الخمر وتأثيرها على العيون

فكري السيد عوض

مدخل

مدخل ... الخَمْرُ وتَأثِيرها على العُيُونِ للدكتور فكري السيَّد عوض طبيب العيون بالجامعة *سنتعرض في بحثنا هذا بمشيئة الله تعالى وعونه على تأثير الخمر السيئ على العين وسنكتفي بعرض تأثيرها على كل من: العصب البصري، العضلات المحركة للعين، الأوعية الدموية التي تغذي العين. -الخمر ما هي إلا مشروبات تحتوي على كميات متفاوتة من الكحول، وعلى حسب تركيز الكحول تختلف مسمياتها. والكحول هو الذي يسبب جميع الآثار الضارة تنتج من شرب الخمر. والكحول مركب كيميائي له صفات وخصائص معينة فهو مكون من ذرات من الكربون وذرات من الهيدروجين وتنتهي بمجموعة من الهيدروكسيل (OH) . فيكون رمزه هكذا [C-H….OH] - وأكثر الأنواع انتشاراً هو الكحول الإيثيلي: وله استخدامات كثيرة منها:

أ – في الطب: 1 – يستعمل كمطهر. 2 – مذيب للمواد العطرية ويستخدم بكثرة في صنع الروائح. 3 – مذيب لبعض الأدوية (الأدوية التي تتكون من مواد دهنية أو قلونية فإنها لا تذوب إلا في الكحول) . ب – في الصناعة: 1- مذيب للمواد الدهنية. 2 – يستخدم في ضغط بعض المواد. 3 – كما انه مقاوم للتجمد. - أما الكحول المثيلي (كحول نشارة الخشب) فهو أسوأ أنواع الكحول من الناحية السميَّة. - ويتكون الكحول الإيثيلي من تحليل المواد السكرية الموجودة في الفواكه، أو تحليل المواد النشوية الموجودة في الشعير، وذلك بإضافة الخميرة إليها بكمية معينة، في درجة حرارة معينة، فيحدث التخمر الذي هو تكوين الكحول.

امتصاصه من الجسم وتوزيعه

* امتصاصه من الجسم وتوزيعه: يدخل الكحول إلى الجسم عن طريق المشروبات، ويمتص من الفم، أو من المعدة، أو من الاثنى عشر، ويكون الامتصاص سريعاً إذا كانت المعدة خالية وكانت نسبة تركيز الكحول قليلة، أما إذا كانت نسبة تركيز الكحول عالية والمعدة ممتلئة بالطعام فعند ذلك يكون الامتصاص بطيئاً، ويذهب بعد ذلك عن طريق الأوعية الدموية إلى الكبد، وهناك يتحول من الكحول إلى حامض الخليك ثم يتأكسد، وهذه العملية تحتاج إلى كمية كبيرة من فيتامين ب المركب وبالذات فيتامين ب1 مما يؤدي إلى نقص كبير في هذا الفيتامين بالإضافة إلى نقص في كمية البروتينات الدهنية، علاوة على أن خلايا الكبد تتأثر تأثراً مباشراً به، وبعد ذلك يتوزع تأثيره على جميع أنسجة الجسم.

فما تأثيره على العين؟

* فما تأثيره على العين.؟ من الحقائق التشريحية الثابتة: أن الجهاز العصبي يتكون من نوعين يجب معرفتهما حتى يسهل معرفة تأثير الكحول على العين: 1 – جهاز عصبي مركزي (central nerveous system) : وهو يتكون من المخ وما به من مراكز للبصر، ومراكز للسمع، ومراكز للنطق...... 2 – جهاز عصبي فرعي (peripheral nerveous system) : وهو عبارة عن ثلاثة أقسام: (أ) أعصاب مخية (cranial nerves) - وهي تخرج من جانبي المخ لتصل إلى العين وإلى الوجه وإلى جميع أجزاء الجسم. - عددها اثني عشر زوجاً من الأعصاب. - والذي يهمنا منها ما يتعلق بتأثير الكحول على الأعصاب المتعلقة بالعين وهو: xx العصب المخي الثاني: وهو يسمى بالعصب البصري (يختص بحاسة الإبصار) xx العصب المخي الثالث: وهو يختص بتحريك معظم عضلات العين. xx العصب المخي الرابع: وهو يحرك عضلة واحدة من عضلات العين (العضلة المنحرفة العليا) . xx العصب المخي السادس: وهو يحرك عضلة واحدة من عضلات العين (العضلة المستقيمة) . (ب) أعصاب نخاعية شوكية: وعددها واحد وثلاثون زوجاً. وتخرج من العمود الفقري.

