الدر الثمين في أسماء المصنفين
ابن الساعي
مقدمة المحققين
تقديم الحمد لله حمد الشاكرين الذّاكرين المقرّين بالآلاء والنّعم، وصلّى الله على سيّدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وخير الخلق من عرب وعجم، وعلى آله وصحبه أجمعين أولي المجد والكرم، وبعد: فقد كتب على تراث الأمة الإسلامية أن يعيش ما عاشته الأمة من محن ونكبات، إذ ضاع الكثير من ذلك التراث في أتون الصّراعات، وتفرّقت البقية الباقية منه شذر مذر في سائر الأقطار والأمصار؛ فقد حفظ قسم كبير منه في مختلف خزائن الكتب العامة، فتمّت الاستفادة منه تحقيقا ودراسة ونشرا، وكنز قسم آخر منه في مكتبات خاصّة دون الوصول إليه شرط الحداد، وخرط القتاد. ومن بين هذا التراث المكنوز نفائس نادرة، طالما تطلّعت إليها همم الباحثين، واشرأبّت لها أعناق الدارسين، لكنها كانت تذكر بحسرة في مؤلّفاتهم وأبحاثهم على أنها مصنّفات مفقودة أو ضائعة. ومن أبرز تلك الكنوز النادرة: كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين لابن أنجب الساعيّ، الذي اشتهر بعنوان أخبار المصنّفين، والذي يعدّ من أهمّ مؤلفات هذا العالم الكبير، فقد ذكر، في أكثر من بحث، أنه من الكتب المفقودة، وكنا بدورنا نحسبه كذلك، على الرّغم من أننا كنّا نعلم أنه كان من الضّنائن التي تفرّدت بحفظها خزانة العلاّمة محمد عبد الحيّ الكتّاني رحمه الله (¬1)؛ لكننا لم نقف له على ذكر في فهارس مخطوطات الخزانة الوطنية، قسم الخزانة الكتّانية. وبعد الاطّلاع على كشّاف الكتب المخطوطة المحفوظة بالقصر الملكيّ بمراكش، الذي أنجزه محمد بن ¬
عبد الهادي المنونيّ رحمه الله، تحقّقت البغية، وتيسّر الطلب، وكانت المفاجأة الكبرى، حين عثرنا على هذا الكتاب ضمن القسم الباقي من خزانة هذا العالم الجليل، المحفوظ هناك. ويعدّ كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين من أهمّ المصادر التي استقصت أخبار المصنّفين وما صنّفوه في التراث العربي، ويضمّ هذا الجزء؛ الذي نسعد اليوم بإخراجه إلى النّور؛ أربع مائة وثمان عشرة ترجمة من تراجم المصنّفين، وأسماء مصنّفاتهم، ونتفا من أشعارهم، وطرائف من أخبارهم، منها إحدى وعشرون ترجمة لرجال القرن السابع الهجري. وقد صدّره مؤلّفه بمقدّمة لم يبق منها إلا قسم يسير. وافتتح كتابه هذا بتراجم المحمّدين، فبدأ بترجمة محمد بن إدريس الشافعيّ، باعتباره «أول من صنّف الفقه ودوّنه»، وأتبعهم بتراجم من سمّي إبراهيم، فالذي يليه حسب ترتيب حروف المعجم (¬1). ولم يلتزم ابن أنجب بمنهج محدّد في تراجم هذا الكتاب، فهناك تراجم طويلة استوفى فيها الأركان الأساس في الترجمة، كالاسم والكنية، وبعض الشيوخ، والتلاميذ، والمصنّفات، وتاريخ المولد والوفاة، وأضاف إلى ذلك بعض الأخبار، أو النّكات الأدبية، أو ما استحسن من أشعار وأخبار المترجم، وهناك تراجم قصيرة لا تتعدّى السطر أو السّطرين أخلّ المؤلّف فيها بما سبق ذكره من أركان الترجمة. وعلى الرّغم من أنّ أغلب من ترجمهم ابن أنجب في هذا الكتاب سبق التعريف بهم في كتاب الفهرست للنّديم، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي، إلاّ أنّ كتاب الدّرّ الثمين يضمّ مجموعة مهمّة من تراجم شيوخ ابن أنجب ومعاصريه. وهو فيها عمدة لغيره، ومصدر هامّ لها لا يستغنى عنه، لأنه استقى بعض أخبار مترجميه منهم مباشرة، دون عزو أو إسناد، ¬
كما وقف على مؤلّفاتهم، وقرأ بعضها عليهم، وأشار إلى ذلك في غير ما موضع من هذا الكتاب. كما يضمّ الدّرّ الثمين طائفة مهمّة من الإفادات التاريخية، وأخبار بعض المدارس والرّباطات، وتواريخ افتتاحها، وذكر بعض الشّيوخ الذين درّسوا بها، وغير ذلك من المعلومات التي لا تخفى أهميتها، وإن جاءت عرضا في تضاعيف تراجم المصنّفين. والجانب الطريف والهامّ في هذا الكتاب، والذي يهمّ علماء الفهرسة والمتتبّعين لأخبار الكتب بشكل خاصّ، هو ما يتعلّق ببعض أخبار ابن أنجب نفسه، وبعض أسماء مصنّفاته التي لا تزال مفقودة إلى الآن، فقد ذكر في كتابه هذا ستة عشر عنوانا من مؤلّفاته التي لا نجد لها ذكرا في غير هذا الكتاب. كما وجدنا فيه أيضا أخبارا في غاية الأهميّة عن بعض المؤلّفات التي قرأها، أو تملّكها، أو وقف عليها في خزانة كتب المدرسة النّظامية، إلى غير ذلك من أخبار المصنّفات والمصنّفين التي أتحفنا بها ابن الساعي في درّه الثمين. هذا، وقد اعتمد ابن أنجب، في جمع بعض هذه الأخبار، على مجموعة مهمّة من مصادر التراث، ولقف بعضها الآخر من أفواه شيوخه، أو ممّا شاهده أو طالعه في كتب المتأخّرين، ولا شكّ أن عمله، كخازن للكتب في خزانتين عظيمتين هما: خزانة المدرسة النّظامية، وخزانة المدرسة المستنصرية، قد ساعده على جمع هذا الكمّ الهائل من أخبار المؤلّفين ومؤلّفاتهم. وقد حاولنا في هذا العمل نقل متن الدّرّ الثمين من أصله نقلا سليما، مراعين فيه قواعد الإملاء الحديثة، مع شكل ما أشكل من الأسماء، وتوثيق ما يستلزم التوثيق من روايات وأشعار وأخبار، بإيجاز واختصار، وصدّرنا الكتاب بتقديم تناولنا فيه محورين رئيسين: -عرضنا في المحور الأول حياة ابن أنجب الساعي، فذكرنا نسبه، وبعض شيوخه، وتلاميذه، ومكانته في عصره، ووظائفه، ومؤلّفاته،
ووفاته. -وتناولنا في المحور الثاني المؤلّف، حيث عرّفنا بكتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين، ووثّقنا نسبته لصاحبه، وحاولنا تحديد تاريخ تأليفه. ووصفنا النّسخة الوحيدة التي اعتمدناها، وحدّدنا المنهج المتبع في الضّبط والتعليق، وذيّلنا الكتاب بفهارس عامة ومفصّلة. وقد واجهتنا أثناء إنجاز هذا العمل عراقيل عدة، أهمّها صعوبة قراءة المخطوط، بسبب ما لحقه من رطوبة شديدة أدّت إلى التصاق أوراقه، بعضها ببعض، وتداخل أسطره بعضها ببعض، وما حدث من جرّاء ذلك من اندراس بعض كلماته، وانطماس بعض حروفه، ممّا جعل تبيّن رسم بعض الكلمات والحروف مستحيلا. ولا يفوتنا في ختام هذا التقديم أن نقدّم الشكر الجزيل للأساتذة: محمد أيوب الإصلاحي، وعزير شمس، ومحمد السّليماني، وعزّت حسن، وعبد الحكيم الأنيس، الذين تفضّلوا بموافاتنا بملاحظاتهم القيّمة بعد قراءة الكتاب قراءة متأنّية. ندعو الله العليّ القدير أن نكون قد وفّقنا بعض التوفيق إلى إخراج هذا الكتاب على هذه الصّورة، آملين أن ينال لدى الباحثين عامة، والمثقّفين بشئون الكتاب خاصّة، ما هو جدير به من تقدير. كما ندعو الله تعالى أن يجعل مجهودنا هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعله من العلم النافع الذي يفيد في الحياة، ويدّخر أجره إلى ما بعد الممات، فمن رأى فيه حسنة قال، ومن رأى سيئة أقال. فخيرا أردنا، ومضنونا به أذعنا، وذخيرة أشعنا. والله الموفّق للصواب، وإليه المرجع والمآب. والحمد لله الذي تتمّ بنعمته الصالحات أحمد شوقي بنبين محمد سعيد حنشي
مقدمة
الرباط يوم الاثنين 29 ذي القعدة 1428 هـ الموافق 10 دجنبر 2007 م مقدّمة: - Iمع المؤلّف: أولا: نسبه (ابن الساعي) (¬1): هو: تاج الدّين أبو طالب عليّ بن أنجب بن عبد الله بن عمّار بن عبيد الله بن عبد الرحيم البغداديّ (¬2)، المعروف بابن الساعيّ (¬3)، المؤرّخ ¬
المشهور، ويعرف أيضا بالخازن (¬1)، لأنه كان خازن كتب المدرسة النّظامية والمدرسة المستنصرية ببغداد، وهما من أعظم خزائن الكتب في عصره. ورغم شهرة هذا العالم الجليل، فقد وقع في اسمه خلط كبير عند بعض من ترجمه. وهكذا، فقد ترجم في الجواهر المضيّة باسم ابن الساعاتي، نسبة إلى عمل الساعات (¬2). وذكره بهذا الاسم أيضا كلّ من محمد بن أحمد التّجانيّ في تحفة العروس، الذي استشهد بأحد أخباره في تاريخه فقال: «قال ابن الساعاتيّ في تاريخه. . .» (¬3). وبنفس الاسم ذكره الشيخ عبد الحيّ الكتّانيّ في بعض مؤلّفاته، كتاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألّف في الكتب، والتراتيب الإدارية في نظام الحكومة النبويّة، وفهرس الفهارس، فقد قال في الأول: «هو الإمام المحدّث البارع المؤرّخ تاج الدّين أبو طالب عليّ بن أنجب بن عثمان بن عبيد الله، المعروف بابن الساعاتي. . .» (¬4)، وقال في الثاني: ومنهم: صاحب كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين، وهو عندي، في مجلّد، ومؤلّفه: الإمام المؤرّخ البارع تاج الدّين أبو طالب عليّ بن أنجب. . . المعروف بابن الساعاتي» (¬5). ¬
ثانيا: مولده ونشأته وطلبه للعلم
وذكر اسمه أيضا محرّفا في كلّ من تاريخ ابن الفرات، وكتاب المخلاة لبهاء الدّين العاملي، وكتاب التذكرة التّيمورية، فسمّي في الأول: ابن السباعي، والصواب حذف الباء. وسمّي في الثاني: ابن الساهي، وهو تحريف واضح. وسمّي في الثالث: ابن المساعي، وهو أيضا تحريف، وصوابه ابن الساعي (¬1). إلاّ أن المشهور والمتفق على صحّته بين تلاميذه ومعظم مترجميه هو: ابن أنجب الساعي. ثانيا: مولده ونشأته وطلبه للعلم: ولد عليّ بن أنجب في شهر شعبان سنة (593 هـ-1197 م) بمدينة بغداد، على عهد الخليفة أبي العبّاس أحمد الناصر لدين الله العباسيّ، في أسرة متواضعة، إذ كان أبواه من عامّة الناس، فلم يرد في المصادر ما يدلّ على أنّ أباه كان من علماء عصره، أو من أعيان مصره الذين لهم حظوة عند سلطان أو وجيه من الوجهاء. وكان ابن أنجب منذ حداثة سنّه محبّا للعلم والعلماء، شغوفا بحضور مجالس الفضلاء، وكان يتردّد على حلقات العلم بمساجد بغداد ورباطاتها، ففيها حفظ القرآن الكريم، وسمع الحديث الشريف، ودرس علوم العربية، والتاريخ والأخبار، والسّير والمغازي والآثار، والفقه والآداب والأشعار، وغيرها من العلوم، على يد مجموعة من المشايخ الفضلاء. وبما أنّنا لم نقف على مشيخته التي فصّل فيها الحديث عن شيوخه، وإجازاته، ومحفوظاته، ومرويّاته، ومجالس العلم التي كان يحضرها، فسنكتفي هنا بإيراد ما بقي من هذه الأخبار التي وجدناها في مؤلّفاته. يقول مثلا في وصف أحد مجالس شيخه عبد الوهّاب بن سكينة، مبرزا علاقة الودّ التي كانت تربطه به، ومؤكّدا حرصه على التعلّم والحفظ: «وأذكر وأنا صبيّ راهق الحلم، وأنا ألتذّ بالنظر إليه، ولا أسأم ¬
ثالثا: ذكر بعض شيوخه
القعود بين يديه، ولمّا رأى منّي ذلك أحبّني، وكان يسألني عن حالي، ويسأل عنّي إذا غبت، ويخصّني بشيء من الحلاوة في كلّ وقت كنت أحضر عنده، وكان له ولد اسمه عبد الرحيم، ولقبه عون الدّين، يأمره بالقعود معي ويقول: اقرأ معه بالإرادة، فإذا رأى عنده تقصيرا أو ميلا إلى لعب، ينكر عليه ويقول له: لم لا يكون لك مثل هذا؟ فإنّ له همة، أرجو له الصّلاح، وكان يعتذر إليه ويقول: هذا أكبر منّي. ولقد صدق رحمه الله، فإنّي كنت أسنّ منه بسنتين. فكان الشيخ رحمه الله إذا تكلّم يظهر البهاء والنّور على ألفاظه، وتقبلها الأسماع والقلوب، ولا يشبع جليسه من مجالسته. ولقد حضرت عند جماعة من شيوخ العلم والموسومين بالزّهادة والعبادة، فلم أر فيهم أكمل منه، ولا أحسن طريقة وسمتا» (¬1). وبمثل هذه العبارات الرّقيقة الصّادقة، وصف ابن أنجب مجموعة من شيوخه في الدّرّ الثمين. ثالثا: ذكر بعض شيوخه: عاش عليّ بن أنجب الساعي في عصر كثر فيه العلماء والفضلاء، خصوصا في مدينة بغداد؛ إحدى المدن العالمة في ذلك الوقت؛ التي لا يكاد يخلو موضع فيها من مدرسة، أو جامع، أو رباط، أو خانقاه. وكلّها كانت تعجّ بحلقات الدرس والتحصيل في مختلف العلوم. وقد ذكر جلّ من ترجم ابن أنجب أنّ شيوخه كانوا كثرا، وأنّ إجازاته ومروياته متعدّدة، لذلك قيل في وصف مشيخته: إنّها تقع في عشرة مجلّدات (¬2). وبما أنّ هذه المشيخة ما زالت في حيّز المفقود، فسنكتفي بذكر بعض شيوخه الذين ذكرهم في كتبه، أو ذكروا عرضا في كتب التواريخ والسّير، فمنهم: ¬
1. محبّ الدّين أبو عبد الله محمد بن محمود بن حسن بن هبة الله بن محاسن البغداديّ، المعروف بابن النجّار (ت.643 هـ). أخذ عنه ابن أنجب تاريخه الذي ذيّل به تاريخ بغداد، ودليل ذلك قوله في ترجمته في الدّرّ الثمين: «وله من التصانيف كتاب التاريخ المجدّد المذيّل به على تاريخ الخطيب في ستة عشر مجلّدا بخطّه. . . وقد قرأته عليه، ووقف كتبه ووصّى إليّ بالنظر فيها» (¬1). 2. أبو عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى بن عليّ بن حجّاج الدّبيثيّ الواسطيّ الشافعيّ (ت 637 هـ): قرأ عليه ابن أنجب تاريخه، وقال في ترجمته في الدرّ الثمين: «شيخنا أبو عبد الله الحافظ، الواسطيّ المولد البغداديّ الدار والوفاة، استفدت منه، وأخذت عنه. . . صنّف تاريخا ذيّل به تاريخ أبي سعد عبد الكريم ابن السّمعاني، واستدرك عليه في عدّة شيوخ وهم فيهم، قرأته عليه. .» (¬2). 3. محمد بن علوان بن محمد بن مهاجر، شرف الدّين أبو المظفّر الموصليّ الشافعيّ (ت.621 هـ): أقرّ بمشيخته في ترجمته في كتاب الدّرّ الثمين أيضا فقال: «شيخنا أبو المظفّر الموصلي. . .» (¬3)، وقد أخذ عنه الفقه وأصوله. 4. شهاب الدّين أبو عبد الله ياقوت الحمويّ الروميّ (ت.626 هـ): أقرّ ابن أنجب بمشيخته صراحة في الدّرّ الثمين في ترجمة أبي القاسم الجبائيّ حين قال معلّقا على سنة وفاة هذا الأخير: «ذكر ذلك شيخنا ياقوت الحموي» (¬4). وبالإضافة إلى ذلك، نقل عنه في هذا الكتاب ¬
مجموعة مهمّة من الأخبار، كقوله مثلا في ترجمة العماد الأصبهاني: «ومن شعره ما أخبرني به الأديب ياقوت الحمويّ عنه» (¬1). كما نقل عنه في تاريخه الجامع المختصر خبرا يقول فيه: «أنبأني ياقوت الحمويّ قال: أنشدني ولد فخر الدّين الرازي قطعا من شعره. .» (¬2). 5. محمد بن يحيى بن عليّ بن الفضل بن هبة الله بن بركة بن فضلان (ت.631 هـ): أقرّ بمشيخته في ترجمته في هذا الكتاب، حين قال: «شيخنا قاضي القضاة أبو عبد الله الملقّب محيي الدّين، رئيس الفقهاء في زمانه على الإطلاق. .» (¬3)، وقد أخذ عنه الفقه وأصوله. 6. عماد الدّين أبو المجد إسماعيل بن هبة الله بن باطيش الموصليّ الشافعي (¬4) (ت 655 هـ): ذكر ابن أنجب أنه من شيوخه في ترجمة محمد بن عبد الكريم الشّهرستاني، حين قال: «ذكره شيخنا العماد إسماعيل بن هبة الله بن باطيش الموصلي» (¬5). 7. محمد بن أبي الفرج بن بركة، أبو المعالي، المعروف بالفخر الموصلي (ت.621 هـ): قال في ترجمته: «كان من مجوّدي القرآن، قرأت عليه القرآن المجيد بالقراءات، واستفدت منه، وكان طيّب الأخلاق كيّسا متواضعا متودّدا ¬
لطيف العشرة. . .» (¬1)، وذكر له مجموعة من الكتب في علوم القرآن. 8. عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب البغداديّ، أبو محمد (¬2) (ت.637 هـ): قال فيه الإمام الذهبي: كان عدلا ثقة، إماما صالحا، ولاّه المستنصر خزانة كتبه. ذكره ابن أنجب عرضا ضمن شيوخه في كتاب الدّرّ الثمين، فقال: «وقد أنبأني شيخنا عبد العزيز بن دلف» (¬3). 9. سيف الدّين، أبو المظفّر محمد بن مقبل بن فتيان بن مطر النّهروانيّ الحنبليّ، الشهير بابن المنّي (ت.649 هـ): قال فيه الإمام الذهبي: كان من جلّة العلماء، وكان عدلا إماما فقيها بصيرا بالاختلاف (¬4)، ذكره ابن أنجب ضمن شيوخه في الدرّ الثمين، فقال: «وقد أنبأني شيخنا. . محمد ابن المنّي (¬5). 10. إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي البغداديّ الأزجيّ الحنبلي، المشهور بابن الخيّر (ت.648 هـ): ذكره أيضا ابن الساعي ضمن شيوخه في هذا الجزء من الدرّ الثمين، فقال: «وقد أنبأني شيخنا. . ابن الخيّر» (¬6). 11. الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن عليّ بن إسماعيل، أبو الفضائل الصّغانيّ القرشيّ العدويّ العمريّ الحنفي (ت.650 هـ): ترجمه ابن أنجب في هذا الجزء من كتابه الدّرّ الثمين ترجمة وافية، وأقرّ بمشيخته فقال: «قرأت عليه المقامات الحريرية حفظا وغيرها، وكان خيّرا، حسن الطريقة، جميل الأمر، ظاهر النسك، وقورا. . وكان يحضّ ¬
على قراءة كتاب معالم السّنن للخطّابي، ويقول: من حفظه ملك ألف دينار، وأنا حفظته وملكتها. . وصنّف شيخنا الصّغاني. . كتاب أسماء الأسد قرأته عليه. .» (¬1). 12. زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن الحارث الأصغر، أبو اليمن الكنديّ (ت.613 هـ) (¬2): قال فيه ابن أنجب في هذا الكتاب: «شيخنا تاج الدّين أبو اليمن الكنديّ العلاّمة، الإمام في معرفة علوم العربية نحوا ولغة، الحافظ الجامع لأسباب الفضائل، محطّ الرّكبان، وحسنة الزمان. . وكان حيّا في سنة اثنتي عشرة وستّ مائة، وكتب إليّ بالإجازة بعد هذا التاريخ رحمه الله» (¬3). 13. موفّق الدّين قاسم بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي حديد، أبو المعاني المدائنيّ الأصولي (ت.656 هـ) (¬4): ذكر الإمام الذهبيّ أنّ ابن أنجب أخذ عنه (¬5). 14. سالم بن أحمد بن سالم بن أبي الصّقر، أبو المرجّى التميميّ، الملقّب بالمنتجب (ت.611 هـ): ترجمه ابن أنجب في الدّرّ الثمين، فقال: «هو أوّل شيخ قرأت عليه. . وكان قيّما بعلم الأدب، لا سيّما علم العروض والقوافي، لا يشاركه في ذلك أحد من أهل زمانه» (¬6). ¬
15. محبّ الدّين أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبريّ البغداديّ الأزجيّ الحنبليّ الضّرير (ت.616 هـ): ذكره عرضا في الدّرّ الثمين ضمن شيوخه في ترجمة صديقه صدقة بن أبي السّعود، الملقّب بالعفيف، فقال: «قرأ على شيخنا أبي البقاء النّحويّ طرفا صالحا من النّحو واللّغة» (¬1). وذكر ابن رافع السّلاّميّ في المنتخب المختار أنّ ابن أنجب أخذ عن العكبريّ القراءات (¬2). 16. ضياء الدّين أبو أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن سكينة البغداديّ الصّوفيّ الشافعي (ت.607 هـ): ذكر عرضا في هذا الكتاب، ضمن شيوخ ابن أنجب، في ترجمة إسماعيل بن الحسين بن محمد المروزيّ العلوي: «قرأ على أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرّزيّ الخوارزمي. . . وعلى شيخنا عبد الوهاب بن سكينة» (¬3). كما ذكر ابن أنجب ابن سكينة، ضمن شيوخه، في مواضع أخرى من كتابه أخبار الزّهّاد. وذكر في نساء الخلفاء (¬4) أنّه روى عنه بالإجازة. 17. شهاب الدّين أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله السّهرورديّ البغداديّ (ت.632 هـ): صرّح بمشيخته في الجزء التاسع من كتابه الجامع المختصر، حين قال: «تقدّم إلى شيخنا شهاب الدّين عمر السّهرورديّ بالجلوس» (¬5)، وهو الذي ألبس ابن أنجب خرقة التصوّف سنة ثمان وستّ مائة (¬6). وقد ذكر ابن أنجب ذلك في كتابه أخبار الزّهاد، فقال: «وقد ذكرت في خطبة هذا ¬
الكتاب كونه ألبسني خرقة التصوّف، وأنعم في حقّي، وظهرت آثار عنايته، وشملتني بركته، وبسببه جمعت هذا الكتاب» (¬1). 18. أبو القاسم عليّ بن عبد الرحمن، ابن الجوزي (ت.630 هـ) (¬2): ذكره ابن أنجب ممّن روى عنهم في تاريخه فقال: «ومن شعره ما أنشدني أبو القاسم عليّ ابن الجوزي رحمه الله. . .» (¬3). 19. أبو طالب الحسين بن أحمد بن المهتدي بالله: ذكر ابن أنجب أنه قرأ عليه بمنزله بدار الخلافة المعظّمة (¬4). 20. عبد الرّحمن بن الغزال: ذكره ابن أنجب مع من ذكر من شيوخه في تاريخه حين قال: «وأخبرني الشيخ عبد الرحمن بن الغزال كتابة» (¬5). 21. أبو محمد عبد العزيز بن أبي نصر محمود بن المبارك بن محمود الجنابذيّ البغداديّ، المعروف بابن الأخضر (ت.611 هـ) (¬6): ذكره ابن أنجب ضمن شيوخه، في كتابه أخبار الزّهاد، حين قال: «وحدّث شيخنا الحافظ أبو محمد ابن الأخضر. .» (¬7)، وذكره أيضا الإمام الذهبي، ضمن شيوخ ابن الساعي، حين قال: «فروى بالإجازة عن أبي سعد الصفّار. . وعن عبد الوهاب بن سكينة، والكندي، وابن الأخضر، وأحمد ابن الدّبيقي» (¬8). ¬
21. عميد الدّين أبو العبّاس أحمد بن جعفر بن أحمد بن محمد الدّبيثيّ البيّع الواسطيّ الأديب (ت.621 هـ) (¬1): ذكره الحافظ الذهبيّ، ضمن شيوخ ابن أنجب، في النصّ، الذي أوردناه آنفا. وقال الحافظ ابن كثير في ترجمته: «وقد أورد له ابن الساعي شعرا حسنا فصيحا حلوا لذيذا في القلب» (¬2). 23. أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ الموصليّ (ت.614 هـ) (¬3): ذكر ابن رافع السّلاّميّ أنه من شيوخ ابن أنجب (¬4). 24. الحسن بن المبارك الزّبيديّ (ت.609 هـ) (¬5): ذكر ابن رافع السّلاّميّ أنّ ابن أنجب سمع منه البخاري (¬6). 25. الحسين بن المبارك الزّبيديّ (ت.631 هـ) (¬7): ذكر ابن رافع السّلاّميّ أنّ ابن أنجب سمع منه البخاري (¬8). 26. أبو زكريا يحيى بن القاسم بن مفرّج الثّعلبيّ التّكريتيّ الشافعيّ (ت.616 هـ) (¬9): ¬
القارئ المفسّر اللّغويّ النّحويّ الشاعر، ولي القضاء بتكريت، ثم تولّى التدريس بالمدرسة النّظامية. ذكره ابن أنجب، ضمن شيوخه، في كتابه أخبار الزّهاد، فقال في ترجمة شيخه ابن سكينة: «وقد ذكره شيخنا أبو زكريا يحيى التّكريتيّ مدرّس النّظامية في جملة مشايخه. . .» (¬1). 27. أبو محمد إسماعيل بن سعد الله بن حمدي البغداديّ البزّاز الخرقيّ (¬2) (ت.614 هـ): ذكره الإمام سراج الدّين عمر بن عليّ القزوينيّ في مشيخته، ضمن شيوخ ابن أنجب، فقال: «كتاب إحياء علوم الدّين. . . سمعته جميعه على الشيخ شمس الدّين أبي عبد الله محمد بن سعيد. . . الحدّاديّ. . . بسماعه على الشيخ العالم تاج الدّين أبي طالب عليّ بن أنجب بن عثمان الخازن المؤرّخ، بروايته عن شيخه أبي محمد إسماعيل بن سعد الله بن حمدي» (¬3). 28. ضياء الدّين أبو الفتح نصر الله بن محمد الشّيبانيّ الجزريّ، الشهير بابن الأثير (¬4) (ت.637 هـ): العلاّمة الوزير المنشئ، صاحب كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، ذكره أيضا، ضمن شيوخه، في تاريخه الجامع المختصر (¬5). 29. أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن حسين البغداديّ، المشهور بابن القطيعي (ت.634 هـ) (¬6): ¬
ذكره عليّ بن أنجب، ضمن شيوخه، في تاريخه (¬1). وذكره ابن رافع السّلاّميّ أيضا ضمن من ذكر من شيوخ ابن أنجب (¬2). 30. أحمد بن أحمد بن أحمد بن كرم البندنيجيّ البغداديّ الأزجيّ (¬3)، المعدّل، الإمام الحافظ، مفيد بغداد (ت.615 هـ): ذكره ابن أنجب، ضمن الشيوخ الذين روى عنهم، في تاريخه (¬4). 31. سعيد بن أبي الفتوح المبارك بن بركة بن عليّ، أبو القاسم البغداديّ اللبّان، المعروف بابن كمّونة النّخّاس (¬5) (ت.612 هـ): ذكره ابن رافع السّلاّميّ في المنتخب المختار مع شيوخ ابن أنجب (¬6). وقال الحافظ الذهبي: «وآخر من سمع منه عليّ بن أنجب الحافظ» (¬7). 32. محمد بن أحمد بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم، أبو المعالي الجيليّ البغداديّ (¬8)، المتوفّى ببغداد سنة سبع وعشرين وستّ مائة: نقل الإمام الذهبيّ عن ابن أنجب قوله: «ختمت عليه القرآن تلقينا، وسمعت بقراءته على جماعة، وكان صالحا وقورا يحضر عنده خلق كثير لميعاده» (¬9)، ونقل عنه ابن العماد الحنبليّ قوله: «ثقة صالح جميل الطريقة، من بيت العدالة والرّواية» (¬10). ¬
33. جبريل بن زطينا الكاتب البغداديّ (¬1) (ت.626 هـ): «كان نصرانيّا، فأسلم، وحسن إسلامه، وتزهّد. روى عنه من شعره أبو طالب عليّ بن أنجب» (¬2). 34. أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن الحسين بن سليمان الباجسرائيّ البغداديّ الحنبليّ (ت.612 هـ) (¬3): ذكر ابن العماد الحنبليّ أنّ ابن أنجب الساعي روى عنه بالإجازة، وأنشده: [البسيط] إذا أفادك إنسان بفائدة … من العلوم فأدمن شكره أبدا وقل فلان جزاه الله صالحة … أفادنيها وألق الكبر والحسدا (¬4) 35. أحمد بن أحمد بن مسعود، أبو العباس الهاشميّ البغداديّ الحنبليّ الخطيب العدل (ت.634 هـ) (¬5): ذكره ابن أنجب، ضمن من ذكر من شيوخه، في تاريخه (¬6). وقال ابن العماد الحنبلي: إنّ ابن الساعي سمع منه (¬7). 36. عماد الدّين أبو بكر بن يحيى السّلاميّ، المعروف بابن الحبير (ت.637 هـ): ذكره ابن أنجب، ضمن شيوخه، في تاريخه الجامع المختصر (¬8). 37. محمد بن عبد الواحد بن أحمد، أبو الكرم القرشيّ الهاشميّ ¬
البغداديّ، المعروف بابن شفنين (ت.640 هـ) (¬1): كان إماما مسندا، روى عنه ابن أنجب بعض الأخبار في كتابه نساء الخلفاء (¬2). 38. محمد بن عبد الله بن الحسين السامرّيّ، نصير الدّين أبو عبد الله الفقيه الفرضيّ الحنبليّ، يعرف بابن سنينة (ت.616 هـ) (¬3): ذكر ابن العماد الحنبليّ أنّ ابن أنجب كتب عنه (¬4). 39. أحمد بن يحيى بن بركة بن محفوظ، المعروف بابن الدّبيقي (¬5) (ت.612 هـ): ذكر الإمام الذهبيّ في تاريخه، أنّ ابن أنجب كان من تلاميذه (¬6). 40. عماد الدّين أبو طاهر عبد الله بن جعفر بن النّفيس بن عبيد الله العلويّ الحسينيّ الكوفي: «ذكره ابن أنجب في مشيخته، وقال: كان أديبا شاعرا. . .» (¬7). 41. عماد الدّين أبو العباس أحمد بن محمود بن أحمد بن عبد الله الواسطيّ القاضي (¬8) (ت.616 هـ): ذكره ابن أنجب، ضمن شيوخه، في تاريخه. 42. أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفّار النّيسابوريّ ¬
الشافعيّ (¬1) (ت.600 هـ): ذكره عمر بن عليّ القزوينيّ، ضمن شيوخ ابن أنجب، في مشيخته أكثر من مرّة، وروى عنه مجموعة من المرويّات، منها: كتاب الأربعين المسلسلات المستخرجة من الصّحاح من رواية المحمّدين، تخريج أبي المحاسن عبد الرزّاق بن نصر الطّبسيّ، رواه عن أبي سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفّار، كذلك عن الفراويّ» (¬2). 43. عبد الرحمن بن سعد الله بن المبارك بن بركة، أبو الفضل الواسطيّ ثم البغداديّ الطحّان الدقّاق (ت.615 هـ) (¬3): ذكره ابن أنجب، ضمن شيوخه، في نساء الخلفاء (¬4). 44. أمّ المؤيّد زينب حرّة بنت أبي القاسم عبد الرّحمن بن الحسن النّيسابورية الشّعرية (¬5)، مسندة خراسان، المتوفّاة سنة خمس عشرة وستّ مائة بنيسابور: روى عنها كتاب الأربعين عن أربعين شيخا، المخرّجة من مسموعات أبي نصر سعد بن محمد الأسدآباذيّ (¬6)، وبعض مؤلّفات الزّمخشري (¬7). 45. تاج الدّين أبو الفضائل محمد بن الحسين بن عبد الله الأرمويّ (ت.653 هـ) (¬8): ¬
رابعا: ذكر بعض تلاميذه
روى عنه ابن الساعي بعض مؤلّفات الفخر الرازي، مثل: مفاتيح الغيب، وكتاب المعالم الدّينية والفقهية، والمحصول، وغير ذلك ممّا يوافق مذهب أهل السنّة من السّلف (¬1). هذا ما تيسّر الوقوف عليه من شيوخ ابن الساعي حسب ما أفصحت عنه كتب التراث التي وقفنا عليها، ولو وصلتنا مشيخته لوقفنا على كثير من الأخبار الخاصّة بتعليمه وإجازاته ومرويّاته، وعلى من لم نقف عليه من أسماء شيوخه. رابعا: ذكر بعض تلاميذه: تتلمذ على يد عليّ بن أنجب الساعي مجموعة من العلماء الأعلام، منهم: 1. كمال الدّين أبو الفضائل عبد الرزّاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشّيبانيّ المروزيّ، الشهير بابن الفوطي (¬2) (ت.723 هـ): وقد صرّح بتلمذته عليه في مواضع كثيرة من كتابه تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب، فقد قال مثلا في ترجمة فخر الدّين أبي بكر عبيد الله بن عليّ بن نصر المعروف بابن المارستانية (¬3): «ذكره شيخنا تاج الدّين عليّ بن أنجب في تاريخه. . .» (¬4). وقال في ترجمة عماد الدّين أبي العلاء رجاء بن محمد بن هبة الله الأصبهانيّ: «ذكره شيخنا تاج الدّين في كتاب لطائف المعاني. . .» (¬5). ¬
2. شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أبي النجم الحدّاديّ: ذكره عمر بن عليّ القزوينيّ أكثر من مرّة في مشيخته تلميذا لابن أنجب، فقد ذكر، من ضمن مرويّاته، كتاب إحياء علوم الدّين الذي سمعه جميعه: «على الشيخ شمس الدّين أبي عبد الله محمد بن سعيد بن أبي النجم الحدّاديّ رحمه الله تعالى، بسماعه على الشيخ العالم تاج الدّين أبي طالب عليّ بن أنجب بن عثمان الخازن المؤرّخ. .» (¬1). وكذا كتاب الأحاديث الثّمانية الغالية، الذي قرأه على الشيخ محمد بن سعيد الحدّاديّ بسماعه على مؤلّفه (¬2). 3. أبو العباس أحمد بن غزال بن مظفّر المقرئ (ت.707 هـ) (¬3): ذكره عمر بن عليّ القزوينيّ في مشيخته تلميذا لابن أنجب أكثر من مرة، يقول مثلا حينما ذكر كتاب الأربعين المسلسلات المستخرجة من الصّحاح من رواية المحمّدين، تخريج أبي المحاسن عبد الرزّاق بن نصر الطّبسي: «أرويه عن الشيخ أحمد بن غزال بن مظفّر المقرئ، والمدرّس يحيى بن عبد الله بن عبد الملك، وغيرهما، إجازة عن عليّ بن أنجب بن عثمان الشافعي» (¬4). وروى أحمد بن غزال، عن ابن أنجب أيضا، كتاب المصابيح (¬5). 4. عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف الدّمياطيّ، شرف الدّين أبو محمد (ت.705 هـ) (¬6): ذكره في معجمه، وأورد له حديثا بروايته إياه عنه، وذكره أيضا ابن رافع السّلاّميّ مع من ذكر من تلاميذ ابن أنجب الذين درسوا على يديه ¬
بالمدرسة النّظامية (¬1). 5. فخر الدّين أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم التّفتازانيّ الخراسانيّ الشافعي: ذكر أيضا في مشيخة القزوينيّ من تلاميذ ابن أنجب، روى عنه إجازة المعاجم الثلاثة للطبراني (¬2). 6. جمال الدّين يحيى بن عبد الملك، المدرّس الواسطي: ذكره القزوينيّ في مشيخته مع من ذكر من تلاميذ ابن أنجب الساعي. 7. أبو محمد يوسف بن عبد الصّمد بن محمد البزّاز الأزجيّ المقرئ: روى عن ابن أنجب الساعي بعض مؤلّفات الزّمخشريّ كالكشّاف والمفصّل في النّحو، والفائق في غريب الحديث، وغير ذلك ممّا يوافق أهل السنّة والجماعة وأئمة السّلف خاصّة دون ما يخالفهم من الاعتزال وغيره من البدع (¬3). 8. محمد بن عليّ بن أبي الميامن بن أمسينا الواسطيّ، فخر الدّين أبو الفضل الصّدر الكاتب: كان عالما بالحوادث والتاريخ، ذكر ابن الفوطيّ أنه التقط فوائد تاريخ ابن الساعي (¬4). 9. محمود بن عليّ بن محمد بن مقبل تقيّ الدّين أبو الثناء الدّقوقيّ البغداديّ الحنبلي (¬5) (ت.733 هـ): قال الحافظ ابن حجر: «أسمعه أبوه على عليّ بن أنجب المؤرّخ» (¬6). ¬
خامسا: مكانته في عصره
وقال ابن العماد الحنبليّ: «سمع الكثير بإفادة والده من عبد الصّمد بن أبي الجيش، وعليّ بن وضّاح، وابن الساعي» (¬1). 10. عبد الرّحمن بن إبراهيم الإربليّ، الشهير بابن قنينو (ت.717 هـ) (¬2)، المؤرّخ المشهور: صرّح في كتابه خلاصة الذهب المسبوك المختصر من سير الملوك أكثر من مرّة بتلمذته على شيخه ابن أنجب. 11. جمال الدين ابن العاقولي، عبد الله بن محمد بن علي بن ثابت الواسطي البغدادي (ت.728 هـ)، ذكر الحافظ ابن حجر أنه سمع من ابن الساعي (¬3). خامسا: مكانته في عصره: لابن أنجب الساعي ذكر طيّب عند جلّ من ترجمه، فقد وصف بمجموعة من الصّفات والألقاب التي تدلّ على غزارة علمه، وتمام فضله، وكرم أخلاقه، فقد أثنى عليه الظّهير الكازرونيّ بالدّيانة (¬4)، ووصفه في تاريخه بالشيخ الثّقة في موضعين (¬5). وقال عنه صاحب الحوادث: إنه «كان أديبا فاضلا» (¬6). وبنفس الصّفة وصفه اليونينيّ في ذيل مرآة الزمان (¬7). ووصفه الإمام الذهبيّ في تذكرة الحفّاظ: ب «الإمام المؤرّخ البارع» (¬8)، وفي تاريخ الإسلام: ب «الأديب الفاضل الأخباري» (¬9). ¬
نفس الصّفات وصفه بها الصفديّ في الوافي بالوفيات (¬1). ووصفه الإمام الذهبيّ في تاريخه (¬2)، والإمام السّخاويّ في الإعلان بالتوبيخ (¬3)، بالحافظ. أمّا الإسنويّ، في طبقات الشافعية، فقد حلاّه بمجموعة من الألقاب الحسنة حين قال: «كان فقيها، قارئا بالسبع، محدّثا، مؤرّخا، شاعرا لطيفا كريما» (¬4). نفس القول نقله ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية، والداوديّ في طبقات المفسّرين (¬5). وقال الإمام السّيوطيّ في حقّه: «الإمام المحدّث البارع المؤرّخ» (¬6). ووصف ابن العماد الحنبليّ علمه وفضله بقوله: «كان إماما حافظا مبرّزا على أقرانه» (¬7). وذكر ابن رافع السّلاميّ بعض صفاته: الخلقية والخلقية، في ترجمته، فقال: «كان مقبول الصّورة، منوّر الوجه لطيفا، دمث الأخلاق، كريم الطّباع، كثير الاطّلاع. . محترما مكرّما» (¬8). ورجل بمثل هذه السّيرة الحسنة، والأخلاق المرضيّة، والعلم الغزير، حقيق بأن يحظى بالتقدير والاحترام، ومن لدن الخاصّ والعام، وأن يكون معزّزا مكرّما عند الخلفاء والأمراء والوزراء، حظيّا مكينا عند الولاة والقضاة. ولم تزده هذه المكانة المرموقة إلاّ تواضعا وحبّا في صحبة العبّاد والزّهّاد، فقد لبس خرقة التصوّف سنة ثمان وستّ مائة، أي: منذ ¬
أن كان عمره خمس عشرة سنة (¬1). إلاّ أنّ ابن أنجب لم يسلم، كغيره من العلماء، من النقد والتجريح، فقد قال فيه الإمام الذهبي: «وما هو من أحلاس الحديث، بل عداده في الأخباريين» (¬2). والرأي نفسه نقله بعض من ترجمه، كالسّيوطيّ في طبقات الحفّاظ (¬3). أمّا الحافظ ابن كثير فقد ليّنه في البداية والنّهاية حين قال: «لم يكن بالحافظ والضابط المتقن» (¬4). والقول الذي استوقفنا أكثر من غيره، في مقام نقد وتجريح ابن أنجب، هو قول الإمام الذهبيّ: «فقد تكلّم فيه والله أعلم، وله أوهام» (¬5). والرأي نفسه نقله الصّفديّ، وابن قاضي شهبة، والداوديّ (¬6). والشّقّ الأوّل من حكم الذهبيّ يمكن أن ينصرف إلى غمز عدالة الرجل، كما يمكن أن ينصبّ على وصف مذهبه العقدي، والاحتمال الثاني هو الأرجح عندنا، فقد رمي ابن أنجب بالتشيّع، وترجم في أكثر من مصدر من مصادر تراجم رجال الشّيعة (¬7). ولعلّ النّفس الذي كتب به الدّرّ الثمين يؤكّد ذلك؛ لأنه ترجم مجموعة من مصنّفي الشّيعة، وذكر كتبهم بتفصيل، وما ذكر أحدا من آل البيت إلا صلّى عليه وسلّم، وهو ديدن الشّيعة والله أعلم. فإن قيل: إنّ أهل السّنة أيضا قد سلّموا على أهل البيت في كتبهم، ¬
سادسا: وظائفه
فالجواب: أنّ الأصل فيهم أنهم يترضّون عنهم، وقد يسلّمون عليهم على جهة الاستثناء، والأحكام تبنى على القاعدة، لا على ما استثني منها. وفي المقابل، الأصل عند الشّيعة أنهم يسلّمون على أهل البيت. وقد يترضّون عنهم أحيانا، وهذا ملحوظ عند ابن الساعي، حيث نجد صنيعه مبنيّا على الأصل، إذ غالبا ما يسلّم عليهم، ولم يترضّ عنهم إلاّ في موضع أو موضعين من الكتاب. لكنّ هذا التجريح والغمز لا ينقص، بأيّ حال من الأحوال، من قدر الرجل، ولا ينبغي أن يحجب علمه وفضله ومكانته كعالم من أشهر علماء القرن السابع الهجريّ الذين أغنوا الخزانة العربيّة بمؤلّفات نفيسة بالرّغم من أنّ أغلبها ما زال في حكم المفقود. سادسا: وظائفه: لا نجد، فيما بين أيدينا من مصادر، معلومات مفصّلة عن الحياة الاجتماعية لابن أنجب، إلاّ ما ذكر هو نفسه عرضا في مؤلّفاته، أو بعض الومضات العابرة التي نجدها مبثوثة عند بعض من ترجمه، إذ لا نكاد نعرف شيئا عن زواجه وعدد أولاده (¬1)، كما لا نعلم شيئا عن رحلاته في طلب العلم، وحجّه، وغير ذلك من جوانب حياته الاجتماعية. أمّا بالنسبة لوظيفته الرسمية، فقد ذكر أغلب من ترجمه، أنه رتّب خازن كتب بخزانة المدرسة المستنصرية (¬2)، وذكر ابن رافع السّلاميّ أنه كان خازن الكتب بالمدرسة النّظامية (¬3). وهذه الوظيفة السامية لم تكن تسند إلاّ للعلماء الكبار وعلية القوم. ولا شكّ أنّ الرجل قد استفاد من عمله هذا أيّما استفادة، فقد كثرت ¬
سابعا: مؤلفاته
تآليفه، وتنوّعت تصانيفه، وذاع ذكره، وأضحى مقرّبا من أعيان الدولة يخالطهم ويحضر مجالسهم. وهذا ما يسّر له الاطّلاع على خزائنهم الخاصة، وبعض الرسائل الرسمية المحفوظة في دواوينهم، ممّا جعل كتبه معزّزة بشواهد قلّما توفّرت عند غيره من المؤرّخين، فقد صار المؤرّخ الرسميّ للدولة العباسيّة في تلك الحقبة من الزمن، والعمدة الذي يرجع إليه في نقل مجموعة من الأخبار الخاصّة بالدّولة، كبيعة الخلفاء ووفاتهم، وختان الأمراء وزواجهم، وتقاليد تعيين الوزراء والولاة والقضاة والكتّاب والحجّاب، وغيرها من الأحداث المهمّة في عصره (¬1). سابعا: مؤلّفاته: يعتبر عليّ بن أنجب الساعي من العلماء العرب الذين تميّزوا بغزارة التأليف، وبراعة التصنيف. وإذا تأمّلنا عناوين كتبه، نجد أنّ الرجل ألّف في علوم مختلفة، كالحديث، والتاريخ، والتفسير، والفقه، والأدب، وغيره. فقد قضى رحمه الله جزءا كبيرا من حياته في طلب العلم وتدوينه، شاهد ذلك ما قاله زكيّ الدّين عبد الله بن حبيب الكاتب: [السريع] ما زال تاج الدّين طول المدى … من عمره يعنق في السّير في طلب العلم وتدوينه … وفعله نفع بلا ضير علا عليّ بتصانيفه … وهذه خاتمة الخير (¬2) قال الظّهير الكازرونيّ في وصف مؤلّفاته: إنّها «كثيرة جدّا، وقر بعير. . .» (¬3). وقال الإمام الذهبيّ في نفس المضمار: «وقد طوّل الكازرونيّ في ترجمته، وسرد تصانيفه، وهي كثيرة جدّا» (¬4). وقد ¬
«حصرت مؤلّفاته فبلغت ثلاثا وثلاثين ومائة مجلد، وهي بين المجلّد الواحد والخمسة والعشرين مجلّدا» (¬1). ونظرا لمكانته وحظوته عند أرباب الدولة، «كان يحصل له. . ذهب (¬2) جيّد على عمل هذه التواليف» (¬3)، كما قال الذهبي. يقول هذا الأخير في وصف هذه الهبات السّنيّة، والصّلات السّخيّة، التي كان ابن أنجب يأخذها من الخلفاء والأمراء: «وله كتاب غزل الظّراف في مجلّدين، فأجازه عليه المستنصر بالله بمائة دينار. وله كتاب تاريخ المعلّم الأتابكي، التمس منه تأليفه صاحب شهرزور نور الدّين أرسلان شاه. . . وأجازه عليه بمائة دينار. وله نزهة الأبصار في ختان ابني المستعصم، أعطي عليه مائة دينار» (¬4). وقد وضع مصطفى جواد رحمه الله لائحة لمؤلّفات ابن أنجب، وفي مقدّمة تحقيقه للجزء التاسع من تاريخه الجامع المختصر في عنوان التاريخ وعيون السّير، ومقدّمة كتاب نساء الخلفاء، إلاّ أنّ هذه اللائحة تظلّ ناقصة، لأنّ صاحبها أغفل مجموعة من مؤلّفات الرجل، وذكر بعضها الآخر بأكثر من اسم. ومع ذلك، ففضل المتقدّم السابق على التالي اللاحق لا ينكر، وسيظلّ أبد الدهر موفورا يذكر فيشكر. وقد أضفنا إلى هذه اللائحة مجموعة من مؤلّفات ابن أنجب التي ذكرها في كتابه الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين، وعددها ستة عشر مصنّفا، بعضها ما زال مفقودا لم نقف له على أثر فيما بين أيدينا من مصادر، وبعضها الآخر وجدنا له ذكرا في مصادر أخرى من كتب التواريخ والآداب. وقد رتّبناها على حروف الهجاء: ¬
1. الأحاديث الثمانية الغالية في الأحاديث الثمانية العالية: ذكره الإمام سراج الدّين عمر بن عليّ القزوينيّ المتوفّى سنة خمسين وسبع مائة في مشيخته (¬1) ضمن مؤلّفات ابن أنجب. وذكر في كشف الظنون (¬2) بالعنوان نفسه، وذكر خطأ في المنتخب المختار تحت عنوان: الأحاديث اليمانية (¬3). 2. أخبار ابن سينا: ذكره ابن أنجب في كتابه الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين في ترجمة ابن سينا دون أن يذكر اسم الكتاب كاملا، فقال: «وأخبار ابن سينا غريبة عجيبة، قد ذكرتها في كتاب مفرد. . .» (¬4). 3. أخبار أهل البيت: ذكره الإمام الذهبيّ في تاريخه فقال: «وله مصنّف في. . أخبار أهل البيت» (¬5). 4. أخبار الخلفاء: نسبه إليه حاجي خليفة فقال: «وهو كبير في ثلاثة مجلّدات» (¬6). وذكره أيضا بعنوان مناقب الخلفاء (¬7). 5. أخبار الرّبط والمدارس: ذكره حاجي خليفة دون التعريف به، أو ذكر أوّله وآخره (¬8). 6. أخبار الزّهّاد ومناقب الأولياء والأفراد: ذكره صاحب الحوادث الجامعة ضمن مؤلّفات ابن أنجب، فقال: «له مصنّفات كثيرة آخرها كتاب الزهّاد» (¬9)، وهذا ما ذهب إليه كذلك الحافظ ابن كثير في البداية والنّهاية حين قال: «وآخر ما صنّف كتابا في الزهّاد (¬10). وتوجد نسخة ¬
خطّية من هذا الكتاب بدار الكتب المصرية تحت رقم (75 تاريخ)، وقد كتب بشار عوّاد معروف مقالا مطوّلا في وصفها في مجلة المورد (¬1). 7. أخبار الظاهر: ذكره ابن رافع السّلاميّ في المنتخب المختار من تاريخ بغداد في ترجمة ابن أنجب (¬2). 8. أخبار قضاة بغداد: ذكره حاجي خليفة في كشف الظّنون (¬3)، وذكر أيضا في هديّة العارفين (¬4). 9. أخبار من أدركت خلافة ولدها من جهات الخلفاء: ذكره ابن الساعي في مقدّمة كتابه جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء، فقال: «. . . فإنّي لمّا جمعت كتاب أخبار من أدركت خلافة ولدها من جهات الخلفاء، ذوات المعروف والعطاء، أحببت أن أذكر من اشتهر ذكرها من حظايا الخلفاء: الحرائر منهنّ والإماء» (¬5). 10. الأخبار النبوية: ذكر في المنتخب المختار لابن رافع السّلاميّ وقال: إنّه يقع في مجلد (¬6). 11. أخبار الوزراء في دول الأئمة الخلفاء: نسبه إليه السّخاويّ في كتابه الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ، فقال: «وكذا عمل أبو طالب ابن أنجب الخازن أخبار الوزراء في دول الأئمة الخلفاء. .» (¬7)، وذكره أيضا حاجي خليفة وقال: «إنه ذيل على كتاب أخبار الوزراء للصّاحب ابن ¬
عبّاد» (¬1). وذكر أيضا في هديّة العارفين» (¬2). 12. إرشاد الطالب إلى معرفة المذاهب: ذكره ابن رافع السّلاميّ في كتابه المنتخب المختار من تاريخ بغداد (¬3)، وذكره الزّركليّ في الأعلام (¬4). 13. الإشارات الموفّقية في علماء الدولة البويهية: نسبه إليه تلميذه عبد الرحمن الإربليّ في خلاصة الذهب المسبوك فقال: «وقد جمع الشيخ تاج الدّين عليّ بن الحسن المعروف بابن الساعي شيخنا، رحمة الله عليه، في ذلك كتابا سمّاه الإشارات الموفّقية في علماء الدولة البويهية» (¬5). 14. اعتبار المستبصر في سيرة المستنصر: ذكر في المنتخب المختار (¬6)، وذكره الإمام الذهبيّ في تاريخه ولم يسمّه فقال: «وله مصنّف في سيرة المستنصر» (¬7)، وذكر أيضا في الوافي بالوفيات (¬8)، وهدية العارفين (¬9). 15. الاقتفاء لطبقات الفقهاء: ذكره ابن أنجب في مواضع كثيرة من كتاب الدّرّ الثمين، منها: قوله في نهاية ترجمة الشافعيّ: «وقد ذكرت طرفا من مناقبه في أوّل كتاب الاقتفاء لطبقات الفقهاء. .» (¬10). وهذا الكتاب ذيل على كتاب طبقات الفقهاء لإبراهيم بن عليّ بن يوسف أبي إسحاق الفيروزآبادي الشّيرازي، ودليل ذلك قوله في ترجمة هذا الأخير: ¬
«إمام أصحاب الشافعيّ في زمانه، وإليه انتهت رياستهم علما ودينا وورعا. . . ومن تصانيفه: كتاب التنبيه في الفقه. . وكتاب طبقات الفقهاء، وعليه ذيّلت كتاب الاقتفاء» (¬1). وذكره أيضا تلميذه ابن الفوطي في مواضع كثيرة من كتابه تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب، ونقل منه مجموعة من الأخبار. ونقل منه الإمام الذهبيّ بعض الأخبار في كتبه. وذكره الإسنويّ في طبقات الشافعية (¬2)، والداوديّ في طبقات المفسّرين (¬3) وقالا: إنه يضمّ ثمانية مجلّدات. 16. الإيضاح عن الأحاديث الصّحاح: ذكره ابن رافع السّلاميّ في المنتخب المختار (¬4). 17. الإيناس في مناقب خلفاء بني العبّاس: ذكره الإمام الذهبيّ في تاريخ الإسلام (¬5)، والصفديّ في الوافي بالوفيات (¬6)، والسّخاويّ في الإعلان بالتوبيخ (¬7)، وكشف الظنون (¬8)، وهدية العارفين (¬9). وقد نقل الإمام الذهبيّ عن ابن أنجب قوله: إنه في رجب سنة أربع وثلاثين وستّ مائة برز إليه من البرّ المستنصريّ مائة دينار في مقابل هذا الكتاب (¬10). 18. بشارة من بلغ الثمانين: ذكره ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب ونقل منه. 19. بغية الألبّاء من معجم الأدباء: ذكره ابن أنجب في كتابه الدّرّ ¬
الثمين (¬1)، في ترجمة الرّضيّ الموسويّ فقال: «وقد ذكرت طرفا من أخباره في كتاب جهد الاستطاعة في شرح نهج البلاغة، وفي كتاب بغية الألبّاء من معجم الأدباء» (¬2). ولعلّه اختصار لكتاب شيخه ياقوت الحمويّ معجم الأدباء. وقد ذكر في بعض المصادر بعنوان معجم الأدباء (¬3)، وفي أخرى بعنوان أخبار الأدباء (¬4)، وهو في خمسة أجزاء. 20. بلغة الظّرفاء إلى معرفة تواريخ الخلفاء: ذكره حاجي خليفة في كشف الظّنون مع أخبار الخلفاء (¬5). 21. التاريخ الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السّير: ويعتبر هذا الكتاب من أهمّ مؤلّفات ابن أنجب الساعي، وهو تاريخ مرتّب حسب السّنين، يقع في ستة وعشرين مجلّدا (¬6)، وما زال يجمع فيه إلى أن مات» (¬7). ذكره في مقدّمة كتابه الدّرّ الثمين فقال: «ومن عدا هؤلاء فقد ذكروا في كتاب التاريخ الجامع المختصر» (¬8). وذكره جلّ من ترجمه، قال الحافظ ابن كثير في البداية والنّهاية: «له تاريخ كبير عندي أكثره» (¬9). ونسبه إليه أيضا الإمام السّخاويّ في الإعلان بالتوبيخ (¬10). وقد ذيّله تلميذه ابن الفوطيّ بذيل بلغ ثمانين مجلّدة. نشر من هذا الكتاب الجزء التاسع بتحقيق المرحوم مصطفى جواد. ¬
22. تاريخ المعلّم الأتابكي: ذكره الإمام الذهبيّ في تاريخ الإسلام، فقال: «التمس منه تأليفه صاحب شهرزور نور الدّين أرسلان شاه بن زنكي بن آق سنقر التركيّ في أخبار بيتهم، وأجازه عليه بمائة دينار» (¬1) ونقل هذا الخبر الصّفديّ في الوافي بالوفيات (¬2). وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون، وقال: إنه كتاب في التاريخ (¬3). 23. التّبرّي من عقيدة المعرّي: ذكره ابن أنجب في كتابه الدّرّ الثمين في نهاية ترجمة المعرّي فقال: «وله أخبار غريبة مستحسنة، وأشعار مليحة تدلّ على زهده وحكمته، وأشعار تدلّ على سوء عقيدته، وقد جمعت مختار أخباره وأشعاره في كتاب مفرد سمّيته كتاب التّبرّي من عقيدة المعرّي» (¬4). وهو من مؤلّفات ابن الساعي التي ما زالت في حيّز المفقود. 24. تراجم الخلفاء الأربعة الأواخر من العباسيّين: ذكر في دائرة المعارف التركية. 25. ترويح القلوب في شرح حال المحبّ والمحبوب: ذكره ابن أنجب في الدّرّ الثمين، في ترجمة محمد بن داود الأصبهاني: كان فقيها. . أديبا شاعرا أخباريّا، أحد الظّرفاء، وقصّته مع محمد بن جامع الصّيدلانيّ مشهورة، وقد ذكرتها في كتاب ترويح القلوب في شرح حال المحبّ والمحبوب» (¬5). وهو أيضا من كتبه المفقودة. 26. جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء: اعتبر كثير ممّن ترجم ابن أنجب أنّ هذا الكتاب هو نفسه: أخبار من أدركت خلافة ولدها من جهات الخلفاء، والصّحيح أنه كتاب مستقلّ بذاته، وقد فصّل القول في ¬
هذا الباب محقّقه المرحوم مصطفى جواد في مقدّمته، وطبع تحت عنوان نساء الخلفاء المسمّى جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء. 27. جهد الاستطاعة في شرح نهج البلاغة: ذكره ابن أنجب في كتابه الدّرّ الثمين، في نهاية ترجمة محمد بن الحسن بن محمد أبي الحسن الملقّب بالرّضي الموسوي، فقال: «وقد ذكرت طرفا من أخباره في كتاب جهد الاستطاعة في شرح نهج البلاغة، وفي كتاب بغية الألبّاء من معجم الأدباء» (¬1). وذكره ابن رافع السّلاميّ بعنوان شرح نهج البلاغة (¬2). 28. الجواهر السّنيّة في المدائح العلائية: ذكر ابن أنجب هذا الكتاب أيضا في الدّرّ الثمين، في ترجمة داود بن عبد الوهّاب بن نجاد أبي البركات النّحوي، فقال: «وكان له شعر جيّد، وقد ذكرت ما أنشدني في مدح الصاحب الأعظم علاء الدّين في كتاب الجواهر السّنية في المدائح العلائية» (¬3). ولم نقف لهذا الكتاب على أثر في مصادر ترجمته. 29. الحثّ على طلب الولد: قال الحافظ الذهبيّ في تاريخه: ألّفه باسم مجاهد الدّين أيبك الدويدار الصغير، فقدّمه له يوم عرسه على ابنة صاحب الموصل لؤلؤ» (¬4)، ونقل الصّفديّ هذا الخبر في الوافي بالوفيات (¬5). وذكر الكتاب أيضا في كشف الظنون (¬6). 30. حسن الوفا لمشاهير الخلفا: ذكره حاجي خليفة في كشف الظّنون مع كتاب أخبار الخلفاء (¬7). 31. حصول المراد من أخبار ابن عبّاد: ذكره ابن أنجب الساعي في كتابه الدّرّ الثمين، في نهاية ترجمة الصّاحب ابن عبّاد، فقال: «وقد ¬
ذكرت أخباره مستوفاة في كتاب سمّيته: حصول المراد من أخبار ابن عبّاد» (¬1)، وهذا الكتاب لم نقف عليه في مصادر ترجمته. 32. الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين: ذكر ابن أنجب الساعي عنوان هذا الكتاب كاملا فيما بقي من مقدّمته، فقال: «ومن عدا هؤلاء فقد ذكروا في كتاب التاريخ الجامع المختصر من الحكماء والأطبّاء والكتّاب والبلغاء وغيرهم، وسمّيته: كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين» (¬2). وذكره ابن الطّقطقى الحسنيّ بنفس العنوان في كتابه الأصيلي في أنساب الطالبيّين (¬3)، وبنفس العنوان ذكره العلاّمة محمد عبد الحيّ الكتّاني رحمة الله عليه في كتابيه: تاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألّف في الكتب، والتراتيب الإدارية في نظام الحكومة النبوية. فقد نقل، في تاريخ المكتبات، مجموعة مهمّة من أخبار المصنّفين من كتاب الدّرّ الثمين، وقال: «عندي منه المجلّد الأوّل، ظفرت به في تونس بخطّ مشرقيّ قديم يظهر منه أنه كتب قريبا من عصر مؤلّفه» (¬4). وقال عنه في التراتيب الإداريّة: «ومنهم صاحب كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين، وهو عندي في مجلّد، ومؤلّفه الإمام المؤرّخ البارع تاج الدّين أبو طالب عليّ بن أنجب بن عثمان بن عبد الله المعروف بابن الساعاتيّ البغداديّ، المتوفّى سنة أربع وسبعين وستّ مائة. . . وكتابه هذا من الضّنائن التي تفرّدت بها مكتبتنا» (¬5). لكنّه ذكره في كتابيه: فهرس الفهارس، والتراتيب الإدارية أيضا، بعنوان أخبار المصنّفين، فقد قال في الأوّل حينما ذكر الإمام محمد بن أبي السّرور البكريّ الصّدّيقيّ المصريّ المتوفّى سنة سبع وثمانين وألف للهجرة: «له من المصنّفات. . عين اليقين في تاريخ المؤلّفين، على أسلوب أخبار المصنّفين لأبي الحسن عليّ بن أنجب ¬
البغداديّ، وهو في عدّة مجلّدات» (¬1). وسنفصّل القول في هذه النقطة لا حقا. 33. ذيل على ذيل ابن النجّار على تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: فهو ذيل الذيل، ذكره الإمام السّخاويّ في الإعلان بالتوبيخ، وقال: إنه يقع في ثلاثين مجلّدا (¬2)، وذكر حاجي خليفة أنه ذيل على ذيل ابن المارستانية (¬3) تاريخا مستقّلا سمّاه ديوان الإسلام الأعظم، أو ديوان الإسلام في تاريخ دار السّلام كما ذكر سبط ابن الجوزيّ، وليس ذيلا على ذيل ابن النجّار كما زعم حاجي خليفة، ولعلّه تاريخه: الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السّير الذي ذيّله تلميذه ابن الفوطيّ في نحو ثمانين مجلّدا. 34. ذيل على الكامل في التاريخ لابن الأثير: وهو في خمسة مجلّدات، ذكره جلّ من ترجمه، كالإمام الذهبيّ في تاريخه (¬4)، والصّفديّ في الوافي بالوفيات (¬5)، والإسنويّ في طبقات الشافعية (¬6)، والإمام السّخاويّ في الإعلان بالتوبيخ (¬7)، والإمام السّيوطيّ في طبقات الحفّاظ (¬8)، والداوديّ في طبقات المفسّرين (¬9). 35. الرّوض الناضر في أخبار الإمام الناصر: ذكره تلميذه ابن الفوطيّ في تلخيص مجمع الآداب في ترجمة علاء الدّين أبي المظفّر إلياس بن مودود التّكريتيّ الأمير، فقال: «ذكره شيخنا تاج الدّين في كتاب الرّوض ¬
الناضر في أخبار الإمام الناصر» (¬1). وذكره أيضا عبد الرّحمن الإربليّ في كتابه خلاصة الذهب المسبوك في ترجمة الإمام الناصر، فقال: «وله مناقب كثيرة، وفضائل جمّة قد ذكرها الشيخ العالم تاج الدّين عليّ بن أنجب المؤرّخ، المعروف بابن الساعي، شيخنا، رحمة الله عليه، في كتاب يشتمل على خمس مجلّدات سمّاه الرّوض الناضر في أخبار الإمام الناصر» (¬2)، وذكره الإمام الذهبيّ في تاريخه، فقال: «وله مؤلّف في سيرة المستنصر، وآخر في سيرة الناصر» (¬3)، ونقل هذا الخبر الصفديّ في الوافي بالوفيات (¬4). 36. سير الملوك: وهو الذي اختصره عبد الرّحمن بن إبراهيم الإربليّ وسماه: خلاصة الذهب المسبوك المختصر من سير الملوك لابن الساعي (¬5)، ومنهم من رجّح أنّ هذا الكتاب هو كتاب الجامع المختصر، قال شاكر مصطفى: «ولابن الساعي كتاب آخر بعنوان سير الملوك، ولعلّه كتاب التاريخ نفسه» (¬6). 37. سيرة المستعصم بالله: ذكره ابن رافع السّلاميّ في المنتخب المختار (¬7). 38. شرح الأخبار النبوية: ذكره أيضا ابن رافع السّلاميّ في المنتخب المختار (¬8). 39. شرح الفصيح لثعلب: ذكره أيضا ابن رافع السّلاميّ في المنتخب ¬
المختار (¬1). 40. شرط المستنصرية: في مجلّد واحد، ذكر في كشف الظّنون (¬2). وذكر صاحب تاريخ علماء المستنصرية أنّ اسمه مفاتيح الجنان ومصابيح الجنان (¬3). 41. الشهود والحكّام في مدينة السلام: ذكره ابن أنجب في كتابه الدرّ الثمين في أسماء المصنّفين في آخر ترجمة محمد بن المظفّر بن بكران الحمويّ، فقال: «وله أخبار مستحسنة في الزّهد والورع والنّزاهة والتواضع، وقد ذكرت أخباره في المجلّد الرابع من طبقات الشافعية، وفي كتاب الشّهود والحكّام في مدينة السلام» (¬4). وذكره حاجي خليفة في كشف الظّنون تحت عنوان تاريخ الشهود والحكّام ببغداد، فقال: «وهو كبير في ثلاث مجلّدات» (¬5)، وذكر في هديّة العارفين بنفس العنوان (¬6). 42. طبقات الشافعية: ذكره ابن أنجب بنفسه في كتابه الدّرّ الثمين، في النصّ السالف الذّكر (¬7). وذكره ابن الفوطيّ أكثر من مرّة في تلخيص مجمع الآداب. وذكره أيضا حاجي خليفة في كشف الظّنون وقال: «إنه سبع مجلّدات» (¬8). 43. غرر المحاضرة ودرر المكاثرة: وهو كتاب في التاريخ، ذكره حاجي خليفة في كشف الظّنون (¬9)، وإسماعيل باشا البغداديّ في هديّة ¬
العارفين (¬1). 44. غزل الظّراف ومغازلة الأشراف: ذكره ابن أنجب في الدّرّ الثمين، في ترجمة محمد بن محمد بن حامد الأصبهانيّ الكاتب، المعروف بابن أخي العزيز، فقال: «وله ديوان شعر وقفت عليه، واخترت من غزله في كتابي الموسوم بغزل الظّراف ومغازلة الأشراف. .» (¬2) وذكر أيضا في تاريخه (¬3). وذكره أيضا الحافظ الذهبيّ في تاريخه فقال: «وله كتاب غزل الظّراف في مجلّدين، فأجازه عليه المستنصر بالله بمائة دينار» (¬4). وذكر في الوافي بالوفيات (¬5)، وفي كشف الظّنون بعنوان غزل الطرف (¬6). 45. القلائد الدّرّية في المدائح المستعصميّة: وهو كتاب جمع فيه ابن أنجب قصائد في مدح الخليفة العباسيّ المستعصم بالله، ذكره ابن الفوطيّ في تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب، في ترجمة مجد الدّين أبي المعالي محمد بن أبي عليّ سالم بن عليّ بن مسافر الحديثيّ، فقال: «ذكره شيخنا تاج الدّين في كتاب القلائد الدّرّية في المدائح المستعصمية» (¬7). 46. كشف الكلمات العربيّة: ذكره ابن رافع السّلاميّ في المنتخب المختار (¬8)، ضمن مؤلّفات ابن أنجب. 47. لطائف المعاني في ذكر شعراء زماني: ذكره ابن أنجب فيما بقي من مقدّمة كتابه الدّرّ الثمين، فقال: «. . . عليهم كتابي الموسوم بلطائف ¬
المعاني في ذكر شعراء زماني» (¬1). وذكره أيضا ابن الفوطيّ في ترجمة عميد الدّين أبي المظفّر منصور بن أحمد بن عبّاس البنّي الجعفريّ الدّجيليّ الصّدر، فقال: «ذكره شيخنا تاج الدّين أبو طالب في تاريخه في كتاب لطائف المعاني في شعراء زماني» (¬2). وذكر أيضا في طبقات الشافعية للإسنويّ، فقال: إنه يقع في عشر مجلّدات (¬3)، ونسبه إليه السّخاويّ في الإعلان بالتوبيخ (¬4)، وذكره حاجي خليفة في كشف الظّنون وسمّاه شعراء الزّمان (¬5). وسمّاه الزّركليّ تاريخ الشّعراء (¬6). 48. محاسن الفنون وأحداق العيون: ذكره ابن الفرات في تاريخه (¬7)، ونقل منه ترجمة ابن الجوزي. 49. مختصر تفسير البغوي: ذكر منسوبا إليه في طبقات الحفّاظ (¬8)، وفي دائرة المعارف الإسلامية التّركية. 50. المدائح الوزيرية: ذكره ابن الفوطيّ في تلخيص مجمع الآداب في ترجمة فخر الدّين أبي عليّ محمد بن عبد الرّحمن بن أبي البقاء عبد الله العكبريّ فقال: «أنشد له شيخنا تاج الدّين في المدائح الوزيرية» (¬9). 51. مراثي الجهة السّعيدة زمرّد خاتون، والدة الخليفة الناصر لدين الله العباسيّ، ذكره ابن أنجب في الجزء التاسع من كتابه التاريخ الجامع ¬
المختصر في عنوان التواريخ وعيون السّير (¬1). 52. مشيخته: وهو كتاب كبير، ذكر فيه شيوخه، ومرويّاته، وإجازاته، قال الإمام الذهبيّ في تاريخه: «ولقد أورد الكازرونيّ في ترجمة ابن الساعي أسماء التصانيف التي صنّفها، وهي كبيرة جدّا لعلّها وقر بعير، منها: مشيخته بالسماع والإجازة في عشر مجلّدات» (¬2). ونقل هذا النصّ ابن العماد الحنبليّ في شذرات الذهب (¬3)، والصّفديّ في الوافي بالوفيات، إلاّ أنّ هذا الأخير قال: إنّها تقع في عشرين مجلّدا (¬4)، والرأي عينه ذكره حاجي خليفة في كشف الظّنون (¬5). 53. المقابر المشهورة والمشاهد المزورة: ورد في تقييد ختام النّسخة المخطوطة من هذا الكتاب بعنوان: المقابر والمشاهد بجانب مدينة السلام ومواضع قبور الخلفاء أئمة الإسلام. ذكره حاجي خليفة في كشف الظّنون (¬6)، وذكر في هديّة العارفين (¬7)، توجد منه نسخة مخطوطة بأماسيا في تركيّا ذكرها د. رمضان ششن في فهرسه (¬8)، كتبت سنة 769 هـ (¬9). 54. مناقب الخلفاء: ذكره ابن رافع السّلاميّ في المنتخب المختار (¬10) مع ما ذكر من مؤلّفات ابن أنجب الساعي. 55. المناقب العليّة لمدرّسي النّظاميّة: ذكره ابن أنجب في كتابه الدّرّ الثمين ثلاث مرّات، الأولى: في ترجمة أبي بكر الشاشي، فقال: «انتهت ¬
إليه رياسة الشافعية في بغداد، وولي المدرسة النّظامية، وقد ذكرت أخباره في المناقب العليّة لمدرّسي النّظامية وفي كتاب الاقتفاء لطبقات الفقهاء» (¬1). والثانية: في ترجمة أبي العزّ البصري، والثالثة: في ترجمة أبي إسحاق إبراهيم بن عليّ الفيروزآبادي. وذكر ابن أنجب هذا الكتاب أيضا في أخبار الزّهاد في ترجمة الفيروزآباديّ، فقال: «وقد ذكرت أخباره في الورع وغير ذلك. . في كتابي الموسوم بالمناقب العليّة لمدرّسي النّظامية» (¬2). وذكره أيضا ابن رافع السّلاميّ في المنتخب المختار (¬3). 56. منهاج الطالبين في معرفة نقباء العباسيّين: ذكره ابن الفوطيّ في تلخيص مجمع الآداب في ترجمة مجد الدّين أبي الحسن عليّ بن الأتقى الزّينبيّ العباسيّ، فقال: «ذكره شيخنا في كتاب منهاج الطالبين في معرفة نقباء العباسيّين» (¬4). 57. المنهاج في أخبار الحلاّج: ذكره ابن أنجب في الدّرّ الثمين في ترجمة الحسين بن منصور الحلاّج، فقال: «والناس مختلفون فيه، فمنهم من يقول: «إنه وليّ الله، ومنهم من يقول: إنه محتال، وقد ذكرت جميع ما قيل فيه من مدح وتجريح في كتاب سمّيته كتاب المنهاج في أخبار الحلاّج. .» (¬5). وذكر أيضا في كشف الظّنون (¬6)، وهديّة العارفين (¬7) بعنوان أخبار الحلاّج. وبهذا العنوان نشر لويس ماسنيون قطعة منه، ثم أعيد نشره بتحقيق وتعليق موفّق فوزي الجبر. 58. نزهة الأبصار في ختان ابني المستعصم بالله العباسي: ذكره ابن ¬
أنجب في تاريخه (¬1)، وذكره أيضا الإمام الذهبيّ في تاريخ الإسلام، ووصف فيه «ما أنفق عليهما، وتفاصيل ما عمل من المأكول والملبوس، وما عمل من المدائح، وقد أعطي عليه مائة دينار» (¬2)، ونقل الصّفديّ هذا الخبر في الوافي بالوفيات (¬3)، وذكر في كشف الظّنون (¬4)، وفي هديّة العارفين (¬5) بعنوان نزهة الأبصار. 59. نزهة الأبصار في معرفة نقباء الأسرة الأطهار: وهو كتاب في تراجم النّقباء الطالبيّين، ذكره ابن أنجب في تاريخه (¬6)، وذكره أيضا تلميذه ابن الفوطيّ في كتابه تلخيص معجم الآداب ونقل منه بعض الأخبار (¬7). 60. نزهة الأخيار في شرح محاسن الأخبار: ذكره ابن أنجب أيضا في كتابه الدّرّ الثمين في ترجمة شيخه الحسن بن محمد الصّغاني، فقال: «وقد صنّف الصّغانيّ في الأدب عدّة كتب، منها: تكملة العزيزي. . وكتاب مشارق الأنوار في الحديث، جمع فيه صحيح البخاريّ ومسلم، وكتاب النّجم، وكتاب الشّهاب، وعدّة كتب. . ولمّا وقفت على هذا الكتاب، جمعت كتابا سمّيته كتاب نزهة الأخيار في شرح محاسن الأخبار، ورتّبته على حروف المعجم» (¬8). 61. نزهة الراغب المعتبر في سيرة الملك قشتمر: وهو كتاب في سيرة الأمير قشتمر، أحد مماليك الخليفة الناصر لدين الله، ذكره ابن ¬
ثامنا: وفاته
أنجب في تاريخه (¬1). 62. نظم منثور الكلام في ذكر الخلفاء الكرام: ذكره حاجي خليفة في كشف الظّنون مع كتابه تاريخ الخلفاء (¬2). 63. نهاية الفوائد الأدبيّة في شرح المقامات الحريريّة: وهو من بين أطول شروح مقامات الحريري، يقع في خمسة وعشرين مجلّدا (¬3)، ذكر في المنتخب المختار لابن رافع السّلامي (¬4)، وفي طبقات الشافعيّة للإسنوي (¬5)، وفي طبقات المفسّرين للداوديّ (¬6)، وفي كشف الظّنون (¬7). 64. ولاة خوزستان: ذكره تلميذه ابن الفوطيّ في تلخيص مجمع الآداب في ترجمة مجاهد الدّين ياقوت بن عبد الله الرّومي، فقال: «ذكره شيخنا تاج الدّين في كتاب ولاة خوزستان. . .» (¬8). ثامنا: وفاته: عاش ابن أنجب الساعي حياة طويلة، حافلة بالبذل والعطاء، وبقي موفور الحظّ، مصون العرض، محفوظ الكرامة، على الرّغم ممّا مرّ به من أحداث جسام، وملمّات عظام، أهمّها وأخطرها، نكبة بغداد سنة 656 هـ. وعاش نيّفا وثمانين سنة، ثلاث وستون سنة منها في ظلّ حكم بني العباس، وثمان عشرة سنة في ظلّ الحكم المغولي، وقد وقفنا على بعض شعره يشتكي فيه عجزه وهرمه: [الرمل] ترعش الأعضاء منّي فأنا … في صعودي وهبوطي في حذر ¬
II مع المؤلف ونسبته إلى صاحبه
وإذا استنجدت عزمي قال لي … عند ما أدعوه: كلاّ لا وزر (¬1) وكانت وفاة ابن أنجب الساعي في العشر الأواخر من شهر رمضان الأبرك سنة 674 هـ (¬2)، ودفن بمقبرة الشّونيزيّ بالجانب الغربيّ من مدينة بغداد، ووقف كتبه على خزانة المدرسة النّظامية (¬3). II مع المؤلّف ونسبته إلى صاحبه: أولا: الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين: يعتبر كتاب الدّرّ الثمين لعليّ بن أنجب الساعي، من المصادر المهمّة في تراثنا العربي، ويضمّ الجزء الأول من هذا الكتاب تراجم المصنّفين، وأنسابهم، ومناقبهم، وأسماء مؤلّفاتهم، ونتفا من أشعارهم، وطرائف من أخبارهم. وقد صدّره ابن أنجب بمقدّمة ضاع قسم كبير منها، وبدأ تراجم كتابه بالمحمّدين، فتراجم من سمّي إبراهيم، فالذي يليه، حسب ترتيب حروف المعجم. وقد افتتحه بترجمة وافية للإمام الشافعيّ، لأنه كما قال: «هو أول من صنّف في الفقه ودوّنه» (¬4)، وذكر نبذة من مناقبه، وما وجده من كتبه، وختم هذه الترجمة بذكر وفاته ومدفنه. ولم يلتزم ابن أنجب بمنهج محدّد في تراجم هذا الكتاب، فأحيانا يذكر الأشياء الأساس في الترجمة كالاسم، والكنية، وبعض الشيوخ والتلاميذ والمؤلّفات، وتاريخ الوفاة، ثم يذكر بعض الأحداث التاريخيّة المهمّة التي وقعت في عصر المترجم، وبعض أخباره وأشعاره، ثم يتحدّث عن مكان مدفنه، إلى غير ذلك من النّكت والفوائد. وأحيانا ¬
أخرى يكتفي بترجمة قصيرة لآخرين في سطر أو سطرين، يذكر فيها الاسم والنسب وتاريخ الوفاة وبعض المؤلّفات. لذلك، تفاوتت تراجم هذا الكتاب من حيث الأهمية، والطول والقصر. ويرجع هذا إلى أنّ غاية ابن الساعي الأولى ليست تراجم الأعلام بقدر ما هي سرد للمؤلّفات، لإبراز غنى وضخامة التّراث العربيّ: من بداية عصر التأليف حتّى عصره الذي هو القرن السابع للهجرة. وقد أكّد هذا بقوله في ترجمة أبي عليّ ابن سينا: «وليس هذا الكتاب بصدد أخبار المصنّفين، بل المقصود التعريض لذكر نبذة من أخبارهم وذكر تصانيفهم» (¬1). لهذا، يمكن اعتبار الدّرّ الثمين كشّافا (¬2) لما كانت تزخر به الخزانة العربيّة الإسلامية من درر ونفائس ونوادر، أكثر منه كتاب تراجم، على الرّغم من تناوله لموضوع التراجم وما يحتوي عليه من إضافات مهمّة يكاد ينفرد بها. ولو وصل إلينا الكتاب كاملا لوقفنا على مزيد من المترجمين، ومن المؤلّفات التي فات ذكرها الكثير من معاصريه والذين جاءوا بعده. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ معظم مترجمي ابن أنجب؛ الشافعيّ المذهب؛ كانوا شافعيّة، وربّما كان هذا من الأسباب التي دعته إلى أن يستهلّ كتابه بترجمة الإمام الشافعيّ، ومع ذلك فإنه لم يغفل ترجمة أصحاب المذاهب الأخرى، كالحنفيّة والمالكية والحنبلية. غير أنّهم قلّة بالنسبة للشافعيّة حسب ما وقفنا عليه من تراجم هذا الكتاب. وعلى الرّغم من أنّ أغلب الأعلام المترجمين في الدّرّ الثمين ترجموا في مصادر أخرى، كالفهرست لابن إسحاق النّديم، ومعجم الأدباء ¬
لياقوت الحموي، وغيرهما، إلاّ أنّ هذا الكتاب يضمّ مجموعة من تراجم شيوخ ابن أنجب ومعاصريه. وهو في هذه التراجم عمدة لغيره من الأدباء والمؤرّخين، لأنه استقى بعض الأخبار المتعلّقة بشيوخه ومعاصريه منهم مشافهة دون عزو أو إسناد. فقد قال، مثلا، في ترجمة شيخه محمد بن سعيد بن يحيى بن عليّ ابن الحجّاج الدّبيثيّ، بعد أن وصفه بأكرم الصّفات، وحلاّه بأجمل الألقاب: «ذكر لي أنّ مولده في يوم الاثنين سادس عشر رجب من سنة ثمان وخمسين وخمس مائة» (¬1) وقال أيضا في ترجمة شيخه محمد بن أبي الفرج أبي المعالي المعروف بالفخر الموصلي: «سألته عن مولده، فقال: في ذي الحجة من سنة تسع وثلاثين وخمس مائة، وتوفّي ليلة السبت لستّ خلون من شهر رمضان من سنة إحدى وعشرين وستّ مائة، ودفن في مقبرة السّهليّة بقرب جامع السلطان» (¬2). وقال في ترجمة سعيد بن المسيح المعروف بالكرماني: «سألته عن مولده، فقال: ولدت في سنة تسع وأربعين وخمس مائة» (¬3). ومنه أيضا: قوله في ترجمة محمد بن عبد الله بن محمد أبي العزّ البصري: «ذكر لي أنّ مولده في الثامن من المحرّم من سنة ستّ وست مائة في شهر آب الرّوميّ. . قدم بغداد في سنة ستّ وخمسين وستّ مائة» (¬4)، إلى غير ذلك من الأمثلة الموجودة في الكتاب. كما ذكر ابن أنجب في تراجم شيوخه مجموعة مهمّة من المصنّفات التي لا نجد لها ذكرا في المصادر الأخرى. وتعكس هذه التراجم جميعها الأدب الكبير، والأخلاق العالية التي كان يتّصف بها ابن أنجب، فقد كان مثالا للتلميذ النّجيب، والإنسان ¬
الكريم، المقرّ بالفضل لأهله، يقول، مثلا، في ترجمة شيخه أبي اليمن الكندي: «شيخنا أبو اليمن العلاّمة الإمام في معرفة علوم العربيّة: نحوا ولغة، الحافظ، الجامع لأسباب الفضائل، محطّ الرّكبان، وحسنة الزمان، ولد ببغداد في شعبان من سنة عشرين وخمس مائة، وكان أبوه تاجرا موسرا، تلقّى القرآن المجيد، وقرأه بالعشر وهو ابن عشر، فاشتغل بعلم الأدب، وعني بسماع الحديث بمساعدة شيخه أبي محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد المقرئ، فأسمعه جميع ما عنده، وأحضر له المشايخ، واستجاز له من مشايخ الأقطار، وربّاه تربية الأب البارّ، وكان يدعو له بالتوفيق والزّيادة، وحسن القبول والسعادة، وطول العمر والإفادة، وكلّ ذلك استجيب، وبلغ عدد من قرأ عليه من الشيوخ الذين سمع منهم وأجازوا له، سبع مائة ونيّفا وستين شيخا» (¬1). ويستطرد ابن أنجب، أحيانا، في بعض تراجمه، فيذكر بعض الأحداث التاريخية البارزة التي وقعت في سنوات معيّنة، يقول، مثلا، في ترجمة محمد بن طلحة بن محمد أبي سالم النّصيبيّ العدويّ القرشيّ، حين ذكر عرضا سنة 656 هـ: «وهي السنة التي أخذت فيها بغداد، وانقرضت الدولة العباسية، واستولت الدولة الجنكزخانية،. . . وكثر فيها القتل والسّفك والاستئصال» (¬2). ومن ذلك أيضا: قوله في وصف بعض أحداث سنة ثمان وستين وخمس مائة: «وهي السنة التي غرقت فيها بغداد في خلافة المستضيء» (¬3). وذكر تاريخ افتتاح المدرسة المستنصرية في رجب سنة إحدى وثلاثين وست مائة في موضعين من كتابه، وذكر مجموعة من شيوخها. كما ذكر افتتاح المدرسة التي بنتها أمّ الإمام الناصر لدين الله ببغداد في غرّة المحرّم سنة 590 هـ (¬4). هذا بالإضافة إلى تعداد مجموعة ¬
من مدارس بغداد ورباطاتها وبعض من درّس بها. ومثل هذه الأحداث التاريخية لا تخفى أهميتها، وإن ذكرت عرضا في تراجم المصنّفين. هذا، وقد اعتمد ابن أنجب في هذا الكتاب على مجموعة كبيرة من مصادر التراث، بعضها وصل إلينا، وبعضها الآخر ما زال في حكم الضائع، نذكر منها: 1. أخبار الوزراء للجهشياري. 2. أخلاق الوزيرين لأبي حيّان التوحيدي. 3. الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني. 4. الإكمال لابن ماكولا. 5. أنموذج الزّمان في شعراء القيروان لابن رشيق. 6. تاريخ أصبهان لحمزة الأصبهاني. 7. تاريخ بغداد للخطيب البغداديّ، ونقل منه مجموعة من الأخبار خصوصا ما تعلّق بشيوخ مترجميه. 8. تاريخ خوارزم لمحمود بن محمد الخوارزمي. 9. تاريخ ابن الدّبيثي. 10. تاريخ دمشق لابن عساكر. 11. تاريخ صدقة ابن الحدّاد. 12. تاريخ أبي عليّ ابن شاذان. 13. تاريخ ابن المارستانية: ديوان الإسلام الأعظم أو ديوان الإسلام في تاريخ دار السلام، كما ذكر سبط ابن الجوزي. 14. تاريخ همذان لأبي العباس شيرويه. 15. جذوة المقتبس للحميدي. 16. خريدة الدّهر وجريدة العصر للباخرزي. 17. الدّرة الخطيرة لابن القطّاع. 18. الذّخيرة لابن بسّام.
