الجامع لعلوم الإمام أحمد - المقدمات

مجموعة من المؤلفين

المقدمة

المقدمة إِنَّ الحَمْدَ للَّه نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ باللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا فَمَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادَيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71]. وبعد فقد كانَ أئمة هذا الدين قوَّامين عليه حِفْظًا وبلاغًا وإرشادًا، وكانُوا خيرَ قدوةٍ للنَّاسِ، ومَثَلًا عَليًّا في إصابةِ الحقّ وتأييدِهِ، وكَشفِ الباطِلِ وإزهاقِهِ، التفَّ حولَهُم الناسُ وقصدوهم ليُظْهِرُوا لهم الدينَ الخالِصَ بما ورِثوه عَنْ نبيّهم صلى اللَّه عليه وسلم، فيجدونَ عندَهُم ما يَرْوِي غلَّتَهُم ويزيلُ شبهتَهُم ويزيدُ يقينَهم باللَّه عزَّ وجلَّ وشريعتِهِ، وانتشرَ كلامُهم في الآفاقِ، وأضحى مَنْهلًا عَذْبًا لكلِّ طالبِ حقٍّ ومريدِ صِدْقٍ.

وإنَّ المَذهب الحنْبلي واحدٌ من المَذاهب الأربعة التي كَتَبَ اللَّه لها القبولَ في الأرضِ، وقد كانَ على رأسِ هذا المذهب إمام جليل، جاهَد في اللَّه حقَّ جهاده، فهو جبلٌ راسخ لم تزعزعه الأهواء، عن الدنيا ما كان أَصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان أَبصره، أتت له الدنيا فأَباها، والبدَعُ فنفاها، واخْتَصَّهُ اللَّهُ سبحانه بنصرةِ دينه، والقيام بحفظِ سُنته، ورضيه لإقامة حجته ونصرة كلامه حين عجز عنه الناس. وكانَ شديدَ الحياءِ، كريمَ الأخلاقِ، يُعجبُهُ السخاءُ. وفيه قالَ الإمامُ الشافعيُّ: أحمدُ إمام في ثمانِ خصال: إمامٌ في الحديث، إمامٌ في الفِقهِ، إمامٌ في اللغةِ، إمامٌ في القُرآنِ، إمامٌ في الفَقْرِ، إمامٌ في الزُّهدِ، إمامٌ في الوَرَعِ، إمامٌ في السُّنَّة. لقد اسْتَحق هذا الإمام أنْ تُولى علومُه بالعنايةِ والاهتمامِ، ونشرِها بين الأنامِ، وقد قامَ بذلكَ العديدُ مِنْ أَهْلِ العلْمِ وأصحابِ المُصنفاتِ، قديمًا وحديثًا، وقد أردْنا أنْ نَلْحَقَ بهؤلاء، لعلَّ اللَّه يجعلُ لنا هذا مِنَ العلمِ الذي يُنتَفعُ به، فيكتب لنا أجرَهُ إلى يومِ نلقاه، نسأله ذلك وهو القادرُ عليه. وقد عزمنا في ذلك أنْ نقومَ بخدمةِ المذاهبِ الأربعةِ والفقهِ الإسلامي بأعمالٍ مميزةٍ وخدماتٍ جليلة، مراعين في ذلك حاجَةَ طالبِ العلمِ والباحثين والعلماء، وهو مقصد تَفْنى فيه الأعْمار، ويُضحَّى فيه بالغالى والنفيس، وتُجاهد فيه الأنفس؛ طلبًا لحُسن المقصد. وهذا الكتابُ هو أول السِّلسلة التي وَسَمْناها بـ "مدونة الحنابلة"، وسيليه بعونِ اللَّه مجموعةٌ مِنَ الأعمالِ التي تخدم المذهب الحنبلي، مما سيقر أَعْين أهلِ العِلْمِ وطُلَّاب الحق.

وإني أُقدِّمَ هذا الكتابَ لبنةً في صَرْحِ المَوْسُوعات العِلْمية بجهودِ الباحِثِيْن بدارِ الفَلَاح، سائلين المولى عزَّ وجلَّ أَنْ يجعله في مَوَازين حسناتنا، وأن يرزقنا الإخلاص فيه لوجهه الكريم، وأَنْ ينفعَ به جموع المسلمين، وطلبة العلم منهم خاصة، وأن يكتب لهذا العمل القبول، وأن يجزي خيرًا كلَّ مَنْ ساهَمَ في هذا العملِ وبخاصةٍ إخوتي في الدار، الذين صَبروا معي عليّ مشقة هذا العمل، وعلى ما أصابهم مِنْ أذًى في أعمالٍ سابقةٍ مِنْ تطاول السفهاءِ وأذى الجاهلين، وليس هذا مقام لذكرِ هذا الأمر؛ وإنما أشرتُ إلى ذلك ليُعلَمَ أننا لم نُصنف هذا الكتابَ في رفاهيةٍ، ولم تكن الأمورُ معنا طواعيةً، فقد سَطَرْناه بعرقٍ وجهدٍ، وصبرٍ عليّ البلاءِ وقلةِ ذاتِ اليد، مع أخطارٍ تهددنا ومصائبٍ تطُّل علينا برأسِها، والحمد للَّه أولًا وآخرًا، والشكوى إليه عاجِلًا وآجلًا، واللَّه المَوعدُ، وإليهِ المَقصدُ. هذا وإن كنا لازلنا نُعاني مِنْ بعضِ ذلك وآثاره فإنَّما هي مرحلة وستنتهي بخيرٍ إنْ شاء اللَّه، وستستعصي شجرةُ الفلاحِ على الحاقدينَ والحاسدينَ رغم مَكْرهم بالليل والنهار، وبعونِ اللَّه وتوفيقِهِ ستظل تجود بِما أَنعمَ اللهُ عليها مِنْ عطاءٍ، وما ذلكَ عَلَى اللَّه بعزيز. نسأل اللَّه العلي القدير أن يوفق كلَّ مريدٍ للخير إلى ما يريد، وأنْ يعيذنا مِنْ شياطينِ الإنسِ والجن، وأن يُلهمنا رُشدنا، ويَسلل سخيمةَ قلوبنا، إنه هو الرَّحيمُ الغَفُور. قال الإمام أحمد: إذا عَرَفَ الرَّجلُ نفسَهُ فما يَنْفَعُه كلامُ النَّاس. ونَقَلَ عن إبراهيم بن أدهم قال: "ما صدَقَ اللَّهَ عبد أحبَّ الشهرة"، فنسأل المولى عزَّ وجلّ الإخلاص في القولِ والعملِ.

وروى الإمام الذهبي قول الإمام أحمد بعد أنْ حدَّث بحديث معاوية -رضي اللَّه عنه- عن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّه لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنيا إلا بلاءٌ وفِتْنةٌ" فأَعِدُّوا للبلاءِ صَبْرًا، فجعل يقول: اللهمَّ رضِّنا اللهمَّ رَضّنا. وصلى اللَّه على المبعوثِ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

تمهيد: التعريف بالجامع لعلوم الإمام أحمد ومدى الحاجة إليه والمصادر التي اعتمدنا عليها

تمهيد: التعريف بالجامع لعلوم الإمام أحمد ومدى الحاجة إليه والمصادر التي اعتمدنا عليها الحمد للَّه الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على البشير النذير الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه أما بعد، فإن شجرة الإسلام أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَما كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وإنَّ الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشتهرة ممن يصدق فيهم قول النبي صلى اللَّه عليه وسلم " العلماءُ وَرَثةُ الأنبياءِ " وقد ملئوا الدنيا علما، وبلغت أقوالهم واستنباطاتهم الآفاق، فصاروا أعلام الأمة في علوم الدين، وبخاصة الفقه؛ لذا فقد اعتُني بنقل أقوالهم وجمعها وترتيبها، ونذكر من ذلك على وجه الاختصار: أما الإمام أبو حنيفة: فقد ترك من بعده أثرًا فقهيًا كبيرًا حتى قال الإمام الشافعي: إن الناس كلهم عيال عليه في الفقه، ويعتبر الإمام هو أول من اشتغل بالفقه التقديري، وفرض المسائل التي لم تقع بعد، وبين أحكامها؛ فزاد علم الفقه اتساعًا ومجاله انبساطًا، وقد اعتنى بنقل أقواله وتقعيد أصول مذهبه رجلان هما القاضي أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني، وكان أبو يوسف أول من وضع الكتب على مذهب أبي حنيفة وأملى المسائل ونشرها، ومن كتبه: "الآثار"، "الخراج"، و"اختلاف أبي حنيفة وابن ابي ليلى"، وإن كان أبو يوسف أول من دون في المذهب

فتأتي كتب محمد بن الحسن لتكون المراجع الأصلية لمذهب الإمام، وقد اهتم بها الفقهاء فيما بعد شرحًا وتعليقًا، ومن أهم كتبه: "المبسوط" أو "الأصل" "السير الكبير"، و"السير الصغير"، "الجامع الكبير"، و"الجامع الصغير" "الزيادات" وغيرها. وظهرت بعد ذلك الكثير من المصنفات التي تُعنى بجمع أقوال أصحاب المذهب الثلاثة: الإمام أبي حنيفة وأبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن، مثل: "المبسوط" للسرخسي، و"المحيط البرهاني" لبرهان الدين بن صدر الشريعة. وأما الإمام مالك: فقد كان أول من عرف بالتدوين والتأليف في الإسلام، ويعد كتابه "الموطأ" أقدم مؤلف معروف له، وإن كان ينسب إليه غيره، قال القاضي عياض: وله تأليف غير الموطأ مرويه عنه، أكثرها بأسانيد صحيحة في غير فن من العلم، ولكن لم يشتهر غير الموطأ، وهو أول تدوين مأثور في الحديث والفقه -وإن كانت فكرة التدوين قد وجدت من قبل- وقد كان منهجه في تدوينه أن يذكر الأحاديث في الموضوع الفقهي الذي اجتهد فيه، ثم يذكر عمل أهل المدينة المجمع عليه، ثم يذكر رأي من التقى بهم من التابعين وأهل الفقه، ثم يذكر الرأي المشهور بالمدينة، فإن لم يكن شيء من ذلك بين يديه في المسألة؛ اجتهد. وأول من كتب مسائل الإمام مالك التي سئل عنها، تلميذه أسد بن الفرات قاضي القيروان، وسميت "الأسدية"، وكتبها عنه سحنون، ثم جاء بها إلى ابن القاسم -صاحب الإمام مالك- سنة 188 هـ فعرضها عليه، وأصلح ما فيها من مسائل ورتبها وأضاف عليها من موطأ ابن وهب وغيره في كتابه المشهور "المدونة". وأما الإمام الشافعي: فمن أهم كتبه التي صنفها أو أملاها كتاب "الأم" وهو مرتب حسب أبواب الفقه، رواه عنه تلميذه الربيع بن سليمان المرادي،

وقد ألحق به كثير من الكتب الأخرى التي كتبها الإمام نفسه مثل: "جماع العلم"، "إبطال الاستحسان"، "اختلاف مالك والشافعي"، "الرد على أهل المدينة "، "اختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلى"، و"سير الأوزاعي" وغيرها. ويعتبر الإمام الشافعي رحمه اللَّه أول من أرسى قواعد علم أصول الفقه في كتابه "الرسالة" وهو الكتاب الثاني له الذي يتضمن قواعد مذهبه. وقد انتشر المذهب على أيدي تلاميذ الإمام في العراق وبلاد ما وراء النهر وفارس والشام، ولكن انتشاره كان أقوى بمصر. وأما الإمام أحمد بن حنبل: فقد صنَّفَ "المسند" في الحديث و"فضائل الصحابة" و"الرد على الزنادقة" وغير ذلك، أما أقواله في الفقه فقد نقلها من أصحابه أكثر من خمسمائة نفس بحسب إحصائنا؛ منهم من له رواية واحدة عن الإمام، وقد عدّهم المرداوي (131) نفسًا، والمكثرون منهم (33) واعتنوا بتدوينها في حياته وبعد مماته، وقد اطلع الإمام أحمد على بعضها كما نُقل عنه في مسائل الكوسج، وأملى الكثير من المسائل وناقش أقوال الفقهاء كالحسن والأوزاعي والثوري كما هو ثابت في المسائل التي وصلت إلينا، وهذِه المسائل تفوق كثير مما روي عن غيره من الأئمة في دقة النقل؛ فهي أولا منقولة بالنص عنه، مع مراجعته لبعضٍ منها، فضلا عن تعدد النقل عنه في المسألة الواحدة، ولا أبالغ إذا قلتُ إن المسائل المنقولة عن الإمام أحمد قد تكون أكثر وأشمل مما نُقل عن غيره من الأئمة، أو على الأقل تماثلها، فنحن نرى أن النقل عن الإمام مباشر أو بإسناد متصل إليه، بلفظ الإمام كما خرج من فِيه في جل مسائله، وهذا تأثر من تلاميذه بطريقة أهل الحديث في نقل السنة، وعلى هذا فإنه من الغريب والعجيب أن يُقال بعد ذلك: إن الإمام أحمد رجل حديث لا رجل فقه!

الحاجة لهذه الموسوعة

ولما كتب عنه الميموني مسائل، قال له الإمام أحمد: لولا الحياء منك ما تركتك تكتبها، وإنه عليَّ لشديد، والحديثُ أحبُّ إليَّ منها، قلتُ: إنما تطيب نفسي في الحمل عنك، إنك تعلم أنه منذ مضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد لزم أصحابه قوم، ثم لم يزل يكون للرجل أصحاب يلزمونه، ويكتبون، قال: مَنْ كتب؟ قلتُ: أبو هريرة، قال: وكان عبد اللَّه بن عمرو يكتب، ولم أكتب، فحفظ وضيعت. فقال لي: فهذا الحديث، فقلتُ له: فما المسائل إلا الحديث، ومن الحديث تُشْتق. غير أن هذا لم يكن موقف الإمام أحمد الذي استمر عليه فَقد روى الخطيبُ البغدادي أنَّ إسحاقَ بن مَنصور بَلغه أن أحمدَ بن حنبلٍ رَجع عن بعضِ تلك المسائلِ التي علقها عنه، قال: فجمعَ إسحاقُ بن منصور تلكَ المسائلَ في جرابٍ وحَملها على ظهره وخرج راجلًا إلى بغداد، وهي على ظَهره، وعرضَ خطوطَ أحمدَ عليه في كل مسألةٍ استفتاهُ فيها فأقرَّ له بها ثانيًا، وأُعجب بذلك أحمدُ من شأنه. الحاجة لهذه الموسوعة: نستطيع القول أنَّ مَذهبَ الإمام أحمد مُودعٌ في مروياته في الحديث والفَتَاوى والأَجْوبة، ومِنْ هنا تأتي أهميةُ كُتُبِ المسائل بالنِّسبة لمذهب الإمام أحمد، فهي التي اعتمد عليها أصحابُ التصانيف في فِقْهِ الإمام. وكما الحال في مذاهب الأئمة فقد جاء من أتباع مذهب الإمام أحمد من يعتني بجمع مسائل وأقوال الإمام، وأبرز هؤلاء أحمد بن محمد بن هارون، أبو بكر الشهير بالخلال (234 - 311)، الذي رحل إلى فارس والشام والجزيرة يطلب فقه الإمام أحمد وفتاويه وأجوبته، ولم يقتصر على الرواة الكبار للمسائل، بل تتبع الرواة على اختلافهم في الكثرة والقلة،

والمباشرين له والذين رووا عنه بواسطة، فنال من ذلك قدرًا عظيمًا لم يسبقه إليه سابق، ولم يلحقه بعده لاحِق، وأطلق على هذا الديوان "الجامع لعلوم أحمد" تارة، و"جامع الرواية عن أحمد" تارة، و"الجامع في الفقه من كلام الإمام أحمد" تارة. وقد رتبه على الكتب والأبواب والمسائل بأسلوب فذ دقيق كما يتضح لنا من الموجود منه، ولم يظهر من هذا الجامع إلا أجزاء وهي: "الوقوف"، و"الترجل"، وكتاب "أحكام أهل الملل"، و"أحكام النساء"، وبعض الأبواب الصغيرة كـ "الحث على التجارة" و"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". إضافة إلى ما في كتاب "السنة" له -وهو في العقيدة- أما الباقي فهو في عداد المفقود. وقد تناقل كثيرٌ من علماءِ المذهب الروايات عن الإمام أحمد في كتبهم إما من طريق الخلال أو من طريق أصحاب أحمد، غير أن الكثير منهم لم يدقق في ذكر راوي المسألة، أو لم يتقيد باللفظ الوارد عن الإمام، بل يذكر المسألة حسب السياق الذي يتكلم فيه، والطريقة التي يصنف بها. والباحثون في المذهب في هذا العصر بحاجة للرجوع للمصدر الأصلي لأقوال الإمام أحمد بطريقة سهلة ميسورة موثقة؛ ولهذه الأسباب فإن الحاجة كانت ماسة لإعادة بناء جامع الخلال: ولا ندعي أننا قد حققنا الغاية كاملة؛ لأن هناك بعض ما لم نقف عليه برواية صريحة، لكننا نستطيع القول أننا أعدنا بناء قدرًا كبيرًا من كتاب الخلال ولكن بالطبع بطريقة مختلفة؛ بل زدنا عليه في مواضع؛ فقد وجدنا القليل من المسائل ليست لدى الخلال في الأبواب التي وصلت إلينا من جامعه، مما يدل على عدم استيعابه لكل المرويات، وقد يكون وضعها في غير هذِه الأبواب مما لم يصلنا.

أقسام الموسوعة

ولم يقتصر عملنا على جمع أقوال الإمام أحمد في الفقه، بل زدنا على ذلك أقواله في العقيدة والتفسير والحديث والرجال، وقدمنا ذلك بجمع ترجمة الإمام أحمد من خلال المرويات عنه، مع مدخل للتعريف بالمذهب. أقسام الموسوعة: ينقسم هذا الجامع الجليل إلى سبعة أقسام إضافة للملاحق وللفهارس: 1 - المقدمات (المجلد الأول) - التعريف بالجامع لعلوم الإمام أحمد ومدى الحاجة إليه. - مصادر الجامع لعلوم الإمام أحمد. - منهج العمل. - التعريف بمذهب الإمام أحمد وتاريخ نشأته وأبرز علماء وأعلام المذهب ومؤلفاتهم وأصول ومصلحات المذهب، إلى آخره .. ، كل هذا بصورة أقرب إلى الاختصار. 2 - الترجمة (المجلد الثاني): - مراحل حياة الإمام أحمد باختصار، مع تفصيل لتلاميذه والرواة عنه، وهو مبحث متمم للمجلد الأول. - ذكر أهم الكتب التي ترجمت للإمام أحمد. - ترجمة للإمام أحمد من خلال المرويات عنه. 3 - العقيدة (المجلد الثالث والرابع) ذكر ما روي عن الإمام في مسائل العقيدة مرتبة على الأبواب. 4 - الفقه (9 مجلدات، من 5 - 13) وهو المقصود الأهم من العمل، فقد تم جمع مسائل الإمام أحمد المطبوعة ورُتبت على الأبواب الفقهية بحيث تجتمع كل مسألة مع

نظيرتها، مع العزو للرقم الأصلي للمسألة كما وردت بمصدرها، أو رقم الصفحة في المسائل غير المرقمة كمسائل حرب. ثم أضفنا إليها ما تم العثور عليه من المسائل في الكتب التي نقلت مسائل عن الإمام أحمد مثل سنن الترمذي، ومؤلفات ابن عبد البر وابن رجب وابن تيمية وابن القيم، وغيرهم، فضلا عن الخلال والقاضي أبي يعلى، والتزمنا في اختيار المسألة أن يُذكر فيها الراوي عن الإمام، لا مجرد الإشارة إلى أنها رواية عن أحمد. وتم ترتيب هذِه الروايات في المسألة حسب تاريخ وفاة مصنف المسائل أو الكتاب. 5 - الحديث (14 - 15) تم جمع أحكام الإمام أحمد على الأحاديث ورُتبت على الأبواب وذكرنا في الهامش ما يُحتاج إليه من ذكر لفظ الحديث أو إسناده أو راويه. 6 - الرجال (4 مجلدات من 16 - 19) ذكرنا فيه الرواة الذين تكلم فيهم الإمام أحمد، ورتبناها على حروف المعجم مع ذكر المصدر والحكم بالنص الأصلي. 7 - الأدب والزهد (المجلد العشرون) 8 - الملاحق والاستدراكات والفهارس (المجلد الحادي والعشرون والثاني والعشرون). وفيها إضافات هامة من "مسائل حرب" مع بعض الاستدراكات على الكتاب، (أهمها: استدراك ترحيل حواشي في المجلد 15/ ص 33 - 59).

فريق العمل في الجامع لعلوم الإمام أحمد الجمع والإعداد والتصنيف خالد الرباط سيد عزت عيد. . . وائل إمام عبد الفتاح محمد أحمد عبد التواب. . . محمد عبد الفتاح علي أحمد محمد عبد المجيد. . . إبراهيم النحاس خرج أحاديثه هاني رمضان هاشم. . . أحمد فوزي إبراهيم. . . أحمد روبي عبد العظيم أحمد عويس جنيدي. . . ربيع محمد عوض اللَّه. . . شعبان محمد جنيدي شارك في المقابلات خلد مصطفى توفيق - عصام حمدي - رجب شعبان محمد شارك في جمع المادة العلمية والأعمال المساندة سامح محمد عيد. . . شريف محمد عبد اللطيف. . . خالد حشيش. . . أحمد يحيى ساعدي علي يوسف محمد. . . عادل حمدي إبراهيم. . . مصطفى ربيع عبد الفتاح. . . على صبحي عويس محمد سعد هيبة. . . حسام عبد التواب حمزة. . . أحمد محمد مصطفى. . . محمد زكريا يوسف عادل غرياني. . . ياسر عبد التواب عويس. . . أحمد رمضان. . . يحيى حسن بكر سيد قطب محمود. . . حسام كمال توفيق. . . عبد اللَّه فؤاد الحمراني. . . مصطفى عبد الحميد عادل أحمد التلاوي. . . ماجد عويس القرني. . . محمود محمد حمزة. . . أحمد محمد منير محمود محمد بيومي. . . محمود محمد عوض اللَّه. . . مصطفى محمد جمعه. . . محمد علي عبد الحافظ شارك في الإشراف الإداري د/ جمعة فتحي عبد الحليم - أحمد عبد اللَّه محمد علي وئام محمد عبد العزيز الحوشي

فريق العمل

فريق العمل لزم هذا العمل مراجعة مئات المجلدات، فاحتاج في بداية جمعه إلى كل الباحثين بالدار تقريبا، وقد وضعت قائمة بأسمائهم (¬1)، وكان بدء ذلك في مطلع سنة 1425 هـ، وتم الجمع والترتيب في نحو ثلاث سنوات، ثم جرى ترتيبه ومراجعته مرة أخرى في نحو سنة، وكنتُ المتابع لمعظم خطوات العمل مع القيام بالترتيب والمراجعة، ثم انشغلتُ نحو سنة في الإخراج النهائي لكتاب "التوضيح لشرح الجامع الصحيح"، ورأينا وقتها الحاجة لإضافة مزيد من المراجع وإعادة ترتيب الأبواب؛ لما تم إضافته من مسائل، فسلمتُ العمل بكامله لأخي سيد عزت، الذي تولى ¬

_ (¬1) إنَّ مُعظم الذين شاركوا بهذه الموسوعة مِنْ فريقِ تحقيقِ كتاب "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" الذين افْتُرِيَ عليهم، ونالوا مِنْ الأذى ما اللَّه به عليم. وقد كُنا قد انْتهينا من هذا الكتاب منذ سنوات ثم بدا لنا أن نضيف عليه ونُحَسن ترتيبه، وقدرنا لذلك أقل من سنة؛ لكن محنة كتاب " التوضيح لابن الملقن " ألقت بظلالها على كل أعمالنا، ولعمري إنها لمحنة عظيمة تسبب فيها مَنْ لا خَلَاق له ولا أخلاق؛ بالقضايا والتشنيع والدعاية الباطلة، ووافقه في ذلك أصحاب نفوسٍ مريضة ممَّنْ حتى لا يعرفونه، ولكن لداءٍ في أنفسهم، سواء حقد أو حسد أو عصبية، يتطاولون علينا ويستخْفُون من النَّاس بأسماء مستعارة، ولا يستخفون مِنَ اللَّه وهو معهم، "والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" ولا أجد ما أقول لكل من قصد ذلك وساهم فيه إلا: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ}، ولم يكن الضرر على شخصي فقط، بل طال عشرات الباحثين، ونال أهلي وأولادي من حيث لا يشعرون، ولقد ضاقت بنا الأمور لأشهر وسنوات، ولكن هذِه سنة اللَّه في خلقه {لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}، والحمد للَّه على ما قدَّر، ونسأله أن يجعل ذلك كفارة عن ذنوبنا وتقصيرنا.

الكتاب لأكثر من سنة أخرى حتى أوشك على الانتهاء، ورغم انتهاء كتاب " التوضيح لابن الملقن "، إلا أنني لم أتمكن من المشاركة في هذِه المرحلة إلا بقدر يسير، بسبب ما ألَّم بنا من المحنة والأذى، ولم يمنعنا هذا من استمرار الدار في عدد من الأعمال ولكن بوتيرة أبطأ وصعوبة بالغة، فاستمر على العمل الأخ أبو كريم سيد عزت، وكان في ذلك نعم الأمين والحريص على الإنجاز والإتقان في فترة شديدة الاضطراب، إلى أن سافر للخارج لنحو سنة ونصف، فاستلمت العمل منه وبدأنا إخراجه بالشكل النهائي، وأكثر من عاونني في هذِه الفترة الأخ وائل إمام، وكنا نضيف كل ما يمكن أن يستجد من كتب خلال هذِه الفترة، وقد عاد الأخ سيد من سفره أثناء طباعة الكتب، فتابع إخراج المجلد الأول وأعاد كتابة معظمه من جديد، وراجع المجلد الثاني، وتابع إخراج الفهارس. كما لا يفوتني الإشارة إلى جهود الأخ وئام محمد عبد العزيز الحوشي، الذي أدار المكتب في فترة الإخراج النهائي للكتاب، وكان له دور في المتابعات والمراجعات، وكذلك ما قام به الأخ إبراهيم النحاس مما ذكرتُ في مقدمة قسم الحديث. وها هو العمل بين أيديكم، فإن كان من توفيق وسداد، فمن فضل اللَّه وتوفيقه، وإن كان من تقصير وخطأ فمن أنفسنا ومن الشيطان. ولا أنسى كلمة الإمام أحمد "ومن يسلم من التصحيف". وقد وفقنا اللَّه بمنه وفضله في هذه السنوات مع هذا الفريق المبارك، وبالتعاون مع آخرين في إنجاز العديد من الأعمال، منها: - التنسيق والمراجعة للرسائل الجامعية لكتاب "البسيط" للواحدي،

والذي نشرته جامعة الإمام محمد بن سعود في خمسٍ وعشرين مجلدًا، وقد أخذ منا جهدًا مضنيًا، نسأل اللَّه أن يكتب لنا أجره. - إخراج كتاب "الأوسط" لابن المنذر والذي قام على تحقيقه الإخوة بدار الكوثر بإشراف الشيخ أحمد سليمان، وياسر كمال. - تحقيق وإخراج كتاب "مطالع الأنوار على صحاح الآثار" لابن قرقول. - تحقيق وإخراج كتاب "المستخرج من كتب الناس" لابن منده. - تحقيق وإخراج كتاب "الإشارات لما في المنهاج من الأسماء والأماكن واللغات" لابن الملقن. - إخراج كتاب "جامع الآثار في السير ومولد المختار" لابن ناصر الدين الدمشقي بتحقيق أخي نشأت كمال. - إخراج كتاب "مسند الفاروق" لابن كثير بتحقيق متميز لأخي الشيخ إمام علي. - مراجعة وإخراج كتاب "جامع علوم الحديث عند الحافظ ابن رجب" من جمع الأخ جهاد المرشدي. - إخراج كتاب "تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة" من تحقيق أخي نشأت كمال. - تحقيق كتاب "حدائق الأولياء" لابن الملقن. - إنجاز قسم كبير من كتاب "عمدة المحتاج" لابن الملقن. - إخراج كتاب "خلاصة الإبريز للنبيه حافظ أدلة التنبيه" لابن الملقن، من تحقيق أخي الشيخ حسين عكاشة. - إنجاز قسم كبير من تحقيق "شرح ابن رسلان على سنن أبي داود"

بالتعاون مع مكتب الكوثر. هذا مع الشروع في الأقسام التالية من "مدونة الحنابلة"، وإخراج ونشر عدد من مؤلفات الأستاذ مصطفى أبو الغيط؛ مثل: "شبهات حول المرأة"، و"الموازنة بين علاقة المرأة بالرجل الأجنبي في شريعة الإسلام وحضارة الغرب"، ومن تأليف الشيخ أحمد سليمان كتاب "حكم الإسلام في المظاهرات" ومن تأليف الشيخ عادل شعبان "الضرورة وأثرها في العمليات الجراحية"، ولأخي الدكتور مصطفئ عبد المولى كتاب "ديوان الخالدين"، وكتاب "فن تحرير المعجمات"، وغير ذلك. كما أوشكنا أن ننتهي من مراجعة كتاب "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لإخراج الطبعة الثانية، بعد جلب بعض المجلدات الخطية التي لم نقف عليها من قبل. كما شرعنا بفضل اللَّه في التحضير لتحقيق بعض شروح البخاري. نسأل اللَّه أنْ يذلل لنا الصعاب، وأنْ ييسر لنا إخراجَ هذا العلم في عافية، ونسأله أن يجعل هذه الأعمال عونًا للباحثين والفقهاء، وأن يكتب لها القبول والانتشار، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم. والحمد للَّه رب العالمين. واللَّه الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل. المشرف العام/ خالد الرباط

منهج العمل

منهج العمل كان منهج العمل على كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد -المطبوع منها حتى الآن- والمصنفات التي وردت بها روايات عن الإمام، ولو رواية واحدة. وقد ذكرنا تفصيلًا في بداية كل قسم من الموسوعة طريقة عملنا فيه، وذكرناه هاهنا بإيجاز؛ ليعلم القارئ المنهج العام الذي سرنا عليه في بداية تصفحه لهذِه الموسوعة المباركة. 1 - استبعدنا "مسند الإمام أحمد" من ضمن المصنفات المدرجة رواياتها في "الجامع" إلا ما كان حُكمًا على رجل أو إسناد أو قول، أما كتب الإمام أحمد الأخرى المسندة فحذفنا ما كان موجودًا بنصه في "المسند"، مثل بعض الروايات في "فضائل الصحابة". 2 - التزمنا في اختيار الرواية أو المسألة عن الإمام أن يُذْكر فيها الراوي عن الإمام أحمد، لا مجرد الإشارة إلى أنها رواية عن أحمد أو أنها مذهبه أو أنها ما أخذ به الإمام وغير ذلك مما ينسب للإمام أحمد، وقد قمنا باختبار الروايات المذكورة في "المغني" في كتاب الطهارة، بعد جمع وترتيب كتاب الطهارة من "الجامع لعلوم الإمام"، ووجدنا الروايات المذكورة بدون سند أو راوي عن الإمام أحمد ولم تكن موجودة عندنا، لا تتعدى صفحتين تقريبًا، ولبعضها أصل فيما جمعناه، وقد ذكرناهم في آخر كتاب الطهارة، فآثرنا الاكتفاء بما التزمنا به من شرط ذكر الراوي في الرواية عن الإمام أحمد. وسيجد القارئ الكريم التزامنا بهذا الشرط في الموسوعة كلها، بعون اللَّه، باستثناء قسم الحديث الذي صنفه الشيخ إبراهيم النحاس، فهو لم يلتزم بذكر الراوي عن الإمام أحمد -وقد عالجنا هذا في بعض المواضع، كما أن الأمر واضح في بعض المواضع من ذكر المصدر، لكن هناك

مواضع أخرى سيلزم الباحث الرجوع إلى المصدر الأصلي إذا كان في حاجة لاسم الراوي- كما أنه لم يلتزم وجود الراوي في المصدر الذي نقل منه، وقد تكررت بعض المسائل من هذا القسم في مواضعها في الأقسام الأخرى. 3 - نظرًا لاهتمام بعض الرواة عن الإمام أحمد بالجمع بين فقهه وفقه الإمام إسحاق بن راهويه مثل الكوسج وحرب الكرماني، فقد جمعنا ما وقعت عليه أعيينا في المصنفات التي استقرأناها، ورتبت هذِه الروايات مع نظائرها من الروايات المروية عن الإمام أحمد، وأحيانًا قد ينفرد إسحاق بن راهويه بالقول في مسأله لم يرد للإمام أحمد فيها قول. 4 - ذكرنا مصدر الرواية بعد ذكر الرواية مباشرة على أقصى اليسار، ويكون العزو لرقم الرواية في كتب المسائل -فغالبها مرقم روايتها باستثناء مسائل حرب- أما مسائل حرب فالعزو لرقم الصفحة، وكذلك بقية المصنفات التي استقرأناها. 5 - عند ذكر الراوية في أكثر من مصدر نأخذ أتم لفظ للرواية وقد نكتفي ببعض المصادر في العزو، ونقدم أصحاب الكتب المتقدمة عن المتأخرين، ما لم تكن هناك حاجة لغير ذلك. 6 - قد ترد روايات في المصنفات التي استقرأناها لأصحاب كتب المسائل المطبوعة -وبخاصة صالح وعبد اللَّه ابني الإمام أحمد- وغير موجودة بمصنفاتهم المطبوعة، فعزونا للمصدر المذكور به الرواية. وقد يرد للرواية لفظ أتم لها من الموجود في كتب المسائل المطبوعة، فنأخذها ونشير إلى رقمها في مصدرها المطبوع. 7 - تم ترتيب هذِه الروايات في المسألة حسب تاريخ وفاة مصنف المسائل أو الكتاب، وقد نخالف ذلك لعلة خاصة باللفظ أو سياق المسألة. 8 - تم ترتيب الأبواب في كل قسم من أقسام الموسوعة كالآتي:

- العقيدة: ثم الترتيب حسب الترتيب المعروف في كتب العقيدة المسندة. - الفقه: حاولنا فيه الالتزام بالترتيب الفقهي عند الحنابلة، إلا أننا قدمنا الترتيب الفقهي المنطقي العام بما يوافق تسلسل المسائل في الكتاب أو الباب الواحد ليسهل الوصول للمسألة -بصرف النظر عن مذهب الباحث- وراعينا قدر الإمكان الحفاظ على ألفاظ واصطلاحات المذهب عند تسمية الكتب والمسائل. - الحديث: تم الترتيب على كتب وأبواب الصحيحين. - الرجال: - ذكرنا أولا الصحابة، ثم تم ترتيب الرواة الذين تكلم فيهم الإمام أحمد، على حروف المعجم. - الأدب والزهد: وترتيبهما جاء اجتهادًا من عندنا بعد مراجعة العديد من كتب الأدب -مثل "الآداب الشرعية" لابن مفلح- والزهد -وقد استفدنا كثيرًا في ترتيبه على ترتيب ابن القيم لكتابه "مدارج السالكين"، وراجعنا أيضًا كتب الزهد المسندة وترتيب الأبواب فيها، ومسمايتها. 9 - وأخيرًا ننبه إلى أن هناك الكثير من الروايات تصلح أن تكون في أبواب متعددة وأقسام مختلفة؛ ومنعًا لتكرارها اكتفينا بذكرها في موضع واحد فقط، وقد يجد القارئ الكريم تكرار لبعض الروايات، ولكنه قليل جدًا، وتكرارها لسببين: الأول: أهميتها في الموضع الثاني لها، بل قد لا يوجد غيرها. الثاني: ضخامة العمل، وتكرارها كان رغمًا عنا. كما ننبه إلى أننا قد نخالف هذا المنهج في حالات نادرة لحاجة أو لسهو، وهذِه طبيعة البشر. واللَّه الموفق وعليه التكلان.