(ج) أعصاب لا إرادية: (antonomic nerveous system) وهي تعمل بدون تدخل الإنسان عند الحاجة إليها وقسم منها يسمى الأعصاب التعاطفية أو الودية حيث تتعاطف مع الإنسان في حالات الخوف أو القتال فنجد أن حدقة العين تتسع وتجحظ العضلات وتنتفخ الأوداج، وتسرع ضربات القلب ويرتفع الضغط: وعندما يذهب الخوف ويعود الهدوء يعود القسم الآخر من الأعصاب (وهو ما يسمى بالأعصاب نظير التعاطفية) للعمل. بعد هذا العرض ندرك أن الأعصاب التي تتعلق بالعين: - إما عصب يختص بالإبصار (وهو العصب البصري) . - وإما أعصاب تحرك عضلات العين (وهو العصب المخي الثالث والرابع والسادس) . - وإما أعصاب لا إرادية لتحريك مقلة العين، وانقباض أو استرخاء الأوعية الدموية. - وإما مراكز في المخ تختص بالإبصار.

فماذا يفعل الكحول على هذه الأعصاب السابقة؟

فماذا يفعل الكحول على هذه الأعصاب السابقة؟ يؤثر الكحول على الجهاز العصبي إما تأثيراً مباشراً وذلك بضمور بعض الخلايا العصبية وعندئذ تتأثر جميع الإحساسات (من رؤية الأشباح، وسماع أصوات موهوبة، وشم رائحة غير موجودة لا وجود لها) . - وإما يكون تأثير الكحول تأثيراُ غير مباشر وذلك للنقص الشديد من فيتامين ب المركب.

التهاب عصب العين المؤدي إلى العمى: P 182 - يحدث ذلك عند مدمني الكحول وبالذات إذا كان الشخص يشرب الخمر وهو في نفس الوقت من المتعودين على التدخين حيث تتعاون المادتان السامتان في كل من الكحول والتبغ على إحداث العمى. - والتهاب العصب البصري هذا يكون من النوع المزمن وهو ما يعرف (toxic ambolygria) ويحدث فيه تحطيم لألياف العصب البصري نتيجة سموم خارجية ومن أهمها: (التبغ – والكحول الإيثيلي – والكحول الميثيلي ... ) .

تأثير الكحول الإيثيلي على العصب البصري:

* تأثير الكحول الإيثيلي على العصب البصري: - يتراوح عمر المريض من الخامسة والثلاثين إلى الخمسين من عمره. - يبدأ المرض بأن يشعر المريض بأن هناك ضباباً أو شبورة أمام نظره وعلى الأخص في المساء أو في الضوء الخافت، ثم تأخذ الرؤية المركزية في النقصان تدريجيا بمعنى أن القراءة والأعمال القريبة تصبح صعبة.

- ويحدث ذلك في كلتا العينين إلا أن إحداهما تتأثر أكثر من الأخرى. - وبفحص قاع العين تظهر علامات معينة، وبفحص مجال الرؤيا تظهر عتامات فيه ومبادئ في عمى الألوان وبالذات للون الأحمر. - ثم تفقد الرؤية المركزية بعد ذلك (فلا يستطيع القراءة ولا يستطيع ممارسة الأعمال القريبة) لكن من الممكن أن يرى من الجوانب إذا أراد المسير. - يحدث تحلل وضمور في نوع خاص من خلايا الشبكية. - علاج مثل هذه الحالات إذا اكتشفت مبكراً: هو أن يتوقف المريض عن شرب الكحول ويمتنع عن التدخين نهائياً، ويعطي جرعة كبيرة من فيتامين ب المركب وبالذات (Thiamine and B12)

تأثير الكحول المثيلي على العصب البصري:

