الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد

ابن المِبْرَد

(ح) مكتبة العبيكان، 1420 هـ فهرسة مكتبة الْملك فَهد الوطنية أثْنَاء النشر الْخَوَارِزْمِيّ، الْقَاسِم بن الْحُسَيْن الْمَقْدِسِي، يُوسُف بن حسن الْجَوْهَر المنضد فِي طَبَقَات متأخري أَصْحَاب أَحْمد/ تَحْقِيق عبد الرَّحْمَن سُلَيْمَان العثيمين - الرياض. 352 ص، 17 × 24 سم ردمك: 3/ 651 - 20 - 9960 1 - الْفُقَهَاء الْحَنَابِلَة أ - العثيمين، عبد الرَّحْمَن سُلَيْمَان (مُحَقّق) ب - العنوان ديوي 922.584 ... 3270/ 20 ردمك: 3 - 651 - 20 - 9960 ... رقم الْإِيدَاع: 3270/ 20 حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة الطبعة الأولى الْخَاصَّة بمكتبة العبيكان 1421 هـ - 2000 م الناشر مكتبة العبيكان الرياض - الْعليا - تقاطع طَرِيق الْملك فَهد مَعَ الْعرُوبَة ص. ب: 62807 الرياض: 11595 هَاتِف: 4654424، فاكس: 4650129

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "كان جبلًا من جبالَ العلمِ وفردًا من أفرادٍ العالَمِ عديمَ النَّظيرِ فى التَّحريرِ والتَّقرير، آيةَ عُظمى، وحجَّةً من حُجج الِإسلامِ كُبرى. بحرٌ لا يلحقُ له قرَار وبرٌّ لا يشقُّ له غُبار، أُعجوبةُ عَصره فى الفُنون ونادِرَةُ دَهره الذى لن تَسْمَحَ بمثلِهِ السُّنونُ". كمال الدِّين الغزى (ت 1214 هـ)

مقدمة

[مقدمة] الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة دائمة إلى يوم الدين. أما بعد: فإنَّنى كثيرًا ما أرجع إلى كُتب طبقاتِ الحَنابلة للقاضي ابن أبى يَعلى، وذيلها لابن رجب، والمنهج الأحمد للعُلَيْمِىّ. . . ثم لا أجد طلبتى إلا بعد عناءٍ وتعبٍ شديدين، وذلك أن هذه الكتب - فى غالبها - غير مفهرسة ولا مرتبة، مع أنها تشتمل على علمٍ كثيرٍ، وفوائد متنوعة ويحتاج إليها كلُّ باحثٍ متخصصٍ فى الدراسات الِإسلامية. فقلت فى نَفْسى لو أَنَّنى قُمت بفهرسة هذه الكتب ليسهل الرجوع إليها ويكثر الانتفاع بها. وباشرتُ العمل بالجزء الأول من طبقات ابن أبى يعلى فى المحرم من عام 1399 هـ ثم رأيت أن أقوم أولًا بجمعِ كُتُبِ الطبقات، ثم النَّظر فيها مجتمعة، ووضع فهرس رجالٍ شاملٍ لجميع المؤلفات التى أتمكن من الحصول عليها فى طبقاتهم، ليسهل بعد ذلك وضع فهرس كل كتاب على حدة، فبدأت بجمعها مخطوطها ومطبوعها فاجتمع لدىَّ مجموعة جيدة من كتب الطبقات منها المطول ومنها المختصر. ثم بدأت بفهرستها (فهارس تراجم) على بطاقات. ولمَّا رأيت أن كتبَ الطَّبقات التى وقَفْتُ عليها ليست شاملةً لجميع علماء المذهب، فبعضهم يستدرك على الآخَرِ، ثم يترك هو علماء فى عصره أو فترته لم يَسْتَوْفِهِمْ فى كتابِهِ.

وأنا الآن بدأت بمحاولة جمع تراجم علماء الحنابلة من المصادر المختلفة بواسطة الحاسب الآلى (الكمبيوتر) وترتيبها على حروف المعجم وذلك من لدن الإِمام أحمد حتى عام ألف من الهجرة (1000 هـ) كمرحلة أولى. وقد رجعت إلى مجموعة من كتب التاريخ والوفيات التَّراجم والرِّجال والمعاجم والأثبات والمشيخات والمجاميع والرَّحلات المخطوطة والمطبوعة وجمعت منها كثيرًا من العلماء الذين تُرجموا أو لم يُتَرجموا فى طبقات المذهب، ولا زال عملى فيه قائمًا أحاول استقصاء أكبرَ عددٍ ممكن من الكُتُبِ، ولا يشتمل هذا المُعجم على معلوماتٍ عن المترجم إلا اسمه كاملًا ومولده ووفاته ومصادر ترجمته فقط. وفى نطاق هذا الاهتمام قصت بتحقيق بعض النُّصوص المجهولة لدى كثيرٍ من الباحثين التى أفدت منها معلومات جيدة عن حياة مجموعةٍ كبيرةٍ من عُلماء الحنابلة وآثارهم. وكان من نتاج هذا الاهتمام التَّحقيق والتعليق على كتاب (الجوهر المنضَّد) للإِمام يوسف بن الحسن بن عبد الهادى (ت 909 هـ) الذى ينشر لأول مرة ونقدّم له بهذه المقدمة، راجيا من الله تعالى أن ينفع به وأن يرحم مؤلفه وأن يشمل بعفوه ورحمته محققه. وثنَّيتُ العملَ بتحقيق (المَقصد الأرشد) للإمام برهان الدين إبراهيم بن محمد بن مفلح (ت 884 هـ) وهو الآن قَيد الطبع. وقدمتُ لكتاب ابنِ عبد الهادى الذى بين يدى القارئ بمقدمة تحدثت فيها عن مؤلف الكتاب المحقق يوسف بن الحسن بن عبد الهادى وسيرته وأخباره وآثاره ثم تحدثت عن نشأة المذهب الحنبلي والتأليف فى الرجال عامة، وفى طبقات الفقهاء على وجه الخصوص، وخصصت طبقات الحنابلة بحديث وافٍ.

لأن هذا الكتاب أولُ نصٍّ أقوم بنشره منها، وسأتبع ذلك العمل بما تيسر لى مستقبلا، إن شاء الله تعالى. ثم تحدثت عن (الجوهر المنضد. . . .) فحققت اسمه ونسبته إلى مؤلفه، والفرق بينه وبين (العطاء المعجل فى طبقات أصحاب الِإمام المبجل) للمؤلف نفسه وهو فى طبقات الحنابلة أيضًا ثم تحدّثتُ عن مصادره وأهميته ومادته العلمية ووصفت نسخته الخطية التى هى أصل الكتاب. كنتُ أزمعت أن أضع مستدركًا على الكتاب يطبع معه، للعلماء الذين أخل بهم كتاب ابن عبد الهادى وهم داخلون فى شرطه، إلا أنَّ كثرة هؤلاء العلماء جعلتنى أُفردُهم فى مؤلَّفٍ مستقل لكى لا يطغى المستدرك على أصل الكتاب، مع العلم أن المستدرك لا يشتمل على معلومات وإنما هو تعريف مختصر ثم مصادر الترجمة. وخرجت التَّراجم من مصادر مختلفة، ثم ختمتُ العملَ بفهارس مختلفة خدمة للباحث لِسُرعة الحصول على المعلومات. وقد بَذَلْتُ جهدى فى الرُّجوع إلى مصادره الأصلية وحاولتُ أن أحافظَ على سلامةِ نُصوصه ما استطعتُ إلى ذلك سبيلا، والله حسبى ونعم الوكيل. كتبه الفقير إلى الله تعالى عبد الرحمن بن سليمان العثيمين مكة المكرمة 1/ 1 / 1406 هـ

يوسف بن الحسن بن عبد الهادي

يوسف بن الحسن بن عبد الهادي حياته وآثاره (840 - 909 هـ)

مصادر ترجمته

مصادر ترجمته: ابنُ عبد الهادى من المُؤلفين القلائل الذّين حُفظت آثارهم وأَخبارهم، ويستطيع الباحث أن يقدمَ دراسةً شاملةً عن حياته العِلمية والعَملية من خلالِ آثاره التى تَركها وحُفظت لنا جيلًا بعد جيلٍ، وأغلبُ آثاره بخط يده. فمن خلال قراءتى لبعضِ هذه الآثار تَبين لى أَنَّها غنيةٌ جدًّا بنقلِ أخبارِه وحياته العامة فلعل باحثًا متخصصًا يحاول جمعَها وترتيبَها والخروج منها بدراسةٍ مُستفيضة عن حياته. ولعلَّ أقدمَ مَنْ ترجم له هو السَّخاوى (ت 902 هـ) فى الضوء اللامع: 10/ 308، ثم ابن طولون الصَّالحي (ت 953 هـ) وهو تلميذ ابن عبد الهادى ترجم له: فى متعة الأذهان: 108 (مخطوط) وسكردان الأخبار (¬1)، ومعجمه (مخطوط)، وخصه بترجمة وافية بمؤلف خاص اسمه: (الهادى إلى ترجمةِ ابنِ عبد الهادى) وُصف بأنَّه مؤلفٌ ضخمٌ، وذكره الحافظ الغَيْطى (ت 981 هـ) فى مشيخته (مخطوط) وترجم له نجمُ الدين الغَزِّى فى الكواكب السَّائرة: 1/ 316، وابن العماد فى الشّذرات: 8/ 43، والكمال الغَزِّى فى النَّعت الأكمل: 67، وابنُ حُميدٍ النَّجدى فى السُّحب الوابلة: 319، والشَّطِّى فى مُختصر طبقات الحنابلة: 74، والكَتَّانى فى فهرس الفهارس: 74، ومحمد كرد علي فى خطط الشام: 8/ 17، وبروكلمان فى تاريخ الأدب العربى: 2/ 107، والذِّيل: 2/ 130، 947. . وغيرهم. ¬

_ (¬1) لعله هو الموجود فى الاسكوريال تحت عنوان (الكُنّاش لفوائد الناس).

اسمه ونسبه

اسمه ونسبه: يوسف بن الحسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادى ابن عبد الحميد بن عبد الهادى بن يوسف بن محمد بن قُدامة بن مِقْدام ابن نصر بن فَتح بن حُذيفة بن محمد بن يَعقوب بن القاسم بن إبراهيم ابن إسماعيل بن يحيى بن محمد بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه. يُلقَّب: جمال الدين بن بدر الدين بن شهاب الدين (ابن المَبْرِدِ). ويكنى أبا المَحاسن، وأبا عمر أيضًا، قُرشىٌّ عَدوىٌّ عُمرٌّ دمشقىٌّ صالحىٌّ، مقدسىُّ الأصلِ، حنبلىُّ المذهبِ. و (ابن الَمْبرِد) لَقَبُ جدِّه شهاب الدين أحمد (¬1)، لقبه بذلك عمُّه، قيلَ: لقوَّته، وقيلَ: لخُشُونة يَده. وهو بفتح الميم وسكون الباءِ الموحّدة، كذا ضبطها الغَزِّى. . . وغيره. قالَ ابن طُولون فى سكردان الأخبار (¬2): (ابن المَبْرِدِ) بفتح الميم وسكون الباء الموحدة، كذا أملانى هذا النَّسب من لفظه وأنشدني: من يطلب التَّعريف عنى قد هُدى. . . فاسمِى يوسفُ وابنُ نَجل المَبْرِدِ وأَبى يُعَرفُ باسمِ سِبْطِ المُصْطَفَى. . . والجدُّ جَدّى قد حَذَاهُ بأَحْمَدِ . . . . إلخ، وهى طويلة. ¬

_ (¬1) النعت الأكمل: 67. (¬2) السحب الوابلة: 319.

مولده

مولده: اختُلف فى سنة ميلاده: فذكر السَّخاوى (¬1) أن مولدَه سنةَ بضعٍ وأربعين، وقالَ الشطِّى (¬2): ولد سنة (841 هـ)، وذكر ابن العماد (¬3) أن مولده فى دمشق فى غرّة المُحرم سنة (840 هـ)، وكذا قال الغَزى (¬4)، وقال ابنُ الملا (¬5): ولد كما أخبر به فى سَلخ سنة (840 هـ) وكذا نقل جارُ الله بن فهدٍ عن النُّعيمى قال: "وبه جَزَمَ محيى الدين النُّعيمى فى تاريخه العنوان" (¬6)، ولعل هذا هو الأقرب إلى الصَّواب، وبه أيضًا جَزم تلميذه ابنُ طولون الدّمشقى قال: "مولده بالسَّهمِ الأعلى بصالحيةِ دمشق سلخ سنة (840 هـ) ". طلبه العلم ومشايخه: تعلم مبادئ القراءة فى الكتاتيب كغيره من أبناء عصره وتفقَّه بأبيه وجدّه، ثم عكفَ على طلبِ العلم فقرأ القُرآن العظيم على جماعة من شيوخ عصره منهم: الشيخ أحمد المصرى الحَنبلى، والشيخ أحمد العَسْكَرِىّ والشيخ عُمر العَسْكَرِىّ، والشيخ أحمد الصَّفَدِىّ، والشيخ زين الدين عبد الرحمن بن الحبَّال، قال عنه فى كتابه هذا (¬7): "قرأتُ عليه ¬

_ (¬1) الضوء اللامع: 10/ 308. (¬2) مختصر طبقات الحنابلة: 74. (¬3) شذرات الذهب: 8/ 43. (¬4) الكواكب السائرة: 1/ 316. (¬5) متعة الأذهان: 108. (¬6) السحب الوابلة: 319. (¬7) الترجمة رقم: 69.

القرآن. . ." وقالَ: "سمعتُهُ يقول: حصل لى ما لا يحصُلُ لأحدٍ صعدت على ظهر بيتِ الله كتبتُ عليه جزءًا من القرآن ابتداء مصحف. وهذا المُصحف قرأتُ فيه". وقرأ عليه "المُقنع" و "البُخارى" و "مُسلم" و "أربعين ابن الجَزَرِىّ". . . وغير ذلك. وأقبل على طلب العلم وأجهد نفسه فى تحصيله ورحل إليه مرارًا ففى ترجمة حسن بن على بن عبيد المرداوى قال الغزى (¬1): "رحل مع الجمال ابن المبرد إلى بَعْلَبَك. . . ". فقرأ الفقهَ والحديثَ وغيرهما فحفظَ أصولها وقرأهَا على مشاهير عُلماءِ عصره. قالَ ابن حُمَيْدٍ (¬2): "حفظ القرآن" و "المُقنع" و "الطُّوفى فى الأُصول" و "ألفية ابن مالك" ورحل إلى بعلبك. . . وقرأ ثَمَّت "صحيح البُخارى" و "مسند الحُميدى" و "المُنتخب لعبد بن حُميد" و "مسند الدَّارمِى"، وتفقَّه بالشيخ تقى الدين بن قُندس ثم صَرَفَ همته إلى علم الحَديث فأخذَ عن غالبِ مشايخِ الشَّاميين وأجاز له خلقٌ. . . .". ومن شيوخه الذين أفاد منهم وذكرهم فى كتابه هذا: أحمد البغدادى الإمام قال (¬3): "ولى منه إجازة"، وعثمان التّليلى قال (¬4): "قرأَت عليه جزء المنتقى من مسند الِإمام أحمد ومواضع من كتاب "المقنع". ¬

_ (¬1) النعت الأكمل: 89. (¬2) السحب الوابلة: 320. (¬3) الترجمة رقم: 4. (¬4) الترجمة رقم: 87.

والِإمام الفقيه الشهير على بن سليمان المرداوى علاء الدين صاحب "الِإنصاف" قال (¬1): "قرأت عليه غالب "المقنع" حلا وغالب الطوفى". وأحمد بن عبادة قال (¬2) فى ترجمة أخيه: على بن عبادة "أخو شيخنا شهاب الدين المتقدم ذكره". وعمر اللؤلؤى قال (¬3): "قرأت عليه "ثلاثيات البخارى" و "الزهد" للإِمام أحمد و "مسند عبد بن حميد". . . وغير ذلك". وناصر الدين بن زريق (محمد بن أبى بكر بن عبد الرحمن) قال (¬4): "شيخنا، قرأت عليه أشياء. . . . ". ومحمد بن محمد بن على السلمى قال (¬5): "قرأت عليه جزءًا". ومحمد بن عبد الله الصَّفى قال (¬6): "شيخنا الِإمام العلامة الزَّاهد القُدوة، قرأت عليه "جزءَ الجُمعة الثانى" و "ثلاثيات البخارى". . . . وغير ذلك، وأجاز لنا غير مرة". . . وغيرهم. ومن أبرز شيوخه أيضًا تقى الدين الجُراعى (ت 883 هـ)، وتقى الدين ابن قندس (ت 861 هـ) (¬7)، وشهاب الدين بن زيد ¬

_ (¬1) الترجمة رقم: 109. (¬2) الترجمة رقم: 115. (¬3) الترجمة رقم: 117. (¬4) الترجمة رقم: 142. (¬5) الترجمة رقم: 189. (¬6) الترجمة رقم: 192. (¬7) السحب: 319.

(ت 870 هـ)، ومحمد العسكرى، والقاضى برهان الدين بن مفلح (ت 884 هـ)، وبرهان الدين الزُّرعى. قال الغزى (¬1): "وأخذ الحديث عن خلائق من أصحاب ابن حجر العسقلانى، وابن العراقى، وابن البالسى، والجمال ابن الحرستانى، والصلاح ابن أبى عمرو، وابن ناصر الدين. وأجاز له من مصر شيخ الِإسلام قاضى القضاة أبو الفضل ابن حَجَر العَسْقَلانى، والتّقى الشُّمنى، والشهاب الحِجَازى، والبرهان البَعلى، وأبو عبد الله بن فَهْدٍ، والشيخ قاسم بن قُطْلُوبَغَا المصرى والجمال ابن ناظِر الصَّاحِبَة، ومن مشايخه: النِّظام ابن مُفلح، وأبو عبد الله بن جوارش، والبُرهان البَّاعونى، وأبو الفرج بن خليل وأبو العباس بن شَريفة، وأبو العباس الفُولاذى، وأبو العباس بن هِلالٍ، وفاطمة بنت الحَرَسْتانى (¬2). وأخذ عن غير هؤلاء كثير جدًا رجالًا ونساءً، والمتتبع لأسانيده فى مؤلفات يظفُر بأعدادٍ كبيرةٍ من العلماء قرأ عليهم ابن عبد الهادى أو أجازوه أو أفادَ منهم. وقد ألف ثلاثة معاجم كبيرًا ووسطًا وصغيرًا ضمّنها أسماءَ شُيُوخه، كما ألف تِلميذه ابن طُولون الدِّمشقى مجلدًا حافلًا فى ترجمته سماه: "الهادى إلى ترجمة يوسف بن عبد الهادى" (¬3). ¬

_ (¬1) النعت الأكمل: 68. (¬2) ذكرهم جميعا ابن حميد فى السحب الوابلة: 320. (¬3) شذرات الذهب: 8/ 43.

رحلاته فى طلب العلم

رحلاته فى طلب العلم: تعلم ابن عبد الهادى فى صالحية دمشق وارتحل إلى بعلبك وهذه المدينة تُعتبر بعد الصَّالحية بدمشق من أكثر مراكز الحنابلة ازدهارًا بالعلم والعلماء فى تلك الفترة. جاء فى ترجمته (¬1): "ورحل إلى بعلبك فقرأ بها على أبى حفص ابن السّليمى وخلقٌ من أصحاب ابن الرَّعبوب، وقرأ تتمة "صحيح البخارى"، و "مسند الحميدى"، و "المنتخب لعبد بن حميد" و "مسند الدارمى"، وتفقه بالشيخ تقى الدين ابن قندس. . .". جاء فى ترجمة (بدر الدين حسن المَرْدَاوِىّ ت 910 هـ) فى النَّعت الأكمل (¬2): "رحلَ إلى بعلبَكَّ مع ابن المبرد"، وقال: "ولما رحل إلى بعلبك صحبه الجمال ابن المبرد سمع بها غالب مسموعاته". وفى الضوء اللَّامع (¬3): "أنه حج سنة (98 هـ). ووصفه تِلميذه ابن طُولون (¬4) بـ "الرحلة". ولم أجد من المعلومات ما يفيد بكثرة رحلاته، ولا أدرى هل دخل مصر - التى هى من أكبر مراكز الحضارة فى ذلك الوقت - أو لا ويفيد قول المؤرخين: "وأجازه من مصر. . . "، أنه لم يدخلها ولم يقرأ على علمائها؛ لأن الِإجازة قد تحصل بالمكاتبة. ¬

_ (¬1) السحب الوابلة: 320. (¬2) النعت الأكمل: 74، 77. (¬3) الضوء اللامع: 10/ 308. (¬4) السحب الوابلة: 319.

ثناء العلماء عليه

ثناء العلماء عليه: أثنى عليه كثير من العلماء الذين عرفوه، وقدروه قدره وأنزلوه منزلته، سواء أكانوا من تلاميذه الذين جالسوه وعرفوه عن قرب، أم من أفاضل المؤرخين الذين رووا أخباره، ووقفوا على آثاره، ونهلوا من معينه، وشاهدوا من مؤلفاته ما يدل على علمٍ وفضلٍ وصدقٍ وإخلاصٍ وتَفَانٍ فى النّصحية لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، فقد حرص ابن عبد الهادى على وصل حلقات العلم كما تلقاها عن العلماء من شيوخه، ومنْ بَعْدِهِ قامَ به المخلصون من العلماء حتى وصل إلى عصرنا صافيًا نقيًا لَا تَشوبه الشَّوائب، وذلك بفضل الله ثم بفضل المخلصين من أهل العلم أمثال ابن عبد الهادى رحمه الله الذى "أجمعت الأمة على تقدمه وإمامته وأطبقت الأئمة على فضله وجلالته" (¬1). وصفه تلميذه شمس الدين محمد بن على بن أحمد بن طولون الدمشقى (ت 944 هـ) (¬2) - وهى مؤلف سيرته - بـ "الشيخ الِإمام علم الأعلام المحدّث الرُّحَلَة العلَّامة الفهَّامة العالم العامل المنتقى الفاضل جمالِ الدين أبِي المحاسن وأبى عمر. . . . ". ووصفه عبد القادر بن محمد بن عمر النُّعيمى محيى الدين الدمشقى (ت 297 هـ) (¬3) بـ "الشيخ العالم المصنف المحدث". ¬

_ (¬1) مختصر طبقات الحنابلة للشطى: 74. (¬2) السحب الوابلة: 309، نقلا عن سكردان الأخبار لابن طولون. (¬3) السحب الوابلة: 309، نقلا عن جار الله بن فهد الهاشمى عن عنوان الزمان للنعيمى (مخطوط).

ووصفه محمد بن أحمد نجم الدين الغَيطى (ت 981 هـ) (¬1) بـ "الحافظ". وقال محمد بن محمد نجم الدين الغَزِّى (ت 1061 هـ) (¬2) "الشيخُ الِإمامُ العلامةُ المصنِّفُ المحدث". ووصفه الِإمام عبد الحي بن العماد الحنبلى (ت 1089 هـ) (¬3) بقوله: "كان إمامًا علَّامةً يغلبُ عليه الحديثُ والفقهُ، يشارك فى النَّحوِ والتَّصريف والتَّصوف والتَّفسير. . . ثم قالَ: درَّس وأفتى. . . ". وقال محمد بن محمد كمال الدين الغَزِّى (ت 1214 هـ) (¬4) "هو الشيخ الِإمام العلَّامة الهُمام، نخبةُ المحدثين، عمدةُ الحفاظ المسندين بقيةُ السَّلف، قدوةُ الخلفِ. كانَ جبلًا منِ جبالِ العلمِ وِفردًا من أفرادِ العالمِ، عديمَ النظيرِ فى التَّحريرِ والتَّقريرِ آيةَ عُظمى وحجَّةَ من حججِ الِإسلام كُبرى بحرٌ لا يُلحق له قرارٌ، وبرُّ لا يشق له غبارٌ، أعجبوةُ عصرِه فى الفُنون، ونادِرَةُ دهرِهِ، الذى لم تسمَح بمثله السنون. . .". كما أثنى عليه الكَتَّانى - رحمه الله - بقوله: "هو الحافظ جمال الدين. . . ثم قال: من أعيان محدثي القرن العاشر المشهورين بكثرة التَّصنيف وسعة الرواية". ¬

_ (¬1) له مشيخة جيدة (مخطوطة) لم أطلع عليها بعد. والنص من فهرس الفهارس: 1141 عنه. (¬2) الكواكب السائرة: 1/ 316. (¬3) شذرات الذهب: 8/ 43. (¬4) النعت الأكمل: 68.

مؤلفاته

وقال جَميل الشَّطى (¬1): "إمامًا جليلًا عالمًا نبيلًا أَفنى عمره بين علمٍ وعبادةٍ وتصنيفٍ وإفادةٍ". مؤلفاته: ألف ابن عبد الهادى فى فنون متعددة من العلم كتب الرسائل ونظم الشعر فى المناسبات الخاصة والعامة، ونظم بعض الفنون يعينه على ذلك ذكاؤه المفرط وقريحته الجيِّدة وسرعةُ حفظِه وكثرةُ كتابته وسرعةُ قلَمه فى الكتابة. قال ابن طولون (¬2): "وأقبل على التصنيف فى عدة فنون حتى بلغت أسماؤها مجلدًا رتبها على حروفِ المُعجم، وكان الغالب عليه فن الحَديث. قال السَّخاوى (¬3): "وبلغنى أنه خرَّج لخديجة بنت عبد الكريم "أربعين" وكذلك لغيرها، وعرف بالحديث فى بلده، مع كثرة التخريج فيه". قال الشطى (¬4): "غالب مؤلفاته أجزاء". ونقل جار الله بن فهد عن النُّعيمى (¬5) فى كتابه العنوان قوله: "وقد صنَّف كثيرًا من غيرِ تحريرٍ - انتهى -". ¬

_ (¬1) مختصر طبقات الحنابلة: 77. (¬2) السحب الوابلة: 319، فى النعت الأكمل: 69 قال: "وله من التصانيف ما يزيد على أربعماية مصنف وغالبها فى علم الحديث والسنن". (¬3) الضوء اللامع: 1/ 308. (¬4) مختصر طبقات الحنابلة: 77. (¬5) السحب الوابلة: 319.

ولكنَّ ابن حميد النَّجدى لم يرضَ بمثل هذا القول فقال معقبًا عليه. قلت: بل تصانيفه فى غاية التحرير. . . ." (¬1). وأرى أن أغلب مؤلفات ابن عبد الهادى بالصفة الذى ذكر النُّعيمى ينقصها التَّحريرُ والضَّبطُ والمُراجعةُ، فهى أشبه بمذكرات خاصة أو أصول (مسودات) لم تكتمل بعد. وكأن الإمام ابن عبد الهادى فى سباق مع الزَّمن يريد أن يصل إلى أكبرِ قدرٍ ممكن من المؤلفات، كثيرٌ من مؤلفاته نقولٌ وردودٌ وتخريجاتٌ حديثية ورسائل صغيرة. وكثرة مؤلفات ابن عبد الهادى من سمات عصره فهو فى عصر السيوطى (ت 911 هـ)، والسخاوى (ت 902 هـ)، والشيخ زكريا الأنصارى (ت 926 هـ)، ثم ابن كمال باشا (ت 940 هـ). . . وغيرهم ويمكن الجمع بين قول النُّعيمى وقول ابنِ حُميدٍ، وذلك أنه من خلال اطّلاعى على كثيرٍ من مؤلفات ابن عبد الهادى أقول: إن بعض مؤلفاته مراجعة متقنة محكمة التأليف مثل "مغنى ذوى الإفهام" و "التبيين. . ."، و "الدُّرُّ النَّقى"، و "الميرة فى حل مشكل السيرة" و "ثمار المقاصد". . . وغيرها. لكن كثيرًا من مؤلفاته أيضًا هى كما وصف النعيمى - رحمه الله - غير محررة ولا مراجعة؛ لأنه لم يفرغ لمراجعتها واستيفائها، فلعل ابن حُميد وقف على المحرر منها فظنها جميعا بهذه المثابة. ويحمل كلام النُّعيمى على أنه يقصد من غير تحرير فى غالبها. ومع كثرة مؤلفات ابن عبد الهادى لم يطبع منها إلا القليل جدا؟! ¬

_ (¬1) المصدر نفسه: 77.

وذلك راجع إلى: - أنه ترك بعض مؤلفاته مسودات لم تبيض فكثرت فيها الِإضافات والِإلحاقات فى جوانبها حتى صعب على الباحث إعادة كل نصٍّ إلى موضعه - أنه ترك بعض هذه المؤلفات ناقصة، فى داخلها بياضات كثيرةٌ يريد أن يملأها فلم تُتح له الفرصة فبقيت هذه المصنفات مبتورة. أو هى أجزاء بدأها من الأول فلم يتمها. - رداءة خط ابن عبد الهادى إلى درجة يتعذَّر معه قراءة بعض الجمل والعبارات مما جعل كثيرًا من النساخ لا يتجاسر على نسخها واستخراجها من خطه فبقيت بخطه إلى يومنا هذا. قال الشيخ جميل الشطى (¬1): "وكان كثير الكتابة سريع القلم قل من يحسن قراءة خطه لاشتباكه وعدم إعجامه". وقال ابنُ كنان فى كتابه الذى لخص فى تاريخ الصالحية لابن عبد الهادى (¬2): "وبعد فقد سنح بالبال تلخيص تاريخ الصالحية للإِمام الحافظ يوسف. . . بحسب ما أمكن من الاطلاع من خطه". ولعل الذى ألجأه إلى تلخيصه عدم قدرته على نسخه واستخراجه من خطِّه كاملا. ولا أستطيع أن أعرض نما هذه المقدمة الموجزة عن حياة الحافظ يوسف بن عبد الهادى - رحمه الله - بكل مؤلفاته أو أغلبها؛ لأن مثل ¬

_ (¬1) مختصر طبقات الحنابلة: 77. (¬2) مُقدمة المروج السُّندسيّة.

هذا الصنيع يحتاح إلى مؤلفٍ خاصٍّ لكثرةِ مؤلفاتِه وتشعُّبِها واختلاف فنونها. وقد كفانا هذه المهمة الأستاذ محمد أسعد طلس فعرض بعض مؤلفات ابن عبد الهادى عرضا جيدًا ذاكرًا أهم ما يحتاج إليه الباحث من التَّعريف بها فى مقدمة تحقيقه كتاب (ثمار المقاصد) للمؤلف المطبوع فى المعهد العلمى الفرنسى بدمشق بمطبعة مكتبة لبنان ببيروت سنة (1975 م) وقدّم إهداءه إلى العلامة الجليل محمد بك كرد على رئيس المجمع العلمى بدمشق آنذاك، وذلك فى 3 ذى القعدة سنة (1361 هـ، 1942 م). ثم قام الأستاذ صلاح محمد الخيمى مدير دائرة المخطوطات بدار الكتب الوطنية الظاهرية بدمشق بإعداد مقالة للتعريف بمؤلفات ابن عبد الهادى رتبها على حروف المعجم أولا، ثم أشار إلى الوجود منها وحدد مكان وجوده ونشر مقالته تلك فى مجلة معهد المخطوطات العربية الصادرة بالكويت فى رمضان سنة 1402 هـ (المجلد السادس والعشرون جـ: 2)، (ص: 775 - 812). وقد عرض لأخباره ومؤلفاته عرضا سريعا، معتذرا عن ذلك بأنه قام بدراسة وافية سيفردها بمؤلف يصف فيه مؤلفات ابن عبد الهادى التى تمتلكها دار الكتب الظاهرية؟! وأنه اختصر هذه المقالة منها. أرجو أن تتاح له الفرصة فى نشرها وأن لا يقتصر على مخطوطات الظاهرية فقط لتعم الفائدة منها فى سائر مؤلفات ابن عبد الهادى فى المكتبات العالمية.

المطبوع منها

ومن مؤلفات ابن عبد الهادى: المطبوع منها: - مغنى ذوى الأفهام طبع بمطبعة السُّنة المحمدية بالقاهرة بتحقيق فضيلة الشَّيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ 1391 هـ. - ثمار المقاصد فى ذكر المساجد كما أسلفنا. - برق الشام فى محاسن إقليم الشام، مجلة المشرق 1934 م. - كتاب فى الطباخة، مجلة المشرق 1937 م. - كتاب فى الحسبة، مجلة المشرق 1937. - الِإعانات على معرفة الحانات مجلة المشرق 1938 م. - نزهة الرقاق فى شرح حالة الأسواق مجلة المشرق 1939 م. وكلها بتحقيق حبيب الزيات. - كما نشر كتابه الدُّرة المُضِية والشجرة النبوية فى بولاق 1285 هـ، ونشرت - أخيرًا - بعض أجزائه ورسائله الحديثة. وأمَّا المخطوط فقد ألف فى الحديث: - التّخريج الصَّغير والتَّحبير الكبير. - العشرة من مرويات صالح بن الِإمام أحمد. - الصَّوت المُسمِع فى تخرج أحاديث المُقنِع. - والصوت الباسم فى تخرج أحاديث مختصر أبى القاسم. وألف فى الأربعين شيئًا كثيرًا: - منها تخرج أحاديث الأربعين النووية.

ألف فى رجال الحديث

- أربعون حديثًا اختارها فى مُسند أنس. - الأربعون المختارة من حديث ابن أبى عمر. - الأربعون المختارة من حديث شيخه النِّظَامُ. - الأربعون المختارة من حديث جابر. - الأربعون المسلسلة بالقول. - الأربعون المختارة من صحيح مُسلم. - الثلاثين التى عن الِإمام أحمد فى صحيح مُسلم. ألف فى رجال الحديث: - التَّبيين فى طبقات المحدثين المتقدمين والمتأخرين مجلدات. - الضَّبط والتَّبيين لذوى العاهات من المحدثين. - تلخيص توضيح المشتبه لابن حجر. - طبقات الحفاظ. ألف فى الفقه: - مغنى ذوى الأفهام عن الكتب الكثير فى الأحكام على المذاهب الأربعة. - جمع الجوامع فى الفقه: جمع فيه الكتب الكبار فى الفقه مثل "المغنى" و "الشرح الكبير"، و "الفروع". . . وغيرها. قال ابن طُولون: لو تم هذا الكتاب لبلغ ثلاثمائة مجلد عمل منه مائة وعشرين مجلدًا.

وألف فى التاريخ

- القواعد الكلية فى الضَّوابط الفقهية. - الزُّهور البهية فى شرح الفقهية. - مقبول المنقول فى علمى الجدل والأصول. - غاية السول إلى علم الأصول. - تحفة الوصول إلى علم الأصول. - الردُّ على من شدَّد وعسَّر فى جوازِ الأضحية بما تيسر. وألف فى التاريخ: - موسوعة من أيّام النُّبوة إلى زمنه أفرد تاريخ كلّ قرنٍ، ولعل من هذه الموسوعة: - المُطول لأهل القرن الأول. - والرِّياض اليانعة فى أعيان المائة التاسعة. - وشرع فى العاشرة وسماه "النُّجوم الزاهرة فى أعيان المائة العاشرة". ولم يتمه. - وترجم للعشرة المبشرين بالجنة، أفرد لكلِّ واحدٍ منهم كتابًا فى مناقبه منها: - مَحض الصَّواب فى مناقب عمر بن الخطاب. - مَحض الخَلاص فى مناقب سَعْد بن أبى وقاص. - مَحض الشِّيد فى مناقب سَعِيْد. . . - ألف فى مناقب الأئمة الأربعة وذكر فيها طبقات علمائهم منها: - إرشادُ السالك إلى مناقب مالك.

وألف فى النحو

- معجمُ الشافعية (الدُّرُّ النَّفيس فى أصحاب محمد بن إدريس). - العَطاءُ المعجل فى تراجم أصحاب الِإمام المبجل أحمد بن حنبل. - وألف كتابًا فى مناقب السُّلطان بايزيد العثمانى حماه: "التَّغْرِيد بمدحِ المَلِكِ السَّعيد". وألف فى النحو: - شرح ألفية ابن مالك. - ونظم شرحًا لملحة الأعراب. - الثمرة الرائقة فى علم العربية. وألف فى اللغة: - البيانُ لبديع خلق الِإنسان. - الدُّرُّ النَّقِىّ شرح بعض ألفاظ الخرقى. (لغة الفقهاء الحنابلة). - المِيْرة فى حل مشكل السيرة. - والاقتباس لحل سيرَة ابن سيِّد الناس. وألف فى الأدب والشِّعر: - رائق الأَخبار ولائق الحكايات والأشعار. - هدايا الأحباب وتحفة الِإخوان. - وقوعُ البلاء فى البُخل والبخلاء. - غِراسُ الآثار وثمار الأخبار.

وألف فى الطب مؤلفات كثيرة منها

وألف فى الطب مؤلفات كثيرة منها: - الفنون فى أدوية العيون. - هداية الِإخوان لمعرفة أدوية الآذان. - الِإتقان لمعرفة أدوية السرطان. - والِإتقان فى أدوية اللثة والأسنان. - والكمال فى أدوية الصدر والسعال. ومن مؤلفاته أيضا: - المشيخة الكبرى. - المشيخة الوسطى. - المشيخة الصغرى. - ومشيخة كمال الدين محمد بن حمزة الدِّمشقى. - ووفاء العهود بأخبار اليهود. - ومعجم الصنائع. - وفضائل الشام. - وإزالة الضجر باختصار مُعجم الدَّهر. - وعظيم المِنَّة بنُزَه الجنة. - وفضلُ السَّمر فى ترجمة ابن أبى عمر. - ولقط السُّنبل بأخبار البُلبل وهى زوجته. - وتخريح لا ترد يد لامس. - وإيضاح طرق السلامة فى بيان أحكام الولاية والِإمامة.

- كشف الغَطا بمحضِ الخَطا. - آداب الدعاء. - معارص الأنعام وفضل الشهور والصيام. - جمع الجيوش والدساكر على ابن عَسَاكر. - التَّمهيد فى الكلام على التوحيد. - رسالة فى فضل العلم. - الفتاوى الأحمدية. - إرشاد الفَتى إلى أحاديث الشِّتا. - الِإغراب فى أحكام الكلاب. - إخبار الِإخوان فى أحوال الجان. - إخبار الأذكياء. - وألف كتابا حافلًا فى تاريخ الصالحية. اختصره ابن كنان الدمشقى. وطبع المختصر. - الرسا فى الصالحات من النساء. - ذا اللِّواط وصاحبه. - الاختِيَار فى بيعِ العقار. إلى غير ذلك من المؤلفات ضمنها معاجم شيوخه وفهارسه الكبرى والوسطى والصغرى. ولابن عبد الهادى مكتبةٌ حافلةٌ فيها مئات الكُتب النادرة التى فهرسها بخط يده. ووصف بعض موجوداتها. وهذا الفهرس يعتبر وثيقة هامة لمعرفة الموجود فى القرن العاشر من كتب المتقدمين من الحنابلة بعد خراب بغداد.

وفاته

ومما ذكره من كتب حنابلة بغداد (شرح مختصر الخرقى لابن البناء (ت 471 هـ). ومنها كُتُبٌ بخط الذَّهبى وابن الجَوزى وابن رَجب وابن بَردس وابن القَيِّم وابن حَجَر. . . وغيرهم. كشفت هذه الفهرسة عن معلومات جِّيدةٍ نادرةٍ عن مصنفات كثير من العلماء لم نسمع بها من قبل. أوقف هذه المكتبة على أولاده كما وجد بخطه على الفهرست" (¬1) وقف كاتبه على نفسه، ثم على أولاده ثم أولادهم ثم على أنساله وأعقابهم من بعدهم على من ينتفع منهم من الحنابلة". وقال الشيخ الشطى (¬2): "وقد أوقف جميع كتبه على المدرسة العمرية وهى يومئذ آلاف مؤلفة". والغريب أنَّ تلميذَه الشمس ابن طولون اشترى عددًا من الكُتب التى كان يملكها المؤلف، وذلك من أحد أولاده (¬3). وفاته: توفى يوسف بن عبد الهادى - رحمه الله - بعد حياة حافلة بالعلم والتأليف والتعليم يوم الاثنين سادس عشر المحرم سنة (909 هـ)، ودفن بقاسيون وكانت جنازته حافلة (¬4). وجاء فى نسختى من (السحب الوابلة) وهى نسخة خدابخش: فى السادس من المحرم، والذى أظن أنها من سهو الناسخ. ¬

_ (¬1) مجلة معهد المخطوطات (مقالة الأستاذ صلاح الخيمى): 778. (¬2) مختصر طبقات الحنابلة: 77. (¬3) مجلة معهد المخطوطات (مقالة الأستاذ صلاح الخيمى): 806. (¬4) مختصر طبقات الحنابلة: 77.

شعره

شعره: خلف الِإمام ابن عبد الهادى آثارًا تدل على علمه وفضله وعلو همته ومشاركته فى العلوم الِإسلامية السائدة آنذاك، كما أن له مشاركات فى نظم الشعر فى المناسبات المختلفة، وقديما ضرب المثل برداءة شعر العلماء وبرودة نظم الفقهاء لأن الشعر يقوم على الصورة والخيال والمبالغة، والعلماء أبعد الناس عن ذلك، كما يقوم الشعر عن تصوير الخيال بصورة الحقيقة وطمس معالم الواقع حتى أن الشاعر إذا صور جمادا - وكان بارع التصوير - حوله إلى ناطق متكلم له روح وخواطر وعواطف. وقد نظم ابن عبد الهادى شعرًا كثيرًا فى مناسبات مختلفة إلا أن شعره لا يرقى إلى شعر الشعراء، لذا فإنه لا يسمى شاعرًا، وإنما هو عالمٌ له مشاركةٌ فى نظمِ الشِّعر ولا تدخل منظوماته التى وضعها فى نظم العلوم فى شعره لخلوها من العواطف والخيال الذى هو لب الشعر وروحه. ومن شعر ابن عبد الهادى يمدح السلطان محمد وابنه بايزيد العثمانيين (¬1): زمانٌ قد تشرَّف بالسَّعِيْدِ. . . فمهما شئتَ قُلْ لأبى يَزِيْد إمامٌ ليس يُشبهه إمامٌ. . . ومنه الجُود يظهرُ بالمزيدِ شَريفٌ بالمكارِمِ لا يُضاهَى. . . عَفِيْفٌ فى الحُدورِ وفى الصُّعودِ وقال لهما (¬2): جاهِدْ بعزْمِكَ فى البِلادِ ونَادِ. . . وابرُزْ إليهم صارخًا فى النَّادِى واشدُد بحزبِ الله والجيش الذى. . . قَدْ زَانَهُ الجبَّارُ بالِإسْعَادِ جيشُ السعادَةِ والأمانَةِ والتُّقَى. . . لا يَرهَبُون من العَدوِّ العادى ¬

_ (¬1) عن كتابه التَّغريد بمدح المَلِك السَّعيد، ينظر: ثمار المقاصد: 33. (¬2) عن كتابه التَّغريد بمدح الملك السعيد، ينظر: ثمار المقاصد: 33.

وقالَ عندَ موت والده وبعض أولاده قصيدةً طويلةً منها (1): لا عدتُ من بعدِ الأحبة أَفرح ... بل صرتُ منهم كلَّ حينِ أُجرحُ قد كنتُ فيهم برهةً مُتَنَعِّمًا ... والقلب منى فى رباهم يصدح من كانَ يَسْلُو عن حَبِيْبٍ فى الهَوى ... فأنَا الذى بِفُؤادِهِ لا يَنْدَحُ إن حلَّ قَتْلى فى هواكُم فاقتُلوا ... فالعَبدُ عنكم - سَادَتِى - لا يَبْرَحُ وقال عند توجه الحجاج إلى الدّيار المقدسة قصيدة طويلة هذه مختارات منها (¬1): يا سائِرين وناظِرى يتطلَّعُ ... رفقًا علىَّ فإِنّنى أَتَصَدَّعُ اضْرَمتُمُوا نارَ الغَرامِ بمُهْجَتِى ... وتركتُمُوا العبدَ الغريب مُضيّعُ قَلبى تَفَتَّتَ قد رَحَلْتُم سادَتى ... فتُرى تُرى يا سادتى هَلْ نَرْجِعُ فمتَى أَرانى بالعَقِيق مُخَيِّمًا ... ومتَى أرانى بالنَّقَا أتَلَمَّعُ ومتَى أَرى فى طيبه لىَ طَيْبَةً ... ومتَى أرى سَلْعًا وعَيْنِى تَدْمَعُ وأرى ثَنِيَّاتِ الوَدَاعِ وأنسَها ... وأرى المآذِنَ والشَّعاع يُشَعْشِعُ وأَزور روضًا بالكَمَال محمّلا ... وأُنادِ قومًا بالمَقَامِ وأضرعُ وجاء فى مقدمة كتاب: "معارفِ الأنعام. . . ." (¬2): سلامٌ على الرحمن كلّ أوانِ ... على خَيْرِ شهرٍ [قد] مَضَى وَزَمَانِ سلامٌ على شَهْرِ الصِّيامِ فإِنَّه ... أمانٌ من الرَّحمن أَىُّ أَمَانِ لئن فَنِيَت أَيَّامُهُ الغُرُّ بغتَةً ... فما الحُزن من قَلبى عليه بِفَانى ¬

_ (¬1) مجلة معهد المخطوطات (مقالة الأستاذ صلاح الخيمى): 807، عن كتاب لابن طولون جمع فيه نوادر وأخبار وأشعار. (¬2) عن ثمار المقاصد: 20.

تلاميذه

وأورد فى بعض مؤلفاتِه أشعارًا كثيرةً له، كما أورد له تلميذه ابن طُولون فى مجاميعه الشّعرية له أشعارًا أخرى ولعلَّ المتتبع لها يظفر بمجموعة جيِّدة من شعره تجعل الباحث يتمكن من دراستها والحكم على شاعريته من خلالها. تلاميذه: لم تذكر كتب الرجال والطبقات التى وقفت عليها شيئا عن تلاميذ ابن عبد الهادى ولم يذكر منهم إلا الِإمام شمس الدين ابن طولون مؤلف سيرته. وعند الرجوع إلى بعض مؤلفاته وسير العلماء الذين عاشوا بعده، وأدكرا عصره، وجدت أسماء بعض العلماء الذين أفادوا من ابن عبد الهادى وتتلمذوا عليه. وكانت من عادة ابن عبد الهادى أن يَجْمَعَ أولادَه ونساءَه وأقاربه فى بيته بالسَّهم الأعلى من الصَّالحية، ويقرأ عليهم مؤلفاتِه ويجيزَهم بها كبارًا وصغارًا حتى خَدَمَهُ وممالِيْكَهُ، ويثبتُ ذلك على الكِتاب بخطِّه، حتى ذكر فى كتابه: "غِراس الآثار. . . " (¬1) أن ابنه حَسَن سمع منه الكتاب وقال: وجعل يَنَام فى بعضه. . .". وقد قرأ على نسائِهِ وأولادِهِ كتابه المؤلف فى "ذمِّ اللواط" (¬2) ولم يتحرج من ذلك ممتثلا "لا حياءَ فى الدين". ومن تلاميذه: 1 - شمس الدين محمد بن أحمد بن طُولون الدمشقى الشافعى (ت 944 هـ). ¬

_ (¬1) نسخة الظاهرية التى بخطه رقم (3193). (¬2) نسخة الظاهرية التى بخطه رقم (3215/ 1).

2 - أحمد بن محمد شهاب الدين المَرداوى الشهير بـ"ابن الديوان" الحَنْبَلِىّ (ت 940 هـ). ذكره الغزى (¬1)، قال: "وأخذ علم الحديث عن الجمال يوسف بن المبرد. . . وغيره". 3 - حسن بن على الماتانى الدمشقى الصالحى الحنبلى (ت 923 هـ). ذكره ابن العماد (¬2) فى سياق سنده للحديث المسلسل بالحنابلة والذى يقال له: "سلسلة الذَّهب" جاء فيه: ". . . عن النجم الماتانى عن أبى المحاسن يوسف بن عبد الهادى. . . ". 4 - أحمد بن عُثمان الحَورافى القَنَواتى. 5 - مُفلِح بن مُفلِح المَرداوى. 6 - موسى بن عِمْران الجَمَاعِيْلى. قرأ عليه هؤلاء الثَّلاثة كتابه: "معارف الأنعام فى فضل الشُّهور والصيام" (¬3) وأجازهم بروايته عنه. 7 - شهاب الدين السَّهْرَوَرْدِىُّ. أجازه بكتابه: "وقوع البَلاء فى البُخل والبخلاء" (¬4). 8 - أحمد بن يحيى بن عَطْوة النَّجدى الدِّمشقى (ت 948 هـ). كان محبًا للعلم مجتهدًا فى تحصيله، محصلًا لنوادر ¬

_ (¬1) النعت الأكمل: 106. (¬2) شذرات الذهب: 5/ 415، عن ثمار المقاصد: 14 (المقدمة). (¬3) نسخة الظاهرية رقم: (1463). (¬4) نسخة الظاهرية رقم: (3211).

الكتب، من كُتُبِ ابن عبد الهادى. . . وغيره فى المكتبة العُمرية أوقفها قُبيل وفاته. جاء فى ترجمته فى كتابنا هذا (¬1): "قرأ علىَّ فى الفقه من أصول ابنِ اللَّحام. . . وغير ذلك". 9 - أحمد النَّجْدِىُّ. . .؟ قال فى كتابنا هذا (¬2): "قرأ على "المُقنع". . . وغيره. 10 - فَضْلُ بن عيسى النَّجْدىُّ (ت 882 هـ). قال فى كتابنا هذا (¬3): "صاحبُنا قرأ على "المُقنع". . . وغيره، ذا دين وفضلٍ كاسمه". ومن خلال سماعات الكتب أيضا سمع عليه أخوه. 11 - أبو بكر بن حسن بن أحمد بن عبد الهادى. 12 - وأخوه أيضًا أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادى. سمعا عليه كتابه "معارف الأنعام. . . " سنة 857 هـ (¬4). 13 - ولد ابن عمه عمر. سمع عليه "غراس الآثار. . . " (¬5). هؤلاء هم بعض تلاميذه بالإضافة إلى أولاده وزوجاته، والمتتبع لآثاره من كتبه والكتب التى كان يمتَلكها - وهى كثيرة جدًّا فى الظاهرية ¬

_ (¬1) الترجمة: 12. (¬2) الترجمة: 13. (¬3) الترجمة: 128. (¬4) نسخة الظاهرية بخطه رقم: (1463). (¬5) نسخة الظاهرية بخطه رقم: (1463).

أسرته

وغيرها - يجد مجموعات كبيرة من العُلماء والطُّلاب الذين أجازَهم ابن عبد الهادى سواءً بالقراءةِ عليه قراءة فهمٍ وتدبُّرٍ أو بإِجازة عامةٍ أو خاصةٍ على شَرطها عند أهل الفن. أسرته: ابن عبد الهادى من أسرةٍ عريقَةٍ ذاتِ جُذُورٍ راسخةٍ بشرفَىْ العِلْم والنَّسب. فهو يَنتمى إلى المَقادسة (آل قدامة بن مِقدام) فآل عبد الهادى من آل قدامة، وجدُّه الأعلى محمد بن قدامة بن نصر هو أخو الشيخ أحمد بن قُدامة بن نصر، والد الِإمام موفق الدين. وهؤلاء وأولئك أسرٌ علميةٌ متعددةٌ تولَّوُا القَضَاءَ والتَّدريس والفَتوى وأفادوا الناسَ وحَمَلُوا مشعلَ الحَضَارة فى بلادِ الشَّام وغيرها دهرًا وارتحل إليهم الطلابُ من عامةِ بلادِ الشام والعراق والحجازِ واليمنِ ومصرَ، واشتَهَرُوا بخدمةِ الكتاب والسنةِ، وكثرت تآليفهم الجيدة النافعة. وتنتمى هذه الأُسرة إلى سيِّدنا أميرِ المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فهم من ولد عبد الله بن عُمر، استقرت هذه الأسرة فى بيت المقدس من فلسطين ثم انتقلت أيام الحُروب الصليبيَّة إلى دمشق، وسكنت الصَّالحية بعد مقاومتهم الصَّليبيين وتهديد الصَّليبيين لهم بالقتل (¬1) فهاجَرُوا خفيةً فتكاثَرُوا فيها. إذًا فأسرةُ الشيخ يوسف بن عبد الهادى تَنتمى إلى بيتٍ عريق فى الدّين والعلمِ والصَّلاح والزُّهد والوَرَع، كما تَنْتَمى إلى أرومةٍ عربيةٍ قُرشيةٍ، فهو عُمرىٌّ عَدَوِىٌّ فحصلَ له شرفُ العلمِ وشرفُ النَّسب. ¬

_ (¬1) القلائد الجوهرية: 68.

وكان والدُه وجدُّهُ وبعض أعمامه وإخوانه من أهل العلم، وقد ترجمهم فى كتابنا هذا. ومن خلال مطالعاتى لمؤلفات ابن عبد الهادى تبين لى أنه كان يقرأ على أهلِ بيتهِ مصنفاته ويثبت ذلك بخطٍّ يده عليها بسماعهم منه وإجازته لهم بروايتها عنه على شرطِها عند أهلِ الفَنِّ. فتعرفت على جملة من أهل بيته، وعرفنا أنه كانَ مُتزوِّجًا بأكثر من واحدةٍ، وأنَّه كان يَجمع نساءَه فى بيتٍ واحدٍ لاسيما عند القراءةِ عَليه، وعرفْنَا أن لَه أولادًا ذكورًا وإناثًا. فله زوجة تدبر بُلبل بنت عبد الله من خيرةِ النِّساء أسمعها أكثرَ مصنَّفاته، وله قصةٌ طريفةٌ ذكرها فى كتاب (لقط السنبل فى أخبار البلبل) (¬1) الذى صنفه لأجلها. والثانية اسمها جوهرة بنت عبد الله الحُسينية، وله منها أولاده عبد الهادى بن يوسف وهو البكر، والحسن، وعبد الله. ومن بناته: فاطمة وعائشة. وبلبلُ هى أمُّ الحَسَن، ولعلها هى أمُّ عبد الهادى وعائشة. والجوهرة هى أمُّ عبد الله وفاطمة. ولعل له أولادًا غيرَ هؤلاء ولم أحاوِل الاستقصاء. وله مولاةٌ تُدعى حلوة، ععت منه فى مجلسه كثير من مؤلفاته وأجازها. ¬

_ (¬1) تفضل عليّ أخي نظام يَعقوبى بنسخة من هذا الكتاب وغيره من مؤلفات ابن عبد الهادى جزاه الله عنى خيرا وقد أودعته فى مكتبة مركز البحث العلمى بجامعة أم القرى، وينظر: (ثمار المقاصد).

نشأة المذهب الحنبلى

نشأة المذهب الحنبلى: الحديث عن الِإمام أحمد بن حنبل يعودُ بنا إلى تذكرة الأجيال الماضية، إلى تاريخِ طويلٍ مضى بمُعطياته السَّلبية والِإيجابية لا نستطيع استعراضه بمثل هذه العُجالة. ولعلَّ سببَ شهرةِ الِإمامِ أحمدَ ترجعُ إلى زُهده وورعه ودينه وخُلقه وثباته على الحق ودفاعه عنه وحرصِه على طلب العلم فقد كان آية فى حفظِ أحاديث النَّبى - صلى الله عليه وسلم -، قالَ أبو زرعة الرَّازِى (¬1): "حَزَرْنَا حفظ أحمد بن حنبل بالمذاكرة على سبعمائة ألف حديث"، وفى لفظ آخر قال أبو زرعة الرازى: "كان أحمد يحفظ ألف ألف، فقيل له ما يدريك؟ قال: ذاكزله فأخذت عليه الأبواب". وقال الشافعى لِإمامنا أحمد يومًا (¬2): "أنتم أعلم بالحديث والرِّجال فإذَا كان الحديثُ الصَّحيحُ فأعلمونى إن شاء أن يكون كوفيًا أو شاءَ شاميًا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحًا". وقد امتُحن المسلمون فى زمنه بفتنة القول بخلق القرآن فثبتَ الِإمام أحمد على الحقّ فأوذى فى ذلك فصبر، وفرح بذلك أعداؤهُ فاستعدوا عليه السلطان فسُجن ثم جُلد فى مشهدٍ من النّاس، ولثباته - فى الحق - على هذه الأحداث الجسام. قال علىّ ابنُ المدينى (¬3): "أَيَّد الله هذا الدّين برجلين لا ثالثَ لهما أبو بكرِ الصديق يومَ الرِّدة، وأحمدُ بن حَنبل يومَ المِحْنَةَ". ¬

_ (¬1) طبقات الحنابلة: 1/ 6. (¬2) طبقات الحنابلة: 1/ 6. (¬3) طبقات الحنابلة: 1/ 13.

أعزَّ الله به الِإسلام ونصَره كبتَ أعداءَه، فظهرَ الحقُّ وعلا صوته وارتفعت راية التوحيد، وخمدت نار الفتنة أو كادت، بسبب توفيق الله له فى ثباته وإيمانه ودفاعه عن عقيدة أهل السُّنة أمام زيغ المعتزلة، وجحد الملاحدة وأعداء الِإسلام الذين حاولوا - جاهدين - طمسَ معالم التَّوحيد - {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (¬1) -. وبعد هذا التَّوفيق الِإلهى انبرَى ثُلَّةٌ من أصحابِ الِإمام لشرحِ معالمِ العَقيدةِ الحَقّةِ المأخوذَةِ من ظاهرِ الكتابِ وصحيحِ السُّنَّةِ الثَّابتة عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ودونوا عن الِإمام آراءه وأقواله ونسخوا عنه مسائِلَه الفقهية ومؤلفَاته فى الرِّجال والحَدِيْثِ والتَّفسير، ورَوُوْا عنه من الآثارِ والأخبار والفَتَاوَى وجَمعوها وتَدارسوها. وصارَت اجتهاداتُ الِإمام وآراؤُه فى الفِقه والعقيدة مذهبًا يُحتذى، ونَقَلَها تلامِيْذُهُ لمَنْ بَعْدَهُم حتَّى قيلَ إن الِإمام أبا بكر الخَلاّل (ت 311 هـ) وهو من تَلاميذ التَّلاميذ للإِمام أحمد (¬2) "رحل إلى أقاصى البِلاد فى جمعِ مسائِل أحمد" وسماعها ممن سَمِعَها من أحمد، وممن سمعها ممن سمعها من أحمد فنالَ منها وسبقَ منها إلى ما لم يسبقه إليه سابق ولم يَلْحَقْهُ بعد لاحِقٌ". وتعاقبت الأجيال بعد ذلك واقتدوا به، ومضوا على سَنَنِهِ فعوَّلُوا فى علمهم علَيه، ونسِبُوا فى مَذهبهم إليه، فسمُّوا بـ "الحَنَابِلَة" فأصبح مذهبهم أحدَ المذاهب الأربعة. ¬

_ (¬1) سورة إبراهيم: آية: 28. (¬2) طبقات الحنابلة: 2/ 13.

التأليف فى علم معرفة الرجال

وكانت عنايَتُهُم بالحديثِ ورجالِهِ ومعرفةِ طُرُقه ظاهرةٌ جليةٌ اقتداءً بإمامهم، وكانَ دفاعُهُم عن العَقيدة وثباتُهم على الحَقّ وصَبرُهم وجَلَدُهُم فى مقاوَمَةِ البِدَعِ مثلٌ يُحتَذَى. التأليف فى علم معرفة الرجال: ولما كان علمُ معرفة الرجال وذكرُ سيرِهم وأخبارهم من العلوم التى نشأت لخدمةِ السُّنةِ النَّبوية المطهرة أولاه علماء المسلَمين عنايةً خاصةً فظهرت كُتُب معاجم الصحابة والتابعين وتواريخهم وأخبارهم، سَجَّلوا فيها كل من ثَبَتَ له صُحَبَةٌ للنَّبى - صلى الله عليه وسلم - ثم كُتُبُ "عِلَلِ الرِّجال" أو كُتُبُ "الجَرح والتَّعديل" لتَوثيق مَنْ صحّت روايته، ولا يكون موثقًا إلا إذا عُرفت سيرته وحياته فأولى علماءُ الحديث هذا الجانب عنايةً تامةً، وأبدعوا فى معرفة أخبارِ الرِّجال وسيرِهم ووصلوا بهذا العِلم إلى منزلة لم يبلغها أحد تَقَدَّمهم من الأم السابقة. وتعددت طرق التأليف فيه وتشعَّبت إلى أقسامٍ كثيرةٍ. فمن كتب "الجرح والتعديل" كتب "معرفة الثقات" إلى الاهتمام بالمواليد والوفيات للرواة ليعلم السابق من اللاحق إذا اتحدت أسماء المُحدثين، أو تَشابهت أنسابهم، كما ألَّفوا كُتُبَ "الأنسابِ" و "الألقابِ" و "الكُنى" و "المُؤتلف والمُختلف". . . وذكر كلّه خدمةً لعلمِ الرِّواية لكى لا تتداخل روايةُ موثَّقٍ بروايةِ مطعونٍ فى توثيقِهِ إذا اتفقا فى اسمٍ أو كنيةٍ أو لقبٍ أو نسبةٍ. . . ومن هذا الفن إلى تواريخ المُدن فألفوا فى ترَاجم أهل بغدادَ ودمشقَ والقاهرةَ ومكةَ والمدينةَ وبيتَ المقدس وحلبَ ومروَ ونَيسابورَ وخوارزمَ وقِزْوينَ والمَوصلَ وغَرْنَاطَةَ وإشبيليَّةَ وقُرطبةَ وأهلِ جزيرَةِ الأندلسِ بعامةٍ وأهل صقلية .. . وغير ذلك.

التأليف فى طبقات الفقهاء

ومن هذا الفنِّ معاجمِ الشُّيوخ، فكثير من العلماء يدون أسماء شيوخه ومروياته عنهم، وكثيرًا ما يكون المُعجم حافلًا فيه من الأَخبارِ والرجالِ وأسماءِ الكُتُبِ والأسانيد ما لم يَرد فى غير من الفَوائد العلمية. ويلحق بهذا الفن كُتُبُ الرحلات، وهى أشبَهُ بالمعاجم إلا أنها أكثرُ تفصيلًا فى وصفِ مجالس العلمِ. ووصفِ معالمِ الطريقِ، وهى أشبهُ بالمذكرات اليومية. كما يلحق به تراجم رجالِ العَمر سواءً كانُوا شيوخا أو لم يكونوا كذلك. ومن هذا الفن طبقاتُ العلماء على اختلاف تخصصاتهم فلأهل التَّفسير طبقات وللقُراء صبقات وللمُحَدِّثين طبقات وللفُقهاء طبقات وللنَّحْوِيين طبقات وللشُّعراء طبقات وللأطباء والحُكماء وحتى ذوو العاهات ألفوا فى تراجمهم مؤلفات خاصةً مثل كتاب "الشعور بالعور" ترجم فيه لكلِّ من كان أعور، وكتاب "نكت الهيمان فى نكت العميان" وهما لصَلاحِ الدّين الصَّفَدِىّ. التأليف فى طبقات الفقهاء: وألف أهل كل مذهب فى مناقب إمامهم وفى طبقات أصحابه فألف أصحاب الِإمام أبى حنيفة (ت 150 هـ) فى مناقب الِإمام كتبا منها: - مناقب أبى حنيفة لأبى جعفر الطحاوى (ت 321 هـ). - مناقب أبى حنيفة لأبى عبد الله حسين بن على الصَّيْمَرِىِّ (ت 436 هـ).

- وشقائق النُّعمان فى مناقب التُّعمان للزَّمَخْشَرِيِّ (ت 538 هـ). - مناقب أبى حَنيفة للمُوَفق المَكِّى الخُوَارَزْمِىّ (ت 568 هـ). - وعُقود الجُمان لمحمد بن يُوسف الشَّامى (942 هـ). . . . وغيرها كثير، ولعل الكتب المؤلفة فى مناقبه أكثر من الكتب المؤلفة فى تراجم أصحابه. كما ألف أصحاب أبى حَنيفة فى طبقات علمائِهم كتبًا منها: - طبقات أصحاب أبى حنيفة لصلاح الدين عبد الله بن محمد ابن إبراهيم بن المُهَنْدِس (ت 769 هـ). وابن المُهندس هذا محدِّثٌ دمشقىٌّ مشهورٌ بارعٌ فى معرفة الرِّجال، وهو ناسخُ النُّسخة الجيدة من تهذيب الكمال الموجودة فى مكتبة أحمد الثالث بتركيا رقم (2848) وهى نسخة ناقصة. - الجواهر المُضِيَّة فى طبقات الحَنَفِيَّة تأليفُ محيى الدِّين أبى مُحمَّد عبد القادر بن محمد بن محمد القُرشى (ت 775 هـ). طبع بحيدر آباد بالهند سنة (1332 هـ) ثم أعيد طبعه ثانية بمصر وطبعه لم يكمل بَعْدُ، حققه الدكتور عبد الفتاح الحلو. - نظم الجمان فى طبقات أصحاب إمامنا النُّعمان تأليف صارم الدين إبراهيم بن محمد بن ايدمر بن دُقماق القاهرى المِصرى (ت 809 هـ). عندى منه أجزاء بخطِّه، ولا زِلتُ أحاولُ جمعَ بقيَّةِ أجزائِهِ لعله يكتَمل إن شاء الله. خصص الجزءُ الأولَ لمناقب أبى حنيفة. . . لدىَّ

ثلاثُ نسخٍ خطّيةٍ منه، والباقى رتبه طبقات مرتبة على حروف المعجم داخل الطبقة. - تاج التراجم لقاسم بن قُطْلُوبَغَا (ت 879 هـ). طبع فى ليبسك سنة (1862 م)، وأعادته مكتبة المثنى ببغداد سنة (1962 م). - طبقات الحَنَفِيَّة لابن الشَّحْنَةَ محمد بن محمد (ت 890 هـ). فى ثلاث مجلدات. - الغُرف العَلِيَّة فى تراجم متأخرى الحنفية لشمس الدين بن طولون (ت 953 هـ). مفيدٌ جدًّا رجعت إليه مرارًا. - ولعل أوسعُ كُتُبِ الأحناف أكثرها فائدةً (كتَائِبُ أَعلام الأَخيار) لمحمود بن سليمان الرُّومى الكفوى (ت 990 هـ). رأيت منه نُسخًا. - والطبقات السنية لتقى الدين عبد القادر التميمى الغزى (ت 1005 هـ). حققه الدكتور عبد الفتاح الحلو وطبع المجلد الأول سنة (1390 هـ) فى المجلس الأعلى للشئون الِإسلامية، ثم أعاده ثانية وطبع الأجزاء الثلاثة الأول منه سنة (1403 هـ) بالرياض بدار الرفاعى، انتهى فيه إلى آخر حرف الزاى. . . وتوقف نشره؟! وألف أصحاب الِإمام مالك (ت 179 هـ) فى مناقبِ الِإمام كتبًا منها: - مناقب مالك لأحمد بن مروان الدِّينوَرِىِّ (ت 333 هـ). - مناقب مالك للإِمام السُّيوطى (ت 911 هـ).

- إرشاد السالك إلى مناقب مالك لابن عبد الهادى (ت 909 هـ). كما ألف أصحاب الِإمام مالك طبقات فقهائهم ومنها: - ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للقاضى عياض بن موسى بن عِياض اليَحصبى السَّبتى (ت 544 هـ). طبع مرتين آخرهما فى وزارة الأوقاف والشئون الِإسلامية فى المغرب. - والدِّيباج المذهب فى معرفة أعيان الذهب للإِمام الجليل العلامة القاضى برهان الدين إبراهيم بن على بن محمد بن فرحون المالكى المدنى (ت 799 هـ) (¬1). طبع مرتين آخرهما فى القاهرة سنة 1972 م. بتحقيق الدكتور محمد الأحمدى أبو النور. - تَوشيح الدِّيباج وحلية المنهاج لمحمد بن يحيى بن عمر بن أحمد القَرافى، بدر الدين (ت 1004 هـ). طبع بدار الغرب الِإسلامى ببيروت سنة 1403 هـ. - نَيل الابتهاج بتطريز الدِّيباج لأحمد بن أحمد بن أحمد بن عمر عرف بـ "ابن بابا التمبكتى". طبع فى حاشية الدّيباج المذهب الطبعة الأولى سنة 1329 هـ. . . . . وغيرها. وألَّفَ أصحابُ الِإمام الشَّافعي (ت 204 هـ) كتبًا فى مناقب الِإمام منها: - مناقب الشافعى للإِمام أحمد بن الحسين البيهقى (458 هـ). ¬

_ (¬1) اختصره السّجلماسيّ المغربيّ (ت 903 هـ) ونسخة هذا المختصر فى الرباط (240).

- ومناقب الشافعى لِإمام الحرمين أبى المعالى عبد الملك بن عبد الله الجوينى (ت 478 هـ). - ومناقب الشافعى للإِمام فخر الدين محمد بن عمر الرازى (ت 606 هـ). - ومناقب الشافعى للمُؤرخ الِإمام محبِّ الدين محمد بن محمود ابن النَّجار البَغدادى (ت 643 هـ). - ومناقب الشَّافعى للحافِظ أحمد بن على بن حجر العسقلانى (ت 852 هـ). - وألف ابن عبد الهادى يوسف بن الحسن (ت 909 هـ) كتابا فى مناقب الشافعى. وأكثر الشَّافعية منِ التأليف فى مناقب الشَّافعى وطبقات أصحابه، فهم أكثر المذاهب تأليفًا فى هذا المجال ومن أهم ما ألف فى طبقاتهم: - طبقات الشافعية لابن عاصم العبادى (ت 458 هـ). - طبقات الفقهاء لأبى إسحاق الشيرازى (ت 476 هـ). - طبقات الشافعية لابن الصلاح (ت 643 هـ). (مخطوط فى مكتبة مراد ملا مكتوبة سنة 740 هـ). - طبقات الشافعية للإِمام الفقيه شرف الدين النووى (ت 676 هـ). دار الكتب المصرية (2021) مكتوبة 732 هـ. - وطبقات الشَّافعية لعماد الدين إسماعيل بن بَاطِيش الموصلى (ت 655 هـ). اعتمد عليه ابن الشعار فى عقود الجمان. - وألَّف تاجُ الدين أبو نصر عبد الوهاب بن على السبكى (ت 771 هـ). ثلاثة كتب فى طبقات الشافعية (صغرى ووسطى وكبرى).

والطبقات الكبرى من أهم ما كتب فى تَراجم الرجال لما تضمنته من الفوائد العلمية والنقول المفيدة، طبع الكتاب مرتين، آخرهما بتحقيق الدكتور عبد الفتاح الحلو والدكتور محمود الطناحى وطبع فى مطبعة الحلبى بالقاهرة الجزء الأول سنة (1383 هـ) والجزء العاشر سنة (1396 هـ). - وطبقات الشَّافعية لجمال الدين عبد الرحيم الأسنوى (ت 772 هـ). طبع فى وزراة الأوقاف العراقية بتحقيق الدكتور عبد الله الجبورى سنة (1390 هـ). وهناك أسنوى آخر ألف فى طبقات الشافعية أيضًا. - وطبقات الشافعية لمحمد بن عبد الرحمن العثمانى (ت 780 هـ). رأيت منه نسخًا إحداها بخط يَد المُؤَلِّف رحمه الله، واعتمد عليه ابن العماد فى الشَّذرات. ولم يثن عليه ابن قاضى شهبه. - وطبقات الشافعية لتقى الدين أبو بكر بن أحمد، ابن قاضى شهبة (ت 851 هـ). طبع فى حيدر آباد فى الهند سنة (1399 - 1400 هـ) فى أربع مجلدات. ولابن الملقن (ت 804 هـ)، والفيروزابادى (ت 818 هـ)، والعامرى (ت 864 هـ)، والخيضرى (ت 894 هـ)، والشرقاوى (ت 1227 هـ). . . وغيرهم كثيرٌ جدًّا اطلعت على أكثرها، ولا يتسع المقام لِإعطاء معلومات عنها وعن أماكن وجودها.

التأليف فى طبقات الحنابلة

أما الحنابلة فألفوا فى مناقب الِإمام أحمد (ت 241 هـ) كتبا منها (¬1): - مناقب الِإمام لأبى على ابن البناء البغدادى (ت 471 هـ). - مناقب الِإمام لشيخ الِإسلام عبد الله الأنصارى الهروى (ت 481 هـ). - مناقب الِإمام أحمد ليحيى بن مندة (ت 511 هـ). - مناقب الِإمام أحمد لعبد الرحمن بن الجوزى (ت 597 هـ) (¬2). - ومناقب الِإمام أحمد لأبى بكر السعدى (ت 900 هـ). واسمه (الجوهر المحصل) ونسخه كثيرة رأيت منه نسخة بخطه. التأليف فى طبقات الحنابلة: 1 - لعل أقدم نصٍّ أعرفه اليومَ فى طبقات الحنابلة هو: (طبقات أصحاب الِإمام أحمد) تأليف أبى بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال البغدادى (؟ - 311 هـ). أدرك أصحاب الِإمام أحمد وأخذ عنهم (¬3) وأفاد منهم، وهو كما يقول الخطيب فى تاريخ بغداد (¬4): ¬

_ (¬1) وألف فى مناقب الامام أحمد الِإمام أحمد بن الحسين البيهقى (من الشافعية) (ت 458 هـ). (¬2) وهناك مختصر مناقب الإمام أحمد لابن الجوزى، وقفت على نسخة قديمة منه ومختصر مناقب الإمام أحمد لابن الجوزى، اختصره زكى الدين عبد الله بن محمد بن عبد الله الخزرجى المالكى نسخة منه بدار الكتب المصرية (5174) بخط محمد بن عمر بن أبى بكر الدريبى الحنبلى وسماه: (مجمل الرغائب) فى 172 ورقه نسخة قديمة وللقاضى ابن أبى يعلى كتاب فى مناقب الإمام أيضًا. (¬3) طبقات الحنابلة: 2/ 112. (¬4) تاريخ بغداد: 5/ 112.