مصادر الجامع لعلوم الإمام أحمد

مصادر الجامع لعلوم الإمام أحمد 1 - " إبطال التأويلات لأخبار الصفات" لأبو يعلى الفراء ت 458 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: محمد بن حمد الحمود النجدي، نشر دار إيلاف الدولية - الكويت. 2 - "إثبات صفة العلو" لموفق الدين ابن قدامة المقدسي ت 620 هـ، تحقيق: بدر بن عبد اللَّه البدر، نشر الدار السلفية، الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 هـ. 3 - "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" لابن القيم ت 751 هـ، نشر مكتبة ابن تيمية، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. 4 - "أحكام النساء" للخلال ت 311 هـ، تحقيق: عمرو عبد المنعم سليم، نشر مؤسسة الريان - بيروت، الطبعة الأولى 1423 هـ - 2002 م. 5 - "أحكام أهل الذمة" لابن القيم، (1 - 3 هـ)، تحقيق: يوسف أحمد البكري، شاكر توفيق، نشر دار ابن حزم، ط 1/ 1418 هـ - 1997 م. 6 - "أحكام أهل الملل" للخلال ت 311 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: د/ إبراهيم بن حمد السلطان، نشر مكتبة المعارف - الرياض، الطبعة الأولى 1416 هـ - 1998 م. 7 - "أحكام أهل الملل" للخلال ت 311 هـ، تحقيق: سيد كروي حسن، نشر دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1414 هـ - 1994 م. 8 - "إحياء علوم الدين" لأبو حامد الغزالي 505 هـ، (1 - 5 هـ)، نشر م. الحلبي - القاهرة، 1387 هـ - 1967 م. 9 - "أخبار الشيوخ وأخلاقهم" لأبو بكر المروذي ت 275 هـ، تحقيق: د. عامر حسن صبري، نشر دار البشائر الإسلامية، ط 1/ 1426 هـ - 2005 م.

10 - "أخصر المختصرات" لعثمان بن عبد اللَّه بن جمعة بن جامع، (1 - 2 جـ)، تحقيق: خالد عبد اللَّه الشعيب نجيب اللَّه كمالي محمد، نشر مكتبة الرشد، ط 1/ 1424 هـ - 2003 م. 11 - "إعلام الموقعين عن رب العالمين" لابن القيم، (1 - 4 جـ)، تحقيق: طه عبد الرءوف سعد، نشر دار الجيل، بيروت. 12 - "إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان" لابن القيم، تحقيق: عمر سليمان الحفيان، نشر مؤسسة الرسالة، ط 1/ 1424 هـ - 2004 م. 13 - "إغاثة اللهفان" لابن الجوزي، تحقيق: مجدي فتحي السيد، نشر دار الحديث - القاهرة. 14 - "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية، تحقيق: أحمد حمدي إمام، نشر دار المدني، جدة، 1406 هـ. 15 - "الأباطيل والمناكير" للجوزقاني، (1 - 2 جـ)، تحقيق: عبد الرحمن الجبار الغريوائي، نشر دار الصميعي، الرياض، الطبعة الثالثة 1415 هـ. 16 - "الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة" لابن بطة العكبري ت 387 هـ، (1 - 7 جـ)، حقق كتاب الإيمان منه رضا بن نعسان معطي، وحقق كتاب القدر د/ عثمان عبد اللَّه بن يوسف الوابل، نشر دار الراية، الرياض، الطبعة الثانية 1415 هـ 17 - "الأحكام السلطانية" لأبو يعلى الفراء، تحقيق: محمد حامد الفقي، نشر دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1/ 1403 هـ - 1983 م. 18 - "الاختيارات الفقهية" للبعلي، تحقيق: أحمد محمد حسن الخليل، نشر دار العاصمة، ط 1/ 1418 هـ - 1998 م.

19 - "الإخنائية" لابن تيمية ت 728 هـ، تحقيق: أحمد بن موسى العنزي، نشر دار الخراز - جدة، الطبعة الأولى 1425 هـ - 2000 م. 20 - "الآداب الشرعية" لابن مفلح 763 هـ، (1 - 3 هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعمر القيام، نشر مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية 1417 هـ - 1996 م. 21 - "الأذكياء" لابن الجوزي، نشر دار زاهد القدسي. 22 - "الإرشاد إلى سبيل الرشاد" لابن أبي موسى الهاشمي، تحقيق: عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، نشر مؤسسة الرسالة، ط 1/ 1419 هـ - 1998 م. 23 - "الأسامي والكنى للإمام أحمد" لصالح بن الإمام أحمد، تحقيق: عبد اللَّه بن يوسف الجديع، نشر دار الأقصى - الكويت، الطبعة الأولى - 1456 هـ. 24 - "الاستخراج لأحكام الخراج" لابن رجب الحنبلي، نشر دار المعرفة - بيروت. 25 - "الاستذكار" لابن عبد البر، (1 - 30 هـ)، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، نشر دار قتيبة - دمشق، دار الوعي. 26 - "الأسماء والصفات" للبيهقي ت 458 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: عبد اللَّه بن محمد الحاشدي، نشر مكتبة السوادي للتوزيع، جدة، الطبعة الأولى 1413 هـ - 1993 م. 27 - "الأشربة ومعه الترجل والوقوف" للخلال، تحقيق: زهير الشاويش، نشر المكتب الإسلامي، ط 1/ 1421 هـ - 2000 م. 28 - "الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد" للبيهقي ت 458 هـ، تحقيق:

أحمد بن إبراهيم أبو العينين، نشر دار الفضيلة - الرياض، الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م. 29 - "الاعتقاد" لأبي يعلى الفراء ت 458 هـ، تحقيق: د/ محمد بن عبد الرحمن الخميس، نشر دار أطلس الخضراء - الرياض، الطبعة الأولى 1423 - 2002 م. 30 - "الإفصاح" لابن هبيرة الحنبلي، (1 - 11 جـ)، تحقيق: د. محمد يعقوب طالب عبيدي، نشر مركز فجر للطباعة والنشر - القاهرة. 31 - "الإلزامات والتتبع" للدارقطني، تحقيق: مقبل بن هادي الوداعي، نشر دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية - 1405 هـ. 32 - "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" - للخلال، تحقيق: أيمن عبد اللَّه الصاوي، نشر دار الآثار. 33 - "الانتصار" لأبو الخطاب الكلوذاني، (1 - 3 جـ)، تحقيق: سليمان ابن عبد اللَّه العمير، نشر مكتبة العبيكان، ط 1/ 1413 هـ - 1993 م. 34 - "الإنصاف مع الشرح الكبير على المقنع" لعلاء الدين أبي الحسن المرداوي ت 885 هـ، (1 - 32 جـ)، تحقيق: د/ عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، د/ عبد الفتاح محمد الحلو، نشر وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف - المملكة العربية السعودية، 1419 هـ - 1998 م. - "الإنصاف" المرداوي، تحقيق محمد حامد الفقي، الناشر دار إحياء التراث العربي، نشر سنة (1375 هـ/ 1956 م). 35 - "الأوسط" لابن المنذر، (1 - 5 جـ)، تحقيق: أبو حماد صغير أحمد ابن محمد، نشر دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى - 1405 هـ. 36 - "البداية والنهاية"، للحافظ ابن كثير، (1 - 14 جـ)، تحقيق:

عبد الرحمن اللادقي ومحمد غازي بيضون، نشر دار المعرفة بيروت، ط الخامسة 1420 هـ - 1999 م. 37 - "البعث والنشور" للبيهقي ت 458 هـ، تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول الإبياني، نشر مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. 38 - "التاريخ الأوسط" وهو مطبوع خطأً باسم "التاريخ الصغير"، للبخاري، (1 - 2 جـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، نشر دار الوعي - حلب، الطبعة الأولى - 1397 هـ. 39 - "التاريخ الكبير" لابن أبي خيثمة، (1 - 4 جـ)، تحقيق: صلاح فتحي هلل، نشر دار الفاروق الحديثة، الطبعة الأولى - 1424 هـ. 40 - "التاريخ الكبير" للبخاري، (1 - 8 جـ)، نشر دار الكتب العلمية - بيروت. 41 - "التبصرة" لابن الجوزي، (1 - 2 جـ)، تحقيق: على حسين البواب، نشر أم القرى - مصر، ط 1/ 1409 هـ - 1988. 42 - "التحقيق" لابن الجوزي، (1 - 8 جـ)، تحقيق: حسن عباس قطب، نشر دار الفاروق الحديثة، ط 1/ 1422 هـ - 2001 م. 43 - "التخويف من النار" لابن رجب الحنبلي، تحقيق: إبراهيم رمضان، نشر دار الندوة الجديدة - بيروت. 44 - "التذكرة في الفقه" لأبو الوفاء بن عقيل، تحقيق: د. ناصر بن سعود بن عبد اللَّه، نشر دار إشبيليا، ط 1/ 1422 هـ - 2001 م. 45 - "التصديق بالنظر إلى اللَّه" للآجري، تحقيق: محمد غباث الجنباز، نشر دار عالم الكتب، الطبعة الأولى/ 1406 هـ - 1986 م.

46 - "التمام" لابن أبي يعلى الفراء، (1 - 2 جـ)، تحقيق: د. عبد اللَّه بن محمد بن أحمد الطيار، د. عبد العزيز بن محمد بن عبد اللَّه، نشر دار العاصمة، ط 1/ 1414 هـ. 47 - "التمهيد في أصول الفقه" لأبو الخطاب الكلوذاني، (1 - 4 جـ)، تحقيق: مفيد محمد أبو عشة، نشر دار المدني، جدة، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 48 - "التمهيد" لابن عبد البر، (1 - 18 هـ)، تحقيق: أسامة إبراهيم، نشر دار الفاروق الحديثة، القاهرة، الطبعة الثانية 1422 هـ. 49 - "التمهيد" لابن عبد البر ت 463 هـ، (1 - 26 جـ)، تحقيق: مصطفى ابن أحمد العلوي محمد عبد الكبير البكري، نشر مؤسسة قرطبة، 1387 هـ - 1967 م. 50 - "التوحيد" لابن منده ت 395، (1 - 3 جـ)، تحقيق: د/ علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، نشر مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1414 هـ - 1994 م. 51 - "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لابن الملقن، (1 - 36 جـ)، تحقيق: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - قطر، ط 1/ 1419 هـ - 2008 م. 52 - "الثبات عند الممات" لابن الجوزي، تحقيق: عبد اللَّه الليثي الأنصاري، نشر مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م. 53 - "الثقات" لابن حبان، (1 - 9 جـ)، تحقيق: السيد شرف الدين أحمد، نشر دار الفكر، الطبعة الأولى 1935 م. 54 - "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، (1 - 9 جـ)، تحقيق: عبد

الرحمن بن يحيى المعلمي، نشر إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1271 هـ. 55 - "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" لابن تيمية، (1 - 4 جـ)، نشر مطابع المجد. 56 - "الجوهر المحصل" لمحمد بن محمد بن أبي بكر السعدي، تحقيق: عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، نشر دار هجر، ط 1/ 1407 هـ - 1987 م. 57 - "الحث على التجارة والصناعة" للخلال، تحقيق: أيمن عبد اللَّه محمد بن محمد الحداد، دار العاصمة - الرياض، ط 1/ 1407 هـ. 58 - "الخلافيات" للبيهقي، (1 - 3 جـ)، تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان، دار الصميعي، الطبعة الأولى - 1414 هـ. 59 - "الداء والدواء" لابن القيم، تحقيق: علي بن حسن الحلبي، نشر دار ابن الجوزي، ط 3/ 1419 هـ - 1999 م. 60 - "الرد على الجهمية الزنادقة" للإمام أحمد، تحقيق: د/ عبد الرحمن عميرة، نشر دار اللواء - الرياض، الطبعة الثانية/ 1402 هـ - 1982 م. 61 - "الرد على الجهمية والزنادقة" للإمام أحمد، تحقيق: د. صبري بن سلامة شاهين، نشر دار الثبات، ط 1/ 1424 هـ - 2003 م. 62 - "الرسائل البعلبكية" لابن تيمية، تحقيق: مريم بنت عبد العالي بن غالي، نشر دار الفضيلة - الرياض، ط 1/ 1424 هـ - 2004 م. 63 - "الرعاية الصغرى" لأحمد بن حمدان بن شبيب الحرافي، (1 - 2 هـ)، تحقيق: ناصر بن سعود بن عبد اللَّه السلامة، نشر دار إشبيليا، ط 1/ 1423 هـ - 2002 م.

64 - "الروايتين والوجهين" (المسائل الأصولية) لأبو يعلى الفراء، تحقيق: عبد الكريم محمد اللاحم، نشر مكتبة المعارف - الرياض، ط 1/ 1405 هـ - 1985 م. 65 - "الروايتين والوجهين" (المسائل الفقهية) لأبو يعلى الفراء، (1 - 3 جـ)، تحقيق: عبد الكريم محمد اللاحم، نشر مكتبة المعارف - الرياض، ط 1/ 1405 هـ - 1985 م. 66 - "الروايتين والوجهين" (مسائل أصول الدين) لأبو يعلى الفراء ت 458 هـ، تحقيق: سعود بن عبد العزيز الخلف، نشر دار البخاري المدينة المنورة - القصيم. 67 - "الروح" لابن القيم ت 751 هـ، تحقيق: صالح أحمد الشامي، نشر المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى 1425 هـ - 2004 م. 68 - "الزهد" لعبد اللَّه بن أحمد ت 290، نشر دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ - 1983 م. 69 - "السنة" لعبد اللَّه بن الإمام أحمد ت 290 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: د/ محمد بن سعيد بن سالم القحطاني، نشر رمادي للنشر، الطبعة الرابعة 1416 هـ - 1996 م. 70 - "السنة" للخلال ت 311 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: حسن عباس قطب، نشر الفاروق الحديئية للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1428 هـ - 2007 م. 71 - "السنة" للخلال ت 311 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: د/ عطية الزهراني، نشر دار الراية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1989 م. 72 - "السنة" للمروزي، تحقيق: د/ عبد اللَّه بن محمد البصيري، نشر

دار العاصمة - الرياض، الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 م. 73 - "السنن الكبرى" للبيهقي، (1 - 11 جـ)، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، نشر دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1414 هـ مع الاعتماد في العزو على صفحات طبعة دائرة المعارف الهندية. 74 - "السنن" لأبو داود السجستاني، (1 - 4 جـ)، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، نشر دار الفكر. 75 - "السنن" للترمذي، (1 - 5 جـ)، تحقيق: أحمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وآخرون، نشر المكتبة التجارية - مكة. 76 - "السنن" للدارقطني، (1 - 4 جـ)، تحقيق: السيد عبد اللَّه هاشم اليماني، نشر دار المحاسن - القاهرة. 77 - "السياسة الشرعية" لابن تيمية، تحقيق: بشير محمد عيون، نشر دار البيان - بيروت، ط 1/ 1405 هـ - 1985 م. 78 - "الشرح الكبير مع الإنصاف" لشمس الدين بن قدامة المقدسي، (1 - 32 جـ)، تحقيق: عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، نشر وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالمملكة، ط 1/ 1419 هـ - 1998 م. 79 - "الشريعة" للآجري ت 360 هـ، (1 - 6 جـ)، تحقيق: د/ عبد اللَّه بن عمر بن سليمان الدميجي، نشر دار الوطن - الرياض، الطبعة الأولى 1418 هـ - 1997 م. 80 - "الشريعة" للآجري ت 360 هـ، تحقيق: محمد بن الحسن إسماعيل، نشر دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1416 هـ - 1995 م. 81 - "الشفاء" لابن الجوزي، تحقيق: د/ فؤاد عبد المنعم أحمد، نشر

دار الدعوة، الطبعة الثالثة 1405 هـ - 1985 م. 82 - "الصارم المسلول" لابن تيمية، تحقيق: محمد محيى الدين عبد الحميد، نشر دار الكتب العلمية - بيروت، 1398 هـ - 1978 م. 83 - "الصفدية" لابن تيمية، (1 - 2 جـ)، تحقيق: محمد رشاد سالم، نشر دار الهدى النبوي - مصر، ط 1/ 1421 هـ - 2000 م. 84 - "الصلاة وحكم تاركها" لابن القيم، تحقيق: محمد نظام الدين الفتيح، نشر دار ابن كثير - بيروت، ط 3/ 1419 هـ - 1998 م. 85 - "الصواعق المرسلة" لابن القيم، (1 - 4 جـ)، تحقيق: د. علي بن محمد الدخيل، نشر دار العاصمة، ط 3/ 1418 هـ - 1998 م. 86 - "الضعفاء الصغير" للبخاري، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، نشر دار الوعي، حلب، الطبعة الأولى 1396 هـ. 87 - "الضعفاء الكبير" للعقيلي، (1 - 4 جـ)، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، نشر دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية 1418 هـ. 88 - "الطرق الحكمية" لابن القيم، تحقيق: محمد جميل غازي، نشر مكتبة المدني. 89 - "العدة في أصول الفقه" لأبو يعلى الفراء، (1 - 5 جـ)، تحقيق: أحمد علي المراكبي، نشر الرياض، الطبعة الثانية 1410 هـ. 90 - "العرش" للذهبي ت 748 هـ، تحقيق: د/ محمد بن خليفة التميمي، نشر أضواء السلف، الرياض، الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م. 91 - "العلل المتناهية" لابن الجوزي، (1 - 2 جـ)، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، نشر إدارة العلوم الأثرية - باكستان، الطبعة الثانية - 1401 هـ. 92 - "العلل ومعرفة الرجال" رواية المروذي وغيره، تحقيق: وصي اللَّه

ابن محمد عباس، نشر الدار السلفية - بومباي - الهند، الطبعة الأولى - 1408 هـ. 93 - "العلل ومعرفة الرجال" لعبد اللَّه بن الإمام أحمد، (1 - 4 جـ)، تحقيق: وصي اللَّه بن محمد عباس، نشر المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى - 1408 هـ. 94 - "العلو للعلي العظيم" للذهبي ت 748 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: عبد اللَّه بن صالح البراك، نشر دار الوطن - الرياض، الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م. 95 - "الغيلانيات" لأبو بكر محمد بن عبد اللَّه الشافعي، (1 - 2 جـ)، تحقيق: حلمي كامل أسعد عبد الهادي، نشر دار ابن الجوزي، ط 1/ 1417 هـ - 1997 م. 96 - "الفتاوى العراقية" لابن تيمية، (1 - 2 جـ)، تحقيق: عبد اللَّه عبد الصمد المفتي، نشر المكتب الإسلامي، ط 1/ 1425 هـ - 2004 م. 97 - "الفتاوى الكبرى" لابن تيمية، (1 - 5 جـ)، نشر دار القلم - بيروت، ط 1/ 1457 هـ - 1987 م. 98 - "الفتح الرباني بمفردات ابن حنبل الشيباني" للشيخ الدمنهوري ت 1192 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: د. عبد اللَّه بن محمد بن أحمد الطيار، د. عبد العزيز الجحيلات، نشر دار العاصمة، ط 1/ 1415 هـ. 99 - "الفتوى الحموية" لابن تيمية، تحقيق: حمد بن عبد المحسن التويجري، نشر دار الصميعي، ط 2/ 1425 هـ - 2004 م. 100 - "الفروسية المحمدية" لابن القيم، تحقيق: زائد أحمد النشيري، نشر دار عالم الفوائد - مكة المكرمة، الطبعة الأولى - 1428 هـ.

101 - "الفروع" لابن مفلح، (1 - 5 جـ)، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، نشر عالم الكتب، بيروت، الطبعة الرابعة 1404 هـ. 102 - "الفوائد" لابن القيم، تحقيق: سليم عيد الهلالي، نشر مكتبة الرشد - الرياض، ط 1422 هـ - 2001 م. 102 م - "الفروع" لابن مفلح، 1/ 11 جـ تحقيق د. عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، نشر مؤسسة الرسالة ط 1 (1424 هـ - 2003 م). 103 - "القدر" للفريابي ت 301 هـ، تحقيق: عبد اللَّه بن أحمد المنصور، نشر أضواء السلف - الرياض، الطبعة الأولى 1418 هـ - 1997 م. 104 - "القضاء والقدر" للبيهقي ت 458 هـ، تحقيق: محمد بن عبد اللَّه آل عامر، نشر مكتبة العبيكان - الرياض، الطبعة الأولى 1421 هـ - 1967 م. 105 - "الكافي" لموفق الدين بن قدامة، (1 - 6 جـ)، تحقيق: عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، نشر دار هجر - القاهرة، ط 1/ 1417 هـ - 1997 م. 106 - "الكامل في الضعفاء" لابن عدي، (1 - 9 جـ)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض، نشر دار الكتاب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1418 هـ. 107 - "الكنى والأسماء" للدولابي، (1 - 2 جـ)، تحقيق: زكريا عميرات، نشر دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى - 1420 هـ. 108 - "المؤتلف والمختلف" للدارقطني، (1 - 5 جـ)، تحقيق: موفق بن عبد اللَّه بن عبد القادر، نشر دار الغربي الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى - 1406 هـ. 109 - "المبدع" لابن مفلح المؤرخ الحنبلي، (1 - 10 جـ)، نشر المكتب الإسلامي، ط 1/ 1980 م.

110 - "المجتبى من المجتنى" لابن الجوزي، تحقيق: على حسين البواب، نشر دار الفائز، ط 1/ 1409 هـ - 1988 م. 111 - "المجروحين" لابن حبان، (1 - 3 جـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، نشر دار الوعي، حلب، الطبعة الثانية 1402 هـ. 112 - "المحرر في الفقه" لمجد الدين أبي البركات، (1 - 2 جـ)، تحقيق: محمد حامد الفقي، نشر مكتبة السنة المحمدية. 113 - "المدهش" لابن الجوزي، تحقيق: على حسين البواب، دار الجيل - بيروت، ط 1/ 1409 هـ - 1988 م. 114 - "المراسيل" لابن أبي حاتم، تحقيق: شكر اللَّه بن نعمة اللَّه قوجاني، نشر الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1418 هـ. 115 - "المراسيل" لأبو داود السجستاني، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، نشر الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1418 هـ. 116 - "المستدرك على الصحيحين" للحاكم النيسابوري، (1 - 4 جـ)، نشر دار المعرفة، بيروت. 117 - "المستوعب" للسامري، (1 - 4 جـ)، تحقيق: مساعد بن قاسم الفالح، نشر مكتبة المعارف - الرياض، ط 1/ 1413 هـ - 1993 م. 118 - "المسودة في أصول الفقه" لآل تيمية، (1 - 2 جـ)، تحقيق: أحمد ابن إبراهيم بن عباس، نشر دار الفضيلة - دار ابن حزم، ط 1/ 1422 هـ - 2001 م. 119 - "المعرفة والتاريخ" للفسوي، (1 - 2 جـ)، تحقيق: أكرم ضياء العمري، نشر مطبعة الإرشاد - بغداد، 1394 هـ. 120 - "المغني" لموفق الدين ابن قدامة المقدسي، (1 - 15 جـ)،

تحقيق: عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، عبد الفتاح الحلو، نشر دار هجر، القاهرة، الطبعة الثانية 1412 هـ. 121 - "المقاصد الحسنة" للسخاوي، تحقيق: محمد عثمان الخشت، نشر دار الكتاب العربي، الطبعة الثالثة - 1417 هـ. 122 - "المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد" لبرهان الدين إبراهيم بن مفلح ت 884 هـ، (1 - 3 جـ)، تحقيق: د/ عبد الرحمن العثيمين، نشر دار الرشد الرياض، الأولى 1410 هـ - 1990 م. 123 - "المقلق" لابن الجوزي، تحقيق: مجدي فتحي السيد، نشر دار الصحابة بطنطا، ط 1/ 1411 هـ - 1991 م. 124 - "المنتخب من علل الخلال" لموفق الدين ابن قدامة المقدسي، تحقيق: طارق عوض اللَّه، نشر دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى 1419 هـ. 125 - "المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد" لعبد الرحمن ابن محمد العليمي المقدسي ت 928 هـ، (1 - 6 جـ)، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، نشر دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى 1997 م. 126 - "النبوات" لابن تيمية، تحقيق: محمد عبد الرحمن عوض، نشر دار الريان للتراث - مصر، ط 1/ 1405 هـ - 1985 م. 127 - "الوابل الصيب" لابن القيم، تحقيق: محمد عبد الرحمن عوض، نشر دار الريان - القاهرة، ط 1/ 458 هـ - 1987 م. 128 - "الوافي بالوفيات" لصلاح الدين الصفدي ت 764 هـ، (1 - 29 جـ)، تحقيق: جمعية المستشرقين الألمانية، نشر دار فرانز شتايز، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1992 م. 129 - "الورع" لأبو بكر المروذي، تحقيق: سمير أمين الزهيري، نشر

مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الثانية 1421 هـ. 130 - "الوقوف والترجل" للخلال، لسيد كروي حسن، نشر دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1/ 1415 هـ - 1994 م. 131 - "الوقوف" للخلال، (1 - 2 جـ)، تحقيق: عبد اللَّه بن أحمد بن علي، نشر مكتبة المعارف - الرياض، ط 1/ 1410 هـ - 1989 م. 132 - "بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم" لابن عبد الهادي، تحقيق: وصي اللَّه بن محمد عباس، نشر دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 133 - "بدائع الفوائد" لابن القيم ت 751 هـ، (1 - 4 جـ)، تحقيق: معروف مصطفى زريق، محمد وهبي سليمان، علي عبد الحميد، نشر دار النفائس - بيروت، الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 م. 134 - "بدائع الفوائد" لابن القيم ت 751 هـ، (1 - 5 جـ)، تحقيق: علي ابن محمد العمران، نشر دار عالم الفوائد. 135 - "بغية المرتاد"، لابن تيمية ت 728 هـ، تحقيق: د/ مرسي بن سليمان الدويش، نشر مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. 136 - "بيان الدليل على بطلان التحليل" لابن تيمية، تحقيق: فيحان بن شالي بن عتيق، نشر مكتبة لينة - مصر، ط 2/ 1416 هـ - 1996 م. 137 - "بيان تلبيس الجهمية" لابن تيمية، (1 - 10 جـ)، تحقيق: د. راشد حمد الطيار، نشر وزارة الأوقاف السعودية، ط 1/ 1426 هـ. 138 - "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي، (1 - 14 جـ)، نشر مكتبة الخانجي - القاهرة، دار الفكر - بيروت.

139 - "تاريخ دمشق" لابن عساكر، (1 - 70 جـ)، تحقيق: علي شيري، نشر دار الفكر، بيروت. 140 - "تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" لأبو سليمان الربعي، (1 - 2 جـ)، تحقيق: عبد اللَّه أحمد سليمان، نشر دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1410 هـ. 141 - "تحفة المودود" لابن القيم، تحقيق: محمد صبحي حسن حلاق، نشر ابن تيمية - القاهرة، ط 1/ 1420 هـ - 1999 م. 142 - "تذكرة الحفاظ" للذهبي، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، نشر دار أم القرى - القاهرة. 143 - "تعظيم قدر الصلاة" للمروزي، (1 - 2 جـ)، تحقيق: د/ عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، نشر مكتبة الدار - المدينة المنورة، الطبعة الأولى - 1406 هـ. 144 - "تفسير ابن كثير" لابن كثير، (1 - 15 جـ)، تحقيق مصطفى السيد، محمد السيد وآخرون، نشر مكتبة أولاد الشيخ للتراث. 145 - "تقرير القواعد" لابن رجب، (1 - 4 جـ)، تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، نشر دار ابن عفان، ط 1/ 1419 هـ - 1998 م. 146 - "تلبيس إبليس" ابن الجوزي ت 597، (1 - 3 جـ)، تحقيق: د/ أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم، نشر دار القاسم - الرياض، الطبعة الثانية 1421 هـ. 147 - "تلبيس إبليس" لابن الجوزي، (1 - 3 جـ)، تحقيق: أحمد عثمان المزيد، نشر دار الوطن، ط 1/ 1423 هـ - 2002 م. 148 - "تهذيب الأجوبة" لابن حامد، (1 - 2 جـ)، تحقيق: عبد العزيز

محمد القائدي، نشر مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 149 - "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي ت 676 هـ، (1 - 3 جـ)، نشر دار الكتب العلمية - بيروت. 150 - "تهذيب التهذيب" لابن حجر، تحقيق: إبراهيم الزيبق، عادل مرشد، نشر الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1416 هـ. 151 - "تهذيب السنن" مطبوع مع "مختصر السنن" للمنذري لابن القيم، (1 - 8 جـ)، تحقيق: محمد حامد الفقي، نشر مكتبة السنة المحمدية - القاهرة. 152 - "تهذيب الكمال" للمزي، (1 - 35 جـ)، تحقيق: بشار معروف، نشر الرسالة، بيروت، الطبعة السادسة 1415 هـ. 153 - "جامع التحصيل" للعلائي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، نشر عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثالثة 1417 هـ. 154 - "جزء حنبل التاسع من فوائد ابن السماك" رواية ابن السماك، تحقيق: هشام بن محمد، نشر مكتبة الرشد، ط 1/ 1419 هـ - 1998 م. 155 - "جزء في مسائل الإمام أحمد"، لأبو القاسم البغوي، تحقيق: محمود محمد الحداد، نشر دار العاصمة - الرياض، 1407 هـ. 156 - "جزء فيه المسائل التي حلف عليها أحمد" لابن أبي يعلى الفراء ت 526، تحقيق: محمود محمد الحداد، نشر دار العاصمة - الرياض، الطبعة الأولى 1407 هـ. 157 - "جلاء الأفهام" لابن القيم، تحقيق: مشهور حسن آل سلمان، نشر دار ابن الجوزي، ط 1/ 1417 هـ - 1997 م.

158 - "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" لابن القيم ت 751 هـ، ليوسف علي بديوي، نشر دار ابن كثير - دمشق - بيروت، الطبعة الرابعة 1420 هـ - 2000 م. 159 - "حلية الأولياء" لأبو نعيم الأصفهاني ت 430 هـ، (1 - 10 جـ)، نشر دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1409 هـ - 1988 م. - "الدارس في تاريخ المدارس" عبد القادر النعيمي، نشر دار الكتب العلمية، ط 1 (1410 هـ/ 1990 م). 160 - "درء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية ت 728 هـ، (1 - 11 جـ)، تحقيق: د/ محمد رشاد سالم، نشر إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية، الطبعة الثانية 1411 هـ - 1999 م. 161 - "ذكر محنة الإمام أحمد" لحنبل بن إسحاق ت 273، تحقيق: د/ محمد نغش، القاهرة 1977 م. 162 - "ذيل طبقات الحنابلة" لابن رجب الحنبلي، تحقيق محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية بمصر، ط 1 (1952 م). "ذيل طبقات الحنابلة" لابن رجب الحنبلي، (1 - 5 جـ)، تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان، نشر مكتبة العبيكان، ط 1/ 1425 هـ - 2005 م. 163 - "رؤوس المسائل في الخلاف" لأبي جعفر عبد الخالق بن عيسى، (1 - 2 جـ)، تحقيق: د. عبد الملك بن عبد اللَّه بن دهيش، نشر مكتبة النهضة - مكة المكرمة، 1421 هـ - 2000 م. 164 - "روضة المحبين" لابن القيم، تحقيق: حسين عبد الحميد نيل، نشر دار اليقين - المنصورة، ط 1/ 1423 هـ - 2002 م. 165 - "زاد المسير" لابن الجوزي، (1 - 9 جـ)، تحقيق: زهير

الشاويش، نشر المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الرابعة، 1407 هـ. 166 - "زاد المعاد في هدي خير العباد" لابن القيم، (1 - 5 جـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، عبد القادر الأرنؤوط، نشر الرسالة، بيروت، الطبعة الثامنة 1405 هـ. 167 - "سؤالات أبي داود" لأبو داود السجستاني، تحقيق: زياد محمد منصور، نشر مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة، الطبعة الأولى - 1414 هـ. 168 - "سؤالات أبي عبيد الآجري" لأبو عبيد الآجري، تحقيق: محمد علي قاسم العمري، نشر الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1418 هـ. 169 - "سؤالات الأثرم" "رواية أبي الحسن القزويني" لأبي بكر الأثرم، تحقيق: خير اللَّه الشريف، نشر دار العاصمة - الرياض، الطبعة الأولى - 1422 هـ. 170 - "سنن ابن ماجه" لابن ماجه، (1 - 2 جـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر دار الكتب العلمية. 171 - "سنن الدارمي" للدارمي، (1 - 4 جـ)، تحقيق: حسين سليم أسد، نشر دار المغني، الطبعة الأولى 1421 هـ. 172 - "سنن النسائي بشرح السيوطي وحاشية السندي" للنسائي، (1 - 8 جـ)، نشر الدار المصرية اللبنانية. 173 - "سير أعلام النبلاء" للذهبي، (1 - 25 جـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، نشر الرسالة، بيروت، الطبعة الثامنة 1412 هـ. 174 - "سيرة الإمام أحمد" لصالح بن أحمد بن حنبل ت 265 هـ،

تحقيق: د/ فؤاد بن عبد المنعم أحمد، نشر دار السلف - الرياض، الطبعة الثالثة 1415 هـ - 1995 م. 175 - "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" لأبو القاسم اللالكائي ت 418 هـ، (1 - 9 جـ)، تحقيق: د/ أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، نشر دار طيبة - الرياض، الطبعة الرابعة 1416 هـ - 1995 م. 176 - "شرح أصول الاعتقاد" لللالكائي، (1 - 5 جـ)، تحقيق: د/ أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، نشر دار طيبة، الطبعة الرابعة 1416 هـ - 1995 م. 177 - "شرح العمدة" (كتاب الحج)، لابن تيمية، (1 - 2 جـ)، تحقيق صالح بن محمد الحسن، نشر مكتبة الحرمين - الرياض، ط 1/ 1409 هـ - 1988 م. 178 - "شرح العمدة" (كتاب الصلاة)، لابن تيمية، تحقيق: خالد بن علي بن محمد المشيقح، نشر دار العاصمة، ط 1/ 1418 هـ - 1997 م. 179 - "شرح العمدة" (كتاب الصوم)، لابن تيمية، (1 - 2 جـ)، تحقيق: زائد بن أحمد النشيري، نشر دار الأنصاري، ط 1/ 1417 هـ - 1996 م. 180 - "شرح العمدة" (كتاب الطهارة)، لابن تيمية، تحقيق: سعود بن صالح العطيشان، نشر مكتبة العبيكان، ط 1/ 1412 هـ. 181 - "شرح علل الترمذي" لابن رجب، (1 - 2 جـ)، تحقيق: نور الدين عتر، الطبعة الرابعة - 1421 هـ. 182 - "شفاء العليل" لابن القيم ت 751 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: عمر بن سليمان الحفيان، نشر مكتبة العبيكان، الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م. 183 - "صحيح ابن حبان، بترتيب ابن بلبان" لابن حبان، (1 - 18 جـ)،

تحقيق: شعيب الأرنؤوط، نشر مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية - 1414 هـ/ 1993. 184 - "صفة الجنة" لأبو نعيم الأصبهاني ت 430 هـ، (1 - 3 جـ)، تحقيق: علي رضا بن عبد اللَّه بن علي رضا، نشر دار المأمون للتراث - دمشق، الطبعة الثانية 1415 هـ - 1995 م. 185 - "صفة المنافق" لجعفر بن محمد بن الحسن الفرياني، تحقيق: بدر البدر، نشر دار الخلفاء - الكويت، ط. الأولى 1405 هـ. 186 - "صفة النار" لابن أبي الدنيا ت 281 هـ، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، نشر دار ابن حزم - بيروت، نشر الطبعة الأولى 1417 هـ - 1997 م. 187 - "طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى الفراء، (1 - 3 جـ)، تحقيق: د/ عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، نشر الأمانة العامة بالمملكة العربية السعودية، 1419 هـ. 188 - "طبقات الشافعية" للسبكي ت 771 هـ، (1 - 7 جـ)، تحقيق: د/ محمود محمد الطناحي، عبد الفتاح محمد الحلو، نشر عيسى البابي الحلبي - مصر، الطبعة الأولى 1383 هـ - 1964 م. 189 - "طبقات علماء الحديث" لمحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي ت 744 هـ، (1 - 4 جـ)، تحقيق: إبراهيم الزيبق، نشر مؤسسة الرسالة - بيروت، الأولى 1409 هـ - 1989 م. 190 - "طريق الهجرتين" لابن القيم، تحقيق: يوسف علي بديوي، نشر دار ابن كثير - بيروت، ط 1/ 1414 هـ - 1993 م. 191 - "عدة الصابرين" لابن القيم، تحقيق: سليم الهلالي، نشر دار

