الحث على التجارة والصناعة لأبي بكر بن الخلال

أبو بكر الخلال

1 - أَخْبَرَنَا جَدِّي الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْأَوْحَدُ مُوَفَّقِ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ غَيْرَ مَرَّةٍ بِظَاهِرِ دِمَشْقَ، فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشَرَةَ ثُمَّ فِي سَنَةِ عَشْرِينَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيِّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَادِيَ عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ. قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الصَّيْرَفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ. قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الْأَزْجِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزْدَادَ بْنِ مَعْرُوفٍ الْفَقِيهُ الْمَعْرُوفُ بِغُلَامِ الْخَلَّالِ إِجَازَةً، قَالَ الْأَزْجِيُّ: وَقُرِئَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ السَّاجِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ. قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْخَلَّالُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، يَقُولُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ: إِنِّي فِي كِفَايَةٍ، فَقَالَ: «§الْزَمِ السُّوقَ تَصِلُ بِهِ الرَّحِمَ وَتَعُودُ بِهِ»

2 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ أَسْلَمَ: §تَرَى أَنْ أَعْمَلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَتَصَدَّقْ بِالْفَضْلِ عَلَى قَرَابَتِكَ

3 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: قَدْ §أَمَرْتُهُمْ يَعْنِي لِوَلَدِهِ أَنْ يَخْتَلِفُوا إِلَى السُّوقِ، وَأَنْ يَتَعَرَّضُوا لِلتِّجَارَةِ " وَقَالَ: قَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ»

4 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَهُمْ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَأْمُرُ بِالسُّوقِ وَيَقُولُ: «§مَا أَحْسَنَ الِاسْتِغْنَاءَ عَنِ النَّاسِ»

5 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: مَضَى أَبِي إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَذَهَبَ بِي مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، هَذَا ابْنِي، فَدَعَا لِي، وَقَالَ لِأَبِي §أَلْزِمْهُ السُّوقَ، وَجَنِّبْهُ أَقْرَانَهُ

6 - أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى أَبُو يَحْيَى النَّاقِدُ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ قُلْتُ: إِنِّي §أَعْمَلُ بِكِرًى، وَأَبَوَايَ يُرِيدُونِي عَلَى أَخْذِ دُكَّانٍ لِنَفْسِي، قَالَ: فَخُذْ دُكَّانًا، تَكُونُ جَنَازَةٌ، يَكُونُ مَرِيضٌ، قُلْتُ: هُوَ عَمَلٌ شَاقٌّ، وَالشَّرِيكُ أَعَنِّي لَا يَقُومُ، قَالَ: فَتَرْجِعُهُ. قَالَ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى: يَعْنِي فِي هَذَا كُلِّهِ أَنَّهُ يَحِثُّ عَلَى الْعَمَلِ وَالتِّجَارَةِ

7 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَيْمُونِيُّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلسَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى وَكَانَ يَتَّجِرُ فِي الْبَحْرِ: §تَرْكَبُ الْبَحْرَ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: «أُحِبُّ أَنْ أَسْتَغْنِيَ عَنْ ضَرْبِكَ مِنَ النَّاسِ»

8 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ: قَالَ طَاوُسٌ: اللَّهُمَّ امْنَعْنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ، قَالَ: قَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْ طَاوُسٍ، مَنْ كَانَ مِثْلَ طَاوُسٍ؟ ثُمَّ قَالَ: §الْغِنَى مِنَ الْعَافِيَةِ

9 - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِّعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ جَنَّادٍ، يَقُولُ، سَمِعْتُ الْجَصَّاصِيَّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقُلْتُ: §أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ: دِرْهَمٌ مِنْ تِجَارَةٍ بَرَّةٍ، وَدِرْهَمٌ مِنْ صِلَةِ الْإِخْوَانِ، وَدِرْهَمٌ مِنْ أَجْرِ تَعْلِيمٍ، وَدِرْهَمٌ مِنْ غَلَّةِ بَغْدَادَ؟ قَالَ: أَحَبُّهَا إِلَيَّ مِنْ تِجَارَةٍ بَرَّةٍ، وَأَكْرَهُهَا عِنْدِي الَّذِي مِنْ صِلَةِ الْإِخْوَانِ، وَأَمَّا أَجْرُ التَّعْلِيمِ فَإِنِ احْتَاجَ فَلْيَأْخُذْهُ، وَأَمَّا غَلَّةُ بَغْدَادَ فَأَنْتَ تَعْرِفُهَا، لِيشٍ تَسْأَلُنِي عَنْهَا؟

10 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَحَثَّنِي عَلَى لُزُومِ الضَّيْعَةِ، وَقَالَ: «§مَا أَضْيَعَ الضَّيْعَةَ إِذَا لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهَا بِقُرْبِهَا» ، قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَعْمُرْ ضَيْعَتِي مُذْ فَارَقْتُكَ، فِرَارًا مِنَ السُّلْطَانِ، وَكَرَاهِيَةً لَهُ، وَشَكَيْتُ لَهُ بَعْضَ مَا عَرَفْتُهُ مِنَ الدَّيْنِ وَالضِّيقِ، فَقَالَ لِي: «كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَكَ مِنْهُ بُدٌّ؟» ثُمَّ قَالَ لِي: «لَيْسَ هَاهُنَا إِلَّا أَنَّكَ تَدْعُو لَهُ» قُلْتُ: فَمِنْ ذَلِكَ بُدٌّ؟ قَالَ: «وَكَيْفَ تَصْنَعُ؟» وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَمْرِهِ التَّسْهِيلَ فِيهِ وَالرُّخْصَةَ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمًا مُبْتَدِئًا: «يَا أَبَا الْحَسَنِ اسْتَغْنِ عَنِ النَّاسِ بِجُهْدِكَ، فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الْغِنَى عَنِ النَّاسِ» قُلْتُ: وَلِمَ ابْتَدَأْتَنِي بِهَذَا؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ لَكَ شَيْءٌ تُصْلِحُهُ وَتَكُونُ فِيهِ، وَتُصْلِحُهُ وَتَسْتَغْنِي بِهِ عَنِ النَّاسِ، فَإِنَّ الْغِنَى مِنَ الْعَافِيَةِ» . فَحَثَّنِي غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى الْإِصْلَاحِ، وَالِاسْتِغْنَاءِ بِإِصْلَاحِ مَا رُزِقْتُ عَنِ النَّاسِ، وَأَقْبَلَ يُغَلِّظُ الْحَاجَةَ إِلَى النَّاسِ. قُلْتُ: إِنَّ ضَيْعَتَنَا مِنَ الرَّقَّةِ عَلَى أَيَّامٍ، وَفِيهَا دَيْرُ نَصَارَى مُعْتَزِلٌ مِنَ النَّاسِ، لَيْسَ فِيهِ إِلَّا نَفَرٌ يَسِيرٌ مِنَ النَّصَارَى وَبِقُرْبِهِ مَدِينَةٌ، -[37]- فَقَالَ: «أَيُّ مَدِينَةٍ هِيَ؟» قُلْتُ: فَإِنَّ لَهَا مُؤَذِّنًا، قَالَ: «مِنَ الشَّامِ؟» قُلْتُ: لَا، مِنَ الْجَزِيرَةِ نَاحِيَةَ رَأْسِ الْعَيْنِ، قَالَ: «فَذَا مَوْضِعٌ صَالِحٌ يَعْنِي الدَّيْرَ» قُلْتُ: إِنَّمَا شُغِلَ قَلْبِي بِشَيْءٍ وَاحِدٍ أَنَّ الدَّيْرَ مُعْتَزِلٌ عَنِ النَّاسِ، وَأَنَا إِنَّمَا أُحِبُّ الْعُزْلَةَ، وَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا نَصَارَى، وَإِنَّمَا كَرِهْتُ مِنْهُ أَنْ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ لَمْ أَجِدْ أَحَدًا أُصَلِّي مَعَهُ، قَالَ لِي: «فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَأَذِّنْ وَأَقِمْ، فَإِنْ جَاءَكَ أَحَدٌ فَصَلِّ مَعَهُ، وَإِلَّا فَصَلِّ وَحْدَكَ» قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَاسْتَحْسَنَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ هَذَا الْمَوْضِعَ وَاشْتَهَاهُ لِي وَرَأَيْتُ السُّرُورَ فِيهِ بَيِّنًا لِمَا وَصَفْتُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ وَمِنْ عُزْلَتِهِ. قُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ الْمَدِينَةَ مِنِّي عَلَى رَأْسِ مِيلٍ يُمْكِنُنِي الدُّخُولُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالصَّلَوَاتُ فِي سَائِرِ الْأَيَّامِ فِي الدَّيْرِ، فَقَالَ لِي: «فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَكَ مَنْ يُصَلِّي مَعَكَ، فَمَا تَصْنَعُ؟ فَأَذِّنْ وَأَقِمْ وَصَلِّ وَحْدَكَ» قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَكُنْتُ أَرَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُومُ وَيَعْمَلُ بِيَدِهِ الشَّيْءَ، وَيُصْلِحُهُ وَيَتَعَاهَدُ مَنَازِلَهُ قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ، مِرَارًا بَيْتًا، فَرَأَيْتُهُ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَرْضِهِ، فَسَوَّى تُرَابَهُ بِيَدِهِ