"جمع الخلال علوم أحمد وتطلبها وسافر لأجلها كتَبها وصنَّفها كتبًا لم يكن - فيمن يَنْتَحِلُ مذهب أحمد - أحدٌ أجمعَ لذلك منه. ويقولُ الذَّهبى: "جامع علم أحمد ومرتبه"، وقال (¬1): "ولم يكن قبله للإِمام مذهبٌ مستقلٌّ، حتى تتبع نصوص أحمد ودونها وبَرهنها بعد الثلاثمائة". فالخلالُ أول من جمع فقه أحمد وأول من تَرجم لأصحابه أيضًا. أخباره فى: تاريخ بغداد: 5/ 112، 113، وطبقات الحنابلة: 2/ 12 - 15، والمنظم: 6/ 174، وتذكرة الحفاظ: 3/ 785، والعبر: 2/ 148، وسير أعلام النبلاء: 14/ 297، والوافى بالوفيات: 8/ 99، والشذرات: 2/ 261. وتوجد وُريقات ضمن مجموع فى الظاهرية تنسب إلى كتاب الطَّبقات للخَلال، اطَّلعتُ عليها، وهى مُتداخلة مع كتاب فى مسائِلَ فقهيَّةٍ مُتَفَرِّقَةٍ لم أعرف جامعها أو من أىِّ كتاب هى؟ ولعل من المُستبعد أن تكونَ هذه الوُريقات من كتاب أبى بكر، لما فيها من التخلخل والاضطراب فكأنها مسودات وملاحظات عابرة علقها بعضهم عن كتاب أبى بكر وغيره وهى أوراق قليلة الفائدة مكتوبة بخط لا يزيد عن القرن التاسع الهجرى. * * * 2 - ثم لا أعلمُ بعده مؤلَّفًا فى طبقاتهم إلّا: (طبقات الحنابلة) تأليف الِإمام القاضى ابن أبى يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد الفَراء الحَنبلىّ البَغدادىّ. (451 - 526 هـ). ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء: 4/ 297.

مولده ببغداد ووفاته فيها ليلة الجمعة الموافقة ليلة عاشوراء اغتاله بعض خدمه طمعًا فى ماله، ثم عرفوا قَتَلَتَهُ فقُتلوا جميعًا. أخباره فى: مناقب الِإمام أحمد: 529، والمنتظم: 1/ 29، والكامل: 10/ 683، والعبر: 4/ 69، وسير أعلام النبلاء: 19/ 601، والوافى بالوفيات: 1/ 159، وذيل طبقات الحنابلة: 1/ 176، والمنهج الأحمد: 2/ 275، والشذرات: 4/ 79. وكتاب الطبقات لابن أبى يعلى من أهم من أُلف عن طبقات الحنابلة، فهو عمدتهم فى التَّراجم، اختصره جماعة، وذيله آخرون كما سيأتى، وعليه المُعول فى أخبار أصحاب الِإمام أحمد فمن بعدهم حتَّى زمن المؤلف. رتَّبه مؤلفه على ستِّ طبقات الأُولى والثانية على حروف المعجم، وما بعدها على تقدم العمر والوفاة انتهى فيه إلى سنة (512 هـ). طبع للمرة الأولى سنة (1371 هـ، 1952 م) بتحقيق محمد حامد الفقى - رحمه الله - فى مجلدين، ونشر بمطبعة السُّنة المُحمدية بأمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، ويحتاج الآن إلى إعادة النظر فى تحقيقه ودراسته وتخرج تراجمه وأعلامه، والتَّعريف بغامضه ومبهمه، وحل بعض إشكالاته ومقابلة نصوصه ليكثر النفع به لاسيما وقد ظهرت للكتاب نسخٌ جيِّدةٌ موثقةٌ منها: 1 - نسخة فى مكتبة أحمد الثالث رقم: (2837) بخط نسخى جميل جدًّا مكتوبة سنة (823 هـ) مقابلة على نسخة أحمد بن محمد بن أبى بكر بن زَيْد، وهو إمام مشهور ونحوى بارع وفقيه حَنْبَلِىّ، يلقب "شهاب الدين" توفى سنة (870 هـ)، (أخباره فى: المنهج الأحمد: 2/ 146 (مخطوط). . . وغيره).

(مناقب الإمام أحمد)

2 - نسخة فى مكتبة عاشر أفندى رقم (670) وهى بخط محمد بن محمد ب فهد الهاشمى المكى المدعو "عمر" مؤلف (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) المتوفى سنة (885 هـ) ثم تملكها ابنه عبد العزيز بن فهد صاحب (غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام) المتوفى سنة (922 هـ). وعليه قراءةُ زينب بنت الكمال المقدسية المحدثة المشهورة، توفيت سنة (740 هـ). 3 - نسخة فى مكتبة رئيس الكتاب رقم (669). وله نسخ فى الهند والظاهرية، ونسخة أخرى فى أحمد الثالث. . . وغيرها. * * * 3 - وألف بعدهما الِإمام الشَّهير عبد الرحمن بن على، أبو الفرج الجوزى القرشى، الفقيه الواعظ المحدث المفسر المشهور بـ"ابن الجوزى". (508 - 597 هـ). أخباره فى: مرآة الزمان: 8/ 481، والتكملة للمنذرى رقم: 608، ومشيخة النعال البغدادى: 140، والذيل لأبى شامة: 21، والوفيات لابن خلكان: 3/ 140، والعبر: 4/ 297، ودول الِإسلام: 2/ 79، وسير أعلام النبلاء: 21/ 365، وذيل طبقات الحنابلة: 1/ 399، ومختصره: 47، وابن مفلح فى المقصد الأرشد: ورقة: 80، والنجوم الزاهرة: 16/ 174، والشذرات: 4/ 329،. . . وغيرها. (مناقب الِإمام أحمد) ترجم فيه لجماعة من أصحابه نشر بعناية محمد أمين الخانجى - رحمه الله - سنة (1349 هـ)، وأهداه إلى المغفور له الملك عبد العزيز ابن عبد الرحمن آل سعود.

ثم أُعيد طبعه ثانية بعناية الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركى والدكتور على محمد عمر وطبع بأمر من الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود سنة 1399 هـ فى الرياض. والكتاب فى مناقب الإِمام ثم ذكر جملة من أصحاب الإِمام وترجم لهم تراجم مفيدة لذا فهو يدخل فى كتاب الطبقات أيضا. وما زال الكتاب بحاجة إلى عناية أكثر وتخريج للتراجم وفهرسة أوسع لتعم الانتفاع به وتيسر الوصول إلى فوائده. * * * 4 - وبعده ألَّف الِإمامُ البارعُ محمد بن عبدِ القَوى بن بَدْرَان المقدسى الحَنْبَلِىّ المَرْدَاوِىُّ الدِّمَشْقِى (630 - 699 هـ)، وصف بالتَّقدم فى علم العربية، قالَ السُّيوطى: "وبرعَ فى العربية واللغة ودَرَّس وأَفتى وصنَّف". أخذ عن شَمْسِ الدِّين بن أَبى عُمر المقدسى، وجمال الدين بن مالك، واختَصر شرحه للعمدة، رأيتُ من هذا المختصر نسخةً بخطِّ مؤلّفه الإِمام ابن بدران نفسَه سماه "المنتقى من شرح عمدة الحافظ". (فى الظاهرية 1753). وكان ممن أخذ عنه العَرَبِيَّة شيخ الِإسلام ابن تَيْمِيَّة - رحمه الله - (728 هـ) ... . وغيره. أخباره فى: المعجم المختص: 78، 79، والعبر: 5/ 403، والوافى بالوفيات: 3/ 278، وطبقات الحنابلة: 2/ 342، ومختصره: 89، والدارس للنعيمى: 2/ 83، وتاريخ الصالحية: 1/ 242، والشذرات: 5/ 452.

(طبقات الحنابلة).

(طبقات الحنابلة). قال ابنُ رَجَبٍ: "وعمل طبقات للأصحاب". ولا أعرف لكتابه اليومَ وجودًا، ولم أجد من النقول عنه ما يعين على وصفه. * * * 5 - وألّف بعده الشيخ الإِمام عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد بن أبي بكرٍ بن إسماعيل الزريرانيّ البغدادي الفقيه شرف الدين أبو محمد (ت 741 هـ). وهو ابن تقى الدين الزريراني، شيخ العراق المشهور اختصر "فروق السَّامُرى" (¬1) وزاد عليها فوائد واستدراكات من كلام أبيه وغيره، واختصر المُطلع لمحمد بن أبي الفتح البعلى الحنبلى (ت 709 هـ). أخباره فى ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 435، ومختصره: 111، والمنهج الأحمد: 444، ومختصره: 149، والمعجم المختص: 45، والدرر الكامنه: 2/ 466. (مختصر طبقات الحنابلة) قال ابنُ رجب: "اختصر طبقات الأصحاب للقاضى أبى الحسين وذيّل عليها وتطلبتها فلم أجدها. * * * 6 - وبعده ألَّف الإِمام أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب السَّلامى البَغدادى الأصل الدِّمشقى الحنبلى (736 - 795 هـ)، الإِمام المشهور صاحب التَّصانيف من بيتِ علمٍ كان والده وجده من العُلماء. ¬

_ (¬1) منه نسخة فى مكتبة جامعة برنستون رقم (4577) ويُحققه الشيخ عمر بن محمد السُّبَيِّل فى كلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.

(الذيل علي طبقات الحنابلة)

أخباره فى: إنباه الغمر: 1/ 460، والدرر الكامنة: 2/ 428، والدَّليل الشافى: 1/ 398، والمقصد الأرشد: 78 ترجمة رقم (568)، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 488، والرد الوافر: 176، والتِّبيان: 159، وطبقات الحفاظ: 536 وكتابنا هذا (الجوهر المُنَضَّد): ترجمة رقم: (57) ص: 46 والمنهج الأحمد: 2/ 132، ومختصره: 169، والدَّارس: 2/ 86، والبدر الطالع: 1/ 328. (الذيل علي طبقات الحنابلة) ذيل به على طبقات القاضى ابن أبى يعلى الفراء الذى تقدم ذكره، وجعله طبقات ابتدأ بأصحاب القاضى وفيات سنة (460 هـ) حتى سنة (751) عند ذكر أخبار شيخه الإِمام محمد بن أبى بكر ابن قيِّم الجَوْزِيَّة - رحمه الله -. فجاء الكتاب أتم وأوفى كتاب عرفته صنف فى طبقات الحنابلة حتى اليوم، أورد فيه من الفوائد والأخبار شئ كثير لا يوجد فى غيره. ومع هذا فقد فاته كثيرٌ من العلماء استدرك بعضهم ابن مُفلح كما سيأتي، والغريب فى الأمر أنه أهمل كثيرًا من علماء المذهب الذين ذكرهم والده فى معجم شيوخه، وهو يعرفهم جيِّدًا؛ لأن معجم شيوخ والده كان تحت يده، وعلق عليه تعاليق مفيدة، كما يظهر ذلك من كلام ابن قاضى شُهبة الذى انتقى من معجم شيوخِ شهاب الدّين ابن رجب، فإننى رأيته يضع على بعض الزِّيادات فى التراجم علامة (من - إلى) ويقول فى هامش الورقة: "من خط ولده زين الدين". وهذه التراجم داخلة فى فترة ابن رجب فلعلَّ له عُذرًا فى ذلك يَخفى علينا، والله تعالى أعلم.

وطبع كتاب الذَّيل على طبقات الحنابلة بدمشق للمرة الأولى سنة (1951 م) بتحقيق الدُّكتور سامى الدهان وهنرى لاووست الجزء الأول فقط من سنة (460 - 540 هـ) وأهديا عملهما فيه إلى العلامة مؤرخ الشام محمد كرد على - رحمه الله - ثم حقَّقه كاملًا الشيخ محمد حامد الفقى وطبع فى مطبعة السُّنة المحمدية سنة (1952، 1953 م) بأمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله. وطبعة المعهد الفرنسى جيدة إلا أنها الجزء الأول من الكتاب فقط، وقد بُذل فيها جهدٌ ظاهر فى المقابلة والفهرسة. أمَّا طبعة الشَّيخ حامد الفَقِى فهى بحاجة إلى إعادة النظر وذلك لأنها غير مقابلة ولا مفهرسة، وقد ظهر الآن من نسخ الكتاب ما يصح الاعتماد عليه فى إخراج نص سليم متقن، منها: - نسخة فى مكتبة رئيس الكتاب بتركيا رقم (669). بخط إسماعيل الزُّرعى الشَّافعى مكتوبة سنة (802 هـ) كتب عليها أنها قوبلت على نسخة المصنف، ثم قوبلت ثانية على نسخة عبد الرَّحمن الحنبلى؟ ثم عارضها وأصلحها الشَّيخ محمد بن محمد بن أبى بكر بن خالد السَّعدى الحنبلى. وهو إمامٌ له ترجمة حافلة فى الضَّوء اللامع: 9/ 58 - 60. - وفى الظاهرية نسختان جيدتان، إحداهما مكتوبة سنة (800 هـ) عليها تملكات وقراءات مهمة منها قراءة للإِمام المؤرخ المشهور عبد الباسط العلمونى الدمشقى (ت 981 هـ)، (أنهاهُ مطالعة سنة 972 هـ).

(مختصر طبقات الحنابلة)

- ونسخة فى مكتبة الجامع الكبير فى عُنَيْزَةَ عليها خط ابن حُمَيْدٍ النَّجدى، صاحب "السُّحب الوابلة" (ت 1295 هـ). - ونسخة فى مكتبة السُّلطان أحمد الثالث بتركيا كتبت سنة (875 هـ) بأولها فهرس بأسماء المترجمين مرتب على الأبجد ... وغيرها من النُّسخ الجيدة المؤلقة. (¬1) * * * 7 - ثم ألف الإِمامُ محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سُلطان بن سُرور الجَعفرى النَّابُلسى شمس الدِّين المعروف بـ "الجَنَّة" (727 - 797 هـ) (¬2). أخباره فى: إنباء الغمر: 1/ 502، والدُّرر الكامنة: 4/ 138 وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 568، والمنهج الأحمد: 2/ 132 (برلين)، والشَّذرات: 6/ 339، والسُّحب الوابلة: 249. (مختصر طَبَقَات الحَنَابِلَة) اختصر به طبقات ابن أبى يَعْلَى (ت 526 هـ) اختصارا حسنًا هذَّبه وحذفَ المكرر من أسانيده. قال العُلَيْمِىُّ: وقفتُ عليه بخطه مؤرخ فى شهور سنة ستين وسبعمائة. ¬

_ (¬1) وهناك نسخ فى برلين: (1195) وليبسك: (708) وجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومكتبة الحرم المكى، والمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة ... . وغيرها. (¬2) سبب تسميته بالجَنَّة مذكور فى هامش ترجمته ص: 148 من هذا الكتاب.

وعثر الأستاذ أحمد عُبَيْد الدِّمشقى - ألبسه الله ثياب الصِّحة والعَافية وأطال فى عمره - نسخةً من هذا الكتاب كانت فى مكتبة مفتى دُوما (من قرى دمشق) نسخة مكتوبة سنة (896 هـ) ومقابلة على الأصل، وعلى هذه النُّسخة مطالعة للشيخ عبد الباسط العلمونى سنة (971 هـ)، وعبد الباسط هذا هو الذى تقدم ذكره فى مطالعة نسخة الظاهرية من طبقات ابن رجب السابق. وذكر العلمونى - رحمه الله - أنَّها نسخة "سيدى أبو الفتح الأسطواني"، وأبو الفتح هذا إمام من فقهاء الحنابلة مترجم فى النعت الأكمل: 152، والكواكب السائرة: 3/ 56. وقد وقف الكمال الغَزِّى على هذه النُّسخة من مختصر طبقات الحنابلة، قال فى ترجمة أبى الفَتح المذكور (¬1): " ... قلت: ورأيت فى آخر طبقات السادة الحنابلة لـ[ابن" أبى يعلى اختصار الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القادر ... بخطّ الشيخ عبد الباسط ابن العلمونى ما صورته ... وأورد ما هو مكتوب على آخر هذه النسخة". وهذه النسخة الآن فى المكتبة الظاهرية. وطبع الكتاب بمطبعة التَّرقى بدمشق بعناية الأستاذ أحمد عُبَيْدٍ سنة (1350 هـ) بمساعدة من المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. * * * ¬

_ (¬1) النعت الأكمل: 153.

(طبقات أصحاب الإمام أحمد).

7 - ثم تلاه الِإمامُ إبراهيم بن محمد بن مُفلح بن مفرِّج بن عبد الله تقىُّ الدين، ويقال: برهان الدّين أيضًا، وهو ابن العلامة شمس الدّين صاحب "الفروع ... " ووالد أبى بكر وعمر الإِمامين الفقهين الحنبلين (751 - 803 هـ). أخباره في: إنباء الغُمر: 2/ 150، والنُّجوم الزَّاهرة: 25/ 13، ونزهة النُّفوس: 2/ 125، والمنهل الصافي: 1/ 244، والدَّليل الشافي: 1/ 27، والضَّوء اللامع: 1/ 167، والمقصد الأرشد: 32، والمنهج الأحمد: 2/ 135، ومختصره: 174، وقضاة دمشق: 288، والدَّارس: 2/ 47، 85، والشَّذرات: 7/ 22 والسُّحب الوابلة: 16، 17. فألف كتابه: (طبقات أصحاب الإِمام أحمد). وقالوا: عن مؤلفاته إِنَّها احترقت فى فتنة تيمورلنك عند دخوله دمشق عام (803 هـ). وقالَ ابنُ مفلح فى المقصد الأرشد: " ... وله طبقات أصحاب الإِمام أحمد وقفت منها على بعضِ كراريسُ متفرقة ومحرفة". فهذا يدل على أن بعض ملازم هذا الكتاب سلمت من الضياع أثناء الفِتنة على الأقل. ثم وجدت الإِمام ابن عبد الهادى يذكره في مقدمة كتابه "العطاء المعّجل" قال: "وبلغنى ذلك عن القاضى برهان الدين وأنّه زاد عليهما وقد رأيت بعض ذلك. .". * * *

(مختصر طبقات ابن رجب)

8 - وألف بعده الشيخ الإِمام عبد الرزاق الحنبلىّ المتوفى سنة 819 هـ. (مختصر طبقات ابن رجب) قال ابن عبد الهادى فى مقدمة العطاء المعجّل: "واختصر طبقات ابن رجب عبد الرزاق ... وغيره" ولعلّ عبد الرزاق المذكور هو هذا بدليل أنه ذكر فى ترجمته فى كتابنا هذا أنه اختصر القواعد لابن رجب. والله تعالى أعلم. 9 - وألف بعده الإِمام الزَّاهد الوَرع علىُّ بن حسين بن عُروة المَشْرقى الحنبلى الشهير بـ "ابن زَكْنُون" - بفتح الزاى وسكون الكاف - العلامة موفق الذين أبو الحسن صاحبُ (الكواكب الدَّرارى فى ترتيب مسند الإِمام أحمد على أبواب البخارى) (قبل 760 - 837 هـ). أخباره فى: إنباء الغمر: 3/ 527، ومعجم ابن فهد: 370، والمَقصد الأرشد: 104 والضَّوء اللامع: 5/ 214، والمنهج الأحمد: 2/ 139، ومُختصره: 181، والشَّذرات: 7/ 222، والسُّحب الوابلة: 183. (مختصر طبقات ابن أبي يعلى وذيلها لابن رجب). ذكره ابن عبد الهادى فى ترجمته فى كتابنا هذا. وعبارته: "اختصر طبقات أبى الحسين وطبقات ابن رجب". ولا أدرى أهما كتابٌ واحدٌ أو كتابان؟! ولم أجد من ذكره غير ابن عبد الهادى، ولم أطلع على من ذكره أو نقل عنه أو وصفه. ولعله ضمن مجلدات كتابه (الكواكب الدرارى). * * *

(طبقات الحنابلة)

10 - ثم ألف بعده الشيخ الإمام أحمد بن نصر الله البغدادى المصرىّ (795 - 846 هـ). واسمه كاملا كما ورد بخط يده أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر البَغْدَادِىّ الحَنبلى، تلميذُ الإِمام ابنِ رجب يعرف بـ "شيخِ المَذهب، ومُفتى الدِّيارِ المِصْرِيَّة". أخباره فى: معجم ابن فهد: 96، والذيل على رفع الإصر: 109، والضَّوء اللامع: 2/ 233، وعنوان الزمان: 62، والمقصد الأرشد: 26، والمنهج الأحمد: 2/ 140، ومختصره: 182، والقلائد الجوهرية: 374، 375، والشَّذرات: 7/ 250، والسحب الوابلة: 66. (طَبَقَات الحَنَابِلَة) ذكره المؤلف (ابنُ عبد الهادى) في كتابنا هذا. وقال: أربع مجلَّدات. وقال فى مقدمة العطاء المعجّل: "وذكر لى عن القاضى عزّ الدين أنه فعل ذلك وقد لقب ابن عبد الهادى ابن نصر الله هذا بعزّ الدين فى ترجمته فى كتابنا هذا". ولم أجد من ذكره غيره. * * * 11 - كما ألف أحمد بن نصر الله المتقدم. (مختصر طَبَقات الحَنَابلة لابن رَجَب) اختصر فيه: "الذَّيل على طبقات الحنابلة لابن رجب" اختصارًا حسنًا. وتوجد لهذا الكتاب نسخة فى مكتبة (عموميَّة بايزيد بتركيا) رقم (5135) بخطه وبعضها بخطِّ الإِمام العلَّامة عزِّ الدين الكِنَانِيّ،

واسمه: أحمد بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبى الفَتح بن هاشم بن إسماعيل، أبو البَركات: (800 - 876 هـ). أخباره فى: الضَّوء اللامع: 1/ 250، ومعجم ابن فهد (مخطوطة الهند)، والمقصد الأرشد: 4، والمنهج الأحمد: 2/ 149 (برلين)، وحوادث الزمان: 2/ 61، والشذرات: 7/ 321، والسحب الوابلة: 22 - 25. وابن نصر الله هذا (عزِّ الدين) من آل نصر الله الكِنانيين العَسْقَلانين، وصاحبُنا مختصر الطبقات من آل نصر الله البَغداديين التُّستَرِيِّين. وآل نَصرِ الله من هؤلاء علماء حَنابلة تولوا القضاء والفتيا والتدريس فى مصر. يقع هذا المختصر فى (116) ورقة. قال المؤلف فى المقدمة: "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فقد استخرت الله تعالى فى اختصار طبقات الأصحاب الذين دونهم شيخنا حافظ وقته وزمانه، فريد دهره وأوانه، الشيخ عبد الرحمن بن رَجَب البَغْدَادِىّ الحَنْبَلِىّ تَغَمَّدَهُ الله برحمته وأسكَنه فسيحَ جنَّته". وفى خاتمته يقول: "تم الكتابُ بحمدِ الله تَعالى وتَوفيقه مع اختصارِ كثيرٍ من التراجم أو أكثرُها كثيرٌ منها نُقِلَتْ بكمالها، علقه لنفسه فقيرُ رحمةِ ربهِ أحمد بن نصر الله بن أَحمد بن مُحمد بن عُمر البَغدادى الحَنبلى غَفَرَ الله ذنوبه وكان الفراغ منه يوم السبت مستهل صفر سنة عشرين وثمانماية، بالمدرسة المنصورية بالقاهرة المحروسة، والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم".

وكلام المؤلف يغنينا عن وصف عمل المؤلف فى اختصاره ولما كان تاريخ نسخه سنة (828 هـ) وبعضها بخط القاضى عز الدين الكناني المولود سنة (800 هـ) رأيت أنه من الأنسب أن أنبه على أنَّ خط القاضى المذكور فى أوراق وسط النسخة مما يجعلنى أعتقد بأنه قام بترميم النُّسخة التى سقط منها بعض الأوراق من وسطها من نسخة أخرى. وتأتي أهمية هذا الكتاب من طريقين: الطَّريق الأولى: ضَبْطُ وتصحيحُ كتاب الذَّيل على طبقات الحنابلة لابن رجب؛ لأن هذه النسخة بخط مؤلفها وهو من تلاميذ ابن رجب، ومرممة بخط عالم جليل هو عزُّ الدين الكنانى. والطريق الثانية: أن على بعض هوامش الكتاب تعليقات مقيدة التى علقها الإِمام ابنِ نصر الله عنون لبعضها بـ "حاشية" ليدلل على أنَّها ليست تصحيحًا فى أصل ابن رجب رحمه الله. على أن هذه النُّسخة لا تخلو من بعض النقص والطمس لاسيما أن الصورة التى وصلتنى من أصله لم تكن بالجَيِّدَةِ، والله المستعان. * * * 12 - وألف بعده تلميذه برهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح بن مفرِّج بن عبد الله المقدسى الرَّامينى الأصل - (ورامين من أعمال نابلس) - الدِّمشقى الصالحى صاحب "المُبدع" ... وغيره (815 - 884 هـ). أخباره فى: الضَّوء اللامع: 1/ 125، والمنهج الأحمد: 2/ 151، ومختصره: 193، وقضاة دمشق: 300، والدارس: 2/ 59، والشذرات: 7/ 338، والسُّحب الوابلة: 14، 15.

(المقصد الأرشد فى تراجم أصحاب الإمام أحمد)

(المقصد الأرشد فى تراجم أصحاب الإِمام أحمد) وهو كتاب مهذَّبٌ مختصرٌ اختصر فيه التراجم الموجودة فى كتابي ابن أبى يعلى (ت 526 هـ) وابن رجب (ت 795 هـ) وزاد عليهما من التَّراجم المتأخرة حتى عصره واستدرك على ابن رجب بعض التَّراجم مصرِّحا بذلك، واعتمد فى نقله على معجم شهاب الدين ابن رجب وعلى شيخه تقى الدين ابن قاضى شهبة. وقد تحدثت بالتفصيل عن أهمية هذا الكتاب ونسخه وعرفت به تَعريفا كاملًا فى مقدمته، وقد أعددته للنشر، ودفعت به الآن إلى الطبع، ولله الحمد. * * * 13 - ثم ألف بعده تلميذه الشيخ يوسف بن أحمد بن الحسن ابن عبد الهادى (ت 909 هـ) مؤلف كتابنا هذا الذى نقدم له الآن. (الجَوْهَرُ المُنَضَّد فى طَبَقَات مُتَأَخِّرى أصحابِ أحمد) سنتحدث عنه بالتفصيل فى فصل خاص. * * * 14 - كما ألف ابن عبد الهادى المذكور كتابًا آخر فى طبقاتهم سماه: (العَطَاء المُعَجَّل فى طَبَقَات أصحابِ الإِمام المُبَجَّل أحمد بن حَنْبَل) سنتحدث عنه مع الكتاب السابق إن شاء الله. * * *

(المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد)

15 - ثم ألف الإِمام الشّيخ مجير الدين عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عيسى بن تقى الدين بن عبد الواحد بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد المجير بن الشيخ تقى الدين ابن عبد السلام بن إبراهيم بن أبى الفيَّاض ... هكذا ساق المؤلِّفُ نسبَه فى ترجمة والده فى المنهج الأحمد وأوصله إلى شيخٍ يُدعى (على عليل) قال: اشتهر عند الناس بـ "على عليم" والصحيح: (عليل) باللام كذا فى نسبه الثابت. ثم نسب إليه فقيل: (العُلَيْمِىُّ)، وكان والده من كبار فقهاء وقضاء الحنابلة فى فلسطين، وأبو والده وأهله كانوا من الشَّافعية فتمذهب والده (محمد) لأحمد رضى الله عنه. مصادر ترجمته قليلة. أخباره فى: الشذرات: 7/ 316 (ترجمة والده) والسحب الوابلة: 128، ترجمة جيدة نقلها ابن حميد عن السخاوى وعز الدين جار الله بن فهد الهاشمى المكى. (المَنهجُ الأحمد في تَرَاجم أَصحاب الِإمامِ أحمد) ويأتى هذا الكتاب فى الدرجة الثالثة بعد كتاب ابن رَجَب وابن حُمَيْدٍ فى الجمع والاستيعاب والاستقصاء والتَّحرى فى التراجم وكان العُليمى مولعًا بجمع تراجمهم فقد نقل ابن حميد النَّجدى فى السحب الوابلة: 128 عن السخاوى أن العُلَيْمِىّ كتب إليه سنة (896 هـ) يلتمس منه تذييل كتاب ابن رجب فى طبقات الحنابلة.

ويظهر أن السَّخاوى لم يفعل فجمع العليمى كتابه هذا وابتدأه بترجة الإِمام أحمد ثم أصحابه فى طبقات إلى عصره ذاكرًا لوفياتهم، وفى آخر كل طبقة يذكر العلماء الذين لم تذكر وفياتهم، وربما ذكر فى نهاية الطبقة ذكر الموجودين من أهل العلم بالمذهب فى زمن أشهر شيوخ الطبقة سواءًا أكانُوا من طلابه أم من غير طلابه؟ وكثيرًا ما نجده يذكر العالم فلا تسعفه المصادر بالمعلومة فيسوقُ اسمَه ومكانَ إقامته فقط، ويترك المجال مفتوحًا لمن أراد أن يضيف فى تَرجمته ما شاءَ، لأنه لم يهتَدِ إلى أخباره ولكنه لا يُمهله لعدم توافر الأخبار، وهذا منهج جيد لمن أراد الاستقصاء. وتظهر قيمة كتاب العُليمى هذا: فى التَّراجم التى استدركها على ابن رجب من العلماء الذين أخل بهم أو أتوا بعده، وقد استفاد كثيرًا من كتاب ابن مفلح "المقصد الأرشد" مصرحًا بإِفادته منه، وقد رأيته ربما نقل الترجمة بأكملها عنه لا غير. وهذا لا يقلل من قيمته ولا يحط من شأنه لاسيما أنه يعزو هذه النصوص إلى أصحابها. هذا منهج سار عليه فى كتابه، وربما نقل فى بعض التَّراجمِ فوائدَ عن الشيخ من فتاواه أو نوادره وطرائفه وأشعاره، أو بعض مناقشاته فى مسائله العلمية مقتديا بسلفه الشَّيخ زين الدِّين ابن رجب رحمه الله. وطبع الجزء الأول والثانى من المنهج الأحمد بالقاهرة سنة (1383 هـ) بتحقيق الشيح محمد محيي الدين عبد الحميد وهما أقل من نصفِ الكتاب، يصل المطبوع إلى آخر ترجمة الإِمام الوزير عون الدين يحيي ابن محمد بن هُبيرة الذُّهلى الشَّيبانى (ت 560 هـ).

(الدر المنضد فى ذكر أصحاب الإمام أحمد)

ثم أعاد الأستاذ عادل نُويهض طبع الجزئين المذكورين بتحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد مخرجا بعض التراجم، ومفهرسًا لكل جزء منها على حدة، ولم تزد فى تحقيق نص الكتاب على عمل الشَّيخ. ومن الكتاب نسخ خطية جيدة، منها نسخة فى (برلين) بخط الشيخ محمَّد بن سلوم، وهو إمام مشهور من علماء الحنابلة فى نجد (ت 1246 هـ). أخباره في: السحب الوابلة: 268، وعلما نجد: 3/ 909. ونسخة فى التيمورية فى دار الكتب المصرية مفهرسة فهرسة جيدة بأمر الأستاذ أحمد تيمور باشا رحمه الله. ونسخة فى مكتبة (حميدية) بتركيا ... وغيرها. * * * 16 - وألف الإِمام مجير الدين العُلَيْمِىّ المتقدم مختصرًا للمنهج الأحمد سماه: (الدُّرُّ المُنَضَّد فى ذكرِ أصحابِ الإِمام أَحْمَد) ومن هذا الكتاب نسخة بخطه فى المكتبة الأحمدية بحلب رقم (246) وصورتها بعثة معهد المخطوطات بالقاهرة رقم (652 تاريخ)، ونسبت هناك إلى أحمد بن محمد بن عيسى بن كنان الصالحى الحنبلى الدمشقى (ت 1135 هـ). واعتمادا على ما ذكر فى الفهرس المذكور نسبها إليه الزِّركلى فى الأعلام: 6/ 323، ومحققا النعت الأكمل: 14 واعتبرا ابن كنان المذكور من المؤلفين فى طبقات الحنابلة.

أقول: النُّسخة الموجودة بهذا الرقم إنّما هى كتاب مختصر المنهج الأحمد للعليمى من تأليفه هو، وهى بخطه، وذلك بعد مقارنة خطها بإِجازة الشيخ العليمى لبعض تلاميذه كتاب "التَّسهيل فى الفقه الحنبلى" تأليف محمد بن اسباسلار البَعْلِىّ (ت 778 هـ) (¬1) الموجود فى مكتبةٍ فى الاتحاد السُّوفيتى صورتها بعثة معهد المخطوطات بالقاهرة. أما أنه من تأليفه فقد وَرد فى المقدمة ما يلى: " ... وبعد: فهذا مختصر لطيف استخرت الله تعالى فى ترتيبه بعد فراغى من الطَّبقات الكبرى الموسومة بـ (المنهج الأحمد فى تراجم أصحاب الإِمام أحمد) ". ثم قال: "وسميت هذا المختصر بـ (الدر المنضد فى ذكر أصحاب الإِمام أحمد) ". فليس هناك تؤنيق أعلى من تصريح المؤلف بذلك. أقتصر فيه على ذكر اسم الرجل وأشهر مؤلفاته ومولده ووفاته. وقد أنهيتُ نسخهُ وهو يقدر بمجلدين، أعان الله على إتمام تحقيقه. * * * 17 - ثم ألَّف محمَّد بن إبراهيم بن عُمر بن إبراهيم بن محمد، أكمل الدِّين ابن مُفلح، من آل مفلح المقادسة أصلا الدمشقية الصَّالحية محلَّا: (930 - 1011 هـ). إمامٌ مؤرخٌ قاضٍ مشهور بخطّه الجميل، وفيه يقول: أليس عجيبًا أن خَطِّى ناقِصٌ ... وغيرى له حظٌّ وإِنّى لأكْمَلُ له تاريخ ترجم فيه لمعاصريه. ¬

_ (¬1) الجوهر المنضّد: 145.

قال ابن حُمَيْدٍ النَّجدى: "أقول: قد وقفت على تذكرته التى جمعها بخطه الحسن البديع، فنقلت منها فى ترجمته لنفسه ... ". ورأى الأستاذ خير الدين الزِّركلى (الجزء الخامس) فى مكتبة الجامعة الأمريكية ببيروت (¬1). أخباره فى: خلاصة الأثر: 3/ 314، والنعت الأكمل: 170 والسحب الوابلة: 210، ومختصر طبقات الحنابلة: 93. ونقل الزركلى فى الأعلام: 5/ 303 صورة خطه عن (غرر الخصائص الواضحة) نسخة دار الكتب، وخطه عليها سنة (995 هـ). (من ولى قضاء الحنابلة استقلالا فى ولاية ملوك مصر). ذكر فى مصادر ترجمته. ولا أعلم له اليوم وجودا، ولم أطلع على نقل عنه. * * * 18 - وألَّف بعده كمال الدِّين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن على بن زكريا بن بدر الدين محمد بن الرّضى محمد بن شهاب الدين أحمد بن عبد الله الغزى العامرى الحسنى الصديقى الشافعى (1173 - 1214 هـ). من أسرة علمية عريقة أصلها من غزة ثم انتقل جدهم شهاب الدين أحمد من غزة إلى دمشق سنة (770 هـ) توفى فيها سنة (822 هـ). ¬

_ (¬1) الأعلام: 5/ 303.

أخذ عن الحنابلة وخالطهم وخدمهم (¬1) بما لم يخدموا به أنفسهم، وله سند رواية لفقه الحنابلة (¬2). أخباره فى: سلك الدرر: 38، وحلية البشر: 3/ 1332، وروض البشر: 199، وفهرس الفهارس: 269، 480 ... وغيرها. (النعت الأكمل لأصحاب الإِمام أحمد بن حنبل). ترجم فيه للحنابلة، مؤلفه شافعى المذهب، كما ترجم للشافعية شيخنا ابن عبد الهادى، وهو حنبلى المذهب. ويشتمل كتاب النَّعت الأكمل على التراجم من سنة (901 - 1207 هـ) جعله المؤلف ذيلًا على كتاب (المنهج الأحمد للعليمى) السالف الذكر، وجعلهم طبقات، وهذا الكتاب يخدم فترة طويلة كما تراه، إلا أن تراجم الكتاب قليلة إذا قيست بطولِ المُدَّة، والسَّببُ فى ذلك راجعٌ إلى: - أن هذه الفترة التى يخدمها الكتاب فترة الحكم التركى العثمانى الذى حول فيه القضاء والفتوى والصدارة الدينية بصفة عامة إلى المذهب الحنفى الذى هو مذهب الدولة العلية العثمانية فحد ذلك من نشاط المذاهب الأخرى. - وأمر آخر أن كثيرًا من عُلماء نجد هم من الحنابلة ونجد بَعيدةٌ عن بلادِ الشّام فلم يترجم إلا لعددٍ قليلٍ جدًّا من علمائهم، وهم أكثرُ علماءِ الحنابلةِ عددًا فى ذلك الوقت، وذلك بفضل الله ثم بفضل الدعوة ¬

_ (¬1) مختصر طبقات الحنابلة. (¬2) مقدمة النعت الأكمل.

السلفية المخلصة التى قام بها الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - (فى هذه البلاد التى عمتها حركة دينية قوية فاستطاع الشيخ - بتوفيق الله - توجيه هذه الحركة وجهة إسلامية صحيحة بعيدة عن كل الأفكار المخالفة لكمال التوحيد. فكثير من علماء نجد - وهم داخلون فى شرطه - لم يترجموا فى كتاب الكمال الغزى رحمه الله. - وأمر ثالث أن مؤلف الكتاب لم يكن حنبليًا، ولا شك أنه ليس من الشرط أن يكونَ المؤلفُ حنبليًا، ولكن تأليفَ غير المنتسب إلى المذهب مشاركةٌ، لا تجد فيها روح التعاطف والاهتمام والحماس الذى تجده عند المنتمى إلى المذهب. وحَقَّق هذا الكتاب عن نسخة المؤلف الوَحيدة الموجودة فى مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق الأستاذان الفاضلان محمد مطيع الحافظ، ونزار أباظه، وطبع بدارِ الفكر بدمشق سنة (1402 هـ). وأدخلا فى صُلب الكتاب بعضَ التراجم التى أخلَّ بها المُؤَلِّف بين قوسين معقوفين ونبها فى هامش الصفحة على أن هذه التَّرجمة ليست من عمل المؤلف ودلَّا على مصادر ترجمتها. وكان من المُستحسن أن تُلحق هذه التَّراجم فى آخر الكتاب استدراكًا على المؤلف كما صَنَعُوا فى تراجم المخالفين بعد المؤلِّف ولا تدخل فى صُلْبِ كلامه؛ لأنَّ أىَّ ناقل عن هذه التراجم سيحيل إلى اسم الكتاب واسم مؤلفه ويُنسب إلى الغزى ما لم يقله؟! كما قام المحققان الفاضلان بإضافات فى آخر الكتاب (ذيلا عليه) من سنة (1214 - 1400 هـ) ولم تكن هذه الِإضافات شاملة لكل علماء الحنابلة فى هذه الفترة ولا لأغلبهم، بل هى أشبه بالاختيارات فقط.

وكان من المستحسن أن تبدأ هذه الإضافات من سنة (1207 هـ) وهو العام الذى انتهى فيه المؤلف من التأليف، لا من سنة (1214 هـ) العام الذى مات فيه المؤلف - رحمه الله - لكى لا تبقى فترة ضائعة بين نهاية الكتاب وبداية الاستدراك عليه. بارك الله فى جهودهما ونفع بعملهما. 19 - وألف بعده الشيخُ محمد بن عبد الله بن عُثمانِ بن حُمَيْدٍ العَامِرِىُّ (نسبة إلى بنى عامر بن صعصعة) النَّجدى المَكى الحَنبلى مولده فى عُنَيْزَةَ، ووفاته بالطائف (1236 - 1295 هـ). ولى إمامة الحنابلة بمكة، وسافر إلى مصر والشام والعراق واليَمن، وألف تآليفَ جيِّدة، رأيت منها مختصر بغية الوُعاة بخطِّه ... وغير ذلك. أخباره فى: مختصر طبقات الحنابلة: 161، مختصر نشر النَّور والزَّهر: 2/ 373، وفهرس الفهارس: 1/ 519 ومشاهير علماء نجد: 286، وعلماء نجد: 3/ 862. (السُّحب الوابلة على ضَرائح الحَنابلة). كتاب ضخمٌ ذيل فيه على طبقات ابن رجب من وفيات سنة (751 هـ) حيث توقف الإِمام ابن رجب، واستمر إلى قُرب وفاته (1295 هـ) استوعب فيه تراجم كثيرة ورجع إلى مصادر غنية وأصيلة وتراجم الرجال فيه مُستوفاة، وصل فيه إلى درجة قريبة من مستوى كتاب ابن رجب مع تأخر زمانه.

ورتب ابنُ حُميدٍ كتابه على حروف المعجم ولم يجعله طبقات كما فعل ابن رجب، لأن ترتيبه على حروف المعجم أيسر وأسهل للكشف عن تراجمه والتزم فيه بترتيب اسم الرجل واسم أبيه، ولم يلتزم فيه بترتيب الجد وجد الجد كما فعل ابن حَجر فى الدرر الكامنة، والسَّخاوى فى الضوء اللامع ... وغيرها، ولا شك أن ترتيب الجد وجد الجد أسهل وأكثر انضباطا ولا يحتاج معه إلى فهرس. ولكن ابن حُمَيْدٍ كدَّر هذا الصفو حيث لم يترجم للشيخ محمد ابن عبد الوهاب - رحمه الله - ولا لأولاده وأصحابه. وتعرض للشيخ فى ترجمة أبيه (عبد الوهاب بن سليمان بن على ابن مشرف بن محمد التميمى النجدى الحنبلى 1053 هـ) بالسلب والثلب والتهم الملفقة التى لم تستند إلى دليل - {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} -. وكتاب السُّحب الوابلة لم يُطبع بعد، وهو من أهم الكتب المؤلفة فى الطَّبقات وأكثرها فائدة، ويمكن التعليق على ما جاء فيه وردُّ هذه الافتراءات التى سببها ظاهر لا يخفى، وتلحق التَّراجم التى أخل بها المؤلف - قاصدًا - فى هوامش الكتاب فى مواضعها حسب ترتيبها على حروف المُعجم. وأظن أن خيرَ من يمكنه القيام بذلك (دارة المَلك عبد العزيز) بحيث تُحيل الكتاب على مؤرخ مُتَخَصِّصٍ فى معرفة الرجال وأخبارهم وتراجمهم، وبعد الانتهاء من تحقيقه وتخريجه تحيله إلى عالم متمكِّن فى العقيدة، ومطلع على أحوال الرجال أيضا يقوم بمراجعته ثم التَّعليق على المَواضع التى تحتاج إلى تعليق لرد مزاعمه وإيضاح طريق الحق والصواب.

أمَّا نسخ الكتاب الخطية فهى كثيرة جدًّا، وهى فى الكتبات الخاصة أكثر منها فى الكتبات العامة. وأكثر نسخة انتشارًا نسخة خُدابخش فى الهند صورتها بعثة معهد المخطوطات بالقاهرة واستنسخت منها دار الكتب المصرية نسخة واستنسخ منها الإِمام الفاضل المحدث عبد الرحمن المعلمى اليمانى رحمه الله نسخة أودعها فى مكتبة الحرم المكى، واستنسخها كثيرٌ من الباحثين فى مصر والشام والعراق، أَنَّى ذهبتَ وجدتَها وهى نسخة جيِّدةٌ متقنة فى أولها فهرس للكتاب ولعل هذا الفهرس هو الذى رغب فى اقتنائها. وتوجد نسخة المؤلف التى بخط يده فى قسم المخطوطات فى المكتبة المركزية بجامعة الملك سعود بالرياض مع نسخة أخرى نسخت عنها، وهما من النسخ التى اقتنتها الجامعة من مكتبة الشيخ سليمان الصنيع رحمه الله. وكان الشيخ سليمان مقيمًا فى مكة وله بالوجيه العالم محمد حسن نصيف صلة علمية وثيقة رحمهما الله. وكانا من الغيورين على تراث هذه الأمة. * * * 20 - وألف الشيخ ابن حميد المذكور: (النعت الأكمل فى تراجم أصحاب الإِمام أحمد بن حنبل). ذكره فى السحب الوابلة (¬1). * * * ¬

_ (¬1) الأعلام: 6/ 243.

21 - وألف الشَّيخُ الِإمامُ العالمُ الفاضلُ الأديبُ عبدُ القادر ابن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحمن بن محمد بن بَدْرَان الحَنبلى الدِّمشقى مُفتى الحنابلة بدمشق (؟ - 1346 هـ). من المهتمين بالتاريخ والآثار، جمع كتابا عن مذهب الإِمام أحمد تاريخه والتأليف فيه، وأشهر الكتب المؤلفة بالمذهب ... اسمه (المدخل إلى فقه الإِمام أحمد بن حنبل) من أنفس الكتب وأجودها وأكثرها فائدة. وأنا لا أمل من مطالعته ومراجعته دائمًا جزاه الله عنَّا خيرًا. وله منادمة الأطلال، ومختصر تاريخ دمشق ... أخباره فى: منتخبات التواريخ لدمشق: 2/ 762، 763، وتراجم أعيان دمشق: 122، والأعلام: 4/ 37، ومعجم المطبوعات العربية والمعربة: 541. (ذيل الطبقات لابن رجب). جعله الزِّركلى فى (الأعلام) ذيلًا على كتاب طبقات الحنابلة لابن الجوزى؟ وهذا بلا شك سبق قلم من الأستاذ - رحمه الله - وذكر الزِّركلى أيضًا أنه مخطوط لم يكمله. ولم أطلع عليه بعد. قال فى المدخل: - عند ذكر كتاب "المقصد الأرشد" لابن مفلح - وقد كنت عزمت على جمع ذيل له أثناء الطلب فسودت منه جانبا، ثم بعد ذلك فترت همتى لعدم اشتهار الكتاب، فصممت أن أجعل ما سودته ذيلا على طبقات الحافظ ابن رجب؛ لكونه يستوفى أسماء مؤلفات المترجم، ويذكر مالأصحاب الاختيارات كثيرًا مُن اختياراتهم، ولكونها أشهرَ من (المقصد) وأغزَر فائدةً. * * *

22 - وألف بعده الشيخ إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان النجدى الحنبلى (؟ - 1353 هـ). إمام عالم فاضل فقيه، ألف "منار السبيل فى شرح الدليل" فى الفقه عنى فيه بذكر الأدلة, خرج أحاديثه الشيخ المحدث الكبير ناصر الدين الألبانى بارك الله فيه ونفع بعلومه فقد أجاد فى هذا التخريج وأفاد وسماه (إرواء الغليل ...) طُبع فى تسع مجلدات. وألف الشيخ ابن ضويَّان رسالة فى أنساب أهل نجد، وأخرى فى تاريخ نجد بدأها من سنة سبعمائة وخمسين إلى سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف. أخباره فى: مشاهير علماء نجد وغيرهم: 340، وعلماء نجد: 1/ 141، والأعلام: 1/ 72. (رفع النقاب فى تراجم الأصحاب). فى جزئين، الثانى منهما فى دار الكتب المصرية وهو موجود فى المكتبات الخاصة فى نجد لدى بعض أهل العلم من المتخصصين بتاريخ نجد وأخبارها وعلمائها وأنسابها. ووقفت منذ عشر سنين على نسخة كاملة منه فى جامعة البصرة - بخط الشيخ محمد أمين الشنقيطى (ت 1351 هـ) الذى أقام مدة فى نجد وخاصة فى (عُنَيْزَةَ) وأفاد منه عالمها الجليل عبد الرحمن بن ناصر السعدى رحمه الله. وكان مؤلف (رفع النقاب) ابن ضويان رحمه الله لا يكاد ينقطع عن زيارة عُنَيْزَةَ، فالذى يغلب على الظَّنِّ أنه يرتبط معه بمعرفة وصداقة.

وأصل هذه النسخة كانت فى بلد الزبير مقر إقامة الشيخ الشنقيطى رحمه الله ثم نقلت إلى جامعة البَصرة، ولم أوفق إلى تصويره عند زيارتى جامعة البصرة لضيقِ الوقتِ. وقد ترجم فيه للحنابلة مبتدئا بأحمد بن حنبل إلى زمنه وهو كتاب مختصر، وفائدته فى ترجمة بعض شيوخه وشيوخ شيوخه أو من هم فى درجتهم من النَّجديين خاصة. * * * 23 - وألف بعده الشيخ محمد جميل بن عمر بن محمد بن حسن ابن عمر الشَّطِّى البغدادى الأصل الحنبلى الدمشقى. (300 - 1379 هـ). فقيه حنبلى من أسرة عريقة فى العلم والفضل، تنقل فى الوظائف إلى أن أصبح مُفتى الحنابلة بدمشق، ألف "روضة البَشر فى أعيان دمشق فى القرن الثالث عشر" (مطبوع) و "تراجم أعيان دمشق" (مطبوع) ... وغيرها. ترجمته فى: معجم المطبوعات العربية والمعربة: 1126، والأعلام: 6/ 73، وانظر: روض البشر: 267. (ذيل النَّعت الأكمل). كذا ذكره هو فى مقدمة كتابه "مختصر طبقات الحنابلة" له الآتى ذكره، وصل فيه كتاب الكمال الغزى من سنة (1207 هـ) حتى زمانه. قال: "وقد رأيت عندى تراجم متفرقة لبعض علماء مذهبنا الأحمد، مذهب الإِمام أحمد رضى الله عنه، فجعلتها ذيلًا لطبقاتِ الغَزِّى المذكور ... ". * * *

(مختصر طبقات الحنابلة)

24 - وألف الشيخ المذكور (محمد جميل الشطي): (مُختصر طبقات الحنابلة) جمعه "باختِصَارٍ" من كلام العليمى، والغزى، والذيل الذى ألفه هو على كتاب الكمال الغزى المتقدم. طبع هذا الكتاب فى مطبعة التَّرقى بدمشق سنة (1339 هـ). 25 - وألف الشيخ المذكور (محمد جميل الشطى): (الفتح الجلى فى القضاء الحنبلى) ترجم فيه لمن تولوا القضاء فى محاكم دمشق من الحنابلة ابتداءً من ابن قدامة إلى مؤلفه، والكتاب (مطبوع). * * * 26 - ثم ألف الشيخ سليمان بن عبد الرحمن بن محمد بن حمدان (1322 - 1397 هـ). أحد شيوخنا المعاصرين، وهو ناسخ كتاب ابن عبد الهادى هذا، وننشر الكتاب عن نسخته الوحيدة. أدركته وهو يلقى الدروس فى الحرم المكى الشريف يشرح كتاب "التوحيد" للإِمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. وكان فى شبابه له اعتناء فى جمع الكتب ونسخها واقتناء نوادرها وقد خلَّف - رحمه الله - مكتبة حافلة بمخطوطات نفيسة جيِّدة كتب بعضها بخط يده. اشترتها بعد وفاته جامعة الإِمام محمد بن سعود الِإسلامية.

(طبقات الحنابلة)

جمع الشيخ كتابًا فى: (طبقات الحنابلة) ولم أعثر عليه فلعله لدى ورثته. * * * 27 - وبلغنى أن الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عثيمين (مازال على قيد الحياة) جمع كتابا فى طبقات الحنابلة حماه (السابلة ...) مازال مخطوطا. * * * 28 - وحدَّثنى بعضُ الِإخوان أن لديه نسخة من (السُّحب الوابلة) لابن حميد النجدى المتقدم ذكره، ومعها ذيلٌ من تأليف وجمع ابنه على بن محمد بن حُميد مفتى الحنابلة بمكة بعد أبيه (ت 1349 هـ). 29 - وفى المكتبة السُّعودية التابعة لِإدارات البحوث العلمية والِإفتاء والدَّعوة والِإرشاد فى الرياض أوراقٌ فى تراجم بعض علماء الحنابلة بخطّ الشَّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى النجدى الحنبلى المؤرخ النسابة المتوفى سنة (1343 هـ). * * * 30 - وذكر ابن عبد الهادى فى مقدمة "العطاء المعجّل" أن لبعض ولد الشيخ أبى عمر مختصر طبقات القاضى أبى الحسين. ويعنى به يأتى الحسين القاضى ابن أبي يعلى المتقدم ذكره. 31 - وذكر الشيخ جميل الشطى فى كتابه "أعيان دمشق" أن عمّه محمد مراد أفندى له (مسودة طبقات الحنابلة) ينظر ص: 13، 76، 147، 220، ... . * * *

كتاب الجوهر المنضد

كتاب الجوهر المنضد تحقيق اسم الكتاب: النسخة الوحيدة التى حصلت عليها من هذا الكتاب لا تحمِلُ اسما من صنع المؤلف فى الأصل، لأنها نقلت من نسخة مبتورة الأول. بدأها الناسخ بقوله: "هذا ذيل ابن عبد الهادى على طبقات ابن رجب، وقد سقط من أوله [بعض] حرف الألف، ثم بدأ بترجمة أحمد ابن على بن أبى بكر الزَّبدانى ... لذا فهى لا تحمل عنوانًا إلا ما اختاره الناسخ (ذيل ابن عبد الهادى ...)، وهذه التسمية أفادها الناسخ من مضمون الكتاب فهو ذيل على طبقات ابن رجب بلا شك، ولكن ما اسم هذا الذيل، أو ما عنوانه؟ لم أجد مَنْ ذَكَرَ اسم كتاب ابن عبد الهادى إلا حاجى خليفة فى كَشْفِ الظنون فإِنَّه سماه (الجَوْهَر المُنَضَّد فى تَراجم متأخرى أصحاب أحمد)، ونص كلامه (¬1) بعد أن ذكر كتاب ابن رجب: "ثم ذيله العلامة يوسف بن الحسن بن أحمد الحنبلى المقدسى مرتبًا على الحروف سماه: (الجَوهر المنضَّد فى طَبقات مُتأخرى أَصحاب أَحمد) فرغ من تأليفه سنة (781 هـ؟). وعن صاحبِ الكَشْفِ نقلَ ابنُ بَدْران فى المَدخل (¬2). وقد أنست بما ذكره الحاجى خليفة فى الكشف ورأيت أن أسمى ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1069. (¬2) المدخل: 249.

تاريخ تأليفه

الكتاب به مع علمى أن الحاجى خليفة كثيرًا ما تَلْتَبِسُ عليه الأسماء والوَفَيات والتَّواريخ، ولكن ليس ثَمَّتَ ما يعارض هذه التسمية ولا ما يقدح فى صحتها. تاريخ تأليفه: ذكر الحاجى خليفة أن ابن عبد الهادى أتم تأليف كتابه سنة (781 هـ)، وعن الحاجى خليفة نقل ابنُ بَدران وذكر التاريخ سنة (871 هـ). وأمَّا التَّاريخ الذى ذكره الحاجى خليفة فهو خطأ دون تردد؛ لأن ابن عبد الهادى ولد سنة (840 هـ). وأمَّا التاريخ الذى ذكره ابن بدران فهو تصرف فى الرقم الذى ذكره الحاجى خليفة، وهو مقبول إلى حدٍّ كبير، إلا أنَّه يعوزه الاستناد إلى نصٍّ صحيحٍ. ولم يرد فى نسختنا تاريخ للانتهاء من التأليف، على أنَّ ابن عبد الهادى - رحمه الله - يلتزم تسجيل تواريخ الانتهاء من تآليفه غالبا. وفى الكتاب وَفَيات علماء أثبتت وفياتهم فى أصل الكتاب بعد سنة (871 هـ) بكثير، أكثرها بعدًا عن هذا التاريخ مما ثبت فى الكتاب سنة (899 هـ) (¬1) وهى ترجمة والده، وسنة (898 هـ) (¬2) ترجمة فرج الشرفى، وسنة (895 هـ) (¬3) ترجمة أخيه أحمد، ¬

_ (¬1) ترجمة رقم: (35). (¬2) ترجمة رقم: (127). (¬3) ترجمة رقم: (7).

نسبته إلى ابن عبد الهادى

ومنها وفيات لعلماء سنة (892 هـ) (¬1)، وسنة (891 هـ) (¬2)، وسنة (890 هـ) (¬3) وبعد الثمانين شئٌ كثيرٌ. لذا فإننى أشك فى صحة هذا التاريخ أصلا!، ومن المحتمل أن يكون المؤلف أتمَّ تأليفه سنة (871 هـ) ثم مازال يزيد فيه وينقص على عادة كثير من المؤلفين فألحق هذه التراجم بعد الفراغ من الكتاب، ولم تكن نسختنا هذه نسخة المؤلف فنستطيع تمييز ما أُضيف إلى الأصل، لذا يَبقى هذا ظنًّا واحتمالًا، ومن المستبعد أن تكون هذه الوفيات أُلحقت بالكتاب من قبل بعض مطالعى الكتاب؛ لأن هناك بعض الوفيات التى بعد المؤلف لم تُذكر وهى مشهورة فى تَراجم بعضِ شيوخه وأقرانه مما يقوِّى احتمالَ أن تكونَ الزيادةُ من المؤلفِ نفسِه بعد فراغِه من التَّأليف. نسبتُه إلى ابن عبد الهادى: لما كان الكتاب مبتور الأول لم يدون عليه اسم المؤلف فإننى لا أستطيع الجَزم بصحةِ نسبتهِ إلى مؤلفه بمجرد كتابة الناسخ عليه أنه كتاب ابن عبد الهادى. لذا وَجَبَ التَّثَبُّتَ من هذه النِّسبة. أقول: ومما يُثبته إلى ابن عبد الهادى أن كثيرًا من تراجمه تشهد بصحة نسبته إليه فقد ترجمٍ لأبيه وجدِّه وإخوانه وأَعمامه فضلًا عن شُيُوخِه وأقرانِهِ وتلاميذِهِ أحيانًا، وإن كانوا على قيد الحياة، وذكر من سيرهم وأخبارهم ما يدل على مُخالطته لهم. ¬

_ (¬1) ترجمة رقم: (87)، (211). (¬2) ترجمة رقم: (11). (¬3) ترجمة رقم: (114).

هل هو كتاب العطاء المعجل؟

وفى الترجمة (35) قال (¬1): "حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادى (والدى) ". وفى الترجمة (32) قال (¬2): "الحسن بن على بن أحمد بن عبد الهادى، جدُّ والدى أخذ عن والده وغيره ... وأخذ عنه والد جدى أحمد، وعم والدى محمد". وفى الترجمة رقم (12) قال (¬3): "أحمد النَّجدى، قرأ علىَّ الفقه من "أصول ابن اللحام" ... وغير ذلك". وفى ترجمة أحمد النَّجدى هذا فى السُّحب الوابلة، قال (¬4): " ... وقرأ على غيره كالجَمال يوسف بن عبد الهادى ... ". هل هو كتاب العطاء المعجل؟ الذى يظهر لي أنّ ابن عبد الهادى ألف فى تراجم الحنابلة كتابين: أحدهما: كتابُنا هذا الذى نقوم الآن بنشره واسمه (الجوهر المُنَضَّد فى تراجم مُتأخرى أصحابِ أحمد). والثانى: العَطَاءُ المُعَجَّل فى طبقاتِ [أصحابِ] الِإمام المبجل وكلمة (أصحاب) لم ترد على النسخة. أما الأول فعرضتُ مادته، وعرفتُ أنه ذيل على كتاب ابن رجب. ¬

_ (¬1) الجوهر المنضد: 29. (¬2) الجوهر المنضد: 33. (¬3) الجوهر المنضد: 15. (¬4) السحب الوابلة: 172.

أما الثاني: فإنَّ المؤلف جمعه فى تراجم الحنابلة عامة من لدن الإمام أحمد مُخْتَصِرًا ما جاءَ فى طبقات القاضى أبى الحسين بن أبي يعلى، وابن رجب وغيرهما حتى عصره. ومن هذا الكتاب أوراقٌ قليلةٌ فى الظاهرية (4550) كتب فى أعلى الورقة الأولى منها "العطاء المعجّل فى طبقات الإمام المبجّل" وهذه العبارة مكتوبة بخط مغاير لخط النسخة الأصلى (خط ابن عبد الهادى) ويظهر أنه خط حديث. أولها قوله: ". . المتأخرين من جع طبقاتهما فى الاختصار. وذكر لي عن القاضى عزّ الدين أنه فعل ذلك. وكذلك الشيخ على بن عروة ... ثم قال - رحمه الله -: "وأصل المذهب أحمد بن محمد الشيبانى قد ملأ ذكره الدُّنيا وكثر تصنيف الناس فى مناقبه وسيرته ... ". ثم استَمر فى ذكر سيرة الإِمام (رضى الله عنه) وذكر بعض أخباره وفضائله ورد على من قال: إنه محدِّثٌ وأنه ليس بفقيه. ثم بدأ بذكر التراجم من أصحابه - رحمهم الله - فقال: " (حرفُ الألفِ) فصلٌ فيمن اسمه أحمد ... ثم استمر فى ذكر التراجم حتى انقطع المَوجود من الكتاب لدىَّ فى ترجمة أحمد بن زهير ذكره أبو الحسين روى عن إمامنا ... ". ومن هنا استدلُّ على أنّ كتاب (العَطاء المعجّل. .) فى تراجم الحنابلة عامة حتى عصره رتبهم على طبقات كما قال فى مقدمته: "وأنا أرتبهم لك على أمرين: - أجعله ثلاث طبقات عليا ووسطى وسفلى. - وأرتبهم على الحروف".

إزالة وهم حول الكتاب

والسؤال يرد هل أتمَّ ابن عبد الهادى هذا التأليف؟! ثم هل هو الآن موجود؟! لا أستطيع الجواب عنهما، لأنه لابد من مراجعة مؤلفات ابن عبد الهادى وتقلبت مجاميعه، على أن الموجود فى الظاهرية ثمان ورقات ولم يصلنى منها إلا خمس ورقات ... ؟! إزالةُ وَهْمٍ حول الكتاب: ذهب الأستاذان الفاضلان محققا النَّعت الأكمل إلى أن (العطاء المعجل) هو ذيل الطَّبقات لابن رجب، قالها: "وفى الظاهرية مسودة المؤلف (4550)، وهما لم يرجعا إليها! ولو رجعا إليها لعلما أنَّها ليست ذيلًا على كتاب ابن رجب، وإنما ذيلُ كتاب ابن رجب هو (الجَوْهر ...) وهو كتابنا هذا. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنَّ قولهما "مسودة المؤلف فى الظاهرية" يوحى بِوجود الكتاب كاملًا هناك، وإنما الموجود منه وُريقات فقط كما أَسلفنا لذا لزم التَّنبيه. مادة الكتاب العلمية: الكتاب - كما نراه - ذيلا على كتاب ابن رجب، وابن رجب - رحمه الله - ختم كتابه بترجمة شيخه محمد بن أبى بكر ابن قيم الجوزية (ت 751 هـ)، فلم يترجم لوفيات من توفى بعد هذا التاريخ، وحتى وفيات سنة (751 هـ) لم يستوعبها أيضا وبشيخه ختم الكتاب، وقد ذكر تراجم أربعة علماء توفوا جميعا بعد (760 هـ) وهؤلاء العلماء إنما ذكرهم ابن رجب - رحمه الله - استطرادا فى ترجمة الشيخ عبد الله بن محمد بن أبى بكر الزريرانى (ت 729 هـ) فقد ذكر فوائده ثم ذكر

المعيدين عنده فذكر هؤلاء الأربعة فوضع المحقق لكل ترجمة رقما خاصا، وهو إنما ترجمهم استطرادا داخل ترجمة الشيخ. بدأ ابن عبد الهادى كما قلنا من حيث انتهى ابن رجب فترجم فى كتابه هذا لـ (211) عالمًا، على أن الكتاب ينقص بعض حرف الألف ولا يخلو من سقوط بعض التراجم فى خرم أصاب وسط الكتاب، وإن كنت أقدرها بورقة واحدة فقط. وقد ترجم ابن عبد الهادى لبعض الوفيات قبل سنة (751 هـ)، منهم: - داود المتطبب (ت 737 هـ) ترجمة رقم (43). - وزينب بنت الكمال (ت 740 هـ) ترجمة رقم (49). - وعلى بن المُنَجَّى بن عثمان بن أسعد (ت 750 هـ) ترجمة رقم (88)، وابن المُنَجَّى هذا مترجم فى ذيل الطبقات لابن رجب: 2/ 447. ولم يحدد ابن عبد الهادى سنة ينتهى إليها كتابه فقد ترجم لشيوخه وبعض معاصريه وتلاميذه منهم: - أحمد بن يحيي النَّجدى المعروف بـ (ابن عَطْوَة) (ت 949 هـ) ترجمة رقم (12). - وأحمد العسكرى (ت 910 هـ) ترجمة رقم (15). - وُذَؤيْب أحمد السيلى (ت 909 هـ) ترجمة رقم (45). - ووجيه الدين ابن المُنَجَّى (ت 908 هـ) ترجمة رقم (10). - ومحمد بن أبى بكر بن زُرَيْق (ت 900 هـ) ترجمة رقم (142). ورتب كتابه على حروف المعجم إلا أنه لم يلتزم بعد ذلك بالترتيب

الكامل داخل الحرف الواحد ثم إنه لم يراع فى الترتيب أسم الأب والجد فقد يتقدم (محمد بن عبد القادر) على (محمد بن أحمد) مثلا. وقد سجل فيه ابن عبد الهادى أشهر شيوخ المترجم وتنقلاته وبعض مؤلفاته، والمناصب العلمية التى تقلدها، ولم يذكر فيه من المسائل والفوائد العلمية والأشعار والأخبار إلا النزر اليسير لذا فهو إلى الاختصار أقرب منه إلى الِإطالة. وتختلف طول التراجم وقصرها باختلاف المعلومات التى يتحصل عليها المؤلف، وقد وجدته يطيل فى بعض التراجم إطالة ظاهرة أمثال ترجمة ابن رجب، وزين الدين ابن الحبال، وأبى شعر المقدسى، وعلى بن سليمان المرداوى ... وغيرهم. بينما اقتصر فى بعض التراجم على تعريف غير مفيد مثل قوله: ترجمة رقم (11) "أحمد بن عبادة: ولى قضاء الحنابلة: أخونا وصاحبنا" لم يأت بأخباره مع أنه من كبار القضاة ومشاهيرهم ... وقوله فى الترجمة (23): "بدران الجماعيلى: فقيه قرية جمَّاعيل". وقوله فى الترجمة رقم (24): "ثابت شاب اشتغل وقرأ "المقنع" وتوفى صغيرًا". وقوله فى الترجمة رقم (202): "هارون الشيخ هارون الحنبلى". وينظر تراجم رقم (38)، (45)، (46)، (54)، (55)، (56)، (59)، (65)، (75)، (81)، (97)، (105)، (116)، (119)، (120)، (122)، (126)، (128)، (129)، (166)، (169)، (173)، (175)، (187)، (207).

مصادر الكتاب

وذلك - والله أعلم - راجع إلى ما قلناه أنه يترك بياضات فى بعض مؤلفاته ليجمع لها المعلومات إلا أن القدر لم يمكنه من ذلك فمات قبل إثبات المعلومات المتوفرة لديه. مصادر الكتاب: تنقسم مصادر أبى المحاسن فى كتابه هذا إلى قسمين: - قسم أفاده هو من شيوخه ومعاصريه من الفوائد العلمية والأحداث التاريخية وتقليد بعضهم مناصب القضاء والِإفتاء والتدريس، أو شهد وفاة بعض الشيوخ فسجل زمانها ومكانها وتاريخها باليوم والشهر والسنة. - وقسم آخر هو إفادته من المصادر التى رجع إليها، ومن أهم مصادره فى هذا الكتاب: - تاريخ ابن قاضى شهبة الأسدى (ت 851 هـ). - تاريخ ابن حبيب الحلبى (ت 774 هـ). المسمى: (درة الأسلاك فى تاريخ دولة الأتراك). والذَّيل عليه لولده. - المعجم المختص للإِمام الحافظ الذهبى (ت 748 هـ). - الوفيات لابن رافع السلامى (ت 774 هـ). - المقصد الأرشد لشيخه برهان الدين ابن مفلح (ت 884 هـ). - مجموع فى التاريخ لم يذكر اسمه (¬1). لابن ناصر الدين الدمشقى الشافعى (ت 842 هـ). ¬

_ (¬1) عثرتُ على هذا المجموع بعد طبع أصول الكتاب ولم أتمكن من الإفادة منه فلعلى أتمكن من ذلك مستقبلًا إن شاء الله.

المنهج المتبع فى تحقيق النص والتعليق عليه

- مُعجم شيوخ شهاب الدين ابن رجب (ت 775 هـ). - تاريخ ابن كثير (ت 774 هـ). - ذيل تاريخ ابن كثير لعله له لأحد ولديه. وكل واحدٍ منهما له ذيل على تاريخ والده. المنهج المتبع فى تحقيق النَّص والتَّعليق عليه: نظرًا إلى أن هذه النُّسخة وحيدة لم أجد لها أصلا آخر أعتمد عليه، ونظرًا لوجود بعضِ الأخطاء والتَّحريفات التى لا يخلو منها كتاب، مع أن كاتب هذه النُّسخة عالمٌ جليلٌ نقل عن خط أو قراءةِ عالمٍ جليل آخر هو الشَّيخُ عثمان بن منصور إلا أنَّه لرداءة خط المؤلف وتداخل حُروف أثرٌ واضحٌ فى تحريفِ النُّصوص فيما بعد ومن هذه التحريفات التى وقعت فى النسخة كتاب المُعجم المُختص للذَّهبى يكتبه الناسخ: (العجم المختصر) وهو المعجم المختصُّ بالمحدثين مشهور رجعتُ إليه وخرجتُ منه، ومنها: الخُزَاعى: صوابه الجُراعى. بالجيم المعجمة التحتية والراء المهملة. خاليه صوابه: كماليه. المُلحة صوابه: اللَّمحة. الكِنانى صوابه: الكلائى ... وغير ذلك. وربما حرف المؤلف نفسه فى النُّصوص التى ينقلها عن مصادره أو فهمها على غير وجهها أو حذف منها أو أضاف إليها مما يزيد فى الغموض، وربما كان هذا التَّحريف أو الاختلاف راجع إلى اختلاف النسخ التى عول عليها المصنف فى مصادره، وهذا يصدق على كل نص محقق. لهذا كله فإننى حاولت قدرَ الطَّاقة تصحيحَ نصوصِ المُصَنِّفِ

نسخة الكتاب الخطية

من مصادره التى أعتمد عليها فرجعت إليها وصححتها فى صُلب الكتاب حينا واضعا ذلك بين أقواس الزِّيادة على الأصل [] وفى الهامش حينًا إذا لم يترجح لدى أنها العبارة المقصودة. وبعض نصوص الكتاب مازالت غيرَ مفهومةٍ لدىَّ، أبقيتها على حالها مشيرًا إلى عدم قُدرتي على فَهمها ووجَّهتها حسب ما تَبَادَرَ إلى ذهنى فى هامش الكتاب. ونظرًا إلى أن الكتاب فى أخبارِ العُلماء فإننى علقت على بعض التراجم التى اقتضب المؤلف أخبارَ أصحابها من المراجع المتوفرة لدى لتتضح معالم الشخصية المعرف بها دون استيفاء لأخباره كاملة واكتفيت بسر بعض المراجع التى يمكن الرجوع إليها لمعرفة أخباره فيها، ولم أخل الهوامش من الفوائد حول الكتب والمؤلفات الموجودة من آثار بعض العلماء المترجمين والدلالة على أماكن وجودها فى بعض الأحيان لتحصل بذلك الفائدة للمستزيد من البحث عن نوادر الكتب وتمت بترقيم التراجم ليسهل الرجوع إليها عند الفهرسة ويعطى إحصاءًا لما اشتمل عليه الكتاب من التراجم. نسخة الكتاب الخطية: نسختى من هذا الكتاب هى نسخة محفوظة فى المكتبة المركزية بجامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية اشترتها المكتبة المذكورة من ورثة الشيخ المرحوم سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان مع مجموعة من كتب خطية جيدة فى هذه المكتبة. والنسخة بخط الشيخ سليمان، جاء فى آخرها: "فرغت من كتابته 16 شعبان سنة 1362 هـ بمنزلى بالطائف المحروس، ثم قال

الشيخ بلغ مقابلة يوم الخميس الموافق سادس صفر من سنة 1386 هـ بالطائف. وتاريخ هذه النسخة قريب جدًّا كما ترى فلابد أن الأصل المقابل عليه موجود فأين هو؟ وهل هى نسخة بخط ابن عبد الهادى مثل أغلب كتبه التى لا تزال بخطه؟ ومع من قابلها الشيخ؟ لم أجد الجواب عن هذه الأسئلة مع حرصى على سؤال ذوى الاختصاص من معارف الشيخ وخاصته من الأفاضل. وجاء فى ورقة: (20) من الأصل: " (حاشية): على هامش الأصل المنقول منه بخط عثمان بن عبد العزيز بن منصور (¬1) ما نصه ... ". فهذا يؤكد أن نسختنا هذه منقولة من نسخة كانت للشيخ عثمان بن منصور، ولكن هل كانت النسخة بخط الشيخ عثمان أو التعليقة فقط هى التى كانت بخطه؟ يبدو أن التعليقة فقط هى التى كانت بخطه، ولو كان الكتاب كله بخطه لنبه على ذلك الشيخ سليمان. رحم الله الجميع. تقع النسخة فى (28) ورقة، والصفحة تتراوح بين 27 - 29 سطرا وكلمات السطر بين 10 - 14 كلمة قياسة 25 × 19 سم. * * * ¬

_ (¬1) عرَّفت بالشيخ عثمان فى موضع التَّعليقة من الكتاب.