ابن الجوزي، ط 1/ 1420 هـ - 1999 م. 192 - "عذاب القبر وسؤال الملكين" للبيهقي ت 458، تحقيق: المكتب السلفي لتحقيق: التراث، مكتبة التراث الإسلامي. 193 - "عقد اللآلئ والزبرجد" لإسماعيل بن محمد العجلوني، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، نشر دار البشائر الإسلامية، ط 1/ 1426 هـ - 2005 م. 194 - "عقيدة السلف أصحاب الحديث" لأبو عثمان الصابوني ت 449، تحقيق: بدر بن عبد اللَّه البدر، نشر مكتبة الغرباء الآثرية - المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1415 هـ - 1994 م. 195 - "علل الترمذي الكبير" بترتيب أبي طالب القاضي للترمذي، (1 - 2 جـ)، تحقيق: حمزة ديب مصطفى، نشر مكتبة الأقصى - عمان، الطبعة الأولى - 1406 هـ. 196 - "غاية المطلب في معرفة المذهب" لتقي الدين أبي بكر الجرتمي الحنبلي، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، نشر دار الكتب العلمية، ط 1/ 2004 هـ - 1424 م. 197 - "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري 833 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: براجستراسر، نشر دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ - 1982 م. 198 - "فتح الباري" لابن رجب الحنبلي ت 7 هـ، (1 - 10 جـ)، تحقيق: دار الغرباء، نشر مكتب الغرباء الأثرية - المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م. 199 - "فتح الباري" لابن رجب الحنبلي ت 7 هـ، (1 - 10 جـ)، تحقيق:

طارق بن عوض اللَّه بن محمد، نشر دار ابن الجوزي، الطبعة الثانية 1422 هـ. 200 - "فضائل الصحابة" لعبد اللَّه بن أحمد ت 290 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: د/ وصي اللَّه بن محمد عباس، نشر دار ابن الجوزي - الدمام، الطبعة الثانية 1420 هـ - 1999 م. 201 - "الفواكه العديدة في المسائل المفيدة" أحمد المنقور، نشر المكتب الإسلامي، سنة (1380 هـ/ 1960 م). 202 - "قاعدة جليلة في التوسل" لابن تيمية، تحقيق: محمد رشيد رضا، نشر مكتبة الثقافة الدينية - مصر. 203 - "قطعة من سنن الأثرم" لأبو بكر الأثرم، تحقيق: فى. عامر حسن صبري، نشر دار البشائر الإسلامية. 204 - "القواعد" لابن رجب، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، نشر مكتبة الكليات الأزهرية ط 1 (1391 هـ/ 1971 م). 205 - "القواعد والفوائد الأصولية" لابن اللحام (ت 803 جـ)، تحقيق وتصحيح: محمد حامد الفقي، نشر دار الكتب العلمية، ط 1 (1403 هـ - 1983 م). 206 - "كتاب أحكام الخواتم وما يتعلق بها" لابن رجب الحنبلي، تحقيق: عبد اللَّه الطريقي، ط 2/ 1414 هـ - 1993 م. 207 - "كتاب المحن" لأبو العرب، محمد بن أحمد بن تميم، تحقيق: د. يحيى وهيب الجبوري، نشر دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة الثانية - 1408 هـ/ 1988 م. 208 - "ما انفرد به الإمام أحمد عن الشافعي" لابن القيم، تحقيق: أبو

عمار ياسر بن كمال، نشر مكتبة عباد الرحمن - مصر، ط 1/ 1425 هـ - 2004 م. 209 - "لطائف المعارف" لابن رجب، نشر دار الجيل - بيروت. 210 - "مجمل الرغائب" لعبد اللَّه بن محمد الخزرجي الحنبلي، تحقيق: إياد بن عبد اللطيف، نشر دار ابن حزم، ط 1/ 1427 هـ - 2006 م. 211 - "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ت 728 هـ، (1 - 37 جـ)، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، نشر دار إحياء الكتب العربية. 212 - "مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي" لابن رجب الحنبلي ت 795 هـ، (1 - 4 جـ)، تحقيق: طلعت بن فؤاد الحلواني، نشر الفاروق الحديثية - مصر، الطبعة الأولى 1423 هـ - 2002 م. 213 - "مجموع فيه مصنفات ابن تيمية" لابن تيمية، تحقيق: إبراهيم بن شريف الميلي، نشر دار ابن حزم - بيروت، ط 1/ 1422 هـ - 2002 م. 214 - "محنة الإمام أحمد" لعبد الغني المقدسي ت 600 هـ، تحقيق: د/ عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، نشر دار هجر، القاهرة، الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987 م. 215 - "مختصر الخلافيات" لابن فرح الأشبيلي، (1 - 5 جـ)، تحقيق: ذياب عبد الكريم، نشر مكتبة الرشد، الطبعة الأولى - 1417 هـ. 216 - "معجم مصنفات الحنابلة" أ. د عبد اللَّه الطريقي، ط 1 (1422 هـ - 2001 م). 217 - "مدارج السالكين" لابن القيم، (1 - 3 جـ)، تحقيق: محمد حامد الفقي، نشر دار الكتاب العربي - بيروت، ط 1/ 1392 هـ - 1972 م. 218 - "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد" لابن بدران (ت 1308 هـ)،

تحقيق: د. عبد اللَّه التركي، نشر إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. 219 - "المدخل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل" الشيخ بكر أبو زيد، نشر دار العاصمة، ط 1 (1417 هـ) 220 - "المذهب الحنبلي" د. عبد اللَّه التركي، مؤسسة الرسالة، ط 1 (1423 هـ - 2002 م)، وقد اعتمدنا عليه كثيرًا في ذكر المصنفات في المذهب في المجلد الأول. 221 - "مسائل ابن هانئ" لإسحاق بن إبراهيم بن هانئ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: زهير الشاويش، نشر المكتب الإسلامي، بيروت. 222 - "مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه" لإسحاق بن منصور الكوسج، (1 - 2 جـ)، تحقيق: خالد الرباط، جمعة فتحي، وئام الحوشي، دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث الإسلامي، نشر دار الهجرة - الرياض، الطبعة الأولى 1425 هـ. 223 - "مسائل الإمام أحمد وإسحاق" لحرب بن إسماعيل الكرماني، تحقيق: د/ ناصر بن سعود بن عبد اللَّه السلامة، نشر مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى 1425 هـ - 2004 م. 224 - "مسائل الإمام أحمد" لأبو داود السجستاني، تحقيق: طارق عوض اللَّه، نشر مكتبة ابن تيمية، الطبعة الأولى - 1420 هـ. 225 - "مسائل الإمام أحمد" لصالح بن الإمام أحمد، تحقيق: طارق عوض اللَّه، نشر دار الوطن - الرياض، الطبعة الأولى - 1420 هـ. 226 - "مسائل الإمام أحمد" لعبد اللَّه بن الإمام أحمد، تحقيق: زهير الشاويش، نشر المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى - 1401 هـ.

227 - "مسائل الإيمان" لأبو يعلى الفراء، تحقيق: سعود بن عبد العزيز الخلف، نشر دار العاصمة - الرياض، ط 1/ 1410 هـ. 228 - "مسند ابن الجعد رواية البغوي" لأبو القاسم البغوي، تحقيق: عامر أحمد حيدر، نشر دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية 1417 هـ. 229 - "مسند الإمام أحمد" لأحمد بن حنبل، (1 - 45 جـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، نشر الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1417 هـ، مع الاعتماد في العزو على صفحات الطبعة الميمنية. 230 - "مصطلحات الفقهاء والأصوليين"، أ. د. محمد الحفناوي، نشر دار السلام، القاهرة (1426 هـ). 231 - "مصطلحات المذاهب الفقهية"، د. مريم الظفيري. 232 - "مطالع السعد" لابن القيم، تحقيق: فهد بن عبد العزيز، نشر دار ابن خزيمة، ط 1/ 1414 هـ. 233 - "معجم الصحابة" لأبو القاسم البغوي، (1 - 5 جـ)، تحقيق: محمد الأمين الجكني، نشر دار البيان - الكويت، ط 1/ 1421 هـ. 234 - "معرفة الثقات" للعجلي ت 261 هـ، (1 - 2 جـ)، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي، نشر م. الدار بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985 م. 235 - "معونة أولي النهى" لابن النجار الحنبلي ت 972 هـ، (1 - 12 جـ)، تحقيق: د/ عبد الملك بن عبد اللَّه بن دهيش، نشر دار خضر - بيروت، الطبعة الثالثة 1419 هـ - 1998 م. 236 - "مفتاح دار السعادة" لابن القيم، (1 - 3 جـ)، تحقيق: علي بن الحسن الحلبي، نشر دار ابن عفان، ط 1/ 1416 هـ - 1996 م.

237 - "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي، تحقيق: عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، نشر مكتبة الخانجي، مصر، الطبعة الأولى، 1399 هـ. 238 - "منهاج السنة النبوية" لابن تيمية، (1 - 9 جـ)، تحقيق: محمد رشاد سالم، نشر جامعة الإمام محمد بن سعود، الطبعة الثانية 1411 هـ. 239 - "المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة" أ. د/ عبد الملك الدهيش، نشر دار خضر، ط 2 (1422 هـ - 2001 م). 240 - "ميزان الاعتدال" للذهبي، (1 - 7 جـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي، فتحية علي البجاوي، نشر دار الفكر العربي. 241 - "نقض المنطق" لابن تيمية، تحقيق: محمد عبد الرزاق حمزة - سليمان بن عبد الرحمن، نشر مكتبة السنة المحمدية - القاهرة، ط 1/ 1370 هـ - 1951 م.

الباب الأول التعريف بمذهب الإمام أحمد ومراحل نشأته وتطوره

الباب الأول التعريف بمذهب الإمام أحمد ومراحل نشأته وتطوره * مقدمة في مكانة مذهب الإمام أحمد قد جَعَلَ اللَّهُ أهلَ الحديثِ والعلمِ أركانَ الشريعةِ، وهدمَ بهم كلَّ بدعةٍ شنيعة، فإنَّ الكتابَ عدَّتُهم، والرَّسول -صلى اللَّه عليه وسلم- حجَّتُهم، وهم أوعيةُ العلمِ وحملته، وحَفَظة السُّنة وخزنتها، طريقهم قويم، وسبيلهم مستقيم، فإذا أُضيف إلى ذلك تَحمل البلاء المُبين، وردّ شُبه المبتدعة أصحاب الجاه المُتمكنين، والوقوف سدًّا منيعًا في وجْهِ الانحراف العقائدي، ودرْء الفتنة عن جموعِ المسلمين، يظهر لك مكانةُ الإمام أحمد وعلمه وأثره في جيله وما بعده مِنْ أجيال إلى أنْ يقومَ النَّاسُ بين يدي ربِّ العالمين. قال الإمام الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي في "المناقب": اعلم وفقك اللَّه أنه مما يتبين الصواب في الأمور المشتبهة لمن أعرض عن الهوى والتفت عن العصبية وقصد الحق بطريقه ولم ينظر في أسماء الرجال ولا في صيتهم فذلك الذي ينجلي له غامض المشتبه فأما من مال به الهوى فعسير تقويمه. واعلم أننا نظرنا في أدلة الشرع وأصول الفقه وسبرنا أحوال الأعلام المجتهدين فرأينا هذا الرجل -يعني الإمام أحمد- أوفرهم حظًّا من تلك العلوم فإنه كان من الحافظين لكتاب اللَّه عز وجل وقرأه على أساطين أهل زمانه وكان لا يميل شيئا في القرآن، ويروي قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنزل القرآن فخما ففخموه" (¬1)، وكان لا يدغم شيئا في القرآن إلا {اتخذتم} وبابه، ¬

_ (¬1) رواه الطبراني "المعجم الكبير" 2/ 1426، ولفظه: "أنزل القرآن بالتفخيم".

كأبي بكر، ويمد مدًّا متوسطًا، وكان رضي اللَّه عنه من المصنفين في فنون علوم القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ والمقدم والمؤخر إلى غير ذلك. وأما النقل فقد سلَّم الكل له بانفراده فيه بما لم ينفرد به سواه من الأئمة من كثرة محفوظه منه ومعرفة صحيحة من سقيمه وفنون علومه وقد ثبت أنه ليس في الأئمة الأعلام قبله من له حظ في الحديث كحظ مالك ومن أراد مقام معرفة أحمد في ذلك من مقام مالك فلينظر فرق ما بين المسند والموطأ. وقد كان أحمد يذكر الجرح والتعديل من حفظه إذا سئل عنه كما يقرأ الفاتحة ومن نظر في كتاب "العلل" لأبي بكر الخلال عرف ذلك ولم يكن هذا لأحد من بقية الأئمة. وكذلك انفراده في علم النقل بفتاوى الصحابة وقضاياهم وإجماعهم واختلافهم لا تنازع في ذلك. وأما علم العربية، فقد قال أحمد: كتبت من العربية أكثر مما كتب أبو عمرو الشيباني. وأما القياس فله من الاستنباط ما يطول شرحه (¬1). قال أبو القاسم ابن الجبلي: أكثر الناس يظنون أن أحمد إنما كان أكثر ذكره لموضع المحبة وليس هو كذلك كان أحمد بن حنبل إذا سئل عن المسألة كان علم الدنيا بين عينيه. وقال إبراهيم الحربي: أدركتُ ثلاثةً لن يرى الناس مثلهم أبدا وتعجز النساء أن يلدن مثلهم رأيت أبا عبيد القاسم ابن سلام فما مثلته إلا بجبل نفح فيه روح، ورأيتُ بِشر بن الحارث فما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا، ورأيتُ أحمد بن حنبل فرأيته كأن اللَّه جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء. ¬

_ (¬1) "المناقب" ص 599 - 600.

وقال أحمد بن سعيد الرازي: ما رأيت أسود رأس أحفظ لحديث رسول اللَّه ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أحمد. وروى ابن الجوزي عن عبد اللَّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: قال لي الشافعي: أنتم أعلم بالحديث منا فإذا صح الحديث فقولوا لنا حتى نذهب إليه (¬1). قال الإمام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي البغدادي: ومن عجيب ما نسمعه عن هؤلاء الجهال أنهم يقولون أحمد ليس بفقيه لكنه محدث، وهذا غاية الجهل؛ لأنه قد خرج عنه اختيارات بناها على الأحاديث بناء لا يعرفه أكثرهم، وخرج عنه من دقيق الفقه ما ليس نراه لأحد منهم، وانفرد بما سلموه له من الحفظ وشاركهم وربما زاد على كبارهم، ثم ذكر ابن عقيل مسائل دقيقة مما استنبطه الإمام. ثم قال: ومما وجدنا من فقه الإمام أحمد ودقة علمه أنه سُئل عن رجلٍ نذر أن يطوف بالبيت على أربع؟ قال: يطوف طوافين ولا يطوف على أربع. فانظروا إلى هذا الفقه كأنه نظر إلى المشي على أربع فرآه مثله وخروجا عن صورة الحيوان الناطق إلى التشبيه بالبهائم، فصانه وصان البيت والمسجد عن الشهرة، ولم يبطل حكم القضية في المشي على اليدين، بل أبدلها بالرجلين اللتان هما آلة المشي. ثم قال: ولقد كانت نوادر أحمد نوادر بالغة في الفهم إلى أقصى طبقة. قال: ومَنْ هذا فقهه واختياراته لا يحسن بالمنصف أن يغض منه في هذا العلم وما يقصد هذا إلا مبتدع قد تمزق فؤاده من خمول كلمته وانتشار علم أحمد حتى إن أكثر العلماء: يقولون أصلي أصل أحمد، وفرعي فرع فلان، ¬

_ (¬1) "المناقب" ص 601.

فحسبك ممن يرضى به في الأصول قدوة. قال ابن الجوزي: إن أحمد ضم إلى ما لديه من العلم ما عجز عنه القوم من الزهد في الدنيا وقوة الورع ولم ينقل عن أحد من الأئمة أنه امتنع من قبول أوقاف السلاطين وهدايا الإخوان كامتناعه ولولا خدش وجوه فضائلهم رضي اللَّه عنهم لذكرنا عنهم ما قبلوا ورخصوا بأخذه (¬1). وقال قتيبة: لولا أحمد لأحدثوا في الدين، أحمد إمام الدنيا (¬2). واعلم أن اختيار العلماء للمذهب المراد به: السلوك على طريقة أصوله في استنباط الأحكام وليس تقليده في الفروع، وكيف يظن بمثل أحمد بن جعفر ابن المنادي وأبي بكر النجاد، ومحمد بن الحسن أبو بكر الآجري، والحسن بن حامد، والقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفرا، وأبي الوفاء علي بن عقيل البغدادي، وأبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني، وعلي بن عبيد اللَّه الزاغواني، وموفق الدين عبد اللَّه بن قدامة المقدسي، وشيخ الإسلام المجد ابن تيمية، وحفيده الإمام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، والمحقق شمس الدين محمد بن القيم، وغيرهم أنهم مقلدون في الفروع وكتبهم الممتلئة بالأدلة طبقت الآفاق ومداركهم ومسالكهم سارت بمدحها الركبان وكتبهم ملأت قلب كل منصف من الإيمان والإيقان (¬3). ¬

_ (¬1) "المناقب" ص 600. (¬2) "سير أعلام النبلاء" 11/ 195. (¬3) انظر "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" لابن بدران ص 111 وما بعدها.

نشأة المذهب وتطوره

الفصل الأول: نشأة المذهب وتطوره المرحلة الأولى: مرحلة النشأة والتأسيس المبحث الأول: النشأة والتأسيس شغف الإمام أحمد منذ صغره بحب العلم والحديث وجمعه، ولم يتوقف رحمه اللَّه عن الرحلة وطلب العلم إلى أن مات، وعَلَّم أحمد درس الرحلة لتلاميذه فعلموها أبناءهم وتلاميذهم. ومن هؤلاء أبو حاتم الرازي (ت 277 هـ) ظل يحصي ما يمشيه في سبيل العلم حتى بلغ ألف فرسخ فرأى ألا نهاية للإحصاء فكف عنه. والمتتبع لسيرته لا يرى رغبته من قريب أو بعيد في تكوين مذهب خاص به، بل كان يُسئل فيجيب، فإن وجد نصًا ذكره، وإن كان أثرًا عن السلف قال به، وأرشد إليه، فإن لم يجد نظر إلى ما هو أقرب إلى النص والأثر فقال به وأفتى. ولم يكتب الإمام أحمد فقهًا إلا مضطرًا يوم صلى وراء إمام أساء الصلاة فكتب إليه يعلمه. ولما رأى ذات يوم من يكتب في مجلسه فتواه قال له: لا تكتب رأيي لعلي أقول الساعة بمسألة أرجع عنها غدًا. يقول الميموني: صحبت أبا عبد اللَّه على الملازمة من سنة خمس ومائتين إلى سنة سبع وعشرين ومائتين وكنت بعد ذلك أخرج وأقدم عليه الوقت بعد الوقت سألته عن مسائل كتبتها، فقال: أيش تكتب يا أبا الحسن، فلولا الحياء منك ما تركتك تكتبها، وإنه عليَّ لشديد، الحديث أحب إليَّ منها. قلت: إنما

تطيب نفسي في الحمل عنك أنك تعلم منذ مضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد لزم أصحابه قوم ثم لم يزل يكون للرجل أصحاب يلزمونه ويكتبون. قال: من كتب؟ قلت: أبو هريرة قال: وكان عبد اللَّه بن عمرو يكتب ولم أكتب فحفظ وضيعت. فقال لي: هذا الحديث. فقلت: له فما المسائل إلا حديث ومن الحديث تشتق. قال لي: اعلم أن الحديث نفسه لم يكتبه القوم. قلت: لم لا يكتبون؟ قال: لا إنما كانوا يحفظون ويكتبون السنن إلا الواحد بعد الواحد الشيء اليسير منه، فأما هذِه المسائل تدون وتكتب في ديوان الدفاتر فلست أعرف فيها شيئًا. ثم قال لي: انظر إلى سفيان ومالك حين أخرجا ووضعا الكتب والمسائل كم فيها من الخطأ، وإنما هو رأي يُرى اليوم شيئًا وينتقل عنه غدا، والرأي قد يخطئ. فإذا صار إلى هذا الموضع دار هذا الكلام بيني وبينه غير مرة. وقال لي أبو عبد اللَّه وأنا أكتب عنه المسائل: يا أبا الحسن ما كنت أكتب من هذا شيئًا إلا شيئًا يسيرًا عن عبد الرحمن ربما كتبت المسألة. قال أبو بكر الخلال: وفي مسائل الميموني شيء كثير يقول فيها قرأت على أبي عبد اللَّه كذا وكذا فأملى علي كذا -يعني: الجواب. وبرغم نهيه عن الكتابة إلا الشيء اليسير منها (¬1)، إلا أنه قد دون كثير من أصحابه كثير من فتواه وأقواله، ومنها ما روجع عليه كالمسائل التي عرضها الأثرم أو التي حملها الكوسج من خراسان إلى بغداد وعرضها عليه مسألة مسألة، أو التي حدثه عنها الميموني، أو التي جمعها زهير بن حرب وغيرهم. ¬

_ (¬1) سيأتي في ترجمته بيان تساهله بعد ذلك في الكتابة عنه، كما تقدم بعضُ ذلك.

المبحث الثاني: من آثار الإمام أحمد

قال ابن الجوزي: وكان أحمد ينهى عن كتابة كلامه، فنظر اللَّه إلى حسن قصده، فنقلت ألفاظه، وحفظت، فقل أن تقع مسألة إلا وله فيها نص من الفروع والأصول، وربما عدمت في تلك المسألة نصوص الفقهاء الذين جمعوا وصنفوا. المبحث الثاني: من آثار الإمام أحمد سبق أن أشرنا لنهي الإمام أحمد عن كتابة فتاويه؛ حبًا في التمسك بالأثر وكراهة لتأليف الكتب التي تحتوي على الرأي والتفريعات الفقهية، وكان ينصح أصحابه بذلك. قال عثمان بن سعيد: قال لي أحمد بن حنبل: لا تنظر في كتب أبي عبيد، ولا فيما وضع إسحاق، ولا سفيان، ولا الشافعي، ولا مالك، وعليك بالأصل (¬1). قال ابن الجوزي: كان الإمام أحمد لا يرى وضع الكتب، وينهى أن يكتب كلامه ومسائله، ولو رأى ذلك لكانت له تصانيف كثيرة، ولنقلت عنه كتب، فكانت تصانيفه المنقولات (¬2). ولقد تعجب ولده عبد اللَّه من هذا الموقف؛ فقال: قلت لأبي: لم كرهت وضع الكتب، وقد عملت "المسند"؟ فقال: عملت هذا الكتاب إمامًا، إذا اختلف الناس في سنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجع إليه (¬3). وجواب الإمام يوضح لنا سبب النهي، وهو أن النهي عن كتابة كتب الرأي أو الفتاوى، لا عن كتابة السنة والأثر. ¬

_ (¬1) "المناقب" ص 249. (¬2) "المناقب" ص 248. (¬3) "طبقات الحنابلة" 2/ 13.

أولا: الكتب المطبوعة

والناظر لما تركه الإمام أحمد لا يراه يخرج عن ذلك، وإليك بيانه: أولًا: الكتب المطبوعة: 1 - " المسند": قال حنبل بن إسحاق: جمعنا عمي لي ولصالح ولعبد اللَّه وقرأ علينا "المسند" وما سمعه منه يعني ثانيا غيرنا، وقال لنا: هذا كتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فارجعوا إليه فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة (¬1). قال الحافظ ابن كثير: لا يوازي "مسند أحمد" كتابٌ مسندٌ في كثرته وحُسن سياقته (¬2). * أهم المؤلفات التي صُنفت على "المسند": - " الأوائل من المسند" لابن أبي عاصم أحمد بن عمرو الشيباني (ت 287 هـ) ومنه نسخة في الظاهرية. - "غريب الحديث على مسند أحمد بن حنبل" لأبي عمرو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المعروف بغلام ثعلب (ت 345 هـ). - "ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج أحاديثهم أحمد بن حنبل في المسند" للحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ)، طبع بتحقيق الدكتور عامر حسن صبري. - "خصائص المسند" للإمام المحدث أبي موسى المديني (ت 581 هـ). - "الانتصار لمسند الإمام أحمد" لعبد المغيث بن زهير بن علوي الحربي (ت 583 هـ). ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة" 1/ 385. (¬2) "البَاعث الحَثيث" ص 29.

- "تجريد ثلاثيات المسند" للإمام المحدث محب الدين إسماعيل بن عمر المقدسي (ت 613 هـ). - "نفثات صدر المُكَمَّد وقُرَّة عين المُسَهَّد بشرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد" للشيخ محمد السفاريني الحنبلي. - "الكمال في تراجم من له رواية في مسند الإمام أحمد ممن ليس لهم ذكر في تهذيب الكمال" لأبي المحاسن شمس الدين محمد بن علي بن الحسن بن حمزة الحسيني (ت 765 هـ). - وقد اختصر المسند سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقن الشافعي المتوفى سنة 804 هـ. - "غاية المُقْصَد في زوائد المسند" لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ). - "ترتيب مسند أحمد على حروف المعجم" لأبي بكر محمد بن عبد اللَّه ابن عمر المقدسي الحنبلي المتوفى سنة 820 هـ. وقد ذكر ابن الجزري رحمه اللَّه بعض العلماء الذين عنوا بترتيب المسند، فقال: أما ترتيب هذا المسند، فقد أقام اللَّه تعالى لترتيبه شيخنا خاتمة الحفاظ الإمام الصالح الورع أبا بكر محمد بن عبد اللَّه بن المحب الصامت رحمه اللَّه تعالى، فرتبه على معجم الصحابة، ورتب الرواة كذلك، كترتيب كتاب الأطراف، تعب فيه تعبًا كثيرًا. ثم إن شيخنا الإمام مؤرخ الإسلام، وحافظ الشام عماد الدين أبا الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير رحمه اللَّه تعالى أخذ هذا الكتاب المرتب من مؤلفه، وأضاف إليه أحاديث الكتب الستة، ومعجم الطبراني الكبير، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي، وأجهد نفسه كثيرًا، وتعب فيه تعبًا عظيمًا، فجاء

لا نظير له في العالم، وأكمله إلا بعض مسند أبي هريرة، فإنه مات قبل أن يكمله، فإنه عوجل بكفّ بصره. وقال لي رحمه اللَّه تعالى: لا زلت أكبّ فيه في الليل، والسراج يُنّوْنص، حتى ذهب بصري معه (¬1). - "تهذيب المسند وترتيبه على الأبواب" لقاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن محمد بن سليمان الحنبلي الشهير بابن زُرَيْق المتوفى سنة 841 هـ. - أطراف الأحاديث التي اشتمل عليها المسند للحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 هـ، سماه: "أطراف المُسْند المُعْتلي بأطراف المسند الحنبلي". - "القول المسَدَّد في الذبّ عن مسند الإمام أحمد" للحافظ ابن حجر العسقلاني. - "ذيل القول المُسَدَّد في الذبّ عن مسند الإمام أحمد" لقاضي الملك محمد صبغة اللَّه المدراسي الهندي. - "المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد" للحافظ شمس الدين بن الجزري المتوفى سنة (883 هـ). - "عقود الزبرجد على مسند أحمد" لجلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)، وهو بإعراب ما يشكل ألفاظه. - اختصره عمر بن أحمد الشماع (ت 936 هـ)، وسماه: "در المنتقد من مذهب أحمد". - "شرح المسند" وألّف في ذلك حاشية نفيسة عليه العالم المحدث المحقق أبو الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي (ت 139 هـ). ¬

_ (¬1) "المصعد الأحمد" ص 39.

- "الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب صحيح البخاري" لعلي بن الحسين بن عروة زُكْنون المتوفى سنة 837 هـ، وقد شرحه بمئة وعشرين مجلدًا، يوجد في المكتبة الظاهرية نحو أربعين مجلدًا منها، بلغت صفحاتها نحوًا من عشرة آلاف، وثمانمائة صفحة، ومنها أجزاء في دار الكتب المصرية. وقد عُمل له مشروع لإخراجه برعاية مؤسسة خيرية، وقد جمعوا من الكتاب أكثر من مائة مجلد، وكان لنا نصيب في بدايات العمل به قبل أن يتوقف ثم يعود، لكن هذا جعلنا على اطلاع بمضمون بعض أجزاء الكتاب، وقد كنتُ كتبت بذلك للمشرف بملاحظاتي على المشروع بصورة مختصرة، لكن المشروع تعثر أصلا بعد فترة من بدئه، ثم كتبتُ في ذلك مقالة، ثم تراجعت عن نشرها لأمور ألمت بي، وبخاصة مع انشغالي بمحنة " التوضيح لابن الملقن "، ولكني لم أجد بُدًّا من إيرادها في هذا الموضع: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قولي في كتاب "الكواكب الدراري" الحمد للَّه والصلاة والسلام على رسول اللَّه أما بعد فقد شاركت في بدايات مراحل تحقيق "الكواكب الدراري" لابن عروة، وكانت لي ملاحظات على الكتاب من خلال المجلدين السادس، والثالث والعشرين، ومن خلال تحقيق كتابين أُعتمد فيهما على نسخ من "الكواكب": ولتصور طريقة الكتاب أذكر باختصار منهجه في المجلدين المذكورين:

- في المجلد السادس: المؤلف في هذا المجلد يبوب غالبا على أبواب صحيح البخاري، لكنه أحيانًا يلجأ لأبواب أبي داود، أو ابن ماجه، وهذا قليل. وبعد ص 119 من المخطوط يشرح موضوع الأبواب وهو الجهاد وينقل من "المغني" لابن قدامة. ثم يعود مرة أخرى للمسند. - في المجلد (23) ينقل بعض التراجم من "تهذيب الكمال" فيذكر أحد رواة حديث من الأحاديث التي أوردها، ثم يقول: وفي الباب: . . ويذكر بعض الرواة (باسم عبد الرحمن مثلا) من "تهذيب الكمال". نقل المصنف فصولا من كتاب ابن تيمية "بطلان التحليل". بالنسبة للأحاديث: - يحاول أن يستوعب أحاديث الباب وكل روايات الحديث من المسند، ورغم ذلك تفوته بعض الروايات. - يلتزم المصنف بنقل الحديث بالنص سندًا ومتنًا وتقع له بعض التصحيفات القليلة جدا، وربما السقط، وباستقراء الفروق بينه وبين "المسند" المطبوع اتضح أن الموجود في المسند المطبوع دائما أصح. - معظم التعليقات بنهاية الأبواب مأخوذة من "النهاية في غريب الحديث". أما بالنسبة للشرح أو (فقه الأحاديث) فهو هنا -في السادس- وفي المجلد (23) مأخوذ من "المغني" و"تهذيب الكمال" و"البداية والنهاية" و"بطلان التحليل" وبصورة غير دقيقة كما سأبين. - أما القيمة العلمية للكتاب فبالنسبة لهذين المجلدين فأنا لا أجد فيه فائدة قوية -اللهم إلا مسألة إخراج التراث للنور، وغيره أولى- فالكتاب لا يُعتمد عليه في استيعاب الروايات، ولكن تراجع فقط بعض الروايات

التي لا توجد في المسند للنظر فيها، وهي الفائدة المرجوة من المجلد (6). وباقي المجلد شرح للأحاديث دون تعيين حديث الباب المشروح. وهو بصورة أوضح في المجلد (23) إذ يقوم المصنف بتناول الموضوع الذي عرض أحاديثه، ولبيان ذلك بدقة نحتاج للاطلاع على باقي المجلدات، لكن الذي تبيّن لي من شرحه أنه ينقل من "المغني" ويحاول الاختصار بحذف الأدلة -ولعل ذلك باعتبار أنه أورد أحاديث الباب- وهو بهذا نوع من الاختصار، وليس له منهج محدد فيه، فهو أحيانا ينقل الكلام بالنص، وأحيانا يحذف الأدلة سواء من الأحاديث التي تقدمت أو من المعقول. وأحيانا لا يحذف. وأحيانا يحذف كلاما فيُخل بالمعنى. وذِكر الأمثلة على ذلك يطول، لكن من يعمل بأي جزء سيجد ذلك واضحًا. وقد يأتي بالكلام من "المغني" على غير ترتيب الكتاب الأصلي، وقد يكون في المسألة عدة فصول فتجد الكلام مقطوعا؛ كأن يقول: (الفصل الثاني) بينما لم يورد الفصل الأول، وهذا يجعلنا نعتقد أنه قد يفعل ذلك في كتب أخرى ليس عندنا نصوصها. ونفس الكلام ينطبق على نقله من "تهذيب الكمال" فهو لا يستوعب كل الترجمة وأحيانا يستوعبها، ولا يستوعب كل الأسماء التي في الباب الذي يذكره، والنقول تشعر أحيانًا فيها بالعشوائية. ونقل أيضًا من "البداية والنهاية" بتصرف. أما كتاب ابن تيمية في "إبطال التحليل" فنقل فصولا منه ولم يُكمل الوجوه التي نقلها، وترك بعض المواضع، وتصرف في أخرى. وإذا كانت باقي المجلدات بهذِه الصورة فيمكنني أن أخلص إلى أنَّ الكتاب يحتاج فقط بعد نسخه لاستقصاء النصوص والرسائل والكتب التي

لم تُطبع والتي نقل منها ابن عروة، وتُفرد بالطباعة وحدها، علما بأنه لا يمكن الوثوق أن هذِه نصوص سليمة كاملة لم يتصرف فيها. قد يكون في هذا الكلام تقليل من قيمة الكتاب -التي يظنها البعض أنها كبيرة- لكني أكتب ما أدين به، والذي أراه ألا يُطبع الكتاب بكامله بل يُخْتار منه النصوص الغير مطبوعة فقط. واللَّه من وراء القصد. أما حجج المؤيدين لطباعة الكتاب كاملا فهي حجج لا تقوم لها قائمة فمن ذلك: القول بأن كتاب "فتح الباري" لابن رجب، بتحقيق الشيخ طارق عوض اللَّه، استخدم المحقق قطعة من "الكواكب" في التحقيق، فأقول: * تقييم المحقق للقطعة يدل على صحة كلامي: قال المحقق حفظه اللَّه عن النسخة من "الكواكب الدراري": وقد تفردت هذِه النسخة بكثير عن غيرها من النسخ، يظهر ذلك من العرض الذي ذكرته لكتبها وأبوابها، وهي نسخة دون الأخريات في الصحة، كثيرة التصحيف والسقط، وقد عانيتُ كثيرًا في تصحيحها وتحقيقها، ولم آل جهدا في تحقيق ذلك، واعتنيت بها اعتناء خاصا، وبينت في كل موضع ما يستشكل، واللَّه الموفق. انتهى كلامه. وهذا يدل على أن ابن عروة تصرف في النصوص سواء في التبويب أو في الحذف وأحيانا الإضافة. أما القول بأن كتاب "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين بتحقيق الشيخ محمد نعيم العرقسوسي، استخدم المحقق نسخة الكواكب كنسخة رئيسة في العمل، فأقول: كلام المحقق يدل على أن نسخة الكواكب فيها من التصرف والحذف

والتعديل ما يجعلها أسوأ حالا من نسخة الكواكب و"فتح الباري": استخدم المحقق نسختين: الأولى نسخة "الكواكب"، والثانية: نسخة سوهاج وهي قطعة من الكتاب تبدأ من أولها إلى حرف الحاء، ويصفها المحقق بأنها متقنة إلى حَدٍّ بعيد، ورغم عدم استيعابها إلا لقسم من الكتاب فإن هناك فروقا هامة بينها وبين نسخة "الكواكب": 1 - ورد فيه زيادة في الأسماء المشتبهات، وفي هذِه القطعة فقط زيادة 45 اسما. 2 - ورد فيها زيادة في الأعلام والتراجم ضمن الاسم المشتبه ومجموعها في هذِه القطعة 83 عَلَمًا. 3 - توسعت في تراجم بعض الأعلام عما ورد في نسخة "الكواكب". 4 - اختلف الضبط في النسختين في بعض المواضع. 5 - اختلف بعض الألفاظ فيهما، كأن يرد في نسخة سوهاج (عبد اللَّه) وفي الكواكب (عبد الملك) ورد هذا في 14 موضعا. هذا مضمون كلام المحقق، والحقيقة أن الأمر ليس كما ذكر من أنه توسع أو زيادة في نسخة سوهاج، بل هو تصرف من ابن عروة في أصل الكتاب، وللمحقق كلام آخر يدل على تصرف ابن عروة ليس بالنقص فقط؛ بل بالزيادة، ولم يقل المحقق أن هذا تصرف من ابن عروة لكن تعامل معه كاختلاف نسخ. ولو استعرضا القسم الذي اطلعتُ عليه وباشرت العمل به كما سلف لوجدنا أن المصنف نقل كتاب ابن تيمية "إبطال الحيل" ولكنه تصرف فيه تصرفا واسعا، ولولا أن الكتاب مطبوع عن غير هذِه النسخة لأخذنا نسخة مشوهة من كتاب "إبطال الحيل". وكذلك عنده نسخة مشوهة من

"المغني" لابن قدامة، فهو ينقل منه كتابا أو بابا ويتصرف فيه بطريقة غير علمية وقبيحة -هذا ما وجدتُه رغم شدة اللفظ- ولكن عذره أنه لا يقصد عرض الكتاب وإنما يقصد الاقتباس منه، أما أن نأتي نحن ونعتبر أن هذِه نصوص صحيحة للكتاب، فهذا أبعد ما يكون عن المنهج العلمي. وعليه أكرر: إنَّ الكتاب يحتاج فقط بعد نسخه لاستقصاء النصوص والرسائل والكتب التي لم تُطبع والتي نقل منها ابن عروة، وتُفرد بالطباعة وحدها، لا على أنها نصوص صحيحة من الكتب، بل نوع من معرفة مضمونها. أما طباعة الكتاب كاملا فأرى أنه من التبذير والإسراف، وغيره أولى، واللَّه أعلم، واللَّه من وراء القصد. وكتب/ خالد الرباط (¬1) ¬

_ (¬1) هذا ما كتبت، وأعلم أن كلامي قد لا يَرُق للبعض لاغترارهم بالكتاب، ولهؤلاء وجهة نظرهم، أو ترفعًا عن التراجع، أو لعلةٍ أخرى، والأمانة تقتضي البوح بما في نفسي من هذا الكتاب، ونسأل اللَّه أن يوفق القائمين على هذا الأمر للصواب.