* تأثير الكحول المثيلي على العصب البصري: * يحدث ذلك في المناطق التي يمنع فيها من تناول الخمور. * ونظراً لأنه سام جداً فإن الحكومات تضيفه عمداً إلى الاسبيرتو (الذي يستخدم في الوقود) حتى لا يشرب. ولذا كان شرب السبيرتو مميتاً في الحال بخلاف بقية الخمور من حيث أنها تميت ولكن على فترات متباعدة. - وهو يتحلل في الجسم إلى فورمالدهيد + حامض فورميك. - والتسمم به له حالتان إما تسمم حاد أو مزمن. - ويصاب المريض بالغثيان، والصداع، وزغللة في عينيه، ثم إغماء.

- وإذا فرض أن المريض أنقد، فإن البصر يقل بسرعة عجيبة، بادئاً بمرحلة ضيق مجال الرؤية إلى أن ينتهي بالعمى نتيجة ضمور في العصب البصري (primary optic atrophy) وذلك نتيجة لتحلل خلايا العصب بادئاً من الشبكة ويظهر ذلك بفحص قاع العين. * هذا ما حدث للعصب المختص بالإبصار، وهو العصب البصري. فماذا يحدث للأعصاب الأخرى؟ أي المختصة بحركة العين. * في الغالب يحدث نتيجة تأثير الكحول على محاور الأعصاب (لأن كل عصب يتركب من محور أسطواني (Axis Cylinder) ويغلفه غشاء (Myelin Sheath) فإذا ما حدث تحلل لمحور العصب يكون ذلك مميتاً للعصب إلا إذا توقف مبكرا عن الشراب ثم أخذ كميات كبيرة من فيتامين ب المركب (لكن إذا حدث تحلل في الغشاء الذي يغلف المحور فإنه يعود مرة أخرى. والخطر الذي يحدثه الكحول هو على محور العصب نفسه. وهنا تكمن الخطورة. * ويلاحظ أن بعض الحالات المتأخرة في أمراض العيون مثل (Absolute Glaucoma) وهي المياه الزرقاء التي تصيب العين وتصل إلى مرحلة العمى ولا يصلح معها العلاج وتصبح العين فيها ألم شديد جداً إذا وافق المريض على استئصال هذه العين لإراحته من هذا الألم الشديد وإلا فإنه يعطى حقنة تخدير خلف العين ثم بعدها بدقائق يعطى حقنة من الكحول تركيزه 80% خلف العين حتى يتخلص من هذا الألم لإحداث شبه شلل بأعصاب العين لكن بالطبع هذا له مساوئه العديدة التي منها عدم حركة العين، وكذلك ارتخاء الجفن، وكذلك التهاب القرنية. لكن أشرنا إلى ذلك فقط من باب تأثير الكحول المباشر على الأعصاب وما ينتج عنه من تلف. - كذلك فإن من الآثار السيئة للكحول على أعصاب العين المغذية للعضلات حيث يؤدي إلى اضطراب في حركتها مما يؤدي إلى الرؤية المزدوجة (Diploysia) ، فيرى المريض الشخص شخصين، وهكذا يرى كل شيء مزدوجا مما يؤدي له الانزعاج الشديد والحرج البالغ.

وأكثر أعصاب العين إصابة هو العصب المخي السادس (العصب المُبَعَّدْ) (Abducent Nerve) فنجد كلما التفت المريض يميناً أو يساراً يرى الشيء شيئين. - أما في حالات السكر: فإنه يحدث تخدير خلايا المخ، فتنعدم الرؤية الواضحة، يحتقن العينين والوجه وقد يرى الشيء شيئين وتبدأ الرأرة في العين (اهتزاز العين بحركة بندولية – (Nystag Mous) - وعلى هذا فإن المدمنين للكحول نجد أن ملتحمة العين دائما محتقنة، ونجد كذلك أن الجفون محتقنة والتهاب في حافة الجفون. لكن في بعض الحالات بدلا من أن تكون الملتحمة محتقنة نجدها صفراء وهذا يحدث في مرض اكتشفه الطبيب زيف (Zeive) ما هو مرض زيف؟ (Zeive` s Syndrome) * هو مرض خطير لا يصيب إلا المدمنين، لكنه لا يصيب جميع المدمنين. ويحدث فيه اختلال في وظائف الكبد وتضخم في الكبد. * وينتج منه تحلل كرات الدم الحمراء بكميات هائلة حتى تسبب فقر دم شديد. * وينتج عن ذلك مرض اليرقان الذي يحدث عنه اصفرار جميع أجزاء الجسم وكذلك ملتحمة العين. * وقد لاحظ الطبيب زيف أنه مع توقف شرب الكحول وأخذ العلاج اللازم يتماثل المريض للشفاء وإلا فمصيره الدمار والهلاك.