ورقة العنوان

صورة مخطوطة الورقة الأولى

صورة الأخيرة

حرف الألف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذا ذيل ابن عبد الهادى على طبقات ابن رَجَب، وقد سقط من أوله [بعضُ] حرفِ الأَلف. 1 - أحمد بن على بن أبى بكر الزَّبَدَانِيُّ، الشّيخُ الواعظُ صاحبُ كلامٍ حسنٍ. صنَّف كتاب "زهر الرّياض وشفاء القُلوب المراض"، وهو كتاب حسن فى الوعظ، نقل فيه عن الشَّيخ تقىّ الدين (¬1)، ونقل عنه (2 أمر الأصل عدمه 2). توفى بعد العشرين وثمانمائة بالصّالحية. 2 - أحمد المَكِّىُّ، عُرف بـ " ــــــابن جَعْفَر المكىُّ" الهاشِمِىُّ الفقيهُ الذّكيُّ، كان حسنَ المعرفةِ والفهم، قرأ "المُقنع"، وقرأ "مُختصر القاضى عَلاء الدِّين بن اللَّحَّام" حلَّا على شيخِنا الشّيخ تقىّ الدّين (¬3)، وأذِنَ له بالإِفتاء. وقرأ "الخُلاصَة" وعرضَها على الشَّيخِ شهاب الدين ¬

_ 1 - أحمد الزَّبَدانِىُّ: (لم أعثر على أخباره). (¬1) لعله يقصد شيخ الإسلام تقى الدين أحمد بن تيمية رحمه الله. (2 - 2) كذا فى الأصل ولا معنى لذلك. 2 - أحمد المَكِّيُّ: (لم أعثر على أخباره). (¬3) لعله تقى الدين الجراعى المتوفى سنة (883 هـ) أو تقى الدين بن قندس المتوفى سنة: (861 هـ) وكلاهما من شيوخه وكثيرًا ما يورد المؤلف هذه العبارة فلا أدرى أيّهما يريد؟! وقد أكثر المؤلف من ملازتهما معًا بحيث لم يَعد مثل هذا اللقب يغلب على أحدهما دون الآخر.

ابن زَيْدٍ (¬1)، وبَرع وأثنى عليه الناس، وله شعرٌ حسنٌ منه قصيدته التى فى دمشق، وقصيدة فى مكة، وكان له محبّةٌ فى قلوب المشايخ وغيرهم. واعتنى بطلب العلم ورحل فى طَلبه إلى الشَّام وقرأ البخارى على الشيخ زين الدين بنِ الحبال (¬2) وكان خفيف الروح ظريف المعانى، بين الطول والقصر، رقيقًا أَسمرَ، يفضّل الصّفرة والسّواد، ويحتج بأنه لولا أنه أعزّ الأشياء لم يجعله الله فى العين، والصُّفرة بقوله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} (¬3) قال غالبُ المفسِّرين: هو البياضُ الذى يميلُ إلى الصُّفرة. رحل سنة ثمان وخمسين وثمانمائة إلى مصر قاصدًا مكة فتوفى بمصر هذه السنة. 3 - أحمد بن عُبادة، القاضى شهاب الدين الحنبلى، أخذ ¬

_ (¬1) هو أحمد بن محمد بن أبى بكر بن زيد الشيخ الِإمام العلامة النحوى المفسر المحدث شهاب الدين توفى سنة 870 هـ. المنهج الأحمد: 2/ 146. وقفت له على كتاب سمّاه "الفضة المضيَّة شرح الشذرة الذهبية" لأبى حيّان بخط تلميذه حسن بن على بن إبراهيم المرداوىّ كتبها سنة: (864 هـ) فى مكتبة جستربيتى رقمه (3199). (¬2) ترجمة رقم: (69). (¬3) سورة الصافات: آية: 49. 3 - ابن عُبادة: (788 - 864 هـ). أخباره فى الضوء اللامع: 2/ 180، حوادث الزّمان: 2/ 29، والسُّحب الوابلة: 62. قال السَّخاوي: أحمد بن محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغنى بن منصور، شهاب الدين أبو العباس ابن الشمس أبو عبد الله بن الفقيه الزين الجمال الحرّاني الأصل الدمشقى الصالحىّ و (عُبادة) هو عبد الغنى عند الذَّهبى وغيره. مولده سنة 788 فى شهر صفر بدمشق قرأ القرآن على العلاء الشَّحام وغيره وأخذ الفقه عن العلاء ابن اللَّحَّام، وشهاب الدين بن حِجّى وسمع وهو صغير جدًّا على ابن رجب، وسمع عائشة بنت بن عبد الهادى. قال السَّخاوى: قرأت عليه، وكان متواضعا، بهيًّا، حسن الشكالة، مات فى شوّال سنة 864 هـ.

عن عائشة بنت عبد الهادى، وولى قضاء قضاة الحنابلة بدمشق، وتوفى بالصّالحية سنة أربع وستين وثمانمائة، ودفن بها رحمه الله وإيَّانا. 4 - أحمد البَغْدَادِىُّ، إمام المدرسة ويعرف بـ "الِإمام"، كان يؤم بمدرسة شيخ الِإسلام أبي عُمر، وخطب بجامع المظفرى مدّةً. ذا صوت وحنجرة، قصير أسمر، ليس بالرقيق ولا بالغليظ، كان ذا دين وورع وزهدٍ، وإِلمام بالفقه والحديث والقراءات، أخذ عن ابن عباس (¬1) وغيره، ولى منه إجازة. توفى يوم السبت في شهر جمادى الأولى سنة إحدى وستين وثمانمائة بالدَّيَر، وصُلِّىَ عليه بالجامع، وكانت جنازته مَشهودةً ودفن بالسَّفحِ من جهةِ الغَرب، غربى بركة الأماج، رحمه الله تعالى. ¬

_ 4 - أحمد البغدادى: (؟ - 861 هـ). لم أقف على أخباره. وأخل المؤلف - رحمه الله - بترجمة اثنين كل واحدٍ منهما يدعى أحمد البغدادى الحنبلى: أحدهما: أحمد بن صالح البغدادى، شهاب الدين، خطيب جامع القصر ببغداد. قال ابن حجر: كان من فقهاء الحنابلة مات شهيدا بيدى اللنكية لما هاجموا بغداد سنة 795 هـ (الدرر الكامنة: 1/ 151). والثاني منهما: أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن ماجد، جمال الدين أبو محمد البغدادى، قال ابن حجر أيضاً: سمع منه القرئ شهاب الدين ابن رجب وذكره في معجمه وأثنى عليه، وقال: اقرأ بالمستنصرية وكان حريصاً على تعليم الخير ومات في المحرم سنة 757 هـ. (الدرر الكامنة: 1/ 175). و (المنتقى من معجم ابن رجب: 35). (¬1) لعله يقصد عليّ بن محمد بن عباس بن اللَّحام ترجمة رقم: (87).

5 - أحمدُ بن نَصرِ الله الحَنبلى، الشَّيخ عزّ الدين المِصْرِىّ الفقيه الأصولى النَّحوى المحدث الزاهدُ الورعُ القدوةُ. أخذ عن خاله ¬

_ 5 - أحمد بن نصر الله: (765 - 846 هـ) أخباره في معجم ابن فهد: 96، والذيل على رفع الأصر: 109، والضوء اللامع: 2/ 233، وعنوان الزمان: 62، والمقصد الأرشد: 26، والمنهج الأحمد: 2/ 140 ومختصره: 182، والقلائد الجوهرية: 374، 375، والشذرات: 7/ 250، والسحب الوابلة: 66، وله ترجمة في أوراق في تراجم الحنابلة بخطِّ الشَّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى هي في غالبها منقولة من هنا. وهو من كبار علماء المذهب ومشاهيرهم اسمه كاملًا: أحمد بن نصر الله بن أحمد ابن محمد بن عمر التُّسْتَري الأصل البغدادى محب الدين وشهاب الدين أيضاً. أبو الفضل وأبو يَحْيَى وأبو يوسف أيضاً. مولده ببغداد يوم السبت سابع عشر شهر رجب سنة 765 هـ وقرأ على أبيه (نصر الله) الآتي ذكره، وعلى نجم الدين أبي بكر بن قاسم، ونور الدين عليّ بن أحمد المقرئ ... وغيرهم. قال ابن مُفلح: قدم القاهرة مع والده وأخذ عن مشايخها منهم الشَّيخ سراج الدين البُلقينى وزين الدين العراقى وابن المُلقِّن. وأخذ عن زين الدين رجب. قال السَّخاوى في ذيل رفع الأصر: والعجيبُ أنه لم يلازم الزين العِرَاقى وهو المشار إليه في علم الحديث، بل لا أعلم أنه أخذ عنه بالكلية. وهذا مخالف لنص ابن مفلح كما ترى. وكأنه يعرضُ به في قوله في الضوء: "وإن أدرجه بعضهم في شيوخه" وقوله: "والعجب ... " وهى عبارة ابن فهد في معجمه. وأطال السخاوى في ترجمته وذكر أسانيده ومروياته وشيوخه. وقال ابن مفلح أيضاً: "وهو من أجل مشايخنا، وانتهت إليه مشيخة الحنابلة بعد موت مستخلفه قاضى القضاة علاء الدين بن المغلى". وقال: قال شيخنا قاضى القضاة تقى الدين شهبة (؟) اجتمعت به وهو أهل لأنَّ يُتَكلَم معه. وكان شكلاً حسنًا، وكان لا ينظر بإحدى عينيه. =

[وغيره] (¬1)، وأخذ من شيوخ مصر، ولى منه إجازةٌ. ولى القضاء بعد موت القاضي [علاء الدين] (¬2). وكان شيخُنا تقى الدين (¬3) - رحمه الله - أثنى عليه ثناءً جميلاً، وانفرد برئاسة مذهب أحمد بالقاهرة - وزعم بعضهم: وفى غيرها. له النظم والنثر، له "مُختصر الطوفى"، و "نظم التحفة"، وله كتاب "تَصحيح المُحرر" وكتاب "تَصحيح المُقنع (¬4) " وكتاب "نظم الطوفى"، و "نظم منهاج البَيضاوِى"، و "نظم جمع الجوامع"، واختصر "الألفية"، واختصر "الخِرقى"، وشرح بعض "المنورة"، له كتاب "الطَّبقات" - أربع مجلدات (¬5) - واختصر "القواعد"، وبعض "شرح الطوفى" لجدِّه، وله كتاب في الفقه، واختصر "المحرر"، وغير ذلك. وخطّه أعكس وسمعت أنه يقول: خطى ثلاثة أصناف، صنف لي؛ و [صنف] للناس، وصنف لا لي ولا للناس. ¬

_ = وقد أخل كتابنا هذا بذكر أخويه عبد الله وفضل، وكذلك ولدى المذكور محمد ويوسف، وابنى أخويه وبعض أحفادهم. وقد ذكرهم جميعاً ابن حميد في السحب الوابلة عن السخاوى في الضوء ... . وعن غير السخاوى أيضاً. (¬1) في الأصل: وعنه. (¬2) في الأصل: "بدر الدين" والصحيح أنه ولى القضاء بعد علاء الدين بن مغلى صاحب الترجمة رقم (101). (¬3) لعله تقى الدين ابن قندس (ت 860 هـ). (¬4) ذكر لي صديقُنا الدكتور أحمد بن عبد الله حُميد أن في مكتبة والده سماحة الشَّيخ عبد الله بن حميد - رحمه الله - منه نسخة خطية. (¬5) وله أيضاً مختصر طبقات ابن رجب تحدثت عنهما في المقدمة، ورأيت له فتوى في الظاهرية رقم 2759.

وانتهت إليه الرئاسة في المذهب وغيره، واستماع الكلمة في الديارِ المصرية قلت: وسائر الدُّنيا. وأثنى عليه بالدِّين والصلاح والتَّواضع والكرمِ وتَفَقدِ أحوال النَّاس. توفى في شهر ربيع الآخر سنة ستٍّ وسبعين وثمانمائة - رحمه الله تعالى -. 6 - أحمد بن أبي بكر بن محمد [بن عبد الرحمن] بن محمد بن زُريق - آخو شيخنا ناصر الدين - أخذ عن ابن حجر وأخوته عبد الله، وعبد الرحمن، والقاضى نظام الدين، وابن الطَّحان، وغير واحد، واشتَغل ¬

_ 6 - ابن زريق: (830 - 891 هـ). من آل قدامة أخباره في الضوء اللامع: 1/ 255، والمنهج الأحمد: 2/ 155 ومختصره: 195، وشذرات الذهب: 7/ 351، والسحب الوابلة: 28. أكمل نسبه السخاوى في الضواء: 1/ 255 فقال: أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقى سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشَّيخ أبي عمر، العز أبي الخير بن عماد بن الزين القرشيُّ العمرى المقدسى الحنبلى ... ولد سنة 830 هـ بصالحية دمشق ونشأ بها وحفظ القرآن عند إسماعيل العجلونى و "تجريد العناية" لابن الحاج واشتغل بالفقه والعربية على التقى ابن قُندس وأذن له بالإفتاء والإقراء وسمّعه أخوه في سبع وثلاثين فما بعدها على ابن ناصر الدين وابنة ابن الشرائحى، وحدث باليسير ويذكر بالشجاعة والِإقدام ونحو ذلك. لكنَّه سقط عن فرس فعجز عن المشى إلَّا بعُكازين مات بدمشق في ليلة الثلاثاء ثامن ذى الحجة ودفن عند أقاربه. قال ابنُ حُميدٍ: وخَطُّه حسن جدًّا عندى منه حاشية شَيخه التَّقى بن قندس على الفروع بتاريخ: 865 هـ، أقول: وقد يسّر الله لي الاطلاع على هذه الحاشية التى ذكرها =

وحصَّل، له يد في الوقف وعلم الفرائض والميقات. وضع كتاباً في الوقف، وله خط حسن، قرأ "تَحْرِيْد العِنَاية" (¬1) / وغيره. توفى سنة إحدى وتسعين وثمانمائة. 7 - أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادى بن شهاب الدين. ولد في شهر رجب سنة ستٍ وخمسين، ودرَّس، وكان له يد في الفرائض وغيرها، وصنَّف عدَّة كُتُب وتوفى يوم الأحد حادى عشر شهر ¬

_ = ابنُ حميد بخطِّ ابن زُريق هذا وعليها خطُّ ابن حُميد في آخرها ترجم لابن زريق ترجمة مختصرة ثم قال: "وترجمته في الطبقات التى جمعتُها وسمَّيتها: "السحب الوابلة في طبقات الحنابلة" نفع الله بها آمين كتبه الفقير محمد بن عبد الله بن حُميد، خادم الإفتاء بمكة المشرفة وهذه الإشارة من المؤلف إلى اسم كتابه لم تتضمن كلمة "ضرائح" الواردة على نسختى منه؟! وأشار ابنُ حُميد إلى ترجمة جيدة للمذكور كتبها تلميذه شمس الدين ابن طولون في كتابه سكردان الأخبار. وذكر وفاته في ثامن عشر ذى الحجة، فلعل كلمة (عشر) سقطت عند الطبع في كتاب السَّخاوى. ورأيت كتباً كثيرةً بخطِّ ابن زُرَيق هذا. (¬1) "تَجْرِيْدُ العِنَايةِ". من تأليف الإمام الفقيه الأصولي عليّ بن محمد بن عباس ابن اللَّحَّام البَعلى الحنبلى ترجمة رقم (87). 7 - الحسن بن عبد الهادى: (756 - 895 هـ). أخباره في الكواكب السائرة: 1/ 131، والنَّعت الأكمل: 98 ومتعة الأذهان: 4، والسحب الوابلة: 31، ونقل أخباره عن سكردان الأخبار لابن طولون الدّمشقى. وذكره في الكواكب السائرة والنعت الأكمل مخلُّ بشرطيهما، وذلك أن المترجم ليس من أهل القرن العاشر. وصاحب النَّعت الأكمل ذيل بكتابه على كتاب العُليمى والتزم أن لا يترجم إلَّا من مات بعد سنة تسعمائة، ولعل العذر لهما أنهما لم يذكرا وفاته فلعلهما يظنان أنه توفى بعد سنة تسعمائة والله المستعان.

رجب سنة خمس وتسعين وثمانمائة، ودفن بالروضة على والده بمدرسة الشَّيخ موفق الدين. ¬

_ = وهو أخو المؤلف لأبويه، وألف في أخباره كتاباً اسمه: "تعريف الغادى بفضائل أحمد بن عبد الهادى" رأيتُه بخطه في الظَّاهرية في ستِّ ورقات. ويغلِبُ على ظَنى أنه لم يتِمَّه كما تدل على ذلك الورقة الأخيرة منه وقد ورد فيه بعض مبالغات وتجاوزات غير مرضِيَّة. وتتميماً للفائدة أنقُل منه هنا ما تَمس الحاجة إليه ممَّا يكشف عن جوانب من حَياة المترجم. قال المؤلف: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - وهو حسبى الحمد لله رب العالمين وصلَّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم. أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادى بن عبد الحميد بن عبد الهادى. ولد سنة 856 هـ وسمع الحديث من جماعة بإفادتى وتَسميعى له كالنِّظام وابن الشَّريفة وفاطمة الحَرَسانِيَّة وخلائق من أصحاب ابن المحب ومن أصحاب ابن البالسى وأصحاب عائشة بنت عبد الهادى مثل ابن زيد ... واستَجْزتُ له من مشايخ كثيرة. وقرأ واشتغل وحصَّل. وقرأ: "المُقنع" واشتغل على السبكى في الفرائض فأجادها. وشارك في العلوم وصنَّف عدة مصنفات وشرح "المُلحة" و "الخَرقى" وصنف في الحديث والفرائض ... وغير ذلك. وكان ديناً خيرًا (مواضب؟ هكذا) على الصَّلاة في الجماعة كثير التشديد في الطَّهارة كثيرُ الصوم محبًّا لِفِعَالِ الخَير. وقرأ على القاضي علاء الدين المِرْداوى الكثير وكان يحبه وقرأ على التَّقى الجُراعى ... وغيرهم ونشأ على طريقة حسنة بحيث إنّه لا تُعرف له صَبوة وكان أبوه يحبه، وحج وزار بيت المقدس وتزوَّج وتَسرى ولم يُولد له ولدٌ قط واشتغل ودرس وكان ملازماً لفعال الخير. وقد وُجِدَتْ له في مرض الموتِ أحوال تدل على الخَير الزَّائد. ونقلَ ابنُ حُميد في السحب الوابلة عن الشّمس بن طُولون في كتابه "سكردان =

وأثنى عليه بحيث أنه لا يُسمع إنسان إلَّا أثنى عليه، وكانت له جنازة مشهودة، وحُمل على الأصابع، ورأيتُ في مرضه أموراً دلت عندى على ولايته، وكشف عن أحوال الآخرة ورضى بالموت، بحيث أنه حصل له مرَّة من المرار فجعل كلما أغض يستغيث بجبريل ويقول له: يارُوح الله هؤلاء عنّى. وجعل كلّما جلستُ عندَه يقول لي: [... ... .] (¬1) فأقول له: أنت طيِّب. فيحلفُ ويقولُ: ما بقى فيها شئٌ. وجعلتُ أدعو له بالعافية عَقِيْبَ الصَّلوات فكأنه كان يتأخر عن القَبض لذلك العُذْر السابق، وكأنه اطلعَ على ذلك، فجلست عنده مرَّة فجَعَل (2 يُقسم على 2) ¬

_ = الأخبار" بعض أخباره ومما جاء فيه قوله: "هو الشَّيخ الإمام المتقن المفيد العالم الزَّاهد العلامة شهاب الدين أبو العباس الشهير بـ "ابن المِبرد" بكسر الميم وسكون الباء. حفظ القرآن واشتغل وحصل وبرع واشتغل على عدة من الشيوخ وهو صغير بإفادة أخيه لأبويه شيخنا جمال الدين يوسف منهم والده ... ". وأطنب في ذكره. (¬1) بياض في الأصل بمقدار كلمتين، وفى تعريف الغادى: "وجعلت كلَّما جِئْتُهُ يقول أيش تَعملُ؟ أين تدفنون؟ كيف تَفعلون؟، وأقول له: دَعْنا من هذا الكلام أنت بخير فيحلف ويقسم أن ما بقى فيها شئٌ ويوصى". (2 - 2) في الأصل: "فجعل على ويقسم". وفى تعريف الغادى: " ... فلما جئتُه أقبل إليَّ وأقسم على أكثر من عشر مرار يقولُ: بالله عليك أقسمتُ عليك بالله أوصلنا وخليْنا (كذا) نستريح بالله عَليك أقسمتُ عليك بالله". أورد المؤلف هذا الكلام وغيره في "تعريف الغادى" أيضًا ليتوصل إلى أنه كشف له عن أمر الآخرة وقد نصَّ على ذلك في "تعريف الغادى" أيضا وأنها أمور تدل على ولايته.=

ويقولُ سألتك (¬1) بالله أفصِلْنا وخَلنَا نَسْتَرِيح وأخبرنى غير واحدٍ من الرّجال والنِّساء عند رَفعه بشائرَ تدقُّ من السماء. وأخبرني غير واحدٍ ممن كان في جنازته وأنَّهم كانوا يرفعون أيديهم جَهدهم فلا يَصِلُون إليها قال: وكانَ النَّاسُ يطلبون التأنى، فيقولون نحن نَجرى ولا نَلحق الجِنازة. وأخبرنى (¬2) غير واحدٍ قال: لما رأيتُ ذلك وضعت يدى في [قائمة (¬3)] السَّرير وتعلقت فيه لأنله فوقعت. 8 - أحمد - خال الخلال -، شهاب الدّين، الزّاهد الورع صاحب الدين والورع والسُّكون. كان يُقرئ القرآن بجامع المُظَفَّرِى، ¬

_ = وهذا كلُّه لا يدل على أكثر من أنه هَذَيان محموم أثخنه الألم والمرض فقط، جعل الله ذلك تكفيراً وتطهيراً من الذنوب والخطايا. أخرج البُخاريّ ومسلم في صحيحهما عن عائشة رضى الله عنها عن النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مصيبة تصيبب المسلم إلَّا كَفر الله عنه بها حتَّى الشَّوكة يشاكها" البُخاريّ: 10/ 89، 90 (فتح الباري) باب ما جاء في كفَّارة المرض. (¬1) العبارة في الأصل هكذا: "بالله سألتك بالله ... ". (¬2) في " تعريف الغادى": "وأخبرت عن صَخْر المَرْداوى أنه قال: تعلقتْ يدى في قائمة السرير فحمَلَنى السَّريرُ ورَفَعَنى عن الأرض وبقيت معلقا وأنا سائر معها". وهذه الأخبار انفرد المؤلف - رحمه الله - بذكرها ولم أجد أحدًا غيره ذكرها أو وافقه عليها. ولم أطلع في أخبار العلماء السابقين أن جنازةً رفعت بين السماء والأرض فلم تَنَلْها أيدى البشر إلَّا ما يردُ في خرافات كتب غُلاة الصوفية ومدعى الولاية ومثل هذه الخرافات لا يَخفى على العُقلاء ضعفها وسقوطها والله تعالى أعلم. (¬3) في الأصل: "قلمة" والتصحيح عن تعريف الغادى. 8 - خال الخلال - (؟ - 867 هـ). لم أعثر على أخباره.

ملازماً له في سائر الصلوات، يأتى قبل الصَّلاة فيقيم فيه إلى أن يُصلَي، ويأتيه يوم الجُمعة صلاة الفجر فلا يفارقه حتَّى يُصلى الفَجر والعَصر مواظباً على الصف الأول في نقرة الإمام. ابتلى في آخر عمره بوجع في رجليه وأفخاذه، ومع ذلك لا يَفْتُرُ عن العبادة وكان ربما نامَ في بيته في المدرسة، فأخبرنى بعضُ أصحابنا أنه [يُصلّى] من أول الليل - حتَّى في شدَّة البَرد، ومع ذلك الوجَع، وسيلان الدّم والقيح في رجليه - يتوضّأ ولا يزال يصلى إلى الفجر هيئتهُ هيئة الصالحين، وزيُّه زىّ النُّساك، أبيض ليس بالطويل، كثُرت عليه الأوجاع في آخر عُمره، وتُوفى يوم الثلاثاء رابع شهر جمادى الأولى سنة سبع وستين وثمانمائة، وكانت جنازته مَشهودةً وكثُر الخلق فيها، وحُمِل على الرُّؤوس، وأطراف الأصابع، وصُلِّى عليه بالجامع بعد العصر، ودُفن فوق المغارة الأرموية عند قبور الأرموى بوصّيةٍ، وتقدم في الصَّلاة عليه الشَّيخ عمر التَّلِيْلىُّ، وأثنى عليه النَّاس خيراً - رحمه الله تعالى وإِيّانا. 9 - أحمد بن محمد بن علي - عرف بابن العاوى البَعْلِى الحَنْبَلِى أحد العدول بها، ومنه لَبِسْتُ الخرقة القادرية (¬1)، عدلاً نظيفاً حسنَ الكتابة، كثيرَ المروءة. توفى يوم الأحد في العشر الأول من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة ببعلبك ودفن بها - رحمه الله تعالى وإيانا. ¬

_ 9 - ابن العاوى:؟ (؟ - 871 هـ). لم أعثر على ترجمته. وربّما أن كلمة: (العاوى) محرفة لكن لم أتمكن من إصلاحها. (¬1) هي بدعة صوفية لم تستند إلى نص شرعيّ، وعملها مخالف لكمال العقيدة.

10 - أحمد بن أسعد بن مُنَجَّى بن شيخنا وَجيه الدّين قاضى القُضاة شهابُ الدّين، أخونا وصاحبنا. 11 - أحمد بن عُبَادَةَ، ولى قضاء قضاة الحنابلة، أخونا وصاحبنا. (1 أحمد في سائر العلوم 1). ¬

_ 10 - وجيه الدين بن مُنَجى: (827 - 908 هـ) أخباره في النَّعت الأكمل: 66، والكواكب السائرة: 1/ 131 ومُتعة الأذهان: 3، ومختصر طبقات الحنابلة: 74. أحمد بن أسعد بن عليّ بن محمّد بن مُنَجَّى بن عثمان بن أسعد، القاضي شهاب الدين أبو العباس التنوْخِى الصَّالحى الدمشقيُّ، الإمام العالمُ العاملُ الفاضلُ النحريرُ الهمامُ له كتاب "العَقيدة" نظمًا في نحو سبعمائة بيت على طريقة السَّلف، يغلِبُ عليه جانب التَّصوف. عفا الله عنه. 11 - ابن عُبَادَةَ: (؟ - 891 هـ). لعله هو أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن عُبَادَةَ السَّعْدِى الأنصارِىُّ قاضى القضاة شهاب الدين بن نجم. أخباره في الضوء اللامع: 1/ 353، والمنهج الأحمد: 2/ 155. ومختصره: 195، وشذرات الذهب: 7/ 350، والسُّحب الوابلة: 42، قال السَّخاوى: يعرف كسلفه بـ "ابن عُبَادَةَ" كان كل من جدَّه وأحد أولاده الشهاب حنبلياً فخالفه ولداه الآخران فتشفَّع الأمين وتحنَّف والد صاحب الترجمةَّ ونشأ هذا خطيباً وولى قضاء الحنابلة بدمشق كجده وعمه الشهاب ... (هو المتقدم ذكره أحمد بن محمد). ترجمة رقم: (3) ولم يذكره ابن طولون في قضاة دمشق وذكر عمه المذكور أحمد بن محمد (شهاب الدين) أيضاً. قال العُلَيْمِىّ: كان صدراً رئيسًا عن رؤساء دمشق، وهو من بيت علم ورئاسةٍ ... ولى قضاء دمشق وتوفى بمكة المشرفة يوم الخميس ثالث شعبان سنة 891 هـ ودفن بالمعلاة. (1 - 1) هكذا وردت هذه العبارة في الأصل ولا معنى لها إلَّا أن يقصد أنه محمود في سائر العلوم.

12 - أحمد النَّجْدِىُّ، قرأ علىّ في الفقه من "أصول ابن اللَّحَّام" وغير ذلك، له مشاركة حسنة. 13 - أحمد النَّجْدِىُّ / - أيضاً - قرأ على في "المُقنع" وغيره. 14 - أحمد بن عبد الله العَسْكَرِى، حفظ "المُقنع" والطوفى، و "الخُلاصة"، واشتغل وحصَّل، وأذن له بالِإفتاء وعمره قريب من خمس وعشرين سنة. ¬

_ 12 - أعرف من النجديين الذين وفدوا إلى الشام الشَّيخ أحمد بن يَحْيَى بن عَطْوَة بن زَيد التَّميمى ت 948 هـ. أخباره في عنوان المجد: 2/ 303، والسحب الوابلة: 172، وعلماء نجد: 1/ 196. قال ابن حُميد: ولد في بلد العُيَيْنَةَ - تصغير عَيْن - ونشأ بها فقرأ على فقهائها ثم رحل إلى دمشق لطلب العلم فأقام فيها مدة، وقرأ على أجلاء مشايخها منهم العلامة الشَّيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله العسكرى ... وتخرج به وانتفع، وقرأ على غيره كالجمال يوسف بن عبد الهادى والعلاء المرداوى وتفقَّه ومهر في الفقه فأجازه مشايخه وأثنوا عليه، فرجع إلى بلده موفورَ النَّصيب من العلم والدين والورع فصار المرجع إليه في قطر نجد والمشار إليه في مذهب الإمام أحمد، وانتفع به خلق كثير من أهل نجد تفقهوا عليه وألف مؤلفات عديدة منها "القلائد" وله تحقيقات نفيسه وتدقيقات لطيفة. توفى يوم الثلاثاء ثالث رمضان المبارك سنة 948 هـ. رأيت خطه على كثير من كتب الفقه الحنبلى في الظاهرية. 14 - أحمد العَسْكَرِيُّ: (؟ - 910 هـ). أخباره في مُتعة الأذهان: 7، والكواكب السائرة: 1/ 149. والنعت الأكمل: 87 وشذرات الذهب: 8/ 57، والسحب الوابلة: 45 ومختصر طبقات الحنابلة: 78.

أخذ عن الشَّيخ شهاب الدين بن زَيْد، والنّظام بن مفلح، وغيرهما، وأخذ العلم عن الشَّيخ تقى (¬1) الدين، والقاضى علاء الدين المَرْداوى، والشيخ أبي بكر الجُراعى (¬2) وغيرهم. ¬

_ = وهو أحمد بن عبد الله بن أحمد العَسْكَرِىُّ الصالحِىُّ ذكره ابن حُميد ونقل أخباره عن "السكردان" لابن طُوْلُون وأطال في ذكره، ومن ذلك قوله: وصار إليه المرجع في عصره في مذهب الحنابلة. وقال ابن طُوْلُون أيضاً: قرأت عليه القرآن ثم سمعت عليه غالب الصَّحيحين وأشياء كثيرة ولازمته سنين عديدة. وقال الغَزِّى: مفتى السادة الحنابلة بدمشق كان صالحاً ديناً صالحاً عابدا مباركا يكتب على الفتيا كتابة عظيمة، ولم يكن في زمنه نظير له في العلم والتواضع والتقشف على طريقة السلف الصالح. وقال: ألف كتاباً في الفقه جمع فيه بين "المقنع" و"التنقيح" ومات قبل أن يتمه. وقال ابن طُوْلُون الدمَشْقِى:. . أو الظاهر أنه كان سالكاً طريقَ السلفِ فيها وكثير ما كان يحرضُنا على مطالعة "الصراط المُستقيم في إثباتِ الحَرف القَديم" للموفق ابن قُدامة، ويقرأ لنا كلام أبي الفضل بن حَجَر في شرحه لكتاب التَّوحيد من آخر شرحه للصحيح وكان ملازماً لقراءة تفسير القرآن لشيخ السنة البَغَوِى ... وقال أيضاً: وصنف صاحب الترجمة كتاباً جمع فيه بين "المُقنع" في الفقه لابن قدامة، و "التَّنقيح" لأبي الحسن على المرداوى، وهو كتاب مفيد ولكنه اخترمته المنية قبل إتمامه، وقد بلغنى أن صاحبنا الشهاب الشويكانى تلميذه شرع في تكملته. وتوفى سادس عشر ذى القعدة سنة عشر وتسعمائة. ومن الكتاب المذكور نسخة في دار الكتب المصرية وقفت عليها. وهو من أصول كتب الحنابلة التى لم تطبع وله نسخ أخرى. (¬1) لعله ابن قندس المتوفى سنة 861 هـ. (¬2) في الأصل: "الخُزاعى".

15 - أحمد الحِمْصِى الخَطيب، شهابُ الدين، خطيبُ بيت لِهْيَا (¬1) وغيرها له تفهمٌ واعتناء بالخُطب وتَحصيلها، توفى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بالصالحية. 16 - إسماعيل بن محمد بن بَرْدَس البَعلى الحنبلى، الِإمام المحدّث الفقيهُ الأصولىُّ اللغوىُّ النَّحوى، المشتغلُ المحصلُ. ولد ببَعْلَبَكَّ واشتغل بها، أخذ عن جماعةٍ من المحدثين. قرأ عليه شيخُنا الشَّيخ تَقِىّ الدين بن قُنْدُس. قلتُ: أما قراءةُ الشيخ تقىِّ الدِّين ¬

_ 15 - أحمد الحمصي (؟ - 872 هـ). أخباره في المنهج الأحمد: 2/ 47، ومختصره: 190. قال العُلَيْمِى: أحمد بن عبد الرحمن بن خالد بن زهرا الحِمْصِى الشَّيخ شهاب الدين بن الشَّيخ زين الدين بن القاضي شمس الدين توفى بحِمْصَ سنة 872 هـ. (¬1) بكسر اللام وسكون الهاء وياء وألف مقصورة، كذا يُتَلَفَّظُ به، والصحيح بيت الآلهة وهى قرية مشهورة بغوطة دمشق. . (معجم البلدان: 1/ 522). 16 - ابن بَرْدَس البَعْلِىُّ: (720 - 786 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 1/ 292 / 293 - والدُّرر الكامنة: 1/ 404 والرد الوافر: 153 والتبْيَانِ لابن ناصر الدين أيضًا: 158، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 3 / 140، 141، ولَحظ الألحاظ لابن فهد: 166 والمقصد الأرشد: 38، والمنهج الأحمد: 2/ 131، ومختصره: 167، 168، والشذرات: 6/ 287، والسُّحب الوابلة: 75 ... وغيرها. قال ابن ناصر الدين في التبيان شرح بديعية البَيَان الطبقة الثالثة والعشرون: ثم الرضى بن بَرْدَس إسماعيلُ. . . وفِيْهِمُ ذا كَرَم فَضِيْلُ ثم قال: وهو إسماعيل بن محمد بن بَرْدَس بن نصر بن بَرْدَس بن رسلان البعلبكى الحنبلى، أبو الفداء. . أحد الحفَّاظ الصلحاء المصنفين المحدثين المكثيرين المفيدين، حسن الخلق، كثير الديانة، لطيف البشرة عزيز المروءة مع الصيانة. (2)

ابن قُندُس على شيخنا الشَّيخ عماد الدين ففيها نظرٌ (¬1)، قال الشَّيخ تقىُّ الدّين: وفاة الشَّيخ عماد الدين المذكورة تزيد على أربعين سنة، والذى يظهر أنه إنَّما قرأ عليه، وللشيخ تاج الدين المتوفى أيضًا سنة ثمان وعشرين وثمانمائة. وكان له الخَطُّ الحسن، كتب "الفروع" وله عليها حواش حسنة. ترجمه الشَّيخ شمس الدين بن ناصر الدين، فقال: الشَّيخ الِإمام العالم المقرئ الحافظ المفيد، الصالح الزَّاهد، البركة القدوة، عماد الدين أبو الفدا إسماعيل بن محمد بن بَرْدَس بن نصر بن بَرْدَس بن رسلان البَعْلَبَكِىّ الحَنبلى، مولده سنة عشرين وسبعمائة، وله مؤلفات معلومة كثيرة نظماً ونثراً. قلتُ: منها "الكِفايةُ نظمُ النهاية" ¬

_ (¬1) في كلام المؤلف هنا نقص واضطراب واختلال ظاهر فلعلَ النساخ لم يحسنوا نقل كلامه من مسودة الأصل. - وأكثر مؤلفات ابن عبد الهادى مسودات - هذا إذا لم يكن هذا الاضطراب في أصل ابن عبد الهادى. ومن يطَّلع على كُتُبه في أصولها فإنَّه يعذر البارع من النساخ في تصحيفه وتحريفه لسرعة خطه ورداءته. أما النقص فيفهم من قوله: "أما قراءة الشَّيخ تقى الدين ... . " فهذه العبارة تدل على أن كلامه السابق منقول من مصدر آخَر قال ذلك، ولم يَرِد في أول الكلام أىَ نقل. أما الاضطرابُ ففي قوله: "الشَّيخ تقى الدين ... على شيخنا الشَّيخ عماد الدين". صوابها: شيخنا تقى الدين على الشيخ عماد الدين؛ لأنَّ ابن قندس من شيوخ المؤلف، والشيخ عماد الدّين ليس من شيوخه، بل هو قبله بزمنٍ. وقوله: "ففيه نظر". والصوابُ إنَّه لا نظر فيه، بل هو خطأ ظاهر؛ لأنَّ عماد الدين توفى سنة 786 هـ، وابن قندس لم يولد بعد، لأنّ مولده سنة 809 هـ. وقوله: "قال الشَّيخ ... إلى قوله تزيد على أربعين سنة". =

ومنها "نظم الطرفَة" في النحو، ومنها "الوَفيات" وغير ذلك (¬1). قال الشَّيخ شمس الدين بن ناصر الدين: (¬2) وكان يترجم الشَّيخ تقى الدين بترجمة حسنة، وله مرثية رأيتُها وهى طويلةٌ يقولُ فيها في أولها: ¬

_ = العبارةُ غير مستقيمة ولعلَّ مراده: "فبين وفاة الشَّيخ تقى الدين ووفاة الشَّيخ عماد الدين المذكور مدة تزيد على أربعين سنة". وهذا خطأ بيِّنٌ - إن أراده - وكأنَ العبارة توحى به؛ لأنَّ بين وفاتيهما (75) سنة. وذلك أنَّ وفاة العماد سنة 786 هـ ووفاة ابن قندس سنة 861 هـ. وقوله: "والذى يظهر أنَّه إنَّما قرأ عليه وللشيخ تاج الدِّين" صحّة هذه العبارة: "والذى يظهر أنه إنَّما قرأ على ولده تاج الدّين. وكلمة: "أيضًا" في قوله: "والمتوفى - أيضًا - سنة ثمانٍ وعشرين وثمانمايه" لا فائدة منها، لأنه لم يذكر هذه السنة قبل ذلك. وخلاصة القول: فإنَّ مرادَ المؤلف الردّ على من قال إنَّ تقى الدين بن قندس قرأ على عماد الدين بن بردس وأنَّه إنَّما قرأ على ولده تاج الدين بن بردس المتوفى سنة 828 هـ. (¬1) من مؤلفاته اختصار تهذيب الكمال سماه: "بغية الأريب في اختصار التهذيب" منه نسخة في مكتبة مدينة بتركيا في مجلدين عدد أوراقه 574 منسوخة سنة 779 هـ. وكتابه الوفيات هذا اسمه: "الأعلام في وفيات الأعلام" نظم فيه كتاب الذَّهبى "الأعلام ... " وقفت على أربع نسخ مخطوطة منه من أجلها قدرا نسخة تيمور كتبت سنة 759 هـ وكتابه "نظم الطرفة" في النحو. كتاب "الطرفة" هذا من تأليف الشَّيخ الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن عبد الهادى مختصرٌ كالكافية كشف الظنون: 2/ 1111. وللحنابلة به اعتناء. وقد يسَّر الله لي الاطلاع عليه وهو مختصر جدًا ضمن مجموع في المكتبة الأزهرية. كما وقفت على غيرها من مؤلفاته الكثيرة التى لا يتسع المقام لذكرها. وبعضها بخطه وهو خطّ جميل جدًا. ولابن بردس ولدان عالمان أحدهما تاج الدين محمد، مذكور في هذا الكتاب ترجمه رقم: (149) وثانيهما: عز الدين على: (762 هـ - 846 هـ) لم يذكره المؤَلف أخباره في إنباء الغمر: 9/ 196، والضوء اللامع: 5/ 193، والمنهج لأحمد: 2/ 142، ومختصره: 183 والشذرات: 7/ 257 والسحب الوابلة: 181. (¬2) عبارة ابن ناصر الدين في الردّ الوافر: 153 وجدت بخطه ترجمة الشَّيخ تقى الدين بشيخ الِإسلام، ورثاه بقصيدة من النظام أولها: ... . وأورد البيت الذي أورده المؤلف فقط.

عُجْ بالكَثِيْبِ إذاما أنتَ جُزْتَ بِهِ ... وحى عَنِّى عُرَيْباً نازِلِينَ بِهِ (¬1) توفى في سنة ستٍّ وثمانين وسبعمائة، وقيل سنة أربع وسبعين وسبعمائة. 17 - إسماعيل بن إبراهيم المَقْدِسى الحَنبلى. الشَّيخ عماد الدين النَّقِيْب، ناب في القضاء للقاضى شمس الدين بن التَّقى. توفى في المحرم سنة تسع وثمانين وسبعمائة. ¬

_ (¬1) للشَّيخ تقى الدين السُّبكى قصيدة على وزن وقافية هذه القصيدة امتدح فيها كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية "منهاج السُّنة النبوية" إلَّا أن الشَّيخ السُّبكى رحمه الله وعفا عنه كدر صفو هذا المديح بالثَّلب والطَّعن على ابن تيمية، وردَ على السبكى الشَّيخ أبو عبد الله محمد ابن جمال الدين يوسف الشافعي اليمَنى، والشيخ أبو المظفر يوسف بن محمد بن مَسعود بن محمد العبادى ثم العُقيلي السُّرْمَرِىُّ الحنبلى المتوفى سنة 776 هـ (وهو ممَّا يستدرك على المؤلف). القصيدة الأولى مطلعها: الحمدُ لله حَمْداً أستَزِيْدُ بِهِ ... فَضْلَ الِإلهِ وآتى ما أمرتُ بِهِ ثم قالَ في رده: فَقَالَ مُرْتَجِلاً لِلْحَقِّ مُنْتَصِراً ... عَبْدٌ يَرُدُ عَلَيْهِ في تَأدبِهِ يا أيها الرجُل الحامِى لِمَذْهَبِهِ ... ألزَمْتَ نَفْسَكَ أمراً مَا أمِرْتَ بِهِ ومطلع الثانية: الْحَمْدُ لله حَمْداً أسْتَعِينُ بِهِ ... في كَلِّ أمْرٍ أُعَانِى في تَطَلُّبِهِ لاسِيَّمَا فى انْتِصَاف مِنْ أخِى إِجَن ... طَغَى عَلَيْنا وأبْدَى من تَعَصُّبِهِ وقد أورد بعضَ القصيدتين الدكتور محمد رشاد سالم في مقدمة تحقيقه لكتاب "منهاج السُّنة النبوية" المطبوع في القاهرة في مطبعة المدنى سنة 1382 هـ جزاه الله خيراً. وقصيدة السُّرِمرىّ كاملة لدى الشَّيخ زهير الشاويش انظر الرد الوافر: 216. ولعل قصيدة ابن بردس هذه في الردّ على السبكى أيضًا. 17 - إسماعيل بن إبراهيم المقدسيِّ: (؟ - 789 هـ). لم أقف على أخباره. وله ابنٌ مشهور بالعلم والفضل هو: إبراهيم بن إسماعيل (؟ - 803 هـ)، ابن النقيب بن إبراهيم، بدر الدين النابلسىّ المقدسيِّ أخباره في: إنباء الغمر: 2/ 150، الضوء اللامع: 2/ 135، ومختصره: 174، والسحب الوابلة: 8.

18 - إسماعيل بن الزَّين بن الشَّيخ عمادِ الدين الفقيهُ الفَرضىُّ. 19 - إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي بَكْرِ بن أيوب، أبو حسن الزُّرعى الأصل الدِّمَشْقِى الحنبلى المعروف بـ "ابن قيِّم الجَوْزِيّة" قال ابن قاضىِ شُهبة: الشَّيخ عماد الدين إسماعيل [قال] (¬1) بن حِجى (¬2): وكان رجلًا حسنًا (¬3). ولى الخطابة بعد القاضي برهان الدين بن النقيب عماد الدين بن الحكم الحنبلى. توفى في شهر رجب سنة تسع وتِسْعين وسَبْعِمائة. 20 - إسماعيل بن القاضي برهان الدين بن العماد إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن العماد، الشَّيخ عماد الدين. كان عليه العمل في تسجيل الأحكام بمجلس الحنبلى، توفى يوم الثلاثاء ثامن عشر رجب سنةَ خمسَ عشرةَ وثمانمائة. ¬

_ 18 - إسماعيل بن الزّين: (لم أقف على أخباره). 19 - إسماعيل ابن القَيم: (؟ - 799 هـ). أخباره في تاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 3 / 629، 630، والمقصد الأرشد: 36، 37، والمنهج الأحمد: 2/ 134، ومختصره: 172، والدارس: 2/ 91، والشذرات: 6/ 358 ومصدرهم جميعًا ابن قاضى شُهبة عن شيخه ابن حِجى رحمهم الله. وهذا الشَّيخ هو ابن أخى الشيخ شمس الدين الإمام المشهور تلميذ ابن تَيميَّة. وهو ما أخلّ به ابن حميد في السحب الوابلة. (¬1) عن تاريخ ابن قاضى شهبة. (¬2) في تاريخ ابن قاضى شهبة: "تغمده الله برحمته". (¬3) بعدها في تاريخ ابن قاضى شهبة: اقتنى كتباً نفيسة كتب عمه الشَّيخ شمس الدين، وكان لا يبخل بعاريتها وكان يخطب بجامع خَلِيْخَان ويخطب باكياً. 20 - ابن العماد: (؟ - 815 هـ). لعله هو المذكور في الضوء اللامع: 2/ 288 ترجمة رقم 900.

21 - آقْتَمِرْ الصاحِبِىّ الحَنْبَلِىُّ، نائبُ الشَّام كذا اشتهر بـ "الحنبلى" لكن قالَ بعضُهم: إنَّما لُقب بذلك لمُبالغتِهِ في التَّنظف والطهَارة. توفى في شهر رَجب سنة ثمانٍ وسبعين وسبعمائة. 22 - أسعد بن مُنَجى، القاضي أسعد. عن ابن قوَام، وابن النَّابُلُسِىّ وغيرهما. أخذنا عنه. توفى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة. ¬

_ 21 - آقْتَمِرْ: (؟ - 778 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 1/ 160، 161، والنُّجوم الزاهرة: 11/ 191، والمنهج الأحمد: 2/ 129، ومختصره: 166، وشذرات الذهب: 6/ 261، والسُّحب الوابلة: 76. وقالَ ابنُ العماد: كان من مماليك الملك الصالح إسماعيل، ولى رأس نوبة في دولة المنصور بن المظفر، ثم خازِنْدارا في دولة الأشرف، ثم تقدم في سنة 70 ونفاه الجائى إلى الشام، ثم أعيد بطالا، ثم استقر رأس نوبة، ثم نائب السُّلطنة بعد منجك، ثم قرر في نيابة الشام إلى أن توفى بها. في هذه السنة في رجبها. وكان أولاً يُعرف بالصَّاحبى وكان يرجع إلى دين وعنده وسواس، كثيرُ الطهارة وغيرها فلقب لذلك بـ "الحنبلى"، ثم ذكره الحنابلة في طبقاتهم، وكان يحب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. 22 - أسْعَدُ بن المُنَجَّى: (قبيل 800 - 871 هـ). أخباره في الضوء اللامع: 2/ 279 رقم: 882، المنهج الأحمد: 2/ 146 ومختصره: 189، 190، حوادث الزمان 2/ 50 والشذرات: 7/ 312، والسحب الوابلة: 75 قال في الضوء: "أسعد بن عليّ بن محمد بن محمد بن المُنَجَّى بن محمد بن عثمان بن المُنَجى الوجيه أبو المعالى بن العلا بن الحسن بن الصلاح بن الشرف بن الزين بن العز بن الوجيه التنوخي الدمَشْقِى الحَنبلى. قال: لقيته بدمشق فسمعت عليه أشياء، وكان خَيراً متواضعاً محباً في الحديث وأهله بهى الهيئة مرضىَّ السيرة عريقاً في المذهب". وقال العُلَيْمِىُّ: "كان من أهل الفضل ورواة الحديث الشَّريف، وهو من بيت مشهور بالعُلماء وقال: توفى سنة نيف وسبعين وثمانمائة".

" حرف الباء"

" حرف الباء" 23 - بَدران الجَمَّاعِيْلِىُّ، فقيهُ قريةِ جَماعِيْلَ (¬1). " حرف الثاء" 24 - ثابت، شابٌّ اشتغل وقرأ "المقنع"، وتوفى صغيراً. " حرف الجيم" 25 - جعفر بن محمد بن عمر بن جعفر، الفقيه العدل الحنبلى البعلبكى، الشَّيخ زين الدين أحد العدول ببعلبك المحروسة. كان جوادا [سَخِيًّا] (¬2) ذا حرمة وهيئة، جاوز السبعين في بعلبك المحروسة سنة سبع وأربعين وثمانمائة - رحمه الله / تعالى وإيانا. " حرف الحاء" 26 - حسن بن محمد بن صالح بن محمد بن محمد بن عبد المحسن ابن عليّ بن المجاور بن عبد الله القرشيُّ المُطَّلِبىِ النابلسى المصرى الحنبلى. قال ابن قاضى شُهبة: الشَّيخ الِإمام بدر الدين أبو على: ولد في ¬

_ 23 - (؟ -؟) لم أقف على أخباره. (¬1) بالفتح وتشديد الميم وألف وعين مهملة مكسورة وياء ساكنة ولام. قرية في جبل نابلس من أرض فلسطين. (معجم البلدان لياقوت الحموى: 2/ 159). 24 - ثابت: (؟ -؟) لم أقف على أخباره. 25 - جعفر بن محمد: (؟ - بعد 847 هـ). لعله المترجم في الضوء: 3/ 70، والسحب: 89 ومعجم ابن فهد: 105 إلَّا أنه سماه: جعفر بن محمد بن جعفر ولم يحدد سنة وفاته ولا ذكر أخباره. (¬2) في الأصل: "سُمِّى". 26 - ابنُ المجاور: (701 - 772 هـ). أخباره في المعجم المختصّ: 96، والوفيات لابن رافع: 2/ 374 وذيل العبر =

أول القرن وطلب الحديث بنفسه، وسمع في جماعة معهم عبد الله بن نعمة، والدّباسى، ومن [كماليه (¬1)] بنت أحمد. ولى الإفتاء بدار العدل بمصر، ودرس بمدرسة أمام السلطان الملك الأشرف. ذكره الذّهبى في "المُعجَم المُخْتَصّ (¬2) " وقال (¬3): سمع ونسخ الأجزاء، ورحل إلى الثَّغر ودمشق، وقرأ طرفاً من النَّحو وعلَّقتُ عنه، له تعاليق بخطه. وقالَ ابنُ رافع (¬4): قرأ بنفسه، كتب بخطّه، وجمع مؤلفات منها "الغَيثُ السُّكاب في إرضاء الذّواب" ... وغير ذلك، وانتقى على بعض شيوخه، ووجد بخطِّ البَرْزَالِىِّ (¬5) أنه أوقفه على بعض تَصنِيفٍ له سماه: "سنا البَرقِ الوَمِيْض في ثوابِ العُوّاد والمَرِيض" وآخر سماه "تحفةَ الأبرارِ ونزهة الأبصار" اختصره من كتاب "الدُّرة اليَتيمة في ¬

_ = لأبي زرعة: 63، والدُّرر الكامنة: 2/ 121، وغاية النهاية: 1/ 231 وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 207، والسُّلوك: 3/ 1 / 193 ولحظ الألحاظ: 155، والنجوم الزاهرة: 11/ 117، والمقصد الأرشد 48، والمنهج الأحمد: 1/ 127 ومختصره: 164 والشذرات 6/ 223، والسحب الوابلة: 94، 95. قال: (¬1) في الأصل: "خالية" والتصحيح من وفيات ابن رافع. (¬2) في الأصل: "المختصر". (¬3) المعجم المختص: 96. (¬4) الوفيات: 2/ 374. (¬5) البَرْزالى: (665 - 739 هـ) هو الإمام الحافظ المحدث المؤرخ الثقة علم لدين القاسم بن محمد بن يوسف البَرْزَالىّ. أصله من أشبيلية سكن والده دمشق وولد فيها. وجدّه لأمه علم الدين القاسم بن محمد الأندلسيّ النحوى المشهور بدمشق شارح المفصل والشاطبية والجزولية المتوفى سنة 661 هـ سماه جدَه لأمه باسمه ... =

تَحريم الغيبة والنميمة"، وأنه ألفها في سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وشرح [اللَّمحة (¬1)]، وله كتابٌ في المهدِى، وكتابٌ "حجَّة المَعقول والمَنقول في شرح الرَّوضة في على الأصول" وهو من أجلّ تآليفه. توفى رابع عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة. قال ابن رافع (¬2): بَلَغَنا موتُه في العشر الآخر من هذا الشهر. 27 - الحَسنُ بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الغني المقدسى الصَّالِحِى الحنبلى. قالَ ابنُ قاضى شُهبة: الِإمام بدرُ الدّين ¬

_ = وهو من طبقة الحافظ الذَّهبيُّ والمزى. له معجم شيوخ فيه نحو ثلاثة آلاف شيخ وقف كتبه وعقاره على الصدقة وتوفى محرمًا في خُلَيْص بين مكّة والمدينة رحمه الله وغفر له. وله مؤلفات جيدة مفيدة لا يتسع المقام لذكرها. أخباره في تذكرة الحفَّاظ 4/ 283 والنجوم الزاهرة: 9/ 319 وترجمه الذَّهبيُّ في معجم شيوخ 2/ 137، 138. (¬1) في الأصل: "المُلْحَة" والصَّواب أنه "اللَّمحة"؛ لأنَّ الكتاب المشروح اسمه "اللَّمحة البَدرية في علم العربية" لشيخه أبي حيان كذا قال ابن حُميد في السُّحب الوابلة والمُلحة كتابٌ آخر، من تأليف الحريرى صاحب المقامات المتوفى (515 هـ) وكتاب منظوم في النحو وهو غير مقصود هنا، وإنَّما سبق إليه قلم الناسخ لأنَّه الأشهر والله - تعالى - أعلم. (¬2) الوفيات لابن رافع: 2/ 373. 27 - الحسن بن أحمد: (؟ - 773 هـ). أخباره في: الوفيات لابن رافع: 2/ 391 وذيل العبر: 67، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 211، وإنباء الغمر: 1/ 25، والدُّرر 2/ 92، والدارس 2/ 123، والمقصد الأرشد 44، والمهج الأحمد: 2/ 128، ومختصره: 164 والقلائد الجوهرية: 2/ 305، والشَّذرات: 6/ 227 والسُّحب الوابلة: 90.

أبو على: سمع من التَّقى سُليمان وغيره، وتفقَّه وبرع وأمّتى، وأثم بمحراب الحنابلة بجامع دمشق. توفى بالصّالحية يوم الثلاثاء في الثامن والعشرين من شهر شعبان سنة ثلاثٍ وسبعين وسبعمائة، ودفن بسفح قاسيون، وهو أخو تَقِىِّ الدِّين عبد الله، وشمس الدين محمد [الحافظ] (¬1). 28 - حسن بن القاضي صدر الدين بن قاضي القضاة عز الدين أحمد بن قاضي القضاة عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عَوض، المَقْدِسىّ الأصل المِصْرِىّ الحَنبلى. درس بجامع الحاكم، وأعاد بعض مدارس الحنابلة، وهو أحد المُوقعين بديوان الِإنشاء. توفى يوم الأربعاء سادس عشر ذى القعدة سنة ستٍ وسبعين وسبعمائة. 29 - حسن بن الشَّيخ شرف الدّين أبي عبد الله محمّد بن الشّيخ محيى الدّين عبد القادر بن الشّيخ شرف الدين أبي الحُسين على ¬

_ (¬1) في الأصل: "المارفى" والتَّصحح من المصادر. 28 - ابنُ عَوَض: (؟ - 776 هـ). أخباره في: إنباء الغمر: 1/ 84، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 224، والسحب الوابلة: 93 والتَّرجمة منقولةٌ نقلًا حرفياً عن ابن قاضى شُهبة وسمَّاه: الحسين بن محمد. وهو حسن بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عَوض المِصرى المَقدِسى. 29 - الحسن بن محمد البَعلى: (؟ - 786 هـ). أخباره في: إنباءُ الغمر: 1/ 293، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 141 الحسن بن محمد بن عبد القادر ... البعلبكى الحنبلى - وفى تاريخ ابن قاضى شُهبة: الحسن بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن عليّ ... بن الشيخ الحافظ أبي عبدِ الله اليُونِيْنى البَعْلَبَكِى الحنبلىّ.

ابن الحسين عليّ بن الشَّيخ الفقيه الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الحسين البَعْلَبَكِىّ الحَنبلى الشَّيخ تَقِىّ الدّين. توفى في العشر الأوسط من شهر صفر سنة ستِ وثمانين وسبعمائة. 30 - حسن بن قاضى القُضاة عزّ الدين محمّد بن قاضى القضاة تَقِىِّ الدّين سُليمان بن حَمزة بن أحمد بن عُمر بن الشَّيخ أبي عُمر المَقدسى الحَنبَلى. قال ابنُ قاضى شُهبة: القاضي بدر الدين، سمع من جدّه التَّقى سُليمان، وعيسى المطعم، ويحيى بن سعد (¬1) وغيرهم، وحدث ودرس بدار الحديث الأشْرَفِيَّة بالسَّفح قال (¬2) ابنُ رافع: في الفقه والحديث وبدمشق بالجَوْزِيّة، وكان بيده نصفُ تدريسها، ونابَ في الحكم لابن عمِّ جدِّه قاضى القُضَاة شرف الدين بن قاضى الجبل في العام الذي قبل وفاتِهِ، بعد (¬3) ابنِ مُنَجَّى ¬

_ 30 - الحسن بن أبي حمزة المقدسيِّ: (؟ - 770 هـ). من آل قدامة. أخباره في الوفيات لابن رافع: 2/ 341، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 98 والدرر الكامنة: 2/ 120، والدارس: 1/ 53، 2/ 32، والقلائد الجوهرية: 1/ 99، والشذرات: 6/ 217 والمقصد الأرشد: 48، والمنهج الأحمد: 2/ 126 ومختصره: 162. (¬1) في الأصل: "سعيد" والتَّصحيح من الوفيات لابن رافع: 2/ 342. (¬2) في الأصل: "على" والتصحيح من المقصد الأرشد: 48. قال ابن مفلح في المقصد: 48. قال لي جدى شرف الدين - رحمه الله -: إنه كان يحفظ شيئاً من شرح المُقنع للشيخ شمس الدين ابن أبي عمر مقدار وجبه ويلقيه في الدرس ويتكلم الحاضرون فيه. وانظر تاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 198. (¬3) في الأصل: "بعد عن ابن المُنجَّى".

في شهر رمضان فباشر خمسة أشهر. وقالَ ابنُ كَثِيْر (¬1): كان شيخاً صالحًا حسنًا بشوش الوجهِ، ومات وقد قارب الثَّمانين. قال ابن قاضى شُهبة، قال شيخُنا: وقد أجاز لي ولم يتَّفق لي والسَّماع منه توفى/ ليلة الخميس خامس شهر ربيع الأول سنة سبعين وسبعمائة بالصّالحية ودفن بسفح قاسيون، ولما توفى أعيد القاضي صلاح الدين بن المُنجَّى إلى النِّيابة. 31 - حسن بن عليّ بن ناصر بن فتيان الفَقيه المُحقق الحُجَّة، برعَ وصنَّف، وحدّث وفى بعض نسخ "الوَجِيز" (¬2) أنه شرحه في سبع مُجلَّداتٍ، وأنَها كلّها احترقت في الفِتْنة. 32 - حسن بن محمد المَوصلى، الشَّيخ بدر الدّين الفقيه، وُجد له قِطعةٌ من شرحِ "الوَجيز" (2) من الأيمان إلى آخر الكتاب. 33 - حسن بن محمد بن عليّ، الفقيه الحنبلى. ¬

_ (¬1) القائل هنا هو ابن قاضى شُهبة في تاريخه: 1/ 198 نقلًا عن ابن كَثِير. 31 - حسن بن عليّ بن فتيان: (لم أعثر على أخباره). 32 - حسن بن محمد الموصلى (لم أعثر على أخباره). (¬2) الوَجيز فى الفقه من تأليف الإمام حسين بن السَّرى البغدادى (مقدمة الانصاف للمرداوى) له نسخة في مكتبة راغب باشا بتركيا ولعل في الأزهرية نسخة فقد وقع لي كتاب يظهر لي أنه هو والله - تعالى - أعلم. وهو غير قطعة "شرح الوجيز" للزركشى الموجودة في المكتبة المذكورة. فتأمل والغريب أن نسخ هذا الكتاب اختفت عن الأنظار أو كادت ولعل ذلك راجع إلى أن العناية به كانت في القرنين الثامن والتاسع فقط. ثم حلت مختصرات أخرى محله في الشهرة ممَّا جعله يكاد يفقد في وقتنا هذا. 33 - حسن الحنبلى (لم أعثر على أخباره).

34 - حسن بن إبراهيم الصفَدِى، الشَّيخ المحدث المقرئ الورع الزَّاهد القدوة، ذو الفضائل والدين والزهد، كان يقرئُ بمدرسةِ شيخِ الِإسلام وقد قرأتُ عليه، وله ميعاد ببيته يجمعُ النَّاس عليه عنده. ليس بالطويل ولا بالقصير، ليس بالرقيق ولا بالغَليظ، أبيض، كلامه لينٌ، ونفسه رَضِية. حج في آخر عُمره ووقع فكُسِرَتْ رِجلُه. اختصر كتاب "الروح" (1)، وكتاب "شرح منازل السائرين" (¬1)، وقد حصل عندى مجموع من فوائده. مات في شهر شعبان سنة ثمان وخمسين وثمانمائة في الدَّير، وحُمل على أطرافِ أصابعِ الرجال، وكانت له جنازةٌ مشهودةٌ، ودفن بالروضة، رحمه الله تَعالى. 35 - حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادى - والِدِى - أخذ عن زين الدين عبد الرحمن بن سُليمان، ووالده، ¬

_ 34 - حسن بن إبراهيم الصفدى: (؟ - 858 هـ). أخباره في الضوء اللامع: 3/ 92، لعله له. قال: حسن بن إبراهيم الصفدى ثم الدمشقيُّ الحنبلى الخياط، قرأ عليه العلاء المرداوى ووصفه بالإمام المحدث المفسر الزَّاهد. (¬1) هما من تأليف الإمام العلامة شمس الدين ابن القيم، وهما مطبوعان مشهوران. 35 - حسن بن أحمد بن عبد الهادى: (؟ - 899 هـ). أخباره في: الضوء اللامع: 3/ 92، والمنهج الأحمد: 2/ 149 ومختصره للمؤلف: 191، 192، وشذرات الذهب 7/ 323، 324، والسحب الوابلة: 90 واختلف في وفاته، فجعلها العُلَيْمِى في رجب سنة (878 هـ) وقال السخاوى في =

وغيرهم، واشتغل وحصل، وقرأ "مختصر الخرَقىّ" و "الطرفَة" وغير ذلك، وتفقَّه بأحمد بن يوسف (¬1)، والشيخ تقى الذين وغيرهما (¬2). وأذن له ابن يوسف بالإفتاء، فقال فيما وجدتُه بخطِّه، يقول كاتبه الفقير إلى الله تعالى أحمد بن يوسف - لطف الله به -: إنّى كنتُ أذِنْتُ ¬

_ = الضوء اللامع: مات عن بضع وستين سنة في سنة ثمانين، وحرفت في السحب الوابلة فنقل كلام السخاوى ثم قال: مات سنة (800 هـ) عن بضع وستين سنة. وأمَّا صاحب الشذرات فنقل عن العُلَيْمِىَ غالبًا. لذا قال توفى في رجب وذكره في وفيات سنة 878 هـ. ولا شك أن قول المؤلف هنا هو القول الفصل فهو والده حضر وفاته وحددها بالليلة والساعة ثم الصَّلاة عليه ودفنه ومكان دفنه عند رأس الشَّيخ موفق الدين من جهة الشمال. وأكد السَّخاوى ومثله ابن حُميد أن المَعْنيَّ بالترجمة هنا والد المؤلف، قالا: وهو والد جمال الدين يوسف والشهاب أحمد. (¬1) ابن يوسف: (؟ - 850 هـ) أحمد بن يوسف المَرْدَاوِى قال السَّخاوى: يعرف بـ "ــابن يوسف" ناب في قضاء بلده، بل وفى الشام، وكان فقيهاً نحوياً حافظاً لفروع مذهبه مفتياً. وهو ممَّا أخل به المؤلف. أخباره في الضوء اللامع: 2/ 253، والمنهج الأحمد: 2/ 143 ومختصره: 184، والشذرات: 7/ 267. (¬2) قال السَّخاوى: وسمع الحديث من الزين عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الرحمن بن أبي العز محمد بن سليمان بن حمزه الجزء الثانى من حديث عيسى بن حماد زغبة عن اللَّيث، وحدث به، قرأه عليه ناصر الدين بن زريق. وتقىّ الدين المذكور يحتمل أنه تقى الدين بن قندس، أو تقى الدين الجراعىّ.

للفقير إلى الله تعالى الشَّيخ الإمام العالم بدر الدين حسن بن الفقير إلى الله تعالى شهاب الدين أحمد بن عبد الهادى الفَقيه الحَنبلى أن يُفتى على مذهب الِإمام المُبَجّل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حَنْبَل رضى الله - تعالى - عنه، وكاتبه مستمر على الِإذن، وهو الِإذن بعد الإذن أكثر علماً من حاله للإِذن، وهو أهل لما أُذن له، فإنَّه - بحمدِ اللهِ - عالمٌ بما يُفتى به، وأرجو الله أن ينفعَ به غيره من الطَّلبة ويشغلهم، فإنَّه أهل للاشتغال والافتاءِ في الفقه، مع ما انضم إلى ذلك من العلوم غير الفقه من النحو والصرف وعلم الحديث وعلم التاريخ، بالقول والفعل، وهو في زيادةٍ، والله تعالى يفقّهُهُ ويسددُهُ بالقولِ والفعلِ، وقد فاقَ أبناءَ زمانهِ في العلوم المذكورة، واستحقَّ بذلك الِإذن من كاتبه وغيره عند من له علم وفهم، وأذن له كاتبه أن يفتى ويدرِّس، ويأذَن بالفتوى لغيره ممن يصلُحُ لذلك، فإنَّه قرأ على كاتبه زماناً طويلاً، وباحثه في العلم زمناً كثيرًا، فوجدته أزيدُ ممَّا وصفتُ، والله يوفقه ويسدّده في قوله وفعلَه بمنه وكرمه. وروينا عنه جزءَ أبي موسى زُغبة، ولى القضاء نيابةً (¬1)، وكان محموداً في ولايته، يقوم في الحق على الكبير والصغير، ورأيتُ في رقعة أرسلت إليه: شُهُوْدُ وُدّىْ تُوّدَّى وهىَ صَادِقَةٌ ... وحاكِمُ البَيْنِ بالأسْجَالِ قد حَكَمَا هبْ أَنَّنِى مَدْمَعِى قَد غابَ شاهِدُهُ ... أليسَ قلبُك قاض بالَّذى عَلِمَا توفى ليلة الجمعة ثانى عشرين شهر رجب سنة تسعِ وتسعين وثمانمائة بالصَّالحية، وكانت وفاتُه (¬2) قربَ ثلثِ اللَّيل أو نصفه، وألقى عليه ¬

_ (¬1) في الضوء اللامع: 92 عن العلا بن مفلح. (¬2) في الأصل: وكانت قرب وفاته قرب تكرير من النساخ.

نورانيّه شديدة، وصُلّى عليه يوم الجمعة بعد الصَّلاة بجامع المظفرى، ودفن بالروضة عند رأس الشَّيخ موفق الدين من جهة الشمال، ورأيت له منامات حسنة، وختم له بخاتمة صالحة، حتَّى [أنى] (¬1) لم أشاهد موتة أحسن منها - رحمه الله. 36 - الحسن بن عليّ بن أحمد بن عبد الهادى - جدّ والدى - أخذ عن والده وغيره، وأخذ عنه والد جدّى أحمد، وعمّ والدى محمد وغيرهما. 37 - الحسَن بن محمد [بن محمّد] بن أبي الفَتْح بن أبي الفَضل بن أبي على البَعلى ثم الدّمشقى الحَنبلى، بدرُ الدّين بن شهاب الدِّين بن العلَّامة شمس الدّين، ويعرفُ بابن القُرَشِيَّة وهو لقبُ جدّه لأمّه عبد القادر بن القُرشية. ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، ذكره ابنُ ناصر الدين وغيره. توفى في شَعبان، أو في شهر رمضان وهو متوجّه ¬

_ (¬1) في الأصل أنا. 36 - الحسن بن عليّ بن عبد الهادى: (لم أعثر على أخباره). 37 - ابن القُرشية: (732 - 803 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 2/ 162، والضوء اللامع: 3/ 128، والسحب الوابلة: 95. قال السخاوى: حسن بن محمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البدر بن البهاء بن العلامة الشّمس البعلى ثم الدمشقيُّ الحنبلى سبط عبد القادر بن القرشية ولذا يعرف أيضا بـ "ــان القرشية" ... وسمع من جده عبد القادر وعبد الرحيم بن أبي اليُسر وزينب بنت الكمال والشهاب الجزرى وحدث. وجده الإمام المشهور تلميذ ابن مالك وصاحبُ "الفاخر في شرح جمل عبد القاهر" و "المطلع على أبواب المقنع" وغيرها محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلى المتوفى سنة 709 هـ (الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/ 356).

إلى بَعْلَبَكّ بعد رحيل عدوُّ المسلمين عن دِمَشق سنة ثلاثٍ وثمانمائة (¬1). 38 - حسن بن عليّ بن محمد بن محمود، قاضى بَعْلَبَكّ، عنده ذكاءٌ وفِطْنَةٌ وحسنُ عبادةٍ. 39 - الحسين بن محمد بن عليّ بن أبي الحسين اليُونِيْنىّ الحنبلى، الشَّيخ الِإمام العالم البارع العلَّامة، أفتَى ودرَّس، حفظ "المقنع" و "الخُلاصة" (2 عرف وذكا 2)، واشتهر دينه، وهو والد الشَّيخ القُطب موسى المذكور في حرف الميم (¬3)، وكانت وفاته ببعلبك المحروسة في حدود التّسعين والسبعمائة. ¬

_ (¬1) في الأصل ثلاث وثمانين وثمانمائة. وهو - لاشك - من سهو الناسخ قال ابن حجر: مات في شعبان وقد جاوز السبعين. 38 - حسن البعلى: (؟ - 916؟) لعله هو المذكور في الكواكب السائرة: 1/ 178 والنعت الأكمل: 88 قالا: إمام الجامع الكبير ببعلبك، كان شهما فاضلاً ذكياً نبيها نبيلا توفى يوم الثلاثاء ثانى عشر جمادى الأولى سنة ست عشرة وتسعمائة. 39 - اليونينى: (ت في حدود سنة 790 هـ). لم أعثر على أخباره، وأحال المؤلف على ترجمة ولده موسى كما ترى. ولكن لم يرد في هذا الكتاب ذكرٌ لولده في حرف الميم ولعل المؤلف رحمه الله سها عنه فلم يذكره وتتبعت المصادر فوجدت في الضوء اللامع: 10/ 181 موسى بن الحسين بن محمد بن على ... اليونينى البعلى الحنبلى. قال: ولد في ربيع الأول سنة 762 هـ، ... ثم قال: وفى الفرائض على أبيه ... . ومات قريب الأربعين. وفى السحب الوابلة: 312 نقل كلام السخاوى هذا. وقال: قلت: رأيت جزءا من الفروع بخطه، وهو خط حسن ووالده لم أظفر له بترجمة ورأيت جزءا من الآداب الكبرى بخطه بتاريخ 786 هـ وهو خط متوسط. (2 - 2) هكذا في الأصل. (¬3) لم يذكره في حرف الميم.