ثانيا: الكتب المخطوطة

ونعود إلى آثار الإمام أحمد: 2 - " الزُهد": وزاد فيه عبد اللَّه ما سمعه عن غير أبيه. والمطبوع منه جزء صغير، فقد قال الحافظ ابن حجر: فإنه كتاب كبير يكون في قدر ثلث المسند مع كبر المسند وفيه من الأحاديث والآثار مما ليس في المسند شيء كثير (¬1). ويؤكد كلام الحافظ، وجود الأجزاء الثالث عشر، والسابع عشر، والعشرين منه في المكتبة الظاهرية. 3 - "فضائل الصحابة" رواه عنه عبد اللَّه، وزاد عليه ما سمعه من غير أبيه. 4 - "العِلل ومعرفة الرجال" رواه عنه عبد اللَّه. 5 - "السنة" رواه عنه عبد اللَّه، وزاد عليه. 6 - "الرد على الجَهمية والزنادقة". 7 - "الأشربة". 8 - "الأسامي والكنى". 9 - "أهل الردة والزنادقة". ثانيًا: الكتب المخطوطة: 1 - " المناسك الكبير" ذكره النديم في "الفهرست" (صـ 320). 2 - "المناسك الصغير" ذكره ابن الجوزي في "المناقب" (صـ 248). 3 - "التاريخ" ذكره ابن الجوزي في "المناقب" (صـ 248). 4 - "الناسخ والمنسوخ" وله نسخة في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري بالمدينة المنورة. 5 - "المُقدم والمُؤخر في القرآن" ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 375. ¬

_ (¬1) "المصعد الأحمد" ص 39.

ثالثا: الرسائل المطبوعة

6 - "الفرائض" ذكره الذهبي في "السير" 11/ 328. 7 - "طاعة الرسول" ذكره النديم في "الفهرست" (صـ 320). 8 - "الإمامة" ذكره الذهبي في "السير" 11/ 330. 9 - "نفي التشبيه" ذكره الذهبي في "السير" 11/ 330. 10 - "التفسير" ذكره ابن النديم وابن الجوزي، ونقل منه الزجاج في "معاني القرآن"، وأنكره الذهبي في "السير" 11/ 332. 11 - "حديث شعبة" ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 375. 12 - "الإيمان" له نسخة مخطوطة بالمتحف البريطاني (¬1). 13 - "جوابات القرآن" ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 375. ثالثًا: الرسائل المطبوعة: 1 - " رسالة في المسيء صلاته" وقد كتبها لمَّا صلى خلف إمام أساء صلاته، وقد أوردها كاملة القاضي ابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" في ترجمة مهنّا بن يحيى 2/ 437. 2 - "السنة" رواها عنه الأصطخري، ذكرها كاملة القاضي ابن أبي يعلى فى "الطبقات" 1/ 55 - 74 عند ترجمته له. 3 - "السنة" رواها عنه عبدوس بن مالك، ذكرها كاملة القاضي ابن أبي يعلى في "الطبقات" 2/ 166 - 174 عند ترجمته له. 4 - "السنة" رواها عنه الحسن بن إسماعيل الربعي، ذكرها كاملة القاضي ابن أبي يعلى في "الطبقات" 1/ 349 - 350 عند ترجمته له. 5 - "السنة" رواها عنه محمد بن عوف الطائي، ذكرها كاملة القاضي ابن أبي يعلى في "الطبقات" 2/ 339 - 343 عند ترجمته له. ¬

_ (¬1) "تاريخ التراث العربي" لسزكين 3/ 229.

رابعا: الرسائل المخطوطة

6 - "مقدمة في صفة المؤمن من أهل السنة والجماعة" رواها عنه محمد ابن يونس السرخسي، ذكرها كاملة القاضي ابن أبي يعلى في "الطبقات" 2/ 392 - 394 عند ترجمته له. 7 - "السنة" كتبها إلى مُسدَّدُ بن مسرهد البصري، ذكرها كاملة القاضي ابن أبي يعلى في "الطبقات" 2/ 425 - 432 عند ترجمته له. 8 - رسالة كتبها للمتوكل في مسألة خلق القرآن، وقد رواها أبو نعيم بسنده في "الحلية" 9/ 216 - 219. رابعًا: الرسائل المخطوطة: 1 - " الرد على من زعم الاستغناء بظاهر القرآن عن تفسير سنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" ذكرها شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" 20/ 249.

المبحث الثالث: أصحاب الإمام أحمد

المبحث الثالث: أصحاب الإمام أحمد ظهور الإمام أحمد في الرواية، ونَهمهُ فيها وفي فقهها، جعل عنده ظاهرة الاستزادة من الرواية، والسماع -يظهر هذا في كثرة شيوخه- واتجهت إليه أنظار الطلاب من الآفاق الذين يبلغون في درسه أكثر من خمسمائة ما منهم إلا ومعه محبرة، فضلًا عن كثرة المستمعين، حتى كان يقيم في درسه المستملين، والسائلين المستفتين، مما جعل الرواية وفقهها يسيران في حلقات درسه على قدم التساوي. ومن هنا دوَّن الأصحاب المسائل عنه، وتابعوه، وتتبعوا علمه، ووطئوا عقبه، واعتنوا بأقواله، وأفعاله، غاية العناية، حتى فاق أقرانه، ولم يدرك من بعده مكانه، في تدوين "المسائل" عنه في الفقه، والأصول، والاعتقاد، وسائر أبواب الدين، فصار طلابه بهذا أعلامًا، في زمانهم، وبناة لعلم شيخهم، ومؤسس مدرستهم: "مدرسة فقه الدليل" (¬1). وسنتعرف في هذا المبحث على أصحاب الإمام أحمد الذين رووا عنه فقهه ومسائله، وقد ذكرناهم حسب تاريخ الوفاة: * التعريف بأصحاب الإمام أحمد (¬2) معروف بن الفيرزان الكرخي (ت 200 هـ)، يزيد بن هارون أبو خالد الواسطي (ت 206 هـ)، عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ)، أحمد بن جعفر الوكيعي (ت 215 هـ)، أحمد بن داود أبو سعيد الحداد الواسطي (ت 221 هـ)، الحكم بن نافع أبو اليمان (ت 222 هـ)، ¬

_ (¬1) "المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل" الشيخ بكر أبو زيد 1/ 138. (¬2) وسنذكر تراجمهم وأهم مؤلفاتهم في المجلد التالي.

القاسم بن سلام أبو عبيد الهروي (ت 222 هـ)، يحيى بن صالح الوحاظي (ت 222 هـ)، خالد بن خداش المهلبي (ت 223 هـ)، محمد بن الحكم أبو بكر الأحول (ت 223 هـ)، إبراهيم بن سويد الأرمني (ت 224 هـ)، محمد بن الفضل البصري (ت 224 هـ)، الهيثم بن خارجة الخراساني (ت 227 هـ)، محمد بن مصعب أبو جعفر الدعاء (ت 228 هـ)، محمد بن جعفر الوركاني (ت 228 هـ)، مسدد بن مسرهد بن مسربل البصري (ت 228 هـ)، يحيى بن عبد الحميد الحماني (ت 228 هـ)، خلف بن هشام بن ثعلب (ت 229 هـ)، أحمد بن شبويه (ت 230 هـ)، إسماعيل بن سعيد، أبو إسحاق الشالنجي (ت 230 هـ)، عمرو بن محمد الناقد (ت 232 هـ)، العباس بن غالب الهمذاني الوراق (ت 233 هـ)، يحيى بن معين أبو زكريا البغدادي (ت 233 هـ)، يحيى بن أيوب أبو زكريا المقابري (ت 234 هـ)، سليمان بن داود الشاذَكُوني (ت 234 هـ)، علي بن عبد اللَّه بن المديني (ت 234 هـ)، شجاع بن مخلد (ت 235 هـ)، عبد اللَّه بن محمد أبو محمد اليمامي (ت 236 هـ)، محمد بن مقاتل أبو جعفر العباداني (ت 236 هـ)، محمد بن قدامة الجوهري (ت 237 هـ)، إسحاق بن إبراهيم ابن راهويه (ت 238 هـ)، محمد بن الحسين أبو جعفر البُرْجُلاني (ت 238 هـ)، عبد اللَّه بن عمر مشكدانة (ت 239 هـ)، محمد بن يحيى بن أبي سمينة (ت 239 هـ)، قتيبة بن سعيد الثقفي (ت 240 هـ)، محمد بن محمد بن إدريس الشافعي (ت 240 هـ)، أحمد بن أبي عبدة أبو جعفر همذاني (قبل 241 هـ)، الربيع بن نافع أبو توبة الحلبي (ت 241 هـ)، عبيد اللَّه بن سعيد أبو قدامة السرخسي (ت 241 هـ)، أحمد بن الحسن أبو الحسن الترمذي (بعد 241 هـ)،

نوح بن حبيب القومسي (ت 242 هـ)، يحيى بن أكثم التميمي (ت 242 هـ)، أحمد بن سعيد بن إبراهيم أبو عبد اللَّه الرباطي (ت 243 هـ)، هارون بن عبد اللَّه الحمال (ت 243 هـ)، أحمد بن منيع البغوي (ت 244 هـ)، أحمد بن حميد أبو طالب المشكاني (ت 244 هـ)، سعيد بن يعقوب الطالقاني (ت 244 هـ)، عصمة بن أبي عصمة أبو طالب العكبري (ت 244 هـ)، علي بن حجر السعدي (ت 244 هـ)، محمد بن أحمد أبو عبد الرحيم الجوزجاني (ت 245 هـ)، محمد بن رافع (ت 245 هـ)، أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي (ت 246 هـ)، أحمد بن أبي الحواري (ت 246 هـ)، سلمة بن شبيب النيسابوري (ت 246 هـ)، العباس بن عبد العظيم العنبري (ت 246 هـ)، عبد الخالق بن منصور النيسابوري (ت 246 هـ)، محمد بن المصفى الحمصي (ت 246 هـ)، عبد الصمد بن سليمان بن أبي مطر (ت بعد 246 هـ)، سفيان بن وكيع بن الجراح (ت 247 هـ)، هارون بن سفيان بن راشد المستملي (ت 247 هـ)، أحمد بن صالح أبو جعفر المصري (ت 248 هـ)، مهنَّى بن يحيى الشامي، أبو عبد اللَّه السلمي (ت 248 هـ)، طيب بن إسماعيل أبو حمدون المقرئ (ت بعد 248 هـ)، إبراهيم بن سعيد الجوهري (ت 249 هـ)، الحسن بن الصباح البزار (ت 249 هـ)، رجاء بن أبي رجاء أبو محمد المروزي (ت 249 هـ)، علي بن الجهم (ت 249 هـ)، محمود بن غيلان أبو أحمد المروزي (ت 249 هـ)، محمد بن علي بن الحسن بن شقيق (ت 250 هـ)، عبدوس بن مالك، أبو محمد العطار (ت 250 هـ)، محمد بن داود المصيصي (ت 250 هـ)،

محمود بن خداش أبو محمد الطالقاني (ت 250 هـ)، إسحاق بن منصور الكوسج (251 هـ)، حميد بن زنجويه الأزدي (ت 251 هـ)، محمد بن سهل بن عسكر (ت 251 هـ)، هارون بن سفيان بن بشر (ت 251 هـ)، عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق (ت 251 هـ). عمرو بن معمر أبو عثمان (ت بعد 251 هـ تقريبا)، إسحاق بن بهلول الأنباري (ت 252 هـ)، زياد بن أيوب أبو هاشم دِلُّوْيَه (ت 252 هـ)، يعقوب بن إبراهيم الدورقي (ت 252 هـ)، أحمد بن سعيد أبو جعفر الدارمي (ت 253 هـ)، إسحاق بن حنبل الشيباني (ت 253 هـ)، علي بن شعيب الطوسي (ت 253 هـ)، يوسف بن موسى بن راشد القطان (ت 253 هـ)، محمد بن منصور الطوسي (ت 254 هـ)، إسماعيل بن يوسف أبو علي الديلمي (ت 255 هـ)، الفضل بن سهل الأعرج (ت 255 هـ)، محمد بن عبد الرحيم صاعقة (ت 255 هـ)، علي بن سعيد، أبو الحسن النسوي (ت 256 هـ)، عبد اللَّه بن محمد فوران (ت 256 هـ)، محمد بن إبراهيم مربع الأنماطي (ت 256 هـ)، محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، ميمون بن الأصبغ النصيبي (ت 256 هـ)، إبراهيم بن يعقوب، أبو إسحاق الجوزجاني (ت 256 هـ)، الحسن بن عرفة (ت 257 هـ)، الحسن بن عبد العزيز الجروي (ت 257 هـ)، محمد بن عبد اللَّه بن إسماعيل بن أبي الثلج (ت 257 هـ)، أحمد بن الفرات أبو مسعود الضبي (ت 258 هـ)، حبيش بن مبشر (ت 258 هـ)، حميد بن الربيع أبو الحسن اللخمي (ت 258 هـ)، زهير بن محمد بن قمير المروزي (ت 258 هـ)، محمد بن يحيى الذهلي

(ت 258 هـ)، محمد بن عبد الملك أبو بكر بن زنجويه (ت 258 هـ)، إسحاق بن إبراهيم البغوي (ت 259 هـ)، أيوب بن إسحاق بن سافري (ت 259 هـ)، حجاج بن يوسف ابن الشاعر (ت 259 هـ)، الحسن بن محمد الزعفراني (ت 259 هـ)، أحمد بن حبان أبو جعفر القطيعي (بعد 259 هـ)، جعفر بن محمد بن هذيل الكوفي (ت 260 هـ)، صالح بن زياد السوسي (ت 261 هـ)، أحمد بن عبد اللَّه بن صالح العجلي (ت 261 هـ)، عبد الرحمن أبو الفضل المتطبب (ت 261 هـ)، سعدان بن يزيد (ت 262 هـ)، محمد بن محمد بن أبي الورد (ت 262 هـ)، يعقوب بن شيبة، أبو يوسف السدوسي (ت 262 هـ)، عبيد اللَّه بن يحيى بن خاقان (ت 263 هـ)، هشام بن منصور أبو سعيد (ت 263 هـ)، معاوية بن صالح أبو عبيد اللَّه (ت 263 هـ)، خطاب بن بشر البغدادي (ت 264 هـ)، عبيد اللَّه بن عبد الكريم، أبو زرعة الرازي (ت 264 هـ)، محمد بن علي بن داود أبو بكر الحافظ (ت 264 هـ)، إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي شيبة (ت 265 هـ)، إبراهيم بن هانئ أبو إسحاق النيسابوري (ت 265 هـ)، أحمد بن منصور أبو بكر الرمادي (ت 265 هـ)، علي بن حرب الطائي (ت 265 هـ)، علي بن موفق، أبو الحسن العابد (ت 265 هـ)، يحيى بن زكريا بن يحيى أبو زكريا الأحول (ت 265 هـ)، صالح ابن الإمام أحمد (ت 266 هـ)، محمد بن عبد الملك الدقيقي (ت 266 هـ)، علي بن زكريا التمار (ت 267 هـ)، يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي (ت 267 هـ)، محمد بن حماد أبو بكر المقرئ (ت 267 هـ)، الحسن بن ثواب التغلبي (ت 268 هـ)، محمد بن إبراهيم أبو حمزة الصوفي (ت 269 هـ)، إسماعيل بن عبد اللَّه أبو النضر العجلي (ت 270 هـ)،

إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد الختلي (ت 270 هـ)، الفضل بن عبد الصمد أبو يحيى الأصفهاني (بعد 270 هـ)، علي بن سهل أبو الحسن النسائي (ت 270 هـ)، عمر بن مدرك أبو حفص القاص (ت 270 هـ)، محمد بن إسحاق بن جعفر الصاغاني (ت 270 هـ)، محمد بن مسلم ابن وارة (ت 270 هـ)، أحمد بن هاشم بن الحكم بن مروان الأنطاكي (بعد 271 هـ)، أحمد بن سعد بن إبراهيم بن الزهري (ت 273 هـ)، أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم (ت 273 هـ)، العباس بن محمد الدوري (ت 271 هـ)، عيسى بن جعفر أبو موسى الوراق (ت 272 هـ)، علي بن عثمان النفيلي (ت 272 هـ)، محمد بن عبيد اللَّه بن يزيد أبو جعفر بن المنادي (ت 272 هـ)، محمد بن علي حمدان الوراق (ت 272 هـ)، محمد بن عوف أبو جعفر الحمصي (ت 272 هـ)، حنبل بن إسحاق الشيباني (ت 273 هـ)، الفتح بن أبي الفتح شخرف (ت 273 هـ)، محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي (ت 273 هـ)، أحمد بن عثمان كرنيب (ت 273 هـ)، محمد بن أحمد بن واصل أبو العباس المقرئ (ت 273 هـ)، عبد الملك بن عبد الحميد الميموني (ت 274 هـ)، هيذام بن قتيبة (ت 274 هـ)، أحمد بن حرب بن مسمع (ت 275 هـ)، أحمد بن ملاعب المخرمي (ت 275 هـ)، أحمد بن محمد، أبو بكر المروذي (ت 275 هـ)، إسحاق بن هانئ النيسابوري (ت 275 هـ)، عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان (ت 275 هـ تقريبا)، عبد اللَّه بن بشر الطالقاني (ت 275 هـ)، علي بن الحسن الهِسَنْجاني (ت 275 هـ)، عبد اللَّه بن بشر الطالقاني (ت 275 هـ)، علي بن الحسن الهِسَنْجاني

(ت 275 هـ)، سليمان بن الأشعث، أبو داود السجستاني (ت 275 هـ)، أحمد بن يحيى أبو جعفر الحلواني (ت 276 هـ)، عبد الملك بن محمد أبو قلابة الرقاشي (ت 276 هـ)، محمد بن عبدك القزاز (ت 276 هـ)، محمد بن يوسف بن الطباع (ت 276 هـ)، جعفر بن محمد بن المنادي (ت 277 هـ)، محمد بن أحمد بن المثنى أبو جعفر (ت 277 هـ)، محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي (ت 277 هـ)، مضر بن محمد الأسدي (ت 277 هـ)، يعقوب بن سفيان أبو يوسف الفسوي (ت 277 هـ)، عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي (ت 278 هـ)، نعيم بن ناعم أبو حاتم الأزدي (ت 278 هـ)، أحمد بن أبي خيثمة (ت 279 هـ)، جعفر بن محمد بن شاكر أبو محمد الصائغ (ت 279 هـ)، أحمد بن محمد أبو العباس البرتي (ت 280 هـ)، تميم بن محمد الطوسي (بعد 280 هـ)، حرب بن إسماعيل الكرماني (ت 280 هـ)، عثمان بن سعيد أبو سعيد الدارمي (ت 280 هـ)، محمد بن إسماعيل الترمذي (ت 280 هـ)، هلال بن العلاء الباهلي (ت 280 هـ)، عبد اللَّه بن محمد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي (ت 281 هـ)، عثمان بن خرزاذ الأنطاكي (ت 281 هـ)، وَرِيْزَة بن محمد الحمصي (ت 281 هـ)، أحمد بن سهل أبو حامد الإسفرائيني (ت قبل 282 هـ)، أحمد بن أبي بدر أبو بكر المغازلي (ت 282 هـ)، جعفر بن محمد النسائي، أبو محمد الشقراني (ت 282 هـ)، جعفر بن محمد بن أبي عثمان أبو الفضل الطيالسي (ت 282 هـ)، الفضل بن محمد الشعراني (ت 282 هـ)، إبراهيم بن إسحاق الثقفي السراج (ت 283 هـ)، جعفر بن محمد الوراق البلخي (ت 283 هـ)،

يحيى بن المختار النيسابوري (ت 283 هـ)، جعفر بن محمد بن هاشم أبو الفضل المؤدب (ت قبل 284 هـ)، إسحاق بن الحسن الحربي (ت 284 هـ)، محمد بن ماهان النيسابوري (ت 284 هـ)، إسماعيل بن قتيبة (ت 284 هـ)، إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت 285 هـ)، زكريا بن يحيى أبو يحيى الناقد (ت 285 هـ)، محمد بن بشر بن مطر أبو بكر (ت 285 هـ)، إسماعيل بن إسحاق أبو بكر السراج الثقفي (ت 286 هـ)، إسماعيل بن بكر السكري (ت 286 هـ تقريبا)، محمد بن يونس الكديمي (ت 286 هـ)، مقاتل بن صالح الأنماطي (ت 286 هـ)، إدريس بن جعفر العطار (ت 287 هـ)، يعقوب بن يوسف المطوعي (ت 287 هـ)، بشر بن موسى الأسدي (ت 288 هـ)، معاذ بن المثنى العنبري (ت 288 هـ)، علي بن عبد الصمد الطيالسي (ت 289 هـ)، محمد بن موسى النهرتيري (ت 289 هـ)، محمد بن موسى بن مُشَيش البغدادي (ت 289 هـ)، صدقة بن موسى (ت بعد 289 هـ)، أحمد بن علي بن مسلم الأبار (ت 290 هـ)، عبد اللَّه بن الإمام أحمد (ت 290 هـ)، محمد بن العباس المؤدب (ت 290 هـ)، الحسين بن إسحاق بن إبراهيم التستري (ت 290 هـ)، إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني (ت 291 هـ)، أحمد بن يحيى ثعلب (ت 291 هـ)، محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي (ت 291 هـ)، محمد بن حبيب، أبو عبد اللَّه البزار (ت 291 هـ)، أحمد بن علي بن سعيد أبو بكر المروزي (ت 292 هـ)، إدريس بن عبد الكريم المقرئ (ت 292 هـ)، يحيى بن أبي نصر أبو سعد الهروي (ت 292 هـ)،

أحمد بن حفص السعدي (ت 293 هـ)، أحمد بن العباس بن الأشرس أبو العباس (ت 293 هـ)، أحمد بن محمد بن صدقة (ت 293 هـ)، عمر بن حفص أبو بكر السدوسي (ت 293 هـ)، محمد بن عبدوس السراج (ت 293 هـ)، محمد بن إسحاق بن إبراهيم ابن راهويه (ت 294 هـ)، موسى بن هارون الحمال (ت 294 هـ)، أحمد بن بشر الطيالسي (ت 295 هـ)، علي بن أحمد أبو غالب الأزدي (ت 295 هـ)، هارون بن عيسى أبو حامد الخياط (ت 296 هـ)، إبراهيم بن هاشم البغوي (ت 297 هـ)، أحمد بن عبد الرحمن بن أبي عوف البزوري (ت 297 هـ)، الجنيد بن محمد الخراز (ت 298 هـ)، عبد الرحمن بن مهدي (ت 298 هـ)، محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحضرمي مُطَيَّن (ت 297 هـ)، محمد بن نصر بن منصور الصائغ (ت 297 هـ)، الحسن بن علي القطان (ت 298 هـ)، أحمد بن نصر، أبو حامد الخفاف (ت 299 هـ)، العباس بن محمد الجوهري (ت 299 هـ)، أحمد بن محمد أبو العباس البراثي (ت 300 هـ)، محمد بن عبد الرحمن أبو عبد اللَّه السامي (ت 301 هـ)، محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني (ت 301 هـ)، محمد بن الحسن بن بدينا (ت 303 هـ)، أحمد بن محمد بن خالد البوراني (ت 304 هـ)، يوسف بن الحسين الرازي (ت 304 هـ)، إسماعيل بن إسحاق أبو محمد الرقي (ت 305 هـ)، الفضل بن الحباب أبو خليفة الجمحي (ت 305 هـ)، أحمد بن الحسن الصوفي (ت 306 هـ)، محمد بن صالح بن ذريح العكبري (ت 306 هـ)،

* الرواة الذين رووا المسائل عن الإمام أحمد ولم يذكر لهم تاريخ وفاة

أحمد بن محمد بن عميرة أبو الحسن (ت 307 هـ)، عبد اللَّه بن العباس الطيالسي (ت 308 هـ)، هارون بن عبد الرحمن أبو موسى العكبري (ت 311 هـ)، محمد بن المسيب (ت 315 هـ)، عبد اللَّه بن محمد أبو القاسم البغوي (ت 317 هـ)، الفضل بن أحمد أبو العباس الزبيدي (ت 317 هـ)، * الرواة الذين رووا المسائل عن الإمام أحمد ولم يذكر لهم تاريخ وفاة * أولا: الرجال إبراهيم بن الحكم القصار، إبراهيم بن زياد الصائغ، إبراهيم بن يونس حرمي، أحمد بن بشر الكندي، أحمد بن جعفر الاصطخري، إبراهيم بن الحارث الطرسوسي، أحمد بن محمد أبو الحارث الصائغ، أحمد بن الحسين بن حسان، أحمد بن الخصيب بن عبد الرحمن، أحمد بن خليل القومسي، أحمد بن عبد اللَّه بن حنبل الشيباني، أحمد بن القاسم، أحمد بن محمد أبو الحارث المروذي، أحمد بن محمد بن عبد الحميد الكوفي، أجمد بن محمد بن مطر أبو العباس، أحمد بن محمد بن يزيد الوراق، أحمد بن المكين الأنطاكي، إسحاق بن الجراح الأذني، إسماعيل بن عمر السجزي، أعين بن زيد الشوبي، بديل بن محمد بن أسد، بكر بن محمد النسائي، جعفر بن أحمد بن أبي قايماز الأذني، جهم العكبري، حبيش بن سندي، الحسن بن إسماعيل بن الربعي، الحسن بن علي أبو علي الإسكافي، الحسن بن القاسم، الحسن بن محمد الأنماطي البغدادي، حمدان بن ذي النون،

سليمان بن داود أبو داود الخفاف، سندي أبو بكر الخواتيمي البغدادي، طلحة بن عبيد اللَّه البغدادي، طاهر بن محمد التميمي، العباس بن عبد اللَّه النخشبي، العباس بن محمد الخلال، عبد اللَّه بن محمد بن الفضل الصيداوي، عبد الرحمن بن زاذان أبو عيسى الرازي، عبد الصمد بن محمد بن مقاتل العباداني، عبيد اللَّه بن أحمد الحلبي، عبيد اللَّه بن محمد الفقيه المروزي، علي بن الفرات الأصبهاني، عمر بن عبد العزيز الضرير، عيسى بن فيروز أبو موسى الأنباري، الفضل بن زياد أبو العباس القطان، مثنى بن جامع أبو الحسن الأنباري، محمد بن أحمد المَرْوَرُّوذِي، محمد بن إسماعيل أبو بكر الطبراني، محمد بن بندار السباك، محمد بن روح العكبري، محمد بن طريف أبو بكر الأعين، محمد بن عبد العزيز أبو عبد اللَّه البيوردي، محمد بن عمران أبو جعفر الخياط، محمد بن أبي عبد اللَّه الهمداني، محمد بن النقيب بن أبي حرب الجرجرائي، محمد بن ياسين البلدي، محمد بن يزيد الطرسوسي، محمود بن خالد أبو أحمد الخانقيني، المنذر بن شاذان الرازي، موسى بن سعيد الدنداني، موسى بن عيسى الجصاص البغدادي، نعيم بن طريف الضبي، يحيى بن يزداد أبو الصقر الوراق، يحيى بن خاقان، يحيى بن زكريا المروزي، يعقوب بن إسحاق بن بختان أبو يوسف، يعقوب بن العباس الهاشمي، يعقوب بن أخي معروف الكرخي، يوسف بن بحر التميمي، يوسف بن موسى العطار الحربي.

* ثانيا: الكنى

* ثانيا: الكنى أبو السري الملقب، أبو عبد اللَّه السلمي. * ثالثا: النساء حُسْن جارية الإمام أحمد، خديجة أم محمد، ريحانة بنت عم الإمام أحمد، عباسة بنت الفضل، مخة بنت الحارث * الرواة الذين لم نجد لهم ترجمة إلا ذكر بعض مروياتهم إبراهيم بن أبان الموصلي، إبراهيم بن جابر المروزي، إبراهيم بن جعفر، إبراهيم بن سعيد الأطروش، إبراهيم بن عبد اللَّه بن مهران الدينوري، إبراهيم بن موسى بن آزر، أحمد بن إبراهيم الكوفي، أحمد بن أبي بكر بن حماد المقرئ، أحمد بن الربيع بن دينار، أحمد بن زرارة المقرئ أبو العباس، أحمد بن سعد الجوهري، أحمد بن سعيد أبو العباس اللحياني، أحمد بن شاذان بن خالد الهمذاني، أحمد بن شاكر، أحمد بن الشهيد، أحمد بن صالح بن الإمام أحمد، أحمد بن الصباح الكندي، أحمد بن عمر بن هارون أبو سعيد البخاري، أحمد بن القاسم الطوسي، أحمد بن محمد بن يحيى الكحال، أحمد بن محمود الساوي، أحمد بن المستنير، أحمد بن المصفى الحمصي، أحمد بن هشام، أحمد بن يحيى بن حيان الرقي، أحمد بن يزيد الوراق، إسحاق بن بنان،

إسحاق بن حسان الكوفي، إسحاق بن حية أبو يعقوب الأعمش، إسماعيل ابن أخت ابن المبارك، إسماعيل بن العلاء، جعفر بن أحمد بن شاكر، جعفر بن محمد بن معبد المؤدب، الحسن بن أحمد بن أبي الليث الرازي، الحسن بن أيوب البغدادي، الحسن بن الحسين، الحسن بن زياد، الحسن بن محمد بن الحارث السجستاني، الحسن بن منصور الجصاص، الحسن بن الهيثم البزاز، الحسن بن الوضاح أبو محمد المؤدب، الحسين بن إسحاق أبو علي الخرقي، الحسين بن بشار المخرمي، حمدويه بن شداد، خشنام بن سعد، دلان أبو الفضل الرازي، سعيد بن أبي سعيد أبو نصر الأرطائي، سعيد بن محمد الرفاء، سليمان بن سافري الواسطي، سليمان بن عبد اللَّه أبو مقاتل، سليمان بن عبد اللَّه السجزي، سليمان القصير، سليمان بن المعافى بن سليمان الحراني، شاهين بن السميدع، صالح بن أحمد الحلبي، صالح بن علي الحلبي، صالح بن موسى بن حيدرة أبو الوجيه، صغدي بن الموفق أبو ميمون السراج، طاهر بن محمد بن نزار أبو الطيب، طالب بن حرة الأذني، العباس بن أحمد اليمامي المستملي، العباس بن مشكويه الهمذاني، عبد اللَّه بن جعفر أبو بكر، عبد اللَّه بن يزيد العكبري، عبد السلام، عبد الصمد بن الفضل، عبد الصمد بن يحيى،

عبدوس بن عبد الواحد أبو السري، عثمان بن أحمد الموصلي، عثمان بن الحارثي النخاس، عقبة بن مكرم، علي بن أبي خالد، علي بن أبي صبح السواق، علي بن أحمد الأنماطي، علي بن الحسن المصري، علي بن الحسن بن زياد، علي بن الخواص، علي بن شوكر، علي بن عبد اللَّه الطيالسي، علي بن عبد الصمد المكي، علي بن محمد القرشي، علي بن محمد المصري، علي بن المكري المعبراني، عمر بن بكار القافلاني، عمر بن سليمان أبو حفص المؤدب، عمر بن صالح البغدادي، الفرج بن الصباح البرزاطي، الفضل بن عبد اللَّه الحميري، الفضل بن مضر، الفضل بن مهران أبو العباس، الفضل بن نوح، القاسم بن عبد اللَّه البغدادي، القاسم بن الفرغاني، القاسم بن محمد المروزي، المبارك بن سليمان، محمد بن أبان أبو بكر، محمد بن إبراهيم أبو الفضل السمرقندي، محمد بن إبراهيم القيسي، محمد بن أحمد بن علي بن رزين، محمد بن جعفر القطيعي، محمد بن حبيب الأَنْدَرَابي، محمد بن حسنويه صاحب الأدم، محمد بن حمدان العطار، محمد بن زهير أبو جعفر، محمد بن سعيد بن صبيح، محمد بن شداد أبو جعفر الصغدي، محمد بن أبي صالح المكي، محمد بن طارق البغدادي، محمد بن عبد اللَّه أبو جعفر الدينوري، محمد بن عبد الرحمن أبو بكر الصيرفي،

محمد بن علي أبو جعفر الجوزجاني، محمد بن غسان العلائي، محمد بن هارون الجمال، محمد بن هبيرة البغوي، محمد بن الهيثم المقرئ، محمد بن يونس السرخسي، مرار بن أحمد أبو أحمد، موسى بن عيسى الموصلي، موسى بن معمر أبو عمران، هارون أبو جعفر الأنطاكي، هارون بن يعقوب الهاشمي، ياسين بن سهل أبو القاسم القلاس، يحيى بن سعيد، يحيى بن نعيم، يحيى بن هلال الوراق، يعقوب بن يوسف أبو السري الحربي، اليمان بن عباد البصري، أبو بكر بن عنبر الخراساني، أبو ثابت الحطاب، أبو ثابت المشرف، أبو داود الكاذي، أبو عبد اللَّه بن أبي هشام، أبو عبد اللَّه النوفلي، أبو عمران الصوفي، أبو محمد ابن أخي عبيد بن شريك البزار، ميمونة بنت الأقرع المتعبدة. وسيأتي تفصيل تراجمهم بالمجلد الثاني بعون اللَّه.

المرحلة الثانية: مرحلة نقل المذهب وتطوره

المرحلة الثانية: مرحلة نقل المذهب وتطوره ظهر في الجيلين الثاني والثالث من علماء الحنابلة من جمع هذِه المسائل التي دونها أصحاب الإمام أحمد وتلاميذه في الكتب أو حفظوها في صدورهم، في كتب جامعة، ورتب ونقح ورجح، ثم نسج أبواب الفقه معتمدًا عليها، وصار قصب السبق في ذلك لأبو بكر الخلال (ت 311 هـ)، صرف عنايته إلى جمع علوم الإمام أحمد، وطاف لأجل ذلك البلاد وسافر للاجتماع بأصحاب أحمد وكتب ما روي عنه بالإسناد وتبع في ذلك طرقه من العلو والنزول، ووصل ما جمعه مائتي جزء ضمهم في مصنف واحد وسماه "الجامع لعلوم الإمام أحمد" وصار هو الأصل لمذهب الإمام أحمد، فنظر الأصحاب فيه وألفوا كتب الفقه منه. ومن هنا بدأ ظهور الانتساب إلى الإمام أحمد، وأخذت أصول المذهب وخطوطه العريضة ومصطلحاته الدقيقة وآثاره النفيسة محل درس وتدريس واستقراء وتأليف وتقريب وتلقين، فكان للخلال اليد التي لا تنكر في حفظ تراث الإمام أحمد الفقهي ونقل مذهبه وتطويره بعد ذلك. ثم قفاه في جمعها تلميذه أبو بكر بن عبد العزيز، المعروف بغلام الخلال (ت 363 هـ)، ثم قفا غلامه: الحسن بن حامد (ت 403 هـ) فبسط المذهب بأسانيده على أبواب العلم في جامعه "الجامع في المذهب" نحو أربعمائة جزء. وتنتظم هذِه المرحلة والتي قبلها، باسم "طبقة المتقدمين" وتنتهي بوفاة شيخ المذهب في زمانه: الحسن بن حامد (ت 403 هـ) (¬1). ¬

_ (¬1) انظر "المدخل المفصل" للشيخ بكر أبو زيد 1/ 455 وما بعدها.