11 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ - سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، حِينَ قَدِمَ الْمُعْتَصِمُ، §أَتَيْتُهُ وَهُوَ يَعْمَلُ بِيَدِهِ شَيْئًا يَرُمُّهُ بِطِينٍ: أَيْ هَذَا وَيُشِيرُ إِلَى السُّكَّانِ، كَأَنَّهُ يَعْنِي يَرُمُّهُ لِلْكِرَى

12 - أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ،: كَانَ §رُبَّمَا أَخَذَ الْقَدُومَ وَخَرَجَ إِلَى دَارِ السُّكَّانِ يَعْمَلُ الشَّيْءَ بِيَدِهِ

13 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَانِئٍ، حَدَّثَهُمْ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ: [البحر الوافر] §قَلِيلُ الْمَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى ... وَلَا يَبْقَى الْكَثِيرُ مَعَ الْفَسَادِ "

14 - أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: -[41]- §الْخَرَقُ فِي الْمَعِيشَةِ أَخْوَفُ عِنْدِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَوَزِ، لَا يَقِلُّ شَيْءٌ مَعَ الْإِصْلَاحِ وَلَا يَبْقَى شَيْءٌ عَلَى الْفَسَادِ

15 - أَخْبَرَنِي حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: قَالَ أَشْعَثُ يَعْنِي ابْنَ شُعْبَةَ، قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: أَكْرِي نَفْسِي فِي السُّوقِ وَتَفُوتُنِي الصَّلَاةُ فِي الْجَمَاعَةِ قَالَ: §أَكْرِ نَفْسَكَ إِلَى حِينٍ، وَاسْتَغْنِ عَنِ النَّاسِ، وَصَلِّ الصَّلَوَاتِ لِلْوَقْتِ

16 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبًا، يَقُولُ، قُلْتُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَصَّارٍ، إِذَا اكْتَسَبَ الدِّرْهَمَ كَانَ فِي الدِّرْهَمِ مَا يَقُوتُهُ وَيَقُوتُ عِيَالَهُ لَمْ يُدْرِكِ الصَّلَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، فَإِذَا اكْتَسَبَ أَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ، أَدْرَكَ الصَّلَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْبَعَةِ الدَّوَانِيقِ مَا يَقُوتُهُ وَيَقُوتُ عِيَالَهُ، فَأَيُّهَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: «§يَكْسِبُ الدِّرْهَمَ وَيُصَلِّي وَحْدَهُ أَفْضَلُ»

17 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي أَيِّ شَيْءٍ خَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ؟ قَالَ: §خَرَجَ لِلتِّجَارَةِ وَلِلُقِيِّ مَعْمَرٍ، قَالُوا: كَانَ لَهُ مِئَةُ دِينَارٍ، قَالَ: أَمَّا سَبْعُونَ فَصَحِيحَةٌ

18 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ طَالِبٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: قَالَ لِي يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: §مَاتَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَخَلَّفَ مِائَتَيْ دِينَارٍ، قُلْتُ لَهُ: وَمِنْ أَيْنَ كَانَ لَهُ مِائَتَا دِينَارٍ وَهُوَ زَاهِدُ الْعُلَمَاءِ؟ قَالَ: كَانَ يَضَعُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ مَعَ إِخْوَانِهِ، فَبُورِكَ لَهُ فِيهِ. قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: مَا كَانَتِ الْقُوَّةُ مُذْ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْفَعُ لِأَهْلِهَا مِنْهَا فِي هَذَا الزَّمَانِ

19 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُكْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الزَّاهِدَ، يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: §يَكُونُ الرَّجُلُ زَاهِدًا وَعِنْدَهُ مِئَةُ دِينَارٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «إِنْ نَقَصَتْ لَمْ يَغْتَمْ، وَإِنْ زَادَتْ لَمْ يَفْرَحْ، وَلَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ لِفِرَاقِهَا»

20 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ وَذَكَرَ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: §الْمَالُ فِي هَذَا الزَّمَانِ سِلَاحٌ

21 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ حَمَّادٍ الْمُقْرِئَ، قَالَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو الْفَتْحِ، قَالَ: §عَابَ سُفْيَانُ عَلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَا يَرَوْنَ الْعَمَلَ. قَالَ: وَرَأَى أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الصِّدِّيقَ شَابًّا يَسْأَلُ فَوَاجَرَهُ نَفْسَهُ

22 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَيَقُولُ «مَا يُجْلِسُكُمْ؟» فَنَقُولُ: فَمَا نَصْنَعُ؟ قَالَ: «§اطْلُبُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، وَلَا تَكُونُوا عِيَالًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ»

23 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُهَنَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، شَيْخٌ كَانَ عِنْدَنَا بِعَكَّا، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: §يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ طَلَبُ الْعِلْمِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ مِلْءُ كَفِّهِ طَعَامًا. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: إِنْ كَانَ عِنْدَكَ بُرٌّ فَتَعَبَّدْ، وَإِلَّا فَاطْلُبْهُ يَعْنِي مِنْ حِلِّهِ

24 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْخُرَاسَانِيُّ، ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ، يَقُولُ لِشُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ: §أَشَعَرْتَ أَنَّ طَلَبَ الْحَلَالِ، فَرِيضَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ

25 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: «§لَا تَحْقِرَنَّ فِلْسًا تُطِيعُ اللَّهَ فِي كَسْبِهِ، لَيْسَ الْفِلْسُ يُرَادُ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ تُرَادُ، عَسَى أَنْ تَشْتَرِيَ بِهِ بَقْلًا فَلَا يَسْتَقِرُّ فِي جَوْفِكَ حَتَّى يُغْفَرَ لَكَ»

26 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْمُقْرِئُ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ بَكَّارٍ، يَقُولُ: §كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يُؤَاجِرُ نَفْسَهُ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ يَلْقُطُ، وَكَانَ حُذَيْفَةُ يَضْرِبُ اللَّبِنَ

27 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ أَبُو عُتْبَةَ الْحِمْصِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ، قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِذَا قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ؟ قَالَ: §بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَتَحَمَّلْ مُؤْنَتِي غَيْرِي

28 - أَخْبَرَنَا حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا أَشْعَثُ بْنُ شُعْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، أَنَّهُ قَالَ: لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: «§لَا تَدَعْ أَنْ تَحْتَرِفَ، فَإِنَّكَ إِذَا احْتَرَفْتَ اشْتَغَلْتَ وَإِذَا لَمْ تَحْتَرِفْ عُرِفْتَ»

