأسواق)، (¬1) جَمْع سُوقٍ، وقد تَقدَّم. (¬2) 1145 - (وأبوابُ المساجد)، البابُ: تَقَدَّم، ما يُدْخَل منه إِلى الشيء. و(المساجد)، جمع مَسْجِدٍ، قال الله عز وجل: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}، (¬3) وقال: {أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ} (¬4) وقُرِئَ: (مسْجِدَ الله). (¬5) سُمِّي مَسْجِدًا، لأنه يَقع فيه السجُود. 1146 - قوله: (وِكَاءَها)، بكسر "الواو": وهو الخيط الذي تشدُّ به الصُرَّة والكيس ونحوهما، وفي حديث ابن عباس: "فَحَلَّ وِكَاءها". (¬6) 1147 - قوله: (وعِفَاصِها)، بكسر "العين" وفتح "الصاد"، وفي ¬
الحديث: "أعْرِف وِكَاءَها وَعِفَاصَها"، (¬1) وهو وِعَاءَها، من كيس ونحْوِه. (¬2) 1148 - قوله: (وحَفِظَ عَدَدَها)، العدَدُ - بفتح "العين" و"الدالين" -: معروف. 1149 - قوله: (وصِفَتَها)، أي هَيْئَتَها. 1150 - قوله: (اسْتهْلِكَتْ)، أي: هلكَتْ. واسْتُهْلِكَ اسْتِهْلاكاً: إذا ذَهب في غيره. 1151 - قوله: (الجُعْلُ)، بضم "الجيم": ما يُجعَلُ على الشيء. قال في "المجمل": "الجُعْلُ والجِعَالة والجَعِيلَة: ما يُعْطَاهُ الإِنسان على الأَمْر يفْعَله". (¬3) وقال صاحب "المطلع": "الجِعَالة - بفتح "الجيم " وكسرها وضمها -: ما يُجْعَل على العمل. قال: ذكَرهُ شيخنا في "مثلثه". (¬4) وقال عنه أنه قال: ¬
يقال: جَعَلْتُ له جَعْلاً، وأجْعَلْتُ أوْجَبْتُ "، (¬1) ولم أر ذلك في "مثلثه"، (¬2) إِلا أنه قال: "الجَعْلُ: النخل القِصار، ومصدر جَعَل: بمعنى: صَنَع، وبمعنى: وضَع، وبمعنى: اعْتَقَد، وبمعنى: صَيَّر، قال: والجِعْلُ: لغةٌ في [الماء] (¬3) الجَعِل. قال: والجُعْل: ما يُجْعَل لمن عَمِل شيئًا على عَمَلِه". (¬4) 1152 - قوله: (بِمصْرٍ)، مصروف لأنه نكرة، وليس المراد به مِصْرٌ بعينه، وإِنَّما المراد به بَلَدٌ من أيِّ البلاد كانت. 1153 - قوله: (أو بِمَهْلَكَةٍ)، بفتح "الميم" و"اللام"، ويجوز"بمُهلِكة" بضم "الميم" وكسر "اللام": وهي ما فيها الهلاك. 1154 - قوله: (البَعِير)، البعيرُ: الذكرُ من الإِبل، وجمعه أبعِرَةٌ، وفي الحديث: "بأرْبَعةِ أبْعِرَةٍ"، (¬5) وَربما قيل في جَمْعِه: أبَاعِر وبُعْرَان (¬6) ¬
كتاب: اللقيط
كتاب: (¬1) اللَّقيط وهو فعيل بمعنى مفعول كـ "جَريجٍ" وقَتِيلٍ وطَرِيحٍ. قال أبو السعادات: "هو الذي يُوجَد مرميًّا على الطريق، (¬2) ولا يُعْرَف أبُوه ولا أمُه، فعيل بمعنى مفعول". (¬3) وقال الشيخ في "المقنع": "وهو الطِّفْل المنْبُوذ": (¬4) أي المرميُّ في الطريق. وفي الصحيح: "وجدتُ منبوذًا، فقال عمر: عسى الغُوَيْر أبؤْسًا كأَنَّه يتَّهِمُنِي. فقال: عريفي لا بأس به. فقال: خُذْه وعلينا نفَقَتُه". (¬5) ¬
1155 - قوله: (منْ بَيْتِ المال)، بَيْتُ المال: هو بَيْتُ مال الُمسْلمين، وهو الذي يضَع الإِمامُ فيه أمْوَالَهُم التي تَحْصُل لهم، ويُفرقُها علَيْهِم. وأوَّل مَن اتَّخذَهُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (¬1) 1156 - قوله: (أُرِيَ القَافَة)، القافةُ - بتخفيف "القاف " -: جمع قائفٍ، قاله الجوهري وغيره. (¬2) قال القاضي عياض: "هو الذي يَتْبَع الأَشْبَاه والآثار، ويقْفوها": (¬3) أي يتْبَعُها فكأنه مقلُوبٌ من القَافي، وهو الُمتَتَبع للشَّيء. وقال الأصمعي: "هو الذي يَقوفُ الأثر وَيقْتَافه". (¬4) وقال الشيخ في "المغني": "القافةُ: قومٌ يعرفون الأنساب بالشَبَه، ولا يختصُ ذلك بقبيلةٍ معينةٍ، بل مَنْ عُرِفَ منه المعرفة بذلك، وتكرَّرت منه الإصابة فهو قائِف، وقيل: أكثر ما يكون هذا في بني مُدْلِجٍ"، (¬5) وفي الصحيح: "ألم تَر، أنَ مُجَزِّزًا الُمدْلِجِي دخل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فرآى زيدًا وأسامة نائِمَيْن، وقد تغطيا وبدت أقدامُهُما فقال: إِنَّ بعض هذه الأقدام من ¬
بَعْضٍ"، (¬1) وفي حديث آخر: "دخل ومعه قَائِفٌ من بني مُدْلج"، (¬2) وكان إِيَاس بن معاوية (¬3) قائفًا، وكذلك شُرَيْح. (¬4) وظاهر كلام أحمد، أنه لا يُقْبَل إِلَّا قول اثنين - (¬5) وقال القاضي: "يقبل قول واحد". ¬
كتاب: الوصايا
كتاب: الوصايا 1157 - (الوصايا)، جمْع وَصيَّة، قال ابن القطاع: "يقال: وَصَيْتُ إليهِ وصَايةً ووصيَّة (¬1) ووصَّيْتُه، [ووصيْت إِلَيْه] (¬2)، ووصيْتُ الشَّيء بالشيء وصيا: وصلته". (¬3) قال الأزهري: "وسُمِّيَت الوصيَّةُ وصيَّةً، لأن الميت لما وَصَّى بها، وصَلَ ما كان فيه من أيَّام حياته بما بعدَه من أيَّام مماته. يقال: وَصَى وَأوصى [واحد] (¬4) ويقال: أوصَى الرجل أيضًا، والاسْمُ: الوصيَّة والوَصَاة". (¬5) قلت: إنَّما أصل الوصيَّة من التوصيَّة، لأنه يُوصِي بِوَلَدِه، ويُوصِي أقَارِبَه بدَفْع مال ونحوه إلى صديقه، فقد وصَّاهم بذلك. وقال الصَّلَتان العبدي: (¬6) ¬
ألمْ تر لُقْمَان أوْصَى بَنِيه ... وأوصيتُ عَمْرًا ونعْم الوَصِي (¬1) ومنه قوله عز وجل: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} (¬2) وقال: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا} (¬3) وقال النَّمْرِيُ: (¬4) بذلك أوْصَاني أبِي وبِمِثْلِه ... كذلك أوصاهُ قديمًا أوَائِلُه (¬5) 1158 - قوله: (لوارثٍ)، الوارثُ: هو من يَرثُ الميِّت، وجمْعُه وُرَّاث وَوَرثَة، وسُمَي وارثًا، لأَنَّه يأخُذ الميراث، وهو المال الُمخَلِّف عن الَميت. 1159 - قوله: (لعَمْرٍو)، عَمْرٌو: اسْمُ علَم على رَجُل، وهو منصرف. وأما قول الشاعر: ¬
ألا يا عَمْرُو الضَّحَاك سيرا ... فقد جَاوَزْتُما خَمَر الطريق (¬1) فهو منادى مفرد فليس بمُعْرب، وإِنما هو مبْني. ومثله: ألا يا حُجر بني عَديٍّ (¬2) ...... ........ وقول الآخر: (¬3) ألا يا سَعْدُ سَعْدَ الأوْس ......................... وقول الآخر: (¬4) ألا يا سعدُ سَعْدَ اليَعْمُلات الذُّبَّل .................. ¬
1160 - قوله: (ولزَيْدٍ)، زيدٌ علَمٌ على رجل أيضًا، وهو كـ "عمرو" في الحكْم. 1161 - قوله: (لبِشْر)، علَثم على رجل مثل: زَيْدِ وعمرو، وكذلك بكر. 1162 - قوله: (لأَهْلِ القَرْيَة)، إحْدَى القُرَى، قال الله عز وجل: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} (¬1) وقال: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ}، (¬2) وقال: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى}. (¬3) 1163 - قوله: (قَرَع)، وروي: "أقرع"، (¬4) وهما بمعنى: يقال: أقْرَع يُقرعُ قُرْعَةً وإِقْرَاعًا: إذا أسْهَم ليَخْرُج الُمبْهَم. وقد وَرد بالقرعة الكتاب والسنة. قال الله عز وجل: {فَسَاهَمَ} (¬5) أي أَقْرَع، (¬6) وفي الحديث: "لو يعلمون ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلَّا أنْ يسْتَهِموا عليه لاستهموا"، (¬7) والقرعة: هي الإِسهام. (¬8) ¬
قال ابن سيدة: "والقرْعَة: السُّهْمَة، وقد أقْرَعَ القَوْم وتَقَارَعُوا، وقَارَع بَيْنَهم. وأقْرَع [أعْلَى]، - (¬1) وقَارَعة فَقرعَه يقْرَعه: أي أصابته القرْعَة دونه". (¬2) وقال الجوهري: "والقُرْعَة -بالضم-: معروفةٌ، ويقال: كانت لَهُ القُرْعَة، إذا قَرَع أصحابه". (¬3) وحكى أبو منصور الجواليقي: "قَرَع بيْن نسائه وأقْرع". (¬4) قال صاحب "المطلع": "فالظاهر أنَ اللغتين في كل شيءٍ منهما، لعدم الفرق بيْن النساء وغيرهن". (¬5) وقال ابن مالك في "مثلثه": "القَرْعَةُ: الدُّباءَة. والقِرْعَة: الهيئة من قَرعَ. قال: والقرعَةُ: معروفةٌ. قال: وهي أيضًا خِيَارُ الشيْء، والجِراب الصَّغِير". (¬6) 1164 - قوله: (لَقَرابَتِه)، قال الجوهري: "والقَرابةُ: القُرْبَى فِى الرحم، وهو في الأصل مصدرٌ، تقول: بَيْنِي وبَيْنَه قرابةٌ وقرْبٌ وقُرْبَى ومَقْرَبَةٌ ومَقْرُبَةٌ ¬
وقُرْبَةٌ. [وقُرُبَةٌ]، (¬1) بضم "القاف" (¬2)، وهو قَرِيبِي، وذُو قَرَابَتِي، [وهُمُ أقْرِبَائِي وأقَارِبي]، (¬3) والعامة تقول: "هو قُرَابَتِي، وهم قَرَابَاتِي" (¬4) آخر كلام الجوهري. وكلام "الشيخ هنا يُحْمَل على حَذْفِ مُضَافٍ تقديره: الذي قرابته" أو "لذوي قرابته" وليس هو من كلام العامة، بل من كلام العرب. قال الله عز وجل: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} (¬5). قال البخاري وغيره: "الجَارُ ذِي القُرْبَى: القريب"، (¬6) وفي الحديث: "إِلَّا أنْ تَصِلُوا قرابةً ما بَيْنِي وبينكم"، (¬7) وقال الله عز وجل: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى}. (¬8) 1165 - قوله: (لأَهل بَيْتِي)، أهل بيْته بمنزلةِ قرابَتِه، قاله الأصحاب. (¬9) ¬
وقال الشيخ هنا: "أعْطِيَ من قِبَل أبِيه وأمه"، (¬1) وفي الحديث: "أنه عليه السلام وضع رداءَهُ على عليٍّ وفاطمة وحَسَن وحُسَيْن. قال: هؤلاء أهل بيتي". (¬2) * مسألة: - أصح الروايتين دُخُول الدية في التركة. (¬3) 1166 - قوله: (وإذا كان الوصيُّ خائنًا جُعِل معه أمينٌ)، الخائن: من ائْتُمِنَ فَخان. ¬
والمخَانَةُ: مصدرٌ كالخِيَانة، (¬1) وتَخَوَّنَهم: طلب خِيَانَتهم. قال الله عز وجل: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً} (¬2) وفي حديث حاطبٍ: (¬3) قد خان اللِّه ورَسولَه والمؤمنين" (¬4). و(الأمينُ)، ضِد الخَائِن: وهو مَن أدى الأمانة كما هي، قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (¬5) وفي الحديث: "أدِّ الأمانةَ إِلى مَن ائتمنك ولا تَخُن مَن خانك"، (¬6) وفي الحديث: "المؤَذِّن مؤْتَمَن"، (¬7) وقال - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجران: (¬8) "لأَبْعَثَنَ إِليكم رجُلاً أمينًا حقَّ ¬
أمِينٍ، فبعثَ أبا عبيدة، وقال: هذا أمين هذه الأمة"، (¬1) وفي الحديث: "الخازن الأمين الذي يُؤَدِّي مَا أمِر به كاملًا مُوفَّرًا طيبَة به نفسه أحدُ المتَصدِّقين". (¬2) 1167 - قوله: (تَحاصُّوا)، التَّحاصِّ: اقتسامُ الشِّيْء بالحِصَص، فيأخذ كلُّ واحدٍ حِصَّةً، والحصَّةُ: هي الجُزْءُ من الشيء. ¬
كتاب: الفرائض
كتاب: الفرائض 1168 - (الفرائض)، جمْع فَرِيضةٍ، وهي في الأصل: اسم مصدر منْ فَرض وافْتَرض، ويُسَمَّى البعيرُ المأخوذ في الزكاة وفي الدية: فريضةً، (¬1) فعيلةٌ بمعنى مفعولةٌ. قال الجوهري: "والفرضُ: ما أوجبه الله عز وجل، (¬2) وسُمِّي بذلك، لأن له مَعَالم وحدودًا ... والفَرْضُ: العَطِيَّة الموسومَةُ، وفَرضْت الرَّجل وأفْرَضَتة: إِذا أعْطَيته ... والفَارِضُ والفَرَضِيُّ: الذي يَعْرِف الفَرائِض، وفرَض الله [علينا]، (¬3) وافْتَرَض: [أي أوجب]، (¬4) والاسْمُ: الفريضة، ويُسَمَّى العِلْمُ بقسمةِ المواريث فَرائِض"، (¬5) وفي الحديث: "أفرَضُكُم زَيْد"، (¬6) وفيه: تعلَّموا الفرائض". (¬7) ¬
قال ابن مالك في "مثلثه": "الفَرضَة: المرةُ عن فَرضَ الشَّيء: أوجَبهُ، وأيضاً بَيَّنَهُ، وفُلاَنٌ فلاناً أو لِفُلاَنٍ: أعطاهُ، وفي الغودِ وغيره: حَزَّ، والسِّواك: شَقَتَ طَرفَه بأسنانه. والفِرْضَة: الهَيئة من الجميع، والفُرْضَة: الحَزُّ في الشَّيْء، وموضع استِقَاء الماء من النهر والخشَبَةُ التي يَدُور عليها البَاب". (¬1) قال في "الكافي": "وهي أي: الفرائض: (¬2) العِلْم بقسمة المواريث" (¬3) كما قال الجوهري. (¬4) وقال في "المقنع": "وهي قِسْمَة المواريث"، (¬5) قال صاحب "المطلع": "ويحتمل أنْ يكون على حذف مضاف: أي وهي علم قسمة المواريث". (¬6) قلتُ: بل هي من الفَرْض: وهو التقدير: (¬7) والفرائضُ: التقديرات، لأنه يُجْعَل فيها لِكُلِّ شَخْص قَدْراً معلوماً من مَال الَميِّت. والمواريثُ: جمع مِيرَاث، وهو المال الُمخَلَّف عن الميت. (¬8) أصله "مِوْرَاث"، انقلبت "الواو" "ياءً"، لانكسار ما قَبْلَها، ويقال لَهُ: التُراث أيضاً، ¬
أصل "التاء" فيه "واو"، (¬1) وفي الجَمعْ رجَعَتْ إلى أَصْلِهَا. 1169 - قوله: (وإِنْ سَفَل)، أي: وإِنْ نَزَلَتْ درجَتُه، مثل: ابن الابْنِ، وابنه، وابن ابنه (¬2) ونحو ذلك. 1170 - قوله: (عَصَبَة)، العَصَبَةُ: أَحدُ العَصَبَات، قال الجوهري: "وعصبةُ الرجل: بنَوهُ وقرابَتُه لأبيه، وإِنَّما سُمُّوا عصبةً، لأَنَّهم عَصَبُوا به: أي أحَاطُوا به، فالأب طرفٌ [والابن طَرَف]، (¬3) والعَمُّ جَانِبٌ، [والأَخُ جانِبٌ]، (¬4) والجمعُ: عَصباتٍ". (¬5) وقال الأزهري: "وأَحدُ العَصَبة: عاصِبٌ - على القياس - مثل: طالبٍ وطَلَبةٍ، وظالمٍ وظَلَمةٍ. وقيل: للعِمَامَةِ عِصَابةٌ، لأنها استقلَّت (¬6) برأس الُمعْتَمِّ". (¬7) وقال ابن قتيبة: "العصَبةُ: جمعٌ لم أسمع له بواحدٍ، والقياس أنه عَاصِب. (¬8) وقال ابن مالك في "مثلثه": "العَصْبَة: المرَّةُ من عَصَب الشَّيْءَ: شَدَّه ¬
بعِصَابة، والشَّجرة: ضَمَّ أَغْصَانَها، وضربَها ليَسْقُط ورقُها، والكَبْشَ: شَدَّ خُصْيَيْه لتَسْقُطا من غير نَزْعٍ، والقومُ بِفُلاَنٍ: أَحْدَقُوا حَوْلَهُ، والإِبل بالماء كذلك، والرِّيق فَاهُ أوْ بِفِيهِ: يَبِسَ علَيْه. والعِصْبَةُ: العِمَّةُ، والعُصْبَةُ: الجماعةُ، واللَّحْمُ الَمعْصُوب بالَمصَارِين". (¬1) قال الله عز وجل: {بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}: (¬2) أي الجماعة. والعصَبةُ شرعاً: كلُّ وَارِث إِنْ انْفَرد أَخذَ المال، وإِنْ كان معه ذُو فَرْضٍ أَخذَ الباقي بعْدَهُ، ولا شَيْءَ لَهُ إِن اسْتَوْعَب ذو الفرض المال. وقال في "الكافي": "هم كُلُّ ذكر ليْس بَيْنَه وبَين الَميِّت أنثى"، (¬3) فتخرج الأَخَوات مع البنات لفَقْدِهم الذكُورية. وقال غيىه: "العصبةُ: كلُّ وارث بغير تَقْدِير"، (¬4) فلم يَخُصَّه بالذكر، فتدخل البنت وبنت الابن مع أخيهما، والأُخْتُ للأب، والأم مع أخيهما، والأخوات (¬5) مع البنات، والمعتقة وغير ذلك. ¬
1171 - قوله: (مثل حَظِّ)، الحَظُّ: النصيبُ، وفي الصحيح: "مَنْ أخذ به فقد أخذ بحَظٍّ وَافِرٍ". (¬1) والحَضُّ أيضاً: الترغيب بالشَّيْء، قال الله عز وجل: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} (¬2) وفي الحديث: "فحضَّهم على الصلاة". (¬3) 1172 - قوله: (الصُلْبِ)، المراد بالصُلْبِ هنا: النَّفْس، لأن بنْت البِنْت من صُلْبِه. وصُلْب الانسان: ظَهْرُهُ، ومنه الحديث: "فلما رفَعَ صُلْبه" (¬4) ولعلَّه ¬
عظم الظهر. (¬1) والصُلْب أيضاً: ضِدُّ الرَخْوِ، يقال: حَجَرٌ صُلْبٌ، وعُودٌ صُلْبٌ، يقال فيه: صَلُبَ وصلاَبةً، وجمعه: صِلَبَةٌ. (¬2) والصَلْبُ - بفتح "الصاد" -: معروفٌ، من صلَبَهُ يَصْلِبَهُ صَلْباً. ¬
باب (أصل سهام الفرائض التي لا تعول)
باب (أَصْل سِهَام الفرائض التي لا تَعُول) (¬1) جمْعُ الأصل: أُصُول، وقد تقدم. (¬2) و(السِّهام)، واحدها: سَهْمٌ، وهو الجُزْءُ من الشَيْء، وفي الحديث: "اقْسِمُوا واضْرِبُوا لي معكم بِسَهْمٍ". (¬3) والسَّهْمُ أيضاً: ما يُرْمَى به، ومنه الحديث: "مَنْ مَرَّ بِسِهَامٍ في شيءٍ من مساجدنا فلْيَمْسِك بِنِصَالِها لا يُخْدَش بها أحد". (¬4). ويقال له: النَبْلُ والنّشَابُ. والسهْم أيضاً: أحد أَجْزَاءِ القُرْعَة. ¬
قال ابن مالك في "مثلثه": (السُّهامُ - بالفتح والضم -: ما يَظْهَر في عَيْن الشَّمس عند شِدَّة الحَرِّ، وُيسَمَّى لُعَابُ الشمس ورِيقَتَها، وَلُعَاب (¬1) الشيْطان. قال: والسِّهامُ: جمع سَهْمٍ، ومصدر سَاهَم: أي قَارع. والسُّهَام: الضُّمْرُ والتَّغَيُّر". (¬2) 1173 - قوله: (التي لا تَعُول)، قال الجوهري: (العَوْلُ: عَوْلُ الفريضة، وقد عالت: أي ارتَفَعَتْ، وهو أنْ تَزِيد سِهَامَها، فيدخُل النَقْص (¬3) على أهْل الفرائض". (¬4) قال أبو عبيد: "وأَظُنُّه مأخوذاً من الميْل". (¬5) ويقال أيضًا: عال زيدٌ الفرائضَ، وأَعالَها بمعنَى، يتَعَدَّى ولاَ يَتَعَدَّى، وعالت هي بنفسها: إذا دخل النَّقْص على أَهْلِها. قلت: والعَوْلُ أيضاً: كثْرة العِيَال، قال الله عز وجل: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}. (¬6) وقد يكون العَوْلُ مأخوذاً من هنا. والعَوْلُ أيضاً: الإِطْعَامُ، ومنه: عَال فلانٌ فلاناً: إِذا أَطْعَمَة. ¬
باب: الجدات
باب: الجَدَّات أحد الجدَّات: جَدَّة. والجَدَّةُ - بفتح "الجيم" -: أمُّ الأب، وأمُّ الأُم وإِنْ عَلَوْن، والجَدَّةُ أيضاً: المرة من جَدَّ الشيء يَجِدُّ جَدّاً. قال ابن مالك في "مثلثه": "الجَدَّةُ: من النَّسب معروفةٌ. قال: والجِدَّةُ: ضِدُّ البِلَى، وشَاطِئُ النَّهْر. والجُدَّةُ: شَاطِئُ النَّهْر، والطرِيقَةُ في الجَبل وغيره. وجُدَّة - بالضم أيضاً -: قرية (¬1) " (¬2) آخر كلامه. 1174 - قوله: (والجَدَّة تَرِث وابْنُها حيٌّ)، المراد بها: أم الأب ترث مع وجود العم. (¬3) ¬
1175 - قوله: (المتحاذِياتَ)، أي: كأن بَعْضَهنَّ حَذَاءَ بعض. قال الجوهري: "وحَذَاهُ: إِذا (¬1) صار بحِذَائه". (¬2) ¬
باب: من يرث من الرجال والنساء
باب: مَنْ يَرِث من الرجال والنساء الرجال جمع رجل: وهو الذكر من بني آدم لا غير. والنساء: جمْع المُؤَنَّث، ولا واحِدَ لَهُ من لَفْظِه، قال الله عز وجل: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}، (¬1) ويقال فيهن أيضاً: نِسْوة في القِلَّة، قال الله عز وجل: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ}. (¬2) 1176 - قوله: (ومَوْلى النِعمة، (¬3) ومولاة النِعْمة)، هما: المُعْتِق والمعتِقَة، لأنهما وَليَا الإِنْعَام بالإِعتاق، وفي الحديث: "إِنَّما الولاء لمن أَعْتَق" (¬4)؛ ووليُّ النِّعمة. وجَمْع النِّعمة: نِعَمٌ وأَنْعَامٌ. ¬
قال ابن مالك في "مثلثه": "النَّعْمَة: الرَّفَاهِيَة، والنِّعمة: ما أُنْعِم به قال: والنُّعْمَة: قزة العَيْن، وقال: النَّعَم - بفتح "النون" و"العين" -: الإبل، والبقر والغنم، والنِّعِم: لغة في النَّعِم، وهو المُتَنعِّمُ. والنُّعمُ: جَمْع نَعَامٍ ونَعِيمٍ. قال أيضًا: نَعَم البَيْتَ: كَنَسَهُ، ونَعِمَ الرَّجُل: تَنَعَّمَ، ونَعِمُ - بالكسر والضم -: لاَنَ". (¬1) ¬
باب: ميراث الجد
باب: ميراثُ الجَدِّ 1177 - (الجَدُّ)، بفتح "الجيم": أبُو الأَب، وأبُ الأُمِّ وإنْ علا. قال ابن مالك في "مثلثه": "الجَدُّ: من النَسب معروفٌ. قال: وهو أيضاً: العَظَمةُ، والحَظُّ، والقَطْعُ، والوكْفُ، والرَّجُل العَظيمُ. والجِدُّ: الاجتهادُ، ونَقِيضُ الهَزْل، وشَاطئُ النهر، وقولُهُم: أَجِدَّك تفعل كذا؟ - بالكسر والفتح - بمعنى أَبِجِدٍّ تَفْعَل أمْ بِهَزْلٍ؟ والجُدُّ: الرجُلُ العظيمُ، والبِئْرُ عند الكَلأ، وجانب الشَّيْءِ، وجمع أَجَدَّ: وهو الضَّرْع اليَابِسُ، وجمعُ جَدَّاءَ: وهي الشَّاةُ اليابِسَةُ الضَّرْع، أو الَمقْطُوعَتُهُ، والسَّنَة الجَدْبَة، والناقةُ المقطُوعة الأُذُن، والمرأةُ بلا ثَدْيٍ، والفلاةُ بلا مَاءٍ" (¬1) آخر كلامه. 1178 - قوله: (تُسَمَّى الأكدريَة)، اختلفوا لِمَ سُمِّيت الأَكْدَرِيَةُ. فقيل: لأَنَّها كَدَّرت علي زَيْدٍ (¬2) أُصُولَهُ، فإِنَّه أَعَالَها، ولاَ عَوْلَ عِنْدَهُ في ¬
مسائل الجَدِّ، وفرضَ للأُخْتِ مع الجَدِّ، ولا يُفْرض لأُخْتٍ مع جَدٍّ، وجَمَع سِهَامَها، ولا يَجْمَع في غَيْرِها. وقيل: لأن رجُلاً اسمه "أَكْدَر" سئل عنها (¬1) فأفتى على مذهب زيد فأخطأ فيها. وقيل: أَصَاب فنُسِبَتْ إليه. وقيل: بَلْ هو الذي سأل عنها فنسبت إليه. (¬2) 1179 - قوله: (تُسَمَّى الخَرْقاء)، الخرقاء - بفتح "الخاء" والمد -: الحمقاء، والريحُ الشديدةُ. وقد خُرِقَ - بضم "الخاء" وفتحها وكسرها -: حَمَق. ¬
وسُمَّيت هذه المسألة بـ"الخَرْقاء"، لكثرة اخْتِلاَف الصحابة فيها، (¬1) فإِنَّ فيها سبعة أقوال وردَتْ عنهم، (¬2) ولذلك تُسَمَّى "الَمسْبَعَة" و"الَمسْدَسَة" لأن معاني الأقوال السبعة ترجع إِلى ستة. وقيل: لأن أقوالَهُم خَرقَتْها، وهو معنى الأَول. (¬3) وأَظُنُ أَنِّي رأيت فيها أَنَّها إِنَّما سُمِّيت بذلك، لأن "أَخْرَق" سُئِل عنها فأخطأ فيها. وقيل: هو الذي سأَل. وقيل: بل كانت امرأة "خرقاء". والله أعلم. ¬
باب: ذوي الأرحام
باب: ذَوِي الأرحام (¬1) 1180 - (الأرحامُ)، جمْع رِحِم بوزن كَتِفٍ، وفيه اللُّغات الأَربع في الفخذ. (¬2) قال ابن عباد: "والرَحِمُ: بيت مَنْبَتِ الوَلَد، ووعاؤُه في البَطْن". (¬3) وقال الجوهري: "الرحِمُ: رَحِمُ الأُنْثَى"، ((¬4) وهو معنًى من المعاني. وهو النَّسب والاتِّصال الذي يجْمَع وَالِدَه، فَسُمِّيَ المعنى باسْمِ ذلك الَمحَلِّ تقريباً للأفهام، واستعارةً جارية في فصيح الكلام. (¬5) قال صاحب "المطلع": "يطلق ذُو الرحم على كلِّ قرابةٍ، قال: وهو المراد بِقَوْل صاحب (¬6) "المقنع" في أول كتاب "الفرائض": "رَحِمٌ، ونِكَاحٌ، ¬
وَوَلاءٌ"، (¬1) قال: وُيطلق ويُرادُ به: كلُّ مَن ليس بذي فَرْض ولا عَصَبةٍ. قال: وهو المراد (بِقَوْلِ صاحب "المقنع) (¬2) في آخر كتاب "الفرائض": "ذُو فَرْضٍ، وَعَصَباتٍ، وذُو رَحم، [وهو المرادَ] (¬3) بقوله هنا: باب ذوي الأرحام"، (¬4) وقال الله عز وجل {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}. (¬5) 1181 - قوله: (الخالُ)، هو أَخُو الأم، والخَال أيضاً: الشَّامة، والخال: الخَالِي، وخَالَ: بمعنى ظَنَّ. (¬6) * مسألة - أصح الروايتين أَنَّ العمة تُجْعَل بمنزلة الأَبِ. (¬7) ¬
1182 - قوله: (إِذا كان أَبُوهم واحداً وأُمُّهم واحدةً)، بِنَصْبِ "واحداً" و"واحدةً" خَبَرُ "كانَ". 1183 - قوله: (عُمُومةٍ) (¬1)، العمومةُ: جَمْع عَمٍّ، كـ "بَعْل" وبُعُولَةٍ". والعمومة أيضًا مصدريقال: ما كنت عما، ولقد عممت عمومة. والعمومة: كالأبوة، والأخوة، والخؤولة، والأمومة. والله أعلم. ¬
باب: مسائل شتى في الفرائض
باب: مسائل شَتَّى في الفرائض (¬1) وروي: "مسائل شَتَّى في الفرائض" من غير "باب" والمسائلُ: جمع مسألة، سُمِّيت مسألةً، لأَنَّه يَسْأَل عنها. والشَتَّى: الُمتَفرِّقة. قال الله عز وجل: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى}، (¬2) وفي الحديث: "الأنبياء إخوة لِعَلاَّتٍ أُمَّهَاتُهُم شَتَّى ودِينُهُم واحِدٌ". (¬3) والشَّتَات والأشْتَاتُ: الخروجُ عن أَهْلِه ومَالِه، وقد تَشَتَّتَ شَمْلُه: أي تَفَرَّق. والشَتَّان: البَعِيد. (¬4) قال الشاعر: (¬5) ¬
سارتْ مًشَرِقَةً وسِرْت مُغَرِّباً ... فَشَتَّان بيْن مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبٍ 1184 - قوله: (والخُنْثَى)، قال الجوهري: "والخنثى: الذي له ما للرجال والنساء جميعاً والجمع خَنَاثَى كَحَبَالى". (¬1) والمُشْكِلُ: مَن أُشْكِلَ أَمْرُه، وكلُّ ذِي إِشْكَالٍ، فهو فشْكِلٌ. والإِشْكَالُ: هو اللَّبْس، فلَمَّا التْبَسَ أمره سُمِّيَ مُشْكِلاً. 1185 - قوله: (المُلاَعَنَة)، مفاعلةٌ، ويجوز بكسر "العين": اسم فاعِلة، لأنها أَوْقَعَت اللِّعان، ويجوز بفتح "العين": مَفْعولةٌ، لأَن الرجل لاَعَنَها، فهي مَلاَعَنةٌ. (¬2) 1186 - قوله: (ويَحْجُب)، الحَجْبُ: المنع، ومنه سمي البَوَّابُ: حاجباً، (¬3) لأنه يَمْنَع الداخل والخارج، وسُمِّي السِتْرُ حِجَاباً، لأنه يمْنَع الرُؤْيَة، وقد حَجَبَهُ: مَنَعَهُ، يحْجُبُه حِجَاباً، فهو حَاجِبٌ، وذاك مَحْجُوبٌ. والحَجْب في الفرائض: المنْع من الميراث، وهو قسمان: حَجْبً حِرْمان: (¬4) كـ "حجب" الابن لِوَلَدِه ونحو ذلك. ¬
وَحجْبُ نُقصان: (¬1) كـ "حَجْب" الولد الزَّوج من النصف إلى الربع ونحو ذلك. 1187 - قوله: (غَرَق)، الغَرِقُ: الموتُ في الماء، وقد غَرِقَ يَغْرَقُ غَرْقاً، فهو غَرِيقٌ، وفي الحديث: "اللَّهم إِنِّي أَعوذُ بك من الغَرْقِ". (¬2) 1188 - قوله: (تحت هَدْم)، الهَدْمُ: البناءُ إِذا انْهَدَم، وفي الحديث: "والهَدْمِ". (¬3) قال ابن مالك في "مثلثه": "الهَدْمُ: مصدر هدَم البِنَاءَ: نَقَضَه، والدَّمَ: تركَ المطالَبة به عَفْواً، ومصدرُ هُدِمَتِ الأرضُ: مُطِرَت. قال: والهِدْمُ: الثَّوْبُ الخَلَق، والشَيْخ الهَرِم، والهُدْمُ: جَمْعُ هِدَامٍ، والهِدَامُ جَمْعُ هَدِمَةٍ: وهي النَّاقةُ الضَّبِعَة، قال: والهُدْمُ أيضاً: جمع هَدُوم: وهو الكثير الهَدْمِ للدِّماء" (¬4) والله أعلم. ¬
كتاب: الولاء
كتاب: الوَلاَءِ الولاءُ - بفتح "الواو" ممدوداً -: ولاَءُ العِتْقِ، ومعناه: أَنَّه إذا أَعْتَق عَبْداً، أوْ أَمةً، صار لَهُ عصبةً في جميع أحكام التَّعْصِيب، عند عدم العصبة من النسب كالميراث، وولاية النكاح والعَقْد وغير ذلك، وفي الحديث: "إنَّما الولاء لِمَنْ أعتق". (¬1) 1189 - قوله: (ومَنْ أَعْتَق سَائِبةً)، الظاهر والله أعلم أنَّ في ذلك تقدير: أي أعتق أَمةً أو عَبْداً، أو رقبة سَائِبةً: أيْ يَعْتِق ولا وَلاَءَ عليه، كفعل الجاهلية، (¬2) قال الله عز وجل: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ}، (¬3) وجمع السائبةِ: سَوائِب، وفي الحديث: لأَنَّه أَوَّل مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ". (¬4) ¬
باب: ميراث الولاء
باب: ميراث الولاء * مسألة: - أَصَحُّ الروايتين عن أحمد رحمه الله: لا تَرِثُ بِنْت المعتق من الولاء. (¬1) 1190 - قوله: (للكُبْر)، الكُبْرُ - بضم "الكاف" وسكون "الباء" -: أكْبَر الجماعة، وفي الحديث: "الكُبْرُ الكبْرُ"، (¬2) يُرِيدُ الكَبِيرَ، قال الله عز وجل: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ} (¬3). وقال ابن مالك في "مثلثه": ¬
"الكَبْرُ مصدر كَبَرَ - المفتوح "الباء" - قال: والكِبْر: التَّكَبُر، ومُعْظَم الشيء. قال: والكُبْرُ: أَكْبَرُ الجَماعة". (¬1) قال أبو السعادات: "يقال [فُلاَنٌ] (¬2) كُبْرُ قومِه بـ"الضم": إِذا أقعَدهم في النَسب، وهو أنْ يَنْتَسِب إِلى جَدِّه الأَكْبَر بآباءٍ أَقلَّ عدداً من باقي عَشِيرته"، (¬3) وليس المراد بذلك أَكْبَر السِّنِ. ¬
كتاب: الوديعة
كتاب: الوديعة الودِيعَةُ: فعيلةٌ بمعنى مفعولة، من الوَدْعِ: وهو التَرْك. (¬1) قال ابن القَطَّاع: "ودَعْتُ الشَّيء وَدْعاً: تركته". (¬2) وابن السكيت وجماعة غيرَه ينْكُرُون المصدر والماضي من "يَدَع"، (¬3) وفي صحيح مسلم: "ليَنْتَهِينَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِم الجُمُعَات"، (¬4) وفي سنن النسائي: (¬5) "اتْرُكُوا التُّرْكَ ما تَرَكُوكُم، ودَعُوا الحبَشَة ما وَدَّعُوكُم". (¬6) ¬
قال صاحب "المطلع ": "فكأَنَّها سُمِّيت وديعةً: أي متروكةً عند المُودِع. وأوْدَعْتك الشَّيْءَ: جَعَلْتُه عندك وَدِيعَةً، وقبلتُه منك وديعةً، فهو من الأضداد". (¬1) وقال ابن مالك في "مثلثه": "الوَداعُ: اسْمٌ للَّتوْدِيع، والوَدِيعُ: الرَّجل السَّاكِن الحَلِيمُ، والفَرسُ الَمصُون، والمقبرة، والعَهْدُ بيْن الفريقين. (¬2) والوَدُوعُ: فعولٌ من ودَعَ الشَّيءَ: صانَه، أيضاً تَركَه". (¬3) 1191 - قوله: (وهي لا تَتَمَيَّز أوْ يَحْفَظْها)، (¬4) وروي: "وهي لا تتَمَيَّز من مَالِه". والتَّمَيُّز: أنْ يُمْكِن إِخْرَاج أحدهما عن الآخر، وقد مَيَّزَه: إِذا أَظْهَره، ومنه سُمِّيت المُمَيِّزة في الحَيْض، لأَنَّها تُمَيِّز بَيْن دَمِ الحَيْض والاسْتِحَاضة. 1192 - قوله: (فإِنْ كانت صحاحاً فخَلطها في غَلَّةٍ)، الصِحَاحٌ: ضِدُّ الُمكَسَّرةِ. قال الزركشي: "الغَلَّةُ: هي المكسَّرة، فإِذا خلَطها في الصِحاح، أو ¬
بالكَسْرِ فلا ضَمَان"، وكذلك قال غيره: "أنَّ الغَلَّة: الُمكَسَّرة". (¬1) والظاهر والله أعلم أَنَّ المراد بالغَلَّةِ: الدراهم المضروبة، والصحاحُ: الفِضَّة التي لم تضْرَب بعد. (¬2) 1193 - قوله: (الغَشَيَان)، الغشَيانُ: مصدر غَشِيَ الشَّيْءَ غشَيَاناً: (¬3) نزل به ومنه قول حسان: (¬4) يُغْشَونْ حَتَّى مَا تَهِرُّ كلاَبُهُم ... لا يَسْأَلُون عن السَّوَاد المُقْبِل وقد غَشِيَني فُلاَنٌ: نَزَل بي، وقال عز وجل: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ}. (¬5) والغَشَيَان بـ"الفتح"، مِنْ غُشِيَ عليه غَشْياً وغشَيَاناً، والغَاشِيَة لها تُقال لمِا نَزَل غاشيةً، ومنه قول الله عز وجل: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، (¬6) وفي الحديث: "فوجَدَهُ في غَاشِيَة أَهْلِه". (¬7) وكل مَا لُبِس على غيره، فهو غِشَاءٌ وغَاشِيَةٌ. ¬
وقيل: لما يُلْبَس على السَّرج: غَاشيةٌ. (¬1) والغَشِيَّةُ: الَمرَّةُ من غُشِيَ عليه: إِذا أُغْمِيَ عليه. 1194 - قوله: (أَوْ سَيْلٍ)، السَّيْلُ: سَيْلُ الرَادِي ونحوه: يقال: سَال الوَادِي استعارةً، وإِنَّما سَال مَاؤُه، قال الله عز وجل: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ}، (¬2) وقال: {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ}، (¬3) وفي الحديث: "جَاءَ سَيْلٌ فَكَسَا ما بَيْن الجَبَلَيْن"، (¬4) وقال الله عز وجل: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ}. (¬5) سُمِّي سَيْلاً، لأن الماء يَسِيلُ فيه: والسائلُ: الجَارِي، وقد سأل يَسِيلُ سَيْلاً وسَيَلاَناً. 1195 - قوله: (الغَالِبُ منه التَوَى)، الغالبُ: تقدم، (¬6) وهو الأكثر في أَحْوَالِه، و (التَوَى)، مَقْصُورٌ: هلاَكُ المالَ، يقال: تَوِيَ المال - بالكسر - يَتْوِي تَوىً، وأَتْوَاهُ غَيْرُه، وهذا مالٌ تَوٍ. (¬7) 1196 - قوله: (في وقت أَمْكَنه فلم يَفْعَل)، بغير تنوينٍ، وروي: "في وقتٍ" بالتنوين، وروى: "أمكنه ذلك"، (¬8) وكلُّه بمعنًى وَاحِدٍ. ¬
والإِمْكَان: التَّمَكُن من الفعل: وهو القُدْرَةُ عليه. 1197 - قوله: (ضاعَت)، ضَاع الشَّيْءُ يَضِيعُ ضياعاً: إذا ذَهَب منه. وأَمَّا الضِّيَاعُ: فجمع ضَيْعَة. (¬1) وقال بعض الأدباء: فَدِيوَانُ الضِّيَاع بفتح ضادٍ ... وديوانُ الخَرَاجِ بغَيْرِ جِيمٍ (¬2) والضَيْعَةُ: إحدى الضِّيَاع - وهي القرية - وبمعنى الضَيَاع، وفي حديث هاجر: (¬3) "أنَّ الملك قال لها لا تخَافُوا الضَيْعَة"، (¬4) وفي الصحيح: أَنَّ امرأةً قالتْ لعُمَر وقد خَفت عليهم الضَّيْعَة"، (¬5) كلُّ ذلك بمعنى الضَّيَاع. 1198 - قوله: (من حِرْزٍ)، بكسر "الحاء": المكان الحصين كما تَقَدَّم. (¬6) 1199 - قوله: (قَرع بينهما)، وروى: "أقرع بينهما"، (¬7) وقد تقدَّم ذلك. (¬8) ¬
كتاب: قسم الفيء والغنيمة والصدقة
كتاب: قَسْم (¬1) الفَيْء والغَنِيمة والصَدَقة الفَيْءُ في الأَصْل، مصدر فاءَ يَفِيءُ فَيْئَةً وفُيُوءًا: (¬2) إِذا رَجَع، ((¬3) قال الله عز وجل: {فَإِنْ فَاءُوا}: (¬4) أي رَجَعُوا، وقال: {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ}، (¬5) هذا معناه اللُّغَوِي. وفي الاصطلاح: قال الشيخ: "هو ما أُخِذ من مَال مُشْرِكٍ بحالٍ، ولم نوجِف عليه بخَيْلٍ ولا رِكَاب". (¬6) و(الغَنِيمَة)، إِحدى الغنائم، يقال: غَنِمَ فُلاَنٌ الغنيمةَ يَغْنَمُها. وأصل الغَنِيمةَ: الربحُ والفَضْل، (¬7) وفي حديث عبد الله بن جبير: (¬8) ¬
"أنَّهم قالوا: الغنيمة، أي قوم الغَنِيمة". (¬1) وفي الحديث عن الشتاء: "فهو الغنيمةُ البَارِدَة"، (¬2) قال الله عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ}. (¬3) وللغنيمة عند العرب أَسماءٌ منها: الخُبَاسة، والهبَالَة، والغُنَامَى. (¬4) وفي الاصطلاح: فسَّرها الشيخ: "بأَنَّها ما أُوجِفَ عليه". (¬5) و(الصدَقة)، بفتح "الصاد" و" الدال"، وقد تَقَدَّمَت وفي الحديث: "أنه عليه السلام كَان إِذا أَتاهُ أحدٌ بِصَدَقة"، (¬6) وجَمْعُها: صَدقَاتٍ، قال الله عز ¬
وجل: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ}، (¬1) وفي الحديث: "هذه صدَقاتُ قَوْمِنَا". (¬2) 1200 - قوله: (مشرك)، المشرك: يطلق على كل كافر، وأصله من أشرك مع الله غيره، وجمعه مشركون. 1201 - قوله: (نوجف)، الإيجاف: التخويف، وقد أوجف يوجف: إذا خاف، (¬3) قال الله عز وجل: {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ}. (¬4) و (الخيل)، معروفة، ولا واحد لها من لفظها، وواحدها: فرس. و(الركاب)، هي الإيل. (¬5) 1202 - قوله: (في الكراع)، قال الزركشي: "الكراع: الخيل"، (¬6) وفي ¬
الحديث) "ثم يجعل ما بقي في الكراع والسلاح"، (¬1) وقد نص أحمد على أنه يصرف في الكراع والسلاح، فتبعه الشيخ في لفظه. والكُراع أيضاً: كُراع الشاة، (¬2) وفي الحديث: "لو دعيت إلى كراع لأجبت"، (¬3) وفي حديث المرأة التي وقفت لعمر: "ولا تنضجون كراعاً". (¬4) 1203 - قوله: (والسِّلاح)، السلاحُ: ما يُتَسَلَّح به من العَدُوِّ، وفي حديث سراقة: (¬5) "فكان أَوَّل النهار جاهداً على نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان آخر النَّهار مَسْلَحةً لَهُ". (¬6) والسلاحُ: عُدَّة الحرب، مثل: السيف والقَوْس ونحو ذلك. 1204 - قوله: (ومَصَالِح)، الَمصَالِحُ: جمع مَصْلحةٍ، وهي مفْعَلة من الصَّلاَح ضِدّ الفساد: أي تُصْرَف في مَصَالِح المسلمين العامة، كـ "سَدِّ ¬
الثغور، (¬1) والبُثُوق، (¬2) وعمل القناطر" ونحو ذلك. والله أعلم. 1205 - قوله: (في صلبية بني هاشم)، الصلبية: ما كان من ولده لصُلْبِه. وقال الزركشي: "صلبية بني هاشم: يعني أولاَدُه خاصةً، دون مَنْ يُعَدُّ معَهُم من مَوالِيهم وحُلَفَائِهم"، (¬3) وهو مُتَّفَق كلاَم غيره من أصحابنا وغيرهم من أهْل اللُّغة. (¬4) والله أعلم. 1206 - قوله: (غَنِيُّهم وفَقِيرهُم)، الغَنُّي: صاحب الغِنَى، وهو كثرة المال، والسعة في الرزف. والفقيز: ضِدُّه، قال الله عز وجل: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا}، (¬5) وقال: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ}، (¬6) وتقدم معنى الفقير. (¬7) ¬
1207 - قوله: (في ابن السبيل)، (¬1) هو المُسافر المنقطع به، والسبيل: الطريق، سُمِّي هذا المسافر بذلك، للزُومِه الطَريق. 1208 - قوله: (بالسَّوِية، غنيهم وفقيرُهُم إلّا العبيد)، (¬2) وفي بعض النسخ: "غنيهم وفقيرهم فيه سواءٌ إِلَّا العبيد"، (¬3) ولا حاجةَ إلى ذلك لتعدية أول اللفظ. 1209 - قوله: (الفارس)، الفارس: هو صاحب الفَرس، وجمعُه: فُرسان، مثل: راهِبٌ وَرُهْبَانٌ. 1210 - قوله: (إِلَّا أنْ يكون الفَارِس على هَجِين)، الهجينُ: الذي أُمُّه غير عربية. (¬4) 1211 - قوله: (للفُقَراء)، ثم فسَّرهم فقال: "وهم الزَمْنَى" (¬5) واحدهم زَمِنُ، وهو الذي لا يستطيع القيام. (¬6) و"الَمكافِيف" (¬7) واحِدُهم مكْفُوفٌ، وهو الأَعْمَى، ثم قال: "الذين ¬
لاَ حِرْفَةَ لَهُم"، (¬1) ثم فَسَّر الحرفة بـ"الصَّنْعَة". (2) وقد قال ابن مالك في "مثلثه": "الحَرْفَةُ: المرة من حَرف الكلمة بمعنى حَرَّفها" والحِرْفَة: مما يُحَاوِلُه الُمحْتَرِف. والحُرْفَةُ: الحَبَّة من الحُرْف، وهو شِبْه الخَرْدَل، قال: والحُرْفَةُ أيضاً: اسم للمُحَارَفَة، مصدر حُورِفَ الرَّجُلُ: إِذا قُتِّر عليه الرزق". (¬3) ثم قال: "ولا يَمْلِكون خَمسين دِرهماً، أو قيمتها من الذهب"، (¬4) وهذا يحتمل أن يكون صفة للزَمْنَى والمكافيف، ويحتمل أن تكون "الواو" بمعنى "أو"، كما هو في بعض النسخ. فعلى الأول: (¬5) الفقر مختص بالزمنى والمكافيف، بشرط أن لا يملكوا خمسين درهما، ولا قيمتها من الذهب، وعلى هذا مَنْ هو قَادِر على العمل ليس بفَقِيرٍ. وعلى الثاني: (¬6) الفقراء هم: الزمنى والمكافيف، ومن لا يملك خمسين دِرهماً أو قيمتها من الذهب، وعلى هذا يدفع إلى الزمنى والمكافيف ولو ملكوا خمسين درهماً، أو قيمتها من الذهب. ¬
1212 - قوله: (والمساكينُ)، ثم فسَّرهم بأَنَّهم (السُؤَّال، وغير السُؤَّال، ومن لَهُم الحِرفة إِلَّا أَنَّهم لا يملكون خمسين درهماً، أو قيمتها من الذهب"، (¬1) وهذا ليس هو المذهب في القسمين. والمذهب: أن الفقير، هو مَنْ لاَ يجد ما يقع موقعاً من كفايته. والمسكين: هو الذي يجد معظم الكفاية، (¬2) ولو ملك خمسين أو قيمتها من الذهب والله أعلم. 1213 - قوله: (والعاملين عليها)، (¬3) ثم فسَّرهم بأَنَّهم الجُباة لها، واحِدُهُم: جابي: لأَنه يُجِبِيها. (¬4) والحافظون لها، واحدهم: حَافِظ، وهو النَاظِر ونحوه. 1214 - قوله: (المؤلفة قُلُويهم)، واحدهم: مَؤَلَّفٌ، ثم قال: "وهم المشركون المتَأَلَّفُون على الإسلام)، (¬5) مِمَّن يُرْجَى إسلاَمه، (¬6) أو يُخْشَى ¬
شره، (¬1) قال غيره: "أو مسلم يرجى قوة إيمانه، أو إسلام نظيره، أو أنه يأخذ لنا الزكاة ممن لا يعطها. (¬2) وعن أحمد رحمه الله: انقطع حكم المؤلفة. ((¬3) 1215 - قوله: (وفي الرِّقاب)، واحِدُهم: رَقَبةٌ، وفي الحديث: "أي الرقاب أفضل" (¬4) ثم فَسَّر الرقاب بأنهم المكاتبون، (¬5) ولا خلاف في ذلك. ¬
* مسألة: - أصح الروايتين، أنه لا يشتري منها رقبة يعتقها. (¬1) 1216 - قوله: (والغارِمُون)، واحد هم: غَارِم، ثم فَسَّرهم: "بأَنَّهم المدينون" (¬2) واحِدُهُم: مَدين: أي عليه دَيْن، قال: "العاجزون عن وفاء دَيْنِهم"، (¬3) وليس الأمر على ما أُطْلِق، بل المدينون ثلاثة أقسام: الأول: مَن غَرم لإصلاخ ذات البَيْن، وهو أن تُقْتَتَل فِئَتَان من المسلمين، فيَتحَمَّل حمالة، ليصلح بينهم، فيجوز أَنْ يُعْطَى. (¬4) الثاني: مَنْ غَرم لإِصلاح نفسه، أو لإِصْلاَح غيره في مُحَرَّمٍ، (¬5) فلا يجوز أن يدفع إِليه. الثالث: من غرم لإصلاخ نفسه في مباح، في جواز الدفع إِليه وجهان. (¬6) فإِن غرم لإصلاح نفسه في نُزْهَةٍ لم يدفع إِليه في الأصح. (¬7) ¬
1217 - قوله: (وفي سبيل الله)، ثم فسرهم بأنهم "الغزاة"، (¬1) وهو كذلك، إلَّا أنه أخل بقيده، فإنهم الغزاة الذين لا ديوان لهم. (¬2) 1218 - قوله: (فَيُعْطَون ما يَشْتَرُون به الدواب)، جمع: دابة. والسِّلاح: تقدم، (¬3) [وهو] ما يتقوون به على العدو من القوة. والدواب، والسلاح من جُملة القُوَّة. 1219 - قوله: (وُيعْطَى أيضاً في الحج، وهو من سبيل الله)، اختلف الأصحاب في الحج: هل هو من سبيل الله؟ على وجهين. أختار الأكثر: أنه من سبيل الله، (¬4) واختار جماعة: لا، (¬5) والله أعلم. ¬
كتاب: النكاح
كتاب: النِّكاح النِّكاحُ في كلاَم العرب: الوطْءُ، قاله الأزهري (¬1). وقيل للتَّزويج: نكاحٌ، لأَنَّه سبَبُ الوَطْءِ، (¬2) ويقال: نكَح المطرُ الأَرض، ونكَح النُّعَاسُ عَيْنَه. وعن الزَجاجي: (¬3) "النكاح في كلام العرب بمعنى الوطء والعقد جميعاً. وموضوع نكح في كلامهم: لِلُزوم الشَّيْءِ، راكباً عليه. قال ابن جني: (¬4) سألت أبا علي الفارسي عن قولهم: نكَحها؟ فقال: ¬
فَرَّقَت العرب تفريقاً لفظياً ئعرف به موضع العَقْد من الوطء، فإِذا قالوا: نكح فُلاَنَةً، أو بنْت فلانٍ، أَرادُوا: تَزَوَّجها وعَقَد عليها. وإذا قَالُوا: [نكَح امْرَأَتَه أو زَوْجَه، لم يريدُوا إلَّا المُجامعة، لأَن بِذكْرِ امرأته] (¬1) وزوجه يستغنى عن العَقْد". (¬2) وقال الجوهري: "النكاح: الوطءُ, وقد يكون: العَقْدُ، تقول: نكحْتها ونكَحَت هي: أي تَزَوَّجت". (¬3) وهو شَرْعاً: العَقْدُ. قال القاضي وجماعة: "هو حقيقةٌ في العَقْد والوطء جميعاً" (¬4). وقيل: "بل هو حقيقة في الوَطْء، مجازٌ في العَقْد، اختاره جماعة، ولعلَّه أَظْهر. (¬5) وقيل: هو حقيقة في العقد مجازٌ في الوطء. (¬6) ¬