* التعريف بأهم علماء تلك المرحلة وأهم مؤلفاتهم

ويمكن أن نوجز أهم جهود رجال هذِه المرحلة في: 1 - جمع المسائل، وفحص رواياتها، وترتيبها على أبواب العلم، وكان للخلال (ت 311 هـ) فضل السبق في ذلك. 2 - الاختصار، وكان لأَبي القاسم الخِرَقي (ت 334 هـ) فضل السبق في عمل: "المختصر في فقه أَحمد". وبَدَأَ التأليف في المتون على: (القولين)، كما عمل غلام الخلال (ت 363 هـ) في كتابه: "كتاب القولين"، واتجه البعض إلى تأليف المتون على المذهب المختار عند الأَصحاب، كما عمل الآجري (ت 360 هـ) في كتابه: "النصيحة". 3 - التآليف الجزئية المفردة، مثل "كتاب المناسك" لإبراهيم الحربي (285 هـ) مطبوع، وكتاب "المناسك" لابن بطة العكبري (387 هـ). 4 - الكتابة فى أصول الفقه، وأصول مذهب أحمد، ومصطلحاته، كما عمل الحسن بن حامد (403 هـ) في كتابيه: "أُصول الفقه" و"تهذيب الأجوبة" (¬1). * التعريف بأهم علماء تلك المرحلة وأهم مؤلفاتهم (¬2) * أبو بكر الخلال (ت 311 هـ) الإمام العلامة الحافظ الفقيه، شيخ الحنابلة وعالمهم، أحمد بن محمد ابن هارون بن يزيد البغدادي، أبو بكر الخلال. ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين، أو خمس وثلاثين، فيجوز أن يكون رأى ¬

_ (¬1) انظر: "المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل" بكر أبو زيد 1/ 458. (¬2) استفدنا كثيرًا في هذا المبحث من كتاب "المذهب الحنبلي" للدكتور عبد اللَّه التركي، و "معجم مصنفات الحنابلة" للدكتور عبد اللَّه الطريقي. ولم نستوعب المؤلفات والطبعات؛ لأن ذلك يطيل البحث ولا يسعه مجلد واحد.

الإمام أحمد، ولكنه أخذ الفقه عن خلق كثير من أصحابه. وصحب أبا بكر المروذي إلى أن مات. سمع من: الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، ويحيى بن أبي طالب، وحرب بن إسماعيل الكرماني، ويعقوب بن سفيان الفسوي لقيه بفارس، وأحمد بن ملاعب، والعباس بن محمد الدوري، وأبي داود السجستاني، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبي يحيى زكريا بن يحيى الناقد، وأبي جعفر ابن المنادي، وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، والحسن بن ثواب المخرمي، وأبي الحسن الميموني، وأبي بكر الصاغاني، وخلق كثير. وحدث عنه: غلامه الإمام أبو بكر عبد العزيز بن جعفر، وأبو الحسين محمد بن المظفر، والحسن بن يوسف الصيرفي، وطائفة. رحل إلى فارس، والشام، والجزيرة يطلب فقه الإمام أحمد وفتاويه وأجوبته، وكتب عن الكبار والصغار، حتى كتب عن تلامذته. ورحل إلى أقاصي البلاد في جمع مسائل أحمد وسماعها ممن سمعها من أحمد، وممن سمعها ممن سمعها من أحمد، فنال منها وسبق إلى ما لم يسبقه إليه سابق، ولم يلحقه بعده لاحق، وكان شيوخ المذهب يشهدون له بالفضل والتقدم. وكانت له حلقة بجامع المهدي. ولم يكن قبله للإمام مذهب مستقل، حتى تتبع هو نصوص أحمد، ودونها، وبرهنها بعد الثلاثمائة. قال أبو بكر بن شهريار: كلنا تبع لأبي بكر الخلال، لم يسبقه إلى جمع علم الإمام أحمد أحد. وقال الخطيب البغدادي: جمع الخلال علوم أحمد وتطلبها، وسافر لأجلها، وكتبها، وصنفها كتبًا، لم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أحد أجمع لذلك منه.

سمع مسائل جماعة من أصحاب الإمام أحمد منهم: صالح، وعبد اللَّه ابناه، وإبراهيم الحربي، والميموني، وبدر المغازلي، وأبو يحيى الناقد، وحنبل بن إسحاق، والقاضي البرتي، وحرب الكرماني، وأبو زرعة الدمشقي، وإسماعيل بن إسحاق الثقفي، ويوسف بن موسى القطان الحربي، ومحمد بن بشر، وأبو النضر العجلي، ومحمد بن يحيى الكحال، وعمر بن صالح البغدادي، وطالب بن حرة الأذني، والحسن بن ثواب، ومحمد بن الحسن بن حسان، وأبو داود السجستاني، ومن يكثر تعدادهم ويشق إحصاء أسمائهم سمع منهم مسائل أحمد. قال أبو بكر عبد العزيز: سمعت الشيخ أبا الحسن بن بشار الزاهد، وأبو بكر الخلال بحضرته في مسجده وقد سئل عن مسألة فقال: سلوا الشيخ هذا - يعني أبا بكر الخلال - إمام في مذهب أحمد سمعته يقول هذا مرارًا (¬1). مؤلفاته: 1 - " الجامع لعلوم الإمام أحمد": وله عدة أسماء تداولها العلماء عند الإشارة إلى هذا الديوان الكبير، أو الإحالة عليه أو النقل منه. فمن تلك الأسماء: "الجامع في الفقه" و"الجامع الكبير" و"جامع الروايات" و"الجامع لعلوم شيخ مشايخه" و"المسند في مسائل أحمد بن حنبل" و"الجامع المسند لمسائل أحمد بن حنبل". ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 23، وابن تيمية في "الفتاوى" 34/ ¬

_ (¬1) انظر: "تاريخ بغداد" 5/ 112، "طبقات الحنابلة" 3/ 23، "المناقب" لابن الجوزي ص 618، "المنتظم" 6/ 174، "مجموع الفتاوى" 7/ 390، 34/ 112، "سير أعلام النبلاء" 14/ 297، "الوافي بالوفيات" 8/ 99، "البداية والنهاية" 11/ 176، "شذرات الذهب" 2/ 261.

111، والذهبي في "السير" 11/ 331 و 14/ 297، والمرداوي في "الإنصاف" 1/ 261، 15/ 280، 27/ 85، 29/ 161، 366. وغيرهم كثير، مما يدل على شهرة هذا الكتاب وأهميته، وعظم شأنه في المذهب، حتى قال العليمي: لم يصنف في المذهب مثله (¬1)، وقال ابن الجوزي في "المنتظم" 6/ 174: "كل من تبع هذا المذهب يأخذ من كتبه". والذي عُثر عليه -إلى الآن- من مخطوطات هذا الكتاب، الأجزاء الآتية: - "الوقوف": طبع بتحقيق د. عبد اللَّه بن أحمد الزيد، نشرته مكتبة المعارف بالرياض سنة (1410 هـ/ 1989 م). - "أحكام أهل المِلَل والردة والزنادقة وتارك الصلاة والفرائض": طبع بتحقيق: إبراهيم بن حَمَد السلطان، نشرته مكتبة المعارف بالرياض سنة (1416 هـ/ 1996 م). - "التّرجّل": طبع بتحقيق زهير الشاويش، نشره المكتب الإسلامي ط 1 (1421 هـ - 2000 م). - "أحكام النساء": طبع بتحقيق عبد القادر عطا، نشرته دار التراث العربي سنة (1400 هـ/ 1980 م)، وقد تصرف المحقق في ترتيبه، وأدخل بعض مباحث أحكام النساء من بعض كتب المسائل عن الإمام أحمد فيه. وطبع الكتاب طبعه أخرى بتحقيق: عمرو عبد المنعم سليم، نشر مؤسسة الريان (1423 هـ - 2002 م). - "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وقد طبع ثلاث طبعات: الأولى: بتحقيق الشيخ إسماعيل الأنصاري، عن النسخة المحفوظة ¬

_ (¬1) "المنهج الأحمد" 2/ 205.

بالظاهرية، وطُبع بمطابع القصيم بالرياض سنة (1389 هـ/ 1969 م)، ونشرته الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. الثانية: بتحقيق عبد القادر عطا، عن النسخة المحفوظة بجامعة القاهرة، وصدر عن دار الاعتصام (القاهرة) سنة (1395 هـ/ 1975 م). الثالثة: بتحقيق أيمن عبد اللَّه الصاوي، نشرته مكتبة ابن عباس. - "السنة": طبع بتحقيق: د. عطية بن عتيق الزهراني، نشر دار الراية، ط 1 (1410 هـ - 1989 م). - "العلل": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 24، والعليمي في "المنهج الأحمد" 2/ 8. هذا، ومما نُسب إلى الخلاّل مما يترجح أنه من ضمن "الجامع": - "الحث على التجارة والصناعة" وقد نشر في مكتبة القدسي، وطبع في مطبعة الترقي 1348 هـ. - "العقيقة": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" في ترجمة الحسن بن حامد. - "أدب القضاء": ذكره الذهبي في "السير" 12/ 530 في ترجمة صالح ابن الإمام أحمد. - "الأدب": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 24 وابن تيمية في "الفتاوى" 34/ 112، وأفاد منه ابن مفلح في مواضع عديدة من "الآداب الشرعية" 1/ 409، 458، 2/ 191، 229، 3/ 289، 546. - "العلم": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 24 وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" 7/ 390، ووصفه بأنه أجمع كتاب في الأصول الفقهية.

* أبو القاسم الخرقي (ت 334 هـ)

- "المجانبة": ذكره ابن مفلح في "الآداب الشرعية" 1/ 252. - "الحمَّام": ذكره محقق كتاب "المستوعب" في المقدمة (ص 52) في جملة المصادر الثانوية التي اعتمد عليها السامري. وللخلال أيضًا: - "أخلاق الإمام أحمد": ذكره له شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" 34/ 112، وابن عبد الهادي في "معجم الكتب" ص 56، العليمي في "المنهج الأحمد" 2/ 205. - "طبقات أصحاب الإمام أحمد": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 24، ونقل منه الكثير. * أبو القاسم الخرقي (ت 334 هـ) عمر بن الحسين بن عبد اللَّه بن أحمد، أبو القاسم الخرقي قرأ العلم على من قرأه على أبي بكر المروذي وحرب الكرماني وصالح وعبد اللَّه -ابني الإمام أحمد. قرأ عليه جماعة من شيوخ المذهب منهم أبو عبد اللَّه بن بطة، وأبو الحسين التميمي، وأبو الحسين بن شمعون وغيرهم قدم دمشق، وتوفي بها في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة (¬1). من مؤلفاته: 1 - " المختصر": ويعرف باسم مؤلفه "الخرقي"، وللخرقي عدة كتب في المذهب، فُقدت كلها ما عدا "المختصر" قال ابن أبي يعلى: له المصنفات الكثيرة في المذهب، لم ينتشر منها إلا "المختصر في الفقه"؛ لأنه خرج عن مدينة السلام -أي: بغداد- لمَّا ظهر سبُّ الصحابة رضوان ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 11/ 234، "طبقات الحنابلة" 3/ 147، "السير" 15/ 363.

* ابن المنادي (336 هـ)

اللَّه عليهم أجمعين، وأودع كتبه في درب سليمان، فاحترقت الدار التي كانت فيها الكتب، ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد (¬1). طباعة الكتاب: وقد طبع ثلاث طبعات: الأولى: نشرها محمد زهير الشاويش، وصدرت عن دار السلام (دمشق)، (1378 هـ / 1959 م). الثانية: نشرها المكتب الإسلامي بدمشق (1383 هـ/ 1964 م). الثالثة: نشرتها دار الصحابة (1413 هـ/ 1993 م) بقراءة وتعليق إبراهيم محمد. 2 - "شرح المختصر": ذكره القاضي أبو يعلى في "الروايتين والوجهين" 1/ 254، وابن قدامة في "المغني" 4/ 339، وشيخ الإسلام في "الفتاوى" 25/ 100، وابن مفلح في "الفروع" 3/ 14. * ابن المُنادي (336 هـ) أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد اللَّه بن يزيد أبو الحسين، المعروف بابن المنادي سمع من جده، ومن محمد بن عبد الملك الدقيقي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وأبي داود السجستاني، وعبد اللَّه بن محمد بن اليزيدي وأبا البختري عبد اللَّه بن محمد بن شاكر العنبري وعيسى بن جعفر الوراق وأبا يوسف القلوسي والعباس بن محمد الدوري، وعدة. وأكبر شيخ له زكريا ابن يحيى المروزي صاحب سفيان بن عيينة. حدث عنه: أبو عمر بن حيويه، وأحمد بن نصر الشذائي المقرئ، وأحمد بن عبد الرحمن شيخ لعبد الباقي بن السقاء، وعبد الواحد بن أبي ¬

_ (¬1) "الطبقات" 3/ 149.

هاشم وجماعة، وآخر من حدث عنه محمد بن فارس المغوري. كان ثقة أمينا ثبتا صدوقا ورعا حجة فيما يرويه محصلا لما يمليه، صنف كتبا كثيرة وجمع علوما جمة وما يسمع الناس من مصنفاته إلا أقلها. قال أبو الفضل عبيد اللَّه الصيرفي: كان أبو الحسين بن المنادي صلب الدين خشنا شرس الأخلاق، فلذلك لم تنشر الرواية عنه. قال الداني: مقرئ جليل غاية في الإتقان، فصيح اللسان، عالم بالآثار، نهاية في علم العربية، صاحب سنة، ثقة مأمون. قال ابن الجزري: الإمام المشهور حافظ ثقة متقن محقق ضابط. توفي يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة بقين من المحرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ودفن في مقبرة الخيزران (¬1). من مؤلفاته: 1 - " أحكام الملاهي": ذكره ابن قَيِّم الجوزية في "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" 1/ 248. 2 - "اختلاف العدد": ذكره ابن النديم في "الفهرست" (ص 41)، والبغدادي في "الهدية" 1/ 61، والزركلي في "الأعلام" 1/ 107. 3 - "كتاب المناسك": ذكره الدكتور أكرم ضياء العمري في "موارد الخطيب في كتابه تاريخ بغداد" (ص 285) قائلًا: وكان الخطيب يحتفظ ببعض كتب ابن المنادي، وقد ورد دمشق ببعضها، وهي: "التاريخ"، و"كتاب المناسك"، و"مسند العشرة"، وكتاب "كلّا"، وكتاب "الملاحم". ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 4/ 69، "سير أعلام النبلاء" 15/ 361، "غاية النهاية في طبقات القراء" 1/ 44.

* أبو بكر النجاد (348 هـ)

* أبو بكر النّجّاد (348 هـ) أحمد بن سليمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس، أبو بكر النجاد الفقيه الحنبلي المشهور. روى عن: هلال بن العلاء وأبي قلابة وإبراهيم الحربي وأبي داود وابن أبي الدنيا وعبد اللَّه بن الإمام أحمد وهذِه الطبقة، ورحل وصنف السنن. وروى عنه: ابن مردويه وأبو علي بن شاذان وعبد الملك بن بشران والدارقطني والحاكم وابن منده وابن مالك وعمر بن شاهين وابن بطة وصاحبه أبو جعفر العكبري وابن حامد وأبو الفضل التميمي وخلق كثير. كان رأسا في الفقه والرواية، ارتحل إلى أبي داود السجستاني وأكثر عنه، وكان ابن زرقويه يقول: النجاد ابن صاعدنا. يعني أنه كابن الصاعد لأصحابه، إذ كل واحد من الرجلين كان واحد وقته. قال ابن حجر: وهو صدوق. قال الدارقطني: حدث من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله. قال الخطيب: كان قد عمي في الآخر فلعل بعض الطلبة قرأ عليه ذلك، وقال: كان صدوقا عارفا جمع المسند وصنف في السنن كتابا كبيرا، روى عنه الدارقطني والمتقدمون. وقال أبو إسحاق الطبري: كان النجاد يصوم الدهر ويفطر كل ليلة على رغيف ويترك منه لقمة فإذا كان ليلة الجمعة تصدق بذلك الرغيف وأكل تلك اللقم التي استفضلها. مات النجاد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة (¬1). ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 4/ 189، "طبقات الحنابلة" 3/ 15، "سير أعلام النبلاء" 15/ 502، "ميزان الاعتدال" 1/ 101، "المغني في الضعفاء" 1/ 41.

* أبو بكر الآجري (ت 360 هـ)

من مؤلفاته: 1 - كتاب في الفقه والاختلاف: ذكره الشيرازي في "طبقات الفقهاء" (ص 172)، والعليمي في "المنهج الأحمد" 2/ 256، والزركلي 1/ 132، وقال: نحو مئتي جزء. 2 - "السنن": ذكره الذهبي في "السير" 15/ 503، والكتاني في "الرسالة المستطرفة" ص 36. * أبو بكر الآجُرّي (ت 360 هـ) محمد بن الحسين بن عبد اللَّه أبو بكر الآجري. سمع: أبا مسلم الكجي وأبا شعيب الحراني وأحمد بن يحيى الحلواني وجعفر بن محمد الفريابي وأحمد بن عمر بن زنجويه القطان. وحدث عنه: أبو الحسن الحمامي وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس وأبو الحسين بن بشران وأخوه أبو القاسم وأبو نعيم الأصبهاني وخلق كثير من الحجاج والمغاربة وكان مجاورا بمكة. كان ديِّنًا ثقة له تصانيف كثيرة، منها: "الشريعة في السنة"، "الرؤية"، "الغرباء"، "الأربعين"، "الثمانين"، "آداب العلماء"، "مسألة الطائفين"، "التهجد"، وغيرها. حدث ببغداد قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثم انتقل إلى مكة فسكنها حتى توفي بها في المحرم سنة ستين وثلاثمائة (¬1). ومن مؤلفاته أيضًا: - " تحريم النرد والشطرنج والملاهي": طُبع الكتاب في الرياض بتحقيق ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 2/ 243، "وفيات الأعيان" 4/ 292، "سير أعلام النبلاء" 16/ 135، "الأعلام" 6/ 97.

* غلام الخلال (ت 363 هـ)

عمر العمروي، وصدر (1400 هـ - 1980 م). وطُبع طبعة ثانية بدراسة وتحقيق: محمد إدريس، وصدر عن دار إحياء السُّنَّة (1404 هـ - 1984 م). - "النصيحة": ذكره ابن النديم (ص 268) وقال: يحتوي على عدة كتب في الفقه، والعليمي في "المنهج" 2/ 271 وقال: ينقل عنها ابن مفلح صاحب "الفروع" في فروعه اختيارات حسنة، وذكره البغدادي في "الهدية" 2/ 47. - "أحكام النساء": ذكره ابن النديم (ص 268). - "كتاب اللباس": ذكره ابن مفلح في "الآداب الشرعية" 3/ 508. - "مختصر الفقه": ذكره ابن النديم (ص 268). * غلام الخلال (ت 363 هـ) عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف، أبو بكر الفقيه الحنبلي المعروف بغلام الخلال. حدث عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة وموسى بن هارون ومحمد بن الفضل الوصيفي وسعيد بن عجب الأنباري وأبي خليفة الفضل بن الحباب البصري وعلي بن طيفور النسوي وجعفر الفريابي وأحمد بن محمد بن الجعد وإبراهيم بن محمد بن الهيثم القطيعي ومحمد بن مخلد الباغندي وقاسم بن زكريا المطرز وحامد بن شعيب البلخي ومحمد بن الحسن بن شهريار والحسن بن الحسين الصواف والحسين بن عبد اللَّه الخرقي وعبد اللَّه بن ناجية وأبي بكر بن المجدر وأبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود ويحيى بن صاعد وقيل: إنه سمع من عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، ولم يصح ذلك. حدث عنه: أحمد بن علي بن عثمان بن الجنيد الخطبي وبشرى بن

عبد اللَّه الفاتني. قال الذهبي: كان كبير الشأن، من بحور العلم، له الباع الأطول في الفقه، ومن نظر في كتابه "الشافي" عرف محله من العلم لولا ما بشعه بغض بعض الأئمة، مع أنه ثقة فيما ينقله. وقال: ما جاء بعد أصحاب أحمد مثل الخلال، ولا جاء بعد الخلال مثل عبد العزيز إلا أن يكون أبا القاسم الخرقي. وقال أبو حفص البرمكي: سمعته يقول: سمع مني شيخنا أبو بكر الخلال نحوا من عشرين مسألة وأثبتها في كتبه. توفي يوم الجمعة بعد الصلاة بنصف ساعة لثلاث وعشرين ليلة خلت من شوالى من سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ودفن عند دار الفيل (¬1). من مؤلفاته: 1 - " الشافي": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 214، والذهبي في "السير" 16/ 144، وحكى عن القاضي أبي يعلى أنه يقع في نحو ثمانين جزءًا. وعزا إليه القاضي أبو يعلى في "العُدّة في أصول الفقه" (ص 749)، وكذا أبو الخطاب في "الانتصار" 2/ 648 مسائل الصلاة. واعتمد المرداوي على جزء منه في جملة مصادر كتابه "الإنصاف" كما صرح في المقدمة (ص 16). 2 - "المقنع": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 214، وعزا إليه في كتابه "التمام" 2/ 74، وذكره الذهبي في "السير" 16/ 144 وحكى عن القاضي أبي يعلى أنه يقع في نحو مئة جزء. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 10/ 459، "طبقات الحنابلة" 3/ 213، "السير" 16/ 143.

3 - "الخلاف مع الشافعي": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 214، والبعلي في "المطلع" (ص 438)، والذهبي في "السير" 16/ 144. وعزا إليه القاضي أبو يعلى في "الروايتين" 1/ 143، 273، 302، وأبو الخطاب في "الانتصار" 2/ 481 واقتصرا على تسميته: "الخلاف"، والمرداوي في "الإنصاف" 12/ 413. 4 - "كتاب القولين": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 214، ونقل منه في كتابه "التمام" 1/ 137، والبعلي في "المطلع" (ص 438)، والعليمي في "المنهج" 2/ 275، وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 2/ 395. 5 - "زاد المسافر": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 214، والطوفي في "شرح مختصر الروضة" 3/ 179 في معرض الكلام عن الكتب التي احتوت على نقد الإمام أحمد للأحاديث وبيان الصحيح من غيره، بذكر أسباب ضعف الحديث والعلل الموجبة لرده. وذكره في موضع آخر 3/ 621 ونقل منه نصا، وذكره الذهبي في "السير" 16/ 144. وأحال عليه، وابن مفلح في "الآداب الشرعية" 1/ 35، 463، 476، 3/ 152 والمرداوي في "الإنصاف" 11/ 440، 22/ 276، 28/ 354. وغيرهم. 6 - "التنبيه": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 214، وأحال عليه في كتابه "التمام" 1/ 82، وكذا والده في "الروايتين" 1/ 64 و"العدّة في أصول الفقه" (ص 526)، وأبو الخطاب في "الانتصار" 2/ 480.

* ابن شاقلا (369 هـ).

* ابن شاقلا (369 هـ). أبو إسحاق، إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقلا البغدادي البزاز. كان رأسا في الأصول والفروع. سمع من: دعلج بن أحمد، ومحمد بن القاسم المقرئ، وعبد العزيز بن محمد اللؤلؤي، وأبي بكر الشافعي، وابن مالك، وابن الصواف، وأحمد بن القاسم بن دوست، وأبي بكر السلماني، وأبي بكر عبد العزيز، وأبي بكر أحمد بن آدم الوراق، وأبي عبد اللَّه الحسين بن علي بن محمد المخرمي المعروف بابن شاصو، وتفقه بأبي بكر غلام الخلال. وروى عنه: أبو حفص العكبري، وأحمد بن عثمان الكبشي، وعبد العزيز غلام الزجاج، وتخرج به أئمة. مات في رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة، وله أربع وخمسون سنة (¬1). من مؤلفاته: 1 - " شرح الخرقي": ذكره القاضي أبو يعلى في "العُدّة" في مسألة تخصيص العموم بالقياس (ص 563)، ولعل اختياراته المنسوبة إليه في الكتب والمصنفات الفقهية والأصولية ترجع إلى هذا الكتاب. 2 - "التعليق" ذكره له المرداوي في "الإنصاف" 12/ 205. * أبو حفص العكبري، المعروف بـ "ابن المسلم"، (387 هـ) عمر بن إبراهيم بن عبد اللَّه العُكْبَرِي، أبو حفص، المعروف بابن المسلم فقيه حنبلي، من أهل عُكْبَرا. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 6/ 17، "طبقات الحنابلة" 3/ 227، "سير أعلام النبلاء" 16/ 292.

حدث عن: إسحاق بن أحمد الكاذي، وأبي علي بن الصواف، وأبي عمرو بن السماك، وأبي بكر النجاد، ودعلج بن أحمد السجزي، والحسن ابن علي بن مليح، وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، وأبي محمد بن موسى، وعمر بن أحمد بن شهاب، وحبيب بن الحسن القزاز. وروى عنه: أبو بكر عبد العزيز، وابن بطة العكبري، وأبو الحسن علي بن بشرى الليثي السجزي في مشيخته. رحل إلى الكوفة والبصرة وغيرهما من البلدان وسمع من شيوخهما وصحب من فقهاء الحنابلة عمر بن بدر المغازلي وأبا بكر عبد العزيز وأبا إسحاق بن شاقلا. مات رحمه اللَّه يوم الخميس لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة (¬1). من مؤلفاته: 1 - " المقنع": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 291، والبعلي في "المطلع" (446)، والعليمي في "المنهج" 2/ 300. 2 - "شرح الخرقي": ذكره القاضي أبو يعلى في "الروايتين" 1/ 274، وابنه في "الطبقات" 3/ 291، والبعلي في "المطلع" (446)، والعليمي في "المنهج" 2/ 300. 3 - "الخلاف بين أحمد ومالك": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 291، والبعلي في "المطلع" (446)، والعليمي في "المنهج" 2/ 300. 4 - "الأدب": ذكره ابن مفلح في "الآداب" 1/ 356، 458، 2/ 163، ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة" 3/ 291، "تاريخ الإسلام" 27/ 150، "الوافي بالوفيات" 22/ 410.

* ابن بطة (387 هـ)

192، 320. 5 - "الإجارات": ذكره القاضي أبو يعلى في "الأحكام السلطانية" (ص 308). * ابن بطة (387 هـ) عبيد اللَّه بن محمد بن حمدان الإمام الصالح القدوة أبو عبد اللَّه بن بطة العكبري الفقيه الحنبلي. حدث عن: أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبي ذر الباغندي، وأبي بكر بن زياد، وإسماعيل الوراق، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، ومحمد بن أحمد بن ثابت العكبري، وآخرين. وروى عنه: أبو نعيم الحافظ وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم عبيد اللَّه الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو محمد الجوهري، وأبو إسحاق البرمكي، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عنه بالإجازة، أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري روى عنه كتاب "الإبانة الكبرى في السنة" تأليفه. رحل إلى مكة والثغور والبصرة وغيرها في طلب الحديث، ثم لزم بيته أربعين سنة، فصنف كتبه وهي تزيد على مائة. قال عبد الواحد بن علي العكبري: لم أر في شيوخ الحديث ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة. وضعفه البعض من قبل حفظه، وقال الذهبي: إمام لكنه ذو أوهام. .، ومع قلة إتقانه في الرواية كان إماما في السنة، إماما في الفقه، صاحب أحوال وإجابة دعوة رضي اللَّه عنه اهـ.

توفي في المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة (¬1). من مؤلفاته: - " إبطال الحيل": وهو مطبُوع ثلاث طبعات: - في مطبعة المنار بالقاهرة (1349 هـ/ 1931 م) بعنوان (جزء من الكلام على مسألة الخلع وما يحل منه وما لا يحل. . .) ضمن مجموعة من الرسائل (من ص 20: ص 53) بعنوان (من دفائن الكنوز) (¬2)، وهي خمس رسائل: أشرف على نشرها الشيخ محمد حامد الفقي. - وفي بيروت في المكتب الإسلامي سنة (1403 هـ/ 1983 م) باسم "إبطال الحيل". - وطبعة ثالثة في مؤسسة بيروت سنة (1417 هـ/ 1996 م) باسم "إبطال الحيل" بدراسة وتحقيق وتعليق الدكتور سليمان العمير. - "جزء فيه اتخاذ السقاية والمطاهر": ذكره الزركشي الشافعي في كتابه "إعلام المساجد بأحكام المساجد" (ص 383). وتوجد منه نسخة خطية بجامعة أم القرى برقم (43) مصورة عن نسخة محفوظة بمكتبة جامعة بنستون برقم (1852) (1506) وتقع في (26) ورقة. - "المناسك": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 270. وله جزء في "مسألة فسخ الحج إلى العمرة" أشار إليه شيخ الإسلام في "شرح العمدة"، فقال: لما روى ابن بطة في مسألة أفردها في الفسخ. . الخ (¬3). ¬

_ (¬1) "تاريخ الإسلام" 27/ 144، "سير أعلام النبلاء" 16/ 529، "البداية والنهاية" 11/ 321، "الوافي بالوفيات" 19/ 411، "ميزان الاعتدال" 3/ 412. (¬2) "تاريخ التراث العربي" لسزكين 1/ 3/ 239. (¬3) "شرح العمدة" كتاب المناسك 1/ 507، مكتبة الحرمين، الرياض، (1409 هـ).

- "النهي عن صلاة النافلة بعد العصر وبعد الفجر": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 270. - "منع الخروج بعد الأذان والإقامة لغير حاجة": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 270. - "إيجاب الصداق بالخلوة": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 270، وأشار إليه والده في "العُدة" 4/ 1229، فقال: وذكره ابن بطة في مسألة أفردها: أن الخلوة تكمل بالصداق. . الخ. - "الرد على من قال: الطلاق الثلاث لا يقع": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 270. - "الحمّام": ذكره السامري في "المستوعب" 1/ 253 وأفاد محققه أنه من المصادر الثانوية التي اعتمد عليها المصنف في كتابه هذا. - "جوابات مسائل البرمكي": ذكره القاضي أبو يعلى في "العُدة" 5/ 1598 ونقل ابن القيم عنه في "الإعلام" 1/ 48. - "جوابات مسائل ابن شاقلا": ذكره القاضي أبو يعلى في "العُدة" 5/ 1578 ونقل عنه. - "تحريم نكاح المتعة": ذكره ابن أبي يعلى في كتابه "المسائل التي حلف عليها أحمد" ونقل منه، وذكره شيخ الإسلام في "قاعدة في العقود". - "تحريم الخمر": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 270. - "تحريم النبيذ": ذكره ابن قدامة في "المغني" 6/ 318. - "أحكام النساء": ذكره ابن قدامة في "المغني" 10/ 224، والمرداوي في "الإنصاف" 21/ 412، 421. - "النكاح": ذكره القاضي أبو يعلى في "الأحكام السلطانية" (ص 297).

* أبو حفص البرمكي (389 هـ)

- "الطرقات": ذكره ابن رجب في قواعده، القاعدة الثامنة والثمانين. * أبو حفْص البَرْمَكي (389 هـ) عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو حفص البَرْمَكِي، الحنبلي، فقيه، محدث، من الفقهاء الأعيان النساك الزهاد، ذو الفتيا الواسعة. حدث عن: ابن الصواف، وأحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، وإسماعيل بن علي الخطبي، صحب عمر بن بدر المغازلي، وأبا علي النجاد، وأبا بكر عبد العزيز، وغيرهم. حدث عنه ابنه علي، وكان ثقة صالحا دينا. توفي في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة الإمام أحمد (¬1). من مؤلفاته: 1 - " المجموع": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 273، والعليمي في "المنهج" 2/ 298، وابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 5/ 112. 2 - "شرح بعض مسائل الكوسج": ذكره القاضي أبي يعلى في "الروايتين" 1/ 254، وابنه في "الطبقات" 3/ 273، والعليمي في "المنهج" 2/ 298. وخرّج ابن القيم شيئًا منه في كتابه "بدائع الفوائد" مما انتقاه القاضي أبو يعلى بخطه. وهو نحو ستة أجزاء. 3 - "الصيام": ذكره البغدادي في "الهدية" 1/ 781. وخرّج ابن القيم جزءًا منه في كتابه "بدائع الفوائد" 3/ 84 مما انتقاه القاضي أبو يعلى من هذا الكتاب بخطه. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 11/ 268، "طبقات الحنابلة" 3/ 273.

* ابن حامد (403 هـ)

4 - "كتاب حكم الوالدين في مال ولدهما": ذكره البغدادي في "الهدية" 1/ 781. وخرّج ابن القيّم بعضًا منه في كتابه "بدائع الفوائد" 3/ 84 مما انتقاه القاضي أبو يعلى من هذا الكتاب بخطه. 5 - "أحكام الملل": ذكره ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد" 3/ 89 وخرج بعضًا منه عن القاضي أبي يعلى مما انتقاه بخطه. 6 - "شرح مبسوط الخلال": ذكره له ابن القيم في "بدائع الفوائد" 4/ 1490 طبعة دار عالم الفوائد، وأفاد منه بعض النقول. 7 - "الهبات": ذكره له ابن مفلح في "الآداب" 1/ 317. * ابن حامد (403 هـ) الحسن بن حامد بن علي بن مروان البغدادي، أبو عبد اللَّه الوراق إمام الحنابلة في زمانه ومدرسهم ومفتيهم. روى عن: أبي بكر النجاد، وأبي بكر الشافعي، وابن سلم الختلي. وروى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو طالب العشاري، وأبو بكر الخياط، والقاضي أبو يعلى، وتفقه عليه. عاش طويلا، وتوفي راجعا من مكة سنة ثلاث وأربعمائة (¬1). من مؤلفاته: 1 - " الجامع في المذهب" ويسمى "جامع المذهب" و"الجامع" على الاختصار: ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 309 وحرز حجمه بنحو أربع مئة جزء. 2 - "تهذيب الأجوبة": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 309، ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة" 3/ 309، "سير أعلام النبلاء" 17/ 203، "شذرات الذهب" 3/ 166.

واعتمده المرداوي في جملة مصادر كتابه "الإنصاف" كما في المقدمة (ص 16). وطُبع الكتاب بتحقيق صبحي السامرائي، ثم حُقق رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة (1415 هـ)، حققه عبد العزيز القايدي، ونشرته مكتبة العلوم والحكم (1425 هـ). 3 - "شرح الخرقي": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 309، وأبو الخطاب في "الانتصار" 2/ 468، 507، 525. 4 - "أصول الفقه": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 309 باسم "شرح أصول الفقه"، وابن مفلح في "الآداب الشرعية" 1/ 120 باسم "كتاب الأصول".

المرحلة الثالثة: مرحلة تحرير المذهب وضبطه وتنقيحه (من منتصف القرن الخامس حتى أواخر القرن التاسع الهجري)

المرحلة الثالثة: مرحلة تحرير المذهب وضبطه وتنقيحه (من منتصف القرن الخامس حتى أواخر القرن التاسع الهجري) استقر المذهب في هذه المرحلة من حيث المسائل الفقهي، لكن كان يحتاج إلى مزيد من ضبط وتحرير وتنقيح، واستيعابًا لمسائل أبواب الفقه الفرعية التي تخرج على المسائل المروية عن الإمام وعلى أصول المذهب. وهنا جاء دور كثير من محققي المذهب وشيوخه الذين خدموا المذهب بالتصنيف في الفقه والأصول وتأليف المتون والشروح عليها، وهذِه المرحلة تضم "طبقة المتوسطين" ورأس هذِه الطبقة ورئيسها حامل لواء المذهب القاضي أبو يعلى الفراء (ت 458 هـ) وتنتهي بوفاة ابن مفلح (ت 884 هـ)، وهي طبقة حافلة بشيوخ المذهب الكبار، وبيوت الحنابلة في العراق والشام (¬1)، ويدخل في هذِه المرحلة المرداوي (ت 885 هـ) وهو من المصنفين في "طبقة المتأخرين". وقد حوت "طبقة المتوسطين" وحدها نحو (166) علمًا من فقهاء المذهب، وقد بلغت تآليفهم في الفقه الحنبلي وأصوله نحو (5) كتابًا. ويمكن أن نوجز أهم جهود رجال هذِه المرحلة في: أولًا: ضبط القواعد العامة في نقل المسائل المروية عن الإمام أحمد وأصحابه، ومن ثَمَّ تبين ما هو منصوص، وما ليس منصوصًا، وما هو منصوص: هل فيه رواية واحدة أو أكثر؟ وهل الروايات المتعددة مختلفة أو متفقة؟ وهكذا. ثانيًا: تخريج الفروع على الأصول، وبناء غير المنصوص على ¬

_ (¬1) انظر "المدخل المفصل" الشيخ بكر أبو زيد 1/ 463 وما بعدها.