19. ذيل ابن السّمعانيّ على تاريخ بغداد. 20. ذيل ابن النجّار على تاريخ بغداد. 21. ذيل أبي الفضل ابن شافع الجيليّ على تاريخ بغداد. 22. زينة الدّهر في ذكر محاسن أهل العصر لأبي المعالي الحظيري. 23. سياق تاريخ نيسابور لعبد الغافر الفارسيّ. 24. طبقات الشافعية لإسماعيل بن هبة بن باطيش الموصلي. 25. كتاب الفهرست لابن إسحاق النديم: وقد صرّح ابن أنجب بالنّقل منه أكثر من خمسين مرة، ونقل منه في مواضع أخرى لم يذكرها، خصوصا ما تعلّق بعناوين المصنّفات، كما نقل منه أخبارا لم ترد في النّسخ المطبوعة من هذا الكتاب. 26. كتاب الفهرست لأبي جعفر الطّوسي. 27. كتاب الموالي للجعابي. 28. كتاب المظهري لابن إسحاق النديم (¬1). 29. كتاب النّحويّين لمحمد بن عبد الملك التاريخيّ. 30. محاضرات العلماء لأبي حيّان التوحيدي. 31. معجم الأدباء لياقوت الحموي: وقد نقل منه ابن أنجب مجموعة كبيرة من التراجم بنصّها دون الإحالة إلى المصدر، وقد بيّنا ذلك أثناء توثيق النصوص. إلا أنه يحيل إلى أخبار وأشعار لا توجد في الكتاب المطبوع، من ذلك قوله في ترجمة أحمد بن محمد البرقي: «وله شعر كثير قد ذكر له ياقوت قطعا منه» (¬2)، ولا وجود لهذا الشّعر في ترجمة البرقيّ في النّسخة المطبوعة من معجم الأدباء. وترجم محمد بن أبي القاسم الجبائيّ وقال: إنه «مات بجبإ في سنة خمس وسبعين وخمس ¬
مائة، ذكر ذلك شيخنا ياقوت الحموي» (¬1). وهذه الترجمة لا وجود لها أيضا في النّسخة المطبوعة من معجم الأدباء. وهذا يؤكّد أنّ النّسخة المطبوعة من معجم الأدباء غير تامّة. 32. المقتبس لابن المرزباني. 33. نزهة الألبّاء في طبقات الأدباء لابن الأنباري. 34. نشوار المحاضرة للقاضي أبي عليّ التّنوخي. 35. وشاح الدّمية لأبي الحسن البيهقي. 36. يتيمة الدّهر للثعالبي. إلى غير ذلك من المصادر التي اعتمدها ابن أنجب الساعي في نقل بعض الأخبار الخاصّة بمترجميه، ولم يسمّها، واكتفى بذكر أصحابها بكناهم أو جزء من أسمائهم. إلاّ أنّ الجانب الطريف والهامّ في هذا الكتاب هو ما يتعلّق بأخبار بعض الكتب التي ما زالت مفقودة إلى الآن، وفي مقدّمتها بعض كتبه التي ذكرناها آنفا، كالمناقب العليّة لمدرّسي النّظامية، وحصول المراد من أخبار ابن عبّاد، والجواهر السّنيّة في المدائح العلائية، وبغية الألباء من معجم الأدباء وغيرها. كما ذكر كتب بعض شيوخه التي رآها. يقول مثلا في وصف كتب شيخه هبة الله ابن النجّار: «وله من التصانيف. . كتاب مشيخته يشتمل على عشرة آلاف شيخ لم يبيّضه، وكتاب الذّيل على الإكمال. . ووقف كتبه ووصّى إليّ بالنظر فيها» (¬2). وعند ما ذكر مؤلّفات أبي العلاء المعرّي قال: إنّها جمعت في فهرس مفرد بخطّ كاتبه عليّ بن عبيد الله بن أبي هاشم، ثم قال في التعريف بكتاب الهمزة والردف: «بناه على إحدى عشرة حالة، الهمزة في حال إفرادها وإضافتها، وهذا الكتاب رأيته في مائة مجلّد، وهو في الخزانة العتيقة بالنّظامية» (¬3). ¬
ثانيا: نسبة الكتاب إلى صاحبه
ومن نوادر الكتب التي وقف عليها ابن أنجب أيضا: كتاب أخبار القرّاء والرّواة لمحمد بن عمران المرزباني، الذي قال عنه: إنه يقع في «نحو ثلاثة آلاف ورقة، وهو في خزانة المدرسة النّظامية في عشرين مجلّدة» (¬1). وقال أيضا عن كتاب الأجواد لنفس المؤلّف: «ووقع من أصوله إليّ بخطّه نيّف وعشرون ألف ورقة» (¬2). ورأى أيضا تفسيرا للقرآن الكريم لعبد الله بن أحمد بن محمود الكعبيّ أبي القاسم البلخيّ «على رسم لم يسبق إليه في اثني عشر مجلّدا» (¬3). إلى غير ذلك من أخبار المصنّفات والمصنّفين التي أتحفنا بها ابن أنجب في درّه الثمين. ومما يؤخذ على ابن أنجب في هذا الكتاب أنه حينما كان يذكر عناوين المصنّفات، كان يقرنها بكلمة «كتاب»، وهو أمر لا يجوز إلاّ إذا كان لفظ «كتاب» جزءا من العنوان، ككتاب الأمّ للشافعي، وكتاب الأصنام لابن الكلبي، وكتاب الإمامة لابن عبّاد، وغيرها (¬4). ثانيا: نسبة الكتاب إلى صاحبه: على الرّغم من اختلاف المصنّفين حول عنوان كتاب الدّرّ الثّمين في أسماء المصنّفين، حيث سمّاه بعضهم أسماء المصنّفين، والبعض الآخر سمّاه أخبار المصنّفين، إلا أنه لا أحد منهم شكّك في نسبته لابن أنجب الساعي، فقد نقل منه محمد بن عليّ المعروف بابن الطّقطقى الحسنيّ (ت.709 هـ) بعض أخبار مترجميه في كتابه الأصيلي في أنساب الطالبيّين، وذكره بعنوانه الكامل، فقال: «قال ابن أنجب في كتابه الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين: حضرت داره بالكوفة فأحسن ضيافتي، وناولني ديوان ¬
شعره بخطّه» (¬1). ونقل منه أيضا الإمام الذهبيّ في سير أعلام النّبلاء قسما من ترجمة سيف الدّين عليّ بن أبي عليّ بن محمد بن سالم التغلبيّ الآمديّ الحنبليّ ثم الشافعيّ، وسمّاه أسماء المصنّفين فقال: «قال عليّ ابن أنجب في أسماء المصنّفين: اشتغل بالشام على المجير البغدادي. .» (¬2) وعزاه إليه كلّ من حاجي خليفة في كشف الظّنون وسمّاه أخبار المصنّفين، وقال: إنه في ستّ مجلّدات (¬3). ونسبه إليه بالعنوان نفسه كلّ من إسماعيل باشا البغداديّ في هديّة العارفين (¬4)، والزّركليّ في الأعلام (¬5). لكنّ حاجي خليفة ذكر، في حرف الدال من كتابه كشف الظّنون، كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين ونسبه للوزير جمال الدّين عليّ بن يوسف القفطي (ت 646 هـ)، وبنفس العنوان ذكر الكتاب في إيضاح المكنون منسوبا للقفطي. ونرجّح أن يكون حاجي خليفة ومذيّله قد صحّفا عنوان الكتاب، إذ إنّ للقفطيّ كتابا مشهورا بعنوان: الدّرّ الثمين في أخبار المتيّمين نسبه له معظم مترجميه كالحموي، والصّفدي، والكتبيّ، وغيرهم. أمّا كتابه الذي ترجم فيه المصنّفين فقد ذكر في أكثر من مصدر بعنوان: أخبار المصنّفين وما صنّفوه. وحسب علمنا فإنّ الكتابين معا ضاعا ممّا ضاع من كتب التراث (¬6). ولعلّ أكبر دليل يؤكّد أنّ عنوان هذا الكتاب هو الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين أنه ذكر بتمامه فيما بقي من المقدّمة: «. . . وسمّيته كتاب الدّرّ ¬
ثالثا: تاريخ تأليف الكتاب
الثمين في أسماء المصنّفين، ومن الله التوفيق، وبه أستعين» (¬1). ومن القرائن الأخرى التي تؤكّد أيضا نسبة هذا الكتاب لابن أنجب وجود مجموعة من الأخبار المتعلّقة بسيرته التي اشتهر بها بين مترجميه، كتلمذته على ابن النجّار، وقراءة تاريخه عليه. ومنها أيضا: تلمذته على محمد بن سعيد الدّبيثيّ وقراءة تاريخه عليه أيضا. وقد ذكر ابن أنجب مجموعة من مؤلّفاته التي ثبتت نسبتها إليه، وقد تمّت الإشارة إلى ذلك فيما سبق. وخلاصة القول، فإنّ نسبة كتاب الدّرّ الثمين لابن أنجب الساعي ثابتة لا تشوبها شائبة، وأنّ عنوانه مذكور بتمامه فيما بقي من المقدّمة، وفي بعض المصادر التي نقل أصحابها منه، وهذه غاية مرام المحقّقين والموثّقين. ثالثا: تاريخ تأليف الكتاب: لم نجد فيما بقي من كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين ما يساعدنا على تحديد التاريخ الدقيق لتأليفه، باستثناء بعض الإشارات المتفرّقة في ثناياه وفي غيره من المصادر التي قد تساعد على تحديد تاريخ تقريبيّ للتأليف. فقد تتبّعنا التواريخ التي ذكرها ابن أنجب في تراجم المصنّفين، فوجدنا أنه ترجم بعض الأعلام الذين توفّوا بعد الخمسين وستّ مائة، وذكر تاريخ وفياتهم، مثل: ترجمة الفقيه أبي سالم محمد بن طلحة بن محمد أبي سالم النّصيبيّ العدويّ الذي توفّي سنة 654 هـ (¬2). وقد وصف، في هذه الترجمة، سقوط مدينة بغداد سنة 656 هـ، قال فيها: «إنّها سنة القتل والسّفك والاستئصال» (¬3). ¬
وترجم محمد بن موسى بن جعفر بن محمد الطاوس العلويّ الذي هلك في موقعة أخذ بغداد في نفس هذه السنة. ثم ترجم أحد أصدقائه، وهو إبراهيم بن جعفر الواسطيّ المتوفّى سنة ثمان وخمسين وستّ مائة. بل الأكثر من ذلك أنه ترجم أحد الأعلام الذين توفّوا بعد الستين وستّ مائة، وهو داود بن عبد الوهاب بن نجاد بن أبي البركات النّحويّ، الذي مات يوم الجمعة سابع عشر شوال من سنة 665 هـ، وهي آخر سنة ذكرت في كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين، وهذا يدلّ على أنّ ابن أنجب قد ألّف هذا الكتاب في هذا التاريخ أو بعده بقليل. ولكنّ المشهور والمتعارف عليه في أوساط الباحثين والمهتمّين بابن أنجب أنّ كتاب أخبار الزّهاد هو آخر ما ألّف الرجل، شاهد ذلك ما قاله صاحب الحوادث الجامعة: «له مصنّفات كثيرة آخرها كتاب الزّهاد» (¬1). وما قاله أيضا الحافظ ابن كثير في البداية والنّهاية: «وله تاريخ كبير، عندي أكثره، ومصنّفات أخرى مفيدة، وآخر ما صنّف كتاب في الزّهاد» (¬2). أما تصانيف ابن أنجب التي ذكرها في كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين فقد ألّفت-قطعا-قبله، وشاهد ذلك أنه كان يذكر أحيانا، في نهاية تراجم بعض الأعلام، أنه سبق أن ترجمهم ترجمة مفصّلة في إحدى مؤلّفاته، أو أنه أفرد كتابا كاملا في سيرة آخرين، وشواهد ذلك كثيرة في هذا الكتاب، وسنكتفي بإيراد مثال لكلّ حالة: -فمن أمثلة الحالة الأولى: قوله في ترجمة محمد بن الحسين بن محمد بن موسى أبي الحسن الملقّب بالرّضي الموسويّ: «وقد ذكرت طرفا من أخباره في كتاب جهد الاستطاعة في شرح نهج البلاغة، وفي كتاب بغية الألبّاء من معجم الأدباء» (¬3). -ومن أمثلة الحالة الثانية: قوله في ترجمة أبي العلاء المعرّي: «وله ¬
رابعا: وصف النسخة
أخبار غريبة مستحسنة، وأشعار مليحة تدلّ على زهده وحكمته، وأشعار تدلّ على سوء عقيدته، وقد جمعت مختار أخباره وأشعاره في كتاب مفرد سمّيته كتاب التّبري من عقيدة المعرّي» (¬1). رابعا: وصف النّسخة: اعتمدنا في ضبط هذا الكتاب على نسخة فريدة محفوظة بخزانة القصر الملكيّ بمراكش تحت رقم (80) وقد كانت في ملك الشيخ محمد عبد الحيّ الكتّاني وعليها تملّكه، وقد اشتراها من تونس عام 1340 هـ/ 1921 م. وهذه النّسخة مكتوبة بخطّ مشرقيّ (نسخ) بمداد أسود، مع استخدام اللون الأحمر لكتابة أسماء المصنّفين المترجمين، ولم يرد فيها ذكر لاسم ناسخها، ولا لتاريخ نسخها، إلاّ أنّ خطّها ونوع ورقها؛ وهو كاغيد عربي (¬2)؛ يوحيان بقدمها. فقد قال الشيخ عبد الحيّ الكتّانيّ في وصفها: إنّها كتبت «بخطّ مشرقيّ قديم يظهر منه أنه كتب قريبا من عصر مؤلّفه» (¬3). وقد ترك الناسخ مجموعة من الكلمات دون إعجام أو ضبط، وهذا ما جعل بعض الكلمات تحتمل أكثر من قراءة، ولا تكاد تفهم إلاّ من سياق الكلام. وتقع هذه النّسخة في 112 ورقة، مقياس 16 x 24 سم، مسطّرة 21 سطرا، وهي خالية من التّعقيبة، بها أثر كبير للرّطوبة، وبعض الخروم، وهذا ما ساهم في التصاق بعض صفحاتها، وانطماس رسم كثير من كلماتها. ويوجد بأطرافها بعض الحواشي والتعليقات، إلاّ أنّ أغلبها مطموس بفعل الرّطوبة أيضا. وعليها ختم خزانة الشيخ عبد الحيّ الكتّاني وخطّه، وتملّك يقول فيه: ¬
«هذا كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين للإمام المحدّث المؤرّخ البارع تاج الدّين أبي طالب عليّ بن أنجب البغدادي، المعروف بابن الساعاتي، خازن الكتب للمستنصر العبّاسيّ ببغداد، المتوفّى سنة 674 هـ، وهو كتاب عظيم في ستّ مجلّدات (¬1)، نادر الوجود، لا أعلم أنه يوجد الآن في مكتبة لا في الشّرق ولا في الغرب. ظفرت بهذا المجلّد منه في تونس عام 1340 هـ. كتبه مالكه محمد عبد الحيّ الكتّانيّ الحسنيّ حمد مولاه مسعاه آمين» (¬2). وقد طالعها الشيخ عبد الحيّ ونقل منها مجموعة من المعلومات القيّمة خصوصا في كتابه تاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألّف في الكتب. وقد تمّ تسفير هذه النّسخة تسفيرا بدويّا بدائيّا، ضاع معه نوع الترقيم المستعمل، ويرجّح أن يكون ترقيما بالكرّاسات، واضطربت خلاله الأوراق، إذ نجد قسما من ترجمة بعض المصنّفين في الأوراق الأولى، والقسم الآخر في آخر الكتاب، وهذا ما جعلنا نعيد ترتيب بعض الأوراق، وتركنا البعض الآخر في مكانه بسبب البتر الموجود أصلا فيه، خصوصا في القسم الأخير منه. وتبتدئ هذه النّسخة بما بقي من مقدّمة المؤلّف: «عليهم كتابي الموسوم بلطائف المعاني في ذكر شعراء زماني، ومن عدا هؤلاء فقد ذكروا في كتاب التاريخ الجامع المختصر، من الحكماء والأطبّاء، والكتّاب، والبلغاء، وغيرهم، وسمّيته كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين. ومن الله التوفيق وبه أستعين. ذكر الشافعيّ رضي الله عنه. . .» (¬3). -وآخرها: عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبيّ أبو القاسم البلخيّ المتكلّم ¬
المفسّر الأديب: «. . . رأيت له كتابا في تفسير القرآن المجيد. . وكتاب تحف الوزراء، وحضر عند بعض العلماء فدعاه إلى شرب النّبيذ، فأنشد هذه الأبيات» (¬1). وهذه النّسخة النّفيسة من كتاب الدّرّ الثمين، كما أسلفنا، مبتورة البداية والوسط والنّهاية. فقد ضاع منها قسم كبير من مقدّمة المؤلّف، ولم يبق منها إلا أربعة أسطر، وضاعت أجزاء من بعض تراجم الكتاب، كترجمة محمد بن أحمد من محمد المغربي أبي الحسن (¬2)، وترجمة إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد الطرابلسي، المعروف بابن الأجدابي (¬3)، كما ضاع قسم من نهاية ترجمة عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبيّ أبي القاسم البلخي (¬4). ويوجد في هذه النّسخة أيضا أكثر من عشرين ترجمة مكرّرة، كترجمة محمد بن جرير الطبري، وترجمة محمد بن مسعود العيّاشي، وترجمة محمد بن موسى بن عثمان الحازميّ، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي، وغيرهم من الأعلام. وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه من هذا الكتاب. ويضمّ الدّرّ الثّمين أكثر من أربع مائة ترجمة من تراجم المصنّفين، افتتحه ابن أنجب بترجمة محمد بن إدريس الشافعي، وختم المجلّد الأوّل بترجمة عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبيّ أبي القاسم البلخيّ المتكلّم المفسّر الأديب. وهذه النّسخة، حسب مبلغنا من العلم، وحيدة فريدة (Unicom) لم نقف على غيرها في فهارس المكتبات: العامّة والخاصّة التي بين أيدينا. ¬
خامسا: المنهج المعتمد في ضبط الكتاب
خامسا: المنهج المعتمد في ضبط الكتاب: قد سبقت الإشارة إلى أنّ هذه النّسخة من كتاب الدّرّ الثمين نسخة فريدة محفوظة بالخزانة الملكيّة بمراكش، ولا يمكن ضبطها ضبطا علميّا صحيحا حسب القواعد والضوابط العلمية المعمول بها في مجال التحقيق العلميّ الحديث، لعدم توافر عدد كاف من النّسخ التي من شأنها أن تساعدنا على القيام بتاريخ النصّ الذي هو التحقيق عينه. فلا يسع الباحث في مثل هذه الحالة إلاّ أن يستعين بما يملكه من تجربة ومراس في مجال البحث، ويعتمد على حدسه العلميّ واللّغويّ في فكّ الرّموز، وحلّ المشكلات التي تطرحها العبارات والألفاظ التي لا تسعف مصادر المؤلّف في إيجاد حلول لها. فمن البديهيّ أن يشوب النصّ خلل، ويصيب العبارات اضطراب، والألفاظ تصحيف وتحريف، خصوصا إذا كان الناسخ غير عالم؛ كما هو الشأن بالنّسبة لناسخ الدّرّ الثمين. وفي تراثنا العربيّ نماذج كثيرة من المخطوطات التي اعتمد في ضبطها على نسخة فريدة، فخرجت ملأى بالهنات والتحريفات والأخطاء رغم الجهد الذي بذله الباحثون في نشرها. فلم يكن لنا خيار آخر غير اعتماد هذه النّسخة الفريدة في الضّبط (¬1)، فاقتصر عملنا على نقل النصّ بطريقة الهجاء الحديثة، وشكل ما أشكل من أسماء الأعلام وغيرها، وتخريج وتوثيق وشرح ما كان بحاجة إلى تخريج أو توثيق أو شرح، مع تفادي الإطالة والتّكرار وإثقال الهوامش بما لا يفيد. وقد احتفظنا بترتيب الأعلام حسب الترتيب الوارد في الكتاب، رغم ما فيه من خلل واضطراب. وأشرنا إلى نهاية أوراق المخطوط بخطّين مائلين، مع ذكر رقم الورقة. ¬
لكن، وعلى الرّغم من الجهد الكبير الذي بذلناه في ضبط هذه النّسخة من كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين، فإنّنا لم نستطع قراءة بعض الكلمات فوضعناها بين معقوفين مع ثلاث نقط حذف، ونبّهنا إلى بعض احتمالات قراءتها في الهامش. وذيّلنا هذا الكتاب بفهارس عامة مفصّلة، وهي كالآتي: 1. فهرس الآيات القرآنية. 2. فهرس الأحاديث النبوية. 3. فهرس الأمثال. 4. فهرس الأشعار. 5. فهرس الكتب الواردة في المتن. 6. فهرس البلدان والأماكن. 7. فهرس الأمم والقبائل والطوائف. 8. فهرس الأعلام. 9. فهرس الأعلام المترجمين في الدّرّ الثمين. 10. فهرس المصادر والمراجع. 11. فهرس المحتويات. كما استعملنا في هذا الكتاب بعض الرموز، منها: الرمز «مخ» للإشارة إلى المخطوط، والحرف «ت» للإشارة إلى تاريخ الوفاة. وبعد، فهذه نسخة من كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين، التي طالما احترقت على فقدانها أكباد الغيورين، وتاقت إلى اكتشافها همم الباحثين، واشرأبّت إلى ظهورها أعناق المهتمّين، نجلوها اليوم من الخدر عذراء لم ترقب، ومن الصّدف درّة لم تثقب، في طابق أدبيّ رفيع، نرجو أن تقرّ بها العيون، وترتاح لها الأنفس، وتعمّ بها الفائدة، فمن رأى فيها حسنة قال، ومن رأى سيئة أقال، فخيرا أردنا، ومضمونا به أذعنا، وذخيرة أشعنا، وعند الله الجزاء، ومنه التوفيق، وعليه التّكلان.
نماذج من الكتاب المخطوط
نماذج من الكتاب المخطوط
[مقدمة المصنف]
[مقدمة المصنف] . . . (¬1) عليهم كتابي الموسوم بلطائف المعاني في ذكر شعراء زماني (¬2)، ومن عدا هؤلاء فقد ذكروا في كتاب التاريخ الجامع المختصر (¬3) من الحكماء والأطبّاء والكتّاب والبلغاء وغيرهم، وسمّيته: كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين (¬4). ومن الله التوفيق، وبه أستعين. ذكر الشافعيّ رضي الله عنه بدأت به لأنه أول من صنّف في الفقه ودوّنه. وهو: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف (¬5)، يجتمع مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عبد مناف، لأنّ المطّلب جدّ الشافعيّ، وهاشم جدّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وهما ابنا عبد مناف، فهاشم، الذي هو جدّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم، هو جدّ الشافعيّ رضي الله عنه، هو هاشم بن المطّلب، لا هاشم بن عبد مناف. ثم زوّج المطّلب ابنه هاشما بالشّفاء بنت أخيه هاشم بن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جدّ الشافعي، فكان يقال لعبد يزيد: المحض. فقد ¬
ذكر نبذة من مناقبه
ولد الشافعيّ الهاشميان: هاشم بن المطّلب، وهاشم بن عبد مناف (¬1). ذكر نبذة من مناقبه قال الكرابيسي (¬2): بتّ عند الشافعيّ غير ليلة، فكان يصلّي ثلث اللّيل بخمسين آية إلى المائة، فكان لا يمرّ بآية رحمة إلاّ سأل الله لنفسه وللمسلمين، ولا بآية عذاب إلا تعوّذ منها لنفسه وللمسلمين، فكأنّما جمع له الرّجاء والرّهبة معا (¬3). قال الربيع بن سليمان (¬4): وكان الشافعيّ يختم القرآن في شهر رمضان ستّين ختمة، ختمة منها في الصّلاة، وكان من أحسن الناس حفظا بالقرآن. وكان يجتمع الناس لسماع قراءته، فيكثرون من البكاء والنّحيب، فإذا سمعهم أمسك عن القراءة (¬5). وقال عبد الله بن الحكم (¬6): ما رأيت مثل الشافعيّ، كان يأتيه أصحاب ¬
الحديث فيعرضون عليه فيوقفهم على غوامض من علم الحديث، فيعجبون منه، ثم يأتيه أصحاب الفقه المتوافقون والمتخالفون، فلا يقومون إلاّ وهم مذعنون له بالحذق والدّيانة. ويأتيه أصحاب علم الأدب، فيقرءون عليه الشّعر، وكان يحفظ من شعر العرب عشرة آلاف بيت بغريبها ومعانيها، وكان من أعرف الناس بالتاريخ، مع عقل ودين، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله عزّ وجل. وقال أبو الفضل الزجّاج: لمّا قدم الشافعيّ إلى بغداد، كان يقعد في الجامع نيّف وأربعون حلقة، فاجتمع الكلّ عنده، ولم يبق في الجامع حلقة لغيره (¬1). وكان من أعلم الناس بالفراسة. قال حرملة بن يحيى (¬2): سمعت الشافعيّ يقول: احذر الأحول، والأعور، والأعرج، والأحدب، والأشقر، والكوسج، وكلّ من به عاهة في بدنه، وكلّ ناقص الخلق، فإنّ معاملته عسرة (¬3). ومن سخائه ما حكاه الربيع قال: دعا الشافعيّ حجّاما يوما، فأخذ من شعره، فأعطاه خمسين دينارا (¬4). ولمّا دخل على الرشيد وامتحنه، وطلب منه أن يعظه، فوعظه، أعطاه خمسة آلاف دينار، ففرّقها في خاصّته وحاشيته، فما مضى إلى منزله ومعه منها سوى مائة دينار. وكان قلّ أن يمسك شيئا من سماحته (¬5). ¬
وقال أبو القاسم بن منيع (¬1)، قال أحمد بن حنبل: كان الفقه قفلا على أهله حتى فتحه الشافعي (¬2). وقال أبو أيوب حميد بن أحمد (¬3): كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر في مسألة، فقال رجل لأحمد: لم يصحّ في هذه المسألة حديث، فقال: إن لم يصحّ فيها حديث ففيها قول للشافعيّ، وحجّته أثبت شيء عندي (¬4). وقال المرورّوذيّ (¬5): إذا جاءتك مسألة ليس فيها أثر فأت فيها بقول الشافعي (¬6). وقال إسحاق بن راهويه (¬7): أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال: /1/ تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشافعي (¬8). قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: يا أباه، أيّ رجل كان الشافعيّ؟ إنّي سمعتك تكثر من الدّعاء له، فقال: يا بنيّ، كان الشافعيّ كالشمس للدّنيا ¬
والعافية للناس، فانظر هل عن هذين عوض؟ (¬1). وقال المزني (¬2): سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستّة أدعو لهم وقت السّحر، أحدهم الشافعي (¬3). وقال: ما بتّ منذ ثلاثين سنة إلاّ وأنا أدعو للشافعي. ومن كلام الشافعيّ: من استغضب فلم يغضب فهو حمار، ومن استرضي فلم يرض فهو شيطان (¬4). ومن كلامه: من طلب الرّئاسة هربت منه، وإذا تصدّر الصغير فاته علم كثير. وقال: من قرأ القرآن عظمت قيمته، ومن تفقّه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجّته، ومن تعلّم اللّغة رقّ طبعه، ومن تعلّم الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه (¬5). وقال الشافعي: رأيت في المدينة أربع عجائب: جدّة عمرها إحدى وعشرون سنة، ورجلا فلّسه القاضي في مدّي نوى، وشيخا أتى عليه تسعون سنة، يدور نهاره حافيا راجلا على القيان يعلّمهنّ الغناء، فإذا جاءت الصلاة صلّى قاعدا (¬6). وقال الشافعيّ: يحتاج طالب العلم إلى ثلاثة أشياء: طول العمر، وسعة اليد، والذّكاء. ¬
وقال: ما شبعت منذ ستّ عشرة سنة، لأنّ الشّبع يثقل البدن، ويقسّي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النّوم، ويضعف صاحبه عن العبادة (¬1). فانظر إلى حكمته في ذكر آفات الشّبع، ثم في جدّه في العبادة، كيف اطّرح الشّبع لأجله، ورأس القصد تقليل الطعام. وقال: ما حلفت بالله عزّ وجلّ، صادقا ولا كاذبا (¬2). فانظر إلى حرمته وتوقيره، وذلك دليل على علمه بجلاله سبحانه. وممّا يدلّ على إرادته بالمناظرة وجه الله تعالى ما روي عنه أنه قال: وددت أنّ الناس انتفعوا بهذا العلم وما نسب إليّ منه شيء (¬3). فانظر كيف اطّلع على آفة العلم وطلب الاسم به، وكيف كان منزّه القلب من الالتفات إليه لمجرّد النّية فيه لوجه الله تعالى. وكان يقول: ما ناظرت أحدا قطّ فأحببت أن يخطئ، وما ناظرت أحدا قطّ وأنا أبالي أظهر الحقّ على لسانه أو لساني، وما أوردت الحجة على أحد قطّ فقبلها إلا هبته، واعتقدت مودّته، ولا كابرني أحد على الحقّ إلا سقط من عيني ورفضته (¬4). فهذه العلامات كلّها تدلّ على إرادته بالفقه والمناظرة وجه الله سبحانه وتعالى. وقد ذكرت طرفا من مناقبه في أول كتاب «الاقتفاء لطبقات الفقهاء» (¬5)، وذلك بعض من كلّ، فقد صنّف جماعة من الأعيان العلماء والأئمة الفضلاء مناقبه وما نقل من فضائله (¬6). ¬
ذكر ما وجدته من تصانيفه رضي الله عنه
ذكر ما وجدته من تصانيفه رضي الله عنه فمن تصانيفه الأصول التي جمعت الفروع (¬1): كتاب الرّسالة القديمة (¬2)، وكتاب الرّسالة الجديدة، وكتاب اختلاف الأحاديث (¬3)، وكتاب جماع العلم (¬4)، وكتاب إبطال الاستحسان (¬5)، وكتاب أحكام القرآن (¬6)، وكتاب بيان فروض الله تعالى (¬7)، وكتاب صفة الأمر والنّهي (¬8)، وكتاب اختلاف مالك (¬9)، وكتاب اختلاف العراقيّين (¬10)، وكتاب الرّدّ على محمد بن ¬
ومن تصانيفه في الفروع
الحسن (¬1)، /2/ وكتاب عليّ وعبد الله (¬2)، وكتاب فضائل قريش (¬3). ومن تصانيفه في الفروع كتاب الأمّ في الطّهارة (¬4)، وكتاب الوضوء (¬5)، وكتاب التيمّم (¬6)، وكتاب استقبال القبلة (¬7)، وكتاب الإمامة (¬8)، وكتاب الجمعة (¬9)، وكتاب صلاة الخوف (¬10)، وكتاب صلاة العيدين، وكتاب الكسوف والخسوف (¬11)، وكتاب الاستسقاء (¬12)، وكتاب التطوّع (¬13)، والحكم في تارك الصلاة (¬14)، وكتاب غسل الميّت (¬15)، وكتاب الجنائز (¬16)، وكتاب الزكاة (¬17)، وزكاة مال اليتيم (¬18)، وزكاة الفطر (¬19)، وفرض الزكاة (¬20)، وقسمة الصّدقات (¬21)، ¬
وكتاب الصّيام وصوم التطوّع (¬1)، وكتاب الاعتكاف (¬2). وفي الحجّ: كتاب المناسك الكبير (¬3)، ومختصر الحجّ الأوسط، ومختصر الحجّ الصغير (¬4). وفي المعاملات: كتاب البيوع (¬5)، والصّرف والسّلم (¬6)، وكتاب الرّهن (¬7)، وكتاب التفليس والحجر (¬8)، وبلوغ الرّشد (¬9)، والصّلح (¬10)، وكتاب الاستحقاق (¬11)، وكتاب الوكالة والحوالة (¬12)، والشّركة (¬13)، والإقرار والمواهب (¬14)، وكتاب الإقرار بالحكم الظاهر، وإقرار الأخ بأخيه (¬15)، وكتاب العارية (¬16)، والغصب (¬17)، والشّفعة (¬18). وفي الإجارات: كتاب الإجارة الأوسط، والكري (¬19)، والإجارات (¬20)، ¬
واختلاف الأجير والمستأجر (¬1)، وكري الأرض (¬2)، وكري الدواب (¬3)، وكتاب المزارعة (¬4)، والمساقاة (¬5)، والقراض (¬6)، وعمارة الأرضين (¬7)، وإحياء الموات (¬8). وفي العطايا: كتاب المواهب (¬9)، والأحباس (¬10)، والعمرى والرّقبى (¬11). وفي الوصايا (¬12): كتاب الوصيّة للوارث (¬13)، والوصيّة بالعتق (¬14)، وتعبير الوصيّة (¬15)، وصدقة الحيّ عن الميّت (¬16). وفي الفرائض: كتاب المواريث (¬17)، وكتاب الوديعة (¬18)، وكتاب اللّقطة (¬19)، واللّقيط (¬20). ¬
وفي الأنكحة: كتاب التعريض بالخطبة (¬1)، وتحريم الجمع (¬2)، والشّغار (¬3)، والصّداق (¬4)، وكتاب الوليمة (¬5)، وكتاب القسم، وإباحة الطلاق (¬6)، والرّجعة (¬7)، والخلع والنّشوز (¬8)، وكتاب الظّهار (¬9)، والإيلاء (¬10)، واللّعان (¬11)، وكتاب العدد (¬12)، والاستبراء (¬13)، والرّضاع (¬14)، وكتاب النفقات (¬15). وفي الجراح: كتاب جراح العمد (¬16)، وجراح الخطأ (¬17)، والدّيات (¬18)، وكتاب اصطدام السفينتين (¬19)، وكتاب الجناية على أمّ الولد (¬20)، والجناية على الجنين (¬21)، وكتاب خطإ الطبيب (¬22)، وخطإ المعلّم (¬23)، والبيطار ¬
والحجّام (¬1)، وكتاب القسامة (¬2)، وصول الفحل (¬3). وفي الحدود: كتاب القطع في السّرقة (¬4)، وقطّاع الطريق (¬5)، وصفة البغي (¬6)، /3/ وكتاب المرتدّ (¬7)، والحكم في الساحر (¬8)، وكتاب قتال أهل البغي (¬9). وفي السّير: كتاب الجهاد (¬10)، وكتاب الجزية (¬11)، وقتال المشركين (¬12)، والأسارى (¬13)، وكتاب السّبق والرّمي (¬14)، وقسم الفيء والغنيمة (¬15). وفي الأطعمة: كتاب الطّعام والشّراب (¬16)، وكتاب الضّحايا (¬17)، والصّيد والذبائح (¬18)، والأشربة (¬19). ¬
ذكر وفاته ومدفنه
وفي القضاء: كتاب أدب القاضي (¬1)، والشّهادات (¬2)، والقضاء باليمين مع الشاهد (¬3)، وكتاب الدّعوى والبيّنات (¬4)، وكتاب الأقضية (¬5)، والأيمان والنّذور (¬6). وفي العتق: كتاب القرعة (¬7)، وكتاب البحيرة والسّائبة (¬8)، وكتاب الولاء والحلف (¬9)، والمدبّر (¬10)، والمكاتب (¬11)، وكتاب عتق أمهات الأولاد (¬12). ذكر وفاته ومدفنه كانت وفاته رحمة الله عليه، في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين عن أربع وخمسين سنة، وصلّى عليه السّريّ بن الحكم (¬13) عزيز مصر، ودفن بالفسطاط، وقبره ظاهر يزار. [حرف الميم] محمد بن محمد بن محمد، أبو حامد الغزّاليّ (¬14) ¬
حجّة الإسلام، إمام الفقهاء الشافعية، وربّانيّ الأمة، جمع بين علم الظاهر والباطن، وفاق أهل زمانه بتلخيص العبارة، وحسن التمثيل والاستعارة، وزاد على من كان قبله في تنميق التصنيف، وأعجز من جاء بعده في حسن التأليف، ومن نظر في تصانيفه علم. أنه كان منقطع القرين، متفنّنا في كثير من العلوم، لا يشقّ غباره، ولا يدرك مضماره، منها: كتاب الوسيط في المذهب (¬1)، وكتاب البسيط (¬2)، وكتاب الوجيز (¬3)، وكتاب الخلاصة (¬4)، وكتاب غاية الغور في دراية الدّور (¬5)، وكتاب توجيه ¬
القولين (¬1)، وكتاب المستصفى في أصول الفقه (¬2)، وكتاب المنخول (¬3)، وكتاب الاقتصاد في الاعتقاد (¬4)، وكتاب الأربعين (¬5)، وكتاب جواهر القرآن (¬6)، وكتاب إلجام العوامّ عن علم الكلام (¬7)، وكتاب التفرقة بين ¬
الإسلام والزّندقة (¬1)، وكتاب المآخذ في علم الخلاف (¬2)، وكتاب تحصين المآخذ (¬3)، وكتاب المنتحل في الجدل (¬4)، وكتاب تهافت الفلاسفة (¬5)، وكتاب المقاصد (¬6)، وكتاب معيار العلم (¬7)، وكتاب محكّ ¬
النظر (¬1)، وكتاب القسطاس المستقيم (¬2)، وكتاب المضنون به على غير أهله (¬3)، وكتاب فضائح الباطنية وفضائل المسترشديّة (¬4)، وكتاب المقصد الأقصى في شرح أسماء الله الحسنى (¬5). وفي علوم الطريقة: كتاب إحياء علوم الدّين (¬6)، وكتاب منهاج ¬
العابدين (¬1)، وكتاب بداية الهداية (¬2)، وكتاب سراج السالكين (¬3)، وكتاب مشكاة الأنوار (¬4)، وكتاب المسائل الأخرويّة (¬5)، وكتاب حماقة الإباحيّة (¬6)، ¬
محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الكناني/4/ أبو بكر ابن الحداد.
وكتاب ميزان العمل (¬1)، وكتاب المنقذ من الضّلال (¬2) شرح فيه حاله، وكتاب نصيحة الملوك (¬3)، وغير ذلك. واشتهرت تصانيفه في الدّنيا، وسارت مسير الشمس والقمر، وعمّ بها الانتفاع، وأخذ في مجاهدة النفس ورياضة الأخلاق وتهذيبها، والخروج عن الرسوم العاديّة والترتيبات، وقصر الأمل والتّزيّي بزيّ الصالحين، ووقف الأوقاف على مصالح الخلق، والاشتغال بهداية السالكين، والاستعداد للرّحيل عن الدّنيا إلى الدار الباقية، حتى ظهرت عليه آثار أنوار المشاهدة، والقرب من الباري جلّ جلاله، ولم يزل على ذلك إلى أن توفّي في يوم الاثنين الرابع عشر من ربيع الآخر من سنة خمس وخمس مائة عن خمس وخمسين سنة، ودفن بظاهر الطابران قصبة طوس، رحمه الله وإيانا. محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الكنانيّ/4/ أبو بكر ابن الحداد (¬4). ¬
الفقيه الشافعيّ، قاضي مصر، أحد الفقهاء المشهورين بالعلم والدّين. كان من أصحاب المزني (¬1). غاص على أسرار الفقه، وتغلغل في غوامض العلم، وخرّج من التفريعات ما لم يسبق إلى مثله، ولم يلحق في براعته وحسنه، وصنّف «كتاب الفروع» (¬2)، وهو كتاب مفيد اعتنى بشرحه الأئمة، كأبي عليّ السّنجي (¬3)، والقفّال (¬4)، والقاضي أبي الطيّب الطبري (¬5). وكان يقال: «عجائب الدنيا ثلاث: غضب ابن الحداد، ونظافة السّماد، والردّ على ابن الحداد» (¬6). ¬
محمد بن إبراهيم بن المنذر، أبو بكر النيسابوري.
وكان له قبول عند الملوك والسلاطين، وصنّف في علوم الحقيقة والمكاشفة عدّة تصانيف، ثم عزل نفسه عن قضاء مصر. وتوفّي سنة أربع وأربعين وثلاث مائة. محمد بن إبراهيم بن المنذر، أبو بكر النّيسابوريّ (¬1). صاحب الإشراف على مذاهب العلماء (¬2)، ذكر فيه الخلاف بين أرباب المذاهب، فاحتاج إليه الموافق والمخالف، وهو كتاب جليل. توفّي بمكّة سنة تسع أو عشر وثلاث مائة (¬3). محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، أبو جعفر الطبريّ (¬4)، الإمام. كان علاّمة وقته، وإمام عصره، وفقيه زمانه، صاحب التصانيف المشهورة في الفقه وغيره. ولد بآمل طبرستان (¬5) سنة أربع وعشرين ومائتين، وحفظ القرآن، ¬
وسمع الحديث عن محمد بن حميد الرازي (¬1)، وابن جريج، وهنّاد بن السّري (¬2)، وغيرهم، وقرأ فقه الشافعيّ على الربيع بن سليمان بمصر، وعلى الحسن بن محمد الزّعفرانيّ (¬3) ببغداد، وأخذ علم القرآن عن ابن مقاتل (¬4)، وأدرك الأسانيد العالية بمصر، والشام، والعراق، والكوفة، والبصرة، والرّيّ، وكان قيّما بعلم القرآن، والنّحو، والشّعر، واللّغة، والفقه، كثير الحفظ، وله مذهب في الفقه اختاره لنفسه، وصار أحد رؤساء الأئمة حشمة ونعمة، تخرّج بكلامه جماعة من أهل العلم، وانتشر علمه في الآفاق، واستمرّ على حشمته ونعمته العظيمة إلى آخر عمره. صنّف كتاب تفسير القرآن الكريم في مائة مجلّد (¬5)، ذكر فيه أحكام القرآن، وناسخه ومنسوخه، ومشكله، وغريبه، ومعانيه، واختلاف أهل التأويل والعلماء في أحكامه وتأويله، وإعراب حروفه، والكلام على الملحدين فيه، والقصص، وأخبار الأمم، وغير ذلك ممّا حواه من الحكم والرأي كلمة كلمة، وأبان حتّى لو تصدّى عالم أن يصنّف عنه ¬
عشرة كتب كلّ كتاب منها يحتوي على علم مفرد عجيب: لفعل. وذكر الخطيب في تاريخه، أنّ الإمام أبا حامد الأسفرايينيّ (¬1)، قال: لو سافر رجل إلى الصّين حتى يحصل له تفسير محمد بن جرير الطبريّ لم يكن ذلك كثيرا (¬2). ومن كتبه أيضا: كتاب القرآن والتنزيل والعدد (¬3)، وكتاب اختلاف علماء الأمصار (¬4)، وكتاب تاريخ الرّجال والصحابة والتابعين، والخالفين (¬5) ¬
إلى رجاله الذين كتب عنهم (¬1)، وكتاب تاريخ الأمم والملوك (¬2)، وكتاب تهذيب الآثار (¬3) لم ير مثله في معناه، وكتاب لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، وهو مذهبه الذي اختاره وجرّده واحتجّ له (¬4)، وكتاب اللّطيف في الفقه (¬5)، ويحتوي على عدّة كتب، وكتاب البسيط في الفقه (¬6)، لم يتمّه، والذي خرج منه كتاب الشروط، وكتاب المحاضر والسّجلاّت، وكتاب الوصايا، وكتاب أدب القاضي، وكتاب الطهارة، وكتاب الصّلاة، وكتاب الزكاة، وكتاب القراءات (¬7)، وكتاب الخفيف في الفقه (¬8)، وكتاب المسترشد (¬9)، والذي خرج منه كتاب اختلاف الفقهاء. وله تصانيف حسان في أصول الفقه وفروعه. ولما بلغه أنّ أبا بكر بن أبي داود السّجستانيّ (¬10) تكلّم في حديث ¬
محمد بن الحسن بن فورك، /5/ المتكلم الأصولي الواعظ النحوي الأصفهاني.
غدير خمّ (¬1) عمل أبو جعفر الطبريّ كتاب الفضائل، فبدأ بذكر أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، رضي الله عنهم، وتكلّم عن تصحيح غدير خمّ، واحتجّ لتصحيحه، وأتى من فضائل عليّ بما انتهى إليه (¬2)، وكان ممّن لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يعدل عن حق. وكان أبو العباس بن سريج (¬3) يسمّيه فقيه العالم. كانت وفاته ببغداد في ثامن عشر شوّال من سنة عشر وثلاث مائة، عن سبع وثمانين سنة، وكان السواد في شعر رأسه ولحيته كثيرا، وكان نحيف الجسم، مديد القامة، دفن في داره برحبة يعقوب (¬4). محمد بن الحسن بن فورك (¬5)، /5/ المتكلّم الأصوليّ الواعظ النّحويّ الأصفهانيّ. أقام في بغداد زمانا طويلا، وسافر إلى الرّيّ وأقام بها مدة، وطلبه ¬
محمد بن آدم الهروي، أبو المظفر.
أهل نيسابور، والتمسوا منه التوجّه إليهم ففعل، وبنوا له بنيسابور مدرسة وخانقاه، واستوطن هناك، وظهر تفوّقه على الفقهاء بها. وبلغت تصانيفه في علم الكلام والأصول ومعاني القرآن نحو خمسة وتسعين مصنّفا، ودعي إلى غزنة (¬1) فتوجّه إليها، وجرت له مناظرات. وكثر عليه الكره (¬2)، فخرج منها متوجّها إلى نيسابور، ويقال: إنه سمّ فمات، وحمل إلى نيسابور فدفن بها، وله بها مشهد يزار. ويقال عنه: إنّ عنده دعوة مستجابة. وكانت وفاته سنة ستّ وأربع مائة (¬3). محمد بن آدم الهرويّ، أبو المظفّر (¬4). كان إماما في علوم الأدب والمعاني، شرح الأبيات والألفاظ والأمثال وغرائب التفسير، ومن تأمّل فوائده في كتاب شرح الحماسة (¬5)، وكتاب شرح الإيضاح (¬6)، وكتاب شرح إصلاح المنطق (¬7)، وكتاب شرح أمثال أبي عبيد (¬8)، وكتاب شرح ديوان المتنبّي (¬9)، اعترف له بالفضل. ¬
محمد بن أحمد بن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس، المعروف بأبي العبر الهاشمي.
توفّي سنة أربع عشرة وأربع مائة، ودفن في مقبرة الحسين بقرب قبر أبي العباس السّراج. محمد بن أحمد بن عبد الصّمد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس، المعروف بأبي العبر الهاشميّ (¬1). كان حافظا، أديبا، قال جحظة: لم أر أحفظ للعيون ولا أجود منه شعرا، ولم يكن في الدّنيا صناعة إلاّ وهو يعملها بيده. وكان يقال: إنه يسبّ عليّا عليه السلام. ذكره أبو الفرج الأصفهانيّ في كتاب الأغاني وقال: كان أبوه أحمد يلقّب حمدون الحامض. أدرك أيام الرشيد، وكان شاعرا، ويسلك في شعره مسلك الجدّ، ثم عدل إلى الغزل وغيره (¬2). قال محمد بن إسحاق (¬3): ولأبي العبر كتاب جامع الحماقات وحاوي الرّقاعات، وكتاب المنادمة وأخلاق الرؤساء (¬4)، وكان ظاهر الحمق. قتل في سنة اثنتين وخمسين ومائتين في خلافة المستعين. ومن شعره [الرمل] زائر نمّ عليه حسنه … كيف يخفي اللّيل بدرا طلعا (¬5) امهل الغفلة حتّى أمكنت … ورعى الحارس حتّى هجعا (¬6) ركب الأهوال في زورته … ثمّ ما سلّم حتّى ودّعا محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيّب الوشّاء النّحويّ (¬7). ¬
محمد بن الحسين بن الأصبغ بن الحرون.
أديب حسن التصنيف، مليح التأليف. ذكر ابن النّديم تصانيفه فقال: له من الكتب كتاب مختصر في النّحو، وكتاب الجامع في النّحو، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكّر والمؤنّث، وكتاب الفرق، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب خلق الفرس، وكتاب المثلّث، وكتاب أخبار صاحب الزّنج، وكتاب الزّاهر في الأنوار والزّهر، وكتاب السّلوان، وكتاب المذهّب، وكتاب الموشّح، وكتاب سلسلة الذهب، وكتاب أخبار المتظرّفات، وكتاب الحنين إلى الأوطان، وكتاب حدود الظّرف، وكتاب الموشّى (¬1). وكانت وفاته في سنة خمس وعشرين وثلاث مائة. محمد بن الحسين بن الأصبغ بن الحرون (¬2). ذكره محمد بن إسحاق النديم (¬3)، فقال: كان حسن التصنيف، مليح التأليف، كثير الأدب، واسع الرّواية، من أهل بغداد. وله من الكتب: كتاب المطابق والمجانس (¬4)، وكتاب الحقائق (¬5)، وكتاب الشّعر والشّعراء، وكتاب الآداب، وكتاب الرّياض، وكتاب الكتاب، وكتاب المحاسن، وكتاب مجالسة الرؤساء (¬6). كانت وفاته بعد الخمسين وثلاث مائة (¬7). ¬
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي.
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيميّ (¬1). ذكره صاحب الفهرست (¬2)، وقال: له من الكتب: كتاب الأدباء (¬3)، يشتمل على أخبار ومحاسن وأشعار، وكتاب سقط الجوهر (¬4)، وكتاب الشباب وفضله على المشيب (¬5)، وكتاب الفكاهة والدّعابة (¬6). محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان النّحويّ (¬7). من تصانيفه: كتاب المهذّب في النّحو (¬8)، وكتاب غلط أدب الكاتب (¬9)، وكتاب اللامات (¬10)، وكتاب الحقائق (¬11)، وكتاب البرهان (¬12)، وكتاب مصابيح الكتاب (¬13)، وكتاب الهجاء والخطّ (¬14)، وكتاب غريب الحديث (¬15)، ¬
/6/ نحو أربع مائة ورقة، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب القراءات، وكتاب التصاريف، وكتاب الشاذانيّ في النّحو، وكتاب المذكّر والمؤنّث، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب معاني القرآن، وكتاب مختصر في النّحو (¬1)، وكتاب المسائل على مذهب النّحويّين، فيما اختلف فيه البصريون والكوفيون (¬2)، وكتاب الفاعل والمفعول به (¬3)، وكتاب المختار، في علل النّحو (¬4)، ثلاث مجلّدات. قال أبو حيان (¬5): ما رأيت مجلسا أجمع للفوائد والطّرف والنّتف من مجلس ابن كيسان، كان يبدأ بالقرآن والقراءات، ثم بالأحاديث النبوية، ثم بخبر غريب ولفظة شاذّة يسأل أصحابه عن معناها، وكان يجتمع على باب مسجده نحو مائة رأس من دوابّ الأدباء والرّؤساء والكتّاب والأشراف والأعيان الذين يقصدونه. وكان مع ذلك إقباله على الفقراء والمعدمين أكبر (¬6). وكان يأتي بكلّ نادرة وأعجوبة ونكتة لطيفة، كان الصابي يقول عنه: هذا الرجل جنّيّ في مسك إنسان (¬7). كانت وفاة ابن كيسان في سنة عشرين وثلاث مائة (¬8). ¬
محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه، أبو عبد الله الحاكم النيسابوري الحافظ، المعروف بابن البيع.
محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه، أبو عبد الله الحاكم النّيسابوريّ الحافظ (¬1)، المعروف بابن البيّع (¬2). إمام أهل الحديث في عصره، وواحد زمانه، في معرفة علومه، والمؤلّف فيها الكتب التي لم يسبق إلى مثلها. وكان قد أكثر من سماع الحديث، وجمع لنفسه معجما يشتمل على ألفي شيخ. وله كتاب الصّحيحين (¬3)، وكتاب علل الحديث (¬4)، وكتاب الأمالي والفوائد (¬5)، وكتاب فوائد الخراسانيّين (¬6)، وكتاب أمالي العشيّات (¬7)، وكتاب التلخيص والأبواب وتراجم الشيوخ (¬8)، وكتاب معرفة علوم الحديث (¬9)، وكتاب تاريخ علماء أهل نيسابور (¬10)، وكتاب المدخل إلى علم ¬
محمد بن علوان بن مهاجر، شيخنا أبو المظفر الموصلي.
الصّحيح (¬1)، وكتاب الإكليل في دلائل النبوة (¬2)، وكتاب المستدرك على الصّحيحين (¬3) وما تفرّد بإخراجه كلّ واحد من الإمامين (¬4)، وكتاب فضائل الشافعي (¬5)، وكتاب تراجم المسند على شرط الصّحيحين. وكان إماما في معرفة الفقه على مذهب الشافعي. وتوفّي عن مرض أيام قلائل في يوم الثلاثاء ثالث صفر من سنة خمس وأربع مائة. محمد بن علوان بن مهاجر، شيخنا أبو المظفّر الموصليّ (¬6). مولده في ليلة الأربعاء سابع جمادى الأولى من سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة. تفقّه أولا بالموصل. وقدم بغداد، وسكن المدرسة النّظامية (¬7) مدّة يشتغل، حتّى برع في الفقه مذهبا وخلافا وأصولا. وعاد إلى الموصل. فولي التدريس بها بعدّة مدارس. وصنّف كتبا في المذهب والخلاف، فمن ذلك: تعليقة في الخلاف سمّاها ملزم الاعتراف في مسائل الخلاف (¬8)، والطريق المستقيم في الجدل، وكتاب المعذرة الشافية ¬
محمد بن أحمد بن منصور/7/، أبو بكر ابن الخياط.
ممّا أورد على الطريقة النافية، وكتاب المفيد في المذهب، وكتاب المبين على معنى حديث الأربعين، وشرع في كتاب مبسوط في المذهب لم يتمّه (¬1). ولم يزل ينشر العلم ويفيد إلى شوّال من سنة خمس وتسعين وخمس مائة فإنه توجّه حاجّا إلى بيت الله الحرام على عزم المجاورة، وصادف قبولا من الدّيوان، وأكرم غاية الإكرام، وخلع عليه آهبة سوداء فحجّ وعاد. وفي سنة اثنتين وستّ مائة حجّ وجاور وعاد، ولم يزل على قدم التدريس والإفادة، إلى أن توفّي بالموصل في يوم الأحد ثالث المحرّم من سنة خمس عشرة وستّ مائة. محمد بن أحمد بن منصور/7/، أبو بكر ابن الخيّاط (¬2). سمرقنديّ قدم بغداد، وجرت بينه وبين الزجّاج مناظرات، وقد قرأ عليه أبو عليّ الفارسيّ وكتب عنه. وكان جميل الأخلاق، طيّب العشرة، محبوب الخلقة. وله من الكتب: كتاب معاني القرآن، وكتاب النّحو الكبير، وكتاب الموجز في النّحو، وكتاب المقنع (¬3). قال أبو عبيد الله بن المرزبان: مات في سنة عشرين وثلاث مائة بالبصرة. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (¬4). ¬
محمد بن أحمد بن أزهر بن طلحة بن نوح بن حاتم بن سعيد بن عبد الرحمن الأزهري، أبو منصور اللغوي، الأديب الشافعي المذهب، المقرئ.
شاعر مفلق، وعالم محقّق، شائع الشّعر، نبيه الذّكر. مولده بأصفهان، وله بها عقب فيهم علماء وأدباء ونقباء، وكان مذكورا بالذّكاء والفطنة، وصفاء القريحة وصحّة الذّهن، وجودة المقاصد، معروفا بذلك مشهورا به، وهو مصنّف كتاب عيار الشّعر (¬1)، وكتاب تهذيب الطّبع، وكتاب العروض، لم يسبق إلى مثله، وكتاب في المدخل إلى معرفة المعمّى من الشّعر (¬2)، وكتاب في تقريظ الدفاتر. ومات في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. محمد بن أحمد بن أزهر (¬3) بن طلحة بن نوح بن حاتم بن سعيد بن عبد الرّحمن الأزهريّ (¬4)، أبو منصور اللّغوي، الأديب الشافعيّ المذهب، المقرئ. أخذ اللّغة عن أبي خليفة الجمحيّ (¬5)، وأخذ الفقه عن الرّبيع بن سليمان (¬6) عن الشافعيّ. وورد بغداد، وأدرك أبا بكر محمد بن دريد (¬7)، ¬
وأخذ عن إبراهيم بن عرفة نفطويه (¬1)، وعن ابن السّرّاج (¬2). وصنّف كتاب تهذيب اللّغة (¬3)، وكتاب معرفة الصّبح (¬4)، وكتاب التقريب في التفسير (¬5)، وكتاب تفسير ألفاظ كتاب المزني (¬6)، وكتاب علل القراءات (¬7)، وكتابا في الرّوح وما جاء فيه من القرآن والسّنة (¬8)، وكتاب تفسير أسماء الله تعالى (¬9)، وكتاب معاني شواهد غريب الحديث (¬10)، ¬
محمد بن أحمد بن محمد المغربي، أبو الحسن.
وكتاب تفسير إصلاح المنطق (¬1)، وكتاب الردّ على اللّيث (¬2)، وكتاب تفسير السّبع الطّوال (¬3)، وكتاب تفسير شعر أبي تمّام (¬4)، وكتاب الأدوات (¬5). وكانت وفاته في سنة سبعين وثلاث مائة. محمد بن أحمد بن محمد المغربيّ، أبو الحسن (¬6). أحد الأئمة الأدباء والشّعراء الأعيان، خدم سيف الدولة ولقي المتنبّي (¬7). وصنّف تصانيف حسنة، وله ذكر في العراق ومصر والجبال (¬8)، وما وراء النهر، والشاش (¬9). وجالس الصاحب إسماعيل بن عبّاد، وله معه أخبار، ولقي أبا الفرج الأصفهانيّ وأخذ عنه. ¬
ومن تصانيفه: كتاب الانتصار المنبي عن فضائل المتنبيّ، وكتاب التنبيه عن رذائل المتنبّي، وكتاب تحفة الكتاب في الرسائل مبوّبا، وكتاب تذكرة النديم، وكتاب رسالة الممتع، وكتاب بقيّة الانتصار المكثر للاختصار (¬1). ومن شعره ما زاد فيه من المبالغة على قول المتنبّي في قوله: [البسيط] كفى بجسمي نحولا أنّني رجل … لولا مشاهدتي إيّاك لم ترني (¬2) فقال المغربيّ: [الوافر] عدمت من النّحول فلا بلمس … يكيّفني الوجود ولا عيان ولولا أنّني أذكى البرايا … لكنت خفيت عنّي لا أراني (¬3) واختفاء الشّخص عن نفسه أبلغ من اختفائه عن غيره. وروي أنّ الصاحب ابن عبّاد أمره وهو معه على المائدة أن يصف رغيفا ارتجالا، فقال: [الخفيف] ورغيف كأنّه التّرس يحكي … حمرة الشّمس بالغدوّ احمراره (¬4) ناعم ليّن كمبسم من قا … م بعذري عند البرايا عذاره كان أحظى إذ ذاك عندي من الوف … ر إذا حلّ في محلّ قراره (¬5) يعلم الله أنّني لست أنسا … هـ وإن شطّ عن مزاري مزاره فاستحسن الأبيات، وتعجّب من سرعة خاطره، ثم قال: خذه صلة، فأخذه على رأسه وقام. . . (¬6) /8/ ¬
محمد بن مسعود العياشي، أبو النضر، من أهل سمرقند.
محمد بن مسعود العيّاشيّ، أبو النضر (¬1)، من أهل سمرقند. أحد فقهاء الشّيعة الإمامية الفاضلين المتوحّدين، كان واحد دهره في غزارة العلم، وله بنواحي خراسان ذكر. ولكتبه اشتهار، فمن ذلك: كتاب التفسير، وكتاب الصّلاة، وكتاب الطهارات، وكتاب مختصر الصّلاة، وكتاب مختصر المختصر (¬2)، وكتاب الصّوم، وكتاب مختصر الصّوم، وكتاب الجنائز، وكتاب مختصر الجنائز، وكتاب المناسك، وكتاب مختصر المناسك، وكتاب العالم والمتعلّم، وكتاب الدعوات، وكتاب الزكاة، وكتاب قسمة الزّكوات (¬3)، وكتاب زكاة الفطر، وكتاب الأشربة، وكتاب حدّ الشارب، وكتاب الأضاحي، وكتاب العقيقة، وكتاب النّكاح، وكتاب الصّداق، وكتاب الطّلاق، وكتاب النفقة، وكتاب المتعة (¬4)، وكتاب الأجوبة المسكتة، وكتاب سجود القرآن، وكتاب القول بين القولين، وكتاب معرفة الناقلين، وكتاب الطبّ، وكتاب الرّؤيا، وكتاب النّجوم والفأل والزّجر والعيافة (¬5)، وكتاب القرعة، وكتاب الفرقان بين حلّ المأكول وحرامه، وكتاب البيوع، وكتاب السّلم، وكتاب الصّرف، وكتاب الرّهن، وكتاب الشّركة، وكتاب المضاربة، وكتاب الشّفعة، وكتاب الاستبراء، وكتاب التّجارة، وكتاب القضايا وآداب الحكّام، وكتاب الحدّ في الزّنا، /9/ وكتاب الحدود في السّرقة، ¬
وكتاب حدّ القاذف، وكتاب الدّيّات، وكتاب المعاقل، وكتاب الملاهي، وكتاب معاريض الشّعر (¬1)، وكتاب السّبق والرّمي، وكتاب قسم الغنيمة والفيء (¬2)، وكتاب الدّين والحمالة والحوالة، وكتاب القبالات والمزارعة، وكتاب الإجارات، وكتاب الهبة، وكتاب الأحباس، وكتاب القبلة، وكتاب الجزية والخراج، وكتاب احتجاج المعجزة، وكتاب الحيض، وكتاب العمرة، وكتاب مكة والحرم، وكتاب نكاح المماليك، وكتاب ما يكره من الجمع بينهم، وكتاب جنايات الخطإ (¬3) وجناية العبيد والجناية عليهم، وكتاب جناية العجم، وكتاب الحدود، وكتاب الشّروط، وكتاب دية الجنين، وكتاب الغيبة، وكتاب الحثّ على النّكاح، وكتاب الأكفاء والأولياء والشّهادات في النّكاح، وكتاب فداء الأسارى والغلول، وكتاب جزاء المحارب، وكتاب قتال المشركين، وكتاب الجهاد، وكتاب الأنبياء والأئمّة، وكتاب الأوصياء، وكتاب المداراة، وكتاب الاستخارة، وكتاب الجمع بين الصّلاتين، وكتاب المساجد، وكتاب الملاحم، وكتاب فرض طاعة العلماء، وكتاب الصّدقة الواجبة (¬4)، وكتاب الكعبة، وكتاب جلد الشارب، وكتاب ما أبيح قتله للمحرم، وكتاب وجوب الحج، وكتاب باطن القراءات، وكتاب الجنّة والنار، وكتاب الصّيد والذبائح (¬5)، وكتاب الرّضاع، وكتاب الوطء بالملك، وكتاب الوصايا، وكتاب الوارث (¬6)، وكتاب البرّ والصّلة، وكتاب محاسن الأخلاق، وكتاب حقوق الإخوان، وكتاب الأيمان، وكتاب النّذور، وكتاب النّسبة والولاء، وكتاب الاستئذان، وكتاب عشرة النّساء، وكتاب الشّهادات، وكتاب اليمين مع الشاهد، وكتاب العتق والكتابة، وكتاب النشوز والخلع، وكتاب صنائع المعروف، ¬
محمد بن موسى.
وكتاب الخيار والتخيير، وكتاب العدد، وكتاب الظّهار، وكتاب الإيلاء، وكتاب اللّعان، وكتاب الرّجعة، وكتاب الصّفة والتوحيد، وكتاب الصّلاة على الأئمة، وكتاب الردّ على من صام وأفطر قبل رؤية الهلال، وكتاب اللّباس، وكتاب الثّياب، وكتاب إمامة عليّ بن الحسين عليهما السلام، وكتاب ما يكره من الثّياب (¬1)، وكتاب مسح القدمين (¬2)، وكتاب جوابات مسائل وردت من عدّة بلدان، وكتاب صوم السّنّة والنافلة، وكتاب فروض الصّوم (¬3)، وكتاب معرفة البيان، وكتاب القطع والسّرقة، وكتاب الرّدة، وكتاب التنزيل، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب الغسل، وكتاب الخمس، وكتاب النوادر، وكتاب يوم وليلة، وكتاب مختصر يوم وليلة، وكتاب الوضوء، وكتاب الزّنا والإحصان، وكتاب الاستنجاء، وكتاب التيمّم، وكتاب تطهير الثّياب، وكتاب صلاة الحضر، وكتاب صلاة السّفر، وكتاب ابتداء فرض الصّلاة، وكتاب صلاة نوافل النهار، وكتاب مواقيت الظّهر والعصر، وكتاب الأذان، وكتاب حدود الصّلاة، وكتاب السّهو، وكتاب صلاة العليل، وكتاب صلاة يوم الجمعة، وكتاب صلاة الحوائج والتطوع، وكتاب صلاة العيدين، وكتاب صلاة الخوف، وكتاب صلاة الكسوف، وكتاب صلاة الاستسقاء، وكتاب صلاة السّفينة، وكتاب غسل الميّت، وكتاب المآتم، وكتاب الصّلاة على الجنائز، وكتاب سيرة أبي بكر، وكتاب سيرة عمر، وكتاب سيرة عثمان رضي الله عنه، وكتاب سيرة معاوية، وكتاب معيار الأخبار (¬4)، وكتاب الموضّح. محمد بن موسى (¬5). كان بنو موسى جميعا أهل فضل وحكمة، فلمحمّد هذا من الكتب: ¬
محمد بن عيسى، أبو عبد الله الماهاني.
كتاب حركة الفلك الأولى (¬1)، وكتاب المخروطات (¬2)، وكتاب الشّكل الهندسيّ الذي بيّن جالينوس أمره (¬3)، وكتاب بيّن فيه أنه ليست في خارج كرة الكواكب الثابتة كرة تاسعة (¬4). وتوفّي محمد في سنة تسع وأربعين ومائتين (¬5). محمد بن عيسى، أبو عبد الله الماهانيّ (¬6). أحد المهندسين. كان له من الكتب: كتاب رسالة في عروض الكواكب (¬7)، وكتاب رسالة في النّسبة (¬8)، وكتاب ستة وعشرين شكلا من المقالة الأولى من أقليدس (¬9). محمد بن عمر بن الفرّخان، أبو بكر (¬10). ¬
محمد بن موسى الخوارزمي.
كان من أفاضل المنجّمين. له من الكتب: كتاب المقياس، وكتاب المواليد، وكتاب العمل بالأسطرلاب، وكتاب المسائل، وكتاب المدخل، وكتاب الاختيارات، وكتاب المسائل الصّغير، وكتاب تحويل سنّي المواليد، وكتاب التسييرات (¬1)، وكتاب المثالات (¬2)، وكتاب تحويل سنيّ العالم (¬3). محمد بن موسى الخوارزميّ (¬4). كان خازن خزانة المأمون. له من الكتب: كتاب الزّيج (¬5)، وكتاب الرّخامة (¬6)، وكتاب العمل بالأسطرلاب (¬7)، وكتاب التاريخ (¬8). محمد بن عبد الله بن البازيار (¬9). كان فاضلا، مقدّما في صناعة النّجوم. وله من الكتب: كتاب الأهوية: سبع عشرة مقالة (¬10)، وكتاب الزّيج (¬11)، وكتاب القرانات (¬12)، وكتاب تحويل سنيّ العالم (¬13)، وكتاب ¬
محمد بن الصباح.