1220 - قوله: (إلَّا بِوَليٍّ)، الوليُّ: مَن لَهُ الولاية على المرأة، وفي الحديث: "لا نِكَاح إلَّا بولي". (¬1) 1221 - قوله: (ثم السُّلطان)، السلطانُ: هو الإِمام، أو نائِبُه، وقد تقدَّم. (¬2) 1222 - قوله: (ولمْ يَعْضُلْها)، العَضْلُ: المنْعُ. يقال: عَضل المرأة يَعْضُلُها، ويعْضِلُها. بضم "الضاد" وكسرها، قال الله عز وجل: {وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ}. (¬3) 1223 - قوله: (من غير كُفْ)، الكُفْءُ - بوزن فُعْلٌ، وعُنْقٌ -: الِمثْل، والنَّظِير. قال ابن القطاع في: "الأفعال": "كَفُوءَ الخاطب كفاءَةً [وكفَاءً]: (¬4) صار كفِيئاً لَمِنْ خُطِبَ إليه، وكذلك في غير النكاح". (¬5) ¬
وقال أبو السعادات: الكُفْءُ: النظِير، والمساوي، ومنه الكفاءَةُ في النكاح، وهو أنْ يكون الزوج مساوياً للمرأة في حَسَبِها، ودِيِنها ونَسَبِها، وبيتِها وغير ذلك". (¬1) وجَمْع الكُفْء: أَكِفَّاءُ، ثم فسَّر الشيخ الكُفْءُ بأَنَّه: والدِّين والَمنْصِب". (¬2) فالدِّين: معروفٌ، والَمنْصِب - بفتح "الميم" وسكون "النون"، وفتح "الصاد" وكسرها -: مَا هُو مُنْتَصَبٌ فيه من الدنيا، من صناعة، وَرِزْقٍ ونحو ذلك. 1224 - قوله: (البِكر)، الجارية ما لَمْ تُفْتَضَّ، وجَمْعُها: أَبكارٌ، قال الله عز وجل: {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا}، (¬3) وفي الحديث: "لَمْ يتَزَوّج بِكْراً غيرها"، (¬4) وفي حديث آخر: "البِكْرَان يُجْلَدَان". (¬5) وقال ابن مالك في "مثلثه": "البَكْرُ من الإبل: ما لَمْ يُثْنِ، والبِكْر: الشابُ الذي لم يَنْكِح، والشابة التي لَم تنْكَح، والبقرة التي لم تَحْمِل، وأوَّلُ ولَدِ الوالِدَيْن من الناس والإبل، وكلاَ والِدَيْ أؤَل ولدٍ، والنار التي لَمْ تُقْبَس من نارٍ، والحاجة التي لم تُسْبَق بغيرها، وأَوَّلُ كلِّ أَمْرٍ. ¬
قال: والبُكْرُ [جَمْع بَكُورٍ]: (¬1) وهو الغَيْثُ الُمبَكِّر أَوَّل الوَسْمِيِّ، أَوْ السَّاري آخر اللَّيْل النازل أَوَّل النَّهَار، والناقة الُمبَكِّرة بالنِّتاج، والنَّخلة الُمبَكِّرة بالإِدْرَاك". (¬2) قُلْتُ: وأَوَّل النَّهار بُكْرَة، وجَمْعُها: بكُورٌ، وفي الحديث: "بورك لأُمَتِي في بُكُورِها" (¬3) وروي: "في بُكْرَتِها". (¬4) 1225 - قوله: (وإِنْ كَرِهَت)، الكراهةُ: عدمُ الرضا. 1226 - قوله: (الثَّيِّب)، الثَّيبُ: من تَزوَّج من الرجال والنساء، وقد ثَاب الشيءُ، رجَعَ، وفي الحديث: "الثَّيِّبُ تُسْتَأْمَر"، (¬5) وفي الحديث جابر: "بِكْراً أمْ ثَيباً"، (¬6) وجمعُها: ثَيْبٌ على وزن عَيْبٌ. 1227 - قوله: (الكلام)، أي: النُطقُ بِلِسَانِها. ¬
1228 - قوله: (وإِذْن البِكْرِ الصُّمَات)، بضم "الصاد": أي السُّكُوت، يقال: صَمَتَ يَصْمُتُ صَمْتاً وصُمُوتاً وصُمَاتاً: أي سكت، وفي الحديث: "إِذْنُها صُمَاتُها"، (¬1) وفي الحديث: "مَنْ كان حَالفاً فلْيَحْلِف بالله أو لِيَصْمُت". (¬2) 1229 - قوله: (ومَنْ زَوَّج غُلاماً غيرَ بالغٍ، أو معتوهاً)، بالنصب في "المعتوه" لا غير، لأنه معطوفٌ على الغُلاَم، و"غير بالغ": صفة للغلام، و"المعتُوه": معطوفٌ عليه، لا على صِفَتِه. والمعتُوهُ: زَائِلُ العَقْل. 1230 - قوله: (ناظِرٌ لَهُ في التزويج)، الناظر: هو الذي يَنْظُر في أموره كـ "ناظر الوَقْف ونحوه". * تنبيه: - ناظِرُ البساتين ونحوها، يجوز فيه: ناظِرٌ بـ"الظاء" المعجمة، وناطِرٌ بـ"الطاء" المهملة، (¬3) ويجوز فيه: نَاظُورٌ، ونَاطُورٌ، وورد بهما في الصحيح في قوله: "وكان ابن الناظور". (¬4) 1231 - قوله: (على مَنْ غَرَّه)، يقال: غَرَّهُ يَغُرُّه غُرراً وغُرُوراً: أي خَدَعَة، ¬
وفي حديث عمر: "فلا يَغْتَرَنَّ امْرُؤٌ"، (¬1) وفي حديثٍ آخر: "لا تَغْتَرُّوا". (¬2) 1232 - قوله: (فَرَضِيَ بالمُقَامِ)، يجوز فيه فتح "الميم" كما تَقَدَّم. (¬3) 1233 - قوله: (بعد الرضا)، مَقْصُورٌ، وفي الحديث: "الرِّضا بعد القضاء"، (¬4) يقال: رَضِيَ يَرْضَى رِضا. (¬5) 1234 - قوله: (فهو رَقيقٌ)، الرقيقُ، من هو في الرِّق: أي في حَيِّز العُبُودِية، وسُمُّوا رقيقاً، قيل: لكَوْنهم في الرِّق، وهو العبودية. وقيل: لِكَتْبِ شرَاهُم في الرِّق. (¬6) وقيل: لِرِقَّتِهم غالباً. قال ابن مالك في "مثلثه": "الرَّقَاقُ: الأرض اللَّيِّنَة التُّراب، والسَّيْر السَّهْل. قال: والرِّقَاق: جمْع رقيقٍ: ضِدِّ غَلِيظِ، وجمع رقَّةٍ: وهي كُلُّ أَرضٍ يُنْبَسِطً عليها ماء الَمدِّ فَيُطَيِّبُها للنبات. ¬
قال: والرُّقَاق: مبالغةٌ في الرقيق، وأكثر استعماله في الخُبْز المُسَمَّى جَرْذَقا، (¬1) ثم قال: الرَّقُّ: العظيم من السَّلاَحِف، والصحيفة جِلْداً كانت، أو غيره. قال: والرِّقُ: العبودية، وضِدُّ الغَلِيظ أيضاً. قال: والرُّقُ: "ما رَقَّ مِنْ ماء البحر أوْ النَّهر". (¬2) 1235 - قوله: (إِذا لم يَكُن بَيْنَهما فَصْلٌ)، هو الحاجز بين الشيئين، ومنه فصل الربيع، لأنه حاجز بيْن الشتاء والصيف. 1236 - قوله: (الخاطبُ)، الخاطبُ: اسم فاعل من خَطَب: بمعنى طَلَب، وبمعنى قَرَأ الخُطْبَة، ويحتمل هنا الأمْرَين، (¬3) ولا يَخْتَصُّ بالخَاطِب. وذكر صاحب "المُحَرر": (¬4) "أن قول الخرقي فيهما منصوص الإِمام أحمد". (¬5) ¬
1237 - قوله: (يتَسَرَّى)، يقال: تَسَرَّى يتَسَرَّى: إِذا اشترى الأَمة للوَطْء دون الخِدْمَة، وهو مُتَسَرٍّ، والأمة: سَرِيَّةٌ، وجمعُها: سَرَارِي، وفي معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنْ تلِد الأمة ربَّتَها"، (¬1) قال جماعة: تكْثُر السَّرارِي. (¬2) 1238 - قوله: (مُدَّة مقامها)، بفتح "الميم" وضمها، كما تقدم. ¬
باب: ما يحرم نكاحه والجمع بينه وغير ذلك
باب: ما يَحْرُم نِكَاحُه والجَمْعُ بيْنَه وغير ذلك الجَمْع: مرفوعٌ معطوفاً على "ما يَحْرُم نكاحه": أي وما يحرم الجَمْع بَيْنَه. 1239 - وقوله: (وغير ذلك)، يجوز بجَرِّ "غير" عطفاً على "ما يحرم". فإِنَّ "ما" موضوعةٌ لَة، مَحَلُّها الجَرُّ، ويجوز "وغير ذلك" بِرَفْع "غَير" على القَطْع، أَوْ عَطْفاً على لفظ "والجَمْع". 1240 - قوله: (بالأَنْسَاب)، جمع نسبٍ: وهو القرابة. (¬1) 1241 - قوله: (والمحَرَّمات بالأَسْبَابِ)، جَمْع سَبَب: وهو الوَصْلَةُ من غير نَسَبٍ كالرَّضَاع، (¬2) ومَنْ يَحْرُم بالنِّكاح مثل: بنت الزَّوجة، وزوجة الأَبِ، وأُخْت الزوجة، (¬3) ونحو ذلك. (¬4) والسَّبَبُ في الأصل: ما يُتَوصَّل به إلى الغَرض، كالحَبْل المُوصِّل إلى ماء ¬
البِئْر، وفي الحديث: "كلُّ سَببٍ مُنْقَطِع يوم القيامة إِلَّا سَبَبِي ونَسَبِي"، (¬1) وقال الله عز وجل: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ}، (¬2) وقال: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ}. (¬3) قال غير واحد من المفسرين: الوَصْلاَتُ التي كانت في الدنيا. (¬4) 1242 - قوله: (وحلائِلُ الأَبْنَاءِ)، جَمْع حليلةٍ، قال الله عز وجل: {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ} (¬5) وفي الحديث: ورَجُلٌ زَنى بِحَليلة جَارِه". (¬6) والحليلةُ - فَعِيلةٌ بمعنى مَفْعُولَة -: وهي الزوجة التي تَحِلُّ. قال صاحب "المطلع": "الحلائِلُ: جمع حليلة: وهي الزوجة، والرَّجُل: حَلِيلُها، لأَنَّها تحِلُّ معه ويَحِلُّ مَعَها. وقيل: لأَنَّ كُلُّ واحدٍ منهما يَحِلُّ للآخر". (¬7) 1243 - (ولَبَنُ الفَحْلِ مُحَرِّمٌ)، الفَحْلُ، أحد الفحول: وهو الذكر كما ¬
تقدم في بَيْع عَسَب الفحل. (¬1) 1244 - قوله: (وَطْءَ الحَرام)، كالزنا. 1245 - قوله: (الشُبْهَة)، الشُبْهَةُ، مأخوذةٌ من الاشْتِبَاه. ومعنى الوطء بِشُبْهَةٍ: أن يُنَادِي الضريرُ امرأتَه، فتَأْتِيه امرأةٌ فيظُنُّها امرأته فيطأها، أوْ يأتي الرجل فراشَه بالليل، فَيَرى عليه امرأةً يظُنُّها امرأتَه فيطأها، ونحو ذلك. 1246 - قوله: (وأجْنَبِيةٌ)، الأجنبيةُ: هي البعيدةُ منه: يعني ليست من أقاربه، قال الله عز وجل: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ}: (¬2) أي البعيدُ، يقال للمُذَكَر: أجْنَبِي، وللأنثى: أجنبية، والجمع: أجانب، في المذكر والمؤنث. 1247 - قوله: (وحرائر)، جَمْع حُرةٍ: وهي ضِدُّ الأمة. قال ابن مالك في "مثلثه": "الحَرةُ: أرضٌ ذاتُ حجارةٍ مُحرقةٍ، (¬3) والظُلْمة الكَثِيرةُ، وبَثْرةٌ صغيرةٌ. قال: والحِرةُ: حرارةُ العَطَش. قال: والحُرةُ: خِلاَف الأمة، والسحابةُ الكثيرةُ الَمطَر، والرمْلَة لا طينَ فيها، ومجالُ القُرْطِ، ¬
وباتَتْ فلانةٌ بليلةٍ حُرَّةٍ: (¬1) إذا لَم تُفْتَض، وبليلةٍ شَيْبَاء: إِذا افْتُضَّت". (¬2) 1248 - قوله: (أهْل الكتاب)، المرادُ بهم: اليَهُود والنَّصارى، ومن يُوافِقُهم في التَّدَيُّن بالتوراة والإنجيل. 1249 - قوله: (وَثَنِيّاً)، هو الذي يَعْبُد الأَوْثَان، واحِدُهُم وثَنٌ: وهو الصَّنَم من كلام الجوهري ... وزاد: "كأَسَدٍ ... وآسادٌ". (¬3) وقال غيره: الوثَنُ: ما كان غير مُصَوَّرٍ. وقيل: ما كان لَهُ جُثَّةٌ. (¬4) وقيل: من خَشَب، أوْ حَجَرٍ، أوْ قَصَبٍ، أوْ فِضةٍ، أوْ جَوْهَرٍ، سواء كان مُصَوَّراً، وغيى مصوَّر، (¬5) والصَّنَم: صورة بلا جُثَّةٍ. (¬6) وقال ابن فارس في "الُمجْمَل": "الوثَنُ: واحدُ الأَوْثَان، وهي الحجارة، كانَتْ تُعْبَد" (¬7) يقال في النسبة إِلى عبادَتِهم: وَثَني [للذكر]، (¬8) والأُنْثَى: وثَنِيةْ، وفي الجَمْع: وثَنِيُون، ووثنيات، وعَبَدَةُ الأَوْثَان. ¬
1250 - قوله: (الَمجُوسيَّة)، مَن كانت من الَمجُوس. والذكر: مَجُوسيٌّ، والجَمْع: مَجُوسٌ (¬1) على وزن: عَبُوسٍ، نِسْبَة إلى المجوسية، وهي نِحْلَةٌ. قال أبو علي: (¬2) المجُوس، واليَهُود: إنما عُرفَ على حَد مَجُوسِيٍّ ومَجُوسٍ، ويَهُودِيَّ ويَهُودٍ، فجُمِع على حَد شَعِيرَةٍ وشَعِير، ثم عُرِّف الجَمْع بـ"الألف و "اللام"، ولولا ذلك لم يجز دخول "الألف واللام" عليهما، لأنهما مَعْرفتان مُؤنّثتان، مُجْرَتَا في كلاَمِهم مَجْرَى القبيلتين". (¬3) ومن الَمجُوس، من يعبد الشمس، ومنهم من يعْبُد النار. 1251 - قوله: (المؤمناتِ)، جمْع مؤمنةٍ، نسبةً إلى الإيمان. 1252 - قوله: (مسلمةً)، نسبةً إِلى الإسلام. 1253 - قوله: (طَوْلاً)، لطَوْلُ - بالفتح -: الفَضْل: (¬4) أي لا يَجِدْ فَضْلاً ينكح به حُرَّةً. (¬5) ¬
1254 - قوله: (ويَخَافُ العَنتَ)، هو الزنا، كما تقدم. (¬1) 1255 - قوله: (خَطَب الرجل)، أي: طَلب، يقال فيه: خَطبَ يخْطُب خِطْبَةً، بكسر "الخاء"، ويجوز فتحها مرجوحا. وخُطْبَةُ الصلاة ونحوها من الكلام: خُطْبَةٌ، بضم "الخاء" وفتحها. (¬2) قال الشيخ بعد ذلك: "فلغيره خِطْبَتِها" (¬3) بكسر "الخاء". قال ابن مالك في "مثلثه": "الخَطْبَة: المرةُ من خَطَب القَومَ، والخِطْبَة: الَمخْطُوبَة، ومصدر خَطَب المرأة، والخُطْبَة: ما يَخْطُب به الخَطِيب، ومصدر الأَخْطَب أيضاً". (¬4) 1256 - قوله: (ولو عَرَّضَ)، التعريضُ: ضِدُّ التَّصْرِيح، قال الله عز وجل: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ}. (¬5) وقال صاحب "المطلع": "التَعْرِيض: خلاف التصريح من القول. قال: ومنه قول: "إن في الَمعَارِيض كندُوحَة عن الكَذِب": (¬6) أي سِعَةٌ وفُسْحَةٌ عن الكَذِب". (¬7) ¬
ثم فسر الشيخ التعريض: "بأنْ يقول: إني في مِثْلِك لَراغِب وإنْ قضِيَ شَيْء كان، وما أشْبَهَهُ من الكلام مما يَدل على رغبته فيها ... إذا لم يُصَرِّح". (¬1) 1257 - قوله: (رَغْبَته)، الرَغْبَةُ: الَميْل إلى الشَّيْء والمحَبة لَهُ. رغَبَهُ: فَاقَهُ في الرغابة، وَرَغِبَ الشَّيْءَ وفي الشَّيْءِ: أحَبَّهُ، وطلَبَهُ، وعنه: (¬2) كَرِهَهُ، ورَغُبَ رَغَابةً: اتَّسَع رأيهُ وخُلُقه وأيضاً: اشْتَدَّ أكْلُهُ ... والأرْضُ: دَمِثَتْ بعد صلابةٍ. (¬3) 1258 - قوله: (إذا لَمْ يُصَرِّح)، التَّصْرِيحُ: أن يَفْصَح عن الشَّيْء بلفظٍ نَصٍّ فيه، لا يحتمل غَيْرَه، يقال: صَرَّح يُصَرِّحُ تَصْرِيحاً، ومنه قولهم: "في التلويح ما يُغْنِي عن التَّصْرِيح". ¬
باب: نكاح أهل الشرك وغيره
باب: نِكَاح أهْلِ الشِّرْك وغيره (¬1) 1259 - قوله: (بِن مِنْهُ)، أي: حصَلَتْ الفُرْقَة لَهُنَ منه، وبَيِّن الُمفَارَقة. وقد بَانَت المرأةُ: فارقتْ، تَبِينُ. (¬2) وقال كعب بن زهير: (¬3) بانَتْ سُعَاد فَقَلْبِي اليَوْم مَتْبُولُ ........ أي: فارقَتْ. 1260 - قوله: (وَلَوْ أسْلَم النساء قَبْلَه)، (¬4) ورُوِي: "ولو أسْلَمْنَ النساء قَبْلَهُ". 1261 - قوله: (الُمتْعة)، المتعةُ من التَّمَتع بالشَّيء: وهو الانتفاع به. ¬
يقال: تَمَتَّعْتُ أَتَمَتَّعُ تَمتُّعاً، والاسم: الُمتْعة، كأنه يَنْتَفِع إلى مُدَّةٍ مَعْلُومَة، قال الكه عز وجل: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا}، (¬1) وقال: {وَمَتِّعُوهُنَّ}. (¬2) قال جماعة من أصْحَابِنا: "معنى الُمتْعَة: أنْ يُزَوِّجَها إلى مُدَّة"، (¬3) وفي الحديث: "أنَّه نَهى عن الُمتْعَة". (¬4) 1262 - قوله: (أنْ يُحِلَّها لِزَوْجَ كان قَبْلَهُ)، أحَلَّها يُحِلُّها، فهو مُحِلُّ ومُحَلِّلٌ، (¬5) وفي الحديث: "لَعَن اللهُ الُمحَلِّل والُمحَلَّلَ لَهُ"، (¬6) وقد لُعِنَ الُمحَلِّلُ عموماً، وهل يجوز لعنه خُصوصاً؟ فيه وجهان: (¬7) ¬
1263 - قوله: (جُنوناً)، الجنون: مِنْ جُن يُجَن جُنُوناً، إذا أصِيبَ من الجِن. والاسم: مَجْنُون، والجَمْع: مَجَانِينَ، قال الله عز وجل: {وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ}، (¬1) وقد مَسهُ الجِنةُ والجِن: إذا أصِيبَ، قال الله عز وجل: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}. (¬2) وقال عروة بن حزام: (¬3) فَما بي مِنْ خُمى ولامَس جِنةٍ ... ولكن عَمي الحِمْيَرِي كَذُوبُ 1264 - قوله: (أوْ جُذَاماً)، هو داة عَسيرٌ، من الأمراض الخطيرة. قال صاحب "المطلع": "داءٌ مَعْرُوف"، (¬4) كأنه من جُذِم فَهُو مَجْذُوم. قال الجوهري: ، ولا يقال: أجْذَم". (¬5) قال ابن مالك في "مثلثه": "الجَذْمُ: القَطْعُ، والجِذْمُ: الأصل، (¬6) والجُذْم: جمْع أجْذَم، وهو المقطوع اليد، وذو الجُذَام أيضاً، والذي لا حُجَّة لَهُ"، (¬7) وفي الحديث: "كلُّ أمر ذِىِ بال لا يُبْدَأ فيه بذكر الله، أو بحمد الله فهو أجْذَم"، (¬8) قيل: مقطوع الخير والبركة. وفي الحديث: "وَفِرَّ من الَمجْذُوم ¬
كما تَفِرُّ من الأَسَد". (¬1) وهذا الَمرض يقَال لَهُ: داء السَّبُع، وهو نوعان: منه ما يَحْدُث من الخَلْط السَوْدَاوِي، ومن ما يَحْدُث من الِمرَّة الصَّفراء، ويستدل على حدوث هذه العِلة، بكُمُودَةِ (¬2) بياض العَيْن واستِدَارَتها، ووجود الدمْعَة فيها، ولذلك سميت هذه العِلة: داء الأَسَد، وداء السَّبُع. وقيل: لأَجْل النيوات الصُّلبة الموجُودَة في الجِسْمِ. وقيل: لأجل عِظَم الَمرَض، والمخافة منه. وقيل: لأنَّ الاحْتِراف مُلاَزِمٌ لا يفَارِقة، فإِذا احْتَرق الآدميُّ مِثْله، سُمِّيت هذه العِلَّة بذلك. ومما يسَتدل به عليه أيضاً كمُودَة اللَّوْن. (¬3) ¬
1265 - قوله: (أوْ بَرَصاً)، بفتح "الباء" و"الراء": مصدر بَرَصَ يَبْرِصُ - بكسر "الراء" -: إذا ابْيَض جِلْدهُ، أوْ اسْوَدَّ بِعِلَّةٍ. قال الجوهري: البَرصُ: داءٌ، وهو بياض". (¬1) قال الأَطِبَاء: يُولَد البَرص من خَلْطٍ غلِيظٍ بَلْغَمِي غالب على الدَمِ، لأَجل ضَعْف القُوة الُمغَيَرة للغِذَاء لغلبه سواء مزاج بارد. والفرق بينه وبيْن البَهَق (¬2) الأبيض: أن البَهَق، يحدُث من رطُوبَةٍ دقيقةٍ، والبَرَص: بياضُ اللون، يحدُث في عُمْق البَدَن، والبَهَق: يَحْدُث في ظَاهِر الجِلْد. 1266 - قوله: (رَتْقَاء)، بفتح الراء"، وسكون "التاء" مَمْدُوداً: إذا وُجِد فيها الرَتْق، بفتح "الراء"، وقد رَتِقَتْ - بكسر "التاء" تَرْتَق رَتْقاً -: إذا الْتَحَم فَرْجُها. قال الشيخ في "المقنع": "وهو كون الفَرجْ مسْدُوداً لا مَسْلَك للذكر فيه". (¬3) ¬
وقال في "المغني": "أنَّه لَحْمٌ يَنْبُت في الفَرج، وأنَّه حُكِيَ [ذلك] (¬1) عن أهل الأدب، وحكي نحوه عن أبي بكر، (¬2) وذكره أصحاب الشافعي". (¬3) وقال أبو الخطاب: (¬4) "الرَّتْق: أنْ يكون الفَرجْ مسدوداً يعني مُلْتصقاً لا يدخل الذكر فيه" (¬5). وقال الأطباء: "الرَّتْقُ: كَوْنَ الفرج غير مَثْقُوبٍ، وذكروا أنَ الرَّتْق: إمَّا من جِبِلة نُشُوئِها، أو مِنْ بعد الجِبِلة تابعاً لأَثَر قُرْحَة، ويكون غائراً، أو غير غَائِر، وأنَّه يستدل عليه بالانْسدَاد، وأنَّ هذه العِلة تمنع من الجماع والحَمْل والوِلادة، ورُبما منعت من مجيء الدم". 1267 - قوله: (أوْ قَرْنَاء)، بفتح "القاف" وسكون "الراء" ممدوداً: أي بها قَرَنٌ، بفتح "القاف" و، "الراء" وقد قَرِنَت المرأة - بكسر "الراء" تَقْرَن قَرَناً بفتحها فيهما -: إِذا كان في فَرْجها قَرْن بالسكون. قال صاحب "المطلع": "هو عَظْمٌ، أو غُدَّةٌ مانعةٌ من وُلُوج الذكر، وأنه ¬
يجوزُ (¬1) أنْ يُقْرأ ما في المقنع" (¬2) في قوله: (¬3) "والقَرَن" بفتح "الراء" على المصدر، وسُكُونِها على أنَّه العَظْم أو الغُدَّة". (¬4) وقال في "المقنع": "القَرَن: لَحْمٌ يحدث فيه يَسُدُّه، وقيل: عَظْمٌ". (¬5) وقال الشافعي: "القَرَنْ: عَظْمٌ في الفرج يمنع الوطء"، (¬6) وقال غيره: "لا يكُون في الفرج عَظْمٌ إِنَّما هو لحمٌ ينبت فيه"، (¬7) وكذلك قَال أبو الخَطاب: "هو لَحْمٌ". (¬8) وقال ابن مالك في "مثلثه": "هو عَظْمٌ في الرحِم، أو غُدةٌ مانِعَةٌ من ولوج الذكر". (¬9) 1268 - قوله: (أو عَفْلاَء)، بفتح "العين" وسكون "الفاء" ممدوداً أصابها عَفَلٌ بوزن: فَرَسٌ، وقد عَفِلَتْ تَعْفَلُ، وهو قيل: لَحْمٌ يَحدُثُ فيه فَيَسُدُّه. ¬
وقيل: هو القَرَن، (¬1) وقيل: غيره، وقيل: رَغْوَةٌ تمنع لَذَّةَ الوَطْءِ. (¬2) قال في "المقنع": "وكذلك القَرَن والعَفَل: وهو لَحْمٌ يحدث فيه يَسُدُّه، وقيل: القَرَن: عَظْمٌ، والعَفَل: رَغْوةٌ فيه (¬3) تمنع لَذَّة الوَطْء". (¬4) وقال صاحب "المطلع": "نَتْأةٌ تَخْرجُ في فَرْج الَمرأة، وحياءُ النَّاقَة، شبيه بالأَدِرَة التي للرجل في الخِصية، قال: والمرأة عَفْلاً، والتعْفِيلُ: إصلاح ذلك". (¬5) وجعل القاضي: العَفَل والقَرَن شيئاً واحداً، وأنَّه هو الرَّتْقِ أيضاً، وأنَّه لَحمُ يَنْبُتُ في الفَرْج، وحكاه عن أهْل الأَدب، (¬6) وحُكِي نحوه عن أبي بكر، وأنْ ذَكره أصحاب الشافعي. (¬7) وقال أبو حفص: (¬8) "العفَل كالرغوةِ في الفرج تَمْنع لَذَّة الوطء". (¬9) وقال أبو الخطاب: "الرَّتْق: أنْ يكون الفَرج مسدوداً لا يدخل الذكر ¬
فيه، والقَرَن والعَفَل: لحْمٌ ينْبُت في الفرج فيَسُدُّه فهما في معنى الرتق، إلَّا أنهما نوع آخر". (¬1) قلتُ: لاَ شَكَّ في اختلاف العِلَل ولَوْ قُلْنا الثلاثة لَحْمٌ، فكأنَّ القاضي نظر إِلى أنَّ المعنى في الكُلِّ واحد، وهو ثبوت الخيار بهذا اللَّحْم فَجُعِل ذلك كالعِلَّة الواحدةِ. وأما مَنْ فَرَق بينهما، فنظر إلى أنَّ العِلَل مختلفة، ولو اتَّخَد معناها، كما أن الحُمَّى في الشرع واحدة، وعند الأطباء مختلفة، فمنها: الصفراوية، (¬2) والبَلْغَمِية، والسَودَاوِيَة، والرِبْعُ، (¬3) والغِب، (¬4) وشطر غِبٍّ إِلى غير ذلك. وكذلك الصُّداع، هو في الشرع واحد، وعند الأطباء مُخْتَلِفٌ. 1269 - قوله: (أوْ فَتْقَاءُ)، بفتح "الفاء" وسكون "التاء" ممدوداً، أصابها فَتْقٌ. قال الجوهري: "والفَتَق بالتحريك: مصدر من قولك: المرأةُ فَتْقَاء، ¬
وهي الُمنْفَتِقَة الفَرْج، خلاف الرَتْقَاء، والفَتَق: الصُبْح، والفَتَق أيضاً: الخِصْبُ". (¬1) قال الشيخ في "المقنع": "وهو انْخِراقٌ ما بين السبِيلَيْن، وقيل: انخراقٌ ما بيْن مخْرج البَوْل والَمنيِّ". (¬2) وقال في "المغني": "هو انْخِراقُ ما بيْن مجرى البول ومجرى المني، وقيل: وما بَيْن القُبل والدبُر". (¬3) وفي كلام الشيخ: ما يَدُل على أنه ما بَيْن القُبل والدُبر، لأَنَّه قال: "وإنْ وَطِئ امرأته وهي صغيرةً ففَتقها". (¬4) 1270 - قوله: (أوْ الرجل مَجْبُوباً)، الَمحبوب، مِنْ جَبَّ، والجَبُّ: القَطْع. قال الشيخ في "المغنِى": "الجَبُّ: أن يكون جميع ذكَره مقطوعاً، أو لم يَبْقَ منه إلا ما لا يمكن الجماع به". (¬5) وقال ابن مالك في "مثلثه": "الجبَّةُ: الَمرة من جَبَّت المرأةُ النساءَ: غلَبَتْهُنَ عند المفَاخَرة في الحُسْن، والرجل الشَّيْء: استَأصَلَه بالقَطْع. قال: والجبة: الهَيْئة من هذا، قال: والجبة: الثَوْب الَمعْلوم، ومدْخَل الرُّمْح في ¬
السنَان، ووسط الدار، وحجاجُ العَيْن، ودِرْعُ الحَدِيد، وموضعُ الُمشَاشَةِ من القَرْن، وملتقى كل عظمين من الفَرس إلَّا عظْم ظَهْرِه". (¬1) 1271 - قوله: (قَبْل الَمسِيس)، من مَسَّ يَمُسُّ مَسّاً ومَسِيساً، والمراد بالَمسِيس: الجِماع. (¬2) 1272 - قوله: (اختارت الُمقَام)، يجوز بالوجهين (¬3) كما تَقَدَّم. والله أعلم. ¬
باب: أجل العنين والخصي غير المجبوب
باب: أجلُ العِنِّين والخَصيِّ غير المجبوب الأَجلُ من التأْجيل: وهو التَأْخِير. والعِنَين: قال الشيخ في "المغني": "هو العاجزُ عن الجماع. (¬1) قال: وهو مأخوذٌ من عَنَّ: (¬2) أي اعْتَرضَ، لأَنَّ ذكَرهُ - يَعِنُ، إِذا أراد إيلاَجَهُ: أي يَعْتَرِض. والعَنَنُ: الاعتراض. وقيل: لأَنَّه يَعِن لقُبُل الَمرأة، مِنْ عَنْ يَمِينِه وشِمَالِه ولا يقصِده". (¬3) وقال ابن مالك في "مثلثه": "العَنَّةُ: الَمرَّةُ من عُنَّ الرَّجُلُ، فهو معْنُونٌ: إِذا صار مجنوناً أوْ عِنِّيناً، والعَنَة أيضاً: الَمرةُ من عَنَ الفرَس: بمعنى أعنَّهُ: أي جعل لَهُ عِنَاناً، والكتابَ: كتَب عُنْوَانَه، والشَّيْءَ: عرَض، والرَّجُل: اعترض بالفُضُول. قال: والعِنَّةُ: الهَيْئَةُ من جميع ذلك. (¬4) قال: والعُنَّة - بالفتح والضم -: الاعِتراضُ بالفضُول، وبالضم وحده: العجْز عن الجِماع، وخَيْمَةٌ أو حَظِيرَة تُتَّخَذُ من أغْصَانِ الشَّجَر". (¬5) ¬
1273 - (والخَصي)، هو مَنْ سُلَّتْ خِصْيَتَاهُ. قال صاحب "المطلع": "خَصَيْتُ العِجْل خِصَاءً: إِذا سَلَلْتُ أُنْثَيَيْه، أو قطعتُهما، أو قطعتُ ذَكَرهُ". (¬1) قال ابن مالك في "مثلثه": "الخَصْيَةُ: الَمرة من خَصَيْت الفَحْل، والخِصْيَة: جَمْع خَصيٍّ، والخصْيَة: بيضَة الإِنسان، وقد تُكْسَر". (¬2) ويقال للمفْرد: خصْيَةٌ بضم "الخاء" وفي التَثْنِيَة: خصْيَتَان، وفي الجَمْع: خصى. والخصْيَة مؤَنَّثَه، (¬3) وربما ذكَروا في التثنية، فقالوا: رأيتُ خصْيَيْه. (¬4) قال أعرابيٌّ: كأنً خصْيَيْه من التَدَلْدلِ ... ظَرْف عَجوزٍ فيه ثِنْتَا حَنْظَلِ (¬5) وقال آخر: كأنَّ خصْيَيْه إذا مَا جُبَّا ... دجَاجَتَان تلْقُطَان حَبَّا (¬6) ¬
وقالت امرأةٌ من العرب لامرأةٍ أخذها الطَّلْق: (¬1) أيَا سحابُ طَرِّقِي بِخَيْرِ وطَرقِي بِخُصْيَةٍ وَأَيْرِ ولاَ تُرِينِي طرَفَ البُظَيْرِ 1274 - قوله: (مُنْذُ تَرافُعِه)، أي: تَنَازُعِه، وأصلها من الرِفْعِة، لأنها تَرْتَفِع عليه بكَوْبه مَعِيباً، ولا عَيْبَ فِيهَا. وقيل: لارْتِفَاعِهِما في هذا النِّزاع إلى الحَاكِم، وفي الأثر: "فارْتَفَعُوا إِلى عليّ". (¬2) 1275 - قوله: (في المقام)، يَجُوز بالوجهين كما تَقَدَّم. 1276 - قوله: (إِنَّها عَذْرَاء)، بفتح "العين" ممدوداً: هي بِكْرٌ، يقال للبكر: عذراءُ، وجمعها: عَذَارَى. (¬3) قال ابن مالك في "مثلثه": "العَذْرَةُ: الَمرةُ من عذَر الصَّبِيَّ: خَتَنَهُ، ¬
وأيضاً: دَواهُ من العذْرَة، والفَرَس: جعل عليه العِذَار، وأيضاً: كَواة في مَوْضِعِه. والعِذْرَة: الَمعْذِرَة، والعُذْرَة: الخصْلَةُ من الشعْرِ، وبكارةُ الجَارِية، وكوكَبٌ في آخر الَمجَرة، ووجعٌ يأخذ الصبي في حَلْقِه، وموضِغه من الحَلْق، وأحد أسماء الكعبة قال: وعُذْرَةٌ أيضاً: قبيلة" (¬1) آخر كلامه. قلت: إِنما يقال للقَبِيلة: بَنو غذْرَة، (¬2) وإليهم ينْسَب العِشْق الشديد. قيل لأَعْرَابيٍّ منهم: مِمنْ أنت. فقال: مِن قَوْم إِذا عَشِقوا ماتُوا" (¬3) ومن عِشْقِهِم يقال: الهَوَى العذْرِيُّ، نِسْبَة إلَيْهم، (¬4) ومنهم: عُروة (¬5) صاحب عَفْرَاء الذي قال فيه قيس بن ذُرَيح. (¬6) وفي عُرْوَة العذْري إنْ مِتُّ أسْوَة ... وعَمْرِو بن عَجْلاَن (¬7) الذي قَتَلَتْ هِنْدُ ويقال لمريم عليها السلام: العَذْرَاء البَتول، لأَنَّه لم يَمَسها ذَكر. ¬
وقال الدمياطي (¬1) في الكَعْبة: عذراءَ مُخْدِرَةٌ تَجلّي مَحَاسِنُها ... على الرجال كما تَجلّى على الحَرَم (¬2) 1277 - قوله: (الثِّقَاتِ)، جمع ثقةٍ: وهي المرأة الأَمِينَة، الثِّقةُ في دينها وصدقها. * مسألة: - إِذا ادعَى أنه وصل إليها وأنْكَرت، فالمذهب أنْ القَوْلَ قَوْلَه. (¬3) وعنه: القَوْلُ قَوْلُها، (¬4) ولم يذكر الخرقي هذه الرواية، وما قَدَّمهُ من أنه يَخْلُو بها - فليس هو الَمذْهَب. (¬5) 1278 - قوله: (وإذا أصاب الرجل)، يعني المرأة، والُمتَعَلَّق به قوله: ¬
"بِنِكاحٍ صحيح" (¬1) وكذلك إِذا أصِيبَت المرأةُ بهذا النكاح الصحيح، وكان ذلك بعد الحرية والبلوغ، وليس أحدهما بمَجْنُون فَقد تَمَّ إِحْصَانهما، فإِذا زَنَيا رُجِما. والرجْم: هو الرَّمْيُ بالحجارة وغيرها، ومنه قوله عز وجل: {رَجْمًا بِالْغَيْبِ}. (¬2) والله أعلم. ¬
كتاب: الصداق
كتاب: الصَّداق الصَّدَاق: فيه خَمْسُ لُغَاتٍ. صداق بفتح "الصاد"، وصِدَاق بكسرها، وصَدُقَة بفتح "الصاد" وضم "الدال"، (¬1) وصُدْقَةٌ وصَدْقَةٌ بسكون "الدال" فيهما، مع ضم "الصاد" (¬2) وفتحها. (¬3) وهو: "العِوَض الُمسَمَّى في العَقْد وما قام مَقَامه"، (¬4) ولَهُ ثمانية أسْمَاءٍ. (¬5) الصَداقُ، والَمهْرُ، والنِّحْلَةُ، والفَرِيضةُ، والأَجْر، والعُقْرُ، (¬6) ¬
والحِبَاءُ، (¬1) والعلاَئِق، (¬2) وقد نظَمها بعضهم (¬3) في بيْت وهو: صَدَاقٌ ومَهْر ونحلَةٌ فَرِيضة ... حِبَاءٌ وأجْر ثم عُقْرٌ عَلاَئِقُ يقال: أصدقتُ المرأةَ، ومَهَرْتُها وأمْهَرْتُها، نقلَهُما الزجاج وغيره. (¬4) وأنشد الجوهري (¬5) مستشهداً على ذلك: أخِذْنَ اغتِصَاباً خِطْبَةً عَجْرَفِيَّةً ... وأمْهِرْنَ أرْماحاً من الخَطِّ ذُبَّلا (¬6) وجمْع الصَّداق: صُدُقٌ، وصَدُقَاتٌ. قال الله عز وجل: {صَدُقَاتِهِنَّ}. (¬7) 1279 - قوله: (رشيدةٌ)، الرشيدةُ: هي مَنْ وُجِدَ فيها الرُّشْد، وهو الصَّلاَح في المال. 1280 - قوله: (إذا كان شَيْئاً لَهُ نصف يَحْصُلُ)، لأَنَّه ربَّما طلقها قبل الدخول فأرادتْ أخْذَ نِصْفهِ. ¬
1281 - قوله: (أوْ استُحِقَّ)، أي: خَرج مَسْتَحَقاً للغير، إِمَّا لكونه غصَبَهُ منه، أو راعه إيَّاه، أو وَهَبَهُ ونحو ذلك. (¬1) 1282 - قوله: (في قَدْرِه)، أي: مِقْدَاره من عَددٍ، أو وزنٍ. 1283 - قوله: (على مبْلَغِه)، أي: ما يبلغ من عددٍ، أو وَزْنٍ كَيْ ينْتَهي إِلَيْه. 1284 - قوله: (إِلَّا الُمتْعَة)، يقال: يُمَتِّعه تَمْتِيعاً، وتَمتَّع هو تَمتُّعاً. والاسم: المتعة، (¬2) ثم يقال للخَادِم، والكِسْوَة، وسائر ما يتَمَتَع به: مُتْعَةٌ، تَسْمِيَةً للمَفْعول بالَمصْدَر، كالخَلْق بمعنى الَمخْلُوق، قال الله عز وجل: {وَمَتِّعُوهُنَّ}، (¬3) وقال: {فمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ}. (¬4) 1285 - قوله: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ}، الُموسِع: الغَنيُّ، يقال: أوْسَع الرجل فهو مُوسِعٌ، إِذا اسْتَغْنَى. و(قَدَرُهُ)، أي مِقْدَارُهُ، يقال: علا قَدْرُهُ، وقال الله عز وجل: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. (¬5) ¬
1286 - قوله: (وعلى الُمقْتِرُ قَدَرُه)، الُمقتر: الفَقير، يقال: أقْتَرَ الرجل فهو مُقْتِرٌ: إذا افْتَقَر، (¬1) قال الله عز وجل: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ}. (¬2) 1287 - قوله: (خادمٌ)، هو الذي يخْدُمُ، وأكثر ما يُطلق على العَبْد والأمة، وفي حديث عبد الرحمن (¬3) بن أبي بكر: (وخَادِم بَيْنَنَا وبيْن أبي بكر"، (¬4) وأصلُه من الخِدْمَة، ومنه قوله عليه السلام: "غلاماً كيِّساً يخدمني"، (¬5) وقول أنس: "خدمْتُه تِسع سِنين". (¬6) وجَمْعُه: خُدَّام وخَدَم، وقد خَدَم يخْدُمُ خِدْمَةً. 1288 - قوله: (وأدْنَاها)، الأدني: هو ضِدُّ الأَعْلى، وهو الدون. (¬7) ¬
يقال: أدْني من فلانٍ: أي أقل منه قدراً ورِفْعَةً، وقال بعضهم في معنى قوله عز وجل: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى هُوَ خَيْرٌ}: (¬1) ألم يطلبوا الأدني دعاءً، ورغبة؟ أجيبوا إلي الأدني، (¬2) فقال: {اهْبِطُوا مِصْرًا}. (¬3) 1289 - (والكُسْوَة)، (¬4) من كسَا يَكْسُو كُسْوَة: وهي اسْمٌ لما يُلْبَس من الثِّيَاب. والكِسْوة -بالكسر-: قريةٌ قَرِيبةٌ من دِمَشق. (¬5) والكَسْوةَ: المرَّةُ من كَسَاهُ كِسْوةً. 1290 - قوله: (أجْبِرَ على ذلك)، أي: ألْزِم به، وأكْرِه عليه. جَبَرهُ وأجْبَرَهُ. وجَبَرهُ أيضاً: إِذا مَنَحَهُ وَأعْطَاهُ، ومنه: جبر قَلْبَهُ. والجَبْر أيضاً: جَبْر العَظْمِ الُمنْكَسِر، (¬6) وكلُّ مَن دَاوَى مكْسُوراً فقد جَبَرهُ، ويقال: في جابِر الُمنْكَسِرَة قُلُوبُهم لله عز وجل، والجِبَارة: ما يُجْبَر به، والجبارُ: الُمتَكَبر المتَجَبَز، وهو اسمٌ من أسْمَاء الله عز وجل، والجَبِيَرةُ: ما على جُرْحٍ، أو كَسْر من عَصائِب. 1291 - قوله: (مهْرُ نِسَائِها)، يعني أقَارِبِها. ¬
1292 - قوله: (خِلاَلَها)، معنى الخَلْوَة: أنْ يدخل عليها بِمَوْضِعٍ ليس فيه أحد يعلم حقيقة الوَطْء من مكلَّفٍ ونحوه مِمَّن في معناه. (¬1) 1293 - قوله: (عُقْدَة النكاح)، العُقْدَةُ: هي العَقْدُ، يقال في كُلِّ مَرْبُوطٍ: عَقْدٌ وعقْدَةٌ، فلذلك قيل في النكاح: عَقْدٌ وعُقْدَةٌ. (¬2) 1294 - قوله: (عفَا)، مَقْصور من العَفْو، وقد عَفَا يَعْفُو عَفْواً، فهو عافٍ، قال الله عز وجل: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، (¬3) وفي الحديث: "وطلَبُوا العَفْوَ". (¬4) 1295 - قوله: (سِرّاً وعلانيةً)، السِرُّ: هو الخُفْيَة، قال الله عز وجل: {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}، (¬5) وفي الحديث: (أوَ لَيْس فيكم صاحَب السِرِّ الذي لاَ يَعْلَمُه غيره"، (¬6) وفي حديث فاطمة: "ما كُنْت لأُخْبِر بسِرِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬7) ومنه: "كاتِمُ السِرِّ". ¬
قال ابن مالك في "مثلثه": السَّرُّ: الذي يَسُرُّ بِفِعْلِه، ومصدر سَرَّه: فَرَّحَهُ، أو حيَّاهُ بالَمسَرَّة: وهي الريَّاحين، أوْ طَعَنَهُ في سُرته، والصَّبِيَّ: قطع سُرَّتَه، والزَّنْد: أدخل في جَوفه - إِذا كان أجْوَف - عُوداً. قال: والسِّرُ -يعني بالكسر -: ما يُكْتَم، والنكاح، وذكرُ الإِنسَان، وخَالِصُ كُلِّ شَيْءٍ، وأخْصَبُ مَوْضِع في الوادي، وأوْسَط الحَسَب، والحَظُّ في الكَف والجبهَة وغيرهما من الجسد، ومَوْضِعٌ في بلاد تميم. (¬1) قال: والسُّرُ -يعني بالضم-: خِلاَف الضُّرِّ، وما تَقْطَع القَابِلة من الَموْلُود، وجمْع أسَرَّ: وهو الرجل الذي لا أصْلَ لَهُ، والوَجِعُ السُّرَّةِ، والبعيرُ الُمشْتكي كِرْكِرَتِه، والزَند الأجْوَفُ، قال: والسُّرُّ أيضاً، جمع سَرَّاءَ: وهي القناةُ الجوفاءُ، والأرضُ الطَيِّبة". (¬2) 1296 - قوله: (وعلانية)، هو من الإعلان: وهو الإِظْهَار. قال الله عز وجل: {ما تُخْفُون وما تُعْلِنُون}، (¬3) وفي الحديث: أعْلِنُوا النكاح"، (¬4) وفي الحديث: "تلك امرأة أعْلَنت"، (¬5) وفي الحديث: "ما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ"، (¬6) كلُّه من الإِظهار. ¬
ْ 1297 قوله: (الأمهات)، جمع أُمٍّ، يقال في الآدمي والحيوان: أمهَات، ويجوز في الكُلُّ أُمَّاتٌ، وقيل: الأفصح في الآدمي: أمَّهَاتٌ، وفي الحيوان: أُمَّاتٌ. 1298 - قوله: (والصِّبْغُ)، هو ما يُصْبَغُ به، بكسر "الصاد". قال ابن مالك في "مثلثه": مصدر صبَغَ الثوب وغيره: لَونَهُ، والشَّيْءَ في الشيْءِ: غَمَسَهُ. قال: والصبْغُ -يعني بالكسر-: ما يُغْمَسُ فيه الخبزُ من الأُدْمِ، وما يُصْبَغُ به الشيْءُ. قال: والصُّبْغُ -يعني بالضم-: جمع أصْبَغَ: وهي الفرسُ في ناصيته، أوْ ذَنَبِه، أوْ ثُنَّتِه بياضٌ عامٌ، والأبيض الذَّنَب من الغنم والطيْر". (¬1) ¬
كتاب: الوليمة
كتاب: الوليمة الوليمةُ: اسمٌ لِدعْوة العُرس، وفي الحديث: "فكانت تِلكَ وَليمة"، (¬1) وفي حديث آخر: "ما أوْلَم على امْرأَةٍ من نِسَائه، ما أوْلم على زَيْنَب، لقد أشْبَع النَاس خُبزاً ولحماً ولقد دعوت النَاس إلى وَليمة". (¬2) وفي حديث جابر: (¬3) "أوْلم وَلَوْ بِشَاةٍ"، (¬4) وفي حديث آخر: (مَنْ تَزَوَّج لِيُولِم". (¬5) ¬
حكى ابن عبد البر عن ثعلب وغيره من أهل اللغة: "أنَّ الوليمة: اسمٌ لِطَعام العرس خاصةً، لا تَقَع على غَيْرِه". (¬1) قلت: لم تَرِد في الحديث في غيره. وقال بعض الفقهاء من أصحابنا وغيرهم: "الوليمةُ: تَقع على كُلِّ طعام لسُرورٍ حادث، إِلا أنَّ اسْتِعَمَالها في طعام العرس أكثر". (¬2) قلتُ: وَردَ: "مَنْ سُرَّ فلْيُولم" (¬3) فهو حُجَّةٌ لَهُم. قال صاحب "المطلع": "وقول أهل اللغة أوْلى، لأَنهم أهل اللسان، وأعرف بموضوعات اللغة". (¬4) وقال صاحب "المستَوْعِب": "وليمةُ الشيْء: كمالهُ وجَمْعُه، وسُمِّيت دعوةُ العُرْس وليمةً، لاجْتِمَاع الزوْجَيْن". (¬5) ويقال: أوْلَم، إذا صنَع وليمةً. والله أعلم. ¬
* تنبيه: - الأطعمة التي يُدْعَى إِليها الناس عشرة: (1) الوليمةً: على وزن غَنِيمة. والعَذِيرَةُ، والإِعْذَارُ على وزن ذَرِيرَةُ -: وهي دعوة الخِتَانُ. والخُرْس - على وزن قُفْلُ، ويقال لها: الخُرْسة -: (¬2) وهي طعام الوِلاَدَة. والوكِيرَة - على ورْن حَضيرة -: وهي دعوة البناء. والنًقِيعَة - على وزن رَبيعَة -: وهي الطعام لِقُدُوم الغَائب. والعَقِيقَةُ - على وزن رَقِيقَةُ -: وهي الذبْح لأَجْل الوَلَد. والحِذَاق: وهو الطعامُ عند حِذَاق الصَّبِيِّ، (¬3) فعَلَه أحمد كما يأتي. (¬4) والمأدُبَه: كلُّ دعوة لسَبَبٍ كانت أو لِغَيْره. والوَضِيمَة: وهي طعامُ المأتم، نقله الجوهريُّ عن الفَراء. (¬5) ¬
التُّحْفَة: وهي طعام القَادِم، ذكره أبو بكر بن العربي (¬1) في"شرح الترمذي". (¬2) 1299 - قوله: (ولو بِشَاةٍ)، تَبِعَ في ذلك الحديث، (¬3) واختلف في ذلك. هل هو للتكثير؟ أو للتقليل. على وجهين. (¬4) 1300 - قوله: (دَعا وانْصَرفَ)، أي: دعا لَهُم، من الدعاء المعروف، وهو يسأل الله عز وجل. 1301 - قوله: (ودعوةُ الخِتَان)، الدَعوةُ: هي الوليمة. وقال قطرب: (¬5) دَعَوْتُ ربِّي دعوةً لما أتي بالدعْوَةِ ¬
وقال عنْدِي دُعْوَة إنْ زُرْتم في رَجبَ وقال ابن مالك في "مثلثه": (الدَّعْوة: الَمرةُ من دَعَا: بمعنى: سَأَل، وبمعنى: نَادَى وبمعنى: بعَث، وبمعنى: عَبد، وبمعنى: ذَكر، وبمعنى: نَسَب، وبمعنى: ندَب إلى أمْرٍ، ومن دَعَتِ الثَاكِلَةً: نَدَبَتْ، والحمامةُ: صَوِّتَت، والثوْبُ: أخْلَق وأحْوَج إلى غَيْره، ولفُلاَنٍ الدَّعْوَة على فلانٍ - بالفتح أيضاً -: أي التَّقَدم في العطاء. قال: والدَّعوة -بالكسر-: انْتِسَاب الإِنسان إلى غير نَسَبِه، وقد يفتح، ولِي في بَنِي فُلاَنٍ دِعْوَة - بالكسر أيضاً -: أي قَرابة. (¬1) قال: والدُّعوةُ: الطعام الَمدْعُو عليه -بالضم- عن قطرب، (¬2) وبالفتح عن غيره، وقد يقال بالكسر (¬3) ". (¬4) 1302 - قوله: (السُّنَّة)، لغة: الطريقة، وقد سَنَّ سُنَّةً: أي طريقةً. وهي اصطلاحاً: "ما ثَبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَوْلاً، أوْ فِعْلاً، أو إِقْراراً". 1303 - قوله: (والنِّثار)، بكسر "النون": (¬5) اسمُ مصدر من نَثَرتُ الشيْءَ أنْثرُة نَثْراً، فهو اسْم مَصْدَر يُطْلَق على الَمنْثُور. 1304 - قوله: (النُّهْبَة)، النّهْبَةُ، من نَهَب يَنْهَبُ نُهْبَةً، وفي الحديث: ¬
"ولا يَنْتَهب نهْبَة"، (¬1) وهي بضم"النون"، وهي بفتحها: الَمرة من نَهَب نهْبَةً. 1305 - قوله: (حَذَق)، بفتح "الحاء" المهملة، و"الذال" المعجمة، و"قاف". قال جماعة من أهل اللغة، منهم الجوهري: "حذَق الصبِي القرآن والعَمل - من باب ضرَب - حِذْقاً، (¬2) وحَذاقَةً - ويقال لليوم الذي يُخْتَم فيه القرآن: يوم الحَذَاقة - وحِذَاقاً: إذا مهَر فيه. وحَذِقَ -بالكسر- لغة فيه". (¬3) وقال غيرهم: التَحْذِيقُ من الحِذْقِ قياسٌ لاَ سَماعٌ، (¬4) والحَذْقُ: القَطْعُ، والحُذُوقُ: الحُمُوضَةُ، كِلاَهما من باب ضَرَب. (¬5) والحُذِاقِي: الفصيح البَيِّن اللَّهْجَة، وحَذْلَق وتَحَذْلَق أظهر الحذَق، وادَّعَى أكثر مِمَّا عِنْدَه. ¬
1306 - قوله: (على الصِّبْيَان)، جَمْع صَبِيٍّ، وفي الحديث: "وأنا ألْعَب مع الصبيان" (¬1) وفي حديث جريج: (¬2) (فأتي الصَّبِيَّ"، (¬3) وفي حديث: "أنه أتي بِصَبِيٍّ صغيرٍ لم يأكل الطعام". (¬4) والصَّبِيُّ: دون البلوغ. 1307 - قوله: (الجَوْزُ)، المرادُ به: الجَوزُ الشَّامِي، (¬5) وقَد تقدم. (¬6) ¬
كتاب: عشرة النساء والخلع
كتاب: عِشْرة النِّساء والخُلْع 1308 - (العِشْرة، والُمعَاشَرة): المخَالَطَة، وقد عاشَرة فعَاشرةً. قال الله عز وجل: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، (¬1) وأما العَشَرة - بالفتح -: فهو عِقْدٌ من العَدَدَ معروف، وأما العشْرَة -بالضم-: فهي أحدُ العُشَرِ: وهو نَبْتٌ معروف. (¬2) 1309 - (والخلْع)، أنْ يفَارِق امْرأتَه على عِوَض تَبْذُلُهُ لَه. (¬3) وفائِدَته تَخَلصَها من الزَّوْج على وَجْهٍ لا رجعَة لَه عليها إلا بِرِضَاها، وعقْدٌ جَدِيد. وهل هو فَسْخٌ، أو طَلاق؟ على ما يأتي. (¬4) يقال: خَلَع امرأتَهُ خلْعاً، وخالَعَها مُخَالَعَةً، واخْتَلَعَت هي منه فهي خَالِع، (¬5) وأصله من خَلْع الثَّوْب. ¬
قال ابن مالك في "مثلثه": "الخَلْعَةُ: الَمرَّة من خلَع الشيء: نزعهُ عن موضعه، والثوب: جَردَة، والمرأة: طَلَّقَها مُفْتَدِيةً منه، وأهل الرَّجُلِ الرَّجُلَ: تَبرؤوا منه لكَثرة جِنَاياته، والشَّجَر: أوْرَق، والزَّرعُ: أسْفَى. قال: والخِلْعَة: ما خَلَعْتَه من الثياب، كَسَوْتَه شَخْصاً أو لم تكْسُه. قال: والخُلْعَة: خيارُ المال، ولغة في الخُلْع، وهو مصدر خَلَع المرأة". (¬1) 1310 - قوله: " (في القَسْمِ)، بفتح "القاف": (¬2) من قَسَم يَقْسِم قَسْماً. قال ابن مالك: "القَسْمُ: الرأيُ، ومصدر قَسَم الشيءَ. قال: والقِسْم: الجزءُ الَمقْسوم. قال: والقسْم: جمع قَسِيم: وهو الجَميل الوجهِ". (¬3) قلت: في حديث أمَ مَعْبد في صِفَتِها النبي - صلى الله عليه وسلم - لِزَوْجِها: "قسيم ونَسِيمُ" (¬4). 1311 - قوله: (وعِمَادُ القَسْمِ اللَّيل)، (¬5) عماد الشيْءِ: ما يقوم ¬