المنصوص. ثالثًا: الترجيح بين الروايات، والوجوه، والاحتمالات، وتولدت من جراء ذلك عدة اصطلاحات فنية استخدامية. وهذا النوع من النشاط الاجتهادي امتد حتى عصور متأخرة، وكثرت عليه التعقبات والتصحيحات، حتى أواخر القرن التاسع تقريبًا، وكان خاتمتهم في ذلك العلامة المرداوي (885 هـ). رابعًا: وضع "قواعد" عامة و"ضوابط" خاصة لفقه المذهب، وتنظيم فروعه، ليسهل على الطلاب والعلماء والمحققين معرفة القول الشاذ من المطرد، ورد كل حكم إلى قاعدته ما أمكن، وجمع النظير إلى النظير، وقرن الشبيه بالشبيه، وضبط ما يمكن ضبطه من المتشابهات في الباب الواحد بضابط عام، كما ظهرت إلى جانب ذلك جهود كثيرة في تحديد "الفروق" بين المسائل المتشابهة. خامسًا: استكمال البحث في أصول الفقه الحنبلي على غرار المذاهب الأخرى. سادسًا: إثراء المذهب بالمصطلحات المختلفة المتنوعة، كالاصطلاحات المفردة في ألفاظ الإمام أحمد، والاصطلاحات المختصة بالنقل والرواية، والاصطلاحات المختصة بالترجيح وطرقه، والاصطلاحات اللفظية الموضوعية في التعبير عن الأحكام، ومختلف أنواعها ودرجاتها. وهذِه المصطلحات كثرت وطغت على كتب المختصرات، ومصنفات المتأخرين، الذين عنوا بتصحيح المذهب، وتولد عند الحنابلة فقه خاص بالمصطلحات يسمى "لغة الفقهاء". ويعد ابن الجوزي (597 هـ) في كتابة

* التعريف بعلماء المذهب في هذه المرحلة وأهم مؤلفاتهم

"لغة الفقه" (¬1) صاحب الفضل في السبق إلى التأليف في هذا الموضوع (¬2). * التعريف بعلماء المذهب في هذه المرحلة وأهم مؤلفاتهم * أبو الفضل التميمي (ت 410 هـ) هو عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد، الإمام، الفقيه. حدث عن: أبيه، وعبد اللَّه بن إسحاق الخراساني، وأبي بكر النجاد، وأحمد بن كامل، وعدة. وعنه: الخطيب، ورزق اللَّه التميمي -ابن أخيه- وعمر بن عبيد اللَّه بن عمر المقرئ، وجماعة. كان صديقا للقاضي أبي بكر بن الباقلاني، وموادًّا له، أملى الحديث بجامع المنصور بانتقاء أبي الفتح بن أبي الفوارس، وخرج إلى خراسان في الأيام القادرية، وكانت بينه وبين أبي حامد الإسفرائيني مفارقة ولم يظفر به. قال الخطيب: كان صدوقا. توفي يوم الاثنين غرة ذي الحجة سنة عشر وأربعمائة، ودفن في يومه وصلى عليه أخوه عبد الوهاب، ودفن بين قبر الإمام أحمد وقبر أبيه (¬3). * أحمد بن إبراهيم القطان، أبو طاهر (ت 424 هـ) صاحب "التعليق" و"التحقيق" و"الفرائض" و"الأصول" وهو أحد أصحاب ابن حامد. ¬

_ (¬1) ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 496 وقال: جزآن. (¬2) "المذهب الحنبلي" د. عبد اللَّه التركي 1/ 231 وما بعدها، بتصرف. (¬3) "تاريخ بغداد" 11/ 14، "طبقات الحنابلة" 3/ 325، "سير أعلام النبلاء" 17/ 273.

* ابن شهاب العكبري (ت 438 هـ)

توفي سنة أربع وعشرين وأربعمائة (¬1). * ابن شهاب العُكْبَرِي (ت 438 هـ) هو الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي بن شهاب أبو علي العكبري. ولد بعكبرا في المحرم سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وقيل سنة إحدى وثلاثين. سمع الحديث على كبر السن من أبي علي بن الصواف وأحمد بن يوسف بن خلاد وأبي علي الطوماري وحبيب بن الحسن القزاز بن مالك القطيعي، ومن بعدهم. وحدث عنه: أبو بكر الخطيب، وعيسى بن أحمد الهمذاني. قال الخطيب: سمعت أبا بكر البرقاني وذكر بحضرته أبو علي بن شهاب فقال: ثقة أمين. وكان فاضلا يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ويقرأ القرآن ويعرف الأدب ويقول الشعر، وكان يضرب المثل بحسن كتابته، لازم أبا عبد اللَّه ابن بطة إلى حين وفاته. وتوفي في رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة (¬2). - من مؤلفاته: 1 - " رسالة في أصول الفقه": طُبع بتحقيق د. موفق بن عبد اللَّه، ونشرته المكتبة المكية بمكة المكرمة سنة (1413 هـ/ 1993 م). 2 - "المبسوط": ذكره المؤلف في الرسالة السابقة، وأفاد أنه كتاب مطوَّل مشتمل على الفقه وأصوله. ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة" 3/ 334. (¬2) "تاريخ بغداد" 7/ 329، "طبقات الحنابلة" 3/ 341، "سير أعلام النبلاء" 17/ 542.

* ابن أبي موسى الهاشمي (ت 428 هـ)

* ابن أبي موسى الهاشمي (ت 428 هـ) هو محمد بن أحمد بن أبي موسى، أبو علي الهاشمي القاضي. ولد في ذي القعدة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. سمع محمد بن المظفر، وأبا الحسين بن سمعون. قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة. قال ابن أبي يعلى: عالي القدر سامي الذكر له القدم العالي والحظ الوافي عند الإمامين القادر باللَّه والقائم بأمر اللَّه، وكانت حلقته بجامع المنصور يفتي ويشهد. وصحب أبي الحسن التميمي وغيره من شيوخ المذهب. وتوفي في يوم الأحد الثالث من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " الإرشاد": وهو مطبوع بتحقيق د. عبد اللَّه التركي، نشر مؤسسة الرسالة سنة (1419 هـ/ 1998 م). - "شرح الخرقي": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 336 وقال: شاهدت أجزاء بخطه من شرحه لكتاب الخرقي، وذكره ابن اللحام في "القواعد" (ص 13). - "المسائل التي حلف عليها أحمد": ذكره ابن مفلح في "الآداب" 3/ 243 وخرَّج منه مسألة. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 1/ 354، "طبقات الحنابلة" 3/ 335.

* القاضي أبو يعلى (458 هـ)

* القاضي أبو يعلى (458 هـ) هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء، أبو يعلى. سمع من: علي بن عمر الحربي، وإسماعيل بن سويد، وعيسى بن الوزير، وأم الفتح بنت أحمد بن كامل، وابن معروف القاضي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وطائفة. وحدث عنه: الخطيب، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو غالب بن البناء، وأخوه يحيى بن البناء، وأبو الخطاب الكلوذاني، وابنه القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، وغيرهم. كان عالم زمانه، وفريد عصره ونسيج وحده، وكان له في الأصول والفروع القدم العالي، وأصحاب الإمام أحمد رضي اللَّه عنه له يتبعون ولتصانيفه يَدْرِسون ويُدَرِّسون، وبقوله يفتون، وعليه يعولون، والفقهاء على اختلاف مذاهبهم وأصولهم كانوا عنده يجتمعون ولمقاله يسمعون، وبه ينتفعون. كان أبوه من أعيان الحنفية، ومن شهود الحضرة، فتوفي ولأبي يعلى عشرة أعوام، فلقنه مقرئه العبادات من "مختصر الخرقي"، فلذ له الفقه، وتحول إلى حلقة أبي عبد اللَّه بن حامد، شيخ الحنابلة، فصحبه أعواما، وبرع في الفقه عنده، وتصدر بأمره للإفادة سنة اثنتين وأربعمائة. وابتدأ بالتصنيف والتدريس بعد وفاة شيخه ابن حامد. ثم ولي القضاء بدار الخلافة والحريم، مع قضاء حران وحلوان، وقد تلا بالقراءات العشر، وكان ذا عبادة وتهجد، وملازمة للتصنيف، مع الجلالة والمهابة، ولم تكن له يد طولى في معرفة الحديث، فربما احتج بالواهي، وكان متعففا، نزه النفس، كبير القدر، ثخين الورع.

توفي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " الروايتين والوجهين": وهو مطبوع بتحقيق د. عبد الكريم اللاحم، أفرد المسائل الفقهية في ثلاثة مجلدات، والمسائل الأصولية في مجلد لطيف. ونشرته مكتبة المعارف بالرياض سنة (1405 هـ/ 1985 م). - "العدة في أصول الفقه": حقق هذا الكتاب د. أحمد بن علي سير المباركي، وقدمه رسالة لنيل الدكتوراه في الأزهر، ونشرته مؤسسة الرسالة سنة (1400 هـ/ 1980 م). - "الأحكام السلطانية": طُبع هذا الكتاب طبعتين: الأولى: طبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بالقاهرة سنة (1356 هـ/ 1938 م) بعناية الشيخ محمد حامد الفقي رحمه اللَّه. والثانية: طبعة الحلبي أيضًا سنة (1386 هـ/ 1966 م) وهي صورة عن الطبعة الأولى. - "المعتمد" وهو مطبوع، حققه: د. وديع زيدان حداد، ونشرته دار المشرق في بيروت سنة (1392 هـ/ 1972 م). - "شرح الخرقي": ذكره ولده في "الطبقات" 3/ 384، وذكره المرداوي في جملة مصادر كتابه "الإنصاف" كما في المقدمة (ص 21)، وحاجي خليفة في "كشف الظنون" ص 1416. وقد طبع جزء من هذا الكتاب، وهو من كتاب النكاح إلى آخر باب العتق أول مرة بتحقيق سعود بن عبد اللَّه الروقي قدمه رسالة إلى جامعة أم القرى لنيل شهادة الماجستير سنة (1407 هـ/ 1986 م). ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 2/ 256، "طبقات الحنابلة" 3/ 361، "سير أعلام النبلاء" 18/ 89.

- "الكفاية في أصول الفقه": ذكره ولده أبو الحسين في "الطبقات" 3/ 384، وابن تيمية في "المسودة"، والبعلي في "القواعد والفوائد الأصولية" وابن رجب في "القواعد". نسخه الخطية: يوجد في دار الكتب المصرية بالقاهرة مجلد كتب على صفحة عنوانه: "الكفاية في أصول الفقه" المجلد الرابع، وهو محفوظ تحت رقم (365 - أصول فقه) يقع في (247) ورقة بحجم (25) سطرًا، نسخه عبد اللَّه بن علي بن عمر القرشي ابن عبد ربه سنة (734 هـ). ومنه أيضًا صورة في جامعة أم القرى رقم (179). وتوجد منه نسخة أخرى مصورة في معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية، برقم (90) في مادة أصول الفقه. - "المجرد": ذكره ولده في "الطبقات" 2/ 205، كما نقل عنه السامري كثيرًا من كتابه "المستوعب" (¬1)، وأحال عليه البعلي في "المطلع" (132 - 133) وذكره أيضًا في (ص 461) في شرح مصطلح "الاحتمال" في أصول المذهب، فقال: وكثير من الاحتمالات في المذهب بل أكثرها للقاضي الإمام أبي يعلى محمد بن الفراء في كتابه "المجرد" وغيره. وذكره ابن القيم في كتابه "أحكام أهل الذمة"، فقال عنه: . . وجعل المسألة رواية واحدة: أن هذِه الإجارة لا تصح، وهي طريقة ضعيفة، فإنه صنف "المجرد" قديمًا ورجع عن كثير منه في كتبه المتأخرة (¬2). - "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر": ذكره ابن اللحام في "القواعد" (ص 43، 276) وابن مفلح في "الآداب" 1/ 273. ¬

_ (¬1) مقدمة تحقيق "المستوعب" ص 51. (¬2) "أحكام أهل الذمة" 1/ 279.

توجد منه نسخة ناقصة من أولها في دار الكتب الظاهرية ضمن مجموع برقم (42) في (28) ورقة: (97 ق - 125 ق). - "الجامع المنصوص": ذكره ابن حميد في "الدر المنضد" (ص 19). - "الخلاف الكبير": ذكره له ابنه في "الطبقات" 3/ 385. ومن الأسماء التي أطلقت على هذا الكتاب: "التعليق الكبير في المسائل الخلافية" وهو الاسم الموجود على المخطوط الموقوف عليه. وسماه ولده أبو الحسين في كتابه "التمام" 1/ 77 باسم "اختلاف الفقهاء". والمرداوي في مقدمة "الإنصاف" قال: ومعظم التعليقة، وهي "الخلاف الكبير". وقد قام الباحث عبد اللَّه بن علي الدخيل بتحقيق كتاب البيوع منه، وقدمه لنيل درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود سنة (1416 هـ). ووضع عليه ابن الجوزي كتابًا ناقدًا للأحاديث التي استدل بها سماه "التحقيق في أحاديث التعليق" وهو مطبوع. - " عيون المسائل" ذكره ولده في "الطبقات" 3/ 383. - "الانتصار لشيخنا أبي بكر": ذكره له ابنه في "الطبقات" 3/ 384. - "مختصر في الصيام": ذكره ولده أبو الحسين في "الطبقات" 3/ 384. - "إيجاب الصيام ليلة الإغمام": ذكره ولده أبو الحسين في "الطبقات" 3/ 384. - "شرح المذهب": ذكره ولده أبو الحسين في "الطبقات" 3/ 384، وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 1/ 100. - "الخصال والأقسام": ذكره ولده أبو الحسين في "الطبقات" 3/ 384. وذكره المرداوي في جملة مصادره في مقدمة "الإنصاف". وضمنه

السامري في كتابه "المستوعب". - "إبطال الحيل": ذكره ولد في "الطبقات" 3/ 384، وابن تيمية في "الفتاوى" 30/ 220، والمرداوي في "الإنصاف" 23/ 31. - "شروط أهل الذمة": ذكره ولده في "الطبقات" 3/ 384. - "الجامع الصغير": ذكره ولده في "الطبقات" 3/ 384، وذكر السامري في مقدمة "المستوعب" 1/ 77 أنه من جملة الكتب التي استوعبها، وأفاد منه ابن اللحام في "القواعد والفوائد الأصولية" إفادة كبيرة، وأفاد منه شيخه ابن رجب في "القواعد"، ونقل منه ابن القيم في كتابه "أحكام أهل الذمة" في: 1/ 39. - "الجامع الكبير": ذكره ولده القاضي أبو الحسين في "الطبقات" 3/ 384، وذكره أيضًا في كتابه "التمام" 1/ 137 في مسألة الغسل بالتراب في غير نجاسة الولوغ. - "أحكام القرآن": ذكره ولده في "الطبقات" 3/ 383، وابن اللحام في "القواعد والفوائد الأصولية"، وأفاد منه ابن رجب في عدة مواضع من "القواعد"، وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 10/ 9. - "جزء من المفهوم": ذكره ابن اللحام في "القواعد" (289 - 292). - "التخريج": ذكره ابن رجب في "القواعد"، وتلميذه ابن اللحام في "القواعد الأصولية" (ص 51)، والمرداوي في "الإنصاف" 4/ 217. - "الشرح الصغير": ذكره ابن اللحام في "القواعد" (ص 98)، وابن رجب في "الذيل"، والمرداوي في "الإنصاف" 1/ 319، 4/ 440. - "كتاب اللباس": ذكره ابن مفلح في "الآداب الشرعية" 3/ 387، 497، 508.

* الحسين العكبري (ت بعد 313 هـ)

- "التعليق الصغير": ذكره ولده أبو الحسين في كتابه "التمام" 1/ 275، وابن اللحام في "القواعد" (ص 186). - "تعليقات على الجامع للخلال": ذكره ابن اللحام في "القواعد" (ص 221، 261، 375). وللقاضي رحمه اللَّه مؤلفات أخرى ذكرها ولده أبو الحسين في "الطبقات" 3/ 383، 384 منها: "جوابات مسائل وردت من تنيس"، "جوابات مسائل وردت من أصبهان"، "جوابات مسائل وردت من الحرم"، "جوابات مسائل وردت من ميَّافارقين"، "الفرق بين الآل والأهل" وغيرها. * الحسين العُكْبَري (ت بعد 313 هـ) هو الحسين بن محمد بن يحيى بن محمد، أبو عبد اللَّه الصايغ العكبري، يعرف بابن العاقولي. حدث عن محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي. قال الخطيب: كتبت عنه بعكبرا في سنة عشر وأربعمائة وما علمت من حاله إلا خيرا (¬1). - من مؤلفاته: - " رؤوس المسائل الخلافية": وتوجد منه نسخة في مكتبة الجامعة الأمريكية ببيروت برقم (51)، عدد أوراقها (142) ورقة في (18) سطرًا، نسخت في القرن السادس الهجري بخط مشرقي. ومنها صورة في الجامعة الإسلامية برقم 2/ 7169. ¬

_ (¬1) "تاريخ بغداد" 8/ 104.

* علي بن محمد الآمدي (ت 467 هـ)

وهذِه النسخة ناقصة تبدأ من كتاب الطهارة وتنتهي بكتاب الوقف. وقد قدم الباحث خالد بن سعد الخشلان رسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود سنة (1417 هـ) وحقق قسمًا من الكتاب من أوله إلى الوصايا. * علي بن محمد الآمدي (ت 467 هـ) هو علي بن محمد بن عبد الرحمن أبو الحسن البغدادي، المعروف بالآمدي. سمع الحديث من أبي القاسم بن بشران، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي الحسن بن الحراني، وابن المذهب وغيرهم. وهو أحد أكابر أصحاب القاضي أبي يعلى، درس عليه الفقه، وأجلس في حلقة النظر والفتوى بجامع المنصور في موضع ابن حامد. ولم يزل يدرس ويفتي ويناظر إلى أن خرج من بغداد، ولم يحدث ببغداد بشيء؛ لأنه خرج منها في فتنة البساسيري، في سنة خمسين وأربعمائة إلى آمد، وسكنها واستوطن بها، ودرس بها الفقه إلى أن توفي في سنة سبع -أو ثمان- وستين وأربعمائة (¬1). - من مؤلفاته: 1 - " عمدة الحاضر وكفاية المسافر": ذكره ابن رجب وقال: في الفقه، في نحو أربع مجلدات. . (¬2)، وذكره حاجي خليفة في "الكشف" ص 1166. 2 - "الفصول": ذكره المرداوي في "الإنصاف" 20/ 61. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 11. (¬2) "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 9.

* ابن جدا (ت 468 هـ)

* ابن جَدَا (ت 468 هـ) هو علي بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن العكبري، المعروف بابن جَدَا. سمع الحديث من: أبي علي بن شهاب وأبي القاسم هبة اللَّه الطبري وأبي القاسم بن بشران وأبي علي بن شاذان وأبي علي بن المذهب، وغيرهم. وقرأ الفقه على القاضي أبي يعلى. وروى عنه: أبو منصور القزاز، والخطيب البغدادي، وسمع منه مكي الرميلي الحافظ وجماعة. وكان شيخًا صالحًا دينًا كثير الصلاة حسن التلاوة للقرآن، وكان ذا لسن وفصاحة في المجالس والمحافل. توفي فجأة في الصلاة في شهر رمضان سنة ثمان وستين وأربعمائة (¬1). * ابن منده (ت 470 هـ) هو عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني، أبو القاسم. حدث عن: أبيه فأكثر، وعن أبي جعفر بن المرزبان، وإبراهيم بن محمد الجلاب، وأبي بكر بن مردويه، وأبي ذر بن الطبراني، وأبي عمر الطلحي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وغيرهم كثير. ورحل في طلب العلم إلى بغداد وواسط ومكة ونيسايور، فسمع: أبا عمر بن مهدي، وأبا محمد بن البيع، وابن الصلت الأهوازي، وأبا الحسن بن جهضم، وابن نظيف الفراء، وأبا بكر الحيري. وكتب وصنف تصانيف كثيرة، وكان قدوة أهل السنة بأصبهان وشيخهم في وقته، مجتهدًا متبعًا آثار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويحرض الناس عليها، شديدًا على ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة" 3/ 434، "سير أعلام النبلاء" 18/ 391، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 18.

* الشريف أبو جعفر الهاشمي العباسي (ت 470 هـ)

أهل البدع، مباينًا لهم، وما كان في عصره وبلده مثله في ورعه وزهده وصيانته. توفي في شوال سنة سبعين وأربعمائة (¬1). * الشريف أبو جعفر الهاشمي العباسي (ت 470 هـ) هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن يونس ابن محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، الشريف أبو جعفر. سمع: أبا القاسم بن بشران، وأبا محمد الخلال، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا طالب العُشاري، وغيرهم. وتفقه على القاضي أبي يعلى، وشهد عند أبي عبد اللَّه الدامَغَاني، ثم ترك الشهادة قبل وفاته، وقد أئنى عليه ابن السمعاني وابن عقيل. كان عالمًا فقيهًا، ورعًا عابدًا، زاهدًا، قوالًا بالحق، لا يحابي، ولا تأخذه في اللَّه لومة لائم، شديدًا على أهل البدع، فحبس، فضج الناس، فأطلق. توفي ليلة الخميس سحر خامس عشر من صفر سنة سبعين وأربعمائة، وغسله أبو سعد البرداني وابن القيم بوصية، وصلى عليه يوم الجمعة ضحى بجامع المنصور أخوه الشريف أبو الفضل محمد، ولم يسع الجامع الخلق، ولم يبق رئيس ولا مرؤوس من أرباب الدولة وغيرهم إلا حضره، ولما توفي دفن إلى جانب قبر الإمام أحمد (¬2). ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة" 3/ 447، "السير" 18/ 349، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 51. (¬2) "طبقات الحنابلة" 3/ 439، "تاريخ الإسلام" 31/ 323، "النجوم الزاهرة" 5/ 106، "المقصد الأرشد" 2/ 144.

* ابن البناء (ت 471 هـ)

- من مؤلفاته: 1 - " رؤوس المسائل": وهو مطبوع بتحقيق: أ. د/ عبد الملك الدهيش، نشر دار خضر، ط 1 (1421 هـ - 2000 م). 2 - "شرح المذهب": ذكره ابن رجب في "الذيل" 1/ 33، وقال: وصل فيه إلى أثناء الصلاة، وسلك فيه مسلك القاضي في "الجامع الكبير". 3 - "أدب الفقه": ذكره ابن رجب في "الذيل" 1/ 33، وقال: جزء من أدب الفقه وبعض فضائل أحمد وترجيح مذهبه. * ابن البناء (ت 471 هـ) هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد اللَّه المعروف بابن البناء. ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة. سمع الحديث من: هلال الحفار، وأبي القاسم الغوري، وأبي محمد السكري، وأبي الحسين، وأبي القاسم ابني بشران، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وأبي الحسن الحمامي، وآخرين. وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي بالقراءات، وعلى غيره، وتفقه على القاضي أبي يعلى وعلق عنه المذهب والخلاف، ودرس في الجانب الشرقي بدار الخلافة في حياة القاضي أبي يعلى وبعد وفاته. حدث عنه: أحمد بن ظفر المغازلي، وأبو منصور عبد الرحمن القزاز، وإسماعيل بن السمرقندي، وابنا أبي غالب، أحمد ويحيى، وأبو الحسين بن الفراء، وأبو بكر قاضي المارستان. قال الذهبي: الرجل في نفسه صدوق. وصنف كتبًا في الفقه والحديث والفرائض وأصول الدين وفي علوم مختلفات وكان متقنًا في العلوم، وكانت له حلقتان إحداهما: في جامع

المنصور، والأخرى: في جامع القصر للفتوى والوعظ وقراءة الحديث. توفي يوم السبت الخامس من رجب سنة إحدى وسبعين وأربعمائة (¬1). - من مؤلفاته: 1 - " المقنع في شرح الخرقي": وهو مطبوع بعنوان "كتاب المقنع في شرح مختصر الخرقي" بتحقيق د. عبد العزيز البعيمي، وصدرت الطبعة الأولى منه عن مكتبة الرشد بالرياض سنة (1414 هـ/ 1994 م). 2 - "الكافي المجدّد في شرح المجرد": وهو شرح "المجرد" لشيخه القاضي أبي يعلى. ذكره ابن رجب في "الذيل" وقد تحرفت كلمة "المجدّد" إلى: المحدد. وأورد منه بعض الفوائد التي أغرب بها ابن البناء في ذيل ترجمته. 3 - "الخصال والأقسام": ذكره ابن رجب في "الذيل" وفي كتابه "الخواتيم" (ص 192)، كما ضَمَّنه السامرِّي في كتابه "المستوعب" (¬2). وجعله المرداوي من جملة مصادر كتابه "الإنصاف" كما في المقدمة (ص 17). وتوجد نسخة منه في مكتبة الموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف الكويتية، محفوظة برقم 293/ أ. وهذِه النسخة عبارة عن قطعة من الكتاب تحتوي على الجزء الرابع منه، عدد أوراقها (12) ورقة ومسطرتها (35) سطرًا، كُتبت بخط نسخي عتيق، ويرجع تاريخ نسخها إلى ذي الحجة سنة (460 هـ) كما ذكر ذلك الشيخ إبراهيم بن عيسى على طرة الكتاب، حيث ذكر أن ناسخه أشار إلى ذلك في آخره. ويوجد على هذِه النسخة تملك لأبي البركات موهوب بن ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 18/ 380، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 12. (¬2) "المستوعب" 1/ 77 - 78. وتحرف الاسم في "الخواتيم" إلى: "الجعال والأقسام".

* ابن جلبة (ت 476 هـ)

علي بن موهب بن عسكر. 4 - "التعليق": ذكره المرداوي في "الإنصاف" 13/ 529. وحُقِّق منه كتاب الحج رسالة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية. 5 - "الإشراف": ذكره المؤلف في شرحه على الخرقي "المقنع" 1/ 241. 6 - "اللباس": ذكره ابن رجب في "الذيل". 7 - "نزهة الطالب في تجريد المذاهب": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 639 و"الهداية" 1/ 276. 8 - "الكامل في الفقه": ذكره ابن رجب في "الذيل". وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 1/ 205. 9 - "العقود": ذكره ابن مفلح في "الفروع" 4/ 173، والمرداوي في "الإنصاف" 1/ 17 في جملة المتون التي اعتمد عليها. * ابن جلبة (ت 476 هـ) هو عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الوهاب بن جلبة البغدادي ثم الحراني الجزار، أبو الفتح قاضي حران. تفقه بالقاضي أبي يعلى بن الفراء، وكتب تصانيفه. سمع من: أبي علي بن شاذان، وأبي بكر البرقاني، والحسن بن شهاب العكبري. وأخذ عنه: مكي الرميلي، والرحالة، وهبة اللَّه بن عبد الوارث الشيرازي. ومن مصنفاته: "مختصر المجرّد"، "رؤوس المسائل"، "أصول الفقه"، "كتاب النظام بخصال الأقسام". وفي زمانه كانت حران لمسلم بن قريش صاحب الموصل، وكان

* عبد الواحد الشيرازي (ت 486 هـ)

رافضيا، فعزم القاضي ابن جلبة على تسليم حران إلى جبق أمير التركمان لكونه سنيا، فأسرع ابن قريش إلى حران وحصرها، ورماها بالمنجنيق، وهدم سورها وأخذها، ثم قتل القاضي وولديه، وجماعة من أصحابه، وصلبهم على السور سنة ست وسبعين وأربعمائة (¬1). * عبد الواحد الشّيرازي (¬2) (ت 486 هـ) هو عبد الواحد بن محمد، أبو الفرج الشيرازي المعروف بالمقدسي. صحب القاضي أبا يعلى، وتردد إلى مجلسه سنين عدة، وعلق عنه أشياء في الأصول والفروع، ونسخ واستنسخ من مصنفاته. وقدم الشام فسكن ببيت المقدس، فنشر مذهب الإمام أحمد فيما حوله، ثم أقام بدمشق فنشر المذهب وتخرج به الأصحاب، وسمع بها من أبي الحسن السمسار، وأبي عثمان الصابوني، ووعظ، واشتهر أمره، وحصل له القبول التام. وكانت له كرامات ظاهرة ووقعات مع الأشاعرة وظهر عليهم بالحجة في مجالس السلاطين ببلاد الشام. وكان إماما عارفا بالفقه والأصول، شديدا في السنة، زاهدا عارفا، عابدا متألها، وكان تتش صاحب دمشق يعظمه. وله تصانيف في الفقه والوعظ والأصول. توفي يوم الأحد ثامن عشرين ذي الحجة، سنة ست وثمانين وأربعمائة بدمشق (¬3). ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة" 3/ 452، "السير" 18/ 560، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 93. (¬2) وهو جد الأسرة التي كانت معروفة في الشام بـ "بيت ابن الحنبلي" وفيهم كثير من العلماء. (¬3) "طبقات الحنابلة" 3/ 461، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 153.

* يعقوب بن إبراهيم البرزبيني (ت 486 هـ)

- من مؤلفاته: 1 - " الإيضاح": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وابن مفلح في "الآداب" 2/ 448، وابن اللحام في "القواعد" (ص 75)، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 155، و"الهدية" 1/ 634. 2 - "المُبْهِج": ذكره ابن رجب في "الذيل" وأورد منه بعض المسائل الغريبة في المذهب، وذكره البغدادي في "الإيضاح" 2/ 425 و"الهدية" 1/ 634، وابن اللحام في "القواعد" (ص 25). وهو من جملة مصادر المرداوي لكتابه "الإنصاف" كما في مقدمته (ص 17). 3 - "مختصر في الحدود": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي في "المنهج" 3/ 10. 4 - "مختصر في أصول الفقه": ذكره ابن رجب، والعليمي في "المنهج" 3/ 10، وأحال عليه ابن مفلح في "الآداب" 3/ 158. 5 - "مسائل الامتحان": ذكره ابن رجب 1/ 71، والعليمي في "المنهج" 3/ 10، والبغدادي في "الهدية" 1/ 634. 6 - "الممتع": ذكره ابن اللحام في "القواعد" (ص 242). 7 - "الإشارة": ذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 17) في جملة المصادر. * يعقوب بن إبراهيم البرزبيني (ت 486 هـ) هو يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن سطورا العكبري، أبو علي القاضي الحنبلي، تلميذ القاضي أبي يعلى. سمع الحديث من أبي إسحاق البرمكي، وتفقه على القاضي أبي يعلى،

* رزق الله التميمي (ت 488 هـ)

حتى برع في الفقه، وعليه تفقه القاضي أبو حازم، وأبو الحسين بن الزاغوني، وأبو سعد المخرمي، وطلحة العاقولي، وغيرهم. وممن روى عنه القاضي أبو طاهر بن الكرخي، وأخوه أبو الحسن. كانت له يد قوية في القرآن والحديث، والفقه والمحاضرة، وقرأ عليه عامة الحنابلة ببغداد، وانتفعوا به، وكان حسن السيرة، جميل الطريقة، جرت أموره في أحكامه على سداد واستقامة. صنف كتبا في الأصول والفروع، قال ابن رجب: له تصانيف في المذهب؛ منها: "التعليقة" في الفقه، في عدة مجلدات، وهي ملخصة من تعليقة شيخه القاضي. ثم ساق منها بعض المسائل التي أغرب بها القاضي يعقوب. وكان له تلامذة كثيرون، وكان مبارك التعليم، لم يدرس عليه أحد إلا أفلح وصار فقيها. وكانت حلقته بجامع القصر. توفي يوم الثلاثاء ثاني عشرين شوال سنة ست وثمانين وأربعمائة (¬1). * رزق اللَّه التميمي (ت 488 هـ) هو أبو محمد رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد. ولد سنة أربعمائة، وقيل: سنة إحدى وأربعمائة. أحد الحنابلة المشهورين في الحنبلية هو وأبوه وعمه وجده. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي، وسمع الحديث من أبي عمر بن مهدي وأبي الحسن الحمامي وأحمد بن علي بن البادي وأبي الحسين وأبي القاسم ابني بشران وأبي علي بن شاذان، وتفقه على القاضي أبي علي بن ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 19/ 93، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 164.

أبي موسى الهاشمي، وقرأ على القاضي أبي يعلى قطعة من المذهب وكان يفتي في المسائل المشهورة. حدث عنه خلق كثير، منهم: أبو عامر محمد بن سعدون العبدري، وابن طاهر المقدسي، وأبو علي بن سكرة، وإسماعيل بن محمد التيمي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو سعد بن البغدادي، وهبة اللَّه بن طاوس، ومحمد ابن عبد اللَّه بن العباس الحراني، وإسماعيل بن علي بن شهريار. وكان يجلس في حلقة أبيه بجامع المنصور للوعظ والفتوى إلى سنة خمسين وأربعمائة ثم انقطع عن المضي إلى جامع المنصور وانتقل إلى دار الخلافة بباب المراتب. وكان له قبول عند الأمراء والوزراء فلما ورد أصفهان كتب الناس عنه الحديث. وشهد عند قاضعى القضاة أبو عبد اللَّه ابن ماكولا وابن الدامغاني فقبلا شهادته. توفي ليلة النصف من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " شرح الإرشاد": ذكره ابن رجب، فقال: له تصانيف منها: "شرح الإرشاد" لشيخه ابن ابي موسى في الفقه والخصال والأقسام. وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 3/ 385. وقال الزركلي في "الأعلام" 3/ 19: "لعله هو المخطوط المسمى "كتابًا مما يذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل" في مكتبة جامعة الرياض 1928 م/ 2 (¬2). ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة" 3/ 464، "سير أعلام النبلاء" 18/ 609. (¬2) مخطوطات جامعة الرياض 6/ 116.

* أبو الفضل بن الحداد (ت 493 هـ)

* أبو الفضل بن الحداد (ت 493 هـ) هو عبد الباقي بن حمزة بن الحسين الحداد، الفرضي، أبو الفضل. ولد سنة خمس وعشرين وأربعمائة. وذكر ابن النجار: أنه سمع من أبوي الحسين بن المهتدي، وابن حسنون، وأبي علي المبارك، وهناد النسفي، وغيرهم. وأنه حدث باليسير. وروى عنه: أبو الغنائم سرايا بن هبة اللَّه الحراني، وأبو الفضل بن ناصر الحافظ، وسعيد بن الرزاز الفقيه، وأبو محمد المقرئ المعروف بسبط الخياط. وذكره ابن السمعاني، فقال: شيخ صالح، خير. ووثقه أبو الفضل بن ناصر الحافظ وأحسن الثناء عليه، وقال: ثقة خير. وقال الصفدى: كان صالحا ثقة. توفي يوم السبت رابع عشر شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب أبرز (¬1). - من مؤلفاته: - " الإيضاح في الفرائض": ذكره ابن رجب، وقال: "رأيت منه المجلد الأول، وهو حسن جدًّا، صنفه على مذهب الإمام أحمد، وحرَّر فيه نقل المذهب تحريرًا جيدًا". ثم ساق منه مسألة في توريث ذوي الأرحام. وذكره أيضًا: البغدادي في "الإيضاح" 1/ 155 و"الهدية" 1/ 495. * السراج جعفر بن أحمد (ت 500 هـ) هو جعفر بن أحمد بن الحسن بن أحمد البغدادي، أبو محمد السراج، القارئ، الأديب. ¬

_ (¬1) "الوافي بالوفيات" 18/ 20، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 208.