المواليد وتحويل سنيّ المواليد (¬1). محمد بن الصّباح (¬2). له من الكتب: كتاب يوهان صنعة الأسطرلاب (¬3)، وكتاب عمل نصف النهار (¬4)، ورسالة في عمل الرّخامات (¬5). محمد بن عبد الله (¬6)، غلام أبي معشر. له من الكتب: كتاب المدخل إلى صناعة النجوم (¬7). محمد بن كثير الفرغانيّ (¬8). له كتاب الفصول (¬9) اختصار المجسطي (¬10)، وكتاب الرّخامات (¬11). محمد بن عيسى، أبو الحسن بن أبي عبّاد (¬12). له كتاب العمل بذات الشّعبتين (¬13)، وغيره مقالة. محمد بن جابر بن سنان، أبو عبد الله البتانيّ الرّقّيّ (¬14). ¬
محمد بن عثمان بن مسبح، أبو بكر، المعروف بالجعد الشيباني.
ابتدأ بالرّصد في سنة أربع وستين ومائتين إلى سنة ستّ وثلاث مائة، وأثبت الكواكب الثابتة في زيجه لسنة تسع وتسعين ومائتين. مات سنة سبع عشرة وثلاث مائة. وله من الكتب: كتاب الزّيج (¬1)، وكتاب معرفة مطالع البروج (¬2). /10/ محمد بن عثمان بن مسبّح، أبو بكر، المعروف بالجعد الشّيباني (¬3). كان من علماء أهل الأدب، ومن أصحاب ابن كيسان. وله من الكتب: كتاب الناسخ والمنسوخ (¬4)، وكتاب غريب القرآن (¬5)، وكتاب المذكّر والمؤنّث، وكتاب القراءات، وكتاب الهجاء، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب العروض، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب الفرق، وكتاب المختصر في النّحو. محمد بن عليّ بن إسماعيل، المعروف بالمبرمان، أبو بكر النّحويّ العسكري (¬6)، كان من عسكر مكرم (¬7). ¬
محمد بن علي، أبو بكر المراغي.
أخذ النّحو عن المبرّد والزجّاج، وأخذ عنه أبو عليّ الفارسيّ، وأبو سعيد السّيرافي. وله: كتاب العيون، وكتاب النّحو المجموع على العلل (¬1)، وكتاب شرح «سيبويه» (¬2)، وكتاب المجاري (¬3)، وكتاب صفة شكر المنعم (¬4). وكان يقول: لا يحصل العلم إلاّ بستة أشياء: زمان، وأستاذ، وجدّ، وشهوة، وقريحة جيّدة، وفراغ، وكان لا يقرئ أحدا «كتاب سيبويه» إلا بمائة دينار، وله أخبار ونوادر. ومات في سنة ستّ وعشرين وثلاث مائة (¬5). محمد بن عليّ، أبو بكر المراغيّ (¬6). كان عالما أديبا، قرأ على الزجّاج، وله من الكتب: كتاب مختصر النّحو (¬7)، وكتاب شرح شواهد كتاب سيبويه. محمد بن عليّ، أبو الحسن الدّقيقيّ (¬8). ¬
محمد بن علي، أبو سهل الهروي.
أخذ النّحو عن عليّ بن عيسى الرّمّانيّ (¬1) وغيره، وخدم عضد الدولة. وصنّف كتاب المرشد في النّحو (¬2)، وكتاب المسموع من غريب كلام العرب (¬3). ومات في سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة عن نيّف وأربعين سنة. محمد بن علي، أبو سهل الهرويّ (¬4). كان أديبا لغويّا، يدرّس النّحو في جامع عمرو بن العاص. وقد صنّف كتاب الغريبين: القرآن والحديث (¬5)، وكتاب شرح الفصيح لثعلب (¬6)، وكتاب الأسد (¬7) في مجلّد في نحو ثلاثين كرّاسا، وكتاب السّيف (¬8) ذكر له ثمان مائة اسم. كانت وفاته في شهر رمضان من سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة (¬9) عن ¬
محمد بن علي بن إبراهيم الهراسي.
ستّ وستين سنة. محمد بن عليّ بن إبراهيم الهرّاسيّ (¬1). أحد مفاخر خوارزم والمشار إليه بها في علم الأدب. وقد صنّف كتبا منها: كتاب التصريف (¬2)، وكتاب شرح ديوان المتنبّي (¬3)، وكتاب لمع البلاغة والبراعة في النثر والنّظم (¬4). ومن شعره قوله: [السريع] ولي حبيب شذّ في خلقه … أعشق منه عينه الفاتره في وجهه بشر إذا ما بدا … وفي صميم القلب النّائره (¬5) كانت وفاته في سنة خمس وعشرين وأربع مائة. محمد بن عليّ بن عبد الرّحمن القصّاب، أبو أحمد الكرجيّ (¬6). كان فقيها عالما، وله تصانيف منها: كتاب السّنة (¬7)، وكتاب التفسير (¬8)، وغيرهما. ¬
محمد بن علي بن حمد الحلي المعروف بالعراقي.
محمد بن عليّ بن حمد الحلّيّ المعروف بالعراقي (¬1). كان أديبا فاضلا، جال في البلاد، وتوفّي بعد الخمسين وخمس مائة، وكانت له تصانيف، منها: كتاب شرح المقامات الحريرية (¬2)، وكتاب الورقة (¬3)، وكتاب شرح أبيات الحماسة (¬4)، وكتاب شرح اللّمع (¬5). محمد بن القاسم بن محمد بن بشّار بن الحسين بن سماعة بن فروة، أبو بكر ابن الأنباريّ (¬6)، النّحويّ اللّغوي. وشهرته تغني عن صفته. قال الخطيب في تاريخه (¬7): كان أبو بكر الأنباريّ أعلم الناس في النّحو وعلم الأدب، وأكثرهم حفظا. سمع أبا العباس ثعلبا وخلقا من طبقته، وكان ديّنا، صالحا، صدوقا. صنّف كتبا كثيرة في علوم القرآن والمشكل والوقف والابتداء (¬8)، وغريب الحديث (¬9)، والردّ على من خالف مصحف العامة (¬10). وروى عنه الدّارقطني. /11/ ¬
وكان ابن الأنباريّ يحفظ ثلاث مائة ألف بيت شاهدا في القرآن، ولم يكن أحد أحفظ منه، فإنه كان يحفظ ثلاثة عشر صندوقا كتبا، ويملي من حفظه، وكان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا من تفاسير القرآن. وكان يتردّد إلى أولاد الراضي بالله ويعلّمهم الأدب. وسئل يوما عن تفسير منام فقال: أنا حاقن، ومضى، فلمّا كان الغد عاد وقد صار معبّرا للرّؤيا لأنه طالع في ذلك اليوم والليلة كتاب الكرمانيّ في التعبير (¬1) فحفظه. وكان يأخذ الرّطب ويشمّه ويقول: إنّك طيّب، ولكنّ الحفظ أطيب منك. وكان لا يأكل اللّحم إلا منشّفا، ولا يشرب الماء مبرّدا. وكان يدرس في كلّ جمعة عشرة آلاف ورقة من العلم، وأملى كتاب غريب الحديث وهو خمس وأربعون ألف ورقة. ولمّا وقع في علّة الموت أكل شيئا كان يشتهيه ويقول: هي علّة الموت (¬2). ومن تصانيفه: شرح الكافي (¬3)، وهو نحو ألف ورقة، وكتاب الهاءات (¬4) وهو نحو ألف ورقة، وكتاب الأضداد (¬5) وهو زيادة على ذلك، وكتاب المشكل (¬6)، أملاه وبلغ فيه إلى (طه) في سنين عدّة، ولم يتمّه، وكتاب الجاهليّات (¬7)، مائة ورقة، وكتاب المذكّر والمؤنّث (¬8)، وكتاب رسالة ¬
المشكل (¬1)، ردّ فيها على ابن قتيبة، وأبي حاتم السّجستاني، وله كتاب الزاهر (¬2)، وكتاب أدب الكاتب (¬3)، لم يتمّه، وكتاب الواضح في النّحو (¬4)، وكتاب الموضّح في النّحو (¬5) أيضا، وكتاب الألفات (¬6)، وكتاب نقض مسائل ابن شنبوذ (¬7)، وكتاب الهجاء (¬8)، وكتاب اللامات (¬9)، وكتاب الردّ على من خالف مصحف عثمان (¬10)، وكتاب شرح شعر الراعي (¬11)، وكتاب شرح شعر زهير (¬12)، وكتاب شرح شعر النابغة الجعديّ (¬13)، وكتاب شرح شعر الأعشى (¬14)، وكتاب الأمثال (¬15)، وفيه نوادر وأشعار. وكان بخيلا، فوقف عليه سائل، وقال له: يا سيّدي، قد أجمع أهل بغداد على أنّك بخيل، فأعطني درهما حتى أخالف القوم، فضحك ولم يعطه شيئا. ¬
محمد بن عمر، أبو عبد الله الواقدي.
كانت وفاة ابن الأنباريّ هذا في سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة في خلافة الراضي بالله عن نيّف وستين سنة. محمد بن عمر، أبو عبد الله الواقديّ (¬1). من أهل المدينة، قدم بغداد وولي القضاء للمأمون أربع سنين. وكان عالما بالمغازي والسّير والفتوح، واختلاف الناس في الحديث وأحكامهم، وإجماعهم على ما أجمعوا عليه، وكان عظيم القدر في كثرة الرّواية والتصنيف لفنون العلم، جوادا، وقدره عند أهل المدينة عظيم، وكان أحفظ الناس لكلّ شيء إلا القرآن، فإنه لم يكن يحفظه (¬2). وكان عليه دين وطولب به، فكتب إلى المأمون رقعة يسأله قضاء دينه، فكتب على رقعته: فيك خلّتان: السخاء والحياء، أمّا السخاء، فهو الذي أطلق على ما ملكته، وأمّا الحياء فهو الذي منعك من إعلامنا ما أنت عليه، وقد أمرنا لك بكذا وكذا، فإن كنّا أصبنا إرادتك في بسط يدك، وإلاّ فخزائن الله مفتوحة، وأنت كنت حدّثتني عن الزّهريّ، عن أنس، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال للزّبير: «يا زبير، باب الرّزق مفتوح، بإزاء العرش، ينزل الله إلى العباد على قدر نفقاتهم، فمن قلّل قلّل له، ومن كثّر كثّر له» (¬3). فقال الواقدي: وكنت نسيت هذا الحديث، فكان إذكاره إياي به أحبّ إليّ من جائزته، وكانت الجازية (¬4) مائة ألف درهم (¬5). ¬
وكان للواقديّ ستّ مائة قمطر (¬1) كتبا، وكان كلّ قمطر منها حمل رجل، وكان حفظه أكبر من كتبه، وكان له مملوكان/12/ يكتبان ليلا ونهارا (¬2) تصانيفه. فمن ذلك: كتاب التاريخ والمغازي والمبعث (¬3)، وكتاب أخبار مكة، وكتاب الطبقات، وكتاب فتوح الشام (¬4)، وكتاب فتوح العراق، وكتاب الجمل، وكتاب مقتل الحسين عليه السلام، وكتاب السّيرة، وكتاب أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكتاب الرّدة والدار (¬5)، وكتاب حروب الأوس والخزرج، وكتاب صفّين، وكتاب أمر الحبشة والفيل، وكتاب وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وكتاب السّقيفة وبيعة أبي بكر رضي الله عنه، وكتاب المناكح، وكتاب ذكر الأذان، وكتاب سيرة أبي بكر رضي الله عنه ووفاته، وكتاب الترغيب في علم القرآن، وكتاب غلط الرّجال، وكتاب مراعي قريش والأنصار في القطائع، وكتاب وضع عمر رضي الله عنه الدواوين وتصريف القبائل (¬6)، وكتاب مولد الطاهرين: الحسن والحسين ومقتل أبيهما عليهم السلام، وكتاب ضرب الدنانير والدراهم، وكتاب تاريخ الفقهاء، وكتاب الآداب، وكتاب التاريخ الكبير، وكتاب غلط الحديث، وكتاب السّنة والجماعة وذمّ الهوى وترك الخروج في الفتن، وكتاب اختلاف أهل المدينة والكوفة في الفقه (¬7). ¬
محمد بن عمران بن موسى المرزباني، أبو عبيد الله الكاتب الأخباري.
كانت وفاة الواقديّ في ذي الحجة من سنة سبع ومائتين، وأوصى إلى المأمون فقبل وصيّته وقضى دينه، ومات عن ثمان وسبعين سنة (¬1). محمد بن عمران بن موسى المرزبانيّ، أبو عبيد الله (¬2) الكاتب الأخباريّ. أصله من خراسان، وأقام ببغداد، مولده في سنة ستّ وتسعين ومائتين. حدّث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر ابن الأنباريّ، وغيرهما. قال الخطيب: حدّثنا عنه القاضيان أبو عبد الله الصّيمريّ وأبو القاسم التّنوخيّ (¬3)، وكان صاحب أخبار ودراية بالآداب (¬4). وصنّف كتبا في أخبار الشّعراء المتقدّمين والمحدثين على طبقاتهم، وكتبا في الغزل والنوادر. وكان حسن الترتيب لما يجمعه، ويقال: إنه أحسن تصنيفا من الجاحظ. وكان عضد الدولة يجتاز على باب داره، فيقف ببابه حتى يخرج إليه فيسلّم عليه ويسأله عن حاله (¬5). قال القاضي الصّيمريّ: كان أبو عبيد الله المرزبانيّ كثير المال، واسع الحال، وذكر لي أنّ في داره مائتين وخمسين لحافا معدّة لأهل العلم والذين يبيتون عنده (¬6). ¬
وكان معتزليّا، صنّف كتابا جمع فيه أخبار المعتزلة (¬1). وله كتاب المونق في أخبار الشّعراء المشهورين من الجاهليّين (¬2)، بدأ بامرئ القيس وطبقته، واستقصى أخبارهم، وأتبعهم بالمخضرمين ومن بعدهم من شعراء الإسلام، وجعل جريرا والفرزدق في صدر الإسلاميين، وأورد محاسن أخبارهم إلى أوّل الدولة العباسية، وجعل ابن هرمة وابن مطير الأسديّ (¬3) من مخضرمي الدّولتين، وكتاب السّير فيه أخبار الشّعراء المشهورين والمكثرين من المحدثين، ومختار أشعارهم على أسنانهم وأزمانهم (¬4)، وجعل أوّلهم بشّار بن برد، وآخرهم ابن المعتزّ، وهو في ستين مجلّدا بخطّه، وكتاب المفيد (¬5)، فيه عدّة فصول، الأول في أخبار شعراء الجاهلية والإسلام ومن غلبت عليه كنيته منهم أو اشتهر بكنية أبيه (¬6) وعرف بأمّه ونسب إلى جدّه، أو عزي إلى مواليه. والفصل الثاني: ما روي عن نعوتهم وعيوبهم وصورهم، كالسّودان والعور، وكالعميان، والبرصان. والفصل الثالث: في مذاهبهم وأديانهم كالشّيعة وأهل الأهواء والخوارج واليهود والنّصارى. والرابع، وهو الأخير: ذكر فيه من ترك قول الشّعر في الجاهلية تكبّرا، وفي الإسلام تديّنا، ومن ترك المديح ترفّعا والهجاء تورّعا، والغزل تعفّفا، كالسيد الحميري، والعباس بن الأحنف، ومن جرى مجراهما. ويشتمل هذا الكتاب على خمسة آلاف ورقة، وكتاب/13/ المعجم (¬7)، رتّبه على الحروف، بدأ بمن أوّل اسمه ¬
ألف، ثم من أول اسمه باء، إلى آخر الحروف، وهو نحو خمسة آلاف اسم، ذكر لكلّ واحد منهم بيتا من مشهور شعره، وذكر فيه من ليس مشهورا، بالشّعر، كالخلفاء والوزراء والأمراء والعلماء، وهو يزيد على ألف ورقة، وكتاب الموشّح (¬1)، وصف فيه ما أنكره العلماء على بعض الشّعراء في أشعارهم من كسر ولحن وإيطاء وإقواء وزحاف، وغير ذلك من عيوب الشّعر، وهو جامع لفضائله، وجميع أنواعه وضروبه، ويزيد على ألفي ورقة، وكتاب أشعار النّساء (¬2)، نحو خمس مائة ورقة، وكتاب أشعار الخلفاء، نحو مائتي ورقة، وكتاب المقتبس في أخبار النّحويّين البصريّين والكوفيّين، وذكر أوّل من تكلّم في النّحو وألّف، وأخبار القراء والرّواة نحو ثلاثة آلاف ورقة، وهو في خزانة المدرسة النّظامية في عشرين مجلّدة، وكتاب المرشد في أخبار المتكلّمين من أهل العدل والتوحيد في نحو من ألف ورقة، وكتاب أشعار الجنّ نحو مائة ورقة، وكتاب الرّياض فيه أخبار المتيّمين، وذكر الحبّ وما يتشعّب منه من ابتدائه إلى انتهائه، وأقوال العلماء والشّعراء فيه، نحو ثلاثة آلاف ورقة، وكتاب الرائق في أخبار المغنّين (¬3)، نحو ألف ورقة، وكتاب الأزمنة، فيه أحوال الفصول الأربعة، ووصف الحرّ والبرد والغيوم والبروق والرّياح والأمطار، ووصف الخريف والرّبيع والنّجوم واللّيل والنهار، وهو نحو ألفي ورقة، وكتاب الأنوار والثّمار وما قيل فيها وفي الرّياحين من الأخبار والأشعار، نحو ستّ مائة ورقة، وكتاب أخبار البرامكة وابتداء أمرهم مشروحا إلى انتهائه نحو خمس مائة ورقة، وكتاب الفصل والبيان والبلاغة نحو سبع مائة ورقة، وكتاب التهاني نحو خمس مائة ورقة، وكتاب التسليم والزّيارة نحو أربع مائة ورقة، وكتاب العيادة أربع مائة ورقة، وكتاب التعازي ثلاث مائة ¬
ورقة، وكتاب المراثي خمس مائة ورقة، وكتاب المعلّى في فضائل القرآن مائتا ورقة، وكتاب تلقيح العقول مائة ورقة، وكتاب العقل والأدب والعلم ثلاثة آلاف ورقة، وكتاب المشرف في حكم النبيّ صلّى الله عليه وسلم وآدابه ومواعظ الصحابة وغيرهم، وحكم العرب والعجم، ألف وخمس مائة ورقة، وكتاب خير من تمثّل بالأشعار مائة ورقة، وكتاب الشباب والشّيب ثلاث مائة ورقة، وكتاب المتوّج في العدل وحسن السّيرة مائة ورقة، وكتاب المدح في الولائم والدعوات والأكل والشّراب (¬1)، خمس مائة ورقة، وكتاب الفرج مائة ورقة، وكتاب المزخرف في الأصحاب والإخوان ثلاث مائة ورقة (¬2)، وكتاب أخبار أبي مسلم الخراسانيّ (¬3) مائة ورقة، وكتاب الدّعاء مائتا ورقة، وكتاب الأوائل (¬4) نحو مائة وخمسين ورقة، وكتاب المستطرف في الحمقى والنوادر، ثلاث مائة ورقة، وكتاب أخبار الأولاد والزوجات والأهل ومن مدح منهم وذمّ (¬5)، مائتا ورقة، وكتاب ذمّ الدنيا مائة ورقة، وكتاب المنير في التوبة والعمل الصّالح والتقوى والورع ثلاث مائة ورقة، وكتاب المواعظ وذكر الموت، خمس مائة ورقة، وكتاب أخبار المحتضرين (¬6) مائة ورقة، وكتاب الحجّاب (¬7)، مائة ورقة، وكتاب ¬
محمد بن غالب المعداني الأصبهاني، من ولد معدان الذي تنسب إليه المعدانية بأصبهان.
الخاتم (¬1)، وكتاب أخبار أبي حنيفة وأصحابه، وكتاب شعراء الشّيعة (¬2)، أربع مائة ورقة، وكتاب أخبار شعبة بن الحجّاج (¬3) خمس مائة ورقة، وكتاب شعر حاتم وأخباره، مائة ورقة، وكتاب الشّعر في المدائح والهجاء والفخر (¬4)، مائة ورقة، وكتاب نسخ/14/ الشّهود إلى القضاة (¬5)، مائتا ورقة، وكتاب أخبار ملوك كندة، مائة ورقة، وكتاب أخبار أبي عبد الله بن حمزة العلوي (¬6)، مائة ورقة، وكتاب الأجواد (¬7)، ووقع من أصوله إليّ بخطّه نيّف وعشرون ألف ورقة. محمد بن غالب المعدانيّ الأصبهانيّ (¬8)، من ولد معدان الذي تنسب إليه المعدانية بأصبهان. عني بالترسّل والتّرداد إلى الدّيوان، ولم يزل حتّى ولي ديوان الخراج بأصبهان، ثم تولّى كتابة الإنشاء بالحضرة، وسبب ذلك أنه ورد كتاب من ملك الرّوم فلم يمكن أحدا أن يجيب عنه، فأجاب هو عنه، فتقدّم بذلك، ثم رشّح للوزارة، فاحتال عليه القاسم بن عبيد الله (¬9) حتى أخرجه إلى أصبهان، ووضع عليه من سمّه. وكان فاضلا كاتبا، له كتاب في حلّ ¬
محمد بن فتوح بن حميد، أبو عبد الله الحميدي.
التراجم، وكتاب في الرسائل السّلطانيات، وكتاب في الإخوانيات. محمد بن فتوح بن حميد، أبو عبد الله الحميديّ (¬1). ذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق، قال: سمع خلقا كثيرا، وكان مواظبا على السّماع والتخريج والكتابة، ذكر أنّ مولده قبل العشرين وأربع مائة بقليل. قال إبراهيم السّلماسي (¬2): لم تر عيني مثل الحميديّ في فضله ونبله وغزارة علمه، ونزاهة نفسه، وحرصه على نشر العلم، وكان إماما في علم الحديث، ورعا فصيح العبارة، لطيف الإشارة، متبحّرا في علم الأدب والعربية (¬3) والرسائل. وله تصانيف، منها: تجريد الصّحيحين للبخاريّ ومسلم (¬4)، وكتاب تاريخ الأندلس (¬5)، وكتاب جمل تواريخ الإسلام (¬6)، وكتاب الذهب المسبوك في وعظ الملوك، وكتاب تسهيل السبيل إلى تعلّم الدليل (¬7)، وكتاب مخاطبات الأصدقاء في المكاتبات (¬8)، وكتاب ما جاء من النصوص والآثار في حفظ الجار (¬9)، وكتاب ذمّ النميمة. وله شعر في المواعظ والأمثال، وفضل العلم والعلماء (¬10). ¬
محمد بن القاسم التميمي، أبو الحسين البصري.
ومات في ذي الحجة من سنة ثمان وثمانين وأربع مائة، ووصّى المظفّر ابن رئيس الرؤساء أن يدفنه عند بشر الحافي (¬1)، فدفنه في باب أبرز، فرآه في النوم وهو يعاتبه بعد مدة فنقله إلى جوار بشر في صفر من سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة وكفنه جديد وبدنه طريّ تفوح منه رائحة الطّيب (¬2). محمد بن القاسم التميميّ، أبو الحسين البصريّ (¬3). كان أوحد عصره في علم النسب وأخبار العرب، أدرك دولة بني بويه. روى عنه أبو أحمد العسكريّ (¬4) وغيره، وله من الكتب: كتاب الفرس وأخبارها وأنسابها (¬5)، وكتاب الأنساب والأخبار (¬6)، وكتاب المنافرات بين القبائل والأشراف من العشائر وأقضية الحكّام بينهم (¬7)، وكتاب الفرع والشّجر، وهو كتاب جليل في أنساب العرب والعجم نحو عشرين مجلّدا. ¬
محمد بن أبي القاسم الجبائي، وجبأ: جبل باليمن.
محمد بن أبي القاسم الجبائيّ (¬1)، وجبأ: جبل باليمن (¬2). كان أحد الأدباء في عصرنا. وله تصانيف، منها: كتاب شرح المقامات الحريريّة، وشرح كتاب نظام الغريب لعيسى بن إبراهيم الربعيّ اليمني (¬3)، وله كتاب رسائل من إنشائه، وكان فنّه اللّغة والتصريف. ومات بجبإ في سنة خمس وسبعين وخمس مائة، ذكر ذلك شيخنا ياقوت الحموي (¬4). محمد بن القاسم بن أحمد الماورديّ النّيسابوريّ، أبو الحسن (¬5). المصنّف الأستاذ الفارسيّ صاحب كتاب المصباح (¬6) والتصانيف المشهورة في الفقه والأصول. حدّث عن أبي الحسن السرّاج، وله كتاب المنصف في أصول الدين. مات سنة/15/ اثنتين وعشرين وأربع مائة. ¬
محمد بن أبي القاسم البقالي الخوارزمي، الملقب زين المشايخ، أبو الفضل النحوي.
محمد بن أبي القاسم البقاليّ الخوارزميّ، الملقّب زين المشايخ، أبو الفضل النّحويّ (¬1). ذكره محمود بن محمد الحافظ الخوارزميّ (¬2) في تاريخ خوارزم، وقال: كان إماما في الأدب وحجة في لسان العرب. أخذ علم الأدب واللّغة عن فخر خوارزم الزمخشري، وجلس بعده مكانه، وكان جمّ الفوائد، كثير الفرائد، حسن الاعتقاد، تقيّ الفؤاد، طيّب الصّحبة، كريم النفس نزيه العرض، مشتغلا بالإفادة (¬3)، وتصنيف التصانيف. فمن تصانيفه: كتاب شرح أسماء الله الحسنى، وكتاب أسرار الأدب وافتخار العرب، وكتاب أمّ الفضائل، وكتاب مفتاح التنزيل، وكتاب الترغيب في العلم، وكتاب الكافي في التراجم بلسان الأعاجم (¬4)، وكتاب الأسمى في سرد الأسماء، وكتاب أذكار الصّلاة، وكتاب تقويم اللّسان في النّحو، وكتاب الإعجاب في الإعراب، وكتاب الهداية إلى علم المعاني والبيان (¬5)، والتنبيه على إعجاز القرآن (¬6)، وكتاب في تفسير القرآن في أربع مجلّدات، رأيته ولا أدري أهو مفتاح التنزيل أم لا، وكتاب منازل العرب ومياهها وديارها (¬7). وكان له يد بيضاء في الترسّل ونقد الشّعر. ¬
محمد بن الليث بن أذرباد، أبو الربيع، ينسب إلى دارا بن دارا الملك.
مات في سلخ جمادى الآخرة من سنة اثنتين وستين وخمس مائة. محمد بن اللّيث بن أذرباد، أبو الرّبيع (¬1)، ينسب إلى دارا بن دارا الملك. وكان بليغا كاتبا، فقيها، موصوفا بالكرم والسّماح، وكان البرامكة يفضلون عليه (¬2). وله من الكتب: كتاب رسائله، وكتاب الهيلجة في الاعتبار (¬3)، وكتاب الردّ على الزّنادقة، وكتاب الخطّ والقلم، وكتاب في فنون الأدب (¬4). محمد بن محمد بن سهل، أبو الفرج (¬5). أحد الكتّاب المتأدّبين، له تصنيف وهو: كتاب الخراج، وكتاب النساء الشّواعر، وكتاب تحف المجالسات (¬6)، وكتاب الرياضة، وكتاب في صناعة الإنشاء (¬7)، وكتاب في أخبار القاضي ابن قريعة (¬8). وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. محمد بن محمد بن عبد الجليل العمريّ، المشهور بالوطواط (¬9). من أولاد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، مولده بلخ ومنشؤه خوارزم. كان من نوادر الزمان وعجائبه، وأفراد الدّهر وغرائبه، وكان من كتّاب ¬
محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود الأصبهاني، الكاتب، من ولد عتاب بن أسيد، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن أخي العزيز.
ديوان خوارزم وندماء ملوكها، مع الفضائل النفسيّة، والمزايا الرّوحانية. وله رسائل مدوّنة سارت في الآفاق. وكان مقرّبا عند خوارزم شاه السيد بن محمد بن أنوشتكين (¬1). وله إلى الزمخشريّ رسالة مليحة مطوّلة، ورسالة إلى أبي سعد الهروي (¬2). ومن تصانيفه: كتاب حدائق السّحر ودقائق الشّعر (¬3)، وكتاب رسائله العربية في مجلّدين (¬4)، وكتاب رسائله الفارسية، وكتاب أشعاره، وكتاب مجمع البحرين في جمع الصّحيحين (¬5). كانت وفاته في سنة ثلاث وستين وخمس مائة (¬6). محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن عليّ بن محمود الأصبهانيّ (¬7)، الكاتب، من ولد عتّاب بن أسيد، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن أخي العزيز. واسم العزيز أحمد بن محمد، كان مستوفيا للسّلجوقية، وتلقّب محمد بالعماد، وكان أحد وزراء صلاح الدّين يوسف بن أيوب، وأحد كتّاب الإنشاء في حضرته. ¬
وكان عالما فاضلا أديبا، فقيها، مدرّسا، له مدرسة بدمشق يدرّس بها، وحلقة في الجامع للمناظرة، وكان مجلسه معمورا/16/ بالفضلاء. حدّثني الشّهاب ياقوت الحموي قال: رأيت العماد الأصبهانيّ في مدرسته بدمشق وهو كوسج، ليس على عارضيه شعر، وفي عينيه عمش. قال: وكان القاضي الفاضل عبد الرحيم البيسانيّ يثني على فضله وبلاغته، ويعجبه ما يرى من فصاحته وبراعته، وكان يجري بينهما أشياء عجيبة، ويتحاوران بمعان غريبة. وكان مولد العماد الكاتب بأصبهان في رجب من سنة تسع عشرة وخمس مائة، وبها تأدّب. وقدم بغداد، وخدم الوزير يحيى بن هبيرة (¬1)، وزير المقتفي والمستنجد، ونفق عليه، وحظي لديه، وولاّه كتابة البصرة وواسط، فكان على ذلك مدة حياة ابن هبيرة، فلمّا مات قبض عليه، واعتقل مدة، ثم خلص من النّكبة، وقصد الموصل، وبها جمال الدّين أبو منصور محمد الأصبهانيّ، وزير صاحبها قطب الدّين مودود بن زنكي أخي السلطان نور الدّين محمود، فأقام عنده وأكرمه إكراما كبيرا. ثم قصد دمشق وبها سلطانها نور الدّين أبو القاسم محمود بن زنكي، فمدحه بقصيدة أولها: [الرجز] لو حفظت يوم النّوى عهودها … ما مطلت بوصلها وعودها (¬2) فلمّا عرضت عليه، تأمّلها، وراقه حسن خطّها، فأحضره، وأكرمه، وولاّه عملا استكفاه فيه، ثم عوّل عليه في ديوانه. ثم تعرّف إلى صلاح الدّين ومدحه فلمّا صار الملك إليه رعى له ذلك واعتمد عليه. ¬
وله ديوان شعر وقفت عليه، واخترت من غزله في كتابي الموسوم بغزل الظراف ومغازلة الأشراف (¬1)، فمن ذلك قوله: [الطويل] وأسمر كالخطّار لونا وقامة … وكالرّيم إعراضا وجيدا وناظرا تعلقته للوعد بالوصل مخلفا … وبالعهد في دين المودّة غادرا وأصبح يجفوني وما زلت وافيا … كما راح ينساني وما زلت ذاكرا إذا قلت قد زالت عوائق هجره … وجاد بوصل عاد في الحال هاجرا فيا ربّ إمّا سلوة تذهب الأسى … وإمّا فؤادا للبليّة صابرا (¬2) وقرأت بخطّ الأديب ياقوت الحمويّ قال: حدّثني القاضي الأكرم ابن القفطي (¬3)؛ وزير حلب؛ قال: كنت في موكب القاضي الفاضل، ونحن سائرون؛ إذ عثر القاضي الفاضل والعماد الأصبهانيّ إلى جانبه، فقال مسرعا: سر، فلا كبا بك الفرس، فأجابه القاضي الفاضل من غير توقّف: دام علا العماد، وهذا الابتداء والجواب يقرأ من آخره كما يقرأ من أوّله، وهو عجيب، فإنّ كلّ واحد منهما لو فكّر في هذا يوما ثم أتى به، كان عجيبا. فلله درّهما (¬4). وللعماد من التصانيف: كتاب البرق الشامي (¬5) في ثماني مجلّدات، يشتمل على أخبار بني أيوب، من أوّلها إلى حين وفاة صلاح الدّين، والفتح القسّي في الفتح القدسي (¬6)، يذكر فيه فتح صلاح الدّين بيت ¬
المقدس إلى حين وفاته، وكتاب خريدة القصر في ذكر شعراء العصر (¬1)، وكتاب ذيل الخريدة (¬2)، وكتاب حلية العطلة ونحلة الرّحلة (¬3)، وكتاب خطف البارق في عطفة الشارق (¬4)، ذيّل به على البرق الشاميّ، وخصّه بأخبار العادل وولده، وكتاب في الزّهد صنّفه للقاضي الفاضل، وكتاب عتبة الزمان (¬5)، وكتاب نصرة الفترة وعصرة القطرة (¬6) في أخبار السّلجوقية. ومن شعره ما أخبرني به الأديب ياقوت الحمويّ عنه وهو قوله: /17/ [الكامل] عذر الزّمان بأيّ وجه يقبل … ومحبّكم بالصّبر فيه تقبّل (¬7) ما لي سوى إنسان عيني مسعد … بالدّمع إنسان عليه أعوّل (¬8) الدّهر ليل كلّه في ناظري … لا صبح إلاّ وجهك المتهلّل لا كان منكر حقّ فضل جاهلا … إن كنت أنكر حقّكم أو أجهل (¬9) يا غائبين وهم بفكري حضّر … يا راحلين وهم بقلبي نزّل ما للسّلوّ إلى فؤادك منهج … ما للصّبابة غير قلبي منهل لا تعدلوا عنّي فما لي معدل … عنكم وليس سواكم لي موئل كلّ الخطوب دفعتها بتجلّدي … إلاّ التفرّق فهو خطب معضل ¬
محمد بن مزيد بن محمود، المعروف بابن أبي الأزهر النحوي.
قالوا تجمّل بالتّصبّر عنهم … فأجبت صبري عنهم لا يجمل (¬1) ما أنصفوني في الوداد فإنّهم … سمحوا بمن بهم يضنّ ويبخل (¬2) إن تذهلوا عنّي فإنّي ذاهل … بهواكم عن ذكركم لا أذهل وقوله: [الكامل] بيني وبينكم الرّسول رسول … فلذاك عندي للقبول قبول (¬3) لله أرواح الفراق فإنّما … يرتاح قلبي نحوها ويميل هبّت عليلات على ذي علّة … ولربّما يشفي العليل عليل إنّي لأنتشق الشّمال وأنتشي … وكأنّما ريح الشّمال شمول كانت وفاة العماد محمد الكاتب الأصبهانيّ في مستهلّ شهر رمضان من سنة سبع وتسعين وخمس مائة عن أربع وثمانين سنّة (¬4). محمد بن مزيد بن محمود، المعروف بابن أبي الأزهر النّحويّ (¬5). حدّث عن الزّبير بن بكّار والمبرّد، روى عن إسحاق الموصليّ كتاب الأغاني له. وله تصانيف، منها: كتاب عقلاء المجانين، وكتاب الهرج والمرج (¬6) في أخبار المستعين والمعتزّ. ذكره الخطيب في تاريخه، وقال: كانت وفاته سنة خمس وعشرين وثلاث مائة (¬7). ¬
محمد بن المستنير، قطرب.
محمد بن المستنير، قطرب (¬1). ذكره الجعابيّ (¬2) في كتاب الموالي (¬3)، وقال: قطرب مولى سلم بن زياد، كنيته أبو عليّ. قيل: كان يتردّد إلى سيبويه ليقرأ عليه، فكان لا يخرج لصلاة الصّبح إلاّ رآه على بابه، وكذا عشيّة. فقال له: ما أنت إلا قطرب ليل (¬4)! فلقّب قطربا. وكان معتزليّا، وعن النّظّام أخذ مذهبه. وقد صنّف قطرب كتبا كثيرة في اللّغة والنّحو، والعروض، ومعاني الشّعر، فمن ذلك: كتاب الاشتقاق، وكتاب النّوادر، وكتاب الأزمنة (¬5)، وكتاب المثلّث (¬6)، وكتاب الفرق، وكتاب الأضداد (¬7)، وكتاب الصّفات، وكتاب العلل في النّحو، وكتاب الهمز، وكتاب الردّ على الملحدين في متشابه القرآن، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب غريب الآثار (¬8)، وكتاب فعل وأفعل، وكتاب إعراب القرآن، وكتاب غريب المصنّف (¬9). ¬
محمد بن المنذر بن سعيد بن شكر الهروي.
محمد بن المنذر بن سعيد بن شكّر الهرويّ (¬1). صنّف تاريخا لهراة، وله كتاب الجواهر (¬2)، ومات في سنة ثلاث وثلاث مائة. محمد بن موسى بن هاشم بن يزيد القرطبيّ (¬3)، من أهل الأندلس، من موالي المنذر. كان متصرّفا في علم الأدب، لقي أبا جعفر الدّينوري (¬4)، وكتب/18/ من نسخته كتاب سيبويه، وله كتاب المؤنّق، وكتاب الرائق، وكتاب فضائل المستنصر خليفة الغرب (¬5). كانت وفاة محمد بن موسى هذا في رجب سنة سبع وثلاث مائة (¬6). محمد بن موسى بن عثمان بن حازم، أبو بكر الحازميّ (¬7). كان من أهل العلم وأصحاب الحديث، قدم بغداد في حداثته، وأقام بها، وصحب الصّوفية والفقهاء الشافعية، وسمع الحديث الكثير بهمذان وأصبهان وأذربيجان وواسط والبصرة والموصل والجزيرة والشام ومصر. ¬
محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر السلامي البزاز التركي الأصل، أبو الفضل الحافظ.
وكان صالحا ديّنا، حسن الطريقة، وافر الفضل. وله تصانيف، منها: كتاب عجالة المبتدي في النسب (¬1)، وكتاب تحفة السفينة (¬2) في علم الحديث، وكتاب مناقب مالك بن أنس، وكتاب الفيصل في مشتبه النّسبة (¬3)، وكتاب القبائل والأماكن، وكتاب ما اتفق من رواية أربعة من الصّحابة والتابعين بعضهم عن بعض (¬4)، وكتاب سلسلة الذهب فيما روى أحمد بن حنبل عن الشافعي، وكتاب شروط الأئمة (¬5)، وكتاب أخبار ابن زاذان (¬6)، وكتاب المهذّب في الفقه، ورسم كتبا لم يتمّها. وتوفّي في رابع جمادى الأولى من سنة أربع وثمانين وخمس مائة، ودفن بالشّونيزية إلى جانب قبر سمنون المحب (¬7). محمد بن ناصر بن محمد بن عليّ بن عمر السّلاميّ البزّاز التّركيّ الأصل، أبو الفضل الحافظ (¬8). كان-مع معرفة علوم الحديث-عارفا باللّغة، وعلم الأدب، صحيح الخطّ، متقن الضّبط. وقد صنّف كتاب المأخذ على أبي عبيد الهرويّ في ¬
محمد وسعيد ابنا هاشم الخالديان، يكنى محمد أبا بكر، وسعيد أبا عثمان، وهما من قرية من قرى الموصل تعرف بالخالدية.
كتاب الغريبين (¬1). ومات في شعبان من سنة خمسين وخمس مائة، وكان مولده في سنة تسع وستين وأربع مائة. محمد وسعيد ابنا هاشم الخالديّان (¬2)، يكنى محمد أبا بكر، وسعيد أبا عثمان، وهما من قرية من قرى الموصل تعرف بالخالديّة. وكانا شاعرين أديبين. ولهما تصانيف، منها: كتاب حماسة شعر المحدثين، وكتاب أخبار الموصل، وكتاب في أخبار أبي تمّام ومحاسن شعره، وكتاب في أختار شعر البحتري (¬3)، وكتاب في أختار شعر ابن الرّومي، وكتاب في أختار شعر مسلم بن الوليد وأخباره، وكتاب الأشباه والنظائر (¬4) في نحو خمس مائة ورقة، وكتاب الهدايا والتّحف (¬5)، وكتاب الدّيارات (¬6). حدّث أبو الفرج الببّغاء (¬7)، قال: كان الخالديّ أنفذ إليّ غلاما له في حاجة، فلمّا دخل استحليته وطمعت فيه، وأعطيته مرغوبا، ونلت منه إربا، ففطن الخالديّ، فكتب إليّ يدعوني بقوله: [البسيط] ¬
محمد بن هبيرة، المعروف بصعوداء الأسدي، أبو سعيد النحوي الكوفي.
وشيطان قد عمل من لحم فرّوج … عندي وبارده من لحم طيهوج (¬1) وعندنا ذلك الظّبي الذي نفذت … فيه رقاك وما همّت بتعويج أدرته وهو مفروج القباء وقد … أنفذته بقباء غير مفروج فلمّا قرأها احتجب واعتذر بأنه مريض حياء، فقال: احضر حتى أهب لك الغلام. وكان الخالديّان مدحا سيف الدولة ابن حمدان، فبعث إليهما وصيفا ووصيفة، ومع كلّ منهما بدرة وتخت من ثياب مصر. فكتب الجواب: [الكامل] لم يعد شكرك في الخلائق مطلقا … إلاّ ومالك في النّوال حبيس (¬2) خوّلتنا شمسا وبدرا أشرقت … بهما لدينا الظّلمة الحنديس رشأ أتانا وهو حسنا يوسف … وغزالة هي بهجة بلقيس؟ هذا ولم تقنع بذاك وهذه … حتّى بعثت المال وهو نفيس أتت الوصيفة وهي تحمل بدرة … وأتى على ظهر الوصيف الكيس (¬3) وكسوتنا ممّا أجادت حوكه … مصر وزادت حسنه تنّيس (¬4) فغدا لنا من جودك المأكول وال … مشروب والمنكوح والملبوس (¬5) فلما قرأها سيف الدولة قال: لقد أحسنت إلاّ في لفظة المنكوح، إذ /19/ ليس مما يخاطب به الملوك. وهذا من مستحسن النّقد. محمد بن هبيرة، المعروف بصعوداء الأسديّ، أبو سعيد النّحويّ الكوفيّ (¬6). ¬
محمد بن هشام بن عوف، أبو محلم السعدي، من أهل البصرة، أصله من الفرس.
كان من أعيان علماء الكوفة بالنّحو واللّغة وفنون الأدب، كان مؤدّب ولد محمد بن يزداد بن سعيد (¬1) وزير المأمون. وله من الكتب: كتاب رسالته إلى عبد الله بن المعتزّ فيما أنكرته العرب على أبي عبيد، ووافقته فيه (¬2)، وكتاب ما يستعمله الكاتب (¬3). محمد بن هشام بن عوف، أبو محلّم السّعديّ (¬4)، من أهل البصرة، أصله من الفرس. وله من الكتب: كتاب الأنواء (¬5)، وكتاب الخيل، وكتاب خلق الإنسان. كانت وفاته سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم بن هلال، أبو الحسن ابن الصابي، الملقّب غرس النّعمة (¬6). روى عن أبيه، وعن أبي عليّ ابن شاذان (¬7). وذيّل على تاريخ والده ¬
محمد بن يحيى بن أبي منصور المنجم.
الذي ذيّله أبوه على تاريخ ثابت بن سنان (¬1). وكانت له صدقة ومعروف. وولي ديوان الإنشاء في أيام القائم بأمر الله. ولمّا مات خلف سبعين ألف دينار. وله تصانيف، منها: كتاب التاريخ الذي ذيّله على أبيه، وكتاب الهفوات النادرة (¬2)، رواه عنه هبة الله بن السّقطي (¬3)، وكتاب الربيع (¬4)، سلك فيه مسلك نشوار المحاضرة، وذكر فيه أنّ القاضي التّنوخيّ صنّفه في ثمان وعشرين سنّة، وهذا كتاب الرّبيع صنّفه في شهور. وكانت وفاته في ثاني ذي القعدة من سنة ثمانين وأربع مائة عن نيّف وستين سنة. محمد بن يحيى بن أبي منصور المنجّم (¬5). كان عالما، أديبا، له تصانيف منها: كتاب أخبار الشّعراء، وله كتاب في علم النجوم، وكتاب الموسيقى، وكتاب الهندسة، وكتاب في الطّب. محمد بن يحيى بن عبد الله بن العبّاس، أبو بكر الصّوليّ (¬6). ¬
ولد بالبصرة في سنة ست وثلاثين وثلاث مائة (¬1)، وكان جدّه مولى من أهل أبيورد (¬2). روى عنه أبو الفرج الأصبهانيّ والدارقطني، وكان أحد العلماء بفنون الأدب، وأخبار الملوك، وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف. وقد نادم المكتفي، والمقتدر، والراضي، وكان مؤدّبه. وله من الكتب: كتاب الأوراق (¬3) في أخبار الخلفاء والشّعراء، ولم يتمّه، والذي ظهر منه أخبار الخلفاء وأشعارهم وأشعار أولادهم من السّفّاح إلى المعتزّ (¬4)، وأشعار من بقي من بني العباس ممّن ليس بخليفة (¬5)، وأشعار الطالبيّين من ولد الحسن والحسين والعباس وعمر بن عليّ (¬6)، وكتاب الوزراء، وكتاب العبادة (¬7)، وكتاب أدب الكاتب على الحقيقة (¬8)، وكتاب السّنان عمله للوزير ابن الفرات، وكتاب الأنواع لم يتمّه، وكتاب سؤال وجواب، وكتاب رمضان (¬9)، وكتاب الشامل في علم القرآن لم يتمّه، وكتاب مناقب ابن الفرات، وكتاب أخبار أبي نواس، وكتاب أخبار أبي تمّام (¬10)، وكتاب أخبار أبي سعيد الجبائي، وكتاب في السّعاة، وكتاب أخبار أبي عمرو بن العلاء، وكتاب الأمالي، وكتاب شعر البحتري (¬11)، وكتاب شعر أبي نواس، وكتاب شعر العباس بن ¬
محمد بن يحيى بن علي بن مسلم الزبيدي، أبو عبد الله الحنفي.
الأحنف وأخباره، وكتاب شعر عليّ بن الجهم، وكتاب شعر ابن طباطبا، وكتاب شعر إبراهيم بن العباس الصّولي، وكتاب شعر ابن أبي عيينة المهلّبي (¬1)، وكتاب شعر أبي شراعة (¬2)، وكتاب شعر شعراء مصر. ومات أبو بكر الصّوليّ في سنة ستّ وثلاثين وثلاث مائة (¬3). محمد بن يحيى بن عليّ بن مسلم الزّبيديّ، أبو عبد الله الحنفيّ (¬4). من أهل زبيد، قدم بغداد سنة تسع وخمس مائة ووعظ، وكان له معرفة بالنّحو واللّغة والأدب، وصحب عون الدّين يحيى بن هبيرة قبل الوزارة. وقد صنّف الزّبيديّ عدة تصانيف، منها: كتاب الاقتضاء ومنهاج الاقتفاء (¬5)، وكتاب الردّ على ابن الخشّاب، وكتاب العروض، وكتاب المقدّمة في النّحو، وكتاب في الحساب (¬6)، وغير ذلك. وكانت وفاته في شهر ربيع/20/ الآخر من سنة خمس وخمسين وخمس مائة، ودفن بمقبرة باب الشام (¬7). ¬
محمد بن يزيد المبرد البصري الأزدي، أبو العباس.
محمد بن يزيد المبرّد البصريّ الأزديّ، أبو العباس (¬1). كان أعلم أهل زمانه بالنّحو والغريب، حدّث أحمد بن حرب (¬2) أنّ المتوكّل قرأ بحضرة الفتح بن خاقان قوله تعالى: {وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ} (¬3) بفتح الهمزة، فقال له: بالكسر، فتتابعا على عشرة آلاف دينار، وتحاكما إلى يزيد بن محمد المهلّبيّ، فقال: يقبح أن يخلو باب أمير المؤمنين من عالم يرجع إليه. فقال المتوكّل: سلوا لنا من أعلم الناس بالنّحو؟ فقيل له: أبو العباس المبرّد بالبصرة، فأمر بإحضاره، فأشخص مكرّما، قال المبرّد: فلمّا وصلت سرّ من رأى أدخلت على الفتح بن خاقان، فقال: يا بصري، كيف تقول {وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ} بالفتح أو بالكسر؟ فقلت: بالكسر، وهو الجيّد المختار، وذلك أنّ أوّل الآية {وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} باستئناف جواب الكلام المتقدّم، قال: صدقت. . وركبت إلى دار أمير المؤمنين فعرّفه قدومي، وطالبه بدفع ما تخاطرا عليه، فأمر بإحضاري، فلمّا وقعت عين المتوكّل عليّ، قال: يا بصري، كيف تقرأ هذه الآية {وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ} بالكسر أو بالفتح؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أكثر الناس يقرءونها بالفتح. فضحك المتوكّل وقال: أحضر يا فتح المال، فقال: يا مولانا، والله قال لي بخلاف ذلك. فقال: دعني من هذا وأحضر المال، فلمّا خرجت أتتني رسل الفتح فأتيته، فقال: يا بصري، أول ما ابتدأتنا به الكذب، فقلت: ما كذبت والله، قال: وكيف وقد قلت ¬
لأمير المؤمنين: الصواب بالفتح. فقلت: إنّما قلت: أكثر الناس يقرءونها بالفتح، وأكثرهم على الخطإ، وإنّما تخلّصت من اللائمة وهو تغليط أمير المؤمنين، فقال: أحسنت. قال المبرّد: فما رأيت أكرم أخلاقا، ولا أرطب بالخير لسانا من الفتح (¬1). ولم يزل المبرّد مقيما بسرّمن رأى إلى أن قتل المتوكّل والفتح، وكان قد أفاد منهما مالا عظيما، فعند ذلك قدم بغداد. قال محمد بن إسحاق النديم: وللمبرّد من الكتب كتاب الكامل (¬2)، وكتاب الرّوضة، وكتاب المقتضب (¬3)، وكتاب الاشتقاق، وكتاب الأنواء والأزمنة، وكتاب القوافي، وكتاب الخطّ والهجاء، وكتاب المدخل إلى كتاب سيبويه، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكّر والمؤنّث (¬4)، وكتاب التامّ في معاني القرآن، وكتاب الردّ على سيبويه، وكتاب الرسالة الكاملة، وكتاب إعراب القرآن، وكتاب الحثّ على الأدب والصّدق، وكتاب نسب عدنان وقحطان (¬5)، وكتاب الزّيادة على كتاب سيبويه (¬6)، وكتاب التعازي (¬7)، وكتاب المدخل إلى النّحو، وكتاب شرح شواهد سيبويه، وكتاب ضرورة الشّعر، وكتاب أدب الجليس، وكتاب الحروف في معاني القرآن إلى طه، وكتاب صفات الله عزّ وجل، وكتاب الممادح والمقابح، وكتاب الإعراب، وكتاب الرّياض المونقة، وكتاب أسماء الدّواهي، وكتاب الجامع، لم يتم، وكتاب الوشي، وكتاب معنى كتاب سيبويه، وكتاب الناطق، وكتاب العروض، وكتاب البلاغة، وكتاب معنى ¬
محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي، أبو عمر.
كتاب الأوسط للأخفش، وكتاب شرح كلام العرب وتلخيص ألفاظها (¬1)، وكتاب ما اتّفقت ألفاظه واختلفت معانيه، وكتاب الفاضل والمفضول (¬2)، وكتاب طبقات النّحويّين البصريّين (¬3)، وكتاب العبارة عن أسماء الله عزّ وجل، وكتاب الحروف، وكتاب التصريف، وكتاب الكافي (¬4). وكانت وفاته، فيما ذكره ابن المرزبان، في ثامن عشر ذي الحجة من سنة خمس وثمانين ومائتين (¬5). محمد بن يوسف بن يعقوب الكنديّ، أبو عمر (¬6). كان ذا فهم وعلم بالأخبار والتواريخ، له كتاب خطط مصر (¬7)، ذيّل به على تاريخ أبيه، وكان من أعلم الناس بأهل مصر وخططها وثغورها. وتوفّي في شهر رمضان من سنة خمسين وثلاث مائة عن ستّ وستين سنة (¬8). محمد بن أحمد بن حسين بن عمر، أبو بكر الشاشيّ (¬9). كان إماما، عالما، جليلا، جيّد الأداء، صحيح النقل، موصوفا/21/ بالدّين والصّلاح، عارفا بالمذهب والخلاف، وقورا متواضعا لأهل الأدب والعلم. قرأ على الشيخ أبي إسحاق الشّيرازي، ولازمه، وكان معيد ¬
كرسيّه. قد انتهت إليه رياسة الشافعية في بغداد، وولي المدرسة النّظامية، وقد ذكرت أخباره في كتاب المناقب العليّة لمدرّسي النّظامية (¬1)، وفي كتاب الاقتفاء لطبقات الفقهاء. وله تصانيف، منها: كتاب العمدة (¬2) صنّفه للإمام المستظهر بالله حين كان وليّ عهد، وكان والده الهمام المقتدي بأمر الله قد ندبه إليه، فلمّا أفضت الخلافة إلى المستظهر صنّف له كتاب المستظهري (¬3) المشتمل على مذهب الجمهور وغيرهم من الصّحابة والتابعين، ومن تقفّوهم، وهو كتاب جليل، وكتاب الترغيب في المذهب (¬4)، وكتاب الشافي (¬5) في شرح مختصر المزني. وقرأت بخطّه: رأيت في النوم كأنّي أنشد هذين البيتين، ولم أك سمعتهما، فأنا أحفظهما وهما: [السريع] قد نادت الدّنيا على نفسها … لو أنّ في العالم من يسمع (¬6) كم واثق بالعمر أفنيته … وجامع بدّدت ما يجمع (¬7) كانت وفاة الإمام محمد الشاشيّ في ليلة السبت خامس عشر شوّال سنة سبع وخمس مائة عن ثلاث وسبعين سنة، ودفن في تربة الشيخ أبي إسحاق مجاور الساحة، وكان من الصّالحين العاملين بعلمهم. ¬
محمد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون، أبو عبد الله القاضي.
محمد بن سلامة بن جعفر بن عليّ بن حكمون، أبو عبد الله القاضي (¬1). ذكره أبو نصر ابن ماكولا في كتاب الإكمال (¬2)، وقال: كان فقيها شافعيّا متفنّنا في عدّة علوم. وهو مصنّف كتاب الشّهاب (¬3) في الحديث، وله كتاب مناقب الشافعيّ وأخباره، وكتاب الإنباء عن الأنبياء (¬4)، وكتاب تواريخ الخلفاء مختصر (¬5). ولي قضاء مصر إلى أن مات في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وأربع مائة (¬6). محمد بن طلحة بن محمد، أبو سالم النّصيبيّ العدويّ القرشي (¬7). كان أديبا، فاضلا، فقيها، شافعيّ المذهب. عني بسماع الحديث والرّحلة في طلبه، وعاد إلى بلده، واستوزره صاحب دمشق، ونفذ في رسالة إلى الديوان، وصارت له حشمة ومال وثروة. ثم إنه زهد في ذلك وترك الولاية، ورفض ما كان فيه، ولبس الخشن، ورأى مناما. وعمل دائرة ذكر فيها حساب الجمّل، وسنيّ العالم، وما وقع في ¬
محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمذاني، أبو الحسن المؤرخ.
الدّنيا من الوقائع العظام، والحوادث الهائلة، قديما إلى زمانه وما عساه يتجدّد إلى آخر الزمان وانقضاء الدنيا، وممّا ذكره وحدّث به وظهر ذلك بعد موته سنة ستّ وخمسين وستّ مائة، وما تجدّد فيها من القتل والسّفك والاستئصال، وهي السنة التي أخذت فيها بغداد، وانقرضت الدولة العباسية، واستولت الدولة الجنكزخانية (¬1). وهذه الدائرة ذكر أنّ عليّا عليه السلام خطّ خططا، وأنّ ابن طلحة هذا، ذكر أنه استخرج هذه الدائرة من تلك الخطط. وكانت وفاته في أواخر سنة أربع وخمسين وستّ مائة (¬2). محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمذانيّ، أبو الحسن المؤرّخ (¬3). من أولاد الأئمة والمحدّثين، وقد صنّف عدة كتب في التاريخ. سمع الحديث من أبي الحسين ابن النّقور البزّاز (¬4) وغيره. روى عنه أبو القاسم عليّ بن عساكر صاحب تاريخ دمشق، وقال: كان كيّسا ظريفا، عالما فاضلا، حسن المعرفة بالتواريخ وأخبار الدّول والحوادث والملوك وأحوال الناس، وبه ختم هذا الفنّ. وكان أبوه صالحا دعي إلى قضاء ¬
القضاة فلم يفعل. وقد ذكر أبو الحسن هذا في مقدّمة كتاب مجموع التواريخ. وقد وصفه لأنه قسمه أقساما فقال: وما يفضل كتاب مسكويه على كتابي إلاّ أنه حلّ عند أعيان زمانه بمحلّ كبير، وحظي منهم برزق كثير، وأنا في زماني كما كان القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبد الله الطبريّ (¬1) يقول: أهون من بعر بعير في يوم مطير، فأمّا الرّزق فما يأتي بعد الكدح الكثير غير التافه اليسير. وله مع كتاب مجموع التّواريخ كتاب ذيل تاريخ ابن جرير (¬2)، وكتاب عنوان السّير (¬3)، وكتاب ذيل أخبار الوزراء ذيّله على ابن الصابئ (¬4)، وكتاب التذييل على تاريخ الوزير أبي شجاع (¬5) المذيّل به على تجارب الأمم (¬6)، وكتاب أمراء الحجيج من زمن النبيّ صلّى الله عليه وسلم إلى بعد سنة ثلاث مائة، وكتاب أخبار دولة السّلطان محمد. وقد صنّف كتابا في الشّؤم أوله: أوّل ما يستفتح به الشؤم أنك لا تصلّي ولا تصوم، وتكون عاقّ القلب غشوم، وتكون في الخير نؤوم، وفي الشرّ تقعد وتقوم. وكانت وفاة محمد ابن الهمذانيّ هذا يوم السبت السابع من شوّال من سنة إحدى وعشرين وخمس مائة عن سبع وستين سنة. ¬
محمد بن محمد بن سعد بن عبد الله، أبو منصور البروي، الفقيه الشافعي.
محمد بن محمد بن سعد بن عبد الله، أبو منصور البرويّ (¬1)، الفقيه الشافعيّ. كان يشار إليه بالتقدّم في معرفة الفقه والمذهب والخلاف والأصول والوعظ، /22/ وحسن النظر والجدل، مع حسن عبارة، ولطف إشارة. درس الفقه على الإمام محمد بن يحيى النّيسابوري (¬2)، وتقدّم على سائر أصحابه. سافر إلى الشام وحجّ، ودخل بغداد في سنة خمس وستين وخمس مائة، وصادف بها قبولا تامّا، وجلس للوعظ بالمدرسة النّظامية، وكاد يترشّح ليدرّس بها. ولم يزل على استقامة من أمره وعلوّ من شأنه. ذكره صدقة ابن الحداد (¬3) الفقيه في تاريخه وقال: توفّي ببغداد يوم الخميس سادس عشر رمضان من سنة سبع وستين وخمس مائة، وصلّى عليه بجامع القصر وحضر كافة أرباب الدولة والأعيان وشيّعوه إلى تربة الشيخ أبي إسحاق (¬4) فدفن بها. له من الكتب: تعليقة في الخلاف، وجدل جيّد وقف عليه شيخه ¬
محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله، بن النجار الحافظ.
محمد بن يحيى (¬1) واستجاده، وكتاب الأصفى من المستصفى، وكتاب مطالع النظر في مسائل العبر، وكتاب مقترح الطلاب في مصطلح الأصحاب. وممّا أنشدته مسندا إليه قوله [الطويل]: سقى الغيث بالبطحاء شعب ابن عامر … ومعهد سرب كنّ فيه حويننا (¬2) نعمنا زمانا فيه والعيش جامع … فلمّا أمنّا الدّهر فرّق بيننا محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله، بن النجّار الحافظ (¬3). كان إماما في علم الحديث، عارفا بناسخه ومنسوخه، وصحيحه وسقيمه، ومعرفة رجاله، والمرجوع إليه فيه، ولم يخلف بعده مثله علما ودينا، وصدقا وثقة وأمانة، وكيسا، ولين جانب، وصحّة عقيدة. وله من التصانيف: كتاب التاريخ المجدّد المذيّل به على تاريخ الخطيب، في ستة عشر مجلّدا بخطّه (¬4)، نقل بخطوط النّسّاخ في ثلاثين مجلّدا، وقد قرأته عليه، وكتاب الجواهر الثمينة في ذكر المدينة (¬5)، وكتاب مشيخته (¬6) يشتمل على عشرة آلاف شيخ لم يبيّضه، وكتاب الذّيل على كتاب الإكمال (¬7)، وكتاب شعراء الأمصار، وكتاب مناقب الشافعي، ¬
محمد بن يونس بن محمد بن منعة، أبو حامد الموصلي، المعروف بالعماد.
وعدّة كتب (¬1) لم يبيّضها. وكانت وفاته في سنة ثلاث وأربعين وستّ مائة عن نيّف وسبعين سنة، ودفن بمقابر الشّهداء بباب حرب (¬2)، وكان حول جنازته من يقول بأعلى صوته: هذا حافظ حديث رسول الله، هذا الذي كان ينفي الكذب عن حديث رسول الله، ووقف كتبه ووصّى إليّ بالنظر فيها (¬3). محمد بن يونس بن محمد بن منعة، أبو حامد الموصليّ، المعروف بالعماد (¬4). كان مولده بالموصل في سنة خمس وثلاثين وخمس مائة صنّف في الفقه عدّة كتب، منها: كتاب المحيط في الجمع بين المهذّب والوسيط (¬5)، وكتاب شرح الوجيز للغزّالي (¬6)، وكتاب في الجدل، وتعليقة (¬7)، وغير ذلك. كانت وفاته في سلخ جمادى الآخرة من سنة ثلاث وستّ مائة (¬8). ¬
محمد بن يحيى بن علي بن الفضل بن هبة الله بن بركة بن فضلان، شيخنا قاضي القضاة أبو عبد الله الملقب محيي الدين.
محمد بن يحيى بن عليّ بن الفضل بن هبة الله بن بركة بن فضلان، شيخنا قاضي القضاة أبو عبد الله الملقّب محيي الدّين (¬1). رئيس الفقهاء في زمانه على الإطلاق، والمقدّم على أهل عصره، فضلا وعقلا ورياسة، ونبلا وكرما وسخاء، وعلوّ همة، وشرف نسب، وتعزّزا بالله ووثوقا به. كان مدرّسا بمدرسة دار الذهب (¬2)، وكاتبا في دار التشريفات، ثم ولي تدريس المدرسة النّظامية، وردّ أمر المارستان وديوان الجوالي إليه. ثم قلّد قضاء القضاة، فلم يزل على ذلك إلى آخر الأيام الناصريّة. ولمّا بويع الظاهر بأمر الله أقرّه على ذلك شهرا ثم عزله، فانكفأ إلى منزله، وعليه ديون حتّى للخبّاز، فنفذت رسولا من أحد خواصّ الخليفة المستنصر بالله رحمة الله عليه، ممّن يعرف حاله، وقال لي: قل له يكتب إلى الخليفة يسأله من المير المقبل إطلاق ما يحصل رسما ونصيبا يصل إليه في كلّ سنة مدة أيام حياته، وإلى أولاده بعد وفاته، فلمّا قلت له أبى وقال: والله ما كتبت قطّ أسأل مخلوقا شيئا، وأمّا الأولاد فإن كانوا صالحين فالله يتولاّهم. فأعدت إلى/23/ من أرسلني إليه جوابه، فعجب منه، ثم قال: لله درّه! كان من عرعرة (¬3) الرّواسي، ثم أنهى صورة الحال إلى الخليفة، فقرّر أن يجعل له رسم في كلّ سنة مائة دينار. ومن قوّة نفسه ما حدّثني به الأستاذ سعد الدّين محمد بن جلدك، وكان خازن دار التشريفات، قال: كان ابن فضلان عندنا كاتبا، ولم أر أعظم ناموسا منه، ولا أتمّ وقارا، هجم علينا في بعض الأيام الناصر لدين الله ونحن في اعتبار بعض الخزائن، فقام جماعة النوّاب ثم قبّلوا ¬
محمد بن الحسن بن علي بن جعفر الطوسي، فقيه الشيعة ومصنفهم.
جميعا الأرض، ما عدا ابن فضلان، فإنه قال له: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فمن زاد على هذا، فقد تعرّض لما نهى عنه جدّك صلّى الله عليه وسلّم، فردّ عليه السلام، ولم ينكر فعله ولا قوله، وعظم في نظره، بحيث قلّده قضاء القضاة. وكان عارفا بأصول الفقه وفروعه، قيّما بعلم النظر، صنّف جدلا وتعليقة في الخلاف، وشرح كلّيات القانون (¬1). ولمّا فتحت المدرسة المستنصرية في رجب سنة إحدى وثلاثين وستّ مائة جعل مدرّسا للطائفة الشافعية بها، فدرّس بها بقية رجب وأياما من شعبان. ثم مرض إلى أن توفّي في سلخ شوّال من سنة إحدى وثلاثين المذكورة، وحضر الصّلاة عليه في جامع القصر كافة أرباب الدولة والصّدور، وأهل العلم، وشيّعوه إلى مدفنه بظاهر السّور، وكان عمره نيّفا وستين سنة. محمد بن الحسن بن عليّ بن جعفر الطّوسيّ (¬2)، فقيه الشّيعة ومصنّفهم. قدم بغداد في صباه، واشتغل بالفقه، وقرأ الكلام والأصول على محمد بن محمد بن النّعمان، المعروف بالمفيد. وصنّف مصنّفات كثيرة على مذهب الشّيعة، وجمع تفسيرا للقرآن (¬3)، وأملى أحاديث وحكايات تشتمل على مجلّدين (¬4)، وله أيضا: كتاب المصباح الكبير (¬5)، وكتاب المصباح الصغير، وكتاب النّهاية. ¬
محمد بن محمد بن النعمان، أبو عبد الله، المعروف بالمفيد.
كانت وفاته في المحرّم من سنة ستين وأربع مائة. محمد بن محمد بن النّعمان، أبو عبد الله، المعروف بالمفيد (¬1). فقيه الإمامية، وهو أستاذ أبي جعفر الطّوسيّ وشيخه، كان فاضلا. له تصانيف حسنة، منها: كتاب الإعلام في الفقه (¬2)، وكتاب نهج البيان إلى سبل الإيمان (¬3)، وكتاب الرّسالة المقنعة في الأحكام (¬4)، وكتاب الإشراف في شرائع النبيّ والأشراف (¬5)، وكتاب صفّين، وكتاب مختصر التواريخ الشّرعية، وكتاب أحكام النّساء، وكتاب العويص، وكتاب الجمل، وكتاب العيوب والمحاسن، وكتاب مواليد الأئمة عليهم السلام، وكتاب تفضيل أمير المؤمنين، وكتاب لمح البرهان، وكتاب الإيضاح في الإمامة (¬6)، وكتاب الإرشاد في معرفة حجج الله تعالى على العباد، وكتاب منسك الزّيارات، وكتاب منسك الحجّ، وكتاب المسائل. وكانت وفاته في سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. محمد بن الحسن بن فرقد الشّيبانيّ (¬7)، مولاهم، صاحب أبي حنيفة. إمام عالم، كبير القدر، شائع الذّكر، ولد بواسط، ونشأ بالكوفة، ¬
وقرأ العلم، وسمع أبا حنيفة، ومسعر بن كدام (¬1)، وسفيان الثوريّ، ومالك بن أنس، والأوزاعيّ. مولده في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. قلّده هارون الرشيد قضاء الرّقّة، ثم عزله وولاّه قضاء الرّي، وتوفّي هناك في سنة تسع وثمانين ومائة. وله كتاب الصّلاة، وكتاب الزّكاة، وكتاب المناسك، وكتاب نوادر الصّلاة، وكتاب النّكاح، وكتاب الطلاق، وكتاب عتق أمهات الأولاد، وكتاب السّلم والبيوع، وكتاب المضاربة (¬2)، وكتاب القسمة، وكتاب الدّيات، وكتاب جنايات الدّهر (¬3)، وكتاب الولاء، وكتاب/24/ السّرقة وقطّاع الطريق، وكتاب الصّيد والذبائح، وكتاب العتق في المرض، وكتاب العين والدّين، وكتاب الرجوع عن الشهادات، وكتاب الوقوف والصّدقات، وكتاب الغصب، وكتاب الدّور، وكتاب الهبة والصّدقات، وكتاب الأيمان والنّذور، وكتاب الكفّارات (¬4)، وكتاب الوصايا، وكتاب حساب الوصايا، وكتاب الصّلح، وكتاب المفقود والخنثى (¬5)، وكتاب اجتهاد الرأي، وكتاب الإكراه، وكتاب الاستحسان، وكتاب اللّقيط، وكتاب اللّقطة، وكتاب أصول الفقه، وكتاب العاقل (¬6)، وكتاب الخصال، وكتاب الصّرف، وكتاب الرّهن، وكتاب الجامع الكبير (¬7)، وكتاب الجامع الصغير (¬8)، وكتاب الشّفعة، وكتاب الحيض، وكتاب المزارعة (¬9)، وكتاب ¬
محمد بن إسحاق بن يسار، أبو عبد الله.
المبسوط، يشتمل على عشر مجلّدات، وكتاب الشّركة، وكتاب الوكالة، وكتاب العاريّة، وكتاب الزّيادات، وكتاب الوديعة، وكتاب الحوالة، وكتاب الكفالة، وكتاب الإقرار، وكتاب الدّعوى والبيّنات، وكتاب الحيل، وكتاب المأذون: كبير وصغير (¬1). محمد بن إسحاق بن يسار، أبو عبد الله (¬2). كان حسن الوجه. روى عن فاطمة بنت المنذر زوجة هشام بن عروة، وكان شاعرا. وله من الكتب: كتاب الخلفاء رواه عنه المزني (¬3)، وكتاب السّيرة والمبتدإ والمغازي (¬4)، رواه عنه إبراهيم بن سعد. كانت وفاته سنة خمسين ومائة (¬5). محمد بن أحمد بن أبي طيفور الجرجانيّ (¬6). له من الكتب: كتاب أبواب الخلفاء (¬7)، ذكر فيه من كانوا يأنسون به، ويقصد في الحوائج. ذكره محمد بن إسحاق النديم. محمد بن عليّ بن الفضل الدّهقان، أبو الحسين (¬8). له كتاب فضائل الكوفة، ذكره ابن إسحاق. ¬
محمد بن الأزهر بن عيسى بن جعفر.
محمد بن الأزهر بن عيسى بن جعفر (¬1). أحد الأخباريّين. له كتاب التاريخ (¬2). مات سنة تسع وسبعين ومائتين. ذكره ابن إسحاق (¬3). محمد بن حسّان، أبو حسّان النّمليّ (¬4). قال محمد بن إسحاق: كان في أيام المتوكّل، وله معه أحاديث (¬5). وله من الكتب: كتاب بركات وحاجب في أخبار النساء والباه (¬6)، وكتاب الصّغير، في هذا المعنى (¬7)، وكتاب البغاء، وكتاب السّحق، وكتاب خطاب المكاري لجارية البقّال. /25/ محمد بن إسحاق، أبو بكر الأهوازيّ (¬8). ذكره محمد بن إسحاق النديم، وقال: له من الكتب: كتاب النّحل وأجناسه وعروشه (¬9). محمد بن إسحاق السرّاج (¬10)، من أهل نيسابور. ¬
محمد بن عبد الملك الفقعسي الأسدي.
روى عنه إبراهيم بن محمد المزكى النّيسابوريّ (¬1). وله من الكتب: كتاب الأخبار (¬2)، ذكر فيه أخبار المحدّثين والوزراء والولاة. محمد بن عبد الملك الفقعسيّ الأسديّ (¬3). كان رواية بني أسد، وصاحب مآثرها وأخبارها، وكان شاعرا، أدرك المنصور ومن بعده. وله من الكتب المصنّفة: كتاب مآثر بني أسد وأشعارها (¬4). محمد بن الهذيل العلاّف، أبو الهذيل المتكلّم (¬5). من شيوخ المعتزلة. له من الكتب: كتاب الإمامة (¬6)، وكتاب في الإرجاء (¬7)، وكتاب طاعة لا يراد الله بها، وكتاب التوليد على النظّام، وكتاب الوعيد (¬8)، وكتاب مقتل غيلان، وكتاب إلى الدّمشقيّين، وكتاب المجالس، وكتاب الحجة، وكتاب صفة الله بالعدل ونفي القبيح، وكتاب الحجة على الملحدين، وكتاب تسمية أهل الأحداث، وكتاب على ¬
ضرار (¬1)، وكتاب على النّصارى، وكتاب على السوفسطائية، وكتاب على المجوس، وكتاب على اليهود (¬2)، وكتاب مسائل في الحركات وغيرها، وكتاب على عمّار النّصرانيّ في الردّ على النّصارى، وكتاب في صفة الغضب والرّضى من الله تعالى، وكتاب في السّخط والرّضى (¬3)، وكتاب المخلوق على حفص الفرد، وكتاب الحسن على إبراهيم (¬4)، وكتاب الردّ على الغيلانية في الإرجاء، وكتاب على حفص الفرد في فعل ويفعل (¬5)، وكتاب على النظّام في تجويز القدرة على الظّلم، وكتاب على النظّام في خلق الشيء وجوابه عنه، وكتاب الردّ على القدرية والمجبرة، وكتاب على ضرار وجهم وأبي حنيفة (¬6)، وكتاب على النظّام في الإنسان، وكتاب على جميع الأصناف (¬7)، وكتاب الاستطاعة، وكتاب في الحركات (¬8)، وكتاب في خلق الشيء عن الشيء، وكتاب في الردّ على أهل/26/ الأديان، وكتاب في حركات أهل الجنة (¬9)، وكتاب جواب القناوي (¬10)، وكتاب على من قال بتعذيب الأطفال، وكتاب الطّعن على إبراهيم (¬11)، وكتاب الثّنوية، وكتاب الجواهر والأعراض، وكتاب الحوض والشّفاعة وعذاب القبر، وكتاب على أصحاب الحديث في التشبيه، وكتاب تثبيت الأعراض، وكتاب السّمع والبصر، وكتاب علامات صدق الرسول، ¬
محمد بن عبد الوهاب بن سلام، أبو علي الجبائي.
وكتاب الصّدق ما هو (¬1). وكانت وفاة محمد بن الهذيل هذا في سرّ من رأى في سنة ستّ وعشرين ومائتين (¬2) عن مائة سنة وأربع سنين. محمد بن عبد الوهّاب بن سلام، أبو عليّ الجبّائي (¬3). من معتزلة البصرة، وهو الذي ذلّل علم الكلام، وسهّل ويسّر ما صعب منه، وإليه انتهت رياسة المعتزلة في زمانه، لا يدافعه أحد في ذلك، وكان لا يفضّل عليّا على أبي بكر رضي الله عنهما. وله من الكتب المصنّفة: كتاب الأصول في شرح الحديث، وكتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (¬4)، وكتاب التعديل والتجويز، وكتاب الاجتهاد، وكتاب الإمامة، وكتاب المعرفة، وكتاب النظر، وكتاب الحكمين، وكتاب الأسماء والصّفات، وكتاب الجزء الذي لا يتجزّأ، وكتاب المجهول والمعلوم، وكتاب المولّد، وكتاب الأخبار، وكتاب المخلوق، وكتاب من يكفر ولا يكفر، وكتاب الشاهد على الغائب، وكتاب الكلام في النتائج، وكتاب الأسماء والأحكام، وكتاب النّقض على ابن الراوندي، وكتاب نقض كتاب النفي والإثبات، وكتاب نقض كتاب نعت الحكمة، وكتاب نقض لا شيء إلا موجود، وكتاب نقض ¬
محمد بن عمر الصيمري، أبو عبد الله.
كتاب الإمامة، وكتاب نقض كتاب الزّمرّد، وكتاب نقض كتاب التاج، وكتاب نقض كتاب الدامغ، وكتاب نقض ما يحتجّ به ابن الراونديّ على ما يسنده إلى هشام في الرّواية، وكتاب نقض الطّب، وكتاب نقض كتاب المجبرة، وكتاب نقض كتاب سليمان في تثبيت الأعراض، وكتاب نقض كتاب يحيى بن بشر في تناهي المقدّرات، وكتاب نقض كتاب الرأي في الإدراك الذي نقضه على الصّالحي، وكتاب نقض كتاب أبي الحسين في ابتداء الناس في الجنّة، وكتاب نقض كتاب الجاحظ في المعرفة، وكتاب النقض على عبّاد في إنكاره دلالة الأعراض، وكتاب نقض كتاب النظّام في إحالة المقدّرات، وكتاب نقض الطبائع على النظّام، وكتاب الردّ على من قال بأحكام النجوم (¬1)، وكتاب الردّ على النّصارى، وكتاب الردّ على اليهود، وكتاب الردّ على المجوس، وكتاب المسائل الخراسانية، وكتاب جواب مسائل أهل شيراز في لا شيء إلا موجود، وكتاب جواب العسكري، وكتاب جوابات مسائل محمد بن عمر الباهلي، وكتاب الأصلح الكبير، وكتاب الأصلح الصّغير، وكتاب الإدراك على الصّالحي، وكتاب تفسير القرآن (¬2)، وكتاب متشابه القرآن، وكتاب الإمامة الصّغير، وكتاب المذنبين (¬3). كانت وفاة أبي عليّ الجبّائي في سنة ثلاث وثلاث مائة عن ثلاث وسبعين سنة. محمد بن عمر الصّيمريّ، أبو عبد الله (¬4). أحد معتزلة البصرة، وهو تلميذ أبي عليّ الجبّائي، وإليه انتهت رياسة ¬
محمد بن عمر الباهلي، أبو عمر، من أهل البصرة.