عليه، قال الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} (¬1) وسُمِّي عِمَاداً، لأنَّ الشَّيء يعْتَمِدُ عليه، قال الله عز وجل: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ}. (¬2) وقال أميَّة بن أبي الصَّلت: (¬3) بَنَاها وابْتَنَى سَبْعاً شِدَاداً ... بِلاَ عَمَدٍ يُرَيْن ولا رِجَالِ وكذلك القَسْمُ: إنَّما يُعْتَمد فيه على اللَّيل، فعِمَادُه الذي يَقُوم عليه هو اللَّيْل. (¬4) 1312 - قوله: (أشْخَصَها)، يقال: شَخصَ من بَلدٍ إلى بَلدٍ: ذَهَب، وأشْخَصَهُ غيره (¬5) سَفَّرَهُ. 1313 - قوله: (وإذا عَرَّس)، أي: صار عَريساً عندها، (¬6) والعَرِيسُ: الُمتزوج. ويقال: عَروسٌ في المذكر والمؤنَّث، وفي الحديث: "فكانت هي العَرُوس"، (¬7) وفي حديث آخر: "فأصْبَح النبي - صلى الله عليه وسلم - عَرُوساً"، (¬8) وقال النبي ¬
- صلى الله عليه وسلم -: هلْ أعْرَسْتُم الليْلة؟ " (¬1) فكناية عن الوَطْء، ويقال للمرأة: عِرْسٌ. وقال إسْمَاعِيل بن عمار الأسدي: (¬2) وهل هي إلَّا مِثلُ عِرْس تَبذلَتْ ... على رَغْمِها من هاشِم في مُحَارِبِ (¬3) وعَرس (¬4) الرجلُ، وأعْرَس: إذا دَخَل بزَوْجَتِه. وعَرسَ بمعنى: أقَام به، وفي الحديث: "فعَرَّسْنا ساعةً"، (¬5) ويقال للمكان الذي يُنْزل فيه: مُعَرَّسٌ، وكذلك يقال للفعل: مُعَرَّسٌ. وقال الشاعر: (¬6) وإنْ لم يكُن إلَّا مُعَرسُ ساعةٍ ... قليلاً فإنِّي نافِع لي قَلِيلُها وفي الحديث: "أنَّه أوتِيَ وهو في مُعَرَّسِه". (¬7) ¬
قال ابن مالك في "مثلثه": "العَرْسُ: حَائِظ بيْن حَائِطَي البيْت يُستعان به على تَوَقِّي البَرْد، ومصدر عرَس البعيرَ: شَدَّ في عُنُقِه العِرَاسَ: وهو حَبْلٌ. قال: والعِرْسُ: كُل واحدٍ من الزَوْجَيْن. قال: والعُرْسُ: طعامُ النِّكَاح، والنكاحُ نفسُهُ، وجمْع عِرَاس، وجَمْع عَرُوس: وهو نَعْت الُمتزوِّج. والُمتزوَّج بِها". (¬1) قلتُ: وفي الحديث: "أنه عليه السلام رأى النِّساء والصبيان مُقْبِلين مِنْ عُرْسٍ". (¬2) 1314 - قوله: (ثم دَارَ)، أي: على نِسَالْه، وقد دَارَ يَدُورُ دَوَراناً ودَوْراً: إذا رجع من حيث جَاء، ويقال: دَارت الرحى، ودارت رحَى الحَرْب: أي عادَتْ كما كانَتْ واشْتَدَّت، وفي الحديث: "أنَّه عليه السلام كان يَدُور على نسائه بِغُسْل وَاحِدٍ"، (¬3) وفي حديث حفصة: (¬4) "فلمَّا دَار إليها". (¬5) ¬
والدار أيضاً: المنزل الذي يسكنه الإِنْسَان كما تقدم. (¬1) 1315 - قوله: (نُشُوزَها)، النُّشُوزُ: كراهيةُ كُلِّ واحدٍ من الزوجين صاحِبَه لِسُوء عِشْوَته. يقال: نَشَزَتْ المرأةُ على زوجها، فهي ناشِزُ وناشِزةُ، ونشَز عليها زَوْجُها: إذا جَفَاها: أي ضربها، قال الله عز وجل: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}، (¬2) وفي الحديث: "كَذَبَتْ ولكِنَّها نَاشِزُ". (¬3) 1316 - قوله: (وَعَظَها)، الوَعْظُ، والعِظَةً: تَذْكِيرُكَ الإِنسانً بما يُلِينُ قَلْبَه من ثَوابٍ وعِقَابٍ، وقد وَعظَ وعْظاً، واتعَظَ هو: قَبِلَ الَموْعِظَة، (¬4) قال الله عز وجل: {فَعِظُوهُنَّ}. (¬5) 1317 - قوله: (هَجَرها)، الهَجْرُ: تَرْكُ الكلام والُمخَالَطَةِ، يقال: هَجَرهُ يَهْجُرُهُ هَجْراً. قال الله عز وجل: {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ}، (¬6) وفي ¬
الحديث: "نهى أنْ يَهْجر الرجل أخاه فوق ثلاث". (¬1) والهِجْرَةُ أيضاً: النَقْلَةُ من دارِ الكُفر إلى دار الإِسلام كما تقدم. (¬2) 1318 - قوله: (فإنْ رَدَعَها)، الردْعُ: الزَجْرُ: أي فَإن انْزَجَرَتْ وكَفتْ. ويقال: عاقَبَه بِما يَرْدَعُه، وعاقَبَه عُقاباً ردَعَهُ عن مَا كان عليه. والعجَب من ابن مالك، كيف لمْ يُعَرج على هذا المعنى في "مثلثه" وإنما قال: "الرَّدَاع والرَّدْعُ: أثرُ الزَعْفَران ونحوه، وقد يُطْلَق على أثر الدم. قال: والرِّدَاع: موضع، (¬3) قال: والرُّدَاعُ: وجَعُ الَمفَاصِل، والتَّكَسرُ في الَمرَضِ أيضاً". (¬4) 1319 - قوله: (لا يكونُ مُبَرِّحاً)، قال البخاري في قوله عز وجل: {وَاضْرِبُوهُنَّ}: (¬5) "أي: ضَرباً غير مُبَرِّح"، (¬6) والُمبَرِّحُ: الشديدُ، قالَهُ ثعلب. ¬
ومنه: بَرحَ فيه الأَمْر تَبْرِيحاً: أي جَهَدَهً، وتَبَارِيحً الشَّوْق: تَوَهُّجُه. (¬1) قال الشاعر: إذا اجْتَمَع الجُوعُ المبرِّحُ والهَوى ... على العاشِقِ المسْكين كادَ يَمُوتُ (¬2) وقال آخر: (¬3) إذا اجْتَمع الجُوع الُمبَرح والهَوى ... نَسيْت وِصَالَ الغَانِيَاتِ الكَوَاعِبِ والتبارِيح: شِدةُ الأَلَم من عِشْقِ أوْ غيره. 1320 - قوله: (إلى العِصْيَان)، العِصْيَانُ: من عَصَى يَعْصِي عِصْيَاناً ومَعْصِيةً: إذا أتي بالُمحَرَّم، (¬4) وعَصَى عليه، واسْتَعْصى: إذا لَمْ يُعْطِه. 1321 - قوله: (مأمُونِينَ)، يقال: مَأمُونٌ بمعنى: أمِينَ. 1322 - قوله: (مُبْغِضَةً)، الُمبْغِضَةُ: مَنْ حَصلتْ منها البَغْضَاءُ: وهي العداوةُ، وقد أبغَضَ يَبْغَضُ بُغْضاً، وفي الصحيح: "الحُب في الله والبُغْضُ في الله من الإِيمان". (¬5) ¬
*مسألة: - أصَحُّ الروايتين عن أحْمد رحمه الله: أن الخُلْعَ فَسْخٌ. (¬1) والله أعلم. ¬
كتاب: الطلاق
كتاب: الطَّلاَق الطَّلاَق: مصدر طَلَقَتْ المرأةُ، بانَتْ من زَوْجِهَا. وأصل الطَّلاق في اللُّغة: التخْلِية. (¬1) يقال: طلَقَتْ النَاقَةُ، إِذا سَرَحَتْ حيثُ شَاءَتْ. وحُبِسَ فُلاَن في السجْن طَلَقاً بغَيْر قَيْدٍ، وفَرس طُلُقُ إحدى القَوَائِم: إذا كانت إحدى قوائِمِها غيرُ مُحَجلَةٍ، والإِطْلاَق: الإِرْسَالُ، وانْطَلَقَ بَطْنُه، واسْتَطْلَق، وأطْلَق الفَرَس: أرْسَلَ، وأطْلَق الطَائِرَ. (¬2) والطَّلاَقُ في الشرع: "حَل قيْد النَكاح"، (¬3) وهو راجِع إلى معناه لُغةً، لأن مَنْ حُلَّ قَيْدُ نِكَاحِها، فقد خُلِّيَتْ. ويقال: طَلَقت المرأةُ، و "طَلَقتْ" بفتح "اللام" لا غير، (¬4) فهي طَالِق، وطَلَّقَها زَوْجُها فهي مُطَلَّقةٌ، قال الله عز - وجل: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ}. (¬5) ¬
وفي الحديث: أنَّ ابن عمر طلَّق امْرَأتَه"، (¬1) والمرأةُ مطَلَّقَة، وجَمْعها مطَلَّقاتٌ. والطَّلاَق خمسة أقْسَام: واجِب: وهو طلاَقُ الُمولِي بعد الُمدَّة، والامْتِناع من الفَيْئَة. (¬2) ومكروهٌ: إذا كان لِغَيْر حاجةٍ على الصحيح. (¬3) ومُباحٌ: وذلك عند الضَّرُورة. (¬4) ومستَحب: وذلك عند تَضَرُّر المرأة بالمقام، لبغْض أوْ غيره، أو كوْنِها مُفرِّطَةً في حقوق الله تعالى، أو غير عفيفةٍ. وعنه: يَجِب فيهما. (¬5) ¬
وحرامٌ: وهو طلاق الَمدْخُول بها حائِضاً. (¬1) 1323 - قوله: (لم يُجَامِعْها فيه)، وَرُوي: "لم يُصِبْها فيه"، (¬2) وكِلاَهُما المراد به الوطْءُ. 1324 - قوله: (أو طاهراً لَمْ يُجَامِعْها فيه)، وروي: (طاهراً طُهْراً لم يُجَامِعْها فيه" (¬3) وهو أكثر. 1325 - قوله: (للبِدْعَة)، (¬4) البِدْعَةُ: ما عُمِلَ غير مِثَال سَبقَ. والبِدْعَةُ، بِدْعَتَان، بدعةُ هُدَى، وبِدْعَةُ ضَلاَلة. (¬5) والبِدْعَةُ منقسمةٌ إلى أقسام، التكالِيف الخَمْسة. (¬6) ¬
1326 - قوله: (السَكْرَانَ)، غير مُنْصَرف: مَنْ وُجِد منه السُكْر، وهو التَخْلِيطُ مِن شُرْب الُمسْكِر، والسكران الذي الخلاَف فيه. قيل: من يَخْلِطُ في كلامه الَمنْظُوم، وُيبِيحُ نَشْرَهُ الَمكْتُوم. وقيل: من لايَعْرِفُ نَعْلَهُ مِن نَعْلِ غيره، ولا ثَوْبَهُ من ثَوْب غيره. وقيل: مَنْ لا يَعْرِف السَّماء من الأرْض، ولا الطَّول من العَرْض. (¬1) وجَمْع السَّكْرَان: سُكَارى، قال الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}. (¬2) ¬
* مسألة: - الصحيحُ، وقوع طلاَق السكْران. (¬1) 1327 - قوله: (أكْرِه)، يقال: أكْرِهَ يُكرَهُ إكْرَاهًا: إذا غُصِبَ على فِعْل شَيْءٍ. قال الله عز وجل: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا}، (¬2) قال البخاري: كَرْهًا وكُرْهًا واحدٌ". (¬3). 1328 - قوله: (أوْ الخَنِق)، الخَنقِ - بفتح "الخاء" وكسر (النون) مصدر خَنَقَهُ -: إذا عَصَر حَلْقَهُ، وسكون "النون" لغة. (¬4) 1329 - قوله: (أوْ عَصْرِ الساق)، العَصْرُ: مِنْ عَصَرهُ يَعْصِرُهُ عَصْرًا: إذا ضيَّق على أعْضَائِه بالخَنقِ ونحوه، ومنه: عَصْرَ الَمنُون. وعَصَرَهُ: ضيَّق عليه. قال ابن مالك: "العَصْرُ: اللَّيلُ، والنَّهَارُ". (¬5) ¬
قلت: ومنه قوله عز وجل: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}. (¬1) قال: " والغَدَاةُ، والعَشيُّ". (¬2) قلت: والصَلاَة الوُسْطَى. (¬3) قال: "والإِعْطَاءُ، والنَّجَاةُ، والمنْعُ، واسْتِرْجَاعُ الُمعْطَى، واستِخْرَاجُ رُطُوبة الشَّيء قال: والعُصْر - بالكسر والفتح والضم -: الدَّهْر. قال: والعَصْر: جمع عَصُورٍ، وهو الكَثِيرُ الاسْتِرْجاع لما يُعْطِي، والكثيرُ الَمنْع أيضًا. قال: والعُصْرُ أيضًا: جمع عِصَارٍ ". (¬4) 1330 - (والسَّاقُ)، أحد السُّوق، قال الله عز وجل: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} (¬5) وقال عز وجل: {فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} (¬6) قال البخاري: (السَّاقُ: حامِلَةُ الزَّرْع" (¬7). قلتُ: وغيره، وفي الحديث: "ما في الجَنَّة شجرة إلَّا وساقها من الذهب". (¬8) وساقُ الآدمي معروف: وهو قائِمةٌ رِجْلِه. قال الله عز وجل: ¬
{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} (¬1) وسَاقَ البَعِيرَ ونَحْوَهُ سَوْقًا: صَحِبَهُ مَعَهُ، ومنه: "لولا أني سُقْتُ الهَدْيَ"، (¬2) وساقَ الفَرسَ ونحوه سَوْقًا: أجْرَاهُ، أو حَثَّهُ على ذلك، وساقَ الصَدَاق ونحوه: حَمَلَهُ إلى العَرُوس، ومنه الحديث: "كَم سُقْتَ إلَيْها". (¬3) 1331 - قوله: (ولا يكونُ التَّواعد)، تَوعَّدَهُ وَوَعدَهُ واتَّعَدَهُ كلٌّ من الوَعْد وهو الإِخبار بأنْ يَقَع به نَفْعًا أو ضُرًّا، إلَّا أنَّ الغَالِب على الوعد في الخير، والتَّوَعُد، والاتِّعَاد في الشَّرِّ. وقال سَعْد بن نَاشِب: (¬4) لا تُوعِدَنَّا في بِلالُ فَإنَّنَا ... وإنْ نَحْن لَمْ نَشْقُقْ عصا الدِّين أحْرارُ (¬5) ¬
باب: تصريح الطلاق وغيره
باب: تَصْريح (¬1) الطَّلاق وغيره التَّصريح والصَّريحُ في الطلاق، والعِتْقِ، والقَذْفِ ونحو ذلك: هو اللَّفظ الموضوعُ لَهُ لا يُفْهَم منه غَيْره. والصَّريحُ: الخالِصُ من كل شَيْءٍ، ولذلك يقال: نَسبٌ صَرِيحٌ: أي خالِصٌ، لا خَلَل فيه، وهذا اللفظ خالِص لهذا الَمعْنى: أي لا مُشارِكَ لَه فيه. (¬2) 1332 - قوله: (أوْ قَد فارَقْتكَ)، من الفِراق. (أوْ قَدْ سَرَّحْتُكَ)، من السَّراحِ، والسراح - بفتح "السين " -: الإرسال - يقال: سَرَّحْت الماشيَة: إذا أطلقْتُها فذهَبَتْ. وتَسْريحُ المرأة: تَطْليقها، والاسم: السَّراح، كالتَبْليغ والبَلاغ، (¬3) قال ¬
الله عز وجل: {وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}، (¬1) وقال: {أَوْ سَرِّحُوهُنَّ}. (¬2) 1333 - قوله: (الغَضِب)، من غَضِبَ يَغْضَبُ غَضَبًا: إذا حَمَقَ، واشْتَدَّ غَيْظُه، وفي الحديث: "في الغَضَبِ والرضا"، (¬3) وفيه: "أنَّ رَبِّي غَضِبَ اليوم غَضَبًا". (¬4) 1334 - قوله: (اوْ لطَمَها)، اللَّطْمُ: الضرب على الوجه [ببَاطِن الراحة] (¬5) وقد لَطَمَهُ يَلْطِمُه لَطْمًا. 1335 - قوله: (خَلِيَّةٌ)، الخَلِيَّة في الأصل: الناقة تُطْلق من عِقالها، ويُخْلى عَنْها، ويقال للمرأة خَلِيَّة، كنايةٌ عن الطلاق. (¬6) قاله الجوهري (¬7). 1336 - قوله: (وأنْتِ بَرِيَّةٌ)، والبَرِيَّة أصْلُه: بَريئَة بـ "الهمز"، لأنه صفة من بَرأ من الشَّيء براءَة، فهو بَريء، والأنثى: بَريئَةٌ، ثم خُفِّف "همزه" ¬
كما خُفف بَرِيَّة في (خَيْرُ البَرِيَّة)، (¬1) فعلى هذا يجوز: رأيت بَريئَةً بـ "الهمز"، وبريَّةً بغير، همز"، (¬2) ويُكَنَى بهذه اللفظة عن الطلاق، كأن المرأة بَرِئَتْ من حُقوق الزَّوْج بالطَّلاق. والبَريَّةُ أيضًا. الخَلْقُ، وأما البَرْيَة، فهي بَرْيَةُ القَلَم ونحوه، (¬3) وفيْ الحديث: "وهو يُبْرِي نَبْلاً لَهُ" (¬4) وهي أيضًا: المرَّةُ من أبرَاه بُرْيَةً. 1337 - قوله: (بائن)، (¬5) أي: منفصلة، من بانت بين، ويقال: طلقة بائن، فاعلة بمعنى مفعولَةٌ، وبانَتْ بمعنى فارَقَتْ، ومنه قولُ كَعْبٍ المتقدم. (¬6) 1338 - قوله: (أوْ حَبْلُكَ على غارِبِك)، الحَبْلُ معروفٌ: وهو الزِّمام والخِطَامُ. قال أبو تمام: (¬7) ¬
لقد بكَرتْ أمُّ الوليد تَلومُنِي ... ولم أجْتَرِم جُرْمًا فقلتُ لها مَهْلا ولا تَعْذُلِيني في العطاءِ وَيسِّري ... لِكُلً بَعيرٍ جاءَ طالِبُهُ حَبْلا (¬1) فأجابَتْه (¬2) بما في آخره: فأعْطِ ولا تَبْخَل لَمِن جاء طالِبًا ... فَعِنْدي لها خَطْمٌ وقد زالتِ العِلَلُ (¬3) (والغارِبُ)، مُقدَّمُ السِّنامَ، فمعنى: حَبْلُك على غارِبك: أنْت مُرْسَلةٌ مُطَلَّقَة غير مشدودةٍ، ولا ممسَكَةٍ بعَقْد النِّكَاح. 1339 - قوله: (أوْ الحَقِي بأهْلِك)، لَحِقَ بالشَّيءِ: أي صار إِليه، ولَحِقَ بِبَني فُلاَن: انْضَاف إليهم، ولَحِقَ الرَّكْبَ: أدْرَكَهُم. والأَهْلُ: معروفُون، تَقدَّم ذكرهم. (¬4) وفي الحديث: "أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لتلك المرأة: أِلْحَقِي بأهْلِك"، (¬5) ¬
وفي حديث آخر: قال لأَبِي أُسَيْد: (¬1) "ألْحِقْها بأهلها". (¬2) فإنْ قيل: أليس كعب بن مالك (¬3) قال لامرأته: "أِلْحَقِي بِأهْلِك"، (¬4) ولم يُعَدّ عليه طلاقًا. قيل: ذلك كنايةً، ولم يُرِدْ هناك الطَّلاق، وإنَّما يكون طلاقًا بالنيَّة. 1340 - قوله: (لأنه نَسَقٌ)، العطفُ: منه عطفُ بَيَانٍ (¬5)، وعَطْفُ نَسقٍ، (¬6) وهذا عطفُ نَسَقٍ. ¬
باب: الطلاق بالحساب
باب: الطَّلاق بالحِسَاب الحساب، من حَسَبَ يَحْسِب حِسَابًا: إِذا عَدَّ، قال الله عزوجل: {لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ}. (¬1) قال ابن مالك: "حَسَب حِسَابًا وحُسْبَانًا: عدَّ، وحَسَب الرَّجل حِسْبَانًا: ظَنَ، وأيضًا صار أحْسَب: أي ذَا شَعَر أحْمَر، وجِلْدٍ أبْيَض، كالبَرَص، وهو من الإبل كذلك، وقيل: هو الأَسْوَذ الَمائِل إِلى الحُمْرَة، وقيل: هو الذي يقال: أحْسِبُ لَوْنَهُ كذا لِعَدَم خُلُوصِه، وحَسبُ الرَّجلُ حَسَابةً: صار حَسِيبًا". (¬2) والحِسَابُ أيضًا: الُمحاسبَةُ، قال الله عز وجل: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} (¬3) وفي الحديث: "من نُوقش الحِسَاب عُذِّب". (¬4) ¬
1341 - قوله: (كالأعضاءِ الثابتة)، الثابتُ: هو الذي لا يزُول. 1342 - قوله: (طُلِّقَت ثَلاثًا)، (¬1) وَرُوِي: طُلِّقَت بثلاثٍ" (¬2) والله أعلم. ¬
باب: الرجعة
باب: الرَّجْعَة الرَّجْعَة - بفتح "الراء" وكسرها -: مصدر رُجْعَة المرأة، وهي ارْتِجَاعُها، (¬1) وَرُجُوع المطلَّقة غير البائن إلى النكاح من غير اسْتِئْنَافٍ. والله أعلم. * مسألة: - أصح الروايتين عن أحمد رحمه الله، اشْتِراط الإِشهاد في الرجْعة. (¬2) 1343 - قوله: (بلا شهادة)، (¬3) وروي: "بلا شَاهدٍ"، وَرُوِي: "بلا إِشْهَادٍ". ¬
* مسألة: - أصح الروايتين: أنَّه إذا راجَعَها وهي لا تَعْلَم, ثم نكَحَتْ غَيْرَه أنَّها تُرَدُّ إليه. (¬1) 1344 - قوله: (الصِدْق)، الصِدْق، من صَدَق يَصْدُق صِدْقًا: إِذا لم يكذب في حديثه، وفي الحديث: "إِنَّ الصِدْقَ يهدي إِلى البِرِّ"، (¬2) وقال الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (¬3) وفي حديث كعب بن مالك: "إِنَّ من توبتي أنْ لاَ أحدِّث إِلَّا صِدقًا ... وقال: ما أعلم أحدًا أبلاه الله في صِدْقِ الحديث ... ". (¬4) 1345 - قوله: (والصَّلاحُ)، هو ضِدّ الفساد، وقد صَلُحَ صَلاحًا، فهو صالحٌ: إِذا حَسُنَ حالَهُ فيما بينه وبين رَبِّه. ¬
كتاب: الإيلاء
كتاب: الإيلاَءِ الإيلاءُ - بالمدِّ: الحَلِفُ، وهو مصدر، يقال: آلَى بمدَّةٍ بعد "الهمزة" يؤْلي إيلاءً، وتألَّى وائْتَلى، والأَلِية بوزن فعيلة: اليمين، وجمعُها ألاَيَا بوزن خطايا (¬1). قال الشاعر: قليل الأَلاَيَا حافظ ليَمِينه ... وإِنْ سبَقَتْ منه الأَلِيةً بَرّتْ (¬2) والأُلْوَةُ - بسكون " اللام "، وتثليث " الهمزة" -: اليمين أيضًا، وفي الحديث: "أنه - صلى الله عليه وسلم - اَلَى من نسائه شهرًا"، (¬3) وقال عز وجل: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ} (¬4) ¬
وقالت عاتكة: (¬1) فآلَيْتُ لا تَنْفَك نَفْسِي حزينةً ... علَيْكَ ولا يَنْفَك جِلْدِي أغْبَرا (¬2) والإِيلاءُ شرعًا: حَلفُ الزوج - القادر على النكاح - بالله تعالى، أو صفةٍ من صفاته - على تَرْكِ وَطْءِ امرأته في قُبُلها مُدَّةً زائدةً على أربعة أشْهُرٍ. (¬3) 1346 - قوله: (والُمولِي)، هو الذي أوْقَع الإِيلاء، وأما الَموْلَى: فهو العَبْد، والسَّيد كما تقدَّم. (¬4) 1347 - قوله: (أمِرَ بالفَيْئَة)، الفَيْئَةُ: الرجوع عن الشيء الذي يكون قد لابسَهُ الإنسان وباشَرهُ، قال الله عز وجل: {فَإِنْ فَاءُوا} (¬5) أي: رجَعُوا، والمراد بها هنا: الرُّجُوع إلى جِمَاعها، (¬6) وما يقوم مقامُهُ، ثم قال الشيخ: أن الفَيْئَة بالوطءِ، أو بِلسَانِه عند عجزه عنه. (¬7) 1348 - قوله: (في ثلاثٍ)، أي: الطَّلاق، وَرُوِي: (فهي تبقى الثلاث". ¬
كتاب: الظهار
كتاب: الظِّهَار الظِّهَار، والتَّظَهُر، والتَّظَاهُر: عِبارةٌ عن قول الرجل لامرأته: "أنت عليَّ كظَهْرِ أمِّي" (¬1) مُشْتَقٌّ من الظهْر، وخَصُوا الظَّهْر دون غيره - (¬2) لأَنَّه مَوْضِع الركُوب، والمرأة مركوبة: إِذا غُشِيَتْ، فكأنَّه إذا قال: أنت عليَّ كَظَهْر أُمِّي، أراد في ركُوب النِّكَاح، حرام علي كركُوبِ أمِّي للنكاح. فأقام الظَّهْر مقام الرُّكُوب، لأنه مركوبٌ، وأقام الرُّكُوب مقامَ النِّكَاح، لأن النَاكِحَ راكبٌ، وهذا من استعارات العرب في كلامها. (¬3) قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ... } (¬4). قال ابن مالك في "مثلثه": "الظَّهَار: ظَاهِرٌ الحَرَّة، والظِّهَارُ: الُمعَاونَة، ومُظَاهَرةُ الرجل زوجَتَهُ، والظُّهَار: ما ظَهَر من ريشِ النَّعَام، (¬5) وقيل: هو جَمْع ظَهرٍ". (¬6) ¬
1349 - قوله: (من حِنْطةٍ)، هي البُرُّ، وهو أسمر، أو هو القمح. (¬1) 1350 - قوله: (أو دقيقٍ)، الدقيق، المراد به طحينُ الحِنْطَة، والشعير ونحوهما، ويقال لصانعه دَقَّاق، وجمعه: دقَّاقُون. وكَرِه أحمد كَسْب الدَقَّاقِينَ. وقال: ، إن أمْوالاً جُمِعَت من عُموم الناس (¬2) لأَموال سُوءٍ ". (¬3) قال ابن مفلح في "آدابه": "والظاهر والله أعلم، أنَّ مراده، بالدقاقين من يَبِيع الدقيق". (¬4) 1351 - قوله: (أتتْ بالُمنْكِر من القَوْل والزُّورِ)، قال الله عز وجل: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا}، (¬5) والُمنْكَر: إما لأنَّه مُنكرٌ في نفسه، أو لأن الغير يَنْكُرُه. والزُّورُ: ما ليس بِحَقٍّ، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: " ألاَ وقوْل الزُّور". (¬6) ¬
كتاب: اللعان
كتاب: اللِّعَان اللِّعان: مصدر لاَعَن لِعَانًا، (¬1) إذا فَعل ما ذُكِر، أو لَعَن كُلُّ واحدٍ من الاثنين الآخر، قال الأزهري: "وأصلُ اللعْن: الطردُ والإِبْعَادُ، يقال: لعَنَهُ الله: أي أبعَدَهُ [الله] " (¬2) قال الشّماخ: (¬3) دَعَرتُ به القَطَا ونَفَيْتُ عنه ... مقامَ الذِّئْب كالرَّجل اللَّعِينِ أي: الطريد [المُبْعَد]. (¬4) والْتَعَنَ الرجل: إذا لَعَن نفسه من قِبَل نَفْسِه ... والتَّلاَعُن واللَّعَان لايكونان إلَّا اثْنَيْن، يقال: لاَعَن امرأتهُ لِعَانًا، ومُلاعنةً، وقد تلاَعَنا والْتَعَنا بمعنًى واحدٍ وقد لاَعَن الإِمامُ بيْنهُما [فَتَلاَعنا]، (¬5) ورجل لُعَنَة - بوزن هُمَزَة -: إذا كان يَلْعَن الناس كثيرًا، ولُعْنَة - بسكون "العين" -: يَلْعَنُه الناس". (¬6) وفي ¬
الحديث: "اتقُوا اللعَانَيْن"، (¬1) وفي الحديث: "لعَن الله من انْتَسَب إلى غير أبِيه". (¬2) وفي حديث آخر: "أنَّ من أعْظَم الذنب أنْ يلْعَن الرجل والديه". (¬3) وتقول العرب: "أبَيْت اللَّعْن"، لمن كَثُر لَعْنُه. قال رجلٌ من بني تميم (¬4) وطلب منه بعض الملوك فرسًا يقال لها: سَكَابٍ، فمنعه إيَّاها. أربيْتَ اللَّعن إنَّ سَكَابَ عِلْق ... نَفيسٌ لا تُعَار ولا تُبَاعُ فلا تَطْمَع أبيْتَ اللَّعْن فيها ... ومَنْعُكَها بِشَيءٍ يُسْتَطَاعُ (¬5) ¬
1352 - قوله: (في الحكْم)، أي المحكوم به في الظاهر أنَّه ولَدهُ، ولا يُلْتَفَتُ إلى قوله. (¬1) 1353 - قوله: (وُيشِيرُ إلَيْها)، يعني: بِيَده: والإشارةُ: هي الإيحَاءُ بيَدِه ونحوها، قال الله عز وجل: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ}. (¬2) 1354 - قوله: (فإنَّها الُموجِبَة)، يعني: التي تُوجِبُ الغَضَب، أو اللَّعْنَة، أوْ تُوجِب العذاب في الأخِرة. 1355 - قوله: (وعَذاب الدنيا)، العَذابُ: ما يُعَذِّب به، والدنيا: هي هذه الدَّار، سُمِّيَت دنيا لِدُنُوِّهَا، وسُمِّيَتْ الآخِرةُ آخرةً، لتَأخُّرِها. 1356 - قوله: (من الكاذبين)، جَمْع كاذبٍ: وهو ضدّ الصَادِق، الذي يكذب في حديثه. 1357 - قوله: (وتُخَوَّف)، يقال: خوف يخوف تخويفًا: إذا كُلِّم بما يخاف منه، والخوف: الفَزع، وضِدّ الأَمنْ. ¬
كتاب العدة
كتاب العِدَّة وَرُوِي: " كتاب: العِدَد" (¬1) العِدَد - جمع عِدَّة، بكسر "العين" فيهما -: وهي ما تَعُدُّه المرأةُ من أيام أقْرائها، وأيّام حَمْلِها، أو أربعة أشْهُر وعَشْرُ ليال للمتوفَّى عَنْها. قال ابن فارس والجوهري: "عِدَّة المرأةِ أيَّام أقْرَائِها"، (¬2) والمرأةُ مُعْتَدَّة. (¬3) قال ابن مالك: "العدَّة في قولهم: لا يَأتِينا إلَّا العدة: أي مَرَّةً في شَهْرٍ أوْ شَهْرَيْن. قال: والعدَّةُ: الجماعة، والأَجَل، والمفروضةُ على المطلَّقة والمتوفى عنها زوجها، ومصدر عَدَّ بمعنى حَسَبَ. قال: والعُدَّةُ: الاستعداد، والشَّيْءُ الَمعْدُود، وواحِدَةُ العُدّ. ثم قال: والعَدَدُ: الحِسَابُ، والَمحْسُوب أيضًا. قال: والعِدَدُ: جمع عِدَّة. ¬
قال: والعُدَدُ: الأشياءُ الُمعَدَّة". (¬1) 1358 - قوله: (للأزواج)، جَمْع زَوْجٍ، وقد تقدم. (¬2) 1359 - قوله: (الأيساتِ)، الأيساتُ: جمع آيِسَةٍ، يقال: يَئسَتْ تَيْأسُ يَأسًا، (¬3) وآيِسَة من الشيْء إيَاسًا، فالآيسةُ، قد آيسَها الله تعالى من الحيض. قال الله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ}. (¬4) 1360 - قوله: (ولو ماتَ عنها وهو حُرٌّ)، (¬5) وروي: ولو مات عنها زَوْجُها وهو حُرٌّ". 1361 - قوله: (ما يَتَبَيَّن فيه شيْءٌ)، (¬6) أي: ظَهر، وروي: "ما يَبِينُ فيه شيء"، وروي: "تُبُين" بضم "التاء" و"الباء" وكسر "الياء". 1362 - قوله: (وكانت مُؤيّسَةً)، كذا روى في عِدة من النسخ، وفي النُسخة التي بخط القاضي أبي الحسين: "فإنْ كانَت آيسةً"، (¬7) وهو أحْسَن، لأن جَمْعُها: آيِسَاتٌ، والمفرد: آيِسَة. 1363 - قوله: (اسْتَبْرَأها)، الاسْتِبْرَاءُ: استفعالٌ من بَرأ، ومعناه: ¬
قَصْدُ عِلْم بَرَاءةِ رَحِمِها من الحَمْل بأخْذِ ما يُسْتَبْرأ به. (¬1) 1364 - قوله: (الطِّيبَ)، الطِّيبُ: كل مَا لَهُ رَائحة طيبة، كالطِّيبِ المعروف، والِمسْك، والعَنْبر ونحو ذلك. 1365 - قوله: (والزِّينة)، هي التَّزين بالثياب الحَسنةِ ونحوها، قال الله عز وجل: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} (¬2) وأما الزَيْنَة - بفتح "الزاي" -: فهي الحَسْنَاءُ. 1366 - قوله: (والبَيْتُوتة)، يَعْنِي به: الَمبِيتَ، وقد باتتْ المرأة تَبِيتُ مَبِيتًا وبيتُوتةً. 1367 - قوله: (والنِّقَاب)، النِقابُ، بالكسر، قال أبو عبيد: "النِّقاب عند العرب: الذي يَبْدُو منه مَحْجَر العَيْن "ويقال: انتَقَبَتْ المرأة، وإنَّها لحَسَنةُ النَّقْبَة بالكسر. قال ابن مالك في "مثلثه": "النَّقْبَةُ: المرة من نَقَبَ، المفتوح "القاف". والنِّقْبَة: هيْئَةُ الُمنْتَقَبَةِ، والنقْبَةُ أوَّل الجَربَ، أو القِطْعَةُ منه، وصدأ السَّيْف، وثَقبُ البُرقُع، ودائرةُ الوَجْه، واللَّوْن، والهُزالُ، والضَّعْفُ، وثَوبٌ بِحُجْزَةٍ ¬
كالسراويل بلا نَيْقَق (¬1) ولا سَاقَيْن". (¬2) 1368 - قوله: (سدَلَتْ على وَجْهِهَا)، السدْلُ: معروف، وهو إرْخَاءُ الثَوْب على الشَّيء، وقد سدَل يَسْدِل سَدْلًا. 1369 - قوله: (وهو نَاءٍ عنها)، النائِي: البعيدُ، وقد نَاءَ يَنَاءُ نَأيًا: إِذا بَعُدَ. ¬
كتاب: الرضاع
كتاب: الرَّضَاع الرَّضاع، والرِّضاعُ: مَص الثَّدْي - بفتح "الراء" وكسرها: مصدر رَضَعَ الصَّبِي الثَدْيَ بكسر "الضاد" وفتحها - حكاهما ابن الأعرابي - وقال: "الكسر أفصح" - وأبو عبيد في "الُمصنَّف"، (¬1) ويعقوب في "الإصلاح" - (¬2) يَرْضَع وَيرْضِعُ - بالفتح مع الكسر، والكسر مع الفتح - رضْعًا، كـ "فَرس"، ورِضَاعًا ورَضَاعا، ورِضَاعة، ورَضَاعة، ورضِعًا - بفتح "الراء" وكسر "الضاد" - حكى السبعة ابن سيدة، (¬3) والفراء في "المصادر" وغيرهما (¬4). قال الُمطرِّز في "شرحه": "امرأةٌ مُرْضِعٌ إذا كانت تُرْضِعُ ولَدَها ساعةً بعد ساعةٍ، وامرأةٌ مُرْضِعة: إذا كان ثَدْيُها في فَم [وَلَدِها (¬5)] ". (¬6) قال ثعلب: "فمن ها هنا جاء القرآن: {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا ¬
أَرْضَعَتْ} (¬1)، (¬2) وقلَ الجَرْمي (¬3) عن الفراء: "الُمرْضِعَة: الأُمُّ، والمُرْضِع: التي معها صَبِيٌّ تُرْضِعُه" (¬4) والولد رَضيعٌ، ورَاضِعٌ ورَضِعٌ، ومرْضِعٌ: إِذا أرْضَعَتْهُ أُمُّه، وقال الله عز وجل: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ} (¬5) وقال الشاعر: (¬6) فَمِثْلُكِ حُبْلَى قد طَرقْتُ ومُرْضِعًا ... فألْهَيْتُها عن ذي تَمائِم مُغْيَلِ وقال ابن مالك في "مثلثه": (رضَع الصّبِيَّ: أصابَه في رَاضِعَته: وهي السنُ النَابِتَة في زمان الرّضَاع، وَرَضِعَ الصبيّ وغيره - بالفتح والكسر - وَرَضع الرجل: فهو راضِعٌ، ورَضِيعٌ: أي لَئيم". (¬7) 1370 - قوله: (خَمْسُ رضَعاتٍ)، جمْع رَضْعَةٍ: وهي الَمرَّة من رضَع الصبيُّ. ¬
1371 - قوله: (والسّعُوط)، السّعُوطُ - بفتح "السين " -: ما يجعل في الأنف من الأدوية، ويجوز فيه ضم "السين" مرفوعًا كالفعل على الأصح فيه، وحكى أبو زيد: "سعطه، وأسْعَطه بمعنًى". (¬1) 1372 - قوله: (الوَجُورُ)، الوَجُورُ - بفتح "الواو" -: الدَّواءُ يُوضَع في الفَم. قال الجوهري: "في وسَط الفم، تقول: وجَرْتُ الصَّبيَّ، وأوْجَرْتُه". (¬2) قلت: ويجوز فيه وُجُورٌ بالضم ضعيفًا، كالفعل على الأصح فيه. مثل: طَهُورٌ، وطُهُورٌ، وسَحُور، وسُحُورٌ، ويقال لكل واحدٍ من السَّعُوط والوَجُور: النَشُوع بـ "العين" المهملة، و"الغين " المعجمة، حكاهما أبو عثمان، (¬3)، ابن مالك في كتاب "وفاق المفهوم (¬4) ". (¬5) 1373 - قوله: (الَمشُوبُ)، الَمشُوبُ: الُمخْتَلِط بغيره، وكُلُّ مُخْتَلِطٍ بغيره فهو مَشُوبٌ، وقد شَابَ اللَّبن يَشُوبُه: إذا خلَطَهُ بالماء أوْ غَيْره، وشاب العَمل بالرِّيَاء: إذا خلَطَهُ فيه. ¬
قال صاحب "المطلع": "هو اللَّبَن الَمشُوب: [أي] (¬1) الَمخْلُوط، شابَ الشَّيْءَ شَوْبًا، خلَطه، فهو مَشُوبٌ كـ "مَقُولٍ" (¬2) 1374 - قوله: (كالَمحْضِ)، الَمحْضُ: الخَالِص الذي لا يُخَالِطُه غيره، ومنه قولهم: (مَحْضُ البَياضِ"، وقد تَمَحّض الشيءُ يتَمَحّضُ تَمَخُضًا: إذا خَلَص من غيره. (¬3) 1375 - قوله: (فثَابَ لَها لَبَنٌ)، أي: وُجِدَ، وثابَ: رجَعَ. 1376 - قوله: (صَبِيَّةً)، هي الأنثى الصغيرة، كما أنَّ الصَبيّ للطفل الصغير. 1377 - قوله: (بصبِيٍّ مُرْضَع)، بفتح "الصاد". 1378 - (الأصاغر)، جمع صغير. قال الشاعر: قَهَرْنَاكُم حَتَى الكُمَاةَ وإِنكُم ... لتَخْشَوْنَنا حتَى بَنِينا الأَصَاغِرَا (¬4) ¬
1379 - قوله: (مَرْضِيَّةً)، أي: يُرْتَضى دِينُها، بحيثُ تُقْبَل شهادَتُها، وقد يقال: مَرْضُوةً، على الأَصْل. (¬1) 1380 - قوله: (ثَدْيَاها)، تَثْنِيَة ثَدْي، وجمعه: ثُدِيّ، (¬2) وهو ثَدْي الأنْثَى من سائر الحيوان، وُيقال لَه: ضَرْعٌ وبِزٌ. (¬3) واللُه أعلم. ¬
كتاب: النفقة على الأقارب
كتاب: النَّفقَة على الأقَارب النَّفَقةُ: الدَّراهمُ ونحوها من الأموال، وتُجْمَع على نفقاتٍ ونفَاقٍ، كـ "ثَمَرة"، وثَمَرَاتٍ، وثمَارٍ، سُمِّيت بذلك، إِمَّا لِشِبْهِهَا في ذَهَابِها بالموت، (¬1) وإِمَّا لرَواجِها، من نَفَقة السوق، (¬2) وإِمَّا نفقة المبيع: كثرُ طُلاَّبِه. قلتُ: بل هي من الذهاب، يقال: نفق فرسه: إذا ذَهب. والأَقارِب - جمع قَريب كـ "كَرِيم " وأكارِم -: وهم النُّسَباء المنْتَسِبُون بالرحم. 1381 - قوله: (ما لاَ غِنَاءَ بها عنه)، (¬3) وروي: "ما لا غِنَى لَها عنه " (¬4) ومعناهما واحدٌ، وهو أَده يجب عليه أنْ يُنْفِق عليها ما تحتاجُ إِليه من الطعام والشَراب، (¬5) لأَنَّ الضمير عائد على "الزوج" إذْ يلزم منه أنَها إِذا ¬
اسْتَغْنَت عن الزوج لا يَجِب عليه النفقة، ولا قائل به، بل تَجِب عليه غنيةً كانت أوْ فَقِيرةً. (¬1) 1382 - قوله: (فإِنْ منعها)، يعني: النفقة. 1383 - قوله: (وعلى المعْتِق نَفقة مُعْتَقِه)، المعتِق - بكسر "التاء" -: المراد به الذي أعتق، وهو السيد، لأنه يرث مُعْتَقِه، فوجبت نفقته عليه. (¬2) وأما المعتَق - بفتح "التاء" -: فهو الذي أُعْتِق، وهو العَبْد، فلا تجب نفقة للسَيِّد عليه، لأَنه لا يَرِثُه. والله أعلم. 1384 - قوله: (مقامها)، يجوز فيه الوجهين كما تقدم. (¬3) ¬
باب: الحال التي يجب فيها النفقة على الزوج
باب: الحالُ التي يجب فيها النَّفَقة على الزوج الحالُ: جَمْعه أحْوَالٌ. 1385 - وقوله: (التي)، الحالى: مُذَكَّر، فكان يَنْبَغي أنْ يَقُول "الذي"، لكنّ معناه التأنيث، ولأن كِلَيْهما ليس بمذَكَرٍ حقيقةً، ولا مؤَنَّثٍ حقيقة، يجوز فيه التذكير والتأنيث. 1386 - قوله: (وأبرَأتْهُ)، الإِبْراء من الحُقُوق: جَعْلُه منها بريئًا بإسقاطها عنه، وقد أبرأته بَراءةً، وأُبْرِئَ، فهو مبْرَأٌ. قال ابن مالك: "والبِرَاءُ: مصدر بَارَأه: أي تَاركهُ" (¬1) والله أعلم. ¬
باب: من أحق بكفالة الطفل
باب: مَنْ أحَقُّ بكفالة الطِفْل الكَفَالةُ: تقَدَّمت، (¬1) وكذلك الطِّفل: تَقَدَّم. 1387 - قوله: (والمعتُوهُ)، هو المجنون، وقد تَقَدَّم في الطلاق. (¬2) 1388 - قوله: (التَّلف)، هو الهَلاكُ، وقد تَلِفَ يَتْلَف تَلَفًا، وإتلافًا إذا هَلَكَ. 1389 - قوله: (في حِبَال الزوج)، هي الوَصْلاَت التي بيْن الزوج وبين زوجته. سمي ذلك به لِشِبْهِه بما رُبِط بِحَبْل. وكل مُتصِل بِشَيْءٍ، وقيل: هو في حِبَاله. قال الله عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} (¬3) يقال للمرأة الُمزَوَّجة بِرَجُل: فلانةٌ في حِبَال فُلان: أي وَصْلَتِه، وفُلاَن أطْلق حَبْل امرأته: طَلَّقَها. ¬
باب: نفقة المماليك
باب: نفقة الَممَالِيك المماليك: جَمْع مَمْلُوكٍ، وهو اسْم مفعول من مَلَكْتَ الشيء: إذا دَخَل في مِلْكِكَ، والمراد بهم: الأَرِقَّاء. 1390 - توله: (وعلى مُلاَّكِ)، المُلاّكُ: واحِدهم مَالِك. 1391 - قوله: (المملُوكِينَ)، جَمْع مَمْلوكٍ فَتجْمَع على مَمْلُوكِينَ وممالِيكٍ. 1392 - قوله: (رَيَّهِ)، الرِّيُّ: من رَوِيَ يَرْوَى رَيًّا: إِذا رَوِيَ من الماء (¬1) ونحوه، ومنه قول حسَّان: (¬2) إذا مِتُّ فادْفِنوني إلى جَنْبِ كَرْمَةٍ ... تَرْوِي عِظَامِي في الممات عرُوقها ومنه الحديث: "حَتَّى أنِّي لأَرى الرّيَّ يجْري تحت أظفاري". (¬3) 1393 - قوله: (أبِقَ العَبْد)، أبِقَ العَبد -: هَرَب من مَوالِيه - إباقًا، فهو آبق. ¬
كتاب: الجراح
كتاب: الجِرَاح الجِراحُ: جمع جُرْح، يقال: جَرحَهُ جِرَاحًا، وجُرُوحًا، (¬1) قال الله عز وجل: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} (¬2) ورُوِي: "كتابُ الجِنَايات"، جمع جِنَاية: وهي مصدر جَنَى - على نفسه وأهله - جِنَايةً: إِذا فعل مكْروهًا، عن السَّعْدِي. (¬3) وقال أبو السعادات: "الجِنايةُ: الجُرْمُ والذَنْبُ، ما يفعله الإِنسان مِمَّا يُوجِب عليه القِصاص والعِقَاب في الدنيا والآخرة" (¬4) 1394 - قوله: (عَمَدٌ)، من التَّعَمد: وهو التقَصُد، وقَد تعمَّدَة يتعمَّدُه، تَعمُّدًا: إذا تَقصَّدَه، ثم فَسَّره الشيخ. (¬5) ¬
1395 - قوله: (وشِبْهُ العَمْدِ)، الشِبْهُ؛ الِمثْلُ، وفُلاَنٌ شِبْهَ فُلاَنٍ وشَبِيهَهُ: أي مشابِهٌ لَهُ. (¬1) 1396 - قوله: (والخَطَأ)، الخَطَأ: ما وقع عن غَيْر قَصْدِ الإِنسان، ولم يُرِدْهُ، بَل أرادَ غيره فَوقَع ذلك. (¬2) 1397 - قوله: (فوق عَمُود الفُسْطَاط)، الفُسْطَاطُ: بَيْتٌ من شَعَرٍ، وهو فارسي مُعرّب، عن أبي منصور. (¬3) وفيه سِتُّ لُغَاتٍ: فُسْتَاطٌ، وفسطاط. وفُسَاطٌ (¬4) بضم "الفاء" وكسرها فيهن فصارت ستًا. (¬5) والفُسْطَاط: المدينة التي فيها الناس، وكل مدينة فُسْطَاط. وعَمُودُهُ: الخشَبَةُ يَقُوم عليها. (¬6) 1398 - قوله: (أو لَكَزَهُ)، لكَزَهُ، ووَكَزَهُ: كَعَنَهُ بأصْبُعه، أو يَدِه، أو ¬
غيرهما، قال الله عز وجل: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ}. (¬1) قال في "المطلع": "واللّكْزُ: الضربُ بِجَميع الكَفّ في أي مَوْضِعٍ من جَسَدِهِ". (¬2) قال الجوهري: "لكَمْتَهُ: (¬3) إِذا ضَرَبْتَه بجميع كَفّك". (¬4) 1399 - قوله: (في بِلاَد الرُّوم)، البِلادُ: جمع بَلَد. والرّوم: اسْمٌ لأَهْلِ البَلَد، واحِدُهم: رُومي. قال الله عز وجل: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ} (¬5). وفي الحديث: "خمس قد مَضَيْن ... إِلى أنْ قال: والروم"، (¬6) ثم سُمِّيت البلاد باسم أهْلها، فقيل للبلاد: الروم. (¬7) 1400 - قوله: (مَنْ عِنْدَهُ)، يعني: وَقَع في نفسه أنَّه كافِر، وكلُّ ما وقع في نَفْس الإِنسان، قيل فيه: عِنْدَهُ، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما عِنْدَك في ثُمَامة؟ فقال: عندي خيْر". (¬8) ويقال: عِنْدِي أنَّك مُنْعِم عليَّ: إِذا وقع في نفسه ذلك. ¬
1401 - قوله: (وكَتَم)، يَعْني إِسْلاَمَهُ، والكَتْمُ: الإِخْفَاء، وكتَم الجرح: إِذا أخْفَى بَاطِنَه، وكَتَم هواهُ: أخْفَاة. قال الله عز وجل: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} (¬1). 1402 - قوله: (على التَخَلُّص)، التَخَلُص: الخَلاصُ، وقد تَخَلَص يتَخَلَّص تَخَلصًا، وخَلَص يَخْلصُ خَلاصًا: إِذا خَلَص من غيره، وتَخَلَّص منه. 1403 - قوله: (نَظِيرتها)، (¬2) النَظيرُ: المثيلُ، فإذا قطَعوا يدَه اليمنى، قُطِعَت اليمنى من كل وَاحِدٍ، وكذلك إنْ قَطَعوا اليُسْرى، قطعت اليُسْرَى. 1404 - قوله: (قِصَاص)، القِصاصُ: (¬3) استيفاء الحَقِّ لصاحِبِه مِمَّن هو عليه، وإنَّما استعمل غالبًا في الجنايات، قال الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} (¬4) وقال عز وجل: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} (¬5) وفي الحديث: "كتاب الله القِصَاص". (¬6) ¬
وأمّا القَصَاص: فهو قَصَاص الشَعَر، (¬1) أما القُصَاصُ: فهو ما يرْمَى من قَصَاصةٍ. والقصّاص: جمع قاصٍّ: وهو مَنْ يَقصُّ الحديث ونحوه، قال الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} (¬2) ¬
باب: القود
باب: القَوَد (¬1) وَرُوِي: " باب: الجِرَاح "، ورُوِيَ: "بابُ: في الجِراح"، من غير تنوين وزيادة "في"، وروي: "بابٌ: في الجِرَاج" بالتنوين. والقَوَدُ: هو القِصَاصُ، (¬2) وقَتْلُ القَاتِل بدل القَتِيل، وقَطْعُ العُضْو بدَل العضْو. وقد أقَدْتَه أقِيدُه إِقَادَةً، وفي الحديث: "حتى يُقاد للشاة الجَلْحاء من الشاة القَرناء". (¬3) 1405 - قوله: (حُشْوَته)، بكسر "الحاء" وضمها: أمْعَاؤُه. 1406 - قوله: (عُنْقُهُ)، العنق - بسكون "النون" وضمها -: مُوَفَر الرقبة. 1407 - قوله: (تَنْدَمِل)، انْدَمَل الجُرْحُ يَنْدَمِل انْدِمَالًا: إِذا كَتَم وختم. ¬
* مسألة: - أصح الروايتين فيمَن قَطع الأَطْرَاف ثم قتل، أنَّه يُقْتَل مِن غير تمثيل به. (¬1) 1408 - قوله: (السَّهْمُ)، هو أحَدُ السِّهَام، وقد تَقَدَّم. (¬2) 1409 - قوله: (بلا حَيْفٍ)، بفتح "الحاء" على وزن الخيف والسَيْف: هو الجَوْرُ والظُلْمُ - يقال: حَافَ يَحِيف، (¬3) وذكر صاحب "المطلع": "يَحَافُ"، وذكر غيره يَحُوفُ حَيْفًا وحَوْفًا. 1410 - قوله: (مِن مَفْصِل)، الَمفْصِل - بفتح "الميم " وكسر "الصاد" -: واحد الَمفَاصِل: وهي ما بيْن الأَعْضَاء، كما بيْن الأَنَامل، وما بيْن الكَفِّ والساعد، وما بيْن الساعد والعَضُد. (¬4) والِمفْصَل - بكسر "الميم" وفتح "الصاد" -: "اللِّسان. (¬5) 1411 - قوله: (وليس في المأمومة)، هي التي تَصل إِلى جِلْدَة الدِّماغ، ولهذا تُسَمَّى: أُمُّ الدماغ، وتُسَمَّى: آمّة، (¬6) وأصْلُ الأَمِّ: القَصْدُ. قال الله ¬
عز وجل: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} (¬1) 1412 - قوله: (ولا فى الجَائِفَة)، (¬2) الجائِفَةُ: الطَعْنَةُ التي تَبلغ الجَوْفَ. قال أبو عبيد: "وقد تَكُون التي تُخَالِط الجَوْف، والتي تَنْفُذُ بالطَعْنَة، وجَافَهُ وأجَافَهُ بَلَغ جَوْفَة" (¬3) قال في "المقنع" وغيره: "الجَائِفَة: التي تصل إِلى [بَاطن] (¬4) الجَوْف، من بَطْنٍ، أَوْ ظَهْرٍ، أوْ صَدرٍ، أوْ نَحْرٍ". (¬5) 1413 - قوله: (الأُذُن)، الأُذُن: معروفة، بضم "الذال" المعجمة، ويجوز إسكانها. 1414 - قوله: (والأنفُ)، الأَنْفُ: هو العُضْو الَمعْرُوف للشَّم، بفتح "الهمزة" الثانية. 1415 - قوله: (والذِّكر)، الذّكَر - بفتح "الذال" المعجمة -: هو عُضْو الرَّجُل المعروف. ¬
وأمّا الذِكْرُ - بكسر "الذال " -: فهو ذِكْرُ الله، أو غيره باللِّسان. (¬1) وأما الذُّكْر: فهو بالقَلْب. 1416 - قوله: (والأُنْثَيَان)، هما الُخِصيتان، (¬2) ويقال لهما: الأذنان أيضا. (¬3) 1417 - قوله: (العَيْنُ)، هي حاسَّةُ النظر - بفتح "العين" - قال ابن مالك في "مثلثه": "العين: حاسَّةُ النَظَر، ومَنْبَع الماء، والجَاسُوسُ، والسَّحَابة القِبْلِيّة، ومطرٌ لا يُقْلِع أيامًا، وعِوَج في الِميزَان، والإِصَابةُ بالعَيْن، وإصَابةُ العَيْن أيضًا، والمعاينةُ، والدينارُ، والشيء الحاضِرُ، وخيارُ الشيْءِ، وذاتُه، وسيِّدُ القَوْم، ونُقْرَةٌ في جَانِب الركبة أو مُقَدِّمَها، ولُغَةٌ في العَيَن: وهم أهْل الدار، وأحدُ الأَعْيَان: وهم الإِخْوَةُ لِأَب وأمٍّ، وعيْن الشَّمْس، وعيْن القِبْلَة معروفتان. قال: والعَوْنُ - بالفتح أيضًا مع "الواو" -: الُمعِين، والإِعَانَة. قال: والعِيْنُ: جمع عَيْنَاءُ: وهي العَظِيمَةُ العَيْنَيْن من النساء، والبَقَر. والعونُ: جمَاعَاتُ حُمُر الوَحْش، واحِدَتُها عانة. وجَمْع عَوانٍ: وهي المرأة الثَيِّب، والحَرْبُ، المسبوقةُ بحَرْبٍ، والتي بيْن الصغيرة والُمسِنَّة من البقر وغيرها". (¬4) ¬