40 - الحسين بن أحمد/ بن الحسين اليُونِيْنِىُّ الحُسَيْنىّ الحَنبلى. حفظ "المُقنع"، و "الخُلاصة" وغيرهما، وكان له الخط الحسن، وهو أحد العدول ببعلبك المحروسة. أخذ عن الشّيخ تاج الدين ابن بَرْدَس، وهو رَفيق شيخنا تقى الدين بن قنْدُسْ، وصاحِبُهُ. توفى بدمشق المحروسة، ودفن بباب الصغير في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة. 41 - حَمزَةُ بن شَيخ السَّلامِيَّة، الشيخُ الِإمامُ العلامةُ عزُّ الدِّين ابنُ ولىّ الدين بن موسى بن الصَّدر الرئيس ضياءِ الدّين أبو العباس أحمد بن الحسين الدِّمشقى بن شيخ السَّلامِية، [إمامُ] مدرسة شرف الِإسلام ابنِ الحَنبلى. قال ابنُ قاضى شُهبة: الشَّيخ الِإمامُ الصدرُ العالمُ المُفتى المدرِّسُ الأوحدُ عزُّ الدِّين أبو يَعْلى، حمزةُ بن القاضي الصَّدر ناظِرِ الجُيُوش ¬

_ 40 - الحسين اليونينى: (؟ - 834 هـ) لم أعثر على أخباره، وقد تقدمت هذه الترجمة والتى قبلها، ونبه الناسخ على تأخيرهما فأخرتهما كما أراد. 41 - ابنُ شيخ السلامِيَّة: (712 - 769 هـ). أخباره في الدرر الكامنة 2/ 165، والنجوم الزاهرة 11/ 101، ودرة الأسلاك: 186، والسلوك 3/ 1 / 165 والوفيات لابن رافع 2/ 337، وتاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 192، وذيل العبر: 51 والرد الوافر: 161 والمنهل الصافى: 2 ورقة 294 والمقصد الأرشد: 52، والمنهج الأحمد 2/ 126، ومختصره: 162 والقلائد الجوهرية 226/ 1، 2/ 422، وشذرات الذهب 6/ 214، والسحب الوابلة: 95 ومنادمة الأطلال: 235 حمزة بن موسى بن أحمد بن الحسين.

قطبِ الدين أبي البركات موسى، بن الصدرِ ضياء الدّين أحمد، بن الحسين بن بَدران بن أحمد الحَنبلى المعروف بـ "ــابن شيخِ السَّلامِية". مولده سنة ستَّ عشرةَ وسبعمائة، وقيل اثنتى عشرة، وهو يوم ... . كذا قيل، سمع من أبي العباس الحِجازِىّ وغيره وأجازَ له جماعة باستدعاءِ الحافظ الذَّهبى، وتفقَّه ودرَّس وأفتى وصنَّف، ودرس بالحَنْبَلِية قديماً في جمادى الأولى سنة ست وأربعين وهو شاب عوضًا عن القاضي عزّ الدين بن مُنَجَّى، ودرس في أول هذا العام بمدرسة السُّلطان حسن ذكرهِ ابنُ كثير في "ذيلِ تاريخه" وقال: اشتَغل بالفقه فحصل وبَرع وصنَّف وجمعَ، ودرَّسَ بالحَنْبَلِية وله تَعاليق منها تقييد على "إجماع ابن حَزْم"، واستدراكات جيّدة، وشرح في "أحكام المَجْدِ" قطعةً جيدة صالحةً، وكان له اطلاع جيد، ونقل مفيد على مذاهبِ العُلماء المَشهورة والعَربية، واعتناءٌ جيّد بنصوص أحمد، وفتاوى ابن تَيْمِيَّة وله فيه اعتقاد صحيح، وقبولٌ ما يقول سَديد ونُصرة، ويُوالى عليه ويُعادى فيه. وقالَ ابنُ رافع (¬1): جَمَعَ على "المُنْتَقَى في الأحكام" عدّة مجلداتٍ، وله كتابُ "نَقْض الِإجماع". وذكر غيره أنه كتب على "المُنْتَقَى" عدّةَ أسفارٍ، واختَصر "شرح الهداية" للشيخ مجد الدين. قلتُ: وله كتاب "الآداب الشرعية" في مُجلدين، وكتاب "النُّكت على المحرر" في مجلدين، وله تعاليقٌ كثيرة، وجمعَ بخطّه فوائدَ كثيرة ومعاني ¬

_ (¬1) الوفيات: 2/ 338.

وآثار، وكلامه يدل على فِقهه وذكائه وجود فقهه، وينقلُ كلامَ الشَّيخِ تقى الدين كثيرًا، وله فوائد غريبة في تعاليقه، وقد أطالَ الكلامَ في نكتة على مسألة أن الطَّهور هل هو بمعنى الطَّاهر؟ ومن فوائده أن الغُسْلَ يجبُ على الواطئِ في الدُّبر، وفى وجوبه على الموطوء وجهان. وذكر في مسألة ما إذا قالت المرأةُ معى جنّى يجامعنى، وآخذ منه في المنام مثل ما آخذ من زَوجى. هل يجبُ عليها الغُسل؟ على وجهين، وكذا فيما إذا استدخلت المرأة ذكرًا مقطوعاً. وغالِبُ كتبه بعبارة حسنة وتفصيل جيد، وأظن أنه أوقف جميع كتبه. وقد ترجمه الشَّيخ شمس الدين (¬1) بن ناصر الدين بترجمة حسنة. وذكره فيمن أثنى (¬2) على الشَّيخ تقىّ الدين، وقد كان ذا دين وتواضعِ وزهدٍ وطريقةٍ حسنةٍ. قال ابنُ قاضى شهبة: قالَ شيخُنا: كان من أعيانِ الحنابلةِ وعلمائِهم ورؤسائهم ومفتيهم، والنّاس يترددون إليه ويقصدونه في حوائجهم، وكان له مكانة عند القاضي/ علاء الدين بن فضل الله. وقال ابنُ حَبِيْبٍ (¬3): عالمٌ طلقُ العبارة، حَسَنُ الِإشارة، فصيحُ اللسان، وافرُ الجود والِإحسان، ينقلُ كثيرًا من العلمِ، ويرفلُ في حُلَّة التَّقوى وحِلْيَةِ الحِلْم (¬4)، وتسر بحضرته النُفوسُ، وتجمل (¬5) بالسطور من فتاويه وجوه ¬

_ (¬1) الرد الوافر: 161. (¬2) في الأصل: "عليه". (¬3) دُرة الأسلاك: 186. (¬4) في الأصل "الحكم" والتصحيح من دُرة الأسلاك. (¬5) في الأصل "ويتحلى" والتصحيح من دُرة الأسلاك.

حرف الخاء

الطروس. باشر بدمشق تدريسَ الحنبليَّة، وذُكر للقضاة وغيره من المناصب الكُلية، وكتب على "المُنتقى في الأحكام" عدَّةَ أسفارٍ، واستمر إلى أن لَحق بمن سَلَفَ من العلماءِ الأخيارِ. قال ابنُ ناصر الدين (¬1): توفى - رحمه الله تَعالى - بدمشق سنة تسع وستين وسبعمائة. وقد جاوَزَ السِّتين. قال ابنُ قاضى شُهبة (¬2): توفى ليلة الأحد حادى عشر ذى الحجة سنة تسع وستين وسبعمائة. وقال ابنُ كَثيرٍ: يوم الأربعاء لأربع وعشرين. وفى "وفيات ابن رافع" (¬3) ليلة الأربعاء رابع عشرين بمنزله بدمشق، وصُلّى عَليه بعدَ الظهر بالجامع الأموى، ودفن بالصالحية بتربتهم عند جامع الأفرم، ووقّف بتربته درسا بالصالحية وكتباً، وخلف أموالاً، قال ابنُ قاضى شُهبة (¬4): قال شيخنا: وعَيّن للدرس وخزن الكتب، الفقيهُ المحدثُ العالمُ الإمامُ زينُ الدِّين بن رَجَب، ووالده كان من الأكَابر توفى في ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة ودفن بتربتهم. حرف الخاء 42 - خَلَف، الشَّيخُ الورعُ المقرئُ بمدرسة شيخِ الإسلام أبى عمر، أدركتُه وقرأتُ عليه في صِغَرى، وله حكاياتٌ وأخبار مشهورة ¬

_ (¬1) الرد الوافر: 161. (¬2) تاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 192. (¬3) الوفيات: 2/ 338. (¬4) تاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 92. 42 - خلف؟: (؟ - قريبًا من 850 هـ) =

حرف الدال

بالزُّهد والوَرع، وكان طويلاً أسمرَ رقيقًا، صاحبَ زهدٍ وَوَرَع ودين. توفى قريبًا من سنة خمسين وثمانمائة بالصَّالحية ودُفن بها - رحمه الله وإيانا. حرف الدال 43 - داودُ المُتَطببُ كان نَصرانياً ثم أسلمَ على يد الشّيخ ابن تَيْمِيَّة، وبرع وصنّف كتاب "الطّب النَّبوى (¬1) " وهو كتاب نافعٌ علاجات ومفردات نبوية، وحكى فيه نُصوصاً عن أحمد، وكل ما ذكر فيه من الطب مركب على قاعدة مذهب أحمد، وذكر في آخره فصلاً في التشريح، ولم أطّلع على وقتِ وفاته (¬2) - رحمه الله وإيانا. 44 - دَاودُ بنُ سُليمان بن عبدِ الله المَوْصِلِىُّ ثم الدمَشقى الحَنبلى، الشَّيخُ الِإمام العالمُ الصالحُ، زينُ الدين أبو سليمان، كذا وجدتُ ¬

_ = لم أقف على أخباره. وذكر العُلَيْمِى في المنهج الأحمد: 2/ 149 ومختصره: 191: الشَّيخ خَلَف الحَوْرَانى قال: وممن كان موجودًا من فقهاء الحنابلة بدمشق والقاهرة في حدود السبعين والثمانمائة. . وذكر منهم خَلَف الحَوْرَانى ولم يزد. 43 - داود المُتَطببُ: (؟ - 737 هـ). ذكره الذَّهبيُّ في المعجم المختص: 3 فقال: داود بن أبي الفرج، الشَّيخ العالم جمال الدين الدّمشقى الطبيب أسلم سنة إحدى وسبعمائة. (¬1) يوجد في هذا الكتاب نسخة جيدة في مكتبة عمومية بايزيد رقم 4129. (¬2) قال الذَّهبيُّ: توفى سنة 737 هـ عن أربع وستين سنة. 44 - داودُ بن سُليمان: (764 تقريبا - 848 هـ). أخباره في الضَّوء اللامع: 3/ 212، ومُعجم ابن فَهد: 356 والسحب الوابلة: 100 =

حرف الذال

بخطِّ [ابن] فهدٍ المَكيُّ، أخذ عن الشَّيخ زين الدّين بن رَجَب، وتفقَّه وأخذَ عنه جماعةً منهم شيخُنا شهاب الدّين بن رجب، ووالدى وعمى، وغير واحد. مات بعد العشرين وثمانمائة. حرف الذال 45 - ذُوَيْبٌ، اسمه الشيخ أحمد السِّيْلى، اشتغل وعنى بالتجويد والقراءات. ¬

_ = قال السَّخاوى: سمع بقراءة الشَّيخ عليّ بن زكنون على الجمال بن الشرائحى الشَّمائل للترمذى أنابها الصلاح بن أبي عمر، بل كان يذكر أنه سمع على ابن رجب الحافظ شرحه للأربعين النووية ومجلسا في فصل الرَّبيع من لطائفه مع حضور مواعيده وأنه سمع على الشهاب بن حجى صحيح البُخاريّ وكتبا سماها. وقد حدث كتب عنه بعض أصحابنا وكان شيخنا صالحًا فاضلاً. 45 - ذُوَيب: (؟ - 909 هـ). أخباره في السُّحب الوابلة: 54، وترجمته هناك طويلة، وله ذكر في القلائد الجوهرية: 593. والنعت الأكمل: ذُوَيبٌ: - بدون همزة - تصغير ذئْب - مهموز -، وكان يقول: "لا تهمز الذيب يأكلك" واسمه: أحمد بن عيسى بن عبد الله النَّابُلْسى السِّيلى. قالَ ابنُ طُولُون: الإمام المتفنن المفيد الرحلة الصالح الزَّاهد الورع، شهاب الدين. اشتغل قديماً على التقى بن قنْدُس وعنى بتجويد القرآن، ومن نظمه: والضَّادُ مَخْرَجُهُ عَسِير جدًا ... من أولِ إحدَى الحافَتَينِ يُبْدَا مع ما يَلِى الأضْرَاسَ مُسْتَطِيْلُ ... رُخْوٌ ومن يَقْرَأ كَذَا قَلِيْلُ قارِئُهُ بالصفةِ المُقَررَهْ ... سُبْحَانَ من عَسَّرَهُ ويَسَّرَهْ

حرف الراء

حرف الراء 46 - رَحْمَةُ النَّجْدِىُّ، وصف له بعلم ببلادِ نجدٍ، وأنَه قاض هُناك. حرف الزاى 47 - زَيدُ بن أبي الغَيْث، الشَّيخُ الوَرِعُ المُقْرِئ، كان يقرئ القرَآن بمدرسة شيخِ الِإسلام أبي عُمر، وله أخبار مشهورة، وَآثار مسطورة، وثناءٌ حَسَنٌ. توفى بعد الثلاثين وثمانمائة. 48 - زَيْدُ الجُرَاعِىُّ (¬1)، الشَّيخُ الفاضِلُ (¬2). . . . الدّين ¬

_ 46 - لعله يقصد الشَّيخ عبد الله بن رحمة الناصرى. عنوان المجد لابن بشر: 2/ 303. 47 - لعله زيد بن غيث بن سليمان بن عبد الله زين الدين أبو اليمن العجلونى الصالحى الحنبلى. قال السخاوى في الضوء اللامع: 3/ 239 ولد قبل السبعين وسبعمائة بيسير ... قال: مات قبل سنة خمسين فيما ظنه البقاعى وذكر الشَّيخ الإمام نجم الدين بن فهد في معجمه: 115 من شيوخه ولم يؤرخ وفاته. وضبطه هكذا: بضم الغين العجمة وسكون الياء المثناة من تحت، بعدها ثاء مثلثة. 48 - زيدُ الجُراعِى: (؟ - 867 هـ). المنهج الأحمد: ومختصره: 187. (¬1) في الأصل: "الخزاعيّ" وهو منسوب إلى جُرَاعا بفلسطين كما سيأتى. (¬2) كلمة ساقطة لعلها نور الدين أو شهاب الدين.

المقرئُ بمدرسة شيخ الِإسلام أبي عُمَر، والد تَقِىَّ الدِّين المُتَقَدِّمُ ذكره (¬1). ولد بـ "جُراعا" من الأرض المقدسة، وقَدِمَ الصَّالحة بعد والده، وقرأ "مُختصر الخِرَقِىُّ"، وانتفع ونفع، وكان له من الولد المتقدم، وشهاب الدين أحمد المقرئ بمدرسة شيخ الِإسلام أيضًا، قرأ "المُقنع" وغيره، وسمعتُ شيخنا يذكره عند موته أنه يريد أن يأذن له بالِإفتاء. وشمس الدين محمّد المقرئ المجوّدُ، له نظمٌ حسنٌ وفصاحةٌ، وعبد الله وحكى لنا هذا الشَّيخ زيد أنه أتى عنده مرّة شخصٌ يقرأ، قال فحسبه أنه لا يحفظ القرآن، فجلس مدةً ثم أراد أن ينزلَ في المدرسة، وكان فيها تلك الأيام شَرْطٌ (¬2) فامتنع الناظر من تَنزيله، بعد أيام ذهبنا إليه فأتيناه بورقةٍ بِتَنزيله، فامتنع من أخذ الجزاء، وأبي أن يأكل منها شيئًا، فقال لي بعد ذلك: يا شيخ أنا كنتُ في بلادى - وذكر بُعدها، وانها في داخلِ بلادِ المَغْرب - قالَ: فحدَّثنى أنه لم يبق في الأرض صالح! فقلت: إن كان في الدُّنيا أحدٌ من الصالحين ففي مدرسة الشَّيخ أبي عُمر. قال: ونحن نسمعُ بها فجئتُ إلى هنا لأجلِ ذلك فوجدت هذه الشرور فقلت: لم يبقَ (¬3) في الدُّنيا أحدٌ من الصالحين! قال: ففي هذه الجمعة الماضية صلَّيتُ في الجامع الأموى، وخرجت إلى صحنه، وإذا إنسان ينادينى: يا نصرُ (¬4)، فقلتُ: وكم من هنا من واحد اسمه نصر؟ ¬

_ (¬1) سقطت ترجمته في أول حرف الألف. وهو شيخ المؤلف تقى الدين بن زيد المتوفى سنة 883 هـ. (¬2) في الأصل: "شر". (¬3) في الأصل: "لم تتوقى". (¬4) في الأصل: "يا ناصر".

فقال: يا نصرَ بن فلان. فقلتُ: وقد يكُونُ غيرى بهذا الاسم؟ فقال: يا نصرَ بن فلان الفُلانى بشهرةٍ يُعرف بها، فجئت فإذا رجل فأخذ بطوْقِى، وقال: يا مسكين لو خلَت من الصَّالحين لخُسف بها، فى الصَّالحية منهم ستةٌ، في المدرسة ثلاثةٌ، ثم أطلَقنى فأغمى على فسَقطت إلى الأرض فأفقتُ فإذا هو قد ذهب، وقد اطلعتُ على اثنين في المَدرسة والآخر لم أَعرفه إما لتقصيرٍ، أو لرفعَتِهِ. قال وجعلَ يَبكى ثم ذَهب، وقال: وكان يحفظُ القرآن حِفظاً جَيداً، وكان يقول إذا رأى الزّحام على الخبز والدَّشِيْشَة: هذه رحمةُ الله. فكان الشَّيخ زيد صالحًا سرِيًّا صنَّف كتاباً في الوعظ. وماتَ يومَ السَّبت رابع شهر صفر سنة سبعِ وستين وثمانمائة بالصَّالحية ودُفن بتربتهم، خَلف مقبرةِ شيخِ الِإسلام أبي عمر - رحمه الله. 49 - زَيْنب بنتُ الكَمال، الشَّيخةُ الصَّالحةُ الخيِّرةُ، عن جماعةٍ من المُحدثين كابن طِبَرْزَد، وابن خَليل، وابن عبد الدايم وغيرهم، وعنها ابن المحب وجماعة. ¬

_ 49 - زَينب بنتُ الكَمال: (646 - 740 هـ). أخبارها في معجم الذَّهبيُّ: 1/ 59، والوفيات لابن رافع: 1/ 316، والدرر الكامنة: 2/ 209، والشَّذرات: 6/ 126. سمعت من محمد وعبد الحميد ابنى عبد الهادى وأجاز لها جماعة كبيرة من علماء الأمصار، صالحة عابدة كثيرة الصَّلاة والصيام طال عمرها وتفردت بغالب أجازاتها.

حرف السين

50 - زينبُ بنتُ القاضي موفَق الدين، زوجةُ القاضى ناصر الدِّين، عن ابن عبد الهادى وغيره، توفيت في شهرِ ذى القعد سنة سبع وثمانين وثمانمائة، وكانت فقيهةً. حرف السين 51 - سَعْدُ بن نَصْرِ بن عليّ البَعْلِىُّ. قال ابن قاضى شُهبة: قال شيخُنا: كان من قُدماء الفقهاء، وكان مقيماً بالصالحية، فلما جاء الحِصَارُ انتقل إلى المدينة، وكان من جماعةِ ابن الخَطيب يرودُ مدرسة الشَّاميَّة، وأذن له في الِإفتاء ابنُ قاضى الجَبَل، وجلس مع الشُّهود في آخر عمره. توفى يوم الجُمعة آخر خامس عَشَرَ المحرم سنة سبع وسبعين وسبعمائة، ودفن في الغد بباب الصَّغير وقد جاوزَ الستّين وكان له مدة ضَعِيفاً يمشى ويشهد فمات بَغْتَةً. 52 - سُليمان بن أحمد بن سُليمان بن عبد الرحمن الكِنَانى العَسْقَلاَنى المِصْرِىُّ، قدم من بلده نابلس صغيراً، واشتغل بالقاهرة على ¬

_ 50 - زينب بنت القاضي موفق الدين: (؟ - 887 هـ). 51 - سعد البعلى: (؟ - 777 هـ) لم يذكر ابن قاضى شهبة في حوادث هذه السنة. ولم أقف على أخباره. 52 - سليمان العسقلانى: (؟ - 785 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 1/ 283، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 121 والمقصد الأرشد: 58، المنهج الأحمد: 2/ 130، ومختصره: 130، والشذرات: 6/ 288، والسحب الوابلة: 102.

مذهب أحمد. قال ابنُ قاضى شُهبة: الشَّيخُ علمُ الدين بن شهاب الدين أحمد، صارَ من أعيانِ الحنابلة، أجيزَ بالفَتوى. وتزَّوج ابنة قاضى القُضاة موفَّق الدين الحنبلى، وتولى إعادت (¬1) تدريس الحنابلة، وولى نيابة الحكم بمصر والقاهرة، وصارَ أكبرَ نُوَّابِ قاضى القُضاة. توفى يوم الاثنين ثالث عشر شهر جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وسبعمائة، ودفن من يومه بتربةِ قاضى القُضاة موفَّق الدِّين الحَنْبَلِىّ، ولم يخلف ولدًا ذكرًا، وولى أخوه شهاب الدين غازى (¬2) إعادة الدَّرس الصَّالحى، وإعادة درس جامع ابن طولون، وإعادة المدرسة الأشرفية، وولى عنه إعادة المَنصورية الشَّيخُ نجمُ الدِّين الشَّامِى، وإعادة المدرسة النَّاصرية الشَّيخُ مَجدُ الدين سالم. 53 - [سَلْمان (¬3)] بن [عَبد الحميد (¬4)] بن مُحمد بن ¬

_ (¬1) في الأصل: "إعادات". (¬2) الترجمة رقم: (125). 53 - سَلْمان القَابُوْنىُّ: (؟ - 805 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 2/ 243، الضوء اللامع 3/ 258، لحظ الألحاظ: 218، الرد الوافر: 167، والمنهاج الجلى: 80، السُّحب الوابلة: 102. قال السخاوى: وحدث سمع منه الفضلاء، ولقيه شيخنا وغيره وكان عابداً خيراً. . مستحضراً للمسائل الفقهية على طريقة الحنابلة ولديه فضائل. . ذكره شيخنا. (¬3) في الأصل: "سليمان" والتصحيح من المصادر. (¬4) في الأصل: "عبد المجيد" والتصحيح من المصادر.

حرف الشين

[مُبارك (¬1)] البَغْدادِىُّ، ثم الدمشقىُّ [القَابُوْنى (¬2)] الصوفى. ذكره ابن ناصر الدين، وقال (¬3): كان عابداً خيراً فقيهاً حنبلياً، وله شِعْرٌ قالَ: من ذلك ما أنشدناه من لَفْظه لنفسه: وقائلةٍ أنفقتَ في الكُتْبِ ما حَوت ... يَمِينُكَ من مالٍ فَقُلْتُ وعَيْنى لعلىْ أرى فيها كِتاباً يَدُلُّنى ... لأخذِ كِتابِىْ آمِناً بيَمِيْنىِ توفى سنة خمس وثمانمائة. حرف الشين 54 - شَعْبانُ بن مُحمد الحَنبلى البَعلىّ الصالحُ، أحدُ العُدُولِ ببعلبك. توفى (4 في شعبان سنة 841 هـ 4). ¬

_ (¬1) في الأصل: "منازل" والتصحيح من المصادر. (¬2) في الأصل: "العابرى" والتصحيح من الرد الوافر وانظر التعليق عليها في هامشه. وقال السخاوى: نزيل القابون. (¬3) يبدو أن نص ابن ناصر الدين هذا إنَّما هو في مجموعه لا في الرد الوافر. وقال في الرد الوافر: ومنهم الشَّيخ العالم المحدث الفقيه الأديب البارع أبو محمد سلمان بن عبد الحميد. 54 - شعبان بن جميل: (792 - 841 هـ). معجم الشيوخ لابن فهد: 117، وعنوان الزمان: 127، الضوء اللامع: 3/ 301، والسحب الوابلة: 105. ذكره السخاوى في الضوء وابن حميد في السحب الوابلة: شعبان بن عليّ بن جميل البعلى ... وهو ابن عم المذكور هنا وقد أخل به صاحب الكتاب. أما صاحبنا فقال السخاوى: شعبان بن محمد بن جميل - بالفتح - بن محمد بن محاسن بن عبد المحسن بن عليّ بن يَحْيَى البعلى الصالحى الحنبلى يعرف بـ "ــابن جميل". وقال ابن فهد في معجمه: 117 ولد في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة. (4 - 4) كتبت على هامش الأصل.

حرف الصاد

حرف الصاد 55 - صَدَقَةُ الجَعْفَرِىُّ الحَنْبَلِىُّ، السيد صدقُة كان في أوَّل قرنِ الثَمانمائة. حرف الضاد * * * حرف الطاء 56 - طَلْحَةُ بن محمدٍ البَعلىُّ الحَنْبَلِى، أحدُ العُدُولِ بِبَعْلَبَكَّ، الشيخُ الصالحُ الورع المُؤدبُ، أثنى عليه بخيرٍ، وتوفى بِبَعْلَبَك. حرف الظاء * * * حرف العين 57 - عبدُ الرَّحمن بن أحمد بن رَجَب، الشيخُ الِإمامُ، أوحدُ ¬

_ 55 - صدقة الجعفرى: (لم أعثر على أخباره). 56 - طلحة البعلى: (لم أقف على أخباره). 57 - الإمام ابن رجب: (736 - 795 هـ). أخباره في: الدرر الكامنة: 2/ 428، إنباء الغمر: 1/ 460، الرد الوافر: 176، تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 488، المقصد الأرشد: 78، لحظ الألحاظ: 180، ذيل التذكرة للسيوطي: 367، المنهج الأحمد: 2/ 132، ومختصره: 169، الدارس: 2/ 86، والشذرات: 6/ 339، والبدر الطَّالع: 1/ 328، والسحب الوابلة: 116 وله أخبار متفرقة في المنتقى من معجم والده. وذكر ابن ناصر الدين في بدِيْعِية البيان وشرحها المسمى التبيان: 159 فقال: والرجَبِى المحَررُ السلامِى ... ذو هِمةٍ صالحَه النظام قال في الشرح: هو عبد الرحمن بن أحمد بن رجب ... الدمشقيُّ أبو الفرج الحنبلى.

الأنام، قدوةُ الحفَّاظ، جامعُ الشتات والفضائل، زينُ الدين وأبو الفرج ابنُ الشَّيخ شهاب الدين أبي العباس أحمد بن رَجَبٍ الحَنبلى البَغْدَادِىُّ الدِّمشقى الفقيه الزَّاهد البارع الأصولى المُفِيْد المحدث. سمع الحديث من محمد إبن الخبَّاز، وإبراهيم بن العطَّار، والمَيْدوُمِى، وأبي الحَرَم بن القلانسى، وخلقٌ من رواة الآثار والأخبار، وسمع من خلق كثير، وأخذ عن جم غفير. قال القاضي علاءُ الدين بن اللَّحام - فيما وجدته بخطِّه - سيِّدنُا وشيخُنا الِإمامُ العالمُ العلامةُ الأوحدُ الحافظ شيخُ الِإسلام، مجلّى المشكلات، ومُوضح المبهمات أبو الفرج عبدُ الرَّحمن زين الدين بن رجَب البَغدادى الحنبلى والله في عونه، وأعاد على الكافة من بركته بمنه وكرمه. ورأيتُ بخطِّه في موضع آخر يقول، قالَ: شيخُنا الإمام العالمُ الحافظُ بقيةُ السَّلفِ الكرام، وحيدُ عصره، وفريدُ دهره شيخُ الإسلام زينُ الدِّين أبو الفرج عبد الرحمن بن رَجَب الحنبلى - رحمه الله تعالى وعفا عنه برحمته - وترجمه الشَّيخ العلامة شمس الدين [بن] ناصر (¬1) الدين قال: الشيخُ الِإمامُ العلامةُ الزاهدُ القدوةُ البركةُ الحافظُ العمدةُ الثقةُ الحُجَّة أوعظُ المسلمين، مفيدُ المحدِّثين زينُ الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الشَّيخ الِإمام المقرئ المحدّثِ شهابِ الدّينِ أبي العبَّاس أحمد بن رجب عبد الرحمن بن الحسين أبو محمد بن أبي البركات مسعود البَغدادى الدِّمشقى الحَنبلى، أحدُ الأئمةِ الزُّهاد، والعلماءِ العُبَّاد. وقال ¬

_ (¬1) الرد الوافر: 176.

ابن قاضى شهبة (¬1): الشيخُ الِإمامُ العلامةُ الحافظُ الزَّاهدُ الورعُ شيخُ الحنابِلة وفاضِلُهم، أوحدُ المحدِّثين زين الدِّين، وكان يلقَّبُ أولاً جمالَ الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الشَّيخ المقرئِ المحدّثِ شهابِ الدّين. أبو العباس أحمد بن رجب عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن مسعود البَغدادىّ ثم الدمشقىّ. قدم مع والده من بغداد إلى دمشق وهو صغيرٌ في سنة أربع وأربعين، وفيها ابن النَّقيب، وقال لي: قد أجزتك وولدك عبد الرحمن، كما أجازنى [التَّوْزَرِىُّ (¬2)]. واشتغل بسماعِ الحديثِ ورَحَلَ فيه، وسمعَ من ابنِ الخبّازِ، وابنِ العطارِ بدمشق، ومن المَيْدُومِىِّ بمصر، ومن جماعةٍ من أصحابِ ابنِ النَّجار. قال ابنُ قاضى (¬3) شُهبة: وقالَ شيخُنا: كان (¬4) قرأ وأتقنَ الفَنَّ، ثم أكبّ على الاشتغال بمعرفة فنون الحديث وعلله ومعانيه وانفرد وحده بكتب، وشرح "التِّرمِذِىّ" في نحو عِشرين مجلَّداً، وشرحَ "أربعين" النَّوَوىّ شرحاً حَسَنًا، وشرع في شَرح البُخارى واخترمته المنيَّةُ، والقواعد (¬5) التى له تدلُّ على معرفته بالمَذهب، وينقلُ كثيرًا من كلامِ المُتَقَدِّمين، وكانَ يحفظُ كثيرًا من كلام السَّلفِ، وكان مُنْجَمِعاً عن (¬6) النَّاس، لا يُخالط ولا يَتَرَدَّدُ إلى ¬

_ (¬1) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 488. (¬2) في الأصل: "النووى" والتصحيح عن ابن قاضى شهبة. (¬3) تاريخ ابن قاضى شهبة. (¬4) في الأصل: "قرى". (¬5) في الأصل: "المواعيد". (¬6) في الأصل: "على".

أحد من ذوى الولايات ويسكنُ بمدرسة السُّكَرِية (¬1) بالقصّاعين، وولى تدريس الحنبلية وكان فقيرًا متعففاً غَنى النَّفس وحج، وبالجملة فلم يُخلفٌ بعده مثله. وقال غيره: سمع من خلق روايةَ الآثارِ، وكان أحد أئمة الحفَّاظ الكبار والعلماء الزُهاد والأخيار. وَلِيَ حلقة الثلاثاء بعد وفاته ابن قاضى الجَبَل في رجب سنة إحدى وتسعين، ودرس بالحنبلية بعد وفاة القاضي شمس الدين بن التَّقى ثم أخذ منه وكان لا يعرفُ شيئًا من أمورِ الدُّنيا، فارغاً عن الرئاسة، ليس له شغلٌ إلاّ الاشتغالِ بالعلم، وكتَبَ قطعةً كبيرةً من شرح البُخاريّ إلى الجنائز سماه: "فَتحَ الباري في شرح البُخاريّ"، وقد احترق غالب ما عمله من (¬2) شرح التِّرمذيُّ في الفتنة، وله "اللّطائف" كتابٌ [جيّد]، و "ذَيْل طَبقات الحنابِلة"، و "صِفةُ الجنّة وصفةُ النّار"، وغير ذلك من المصنفات الكبار والصغار. [قلت:] المصنفات المفيدة الكثيرة، منها كتاب "طبقات أصحاب الِإمام أحمد" جعله ذيلا على طبقات [القاضي] أبي الحسين، وكتاب "القواعد الفقهية"، مجلدٌ كبيرٌ، وهو كتاب نافعٌ من عجائبِ الدهرِ حتَّى أنه استُكثِرَ عليه، حتَّى زَعم بعضُهم أنه وَجَدَ قواعدَ مبدّدة لشيخ الِإسلام ابن تَيمِية فجمعها، وليس الأمر كذلك، بل كان رحمه الله تعالى فوق ذلك، ومنها كتاب "شرح النواوية" مجلد كبير، وهو كتاب جليل ¬

_ (¬1) في الأصل: "السكونة". (¬2) في الأصل: "مع".

كثير النفع، وكتاب "شرح التِّرمذيُّ"، وهو كتاب جليل، وشرح قطعة من البُخاريّ إلى كتاب الجنائز وهى من عجائب الدهر، ولو كمل كان من العجائب، وكتاب "لطائف المعارف" في الوعظ مجلد كبير، وهو كتاب عظيم، وكتاب "استنشاق نسيم الأنس ونفحات رياض القُدس"، كتاب جليل، وكتاب "ذم الجاه"، وكتاب "البشارة العظمى في أن حظّ المؤمن في النَّار الحُمّى" وكتاب "غاية النفع في تمثيل المؤمن بخامة الزرع" وكتاب "ذم الخمر"، وكتاب "إعراب أم الكتاب"، مجلد، ولعلّه كتاب "الفاتحة"، وكتاب "إعراب البسملة" وكتاب "شرح الحديث لبّيك اللَّهمُّ لبيك"، وكتاب "كشف الكُربة"، وكتاب "شرح حديث نصرتُ بالسَّيف"، وكتاب "شرح حديث عمار بن ياسر" وكتاب "شرح حديث أنَّ أغْبَطَ أوليائى عندى" وكتاب فيما يروى عن أهل المعرفة والحقائق، وكتاب "مسألة الإخلاص"، وكتاب "شرح حديث ينفع الموتى ثلاث" وكتاب "تسلية نفوس النساء والرجال والأطفال"، وكتاب "مثل الِإسلام"، وكتاب "نور الاقتباس في وصية النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس" وكتاب "نزهة الأسماع في ذم السَّماع" وكتاب "تفضيل مذهب السلف" وكتاب "حديث اختصام الملأ الأعلى" وكتاب "إزالة الشّنعة عن الصَّلاة بعد النداء يوم الجمعة" وكتاب "الأحاديث والآثار المتزائدة في أن الطلاق الثلاث واحدة" وكتاب "السليب" و "قاعدة في الخشوع"، وكتاب "تفسير سورة النَّصر"، وكتاب "بيان الحجة في سير الدُّلْجة" وكتاب "الِإيضاح والبيان في طلاق كلام الغَضبان" وكتاب "الردّ على من اتبع غير

المذاهب الأربعة"، وكتاب "صفة النَّار وصفة الجنة"، وكتاب "شرح حديث ما ذئبان جائعان" وكتاب "الذُّل والانكسار"، وكتاب "منافع الإمام أحمد"، وكتاب "الاستِغناء بالقرآن"، وكتاب "أهوال القبور"، وكتاب "شرح المحرر"، و "قاعدة غمّ هلال ذى الحجة" وكتاب "الخَواتيم" (¬1)، وكتاب "الاستخراج في أحكام الخراج"، وغير ذلك من الكتب النافعة المفيدة التى لم نر مثلها (¬2)، وله تحقيق في المسائل على نصوص أحمد، وكلام الأصحاب، وله مسائل كثيرة غريبة ¬

_ (¬1) في الأصل: "الخواتم". (¬2) علق الشَّيخ عبد القادر بدران - رحمة الله عليه - على ذكر مؤلفات ابن رجب على هامش نسخته من كتاب "المقصد الأرشد" لابن مفلح، وهى نسختى المعتمدة في هوامش هذا الكتاب بقوله: "يقول الفقير عبد القادر بدران: ولقد اطلعت على مؤلفاته كلها ما عدا شرح التِّرمذيُّ ولكثرة ما أدهشنى فيها سألت الله أن أطلع على شرح التِّرمذيُّ، ورأيت له جزءا لطيفاً سماه "غاية النفع بشرح حديث تشبيه المؤمن بخامة الزرع" وكتاب "التخويف من النَّار والتعريف بحال دار البور". وأغلب مؤلفات ابن رجب مصورة من مكتبات مختلفة بمركز البحث العلمى بجامعة أم القرى بعضها بنسخ متعددة. ولعل أعلاها قدراً نسخة من كتابه: "تحرير الفوائد وتقرير القواعد" بعضها بخطِّ يده. وقد اطلعت على أكثر مؤلفاته في أصولها ممَّا يطول شرحه، ومنها كتابه: "فتح الباري بشرح صحيح البُخاريّ" و "شرح علل التِّرمذيُّ". . . وغيرها. وابن رجب من العلماء الموفقين في التأليف فقد سلمت أكثر مؤلفاته من الضياع وطبع بعضها واشتهر بأيدى النَّاس ولعل في هذا دلالة على إخلاصه للعلم رحمه وغفر لنا وله.

وأشياء حسنة يعجز الِإنسان عن حصرها. تفقه عليه جماعة من الأكابر كالقاضى علاء الدين بن اللَّحام، والشيخ داود، وغير واحد. حدّثنا شيخُنا شهاب الدين بن زيد: أن زوجتَه مرَّة دخلت الحمام وتزيَّنت ثم جاءته فلم يلتَفِتْ إليها، فقالت: ما يريد الواحد منكم إلَّا من يتركه مثل الكلب وقامت وخلته. وأخبرتُ عن القاضي علاء الدين بن اللَّحَّام أنه قال: ذكر لنا مرةً الشيخُ مسألة فأطنب فيها، فعجبْتُ من ذلك ومن إتقانه لها، فوقعت بعد ذلك بمحضر من أرباب المذاهب وغيرهم فلم يتكلَّم فيها الكلمة الواحدة، فلما قام، قلتُ له: أليس قد تكلَّمت فيها بذلك الكلام، قال: إنَّما أتكلم بما أرجو ثَوابه، وقد خِفْتُ من الكلام في هذا المجلس، أو ما هذا معناه. قال الشَّيخ الِإمام العلامة شمس الدين [بن] ناصر الدين (¬1) - فيما وجدته بخطه - قال: حدَّثنى من حفَر لحدَ ابن رَجَب أن الشَّيخ زين الدين بن رَجَب جاءه قبل أن يموت بأيام فقال: احفر لي ها هنا لحداً، وأشار إلى البقعة التى دفن فيها، قال: فحفرت له، فلما فرغت نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه، وقال: هذا جيِّدٌ، ثم خرج، قالَ فوالله ما شعرت بعد أيام إلَّا وقد أتى به مَيْتاً محمولاً في نعشه فوضعته في ذلك اللحد وواريته فيه. وأخبرنى شيخنا شهاب الدين بن هِلالٍ (¬2) أَنه قالَ: ليلةَ مات زين الدين بن رجب سمعنا بشائر تدوّى في السماء فقمنا/ فوجدنا الشَّيخ قد مات - رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) الرد الوافر: 178. (¬2) هو أحمد بن هلال الأزدى (ت 858 هـ). أخباره في الضوء اللامع: 1/ 223، حوادث الزَّمان 2/ 30.

قال ابن قاضى شُهبة: توفى ليلة الاثنين رابعة شهر رمضان بأرض الحرس في بستان كان استأجره سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وصُلّى عليه من الغد، ودفن بباب الصغير إلى قبر الشَّيخ أبي الفرج الشيرازى. وقال غيره: توفى الشَّيخ زينُ الدّين بن رَجَب - رحمه الله تعالى - في شهر رجب سنة خمس وتسعين وسبعمائة، ووجدتُ في كتاب "القواعد" له: مات مصنّفها بعد العصر ثالث شهر رمضان سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وقال عند خروج روحه ثلاثين مرَّة: "يا لله العفو". وقال لي شيخنا الشَّيخ شهاب الدين ابن هلال الأزدىِّ إنَّما توفى في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ووهم في ذلك. ودفن بمقبرة الباب الصَّغير حول قبر الفقيه الزَّاهد أبي الفرج عند عبد الواحد بن محمد الشِّيْرَازِىّ ثم المقدسى الدمشقيُّ، الذي نشر مذهب الِإمام أحمد بالشام - رحمه الله ورضى عنه. قلتُ: وقبر ابن رجب معروف بمقابر باب الصغير مكتوب عليه أنه توفى في خمس وتسعين. 58 - عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن الذَّهبى الصالحى، ¬

_ 58 - عبد الرحمن بن الذَّهبيُّ: (728 - 801 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 2/ 73، والضوء اللامع: 4/ 45، والمنهج الأحمد: 2/ 134، ومختصره: 173، وشذرات الذهب: 7/ 8، والسحب الوابلة: 116. قال السخاوى: عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن الزين أبو الفرج وأبو هريرة بن الشهاب الموفق الدمشقيُّ الصالحى الحنبلي ناظر الصاحبية بها وسبط يوسف بن يَحْيَى بن النجم بن الحنبلى ويعرف بـ: "ابن الذهبى" ... أجاز له الحجار وسمع من جده لأمه وأبي محمد بن القيِّم، وابن أبي التائب والعماد أبي بكر بن محمد ابن الرضى ... قال: وحدّث وسمع منه ابناه والفضلاء كابن ناصر الدين ... وروى له عنه ثانى ولديه الكثير وأجاز لشيخنا قديماً. ذكره ابن حجى والمقريزى في عقوده. وله ابنان فاضلان، أحدهما: يُوسف بن عبد الرحمن توفى سنة 859 هـ. =

ناظر الصاحِبِيَّة (¬1) ذكره ابنُ ناصر الدِّين في "المجموع" له، وقال: مولده سنة ثمانٍ وعشرين وسبعمائة، وأجاز له الحجَّار، وأخذ عن محمد ابن أيوب بن حازم (¬2). 59 - عبدُ الرَّحمن بن القاضي شمس الدين بن مُفلح، وهو أصغرُ أولاده. توفى يوم الاثنين خامس جمادى الأولى سنة ثمانٍ وثمانين وسبعمائة. 60 - عبدُ الرَّحمن بن العماد أحمد بن عبد الهادى بن عبد الحميد بن عبد الهادى بن يُوسف، [المَقدِسِىّ] الأصل الصَّالحى الحَنبلى. قال ابنُ قاضى شُهبة: العدلُ زينُ الدِّين، قالَ: قالَ شيخُنا: أحدُ شهودِ مجلس الحكمِ الحَنْبَلِىِّ، وكان يكتبُ خطأ حَسناً، وله روايةٌ ¬

_ = أخباره في الضوء اللامع: 10/ 320، وحوادث الزمان: 2/ 31، والسحب الوابلة: 321، والآخر اسمه أحمد بن عبد الرحمن. (المنهاج الجلى: 37). (¬1) في الأصل: "الصالحية". والصَّاحِبِية إحدى مدارس الحنابلة بدمشق ويقال لها "الصاحبة" أيضًا. تنسب إلى ست ربيعة بنت أيوب. الدارس: 2/ 89. (¬2) توفى الشَّيخ عبد الرحمن في جمادى الأولى سنة 801 هـ قال ابن حجر: وقد جاوز السبعين. 59 - عبد الرحمن بن مفلح: (؟ - 788 هـ). أخباره في المقصد الأرشد: 83، والمنهج الأحمد: 2/ 142، ومختصره: 184، والشذرات: 6/ 262، والسحب الوابلة: 130. 60 - عبد الرحمن بن عبد الهادى: (؟ - 779 هـ). أخباره في الدرر الكامنة: 2/ 430 وإنباء الغمر: 1/ 165 والسحب الوابلة: 118.

وسماعٌ من شيوخ أخيه الحافظ شمس الدين. قلت: له كتاب فى أسماء مصنفات أخيه شمس الدين، وله "الردُّ على الذَّهبى"، وله "شرح أحاديث". قال ابن قاضى شُهبة: توفى ليلة الاثنين سابع شهر جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وسبعمائة - رحمه الله تعالى. 61 - عبد الرحمن القِبَابِىُّ، ذكره ابنُ ناصر الدين فى "المجموع" فقال: الشيخُ الإمامُ الفاضلُ ابنُ الشَّيخِ الإمام العالمِ القدوةِ، المُقرئِ الأصيلِ، العابدِ الخيِّرِ نجمُ الدين، (¬1) أبو هُريرة ¬

_ 61 - القِبَابِيُّ: (749 - 838). أخباره فى معجم ابن فهد: 361، والضوء اللامع: 3/ 113 المنهاج الجلى: 95 والمنهج الأحمد: 2/ 141، ومختصره: 181، والأنس الجليل: 2/ 260، والشَّذرات: 7/ 227، والسُّحب الوابلة: 126. واسمه عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن حسين بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن اللَّخْمِى المِصْرِى القِبَابِيُّ الحَنبليُّ المَقْدِسى المُعَمَّرُ. والقِبَابِيُّ: بكسر القاف وفتح الباء الموحدة، بعدها ألف ثم باء موحدة مكسورة ثم ياء النّسب. كذا ضَبطها ابن فَهْد فى المعجم. وتحرَّفت فى الأصل إلى (القَباني)، وكذا فى بعض المصادر والصَّواب هو الأول؛ لأنه منسوب إلى القِبَاب. قال السخاوى: نسبة لقباب حماة، لا للقباب الكرى من قرى أشموم الرُّمان بالصعيد، وإن جزم به بعض المقادسة لمشى جماعة منهم الذهبى على الأول، وتحرفت فى الأنس الجليل إلى: "القياتى". (¬1) ورد لقبه وكنيته فى معجم شيوخه: "تقى الدين أبو زيد" وفى معجم شيوخ تلميذه ابن فهد الهاشمى المكى: "زين الدين ... " وقال السخاوى فى الضوء اللامع: "أبو زيد وأبو هريرة". لذا احتمل تكرر اللّقب له أيضًا. وإن كان (زين الدين) أرجع؛ لأنه لقب لكل من سُمّى (عبد الرحمن).

عبد الرحمن بن الشيخ الإمام العالمِ القُدوةِ، الزَّاهدِ العابدِ المُفتى سراجِ الذين أبو حَفص عمر بن الشَّيخ الِإمام الفقيه الزاهد القدوة نجم الدين ابن عبد الرحمن بن حسين بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن اللَّخْمِىّ القِبَابِى ثم الحَمَوِي الأصل الدَّمَشْقِيّ الحَنْبَلِيّ. أخذ عن عدةٍ من الشُّيوخ ذكرهم ابن ناصر الدين فى جزء مفردٍ (¬1). توفى بالقدس فى جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة. 62 - عبد الغنى بن الحسن بن محمد بن عبد القادر الحُسَيْنِىّ ¬

_ (¬1) وخرّج له الإمام الحافظ أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 هـ مشيخته ضمّ إليه فيها شيوخ الشَّيخة المسندة فاطمة بنت خليل بن أحمد الكنانى العسقلانى الحنبلية، وذلك لاتفافهما فى أغلب الشيوخ، ووضع علامة لكل من انفرد به عن الآخر، وسمى هذه المشيخة: "المشيخة الباسمة للقِبَابِيّ وفاطمة" فى برلين 1823 فى 57 ورقة، وفى بيت المقدس - أعادها الله للإِسلام بحوله وقوته - فى دار الخطيب نسخة أخرى، وعنها مصورة فى مركز البحث العلمى بجامعة أم القرى. قال السّخاوى فى الضوء اللامع بعد ذكر شيوخه: وجماعة من الأعيان تجمعهم مشيخته التى خرجها له شيخا [ابن حجر]. وأورد السخاوى استدراكًا على تخرج ابن حجر ثم قال: وممن أفرد شيوخه بالسماع والإجازه أيضًا ابن ناصر الدين [إيضاح المكنون: 2/ 489]. وقد حاولت العُثور على مشيخة المذكور لابن ناصر الدين فلم أجدها حتى الآن ولعل الله ييسر لى سبيل العثور عليها، لما فى كتب ابن ناصر الدين من النفع العظيم جزاه الله خيرًا وأحسن له المثوبة وجزاه الجنة بفضله ورحمته. 62 - عبد الغنى بن الحسن: (783 - 862). أخباره فى معجم ابن فهد: 143، والضوء اللامع: 4/ 248، والسحب الوابلة: 136.

الحَنبلى. مولده فى سنة ثلاثٍ وثمانين وسبعمائة، عن ابن اليُونانية، وتفقَّه على عمّه (¬1) الشَّيخ قُطب الدّين موسى، وتوفى ببعلبك سنة اثنتين وستين وثمانمائة، ودفن بباب سطحا بِبَعْلَبَكَّ. 63 - عبدُ الرحمن بن أبي بكر بن أيوب بن سَعد بن حَرِيْز اليَمامى الزُّرَعِىّ ثم الدّمَشقى الحَنبلى، أخو الشيخ شمس الدين بن قيَم الجَوْزِيَّة. قال ابن قاضى شُهبة: الشَّيخ زين الدين أبو الفَرج سمع من شهاب الدين بن رجب فى "مشيخته" (¬2) وقال: سمع الكثير من الشهاب العابد وغيره، وقال: سمعتُ عليه كتاب "التَّوكل" فى دين أبي الدنيا سماعه على الشهاب العابد، "ومنتقى جزء الذُّهْلِىّ" منه أيضًا، و"ثلاثيات البخارى" بسماعه على الثلاثة أبي بكر بن عبد الدايم، والمُطْعِم والحَجَّار. مولده سنة ثلاث تسعين وستمائة. توفى ليلة الأحد ثامن عشر ذى الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة، وصلى عليه من الغد بجامع دمشق ودفن بمقبرة الباب الصغير، وقد تفرد عن الشهاب العابد، وأخوه شمس الدين. ذكره ابن رجب آخر الطبقات ولم يُصَنِّفْهُ فى الترجمة - رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) فى الأصل: "عمى". 63 - عبد الرحمن بن أبي بكر بن أيوب: (693 - 767 هـ). أخباره فى: ذيل العبر: 51، والوفيات لابن رافع: 2/ 339، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 193، والدرر الكامنة: 2/ 434، والمقصد الأرشد: 79، والمنهج الأحمد: 2/ 126، ومختصره: 162، والدارس: 2/ 90، والشذرات: 6/ 316، والسحب الوابلة: 118. (¬2) فى الأصل: "أبو بكر" والشيخ شهاب الدين أحمد بن رجب هو والد الشيخ زين الدين صاحب "القواعد" و"ذيل الطبقات" وغيرهما. أخباره فى: إنباء الغمر: 1/ 37، والشذرات: 6/ 230. ومن مشيخته نسخة مختصرة عن الأصل فى جامعة "بيل" فى الولايات المتحدة الأمريكية. ولم ترد هذه الترجمة فى المختصر.

64 - عبد الرحمن بن الخَطيب عز الدين محمد بن الخطيب عز الدين إبراهيم بن الخطب شرف الدين عبد الله بن الشيخ أبي عمر المقَدسى الصَّالحى الحَنبلى. مولده فى رجب سنة ثمان وتسعين وستمائة، سمع من الحسن الخَلَّال، وعيسى المَغَارِى (¬1) والقاضى التَّقى سُليمان، وأبي بكر بن عبد الدايم وحدّث. قال ابن قاضى شُهبة، سمع منه شيخنا، وقال: كان من خيار عباد الله، يجلس بالجامع المظفرى ليُقْرَأ عليه، وكان له يد طولى فى الفرائض، وكان يتبع الجنائز، ولا يُصلّى على جنازة حتى يَحْضُرَها يُصلى عليها ويَشهد دفنها، وكان عليه نورٌ، وقال ابن قاضى شُهبة: الخطيب الإمام الفَرضىّ شمس الدين أبي الفرج. وقال بعضهم: كان صالحًا خيّرًا، أوقاته معمورة بالعبادة. توفى يوم الأربعاء مستهل شهر حمادى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين وسبعمائة بالصَّالحية عن خمس وسبعين سنة، ودفن بقاسيون. ووالده توفى فى شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين. 65 - عبد الرحمن بن الشّرابي البعلبكى الفقيه، اشتغل وأفتى ¬

_ 64 - عبد الرحمن الخطيب: (؟ - 773 هـ). من آل قدامة. أخباره فى: ذيل العبر لأبي زرعة: 66، تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 211، الوفيات لابن رافع: 2/ 386، وإنباء الغمر: 1/ 26، الدرر الكامنة: 2/ 448، القلائد الجوهرية: 2/ 308، والشذرات: 6/ 258. (¬1) فى الأصل: "القارى". 65 - عبد الرحمن الشرابي: (؟ - 865 هـ). (لم أعثر على أخباره).

ودرس بها ودرس بها وأثنى عليه خير، توفى بها سنة خمس وستين وثمانمائة عن شهر ربيع الأول - رحمه الله تعالى. 66 - عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم "أبو شَعَرٍ" ¬

_ 66 - عبد الرحمن أبو شعر: (780 - 845 هـ). من آل قدامة. ومن كبار علماء المذهب. أخباره فى: الضوء اللامع: 4/ 82، 83، ومعجم شيوخ ابن فهد: 126 والمنهج الأحمد: 2/ 142، ومختصره: 183 وطبقات المفسرين: 1/ 266، وشذرات الذهب: 25397، والسحب الوابلة: 125. قال السّخاوي: علامة الزمان وترجمان القرآن وناصح الإخوان ... . وقرأ القرآن على ابن الموصلى، وحفظ الخرقى ... . وغيره. وتفقه بجماعة منهم الزين بن رجب، قرأ عليه من أول "المقنع" إلى أثناء البيع، وكذلك انتفع بالشهاب بن حِجّى، وسمع من عبد القادر بن إبراهيم الأرموى والجمال بن الشرائحى وعائشة ابنة عبد الهادى فى آخرين. وسمع هو وابنه إبراهيم ... من شيخنا ابن حجر فى رجوعه من حلب سنة آمد بالعادلية المسلسل والقول المسدَّد واغتبط شيخنا بقدومه عليه وبرز لتلقيه حافيا. وكان إماما علَّامة متقدمًا فى استحضار الفقه، واسع الاطلاع فى مذاهب السلف ومعرفة أحوال القوم، ذاكرًا لنبذه من الجرح والتعديل، عفيفًا نزهًا ورعًا متقشفًا منعزلًا عن الناس، معظمًا للسنة وأهلها، بارعًا فى التفسير ... وقال: وصار عديم النظير فى معناه، حسنة من حسنات الدهر ... وأحبه الناس وكثُر أتباعه واشتهر ذكره وبعد صيته، ومع ذلك فعودى وأوذى، ولم تُسمع منه كلمة سوءٍ فى جدّ ولا هزلٍ، وجاور بمكة عودًا على بدءٍ فأخذ عنه الأكابر من أهلها، ووعظ فيها حتى فى جوف البيت الحرام، وكان يزدحم عليه الخلق هناك، وقال عنه تلميذه العلاء المرداوى ... وله مقالبات مع المبتدعين بسبب أصول الدين. ثم قال السخاوى: وترجمته قابلة للبسط. ولصاحب الترجمة ابنُ من=

الشيخُ الِإمامُ العالمُ الفقيهُ المحدِّثُ المفسر النَّحوىُّ العابدُ الزاهدُ المحققُ القدوةُ البركةُ شيخُ الحنابلة ذو العارف، أبو الفرج عبد الرحمن أبو شعر. أخذ عن جماعة وسمع كثيرًا من الكتب الكبار والصغار، وتفقه بابن رَجب، وابن اللَّحَّام ... وغيرهما. قال ابن قاضى شُهبة: عبد الرحمن الصالحى الحنبلى اشتغل على القاضى علاء الدين بن اللحام. قلت: كان إمامًا فى الزهد، إمامًا فى الورع، إمامًا فى الفقه، إمامًا فى الحديث، إمامًا فى التفسير والوعظ وكلام السلف، انتفع به الخلق الكثير والجم الغفير من جماعة أعيان شيوخنا، كالشيخ تقى الدين والشيخ حسن، والشيخ زين الدين بن الحبَّال، والشيخ شهاب الدين بن زيد، والشيخ صفيّ الدين ... وغيرهم من الأعيان. أخبرنى شيخنا القاضى علاء الدين قال: حضرنا مجلسه فلما خَرجنا من عنده وجدنا صُرَّةً فلم يأخذها منا أحد، قال: وكأنَّ من حضر مجلسه نزعت الدنيا من قلبه. وأخبرنى بعض من قدم علينا أنه سنة جاور بمكة كان يقرئ البخارى ويشرح أحاديثه فكان يحضره خلق كثير، قال: وكان يتكلم على الحديث كلامًا كثيرًا، قال: فحضرت عنده فرأيته كأن بين يديه كتابٌ مفتوحٌ يقرأ فيه يقول: قال أحمد، قال فلان، كأنه يقرأ ذلك حاضرًا، وكان له بالصالحية ميعاد معلوم يحضره الناس يقرأ القرآن حتى ¬

_ = أهل العلم اسمه إبراهيم بن عبد الرحمن، قال السَّخاوى: توفى فى حياة أبيه سنة 841 هـ، وقال: حج مع أبيه سنة 839 هـ وسمع على التقى بن فهد وأبي الفتح المراغى (الضوء اللامع: 1/ 59).

أن العوام يتفهَّمون من ذلك، وصار غالب من يحضر مجلسه من أعيان الزُّهاد، وأكابر العُبَّاد حتى السُّوقة والعوام وغيرهم. وكانت به نزلة حادة فكان لا يضع على رأسه إلا شاشا خفيفا، وربما بلّ الخرقة ووضعها على رأسه من غير عمامة. أخبرني بعض أصحابنا (¬1) أن رجلًا كان مجاورًا بمكة وقد كان عزم على النزول لبَلده، قال: فبينما هو نائم إذ رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ووراءه رجلٌ كلما رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمه، وضع قدمه ثم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء إليّ عند البيت وأسند ظهره إلى البيت، وطلع ذلك الرجل على كرسى وشرع فى تفسير سورة {لِإيلف قريش} قال: ثم إن الرجل بينا هو يريد الخروج، وإذا الرجل الذى رآه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فعرفه فتبعه فجاء إليّ عند البيت وطلع على كرسى وجلس يفسر فى سورة {لِإيلف قريش} قال فلمَّا نزل قام إليه وقال: أترضاني خادِمًا؟ وقصَّ عليه الرؤيا. فقال: يا شيخ الرُّؤيا الصالحة تسرُّ ولا تضرُّ، وصحبه ذلك الرجل وقدم معه الشام. وسرق بعض اللُّصوص داره فلما أقام ثلاثة أيام وَقع وافتُضح وقُتل، وقد وُجِدَتْ له مكاشفات، قال وكان كلُّ من يحضر مجلسه له نصيب منه وكلام بما فى نفسه. له حواشى على كتب من كتب الفقه منها على كتاب "الوَجِيْز" على المسائل التى ليست فى المذهب. ¬

_ (¬1) فى المعجم ابن فهد المكى - رحمه الله -: ولما كان مجاورا بمكة فى سنة أربعين وثمانمائة رأى بعض أهل الخير من أهل اليمن النبي - صلى الله عليه وسلم - فى المنام بالمسجد الحرام والشيخ عبد الرحمن يمشى خلفه، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطا خطوة يمشى الشيخ عبد الرحمن ويضع قدمه موضع قدم النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولم يكمل القصة.

قال ابن قاضى شُهبة: وبعد الفتنة انقطع عن الناس، وتردَّد إليه الحنابلة وعظَّموه لمبالغته فى إطراء ابن تَيْمِيَّة واعتقاد ما كان يعتقده، وصارَ يعملُ يومَ الجُمُعة ومعه جماعة من أتباعهِ، ويجتمع الناس إليه عند بابَ المقصورة الشَّمالى، وعنده تَزَهُّدٌ كثيرٌ قال: لكن عليه نور، ولا يقبل هذا القول منه بل كان عليه غايةُ النُّورِ، وإنما حمله على ذلك الضغائن التى فى قلبه، قال: وقال لى قاضى القضَاة نجم الدينٍ بن حِجّى: كنت أحضر بالجامع أتأمل الناس فما رأيت أشدُّ خشوعًا من المذكور (1 ولا أجرم منه، ووالله لقد كنا والهما أجرم منه 1)، قال: وفى آخر عمره انقطع عن النزول إلى الجامع وحصَّل كتبا كثيرة حصل له ابن أخيه، وكان لا يحلق رأسه فلقب بـ "ـأبي شعر"، قال (2: كنتُ ممن يكرهه فى الله - ووالله وأنا لا أكرهه فيه حيث كرهه - ولما ينقل عندى من الأخبار الرديئة من أكثر أن يُحصى 2) فيالله العجب كيف يتكلّمُ الخائض لجج الحرام فى العفيف المتعفّف؟ وله أخبارٌ وحكايات مشهورة لا يتسع هذا المكان لحصرها. توفى - رحمه الله - فى شوال سنة خمسين وثمانمائة ودفن بالسفح عن نحو من خمسٍ وستّين سنة - رحمه الله تعالى (¬3). ¬

_ (1 - 1) كذا فى الأصل ولم أتُبَينها. (2 - 2) كلام قلق مضطرب. (¬3) قال ابن حميد فى السحب الوابلة: 121، 122. ورثاه جمع من العلماء والأفاضل على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم منهم قُطب الدين أبو الخَير محمد بن عبد القَوى المكى المالكى بقصيدة بديعة رواها الشمس بن طولون فى سكردانه عن الشهاب أحمد بن زيد الجُراعى عن الزّين عمر بن فهد عن ناظمها وهى هذه: أبو الفَرَجِ المَرْحُومُ أوْدَى حِمَامُهُ ... بِهِ وَقَضَى نَحبًا وذَا العَامُ عَامُهُ فيا قَاسِيُونَ الشام مالَكَ لم تَصِحْ ... وصِنْوُكَ طَوْدُ الفِقْهِ هد لِسَانُهُ ... وأورد القصيدة.

67 - عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الفَخر البَعْلَبَكِيُّ الحَنبلي. قال ابن قاضى شُهبة: العدل زين الدين عبد الرحمن بن تقىِّ الدين عبد الله بن شمس الدين محمد، أحد العدول بدمشق، توفى فى شهر رجب سنة ثلاثٍ وثمانمائة، ووالده توفى فى رجب سنة أربع وأربعين. 68 - عبد الرحمن بن أبي بكر بن داود شيخ زاوية جَدّه، وزاد فيها زيادة كثيرة، ورأس وتفاخَم أمره، وكبُرت كلمتُهُ، وكان مُعظَّمًا عند الخاصَّةِ والعامَّة وله حرمة قاطعة فى غالبِ البلاد، ولا تردُّ كلمتُهُ، له فهم حَسن، وصنَّف كتابا فى "الوَعْظِ" بخطه فى مُجلدين (¬1)، وكتابًا فى "الأشجار والنَّبات والأحْجَار" مُجلدين (¬2) و"الأوراد" و "شَرحها" فى مجلّدين (¬3). توفى بعد الخمسين وثمانمائة بالصَّالحية، ودفن بالزَّاوية، وكانت وفاتُه على التَّحقيق فى تاسع عشر ربيع الأول من شهور سنةِ ست وخمسين وثمانمائة. ¬

_ 67 - عبد الرحمن بن عبد الله البعلبكى: (؟ - 803 هـ). أخباره في: الضوء اللامع: 4/ 89، إنباء الغمر: 2/ 167 رقم: 58 وسماه: عبد الرحمن بن على بن محمد وقال: حدثنا عن المزى، والسحب الوابلة: 125 عن الضوء فقط. 68 - عبد الرحمن بن أبي بكر بن داود: (782 - 856 هـ). أخباره فى: الضوء اللامع: 4/ 62، والتبر المسبوك: 401 ومعجم ابن فهد: 124، والمنهج الأحمد: 2/ 144، ومختصره: 185، 186، حوادث الزمان: 2/ 21 والدارس: 2/ 202، والشذرات: 7/ 289 والسحب الوابلة: 118، 119. (¬1) لعلّه يعنى كتابه فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، منه نسخة مصورة فى مركز البحث العلمى بكلية الشريعة بجامعة أم القرى. (¬2) رأيته فى دار الكتب المصرية. (¬3) رأيته فى دار الكتب المصرية أيضًا.

69 - عبد الرّحمن بن إبراهيم بن يُوسف بن الحَبَّال، الشيخُ الِإمام العالمُ العلامةُ الزَّاهدُ العابدُ الورعُ القدوةُ الحجةُ ذو الفضل زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الحبَّال، الحَنبلى الفقيهُ المقرئُ المحدث المتقنُ. كان يقرئ بمدرسة شيخ الِإسلام فى العلم والقرآن وغيرهما، أخذ عن (1 ابن الحبال 1)، وابن ناصر الدين وغيرهما، وعن الخلق الكثير والجم الغفير، قرأتُ عليه فى القرآن وجميع "المُقنع" و "البخارى" و "مسلم" و "أربعين ابن الجزرى"، وغير ذلك. حفظَ "الخِرَقىّ" و "المُلحة" وغيرهما، وقرأ عليه خلقٌ القرآن وغيره، وكان يشتغل فى جميع الكتب "كالخرقى" و "المُقنع" و "المحرر" و "العمدة" وغير ذلك للحنابلة، ويَشتغل لغيرهم كالشَّافعية فى "المنهاج" وغيره والحنفية والمالكية وولى القَضاء، وكان صاحبَ زُهدٍ ورضًا وورعِ ودين ونفسِ رضيَّةٍ طيِّبةٍ وكلامٍ حسن تابعًا للسُّنة والآثار، يقوم كثيرًا، ويصومُ غالبَ أيَّامه، رفيقٌ بالطَّلبة شفيقٌ عليهم، له معرفة بالتَّفسير، وكلام السَّلف. أبيض ليس بالطَّويل ولا الرَّقيق ولا الغَلِيْظ، حسن الوجه، بشوش الصورة متواضعا لم ير فى التَّواضع مثله، حتى أنه يحدّث الصِّغار بكلامهم، وأىُّ صغير رآه باس (¬2) يده ولكثرة تقبيل وجوههم لا يَغضبُ على أحد ولو آذاه، كتب القرآن مرارًا عديدة حتى أنه كتب أكثر من مائة مصحف، ولم ¬

_ 69 - الحبّال: (؟ - 866 هـ). الضوء اللامع: 4/ 43، والسحب الوابلة: 116، الشذرات: 7/ 318 جعل وفاته سنة: (874 هـ) المنهج الأحمد: 2/ 149، ومختصره: 191 ولم يؤرخ وفاته فيهما. (1 - 1) كذا فى الأصل. (¬2) فى لسان العرب: (بوس) البَوْسُ: التقبيل، فارسيّ معرب.

يره أحد قط غَضِبَ على أحدٍ، ولقد خرج هو وأخوه إلى بعض البساتين فعرَّوهم ثيابهم وأخذوا ما كان معهم، ثم قالَ لى بعد ذلك عرفت منهم واحدًا. قلتُ: ما قلت له؟ قال: قلت له لا تعد إلى مثل ذلك. قلت: من هو؟ قال: لا أفضحه ولا أعلمُ به أحدًا. وكان يقضى حوائج الإخوان ويهتم لهم ما يهتم لنفسه، ويلتقط المنبوذات ويقول: الأصل فى جميع الأشياء الطهارة حتى فى الأرواث، وكانت معه مشيخة الضِّيائية، وكان كثير الذّكر والتلاوة، لا يَظُنُّ فى أحدٍ بشر ولا بنجس، وإذا رأى من أحدٍ شرًّا وجه له وجهًا حسنًا، يلبس الأشياء الحقيرة، قليل أكل الفاكهة، يأكل فى السَّنة المشمشة الواحدة، ويأكل بالحكمة، ولا يأكل الملح، ويذكر أنه وقع فى البَحر فامتلأ جوفه منه فلا يقدر على أكله، لا يسمع دعاءً إلا حَفظه ولا حديثًا ولا أثرًا إلا عَمِلَ به وأمر به أصحابه وانتفع به خلقٌ كثيرٌ، لو حَلَفَ الحالفُ أنه لم يرَ مِثْلَه دينًا وزهدًا وتواضعًا لا فى الحنابلة ولا فى غيرهم لم يَحْنَث. سمعتُهُ يقولُ: حَصَلَ لى ما لا يحصل لأحد صعدت على ظهرِ بيتِ الله كتبت عليه جزءًا من القرآن ابتداء مصحف. قلت: وهذا المصحف قرأت فيه، وسمعته يقول، قال لى الشيخ عبد الرحمن أبو شَعَرٍ، وافقنى فى أربع: اسمى عبد الرحمن واسمك عبد الرحمن، ومذهبك حنبلى ومذهبى حنبلى، ودين الِإسلام دينُك، وأنا آكل بالحكمة وأنت تأكل بالحكمة، وإذا متُّ لا ينوحُ على أحدٌ وإذا متّ لم يَنُحْ عليك أحدٌ. قال: فلما مات لم يَنُحْ عليه أحدٌ، وأنا ليسَ لى من يَنُحْ على. دخلتُ عليه فى مرض الموت فقيلَ له: ما تشكو؟ قال: لا أشكو وإنما أشكر [(¬1)] دخل ذو النون على ¬

_ (¬1) بياض فى الأصل بمقدار كلمتين لعلهما: "ثم قال:".

مريض يعوده فوجد زوجتَه مريضةً، وابنَته كذلك، فقال: كيفَ تجدُك؟ فقال: ليس بصادقٍ فى حبّه من لم يَصبر على ضَربه. قال فقالت المرأة: ليس كما قلتَ، بل ليس بصادقٍ فى حبّه من لم يرضَ بضربِهِ. فقالت البنت: ليس كما قلتما، بل ليس بصادقٍ فى حبّهِ من لم يَتَلَذَّذْ بِضَرْبِهِ. فخرج ذو النون يَبكى، وكُنّا نَدخلُ عليه وهو فى حال المرض فيقول: من معه قرآن يقرأ فلم يزل يُقرأ القرآن، إلى أن ماتَ. توفى يوم الجمعة، وكانت جنازتُه مشهودةً لم أرَ قبلَها - فيما أظُنُّ - أكثرَ جمعًا منها، وحُمِلَ على أطرافِ الأصابع، وازدَحَمَ الناسُ ازدحامًا بالغًا عند جنازته على حمله، وتقدَّم فى الصلاة عليه الشيخ عُمر اللُّؤْلؤى (¬1)، ودفن فى أسفل الروضة عند صُفَّة الدعاء، ودعا له الشيخُ عُمر المذكور بعد دفنه، فقالَ فى دعائه إلى صحائف شيخنا هذا وهو من أقرانه، وتأسَّف الناسُ عليه تأسفًا بالغًا، ومات شهيدًا مبطونًا فإنه استُسقى، وكان ابتداء مرضه أول رجب واستمر به إلى العشرين من شهر رمضان سنة ستٍّ وستين وثمانمائة، ورأيت له منامات حسنة - رحمه الله. 70 - عبدُ الرحمن بن يَعقوب البَعْلِيُّ، الشيخُ جمالُ الدين أبو الفرج الوَرِعُ الزاهدُ، ناب فى القضاءِ لابن الحبَّال. ¬

_ (¬1) الترجمة رقم: (116). 70 - عبد الرحمن البعلى: (لم أعثر عليه).