المعتزلة بعد وفاة الجبّائي. وله من الكتب: كتاب المسائل والجوابات (¬1)، وكتاب نقض كتاب البلخيّ المعروف بكتاب النهاية في الأصلح. /27/ محمد بن عمر الباهليّ، أبو عمر (¬2)، من أهل البصرة. كان عارفا بصناعة الكلام. وله من الكتب: كتاب الأصول في التوحيد، وكتاب إعجاز القرآن، وكتاب التوحيد مفرد عن الأصول. محمد بن يحيى الأزديّ (¬3). له تصنيف، وهو كتاب التوكّل، رواه عنه أبو عليّ محمد بن معن بن هشام. محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران، أبو جعفر (¬4). صنّف كتاب النّوادر (¬5). محمد بن منصور المراديّ، أبو جعفر الزّيديّ (¬6). له من الكتب: كتاب التفسير الكبير، وكتاب التفسير الصغير، وكتاب سيرة الأئمة العادلة، وكتاب الأحكام في الطّهارة والصّلاة، وغير ذلك. /28/ محمد بن أحمد بن الحسن، أبو عليّ (¬7). كان من أعيان الشّيعة فضلا ورياسة. له من الكتب: كتاب نور اليقين ¬
محمد بن إبراهيم بن يوسف، أبو الحسن الشامي الكاتب.
ونصرة العارفين (¬1)، وكتاب تبصرة العارف ونقد الزائف، وكتاب الأسفار وهو الردّ على المرتدين (¬2)، وكتاب حقائق القدس (¬3) في الأحكام التي اختارها لنفسه، وكتاب تنبيه الساهي بالعلم الإلهيّ، وكتاب استخراج المراد من مختلف الخطاب، وكتاب الإفهام لأصول الأحكام، وكتاب إزالة الرّان عن قلوب الإخوان (¬4) في معنى كتاب الغيبة، وكتاب قدس الطّور وينبوع النّور في معنى الصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكتاب الفسخ على من أجاز النّسخ لما تمّ شرعه وجلّ نفعه (¬5)، وكتاب في تفسّح العرب في لغاتها (¬6). محمد بن إبراهيم بن يوسف، أبو الحسن الشاميّ الكاتب (¬7). كان فقيها على مذهب الشافعيّ، ثم انتقل إلى مذهب الشّيعة. وصنّف من الكتب على مذهبهم: كتاب كشف القناع، وكتاب الاستعداد، وكتاب العدّة، وكتاب الاستبصار، وكتاب نقض العبّاسية، وكتاب المفيد في الحديث (¬8)، وكتاب البصائر، وكتاب المستعذب، وكتاب الردّ على ابن ¬
محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة، أبو علي الصفواني.
الكردي (¬1). وكان مولده في سنة إحدى وثمانين ومائتين. محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة، أبو عليّ الصّفوانيّ (¬2). كان شيعيّا. له من الكتب: كتاب الحجة (¬3)، وكتاب أنس العالم (¬4)، وكتاب يوم وليلة، وكتاب تحفة الطالب وبغية الراغب، وكتاب المتعة والردّ على من حرّمها (¬5). وكان حيّا سنة ثلاثين وثلاث مائة (¬6). محمد بن عبد الله بن جعفر/29/ بن محمد بن الحسين بن الفهم (¬7). كان من جلّة الفقهاء المتكلّمين على مذاهب أهل العراق. له من الكتب: كتاب عمدة الأدلّة، وكتاب الردّ على اليهود، وكتاب تفسير القرآن، لم يتمّه. محمد بن عبد الله بن شبيب، أبو بكر البصريّ (¬8). ¬
محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري، أبو بكر.
كان من المرجئة. وله من الكتب: كتاب مقدور، وكتاب أخبار الأفاعيل، وكتاب الإرجاء الكبير (¬1)، وكتاب الإرجاء الصغير، وكتاب إحالة الظّلم (¬2). محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهريّ، أبو بكر (¬3). مولده بأبهر من أرض الجبل في سنة سبع وثمانين ومائتين. كان من أعيان الفقهاء المالكية، له من الكتب: كتاب شرح كتاب ابن عبد الحكم الكبير، وكتاب مختصره (¬4)، وكتاب الردّ على المزنيّ في ثلاثين مسألة، وكتاب أصول الفقه، وكتاب فضل المدينة على مكة. وكانت وفاته في يوم السبت سادس شوّال من سنة خمس وسبعين وثلاث مائة. محمد بن عبد الله الأبهريّ، أبو جعفر (¬5). كان غلام أبي بكر الأبهريّ المقدّم ذكره. له من الكتب: كتاب مسائل الخلاف، وكتاب الردّ على المزنيّ في سبعين مسألة، لم يتمّه (¬6). محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (¬7). ¬
محمد بن سماعة التميمي، أبو عبد الله.
كان من أصحاب أبي حنيفة. له من الكتب: كتاب الفرائض، ومات في سنة ثمان وأربعين ومائة. محمد بن سماعة التّميميّ، أبو عبد الله (¬1). أخذ الفقه عن محمد بن الحسن. وله كتب مصنّفة، منها: كتاب أدب القاضي، وكتاب المحاضر والسّجلاّت (¬2). وقد ولي القضاء ببغداد. وتوفّي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. محمد بن شجاع الثّلجيّ، أبو عبد الله (¬3). كان من أعيان فقهاء زمانه، وهو الذي فتق فقه أبي حنيفة، واحتجّ له، وأظهر علله، وقوّاه بالحديث، وكان من أهل العدل والتوحيد. وقد صنّف كتبا، منها: كتاب تصحيح الآثار (¬4)، وكتاب النوادر (¬5)، وكتاب المضاربة (¬6). وتوفّي يوم الثلاثاء عاشر ذي الحجة من سنة سبع وستين ومائتين (¬7). محمد بن أحمد بن سلمة بن عبد الملك الأزديّ، أبو جعفر الطّحاويّ (¬8)، وطحا: قرية من قرى مصر. ¬
محمد بن إسماعيل البخاري، أبو عبد الله الشافعي، صاحب كتاب الصحيح.
كان أعلم أهل زمانه بفقه أهل العراق، وأعيان أصحاب أبي حنيفة، قال محمد بن إسحاق عنه: إنه عمل لأحمد بن طولون كتابا في نكاح ملك اليمين يرخص له في نكاح الخدم (¬1). وله من الكتب: كتاب الاختلاف بين الفقهاء لم يتمّه، وكتاب الشروط كبير، ومختصر كتاب الشروط (¬2)، وكتاب المختصر كبير وصغير، وكتاب شرح الجامع الكبير، وكتاب شرح الجامع الصغير، وكتاب المحاضر والسّجلاّت، وكتاب الوصايا، وكتاب الفرائض، وكتاب شرح مشكل أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وهو شرح معاني الآثار (¬3)، نحو ألف ورقة (¬4). وتوفّي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة (¬5). محمد بن إسماعيل البخاريّ، أبو عبد الله الشافعيّ (¬6)، صاحب كتاب الصحيح. كان من أصحاب الشافعيّ (¬7)، وقد روى عنه. له من الكتب: التاريخ الكبير (¬8)، وكتاب التاريخ الصغير (¬9)، وكتاب الأسماء والكنى، /30/ ¬
محمد بن مخلد بن حفص العطار، أبو عبد الله.
وكتاب الضّعفاء (¬1)، وكتاب الصّحيح (¬2)، وكتاب السّنن في الفقه، وكتاب الأدب (¬3)، وكتاب رفع اليدين، وكتاب القراءة خلف الإمام. محمد بن مخلد بن حفص العطّار، أبو عبد الله (¬4). كان من المحدّثين الثّقات. له من الكتب: كتاب السّنن في الفقه، وكتاب الآداب، وكتاب المسند، كبير (¬5). وكانت وفاته سنة ثلاثين وثلاث مائة عن سبع وتسعين سنة. محمد بن عيسى بن سورة (¬6). له من الكتب: كتاب التاريخ، وكتاب الصّحيح، وكتاب العلل (¬7). محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الثّلج الكاتب (¬8). كان أديبا فاضلا ورعا. له من الكتب: كتاب السّنن والآداب (¬9)، وكتاب فضائل الصّحابة (¬10)، وكتاب الاختيار من الأسانيد. محمد بن خالد البرقيّ، أبو عبد الله القمّيّ (¬11). ¬
محمد بن أحمد بن الوليد، أبو جعفر القمي.
من أصحاب عليّ الرّضى عليه السلام، وصحب ابنه أبا جعفر له من الكتب: كتاب العويص، وكتاب التبصرة، وكتاب المحاسن، وكتاب الرّجال (¬1) فيه ذكر من روى عن علي. قرأت بخطّ محمد بن إسحاق النديم، قال: كتاب المحاسن للبرقي، يحتوي على نيّف وسبعين كتابا، وهي: كتاب المحبوبات، وكتاب المكروهات، وكتاب طبقات الرّجال (¬2)، وكتاب فضائل الأعمال، وكتاب أخصّ الأعمال، وكتاب التحذير، وكتاب التخويف، وكتاب الترهيب، وكتاب الحياة والصّفوة، وكتاب علل الأحاديث، وكتاب معاني الحديث والتحريف، وكتاب الفروق، وكتاب الاحتجاج، وكتاب اللطائف، وكتاب المصالح، وكتاب تعبير الرؤيا، وكتاب صوم الأيام، وكتاب السماء، وكتاب الأرضين، وكتاب البلدان، وكتاب ذكر الكعبة، وكتاب الحيوان والأجناس، وكتاب أحاديث الجنّ والإنس، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب الأزاهير، وكتاب الأوامر والزّواجر، وكتاب ما خاطب الله به خلقه، وكتاب الأنبياء والرسل، وكتاب الجمل، وكتاب الأشكال، وكتاب القرائن، وكتاب التّواتر، وكتاب الرّياضة، وكتاب الأوائل، وكتاب التاريخ، وكتاب الأنساب، وكتاب المآثر، وكتاب الأصفية، وكتاب الرّواية، وكتاب النوادر. محمد بن أحمد بن الوليد، أبو جعفر القمّي (¬3). له من الكتب: كتاب الجامع في الفقه، وكتاب تفسير القرآن (¬4). ¬
محمد بن الحسين بن الصائغ، أبو جعفر.
محمد بن الحسين بن الصّائغ، أبو جعفر (¬1). كان من الشّيعة الإمامية. وله من الكتب: كتاب التّباشير (¬2). محمد بن أحمد بن عبد اللطيف بن محمد الكيشيّ، أبو عبد الله (¬3)، الفقيه الشافعي، مدرّس المدرسة النّظامية. سألته عن مولده، فقال: في سنة خمس عشرة وست مائة. وكان فاضلا عنده فنون من الحكمة، وعلم الأدب والفقه، وكمال الخلقة، وحسن الصّورة، وعذوبة العبارة، وحلاوة المنطق. وله تصانيف في الحكمة وغيرها، منها: رسالة في أنّ الله تعالى عالم بالجزئيات، ورسالة وسمها بالسّراج في شرح دعاء الحلاّج، والرسالة المنبّهة في تفسير قول النبيّ صلّى الله عليه وسلم: «الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا» (¬4)، وكتاب المنذريّ بالفارسية، وكتاب في النّحو مزجه بالمنطق، وكتاب كنز الحكمة، وكتاب الإرشاد في علم الإعراب يشتمل على مباحث الإيضاح/31/، وكتاب درر الكلام وغرر المباحث، ورسالة وسمها بمحاورة الأرواح دون مجاورة الأشباح، ورسالة في العشق، ومقدّمة في النّحو وسمها بالاهتداء النّجمي. وقد ذكرت أخباره مستوفاة في المجلّد الرابع من كتاب الاقتفاء لطبقات الفقهاء. محمد بن ناجية، الكاتب (¬5). ¬
محمد بن الحسن، ابن أخي هشام الشطوي.
له كتاب المساحة (¬1). محمد بن الحسن، ابن أخي هشام الشطوي (¬2). له كتاب عمل الرّخامة المنحرفة، وكتاب عمل الرّخامة المطبلة، وصنعة البنادق، وعمل الارتفاع والسّموت (¬3). محمد بن يحيى بن أكثم (¬4). كان أبوه قاضي القضاة في أيام المأمون. ولمحمد كتاب مسائل الأعداد (¬5). محمد بن محمد بن يحيى بن يحيى بن إسماعيل بن العباس، أبو الوفاء النّيسابوريّ البوزجانيّ (¬6). مولده يوم الأربعاء مستهلّ شهر رمضان من سنة عشرين وثلاث مائة (¬7). وقدم العراق سنة ثمان وأربعين. له: كتاب ما يحتاج إليه العمّال وكتّاب صناعة الحساب (¬8) -وهو سبع منازل، وهي: النّسبة، والضّرب، والقسمة، وعمل المساحات، وعمل الخراج، وعمل المقاسمات، والصّروف، ومعاملات التّجار-وكتاب تفسير كتاب الخوارزميّ في الجبر والمقابلة، وكتاب المدخل إلى الأرثماطيقي: مقالة، وكتاب ما ¬
محمد بن عبد الله، أبو نصر الكلوذاني الحاسب.
ينبغي أن يحفظ قبل الأرثماطيقي، وكتاب البراهين على القضايا، وكتاب استخراج ضلع المكعّب بمال وما يتركّب منها: مقالة (¬1)، وكتاب معرفة الدائر من الفلك: مقالة، وكتاب الكامل، وهو ثلاث مقالات: في الأمور التي ينبغي أن تعلم قبل حركات الكواكب ثم حركات الكواكب ثم الأمور التي تعرض لحركات الكواكب، وكتاب زيج الواضح: ثلاث مقالات. محمد بن عبد الله، أبو نصر الكلوذانيّ الحاسب (¬2). له كتاب التّحت والحساب الهندي (¬3). محمد بن زكريّا، أبو بكر الرازي (¬4)، من أهل الرّي. كان أوحد دهره، وفريد عصره، وكان ينتقل في البلدان، وبينه وبين منصور بن إسماعيل (¬5) صداقة، وله ألّف كتاب المنصوري (¬6)، وكان في بصره رطوبة، وما يزال ينسخ إما مسوّدة أو مبيّضة، وأكثر مأكوله الباقلّي (¬7)، ¬
وأضرّ في آخر عمره (¬1). وله من الكتب: كتاب اللّذة: مقالة، وكتاب السبب في قتل ريح السّموم أكثر الحيوانات: مقالة، وكتاب في الخريف والربيع، وكتاب في الفرق بين الرّؤيا المنذرة وبين سائر ضروب الرؤيا، وكتاب الشّكوك على جالينوس، وكتاب كيفية الإبصار (¬2)، وكتاب في أنّ صناعة الكيمياء إلى الوجوب أقرب منها إلى الامتناع (¬3)، وكتاب الباه: مقالة (¬4)، وكتاب المنصوريّ (¬5)، ويحتوي على عشر مقالات، وكتاب الحاوي لصناعة الطّب (¬6)، وهو اثنا عشر قسما، الأول: في علاج المرضى، الثاني: في حفظ الصّحة، الثالث: في الجبر والجراحات (¬7)، الرابع: في قوى الأدوية والأغذية وجميع ما يحتاج إليه من الموادّ في الطبّ، الخامس: في الأدوية المركّبة، السادس: في صنعة الطبّ، السابع: في صيدنة الطّب، وهو الأدوية وألوانها وطعومها وروائحها، الثامن: في الأبدان، التاسع: في الأوزان والمكاييل، العاشر: في التشريح ومنافع الأعضاء، الحادي عشر: في الأسباب الطبيعية من صناعة الطّب، الثاني عشر: في المدخل إلى صناعة الطّب. وله كتاب الاستدراك على كتب جالينوس (¬8): ستّ عشرة مقالة، وكتاب في أنّ الطّين المتنقّل به فيه منافع: مقالة، وكتاب في أنّ الحمية المفرطة تضرّ بالأبدان، وكتاب في الأسباب المميلة لقلوب الناس عن أفاضل الأطباء إلى أخسّائهم، وكتاب ما يقدّم من ¬
الفواكه والأغذية وما يؤخّر منها، وكتاب الردّ على جرير الطبيب فيما خالف فيه من أمر التّوت الشاميّ عقب البطّيخ، وكتاب في الخلاء والملاء، وهما الزمان والمكان، وكتاب في العلم الإلهيّ: ثلاث/32/ مقالات، وكتاب الجدريّ والحصبة (¬1)، وكتاب الحصى في الكلى والمثانة (¬2)، وكتاب من لا يحضره طبيب (¬3)، وكتاب الأدوية الموجودة بكلّ مكان، وكتاب الطّب الملوكي، وكتاب التقسيم والتشجير، وكتاب اختصار النّبض الكبير لجالينوس (¬4)، وكتاب الردّ على الجاحظ في نقض الطّب (¬5)، وكتاب الفالج، وكتاب اللّقوة، وكتاب هيئة الكبد، وكتاب النقرس وعرق المديني (¬6)، وكتاب هيئة العين، وكتاب هيئة الأنثيين، وكتاب هيئة القلب، وكتاب هيئة الصّماخ (¬7)، وكتاب أوجاع المفاصل: اثنان وعشرون فصلا، وكتاب أقراباذين، وكتاب الانتقاد والتحرير على المعتزلة، وكتاب كيفية الاغتذاء، وكتاب أبدال الأدوية، وكتاب خواصّ الأشياء، وكتاب الهيولى الكبير، وكتاب سبب وقوف الأرض وسط الفلك، وكتاب سبب تحرّك الفلك على استدارة، وكتاب في نقض الطّبّ الرّوحاني (¬8)، وكتاب في أنه لا يمكن أن يكون العالم لم يزل على مثال ما نشاهده، وكتاب في أنّ الحركة ليست مرئية بل معلومة، وكتاب في أنّ الجسم يتحرّك من ذاته وأنّ الحركة مبدأ الطبيعة، وكتاب تقسيم الأمراض وأسبابها وعلاجاتها على الشّرح، وكتاب في البحّة والعلّة التي ¬
تحدث (¬1)، وكتاب في التلطّف في إيصال العليل إلى بعض شهواته، وكتاب العلة في خلق السّباع والهوامّ، وكتاب نقض كتاب التدبير، وكتاب اختصار حيلة البرء لجالينوس، وكتاب تلخيصه لكتاب العلل والأعراض، وكتاب تلخيصه لكتاب المواضع الأليمة، وكتاب رسالته في قطعة المربع (¬2)، وكتاب جواهر الأجسام (¬3)، وكتاب في السّيرة الفاضلة، وكتاب وجوب الأدعية، وكتاب في الإشفاق على أهل التحصيل من العلماء (¬4)، وكتاب الحاصل في العلم الإلهي، وكتاب دفع مضار الأغذية، وكتاب في علة جذب حجر المغناطيس، وكتاب في أن النفس ليست بجسم، وكتاب في النفس كبير، وكتاب في النفس صغير، وكتاب ميزان العقل، وكتاب في السّكر: مقالتان (¬5)، وكتاب القولنج: مقالة، وكتاب السّكنجبين: مقالة، وكتاب شرح تفسير كتاب جالينوس لفصول بقراط، وكتاب الأبنة وعلاجها، وكتاب الردّ على منصور بن طلحة فيما يدّعي من عيوب الأنبياء عليهم السلام (¬6)، وكتاب في آثار الإمام الفاضل المعصوم، وكتاب في الأوهام والحركات والعشق، وكتاب في استفراغ المحمومين قبل النّضج، وكتاب الإمام والمأموم (¬7)، وكتاب خواصّ التلاميذ، وكتاب شروط النظر، وكتاب الآراء الطبيعية، وكتاب ترتيب أكل الفواكه، وكتاب خطإ غرض الطبيب، وكتاب ما يعرض في صناعة الطّب، وكتاب في صفة مداد لا نظير له. ¬
وله قصيدة في المنطقيات، وقصيدة في العظة اليونانية. وله رسالة في التعرّي والتدثّر، ورسالة في التركيب، ورسالة في الجبر وكيف يساق إليه وعلامة الحقّ فيه، ورسالة فيما يلصق ممّا يقطع (¬1) من البدن وإن صغر وما يلصق من الجراحات وإن كبر، ورسالة في العلّة التي لا يوجد شراب يفعل فعل الشراب الصّحيح بالبدن (¬2)، ورسالة في تبريد الماء على الثّلج وتبريد الماء يقع فيه الثّلج، وكتاب رسالته في تعطيش السّمك والعلّة فيه، ورسالة في المنطق، ورسالة في غروب الشمس والكواكب وأنّ ذلك ليس من أجل حركة الأرض بل حركة الفلك، ورسالة في أنه لا يتصوّر لمن لا رياضة له بالبرهان أنّ الأرض كريّة وأنّ الناس حولها، ورسالة/33/ في فسخ ظنّ من توهّم أنّ الكواكب ليست في نهاية الاستدارة، ورسالة في البحث عن الأرض الطبيعية هي الطّين أم الحجر، ورسالة في كيفية النّحر، ورسالة في تثبيت الاستحالة، ورسالة في العطش وازدياد الحرارة لذلك، ورسالة في العادة وأنها تحول طبيعة، ورسالة في العلّة التي من أجلها تضيق النواظر في النّور وتتسع في الظّلمة، ورسالة في العلة التي لها زعم بعض الجهال أنّ الثلج يعطّش، وكتاب أطعمة المرضى، وكتاب في أنّ العلل اليسيرة بعضها أعسر تفرّقا وعلاجها من الغليظ (¬3)، ورسالة في العلل المشكلة، ورسالة في أنّ الطبيب الحاذق ليس هو القادر على إبراء جميع العلل وأنّ ذلك ليس هو في الوضع (¬4)، ورسالته في أنّ الصانع المستغرق لصناعته ¬
محمد بن يزيد.
معدوم في جلّ الصّناعات إلاّ الطبّ خاصة والعلة التي من أجلها ظهر ذلك في صناعة الطّب، وكتاب التشجير في الطّب على سبيل كناش (¬1)، ورسالة فيما يمكن أن يستدرك من أحكام النجوم على رأي الفلاسفة (¬2) آخر كتب الرازي (¬3). محمد بن يزيد (¬4). كان يتعاطى صناعة الكيمياء. وله من الكتب: كتاب الجامع، وكتاب عمل الأصباغ والمداد والحبر. محمد بن عليّ بن أبي العزاقر (¬5). كان له قدم في صناعة الكيمياء. وله من الكتب: كتاب الخمائر، وكتاب الحجر، وكتاب شرح كتاب الرحمة (¬6)، وكتاب البرانيات. محمد بن موسى بن جعفر بن محمد الطاوس العلويّ (¬7). ولد بالحلّة السّيفية (¬8)، واشتغل بالعلم، وقرأ الأدب، وقال الشّعر، وأنشأ الرسائل. وقدم بغداد واستوطنها، وخدم في بعض الخدم الدّيوانية. وكان سخيّ النفس، ظاهر الكيس (¬9). له من الكتب: رسالة ¬
محمد بن أحمد، أبو الريحان البيروني الخوارزمي.
الوفا في مقابل الصّفا، وكتاب رسائله، وكتاب أنس الجليس، وكتاب المدائح الفخرية (¬1). ومن شعره قوله: [الطويل] ذروني أمت من غير ذلّ فإنّني … أرى الموت في عزّ النّفوس يهون أموت عزيزا لا أذلّ لحادث … فما قدّر الرّحمن سوف يكون وهلك في موقعة أخذ بغداد في سنة ستّ وخمسين وستّ مائة رحمه الله. محمد بن أحمد، أبو الرّيحان البيرونيّ الخوارزميّ (¬2). كان إمام وقته في علم الرياضيات والنجوم، مكبّا على تحصيل العلوم، مفضيا إلى تصنيف الكتب، نبيه القدر، خطيرا عند الملوك والسلاطين، وأراده شمس المعالي قابوس بن وشمكير على أن يختصّ به، وينقطع إليه ويحكّمه في ملكه، فلم يطاوعه. وله من الكتب في النجوم وعلم الهيئة والحكمة شيء كثير، وكان أديبا لغويّا. /34/ ومن تصانيفه: كتاب شرح شعر أبي تمّام، وكتاب التعلّل بإحالة الوهم في معاني نظم أولي الفهم، وكتاب تاريخ أيام السلطان يمين الدولة أبي القاسم محمود بن سبكتكين (¬3)، وأخبار أبيه (¬4)، وكتاب المسامر في أخبار خوارزم (¬5)، وكتاب مختار الأشعار والآثار. وسافر مع يمين الدولة إلى الهند، وأقام بينهم، واقتبس من علومهم، ¬
محمد بن أحمد بن محمد، أبو سعد العميدي، الأديب الكاتب النحوي اللغوي.
ثم أقام بغزنة حتى مات بها في سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة (¬1). وكان خليعا في ألفاظه، عفيفا في أفعاله. محمد بن أحمد بن محمد، أبو سعد العميديّ (¬2)، الأديب الكاتب النّحويّ اللّغوي. كان كاتبا مصنّفا، سكن مصر وتولّى بها ديوان الترتيب، وعزل عنه في سنة ثلاث عشرة وأربع مائة، ثم تولّى ديوان الإنشاء بمصر أيام المستنصر المصريّ في سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. وقد صنّف عدة كتب أدبية، منها: كتاب تنقيح البلاغة في عشر مجلّدات (¬3)، وكتاب الإرشاد إلى حلّ المنظوم، وكتاب الهداية إلى نظم المنثور، وكتاب انتزاعات القرآن، وكتاب العروض، وكتاب القوافي، وكتاب خبر قتل صالح بن مرداس (¬4). وكانت وفاته في يوم الجمعة لخمس خلون من جمادى الآخرة، سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة (¬5). محمد بن أحمد بن محمد بن محمد، القاضي الهرويّ الفقيه الشافعيّ (¬6). ¬
محمد بن ثابت بن الحسن بن علي الخجندي، أبو بكر، نزيل أصبهان، الفقيه الإمام الشافعي.
وقد ذكرته في المجلّد الثالث من كتاب الاقتفاء لطبقات الفقهاء. وكان إماما مفتيا دقيق النظر، صنّف كتبا في الفقه، منها: كتاب المبسوط، وكتاب الهادي إلى مذهب العلماء، وكتاب الردّ على القاضي السّمعاني، وكتاب في ذكر أصحاب الشافعي (¬1). وكانت وفاته في شوّال من سنة ثمان وخمسين وأربع مائة. محمد بن ثابت بن الحسن بن عليّ الخجنديّ، أبو بكر (¬2)، نزيل أصبهان، الفقيه الإمام الشافعي. له من التصنيف: كتاب روضة النظر (¬3)، وكتاب زواهر الدّرر (¬4). وكان بارعا في معرفة المذهب والخلاف والأصول، وانتشر علمه في الآفاق. واستمرّ على حشمته ورياسته وتقرّبه إلى حين وفاته، وذلك في ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة، وقد ذكرت طرفا من أخباره في كتاب الاقتفاء. محمد بن سعد بن محمد، أبو المظفّر الخواريّ الفقيه الشافعي (¬5). كان إماما فاضلا، برع في الفقه، وصنّف كتبا منها: كتاب المعترض، وكتاب سحر البيان، وكتاب الأربعين في الخلاف، وكتاب المحصول في الأصول، وكتاب مقترح الطلاب في مصطلح الأصحاب، وكتاب النّهاية في الجدل، وكتاب أساس القياس. ¬
محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن جعفر بن علي، أبو العز البصري.
وكانت وفاته بأصبهان. محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن جعفر بن عليّ، أبو العزّ البصريّ (¬1). ذكر لي أنّ مولده في الثامن من المحرّم من سنة ستّ وستّ مائة في شهر آب الرومي. قرأ القرآن، ثم اشتغل بالفقه على جدّه. وقدم بغداد، وسكن المدرسة النّظامية متفقّها بها، ثم عاد إلى البصرة. وقد حصّل معرفة المذهب والخلاف، وعلم الأدب، ودرّس هناك بعد وفاة جدّه الإمام أبي السعود محمد، فلم يزل على ذلك إلى أن قدم بغداد في سنة ستّ وخمسين وستّ مائة، ثم رتّب مدرسا بالمدرسة النّظامية، فلم يزل يدرّس بها مواظبا على ذكر الدروس من تفسير القرآن المجيد وأصول الفقه والمذهب إلى أن ورد بغداد الشيخ محمد بن أحمد بن عبد اللطيف الكيشيّ، واعتني به ورئي تقديمه، فعزل الشيخ أبو العزّ عن تدريس النّظامية، ورتّب عوضه، /35/ وعرض عليه تدريس مدرسة الأصحاب بالجانب الغربي، فامتنع، ثم أجاب. وهو فاضل. له تصانيف، منها: كتاب التفسير العزيز في تفسير الكتاب العزيز نحو عشر مجلّدات، أجاد فيه تهذيبا وتنقيحا، وكتاب شرح اللّباب لعبد الغفّار القزويني (¬2) في أربع مجلّدات، وكتاب الوسائل إلى الفروق بين المسائل: مجلّد، وكتاب في الخلاف يتضمّن مائة مسألة، وكتاب شرح الألفية في النّحو: مجلّدان، وكتاب المختار من ربيع الأبرار: مجلّد، وكتاب القصد الجميل في شرح علم الخليل في العروض: مجلّد، وهو أبيات ألّفها الشيخ أبو عمرو ابن الحاجب، وهذا المجلّد شرحها. وقد ذكرت الشيخ أبا العزّ هذا في كتاب المناقب العليّة لمدرّسي النّظامية، وفي كتاب الاقتفاء لطبقات الفقهاء، ونبّهت فيهما ¬
محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني، أبو الفتح.
على فضله، وتقدّمه في العلم ونبله. محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشّهرستانيّ، أبو الفتح (¬1). ذكره شيخنا العماد إسماعيل بن هبة الله بن باطيش الموصلي (¬2)، وقال: كان إماما مبرّزا شافعيّا، ولد بشهرستان في سنة سبع وستين وأربع مائة، وتفقّه على أحمد الخوافي (¬3)، وأبي نصر ابن القشيري (¬4)، وبرع في الفقه، وقرأ علم الكلام وتبحّر فيه. له من الكتب: كتابه نهاية الإقدام في الأصول (¬5)، وكتاب النّحل والملل (¬6)، وكتاب المصارعة لابن سينا، وكتاب تلخيص الأقسام لمذاهب الأنام. وكان حسن المحاضرة، كثير المحفوظ، ووعظ وظهر له قبول عند الخاصة والعامة. توفّي بشهرستان في أواخر شعبان من سنة ثمان وأربعين وخمس مائة. ¬
محمد بن علي بن أبي نصر النوقاني أبو المفاخر، الفقيه الشافعي الإمام، من أهل نوقان بطوس.
محمد بن عليّ بن أبي نصر النّوقانيّ أبو المفاخر، الفقيه الشافعيّ الإمام (¬1)، من أهل نوقان (¬2) بطوس. قرأ الفقه على الإمام محمد بن يحيى حتى برع في المذهب والخلاف والجدل والأصول. وقدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، ودرّس أولا بالمدرسة المستنصرية على شاطئ دجلة وانتفع به الفقهاء على اختلاف المذاهب، ولمّا أنشأت أمّ الإمام الناصر لدين الله مدرسة مجاورة لتربتها بالجانب الغربيّ بالقرب من معروف (¬3)، رتّب مدرّسا بها، وذلك في غرّة المحرّم من سنة تسعين وخمس مائة، وكان فصيح العبارة، حسن المعرفة بالتفسير، مفيدا للفقهاء، واسع النفس، ذا مروءة، وبذل لما في يده. وقد صنّف تعليقة في الخلاف وجدلا. وأكثر فضلاء الفقهاء من الحنابلة تلامذته. وتوفّي بالكوفة قافلا من الحجّ في يوم السبت ثالث صفر من سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة، ودفن بمشهد عليّ عليه السلام عن ثمان وستين سنة. محمد بن أبي الفرج بن المعالي بن بركة، أبو المعالي، المعروف بالفخر الموصليّ (¬4). أحد معيدي المدرسة النّظامية، وكان من مجوّدي القرآن، قرأت عليه القرآن المجيد بالقراءات واستنفدت منه. وكان طيّب الأخلاق كيّسا، متواضعا متودّدا لطيف العشرة. ¬
محمد بن يحيى بن أبي منصور، أبو سعد النيسابوري.
وقد صنّف عدة كتب، منها: كتاب التجويد في القرآن، وكتاب مخارج الحروف، وكتاب الذّخيرة في القراءات العشر، وكتاب المنتقى في الشواذّ، وكتاب اللّحن الخفي. سألته عن مولده فقال: في ذي الحجة من سنة تسع وثلاثين وخمس مائة. وتوفّي ليلة السبت لستّ خلون من شهر رمضان من سنة إحدى وعشرين وست مائة، /36/ عن إحدى وثمانين سنة، ودفن في مقبرة السّهلية، بقرب جامع السّلطان (¬1)، وتوفّي بعده الشريف سهل اليعقوبيّ، أحد معيدي المدرسة النّظامية. وكنت أراه كثير العبادة، دائم الذّكر، فرأيته في النوم فقلت: أين أنت؟ فقال: في الجنة. فسألته عن الفخر الموصليّ المقرئ: أهو عندكم؟ قال: نعم. قلت: سلّم لي عليه. فقال: ما هو في موضع أصل إليه، فقلت له: لم أعطي هذه دونك؟ فقال: بالقرآن. وقد ذكرت طرفا من حاله في الاقتفاء لطبقات الفقهاء. محمد بن يحيى بن أبي منصور، أبو سعد النّيسابوريّ (¬2). الإمام أستاذ الأئمة، وأوحد العلماء علما وزهدا وورعا، وإليه انتهت رياسة العلماء بنيسابور، ورحل إليه الناس من سائر البلاد واستفادوا منه، وصاروا أئمة، ورؤساء. وقد صنّف عدة كتب، منها: كتاب البحر المحيط في شرح الوسيط، وكتاب الإنصاف (¬3) في مسائل الخلاف. توفّي الشيخ محمد بن يحيى مقتولا، قتله الغزّ الذين استولوا على ¬
محمد بن أحمد بن العباس القاضي أبو بكر البيضاوي، الفقيه الشافعي.
نيسابور في شهر رمضان من سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، فإنّهم دسّوا التراب في فيه حتى مات رحمه الله. وقد رثاه جماعة، منهم: أبو الحسن عليّ البيهقيّ (¬1) بقوله: [الكامل] يا سافكا دم عالم متبحّر … قد طار في أقصى الممالك صيته (¬2) بالله قل لي يا ظلوم أما تخف … من كان محيي الدّين كيف تميته (¬3) محمد بن أحمد بن العباس القاضي أبو بكر البيضاوي (¬4)، الفقيه الشافعيّ. كان أحد أئمة الفقهاء الشافعية، عالما مصنّفا، ورعا متديّنا، متأدّبا شاعرا. صنّف كتابا في الفقه سمّاه التبصرة في مجلّد لطيف (¬5)، وكتاب العدّة في أصول الفقه. وقد ذكرته في كتاب الاقتفاء لطبقات الفقهاء، وفي المجلّد الثالث من طبقات الشافعية: في الطبقة الثالثة. محمد بن المظفّر بن بكران بن عبد الصّمد بن سلمان الحمويّ، أبو بكر الشاميّ (¬6). أحد الأئمة الشافعيّة الحفّاظ، الزّهاد، العبّاد/37/ الورعين، تفقّه على ¬
أبي الطيّب الطبري، وحفظ تعليقه، وجمع بين العلم والدّين. كانت له مقامات في علم النظر، والاطّلاع على أسرار الفقه ومكنوناته. شهد عند قاضي القضاة ابن الدّامغاني (¬1) في يوم الثلاثاء سادس عشر ربيع الآخر من سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة، فقبل شهادته، واستنابه في القضاء والحكم بمدينة السلام، ولمّا مات قاضي القضاة المذكور قلّد عوضه، وذلك في يوم الخميس خامس عشر شهر رمضان من سنة ستّ وسبعين وأربع مائة. ولم يأخذ عن القضاء رزقا، ولم يغيّر ملبسه ومأكله وداره، ولا استناب أحدا، بل كان يتولّى الحكومات بنفسه، ويسوّي بين الشريف والوضيع في الحكم، ويقيم جاه الشّرع، ولا يحابي أحدا إذا وجب عليه حقّ، ولذلك اتّفق حاشية السلطان عليه، وطلبوا منه أن يسأل الخليفة المقتدي بأمر الله، فتوسّل لذلك من الدّيوان، فقال: أنا لا أنعزل، لأنّي لم يصدر عنّي ما يوجب عزلي، ولم يغلق بابه، ولا امتنع في الحكم، فرأى الوزير أن يتقدّم إلى الشهود بأن لا يحضروا مجلسه، فبقي سنتين وشهورا كالمعزول، ثم أذن للشهود في حضور مجلسه والشّهادة عليه [. . .] (¬2)، فلم يزل على قضاء القضاة إلى حين وفاته، وذلك في عاشر شعبان من سنة ثمان وثمانين وأربع مائة، ودفن عند قبر ابن سريج (¬3) في تربة له. وقد رأيت كتابا صنّفه في الأصول سمّاه كتاب البيان عن أصول ¬
محمد بن المبارك بن محمد بن عبد الله بن محمد، أبو الحسن ابن الخل البغدادي الفقيه الشافعي.
الدّين (¬1)، وله كتاب في أصول الفقه، وكتاب في المذهب (¬2). وله أخبار مستحسنة في الزّهد والورع والنّزاهة والتواضع. وقد ذكرت أخباره في المجلّد الرابع من طبقات الشافعية، وفي كتاب الشّهود والحكّام في مدينة السلام (¬3). محمد بن المبارك بن محمد بن عبد الله بن محمد، أبو الحسن ابن الخل البغداديّ الفقيه الشافعي (¬4). تفقّه على أبي بكر الشاشيّ (¬5) حتّى برع في المذهب والأصول والجدل. وكان ديّنا فاضلا سديد الفتاوى، جميل الطريقة، خشن العيش. درس العلوم على شيخه الشاشيّ بمسجده [. . .] (¬6)، وترك الناس فيه، ولمّا بنى كمال الدّين حمزة بن طلحة (¬7) مدرسته بباب العامة، جعله مدرّسا بها، فكان على ذلك إلى حين وفاته. وكان من العلم والدّين والزّهد والورع والتقشّف على غاية، واختاره الإمام المقتفي لأمر الله أن يصلّي به الصلوات الخمس. ¬
محمد بن إسحاق النديم، أبو الفرج.
وله تصانيف، منها: كتاب التوحيد، وكتاب التوجيه في شرح التنبيه، في مجلّدين (¬1). وقد ذكره صدقة بن الحسين الحدّاد الفقيه الحنبليّ في تاريخه، وقال: توفّي يوم الأحد خامس عشر المحرّم من سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة، ودفن بالوردية (¬2). /38/ محمد بن إسحاق النديم، أبو الفرج (¬3). مصنّف كتاب الفهرست الذي جوّد فيه، واستوعب استيعابا يدلّ على اطّلاعه على فنون من العلم يحقّقه بجمع الكتب، وله أيضا: كتاب التشبيهات (¬4). وكان شيعيّا يذهب إلى الاعتزال. توفّي سنة سبع وسبعين وثلاث مائة (¬5). محمد بن إسحاق بن عليّ بن داود بن حامد، أبو جعفر القاضي الزّوزنيّ البحاثيّ (¬6). ذكره عبد الغافر الفارسيّ (¬7) في سياق تاريخ نيسابور، وقال: كان ¬
فاضلا أديبا، وشاعرا مجيدا، إلا أنه كان مشتهرا بهجاء الأعيان والأئمة والأماثل، وكان الكلّ يتحامون لسانه، ويكرمونه [. . .] (¬1) وخوفا من هجائه. وحكي عنه أنه قال: لم يفلت أحد من هجائي إلا القاضي الإمام صاعد بن محمد، فإنّي كنت روّيت في نفسي أن أهجوه، فحيث تأمّلت في كثرة عبادته، وكمال فضله، ومرضيّ سيرته، فاستحييت من الله تعالى، وتركت ما أجلته في فكري (¬2). وكان يظهر هجاء من يهجوه بخطّه المليح، ونظمه الفصيح، وقصائده في ذلك مشهورة. قلت: ولولا أنّي لا أحبّ أن أكتب لذكرت له ما يستحسن. وله مقطّعات في الغزل مأثورة، فمن شعره: [الطويل] وذي شنب لو أنّ حمرة ظلمه … أشبّهها بالجمر خفت به ظلما قبضت عليه خاليا واعتنقته … فأوسعني شتما وأوسعته لثما (¬3) ولم أر له من التصنيف إلا شرح ديوان أبي عبادة البحتري (¬4)، ولا شكّ أنه شيء ابتكره، فإنّي ما رأيت هذا الديوان مشروحا، ولا تعرّض لشرحه أحد من أهل العلم فيما أعلم سواه، ولا سمعت أحدا قال: إنّي رأيت ديوان البحتريّ مشروحا. وهو شرح يدلّ على علم شارحه وفهمه، وما أرى له شيئا استعان به على ذلك إلا كتاب عبث الوليد للمعرّي، وكتاب الموازنة للآمدي، لا غير. وقد ذكر البحاثيّ هذا أبو منصور الثعالبيّ (¬5)، وأثنى عليه، وأورد له جملة من شعره. ¬
محمد بن بركات بن عبد الواحد بن عبد الله السعيدي الصوفي.
وقال عبد الغافر الفارسيّ: إنه مات بغزنة في سنة ثلاث وستين وأربع مائة. محمد بن بركات بن عبد الواحد بن عبد الله السّعيديّ الصّوفي (¬1). كان خيّرا صالحا فاضلا، له شعر، فمن ذلك قوله: [الكامل] وإذا الصّنيعة وافقت أهلا لها … دلّت على توفيق مصطنع اليد (¬2) وقد صنّف كتاب خطط مصر، وعدة كتب في النحو، وكتاب الناسخ والمنسوخ (¬3). وكانت وفاته سنة عشرين وخمس مائة عن مائة سنة. محمد بن جعفر بن محمد بن سهل بن شاكر، أبو بكر الخرائطيّ (¬4)، من أهل سرّ من رأى. كان حسن الأخبار، مليح التصانيف، فمن ذلك: كتاب اعتلال القلوب (¬5) في أخبار العشّاق، وكتاب مكارم الأخلاق (¬6)، وكتاب مساوئ الأخلاق، وكتاب قمع الحرص بالقناعة، وكتاب هواتف الجنان وعجيب ما يحكى عن الكهّان (¬7)، وكتاب القبور. وكانت وفاته سنة سبع وعشرين وثلاث مائة بعسقلان من بلاد الشام. محمد بن أبي جعفر المنذريّ الهروي (¬8). ¬
محمد بن جعفر بن محمد الهمذاني ثم المراغي، يكنى أبا الفتح.
شيخ أبي منصور الأزهري. كان نحويّا لغويّا، ومن تصانيفه: كتاب الشامل، وكتاب الفاخر، وكتاب الزّيادات في معاني القرآن للفراء، وكتاب زيادات في أمالي أبي عبيد، وكتاب ما زاد في غريب المصنّف وغريب الحديث، وكتاب نظم الجمان، وكتاب الملتقط. /39/ وكانت وفاته في رجب سنة تسع وعشرين وثلاث مائة. محمد بن جعفر بن محمد الهمذانيّ ثم المراغي، يكنى أبا الفتح (¬1). كان حافظا نحويّا، بليغا، وكان يفضل على الرّمّانيّ وأبي عليّ الفارسيّ وأبي سعيد السّيرافي (¬2)، ومن نظر في كتاب البهجة (¬3) له، عرف مقداره. ومن كتبه أيضا: كتاب الاستدراك لما أغفله الخليل، وكتاب المستغرب في اشتقاق أسماء البلدان. وتوفّي شابّا، فاسترجع أبو سعيد السّيرافيّ، وأنشد: [البسيط] من عاش لم يخل من همّ ومن حزن … بين المصائب من دنياه والمحن (¬4) وإنّما نحن في الدّنيا على سفر … فراحل خلفه الباقي على الظّعن (¬5) وكلّنا بالرّدى والموت مرتهن … فما نرى منهما فكّا لمرتهن (¬6) من الذي أمن الدّنيا فلم تخن … أو الذي اعتزّ بالدّنيا فلم يهن كلّ يقال له قد كان ثمّ مضى … كأنّ ما كان من دنياه لم يكن فلمّا أخرجت جنازته بكى بكاء شديدا وأنشد: [الطويل] ¬
محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فروة الكوفي التميمي النحوي، المعروف بابن النجار.
أساءت بنا الأيّام ثمّت أحسنت … وكلّ من الأيّام غير بديع وما زال صرف الدّهر مذ كان مولعا … بتأليف شتّى أو بشتّ جميع (¬1) محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فروة الكوفيّ التميميّ النّحوي، المعروف بابن النجار (¬2). قدم بغداد، وروى عن ابن دريد ونفطويه والصّوليّ وغيرهم، وكان من مجوّدي القراء. له: كتاب القراءات، وكتاب مختصر في النّحو، وكتاب الملح والنّوادر، وكتاب التّحف والطّرف، وكتاب الملح والمسارّ، وكتاب روضة الأخبار ونزهة الأبصار، وكتاب تاريخ الكوفة. وكانت وفاته بالكوفة سنة اثنتين وأربع مائة، وكان مولده سنة إحدى عشرة وثلاث مائة. محمد بن جعفر القزّاز القيروانيّ، أبو عبد الله التميمي (¬3). كان إماما علاّمة لعلوم العربية، ذكره الحسن بن رشيق في كتاب الأنموذج (¬4) له. وقد صنّف كتاب الجامع في اللّغة، رتّبه على حروف المعجم، وهو يقارب كتاب تهذيب اللّغة لأبي منصور الأزهري، وكتاب ما يجوز للشاعر استعماله في ضرورة الشّعر (¬5). وكان مهيبا عند الملوك والعلماء ¬
محمد بن الحارث الخشني الأندلسي، صاحب التواريخ.
وخاصة الناس، محبوبا عند العامة، مالكا للسانه. وله أيضا: كتاب أدب السلطان والتأدّب له: عشر مجلّدات، وكتاب التعريض والتصريح: مجلّد، وكتاب إعراب الدّريدية (¬1): مجلّد، وكتاب الضاد والظاء: مجلّد، وكتاب سرّ رسالة البلاغة (¬2): عدة مجلّدات، وكتاب ما أخذ على المتنبّي من اللّحن والغلط، وكتاب أبيات معاني شعر المتنبي (¬3). ومن شعره قوله: [الطويل] إذا كان حظّي منك لحظة ناظر … على رقبة لا أستديم لها لحظا (¬4) رضيت بها في مدّة الدّهر مرّة … وأعظم بها من حسن وجهك لي حظّا وقوله أيضا: [البسيط] وا حسرتا مات أحبابي وخلاّني … وشيّب الدّهر أترابي وأخداني (¬5) وغيّرت غير الأيّام خالصتي … والمنتصى الحرّ من أهلي وإخواني (¬6) كانت وفاة القيروانيّ هذا في سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. محمد بن الحارث الخشنيّ الأندلسيّ (¬7)، صاحب التواريخ. ذكره الحميديّ وقال: هو من أهل العلم والفضل، فقيه، محدّث (¬8). روى عن جماعة، وله من الكتب: كتاب أخبار القضاة بالأندلس (¬9)، ¬
محمد بن حبيب، أبو جعفر.
وكتاب أخبار الفقهاء والمحدّثين، وكتاب الاتّفاق والاختلاف/40/ لمالك بن أنس وأصحابه. محمد بن حبيب، أبو جعفر (¬1). ذكره ابن المرزبانيّ فقال: كان من علماء بغداد، عارفا باللّغة والشّعر والأخبار والأنساب، وحبيب: اسم أمّه، وإنّما نسب إليها لأنه لم يعرف أبوه. وهو ممّن يروي كتب ابن الأعرابيّ وابن الكلبي، وقطرب. وله من الكتب: كتاب النسب، وكتاب الأمثال على أفعل وسمّاه المنمّق (¬2)، وكتاب السّعود والعمود، وكتاب العمائر والربائع، وكتاب الموشّح، وكتاب المختلف والمؤتلف في أسماء القبائل (¬3)، وكتاب المحبّر (¬4)، وكتاب المقتنى، وكتاب غريب الحديث، وكتاب الأنواء، وكتاب الشّجر (¬5)، وكتاب من استجيبت دعوته، وكتاب الموشّى، وكتاب المذهّب في أخبار الشّعراء وطبقاتهم، وكتاب نقائض جرير وعمر بن لجأ، وكتاب نقائض جرير والفرزدق، وكتاب المفوّف، وكتاب تاريخ الخلفاء، وكتاب من سمّي ببيت قاله، وكتاب مقاتل الفرسان، وكتاب الشّعراء وأنسابهم، وكتاب العقل، وكتاب كنى الشّعراء (¬6)، وكتاب السّمات، وكتاب أيام جرير التي ذكرها في شعره، وكتاب أمهات أعيان بني عبد المطّلب، وكتاب المقتبس، وكتاب أمهات السبعة من قريش، ¬
محمد بن الحسن بن أبي سارة الرؤاسي أبو جعفر، سمي بذلك لكبر رأسه، وكان ينزل النيل فيعرف بالنيلي.
وكتاب الخيل، وكتاب النّبات، وكتاب ألقاب القبائل كلّها، وكتاب الأرحام التي بين رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأصحابه سوى العصبة، وكتاب ألقاب اليمن ومضر وربيعة، وكتاب القبائل الكبير والأيام، جمعه للفتح بن خاقان: نحو أربعين جزءا، كلّ جزء مائة ورقة. كانت وفاة ابن حبيب هذا بسرّمن رأى في سنة خمس وأربعين ومائتين في أيام المتوكّل. محمد بن الحسن بن أبي سارة الرّؤاسيّ أبو جعفر (¬1)، سمّي بذلك لكبر رأسه، وكان ينزل النّيل فيعرف بالنّيلي. وهو أوّل من وضع بين الكوفيّين والبصريّين في النّحو كتابا (¬2). وله: كتاب الفيصل، وكتاب التصغير، وكتاب الوقف والابتداء كبير وآخر مختصر (¬3). كانت وفاته في أيام الرشيد. محمد بن الحسن بن دينار الأحول، أبو الحسن (¬4). كان غزير العلم، واسع الفهم، جيّد الدّراية، حسن الرّواية (¬5). كان ورّاقا يكتب كلّ مائة ورقة بعشرين درهما. قال ابن إسحاق: وله من الكتب: كتاب الدّواهي، وكتاب السّلاح، وكتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه، وكتاب فعل وأفعل، وكتاب الأشباه، وجمع دواوين مائة وعشرين شاعرا (¬6). ¬
محمد بن الحسن بن دريد، أبو بكر الأزدي البصري.
مات في أيام الرشيد (¬1). محمد بن الحسن بن دريد، أبو بكر الأزديّ البصريّ (¬2). ولد بالبصرة في سكّة صالح في خلافة المعتصم في سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وقرأ علم اللغة وأشعار العرب على علماء البصرة، ثم صار إلى عمان وأقام بها، ثم صار إلى جزيرة أبي عمارة، ثم إلى فارس، فسكنها مدة. ثم قدم بغداد، فأقام بها إلى حين وفاته. روى عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السّجستاني، وأبي الفضل الرّياشي، وروى عنه أبو سعيد السّيرافيّ، وأبو عبيد الله المرزبانيّ، وأبو الفرج عليّ بن الحسين الأصفهانيّ. وله شعر كثير، وروى أخبار العرب وأشعارها. وكان أحفظ الناس، وأوسعهم علما، وأقدرهم على شعر. وتصدّر في العلم ستين سنة، وأول شعر قاله: [البسيط] ثوب الشّباب عليّ اليوم بهجته … فسوف تنزعه عنّي يد الكبر أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت … إنّ ابن عشرين من شيب على خطر (¬3) وكان يقال: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشّعراء. وكان موصوفا بالكرم بماله وعلمه. قال محمد بن إسحاق: لابن دريد من الكتب: كتاب الأمالي، وكتاب ¬
محمد بن الحسن بن سهل، المعروف بشيلمة الكاتب.
/41/ اشتقاق أسماء القبائل، وكتاب الجمهرة (¬1)، وكتاب المجتنى (¬2)، وكتاب الوشاح، وكتاب الخيل الكبير، وكتاب الخيل الصغير، وكتاب الأنواء، وكتاب روّاد العرب (¬3)، وكتاب ما سئل عنه لفظا فأجاب عنه حفظا، وكتاب اللّغات، وكتاب السّلاح، وكتاب غريب القرآن: لم يتمّ، وكتاب فعلت وأفعلت، وكتاب أدب الكاتب، وكتاب تقويم اللّسان: لم يبيّضه، وكتاب المطر (¬4). وكانت وفاة ابن دريد يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان من سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة، وفي هذا اليوم مات أبو هاشم الجبّائيّ (¬5) فقيل: مات علم الفقه والكلام (¬6)، ودفنا جميعا في مقبرة الخيزران. محمد بن الحسن بن سهل، المعروف بشيلمة الكاتب (¬7). كان أوّلا مع صاحب الزّنج العلوي، وبعد قتل صاحب الزّنج (¬8) صار إلى بغداد وأومن. وله من التصانيف: كتاب أخبار صاحب الزّنج، وكتاب رسائله. ¬
محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الشعراني الدارقطني، يعرف بالنقاش، أبو بكر المقرئ، أصله من الموصل.
قيل: إنه سعى لبعض الهاشميّين وأخذ له البيعة من القوّاد وغيرهم سرّا في فساد أمر المعتضد، فاطّلع على ذلك، فكبس عليه، فوجد في داره جرائد بأسماء الذين بايعوه على ذلك، فأخذه وصلبه على عمود خيمة ثم حرق الكتب (¬1). محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الشّعرانيّ الدارقطنيّ، يعرف بالنقّاش، أبو بكر المقرئ (¬2)، أصله من الموصل. كان حافظا للتفسير، صنّف فيه كتابا سمّاه شفاء الصّدور، وله تصانيف في القراءات وغيرها من العلوم. وكان قد سافر كثيرا شرقا وغربا، وكتب بالكوفة والبصرة ومكة ومصر والشام والجزيرة والموصل والجبال وبلاد خراسان وما وراء النهر. وله من الكتب: كتاب الإشارة في غريب القرآن، وكتاب الموضّح في معاني القرآن (¬3)، وكتاب المناسك، وكتاب فهم المناسك، وكتاب أخبار القصّاص، وكتاب ذمّ الحسد، وكتاب دلائل النّبوة، وكتاب الأبواب في القرآن، وكتاب إرم ذات العماد، وكتاب المعجم الأوسط، وكتاب المعجم الأصغر، وكتاب المعجم الأكبر: في أسماء القرّاء وقراءاتهم، وكتاب السبعة الأكبر، وكتاب السبعة الأصغر، وكتاب السبعة الأوسط، وكتاب التفسير الكبير: اثنا عشر ألف ورقة، وكتاب ضدّ العقل (¬4). كانت وفاة النقّاش المقرئ هذا في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوّال من سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة. محمد بن الحسن بن جمهور القمّيّ، أبو عليّ الكاتب (¬5). ¬
محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن العطار المقرئ، أبو بكر المعروف بابن مقسم.
قال القاضي أبو عليّ التّنوخيّ: كان من شيوخ أهل الأدب بالبصرة، وكان جيّد الخطّ، حسن الترسّل، كثير التصنيف. وهو صاحب كتاب النوادر، ذكر فيه ما جرى له مع زاد مهر المغنّية الجارية المنصورية (¬1). ومن شعره قوله: [المجتث] إذا تمنّع صبري … وضاق بالهجر صدري ناديت واللّيل داج … وقد خلوت بفكري يا ربّ هب لي منه … وصال يوم بعمري (¬2) محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن العطار المقرئ، أبو بكر المعروف بابن مقسم (¬3). كان مولده سنة خمس وستين ومائتين. روى عنه ابن شاذان، وابن رزقويه (¬4). وكان من أعرف الناس بالقراءات، وأحفظهم لنحو الكوفيّين (¬5). وله من الكتب: كتاب الأنوار في تفسير القرآن (¬6)، وكتاب المدخل إلى علم الشّعر، وكتاب الاحتجاج في القراءات، وكتاب في النّحو كبير، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكّر والمؤنّث، /42/ وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب المصاحف، وكتاب عدد التّمام، وكتاب أخبار ¬
محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي، أبو علي.
نفسه، وكتاب مجالسات ثعلب (¬1)، وكتاب انفراداته (¬2)، وكتاب الانتصار لقرّاء الأمصار، وكتاب الموضّح، وكتاب شفاء الصّدور، وكتاب الأوسط، وكتاب اللّطائف في جمع هجاء المصاحف، وكتاب عقلاء المجانين (¬3). وكانت وفاة ابن مقسم هذا في ثامن شهر ربيع الآخر من سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. محمد بن الحسن بن المظفّر الحاتميّ، أبو عليّ (¬4). ذكره الخطيب في تاريخه (¬5)، وذكره أبو منصور الثعالبيّ في يتيمة الدهر (¬6)، وأورد له أشعارا. وله تصانيف، فمن ذلك: كتاب حلية المحاضرة في صناعة الشّعر (¬7)، وكتاب الموضّحة في مساوئ المتنبي (¬8)، وكتاب وقعة الأدهم، وكتاب الرسالة الحاتمية في مدح المتنبّي، وكتاب الهلباجة في صنعة الشّعر، وكتاب سرّ الصّناعة: في الشعر أيضا، وكتاب المجاز، وكتاب الرسالة الناجية، وكتاب مختصر العربية، وكتاب في اللّغة لم يتمّه، وكتاب عنوان المكاتب، وكتاب الشّراب: رسالة، وكتاب مشرع الأخبار ومطبوع الأشعار، وكتاب البراعة، وكتاب العيار والموازنة: لم يتمّه، وكتاب المعتلّ، وهي الرسالة الباهرة في خصال أبي الحسن البتي (¬9). ¬
محمد بن الحسن الزبيدي الإشبيلي الأندلسي، أبو بكر النحوي اللغوي.
كانت وفاة الحاتميّ في سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. محمد بن الحسن الزّبيديّ الإشبيليّ الأندلسيّ، أبو بكر النّحويّ اللّغوي (¬1). اعتمد عليه الحكم بن عبد الرّحمن بن محمد الملقّب بالمستنصر، صاحب بلاد الغرب، في تعليم ولده. قال الحميدي: وكان إماما في اللّغة والعربية (¬2). ألّف في النّحو كتابا سمّاه الواضح (¬3)، واختصر كتاب العين (¬4)، وله كتاب أبنية سيبويه، وكتاب ما يلحن فيه عوامّ الأندلس (¬5)، وكتاب طبقات النّحويّين (¬6)، وكتاب في اللغة لم يتمّه، وكتاب التفريط في إصلاح خلل كتاب العين وتنزيه الخليل بن أحمد عنه، وكتاب الردّ على طاعن طعن عليه في الكتاب، وكتاب المؤلّف والذي اختصره من كتاب العين، أجاد فيه وأوضح مشكله وزاد فيه. مات الزّبيديّ بإشبيليّة في جمادى الأولى من سنة تسع وسبعين وثلاث مائة (¬7). محمد بن الحسن بن محمد بن عليّ بن حمدون الملقّب غرس الدّولة، أبو نصر المنشئ (¬8). كان ينوب في ديوان الإنشاء عن سديد الدّولة محمد بن عبد الكريم ¬
محمد بن الحسن الطوبي، أبو عبد الله الصقلي.
ابن الأنباري (¬1)، ولم يزل يكتب في الديوان من أوائل سنة ثلاث عشرة وخمس مائة إلى أن مات في ذي الحجة من سنة أربع وأربعين وخمس مائة (¬2). اجتمع من رسائله (¬3) عشر مجلّدات، وقفت على مجلّد واحد منها، وقيل: إنه لم يكن يعتني بجمعها. وله أشعار مدوّنة. محمد بن الحسن الطّوبيّ، أبو عبد الله الصّقلّيّ (¬4). ذكره ابن القطّاع (¬5)، وقال: كان كلامه في غاية الفصاحة. وله عدّة تصانيف، ومقطّعات من الشّعر حسان، فمن ذلك قوله في غلام اشتكى حرارة في فيه فقال: [مجزوء الكامل] قالوا بفيك حرارة … فعجبت كيف يكون ذاكا (¬6) ورضاب ريقك مطفئ … نيران أقوام سواكا ورماه حدث بتفاحة فأصابت فاه، فقال: [المنسرح] رمى بتفّاحة أصاب فمي … فذاب من خجل ومن ندم فقلت فأل مبارك حسن … يجمع ما بين خدّه وفمي (¬7) ¬
محمد بن الحسين بن محمد بن موسى، أبو الحسن الملقب بالرضي الموسوي.
ومن قوله: [المتقارب] بخدّك آس وتفّاحة … وعينك نرجسة ذابله (¬1) وريقك من طيبه قهوة … فوجهك لي دعوة كامله/43/ وله مقالات أزرت بمقامات البديع، ورسائل إخوانيات يحار بها البديع. محمد بن الحسين بن محمد بن موسى، أبو الحسن الملقّب بالرّضيّ الموسوي (¬2). كان مولده في سنة تسع وخمسين وثلاث مائة. له من التصانيف: كتاب متشابه القرآن (¬3)، وكتاب مجازات الآثار النبوية (¬4): يشتمل على أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلم، وكتاب نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه (¬5)، وكتاب تلخيص البيان عن مجازات القرآن (¬6)، وكتاب سيرة والده الطاهر، وكتاب مختار شعر ابن الحجّاج (¬7)، وكتاب أخبار قضاة بغداد، وكتاب رسائله: ثلاث مجلّدات، ¬
محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الأوزي الزاغولي، أبو عبد الله، من أهل بنج ديه من قرية زاغول.
وكتاب ديوان شعره (¬1). ولي نقابة الطالبيّين ببغداد، وكان مقيما بالأهواز وابنه أبو الحسن الناصر ينوب عنه. وكانت فضائله شائعة، ومكارمه دائمة. حكى عنه الأمير أبو نصر ابن ماكولا أنه اعتلّ علة طالت به، فكان يحتمي لها مدة ثم يضجر فيترك الحمية، فدخل عليه والده يوما فرآه قد نحل جسمه، فقال له: أرى هذا المرض قد طال بك، ويقال: إنّ العاقل لا يمرض شهرين، قال الرّضيّ: فلمّا قال لي ذلك أظلم النور في وجهي، ولزمت الحمية حتى برئت. وتوفّي سنة ستّ وأربع مائة، وقد ذكرت طرفا من أخباره في كتاب جهد الاستطاعة في شرح نهج البلاغة (¬2)، وفي كتاب بغية الألباء من معجم الأدباء (¬3). محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الأوزيّ الزاغوليّ، أبو عبد الله (¬4)، من أهل بنج ديه (¬5) من قرية زاغول (¬6). قال ابن السّمعاني: قدم مرو، وأقام بها إلى حين وفاته، وكان عالما فاضلا ذا فنون، ورعا، حريصا على نقل الحديث، حسن الخطّ، كثير الضّبط. صنّف كتابا سمّاه كتاب قيد الأوابد، بلغ خمسين ومائة مجلّد، ذكر فيه ¬
محمد بن حمد بن فورجه البروجردي، أبو علي، الأديب المصنف.
كلّ نوع من العلوم الشّرعية والأدبية جعل في اللّغة فيه كتاب تهذيب اللغة للأزهري. ومات في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وخمس مائة. محمد بن حمد بن فورّجه البروجردي (¬1)، أبو عليّ (¬2)، الأديب المصنّف. له كتاب التجنّي على ابن جنّي، وكتاب الفتح على أبي الفتح (¬3)، والكتابان يردّ فيهما على ابن جنّي في تفسير شعر المتنبي. وكان ابن فورّجه هذا من ناقلة أصبهان، ومولده بها في ذي الحجة من سنة ثمانين وثلاث مائة، وله ديوان من الشّعر. محمد بن خلف بن حيّان بن صدقة بن زياد، أبو بكر القاضي الضّبّيّ المعروف بوكيع (¬4). كان عارفا بالسّير وأيام الناس وأخبارهم، تقلّد القضاء على كورة الأهواز. وله تصانيف، منها: كتاب عدد آي القرآن، وكتاب الأنواء، وكتاب أخبار القضاة وتواريخهم (¬5)، وكتاب الغرر: فيه أخبار، وكتاب الشريف: يجري مجرى كتاب المعارف لابن قتيبة، وكتاب الطريق ويعرف بالناجي (¬6): يشتمل على أخبار البلدان ومسالك الطّرق ولم يتمّه، وكتاب النقد والصّرف والسّكّة، وكتاب البحث. ¬
محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام، أبو بكر الآجري المحولي،
مات القاضي وكيع في سنة ستّ وثلاث مائة. محمد بن خلف بن المرزبان بن بسّام، أبو بكر الآجرّيّ المحوّليّ (¬1)، كان يسكن باب محوّل (¬2)، فنسب إليه. وكان أخباريا مصنّفا، /44/ حسن التأليف. حدّث عن محمد بن أبي السّريّ الأزدي (¬3)، والزّبير بن بكّار، وأحمد بن أبي خيثمة (¬4)، وابن أبي الدنيا (¬5)، وغيرهم. روى عنه أبو بكر ابن الأنباري، وأبو الفرج الأصفهانيّ، وأبو عمر ابن حيّويه (¬6). وهو أحد التراجمة من نقل الكتب الفارسيّة إلى العربية، وقد نقل نحو خمسين كتابا من كتب الفرس. ¬
محمد بن داود بن الجراح، أبو عبد الله الكاتب، عم علي بن عيسى الوزير.
ذكره محمد بن إسحاق (¬1) وقال: له من الكتب: كتاب الحاوي في علوم القرآن في سبعة وعشرين جزءا، وكتاب الحماسة، وكتاب أخبار عبد الله بن جعفر، وكتاب أخبار عبيد الله بن قيس الرّقيّات، وكتاب الشراب، وكتاب المقسمين المقصومين (¬2)، وكتاب المتباعدين (¬3)، وكتاب الرّوض، وكتاب الجلساء والنّدماء، وكتاب الشّعر والشّعراء، وكتاب الهدايا، وكتاب السّودان وفضلهم على البيضان، وكتاب ألقاب الشّعراء، وكتاب الشتاء والصّيف، وكتاب النساء والغزل، وكتاب ذمّ الحجّاب، وكتاب الثّقلاء، وكتاب أخبار العرجي. قلت: وله كتاب تفضيل الكلاب على كثير ممّن لبس الثّياب (¬4)، وكتاب من غدر وخان، وله في صفة الفرس والفارس عدّة كتب، وله كتاب في صفة القلم (¬5)، وكتاب المعرفة، وكتاب السّيف (¬6)، وكتاب المنتهى (¬7): يشتمل على البلاغات نظما ونثرا. وكانت وفاته سنة تسع وثلاث مائة. محمد بن داود بن الجرّاح، أبو عبد الله الكاتب (¬8)، عمّ عليّ بن عيسى الوزير (¬9). مولده في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في الليلة التي مات فيها ¬
محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني.
إبراهيم بن العباس الصّولي. قال أبو عبد الله نفطويه: كان محمد ابن الجراح في عصره وحيدا في العلم والأخبار والآثار، وولي ولايات جليلة. وله من الكتب: كتاب الورقة في أسماء الشّعراء (¬1)، وسمّاه بذلك لأنه لا يزيد في أخبار الشاعر الواحد على ورقة، وله كتاب الشّعر والشّعراء: لطيف، وكتاب من سمّي من الشّعراء بعمرو في الجاهلية والإسلام (¬2)، وكتاب الوزراء، وكتاب الأربعة: على أمثال كتاب أبي هفّان (¬3). كانت وفاته في شهر ربيع الأوّل من سنة ستّ وتسعين ومائتين مقتولا، لأنه كان قد ولاّه المكتفي دواوين المشرق والمغرب، ولمّا بويع ابن المعتزّ بالخلافة كان هو الذي قام بأمر بيعته، فلمّا انقضى أمره أشار الوزير أبو الحسن بن الفرات بقتله فقتل. محمد بن داود بن عليّ بن خلف الأصبهانيّ (¬4). صاحب كتاب الزّهرة (¬5)، كان في نهاية العلم والأدب والظّرف، وكان يقول: ليس من الظّرف أن يعيش الإنسان أكثر من أربعين سنة، وأبوه أبو سليمان داود الظاهريّ، صاحب المذهب، وكانت وفاة داود المذكور في شهر رمضان من سنة تسعين ومائتين (¬6)، وكان ناسكا ورعا متعبّدا. وأمّا ابنه محمد هذا، فقد ذكره الخطيب في تاريخه وقال: كان أديبا ¬
ظريفا شاعرا (¬1). قال محمد بن رويم: كنّا عند داود الظاهريّ إذ دخل عليه ابنه محمد يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ فقال: الصّبيان قد لقّبوني عصفور الشّوك! فضحك وقال: الألقاب تنزل من السماء، ما أنت يا بنيّ إلا عصفور الشّوك! فقال له: أنت أشدّ عليّ من الصّبيان (¬2). وكان صغير الجثة جدّا، لطيف الخلقة. تناظر يوما مع أبي العباس ابن سريج فانتحاه (¬3)، فقال له ابن سريج: أبلعني ريقي، فقال: قد أبلعتك دجلة، ففتح له كمّه وقال له: ادخل، استصغارا له. فقال ابن داود: ما نجى من نطقه رجل واحد أكبر قدرا منّي، فأسكته. وكان فصيحا، جلس في حلقة أبيه بعد موته فسأله رجل عن حدّ السّكر، فقال: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسرّه المكتوم (¬4). وجاءته امرأة، فقالت له: ما تقول في رجل له زوج لا يقدر على /45/ نفقتها؟ فقال: يؤمر بالإنفاق، ولا يحمل على الطلاق، فلم تفهم قوله، فأعادت مسألتها فقال لها: يا هذه، قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاض فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصر في رحمك الله (¬5). وله مع محمد بن جامع الصّيدلانيّ (¬6)، الذي صنّف كتاب الزّهرة من أجله، أخبار مستحسنة، قد ذكرتها في كتاب ترويح القلوب في شرح حال المحبّ والمحبوب. ومن شعره قوله: [مجزوء الكامل] ¬
محمد بن زكريا بن دينار الغلابي، أبو بكر، يعرف باللؤلؤي.
لمّا لحظت بناظري … وجها بديع الحسن مفرد قالت محاسن وجهه … بالله صلّ على محمّد وقوله: [الطويل] رعى الله أيّاما لنا ولياليا … لهنّ بأكناف الشّباب ملاعب (¬1) إذ العيش غضّ والزّمان بغرّة … وشاهد آفات المحبّين غائب (¬2) ونقل عنه أنه قال: ما انفككت من هوى منذ دخلت الكتّاب (¬3). وقد ذكره أبو حيّان التوحيديّ فقال: كان أبو بكر محمد بن داود من محاسن الآداب والخلق والخلق والسّيرة والطريقة، والظّرف والأشعار والأخبار والآثار، ومعرفة أصول الفقه، والأدب والنّحو واللّغة، والكلام على لسان أهل الصّفا، وأرباب الحرف والبناء، ينتفع الملوك بمعاشرته، والأدباء بمذاكرته، والشّعراء بمخالطته، والصّوفية بممازحته. وله من الكتب: كتاب الزّهرة، وكتاب النّوار في مختار الأشعار، وكتاب البراعة، وكتاب الإنذار، وكتاب الإعذار على ابن سريج، وكتاب الانتصار لأبيه من محمد بن جرير الطبري، وكتاب الانتصار لأبيه أيضا من أبي موسى الضّرير، وكتاب الوصول إلى معرفة الأصول، وكتاب الإيجاز في الفقه. محمد بن زكريّا بن دينار الغلابيّ، أبو بكر، يعرف باللّؤلؤيّ (¬4). كان أحد أصحاب السّير والأحداث والمغازي وغير ذلك من علوم الأدب. روى عنه أبو بكر الصّولي. وله من الكتب: كتاب مقتل الحسين عليه السلام، وكتاب وقعة صفّين، وكتاب الجمل، وكتاب نجدة الحروري (¬5)، وكتاب مقتل عليّ بن ¬
محمد بن زياد الأعرابي.
أبي طالب رضي الله عنه، وكتاب التوّابين وعين الوردة، وكتاب الأجواد، وكتاب المبخلين. كانت وفاة الغلابيّ هذا بالبصرة في سنة تسع وثمانين ومائتين (¬1). محمد بن زياد الأعرابيّ (¬2). كان أبوه عبدا سنديّا (¬3) لسلمان بن مجالد. حدّث عون بن محمد الكنديّ، قال: كنّا عند ابن الأعرابي، فقدم قادم من سرّ من رأى يخبر بنكبة سليمان بن وهب (¬4) وأحمد بن الخصيب (¬5)، وذلك في أيام الواثق، فأنشد ابن الأعرابي (¬6): [الرمل] ربّ قوم قد غدوا في نعمة … زمنا والدّهر ريّان غدق سكت الدّهر زمانا عنهم … ثمّ أبكاهم دما حين نطق قال محمد بن إسحاق (¬7): ولابن الأعرابيّ من الكتب: كتاب النّوادر، رواه عنه ثعلب والطّوسي، وكتاب الأنواء، وكتاب صفة النخل، وكتاب ¬
محمد بن زيد بن علي بن الحسين الواسطي، أبو عبد الله المتكلم.
صفة الزّرع، وكتاب الخيل، وكتاب مدح القبائل، وكتاب معاني الشّعر، وكتاب تفسير الأمثال (¬1)، وكتاب النّبات، وكتاب الألفاظ، وكتاب نسب الخيل، وكتاب نوادر الزّبير بن بكّار (¬2)، وكتاب نوادر/46/ بني فقعس (¬3)، وكتاب الذّباب، وكتاب النّبت والبقل. وكانت وفاة ابن الأعرابيّ ومحمد بن سعدان الصّوفيّ في سنة إحدى وثلاثين ومائتين. محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين الواسطيّ، أبو عبد الله المتكلّم (¬4). كان من كبار المتكلّمين وأعيان المتأدّبين، وكان-مع الغاية في علم الكلام-أديبا فاضلا، من أخفّ خلق الله تعالى روحا. قال ابن إسحاق: وله من الكتب: كتاب إعجاز القرآن في نظمه، وكتاب الزّمام في علوم القرآن، صنّفه لعليّ بن عيسى الوزير، وكتاب الردّ على قسطا بن لوقا، وكتاب مآثر معدّ بن عدنان. حدّث ابن السّمعانيّ في مذيّلة بإسناد رفعه إلى محمد بن زيد الواسطيّ قال: رأيت قبر يعقوب بن الليث (¬5) وعلى أربع جوانبه مكتوب أبيات شعر، فعلى الجانب الأول: [الطويل] قل للعداة الشّامتين بموتنا … أفي ظنّكم أن سوف تبقون خلّدا (¬6) ¬
محمد بن السري، ابن السراج النحوي، أبو بكر.
فإن تشمت الأعداء يوما بموتنا … فإنّ المنايا (¬1) قد أتين محمّدا وعلى الجانب الثاني: [الطويل] سلام على أهل القبور الدّوارس … كأنّهم لم يجلسوا في المجالس (¬2) ولم يشربوا من بارد الماء شربة … ولم يأكلوا من كلّ رطب ويابس (¬3) وعلى الجانب الثالث: [الطويل] أبا يوسف أمّا ذراك فواسع … وقبرك معمور الجوانب محكم (¬4) وما ينفع المقبور عمران قبره … إذا كان فيه جسمه يتهدّم وعلى الجانب الرابع: [الطويل] سلام على الدّنيا وطيب نسيمها … كأن لم يكن يعقوب فيها تملّكا كانت وفاة محمد بن زيد في سنة سبع وثلاث مائة. محمد بن السّريّ، ابن السّرّاج النّحويّ، أبو بكر (¬5). قال أبو عبيد الله المرزبانيّ: كان أحدث غلمان المبرّد سنّا، مع ذكاء وفطنة، وكان المبرّد يعتني به، قرأ عليه كتاب سيبويه، ونظر في دقائق مسائله، وصنّف كتابه المسمّى بالأصول (¬6) منه متفرّعا له من أبوابه، وعوّل فيه على مسائل الأخفش والكوفيّين. وله من التصانيف: كتاب جمل الأصول، وكتاب الموجز الصغير، وكتاب الأصول الكبير، وكتاب الاشتقاق، لم يتمّ، وكتاب شرح سيبويه، ¬
محمد بن سعد بن منيع، كاتب الواقدي، أبو عبد الله.
وكتاب احتجاج القرّاء (¬1)، وكتاب الشّعر والشّعراء، وكتاب الرّياح والهواء والنار، وكتاب الجمل، وكتاب المواصلات في الأخبار والمذاكرات، وكتاب الخطّ والهجاء (¬2). كانت وفاة ابن السرّاج النّحويّ في سنة ستّ عشرة وثلاث مائة. محمد بن سعد بن منيع، كاتب الواقديّ، أبو عبد الله (¬3). كان كثير العلم، واسع الرّواية، سمع سفيان بن عيينة وغيره. صنّف كتابا كبيرا في طبقات الصّحابة والتابعين والخالفين إلى وقته، فأجاد فيه (¬4). روى عنه ابن أبي الدّنيا وغيره. قال الخطيب: ويشتمل كتاب الطبقات على أخبار النبيّ صلّى الله عليه وسلم، ثم طبقات الصّحابة، ثم طبقات أهل المدينة، ثم طبقات أهل مكة، ثم طبقات الطائف، ثم اليمن، ثم البحرين، ثم الكوفة، ثم البصرة، ثم الشام، ثم الجزيرة، ثم مصر، ثم الأندلس، ثم واسط، ثم المدائن، ثم بغداد، ثم خراسان، ثم الرّيّ، ثم همذان، ثم قم، ثم الأنبار، ثم طبقات النّساء (¬5). /47/ وله كتاب الطبقات الصّغير، وكتاب الخيل. كانت وفاة محمد كاتب الواقديّ ببغداد في سنة ثلاثين ومائتين، ودفن بمقبرة في باب الشام، وهو ابن اثنتين وستين سنة. محمد بن سعد بن محمد بن محمد الدّيباجيّ المروزيّ، أبو الفتح النّحويّ (¬6). ¬
محمد بن سعدان الضرير النحوي المقرئ.