* أبو علي بن شهاب العكبري

ولد سنة سبع عشرة وأربعمائة في آخرها، أو في أول سنة ثمان عشرة. سمع: أبا علي بن شاذان، وأبا محمد الخلال، وأبا القاسم بن شاهين، والبرمكي والقزويني، وعبد العزيز الكناني، والخطيب البغدادي، وغيرهم. وحدث عنه: ابنه ثعلب، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، ومحمد بن ناصر، وأبو الفتح بن البطي، وأبو طاهر السلفي، وسلمان الشحام، وأبو الحسن بن الخل، وعبد الحق اليوسفي، وأبو الفضل خطيب الموصل، وشهدة بنت الإبري، وخلق كثير. قال شجاع الذهلي: كان صدوقا، ألف في فنون شتى. وقال أبو بكر بن العربي: ثقة، عالم، مقرئ، له أدب ظاهر، واختصاص بأبي بكر الخطيب. وقال ابن ناصر: كان ثقة، مأمونا، عالما فهما صالحا. وقال الذهبي: الشيخ، الإمام، البارع، المحدث، المسند، بقية المشايخ. وكان أديبا شاعرا، لطيفا صدوقا، ثقة. وصنف كتبا حسانا، منها: كتاب "مصارع العشاق" وكتاب "حكم الصبيان" وكتاب "مناقب السودان". وشعره مطبوع. وقد نظم كتبا كثيرة شعرا، فنظم كتاب "المبتدأ" وكتاب "مناسك الحج"، وكتاب "الخرقي"، وكتاب "التنبيه" وغيرها. توفي ليلة الأحد العشرين من صفر سنة خمسمائة (¬1). * أبو علي بن شهاب العكبري كأنه من ولد ابن شهاب المتقدم. نقل من كلام القاضي أبي يعلى، وأبي الخطّاب. ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 19/ 228، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 231.

* محمد بن على المراق (ت 505 هـ)

قال ابن رجب: ما وقعت له على ترجمة. ومن الناس من يظنه الحسن بن شهاب الكاتب الفقيه صاحب ابن بطة. وهو خطأ عظيم (¬1). - من مؤلفاته: - " عيون المسائل": ذكره ابن رجب، وأفاد منه ابن مفلح في "الآداب" 1/ 127، 357، 2/ 256 وابن اللحام في "القواعد" (ص: 25، 117، 278) وهو من جملة الكتب المعتمدة في "الإنصاف" كما في مقدمته، قال: من المضاربة إلى آخره. * محمد بن على المراق (ت 505 هـ) هو محمد بن علي بن محمد بن عثمان بن المراق الحلواني، أبو الفتح الفقيه الزاهد. ولد سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. وسمع الحديث من أبي الحسين بن المهتدي وأبي الغائم بن المأمون، والقاضي أبي علي، وأبي جعفر بن المسلمة، والصريفيني، والنهرواني، وغيرهم. ورأى القاضي أبا يعلى وصحبه مدة يسيرة، ثم تفقه على صاحبيه الفقيهين: أبي علي يعقوب، وأبي جعفر الشريف. ودرس عليهما الفقه أصولا وفروعا، حتى برع فيهما. وأفتى، ودرس بمسجد الشريف أبي جعفر بعد شافع. وحدث بشيء يسير. قال ابن شافع: كان ذا زهادة وعبادة. وروى عنه السلفي في مشيخته، وقال: كان من فقهاء الحنابلة ببغداد. وكان مشهورا بالورع الثخين، والدين المتين. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 376.

* أبو الخطاب الكلوذاني (ت 510 هـ)

توفي يوم الجمعة -يوم عيد النحر- سنة خمس وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: 1 - " كفاية المبتدي": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وذكره البغدادي في "الإيضاح" 2/ 373، و"الهدية" 2/ 81، وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 16/ 526، 534. وتوجد منه نسخة في مكتبة الأوقاف ببغداد، برقم (17971). 2 - مصنف في أصول الفقه: ذكره ابن رجب في "الذيل"، ولم يفصح عن اسمه، وقال: في مجلدين. 3 - "مختصر العبادات": ذكره ابن رجب في "الذيل". 4 - "الروايتين والوجهين": ذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف". * أبو الخطاب الكلوذاني (ت 510 هـ) هو الشيخ، الإمام، العلامة، الورع، شيخ الحنابلة، أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن حسن العراقي، الكلوذاني، ثم البغدادي، الأزجي، تلميذ القاضي أبي يعلى بن الفراء. ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. سمع: أبا محمد الجوهري، وأبا علي محمد بن الحسين الجازري، وأبا طالب العشاري، وجماعة. وروى عنه: ابن ناصر، والسلفي، وأبو المعمر الأنصاري، والمبارك بن خضير، وأبو الكرم بن الغسال. قال السلفي: هو ثقة، رضًى، من أئمة أصحاب الإمام أحمد. قال ابن النجار: درس الفقه على أبي يعلى، وصار إمام وقته، وشيخ عصره، وصنف في المذهب والأصول والخلاف والشعر الجيد. ¬

_ (¬1) "الوافي بالوفيات" 4/ 149، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 246.

قال الذهبي: كان أبو الخطاب من محاسن العلماء، خيرا صادقا، حسن الخلق، حلو النادرة، من أذكياء الرجال، روى الكثير، وطلب الحديث وكتبه (¬1). - من مؤلفاته: 1 - " الانتصار في المسائل الكبار": حُقِّق الكتاب على مخطوطة وحيدة في ثلاثة أجزاء: الطهارة، الصلاة، الزكاة. وفي مقدمة كل جزء دراسة وافية عن المؤلّف، تَوزَّع ذلك ثلاثة من الأساتذة الأفاضل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (¬2). وصدر عن مكتبة العبيكان بالرياض سنة (1413 هـ / 1993 م). 2 - "رؤوس المسائل": ويقال له: الخلاف الصغير. ذكره ابن رجب في "الذيل"، والذهبي في "السير" 19/ 349، والبعلي في "المطلع" (ص 453)، والعليمي في "المنهج" 3/ 58، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 547 و"الهدية" 2/ 6. وجعله المرداوي في جملة كتبه المعتمدة في "الإنصاف" كما ألمح في المقدمة (ص 16). وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الكتاب وأَثَر عن جدّه أبي البركات أنه كان يقول لمن يسأله عن ظاهر مذهب أحمد: إنه ما رجَّحه أبو الخطاب في رؤوس مسائله (¬3). 3 - "الهداية": طُبع في مجلدين في مطابع القصيم عام (1390 هـ/ 1970 م) بتحقيق الشيخين: إسماعيل الأنصاري وصالح السلمان العمري. ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة" 3/ 479، "سير أعلام النبلاء" 19/ 348. (¬2) حقق قسم الطهارة الدكتور سليمان بن عبد اللَّه العمير، وقسم الصلاة الدكتور عوض بن رجاء بن فريح، والزكاة الدكتور عبد العزيز بن سليمان بن إبراهيم البعيمي. (¬3) "مجموع الفتاوى" 20/ 228، "ذيل الطبقات" 1/ 116.

* أبو الوفاء بن عقيل (ت 513 هـ)

وراجعه أخوه الأستاذ ناصر العمري. 4 - "التمهيد في أصول الفقه": وهو مطبوع بتحقيق د. مفيد أبو عمشة، ود. محمد إبراهيم، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، سنة (1406 هـ/ 1985 م). 5 - "العبادات الخمس": وهو مطبوع بتحقيق د. ناصر السلامة، نشر دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث بالفيوم. 6 - "المفردات": ذكره الشيخ بكر أبو زيد في "المدخل" (هـ 910). 7 - "مناسك الحج": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي في "المنهج" 3/ 58. 8 - "التهذيب في الفرائض": طبع بتحقيق: د. راشد الهزاع، في رسالة قدّمها للمعهد العالي للقضاء لنيل درجة الدكتوراه، ونشرته دار الخزّاز بالرياض (1416 هـ). 9 - "الفتاوى الرحبية": ذكرها ابن رجب في "الذيل" و"القواعد" (ص 37)، وتلميذه ابن اللحام في "القواعد الأصولية" (ص 44)، والمرداوي في "الإنصاف" 16/ 71. * أبو الوفاء بن عقيل (ت 513 هـ) هو الإمام العلامة البحر، شيخ الحنابلة، أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد ابن عقيل بن عبد اللَّه البغدادي الظفري، الحنبلي المتكلم، صاحب التصانيف. كان يسكن الظفرية، ومسجده بها مشهور، ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. سمع: أبا بكر بن بشران، وأبا الفتح بن شيطا، وأبا محمد الجوهري، والحسن بن غالب المقرئ، والقاضي أبا يعلى بن الفراء، وتفقه عليه.

وتلا بالعشر على أبي الفتح بن شيطا، وأخذ العربية عن أبي القاسم بن برهان، وأخذ علم العقليات عن شيخي الاعتزال أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبَّان صاحبي أبو الحسين البصري، فانحرف عن السنة. وحدث عنه: أبو حفص المغازلي، وأبو المعمر الأنصاري، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وأبو بكر السمعاني، وأبو طاهر السلفي، وأبو الفضل خطيب الموصل، وابن ناصر، وآخرون. قال ابن عقيل: عصمني اللَّه في شبابي بأنواع من العصمة، وقصر محبتي على العلم، وما خالطت لعابا قط، ولا عاشرت إلا أمثالي من طلبة العلم، وأنا في عمر الثمانين أجد من الحرص على العلم أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين، وبلغت لاثنتي عشرة سنة، وأنا اليوم لا أرى نقصا في الخاطر والفكر والحفظ، وحدة النظر بالعين لرؤية الأهلة الخفية إلا أن القوة ضعيفة. قال ابن الجوزي: هو فريد فنه، وإمام عصره، كان حسن الصورة، ظاهر المحاسن، ديِّنًا حافظا للحدود، توفي له ابنان، فظهر منه من الصبر ما يتعجب منه، وكان كريمًا ينفق ما يجد، وما خلف سوى كتبه وثياب بدنه. اشتغل بمذهب المعتزلة في حداثته على ابن الوليد، فأراد الحنابلة قتله، فاستجار بباب المراتب عدة سنين، ثم أظهر التوبة. قال الذهبي: وكان يتوقد ذكاء، وكان بحر معارف، وكنز فضائل، لم يكن له في زمانه نظير على بدعته. توفي في يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وخمسمائة (¬1). ¬

_ (¬1) "طبقات الحنابلة" 3/ 482، "المنتظم" 9/ 212، "سير أعلام النبلاء" 19/ 443، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 316.

- من مؤلفاته: 1 - " الفنون": قال عنه ابن الجوزي: يقع في (200) مجلد، وقع له منها (150) مجلدًا، وقال أبو حكيم النهرواني: وقفت على السِّفر الرابع بعد الثلاث مئة من كتاب "الفنون"، وقال الذهبي: لم يصنف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب؛ حدثني من رأى منه المجلد الفلاني بعد الأربع مئة: ونقل ابن رجب عن بعض شيوخ بغداد أنه يقع في (800) مجلد. قال الحافظ ابن رجب: "هو كتاب كبير جدا فيه فوائد كثيرة جليلة، في الوعظ، والتفسير، والفقه، والأصلين، والنحو، واللغة، والشعر، والتاريخ، والحكايات، وفيه مناظراته ومجالسه التي وقعت له، وخواطره ونتائج فكره قيدها فيه". فهو كتاب سجل فيه صاحبه مسيرة حياته على طريقة المذكرات الخاصة. وقد اختصره أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي البغدادي (ت 597 هـ) في بضعة عشر مجلدًا، واختصره أيضًا يحيى بن أبي منصور الحبيشي المعروف بابن الصيرفي (ت 678 هـ). وقد طُبع منه مجلدان في بيروت، وصدر عن دار المشرق سنة (1388 هـ/ 1969 م)، بعناية جورج المقدسي. 2 - "الفصول" - "كفاية المفتي": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في عشر مجلدات. والعليمي في "المنهج" 3/ 91، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 63، 3/ 114 والبغدادي في "الهدية" 1/ 695. وهو من جملة مصادر المرداوي في "الإنصاف" كما في المقدمة (ص 16) ومن مصادر زيادات السامرّي في كتابه "المستوعب" على الأصول التي ضمّنها كتابه المذكور (¬1). ¬

_ (¬1) "المستوعب" 1/ 79.

نسخه الخطية: توجد أجزاء من هذا الكتاب، من ذلك: 1 - نسخة في دار الكتب المصرية، رقم 13/ 3104 - فقه حنبلي، عدد أوراقها (229) ورقة في (27) سطرًا بخط نسخ معتاد. وهذِه النسخة تحتوي على الجزء الثالث، كُتبت في القرن السابع، وفيها خرم من الوسط، تبتدئ بفصول الخراج بالضمان، وتنتهي بفصل: ونقل الأثرم في رجل كان له على رجل دراهم. . . ويلاحظ أن الجزء غير مرتب في أوراقه (¬1). ومن هذِه النسخة صورة في جامعة أم القرى، برقم (34) وأخرى برقم (110). 2 - نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق، رقم (2752)، عدد أوراقها (149) ورقة في (13) سطرًا، بخط نسخ واضح. وهذا الجزء يبدأ بكتاب السير وينتهي بكتاب الهدنة، وهو ناقص من آخره. ومنها صورة في جامعة أم القرى رقم (264)، وصورة في الجامعة الإسلامية بالمدينة رقم 1277/ 2. 3 - نسخة في مكتبة شستربتي بإيرلندا، محفوظة برقم (5369)، عدد أوراقها (274) ورقة في (20) سطرًا، بخط نسخ واضح، كُتبت في القرن الثامن تقريبًا. وهي تحتوي على الجزء الثالث من الكتاب، من أول كتاب الحج إلى آخر كتاب القرض. ومنها صورة بجامعة أم القرى رقم (124) وأخرى في الجامعة الإسلامية، رقم 8164/ 3. 4 - نسخة في دار الكتب المصرية، رقم (13) فقه حنبلي، عد أوراقها (300) ورقة في (24) سطرًا بخط مشرقي. ومنها صورة في الجامعة الإسلامية برقم (2089). 3 - "عُمَد الأدلة": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي في "المنهج" ¬

_ (¬1) فهرس المخطوطات المصورة للأستاذ فؤاد السيد 1/ 327.

3/ 91 وفيهما: "عُمْدةُ"، وابن تيمية في "الفتاوى" 20/ 227. كما ذكره ابن اللحام في "القواعد الأصولية" (ص 43، 228)، والمرداوي في "الإنصاف" 5/ 77. وذكره ابن القيم في "إعلام الموقعين" 2/ 156 ووصفه بأنه في الخلاف وأنه من آخر كتبه. 4 - "الإشارة": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلد لطيف، وهو مختصر كتاب "الروايتين والوجهين". وذكره المرداوي في "الإنصاف" 2/ 328 والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 85، و"الهدية" 1/ 695 وقال فيهما: في الأصول. 5 - "الإرشاد": ذكره ابن حميد في "الدر المنضد" (ص 25) على أنه في الفقه أو الأصول، وهو في أصول الدين، كما صرح بذلك ابن رجب. 6 - "الواضح في أصول الفقه": وهو مطبوع بتحقيق: د. عبد اللَّه التركي، وصدر عن مؤسسة الرسالة سنة (1420 هـ/ 1999 م). 7 - "المفردات": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي في "المنهج" 3/ 91، وأفاد منه ابن اللحام في "القواعد الأصولية" (ص 119، 129، 207، 232، 271) كما جعله المرداوي من جملة مصادر "الإنصاف". 8 - "المجالس النظريات": ذكره ابن رجب في "الذيل"، واستكثر من الإحالة عليه في قواعده، وذكره العليمي في "المنهج" 3/ 91، وأفاد منه المرداوي في "الإنصاف" 12/ 395. 9 - "التذكرة": وهو مطبوع بتحقيق: د. ناصر السَّلامة، نشر دار إشبيليا، ط 1، 1422 هـ - 2001 م 10 - "المنثور": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي في "المنهج" 3/ 91 والبغدادي في "الهداية" 1/ 695. وأفاد منه المرداوي في "الإنصاف" 2/ 324.

11 - "الفتاوى": ذكره المرداوي في "الإنصاف" 16/ 70، والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 155 ونقل منها ابن القيم كثيرًا في كتابه "بدائع الفوائد". 12 - "شرح الخرقي": وهو من الشروح التي يذكرها الزركشي في كتابه وينقل عنها، كما أفاد محققه في المقدمة (ص 44). 13 - "رؤوس المسائل": ذكره البعلي في "المطلع" (ص 445). 14 - "الروايتين والوجهين": ذكره البغدادي في "الإيضاح" 2/ 299 و"الهدية" 1/ 695 وقال: يقال: في سبعين وأربعمئة جزء. وقال ابن رجب عن كتاب "الإشارة": "وهو مختصر كتاب الروايتين والوجهين". 15 - "الجدل في الفقه": وهو مطبوع، صدر عن مجلة الدراسات الشرقية للمعهد الفرنسي بدمشق سنة (1967 م) بتحقيق جورج مقدسي، وأصدرت طبعة مصورة منه مكتبة الثقافة الدينية بالقاهرة، دون ذكر التاريخ. 16 - "فصول في الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة": ذكره الشيخ بكر في "المدخل" (ص 890)، وتوجد منه قطعة في مكتبة لاله لي بتركيا. 17 - "الصداق": ذكره ابن رجب في "القواعد" (ص 53). 18 - جزء في الأصول: توجد منه نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق رقم 245 (30) حديث، تقع في (22) ورقة بحجم (21 × 15 سم)، كُتبت في القرن السادس (نحو سنة 576 هـ) (¬1). 19 - "جزء في بيع الوقف": أشار إليه ابن رجب في "الذيل" 1/ 349 لدى ذكر مفاريده في المذهب، وذكر في ترجمة المبارك بن علي، أبو سعد المخرمي؛ أن له مناظرة مع ابن عقيل في مسألة بيع الوقف، ثم ذكر مضمون المناظرة ملخصًا 1/ 366، ولعلها هي هذا الجزء. ¬

_ (¬1) فهرس المخطوطات المصورة 1/ 244.

* ابن أبي يعلى (ت 526 هـ)

* ابن أبي يعلى (ت 526 هـ) هو القاضي أبو الحسين محمد ابن القاضي الكبير أبي يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء الحنبلي، البغدادي. وُلد ليلة النصف من شعبان سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. وسمع الحديث من أبيه، وعبد الصمد بن المأمون، وأبي بكر الخطيب، والعاصمي، وطبقتهم. وتوفي والده وهو صغير، فتفقه على الشريف أبي جعفر. وحدث، وسمع منه خلق كثير من الأصحاب وغيرهم، منهم: ابن ناصر، ومعمر بن الفاخر، وابن الخشاب، والجنيد بن يعقوب الجيلي الفقيه، وعبد الغني بن الحافظ أبي العلاء الهمداني، وأبو نجيح محمود بن أبي المرجا الأصبهاني الحنبلي، وعبد الوهاب بن أبي حبسة، وابن عساكر الحافظ. برع في الفقه، وأفتى وناظر، وكان عارفا بالمذهب، متشددا في السنة، متعصبا في مذهبه، وكان كثيرا ما يتكلم في الأشاعرة ويسمعهم. قال الذهبى: كان دينا ثقة. وقال ابن النجار: تميز وصنف في الأصلين والخلاف والمذهب، وكان دينا ثقة، حميد السيرة. وكان للقاضي أبي الحسين بيت في داره بباب المراتب يبيت فيه وحده، فعلم بعض من كان يخدمه ويتردد إليه بأن له مالا، فدخلوا عليه ليلا، وأخذوا المال وقتلوه، ليلة الجمعة -ليلة عاشوراء- سنة ست وعشرين وخمسمائة (¬1). ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 19/ 601، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 391.

* أبو خازم ابن أبي يعلى (ت 537 هـ)

- من مؤلفاته: - " طبقات الحنابلة": مطبوع طبعتين: الأولى: بتحقيق: محمد حامد الفقي، نشر دار المعرفة/ بيروت. الثانية: بتحقيق: د. عبد الرحمن العثيمين، طبع على نفقة الملك عبد العزيز آل سعود. - "المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد": طُبع بعنوان "جزء المسائل التي حلف عليها أحمد" بتحقيق محمود الحداد، وصدر عن دار العاصمة (1407 هـ - 1987 م). - "التمام": مطبوع بتحقيق: د. عبد اللَّه الطيار، ود. عبد المدَّالله، وصدر عن دار العاصمة (1414 هـ - 1994 م). - "المفتاح": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي في "المنهج الأحمد" 3/ 107. - "رؤوس المسائل": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 3/ 107. - "المجموع في الفروع": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 3/ 107. - "المفردات في الفقه": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 3/ 107. - "المفردات في أصول الفقه": ذكره ابن رجب في "الذيل". - "المقنع في النيات": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 3/ 107 * أبو خازم ابن أبي يعلى (ت 537 هـ) هو أبو خازم محمد بن القاضي الكبير أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء البغدادي الحنبلي. وأخو القاضي أبي الحسين المتقدم ذكره. وُلد في صفر سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وكنوه بكنية عمه أبي خازم محمد الراوي عن الدارقطني، وتوفي أبوه وهو يرضع.

سمع من: أبي جعفر بن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، وجابر بن ياسين، وطائفة، وتفقه على القاضي يعقوب البرزبيني تلميذ أبيه، حتى برع في العلم. وحدث عنه أولاده: أبو يعلى محمد، وأبو الفرج علي، وأبو محمد عبد الرحيم، وابن ناصر، وآخرون. قال ابن رجب: وذكر ابن نقطة: أنه حدث عن أبيه القاضي أبي يعلى، وما أظنه إلا بالإجازة، فإنه وُلد قبل موت والده بسنة، وقد ذكر أخوه القاضي أبو الحسين: أن والده أجاز له ولأخيه أبي خازم. وكان من الفقهاء الزاهدين، والأخيار الصالحين. توفي في صفر سنة سبع وعشرين وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " شرح الخرقي": ذكره ابن رجب، والعليمي 3/ 112، والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 448 - 449، و"الهدية" 2/ 86. حقق الباحث عبد العزيز الجوعي قسمًا منه -من باب السبق إلى آخر الكتاب- وقدمه لنيل درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة (1414 هـ). - "التبصرة في الخلاف": ذكره ابن رجب، والعليمي 3/ 112، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 222، 2/ 280 و"الهدية" 2/ 86. - "رؤوس المسائل": ذكره ابن رجب، والعليمي 3/ 112، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 547، "الهدية" 2/ 86. ¬

_ (¬1) "المنتظم" 10/ 34، "سير أعلام النبلاء" 19/ 604، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 410.

* أبو الحسن علي بن الزاغونى (ت 537 هـ)

* أبو الحسن علي بن الزاغونى (ت 537 هـ) هو أبو الحسن علي بن عبيد اللَّه بن نصر بن عبيد اللَّه بن سهل بن الزاغوني البغدادي. ولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة. سمع من: أبي جعفر بن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، وأبي محمد ابن هزارمرد، وابن النقور، وابن البسري، وعدد كثير. وعني بالحديث، وقرأ الكثير، وأسمع أخاه المعمر أبا بكر بن الزاغوني. حدث عنه: السلفي، وابن ناصر، وابن عساكر، وأبو موسى المديني، وأبو الفرج بن الجوزي، وبركات بن أبي غالب، وعمر بن طبرزد، وآخرون. قرأ القرآن بالقراءات، وقرأ من كتب اللغة والنحو وتفقه على يعقوب البرزباني. قال ابن الجوزي: صحبته زمانا فسمعت منه الحديث وعلقت عنه من الفقه والوعظ. وقال الذهبي: وكان من بحور العلم، كثير التصانيف، يرجع إلى دين وتقوى، وزهد وعبادة. توفي في سابع عشر المحرم سنة سبع وعشرين وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " الخلاف الكبير": ذكره ابن رجب، وابن مفلح في "المقصد الأرشد"، والعليمي 3/ 110، وابن تيمية في "الفتاوى" 20/ 227. - "المفردات": ذكره ابن رجب، وقال: في مجلدين، وهي مائة مسألة. وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 233، والعليمي 3/ 110، وأفاد منه المرداوي في "الإنصاف" 20/ 18. ¬

_ (¬1) "المنتظم" 10/ 32، "سير أعلام النبلاء" 19/ 605.

- "الإقناع": ذكره ابن رجب في "الذيل" وقال: في مجلد، وابن مفلح في "المقصد" 2/ 233، والعليمي 3/ 110، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 113، و"الهدية" 1/ 696، وأفاد منه المرداوي في "الإنصاف" 3/ 78، 336. وهو في الفقه، وخرّج منه ابن رجب عدة مسائل في "الذيل" مما هو من تفرداته وغرائبه. - "الواضح": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وابن مفلح في "المقصد" 2/ 233، والعليمي 3/ 115، والمرداوي في "الإنصاف" 3/ 29. وهو في الفقه اهتم المصنف فيه بذكر اختيارات الأصحاب، قال العليمي في ترجمة أبي بكر الآجرّي (ت 360 هـ): وذكر ابن الزاغوني في " الواضح في الفقه " عن أحمد رواية أن الجدّ كالأب، يحجب الإخوة، وهي اختيار أبي حفص العكبري، وأبي بكر الآجرّي. وعادته في هذا الكتاب أنه لا يذكر إلا اختيارات الأصحاب (¬1). - "التلخيص في الفرائض": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وابن مفلح في "المقصد" 2/ 233، والعليمي 3/ 111، والبغدادي في "الهدية" 1/ 696. وله أيضًا "جزء في عويص المسائل الحسابية"، ذكره ابن رجب وابن مفلح والعليمي. - "غُرر البيان": وهو في أصول الفقه، ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلدات عدّة، وابن اللحام في "القواعد الأصولية" (ص 107)، والعليمي 3/ 111، والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 145، و"الهدية" 1/ 696. - "شرح الخرقي": قال محقق "شرح الزركشي" في المقدمة (ص 44): "ومن شروحه -أي الخرقي- التي يذكرها الزركشي وينقل عنها: شرح ابن ¬

_ (¬1) "المنهج الأحمد" 2/ 271 ووقع فيه: "الزعفراني" بدل "الزاغوني".

* أحمد الدينوري (ت 532 هـ)

عقيل، وشرح ابن الزاغوني، وشرح التميمي، ولم أقف على ذكر شيء منها". - "مناسك الحج": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وأفاد منه مسألة شاذة في وقت رمي جمرة العقبة، والعليمي 3/ 111، وأفاد منه المرداوي في "الإنصاف" 1/ 46. - مصنف في "الدور والوصايا": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 3/ 111. - "الفتاوى الرِّحْبية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وكذلك ذكره العليمي 3/ 111، والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 156. وأفاد منه ابن رجب في كتابه "الخواتيم" (ص 87)، وكذلك المرداوي في "الإنصاف" 1/ 46، 15/ 343. - "الوجوه والنظائر": ذكره البغدادي في "الهدية" 1/ 696 وذكر معه كتابًا آخر باسم "مجموعات في المذهب والأصول". - "الوجيز": ذكره المرداوي في "الإنصاف" 1/ 216. * أحمد الدّينوري (ت 532 هـ) هو أحمد بن محمد بن أحمد، أبو بكر بن أبي الفتح الدينوري. أحد الفقهاء الأعيان، وأئمة أهل المذهب. سمع الحديث من أبي محمد التميمي، وأبي محمد السراج، وغيرهما. وتفقه على أبي الحطاب الكلوذاني. وبرع في المناظرة وكان أسعد الميهني -شيخ الشافعية- يقول: ما اعترض أبو بكر الدينوري على دليل أحد إلا ثلم منه ثلمة. قال ابن الجوزي: حَضَرتُ دَرْسَه بعد موت شيخنا ابن الزاغوني نحوًا من أربع سنين. وقال أيضا: وكان يرق عند ذكر الصالحين، ويبكي ويَقُول: للعلماء عند اللَّه قَدر، فَلعلّ اللَّه أن يجعلني منهم.

* محمد بن أبي الخطاب (ت 533 هـ)

توفي يوم السبت غرة جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " التحقيق في مسائل التعليق": ذكره ابن رجب، وذكره العليمي 3/ 119، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 1/ 170 - 171، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 267، و"الهدية" 1/ 83. وأفاد منه المرداوي في "الإنصاف" 4/ 379. * محمد بن أبي الخطاب (ت 533 هـ) هو محمد بن محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلوذاني، الفقيه أبو جعفر، ابن الإمام أبو الخطاب الكلوذاني. وُلد سنة خمسمائة، فيما ذكره أبو الحسن بن القطيعي في "تاريخه"، قال ابن القطيعي: وتفقه على أبيه وبَرَع في الفقه. فقال ابن رجب: هذا محال فإنَّ عمره يوم مات أبوه -على ما ذكر في مولده- يكون عشر سنين، فكيف تفقه عليه وبرع! ؟ توفي في سابع عشر جمادى الأولى -وقبل: ليلة الاثنين ثامن عشر جمادى الآخرة- سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة (¬2). - من مؤلفاته: - " الفريد": ذكره ابن رجب، وحكى عن ابن القطيعي أنه قال: هو عندي بخطه، قال: ثم ساق منه حديثًا وحكايات وشعرًا. وذكره البغدادي في "الإيضاح" 2/ 319 و"الهدية" 2/ 88 وقال: في فقه الحنابلة. ¬

_ (¬1) "المنتظم" 10/ 73، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 428. (¬2) "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 431.

* عبد الوهاب الشيرازي (536 هـ)

* عبد الوهاب الشِّيرازي (536 هـ) هو عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي الشيرازي، ثم الدمشقي، المعروف بابن الحنبلي، الفقيه الواعظ المفسر، شرف الإسلام أبو القاسم. تفقه على أبيه، وحدث عنه ببغداد ودمشق، وحدث بالإجازة عن أبي طالب بن يوسف، وسمع منه ببغداد أبو بكر بن كامل. أثنى عليه السلفي، ووثقه. وقال ابن النجار: حدث عن والده بحديث منكر. وقال عنه الذهبي: كان ذا لسن وفصاحة وصورة كبيرة. توفي والده وهو صغير، فاشتغل بنفسه، وتفقه وبرع، وناظر وأفتى، ودرس الفقه والتفسير، ووعظ، واشتغل عليه خلق كثير. وكان فقيهًا بارعًا، وواعظًا فصيحًا، وصدرًا معظمًا، ذا حُرمةٍ وحشمة وسؤددٍ ورئاسة، ووجاهةٍ وَجَلالة وهيبة. وكان له بجامع دمشق مجلس يعقده للوعظ، وقيل: إنه منع منه بسبب الفتن. وبنى بدمشق مدرسة داخل باب الفراديس، وهي المعروفة بالحنبلية. توفي رحمه اللَّه في ليلة الأحد سابع عشر صفر سنة ست وثلاثين وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " المنتخب في الفقه": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في مجلدين، والعليمي 3/ 126 وابن مفلح في "المقصد" 2/ 147، والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 568 و"الهدية" 1/ 638. ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 20/ 103، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 446.

* الحسين بن الهمذاني

وأفاد منه ابن مفلح في "الآداب" 1/ 468، والمرداوي في "الإنصاف" 6/ 117. وأكثر ابن اللحام من الإحالة عليه في كتابه "القواعد الأصولية" (¬1). - "المفردات": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 3/ 126، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 147، والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 529 و"الهدية" 1/ 638. * الحسين بن الهمذاني أبو عبد اللَّه شمس الحفاظ. له كتاب "المقتدى في الفقه" في المذهب، ذكره ابن الصقال الحرّاني في رسالته المسماة بـ "الإنبا عن تحريم الربا". وذكر أنه ذكر في هذا الكتاب أن العروض المحلَّى بأحد النقدين لا يجوز بيعه بأحدهما، قولًا واحدًا. وهذا موافقة لطريقة ابن أبي موسى وغيره (¬2). * عبد الرحمن الحلواني (ت 546 هـ) هو عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد الحلواني، الفقيه الإمام أبو محمد بن أبي الفتح. وُلد سنة تسعين وأربعمائة. روى عن: أبيه، وعلي بن أيوب البزار، والمبارك بن عبد الجبار، والحسين الخلال، وأبي نصر بن ودعان، وغيرهم. وتفقه على: أبيه، وأبي الخطاب. وسمع منه: يحيى بن طاهر بن النجار الواعظ. قال ابن شافع: كان فقيهًا في المذهب، يفتي وينتفع به جماعة أهل محلته. وقال ابن النجار: كان موصوفًا بالخير والصلاح والفضل. ¬

_ (¬1) "القواعد الأصولية" 96، 122، 154، 158، 169، 192، 287. (¬2) "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 10.

* ابن بركة (ت 554 هـ)

وقال ابن الجوزي: كان يتجر في الخل، وينتفع به، ولا يقبل من أحد شيئًا يره. وبرع في الفقه وأصوله، وناظر وصنف تصانيف في الفقه والأصول. توفي في يوم الاثنين سلخ ربيع الأول سنة ست وأربعين وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " التبصرة": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 3/ 143، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 222. وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 1/ 385 وابن مفلح في "الآداب" 1/ 189 وابن اللحام في "القواعد الأصولية" (ص 13، 25، 60، 73، 96، 210). وهو في الفقه كما صرحت بعض المصادر المذكورة. - "الهداية": وهو في أصول الفقه، ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 3/ 143، والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 351 و"الهدية" 1/ 519. - "تعليقة في مسائل الخلاف": قال ابن رجب في "الذيل" 2/ 39: "رأيت بخطه ما يقتضي أن له تعليقة في مسائل الخلاف كبيرة". وكذا ذكره العليمي 3/ 143، وذكره البغدادي في "الهدية" 1/ 519. - "الروايتين والوجهين": ذكره المرداوي في جملة مصادره لكتاب "الإنصاف" كما في المقدمة (ص 17). * ابن بركة (ت 554 هـ) هو أحمد بن معالي بن بركة الحربي. سمع: أبا عبد اللَّه بن البسري، وأبا الحسين بن الطيوري. وتفقه على: أبي الخطاب الكلوذاني. ¬

_ (¬1) "المنتظم" 10/ 146، "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 39.

* أبو حكيم النهرواني (ت 556 هـ)

روى عنه: ابن سكينة، وابن الأخضر، وأحمد بن يحيى بن هبة اللَّه. قال السمعاني: فقيه دين، حلو الوعظ. وقال ابن الجوزي: كان له فهم حسن، وفطنة في المناظرة، سمعت درسه مدة وكان قد انتقل إلى مذهب الشافعي ثم عاد إلى مذهب أحمد. وقال صدقة بن الحسين: كان شيخًا كبيرًا قد نيف على الثمانين، فقيهًا مناظرًا عارفًا له مخالطة مع الفقهاء، ومعاشرة مع الصوفية. وكان يتكلم كلامًا حسنًا، إلا أنه كان متلونًا في المذهب. قال ابن رجب: له تعليقة في الفقه، وقفت على جزء منها. توفي في يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وخمسمائة (¬1). * أبو حكيم النّهْرَواني (ت 556 هـ) هو إبراهيم بن دينار بن أحمد بن الحسين بن حامد بن إبراهيم النهرواني الرزاز، الفقيه الفرضي، الزاهد الحكيم الورع، أبو حكيم. ولد سنة ثمانين وأربعمائة. سمع الحديث من: أبي الحسن بن العلاف، وأبي عثمان بن ملة، وأبي القاسم بن بيان، وأبي الخطاب الكلوذاني، وأبي علي بن شهاب، وابن الحصين، وغيرهم. وتفقه على أبي سعد بن حمزة صاحب أبي الخطاب وروى عنه: ابن الجوزي، وابن الأخضر، وأبو نصر عمر بن محمد. قال ابن الجوزي: وكان زاهدا عابدا، كثير الصوم، وكان من العلماء ¬

_ (¬1) "المنتظم" 10/ 190، "سير أعلام النبلاء" 20/ 365، "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 70.

* علي بن عبدوس (ت 559 هـ)

العاملين بالعلم، كثير الصيام والتعبد، شديد التواضع، مؤثرا للخمول. وكان المثل يضرب بحلمه وتواضعه، وما رأينا له نظيرا في ذلك. وقال ابن رجب: برع في المذهب والخلاف والفرائض، وأفتى وناظر، وصنف تصانيف في المذهب والفرائض. وكانت له مدرسة بناها بباب الأزج، وكان يدرس ويقيم بها. وفي آخر عمره فوضت إليه المدرسة التي بناها ابن الشمحل بالمأمونية، ودرس بها أيضا. وقرأ عليه العلم خلق كثير، وانتفعوا به. توفى يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " شرح الهداية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: كتب منه تسع مجلدات ومات ولم يكمله. وكذلك ذكره العليمي 3/ 166، وذكره البغدادي في "الهدية" 1/ 9، وابن تيمية في "الفتاوى" 20/ 228. وأحال عليه ابن رجب في "الاستخراج" (ص 174)، وأفاد منه المرداوي في "الإنصاف" كما صرح في المقدمة (ص 22) وقال: قطعة منه. * علي بن عبدوس (ت 559 هـ) هو علي بن عمر بن أحمد بن عمار بن أحمد بن علي بن عبدوس الحراني، الفقيه الزاهد، العارف الواعظ، أبو الحسن. ولد سنة عشر -أو إحدى عشرة- وخمسمائة، على ما نقله القطيعي عن أبي المحاسن الدمشقي عنه. ¬

_ (¬1) "المنتظم" 10/ 201، "سير أعلام النبلاء" 20/ 396، "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 82، "شذرات الذهب" 4/ 176، "المقصد الأرشد" 1/ 222.