71 - عبد الصَّادق الحَنبلى، قال ابنُ قاضى شُهبة: القاضى زين الدين عبد الصَّادق كان شابًا سكن بركن مسماريّة (¬1)، ويأوى إلى بنى مُنَجَّى، وصار من شهودِ الحكم، ثم صارَ بعد الفتنة أو قبلها إلى طَرَابْلُس فولى قضاء الحنابلة بها، وشُكرت سيرته، ثم عُزل وقَدِمَ دمشق وتزوَّج بزوجةِ القاضى تقى الدّين بن مُنَجَّى السَّلاوى فى العام الماضى، وصار يتكلَّم فى السَّعْى فى قضاءِ دمشق فأدركه أجلُه، سقط عليه سقف خزانة القاعدة بالسَّلاَرِيَّة آخر ليلةِ الاثنين ثالثة من المحرم سنة ستٍّ وثمانمائة، فماتَ تحتَ الرَّدم، وسلِمَتْ امرأتهُ، ثم ماتت بعد أيامٍ قليلة - رحمه الله تعالى. 72 - عبد العزيز البَغْدادِىّ، الشيخُ الإمام العلامةُ قاضى ¬

_ 71 - عبد الصَّادق: (؟ - 806 هـ). أخباره فى: إنباء الغمر: 2/ 280، والضَّوء اللامع: 4/ 208 والشذرات: 7/ 58، والسُّحب الوابلة: 133. (¬1) مدرسة من مدارس دمشق واقفها الشيخ مسمار الهلالى ت 546 (الدارس: 2/ 114). 72 - عبد العزيز البغدادى: (770 - 846 هـ). أخباره فى: إنباء الغمر: 9/ 194 والضوء اللامع: 4/ 222، والمقصد الأرشد: 95 والأنس الجليل 2/ 261، والمنهج الأحمد: 2/ 242، ومختصره: 183، 184، والشَّذرات 7/ 259، والسُّحب الوابلة: 134 وذكره ابن حجر العسقلاني فى قضاة مصر كما ذكره المقريزى فى عقوده، وذُكر عرضا فى معجم ابن فهد: 97، 188. القاضى عز الدين من كبار علماء المذهب ترجمته فى الكتب مطوله وأخباره كثيرة وفوائده عديدة، يلقب بـ "قاضى الأقاليم"؛ لأنَّه ولىَ قضاء العراق والشام وبيت المقدس ومصر على فترات مختلفة مفصَّلة فى مصادر ترجمته. =

القضاة عزّ الدين عبد العزيز الحَنبلى البَغْدَادِيّ. ولى قضاءَ دمشق مدة، وكان فقيرًا لا يحكم إلا بأجرة، وبنى مدرسة أثنى عليه الخير. واختصر "المغني" فى مجلدين، و "شرح الخِرَقِىّ" شرحًا آخر فى مجلدين، وقد ابتعتهما من تركة شيخنا الشيخ تقى الدين، توفى بعد الثلاثين وثمانمائة. ¬

_ = وقد اقتضب المؤلف هنا ترجمته فلا بأس أن يلقى الضوء على نبذٍ من حياته لعلها تتضح معالم شخصيته. قال السَّخاوى: عبد العزيز بن على بن أبي العز بن عبد العزيز بن عبد المحمود العز البكرى التيمى القرضى البغدادى ثم المقدسى الحنبلى. وقال العُلَيْمِى: مولده ببغداد سنة 770 هـ واشتغل بها، ثم قدم دمشق وأخذ الفقه عن علاء الدين بن اللَّحام شيخ الحنابلة فى وقته، وعرض عليه "الخرقى" واعتنى بالوعظ، وكان يستحضر كثيرًا من "تفسير البَغَوِي" واعتنى بحلم الحديث، وله مشاركة فى الفقه والأصول. وقال: ولى قضاءَ بيت المقدس بعد فتنة تَيمورلنك سنة أربع وثمانمائة، ولم يُحلم أن حنبليًا قبله ولى القدس، وطالت مدته واستمر مدة تبلغ عشرين سنة. ثم ولى قضاء دمشق ... ثم ولى قضاءَ الديارِ المصريّة، وكانت جميع والايته من غير سَعْى. وكان فقيهًا دينًا متقشفًا عديمَ التَّكَلف فى مركَبهْ وملبسه، ولى القضاء بالديار المصرية وكان يمشى لحاجته فى الأسواق ويُردف عبدَه على بغلته. ألف: مختصر "المغنى" لابن قُدامة أربع مجلدات وضمّ إليه مسائل من "المنتقى" لابن تيميّة ... وغيره وسماه "الخُلاصة". وشرحَ الخِرَقىَ "فى مجلدين" وكذا اختصر "الطوفى" فى الأصول. وعمل "عمدة الناسك فى معرفة المناسك" و "مَسْلَكِ البَرَرَة فى معرفة القراءات العشرة" و"بديع المغانى فى علم البيان والمعانى". و"جَنة السائرين الأبرار وجُنة المتوكلين الأخيار" يَشتمل على تفسير آيات الصبر والتَّوَكلِ فى مجلد. و"القَمَر المنير فى أحاديث البَشير النَّذير". و"شرح الجُرجانية" فى النحو ... وغير ذلك.

73 - عبد الرزاق الحَنْبَلِى، الشيخُ الفقيهُ والدُ شهابِ الدّين، اشتغل على القاضى علاء الدين بن اللحَّام فى الفقه والحديثَ، وباشر عند الأمير محمد وأخوه. وكان عنده دين، وعمل وسكون، يقتصد فى أموره، وكان هو وأخوه يتيمين (¬1) قلت: حفظ "مُحرر" الشيخ شمس الدين [بن] عبد الهادى، وصنف عليه كتابًا - وهو عندى - واختصر "قواعد الشيخ زَين الدّين بن رَجَب". قال ابنُ قاضى شُهبة: توفى بمرض الاستسقاء - بعد ما تعلَّل مدةً - يوَم الأحد سابع عشر شهر ربيع الأول سنة تِسعَ عشرةَ وثَمانمائة، وقد قاربَ الخمسين. 74 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرزاق ابن الشيخ محيى الدين أبي محمد بن عبد القادر الكِيلانى الأصل الحَمَوِي. توجه للحجّ سنة سبع وثمانين وسبعمائة، وتوفى فيها فى شهر ذى الحجة عن ست وعشرين سنة. 75 - عبد القادر بن أخينا، (2 وصاحب البارعُ 2) الفاضلُ زينُ الدّين قاضى مكةَ المُشَرَّفة، زين الدين (3) الشريف الأصل. ¬

_ 73 - عبد الرازق الحنبلى (؟ - 819 هـ). (لم أعثر على أخباره). (¬1) فى الأصل "يتيمان" وقال الناسخ فى هامش الأصل: كذا ولعله: يتِيْمَيْنِ. 74 - عبد القادر الحموى: (؟ - 787 هـ). (لم أعثر على أخباره). 75 - عبد القادر الفاسي: (842 - 898 هـ). لم يذكر المؤلف طرفًا من أخباره: وقال: "ابن أخينا" ووالده كان من العلماء الأفاضل - وكان حنبليًا - ولم يذكره ولم يترجم له مع أنه صاحبه وداخل فى شرطه. أى: بعد ابن رجب وإمام الحرمين فهو صاحبُ منزلة عالية فلعل هناك أسبابًا لا نعلمها أخفت ترجمته؟!

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = أمَّا عبدُ القَادِر فأخبارُه فى: الضوء اللامع: 4/ 272 - 275، والمنهج الأحمد: 2/ 155، 156، ومختصره: 196، وشذرات الذهب: 7/ 361، والسحب الوابلة: 137. وقد أطال السخاوى فى ترجمته وأثنى عليه وذكر مناقبه وفضائله ونبذًا من أخباره. وأما والده: (779 - 853 هـ) فهو: عبد اللطيف بن أبي الفتح الفاسي، سراج الدين، أبو المكارم قاضى الحَرمين الحَنبلى المكى. أخباره فى الضوء اللامع: 4/ 333، والتّبر المَسبوك: 281، ومعجم ابن فهد: 144، والمنهج الأحمد: 2/ 143، ومختصره: 184، 185، والعنوان للبقاعى: 160، وحوادث الزمان: 2/ 13، والشَّذرات: 7/ 277، 278، والسُّحب الوابلة: 150. وخرّج له التَّقى بن فهدٍ مشيخة حافلة سماها: (المنهاج الجليّ. .) رأيت نسخة منها فى مكتبة رئيس الكتاب رقم: (269) فى 367 ورقة أفدت منها كثيرًا. وقد ساق ابن فهد نسبه هكذا: عبد اللطيف بن أبي الفتح بن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن على بن عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الملك بن سعيد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن صور بن ميمون بن إبراهيم بن على بن عبد الله بن إدريس بن إدريس أيضًا بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وعند ذكر (عبد اللطيف) مما يستدرك على المؤلف أيضًا من آل الفاسى الحنابلة - وهذا إنما أتى عرضا وإلا فإننى لم أحاول الاستقصاء لما أخل به المؤلف. فالمؤلف - رحمه الله وسامحه - أحلّ بعدد كثير جدًا. عبد اللطيف بن أبي المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن المتوفى سنة 772 هـ. قال تقيّ الدين الفاسى فى العقد الثمين: 5/ 487: أخو الشريف أبو الفتح السابق. ولى الإمامة بعد صهره الجمال محمد بن القاضى جمال الدين بن الحنبلى فى سنة 795 هـ. ومحمد بن جمال الدين الحنبلى قاضى مكة هذا مما يستدرك على المؤلف أيضًا ... وهكذا وقد جمعتُ أسماء العلماء الذين أخلّ بهم المؤلف فى كتابه هذا فى كتاب سميته: (المستدرك على ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب لابن عبد الهادى) أعان الله على إتمامه. (2 - 2) قول المؤلف هنا: "وصاحب البارع" لعل صوابها: وصاحبنا البارع الفاضل. (3) كذا تكررت فى الأصل ولا فائدة من تكرارها فلعلها من زيادة النسّاخ.

76 - عبدُ القادر بن الشَّيخ أبي الحسين على بن الشيخ تقى الدين بن الشيخ الِإمام العالم الحافظ القدوة اليُونينى الحنبلى العابد الورع الشيخ مُحيى الدّين بن اليُوْنِيْنِىّ الحَسَنِيُّ الحَنْبَلِيُّ. توفى سنة سبع وأربعين وسبعمائة ببعلبك، ودفن بها جانب مقبرة باب سَطْحَا. 77 - عبدُ المُنعم بن سُليمان بن داود، البَغْدَادِىُّ الأصل، الدِّمَشْقِىُّ المِصرِيُّ الحَنْبَلِىُّ. قالَ [ابنُ] قاضى شُهبة: الشَّيخُ المدرسُ شرفُ الدِّين زار بغداد، وقدم القاهرة وهو كبير، فحجَّ وصحب القاضى ¬

_ 76 - عبد القادر البعلى: (682 - 747). أخباره فى معجم الذهبى: 1/ 98، والعجم المختصّ: 47 وذيل العبر للحسينى: 256، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 82، والدرر الكامنة: 3/ 3، والوفيات لابن رافع: 2/ 28. قال الذهبى: عبد القادر بن شيخنا أبي الحسين على بن الشيخ الفقيه محمد بن أبي الحسين اليونينى البعلى الحنبلى ... ولد سنة 682 هـ. وسمع من والده ومن الفخرين البخارى وابن الكمال وجماعته. انتقيت له جزءا. وهو فقيه عالم خيّر بارك الله فيه. سمع معى الكثير ببعلبك. وقال فى معجم المختص: وله إلمام بالفن ومعرفة بالفقه ... ثم قال: وبلغنى عنه أمور فالله يصلحه وإيانا ويحسن إليه. قال ابن رافع: خرج له الذهبى جزءا، وكان صدر بعلبك وقورا محتشما كريم النفس جميل الهيئة. ذكر أنه توفى عاشر ربيع الآخر. 77 - عبد المنعم البغدادى: (؟ - 807 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 307، وعنوان الزَّمان: والضوء اللامع: 5/ 88، والمقصد الأرشد: 88 والمنهج الأحمد: 2/ 136، ومختصره: 176، وشذرات الذهب: 7/ 68، والسحب الوابلة: 169. قال السَّخاوى: عبدُ المُنعم بن سُليمان الشرف أبو المكارم. قال ذكر شيخنا فى "إنبائه" ووقع سليمان قبل داود وأظنّه انقلب. قال البقاعى: الذى أملانيه ابنه البدر محمد بن محمد بن عبد المنعم تقديم داود على سليمان.

تاج الدين السُّبكى، وأخذ اللغة عن القاضى موفَّق الدين وغيره، وعين لقضاء الحنابلة فلم يَهَيَّأ لذلك، وولى تَدريس مدرسة أم الأشرف بعد حسن النَّابُلْسِيّ سنة اثنتين وسبعين، ودرس أيضًا بالمنصورية. قال ابنُ حجّى: وكان عاقِلًا وانقطع بالجامع الأزهر عدة سنين يدرس ويفتى. توفى ثامن عشر شوال سنة سبع وثمانمائة. 78 - عبد الله بن محمد بن مُفْلِح بن محمد بن مُفَرِّج المَقْدِسيّ الأصل الدمشقى الصَّالحى، الشَّيخُ الإمامُ العلامةُ شيخُ الحنابلة بالشام كذا ذكره ابنُ قاضى شُهبة. شرف الدين بن محمد الإمام العالم العلامة صاحب التصانيف النفيسة شمس الدين أبي عبد الله الحنبلى الشهير بـ "ابن مُفْلِح"، مولده على ما أخبر سنة ثمانٍ وخمسين، وقال مرةً: سنة ستٍّ أو سبعٍ وخمسين، وقال غيره: ولد سنة أربعٍ وخمسين وسبعمائة، أجازه قديمًا ¬

_ 78 - عبد الله بن مفلح: (757 - 834 هـ). أخباره فى: إنباء الغمر: 3/ 463، والضوء اللامع: 5/ 239، والمقصد الأرشد: 75، والمنهج الأحمد: 2/ 139، ومختصره: 180، وشذرات الذهب: 7/ 208، والسحب الوابلة: 166، وتوجد ترجمته فى أوراق فى تراجم الحنابلة مجهولة المؤلف بخط الشيخ الحلامة إبراهيم بن صالح بن عيسى رحمه الله فى المكتبة السعودية بالرياض وهى فى الغالب منقولة من هنا. قال السخاوى: أخذ عن بعض مشايخ أخيه. وسمع من جده لأمه، والشرف بن قاضى الجبل وغيرهما، وأجاز له العزُّ بن جَمَاعة والجمالُ بن هشام، والموفقُ الحنبلى، والقلانسى، ومحمودُ المنيحى، وابنُ كثير، وابنُ أميلة والصفديُّ. بل وأجاز له قديما أبو العباس المرداوى خاتمة أصحاب ابن عبد الدايم بالحضور وسمع على أبي محمد بن القَيم وستّ العرب حفيدة الفَخر وغيرهما وأفتى ودرس واشتغل وناظر وناب فى القَضاء دهرًا طويلًا وصار كثيرَ المحفوظِ جدًّا. وأما استحضار فروع الفقه فكان فيه عجبًا مع استحضار كثير من العلوم بحيث انتهت إليه رئاسة الحنابلة فى زمانه.

أبو العباس المِرداوى خاتمة أصحاب بن عبد الدايم. وقال ابن قاضى شُهبة: توفى والده فى رَجب سنة ثلاثٍ وستين، فحفظ "المُقنع"، و "مختصر ابن الحاجب" وغيرهما واشتغل فى العلمِ، وتأدَّبَ فى القَضاء قبل الفتنة وبعدها مدة طويلة، وكان كثير الاستحضار، يستحضر كثيرًا من الحديث والفقه لا سيما فى فروع والده ومن الأصول، ويستحضر "مختصر ابن الحاجب" وحفظه أجود من نقله، وكان شيخ الحنابلة بالشَّام، كذا ذكره. قلت، أخبرفى بعض أقاربه أنه كان يتعاطى الحشيشة، فالله أعلم، وسمعت والدى يخبر أنه ولى القضاء لعز الدين وأنه حضر مرة عنده فى درسه، فقال القاضى عز الدين أين مسألة كذا؟ فقال: قال القاضى فى الكتاب الفلانى، فى الموضع الفلانى قولًا أو كذا وكذا، فقال: والله يا شرف الدين تَكذِبُ، البارحة كنت أطالع فى هذا الكتاب، فى هذا الموضع ليس فيه هذا، فلما انصرف القاضى عزّ الدين إلى بيته ذهب إليه فقال: يا سيدى قاضى القضاة [تشمت بنا] (¬1) هكذا قُدَّامَ النَّاس، من كان يروح ينظر فى كتاب القاضى، كنت غفرت لى هذا. وسمعته يحدث أن القاضى علاء الدين بن مغلى (¬2) لما قدم دمشق حضر عنده فقال ابن مغلى: ذكره ابن الحاجب فى "المختصر" كذا وكذا، فقال هو: ما هو فى المختصر، قال: فغضب، ثم قام فجاء "بالمختصر"، ثم قلب أو فتحه ثم قلب الورقه وأراه إيّاه وقال خذ فانظر! الكاذب أنتَ، وأبوك يكذب على مسند الِإمام أحمد ويقول رواه أحمد فى المسند، أين المسند؟ لما عُدم المسند كل من كذب شيئا عزاه إلى المسند أو ما هذا معناه، وكان جهور الصوت. توفى بالصّالحية فى ذى القعدة سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، ودفن بالروضة عند ¬

_ (¬1) فى الأصل: "لا تبقى سيك". (¬2) سيذكره المؤلف ترجمة رقم: (100).

والده وأخويه رحمهم الله تعالى. وذكره ابن ناصر الدين فى "المجموع" فقال: عبد الله بن محمد بن مفلح بن مفرج المقدسى شرف الدين الِإمام العالم العلامة، ولد سنة سبع وخمسين وسبعمائة، أجاز له أبو العباس أحمد بن المرداوى خاصة أصحاب أحمد بن عبد الدايم الحضور، وأجاز له أيضًا عبد الله بن قيّم الضّيائية (¬1)، وست العرب بنت محمد بن الفخر بن البخارى وغيرهم. 79 - عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الباقى ¬

_ (¬1) ابن قيم الضيائية: (؟ - 761 هـ). عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن نصر بن فهد الصالحى المقدسى الحنبلى العطار. (أخباره فى المنهج الأحمد: 2/ 122، ومختصره: 158، والشذرات: 6/ 191). 79 - عبد الله الحجازى المقدسى (691 - 769 هـ). أخباره فى الدرر الكامنة: 2/ 403، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 193 والمعجم المختص: 40، ودرة الأسلاك: 167، والمقصد الأرشد: 75 والمنهج الأحمد: 2/ 125، ومختصره: 161، وشذرات الذهب: 6/ 215، والسُّحب الوابلة: 167. قال الذَّهَبِيُّ فى المعجم المختص. الِإمام المفتى الكبير قاضي القضاة موفق الدين أبو محمد المقدسي ثم المصرى الحنبلى. وقال الذَّهَبِى في معجمه الصغير: عالم ذكي خيّر، صاحب مروءة وديانة وأوصاف حميدة، قدم علينا سنة سبع عشرة طالب حديث وعمن أبي بكر بن عبد الدايم وعيسى المُطعم وغيرهما وعنى بالرواية وسمع معي وهو ممن أحبه فى الله، ولى القضاء فحمدت سيرته والله يسدده. وقالَ ابنُ حَجَر: ولد في أوائل سنة 691 أو فى أواخر التى قبلها كذا كتب بخطه. ولى قضاء الديار المصرية للحنابلة سنة 38 هـ فى جمادى الآخرة واستمر إلى أن مات. وقال: وكان واسع المعرفة بالفقه، وفى زمنه انتشر مذهب الحنابلة بالديار المصرية، وكان يتعبَّد ويتهجَّد ويحبُّ الصُّلحاء ويُصمِّمُ فى الأمور الشرعية، وكان محبَّبًا فى الناس معظَّمًا عند الخاص والعام. وقال ابنُ حَبيبٍ: إمامٌ قرن علمه بعمله ... وحاكم قام بنصرة الشرع، وآثر ما طوى من صحف مذهبه من أصل وفرع.

الحِجَازِىّ المَقْدِسِىُّ الحَنْبَلى. قال ابن قاضى شُهبة (¬1): الشيخ الِإمام قاضى القضاة موفق الدين أبو محمد عبد الله قاضى الحنابلة بالدّيار المصرية أكثر من ثلاثين سنة، مولده فى أوائل سنة تسعين وستمائة، وقال بعضهم: سنة ست وسبعين، وتفقَّه وسمع الحديث وأفتى وحدَّث ودرَس، وحدث (¬2) سمع منه الحافظان زين الدين العراقى، ونور الدين الهيثمى (¬3) وناب فى القضاء بالديار المصرية من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين إلى أن توفى. باشر مع أحد عشر سُلطانًا، ذكره الذهبى فى المُعجم المُختصّ (¬4) وقال: عالمٌ زكىٌّ خيَر صاحبُ مروءةٍ وديانةٍ وأوصافٍ حميدةٍ، وله يد طولى فى المذهب، حُمدت سيرته فى القضاء [مات] سنة تسعٍ وستين وسبعمائة فى شهر الله المحرم. 80 - عبدُ الله بن قاضى القضاة شمس الدين محمّد بن التَّقِىِّ، الحنبلىُّ القاضى تقىُّ الدّين، كان حصل له ضعف فى حياة والده ثقل منه لسانه، وكان أبوه يحبه ولم يكن مُحَصّلًا لشئ من العلم، ولى قضاء طرابلس، وكان له أخٌ أصغرُ مشتغلًا بالعلم، توفى عبد الله فى شهر رمضان سنة خمس عشرةَ وثمانمائة - رحمه الله تعالى. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 193. (¬2) فى ابن قاضى شهبة: من أبي الحسن الصواف وطبقه. (¬3) فى الأصل: (اليمي) وطائفة ذكرهم الذهبى فى معجمه. (¬4) فى الأصل: "المختصر". 80 - عبد الله بن التَّقِى: (؟ - 815 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 350، والضوء اللامع: 5/ 68، والدارس 2: 77، السُّحب الوابلة: 167.

81 - عبد الله بن صلاح الدين محمد بن قاضى القضاة شَرَف الدين أحمد بن قاضى الجَبَل جمال الدّين. توفى فى أوائل شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وسبعمائة - رحمه الله تعالى. 82 - عبد الله بن قاضى القضاة علاء الدين بن محمد بن على ابن عبد الله بن أبي الفتح الكِنَانىّ العَسْقَلاَني الحَنْبَلِىُّ المعروف بـ "ابن الجُنْدِىِّ"؛ لأنه كان بزىِّ الجُند منذ نشأ إلى أن شاخَ، المحدّثُ الفاضلُ جمالُ الدين. ولد سنة خمسين وسبعمائة وحضرَ على أبي الفتح القَلانِسِىِّ، وعلى بن أبي الحسن الفَرَضِىّ، ومحمد بن إسماعيل الأمَوِىُّ وغيرهم. قال ابن حِجّى: وتصدَّى فى آخر عمره للتَّحديث فأكثروا عنه وكان مشاركًا، على ذهنه مسائل حسنة وفوائد نفيسة مع الدّين والعبادة والقناعة، وهو قريبُ ناصر الدّين نَصرِ الله الحَنبلى (¬1) يجمعهما أبو الفتح الجدّ الأعلى. مات فى نصفِ شهرِ شَعبان سنةَ سبعَ عشرةَ وثمانمائة. ¬

_ 81 - عبد الله حفيد قاضى الجبل: (؟ - 790 هـ). لم أعثر عليه. 82 - ابن الجندى: (750 - 817 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 3/ 44، والضوء اللامع: 5/ 34، 35، والمنهج الأحمد: 2/ 137، ومختصره: 177، وشذرات الذهب: 7/ 125، والسحب الوابلة: 161. عبد الله بن على بن محمد بن على بن عبد الله بن أبي الفتح الكنانى العسقلانى الحنبلى بن هاشم بن إسماعيل بن نصر الله، جمال الدين، سبط ابن القلانسى. (¬1) ذكره المؤلف ترجمه رقم: (200).

83 - عبد الله بن يوسف بن هِشام، الشَّيخُ الإمامُ جمالُ الدِّين أبو محمد عبد الله بن جمال الدين يُوسف بن هِشام، النَّحوى الأنصارِيّ، فصيحُ زمانه، وسيبويه أيامه، صاحب المعرفة التامة فى النحو واللغة والِإعراب والقراءات والحديث والفقه وغير ذلك، وكان إمامًا فى العربية، لم يُر مثله، وصنَّف كتاب "المغنى (¬1) " لم يصنَّف فى النحو ¬

_ 83 - ابن هشام الأنصارى: (؟ - 761 هـ). أخباره فى: أعيان العصر للصفدى: 5/ 68، وذيل العبر للحسينى: 336، عقود الجمان: 158، ووفيات ابن قُنفذ: 361، ووفيات ابن رافع: 2/ 234 والسُّلوك: 3/ 1 / 55، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 156، الدُرر الكامنة: 2/ 415، والمنهل الصافى: 2/ 427، والنُّجوم الزَّاهرة: 10/ 336، بغية الوعاة: 2/ 68، وإشارة التَّعيين، وحُسن المحاضرة: 1/ 536، والبدر الطالع 10/ 400 وشذرات الذَّهب: 6/ 191، وروضات الجنات: 346، وطبقات الشَّافعية: 6/ 33، 296، مفتاح السعادة: 1/ 198، ومعجم شيوخ القبابى: 10، والمنهج الأحمد: 123، ومختصره: 158، والمقصد الأرشد: 56، والسحب الوابلة: 167. وتذكر بعض المصادر أن ابن هشام كان شافعيَّ المذهب وأنه كان يدرس الفقه الشافعى وعلم التَّفسير بالقبّة المنصورية بالقاهرة. وأنه كان يقرئ "الحاوى الصغير" للشيخ نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم الرافعى القِزْوِيني الشَّافعى ثم طلب منه الشيخ الإمام القاضى موفق الدين الحجازى أن ينتقل إلى مذهب الِإمام أحمد فأجابه إلى ذلك وتقلد مذهب الِإمام أحمد وحفظ "مختصر الخرقى" دون أربعة شهرر ودرّس فى مدرسة الحنابلة بالقاهرة. والقاضى الموفق الحجازى عبد الله بن محمد بن عبد الملك تقدّم ذكره وهو الذى قيل: "وفى زمنه انتشر المذهب الحنبلى بالديار المصرية". (¬1) كتاب "المغنى" مشهور وعليه شروح وحواش كثيرة جدًّا. وقد وقفت على نسخة منه بخط مؤلِّفه.

مثله، وهو كتاب جليل لم يُرَ مثله ولم يصنَّف مثله أبدًا، ترجمه فى أوله وادعى فيه - ووالله إنه لكما قال وفوق ذلك - ثم قال (¬1): ومَنْ ذَا الّذى تُرضَى سَجَايَاهُ كلّها ... كَفَى المَرْءُ نُبْلًا أنْ تُعدَّ مَعَايِبُهْ وصنَّف "التَّوضيح" على ألفية ابن مالك، وهو كتاب جليل لم يحل الأبيات لكنّه يتكلم عليها فيه (¬2) من غير تعرُّض إليها، وله "شرح بانت سعاد"، وله "شرح الدُّريدية"، و "شرح شذور الذهب" وله "المغنى" القديم وذلك أنه صنَّفه أولًا فلما حَجَّ أُصيب به وبغيره كذا ذكره فى "المغنى" فلما أصيب به عمل هذا المغنى الثاني وهو أحسن لم من الأول، وله كُتُبٌ أُخَر غير ما ذكرنا. وكلامه فى النحو فى غاية الجودة، وأعلى المراتب يدلُّ على تمكنٌ فيه، ويدٌ عُليا، وقد رتَّب المغنى على بابين، ذكر فى الأول المفردات فأجاد فيها وأفاد، وذكر فى الثاني الجمل، وله "مقدمة فى النحو" وغير ذلك. أظن أنه توفى قريبا من رأس القرن الثامن (¬3). والله أعلم. 84 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله المَقْدِسِىّ ¬

_ (¬1) البيتُ ليزيد بن محمّد المُهَلَّبى، من أبيات أولها: وخِلّ لنا كُنَّا قديمًا نَصاحِبُهْ ... تأمّرَ فاعتاصت عَلَيْنا مَطَالِبُهْ إذا نحنٍّ غِبْنا عنه لم يَجْرِ ذكرُنا ... وإنْ نحنُ جِئْنا صدَّنا عنه حَاجِبُهْ وما الثكلُ إلا حُسْنُ ظن بصَاحبٍ ... خذولٍ إذا ما الدّهرُ نابت نوائِبُه (زهر الآداب: 1/ 61). وربما أُلحق البيت المذكور هُنا بقصيدة بشار بن برد التى على وزنه وقافيته. (¬2) فى الأصل: "فيها". (¬3) الصحيح أنه توفى سنة 761 هـ والحديث عن أبناء "ابن هشامٍ" وأحفاده فى ذكر ابنه محمد ترجمه رقم: (192). 84 - ابن عبيد الله المقدسى: (؟ - 803 هـ). أخباره فى: إنباء الغمر: 2/ 65، والضوء اللامع: 5/ 45، وتاريخ ابن =

الصالحى المعروف بـ "ابن عُبيد الله" (¬1)، سمع من الحجّار، وأبي بكر ابن الرّضى، وزَينب بنت الكَمال، وأحمد بن على الحرِيرى، ومحمد بن يوسف الجُراعى. ذكره ابن ناصر الدين فى "المجموع" وقال: توفى فى ذى القعدة سنة ثلاثٍ وثمانمائة. 85 - عبدُ الله بن مُحمد بن أحمد بن عبد البارِى بن عُمر. أحضره والده على جماعةٍ، وسمع من خَلْقٍ، وكان عندَه دينٌ وورعٌ، وسعتُ القاضى ناصر الدين بن زُرَيْقٍ يقول فى جنازته: كانَ الشَّيخُ عبد الله رجلًا لك به حاجة والله أنا كنت أعرفه، وكان يعرف السَّواد من البَياض، كان يعرفُ الأسود فيجتنبه، ويعرف الأبيض فيأتيه، يشير بذلك إلى أنه كان يَعْرِفُ الجيِّد والخَيْر من الأمور من الشَّر فيأتى الخيرَ ويجتنب الشَّرَّ. توفى يوم الثلاثاء العشرين من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وثمانمائة بالصَّالحية، ودفن بالرَّوضة عند قبرِ الشَّيخِ موفَّق الدّين. ذُكر لى أنه تُوفى شَهيدًا مبطونًا. 86 - عُثمان الخطيب، فخر الدين. كذا ذكر لى. ¬

_ = قاضى شهبة: 1/ 187 والمنهاج الجلى: 119، والمقصد الأرشد: 75، والمنهج الأحمد: 2/ 135، 136، ومختصره: 175، والشذرات: 7/ 29، والسحب الوابلة: 163. وهو عبد الله بن محمد بن أحمد. قال ابن حَجر: قرأتُ عليه الكثيرَ بالصَّالحية. وقالَ السّخاوى: أكثرَ عنه شيخُنا، وقال فى معجمه: كان شيخًا حسنَ الهيئةِ طويلَ القامةِ. (¬1) فى الأصل: "عبد الله". 85 - ابن عبد البارى: (؟ - 879 هـ). لم أقف على أخباره. 86 - عثمان الخطيب. (؟). لعله عثمان بن فضل الله بن نصر الله الفخر بن الرزين البغدادى الأصل الحنبلى، شيخ الخَرُوبِية بالجِيْزَة. ولد فى صفر سنة 813 هـ وتوفى سنة 894 هـ. الضوء اللامع: 5/ 135، والسُّحب الوابلة: 177.

87 - عُثمان التَّلِيْلِيُّ الشيخُ الِإمام الزاهدُ البركةُ القدوةُ أبو النور، خَطيبُ جامع المُظفّرِى عن الشيخ على بن عُروة، وابنُ الطَّحان، والشيخُ عبد الرحمن وغيره، وعنه جماعة، كان يقيمُ بالجامع ويخطبُ به وكانت القلوب ترقّ عند سماعِ خُطبه وتَبكى الخَلقُ طقًّا. ويحصل منها للخلق ما لا يحصل من غيره. أبيض اللّون، ليس بالطويلِ ولا بالقصيرِ، ليس بالرقيقِ ولا بالغليظِ، صاحب دِيْن وورع وزهدٍ، لين فى كلامه، ساكن فى مِشيته وهيئته، لم يَسمع منه أحد كلامًا ساقطًا، معظم عند الناس، لم يُرَ من ذى شيبة أجلَّ منه ولا أجمل كأنَّه القَمر، وجلس للإِقراء بمدرسة شيخ الِإسلام بمكانِ الشَّيخ زِين الدين بعدَ وفاته. وكان فى حالِ حياتِهِ ربما جلس معه فأقرأ، وكان يقرئ بالجامع قرأت عليه جزء المنتقى من "مسند الِإمام أحمدَ"، ومواضع من كتاب "المُقنع" وكان معظمها عند المشايخ مهابًا، تأخذ قراءته بالقُلوب، قال لى بعضُ أصحابِنا: أشبهه فى المِحْراب إلى الأسد، قليلُ الضَّحك بشوشَ الفَمِ. توفى سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة، توفى بالصَّالحية ودفن بالروضة. ¬

_ 87 - عمان التليلى: (800 - 892 هـ). أخباره فى الضوء اللامع: 5/ 133، والمنهج الأحمد: 2/ 55، ومختصره: 195. قال السَّخاويُّ فى الضَّوء: ولد على رأس القرن. . وقال: وحج وجاور بمكة وكان غاية فى الورع والزهد، ودرس وأفاد مع التَّجرد للعبادة من تلاوة وقيام حتى فاق فى ذلك وتجلد له مع كبر سنه حتى مات سنة 93. إما فى رجبها أو فى غيره. قال السَّخاوى والتليلى نسبة لتليل: قرية من البقاع من ضواحى دمشق من جملة أوقاف مدرسة أبِى عمر.

88 - علىُّ بن محمّد بن عبّاس، عرف بـ "ابنِ اللَّحَّام" الشيخُ الِإمامُ العالمُ العلّامةُ أقضى القُضاة، علاءُ الدين بركةُ المسلمين، أبو الحسن على بن محمد بن عبّاس البَعلى الحَنبلى، نزيلُ دمشق، الفقيه الزَّاهد الوَاعِظ الأصولى القُدوة. ترحمه الشَّيخ [ابن] ناصر الدين (1) وغيره. قرأ على (¬2) الشَّيخ زين الدين بن رَجَب، وولى القضاء نيابة، وكان حسن الكتابة، وجدت أكثر كُتُبِ ابن رَجَبٍ بخطه كـ "شرح البُخارى" و "القَوَاعِدُ" وسائر كتبه الصِّغار، وقال ابنُ ناصر الدّين: وكان مُحِبًّا للشَّيخ تقىّ الدّين ابن تيمية. وترجمه (¬3) ابن رَجَب بترجمة حسنة فيما وجدته بخطِّه، وكان شَكْلًا حَسَنًا. قال ابنُ قاضى شُهبة (¬4): الشَّيخُ الإمامُ العالمُ العلّامةُ الفقيهُ المحدِثُ المُفتى الصَّالِحُ ¬

_ 88 - ابن اللحام البعلى: (بعد 550 - 803 هـ). أخباره فى الرد الوافر 185 وإنباء الغمر 2/ 174، والضوء اللامع: 5/ 320، 321 والمنهج الأحمد: 2/ 135، ومختصره: 175، والمقصد الأرشد: 104، وقضاة دمشق: 288، والشذرات: 7/ 31، والسُّحب الوابلة: 194، والمدخل: 238. وهو على بن محمد بن على بن عباس بن فتيان البعلى ثم الدمشقى الحنبلى علاء الدين. وكانت وفاته يوم عيد الأضحى. وقال المقريزى: إن وفاته كان يوم عيد الفطر. وتردد ابن العماد فى أيهما؟ (1) قال ابن ناصر الدين فى الرَدّ الوافر: وكان للشيخ تقى الدين من المعظمين وبشيخ الإسلام له من المترجمين وجمع فى مصنف "اختياراته" من مسائل الفروع ورتبها على أبواب الفقه. (¬2) فى الأصل: "عليه". (¬3) تكررت كلمة "ترجمه". (¬4) تاريخ ابن قاضى شهبة: 217.

الخير علاء الدين أبو الحسن عل بن أبي عبد الله محمد بن عباس البَعلى الأصل، الدِّمشقى الحَنبلى، شيخُ الحنابلة بالشَّام مع القاضى تقى الدين ابن مفلح، مولده ببعلبك بعد الخمسين، قال: "وأظُنُّ" واشتغل ببعلبك وفضل، ثم قدم [دمشق] ولازم الشَّيخ زين الدين بن رَجَبٍ، والشيخ شهاب الدين بن الزُّهرى، وأخذ عن الشيخ زين ابدين القُرشى وغيرهم. وأفتى وناظر ودَّرس وصنَّف، واشتغلَ وشاعَ اسمه واشتهر ذِكره. ناب فى القضاء عن القاضى الأكبر ابن منجّى وغيره وولى بعد ابن رَجَبٍ حلقة المسار بالجامع الأُموى، وكان يعمل فيها مواعيد نافعة [ينقل] مذهب المخالفين عن كُتُبِهِم ويحبر ذلك، وهو حسن المجالسة كثير الِإيضاح يندب على نفسه، ثم ترك نيابة القضاء فى آخر عمره، وأجمع على الاشتغال والتَّصنيف، فلما وقعت الفتنة ذهب مع الناس إلى مصر، فلما توفى قاضى القضاة موفَّق الدين (¬1) عُرِضَ عليه القضاء بالديار المصرية وسئل فى ذلك مرارًا، فامتنع، واستقر فى تدريس المنصورية (¬2) فلم يلبث أن توفى فى عيد الأضحى، وكان له جنازة عظيمة - رحمه الله قال ابنُ قاضى شُهبة (¬3): رأيت شيخَنا، قالَ: إنَّه بلغه أن مولده سنة اثنين وخمسين وسبعمائة، واشتغل ببلده على الشَّيخ شمس الدين ابن اليُونَانِيَّة، ثم انتقل إلى دمشق واشتغلَ بها فى الفقه والأصول على الشَّافعية، قال: وكان رجلًا جيدًا كبيرًا محبًّا فى ¬

_ (¬1) فى إنباء الغمر وغيره: "موفق الدين بن نصر الله". (¬2) فى الأصل: "المنصور". (¬3) تاريخ ابن قاضى شهبة: 217.

الناس سمع "صحيح مسلم" ببَعْلَبَكَّ من ابن عبد الدّايم وسمع من جماعة بها وماتَ والده وهو رضيعٌ - وكان لحّامًّا - فربّاه خالُه شمس الدين بن النّيْحاني - بالياء المثناة من تحت بعد النون - وعملَ صنعة الكتاب مدَّةً، ثم حُبِّبَ إليه طلب العلم، وفضُلَ بنفسه وأنجَبَ وصارَ مشارًا إليه مقصودًا بالقضاء والفَتوى، ثم إنه ترك القَضاء وتابَ منه، ولما رَحَلَ إلى القاهرة ولى بها تدريس المَنْصُوِرّية لمَّا توفى موفق الدين، فلما تُوفى نزل عنها لمن دفع إليه ما غرم ثم قال: وهذا الثاني أخبر به شيخُنا، قلت وله تصانيف مفيدة منها "تَجْرِيْدُ العِنَاية فى تَحْرِيْرِ أحكَام النِّهايَة (¬1) "، وهو كتاب جليلٌ بيَّض فيه كِفاية ابن رَزِيْن حين مات ولم يُحَرِّرْها، وقد كان بَيَّضها قبله الشيخ عبدُ المؤمِنْ ولم يطلع على ذلك فلما رآهُ واطلَّع عليها قالَ: لو رأينا هذا ما تَعِبْنا. وأُخبرتُ أنه لما صَنَّفَهُ أَراهُ ابنَ رَجَب فرمى به وقالَ: لقد قَرْطَمْتَ العلم ومنها كتاب "اختيارات الشيخ تقىّ الدّين بن تَيْمِيَّة". وصنَّف فى الأصول كتابه المُختصر المُسمّى "بإِحْكامِ الأحكَام الفَرعْيَّة" (¬2) وأظنُّه تَبعِ فى ذلك الأسنوى وله تَعاليق أُخر. قَال لى شهابُ الدين [ابن] هِلالٍ الأزْدِىُّ: توفى بعد الشَّيخ زَين الدّين ابن رَجَب سنة سبع وستين (¬3) أو قريبًا من ذلك، وقد قدمنا وفاة ابن رجب سنة خمس وتسعين. وذكر ابنُ قاضى شُهبة (¬4): أنه توفى فى شهر شَّوالٍ سنة ثلاثٍ وثمانمائة. ¬

_ (¬1) منه نسخة فى المكتبة الأزهريَة. (¬2) طبعه مركز البحث العلمى بجامعة أم القرى باسم "المختصر فى أصول الفقه". (¬3) فى الأصل: "سنة سبع وستين أو عشرة. . ". (¬4) تاريخ ابن قاضى شهبة: 217.

89 - على بن الحُسين بن على بن عبد الله الكَلاَئيُّ (¬1) البَغْدادِىُّ المقُرئ الحَنبلى سبطُ كمال الدين عبد الحق، ولد صفى الدين ابن عبد المؤمن البغدادى، الشيخ زين الدين، مولده فى أواخر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وستمائة، أجاز له عبد المؤمن بن خلف الدُّمياطى، والقاضى سعد الدين الحارِثي، وابنُ القَيِّمِ، وابن الصَّوَّاف وابن الصَّابوني، وأبو الفتح موسى بن على بن أبي طالب الحَسَنىّ وغيره. ذكره شهاب الدين بن رَجب (¬2) من "مشيخته"، وقال: رجل صالحٌ كثير الخير والتّلاوة والذكر، حجَّ مرارًا وجاورَ. توفي في ذى الحجة سنة أربع وسَبعين وسبعمائة. 90 - على بن القاضى الصدر المدرّس عزّ الدين محمد بن شمس ¬

_ 89 - على الكَلاَئي: (693 - 775 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 67. وشذرات الذهب: 6/ 238، والسحب الوابلة: 183. وقد أوردا ما قاله ابن حجر دون زيادة. وورد فى الشَّذرات: على بن الحسن، وذكر أن مولده سنة 98. (¬1) فى الأصل: "الكناني" والتصحيح عن الإنباء. (¬2) المنتقى من مشيخة ابن رَجَب: 45. 90 - على بن محمد التنوخى: (710 - 778 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 1/ 142، والمقصد الأرشد: 108، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 241 والمنهج الأحمد: 2/ 128، ومختصره 165، 166، وشذرات الذهب 6/ 557، تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 241، وأكمل نسبه هكذا: على بن محمد بن أحمد ابن عثمان بن السعد بن المنجا التنوخى الحنبلى الشيخ الأصيل ... =

الدين التَّنوْخِىُّ الحَنبلىُّ. قال ابن قاضى شُهبة: الشَّيخُ الأصيلُ علاءُ الدين أبو الحسن، مولده سنة عشر وسبعمائة، سمع "صحيح البخارى" من وَزِيْرةَ (¬1)، وسمع ابن عيسى المطعم وغيره، وكان يحضر بالجامع الأُموى فى رمضان بعد الظهر مع الشُّيوخ فى قراءة البخارى. توفى فى شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وسبعين وسبعمائة. 91 - على بن عُبْيدٍ المَرْداوِىُّ. قال ابن قاضى شُهبة: العدلُ علاءُ الدين سمع من أحمد بن عبد الرحمن المَرداوى وحدَّث وكان يكتب خَطًّا حَسَنًا ويُعْتَمَدُ عليه فى الشَّهادة بالصَّالحية. توفى يوم الأربعاء لعشرين فى شهرِ جمادى الآخرة من سنة أربعٍ وثمانمائة بالصَّالحية. ¬

_ = وقال: سمع منه ابن محى وغيره "الصحيح" بفوت يسير. وقال: وهو من بيت كبير ورجلٌ خير توفى فى ربيع الآخر. وقال ابن العماد: الشيخ الكبير الصالح. (¬1) وَزِيْرَةُ: هى ستُّ الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المُنَجّى التنوخية الدمشقية الحنبلية المتوفاه سنة 716 هـ. أخبارها فى ذيل العبر الذهبى: 88، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/ 469، والدرر الكامنة: 2/ 223. 91 - ابن عُبَيْدٍ المَرْدَاوِىُّ: (739 - 804 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 216، ورفع الأصر، والضوء اللامع 5/ 258، والسحب الوابلة: 189. قال ابن حجر: على بن عبيد بن داود بن يوسف بن مُجَلّى المَردَاوِيُّ ثم الصالحى الحنبلى ... وهو أخو الثقة شمس الدين بن عبيد =

92 - على بن خَليل بن على بن أحمد الحِكْرِيُّ. قال ابن قاضى شُهبة: قاضى القضاة نور الدين أبو الحسن، اشتغل فى الحديث والفقه، وولى قضاء الحنابلة بالدّيار المصرية بعد عزل القاضى موفق الدّين بن القاضى ناصر الدين العسقلاني فى جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانمائة، وقَدم مع السُّلطان إلى دِمشق، وكان يجلسُ بمحرابِ الحنابلة ويَعِظُ، ثم عُزل بعد رجوعه إلى القاهرة فى آخر السنة المذكورة. وقال ابن حِجِّى: كان من الفُضلاء درَّس وأفاد وذكَّر الناس بالجامع الأزهر وغيره، وكانت ولايته القَضاء ستة أشهرٍ [وبقى] معزولًا إلى أن مات فى تاسع المحرم. وذكر ابن قاضى شُهبة أنه مات فى صَفر سنة ست وثمانمائة - رحمه الله. 93 - على بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمود المَرْدَاوِيّ ¬

_ = قال السِّخاوى: ولد سنة تسع وثلاثين وسبعماية. 92 - ابنُ خَليل الحِكْرِيُّ: (729 - 806 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 280، ورفع الإصر: 399، والضوء اللامع 5/ 216، والمقصد الأرشد: 101، والمنهج الأحمد: 2/ 136، ومختصره: 176، وشذرات الذهب 7/ 59، والسحب الوابلة: 185. الحِكرِيُّ: نسبة إلى الحِكرِ قرب القاهرة. 93 - على بن أحمد المَردَاوِىّ (730 - 803 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 171، والضوء اللامع: 5/ 187، والمنهج الأحمد 2/ 135، ومختصره: 174، والمقصد الأرشد: 100، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 217 وشَذرات الذهب: 7/ 31، والسحب الوابلة 179.

الحنبلى. ذكره ابن قاضى شُهبة فى تاريخه وترجمه بالشيخ على قال: وقال شيخُنا (¬1): وكان من أقدم من بَقيَ من شُهود الحكم بدمشق شهد على المَرداوى وغيره، وكان رجلًا جيدًا، روى الحديث، عمن ابن الرّضى و [رينب] بنت الكمال. توفى فى شهر رمضان سنة ثلاث وثمانمائة. 94 - عِلى بن موسى بن اللَّبّوْدِىُّ، الشّيخُ المحدثُ النبيلُ المتقنُ، برعَ وصنَّف، وله كتاب "المُغِيْث فى شرحِ غريبِ الحَدِيْث" فى مُجلَّدين. لم اطّلع على وقتِ وفاته، رحمه الله تعالى. 95 - على بن أحمد بن محمد بن سُليمان الخَطيب، محب الدّين بن الخَطيب نجمِ الدّين بن القاضى عزّ الدّين بن القاضى تقى الدّين بن سُليمان المقدسى، خَطِب جامع الحنابلة. ¬

_ (¬1) فى تاريخ ابن قاضى شهبة: قال: قال الحافظ شهاب الدين بن حجى تغمده الله برحمته. 94 - على بن موسى اللّبودى: (لم أعثر على أخباره). وكتابه "المغيث" غير كتاب أبي موسى المدينى الأصفهانى عمر بن محمد توفى 581 هـ " المجموع المغيث فى غريبى القرآن والحديث" وهذا الأخير من الكتب التى سيطبعها مركز البحث العلمى للعام 1405 - 1406 هـ إن شاء الله. ويبدو أن المؤلف - رحمه الله - لا يعرف الرجل إلا عن طريق كتابه فقط لذا لم ينقل أخباره. وانظر الترجمة رقم: (171). 95 - على بن أحمد الخطيب: (740 - 791 هـ). من آل قدامة. أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 387، والشذرات 6/ 318، والسحب الوابلة: 178. قال ابن حجر: ... فخر الدين، ولد سنة أربعين، وسمع الكثير، ولازم ابن مُفلح وتفقه عنده، وخطب بالجامع المظفرى، وكان أديبًا ناظمًا ناثرًا منشئًا، له خُطب حسان ونظمٌ كثير، وتعاليق فى فنون. وكان حسن المعاشرة لطف الشمائل. وهو القائل: حَمَاةُ حَمَاها الله من كل آفةٍ ... وحيّا بها قومًا هُمُوا بُغْيَةُ القاصى لَقَدْ لَطُفَتْ ذاتًا وَوَصْفًا ألاَ تَرَى ... دَوَالِيبَها خشْبًا وتَبكِى على العاصى مات فى جمادى الآخرة.

96 - على بن محمد بن عبد المُؤمِن بن عبد الرحيم الحَنْبلى، الشَّيخ على علاءُ الدّين أبو الحسن سِبْط عبد الرحمن بن صَوْمَع المعروف ب "الحموى"، حدث عن ابن الشَّحنة وغيره. توفى ليلة الإثنين ثامن عشر جادى الأولى سنة خمس وثمانين وسبعمائة وصُلّىَ عليه من الغد بعد الظُّهر. 97 - على بن شهاب الدين المقدسى الأصل ثم الصَّالحى الحنبلى الفقيه والد القاضى عز الدين الآتى ذكره. 98 - على بن محمد بن على بن مُنْجى التَّنوخى، قاضى القضاة علاءُ الدين، كذلك وجدتُ على قبره بالروضة، وسألتُ عنه فقيل: القاضى علاء الدين بن مُنَجَّى الحَنبلى، توفى فى الصَّالحية ودفن هنا. 99 - على بن المُنَجَّى بن عُثمان بن أسعد بن المُنْجيّ الحنبلى أبو الحَسَن علاء الدين قاضى القضاة، التنوخى الدّمشقى، ولد سنة سبعٍ وسبعين وستمائة. روى عن أبيه وابن البخارى، وابن سُفيان، وتفقَّه بأبيه ¬

_ 96 - ابن عبد المؤمن: (؟ - 785 هـ). المقصد الأرشد: 108 ويبدو أنه مصدر المؤلف. لأن الترجمة بحروفها هناك. 97 - ابن شهاب المقدسى: (لم أعثر على أخباره). 98 - المُنَجّى: (لم أعثر على أخباره). 99 - على بن المُنَجّى: (677 - 750 هـ). أخباره فى الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/ 447، ومعجم شيوخ الذهبي: 2/ 123، وأعيان العصر: 7/ 41، ودرة الأسلاك: 169 والوفيات لابن رافع: 2/ 125، وذيل العبر للحسينى: 281، وتاريخ ابن قاضي شهبة: 1/ 117،=

وغيره، وأفتى ودرّس وَولِىَ بعد ابن الحافظ فشُكرت سيرته، وكان وافرَ العقل، حسنَ الخلقِ كثيرَ النوادرِ. مات خمسين وسبعمائة، وولى بعده جمالَ الدين المَرْدَاوِىُّ. وهذا القاضى علاء الدّين ابن مُنجا المتقدم. 100 - على بن محمّد بن محمد بن المُنَجَّى. قالَ ابنُ قاضى شُهبة: قاضى القُضاة علاءُ الدّين على بن صَلاح الدّين محمد بن الإمام شَرف الدين محمّد بن الشَّيخ العلامة زينُ الدّين المُنَجَّى بن القاضى الشيخ عز الدين أبو عمرو بن عثمان بن الإمام الكبير العلامة القاضى وجيه الدين أسعد بن المُنَجَّى بن أبي البركات ويقال بركات - ابن المؤمّل السَّرخْسِىُّ المَعَرِىُّ الأصلِ الدّمشقى قاضى القُضاة الحَنبلى. مولده فى سنة خمسين بعد وفاة عمّ والده قاضى القضاة علاء الدين بسبعةِ أيامٍ، وكانت وفاته فى ثامن شعبان. وولى بعد والده تَدريس المِسْمَاريّة (¬1) وغيرها من الوظائف، واستنابةً بعد ابن قاضى الجبل فى الحكم بَإشارة قاضى القضاة تاج الدين السبكى إلى أن توفى ابن قاضى الجبل، فانجمع فى بيته ¬

_ = والسلوك 2/ 3 / 813، والدرر الكامنة: 3/ 209، والدارس 2/ 41، وقضاة دمشق 281، والقلائد الجوهرية: 2/ 367، والمقصد الأرشد: 110 والشذرات 6/ 176 وذكر المؤلف له هنا سهوٌ منه - رحمه الله - لأن كتابَه هذا ذيل علل كتاب ابن رجب. فلعل المترجم لم يرد فى نسخة ابن عبد الهادى من كتاب ابن رجب. 100 - على بن محمد بن المُنَجى: (750 - 800 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 27، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 679، والمقصد الأرشد: 108، والدارس فى تاريخ المدارس: 2/ 46، والمنهج الأحمد: 2/ 134، ومختصره: 172، 173، وقضاة دمشق: 286، والشذرات: 6/ 365، والسحب الوابلة: 196. (¬1) المدرسة المسمارية: إحدى المدارس الحنابلة بدمشق. الدارس: 2/ 114.

تارة بالمِسْمَارِية، وتارةً ببستانه بالرّبَوة إلى أن توفى القاضى شمس الدين ابن التَّقِىّ فولى بعده القَضاء فى شوال سنة ثمانٍ وثمانين إلى أن عزل فى جمادى الآخرة سنة اثنتين وتِسعين بالقاضى شرف الدين بن عبد القادر (¬1)، ثم اعيد فى ذى الحجّة سنة ثلاثٍ وتسعين إلى أن عُزل بالقاضى شهاب الدّين النابلسى (¬2) واستمر به [حتى] ربيع الآخر سنة ستٍ وتسعين، ثم أُعيد فى المحرم سنة السّبع والتسعين، وعُزل فى آخر السنة، ثم أُعيد فى رجب سنة ثمانٍ وتسعين، وعُزل فى صفر سنة تسع وتسعين، ودرّس بالحَنْبلية وغيرها، وكان رأسًا نبيلًا، لم يُرَ فى الحنابلة أنبلَ منه [قالَ] (¬3) ابن حِجّى، [و] قالَ ابنُ قاضى شُهبة: وكان حسن الشَّكلِ كثيرَ التَّواضُع والحيَاءِ، لا يَمُرُّ بأحدٍ إلا سَلَّمَ عليه، وكان قليلَ المداخلة لأمورِ الدُّنيا، وأخوه القاضى تقى الدين هو القائم بأمره. توفى يوم الاثنين ثالث عشر شهر رجب سنة ثمانمائة بالصالحية، غربي المدرسة الناصرية أول النهار مطعونًا، انقطع ستة أيام وصُلّىَ عليه بالغد بعد صلاة الظهر بالجامع الأموى (¬4) تقدَّم فى الصلاة عليه الشيخ علىُّ بن أيُّوب، ودفن بداره عند الباب وشيَّعه [جماعة] كثيرون، وقد كمّل خمسين سنة إلا شهرًا. (¬5) ¬

_ (¬1) فى الأصل: "عبد العادل". (¬2) محمد بن أحمد بن محمود ت 805 هـ الترجمة رقم (178) من هذا الكتاب. (¬3) فى الأصل "قال" وفى تاريخ ابن قاضى شهبة: قال ابن حجّى: - تغمده الله تعالى برحمته -: نشأ فى صيانة وديانة، وقرأ واشتغل وسمع شيئا من الحديث ومات معزولا وقد درس بالحنبلية وغيرها وكان رئيسا نبيلا لم يبق بالحنابلة أنبل منه. هذا كلام الشيخ. وكان شكلا حسنًا. (¬4) فى المقصد الأرشد، والدارس: بجامع الأفرم. (¬5) فى المقصد الأرشد: إلا شهرا ويومين. . والترجمة هنا منقولة بتمامها عن ابن مفلح.

101 - على بن مُغْلِى الشيخ الِإمام البارع المحصل قاضى القضاة علاء الدين أبو الحسن بن مُغْلى الحَمَوِىُّ الأصل، المِصْرِىُّ الحَنْبَلِىُّ، كان بارعًا فى المذهب له المحفوظ الزَّائد، حفظ "الفروع" و "الخلاصة"، وغير ذلك. ويقال أنه لما اشتَغل بالفقه هَرَبَ أهل بلده إلى النَّحو فحفظ فيه كتابًا كبيرًا، فهرب أهلُ بلده إلى الطّب فحفظ "القانون". ويحكى أنه قرأ للسلطان البُخارى غائبًا مدة ... الثلاثة أشهر، ويأتى يوم بخطبته فى أول القراءة غير التى خَطَب بها قبل ذلك، ولى قَضاء الحنابلة بالدّيار المصرية، وبرع فى المذهب، واستدرك على صاحب "الفُروع" وأخبرت أنه اجتمع مرة بالقاضى تقى الدين ¬

_ 101 - ابن مُغْلِى: (771 - 828 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 3/ 357، والضوء اللامع: 6/ 34 وذيل رفع الأصر 189 والمقصد الأرشد: 108، والمنهج الأحمد: 2/ 138، ومختصره: 179، وشذرات الذهب: 7/ 185، والسُّحب الوابلة 198 وترجم له ابن خطب الناصرية فى تاريخ حلب، والمقريزى فى العقود ... وابن تغرى بردى فى المنهل الصافى. وهو على بن محمود بن أبي بكر بن أبي الجود السَّلَمَاني، ويقال: السَّلَمِىُّ الحَمَوِيُّ العِرَاقِىُّ الأصلِ المِصْرِىّ الوفاة الحنبلىّ المعروف بـ "ابن المغلى" كان أبوه تاجرا من العراق، سكن سَلَمِيَّة، ولد له ولد فنشأ على طريقته، ثم ولد له هذا سنة إحدى وسبعين بحماه. قال ابنُ العِماد: "أعجوبة الزَّمان الحافظ. قال فى المَنْهل: ولد فى حماة وقيل: بسلمية ... وقال: وكان سريع الحفظ إلى الغاية ويحكى عنه فى ذلك غرائب". وله ابن اسمه عبد القادر المدعو محمد توفى فى حياة أبيه سنة 826 هـ. من أهل العلم والفضل. ترجمته فى إنباء الغمر: 3/ 317، والضوء اللامع: والشذرات: 7/ 175، والسحب الوابلة: 140. قال ابن حجر: وأسف عليه أبوه جدًّا، ولم يكن له ولد غيره.

ابن مفلح، فقال ابن مفلح كلامًا. فقال: اسكُتْ أنتم لما عدم "مسند الإمام أحمد" صِرتم كلّما اختلقتُم شيئًا أو كذَبتموه قلتم فى "مسند الإمام أحمد" وما هذا معناه، وأنه ذكر له جدَّه صاحب "الفروع"، فقال له: جدكم أخطأ فى "الفروع" فى ثلاثمائة موضع كتبتُ عليها. (¬1) وهو الذى أرسلَ للقاضى ناصر الدين بن زُريق يطلبُ منه خلافة القاضى من الضّيائية فأرسله له ومن ثم انفرط نظامها (¬2). وأخباره (¬3) كثيرة وآثاره مسطورة. توفى بعد الثمانمائة - رحمه الله تعالى. 102 - على بن محمد بن على بن عُمر بن أبي الفَتح بن هاشم الكِنانى العَسْقَلاني المِصرى ثم الدِّمَشْقِىّ الحَنبلى نائبُ الحُكم بالقاهرة، قاضى القضاة، علاء الدين أبو الحَسَن. ناب للقاضى موفَّق الدين، ثم على القاضى ناصِر الدّين، ثم قَدِمَ دمشق قاضيًا بعدَ وفاةِ ابن قاضى الجَبَل فى ذى القعدة سنة إحدى وسبعين، وانجمع عن الناس وصار نائبه هو الذى يَتَصَدّى للحكم حتى قيل أنه لا يُعرف له حكمٍ مسجل عليه. قالَ بعضهم -: وكان من خيارِ النَّاس، وأشدَّهم تواضعًا، ولما ولى القَضاء ¬

_ (¬1) قال حفيد ابن مفلح المذكور فى كتابه المقصد الأرشد: 108 - مشيرا إلى هذه القصة - وجرى له مع جدى الشيخ شرف الدين مناظرات والزامات فكأن فى النفس شئ فالله يسامح. رأيتُ نسخته من "تحرير المقرر على أبواب المحرر" لأبي الفضائل عبد المؤمن بن عبد الحق. الظاهرية رقم 2751. (¬2) العقود الجوهريّة: 38. (¬3) أغلب أخباره فى الضوء اللامع، وذيل رفع الأصر. 102 - على بن محمد الكناني: (؟ - 776 هـ). أخباره فى إنباه الغمر: 1/ 88، والسلوك: 3/ 1 / 245 والمنهل الصافى: والدليل الشافى: / 477، ودرة الأسلاك: ورقة: 242، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 225، والمنهج الأحمد 2/ 128، ومختصره: 165، السحب الوابلة: 194.

وكُتب توقيعه إن وضائفه بالقاهرة مستمرة عليه إلى سنة [] (¬1) وقرئ التَّوقيعات بالجَوْزِيَّة. وقد سمع فى دمشق من الحَريرى وغيره، وأجازَ له ابن الشَّحنة، وحدَّث عنه "بالثُّلاثيات" سمعها منه بالكسوة مع قاضى القضاة. قال ابنُ حَبِيْبٍ (¬2): قاضى دينُه وافر، وعَلَمٌ علمه سافِرٌ، وحقبه مقرونة بالفريضة، وسيرته كأخلاقه جَميلة، وسمتُه حَسَنٌ، وهديه واضحُ السَّنَنَ، عليه وقارٌ وسكون، وله إلى الجهات الحرَّانيَّ (¬3) ركونٌ. ولى دمشق وأخذ إليها من القاهرة واستمرّ إلى أن غابَت - بعد خمسين سنين - أنواره الباهرة. وقالَ ابنُ قاضى شهبة: توفى فى دمشق يوم الاثنين خامس عشر شهر شوال سنة ستٍّ وسبعين وسَبْعمائة، ودُفن بسفحِ قاسيون. قالَ ابنُ حَبِيْب عن بضع وستين - رحمه الله تعالى. 103 - على بن المُسند أبي العباس أحمد بن أبي بكر بن محمد بن طُرْخان، المَقدسىُّ الصَّالحىُّ العَدلُ الأصيلُ علاء الدين، سمع من القاضى تقى الدين بن سُليمان، وعيسى المطعم، ويحيى بن سعد وغيرهم - قال ابن رافع: وحدَّث هو وأبوه وجده وعمه. توفى ليلة سابع عشرين المحرم سنة سبعين وسبعمائة بكُوْنِيْنَ من عَمَلِ صَفَدَ ودُفن هناك. ¬

_ (¬1) لم يكتب فى الأصل شئ ولعلها: "وفاته". (¬2) درة الأسلاك: ورقة: 242. (¬3) يقصد بـ "الحراني" شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومعنى قوله: "وله إلى جهات الحراني ركون" أنه يوافق شيخ الإسلام بأقواله وآرائه. 103 - ابن طوخان المقدسى: (؟ - 770 هـ). أخباره فى ذيل العبر لأبي زرعة: 53، والدرر الكامنة: 3/ 91 والوفيات لابن رافع: 2/ 340.

104 - على بن شهاب الدّين عبد الرحمن بن قاضى القُضاة عز الدين محمد بن قاضى القضاة تقى الدين سُليمان بن حمزة بن أحمد ابن عُمر بن الشيخ أبي عُمر المقدسىّ الأصل، الدّمشقى الصَّالحى الحَنبلى، الشيخُ علاءُ الدّين أبو الحسن. مولده سنة بضعَ عشرةَ وسبعمائة، حضر على جدِّ والده التَّقى سليمان، وسمع جماعة. قال ابنُ قاضى شُهبة: قال شيخنا: سعت منه قديمًا وكان رجلًا حسنًا، وكان عنده كَرَمٌ وسخاء، كثيرُ الضِّيافة للنَّاس، وكان شيخَ دارِ الحَديث [النَّفِيْسِيَّة] (¬1) وناظرها. توفى ليلة السبت الحادى والعشرين فى شهر رمضان سنة أربع وتسعين وسبعمائة. 105 - على العَسْقَلانيُّ، جدُّ قاضى القضاة عز الدين، ولى القضاء، وله "مسّودة شرح الطوفى" وتعاليق على "المُحرر" وتعاليق على "مختصر ابن الحاجب". 106 - على بن نجم الدين أحمد بن قاضى القضاة عز الدين ¬

_ 104 - على بن عبد الرحمن المقدسى: (بعد 710 - 794 هـ). من آل قدامة. أخباره فى الدُّرر الكامنة: 3/ 130، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 3 / 446 المقصد الأرشد: 104، والمنهج الأحمد: 2/ 131، 132، ومختصره: 169، وشذرات الذهب: 6/ 334، والسُّحب الوابلة: 187. (¬1) عن تاريخ ابن قاضى شُهبة. 105 - على العَسْقَلاَنيُّ: (لم أعثر على أخباره). 106 - على بن أحمد المقدسى: (740 - 791 هـ). من آل قدامة. =

محمد بن قاضى القضاة تقى الدين سليمان بن أبي حمزة المقدسى الخطيب فخر الدين خطيب جامع المُظَفَّرِىِّ بالصالحية. توفى فى شهر جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وسبعمائة. 107 - على بن أيْدُغْدِىّ البَعلى الحَنبلى المحدِّثُ، نور الدين. قال ابن قاضى شُهبة: ذكره شيخنا، وقال: صاحبنا المحدث، وكان يلقب بـ "حنبل"، سمع ورحل، وجمع شيوخه الذين سمع منهم وكتب عنهم. قال ابن قاضى شُهبة (¬1): ولا يُعتَمَدُ عليه. لعله توفى فى شهر رجب سنة خمس وتسعين وسبعمائة. 108 - علىُّ بن حُسين بن عُرْوَةَ الحَنْبَلِىُّ، الشيخُ الِإمامُ العالمُ العلامةُ القدوةُ البركةُ المحدِّثُ الفقيهُ أبو الحسن علىُّ بن عُرْوَةَ المَوْصِلِىّ الحَنْبَلَىُّ، عن ابن الرّضى، وابن الشَّرايحى، وأبو عبد الله المُنْعَتِقِىّ، وابن حِجّى، وجماعة. وعنه الخلق الكثير والجم الغفير كالشيخ عبد الرحمن، وشهاب الدّين بن زَيد، والشيخ رين الدين، والشيخ عثمان، والشيخ عمر اللؤلؤى، وعمّى ووالِدِىّ وابن قُندس وخلقٌ. ¬

_ = أخباره فى إنباء الغُمر: 1/ 388، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 387، وشذرات الذهب: 6/ 318، والضوء اللامع: 5/ 214، والسحب الوابلة: 178. 107 - ابن أيْدُغْدِيّ البَعلى: (؟ - 795 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 461، وتاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 3 / 489، والشذرات: 6/ 340. (¬1) القول لابن حِجّى. 108 - ابن عُرْوَةَ المَشْرِقِىُّ: (قبل 760 - 837 هـ). يعرف بـ "ابن زَكْنُون" على بن الحسين. =

كان ردئ اللباس، يلبَس الصُّوف والشعر، متواضعًا لا يأكلُ إلا من عَمَلِ يده ويصنع العباء ويتقوّت منها. برع وصنَّف، اختصر "طبقات القاضى أبي الحسين" و "طبقات ابن رجب" وصنف "الكوكب السَّارى فى تَرتيب المسند على أبواب البخارى" رتبه على ترتيب حسن، وهو كتاب مفيد قريبًا من أربعة عشر مجلدًا ثم أنه بعد ذلك أدخل فيه أشياء، وروى فيه أشياء وبلغ به إلى مائة وعشرين مجلّدًا، وهذا الثاني فيه عفاشة وسمع هذا الكتاب عليه جماعة بقراءةِ الشَّيخ شهاب الدين بن زيدٍ، وكان له ميعادٌ وله فَرَاسَة كثيرةٌ. أخبرت أن إنسانًا كان قد عزم على الشهادة فدخل ميعاده فلما دخل قال الشيخ: تكتب ورقة تساوى كتابتها بقدر درهم فيأخذ عليها العشرة أو الخمسة وذم الشهود. وقال شيخُنا الشيخُ شهابُ الدين بن زيد: ما دخل مجلسه أحد وفى قلبه شيء إلا وتكلمَ فى ذلك بأمرٍ. وحكى أن شخصا كان فى جَنَابَةٍ قد نَسِيَهَا ¬

_ = أخباره فى: إنباء الغمر: 3/ 527، ومعجم ابن فهد: 370، والمقصد الأرشد: 104، والضوء اللامع: 5/ 214، والمنهج الأحمد: 2/ 139، ومختصره: 181، وشذرات الذهب: 7/ 222 والسحب الوابلة: 183. قالَ ابنُ فَهْدٍ فى معجمه: على بن حُسين بن عُرْوَةَ المَشْرِقِىُّ الحَنْبِلِىُّ الشهير بـ "ابن زَكْنُون" - بفتح الزاى وسكون الكاف - العلامة الزاهد الورع، ولى الله - تعالى - مرفق الدّين أبو الحسن. ولد قبيل الستّين. كان فى ابتداء أمره جَمالا - بالجيم - ثم أقبل على الاشتغال ... وذكر عددا من شيوخه ومروياته عنهما وقال: كان إماما علامة ورعا زاهدا عابدا غاية فى الزهد والورع. قانتا، خيّرا، منقطع القرين، قدوة، متبتلًا للعبادة، متقللًا من الدنيا لا يزيدُ عن لبس العباءة، وحصلت له شدائد فى الله ومحن فى الله - تعالى - كثيرة فصبر واحتسب. قال الحافظ ابن حَجَرٍ: وثار بينه وبين الشافعية شرّ كبير بسبب الاعتقاد. =

فدخل مجلسه، فنادى الشيخ رجلا فقال له: قل لهذا يذهب ويغتسل ثم يأتى. وسمعتُ أنه كان أولا يناجى من رأى منه أمرًا ويقول: أنت تَصنعُ كذا، أنت فى عَيْنَيْكَ كذا (¬1)، أنت فى عَيْنَيْكَ كذا. فلامه أصحابه، وقالوا: أنت تهرِّبُ الناس منك. فقال: ما أصنعُ؟ أرى ذلك فى أعينهم. فقالوا: ولو رأيت ذلك، لا يَنبغى، هذا ينفرُ الناس منك وتفضحهم. فكان بعد إذا رأى أحدا - وكان ثمّ أحد يَراه - يزجره ولا يواجهه بذلك إنما يقول بعضُ لم الناس يرى كذا وكذا أو يفعل كذا وكذا، ويذمُّ ذلك الفعل. ونُقل عنه أنه كان يَتمَنَّى إدراك عيسى بن مريم عليه السَّلام ويقول: أدركه إن شاء الله. وكان يكرَهُ أن ¬

_ = وقال ابنُ مُفْلح: وكان ممن جبله الله على حبّ تقى الدين بن تيمية وكان الناس يعظمونه ويعتقدون فيه الصلاح والخير ... وهو على طريق السلف الصالح. وأورد ابن حُمَيْدٍ النَّجدىُّ ترجمته فى السُّحب الوابلة ناقلا كلام السخاوى، ثم عقب عليه بكلام ابن فهد فى معجمه. وقال - حاكيا كلام ابن فهد -: حضرت جنازته والصلاة عليه ودفنه. وكان يدعو لى كثيرا وزرته يوم الخميس خامس جمادى الأولى فى جماعة من أصحابه الحنابلة وكنت انقطعت عنه مدة فأنشدنى: وَلَيْسَ خَلِيْلِىْ بالمَلُوْلِ وَلَا الذىْ ... إذَا غِبْتُ عنه باعَنِى بِخَلِيْلِ ولكنْ خَلِيْلَى مَنْ يَدُوْمُ وِصَالُهُ ... ويَحْفَظُ سِرى عندَ كُل خَلِيْلِ ... وهذا كله لم يرد فى معجم ابن فهد المطبوع والله المستعان. ثم اجتمعت بعد ذلك بالأخ الفاضل الشيخ نظام اليعقوبي من البحرين اجتمعت به فى مكة فأخبرني أن عنده نسخة من الهند من معجم ابن فهد المخطوط، ثم أرسلها إليّ بعد ذلك - أحسن الله إليه - فوجدتها أكبر وأوفى بكثير من المطبوع وفيها النص الذى نقله ابن حميد. (¬1) هذه مبالغة فلعل فى نقلها عن المذكور فيه تجوّز. قال ابن حميد: وقد رأيت فى رحلتى 1281 هـ فى مدرسة شيخ الِإسلام أبي=

يدعى بـ "ابن زَكْنُون"، ونُقل عنه أنه لم يُبَرأ ذمَّة من قالَها وأنه كان يَقول: "زَكْنُون" شَيْطَانٌ. وأوقَفَ كتبه وجعل نظرها لشيخنا الشيخ تقى الدِّين، وحُكى أن نائب الشام دخل عليه مرة وهو يَخيط فى عباءَةٍ ورجله ممدوة فلم يضم رجله ولم يتغّير عن حاله، ولا تركَ الخياطة، فقبل يده وجلس بين يديه، فقال: من هذا؟ فقالوا: نائب الشام. فقال: اعلم أن الله تعالى قد استرعاكَ رعيَّتَه، وأنت مسئول عنها، ونهاك عن الظلم، ثم ذَكَرَ له زواجرَ الظُّلم فى الكتاب والسُّنة ووعظه فجعل يَبْكى، ثم قامَ عنه وخرج. فلما خرج قالَ بعضُ الجماعة فى نَفْسه لو وضع الشيخ بين يديه زُبْدِيَّةً من اللَّبن - فإن لَبَنَ القُبيبات مشهورة - وأربعة أرغفة. فقال الشيخ: لا أريد أصاحبه حتى أطعمه، أو كما قال. وسمعتُ بعضُهم يقولُ: كان الشيخُ عبد (¬1) الرَّحمن إذا حضر عنده كأنه ولدٌ، مع جلالة قدرِه كثيرِ علمِه. قال ابنُ قاضى شُهبة: على بن حسين بن عُروة بن زَكْنون الحَنبلى، سمع الحديث، وتعبَّد وهو منجمع ¬

_ = عمر منها الكثير الطيب منها شرحه المذكور للمسند فى مائة وعشرين مجلَّدا مكتوب عليه: وقف شيخنا المؤلف فى مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر رحمهما الله تعالى. ونقلت هذه المجلدات إلى المكتبة الظاهرية الآن، وقد صورتُ الموجود من الكتاب - ولله الحمد - هو موجود الآن فى مكتبة مركز البحث العلمى بكلية الشريعة بجامعة أم القرى. ثم وجدت بعض أجزائه بدار الكتب المصرية وجزء منه فى مكتبة جستريتى ... وغير ذلك. أسأل الله - جلت قدرته - أن يوفق لطبعه ليتمكن العلماء من الإفادة منه ولينشر أثرا نفيسا من آثار سلفنا الصَّالح رحمهم الله. (¬1) هو الشيخ عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم المشهور بـ (أبو شعر) تقدم ذكره ترجمة: 66.