29 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَزْدِيُّ، ثنا طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، ثنا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، قُلْتُ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا §قَعَدَ فِي بَيْتِهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يَثِقُ بِاللَّهِ فَيَأْتِيهِ بِرِزْقِهِ؟ قَالَ: يَعْنِي إِذَا وَثِقَ بِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ وَثِقَ بِهِ، لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ أَرَادَهُ، وَلَكِنْ لَمْ يَفْعَلْ هَذَا الْأَنْبِيَاءُ وَلَا غَيْرُهُمْ، وَقَدْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ يُؤَاجِرُونَ أَنْفُسَهُمْ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آجَرَ نَفْسَهُ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَمْ يَقُولُوا: نَقْعُدُ حَتَّى يَرْزُقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10] . فَلَابُدَّ مِنْ طَلَبِ الْمَعِيشَةِ

30 - أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ الْمُسْتَمْلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَسْوَدَ بْنَ سَالِمٍ، يَقُولُ: §اشْتَرِ وَبِعْ وَلَوْ بِرَأْسِ الْمَالِ

31 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَيْمُونِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ، صَاحِبُ أَبِي عُتْبَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ عَنِ الِاكْتِسَابِ، فَقَالَ: «بَلَى لَعَمْرِي» ، قَالَ: وَكَأَنَّهُ يَقُولُ: إِنِّي لَا أَرَى غَيْرَهُ. وَقَالَ: «§يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَنْظُرَ فِي مَكْسَبِهِ وَمَطْعَمِهِ وَمَسْكَنِهِ، يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَتَحَرَّى تِجَارَتَهُ» . ثُمَّ قَالَ: «وَلَوْلَا أَنِّي لَيْسَ عَلَيَّ عِيَالٌ لَعَمِلْتُ وَاكْتَسَبْتُ»

32 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرَاثِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ لَمَّا بَلَغَهُ مَا أُنْفِقَ عَلَيْنَا مِنْ تَرِكَةِ أَبِينَا: قَدْ غَمَّنِي مَا أُنْفِقَ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، §فَعَلَيْكُمْ بِالرِّفْقِ وَالِاقْتِصَادِ فِي النَّفَقَةِ، فَلَأَنْ تَبِيتُوا جِيَاعًا وَلَكُمْ مَالٌ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَبِيتُوا شِبَاعًا وَلَيْسَ لَكُمْ مَالٌ. وَقَالَ لِي بِشْرٌ مَوْصُولًا بِكَلَامِهِ وَمَسَائِلِهِ: -[59]- قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ لَا تَلْزَمُ السُّوقَ، فَالْزَمِ السُّوقَ، ثُمَّ دَارَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلَامٌ، فَأَعَادَ عَلَيَّ: الْزَمِ السُّوقَ وَإِنْ لَمْ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي أَرَادَ: وَإِنْ لَمْ تَرْبَحْ، وَقَالَ: اقْرَأْ عَلَى وَالِدَتِكَ السَّلَامَ وَقُلْ لَهَا: عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ وَالِاقْتِصَادِ فِي النَّفَقَةِ

33 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ بَعْضَ الْمَشْيَخَةِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْغَسُولِيَّ، يَقُولُ: §إِنَّهُ لَيَكْفِينِي فِي السَّنَةِ اثْنَا عَشَرَ دِرْهَمًا، فِي كُلِّ شَهْرٍ دِرْهَمٌ، وَمَا يَحْمِلُنِي عَلَى الْعَمَلِ إِلَّا أَلْسِنَةُ هَؤُلَاءِ الْقُرَّاءِ، يَقُولُونَ: أَبُو يُوسُفَ مِنْ أَيْنَ يَأْكُلُ؟

34 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَرَمِيَّ بْنَ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْغَسُولِيَّ، يَقُولُ: «§أَنَا أَتَفَقَّهُ، فِي مَطْعَمِي مِنْ سِتِّينَ سَنَةً»

35 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ، يَقُولُ: §لِأَنْ أَكْسِبَ قِيرَاطًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَصِلَنِي أَحَدٌ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ

36 - وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُقَاتِلٍ، يَقُولُ: §يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَنْظُرَ، رَغِيفَهُ مِنْ أَيْنَ هُوَ؟ وَدِرْهَمَهُ مِنْ أَيْنَ هُوَ؟ قَالَ سُفْيَانُ: اعْمَلْ عَمَلَ الْأَبْطَالِ يَعْنِي كَسْبَ الْحَلَالِ

37 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: «§دِرْهَمٌ مِنْ تِجَارَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَشَرَةٍ مِنْ عَطَاءٍ»

38 - أَخْبَرَنِي حَرْبٌ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §مَطْعَمَانِ طَيِّبَانِ: حَمْلُ الرَّجُلِ عَلَى ظَهْرِهِ، وَعَمَلُهُ بِيَدِهِ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، هَذَا الْحَدِيثَ

39 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: §دِرْهَمٌ مِنْ تِجَارَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَشَرَةٍ مِنْ عَطَاءٍ

40 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ شِهَابٍ الْمَازِنِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ §أَطْيَبِ الْكَسْبِ فَقَالَ: «عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ»

41 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ أَبُو عُتْبَةَ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، ثنا الْحَسَنُ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57] قَالَ: التِّجَارَةُ

42 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [البقرة: 267] ، قَالَ: مِنَ التِّجَارَةِ

43 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا الْوَرْكَانِيُّ، ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: §التَّاجِرُ خَيْرٌ مِنَ الْجَالِسِ "

44 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: §كَانُوا يَرَوْنَ السَّعَةَ عَوْنًا عَلَى الدِّينِ، قِيلَ لِسُفْيَانَ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ذَكَرَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ

45 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الصُّورِيُّ، بِصُورَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ،: كُنْتُ بِطَرَسُوسَ عِنْدَ قُدُومِ الْمَأْمُونِ إِلَى طَرَسُوسَ، وَمَعَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَابْنُ نُوحٍ، وَكَانَ هُوَ وَابْنُ نُوحٍ مُقَيَّدِينَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رُقْعَةً: قَدْ عَلِمْتَ مَا نَحْنُ فِيهِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَجِئْنَاكَ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْنَا صِرْتَ، فَصِرْتُ إِلَيْهِمْ حَتَّى حَدَّثْتُهُمْ. فَكَانَ فِيمَا كَتَبَ عَنِّي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ -[76]- اللَّهُ: ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زُنْبُورٍ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، قَالَ: مَا مِنْ §طَعَامٍ أَمْلَأُ بِهِ مَا بَيْنَ جَنْبِي بَعْدَ سَعْيِي، يُعَدُّ فِيهِ بَيْنَ الْأَسْوَدِ وَالْأَحْمَرِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَعَامِ تَاجِرٍ صَدُوقٍ

46 - كَتَبَ إِلَيَّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ §رَجُلٍ يَتْرُكُ التِّجَارَةَ، يَعْنِي وَيُقْبِلُ عَلَى الصَّلَاةِ، يَعْنِي: وَرَجُلٍ يَشْتَغِلُ بِالتِّجَارَةِ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: «التَّاجِرُ الْأَمِينُ»

47 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: §مَا قُتِلَ ابْنُ عَفَّانَ حَتَّى بَلَغَتْ غَلَّةُ نَخْلِهِ مِائَةَ أَلْفٍ

48 - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، أنا سَأَلْتُهُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا ظَبْيَانَ، §اتَّخِذْ مَالًا

49 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِالْمَالِ وَاصْطِنَاعِهِ فَإِنَّهُ مَنْبَهَةُ الْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّهَا أَخِرُ كَسْبِ الرَّجُلِ، فَإِذَا مَا مِتُّ فَلَا تَنُوحُوا عَلَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُنَحْ عَلَيْهِ»