شيخ جميل (¬1)، حسن العشرة، كان ينظر في خزانة الكتب التي بجامع مرو، وكان مولده بمرو سنة سبع عشرة وخمس مائة، قرأ النّحو على أبيه، ولقي الزمخشريّ. وصنّف عدّة تصانيف، منها: كتاب المحصّل في شرح المفصّل، وكتاب شرح أنموذج الزمخشري، وكتاب تهذيب مقدّمة الأدب للزمخشريّ أيضا، وكتاب القانون الصّلاحيّ وأودية النّواحي (¬2)، وكتاب منافع أعضاء الحيوان، وكتاب فلك الأدب. وكانت وفاته في ثاني عشر صفر من سنة تسع وستّ مائة. وحجّ وقد بلغ عمره إحدى وسبعين سنة، وكان سبب موته أنه عثر بعتبة بابه فسقط على وجهه، فتعقّب ذلك موته. محمد بن سعدان الضرير النّحويّ المقرئ (¬3). كان مولده في سنة إحدى وستين ومائة. ويكنى أبا جعفر. وله كتاب في النّحو (¬4)، وكتاب كبير في القراءات. روى عنه محمد بن سعد كاتب الواقدي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، كان يقرأ بحرف حمزة. ومات في سنة إحدى وثلاثين ومائتين. محمد بن سعيد بن يحيى بن عليّ بن الحجّاج الدّبيثيّ (¬5)، شيخنا، أبو عبد الله الحافظ، الواسطيّ المولد، البغداديّ الدار والوفاة. استفدت منه، وأخذت عنه، كان إماما قارئا، أديبا فقيها مجيدا، ¬
شاعرا مؤرّخا، جماعة لعلوم كثيرة، متديّنا، عارفا بعلوم الحديث. صنّف تاريخا ذيّل به على تاريخ أبي سعد عبد الكريم ابن السّمعاني، واستدرك عليه في عدّة شيوخ وهم فيهم، قرأته عليه. ولقي الكمال عبد الرّحمن الأنباريّ (¬1)، وأبا العباس ابن المأمون (¬2)، ويروي عنهما سماعا. ذكر لي أنّ مولده في يوم الاثنين سادس عشر رجب من سنة ثمان وخمسين وخمس مائة. شهد عند قاضي القضاة عبد الرحمن بن مقبل، وكان قد درس الفقه على هبة الله بن البوقيّ الشافعي (¬3)، ثم على المجير محمود البغداديّ (¬4) مدرّس النّظامية، وتولّى إشراف المدرسة المذكورة. وأنشدني لنفسه: [البسيط] كم فرّق الدّهر من جمع ذوي عدد … وكم أباد على الأيّام أقرانا (¬5) وكم رأينا غنيّا صار مفتقرا … وطالما كان إن زرناه أقرانا وكم نحا الموت من قد كان منفردا … بالفضل والعلم إن جئناه أقرانا وكم تخطّفت الأقدار منتبها … في الفضل قد كان أنجانا وأقرانا وأنشدني أيضا لنفسه: [الطويل] ¬
محمد بن سلام بن عبيد بن سالم الجمحي، أبو عبد الله البصري مولى قدامة بن مظعون.
أحنّ إلى وادي العقيق ورنده … حنيني إلى عصر الشّباب وردّه (¬1) أقام قليلا ثمّ ولّى مودّعا … وداع خليل ناقض عقد عهده نضى برده عنّي المشيب معيره … وأدنى لما قد انتضاه بفقده حباني به ما شاء ثمّ استردّه … وآنسني من عوده بعد بعده ألم تر أنّ الدّهر للمرء مخلق … كما أنّ غرب العضب مخلق غمده (¬2) وما عزّ في الأيّام من لم يكن له … معين على كيد الزّمان وكدّه وما نال من دنياه ما رام وابتغى … فتى مكّن الأعداء من حلّ عقده وما أدرك المسئول من عاش بالمنى … وما بلغ المأمول إلاّ بجدّه/48/ وإنّي بأعلام الرّجال لعالم … ومن هو منهم مستحقّ لحمده وصاحبت أبناء الزّمان فلم أجد … نظير حماك في محاسن عهده ومن تصانيفه: كتاب التذييل على تاريخ ابن السّمعاني (¬3)، وكتاب تاريخ واسط، وكتاب فصل الرّبيع، ومختار شعر ابن المعلّم (¬4). محمد بن سلاّم بن عبيد بن سالم الجمحيّ، أبو عبد الله البصريّ مولى قدامة بن مظعون (¬5). كان فاضلا أديبا. له من الكتب: كتاب الفاضل في الأخبار ومحاسن الأشعار، وكتاب نسب قريش، وكتاب بيوتات العرب، وكتاب طبقات ¬
محمد بن سهل بن المرزبان الكرجي، أبو منصور، من أهل الكرج.
شعراء الجاهلية، وكتاب طبقات شعراء الإسلام (¬1)، وكتاب إجراء الخيل. مات-فيما ذكره الخطيب-في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. محمد بن سهل بن المرزبان الكرجيّ، أبو منصور (¬2)، من أهل الكرج (¬3). أحد البلغاء الفصحاء، وحدّث. له من التصنيف: كتاب المنتهى في الكمال، قال ابن إسحاق (¬4): وله كتاب صفة البلاغة، وكتاب الدّعاء والتحاميد، وكتاب الشّوق والفراق (¬5)، وكتاب الحنين إلى الأوطان (¬6)، وكتاب التهاني والتعازي، وكتاب الأمل والمأمول (¬7)، وكتاب التشبيهات والطّلب (¬8)، وكتاب الحمد والذّمّ، وكتاب الاعتذارات، وكتاب الألفاظ (¬9)، وكتاب نفائس الحكم. قال ابن طباطبا: إنه مات في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة (¬10). ¬
محمد بن صالح بن مهران الهاشمي، أبو عبد الله، المعروف بالنطاح.
محمد بن صالح بن مهران الهاشميّ، أبو عبد الله، المعروف بالنّطّاح (¬1). كان أخباريّا، ناسبا، راوية. قال ابن إسحاق (¬2): له من الكتب: كتاب أفخاذ العرب، وكتاب البيوتات، وكتاب الردّ على أبي عبيدة في كتاب الدّيباج (¬3)، وكتاب مقتل زيد بن علي. مات محمد بن صالح هذا في سنة اثنتين وخمسين ومائتين. محمد بن عائذ بن عبد الرّحمن بن عبيد الله، أبو عبد الله القرطبيّ (¬4). له من التصنيف: كتاب المغازي، وكتاب الفتوح، وكتاب الصّوائف (¬5). مات في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وكان مولده في سنة خمسين ومائة. محمد بن العبّاس بن محمد بن أبي محمد اليزيديّ، أبو عبد الله (¬6). كان أخباريّا، نحويّا، لغويّا. قال الخطيب: وكان راوية للأخبار والآداب، مصدّقا في حديثه (¬7). روى عنه أبو بكر الصّولي (¬8)، واستدعي في آخر عمره ليعلّم أولاد المقتدر بالله. وله تصانيف، منها: كتاب مختصر النّحو، وكتاب الخيل، وكتاب مناقب بني العباس، وكتاب أخبار اليزيديّين (¬9). وكانت وفاته في سنة ¬
محمد بن عبد الله بن قادم، أبو جعفر النحوي.
عشر وثلاث مائة عن اثنتين وثمانين سنة. محمد بن عبد الله بن قادم، أبو جعفر النّحويّ (¬1). كان من أعيان أصحاب الفرّاء، وعنه أخذ ثعلب. قال محمد بن إسحاق (¬2): وله من الكتب كتاب الكافي في النّحو، وكتاب غريب الحديث، وكتاب مختصر النّحو. ومات سنة إحدى وخمسين ومائتين. محمد بن عبد الله بن غالب الأصبهانيّ، الملقّب بباح بن عبد الله (¬3)، وإنّما لقّب بباح لقوله: باح بما في الفؤاد (¬4). ورد بغداد وأقام بها، وكان فصيحا كاتبا مترسّلا بليغا. وله من الكتب: كتاب جامع الرسائل: في ألف ورقة، وكتاب التوشيح والترشيح، وكتاب الخطب والبلاغة، وكتاب الفقر. محمد بن عبد الله اليوسفيّ (¬5). كان مترسّلا فصيحا. وله: كتاب الفصول في الرسائل المختارة، وكتاب رسائله: في عدّة مجلّدات. محمد بن عبد الله الخطيب الإسكافيّ، أبو عبد الله الأديب اللّغوي (¬6). صاحب التصانيف الحسنة/49/ كان من أهل أصفهان وخطيبا بالرّي، قال الصاحب إسماعيل بن عبّاد: فاز بالعلم من أصفهان ثلاثة: حائك، ¬
محمد بن عبد الله الوراق، أبو الحسن.
وحلاّج، وإسكاف، فالحائك: أبو عليّ المرزوقيّ، والحلاّج: أبو منصور ماشاذه (¬1)، والإسكاف: أبو عبد الله خطيب الرّي (¬2). وله من الكتب: كتاب العبرة يتضمّن جماعة من أهل الأدب، وكتاب مبادئ اللّغة (¬3)، وهو أشهر كتبه، وكتاب شواهد سيبويه، وكتاب نقد الشّعر، وكتاب درّة التنزيل وغرّة التأويل في بيان الآيات المتشابهة لفظا (¬4)، وكتاب لطيف التدبير في سياسات الملوك (¬5). محمد بن عبد الله الورّاق، أبو الحسن (¬6). له من الكتب: كتاب مختصر الجرميّ الأكبر، وكتاب مختصر الجرميّ الأصغر سمّاه كتاب الهداية، وكتاب العلل في النّحو (¬7). ومات في رابع جمادى الآخرة من سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. محمد بن عبد الله بن سليمان، أبو سليمان السّعديّ (¬8). صنّف كتبا في التفسير، منها: كتاب مجتنى التفسير: جمع فيه الصّغير والكبير، والقليل والكثير، وكتاب الجامع الصّغير في مختصر علم التفسير، وكتاب المهذّب في التفسير. محمد بن عبد الله بن محمد بن ظفر المكّيّ (¬9). ¬
له من التصانيف: كتاب ينبوع الحياة في تفسير القرآن: اثنا عشر مجلّدا، وكتاب فوائد الوحي الموجز إلى فوائد الوحي المعجز، وكتاب ما خلص من الاشتراك اللّغوي والاستنباط المعنوي، وكتاب سلوان المطاع في عدوان الاتّباع (¬1)، وكتاب معاتبة الجريء على معاقبة البريء، وكتاب المعاداة في الاعتقاد، وكتاب أساليب الغاية في أحكام آية، وكتاب التشجير في أصول الدين (¬2)، وكتاب الجنّة في فراق أهل السّنة، وكتاب خير البشر بخير البشر (¬3)، وكتاب ملح اللّغة ممّا اتفق لفظه واختلف معناه، مرتّب على حروف المعجم، وكتاب أوهام الخواصّ في إيهام الخواصّ (¬4): ردّ على الحريريّ في درّة الغوّاص، وكتاب التنقيب عمّا في المقامات من الغريب (¬5)، وكتاب كشف الكشف (¬6)، وكتاب نجباء الأدباء (¬7)، وكتاب الأذكار في مسالك الأفكار (¬8)، وكتاب الخوذ الواقية والعوذ الراقية: في الوعظ، وكتاب نصائح الذّكرى، وكتاب إكسير كيمياء التفسير، وكتاب الأسفار المقامة في السّفر عن الخمسين مقامة: أربع مجلّدات، وكتاب كأس من كأس الحقيقة والطريقة، وكتاب الإشارة إلى علم العبارة، وكتاب أرجوزة في الفرائض، وكتاب القواعد والبيان: مختصر في النجوم. ومن شعره قوله: [الطويل] ¬
محمد بن عبد الجبار العتبي، من ولد عتبة بن غزوان.
توسّل بالأعمال قوم ولم يجد … عبيدك أعمالا تكون وسائلا (¬1) فعاذ من الحرمان واستفتح الرّضا … بأسمائك الحسنى منيبا وسائلا كان في صقلّية حيّا في سنة أربع وخمسين وخمس مائة (¬2). محمد بن عبد الجبّار العتبيّ (¬3)، من ولد عتبة بن غزوان (¬4). ذكره ابن السّمعانيّ في مذيّله وقال: كان يكتب لسبكتكين مع أبي الفتح البستي (¬5)، وناب عن شمس الدّين أبي المعالي (¬6) بخراسان، واستوطن بنيسابور، وأقبل على العلوم. وله نثر لطيف. ومن تصانيفه: كتاب لطائف الكتاب، وكتاب تاج الرسائل، وكتاب اليمينيّ (¬7) في/50/ التاريخ. ومن شعره قوله: [الطويل] أيا ضرّة الشّمس المنيرة بالضّحى … ومن عجزت عن كنهها صفة الورى عذرتك إن لم أحظ منك بنظرة … فأنت لعمري الرّوح والرّوح لا ترى (¬8) وله: [البسيط] ¬
محمد بن عبد الرحمن القيقي، أبو عبد الرحمن.
الله يعلم أنّي لست ذا بخل … ولست ملتمسا في البخل لي عللا (¬1) لكنّ طاقة مثلي غير خافية … والذّرّ يعذر في القدر الذي حملا (¬2) ومن قوله: [الوافر] عجبت من الكريم أتاه حرّ … فلم ينهض لتعظيم اللّقاء تباعد عنه من سفه وكبر … وقام بعقب ذاك إلى الخلاء (¬3) ومن قوله: [الطويل] توقّ خلافا إن سمحت بموعد … لتسلم من هجو الورى وتعافى فلو أثمر الصّفصاف من بعد نوره … وإيراقه ما لقّبوه خلافا (¬4) كانت وفاة العتبيّ في سنة ثلاث عشرة وأربع مائة (¬5). محمد بن عبد الرحمن القيقيّ، أبو عبد الرحمن (¬6). هو منسوب إلى القيقاء (¬7)، من أهل مصر، وكانوا جماعة من أفناء القبائل. كان أحد الفضلاء النّبلاء، وأعيان الأئمة العلماء. وهو صاحب التاريخ المشهور (¬8)، وله كتاب الوسيلة إلى درك الفضيلة، وكتاب سيرة العزيز (¬9)، وكتاب أدب الشهادة، وكان خصيصا بالعزيز، وله عليه رزق ¬
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد بن الحسين بن مسعود المسعودي البندهي، أبو عبد الله.
وإقطاعات. وقال ابن زولاق (¬1): لما عمل التاريخ قطع له العزيز ما كان له عليه، وقبض إقطاعه، وأمره بلزوم داره، فكان على ذلك إلى أن مات في سنة أربع وثمانين وثلاث مائة. محمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد بن الحسين بن مسعود المسعوديّ البندهيّ، أبو عبد الله (¬2). كان من أهل الفضل والأدب والدّين والورع، أصله من بنج ديه: من أعمال خراسان، وكان يكتب البنجديهي (¬3). ورد بغداد، ثم الشام، وحصل له هناك سوق نافقة، وقبول تامّ، وأقبلت الدّنيا عليه، فحصّل من العلوم والكتب ما لم يحصل لغيره، فلمّا علم أنّ الدّنيا فانية وأنّ المنية دانية، وقف كتبه بالرّباط الذي بباب الناطفانيّين من جامع دمشق، وهي الخانقاه المعروفة بالسميساطي (¬4). وله كتاب شرح المقامات الحريريّة في مجلّدين، وكان فقيها محدّثا. سمع الحديث ورواه. وكان مولده، على ما ذكر شيخنا أبو عبد الله الدّبيثيّ، في سنة إحدى وعشرين وخمس مائة. وتوفّي بدمشق في ليلة السبت تاسع عشر ربيع الآخر من سنة أربع ¬
محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد القاهر بن يزيد بن رفاعة الشيباني، أبو عبد الله، الملقب بسديد الدولة، ويعرف بابن الأنباري.
وثمانين وخمس مائة (¬1)، ودفن في سفح جبل قاسيون (¬2). محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد القاهر بن يزيد بن رفاعة الشّيبانيّ، أبو عبد الله، الملقّب بسديد الدولة، ويعرف بابن الأنباري (¬3). كان كاتبا منشئا، كتب لخمسة من الخلفاء آخرهم المستنجد بالله، أنشأ في ديوان الخلافة زيادة على خمسين سنة، وكان مقدّما معظّما. ناب في الوزارة، ونفذ في رسائل من الدّيوان إلى بلاد العجم غير مرّة، وكان ذا رأي سديد وتدبير صالح، وحزم رشيد، وحسن سفارة، مع أمانة فيه، وفضل اشتهر به. وله: كتاب رسائله، وكتاب ديوان شعره. وكان بينه وبين أبي محمد ابن الحريريّ مكاتبات. وكان مجمع الفضل، وموئل ذوي الأدب والعلم، من أهل البراعة والفصاحة، مشتهرا بقضاء الحوائج. ومن كلامه ما كتبه إلى صديق له عقب مرض: /51/ وهب الله لك عافية غير عافية، وسلامة من الأدواء سالمة، ما رقّت الشمائل، وراقت الشمائل. وكتب إلى الشيخ أبي محمد القاسم ابن الحريريّ جواب كتاب كتبه إليه في أوله: [الكامل] أهلا بمن أهدى إليّ صحيفة … صافحتها بالرّوح لا بالرّاح (¬4) ¬
وفضضتها فتأرّجت نفحاتها … بالمسك شيب نسيمه بالرّاح (¬1) قرأت بخطّ أبي بكر عبيد الله ابن المارستانية (¬2): لمّا مات أبو الحسين عبد الملك بن رضوان (¬3) كاتب الإنشاء في سنة ستّ وخمس مائة، كتب أبو البركات هبة الله ابن السّقطيّ إلى سديد الدولة ابن الأنباريّ، شعرا: [السريع] قل لسديد الدّولة المجتبى … ذي الفضل والإفضال والمغرس (¬4) قد عنّت الرّتبة فانهض لها … واخطب سريعا كتبة المجلس (¬5) فلمّا وقف على المنبر قلب الرّقعة وكتب في ظهرها: [السريع] يا من حوى مع فضله همّة … بعير ثوب العلم لم تكتس (¬6) أرهقت عزمي في طلاب العلا … إن رغبوا في كاتب مفلس وقرن طرفي الرّقعة وسلّمها إلى الغلام ومدادها لم ينشف بعد، فجاء بها إلى ابن السّقطيّ وعنده ابن الحلوانيّ صاحب الخبر، فقرأ الرّقعة بطنا وظهرا، وكتب بصورة الحال إلى الخليفة المستظهر بالله، فوقع في الحال إلى ابن الحريزيّ صاحب المخزن يحضر ابن الأنباريّ، [. . .] (¬7) كتاب الإنشاء، ويقال له: قد رغبنا في كاتب مفلس (¬8). ¬
محمد بن عبدوس بن هارون الجهشياري الطبري، أبو عبد الله الكاتب.
مات ابن الأنباريّ هذا في خامس ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمس مائة، وقيل: سنة ثمان وخمسين وخمس مائة (¬1). وكان مولده سنة سبع وخمس مائة. محمد بن عبدوس بن هارون الجهشياريّ الطبريّ، أبو عبد الله الكاتب (¬2). كان حاجبا بين يدي الوزير عليّ بن عيسى بن داود بن الجرّاح، وكان ذا منزلة لديه. وله عدّة تصانيف، منها: كتاب ميزان الشّعر والاشتمال على أنواع العروض، وله كتاب اختار فيه ألف سمر من أسمار العرب والعجم والروم وغيرهم، كلّ خبر قائم بذاته، جمع منه أربع مائة سمر، وعاجلته المنيّة قبل إتمامه (¬3). ومات في سابع عشرة ذي القعدة من سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة. محمد بن عبد الواحد [52] بن أبي هاشم، أبو عمر الزّاهد المطرّز اللّغوي، غلام ثعلب (¬4). سمع الحديث ورواه، وكان الأشراف والأدباء وأهل العلم يحضرون عنده، يسمعون منه كتب ثعلب وغيرها، وكان عنده جزء قد جمع فيه ما يروى من فضائل معاوية، فكان لا يمكّن أحدا منهم يقرأ عليه شيئا حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء، ثم يقرأ بعد ذلك ما يريد (¬5). ¬
قال محمد بن إسحاق (¬1): كان أبو عمر الزاهد كثير التعصّب، قال: فحضر عنده يوما الشريف أبو عبد الله محمد بن الحسن بن القاسم الداعي، الذي استولى على طبرستان، ويلقّب بالمهدي، وطلب أن يقرأ عليه شيئا، فقال: أيّها الشريف، ترحّم على معاوية، فلم يجبه، وقال له: بارك الله فيك، وكانت هذه الكلمة تجري على لسانه دائما في خطابه، فقال له أبو عمر: ترحّم عليه، فإن كان خيرا أو حسنة كتبت لك دوني، وإن كانت سيئة فهي في عنقي دونك، وأنا أشهد الله أنّي أتحمّل إثمها عنك، فقال أبو عبد الله: كيف يجوز أن أرتكب معصية ويكون وزرها في عنقك أنت؟ هذا جهل وقلة دين، وسوء أدب، ثم نهض ولم يرجع إليه بعد ذلك. ومن تصانيف أبي عمر الزاهد: كتاب غريب الحديث، صنّفه على مسند أحمد، وله كتاب اليواقيت (¬2): كبير نحو عشرين مجلّدا، وكتاب شرح الفصيح، وكتاب فائت الفصيح، وكتاب المرجان (¬3)، وكتاب الموشّح، وكتاب الساعات، وكتاب العشرات (¬4)، وكتاب الشّورى، وكتاب التنويع (¬5)، وكتاب تفسير أسماء الشّعراء، وكتاب القبائل، وكتاب المكنون والمكتوم، وكتاب التفّاحة، وكتاب المستحسن (¬6)، وكتاب فائت المستحسن، وكتاب المداخل (¬7)، وكتاب النوادر، وكتاب فائت الجمهرة: يردّ فيه على ابن دريد، وكتاب ما أنكره الأعراب على أبي عبيد فيما رواه وصنّفه، وكتاب يوم وليلة، وكتاب فائت كتاب العين. وكانت وفاة أبي عمر الزاهد في سنة خمس وأربعين وثلاث مائة، ¬
محمد بن عبدة بن سليمان بن حاجب العبدي، أبو بكر.
ودفن في الصّفّة (¬1) التي دفن فيها أبو بكر الآدميّ مقابل قبر معروف الكرخيّ، بينهما الطريق. محمد بن عبدة بن سليمان بن حاجب العبديّ، أبو بكر (¬2). أحد النسّابين الثّقات، كان حسن المعرفة بالمآثر والمثالب، والأخبار وأيام العرب. قال محمد بن إسحاق (¬3): له من الكتب: كتاب مختصر أسماء القبائل، وكتاب النسب الكبير في نسب عدنان وقحطان، وكتاب الكافي في النسب، وكتاب مناكح آل المطّلب، وكتاب نسب ولد أبي صفرة والمهلّب وولده، وكتاب عدنان وقحطان (¬4)، وكتاب مناقب قريش، وكتاب نسب بني فقعس (¬5)، وكتاب الأمّهات، وكتاب نسب كنانة، وكتاب أبي جعفر المنصور، وكتاب أشراف بكر وتغلب وأيامهم، وكتاب أسماء فحول الشّعراء (¬6)، وكتاب الألوية، وكتاب مشيخة أنساب قريش، وكتاب تسمية القبائل والبطون، وكتاب فرسان العرب، وكتاب مهاجرة الحبشة، وكتاب اتفاق أسماء القبائل، وكتاب ألقاب العرب، وكتاب النوقل، وكتاب تفضيل العرب، وكتاب أنساب ثقيف، وكتاب أنساب ولد عيسى بن موسى الهاشميّ، وكتاب نسب خزاعة، وكتاب المبايعات من نساء الأنصار. كانت وفاة محمد بن حاجب العبديّ هذا قبل الثلاث مائة بقليل. محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن ¬
محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن سعيد بن علوان بن زياد بن غالب بن قيس بن المنذر، أبو الفضل البلعمي.
أبي سفيان بن عبد الرّحمن الأمويّ، المعروف بالعتبيّ (¬1). أحد العلماء بأخبار الرّواة للمآثر والأشعار، معدود في العلماء الظّرفاء والشّعراء الفضلاء. روى عن سفيان بن عيينة، وأبي مخنف لوط بن يحيى (¬2)، روى عنه أبو حاتم السّجستانيّ [53]، وأبو الفضل الرّياشي. وكان يلبس الطّيالسة (¬3) الزّرق، ويختضب بالحمرة، ويلقّب بالشّقران. وله من التصانيف: كتاب الخيل، وكتاب أشعار الأعاريب، وكتاب أشعار النّساء اللائي أحببن ثم أبغضن، وكتاب الأخلاق، وكتاب الذّبيح. ومن شعره يرثي عليّ بن سهل، وكان صديقه: [المنسرح] يا خير إخوانه وأعطفهم … عليهم راضيا وغضبانا (¬4) أصبحت رمسا وصار قربك لي … بعدا وصار الوصال هجرانا (¬5) إنّا إلى الله راجعون لقد … أصبح حزني عليك ألوانا حزن اشتياق وحزن مرزئة … إذا انقضى عاد كالذي كانا محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرّحمن بن عيسى بن سعيد بن علوان بن زياد بن غالب بن قيس بن المنذر، أبو الفضل البلعميّ (¬6). واحد عصره في الفضل والرأي وإجلال العلم وأهله، سمع الكثير. ¬
محمد بن عبيد الله بن أحمد بن إدريس المسبحي، أبو عبد الله.
وله تصانيف، منها: كتاب تلقيح البلاغة (¬1). وكان ينشد دائما هذا البيت: [الطويل] وهذا زمان المرء يشقى بعقله … وقد كان قبل اليوم يسعد بالعقل وكان البلعميّ وزير عبد الملك بن نوح. قال ابن السّمعاني (¬2): كانت وفاة البلعميّ في سنة تسع وعشرين وثلاث مائة. محمد بن عبيد الله بن أحمد بن إدريس المسبّحيّ، أبو عبد الله (¬3). صاحب «تاريخ مصر» (¬4)، وهو كتاب كبير نحو ثلاثين مجلدة، وله كتاب السؤال والجواب، وكتاب الشّجن والسّكن (¬5). وقد أرّخ إلى سنة ستّ وأربع مائة (¬6). محمد بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين، أبو الفرج (¬7)، قاضي البصرة. قال أبو سعد ابن السّمعاني: له تصانيف حسان رأيت منها: مقدّمة في النّحو مفيدة، وكتاب المتقعّرين. وذكر أنه توفّي لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرّم من سنة تسع وتسعين وأربع مائة. ومن شعره قوله: [الوافر] ¬
محمد بن علي بن عبد الله بن حمدان، أبو سعيد الجاواني العراقي، وجاوان: قبيلة من الأكراد سكنوا الحلة.
أخاف أسائل الرّكبان عنكم … إذا حلّوا بأكناف العراق مخافة أن ينمّ إليّ منهم … أحاديث أمرّ من الفراق (¬1) بلغ من العمر ثلاثا وثمانين سنة. محمد بن عليّ بن عبد الله بن حمدان، أبو سعيد الجاوانيّ العراقي (¬2)، وجاوان: قبيلة من الأكراد سكنوا الحلّة. ودخل بغداد في صباه، وتفقّه على مذهب الشافعيّ [54] على الإمام أبي حامد الغزّالي، وأبي بكر الشاشيّ، وإلكيا الهرّاسي (¬3)، وبرع في الفقه، وسمع الحديث ورواه، وقرأ المقامات على مؤلّفها الحريري، وشرحها. وصنّف كتاب عيوب الشّعراء (¬4)، وكتاب الفرق بين الراء والغين. أخبرني شهاب الحاتميّ، عن ابن السّمعانيّ قال: أنشدني محمد بن عليّ الجاوانيّ لنفسه شعرا: [الطويل] خليليّ هل أحبابنا يوم ودّعوا … وحثّ بهم حادي النّياق فأسرعوا (¬5) أقاموا على العهد الذي كان بيننا … أم استبدلوا خلاّ سوانا وضيّعوا لئن عبثت أيدي الفراق بشملنا … وأضحت لهم دار بنعمان بلقع ليحزنني نوح الحمام بربعهم … إلى أن يكاد القلب فيه يصدّع فيا ليت شعري هل يعود زماننا … مع الأهل والأحباب أم ليس يرجع وقد ذكره العماد الأصبهانيّ في كتاب الخريدة وقال: طالعت مصنّفا له في التوحيد بخطّه على أسلوب تصانيف الغزّالي، وفي خطبته هذان ¬
محمد بن إبراهيم بن الحسين بن محمد دادا، أبو جعفر الجرباذقاني، الحافظ، الفقيه الشافعي.
البيتان، وهما: [مجزوء الكامل] أفديك بالعين الصّحي … حة فالمريضة لا تساوي (¬1) إنّي أقيكم بالمحا … سن لا أقيكم بالمساوي وكان حيّا في سنة ثمان وستين وأربع مائة (¬2). محمد بن إبراهيم بن الحسين بن محمد دادا، أبو جعفر الجرباذقانيّ (¬3)، الحافظ، الفقيه الشافعيّ. كان قيّما بالفرائض والحساب وعلم الحديث، بصيرا بعلم الأدب، زاهدا متديّنا كثير العبادة، مقبلا على الاشتغال. ذكره أبو الفضل بن شافع (¬4)، وقال: لم أر له مثلا علما وزهدا ونبلا. دخل بغداد سنة أربعين وخمس مائة. وصنّف كتابا في الفرائض مفيدا قرأه الناس عليه، قال: وأنشدني لنفسه قوله: [الطويل] إذا رزق الله اللّبيب قناعة … وألبسه حسن التّلبّس بالنّاس ولم ير للفقر الممضّ مرارة … ولا للغنى فيه مطالع إيناس فقد نال عزّا لا مذلّة بعده … ونال غنى ما إن يزول بإفلاس كانت وفاة الجرباذقانيّ هذا في يوم الثلاثاء حادي عشر ذي حجة من سنة تسع وأربعين وخمس مائة. [55] محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن البكريّ (¬5)، المعروف ¬
بالفخر الرازي (¬1). أبوه خطيب، وكان هو إمام عصره، وفريد دهره، ونسيج وحده، فاق أهل زمانه في علم الكلام، وعلوم الأوائل، وعلم الأدب والفقه والتفسير والوعظ. وله تصانيف تدلّ على تبحّره في العلوم، منها: كتاب مفاتيح الغيب في تفسير القرآن المجيد (¬2) على الوجه النّقليّ والعقلي: في عشرين مجلدة، وكتاب نهاية العقول (¬3)، وكتاب المحصّل (¬4)، وكتاب الأربعين في أصول الدّين (¬5)، وكتاب فضائل الصّحابة، وكتاب المطالب العالية (¬6)، وكتاب الخمسين، وكتاب تأسيس التقديس، وكتاب الزّبدة، وكتاب معالم العلوم، وكتاب المسائل الشّرقية (¬7)، وكتاب عصمة الأنبياء، وكتاب الرّياض المونقة، وكتاب شرح عيون الحكم، وكتاب شرح الوجيز للغزّالي، وكتاب أسرار التنزيل: في مجلّدين، وكتاب شرح أسماء الله الحسنى (¬8)، وكتاب القضاء والقدر، وكتاب تعجيز الفلاسفة، وكتاب الإغلاق، وكتاب رسالة ذمّ الدنيا، وكتاب منتخب تنكلوشا، وكتاب مباحث الوجود، وكتاب شرح الإشارات لابن سينا، وكتاب لباب الإشارات (¬9)، وكتاب الجامع الكبير في الطّب، وكتاب الملخّص، وكتاب الآيات البيّنات، ¬
[حرف الالف]
وكتاب شرح القانون، وكتاب السرّ المكتوم (¬1)، وكتاب شرح المفصّل للزمخشري، وكتاب المحرّر في النّحو، وكتاب التشريح في علم الخلاف، وكتاب المطالب، وكتاب الأشربة، وكتاب مناقب الشافعيّ رضي الله عنه (¬2). وكان يعادل حجة الإسلام الغزّاليّ، وربّما زاد عليه في الوعظ باللّسانين: العربيّ والفارسي، وكان له قلب في حالة الوعظ، ويكثر البكاء في مجلسه منه ومن الحاضرين. ومن شعره قوله: [الطويل] نهاية إقدام العقول زوال … وأكثر سعي العالمين ضلال (¬3) وأرواحنا في غفلة من جسومنا … وحاصل دنيانا أذى ووبال (¬4) ولم نستفد من علمنا طول عمرنا … سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا (¬5) وكم قد رأينا من رجال ودولة … فبادوا جميعا مسرعين وزالوا وكم من جبال قد علت شرفاتها … وعال فزالوا والجبال جبال كانت وفاة الإمام فخر الدّين الرازي في يوم عيد النّحر من سنة ستّ وست مائة بهراة ودفن بها، وكان يوم موته يوما مشهودا. [56] . . . (¬6) في اللغة صغير الحجم كثير النفع، وكتاب الأنواء (¬7). [حرف الالف] إبراهيم بن السّريّ بن سهل الزّجاج، أبو إسحاق النّحويّ (¬8). ¬
إبراهيم بن العباس الصولي، أبو إسحاق.
ذكره الخطيب قال: كان من أهل الفضل والدّين، حسن الاعتقاد (¬1). مات في جمادى الآخرة من سنة إحدى عشرة وثلاث مائة، عن سبعين سنة. وقد روى عنه أبو العلاء المعريّ (¬2)، وهو أستاذ أبي عليّ الفارسيّ، وقد قرأ هو على المبرّد، وكان يعطيه في كلّ يوم درهما من خرط الزّجاج كما شرط له. وطلب الوزير عبيد الله بن سليمان من يعلّم أولاده، فعيّن عليه المبرّد، فكان ذلك سبب غناه؛ لأنه كان يقضي عدة حوائج، وتعرض عليه الرقائع ويأخذ من ذلك الفوائد (¬3). وقد ذكره النّديم صاحب الفهرست (¬4)، وقال: للزجّاج من الكتب: كتاب ما فسّره من جامع المنطق (¬5)، وكتاب معاني القرآن (¬6)، وكتاب الاشتقاق، وكتاب القوافي، وكتاب العروض، وكتاب الفرق، وكتاب خلق الإنسان (¬7)، وكتاب خلق الفرس، وكتاب مختصر النّحو، وكتاب فعلت وأفعلت (¬8)، وكتاب ما ينصرف وما لا ينصرف (¬9)، وكتاب شرح أبيات سيبويه، وكتاب النوادر، وكتاب الأنواء (¬10). إبراهيم بن العباس الصّوليّ، أبو إسحاق (¬11). ¬
إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الكوفي.
كان يخدم المتوكّل على ديوان الصّناع، ولمّا مات المعتصم، وقام ابنه الواثق مقامه خليفة بعده، كتب إبراهيم بن العبّاس يعزّيه بأبيه ويهنئه بالخلافة، وهو هذا: «إنّ أحقّ الناس بالشّكر من جاء به عن الله، وأولاهم بالصّبر من كان سلفه رسول الله. وأمير المؤمنين، أعزّه الله وآباؤه نصرهم الله، أولو الكتاب الناطق عن الله بالشّكر، وعترة رسول الله المخصوصون بالصّبر، وفي كتاب الله أعظم الشّفاء، وفي رسول الله أحسن العزاء. وقد كان من وفاة أمير المؤمنين المعتصم بالله، ومن مشيئة الله في ولاية أمير المؤمنين الواثق بالله ما عفّى على أوّله وآخره، وتلافت بدأته عاقبته، فحقّ الله من الأولى الصّبر، وفرضه في الأخرى الشّكر. فإن رأى أمير المؤمنين أن يستنجز ثواب الله بصبره، ويستدعي زيادته بشكره، فعل إن شاء الله وحده» (¬1). ذكر محمد بن إسحاق أنّ تصانيف إبراهيم بن العباس الصّولي: كتاب ديوان رسائله، وكتاب الدولة، وكتاب الطّبيخ، وكتاب العطر، وكتاب ديوان شعره. وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعين ومائتين في شعبان (¬2). إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الكوفيّ (¬3). كان أخباريّا من مشهوري الإمامية، ذكره أبو جعفر محمد الطّوسيّ في مصنّفيهم، وذكر أنه مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وانتقل من الكوفة إلى أصفهان وأقام بها، وكان أوّلا زيديّا، وانتقل إلى القول بالإمامة. ¬
إبراهيم بن محمد، نفطويه الأزدي، من أهل واسط،
وله مصنّفات، منها: كتاب المغازي، وكتاب السّقيفة، وكتاب الرّدة، وكتاب الشّورى، وكتاب بيعة عليّ عليه السلام، وكتاب الجمل، وكتاب صفّين، وكتاب الحكمين، وكتاب النّهر (¬1)، وكتاب مقتل عليّ عليه السلام، وكتاب القرائن (¬2)، وكتاب الوردة، وكتاب رمائل عليّ عليه السلام، وكتاب أخبار المختار، وكتاب فدك، وكتاب مقتل الحسين عليه السلام، وكتاب الحجة في فعل المكرمين، وكتاب السرائر، وكتاب المودّة في ذوي القربى، وكتاب الحوض والشّفاعة، وكتاب الجامع الكبير: في الفقه، وكتاب الجامع الصغير، وكتاب ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام، وكتاب فضائل الكوفة ومن نزلها من الصّحابة (¬3)، وكتاب الإمامة ومختصره (¬4)، وكتاب المتعتين، وكتاب الجنائز، وكتاب الوصيّة، [57] وكتاب المبتدأ، وكتاب أخبار عمر رضي الله عنه، وكتاب أخبار عثمان رضي الله عنه، وكتاب الدار، وكتاب الأحداث، وكتاب الحروريّة (¬5)، وكتاب الغارات، وكتاب السّير، وكتاب يزيد، وكتاب عبد الله بن الزّبير (¬6)، وكتاب التفسير (¬7)، وكتاب التاريخ، وكتاب الرؤيا، وكتاب الأشربة: كبير وصغير، وكتاب محمد بن الحسين (¬8)، وكتاب من قتل من آل محمد، وكتاب الخطب المغريات (¬9). إبراهيم بن محمد، نفطويه الأزديّ (¬10)، من أهل واسط، كنيته أبو ¬
إبراهيم بن محمد بن حيدر بن علي بن إسحاق الخوارزمي،
عبد الله. ولقّب نفطويه، على مثال سيبويه، لأنه قرأ عليه (¬1). وكان يدرّس كتابه وشرحه، وكان عالما بالنّحو واللّغة والحديث، أخذ عن ثعلب والمبرّد، روى عنه أبو عبد الله المرزباني، وأبو الفرج الأصبهانيّ. وقد ذكره ابن المرزبانيّ في كتاب المقتبس وقال: ولد في سنة أربع وأربعين ومائتين، ومات في يوم الأربعاء ثاني عشر شهر ربيع الأوّل من سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة. ودفن في مقابر باب الكوفة. وكان طاهر الأخلاق، حسن الحفظ للقرآن المجيد. له من الكتب: كتاب التاريخ، وكتاب الاقتصارات، وكتاب البارع، وكتاب غريب القرآن، وكتاب الجامع في النّحو (¬2)، وكتاب الاستثناء والشّرط في القراءات، وكتاب الوزراء، وكتاب الملح، وكتاب الأمثال، وكتاب الشّهادات، وكتاب المصادر، وكتاب القوافي، وكتاب أمثال القرآن، وكتاب الردّ على من يزعم أنّ العرب مشتقّ كلامها بعضه من بعض، وكتاب الردّ على من قال بخلق القرآن، وكتاب الردّ على المفضّل ابن سلمة (¬3). وكان نفطويه من أعيان العلماء وعلماء الأعيان. إبراهيم بن محمد بن حيدر بن عليّ بن إسحاق الخوارزميّ، ¬
إبراهيم بن موسى الواسطي.
المعروف بالنظام المؤذّن (¬1). أخبر أنّ مولده في ذي الحجة من سنة تسع وخمسين وخمس مائة. حدّثني الأديب ياقوت الحمويّ مشافهة أنّ إبراهيم المذكور له من التصانيف: كتاب ديوان الإنشاء، وكتاب شرح كليلة ودمنة بالفارسية، وكتاب الوسائل إلى الرسائل من نثره، وكتاب ديوان شعره بالعربية، وكتاب ديوان شعره بالفارسيّة، وكتاب الخطب في دعوات ختم القرآن سمّاها تتمّة التتميم (¬2)، وكتاب الطّرفة في التّحفة بالفارسية، ورسائل أساس نامة: في المواعظ بالفارسية، وكتاب تعريف شواهد التصريف، وكتاب أزموذارنامه: تشتمل على أبيات عربيّة من كليلة ودمنة شرحها بالفارسية (¬3)، وكتاب كفتار نامه: منطق، وكتاب مرتع الوسائل ومربع الرسائل. إبراهيم بن موسى الواسطيّ (¬4). له كتاب في أخبار الوزراء، عارض فيه كتاب محمد بن داود بن الجرّاح في الوزراء، ذكر ذلك المسعوديّ في مروج الذهب (¬5). إبراهيم بن هلال بن زهرون الصابي، أبو إسحاق الحرّانيّ (¬6). أوحد الدّنيا في إنشاء الرسائل، والاشتمال على جهات الفضائل. مات في يوم الخميس ثاني عشر شوال من سنة أربع وثمانين وثلاث مائة عن ¬
إحدى وسبعين سنة. وكان قد خدم الخلفاء والأمراء من بني بويه والوزراء، وتقلّد أعمالا جليلة، وعرض عليه عزّ الدولة بختيار بن معزّ الدّولة بن بويه (¬1) الوزارة على أن يسلم فامتنع، وكان حسن العشرة للمسلمين، عفيفا في مذهبه. ثم ناب أولا عن الوزير أبي محمد المهلّبيّ في ديوان الإنشاء وأمور الوزارة. ولمّا ورد عضد الدولة بغداد في سنة سبع وستين وثلاث مائة نقم عليه أشياء من مكتوباته عن الخليفة وعن عزّ الدولة بختيار فحبسه، فسئل وقد عرّف فضله (¬2)، وقيل له: مثل مولانا لا ينقم على مثله ما كان منه، [58] فإنه كان في خدمة قوم لا يمكنه إلاّ المبالغة في نصحهم، ولو أمره مولانا إذا استخدمه بمثل ذلك في أبيه ما أمكنه المخالفة، فقال عضد الدولة: قد سوّغته نفسه، فإن عمل كتابا في مآثرنا وتاريخنا أطلقه، فشرع في محبسه في كتاب التاجيّ في أخبار بني بويه، وكاد حاله يفضي إلى صلاح، فنقل عنه بعض أعدائه إلى عضد الدولة أنه قد قال لمن سأله في حبسه عمّا يكتب فقال: أباطيل ألفّقها، وأكاذيب أزوّقها. فأمر عضد الدولة عند سماع ذلك بأن يلقى تحت أرجل الفيلة. فأكبّ عبد العزيز بن يوسف (¬3) ونصر بن هارون على الأرض يقبّلانها يسألان عضد الدولة في أمره، فوفّر عليه نفسه، بعد أن أخذ جميع أمواله. واستدام حبسه إلى أن أخرجه صمصام الدولة بن عضد الدولة (¬4). ¬
إبراهيم بن علي بن يوسف، أبو إسحاق الفيروزآبادي الشيرازي.
وأما بلاغة الصابي فقد استغني بشهرتها عن ذكرها، وقد مدحه الشّعراء، وأثنى عليه البلغاء، وكان يحفظ القرآن المجيد حفظا يدور على طرف لسانه، وبرهان ذلك في رسائله. ومن تصانيفه: كتاب التاجيّ في أخبار آل بويه، وكتاب رسائله: نحو ألف ورقة (¬1)، وكتاب أخبار أهله، وكتاب أخبار شعر المهلّبي، وكتاب ديوان شعره. إبراهيم بن عليّ بن يوسف، أبو إسحاق الفيروزآباديّ الشّيرازيّ (¬2). إمام أصحاب الشافعيّ في زمانه، وإليه انتهت رياستهم علما ودينا وورعا، وقد انتشر علمه في الآفاق، وجاءته الدّنيا صاغرة فأباها، وزجى عمره على خشونة العيش قانعا باليسير، وبذلك صار ذا جاه عريض عند الملوك والسلاطين، والخاصّ والعامّ، موصوفا بالكمال، منفردا بوفور العلم، وحسن السيرة، وحميد الطريقة، وأكثر علماء الأمصار من تلامذته. وقد ذكرت طرفا من أخباره وسيرته في كتاب المناقب العليّة لمدرّسي النّظامية، وفي كتاب الاقتفاء لطبقات الفقهاء. ومن شعره قوله في المناجاة: [البسيط] لبست ثوب الرّجا والناس قد رقدوا … وقمت أشكو إلى مولاي ما أجد (¬3) وقلت يا عدّتي في كلّ نائبة … ومن عليه لكشف الضّرّ أعتمد ها قد مددت يدي والضّرّ مشتمل … إليك يا خير من مدّت إليه يد (¬4) فلا تردّنّها يا ربّ خائبة … فبحر جودك يروي كلّ من يرد ¬
إبراهيم بن جعفر الواسطي، صديقنا، الملقب بالرضى.
ومن تصانيفه: كتاب التنبيه في الفقه (¬1)، وهو كتاب مبارك ما حفظ إلا من انتفع (¬2)، وكتاب المهذّب في المذهب (¬3)، وكتاب طبقات الفقهاء (¬4)، وعليه ذيّلت كتاب الاقتفاء، وكتاب اللّمع (¬5) في أصول الفقه. توفّي الشيخ أبو إسحاق في ليلة الأحد الحادي والعشرين من جمادى الآخرة من سنة ستّ وسبعين وأربع مائة في دار الرئيس ابن رئيس الرؤساء (¬6) بالقصر من دار الخلافة، وصلّى عليه المقتدي بأمر الله في صحن السّلام، ثم حمل إلى جامع القصر، فصلّى عليه خلق كثير من الأعيان والعلماء، وحمل الفقهاء جنازته إلى تربة الوزير ابن رئيس الرؤساء، فدفن بها، وقبره ظاهر يزار ويتبرّك به. وكان مولده في سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة. إبراهيم بن جعفر الواسطيّ (¬7)، صديقنا، الملقّب بالرّضى. كان فاضلا قيّما بعلم الأدب، عارفا بالمذهب والخلاف والأصول، رتّب مدرّسا بمدرسة ابن المطّلب المعروفة بدار الذهب، وعيّن عليه مشرفا على أقضى القضاة عمر النهرقلّي (¬8) في عمارة حرم النبيّ صلّى الله عليه وسلم. وكان متديّنا متعبّدا، غزير الفضل. ¬
أحمد بن أبان بن سيد اللغوي الأندلسي.
توفّي بعد مفارقة المدينة الشريفة متوجّها إلى [59] بغداد في سنة ثمان وخمسين وستّ مائة، وقد صنّف شرح الألفية في النّحو شرحا جيّدا (¬1)، وجمع عدّة مجامع، وقد ذكرته في كتاب الاقتفاء. أحمد بن أبان بن سيّد اللّغويّ الأندلسيّ (¬2). ذكره ابن بشكوال القرطبيّ في تاريخه (¬3)، وقال: مات في سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة. وكان يعرف بصاحب الشّرطة. وهو مصنّف كتاب العالم، ويشتمل على عشرين مجلّدة (¬4)، رتّبه على الأجناس بدأ بالفلك، وختم بالذّرّة. وله في العربية كتاب العالم والمتعلّم والمسألة والجواب (¬5)، وكتاب شرح كتاب الأخفش. أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حمدون النّديم، أبو عبد الله (¬6). مصنّف الإمامية، وكان شيخ أهل اللّغة، وأستاذ أبي العباس ثعلب. وله كتب، منها: كتاب أسماء الجبال والمياه والأودية، وكتاب بني مرّة بن عوف، وكتاب بني النّمر بن قاسط (¬7)، وكتاب بني عقيل، وكتاب بني عبد الله بن غطفان، وكتاب طيّئ، وكتاب شعر العجير السّلولي (¬8)، ¬
أحمد بن إبراهيم بن معلى، أبو بشر.
وكتاب شعر ثابت (¬1)، وكان خصيصا بالمتوكّل. أحمد بن إبراهيم بن معلّى، أبو بشر (¬2). ذكره أبو جعفر الطوسيّ (¬3) في مصنّفي الإمامية. وهو من تنوخ، وسكن الأهواز، وجدّه المعلّى بن أسد من أصحاب صاحب الزّنج. وله تصانيف، منها: كتاب التاريخ الكبير، وكتاب التاريخ الصّغير، وكتاب مناقب عليّ عليه السلام، وكتاب أخبار صاحب الزّنج، وكتاب الفرق، وكتاب أخبار السيّد الحميري (¬4)، وكتاب شعر السيّد، وكتاب عجائب العالم. أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم نطّاحة (¬5)، من أهل الأنبار. كان كاتب عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، وكان بليغا مترسّلا شاعرا أديبا، وبينه وبين ابن المعتزّ مراسلات عجيبة. وقد ذكره ابن إسحاق النديم في الفهرست (¬6)، وقال: له من التصانيف: ديوان رسائله: نحو ألف ورقة، وكتاب الطّبيخ، وكتاب طبقات الكتاب، وكتاب أسماء المجموع من الرّقاع (¬7) يشتمل على سماعاته من العلماء وما ¬
أحمد بن أعثم الكوفي، أبو محمد الأخباري المؤرخ.
شاهد من أحوالهم، وكتاب صفة النفس، وكتاب رسائله إلى إخوانه. ومن شعره قوله: [المجتث] خير الكلام قليل … على كثير دليل (¬1) والعيّ معنى قصير … يحويه لفظ طويل وفي الكلام عيون … وفيه قال وقيل وللبليغ فصول … وللعييّ فضول أحمد بن أعثم الكوفيّ، أبو محمد الأخباريّ المؤرّخ (¬2). له من التصانيف: كتاب المألوف، وكتاب الفتوح (¬3): ذكر فيه إلى أيام الرشيد، وكتاب التاريخ: إلى آخر أيام المقتدر، وأوله أول أيام المأمون. وله شعر لطيف، فمن ذلك: [الكامل] خلق أرقّ من النّسيم إذا جرى … سحرا على نور الرّبيع الزّاهر (¬4) لو جاور البحر الأجاج أعاده … عذبا يروق صفاؤه للنّاظر وله: [مخلّع البسيط] لمّا كسا وجهه عذارا … خلّعت في حبّه العذارا (¬5) حفّ نهار الصّبا بليل … فصار ليلي به نهارا داريته فاستقام حتّى … صار إذا لم أزره زارا أحمد بن بكر العبديّ، أبو طالب (¬6). كان نحويّا لغويّا قيّما بالقياس والاقتباس في علوم العربية، أخذ النّحو عن القاضي أبي سعيد السّيرافي، وأبي الحسن الرّمّاني، وأبي عليّ ¬
أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك، يعرف بجحظة.
الفارسي. ومات في سنة ستّ وأربع مائة في خلافة القادر بالله. وله من الكتب: كتاب شرح الإيضاح، وكتاب شرح [60] الجرمي. أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك، يعرف بجحظة (¬1). كان حسن الأدب، كثير الرّواية للأخبار، متصرّفا في فنون من العلم، كالنّحو واللّغة والنّجوم، مليح الشّعر، مقبول الألفاظ، حاضر النادرة. وكان طنبوريّا حاذقا (¬2)، نادم الخلفاء. مات في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مائة عن مائة سنة. ذكره محمد بن إسحاق، وقال: له من التصانيف: كتاب الطّبيخ، وكتاب الطّنبوريّين، وكتاب فضائل السّكباج (¬3)، وكتاب التّرنّم، وكتاب المشاهدات، وكتاب ما شاهده من أمر المعتمد على الله، وكتاب ما جمعه ممّا جرّبه المنجّمون من الأحكام فصحّ، وكتاب ديوان شعره، فمن نظمه قوله: [الطويل] رحلتم فكم من أنّة بعد زفرة … مبيّنة للنّاس شوقي إليكم (¬4) وقد كنت أعتقت الجفون من البكا … فقد ردّها في الرّقّ حزني عليكم وكان يبخل، وله أخبار طريفة. أحمد بن حاتم، أبو نصر الباهليّ (¬5). صاحب الأصمعي، روى عنه كتبه. ذكره المرزبانيّ، وقال: مات هو ¬
أحمد بن الحارث بن المبارك الخراز، أبو جعفر.
وأبو عبد الله ابن الأعرابيّ وعمرو بن أبي عمرو بن العلاء في سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وقد نيّف أحمد على السبعين. وله من التصانيف: كتاب الشّجر والنبات، وكتاب اللبإ واللبن، وكتاب الإبل، وكتاب أبيات المعاني، وكتاب الاشتقاق للأسماء (¬1)، وكتاب الزّرع والنّخل، وكتاب الطّير، وكتاب الخيل، وكتاب ما يلحن فيه العامة، وكتاب الجراد. ولمّا مات ترك ثلاثين ألف دينار. أحمد بن الحارث بن المبارك الخرّاز، أبو جعفر (¬2). كان موصوفا بالثّقة والحفظ، وهو من موالي المنصور. مات، فيما ذكره ابن قانع (¬3)، في سنة ثمان وخمسين ومائتين، ودفن في مقابر باب الكوفة. وقد ذكره ابن إسحاق النديم (¬4)، قال: له من الكتب: كتاب المسالك والممالك، وكتاب أسماء الخلفاء وكناهم والصّحابة (¬5)، وكتاب مغازي البحر في دولة بني هاشم، وكتاب القبائل، وكتاب الأشراف، وكتاب ما نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلم عنه، وكتاب أبناء السّراري، وكتاب نوادر الشّعراء، وكتاب مختصر كتاب البطون، وكتاب مغازي النبيّ صلّى الله عليه وسلم وسراياه وأزواجه (¬6)، وكتاب أخبار أبي العباس، وكتاب الاخبار والنّوادر، وكتاب النسب (¬7)، ¬
أحمد بن الحسين بن شقير، أبو بكر النحوي.
وكتاب الرّهبان (¬1)، وكتاب جمهرة نسب الحارث بن كعب (¬2). أحمد بن الحسين بن شقير، أبو بكر النّحويّ (¬3). أخذ النّحو عن أبي القاسم الزجّاجي، وكان مشهورا برواية كتب الواقديّ عن أحمد بن عبيد عنه. مات في صفر من سنة سبع عشرة وثلاث مائة في خلافة المقتدر. وله تصانيف، منها: كتاب مختصر في النّحو، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكّر والمؤنّث، وقد ذكر في كتابه المختصر في النّحو (¬4) أنّ النصب على أربعين وجها. أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ النّيسابوريّ، أبو بكر (¬5). قال الحاكم: كان مجاب الدعوة. مات في السابع والعشرين من شوّال من سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. وله من التصانيف: كتاب الشامل، وكتاب الغاية (¬6)، وكتاب قراءة أبي عمرو، وكتاب غرائب القراءات، وكتاب وقوف القرآن، وكتاب الانفراد، وكتاب شرح المعجم، وكتاب شرح التحقيق، وكتاب اختلاف عدد السّور وكتاب رءوس الآيات، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب قراءة ¬
أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد، المعروف ببديع الزمان الهمذاني أبو الفضل.
عبد الله بن عمرو، وكتاب علل كتاب الغاية، وكتاب [61] المبسوط (¬1)، وكتاب آيات القرآن، وكتاب الاتفاق والانفراد، وكتاب المقاطع والمبادئ (¬2). وتوفّي عن نيّف وثمانين سنة. أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد، المعروف ببديع الزّمان الهمذانيّ أبو الفضل (¬3). قال أبو شجاع شيرويه (¬4) في تاريخ همذان: إنه سكن هراة. وقد روى عن أحمد بن فارس (¬5)، صاحب المجمل (¬6)، وعيسى بن هشام الأخباري. وكان أحد الأدباء الفصحاء، ما أخرجت همذان بعده مثله، وسمّ في سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة. وكان قيّما بعلم الحديث. استقصى الثعالبيّ أخباره، وقال عنه: كان بديع الزمان معجزة همذان، ونادرة الفلك، وبكر عطارد، وفرد الدّهر، وغرّة العصر، من لم ير له نظير في الذّكاء، وكان صاحب عجائب ونوادر وبدائع، منها: أنه كان ينشد الشّعر لم يسمعه قطّ، وهو أكثر من خمسين بيتا، فيحفظه في مرّة واحدة لا يخرم منه حرفا، وينظر في الأربع والخمس أوراق من كتاب لم يعرفه نظرة واحدة ثم يهذّها عن ظهر قلبه هذّا، وكان يقترح عليه عمل ¬
أحمد بن داود، أبو حنيفة الدينوري.
قصيدة أو إنشاء رسالة في معنى، فيكتبها في الحال من غير مسوّدة، إلى غير ذلك مما يطول ذكره (¬1). وأكبر كتبه في الرسائل (¬2)، وله ديوان شعر، وله كتاب المقامات المعروفة بمقامات البديع (¬3)، وهي التي حذا ابن عليّ الحريريّ (¬4) حذوها. أحمد بن داود، أبو حنيفة الدّينوريّ (¬5). كان نحويّا أديبا مهندسا شاعرا منجّما حاسبا، أخذ النّحو عن ابن السّكّيت. مات في جمادى الأولى من سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وكان زاهدا ورعا. وله من الكتب المصنّفة: كتاب الباه، وكتاب ما يلحن فيه العامة، وكتاب الشّعر والشّعراء، وكتاب الفصاحة، وكتاب الأنواء، وكتاب حساب الدور، وكتاب البحث في حساب الهند، وكتاب البلدان، وكتاب الجبر والمقابلة، وكتاب النبات (¬6) لم يصنّف مثله في معناه، وكتاب الردّ على من أخذ على الأصفهاني (¬7)، وكتاب الجمع والتفريق، وكتاب الأخبار الطّوال، وكتاب الوصايا، وكتاب نوادر الخبر (¬8)، وكتاب القبلة والزّوال، وكتاب إصلاح المنطق، وكتاب الكسوف، وكتاب تفسير القرآن. ¬
أحمد بن سعيد بن شاهين، أبو العباس البصري.
أحمد بن سعيد بن شاهين، أبو العباس البصريّ (¬1). ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست (¬2)، وقال: له من الكتب: كتاب ما قالته العرب وكثر في أفواه العالم (¬3). أحمد بن سهل البلخيّ، أبو زيد (¬4). كان فاضلا قيّما بجميع العلوم القديمة والحديثة، يسلك في مصنّفاته طريقة الفلاسفة، إلا أنه بأهل الأدب أشبه. مات في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. قال ابن إسحاق: وله من الكتب: كتاب شرائع الأديان، وكتاب اختيارات السّير، وكتاب السّياسة، وكتاب أقسام العلوم، وكتاب السّياسة الصغير (¬5)، وكتاب كمال الدّين، وكتاب فضل صناعة الكتابة، وكتاب مصالح الأبدان والأنفس، وكتاب أسماء الله وصفاته، وكتاب صناعة الشّعر، وكتاب فضيلة علم الأخبار، وكتاب الأسماء والكنى والألقاب، وكتاب أسماء الأشياء (¬6)، وكتاب النّحو والتصريف، وكتاب الصّورة والمصوّر، وكتاب رسالة حدود الفلسفة (¬7)، وكتاب ما صحّ من أحكام النجوم (¬8)، وكتاب الردّ على عبدة الأوثان، كتاب فضيلة علوم الرياضات، وكتاب في إنشاء علوم الفلسفة (¬9)، وكتاب القرابين والذبائح، وكتاب عصمة الأنبياء ¬
عليهم السلام، وكتاب نظم القرآن، وكتاب قوارع القرآن، وكتاب الفتّاك [62] والنّسّاك، وكتاب ما أغلق من غريب القرآن، وكتاب في أنّ سورة الحمد تنوب عن جميع القرآن، وكتاب أجوبة أبي القاسم الكعبي، وكتاب النوادر: في فنون شتّى، وكتاب أجوبة أهل فارس، وكتاب تفسير صور السماء والعالم (¬1)، وكتاب أجوبة أبي عليّ بن محتاج، وكتاب أجوبة أبي إسحاق المؤدّب، وكتاب المصادر، وكتاب أجوبة أبي الفتيان السّكّري (¬2)، وكتاب الشّطرنج، وكتاب فضيلة مكة على سائر البقاع (¬3)، وكتاب جواب رسالة أبي عليّ ابن المنيّر (¬4)، وكتاب منية الكتّاب، وكتاب البحث عن التأويلات، وكتاب الرسالة السالفة إلى الكتّاب (¬5)، وكتاب رسالة في مدح الورقة (¬6)، وكتاب وصيّة، وكتاب صفات الأمم، وكتاب القرود، وكتاب فضيلة الملك (¬7)، وكتاب المختصر في اللغة، وكتاب صولجان الكتبة، وكتاب أدب السّلطان والرّعية، وكتاب فضائل بلخ، وكتاب تفسير الفاتحة والحروف المقطّعة في أوائل السّور، وكتاب رسوم الكتب، وكتاب أخلاق الأمم. وقد ذكر صاحب كتاب البلدان (¬8) أبو عبد الله (¬9)، أنّ صاحب خراسان ¬
أحمد بن أبي طاهر، أبو الفضل.
استدعى أحمد بن سهل البلخيّ هذا إلى بخارى ليستعين به على سلطانه، فلمّا بلغ جيحون (¬1)، وشاهد أمواجه، وجري مائه، وسعته، كتب إليه: إن كنت طلبت حضوري عندك لما بلغك من صائب رأيي، فإن عبرت هذا النهر فلست بذي رأي والسلام. فلمّا قرأ كتابه عجب منه، وأمره بالرجوع إلى بلخ (¬2). أحمد بن أبي طاهر، أبو الفضل (¬3). كان أحد البلغاء الفضلاء، الشّعراء الرّواة من أهل الفهم والعلم، وهو صاحب تاريخ بغداد في أخبار الخلفاء والأمراء وأيامهم (¬4). مات في سنة ثمانين ومائتين عن ستّ وسبعين سنة، ودفن في مقبرة باب الشام، ذكر ذلك ابنه عبيد الله فيما ذيّله على تاريخه. وذكره الخطيب أيضا في تاريخه (¬5)، وقال: روى عن عمر بن شبّة (¬6)، وروى عنه ابنه عبيد الله، ومحمد بن خلف المرزبانيّ. وحكى الخطيب عنه أيضا أنه مدح الحسن بن مخلد (¬7) وزير المعتمد، فأمر له بمائة دينار، وقال: الق رجاء الخادم وخذها منه، فلقي رجاء، ¬
فلم يعطه شيئا، وقال: لم تأمرني بشيء، فكتب إلى الحسن شعرا: [البسيط] أمّا رجاء فأرجى ما أمرت به … فكيف إن كنت لم تأمره يأتمر (¬1) بادر بجودك إمّا كنت مقتدرا … فليس في كلّ حال أنت مقتدر (¬2) وذكر محمد بن إسحاق (¬3) أنّ له من الكتب: كتاب المنثور والمنظوم (¬4) أربعة عشر جزءا، وكتاب سرقات الشّعر، وكتاب بغداد (¬5)، وكتاب الجوهر (¬6)، وكتاب المؤلّفين، وكتاب الهدايا، وكتاب المشتقّ المختلف من المؤتلف، وكتاب أسماء الشّعراء الأوائل، وكتاب الموشّى، وكتاب ألقاب الشّعراء ومن عرف بالكنى ومن عرف بالاسم وكتاب المعروفين (¬7)، وكتاب المقتدرين (¬8)، وكتاب اعتذار وهب من ضرطته، وكتاب من أنشد شعرا وأجيب بكلام، وكتاب الحجاب، وكتاب الملك الصالح والوزير المعين، وكتاب مرثية هرمز بن كسرى، وكتاب خبر الملك العاتي في تدبير المملكة والسّياسة (¬9)، وكتاب الملك البابليّ من الملك المصري والملك الحكيم الرّومي (¬10)، وكتاب المزاح والمعاتبات، وكتاب مفاخرة الورد والنّرجس، وكتاب مقاتل الفرسان، وكتاب مقاتل الشّعراء، وكتاب الخيل، وكتاب الطّرد، وكتاب سرقات البحتريّ من أبي تمّام، وكتاب ¬
[63] جمهرة بني هاشم (¬1)، وكتاب رسالته إلى إبراهيم ابن المدبّر (¬2)، وكتاب الرسالة في النهي عن الشهوات، وكتاب الرسالة إلى عليّ بن يحيى (¬3)، وكتاب الجامع في الشعراء وأخبارهم، وكتاب فضل العرب على العجم، وكتاب لسان العيون، وكتاب أخبار المتظرّفات، وكتاب اختيار أشعار الشّعراء، وكتاب اختيار شعر بكر ابن النطّاح (¬4)، وكتاب المؤنس، وكتاب الغلة والغليل، وكتاب أخبار شعر دعبل، وكتاب أخبار أبي مسلم الخراساني، وكتاب اختيار شعر العتّابي (¬5)، وكتاب اختيار شعر منصور النّمري (¬6)، وكتاب اختيار شعر أبي العتاهية، وكتاب أخبار بشّار بن برد واختيار شعره، وكتاب أخبار مروان وآله وأشعارهم (¬7)، وكتاب أخبار ابن مناذر (¬8)، وكتاب أخبار ابن هرمة ومختار شعره، ¬
أحمد بن الطيب السرخسي.
وكتاب أخبار ابن الدّمينة (¬1)، وكتاب أخبار عبيد الله بن قيس الرّقيّات. أحمد بن الطيّب السّرخسيّ (¬2). أحد العلماء الفقهاء الفصحاء البلغاء، له في علم الأثر الباع الطويل، وفي علوم الحكماء الذّهن الثاقب، وهو تلميذ الكنديّ، وله في كلّ فنّ تصانيف وتواليف ومجاميع. وكان ينادم المعتضد بالله، فأنكر منه ما شابه فقتله. وقد ذكره ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق، وقال: ولاّه المعتضد بالله الحسبة والمواريث في رجب من سنة اثنتين وثمانين ومائتين. وله من الكتب: كتاب اللهو والملاهي في النّساء والمغنين والمنادمة والمجالسة وأنواع الأخبار والملح (¬3)، وكتاب نزهة النفوس، وكتاب السياسة ومختصره (¬4)، وكتاب المسالك والممالك، وكتاب فضائل بغداد (¬5)، وكتاب آداب الملوك، وكتاب الجلساء والمجالسة، وكتاب مذاهب الصابئين، وكتاب من قال بالإبداع، وكتاب رسالة في الشّاكّين وطوائفهم واعتقادهم، وكتاب منفعة الجبال، وكتاب النّمش (¬6) والكلف، وكتاب جواب ثابت بن قرّة فيما سئل عنه، وكتاب زاد المسافر وخدمة الملوك (¬7)، وكتاب المدخل إلى علم الموسيقى، وكتاب المسائل، وكتاب ¬
أحمد بن عبد الله بن أحمد الفرغاني.
الأرثماطيقي، وكتاب المدخل إلى صناعة الطبّ، نقض فيه على حنين بن إسحاق، وكتاب الموسيقى ومختصره (¬1) لم يعمل في فنّه مثله، وكتاب غشّ الصّناعات (¬2) والحسبة ومختصره (¬3)، وكتاب أنالوطيقا (¬4)، وكتاب قاطيغورياس، وكتاب بارميناس، وكتاب المدخل إلى المنطق. أحمد بن عبد الله بن أحمد الفرغاني (¬5). كان أبوه صاحب محمد بن جرير الطّبري، روى عنه تصانيفه. وقد صنّف هو كتاب التاريخ (¬6)، وكتاب سيرة العزيز سلطان مصر (¬7)، وكتاب سيرة كافور الإخشيدي. ومات في شهر ربيع الأول من سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة عن ثمانين سنة. أحمد بن عبد الله بن سليمان المعريّ، أبو العلاء التّنوخيّ (¬8)، من أهل معرة النّعمان من بلاد الشام. كان غزير الفضل، شائع الذّكر، وافر العلم، غاية في الفهم، عالما باللّغة، حاذقا بالنّحو، جيّد الشّعر، جزل الكلام، وشهرته تغني عن وصفه، وفضله ينطق بسجيّته. ولد بمعرة النّعمان في سنة ثلاث وستين وثلاث مائة، وذهبت عيناه ¬
في الجدريّ في سنة سبع وستين وثلاث مائة، وقال الشّعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. ورحل إلى بغداد [64] سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة، فأقام بها سنة وسبعة أشهر، ثم رجع إلى بلده ولزم منزله إلى أن مات في يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأوّل من سنة تسع وأربعين وأربع مائة، في أيام القائم بأمر الله، وقد كان في أهله وسلفه ومن تأخّر عنه فضلاء وقضاة. ذكر فهرست كتبه نقلا من خطّ كاتبه عليّ بن عبيد الله بن أبي هاشم (¬1)، قال: كتاب الفصول والغايات (¬2)، وأراد بالغايات: القوافي (¬3)، وكتاب الشاذن في ذكر غريب هذا الكتاب (¬4)، وكتاب إقليد الغايات في تفسير ما فيه من اللّغز، وكتاب الأيك والغصون، وهو كتاب الهمزة والرّدف، بناه على إحدى عشرة حالة، الهمزة في حال إفرادها وإضافتها، وهذا الكتاب رأيته مائة مجلّد، وهو في الخزانة العتيقة بالنّظامية، وكتاب الآي (¬5)، وهو كتاب مختلف الفصول، وكتاب تفسير الهمزة والرّدف، وكتاب سيف الخطبة (¬6)، وكتاب تعاليق في فنون شتّى، وكتاب تفسير أمثلة سيبويه، وكتاب محدّ الأبصار: في القوافي (¬7)، وكتاب تاج الحرّة: في عظات النّساء، وكتاب دعاء ساعة، وكتاب وقفة الواعظ، وكتاب سجع الحمائم، وكتاب لزوم ما لا يلزم (¬8)، وكتاب زجر ¬
النابح (¬1)، وكتاب دعاء وحرز الخيل، وكتاب ملقى السبيل (¬2)، وكتاب الجلي والحلّي (¬3)، وكتاب سقط الزّند (¬4)، وكتاب جامع الأوزان، وكتاب السّجع السّلطاني، وكتاب سجع الفقيه، وكتاب سجع المضطرّين، وكتاب ذكرى حبيب (¬5): في غريب شعر أبي تمّام، وكتاب الرّياشيّ المصطنعي، وكتاب عبث الوليد في شعر البحتري (¬6)، وكتاب شرف السّيف، وكتاب تعليق الجليس، وكتاب إسفاف الصّديق، وكتاب قاضي الحق، وكتاب المختصر الفتحي، وكتاب خطبة الفصيح (¬7)، وكتاب خطب الخيل، وكتاب سيل الراموز (¬8)، وكتاب راحة اللزوم، وكتاب المواعظ، وكتاب خماسية الراح، وكتاب ضوء السّقط، وكتاب الصاهل والشاحج (¬9)، وكتاب لسان الصاهل والشاحج (¬10)، وكتاب القائف (¬11): على معنى كليلة ودمنة، وكتاب منار القائف: وهو تفسيره، وكتاب الأيام السبعة، وكتاب رسالة على لسان ملك الموت، وكتاب بعض فضائل عليّ عليه السلام، وكتاب رسالة العصفورين، وكتاب السّجعات العشر، وكتاب شرح «سيبويه» لم يتمّه، وكتاب الرسالة الإغريضية (¬12)، وكتاب رسالة ¬
أحمد بن عبد الملك بن أحمد [65] بن عبد الملك، أبو عامر الأشجعي.
الملائكة (¬1): في التصريف، وكتاب في النّحو متّصل بجمل الزجّاجي، وكتاب متّصل بالإيضاح، وكتاب الرسالة السّندية، وكتاب رسالة الغفران (¬2)، وكتاب رسالة الفرض، وكتاب ديوان رسائله، وكتاب رسالة المنيح، وكتاب خادم الرسائل، وكتاب ما يحتاج إليه المبتدئ بعلم الأدب، وكتاب نظم السّور. وكتاب عظات السّور، وكتاب استغفر واستغفري: يشتمل على عشرة آلاف بيت، وكتاب الرسالة الحضية، وكتاب رسائل المعونة، وكتاب مثقال النّظم: في العروض، وكتاب اللامع العزيزي (¬3): في تفسير شعر المتنبّي. وله أخبار عريبة مستحسنة، وأشعار مليحة تدلّ على زهده وحكمته، وأشعار تدلّ على سوء عقيدته، وقد جمعت مختار أخباره وأشعاره في كتاب مفرد سمّيته كتاب التبرّي من عقيدة المعرّي (¬4). أحمد بن عبد الملك بن أحمد [65] بن عبد الملك، أبو عامر الأشجعي (¬5). وهو من العلماء بالأدب والشّعر وأقسام البلاغة. وله كتاب حانوت عطار (¬6)، وكتاب رسائله، وديوان شعره. ومات في سنة ستّ وعشرين وأربع مائة (¬7). أحمد بن عبد الملك بن عليّ بن أحمد بن عبد الصّمد بن بكر ¬
أحمد بن عبدوس حكمويه القزويني.
المؤذّن النّيسابوريّ، أبو صالح (¬1). كان أمينا حافظا محدّثا متقنا، يرجع إليه في الودائع، تولّى الأوقاف. وله تصانيف وتخريجات، وله كتاب تاريخ مرو، وكتاب جمع فيه فوائد مشايخه. ومات لتسع خلون من شهر رمضان من سنة سبعين وأربع مائة. أحمد بن عبدوس حكمويه القزوينيّ (¬2). له من التصانيف: كتاب النّسيب، وكتاب الشّوارد والقلائد والفرائد، وكتاب مختصرات الحافظ، وكتاب فنون شكر أحمد بن الحسن البادرائي، وكتاب المجالس، وكتاب الإخوان، وكتاب الأعداء، وكتاب رسوم المنادمات، وكتاب الفصول والرّقاع. ومات في سادس عشر المحرّم من سنة أربع عشرة وخمس مائة. أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر، أبو جعفر النّحويّ الكوفيّ، ويعرف بأبي عصيدة (¬3). ديلميّ الأصل. روى عن الواقديّ، والأصمعيّ، وأبي داود الطّيالسي (¬4)، ويزيد بن هارون (¬5). روى عنه القاسم بن بشّار الأنباري. ¬
أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار، أبو العباس الكاتب.
وله من التصانيف: كتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكّر والمؤنّث، وكتاب الزّيادات في معاني الشّعر لابن السّكّيت (¬1)، وكتاب عيون الأشعار والأخبار. ومات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين. أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمّار، أبو العباس الكاتب (¬2). ذكره الخطيب في تاريخه (¬3) وقال: له من الكتب: كتاب مقاتل الطالبيّين، وكتاب صفّين، وكتاب الأنواء، وكتاب مثالب أبي نواس، وكتاب أخبار سليمان بن أبي شيخ، وكتاب الزّيادة في أخبار الوزراء لابن الجرّاح، وكتاب أخبار حجر بن عدي (¬4)، وكتاب أخبار أبي نواس، وكتاب أخبار ابن الرّوميّ ومختار شعره، وكتاب المناقضات، وكتاب أخبار أبي العتاهية، وكتاب الرسالة في بني أميّة، وكتاب الرسالة في تفضيل بني هاشم ومواليهم (¬5)، وكتاب الرسالة في المحدث والمحدث (¬6)، وكتاب أخبار عبد الله بن معاوية الجعفري، وكتاب في أخبار معاوية (¬7). ومات في سنة أربع عشرة وثلاث مائة. أحمد بن عليّ بن يحيى بن أبي منصور المنجّم، أبو عيسى (¬8). ¬
أحمد بن علي بن وصيف، أبو الحسين، المعروف بابن خشكنانجه.