1418 - قوله: (والسِّنُ)، هي أحدُ الأَسْنَان: معروفة، والسِّن أيضًا: عُمر الشيْءِ، وأما السَّنُّ - بالفتح - فهو مصدر سَنَّ يَسِنُّ سَنًّا. 1419 - قوله: (بُرِدَ)، البَرْدُ: هو حَكُّها بالِمبْرَدِ: وهو شَيْءٌ من الحديد يُبْرَدُ به الخَشَب والعِظَام ونحو ذلك، يقال فيه: بَردَ يَبْرِدُ بَرْدًا، والبَرْدُ أيضًا: ضِد الحرّ، وأما البُرْدُ -بالضم-: فهو ثَوبٌ (¬1). قال ابن مالك في "مثلثه": (بَرَد الماءُ وغَيرُهُ: معلومٌ. وعلى الرجل شيء: وَجَب والمضْرُوبُ: ماتَ بالضَّرْب، والخبزَ بالمَاء: بَلَّهُ، والشَّيْءَ بالِمبْرَدِ: حَكَّهُ، وحرُّ العطش، والماءَ بالثلْج، والعَيْن بالكُحْل، والشَّيْءُ: سكَن، والرجل: نامَ، وبَرَدتِ السحَابةُ: كانت ذاتَ بَرَدٍ، والثَّوْبُ: صار ذَا لُمَع بِيض وَسُودٍ. قال: وبَرُدَ الماء: لغةٌ في بَرَد". (¬2) 1420 - قوله: (يَمينٌ)، اليمينُ: هي اليَدُ اليُمْنَى، وكلُّ ما كان على جهتها فهو يَمِين. واليسارُ: اليدُ اليُسْرَى، وكلُّ ما كان من جهتها فهو يَسَارٌ. قال مجنون بني عامر: (¬3) يمينًا إذا كانتْ يَمينًا وإنْ تَكُن ... شِمَالاً يُنَازِعْنِي الهَوَى عن شِمَالِيَا 1421 - قوله: (الطَرَف)، الطَّرفُ: أحدُ الأَطْرَاف، وهي: يدَيه ورِجْلَيْه، وأطرافُ الشَّجَرة: أعالِيها. ¬
1422 - قوله: (شَلاَّءُ)، الشَّلَلُ: بُطْلاَنُ اليَدِ أو الرجْلِ من آفَةٍ تعتريها. (¬1) وقال كُراعٌ في (¬2) "المُجَرد": "الشَلَلُ: تَقَبُّض الكفّ"، وقيل: الشَّلَل: قَطْعُها، وليس بصحيح. يقال: شَلَّت يَده تُشَل شَلَلاً، فهي شَلَّاءُ، وماضيه مكسورٌ، ولا يجوز شُلَّت بضم "الشين" إلاَّ في لُغةٍ قليلةٍ، حكاها اللحياني (¬3) في "نوادره" والمطرز في "شرحه" عن ثعلب (¬4) عن ابن الأعرابي. 1423 - قوله: (المظلومُ)، المظلومُ: مَن وقَع عليه الظلْم. يقال: ظُلِمَ يُظْلَمُ ظُلْمًا فهو مَظْلُومٌ. 1424 - قوله: ألم يَكُن إِلى القِصَاص سبيلٌ)، يعني: طريقًا، والسبيل: الطريقُ يقال: "ليس لَك إليه سبيلٌ"، ولا سبيل لَك عَلَيْه"، وفي خبر عاتكة بنت عبد الرحمن: (¬5) "ليس لك على بَناتِ الُمتَقِين سَبيلٌ". (¬6) 1425 - قوله: (وحُبِسَ)، أي: سُجِنَ. قال ابن مالك في "مثلثه": ¬
"الحَبسُ: السجْنُ، ومصدر حَبَس الشَّيْءَ، قال: والَحِبْس - بالفتح والكسر - الجبل الأَسود، وبالكسر وحده: حجارةٌ يُحبَس بها ماءُ النهر. قال: والحُبْس: جمع أحْبَس: لغةٌ في الأَحْمَس: وهو الشُجَاع، والحبس أيضًا: الُمحْبَس في سبيل الله عز وجل". (¬1) 1426 - قوله: (الماسِكُ)، - هو مَن أمسك غيره، وقد أمْسَك يُمْسِكُ مَسْكاً وإِمْسَاكًا، فهو ماسِكٌ. قال الزركشي: "أمْسَك ومَسك: لغتان". (¬2) 1427 - قوله: (أعجميًا)، الأعجمي: ضِدّ العَرَبي، قال الله عز وجل: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ}. (¬3) والأعْجَميُّ: نِسْبَةٌ إلى العَجَم. قال الزركشي: "الأعْجَمِيُّ الذي لا يَفْصَح"، (¬4) وفي الحديث: "بُعثت إِلى العَرب والعَجَم". (¬5) وأما العَجْم - بسكون "الجيم" -: (¬6) فَحَبُّ الثَمر، واحِدها: عَجْمَة. 1428 - قوله: (وأُدِّب السيد)، التأدِيب: مصدر أدَّب يُؤَدِّب تَأديبًا، ¬
وفي الحديث: "لِأَن يُؤَدِّب الرجلُ وَلَدَه" (¬1) و"أدَّبَنِي رَبِّي". (¬2) والأَدَب: هو رَدْعُ الُمؤَدَّب بضَرْبٍ دون الحَدِّ، أو بكلام يردَعُهُ. ¬
كتاب: ديات النفس
كتاب: دِيَاتُ النَّفْس الدياتُ: واحِدُها دِيَة، مُخَفّفَة، وأصْلها: وِدْيَة، و"الهاء" بدل من "الواو" تقول: وَدَيْتُ القتيل، أوْدِيه دِيَة: إِذا أعْطَيْتُ ديَتَهُ، واتّدَيْتُ: إِذا أخَذْتُ الدِيَة. وتقول: دِ القتِيلَ: (¬1) إِذا أمَرْت. فالدِيَة فيْ الأصل مصدرٌ، ثُمّ سُمِّي بها المالُ الُمؤَدَّى إِلى الَمجْنيِّ عليه، وإلى أوليائِه، كالخَلْق بمعنى الَمخْلُوق. (¬2) 1429 - قوله: (على العاقِلة)، العاقِلَةُ: صفةُ مَوصوفٍ محذُوف: أي الجماعة العاقِلة. يقال: عَقل القتيلُ فهو عاقِلٌ: إِذا غَرِمَ دِيَتَهُ. والجماعةُ: عَاقِلة، (¬3) وسُمِّيَت بذلك، لأَن الإِبل تُجْمَع فَتُعْقَل بِفِنَاء أولياء الَمقْتُول: أي تُشَدُّ في عَقْلِها لتُسَلّم إِليهم، ولذَلك سُمِّيت الديةُ عَقْلًا. (¬4) ¬
وقيل: سميت بذلك، لإِعطَائِها العَقْل الذي هو الدية. (¬1) وقيل: سُمُّوا بذلك، لكَوْنِهم يُمنعُون عن القاتل. (¬2) وقيل: غير ذلك. والعَاقِلَة أيضًا: المرأةُ ذاتُ العَقْل. 1430 - قوله: (ولا الاعْتِراف)، إذا اعْتَرف الخَصْمُ بالقَتْل، (¬3) وقد اعترف يعْتَرِف اعترافًا، فهو مُعْتَرف: إذا أقَر به. * مسألة: - أصَحُّ الروايتين: [العاقِلَةُ]: (¬4) العصَبةُ كلُّهم إِلَّا الآباء والأبناء. (¬5) 1431 - قوله: (غُرَّة)، الغُرَّةُ: العَبْدُ نَفْسهُ، أوْ الأَمَة. ¬
وأصل الغُرَّة: البَياض في وَجْه الفَرس، وفي الحديث: (تُحشَرون غُرًّا محجَّلِين من آثار الوضوء". (¬1) قال أبو عمرو بن العلاَء: (الغُرَّةُ: عَبدٌ أبيَض، أو أمةٌ بَيْضَاء، وليس البياضُ شرطًا عند الفقهاء"، (¬2) والأَجْوَد تنوينُ "غرّة"، و"عبدٌ" (¬3) بدَل مِن "غُرّة" وتَجُوز الإِضافة على تاويل [إضَافة] (¬4) الجِنْس إلى النوع، فإن الغُرّة: أوَّل الشيء وخِيَارُه، والعَبْدُ، والأَمةُ، وبياضٌ في وجه الفَرَس، فإذا قال في الجَنِين غُرّةٌ: احتمل كُلُّ واحدٍ مِنْها، فإذا قال: غُرّة عَبْدٍ، تَخَصَّصْت الغُرَّةَ بالعَبْدِ. (¬5) * تنبيه: - قال ابن مالك في "مثلثه": الغَرَّةُ: الَمرّةُ من غَرَّ، وهو النَهر الصغير، والتَّكَسُر في الثوب ونحوه، (¬6) وأطعم إبَلِهُ، ومنْ غَرَّهُ: خَدَعَهُ. قال: والغِرَّةُ: الغَفْلةُ، وأنثى الغِرّ. والغُرّةُ: أوّل الشَّيْء، وخيَارهُ، والعَبْدُ والأَمة، وبياض في جَبْهَة الفرس". (¬7) ¬
* فائدة: - اعترض بعضُهم على الفقهاء قولهم: (غُرَّةَ عَبْدٍ أو أمةٍ"، ولا شك أنَّ الغُرَّة هي العَبْد، أو الأمة، فلا حاجة إذًا إلى ذِكْرِهِما. والجواب: أنَّ الغُرَّة لما كانت تُطلَق على العبد والأمة وغيرهما، بَيَّنُوا أنَّ المراد بالغُرَّة: العبدُ والأَمة لا غير. وقال بعضهم: في ذلك إشْعَارٌ إلى بياض لَوْنِهما. 1432 - قوله: (دواءً)، الدَّواءُ: (ما يُتَدَاوى به، وفي الحديث: "الذي أنْزَل الداء أنزل الدّواء"، (¬1) وفيه: "ما أَنْزل اللهُ داءً إلَّا أنزل دوَاءَ"، (¬2) وفيه: "خَيْر ما تَدَاويتُم به"، (¬3) وفي حديث أُمِّ زرع: (¬4) "كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَوَاءٌ ... " (¬5) ¬
فالدَّوَاءُ: نَفْسُ الُمتَدَاوى به، والتَّدَاوي: الفِعْلُ، والدَّاءُ: الَمرضَ. 1433 - قوله: (بالِمنْجَنِيق)، يقال: بفتح "الميم" وكسرها، وقيل: "الميم" و"النون" في أَوَّله زائِدَتان، وقيل: أَصْلِيتان. وهو أَعْجَمُيٌّ مُعَرَّب، (¬1) وهو الآلة المعروفة للحَرب. قال أبو منصور في كتاب "الُمعَرَّب": "اختلف فيه أَهْل العربية. فقال قوم: "ميمُهُ" زائدة، وقيل: أصلية، وحكى الفراء فيه: مَنْجَنُوق بـ "الواو"، وحكى غيره: مَنْجَلِيق بـ "الياء" وقد جنق الَمنْجَنِيق، ويقال: جَنَّق". (¬2) وجمعه: مَنَاجِنِيق، (¬3) وفي حديث سعد في نهر شير: "فَنَصَبْتُ الَمناجِنِيق". (¬4) قلتُ: لعلّه يجوز فيه فتح "الجيم" وكسرها. والله أعلم. ¬
باب: ديات الجراح
باب: دياتُ الجِرَاح 1434 - قوله: (ما في الإِنسان منه شيءٌ واحدٌ)، مثل: الذَكَر واللِّسان. 1435 - قوله: (وما فيه منه شَيْئَان)، مثل: اليَدَيْن، والرِجْلَيْن، والعَيْنَيْن ونحو ذلك. (¬1) 1436 - قوله: (الأَشْفَار)، جَمْع شُفْرٍ بوزن قُفْلٍ: شُفْرُ العَيْن. وهو مَنْبَتُ الهُدْبِ، وحُكِي فيه "الفتح": شَفْرٌ على وزن حَفْر. وأَمَّا أحدُ شُفْرَيْ المرأة - وهما إسْكَتَيْ الفرج المعروف - فواحدهما: شُفْرٌ على وزن قُفْلٌ لا غير. 1437 - قوله: (السَّمْع)، السَّمْعُ: حاسَّةُ الأُذُن التي نَسْمَع بها، وأَمَّا السَّمْع - بكسر "السين" -: فهو وَلَدُ الذِئْبَة من الصَّبغ. ¬
وقال ابن مالك في "مثلثه": "السَّمْع: الأُذُن، ومصدر سَمِع. قال: والسَّمْع: الصِّيتُ، وسَبُعٌ يتولَّدُ بيْن الذِئب والضَّبعُ. قال: والسُّمْعُ: جَمْع سَمَاعٍ: (¬1) وهو كلُّ ما اسْتَلَذَّت الآذانُ من صَوْتٍ حَسَن، (¬2) وما تُكُلِّم به فَشَاعَ". (¬3) 1438 - قوله: (قَرَع الرأْسِ)، القَرَعُ - بفتح "القاف". يقال: قَرعَ يَقْرَعُ قَرَعًا، فهو أقْرَعٌ: وهو مَن ذَهَبَ شَعْرُ رأْسِه، وبه سُميَ الأَقْرَع بن حَابس، (¬4) وفي الحديث: "أَنَّ ثلاثةً من بني إِسرائيل: أَبْرص، وأَقْرَع، وأَعْمَى، بدا الله عز وجل أَنْ يَبْتَلِيهم ... إِلى أنْ قال: ثُمَّ أتي الأَقْرَع، فقال: ما تُرِيدُ، فقال: شَعْرًا حَسنًا". (¬5) 1439 - قوله: (وفي الحاجِبَيْن)، وإحداهما: حَاجِبٌ - بكسر "الجيم" -: وهما الشَعْر الُمسْتَطِيل فَوْق العَيْنَيْن. والحاجِبُ أيضًا: كُلُّ من حَجَب غيره عن أَمْرٍ. 1440 - قوله: (وفي اللِّحْيَة)، اللِّحْيَة -بالكسر-: الشَعْر الذي على اللَّحْيَينْ، وجمعُها: لُحِىً. (¬6) 1441 - قوله: (وفي المَشَام)، بفتح "الميم" و"الشين" المعجمة: جمع ¬
مَشَمٍّ: وهو ما يُشَمُّ به. وقال الشيخ في "المغني": "أَرادَ بالَمشَام: الشَمِّ". (¬1) وقال الزركشيُّ: "يجوز أَنْ يَكُون أَرادَ الِمنْخَريْن" (¬2) وأَمَّا الَمسَامُّ: فَجَمْعُ سَمٍ: وهو الثُّقْبُ الداخل في الإِنْسَان (¬3) وغيره. 1442 - قوله: (وفي الشَفَتَيْن الدِيَة)، تَثْنِيَةُ: شَفَة، وجَمْعُها: شِفَاةٌ: وهي الجِلْدَةُ التىِ تَنْطَبِق على الأَسْنَان، إِمَّا من الفوق، أوْ مِنْ تَحْتٍ، فلهذا يقال: الشفة العليا، والشفة السفلى، وفي صفته عليه السلام: "أَنَّه رقيق الشفَتَيْن". (¬4) 1443 - قوله: (وفي اللِّسان)، هو هذا العضو الذي يُتَكَلَّم به، قال الله عز وجل: حكاية عن موسى: {وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي}، (¬5) وجمعُه: أَلْسُنٌ. 1444 - قوله: (مِمَّن قد ثُغِر، قال في "المطلع": "ثُغِرَ بضم "الثاء": إذا سقطت رَواضِعُه". (¬6) وثُغِرَ، وأُثغِرَ عن ابن سيدة. (¬7) قلتُ: الذي نَعْرِفُه، ورأيته في النسخة التي نُقِلت من خط الشيخ أبي عمر بضبط ثَغَر بفتح "الثاء". ¬
1445 - قوله: (والأَضْرَاسُ)، جَمْع ضِرْسٍ: (¬1) وهي الأَسْنَانُ الدَّواخل التي يقع بها الَمضْغُ. قال ابن مالك في "مثلثه": "الضَّرْسُ: سوءُ الخُلُق، وصَمْتُ يَومٍ كَامِلٍ، والحَزُّ الُمعَلَّمُ به في سهْمٍ أو سَيْرٍ، أوْ تَخْشِين جَرِيرَ البَعِير الصَّعْبِ لِيَسْهُل، وطىُّ البئر بالحِجَارة، ونباتٌ مُتَفَرِّقٌ، والعَضُّ، والامْتِحان، والتَّكَلُم بما يَشُقُّ على الُمتَكَلِّم، ومصدر ضُرِستْ الأَرْضُ: مُطِرَتْ مَطَرًا مُتَفَرقًا. قال: والضِّرْسُ: معروفٌ، وهو أيضًا ما خَشُنَ من الحجارة والآكَامِ، وضِرْسٌ - بالكسر أيضًا -: مَوْضِعٌ. (¬2) قال: والضُّرْسُ: جمع ضَرُوسٍ: وهي النَّاقة التي تَعَضُّ حَالِبَها، وجَمْع ضَرِيس: وهي البئر المطويَّةُ بالحِجَارة". (¬3) 1446 - قوله: (والأَنْيَابُ)، جمع: نَابٍ: وهو ما بيْن الأَضْرَاس والأَسْنَان، الحديث: "نَهَى عن ذِي نَابٍ من السِّبَاع". (¬4) ¬
1447 - قوله: (وفي الأَلْيَتَيْن)، واحدتهما أَلْيَةٌ: وهما إِسْكَتَيْ الدُبُر، وأَلْيَةُ الشاةِ معروفةٌ. (¬1) 1448 - قوله: (وفي كُلُّ أُصْبُعِ)، فيها عَشْر لغاتٍ تَقَدَّمَت. (¬2) 1449 - قوله: (وفي كُلُّ أُنْمُلَةٍ)، الأُنْمُلَةُ: إِحْدَى الأَنَامِل: وهي عُقَد الأَصَابِع. 1450 - قوله: (إلَّا الإبْهَام)، الإِبْهَامُ: الأُصْبُع الغَلِيظَةُ التي في طرف الأَصَابِع، (¬3) والإِبْهَام أيضًا: مصدر أَبْهَم الشَّيْءُ إِبْهَامًا. 1451 - قوله: (الغَائِط)، هو الخارج من دُبُر الآدمي خاصةً، وأصلُ وَضْعِه للمكَان الُمطْمَئِن من الأرض كان يُقْصَد للحاجة، ثُمَّ سُمِّي به الخارج نفسه. ويقال للخارج: خُرُوءٌ, وذكرهُ بَعْضُهم لما خَرج من الطَيْر خَاصةً. (¬4) 1452 - قوله: (الصَّعِر)، يقال: صَعَّر يُصَعِّرُ صَعَرًا، (¬5) ثم فسَّر الشيخ ¬
الصَعَر: "بأَنَّ يَضْرِبَه فيصيرَ الوجْهُ في جَانِبٍ". (¬1) والصَعَر: بفتح "الصاد" المهملة، و"العين" المهملة. وقال الجوهريُّ: "هو الَميْلُ في الخَدِّ خَاصةً". (¬2) 1453 - قوله: (وفي الَمثانَة)، بفتح "الميم": المكان الذي يجتمع فيه البَوْلُ. وجمعها: مُثُنٌ. 1454 - قوله: (العيْن القَائِمة)، هي البَاقِيةُ في موضعها صحيحةً، وإِنَّما ذهَب نظرها وإبْصَارُها. (¬3) 1455 - قوله: (حَشَفَة الذكر)، الحَشَفَة: رأس الذكر يقال لها: حَشَفَةٌ، كـ "ثَمَرٍ"، وثَمْرَةٍ. والحَشَفَةُ أيضًا: الواحدةُ من التمر الحَشَف، (¬4) إِلَّا أَنَّ حَشَفَةَ الذكر بفتح "الشين"، وواحدةُ هذا التَمْر بالسكون. 1456 - قوله: (وفي إِسْكَتَي المرأة)، الإِسكتان - بكسر "الهمزة" -: (¬5) شُفْر الرَّحم، وقيل: جانباه ممَّا يلي شُفْرَيْهِ، والجَمْع: إِسْكٌ وإِسَكٌ، بسكون "السين" ¬
وفتحها كلُّه عن ابن سيدة. (¬1) 1457 - قوله: (وفي الُموضِحَة)، (¬2) الُموضِحَةُ: التي تُوضِحُ العَظْم: أي تُبْرِزُه، (¬3) وفَسَّر الشيخ هنا الُموضِحَة: "بِأَنَّها التي تُبْرِز العَظْم"، (¬4) وهو معنى كلامهم. 1458 - قوله: (وفي الهَاشِمَة)، ) قال الأزهريُّ: "الهَاشِمَةُ: التي تَهْشِمُ العَظْم، تُصِيبُه وتَكْسِرُه". (¬5) وقال الشيخ في "المقنع": "الهاشِمَةُ: التي تُوضِحُ العَظْمَ وتَهْشِمُه"، (¬6) وكذلك فَسَّرها الشيخ هنا. (¬7) 1459 - قوله: (وفي الُمنَقِّلَة)، قال الشيخ في "المقنع": "وهي التي تُوضِح [العَظْم] (¬8) وتَهْشِم وتُنقِّل عِظَامها". (¬9) وقال الشيخ هنا: "هي التي تُوضِحُ وتَهْشِم وتَسْطُو حتَّى تَنْقل عِظَامها". (¬10) ¬
1460 - قوله: (وفي المأْمُومَة)، تقدَّمت، (¬1) فَسَّرها الشيخ هنا: "بأَنَّها التي تصل إِلى جِلدة الدماغ"، (¬2) والآمةً مِثْلُها. 1461 - قوله: (وفي الضِّلَع)، الضِّلَعْ - بكسر "الضاد" وفتح، "اللام" وتسكينها لغة -: أحد ضُلُوعِ العظام التي على الجَنْب، وفي الحديث: "فإِنَّ المرأة خُلِقت من ضِلَع، وإِنَّ أَعْوَج شَيْءٍ في الضِلع ... ". (¬3) قال ابن مالك في "مثلثه": "الضَّلَع: العِوَج، والضِّلَع: واحد الأَضْلاَع، والضُّلْع: جمْع الضُّلْعَى، أنثى الأَضْلَع بمعنى الأَقْوَى". (¬4) 1462 - قوله: (وفي التَرْقُوة)، هي العَظْم الذي بيْن ثَغرةِ النحر والعاتِق، وزْنُها: فَعْلُوَةٍ بالفتح. قال الجوهري: "ولا تَقُل: تُرْقُوَة بالضم"، (¬5) وجَمْعُها: تَراقِي، قال الله عز وجل: {إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ}. (¬6) 1463 - قوله: (وفي الزَنْدِ)، الزَنْدُ: بفتح "الزاى" -: ما انْحَسر عنه اللَّحم من الساعد. قال الجوهري: "الزَنْدُ: مَوْصِلَ طَرَف الذِرَاع بالكَفِّ، وهما: الزَنْدَان، الكُوعُ، والكُرْسُوع"، (¬7) وهو طَرَفُ الزَنْدِ الذي يلي الخَنْصَر، وهي النَاتيِءُ عند الكُرسُوع. ¬
قال ابن مالك في "مثلثه": "الزَنْد: ما انحسر عنه اللَّحْم من السَّاعد، والأعلى من عُودَيْ القَدْحِ، والأَسْفَل زَنْدَةٌ. قال: (والزِّنْدُ -بالكسر-: اسمُ فَرَسٍ. قال: والزُّنْد: جمع زِنَادِ، والزِّنَادُ: جمع رنْدٍ". (¬1) 1464 - قوله: (الشُّجَاج)، جمْع: شَجَّةٍ، وهو الَمرَّةُ، إِذا جَرَحَهُ في رأسه، أو وَجْهِه. (¬2) قال الشيخ في "المقنع": "الشَجَّةُ: إِسْمٌ لِجُرْحِ الرَأْس، والوَجْه خَاصةً". (¬3) قال الزركشي: "وقد تُسْتَعْمَل في غَيْرِهِما". (¬4) 1465 - قوله: (الحَارِصَة)، بـ "الحاء"، و"الصاد" الُمهْمَلَتَيْن، قال الأزهري: "وهي التي تَحْرِص الجِلْد - أي: تَشُقُه قليلًا - ومنه [قيل]: (¬5) حَرصَ القَصَّار الثَوْبَ"، (¬6) أي خَرقَهُ بالدَقِّ. قال في "المقنع": "الحارِصةُ: التي تَحْرِص الجِلْد: أي تَشُقُّه قليلًا ولا تُدْمِيه". (¬7) وقال الشيخ: "الحارصةُ: هي التي تَحْرِص الجِلْدَ - بمعنى: تَشُقُّه قَلِيلًا - ¬
قال: وقال بعضهم: هى الحَرْصَة" - (¬1) بفتح "الحاء"، وسكون "الراء" -: المرة من حَرَصَ. 1466 - قوله: (ثُمَّ البَاضِعَةُ)، قال الجوهري: "البَاضِعَةُ: الشَجَّةُ التي تَقْطَع الجِلْد وتَشُقُّ اللَّحْم وتُدْمِي، إلا أنه لا يسيل الدم". (¬2) وكذلك قال الأزهري. (¬3) وقال في "المقنع": "هي التي تَبْضِع اللَّحم". (¬4) ويقال: بضَعَهُ يَبْضِعهُ بَضْعًا. وقال الشيخ: "البَاضِعة: هي التي تَشُقُّ اللَّحم بعد الجِلد". (¬5) 1467 - قوله: (ثم البَازِلَةُ)، البَازِلةُ: فاعلةٌ من بَزَلَتْ الشَجَّة الجِلد فَجَرى الدَمُ - ويقال: بَزَلْتُ الخَمْرَ: نَقَّيْتُ إِناءها فاسْتَخْرَجْتُها - فالدَمُ محبوسٌ في مَحَلِّه، كالمائع في وِعَائِه، والشَجَّة بازلة. (¬6) قال في: "المقنع": "البازلةُ: التي يَسيلُ منها الدم"، (¬7) وكذلك فَسَّرها الشيخ هنا. (¬8) ¬
1468 - قوله: (ثُمَّ المُتَلَاحِمَة)، تلَاحُمُ الحَرْب: اتَّصَل والْتَحَم، وهي وصلتْ إِلى اللَّحْم. قال في "المقنع" وغيره: "وهي التي أَخَذْت في اللَّحم"، (¬1) وكذلك فَسَّرها الشيخ هنا. (¬2) 1469 - قوله: (ثُمَّ السِمْحَاق)، قال الأزهري: "السِّمْحَاقُ: قِشْرَةٌ رَقِيقةٌ فوق العظم"، (¬3) وبها سُمِّيت الشَجَّة إذا وصَلَت إِليها سِمْحَاقًا، و"ميمُه" زائدة. قال في "المقنع" وغيره: "وهي التي بَيْنَها وبَيْن العَظْم قِشْرَةٌ رقيقة"، (¬4) وكذلك فسَّرها الشيخ هنا. (¬5) 1470 - قوله: (حكومةٌ)، أصْلُها من الحُكْم، يقال: تَحَاكَم القَوْمُ حكومةً. وحَكَم الحَاكِم حكومةً، ثم فَسَّر الشيخ الحكومةَ: "بأَنْ يُقَوَّم الَمجْنيُّ عليه كأَنَّه عَبْدٌ جنايةَ به، ثم يُقَوَّم وهي به قد بَرئَت، فما نقص من القيمة فَلَهُ مثلُهُ من الدية. ثمَّ مثَّل لذلك فقال: "كأَنَّ قيمته وهو عَبْدٌ صحيح" "عَشَرةٌ"، وقيمتُه وهو عَبْدٌ به الجناية "تسعةٌ"، فيكون فيه "عُشْرُ" ديته، قال: "وعلى هذا ما زاد من الحُكُومةِ أوْ نَقَص"، (¬6) وهو معنى ما ذكره غيره. ¬
وقَيَّد الشيخ ذلك، بأَنَّه لا بد أن يكون في غير مُؤَقَّتٍ، وإِنْ كان في مُؤَقَّتٍ، فلا يُجَاوَز به أَرْشَ الُمؤَقَّتِ. (¬1) ومعناه: أَنَّ الحكومةَ، إِذا كانت في شَيْءٍ فيه مُقدَّر فلا يبلغ بها أَرْشَ الُمقَدَّر، فإذا كانت في الشجاع التي دون اُلموضِحَة، لم يَبْلُغ بها أرش الُموضِحَة، وإِن كانت في أُصْبُع لم يَبْلُغ بها دِيَة الأَصَابع. 1471 - قوله: (بعْدَ الْتِئَامِ الجُرْح)، الالْتِئَام: هو الانْدِمَال، والانْضِمَام، وقد الْتَئَم الجُرْحُ وغيرة يَلْتَئِمُ الْتِئَامًا: إِذا بَرَأَ. وقال عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَه بن مسعود. (¬2) شَقَقْتِ القَلْبَ ثُمَّ ذَرَرْتِ فيه ... هَوَاكِ فَلِيمَ فالتَأَم الفطُور (¬3) 1472 - قوله: (فإنْ كان المقتُول خُنْثَى مُشْكلًا)، "المقتُول" اسم "كان"، و"خُنثى" خَبرهُ، فهو منصوبٌ، لكِنَّه اسْمٌ مقصورٌ يظهر عليه الإِعراب، و"مشكلًا" صفة لـ "الخنثى" فهو منصوبٌ كَذَلِك. ¬
كتاب: القسامة
كتاب: القسامةِ القسامةُ - بالفتح -: اليمين. كـ "القَسَمِ"، (¬1) وإِنَّما سُمِّي القَسَمُ قَسَمًا، لأَنها تُقَسَّم على أولياءِ الدم، ويقال: قَسَم الرَّجل: إذا حلَف. قال في "المقنع": "هي الأَيْمان المكرَّرةِ في دَعْوَى القَتْل"، (¬2) وفي الحديث: "أوَّل قسامةٍ كانت في الجَاهِلية". (¬3) 1473 - قوله: (عَداوةً)، العَداوةُ: الُمعَادَاةُ. 1474 - قوله: (ولا لَوْثٍ)، قيل: هو العَدَاوةُ. قال ابن مالك في "مثلثه": "اللَّوثُ: القُوَّةُ، والطَّيُّ، واللَّيُّ، والجِرَاحاتُ، والُمطَالَبَاتُ بالأَحْقَادِ، وتَمْريغُ اللُّقمة في الإِهَالة، وجَمْجَمَةُ الكلام، وإِمَالَةُ الَمطَر النبات بعضَهُ على بعض، والْتِفَافُ النبات بعضَه على بعضٍ أيضًا. ¬
قال: واللَّيْثُ: اسْمُ وَادٍ، (¬1) وجمع أَلْيَث: وهو الرجلُ الشَّدِيدُ العاقِل. قال: واللُّوثُ: جمع ألْوَث: وهو اُلمضْطَرِب العقل، وأيضًا البَطئُ الحركة والكلاَمِ واللُّوثُ أيضًا، جمع لَوْثَاءَ: وهي السَّحَابةُ البطيئَةُ الإِقْلاَع، وجَمْعُ لِوَاثٍ: وهو الدقيقُ الَمذْرُور على الخِوَانِ لئَلَّا يلْصَق العجينُ". (¬2) واختلف أصحابنا في اللَّوْث: فقيل: هو العداوة الظَاهِرة، نحو ما كان بيْن الأَنْصار وأهل خَيْبَر، كما بين القبائل التي يَطْلُب بعضها بَعْضًا بثَأْرٍ، وهذا ظاهر المذهب الذي عليه أكثر الأصحاب. (¬3) وعن أحمد رحمه الله ما يدلُّ على أنه ما يَغْلُب على الظَّن صحة الدَّعْوى، كتَفَرُّق جماعة عن قَتِيلٍ، وَوُجُود قَتِيلٍ عند مَنْ معه سَيْفٌ مُلَطَّخٌ بدمٍ ونحوه [وشهادة عَدْلٍ وَاحدٍ] (¬4) كما وقع ذلك في زمن عليٍّ، وشهادة جماعةٍ ممَّن لا يَثْبُت القتل بشَهَادَتِهم كالنِّساء، والصبيان ونحو ذلك. (¬5) ¬
وقَوْلُ القَتِيل: "فُلَانٌ قَتَلَنِي": ليس بلَوْثٍ، (¬1) وهو ظاهر كلام الشيخ فيما بعد بل صَرِيحُه. (¬2) * مسألة: - أَصحٌ الروايتين: لا كَفَّارة في قتل العَمْد. (¬3) ¬
كتاب: قتال أهل البغي
كتاب: قِتَال أَهْل البَغْيِ البَغْيُ: مصدر بَغَى يَبْغِي بَغْيًا: إذا تَعَدَّى. (¬1) وأهل البَغْي هنا: هم الظَلَمة الخارجون عن طاعة الإمام، المعْتَدُون عليه، قال الله عز وجل: {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ}. (¬2) 1475 - قوله: (حُورِبُوا)، من المحاربة: وهي الُمقَاتَلة في الحَرْب. 1476 - قوله: (بأسْهَل)، الأَسْهَل: الأَخَفُّ. 1477 - قوله: (مُدْبِر)، الُمدْبِر: مَن وَلَّي دُبُرَهُ وهَرَب، قال الله عز وجل: {فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ}. (¬3) 1478 - قوله: (ولم يُجْهِزُوا على جَريحٍ)، ورُوِي: "ولم يُجِيزُوا على جريحٍ" (¬4) والمعنى: أَنَّه لا يُقْتَل جَرِيحٌ، قال السَعْديُّ: "أجاز عليه: ¬
قَتله"، (¬1) وجَهَّز على الجريح وأَجْهَزَهُ: أسْرَع قَتْلَه، فكلاهما بمعنًى صحيحٍ مُنَاسب، ورُوِي في غير الخرقي: "ولا يُجَازُ على جريح" (¬2) وهو صحيح، وَرُوِي: "ولا يُدْفَق (¬3) على جَريحٍ"، وكلُّه بمعنى القتل، والجريحُ: هو الَمجْرُوح. 1479 - قوله: (أَسيرٌ)، هو مَنْ أُخِذَ من الأعداء سالمًا، قال الله عز وجل: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}، (¬4) ولعلَّ أصله من قَوْلِهِم لَهُ: "سِرْ"، أو من قوله هُوَ لَهُم: "أَسِيرُ مَعَكُم"، وجمعُه: أَسْرَى، وأُسَارَى. قال الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى}، (¬5) وقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى} (¬6). 1480 - قوله: (ولَمْ تُسْبَ لهم ذُرِيَّة)، السَّبْيُ: أخْذُ النساء والصبيان يقال: سَبَى يَسْبِي سَبْيًا، (¬7) وفي الحديث: "في سَبْيِ بَني المُصْطَلَق"، (¬8) وفي حديث آخر: "وفي السَّبْي امرأة إِذا رأَت صَبِيًّا". (¬9) ¬
فالسَّبْيُ؛ يُطْلَق على الفعل، وعلى الَمسْبِي. والذُرِيَّة: النِّساء، والصِّبيان. قال الله عز وجل: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} (¬1) وجمعها: ذَرَارِي. ¬
كتاب: المرتد
كتاب: الُمرْتَد الُمرْتَدُ في اللُّغة: الراجِعُ، يقال: ارْتَد فُلَانٌ، فهو مُرْتَدٌ: إِذا رَجَع. (¬1) وهو في الشرع: الراجِع عن دين الإسلام إلى الكُفْر. (¬2) 1481 - قوله: (وضُيِّق عليه)، الضَيْقُ: ضِدُّ التَّوَسُع. 1482 - قوله: (بدَارِ الحَرْب)، يعني: بدَار الُمحَارِبين من الكُفَّار: ضد السِّلْم. 1483 - قوله: (لمْ يُكْشَف عن شَيْءٍ)، الكَشْفُ: هو إِزَالَةُ ما على الشَّيْء من الغِطاء، ومنه: كَشْفُ الوَجْهِ ونحوه. ¬
كتاب: الحدود
كتاب: الحُدُود الحُدُودُ: جَمْع حَدٍّ، وهو في الأَصْل: الَمنْع، والفصل بين شَيْئَيْن. وحدودَ الله تعالى، مَحَارِمُه. قال الله عز وجل: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} (¬1). وحدودُهُ أيضًا: ما حَدَّهُ وقَدَّرَهُ، فلا يجوز أنْ تتعَدَّى، كالمواريث المعيَّنَة، وتزويج الأَرْبَع، ونحو ذلك مِمَّا حَدَّهُ الشرع، فلا تجوز فيه الزيادة ولا النقصان، (¬2) قال الله عز وجل: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا}. (¬3) والحدودُ: العُقُوبَات الُمقَدَّرة، (¬4) يجوز أنْ تكون سُمِّيت بذلك من الحُدُود التي هي الَمحَارِم، لكونها زواجرَ عنها، وواقعةً على فِعْلِها. ¬
أو بالحُدُود التي هي المقدَّرات، لكونها مُقَدَّرةً، لا يجوز فيها الزيادة ولا النقصان. 1484 - قوله: (وإِذا زَني)، زَني: فِعْل ماضٍ، ومُضَارِعه: يَزْني، زِنًا. قال الجوهري: "الزِنَي: يُمَدُّ وُيقْصَر، فالقَصْر، لأَهل الحِجاز ... والَمدُّ لأَهْل نجد". (¬1) وأنشد ابن سيدة: (¬2) أَمَّا الزِّنَاءُ فإنِّي لست قَارِبَه ... والمالُ بَيْنِي وبَيْن الخَمْر نِصْفَان قال صاحب "المغني": "لا خِلاَف بيْن أهل العِلْم في أَنَّ وَطْء المرأة في قبُلِها حرامًا لا شبهةَ لَهُ في وَطْئِها، أَنَّه زَانٍ، فعليه حَدُّ الزنا إِذا اكْتَمَلَت شُرُوطه. قال: والوَطْءُ في الدُّبُر مِثْله في كَوْنه زنا"، (¬3) وقال الشيخ فيما بعد: "والزَّانِي: مَنْ أَتَي الفاحشة في قُبُل أَوْ دُبُر". (¬4) 1485 - قوله: (الحُرُّ)، احترز من العَبْد. 1486 - قوله: (الُمحْصَن)، المُحْصَن - بفتح "الصاد" - قال صاحب "المطلع": "المُحْصِن - بكسر "الصاد" -: (¬5) اسم فاعل من أَحْصَن، يقال: ¬
حَصُنَتْ المرأة - بفتح "الصاد" وضمها وكسرها -: تَمَنَّعت عَمَّا لَا يَحِلُّ، وأَحْصَنَت فهي مُحْصِنَةٌ بكسر "الصاد"، (¬1) ومُحْصَنَةٌ بفتحها، (¬2) وهو أَحدُ ما جاء بالفتح بمعنى فاعِل. يقال: أَحْصَنَ الرجل فهو مُحْصِنٌ، وأَفْلَج فهو مُفْلِجٌ، وأَسْهَبَ فهو مُسْهِبٌ: أكثر الكلام وأَحْصَنَت المرأة زوْجَها، فهو مُحْصَنٌ، وأَحْصَنها زَوْجُها، فهي مُحْصَنَةٌ. (¬3) والاسْم: الإِحْصَان. وقد جاء الإِحْصَانُ بمعنى الإسلام، والحرّية، والعفاف، والتزويج، (¬4) والُمحْصَن في حد الزنا، غير الُمحْصَن في باب القَذْف". (¬5) ويقال للمرأة الُمحْصَنَة: حَصَانٌ. قال حسان لـ "عائشة": (¬6) حَصَانٌ رزَانٌ ما تُزَن بِرِيبَةٍ ... وتُصْبحُ غَرْثَى من لُحُوم الغَوَافِل وقال ابن مالك في "مثلثه": "الَمحْصَن مَفْعَلٌ من حَصُنَتِ المرأةُ: امْتَنَعَتْ بالعفاف، قال: والِمحْصَن: القُفْلُ، وأيضًا: الزَّبِيلُ. قال: والُمحْصَن: الشَّيْءُ الُمحْرَزُ، والفَرجُ الُمعَفُّ، والرَّجُلُ الذي أحْصَنَتْهُ امْرَأَتُهُ". (¬7) ¬
1487 - (جُلِدَا)، الجَلْدُ: الضَرْبُ. 1488 - (وَرُجِمَا)، وهو الرميُ بحجارةٍ أَوْ غيرها. * مسألة: - أصحّ الروايتين: أنه لَا بُد مِن الرَّجم من الجَلْدِ (¬1) والله أعلم. 1489 - قوله: (وغُرِّب)، غُرِّب: أي نُفِيَ من البلد الذي وَقَعتْ فيه الفاحشة، يقال: غَرَب الرجل - بفتح "الراء" -: بَعُدَ، وغَرَّبْتُه، وأَغْرَبْتُه: أَبْعَدْتُه ونَحَّيْتُه. وقيل له: مُغَرَّبًا، لأن مَن فُعِل به ذلك يَصيرُ غريبًا. والغَريبُ: البَعيدُ عن أهْلِه وبَلَدِه. وقال امرؤ القيس: (¬2) أَجَارتَنا إنَّا غَرِيبَان هاهُنَا ... وكُلُّ غريبٍ للغَرِيبِ نَسِيبُ قال ابن مالك في "مثلثه": "غَرَب الرَّجُل: بَعُدَ، والنَّجْمُ وغيرُه: غابَ، وغَرَبَتِ العَيْن: وَرِمَ مَأْقُها، والشاةُ: تَمَعَّط خُرْطُومُها، وسقَط شَعْرُ عَيْنَيْها، وغَرُبَتْ الكَلِمَةُ: غَمُضَ معناها، والرَّجُلُ: صار غَريبًا". (¬3) ¬
1490 - قوله: (الفَاحِشَة)، الفَاحِشَةُ: يُعَبَّر بها عن الزنا، قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ}، (¬1) وُيعَبَّر بها عن كُلِّ مُسْتَقْبَحٍ. يقال: كلمةٌ فاحِشَةٌ. وأصلُ الفُحْشِ: الشَّيْءُ السَّيءُ، ومنه الحديث: "ليس بِفَاحِش ولا مُتَفَحِّش". (¬2) يعني: ليْس بِسَيِّءِ الأَخْلاَق. 1491 - قوله: (من قُبُلٍ)، كنايةً عن الذَكَر والفَرْج. 1492 - (أوْ دُبُر)، كنايةً عن جَمْر الآدَمِيِّ. 1493 - قوله: (ومَنْ تَلَوَّطَ)، يقال: تَلَوَّطَ، ولَاطَ -: (¬3) عَمِل عَمل قَوْم لُوطٍ - فهو لُوطِيٌّ، ولَهُم أَفْعَالٌ مُذْمُومةٌ أشهَرُها وأَقْبَحُها: إِتْيان الذكور في الدُبُر. قال بعض الأدباء: (¬4) وإِنْ لَمْ تَكُونُوا قَوْم لُوطٍ بِعَيْنِهم ... فمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُم بِبَعِيدِ وقال آخر: (¬5) ¬
كُلُوا واشْرَبُوا وازْنُوا وَلُوطُوا ... وأَبشِرُوا فأَنْتُم جميعًا إِلى الجَنَّةِ الحَمْرَاءِ ويقال لمن لَاط حَوْضَهُ: لَاطَ يَلُوطُ وَيلِيطُ، (¬1) وفي الحديث: "ولتَقُومَنَّ والرَّجُل يُلِيطُ حَوْضَه"، (¬2) ويُلْغِزُ معنى هذا، فيقال: "رَجُلٌ لَاطَ، ولَا حَدَّ عليه"، والمعنى: لَاطَ حَوْضَه. * مسألة: - أصَحَ الروايتين عن أحمد رحمه الله: حَدَّ اللُّوطي حَدَّ الزَّانِي. (¬3) 1494 - قوله: (مَنْ أَقَرَّ بالزنا أربع مراتٍ وهو بالغٌ عَاقِلٌ)، كذا في عدة نسخ، وفي نُسَخ كَثِيرَةٍ: "بالغٌ صَحِيحٌ عَاقِل"، (¬4) وعلى ذلك شَرْح القإضي والشيخ، وفسَّر القاضي ذلك بحقيقته: "وهو الصِّحة من المرض، ¬
وأنه لا يَجب على المريض في حال مَرَضِه، وإنْ وَجبَ أُقِيمَ عليه بما يُؤْمَن به تلفه. (¬1) قال الزركشيُّ: "وهذا فيه نَظَر، فإِنَّ الحَدَّ، إِمَّا أَنْ يَجِب ؤيؤَخَّر اسْتِيفَاؤُه إلى حين صحتِه، أو يجب، وُيسْتَوْفَى منه على حسب حَالِه، فعَلى كُلِّ حال ليست الصِحَّة شرطًا للوجوب، قاله الشيخ. (¬2) قال: ويُحْتَمل أَنْ يراد بالصحيح: الذي يُتَصَوَّر منه الوطء، فلو أقَرَّ بالزنا مَنْ لَا يُتَصوَّر منه الوَطْء كالمجبوب، فلا حَدَّ عليه. قال الزركشيُّ: وهو كالذي قَبْلَه، لَأنَّ هذا فهِمَ من قَوْله: "عاقلٌ"، قال الزركشي: ويحتمل أَنْ يُرَإد بالصِحَّة: الاختيار، وإِنْ أَرَاد الصِحَّة المعنوية، فلا يَصِحُّ إقْرَارُه ولا نزاع في ذلك". (¬3) قُلْتُ: وما قاله الزركشيُّ أيضًا من نحو تقَدَّم، وإِنَّما المرادُ والله أعلم بـ "الصِحَّة" هو أنْ يكون مَنْ أقَرَّ مِمَّن يُمْكِن الزنا منه بذَكَرِه احترازًا من الَمجْبُوب، والعنين ونحوهما. 1495 - قوله: (ولا ينْزَع عن إقراره)، أي: لا يرجع. 1496 - قوله: (وإِذا قذف)، يقال: قذف يَقْذِفُ قَذْفًا: إِذا رَمَى. قال مجنون بني عامر: (¬4) ويقال لغيره: وَيبْدُو الحَصَى منها إِذا قَذَفَتْ به ... عن البُرْدِ أطراف البَنَانِ الُمخَضَّبِ ¬
قال صاحب "المطلع": "أصل القَذْف: رَمْيُ الشَّيْءِ بِقُوَّةٍ، ثم اسْتُعْمِل في الرميِّ بالزنا ونحوه من المكْرُوهَات"، (¬1) وفاعِله: قَاذِفٌ، والَمرْمِيُّ: مقذوفٌ، وجَمْع القاذِفِ: قُذَّافٌ، وقَذَفَةٌ، كـ "فُسَّاقٍ"، وفَسَقَةٍ، وكُفَّارٍ، وكَفَرَةٍ. وقال ابن مالك: "القَذْفَةُ: الَمرَّةُ من قَذَفَهُ: رَمَاهُ بالحجارة، أَوْ نَسَبَهُ إلي قَبِيحٍ، وبالشَّيْء: رَمَى به، والإنسان: قَاءَ. قال: والقِذْفَةُ: الهيئةُ من الجميع، والقُذْفَةُ: الشُّرْفَةُ، ورأْسُ الجبَلِ الُمشْرِف". (¬2) 1497 - قوله: (بأَدْوَن)، على وزن: أهْوَن: وهو غير مصروفٍ، جَرُّهُ بـ "الفتحة" والمراد: "بِدُون سَوْطِ الحُرِّ". (¬3) 1498 - قوله: (من السَوْط)، السَّوْطُ: أحدُ الأَسْوَاط التي يُضْرَبُ بها، وفي الحديث: "فقال لَهُم: نَاوِلُونِي سَوْطِي"، (¬4) وهو شَيْءٌ يُصْنَع من الجُلُود. والسَّوْطُ أيضًا: القِطْعَةُ من العَذَاب، قال الله عز وجل: {فَصَبَّ ¬
عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}. (¬1) 1499 - قوله: (في مَعْفُوجٌ)، الَمعْفُوجُ: مفعولٌ من عَفَجَ (¬2) بمعنى: نَكَحَ، فكأَنَّه بمعنى: مَنْكُوحُ، أو مَوْطُوءٌ. ونَصَّ الإمام أحمد على وجوب الحَدِّ بذلك، (¬3) وعلى هامش النسخة التي نقلت من خط الشيخ: المعْفُوج: المَنْكُوح. 1500 - قوله: (لجأَ)، أي: الْتَجَأَ به، ولَجأَ إِليه: صَارَ إِلَيْه. ¬
كتاب: القطع في السرقة
كتاب: القَطْع في السَّرِقة القَطْع: مصدر قَطَع يَقْطَع قَطْعًا. والسَّرِقةُ: من سَرقَ يسْرِقُ سَرْقًا، وسَرِقَةً، فهو سَارِقٌ، والشَّئُ" مَسْرُوقٌ وصاحِبُه: مسروقٌ منه، وفي الحديث: "لَعَن الله السارِقَ يَسْرِق البَيْضَةَ فتُقْطَع يَدُه، وَيسْرِق الحَبْل فَتُقْطَع يَدُهُ". (¬1) وقال الله عز وجل: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}. (¬2) 1501 - قوله: (مِن العَيْن)، أي: الذهب. 1502 - قوله: (الحِرْزِ)، المكان الحَرِيز، كما تَقَدَّم. (¬3) 1503 - (ثَمرًا)، الثَّمَرُ: مَعْروفٌ، وجَمْعُه: ثِمَارٌ: وهو حَمْلُ الأَشْجَار، مثل: التُّفَاح، والرُّمان ونحو ذلك، وقد أَثْمَرَت تُثْمِرُ ثَمَارًا. (¬4) ¬
1504 - قوله: (أَوْ كَثَرًا)، الكَثَرُ: طلْع النخل، قال الجوهري: "الكَثَرُ: الجُمَّارُ، وقيل: الطَلْعُ. قال: وفي الحديث: "لا قَطْع في ثَمَرٍ ولَا كَثَرٍ"، (¬1) وكذا ذكر غيره. (¬2) 1505 - قوله: (وتُحْسَم)، أصْلُه: القَطْع، وقد حَسَم الشَّيْءُ يَحْسِمُه حَسْمًا: وهو أَنْ يُغْلَى الزيت عند قَطْع اليَد، وتُوضَع اليدُ فيه، ليُقْطَع الدَمُ. 1506 - قوله: (النَّباش)، اسْمٌ لَمِن يَنْبِش القُبُور، ويأْخُذ أَكْفَان الَموْتَي. يقال: نَبَش يَنْبِشْ نَبْشًا، فهو نَبَّاشُ، وما يَنْبِشُه: مَنْبُوشٌ. 1507 - قوله: (في مُحَرَّمٍ)، مثل: الخَمْرِ، والخَنْزِيرِ، والَميْتَةِ ونحو ذلك. 1508 - قوله: (ولا في آلةِ لَهوٍ)، الآلَةُ: إِحدى الآلات، وآلة الشَّيْء: ما يُصْنَع به. اللَّهْوُ: كلُّ مَا أَلْهَى، ثم اسْتُعْمِل فيما يُلْهِي عن الله، وعن عبادته، ¬
ومنه محَرَّمٌ كـ "الغِنَاء"، (¬1) والزَّمْر، وشَبَّابَة الراعي، (¬2) والدُّفُ للرجال، (¬3) وذفُ الصُّنُوج (¬4) للنساء ونحو ذلك. ¬
كتاب: قطاع الطريق
كتاب: (¬1) قُطّاع الطريق القُطَّاع: واحِدُهُم قَاطِع، وهو الذي يَقْطَع الطريق: الذي هو أَحدُ الطُرُق: الذي هو السبيل، فلا يدعُ أَحدًا يَمُرُّ فيه إِلَّا أخَذ مَالَهُ، أو قَتَلَهُ وأَخَذ مَالَهُ، فينْفَطِع الطريق بهذه العِلَّة. 1509 - قوله: (والُمحَارِبُون)، واحِدُهُم مُحَاربٌ: وهو اسْمُ فاعل من حَاربَ. قال ابن فارس: "واشْتِقَاقُها من الحَرَب -يعني: بفتح "الراء" -: وهو السَّلْب، وهو مصدر حُرِبَ مَالَهُ: أي سُلِبَهُ. والحَرِيبُ: الَمحْرُوبُ، ورَجُلٌ مِحْرَابٌ: أي شُجَاع" (¬2) وقد قال الله عز وجل: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}، (¬3) وفي الحديث: "وحَارَبُوا الله وَرَسُوله". (¬4) 1510 - قوله: (يعْرِضُون)، أي: يقفُون لَهُم في طريقهم، وعرضَ لَهُ، ¬
وَيعْرِضُ لَهُ: إِذا وَقَف لَهُ. 1511 - قوله: (في الصَّحراء)، هي البَرِيةُ. 1512 - قوله: (فَيَغْصِبُونَهم المال)، يُقَال: غَصَب الَمالَ، فَيَتعدَّى إلى مَفْعُولٍ واحدٍ فالضمير المنصوب في "يَغْصِبُونَهم": مفعولٌ، و "المال" بَدَلٌ منه، والتقدير: "فيَغْصِبُون مالَهُم". 1513 - قوله: (مُجَاهَرةً)، أي: جِهَارًا غيْرَ خُفْيَةٍ. 1514 - قوله: (وصُلِبَ)، أي: رُفِعَ على جِذْعٍ ونحوه، وقد صُلِبَ يُصْلَبُ صَلْبًا، قال الله عز وجل: {أَوْ يُصَلَّبُوا}. (¬1) 1515 - قوله: (حَتّى يُشْتَهر)، أي: يَظْهَر أَمْرُة، وَيفْشُو بيْن النَّاس. واشْتُهِر الأَمْرُ يُشْتَهَرُ اشْتِهَارًا، فهو مُشْتَهَرٌ. 1516 - قوله: (أنْ يُشَرَّدُوا)، أي: يُطْرَدُوا. قال الجوهري: "التَّشْرِيدُ: الطَرْدُ"، (¬2) واسْمُ رجل: الشَّرِيد، (¬3) وهو الذي أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - شِعْر أمية بن أبي الصلت. (¬4) والله أعلم. ¬
كتاب: الأشربة
كتاب: الأَشْرِبة (¬1) الأَشْرِبَة: جمع شَرابٍ: وهو كل ما يُشْرَب من حلاَلٍ وحَرَامٍ، ومن غيره. 1517 - قوله: (مُسْكِرًا)، المُسْكِر: اسْمُ فاعلٍ من أَسْكَر الشَّرَابُ فهو مُسْكِرٌ: إِذا جعل شَارِبَه سَكْران، أو كانت فيه قُوَّةٌ تَفْعَل ذلك. قال الجوهري: "السكْرَان: خِلاَف الصَّاحِي، والجَمْع سَكْرَى، وسُكَارَى - بضم "السين" وفتحها - والمرأة سَكْرَى، ولُغَةُ بني أسد: سَكْرَانة. وقد سَكِرَ يَسْكَرُ سَكَرًا. مثل: بَطَر يَبْطَرُ بَطَرًا، والاسم: السُّكْرُ". (¬2) 1518 - قوله: (لَا خَلَقٍ)، بفتح "اللَّام": البَالي، وهو مَصْدَرٌ في الأَصل. (¬3) 1519 - قوله: (ولا جَدِيدٍ)، وهو ضِدُّ العَتِيق، وضِدُّ القَدِيم وَرُوِيْ: "ولا جَرِيد"، وهو جَمْع: جريدةٍ: وهي السَعَفَة. (¬4) ¬
1520 - قوله: (ولا يُمَدُّ)، يعني: الَمضْرُوب. 1521 - قوله: (ولا يُرْبَط)، من رُبِطَ: وهو رَبْطُه بِحَبْلٍ أو نحوه. 1522 - قوله: (والعَصِيرُ)، هو عصيرُ العِنَب وغيره مِمَّا يُمكن تَخْمِيرُه، وهو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول: أي الَمعْصُور. 1523 - قوله: (إِلَّا أَنْ يَغْلِي)، يقال: غَلَت القِدْرُ، تَغْلِي: إِذا ارتفع مَاؤُها من شِدَّة التَّسْخِين، فَغَلْيُ العَصِير: تَحَرُّكُه في وِعَائِه، واضْطِرَابه، كما يَغْلِي القِدْرُ على النار. 1524 - قوله: (وكذلك الَنَبِيذُ)، النبيذُ: اسْمٌ لِكُلِّ ما يُنْتَبَذُ من تَمْرٍ أو غيره، وأَصلُه فَعِيلٌ من الَمنْبُوذ: وهو الَمرْمِيُ كَأَنَّه رمَاهُ في الماء، وفي الحديث: "أَنبَذْتُ لَهُم تَمرًا" (¬1) وفي الحديث: "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُنْبَذُ لَهُ الزبيب"، (¬2) وفي الحديث: "لا تَنْتَبِذُوا في الدَبَّاء، والحَنْتَم، والنَقِير". (¬3) ¬
1525 - قوله: (والخَمْرَة)، الخَمْرُ، يُذكَّر وُيؤَنَّث: وهو كلُّ ما خامَر العَقْل. 1526 - قوله: (قَدحٌ)، هو أَحدُ الأَقْدَاحِ: وهو إِناءٌ من خَشَبٍ معروف، وفي الحديث: "أن قدح النبي - صلى الله عليه وسلم - انكسر" (¬1). 1527 - قوله: (ضَبَّة)، قال الجوهريُّ: "هي حديدةٌ عريضَةٌ يُضَبَّب بها الباب". (¬2) قال صاحب "المطلع": "يُريدُ أَنَّها في الأَصْل كذلك، ثم تُسْتَعْمَل في غير الحديد وفي غير الباب". (¬3) 1528 - قوله: (بالتَّعْزِير)، التَّعْزِير في اللُّغة: المَنْع، (¬4) يقال: عَزَرْتُه، وعَزَّرْتُه: إِذا مَنَعْته. قال الله عز وجل: {وتُعَزِّزوه}، (¬5) ومن ذلك سُمِّيَ التأديب الذي دون الحَدِّ تعزيزًا، لأَنَّه يَمْنَع الجاني من مُعَاوَدَة الذنب. (¬6) قال السَّعْدِي: "يقال: عَزَّرْتُه، وقَّرْته: إِذا أَدَّبْتُه". (¬7) ¬
1529 - قوله: (صائِل)، الصائلُ: القَاصِدُ الوثُوبُ عليه. قال الجوهري: "يقال: صال عليه: وثَبَ، صَوْلًا، وصَوْلَةً. والُمصَاوَلةُ: الُموَاثَبَةُ، وكذلك الصِيَالُ، والصِيَالَة". (¬1) 1530 - قوله: (عَصَى)، مقصورة: إِحدى العصِييِّ. قال الله عز وجل: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ}، (¬2) وقال: {أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ}. (¬3) وفي العَصَى منافعٌ عديدة. قال موسى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} (¬4) منها: أنها عَوْنٌ على العِدَا، كالحيَّة، والعَقْرَب، وغيرهما من السِّباع والحيوانات. 1531 - قوله: (السفينةُ)، السفينة: إِحدى السُفُن، قال الله عز وجل: {وأَصْحَاب السفينةِ}، (¬5) وفي الحديث: "فأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنا إلى النَجاشِيِّ فوافَقْنا جعْفَر وأَصْحَابَه حتى قَدِمْنا مَعَهُم، وقال لَهُم النبي - صلى الله عليه وسلم -: لكُم أَنْتُم في أصحاب السفينة هِجْرتَان". (¬6) ¬