50 - أَخْبَرَنَا حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكِرْمَانِيُّ، ثنا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبَّادٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: §لَا خَيْرَ فِي مَنْ لَا يَطْلُبُ الْمَالَ يَقْضِي بِهِ دَيْنَهُ، وَيَصُونُ بِهِ عِرْضَهُ، وَيَقْضِي بِهِ ذِمَامَهُ، وَإِنْ مَاتَ تَرَكَهُ مِيرَاثًا لِمَنْ بَعْدَهُ

51 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ §تَرَكَ دَنَانِيرَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجْمَعْهَا إِلَّا لِأَصُونَ بِهَا دِينِي وَحَسَبِي، لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَجْمَعُ الْمَالَ فَيَقْضِيَ دَيْنَهُ، وَيَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ

52 - أَخْبَرَنَا حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ، أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §إِذَا رَزَقَ اللَّهُ أَحَدَكُمْ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَلَا يُنْفِقْهَا وَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ سَيَرْزُقُنِي، وَلَكِنْ يَبْتَغِي فِيهَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ "

53 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَمْرُو، §اشْدُدْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ وَسِلَاحَكَ، وَائْتِنِي» ، قَالَ: فَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي وَسِلَاحِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ يَتَوَضَّأُ، فَصَعَّدَ فِيَّ الْبَصَرَ وَصَوَّبَهُ، وَقَالَ: «يَا عَمْرُو، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ وَجْهًا، فَيُسَلِّمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيُغَنِّمَكَ، وَأَرْغَبُ لَكَ فِي الْمَالِ رَغْبَةً صَالِحَةً» . قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَمْ أُسْلِمْ رَغْبَةً فِي الْمَالِ، إِنَّمَا أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْجِهَادِ وَالْكَيْنُونَةِ مَعَكَ، فَقَالَ: «يَا عَمْرُو، نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ»

54 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {§أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [البقرة: 267] ، قَالَ: التِّجَارَةُ

55 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ: " قَالَ دَاوُدُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §نِعْمَ الْعَوْنُ الْغِنَى أَوِ الْيَسَارُ عَلَى الدِّينِ "

56 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: §الْفَقْرُ هُوَ الْمَوْتُ الْأَكْبَرُ

57 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ §أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتْجَرَ قُرَيْشٍ حَتَّى دَخَلَ فِي الْإِمَارَةِ

58 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «كُنْتُ تَاجِرًا قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ، النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ التِّجَارَةَ وَالْعِبَادَةَ فَلَمْ يَسْتَقِمْ، فَتَرَكْتُ التِّجَارَةَ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْعِبَادَةِ»

59 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ شَيْخٍ، لَهُمْ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ إِزَارًا غَلِيظًا، فَقَالَ: §اشْتَرَيْتُهُ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ، مَنْ أَرْبَحَنِي فِيهِ دِرْهَمًا بِعْتُهُ

60 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَتْ عِيرٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَاشْتَرَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا فَرَبِحَ أَوَاقِيَّ، فَقَسَمَهَا فِي أَرَامِلِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: §لَا أَشْتَرِي شَيْئًا لَيْسَ عِنْدِي ثَمَنُهُ

61 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عِيسَى أَبِي نَعَامَةَ، ثنا حُرَيْثُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: " §كُتِبَ عَلَيْكُمْ ثَلَاثَةُ أَسْفَارٍ: الْحَجُّ، وَالْعُمْرَةُ، وَالرَّجُلُ يَبْتَغِي بِمَالِهِ فِي وَجْهٍ مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ، فَالْمُسْتَغْنِي وَالْمُتَصَدِّقُ يَعْنِي أَفْضَلُ، وَاللَّهِ لِأَنْ أَمُوتَ فِي وَجْهٍ مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ أَبْتَغِي بِمَالِي مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي، وَلَوْ قُلْتُ: إِنَّهَا شَهَادَةٌ لَرَأَيْتُ أَنَّهَا شَهَادَةٌ "

62 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ §كُذِبَ عَلَيْكُمْ أَيْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ أَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ مَالَهُ، فَيَبْتَغِي فِيهِ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ فِيهِ الْعِبَادَةَ وَالتَّصْدِيقَ، وَأَيْمُ اللَّهِ لِأَنْ أَمُوتَ فِي شُعْبَتَيْ رَحْلِي وَأَنَا أَبْتَغِي بِمَالِي فِي الْأَرْضِ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي

63 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29] ، قَالَ: «§وَالتِّجَارَةُ رِزْقٌ مِنْ رِزْقِ اللَّهِ، حَلَالٌ مِنْ حَلَالِ اللَّهِ، لِمَنْ طَلَبَهَا بِصِدْقِهَا وَبِرِّهَا»

64 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى، أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَ شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {§يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [البقرة: 267] ، قَالَ: «مِنَ التِّجَارَةِ»

65 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ §التَّاجِرَ، الصَّدُوقَ الْأَمِينَ مَعَ السَّبْعَةِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

66 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، ثنا هَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§كَانَ دَاوُدُ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمِلِ يَدِهِ»

67 - وَأَخْبَرَنِي حَرْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ §دَاوُدُ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِهِ، وَإِنَّهُ لَيَعْمَلُ الْخُوصَ بِيَدِهِ، فَيَعْمَلُ مِنْهُ الْقُفَّةَ أَوِ الشَّيْءَ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهِ مَعَ مَنْ يَبِيعُهُ وَيَأْكُلُ مِنْ ثَمَنِهِ»

68 - أَخْبَرَنِي حَرْبٌ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا هَارُونُ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ §يَعْمَلُ الْخُوصَ بِيَدَيْهِ وَيَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِيرِ»

69 - أَخْبَرَنِي حَرْبٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَ الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: أَمَّا §إِدْرِيسُ فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا يَتَعَبَّدُ اللَّهَ وَيَصُومُ وَيُصَلِّي، وَكَانَ خَيَّاطًا يَتَصَدَّقُ بِكَسْبِهِ مَا فَضَلَ مِنْ قُوتِهِ

70 - أَخْبَرَنِي حَرْبٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَ ثَابِتٌ، وَأَخْبَرَنَا الدُّورِيُّ، ثنا عَارِمٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا»

71 - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا عَارِمٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ §لُقْمَانَ، كَانَ خَيَّاطًا

72 - وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: §لَيْسَ مِنْ حُبِّكَ الدُّنْيَا أَنْ تَطْلُبَ مِنْهَا مَا يُصْلِحُكَ

73 - أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سُئِلَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ §الْقُوتِ، وَمَا لَا -[116]- بُدَّ مِنْهُ، أَعَلَيْهِ فِيهِ حِسَابٌ؟ قَالَ: «لَا»

74 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا»

75 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَازِمٍ، أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ مَنْصُورٍ، حَدَّثَهُمْ، أَنَّهُ، قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: قَوْلُ عَلِيٍّ: أَرْبَعَةُ آلَافٍ فَمَا دُونَهَا نَفَقَةٌ وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ كَنْزٌ، قَالَ أَحْمَدُ: يَعْنِي §لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُمْسِكَ فَوْقَ أَرْبَعَةِ آلَافٍ. قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: مَعْنَاهُ الْأَرْبَعَةُ الْآلَافِ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا، كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ، فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ فَهُوَ كَنْزٌ، وَالْكَنْزُ إِذَا أَدَّى زَكَاتَهُ زَايَلَهُ اسْمُ الْكَنْزِ

76 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «§أَرْبَعَةُ آلَافٍ فَمَا دُونَهَا نَفَقَةٌ، فَمَا كَانَ أَكْثَرَ مِنْهَا فَهُوَ كَنْزٌ»