عن الناس بالقبيبات ويَعملُ بيده ويأكلُ، وهو على هيئةِ جمَّالٍ أو ملَّاح، وكان يَعْتَقِدُ مذاهب ابن تيمَّية فى الأصول والفُروع، ورَتَّب مسند الِإمام أحمد وأدخل فيه أشياء ترتيبها على وجه لا يفعله عاقل، وكان فى آخر عُمره منقطعًا عند الحنابلة يعظّمونه ويجتمعون إليه بالجامع الأموى يوم الجمعة، ويجلِسُ تحت قبَّة النَّسر، وكان لكثير من الناس فيه اعتقاد زائد، توفى فى مسكنه بالقُبَيْبات، وحضَرَتْ جنازَتَهُ الحنابلةُ. وخلقٌ من العامَّة وحُمِل إلى الصَّالحية ودفن بسفح قاسيون. قلتُ: ليس الأمر كما قالَ، بل دفن بالقُبيبات (¬1). توفى فى جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة - رحمه الله تعالى. 109 - على بن سُليمان المَرْدَاوِىُّ، الشيخُ الِإمام العلامةُ أقضى القُضاة، مُفتى الفرق أبو الحسن، علاء الدين على المَرْدَاوِىُّ الأصلِ، ¬

_ (¬1) ما قاله المؤلف هنا هو الصَّحيح الذى يؤيّده كلام تلميذ ابن عُروة نجم الدين ابن فَهد فى معجمه قال: ... . لحق بربه فى ضُحى الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة سنة 837 هـ بمنزله بمسجد القَدَم لِي صُلَى عليه هناك ودُفِنَ هناك، وكان أوصى أن يُدفن بالرَّوضة بسفح قاسيون عند الموفق بن قُدامة، فلما عَلِمَ أهلُ القُبَيْبَات ذلك لبسوا السّلاح وقالوا: نقاتلُ من يَخْرُجُ به من أرضِنا، ضت رَضينا به حيًّا عندنا فكيفَ نُخرجه بعد مَوته من أرضنا؟! وقامت فتنة كبيرة فلما رأى ذلك شيخنا عبد الرحمن بن سليمان ... وكان وصيُّه أمرَ بدفنه بالقُبَيْبات وكانت جنازتُه حافلةً وحُملت على الرؤوس وكثرُ الأسُّف عليه ... انتهى. 109 - على بن سليمان المَرْدَاوِيُّ: (817 - 885 هـ). محرر المذهب ومنقحه الإمام العلاَمة، اسمه كاملا: على بن سليمان بن أحمد بن محمد المَرْدَاوِيُّ السَّعدِىُّ ثم الصَّالِحِيُّ، علاءُ الدّين أبو الحسن. أخباره فى: الضوء اللامع: 5/ 225، والمنهج الأحمد: 2/ 151، وأطال=

الصَّالحى الحنبلى، الِإمام الفقيه الأصولى النَّحوى الفَرضى المحدِّثُ المُقرئ عن ابن الطَّحَّان، وابن ناصر الدّين وابن عُروة وغيرهم، وتفقه "بابن يُوسف"، والشَّيخ تقى الدّين بن قنْدُس، والشيخ عبد الرحمن وغيرهم، وأخذ الفرائض عن الشيخ محمد السُّبكى وغيره، واشتغل وحصَّل وبرعَ وأفتى ودرس فى المدرسة الضِّيَائية مشاركة، وناب فى القَضاء، وقرأ (¬1) "المُقنع"، و "الطُّوفى" و "الخُلاصة" وصنّف فمن تَصانيفه: "الِإنصاف تصحيح المقنع" و "تصحيح الفروع"، وكتاب "التَّنقيح فى تصحيح المقنع"، و "اختصار الِإنصاف" وكتاب "التَّحرير فى الأصول" و "شرحه" وغير ذلك، وله "مَولدٌ (¬2) " ¬

_ = فى ذكر فوائده، ومختصره: 193، حوادث الزمان: 2/ 81، وشذرات الذهب: 7/ 340، (أطال فى ترجمته)، والسحب الوابلة: 185، والبدر الطالع: 1/ 446، ومختصر طبقات الحنابلة للشطى: 68 وعنه فوائد فى الدارس للنعيمى: 2/ 108، 126، أثنى عليه العليمى بقوله: "الشيخ الإمام العالم العامل العلامة المحقق المتقن، أعجوبة الدهر، شيخ المذهب وإمامه ومصححه ومنقحه، شيخ الإسلام على الإطلاق، بحر العلوم بالاتفاق، فقيه عصرنا وعمدته ... . ذو الدين الشامخ والعلم الراسخ، صاحب التصانيف الفائقة ... ." ثم قال: "وصار قوله حجة فى المذهب يعمل به ويعوّل عليه فى الفتوى والأحكام فى جميع مملكة الِإسلام وتنزه عن مباشرة القضاء فى آخر عمره ... ". وغمزه السخاوى بقوله: وأعانه على تصانيفه فى المذهب ما اجتمع عنده من الكتب مما لعله انفرد به ملكا ووقفا. وقال: "وكان حافظا لفروع المذهب، مُشاركًا فى الأصول متأخرًا فى المناظرة والمباحثة ووفرة الذكاء والتفنن عن رفيقه الجراعى". ورد عليه الشيخ ابن حميد النجدى الحنبلى فى السحب الوابلة بقوله: ولا يخفى ما فى قوله: "مشاركا فى الأصول" وقوله: "متأخرا فى المناظرة ... الخ" وكأن فى نفسه منه شيئا خفا وإلا فالمترجم مؤلف فى علم الأصول محقق وافر الذكاء مشهور بذلك. (¬1) على التقى ابن قندس. (¬2) اسمه: "المورد العذب الغزير فى مولد الهادى البشير النذير".

و "كتاب فى الأدعية (¬1) "، وشرع فى "شرح الطوفى"، وكان يقرئ بالّروايات بمدرسة شيخ الإسلام، عالمًا باللغة والتَّصريف والمنطق والمعانى وغير ذلك، له حظٌّ من العبادة والدِّين والوَرَع، طويلَ القامةِ ليس بالرَّقيق ولا بالغَليظ، يميلُ إلى سُمرةٍ وصوته حَسَنٌ كثيرُ الصَّدقة وتفقُّد الِإخوان، مليحُ المعاشرة بشوش الوجه، فتح الله له بالعلمِ والعملِ والدِّين والآخرة وحصَّلَ كتبًا كثيرةً، وتحت يَدهِ خزانةُ كتب الوقفِ بمدرسة شيخ الإسلام. قرأتُ عليه غالب "المُقنع" بحلّهَ وغالب "الطوفى". وتفقَّه به جماعةٌ من أصحابِنا، وكان معظّمًا عند الجماعة وأذن له ابنُ يوسف بالإفتاء قديمًا، وولى نيابة القضاء قديمًا وحجَّ مرتين وجاوَرَ. توفى ليلة الجمعة سادس شهر جمادى الأولى سنة خممسٍ وثمانين بالصالحية ... وصُلّى عليه بعد صلاة الظهر، ودفن على حافةِ الطريق تحت مسطبة الدُّعاء تحتَ الرَّوضة (¬2) - رحمه الله تعالى. 110 - على الدَّوَالِيْبِىُّ البَغدادى الحَنبلى، الشَّيخُ علاءُ الدّين أبو الحسن. عن والده وابن رَسْلان الذَّهَبى وابن الكركى وغيرهم، خرَّجَ "مشيخة" لنفسه وغيره وجماعة، ولي منه إجازة اشتغل وبرع ¬

_ (¬1) اسمه: "الحُصُون المُعدّة الواقية من كلّ شدّة" على منوال عمل اليوم والليلة. (¬2) قبره من أرض اشتراها. 110 - الدوَالِيْبِى: (779 - 862 هـ). أخباره فى عنوان الزمان: 179، ومعجم ابن فهد: 174 والضوء اللامع: 5/ 255، حوادث الزمان: 2/ 35، والسُّحب الوابلة: 189 وأورد له البقاعى أخبارا وأشعارًا. اسمه كاملا: على بن عبد المحسن بن عبد الله بن عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الغفار البَغدادى ثم الصَّالِحِى الشهير بـ "ابن الدوَالِيْبِى" عفيفُ الدين أبو المعالي. =

وحصَّل، صاحب لسانٍ فصيح وحَنْجَرَةٍ هائلةٍ. وكان واعظا أديبًا، ذكيًا لبيبًا، أفتى ودرَّس، وولى مشيخة شيخ الإسلام، وكان حسنَ النظرِ والسمعِ، صنَّف كتابًا فى "الكيات الخمس"، وصنَّفَ "مولدًا". واختصر "سيرة ابن هشام" وغير ذلك (¬1)، وكان يقول: إنَّ الطَّلاق الثلاث واحدة على مذهب الشيخ تقى الدين وأُوذى بسبب ذلك. وتفقه على الشَّيخ علاء الدين بن اللَّحام وغيره، وكان فى آخر عمره على رؤية من الأوساخ والعفاشة. وذكر أنه ترك الصلاة والله أعلم بذلك، ونقل عنه أنه كان يبلع الحشيشة وكان معظَّمًا عند السلطان الأشرف، وهو الذى رتّب لمدرسة شيخ الِإسلام قمحَ داريّا. توفى يوم السبت فى شهر رجب سنة اثنتين وستين وثمانمائة بالصّالحية ودفن بالسَّفْحِ - رحمه الله تعالى. 111 - على بن أبي بكر بن إبراهيم بن مُفْلِح قاضى القُضاة ¬

_ = وساق السَّخاوى نسبه هكذا: على بن عبد المحسن بن عبد الدائم بن عبد المحسن. ونقل ابن حُميد النَّجدى فى السُّحب الوابلة عن معجم ابن فهد المكى قوله: هكذا أملانى نسبه، وقال: ورأيت بخط ولدى عبد العزيز عن خط صاحبنا ابن ذران والده (عبد المحسن) بن نجم الدين عبد الدايم بن عبد المحسن بن محمد بن حسن بن عبد المحسن بن عبد الغفار. - انتهى -. وهذا النص لا يوجد فى معجم شيوخ ابن فهد المطبوع سنة 1402 هـ وهو موجود فى نسخة الهند التى أشرت إليها فيما مضى وجاء فيها: ولد فى الساعة السابعة من يوم الأربعاء حادى عشر من شهر المحرم سنة 779 هـ. (¬1) ورأيت من مؤلفاته: 1 - ترجمة البخارى وطرق روايته للصحيح عن مشايخه ولعلها هى مشيخته المذكوره (الظاهريّة: 285 (157)) حديث وهى بخطّه. 2 - فضل العلم وفضل حملته فى الظاهرية أيضًا (561 م 53). 111 - علاء الدين بن مفلح: (815 - 882 هـ). أخباره فى الضوء اللامع: 5/ 198، وقضاة دمشق: 301، حوادث الزمان: 2/ 65،=

علاء الدين بن مُفلح، المَقدسى الأصل الصَّالِحى. ولى قضاء حلب مرارًا، وقضاء دمشق مرارًا، وكتابة السرّ مدّةً، وعُزل من قضاء دمشق ثم عاد إلى حَلب بقضاءِ القضاء ونظرَ الجيش وغير ذلك [كان] سمحًا جوادًا، وولده صدر الدين عبد المنعم طلب وحصّل. وتوفى بحلب فى طاعون سنة إحدى وثمانين وثمانمائة (¬1) ودفن هناك. 112 - على بن محمد بن إبراهيم، المعروف بـ "ابن الخَازِنِ" على بن محمد بن شرف الدين قاسم المغربي أصلًا، الحنبلى الدِّمشقى مولدًا، وجدتُ بخطّ والدى: الفقيه الفاضل البارع علاء الدين، قال موسى بن اليُونينى: أذن له أن يُفتى ويَشتغل فى مذهب أحمد فى سادس عشر شهر ذى القعدة سنة تسع، وثلاثين وثمانمائة، وجدتُ الإذن له بخطّ والدى، وأنه شهد على الِإذن، ووجدتُ ذلك بخطّ الآذن أَيضًا، قال: أذنت للفقيه المشتغل المحصل ... 113 - على الجُرَاعِىّ، أخو الشيخ زيد، وعمُّ تَقِىِّ الدِّين، كان رجلًا صالحًا يُقرئ بمدرسة شيخ الِإسلام. وحكى عنه أنه فارق زوجته ¬

_ = والسحب الوابلة: 181، وهو على بن أبي بكر بن محمد بن مُفلح بن محمد بن مُفرج، العلاء حفيد التقى أبي عبد الله بن الشمس صاحب "الفروع" والد صدر الدين عبد المنعم ... ولد سنة 815 هـ بصالحية دمشق. رأيت خطه، نسخ تفسير الحدادي اليمنى سنة 859 (التيمورية تفسير 279). (¬1) فى الضوء: ... فى عشية ليلة السبت عاشر صفر سنة 882 هـ وصُلّى عليه من الغد بالجامع الكبير فى محفل تقدّمهم أبو ذر بن البرهان بوصيةٍ منه، ودفن فى ظاهر باب المقام. وقفت له على رسالة فى ثبوت الشهادة على الخط فى الظاهرية: 2759. 112 - ابن الخازن: (لم أعثر على أخباره). 113 - على الجراعى: (لم أعثر على أخباره).

فأقام مدّة فراقها يسردُ الصّومَ، وكان مطيعًا لوالدته أمرًا بليغًا لا يفعلُ شيئًا - وهو بالسّتين سنة - حتى يُشاورها، ولا يَروح مَوْضِعًا إلا بإذنها ويخدمها خدمةً بليغةً، وقيلَ إنه مات وهو يُصلّى ليلةَ السبتِ شهرَ جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وثمانمائة، رحمه الله تعالى وإيّانا. 114 - على بن البَهَاء البغَدادى الحَنبلى، الشيخ علاء الدين على بن البهاء. عن ابن الطَحَّان، وابن عُروة، والنّظام، وابنُ زُريق وغيرهم. برعَ وأفتى ودرس واشتغل وشَغَلَ، وحَفِظَ "الوَجيز" وشرح منه قطعةً، صاحبُ دينٍ وورع. ليس بالطَّويل ولا بالقَصير أسمرُ، ولد ببغداد ثم رحلَ إلى دمشق وحصَّل بها ونابَ فى القَضاء سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة. ¬

_ 114 - ابن البهاء البغدادى: (ت بعد سنة 890 هـ). أخباره فى الضوء اللامع: 5/ 207، والقلائد الجوهرية: 1/ 139. قال السَّخاوى: على بن البهاء بن عبد الحميد بن البهاء بن إبراهيم بن محمد بن العلاء الزُّرَيْرَانِيّ - بالنون - البغدادى الأصل العراقى المولد ثم الدمشقى الصالحى الحنبلى ويعرف بـ "العلاء بن البهاء". ولد - تقريبا - سنة ثمان عشرة وثمانماية وقدم الشام سنة 837 هـ ... وحج وزار بيت المقدس مرارًا. وقدم القاهرة سبع 877 هـ. وقال السَّخاوى: لقيته بصالحية دمشق فسمع معنا على كثيرين ... وحضر عندى فى مجالس الإملاء وسمع منى ... قال: وكان مجاورا فى مكة سنة 890 هـ واقرأ هناك الفقه. ولم أعثر على وفاته. وله ابن اسمه شهاب الدين أحمد بن على بن البهاء ... توفى سنة 929 هـ ترجمته في متعة الأذهان: 9، الكواكب السائرة: 1/ 140، والشذرات: 8/ 149.

115 - علي بن عُبَادَةَ. بن أبي بكر بن زَيْد. أخو شيخنا شهاب الدين المتقدّم ذكره، ذا زُهدٍ وَوَرَعٍ وتقشُّفٍ، وتخَلَّ عن الدنيا وأهلها، ومعرفةٍ بالتَّواريخ وأيامِ النّاس. توفى سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة ودفن بالحمريّة عند أخيه. 116 - عُمر البَعلبكى. قال ابن قاضى شُهبة: العَدل زين الدّين البَعلبكى أحد شهود الحنبَلى القُدماء. توفى فى شهر شعبان سنة ثلاث وثمانمائة. 117 - عُمر اللُّؤْلؤِىُّ، الصالح المقرىُ العيدُ المجوّدُ الديَنُ الورعُ زينُ الدين. عن عائشةِ بنتِ عبد الهادى (¬1)، وابن عُروةَ وغيرهما. قرأتُ عليه "ثلاثيات البُخارى" و"الزُّهد" للإمام أَحمد، و"مُسند عَبْد بن حُمَيْد" وغير ذلك. كان يُقرى القرآن بمدرسة شيخِ الإسلام، وهو الجامع لشملها ونظامهِا يتألف الفُقراء ويُحسن إليهم، وهو ¬

_ 115 - علي بن عبادة: (؟ - 882 هـ). لم أقف على أخباره. وأسرته شهيره من الناس العلميّة. تقدّم ذكر بعض أفرادها. 116 - عمر البعلبكى: (؟ - 803 هـ). أخباره فى الضوء اللامع: 6/ 119. والسحب الوابلة: 204. 117 - عمر اللؤلؤئ: (؟ - 873 هـ). أخباره فى الضوء اللامع: 6/ 147، والسحب الوابلة: 205. (¬1) هى صاحبة الترجمة رقم: (124) من هذا الكتاب.

من جماعة الشَّيخ على (¬1)، والشيخ عبدَ الرحمن (¬2)، والشيخ أحمد (¬3) - بَوَّاب الكامِلِيَّة. وذكر أنَّه كان أولًا على طريق الصُّوفية، ثم رجع عن ذلك. وكان محبًّا لشيخ الإسلام ابن تيمية مُعظِّمًا له مبالغًا فيه، ليّنٌ للأمر بالمعروف والنَّهى عن المنكر، لينٌ للصلاة والعبادة، مجانبًا لأبناء الدُّنيا ذامًّا لهم، قليل الحظ من الدُّنيا. قلتُ: وهو الذى كنا نتأدب به، ولا يؤدبنا من الجماعة غيره، لا يُراعى فى الله أحد، ولا يخاف فى الله لومة لائم، وربما كرهه أبناء الدنيا؛ لأنه كان يصدَعُهم بالحق صَدعًا. توفى ليلة الاثنين مستهل شهر ربيع الأول سنة ثلاثٍ وسبعين وثمانمائة، وكانت له جنازة مشهورة، وحُمل على أطراف الأيدى وصَلَّى عليه الشيخ عُثمان (¬4) بالجامع المظفرى، ودفن بسفح قاسيون بأسفل الرَّوضة، عند الشيخ زين الدين تحت مَسْطَبَةِ الدُّعاء. 118 - عمر بن إبراهيم بن محمد بن مُفلح الحنبلى، الشيخ الرُّحلة قاضى القضاة نظام الدّين أبو حَفص عُمر بن شيخ الِإسلام تقى ¬

_ (¬1) هو ابن عروة المشرقي ترجمه رقم: 108. (¬2) هو أبو شعر المقدسيّ ترجمه رقم: 66. (¬3) أحمد بن علي بن أبي بكر الشهير بـ "بوّاب الكاملية" المتوفى سنة 835 هـ. فى المنهج الأحمد: 2/ 139، ومختصره: 180، والشذرات: 7/ 212، والسحب الوابلة: 29. (¬4) لعلّه الشيخ عثمان التَّلِيْليُّ ترجمه رقم: (86). 118 - عمر بن إبراهيم مُفلح: (783 - 872 هـ). أخباره فى الضوء اللامع: 9/ 66، ومعجم ابن فهد: 187، والمقصد الأرشد: 113 والدَّارس: 2/ 55، والمنهج الأحمد: 2/ 146، ومختصره: 189، وقضاة دمشق: 296، حوادث الزَّمان: 2/ 51، 52، والشَّذرات: 7/ 311، والسُّحب=

الدين بن إبراهيم بن مُفلح الصَّالحى المقدسى الأصل الحنبلى. عن أبي بكر ابن المُحبّ، وقاضى حماة وغيرهما، وعنه الخلق الكثير والجمّ الغَفير. قرأتُ عليه كثيرًا وسمعتُ منه ما لا يحصى. ولد سنة ثلاثٍ وثمانين وسبعمائة، وأسمعه أبوه، ثم سَمِعَ بنفسه واشتَغَلَ وولى قضاء الحنابلة بدمشق، وصار فى آخر أمره رحلة وقته؛ لأنه لم يبق من أصحاب ابن المحبّ غيره، وكان ربّما تعزّز بنفسه، وقد ألحق الأحفاد بالأجداد وُجد سماعه من ابن المحب "بالمنتقى" فى مسند الحارث بن أبي أسامة، ومشيخة "المُطعم" (¬1)، وأربعين قاضى جماعة وغير ذلك، وربما درّس ببعض مدارس الحنابلة، وكان له ميعادٌ بجامع الأُموى، ولم يكن يداهن، وكان محبًّا لشيخ الِإسلام ابن تيمية معظّمًا له يذكر الأمور عنه فى ميعاده والأمالى ويقول بجامع الأُموى: "قال شيخ الِإسلام ابن تيمية". توفى بالصَّالحية ليلة السبت، وصلى عليه من الغد بجامع المُظَفَّرى ورفع ولد ولده ومن يلوذ بهم على الأيدى ودفن بالرَّوضة عند أبيه وجدّه، وكانت جنازته مشهودة - رحمه الله تعالى. 119 - عُمر السُّجاعِىّ الفقيه المفتى. 120 - عُمر الغبْسَاوِىّ الشَّيخُ الفاضلُ البارعُ المُفْتِىْ. ¬

_ = الوابلة: 1/ 19. وصاحب الترجمة هذه لقبه: "نظام الدين" وهو غير "نجم الدين ابن مُفلح" الذى يشاركه فى اسمه واسم أبيه وجده ولقبه ويخالفه فى الكُنية وهو معاصره ونجم الدين عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح مذكور فى مُتعة الأذهان: ورقة: 76 نقل أخباره عن جمال الدين بن المِبْرد مؤلف كتابنا هذا إلا أنه ذكره فى غير هذا الكتاب توفى نجم الدين سنة 919 هـ. وله معجم شيوخ فى إحدى المكتبات التُّركية. أخباره فى الكواكب السائرة: 1/ 285، وقضاة دمشق 303. . . وغيرهما. 119 - عمر السجاعى: (لم أعثر على أخباره). 120 - عمر الغبساوى: لم أعثر على أخباره). (¬1) منها نسخة فى مكتبة البلدية بالأسكندرية (1963).

121 - عمر بن الشَّيخ محبّ الدين عبد الله بن الشيخ المحدث أبي العباس أحمد ابن العلامة محبّ الدين عبد الله بن أحمد بن أبي بكر السَّعْدِىّ المقَدسى الصَّالحى الحَنبلى، الشَّيخ زين الدّين. ولد سنة ثمان وعشرين، واعتنى به أبوه فأسمَعَهُ الكثير من شيوخ عصره، وجمع له ثبتًا، وقد حدَّث عن ابن الرّضى، وحَبِيْبة بنت الزّين، وزينب [بنت] الكمال وغيرهم، وكان خازنَ كتبِ خزانةِ الضِّيائِيَّة. توفى فى شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وسبعمائة. 122 - عُمر بن عُجَيْمَةَ المَرْداوِىّ الحَنْبَلِىّ، الشيخ زين الدين الفقيه. حفظ "المُقنع" وغيره، وبرع وأَفتى ورَحل إلى دمشق ومصر وغيرهما. ¬

_ 121 - عمر بن محبَ الدين الصامت: (728 - 781 هـ). أخباره فى الدرر الكامنة: 3/ 249، وتاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 3 / 17، والترجمة منقولة عنه، والسحب الوابلة: 302. عن الدرر، وهو أخو الإمام ابن الصامت المتقدم ذكره. 122 - عمر بن عجيمة: (؟ - 874 هـ). فى الأصل: (عجمة) والتصحيح من مصادر الترجة باتفاق. أخباره فى المنهج الأحمد: 2/ 148، ومختصره: 190، وشذرات الذهب: 7/ 318، والسحب الوابلة: 204. قال العُليمى فى مختصر المنهج: عمر بن محمد بن أحمد بن عجيمة، الفقيه الصالح الشيخ زين الدين شيخ المسلمين توفى بمَردا فى شهور سنة 874 هـ. ولم يزد فى الأصل على ما جاء فى المختصر وقد رجعت إلى ثلاثٍ من نسخ الأصل فلم أظفر بزيادة. قال ابنُ العماد: الإمامُ العالمُ الفقيهُ الصالحُ توفى بمردا فى ذى الحجة.

123 - عمر بن عبد الله العَسْكَرِىُّ، الفقيهُ الدينُ الوَرعُ زينُ الدين. حفظ "الخِرقى"، و"المُلحةَ"، وقرأ فى كتاب "غاية المَطْلَب" بعد ذلك، وأذن له بالِإفتاء. طويلٌ أبيضُ رقيقٌ، ولد بعسكر من قرى بيت المقدس، ورحل إلى دمشق، وتفقه بالشيخ تقيّ الدين وغيره، وكان يقرئ بمدرسة شيخ الِإسلام. توفى يوم الجمعة من العشر الأوسط فى شهر جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، ودفن بعد الصَّلاة عند مقابر الشيخ أبي عمر وكانت جنازته مشهودة. 124 - عيسى بن الحجّاج السَّعْدِيُّ المِصْرِى الحَنبلى. قال ابن ¬

_ 123 - عمر العسكرى: (؟ - 881 هـ). لم أعثر على أخباره، له ذكر فى القلائد الجوهريّة: 594، والشيخ عمر معدودٌ فى شيوخ ابن عبد الهادى. انظر: "المقدمة". 124 - عيسى السَّعديّ: (733 - 807 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 310، والمنهج الأحمد: 2/ 136، والمختصر: 176، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 261، وشذرات الذهب: 7317، والسحب الوابلة: 205. قال ابنُ حجر: عيسى بن حجاج بن عيسى بن شداد السَّعدى العَالِيَة الشاعر الشَّطرنجى، كان يذكرُ أنه من ذرية شاور بن مُجير وزير مصر مهر فى الأدب وقال الشعر فأجاد، ورحل إلى الشام فلقى الصَّفَدِىَّ وغيره. . وأطال السخاوى فى ترجمته وقال: كان يتمذهب للشافعى فلما أنشأ الظاهر برقوق مدرسته سأل فى وظيفة فقيل له: إنَّ عدةَ الشافعية تكمَّلت فتحول حَنبليًا لعدم تكملة الحنابلة وقال: يُلقب عُوَيْسًا تصغير اسمه. قال العُليمىُّ فى المنهج الأحمد: كان فاضلا فى النحو واللغة وله النظم الرائق، وله قصيدة بديعة فى مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - مطلعها: سَلْ ما حَوى القَلبُ فى سَلْمى من العِبَرِ ... فكلَّما خَطَرَتْ أمْسَى على خَطَرِ=

قاضى شُهبة: الأديب الفاضل شرف الدين الشّاعر المَعروف، كان يلعبُ بالشّطرنج استدبارًا، وكان فاضلًا يعرفُ العربية والنَّحو واللغة والمعاني والبيان وينظم، قوى الشعر جيّد، ولد بعد العشرين، ويعرف معاني الأدَب. قال ابن حِجّى: وكان يجيدُ النظم ويَستحضر كثيرًا من اللغة، وكان يَعرف لِسَان التُّركى. ومن مقاطعة النابغة، وأبياته الرائعه يمدح القاضى أوحد الدين كاتِبُ السِرّ: يا كاتبَ السَّرِّ الشّريـ ... ـف ومَنْ حَكى فى الجُودِ حاتِمْ التاجُ والدُكَ الرَّئِيْـ ... ـس وابن الرؤساء حاتم؟ [كذا] وقال فيه أيضًا: لَعَمْرُكَ ما أَسْنَى الجَوَائِزَ كُلَّها ... قَبولكَ مَدْحِى وَهو يُتْلَى ويُنْشَدُ وله أشياءٌ كثيرةٌ من الشِّعر. توفى فى شهرِ المحرَّمِ سنةِ سبعٍ وثمانمائة رحمهُ الله تَعالى. 125 - عائشة بنت محمد بن عبد الهادى. قال ابن قاضى شُهبة: المُسندة المعُمَرة الرحَلَةُ، لها المسموعاتُ الكثيرةُ، وانفردت بالرِّواية عن الحَجَّار وغيره وأمرُها مشهورٌ، توفيت بالصَّالحية سنة [ستَّ] عشرةَ فى شهر جمادى الأولى ودُفنت بقرب الرَّوضة. ¬

_ = وله أشياء كثيرة، وسمى عُوَيْسَ العالية؛ لأنه كان عاليةً فى لعب الشَطرنج، وكان يَلعبُ به استدبارا. مولده على الأرجح سنة 733 هـ. وقال السخاوى سنة 730 هـ واتفقوا على أن مولده بالقاهرة. 125 - عائشة ابنة بن عبد الهادى: (724 - 816). أخبارها فى إنباء الغمر: 3/ 25، الضَّوء اللامع: 12/ 81، والمنهج الأحمد=

حرف الغين

حرف الغين 126 - غازى، الشيخ شهاب الدين، أخو سليمان المقدم ذكره (¬1)، ولى بعده إعادة بعض دروسه. " حرف الفاء" 127 - فرج الشَّرَفِىّ. قال ابن قاضى شُهبة: فرج الشَّرَفِىّ مولى قاضى القضاة شرف الدين أبي محمد عبد الله بن الحسين عبد الله ¬

_ = 2/ 137، ومختصره: 177، وشذرات الذَّهب: 7/ 120، والسُّحب الوابلة: 334. قال العُلَيْمِىُّ فى المنهج الأحمد: عائشة بنت محمد بن عبد الهادى بن عبد الحميد ابن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قُدامة بن مقدام بن نَصر النَّابلسية الأصل المقدسية الصَّالحية الشَّيخة الخيرة رحلة الدنيا أم محمد بنت الشيخ شمس الدين مولدها فى الساعة الرابعة من يوم الجمعة سابع شهر رمضان سنة 723 هـ وحضرت فى أوائل الرابعة من عمرها جميع صحيح البخارى على مسند الآفاق أبي العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم الصالحى الحجار وروت عن خلق وروى عنها الحافظ ابن حجر، وقرأ عيها كتبا عديدة. وتكرر ذكرها فى معجم شيوخ ابن فهد وغيره فروى عنها أكثر أهل عصرها وقُصدت بالرحلة للسماع عليها وأصبحت فى آخر عمرها أعلَى أهلَ زمانِها إسنادًا. 126 - غازى: لم أعثر على أخباره). (¬1) الترجمة رقم: (52) وقد ذكر هناك المدارس التى كان معيدًا بها بعد وفاة أخيه سليمان. 127 - فرج الشَّرفىّ: (قبل 720 هـ - 798 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 519، والدرر الكامنة: 3/ 312، المنهاج الجلى. 150، وشذرات الذهب: 6/ 354. قال ابن حجر: وأجاز لى غير مرّةٍ.

" حرف القاف"

الحافظ عبد الغنى المقدسى، مولده قبل العشرين وسبعمّائة فسمع من مولاه وجماعة منهم محمد بن يحيى بن سعد، قالَ ابن قاضى شُهبة، قال شيخنا: وسمعنا منه قديما. توفى بالصالحية يوم الخميس ثامن شوال سنة ثمان وتسعين وسبعمائة - رحمه الله تعالى. 128 - فَضلُ بن عيسى النَّجدىّ، صاحبُنا قرأ على "المقنع" وغيره، ذا دينِ وفَضلٍ كاسمه. توفى سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة بالصالحية وجعلنى وصيه، ودفن فوقَ الزَّاوية من جهة الغرب. " حرف القاف" 129 - قاسمُ النَّجدى قدم علينا بعد الستين، وله فضل ومعرفة لا سيما بالفرائض. " حرف الكاف" " حرف اللام " " حرف الميم" 130 - محمد بن مُفلح بن محمد بن مُفَرّج الرَّامينى - وَرامِيْن قريةٌ مشهورةٌ من عمل نابلس - الشيخُ الِإمامُ العالمُ العلامةُ البارعُ الأوحدُ المحقق شيخ الِإسلام قُدوة الأنام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مفلح المقدسى الحنبلى، الشيخ الفَقيه النَّحوى الأصولى، عن جماعة من المحدثيين، وتفقه بشيخ الِإسلام تقى الدين بن تَيْمِيَّة، وبَرع وأفتى ودرَّس، ¬

_ 128 - فَضْلُ النَّجدى: (؟ - 882 هـ) لم أعثر على أخباره. 129 - قاسم النَّجدى: (لم أعثر على أخباره). 130 - شمس الدين بن مُفلح: (708 - 763 هـ). إمام المذهب وصاحب الفروع والسياسة الشرعية وغيرها. وتلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية.

وناظر وصنَّف وحقَّق ودقَّق، ورأس، وصنَّف كتاب "الفُروع (¬1) " فى الفقه جمع فيه غالب المذهب ويقال هو مِكْنَسَةُ المذهب، سمعتُ ذلك من شيخنا أبي الفرج وهو كتابٌ جليلُ القَدْرِ عطمُ النَّفع لكنه لم يُبَيِّضْهُ فمن ثَمَّ كان فيه بَعض أماكن، وله "الأُصول" المعروف، وهو كتاب جَليل مثل الفروع فى الفقه، وله كتاب النكت على "مُحّررِ" الشَّيخ مجد الدين بن تيمية، وله كتاب "الآداب الشَّرعية" وهو كتاب جليل نافع، وله الحواشى على كتاب "المقنع" فى ¬

_ = أخباره فى البداية والنهاية: 14/ 294، والدرر الكامنة 5/ 30، وذيل العبر للحسينى: 352، وذيل العبر أيضًا لأبي زُرعة: 12، والنُّجوم الزاهرة: 11/ 16، والوفيات لابن رافع: 2/ 252، والمقصد الأرشد: 152، وتاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 166، والمنهج الأحمد: 2/ 123، ومختصره: 159، وقضاة دمشق: 84، والقلائد الجوهرية: 1/ 161، والدارس 2/ 43، 85، وشذرات الذهب: 6/ 199، والسُّحب الوابلة: 296، كما له ذكر فى جلاء العينين: 25، والمدخل: 210. ومؤلفاتُه كلُّها مشهورة وكتابه فى الأصول لم يطبع بعد. رأيت بعض نسخه، وهو كتاب جيّدٌ فى بابه. وقول المؤلف هُنا: "لم يذكره الشيخ زين الدين بن رجب فى طبقاته، قيل: لأمر كان بينهما ومنافسة". الصحيح أن ابن رجب - رحمه الله - لم يذكر فى كتابه "ذيل الطبقات" لأنَّه ختم كتابه سنة 751 هـ بترجمة "ابن القيم" ووفاة المذكور سنة 763 هـ. لعلّ هذا هو السبب وقد أوضحت فى المقدّمة أن ابن رجب لم يترجم لأحد بعد ابن القَيّم إلا ما ذكره استطرادًا فى ترجمة ابن الزَريرانى البغدادى المتوفى سنة 729 هـ فإنّه ترجم لمعيديه تراجم مختصرة جدًّا فى أثناء ترجمة الشيخ المذكور. وهؤلاء المعيدون تأخرت وفياتهم عن سنة 751 هـ، 760 أيضًا. والله - تعالى - أعلم. (¬1) الكتاب مطبوع مشهور ومنه نسخة خطيه كتبها تلميذه محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن رزق الله المقدسى الحنبلىّ المرداوى سنة 768 قابلها بخط المصنف فى مكتبة جستربيتى رقم (3275).

أربع مجلدات وله مسائل أجاب عنها، وله اطلاعٌ زائدٌ ونقلٌ كثير، كان مقدَّمًا فى عَصره، مرفوعًا فى دَهره، لم يذكره الشَّيخ زين الدين بن رجب فى طبقاته قيل: لأمرٍ كان بينهما. ومنافسة يُحرّرُ المسائل تحريرًا حسنًا وينقل ما فيها نقلاً بيّنًا، كان معظّمًا لشيخه شيخ الِإسلام ابن تيمية ينقل اختياراته في كتبه كثيرًا وغالب ما ذكره أبو الحسن بن اللّحام فى اختياراته فإنه من الفروع، وقد قابلَ به جماعة من شُيُوخِنا وغيرهم من المتقدمين من أصحابِنا وقُدَّم قوله على طائفةٍ من الأصحاب، ووُصِفَ بكثرة النَّقل والاطلاع، واليَد العُليا فى ذلك. ويقال: أفقهُ أصحابِ الشيخ (¬1) هو، وأعلَمُهُمْ بالحدَيث ابنُ عبد الهادى، وأعلمهم بأصولِ الدِّين والطُّرق والمتوسط بين الفقه والحديث، وأزهدهم شمسُ الدين بن القَيّمِ. وجدتُ فى نُسخ بعض كتابه "الأصول" أنه توفى ليلة الخميس ثانى رجب سنة ثلاث وستين وسبعمائة. كذلك ذكر ابن قاضى شُهبة فى "تاريخه". قلت: بالصالحية، ودفن بالرَّوضة - رحمه الله تعالى. 131 - محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن سُليمان بن حمزة بن أحمد بن عُمر، الشَّيخ الِإمامُ العلامةُ شيخُ الِإسلام، وعلمُ الأعلام قاضى القضاة عزّ الدين المقدسىُّ الأصلِ الصَّالِحِىُّ الحَنبلىُّ. كان فقيها عالمًا زاهدًا صالحًا ورعًا. عن ابن رَجَبٍ وغيره كذلك فى الفقه ¬

_ (¬1) يعنى ابن تيميّة. رحمه الله. 131 - محمد بن علي بن أبى حمزة: (764 - 820 هـ). من آل قدامة. أخباره في: إنباء الغمر: 3/ 152، والضوء اللامع: 8/ 187، والمقصد الأرشد: 146، والمنهج الأحمد: 2/ 137، ومختصره: 178، وقضاة دمشق: 281، والشذرات: 7/ 147، والسحب الوابلة 270.

والنحو والأصول والحديث وغير ذلك، وولى قضاءَ دمشق، وجدت غالب كتب ابن رجب بخطِّه، ونَظَمَ من "مفردات الِإمام أحمد" (¬1) وأفتى ودرَّس ورأس ومُدِحَ بالعلمِ توفى سنة عشرين وثمانمائة بالصَّالِحِيَّة ودفن بمقبرة شيخ الِإسلام أبى عُمر ورِثاه شَعْبان (¬2) ناظم الألفية (¬3) فقال (¬4): ما كان ظَنّى أن يكوِن عَزَائى ... فيمَن أُحبّ من الزَّمانِ جزائِى قد كنتُ آمل عيشةً مرضيَّةً ... بين الوَرى رَغَدًا بغيرِ عَنَاءِ فأتى الحِساب بغيرِ ما أمّلتُهُ ... رَمَتِ المنيةُ بالفراق مِنائى آهًا على زَمَنٍ مضى بأحبّةٍ ... كانوا شفاءً فى الأنام لِدَائِى كانوا فبانُوا والفؤاد لبيَنِهم ... أضَحى حليفَ تأسُّفٍ وبَلاءِ يا راحِلِين إلى الثَّرى ورُبوعهم ... أمستْ قفارًا لا تُجِيْبُ ندائِى ما حال عبدٍ قد تولى عِزُّهُ ... وغَدا ذليلًا ميّت الأعضاءِ يا سادةً كانوا لراجى قُربهم ... غَوثًا على السَّراءِ والضَّراءِ إزورَّ عيشى بالفِراق كيفَ لا ... ونزلتُموا منّى على الزَّوراءِ ¬

_ (¬1) اسمه: "النظم المفيد الأحمد فى مفردات الإمام أحمد". (¬2) شعبان بن محمد الآثارىّ: (765 - 828 هـ). أديبٌ نَحوىٌّ لغويٌّ خطَّاطٌ مشهورٌ له مؤلفات جيّدة فى النحو رأيت بعضها، والآثارى: نسبة إلى الآثار النَّبوية، قال: لأنَّنى خادِمُ الآثارِ لىْ نَسَبًا ... أرجو بها رَحْمَةَ المَخْدُوم للخَدَم موصلى الأصل قُرشىّ النِّسبة مِصرى الإقامة والوَفاة. أخباره فى الضَّوء اللامع: 3/ 301، وإنباء الغُمر: 3/ 353، والشَّذرات: 7/ 129. ولم يثنِ عليه الحافظ ابن حجر. رحمه الله. (¬3) ألفيته تعرف بـ "كفاية الغلام فى إعراب الكلام" وهى عندى بخطِّه وشَرحها فى ثلاثة أجزاء وقفت على اثنين منها. وله كتب أخرى وقفت على أكثرها فى فنون مختلفة وله سند رواية النحو متصلة بأمير المؤمنين نظمًا ثم نثرًا. (¬4) لم أقف على هذه القصيدة فى مصدر آخر.

إني لرَغْمِى فقدكم وتَخَلُّفى ... يا طولَ حزُنى بعدَكم وبكائي أَضحيتُ من أسفٍ أَغُضّ أناملى ... هل مُمْكِنٌ أن تَسمحوا بلقائى عَضُمَتْ مُصيْبَةُ والدى فيكم بكم ... لا حِيْلةً فى واقع بقضاءِ لو كنتُ أملِكُ أمرَ نَفْسىِ فى اللّوى ... لبذَلْتُها لو تَقبلون فدائى ويكونُ حَظّي وافرًا بقبولكم ... وأكون مكتوبًا من السُّعداءِ لو بِعتها ثم اشتريتُ وصالكم ... لربحْتُ فى بّيعى لها وشرائِى يا سادةً ملكوا فؤادَ ميتمٍ ... وتحَكموا فيه بحكمِ ولاءِ إن العزا فيكم وفينا واحدٌ ... من ذا يعيش على المَدىِ بصَفاءِ كأسُ المنيَّةِ دائرٌ ما بيننا ... يَسقيكم ويدور للنُّدماءِ فى الموت أعظمُ عبرة لمبصّرٍ ... أو عَبرة ممزوجة بدماءِ فهو المُصيبة وهو أكبرُ آيةٍ ... مغنى الوَرَى ومحنة العقلاء؟ وهو الرّزيةُ والبَليةُ والذى ... يَسطو على الآباءِ والأبناء فاشدُدْ حيازيمَ الرَّحيل إلى الأُولى ... واخرج من الأَدواء والحكماءِ إنَّ الغنائَم فى التَّوكَل والرّضا ... لَيستْ مع الصفراءِ والحَمْراءِ لو أن عُمْرًا من طبيبٍ يُشترى ... عاش الطبيب ولم يمت بالدَّاءِ يا موتُ أقرب من يكون على الفتى ... تلقيه فى الصّقعاء والرّمضاء يا موتُ مالَكَ لا تُبَقى ما جدًا ... يا هاذِم اللَّذات والسراءِ يا فتنة الأمراءِ والوُزراءَ يا ... مُستهلك الشُّرفاءِ والخُلفاءِ يا حسرةَ الظُّرفاءِ واللُّطفاء يا ... مستأصلَ النُّبلاء والنُّجباءِ الموتُ حتمٌ يومَ يأتى وعدُهُ ... ما وعدُهُ وعدًا بغيرِ وفاءِ كم فلَّ حيشًا كم رمى من أسهمٍ ... كم فَضَّ شملًا كم قضى بعزاء كم خَصَّ طفلًا كم كوى من والدٍ ... كم هدَّ رُكنًا بعد دَكِّ بناءِ كم فظَّ نفسًا كم بَرى من حاكمٍ ... من بعدِ عزّ قائمٍ وحصاءِ هذا ولىُّ الله والحَبْرُ الذى ... بالفخرِ حازَ مراتِب العَلْياءِ

هذا الذى [للعلم] كان مُحصلا ... وحَوى نَفِيس مآثرِ العُظماءِ هذا الذى حازَ الفضائِلَ والتُّقى ... حتَّى غدا عَلَمًا على الفقهاءِ هذا الشَّفيق على اليتامى والذى ... يَحنوا على القُرباء والغُرباءِ هذا الذى إن عُدَّ سادةُ عصره ... فمحلّه منهم مع الجَوزاءِ هذا الذى أضحى أبو عُمَرٍ له ... جدًّا وحازَ مناقبَ الصُّلحاءِ هذا الذى فى الناس عاش بسيرةٍ ... مشكورةٍ وقضى بحسنِ ثناءِ يسعَى بنفع المسلمين بجدِّه ... أبدًا ولا يشكو من الإعياءِ فالله يَرحمه ويَرْزُقُ أَهلَه ... صَبرًا عليه فقد رُموا ببلاءِ لا عِزّ للدنيا الدَّنِيّة أهلها ... دار الفَنا ليست بدار بقاءِ أمحمدٌ شيَّدت مذهبَ أحمدٍ ... مترددًا بصفاتِه الحَسناءِ ونصبتَ للأحكامِ مخطوبًا لها ... فعدَلت فى الخُصماء والغُرماءِ يا طالَ ما قمت إِلا له وقمتَ فى ... ضوءِ الهُدى يا فارسَ البيضاءِ هذا الحديث مُوثِّقٌ فى نَقله ... ومقاله لله لا لرِياءِ ذو همةٍ وديانةٍ ومروءةٍ ... ذو عفَّةٍ وصِيَانةٍ وحياءِ يا طالَ ما جَبَرَ الكسيرَ وقامَ فى ... عونِ الغريبِ وجاءَ للضعفاءِ قاضى القُضاة الحَنْبَلِى محمدٌ ... يا سيدَ الفُقَهاء والأدباءِ يا عزّ دينِ الله قد أوحشتَنَا ... لكن نزلت بتربة الشهداءِ أصبحتَ للإلاه (كذا) ونازلا ... بجوار تربتِه بخير فناء أوحشتَنا أَوحشتنا أَوحشتَنا ... يا عزَّ أهل الدين والكبراءَ أحْزَنْتَنَا أبكيتَنا أَتْعَبْتَنَا ... بدلتَنا بعد الوفَا بجفاءِ والصَّالحيةُ والمدينةُ أنكرت ... فى الأمرِ بالتَّحذير والإغراءِ فالأهلُ والجيرانُ فى حالِ الأسا ... تبكى لوحشةٍ داركَ الفقراءِ لا شكَّ عز الدين فى ألم النّوى ... فمآلنُا كلا إلى الغَبراءِ قد ماتَ خيرُ الخَلقِ وهو محمّدٌ ... وهو الحبَيب ووالد الزَّهراءِ

فتأسَّ بالمُختار ماتَ وبَيْتُه ... خالٍ من الصَّفراء والحمراءِ خيرُ الأنام وطال ما فى يَثْرِبٍ ... صيّرت (¬1) محاسنه عن الأعداء؟ كذا لكن أيادِى جودِه ونَوالِه ... تجرى لزِائرِه مع الوفاء كذا (¬2)؟ لا تَخش عزَّ الدين من نوبِ القَضا ... يا ضَيْف ساحةِ أكَرمِ الكُرماءِ حاشا الكريمَ بأن يُخَيّبَ عبدَه ... يا ربنا يا أرحَم الرُّحماءِ يا مَن يَمُنُّ على العبادِ بفَضلِه ... وبجودِه الأموات والأحياءِ أسبغ عليه رحمةً واغفر لَه ... يا جابِرَ المكسورِ والفُقَراءِ وأفض عليه من (3 خزائنه الذى 3) ... ليكونَ فى الأخرى مع العتقاءِ أمحمدٌ قضيّتها فَلكَ الهنَا ... زالَ العنا بالسّتر والأعضاء قد كنتَ فينًا محسِنًا مُتَفَضِّلاً ... فجُزِيتَ عن شَعبانَ خيرَ جزاءِ لم أنسَ جودك إذ أتيتُ بجلَّقٍ ... أصلًا ولا فى مكةَ الغَرّاءِ يا صاحبٌ ما مثله من صاحبٍ ... أبدًا ولا فى النَّوم والإغفاءِ لو أمكن الِإنسان دفنَ حَبيبه ... فى قلبه لدُفنت فى الأحشاءِ مَن شاءَ بعدك يا محمدٌ فالْيَمُتْ ... فعلَيكَ كنتُ أخافُ من رقباءِ لكن وحَقّك (¬4) فى الزَّمانِ بقيةً ... بالفالحين السّادة العلماءِ فالله يبُقيهم ويرحمُ من مضَى ... منهم ويَحفظُهُمْ من الأسواءِ ما كنتُ أقنعُ بالمدِيح وإنَّما ... أصبحتُ أقنعُ بعده برثاءِ خُدها يتيمة خادِمٍ من شوقه ... وافى إليك ببنْتِه العذراءِ تَجزيه أجرَ ثوابٍ ما قدَّمتُهُ ... فلذا أتت تَمشى على استحياءِ ¬

_ (¬1) كتب على فى الأصل: فوق هذه الكلمة: "كذا" ولعلها: "صُرِفَتْ ". (¬2) كتب فوقها فى الأصل: "كذا". والبيت بها يستقيمُ وزنًا. (3 - 3) في فى الأصل، ولعل صحة العبارة: "خزائنك النّدى". (¬4) وردَ فى هامش اللوحة أمام هذا البيت، هذا لا يسوغ، مراعاة لأنَّه أقسامٌ بحق المخلوق، والحلف لا يكون إلا بالله أو بصفاته. (كاتبه).

ما زلتَ محمود الحياةِ وفى الثَّرى ... فلقد حُبيب برفعة وسنَاءِ ورُزقت فى دنياك لُطفًا فى القَضا ... لِيَهَنْكَ ما تَلْقى من الآلآءِ نَمْ فى أمانِ الله واعلم أنَّه ... ذُو رحمةٍ ويجودُ بالنَّعماءِ نَمْ فى سبيلِ الله خيرَ مودّعٍ ... يُبكى علمكَ بأدمعٍ ودماء من لم يجدْ بالدَّمعِ فيك محبةً ... هذاكَ (¬1) معدودٌ من البُخلاء يا ربّ بالهادى النَّبى محمدٍ ... خيرِ الأنامِ وسيّدِ السُّعداء (¬2) سامحه واغفرْ ذنبَه واجعلْ له ... نورًا يلوحُ بصبحه ومساءِ والحاضِرين ومن أتانا زائرًا ... والغائبين ومن أتى بدعاءِ هذا وداعتنا إليك وحفظُها ... سهلٌ عليك وأنت ذو إيفاءِ ثمّ الصلاةُ على النّبِىّ المُصطفى ... من صَفْوةِ الفُصحاء والنُّجباء والآلُ والأصحابُ أعلامُ الهُدى ... ما سار رَكبُ الحَجّ فى البَطحاءِ 132 - محمد بن عبد الدائم الشيخ العالم الفاضل المحدث البارع الأصيل، شمسُ الدين أبو عبد الله محمدُ بن الشيخ المسند أبي عبد الله محمد بن الشيخ المسند الكبير أبي بكر، الِإمام العالم أبي العباس أحمد بن ¬

_ (¬1) فى الأصل: "فذاك". (¬2) ورد فى هامش اللوحة أمام هذا البيت، هذا بدعة محرمة، لأن السؤال بالمخلوق ممنوع. (كاتبه). 132 - ابن عبد الدائم: (713 - 775 هـ). أخباره فى المعجم المختص: 83، والدرر الكامنة: 5/ 10، تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 216. قال الذهبى: محمد بن محمد بن شيخنا أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسى الصالحيّ الحنبلي المحدث. ولد سنة 713 وسمع من جده ومن عيسى السمسار وابن سعد وابن الشحنة. ثم طلب بنفسه ونسخ وحصّل.

عبد الدايم بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن بكير المقَدسى الصّالحى. ولد سنة ثلاثَ عشرةَ وسبعمائة وسمع من أبيه وجده أبي بكر وآخرين، وطلبَ بنفسه وعُنى بالمسائل وتفقه وحدّث [. . . .] وثبته. ذكره الّذهبى فى "معجمه المختص بالمحدثين" (¬1). توفى فى سنة خمس وسبعين وسبعمائة (¬2). وقال ابن قاضى شُهبة (¬3): الشيخ المسند المكثر شمس الدين أبو عبد الله محمد بن المسند المكثر أبي عبد الله محمد بن المسند أبي بكر ابن المسند الكبير المكثر زين الدين أبي العبّاس أحمد بن عبد الدايم بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن بكير المقدسى، الصَّدفى الأصل الصالحى الشَّيخِ المسند شمس الدين أبو عبد الله، مولده فى شعبان سنة ثلاثَ عشرة وسبعمائة. قال أبو زُرْعَة (¬4): وحدّث هو وأبوه وجدّه وجدّ أبيه، توفى بظاهر دمشق يوم الاثنين خامس شهر شعبان سنة أربع وسبعين وسبعُمائة. وفى تواريخ المصريين سادسه بالصّالحية، ودفن بقاسيون. رحمه الله تعالى وإيانا. 133 محمد بن المحبّ الشيخُ الِإمامُ العالمُ الزَّاهدُ العابدُ ¬

_ (¬1) المعجم المختص: 83. (¬2) قال ابن حجر: وقيل سنة خمس وتسعين. (¬3) تاريخ ابن قاضى شهبه 1/ 216. (¬4) سقطت ترجمته فى خرم أصاب كتاب أبي زرعة (ذيل العبر) نسخة كوبرلى. 133 - محمد بن المحبّ (الصامت): (712 - 788 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 328، والردّ الوافر: 91، والمنهج الأحمد: 2/ 131، ومختصره: 168، وشذرات الذهب 6/ 304، 305. قال ابن ناصر الدين: الشَّيخُ الامامُ الزَّاهدُ العابدُ النبيلُ المحدّثُ الأصيل الحافظ الكبير المسند الكثير عُمدة الحفاظ شيخ المحدثين، شمس الدين أبو بكر. . . . الشهير بـ "ابن الصَّامت" لقب بذلك لكثرة سكوته عن فضول الكلام، وكان يكره أن يدعى بذلك اللَّقب بين الأنام.

العلامةُ النبيلُ المحدثُ الأصيلُ الحافظُ الكبيرُ المسندُ عمدةُ الحفّاظِ شيخُ المحدُثين شمسُ الدين أبو بكر محمّد بن الشَّيخ الِإمام الحافظ القدوة محب الدّين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن المُحب عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السَّعدى المقَدسى، ثم الصَّالحى الحنبلى الشهير بـ "الصَّامت" بالصَّالحية، لقب بذلك لكثرة سُكُوته عن فُضُولِ الكلام، وكان يكره أن يُدعى بهذا أو يلقب به بين الناس. ولد سنة اثنتى عشرة وسبعمائة، عن ابن تيمية ووالده، وزينب بنت الكمال، وابن الشَّحنة، وابن المِزى، والقاضى سُليمان والمطعم وخلقٌ لا يمكن حصرهم. وعنه الخلقُ الكثير والجمُّ الغفيرِ منهم النّظام، وابن صوارن. وغير واحد من شيوخنا، أسمعه والده صَغيرًا وأخبرت أن "ثبته" الذى كتبه والده بأسماءِ الكُتب التى أسمعه إيّاها فى مجلدين. قلتُ: بل هى أكثر من ذالك فإنَ خَطّ والده على الأجزاء والكتب لا يمكن استقصاؤه، وقلّ جزءٌ إلا وعليه خطه، وقلّ ما عليه خطه ولم يسمعه إيّاه، بل أكثرُها سمعه ولدى محمد. وبعد ذلك نشأ وطلب بنفسه وقرأ الكثير وحصَّل، وكانت معهم خزانة الضِّيائية فمن ثم كَثُر سماعهم واتَّسعت معرفتهم بذلك وبالمتصل فى "المُقنع" وقد وصل أشياء كثيرة بالِإجازة، وقد وجدتُ له أجزاء كتيرة وصلها بإجازتين وثلاثة وأربعة وخمسة، وقلَّ جزءٌ من أجزاء الضّيائية أو من كتب الحَديث إلا وعليه خطُّه. رتب "مسند الِإمام أحمد" على الأبواب فأتقن وأَجاد وصنَّف كتاب "التَّذكرة فى الضعفاء". وكتاب "إثبات أحاديث الصّفات". قالَ الشيخُ شمسُ الدين (¬1) وكان يحبّ الشيخ تقى الدين، وترجمه بشئ كثيرٍ ومدحه بقصائد. ¬

_ (¬1) هو ابن ناصر الدين الدِّمشقى، قال فى الردّ الوافر: ولقد وجدت بخطه=

قلتُ: كتبَ بخطّه الكثيرَ وكانت له معرفةٌ تامّةٌ بالحديث، ومعرفة طُرُقه لا سيِّما بالأجزاء فإن له اعتناءً زائدًا بها، وأُخبرت عنه فى آخر الأمر أنه كان يدور على المكاتب يُسمع الأولاد، وقد عدّه من الحفاظ غير واحد من شيوخنا وغيرهم وذلك كثير فى الأجزاء [فمن قرأ عليه قال] (¬1): الحافظ أبو الخير بن المحبّ، ووجدتُ فى بعضها الفقيه النّبيه، وسمعنا قديمًا وشاهِدُنا من صُورة الحال قَلَّ كتابٌ من كتب الدُّنيا لا سند فيه لابن المحبّ. توفى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بالصالحية ودفن بها - رحمه الله تعالى. قال شيخنا، وأخبرني الشيخ محمد الشّبلى، عن ابن فُريج أن لابن (¬2) المحبّ إجازةً لكل من أدرك جزءًا من حياته. 134 - محمد بن سالم بن عبد الرحمن الدِّمشقى، ثم المصرى الحَنبلى، ويُعرف بـ "ابن أَخى عبد الجليل" قال ابن قاضى شُهبة: الشيخُ العالمُ المفتى شمسُ الدين أبو عبد الله، كان مقيمًا بالشام ثم حَصَل له رمد ونزل بعينيه ماء فحضر إلى مصر ليتداوى بالقدح، فلم يحصل له بُرْءٌ واستمرَّ ضَريرًا، وكان مقيمًا بالمدرسة الجمالية داخل ¬

_ = مواضع كثيرة وأماكن متباينة بخطه مسطورة ترجمه الشيخ تقى الدين بـ "شيخ الإسلام" وهو أجل شيوخه من الأئمة الأعلام، ومدحه بقصائد من النظام. (¬1) فى الأصل: "فمهما قرأ عليه يقال" ولعلّ الصَّوابَ ما أثبتُّه. (¬2) فى الأصل (ابن المحب). 134 - ابن أخى عبد الجليل: (؟ - 777 هـ). أخباره فى المقصد الأرشد: 125، والمنهج الأحمد: 2/ 128، ومختصره: 165، والشذرات: 6/ 254، والسحب الوابلة: 242.

القاهرة وينزل فى مدارس الحنابلة، وحصل له تدريس مدرسة السلطان حسن. قلتُ: رأيتُ كتابًا فى الفقه أظنُّه له، فى تصَنيفه عفاشة. توفى يوم السَّبت سادس عشر [ى] شعبان سنة سبعِ وسبعين وسبعمائة. 135 - محمد البَعلى بن ولد الشَّيخ شمس الدين أبو الفتح الشيخ المولد. قال ابن قاضى شُهبة: أظنُّه من ولده، وكان أبوه قيمًا بجامع تنكر (¬1) وله أخبار فى كثرة نومه ورطوبة جسده حتى كان ينام وهو يجامع امرأته وهو يكنس، وهو يُمسك الحبل الذى يعلق فيه القنديل، وهو يغلق الجامع. توفى فى شهر شعبان سنة سبع وسبعين وسبعمائة. 136 - محمَّدُ بن قاضى القُضاة شَرف الدّين أحمد بن قاضى القُضاة شَرف الدين الحسَن بن الخطيب شرف الدين عبدُ الله بن الشيخ أبي عمر المعروف بـ "بابن قاضى الجَبَل"، ناظر مدرسة جدِّه صلاح الدين. ¬

_ 135 - محمد البعلى: (؟ - 777 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 120، وتاريخ ابن قاضى شهبة. (¬1) ثمار المقاصد فى ذكر المساجد: 202 (الذيل) ونقل عن ابن كثير فى سنة 717 هـ فى صفر شُرع فى عمارة الجامع الذى عمر ملك الأمراء تنكر ظاهر باب القصر تجاه حكر الساق على خير بانياس. قال: وتردد العلماء والقضاة فى تحديد قبلته فاستقر الحال فى أمرها على ما قاله ابن تيمية، وقال فى حوادث سنة 718 هـ قال: فى شعبان تكامل بناء الجامع. 136 - محمَّدُ بن شرف الدين: (؟ - 781 هـ). من آل قدامة. لم أعثر على أخباره. ووالده شرف الدين أحمد مشهور بالعلم والفضل توفى سنة 771 هـ. أخباره فى الدرر الكامنة: 1/ 129، والدارس: 2/ 44 وغيرهما.

حُمدت سيرته فى آخر أيامه. توفى فى العشر الأخير من رجب سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ودفن عند والده - رحمه الله تعالى. 137 - محمد بن أحمد بن حسن بن عبد الهادى، عَمىّ أخو أبي الشَّيخ شمس الدين، الشيخُ الزاهدُ الوَرِعُ المحدّثُ المتقنُ، رأيتُ ترجمة بخطّ ابن ناصر الدين، فقالَ: محمد بن أحمد بن حسن بن أحمد ابن عبد الهادى بن عبد الحميد بن عبد الهادى بن يوسف المقدسى الحنبلى، أبو عبد الله، حفظ القرآن وصَلّى به إمامًا وهو طفل، ثم حفظ "مختصر أبي القاسم الخِرَقِىّ" فى مذهبه، وتفقَّه وسَعى فى طلب الحديث، وسمع بقراءته وقراءة غيره، واستفاد وأفاد، وخرّج الأحاديث الزّائدة على "الصَّحيحين". فى كتاب "سنن أبي داود" و"جامع التِّرمذى" معلِّلًا، وكان وَرِعًا مُتَّصِفًا مطرّحًا لنفسه ذا قناعةٍ وخيرٍ وصلاحِ. توفى [سنة (¬1)] سبع وثلاثين وثمانمائة، وصُلّى عليه من الغَدِ ودفن بجامع المظفرى من سفح قاسيون، وحضرنا دفنه بمقبرة شيخ الِإسلام أبي عمر المقدسى وبنيه - رحمة الله عليهم. 138 - محمد بن الشَّيخِ العالم شمس الدين الجَبَلِىّ الشامى المِصرى الحَنبلى المعروف بـ "ابن شرفِ الدين" أبي عبد الله محمد بن الشيخ محيى الدين عبد القادر بن الشيخ شرف الدين أبو الحسن اليُوْنِيْنىّ ¬

_ 137 - محمد بن أحمد بن عبد الهادى: (؟ - 837 هـ). عم المؤلف. (لم أعثر على أخباره). (¬1) فى الأصل: "عن". 138 - محمد بن شمس الدين الجبلى: (؟ - 806 هـ). لم أعثر على أخباره. وله ابن اسمه محمد بن محمد بن محمد بن شرف الدين. . . توفى سنة 853 هـ. ترجم له ابن الحمصىّ فى حوادث الزمان: 2/ 12.

البَعلى الحنبلى أخو الشيخ تقىّ الدّين المتقدّم، القاضى مُعين الدين الحَسَنِىّ الحنبلى، ولى قضاء بَعْلَبَكّ مدة عمره، كثير التّواضع والتَّعفف، ولم يأخذ على القضاء، توفى سنة ست وثمانمائة. 139 - محمد بن عبد القادر بن الشَّيخ شرف الدين أبو الحسن اليُونينى البَعلى الحنبلى والد محمّد المتقدم الشيخ شرف الدين أبو عبد الله. توفى فى ذى القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة. 140 - محمّد بن الشَّيخ العالمِ شمسُ الدّين محمّد الجَبَلِىّ الشامى المصرى الحنبلى المعروف بـ "بابن الأعمى"، الشيخُ العالمُ صلاحُ الدّين. اشتغل وحصَّل وأشغل وأفتى وأعاد ودرس للحنابلة بالظاهرية الجديدة، وبمدرسة السُّلطان حسن. توفى ليلة الأربعاء سادس ربيع الآخر سنة خمسٍ وتِسعين وسبعمائة، ودفن من الغد بقبور الصُّوفية. 141 - محمد بن نجم الدين أحمد قاضى القضاة عز الدين محمد بن قاضى القضاة تقى الدين سُليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن قُدامة المَقْدِسِى ثم الدّمَشْقِىّ ¬

_ 139 - محمد بن عبد القادر اليونينى: (؟ - 797 هـ). لم أعثر على أخباره. ولعل حفيده المذكور فى حوادث الزمان: 2/ 12 محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر اليونينى قاضى بعلبك المتوفى سنة 853 هـ. 140 - (محمد الجبلى المعروف بـ (الأعمى): (؟ - 795 هـ). أخباره فى الإنباء: 1/ 464، المقصد الأرشد 151، والمنهج الأحمد: 2/ 132، ومختصره: 169، تاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 3 / 494، الشذرات 6/ 341، السحب 283. 141 - محمد بن أحمد الخطيب (؟ - 782 هـ). من آل قدامة أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 127، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 50.

الصالحى الحنبلى الخَطيب بجامع الظّفرى شريكًا، وكان بيده وبيد أخيه فخر الدين على نصف الخطابة، فلما توفى أخوه استقل بالنصفِ إلى أن توفى يوم الأحد سادس عشر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة. 142 - محمد بن القاضى عماد الدين أبي بكر بن عبد الرحمن ابن أحمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عُمر بن شيخ الِإسلام أبي عُمر، عرف بـ "بابن زُرَيْقٍ" القاضى ناصر الدين. سمع الكثير من ابن فُرَيْجٍ، والشيخ برهان الدين العَجَمِىّ، وابن حَجَرٍ، والشيخ علي بن عُروة، وابن حَوَارس، وابن ناصر الدين وابن الشَّرائحى وأخويه، والنّظام، وبنت الشّرائحى، وأصحاب ابن الرَّعبوب ببعلبك وغيرهم، ووضع لنفسه "ثبتًا" فى مجلدين، قرأتُ عليه أشياء ناب [عن] القاضى بُرهان الدّين ¬

_ 142 - ابن زُرَيق: (812 - 900 هـ). من آل قدامة المقادسة. أخباره فى الضوء اللَّامع: 7/ 169، المنهج الأحمد 2/ 156، ومختصره 197، والشذرات 7/ 366، والسُّحب الوابلة 232. وفيه: محمد بن أبي بكر عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سُليمان رفع نسبه ابن حميد إلى سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه نقلا عن ابن طولون. قال: قال ابن طولون فى سكردان الأخبار ومن خطه نقلت: هكذا وجدت هذا النسب فى سليمان فصاعدا بخط الحافظين أبي بكر بن ناصر الدين وأبي الفصل ابن حجر. ونقل بعض اختلاف فى الأسماء وزيادة فيها عن ابن فهد المكى. ومحمدٌ هذا هو أخو أحمد المتقدم ترجمة رقم: (6) وأخو عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 838 هـ) أخباره فى معجم ابن فهد: 360، والضوء اللامع: 4/ 63، والشذرات: 7/ 227، والسحب الوابلة: 119. وأخو عبد الله بن أبي بكر (ت 848 هـ) أخباره فى معجم ابن فهد: 148، والضوء اللامع: 5/ 15، والسحب الوابلة: 155، وهما مما يستدرك على المؤلّف وقد ذكرهما عرضًا فى ترجمة أحمد.

ابن مفلح، وابن عمه القاضى علاء الدين، وولى نظر مدرسة شيخ الإسلام، وكان له إلمامٌ بمعرف الحدَيث والرجال، وهو أخو أحمد المتقدم. 143 - محمد بن الشيخ عز الدين محمد (¬1) بن الشيخ ناصر الدين داود بن حمزة بن أحمد بن عمر المقدسى الحنبلى، الشيخ المُسْنِد الأصيل المقرئ ناصر الدين مولده سنة ثمان وسبعمائة (¬2). [توفى سنة ست وتسعين وسبعماية] (¬3) وصلى عليه من الغد عَقيب صلاة الجمعة بالجامع المظفرى، ودفن بتربة جده الشيخ أبي عمر فى قبر والده، انقطع ثلاثة أيام ويقال: إنه طُعن. ¬

_ 143 - ابن عز الدين: (708 - 796 هـ). من آل قدامة. أخباره فى الدرر الكامنة: 4/ 293، إنباء الغمر: 1/ 483، وتاريخ ابن قاضى شُهبة 1/ 3 / 535 والمقصد الأرشد: 152، والمنهج الأحمد: 2/ 34، ومختصره: 172. وذكر العُلَيْمِىُّ أن وفاته فى رجب سنة 799 هـ. وهذا مخالف لما ذهب إليه ابن حجر، وابن قاضى شُهبة. رترجم له ابن الحماد فى الشَّذرات فى موضعين نتيجة لهذا الاختلاف فترجم له: 6/ 347، و 6/ 362، ناقلا كلام ابن حجر فى الأول والعُليمى فى الثاني. ولم يتبين له أنه رجل واحد فى الموضعين. (¬1) فى الأصل: "ابن محمد". (¬2) قال ابن حَجَر فى الدرر: أُحضر على محمد بن على ومحمد بن يحيى بن سعد وإبراهيم بن غالب وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم فى آخرين. وأجاز له الرضىّ الطبرى وأخوه الصفى والفخر التوزرى والعلم بن درادة وإسماعيل بن العلم بيبرس العديمى والتاج النَّصيبى وإسحاق النحاس وآخرين، وحدث بالكثير وقد تفرد ببعض شيوخه ومسموعاته وكان صالحًا خيّرا. وقال ابنُ حَجَر أيضًا فى الِإنباء: سمع على عم أيه القاضى سُليمان وغيره. (¬3) بياض فى الأصل، والتكملة من تاريخ ابن قاضى شُهبة مصدر المؤلف.

144 - محمد بن الشيخ محيى الدين عبد القادر الشيخ الِإمام شرف الدين أبي الحسين علي بن الشيخ الفقيه الحافظ عبد الله بن محمد ابن أحمد بن أبي الحسين اليُوْنِيْنِىّ البعلى الحنبلى. قال ابن قاضى شُهبة: الشيخ شرف الدين أبي عبد الله. مولده سنة أربع عشرة وسبعمائة سمع من أخى جدّه القُطب، وابن الشّحنة، والنجم وطائفة. توفى فى شهر ذى القعدة سنة تسع وسبعين وسبعمائة. 145 - محمد بن الشيخ شرف الدين محمد بن عبد الله بن ¬

_ 144 - محمد بن محيى الدّين اليُوْنِينيُّ: (714 - 779 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 123، والدرر الكامنة: 4/ 139، تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 234. قال فى الدرر: محمد بن عبد القادر بن علي بن محمد. . . ولد بِبَعلَبَك، وسمع بها من عم أبيه القطب موسى بن اليُونينى "مشيخة أبي الحسين بن الجُمَيْزِىّ" بإجازته منه وسمع أيضًا من عمته أمة العزيز وغيرها وغيرها وحدث ومات سنة 773 هـ. وقال فى الِإنباء: مولده ببعلبك سنة 714 هـ. قال: اشتغل بالفقه وبرع فى الفتيا، وأثم بمسجد الحنابلة وأنشأ بالقرب منه مدرسة للحنابلة ودرس بها ووقف عليها أوقافا. وكان ليِّنَ الجانب وجيهًا متعبّدًا وانقطع بآخره فكان لا يخرج إلا لشهود الجماعة، وحدّث. مات فى ذى القعدة عن ثلاث وستين سنة وهو والد المعين القاضى. وقال ابن قاضى شهبة: شيخ بعلبك وصاحب الحمامين بها. . . 145 - محمد ببن محمد الحاسب: (؟ - 784 هـ). إنباء الغمر 1/ 269، والمنهج 2/ 130، ومختصره 167، والشذرات 6/ 285. ووفاته عند الجميع سنة 784 هـ. وقد نقل ابن العماد كلام المؤلف هنا ولم يزد عليه شيئًا.

الحاسب المقدسى الشيخ موفق الدين. حفظ "المُقنع" حفظًا جيدًا وكان يستحضره، وفضل، وكان من النّجباء الأخيار عنده حياء وتواضع، وهو سبط الشيخ صلاح الدين أبي عمر إمام المدرسة. توفى يوم الأحد ثالث شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة، ولعله بلغ الثمانين. 146 - محمد بن عُبَيْد بن أحمد المَرْدَاوِىُّ الحَنبلى، أخذ عن القاضى جمال الدين. قال ابن قاضى شُهبة: الشيخ الِإمام الفقيه شمس الدين قال، قال شيخنا (¬1): كان فقهًا نقّالًا، يحفظ فروعًا كثيرةً وغرائبَ وأفتى، وكان كثيرَ الاجتماع بالشَّافعية. توفى فى ذى القعدة سنة خمس وثمانين وسبعمائة. قال ابن قاضى شُهبة (¬2): وأحسِبُهُ جاوز الخسمين. 147 - محمد بن الشيخ الأجل شهاب الدين أحمد بن الشيخ الفقيه الفاضل شمس الدين محمد الشّهير بـ "بابن الرَّوْح" البَغدادىُّ الأَزجِّيُّ. أذن له موصى اليُوْنْيِنِىّ أن يفتى فى مذهبِ أحمد ويشتغل ¬

_ 146 - ابن عُبَيْدٍ: (؟ - 785 هـ). أخباره فى: تاريخ ابن قاضى شُهبة: 1/ 3 / 1251، وإنباء الغمر: 1/ 285، والمقصد الأرشد: 138، المنهج الأحمد: 2/ 131، ومختصره: 167. قال ابن مُفلح: تفقه على قاضى القضاة جمال الدين المَرْدَاوِىّ وجدى صاحب الفروع ولازمه كتب بخطه كثيرًا. وقال ابن حَجر: كان ذا عنايةٍ بالفرائض وقرأ الفقه ولازم ابن مُفلع حتى فَضُل ودرس. وفاته عند العُلَيْمِىّ سنة. . . (¬1) فى تاريخ ابن قاضى شُهبة قال ابن حجّى.:هو شيخه المقصود هنا. (¬2) عبارة ابن قاضى شُهبة: جاوز الخمسين ظنا. 147 - ابنُ الرَّوح البَغْدَادِىُّ: (لم أعثر على أخباره).