1532 - قوله: (الُمنْحَدِرَة)، هي الآخِذَةُ في الخدُور: وهو الهُبُوط. 1533 - قوله: (على الُمصَاعِدَةِ)، أي: الُمرْتَقِية، يقال: صَعِدَ المكان، وفيه بكسر "العين"، وأصْعَد: أي ارْتَقَى. عن ابن سيدة. (¬1) قال صاحب "المطلع": "فعَلَى هذا يقال: صَاعِدة". (¬2) 1534 - قوله: (الريح)، (¬3) هي إحْدَى الرِّياح. قال نصَيْب: (¬4) ويروى: لـ"مجنون بني عامر". (¬5) لَهَا فَرْخَانِ قَدْ تُرِكَا بِوَكْرٍ ... على فَنَنٍ تُصَفِّقُهُ الرِّياحُ وذلك في القرآن كثير، كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} (¬6) في غير مَوْضِع. وقال في المفرد: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا}، (¬7) وفي الحديث: "اللَّهُم اجْعَلْهَا ¬
رياحًا، ولا تَجْعَلها ريحًا"، (¬1) فإِنَّ الريحَ المُفْرَدةَ لم تَرِدْ في القرآن إِلَّا للعَذَاب، (¬2) وما وردتْ الرِّياح إِلَّا رَحْمَةً. (¬3) 1535 - قوله: (على ضَبْطِها)، أي: على إِمْسَاكِها. والله أعلم. ¬
كتاب: الجهاد
كتاب: الجِهَاد مصدر جاهَدَ يُجَاهِدُ جِهَادًا، ومُجَاهَدَةً. وجاهَدَ: فاعِلٌ من جَهَد: إِذا بالغَ في قَتْل عَدُوِّه وغيره. ويقال: جَهدَهُ المرضُ، وأَجْهَدَهُ: إِذا بلَغ به الَمشَقَّةَ، وجَهدتُ الفرسَ، وأَجْهَدْتُه: إِذا اسْتَخْرَجْتُ جُهْدَة، نقلها أبو عثمان، (¬1) والجَهْدُ - بالفتح -: الَمشَقَّةُ، وبالضَّم: الطَاقَةُ. وقيل: يُقَال بالضَّم والفتح في كُلِّ واحدٍ منهما. (¬2) فمادة (جَ هـ دَ) حيث وُجِدَت فيها معنى الُمبَالَغة، قال الله عز وجل: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}، (¬3) وقال: ي {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ}. (¬4) وفي الحديث: "والجِهَاد"، (¬5) وفيه: "جهَادَكُنَّ الحَجَّ". (¬6) ¬
والجهادُ شرعًا: عبارة عن قِتَال الكُفّار خَاصةً. (¬1) 1536 - قوله: (فَرْضٌ على الكِفَاية)، معنى فَرضُ الكِفَاية: ما فَسَّرَهُ به: "إذا قام به قوم سقَط عن البَاقِين". (¬2) 1537 - قوله: (وغَزْوُ البَحْر)، الغَزْوُ: مصدر غَزَا يَغْزُو غَزْوًا. والبَحْر: ضِدُّ البَرِّ، وجَمْعُه: بُحُورٌ وأَبحُرٌ، قال الله عز وجل: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}، (¬3) وقال: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ} (¬4) وفي الحديث: "إِنَّا نَرْكَب البحر". (¬5) 1538 - قوله: (من غَزْوِ البَرِّ)، البَرُّ: ضِدُّ البَحْر، قال الله عز وجل: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}، (¬6) وقال: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. (¬7) ¬
1539 - قوله: (مع كُلِّ بَرٍّ وفَاجِرٍ، قال صاحب "المطالع": "يقال: رَجُلٌ بَارٌّ وبَرٌّ: إِذا كان ذَا نَفْعٍ وخَيْر ومعْروفٍ، ومن أسمائه تعالى: البَرُّ". (¬1) وأما الفَاجِر: فالرَّجُلُ الُمنْبَعِث في المعاصي والَمحَارِم. 1540 - قوله: (وتمامُ الرِّبَاط)، مصدر رَابَط يُرَابِطُ رِبَاطًا، ومُرَابَطَةً: إِذا لَزِم الثَّغْرَ مُخِيفًا للعَدُوِّ. وأصله مِنْ رَبْط الخَيْل، لأن كُلًّا من الفَرِيقَيْن يَرْبِطُون خُيُولَهُم مستَعِدِّين لعَدُوِّهم، (¬2) قال الله عز وجل: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}. (¬3) قال الشاعر: (¬4) قَوْمٌ رِبَاطُ الخَيْل بيْن بُيُوتِهم ... وأَسِنَّةٌ زُرْقٌ يُخَلنْ نُجُومَا 1541 - (وإذا خُوطِبَ بالجهاد)، أي: وجَبَ عليه، لأَن الوجُوبَ من جملة خِطَاب الشرع. 1542 - قوله: (لأن الدَعوةَ)، بفتح "الدال" مِثل الدَّعوة من دَعَا الله عز وجل بخلاف دُعْوَة الوليمة، فانها بالضم. والادِّعَاءُ: فإنه بالكسر كما تقَدَّم ذلك. 1543 - قوله: (عبدَةُ الأَوْثَان)، يعني: الأَصْنَام كما تَقَدَّم. ¬
1544 - قوله: (وهم صَاغِرُونَ)، أي: أذِلَّاءُ من الصَّغَار، وفُلاَنٌ أَصْغَر من فلانٍ: أَذَلَّ منه. 1545 - قوله: (أَنْ يَنْفِرُوا الُمقِلُّ مِنْهُم والُمكْثِر)، النَفْرُ: الخُروجُ إِلى العَدُوِّ، والمُقِلُّ يَعْنِي به: قَلِيلُ المال، والمُكْثِرُ: كثيرُ المال، قال الله عز وجل: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}. (¬1) 1546 - قوله: (يَفْجَأُهُم)، يَفْجَأ: أيُ: يَطْلَع عليهم بَعْتَةً، وقد فَجَأَهُ: إِذا أَتاهُ بَغْتَةً من غير استعدادٍ لَهُ، ومنه: مَوْتُ الفَجْأَة. 1547 - قوله: (غَالِبٌ)، أي: يَغْلِبُهم عن كَثْرةٍ، أوْ شَجاعةٍ، احترازًا مِمَّا إِذا فجأه عَدُوٌّ، لا ينالون منه مِن قِلَّةٍ ونحوها. 1548 - قوله: (كَلَبَهُ)، بفتح "الكاف" و"اللام": أي شَرَّهُ وأَذَاهُ. 1549 - قوله: (طاعِنَةٌ في السِّن)، أي: كبيرةٌ في العُمْر، والطَعْنُ في الشَّيْء: هو التَقَدُّم فيه. يقال: طعَنَ فُلاَنٌ في العُمْر: إِذا كَبُر. 1550 - قوله: (ومُعالجة الجَرْحى)، المعالجةُ: مفاعلةٌ، والمراد بها: العِلَاج، وهي المداواةُ ونحوه، وعالَج الطَبيبُ المريضَ: إِذا دَاوَاهُ بالدَّواء، فكأَنَّ المرأَة فعلت بالجريح كما يفعل الطبيب بالمريض، - من إِحْرَاق شَيْءٍ وَوَضْعِه على الجُرْح وعَصْب الجُرْح ونحو ذلك. والجَرْحى: جمع جَرِيحٍ، كـ "طَرْحَى" وطَرِيحٍ. ¬
1551 - قوله: (يَتَعلَّف)، يَعني: يَخْرُج للاحْتِشَاش والإِتيان بالعَلَف: وهو ما يُعَلَّف به الدَّواب، وفي الحديث: "أن أبا بكر علف راحِلتَين"، (¬1) وفي الحديث: ولا يَمُروا برَوْثٍ إِلَّا وجدوه علفًا لِدَوَابِهم". (¬2) 1552 - قوله: (ولا يَحْتَطِب)، يَعني: يَخْرُج للإتْيان بالحَطَب، وفي الحديث: "لَأنْ يذْهَب الرجل فيَحْتَطِب"، (¬3) وقد احْتَطَب يحْتَطِب احتطابًا: إِذا ذَهَب ابتغاء الحَطَب. 1553 - قوله: (ولا يُبَارِز عِلْجًا)، يقال: بَارزَ يُبَارِز بِرَازًا ومُبَارَزَةً والبِرَازُ، والبَرَازُ - بالفتح والكسر - اسْمٌ للفضاء الواسع. والعِلْجُ: أحَدُ العُلُوج: (¬4) وهو الكَافِر. قال ابن مالك: "العَلْجُ: مصدر أَعْلَجَتِ الإِبل، أَكَلت نَباتًا يقال لَهُ: العَلْجَان والرَّجُلُ الرَّجُلَ: غلَبَهُ في الُمعَالَجة: وهي الُمصَارَعة والُمقَاتَلة. قال: والعِلْجُ: الكَافر والضَّخْم من الرجال، والجِمال، وحُمُر الوَحْشِ، والرُّغْفَان، والعُلْجُ: جمع عَلُوج: وهو ما يُؤْكَل". (¬5) ¬
1554 - قوله: (من العَسْكَر)، العَسْكَر: القَوْم الذين هو مَعَهُم، وجَمْعُه: عَسَاكِر، وفي الحديث: "فلَمَّا مال هو لا إلى عسكرهم وهو لَا إلى عسْكَرِهم". (¬1) 1555 - (وإِذا سَبَى الإمامُ)، السَّبْيُ؟ هو الأَسْرُ كَما تَقدّم. 1556 - قوله: (مَنَ علَيهم)، هو مِن الَمنِّ: وهو الإِطْلاَق من غير عِوَضِ، قال الله عز وجل: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} (¬2) 1557 - قوله: (فَادَى بِهم)، أي: أَطْلَقَهُم بِفِدَاءٍ: وهو أَنْ يأخذ بَدل الأَسير أسيرًا ممَّن قد أَسَرُوه مِنَّا ونحو ذلك. 1558 - قوله: (وإِنْ شَاءَ (¬3) اسْتَرَقَّهُم)، أي: جعَلَهُم رقيقًا. 1559 - قوله: (نكايةً)، مصدر: أَنْكَى نكايةً: إِذا فعل ما يكيدُ به للعَدُوِّ. 1560 - قوله: (في بَدْأَتِه)، أي: ابتداءِ حَرْبِه. ضِدّ رجْعَتِه. 1561 - قوله: (سَلَبَه)، يقال: سلَبَهُ، وأسْلَبَه سَلَبًا: إذا أخذَ ما عَلَيْه. ¬
والسَّلَب: قد فَسَّره الشيخ بَعْدَ ذلك. (¬1) * مسألة: - أصَحُّ الروايتين: أَنَّ الدَّابة وَآلَتُها من السَّلَب. (¬2) 1562 - قوله: (الأَمَان)، الأَمَانُ: ضِدُّ الخَوْف، وهو مَصْدر أَمِنَ أَمْنًا وأَمَانًا، وهو من الأَمْن، قال الله عز وجل: {آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، (¬3) وفي الحديث: "أمنًا بني أرْفَدَة"، (¬4) عَنَى من الأَمْن. 1563 - قوله: (الحِصْنَ)، الحِصْنُ: هو المكان الذي يُتَحَصَّن فيه، وقد تَحَصَّن يتَحَصَّنُ تَحَصُّنًا، فهو مُتَحَصِّن، وما هو مُتَحَصَّنٌ: حِصْنٌ، وفي الحديث "حِصْنُ خَيْبَر". (¬5) 1564 - قوله: (فَنَفَق فَرَسُهُ)، نَفَق الشَّيءُ: ذَهَب، أَوْ مَات ومِنْ ذلك سُمِّيت النَفَقَة نفقةً. وقال صَاحب "الُمطْلِع": "نَفَقَتْ الدَّابَة - بفتح "الفاء" -: أي ماتَت. قال: ولا يُقال لِغَيْرها". (¬6) ¬
قال ابن درستويه: "إِلا أَنْ يُسْتَعَار لإِنْسَان مَحَلُّه في الإنسانية مَحَلَّ الدَّابة"، (¬1) وفي كتاب "مَنْ عاش بعد الموت": قِصَّة الذي نَفَق حِمَارُه فقال: "اللَّهُم لَا تَجْعَلْنِي من دُونِهِم يَنْفُق حِمَارِي، فقام يَنْفُض آذانَهُ". (¬2) 1565 - قوله: (هجينًا)، الهَجِينُ: هو الفرس الذي أُمُّه غَيْر عربية كما تَقَدَّم. (¬3) 1566 - قوله: (وَيرْضَخ)، بفتح "الضاد" - قال أبو السعادات: "الرَّضْخُ: العَطِيَّة القَلِيلة"، (¬4) وقال الجوهري: "الرَّضْخُ: العَطَاءُ ليس بالكَثِير" - (¬5) رَضَخْتُ لَهُ أَرْضَخُ رَضْخًا. 1567 - قوله: (مددًا)، قال ابن عباد في كتابه "المحيط": "المدد: ما أَمْدَدت به قومًا في الحرب". (¬6) وقال أبُو زَيد: "مَدَدْنا القَوْمَ: صِرنا مددًا لهم، وأمددناهم بِغَيْرِنا". * مسألة: أَصَحُّ الروايتين: أَنَّ مَن أَدْرَك مالَهُ مَقْسُومًا أَنَّه أَحَقُّ به بِثَمَنِه. (¬7) ¬
1568 - قوله: (عُودًا)، هو أَحدُ الأَعْوَادِ، وفي الحديث: "وليَسْألَنَ العُودُ لم خُدِشَ العُود"، (¬1) وفي المثل: "زَوْجٌ مِن عُودٍ خَيْرٌ من قُعُودٍ". (¬2) 1569 - قوله: (حُوتًا)، هو أَحدُ الحِيتَان: وهو الواحد من السَّمَك، وفي الحديث: "حَتَّى الحوتُ في البحر"، (¬3) وقال الله عز وجل: {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}. (¬4) يقال لَهُ: حُوتٌ، ونُونٌ، (¬5) وسَمَكة. 1570 - قوله: (أَوْ ظَبْيًا)، هو أَحدُ الظِّبَاء: وهي الغِزْلَان، ومقال في المؤنث ظَبَيَاتٌ. قال الشاعر، (¬6) ورُبّما نُسِبَ إِلى المجنون: ¬
أَيَا ظَبِياتِ القاعِ قُلْنَ لَنَا ... لَيْلاَي مِنْكُنَّ أم لَيْلَى من البَشَرِ 1571 - قوله: (سَرايَاهُ)، جمع سَرِيَّةٍ: وهي قِطْعَةٌ من الجَيْشِ، يَبْلُغ أَصْحَابُها: أربعمائة، تُبْعَثُ إِلى العَدُوِّ. سُمُّوا بذلك لأَنَّهم خُلاصة العَسْكَر وخيارُهم، من السَّرِيِّ النفيس. وقيل: سُمّوا بذلك، لأَنَّهم يَنْفُذُون سِرًّا وخُفْية. (¬1) قال صاحب "المطلع" وليس بالوجيه، لأن "لام" السِّرِ (¬2) "راء" (¬3) و"لام" السَّرِيّة "ياء"، قال: ويُحْتَمل أنَهم سُمّوا بذلك، لأَنَّهم يَسِيرُونَ". (¬4) * مسألة: أصح الروايتين: أَنّ مَنْ فَضَل معه فَضْلٌ من طعامٍ، فأَدْخَلُه البلد، أَنَّه يطرحَه في الغَنِيمة. (¬5) ¬
1572 - قوله: (تغلَّبَ عليه العَدُوُّ)، يعني: غَلَبُوا عليه وأخَذُوه من أيْدِي الُمسْلِمين. 1573 - قوله: (النَّحْل)، (¬1) هو هذا الطائر الذي يُوجَد منه العَسَل، الواحدةُ: نَحْلَةٌ. قال الله عز وجل: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} (¬2) 1574 - قوله: (يُحْرَق)، يقال: أُحْرِقَ يُحْرَقُ حَرْقًا، وحريقًا. ويقال: أَحْرَقَهُ، وحَرَّقَهُ تَحْرِيقًا. وقال حسَّان: (¬3) وهان على سَراةِ بَني لُؤَيٍّ ... حَرِيقٌ بالبُويرَةِ مُسْتَطيرُ فأجابه أبو سفيان: (¬4) أدامَ اللهُ ذلك من صَنِيعٍ ... وحَرَّق في نَواحِيَها السَّعِيرُ 1575 - قوله: (وتَعْزِل)، العَزْلُ عن المرأةِ: أن لاَ يُرِيقَ الماء في فَرْجِها، وقد عَزَل يَعْزِلُ عَزْلًا، وفي الحديث: "أنه عليه السلام سُئِلَ عن العَزْلِ". (¬5) ¬
1576 - قوله: (ومَنْ غَلَّ)، الغَالُّ: هو الذي يَسْرِق من الغنيمة كما تَقَدَّم. (¬1) 1577 - قوله: (إِلَّا (¬2) النساء والمشَايخ)، ورُوِي: "إِلَّا النساء والرُهْبَان والمشايخ". (¬3) 1578 - (الرُهْبَان)، جَمْعُ رَاهِبٍ، قال الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ}. (¬4) والرَّاهِبُ: اسْمُ فَاعِل من رهَبَ: إِذا خَافَ - وهو مُخَتَصٌّ بالنَّصَارى، كانوا يترهَّبُون بالتَّخَلي عن أشْغَال الدنيا، وتَرْكِ ملاَذِّها، والزُهْد فيها، والعُزْلَة عن أهلها، وتَعَمُّدِ مشَاقِها - ويُجْمَع أيضًا على: رهَابِينَ، ورهَابِنَة، والرَّهْبَنَة: فَعْلَنَة، والرَهبانِية من التَّرَهُب أيضًا، وفي الحديث: "لا رهبانيةَ في الإِسلام". (¬5) ¬
كتاب: الجزية
كتاب: الجِزْيَة الجِزْيةُ: ما يُؤْخَذ من الكُفَّار على إِقَامَتِهم تحت أيْدِي المسلمين. (¬1) قال الله عز وجل: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}، (¬2) وفي الحديث: "وَيضَعُ الجِزْية". (¬3) وأمَّا الجَزْيَة: فهي المرة من الإِجزاء، يقال: أجْزَأهُ جَزْيةً. والجُزْيَةُ: الشيءُ الَمجْزِيُّ. 1579 - قوله: (ثلاَثُ طبقات)، جمع طبَقةٌ: وهي الدرجَة والرُّتْبَة. 1580 - قوله: (فانٍ)، الفَانِي: من قاربَ أن يُفْنَى: أي يَمُوت. 1581 - (ولا زَمِنٍ)، وهو مَن لاَ يقْدِر على القيام كما تقدم. (¬4) ¬
* مسألة: أصحّ الروايتين: لا تؤْكل ذَبَائِح بني تَغلب، ولا تُنْكح نِسَاؤُهم. (¬1) 1582 - قوله: (ومَن تَجَرَ)، يقال: تَجَرَ وَاتَّجَر: إذا تعَاطى التجارة، وهي التَّكَسُب بالبيع والشِّراء. ¬
كتاب: الصيد والذبائح
كتاب: الصَّيْد والذَّبَائِح الصَيْدُ في الأصل: مصدر صَادَ يَصِيدُ صَيْدًا، فهو صائِدٌ، ثم أُطْلِقَ الصَيْد على الَمصِيد، تَسميةٌ للمَفْعُول باسم الَمصْدَر، لقوله تعالى: {لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}. (¬1) والصَّيْدُ: ما كان مُمتَنِعًا حلالاً، لا مالك لَهُ. (¬2) والذَبَائِح: جَمْع ذَبِيحة، والمراد هنا: الَمذْبُوح. والذَّبْح: معروفٌ، وهو قَطْع الحُلْقُوم (¬3) والَمرِيءِ بِمُحَدَّدٍ مِمَّن هو أهْلٌ لِذلك. 1583 - قوله: (أو فَهْدَهُ)، الفَهْدُ: حيوان مفترس معروفٌ. 1584 - قوله: (البَازِي)، طائرٌ معروفٌ، وفيه ثلاث لغات: ¬
البَازِي: بوزن القَاضِي، وهي الفُصْحَى. والبَازُ: بوزن النَارُ، حكاهما الجوهري (¬1) والبَازِيُّ - بتشديد "الياء" حكاها أبو حفص الحميدي. (¬2) 1585 - قوله: (بَهيمًا)، تقدم (¬3) أنه الذي لا يُخَالِطُه غيره. 1586 - قوله: (أشْلَى الصائِدُ لَهُ عليه)، وُيرْوى: "أَشْلَى الصَائِدُ عليه" وقد أشْلاَهُ إِشْلاَء: (¬4) أي أرْسَلَهُ عليه حَتَّى يَقْتُلَه. (¬5) 1587 - قوله: (أَوْ تَردَّى)، تَردَّى: سقط في بِئْرٍ، أو تهوَّر من جَبلٍ. (¬6) والترَّدِّي: الهلاَكُ أيضًا، وفي حديث بدءِ الوحي: "فذهَب مرارًا كي يتَرَدَّى من رُؤُوس شَواهِق الجِبَال"، (¬7) وفي حديث آخر: "ومَن تَردَّى من جَبلٍ فهو يَتَردَّى في نار جَهَنَّم". (¬8) ¬
1588 - قوله: (فأبان منه عضوًا)، أي: فَصلَهُ منه. * مسألة: أصحّ الروايتين: أنه إِذا ضَرب حيوانًا، فأبَان منه عضوًا يُؤْكَل الصيْد دُونَه. (¬1) 1589 - قوله: (الَمناجِلَ)، جمع مِنْجَلٌ. قال ابن مالك في "مثلثه": "الَمنْجَلُ: مَفْعَلٌ من نَجَل الشَّيْءَ: رمَاهُ، والولدُ: جاءَ به نَجِيبًا، والأَمْر: بَيَّنَهُ، وبالرُّمْح: طَعَنَ، والأَدِيمَ: سلَخَهُ من الرجْلَيْن، والصَّبِيُّ اللَّوحَ: مَحَاهُ، والأَكَّار (¬2) الأَرْضَ: شَقّهَا للزراعة. والِمنْجَلُ: ما يُقْطَع به الزرع ونَحوه، والسِّنان الُموَسِّعُ خَرْقَ الطَّعْنَةِ. والسائِقُ الحَاذِق، ومَاحِي ألْوَاح الصِبْيان، والرَّجل الوَلُودُ، والبعيرُ الذي يَنْجُل الكَمأَة بِخُفِّهِ. والُمنْجَل: البعيرُ الذي أنْجَلْتَهُ: أي جَعَلْته يرعى نَجيلًا: وهو ضَرْبٌ من الحَمْضِ". (¬3) ¬
1590 - قوله: (بالِمعْرَاض)، قال القاضي عياض في "مشارقه": "الِمعْرَاضُ: خَشَبَةٌ مَحْدُودَةُ الطرف، وقيل: فيه حَدِيدَةٌ، وقيل: سَهْمٌ بلا ريشٍ". (¬1) قلتُ: هو شَيْءٌ كالعَصا يُفْقَس به الصَيْد، فإنْ قَتلهُ بعَرضِه، لم يُؤْكَل، (¬2) وإِن كان بحدِّه أَكِل. وجمعُه: مَعَارِيض، والمعاريضُ أيضًا: ما يُعَرَّضُ بِها من غير تصريح. (¬3) 1591 - قوله: (نَدَّ بَعِيرُهُ)، نَدَّ: أي شَرَد، يقال: نَدَّ البعيرُ - بفتح "النون" - يَنِدُّ - بكسرها - نَدًا، ونِدَادًا: نَفَر وذهَبَ على وجهه شَارِدًا. (¬4) وفي الحديث: "فَنَدَّ بَعيرٌ، وفي القوم خَيْلٌ يسيرةٌ فرَماهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فأثبَتُه فقال عليه السلام: إِنَّ لهذه الإِبل أوَابِدَ كأوَابِد الوَحْشِ، فما نَدَّ منها فافعلوا به هكذا". (¬5) 1592 - قوله: (يُسِيلُ دَمُه)، بضم "الياء" الأولى، ورُوِي: "يَسيلُ ¬
بفتحها - به دَمُه" (¬1) بزيادة "به". 1593 - قوله: (البُنْدُق)، واحِدُهُ بُنْدُقَةٌ، ويُجْمَع أيضًا على بَنادِق، وهو طينٌ يُبَنْدَقُ وُيرْمَى به على قوسٍ كَقَوْسِ النَشَّاب. 1594 - قوله: (لأنه مَوْقوذٌ)، (¬2) يقال: مَوْقُوذٌ، وَوَقيذٌ، ومَوْقُوذَةٌ. والموقوذُ: اسْمُ مَفْعُول، والوقيذُ: فَعيلٌ بمعنى مَفْعُولٌ. والَموْقُوذَةُ: المقتولَةُ بالخَشَب. قال قتادة: (¬3) "كانوا في الجاهلية يَضْرِبُونَها بالعصا، فإِذا ماتت أكَلُوها". (¬4) قلتُ: بل الموقوذةُ: كُلُّ ما قُتِل بغَيْرِ مُحَدَّدٍ - قال الله عز وجل: {وَالْمَوْقُوذَةُ} (¬5). 1595 - قوله: (وإنْ طَفا)، يقال: طَفا الشَيْءُ يَطْفُو، فهو طافٍ: إِذا مات في الماء. (¬6) ¬
1596 - قوله: (وذَكاةُ)، الذَّبحُ، يقال: ذَكَّى الشاة ونحوها تذكيةً: ذبَحها والاسم: الذكاةُ، والمذْبُوح: ذكِيٌّ فَعِيل بمعنى مَفْعُولٌ. 1597 - قوله: (في الحَلْق)، هو الحُلْقُوم: وهو ما تحت الحَنْك من الرقبة. 1598 - قوله: (واللَّبَة)، قال الجوهري: "اللَّبَةُ: الَمنْحَرُ، والجمع: اللَّبَات". (¬1) قُلتُ: لعلَّها حُفْرَةُ الحَلْق. (¬2) والله أعلم. 1599 - وقوله: (يُنْحَر البَعيرُ)، النَّحر: هو أنْ يَطْعَنَها وهي قائمةٌ في الوَهْدَة التي بين أصل العُنق والصَّدر - (¬3) وقد نَحَر يَنْحَر نَحْرًا، وربَّما أُطْلِق النَّحْرُ على الذبح، كما قال الشاعر: (¬4) ألاَ في ليت حُجْرًا ماتَ موتًا ... ولم يُنْحَر كما نُحِر البَعيرُ وكان قد نُحِر. 1600 - قوله: (ويذْبَح ما سِوَاه)، يقال: ذَبَح يَذْبَح ذَبْحًا. إِذا ذكَّاه، أو قطع حُلْقُومَه بسكِّين ونحوها. 1601 - قوله: (السَكِّين)، هي الُمدْيَة، (¬5) وجمْعُها: سكَاكِين، ومُدًى، ¬
وفي الحديث: "أنَّ سُلَيمان قال: ائتُونِي بالسكِّين أشقُهُ بينهما. قال أبو هريرة: إِنْ سَمِعْتُ بالسكين إِلَّا يومئذٍ، وما كُنَّا نقول إِلَّا الُمدْيَة". (¬1) وفي الحديث: "وليس لنا مُدًى" (¬2). 1602 - قوله: (حَتًى تُزْهَق نَفْسُه)، يقال: زَهَقتْ نَفْسُه تُزْهَقُ زُهُوقًا: إِذا فارَقَتْهُ، وكادت نَفْسُه تُزْهَق. (¬3) وقال ابن مالك: "الزَّهَقُ - بفتح "الزاى" و"الهاء" -: الُمطْمَئن من الأَرض، ومصدر زَهِقَ: بمعنى نَزِقَ، فهو زَاهِقٌ، والزِّهِقُ لُغَةٌ فيه. قال: والزُّهُقُ: جمع زَهُوقٌ: وهي البئْر البَعِيدَة القَعْر، وفَجُّ الجَبل الُمشْرِف، وفَعُول من زَهِقَ بمعنى سبق وتَقَدَّم وبمعنى: بطل". (¬4) 1603 - قوله: (فإِنْ كَان أخْرَس)، الأَخْرَسُ: الذي لا يَقْدِر على الكلام، وقد خَرِسَ يَخْرَسُ خَرَسًا، فهو أخْرَسُ. ¬
1604 - قوله: (أَوْمَأَ إِلى السَّماء)، أي: أَشَار، والإِيماء: الإِشارةُ بيَدٍ، أوْ رَأْسٍ، أو غيرهما. 1605 - قوله: (الحُمُر)، واحدها حِمَارٌ. 1606 - (والأهليةُ)، إحْتَرز من الوَحْشِية، وفي الحديث: "أنَّه نهى عن لُحُوم الحُمُر الأَهْلِية"، (¬1) وفي رواية: "الأَنْسِية" (¬2) بفتح "الهمزة" ويجوز كسرها. 1607 - قوله: (تَفْرِس)، بكسر "الراء": أي تُكْسَر به الفَرِيسَة، وهي (¬3) ما يقْتُلُها ليَأْكُلَها، وفي التوراة: "ولَحْمُ فَرِيسَةٍ في الصحراء لا تَقْرَبُوه". (¬4) قال ابن مالك: "الفَرْسُ: ريحُ الحَدَبِ، ومصدر فُرِسَ، فهو مَفْرُوسٌ بَيِّن الفِرْسَة: أيْ أحْدَب، والفَرْسُ أيضًا: مصدر فَرسَهُ: أطْعَمَهُ فَرَاسًا: وهو تَمْرٌ أسْوَدٌ، ومصدر فَرسَ السَّبُعُ الفَرِيسَةَ: كَسَّرها، والذَّابحُ الذبيحَة: كَسر عُنُقَها في الذَبْح، والرَّجُلُ الشَّيْءَ: قَتَلَهُ. ¬
والفِرْسُ: ضَرْبٌ من النَبْت. والفُرْس: قَوْمٌ، وجمع فَرِيسٍ: وهي حَلْقَةٌ من خَشَبٍ تُشَدُّ في طَرَفِ الحَبْل، ولُغةٌ في الفَرِيص: وهي عُرُوق الرقَبة". (¬1) 1608 - قوله: (وذي مِخْلَبٍ)، هو الظُّفْر الذي يعْلَق الشيء، يقال: خَلَبهُ يَخْلُبُه خَلْبًا: إذا أخَذَه بِمِخْلاَبِه. قال ابن مالك: الَمخْلَبُ: مَفْعَلٌ من خَلَب: إذا خَدَع. قال: والِمخْلَبُ من السَّبعُ، والطائِر: معروفٌ (¬2) وقال: وهو أيضًا: مِنْجَلٌ بلا أسْنَانٍ. قال: والُمخْلَبُ: مفعول من أخْلَبَهُ: إذا وجَدَهُ خَالبًا: أي خَادِعًا: وهو أيضًا مُفْعَلٌ من أخْلَبَ [الماءُ]: (¬3) إذا صَارَ ذَا خُلْبٍ". (¬4) 1609 - قوله: (الضَّبُعُ)، هو أحدُ الضِّباع: وهو حيوانٌ معروفٌ. ويقال للأنثى: ضَبُعَةٌ، (¬5) ويقال لها: أُمُّ عَامِرٍ. قال الشاعر: (¬6) ومَنْ يَصْنَع المعروفَ مع غير أهْلِه ... يُلاَقِ الذي لاَقَى مُجِيرُ أُمِّ عَامِر ¬
وذلك أنَّ قومًا طَردُوا ضَبُعًا ضعيفًا، فدخَل على رَجُلٍ خَيْمَتَهُ، فقام إِليهم وردَّهُم عنه، وأجَارَهُ منهم، وجَعَل يَسْقِيه اللَّبَن حتى سَمِنَ وصَحَّ، فلَمَّا قَوِيَ تركَهُ نائمًا وقتلَهُ، فقال بعْض عَمِّه فيه هذه القَصِيدَة، وقد رويناها في غير ما مَوْضِعٍ. 1610 - قوله: (والضَّبِ)، هو حيوانٌ معروف يكون بِنَجْدٍ - وفي الحديث: "أنه عليه السلام أُتِيَ بَضَبٍّ مَحْنُوذٍ". (¬1) وورد في حديث: "أضبٌ" - (¬2) جَمع ضَبٍّ. 1611 - قوله: (التُّريَاق)، بضم "التاء"، (¬3) ويجوز فيه دُرْيَاقٌ، ومنه كبير، فيه لُحُوم الحيَّات، ومنه صَغيرٌ ليس فيه ذلك. (¬4) 1612 - قوله: (أنَّ السُّمَ)، السُّمُ - بضم "السين" وفتحها وكسرها -: كلُّ ما يَقْتُل إِذا شُرِبَ، أوْ أُكِلَ. ¬
1613 - قوله: (كالدُّهْن)، هو أحدُ الدِّهَان: وهو كلُّ ما يُدْهَنُ به من زَيْتٍ وسَمْنٍ ونحو ذلك. 1614 - قوله: - (واسْتَصْبَح به)، الاسْتِصْبَاحُ: الإِسْرَاجُ، وقد اسْتَصْبَح يَسْتَصْبحُ استصباحًا. وما يُسْرَجُ فيه: مِصْبَاحٌ، وجَمْعُه: مَصَابيحٌ. قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}، (¬1) وقي الحديث: "والبُيوتُ يَوْمَئذٍ ليس فيها مصابيح". (¬2) ¬
كتاب: الأضاحي
كتاب: الأَضَاحي الأَضَاحي: جمع أُضْحِيَّةٌ - بضم "الهمزة" وكسرها، وتشديد "الياء" - وضَحِيَّةٌ بوزن هَدِيَّة، وتُجْمَع أيضًا على ضَحَايا - بوزن هَدَايا - وأضْحَاةٌ. (¬1) سُمِّيت بذلك، لأَنَّها تُذْبَح في ضُحَى يوم النَّحْر. 1615 - قوله: (ولا بَشَرَتِه)، البَشَرَةُ: المرادُ بها هنا: الأَظْفَار وغيرها من الجِلْد ونحوه. وذكر غير واحدٍ من أهل اللُّغة: أنَّ البَشَرَة: الجِلْد. (¬2) 1616 - قوله: (الصُّوفةُ)، والصُّوفةُ: إِحْدَى الصُّوف، وليس المرادُ صوفَةٌ مُفردةٌ، وإِنَّما المرادُ الجِنْس. وتُجْمَع الصُّوفُ أيضًا على أصْوَافٍ. قال الله عز وجل: {وَمِنْ أَصْوَافِهَا}. (¬3) 1617 - قوله: (العَوْرَاءُ البَيِّنُ عَوَرُها)، العَوْرَاءُ: ذاهِبَةُ العَيْن، والمرادُ: الظاهِر عَوَرُها. ¬
1618 - قوله: (والعَرْجَاءُ البَيِّنُ عَرجُها)، أي: الظاهِر عَرَجُها. (¬1) 1619 - قوله: (والمريضةُ)، هي مَن أصابَها المرض. (¬2) 1620 - . قوله: (والعَجْفَاء التي لا تُنْقِي)، العَجْفاءُ: الضَعِيفةُ. وقوله: "لا تُنْقِي" - بضم "التاء" وكسر "القاف" -: من أَنْقَت الإِبل، إذا سَمِنَت - وصار فيها نِقْيٌ: وهو الُمخُّ، وشَحْمُ (¬3) العَيْن - من السِمَن. 1621 - (والعَضْبَاءُ)، العَضَبُ: القَطْع، ثم فَسَّره الشيخ: "بأنَّه ذهابُ أكْثَر من نِصْف الأُذُن، أوْ القَرَن". (¬4) 1622 - قوله: (الجَازِر)، (¬5) هو القصَّاب الذي يَذْبَح، يقال لَهُ: جَازِرٌ، وجَزَّارٌ. وفي الحديث: "ولا تُعْطِى الجَازِر"، (¬6) وفي رواية منه: "الجَزَّارُ منها شيئًا". (¬7) 1623 - قوله: (والعقيقةُ)، العقيقةُ في الأَصل: صُوف الجذَع، وشَعَرُ ¬
كلِّ مُوْلُود من الناس والبهائم الذي يُولَد وهو عليه. (¬1) قاله الجوهري. (¬2) وقال غيره: العقيقةُ: "الذَبِيحَة التي تُذْبَح عن المولود يوم سَابِعه". (¬3) وأصل العَقِّ: الشِّقُ، فقيل: سُمِّيت هذه الشاة عقيقةً، لأَنَّها يُشَقُّ حَلْقُها. وقيل: سُمِّيت عقيقةً، باسْمِ الشَعَر الذي على رأْس الغلام. (¬4) قال صاحب "المطلع": "وهو أنْسَب من الأول". (¬5) 1624 - قوله: (أجْدَالًا)، (¬6) أي: قَطْعًا من الَمفاصِل، من غير كَسْرِ عَظْمٍ. ¬
كتاب: السبق والرمي
كتاب: السَّبْقِ والرَّمْيِ قال الأَزهريُّ: "السَّبْقُ: مصدر سَبَقَ يسْبِقُ سَبْقًا. والسَّبَق محركة "الباء" -: الشَّيْءُ الذي يُسَابَقُ عليه، حكى ثعلب عن ابن الأعرابي قال: السَّبَقُ، والخَطَر، والنَّدَبُ، والقَرعُ، والوَجَبُ، (¬1) كلُّهُ الذي يُوضَع في النِضال والرِّهان فمن سَبق أخذَه"، (¬2) الخمسة بوزن فَرسٌ. وقال الأزهريّ أيضًا: "النِضَال في الرمْي، والرهان في الخيْل، والسِّباق يكون في الخَيْل والرَّمْي". (¬3) والرَّمْيُ: المراد به رَمْيُ النَّشاب، وفي الحديث: "أنه عليه السلام مَرَّ على قوم يتناضَلُون، فقال: ارْمُوا بني أرْفَده، فإِن أَباكم كَان راميًا"، (¬4) وفي رواية: "ارْمُوا وأنا مع بني فُلاَنٍ، فأَمسك أحدُ الفريقين، فقال: مَالَكُم، فقالوا: كيف نَرْمِي وأَنْتَ معهم؟ قال: ارموا وأنا مَعَكُم كُلُّكُم". (¬5) يقال: ¬
رَمَى يَرْمِي رَمْيًا، فهو رَامٍ. 1625 - قوله: (الحَافِر)، المرادُ بها: الخيل، فَسَمَّاها باسم حَافِرِها: وهو أسْفَل رِجْلها، وهو من باب تسمية الكُلِّ باسمِ البَعْض. 1626 - قوله: (النَّصْل)، المراد به النَّشاب، وهو في الأصل: الحديدةُ الموضوعةُ في رأس سَهْمٍ، أوْ رُمْحٍ، وجَمْعُه: نِصَالٌ، ونُصُولٌ. (¬1) 1627 - قوله: (والخُفِّ)، المراد به: الإِبل، (¬2) يقال لأَسْفل رِجْلِه: خُفٍّ ويقال: مثل خُفِّ البَعِير. 1628 - قوله: (أحْرزَ سَبَقَهُ)، بفتح "الباء" الَمجْعُولُ على المسابَقَةِ. 1629 - قوله: (مُحَلِّلاً)، الُمحَلِّلُ: اسمُ فَاعِل من حَلَّل، جعلَهُ حلاَلًا، لأَنَّه حَلَّل الجَعْل بِدُخُوله، وفيه ثلاث لغات: مُحِلٍّ، ومُحَلِّلٌ، وحَالٌّ، لأن في فعله ثلاث لغاتٍ: حَلَّل: كـ "سَلَّم"، وأحلَّ: كـ "أعَدَّ"، وحَلَّ: كـ "مَدَّ"، فاسم الفَاعل في الثلاثِ على ما ذكرنا. حكى اللغات الثلاث أبو السعادات (¬3) وغيره. ¬
1630 - قوله: (يُكَافِئ)، مهموزٌ: أي يساوي. قال الجوهري: "كلُّ شيء سَاوَى شيئًا فهو مُكَافِئٌ له". (¬1) 1631 - قوله: (لا جَنَب)، قال ابن سيدة: "جَنب الفَرسُ والبعيرُ يَجْنُبُه جَنْبًا، فهو مَجْنُوبٌ، وجَنِيبٌ". (¬2). 1632 - قوله: (ولا جَلَب). قال أبو السعادات: "الجلَب - بفتح "اللام" -: في الزكاة بأن يَقعدَ المصدِّق في موضعٍ، ويَجْلب الأموال إليه ليأخُذَ صَدَقَتَها، أو يكون في السِّباق بالزَّجْر للفرس فيصيحُ عليه (¬3) حثًا لَهُ على الجَرْي". (¬4) ¬
كتاب: الأيمان والنذور
كتاب: الأيْمَان والنُّذُور الأَيمَان - بفتح "الهمزة" -: جمع يَمِينٍ، واليمين: القَسَمُ، والجَمْع: أيْمُنٌ وأيْمَانٌ. قيل: سُمّيت بذلك، لأَنهم كانوا [إِذا تحالَفُوا] (¬1) ضرَب كلُّ امرئٍ مِنْهم يَمِينَه على يَمِين صَاحِبه. (¬2) واليَمين: توكيدُ الحكْم بِذِكْر مُعَظَّمٍ على وَجْهِ مَخْصُوصٍ، فاليَمين وجَوَابُها: جُملتان تَرْتَبط إحدَاهما بالأُخْرى ارْتباطَ جُمْلَتَي الشَّرْط والجَزاء، كقولك: أقسمت بالله لأَفْعَلَنَّ. ولها حروفٌ يُجَرُّ بها الَمقْسومُ به، وحروفٌ يُجَابُ بها القَسَم، وأحْكَامٌ غير ذلك مَوْضِعها كُتُب النحو. (¬3) وأمَّا الإِيمان -بالكسر-: فهو اسْمٌ لَمِا يصير به مُؤْمنًا من الطاعة والعبادة، وَيزِيدُ وَينْقص. قال الله عز وجل: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}. (¬4) ¬
والنَّذور: جمع نَذْرٍ، (¬1) يقال: نَذَرْتُ أَنْذِر وأَنْذُر - بكسر "الذال" وضمها - نَذْرًا، فأنَا ناذِرٌ: إذا أوْجَبْتَ على نفسك شيئًا تَبرُّعًا. قال الله عز وجل: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ}، (¬2) وفي الحديث: "والنَّذْرُ لا يأتي ابن آدم بشَيْءٍ"، (¬3) وفيه: "مَنْ نَذَر أنْ نطِيعَ الله فَلْيُطِعْه، ومَن نَذَر أنْ يَعْصِيه فلا يَعْصِيه"، (¬4) و"اسْتَفْتَى عُمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نَذْرٍ كان نَذَرَهُ في الجاهلية"، (¬5) وقالت عائشة: "إنِّي نذَرْت، والنَّذْز شَدِيد". (¬6) 1633 - قوله: (مِن لَغْوِ اليَمِين)، اللَّغْوُ: هو الباطِل الذي لاَ يَعْبَأُ به. لَغَا يَلْغو لَغْوًا، فهو لاَغٍ، قال الله عز وجل: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي ¬
أَيْمَانِكُمْ}، (¬1) قالت عائشة: "وهو قَوْل الرَّجُل: لاَ والله، بلَى وَالله"، (¬2) يَعْني: مِن غير أنْ يَقْصِد اليمين بِقَلْبِه. 1634 - قوله: (الحِنْث)، هو عدَمُ البرِّ، (¬3) وقال ابن الأعرابي: "الحِنْثُ: الرجُوع في اليَمين [وهو]: (¬4) أنْ يَفْعَل غير ما حلَف عليه"، (¬5) والحِنْث في الأصل: الإِثْمُ، ولذلك شُرِعَت فيه الكفارة. 1635 - قوله: (أوْ باسمٍ من أَسْمَاء الله)، (¬6) لله عز وجل تِسْعَة وتسْعُون اسْمًا معروفة. (¬7) 1636 - قوله: (أوْ بآيةٍ من القرآن)، هي إِحدى الآي: (¬8) وهي مَحَطُّ الكَلاَم. (¬9) ¬
1637 - قوله: (أو بالعَهْد)، المرادُ بالعَهْدِ: الحَلِفُ بِعَهْدِ الله، وفي الصحيح: "وكَانُوا يَنْهُونَنا أنْ نُحْلِفَ بالشَهادة والعَهْدِ". (¬1) 1638 - قوله: (أوْ أعْزَمُ بِالله)، عَزَم معناها: حَلَفَ، وعَزَمْت علَيْك: أي حلَفْتُ، وأصل العَزْم: القَصْدُ والنِيَّة. 1639 - قوله: (أوْ بأمَانَة اللَّه)، الأَمَانَة: معروفةٌ، قال الله عز وجل: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ}. (¬2) * مسألة: - أصحّ الروايتين فيَمن حلَف بنَحْر ولَدِه يلْزَمه كفارةَ يمينه. (¬3) 1640 - قوله: (وشِقْصٌ)، الشِقْصُ - بكسر "الشين" -: قال أهل ¬
اللغة: "هو القِطْعَةُ من الأَرض، والطائِفة من الشَّيء". (¬1) والشَقِيصُ: الشَرِيكُ. * مسألة: - أصح الروايات: أن قوله لامْرأتِه: أنْت طالق إنْ شَاء الله، ولأمته أنت حُرَّة إن شَاء الله: لا يَنْفَعُه. (¬2) ¬
كتاب: الكفارات
كتاب: الكَفَّارات الكَفَّاراتُ: جمع كَفَّارةٌ، وهو فِدَاءُ الأَيْمَان وغيرها من جماعٍ في رمضان وغيىه. سُمِّيت كفارةٌ، لأَنَّها تُكَفِّر الإثم الذي حَصل بالشيء. (¬1) 1641 - قوله: (قَوْلٌ وعَمَلٌ)، القَوْلُ: باللَّسان، والعملُ: بالأركان. * تنبيه: - القولُ: هَل يدْخْل في العَمل، فَيُطْلَق على القول أنه عَمل؟ على وجهين: فمِنْهُم مَن قال: . هو من جملة الأَفعال والأعمال، ومنهم مَنْ منَع. ويترتب على ذلك، لو حَلَف لا يَفْعل فِعلًا، أو لا يعْمَل عملًا، فهل يحنث بالقول؟ على وجهين. ¬
باب: جامع الأيمان
باب: جامِعُ الأَيْمَان الجامِعُ: الذي يَجْمَع غيره، وقد جَمَع يَجْمَع جَمْعًا، فهو جَامِعٌ، ومنه سُمِّي مسجِدُ الجُمُعَه: جامِعًا. 1642 - قوله: (سببُ اليمين)، أي: الأَمْر الذي أثَارها وهَيَّجَها. قال الجوهري: "هاجَ الشيء [يهيج] (¬1) هَيْجًا، وهِيَاجًا (¬2) وهَيَجَانا. واهْتَاجَ وتَهَيَّج: أي ثَار، وهَاجَهُ غَيْرهُ، وهَيَّجَهُ، يتعَدَّى ولاَ يتَعَدَّى" (¬3) قال في "المغني": "سبَبُ اليَمين وما أثَارَها". (¬4) 1643 - قوله: (ولا يَزُورَهُما)، من الزيارة، وقد زارَ يَزُور زَوْرًا، فهو زائرٌ، وفي الحديث: "أَنَّ سَلْمان زار أبا الدرداء"، (¬5) وفيه: "وإنَّ لِزَوْرِكَ ¬
علَيْكَ حقًّا، (¬1) والاسم: الزيارة. 1644 - قوله: (جَفَاء)، الجَفاءُ: هو ضِدُّ البِرِّ، وقد جفَاهُ يَجْفُوه جَفَاءً وجَفْوةً، وفي الحديث: "ألاَ إنَّ الجَفَاء وغِلْظَ القُلوب في الفَدَّادِينَ". (¬2) قال ابن مالك: "الجفَاءُ: ضِدُّ الِبرِّ، ومصدر جَفَا الشَّيْءُ عن الشَّيْءِ: بَعُدَ، والجِفَاءُ: مصدر جَافَاهُ: عَامَلَهُ بالجَفَاء، والشَّيْءَ عن الشَّيْءِ أبْعَدَهُ، والجُفَاءُ: ما يَرْمِي به الوادي والقِدْر من الزَّبَد"، (¬3) قال الله عز وجل: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً}. (¬4) 1645 - قوله: (حِينًا). الحينُ: الوقتُ والُمدَّةُ، قليلًا كان أو كثيرًا. ¬
وقال الفراء: "الحينُ: حِينَان، حين الوقت على حَدِّه، والحينُ الذي ذكره الله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} (¬1) سِتَّةُ أشْهُرٍ"، وكذلك فسَّر الشيخ الحينَ أنه: سِتَّةُ أشْهُرٍ. (¬2) 1646 - قوله: (الشَّحْم)، هو أحدُ الشُّحُوم: وهو الدُّهْنُ الذي في بَطْن الحيوان، قال الله عز وجل: {حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا}. (¬3) 1647 - قوله: (أوْ الُمخّ)، هو ما في دِماغ الحيوان، وُيطْلق على كُلِّ ما في داخِل العِظَام أيضًا غير الدماغ: مُخٌّ، والمراد به هنا ما في داخل العِظام غير الدماغ لأنه صَرَّح بالدماغ بعد ذلك. (¬4) 1648 - قوله: (الدَّسِمْ)، هو ما يَنْدَسِم به الطعام من دُهْنٍ، ولَحْمٍ وشَحْمٍ وغير ذلك. والله أعلم. ¬
كتاب: النذور
كتاب: النُّذُور 1649 - قوله: (الوفَاءَ)، هو أدَاءُ ما وعدَ به، أو ائْتُمِن عليه ونَحْو ذلك. 1650 - قوله: (إِنْ شَفَانِي الله مِن عِلَّتي)، الشَفَاء: البُرْءُ من السَّقَم، يقال: شَفاهُ الله، وأشْفَاهُ: إذا عُوفِيَ من سَقَمِه، قال الله عز وجل: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} (¬1) وقال: {فَهُوَ يَشْفِينِ}، (¬2) وقال: {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}، (¬3) وأصل الشِّفاء: من اسْتِشْفَاءِ القَلْب: وهو سكونُهُ بالشَّيْءِ، وفي الحديث: "ما أَنْزَل الله داءً إلاَّ أَنْزَل لَهُ شِفاءً"، (¬4) وهذا "الشِّفاء" بكسر "الشين"، وأما "الشِّفَاء" بفتح "الشين" فهو ما يُحْرَزُ به، وفي الحديث: "ففي قصة الَمرْأتين، فَأُنْفِذَت بالشَّفَاء". (¬5) ¬
والعِلَّة: إحدى العِلَل: وهي ما يَصيرُ به الإِنسان عليلًا من مَرَض ونَحْوه. * مسألة: - أصح الروايتين: أن صيام أيام التشريق يجزئ من النذر مع التحريم. (¬1) ¬
كتاب: أدب القاضي
كتاب: أَدَب القَاضِي الأَدَبُ: بفتح "الهمزة" و"الدال" -: [من] (¬1) أدِبَ الرجل - بكسر "الدال" وضمها لغة -: إِذا صار أدِيبًا في خُلُقٍ، أو عِلْمٍ. وقال ابن فارس: "الأَدَب: دُعَاءُ النَّاس إِلى الطعام، والَمأْدَبَةُ، [والَمأْدُبَة]: (¬2) الطعام، والآدِب - بالمدِّ -: الدَّاعِي [إِلَيْها] , (¬3) واشْتِقَاقُ الأَدب من ذلك، كأنَّه أمرٌ قد أُجْمِع عليه، وعلى اسْتِحْسَانِه". (¬4) فأدَبُ القاضي: أخْلاَقُه التي يَنْبَغي له أنْ يتَخلَّق بها. والقاضِي: أحدُ القُضَاة: وهو مَن ولي القَضَاء، ليَحْكُم بيْن الناس بعِلْمِه. وفي الحديث: "قاضِ في الجَنَّة، وقاضِيان في النار"، (¬5) وفيه: "مَنْ وَلِيَ ¬
القَضَاء فكأَنَّما ذُبجَ بِغَيْر سكين". (¬1) والقاضِي: اسْمٌ منقُوصٌ. لا تَظْهر عليه حركَة الإِعْراب إِلاَّ في حالة النَّصْب. 1651 - قوله: (بَالغًا)، احْتَرز من الصَّبِيِّ. 1652 - (عاقِلًا)، احْتَرز من الَمجْنون. 1653 - (حرًّا)، احْتَرز من العَبْد. 1654 - (عَدْلًا)، احْتَرزَ من الفَاسِق. 1655 - (عالمًا)، احْتَرَز من الجَاهِل. 1656 - (فقيها)، احْتَرَز من غير الفقيه. والفقية: العالِمُ بالأَحْكَام الشرعية العملية، (¬2) كالحِلِّ، والحَرَام، (¬3) والصِحَّة، والفَسَاد. (¬4) ¬
وقيل: مَنْ عَرَف جُملةً غالبةً. وقيل: كثيرةً عن أدِلَّتها التَفْصِيلية. (¬1) وقيل: أَلْفَ مَسْألةٍ. وقيل: خمسمائة. والله أعلم 1657 - قوله: (وَرِعًا)، الورعُ: مَن اسْتَعْمل الوَرَع، والوَرَعُ: مصدر وَرعَ يَرعُ - بكسر "الراء" فيهما - وَرَعًا وَرِعَةً: كَفٌّ عن المعاصي، فهو وَرعٌ. وقال صاحب "المطالع": الوَرَعُ: الكَفُّ عن الشُّبُهات تَحَرُّجًا وتَخَوُّفًا من الله تعالى"، (¬2) ثُمَّ اسْتُعِير في الكَفِّ عن الحلال أيضًا - وقال حسان بن أبِي سنان: (¬3) "ما رأيْتُ أهْوَن من الوَرَع، دَعْ ما يَرِيبُك إِلى مَا لاَ يَرِيبُك". (¬4) وسَمِعْتُ شَيْخَنَا مَرَّةً يقول: صَدق: هذا حلالٌ فكُلْهُ، وهذا حرامٌ فلاَ ¬
تَأْكُلْ. وما أدْرِي ما هذا القول من شَيْخِنا. فإنِّي آخذ كَلِمة حَسّان قاصمةً الظَّهْر تَمْنَع من أكْل كُلِّ ما يَرِيبُ منه الإِنسان، وفي زَمننا قَل أنْ يصْفُو لَهُ ذلك. (¬1) 1658 - قوله: (وهو غَضْبان)، غضبانُ: غير مصروف، مَنْ حَصل لَهُ الغَضَب. 1659 - قوله: (الُمشْكِل)، الُمشْكِلُ: مِنْ أشْكَل يُشْكِلُ إشْكَالًا: إِذا الْتَبَس. 1660 - قوله: (شَاوَر)، مِن الاسْتِشَارَة، والَمشُورَةِ، وقال الله عز وجل: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}، (¬2) وقال في حديث الإِفك: "أشِيرُوا عليَّ". (¬3) 1661 - قوله: (أوْ إِجماعًا)، الإِجْماعُ: لُغَةً الاتِفَاق، (¬4) وقد يُطْلَق على تصميم العَزْم، ويقال، أَجْمَع فُلانٌ رأْيَه على كذا. (¬5). ¬
وهو شرعًا: اتفاق علماء العَمْر من أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - على أمْرٍ من أُمُور الدِّين. (¬1) وَوُجُودهُ فتَصَوَّرٌ، وهو حُجَّةٌ، لم يُخَالِف فيه إلاَّ النظام، (¬2) ولا اعتبار بمخالفته. 1662 - قوله: (الجَرْحُ)، هو غير الجَرح في الأَبْدان: وهو الطَعْن في الشُهُود بما يَمْنَع قَبُول الشَّهَادة. وقال الجوهري وغيره: "الاسْتِجْرَاحُ: العَيْبُ والفَسَاد". (¬3) 1663 - قولى: (كَاتِبَهُ)، هو الذي يَكْتُب لَة. 1664 - قوله: (وقاسِمَهُ)، هو الذي يَقْسِم الأَشْيَاء لَهُ ولغَيْرِه. 1665 - قوله: (ويَعْدِل بيْن الخصمين)، واحدُهما: خَصْمٌ، وهو الُمخَاصِم، قال الله عز وجل: {قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ}. (¬4) 1666 - قوله: (في الدُخُول)، وهو العُبُور عليه. ¬
1667 - والمجْلِس)، وهو مكان جُلُوسِهِما. فلا يَرْفَع أحدَهُما على الآخر. 1668 - (والخِطاب)، وهو مخاطبتُه لهما فلا يُكَلِّم أحدَهُما أكثر من الآخر، أو أطْيَب منه. 1669 - قوله: (في رَبْعٍ)، الرَبْعُ - بفتح "الراء" وجمعه رِبَاعٌ (¬1) بكسرها -: وهو المنزل، ودار الإِقامة، ورَبْعُ القوم: مَحَلَّتهم. وقال ذو الرمة: (¬2) وقَفْتُ على رَبْعٍ لمِية نَاقَتِي ... فما زِلْتُ أبْكِي به وأُخَاطِبُه 1670 - قوله: (وأَثْبَت في القَضِيَّة بذلك)، المراد بها هنا: مكتوبُ القِسْمة التي قضى القَاضِي فيها بالقِسْمَة وصورة الوَاقِعَة. والقضيَّةُ في اللّغة: الحكْم. يقال: قَفَى القَاضِي بكذا: أي حَكَم به، وقَفَى قَضيَّةً: حكَم حُكْمًا. قال بعضهم: (¬3) قَضى اللهُ رَبُّ العَالمِين قَضِيَّةً ... أنَّ الهَوَى يعْمِي القُلُوب ويُبْكِمُ وقال عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}، (¬4) وجَمْعُها: ¬