77 - وَأَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §أَرْبَعَةُ آلَافٍ فَمَا دُونَهَا نَفَقَةٌ، فَمَا كَانَ فَوْقَ ذَلِكَ فَهُوَ كَنْزٌ وَفِي الْبَابِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ

78 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: §فَلْيَتَّقِ اللَّهَ الْعَبْدُ وَلَا يُطْعِمُهُمْ إِلَّا طَيِّبًا. يَعْنِي الْعِيَالَ. قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: لَا أَكْسِبُ حَتَّى تَصِحَّ لِي النِّيَّةُ، وَلَهُ عِيَالٌ، قَالَ: إِذَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُعِفَّهُمْ فَمِنَ النِّيَّةِ صِيَانَتُهُمْ

79 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَانِئٍ حَدَّثَهُمْ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَسُئِلَ، عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ» قَالَ: «§الرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ قَرَابَةٌ فَيُسَافِرُ وَيَتْرُكُهُمْ، فَإِذَا تَرَكَهُمْ وَحْدَهُمْ أَلَيْسَ يَضِيعُونَ وَلَيْسَ لَهُمْ أَحَدٌ إِلَّا هُوَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «هَذَا مَعْنَاهُ»

80 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، أَنَّ إِسْحَاقَ، حَدَّثَهُمْ، قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَجُلٍ، خَلَّفَ عِيَالًا وَصِبْيَةً، وَيَخْشَى أَنْ يَضِيعُوا، وَقَدْ حَجَّ، وَيُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَحِجَّ مِنَ الْكُوفَةِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: §لَا يَخْرُجُ وَلَا يُضَيِّعُهُمْ، قَالَ: كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ

81 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَسَّانَ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، سُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ، مَنْ يَقُوتُ» . قَالَ: §إِذَا كَانَ يَسْعَى عَلَى عِيَالِهِ كَيْفَ يُضَيِّعُهُمْ، قِيلَ لَهُ: فَإِنْ أَطْعَمَهُمْ حَرَامًا يَكُونُ ضَيْعَةً لَهُمْ؟ قَالَ: شَدِيدًا

82 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ الْخَيْوَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ لِقَيِّمٍ لَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: هَلْ كِلْتَ لِأَهْلِنَا قُوتَ شَهْرِهِمْ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ»

83 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ الْخَيْوَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §كَفَى بِالْمَرْءِ مِنَ الْإِثْمِ أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ

84 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَالَّذِي يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ بِالنَّهَارِ»

85 - أَخْبَرَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَالَّذِي يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ»

وفي هذا الباب كراهية التقلل من المطعم ودخول المفاوز بغير زاد ونفقة

§وَفِي هَذَا الْبَابِ كَرَاهِيَةُ التَّقَلُّلِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَدُخُولِ الْمَفَاوِزِ بِغَيْرِ زَادٍ وَنَفَقَةٍ

86 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَنْبَلِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ لَهُ عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ: §هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ قَلِيلًا، وَيُقَلِّلُونَ مِنْ طَعَامِهِمْ؟ قَالَ: مَا يُعْجِبُنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: فَعَلَ قَوْمٌ هَكَذَا فَقَطَعَهُمْ عَنِ الْفَرْضِ

87 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَسَّانَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: §إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ، فَتَأْمُرُنِي بِذَلِكَ؟ قَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ تُطِيقُ وَإِلَّا فَلَا إِلَّا بِزَادٍ وَرَاحِلَةٍ، لَا تُخَاطِرُ

88 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَسَّانَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، سُئِلَ عَنِ §الرَّجُلِ يَدْخُلُ الْمَفَازَةَ بِغَيْرِ زَادٍ، فَأَنْكَرَهُ إِنْكَارًا شَدِيدًا وَقَالَ: «أُفٍّ أُفٍّ لَا، لَا» ، وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ، «إِلَّا بِزَادٍ وَرُفَقَاءَ وَقَافِلَةٍ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ: فِي قَوْلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فِي مَسْأَلَةِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَوَّلَةِ: إِنْ كُنْتَ تُطِيقُ وَإِلَّا فَلَا، فَإِنْ أَطَاقَ وَعَلِمَ، أَنَّهُ يَقْوَى عَلَى ذَلِكَ، فَلَا يَسْأَلُ وَلَا تَسْتَشْرِفُ نَفْسُهُ لِأَنْ يَأْخُذَ أَوْ يُعْطَى فَيَقْبَلُ، فَهُوَ مِثْلُ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى الصِّدْقِ. وَقَدْ أَجَازَتِ الْعُلَمَاءُ التَّوَكُّلَ عَلَى الصِّدْقِ، وَأَنَا أُبَيِّنُهُ بَعْدَ هَذَا

89 - وَعَلَى مَا فَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَيْضًا -[138]- سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْمَرُّوذِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: §حَجَجْتُ خَمْسَ حِجَجٍ، ثِنْتَيْنِ مِنْهَا عَلَى قَدَمَيَّ، وَقَدْ كَفَى بَعْضَ النَّاسِ إِلَى مَكَّةَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا. قُلْتُ: مَنْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنَا، فَمَنْ قَدَرَ عَلَى هَذَا فَنِعْمَ، فَأَمَّا أَنْ يُخَاطِرَ فَيَخْرُجَ بِغَيْرِ زَادٍ، وَهُوَ لَا يُؤَمِّلُ مِنْ نَفْسِهِ هَذَا، فَقَدْ كَرِهَتِ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ، وَقَدْ أَنْكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْمُتَّكِلِينَ فِي ذَلِكَ إِنْكَارًا شَدِيدًا

90 - أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْخَلِيلِ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ نَصْرٍ أَبَا حَامِدٍ، حَدَّثَهُمْ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ §أَيَخْرُجُ إِلَى مَكَّةَ مُتَوَكِّلًا لَا يَحْمِلُ مَعَهُ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا يُعْجِبُنِي، فَمِنْ أَيْنَ يَأْكُلُ؟ قَالَ: يَتَوَكَّلُ فَيُعْطِيهِ النَّاسُ، قَالَ: فَإِذَا لَمْ يُعْطُوهُ أَلَيْسَ يَسْتَشْرِفُ لَهُمْ حَتَّى يُعْطُوهُ؟ لَا يُعْجِبُنِي هَذَا، لَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ فَعَلَ هَذَا، وَلَكِنْ يَعْمَلُ وَيَطْلُبُ وَيَتَحَرَّى. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ: إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ أَسْلَمَ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ يُرِيدُ سَفَرًا، أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ يَحْمِلُ مَعَهُ زَادًا أَوْ يَتَوَكَّلُ؟ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يَحْمِلُ زَادًا وَيَتَوَكَّلُ

91 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السِّمْسَارُ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى بْنِ مَشِّيشٍ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سَأَلَهُ رَجُلٌ خُرَاسَانِيُّ فَقَالَ: §أَحُجُّ بِلَا زَادٍ؟ فَقَالَ: «لَا، اعْمَلْ وَاحْتَرِفْ وَاخْرُجْ، النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ زَوَّدَ أَصْحَابَهُ» فَقَالَ الْخُرَاسَانِيُّ: فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَغْزُونَ وَيَحُجُّونَ بِلَا زَادٍ، هُمْ عَلَى الْخَطَأِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، هُمْ عَلَى الْخَطَأِ»