فقال فى إذنه له فيما وجدتُ بخطِّه: أذنتُ للفقيه الأديب المُشتغل المُحَصِّل شمسِ الدين محمد أن يُفتى ويَشتغل بما يعلمه فى مذهب الإمام أحمد، وذلك تاريخ عشر ذى القعدة الحرام سنة تسع وثلاثين وثمانمائة، ورأيتُ بخطِّ غيره محمد الشَّهير بـ "ابن الروح" البَغدادى الأزَجِّىِّ الشَّيخ الفقيه الفاضل. 148 - محمد بن الخَطيب تقىِّ الدين أحمد بن العز إبراهيم بن الخَطيب شرف الدين عبد الله بن أبي عُمر المَقْدِسِىّ الأصل الدِّمَشْقِى ¬

_ 148 - محمد بن الخطيب: (684 - 780 هـ). من آل قدامة. أخباره فى: إنباء الغمر: 1/ 186، والدرر الكامنة: 3/ 392، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 256، والمقصد الأرشد: 126، والمنهج الأحمد: 2/ 129، ومختصره: 166، والقلائد الجوهرية: 2/ 407، شذرات الذهب: 6/ 268، والسحب الوابلة: 213. قال العُلَيْمِىُّ فى المنهَج الأحمد: قال الفَقير جامع هذا المختصر - عفا الله عنه: ولى صحبة متّصلة به رحمه الله، ومنه إلى الإمام أحمد رضى الله عنه ثم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بسند عال أخذتها عن شيخنا الإمام بقية العلماء الأعلام. . . قالَ الحافظ ابن حَجر: وتفرد بالسماع من الفَخر بن البُخارى، وسمع منه مشيخته، وأكثر مسند أحمد، والشَّمائل، والمُنتقى الكبير من الغيلانيات. . . وقالَ أيضًا: وكان ديّنًا صالِحًا حسن الاستماع، وأمَّ بمدرسة جدّه وأسمع الحديث أكثر من خمسين سنة. وقال ابن طُولُون: وكان رجلًا حسنًا جيدًا صبورًا على الإسماع محبًّا للحديث وأهله وأهل الخير من بيت صلاح وعلم ورواته عمَّر دهرًا طويلًا حتى صارَ مسندَ وقتِه ورحلةَ عصرهِ وتفرَّد بكثيرٍ من مسموعاته وشيوخه وحدَّث بأكثرِها. . . . وهو آخر من كان بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعةُ رجالٍ ثقاتٍ بالسماع المتصل، وحدث هو وأخوه وأبوه وجدّه وجدّ أبيه وجدّ جدّه.

الحنبلى قال ابن قاضى شُهبة: المسند صلاح الدين إمام مدرسة جده أبي عُمَر، مولده سنة أربع وثمانين وستمائة، وسمع من جماعة وتفرَّد عن بعضهم ومن شيوخه القاضى تقىّ الدين سليمان، والشيخ شمس الدين ابن حازم، والعز الفراء، والتقى بن موسى، ونصرُ الله بن محمد، وعيسى المغارى، ومحمد بن محمد البَجَدِىُّ (¬1) ومحمد بن على الواسطى، وأبو بكر ابن عبد الدايم، وأجازه سنة خمس وثمانين جماعة من أصحاب [ابن] طَبَرْزَدْ وغيرهم. قال ابن قاضى شُهبة، قال: شيخنا مسند الوقت أكبر من بقى من أصحاب ابن البخارى، سمع منه مسند الِإمام أحمد بفوتٍ يسير، وكتاب "الشَّمائل" للتّرمذى وغير ذلك. ومن سموعه على المغارى والحسن بن الخَلاّل"مسند الدّارِمِىّ". قلت: عمن جدّى، وأخذنا عنه، وأجاز ابن مُقبل الحلبى، وهو أجازَ لنا. توفى يوم السبت ثالث عشر شهر شوال سنة ثمانين وسبعمائة. ورأيتُ فى كلام بعضهم (¬2): محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عُبَيْد بن أبي عُمَر صلاح الدين، مُسند الدنيا ولد سنة أربع وثمانين ومات سنة ثمانين وسبعمائة (¬3). 149 - محمد بن [أحمد] بن مَعْتُوق بن الكَرْكِىُّ الشَّيخُ ¬

_ (¬1) فى الأصل: "النّجدى" ولعله: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن البجدىُّ الحنبلىّ المتوفى سنة 722 هـ، من قرية تُسمى بَجَد بالمعجمتين من تحت من قرى الزَّبَدَانى. الدرر الكامنة: 3/ 413. (¬2) هو الحافظ ابن حجر فى إنباء الغمر: 1/ 186. (¬3) قال الحافظ ابن حجر: مات فى شوال عن ست وتسعين سنة وأشهر ونزل الناس بموته درجة. 149 - ابنُ الكركي: (770 - 851 هـ). أخباره فى معجم ابن فهد: 380، والضوء اللامع: 7/ 108، والمنهج الأحمد: 2/ 143، ومختصره: 184 وحوادث الزمان: 2/ 6 والسحب الوابلة: 229. =

الفاضلُ المتقنُ المحدّثُ أمينُ الدّين. عن ابن رسلان وغيره، وعنه الخلق الكثيرُ والجمُّ الغفيرُ، برع وأتقن كتبَ كتبًا كثيرةً. توفى فيما قارب الخمسين وثمانمائة بالصالحية. 150 - محمد بن بَرْدَس الشَّيخُ الصالحُ الإمام العلامةُ مفتى المسلمين مفيدُ الطّالبين، بقيةُ المسندين تاجُ الدّين أبو عبد الله محمد بن الحافظ عماد الدين أبي الفدا إسماعيل بن محمد بن بَرْدَس بن نَصْر بن بَرْدَس بن رَسلان البَعْلَبَكِّىُّ الحَنبلى، مولده يوم السبت الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وسبعمائة ببعلبك، أسمعه والده الكثير، وقرأ هو بنفسه وطلب واجتهدَ فى تحصيل العلم ودأب وروى كثيرا من مسموعاته، وانتفع كثيرًا بفقهه ومروياته، ولم يزل على الخير حتى (¬1) توفى ببعلبك فى أواخر الثمانمائة قال بنُ ناصر الدين: وكان ¬

_ = اسمه: محمد بن أحمد بن معتوق بن موسى بن عبد العزيز الصالحىّ الحنبليّ الكركى، أثير الدين. وصفه السخاوى بقوله: كان إماما محدثا فاضلا ثقة، ووصفه العليمى بـ: الإمام العالم المحدث الضابط. جاء فى هامش أصل النسخة: بخط الناسخ الشيخ سليمان بن حمدان رحمه الله ما يلى: "على هامش الأصل المنقول منه بخط عثمان بن عبد العزيز بن منصور ما نصّه: محمد بن أحمد بن معتوق هذا هو كاتب الجزء الأخير من الفروع الذى فى ملكنا الآن. قاله كاتبه عفا الله عنه". وعثمان بن عبد العزيز بن منصور هذا من كبار عُلماء الحنابلة بنجد، وهو قاضى سدير توفى بحوطة سدير سنة 1282 هـ. (علماء نجد للشيخ عبد الله البسام: 3/ 699). (¬1) معجم ابن فهد: 380. 150 - ابن بَرْدَس: (751 - 830 هـ).=

يحبّ الشَّيخ تقى الدين كثيرًا، وترجمه ترجمة حسنة. قلت: أخذ عن ابن الخباز "صحيح مسلم" وسمعه عليه شيخنا أبو العباس الفولابى وقد قرأتُ عليه، ورأيتُ لبعضهم: محمد بن إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان البَعْلَبَكِىُّ تاج الدين بن [عماد الدين] ولد سنة خمس وأربعين، وأُحضر على ابن الخبَّاز. مات سنة ثلاث [وثلاثين] وثمانمائة. قلت: بل الصحيح أن وفاة سبط؟ الشيخ تاج الدين بن بردس سنة ثمان وعشرين فيما تقدم ببعلبك، ودفن جانب والد الشيخ جال الدين - رحمه الله تعالى. 151 - محمد بن شمس الدين محمد بن شهاب الدين أحمد بن ¬

_ = أخبإره فى إنباء الغمر: 3/ 393، والضوء اللاّمع: 7/ 343، والرد الوافر: 82، والمقصد الأرشد: 129، والمنهج الأحمد: 2/ 138، ومختصره: 179، والشَّذرات 7/ 194، والسُّحب الوابلة: 231. خطُّه جميل جدًا رأيت منه الجزء الأول من الشافى شرح المقنع نسخة الظاهرية. 151 - ابن المحبّ: (731 - 788 هـ). أخباره هنا تكاد تكون نقلًا حرفيًا لما فى المقصد الأرشد مع بعض التقديم والتأخير والاختصار. أخباره فى إنباء الغمر 1/ 328، وتاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 3 / 207، والمقصد الأرشد: 151، والمنهج الأحمد 2/ 131 مختصر: 168، وجعل فيه وفاته 789 هـ، والشذرات 6/ 304، والسحب الوابلة 277. قال ابن مفلح فى المقصد: قال ابن حِجّى وحدّث سمعت منه ومن أخيه صاحبنا شهاب الدين - وكان أسنّ منه - وقد اشتغل على الشيخ برهان الدين ابن قيْمِ الجَوْزِيَّة وأدرك أباه، وكان رجلا جيدًا. يقرئ الحديث على الكرسى بالجامع الأموى. ويقصد جماعة مواعيده، وله فضيلة وكتب بخطه الجيد كثيرًا من الطباق وغيرها. . . قال الحافظ ابن حَجَر: وكتب بخطه الحسن شيئا كثيرا، وكان شديد التَّعصب لابن تيمية. مات فى جمادى الأولى وله سبع وخمسون سنة. =

الشيخ المحدث المفيد محب الدين عبد الله محمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم السّعدى المقدسى الدمشقى المعروف بـ "بابن المحب" قال ابن قاضى شهبة: المحدث العالم شمس الدين. مولده يوم. الثلاثاء السابع والعشرين من ذى الحجّة سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة. حضر فى الثلاثة على أسماء بنت صَصْرِى "جزء إسحاق بن راهوية" سنة ثلاث وثلاثين. وحضر فى آخر الثالثة وأول [الرابعة] "فضائل الأوقات" للبيهقى على عائشة بنت مسلم، وأبو بكر بن الرّضى الجزرى والمزّى. وحضر على [جمال] الدين يوسف المعظّمى "مشيخة ابن عبد الدايم" وفى أواخر الثانية، وحضر فى الرابعة على أبي الحسن علي بن غانم. والبهاء علي بن العز، وله السماعات الكثيرة التى يطول ذكرها توفى يوم الأربعاء سابع جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بمنزله بالصّالحية وصُلِّىَ عليه بعد العصر بالجامع المظفرى ودفن بالرَّوضة عن ستٍ وخمسين، وستة أو سبعة أيام. رحمه الله تعالى. 152 - محمد بن الشيخ تقى الدين عبد الله بن الشيخ شمس الدين البَعلى الحَنبلى المعروف بـ "بابن الأقْرَع" الشَّيخُ المحصّل حفظَ "الخلاصة" في النَّحو لابن مالك. وَجَدْتُ فى بعض عروضات ابن ¬

_ = وابن المحبّ هذا غير ابن المحبّ شمس الدّين أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد صاحب الترجمة رقم: (133) فهو يشاركه فى اسمه ولقبه وسنة وفاته. وكلاهما محدث ومن محبّى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ويلقبان بابن الصَّامت، وهما ابنا عمّ فالأول محمد بن عبد الله بن أحمد. وصاحب هذه الترجمة محمد بن محمد بن أحمد. . 152 - ابن الأقرع البعلى: (؟ - 800 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 29، وتاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 3 / 687، والمقصد الأرشد: 137 والمنهج الأحمد 2/ 134، ومختصره 173، والشذرات: 6/ 366، والسحب الوابلة. اسمه محمد بن عبد الله وفى الإنباء محمد بن بشير وتصحفت فى الشذرات إلى (يسير) لأن مصدره ابن حجر فقط.

البِحْلاق (¬1) بخطّ أحمد بن راشد الشَّافعى المِلكاوى (¬2): كيفَ وشيخهُ من سارت بفضله الرِّكاب وسنا عرفه السّحاب، فطار نشر وطار فى الآفاق ذكره؟ الِإمام العالم العلامة البارع أبو عبد الله محمد شمس الدين البَعلى الحنبلى الشهير بـ "بابن الأَقرع"، أظنُّه توفى فى أواخر الثمانمائة. قال ابن قاضى شُهبة (¬3): محمد البَعلبكى المعروف "بابن الأقرع" العالم الفاضل شمسُ الدين البعَلبكى الحنبلى، حفظ كتبًا عديدة وكان [قوى الحافظة] فَصيحًا، أخذ عن الشيخ علاء الدين بن اللَّحام، وكذلك ترجمه ابن حِجّى وكان له حافظةٌ وذكاءٌ وفهم، ثم أخذ يعمل مواعيد عن ظهر قلبه وجعل له ابن قطنه السُّكرى على ذلك معلومًا، ثم فارقه وانتمى إلى شهاب الدين الحاجب فعمل له أيضًا معلومًا على ميعاد بالجامع، وعمل له النّائب بتربته أيضًا ميعادًا، واشتهر عند العوام، وكان عنده طلاقة لِسَانٍ فيما يورده، قالَ: ولم أسمعه إلا أنه بلغنى أمره، قال: توفى أول ليلة الاثنين رابع عشر شهر رَمضان سنة ثمانمائة بمدرسة الوَجِيْزيّة بباب جِيرون بدمشق وصُلّى عليه ضحوة النَّهار بالجامع وصُلّى عليه ببابِ الفراديس، ودفن هناك، وكانت له جنازة مشهودة حضرها خلقٌ كثيرٌ - رحمه الله تعالى. 153 - محمد الحجّاوى، الشيخ شمس الدين أبو عبد الله ¬

_ (¬1) هو إبراهيم بن البحلاق البعلىّ الحنبلىّ، برهان الدين شيخ الحنابلة ومدرسهم ومفتيهم بمدينة بعلبك توفى سنة 844 هـ. أخباره فى الشذرات: 7/ 225، والسحب الوابلة: 13. (¬2) هو شهاب الدين الدمشقى المتوفى سنة 803 هـ (الضوء اللَّامع: 1/ 299). (¬3) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 687. 153 - محمد بن عبد الله بن يوسف الحجّاوى: (761 - 834 هـ) =

الحجَّاوى الأصل الدمشقى الصَّالحى الحَنبلى. مولده سنة ستين أو إحدى وستين وسبعمائة، وحفظ "المُقنع"، واشتغل وقرأ البخارى مرارًا بدار السعادة عند الأمير ابن شيخ قريش، ثم قرأه عند المؤيد بمصر، وكان يقرأه قراءة مَليحة، ويستحضر كثير من "تَفسير البغوى" وهو حسن العشرة والمحاضرة، وبيده قرأتُ بالصّالحية، وهو منجمع عن الناس. توفى بالصالحية فى شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، ودفن بالسّفح. 154 - محمد بن عماد الدين بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الواحد بن سُرور المَقْدِسِى، قاضى القضاة شمس الدين أبو بكر محمد، ولد فى شهر صفر سنة ثلاث وسبعمائة، وسكن الديار المصرية فى سنة تسع وأربعين، وولى القضاء عند جعل القضاة الأربعة فى سنة ثلاث وستين، ثم امتُحن فى شعبان سنة سبعين - رحمه الله تعالى. 155 - محمد بن جمال الدين يوسف بن عبد اللّطيف الحرّانى ¬

_ = أخباره فى الضوء: 8/ 117، والسحب الوابلة: 263، 264. قال السخاوى: الحنبلى، وأخطأ من قال: الحنفى، ذكره التَّقى ابن فهد فى معجمه، وقال: إنه عمن الصّلاح بن أبي عمرو والمحب الصَّامت. قال السخاوى: وذكره شيخنا فى معجمه فقال: أجاز لى أولادى سنة سبع وعشرين ولم يزد. مات سنة ثلاث وثلاثين. وقال ابن حُميد: صنع سبع وثلاثين والعجب أن ابن حميد نقل أخباره عن السخاوى فقط. والله المستعان. 154 - ابن إسحاق المقدسيّ: (703 - بعد 770 هـ) لم أعثر على أخباره. 155 - محمد بن يوسف الحرّانى: (؟ - 769 هـ). أخباره فى الدرر الكامنة: 5/ 65، والمقصد الأرشد: 157، والمنهج الأحمد: 2/ 126، ومختصره: 161، شذرات الذهب 6/ 216 والسحب الوابلة: 300. وفى الدرر الكامنة والسحب الوابلة وفاته 799 هـ وهو حفيد الشَّيخ الإمام النجيب أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن الصقيل الحرّانى الحنبلى المصرى المتوفى سنة 662 هـ=

الحنبلى المصرى سمع "صحيح البخارى" على الحجار ووَزِيْره، وسمع أيضًا على حسن الكُرْدِىّ وغيره. توفى بالقاهرة فى شهر رمضان سنة تسع وستين وسبعمائة. 156 - محمد بن المحبّ عبد الله بن شمس الدين محمد بن عماد الدين عبد الحميد بن عبد الهادى بن يوسف بن محمد بن قُدامة المَقْدِسِىّ الصَّالِحِى الحنبلى، الشَّيخُ المسندُ المعمرُ الأصيلُ، شمسُ الدين أبو عبد الله محمد الدّقاق فى الحفظه. مولده سنة ثمان وثمانين وستمائة حضر على ابن البُخارى وتفردّ عنه برواية "جزءِ ابن نجيد"، و"حديث بقرة بنى اسرائيل" والرابع من "الجزريات"، وحضر أيضًا على السّيف على ابن الرّضى عبد الرحمن أربعين حديثًا منتقاه عن موطأ يحيى بن بُكير، وأجازه سنة إحدى وتسعين جماعة وبعدها، وحدث سمع منه الحافظ زين الدّين العراقى [و] نور الدين الهيثمى، وابن حَجر وغيرهم، وحضر عليه بدمشق أبو زُرعه بن العراقى. مات يوم الثلاثاء الثاني من ذى الحجة سنة تسع وستين وسبعمائة بالصّالحية ودفن بقاسيون. ووالِدُه مولده [سنة] إحدى وخمسين وستمائة وتوفى يوم الثلاثاء حادى عشر شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعمائة بالصّالحية، ودفن من الغد بالتّربة الموفَقيّة - رحمهما الله تعالى. ¬

_ = أخباره فى ذيل العبر 5/ 298، وحسن المحاضرة 1/ 382 وهو مما أخلّ به ابن رجب، له مشيخة حافلة وقفت على قطعة صالحة منها فى مكتبة جامعة برنستون رقم 5099 وقطعة أخرى فى مكتبة حالت أفندى بتركيا رقم 403. 156 - محمد بن المحب بن عبد الهادى: (؟ - 769 هـ). أخباره فى الدرر الكامنة: 4/ 102، والوفيات لابن رافع: 2/ 337، ذيل العبر لأبي زرعة: 50، 51، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 194، والمقصد الأرشد: 136، والمنهج الأحمد: 2/ 126، ومختصره: 161، والقلائد الجوهرية: 2/ 426، والشذرات: 6/ 216.

157 - محمد بن أبي الحرم بن أبي طالب القَلانسى الحَنبلى. قال ابن قاضى شهبة: المُسنِد العَدل فتح الدين أبو الحرم محمد بن شمس الدين أبي عبد الله محمد، سمع الكثير من ابن حمدان والأبرقوهى وغازى الحَلَاوى، وابن ترحم وابن الشَّمْعة، ومفيدة (¬1) الماردينية وحضر على الشهاب بن الخيمى، وابن خطيب المِزَّة وحدّث وسمع من المقرئ شهاب الدين بن رجب وذكره فى مشيخته، وقال فيه تردد وصبر على التَّحديث. وذكرهْ الذَّهبي فى المعجم المختص (¬2)، وقال فيه: الحنبلى الزَّاهد أحد من طلب وسمع وتوفى فى شهر ذى الحجة سنة تسع وستين وسبعمائة. رحمه الله تعالىَ وإيانا. 158 - محمد صلاح الدين أبو البركات سمع من الحجَّار ¬

_ 157 - أبو الحرما القَلانسِىُّ (683 - 765 هـ). أخباره فى المعجم المختص للذهبى: 85، ومعجم القبابي: 24، ووفيات ابن رافع: 2/ 284، والسلوك للمقريزى: 1/ 3 / 94، والدرر الكامنة: 4/ 353، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 175، ولحظ الألحاظ: 174، وذيل أبي زرعة: 25، والمقصد الأرشد: 153، والمنهج الأحمد: 2/ 124، ومختصره 160، والشذرات: 6/ 206، والسحب الوابلة: 291. واسمه محمد بن محمد بن محمد بن أبي الحرم بن أبي طالب بن أبي الفتح قال ابن رافع: المسند المعدل المكثر فتح الدين أبو الحرم. وخُرجت له "مشيخة" وحدّث بها، وكان خيرًا دينًا متواضعًا، وقال ابن حجر، وحدث بالكثير، وصار مسند الدّيار المصرية. (¬1) الدرر الكامنة "سيدة". (¬2) المعجم المختص: 85. 158 - صلاح الدين بن المُنَجَّى: (617 - 770 هـ) محمد بن محمد بن المنجى ابن محمد بن عثمان بن أسعد التنوخى المعرى. أخباره فى الدرر الكامنة: 5/ 5، وذيل العبر: 53، 54، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 199، والدرر: 5/ 5، والدارس: 2/ 120، والقلائد الجوهرية: 2/ 369، والشذرات 6/ 219، ووفيات ابن رافع: 2/ 343، والمنهج الأحمد: 2/ 126، ومختصره: 162، والمقصد الأرشد: 153، والسحب الوابلة 294.

وحفنط "المُحرَّر" ودرس بالمسمارية والصدرية، وناب فى الحكم، وهو نائب لعمّه القاضى علاء الدين، ثم ناب للقاضى شرف الدين وعزله أشهرًا فى فتنة القاضى تاج الدين، وأُخذ منه نظر الصّدقات، وأُهينَ ثم أُعيد إلى النيابة. وذكره ابنُ كثيرٍ فقالَ (¬1): كان بقية الأولاد الرُّؤساء ووصفه بسنّة ودين وصيانة. قال ابنُ رافع (¬2): حدّث ودرّس وكان كريم النفس حسن الخلق. وقالَ ابن حبيب (¬3): رئيس أصيلٌ قدره نبيل، وفقيه جميل، وتدبيره جلىُّ جليل، كان حسن الخَلق والخُلق، واضح المناهج والطرق رافعا إلى قلل العلم، حاملا ميدان اللطف والحلم، ودرس بالمسمارية والصدرية بدمشق، وناب بها عن عمه وغيره من الحكام، متبعا للديانة والصيانة سيرته آبائه، واستمر إلى أن ورد حوض الموت وشرب من إنائه. قالَ ابنُ قاضى شُهبة (¬4): وقال شيخنا: كان شكلًا حسنًا له حشمة ورئاسة على قاعدة أسلافه. توفى ليلة الخميس رابعة شهر ربيع الآخر سنة سبعين وسبعمائة بالمدرسة المسمارية، وصُلى عليه من الغَدِ بجامع دمشق ودفن بتربتهم بالصَّالحية وقد جاوز الخمسين. 159 - محمد بن أحمد بن المحبّ. قال ابن قاضى شهبة: (¬5) ¬

_ (¬1) البداية والنهاية: (¬2) الوفيات: 2/ 343. (¬3) درة الأسلاك: (¬4) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 199. 159 - ابن المحب (750 - 803 هـ). أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 184 وتاريخ ابن قاضى شهبة: 219 والسحب الوابلة: 227. قال ابن حجر: محمد بن أحمد بن محمد بن الشيخ أحمد بن المحب بن عبد الله المقدسى ثم الصالحى الحنبلى. سمع بعناية أبيه من ابن الخباز وغيره وكان يعمل المواعيد مات سلخ رمضان عن ثلاث وخمسين سنة. (¬5) تاريخ ابن قاضى شهبة: 219.

الشيخ المحدّث محب الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أبي بكر السّعْدِى المَقْدِسِىّ الصَّالحى الحَنبلى، قال: قال شيخُنا: حدثنا [عن] ابن البخارى توفى فى شوال سنة ثلاث وثمانمائة عن ثلاث وخمسين سنة. 160 - محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله المحب المقدسى الحنبلى الشيخ المحدث الأصيل، عرف بـ "ـلأعرج". عن جماعة، وعن النّظام بن مفلح وغيره وروايته عنه نازلة. له معرفة بالحديث وألفاظه لا سيما" صحيح البخارى" ونسخته عمدة بيد القاضى ناصر الدين بن زُريق فيها اتقانٌ كثيرٌ، وعليها حواش كثيرةٌ بخطه، وصنف كتاب "التنقيح على الألفاظ المتوالية فى الجامع الصحيح" فى أربع مجلدات، وهو كتاب حسنٌ كثير الفوائد، وفى كتابته عفاشة. توفى بعد العشرين والثمانمائة بالصالحية. ورأيت فى كلام بعضهم (¬1) محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن المحبّ عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسى الحنبلى أبو عبد الله. ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة وأحضره [أبوه عند (2)] أحمد بن محمد المرداوى، "وأسمعه (¬2)] على بن [قيِّم الضيائية] (¬3) "بثلاثيات المسند" سمع على ابن الخَوجى (¬4) أكثر "المسند" (¬5). مات [بالمدينة (¬6)] المشرفة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة. ¬

_ 160 - ابن المحبّ الأعرج: (755 - 828 هـ). أخباره فى: إنباء الغمر: 3/ 362، والضوء اللامع 9/ 194، والمنهج الأحمد: 2/ 138، ومختصره: 179، والشذرات: 7/ 186، والسحب الوابلة: 290. (¬1) هو الحافظ ابن حجر. (¬2) من الإنباء. (¬3) فى الأصل: القيم وما أثبته من إنباء الغمر. (¬4) فى الأنباء: وعمر ابن أميلة وست العرب وآخرين. (¬5) جاء فى إنباء الغمر: وحدث وشرع فى شرح "صحيح البخارى" ثم تركه بعد مسودة وله نظم ضعيف، وكان يقرأ الصحيحين على العامة. وأجاز لأولادى غير مرة ومات بطيبة المكرمة. . . وهو بقية البيت من آل المحبّ بالصالحيَّة. نسخة من شرحه على البخارى فى جستربيتى (الجزء الخامس فقط) واسمه على النّسخة: (التحقيق والشرح والتوضيح إلى ألفاظ متوالية من الجامع الصَّحيح). وهي بخطِّه. (¬6) فى الأصل "بالمدرسة".

161 - محمد بن الطُّوفى البعلى صاحب شمس الدين. اشتغل وحصل يستحضر فوائد كثيرة من الفروع والأصول، أفتى ودرَّس وأفادَ وحصَّل. وتوفى ببَعْلَبَكَّ سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة. 162 - محمد بن التَّقى الشيخ الِإمام العالم العلامة الزاهد الورع الديِّن، شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن الفقيه تقىِّ الدين عبد الله ابن شمس الدين محمد بن أحمد بن عراد بن نائل بن التَّقِىّ المَرْادَوِىّ الحنبلى ويعرف بـ "ابنُ قاضى الحِمَارَةَ" لأنّه كان لا يركبُ إلاّ حمارةً، قال: ابن قاضى شهبة (¬1): قاضى القضاة شمس الدين مولده سنة أربعَ عشرةَ وسبعمائة سمع من أبي بكر بن الرضى، وشهاب الدين الصَّرخدى، وزين [الدّين] المحب، وشرف الدين بن الحافظ، وزينب بنت الكمال، وعائشة بنت مسلم، وسمع "مشيخة عبد الدايم" على حفيده محمد بن أبي بكر سنة ثلاثٍ وأربعين، وكان سمعها قبل ذلك بفوت يسير من أولها إلى أثناء ترجمته الشَّيخ الثاني على الشيخ المذكور شمس الدين محمد، وابن طُرْخان. واشتَغَلَ فى العلم وتميَّز فيه، ودرَّس وأَفتى واشتَغَلَ ¬

_ 161 - محمد بن الطوفى البعلى: (؟ - 872 هـ). 162 - محمد بن التّقى: (714 - 788 هـ). (¬1) أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 327، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 205، 206، المقصد الأرشد: 136، القلائد الجوهرية: 482، والمنهج الأحمد: 2/ 131، ومختصره: 168، والشذرات: 6/ 304، والسحب الوابلة: 362، وله ابن من أهل العلم والفضل اسمه إبراهيم بن محمد. . . توفى سنة 853 هـ، ذكره الحمصى فى حوادث الزّمان: 2/ 12 قال: واسمه: محمد بن عبد الله بن محمد بن محمود بن أحمد بن عراد بن نائل المرداوى الحنبلىّ. فى إنباء الغمر: (عزاز) واخترت ما ورد فى تاريخ ابن قاضى شهبة، لأن صديقنا الدكتور عدنان درويش أخرج هذا الكتاب عن خط مؤلفه فهو أقرب إلى الصواب.

وباشر نيابة عمه وشيخه قاضى القضاة جمال الدين المرداوى من حين توجه إلى الحج هو ونائبه وصهره القاضى شمس الدين بن مفلح سنة ستين واستمر بالحكم سبع سنين إلى أن عُزل مستخلفه [ثم] باشر نيابةَ قاضى القضاة علاء الدين العَسْقلانى مُدّة وولايتَه إلاّ مدّة يسيرة من أولها وكانت نحو خمس سنين، ثم اشتغل بالقضاء من جمادى إلى عشر ذى القعدة سنة ست وسبعين باشر اثنتى عشر سنة إلا أربعين يومًا. قالَ ابنِ حِجّى: كان رجلًا عالمًا جيدَ الفِقه والفَهم حسنَ الاستحضار خبيرًا بالأحكام عارفًا بالأمور ذاكرًا للوقائع صبورًا على الحكم، ولم يكِن بَقىَ من الحنابلة أقدم منه وكان يكتب على الفتاوى قبل القضاء كتابةً جيدةً وعنده كَيَسٌ وتواضعٌ وقضاءٌ لحقوقِ الأصحاب والإخوان، وكان يُسارع إلى إثبات هلال رمضان. وقال شهاب الدين الزُّهرى: كان قد درب الأحكام، وعرف الناس. وذكر ذلك ابن [قاضى] شهبة، قال فى تاريخه (¬1) أيضًا. قلت: وردت عليه حكايات ظريفة تدل على دينه فمن ذلك أن امرأة جاءت تَشْتكى على زوجها تريد طلاقه، فدخل الخَلاء بإبريقٍ فكسره وخرج يتأسف عليه. فقال له رجل: يا سيّدى لِمَ تتأسف عليه أنا أشترى لك بدله؟ فقال: والله ما علىّ منه، ولكن أستحى أن أُطلع على عَورتى إبريقًا غيره وله مدة يطّلع على عورتى، فقالتْ المرأة فى نفسها القاضى يستحى أن يُطْلع على عورته إبريقًا غير هذا، وأنا لا أستحى أُطلع على عَوْرَتِى رجلًا غير هذا، فراجعت نَفسها ومَضت وتركت ما كانت تُريد. وحُكى عنه أنه حكم على نائب الشَّام، وسمعتُ من بعضهم أنه حكم على السُّلطان. وأخبرتُ أن السّلطان عَزله مرة فلم يَنعزل وقالَ: إذا عُزل المُوّلى وهو صالحٌ لم يَنعزل. قالَ ابن قاضى شهبة (1): توفى يوم الثلاثاء ¬

_ (¬1) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 305 =

عَقِيْبَ طلوع الشمس تاسع عشرى رمضان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وصلى عليه بعد الظهر بالجامع المُظفَّرِى، ودفن بتربته وتبعه خلقٌ كثير وحضر القُضاةُ والحاجِب والأمراء. 163 - محمد بن القباقبى الشيخُ الِإمام العالمُ العلامةُ الفقيهُ الورعُ الزاهدُ العابدُ شمسُ الدين أبو عبد الله محمد القباقيبى، برع وأفتى ورأس، وكان يفتى بالطلاق الثلاث. أخبرت أن مرّة صدمه حَمّامى يعدو الحمام فرماه ولم يكلّمه، ولامه الناس وزجروه، فأخذ يكفُّهم عنه ويقول: لم يكن يقصده، وأخبرت أنه بعد الفتنة لم يشتغل فى مذهب أحمد بدمشق غيره، وأن الشَّيخ عبد الرحمن ممن أخذ عنه. توفى بعد الثَّمانمائة. ورأيت فى كلام بعضهم محمد بن محمد بن أحمد ¬

_ 163 - ابن القباقبى: (فى حدود 746 هـ - 826 هـ). فى الأصل: "القبابى" وفى بعض مصادره القَبَاقِيْبِىّ. وتحرفت فى إنباء الغمر إلى القبارى وأشار محققه إلى أن فى بعض النسخ "القَبَاقِيْبِىّ" ولعل هذه أصوب مما أثبته فالذى يظهر لى أنها نسبه إلى "قباقب" فيقال فيها: قباقبى وقباقيبى والقياسُ: (قبقابىّ) نسبة إلى المفرد لا إلى الجَمْع. والقباقبى هذا اسمه: محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله المِرْداوىّ الحنبلىّ. أخباره فى إنباء الغمر: 3/ 322، والضوء اللامع: 719، والمنهج الأحمد: 2/ 137، 138، ومختصره: 178، حوادت الزمان: 2/ 27 والسُّحب الوابلة: 276. قال ابنُ حَجَر: كان يَتَبَذَّلُ ويتكلَّم بكلام العامةِ ويُفتى بمسألةِ الطَّلاق وقد أنكرتُ عليه غير مرةٍ ولم يكن ماهرًا بالفقه. وقال السَّخاوى: وسمع من الفُضلاء كالحافظِ ابن موسى ووصفه بـ "الشَّيخ الصَّالح الِإمام العالم". وقال العُليْمِىُّ: وكان له يد طولى فى الفقه اشتغل وأفتى ودرس. ونقلَ ابن حُميد عن ابن فهدٍ أن وفاته فى ذى القعدة سنة 826 هـ وقد قارب الثمانين. قال: ودخل بيت المقدس سنة 68 فسمع به من إبراهيم الروتيادى" سنن ابن ماجه". وكان من مشايخ الحنابلة وقدمائهم.

ابن عبد الله المَرْداوى الشيخ شمس الدين القَبَاقِبِىّ الحَنْبَلِىّ الصَّالحى، سمع على أحمد بن عبد الهادى. 164 - محمد بن حسن بن أسْبَاسَلاَر البَعْلَبَكىّ الحنبلى الشيخ الِإمام العالم العلامة الفقيه الزكى المُحَصِّل شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن بدر الدين حسن بن أسْبَاسَلاَر - وأَسْبَاسَلاَر: اسمٌ أعجمى ذكره الشيخ تقىّ الدّين الجُراعى فى "شرح التَّسهيل" (¬1) مثل بهاء الدين ونحوه - قال ابن قاضى شُهبة (¬2): الشيخ الِإمامُ العالمُ المفتى بدرُ الدّين أبو عبد الله ¬

_ 164 - ابن أسباسلار: (714 - 778 هـ). اسمه محمد بن على بن محمد بن عمر بن يعلى اليونينى البعلى الحنبلى المعروف بـ "ابن أسباسلار" صاحب كتاب "التسهيل" فى الفقه. أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 145، والدرر الكامنة: 4/ 203، تاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 242، والمنهج الأحمد: 2/ 128، ومختصره: 165 د 16، وشذرات الذهب: 6/ 254 - 255 (وفيات سنة 777 هـ). قال ابن حجر فى الإنباء: ولد سنة 714 هـ. . وكان طويل الروح حسن الشكل طوالا مخضّبا بالحناء فاضلا كثير الاستحضار. اختصر كتابا فى الفقه سماه (التنزيل كذا؟). هكذا وصوابها "التَّسهيل" وقال فى الدرر الإمامُ العلامةُ البدر شيخ الحنابلة ببعلبك. . . وكان إمامًا عالمًا عليه مدار الفتوى ببلده. وكتابه "التَّسهيل". منه نسخة مصورة فى مركز البحث العلمى عليها إجازة من العليمى صاحب المنهج الأحمد لبعض تلاميذه بخطِّه، وهذه الإجازة هى التى جعلتنى أجزم بأنَّ نسحة مختصر المنهج الأحمد المسمى بـ "ـالدُّر المنضَّد" هى خط مؤلفها العُلَيمِىّ. ووصفه العليمى بـ: "شيخ الإمام العالم العلامة البارع الناقد المحقق بدر الدين أبو عبد الله. . . أحد مشايخ المذهب. (¬1) كتاب "التسهيل" للإمام اللغوى النّحوى الشَّهير بأبى عبد الله محمّد بن مالك صاحب "الألفيّة" المتوفى بدمشق سنة 672 هـ وشرح الجُراعىّ هذا لم أقف عليه ولا أعرف مكان وجوده إن كان موجودًا. وهو مذكور فى بعض مصادر ترجمة الشيخ تقى الدين الجراعى. (¬2) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 242.

محمد بن علي بن عمر بن أسْبَاسَلاَر البَعلى الحنبلى قال، قال شيخنا: عالمُ الحنابلة ببعلبك ومفيدُ النُّورية، روى عن القطب اليُوْنِيْنِىّ وهو مكثرٌ عنه، وسمع من جماعة أيضًا من شيوخ بلده، وهو رجلٌ فاضل حسن العبارة كثير الاستحضار وكان أبوه خيّاطًا. قلتُ: صنف كتاب "التَّسهيل" وهو قول واحد فى مذهب أحمد لم يذكر فيه خلافًا إلا فى باب صلاة الجماعة فإنه سمع مسائل وأطلق فيها الخلاف. قال ابن قاضى شُهبة (¬1): توفى فى شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين [وسبعمائة] (¬2). 165 - محمد بن أحمد بن سعيد، الشّيخ الورع الزاهد أثنى ¬

_ (¬1) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 242. (¬2) فى الأصل: "وثمانمائة" سهو من النَّاسخ. 165 - ابنُ سَعِيْدٍ الحَنْبَلِىُّ: (771 - 855 هـ). محمد بن أحمد بن سعيد، عز الدين المقدسى الأصل النَّابُلْسِى ثم الدمشقى الحلبى المكى قاضيها الحنبلىّ. أخباره فى الضوء اللامع: 6/ 309، حوادث الزمان: 2/ 16، والمنهج الأحمد: 2/ 143، ومختصره: 185، والشذرات: 7/ 286، والسحب الوابلة: 217. اقتضب المؤلف ترجمته هنا، وفى الضوء قال: ولد - فيما كتبه لى بخطه - فى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بكفر لَبَدٍ - بفتح اللام الموحدة - من جبل نابلس ونشأ بها فحفظ القرآن ثم انتقل - فى سنة تسع وثمانين - لصالحية دمشق فتفقه بها على التَّقيِّ بن مُفلح وأخيه الجمال عبد الله، والعلاء بن اللَّحَّام والشهاب الفُنْدُقِىّ ثم لحلب فى سنة إِحدى وتسعين فحفظ عمدة الأحكام ومختصر الخِرقى. . . . . قطن مكة سنة اثنتين وخمسين وناب فى إمامة المقام الحنبلى بها وولى قضاء الحنابلة فيها بعد موت السّراج عبد اللطيف الفاسى. وكان إِمامًا عالمًا كثيرَ الاستحضار لفروع مذهبه، مليح الخط، ديِّنًا ساكِنًا منجمعًا عن الناس مديمًا للجماعة - مع كبر سنه - متواضعًا، حسنَ الخُلق عفيفًا نزهًا محمودَ السِّيرة فى قضائِه.

عليه الناس بالخير وصنَّف كتابا سماه "سفينة الأبرار" فى مجلدين فى الوعظ (¬1). توفى بعد العشرين والثمانمائة. 166 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الشيخ عمر أخو جمال الدين الإمام. قال ابن قاضى شهبة: راوى المسند صلاح الدين محمد شيخنا. 167 - محمد بن [عثمان بن] عبد الله بن عباس بن شكر النَّبْحَانىّ البعلبكى الحنبلى. قال ابنُ قاضى شهبة: الشيخُ شمس الدين مولده على ما أخبرنا به سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وسمع وروى وجمع وأَلّف من ذلك كتاب "الجِهاد"، وكان يكتب خطًّا حسنًا، وإليه مباشرة بعض الأوقاف، قال ابن قاضى شهبة: وقال شيخُنا: كان من أهل العلم وعبارته جيّدة فى التصنيف وحجّ خرج بعد الخريف مسافرًا ¬

_ (¬1) قال السخاوى: وله تصانيف منها "الشافى والكافى" فى مجلد، "كشف الغمة تيسير الخلع لهذه الأمة" فى مجلد لطيف، "والمسائل المهمة فيما يحتاج إليه العاقد فى الخطوب المدلهمة". "وسفينة الأبرار الجامعة للآثار والأخبار" فى المواعظ فى ثلاثِ مجلَّدات والآداب. وهو صاحب كتاب "شرح ملحة الأعراب" الموجود فى دار الكتب المصرية رقم: " 1530 " و" كتاب المسائل المهمَة. . . ." فى جستريتبى مجموع رقم: 3292. 166 - محمد بن أحمد المقدسى (؟) 167 - ابن شُكر البعلبكى: (735 - 803 هـ). والنَّبْحَانِيُّ - بفتح النون وسكون الموحدة بعدها مهملة -. أخباره فى إنباء الغمر: 2/ 188، والضوء اللامع: 8/ 239، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 219، المنهج الأحمد: 2/ 135، ومختصره: 173، والشذرات: 7/ 146، والسحب الوابلة: 265. قال ابن حجر: جمع مجاميع حسنة منها كتاب فى الجهاد، وكان خطه حسنًا ومباشرته محمودة. وقال ابن حِجّى: جمع وألف وعبارته فى تصانيفه جيِّدة.

فمات بغَزَّة فى شهر رمضان من سنة ثلاثٍ وثمانمائة. والنَّبْحانى: بالنُّون والباء الموحدة والحاء المُهملة والنُّون. 168 - محمد بن عيسى بن عبد الله بن سليمان البَعلى الحَنْبلى الشيخُ الفقيهُ النَّحوىُّ الأصولى الأديبُ شمسُ الدين أبو عبد الله محمد بن عيسى الحنبلى شرحِ "طُرفة الشيخ شمسُ الدّين بن عبد الهادى" فأجادَ وأفادَ وتوفى قريبًا من رأس القَرن الثَّامِن - فيما أظنُّ - رحمه الله تعالى. 169 - محمد [بن محمد] بن عُبادة قاضى القضاه شمسُ الدّين ولى القَضاءِ بعد النَّابُلسى. ¬

_ 168 - محمد بن عيسى البعلى (ت قريبًا من 801 هـ) لم أعثر على أخباره. 169 - محمد بن عبادة (765 - 820 هـ). اسمه كاملا: محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغنى بن منصور الحرانى فى إنباء الغمر: 3/ 152، والضوء اللامع: 9/ 88، والمقصد الأرشد: 147، 148، وقضاة دمشق: 290، والدارس: 2/ 49، والمنهج الأحمد: 2/ 137، ومختصره: 177، وشذرات الذهب: 7/ 148، والسحب الوابلة: 283. وقد اقتضب المؤلف ترجمته كما اقتضب ترجمة ابنه فى أول الكتاب ترجمة رقم: (3). قال ابنُ حَجر: اشتغل كثيرًا وأُخذ عن زَيْن الدين بن رجَب ثم على صاحبه ابن اللّحام. وكان ذهنه جيدا وخطه حسنا، ثم تعانى الشهادة فمهر وصار عين أهل البلد فى معرفة المكاتيب من حسن خط ومعرفةٍ وكان حسن الشكل بشوش الوجه، حسن الملتقى، ولى القضاء، بعد اللّنك مرارًا بغير أهليه فلم تحمد سيرته وكثرت فى أيامه المناقلات فى الأوقات وتأثل لذلك مالا وعقارًا وكان عَرِيًّا عن تعصُّب الحنابلة فى العقيدة مات فى رجب وله سبع وخمسون سنة وقد غلب عليه الشيب. =

170 - محمد بن عبد القادر الجَعْفَرِىّ، قال ابن قاضى شُهبة فى "ذَيله" (¬1): الشيخ العالم بقيّة شيوخ الحنابلة شمس الدين أبو عبد الله (¬2) محمد بن عبد القادر الجَعْفَرِىُّ الحَنبلى النَّابُلسى. قال: قال: شيخنا (¬3) وكان من الفُضَلَاء يذكر لقضاء دمشق ثم وليه بعد ابنه شرف الدين عبد القادر، وكان من الفضلاء فلما توفى بدمشق وبلغ والده بأواخر سنة ثلاث وتسعين حَزِنَ عليه حُزْنًا أوجب تَغَيُّرًا ولم يزل إلى أن ¬

_ = وقال ابن مفلح: الشيخ الإمام قاضى قضاة الحنابلة بالشام المحروس وكان فردًا فى معرفة الوقائع والحوادث ناب فى الحكم بعد أن كان من أعيان الموقعين، رفيقا لشمس الدين النابلسىّ وغيره، ثم استقل بالقضاء بعد وفاة بنى المُنَجِّى وكانت وظيفة القضاء دولا بينه وبين القاضى عز الدين الخطيب إلى أن لحق بالله تعالى .. 170 - ابن عبد القادر النابلسى المعروف بـ "الجَنَّة" (727 - 797 هـ) محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور الجعفرى النابلسى، شمس الدين، صاحب "الطبقات"، أبو عبد الخطبة أخباره فى إنباء الغمر: 1/ 502، والدرر الكامنة: 4/ 138، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 568، والمنهج الأحمد: 2/ 132، 133، ومختصره: 170، والشذرات: 6/ 339، والسحب الوابلة: 249. ورد اسمه فى إنباء الغمر: محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن أحمد فذكر (أحمد) بعد (عبد الرحمن) واقتصر عليه وورد فى الدرر الكامنة موافقا لما أثبته من مصادر ترجمته الأخرى. ووصفه العليمى بـ "الشيخ الِإمام العالم العامل المحقق". ثم ذكر شيوخه ومروياته عنهم وقال: وكان الشيخ أوحد الزهاد والعلماء وكان يلقب بـ "الجنّة" لكثرة ما عنده من العلوم لأن الجنة {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ} وكان عنده ما تشتهى أنفس الطلبة، وانتهت إليه الرحلة فى زمانه. (¬1) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 568. (¬2) فى الأصل: "عبد القادر" والتصحيح من تاريخ ابن قاضى شهبة. (¬3) فى تاريخ ابن قاضى شهبة: قال ابن حِجّى - تغمده الله برحمته -.

توفى وكان له إلمام بالحديث وكتابته حسنة. قلتُ له كتاب "فضائل الخيل (¬1) وهو مختصر من كتاب "الخيل الكبير" وهو مختصر جيد رأيته بخطه قريبًا من سبع كراريس وخطّه حسنٌ يشبه خط ابن شيخ السَّلاَمية (¬2). توفى فى ذى القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة بنابلس. 171 - محمد بن حسن بن على الحنبلى الشيخ الِإمام العلامة شمس الدين المحدث وجدت كتاب "المُغيث (¬3) " بخطه وهو كتاب بخط حسن وكان خطيبا بجامع النخلة (¬4)، كذا وجدت بخطِّه، وصنف كتابًا فى الحديث رتبه على ثلاث كتب: الأول: فى معرفة جماعة من الرجال والثقاة، الثانى: فى اللُّغات، الثالث فى الاشتقاقات، وله كتاب "السُّول فى تفسير أحاديث الرَّسول" أظنه توفى بعد القرن الثامن أو فى أواخره. ¬

_ (¬1) وله من الكتب غيره: ومختصر طبقات الحنابلة" للقاضى أبي يعلى". قال العليمى: وقفتُ عليه بخطه مؤرخ فى شهور سنة ستين وسبعمائة وهذا الكتاب مطبُوع سنة 1350 هـ بدمشق اعتنى بتصحيحه وضبطه والتعليق عليه أحمد عُبَيْد وهو من مطبوعات المغفور له الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سُعود طيَب الله ثراه وهو أيضًا من الكتب التى اعتُنى بضبطها وتصحيحها وفَهرستها. و"تصحيح الخلاف المطلق فى المقنع". قال العُلَيْمِىُّ: مطولا ومختصرا. ومختصر كتاب "العزله" لأبي سليمان الخطابي. و"قطعة من تفسير القرآن" و"شرح الوجيز" شرع فيه ولم يتمه. قال العُلَيْمِىُّ: وصحب ابن قيِّم الجَوْزِيَّة فقرأ عليه أكثر تصانيفه. (¬2) ترجمة رقم: (41). 171 - محمد بن حسن الحنبلى (فى حدود 800 هـ). لم أعثر على أخباره. (¬3) لعلّه كتاب علي بن موسى اللّبودي تقدم ذكره ترجمة رقم: (93) وترجمة هذا الرَّجل واللَّبودى السابق استفادهما المؤلف من غلاف كتاب "المغيث" الذى اطلع عليه المؤلف. ولم يعرف أخبارهما. ولم أقف عليهما في مصدر آخر. (¬4) ثمار المقاصد للمؤلف: 120، وسماه: (مسجد النخلة).

172 - محمد بن محمد بن عبد الدّائم البَاهِىْ المصرى الحَنبلى، قال ابن قاضى شُهبة (¬1) الشّيخُ الِإمامُ نجمُ الدين، وقالَ: قالَ شيخنا: صاحبنا وكانت أفضل الحنابلة بالدِّيار المصرية، وله مشاركة فى الفقه والحديث والأصول، وكان يقرأ كثيرًا على الشيخ سراج الدين البُلْقِيْنِىّ الحديث وغيره، قال: واجتمعت به وأضافنى بنفسه بالمَنصورية وقرأتُ أنا وإياه وابن القرشى مناوبة كتاب "الرِّسالة" للشافعى على الكوفى فى سنة تسعين، وكان هو المُتَعَيّن لقضاء الحنابلة من حيث الاستحقاق، وقال غير: درس وأعاد واشتغل وأفاد، وكان عينَ الحنابلة بمصر، توفى ليلة الجمعة ثالث عشر شعبان سنة اثنتين وثمانمائة، ودفن من الغد وكان فى عشر السّتين. ¬

_ 172 - ابن عبد الدائم الباهى: (720 هـ - 802 هـ). محمد بن محمد بن محمد بن عبد الدائم، نجم الدين أبو عبد الله بن الشمس بن النجم القرشى الباهى ثم القاهرى الحنبلىّ. قال العُلَيْمِىُّ: والباهى: نسبة إلى باهة، قرية من قرى مصر من الوجه القبلى. أخباره فى إِنباء الغمر: 2/ 128، والضوء اللامع: 9/ 224، والمقصد الأرشد: 151، تاريخ ابن قاضى شهبة: 198 والمنهج الأحمد: 2/ 134، ومختصره: 173، والشَّذرات: 7/ 20 وجعل وفاته (801 هـ). قال ابن حجر: كان حسن السَّمت جميل العشرة. وقال ابن حِجّى: كان أفضل الحنابلة بالديار المصربة وأحقهم بولاية القضاء. وقال السخاوى: قرأ على البُلقينى تصنيفه "محاسن الإصطلاح" .. . وغيره ممن كتبه النجم بخطه. ووصفه البُلقينى بـ: "الشيخِ العالمِ المحققِ مفتى المُسلمين جمال المدرسين. وقال المقريزى فى عقوده أنه رافقه فى قراءة "الجُمل" للخوانجى على ابن خَلدون، ثم لم نزل مُتصاحبين حتى ماتَ وهو ممن عُرف بالخير ولين الجانب. (¬1) تاريخ ابن قاضى شهبة: 198.

173 - محمد بن علي بن أحمد الحنبلىّ البعلىّ الشيخ الِإمام الفقيه. 174 - محمد بن محمد بن القلعى الحنبلى يعرف بـ "ـابن المقطمية"، قال ابن قاضى شُهبة الشيخ شمس الدين سمع من الحجّار وغيره وحدث، توفى يوم الأربعاء من شهر جمادى الآخرة سنة اثنين وثمان منه بعد العصر بالصالحية ودفن من الغد هناك. 175 - محمد بن عُبَيْدٍ المَرْداوِىّ الحنبلى أخو على المتقدم. ذكره ابن قاضى شهبة وغيره. 176 - محمد بن النَّجيب البَعلى الحنبلى الشيخ أمين الدين أبو عبد الله محمد الفقيه، أثنى عليه بالعلمِ والزُّهدِ. 177 - [محمد] بن عبد الخالق الشيخ الِإمام العالم العلَّامة، ولى قضاء بعلبك وأفتى ودرس، وقُتل شهيدًا سنة سبعين قريبًا من وقعة نمر. ¬

_ 173 - محمد بن على البعلى: (لم أعثر على أخباره). 174 - محمد بن محمد القلعى: (؟ - 802 هـ). تاريخ ابن قاضى شهبة: 175 - هو محمد بن عبيد بن داود بن يوسف بن مُجلّى المَرداوى، شمس الدين. قال السَّخاوى: فى ترجمة علي بن داود المتقدم رقم (90) وهو أخو الشمس محمد. (لم أعثر على أخباره). وهو غير محمد بنْ عُبيد المتقدم فى ترجمة رقم: (145) للاختلاف الوارد فى ذكر آبائهم. والله تعالى أعلم. 176 - محمد بن النجيب: (لم أعثر على أخباره). 177 - محمد بن عبد الخالق: (لم أعثر على أخباره).

178 - محمد بن عمر الحُسينى البَعْلَبَكِىُّ الشيخ صلاح الدين بن عمر شمس الدين كان رجلًا صالحًا عابدًا ناسكًا فقيهًا محدّثاً مشهورَ الدّين والصَّلاح، توفى ببعلبك المحروسة. 179 - محمد بن أحمد بن محمود النَّابُلْسِىُّ، قاضى القضاة شمس الدين. قال ابنُ قاضى شهبة: قاضى قضاة الحنابلة بدمشق شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمود النابلسى، اشتغل بالعلم على الشيخ شمس الدين بن عبد [القادر] (¬1) بنابلس وقرأ عليه العربية قدم دمشق بعد الستين فى أيام القاضى المقرى، وقاضى الحنابلة إذ ذاك القاضى علاء الدين العسقلانى، واستمر فى طلب العلم، وحضر حلقة قاضى القضاة بهاء الدين أبي البقاء، ثم جلس مع الشهود فى الجوزية يشهد على القضاة، ولم يزل يترقى فى المعرفة واشتهر عند الناس فكان يُقصد فى الاشتغال، ثم صار عين الشهود وعارفهم، ثم سعى فى القضاء على القاضى علاء الدين بن مُنَجَّى لأمر وقع بينهما، فولى فى ربيع الآخر سنة ست وتسعين، ثم عزل فى المحرم من السنة الآتية، فكانت مدة مباشرته نحو تسعة أشهر، ثم أعيد ثانيا فى ذى الحجة سنة سبع وتسعين، وعزل فى شعبان فى السنة الثانية، ثم أعيد فى صفر سنة تسع وتسعين، واستمر فى هذه المرة سنتين واشتهر إلى أن عزل فى رجب سنة إحدى وثمانمائة، ثم أعيد ثانيا فى شعبان سنة ¬

_ 178 - محمد بن عمر البعلبكى: (لم أعثر على أخباره). 179 - محمد بن أحمد النابلسّى: (740 - 805 هـ). أخباره فى إنباء الغُمر: 2/ 250، والضَّوء اللّامع: 7/ 107، والمَقصد الأرشد: 126، تاريخ ابن قاضى شهبة: 235، 236، والمَنهج الأحمد: 2/ 136، ومختصره: 176، وقضاة دمشق 287، والدارس 2/ 46، والشذرات 7/ 52، والسحب الوابلة: 227. (¬1) فى الأصل: "عبد العادل".

اثنين وثمانماية وباشر نحو تسعة أشهر وجاء العدو فدخل معهم وكان أحبَّ من غيره فأخذوه معهم أسيرا، في هرب من بغداد وعاد إلى دمشق من المحرم سنة أربع وثمانمائة، ومدة مباشرته فى الولايات الخمس سنتين ونحو شهر فى نحو ثمان وستين ونحو تسعة أشهر. قال [ابنُ] حِجّىّ: ولم يكن بالرَّضِىّ فى شهاداته ولا قضائه، وباع كثيرًا من الأوقاف بدمشق، قيل: إنه ما أُبيع فى الإسلام من الأوقاف ما أبيع فى أيامه، وقل ما وقع منها شئ صحيح فى الباطن، وقال: فتح على الناس بابًا لا يُسَدّ أبدًا، ولما جاء الترك دخل معهم فى أمور منكرة، ونسب إليه أشياء قبيحة من السعى فى أولاد الناس وأخذ أموالهم. قلتُ: رأيت تَصحيحًا على كتاب "المُقنع" للقاضى شمس الدّين النابلسى أظنُّه له. قال ابنُ قاضى شُهبة (¬1): توفى ليلة السبت ثانى عشر شهر المحرم سنة خمس وثمانمائة بمنزله بالصَّالحية، وصُلّى عليه من الغد ودفن بالسَّفح. 180 - محمد بن حَبِيْبٍ البَعْلِىُّ الشيخُ الفقيهُ الذكىُّ المحصِّلُ شمسُ الدين أبو عبد الله محمد بن حَبِيْبٍ البَعْلِىُّ الحَنبلىُّ لم يكن والده فقيهًا وطلبَ بنفسِه وحصَّلَ وبرعَ فى العلمِ أخذ من شيخنا وغيره وحفظ "المُحرَّرَ" و"الخُلاصةَ" وأفتى ودرس وبرع وناظر، له معرفة حسنة بالفقه والنَّحو وكان طويلا (¬2). . . . . بين السُّمرة والبياض ولى قضاء بَعلبك بعد ¬

_ (¬1) تاريخ ابن قاضى شهبة: 236. 180 - محمد بن حبيب البعلى: (؟ -؟). لم أعثر على أخباره. ووجدت العُليمى يذكر محمد بن حبيب البَعلى فى كتابه المنهج الأحمد: 2/ 140، ومختصره: 182 ويقول: كان من أهل الفضل، أخذ العلم عن الشيخ علاء الدين بن اللَّحَّام وغيره، ولا أدرى هل هو هذا أو غيره؟ (¬2) وقع بعد نهاية هذه الورقة ورقة: 23 وبداية التى تليها ورقة: 24 انقطاع (خرم صفحة) وهذا الانقطاع حفيّ جدًّا فبينهما شبه اتصال تامّ فقد كان الانقطاع قبل الترقيم فرقمت الورقات ترقيمًا متتاليًا. ثم إن حديثه فى الورقة: 23.

القاضى صدر الدين وكان جوادًا سَمْحًا مُحَبًّا إلى الخلق ثم عُزل من القضاء وتنَّزه عنه بعد ذلك وكان من أعيان أصحابنا البعليين. توفى فى شهر صفر سنة إحدى وسبعين وثمانمائة ببعلبك ودفن بها وهو فى عشر الأربعين وكان قدَ انتهت إليه رئاسة الحنابلة ببعلبك (¬1). 181 - قلت كان الشيخ بهاء الدين بن اليونانيّة أعجوبة فى ¬

_ = عن ابن حبيب البعلى يصفه فيقول: "وكان طويلا". . . ثم فى الصفحة التى تلتها بعد سقوط الصَّفحة فى ترجم رجل آخر بعلى أيضًا يقول: بين السُّمرة والبياض. فأنت ترى كم بين قوله: "كان طويلا" ثم قوله: "بين السمرة والبياض" من الترابط؟ والرجل الأول (ابن حبيب) لم أعثر على أخباره حتى أتمكن من تاريخ وفاته مثلًا. ولم أدرِ من المَعنى بالترجمة التى سقط أولها حتى أتمكن من البحث عنه. لعل فى أخباره ما يتفق مع أورده المؤلف هنا والذى دَلّنى على وجود السقط أمران: أحدهما وجود إحالة فى آخر الصفحة تدل على بداية التى يليها وهى قوله بعد (كان طويلا) قوله: (جَسيما) والصفحة التى تليها لا تبدأ بهذه العبارة مما يرجح وجود سقط. والأمر الثانى: أنه قال: قلت: كان الشيخُ بهاء الدين بن اليُونانية أعجوبةً فى الصَّلاح. . . ثم تحدث عن ابن اليونانية وإنَّما كان حديثه عن ابن حبيب أو على الأقل لم يختم حديثه عن ابن حبيب إن قلنا أنه استطرد بذكر ابن اليونانية. ولم يعد إلى ابن حبيب ثانيةً. (¬1) لم استطع التعرف على شخصيته. 181 - المذكور هنا هو شمس الدين بن اليونانية لا بهاء الدين (707 - 793 هـ) إلا أن يكون قد لقب بهما معًا. واسمه كاملا: محمد بن علي بن محمد البعلى الحنبلى شمس الدين أبو عبد الله. و"اليونانية" جدة له كانت تسمى: (جوسلين) وهى روميّة الأصل. =

الصلاح والديانة والعلم والمعرفة وله الخط الحسن، وله قضاء بعلبك مدّة ثم عَزَلَ نفسَه، وتنَّزه عن ذلك. توفى في العَشر الأُخر من شوال سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بثغر بَعْلَبَكَّ المحروسة، وله عَقِبٌ. 182 - محمد بن اليونانية الشيخ شمس الدين، عم كمال الدين، عن شمس الدين وغيره. الشيخُ الكبيرُ الفقيهُ المتقنُ، اشتغل وبرعَ وطلبَ بنفسه. توفى في أواخر القرن التاسع. ¬

_ = أخباره في الدرر الكامنة: 4/ 175، وإنباء الغمر: 1/ 429 والردّ الوافى: 100، والمنهج الأحمد: 2/ 133، ومختصره: 172، وشذرات الذهب: 6/ 331، والسحب الوابلة: 266. قال ابن العماد: ولد سنة سبع وسبعمائة وسمع من الحجار وتفقّه فصار شيخ الحنابلة على الإطلاق، وسمع الكثير وتميز وولى قضاء بعلبك سنة 89 عوضا عن ابن النجيب. . ألف ابن اليونانية "مختصر تفسير ابن كثير". وابن النّجيب المذكور هنا هو أول قاض حنبلى يتولى القضاء في بعلبك: (744 - 793 هـ) وهو مما يستدرك على المؤلف واسمه: محمد بن محمد بن النجيب عبد الخالق الحنبلى، أمين الدين سبط فخر الدين أبي الحسن اليونينى. قال ابن حجر: كان فاضلًا، وهو أول من ناب في الحكم عن الحنابلة ببعلبك قتل في فتنة منطاش في رمضان وله تسع وأربعون سنة. أخباره في إنباء الغمر: 1/ 430، وانظر المنهج الأحمد: 2/ 133 في ترجمة ابن اليونانية. 182 - ابن اليونانية؟ لم أقف على أخباره.

183 - محمد بن محمد بن علي بن أحمد، الشيخ كمال الدين البعلى الحنبلى المعروف ب "ابن اليُونانية" ابن أخي الشيخ شمس الدين مولده في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة كذا أخبر به الشيخ شهاب الدين بن حجَر اشتغل في العلم وتقدَّم في الفقه وغيره قال ابن حِجّى كان كثيرَ الفضيلة يشهد ويُفتى وهو بارع ببَعْلَبَكَّ توفى في آخر شهر رجب سنة خمسةَ عشرَ وثمانمائة ببعلبك. 184 - محمد بن محمد بن محمد الصَّالحى المعروف ب "ابن المُنَجَّى" قال ابن قاضى شُهبة: الإِمام العالم شمس الدين أحد فضلاء الحنابلة قال كذا ترجمه شيخنا ولم يَزد قال: وقد وقفتُ له في مصنَّفٍ في "الطَّاعون وأحواله وأحكامه" جمعه في الطاعون الواقع في سنة أربعٍ وستين وسبعمائة قال وكتابه يدل على حفظٍ وفضلٍ قال: وفى الكتاب المذكور فوائد غريبة توفى في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثمانمائة وله كتاب "تَسليَة أهل المَصَائب" (¬1). 185 - محمد بن محمد بن الشيخ العلامة زين الدين ¬

_ 183 - محمد بن اليونانية: (752 - 815 هـ). اسمه كاملا: محمّد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد البعلبكى، جمال الدين. أخباره في إنباء الغمر: 2/ 534، والمنهاج الجلّي: 216. قال ابن حَجَر: ولد سنة 752، وسمع الحديث وقرأ ودرس وأفتى وشارك في الفضائل، وكان عارفا بأخبار أهل بلده وهو ابن أخى الشيخ خمس الدين البَعْلَبَكِىَ. 184 - ابنُ المُنَجَّى: (؟ - 785 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 1/ 286، وشذرات الذهب: 6/ 289. (¬1) الكتاب مطبوع مشهور ومنه نسخة بخط يده في مكتبة جستربتى رقم (3321) مكتوبة سنة 777 هـ. 185 - محمد بن محمد بن أبى البركات بن المُنَجَّى (؟ - 799 هـ). لم أعثر على أخباره في تاريخ ابن قاضى شُهبة في وفيات هذه السنة.

أبى البركات المُنَجَّى ولى القضاء قال ابن قاضى شُهبة: الشيخ صلاح الدين محمد بن الشيخ شرف الدين توفى في ربيع الأول سنة تسع وتسعين وسبعمائة. 186 - محمد بن محمد بن يوسف الحنبلى الشهير "بابن الملح" قال ابن قاضى شُهبة العدلُ شمسُ الدين بن شمس الدين كان عارفًا بالشروط، مليحَ العبارة مشهورًا مقصودًا من الأعيان الشهود. توفى في شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وثمانمائة وخلّف دُنيا جيّدة ولم يتزوج قط وهو أكبر أولاد أبيه فُجِعَ به والده قال ابن قاضى شُهبة: أظنه مات في عشر الخمسين. 187 - محمد بن علي القَنَاوِىّ الحنبلىّ العدل، والد شهاب الدين أبى العباس أحمد، أحد العدول ببَعْلَبَكَّ المحروسة توفى في سنة (... ...) (¬1). 188 - محمد بن أحمد بن عبد الله الشهير بـ "ابن الحَبَّال" الشّيخ العالم العلامة مفتى الفرق شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الحبال الحنبلى صنّف كتابا في الأصول سماه "المُختار" وشرحه في مجلدين في كتاب سمّاه (¬2) "الاختيار في شرح المختار" وهو كتاب ¬

_ 186 - محمد بن يوسف بن الملح: (؟ - 819 هـ) لم أعز على أخباره. 187 - محمد القناوى: (لم أعثر على أخباره) ولذا لم أتمكن من ضبط لقبه. (¬1) وضع قوسين ولم يذكر سنة وفاته. 188 - شمس الدين الحبّال: (ت في حدود 900 هـ) لم أعثر على أخباره. (¬2) في الأصل: "كتاب سمّاه الشرح".

جيّد يدل على كثرةِ علمه وغزارةِ فهمه وينقل فيه نقلًا جيِّدًا، ينقل فيه عن الشَّيخ موفَّق الدِّين، والشيخ شمس الدين بن أبى عُمر، وولده الشّيخ نجم الدين، والشَّيخ تقىّ الدين، والشَّيخ شمس الدين ابن قَيِّمِ الجَوْزِيَّة، شمس الدين ابن مُفلح، وتقى الدّين ابن مُفلح، وغيرهم أظنّه في آخر القرن الثامن. 189 - محمد بن محمد بن علي السّلمى، الشيخ الفقيه الفَرضى اشتغل وحصّل وطلب بنفسه، وأفتى ودرس، أخذ عن بن الطّحان وغيره وقرأتُ عليه جزءًا، له معرفة تامة بالفرايض وأيَّام الناس أسمر، فيه قصر، غليظ، قرأ "المُقنع" وغيره وبرع، أخذ عنه جماعة من الأكابر الفرايض وقال: ما جعلت "المُقنع" تحت رأسى قط ونمت عليه إلا وأَوجعنى. 190 - محمد بن عمر المُحتَسِبُ البَعلىُّ، صاحبُ الشيخ شهاب [الدين]، كان رجلًا صالحًا قرأ القرآن [بالروايات] (¬1) وحفظ "المُختصر" لأبى القاسم الخِرَقى وهو من أعيان أصحاب الشيخ تاج الدين بن بَرْدَس. توفى وقد جاوزَ السَّبعين في أوائل المحرّم سنة أربع وسبعين و [ثمانمائة] (¬2). ¬

_ 189 - محمد بن محمد السّلمى: (لم أعثر على أخباره). 190 - محمد بن عمر المحتسب: (؟ - 874 هـ). (¬1) في الأصل: "الرويا". (¬2) في الأصل: "وستمائة" وهو سهو، لأن تاج الدين بن بردس توفى سنة 830 هـ.

191 - محمد بن الخطيب المردَاوى صاحب شمس الدين، الفقيه الزَّكى المُحصّل، اشتغل وقرأ "المُقنع" وأفتى وبرعَ وحصَّل ورحلَ إلى الشام فاشتغل على شيخِنا وعاد إلى (مَرْدَا) وكان يَقضى بها، ثم رحل إلى الصَّالحية وهو الآن يقرئ بالمدرسة. 192 - محمد بن عبد الله بن الصَّفِىّ، شيخنا الإِمام العلَّامة الزّاهد القُدوة البَركة ابن الصَّفِى الحنبلى، صفىّ الدِّين أبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن الصَّفى الحَنبلى. عن عائشة بنت عبد الهادى وغيرها. وقرأتُ عليه "جزء الجُمعة الثاني" و " ثلاثيات البخاري" وغير ذلك وأجاز لنا غير ما مرةٍ، كانَ كثيرَ العِبادة صاحبَ عبادةٍ وزهدٍ معظمًا لمذهب الإِمام أحمد متَمَسِّكًا بفروعه وأُصوله حسنَ الاعتقاد، معظِّمًا لشيخ الإِسلام بن تَيمِيّة مواجهًا لأعدائه يمدحه. أبيضَ ليس بالطويل ولا بالقصير بل هو إلى الطُّول أقرب ليس بالغليظ ولا بالرقيق، أثنى عليه الناس حيًّا ومَيِّتًا. أخبرتُ أن المغربي الَّذي تقدم في ترجمة زيد (¬1) أشار إلى أنَّه أحد الثلاثة الَّذي أَخبر عنهم، وأنه من الاثنين الذين اطلع عليهم. ورأى بعضهم قائلًا في النوم يقول له: عندم هذا الصَّفِىُّ الَّذي قد صفا، كأن النور يتلألأ في وجهه، من رآه شبَّهه بالصّحابة في صمته وهيئته، لم يتعرض لوظيفة قط، ولم يأخذ لوظيفة قط شيئًا، محبًّا للفقراء يحسن إليهم ¬

_ 191 - محمد بن الخطيب المرداوى: (لم أقف على أخباره). 192 - ابن الصفىّ: (797 - 869 هـ). أخباره في الضوء اللامع: 8/ 115، والسُّحب الوابلة: 263. قال السخاوى: ولد سنة سبع وتسعين وسبعمائة ببيت لهيا من دمشق ... وتفقه بأبى شعر وغيره. . وحج، وكان عالمًا ورعًا عفيفًا زاهدًا قدوة، لقيته بالصالحية فقرأت عليه بمدرسة أبى عمر منها جزء الجمعة. (¬1) ترجمة رقم: (48).