قَضَايا، وأصْلُها: قَضِييَة، فعيلة بـ "ياءين"، الأولى: زائدةٌ، والثانية: لاَمُ الكَلِمة، فلَما اجْتَمَعت "ياءان"، والسابقة ساكِنَة، أُدْغِمَت الأولى في الثانية. وأصل قَضَايا قَضَايِي بـ "ياءين"، الأولى مكسورة، فقُلِبَت الأولى "همزة" مكسورة، ثم فتحت "الهمزة" للتخفيف، فصار قَضَائَيَ، ثم قلبت "الياء" الأخيرة "ألفا" لتحركها وانْفِتَاح ما قَبْلها، فصار قضاءا، ثم قلبت "الهمزة" ياء، فصار قَضَايا، وإنما سُمِّيت قضيةً لتَضَمُّنِها معنى الحُكْم. (¬1) وعند المنطقيين: القَضِيَّة: "القَوْلُ الُمؤَلَّفُ الُمحْتَمل لذاته الصِدْقُ والكَذِب". (¬2) ¬
كتاب: الشهادات
كتاب: الشَّهادات الشَهاداتُ: جمْع شَهادةٍ: وهي مصدر شَهِدَ يَشْهَدُ شَهَادَةً، فهو شَاهِدٌ. قال الجوهري: "الشَّهادةُ: خَبرٌ قَاطِعٌ، والُمشَاهَدَةُ: الُمعَايَنة". (¬1) والمرادُ بالشَّهادة هنا: تَحَمُّلُ الشهادة وأدَاؤُها، (¬2) بمعنى الَمشْهُود بِه، فهو مصدر بمعنى الَمفْعُول، فالشَّهَادةُ تُطْلَق على "التَّحَمل"، تَقُول: شَهِدْتُ على فُلاَنٍ. بمعنى: تَحَمَّلْت. وعلى "الأَدَاء"، تَقُول: شَهِدْت عند الحَاكِم شهادةً: أي أدَّيْتها. وعلى "الَمشْهُود به"، تقول: تَحَمَّلْتُ الشهادةَ بمعنى: الَمشْهُود به فأَمَّا "شَهِدَ" ففيه وفيما جَرَى مَجْرَاة مِن كلِّ ثُلاَثِيٍّ عَيْنه حَرْفُ حَلْقِ مكسورٍ أربعةُ أوْجُهٍ، فتح أوَّله، وكَسْر ثَانِيه، وكَسْرُهما، والإِسكان فيهما. (¬3) قال الشاعر: (¬4) إذا غَابَ عَنَّا غَابَ عَنَّا رَبِيعُنا ... وإِنْ شَهِدَ أغْنَى فَضْلُه ونَوَافِلُه ¬
1671 - قوله: (على القَرِيب والبَعيد)، أي: على القريبِ منه: كأخِيه وابْنِه، والبعيدِ منه: كأجْنَبِيٍّ. (¬1) 1672 - قوله: (لا يَسَعُه التَّخَلُّف)، أي: لا يَجُوز لَهُ التَّخَلُّف، فهو مُضَيَّقٌ عليه في تَرْك إِقَامتها، لأن الشَّيْء إِذا لَمْ يسَع صَاحِبَه كان ضيِّقًا عليه وأصل "يَسَعُ": يَوسَعُ بـ"الواو"، لأن ما فَاؤُه "واوٌ" إِذا كان مكسورًا في الماضي لا تحْذَف "الواو" في مُضَارِعه. نحو: وَلهَ، (¬2) يَوْلَهُ، ووَغِرَ صَدْرُهُ يَوْغَر، (¬3) وَوَدِدْت أوَدُّ، ولم يُسْمَع حذف "الواو" إِلَّا في يَسَعُ وَيطَأُ. . (¬4) قال الجوهري: "وإِنَّما سَقَطَتْ "الواو" منهما، (¬5) لتَعْدِيهما، [لأَنَّ فَعِلَ يَفْعَل مِمَّا اعْتُلَّ فَاؤُه، لا يكون إِلاّ لاَزِمًا، فلَمَّا جاءا من بيْن إِخَواتِهِما متعدِّيَيْن خُولفَ بهما] (¬6) نَظَائِرَهُما". (¬7) 1673 - . قوله: (وما تَظَاهَرتْ به الأَخْبَار)، يَعْنِي: ظَهَرتْ واستَفَاضَتْ، والأَخْبَارُ - بفتح "الهمزة" -: جَمْع خَبَرٌ. 1674 - (واستَقَرَّت)، يعني: سكَنَتْ. ¬
1675 - قوله: (رِيبَةٌ)، هو كلُّ ما يُتَريَّب منه، قال ابن مالك: "الرِّيبة: التُهْمَة". (¬1) 1676 - قوله: (جَارٍّ)، بالمدِّ من الجَرِّ: أي مَنْ يَجُرُّ إلى نفسه نَفْعًا. (¬2) 1677 - قوله: (الغَلَط)، يقال: غلِطَ يَغْلَطُ غَلَطًا: إذا أَتَى بغير الَمقْصُود، قال صاحب "المطلع": "الغَلَط: مصدر غَلِط: إذا أخْطَأ الصوابَ في كَلاَمِه"، (¬3) عن السَعْدِيِّ: "والعَربُ تقول: غَلِطَ في مَنْطقه، وغَلِتَ في الحِسَاب"، (¬4) وحكى الجوهريُّ عن بعضهم: أنَّهما لُغَتان بمعنًى. (¬5) 1678 - قوله: (والغفْلَة)، الذُهُول عن الشَّيْء، يقال: غَفَل يَغْفَلُ غَفْلَةً فهو مُغْفَلُ. قال صاحب "المطلع": "الُمغْفَلُ - بفتح "الفاء": اسم مفعول من غَفل، يقال: غَفل عن الشيء، وأغْفَلَهُ غيره، وغَفَلَهُ: جَعَلَه غافلًا، فهو مُغَفَّلٌ، ومُغْفَلٌ بتشديد "الفاء" وتخفيفها مفتوحة فيهما". (¬6) 1679 - قوله: (الُمسْتَخْفِي)، المستخفي: الُمتَوَارِي. قال الجوهري: "ولا تَقُل اخْتَفَيْتُ". (¬7) ¬
كتاب: الأقضية
كتاب: الأقْضِيَة الأَقْضِيَةُ: جمع قَضَاءٍ، وهو مصدر قَضَى يَقْضِي قضاءً، فهو قاضٍ: إِذا حكَم، (¬1) وإذا فصَلَ، وإذا أحْكَم.، وإذا أمْضَى، وإذا فَرغَ من الشَّيْء، وإذا خَلَق. وقَضَى فلانٌ واسْتَقْضَى: صار قاضيًا، وفي القاضي ثلاثُ لُغَاتٍ. قاضي على وزن عَاصِي، وقَاضِيٌ على وزن عَالِمٌ، وقَاضٍ رَاضٍ. (¬2) وممَّا كتَبَ بعض الأدباء إلى وَالِدي: شُهُودٌ وُدَّيْ تُؤَدَّى وهي صادِقَةٌ ... وحَاكِمُ البَيْن بالأَسْجَال قَد حَكَما هَبْ أنَّنِي مَدْمَعِي قد غَابَ شَاهِدُهُ ... أَليْسَ قَلْبُكَ قاضٍ بالذي عَلِمَا (¬3) 1680 - قوله: (ما يسْتَغْرِق)، أي: يَسْتَوْعِب مَا لَهُ. ¬
1681 - قوله: (التوراة)، هي الكتاب الذي أنْزَل الله على موسى عليه السلام. 1682 - قوله: (على البَتِّ)، أي: على القَطْع، وبَتَّهُ وبَتَّتَهُ: قطَعَهُ. 1683 - (ونَفْيُ العِلْمِ)، أنْ تقول: ما أعْلَم كَذَا وكذا. 1684 - قوله: (فأوْمَأ بِرَأْسِه: أي نَعَم)، إيماءُ "نَعم" إلى تحتِ، وإيماء "لاَ" إلى فَوْق. 1685 - قوله: (البَيْطَار في داء الدَابَّة)، البَيْطَار - بفتح "الباء" وكسرها -: (¬1) هُو مَنْ يَحْذِي الدَّواب، وعِنْدَه عِلْم - أمْرَاضِهَا كالطبيب، وجمعه: بَيَاطِرَة. والدَّاءُ: العِلَّة والَمرَض. ¬
كتاب: الدعوى والبينات
كتاب: (¬1) الدَعْوى والبَيِّنَات وَرُوِي: "الدَّعاوِي والبيِّنات" (¬2) الدَّعَاوِي - بكسر "الواو" وفتحها -: جَمْع دَعْوَى: وهي طلبُ الشَّيْءَ زاعِمًا مُلْكَه، (¬3) وهي مِن الادِّعاء، وفي الحديث: "لَوْ يُعْطَى الناس بدَعْوَاهُم لادَّعى قَومٌ دِمَاءَ قَوْم وأمْوَالَهُم". (¬4) والبَيِّناتُ: جمع بَيِّنَةٍ، صِفَةً لَمِحْذُوفٍ: أي الدَّلاَلة البَيِّنَة، أو العلّامة، فإذا قيل لَه بَيِّنَة: أي علاَمَةٌ واضحةٌ على صِدْقِه، وهي الشَّاهِدَان، والثَّلاَثة، والأربعة ونحوها من البيِّنات. (¬5) ¬
1686 - قوله: (الُمدَّعِي)، المدعي قيل: الُمبْتَدِي، وقيل: مَنْ إذا سكت تُرِكَ (¬1) والُمدَّعَى عليه: هو مَن إذا سكت لَمْ يُتْرَك (¬2). 1687 - قوله: (قَرَع)، ويجوز "أقْرَع" كما تقدّم ذلك. (¬3) 1688 - قوله: (يُؤَرِّخ)، يقال: أرِّخَ يُؤَرِّخُ تَأْريخًا: (¬4) إذا ضَبَط وقت شَيْءٍ. والتاريخ: معروفٌ، وفي الحديث: "ما أُرِّخَ من مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا مِن مَبْعَثِه، إنَّما أُرِّخَ من مَقْدَمِه المدينة". (¬5) ¬
كتاب: العتق
كتاب: العِتْق قال أهْل اللغة: . العِتْق: الحرية، يقال منه: عَتَق يعْتِقُ عِتْقًا وعَتْقًا - بكسر "العين" وفتحها، عن صاحب "المحكم" (¬1) وغيره - وعِتاقًا وعَتَاقةً، فهو عَتِيقٌ وعاتِقٌ - حكاهما الجوهري - (¬2) وهم عُتَقَاءُ وأمةٌ عَتِيقٌ وعَتيقةٌ، وخلَف بالعَتَاق - بفتح "العين": أي بالإِعْتَاق (¬3). قال الأزهري: "هو مُشْتَقٌ من قولهم: عَتَق الفَرسُ: إذا سَبَق ونَجَا، وعتَقَ الفَرْخُ: إذا طَارَ واسْتَقل، لأن العَبْد يتَخلَّص بالعِتْق، ويذهب حيث شَاء". (¬4) قال الأزهري وغيره: "إنَّما قيل لمن أعْتَق نَسمةً: أنّه أعْتَق رقبةً، وفَكَّ رقبةً، فَخُصَّت الرَّقَبَة دون سائر الأَعْضَاء، مع أنَّ العِتْق تناول الجمِيع، لأن حُكْم السيِّد عليه، ومِلْكَه لَهُ كحَبْلٍ في رَقَبَتِه، وكالغُلِّ المانِع لَهُ من الخُرُوج، فإذا أُعْتِقَ، فكَأَنَّ رقبَتَه أُطْلِقت من ذلك" (¬5). ¬
قُلْتُ: إِنما ذلك اوالله أعلم، لِكَوْن الرقبة فيها مُعْظَم الحياة، بل جميعُها فإِذا قُطِعَت زالت حياته بخِلاَف غيرها من اليَدَيْن والرِّجْلَيْن وغير ذلك. 1689 - قوله: (قرعَ)، ويجوز أُقْرعَ (¬1) كما تقدم. (¬2) 1690 - قوله: (يَفِيَ بِقِيمَة النصف)، على وزن خَفِيَ، أيُقَوَم بقيمة النصف. * مسألة: - أصحُّ الروايتين: أنه إِذا أعْتَق نصف عَبْده بموته، وثُلثُه يَحْتمِل بَاقِيه، عُتِقَ كلُّه (¬3). 1691 - قوله: (من غِشْيَانِها)، بكسر "الغين": أي مِنْ جِمَاعها، يقال: غَشِيَ المرأة غِشْيَانًا: إِذا جامعها. 1692 - قوله: (والتَّلَذذ بها)، أي: بالجماع ودواعيه والله أعلم. ¬
كتاب: المدبر
كتاب: الُمدَبَّر المُدَبَّر: مَن وَقع عليه التَّدْبِير، (¬1) والتَّدْبِيرُ: مصدر دَبَّر العَبْدُ والأَمةُ تدبيرًا: إِذا عَلَّق عتْقَه بِمَوْته، لأَنَّه يُعْتَق بعدما يُدْبَر سَيِّدهُ، والمماتُ دُبُر الحياة، يقال: أعْتَقَهُ عن دُبُرٍ: أي بعد الموت، ولا تسْتَعْمَل في كلِّ شَيْءٍ بعد الموت، من وصيةٍ، ووقْفٍ وغيره، فهو لَفْظٌ خُصَّ به العِتْقُ بعد الموت، (¬2) وفي الحديث: أعْتَق رجُلٌ مِنَّا عَبْدًا لَهُ عن دُبُرٍ". (¬3) والتَّدْبِير أيضًا: مِن دَبَّر يُدبِّرُ: إِذا أحْسَن النَظَر والتَرْتِيب في الشيء، (¬4) ومنه قيل لله عز وجل: "مُدَبِّر الخَلْق"، وسمعتُ شيخَنا أبا الفرج (¬5) ¬
يقول: "إنَّما سُمِّيَ الُمدَبِّرُ مُدَبِّرًا، لأن سَيِّدَه دَبَّر فيه أمْرَ دُنْياهُ، بأَنْ استخدمَهُ حَياتَه جميعَها، وأَمْرَ آخِرَته بِعِتْقِهِ بعد مَوْتِه، فقد دَبَّر أمْر الدنيا والأخرة. والُمدَبَّر - بفتح "الباء": الذي وَقع عليه التَّدْبِير، وبكسر "الباء": الذي وقَع منه التَّدْبِير. وأمَّا الُمدْبَر - بسكون "الدال" وفتح "الباء" -: فهو ما فيه دَبْرٌ". و"مَّا الُمدْبِر - بكسر "الباء" -: فهو ضِدُّ الُمقْبِل. * مسألة: - أصحُّ الروايتين: أنَّ المُدبَّرة كالُمدَبَّر في البيع (¬1). * مسألة: - أصحُّ الروايتين: أَنَّه إذا رجَع في التدبير، أوْ أبْطَلَهُ، لا يَبْطُل (¬2). ¬
كتاب: المكاتب
كتاب: المُكاتَب المُكَاتَب: العَبْدُ الذي حَصَلتْ منه الكِتَابة، والكِتَابَةُ: اسْمُ مصدر بمعنى الُمكَاتَبة. قال الأزهري: "المكاتَبةُ: لَفْظةٌ وُضِعَت لِعِتْقٍ على مالٍ مُنَجَّمٍ إلى أوقاتٍ معلومةٍ يَحلُّ كلُّ نَجْمٍ لوَقْتِه الَمعْلُوم"، (¬1) وأصْلُها من الكَتْبِ الذي هو الجمع، لأنَّها تُجْمَع نُجُومًا. (¬2) قلتُ: بل أصْلُها من الكتابة، لأَنَّه يُكَاتِب سيِّدَه على ذلك. (¬3) والمكاتَب -بفتح "التاء"-: العَبْدُ. والمكاتِب بكسرها: "السَيِّد، وقال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} (¬4) وفي الحديث: "كاتِبْ في سَلْمان"، (¬5) وفي حديث ¬
بريرة: (¬1) "كاتبتُ أهْلِي على تِسْع أواقٍ". (¬2) قال الشيخ في "المقنع" وغيره: "الكِتَابَةُ: بَيْعُ العَبْدِ نَفْسَهُ بِمَالٍ". (¬3) 1693 - قوله: (على أنْجُمٍ)، واحِدُها نَجْمٌ - بفتح "النون" -: اسْمٌ لكُلِّ واحدٍ من نُجُوم السَّماء، وهو بالثُّرَيا أخَصُّ، ثم جَعَلت العَرب مطالع مَنَازِل القَمر ومساقِطَها مواقيتَ الحَوْل [دنويها] (¬4)، ثُمَّ غَلَب حتى صار عبارةً عن الوقت، فمعنى مُنَجَّمٌ: مُوَقَّتٌ. (¬5) قلتُ: بل النُّجُوم: القِطَعُ المتفرقةُ، ومنه سُمِّيت نُجُوم السماء، فهذا كذلك قِطَعٌ متفرقة. ¬
1694 - قوله: (قَبْلَ مَحِلِّها)، بكسر "الحاء". (¬1) * مسألة: - أصحّ الروايتين: أنه لا يُعْتَقْ حتى يُؤَدِّي ولَوْ مَلَكَه. (¬2) * مسألة: - أصحّ الروايتين: أَنَّه أدَّى بعض الكتابة، ومات عن مَالٍ أنَّ جميعه لسيِّده. (¬3) ¬
كتاب: عتق أمهات الأولاد
كتاب: عتق أمهات الأولاد [أُمَّهَاتَ]: (¬1) واحِدَتُها أُمٌّ، وأصْلُها: أُمَهَةٌ، ولذلك جُمِعَتْ على أمَّاتٍ باعتبار اللَّفْظ، وأُمَّهاتٍ باعتبار الأَصْل، وقال بعضهم: الأُمَّهات للناس، والأُمات للبهائم. (¬2) قال الواحدي: "الهاءُ في أمهة زائدةٌ عند الجمهور، وقيل: أصلية". (¬3) والأَوْلاَدُ: جَمْع ولَد، وسُمِّي ولدًا، لِقُرْبه من الوِلادة، وهي الوضْع. 1695 - قوله: (أحكام الإِماء)، الأحكامُ: جَمْع حُكْمٍ، وهو في اللغة: القَضَاءُ والحِكْمَة. (¬4) وفي الشرع: خِطَاب الله الُمتَعَلِّق بأفعال المكلَّفين بالاقتضاء أَوْ التَّخْيِير" (¬5). ¬
والإِماءُ: جَمْع أمةٍ: وهي الرقيقةُ. 1696 - قوله: (وإذا عَلِقَتْ)، عَلِقَتْ الأُنْثَى - بكسر "اللّام" -: حَمَلَتْ. ¬
كتاب: ما في الكتاب من الأسماء
كتاب: ما في الكتاب من الأَسْمَاء وقد رتَّبْتُهم على حُرُوف الُمعْجَم: - 1 - أحمد بن عبد الله بن عبد المطلب، النّبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. نَسبُه: - محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عَبْدِ مَنَاف بن قُصَيٍّ بن كلاب بن مُرَّة بن كَعْب بن لُؤَيٍّ بن غالِب بن فِهْر (¬1) بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بن إِلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدِّ بن عَدْنَان. إلى هنا مُتفقٌ عليه في الصحيحين. (¬2) وذكر بعض أصْحابِنا، عليه الإجماع. (¬3) ومن هنا: مُختلفٌ فيه. والأَشْهَر فيه: ابن أُدٍّ [ويقال] (¬4): ابن أُدَّدٍ بن ¬
مُقَوَّم بن نَاحُور - بـ "النون" و"الحاء" - بن تَيْرَح بن يَعْرُب بن يَشْجُب بن نَابتٍ بن إِسماعيل بن إِبراهيم بن تَارخ (¬1) - وهو آزر - (¬2) بن نَاحُور بن شَارُوخ (¬3) بن أرغُوا (¬4) بن عَيبر (¬5) بن سَالِخ (¬6) بن أَرْفَخْشَد بن سَام بن نُوح ابن لاَمِكٍ بن متُوشَّلَخ - (¬7) وهو إدريس عليه السلام فيما يزعمون - بن أخْنُوخ (¬8) بن يَرْدٍ (¬9) بن مهْلاَئِيل بن قَيْنَنِ - ويقال: قَيْنَان - (¬10) بن يَانِش - ¬
ويقال: أنَش، ويقال: أَنُوش - (¬1) بن شيث بن آدم عليه السلام. كُنْيَتُه: أبو القاسم (¬2)، وأبُو إبراهيم (¬3). وله أسماءٌ كثيرة منها: محمد، وأحمد، والحاشِر، والعَاقِب (¬4)، والُمقَفِّي، والخَاتَم، ونبيُّ الرحمة، ونبيُّ الَملْحَمَة، ونبيُّ التوبة، والفَاتِح، وطَهَ، ويس، والمزمل، والمدثر (¬5). وذكر ابن العربي المالكي: أنَّ لَهُ أَلْفَ اسْمٍ (¬6). ¬
وأُمُّهُ: آمنة، وأَبُوه: عبد الله (¬1)، وَوُلدَ: عام الفيل (¬2). وقيل: بعدَهُ بثلاثين سنة (¬3)، وقيل: أربعين (¬4)، وقيل: بعَشرٍ (¬5). وكان يوم الاثنين من شهر ربيع الأول. وقيل: ثاني عشر (¬6)، وقيل: الثاني (¬7)، وقيل: الثَامِن (¬8)، وقيل: العَاشِرُ من شهر رجب، وقيل: رمضان (¬9). وتُوُفيَّ يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من ¬
الهِجْرة (¬1)، وقيل: في شهر رجب، وقيل: غير ذلك (¬2). ودُفِنَ يوم الثلاثاء حينَ زالت الشّمس (¬3)، وقيل: لَيْلَةَ الأَرْبعَاء (¬4)، وله ثلاَث وسِتُّون سنة (¬5)، وقيل: اثْنَتَان وستّون (¬6)، وقيل: خمسٌ وستون (¬7) وكان ليس بالطويل البائن، ولا القصير، ولا الأَبْيَض الأَمْهَق، ولا الآدم، ولا الجَعْد القَطَط، ولا السَّبْطَ، تُوُفي وليس في رأسه ولِحْيَتهِ عشرون شعرةً بيضاء (¬8). ¬
وكان حسنَ الجِسْم، بعيد ما بيْن المنكبين، كثَّ اللِّحْيَة، شَثْنَ (¬1) الكفَّيْن، ضَخْمَ الرأس والكرادِيس (¬2)، أدْعَج (¬3) العيْنَيْن، طويل أهْدابِها، دقيقَ الَمسْرُبَة (¬4)، إِذا مشى كَأَنَّما ينْحَط من صَبَبٍ (¬5)، أشْعَر الَمنْكِبَيْن، والذِرَاعَيْن، وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحْبَ الراحة، بيْن كتِفَيْه خاتَمُ النبوة كزِرِّ الحَجَلَةِ (¬6). وكان أَزَجَّ (¬7) الحَاجِبَيْن، واسِعَ الجبين، لم يُرَ قَبْلَه ولا بَعْدَه أحسنَ منه، ولا أحْيى، ولا أبشَّ منه، ولا أهْيَب، ضَحِكُه تَبَسُّمًا، كثير البِشْر، كثير البُكَاء (¬8). وكان لَهُ من الولد: إبراهيم، والقاسِم، وعبد الله (¬9)، وقيل: ¬
والطيِّب، والطَّاهِر، والُمطَهِّر، والُمطَيِّب (¬1). ومن الإناث: زَينب، وفَاطِمة، ورُقيَّة، وأُمُّ كلثوم (¬2). وأصهارُه: علي (¬3)، وأبو العاص (¬4)، وعثمان (¬5). وكان له أحدَ عشر عمًّا: الحارث (¬6)، وقُثَم (¬7)، والزبير (¬8)، وحمزة، ¬
والعبَّاس، وأبو طالب، وأبو لهب (¬1)، وعبد الكعبة (¬2)، وحَجْل (¬3) - بـ "حاء" مهملة مفتوحة، ثم "جيم" ساكنة - وضِرَار (¬4)، والغَيْدَاق (¬5). أسلم منهم حمزة، والعباس. وعماته ستٌّ: صفية (¬6) - أم الزبير، أسلمت وهاجرت - وعاتكة: وقيل أنها أَسْلَمت (¬7)، وبَرَّة (¬8)، وأرْوَى (¬9)، وأُمَيْمَة (¬10)، وأم حكيم (¬11): وهي البيضاء. ¬
ومراضِعُه: أُمُّه، وثُوَيبَة (¬1)، وحليمة (¬2). وأزْوَاجُه: خديجة، ثم سَوْدة (¬3)، وعائشة، وحفصة، وأُمُّ حبيبة، وأمُّ سَلَمة (¬4)، وزينب، وميْمونة (¬5)، وجُوَيْرية (¬6)، وصفية (¬7) وطلَّق زوجَتَيْن قَبْل ¬
الدخول (¬1). وكان له سريَّتان: مارية (¬2)، ورَيْحَانة (¬3) ومواليه: نحو الخمسين من الرجال، والعشرين من النساء (¬4). وكُتَّابُه: معاوية، وزيد بن ثابت، وعلي بن أبي طالب (¬5). وخدَّامُه كثيرون جدًا، من أجلِّهم: أنس، والصّديق. ¬
ومؤذِّنُوه: بلال، وابن أم مكتوم (¬1)، وأبو محذورة (¬2). وغَزَواتُه تِسعة عشر (¬3)، واعْتَمَر أربعًا (¬4)، وحَجَّ مرة (¬5)، وقيل: مرتيْن (¬6)، ولم يُصَلِّ به أحدٌ قط إلَّا عبد الرحمن بن عوف (¬7)، وأخا الصديق وعليًا، ودُفِن معه ¬
أبو بكر، وعمر، وأقام في الوحي: عِشْرين سنة، عشرًا بمكة، وعشرًا بالمدينة، وسَمَّى خَلْقًا، وغَيِّر أسماء آخرين، وقد أفردنا لذلك جزءا (¬1). وكان لَهُ ناقةٌ تُسَمَّى العَضْباء (¬2)، وبَغْلَةٌ بيضاء (¬3)، وحمارٌ (¬4)، وقَدَحٌ، ورمح (¬5)، وسيف (¬6)، وخاتم (¬7)، وكان يحب الحلوى، والعسل (¬8)، وكان يقول: "لا تُطْرُوني كما أطْرَت النصارى ابن مريم، فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فقولوا: عبد الله وَرَسُوله" (¬9). ¬
وكان لا يَأْكُل مُتّكِئًا (¬1)، ولم يَر شاةً سَمِيطًا، ولا رغِيفًا مُرفّقًا (¬2)، ويجْلِس الهِلاَل ثم الهِلال، ثم الهِلاَل ما يُوقَد في بَيْتِه نَار (¬3). وكان أجْود الناس، وألينَهُمْ كفًّا، وأطْيَبَهُم ريحًا، وأحسنَهُم عِشْرةً، وأشجَعَهُم، وأعْلَمَهُم بالله، وأشدَّهُم لَهُ خِشْيةً، لا ينْتَقِم لنَفْسِه، ولا يغْضَب لها، وإنما يفعل ذلك لَمحارِم الله. وكان خُلُقه القرآن، أكثر الناس تواضعًا، يقضي حاجة أَهْله، ويَخْفض جناحَه للضَعفة، ويخْصِف (¬4) نَعْلَهُ، ويُرَقِّع ثَوْبَهُ (¬5). ما سُئِل ¬
شيئًا قطٌ فقال: "لا" (¬1). القريبُ: والبَعيدُ، والقويُّ، والضعيف عنده في الحق سواءٌ. "ما عابَ طعامًا قطُّ، إنْ اشْتَهَاهُ أكلَه، وإلَّا تركه (¬2)، يأكُل الهدية، ولا يأكل الصدَقة وكان يَعُود المرضى، ويجيب الدعوة. وقال: "لو دعيتُ إلى كُراع لأجَبْت، ولو أُهْدِيَ إلىَّ ذِرَاعٌ لقَبِلْت" (¬3)، لا يحْقِر أحدًا. يأْكُل بأصَابِعه الثلاث ويَلْعَقُهُنَّ، ويتنفَّس في الإناء ثلاثًا خارج الإناء ويتكلم بجوامع الكلم، ويعيد الكلمة ثلاثًا، ولا يتكلم في غير حاجة، ولا يقعد ولا يقوم إلا على ذكر الله، وكان يَرْدِفْ خَلْفَهُ حتى النساء، ولا يدع أحدًا يمشى خَلْفَهُ، ويُعَصِّب على بطنه الحجَر من الجُوع (¬4)، وفِرَاشُه من أَدَمٍ، حَشْوُهُ لِيُفِ (¬5)، متقلِّلًا من أمْتِعَة الدنيا، وقد أعطاهُ اللهَ مفاتيح خَزَائن ¬
الأَرض فأبَى وعَرض عليه أن يجعل لَهُ بطحاء مكة ذهبًا، فقال: (لاَ في رب، ولكن أشْبَع تارةً، فإذا جُعْتُ: تَضَرَّعت إليك وذكرتك، وإذا شَبِعْت: حمدتك وشكَرْتُك" (¬1). وكان كثير الذكر، دائم الفِكْر، ويحب الطِّيب والنساء، ويكره المُنْتِن والخَبِيث، ويمزح، لا يقُول إلَّا حقًا، ويقْبَل عُذْر المُعْتَذر، عِتَابه تَعْرِيضًا، ويأمر بالرفق وينهى عن العنف، ويحث على العفو، والصفح، ومكارم الأخلاق (¬2) وكان مجلسه مجلس حلم، وحياء، وأمانة، وصيانة، وصبر، وسكينة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تُؤْبَن فيه الحُرُم (¬3)، ولا يذكر فيه اللَّغَط (¬4)، يتعاطفون فيه بالتقوى، ويتواضعون، ويوقَّر الكبار، وَيرحْم الصغار، وُيؤَثِر المحتاج، ويُكّرِم كَرِيمَ القوم، ويتفقد أصحابه. "لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صَخّابًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح" (¬5). ¬
ولم يضرب قط أحدًا إلَّا أنْ يجاهد في سبيل الله. "وما خير بين أمرين إلَّا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان فيه إثم كان أبعد الناس منه" (¬1). وبَشَّر عشرةً من أصحابه بالجنّة، وكان خَصِيصًا بهم فَسُمُّوا بالعشرة (¬2)، وقد أفردنا مناقبهم في عشر مصنفات (¬3)، ومات عن مائة وبِضْعَة عَشَر [ألفا] (¬4) من أصحابه (¬5)، ونُصِر بالرعب مسيرَة شهْر (¬6)، وكتب قبل وفاتِه إلى ¬
ملوك الأرض، فانْقَادَ النَجَاشِيُّ (¬1)، وخَافَهُ الَمقُوقَس (¬2) وغيره، فأرْسَلُوا لَهُ الهدايا، وتكَبَّر عليه كسرى (¬3) فدعا عليه فنفَذَت فيه دعوته. وكان يُعْجِبُه التَّيَمنُ في كلِّ أُمُورِه، وينام على جَنْبِه الأَيْمَن، ويُحِبَ الوتر في الأشياء، ويأْكُل القِثَّاء بالرُطَب، ويحب الخروج يوم الخميس (¬4)، ويكره القدوم بالليل. ¬
وكان إِذا أتاه طالبَ حاجةٍ يقول: "اشفعوا تؤجروا، ويقض الله على لسان نبيه ما شاء" (¬1)، ولم يخلق الله أحق منه، ولا أفضل، ولا أزهد، ولا أعلم، ولا أحلم، ولا أجمل، ولا أكمل. ولو أردنا اسْتِقْصاء محاسِنِه ومكارِمِه وصِفَاتِه الحميدة، لطال الأمر ولعجزنا عن استقصائِها. وقيل: فلو مُدَّت الأقلامُ بماءِ البحر لَمْ تُحِطْ بما قيل من مَدْحٍ، فما الحِبْرُ يَفْعل، وإِنَّما ذكرنا نُبْذَةً من فضائِله، وشَذْرَةً من شمائِله، تَبَرُكًا بذكره، واستِشْفَاءً بِنَشْرِه (¬2)، والتِذَاذًا بِعِطْره. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا. 2 - أحمد بن محمد بن حنبل (*) إمام السنّة: - نسبُه: - فهو أحمد بن محمد بن حَنْبل بن هِلال بن أسَد بن إِدريس بن عبد الله ¬
ابن حيان - بالمثناة - بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذُهْل بن ثعلبة بن عُكَابَة بن صَعْبِ بن علي بن بكر بن وائل (¬1) بن قاسط بن هِنب - بكسر "الهاء" وإسكان "النون" وبعدها "باء" مُوَحَّدَة - بن أفْضَى - "بالفاء" و"الصاد" المهملة - بن دُعْمِيِّ بن جَدِيلَة [بن أسد] (¬2) بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان (¬3)، الشيباني المروزي البغدادي. حملت به أمه بمَرْو (¬4)، وولدته ببَغْدَاد ونَشأَ بِهَا، وأقام إلى أَنْ توفي بها، ودخل مكة، والمدينة، والشام، واليمن، والكوفة، والبصرة، والجزيرة وغير ذلك (¬5). كان أَسْمَر طويلًا مخضوبًا بالحَنَّاء، أخذَ عن نحو أَلْفَ شيخ، وأَخذَ عنه أكثر من ألف تلميذ (¬6). ¬
كان له من الولد: عبد الله، وصالح (¬1)، ومُحْسِن (¬2) - مات صغيرًا - وأُنْثَى اسمها: زَيْنَب - أمُ علي، ماتت صغيرة - ولم يَرْوِ ولدٌ عن أبيه قط ما رَوَى عنه عبد الله. وَتَزَوَّج باثْنَتَيْن، وتَسَرَّى بجاريةٍ، وحَجَّ خَمسًا (¬3)، وحصل لهُ بالِمحْنَة ما لم يحصل لأحد قبْلَه ولا بَعْدَه (¬4)، حتى أنها لتُرجَّحُ على مِحْنَة أبي بكر في الرِدّة فإن أبَا بكر كان لَهُ أوَانٌ، وهذا لم يوافقه أحدٌ على ذلك (¬5). وحصل له من دقيق العِلْم ما لَمْ يحصل لِغَيْره. ¬
قال الشافعي: (خَرجتُ من بغدادَ، وما خَلَّفْتُ بها أحدًا أرْوَعَ، ولا أَنْقى، ولا أفْقَه، ولا أعلم من أحمد بن حنبل (¬1) ". قال أيضًا: "أحمد إمام في ثمان خِصال: إمام في الحديث، إمام في الفقه، إمامٌ في اللّغة، إمامٌ في القرآن، إمامٌ في الفقرِ، إمامٌ في الزهد إمام في الورع، إمام في السنة (¬2) ". وقال مَرّة: "ما خلَّفْتُ بالعراق واحدًا يُشْبِه أحمد بن حنبل" (¬3). وفضائِلُه كثيرةٌ، ومناقِبه غزيرةٌ، ليس هذا مَحَلّ بَسْطِها، ونَعْجِز نحن وغَيْرنا عن اسْتِقْصائها (¬4). ولد في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة (¬5)، وتوفي ببغداد يوم الجمعة، لنحو من ساعتين من النهار لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين ومائتين (¬6). له "المسند" ثلاثون ألف حديث (¬7)، و"التفسير" مائة ألف وعشرون ألفًا، ¬
و"الناسخ والمنسوخ"، و"التاريخ"، و"حديث شعبة"، و"المقدّم والمؤخّر في القرآن"، و"جوابات القرآن"، و"المناسك الكبير والصغير" وغير ذلك (¬1). 3 - إبْراهيم الخليل عليه السلام. ذكر في "التَّشَهد" (¬2). هو إبراهيم بن تارخ - وهو آزر - (¬3) وهو خليل الرحمن عز وجل (¬4)، وهو أوَّل من أضاف الضَّيف، وأوَّل من ثرد الثَّريدَ، وأوَّل من قَصَّ الشَارِب، واسْتَحدَّ، واخْتَتَن، وقَلَّم أظْفاره، واسْتَاكَ، وفَرَّق شَعْرَه، وتَمَضْمَضَ، واسْتَنْشَق، واسْتَنْجَى بالماء، وأول من شابَ (¬5)، واختتن - خَتَّن نَفسه ¬
بالقَدُوم، وهو ابن ثمانين سنة (¬1) - وأول من سَنَّ الأضحية، وكان أشبه الخَلْق بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. عاشَ: مائة وخمسًا وسبعين سنة، وقيل: مائتي سنة (¬2)، وكان بينه وبين نوح ألْفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة (¬3). ودفن بالأرض المقدسة على الصحيح (¬4). وكان له من الولد: إسماعيل، وإسحاق (¬5). وابْتُلِيَ بذَبْح وَلَدِه، ثم فَداه الله عز وجل (¬6)، وكان من الكُرَماء الأجْوادِ، وابْتُلِيَ أيضًا بتشتيت ولده، وأم ولده هاجَر، ويقال أيضًا: آجَر. وإبراهيم، لا ينصرف للعلمية والعجمة، وفيه ست لغات: إبراهيم، وإِبْراهَام، وِإبْراهُوم، وإِبْرَاهَم - بغير "ياء" - بفتح "الهاء" وكسرها، وضمها (¬7). ¬
4 - بلال (¬1) بن رباح (*). وأُمُّه حَمامة (¬2)، أعتقه أبو بكر الصديق، وقال له: "إنْ كنت إنَّما اشْتَرَيْتَني لله فَدَعْنِي وَعَمَل الله، وإنْ كنتَ إنَّما اشْتَرَيْتَني لنفسك، فأمْسِكْني لِنَفْسِك" (¬3). وكان يَخْدُمُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وُيؤَذِّن له حَضَرًا وسفَرًا، ولم يُؤَذِّن بعده لأحد (¬4) وخرج في الغزو والجهاد إلى الشام حتى مات بها بطاعون عمواس (¬5). وكان حَسَن الصوت، من أفصح الخلق، وما روي: أنه كان يبدل "الشين" "سينًا" لا أصْل لهُ. وشهد المشاهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهاجر معه، وكان مِمَّنْ أُوذِيَ في ابتداء الإسلام إيذاءً شديدًا، بحيث توضعُ الصخرة على بطْنِه في شِدَّة الحَرِّ ويقال ¬
لَهُ: لا نرفعها عنك حتى تكفر بمحمدٍ، وهو مع ذلك يقول: "أحدٌ أحد" (¬1). وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أخْبِرْني بأرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَه في الإسلام، فإنَي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْك بيْن يدي في الجَنَّة. فقال: لَمْ أعْمل عَمَلًا أرْجَى عِنْدي من أَنِّي لم أتطهر في ساعة من ليل، ولا نهار إلَّا صَلَّيت ما كتَب الله لي" (¬2). ودفن بدمشق، وأما تعيين قَبْرِه في موضع فَمَحَلُّ احتمال (¬3). وكان عُمَر يقول: "أبو بكر سيدنا، وأعتق سَيدَنا، يعني بلالًا رضي الله عنهم" (¬4). 5 - تَغْلِب (¬5): هو عَلمٌ منقولٌ من "تَغْلِبُ" مضارع "غَلَبَتْ"، لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل وهي تَغْلِب بن وائِل (*)، من العَرَب، من ربيعة بن نِزار وبَنُوه، ¬
وقبيلتهم. انتقلوا في الجاهلية إلى النصرانية، فدعاهم عُمَر رضي الله عنه إلى بَذْل الجزية فأبَوْا، وأنِفُوا، وقالُوا: نحن من العَرَب، خذْ مِنا كما يَأخذ بَعْضُكُم من بَعْضٍ باسم الصَدَقة. فقال عمر: لا آخذ من مُشْرِكٍ صَدَقة، فلحق بعضهم بالرُّوم، فقال النُّعمان بن زرْعة (¬1): في أمير المؤمنين: إنّ القوم لهم بأْسٌ وشِدَّةٌ، وهم عَرب يأْنَفُون من الجِزْية، فلا تعِنْ عليك عَدُوَّك بهم، وخذْ منهم الجزية باسم الصَدَقة، فبعَث عمر في طلبهم فردَّهم، وأضعف عليهم الصَدَقة" (¬2). 6 - ثابت (¬3)، أبو زَيْد بن ثَابت (*): هو ثَابت بن الضَّحاك بن زيد بن لُوذَان (¬4) بن عمرو بن عبد عَوْف بن غَنْم بن مالك بن النجار الأنصاري. ¬
7 - حمزة بن عبد المطلب (**): عم النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1)، وأسد الله، وأسد رسوله، وسيد الشهداء، أسلم قديمًا، وكان ممَّن عز رسُوله، وله مهابة ورعب في قلوب أعداء الدين، وهاجر مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وشهد بدرًا، وأحدًا واستشهد فيها، فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وَجْدًا (¬2) شديدًا، ولما قُتِل، مَثل به المشركون، وشقَّتْ هِنْدُ بَطْنَه، واستخرجت كَبِدَهُ فَمَضَغَتْه، فلذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهْدَر دمها (¬3)، وكان قَتَلَهُ وَحْشِي (¬4)، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أسْلَم: "إنِّي رأيتُ أنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي فافعل" (¬5). ومناقبه كثيرةٌ مشهورةٌ، وفضائِلُهُ لا تُحْصَر رضي الله عنه وأرضاه. 8 - حصين (*): والِدُ عِمْران بن حُصَيْن (¬6) بن عبيد بن خَلَف بن عَبد نُهْم بن سالِم (¬7) ¬
ابن غاضِرَة [بن حُبشيَّة بن كعب بن عمرو، (¬1)، الخُزاعي. اخْتُلِف في إسلامه، وصُحْبَتِه، والصحيح أنه أسْلم، ورَوى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُم ألْهِمْني رُشدي وقِني شَرَّ نَفْسي " (¬2). 9 - الحُسَين الخِرَقي (**): ذكر في "الخطبة" (¬3)، وفي "الأَضاحي" (¬4) وهو الحسين بن عبد الله بن أحمد الخِرَقي، قيل: كان يَلْتَقِط الخِرَق وَيبيعُها، فَنُسِبَ إلى ذلك - وهو الُمرَجَّح، لأنه بكسر "الخاء" - وقيل: نسبة إلى خَرْق، قرية كبيرة تُقارب مَرْو - وهو مَرْجوحٌ، لأن النِسْبة إليها بفتح "الخاء" (¬5) - وقيل: نِسْبَةٌ إلى اسْتِخْراج خِرَق الرافِضة التي كانوا يكتُبُون فيها اسْمَ أبي بكر وعُمَر، ويَضَعُونها في نِعَالِهِم تَحْتَ أرْجُلهم، وأنه أوَّل مَن استخرجها، وقيل: نِسْبَة إلى بيع القِطَع والفضلات، وكان بِبَغداد سوقٌ به ذلك، وكان لَهُ دكان به. وكان من الأعيان الأفاضل رحمه الله ورضي عنه. قال بعض أصحابنا: كان فقيهًا، صحب جماعةً من أصحاب أحمد منهم ¬
حرب وأكثر صحبته للمروذي (¬1)، وكان يُدْعى "خليفة المروذي". قال أحمد (¬2) بن كامل (¬3): "توفي أبو علي الحسين بن عبد الله الخرقي الحنبلي، خليفة المروذي يوم الخميس يوم الفطر من سنة تَسْعٍ وتسعين ومائتين" (¬4)، وذكر الحافظ أبو بكر الخطيب (¬5) في "تاريخه " فقال: "كان رجلًا صالحًا من أصحاب أبي بكر المروذي، وكتب الناس عنه وكان قد صلى عيد الفطر، فانصرف إلى أهْلِه، فتَغدَّى ونام، فوجده أهله ميتًا، ودُفِنَ بالقُرب من قبر أحمد بن حنبل، وتبعه خلق عظيم من الناس سنة تسع وتسعين ومائتين (¬6) ". ¬
10 - زيد بن ثابت (*): ذكره في "الفرائض" (¬1). الأنصارِيّ، يُكَنَّى أبا سعيدٍ، وقيل: أبا خارِجة (¬2) - أخو يَزيد بن ثابت (¬3) لأبيه وأمه، كان يكتب الوحي للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي جمع الُمصْحَف، روى عن أبي بكر وعُمَر وعُثْمان، ورَوى عنه خلق من الصحابة، عبد الله بن عُمَر، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وعبد الله بن يزيد الخطيمي (¬4)، وسهل بن أبي حثمة (¬5)، وسهل بن سعد الساعدي (¬6)، وسهل ¬
ابن حنيف (¬1)، وأبو سعيد الخدري (¬2). ومن التابعين خلق كثير (¬3)، وكان كاتبًا لعمر بن الخطاب، وكان يستخلفه إذا حج. وكان معه لما قدم الشام، وخطب بالجابية عند خروجه لفتح بيت المقدس، وتولى قسمة غنائم اليرموك. وقال عليه السلام: "أَفْرضكم زيد" (¬4)، وقال له الصديق: "إنك شاب عاقل لا نتهمك، كنت تكتب الوحي للنبي - صلى الله عليه وسلم - " (¬5). ومات بالمدينة سنة أَرْبَع وخمسين، وقيل: سنة أربعين، وقيل: سنة خمس وأربعين، وقيل: غير ذلك (¬6) رضي الله عنه. ¬
11 - شَيْبة (*): ذكره في باب: "ذِكْر الحَجِّ ودُخُول مكة" (¬1). وهو عثمان (¬2) بن طلحة بن أبي طلحة، عبد الله بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الهدنة (¬3)، ودفع إليه مفتاح الكعبة، وقال: - صلى الله عليه وسلم -: "خذوها في بني أبي طَلْحة خالدةً تالِدةً (¬4) " كذا ذكره ابن منده (¬5). ¬
وذكر الأزرقي (¬1): "أنَّ باب بني شيبة، هو باب بني عبد شمس بن عبد مناف، وبهم كان يُعْرَف في الجاهلية والإسلام عند أهل مكة، فيه أُسطوانتان، وعليه ثلاث طاقاتٍ" (¬2). 12 - شُرَيْح القاضي (*): ذكرَهُ في "الإحرام" (¬3). وهو شُرَيْح بن الحارث بن قيس بن الجَهْم بن معاوية، أبو أميَّة الكندي (¬4) كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه (¬5)، استقضاهُ عُمَر على ¬
الكوفة، وأقرَّه على ذلك، فقضى بها ستين سنة، وقضى بالبصرة سنة (¬1)، ويقال: قضى بالبصرة سبع سنين، وبالكوفة ثلاثًا وخمسين سنة (¬2). ومناقِبُه، وأخْبارُه كثيرة جدًا، مات سنة ثمانين (¬3)، وقيل: سنة ثمان وسبعين (¬4)، وقيل: سنة اثنتين وثمانين (¬5)، وقيل: سنة سبع وثمانين، وقيل: ثلاث وتسعين (¬6). 13 - صَخْر بن حرب (*): [ابن أُميَّة] (¬7) بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصَيٍّ القرَشي الأموي المكي، يكنّى: أبا سفيان (¬8)، أسلم زمن الفتح، ولقي النبي - صلى الله عليه وسلم - بالطريق قبل دخول مكة، وشهد حنينًا: أعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - من غنائمها مائة بعير، وأربعين ¬
أوقية (¬1)، وشهد الطائف، وكان من أكابر قريش، وهو الذي قدم على هرقل، وأخبره خبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وشَهِدَ اليرموك في خِلافة الصديق، وكانت له ولوَلَدَيْه (¬2) بها اليد العليا، وكان قبل الإسلام كثير التَّألب على النبي - صلى الله عليه وسلم -. نزل المدينة، ومات بها سنة إحدى وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة (¬3). 14 - عثمان بن عفَّان (*): ابن أبي العاص (¬4) بن عبد شمس بن عبد مناف، أسلم قديمًا، وهاجر الهجرتين (¬5)، وتزوج بنتي النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬6)، ولم تقع هذه المنقبة في الدنيا لغيره، ¬
وجهز جيش العسرة (¬1)، وحفر بئر رومة (¬2). ومناقبه يضيقُ عنها هذا الموضع، ولكن أفردنا له مصنفًا (¬3). قُتِل سنة خمس وثلاثين، وهو ابن تسعين سنة رضي الله عنه وأرضاه. 15 - عيسى عليه السلام (*): في " الدعاوى" (¬4): هو عيسى بن مريم بنت عمران، ذهبت تغتسل من الحيض، فبَيْنَا هي متجرِّدةً عرض لها جبريل فنفخ في جيب دِرْعها فَحَمَلَتْ حين لَبِسَتْه (¬5)، وقيل: لَمَّ جيبَ دِرْعِها بأُصْبُعه، ثم نفَخ في الجيب، وقيل: نفخ في كُمِّ قميصها، وقيل: في فيها، وقيل: نَفَخَ من بَعيد فوصل الريح إليها فحملتْ بعيسى. قال ابن عباس: "كان الحمل والولادة في ساعة واحدة" (¬6). ¬
وقيل: مُدَّة الحَمْل ثمانية أشْهُرٍ (¬1)، وقيل: سنة (¬2). وعيسى عليه السلام من أُولي العَزْم، وردَ له من المناقب والمواعِظ ما لَمْ يرد لغيره من الأنبياء، وقد نطق القرآن ببعض فضائله ومناقبه، من إبرائه الأكمه، والأبرص، وغير ذلك (¬3)، ورفعه الله إليه، ولا بد أن ينزل كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيَقْتُل الخنزير، ويكْسِرُ الصَّليب، ويَضَع الجزية (¬4). صلوات الله وسلامه عليه. 16 - عبد الله بن مسعود (*): أبو عبد الرحمن الهُذَليّ (¬5)، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أحد السابقين ¬
الأوَّلين (¬1)، حليف الزَّهْرَنيين، شهد بدرًا، والمشاهد كلها، وكان يلي نعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبسه إياه، فإذا جلس أدخلها في ذراعيه (¬2)، وكان يلزم النبي - صلى الله عليه وسلم - ويَخْدُمُه، ويدخُل عليه، وتلقَّن عليه سبعين سورة (¬3)، وكان لطيفًا قصيرًا أسمر نحيفًا، - نظيف الثوب، طيب الرائحة، وافر العقل، سديد الرأي، كثير العِلم، فقيه النفس، كبير القدر. ومناقبه كثيرة جدًا، ليس هذا موضعها. مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن بضع وستين سنة. 17 - عباس (*): عم النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬4)، ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو ¬
الفضل الهاشمي، كان أسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين، أو ثلاث (¬1)، حضر بدرًا مكرهًا فأُسِرَ يومئذٍ، ثم أسْلَم (¬2)، وقيل: أنه كان أسْلم قبل ذلك، وكان يكْتُم إسلامه (¬3)، روى عنه خلق (¬4). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "العباس مني وأنا منه " (¬5)، وكان عمر يَسْتَسْقي به (¬6)، وكان أبيض جميلًا، معتدل القامة. ومناقبه كثيرة جدًا. مات سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة، وصلى عليه عثمان، وقيل: سنة ثلاث (¬7). ¬
18 - عبد الله بن عباس (*): في "الرضاع" (¬1): ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ترجمان القرآن، دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللَّهُم علّمه القرآن" (¬2)، وفي رواية: "الحِكْمة" (¬3)، يقال له: حَبْر هذه الأمة، ويقال له: البَحْر، لكثرة عِلْمِه. وقال ابن مسعود: "نِعْمَ تُرْجُمان القرآن عبد الله بن عَبّاس" (¬4). ولد في الشِّعب (¬5) قبل الهجرة بثلاث سنين، ومات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ¬
ثلاث عشرة سنة (¬1)، وقيل: أربع عشرة، وقيل: خمس عشرة (¬2). ومات بالطائف سنة ثمان وستين (¬3)، وقيل: سنة سبع وستين (¬4)، وقيل: سبعين (¬5)، وصلى عليه محمد بن الحنفية (¬6)، ودفن بالطائف، ومناقبه كثيرة جدًا، ليس هذا موضع استقصائها. 19 - عِمْران بن حُصَيْن (*): ابن عبيد (¬7)، أسلم هو وأبو هريرة رضي الله عنهما في عام واحد عام ¬
خيبر (¬1) روى عنه، جماعة من التابعين (¬2)، نزل البمرة، وكان قاضيًا بها، استقضاه عبد الله بن عامر (¬3)، فأقام أيامًا ثم استعفى فأعفاه (¬4)، وكان ميسورًا. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صل قائمًا، فإن لم تستطع فجالسًا، فإن لم تستطع فعلى جَنْب" (¬5) ومات بالبصرة سنة اثنتين وخمسين، ودفن هنالك رضي الله عنه وأرضاه. 20 - عُمَيْس (*): والدُ أسماء بنت عميس، ذُكِر معها (¬6)، ولم يُسْلِم، ولم نرَ له ذكرًا في الصحابة رضي الله عنهم. ¬
21 - عبد مناف (**): ابن قصي بن كلاب (¬1) بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدِّ بن عدنان. كان من سادات العرب وكبرائهم، وذوي رأيهم. افتخر به بنوه قديمًا وحديثًا. 22 - عمر بن الحسين الخرقي (¬2): "مصنف الكتاب" (¬3). الإمام الكبير المُتْقِن المفيد - كثير الفوائد، ذو التصانيف المفيدة قرأ العلم على من قرأَهُ، على أبي بكر المروزي، وحرب الكرماني، وصالح، وعبد الله (¬4) ابني الإمام أحمد. له مصنفات كثيرة في المذهب، لم ينتشر منها إلَّا هذا المختصر في الفقه، لأنه خرج عن مدينة السلام لما ظهر بها سبّ الصحابة رضوان الله عليهم، ¬