92 - وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَامِعٍ الرَّازِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُعِينٍ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ الرَّازِيَّ، قَالَ شَهِدْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَعِي دِرْهَمٌ، وَأُرَاهُ - قَالَ - أَحُجُّ بِهَذَا الدِّرْهَمِ فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ: §اذْهَبْ إِلَى بَابِ الْكَرْخِ، فَاشْتَرِ بِهَذَا الدِّرْهَمِ مَنًّا، وَاحْمِلْ عَلَى رَأْسَكَ حَتَّى يَصِيرَ عِنْدَكَ ثَلَاثُ مِئَةٍ، فَإِذَا صَارَ عِنْدَكَ ثَلَاثُ مِئَةٍ فَحُجَّ. قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَرَى مَكَاسِبَ النَّاسِ؟ قَالَ أَحْمَدُ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْخَبِيثِ، يُرِيدُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَى النَّاسِ مَعَايِشَهُمْ قَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: أَنَا مُتَوَكِّلٌ، قَالَ: فَتَدْخُلُ الْبَادِيَةَ وَحْدَكَ أَوْ مَعَ النَّاسِ، قَالَ: لَا، مَعَ النَّاسِ، قَالَ: كَذَبْتَ لَسْتَ أَنْتَ بِمُتَوَكِّلٍ، فَادْخُلْ وَحْدَكَ، وَإِلَّا فَأَنْتَ مُتَوَكِّلٌ عَلَى جُرُبِ النَّاسِ

93 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَدَقَةَ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ §بِبَلَدِنَا قَوْمًا مِنْ هَؤُلَاءِ الصُّوفِيَّةِ، قَالَ: لَا تَقْرُبْ هَؤُلَاءِ، فَإِنَّا قَدْ رَأَيْنَا مِنْ هَؤُلَاءِ قَوْمًا، -[144]- فَبَعْضُهُمْ أَخْرَجَهُمُ الْأَمْرُ إِلَى الْجُنُونِ وَبَعْضُهُمْ أَخْرَجَهُمْ إِلَى الزَّنْدَقَةِ. ثُمَّ قَالَ: خَرَجَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي سَفَرٍ فَشَيَّعْتُهُ، فَكَانَ مَعَهُ سُفْرَةٌ فِيهَا الْفَالُوذَجُ، وَكَانَ فِيهَا حَمَلٌ

94 - أَخْبَرَنَا طَالِبُ بْنُ قُرَّةَ الْأَذَنِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ عَاقِلًا» ، يَعْنِي الصُّوفِيِّينَ

95 - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زِيَادٍ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: §كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ، فَذَكَرْتُ لَهُ صُوفِيِّينَ فِي بِلَادِنَا، فَقُلْتُ لَهُ يَلْبَسُونَ فَوَاخِرَ ثِيَابِ الْيَمَنِ، وَيَفْعَلُونَ كَذَا، قَالَ: فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ أَوَ مُسْلِمُونَ هُمْ؟ قَالَ: فَضَحِكَ حَتَّى اسْتَلْقَى. قَالَ: فَقَالَ لِي بَعْضُ جُلَسَائِهِ: مَا هَذَا؟ مَا رَأَيْنَا أَعْظَمَ فِتْنَةً عَلَى هَذَا الشَّيْخِ مِنْكَ، مَا رَأَيْنَاهُ ضَاحِكًا قَطُّ

96 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَتَزَوَّدُوا} [البقرة: 197] . قَالَ: هُوَ الْكَعْكُ وَالتَّمْرُ

97 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: {§وَتَزَوَّدُوا} [البقرة: 197] ، قَالَ: «الْكَعْكُ وَالسَّوِيقُ»

98 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، قَالَ: §كَانُوا يَحُجُّونَ وَلَا يَتَزَوَّدُونَ، فَرُخِّصَ لَهُمْ فِي الزَّادِ، فَأُنْزِلَ {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]

99 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانُوا §يَحُجُّونَ بِغَيْرِ زَادٍ، فَأُمِرُوا أَنْ يَتَزَوَّدُوا، وَقَالَ: {خَيْرُ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]

100 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْكِرْمَانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكِنَانِيُّ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،: {§وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197] ، قَالَ: " كَانَ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ إِذَا حَجُّوا فَبَلَغُوا ثَنِيَّةً أَوْ عَقَبَةً لَمْ يَتَزَوَّدُوا، وَتَرَكُوا الزَّادَ، وَقَالُوا: نَتَوَكَّلُ فَأُمِرُوا أَنْ يَتَزَوَّدُوا "

101 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ وَلَا يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ مُتَوَكِّلُونُ، فَيَحُجُّونَ فَيَأْتُونَ إِلَى مَكَّةَ فَيَسْأَلُونَ النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]

102 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَاهِلِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَتَزَوَّدُوا} [البقرة: 197] ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْآفَاقِ يَخْرُجُونَ فِي الْحَجِّ، يَتَوَصَّلُونَ بِالنَّاسِ بِغَيْرِ زَادٍ، فَأُمِرُوا أَنْ يَتَزَوَّدُوا

103 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ الْحَرَّانِيُّ الْبَاهِلِيُّ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلَابٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا فِيهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ حُدَيْرٌ، وَكَانَتْ تِلْكَ السَّنَةَ قَدْ أَصَابَتْهُمْ شِدَّةٌ مِنْ قِلَّةِ الطَّعَامِ، فَزَوَّدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَسِيَ -[150]- أَنْ يُزَوِّدَ حُدَيْرًا، قَالَ فَخَرَجَ حُدَيْرٌ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، قَالَ وَهُوَ آخِرُ الرَّكْبِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَيَقُولُ: نِعْمَ الزَّادُ هُوَ يَا رَبِّ. قَالَ: وَهُوَ يُرَدِّدُهَا، وَهُوَ فِي آخِرِ الرَّكْبِ، قَالَ: فَجَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: " إِنَّ رَبِّي أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ يُخْبِرُ أَنَّكَ زَوَّدْتَ أَصْحَابَكَ، وَنَسِيتَ أَنْ تُزَوِّدَ حُدَيْرًا، وَهُوَ فِي آخِرِ الرَّكْبِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَيَقُولُ: نِعْمَ الزَّادُ هُوَ يَا رَبِّ. قَالَ: فَكَلَامُهُ ذَلِكَ لَهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَابْعَثْ إِلَيْهِ بِزَادٍ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا فَدَفَعَ إِلَيْهِ زَادَ حُدَيْرٍ، وَأَمَرَهُ إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ حَفِظَ عَلَيْهِ مَا يَقُولُ، وَإِذَا دَفَعَ إِلَيْهِ الزَّادَ حَفِظَ عَلَيْهِ مَا يَقُولُ، وَيَقُولُ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ، وَيُخْبِرُكَ أَنَّهُ كَانَ نَسِيَ أَنْ يُزَوِّدَكَ، وَأَنَّ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْسَلَ إِلَيَّ جِبْرِيلَ فَذَكَرَنِي بِكَ، فَذَكَّرَهُ جِبْرِيلُ وَأَعْلَمَهُ مَكَانَكَ " قَالَ: فَانْتَهَى إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَيَقُولُ: نِعْمَ الزَّادُ هَذَا يَا رَبِّ، قَالَ: فَدَنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ، وَقَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ بِزَادٍ مَعِي، وَيَقُولُ: إِنِّي إِنَّمَا نَسِيتُكَ، فَأُرْسِلَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ مِنَ السَّمَاءِ يُذَكِّرُنِي بِكَ. قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، §ذَكَرَنِي رَبِّي مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ، وَمِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ، وَرَحِمَ جُوعِي وَضَعْفِي، يَا رَبِّ كَمَا لَمْ تَنْسَ حُدَيْرًا، فَاجْعَلْ حُدَيْرًا لَا يَنْسَاكَ. قَالَ: فَحَفِظَ الرَّجُلُ مَا قَالَ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا سَمِعَ مِنْهُ حِينَ أَتَاهُ، وَبِمَا قَالَ حِينَ أَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ رَفَعْتَ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ، لَرَأَيْتَ لِكَلَامِهِ ذَلِكَ نُورًا سَاطِعًا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»

الحجة على الذين يزعمون أنهم يتوكلون فيتركون العمل

§الْحُجَّةُ عَلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَتَوَكَّلُونَ فَيَتْرُكُونَ الْعَمَلَ