وماذا عن مرض فيرنيكي الدماغي: (Wernicke – encephalopacy) - إنه يكون عند المدمنين للكحول (نتيجة نقص شديد في فيتامين ب المركب) - ويصيب المنطقة الوسطى من الدماغ حيث يخرج من هذه المنطقة العصب المحرك الثالث، والرابع اللذان يقومان بحركة عضلات العين، كذلك في هذه المنطقة يوجد المركز الخاص باليقظة، ولذلك يصبح المريض في حالة كسل وخمول بالإضافة إلى أنه يرى الأشياء مزدوجة.

الخمر وعمى الألوان:

* الخمر وعمى الألوان: توجد في شبكية العين (وهي تتكون من عشر طبقات فوق بعضها) في طبقة واحدة منها ما يختص بالرؤية حيث يوجد فيها نوعان من الخلايا يقومان بذلك: النوع الأول: العصايا (Rods) وتختص بالرؤية الضعيفة (Scotopic Vision) النوع الثاني: المخاريط (Cones) وتختص بالرؤية النهارية أو الرؤية المركزة. أما كيف تحدث الرؤيا وتظهر الأشياء ملونة فهذا له نظريات متعددة وليس مجال بحثنا لكن في بساطة أن الشعاع الضوئي يمر في أوساط مختلفة من العين حتى يقع على الشبكية فتقوم الخلايا الحساسة للضوء (العصايا والمخاريط) بترجمتها إلى شكل سيولة عصبية تنقلها إلى العصب البصري الذي يوصلها إلى المخ. والأمراض التي تصيب العين بعمى الألوان من جملتها التسمم المزمن بالتبغ والخمر حيث يؤثر ذلك على الخلايا الحساسة لاستقبال الضوء، أو يؤثر على العصب البصري الذي ينقل الصورة ملونة (يحتوي العصب البصري ما يقرب من مليون جهاز ملون أي ألياف عصبية) وفي الغالب لا يكون عمى الألوان لجميع الألوان ولكن لبعضها دون الآخر أي يميز بعض الألوان، والأخرى لا يميزها.

تأثير الخمور على مرحلة "نوم حركة العين السريعة": (Rapid Eye movement sleep) إن نوم الإنسان الطبيعي يشمل مرحلتين: المرحلة الأولى: مرحلة النوم العميق: ومدتها حوالي ساعة ونصف _ وتقل فيها سرعة النبض وضربات القلب، وتقل سرعة التنفس، ويقل فيها ضغط الدم. المرحلة الثانية: مرحلة نوم حركة العين السريعة: - ومدتها من خمس إلى عشر دقائق تقريباً. - حيث تتحرك مقلة العين حركة سريعة (بالرغم من أن الإنسان في نوم – وبالرغم من أن الجفن مغلق - وأمكن تصويرها بالأشعة تحت الحمراء وأمكن مشاهدتها وهي تتحرك بسرعة كبيرة تحت الجفن المغلق) ، فإذا استيقظ الشخص في هذه الفترة يتبين أنه يحلم. - وإذا كان نوم الشخص خاليا من هذه المرحلة يصبح في تعب وإرهاق ولا يشعر أنه قد أخذ نصيبه الكافي من النوم. فهي تعتبر مرحلة ضرورية للنوم. - ويتكرر ذلك كل ليلة حوالي أربع أو خمس مرات. * وقد وجد أن من إحدى الأسباب التي تؤدي إلى انعدام حركة العين السريعة هو الكحول. وبالتالي يفقد الإنسان النوم الضروري له. * ووجد أنه عند المدمنين إذا سحب الدواء أو امتنع المدمن مرة واحدة عن شرب الكحول فإن النوم كله يتحول إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة. وهذا يسبب له هيجاناً شديداً ولذلك عند معالجة هؤلاء يتبع معهم نظام دقيق جدا داخل المستشفيات المعدة لذلك.