وأودع كتبه في "دَرْب (¬1) سليمان" فاحترقت الدّار التي فيها الكتب، ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد. قرأ عليه جماعة من شيوخ المذهب منهم: أبو عبد الله بن بطة، وأبو الحسن التميمي، وأبو الحسن بن شمعون وغيرهم (¬2). وانتفع بهذا المختصر خلق كثير، وجعلَ الله له موقعًا من القلوب، حتى شرحه من شيوخ المذهب، جماعة من المتقدمين والمتأخرين. كالقاضي أبي يعلى وغيره، وشرحه الشيخ موفق الدين في كتابه "المغني" المشهور الذي لم يسبق إلى مثله، فكل من انتفع بشيء من شروح الخرقي فللخرقي في ذلك نصيب من الأجر، إذْ كان هو سبب ذلك (¬3). وقال شيخنا عز الدين المصري (¬4): "إنه ضبط له ثلاثمائة شرح"، وقد اطَّلعنا له على قريب العشرين شرحًا، وسَمِعْنا من شيوخنا وغيرهم: أنَّ مَن قرأهُ حَصل له أحد ثلاث خصال إمّا أنْ يملك مائة دينار، أو يلي القضاء، أو يصير صالحًا، وكان شيخنا ابن حَبَّال (¬5) يقول: "حَصَّلْتُ اثْنَتَيْن: ملكتً مائة دينار، ووليتُ القضاء" قلتُ: وكان من كبار الصالحين. ¬
وخالف الخرقي أبا بكر عبد العزيز (¬1) في عدة مسائل (¬2) أفردناها في جزء ونظمناها في آخره. توفي الخرقي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة شهيدًا بسبب منكر أنكره فقتل منه، ودفن بدمشق بمقابر باب الصغير رحمة الله عليه. 23 - لوط عليه السلام (*): ذكر في باب: "حد الزنا" (¬3). وهو لوط بن هاران بن تارخ - وهو آزر - وهو ابن أخي إبراهيم عليه السلام، وإبراهيم، وهاران، وناخور إخوة. وكان من الأنبياء المرسلين المشهورين بالفضائل، وقد نطق القرآن ببعض فضله وما حلّ بقومه عليه السلام (¬4). ¬
24 - موسى عليه السلام (*): ذُكِرَ في كتاب "الدعاوى" (¬1). وهو موسى بن عمران بن قاهِثْ بن لَاوَى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (¬2)، كان جَعْدًا، آدم طُوالًا، كأنه من رجال شُنوءَةٍ (¬3)، في أرْنَبَتِه (¬4) شامةٌ، بلغ من العمر مائة وسبعة عشرة سنة، اجتمع به نبينا - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء، وأشار عليه بالتردد (¬5)، فله علينا المنَّة بذلك، وهو من أولي العزم، نطق القرآن ببعض فضائله ومناقبه (¬6). وقال عليه السلام: (قد أوذي موسى بأكثر من هذا فصَبر" (¬7). ¬
25 - المطلب (*): ابن عبد مناف (¬1) بن قُصي، عمّ عبد المطلب جدّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وله ثلاثة إخوة: هاشم - جد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعبد شمس (¬2)، وكان من سادات قريش وكبرائهم، وذوي رأيهم، وأمه عاتكة بنت مرة (¬3)، فبنوه (¬4) يصرف إليهم من خمس الخمس، ويحل لهم الخمس (¬5). وهل يجوز صرف الزكاة إليهم؟ فيه خلاف (¬6). 26 - معاوية بن أبي سفيان (**): ذُكِرَ في قول هند: "وليس يُعْطيني ما يكفيني ووَلَدي" (¬7). ¬
وهو معاوية بن أبي سفيان، أبو عبد الرحمن الأموي، أسلم عام الفتح، وقيل: إنه أسلم في عُمْرة القضاء وكتم إسلامه (¬1)، روى عنه خَلْق كثيرًا (¬2)، وُلِّيَ الشام لعمر بعد أخيه يزيد (¬3)، وأقرّه عثمان، وكان أميرًا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة، ووقع بينه وبين علي بن أبي طالب وقعة صفين (¬4)، ثم وقع ما وقع من التحكيم (¬5)، فلما قتل علي، صالحَهُ الحسن، واستقل الأمر له (¬6). وكان يكتب الوحي للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان أكولًا، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا عليه بذلك (¬7) فقيل: إنه كان يأكل الفصيل (¬8) في القعدة الواحدة، وكان من ¬
الحُلَماء، حتى أنّه يُضْرَب بحلمه المثل، ولابن أبي الدنيا (¬1) مصنفٌ في حلمه (¬2)، وكان من الكرماء الأجواد، عاقلًا كامل السؤدد، ذا دَهاء ورأيٍ، ومَكْرٍ، كأنَّمْا خُلِقَ للمُلك. وفضائله كثيرة جدًا، يطول ذكرها. توفي في رجب، لأربع بقين منه (¬3) سنة ستين، وقيل: عاش ثمان وسبعين سنة، وقيل: أكثر من ذلك (¬4)، وأخباره مطولة في "تاريخ دمشق" (¬5) وغيره رضي الله عنه. 27 - مسعود (*): والد عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شَمْخٍ بن مَخْزوم (¬6) ابن صاهِلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سَعْد بن هُذَيْل بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نزار، لم يُسْلِم، ذكر مع ولده (¬7). ¬
28 - هاشم (*): جَدُّ أبي النبي - صلى الله عليه وسلم -، والد عَبْد المُطَّلب، واسمه: عَمْرو (¬1)، ولُقِّب: هاشمًا، لأنَّه هَشَم الثَّريد لقومه زمن الجَدْب (¬2). وفيه يقول الشاعر (¬3): عَمرو (¬4) الذي هَشَمَ الثَّريد لقَوْمِه ... ورِجالُ مَكَّة مُسْنِتُونَ عِجاف وكان من سادات قُريش ورُؤسائهم، وذوي رأيهم. ¬
فصل: في الكُنَى 1 - أبو بَكْرَة (*): نُفَيْع بن الحارث (¬1) بن كَلَدة بن عَمْرو بن علاج، أبو بكرة الثقفيّ، وقيل: اسمه مَسْروحٌ، وقيل: نُفَيْع بن مسروح (¬2)، وقيل: كان أبوه عبدًا للحارث بن كَلدَة، وإنَّما قيل له؛ أبو بكرة، لأنَّه تدلَّى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬3) في بَكْرَةٍ (¬4)، فكنَّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - أَبُو بَكْرَة (¬5). روى عنه جماعة أوْلادِه (¬6)، واَبُو عُثْمان النَّهْدِيِّ (¬7)، والأَحْنَف بن ¬
قيس (¬1) وغيرهم وكان رجلًا صالحًا وَرِعًا، آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينَه وبيْن أبي برزة (¬2). مات سنة خمسين، وقيل: مات هو والحسن في سنة واحدة، وقيل: سنة إحدى وخمسين (¬3)، وقيل: سنة اثنتين وخمسين (¬4). ومناقبه كثيرةٌ جدًا رضي الله عنه. 2 - أَبُو لُبابَة (*): ذكَرَهُ في "النذور" (¬5): ¬
واخْتُلِف في اسمه (¬1)، أخرج له البُخاري، ومسلم، وأبو داود (¬2)، وغيرهم (¬3). بَدْرِيٌّ جليلٌ، يقال: ردَّهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى بَدْر من الروحاء (¬4)، واستعمله على المدينة، وضرب له بسهمه وأجره، فكان كمن شهدها (¬5). وهو أحدُ النقباء ليلَة العَقَبة. مات في خلافة عليٍّ (¬6)، وقيل: بعد الخمسين (¬7)، روى عنه جماعة، ¬
منهم أبناؤه، والسائب بن عبد الرحمن (¬1) وغيرهم (¬2). ومناقبه كثيرةٌ جدًا، ليس هذا موضع استقصائها رضي الله عنه. 3 - أبو هريرة (*): اخْتُلِف في اسمه على نحوٍ من العشرين قولًا، أصحُّها أنه: عبد الرحمن ابن صخر (¬3)، وقيل: عبد الرحمن بن غَنْم، وقيل: عبد شمس، وقيل: عبد نَهْم (¬4). مُكْثِرٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لم يَرْوِ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد أكثر منه (¬5)، روى عنه ¬
الخَلْق الكثير، والجَمُّ الغفير (¬1)، وأحاديثه ملأت الدنيا شرقًا وغربًا. وقد قال: "حَفِظْتُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وِعاءيْن. فأمَّا أحدهما: فبَثَثْتُه، وأما الآخر: فلو بَثَثْتُه، لَقُطع هذا البَلْعُوم" (¬2). وقال: "كُنْتُ امْرَأً مسكينًا، أَلْزَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شِبَع بَطْني، وكان المهاجِرون يَشغلهم الصَّفْقُ بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَن يَبْسُط رِداءَهُ حتى أقْضِي مقالَتي، ثم يَقْبِضه إليه فلنْ يَنْسَى شيئًا سمِعَهُ مِني، فبَسَطْت بُرْدَةً عليَّ حَتى قضى حديثه، ثم قَبضتُها إليَّ، فوالذي نَفْسي بيده ما نَسِيْت بعدُ حديثًا سمِعْته منه (¬3) ". مات سنة ثمان وخمسين (¬4)، وقيل: سنة تسعٍ وخَمسين (¬5). ¬
ومناقبه كثيرةٌ وفضائِله غزيرةٌ، وعباداته مشهورةٌ، وعُلومُه وأحاديثه مسطورةٌ، يضيق هذا الموضع عنها. وترجمته مطولة في "طبقات ابن سعد" (¬1) و"تاريخ ابن عساكر" (¬2)، و"تاريخ الذهبي" (¬3) وغير ذلك من الكتب المطولة. ¬
فصل: في النِّساء 1 - أسماء بنْت عُمَيْس الخَثْعَمِيَّة (*): من المُهاجرات الأُول (¬1)، وهي أخت أم المؤمنين مَيْمُونة لأُمِّها. روى عنها ابنُها: عبد الله، وابنها: عَوْن (¬2). وكانت تحت جعفر بن أبي طالب، وهي التي قال لها عُمَر: "سَبَقْنَاكُم بالهجرة، فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: لكم هجرتان، وَلَهُ ولأصحّابِه هِجْرةٌ واحدة" (¬3). وتزوَّجها الصديق رضي الله عنه بعد جعفر، وتزوَّجها بعد الصديق علي بن أبي طالب رضي الله عنه فولَدْتُ لَهُ "يحيى"، وكان إِسْلَامها قبل ¬
دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم (¬1)، وهي التي نَفَست محمد بن أبي بكر بذي الحُلَيفة زمن حَجَّة الوداع، فأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ تَغْتَسِل وتُحْرِم (¬2). وقال قيس بن أبي حازم (¬3): "رأيت أسماءَ بنتَ عُمَيس لمَّا دخلت مع أبي بكر موشُومَةَ اليدين" (¬4) قاله إسماعيل بن أبي خالد (¬5) عنه. 2 - آمِنة أُمُّ النبي - صلى الله عليه وسلم - (*): ذَكَرها في "القذف" (¬6). ¬
وهي آمِنة بنت وَهْبٍ بن عبد مناف زُهْرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعْب ابن لؤيٍّ بن غالب (¬1). تلتقي مع أبيه في كِلَاب بن مُرَّة. تُوُفِّيت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن أرْبَع سنين (¬2)، وقيل: وهو ابن ست سنين (¬3). قال ابن قتيبة: "لم يَكُن لآمنة أخٌ، فيكون خالًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن بنو زهرة يقولون: نحن أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن آمنة منهم" (¬4). 3 - أمُّ حبيبة بنت أبي سُفْيَان (*): زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، أسْلَمَت قديمًا، وهاجَرت مع زوجها (¬5) إلى الحبشة، ¬
فتنصَّر ومات فزَوَّجها النجاشي من النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1)، واسمها: رَمْلَة، يقال لها (¬2): هندْ. ذُكِرتْ عند قول هند: "أنَّ أبا سُفيان رجلٌ شَحِيحٌ، وليس يُعْطِيني ما يكْفِيني وَوَلَدي" (¬3) تُوفِّيت سنة أربع وأربعين (¬4)، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة (¬5): "توفيت قبل معاوية بسنة" (¬6)، وكانت من الأَجْوَاد الأَعْيَان لا ينكر فإنَّها ليست من وَلَدِ هِنْد. 4 - هند (*): ذَكَرها في "النفقات" (¬7): وهي هِنْد بنتُ عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، امرأَة أبي سفيان، أُمُّ ¬
معاوية أسلمت عام الفتح بعد إِسلام زوجها فأَقرَّهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نكاحهما. وكان عليه السلام أَهْدَر دَمها لما فَعَلَتْ بِحَمْزَة، وما هَجَتْ في المسلمين (¬1)، فلما أسلمت وهاجَرتْ قالت: "والله في رسول الله ما كان على ظهر الأرض أهْل خِبَاءٍ أحبَّ إِليَّ أن يَذلُّوا مِنْ أهْل خِبَائِك، ثم ما أَصْبح على ظهر الأرض أهْل خِبَاءٍ أحبَّ إِليَّ أنْ يَعزُّوا من أهل خِبَاءك. فقال: وأيضًا والذي نفسي بيده" (¬2). وكانت تُعَدُّ من سَادَات الصحابيات رضي الله عنها (¬3). 5 - بنت حمزة (5): أخْرَج لها النسائي (¬4)، والدارقطني (¬5)، لها صُحْبَةٌ (¬6)، وحديثها في ¬
ميراث الَموْلَى مشهور (¬1). وعنها أخوها لأُمِّها عبد الله بن شداد بن الهاد (¬2). ولم أقعْ على اسمها، ولم تُعرف إِلَّا بابنة حمزة (¬3)، وهي صحابية، جليلة لها قَدرٌ ونَسبٌ قرشيةٌ، بنت عمِّ النبي - صلى الله عليه وسلم -. 6 - ولَدٌ: أبي: عبد الله الذي حَذق (¬4). ذكَره في "الوليمة" (¬5). واسْمُه: حَسَنٌ، وليس لَهُ ذكر، وكأنه تُوفِّي، ولم يَبْلغ من السن أنْ يذكر (¬6). ¬
قال محمد بر علي بن بحر (¬1): "سَمِعْتُ حُسْنَ - أم ولد أحمد بن حنبل رضي الله عنه - تقول: لما حذَق ابني حَسَن، قال لي مَوْلَاي: حُسْنَ، لَا تَنْثُروا عليه، فاشْتَرى تَمرًا وجَوْزًا، فأرسله إلى المعلِّم. قالت: وعَمِلْتُ أنا عصيدةً (¬2)، وأطعمتُ الفقَراءَ، فقال: أحْسَنْت، وفَرَّق أبو عبد الله على الصبيان الجَوْزَ لكلِّ واحدٍ خمسةً خمسةً" (¬3). آخره والحمد لله وحْدَه. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. وفرغ منه مؤلِّفُه: يوسف بن حسن بن عبد الهادي، يوم الجمعة تاسع شهر رجب سنة سبعين وثمان مائة. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. ¬
المصادر والمراجع
فهرس المصادر والمراجع في الدراسة والتحقيق أولًا: المخطوطة: - بيان ما فيه لغات ثلاث فأكثر: لابن مالك الجياني الأندلسي رسالة صغيرة ضمن مجاميع وهي مصورة بمركز البحث العلمي قسم المخطوطات تحت رقم 3/ 632 مجاميع لغة عربية. - تاريخ الإسلام: لشمس الدين الذهبي نسخة المتحف البريطاني برقم 50/ 11376 وهي مصورة بمركز المخطوطات تحت رقم 2524 تاريخ. - تاريخ دمشق: لأبي القاسم علي بن أبي محمد بن الحسن الشهير بابن عساكر نسخة الظاهرية وهي مصورة بمركز البحث العلمي، قسم المخطوطات تحت أرقام متعددة. تاريخ. - التذكرة في الفقه: لأبي الوفاء ابن عقيل نسخة مكتبة مجهولة برقم 87، مصورة بمركز المخطوطات تحت رقم 109 فقه حنبلي.
- تصحيح الفصيح: لابن درستويه (القسم الثاني). نسخة مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم 79/ 410 وهي مصورة بمركز المخطوطات تحت رقم 521 لغة عربية. - التفسير البسيط: لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي نسخة مكتبة تشستربتي تحت رقم 5041 وهي مصورة بمركز البحث العلمي تحت رقم 492 تفسير وعلوم القرآن. - التقريب في علم الغريب: لأبي الثناء ابن خطيب الدهشة نسخة مكتبة البلدية بالاسكندرية برقم 791 ب ونسخة الأزهر برقم 41978 جوهري وهما بمركز البحث العلمي 300، 139 لغة عربية. - الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة: لابن شاس المالكي الجزء 1 - 2، نسخة المكتبة الأزهرية تحت رقم 1095/ 15651 فقه مالك، مصورة بمركز المخطوطات تحت رقم 83 فقه مالكي. - السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة: لمحمد بن عبد الله بن حميد النجدي مصورة عن نسخة خدابخش رقم (3468) - شرح الزركشي علي الخرقي: لأبي عبد الله محمد شمس الدين الزركشي نسخة المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة برقم 1435، مصورة بمركز المخطوطات بالجامعة تحت رقم 143 فقه حنبلي.
- شرح صحيح البخاري: لأبن رجب الحنبلي الجزء الثالث، نسخة المكتبة الأزهرية بدون رقم، مصورة بمركز المخطوطات تحت رقم 1293 حديث. - شرح الفصيح لابن خالويه: لأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه نسخة جامعة برنستن (مجموعة يهودا) (1) برقم 4025 نحو، مصورة بمركز المخطوطات بالجامعة تحت رقم 237 لغة عربية. - شرح مختصر روضة الناظر: لسليمان بن عبد القوي الطوفي نسخة الخزانة العامة بالرباط تحت رقم 632/ 40 فاس، وهي مصورة بقسم المخطوطات بالجامعة تحت رقم 215 أصول فقه. - الغريب المصنف: لأبي عبيد القاسم بن سلام نسخة مكتبة الفاتح بتركيا برقم 4008 وهي مصورة بمركز المخطوطات تحت رقم 313 لغة عربية. - الغريبين: لأبي عبيد الهروي (الجزء الثاني) نسخة الدكتور محمود محمد الطناحي. - الكشف والبيان في التفسير: لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي نسخة تشستربتي تحت رقم 3876 مصورة بالمركز البحث العلمي قسم المخطوطات تحت رقم 328 تفسير وعلوم قرآن. - متعة الأذهان والتمتع بالأقران:
لأحمد بن محمد بن الملا الحلبي نسخة مجمع اللغة العربية بدمشق. - المثلث ذو المعنى الواحد: تأليف: محمد بن عبد الوالي حولان الحنبلي رسالة صغيرة ضمن مجاميع رقمه بالمركز 629/ 35 مجاميع لغة عربية. - المستوعب في الفقه: تأليف: محمد بن عبد الله السامري نسخة الظاهرية برقم 2737 مصورة بالمركز البحث العلمي قسم المخطوطات تحت رقم 27، 77 فقه حنبلي. - مطالع الأنوار على صحاح الآثار: لأبن قرقول الأندلسي نسخة مكتبة تيمور باشا بدار الكتب المصرية تحت رقم 88 لغة، 81 لغة وهي مصورة بمركزالمخطوطات تحت رقم 498، 501 لغة عربية. - وفاق المفهوم في اختلاف المقول والمرسوم: نسخة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم 158/ 159/ 143 مصورة بمركز المخطوطات تحت رقم 556 لغة عربية.
ثانيا: المطبوعة
ثانيًا: المطبوعة: - الإبداع في مضار الابتداع تأليف: الشيخ علي محفوظ المكتبة المحمودية التجارية، مصر، ط: السادسة - إتحاف الورى بأخبار أم القرى: للنجم عمر بن فهد تحقيق: فهيم شلتوت مكتبة الخانجي، القاهرة، ط: الأولى 1403 هـ. - الإتقان في علوم القرآن: للجلال السيوطي مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط: الثالثة 1370 هـ/ 1951 م. - الاحكام في أصول الأحكام: لسيف الدين أبي الحسن علي بن أبي علي الآمدي دار الفكر، بيروت، ط: الأولى 1401 هـ/ 1981 م. - إحياء علوم الدين: لأبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي عالم الكتب، دمشق - الاختيارات الفقهية لابن تيمية: لعلاء الدين علي بن محمد البعلي
- الاختيار شرح المختار المسمى بالاختيار لتعليل المختار: لعبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط: الأولى 1355 هـ/ 1936 م. - إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول: تأليف: محمد بن علي بن محمد الشوكاني مطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط: الأولى 1356 هـ/ 1937 م. - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل: تأليف: محمد ناصر الدين الألباني المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، ط: الأولى 1399 هـ/ 1979 م. - الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لابن عبد البر القرطبي دار إحياء التراث. العربي - بيروت، ط: الأولى 1328 هـ. - الاشتقاق: لابن دريد، أبي محمد بن الحسن تحقيق: عبد السلام محمد هارون الناشر: مكتبة الخانجي، مصر - الإصابة في تمييز الصحابة: لشهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني مطبعة السعادة مصر 1323 هـ. - إصلاح المنطق: لابن السكيت
شرح وتحقيق: أحمد محمد شاكر، عبد السلام هارون دار المعارف، مصر، ط: الثانية 1375 هـ/ 1956 م. - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: تأليف: إسماعيل باشا البغدادي طبع في اسطنبول سنة 1364 هـ. - الاعتصام: لأبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي المكتبة التجارية الكبرى - مصر. - الاعتقاد: لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي صححه الشيخ أحمد عمد مرسي أباد فيصل باكستان. - إعجاز القرآن: للباقلاني، أبو بكر عمد الطيب تحقيق: السيد أحمد صقر دار المعارف، مصر، ط: الثانية - إعراب القرآن: المنسوب للزجاج تحقيق: إبراهيم الأبياري الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، 1963 م. - إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: لابن قيم الجوزية تحقيق: محمد سيد الكيلاني مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط: الأخيرة 1381 هـ/ 1961 م.
- الإفصاح عن معاني الصحاح: لأبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة المعروف بـ "الوزير" مطابع الدجوي، القاهرة 1398 هـ. - اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: لأحمد بن تيمية مطابع المجد التجارية. - الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء: لأبي الربيع.، سليمان بن موسى القلاعي الأندلسي تحقيق: مصطفى عبد الواحد مكتبة الخانجي، القاهرة، 1387 هـ/ 1968 م. - إكمال الأعلام بتثليث الكلام: لأبي عبد الله، محمد بن عبد الله بن مالك الجياني رواية: محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي تحقيق: سعد بن حمدان الغامدي مكتبة المدني للطبع والنشر، جدة، ط: الأولى 1404 هـ/ 1984 م. - الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع: للقاضي عياض بن موسى اليحصبي تحقيق: السيد أحمد صقر دار التراث القاهرة 1970 م. - إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع: لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي صححه وشرحه محمود محمد شاكر طبع على نفقة الشئون الدينية بدولة قطر، ط: الثانية. - إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن: لأبي البقاء، عبد الله بن الحسين العكبري.
تحقيق: إِبراهيم عطوة عوض مطبعة مصطفى البابب الحلبي وشركاه، ط: الثانية 1389 هـ/ 1969 م. - انباء الغمر بأبناء العمر: للحافظ ابن حجر العسقلاني جى 1 - 3 (فقط) تحقيق الدكتور حسن حبشي - القاهرة 1389 هـ/ وطبعة حيدر آباد - الدكن، الهند، دائرة المعارف العثمانية (1 - 9). - إِنباه الرواة على أنباه النحاة: للوزير جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي تحقيق: محمد أبو الفضل إِبراهيم مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، ط: الأولى 1369 هـ/ 1950 م - الإنصاف في التنبيه على الأسباب التي أوجبت الخلاف: لابن السيد البطليوسي تحقيق: محمد رضوان الداية دار الفكر، بيروت - الإنصاف في مسائل الخلاف: لأبي البركات، عبد الرحمن الأنباري دار الفكر، بيروت. - الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف: لعلاء الدين المرداوي تحقيق: محمد حامد الفقي ط: الأولى 1374 هـ/ 1955 م. - الإيضاح والتبيان في معرفة المكيال والميزان: لأبي العباس نجم الدين بن الرفعة الأنصاري
تحقيق: الدكتور محمد أحمد إسماعيل الخروف دار الفكر - دمشق 1400 هـ/ 1980 م. - أحمد بن حنبل: تأليف: الشيخ محمد أبو زهرة دار الحمامي للطباعة، القاهرة، دار الفكر العربي. - أحكام الخواتيم وما يتعلق بها: لأبي الفرج زين الدين، عبد الرحمن بن رجب الحنبلي تعليق: أبي الفداء عبد الله القاضي دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط: الأولى 1405 هـ/ 1985 م. - الأحكام السلطانية: للقاضي أبي يعلى الفراء صححه وعلق عليه: محمد حامد الفقي مطبعة مصطفى البابب الحلبي وأولاده، مصر، ط: الثانية 1386 هـ/ 1966 م. - الأحكام السلطانية والولايات الدينية: للموردي، أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب مكتبة مصطفى الباي الحلبي وأولاده - مصر، ط: الثالثة 1393 هـ/ 1973 م. - أحكام القرآن: لأبي بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي تحقيق: علي محمد البجاوي تحقيق الباي الحلبي وشركاه، ط: الثانية 1387 هـ/ 1967 م. - أخبار القضاة: لوكيع، محمد بن خلف بن حيان
عالم الكتب، بيروت - الآداب الشرعية والمنح المرعية: لشمس الدين محمد بن مفلح تصحيح: الشيخ محمد رشيد رضا مطبعة المنار بمصر - أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض: لشهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني تحقيق: مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، عبد الحفيظ شلبي مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1358 هـ/ 1939 م. - أساس البلاغة: لأبي القاسم جار الله الزمخشري مطبعة دار الكتب، مركز تحقيق التراث، ط: الثانية 1972 م - أسد الغابة في معرفة الصحابة: لعز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن الأثير الجزري مطبعة الشعب، القاهرة 1970 م. - أسماء خيل العرب وأنسابها: لأبي محمد ابن الأعرابي تحقيق: الدكتور محمد علي سلطاني مؤسسة الرسالة. - أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب: للشيخ محمد بن السيد درويش الشهير بالحوت البيروني مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده - مصر، سنة 1346 هـ. - الأشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية: للجلال السيوطي
دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه. - أصول السرخسي: لأبي بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي تحقيق: أبو الوفا الأفغاني دار الكتاب العربي، القاهرة 1372 هـ. - أصول مذهب الإمام أحمد "دراسة أصولية مقارنة": تأليف: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي مكتبة الرياض الحديثة، الرياض، ط: الثانية 1397 هـ/ 1977 م. - أصول ابن مفلح: تأليف: شمس الدين محمد بن مفلح المقدسي رسالة دكتوراه مطبوعة على الاستنسل بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. تحقيق: فهد بن محمد السرحان. - الأعلام: تأليف: خير الدين الزركلي دار العلم للملايين، ط: الخامسة 1980 م - أعلام النبوة: لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط: الثالثة 1401 هـ/ 1981 م. - الأغاني: لأبي الفرج الأصفهاني مطبعة دار الكتب المصرية 1935 م، ط: الأولى.
الأم: لأبي عبد الله، محمد بن إدريس الشافعي تصحيح: محمد زهري النجار دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط: الثانية 1393 هـ/ 1973 م. - الأمالي: لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي الهيئة المصرية العامة للكتاب 1975 م - الأمالي الشجرية: لضياء الدين أبي السعادات هبة الله المعروف بابن الشجري دار المعرفة، بيروت. - أمالي المرتضى: للشريف أبي القاسم علي بن الطاهر أبي أحمد الحسين ضبطه وصححه: محمد بدر الدين النعساني الحلبي مطبعة السعادة، مصر. - الأموال: لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي تحقيق: خليل محمد هراس مكتبة الكليات الأزهرية، ط: الأولى 1968 م/ 1388 هـ. - الأموال: لحميد بن زنجويه تحقيق: الدكتور شاكر ذيب فياض مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض، ط: الأولي 1406 هـ/ 1986 م. - أنيس الفقهاء في تعريف الألفاظ المتداولة بين الفقهاء: تأليف: الشيخ قاسم القونوي
تحقيق: الدكتور أحمد بن عبد الرزاق الكبيسي دار الوفاء، جدة، ط: الأولى 1406 هـ/ 1986 م. - أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: لابن هشام الأنصاري. ومعه كتاب عدة السالك إلى تحقيق أوضح المسالك: تأليف: محمد محيي الدين عبد الحميد مطبعة السعادة مصر، ط: الخامسة 1386 هـ/ 1967 م - البدء والتاريخ: لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي باريس سنة 1899 م - بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: لعلاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني تقديم وإخراج: أحمد مختار عثمان الناشر: زكريا علي يوسف مطبعة العاصمة، القاهرة. - بدائع الفوائد: لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية دار الكتاب العربي، بيروت. - بداية المجتهد ونهاية المقتصد: لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي المكتبة التجارية الكبرى - مصر. - البداية والنهاية: للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي مكتبة المعارف، بيروت، ط: الثانية 1977 م
ط: ثانية بتحقيق مجموعة من الأساتذة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى 1405 هـ/ 1984 م - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: للقاضي محمد بن علي الشوكاني مطبعة السعادة، القاهرة، ط: الأولى 1348 هـ. - البدعة تحديدها وموقف الإسلام منها: تأليف: عزت عطية دار الكتب الحديثة - القاهرة. - البرهان في أصول الفقه: لإمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف تحقيق الدكتور عبد العظيم الديب طبعة قطر. ط: الأولى 1399 هـ. - البرهان في علوم القرآن: لبدر الدين الزركشي تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط: الثانية 1391 هـ/ 1972 م - بفية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس: لأحمد بن يحيى الضبي طبعة مدينة مجريط، روخس - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط: الأولى 1384 هـ/ 1964 م.
- البناية في شرح الهداية: لأبي محمد محمود بن أحمد العيني تصحيح: المولوي محمد عمر الشهير بناصر الإسلام الرامغوري دار الفكر للطباعة والنشر، ط: الأولى 1455 هـ/ 1985 م - بيان كشف الألفاظ: لأبي المحامد بدر الدين محمود بن زيد السلامشي تحقيق: محمد حسن مصطفى سلبي طبع في مجنهْ البحث العلمي والتراث الإسلامي بجامعة أم القرى - العدد الأول 1398 هـ/، من ص 245 - 267. - البيان والتبيين: لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ تحقيق: عبد السلام محمد هارون مكتبة الخانجي، القاهرة، ط: الثالثة. - تاج التراجم في طبقات الحنفية: لأبي العدل زين الدين قاسم بن قطلوبغا مطبعة العاني، بغداد: 1962 م. - تاج العروس من جواهر القاموس: لمحب الدين أبي الفيض السيد محمد مرتضى الحسيني المطبعة الخيرية، مصر، ط: الأولى 1356 هـ/ - تاريخ الأدب العرب وذيله: تأليف: كارل بروكلمان ليدن، مكتبة بريل، هولندا 1943 م - تاريخ آداب اللغة العربية: تأليف: جرجي زيدان
مطبعة الهلال سنة 1931 م - تاريخ بغداد أو مدينة السلام: لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي دار الكتاب العربي، بيروت. - تاريخ التراث العربي: تأليف: فؤاد سزكين نقله إلى العربية: د: محمود فهمي حجازي، د: فهمي أبو الفضل الهيئة المصرية العامة للكتاب 1977 م - تاريخ الحكماء: لجمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي نشر مكتبة المثنى، بغداد، ومؤسسة الخانجي بمصر. - تاريخ خليفة بن خياط: تأليف: خليفة بن خياط العصفري رواية بقي بن مخلد تحقيق: سهيل زكار مطابع وزارة الثقافة والسياحة المصرية سنة 1967 م - تاريخ الطبري "تاريخ الرسل والملوك": لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم دار المعارف، ط: الرابعة. - تاريخ علماء الأندلس: لأبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف المعروف بابن الفرضي الدار المصرية للتأليف والترجمة 1966 م
- التاريخ الكبير: لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - تاريخ اليعقوبي: لأحمد بن أبي يعقوب الكاتب العباسي المعروف باليعقوبي دار صادر، دار بيروت، سنة 1379 هـ/ 1960 م - تأويل مشكل القرآن: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة تحقيق: سيد أحمد صقر ط: الثانية، مطبعة الحضارة العربية، القاهرة 1393 هـ/ 1973 م - التبصرة والتذكرة: لأبي محمد عبد الله بن علي بن إسحاق الصيمري تحقيق: الدكتور فتحي أحمد مصطفى علي الدين دار الفكر، دمشق، ط: الأولى 1402 هـ/ 1982 م. - تجديد علم المنطق في شرح الخبيص على التهذيب: تأليف: عبد المتعال الصعيدي نشر: مكتبة الأداب بالجماميز القاهرة. - تحريم النرد والشطرنج والملاهي: لأبي بكر الآجري تحقيق: محمد سعيد عمر إدريس أشرفت على طبعه إِدارة البحوث العلمية والإفتاء، الرياض ط: الأولى، 1402 هـ/ 1982 م. - تحفة المودود بأحكام المولود: لشمس الدين بن قيم الجوزية تصحيح: محمد رمضان الأثري
مكتبة الدعوة الإسلامية - فيصل آباد - باكستان - تدريب الراوي في شرح تقريب النووي: لجلال الدين السيوطي تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف دار الكتب الحديثة، مصر، ط: الثانية 1385 هـ/ 1966 م - تدوين الدستور الإسلامي: للشيخ أبي الأعلى المودودي مؤسسة الرسالة، بيروت 1389 هـ/ 1975 م وهي ضمن مجموعة مكونة من ست رسائل. - تذكرة الحفاظ: لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي طبع تحت إعانة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية دار إحياء التراث العربي، بيروت - ترتيب القاموس المحيط: تأليف: الطاهر أحمد الزاوي عيسى البابب الحلبي وشركاه، ط: الثانية - ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك: لأبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي تحقيق: الدكتور أحمد بكير عمود دار مكتبة الحياة، بيروت، دار مكتبة الفكر طرابلس، ليبيا، 1387 هـ/ 1967 م - التسهيل لعلوم التنزيل: لأبي القاسم، محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي تحقيق: محمد عبد المنعم اليونسي، وإبراهيم عطوة عوض
مطبعة حسان. القاهرة، ودار الكتب الحديثة. - تصحيح الفصيح: لابن درستويه، عبد الله بن جعفر تحقيق: عبد الله الجبوري، الجزء الأول فقط. مطبعة الإرشاد، بغداد، ط: الأولى 1395 هـ/ 1975 م. - التعريفات: للشريف علي بن محمد الجرجاني تصحيح وضبط جماعة من العلماء دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط: الأولى 1403 هـ/ 1983 م. - تفسير القرآن العظيم: لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه. - تفسير الكبير: للإمام فخر الدين الرازي دار الكتب العلمية، طهران، ط: الثانية - تقريرات الشربيني: للعلامة عبد الرحمن الشربيني انظر؛ (حاشية البناني على جمع الجوامع) - التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح: للحافظ زين الدين العراقي تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان نشر: محمد عبد المحسن الكبتي، المدينة المنورة.
- التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير: لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني صححه: عبد الله هاشم اليماني، 1384 هـ/ 1964 م - تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي مكتبة الأداب ومطبعتها، المطبعة النموذجية، القاهرة. - التلويح على التوضيح: للإمام سعد الدين مسعود بن عمر التقازاني المطبعة الأميرية، مصر 1322 هـ/ ط: الأولى. - التمهيد في أصول الفقه: لأبي الخطاب، محفوظ بن أحمد الكلوذاني تحقيق: الدكتور مفيد أبو عمشه، الدكتور: محمد إبراهيم علي دار المدني للطباعة والنشر، ط: الأولى 1406 هـ/ 1985 م - التمهيد لما في الموطأ من المعافي والأسانيد: لأبي عمر بن عبد البر المالكي تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي، محمد عبد الكبير البكري وزارة الأوقاف المغربية، ط: الثانية 1402 هـ/ 1982 م. - تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث: لعبد الرحمن بن علي الشَّيِّباني دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان. - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: لأبي الحسن علي بن محمد الكناني علق عليه: عبد الوهاب عبد اللطيف، عبد الله محمد الصديق دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى 1979 م/ 1399 هـ.
- التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع: لعلاء الدين المرداوي المطبعة السلفية، القاهرة - تهذيب الأسماء واللغات: لأبي زكريا محي الدين بن شرف الدين النووي إدارة الطباعة المنيرية بمصر، طبع على نفقة عبد الهادي منير - تهذيب تاريخ دمشق الكبير: للشيخ عبد القادر بدران دار المسيرة، بيروت، ط: ثانية 1399 هـ/ 1979 م - تهذيب التهذيب: لشهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية بالهند، ط: الأولى 1325 هـ. - تهذيب السنن: لابن قيم الجوزية تحقيق: محمد حامد الفقي مطبوع على هامش معالم السنن للخطابي، مكتبة السنة المحمدية، القاهرة. - تهذيب اللغة: لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري تحقيق: عبد السلام هارون المؤسسة المصرية العامة للتأليف، الدار المصرية للتأليف والترجمة. 1384 هـ/ 1964 م - تيسير التحرير: لمحمد أمين، المعروف بأمير بادشاه الحنفي.
شرح كتاب التحرير: لكمال الدين بن الهمام مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر 1350 هـ. - ثمار المقاصد في ذكر المساجد: تأليف: يوسف بن حسن بن عبد الهادي تحقيق: محمد أسعد طلس طبعة المعهد الفرنسي، دمشق 1975 م - جامع الأصول في أحاديث الرسول: لأبي السعادات المبارك بن محمد بن الأثير تحقيق وتعليق: عبد القادر الأرناووط مطبعة الملاح 1389 هـ/ 1969 م - جامع البيان عن تأويل أبي القرآن: لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط: الثالثة 1399 هـ/ 1968 م. - جامع العلوم في اصطلاحات الفنون الملقب بـ "دستور العلماء": للقاضي عبد رب النبي بن عبد الرسول الأحمد نكري تحقيق: قطب الدين محمود بن غياث الدين علي دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد 1329 هـ. - الجامع لأحكام القرآن: لأبي عبد الله، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي مطبعة دار الكتب المصرية، ط: الثانية 1361 هـ/ 1942 م - جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس: لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الأزدي الدار المصرية للتأليف والترجمة، مطابع سجل العرب. القاهرة.
- الجرح والتعديل: لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية الهند، ط: الأولى. - جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام: لأبن قيم الجوزية دار الطباعة المحمدية، القاهرة. - الجمل في النحو: لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي تحقيق: الدكتور علي توفيق الحمد مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: الأولى 1404 هـ/ 1984 م - جمهرة الأمثال: للأديب أبي هلال العسكري تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، عبد المجيد قطامش المؤسسة العربية الحديثة - القاهرة، ط: الأولى 1384 هـ/ 1964 م. - جمهرة أنساب العرب: لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي تحقيق: عبد السلام محمد هارون دار المعارف، مصر، ط: الثالثة 1391 هـ/ 1971 م - جمهرة اللغة: لابن دريد، أبي بكر محمد بن - الحسن الأزدي مؤسسة الحلبي وشركاه، القاهرة. - الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد: لأبي المحاسن يوسف بن حسن بن عبد الهادي
تحقيق: الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين نشر: مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط: الأولى 1407 هـ/ 1987 م - الجواهر المضية في طبقات الحنفية: في الدين أبي محمد عبد القادر بن محمد القرشي تحقيق: الدكتور عبد الفتاح الحلو مطبعة عيسى البايى الحلبي وشركاه، 1398 هـ/ 1978 م - حاشية الباجوري على متن السلم: لإبراهيم الباجوري (وبهامشه متن السلم للأخضري) دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي سنة 1380 هـ/ 1960 م. - حاشية البناني على شرح المحلى على جمع الجوامع: مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ممر - حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار: لمحمد أمين الشهير بابن عابدين مصطفى البابي الحلبي وأولاده - مصر، ط: الثانية 1386 هـ/ 1966 م. - حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع: تأليف: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم النجدي المطابع الأهلية للأوفست، الرياض، ط: الأولى 1400 هـ. - حاشية الطحاوي على مراقي الفلاح: تأليف: أحمد بن محمد الطحاوي وباعلى الصفحة: مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط: الثانية 1389 هـ/ 1970 م.