104 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: §هَؤُلَاءِ الْمُتَوَكِّلَةُ الَّذِينَ لَا يَتَّجِرُونَ وَلَا يَعْمَلُونَ، يَحْتَجُّونَ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّجَ عَلَى سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَهَلْ كَانَ مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ: وَمَا عِلْمُهُمْ أَنَّهُ كَانَ لَا يَعْمَلُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَقُولُونَ: نَقْعُدُ وَأَرْزَاقُنَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: ذَا قَوْلٌ رَدِيءٌ خَبِيثٌ، اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذَكَرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: 9] : فَأَيْشٍ هَذَا إِلَّا الْبَيْعُ وَالشِّرَاءُ

105 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ الْحِمْصِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ، أَنَّهُ كَانَ §إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ خَرَجَ إِلَى السُّوقِ يَتَأَوَّلُ هَذِهِ الْآيَةَ: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ

106 - وَأَخْبَرَنَا الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ قَوْمًا كَانُوا بِمَكَّةَ فِي مَسْجِدٍ، فَجَاءَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ: قُومُوا خُذُوا هَذَا اللَّحْمَ، فَقَالُوا: لَا، أَوْ تَذْهَبَ فَتَشْوِيَهُ وَتَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ: أَمَّا السَّاعَةَ فَقَدْ أُمِرَ بِالْعَمَلِ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا قَالَ: لَا أَعْمَلُ، فَجِيءَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ مِمَّا قَدْ عُمِلَ وَاكْتَسَبُوهُ، لِأَيِّ شَيْءٍ يَقْبَلُهُ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: هَذَا رِزْقِي، قَالَ: هُوَ يَقْبَلُ مِمَّنْ يَعْمَلُ، «§كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَعْمَلُ حَتَّى تَدْبَرَ يَدُهُ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُونَ»

107 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ قَوْمٍ يَقُولُونَ: نَتَّكِلُ عَلَى اللَّهِ وَلَا نَكْتَسِبُ، فَقَالَ: يَنْبَغِي لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَكِنْ يَعُودُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكَسْبِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَاسْعَوْا إِلَى ذَكَرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: 9] ، فَبِهَذَا قَدْ عُلِمَ أَنَّهُمْ يَكْتَسِبُونَ وَيَعْمَلُونَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً فَلَهُ الْجَنَّةُ» يَعْنِي: مَنْ قَالَ بِخِلَافِ هَذَا؟ هَذَا قَوْلُ إِنْسَانٍ أَحْمَقَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: الِاسْتِغْنَاءُ عَنِ النَّاسِ بِطَلَبٍ يَعْنِي الْعَمَلَ، أَعْجَبُ إِلَيْنَا مِنَ الْجُلُوسِ وَانْتِظَارِ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ

108 - وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكَحَّالُ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» ، قُلْتُ: الْحِنْثُ هُوَ الْحُلُمُ؟ قَالَ: نَعَمْ

109 - وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا صَالِحٌ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَاهُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: «§التَّوَكُّلُ حَسَنٌ، وَلَكِنْ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ لَا يَكُونَ عِيَالًا عَلَى النَّاسِ، يَنْبَغِي أَنْ يَعْمَلَ حَتَّى يُغْنِيَ نَفْسَهُ وَعِيَالَهُ، وَلَا يَتْرُكُ الْعَمَلَ» . قَالَ: وَسُئِلَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ - وَأَنَا شَاهِدٌ - عَنْ قَوْمٍ لَا يَعْمَلُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ مُتَوَكِّلُونَ، فَقَالَ: «هَؤُلَاءِ مُبْتَدِعَةٌ»

110 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ: إِنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ كَانَ يَقُولُ: §هُمْ مُبْتَدِعَةٌ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَؤُلَاءِ قَوْمُ سُوءٍ، يُرِيدُونَ تَعْطِيلَ الدُّنْيَا

111 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ مُثَنَّى الْأَنْبَارِيَّ، يَقُولُ، سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: §يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ يَسْتَطِيبُهُ فَلْيَتَقَوَّتْهُ، وَلْيَتَنَزَّهْ عَنْ هَذِهِ الْأَقْذَارِ

112 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ قُلْتُ لِأَبِي: تَرَى إِنِ اكْتَسَبَ رَجُلٌ قُوتَ يَوْمٍ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «§إِنِ اكْتَسَبَ فَضْلًا فَعَادَ بِهِ عَلَى قَرَابَتِهِ، أَوْ دَارِهِ، أَوْ ضَيْفٍ، فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ لَا يَكْتَسِبَ، وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَسْتَعِفَّ»

113 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ، حَدَّثَهُمْ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قُلْتُ: §الرَّجُلُ يَدَعُ الْعَمَلَ وَيَجْلِسُ، وَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُ إِلَّا ظَالِمًا أَوْ غَاصِبًا، فَأَنَا آخُذُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَلَا أُعِينُهُمْ، وَلَا أُقَوِّيهِمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ. قَالَ: مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَدَعَ الْعَمَلَ، وَيَقْعُدَ يَنْتَظِرُ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، أَنَا أَخْتَارُ الْعَمَلَ، وَالْعَمَلُ أَحَبُّ إِلَيَّ. -[161]- إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ وَلَمْ يَحْتَرِفْ، دَعَتْهُ نَفْسُهُ إِلَى أَنْ يَأْخُذَ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، فَإِذَا أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ أَشْغَلَ نَفْسَهُ بِالْعَمَلِ. وَالِاكْتِسَابُ تَرْكُ الطَّمَعِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ ثُمَّ يَبِيعَهُ فِي السُّوقِ، وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ» . فَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْعَمَلَ خَيْرٌ مِنَ الْمَسْأَلَةِ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَاسْعَوْا إِلَى ذَكَرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: 9] ، فَقَوْلُهُ هَذَا إِذَنْ مِنَ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ، وَأَنَا أَخْتَارُ لِلرَّجُلِ الِاضْطِرَابَ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ، وَالِاسْتِغْنَاءَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَهُوَ عِنْدِي أَفْضَلُ. قُلْتُ: إِنَّ هَاهُنَا قَوْمًا يَقُولُونَ: نَحْنُ مُتَوَكِّلُونَ، وَلَا نَرَى الْعَمَلَ إِلَّا بِغَيْرِ الظَّلَمَةِ وَالْقُضَاةِ، وَذَلِكَ أَنِّي لَا أَعْرِفُ إِلَّا ظَالِمًا، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَا أَحْسَنَ الِاتِّكَالَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَكِنْ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقْعُدَ وَلَا يَعْمَلَ شَيْئًا حَتَّى يُطْعِمَهُ هَذَا وَهَذَا، وَنَحْنُ نَخْتَارُ الْعَمَلَ، وَنَطْلُبُ الرِّزْقَ، وَنَسْتَغْنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ، وَالِاسْتِغْنَاءُ عَنِ النَّاسِ بِالْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ

114 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لِأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ، ثُمَّ يَجِيءَ فَيَضَعَهُ فِي السُّوقِ، فَيَبِيعَهُ الرَّجُلُ يَسْتَغْنِي فَيُنْفِقَهُ عَلَى نَفْسِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ»

115 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لِأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ، ثُمَّ يَجِيءَ فَيَضَعَهُ فِي السُّوقِ، فَيَبِيعَهُ الرَّجُلُ يَسْتَغْنِي فَيُنْفِقَهُ عَلَى نَفْسِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ»

116 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لِأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ الْجَبَلَ فَيَجِيءَ بِحُزْمَةِ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا وَيَسْتَغْنِيَ بِثَمَنِهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ»