كان فاضلا، ذكره صاحب فهرست النديم (¬1)، وقال: له من الكتب: كتاب تاريخ سنيّ العالم (¬2). أحمد بن عليّ بن وصيف، أبو الحسين، المعروف بابن خشكنانجه (¬3). ذكره محمد بن إسحاق (¬4) وقال: كان كاتبا بليغا فصيحا شاعرا، وله من الكتب كتاب النثر الموصول بالنظم، وكتاب صناعة البلاغة، وكتاب الفوائد. أحمد بن علي البتّي، أبو الحسن الكاتب (¬5). كان يكتب للقادر بالله عند مقامه بالبطيحة (¬6)، ولمّا وصلته البيعة كتب عنه إلى بهاء الدولة. وكان حافظا للقرآن تاليا له، مليح المذاكرة بالأخبار والآداب، عجيب النادرة، ظريف المزح والمجون، وكان صاحب الخبر والبريد في الديوان للقادر بالله. وله تصانيف، منها: كتاب القادريّ، وكتاب العميدي، وكتاب الفخري (¬7). أحمد بن عليّ بن ثابت بن أحمد بن مهدي، أبو بكر الخطيب البغداديّ (¬8)، الفقيه الحافظ. ¬
أحد الأئمة المشهورين، والمصنّفين المكثرين، والحفّاظ المبرّزين، ومن ختم به ديوان المحدّثين. [66] سمع ببغداد والبصرة، وأصبهان، والرّيّ، والدّينور، والكوفة، ورحل إلى نيسابور، ودخل دمشق حاجّا. وكان مولده لستّ بقين من جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة. وكان قد حجّ وسأل الله تعالى لمّا شرب من ماء زمزم ثلاثة أشياء: أن يعود إلى بغداد ووالدته في الحياة، وأن يؤذن له أن يروي «تاريخه» في جامع المنصور، وأن يدفن إلى جنب بشر الحافي، فقدّر الله تعالى أن قدم بغداد وأمّه في الحياة، ثم ماتت بعد ذلك بأيام. واتّفق أن عرض قوم من اليهود على القائم بأمر الله كتابا زعموا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم سوّغهم (¬1) موضعا بالحجاز، وأنه بخطّ عليّ عليه السلام، وفيه شهادة جماعة من الصّحابة، فأبرزه الخليفة القائم بأمر الله إلى الوزير رئيس الرؤساء، وقال له: تعرّف صحة ذلك، فأراه جماعة من أهل العلم، فلم يعلموا حقيقة الحال فيه، فنبّه على الفقيه الخطيب أحمد بن ثابت، فأحضره وأراه إياه، فنظر فيه فقال: هذا مزوّر على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقيل له: كيف عرفت ذلك؟ فقال: لأنّ فيه شهادة معاوية بن أبي سفيان، وتاريخ الشّهادة سنة سبع، ومعاوية لم يكن أسلم في تلك السنة، فاستحسن ذلك منه. فسأل حينئذ أن يؤذن في قراءة «تاريخه» بجامع المنصور فأذن له، فرواه في الجامع. ولمّا مات دفن إلى جنب قبر بشر. ووجد له ستة وخمسون مصنّفا (¬2) كلّها مفيدة، منها: كتاب تاريخ ¬
بغداد (¬1)، وكتاب شرف أصحاب الحديث (¬2)، وكتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (¬3)، وكتاب الكفاية في معرفة علم الرّواية (¬4)، وكتاب المتّفق والمفترق (¬5)، وكتاب السابق واللاحق (¬6)، وكتاب تلخيص المتشابه في الرّسم (¬7)، وكتاب في التلخيص، وكتاب الفصل والوصل (¬8)، وكتاب المكمل في بيان المهمل، وكتاب الفقيه والمتفقّه (¬9)، وكتاب غنية المقتبس في تمييز الملتبس، وكتاب الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة (¬10)، وكتاب الدلائل والشواهد، وكتاب الموضّح وهو: أوهام الجمع والتفريق (¬11)، وكتاب المؤتنف تكملة المختلف والمؤتلف، وكتاب نهج الصّواب في أنّ البسملة من فاتحة الكتاب، وكتاب الجهر بالبسملة، وكتاب الخيل، وكتاب رفع الارتياب في المقلوب من الأسماء والألقاب (¬12)، وكتاب القنوت، وكتاب التبيين لأسماء المدلّسين، وكتاب تمييز المزيد في متّصل الأسانيد، وكتاب من وافق كنيته اسم أبيه، وكتاب من حدّث فنسي، وكتاب رواية الآباء عن الأبناء، وكتاب الرّحلة وطلب الحديث (¬13)، وكتاب الرّواة عن أنس بن مالك، وكتاب الاحتجاج للشافعيّ فيما أسند إليه والردّ على الجاهلين بطعنهم عليه، وكتاب ¬
أحمد بن علي بن قدامة، أبو المعالي، قاضي الأنبار.
التفصيل لمبهم المراسيل، وكتاب اقتضاء العلم العمل (¬1)، وكتاب تقييد العلم (¬2)، وكتاب القول في علم النّجوم، وكتاب روايات الصحابة عن التابعين، وكتاب صلاة التسبيح، وكتاب مسند نعيم بن همّار (¬3)، وكتاب النهي عن صوم يوم الشّك، وكتاب الإجازة للمعدوم والمجهول (¬4)، وكتاب روايات السّنة من التابعين، وكتاب البخلاء (¬5)، وكتاب الطّفيليّين (¬6)، وكتاب الدلائل والشواهد، وكتاب التنبيه والتوقيف على فضائل الخريف. مات الحافظ أبو بكر الخطيب في سابع ذي الحجة من سنة ثلاث وستين وأربع مائة. أحمد بن عليّ بن قدامة، أبو المعالي (¬7)، قاضي الأنبار. أحد العلماء المعروفين [67] المشهورين بعلم الأدب. له من الكتب: كتاب في علم النّحو (¬8)، وكتاب في علم القوافي (¬9). ومات في شوّال من سنة ستّ وثمانين وأربع مائة. أحمد بن عليّ بن أبي جعفر محمد بن أبي صالح أحمد ابن البيهقي، أبو منصور المقرئ اللّغوي (¬10). ¬
أحمد بن علي بن المعمر، أبو عبد الله النقيب الطاهر.
وله تصانيف، منها: كتاب المحيط بلغات القرآن، وكتاب ينابيع اللّغة، جرّد فيه صحاح اللّغة من الشواهد، وهو كبير الحجم يقرب حجمه من الصّحاح، وكتاب شرح كتاب الغاية في القراءات لابن مهران (¬1)، وكتاب تاج المصادر، وكتاب المحيط بعلم القراءات، ذكره ابن السّمعانيّ وقال: مات في سلخ شهر رمضان من سنة أربع وأربعين وخمس مائة. أحمد بن عليّ بن المعمّر، أبو عبد الله النقيب الطاهر (¬2). أديب شاعر فاضل ومنشئ من بيت ذوي شرف ونقابة، وتقدّم ورياسة. له رسائل مدوّنة مرغوب فيها في مجلّدين، وكان من ذوي الهيئة والمنزلة الخطيرة، مع كيس ومحبة لأهل العلم. وقد روى الحديث، فسمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع (¬3)، وأبو إسحاق إبراهيم بن الشعّار، وأبو الحسن عليّ بن أحمد اليزدي (¬4). وله تصانيف، منها: كتاب ذيله على كتاب المنثور والمنظوم (¬5)، وكتاب آخر مجموع (¬6). وقلّد نقابة الطالبيّين بعد وفاة أبيه، فبقي على ذلك خمسا وثلاثين سنة ¬
أحمد بن علي بن المأمون اللغوي النحوي القاضي.
إلى أن مرض مرضا أشفى فيه على التلف، فسأل أن يولّى ولده الأسنّ موضعه، ثم شفي من مرضه فعزل ولده المقتفي وأعاده إلى النّقابة، فكان على ذلك إلى أن مات في سابع عشر جمادى الآخرة من سنة سبع وستين وخمس مائة، وتقدّم في الصلاة عليه شيخ الشيوخ أبو القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل النّيسابوريّ بوصيّة منه بعد مشاجرة جرت بينه وبين قثم بن طلحة نقيب العباسيّين (¬1)، ودفن في داره بالحريم الطّاهري، ثم نقل إلى المدائن فدفن في مشهد أولاد الحسن هناك. أحمد بن عليّ بن المأمون اللّغويّ النّحويّ القاضي (¬2). صاحب الخطّ المليح، والضّبط الصّحيح، تولّى قضاء دجيل، وكانت له الحرمة الوافرة، وله دار ضيافة. رأيت له كتاب شرح الفصيح، وكتاب أسرار الحروف: بيّن فيه مخارجها ومواقعها من الزوائد والمنقلب والمبدل والمتشابه، واشتقاق الأسماء. ومات في تاسع عشر من شعبان من سنة ستّ وثمانين وخمس مائة. أحمد بن علوية الكرّانيّ الأصبهاني (¬3). صاحب لغة وأدب، له ديوان رسائل وديوان شعر، نادم أحمد بن عبد العزيز العجليّ (¬4). وله كتاب في الدعاء، ورسالة في الشّيب والخضاب. ¬
أحمد بن عمر البصري، أبو الحسين النحوي.
أحمد بن عمر البصريّ، أبو الحسين النّحوي (¬1). روى عنه محمد بن المعلّى الأزديّ. له من التصانيف: كتاب الترقيص (¬2). أحمد بن فارس بن زكريّا، أبو الحسين اللّغوي (¬3). كان الصاحب إسماعيل بن عبّاد يكرمه ويقول: ابن فارس ممّن رزق حسن التصنيف (¬4). فمن تصانيفه: كتاب المجمل (¬5)، وكتاب متخيّر الألفاظ (¬6)، وكتاب فقه اللغة، وكتاب غريب إعراب القرآن، وكتاب تفسير أسماء النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكتاب في النحو مقدّمة، وكتاب دارات العرب، وكتاب حلية الفقهاء، وكتاب الفرق، وكتاب مقدّمة الفرائض، وكتاب ذخائر الكلمات، وكتاب شرح رسالة الزّهريّ إلى عبد الملك بن مروان، وكتاب سيرة النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكتاب الليل والنهار، وكتاب العمّ والخال، وكتاب أصول اللّغة، وكتاب أخلاق النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكتاب [68] جامع التأويل في تفسير القرآن: أربع مجلّدات، وكتاب الثّياب والحليّ، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب مقاييس اللّغة (¬7) لم أعلم أنه صنّف مثله وكتاب كفاية المتعلّمين في اختلاف النّحويّين، وكتاب الصّاحبي (¬8): صنّفه للصاحب إسماعيل بن عباد. ¬
أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الباطرقاني المقرئ.
وله شعر كثير، ولمّا مرض المرض الذي مات فيه قال قبل موته بيوم شعرا: [البسيط] يا ربّ إنّ ذنوبي قد أحطت بها … علما وبي وبإعلاني وإسراري أنا الموحّد لكنّي المقرّ بها … فهب ذنوبي لتوحيدي وإقراري (¬1) ومات في سنة تسع وستين وثلاث مائة (¬2). أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الباطرقانيّ المقرئ (¬3). ذكره ابن السّمعانيّ وقال: كان مقرئا محدّثا حسن الخطّ دقيقه (¬4). وباطرقان المنسوب إليها: قرية من قرى أصبهان. كان مولده في سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة. وله تصانيف، منها: كتاب طبقات القرّاء، وكتاب شواذّ القرآن (¬5). ومات في ثاني عشر صفر من سنة ستين وأربع مائة. أحمد بن فتح الأندلسيّ (¬6). أحد فضلاء المغرب. له تصانيف، منها: كتاب في أخبار الدولة العامريّة، وكتاب يشتمل على مدائح الفقهاء، وكتاب فرحة الأنفس. أحمد بن كامل بن شجرة، أبو بكر القاضي (¬7). ¬
ذكره الخطيب في تاريخه (¬1) وقال: مولده في سنة ستين ومائتين، وكان من أصحاب محمد بن جرير الطّبري، وتقلّد قضاء الكوفة، وكان من العلماء بالأحكام، وعلوم القرآن، والنّحو، والشّعر، وأيام الناس، والتواريخ، وأصحاب الحديث، وله مصنّفات في أكثر ذلك. قال محمد بن إسحاق النديم (¬2): منها: كتاب غريب القرآن، وكتاب القراءات، وكتاب الترغيب في كشف الغريب (¬3)، وكتاب موجز التأويل عن محكم التنزيل (¬4)، وكتاب الوقوف، وكتاب التاريخ، وكتاب المختصر في الفقه، وكتاب الشروط ومختصره (¬5)، وكتاب البحث والحثّ، وكتاب أمّهات المؤمنين، وكتاب الشّعراء، وكتاب الزمان، وكتاب أخبار القضاة. ولمّا بلغ الثمانين أنشد: [الكامل] [صرف الزّمان] تنقّل الأيّام (¬6) … والمرء بين محلّل وحرام (¬7) وإذا تقشّفت الأمور تكشّفت … عن فضل أيّام وقبح أنام (¬8) وأنشد أيضا: [متقارب] بلغت الثّمانين أو جزتها … فماذا أؤمّل أو أنتظر (¬9) أتاني ثمانون من مولدي … وبعد الثّمانين ما ينتظر؟ وكانت وفاته في المحرّم من سنة خمسين وثلاث مائة. ¬
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن البرقي، أبو جعفر الكوفي الأصل.
أحمد بن محمد بن عبد الرّحمن البرقيّ، أبو جعفر الكوفيّ (¬1) الأصل. صنّف كتبا كثيرة، منها: كتاب أدب المعاشرة، وكتاب الإبلاغ، وكتاب التراحم والتعاطف، وكتاب أدب النفس، وكتاب المنافع، وكتاب المعيشة، وكتاب المكاسب، وكتاب الرّفاهية، وكتاب المعاريض، وكتاب السفر، وكتاب الأمثال، وكتاب الشواهد من كتاب الله، وكتاب النجوم، وكتاب المرافق، وكتاب الدّواجن، وكتاب الشّؤم (¬2)، وكتاب الزّينة، وكتاب الأركان، وكتاب الزّي، وكتاب اختلاف الحديث، وكتاب الماء (¬3)، وكتاب الفهم، وكتاب الإخوان، وكتاب الثواب، وكتاب تفسير الأحاديث وأحكامه (¬4)، وكتاب العلل، وكتاب العقل، وكتاب التخويف، وكتاب التحذير، وكتاب التهذيب، وكتاب التسلية، وكتاب التاريخ، وكتاب التبصرة، وكتاب غريب [69] كتب المحاسن، وكتاب مذامّ الأخلاق، وكتاب النساء، وكتاب المآثر والأحساب، وكتاب أنساب الأمم، وكتاب الزّهد والوعظ (¬5)، وكتاب الشّعر والشّعراء، وكتاب العجائب، وكتاب الحقائق، وكتاب المذاهب، وكتاب المواهب والحظوظ، وكتاب النّور والرحمة، وكتاب التعيين، وكتاب التأويل، وكتاب مذامّ الأفعال، وكتاب الفروق، وكتاب المعاني والتحريف، وكتاب العقاب، وكتاب الامتحان، وكتاب العقوبات، وكتاب العين، وكتاب الخصائص، وكتاب النّحو، وكتاب القيافة، وكتاب العيافة (¬6)، وكتاب الزّجر والفأل، وكتاب الطّيرة، وكتاب المراشد، وكتاب الأفانين، وكتاب الغرائب، ¬
أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني.
وكتاب الخيل، وكتاب الصّيانة، وكتاب الفراسة، وكتاب العويص، وكتاب النوادر، وكتاب مكارم الأخلاق، وكتاب ثواب القرآن، وكتاب فضل القرآن، وكتاب مصابيح الظّلم، وكتاب المنتخبات، وكتاب الدّعاء، وكتاب الدّعابة والمزاح، وكتاب الترغيب، وكتاب الصّفوة، وكتاب الرّؤيا، وكتاب المحبوبات والمكروهات، وكتاب خلق السماوات والأرض، وكتاب بدء خلق إبليس والجنّ، وكتاب الدّواجن والرّواجن (¬1)، وكتاب مغازي النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكتاب بنات النبيّ صلّى الله عليه وسلم وأزواجه، وكتاب الأجناس والحيوان، وكتاب طبقات الرّجال، وكتاب الأوائل، وكتاب الطّب، وكتاب التّبيان، وكتاب الجمل، وكتاب ما خاطب الله به خلقه، وكتاب جداول الحكمة، وكتاب الأشكال والقرائن، وكتاب الرّياضة، وكتاب ذكر الكعبة، وكتاب التهاني، وكتاب التعازي. وله شعر كثير قد ذكر له الأديب ياقوت الحمويّ قطعا منه (¬2). أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهانيّ (¬3). ذكره حمزة (¬4) في تاريخ أصبهان، وذكره في جملة الأدباء الذين كانوا بها وقال: له كتاب في طبقات البلغاء، وكتاب في طبقات الخطباء، لم أعلم أنه سبق إلى مثلهما، وكتاب أدب الكتّاب (¬5)، وله شعر. أحمد بن محمد بن بشر بن سعد المرثديّ، أبو العباس (¬6). ¬
أحمد بن محمد بن سليمان بن بشار الكاتب.
روى عن عليّ بن الجعد (¬1)، والهيثم بن خارجة (¬2). وكان يكتب للموفّق في خاصّته، وكاتب ابن المعتزّ. وله من الكتب: كتاب الأنواء (¬3)، وكتاب رسائله، وكتاب أشعار قريش، وعليه عوّل أبو بكر الصّوليّ في كتاب الأوراق. ومات في سنة أربع وثمانين ومائتين. أحمد بن محمد بن سليمان بن بشّار الكاتب (¬4). ذكره ابن إسحاق النديم (¬5)، قال: هو أحد الأفاضل من الكتّاب بلاغة وصناعة (¬6). أحمد بن محمد المهلّبيّ، أبو العباس (¬7). ذكره محمد بن إسحاق في كتاب الفهرست (¬8) وقال: له كتاب شرح علل النّحو، وكتاب المختصر في النّحو، وكتاب المهلّبيّ في النّحو. أحمد بن محمد بن يزداد بن رستم، أبو جعفر النّحويّ الطّبري (¬9)، سكن بغداد. ¬
أحمد بن محمد، جراب الدولة السجستاني، يكنى أبا العباس.
وله من الكتب: كتاب غريب القرآن، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكّر والمؤنّث، وكتاب صورة الهمزة، وكتاب التصريف، وكتاب النّحو. وكان يؤدّب في دار الوزير ابن الفرات. أحمد بن محمد، جراب الدولة السّجستانيّ، يكنى أبا العباس (¬1). كان أحد الظّرفاء، أدرك دولة بني العباس. وله: كتاب ترويح الأرواح ومفتاح السرور والأفراح، يشتمل على فنون الهزل والمضاحكة. أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذانيّ، أبو عبد الله، يعرف بابن الفقيه (¬2). كان من أهل الأدب. وله كتاب في البلدان (¬3) نحو ألف ورقة، وكتاب الشّعراء المحدثين والبلغاء منهم (¬4). وكان في/70/ سبع وستين وثلاث مائة حيّا. أحمد بن محمد بن الوليد بن محمد، يعرف بولاّد (¬5). كان بصيرا بالنّحو. ورد بغداد ولقي الزجّاج، وكان يفضّله على أبي جعفر النّحّاس، ويثني عليه بالحذق. وله: كتاب المقصور والممدود (¬6)، ¬
أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير بن سالم الأندلسي.
وكتاب الانتصار لسيبويه فيما ردّه المبرّد عليه (¬1). ومات سنة اثنتين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن عبد ربّه بن حبيب بن حدير بن سالم الأندلسيّ (¬2). ذكره الحميديّ (¬3) وقال: كان من أهل العلم والأدب، وله شعر كثير من جملته نيّف وعشرون حرفا في مدح الناصر، وهو الحكم بن عبد الرحمن الأموي (¬4). وله: كتاب العقد (¬5)، وقد قسّمه على خمسة وعشرين كتابا، وسمّى كلّ كتاب باسم جوهرة من جواهر العقد، فأولها كتاب اللّؤلؤة في السلطان، وكتاب الفريدة في الحروب، ثم كتاب الزّبرجدة في الأجواد، ثم كتاب الجمانة في الوفود، ثم كتاب المرجانة في مخاطبة الملوك، ثم كتاب الياقوتة في علم الأدب، ثم كتاب الجوهرة في الأمثال، ثم كتاب الزّمرّدة في المواعظ، ثم كتاب الدّرّة في النوادر والمراثي، ثم كتاب اليتيمة في الأنساب، ثم كتاب العسجدة في كلام الأعراب، ثم كتاب المجنّبة في الأجوبة، ثم كتاب الواسطة في الخطب، ثم كتاب المجنبة الثانية في التوقيعات والفصول والصّدور وأخبار الكتبة، ثم كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وأيامهم، ثم اليتيمة الثانية في أخبار زياد والحجّاج والطالبيّين والبرامكة، ثم الدّرّة الثانية في أيام العرب ووقائعهم، ثم الزّمرّدة الثانية في أعاريض الشّعر وعلل القوافي، ثم الياقوتة الثانية في ¬
أحمد بن محمد بن حماد، أبو الحسن الكاتب.
الألحان واختلاف الناس فيه، ثم المرجانة الثانية في النّساء وصفاتهنّ، ثم الجمانة الثانية في الطّفيليّين، ثم الزّبرجدة الثانية في النّتف والهدايا والتّحف والفكاهات والملح، ثم الفريدة الثانية في الهيئات واللّباس والطّعام والشّراب، ثم اللّؤلؤة الثانية في طبائع الإنسان وسائر الحيوان وتفاضل البلدان، وهو آخر الكتاب. ومن شعره قوله: [الكامل] يا ذا الذي خطّ الجمال بخدّه … خطّين هاجا لوعة وبلابلا ما صحّ عندي أنّ لحظك صارم … حتّى لبست بعارضيك حمائلا (¬1) وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة عن إحدى وثمانين سنّة (¬2). أحمد بن محمد بن حمّاد، أبو الحسن الكاتب (¬3). كان حسن الأدب، من أفاضل الكتّاب. وله: كتاب امتحان الكتّاب وديوان ذوي الألباب (¬4)، وكتاب شحذ الفطنة (¬5)، وكتاب الرسائل. أحمد بن محمد بن عبد الله بن هارون، أبو الحسين (¬6). أظنّه من عسكر مكرم لأنه شرح مختصر محمد بن عليّ بن المبرمان، وشرح أيضا كتاب التلقين وسمّاه البارع (¬7). وله أيضا: كتاب شرح العيون، وكتاب شرح المجاري. وقد كان في سنة تسع وستين وثلاث ¬
أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم الزراري.
مائة حيّا (¬1). أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم الزّراريّ (¬2). ذكره أبو جعفر الطّوسيّ في مصنّفي الإمامية (¬3)، وقال: صنّف كتبا، منها: كتاب التاريخ لم يتمّه، ظهر منه نحو ألف ورقة، وكتاب أدعية السفر، وكتاب الأفضال، وكتاب مناسك الحج، وكتاب الرسالة (¬4). ومات في سنة ثمان وستين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن زياد، أبو العباس (¬5). ذكره أبو جعفر الطّوسيّ في مصنّفي الإمامية (¬6). له من التصانيف: كتاب التاريخ فيمن روى الحديث وأخبارهم، وكتاب السّير، وكتاب من روى عن عليّ عليه السلام، وكتاب من روى عن الحسن والحسين عليهما/71/ السلام، وكتاب من روى عن عليّ بن الحسين وأخباره، وكتاب من روى عن أبي جعفر محمد بن عليّ وأخباره، وكتاب من روى عن زيد بن علي، وكتاب الرّجال، وهو من روى عن جعفر بن محمد الصادق، وكتاب الجهر ببسم الله الرّحمن الرحيم، وكتاب أخبار أبي حنيفة ومسنده، وكتاب من روى غدير خمّ وسمّاه كتاب الولاية (¬7)، وكتاب فضل الكوفة، وكتاب من روى عن عليّ عليه السلام أنه قسيم ¬
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي، أبو سليمان، من ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
النار (¬1)، وكتاب الطائر، وكتاب مسند عبد الله بن بكير بن أعين، وكتاب الراية (¬2)، وكتاب الشّورى، وكتاب المحاسن، وكتاب من شهد مع عليّ عليه السلام حروبه من الصّحابة والتابعين (¬3)، وكتاب الشّيعة من أصحاب الحديث، وكتاب من روى عن فاطمة عليها السلام (¬4)، وكتاب يحيى بن حسين بن زيد وأخباره (¬5)، وكان زيديّا. ومات في سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة بالكوفة (¬6). أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطّاب الخطّابيّ، أبو سليمان (¬7)، من ولد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. ذكره أبو سعد السّمعاني وقال: قد رحل في طلب الحديث وطوّف، وألّف في فنون العلم وصنّف، وأخذ فقه الشافعيّ عن القفّال الشاشي (¬8). ومن تصانيفه: كتاب معالم السّنن (¬9) في شرح كتاب السّنن لأبي داود، وكتاب غريب الحديث (¬10) ممّا لم يذكره أبو عبيد ولا ابن قتيبة، وكتاب ¬
أحمد بن محمد بن يعقوب، الملقب مسكويه، أبو علي الخازن.
تفسير أسماء الله عزّ وجلّ (¬1)، وكتاب شرح الأدعية المأثورة، وكتاب شرح البخاري، وكتاب العزلة (¬2)، وكتاب إصلاح الغلط (¬3)، وكتاب أعلام الحديث (¬4)، وكتاب الغنية عن الكلام، وكتاب شرح دعوات (¬5) وغيره. ومن شعر الخطابيّ قوله: [البسيط] ما دمت حيّا فدار النّاس كلّهم … فإنّما أنت في دار المداراة (¬6) من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى … عمّا قليل نديما للنّدامات ومات في سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن يعقوب، الملقّب مسكويه، أبو عليّ الخازن (¬7). ذكره أبو منصور الثعالبيّ (¬8) وقال: كان في الذّروة العليا من الفضل والأدب، والبلاغة والشّعر. وكان متّصلا بابن العميد، وتقدّم عند بني بويه، واختصّ ببهاء الدولة، وعظم شأنه عنده، وارتفع قدره (¬9). وقيل: إنه كان مجوسيّا وأسلم. وقد صنّف عدة كتب، منها: كتاب الفوز الأكبر، وكتاب الفوز الأصغر (¬10)، وكتاب تجارب الأمم (¬11)، ابتدأ فيه من بعد الطّوفان إلى سنة تسع وستين وثلاث مائة، وكتاب أنس الفريد، وكتاب ترتيب العادات، ¬
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو عبيد الهروي المؤدب.
وكتاب المستوفى: فيه أشعار مختارة، وكتاب الجامع، وكتاب جاوذان خرد (¬1)، وكتاب السّير وما يسيّر به الرجل نفسه من دنياه بالآية والأثر والحكمة والشّعر. كانت وفاة مسكويه في صفر من سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو عبيد الهرويّ المؤدّب (¬2). صاحب غريبي القرآن والحديث (¬3)، والسابق إلى الجمع بينهما. قرأ عليه أبو سليمان الخطّابي، وكان قرأ هو على محمد بن أحمد الأزهريّ، وله كتاب رواة هراة (¬4). ومات في رجب من سنة إحدى وأربع مائة. أحمد بن محمد بن الحسن، أبو عليّ المرزوقيّ الأصبهانيّ (¬5). كان غاية في الذّكاء والفطنة وحسن التصنيف والأخبار، وتصانيفه لا مزيد عليها (¬6). وقد قرأ على أبي عليّ الفارسيّ كتاب سيبويه. وله من الكتب: كتاب شرح أشعار الحماسة (¬7)، وكتاب شرح المفضّليات، وكتاب شرح الفصيح (¬8)، وكتاب شرح هذيل، وكتاب الأزمنة (¬9)، ¬
أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق المفسر الخراساني.
وكتاب شرح الموجز، وكتاب شرح النّحو. /72/ وكان يعلّم أولاد بني بويه بأصبهان. ومات في ذي الحجة من سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. أحمد بن محمد بن إبراهيم الثّعلبيّ، أبو إسحاق المفسّر الخراسانيّ (¬1). له كتاب التفسير المشهور (¬2) بأيدي الناس، الحاوي لأنواع الفوائد من المعاني والإشارات، وكلمات أرباب الحقائق، ووجوه الإعراب والقراءات. ثم كتاب العرائس (¬3)، وكتاب ربيع المفكّرين (¬4). ومات في المحرّم من سنة سبع وعشرين وأربع مائة. أحمد بن محمد بن عمّار بن مهديّ بن إبراهيم المهدويّ (¬5). ذكره الحميديّ وقال: أصله من المهديّة من بلاد القيروان، ودخل الأندلس، وكان عالما بالقراءات والأدب (¬6). وله كتب في علم القرآن، منها: كتاب التحصيل في التفسير (¬7)، وكتاب التفصيل (¬8) في تفسيره. ومات بعد الثلاثين وأربع مائة (¬9). ¬
أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني، أبو الفضل النيسابوري.
أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميدانيّ، أبو الفضل النّيسابوريّ (¬1). وميدان: محلّة من محال نيسابور كان يسكنها فنسب إليها. وهو أديب فاضل نحويّ لغوي، قرأ على أبي الحسن عليّ الواحدي (¬2). وله من التصانيف: كتاب جامع الأمثال (¬3)، وكتاب السّامي في الأسامي (¬4)، وكتاب الأنموذج في النّحو، وكتاب الهادي للشّادي، وكتاب النّحو الميداني، وكتاب المصادر، وكتاب نزهة الطّرف في علم الصّرف (¬5)، وكتاب شرح المفضّليّات، وكتاب منية الراضي في رسائل القاضي. ورأيت بخطّ بعض الأدباء أنّ الزمخشريّ لمّا وقف على كتاب «جامع الأمثال» للميداني زاد فيه سينة (¬6) فصار النميداني، أي: الذي لا يعرف شيئا، فلمّا عرف الميدانيّ ذلك أخذ كتابا من تصنيفه وزاد فيه سينة فصار الزنخشري، ومعناه: بائع زوجته (¬7). ومن شعر الميدانيّ قوله: [الطويل] حننت إليهم والدّيار قريبة … فكيف إذا سار المطيّ مراحلا (¬8) وقد كنت قبل البين، لا كان بينهم … أعاين للهجران فيهم دلائلا ¬
أحمد بن مطرف بن إسحاق القاضي، أبو الفتح المصري.
وتحت سجوف الرّقم أغيد ناعم … يميس كخوط الخيزرانة مائلا (¬1) وينضو علينا السّيف من جفن مقلة … يريق دم الأبطال في الحبّ باطلا (¬2) ويسكرنا لحظا ولفظا كأنّما … بفيه وعينيه سلافة بابلا كانت وفاة الميدانيّ في شهر رمضان من سنة ثمان عشرة وخمس مائة. أحمد بن مطرّف بن إسحاق القاضي، أبو الفتح المصري (¬3). كان في أيام الحاكم (¬4). وله تواليف في الأدب، منها: كتاب التواريخ (¬5)، وكتاب في اللّغة (¬6)، ورسالة في الضاد والظاء. أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ، أبو بكر (¬7). ذكره الخطيب في التاريخ (¬8)، وقال: كان شيخ القرّاء في وقته، والمقدّم على أهل عصره (¬9)، وكان مع علمه وفضله ودينه وورعه كثير المداعبة، طيّب الخلق. وله من الكتب: كتاب القراءات الكبير، وكتاب القراءات الصّغير، وكتاب الياءات، وكتاب الهاءات، وكتاب قراءة أبي عمرو، وكتاب قراءة ¬
أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري، أبو الحسن البغدادي.
ابن كثير، وكتاب قراءة عاصم، وكتاب قراءة نافع، وكتاب قراءة حمزة، وكتاب قراءة الكسائي، وكتاب قراءة ابن عامر، وكتاب قراءة النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكتاب السّبعة (¬1)، وكتاب انفراد القرّاء السّبعة (¬2)، وكتاب قراءة عليّ عليه السلام. وكان له جاه عريض عند السّلطان، سأله بعض أصحابه كتابا إلى هلال بن بدر في حاجة له، فكتب له وختمه، فلمّا وقف عليه قضى حوائجه، وكان قد كتب إليه: بسم الله الرّحمن الرحيم، حامل كتابي إليك، حامل كتاب الله عنّي والسلام (¬3). ومات ابن مجاهد/73/ في سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذريّ، أبو الحسن البغداديّ (¬4). كان شاعرا راوية هجّاء: قال الجهشياريّ: صار البلاذريّ إلى باب عبيد الله بن يحيى (¬5) فحجبه، فقال: [الكامل] قالوا اصطبارك للحجاب مذلّة … عار عليك مدى الزّمان وعاب (¬6) فأجبتهم، ولكلّ قول صادق … أو كاذب عند المقال، جواب إنّي لأغتفر الحجاب لماجد … أمست له منن عليّ رغاب قال محمد بن إسحاق النديم (¬7): وله من الكتب: كتاب البلدان ¬
أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار، أبو العباس ثعلب الشيباني النحوي اللغوي.
الصغير، وكتاب البلدان الكبير لم يتمّ، وكتاب نسب الأشراف (¬1)، وهو كتابه المشهور، وكتاب عهد أردشير، وكان أحد النقلة من الفارسيّ إلى العربي، وله كتاب الفتوح (¬2). ومات في آخر أيام المعتمد (¬3). أحمد بن يحيى بن زيد بن سيّار، أبو العباس ثعلب الشّيبانيّ النّحويّ اللّغويّ (¬4). إمام الكوفيّين في النّحو واللّغة والدّيانة. وقد ذكر له محمد بن إسحاق النديم من الكتب: كتاب اختلاف النّحويّين، وكتاب معاني القرآن، وكتاب القراءات، وكتاب معاني الشّعر، وكتاب التصغير، وكتاب ما ينصرف وما لا ينصرف، وكتاب استخراج الألفاظ من الأخبار، وكتاب ما يجرى وما لا يجرى، وكتاب الشّواذّ، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب الهجاء، وكتاب الأوسط، وكتاب المسائل، وكتاب حدّ النّحو، وكتاب تفسير كلام ابن الحسن (¬5)، وكتاب الفصيح (¬6)، وكتاب المجالسات (¬7)، وكتاب الأمالي. وعمل قطعة من دواوين العرب، ففسّر غريبها. ومن شعره قوله: [الطويل] أرى بصري في كلّ يوم وليلة … يكلّ وخطوي عن مداهنّ يقصر (¬8) ¬
ومن يصحب الأيّام تسعين حجّة … يغيّرنه والدّهر لا يتغيّر لعمري، لئن أصبحت أمشي مقيّدا … لما كنت أمشي مطلقا قبل أكثر وعيّن محمد بن عبد الله بن طاهر ثعلبا لتأديب ولده، وأفرد له حجرة في داره، وكان يجيء في كلّ يوم ويقعد أربع ساعات ثم يمضي وقت الغداء، فنمي ذلك إليه، وأجرى له الجرايات الوافرة، فبقي على ذلك ثلاث عشرة سنة، وله من المشاهرة في كلّ شهر ألف درهم، فجمع من ذلك مالا كثيرا (¬1). قال محمد بن عبد الملك التاريخيّ (¬2) في كتاب النّحويّين: كان أحمد بن يحيى ثعلب فاروق النّحويّين، وأصدقهم لسانا، وأعظمهم شأنا، وأبعدهم ذكرا، وأرفعهم قدرا، وأصحّهم علما، وأوسعهم حلما، وأتقنهم حفظا، وأوفرهم حظّا من الدّين والدنيا (¬3). وكان يبخل ويضيّق على أهله في النفقة. وعرض له صمم في آخر عمره، وتجاوز التسعين، وصدمته دابة من ورائه لم يسمع وقع حافره، فرماه فشوّشه، وتعقّب ذاك موته. قال التاريخي: يقول أهل الكوفة: لنا ثلاثة فقهاء في نسق لم ير الناس مثلهم: أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن. وثلاثة نحويّين كذلك، وهم: عليّ بن حمزة الكسائيّ، ويحيى بن زياد الفرّاء، وأحمد بن يحيى ثعلب (¬4). ومات أبو العباس ثعلب في جمادي الأولى من سنة إحدى وتسعين ومائتين في خلافة المكتفي، وقد بلغ تسعين سنة وأشهرا، ورأى أحد ¬
أحمد بن يحيى بن علي بن يحيى المنجم، أبو الحسن.
عشر خليفة أولهم المأمون، وآخرهم المكتفي، ودفن في مقابر باب الشام، وترك إحدى وعشرين ألف درهم وألفي دينار وفتاة واحدة، فردّت التّركة عليها. أحمد بن يحيى بن عليّ بن يحيى المنجّم، أبو الحسن (¬1). كان أديبا شاعرا فاضلا، أحد رؤساء زمانه/74/ في علم الكلام، وعلوم الدّين والافتنان في الآداب، وله أخبار مع الراضي بالله في منادمته إياه ذكرها المرزبانيّ، وقال: له من الكتب: كتاب أخبار أهله (¬2)، وكتاب الإجماع في الفقه على مذهب ابن جرير الطّبري، وكتاب المدخل إلى مذهبه (¬3)، وكتاب الأوقات. ومات في سنة سبع وعشرين وثلاث مائة عن نيّف وسبعين سنة. أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح الأخباريّ العبّاسي (¬4). له تصانيف، منها: كتاب التاريخ: كبير (¬5)، وكتاب في أسماء البلدان (¬6)، وكتاب في أخبار الأمم السالفة، وكتاب مشاكلة الناس بزمانهم (¬7). ومات في سنة أربع وثمانين ومائتين (¬8). أحمد بن يوسف بن إبراهيم، أبو جعفر (¬9). ¬
أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ، أبو المظفر، ويلقب مؤيد الدولة.
من فضلاء أهل مصر ومؤرّخيهم، ومن له علوّ في الأدب والطبّ والنّجامة والحساب واليد الطّولى. وله من التصانيف: سيرة أحمد بن طولون، وكتاب المكافأة (¬1)، وكتاب حسن العقبى، وكتاب أخبار الأطبّاء، وكتاب مختصر المنطق، وكتاب أخبار غلمان ابن طولون، وكتاب الشهور المصرية ألّفه للوزير عليّ بن عيسى، وكتاب ترجمة كتاب الثّمرة، وكتاب أخبار المنجّمين، وكتاب أخبار إبراهيم بن المهدي، وكتاب الطّبيخ. ومات في سنة ثلاثين وثلاث مائة/75/. أسامة بن مرشد بن عليّ بن مقلّد بن منقذ، أبو المظفّر (¬2)، ويلقّب مؤيّد الدولة. وبنو منقذ جماعة، منهم أمراء وشعراء وأدباء، وما زالوا مالكي شيزر (¬3)، وهي حصن قريب من حماة، معتصمين بحصانتها، حتّى جاءت الزلزلة في سنة نيّف وخمسين وخمس مائة، فخرّبت حصنها، وأذهبت حسنها، وتملّكها نور الدّين محمود بن زنكي، وأعاد بناءها، فتشعّبوا شعبا، وتفرّقوا أيدي سبأ (¬4). وأسامة هذا كان مولده في سنة ثمان وثمانين وأربع مائة. قال ابن عساكر في تاريخه: دخل دمشق في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة، وكان ذا نثر قويّ، ونظم رضيّ، تلوح عليه أمارة الإمارة، وكان معتدل التصاريف، مطبوع التصانيف. فمن ذلك: كتاب التاريخ البدري: خمسة أجزاء، وكتاب أزهار ¬
إسحاق بن إبراهيم الموصلي.
الأنهار: ثلاثة أجزاء، وكتاب البديع في صنعة الشّعر: مجلّد (¬1)، وكتاب الاعتبار (¬2): مجلّد، وكتاب العصا (¬3): مجلّد، وكتاب المواعظ الشافية، وهو تاريخ البلدان والقلاع: مجلّد، وكتاب التجائر المربحة (¬4): مجلّد، وديوان شعره: مجلّد (¬5)، وكتاب المنازل والدّيار (¬6)، وكتاب فضائل الصّحابة، وكتاب تشبيث الغريق، وكتاب اختيار رسالة القشيري، وكتاب شعراء الشام المتأخّرين، وكتاب رسالة زجر الجاحظ، وكتاب لباب الآداب (¬7)، وكتاب مكارم الأخلاق، وكتاب ذيل يتيمة الدهر، وكتاب تاريخ أيامه. ومن شعره قوله: [الكامل] أحبابنا كيف اللقاء ودونكم … عرض المهامه والفيافي الفيح (¬8) أبكيتم عيني دما لفراقكم … فكأنّما إنسانها مجروح وكأنّ قلبي حين يخطر ذكركم … لهب الضّرام تعاورته الرّيح وأشعاره كثيرة. وقد تقدّم ذكر وفاته (¬9). إسحاق بن إبراهيم الموصليّ (¬10). أصله من أرّجان (¬11)، وإنّما نسب إلى الموصل لأنّ أباه سافر إليها ¬
وأقام بها مدة يتعلّم الغناء، فلمّا عاد إلى الكوفة قيل له: كيف أنت يا موصلي؟ فلصقت به الموصلي، وكنيته أبو محمد، وكان الغناء أصغر علومه، وكان فيه حاذقا، مع تحقّقه بالفقه، وعلم الأدب والحديث. ونادم الرشيد، ونفق عليه، وكان إذا سافر معه يحمل كتبه التي يحتاج إلى مطالعتها عشرين صندوقا. وسأل المأمون أن يكون دخوله إليه مع أهل العلم والأدب وأصحاب الحديث، لا مع المغنّين. وكان يناظر مع أصحاب هذه الفنون، ويظهر كلامه عليهم (¬1). وغنّى للمأمون يوما فقال: [الطويل] لأحسن من قرع المثاني ورجعها … تواتر صوت الثّغر يقرع بالثّغر (¬2) وسكر الهوى أروى لعظمي ومفصلي … من الشّرب بالكاسات من عاتق الخمر (¬3) فقال المأمون: أطيب من ذلك الفراغ والشّباب والجدة (¬4). ومن تصانيفه: كتاب أغانيه التي غنّى فيها، وكتاب أخبار عزّة الميلاء، وكتاب أغاني معبد، وكتاب أخبار حمّاد عجرد (¬5)، وكتاب أخبار حنين الحيري (¬6)، وكتاب أخبار ذي الرّمّة، وكتاب أخبار طويس (¬7)، وكتاب ¬
إسحاق بن إبراهيم الفارابي.
أخبار المغنّين المكيّين، وكتاب سعيد بن مسجح (¬1)، وكتاب أخبار الدّلاّل (¬2)، وكتاب أخبار محمد بن عائشة، وكتاب أخبار الأبجر (¬3)، وكتاب أخبار صاحب الوضوء، وكتاب الاختيار من الأغاني للواثق، وكتاب اللّحظ والإشارات، وكتاب الشراب، وكتاب جواهر الكلام، وكتاب الرقص والمزفّن (¬4)، وكتاب النغمة والإيقاع (¬5)، وكتاب أخبار الهذليّين، وكتاب الرسالة إلى عليّ بن هشام، وكتاب قيان الحجاز، وكتاب النوادر المحيّرة (¬6)، وكتاب الأخبار والنوادر، وكتاب أخبار حسّان، وكتاب أخبار الأحوص، وكتاب أخبار جميل، وكتاب أخبار كثيّر، وكتاب أخبار نصيب، وكتاب أخبار عقيل بن علّفة (¬7)، وكتاب العلم، وكتاب تحفة الواثق، وكتاب أخبار ابن هرمة، وكتاب الأغاني الكبير. وكان يقول المأمون: لولا ما اشتهر به إسحاق من الغناء لولّيته القضاء بحضرتي لما أعلمه من علمه وعفّته (¬8). إسحاق بن إبراهيم الفارابيّ (¬9). ¬
إسحاق بن أحمد بن شيث بن الحكم الأديب، أبو نصر البخاري الصفار.
خال إسماعيل بن حماد الجوهريّ صاحب صحاح اللّغة. سافر إلى اليمن، وسكن زبيد (¬1)، وبها صنّف كتاب ديوان الأدب (¬2)، وكتاب بيان الإعراب، وكتاب شرح أدب الكاتب، ورأيته قد قرئ عليه كتاب ديوان الأدب بنيسابور في شهور سنة تسع وعشرين وأربع مائة (¬3). إسحاق بن أحمد بن شيث بن الحكم الأديب، أبو نصر البخاريّ الصفّار (¬4). ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعانيّ وقال: كان من أفراد الزمان في علم العربيّة والمعرفة بدقائقها الخفيّة، وكان فقيها. ورد بغداد، وخرج إلى الحجاز، وسكن الطائف، وبها كانت وفاته. وله من التصانيف: كتاب المدخل إلى سيبويه، وكتاب المدخل الصّغير في النّحو، وكتاب الردّ على حمزة في حدوث التصحيف. ومات في سنة خمس وأربع مائة. إسحاق بن بشر بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن سالم، أبو حذيفة البخاريّ (¬5). ولد ببلخ، وسكن بخارى مستوطنا، فنسب إليها. حدّث عن عبد الملك بن جريج (¬6)، وسعيد بن أبي عروبة (¬7)، ¬
إسحاق بن مرار، أبو عمرو الشيباني الكوفي.
وجويبر (¬1)، ومقاتل/76/ بن سليمان، ومالك بن أنس، وسفيان الثوريّ، وأقدمه الرشيد بغداد، فسمع منه. قال ابن إسحاق: وله من الكتب: كتاب المبتدأ، وكتاب الفتوح، وكتاب الرّدّة، وكتاب الجمل، وكتاب الأوّليّة، وكتاب صفّين، وكتاب حفر زمزم. ومات ببخارى في سنة ستّ ومائتين. إسحاق بن مرار، أبو عمرو الشّيبانيّ الكوفيّ (¬2). قال الأزهريّ: كان يؤدّب أولاد أناس من بني شيبان فنسب إليهم. وكان راوية أهل بغداد، واسع العلم باللّغة والشّعر، ثقة في الحديث، ولمّا جمع أشعار القبائل كانت نيّفا وثمانين قبيلة، فكان كلّما عمل منها قبيلة كتب مصحفا بخطّه وجعله في جامع الكوفة (¬3). وكان يقول: تعلّموا العلم، فإنه يوطئ الفقراء بسط الملوك (¬4). وكان أحمد بن حنبل يلازم مجلسه ويكتب عنه الحديث (¬5). قال محمد بن إسحاق النديم (¬6): وله من الكتب: كتاب الجيم (¬7)، وكتاب النوادر، وكتاب أشعار القبائل ختمه بابن هرمة، وكتاب الخيل، وكتاب الغريب المصنّف، وكتاب اللّغات، وكتاب غريب الحديث، ¬
إسحاق بن يحيى بن شريح الكاتب، أبو الحسين النصراني.
وكتاب النوادر الكبير. وكانت وفاته في أيام المأمون في سنة خمس ومائتين، وقد بلغ مائة سنة. إسحاق بن يحيى بن شريح الكاتب، أبو الحسين النّصرانيّ (¬1). ذكره محمد بن إسحاق النديم (¬2) وقال: كان جيّد المعرفة بالدواوين والخراج ومناظرة العمّال. وله من الكتب: كتاب الخراج: في مائتي ورقة، وكتاب الخراج: في مائة ورقة، وكتاب عمل المؤامرات بالحضرة، وكتاب تحويل سنيّ المواليد: نحو مائة ورقة، وكتاب جمل التاريخ، وكتاب الخراج الكبير: في ألف ورقة، جزّأه جزءين وجعله ستّ منازل. وكانت وفاته في سنة سبع وسبعين وثلاث مائة عن سبع وسبعين سنة. أسعد بن مسعود بن عليّ بن محمد بن محمد بن الحسن، من ولد عتبة بن غزوان (¬3). ذكره أبو الحسن البيهقيّ (¬4) في وشاح الدّمية (¬5)، وقال: له كتاب درّة التاج، وكتاب تاج الرسائل. ومات في جمادى الأولى من سنة أربع وتسعين وأربع مائة عن تسعين سنة. أسعد بن المهذّب بن ممّاتي (¬6). ¬
أحد الرؤساء الأجلّة الأعيان، ولي الدواوين بمصر. وجدّه أبو المليح ممّاتي من نصارى أسيوط بصعيد مصر، وكان كاتبا لبدر الحماميّ، وهو من أهل بيت في الكتابة عريق معروف بالجود والإفضال. ولأسعد تصانيف، منها: كتاب تلقين اليقين: في الفقه، وكتاب فرض العتاب (¬1)، وكتاب درّة التاج، وكتاب ميسور النقد (¬2)، وكتاب المنخّل، وكتاب إعلام البصير (¬3)، وكتاب خصائص المعرفة في المعمّيات، وكتاب فصوص التفنّن، وكتاب الطيّب في شعر أبي الطيّب، وكتاب سرّ الشّعر، وكتاب علم النثر، وكتاب الشيء بالشيء (¬4)، وكتاب سلاسل الذهب، وكتاب تهذيب الأفعال (¬5)، وكتاب قرقرة الدّجاج في ألفاظ ابن الحجّاج، وكتاب الفاشوش في أحكام قراقوش (¬6)، وكتاب لطائف الذّخيرة وطرائف الجزيرة، وكتاب الذّخيرة، وكتاب ملاذ الأفكار (¬7)، وكتاب سيرة صلاح الدّين يوسف، وكتاب أخائر الذخائر، وكتاب كرم النّجار في حفظ الجار، وكتاب ترجمان الجمان، وكتاب مذاهب المواهب، وكتاب باعث الجلد عند حادث الولد، وكتاب الحضّ على الرّضى بالحظّ، وكتاب زواهر السّدف وجواهر الصّدف. ومن شعره قوله: [السريع] وشادن لمّا أتى مقبلا … سبّحت ربّ العرش باريه (¬8) ¬
إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن درهم، أبو إسحاق الأزدي.
ومذ رأيت النّمل في خدّه … أيقنت أنّ الشّهد في فيه (¬1) وكانت وفاته بمدينة حلب في ثامن عشر جمادى الأولى/77/ من سنة ستّ وستّ مائة. إسماعيل بن إسحاق بن حمّاد بن درهم، أبو إسحاق الأزديّ (¬2). كان عالما فقيها على مذهب مالك، شرح مذهبه ولخّصه. وصنّف عدة كتب، منها: كتاب في أحكام القرآن (¬3)، وكتاب في معاني القرآن. وإليه انتهى النّحو واللّغة في زمانه. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وجمع حديث مالك، وكتاب يحيى بن سعيد الأنصاريّ. واستوطن بغداد، وقلّد القضاء بها. وكانت وفاته في سنة اثنتين وثمانين ومائتين عن اثنتين وثمانين سنة فجاءة. إسماعيل بن الحسن بن عليّ الغازي البيهقيّ (¬4). له تصانيف، منها: كتاب نقض الاصطلام، وكتاب سمط الثّريّا في معاني غرائب الحديث، وكتاب في اللّغة، وكتاب في الخلاف. إسماعيل بن الحسين بن محمد المروزيّ العلويّ النسّابة، الملقّب عزيز الدّين (¬5). ورد بغداد في سنة سبع وتسعين وخمس مائة (¬6)، قرأ على أبي الفتح ¬
ناصر بن أبي المكارم عبد السيّد بن عليّ المطرّزيّ الخوارزمي (¬1)، وعلى محمد بن محمد بن محمد الطيّان الحنفي، وعلى شيخنا عبد الوهّاب بن سكينة (¬2). وله من التصانيف: كتاب حظيرة القدس: نحو ستين مجلّدة، وكتاب بستان الشّرف، وكتاب غنية الطالب في نسب آل أبي طالب، وكتاب زبدة الطالبيّة، وكتاب العترة النبوية في أنساب الموسوية، وكتاب الفخري (¬3): صنّفه للفخر الرازي، وكتاب المثلّث في السّير (¬4)، وكتاب المعارف للزّنجاني الموسوي، وكتاب الطبقات للفقيه زكريّا بن أحمد النّيسابوريّ، وكتاب الشافعي (¬5)، وكتاب وفق الأعداد في النسب. وقد أنبأني الأديب ياقوت الحمويّ قال: اجتمعت بالسيّد عزيز الدّين في مرو سنة أربع وعشرين (¬6) وستّ مائة فوجدته كما قيل: [البسيط] قد زرته فرأيت النّاس في رجل … والدّهر في ساعة والفضل في دار (¬7) ¬
إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي.
قد طبع من حسن الأخلاق، وسجاحة (¬1) الأعراق، وحسن البشر، وكرم الطّبع، وحياء الوجه، وحبّ الغرباء، على ما لا نراه متفرّقا في خلق كثير، وهو مع ذلك أعلم الناس بالأنساب والنّحو واللّغة والفقه والشّعر والأصول والنجوم. وقد تفرّد في مرو بالتصدّر لإقراء العلوم في منزله، ينتابه الناس على حسب أغراضهم، فمن قارئ للفقه، ومتعلّم للنّحو، ومصحّح للّغة، وناظر في النجوم، ومباحث في الأصول. قال: ولمّا ورد الفخر الرازي إلى مرو، كان من جلالة القدر، وعظم الذّكر، وضخامة الهيبة، بحيث لا يراجع في كلامه، ولا يتنفّس أحد بين يديه لإعظامه، فدخلت إليه وطلبت منه أن أقرأ عليه، فقال لي: تصنّف لي كتابا في أنساب الطالبيّين لأنظر فيه، فلا أحبّ أن أموت جاهلا به، فقلت: تريده مشجّرا أم منثورا؟ فقال: المشجّر لا ينضبط، وأنا أريد شيئا أحفظه، فقلت له: سمعا وطاعة، ثم صنّفت له الكتاب المسمّى بالفخري، فلما وقف عليه نزل عن طراحته، وجلس على الحصير، وأمرني بالجلوس على الطراحة، فامتنعت تعظيما له، فزعق عليّ فجلست حيث أمرني، ثم قعد بين يديّ، وقرأ عليّ الكتاب، فلمّا أنهاه قال لي: اجلس الآن حيث شئت، فأنت في هذا العلم شيخي، ومن لا يحترم من يقرأ عليه لا يفلح (¬2). إسماعيل بن حمّاد الجوهريّ الفارابيّ (¬3). أصله من بلاد التّرك. كان إماما في علم اللّغة والأدب، وخطّه يضرب به المثل في الجودة يشبه خطّ أبي عبد الله ابن مقلة (¬4)، وكان من فرسان ¬
الكلام في الأصول. طوّف الآفاق، ودخل العراق، وقرأ علم العربيّة على أبي عليّ الفارسيّ، وأبي سعيد السّيرافي، /78/ وسافر إلى الحجاز، وشافه باللّغة العرب العاربة. وصنّف كتاب الصّحاح (¬1)، أحسن تصنيفه، وجوّد تأليفه، وقرّب تناوله (¬2)، وكتابا في العروض سمّاه عروض الورقة (¬3)، وكتاب المقدّمة في النّحو، وقد أخذ عليه في كتاب الصّحاح مآخذ نسب فيها إلى التصحيف، وما أقلّ إنصافهم! فمن ذا الذي ما ساء قطّ؟ ومن له الحسنى فقط! فإنه رحمه الله غلط وأصاب، وأخطأ المرمى وأصاب، كسائر العلماء الذين تقدّموه وتأخّروا عنه، فإني لا أعلم في الدّنيا كتابا سلّم إلى مؤلّفه فيه، ولم يتّبع فيه (¬4). وقيل: إنّ السبب فيما وقع في الكتاب من الغلط والتصحيف أنّ الجوهريّ كتبه مسوّدة لم يبيّض منه إلاّ إلى باب الضاد، ثم عن له أن يضع على كتفيه مصراعي باب، وصعد إلى موضع عال، وقال: قد عملت في الدنيا شيئا لم أسبق إليه، وأريد أن أعمل في الآخرة ما لم أسبق إليه، ثم قال: أريد أن أطير، ومدّ يديه بالمصراعين وألقى نفسه، فما وصل إلى الأرض إلا ميتا، فبيّض باقي الكتاب تلميذه أبو إسحاق إبراهيم بن صالح الورّاق، فغلط فيه في مواضع. قال الأديب ياقوت: وكنت بحثت عن وفاة الجوهريّ، فلم أخبر بها، فقال لي القاضي الأكرم أبو الحسن عليّ بن يوسف القفطي: قد رأيت في المنام قائلا يقول لي: مات إسماعيل بن حمّاد الجوهريّ في سنة ستّ وثمانين وثلاث مائة. قلت: وإن كان المنام ممّا لا يقطع به، إلاّ أن هذا محتمل؛ لأنه قرأ على أبي عليّ الفارسيّ، وأبي سعيد السّيرافي، وماتا قبل هذا بسنين يسيرة. ¬
إسماعيل بن خلف، أبو طاهر المقرئ.
ومن شعره المشهور [السريع]: لو كان لي بدّ من النّاس … قطعت حبل النّاس بالياس (¬1) العزّ في العزلة لكنّه … لا بدّ للنّاس من النّاس ومن شعر الجوهري: [الكامل] زعم المدامة شاربوها أنها … تنفي الهموم وتذهب الغمّا (¬2) صدقوا سرت بعقولهم فتوهّموا … أنّ السّرور بها لهم تمّا (¬3) سلبتهم أديانهم وعقولهم … أرأيت عادم عقله مغتما (¬4) إسماعيل بن خلف، أبو طاهر المقرئ (¬5). صنّف إعراب القرآن في تسع مجلّدات، وصنّف في القراءات كتاب الاكتفاء، وكتاب العنوان (¬6). وكان حيّا بعد سنة عشر وخمس مائة (¬7). إسماعيل بن عبّاد بن العباس بن عباد الوزير، الملقّب بالصّاحب، أبو القاسم (¬8). قال أبو حيّان (¬9): كان الصاحب ابن عبّاد ديّنا مقدّما في صناعة الكتابة، كتب لركن الدولة، كما كتب ابن العميد لصاحب خراسان. كان مولده بفارس في ذي القعدة من سنة ستّ وعشرين وثلاث مائة. وكان له ¬
سعادة عظيمة، فإنه رأى ما لم يره أحد من أبناء جنسه، فإنه مدحه خمس مائة شاعر من أرباب الدواوين المشهورة. وممّن كان ببابه: قاضي القضاة عبد الجبّار بن أحمد الأسدآباذيّ (¬1)، وكان قد فوّض إليه قضاء همذان والجبال، فرآه الصاحب يوما وهو راكب، فلم يترجّل له، وقال: أيها الصاحب، قد أردت أن أترجّل للخدمة، ولكنّ العلم يأبى ذلك. وكان يكتب إليه على عنوان كتابه: داعيه عبد الجبار، ثم كتب: وليّه عبد الجبار بن أحمد، ثم كتب: عبد الجبار بن أحمد، فقال الصاحب: أظنّه يؤول أمره إلى أن يكتب: الجبار بن أحمد (¬2). وكان صاحب خراسان نوح بن أحمد السّامانيّ (¬3) قد أرسل إلى الصاحب في السّر يرغّبه في خدمته، ويستدعيه إلى حضرته، وبذل له البذول السّنيّة. فكان من جملة اعتذاره أن قال: كيف يحسن بي مفارقة قوم بهم ارتفع/79/ قدري، وشاع بين الأنام ذكري؟ ثم كيف لي بحمل أموالي مع كثرة أثقالي، وعندي من كتب العلم خاصّة ما يحمل على أربع مائة جمل (¬4). قال أبو الحسن البيهقيّ: وبيت الكتب الذي بالرّيّ دليل على ذلك، فإنّي رأيته بعد ما أحرقه السلطان محمود بن سبكتكين، وشاهدت فهرست الكتب التي كانت فيه في عشر مجلّدات. وسبب حريق الكتب أنّ السلطان لمّا دخل الريّ رآها، فسأل عمّا فيها، فقيل: هذه كتب ¬
الروافض، فأمر بإحراقها (¬1). وللصاحب من التصانيف: كتاب المحيط في اللّغة: عشر مجلّدات (¬2)، وكتاب ديوان رسائله: عشر مجلّدات (¬3)، وكتاب الكافي، وكتاب الزّيدية، وكتاب الأعياد وفضائل النيروز، وكتاب الإمامة في تفضيل عليّ عليه السلام (¬4)، وكتاب الوزراء، وكتاب عنوان المعارف في التاريخ (¬5)، وكتاب الكشف عن مساوئ المتنبي (¬6)، وكتاب أسماء الله عزّ وجلّ وصفاته، وكتاب العروض (¬7)، وكتاب نقض العروض، وكتاب جوهرة الجمهرة، وكتاب السبيل في الأصول، وكتاب أخبار أبي العيناء، وكتاب تاريخ الملل واختلاف الدّول، وكتاب الزّيدين، وكتاب ديوان شعره (¬8). ومن شعره: [مجزوء الرجز] وشادن جماله … تقصر عنه صفتي (¬9) أهوى لتقبيل يدي … فقلت: لا، بل شفتي وقال: [مجزوء الكامل] قال لي وجه رقيبي … سيّئ الخلق فداره (¬10) ¬
إسماعيل بن عيسى العطار، أبو إسحاق.
قلت دعني وجهك الجنّة حفّت بالمكاره وكانت وفاته في رابع عشر صفر من سنة خمس وثمانين وثلاث مائة. وقد ذكرت أخباره مستوفاة في كتاب سمّيته حصول المراد من أخبار ابن عبّاد (¬1). إسماعيل بن عيسى العطّار، أبو إسحاق (¬2). بغداديّ صاحب أخبار وسير. ذكره محمد بن إسحاق النديم، وقال: له كتاب المبتدأ (¬3). إسماعيل بن محمد القمّيّ النّحوي (¬4). ذكره ابن النديم وقال: له من التصانيف: كتاب الهمز، وكتاب العلل. إسماعيل بن محمد الأخباري (¬5). ذكره محمد بن إسحاق وقال: هو أحد أصحاب السّير والأخبار المختصّين بالواقدي (¬6). له من التصانيف: كتاب أخبار النبيّ صلّى الله عليه وسلم ومغازيه وسراياه. مات في سنة سبع وعشرين ومائتين. أمية بن عبد العزيز بن أبي الصّلت، أبو الصّلت الأندلسيّ (¬7). كان أديبا فاضلا حكيما منجّما. ورد مصر في أيام الآمر (¬8)، فلم ¬
[حرف الباء]
يصادف بها قبولا، وأخرج منها بعد أن حبس بها مدة. فقصد أبا طاهر يحيى بن تميم بن المعزّ ابن باديس صاحب القيروان فحظي عنده، وحسن حاله معه. رأيت له من التصانيف: كتاب الأدوية المفردة، وكتاب تقويم الذّهن في المنطق (¬1)، وكتاب الرسالة المصرية (¬2)، وكتاب ديوان شعره (¬3)، وكتاب رسالة في عمل الأسطرلاب، وكتاب الدّيباجة في مفاخر صنهاجة، وكتاب ديوان رسائله، وكتاب الحديقة في مختار المحدثين. كانت وفاته في المحرّم من سنة تسع وعشرين وخمس مائة. [حرف الباء] بزرج بن محمد العروضيّ، أبو محمد (¬4). كان من علماء الكوفة. صنّف كتابا ينقض فيه كتاب الخليل في العروض، وله أيضا كتاب العروض، وكتاب بناء الكلام، وكتاب معاني العروض على حروف المعجم، وكتاب الأوسط في العروض، وكتاب تفسير الغريب. بشر بن يحيى بن عليّ النّصيبيّ (¬5). شاعر أديب، له كتاب سرقات البحتريّ من أبي تمام، وكتاب الجواهر، وكتاب الآداب، وكتاب السّرقات (¬6). ¬
بكر بن محمد بن بقية/80/ المازني، أبو عثمان.
بكر بن محمد بن بقية/80/ المازنيّ، أبو عثمان (¬1). كان مولى بني مازن فنسب إليهم، وهو من البصرة. روى عن أبي عبيدة والأصمعيّ، روى عنه أبو محمد اليزيديّ والمبرّد. وكان إماميّا يقول بالإرجاء، ولم يناظر أحدا إلاّ قطعه، لقدرته على الكلام. قال المبرّد: لم يكن بعد سيبويه أعلم من المازنيّ بالنحو (¬2). وطلبه الواثق ليعلّم أولاده، فاستعفاه، فقال له: ترغب عنّا؟ فقال: إنّ النعيم لفي قربك يا أمير المؤمنين، والأمن والفوز لديك، والنظر إليك، ولكنّي ألفت الوحدة، وأنست بالانفراد، ولي أهل يوحشني البعد عنهم، ويضرّ بهم ذلك، ومطالبة العادة أشدّ من مطالبة الطّباع (¬3)، فأمر له بألف دينار (¬4). قال محمد بن إسحاق (¬5): وللمازنيّ من الكتب: كتاب في القرآن، وكتاب في النّحو، وكتاب في التفاسير، وكتاب تفسير «سيبويه»، وكتاب ما يلحن فيه العامة، وكتاب الألف واللام، وكتاب التصريف، وكتاب العروض، وكتاب القوافي، وكتاب الدّيباج، وكتاب جوامع كتاب سيبويه. وسئل المازنيّ عن أهل العلم فقال: أهل القرآن، وفيهم تخليط وضعف، وأهل الحديث، وفيهم حشو ورقاعة، والشعراء، وفيهم هوج، وأصحاب النّحو، وفيهم ثقل، ورواة الأخبار، وفيهم ظرف، والعلم: الفقه (¬6). ¬
[حرف التاء]
ومات المازنيّ في سنة ثمان وأربعين ومائتين. [حرف التاء] تمّام بن غالب بن عمرو المرسيّ الأندلسيّ (¬1). ذكره الحميديّ (¬2) وقال: له كتاب جامع اللغة، سمّاه تلقيح العين (¬3). مات في سنة ستّ وثلاثين وأربع مائة. [حرف الثاء] ثابت بن عليّ بن عبد الله اللّغويّ (¬4). كان من كبار الكوفيّين. قال ابن إسحاق: وله من الكتب: كتاب خلق الإنسان (¬5)، وكتاب الفرق (¬6)، وكتاب الزّجر والدعاء، وكتاب خلق الفرس، وكتاب الوحوش، وكتاب مختصر العربية، وكتاب العروض. أبو ثروان العكليّ (¬7). قال محمد بن إسحاق النديم، له من الكتب: كتاب خلق الفرس، وكتاب معاني الشّعر. [حرف الجيم] جعفر بن أحمد المروزيّ أبو العباس (¬8). قال محمد بن إسحاق: هو أحد المؤلّفين (¬9). وهو أول من صنّف ¬
جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، أبو محمد القارئ البغدادي.
كتابا في المسالك والممالك ولم يتمّه، وله كتاب الآداب الكبير، وكتاب الآداب الصغير، وكتاب الناجم، وكتاب تاريخ آي القرآن لتأييد كتب السلطان، وكتاب البلاغة والخطابة. مات بالأهواز في سنة أربع وسبعين ومائتين. جعفر بن أحمد بن الحسين السّرّاج، أبو محمد القارئ البغداديّ (¬1). روى عن ابن شاذان وابن شاهين (¬2)، وكان يؤمّ بالمسجد المعلق تجاه باب النّوبي. وقد خرّج له الخطيب فوائد في خمسة أجزاء. وله تصانيف، منها: كتاب مصارع العشّاق (¬3)، وكتاب زهد السّودان (¬4). وله أشعار كثيرة، وقد أنبأني شيخنا عبد العزيز بن دلف (¬5) ومحمد بن المنّي (¬6) وابن الخيّر (¬7)، ¬
جعفر بن محمد الأزهري الأخباري.
عن شهدة (¬1) الكاتبة عنه. وكانت وفاته في حادي عشر صفر من سنة خمس مائة عن إحدى وثمانين سنة. جعفر بن محمد الأزهريّ الأخباري (¬2). أحد أصحاب السّير، ومن عني بجمع الأخبار والتواريخ. له كتاب التاريخ على السّنين، قال ابن إسحاق: وهو من جيّد الكتب. ومات في سنة تسع وسبعين ومائتين. جعفر بن محمد بن حمدان الموصليّ، أبو القاسم الفقيه الشافعي (¬3). ذكره محمد بن إسحاق النديم وقال: هو حسن التأليف، عجيب التصنيف، شاعر أديب فاضل، كثير الرّواية (¬4). له كتب في الفقه والأدب، فمن ذلك: كتاب الباهر في أشعار المحدثين، عارض به الرّوضة للمبرّد، وكتاب الشّعر والشّعراء لم يتمّه، وكتاب السرقات لم يتمّه، وكتاب محاسن أشعار المحدثين. ومات في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة، ورثاه البحتري (¬5). جعفر بن مكيّ بن عليّ بن سعيد، أبو محمد، الفقيه الشافعيّ الأديب (¬6). ¬
[حرف الحاء]
حفظ القرآن في صباه، وقرأه تجويدا، واشتغل بالفقه، وعلّم الأدب، وقال الشّعر. ورتّب خازنا بالخزانة الناصرية بالمدرسة النّظامية. وكان فاضلا، حسن النّشوار، مطبوع النادرة، جالس الإمام الناصر لدين الله، وجعله على ديوان البريد، ومتقدّما على الشّعراء في الإيراد. وقد صنّف كتابا سمّاه ربيع ذوي الآداب، وله كتاب في الموسيقى، وديوان شعره. وقد رتّبه الإمام المستنصر بالله حاجب باب المراتب، أنشد لنفسه: [الطويل] إلهي ويا مولى الموالي وخير من … تمدّ إليه الرّاح عند سؤال قطعت رجائي عن سواك لأنني … رجوتك إذ كنت العليم بحالي ومن يك في كلّ الأمور مفوّضا … إليك فقد حاز المنى بكمال مات يوم الاثنين ثاني صفر من سنة تسع وثلاثين وستّ مائة. [حرف الحاء] حسّان بن مالك بن أبي عبدة النحويّ الأندلسيّ (¬1). كان وزيرا. وهو من أئمة اللغة والأدب، قيل: إنه دخل على المنصور بن أبي عامر وهو ينظر في كتاب أبي السّريّ سهل بن أبي غالب الذي ألّفه في أيام الرشيد، وسمّاه كتاب ربيعة وعقيل، وكان الرشيد يعجب به، فخرج من عنده، وعمل كتابا على مثاله، وجاء به في مثل ذلك اليوم من الجمعة الأخرى مفروغا نسخا وتأليفا، فلمّا رآه المنصور أعجب به ووصله. ومات قبل العشرين وثلاث مائة (¬2). حسّان بن إبراهيم بن زولاق، أبو محمد المصريّ اللّيثي (¬3). ¬
الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف، الشاعر المعروف بابن ذي الدمينة.
من أعيان علماء مصر. كان محبّا لعلم الأخبار والتواريخ، حريصا على جمعها وكتبها. ومن شعره: [البسيط] ما زلت تكتب في التاريخ مجتهدا … حتّى رأيتك في التاريخ مكتوبا وله من الكتب: كتاب سيرة محمد بن طغج الإخشيد (¬1)، وكتاب سيرة جوهر، وكتاب سيرة الماذرائيّين، وكتاب التاريخ الكبير: على السّنين، وكتاب فضائل مصر، وكتاب سيرة كافور، وكتاب سيرة المعزّ، وكتاب سيرة العزيز (¬2). ومات في يوم الأربعاء خامس عشر ذي القعدة من سنة ستّ وثمانين وثلاث مائة. الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف، الشاعر المعروف بابن ذي الدّمينة (¬3). كان فاضلا عارفا بالأنساب والأخبار. صنّف كتابا سمّاه الإكليل في أنساب حمير وأسماء ملوكها وأيامها (¬4)، وهو كتاب عظيم الفائدة يشتمل على عشرة فنون، الأول: في اختصار المبتدأ وأصول أنساب العرب ¬
الحسن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو علي الفارسي.
والعجم وأنساب ولد حمير، الثاني: في نسب ولد الهميسع بن حمير، الفنّ الثالث: في فضائل قحطان، الفنّ الرابع: في السّيرة القديمة من عهد يعرب بن قحطان إلى عهد أبي كريب أسعد الكامل، وهو كتابه الأوسط، الفنّ الخامس: في السّيرة الوسطى من عهد أبي كريب إلى عهد ذي نواس، الفنّ السادس: في السّيرة الأخرى من عهد ذي نواس إلى عهد الإسلام، الفنّ السابع: في التنبيه على الأخبار الباطلة والحكايات المستحيلة، الفنّ الثامن: في ذكر قصور حمير وحكمها وحروبها، الفنّ التاسع: في معارف همدان، الفنّ العاشر: في جمل حسان من حساب القرانات وأوقاتها، ونبذ من علم الطبيعة، وأحكام النجوم، وآراء الأوائل في قدم العالم وحدوثه واختلافهم في أدواره، وفي تناسل الناس، ومقادير أعمارهم، وغير ذلك. وله أيضا: كتاب سرائر الحكمة (¬1)، وغرضه التعريف بعلم هيئة الأفلاك ومقادير حركات الكواكب، وتبيين علم أحكام النجوم، واستيفاء ضروبه، واستيعاب أقسامه، وكتاب القوى: في الطّب، وكتاب اليعسوب: في الرّمي والقسيّ والسّهام (¬2)، وكتاب الجوهرة العتيقة، وكتاب المطالع والمطارح، وكتاب الزّيج الموضوع. وله ديوان شعر كبير. الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار، أبو عليّ الفارسيّ (¬3). النّحويّ المشهور اسمه (¬4)، المعروف تصنيفه ورسمه، أوحد زمانه في علم العربية. أخذ النّحو عن أبي إسحاق الزّجّاج، وأبي بكر بن السّراج، وطوّف بلاد الشام، ومضى إلى طرابلس، وأقام بحلب وخدم سيف الدولة بن حمدان. ثم رجع إلى بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته. قرأ ¬
عليه عليّ بن عيسى الرّبعي (¬1). ولمّا خرج عضد الدولة لقتال ابن عمّه عزّ الدولة بختيار بن معزّ الدولة (¬2)، دخل عليه أبو عليّ فقال له: ما رأيك في الصّحبة؟ فقال له: أنا من رجال الدعاء في السّحر، لا من رجال الصّحبة في السفر، فخار الله للملك في عزمته، وأنجح مقصده في نهضته، وجعل العافية زاده، والظفر تجاهه، والملائكة أنصاره وأعضاده، وأنشد: [المنسرح] ودّعته حيث لا تودّعه … نفس ولكنّها تسير معه (¬3) ثم تولّى وفي الفؤاد له … ضيق محلّ وفي الدّموع سعه فقال له عضد الدولة: بارك الله فيك، فإنّي واثق بطاعتك، متيقّن صفاء طويّتك. ثم قال: أنشدني بعض أشياخنا بفارس: [السريع] قالوا له إذ سار أحبابه … وأبدلوه البعد بالقرب (¬4) والله ما شطّت نوى ظاعن … سار من العين إلى القلب فاستأذنه، وكتبهما عنه. ولأبي عليّ من التصانيف: كتاب الحجّة (¬5)، وكتاب التذكرة، وكتاب أبيات الإعراب، وكتاب الإيضاح الشّعري (¬6)، وكتاب الإيضاح النّحوي، وكتاب مختصر عوامل الإعراب، وكتاب المسائل الحلبية (¬7)، وكتاب ¬
الحسن بن أحمد، أبو محمد الأندلسي، المعروف بالأسود الغندجاني، اللغوي النسابة.
المسائل البغدادية (¬1)، وكتاب المسائل الشّيرازية، /82/ وكتاب المسائل القصرية، وكتاب الإغفال (¬2)، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب نقض الهاذور، وكتاب الرحمة (¬3)، وكتاب المسائل المنثورة (¬4)، وكتاب المسائل الدّمشقية، وكتاب أبيات المعاني، وكتاب المسائل الكرمانية، وكتاب التتبّع لكلام أبي عليّ الجبائيّ في التفسير: نحو مائة ورقة، وكتاب تفسير قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} (6) [المائدة]، وكتاب المسائل البصرية، وكتاب المسائل العسكرية (¬5)، وكتاب المصلحة من كتاب الزجّاج (¬6)، وكتاب المسائل المشكلة. وكانت وفاة أبي عليّ الفارسيّ ببغداد في سنة سبع وسبعين وثلاث مائة في أيام الطائع لله عن نيّف وتسعين سنة. الحسن بن أحمد، أبو محمد الأندلسيّ، المعروف بالأسود الغندجاني، اللّغويّ النسّابة (¬7). وغندجان (¬8): بلد قليل الماء، ولا يخرج منه إلا أديب، أو حامل سلاح. وكان الأسود هذا صاحب دنيا وثروة، علامة نسّابة، عارفا بأيام العرب وأشعارها. وكان في كنف الوزير أبي منصور بهرام بن منافيه (¬9) ¬
الحسن بن أحمد الأسترآباذي، أبو علي النحوي اللغوي.