- حد الإسلام وحقيقة الإيمان: للشيخ عبد المجيد الشاذلي مركز احياء التراث والبحث العلمي بجامعة أم القرى، ط: الأولى 1404 هـ/ 1983 م - حدائق الأنوار ومطالع الأسرار: لابن الديبع الشيباني الشافعي تحقيق: عبد الله بن إبراهيم الأنصاري طبعة قطر. - الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة: لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري تحقيق: عبد الغفور فيض محمد طبع في مجلة البحث العلمي بجامعة أم القرى، العدد الخامس 1402 هـ/ 1403 هـ/ ص 565 - 579. - الحدود في الأصول: لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي تحقيق: الدكتور نزيه كمال حماد مؤسسة الزعبي للطباعة والنشر، بيروت، ط: الأولى 1392 هـ/ 1973 م. - الحدود مع شرح الرصاع: لابن عرفه المالكي طبعة تونس - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة: لجلال الدين السيوطي تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم دار إحياء الكتب العربية، عيى الباب الحلبي وشركاه، ط: - الأولى،
1967 م/ 1387 هـ. - حلبة الكميت في الأدب والنوادر: لشمس الدين محمد بن الحسن النواجي قوبلت هذه النسخة على المطبوعة بالأميرية سنة 1276 هـ الصنادقية بجوار الأزهر 1357 هـ/ 1938 م. - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم، أحمد بن عبد الله الأصبهاني المكتبة السلفية دار الفكر، دمشق، بيروت. - حلية الفقهاء: لأبي الحسين أحمد بن فارس الرازي تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت، ط: الأولى 1403 هـ/ 1983 م - الحماسة: لأبي تمام، حبيب بن أوس الطائي تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم العسقلاني أشرفت على طبعه إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1401 هـ/ 1981 م - الحماسة البصرية: لصدر الدين أبي الفرج بن الحسين البصري تصحيح وتعليق: الدكتور مختار الدين أحمد أم دي. فل مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، الهند، ط: الأولى 1383 هـ/ 1964 م. - الخصائص الكبرى: للجلال السيوطي
تحقيق الدكتور: محمد خليل هراس دار الكتب الحديثة، مصر. - خزانة الأدب ولب لباب لسان المرب: تأليف: عبد القادر بن عمر البغدادي تحقيق: عبد السلام محمد هارون دار الكتاب العرب - القاهرة. - خطط الشام: لمحمدكردعلي مطبعة الترقي، دمشق سنة 1343 هـ/ 1925 م - خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر: تأليف: محمد أمين المحبي القاهرة سنة 1284 م - خلاصة تهذيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال: لصفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، ط: الثانية 1391 هـ/ 1971 م. - دائرة المعارف الإسلامية: نقلها إلى اللغة العربية مجموعة من الأساتذة انتشارات جهان، طهران - درء تعارض العقل والنقل: لتقي الدين أحمد بن تيمية تحقيق: الدكتور عمد رشاد سالم طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ط: الأولى 1402 هـ/ 1981 م
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: لشهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني تحقيق: محمد سيد جاد الحق مطبعة المدني - القاهرة 1385 هـ. - الدرر اللوامع على هع الهوامع ضرح جمع الجوامع: للفاضل أحمد بن الأمين الشنقيطي دار المعرفة، بيروت، ط: الثانية 1393 هـ/ 1973 م - درة الحجال في أسماء الرجال: لأبي العباس أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي تحقيق: محمد الأحمدي أبو النور دار التراث، القاهرة، المكتبة العتيقة، تونس، ط: الأولى 1390 هـ/ 1970 م - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة: لأب بكر، أحمد بن الحسين البيهقي تحقيق: السيد أحمد صقر إشراف: محمد توفيق عويضه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة 1389 هـ/ 1970 م - دلائل النبوة: لأبي نعيم، أحمد بن عبد الله الأصبهاني. عالم الكتب. - الدليل الشافى على المنهل الصافي: لأبي المحاسن يوسف بن تغري بردي تحقيق: فهيم شلتوت مكتبة الخانجي، القاهرة.
- دول الإسلام: لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي دائرة المعارف العثمانية - حيدر آباد - الدكن، الهند سنة 1364 هـ/ 1365 هـ. - الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب: لأبي إسحاق إبراهيم بن فرحون تحقيق: الدكتور محمد الأحمدي أبو النور دار التراث للطبع والنشر، القاهرة. - الدين الخالص: تأليف: السيد محمد صديق حسن خان مكتبة دار العروبة سنة 1379 هـ/ 1959 م. - ديوان امرئ القيس: تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم دار المعارف، مصر ط: الثالثة. - ديوان أمية بن أبي الصلت، جمع وتحقيق ودراسة: صنعه الدكتور عبد الحفيظ السطلي المطبعة التعاونية، دمشق، ط: الثانية 1977 م. - ديوان حاتم الطائي: تحقيق: الدكتور عادل سليمان جمال مطبعة المدني، القاهرة. - ديوان حسان بن ثابت: تحقيق وتعليق: الدكتور وليد عرفات دار صادر، بيروت 1974 م.
- ديوان ذي الرمة: شرح أبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي رواية أبي العباس ثعلب تحقيق: عبد القدوس أبو صالح مطبعة طربين، دمشق، 1392 هـ/ 1972 م - ديوان الشافعي: جمع: محمد عفيف الزعبي مؤسسة الزعبي، دار الجيل، بيروت، ط: الثالثة 1392 هـ/ 1974 م. - ديوان الشماخ بن ضرار: تحقيق: صلاح الدين الهادي دار المعارف - مصر. - ديوان عبد الله بن الدمينة: صنعة أبي العباس ثعلب، ومحمد بن حبيب تحقيق: أحمد راتب النفاخ مكتبة دار العربية، القاهرة. - ديوان عبد الله بن رواحة: جمع وتحقيق الدكتور: حسن محمد باجودة مكتبة التراث، القاهرة، سنة 1972 م - ديوان علي بن أبي طالب: جمع وترتيب عبد العزيز بهرم - ديوان عمر بن أبي ربيعة: دار بيروت للطباعة والنشر 1398 هـ/ 1978 م ط: ثانية بتعليق وشرح محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة القاهرة، ط: الثانية 1380 هـ/ 1960 م
- ديوان الفرزدق: دار بيروت، بيروت، سنة 1400 هـ / 1980 م. - ديوان كثير عزة: جمع وشرح إحسان عباس نشر: دار الثقافة بيروت، سنة 1391 هـ/ 1971 م. - ديوان لبيد بن ربيعة: تحقيق: يحيى الجبوري نشر: مكتبة الأندلس، بغداد. - ديوان المثقب العبدي: تحقيق: حسن كامل الصيرفي نشر: معهد المخطوطات العربية/ جامعة الدول العربية سنة: 1391 هـ/ 1971 م. - ديوان المجنون " قيس بن الملوح": تحقيق: الدكتورة شوقيه انالجق مطبعة الجمعية التاريخية التركية أنقره 1967 م، طبعة ثانية جمع وتحقيق عبد الستار أحمد فراج. - ديوان النابغة الذبياني: تحقيق: أبو الفضل إبراهيم دار المعارف، مصر. - الذخيرة: لشهاب الدين القرافي المالكي مطبعة كلية الشريعة سنة 1381 هـ/ 1961 م. - ذم الهوى: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
تحقيق: مصطفى عبد الواحد، مراجعة: محمد الغزالي دار الكتب الحديثة، القاهرة، ط: الأولى 1381 هـ/ 1962 م. - الذيل على طبقات الحنابلة: لزين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن رجب دار المعرفة، بيروت، لبنان. - ذيل فصيح ثعلب: لموفق الدين عبد اللطيف بن أبي العز البغدادي تعليق: محمد عبد المنعم خفاجي المطبعة النموذجية، القاهرة ط: الأولى 1368 هـ/ 1949 م. - الرسالة المستطرفة: لبيان مشهور كتب السنة المشرفة للشيخ محمد بن جعفر الكتاني دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الثانية 1400 هـ. - الرصف لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفصل والوصف: للعلامة محمد بن محمد بن عبد الله العاقولي طبعة سنة 1393 هـ/ 1973 م. - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: لشهاب الدين محمود الألوسي إدارة الطباعة المنيرية، دار إحياء التراث العربي بيروت. - الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام: للإمام المحدث عبد الرحمن السهيلي تحقيق: عبد الرحمن الوكيل دار الكتب الحديثة بمصر، ط: الأولى سنة 1387 هـ/ 1967 م. - الروضتين في أخبار الدولتين: لشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي
دار الجيل، بيروت. - روضات الجنات: تأليف: محمد باقر الموسوي طهران 1347 هـ - روضة المحبين ونزهة المشتاقين: لابن قيم الجوزية راجعه: صابر يوسف نشر: مكتبة الجامعة، القاهرة، مطبعة الفجالة الجديدة سنة 1973 م. - روضة الناظر وجنة المناظر: لموفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي نشره: محب الدين الخطيب المطبعة السلفية. ط: الخامسة 1395 هـ. - ابن الرومي: حياته من شعره: تأليف: عباس محمود العقاد المكتبة التجارية الكبرى، مصر، ط: السادسة 1390 هـ/ 1970 م. - الرياض النضرة في مناقب العشرة: لأبي جعفر أحمد الشهير بالمحب الطبري مكتبة الخانجي وشركاه مصر، ط: الأولى - زاد المسير في علم التفسير: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، بيروت: ط: الأولى 1384 هـ/ 1964 م.
- زاد المعاد في هدي خير العباد: لشمس الدين محمد بن أبي بكر المعروف بابن القيم راجعه وقدم له: طه عبد الرؤوف طه. مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، سنة 1390 هـ/1970 م. - الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي: لأبي منصور الأزهري تحقيق: الدكتور محمد جبر الألفي نشر: وزارة الأوقاف الكويتية، طباعة المطبعة العصرية، ط: الأولى، 1399 هـ/ 1979 م. - الزاهر في معاني كلمات الناس: لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري تحقيق: الدكتور حاتم صالح الضامن دار الرشيد للنشر سنة 1399 هـ/ 1979 م. - زهر الآداب وثمر الألباب: لأبي إسحاق الحصري القيرواني شرح: الدكتور زكي مبارك المطبعة الرحمانية، مصر، ط: الثانية. - الزواجر عن اقتراف الكبائر: للهيثمي، أبي العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكي مطبعة مصطفى البابي الحلبي وشركاه، مصر، ط: الثانية 1390 هـ/ 1970 م. - زوائد الكافي والمحرر على المقنع: للعلامة عبد الرحمن بن عبيدان الحنبلي نشر المؤسسة السعدية بالرياض، ط: الثانية.
- الزينة في الكلمات الإسلامية العربية: لأبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي تعليق: حسين بن فيض الله الهمداني دار الكتاب العربي، مصر، ط: الثانية 1957 م. - السبعة في القراءات: لابن مجاهد تحقيق: الدكتور شوقي ضيف دار المعارف، مصر، ط: الثانية. - سبل السلام شرح بلوغ المرام: للأمير محمد بن اسماعيل الصنعاني مطبعة مصطفى البابي الحلبي وشركاه ط: الرابعة 1379 هـ/ 1960 م. - سكردان السلطان: لابن أبى حجلة التلمساني مطبوع على هامش كتاب "المخلاة للعاملي" المطبعة الأدبية بمصر. ط: الأولى. - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة: تخريج: محمد ناصر الدين الألباني المكتب الإسلامي، دمشق، بيروت، ط: الرابعة 1398 هـ. - سمط اللآلئ: للوزير أبى عبيد البكري تحقيق وتصحيح: عبد العزيز الميمني مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1354 هـ/ 1936 م. - السنة قبل التدوين: تأليف: محمد عجاج الخطيب
نشر مكتبة وهبة، مصر، ط: الأولى 1383 هـ/ 1963 م. - سنن الترمذي: لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة تحقيق: أحمد محمد شاكر مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط: الأولى 1356 هـ/ 1937 م. - سنن الدارمي: لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمىِ عناية: محمد أحمد دهمان نشر: دار إحياء السنة النبوية - سنن أبي داود: لأبي داود سليمان بن الأشعث ضبط وتعليق: محمد محيي الدين عبد الحميد دار الفكر، بيروت. - السنن الكبرى: تأليف: أبو بكر، أحمد بن الحسين البيهقي طبعة مجلس دائرة المعارف النظامية بالهند، ط: الأولى 1344 هـ. - سنن ابن ماجة: لأبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني تحقق وترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي عيسى البابي الحلبي وأولاده. - سنن النسائي (المجتبى): لأبي عبد الرحمن بن شعيب النسائي مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده مصر، ط: الأولى 1383 هـ/ 1964 م.
- سير أعلام النبلاء: لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي تحقيق: شعيب الأرنؤوط، حسين الأسد وجماعة، مؤسسة الرسالة بيروت ط: الثانية 1402 هـ/ 1982. - السيرة النبوية: لأبي الفداء إسماعيل بن كثير تحقيق: مصطفى عبد الواحد مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة سنة 1384 هـ/ 1964 م. - شجرة النور الزكية في طبقات المالكية: للعلامة محمد بن محمد مخلوف دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان. - شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لعبد الحي ابن العماد الحنبلي القاهرة 1350 هـ. - شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول في الأصول: لشهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس القرافي تحقيق: طه عبد الرؤوف دار الفكر، بيروت، القاهرة , ط: الأولى 1393 هـ/ 1973 م. - شرح الحماسة: لأبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي تحقيق وتعليق: محمد محيي الدين عبد الحميد مطبعة الحجاز بالقاهرة 1358 هـ.
- شرح ديوان امرئ القيس: تأليف: حسن السندوبي مطبعة الاستقامة، القاهرة. - شرح ديوان جميل بثينة: تأليف: إبراهيم جزيتي المؤسسة العربية للطباعة والنشر، بيروت. - شرح ديوان الحماسة: لأبي علي أحمد بن محمد المرزوقى نشره أحمد أمين، عبد السلام هارون مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر - القاهرة، ط: الثانية. - شرح ديوان كعب بن زهير: لأبي سعيد الحسن بن الحسين بن عبيد الله السكري دار الكتب المصرية، القاهرة، ط: الأولى 1369 هـ/ 1950 م. - شرح ديوان لبيد بن ربيعة: تحقيق: إحسان عباس الكويت 1962 م. - شرح ديوان المتنبي: لعبد الرحمن البرقوقي دار الكتاب العربي، بيروت، سنة 1400 هـ/ 1980 م. - شرح الزرقاني على موطأ مالك: للإمام سيدي محمد الزرقاني مطبعة الاستقامة بالقاهرة، سنة 1373 هـ/ 1954 م. - شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب: لأبي محمد جمال الدين بن هشام الأنصاري.
- شرح شواهد المغني: لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي تصحيح وتعليق محمد محمود بن التلاميذ التركزي الشنقيطي منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان. - شرح صحيح مسلم: لأبي زكريا شرف الدين النووي المطبعة المصرية ومكتبها. - الشرح الصغير على أقرب المسالك: للإمام أحمد الدردير المالكي سنة 1386 هـ/ 1966 م. - شرح الطحاوية في العقيدة السلفية: لعلي بن علي بن محمد بن أبي العز الحنفي الناشر: زكريا علي يوسف مطبعة العاصمة. - شرح العضد على مختصر ابن الحاجب: للقاضي عضد الملك والدين نشر مكتبة الكليات الأزهرية 1393 هـ/ 1971 م. وبهامشه حاشية التفتازاني - شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك: للقاضي بهاء الدين عبد الله بن عقيل دار الفكر، بيروت، ط: السادسة 1399 هـ/ 1979 م. - شرح غريب ألفاظ المدونة: للجبي تحقيق: محمد محفوظ دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط: الأولى 1402 هـ/ 1982 م.
- شرح القصيدة الميمية: لابن قيم الجوزية عرض وتحليل: مصطفى عراقي الناشر: مكتبة ابن تيميه، القاهرة. - الشرح الكبير على متن المقنع: لشمس الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة المقدسي مطبوع على هامش كتاب "المغني لابن قدامة" دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان 1392 هـ/ 1972 م. - شرح الكوكب المنير: لابن النجار، محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي تحقيق: الدكتور محمد الزحيلي، والدكتور نزيه كمال حماد دار الفكر، دمشق، ط: الأولى 1400 هـ/ 1981 م. - شرح مختصر الخرقي: للقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء تحقيق: سعود عبد الله الروقي مطبوعة على الاستنسل، جامعة أم القرى، 1407 هـ/ 1986 م. - شرح مختصر الروضة: لنجم الدين الطوفي تحقيق (الثلث الأول) الدكتور إبراهيم الإبراهيم، رسالة دكتوراه من جامعة أم القرى. حقق (الثلث الثاني) الدكتور بابا بن أده، رسالة دكتوراه بجامعة أم القرى. - شرح معانى الآثار: لأبي جعفر الطحاوي
تحقيق وضبط: محمد زهري النجار دار الكتب العلمية، ط: الأولى 1399 هـ/ 1979 م. - شرح المفصل: لموفق الدين بن يعيش إدارة الطباعة المنيرية، بمصر - شرح مقامات الحريري: لأبي العباس أحمد بن عبد المؤمن الشريشي تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهيم المؤسسة العربية الحديثة، القاهرة، ومطبعة المدني. - شرح المواهب اللدنية: لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني دار المعرفة، بيروت، ط: الثانية 1393 هـ/ 1973 م. - الشعر والشعراء: لابن قتيبة تحقيق: أحمد محمد شاكر دار المعارف، مصر 1377 هـ/ 1958 م. - الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية: تأليف: طاش كبرى زاده نشر: دار الكتاب العربي، بيروت، سنة 1395 هـ/ 1975 م. - الشماخ بن ضرار الذبياني: تأليف: صلاح الدين الهادي، دار المعارف، مصر. - الصاحبي في فقه اللغة: لأحمد بن فارس
تحقيق: السيد أحمد صقر دار إحياء الكتب العربية، القاهرة. - صبح الأعشى في صناعة الإنشاء: لأبي العباس أحمد بن علي القلقشندي، نسخة مصورة عن الطبعة الأميرية. بإشراف المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر. - الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية: لإسماعيل بن حماد الجوهري تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار ط: الثانية 1399 هـ/ 1979 م، 1402 هـ/ 1982 م. - صحيح البخاري: لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري مطبوع مع فتح الباري للحافظ ابن حجر، ترقيم وتحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي المطبعة السلفية. القاهرة سنة 1380 هـ. - صحيح مسلم: لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري تحقيق وترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط: الأولى، 1374 هـ/ 1955 م. - صفة الصفوة: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي تحقيق: محمود فاخوري، محمد رواس قلعة جي مطبعة الأصيل حلب، ط: الأولى 1389 هـ/ 1969 م.
- الصلة: لأبي القاسم، خلف بن عبد الملك المعروف بـ"ابن بشكوال": الدار المصرية للتأليف والترجمة 1966 م. - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: تأليف: محمد بن عبد الرحمن السخاوي نشر مكتبة حسام الدين المقدسي سنة 1353 هـ. - طبقات الأولياء: لابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد المصري تحقيق: نور الدين شريبة مكتبة الخانجي، القاهرة، ط: الأولى 1393 هـ/ 1973 م. - طبقات الحنابلة: للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى نشر: دار المعرفة، بيروت. - طبقات خليفة بن خياط: لأبي عمر خليفة بن خياط تحقيق: أكرم ضياء العمري ساعدت جامعة بغداد على طبعه ونشره. - طبقات الشافعية الكبرى: لتاج الدين عبد الوهاب السبكي تحقيق: د محمود محمد الطناحى، د عبد الفتاح الحلو مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط: الأولى 1383 هـ/ 1964 م. - طبقات الشافعية: للاسنوى، جمال الدين عبد الرحيم
تحقيق: عبد الله الجبوري دار العلوم، الرياض، 1401 هـ/ 1981 م. - طبقات الشعراء: لابن المعتز تحقيق: عبد الستار أحمد فراج دار المعارف - مصر. - طبقات فحول الشعراء: لمحمد بن سلام الجمحي شرحه: محمود محمد شاكر مطبعة - المدني، القاهرة. - طبقات الفقهاء: لأبي إسحاق الشيرازي تحقيق: إحسان عباس، دار الرائد العربي، بيروت: ط: الثانية، 1401 هـ/ 1981 م. - طبقات فقهاء اليمن: لعمر بن علي بن سمرة الجعدي تحقيق: فؤاد سيد دار الكتب العلمية، بيروت: ط: الثانية 1981 م/ 1401 هـ. - الطبقات الكبرى لابن سعد: لأبي عبد الله محمد بن سعد البصري دار صادر، بيروت. - طبقات المفسرين: لشمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداودي تحقيق: علي محمد عمر
مكتبة وهبة، مصر، ط: الأولى 1392 هـ/ 1972 م. - طبقات النحاة واللغويين: لتقي الدين بن قاضي شهبة الأسدي تحقيق: الدكتور محسن غياص مطبعهَ النعمان - النجف الأشرف 1973 م - 1974 م. - طبقات النحويين واللغويين: لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم مطبعة الخانجي بمصر، ط: الأولى 1373 هـ/ 1954 م. - طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية على ألفاظ كتب الحنفية: لأبي حفص عمر بن محمد النسفي دار الطباعة العامرة 1311 هـ. - عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي: لأبي بكر بن العربي دار العلم للجميع، نشر: مكتبة المعارف، بيروت. - العبر في عبر من غبر: لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي تحقيق: صلاح الدين المنجد، فؤاد السيد، الكويت، 1960 م. - العدة في أصول الفقه: للقاضي أبي يعلى، محمد بن الحسين الفراء تحقيق: الدكتور: أحمد بن علي سير المباركي مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: الأولى 1400 هـ/ 1980 م. - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين: لأبي الطيب التقي الفارسي، محمد بن أحمد الحسني المكي
مطبعة السنة المحمدية، القاهرة. - العقد الفريد: لأبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي شرح وضبط أحمد أمين، أحمد الزين، إبراهيم الأبياري دار الكتاب العربي، بيروت 1402 هـ/ 1982 م. - علم المنطق: لأحمد عبده خير الدين المطبعة الرحمانية بمصر، ط: الثانية 1351 هـ/ 1932 م. - عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير: لابن سيد الناس دار المعرفة، بيروت. - عيون الأخبار: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة دار الكتب المصرية، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة. - عيون الأبناء في طبقات الأطباء: لموفق الدين، أحمد بن القاسم بن أبي أصيبعة تحقيق: الدكتور نزار رضا نشر: دار مكتبة الحياة، بيروت 1965 م. - غاية النهاية في طبقات القراء: لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد الجزري نشره: ج برجستراسر، مكتبة الخانجي، مصر، 1351 هـ/ 1932 م.
- غرر المقالة في شرح غريب الرسالة: لأبي عبد الله محمد بن منصور بن حمامة المغراوي مطبوع على هامش الرسالة الفقهية، لابن أبي زيد القيرواني تحقيق: الدكتور الهادي حمو، الدكتور محمد أبو الأجفان دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط: الأولى 1406 هـ/ 1986 م. - غريب الحديث: لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي تحقيق: الدكتور سليمان بن إبراهيم بن محمد العايد دار المدني للطباعة والنشر، جده، ط: الأولى 1405 هـ/ 1985 م. - غريب الحديث: لأبي سليمان، حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي تحقيق: عبد الكريم إبراهيم الغرباوي دار الفكر، دمشق، ط: الأولى 1402 هـ/ 1982 م. - غريب الحديث: لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، الدكن الهند. ط: الأولى 1384 هـ/ 1964 م. - الغريبين "غريبي القرآن والحديث": لأبي عبيد الهروي، أحمد بن محمد تحقيق: محمود محمد الطناحي لجنة إحياء التراث الإسلامى , القاهرة، يشرف على إصدارها محمد توفيق عويضه، 1390 هـ/ 1970 م. - غريب الحديث: لابن قتيبة، عبد الله بن مسلم تحقيق: الدكتور عبد الله الجبوري
مطبعة العاني، بغداد 1977 م. - الغيث المسجم في شرح لامية العجم: لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى 1395 هـ/ 1975 م. - الفائق في غريب الحديث: لجار الله محمود الزمخشري تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، محمد علي البجاوي عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط: الثانية. - فتح الباري شرح صحيح البخاري: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ترقيم وتبويب: محمد فؤاد عبد الباقي المطبعة السلفية، القاهرة 1380 هـ. - فتح القدير، الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير: لمحمد بن علي بن محمد الشوكاني مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط: الثانية 1383 هـ/ 1964 م. - الفتح المبين في طبقات الأصوليين: للعلامة عبد الله مصطفى المراغي نشر: محمد أمين دمج وشركاه، بيروت: ط: الثانية 1394 هـ/ 1974 م. - فتح المغيث شرح ألفية الحديث: لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان نشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ط: الثانية 1388 هـ/ 1968 م.
- فتوح البلدان: لأبي الحسن البلاذري تعليق: رضوان محمد رضوان المكتبة التجارية الكبرى، بمصر سنة 1959 م. - الفروع: لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن مفلح دار مصر للطباعة، القاهرة، ط: الثانية 1379 هـ/ 1960 م. - الفصيح: لأبي العباس، أحمد بن يحيى المعروف بـ "ثعلب" تحقيق: الدكتور عاطف مدكور، دار المعارف، القاهرة 1984 م. - فضائل الصحابة: لأبي عبد الله أحمد بن حنبل تحقيق: وصي الله بن محمد عباس مؤسسة الرسالة، بيروت: ط: الأولى 1403 هـ/ 1983 م. - فعلت وأفعلت: لأبي إسحاق الزجاج، إبراهيم بن السري بن سهل تحقيق: ماجد حسن الذهبي الشركة المتحدة للتوزيع، سوريا، دمشق، ط: الأولى 1404 هـ/ 1984 م. - فقه النوازل: لبكر بن عبد الله أبو زيد مكتبة الرشد، الرياض، ط: الأولى 1407 هـ/ 1986 م.
- فهرس الفهارس والأثبات: للكتاني، عبد الحي بن عبد الكبير تحقيق: إحسان عباس دار الغرب الإسلامي، ط: الثانية 1402 هـ/ 1982 م. - الفهرست لابن النديم: لأبي الفرج محمد بن إسحاق المعروف بالوراق تحقيق: رضا تجدد طبعة طهران سنة 1391 هـ/ 1971 م. - فهرسة ما رواه عن شيوخه: لأبي بكر محمد بن خير الأموي الأشبيلي مطبعة قومش بسرقسطه، ط: الثانية 1382 هـ/ 1963 م. - فوات الوفيات والذيل عليها: تأليف: محمد بن شاكر الكتبي تحقيق: الدكتور إحسان عباس دار صادر، بيروت. - فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت: للعلامة عبد العلي محمد بن نظام الدين الأنصاري المطبعة الأميرية ببولاق 1322 هـ/ مطبوع بهامش المستصفى، ط: الأولى. - في شمال غرب الجزيرة: لحامد الجاسر منشورات دار اليمامة - الرياض، ط: الأولى 1390 هـ. - فيض القدير شرح الجامع الصغير: لمحمد المدعو بعبد الرؤوف المناوي
المكتبة التجارية الكبرى لصاحبها مصطفى محمد ط: الأولى 1356 هـ/ 1938 م، مصر. - قضاة دمشق (الثغر البسام في ذكر من ولي قضاء الشام): لشمس الدين محمد بن طولون الدمشقي تحقيق: صلاح الدين المنجد المجمع العلمي بدمشق سنة 1956 م. - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية: لشمس الدين محمد بن طولون الدمشقي تحقيق: محمد أحمد دهمان دمشق، ط: الثانية 1401 هـ. - قواعد الأحكام في مصالح الأنام: لأبي محمد عز الدين بن عبد السلام السلمي راجعه وعلق عليه: طه عبد الرؤوف سعد مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، 1388 هـ/ 1968 م. - القواعد الفقهية: تأليف: علي أحمد الندوي دار القلم، دمشق، ط: الأولى 1406 هـ/ 1986 م. - القواعد والفوائد الأصولية: لابن اللحام البعلي، علاء الدين أبي الحسن تحقيق: محمد حامد الفقي مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة، 1375 هـ/ 1956 م. - القوانين الفقهية: لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي دار العربية للكتاب، ليبيا، تونس
- الكافي في فقه الإمام أحمد: لموفق الدين بن قدامة المقدسي تحقيق: زهير شاويش المكتب الإسلامي، ط: الثانية 1399 هـ/ 1979 م. - الكامل في التاريخ: لابن الأثير، عز الدين علي بن محمد دار صادر، بيروت 1966 م. - الكامل في ضعفاء الرجال: لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني تحقيق وضبط ومراجعة: لجنة من المختصين بإشراف الناشر دار الفكر، بيروت، ط: الأولى 1404 هـ/ 1984 م. - كتاب الإيمان: لشيخ الإسلام ابن تيمية تصحيح وتعليق: محمد خليل هراس دار الطباعة المحمدية بالقاهرة. - كتاب الأفعال: لأبي عثمان سعيد بن محمد السرقسطي تحقيق: الدكتور حسين محمد محمد شرف الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، 1395 هـ/ 1975 م. - كتاب الحيوان: لأبي عثمان، عمرو بن بحر الجاحظ تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر.
- كتاب الخراج: لأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم نشر: المطبعة السلفية، القاهرة، ط: الرابعة 1392 هـ. - كتاب الروح: لابن القيم مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، مصر، ط: الثانية 1376 هـ/ 1957 م. - كتاب الزهرة: للأصفهاني أبي بكر محمد بن سليمان اعتنى بشرحه الدكتور: لويس نيكل البوهيمي من جامعة شيكاغو مطبعة الآباء اليسوعيين في بيروت، 1932 م/ 1351 هـ. - كتاب العين: للخليل بن أحمد الفراهيدي تحقيق: الدكتور مهدي المخزومي، الدكتور إبراهيم السامرائي دار الرشيد للنشر سنة 1982 م، العراق. - كتاب المحبر: لأبي جعفر محمد بن حبيب تصحيح الدكتورة ايلزه ليختن شتيتر منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت. - كشاف اصطلاحات الفنون: تأليف: محمد علي الفاروقي التهانوي تحقيق: لطفي عبد البديع، الدكتور عبد المنعم حسنين مكتبة النهضة المصرية سنة 1382 هـ/ 1963 م. - الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل: للإمام محمود بن عمر الزمخشري
المكتبة التجارية الكبرى، مصر، ط: الأولى 1354 هـ. - كشاف القناع عن متن الإقناع: تأليف: منصور بن يونس البهوتي علق عليه: هلال مصيلحي مصطفى هلال مكتبة النصر الحديثة، الرياض. - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لمصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة وكالة المعارف 1941 م 1360 هـ. - كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس: لإسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي تعليق: أحمد القلاش مكتبة التراث الإسلامي - حلب. - كشف المشكل في النحو: لعلي بن سليمان الحيدرة اليمني تحقيق: الدكتور هادي عطية مطر مطبعة الإرشاد، بغداد، سنة 1404 هـ/ 1984 م. - الكفاية في علم الرواية: لأبي بكر أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي مراجعة: عبد الحليم محمد عبد الحليم، عبد الرحمن حسن محمود دار الكتب الحديثة، مصر، ط: الأولى. - كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع: لابن حجر الهيثمي مطبوع على هامش الزواجر للمؤلف، مطبعة مصصفى البابي الحلبي وأولاده ط: الثانية 1390 هـ/ 1970 م.
- الكليات: لأبي البقاء الكفوي الحسيني الحنفى طبعة بولاق بالقاهرة 1253 هـ. - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: لعلاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي ضبط وتصحيح: بكري حياني، وصفوة السقا مؤسسة الرسالة، بيروت 1399 هـ/ 1979 م. - الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة: لنجم الدين محمد بن محمد الغزي. - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: للجلال السيوطي المكتبة التجارية الكبرى، مصر. - اللباب في شرح الكتاب: تأليف: عبد الغني الغنيمي الدمشقي الميداني تحقيق: محمود أمين النواوي دار الحديث للطباعة والنشر، حمص، بيروت. - لباب النقول في علم الأصول: للسيد عبد الله بن محمد المنصور المطبعة السلفية، القاهرة. - لحن العوام: لأبي بكر محمد بن حسن الزبيدي تحقيق: الدكتور رمضان عبد التواب المطبعة الكمالية - مصر، ط: الأولى 1964 م.
- لسان العرب: لأبي الفضل جمال الدين محمد بن منظور الإفريقي دار صادر، دار بيروت 1388 هـ/ 1968 م. - لسان الميزان: لشهاب الدين ابن حجر العسقلاني نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ط: الثانية 1971 م 1390 هـ. - لغات التنبيه "المسمى بتصحيح التنبيه": لأبي زكريا محيي الدين يحيى النووي مطبوع على هامش "التنبيه للشيرازي"، مطبعة التقدم العلمية، مصر، 1348 هـ. - اللمع في أصول الفقه: لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط: الثالثة 1377 هـ/ 1957 م. - مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه: للعلامة الحارث بن أسد المحاسبي مطبوع مع كتاب فهم القرآن للمؤلف بعنوان "العلم وفهم القرآن" تحقيق: الأستاذ حسين القوتلي دار الفكر، بيروت، 1391 هـ/ 1971 م. - المبدع في شرح المقنع: لأبي اسحاق، إبراهيم بن محمد بن مفلح المكتب الإسلامي سنة 1394 هـ/ 1974 م.
- مجاز القرآن: لأبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي تعليق: الدكتور محمد فؤاد سزكين مكتبة الخانجي، مصر. - مجمع الأمثال: لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم عيسى البابي الحلبي وشركاه. - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي مؤسسة المعارف، بيروت 1406 هـ/ 1986 م. - المجموع شرح المهذب: لأبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي الناشر: زكريا علي يوسف مطبعة العاصمة، القاهرة. - مجموع الفتاوى: لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية الحراني جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد العاصمي النجدي سنة 1398 هـ. - محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء: لأبي القاسم حسين بن محمد الراغب الأصبهاني. - المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها: لأبي الفتح عثمان بن جني تحقيق: علي النجدي ناصف، الدكتور عبد الفتاح شلبي
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة 1389 هـ/ 1969 م. - المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: لأبي محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي. تحقيق: الرحالي الفاروق، عبد الله إبراهيم الأنصاري، السيد عبد العال السيد، محمد الشافعي العناني طبعة قطر، ط: الأولى 1398 هـ/ 1977 م. - المحصول من علم أصول الفقه: لفخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي تحقيق: طه جابر فياض العلواني جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لجنة البحوث والتأليف والترجمة والنشر، الرياض، ط: الأولى 1399 هـ/ 1979 م. - المحكم والمحيط الأعظم في اللغة: لعلي بن إسماعيل بن سيدة الأندلسي تحقيق: مصطفى السقا، والدكتور حسين نصار مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط: الأولى 1377 هـ/ 1958 م. - المحلى: لأبي محمد بن حزم تصحيح: حسن زيدان طلبه نشر: مكتبة الجمهورية، مصر، سنة 1389 هـ/ 1969 م. - المحيط في اللغة: للصاحب ابن عباد تحقيق: الشيخ محمد حسن آل ياسن مطبعة المعارف، بغداد، ط: الأولى 1395 هـ/ 1975 م.
- محيط المحيط: للمعلم بطرس البستاني مكتبة لبنان، بيروت، طبع مؤسسة جواد للطباعة 1977 م. - مختصر ابن الحاجب مع حاشية التفتازاني بهامش شرح العضد: نشر مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة، 1393 هـ/ 1973 م. - مختصر الخرقي: لأبي القاسم، عمر بن الحسين الخرقي تعليق: محمد زهير الشاويش مؤسسة دار السلام للطباعة والنشر، دمشق، ط: الأولى 1378 هـ. - مختصر طبقات الحنابلة: تأليف: محمد بن عبد القادر الجعفري النابلسي تحقيق: أحمد عبيد مطبعة الترقي - دمشق 1350 هـ. - المختصر لأبي الفداء: تأليف: عماد الدين إسماعيل أبي الفدا دار المعرفة، بيروت. - مختصر المقاصد الحسنة: للإمام محمد بن عبد الباقي الزرقاني تحقيق: الدكتور محمد بن لطفي الصباغ مكتب التربية العربي لدول الخليج، ط: الأولى 1401 هـ/ 1981 م. - المخصص: لابن سيدة، أبي الحسن علي بن إسماعيل الأندلسي المكتب التجاري للطباعة والنشر - بيروت.
- المخلاة: للعاملي، بهاء الدين محمد بن الحسين المطبعة الأدبية، مصر، ط: الأولى - المدخل إلى مذهب أحمد بن حنبل: للعلامة عبد القادر بن بدران الدمشقي الحنبلي تعليق وتصحيح: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي مؤسسة الرسالة، بيروت. ط: الثالثة 1405 هـ/ 1985 م. طبعة ثانية غير محققة، بتصحيح جماعة من العلماء، إدارة الطباعة المنيرية بمصر. - المدونة الكبرى: للإمام مالك بن أنس دار صادر بيروت. - المذهب الأحمد في مذهب الإمام أحمد: تأليف: محيى الدين يوسف بن الجوزي نشر المؤسسة السعدية بالرياض، ط: الثانية. - مراتب النحويين: لعبد الواحد بن علي أبو الطيب اللغوي تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم دار نهضة مصر للطبع والنشر، القاهرة. - المراسيل: لأبي داود سليمان بن الأشعث مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، القاهرة. - مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي
تحقيق: علي محمد البجاوي دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط: الأولى 1373 هـ/ 1954 م. - مرآة الجنان وعدة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان: لأبي محمد عبد الله بن أسعد اليافعي منشورات مؤسسة الأعظمي بيروت، ط: الثانية 1390 هـ/ 1970 م. - مرآة الزمان في تاريخ الأعيان: تأليف: أبو المظفر قزأوغلى المعروف بـ"سبط ابن الجوزي" طبع حيدر أباد - الدكن - الهند - دائرة المعارف العثمانية 1951 م. - مروج الذهب ومعارف الجوهر: لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، سنة 1386 هـ/ 1966 م. - المزهر في علوم اللغة وأنواعها: للجلال السيوطي شرح وضبط مجموعة من المحققين دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه. - مسائل الإمام أحمد: لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، محمد أمين دمج، بيروت، لبنان، ط: الثانية. - مسائل أحمد بن حنبل: رواية لابنه عبد الله بن أحمد تحقيق: زهير شاويش المكتب الإسلامي بيروت، ط: الأولى 1401 هـ/ 1981 م.
- مسائل الخلاف في أصول الفقه: للصيمري، أبي عبد الله الحسين بن علي تحقيق: راشد بن علي الحاي مطبوعة على الاستنسل، رسالة ماجستير من جامعة الإمام بالرياض، 1404 هـ/ 1984 م. - المسائل الفقهية من الروايتين والوجهين: للقاضي أبي يعلى الحنبلي تحقيق: الدكتور عبد الكريم بن محمد اللاحم مكتبة المعارف، الرياض، ط: الأولى 1405 هـ/ 1985 م. - المستدرك على الصحيحين في الحديث: لأبي عبد الله، محمد بن عبد الله المعروف بالحاكم النيسابوري مكتبة ومطابع النصر الحديثة، الرياض. - المستصفى من علم الأصول: لأبي حامد، محمد بن محمد بن محمد الغزالي المطبعة الأميرية بولاق، مصر، ط: الأولى سنة 1322 هـ/، ط: ثانية بتحقيق: محمد مصطفى أبو العلا، شركة الطباعة الفنية المتحدة. - المستطرف في كل فن مستظرف: للأبشيهي، شهاب الدين محمد بن أحمد مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ط: الأخيرة 1371 هـ/ 1952 م. - المستقصى في أمثال العرب: لأبي القاسم جار الله الزمخشري دار الكتب العلمية بيروت، ط: الثانية 1397 هـ/ 1977 م.
- المسند: تأليف: أبي عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله المكتب الإسلامي دار صادر، بيروت، طبعة ثانية، شرح وتحقيق: أحمد محمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، ط: الثالثة، 1368 هـ/ 1949 م. - المسودة في أصول الفقه: لآل تيمية، مجد الدين أبو البركات بن عبد الله، شهاب الدين، عبد الحليم بن عبد السلام تقي الدين أبو العباس، أحمد بن عبد الحليم تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد دار الكتاب العربي، بيروت. - مشارق الأنوار على صحاح الآئار: لأبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي دار التراث، المكتبة العتيقة. - المشترك وضعا والمفترق صقعا: لشهاب الدين أبي عبد الله ياقوت الحموي مؤسسة الخانجي، القاهرة، مكتبة المثنى، بغداد. - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي: لأحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي تصحيح: مصطفى السقا مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، سنة 1369 هـ/ 1950 م. - المصنف: لأبي بكر بن أبي شيبة تحقيق: مختار أحمد الندوي دار السلفية بالهند، ط: الأولى 1402 هـ/ 1982 م.
- المصنف: لأبي بكر عبد الرزاق الصنعاني تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي المكتب الإسلامي بيروت، ط: الأولى 1390 هـ/ 1970 م. - المصنوع في معرفة الحديث الموضوع: للفقيه المحدث الشيخ علي القارى الهروي تحقيق: الشيخ عبد الفتاح أبو غدة مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب، ط: الأولى 1389 هـ/ 1969 م. - مطالب أولى النهى في شرح غاية المنتهى: تأليف: مصطفى السيوطي الرحيباني نشر: المكتب الإسلامي، بيروت: ط: الأولى 1380 هـ/ 1961 م. - المطلع على أبواب المقنع: لأبي عبد الله شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، بيروت، ط: الأولى 1385 هـ/ 1965 م. - المعارف: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة تحقيق: الدكتور ثروت عكاشة دار المعارف، القاهرة، ط: الرابعة 1981 م. - معالم السنن: لأبي سليمان الخطابي مطبوع على هامش "مختصر سنن أبي داود" للمنذري تحقيق: محمد حامد الفقي، مكتبة السنة المحمدية.
- معاني القرآن: للأخفش الأوسط تحقيق: فائز فارس طبعة 1401 هـ/ 1981 م. - المعتمد في أصول الفقه: لأبي الحسين البصري تحقيق: الدكتور محمد حميد الله المطبعة الكاثوليكية، بيروت سنة 1964 م/ 1384 هـ. - معجم الأدباء: لأبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي مكتبة عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر، ط: الأولى. - معجم البلدان: لشهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي دار الكتاب العربي، بيروت. - المعجم الذهبي فارسي - عربي: تأليف: د. محمد التونجي دار العلم للملابين، بيروت، ط: الأولى 1969 م. - معجم الشعراء: لأبي عبيد الله، محمد بن عمران المرزباني تصحيح وتعليق: الدكتورف. كرنكو دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الثانية 1402 هـ/ 1982 م. - معجم شواهد العربية: تأليف: عبد السلام محمد هارون مكتبة الخانجي، مصر، ط: الأولى 1392 هـ/ 1972 م.
- المعجم الصغير: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني تقديم وضبط: كمال يوسف الحوت مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط: الأولى 1406 هـ/ 1986 م. - معجم قبائل العرب القديمة والحديثة: لعمر رضا كحالة مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: الثانية 1398 هـ/ 1978 م. - المعجم الكبير: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي دار العربية للطباعة، بغداد. - معجم لغة الفقهاء: وضعه الدكتور: محمد رواس قلعة جي، الدكتور: حامد صادق قنيبي دار النفائس، بيروت، ط: الأولى 1405 هـ/ 1985 م. - معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع: لأبي عبيد، عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي تحقيق وضبط: مصطفى السقا دار عالم الكتب، بيروت. - المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي: ترتيب وتنظيم جماعة من المستشرقين نشره: أبي. ونسنك، مكتبة بريل ليدن هولندا 1936 م، طبعة ثانية في دار الدعوة باستانبول سنة 1986 م.
- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: وضعه: محمد فؤاد عبد الباقي دار ومطابع الشعب. - معجم المؤلفين (تراجم مصنفي الكتب العربية): تأليف: محمد رضا كحالة نشر مكتبة المثنى، بيروت، ودار إحياء التراث العربي. - المعجم الوسيط: قام بإخراجه الدكتور: إبراهيم أنيس، الدكتور عبد الحليم منتصر، عطية الصوالي، محمد خلف الله أحمد إدارة إحياء التراث الإسلامي، قطر. - المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي تحقيق: أحمد محمد شاكر مطبعة دار الكتب، ط: الثانية 1389 هـ/ 1969 م. - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن عثمان الذهبي تحقيق: بشار عواد، شعيب الأرناؤوط، صالح مهدي عباس مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: الأولى 1404 هـ/ 1984 م. - المغازي: تأليف: محمد بن عمر الواقدي تحقيق: الدكتور مارسدن جونس عالم الكتب، بيروت. - المغرب في ترتيب المعرب: لأبي الفتح، ناصر الدين المطرزي
تحقيق: محمود فاخوري، عبد الحميد مختار مكتبة أسامة بن زيد، حلب، سوريا، ط: الأولى 1399 هـ/ 1979 م. - مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام: للجمال يوسف بن عبد الهادي تحقيق: عبد العزيز بن محمد آل الشيخ سنة 1391 هـ/ 1971 م، مطبعة السنة المحمدية، مصر. - المغني شرح مختصر الخرقي: لأبي محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي دار الكتاب العربي، بيروت سنة 1392 هـ/ 1972 م. - مفاتيح العلوم: للخوارزمي، محمد بن أحمد بن يوسف تحقيق: إبراهيم الأبياري دار الكتاب العربي، بيروت، ط: الأولى 1404 هـ/ 1984 م. - مفتاح السعادة ومصباح السيادة: لأحمد بن مصطفى الشهير بطاش كبرى زاده تحقيق: كامل بكري، وعبد الوهاب أبو النور مطبعة الاستقلال الكبرى، القاهرة 1968 م. - المفردات في غريب القرآن: لأبي القاسم الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني تحقيق وضبط محمد سيد الكيلاني دار المعرفة، بيروت. - المقادير الشرعية والأحكام الفقهية المتعلقة بها: لنجم الدين الكردي مطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1404 هـ/ 1984 م.
- مقاييس اللغة: لأبي الحسين، أحمد بن فارس تحقيق: عبد السلام هارون مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط: الثانية 1389 هـ/ 1969 م. - مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث: لأبي عمر عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح نشر: دار الحكمة، دمشق، سنة 1392 هـ/ 1972 م. - الملل والنحل: لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني تحقيق: محمد سيد كيلاني مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر 1387 هـ/ 1967 م. - من عاش بعد الموت: للحافظ ابن أبي الدنيا تحقيق: مصطفى عاشور مكتبة القرآن بولاق، القاهرة. - منار السبيل في شرح الدليل: للشيخ إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان تحقيق: زهير الشاويش المكتب الإسلامي، بيروت، ط: الأولى 1399 هـ/ 1979 م. - مناقب أحمد بن حنبل: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي نشر: خانجي وحمدان بيروت، ط: الثانية.
- مناقب الشافعي: لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي تحقيق: السيد أحمد صقر نشر مكتبة دار التراث، القاهرة، ط: الأولى 1391 هـ/ 1971 م. - منال الطالب في شرح طوال الغرائب: لأبي السعادات المبارك بن محمد بن الأثير تحقيق: الدكتور محمود محمد الطناحي مكتبة الخانجي للطباعة والنشر والتوزيع. - مناهل العرفان في علوم القرآن: تأليف: محمد عبد العظيم الزرقاني مطبعة عيسى البابي الحلبي وأولاده، ط: الثالثة. - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي مطبعة دار المعارف العثمانية بحيدر آباد الهند، ط: الأولى سنة 1357 هـ. - المنتقى شرح موطأ مالك: لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي نشر: دار الكتاب العربي بيروت، ط: الأولى 1332 هـ. - منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات: لتقي الدين محمد بن أحمد الفتوحي "ابن النجار" تحقيق: عبد الغني عبد الخالق مكتبة دار العروبة، القاهرة 1381 هـ/ 1961 م. - المنخول من تعليقات الأصول: لأبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي تحقيق: محمد حسن هيتو.
- المنهاج في شعب الإيمان: لأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي تحقيق: حلمي محمد فوده دار الفكر، بيروت، ط: الأولى 1399 هـ/ 1979 م. - منهج ذوي النظر شرح منظومة علم الأثر: تأليف: محفوظ بن عبد الله الترمسي مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط: الثالثة 1374 هـ/ 1955 م. - المهذب في فقه الإمام الشافعي: لأبي إسحاق ابراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط: الثانية 1379 هـ/ 1959 م. - المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء: لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي تصحيح: الدكتورف. كرنكو مكتبة القدس، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى 1402 هـ/ 1982 م. مطبوع مع "معجم الشعراء" للمرزباني. - الموسوعة الطبية الحديثة: تأليف: نخبة من علماء المؤسسة بإشراف الإدارة العامة للثقافة بوزارة التعليم العالي، القاهرة. - الموشى أو الظرف والظرفاء: لأبي الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى الوشاء تحقيق: كمال مصطفى مطبعة الاعتماد، مكتبة الخانجي، ط: الثانية 1372 هـ/ 1953 م.
- الموطأ: لمالك بن أنس رحمه الله تحقيق وتصحيح وترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه 1370 هـ/ 1951 م. - ميزان الاعتدال في نقد الرجال: لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي تحقيق: علي محمد البجاوي دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط: الأولى، 1382 هـ/ 1963 م. - النبوات: لتقي الدين أحمد بن تيمية المطبعة السلفية. القاهرة 1386 هـ. - نبوة محمد في القرآن: تأليف: حسن ضياء الدين عتر دار النصر، حلب، سوريا، ط: الأولى 1393 هـ/ 1973 م. - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: لجمال الدين بن تغري بردي الأتابكي طبعة دار الكتب، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والنشر. - نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي تحقيق: محمد عبد الكريم كاظم الراضي مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: الأولى 1404 هـ/ 1984 م.
- نزهة الخاطر العاطر شرح كتاب روضة الناظر: لعبد القادر بن أحمد بن بدران الدومي دار الكتب العلمية، بيروت. - النشر في القراءات العشر: لأبي الخير محمد بن محمد الدمشقي الشهير بابن الجزري تصحيح ومراجعة: علي محمد الضباع. دار الكتب العلمية، بيروت. - نصب الراية لأحاديث الهداية: لأبي محمد عبد الله بن يوسف الزيلعي المكتبة الإسلامية، ط: الثانية 1393 هـ/ 1973 م. - النظم المستعذب في شرح غريب المهذب: لمحمد بن أحمد بن بطال الركبي مطبوع على هامش "المهذب للشيرازي"، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبى وأولاده، مصر، ط: الثانية 1379 هـ/ 1959. - نظام الغريب في اللغة: لعيسى بن إبراهيم بن عبد الله الربعي الوحاظي تحقيق: محمد بن علي الأكوع الحوالي دار المأمون للتراث، دمشق، بيروت، ط: الأولى 1400 هـ/ 1980 م. - نظام المواريث في الشريعة الإسلامية على المذاهب الأربعة: تأليف: عبد العظيم جوده فياض الصوفي دار الكتاب العربي، مصر، ط: الثانية.
- النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل: لابن الغزي، محمد كمال الدين بن محمد العامري تحقيق: محمد مطيع الحافظ، نزار أباظة دار الفكر، دمشق 1402 هـ/ 1982 م. - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: لأحمد بن محمد المقري التلمساني تحقيق: إحسان عباس دار صادر بيروت، 1388 هـ/ 1968 م. - النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر لمجد الدين بن تيمية: تأليف: شمس الدين بن مفلح مطبعة السنة المحمدية، القاهرة 1369 هـ/ 1950 م. - النكت والعيون تفسير الماوردي: لأبي الحسن علي بن حبيب الماوردي تحقيق: خضر محمد خضر مطابع مقهوي - الكويت، ط: الأولى 1402 هـ/ 1982 م. - نهاية الأرب في فنون الأدب: لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري دار الكتب المصرية - القاهرة 1342 هـ/ 1923 م. - نهاية السول في شرح منهاج الوصول إلى علم الأصول: لمحمد بن الحسن البدخشي مطبعة السعادة، مصر، القاهرة. - النهاية في غريب الحديث والأثر: لمجد الدين أبي السعادات ابن الأثير تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، محمود محمد الطناحي نشر: المكتبة الإسلامية.
- النوادر في اللغة: لأبي زيد الأنصاري تحقيق: محمد عبد القادر أحمد دار الشروق، بيروت، القاهرة، ط: الأولى 1981 م/ 1401 هـ. - نور اللمعة في خصائص الجمعة: لجلال الدين السيوطي دار ابن القيم، الدمام، ط: الأولى 1406 هـ/ 1986 م. - نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار: تأليف: محمد بن علي الشوكاني مطبعة مصطفى البابي الحلبي وشركاه، ط: الأخيرة. - نيل المآرب شرح دليل الطالب: للشيخ عبد القادر بن عمر الشيباني حققه: الدكتور محمد سليمان عبد الله الأشقر مكتبة الفلاح، الكويت، ط: الأولى 1403 هـ/ 1983 م. - الهداية في الفقه: لأبي الخطاب الكلوذاني. - هدية العارفين في أسماء المؤلفين: لإسماعيل باشا البغدادي طبع اسطنبول سنة 1951 م. - همع الهوامع في شرح جمع الجوامع: لجلال الدين السيوطي تحقيق وشرح الدكتور عبد العال سالم مكرم دار البحوث العلمية، الكويت سنة 1385 هـ/ 1975 م.
- الواضح في أصول الفقه: لأبي الوفاء علي بن عقيل بن محمد البغدادي تحقيق: موسى بن محمد بن يحيى القرني رسالة دكتوراه مطبوعة على الاستنسل بجامعة أم القرى - مكتبة مركز البحث العلمي. - الوافي بالوفيات: لصلاح الدين خليل الصفدي باعتناء هلموت ربتر نشر فرانز شتاينر بفيسبادت، ط: الثانية 1381 هـ/ 1962 م. - يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر: لأبي منصور عبد الملك الثعالبي النيسابوري شرح وتحقيق: الدكتور مفيد محمد قميحة دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى 1403 هـ/ 1983 م. - يوسف بن عبد الهادي، حياته وآثاره، المخطوطة والمطبوعة: تأليف: صلاح الدين الخيمي مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد السادس والعشرون، الجزء الثاني 1402 هـ/ 1982 م.