117 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا الْأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ، قَالَ: §جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مَا أُرَانِي أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يَمُوتَ بَعْضُهُمْ. فَقَالَ لَهُ: «انْطَلِقْ هَلْ تَجِدُ مِنْ شَيْءٍ؟» فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِحِلْسٍ وَقَدَحٍ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْحِلْسُ كَانُوا يَفْتَرِشُونَ بَعْضَهُ، وَيَلْبَسُونَ بَعْضَهُ. وَهَذَا الْقَدَحُ كَانُوا يَشْرَبُونَ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَأْخُذْهُمَا مِنِّي بِدِرْهَمٍ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِاثْنَيْنِ، فَقَالَ: «هُمَا لَكَ» . قَالَ: فَدَعَا الرَّجُلَ فَقَالَ لَهُ: «اشْتَرِ فَأْسًا بِدِرْهَمٍ وَبِدِرْهَمٍ طَعَامًا لِأَهْلِكَ» ، قَالَ: فَفَعَلَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الْوَادِي فَلَا تَدَعْ حَاجًا وَلَا شَوْكًا وَلَا حَطَبًا، وَلَا تَأْتِنِي خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا» ، فَانْطَلَقَ فَأَصَابَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ طَعَامًا، وَبِخَمْسَةٍ كِسْوَةً لِأَهْلِكَ» ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ بَارَكَ اللَّهُ لِي فِيمَا أَمَرْتَنِي، فَقَالَ: " هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَجِيءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي وَجْهِكَ نُكْتَةُ الْمَسْأَلَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ

باب جامع التوكل لمن استعمله على الصدق

§بَابُ جَامِعِ التَّوَكُّلِ لِمَنِ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الصِّدْقِ

118 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: §أَيُّ شَيْءٍ صِدْقُ التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ: «أَنْ يَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ، وَلَا يَكُونَ فِي قَلْبِهِ أَحَدٌ مِنَ الْآدَمَيِّينَ يَطْمَعُ أَنْ يَجِيئَهُ بِشَيْءٍ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ اللَّهُ يَرْزُقُهُ، وَكَانَ مُتَوَكِّلًا»

119 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، §قَالَ ذَكَرْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ، التَّوَكُّلَ، فَأَجَازَهُ لِمَنِ اسْتَعْمَلَ فِيهِ الصِّدْقَ

120 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَجُلٍ، جَلَسَ فِي بَيْتِهِ وَيَقُولُ: أَجْلِسُ وَأَصْبِرُ فِي الْبَيْتِ، وَلَا أُطْلِعُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا، وَهُوَ مِمَّنْ يَرَى أَنْ يَحْتَرِفَ، فَقَالَ: §لَوْ خَرَجَ فَاحْتَرَفَ لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ، وَإِذَا جَلَسَ خِفْتُ أَنْ يُخْرِجَهُ جُلُوسُهُ إِلَى غَيْرِ هَذَا، قُلْتُ: إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يُخْرِجُهُ؟، قَالَ يُخْرِجُهُ إِلَى أَنْ يَكُونَ يَتَوَقَّعُ أَنْ يُرْسَلَ إِلَيْهِ، قُلْتُ: فَإِذَا كَانَ يُبْعَثُ إِلَيْهِ بِالشَّيْءِ فَلَا يَأْخُذُ، قَالَ: هَذَا جَيِّدٌ. قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ رَجُلًا بِمَكَّةَ قَالَ: لَا أَكَلْتُ شَيْئًا حَتَّى يُطْعِمُونِي، وَدَخَلَ فِي جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ، فَجَاءَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِخِرْقَةٍ فَأَلْقُوا إِلَيْهِ قَمِيصًا، فَلَمْ يَلْبَسْهُ، وَأَخَذُوا يَدَيْهِ فَأَلْبَسُوهُ الْقَمِيصَ، وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ فَلَمْ يَأْكُلْ، حَتَّى وُضِعَ مِفْتَاحُ حَدِيدٍ فِي فِيهِ، وَجَعَلُوا يَدُسُّونَ فِي فَمِهِ، فَضَحِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَجَعَلَ يَعْجَبُ. قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ رَجُلًا تَرَكَ الْبَيْعَ وَالشِّرَاءَ، وَجَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَقَعَ فِي يَدِهِ ذَهَبٌ وَلَا فِضَّةٌ، وَتَرَكَ دُورَهُ وَلَمْ يَأْمُرْ فِيهَا بِشَيْءٍ، وَكَانَ يَمُرُّ فِي الطَّرِيقِ، فَإِذَا -[178]- رَأَى شَيْئًا مَطْرُوحًا أَخَذَهُ مِمَّا قَدْ أُلْقِيَ. قَالَ الْمَرُّوذِيُّ فَقُلْتُ أَنَا لِلرَّجُلِ: أَيْشٍ حُجَّتُكَ فِي ذَا؟ مَا أَرَى لَكَ عَلَيْهِ حُجَّةً غَيْرَ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدِ، قَالَ الرَّجُلُ: بَلَى، أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ، كَانَ يَمُرُّ بِالْمَزَابِلِ فَيَلْقُطُ الرِّقَاعَ، فَصَدَّقَهُ وَقَالَ: قَدْ شَدَّدَ عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ جَاءَنِي نَفْسَانِ يَسْأَلُونِي عَنْ مِثْلِ ذَا، فَقَالَ يَمُرُّ فِي الطَّرِيقِ فَيَجِدُ الشَّيْءَ مِثْلَ الْبَقْلِ وَنَحْوِهِ، فَقُلْتُ لَهُمْ: لَوْ تَعَرَّضْتُمْ لِعَمَلٍ تَشْهِرُونَ أَنْفُسَكُمْ، قَالُوا: وَأَيْشٍ نُبَالِي مِنَ الشُّهْرَةِ؟

121 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ سَأَلَ الْمَازِنِيُّ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: " §الْمُتَوَكِّلُ لَا يَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ لِيُكْفَى، لَوْ حَلَّتْ هَذِهِ الْفِضَّةُ فِي قُلُوبِ الْمُتَوَكِّلَةِ لَضَجُّوا إِلَى اللَّهِ بِالنَّدَمِ وَالتَّوْبَةِ، وَلَكِنَّ الْمُتَوَكِّلَ تَحِلُّ بِقَلْبِهِ الْكِفَايَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُصَدِّقُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا ضَمِنَ

122 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَهُمْ، ثنا سُرَيْجٌ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: §التَّوَكُّلُ جِمَاعُ الْإِيمَانِ

123 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَهُمْ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَاتِمٍ، ثنا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الْجَلِيلِ بْنَ عَطِيَّةَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ إِنَّ §تَوَكُّلَ الْعَبْدِ عَلَى رَبِّهِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ ثِقَتُهُ

124 - أَخْبَرَنِي حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكِرْمَانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ زِيَادٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: «§جِمَاعُ الْإِيمَانِ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ، وَتَفْسِيرُ التَّوَكُّلِ أَنْ يَرْضَى بِمَا فُعِلَ بِهِ»

125 - أَخْبَرَنَا الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: إِنَّ §لِلَّهِ عِبَادًا مِنْ وَرَاءِ الْأَنْدَلُسِ، كَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْأَنْدَلُسِ، مَا يَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَصَاهُ مَخْلُوقٌ، وَخَرَاجُهُمُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ، وَجِبَالُهُمُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، لَا يَحْرُثُونَ، وَلَا يَزْرَعُونَ، وَلَا يَعْمَلُونَ عَمَلًا، لَهُمْ شَجَرٌ عَلَى أَبْوَابِهِمْ، لَهَا ثَمَرٌ، هِيَ طَعَامُهُمْ، وَشَجَرٌ لَهَا أَوْرَاقٌ عِرَاضٌ، هِيَ لِبَاسُهُمْ

126 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ صَدَقَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْأُطْرُوشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الرَّدَّادُ، قَالَ سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِأُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ: §مِنْ أَيْنَ الْمَعَاشُ؟ قَالَ: تَقُولُ لَهُ: إِنَّا نُقِرُّ أَنَّ لِهَذِهِ الْقُلُوبِ إِنْ شَكَّتْ: فَمَا تَنْتَفِعُ بِمَوْعِظَةٍ

§1/1