مع ما هو عليه من الفقر، توفى سابع عشرى (1) أو سادس عشرى (¬1) شهر رمضان يوم الأربعاء سنة تسع وستين وثمانمائة. وقد ورد حديث (¬2): "أن من مات في هذه العشر وقى الفتَّان" وغُسل من وَقته غسله الشَّيخ علي بن القِيْراط وحُمل على أطراف الأصابع إلى جامع المظفّرى وصلى عليه بعد صلاة الظهر ثم حمل على أطراف الأصابع ودفن بالروضة وكان الجمعُ مشهودًا وأثنى عليه الناس خيرًا رحمه الله. 193 - محمد بن عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن ¬

_ (¬1) في الأصل: "عشرين". (¬2) الحديث في مسند الإمام أحمد 5/ 440: من مات مُرابطًا في سبيل الله ... ولفظه: "ويؤمن من الفتَّان". 193 - ابنُ هشام (الابن): (750 - 799 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 1/ 450، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 2 / 641، 642، وبغية الوعاة: 1/ 148، وحسن المحاضرة: 1/ 531، والشذرات: 6/ 361، والسحب الوابلة: 263، وله ذكر في معجم ابن فهد: 130. (آل بن هشام). لما ذكر المؤلف - رحمه الله تعالى - ابن هشام الأنصاري بصفته أحد علماء الحنابلة ثم ذكر الآن ابنه محبّ الدِّين محمد بن عبد الله رأيت أن من الأفضل - تتميمًا للفائدة - أن أورد بعض، ولد ابن هشام ممن اشتُهر بالعلم والفقه، وأن أعرف بهم تعريفًا مختصرًا محيلًا إلى مراجع ومصادر الترجمة - ما أمكن - وكل منهم ينتمى إلى مذهب الإمام أحمد، وداخل في شرط هذا الكتاب، وكان على المؤلف - رحمه الله - أن يعرّفَ بهم، لكنّه أخل بذكرهم لعلة لا أعرفها - فلعلّه لم يتمكن من التَّعرف عليهم، ولم يجد من المعلومات ما يجعله يفرد كل واحدٍ منهم بترجمة خاصة ... منهم: عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف ابن هشام: (؟ -؟) أخو المذكور هُنا: يلقَّب الدين، أشار ابن حُميدٍ النَّجديّ إليه في السُّحب الوابلة: 125 قالَ: ابنُ الجمال الأنصاري، ووالد الشهاب الماضى ذكره. ذكره في الضوء: وبيَّض له. ولم يرد في الضوء المطبوع لا ترجمته، ولا اسمه فقط.=

هشام الأنصاري المصري النحوى، شيخ النُّحاة بالديار المصرية. قال ابن قاضى شهبة: الشيخ العالم محبُّ الدين محمد بن الشيخ العلامة حجة العَرب جمال الدين عبد الله، روى عن الميدومى حضورا، وألى الفتح القلانسى، والقاضى ناصر الدين محمد بن أبى عبد الله محمد ابن أبى العافية التُّونسى. توفى في شهر رجب سنة تسع وتسعين وسبعمائة. ¬

_ = - منهم: عبد الله بن محمد بن جمال الدين عبد الله بن يوسف الأنصاري: (799 - 855 هـ). حفيد الشيخ جمال الدين، ولد في العام الَّذي مات فيه أبوه. تفقه حتَّى صار من أعيان المذهب وبرع في اللغة. قال السخاوى: كنت ممن حضر عنده فيها دروسا. أخباره في: الضوء اللامع: 5/ 65، ونظم العقبان: 121، والسحب الوابلة: 165 وترجمته حافلة. - منهم محمد بن عبد الرحمن بن جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصارى: (788 - 866 هـ). (وليّ الدين): اشتغل وتعاطى التِّجارة. وعرف بالديانة والثقة والأمانة والتَّحرى في معاملاته سمع منه الفضلاء. قال السَّخاوى: وقرأت عليه. أخباره في: الضوء اللامع: 7/ 291. - ومنهم أحمد بن عبد الرحمن بن جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصارى: (788 - 835 هـ). النَّحويُّ، شهاب الدين، اشتغل بالعلم وفاق في العربية وغيرها. ألف "حاشية على تَوضيح جده" رأيت منها عدّة نسخ منها نسخة يغلب على ظنى أنها بخطه وسنة ميلاد هذا توافق سنة ميلاد أخيه؟! فلعلهما توأمان، أو كل واحد منهما من أم هذا إذا صح هذا التاريخ. أخباره في الضَّوء اللامع: 1/ 329، وبغية الوعاة: 1/ 322، والسحب الوابلة: 39. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = - ومنهم (محب الدين): عبد الله بن محمد بن محمد بن جمال الدين عبد الله ابن هشام الأنصاري ... (؟ -؟). قال السَّخاوى: من أهل العلم والمعرفة. أخباره في الضوء اللامع: 8/ 108. - ومنهم (فتح الدين): عبد الله بن محمد بن جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصارِيّ .. أخو السابق يختلفان في اللقب. قال السَّخاوى: "خطب بالزينية وتكسب بالشهادة". أخباره في الضوء اللامع: 9/ 259. وممن له علاقة قرابةٍ بـ "ابن هشام" من الحنابلة: أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر الشهاب الجوحريّ الأصل القاهريّ الحنبليّ. أخو جمال الدين عبد الله بن هشام لأمّه ولذا يعرف بـ "ــابن هشام"، بل انتسب أيضًا أنصاريًّا. هكذا قال السخاوي في الضوء اللَّامع: 1/ 349. وقال: ولد سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة. ونشأ تحت كنفه أخيه، وربما حضر دروسه في الفقه وغيره. ثم قال: ثم لا زال يجتهد ويتوسل بطرقٍ في التقرب من قاضى الحنابلة العزّ حتَّى زوجه ابنته، واستنابه في القضاء واستولدها ولدًا أضيف إليه بعد موت جدّه تدريس الصالح - بعد موت جدّه - وغيره من التداريس. ولا شك أنّ هذا شئ لا يُتَصَوّرًا أبدًا؟! وأتول: ربّما أن ترجمة أخ ابن هشام هذا تداخلت مع ترجمة عالم آخر ولد سنة 831 هـ، وهذا الآخر هو الَّذي تزوج ابنته العزّ ... . وذلك أنّ ابن هشام ولد سنة 708 هـ على الأرجح وتوفى سنة 761 هـ. فكيف يمكن أن يولد له أخ من أمه سنة 831 هـ؟! ثم كيف ينشأ في كنفه ويحضر بعض دروسه وقد ولد بعده بمدَّة؟! فليتأمل ذلك من رجع إليه. ولا يمكن أن يقال: إنّ هذا العام عام وفاته ذكره في سنة ميلاده سهوًا.=

194 - محمد بن خَليل بن محمد بن طُوغان المُنْصِفِىّ الحَرِيْرِىّ ¬

_ = لأننا نقول: إن السخاوى يؤكد معاصرة له وصحبته إياه لذا يقول السخاويّ في آخر الترجمة: "وهو من أحبابنا" والسخاوى ولد سنة 831 هـ. ثم إنّ السّخاوى لم يذكر وفاته مما يرجحُ أنَّه كان في زمن تأليف الكتاب حيًّا. لم يبق إلّا أن نقول: إنّه من تداخل التراجم. والله تعالى أعلم بالصواب. هؤلاء هم من عرفت من آل ابن هشام الأنصاري. ولم أتتع البحث عنهم وإنما وقفت عيم عند قراءتى كتاب الضوء اللامع وأوردهم هنا لكى يرى القارئ الكريم أن هناك أسرا علمية توارثوا الحلم كابرا عن كابر على حمد قول الآخر: نبنى كما كانت أوائلنا ... تبنى ونفعل مثل ما فعلوا وقد رأينا في هذا الكتاب مع صغر حجمه وقلة تراجمه من الأسر العلمية من الحنابلة: آل قدامة المقادسة وهم أسر أيضًا فمنهم آل أبى عمر، وآل بنى زريق، وآل قاضى الجبل ... ومن الأسر آل عبد الهادى وهذه الأسرة ترجع التي قدامة المقادسة أيضًا، وآل المحبّ وآل بنى المنجا، وآل تيميّة، وآل ابن القيم. 194 - الحريرى (740 - 803 هـ). محمد بن خليل بن محمد بن طُوغان بن عبد الله التُّركى الدِّمَشْقِىّ الحَنبلى الحَرِيرِىُّ. أبو عبد الله. أخباره في: إنباء الغمر: 2/ 185، 186، والرد الوافر: والتبيان شرح بديعية البيان: 159، ولحظ الألحاظ: 185، تاريخ ابن قاضى شهبة: 219، والمقصد الأرشد: 134، والمنهج الأحمد: 2/ 134، ومختصره: 173، والقلائد الجوهرية: 2/ 443، والشذرات: 7/ 35، والسحب الوابلة: 241، وله ذكر في معجم ابن فهد: 103. قال ابن ناصر الدين في بديعيته: محمد ذا المنصفى الحنبلى ... ضم الحديث جهده فأجمل قال في الشرح: ... . وكان حافظا متقنا نبيها ناقدا علَّامة فقيها. قال ابن حِجىّ: كان خيِّرًا صيّنًا ديّنًا، سمحتُ منه شيئا. وقال ابن حِجىّ: فيما نقل عنه ابن حجر: كان فقيهًا محدِّثًا حافظًا، قرأ الكثير وضبط وحرر وأتقن وألف وجمع، مع المعرفة التامة.=

الشيخ الفاضل العالم شمس الدين أبو عبد الله محمد برع وأفتى وحصل قال ابن قاضى شهبة: الشيخ الفقيه المحدّث شمس الدين أبو عبد الله محمد بن خليل بن محمد المنصفى الحريرى الحنبلى، مولده في تاسع ربيع الأول سنة ست وأربعين وسبعمائة على ما نقل من خطه سمع الكثير من أصحاب ابن البخاري وابن القواس والشّرف وابن عساكر وهذه الطبقة وسمع أيضا من أبى الخَوْجِىّ وابن خَليل وغيرهما ووُصِفَ بالحفظ. قال ابن قاضى شهبة (¬1): وصفه شيخنا بالحافظ وقال: رفيقنا وصاحبنا سمع معنا الكثير وقرأ الكثير وكتب وضبط وحرّر وأتقن وألف وجمع وكان له معرفة شامة ولازم الحافظ بن المحب وتفقه أولًا وصحب الإِمام زين الدين بن رجب وأخذ عنه ثم نافره واعتزَل عنه وكان يُفتى ويُعتنى بفتوى الطلاق الثلاث على اختيار بن تيمية فامتحن بسبب ذلك ¬

_ = وقال ابن حِجىّ أيضًا نقله عن ابن مفلح في المقصد الأرشد: قال: ووصفه الشيخ شهاب الدين بن حِجى بالحفظ، وقال: رفيقنا وصاحبنا سمع معنا كثيرا وقرأ الكثير ... ثم قال: وكان له معرفة تامة. وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: الصالحُ الزاهدُ العابدُ العالمُ الفقيهُ الحافظُ المفيدُ شمس الدين مفتى المسلمين. ثم قال: وحرر في هذا الشأن أيما تحرير. وقال ابن مفلح: الشيخ الإمام الفقيه المحدث ... ووصفه العليمى بالإمام الفقيه المحدث ... وقال ابن فهد: الشيخ الزَّاهد الصالح العابد المفيد العلامة. وقال: اشتغل كثيرًا حتَّى صار عالمًا بالفقه على مذهبِ الإِمام أحمد وكان إمامًا علامةً فقيهًا حافظًا متقنًا نبيهًا. (¬1) تاريخ ابن قاضى شهبة: 219.

وأوذى وهو لا يرجع (¬1) ورأيت بخط جمال الدين الإِمام يقول انظر إلى هذا الظالم - يعنى - فيما أظن - ابن رجب، إذ تسبب في أذاه بسبب الفتوى بالطلاق الثلاث - كيف فعل بهذا العبد الصالح، يعنى شمس الدين هذا. قال ابنُ قاضى شهبة: وكان متقشفا باكيا منجمعا عن النَّاس، وعن الاختلاط بأرباب الدُّنيا وكان له حانوتٌ يعمل فيه الأزواد حين كان يطلبُ معنا ودارَ مدة ثم ترك مدة ثم ترك ذلك وأمّ بالضّيائية وبالجوزية، ولم يكن الحنابلة ينصفونه. عوقب في العسر، ولما انفصل التتار بقى سالمًا إلى أن مات توفى فى شعبان من سنة ثلاث وثمانماية. وقال غيره: محمد بن خليل بن محمد بن طوغان الدّمشقى الحريرى الحنبلى المُنصفى بضم أوله ولد سنة ست وأربعين وأتْقن وألف وجمع وكان قد تخرج بابن المحب وابن رجب وأفتى، مع الانجماع والتقشف، مات سنة ثلاث في الفتنة بعد عقابٍ كبير وحصلت له محن بسبب مسألةِ الطلاق. قال ابن ناصر الدِّينِ اجتمعتُ به بدمشق وأعجبنى سَمْتُهُ. وقال ابن حجر: كان فقيهًا محدِّثًا حافِظًا، قرأ الكتب وحرر، وضبطَ. وحرر. ¬

_ (¬1) ذكر ابنُ فهدٍ في لحظ الألحاظ ذيل تذكرة الحفاظ: 185 بصفته أحد الحفاظ، وأثنى عليه بما تقدّم ذكره. إلا أنّ ذكره والثنا عليه لم يقع موقعًا حسنًا على نفس زاهد الكوثرىّ ولم يجد ما يطعن به على الرّجل، لأن ثناء العلماء عليه ظاهر لكنه أطلق لسانه - كعادته في الطعن في السلف - على شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - ووصفه في حاشية الصفحة المذكورة من ذيل تذكرة الحفاظ - بأنّه مموّه وأَنَّه وأتباعه من المجترئين على تحليل المحرّم. ونقل عن تقى الدين الحُصينى أنهم يتقاضون ممن وقع في مأزق من أمر النكاح والطلاق نحو خمسة دراهم فيفتون له بأن النكاح صحيح وأن الطلاق غير واقعٍ؟! ثم وصف الكوثَرِىَ ابنَ تيميَّة بالمجون، وأنه آية التضليل؟! وأقول: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}.

195 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سُليمان ابن حمزة بن أحمد بن عمر بن أبى عمر، المقدسي الصالحى الحنبلى ناصر الدِّين بن زُريق ويعرف بالدَّيِّن، المحدث الحافظ تفقه وطلب الحديث بنفسه، سمع من الصّلاح وغيره وتخرج بـ "ـابن المُحبّ" وسمع العالى والنّازل وخرَّج ورتب "المعجم الأوسط" على الأبواب و"صحيح بن حبان" قال بعض الحفاظ لم أرَ في دمشق من يستحق اسم الحافظ غيره. مات في ذى القعدة سنة ثلاث وثمانمائة. 196 - محمد بن أحمد بن أبى بكر بن عبد الصَّمد بن مُرجان الحنبلى الصالحى المقرى أبو عبد الله. ولد سنة خمس وسبعمائة، سمع من التّقى سُليمان وعيسى المُطعم وابن سعد وغيرهم، وحدث ومات سنة تسع وسبعين وسبعمائة، وقال ابن قاضى شُهبة: محمد بن أحمد بن أبى بكر بن عبد الصَّمد بن مَرجان الحنبلى، الشيخ شمس الدين، شيخ التَّلقين بالمدرسة، وشيخُ الإِسلام أبى عُمر كأبيه. ولد في سنة خمس وسبعمائة روى عن التَّقى سُليمان ويحيى بن سعد. توفى سنة أربع وسبعين وسبعمائة. 197 - محمد بن فخر الدين عبد الله بن مالك بن مَكْنُون بن ¬

_ 195 - ناصر الدّين بن زريق: (؟ - 803 هـ). من آل قدامة. أخباره في إنباء الغمر: 1/ 186، الضّوء اللامع: 7/ 300، ولحظ الألحاظ 169، تاريخ ابن قاضى شهبة: 219، المنهج الأحمد: 2/ 136، ومختصره: 175، والشذرات 7/ 36 والسحب الوابلة: 244، 245. 196 - ابن مرجان الحنبليّ: (705 - 774 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 4711، والدرر الكامنة: 3/ 463، تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 215، والدارس 2/ 109، والمنهج الأحمد: 2/ 128، ومختصره: 164، والشذرات 6/ 234. 197 - محمد بن عبد الله بن مكنون العجلونى: (؟ - 772 هـ) =

نَجم بن ظَريف بن محمد العَجْلُونِيّ الفُرَّخانِيّ الأصل الدِّمشقي الحنبلى خطيب "بيت لِهْيَا" وابن خَطيبها قال ابن قاضى شُهبة: الشيخ شمس الدين أبو عبد الله أجاز له سنة خمس وسبعين جماعة منهم القاسم بن عساكر وابن القَوَّاس والعز أحمد بن عبد الرحمن الحُسينى، والكمال عبد الله بن قوام الرَّصافى وغيرهم وسمع من وَزيرَةَ. توفى في شهر جمادى الأولى ثامن عشر من ليلة الأحد سنة اثنين وسبعين وصلى عليه من الغد ببيت لِهْيَا ودفن هناك وقد ناهز الثمانين. 198 - محمد بن الشيخ عز الدين المَقدسى الحَنبلى خَطيب جامعٍ المظفرى بسفح قاسيون ذكره ابن كَثِيرٍ وقال: كان شيخا صالحا عابدا زاهِدًا عالِمًا مفتِيًا، له يَدٌ طولى في الفرايض كعمه العزّ عبد الرحمن توفى في العشر الأوسط من شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وقد قارب التِّسعين قال ابنُ قاضى شُهبة: قال أبو زُرعة بن العراقى هو عبد الرحمن المتقدم في حرف العين الَّذي توفى في جمادى الآخرة وإنَّما ابن كَثيرٍ سماه: محمدًا وإنّما هو عبد الرحمن شمس الدين كنيته، فوهم في ذلك. ¬

_ = أخباره في: الدّرر الكامنة: 4/ 100، وذيل العبر لأبى زرعة: 63، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 209، ولحظ الألحاظ: 156، (مختصره) المنهج الأحمد: 2/ 127، ومختصره: 162، والوفيات لابن رافع: 2/ 370، والمقصد الأرشد: 137. 198 - محمد المقدسيّ الخطيب: (؟ - 773 هـ). لم أقف على أخباره. وقول ابن كثير: "كعمّه ... " يدلُّ على أنَّه يفرق بينهما وربّما أن الوهم من سنة الوفاة فقط. ونسختى من ذيل العبر لأبى زرعة مخرومة ذهب بخرمها سنة وفاة المذكور. وقد تمنَّيت أن أقف على كلام أبى زرعة لعلى أجد في كلامه ما يقطع بما ذهب إليه. وقد كاتبتُ مكتبة البلدية بالإسكندرية، لأنّ فيها نسخة أخرى من كتاب أبى زَرعة ولم أظفر منهم بردٍّ حتَّى كتابة هذه الأحرف. والله المستعان.

199 - موسى بن جمال الدين أبى الجود فيَّاض بن عبد العزيز ابن فَيَّاض الفُنْدُقى النَّابُلسى قاضى حَلَب الحنبلى القاضي شرف الدين أبو البركات ولد قبل السَّبعمائة بالصالحية، وسمع بها من جماعة كأبى بكر بن عبد الدايم وعيسى المطعم ويحيى بن سعد وغيرهم ولى القضاء بحلب في سنة ثمان وأربعين قالَ بن حَبيب: وباشر رابعًا، مبادرًا إلى الخير مسارعًا مطرح التكلُّف، جزيل الديانة والتَّعفف، واستمر حريصا على المصلحة مجدًّا في طلبها، ولم أسمع صاحبا حنبليا قبله ولى بها، ولم يزل على القضاء إلى أن أقصى (¬1) عن القضاء في سنة أربع وسبعين وباشر عوضه ولده شهاب الدين أحمد (¬2) وأقبل هو على العِبادة إلى أن توفى. قال بعضهم ¬

_ 199 - موسى بن فيَّاض الفُندقى النَّابلسى: (قبل 700 - 778 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 1/ 148، والدرر الكامنة: 5/ 150، ودُرة الأسلاك: 245، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 243، والمقصد الأرشد: 160 والمنهج الأحمد: 2/ 129، ومختصره: 166 والدارس: 2/ 124، 125، والشذرات: 6/ 259، والسحب الوابلة: 312. تولى القضاء بحلب سنة 748 هـ. وهو أول قاضى حنبلى قضى بها استقلالا واستمر خمسا وعشرين سنة وترك القضاء سنة أربع وسبعين. قال ابن حجر: وكان صالحًا ورِعًا مطَّرحَ التكلُّف معظِّمًا للشرع. ووصفه ابن العماد: بالشيخ الإمام الحبر ... (¬1) في المقصد الأرشد وغيره: ثم أعرض عن وظيفة القضاء. (¬2) شهاب الدين أحمد بن فياض (؟ - 796 هـ) ذكره العُلَيْمِيُّ معرِّفًا به تعريفًا مقتضبًا وذكر أَنَّه ولى قضاءَ حلب بعد أبيه وأنه كان متوليًا للقضاء سنة 787 هـ، وسنة 795 هـ. وذكره الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة: 1/ 344، وابن حُميد النجدى في السحب الوابلة: 66 عن الحافظ ابن حجر فقط. قال الحافظ: كان عالما دينا عادلا خيرِّا متواضعا كثير السكون محمود الطريقة مشكورًا في أحكامه، وكان يكثر التَّزويج حتَّى يقال: إنه أحصن أكثر من ... . امرأة.

حرف النون

وكان رجلًا جيدًا توفى بحلب في شهر ذى القعدة سنة ثمانٍ وسبعين وسبعِمائة. حرف النون 200 - نصرُ الله بن أحمد بن محمد بن أبى الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم الكناني العَسقلاني توفى في شعبان سنة خمس وتسعين وسبعمائة ورأيت بعضهم [قال]: نَصر الله بن أحمد بن محمد بن أبى الفتح الكناني العسقلاني الأصل ناصر الدين قاضي القضاة الحنبلى. ولد سنة بضع عشر وسبعمائة (¬1). سمع من عبد الله بن يوسف النابلسى (¬2) وأحمد بن الجَزرى، وأجازه المِزّى وجماعة ناب عن القاضي موفّق الدّين (¬3) مدة ثم ولى بعده وباشر نحو الخمسين سنة مات في شعبان سنة خمسة وتسعين وسبعمائة. وكان صارمًا مُصيبًا وقورًا كثيرَ العِبادة، قليلَ البِضاعة في غير الفقه، وكان يحفظ "العُمدتين" (3). وقال غيره (¬4): نصر الله بن الشيخ الصالح شهاب الدين أحمد بن محمد ¬

_ 200 - نَصْرُ الله الكناني العَسْقَلَانِيِّ: (718 - 795 هـ). تاريخ ابن قاضى شهبة: أ 1/ 3 / 499، إنباء الغمر 1/ 466 والدرر الكامنة 5/ 163، والمنهاج الجلى 251، والمقصد الأرشد 170، والمنهج الأحمد 2/ 232، ومختصره: 169، والشذرات: 6/ 343، والسحب الوابلة: 315. (¬1) في الدرر الكامنة 5/ 163: ولد سنة 718 هـ. (¬2) هو الإمام موفق الدين الحجازى عبد الله بن محمد المتوفى سنة 769 هـ ذكره المؤلف هنا (ترجمة رقم: 78). (¬3) الَّذي يظهر لى أنَّه يقصد: عمدة الأحكام عن كلام سيد الأنام للإمام الحافظ عبد الغنى الجماعيلى المقدسي ت 600 هـ. وعمدة الأحكام في الفروع لابن قدامة المقدسي ت 620 هـ. (¬4) هو ابن قاضى شهبة، تاريخ 1/ 3 / 499، والترجمة هنا منقول أغلبها عنه.

ابن أبى الفتح هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم الكنانى العسقلانى المصري الحنبلى الحّجاوى قاضي القضاة ناصر الدين أبو الفتح سمع من ابن الميدومىّ وجماعة، واشتغل في العلوم وأفتى ودرس وناظر وأتقن وناب في القضاء عن حموه قاضي القضاة موفق الدين ما يزيد على عشرين سنة ثم ولى قضاء القضاة بعد وفاة المذكور في المحرم سنة تسع وستين، فباشر ستا (¬1) وعشرين سنة ونصف، قال بعض المؤرخين (¬2) سمع "جزء ابن قَلاقس"، عاليًا عن أصحاب السَّبط بالإِجازة، وسمع غير ذلك، وسمع عليه جماعة، واشتغل بالفقه على مذهب الإمام أحمد حتَّى صار في مذهبه مفتى الفرق، أوحدَ العلماء، علَّامةَ العصر، نادرةَ الوقت، نسيجَ وحده، ووحيد عصره في فنون عديدة منها الحديث (¬3) والنَّحو واللُّغة والأصول والميقات وغير ذلك من العلوم، وباشر القضاء بمصر نيابة وأصالة ما يزيد على ستَّ وأربعين سنة، وكان يفتخر (¬4) بذلك، وكان مع ذلك قاضى عدلٍ، اشتهر (¬5) بالخير والصلاح، وكان منذ نشأ لم يأكل مع نساء غداء ولا عشاء، ولا يأكل إلا مع جماعة، وينظرهم ساعة بعد ساعة، وكان بالمعروف معروفا (6)، وبالإحسان موصوفا (¬6)، كثير العبادة، كثير السيادة، مواظبا على الصلاة والصيام، مثابرا على التّهجُّد في الليل والقيام، صاحب حرمة وافرة، وحشمة ظاهرة. ¬

_ (¬1) في تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 499 (ستة). (¬2) هي عبارة ابن قاضى شهبة. (¬3) قارن بما تقدّم من قوله: "قليل البضاعة في غير الفقه". (¬4) في تاريخ ابن قاضى شهبة: يفخر. (¬5) في تاريخ ابن قاضى شهبة: قاضى عدل أمين بالخير والصلاح قمين. (¬6) في تاريخ ابن قاضى شهبة: (معروف) و (موصوف).

وقال بعضهم: ولى القضاء نيابة وأصالة مدة طويلة، وحُمدت سيرته ودرّس بالشيخونية وحدّث (¬1). توفى في آخر ليلة الأربعاء حادى عشر شهر شعبان سنة خمس وتسعين وسبعمائة، ودفن من الغد بتربة حموه موفق الدين وحضر جنازته جمع كثير من الأمراء وغيرهم رحمهم الله (¬2). 201 - نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر التُّستَرِىّ (¬3) ¬

_ (¬1) قال ابن حجر في إنباء الغمر: 1/ 466 وأجاز لى بعد أن قرأتُ عليه شيئًا. وقال أيضا: قرأت بخط قاضي القضاة تقى الدين الزبيرى - وهو في جملة ما أجازفى فيه - قال: توفى القاضي ناصر الدين في نصف شعبان وأقام قاضى الحنابلة بعد وفاة صهره القاضي موفق الدين ما يزيد على خمس وعشرين سنة، ولم يُكتب فيها يومًا ولا عُزل ولا مَرض، بل يضحك على الناس كلما عُزل أحدًا وماتَ إلى أن جاءه أمر الله فلم يضعف غير هذه الضعفة فمات فيها. (¬2) قال ابن العماد في الشذرات 6/ 343: ودفن عند حموه قاضى القضاه موفق الدين خارج باب النصر وحضر جنازته نائب السُّلطنة سُودون والحجاب والقضاة والأعيان وكرهم. ومثله في المقصد الأرشد. 201 - نصر الله البغدادى: (733 - 812 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 2/ 444، والضوء اللامع 10/ 198، والمنهاج الجلى: 251، والمنهج الأحمد 2/ 137، ومختصره: 177، والشذرات 7/ 99، والسحب الوابلة: 314، وتاريخ علماء المستنصرية 1/ 373. وفيه فوائد كثيرة رحم الله جامعها. ومن فوائده ما يتعلق بهذا الرَّجل ذكر أن للشيخ نصر الله هذا كتابا اسمه: "أنيس الغريب وجليس الأديب" وذكر أن في مكتبة الأستاذ عبَّاس العَزَّاوى منه نسخة كتبت سنة 816 هـ بقلم يوسف بن يحيى الكرمانى. وقد وقفت على نسخة أخرى لهذا الكتاب في مكتبة ولى الدين في بايزيد بتركيا. (¬3) ضبطه هكذا: بضمِّ التاء المثناة الفوقية المشددة وسكون السين وفتح التاء المثنّاة الفوقية الخفيفة ثم راء وياء منسوب إلى مدينة (تستر).=

الأصل البغدادى، قال ابن قاضى شُهبة: الشيخ جلال الدين أبو الفتح نزيل القاهرة ولد في حدود الثلاثين وسبعمائة ومات أبوه وهو صغير فتربى عند الشيخ أحمد السقا وقرأ القرآن العظيم والفقه وقرأ الأصول على الشيخ بدر الدين الإِربلى (¬1)، وسمع الحديث من جمال الدين الخُضرىّ وكمال الدين الأنبارى وأبو بكر بن قاسم السِّنْجَارِى، ودرّس بالمستنصرية (¬2) والمجاهدية (¬3) وقدم القاهرة فولاه الظاهر درس الحديث بمدرسته ثم ولى تدريس الحنابلة بها وهو والد قاضي القضاة محب الدين (¬4)، قال ابن حِجِّى: كثير الخط الحسن وله "أرجوزة في الفقه" نحو سبعة آلاف بيت وقد ناب بالقاهرة وأفتى ودرس وكان بهىِّ الصّورة جميلَ الشَّكلِ وقال بعضُهم: له مصنفات ونظم ونثر توفى في حادى عشرى شهر صفر سنة اثنتين عشرة وثمانمائة قال ابن قاضى شُهبة: ورأيتُ الخط الحسن الكثير بخطه. ¬

_ = قال البكرى في معجم ما استعجم 312: تسر - بالعراق معلومة بضم أولها وإسكان ثانيها وفتح التاء بعدها. وقال ياقوت في معجم البلدان 2/ 29: بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى وياء أعظم مدينة بخوزستان. وانظر: الروض المعطار 140، والأنساب للسمعانى: 3/ 51. (¬1) هو محمد بن علي بن أحمد، أبو المعالى، بدر الدين الأربلى (686 - ؟) أخباره في الدرر الكامنة 4/ 174، وبغية الوعاة 1/ 175. (¬2) المدرسة المستنصرية: مدرسة مشهورة ببغداد شيدها الخليفة المستنصر العباسى. وألف المرحوم الدكتور ناجى معروف مؤلفا خاصا بها في مجلدين طبع مرارا. وعندى منه الطبعة الثانية ببغداد سنة 1384 هـ، وقد أفدت منه كثيرا. (¬3) هي إحدى مدارس الحنابلة ببغداد أنشأها مجاهد الدين أيبك الخاص المستنصرى القتول بيد التتار شهيدا سنة 656 هـ. (¬4) وله حفيد اسمه يوسف بن أحمد بن نصر الله، الضوء 1/ 199.

حرف الهاء

حرف الهاء 202 - هارون الشيخ هارون الحنبلى. حرف الواو * * * حرف اللام * * * 203 - يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الشيخ أبى عُمر، الإِمامُ العالمُ العلامةُ المفيدُ جمال الدِّين يوسفُ المعروف بـ "جمال الدّين الإِمام"؛ لأنّه كان إمامًا لمدرسة جدّه شيخ الإِسلام أبى عُمر، وهو جدّ والدى أبو أمّه، مولده سنة بضع وعشرين وسبعمائة، سمع من الحجَّار وغيره، واشتغل وحصَّل وأفتى وناظر وبرع، وكان صاحبَ دينٍ ورع وزهد وسماحة. أخبرتنا جدّتى أَنَّهَ كان يضع في داره الخوابى، الأشنان والصَّابون وثياب الخام، وكانت داره قريبة من رباط العجايز الَّذي هو المغسل، وكان يقول لأهله: مَنْ جاءت تغسل وليس معها أشنان فأعطوها من هذا ¬

_ 202 - الشيخ هارون (لم أقف على أخباره) ولم أقف أيضًا على أي حنبلى عاش هذه الفترة اسمه (هارون). 203 - يوسف بن أحمد الصالحى: (بعد 720 - 798 هـ). من آل قدامة. جدّ والد المؤلف لأمه. أخباره في الدرر الكامنة: 5/ 221، وإنباء الغمر 1/ 521 وتاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 355، والمنهاج الجلى: 254، والمنهج الأحمد 2/ 134، ومختصره 172 والشذرات 6/ 355، والسحب الوابلة 317.

الأشنان، ومن ليس معها صابون فأعطوها من هذا الصابون، وإن كانت عارية فاكسوها من هذا الثياب. قال فمرّة جاءت امرأة تغتسل ومعها سبعة أولاد ففصَّلنا للسبعة أثوابًا. قالت: وكان ذلك البيت قد اجتمع فيه هداديب (¬1) كثيرة فنزل مرة عسكرى الصالحية فخبأ الناس حوائجهم فقال له أهله: أخبئ ثيابك فأبى فأخذت ثيابه وحوائجه جميعها، وكان يتوضأ فأخذوا شاشه، فقال أنتم قد أخذتُم حوائجى فدعوا لى هذا الشاش، فقالوا: إنما هو نتبرك به، وكانت عمامته كبيرة جدًّا لنزلة كانت أصابته، وكان لا يقدر يفارقه، قالت: فعمدتُ إلى تلك الهداديب فعمل عنها عمامة بقدر عمامته ولبسها، قالت: وكنا إذا غسلنا عمامته وضعناه في طبقين (¬2) وحكى لنا شيخنا الشيخ تقى (¬3) الدين: إن إنسانا ناظره مرة في مسألة، قال: فناظره يومًا لا يقطع واحد منهما صاحبه ثم اليوم الثانى كذلك، قال: ففي اليوم الثالث قال لشخص من أصحابه: امض فانظر إن كان وحده؛ حتَّى أمضى إليه وإن جمع عنده الناس لم أمضِ إليه قال فمضى فوجده قد ملأ المجلس قال فلم يمضِ إليه وقال: قد انقطع ونفد ما عِنده فجمع من يساعده. قلت: وقد صنّف كتبًا منها كتاب " التُّحفة والفائدة في الأدلة المُتزايدة على أن الطلاق الثلاث واحدة" وكتاب "الردّ على المعترضين على ابن ¬

_ (¬1) لعله يقصد بالهداديب هنا قطع القماش. وتكون جع هُدْبٍ، والهُدبُ في الأصل: طرف الثوب الَّذي لم ينسج بَعْدُ وبجمع الهدب على أهداب، ومن مجازه: فلان متمسك بأهداب الدين أي بأطرافه، لأن الهدب طرف الثوب كما قلنا. (¬2) كناية من عظمها. (¬3) كثيرا ما ترد مثل هذه العبارة فتشكل عليّ فلا أدرى من المقصود به لأن في شيوخه أكثر من واحد يلقب: "تقى الدين" وأشهرهم: تقى الدين الجراعى (ت 883 هـ) وتقى الدين بن قَندس (ت 861 هـ).

تيمية في الطلاق" وله مسودة في الفقه في مجلدين، وله "تعاليق على محرر الشيخ مجد الدين" وله "منتخبات من كلام السّريجىّ"، و"تعليق في الصفات"، وله " الرد على بعض المتكلمين"، وله "مسألة الطلاق بأداة الشرط"، وله كتاب آخر في "الردّ على من قال: إن الطَّلاق الثلاث بلفظ واحدٍ يقع ثلاثًا"، وله "الرسالة إلى ابن رجب في الطلاق الثلاث" يقول في أولها: من العبد الضعيف الحقير يوسف بن أحمد إلى شيخ الحنابلة زين الدين ابن رجب. ورأيت في بعض كتبه في ذلك يقول إنه لم يفعل ذلك إلا لوجه الله تعالى: اعلم إنى واقف بين يديه، وقال في مسألة الطلاق الثلاث والطلاق بأداة الشرط وغير ذلك مما كان يفتى به: إنى لم أقلد في ذلك ابن تيمية، ويذكر أنَّه قد نذر على نفسه نذرًا ألف درهم لمن جاءه بدليلٍ قاطعٍ في ذلك، وأنه متى وجدَ دليلًا قاطعًا رجع إليه، وجعل ذلك لمن أتاه به. وأخبرنى بعضهم أنَّه قد كان وضع ألفًا في كيس وعلّقه في بيته. قلتُ: له الكلام الكثير على مسألة الطلاق وسمعت والدى يذكر أن له فيها قريبًا من سبعين كراسة، فمن ثَمَّ قال بعض شيوخنا: كان مُجتهدًا - انتهى -. قال ابن قاضى شهبة في "ذيله" (¬1) الشيخ جمال الدين يوسف بن تقى الدين أحمد بن العز إبراهيم بن شرف الدين عبد الله بن الشيخ أبى عمر المقدمى الأصل الصالحى (¬2) الحنبلى إمام مدرسة جدّه الشيخ أبى عمر. قال (¬3): وقال شيخنا (¬4): ¬

_ (¬1) تاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 3 / 601. (¬2) عن ابن قاضى شهبة. (¬3) عن ابن قاضى شهبة. (¬4) هو ابن حجىّ، وعبارة ابن قاضى شهبة في تاريخه المطبوع هكذا: قال الحافظ شهاب الدين بن حجى تغمده الله برحمته.

وكان رجلًا فاضلًا حادّ الذهن، صحيح الفهم، معروفا بذلك على قلة تحصيله، قال: وكان مولعا بالفتوى بمسائل الطلاق المنسوبة إلى ابن تيمية ويسأل المناظرة عليها (1 وهو أخو شيخنا صلاح الدين محمد راوى المسند 1) توفى يوم الأحد ثامن عشر شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وسبعمائة - رحمه الله - وقد خلّف من الولد جدَّتى أم والدى زَيْنَب، وكانت من الصالحات الخيّرات. عن ابنتى محمد بن عبد الهادى وغيرهما وعنهما جماعة. وأختها عائشة وولدًا ذكرًا يقال له التَّقى أحمد. قال ابن ناصر الدين. في بعض "تعاليقه": توفى شيخ الحنابلة جمال الدّين يوسف بن أحمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبى عمر إمام مدرسة جدّه أبى عمر يوم الأحد ثامن عشر رمضان من سنة ثمان وتسعين وسبعمائة، ودفن من الغد بسفح قاسيون رحمه الله تعالى. 204 - يوسف بن محمد المَرْدَاوِىُّ، الشيخ الإمام العالم العلامة المحقق العمدة جمال الدين أبو المحاسن يوسف قاضي القضاة المَرْدَاوِىُّ الحنبلىُّ، اشتغل وبرع وحصّل وأفتى ودرس ورأس وصنَّف كتاب ¬

_ (1 - 1) غير موجود في تاريخ ابن قاضى شهبة. 204 - يوسف المرداوى: (700 تقريبا - 769 هـ). اسمه كاملا: يوسف بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمود المرداوى المقدسي الصالحيّ الحنبلى، جمال الدين، أبو المحاسن. أخباره في: المعجم المختص: 100، والوفيات لابن رافع: 2/ 325، والدرر الكامنة: 4/ 308، وذيل العبر لأبى زرعة: 45، والسلوك: 3/ 1 / 167، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 196، والدرر الكامنة 5/ 245، والنجوم الزاهرة 11/ 100، والدارس 2/ 42، وقضاة دمشق: 282، والقلائد الجوهرية 2/ 364، وشذرات الذهب 6/ 217، والمنهج الأحمد: 2/ 125، ومختصره: 161، والمقصد الأرشد: 158، والسحب الوابلة 323 (وترجمته جيدة) ودرة الأسلاك: 186.

"الانتصار" في الحديث على أبواب "المقنع" (¬1) وهو كتاب جيِّدٌ نافع، وله كتاب "مختصر محرر شمس الدين بن عبد الهادى"، وله "حواش على كتاب المقنع" وغير ذلك (¬2). قال ابن قاضى شُهبة الشيخ (2)؛ الإِمام العلامة الصالح الخاشع قاضي القضاة جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمود المرداوى الحنبلى، مولده في حدود سنة سبعمائة وسمع "صحيح البخاري" من أبي بكر بن عبد الدايم ومن الشيخة وَزِيْرَةَ، وبعضُه من فاطمة بنت عبد الرّحمن الفراء، وهديّة بنت علي بن عسكر، والقاضى تقى الدين سليمان، وباشر قضاء الحنابلة سبعة عشر سنة، ولى بعد وفاة القاضي علاء الدين ابن منجا في شهر رمضان سنة سبع وستين، ذكره الذّهبى في "المُعجم المختصّ" (¬3) وقال غيره: خيّرا إمامًا في المذهب. وقال بعضهم: كان عفيفا نزهًا ورعًا صالحًا ناسكًا خاشعًا ذا سمتٍ ووقارٍ، لم يغير ملبسه، وهيئته يركب الحمارة دون البغلة ويفصل الحكومات بسكون ومروءةٍ، ولا يُحابى أحدًا، ولا يحضر مع النَّائِب إلا يوم العدل، وأمَّا في العيد والمحمل فلا يركب، وكان مع ذلك عارفا بالمذهب، لم يكن فيهم مثله، مع فهم وكلام جيّد في النظر والبحث، ومشاركة في الأصول وعربية، وجمع كتابا في "أحاديث الأحكام" حسنا يشبه "المحرر" لابن عبد الهادى (3). وكان قبل القضاء متصدِّرًا في جامع المظفرى للاشتغال والفتوى وكان كثير المواظبة للجامع مطلقًا وكان ¬

_ (¬1) لعلّه هو كتاب "كفاية المستقنع لأدلة المقنع" الموجود في دار الكتب المصرية رقم: (11 فقه حنبلى). وهو بخط محمد بن أحمد بن عبد الله المقدسي الصالحىّ [لعله المشهور بابن الحبَّال ترجمة رقم: 188] كتبت سنة 858 هـ وقابلها بخط المؤلف الشيخ الإِمام أحمد بن محمد بن أحمد العريرفى الحنبلى المتوفى بعد سنة 870 هـ (الضوء اللامع: 2/ 85). (¬2) تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 196. (¬3) المعجم المختَصّ: 100 ... وكتابه يوجد في الأزهرية بعنوان مختصر أحاديث الأحكام تحت رقم 255.

ابن مفلح عين تلامذته وذكره ابن حبيب في تاريخه وقال (¬1): عالم علمه زاهرٌ، وبرهان ورَعَهُ ظاهرٌ وإمام يتبع طرائقه، ويعتنم ساعاته دقائِقُه، كان ليِّن الجانب متلطّفًا بالطّالب (2، رضىَّ الأخلاق، وشدِيْد الخوف والإشفاق 2) عفيف اللسان كثير التواضع والإحسان لا يسلك في ملبسه سبيل أبناء الزمان. ولى الحكم بدمشق أعوامًا ثم صرف واستمر إلى أن لَحِقَ بالسَّالفين من العلماء الأعلام. توفى يوم الثلاثاء ثامن من شهر ربيع الأول سنة تسع وستين وسبعمائة بالصَّالحية وصلى عليه بالجامع المظفرى بعد الظهر ودفن بتربة الشيخ موفق الدين بسفح قاسيون وحضره جمع كثير قال ابن حبيب: وتوفى عن ست وسبعين سنة. قلت: هو الَّذي زاد في مدرسة شيخ الإِسلام الشرقى منها وبناه أولًا ولم يمكن من خلطه بها فجمع عمالا وهدم في الليل الحائط الحاجز بينهما وبلط مكانه فأصبحت كذلك. ويحكى (¬3) عنه أنَّه لما جاء القاصد بتوقيع القضاء فى مصر جاء بيته فسأل عنه فقيل له ذهب يخبز وإذا به بعد ساعةٍ قد أقبل والطَّبق على رأسه فدفع إليه ذلك، فناوله رغيفين فغضِبَ وأخذهما، وقال لا آكلهما حتَّى يراهما السُّلطان، وأنه ذهب بهما إلى مصر فلما كان في بعض الطَّرَيق حصل جوعٌ فأكل أحدهما وذهب بالآخر فدفعه إلى السلطان وأخبره بالخبر فأعطاه مائة دينار وقال لو جئتَ بالآخر أعطيتك مائة دينار فلما كان بعد مدّة عَمِىَ الرسول فافتقده السلطان فقيل أنَّه قد عَمِىَ فأمر بإحضاره فجئ به فدقَّ من ¬

_ (¬1) درة الأسلاك: 186. (2 - 2) لم ترد هذه العبارة في نسختي من درة الأسلاك، وهي بخطّ المؤلف والعبارة أشبه بكلامه. (¬3) ذكر ابن طولون في القلائد الجوهرية: 485 هذه القصة نقلًا عن المؤلف (ابن عبد الهادى) في ترجمة والد المذكور محمد بن عبد الله الترجمة رقم (162) في كتابنا هذا ناسبًا هذه القصة إلى والده، فليتأمل.

ذلك الرَّغيف وكحَّله به فبرأ فقال هذا من ذلك الرغيف الَّذي أتيت به أو ما هذا معناه (¬1). 205 - يوسف بن ماجد بن أبى المجد، الشيخ الإِمامة العلامة الفقيه الذكىّ أبو المحاسن جمال الدين يوسف، قال ابن قاضى شهبة (¬2): الشيخ الفقيه العالم جمال الدين يوسف بن ماجد بن أبى المجد عبد الخالق المِرْداوِىّ الحنبلىّ. قال: قال شيخنا (¬3): "كان من فضلاء الحنابلة الشّديدى التّعصب لشيخ الإسلام تقىِّ الدِّين (¬4) بن تَيْمِيَّة، كثيرَ الاعتناءِ بالنظرِ في كلامهِ، مثابرًا على الفتوى بقوله في مسائل الطلاق"، وقد أُوذى غير مرة بسبب ذلك، ويمتحن (¬5) ويتوب ثم يعود ولا يرجع، وكذلك كان يَنتصر لمسائله الأُصولية، وقد سمع من ابن الشّحنة وروى عنه، وسمع من غيره. ¬

_ (¬1) مثل هذا لا يصحُ، ولا أدرى كيف ينقل المؤلف - رحمه الله - مثل هذا الكلام دون تمحيص؟! ولاشك أن الشفاء من الله تعالى. ولا يجوز أن يطلب من غيره واعتقاد أن هذا الرغيف يشفى من المرض ببركة الشيخ كلام لا ينبغي نقله ولو كانت بركة الشيخ تشفى من المرض لما احتاجوا إلى الأطباء والأدوية والمصحات {رَبْنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإلَيْكَ أنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيْرُ}. 205 - ابن أبي المجد: (؟ - 783 هـ). تاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 3 / 78، أخباره في: إنباء الغمر: 1/ 252، والدرر الكامنة: 5/ 243، والمقصد الأرشد: 186، المنهج الأحمد: 2/ 130، ومختصره: 167، والشذرات: 6/ 282، والسحب الوابلة: 323، قال الحافظُ ابن حجر: "من أصحاب ابن تيمية"، شرح "المحرر" سمع من الحجار وغيره، وقال: كان فاضلا في الفقه، ونقل أنّ المذكور بلغه "أن الشيخ بهاء الدين بن المصري" حطّ في دروسه على ابن تيمية بالجامع فجاء إليه وضربه بيده وأهانه. ولابن المحاسن هذا الكتاب اسمه: "المقرر على أبواب المحرر". منه نسخة خطية جيدة في دار الكتب المصرية رقم: 25922 (ب). (¬2) أورده ابن قاضى شهبة في وفيات (783 هـ). (¬3) في تاريخ ابن قاضى شهبة: قال ابن حجيّ. (¬4) في المصدر السابق: لابن تيمية. (¬5) في المصدر السابق: وسجن.

قلتُ صنّف كتابًا في الفقه وحكى فيه خلافًا كثيرًا، وفيه، أوهام كثيرة وفيه مواضع حسنة، ويذكر في بعض المواضع الخلاف بصيغة "أو"، وبيّض "الفروع " وزاد فيها ونقص وناقش المصنف فيها في أماكن، وذكر في "حاشية عليها" أنّ المؤلف كان يكرهه ويبغضه، وكان شيخنا الشيخ تقى الدين (¬1) الَّذي يحط عليه بسبب تبيضه الفروع، وكذلك شيخنا القاضي علاء الدين (¬2) المرداوى وغيرهما. ومن فوائده الحَسنة: أنَّه حَكَى في كتابه هل يجب اجتناب النّجاسة في غير الصَّلاةِ على وجهين توفى يوم السبت تاسع عشر شهر صفر سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالصالحية رحمه الله تعالى. 206 - يوسف بن عبد الله بن حاتِم بن محمد بن يوسف البَعلبكى الحَنبلى الشَّهير بـ "ابن الحَبَّال" قال ابنُ قاضى شُهبة: الشيخُ المسندُ جمالُ الدين، مولده في صفر سنة ثمانين [وستمائة] (¬3). وسمع من القاضي تاج الذين عبد الخالق وابنه عبد السلام والزّكى المقرى. وأبى الحسين اليونينى، وأخيه القطب، وأبى الفتح البعلى، وسمع "صحيح البخاري" من أبى الخير اليُونِيْنِىّ، ومجلسين منه من الشيخ تاج الدين الفَزَازِيِّ (¬4)، كبُر سنّه وهَرِم. توفى في عشية الخميس سابع عشر رجب ¬

_ (¬1) لعله ابن قندس. 206 - يوسف بن عبد الله: بن الحبّال: (680 - 778 هـ) أخباره في: إنباء الغمر: 1/ 149، والدرر الكامنة: 5/ 238، وتاريخ ابن قاضى شهبة: 1/ 244، والمنهج الأحمد: 2/ 128، ومختصره: 166، والقصد الأرشد: 185، والشذرات: 6/ 260، والسحب الوابلة: 322. (¬2) في الأصل: "رايم". (¬3) في الأصل: "وسبعمائة" والتصحيح عن ابن قاضى شهبة وغيره. (¬4) قال ابن مفلح: قال شهاب الدين بن حجى: سمعنا عليه مرارا مسند الشافعي رضى الله عنه.

الفَرد سنة ثمان [وسبعين] [وسبعمائة] (¬1) وصُلّى عليه من الغد عَقِيْبَ صلاةِ الجُمعة ودفن بباب سَطْحا رحمه الله وإيّانا. 207 - يوسف بن أحمد بن سليمان الحنبلىّ المعروف بابن فُرَيْج الطّحان. قال ابنُ قاضى شُهبة: الإِمامُ الأوحدُ ذو الفنون جمالُ الدين، قال: قال: شيخنا (¬2): كان بارعًا في الأصول أخذ عن الشيخ بهاء (¬3) الدين [الأَخْمِيْمِىّ] (¬4) عالمًا بالفقه والعربية والمعانى والبيان. أخذ العربية عن أبى العباس [العَنانى] (¬5)، ثم لازم حلقة قاضي القضاة بهاء الدين لما قدم قاضيا، وكان صحيحَ الذِّهن، حسنَ الفَهم، جيِّدَ العبارة، إمامًا نَظِرًا، مُفتِيًا (¬6)، مدرِّسًا، حسنَ السيرةِ، عندَه تواضعٌ وأدبٌ، وكانت له ثَروةٌ؛ لأنه كان إليه وظيفة ضَبْطِ أموالِ التُّجَّار والشَّهادة عليهم. توفى بمنزله بالصَّالحية قُبيل العصر من يوم السبت سادس عشر شوال سنة ثمان ¬

_ (¬1) في الأصل: "وثمانماية" والتصحيح عن ابن قاضى شهبة وغيره. 207 - يوسف بن أحمد بن فرج الطحان: (في حدود 738 هـ - 778 هـ). أخباره في إنباء الغمر: 1/ 149، والمقصد الأرشد: 182 وتاريخ ابن قاضى شهبة 1/ 244، والمنهج الأحمد 2/ 128 ومختصره: 166، والشذرات: 6/ 259، 260. (¬2) في تاريخ ابن قاضى شهبة: قال ابن حجى: (¬3) في الأصل: "شهاب الدين" والتصحيح عن ابن قاضى شهبة. (¬4) في الأصل: "الأعمى". (¬5) في الأصل: "البناني". (¬6) في تاريخ ابن قاضى شهبة: "مهيبا" وما أثبته من الأصل توافقه المراجع الأخرى. فلعله أصوب.

وسبعين وسبعمائة ودفن من الغَدِ وله نحو أربعين سنة (¬1). 208 - يوسف بن محمد المَرْدَاوِىُّ صاحبُنا الشَّيخُ العلامةُ جمالُ الدين أبو المحاسن يوسف اشتغل وحصل وبرع وأفتى ودرس، ولد بـ "مردا" من قرى الأرض المقدسة، ورحل إلى الصالحية واشتغل بها حفظ "الخرقى"، و"غاية المطلب" و "الخلاصة" وغير ذلك. أخذ عن الشيخ شهاب الدين بن زيد وغيره وتفقه بشيخنا الشيخ تقى الدين وغيره، وأخذ النحو عن الشيخ شهاب الدين أبو زيد (¬2) ولازمه وانتفع به، ورحل إلى مصر وحجّ مرتين. وكان أبيض اللَّون ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الصورة حلو الكلام اختصر "الفروع" في كتاب سماه "الحلوى" وصنّف مولدًا وكشابًا على "الفروع" وشرح قطعةً من "تجريد" الحنابلة، ولما حجَّ ركبهُ دينٌ كثير ثم أعانه الله على قضائه، توفى سنة اثنين وثمانين وثمانمائة. ¬

_ (¬1) لم يذكر المؤلف ابنه عبد الرحمن (768 - 845 هـ)، وذكره ابن حجر في إنباء الغمر: 9/ 176، 177 الطبعة الهندية، فقال: اعتنى به أبوه فأسمعه على صلاح الدين بن أبى عرم المسند ... وذكر كثيرًا من شيوخه ومروياته. وانظر الضوء اللامع: 4/ 160 والسحب الوابلة: 130 ... وغيرها قال السخاوى: وصفه بعضهم بالإمام العالم الصالح. 208 - يوسف بن محمد المرداوى: (؟ - 882 هـ). أخباره: الضوء اللامع: 10/ 332، والمنهج الأحمد: 2/ 150 ومختصره: 199، والشذرات: 7/ 336، والسحب الوابلة 327 وأرخ وفاته سنة (860 هـ) بـ "مردا" في صفر وقد جاوز السبعين وهذا غير مكرر من المذكور قبله ترجمة رقم: (204) وإن وافقه في اسمه واسم أبيه وكنيته ولقبه، لأن الأول يتقدّمه في الزمان بما يزيد على مائة عامٍ. فليتأمل. (¬2) كذا في الأصل، ولعلها "ابن زيد" المذكور.

209 - يعقوب الكُرْدِىّ الحَنبلى [شيخ] الزّاوية ببَعْلَبَكَّ، وإليه تنسب الزاوية المذكورة، الشيخُ الصالحُ العابدُ الناسكُ الوَرِعُ الزَّاهِدُ، كان يأمرُ بالمعروف ويَنهى عن المنكر، وله الحُرمة الوافرة والكلمة المَسموعة عند الخاصة والعامة. توفى بالزاوية وهو جالس في حلقة الذِّكر قرأ مع الفقراء وظيفة ليلة الأربعاء فلما قال: "الحمد لله" كانت هذه الكلمة آخر [كلمة قالها قبل] وفاته وذلك في ثامن عشر من شهر شوال من شهور سنة ثلاثَ عشرة وثمانمائة عشية الثلاثاء ودفن بمقبرة باب سَطحا من بَعلَبَكَّ المحروسة ومن كلامه "كن ذَنَبًا ولا تكن رَأسًا فإن الرأسَ أوّلُ ما يُقطَعُ" يشير بذلك إلى ترك حبّ الرئاسة. 210 - يوسف بن محمد الصَّيْدَاوِىُّ الأَصل البَعْلَبَكِىُّ الحَنبلى قاضى حَلَب صاحبُنا وأخونا صلاح الدّين أبو محمد يوسف الفقيه المحصِّل صاحب دين وورعٍ. عن أصحاب بن الرعبوب والنّظام بن زيد وابن الشَّريفة وغيرهم، وله الخطُّ الحَسَنُ، ومما كتب به إلىّ في رابع عشر جمادى الأولى سنة خمس وستين وثمانمائة: ولو أنّ أقلَامِىْ تَنُوبُ عن الِّلقَا ... وما أشْتَكِىْ من عُظْمِ شَوْقى إِليْكُمُ لسارَت ركِابُ الظَّاعِنِيْنَ بأسرِهَا ... مُحَمَّلَةً منِّى السَّلَامَ عَلَيْكُمُ ¬

_ 209 - يعقوب الكردى: (؟ - 813 هـ). لم أعثر على أخباره. 210 - يوسف الصيّداوى: (لم أعثر على أخباره).

211 - يوسف بن محمد الكَفْرِىُّ ثم الصَّالِحِىُّ الحنبلىُّ صاحبنا الفقيهُ الزكىّ المحصّلُ المقرئ، أبو المحاسن جمالُ الدين يوسفُ حفظ "الخِرَقى"، و"المُحرَّر" و "الشَّاطبية" و "المُلْحَة"، وحصّل واستفاد وأفتى عن ابن زيد والنِّظام وغيرهما وتفقه بشيخنا الشيخ تقى الدين والقاضى علاء الدين المِرداوى والشَّيخ تقى الدِّين الجُراعى وغيرهم. وهذا آخره والحمد لله وحده وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. فرغت من كتابته 16 شعبان 1362 بمنزلى بالطائف المحروس. [بلغ مقابلة يوم الخميس الموافق سادس صفر من 1386 هـ بالطائف] (¬1). ¬

_ 211 - يوسف بن محمد الكفرى: (؟ - 892 هـ). أخباره في المنهج الأحمد: 516 التيمورية، ومختصره: 195، والشذرات: 7/ 354، والسحب الوابلة: 327. قال العُلَيْمِىُّ: يوسف بن محمد الكَفْرِيُّ الشيخ جمال الدين الفقيه الصالح. كان من أهل الفضل. ومن أخصّاء الشيخ علاء الدين المرداوى، وقد أسند وصيته إليه عند موته وقد رأيتُ نسخة من كتاب ابن تميم في الفقه عليه خطهما معًا تملكا النّسخة الموجودة الآن في الظاهريّة. توفى بدمشق وصلى عليه صلاة الغائب بالمسجد الأقصى الشريف في شهور سنة 892 هـ. (¬1) في هامش الأصل. انتهيت منه تحقيقًا وتعليقًا في الساعة الثانية من ليلة الحادى والعشرين من شهر رمضان المعظم سنة 1405 هـ. وسأتبعه بجزء آخر إن شاء الله فيه المستدرك على هذا الكتاب أعان الله على إتمامه. وكتَبَهُ الفَقير إلى اللهِ تَعالى عبد الرحمن بن سليمان العثيمين مكة المكرمة: 1/ 1 / 1406 هـ

المصادر المخطوطة

المصادر المخطوطة - إثارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين. تأليف عبد الباقى بن عبد المجيد اليماني. نسخة دار الكتب المصرية (1612 تاريخ). - أعيان العصر. تأليف صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدى (ت 764 هـ). نسخة أحمد الثالث بتركيا رقم (1214) وغيرها. - تاريخ ابن قاضى شهبة - الجزء الأول. لتقى الدين أبو بكر بن أحمد (ت 851 هـ). مصورة عن نسخة باريس رقم (1398 عربي). ورجعت إلى نسخة طرخان والده (تركيا). - التبيان شرح بديعية البيان. لابن ناصر الدين الدمشقي محمد بن أبى بكر (ت 842 هـ). مصورة عن نسخة عارف حكمت رقم 561/ 900. - حوادث الزمان. أحمد بن محمد بن محمد بن أبى بكر الحمصي (ت 934 هـ). ج 1 نسخة جامعة كيمبردج (222/ 1). ج 2 نسخة الرباط (194 تاريخ). - درة الأسلاك. للحسن بن عمر بن حبيب الحلبى (ت 779 هـ). نسختان، الأولى بخطه. نسخة ينى جامع (849). والثانية، لعلها تتمة ولده. نسخة ترخان والدة (233).

- الدر المنضد. تأليف مجير الدين عبد الرحمن بن محمد العليمى (ت 928 هـ). مصورة عن نسخة الأحمدية بحلب رقم (246). - ذيل العبر. تأليف أبى زرعة أحمد بن عبد الرحمن العراقى (ت 826 هـ). نسخة بلدية الإِسكندرية. نسخة كوبرلي. - السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة. لمحمد بن عبد الله بن حميد النجدى المكي (ت 1295 هـ). مصورة عن نسخة خدابخش رقم (3468). - عنوان الزمان. تأليف برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعى (ت 885 هـ). نسخة تونس رقم (15059). متعة الأذهان والتمتع بالأقران. لأحمد بن محمد بن الملا الحلبى الحنفى (ت 1003 هـ). نسخة مجمع اللغة العربية بدمشق. - المشيخة الباسمة. تأليف الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ). نسخة القدس. - معجم الذهبي. تأليف شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ). نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية. - معجم الشيوخ. تأليف محمد بن محمد ... المدعو عمر بن فهد الهاشمى (ت 885 هـ). مصورة عن نسخة الهند.

- معجم شيوخ سراج الدين عبد اللطف بن أبى الفتح الفاسى (ت 853 هـ). (المنهاج الجلى في مشيخة الشيخ سراج الدين الحنبلى). تخريج تقى الدين الفاسى (ت 832 هـ). نسخة رئيس الكتاب رقم (269). - المعجم المختص. تأليف الحافظ أحمد بن محمد الذهبي (ت 748 هـ). نسخة تفضل بتزويدى بها الشيخ حماد بن محمد الأنصاري جزاه الله خيرا، لم أهتد إلى مصدرها. - المنتقى من معجم شيوخ ابن رجب. شهاب الدين أحمد بن رجب السلامى (ت 775 هـ). يظهر أنَّه من انتقاء أبى بكر بن أحمد بن قاضى شهبة الأسدى (ت 851 هـ). مصورة عن نسخة ييل رقم (447). - المنهج الأحمد. تأليف عبد الرحمن بن محمد العليمى الحنبلى (ت 928 هـ). مصورة عن نسخة برلين. - المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى. تأليف يوسف بن تغرى بردى (ت 874 هـ). عن نسختي باريس وعارف حكمت بالمدينة المنورة. * * *

المصادر المطبوعة

المصادر المطبوعة - إنباء الغمر بأنباء العمر. تأليف الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ). جـ 1 - 3 (فقط) تحقيق الدكتور حسن حبشى، القاهرة (1389). - وطبعة حيدر آباد - الدكن، الهند، دائرة المعارف العثمانية (1 - 9). - الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل. تأليف مجير الدين عبد الرحمن بن محمد العليمى (ت 928 هـ). طبع في المطبعة الحيدرية بالنجف (1388 هـ). - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون. تأليف إسماعيل باشا البغدادى (ت 1339 هـ). طبع في اسطنبول سنة (1364 هـ). - البداية والنهاية. تأليف عماد الدين إسماعيل ابن كثير (ت 774 هـ). - مطبعة السعادة بمصر (1358 هـ). - البدر الطالع لأعيان من بعد القرن السابع. تأليف محمد بن علي الشوكانى (ت 1250 هـ). - مطبعة السعادة، القاهرة (1348 هـ). - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة. تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ). تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. مطبعة عيسى البالى الحلبى - القاهرة سنة (1384 هـ).

- تاريخ ابن قاضى شهبة ج 3 المجلد الأول. تأليف أبى بكر بن أحمد بن قاضى شهبة (ت 851 هـ) تحقيق عدنان درويش. طبعة المعهد الفرنسى بدمشق سنة 1977 م. - تراجم أعيان دمشق في نصف القرن الرابع عشر. تأليف محمد جميل بن عمر الشطى (ت 1379 هـ). دمشق سنة (1367 هـ). - التكملة لوفيات النقلة. تأليف زكى الدين عبد العظيم بن عبد القوى المنذرى (ت 656 هـ). تحقيق بشار عواد معروف. مطبعة الآداب - النجف (1388 هـ = 1968 م). - ثمار المقاصد في ذكر المساجد. تأليف يوسف بن الحسن بن عبد الهادى (ت 909 هـ). تحقيق محمد أسعد طلس. طبعة المعهد الفرنسى بدمشق سنة (1975 م). - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة. تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطي (ت 911 هـ). تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. طبع في مطبعة عيسى البابى الحلبى - القاهرة (1387 هـ). الطبعة الأولى. - خلاصة الأثر في تراجم أهل القرن الحادى عشر. تأليف محمد أمين المحبى (ت 1111 هـ). القاهرة سنة (1284 هـ). - الدارس في تاريخ المدارس. تأليف عبد القادر بن محمد بن عمر النعيمى (ت 927 هـ). عنى به جعفر الحسنى.

مطبعة الترقى - دمشق (1367 - 1370 هـ). - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة. تأليف الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلانى (ت 852 هـ). تحقيق محمد سيد جاد الحق. مطبعة المدني - القاهرة (1385 هـ). - الدليل الشافى على المنهل الصافى. تأليف أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى (ت 874 هـ). تحقيق فهيم شلتوت. نشر مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة سنة (1399 هـ). - دول الإسلام. تأليف شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي الحافظ (ت 748 هـ). دائرة المعارف العثمانية - حيدر آباد - الدكن - الهند سنة (1364 - 1365 هـ). - ذيل الروضتين (تراجم رجال القرنين السادس والسابع). تأليف أبى شامة عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسى الدمشقي (ت 665 هـ). نشره عزت العطار الحسينى - دمشق (1366 هـ - 1947 م). - ذيل طبقات الحنابلة. تأليف عبد الرحمن بن أحمد بن رجب السلامى البغدادى (ت 795 هـ). مطبعة السنة المحمدية - القاهرة (1952 م). بتحقيق محمد حامد الفقى. الجزء الأول فقط، بتحقيق الدكتور سامى الدهان وهنرى لاووست. المعهد الفرنسى بدمشق (1951 م). - الذيل على رفع الأصر (بغية العلماء والرواة). تأليف شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوى (ت 902 هـ). تحقيق د. جودة هلال، والأستاذ محمد محمود صبح. الدار المصرية للتأليف والنشر - القاهرة (1966 م).

الردّ الوافي. تأليف محمد بن أبى بكر بن ناصر الدين الدمشقي (ت 842 هـ). طبعة المكتب الإسلامى بدمشق. - رفع الإصر عن قضاة مصر. تأليف الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ). القسمين الأول والثانى بتحقيق الدكتور حامد عبد المجيد ... وجماعة. الطبعة الأميرية - القاهرة (1957 م). - روضات الجنات. تأليف محمد باقر الموسوى (ت 1313 هـ). طهران (1347 هـ). - سلك الدرر في أعيان القرن الثانى عشر. تأليف محمد خليل بن علي المرادى (ت 1206 هـ). القاهرة (1301 هـ). - السلوك لمعرفة دول الملوك. تأليف أحمد بن علي المقريزى. أربعة أجزاء وكل جزء أقسام (12 مجلد). طبع دار الكتب المصرية من سنة (1958 - 1973 م). - سير أعلام النبلاء. تأليف شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي الحافظ (ت 748 هـ). تحقيق مجموعة من المحققين. ط مؤسسة الرسالة (1401 - 1405 هـ). - شذرات الذهب في أخبار من ذهب. تأليف الإمام عبد الحى ابن العماد الحنبلى (ت 1089 هـ). القاهرة (1350 هـ).

- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع. تأليف محمد بن عبد الرحمن السخاوى (ت 902 هـ). نشر مكتبة حسام الدين القدسى (سنة 1353 هـ). - طبقات الحنابلة. تأليف القاضي محمد بن محمد ... ابن أبى يعلى (ت 526 هـ). مطبعة السنة المحمدية - القاهرة (1371 هـ). تحقيق محمد حامد الفقى. - طبقات الشافعية. تأليف جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن الأسنوى (ت 772 هـ). تحقيق الدكتور عبد الله الجبورى. مطبعة الإرشاد - بغداد (1970 م). طبقات الشافعية الكبرى. تأليف تاج الدين عبد الوهاب السبكى (ت 771 هـ). تحقيق عبد الفتاح الحلو، ومحمود الطناحى. مطبعة عيسى البابى الحلبى (1383 هـ - 1396 هـ). - العبر في خبر من غبر. تأليف شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي الحافظ (ت 748 هـ). تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، والأستاذ فؤاد السيد. الكويت (1960 م). - علماء نجد خلال ستة قرون. تأليف الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام. الطبعة الأولى، سنة (1398 هـ). - عنوان المجد في تاريخ نجد. تأليف عثمان بن بشر النجدى الحنبلى (ت).

- غاية النهاية في طبقات القراء. تأليف أبى الخير محمد بن محمد ابن الجزرى (ت 833 هـ). عنى بنشره ج براجستراسر. القاهرة سنة (1351 هـ). - فهرس الفهارس. تأليف عبد الحى بن عبد الكبير الكتاني. تحقيق الدكتور إحسان عباس. ط. دار الغرب الإسلامى - بيروت - سنة (1402 هـ). - قضاة دمشق (الثغر البسام في ذكر من ولى قضاء الشام). تأليف شمس الدين محمد بن طولون الدمشقي الشافعي (ت 953 هـ). تحقيق صلاح الدين المنجد. المجمع العلمي بدمشق سنة (1956 م). - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية. تأليف شمس الدين محمد بن طولون الدمشقي (ت 953 هـ). تحقيق محمد أحمد دهمان. دمشق - الطبعة الثانية - (1401 هـ). - الكامل في التاريخ. تأليف عز الدين علي بن محمد بن الأثير (ت 630 هـ). دار صادر بيروت (1966 م). - كشف الظون عن أسامى الكتب والفنون. تأليف حاجى خليفة (كاتب جلبى) (ت 1067 هـ). طبع في استانبول سنة (1364 هـ). - الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة. تأليف نجم الدين محمد بن محمد الغزى الشافعي (ت 1061 هـ).

- لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ. تأليف تقى الدين أبى الفضل محمد بن محمد بن فهد المكي (ت 871 هـ). مصورة دار إحياء التراث العربى - بيروت. - لسان العرب. تأليف جمال الدين محمد بن منظور الأفريقى المصري (ت 711 هـ). دار صادر - بيروت (1374 هـ). - مجلة معهد المخطوطات العربية بالكويت. المجلد السادس والعشرون - الجزء الثاني. - مختصر طبقات الحنابلة. تأليف محمد جميل بن عمر الشطى (ت 1379 هـ). مطبعة الترقى - دمشق (1339 هـ). - مختصر طبقات الحنابلة. تأليف محمد بن عبد القادر الجعفرى النابلسى (ت 797 هـ). تحقيق الأستاذ أحمد عبيد. مطبعة الترقى - دمشق - سنة (1350 هـ). - المختصر في نشر النور والزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر إلى الرابع عشر. تأليف عبد الله بن أحمد أبو الخير مرداد (ت 1343 هـ). اختصار وترتيب محمد سعيد العامودى، والشيخ أحمد على. مطبوعات النادى الأدبى بالطائف (1398 هـ). - مرآة الزمان في تاريخ الأعيان. تأليف أبو المظفر قزأوغلى المعروف بـ "سبط ابن الجوزى" (ت 654 هـ). طبع حيدر آباد - الدكن - الهند - دائرة المعارف العثمانية سنة (1951 م). - مشاهير علماء نجد وغيرهم. تأليف عبد الرحمن بن عبد اللطف آل الشيخ (ت 1406 هـ). الرياض (الطبعة الثانية) سنة (1394 هـ).

- مشيخة النعال البغدادى (ت 659 هـ). تخريج رشيد الدين محمد بن عبد العظيم المنذرى (ت 643 هـ). تحقيق الدكتور ناجى معروف والدكتور بشار معروف. ط. المجمع العلمى العراقى سنة (1395 هـ = 1975 م). - معجم البلدان. تأليف ياقوت بن عبد الله الحموى الرومى (ت 626 هـ). طبع دار صادر - بيروت - سنة (1374 هـ). - معجم الشيوخ. تأليف عمر بن فهد الهاشمي (ت 885 هـ). تحقيق محمد الزاهى، مراجعة العلامة حمد الجاسر. طبع دار اليمامة بالرياض سنة (1402 هـ). - معجم المطبوعات العربية والمعربة. تأليف يوسف اليان سركيس - مطبعة سر كيس - مصر - سنة (1346 هـ = 1928 م) - مفتاح السعادة ومصباح السيادة. تأليف أحمد بن مصطفى الشهير بطاش كبرى زادة (ت 968 هـ). تحقيق كامل بكرى، وعبد الوهاب أبو النور. مطعبة الاستقلال الكبرى - القاهرة سنة (1968 م). - منادمة الأطلال ومسامرة الخيال. تأليف الشيخ عبد القادر بن أحمد بن بدران (ت 1346 هـ). المكتب الإسلامى - دمشق - (1379 هـ). - مناقب الإمام أحمد. تأليف أبى الفرج عبد الرحمن بن على الجوزى (ت 597 هـ). تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركى. وطبعه محمد أمين الخانجى بمصر، سنة (1349 هـ).

- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم. تأليف أبى الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزى (ت 597 هـ). دائرة العارف العثمانية - حيدرآباد - الدكن - الهند الطعة الأولى. - من ذيول العبر، للحافظ الذهبي صاحب العبر. والشيخ شمس الدين محمد بن على الحسينى (ت 765 هـ). وهما بتحقيق الأستاذ محمد رشاد عبد الطلب. الكويت (1970 م). - المنهل الصافى والمستوفي بعد الوافى (1 - 3) فقط. تأليف يوسف بن تغرى بردى الأتابكى (ت 874 هـ). طبع في الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة (1974 - 1975 م). - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة. تأليف يوسف بن تغرى بردى (ت 874 هـ) مطبعة دار الكتب بالقاهرة سنة (1963 م) فما بعدها. - نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان. تأليف علي بن داود الصيرفى (ت 900 هـ). تحقيق الدكتور حسن حبشى. مركز تحقيق التراث - القاهرة سنة (1970 م). - النعت الأكمل لتراجم أصحاب الإِمام أحمد بن حنبل. تأليف كمال الدين محمد بن محمد ... الغزى الشافعى. حققه مطبعة الحافظ، ونزار أباظه. طبع في دار الفكر بدمشق سنة (1402 هـ). - الوفيات. تأليف محمد بن رافع السلامى (ت 774 هـ). تحقيق صالح مهدى عباس. - مؤسسة الرسالة سنة (1402 هـ).

- وفيات ابن قنفذ. تأليف أبي العباس أحمد بن حسن بن علي. تحقيق عادل نويهض. المكتب التجارى - بيروت (1971 م). - الوافى بالوفيات. لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدى (ت 764 هـ). أجزاء منه بتحقيق جماعة من المحققين. دار النشر فرانز شتايز بفيسبادن. في مطابع دار صادر - بيروت. * * *

§1/1