وزير الملك أبي كاليجار بن سلطان الدولة بن بويه صاحب شيراز (¬1)، وقد خطب له ببغداد بالسّلطنة. فكان الأسود إذا صنّف كتابا جعله باسمه، فكان يفضل عليه إفضالا جمّا، فأثرى من جهته. ومن تصانيفه: كتاب السّلّ والسّرقة، وكتاب فرحة الأديب: في الردّ على يوسف ابن السّيرافي في شرح أبيات سيبويه (¬2)، وكتاب ضالّة الأديب: في الردّ على ابن الأعرابيّ في النوادر، وكتاب قيد الأوابد: في الردّ على ابن السّيرافيّ في شرح أبيات إصلاح المنطق، وكتاب الردّ على النّمريّ في شرح مشكل أبيات «الحماسة» (¬3)، وكتاب نزهة الأديب: في الردّ على أبي عليّ الفارسيّ في التذكرة، وكتاب الخيل (¬4) مرتّب على حروف المعجم، وكتاب في أسماء الأماكن. وكان الأسود هذا حيّا في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة (¬5). الحسن بن أحمد الأسترآباذيّ، أبو عليّ النّحويّ اللّغوي (¬6). له من التصانيف: كتاب شرح «الفصيح»، وكتاب شرح «الحماسة». الحسن بن بشر بن يحيى الآمديّ الكاتب (¬7). ¬
الحسن بن الحسين بن عبيد الله، المعروف بالسكري، أبو سعيد
ذكره الأديب ياقوت الحمويّ وقال (¬1): كان حسن الفهم جيّد الرّواية (¬2)، عارفا بالنّحو، سريع الإدراك. ولي قضاء البصرة في سنة نيّف وثلاثين وثلاث مائة. وكان متوسّعا في علم الأدب والتصنيف. وله من الكتب: كتاب المختلف والمؤتلف في أسماء الشّعراء (¬3)، وكتاب نثر المنظوم، وكتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري (¬4)، وكتاب في أنّ الشاعرين لا تتفق خواطرهما، وكتاب ما في «عيار الشّعر» لابن طباطبا من الخطأ، وكتاب فرق ما بين الخاصّ والمشترك من معاني الشّعر، وكتاب تفضيل امرئ القيس على الجاهليّين، وكتاب في شدّة حاجة الإنسان إلى أن يعرف نفسه، وكتاب تبين غلط قدامة بن جعفر في كتاب نقد الشّعر، وكتاب معاني شعر البحتري، وكتاب الردّ على ابن عمّار فيما خطّأ فيه أبا تمّام، وكتاب فعلت وأفعلت، وكتاب الحروف من الأصول في الأضداد، وكتاب ديوان شعر نحو مائة ورقة، وكتاب الخاصّ والمشترك. ومن شعره: [مخلع البسيط] يا واحدا بان في الزمان … ممّن يجاريه أو يداني (¬5) دعني من نائل وبرّ … يعجز عن شكره لساني ولست والله مستميحا … ولا أخا مطمع تراني وهب إذا كنت لي وهوبا … من بعض أخلاقك الحسان كانت وفاة الآمديّ هذا في سنة سبعين وثلاث مائة. الحسن بن الحسين بن عبيد الله، المعروف بالسّكّري، أبو سعيد ¬
النّحويّ اللّغوي (¬1). الراوية الثّقة المكثر، ذو التصانيف. ذكره محمد بن إسحاق النديم وقال: له من الكتب: كتاب أشعار هذيل، وكتاب النقائض، /83/ وكتاب النبات، وكتاب الوحوش، وكتاب المناهل والقرى، وكتاب الأبيات السائرة، وكتاب أشعار جماعة من الشّعراء، منهم: امرؤ القيس، والنابغة الذّبياني، والنابغة الجعدي، وزهير، والحطيئة، ولبيد، وتميم بن أبيّ بن مقبل (¬2)، ودريد بن الصّمة، والأعشى، ومتمّم بن نويرة (¬3)، وأعشى باهلة (¬4)، والزّبرقان بن بدر، وبشر بن أبي خازم (¬5)، والمتلمّس (¬6)، والراعي (¬7)، والشّماخ (¬8)، والكميت، وذو الرّمّة، والفرزدق، وشعر أبي ¬
نواس، وتكلّم على معانيه وغريبه في نحو ألف ورقة ولم يتمّه (¬1)، ثم عمل شعر قيس بن الخطيم (¬2)، وهدبة بن خشرم (¬3)، ومزاحم العقيليّ (¬4)، والأخطل، وعمل من أشعار القبائل: أشعار بني هذيل، وأشعار بني شيبان، وأشعار بني ربيعة، وأشعار بني يربوع (¬5)، وأشعار بني طيّئ، وأشعار بني كنانة، وأشعار بني ضبّة، وأشعار بني بجيلة، وأشعار بني القين، وأشعار بني يشكر (¬6)، وأشعار بني حنيفة، وأشعار بني محارب، وأشعار الأزد، وأشعار بني نهشل (¬7)، وأشعار بني عديّ، وأشعار بني أشجع (¬8)، وأشعار بني نمير (¬9)، وأشعار بني مخزوم، وأشعار بني سعد، ¬
الحسين بن علي، أبو عبد الله النمري اللغوي.
وأشعار بني الحارث، وأشعار الضّباب (¬1)، وأشعار فهم وعدوان (¬2)، وأشعار مزينة (¬3). ومن شعره قوله: [مجزوء الكامل] المرء يخلق وحده … ويموت يوم يموت وحده (¬4) والنّاس بعدك إن هلك … ت كمن رأيت الناس بعده كانت وفاة أبي سعيد السّكّريّ في سنة خمس وسبعين ومائتين عن نيّف وستين سنة. الحسين بن علي، أبو عبد الله النّمريّ اللّغويّ (¬5). صاحب التصانيف والشّعر الجيّد. ذكره الثعالبيّ وقال: كان من صدور البصرة في الأدب والشّعر (¬6). ورد الرّيّ على ذي الكفايتين ابن العميد، فأحسن إليه، ووصله منها دنانير كلّ دينار خمسة دنانير، ودراهم وزن كلّ درهم خمسة دراهم، وكان مدحه بقصيدة أولها: [الكامل] واها لأيام الصّبابة واها … بل آه من تذكارهنّ وآها (¬7) ومن بديع شعره في شكاية عين محبوب: قوله: [مجزوء الكامل]: يا من تشكّى عينه … وبلاؤه منها وفيها ¬
الحسين بن محمد بن جعفر الخالع الرافقي، من ولد يزيد بن معاوية.
النّاس شاكوها إلي … ك وأنت أيضا تشتكيها (¬1) ومن تصانيفه: كتاب أسماء الذهب والفضّة، وكتاب شرح مشكل «الحماسة» (¬2)، وكتاب الحلي، وكتاب اللّمع (¬3). وكانت وفاته في سنة خمس وثمانين وثلاث مائة. الحسين بن محمد بن جعفر الخالع الرافقيّ (¬4)، من ولد يزيد بن معاوية. من أهل العلم والأدب والشّعر والخطابة. لقي الشيوخ من الفقهاء والمحدّثين والنّحويّين واللّغويّين، مثل: أبي عليّ الفارسيّ، وأبي سعيد السّيرافي، وعليّ بن عيسى الرّمّاني. ومات في رجب من سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة (¬5) عن تسعين سنة، وهو فقير لم يكن له ما يكفّن به، ودفن بباب الرّصافة. وله من التصانيف: كتاب الشّعر: نحو خمس مائة ورقة، وكتاب شعره: نحو ألف ورقة، وكتاب المواصلة والمفاصلة، ذكر فيه ما اتفق لفظه واختلف معناه، نحو ألف ورقة، وكتاب الأمثال (¬6)، وكتاب الدارات، وكتاب الرّياض، وكتاب المتشابهات في اللّغة، وكتاب الجبال والأودية (¬7)، وكتاب البروق، وكتاب الرّمال، وكتاب الجمال، وكتاب ¬
الحسين بن أحمد بن محمد بن حمزة السلامي، بفتح السين وتشديد اللام، أبو الحسن البيهقي.
الجمان والعرف، وكتاب البخيل، وكتاب الجواد، وكتاب تفسير شعر أبي تمّام، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب فضل الشّعر، وكتاب المياه، وكتاب نوادر الشاعرين، وكتاب صناعة الشّعر (¬1). الحسين بن أحمد بن محمد بن حمزة السّلاّميّ (¬2)، بفتح السّين وتشديد اللام، أبو الحسن البيهقي (¬3). ذكره الثعالبيّ في كتاب يتيمة الدّهر، وقال: /84/ تصانيفه ناطقة بفضله، فمن ذلك: كتاب ولاة خراسان (¬4)، وكتاب النّتف والظّرف (¬5)، وكتاب المصباح، وكتاب الثأر. مات فيما ذكره أبو الحسن البيهقي في سنة ثلاث مائة. الحسين بن أحمد بن أحمد بن خالويه، أبو عبد الله اللّغوي (¬6)، من أهل همذان. كان أوحد عصره في علم اللّغة وفنّ الأدب، عارفا بمعاني الشّعر. قدم بغداد، وقرأ على ابن دريد، ونفطويه، وابن الأنباريّ، وأبي عمر الزاهد. وقصد حلب ونفق بها سوقه، واتصل بسيف الدولة أبي الحسن بن حمدان، فحظي لديه وأنفق عليه، وأمدّه بمال كثير إلى أن مات بحلب في سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة. وصنّف كتبا حسانا، منها: كتاب ليس (¬7) في اللّغة، وهو يدلّ على سعة علم مؤلّفه، لأنه يقال فيه: ليس في كلام العرب على مثال كذا إلاّ ¬
الحسين بن أحمد الزوزني النحوي، أبو عبد الله الضرير.
كذا وكذا، وهذا تحكّم عظيم، وكتاب شرح المقصورة (¬1)، وكتاب شرح السبع الطّول، وكتاب أسماء الأسد: ذكر له خمس مائة اسم، وكتاب البديع: في القراءات (¬2)، وكتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن (¬3)، وكتاب الجمل في النّحو، وكتاب الاشتقاق، وكتاب أطرغش وأبرغش، وكتاب مبتدأ، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكّر والمؤنّث، وكتاب الألفات، وكتاب في غريب القرآن، صنّفه في خمس عشرة سنة، وكتاب ديوان أبي فراس ابن حمدان: جمعه وذكر فيه جملة من أخباره، وفسّر أشعاره (¬4)، وكتاب ما يلحن فيه العامة، وكتاب شرح الفصيح. الحسين بن أحمد الزّوزنيّ النّحويّ، أبو عبد الله الضّرير (¬5). كان فاضلا بارعا، ذكره أبو الحسن البيهقيّ في كتاب الوشاح فقال: هو بالأدب بصير، وضرير ما له في دهره نظير، وأديب شأنه في الفضل شأن عجيب، تارة يتمسّك بعلم الأصل طلبا للفوز يوم القضاء، وتارة يتوسّل إلى قضاء الأدب بتقويم سناد كلام العرب. ومن مليح منظومه في المدح قوله: [الوافر] (¬6) فتى لا يبتني غير المعالي … ولا يرضى سوى العلياء جارا (¬7) حوى من كلّ مكرمة نصيبا … فأنجد في العلوم كما أغارا (¬8) ¬
/85/ الحسن بن داود بن الحسن القرشي أبو علي.
فلو كانت مكارمه هلالا … لما لاقى محاقا أو سرارا ولو كانت شمائله شمولا … لما ألقت لشاربها الخمارا (¬1) ومن تصانيفه: كتاب المصادر (¬2)، وكتاب القانون: في علم الأصول، وكتاب. . . (¬3). /85/ الحسن بن داود بن الحسن القرشيّ أبو عليّ (¬4). أمويّ كوفي. صنّف كتبا، منها: قراءة الأعشى، وكتاب اللّغة: في مخارج الحروف وأصول النّحو، شرح كتاب أبي الحسن الضّرير الفارسيّ في النّحو، وكتاب شرح السّبع الطّوال. وكان حاذقا في النّحو لفّاظا بالقرآن، صاحب ألحان، صلّى بالناس التراويح في جامع الكوفة ثلاثا وأربعين سنة. ومات في سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. الحسن بن رشيق (¬5). كان شاعرا أديبا نحويّا، حسن التآليف، صنّف في الردّ على ابن شرف القيروانيّ (¬6) عدة كتب، وله: كتاب الأنموذج (¬7)، ذكر فيه شعراء عصره ¬
الحسن بن علي بن الحسن بن علي، أبو علي، ابن عماد الموصلي، الفقيه الشافعي.
وذكر نفسه في آخره: [المنسرح] المرء في فسحة كما علموا … حتى يرى شعره وتأليفه (¬1) فواحد منهما صفحت له … عنه وجازت له زخاريفه وآخر نحن منه في غرر … إن لم يوافق رضاك تثقيفه (¬2) وقد بعثنا كيسين ملؤهما … نقد امرئ حاذق وتزييفه فانظر وما زلت أهل معرفة … يا من له علمه ومعروفه (¬3) كانت وفاة ابن رشيق هذا بالقيروان في سنة ستّ وخمسين وأربع مائة (¬4) عن ستّ وستين سنة. الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ، أبو عليّ، ابن عماد الموصليّ، الفقيه الشافعي (¬5). قرأ على أبي بكر الشاشي، وأسعد الميهني (¬6)، وإلكيا الهرّاسي (¬7)، وعلّق عليهم الأصول والجدل والخلاف، وقرأ علم الأدب على الفصيحي (¬8)، وقرأ القرآن بالرّوايات على أبي العزّ القلانسي (¬9)، وسمع الحديث من ¬
الحسن بن عبد الله بن المرزبان، أبو سعيد السيرافي.
المزرفي (¬1)، وابن الحلواني (¬2)، وابن الغسّاني. ودرّس وأفتى وروى. وصنّف كتبا، منها: كتاب المواعظ والخطب، وكتاب في الفرائض، وكتاب الاقتصاد في القرآن، وديوان شعره. وتوفّي بالموصل يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الآخرة من سنة تسع وعشرين وخمس مائة. الحسن بن عبد الله بن المرزبان، أبو سعيد السّيرافيّ (¬3). وسيراف المنسوب إليها: بلد على ساحل البحر من أرض فارس، به الآن آثار عمارة قديمة وجامع حسن، إلاّ أنّ الغالب عليه الخراب. ولي قضاء بعض أرباع بغداد، وكان أبوه مجوسيّا اسمه بهزيار (¬4)، فسمّاه ابنه أبو سعيد: عبد الله. وكان أبو سعيد هذا يدرس ببغداد القرآن وعلومه، والنّحو واللّغة، والفقه على مذهب أبي حنيفة والفرائض. قرأ القرآن على ابن مجاهد، واللّغة على ابن دريد، والنّحو على ابن السرّاج. وكان زاهدا ورعا لم يأخذ على القضاء أجرا، بل كان يأكل من أجرة نسخه، فكان لا يخرج من داره حتى ينسخ عشر ورقات أجرتها ثلاثة دراهم. وصنّف كتبا، منها: كتاب شرح «سيبويه» (¬5): في ثلاثة آلاف ورقة، ¬
وكتاب ألفات القطع والوصل، وكتاب أخبار النّحويّين البصريّين (¬1)، وكتاب شرح مقصورة ابن دريد، وكتاب الإقناع في النّحو: لم يتمّه وتمّمه ابنه يوسف، وكان يقول: وضع أبي النّحو على المزابل بكتاب الإقناع، يريد أنه سهّله حتى لا يحتاج إلى مفسّر، وكتاب شواهد كتاب سيبويه (¬2)، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب صنعة الشّعر والبلاغة، وكتاب المدخل إلى «كتاب سيبويه»، وكتاب جزيرة العرب. وقد أثنى عليه أبو حيّان التوحيديّ فقال: كان شيخ المشايخ، وإمام الأئمة، عارفا بالنّحو، واللّغة والشّعر، والعروض، والقوافي، والفقه، والفرائض، والحساب، والقرآن، والحديث، أفتى في جامع الرّصافة خمسين سنة (¬3)، فما وجد منه خطأ، ويسّر له الصوم أربعين سنة. وقال التوحيديّ (¬4) أيضا: رأيت أبا سعيد وقد أقبل على الحسين بن مردويه الفارسيّ وهو يشرح له مدخل «كتاب سيبويه» ويقول له: اصرف همتك إليه، فإنك لا تدركه إلاّ بتعب الحواسّ، ولا تتصوّره إلاّ بالاعتزال عن الناس، /86/ فقال: يا سيدي، أنا مؤثر لذلك، ولكنّ اختلال الأمور، وقصور الحال، تحول بيني وبين ما أريد، فقال: ألك عيال؟ قال: لا، قال: عليك ديون؟ قال: دريهمات، قال: فأنت ريح القلب، حسن الحال، ناعم البال، اشتغل بالدرس والمذاكرة، والسؤال والمناظرة، واحمد الله تعالى على خفّة الحاذ (¬5). وأنشده: [طويل] إذا لم يكن للمرء مال ولم يكن … له طرق يسعى بهنّ الولائد (¬6) وكان له خبز وملح ففيهما … له بلعة حتى تجيء العوائد وهل هي إلا جوعة إن سددتها … وكلّ طعام بين جنبيك واحد ¬
واستشاره أبو أحمد بن مردك في زوج ابنته، وذكر له أنه خطبها جماعة، قال له: اختر منهم من يخاف الله تعالى، فإنه إن أحبّها بالغ في إكرامها، وإن لم يحبّها تحرّج من ظلمها. وتأخّر بعض أصحابه عن مجلسه في يوم السبت، فسأله عن سبب تأخّره، فاعتذر بشرب دواء، فأنشد [وافر] لنعم اليوم يوم السّبت حقا … لصيد إن أردت بلا امتراء (¬1) وفي الأحد البناء فإنّ فيه … تبدّى الله في خلق السّماء وفي الاثنين إن سافرت فيه … يكون الأوب فيه بالنّماء (¬2) وإن ترم الحجامة فالثّلاثا … ففي ساعاته درك الشّفاء وإن شرب امرؤ يوما دواء … فنعم اليوم يوم الأربعاء وفي يوم الخميس قضاء حاج … ففيه الله آذن بالقضاء ويوم الجمعة التّزويج فيه … ولذّات الرّجال مع النّساء ولما شهد أبو سعيد عند قاضي القضاة ابن معروف (¬3)، وقبل شهادته، وصار من جملة عدوله، عاتبه على ذلك أحد المختصّين به فقال: إنّك إمام الوقت، وعين الزمان، والمنظور إليه، والمقتبس من عمله، تضرب إليك أكباد الإبل، ويفتقر إليك الخاصّ والعامّ، والرعايا والسّلطان. فإذا توسّطت مجلسا كنت المنظور في الصّدر (¬4)، وإذا حضرت محفلا كنت البدر، قد اشتهر ذكرك في الأقطار والبلاد، وانتشر علمك في كلّ محفل وناد، والألسنة مقرّة بفضلك، فما الذي حملك على الانقياد لابن معروف واختلافك إليه؟ فصرت تابعا بعد أن كنت متبوعا، ومؤتمرا بعد أن كنت آمرا؟ وضعت من قدرك! وضيّعت كثيرا من حرمتك، وأنزلت ¬
الحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري، أبو أحمد، اللغوي العلامة.
نفسك منزلة غيرك، وما فكّرت في عاقبة أمرك، ولا شاورت أحدا من صحبك. فقال: اعلم أنّ هذا القاضي مراده اكتساب ذكر جميل، وصيت حسن، ومباهاة لمن تقدّمه، ومع ذلك فله من السّلطان منزلة رفيعة، وقوله عنده مسموع، وأمره لديه متبوع، ورأيته يستضيء برأيي ويعدّني من جملة ثقاته وأوليائه، وقد عرض لي وصرّح مرة بعد أخرى، وثانية عقب أولى، فلم أجب، فخفت مع كثرة الخلاف أن يكون تكرار الامتناع موجبا للقطيعة، وتوقّع إضرار. وإذا اتفق أمران فاتّباع ما هو أسلم جانبا وأقلّ غائلة أولى، وقد كان ما كان، والكلام بعد ذلك ضرب من الهذيان (¬1). وكانت وفاة السّيرافيّ يوم الاثنين ثاني شهر رجب من سنة ثمان وستين وثلاث مائة في خلافة الطائع لله، ودفن في مقبرة الخيزران. الحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكريّ، أبو أحمد، اللّغويّ العلاّمة (¬2). كان من الأئمة المذكورين بالتصرّف في أنواع العلوم، والتبحّر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف وحسن التصنيف، فمن جملته: كتاب صناعة الشّعر (¬3)، وكتاب الحكم والأمثال (¬4)، وكتاب التصحيف (¬5)، /87/ وكتاب راحة الأرواح، وكتاب الزواجر والمواعظ، وكتاب تصحيح الوجوه والنظائر. وانتهت إليه الرّئاسة في علم الحديث، والإملاء للآداب والتدريس، ¬
ورحل الناس إليه للقراءة عليه والأخذ عنه، روى عنه أبو نعيم (¬1)، والباطرقانيّ (¬2)، وأبو عبد الرّحمن السّلمي (¬3)، وأبو بكر الباقلاّنيّ المتكلّم. وكان الصاحب إسماعيل ابن عبّاد يكاتبه ويؤثر الاجتماع به، فلمّا جاء الصاحب إلى عسكر مكرم قصده أبو أحمد في ساعة لا يمكن الوصول في مثلها إليه إلا لمثله، فأقبل عليه وبالغ في إكرامه، وأجلسه في أرفع موضع، وطلب منه أن ينشده جواب أبيات كان كاتبه بها من أصبهان في الاعتذار عن الوصول إليه، فأنشده قوله: [طويل] أروم نهوضا ثمّ يثني عزيمتي … تعوّذ أعضائي من الرّجفان (¬4) فضمّنت بيت ابن الشّريد كأنّما … تعمّد تشبيهي به وعناني (¬5) «أهمّ بأمر الحزم لو أستطيعه … وقد حيل بين العير والنّزوان» ولمّا نهض من عنده للانصراف قال له الصاحب: لا يقنعنا هذا، فلا بدّ من الحمل على النفس مرة أخرى، فركب بغلة ثم قصده، فلم يوصل إليه، فصعد تلعة (¬6) ورفع صوته بقول أبي تمّام: [بسيط] ما لي أرى القبّة الفيحاء مقفلة … دوني وقد طال ما استفتحت مغلقها (¬7) كأنّها جنّة الفردوس معرضة … وليس لي عمل زاك فأدخلها ¬
الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران، أبو هلال اللغوي العسكري.
فناداه الصاحب من باطن الخيمة: أدخلها يا أبا أحمد، فلك السابقة الأولى. فتبادر إليه الغلمان فحملوه حتى جلس بين يديه، فسأله عن مسائل، فأجاب عنها أحسن جواب، فبالغ في إكرامه، ثم أجزل عطيّته، وانصرف عنه. ومات أبو أحمد العسكريّ في سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة عن خمس وسبعين سنة. الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران، أبو هلال اللّغويّ العسكري (¬1). كان الغالب عليه الأدب والشّعر. وله تصانيف مفيدة، منها: كتاب التلخيص: في اللّغة (¬2)، وكتاب صناعة النظم والنثر (¬3)، وكتاب جمهرة الأمثال (¬4)، وكتاب معاني الأدب (¬5)، وكتاب من احتكم من الخلفاء إلى القضاة، وكتاب التبصرة وهو مفيد، وكتاب شرح «الحماسة»، وكتاب الدّرهم والدينار، وكتاب المحاسن: في تفسير القرآن، في خمس مجلّدات، وكتاب العمدة، وكتاب فضل العطاء على العسر (¬6)، وكتاب ما يلحن فيه الخاصّة، وكتاب أعلام المعاني في معاني الشّعر، وكتاب الأوائل (¬7)، وكتاب ديوان شعره (¬8)، وكتاب الفروق بين المعاني (¬9)، ¬
الحسن بن عبد الله العثماني، أبو علي النيسابوري.
وكتاب نوادر الواحد والجمع (¬1). ومن شعره قوله: [مجزوء الرمل] قد تعاطاك شباب … وتغشّاك مشيب (¬2) فأتى ما ليس يمضي … ومضى ما لا يئوب فتأهّب لسقام … ليس يشفيه طبيب لا توهّمه بعيدا … إنّما الآتي قريب كان أبو هلال العسكريّ حيّا في سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. الحسن بن عبد الله العثماني، أبو عليّ النّيسابوري (¬3). ذكره عبد الغافر الفارسيّ في سياق تاريخ نيسابور، وقال: كان إماما كاملا، بارعا في الفقه والوعظ وغير ذلك. وله تصانيف، منها: كتاب التذكير: في الوعظ، وكتاب الخطب، وكتاب طرف الأشعار والرسائل، وكتاب النظم والنثر، وكتاب الصّناعات البديعة (¬4). ومات في شهور سنة نيّف وسبعين وأربع مائة (¬5). الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاّد، أبو محمد الرامهرمزيّ القاضي (¬6). ذكره محمد بن إسحاق النديم وقال: /88/ هو حسن التصنيف، مليح التأليف، سلك طريقة الجاحظ، وكان شاعرا. ومن تآليفه: كتاب المتيّمين: في أخبار العشّاق (¬7)، وكتاب الفلك: في مختار الأخبار والأشعار، وكتاب أمثال النبيّ صلّى الله عليه وسلم (¬8)، وكتاب الرّيحانتين: الحسن ¬
الحسن بن عثمان بن حماد بن حسان بن عبد الرحمن بن يزيد، أبو حسان الزيادي البغدادي القاضي.
والحسين عليهما السلام، وكتاب إمام التنزيل في علم القرآن، وكتاب النوادر والشّوارد، وكتاب أدب الناطق، وكتاب المراثي والتعازي (¬1)، وكتاب رسالة السفر، وكتاب الشّيب والشباب، وكتاب المناهل والأعطان والحنين إلى الأوطان، وكتاب الفاصل بين الراوي والواعي (¬2). كانت وفاة الحسن بن خلاّد في سنة ستين وثلاث مائة. الحسن بن عثمان بن حمّاد بن حسّان بن عبد الرّحمن بن يزيد، أبو حسّان الزّياديّ البغداديّ القاضي (¬3). كان من أعيان أصحاب الواقدي، وكان أديبا فاضلا، نسّابة أخباريّا، جوادا كريما، ذكره الحافظ أبو القاسم عليّ بن عساكر في تاريخ دمشق. قال: كان على قضاء الشّرقية، ومدينة المنصور. قال محمد بن إسحاق النديم (¬4): له من الكتب: كتاب غزوة ابن الزّبير، وكتاب طبقات الشّعراء، وكتاب ألقاب الشّعراء، وكتاب الآباء والأمّهات: ذكره الجهشياريّ في كتاب الوزراء (¬5)، وقال: أودعه رجل عشرة آلاف درهم، وأنّها صادفت منه خلّة فأنفقها، وقدّر أن يأتيه ما يرد على الخراسانيّ عوضها بعد عوده من الحجّ. فحدث للخراسانيّ ما منعه من الحج، وعزم على العود إلى بلده، فطالب القاضي بالوديعة، فدافعه ثم وعده يوما بعينه، وعزم على أن يبذل وجهه لبعض إخوانه. فلمّا كان في ليلة يوم الموعد قلق، وقصد دينار بن عبد الله، فكان في بعض الطريق، فرأى رسول دينار يسأل عنه، فكلّمه فقال له: أبو عليّ دينار يسلّم عليك ¬
الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز بن شاهويه، أبو علي الأهوازي المقرئ.
ويقول لك: قد قسمت شيئا على عيالنا، وذكرت من في منزلك منهم فوجّهت إليهم بعشرة آلاف درهم، فأخذها منه، ثم سلّمها إلى الخراساني، وحمد الله تعالى (¬1). وله أخبار كثيرة. كانت وفاته، أعني الزّياديّ هذا، في سنة اثنتين وأربعين ومائتين عن تسع وثمانين سنة. الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز بن شاهويه، أبو عليّ الأهوازيّ المقرئ (¬2). صاحب التصانيف في القراءات (¬3) وغيرها. روى عن المعافى بن زكريّا (¬4)، وروى عنه الخطيب. جمع كتابا في الصّفات وسمّاه كتاب البيان في شرح عقود أهل الإيمان. ومات في رابع ذي الحجة من سنة ستّ وأربعين وأربع مائة عن أربع وثمانين سنة. الحسن بن عليّ بن أبي سالم المعمّر بن عبد الملك بن ناهوج (¬5)، الإسكافيّ الأصل، البغداديّ المولد والدار، أبو البدر، من أهل باب الأزج. أحد المتصرّفين في خدمة الدّيوان. كان فاضلا أديبا بارعا، يكتب على طريقة ابن مقلة، وقد صنّف عدة تصانيف في الأدب، قرأ على ابن ¬
الحسن بن علي بن محمد بن إبراهيم بن أحمد القطان، أبو علي المروزي.
الخشّاب (¬1)، وقفت له على تعاليق تدلّ على قريحة سالمة ونفس عاملة، تقلّل له النّظير، وتؤذن بالعلم الغزير. رتّب مشرفا بديوان الزّمام في سادس شهر رمضان من سنة ستّ وثمانين وخمس مائة. وله: كتاب البلاغة في الرسائل، وكتاب الفوائد عن ابن الخشّاب. وله شعر كثير، منه قوله: [السريع] لا ترج ذا نقص وإن أصبحت … من دونه في الرّتبة الشمس (¬2) كيوان أعلى كوكب موضعا … وهو إذا أنصفته نحس وقوله: [الكامل] فدع التّمدّح بالقديم فكم عفا … في هذه الأيّام قصر دائر (¬3) إيوان كسرى اليوم بعد خرابه … خير لعمرك منه خصّ عامر /89/ حجّ وجاور، ومضى على مصر وسكنها إلى حين وفاته. ومات في ثامن عشر شهر رمضان من سنة ستّ وتسعين وخمس مائة عن سبع وستين سنة، ودفن بالقرافة. الحسن بن عليّ بن محمد بن إبراهيم بن أحمد القطّان، أبو عليّ المروزيّ (¬4). ولد بمرو في سنة خمس وستين وأربع مائة. وكان قد أخذ بأطراف العلوم على اختلافها، وغلب عليه فنّ الطّب، وله في كلّ نوع تصنيف ¬
الحسن بن محمد بن وكيع التنيسي.
مأثور، وتأليف بين أهل مرو مشهور. كان خازن الخزانة التي عملت في المدرسة الخاتونية، ووقف فيها من كتبه جملة، وكان بينه وبين الوطواط (¬1) رسائل ومكاتبات. ومن تصانيفه: كتاب دوحة الشّرف في نسب آل أبي طالب: في ثماني مجلّدات، وكتاب رسائله، وكتاب الرموز وفاتحة الكنوز، وكتاب سبائك الذهب، وكتاب العروض: مشجّر، وكتاب كيهان شناخت: في الهيئة. وقتله الغزّ لمّا وردوا خراسان في العشر الأوسط من رجب من سنة ثمان وأربعين وخمس مائة عن تسعين سنة (¬2). الحسن بن محمد بن وكيع التّنّيسيّ (¬3). قال الحافظ أبو عبد الله الصّوريّ (¬4): كان الحسن التنّيسيّ أديبا فاضلا، شاعرا حلو العبارة، له كتاب سرقات المتنبّي. ومن شعره: [كامل] من أين للظّبي الغرير الأحور … في الخدّ مثل عذاره المتحيّر رشأ كأنّ بعارضيه كليهما … مسكا تحدّر فوق ورد أحمر (¬5) كانت وفاته بتنّيس في سنة تسعين وثلاث مائة بعلّة القولنج. الحسن بن محمد بن الحسين بن حبيب البشير، أبو القاسم ¬
الحسن بن محمد بن عبد الصمد العسقلاني.
الواعظ (¬1). قال عبد الغافر الفارسيّ: كان إمام عصره في معاني القراءات (¬2) وعلومها، وقد صنّف التفسير المشهور. وكان أديبا نحويّا، عارفا بالمغازي والقصص، وقد سارت تصانيفه في الآفاق، وانتشر عنه بنيسابور العلم. وحدّث عن الأصمّ (¬3) والمزني. قال أبو سعد ابن السّمعاني: كان في داره بستان، فكان إذا قصده غنيّ ليقرأ عليه لا يقرئه إلاّ بشيء يدفعه إليه، فإن كان فقيرا أمره أن يسقي الماء لسقي البستان. مات في ذي القعدة من سنة ست وأربعين وأربع مائة. الحسن بن محمد بن عبد الصّمد العسقلانيّ (¬4). ذكره ابن بسّام في كتاب الذّخيرة، وقال: كان من الشّعراء الفصحاء، وقد أنشأ رسائل وأكثرها إخوانيّات وما كان يكاتب به أصدقاءه، وقد كتب في ديوان المستنصر بمصر، ورأيت له أجوبة لأبي [الحارث] البساسيري (¬5). وله ديوان شعره، وكتاب رسائله. ¬
الحسن بن عمر بن الحسن، أبو علي المراغي الأديب.
ومات في سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة بمصر. الحسن بن عمر بن الحسن، أبو عليّ المراغيّ (¬1) الأديب. أحد محاسن أذربيجان. له تصانيف مفيدة في الأشعار والرسائل، وله: كتاب الدّيباجة في النّحو. الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن عليّ بن إسماعيل، أبو الفضائل الصّغانيّ اللّغويّ العمري (¬2). سألته عن نسبته فقال: ولدت بصغان (¬3)، وهي بلدة من بلاد الهند، وما وراء النّهر؛ سافر إلى اليمن، ودخل الحجاز، وحجّ وجاور. وعاد إلى عدن، ونفق له بها سوق، ومالوا إليه واعتقدوا فيه، وقرءوا عليه، وانتفعوا به. وورد بغداد، وأقام فجاور المدرسة النّظامية، قرأت عليه المقامات الحريريّة حفظا وغيرها. وكان خيّرا حسن الطريقة، جميل الأمر، ظاهر النّسك، وقورا. وتقدّم للإمام الناصر لدين الله في سماع قوله وقبول شهادته، وذلك في سنة سبع عشرة وستّ مائة، ونفّذه رسولا إلى زعيم الهند، فأقام هناك سنتين، ثم عاد/90/ في الأيام المستنصرية، وذلك في سنة أربع وعشرين وستّ مائة. وكان يحضّ على قراءة كتاب معالم السّنن للخطّابي (¬4). ويقول: من حفظه ملك ألف دينار، وأنا حفظته وملكتها. وقد صنّف الصّغانيّ في الأدب عدّة كتب (¬5)، منها: كتاب تكملة ¬
العزيزي (¬1)، وكتاب في التصريف (¬2)، وكتاب مناسك الحجّ، وكتاب مجمع البحرين (¬3)، وكتاب التّكملة (¬4) في اللّغة، أجاد فيه، وكتاب أسماء الأسد: قرأته عليه، وكتاب مشارق الأنوار: في الحديث، جمع فيه صحيح البخاريّ ومسلم، وكتاب النّجم، وكتاب الشّهاب، وعدة كتب. وحذف الأسانيد، واشترط أن يذكر فيه لفظ النبيّ صلّى الله عليه وسلم خاصة ولا يذكره في أول الحديث، بل يقتصر على ذكر الراوي فقط، مثل أن يقول: أبو هريرة: «يا حميراء، لا تفعلي هذا فإنه يورث البرص» (¬5). فيجيء الحديث مبتورا لا يكاد يفهم معناه. فإنّ من لا يعلم أنّ هذا النهي كان لعائشة رضي الله عنها لمّا رآها تتوضّأ من ماء مسخّن بالشمس في إناء نحاس، لا يفهم لهذا الحديث معنى. ولمّا وقفت على هذا الكتاب جمعت كتابا سمّيته: كتاب نزهة الأخيار في شرح محاسن الأخبار (¬6)، ورتّبته على حروف المعجم. وصنّف شيخنا الصّغانيّ المذكور، في آخر عمره، كتابا في اللّغة ¬
جامعا حاويا محيطا بسائر لغات العرب وسمّاه كتاب اللّباب الباهر والبحر الزاخر (¬1)، وصل فيه إلى «بكم» من تركيب الباء والكاف والميم، ولو تمّ لكان من أكمل كتب اللغة. وله شعر. وكان ينوب عن شيخ رباط المرزبانية في الأيام المستنصرية، فعرف المستعصم بالله رحمه الله أنّ شرط الرّباط المذكور أن يكون شيخه شافعيّ المذهب وكان الصّغانيّ حنفيّ المذهب، فتقدّم بعزله عن مشيخة الرّباط، وأن يعوّض عن ذلك بترتيبه مدرّسا بالمدرسة التّتشية (¬2). فكان على ذلك إلى أن مات في يوم الجمعة سادس عشر شعبان من سنة خمسين وستّ مائة، بعد أن صلّى الصّبح، ووصّى يغسّله شيخ كان عنده، وهو خطيب [. . .] (¬3)، وأن يحمل جنازته أولاده، وتجعل جنازته في قبلة جامع الحريم (¬4)، إلى أن تصلّى الجمعة، ثم يصلّي ولده الأكبر، وتورد قبل رفعه مرثيّة من نظمه عملها قبل موته، فأوردها ابنه بعد أن صلّى عليه، وهي قوله: [مجزوء الكامل] يا من يمدّ قدومه … نحو الحجون من السّرر (¬5) مستبشرا بزيارة ال … بيت الشّريف وبالظفر بالله عوجن به … واقض الذّمام ولا تذر ¬
الحسن بن أبي الحسن البصري، أبو سعيد.
وقف الرّفاق وقل لهم … وسط الجنادل والحجر إنّ الصّغانيّ الذي … قد حجّ دهرا واعتمر من بعد ما جاب البلا … د وقد قضى منها الوطر من برّها وبحارها … وجبالها وقد اشتهر حتى إذا ألقى عصا … هـ وجذّ أسباب السّفر (¬1) لجناب بيت الله ذي الشّرف الأثيل وذي الأثر إذ جاء ما قد جاءه … ميعاد يوم منتظر صلّوا عليه في المقا … م فجدّه الأعلى عمر بعد الطّواف به وبع … د رشاش ماء ذي غمر (¬2) حتّى إذا صلّوا علي … هـ وغيض دمع قد همر /91/ نادى عليه بعض من … حضر الجنازة أو عبر هذا الغريب ابن الغري … ب أصاب خيرا وادّخر جار القشيريّ الذي … بصلاحه شاع الخبر وفضيل المشهور واب … ن عيينة الزّاكي الأثر (¬3) فلمّا تمّم إيرادها، رفع وأعيد إلى داره، فدفن في الرمل. ولمّا توجّه الحاجّ في السنة المذكورة حمل معهم ودفن بالمعلاة (¬4). رحمه الله وإيانا. الحسن بن أبي الحسن البصريّ، أبو سعيد (¬5). ¬
الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبد الله، المعروف بالكاغدي البصري.
ولد في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وتوفّي سنة عشر ومائة عن ثمانين سنة. ولما مات الحجّاج، قال: اللهمّ أنت قتلته فاقطع سنّته. وقد صنّف كتاب تفسير القرآن، رواه عنه جماعة، وكتابا إلى عبد الملك بن مروان في الردّ على القدرية. الحسين بن عليّ بن إبراهيم بن عبد الله، المعروف بالكاغديّ البصريّ (¬1). كان فقيها متكلّما عالي القدر، نبيه الذّكر، على مذهب أبي حنيفة. له من الكتب: كتاب نقض كلام ابن الرّاوندي (¬2)، وكتاب نقض كتاب الرازي (¬3)، وكتاب الجواب عن مسألة (¬4) الرامهرمزي، وكتاب الكلام في أنّ الله تعالى لم يزل موجودا، وكتاب الإيمان، وكتاب الأقدار (¬5)، وكتاب المعرفة. وتوفّي بمدينة السلام في سنة تسع وستين وثلاث مائة. الحسن بن صالح (¬6). كان من كبار الشّيعة الزّيدية. له من الكتب: كتاب الإمامة (¬7). ¬
الحسن بن موسى بن نوبخت، أبو محمد.
الحسن بن موسى بن نوبخت، أبو محمد (¬1). كان متكلّما فلسفيّا يميل إلى التشيّع. وله مصنّفات في علم الكلام وغيره، فمن ذلك: كتاب الآراء والدّيانات (¬2)، وكتاب الردّ على أصحاب التناسخ (¬3)، وكتاب التوحيد (¬4)، وكتاب نقض كتاب أبي عيسى، وكتاب اختصار الكون والفساد (¬5)، وكتاب الإمارة (¬6) لم يتمّه. الحسن بن عليّ بن الحسن بن زيد بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (¬7)، وهو الناصر للحق. له من الكتب: كتاب الطهارة، وكتاب الأذان والإقامة، وكتاب الصّلاة، وكتاب أصول الزكاة، وكتاب الصّيام، وكتاب المناسك، وكتاب السّير، وكتاب الأيمان والنذور، وكتاب الرّهن، وكتاب بيع أمّهات الأولاد، وكتاب القسامة، وكتاب الشّفعة، وكتاب الغصب، وكتاب الحدود، وقيل: له غير ذلك. الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن ¬
الحسن بن زياد اللؤلؤي.
الحسن بن عليّ عليه السلام (¬1)، صاحب طبرستان. ظهر في سنة خمسين ومائتين. له من الكتب: كتاب الجامع في الفقه، وكتاب البيان، وكتاب الحجّة في الإمامة. الحسن بن زياد اللّؤلؤيّ (¬2). من أصحاب أبي حنيفة. كان فاضلا عالما. توفي سنة أربع ومائتين. وله من الكتب: كتاب المجرّد (¬3)، وكتاب أدب القاضي، وكتاب الخصال، وكتاب معاني الإيمان، وكتاب النفقات، وكتاب الخراج، وكتاب الوصايا (¬4). الحسين بن جعفر بن جداع، أبو القاسم النسّابة العلويّ (¬5). له تصانيف في النسب، وهو من أهل مصر. مات في منتصف شهر رمضان من سنة خمس وسبعين وثلاث مائة عن خمس وستين سنة. له من الكتب: كتاب المعقّبين من آل أبي طالب، وكان من أهل العلم والدّين. الحسين بن محمد بن عبد الله النجار، أبو عبد الله (¬6). ¬
الحسين بن منصور الحلاج.
كان من أهل العلم بالأصول، وله مع النّظّام مناظرات، ويقال: إنه ناظره يوما فرفسه، فمضى إلى منزله وحمّ، وتعقّب ذلك موته. وله من الكتب: كتاب الاستطاعة، وكتاب كان يكون، وكتاب المخلوق، وكتاب الصّفات والأسماء، وكتاب إثبات الرسل، /92/ وكتاب التعديل والتحوير، وكتاب أنّ الإرادة صفة الذات، وكتاب القضاء والقدر، وكتاب التأويلات، وكتاب الإرجاء، وكتاب العبادات، وكتاب الإرادة الموجبة، وكتاب المستطيع (¬1)، وكتاب الموجز، وكتاب العلل والاستطاعة، وكتاب المطالبات، وكتاب النّكت، وكتاب البدل، وكتاب الردّ على الملحدين، وكتاب التّرك، وكتاب اللّطف والتأييد (¬2). الحسين بن منصور الحلاّج (¬3). قيل: إنه من خراسان، وقيل: من مرو، وقيل: من الرّي، والناس مختلفون فيه. فمنهم من يقول: إنه وليّ الله، ومنهم من يقول: إنه محتال متشيّع. وقد ذكرت جميع ما قيل فيه من مدح وتجريح مشروحا مفصّلا في كتاب سمّيته كتاب المنهاج في أخبار الحلاّج (¬4). وكان ابتداء ظهور أمره في سنة تسع وتسعين ومائتين بأشياء مخرّقات يشبه السّمياء من كلام وشعر يدلّ على الاتحاد والحلول، فأخذ وسئل الفقهاء عمّن يقول هذا ويعتقده، فقالوا: يكفر ويجب قتله، فقتل وصلب. ¬
وله من الكتب (¬1): كتاب طاسين (¬2) الأزل والجوهر الأكبر، والشجرة الزيتونة النّورية، وكتاب الأحرف المحدثة والأزلية والأسماء الكلّية، وكتاب الظلّ الممدود والماء المسكوب، وكتاب حمل النّور والحياة والأرواح، وكتاب تفسير {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص]، وكتاب الصّهيون، وكتاب الأبد والمأبود، وكتاب قران القرآن والفرقان، وكتاب خلق الإنسان والنبات، وكتاب كيد الشيطان وأمر السّلطان، وكتاب الأصول والفروع، وكتاب سرّ العالم والمبعوث، وكتاب العدل والتوحيد، وكتاب السياسة والخلفاء والأمراء، وكتاب علم البقاء والفناء، وكتاب شخص الظلمات، وكتاب نور النّور، وكتاب المتجلّيات، وكتاب الهياكل والعالم والعالم، وكتاب مدح النبيّ والمثل الأعلى وكتاب الغريب والفصيح، وكتاب اليقظة وبدء الخلق، وكتاب القيامة والقيامات، وكتاب الكبر والعظمة، وكتاب الصّلاة والصلوات، وكتاب خزائن الخيرات، ويعرف بالإلف المقطوع والإلف المأموف، وكتاب موائد (¬3) العارفين، وكتاب خلق خلائق القرآن والاعتبار، وكتاب الصّدق والإخلاص، وكتاب الأمثال والأبواب، وكتاب اليقين، وكتاب التوحيد الكبير، وكتاب {وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (1)} [النجم]، وكتاب {وَالذّارِياتِ ذَرْواً (1)} [الذاريات]، وكتاب في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ (85)} [القصص]، وكتاب الذرة إلى نصر القشيري (¬4)، وكتاب هو هو، وكتاب السياسة إلى الحسين بن حمدان، وكتاب الكبريت الأحمر، وكتاب السمريّ وجوابه، وكتاب لا كيف كان وكيف يكون (¬5)، وكتاب الوجود ¬
الحسين بن سعيد الأهوازي.
الأوّل، وكتاب الوجود الثاني، وكتاب الكيفية والحقيقة، وكتاب الكيفية والمجاز. الحسين بن سعيد الأهوازيّ (¬1). من أهل الكوفة، من موالي عليّ بن الحسين عليه السلام. كان عالما بالفقه والآثار، قيّما بمعرفة علوم الشّيعة. ذكره ابن إسحاق النديم في كتاب الفهرست وقال: له من الكتب: كتاب التفسير، وكتاب التقية، وكتاب الأيمان والنّذور، وكتاب الوضوء، وكتاب الصلاة، وكتاب الصّيام، وكتاب النّكاح، وكتاب الطلاق، وكتاب الأشربة، وكتاب الدّعاء، وكتاب العتق والتدبير، وكتاب الاحتجاجات. الحسين بن عبد الله، أبو عليّ، ابن سينا الحكيم الفيلسوف (¬2). كان مع كونه حكيما، قيّما بعلم اللّغة والعربية، وقد صنّف فيها كتابا، وكان عنده أدب وكتابة، وله رسائل مدوّنة. وكانت وفاته في سادس شعبان من سنة ثمان وعشرين وأربع مائة عن ثمان وخمسين سنة. نقل عنه أنه قال: كان أبي من أهل بلخ، وانتقل إلى بخارى، وتولّى عملا في أيام/93/ نوح بن منصور الساماني، وتزوّج هناك، فولدت ببخارى، ونشأت بها، وحفظت القرآن، وقرأت الأدب. وقدم علينا أبو عبد الله الناتليّ، وكان يعرف الفلسفة والفقه، فقرأت عليه كتاب إيساغوجي فتصوّرته خيرا منه، فشرعت أقرأ الكتب على نفسي، وأطالع ¬
الشّروح حتى أحكمت علم المنطق والفلسفة واقليدس، ثم قرأت المجسطيّ. ثم رغبت في علم الطبّ، فأدركته في أقلّ مدة؛ لأنه ليس من العلوم الصّعبة، وتعهّدت المرضى، فانفتح عليّ من المعالجات المقتبسة من التجربة ما لا يوصف. ومع هذا اختلفت إلى الفقهاء، واشتغلت بالفقه، وأناظر فيه حتى أحكمته، وما كنت أنام ليلة بطولها قطّ، وكنت إذا أشكل عليّ شيء أبيت مهموما فأراه في المنام وقد اتّضح لي. ولمّا أحكمت المنطق والعلم الطبيعيّ والرّياضيّ عدت إلى العلم الإلهي، وقرأت منه ما بعد الطبيعة (¬1)، فما كنت أفهمه، والتبس عليّ غرض واضعه، حتّى أعدت قراءته أربعين مرة، فصار لي محفوظا وأنا لا أفهمه، فأيست منه وقلت: هذا لا (¬2) سبيل إلى فهمه. فحضرت يوما في الورّاقين، فعرض عليّ كتاب في الحكمة، وطلب ثمنه ثلاثة دراهم، فابتعته، وهو لأبي نصر الفارابيّ في أغراض كتاب ما بعد الطبيعة. فطالعته، ففهمت الكتاب فتصدّقت على الفقراء بشيء كثير شكرا لله تعالى. وكان إذا أشكل عليّ شيء من العلوم قصدت الجامع وصلّيت وتضرّعت إلى مبدع الكلّ، فإذا انكشف لي تصدّقت. فمرض سلطان بخارى نوح بن منصور مرضا عجز عنه أطباؤه، فأحضرني فعالجته فصلح، فسألته أن يأذن لي في دخول دار كتبه ومطالعتها، وكانت دارا عظيمة تفوت كتبها العدّ والحصر، فطالعت كتب الحكمة، فظفرت منها بفوائد عظيمة ولي من العمر ثمان عشرة سنة، فسألني جار لنا يعرف بأبي الحسن العروضي أن أصنّف له كتابا جامعا، فصنّفت له مجموعا وسمّيته به، وأتيت فيه على جميع العلوم الرّياضية، ولي حينئذ إحدى وعشرون سنة. وسألني رجل آخر يعرف بأبي بكر البرقيّ الخوارزمي، كان فقيها، تصنيف كتاب، فصنّفت له كتاب الحاصل والمحصول: في نحو عشرين ¬
مجلّدا، وصنّفت له في الأخلاق كتابا سمّيته: كتاب البرّ والإثم. ثم مات والدي وتصرّفت في أعمال السلطان. ثم خرجت من بخارى وقصدت طوس. ثم انتقلت إلى جرجان، وقصدت قابوس بن وشمكير فأخذ وحبس. فرجعت إلى دهستان فتصدّيت للتصنيف، فصنّفت كتاب المبدإ والمعاد، وكتاب الأرصاد، وأول القانون (¬1)، ومختصر المجسطي، وكثيرا من الرسائل. قال: ثم انتقلت إلى الرّيّ ثم إلى قزوين ثم إلى همذان، فأصاب شمس الدولة طاهر بن بويه قولنج فعالجته فبرأ، فأصبت مالا كثيرا، وأقمت هناك أربعة أشهر حتى [. . .] (¬2) علاء الدّولة أبو جعفر ابن كاكويه وأخذها. وأخبار ابن سينا غريبة عجيبة، قد ذكرتها مستوفاة في كتاب مفرد، وليس هذا الكتاب بصدد أخبار المصنّفين، بل المقصود التعريض بذكر نبذة من أخبارهم، وذكر تصانيفهم. وقد تقدّم من تصانيف ابن سينا: كتاب المجموع: مجلّد، وكتاب الحاصل والمحصول عشرون مجلّدا، وكتاب البرّ والإثم مجلدان، وله أيضا كتاب الشّفاء ثمانية عشر مجلّدا (¬3)، وكتاب القانون (¬4) أربع عشرة مجلّدة، وكتاب الأرصاد الكلّية مجلّدة، وكتاب الإنصاف عشرون مجلّدا، وكتاب النّجاة ثلاث مجلّدات (¬5)، وكتاب الهداية مجلّد، وكتاب الإشارات مجلّد (¬6)، وكتاب المختصر الأوسط مجلّد، وكتاب/94/ العلائي مجلّد، ¬
الحسن بن الخطير، أبو علي الفارسي المعروف بالظهير.
وكتاب القولنج مجلّد، وكتاب لسان العرب: في اللّغة، عشر مجلّدات، وكتاب الأدوية القلبية مجلّد، وكتاب الموجز مجلّد، وكتاب بعض الحكمة الشّرقية مجلّد، وكتاب بيان ذوات الجهة مجلّد، وكتاب المعاد مجلّد، وكتاب المبدإ والمعاد مجلّد، وكتاب رسالة القضاء والقدر، ورسالة في الآلة الرّصدية، ورسالة في المنطق، وقصائد شعر في العظة والحكمة، ورسالة في تعقّب المواضع الجدلية، ورسالة في مختصر النّبض: بالفارسيّة، وكتاب القانون الصّغير: مجلّد لطيف، ورسالة الصّلاة، ورسالة النّفس، ورسالة الطّير، ورسالة في الحدود، ورسالة في الأجرام السّماوية، ورسالة في الإشارة إلى علم المنطق، وكتاب أقسام الحكمة، وكتاب في النّهاية ولا نهاية، وكتاب عهد كتبه لنفسه، وكتاب حيّ بن يقظان (¬1)، وكتاب في أنّ أبعاد الجسم غير ذاتية له، وكتاب في الهندباء، وكتاب في أنه لا يجوز أن يكون شيء واحد جوهرا وعرضا، وكتاب في أنّ علم زيد غير علم عمرو، وكتاب عيون الحكمة (¬2)، وله رسائل: إخوانية وسلطانية، ومسائل جرت بينه وبين بعض الفضلاء. ومن شعره: [وافر] تنفّس في عذارك صبح شيب … وعسعس ليله فلم التّصابي (¬3) شبابك كان شيطانا مريدا … فيرجم من مشيبك بالشّهاب الحسن بن الخطير، أبو عليّ الفارسيّ المعروف بالظّهير (¬4). كان فقيها لغويّا نحويّا، وكان يكتب على كتبه وفي فتاويه: النّعماني، فسئل عن ذلك فقال: ولدت بالنّعمانية ومنها ارتحلت إلى شيراز، فتفقّهت بها، فقيل لي: الفارسي. وكان حنفيّ المذهب، عالما بفنون من العلم، ¬
قارئا بالرّوايات عارفا بالتفسير والفقه والخلاف والكلام والمنطق والحساب والهيئة والطبّ واللّغة والنحو والعروض والقوافي وأشعار العرب وأيامها، وأخبار الملوك من العرب والعجم. وكان يحفظ في كلّ فنّ من هذه العلوم كتابا، فكان يحفظ في التفسير لباب التفسير لتاج القرّاء (¬1)، وفي الفقه كتاب الوجيز للغزّالي، والجامع الصّغير لمحمد بن الحسن (¬2)، وفي الكلام كتاب نهاية الإقدام للشّهرستاني، وفي اللّغة كتاب الجمهرة لابن دريد، وفي النحو كتاب الإيضاح لأبي عليّ (¬3)، وعروض الصاحب ابن عبّاد، وفي المنطق أرجوزة ابن سينا، وكان الغالب عليه فنّ الأدب. واجتاز عليه العزيز عثمان بن صلاح الدّين يوسف بن أيوب فرآه عند الصّخرة ببيت المقدس يدرّس، فسأل عنه فعرّف منزلته من العلم فأحضره عنده، ورغّبه في المسير معه إلى مصر، فصحبه إليها وأجرى له في كلّ شهر ستين دينارا ومائة رطل خبزا في كلّ يوم وخروفا، وشمعة. وأقام هناك يدرّس في مدرسته على مذهب أبي حنيفة إلى أن مات. وكان قد أملى كتابا في تفسير القرآن وصل فيه إلى قوله تعالى: {*تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ (253)} [البقرة] في نحو مائتي ورقة، وله كتاب في شرح الصّحيحين على الحميدي (¬4) سمّاه الحجّة، اختصره من كتاب الإفصاح (¬5) للوزير يحيى بن هبيرة، وزاد عليه أشياء، وكتاب في اختلاف الصّحابة والتابعين وفقهاء الأمصار، لم يتمّه، وله خطب وفصول وعظيّة مشحونة بغريب اللغة. كانت وفاته بالدّيار المصرية في سنة ثمان وتسعين وخمس مائة. ¬
/95/ الحسن بن صافي، أبو نزار، بن أبي الحسن النحوي، كان أبوه صافي مولى الحسين الأرموي التاجر، وأبو نزار يعرف بملك النحاة.
/95/ الحسن بن صافي، أبو نزار، بن أبي الحسن النّحويّ (¬1)، كان أبوه صافي مولى الحسين الأرمويّ التاجر، وأبو نزار يعرف بملك النّحاة. ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال: مولده ببغداد في سنة تسع وثمانين وأربع مائة. وقرأ علم الأدب، وسمع الحديث، وتفقّه على مذهب أحمد، فقرأ المذهب والخلاف والأصول، ودرس النّحو. ثم سافر إلى خراسان وغزنة، ثم سافر إلى الشام، في سنة ثمان وستين وخمس مائة. وكان خيّرا عاقلا، صحيح الاعتقاد. وله تصانيف، منها: كتاب الحاوي في النّحو، مجلّدان، وكتاب العمدة في النّحو: مجلّد، وكتاب المقتصد في التصريف: مجلّد، وكتاب في القراءات وتعليلها وشيء من الشّواذّ: مجلّدان (¬2)، وكتاب التّذكرة السفرية (¬3) بلغت أربع مائة كرّاسة، وكتاب في العروض، وكتاب في الفقه على مذهب الشافعيّ سمّاه الحاكم: في مجلّدين، ومختصر في أصول الدّين، وديوان شعره، ومقامات حذا فيها حذو الحريري. ومن عجيب ما يحكى عنه أنّ نور الدّين محمودا ملك الشام خلع عليه مرّة خلعة نفيسة، فمضى متوجّها إلى داره، فرأى في طريقه حلقة مجتمعة، ورجلا له تيس قد علّمه أنه إذا وصف إنسانا في حلقته بما فيه من الصّفات مشى إليه وجعل يده عليه، فقال الرجل للتّيس: في حلقتي رجل أعلم الناس، وأكرم الناس، فأرني إياه، فمضى التيس وجعل يده على ملك النحاة، فخلع الخلعة وأعطاها لصاحب التّيس، فبلغ ذلك الملك نور الدّين، فسأله عن ذلك وعاتبه، فقال: يا مولانا، عذري ¬
الحسن بن عبد الله، المعروف بلغدة، الأصبهاني، أبو علي.
واضح، فإنّ في هذه المدينة مائة ألف إنسان ما فيهم من عرف ما عندي غير ذلك التّيس، فضحك نور الدّين منه (¬1). ومما يحكى عنه أنه كان إذا ذكر عنده أحد من النّحاة يقول: كلب! فقال له واحد: أنت إذا ملك الكلاب لا ملك النّحاة. وقد ذكره العماد الكاتب الأصبهانيّ وقال: كان فاضلا، مطبوع الكلام، كريم النفس، لا يمسك شيئا من المال، كان يعمل دائما الحلاوات السكّرية ويهديها إلى جيرانه وإخوانه. وهجاه ثلاثة من شعراء دمشق، وهم: القيسراني (¬2)، وابن منير (¬3)، والشريف الواسطيّ، فسافر إلى الموصل، وقال: لا أعود إلى دمشق حتّى يموت هؤلاء، فاتّفق أن ماتوا في تلك السنة، فعاد إلى دمشق، وتوفّي بها رحمه الله (¬4). الحسن بن عبد الله، المعروف بلغدة، الأصبهانيّ، أبو عليّ (¬5). قدم بغداد، وكان عارفا بالأدب، قيّما بعلم النّحو واللّغة، في طبقة أبي حنيفة الدّينوريّ، وبينه وبينه مناقضات. وقد حفظ كتب أبي زيد، وأبي عبيدة، والأصمعيّ، ولم يكن في زمانه له نظير. وله من الكتب: كتاب الردّ على الشّعراء، وكتاب الردّ على أبي ¬
الحسن بن علي بن الزبير المصري، أبو محمد، من أهل أسوان. وكان يلقب بالقاضي/96/ المهذب.
عبيد (¬1)، وكتاب الصّفات، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب الهشاشة والبشاشة، وكتاب التسمية، وكتاب شرح ديوان الباهلي، وكتاب خلق الفرس، وله ردود على علماء اللّغة ورواة الشّعر والشعراء. ومن شعره قوله: [الرمل] يا قصير العمر ما هذا الأمل … ولم الحرص وقد حان الأجل (¬2)؟! ارفض الدّنيا وكن ذا وجل … فجنان الخلد حفّت بالوجل (¬3) أترى بالله هل ينقذنا … من عذاب الله ما نحن نقل ضرب الزّيدين زيد بعد ما … ضرب الزّيدان زيدا بالحيل لا لعمر الله فاعمل صالحا … واجعل الأحوال صدقا في العمل كم وكم يضرب زيد طالما … أنت من ضربك زيدا في شغل فدع النّحو ولا تعبأ به … إنّما النّحو مراء وجدل الحسن بن عليّ بن الزّبير المصريّ، أبو محمد (¬4)، من أهل أسوان. وكان يلقّب بالقاضي/96/ المهذّب. مات في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وستين وخمس مائة. وكان مليح الخطّ فصيحا، جيّد العبارة شاعرا، اختصّ بالصّالح طلائع بن رزّيك وزير المصريّين، وحصل له منه مال جمّ. وله من الكتب: كتاب الأنساب نحو عشرين مجلّدا، حذا فيه حذو أحمد بن يحيى البلاذري. ومن شعره قصيدته المشهورة التي أوّلها: [الكامل] يا ربع أين ترى الأحبّة يمّموا … هل أنجدوا من بعدنا أم أتهموا؟ ¬
الحسن بن محمد بن عزيز، أبو منصور اللغوي.
نزلوا من العين السّواد وإن نأوا … ومن الفؤاد مكان ما أنا أكتم رحلوا وفي القلب المعنّى بعدهم … وجد على مرّ الزّمان مخيّم وتعوّضت بالأنس روحي وحشة … لا أوحش الله المنازل منهم لولا هم ما قمت بين ديارهم … حيران أستاف (¬1) الدّيار وألثم أمنازل الأحباب أين هم وأي … ن الصّبر من بعد التّفرّق عنهم (¬2) وهي قصيدة طويلة. وله أشعار حسنة. الحسن بن محمد بن عزيز، أبو منصور اللّغويّ (¬3). لا أعرف من حاله شيئا، غير أنّي وجدت له تصنيفا في اللّغة سمّاه كتاب ديوان العرب وميدان الأدب (¬4)، يشتمل على عشر مجلّدات، مرتّب على حروف المعجم. وكانت وفاته في سنة سبع وثلاثين وأربع مائة (¬5). الحسن بن محمد المظفّر النّيسابوريّ الضّرير، أبو علي (¬6)، الأديب الشاعر. مات في رابع شهر رمضان من سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة (¬7). ¬
حفص بن عمر العنبري، صاحب الهيثم بن عدي.
وكان مؤدّب أهل خوارزم في عصره وشاعرهم ومقدّمهم، والمشار إليه فيهم، وكان شيخ الزمخشري. وله نظم ونثر وتصانيف، منها: كتاب تهذيب ديوان الأدب، وكتاب تهذيب إصلاح المنطق، وكتاب تذييل تتمّة اليتيمة، وكتاب ديوان شعره: مجلّدان، وكتاب ديوان رسائله، وكتاب محاسن من اسمه الحسن، وكتاب زيادات أخبار خوارزم. ومن شعره قوله: [البسيط] جبينك الشمس في الأضواء والقمر … يمينك البحر في الإرواء والمطر (¬1) وظلّك الحرم المحفوظ ساكنه … وبابك الرّكن للقصّاد والحجر وسيبك الرّزق مضمون لكلّ فم … وسيفك الأجل الجاري به القدر أنت الهمام بل البدر التّمام بل السّيف الحسام الفرند الصّارم الذّكر (¬2) وأنت غيث الأنام المستغاث به … إذا أغارت على أبنائها الغير حفص بن عمر العنبريّ (¬3)، صاحب الهيثم بن عديّ. ذكره محمد بن إسحاق النديم وقال: له من الكتب: كتاب النّساء، وكتاب زناة الأشراف وأدعياء الجاهليّة (¬4). حفصويه (¬5). ذكره أيضا ابن إسحاق وقال: هو أول من ألّف كتابا في الخراج، وكان مقدّما في صناعة الكتابة (¬6). ¬
حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، أبو الفضل.
حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصليّ، أبو الفضل (¬1). كان أديبا شاعرا راوية فاضلا، سمع أبا عبيدة، والأصمعيّ. وألّف كتبا في الأدب، منها: كتاب الأشربة، وكتاب أخبار الحطيئة، وكتاب أخبار ذي الرّمّة، وكتاب أخبار عروة بن أذينة، وكتاب مختار غناء جدّه إبراهيم، وكتاب أخبار رؤبة، وكتاب أخبار عبيد الله بن قيس الرّقيّات، وكتاب أخبار النّدامى. حمدان بن عبد الرّحيم، أبو الفوارس (¬2). من قرية من أعمال حلب. وكان أديبا فاضلا، شاعرا خليعا، دخل بغداد سنة أربعين وخمس مائة. له كتب، منها: كتاب المصباح في مآثر بني تميم وأخبارهم وأشعارهم، وكتاب المفوّف في التاريخ (¬3)، انتهى فيه إلى بعد الخمس مائة، وله أشعار. حمزة بن أسد بن عليّ بن محمد، أبو يعلى التّميميّ (¬4). ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق، وقال: كان أديبا له حظّ حسن من النّظم والنّثر. صنّف تاريخا للحوادث بعد سنة أربعين وأربع مائة إلى حين وفاته (¬5). /97/ ومات في سنة خمس وخمسين وخمس مائة. ¬
حمزة بن الحسن الأصبهاني، أبو عبد الله.
حمزة بن الحسن الأصبهانيّ، أبو عبد الله (¬1). كان مشهورا بالفضل شائع الذّكر. له تصانيف، منها: كتاب التاريخ الكبير لأصبهان، وكتاب الأمثال على أفعل (¬2)، وكتاب أصبهان وأخبارها، وكتاب التشبيهات، وكتاب الأمثال الصّادرة عن بيوت الشّعر، وكتاب أنواع الدّعاء، وكتاب التنبيه على حروف التصحيف (¬3)، وكتاب التماثيل في تباشير السّرور، وكتاب جمع فيه أخبار عشرة من الشّعراء المحدثين أولهم بشار بن برد، وشعر أبي نواس، وشعر أبي تمّام، وكتاب المضاحك من الأشعار (¬4)، وكتاب تعداد أعياد الفرس (¬5)، وأجاد في كتاب أصبهان، واستوعب أخبار أهله. وقد روى عن ابن جرير الطّبريّ، وابن دريد، والأخفش، وأبي بكر ابن الأنباري، روى عنه الحافظ أبو بكر ابن مردويه (¬6) قبل الستين وثلاث مائة (¬7). حرف الخاء خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصن الخزاعيّ (¬8)، من أهل الأنبار. ولاّه المهديّ قضاء البصرة. وكان فاضلا، معجبا بنفسه، أقيمت ¬
خالد بن كلثوم بن سمير الكلبي.
الصّلاة فقام في موضعه وحده، فقال له إنسان: سوّ الصف! فقال: بل يستوي الصفّ بي. له من الكتب: كتاب المآثر، وكتاب المتزوّجات، وكتاب المنافرات، وكتاب الرّهان. خالد بن كلثوم بن سمير الكلبي (¬1). كان راوية أهل الكوفة العارفين بالأخبار والأشعار والأنساب. وله من الكتب: كتاب الشّعراء المولّدين (¬2)، وكتاب أشعار القبائل. خراش بن إسماعيل الشّيبانيّ (¬3). كان أحد النّسّاب، وله من الكتب: كتاب أخبار ربيعة وأنسابها. الخصيب بن رهام الأصبهانيّ (¬4). كان عنده أدب وفيه فضائل. وله: كتاب الميادين والصّوالجة، وكتاب في تضمير الخيل، وكتاب في البيطرة، وكتاب في شيات الخيل مستخرج من كتب الفرس. الخليل بن أحمد العروضيّ النّحويّ اللّغوي (¬5). قال أحمد بن أبي خيثمة: لم يسمّ في الإسلام أحمد قبله، وهو من أعمال عمان، وانتقل إلى البصرة. ومات بها في سنة خمس وسبعين ومائة عن أربع وسبعين سنة. وقيل: إنه من أولاد الفرس، وسيبويه تلميذه، وهو الذي علّمه كيف يفرّق جمهور النّحو أبوابا، ويجنّس النّحو ¬
أجناسا، ثم ينوّع الأجناس أنواعا، حتى أخرجه معجزا، فقيّد به على العرب منطقهم، حتّى سلّموا أعقابهم من هجنة اللّحن، وخطإ القول. ثم اخترع لأشعار العرب ميزانا، حذاه على غير مثال، وهو: العروض الذي إليه يفزع من خذله الطبع، ولم يساعده الذّوق من الشّعراء، فصار أثره في اختراع هذا العلم، كأثر الفيلسوف أرسطاطاليس في شرح علم حدود المنطق. ثم حصر لغة العرب في كتاب العين (¬1)، فبدأ فيه بسياقة مخارج الحروف، وأظهر فيه حكمة لم يتّفق مثلها للحكماء، فلمّا فرغ من سرد مخارج الحروف، عدل إلى إحصاء أبنية الأشخاص، وأمثلة إحداث الأسماء، فقال: أبنية كلام العرب: المستعمل والمهمل، على مراتبها الأربع: من الثّنائيّ والثّلاثيّ والرّباعيّ والخماسيّ من غير تكرير، ينساق إلى اثني عشر ألف ألف وثلاث مائة ألف وخمسة آلاف وأربع مائة واثني عشر، والثّنائيّ إلى سبع مائة وستة وخمسين، والثّلاثيّ إلى تسعة عشر ألفا وستّ مائة وستة وخمسين، والرّباعيّ إلى أربع مائة وتسعين ألفا وأربع مائة، والخماسيّ إلى أحد عشر ألف ألف وسبع مائة وثلاثة وتسعين ألفا وستّ مائة (¬2). وكان الخليل أعلم أهل زمانه وأذكاهم، وأفضلهم، وأزهدهم، /98/ وأكثرهم قناعة، فكان الملوك يقصدونه ويعرضون عليه الأموال فيمتنع من قبولها، ويعيش من حاصل بستان خلّفه له أبوه بالحربية، ويحجّ سنة ويعزف سنة حتى مات (¬3). ومن تصانيفه: كتاب العين في اللّغة، ورتّبه على أوائل حروف كلمات هذه الأبيات: وهي: [الطويل] عيون حسان هنّ خلّفن قراره … كبد جلّ شوقا ضلوعها ¬
الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد الله بن عاصم، أبو سعيد.
صدود سوى زلفى طواها دلالها … ترى ظلمها زلفى ثوابي رجوعها لتهنأنها نفسي فإنّي بحبّها … مصاب إذا هجرتني ولوعها (¬1) وله أيضا: كتاب الجمل في النّحو، وكتاب النغم، وكتاب العروض الذي اخترعه، ولم يكن سبق إليه، وكتاب الشواهد، وكتاب النّقط والشكل. ومن شعره: [السريع] إنّ الذي شقّ فمي ضامن … للرّزق حتّى يتوفّاني (¬2) حرمتني رزقا قليلا فما … زادك في مالك حرماني (¬3) وسبب هذين البيتين أنّ سليمان (¬4) والي الأهواز كان قد أسقط عنه خراج بستان ثم طالبه به نوابه فقال ذلك. الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد الله بن عاصم، أبو سعيد (¬5). كان إماما في كلّ علم، شائع الذّكر، معه وفاء بالإحسان في النّظم والنثر. مات بفرغانة (¬6) في سلخ جمادى الآخرة من سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة عن ثمان وتسعين سنة. وكان قد رحل إلى العراق وخراسان والشام، وأدرك الأئمة العلماء وكتب عنهم. ¬
حرف الدال
وصنّف كتاب الجامع في علم الحديث، وكتاب المفيد في اللّغة (¬1). حرف الدال داود بن الجرّاح، أبو سليمان (¬2). كان من أعيان الكتّاب، كتب للمستعين. ذكره محمد بن إسحاق (¬3) وقال: له من الكتب: كتاب التاريخ وأخبار الكتب (¬4) في الأمم السالفة، وهو جامع كبير، وكتاب رسائله. داود بن الهيثم بن إسحاق البهلوان التّنوخيّ الأنباري (¬5). أحد أصحاب ابن السّكّيت، وأبي العباس ثعلب. مات سنة ستّ عشرة وثلاث مائة عن ثمان وثمانين سنة. وكان نحويّا لغويّا عروضيّا، صنّف كتابا (¬6) في النّحو على مذهب الكوفيّين. وله كتاب كبير في خلق الإنسان. داود بن عبد الوهّاب بن نجاد، أبو البركات النّحويّ الأديب العروضيّ التّغلبي (¬7). كان فاضلا قيّما في علم النّحو والأنساب والعروض، مجيدا في النّظم، مصنّفا حسن الطريقة، عزوف النفس عاقلا. تفقّه أولا بالمدرسة المستنصريّة في الطائفة الشافعية. وكان قد قرأ على شيخنا قاضي القضاة محمد بن فضلان شيئا في علم الأصول، وصحبه لمّا توجّه في الرسالة ¬
حرف الراء
إلى بلاد الروم، ثم رتّب مدرّس النّحو بالمدرسة المستنصرية، فأقام بها مدّة على أجمل سيرة. فاتّهمه القاضي عبد الله الطّهراني، وكان ينظر في المدرسة، لأجل شابّ يقرأ عليه، ونسبه إلى الميل إليه، ومنعه من دخول المدرسة. فعظم ذلك على ابن نجاد المذكور، وعرض له مرض نزف الدم، فبقي على ذلك أياما، ومات رحمه الله في يوم الجمعة سابع عشر شوّال من سنة خمس وستين وستّ مائة عن إحدى وستين سنة. وله من الكتب: كتاب الحدود في النّحو، وكتاب لمع اللّمع، وكتاب أخبار الحماسة، وكتاب اختيار شعر المتنبي، وكتاب التلخيص في العروض، وكتاب المدائح الصّاحبيّة، وكتاب شرح قصيدة الصّدر لبهاء الدّين المنشئ التي رثا بها أباه رحمه الله، وكتاب المآخذ على العباب (¬1) لم يتمّه، وكتاب العقود في النّحو لم يتمّه، وكتاب فرائد القلائد، وكتاب /99/ مختار شعر ابن نباتة السّعدي (¬2)، وكتاب المقاصد في اللّغة، وكتاب شرح الحدود في النّحو، وكتاب مختصر في النّحو. وكان له شعر جيّد، وقد ذكرت ما أنشدني في مدح الصّاحب الأعظم علاء الدّين (¬3) في كتاب الجواهر السّنية في المدائح العلائية (¬4). حرف الرّاء ربيعة البصريّ (¬5). ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست، وقال: هو بدويّ تحضّر، وكان راوية علامة شاعرا. وله من الكتب: كتاب ما قيل في ¬
روفس الحكيم.
الحيّات (¬1) من الشّعر والرّجز، وكتاب حنين الإبل إلى أوطانها (¬2). روفس الحكيم (¬3). كان قبل جالينوس، لم يكن في زمانه أفضل منه. له من الكتب: كتاب تسمية أعضاء الإنسان، وكتاب في العلّة التي يعرض معها الفزع من الماء: مقالة، وكتاب اليرقان والمرار: مقالة، وكتاب الأمراض التي تعرض في المفاصل: مقالة، وكتاب تدبير من لا يحضره طبيب: مقالتان، وكتاب الذّبحة: مقالة، وكتاب طبّ أبقراط: مقالة، وكتاب استعمال الشراب، مقالة، وكتاب علاج اللّواتي التي لا يحبلن: مقالة، وكتاب في وصايا حفظ الصّحة: مقالة، وكتاب الصّرع: مقالة، وكتاب الحمّى الربع: مقالة، وكتاب المرّة السوداء: مقالتان، وكتاب ذات الجنب، وكتاب التدبير: مقالتان، وكتاب الباه: مقالة، وكتاب الأعمال التي تعمل في المارستان: مقالة، وكتاب اللّبن: مقالة، وكتاب في تدبير المسافر، وكتاب في البخر: مقالة، وكتاب في القيء: مقالة، وكتاب الأدوية القاتلة: مقالة، وكتاب علل الكلى والمثانة: مقالة، وكتاب هل شرب الدواء في الولائم: نافع؟ وكتاب في الأورام الصّلبة، وكتاب في الذّكر: مقالة، وكتاب في الجراحات: مقالة، وكتاب في الشّيوخة (¬4): مقالة، وكتاب وصايا الأطباء: مقالة، وكتاب الحقن: مقالة، وكتاب الولادة: مقالة، وكتاب الخلع: مقالة، وكتاب احتباس الطّمث: مقالة، وكتاب الأمراض المزمنة على رأي بقراط: مقالة، وكتاب مراتب الأدوية: مقالة (¬5). ¬
حرف الزاي
حرف الزّاي الزّبير بن بكّار بن عبد الله بن مصعب، أبو عبد الله (¬1). كان كثير العلم، غزير الفضل، عارفا بأخبار العرب وأنسابها. مات في ذي القعدة من سنة ستّ وخمسين ومائتين عن أربع وثمانين سنة. ولاّه المتوكّل القضاء بمكة، ودخل بغداد مرّات آخرها سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وروى بها. وله شعر، فمن ذلك قوله في الشّكر: [الطويل] فلو كان يستغني عن الشّكر ماجد … لعزّة ملك أو علوّ مكان لما ندب الله العباد لشكره … فقال اشكروا لي أيّها الثّقلان (¬2) وله أيضا تصانيف، منها: كتاب أخبار العرب وأيامها، وكتاب نسب قريش وأخبارها (¬3)، وكتاب الأحلاف، وكتاب نوادر أخبار النسب، وكتاب الموفّقيات (¬4): ألّفه للموفّق بالله، وكتاب أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكتاب نوادر المدنيّين، وكتاب النّحل، وكتاب العقيق وأخباره، وكتاب الأوس والخزرج، وكتاب وفود النّعمان على كسرى، وكتاب الأخبار المنثورة، وكتاب الأمان، وكتاب أخبار ابن ميّادة، وكتاب أخبار حسان بن ثابت، وكتاب أخبار الأحوص، وكتاب أخبار عمر بن أبي ربيعة، وأخبار أبي دهبل الجمحي، وكتاب أخبار جميل، وأخبار نصيب، وأخبار كثيّر (¬5)، وأخبار أمية بن أبي الصّلت، وأخبار العرجيّ، وأخبار أبي السائب، وأخبار حاتم، وأخبار عبد الرّحمن بن حسّان، وأخبار هدبة، وأخبار ¬
زكرياء بن أحمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمويه، أبو يحيى النسابة.