تأثير الكحول على الأعصاب اللاإرادية

تكلمنا عن تأثير الكحول على الأعصاب المخية وعلاقتها بالرؤية والألوان وحركات العين. بقي أن نعرف تأثير الكحول على الأعصاب اللاإرادية: تقوم الأعصاب اللاإرادية بإرسال الأوامر إلى الأوعية الدموية حسب ضرورة الجسم بدون تدخل من الإنسان، ولكي ندرك تأثيرها في الأوعية الدموية لابد من معرفة تركيب الشريان حتى نعرف في أي طبقة تؤثر الأعصاب وما نتيجة ذلك. يتركب الشريان من ثلاث طبقات: 1 – الطبقة الأولى: وهي الطبقة الداخلية (Intima) وهي التي تبطن الوعاء الدموي ولذلك فهي ملساء ناعمة جداً، وأي خلل أو خدش أو خشونة فيها ينتج عن ذلك الجلطة الدموية التي تؤدي إلى ضيق أو قفل الشريان. 2 – الطبقة الثانية: وهي الطبقة العضلية (Muscular Layer) وهي تتكون من عضلات تتغذى بالأعصاب اللاإرادية فهي التي تأمر تلك العضلات بالانقباض (فيضيق الوعاء الدموي) بدون إرادة من الإنسان. 3 – الطبقة الثالثة: وهي طبقة مصلية مغلفة للعضلات، وأهميتها أقل من الطبقتين السابقتين. فماذا يحدث لهذه الطبقات عند المدمنين للخمر؟ أولا: الكحول كما هو معروف أنه يزيد من نسبة الدهنيات في الدم، وخاصة نسبة الكوليسترول وإذا زاد الكوليسترول فإنه يترسب في الأوعية الدموية (تحت الغشاء الداخلي المبطن للوعاء الدموي) .

P 189 وكما هو واضح من الرسم أن ترسيب الكوليستيرول يؤدي إلى: 1 – تصلب في الشرايين الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. 2 – ضيق في الأوعية الدموية الذي يؤدي إلى تباطؤ في سرعة الدم وترسيب صفائح الدم حيث تتكون الجلطة الدموية. وأخطر ما تكون إذا كانت في القلب حيث تؤدي إلى الوفاة، أو إذا كانت في الأوعية الدموية التي تغذي فتحدث شللا، وأما إذا كانت في الشريان الرئيسي المغذي للعين فإنه يحدث العمى المفاجئ. ثانيا: في الشخص الطبيعي: إذا كان مستلقيا على ظهره وأراد الوقوف فجأة فإنه بتأثير الجاذبية فإن الدم من المفروض أن يتجمع في الأوعية الدموية التي في الأجزاء السفلي من الجسم، لكن على الفور يقوم الجهاز اللاإرادي بموازنة تلك الحالة فيرسل أوامره إلى العضلات الموجودة في جدار الأوعية الدموية للانقباض حتى تدفع الدم إلى أعلى. هذه الخاصية تفقد في عدة أمراض من بينها المدمنين على الخمور وذلك لسببين: أ – لتأثير الكحول على الأعصاب اللاإرادية فلا يحدث التأثر الكافي. ب – لتصلب الشرايين الناتج من الكوليستيرول المترسب فيها فلا يحدث الانقباض اللازم وعلى ذلك يبقى معظم الدم في الأجزاء السفلي وينتج عن ذلك عند النهوض من وضع الاستلقاء أن يقل الدم الواصل إلى المخ ويظهر ذلك في صورة الشعور بعدم الرؤية الواضحة لفترة قليلة والدوخة والصداع وقد يؤدي إلى الإغماء. وهكذا نجد أن تأثير الكحول له مضار متعددة على كل مستوى من مستويات العين سواء على مستوى الأعصاب المخية أو الأعصاب التي تحرك عضلات العين أو الأعصاب اللاإرادية المختصة بالأوعية الدموية.

§1/1