ثوبة وليلى (¬1)، وأخبار ابن هرمة، وأخبار المجنون، وأخبار ابن الدّمينة، وأخبار ابن قيس الرّقيّات، وأخبار أشعب (¬2). /100/ وكتب إسحاق بن راهويه إلى الزّبير يسأله عن القرآن: أمخلوق هو أم غير مخلوق؟ فقال: أبدعت فقلت: مخلوق، وأبدعنا فقلنا: غير مخلوق. زكريّاء بن أحمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمويه، أبو يحيى النّسابة (¬3). فاضل، مشهور، بمعرفة الأنساب والطبّ. له من الكتب: كتاب الإبانة عن الإمامة. مات قبل العشرين وأربع مائة عن نيّف وخمسين سنة (¬4). زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث الأصغر (¬5)، شيخنا أبو اليمن. العلاّمة الإمام في معرفة علوم العربية نحوا ولغة، الحافظ الجامع لأسباب الفضائل، محطّ الرّكبان، وحسنة الزمان. ولد ببغداد في شعبان ¬
من سنة عشرين وخمس مائة وكان أبوه تاجرا موسرا. تلقّن القرآن المجيد وقرأه بالعشر وهو ابن عشر، فاشتغل بعلم الأدب وعني بسماع الحديث بمساعدة شيخه أبي محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد المقرئ، فأسمعه جميع ما عنده، وأحضر له المشايخ واستجاز له من مشايخ الأقطار، وربّاه تربية الأب البارّ، وكان يدعو له بالتوفيق والزّيادة، وحسن القبول والسعادة، وطول العمر والإفادة، وكلّ ذلك استجيب، وبلغ عدد من قرأ عليه من الشيوخ الذين سمع منهم وأجازوا له سبع مائة ونيّفا وستين شيخا. وحجّ وجاور، ثم سافر إلى الشام، فألزمه صاحب دمشق المعظّم عيسى بن العادل بالمقام عنده وأنفق عليه، وحظي لديه، واتّخذه شيخا له، وعظّمه واحترمه بحيث يقصده في داره معظّما له. حدّثني الحافظ محمد بن النجّار قال: حدّثني شيخنا تاج الدّين أبو اليمن الكنديّ، أنه اكتسب بالعلم ثلاثين ألف دينار، وكان من الحشمة والتحمّل الظاهر، وكثرة المماليك التّرك والخدم، على قاعدة الملوك، وكانت داره أشبه بدور الملوك من دور العلماء. وله أشعار لطيفة (¬1)، وأخبار طريفة قد ذكرتها في كتاب بغية الألبّاء من أخبار الأدباء (¬2). وله من الكتب: كتاب الصّفوة في شرح شعر المتنبي (¬3)، وكتاب جامع الفوائد ودرر القلائد، وكتاب النّحو المعظّمي، إلى غير ذلك من المختصرات. ¬
زيد بن عبد الله بن رفاعة الهاشمي، أبو الخير.
وكان حيّا في سنة اثنتي عشرة وستّ مائة (¬1)، وكتب إليّ بالإجازة بعد هذا التاريخ رحمه الله. زيد بن عبد الله بن رفاعة الهاشميّ، أبو الخير (¬2). أحد الأدباء العلماء. له تصانيف تدلّ على صفاء قريحته، وعلوّ همته، منها: كتاب الأمثال (¬3)، وكتاب في صناعة الخطّ، وكتاب الصاحب العبّادي، وكتاب الامتناع، وكان له فهم ثابت وذهن حاضر، وفنون من النّظم والنثر، وله تاريخ (¬4)، وكتاب في تفسير القرآن يتكلّم فيه على المعاني. ذكر في قوله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً (28)} [النساء] فقال: أيّ شيء أضعف منه؟ تؤلمه البقّة، وتنتنه العرقة، وتقتله الشّرقة (¬5)! أيّ شيء أضعف منه، ينطق بلحم، ويبصر بشحم، ويسمع بعظم! أيّ شيء أضعف منه، يهلك إن فارق الهواء، أو عدم الغذاء، أو فقد الماء! أيّ شيء أضعف منه، تبطره النّعمة، وترضيه اللّقمة، وتصرعه النّقمة (¬6). زيد بن عليّ بن عبد الله الفسويّ، أبو القاسم الفارسيّ النّحويّ اللّغويّ (¬7). ذكره الحافظ أبو القاسم عليّ بن عساكر في تاريخه وقال: إنه سكن ¬
حرف السين
دمشق، وصنّف شرح «الإيضاح» لأبي عليّ الفارسي، وشرح «حماسة أبي تمّام». ومات في سنة سبع وتسعين وأربع مائة بطرابلس في ذي الحجة (¬1). حرف السّين سالم بن أحمد بن سالم بن أبي الصّقر، أبو المرجّى التميميّ، الملقّب بالمنتجب (¬2). وهو أول شيخ قرأت عليه. كانت وفاته سنة إحدى عشرة وستّ مائة. وكان قيّما بعلم الأدب، /101/ لا سيّما علم العروض والقوافي، لا يشاركه في ذلك أحد من أهل زمانه، وكان خيّرا سمحا، ذا ثروة حسنة. وله تصانيف، منها: أرجوزة في النّحو: على مثال الملحة (¬3)، وكتاب صناعة العروض. سعد بن عليّ بن القاسم بن عليّ الحظيريّ، أبو المعالي الكتبيّ (¬4). مات في خامس عشر صفر من سنة ثمان وستين وخمس مائة، ودفن في باب حرب. وكان عنده أدب، وله نظم ونثر، وله كتب، منها: كتاب الإعجاز في معرفة الألغاز (¬5)، وكتاب زينة الدّهر في شعراء ¬
سعدان بن المبارك، أبو عثمان الضرير النحوي.
العصر (¬1)، وكتاب ديوان شعره (¬2). صحب أبا القاسم بن أفلح الشاعر (¬3)، وجالس أبا السّعادات ابن الشّجري، وأبا منصور ابن الجواليقي، وأبا محمد ابن الخشّاب (¬4)، وتفقّه على مذهب أبي حنيفة. سعدان بن المبارك، أبو عثمان الضّرير النّحويّ (¬5). كان أحد رواة العلم والأدب. روى عن أبي عبيدة (¬6). وصنّف كتبا، منها: كتاب خلق الإنسان، وكتاب الوحوش، وكتاب الأرض والمياه والبحار والجبال، وكتاب المناهل، وكتاب الأمثال، وكتاب النقائض. سعد بن محمد بن عليّ بن الحسين بن معبد بن مطر بن مالك بن الحارث بن سنان بن خزاعة الأزديّ البصريّ، أبو طالب، يعرف بالوحيد (¬7). جال البلاد، وأكثر الأسفار. وكان شاعرا حسن الشّعر، وعلمه أكثر ¬
سعد بن إبراهيم، يعرف بالتستري، الكاتب، أبو الحسين.
من شعره، وأدبه أظهر من نباهته. وكان جيّد التصنيف، مليح التأليف. له: كتاب القحطاني (¬1)، وكتاب معاني شعر المتنبي، وكتاب ديوان شعره نحو مائتي ورقة، وكتاب الردّ على ابن جنّي في تفسيره لشعر المتنبي (¬2). وقد مدح ابن حمدان. سعد بن إبراهيم، يعرف بالتّستريّ، الكاتب، أبو الحسين (¬3). كان نصرانيّا من صنائع بني الفرات هو وأبوه. قال محمد بن إسحاق: له من الكتب: كتاب المقصور والممدود على حروف المعجم، وكتاب المذكّر والمؤنّث على حروف المعجم، وكتاب الرسائل والفتوح (¬4) على هذا الترتيب، وكتاب رسائله المجموعة من كلّ فنّ. سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميدانيّ البيهقيّ، أبو الحسن (¬5). مات في سنة تسع وثلاثين وخمس مائة بنيسابور عن ثمان وستين سنة. صنّف عدة كتب، منها: كتاب السامي (¬6)، وكتاب غريب اللّغة، وكتاب نحو الفقهاء. سعيد بن أوس بن ثابت بن قيس بن زيد بن النّعمان، أبو زيد ¬
الأنصاريّ الخزرجيّ (¬1). مات سنة خمس عشرة ومائتين عن ثلاث وتسعين سنة. قال الرّياشيّ: كان عالما باللّغة، وله كتب كثيرة ونوادر، منها: كتاب مراتب النّحويّين، وكتاب أيمان عثمان، وكتاب حيلة ومحالة، وكتاب التثليث، وكتاب القوس (¬2)، وكتاب الهوش والبوش (¬3)، وكتاب المعزى، وكتاب الإبل والشاة، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب الأبيات، وكتاب المطر، وكتاب النّبات والشجر، وكتاب اللّغات، وكتاب قراءة أبي عمرو، وكتاب النوادر (¬4)، وكتاب الجمع والتثنية، وكتاب اللّبن، وكتاب بيوتات العرب، وكتاب تخفيف الهمز (¬5)، وكتاب الواجد (¬6)، وكتاب الجود والبخل، وكتاب جبأة (¬7)، وكتاب المقتضب، وكتاب الغرائز، وكتاب الوحوش، وكتاب الفرق، وكتاب السّؤدد، وكتاب فعلت وأفعلت، وكتاب نعت الغنم، وكتاب المشافهات، وكتاب غريب الأسماء، وكتاب الأمثال، وكتاب المصادر، وكتاب المجالسة (¬8)، وكتاب نابه ونبيه، وكتاب المنطق، وكتاب الملتزم، وكتاب التصاريف. وقال الأصمعي: أبو زيد رئيسنا منذ خمسين سنة، ومن شعره: [المتقارب] ¬
سعيد بن حميد، أبو عثمان.
إذا كنت لم تعف عن صاحب … أساء وعاقبته إن عثر (¬1) بقيت بلا صاحب فاحتمل … وكن ذا وفاء وإن هو غدر سعيد بن حميد، أبو عثمان (¬2). كان شاعرا مترسّلا فصيحا، /102/ أصله من الفرس. ذكره ابن إسحاق النديم وقال: له من الكتب: كتاب افتخار العجم على العرب، وكتاب رسائله. سعيد بن حميد بن يحيى الواسطيّ (¬3). ذكره محمد بن إسحاق وقال: له من الكتب: كتاب انتصاف العجم من العرب، ويعرف بالتسوية، وكتاب رسائله (¬4)، وكتاب ديوان شعره. ذكره أبو الفرج الأصفهانيّ وقال: ولي ديوان الرسائل في أيام المستعين. ومن شعره قوله: [الكامل] لجّت عواذله تعاتبه … وخلون دون مواقع العذر (¬5) وتصرّمت أيّام لذّته … فمضين عنه بجدّة العمر خلت المنازل من أحبّته … قذفت بهم عنّا يد الدّهر (¬6) وأشدّ ما لاقيت بعدهم … أنّي فجعت بهم وبالصّبر (¬7) سعيد بن المبارك بن عليّ، ابن الدهّان، أبو محمد النّحويّ العلاّمة (¬8). ¬
كان عارفا بالنّحو واللّغة، كثير التصنيف، أصله من بغداد، وانتقل إلى الموصل، فأقام بها إلى أن مات في شهر رمضان من سنة تسع وستين وخمس مائة (¬1) عن نيّف وسبعين سنة. ولمّا أصعد من بغداد إلى الموصل ترك كتبه التي قد جمعها في عمره في داره، فوقعت داره عليها لمّا غرقت بغداد في سنة ثمان وستين وخمس مائة في خلافة المستضيء. فنفّذ مملوكه لاستخراجها، فأخرجها بعد خمسة عشر يوما وقد عفت وتلف أكثرها، والذي سلم أنتن، فحزن عليها ولم يزل يعالجها بالبخور حتى ذهب بصره (¬2). ومن شعره لمّا أخبر بالغرق وهدم داره فقال: [الخفيف] ولع الدّهر بالذخائر أبقي … ت غراما لنا عريضا طويلا (¬3) وقع اليأس من مآرب شتّى … كنّ في قبضة الرّجاء حلولا لو تعرّضت بالنّفوس لأحرز … ت ثوابا في أخذهنّ جزيلا خذلتني قوى يصحّ بها الفك … ر فأضحى لفقدهنّ عليلا فغدا اليوم في إسار من الحي … رة لا يهتدي لرشد سبيلا إنّ ذاك الفكر الذي كان يرضي … ك إذ اسميته حساما صقيلا (¬4) هشمت عزمه الرّزايا فقد صا … ر لها مالي عنده معلولا ¬
فعفاء على الحياة فقد حا … ن لها أن تطيعني لن تحولا ومن تصانيفه: كتاب الإيضاح (¬1) في ثلاث وأربعين مجلّدة، وكتاب الغرّة في شرح اللّمع (¬2): ثلاث مجلّدات، وكتاب النّهاية في العروض، وكتاب الدّروس: مقدّمة في النّحو، وكتاب الفصول: في النّحو أيضا، وكتاب الدّروس في القوافي والعروض، وكتاب العقود في المقصور والممدود، وكتاب المآخذ الكندية من المعاني الطائية (¬3)، وهو ما أخذ المتنبّي من أبي تمّام، وكتاب شرح فيه بيتا واحدا من شعر ابن رزّيك (¬4) وزير صاحب مصر: في مجلّدة، ونفّذه إليه، فأرسل إليه مائة دينار مصرية وثيابا بمثلها، وكتاب آراء العالم في الغين والراء (¬5)، وكتاب الغنية في الضاد والظاء، وكتاب الأضداد، وكتاب النّكت والإشارات على ألسن الحيوانات، وكتاب في شرح {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص]: مجلّد، وكتاب في شرح الفاتحة: مجلّد، وكتاب رسائله، وكتاب ديوان شعره (¬6). ومن قوله في مدح الشّيب: [الطويل] أقول لشيبي مرحبا كلما بدا … فأبدى له شرخ الشّباب امتعاضه وذلك أنّ الشّيب نجم، وإنّما … يحاذر شيطان الضّلال انقضاضه (¬7) ¬
سعيد بن محمد الغساني أبو عثمان، يعرف بابن الحداد، القيرواني.
ولمّا سمع قول ابن الرّوميّ في ذمّ إطالة المدح: [الكامل] وإذا امرؤ مدح امرءا في حاجة … وأطال فيه فقد أساء هجاءه /103/ لو لم يقدّر فيه بعد المستقى … عند الورود لما أطال رشاءه (¬1) فقال ابن الدهّان في عكسه: [الكامل] وإذا اختصرت مديح من أمّلته … أشبهت في تحقيره وهجائه لو كان ثمّ مناقب عدّدتها … وأطلت في تعزيزه وبنائه لكنّها قلّت وكنت محقّقا … في مدحه فسقيته بإنائه أو ليس أسماء الإله كثيرة … هلاّ اكتفى بالبرّ من أسمائه سعيد بن محمد الغسّانيّ أبو عثمان، يعرف بابن الحدّاد، القيروانيّ (¬2). كان عالما باللّغة وعلم الأدب، دقيق النظر، سديد العارضة. مات بعد الأربع مائة (¬3) شهيدا. وله كتب، منها: كتاب توضيح المشكل في القرآن (¬4)، وكتاب المقالات: ردّ فيه على المذاهب جميعها، وكتاب الاستيعاب، وكتاب الأمالي، وكتاب عصمة الأنبياء (¬5)، وكتاب العبادة الكبرى، وكتاب العبادة الصّغرى، وكتاب الاستواء، وكتاب الاحتجاج على الملاحدة، وكتاب الردّ على السّنة (¬6). سعيد بن مسعدة الأخفش، أبو الحسن، مولى بني مجاشع بن ¬
سعيد بن هريم الكاتب.
دارم (¬1). قرأ على سيبويه كتابه، وكان أسنّ منه. ذكره ابن إسحاق (¬2) وقال: له من الكتب: كتاب الأوسط في النّحو، وكتاب تفسير معاني القرآن، وكتاب المقاييس: في النّحو، وكتاب الاشتقاق، وكتاب الأربعة، وكتاب العروض، وكتاب المسائل الكبير، وكتاب المسائل الصغير، وكتاب القوافي (¬3)، وكتاب الملوك، وكتاب معاني الشّعر، وكتاب وقف التمام، وكتاب الأصوات، وكتاب صفات الغنم (¬4). سعيد بن هريم الكاتب (¬5). كان شريك سهل بن هارون في بيت حكمة المأمون، وكان بليغا فصيحا. وله: كتاب الحكمة ومنافعها، وكتاب رسائله. سلامة بن غيّاض بن أحمد الكفرطابيّ، أبو الخير النّحويّ (¬6). كان أديبا مليح الخطّ، صحيح الضّبط، رأيت بخطّه كثيرا من كتب الأدب. ومن تصانيفه: كتاب التّذكرة، وكتاب في النّحو لطيف، وكتاب ما يلحن فيه عامة زماننا (¬7)، وكتاب الرسالة الأدبية في الحضّ على تعلّم ¬
سليمان بن أيوب بن محمد، أبو أيوب المديني.
العربيّة (¬1). ومن شعره: [الكامل] اقنع لنفسك فالقناعة ملبس … لا يطمع الأشرار في تخريقه (¬2) سليمان بن أيوب بن محمد، أبو أيوب المدينيّ (¬3). كان متظرّف أهل المدينة، ذا غرام بالنساء وأخبار المغنّين. وله من الكتب: كتاب عزّة الميلاء، وكتاب أخبار ابن مسجح، وكتاب أخبار قيان الحجاز، وكتاب فيتان مكة (¬4)، وكتاب الاتّفاق، وكتاب طبقات المغنّين، وكتاب النغم والإيقاع، وكتاب المنادمين، وكتاب ظرفاء المدينة، وكتاب أخبار ابن أبي عتيق، وكتاب أخبار ابن عائشة، وكتاب أخبار حنين الحيريّ، وكتاب أخبار الغريض، وكتاب أخبار ابن سريج (¬5). سليمان بن أبي شيخ، أبو أيوب الأخباريّ (¬6). كان أديبا، لقي جلّة الناس، وأخذ عن أصحاب الأخبار. ومات سنة ستّ وأربعين ومائتين عن ستين سنة. وذكره محمد بن إسحاق النديم (¬7) وقال: له من الكتب: كتاب الأخبار المسموعة (¬8). سليمان بن محمد بن أحمد، أبو موسى الحامض (¬9). ¬
سلمويه بن صالح الليثي، أبو صالح.
نحويّ مشهور من أعيان نحاة الكوفة، وأكابر أصحاب ثعلب، وجلس بعده في حلقته. ومات في ذي الحجة من سنة خمس وثلاث مائة في خلافة المقتدر. وقد ألّف كتبا، منها: كتاب غريب الحديث، وكتاب خلق الإنسان، /104/ وكتاب الوحوش، وكتاب الباه (¬1)، وكتاب مختصر النّحو. وقد روى عنه أبو عمر الزاهد وقال: كان شديد التعصّب على سيبويه. سلمويه بن صالح اللّيثيّ، أبو صالح (¬2). أحد أصحاب السّير والأخبار، وقد احتجّ البخاريّ في كتابه به. وذكره ابن إسحاق النديم (¬3) وقال: له كتاب الدولة، روى فيه عن جماعة. سليمان بن أبي القاسم، أبو داود الأندلسيّ (¬4)، مولى هشام بن الحكم المستنصر بالله. أحد أئمة بلاده في علم القرآن والحديث، مشهور بكثرة التصانيف. فمن ذلك: كتاب البيان الجامع لعلوم القرآن والحديث، مشهور، في ثلاث مائة جزء، وكتاب التبيين لهجاء التنزيل في ستة مجلّدات، وكتاب الضّبط الكبير في مجلّدين، وكتاب جمع المصحف والسبب فيه: مجلّد، وكتاب شفاء السائلين: مجلّد، وكتاب الرّعاية لتجويد أحرف التلاوة: ¬
مجلّد، وكتاب اللّباب من الأنبياء عليهم السلام والصّحابة رضي الله عنهم والسادة والأشراف: مجلّد، وكتاب التهجّد وسيرة النبيّ صلّى الله عليه وسلم والصّحابة: مجلّد، وكتاب جواب السائلين، وكتاب النّساء، وكتاب الجواب عن قول الله تعالى: {حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ (238)} [البقرة]، وكتاب شفاء الصّدور، وكتاب في معنى قول مالك: «جمع القرآن على عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلم أربعة من الأنصار»، وكتاب التنبيه على بعض المدّعين من المغرضين، وهو أول كتاب أملاه في سنة أربع وأربع مائة، وكتاب حرف الظاء المعجمة في القرآن وكلام العرب نثرا ونظما: مجلّد، وكتاب السّنن والآثار وعدد آي القرآن: مجلّد، وكتاب الألفات وتصرّفها في القرآن: مجلّد، وكتاب بسم الله الرّحمن الرّحيم أنّها ليست بآية من القرآن: مجلّد، وكتاب سقوط بسم الله الرّحمن الرحيم من أول (براءة) في المصحف والتّلاوة: مجلّد، وكتاب التاءات والثاءات والياءات: مجلّد، وكتاب الرجز المسمّى بأصول الاعتماد في أصول القراءات، وكتاب الذّيل المتضمّن اختلاف القرّاء السّبعة: مجلّد، وكتاب كيفية درجات الأنبياء وأهل الإيمان وبيانه من القرآن: مجلّد، وكتاب أجزاء القرآن من مائة وعشرين إلى [. . .] (¬1) مع أجزاء رمضان: جزء، وكتاب معنى أنزل القرآن على سبعة أحرف (¬2): مجلّد، وكتاب الاختلاف في الذّبيح، وهو جزء، وكتاب قراءة ابن عامر في قوله: {وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ (137)} [الأنعام] (¬3) ومنها: كتاب كراهية أصحاب مالك لجواز الصّلاة بقراءة عبد الله بن مسعود، وكتاب الاستثناء للسّعداء ¬
سمكة القمي.
والأشقياء الوارد في الأنعام (¬1)، وهو جزء، وكتاب أصحاب مسلم والبخاريّ واجتماعهم وافتراقهم: جزء، وكتاب المعمّرين: جزء، وكتاب الدّعاء عند ختم القرآن: جزء، وكتاب أصحاب ورش: جزء (¬2). سمكة القمّيّ (¬3). ذكره حمزة في كتاب أصبهان، وقال: كان نحويّا لغويّا أخباريّا، وهو مصنّف كتاب الدولة العبّاسية (¬4). سهل بن محمد بن عثمان بن القاسم، أبو حاتم السّجستانيّ (¬5). كان يؤمّ الناس في المسجد الجامع بالبصرة، وله فيه حلق يقرئ فيها علوم الأدب، وكان حسن الصّوت جهيره، حافظا للقرآن، والقراءات، والعروض، والتفسير. قرأ على الأخفش كتاب سيبويه، وروى عن أبي زيد وأبي عبيدة. ومات في سنة خمس وخمسين ومائتين عن تسعين سنة، ويقال: إنّ أباه وعمّه خلفا له مائة ألف دينار عينا غير الضّياع والمنازل، فأنفقها في طلب العلم. ولما مات بلغت قيمة كتبه عشرة آلاف دينار. حدّث أبو حاتم قال: ولي البصرة رجل من بني هاشم، وكان شيخا فاضلا، فدخلت عليه مسلّما عليه، فقال لي: من علماؤكم بالبصرة؟ قلت: المازنيّ أعلمهم بالنّحو، والرّياشيّ أرواهم لعلم الأصمعي، ¬
والزّياديّ/105/ أعلمهم بأخبار أبي زيد (¬1)، وهلال الرأي (¬2) أعلمهم بالرأي، وابن الكلبيّ أكتبهم للشّروط، والشّاذكونيّ (¬3) أرواهم للحديث، وأنا أنسب إلى العلم بالقرآن. فقال لحاجبه: اجمعهم عندي غدا. فلمّا حضروا قال: أيّكم المازني؟ قال: أنا، قال: ما تقول في كفّارة الظّهار، أيجوز فيها عتق عبد أعور؟ قال: ليس علم هذا عندي، بل عند هلال الرأي. فقال لهلال الرأي: ما تقول في قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (105)} [المائدة] لم نصب أنفسكم؟ قال: علم هذا عند المازني. وقال للمازني: ما العنجر (¬4) في كلام العرب؟ فقال: هذا علمه عند الرّياشي. وقال للرّياشي: كيف تكتب وثيقة بين رجل وامرأة إذا اختلعت من زوجها بترك صداقها؟ فقال: علم هذا عند ابن الكلبي. فقال لابن الكلبي: كم رجلا روى عن ابن عون الحديث؟ فقال: علم هذا عند الشّاذكوني. فقال للشّاذكونيّ: من قرأ: «ألا إنّهم تتنوني في صدورهم» (¬5)؟ فقال: هذا علمه عند أبي حاتم. فأقبل عليّ وقال: اكتب لي كتابا إلى أمير المؤمنين صف فيه خصاصة أهل البصرة وما نالهم من الآفات في نخلهم. فقلت: أصلح الله الأمير، ما لي بلاغة، ولا أحسن إنشاء الكتب إلى السّلطان. فقال: إنّما أحدكم يبقى في الفنّ الواحد خمسين سنة ثم يقول: أنا عالم. لكنّ عالمنا بالكوفة لو سئل عن هذا أجمع لأجاب فيه، يعني نفسه (¬6). ¬
وكان أبو حاتم ينسب إلى الميل إلى الأحداث، إلاّ أنه لا يتجاوز المزح. وفي ذلك يقول: [مجزوء الكامل] نفسي فداؤك يا عبيد الله جلّ بك اعتصامي (¬1) فارحم أخاك فإنّه … نزر الكرى بادي السّقام وأنله ما دون الحرا … م فليس يطمع في الحرام (¬2) وروى ابن المرزبان أنّ غلاما جميلا من بني الفحتكان كان يغشى مجلس الشيخ أبي حاتم، فكان يديم النظر إليه، فكتب في ذلك أبياتا وحذفها إليه وهي: [الخفيف] أنا ناعم من صنيعة ربّي … ليس لي في الجمال والحسن ثاني وأرى طرفك المقرّب نحوي … شاخصا إن حبست حتى تراني فابذلن ما تحبّ إن كنت صبّا … كي تنال المنى من الفحتكاني فنظر الشيخ فيها وكتب في ظهرها: [الخفيف] ليس يخفى عليك يا قرّة العي … ن ضميري أو ما طواه لساني أنا عفّ الضّمير من كلّ فحش … غير أنّي متيّم بالحسان لا تظنّنّ بي فسوقا فما يج … مل فسق بحامل القرآن ذكره محمد بن إسحاق في كتاب المظهري (¬3) وقال: له من الكتب: كتاب ما يلحن فيه العامّة، وكتاب في النّحو على مذهب سيبويه والأخفش، وكتاب المذكّر والمؤنّث (¬4)، وكتاب الشجر والنّبات (¬5)، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المقاطع والمبادي، وكتاب الفرق (¬6)، ¬
سهل بن هارون الهيوني، أبو عمرو، من أهل سماط، انتقل إلى البصرة.
وكتاب القراءات، وكتاب الفصاحة، وكتاب النّخلة (¬1)، وكتاب الأضداد (¬2)، وكتاب القسيّ والنّبال (¬3)، وكتاب السّيوف والرّماح، وكتاب الوحوش، وكتاب الحشرات، وكتاب الهجاء، وكتاب الزّرع، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب الإدغام، وكتاب اللّبإ واللّبن (¬4)، وكتاب الكرم (¬5)، وكتاب الصّيف والشتاء (¬6)، وكتاب النّحل والعسل، وكتاب الإبل، وكتاب الشوق إلى الوطن، وكتاب العشب والبقل، وكتاب الإتباع، وكتاب الخصب والقحط، وكتاب اختلاف المصاحف، وكتاب الحرّ والبرد، وكتاب الشمس والقمر، وكتاب اللّيل والنهار، وكتاب الفرق بين الآدميّين، وكتاب ذي روح (¬7). سهل بن هارون الهيونيّ، أبو عمرو (¬8)، من أهل سماط (¬9)، انتقل إلى البصرة. وكان صاحب خزانة الحكمة للمأمون، وكان/106/ حكيما فصيحا شديد العصبيّة على العرب، وله في ذلك كتب، وكان مبخلا، وله في ذلك أخبار. حدّث دعبل بن عليّ الشاعر قال: كنّا عند سهل بن هارون، فأطلنا القعود حتى جعنا، فقال لغلامه: ويحك! غذّنا، فأتى بقصعة فيها ديك، فتأمّله، وقال: أين الرأس؟ فقال: رميت به، فقال: والله إنّي لأمقت من يرمي برجله فكيف برأسه، ولو لم أكره ما صنعت ¬
سيف بن عمر التميمي.
إلاّ للطّيرة والفأل لكرهته، أما علمت أنّ الرأس رئيس الأعضاء، وبه يصيح، ولولا صوته ما أريد، وفيه فرقه الذي يتبرّك به، وعينه التي يضرب بها المثل في الصّفاء، فيقال: شراب كعين الدّيك، ودماغه عجيب لوجع الكلية، وما رأيت عظما أهشّ تحت الأسنان من عظم رأسه! وهلاّ إذ ظننت أنّي لا آكله تركته للعيال يأكلونه، وإن كان قد بلغ من نبلك أنك لا تأكله فإنّ عندنا من يأكله، أو ما علمت أنه خير من طرف الجناح، ومن رأس العنق؟ انظر أين هو؟ فقال: والله ما أدري أين رميت به. قال: أنا أدري أين رميت به، في بطنك، فالله حسيبك (¬1). وله من الكتب: كتاب الترغيب في البخل، وكتاب ديوان رسائله، وكتاب ثعلة وعفرة (¬2): على مثال كليلة ودمنة، وكتاب الهذليّ والمخزومي (¬3)، وكتاب النّمر والثعلب (¬4)، وكتاب الروائق والعذراء (¬5)، وكتاب ندود ولدود وودود (¬6)، وكتاب الضّرير (¬7)، وكتاب الغزالين، وكتاب أسباسيوس (¬8): في اتخاذ الإخوان، وكتاب أدب أسك بن أسك (¬9)، وكتاب شجرة العقل، وكتاب إلى عيسى بن أبان في القضاء، وكتاب تدبير الملك والسياسة. سيف بن عمر التّميميّ (¬10). ¬
سهل بن المرزبان، أبو نصر.
صاحب المغازي والسّير. له: كتاب الفتوح المشهور بأيدي الناس، وكتاب الجمل ومسير عائشة رضي الله عنها (¬1). سهل بن المرزبان، أبو نصر (¬2). أصبهانيّ الأصل، نيسابوريّ المنشإ والوطن. له من الكتب: كتاب أخبار أبي العيناء، وكتاب أخبار ابن الرّومي، وكتاب أخبار جحظة البرمكي، وكتاب ذكر فيه الأحوال في شعبان ورمضان وشوّال، وكتاب الآداب في الطعام والشراب. ورد بغداد وأقام بها مدة، وحصّل كثيرا من دواوين الأشعار. سعيد بن المسيح، أبو نصر، المعروف بالكرمانيّ، الحكيم النّصراني (¬3). كان شيخا فاضلا، أديبا عاقلا، رئيسا، خدم الخلفاء، واختصّ بالإمام الناصر لدين الله، مواظبا على التردّد إلى داره، لا يغشى أحدا أبدا إلاّ أن يأمره بذلك. قرأ على ابن الخشّاب، وروى المقامات عمّن قرأها على الحريري، وأظنّه أنه كان يحفظ القرآن المجيد. سألته مرّة عن مولده فقال: ولدت في سنة تسع وأربعين وخمس مائة، وولد أخي أبو عليّ في سنة تسع وخمسين وخمس مائة، وولد أخي أبو الفضل الجاثليق في سنة تسع وستين وخمس مائة، وقال لي: لا مأخذ على كونك سألتني عن شيء فأجبتك عنه زيادة على سؤالك، فقد نطق كتابكم العزيز بمثل ذلك في قول الله جلّ اسمه {وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ} ¬
حرف الشين
{يا مُوسى (17) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (18)} [طه] فقلت له: ما أحسن ما قد اتّفق أنّ بين كلّ واحد منكم وبين أخيه عشر سنين! وما أعرف ما يشبه ذلك إلاّ عليّا عليه السلام وإخوته جعفرا وعقيلا، فإنّ بين كلّ واحد منهم وبين أخيه عشر سنين. فقال لي: والله لقد سررتني كوننا أشبهنا أولئك السادة. ولم يزل في خدمة دار الخلافة إلى آخر الأيام الناصرية، ثم مدة الأيام الظاهريّة، ثم الأيام المستنصرية، ثم انقطع بعد ذلك في داره إلى أن مات. وله من الكتب: الاقتضاب في الطّب (¬1)، وكتاب منتخب الاقتضاب (¬2). حرف الشّين شاهفور بن طاهر بن محمد الأسفرايينيّ، أبو المظفّر (¬3). ذكره عبد الغافر الفارسيّ في سياق تاريخ نيسابور وقال: كان كاملا في علم الأصول والتفسير/107/ والفقه، صنّف كتاب التفسير الكبير، وكتابا في الأصول. ومات بطوس في سنة إحدى وسبعين وأربع مائة. شمر بن حمدويه الهرويّ، أبو عمرو اللّغويّ (¬4). كان أحد الثّقات العلماء الحفّاظ العارفين بالأخبار والأشعار. قرأ على ابن الأعرابي، وأبي عمرو، وأبي زيد الأنصاريّ، وأبي عبيدة، والفرّاء، والنّضر بن شميل. ومات سنة خمس وخمسين ومائتين أيام المعتزّ أو المهتدي؛ لأنّ في هذه السنة خلع المعتزّ وبويع المهتدي. ثم عاد إلى خراسان واستقرّ بها. ¬
شيث بن إبراهيم بن محمد، أبو الحسين القفطي.
وألّف كتابا كبيرا أسّسه على حروف المعجم، ابتدأه بحرف الجيم. وجوّده وطوّله بالشواهد والرّوايات عن أئمة اللّغة، وغيرهم من المحدّثين، وأودعه من تفسير القرآن، وتفسير غريب الحديث، ما لم يسبق إلى مثله، وسمّاه كتاب الجيم (¬1). وله أيضا كتاب غريب الحديث: كبير، وكتاب السّلاح، وكتاب الجبال والأودية، وكان يقول: الموت موت الأبدان وموت الأقران (¬2). شيث بن إبراهيم بن محمد، أبو الحسين القفطي (¬3). من أهل صعيد مصر، مولده بقفط (¬4). قرأ بالإسكندريّة العلم، وعاد إلى الصّعيد، ومات بها في سنة ستّ وتسعين وخمس مائة، عن نيّف وتسعين سنة، وكفّ بصره قبل موته. وكان قد أخذ بأطراف العلوم: نحوا ولغة وفقها على مذهب مالك، جاور بمكة عدة سنين. وصنّف عدة كتب، منها: كتاب الإشارة في مختصر العبارة (¬5): في النّحو، وكتاب النّجم الثاقب في فضائل عليّ بن أبي طالب، وكتاب الطاعة والمعصية، وكتاب مسالك السّعداء، وكتاب الرقائق (¬6). وقد كان بينه وبين القاضي الفاضل وزير صلاح الدّين مكاتبات تدلّ على تعظيمه له واعتقاده فيه. ¬
حرف الصاد
حرف الصّاد صاعد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن صاعد الجيّانيّ (¬1)، قاضي طليطلة، يكنى أبا القاسم. أصله من قرطبة. استقضاه المأمون يحيى بن ذي النون، وكان متحرّيا في أموره. كان مولده بألمريّة سنة عشرين وأربع مائة ومات سنة اثنتين وستين وأربع مائة وهو على القضاء. له من التصانيف: كتاب طبقات الأمم (¬2)، وكتاب مقالات أهل الملل والنّحل، وكتاب حركات النّجوم، وكتاب جوامع أخبار الأمم من العرب والعجم (¬3). صاعد بن الحسن الرّبعيّ، أبو العلاء اللّغويّ (¬4). ورد من المشرق إلى الأندلس في أيام هشام بن الحكم في حدود الثمانين وثلاث مائة. أصله من الموصل. وكان عارفا باللّغة والآداب والأخبار، سريع الجواب، حسن الشّعر، طيّب المعاشرة، حميما. وفد على المنصور (¬5)، وزاد في إكرامه وإحسانه إليه، وإفضاله عليه، وكان مع ذلك محسنا للسؤال، حاذقا في استخراج الأموال. وممّا ألّف له: كتاب الفصوص (¬6) على نحو كتاب «النوادر» لأبي عليّ القالي، وكتاب على مثال كتاب الخزرجيّ الذي سمّاه «الهجفجف مع الخنوت بنت مخرمة»، وكتاب آخر في معناه سمّاه «كتاب الجوّاس بن قعطل ¬
صالح بن إسحاق، أبو عمر الجرمي.
المذحجي مع ابنة عمّه عفراء»، وهو كتاب أعجب به المنصور. ومن شعره: [الكامل] ومهفهف أبهى من القمر … قمر الفؤاد بفاتر النّظر (¬1) خالسته تفّاح وجنته … فأخذتها منه على غرر فأخافني قوم فقلت لهم … لا قطع في ثمر ولا كثر (¬2) صالح بن إسحاق، أبو عمر الجرميّ (¬3). قال الجرميّ: نظرت في كتاب سيبويه/108/ فإذا فيه ألف وخمسون بيتا، فأمّا الألف فعرفت أسماء قائلها فأثبتّها. وأمّا الخمسون فلم أعرف قائلها. ذكره محمد بن إسحاق وقال: له من الكتب: كتاب القوافي، وكتاب التّثنية والجمع، وكتاب الفرخ وهو مختصر كتاب سيبويه، وكتاب الأبنية، وكتاب العروض، وكتاب مختصر المتعلّمين (¬4)، وكتاب تفسير غريب أبواب سيبويه (¬5)، وكتاب الأبنية والتصريف. صالح بن جعفر بن عبد الوهّاب الهاشميّ الصّالحيّ الحلبيّ القاضي، أبو طاهر (¬6). أحد أعيان أهل حلب المشهورين بالأدب والدّين. روى عن ابن ¬
صدقة بن الحسين بن الحسن بن بختيار، أبو الفرج الحداد الناسخ البغدادي، الفقيه الحنبلي.
خالويه وتأدّب به، وعن أحمد بن أبي دجانة. ومات بعد سنة خمس وتسعين وثلاث مائة عن نيّف وستين سنة. وله: كتاب الحنين إلى الأوطان، وكتاب الصّبر والعزاء. صدقة بن الحسين بن الحسن بن بختيار، أبو الفرج الحدّاد الناسخ البغداديّ (¬1)، الفقيه الحنبليّ. تفقّه على أبي الوفاء عليّ بن عقيل (¬2)، وعلى عليّ بن الزاغوني (¬3). وأقرأ الناس الفقه والفرائض والحساب وعلم الكلام. مات في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة عن إحدى وسبعين سنة. وصنّف تاريخ الحوادث في زمانه، ذيّله على تاريخ شيخه عليّ ابن الزاغوني. وكان فاضلا، ذا فنون من العلم، إلاّ أنه كان فقيرا يأكل من أجرة نسخه وهو مقيم في مسجد على باب البدريّة (¬4)، هذا مع كبره على من هو مثله في العلم ودونه، فكان يشقّ عليه خموله وقلة الالتفات إليه. وإذا قرأت تاريخه رأيت فيه من العتب على الزمان، وعلى ما لقيه من الحرمان، ما يتعجّب منه ويحزن عليه. وفي أواخر أيامه وردت مسألة عقلية أحضر الوزير أبو الفتوح محمد ابن رئيس الرّؤساء أهل العلم ¬
صدقة بن أبي السعود التاجر، صديقنا الملقب بالعفيف.
وبحثوها، فنبّه عليه، فأمر بإحضاره، فلمّا حضر تكلّم فيها بكلام حسن، وأجاب جوابا شافيا، فأعجب به الوزير، وخلع عليه، وأعطاه خمسين دينارا، ففرح بذلك وقال: يا مولانا، قد حضرني بيتان، واستأذنه في إيرادهما، فأذن له، فقال: [الكامل] ومن العجائب والعجائب جمّة … شكر بطيء عن ندى متسرّع ولقد دعوت ندى سواك فلم يجب … فلأشكرنّ ندى أجاب وما دعي (¬1) ثم تعقّب ذلك أنّ الجهة المستعصميّة بناحية الإمام المستضيء بأمر الله نفّذت له أربعين دينارا. ثم صارت تتعاهده بالإنعام والمواصلة بالحلواء وشهيّ الطعام، إلاّ أن ذلك في آخر عمره، حتى كان يقول: لمّا كنت شابّا وقادرا على التلذّذ بالأطعمة الشّهية والحلواء كنت أبصرها حسرة، والآن أيضا همّ أبصره حسرة، لأنّي لا أقدر على أكلها. فالله المستعان. صدقة بن أبي السّعود التاجر (¬2)، صديقنا الملقّب بالعفيف. عالم بالنّحو واللّغة والطّب. قرأ على شيخنا أبي البقاء النّحويّ (¬3) طرفا صالحا من النّحو واللّغة، واشتغل بعلم الطبّ. وأعطاه أبوه ألوفا من العين ليختبره بها في تجارته، فسافر بها إلى آخر خراسان، ثم استوطن خوارزم، فرغب في ابتياع الممالك التّرك والجواري بأوفر الأثمان. وقد عاد من خوارزم قاصدا إلى الشام، فسألته عن سفرته وما أفاده في تجارته فقال: ابتعت جارية ومملوكا بألف وخمس مائة دينار، فأقامت عندي شهورا فجاءت منّي بولد، ثم مات الولد، فأبغضت الجارية وزوّجتها بالمملوك، وكان مشتراه سبع مائة دينار، فأقام معها مديدة فالتحى، فبقي يساوي عشرين دينارا. ثم ابتعت جارية أخرى ومملوكا آخر بالحكاية، ¬
حرف الضاد
فما بقي لصعودي إلى بغداد وجه بماذا أعتذر إلى والدي. ثم توجّه إلى دمشق، فأقام بها إلى أن توفّي. وكان فاضلا يكتب خطّا مليحا، /109/ وينظم شعرا طيّبا في الغزل وغيره. وقد صنّف كتاب مختصر القانون وكتاب الأطعمة، وكتاب الأشربة، وكتاب التّجارات في الجوائز والتّركات. حرف الضاد الضّحّاك بن سالم، أبو الأزهر الألوسيّ (¬1)، الأديب النّحويّ. ولد بقرية يقال لها: الألوس من سقي الفرات (¬2). ذكره أبو البركات عبد الرّحمن الأنباريّ في كتاب نزهة الألبّاء في أخبار الأدباء (¬3)، وأبو المعالي الحظيري في كتابه زينة الدّهر في ذكر محاسن أهل العصر (¬4). وقد رأيت له كتابا باسمه، كتاب محاسن الأشعار ومستظرف الأخبار، وكتاب نحو المبتدي وتذكرة المنتهى. ومن شعره: [السريع] ما أنعم الله على عبده … بنعمة أوفى من العافية (¬5) وكلّ من عوفي في جسمه … فإنّه في عيشة راضيه (¬6) المال حلو حسن جيّد … على الفتى لكنّه عاريه ¬
حرف الطاء
وأسعد العالم بالمال من … أدّاه للآخرة الباقيه ما أحسن الدّنيا ولكنّها … مع حسنها غدّارة فانيه كانت وفاة الضحّاك هذا في سنة ثلاث وستين وخمس مائة. حرف الطاء طالب بن محمد بن قشيط، أبو أحمد النّحويّ، يعرف بابن السّرّاج (¬1). مات سنة ستّ وتسعين وثلاث مائة. صنّف كتابا مختصرا في النّحو سمّاه الكافي، وكتاب عيون الأخبار وفنون الأشعار. طاهر بن أحمد بن بابشاذ، أبو الحسن النّحويّ المصري (¬2). أحد أئمة الأدب في علوم العربيّة وفصاحة اللّسان، جيّد التصنيف، حلو العبارة سلسها. مات بمصر في سنة تسع وستين وأربع مائة. وكان قد رتّب في ديوان الرسائل لإصلاح الكتب الصادرة عنه إلى الآفاق، وجعل له على ذلك في كلّ شهر خمسون دينارا، ثم استعفى من ذلك، وأقام في جامع عمرو بن العاص متزهّدا منقطعا. وصنّف كتابا في النحو سمّاه تعليق الغرفة (¬3). وكان سبب تزهّده وانقطاعه أنه كان إذا قدّم له الطعام ليأكل يجيء سنّور فيقف بين يديه، فإذا ألقى إليه لقما من الطعام لا يأكلها، ولكن يحملها، فتبعه في بعض الأيّام، فرآه يدخل إلى موضع مظلم من الدار، فنظر فإذا هناك سنّور أعمى فيأخذ اللّقم فيلقيها إليه، فقال في نفسه: إنّ الذي يأخذ هذا السّنّور ليأتي ذلك لقوته ولم يهمله لقادر على أن يغنيني عن هذا العالم. ثم لزم منارة الجامع إلى أن سقط في بعض اللّيالي من ¬
طاهر بن أحمد بن محمد القزويني، أبو محمد، يعرف بالنجار.
المنارة إلى سطح الجامع فمات. وله من التصانيف: كتاب شرح جمل الزجّاجي، وكان عبد الله بن برّي (¬1) يقول: لم يصنّف في النحو أنفع منه، لكونه جمع المسائل. وله: كتاب المحسبة (¬2)، وهو مختصر النّحو، وكتاب شرح المحسبة. طاهر بن أحمد بن محمد القزوينيّ، أبو محمد، يعرف بالنّجّار (¬3). كان أديبا فاضلا. له تصانيف، منها: كتاب سراج العقول في منهاج الأصول (¬4)، وكتاب نور الحقيقة ونور الطريقة، وكتاب مسالك البحث، وكتاب نقض التعليم وكشف التوهيم، وكتاب نقض التعاليم، وكلاهما بالفارسيّة، وكتاب يواقيت العلوم ودراري النّجوم، يحتوي على ثلاثين فنّا من فنون العلوم، كلّ فنّ اثنتا عشرة مسألة، وكتاب ذخر الخواصّ في تفسير سورة الإخلاص، فيه نكت وعجائب ونتف وغرائب، وكتاب الموازنة بين نجوم الأرض ونجوم السماء في ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلم والخلفاء، وكتاب رسالة قوت الأرواح لأهل الفتوح: فيها رموز وإشارات عجيبة، وكتاب/110/ صواب الأدب في لسان العرب، أودع فيه أصول الأسماء والأفعال المتجانسة وأصول الأدوات والتصريف والنّحو، مجدولا في ثلاثة جداول على ترتيب لم يسبق إليه، وكتاب رفع الحال عن رؤية الهلال، وكتاب حذر اللّئام عن الحرف والكلام: بالفارسيّة، وكتاب الاستحثاث عن الأحوال الثلاث، عنى بذلك حال المتكلّمين والنّحاة والصّوفية، وكتاب شرح تسبيح الأبدال ومعنى الجلال والجمال، وكتاب حلّ العيبة في حال الغيبة: في فنّ التصوّف، وكتاب الإفادة عن ترجمة ¬
طلحة بن عبيد الله بن محمد التيمي الطلحي، من أهل البصرة.
الشهادة، وكتاب إبطال القول بوجوب وجود العالم: بالفارسيّة، وكتاب شرح كلمات مشكلة من قوت القلوب، وكتاب في إبطال أحكام النّجوم: بالفارسيّة، وكتاب لبّ اللّباب في مراسم الإعراب (¬1)، وكتاب غاية التوقيف في علم التصريف (¬2)، وكتاب حملة الحديث عن التدليس والتأليف، وكتاب الدّرّ المنظوم في التّعدية واللّزوم، وكتاب الأصول والفصول، وكتاب الرائقة: في التصريف، وكتاب الفائقة: في شرحها، وكتاب المسائل المستدركة من سور آيات القرآن، وكتاب الرسالة الوردية، فيها إشارات معنوية ونكت لغوية، وكتاب المباهج في علم المخارج، وكتاب مجرّد قراءة أبي عمرو، وكتاب تفسير الفاتحة ونحو عشر آيات من سورة البقرة، وكتاب المراسلات في تسمية اللّيالي واللآلي، وكتاب رسالات وقصائد إلى القاضي ظهير الدّين البسطامي، وكتاب رسالة الفتوى في قوله تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى (26)} [الفتح]، وكتاب زبدة الأقوال في قوله تعالى: {ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ (154)} [الأنعام]، وكتاب يشتمل على شرح كلمات من كلام عليّ عليه السلام: في التوحيد، وكتاب بشارة المتعلّم في الفقه والأدب والمتكلّم، وكتاب الفاكهة في إعراب الفاتحة، وكتاب مصافاة الصّفاء، وكتاب الياقوت في تسبيح الملك والملكوت، وكتاب شهقة المصلّي: بالفارسية، وكتاب زاد الزّهّاد إلى المعاد: في التصوّف: بالفارسية، وكتاب تكميل الهلال في شرح قول المتنبّي. وكان منقطعا في بيته قلّ أن يخرج منه إلاّ لصلاة الجمعة. طلحة بن عبيد الله بن محمد التّيميّ الطّلحيّ (¬3)، من أهل البصرة. وكان راوية أخباريّا، ينادم الموفّق بالله. مات في ذي الحجة من سنة ¬
حرف الظاء
إحدى وتسعين ومائتين (¬1). وله من الكتب: كتاب أخبار المتيّمين، وكتاب جواهر الأخبار. حرف الظاء ظالم بن عمرو بن سنان الدّؤليّ، أبو الأسود (¬2). بكسر الهمزة، وإنّما فتحوها للنّسبة، كما نسبوا إلى تغلب: تغلبي، وإلى يثرب: يثربي، والدّئل: دابة بين ابن عرس والثّعلب. قال يحيى بن يعمر (¬3): مات أبو الأسود الدّؤليّ في الطاعون الجارف الكائن في سنة تسع وستين في أيام ابن الزّبير. وهو من وجوه التابعين وفقهائهم ومحدّثيهم. روى عن عمر، وعثمان، وعلي، والزّبير، وأبي ذرّ، وأبي موسى، وابن عبّاس، رضي الله عنهم. روى عنه يحيى بن يعمر. وهو أول من وضع علم النّحو، ونسب علم النّحو إليه، لأنّ عليّا عليه السلام أملاه عليه. وقاتل مع عليّ عليه السلام في وقعة الجمل. واستخلفه عبد الله بن عبّاس على البصرة لمّا وليها، وكان من وجوه شيعة عليّ عليه السلام، واستعمله على البصرة بعد ابن عباس. وقال الجاحظ: أبو الأسود معدود في التابعين والفقهاء، والمحدّثين والشّعراء، والأشراف والفرسان والأمراء، والدّهاة، والنّحويّين، والحاضري الجواب، والشّيعة، والبخلاء، والصّلع، والبخر. وإنّما ذكرته في هذا الكتاب/111/ لأنه أول من وضع في النّحو كتابا قسم فيه الكلام ¬
حرف العين
وحصره في الاسم والفعل والحرف (¬1). حرف العين عالي بن إبراهيم بن إسماعيل الغزنويّ، أبو عليّ الحنفيّ (¬2)، الفقيه الأديب. لقي في خوارزم أبا القاسم محمودا الزّمخشريّ، وكتب عنه، وقدم حلب، وأقام بها يدرّس الفقه. وقد صنّف كتابا في تفسير القرآن سمّاه: كتاب التقشير في التفسير (¬3)، وكتابا في النّحو سمّاه المقدّمة، وكتاب المضارع في شرح المشارع (¬4). ومات في سنة إحدى وثمانين وخمس مائة بحلب (¬5). عامر بن حفص، أبو اليقظان (¬6). كان أمّيا لا يحسن الكتابة. أخذ عنه كثير من أهل العلم. ومات في سنة سبعين ومائة (¬7) في السنة التي مات فيها الهادي. وكان أبوه أسود، ويلقّب سحيما، وكان عالما بالأنساب والمآثر والمثالب، ثقة فيما يرويه. ذكره محمد بن إسحاق النديم (¬8) وقال: له من الكتب: كتاب حلف ¬
عبد الله بن أحمد بن حرب بن خالد، أبو هفان النحوي اللغوي.
بني تميم وأخبارهم (¬1)، وكتاب نسب خندف (¬2) وأخبارها، وكتاب النسب الكبير، وهو نسب مضر، وكتاب النوادر. عبد الله بن أحمد بن حرب بن خالد، أبو هفّان النّحويّ اللّغويّ (¬3). كان أديبا بارعا سريع الخاطر، جيّد البديهة، مطاع القريحة. وكان فقيرا ضيّق الحال. روى عن الأصمعي، وروى عنه أحمد بن أبي طاهر (¬4)، ويموت ابن المزرّع (¬5). مات سنة نيّف وستين ومائتين عن سبعين سنة. وله من التصانيف: كتاب الوديعة في أخبار الشّعراء (¬6)، وكتاب صناعة الشّعر. ودخل يوما على الوزير ابن المدبّر يخاطبه في أمر القطائع وهو يقول: أنا لا أعرف القطائع، فقال أبو هفّان: بل تعرف الطبائع. ومن شعره: [كامل] يا ابن المدبّر أنت علّمت الورى … بذل النّفيس وهم به بخلاء (¬7) لو كان مثلك في البريّة آخر … في الجود لم يك بينهم فقراء ¬
العباس بن الفرج الرياشي، مولى بني رياش.
العباس بن الفرج الرّياشيّ، مولى بني ريّاش (¬1). قرأ على المازنيّ. وأخذ عنه علم اللّغة. وقد ذكر محمد بن إسحاق أنّ له من الكتب: كتاب الخيل، وكتاب الإبل، وكتاب ما اختلفت أسماؤه من كلام العرب (¬2). العباس بن محمد، أبو الفضل (¬3). ذكره ابن إسحاق وقال: له من الكتب: كتاب مختصر في النّحو، وكتاب الرسائل: مجموعة (¬4). عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الخبريّ، أبو حكيم (¬5)، وخبر (¬6): إحدى بلاد فارس. كان فقيها شافعيّ المذهب، عارفا بالنّحو، واللّغة والأدب والفرائض. وقد جمع عدّة كتب وشرحها. رأيت من ذلك: ديوان البحتري، وديوان الرّضيّ الموسوي، وشرح الحماسة، وديوان المتنبي. وكان خال محمد ابن ناصر (¬7) لأمّه. ومات في ذي الحجة من سنة ستّ وسبعين وأربع مائة. ¬
عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي، أبو القاسم البلخي، المتكلم المفسر الأديب.
عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبيّ، أبو القاسم البلخيّ (¬1)، المتكلّم المفسّر الأديب. مات في سنة سبع عشرة وثلاث مائة (¬2). رأيت له كتابا في تفسير القرآن المجيد على رسم لم يسبق إليه في اثني عشر مجلّدا، وكتاب مفاخر خراسان، وكتاب محاسن آل طاهر، وكتاب عيون المسائل: تسع مجلّدات، وكتاب أوائل الأدلّة، وكتاب المقالات (¬3)، وكتاب المسترشد: في الإمامة، وكتاب الأسماء والأحكام، وكتاب تحديد الجدل، وكتاب نقض كتاب أبي عليّ الجبّائيّ في الإرادة، وكتاب أدب الجدل، وكتاب السّنة والجماعة، وكتاب الفتاوى الواردة من جرجان والعراق، وكتاب نقض النّقض على المجبرة، وكتاب تحف الوزراء (¬4). وكان يصرّح بالاعتزال في الكتب. وحضر عند بعض العلماء، فدعاه إلى شرب النّبيذ، فأنشد هذه الأبيات (¬5). . . /112/. ¬
فهرس المصادر والمراجع
فهرس المصادر والمراجع - أخبار الحلاج، لعلي بن أنجب الساعي. حقق أصوله وعلق عليه موفق فوزي جبر، دار الطليعة الجديدة، سوريا. د. ط. ت. -أخبار الزهاد، لعلي بن أنجب الساعي. نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية تحت رقم:75 تاريخ. -أسد الغابة في معرفة الصحابة، لأبي الحسن علي بن محمد الجزري ابن الأثير. تحقيق: خيري سعيد، المكتبة التوفيقية، القاهرة، د. ت. -الأصيلي في أنساب الطالبيين، لصفي الدين محمد بن علي المعروف بابن الطقطقى. جمعه ورتبه وحققه السيد مهدي الرجائي. مكتبة آية الله العظمى المرعشي بقم. ط 1،1218 هـ. -إعتاب الكتاب، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي المعروف بابن الأبار. تحقيق الدكتور صالح الأشتر. مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، طبعة سنة 1380 هـ-1961 م. -الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين. لخير الدين الزركلي. دار العلم للملايين، بيروت ط 11، ماي 1995 م. -الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي. عني بنشره القدسي، مطبعة الترقي، عام 1349 هـ. -أعيان الشيعة: لمحسن الأمين. حققه وأخرجه حسن الأمين دار التعارف للمطبوعات، بيروت، طبعة سنة 1403 هـ-1983 م. -الأغاني، لأبي الفرج الأصفهاني. شرحه وكتب هوامشه عبد الأمير علي مهنا وسمير يوسف جابر، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان ط 4،1422 هـ-2002 م. -الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، للأمير أبي نصر ابن ماكولا. دار الكتب العلمية، بيروت. ط 1،1411 هـ-1990 م. -إنباه الرواة على أنباه النحاة، لعلي بن يوسف القفطي. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. المكتبة العصرية، بيروت ط 1،1424 هـ-2004 م. -الأنساب، لأبي سعد عبد الكريم السمعاني. وضع حواشيه محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت. ط 1،1419 هـ-1998 م. -أنموذج الزمان في شعراء القيروان، للحسن بن رشيق القيرواني. جمعه وحققه محمد العروسي، وبشير البكوش. دار الغرب الإسلامي. ط 1،1411 هـ-1991 م.
-إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لإسماعيل باشا البغدادي. منشورات مكتبة المثنى، بغداد. -البداية والنهاية، للحافظ ابن كثير الدمشقي. مكتبة المعارف، بيروت، الطبعة الثانية:1977 م. -بغية الطلب، لابن العديم. تحقيق د. سهيل زكار، طبعة دمشق، د. ت. -بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس، لأحمد بن يحيى بن عميرة الضبي. تحقيق روحية عبد الرحمن السويفي، دار الكتب العلمية، بيروت. ط 1،1417 هـ-1997 م. -بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي. تحقيق أبو الفضل إبراهيم. المكتبة العصرية، بيروت، لبنان د. ط. ت. -تاج التراجم في من صنف من الحنفية، لقاسم بن قطلوبغا الحنفي. تحقيق إبراهيم صالح. دار المأمون للتراث ط 1. سنة 1422 هـ-1992 م. -تاريخ آداب اللغة العربية، لجرجي زيدان. مطبعة الهلال. ط 3،1936 م. -تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للإمام شمس الدين الذهبي. حققه وضبط نصه وعلق عليه د. بشار عواد معروف. دار الغرب الإسلامي. ط 1،2003 م. -تاريخ بغداد أو مدينة السلام، لأحمد بن علي الخطيب البغدادي. طبع للمرة الأولى بنفقة مكتبة الخانجي بالقاهرة والمكتبة العربية ببغداد. ومطبعة السعادة بجوار محافظة مصر سنة 1349 هـ-1931 م. -تاريخ ابن الفرات، لمحمد بن عبد الرحيم بن الفرات. المطبعة الأمريكانية، بيروت،1936 م. -تاريخ الحكماء، وهو مختصر الزوزني المسمى بالمنتخبات الملتقطات من كتاب إخبار العلماء بأخبار الحكماء، لجمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي. مكتبة المثنى ببغداد، ومؤسسة الخانجي بمصر. د. ط. ت. -تاريخ الخلفاء العباسيين، المنسوب لعلي بن أنجب الساعي قدم له وأعد فهارسه عبد الرحيم يوسف الجمل، مكتبة الآداب بالقاهرة،1413 هـ-1993 م. -تاريخ الطبري، (تاريخ الرسل والملوك)، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف ط 4، د. ت. -التاريخ العربي والمؤرخون، دراسة في تطور علم التاريخ ومعرفة رجاله في الإسلام، لشاكر مصطفى. دار العلم للملايين، بيروت، ط 3، يوليو 1983 م. -تاريخ علماء بغداد، المسمى منتخب المختار، لمحمد بن رافع السلامي. صححه وعلق على حواشيه عباس العزاوي، مطبعة الأهالي، بغداد.1357 هـ-1938 م.
-تاريخ علماء المستنصرية، لناجي معروف. مطبعة العاني، بغداد، ط 1،1379 هـ-1959 م. -التاريخ الكبير، لمحمد بن إسماعيل البخاري. دائرة المعارف العثمانية، الهند،1377 هـ-1658 م. -التاريخ الكبير، لأبي القاسم علي بن الحسن ابن عساكر. اعتنى بترتيبه وتصحيحه الشيخ عبد القادر أفندي بدران، مطبعة روضة الشام، سنة 1330 هـ. -تاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألف في الكتب، لعبد الحي الكتاني. ضبط وتعليق أحمد شوقي بنبين، عبد القادر سعود، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش، ط 2،2005 م. -التبصير في الدين للإسفراييني. طبعة القاهرة،1955 م. -تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي. عني بنشره القدسي، مطبعة التوفيق بدمشق عام 1347 هـ. -تتمة اليتيمة، لأبي منصور الثعالبي. عني بنشره عباس إقبال، طهران سنة 1353 هـ. -تحفة العروس، لأبي عبد الله محمد بن أحمد التيجاني. نسخة مخطوطة بالخزانة الحسنية الرباط، رقم:941. -تحفة القادم، لأبي عبد الله محمد بن الأبار القضاعي البلنسي. علق عليه الدكتور إحسان عباس. دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1،1604 هـ-1986 م. -تذكرة الحفاظ، لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي. دار إحياء التراث العربي، بيروت، د. ط. ت. -التراتيب الإدارية والعمالات والصناعات والمتاجر والحالات العلمية التي كانت على عهد تأسيس المدينة الإسلامية في المدينة المنوّرة العلية، لمحمد عبد الحي الكتاني. المطبعة الأهلية بالرباط، ط 1،1346 هـ. -التكملة لوفيات النقلة، لزكي الدين المنذري. حققه وعلق عليه د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة. ط 2،1401 هـ-1981 م. -تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب، لابن الفوطي. حققه الدكتور مصطفى جواد، وزارة الثقافة والإرشاد القومي السورية، مطبوعات مديرية إحياء التراث القديم. د. ط. ت. -تهذيب الأسماء واللغات، لأبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي. دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، د. ط. ت. -تهذيب التهذيب لشهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية الكائنة في الهند بمحروسة حيدرآباد الدكن، ط 1،1325 هـ.
-الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير، لعلي بن أنجب الساعي. عني بنسخه ونشره وإصلاح تصحيفه مصطفى جواد، المطبعة السريانية الكاثوليكية بغداد،1353 هـ-1934 م. -جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح الحميدي. الدار المصرية للتأليف والترجمة،1966 م. -الجرح والتعديل، للإمام الحافظ عبد الرحمن الرازي بن أبي حاتم. مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن، الهند، ط 1،1372 هـ-1953 م. -جمهرة أنساب العرب، لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي. تحقيق عبد السلام محمد هارون. دار المعارف بمصر. ط 3،1391 هـ-1971 م. -الجواهر المضية في طبقات الحنفية، لمحمد بن محمد بن نصر الله القرشي. مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية، حيدرآباد الدكن، ط 1، د. ت. -حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، لجلال السيوطي. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. دار الفكر العربي، طبعة سنة 1418 هـ-1998 م. -حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني. مكتبة الخانجي ومطبعة السعادة، مصر،1351 هـ-1932 م. -الحوادث الجامعة، المنسوب لابن الفوطي. حققه وضبط نصه وعلق عليه د. بشار عواد معروف، د. عماد عبد السلام رءوف دار الغرب الإسلامي، ط 1،1997 م. -خريدة القصر وجريدة العصر، لعماد الدين الأصبهاني الكاتب. تحقيق محمد بهجة الأثري وجميل سعيد. مطبعة المجمع العراقي،1375 هـ-1955 م. -خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، لعبد القادر بن عر البغدادي. تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون. مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط 3،1409 هـ-1989 م. -الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لشهاب الدين أحمد بن علي بن محمد ابن حجر العسقلاني. ضبطه وصححه عبد الوارث محمد علي. دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418 هـ-1997 م. -الدليل الشافي على المنهل الصافي، ليوسف بن تغري بردي. تحقيق وتقديم فهيم محمد شلتوت، مطبوعات مركز دار البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، مكة المكرمة، صف هذا الكتاب بمكتبة الخانجي بالقاهرة، د. ط. ت.
-دمية القصر وعصرة أهل العصر، لعلي بن الحسن بن أبي الطيب الباخرزي. تحقيق محمد التونجي، دار الجيل، بيروت، ط 1،1414 هـ-1993 م. -ديوان ابن دريد، نشر بعناية السيد محمد بدر الدين العلوي. القاهرة،1946 م. -الذريعة إلى تصانيف الشيعة، لآغا بزرك الطهراني نقحه وزاد فيه ابن المؤلف ع. المتروي، مكتبة دولة إيران. ط 1،1377 هـ-1959 م. -الذهب المسبوك، لعبد الرحمن الإربلي. طبعة بغداد 1964 م. -ذيل تاريخ مدينة السلام، لمحمد بن سعيد بن الدبيثي. حققه وضبط نصه وعلق عليه د. بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي. ط 1،1427 هـ-2006 م. -ذيل تكملة الإكمال، لابن العمادية. تحقيق د. عبد القيوم عبد رب النبي جامعة أم القرى. ط 1،1419 هـ. -الذيل على الروضتين، للحافظ شهاب الدين أبي محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة المقدسي الدمشقي. عني بنشره وراجع أصله ووقف على ضبطه عزت العطار الحسيني. دال الجيل، بيروت، ط 2،1974 م. -ذيل مرآة الزمان، لموسى بن محمد اليونيني مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن، الهند ط 1،1374 هـ-1954 م. -الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، لمحمد بن جعفر الكتاني. كتب مقدماتها ووضع فهارسها محمد المنتصر الكتاني، ط 3،1383 هـ-1964 م. -روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، لمحمد باقر الموسوي الخراساني الأصبهاني. ط 2 على الحجر،1368 هـ-1949 م. -الروضتين في أخبار الدولتين، لشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي. دار الجيل، بيروت، د. ط. ت. -سمط اللآلي لأبي عبيد البكري الأونبي، تحقيق عبد العزيز الميمني، دار الكتب العلمية، د. ط. ت. -سنن أبي داود للحافظ، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني. إعداد وتعليق عزت عبيد الدعاس وعادل السيد. دار الحديث، حمص، سوريا. ط 1،1393 هـ-1973 م. -سنن الدارقطني، لعلي بن عمر الدارقطني. تحقيق عبد الله هاشم يماني المدني، دار المحاسن للطباعة، القاهرة، د. ط. ت. -السنن الكبرى، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي. دار الفكر، بيروت، د. ط. ت.
-سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي. باعتناء مجموعة من الأساتذة. مؤسسة الرسالة. ط 1، 1401 هـ-1981 م. -شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، لمحمد بن محمد مخلوف. دار الفكر، بيروت، د. ط. ت. -شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي. مكتبة القدسي، طبعة سنة 1350 هـ. -شذرات من كتب مفقودة في التاريخ، استخرجها وحققها د. إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، ط 1،1408 هـ-1988 م. -شرح ديوان المتنبي، لعبد الرحمن البرقوقي. المطبعة الرحمانية بمصر، طبعة سنة 1348 هـ-1930 م. -شعر علي بن جبلة (الملقب بالعكوك)، جمعه وحققه وقدم له د. حسين عطوان. دار المعارف بمصر، د. ط. ت. -الشعر والشعراء، لابن قتيبة. دار الثقافة، بيروت، لبنان،1964 م. -صحيح البخاري، لمحمد بن إسماعيل البخاري. دار الحديث، القاهرة،1425 هـ-2004 م. -صحيح مسلم، لمسلم بن الحجاج النيسابوري. وقف على طبعه وتحقيق نصوصه محمد فؤاد عبد الباقي. دار عالم الكتب، الرياض، ط 1،1417 هـ-1996 م. -صفة الصفوة، لعبد الرحمن بن الجوزي. حققه وعلق عليه محمود فاخوري، خرج أحاديثه محمد رواس قلعجي، دار المعرفة، بيروت. ط 2،1399 هـ-1979 م. -طبقات أعيان الشيعة، لآغا بزرك الطهراني، طبعة النجف،1373 هـ-1374 هـ. -طبقات الحفاظ، للجلال السيوطي، تحقيق علي محمد عمر، مكتبة وهبة، القاهرة. ط 2، 1415 هـ-1994 م. -طبقات الشافعية، لعبد الرحيم الإسنوي. تحقيق كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية، بيروت.1422 هـ-2001 م. -طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة. تحقيق عبد العليم خان، حيدرآباد،1978 م. -طبقات الشافعية الكبرى، لعبد الوهاب السبكي. تحقيق محمود محمد الطناجي، عبد الفتاح محمد الحلو، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاؤه.1383 هـ-1964 م. -طبقات الشعراء، لابن المعتز. تحقيق عبد الستار أحمد فراج. دار المعارف بمصر. ط 3، د. ت. -طبقات علماء الحديث، لابن عبد الهادي. تحقيق أكرم وإبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة، بيروت،1996 م.
-طبقات فحول الشعراء، لمحمد بن سلام الجمحي. قرأه وشرحه محمود محمد شاكر، مطبعة المدني، مصر، د. ط. ت. -طبقات فقهاء اليمن، لعمر بن علي بن سمرة الجعدي. تحقيق فؤاد سيد. مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، طبعة سنة 1957 م. -الطبقات الكبرى، لابن سعد. تقديم د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت، ط 2، 1418 هـ-1998 م. -طبقات المفسرين، للجلال السيوطي. طبعة ليدن،1839 م. -طبقات المفسرين، لمحمد بن علي الداودي. تحقيق علي محمد عمر، مكتبة وهبة، مصر، ط 1،1392 هـ-1972 م. -طبقات النحويين واللغويين، لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، مصر، ط 2، د. ت. -العبر في خبر من غبر، للحافظ الذهبي. تحقيق: فؤاد سيد. مطبعة حكومة الكويت، ط 2، مصورة،1984 م. -عيون الأنباء في طبقات الأطباء، لأحمد بن القاسم بن أبي أصيبعة. دار الثقافة، بيروت، لبنان، ط 4،1408 هـ-1987 م. -عيون التواريخ، لمحمد بن شاكر الكتبي، تحقيق فيصل السامر، ونبيلة عبد المنعم داود. دار الرشيد للنشر،1980 م. -غاية النهاية في طبقات القراء، لشمس الدين أبي الخير ابن الجزري. طبع بمصر،1351 هـ. -الفخر في أنساب الطالبيين، لإسماعيل بن الحسين المروري الأزرقاني. تحقيق السيد مهدي الرجائي، إشراف محمود المرعشي، مطبعة سيد الشهداء، ط 1، د. ت. -الفرق بين الفرق، لعبد القاهر البغدادي. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد. طبعة القاهرة. -فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، لأبي القاسم، تحقيق فؤاد سيد الدار التونسية للنشر، ط 2، 1406 هـ-1986 م. -فهرس الفهارس ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، لعبد الحي عبد الكبير الكتاني. باعتناء د. إحسان عباس. دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 2، سنة 1402 هـ-1982 م. -فهرس المخطوطات العربية بمكتبة برلين، لألفرد، برلين،1899.
-الفهرست، لأبي الفرج بن إسحاق النديم. ضبطه وعلق عليه د. يوسف علي طويل، وضع فهارسه أحمد شمس الدين. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط 2،1422 هـ-2002 م. -فوات الوفيات والذيل عليها، لمحمد بن شاكر الكتبي. تحقيق: الدكتور إحسان عباس. دار صادر، بيروت، د. ط. ت. -الكامل في التاريخ، لأبي الحسن علي بن أبي الكرم بن الأثير الجزري. المطبعة الكبرى العامرة سنة:1290 هـ. -كتاب الإمتاع والمؤانسة، لأبي حيان التوحيدي. صححه وضبطه وشرح غريبه أحمد أمين، وأحمد الزين، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، ط 2، د. ت. -كتاب الصلة في تاريخ أئمة الأندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم، لخلف بن عبد الملك بن بشكوال. مطبع روكس،1882 م. -كتاب الموضوعات، لعبد الرحمن بن الجوزي. ضبط وتقديم وتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان دار الفكر، ط 1،1386 هـ-1966 م. -كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، لإسماعيل بن محمد العجلوني. أشرف على طبعه وتصحيحه أحمد القلاس، مؤسسة الرسالة. د. ط. ت. -كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لمصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة. مكتبة المثنى، بغداد،1951 م. -كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، لعلاء الدين الهندي. تحقيق محمود عمر الدمياطي، دار الكتب العلمية، بيروت ط 2،1424 هـ-2004 م. -اللباب في تهذيب الأنساب، لعز الدين علي بن محمد بن الأثير الجزري. ضبط وتحقيق عبد اللطيف حسن عبد الرحمن. دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، سنة:1420 هـ-2000 م. -لسان العرب، لابن منظور. طبعة جديدة ومصححة وملونة، اعتنى بتصحيحها أمين محمد عبد الوهاب ومحمد الصادق العبيدي. دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1،1416 هـ-1996 م. -لسان الميزان، للإمام الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ط 2،1971 - 1390 هـ. -المحمدون من الشعراء وأشعارهم، لعلي بن يوسف القفطي. تحقيق رياض عبد الحميد مراد. دار ابن كثير، بيروت، ط 2،1408 هـ-1988 م.
-المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ أبي عبد الله ابن الدبيثي، اختصره الإمام الذهبي، دار الفكر، بيروت، ط 1،1405 هـ-1985 م. -مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، لعبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي. دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، ط 2،1413 هـ-1993 م. -مراتب النحويين، لأبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. دار الفكر العربي، د. ت. -مروج الذهب ومعادن الجوهر، للمسعودي. عني بتحقيقها وتصحيحها شارل بلا. منشورات الجامعة اللبنانية، بيروت،1965 م. -مسند الإمام أحمد، لأحمد بن حنبل. رقم أحاديثه محمد عبد السلام عبد الشافي. دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1،1413 هـ-1993 م. -مشيخة سراج الدين عمر بن علي القزويني. حققه وقدم له وعلق عليه د. عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، ط 1،1426 هـ-2005 م. -المعارف، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري. دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1424 هـ-2003 م. -معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، لعبد الرحيم بن أحمد العباسي. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة،1367 هـ-1947 م. -معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)، لياقوت الحموي الرومي). تحقيق الدكتور إحسان عباس. دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى:1993 م. -معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)، لياقوت الحموي الرومي. اعتنى بنسخه وتصحيحه. د. س. مرجليوث، مطبعة هندية، مصر، ط 2،1923 م. -معجم البلدان، لياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي. دار صادر، بيروت، ط 2،1995 م. -معجم الشعراء، لأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني. تصحيح وتعليق ف. كرنكو. مكتبة القدسي، طبعة سنة 1354 هـ. -معجم المؤلفين، تراجم مصنفي الكتب العربية، لعمر رضا كحالة. دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، د. ط. ت. -معجم العلماء والشعراء الصقليين، أعده ورتبه إحسان عباس. دار الغرب الإسلامي، ط 1،1994 م.
-معجم المطبوعات العربية والمعربة، ليوسف إلياس سركيس. مطبعة سركيس بمصر، 1346 هـ-1928 م. -المغرب في حلى المغرب، لعلي بن موسى بن سعيد الغرناطي الأندلسي. وضع حواشيه خليل المنصور. دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1،1417 هـ-1997 م. -مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم، لأحمد بن مصطفى الشهير بطاش كبرى زاده. دار الكتب العلمية، بيروت ط 2،1422 هـ-2002 م. -ملحق فهرست بول سبات. (PAUL SBATH) مطبعة الشرق، القاهرة،1940 م. -الملل والنحل، للشهرستاني تخريج محمد فتح الله بدران، طبعة القاهرة. د. ت. -المنتخب مما في خزائن الكتب بحلب، لبول سبات. (PAUL SBATH) منشورات المعهد الفرنسي بالقاهرة،1946 م. -المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي. ط 1، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد الدكن،1357 هـ. -المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، ليوسف بن تغري بردي الأتابكي. حققه ووضع حواشيه محمد محمد أمين، مطبعة دار الكتب المصرية،1999 م. -الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، لأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني. عنيت بنشره جمعية نشر الكتب العربية. المطبعة السلفية، القاهرة،1343 هـ. -موضح أوهام الجمع والتفريق، للخطيب البغدادي. تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي. دار المعرفة، بيروت، لبنان. ط 1،1407 هـ-1987 م. -مؤلفات الغزالي، لعبد الرحمن بدوي. وكالة المطبوعات، الكويت. ط 2،1977 م. -ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. مطبعة السعادة، بجوار محافظة مصر، ط 1،1325 هـ. -النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ليوسف بن تغري بردي. مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة،1348 هـ-1929 م. -نزهة الألباء في طبقات الأدباء، لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. دار الفكر العربي، طبعة سنة 1428 هـ-1998 م.
-نساء الخلفاء المسمى جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء، لعلي بن أنجب الساعي. حققه وعلق عليه د. مصطفى جواد، دار المعارف، بمصر. د. ط. ت. -نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، لأحمد بن محمد المقري التلمساني. تحقيق إحسان عباس. دار صادر، بيروت، طبعة سنة 1388 هـ-1968 م. -نكت الهيمان في نكت العميان، لخليل بن أيبك الصفدي. وقف على طبعه أحمد زكي بك، دار المدينة، مطبعة الجمالية بمصر،1329 هـ-1911 م. -نهاية الأرب في فنون الأدب، لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري. نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب مع استدراكات وفهارس جامعة وزارة الثقافة والإرشاد القومي. المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر. -نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، لأبي العباس أحمد بن علي القلقشندي. تحقيق علي الخاقاني، مطبعة النجاح، بغداد،1378 هـ-1958 م. -نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا، جمعها الدكتور رمضان ششن. دار الكتاب الجديد، بيروت. ط 1،1400 هـ-1980 م. -هدية العارفين (أسماء المؤلفين وآثار المصنفين)، لإسماعيل باشا البغدادي. منشورات مكتبة المثنى، بغداد،1951 م. -الوافي بالوفيات، لخليل بن أيبك الصفدي. نشر بإشراف مجموعة من الأساتذة. دار النشر، فرانز شتاينز ط 2،1381 هـ-1962 م. -وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر ابن خلكان. حققه د. إحسان عباس. دار صادر، بيروت. د. ط. ت. -يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، لأبي منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة، القاهرة، ط 2،1375 هـ-1956 م. المجلات والدوريات: -صدى الدار، نشرة ثقافية شهرية تصدرها دار البحوث للدراسات الإسلامية بدبي. السنة الأولى، العدد السابع، صفر.1425 هـ-2004 م. -مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد 32. -مجلة المورد، السنة الثالثة. العدد الثالث،1974 م.