* أبو يعلى الصغير (ت 560 هـ)

وسمع ببغداد من الحافظ أبي الفضل بن ناصر، وغيره. وسمع منه الحديث أبو المحاسن عمر بن علي القرشي الدمشقي بحران. تفقه وبرع في الفقه والتفسير والوعظ، والغالب على كلامه التذكير وعلوم المعاملات. وله تفسير كبير، وهو مشحون بهذا الفن. قرأ عليه قرينه أبو الفتح نصر اللَّه بن عبد العزيز، وخاله الشيخ فخر الدين ابن تيمية في أول اشتغاله، وقال عنه: كان نسيج وحده في علم التذكير، والاطلاع على فنون التفسير، وله فيه التصانيف البديعة، والمبسوطات الوسيعة. توفي في آخر نهار يوم عرفة -وقيل: ليلة عيد النحر- سنة تسع وخمسين وخمسمائة بحران (¬1). - من مؤلفاته: - " المُذهب في المذهب": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وخرّج منه مسألة في استقبال القبلة، والعليمي 3/ 169، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 242، والبغدادي في "الهدية" 1/ 698. وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 1/ 83. - "التذكرة"، "التسهيل": ذكرهما المرداوي في جملة موارد كتابه "الإنصاف"، فقال في المقدمة (ص 19): ". . والتذكرة والتسهيل، لابن عبدوس المتأخر على ما قيل". وقال المرداوي في وصف "التذكرة": إنه بناها على الصحيح من الدليل (¬2). * أبو يعلى الصغير (ت 560 هـ) هو محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء، القاضي أبو يعلى الصغير. ويلقب عماد الدين ابن القاضي أبي خازم ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 90. (¬2) "الإنصاف" 1/ 24.

ابن القاضي الكبير أبي يعلى، شيخ المذهب في وقته. ولد يوم السبت لثمان عشرة من شعبان سنة أربع وتسعين وأربعمائة. تفقه على أبيه القاضي أبي خازم، وعلئ عمه القاضي أبي الحسين وسمع الحديث منهما، ومن أبي البركات طلحة العاقولي، وأبى الحسن بن العلاف، وأبي الغنائم النرسي، وابن نبهان، وغيرهم. وحدث، وسمع منه جماعة، منهم: أبو العباس القطيعي، وأبو إسحاق الصقال، وأبو المعالي بن شافع، وأبو بكر محمد بن المبارك بن الحضري. وقرأ عليه المذهب والخلاف جماعة كثيرة، منهم: أبو إسحاق الصقال، وأبو العباس القطيعي، وأبو البقاء العكبري. وبرع في المذهب والخلاف والمناظرة. وأفتى ودرس وناظر في شبيبته. وقال ابن رجب: وكان ذا ذكاء مفرط، وذهن ثاقب، وفصاحة. ولم يُرَ مثله في حسن عبارته، وعذوبة محاورته، وحسن سمته، ولطافة طبع، ولين معاشرة، ولطف تفهيم. عطر بالرياسة، خليق بالتصدر، جد واجتهد حتى صار أنظر أهل زمانه، وأوحد أقرانه، ذو خاطر عاطر، وفطنة ناشئة، أعرف الناس باختلاف أقوال الفقهاء. ظهر علمه في الآفاق، ورأى من تلاميذه من ناظر ودرس وأفتى في حياته. وولي القضاء بباب الأزج، ثم بواسط، وتوفي ليلة السبت -سحرًا- خامس جمادى الأولى سنة ستين وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " التعليقة": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في مسائل الخلاف، كبيرة. ¬

_ (¬1) "المنتظم" 10/ 213، "السير" 20/ 353، "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 95.

* يحيى بن هبيرة، أبو المظفر (ت 560 هـ)

- "المفردات": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 3/ 176، والبغدادي في "الهدية" 2/ 94. وأحال عليه المرداوي في موضع من "الإنصاف" 4/ 247. توجد منه نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق، محفوظة تحت رقم (2718). وهي الجزء الأول من الكتاب، عدد أوراقها (221) ورقة. - "شرح المذهب": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: وهو مما صنفه في شبيبته، وخرّج منه عدة مسائل، وكذلك العليمي 3/ 176، والبغدادي في "الهدية" 2/ 94. - "النكت والإشارات في المسائل المفردات": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 3/ 176، والبغدادي في "الهدية" 2/ 94. * يحيى بن هُبيرة، أبو المظفر (ت 560 هـ) هو يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الجهم بن عمر بن هبيرة بن علوان بن الحوفزان. وهو الحرث بن شريك بن عمرو بن قيس بن شرحبيل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة الشيباني، الدوري، ثم البغدادي، الوزير العالم العادل، صدر الوزراء، عون الدين، أبو المظفر. ولد في ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وأربعمائة بالدور -قرية من أعمال الدجيل- ودخل بغداد شابا. وقرأ القرآن بالروايات على جماعة. وسمع الحديث الكثير من جماعة، منهم: القاضي أبو الحسين بن الفراء، وأبو الحسين بن الزاغوني، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو عثمان بن ملة، ، وغيرهم. وقرأ الفقه على أبي بكر الدينوري، وقيل: على أبي الحسين بن الفراء.

وصحب أبا عبد اللَّه محمد بن يحيى الزبيدي الواعظ الزاهد من حداثته، وكمل عليه فنونًا من العلوم الأدبية وغيرها. قال ابن الجوزي: كانت له معرفة حسنة بالنحو، واللغة، والعروض، وصنف في تلك العلوم، وكان متشددًا في اتباع السنة، وسير السلف. وقال الذهبي: وكان دينا خيرا متعبدا عاقلا وقورا متواضعا، جزل الرأي، بارا بالعلماء، مكبًا مع أعباء الوزارة على العلم وتدوينه، كبير الشأن، حسن الزمان. وقال ابن رجب: لما ولي الوزير أبو المظفر رحمه اللَّه الوزارة بالغ في تقريب خيار الناس من الفقهاء والمحدثين والصالحين، واجتهد في إكرامهم وإيصال النفع إليهم، وارتفع أهل السنة به غاية الارتفاع. وتوفي في ليلة ثالث عشر جمادى الأولى سنة ستين وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " الإفصاح عن معاني الصِّحاح": ولعله هو نفسه كتاب "الإشراف على مذاهب الأشراف" قال العلامة الحجوي: له -أي ابن هبيرة- كتاب "الإشراف على مذاهب الأشراف" في المذاهب الأربعة ذكره في "كشف الظنون"، وهو في خزانتي والحمد للَّه، ينقل عنه "فتح الباري" كثيرًا (¬2). اهـ. طُبع في المطبعة العلمية بحلب سنة (1347 هـ/ 1928 م)، طبعه مؤرخ حلب الشيخ محمد راغب الطباخ على نفقته، وصدر في مجلد واحد، وهو القسم الفقهي من الكتاب. ¬

_ (¬1) "المنتظم" 10/ 214، "سير أعلام النبلاء" 20/ 426، "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 107. (¬2) "الفكر السامي" 2/ 359.

* الشيخ عبد القادر الجيلاني (561 هـ)

وطبعته المؤسسة السعيدية بالرياض سنة (1398 هـ / 1978 م) بإشراف الأساتذة سالم السيد الجلاد، وفتحي غريب، ومحمد شوقي أمين بالاعتماد على نسخة الظاهرية ونسخة المولوية. وطُبع الجزء الأول منه في دولة قطر في رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية بتحقيق الأستاذ الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد، وقدم له الشيخ عبد اللَّه ابن زيد آل محمود. وصدر سنة (1406 هـ/ 1986 م). وطبع طبعة أخرى بتحقيق: د. محمد يعقوب طالب عبيدي، نشر مركز فجر. وطُبع منه أجزاء بدار الوطن بالرياض. - "رحمة الأمة في اختلاف الأئمة": ولعله هو نفسه الكتاب السابق، وتوجد منه نسخة في دار الكتب المصرية محفوظة برقم (23198 ب) بالعنوان المذكور، تحتوي على (223) ورقة في (21) سطرًا، نسخها إبراهيم علي بخط نسخ حديث سنة (1275 هـ). كما توجد منه نسخة في دار الكتب الوطنية بتونس برقم (18064) وهي من مكتبة حسن حسني عبد الوهاب، تحتوي على (241) ورقة في (21) سطرًا، نسخها أحمد بن محمد بخط مغربي سنة (1244 هـ). ومن هاتين النسختين صورتان في جامعة أم القرى. - "العبادات الخمس": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والذهبي في "السير" 20/ 430، والعليمي 3/ 180، وابن ملفح في "المقصد" 3/ 108. * الشيخ عبد القادر الجيلاني (561 هـ) هو محيي الدين، عبد القادر بن أبي صالح عبد اللَّه ابن جنكي دوست أبو محمد الجيلي الحنبلي، شيخ بغداد. إمام الحنابلة وشيخهم في عصره، فقيه صالح دين خير، كثير الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة. سمع من: أبي غالب الباقلاني، وأحمد بن المظفر بن سوس، وأبي

القاسم بن بيان، وجعفر بن أحمد السراج، وأبي سعد بن خشيش. وحدث عنه: السمعاني، وعمر بن علي القرشي، والحافظ عبد الغني، والشيخ موفق الدين ابن قدامة، وعبد الرزاق وموسى ولداه. دخل بغداد في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، فتفقه على ابن عقيل، وأبي الخطاب، والمخرمي، وأبي الحسين بن الفراء، حتى أحكم الأصول والفروع والخلاف، وسمع الحديث، وقرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي، واشتغل بالوعظ إلى أن برز فيه، ثم لازم الخلوة والرياضة والمجاهدة والسياحة والمقام في الخراب والصحراء، وصحب الدباس، ثم إن اللَّه أظهره للخلق، وأوقع له القبول العظيم، فعقد مجلس الوعظ في سنة إحدى وعشرين، وأظهر اللَّه الحكمة على لسانه، ثم درس، وأفتى، وصار يقصد بالزيارة والنذور، وصنف في الأصول والفروع، وله كلام على لسان أهل الطريقة عال. وكان رحمه اللَّه في عصره معظمًا، يعظمه أكثر مشايخ الوقت من العلماء والزهاد. وله مناقب وكرامات كثيرة. توفي في ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمسمائة بعد المغرب. ودفن من وقته بمدرسته، وبلغ تسعين سنة (¬1). - من مؤلفاته: - " الغنية لطالبي طريق الحق": وهو مطبوع عدة طبعات منها: 1 - طُبع في القاهرة، بتصحيح فاروق إبراهيم عبد الغفار الدسوقي، وصدر عن دار الطباعة بالقاهرة سنة (1298 هـ/ 1871 م). 2 - وطُبع في المطبعة الأميرية ببولاق (القاهرة) سنة (1288 هـ - 1876 م) ¬

_ (¬1) "المنتظم" 10/ 219، "السير" 20/ 439، "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 187.

* مكي بن هبيرة (567 هـ)

وأعيد طبعه بالأوفست في دار المعرفة ببيروت، دون تاريخ. 3 - وطُبع في الهند على نفقة عز الدين المطبع المرتضوي، طبعة حجرية، سنة (1890 م). 4 - وطُبع في مكة المكرمة في المطبعة الميرية سنة (1314 هـ/ 1896 م). 5 - وطُبع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر سنة (1375 هـ/ 1956 م) في جزأين، بتصحيح لجنة التصحيح في المطبعة. 6 - وطبع في مكتبة الشرق الجديد ببغداد سنة (1405 هـ/ 1985 م) بتحقيق فرج توفيق الوليد في ثلاثة مجلدات. * مَكّي بن هُبَيْرة (567 هـ) هو مكي بن محمد بن هبيرة، الأديب أبو جعفر البغدادي. قال ابن رجب: أظنه أخا الوزير أبي المظفر. كان فاضلًا عارفًا بالأدب. نظم "مختصر الخرقي" وقرئ عليه مرات. وكان يلقب فخر الدولة. وكان خرج من بغداد بعد موت الوزير. توفي بنواحي الموصل سنة سبع وستين وخمسمائة (¬1). * أبو العلاء الهمذاني (ت 569 هـ) هو الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل بن سلمة بن عثكل بن إسحاق بن حنبل، أبو العلاء الهمذاني العطار. ارتحل إلى بغداد وأصبهان ونيسابور، وسمع من: عبد الرحمن بن حمد الدوني، وأبي القاسم بن بيان، وأبي علي بن نبهان، وأبي علي بن المهدي، وأبي علي الحداد، ومحمود الأشقر، وخلق كثير. وارتحل إلى خراسان، ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 261.

فسمع من محمد بن الفضل الفراوي "صحيح مسلم". وروى عنه: أبو أحمد عبد الوهاب ابن سكينة، وأبو المواهب ابن صصرى، وعبد القادر بن عبد اللَّه الرهاوي، ويوسف بن أحمد الشيرازي، وعتيق بن بدل المكي، وأولاده: أحمد، وعبد البر، وفاطمة، وآخرون. قال أبو سعد السمعاني: هو حافظ متقن، ومقرئ فاضل، حسن السيرة، جميل الأمر، مرضي الطريقة، عزيز النفس، سخي بما يملكه، مكرم للغرباء، يعرف الحديث والقراءات والآداب معرفة حسنة، سمعت منه بهمذان. وقال الذهبي: كان في القراءات أكبر منه في الحديث، مع كونه من أعيان أئمة الحديث. وقال أيضًا: وله التصانيف في الحديث، وفي الزهد والرقائق، وقد صنف كتاب "زاد المسافر" في خمسين مجلدا، وكان إماما في الحديث وعلومه. وحصل من القراءات ما إنه صنف فيها "العشرة والمفردات"، وصنف في الوقف والابتداء، وفي التجويد، وكتابا في ماءات القرآن، وفي العدد، وكتابا في معرفة القراء في نحو من عشرين مجلدا، استحسنت تصانيفه، وكتبت، ونقلت إلى خوارزم وإلى الشام، وبرع عنده جماعة كثيرة في القراءات. وكان إذا جرى ذكر القراء يقول: فلان مات عام كذا وكذا، ومات فلان في سنة كذا وكذا، وفلان يعلو إسناده على فلان بكذا. وكان عالما إماما في النحو واللغة. توفي في جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمسمائة، وله نيف وثمانون سنة (¬1). ¬

_ (¬1) "المنتظم" 10/ 248، "سير أعلام النبلاء" 21/ 40.

* محمد بن عبد الباقي المجمعي (ت 571 هـ)

* محمد بن عبد الباقي المُجمَّعي (ت 571 هـ) هو محمد بن عبد الباقي بن هبة اللَّه بن حسين بن شريف المُجَمَّعِي، أبو المحاسن الموصلي. أحد فقهاء الحنابلة المواصلة. ورد بغداد، وتفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن محمد بن محمد بن الفراء، وسمع بها الحديث والأدب، كان تاليًا لكتاب اللَّه، جمع كتابًا اشتمل على طبقات الفقهاء من أصحاب أحمد، وله مصنف في شرح غريب ألفاظ الخرقي. وكان بالموصل عمر الملا، مقدمًا في بلده، فاتهمه بشيء من ماله. وكان خصيصًا به، وضربه إلى أن أشفي، ثم أخرجه إلى بيته وبقي أيامًا يسيرة. وتوفي في رجب -أو شعبان- سنة إحدى وسبعين وخمسمائة بالموصل رحمه اللَّه (¬1). * علي بن محمد بن بكروس (ت 576 هـ) هو علي بن محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس، البغدادي، الفقيه، أبو الحسن. ولد يوم الاثنين ثالث رجب سنة أربع وخمسمائة. سمع الحديث من: ابن الحصين، والمزرفي، وأبي القاسم بن السمرقندي، وأبي غالب الماوردي. وحدث، وسمع منه جماعة، منهم: أبو الحسن بن القطيعي وروى عنه في "تاريخه". وتفقه في المذهب، وبرع، وأفتى وناظر، ودرس بمدرسة أخيه آخرًا. وصنف في المذهب، وله كتاب: "رؤوس المسائل"، وكتاب: "الأعلام". ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 292.

* عبد المغيث بن أبي حرب (ت 583 هـ)

ولزم بيته في آخر عمره لمرض حصل له، إلى أن توفي يوم الاثنين ثالث ذي الحجة، سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة الإمام أحمد (¬1). * عبد المغيث بن أبي حرب (ت 583 هـ) هو عبد المغيث بن زهير بن علوي الحربي، المحدث الزاهد، أبو المعز بن أبي حرب. ولد سنة خمسمائة تقريبًا. سمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي عبد اللَّه بن أبي علي بن البناء، وأبي الحسين بن الفراء، والقاضي أبي بكر الأنصاري، وهبة اللَّه الجريري، وأبي القاسم السمرقندي، وأبي منصور القزاز، وعبد الوهاب الأنماطي، وزاهر الشحامي، وخلق كثير، وعنى بهذا الشأن. وقرأ بنفسه على المشايخ، وكتب بخطه، وحصل الأصول، ولم يزل يسمع حتى سمع من أقرانه. وتفقه على القاضي أبي الحسين بن الفراء. وروى عنه: الشيخ موفق الدين، والحافظ عبد الغني، والبهاء عبد الرحمن المقدسيون، والحافظ محمد بن الدبيثي، وطائفة. قال الدبيثي: عني بطلب الحديث وسماعه، وجمعه من مظانه. فسمع الكثير وقرأ عليه الشيوخ. وكتب وحصل الأصول، وخرج وصنف. وكان ثقة صالحًا. صاحب طريقة حميدة. وحدث بالكثير وأفاد الطلبة. سمعنا منه، وكتبنا عنه. ونعم الشيخ كان. وقال الحافظ المنذري: اجتهد في طلب الحديث، وجمعه، وصنف وأفاد، وحدث بالكثير. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 328.

* نصر بن فتيان ابن المني (ت 583 هـ)

وقال ابن القطيعي: كان أحد المحدثين مع صلابته في الدين، واشتهاره بالسنة، وقراءة القرآن. وقال الذهبي: قد ألف جزءا في "فضائل يزيد" أتى فيه بعجائب وأوابد، لو لم يؤلفه، لكان خيرا. وقال أيضًا: ولعبد المغيث غلطات تدل على قلة علمه. وقال ابن رجب: صنف عبد المغيث: "الانتصار لمسند الإمام أحمد" أظنه ذكر فيه: أن أحاديث "المسند" كلها صحيحة. وله مصنف في حياة الخضر في خمسة أجزاء. وله كتاب: "الدليل الواضح في النهي عن ارتكاب الهوى الفاضح" يشتمل على تحريم الغناء وآلات اللهو وذكر فيه: تحريم الدُّفّ بكل حال، في العرس وغيره. توفي رحمه اللَّه ليلة الأحد ثالث عشر المحرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وصلى عليه الخلق الكثير من الغد بالحربية. ودفن بدكة قبر الإمام أحمد مع الشيوخ الكبار (¬1). * نصر بن فتيان ابن المنِّيِّ (ت 583 هـ) هو نصر بن فتيان بن مطر النهرواني، ثم البغدادي، أبو الفتح الفقيه الزاهد، المعروف بابن المَنِّيِّ. ولد سنة إحدى وخمسمائة. سمع من: هبة اللَّه بن الحصين، وأبي عبد اللَّه البارع، وأبي الحسن ابن الزاغوني، وعدة. وتفقه على أبي بكر الدينوري، ولازمه حتى برع في الفقه. وحدث عنه: أبو صالح نصر بن عبد الرزاق، ومحمد بن مقبل ابن المني ولد أخيه، وجماعة. ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 21/ 159، "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 345.

قال ابن النجار: كان ورعا عابدا، حسن السمت، على منهاج السلف، أضر بأخرة، وثقل سمعه، ولم يزل يدرس إلى حين وفاته بمسجده بالمأمونية. وقال الشيخ موفق الدين المقدسي: شيخنا أبو الفتح كان رجلًا صالحًا، حسن النية والتعليم. وكانت له بركة في التعليم. قل مَن قرأ عليه إلا انتفع. وقال ابن رجب: صرف همته طول عمره إلى الفقه، أصولًا وفروعًا، مذهبًا وخلافًا، واشتغالًا وإشغالًا، ومناظرة. وتصدر للتدريس والاشتغال والإفادة، وطال عمره، وبَعُدَ صيتُه، وقصده الطلبة من البلاد، وشدت إليه الرحال في طلب الفقه، وتخرج به أئمة كثيرون. وكان رحمه اللَّه كثير الذكر والتلاوة للقرآن لا سيما في الليل، مُكرِمًا للصالحين، مُحِبًّا لهم، ليس فيه تيه الفقهاء، ولا عجب العلماء. إن مرض أحد من تلامذته ومعارفه عاده، أو كانت لهم جنازة شيعها ماشيًا غير راكب، على كبر السن، وضعف البِنْية. زاهدًا في الدنيا، يقنع منها بالبلغة، وإذا جاءه فتوح أو جائزة من بيت المال وزعها بين أصحابه، وإن ناله منها شيء أعاده عليهم في غضون الأيام. توفي يوم السبت رابع شهر رمضان، سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " تعليقة في الخلاف": ذكرها ابن رجب، وقال: كبيرة معروفة. وذكره العليمي 3/ 297 وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 3/ 64. وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 20/ 163، وابن اللحام في "القواعد الأصولية" (ص 114). ويبدو أنه كان مستظهرًا لها، فقد قال ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 21/ 138، "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 354.

* أحمد بن الحسين العراقي (ت 588 هـ)

تلميذه الناصح ابن الحنبلي: كانت "تعليقة الخلاف" على ذهنه (¬1). * أحمد بن الحسين العراقي (ت 588 هـ) هو أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد البغدادي المقرئ، أبو العباس العراقي. سمع الحديث من: محمد بن عبد اللَّه بن سُهلون، وأبي الفتح الكروخي، وسعد الخير الأندلسي، ولقي المهذب بن منير الشاعر بحلب، وروى عنه. وروى عنه: الشيخ موفق الدين، والبهاء عبد الرحمن، وابن خليل. قال الشيخ موفق الدين: كان إمامًا في السنة، داعيًا إليها، إمامًا في القراءة. وكان دينًا، يقول شعرًا حسنًا، وشرح عبادات الخرقي بالشعر. وقال ابن رجب: كان متشددًا في السنة، قدم دمشق سنة أربعين، فسكنها إلى أن مات وتصدر للإقرار تحت النسر بالجامع، فختم عليه جماعة، وأمَّ بمسجد الخشابين، وأقام به سنين. وله جزء في "الرد على من يعير الحنابلة بالفقر وقلة المناصب". توفي في شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة بدمشق، وقد جاوز السبعين (¬2). * عبيد اللَّه بن يونس (ت 593 هـ) هو عبيد اللَّه بن يونس بن أحمد بن عبيد اللَّه بن هبة اللَّه البغدادي الأزجي. الفقيه الفرضي الأصولي المتكلم الوزير، وزير الخليفة الناصر جلال الدين، أبو المظفر بن أبي منصور بن أبي المعالي. اشتغل بالعلم، ورحل في طلبه إلى همدان، وقرأ بها ببعض الروايات ¬

_ (¬1) "المقصد الأرشد" 3/ 63، و"المنهج الأحمد" 3/ 296. (¬2) "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 395.

على الحافظ أبي العلاء. وسمع الحديث من المتأخرين مثل: أبي الوقت، وأبي بكر بن الزاغوني ونصر العكبري، وابن البطي. وتفقه في المذهب على: أبي حكيم النهرواني، ثم على صدقة بن الحسين. وقرأ عليهما القرآن، وعلى صدقة الأصول والكلام. واختلف إلى جماعة من العلماء في طلب فنون جمة من العلوم. وروى عنه: أبو الحسن القطيعي، وابن دلف. وبرع في علم الفرائض والحساب والأصلين والهندسة. ثم داخل الكبراء إلى أن توكل لأم الناصر، ثم ترقى أمره إلى أن وزر في سنة ثلاث وثمانين. ثم سار بالجيوش لحرب طغريل آخر السلجوقية، فانكسر الوزير، وتفلل جمعه، وأُسِر، ثم هرب إلى الموصل، وجاء بغداد متسترا، ولزم بيته مدة، ثم ظهر، فولي نظر الخزانة، فلما وزر المؤيد ابن القصاب عام تسعين، قبض على ابن يونس، وسجنه، فلما مات ابن القصاب عام اثنتين، رمي ابن يونس في مطمورة، فكان آخر العهد به. صنف كتابا في أوهام أبي الخطاب الكلوذاني في الفرائض والوصايا، وكتابا في أصول الدين والمقالات. وسمعه منه الفضلاء، ولم يتم سماعه. قال ابن النجار: كان ذكيا حسن الفهم غزير الفضل، له يد حسنة في علم الأصول، وكانت له معرفة حسنة بالفرائض والحساب، ولم تكن سيرته محمودة في ولايته كلها ولا طريقته مرضية. مات في السرداب في صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة (¬1). ¬

_ (¬1) "ذيل تاريخ بغداد" 17/ 169، "السير" 21/ 299، "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 433.

* ابن الجوزي (597 هـ)

* ابن الجوزي (597 هـ) هو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد اللَّه بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه. القرشي التيمي البكري البغدادي، الحافظ المفسر، الفقيه الواعظ، الأديب جمال الدين أبو الفرج، المعروف بابن الجوري، شيخ وقته، وإمام عصره. ولد سنة تسع أو عشر وخمسمائة. سمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي عبد اللَّه الحسين بن محمد البارع، وعلي بن عبد الواحد الدينوري، وأحمد بن أحمد المتوكلي، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وأبي الوقت السجزي، وطائفة مجموعهم نيف وثمانون شيخا. سمع الكتب الكبار مثل: "مسند أحمد"، و"جامع الترمذي"، و"تاريخ بغداد". وسمع "صحيح البخاري" على أبي الوقت، و"صحيح مسلم" بنزول، وما لا يحصى من الأجزاء وتصانيف ابن أبي الدنيا وغيرها. ووعظ وهو صغير جدا. حدث عنه: ولده: الصاحب العلامة محيي الدين يوسف أستاذ دار المستعصم باللَّه، وولده الكبير: علي الناسخ، وسبطه: الواعظ شمس الدين يوسف بن قزغلي الحنفي صاحب " مرآة الزمان "، والحافظ عبد الغني، والشيخ موفق الدين ابن قدامة، وابن الدبيثي، وابن النجار. وانتفع في الحديث بملازمة ابن ناصر، وفي القرآن والأدب بسبط الخياط، وابن الجواليقي، وفي الفقه بطائفة.

وكان زاهدا في الدنيا، متقللا منها، وكان يجلس بجامع القصر والرصافة وبباب بدر وغيرها. وما مازح أحدا قط، ولا لعب مع صبي، ولا أكل من جهة لا يتيقن حلها. قال الذهبي: كان رأسا في التذكير بلا مدافعة، يقول النظم الرائق، والنثر الفائق بديها، ويسهب، ويعجب، ويطرب، ويطنب، لم يأت قبله ولا بعده مثله، فهو حامل لواء الوعظ، والقيم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس، وحسن السيرة، وكان بحرا في التفسير، علامة في السير والتاريخ، موصوفا بحسن الحديث، ومعرفة فنونه، فقيها، عليما بالإجماع والاختلاف، جيد المشاركة في الطب، ذا تفنن وفهم وذكاء وحفظ واستحضار، . . ما عرفت أحدا صنف ما صنف. وذكر: أنه سرد الصوم مدة، واتبع الزهاد، ثم رأى أن العلم أفضل من كل نافلة فانجمع عليه، ونظر في جميع الفنون، وألف فيها. وكانت أكثر علومه يستفيدها من الكتب، ولم يحكم ممارسة أهلها فيها. وكان ذا حظ عظيم وصيت بعيد في الوعظ، يحضر مجالسه الملوك والوزراء وبعض الخلفاء والأئمة والكبراء. وكان رحمه اللَّه إذا رأى تصنيفا وأعجبه صنف مثله في الحال، وإن لم يكن قد تقدم له في ذلك الفن عمل لقوة فهمه، وحدة ذهنه، فربما صنف لأجل ذلك الشيء ونقيضه بحسب ما يتفق له من الوقوف على تصانيف من تقدمه. قال الذهبي: وكذا وجد بخطه قبل موته أن تواليفه بلغت مائتين وخمسين تأليفا. ثم قال: وله أوهام وألوان من ترك المراجعة، وأخذ العلم من صحف، وصنف شيئا لو عاش عمرا ثانيا، لما لحق أن يحرره ويتقنه. توفي ليلة الجمعة بين العشاءين الثالث عشر من رمضان سنة سبع وتسعين

وخمسمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " المُذهب في المَذهب": طُبع في بومباي سنة (1378 هـ / 1959 م). وطبع في القاهرة بعناية قاسم بن درويش فخرو. - "التحقيق في أحاديث التعليق": وطبع ثلاث طبعات: الأولى: نشر الجزء الأول منه الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه اللَّه- في القاهرة، وطُبع في مطبعة السنة المحمدية سنة (1373 هـ / 1954 م). الثانية: في مطبعة القهوي بالكويت سنة (1402 هـ/ 1983 م) عن الطبعة السابقة. الثالثة: طبعة الفاروق الحديثة، ط 1 (1422 هـ/ 2001 م)، وبهامش هذِه الطبعة "تنقيح التحقيق" للذهبي. وحققه الأستاذان: إبراهيم بن عبد اللَّه اللاحم، وإبراهيم بن حمد السلطان، في رسالتين جامعيتين قدماها لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عام (1404 هـ/ 1984 م)؛ الأولى في كلية أصول الدين، والثانية في المعهد العالي للقضاء (¬2). - "أحكام النساء": وهو مطبوع بتحقيق: عبد اللَّه القاضي، وصدر عن دار الكتب العلمية ببيروت سنة (1405 هـ/ 1985 م). ثم نشرته دار الجيل في بيروت ومكتبة التراث الإسلامي في القاهرة سنة (1404 هـ / 1984 م). - "مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن": طُبع بعنوان "مثير العزم الساكن في فضائل البقاع والأماكن" في بيروت وصدر عن المعهد الألماني ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 21/ 365، "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 458. (¬2) وينظر: "مؤلفات ابن الجوزي" للعلوجي (ص 107 - 108).

للدراسات الشرقية. - "تعظيم الفتوى": ذكره سبطه في "مرآة الزمان" 4/ 481 وقال: إنه في جزء. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في مكتبة شسشربتي برقم (3829) عدد أوراقها (9) ورقات، كتبها أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن ابن علي الشهروزي (ت 701 هـ) بخط نسخ جيد، ويعود تاريخ نسخها إلى سنة (665 هـ). ومنها نسخة في جامعة أم القرى (261). كما توجد منه نسخة أخرى في مكتبة جامعة ييل (¬1). - "تقرير القواعد وتحرير الفوائد": وهو في أصول مذهب الإمام أحمد ابن حنبل، ذكره البغدادي في "الهدية" 1/ 521، وبروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" 9/ 348. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في خزانة أسعد أفندي بإستانبول رقم (305)، وتوجد منه نسخة في بتنا (الهند) كما في مفتاح الكنوز الخفية 1/ 82. - "التلخيص": ذكره سبطه في "مرآة الزمان"، وقال: إنه في علم التفسير. وذكره ابن الفرات بعنوان "تخليص الصحيح من التكسير في علم التفسير" (¬2). وذكره الدوسري في هامش "الدر المنضد" (ص 30) والشيخ بكر أبو زيد في "المدخل المفصل" (ص 814) ضمن مصنفات الفقه. - "درء اللوم والضيم في صوم يوم الغيم": ذكره ابن رجب في "الذيل"، باسم: "رد اللوم والضيم في صوم يوم الغيم"، وقال: جزء. وكذا العليمي 4/ 25، والبغدادي في "الهدية" 1/ 521 وقال: في جزأين. ¬

_ (¬1) "مؤلفات ابن الجوزي" (ص 110). (¬2) "مؤلفات ابن الجوزي" (ص 113).

نسخه الخطية: منه قطعة في دار الكتب الظاهرية بدمشق رقم (2946) في (3) أوراق، بخط معتاد قليل الإعجام، بقلم عبد الرزاق بن رزق اللَّه. وتوجد منه نسخة في الظاهرية أيضًا رقم (37 - توحيد) تقع في (29) ورقة. - "الدلائل في منثور المسائل": ذكره ابن رجب في "الذيل"، باسم: "عُمَد الدلائل في مشتهر المسائل". وقال: هي التعليقة الصغرى. وكذا العليمي 4/ 25، والذهبي في "السير" 21/ 368 باسم: مشهور المسائل. وقال: مجلدان. وذكر له البغدادي في "الهدية" 1/ 521، 522 كتابين: الدلائل في منثور المسائل، وعمدة الدلائل. وذكره العلوجي في فهرس آثاره المخطوطة. - "النبذة": ذكره ابن رجب في "الذيل"، في جملة مصنفاته في الفقه، وقال: جزء. وكذا العليمي 4/ 25، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 30). وتوجد قطعة في دار الكتب الظاهرية (3783) في ورقتين بخط نسخ لمؤلف مجهول بعنوان: نبذة في الفقه الحنبلي. فلعله هو. - "إحكام الإشعار بأحكام الأشعار": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: عشرون جزءًا. وكذا العليمي 4/ 26، وحاجي خليفة في "الكشف" (ص 17). وذكره أيضًا: سبط ابن الجوزي في "مرآة الزمان"، والذهبي في "تاريخ الإسلام"، والصفدي في "الوافي بالوفيات" (¬1). - "أسباب الهداية لأرباب البداية": وهو كتاب في الفقه، ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلد، وكذا العليمي 4/ 25، والذهبي في "السير" 21/ 369، والبغدادي في "الهدية" 1/ 521 وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 30). وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 1/ 291. ¬

_ (¬1) "مؤلفات ابن الجوزي" (ص 84).

- "الانتصار في المسائل الخلافيات": ذكره الذهبي في "السير" 21/ 368 وقال: مجلدان. ولابن الجوزي كتاب باسم: "الانتصار لابن بطة"، في الرد على الخطيب البغدادي (¬1). وهو في الجرح والتعديل، في تبرئة ابن بطة مما حط عليه به الخطيب في تاريخه. ولعله هو نفس كتاب "السهم المصيب في الرد على الخطيب". - "الإنصاف في مسائل الخلاف": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 25، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 4/ 1342، وسبط ابن الجوزي في "مرآة الزمان" 8/ 481 قائلًا: في مجلد. - "إيثار الإنصاف وآثار الخلاف": قال العلوجي: "منه نسخة مخطوطة في خزانة أبي اليسر عابدين مفتي دمشق، وذكر التقي الفاسي في "منتخب المختار" كتابًا بعنوان "إيثار الإنصاف في مسائل الخلاف" نسبه إلى سبط ابن الجوزي" (¬2). - "البازي الأشهب المنقض على مخالفي المذهب": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 26، والبغدادي في "الهدية" 1/ 521. - "البلغة": ذكره سبطه في "المرآة" 4/ 481 وقال: مجلد. وحاجي خليفة في "الكشف" (ص 253) وأفاد أنه في الفقه، والبغدادي في "الهدية" 1/ 521. - "تحريم الدبر": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: جزء. - "تحريم المتعة": ذكره سبطه في "مرآة الزمان" 4/ 481 باسم: الرد ¬

_ (¬1) مقدمة تحقيق "الحيل" لابن بطة، (ص 26). (¬2) "مؤلفات ابن الجوزي" (ص 97).

على القائلين بجواز المتعة. - "جُنّة النظر وجَنّة المنتظر": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: وهي التعليقة الوسطى. وكذا العليمي 4/ 25 والبغدادي في "الهدية" 1/ 521، وذكره حاجي خليفة في "الكشف" (ص 188) باسم: "منهاجة النظر وجنة الفطر". - "الرد على إِلْكِيا الهَرَّاسي": ويسمى "كشف الظلمة عن الضيا في رد دعوى إلكيا" ذكره ابن رجب في "الذيل" 2/ 493، والعليمي في "المنهج الأحمد" 4/ 25، والبغدادي في "هدية العارفين" 1/ 522. وهو في موضوع "المفردات" على غرار "المفردات" لابن عقيل. - "السر المصون": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: إنه مجلد. وقال سبطه في "مرآة الزمان" 4/ 481: إنه جزء. وذكره البغدادي في "الهدية" 1/ 521. وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 7/ 316. وفي "فهرست كتب ابن الجوزي": أنه في علم الأصول (¬1). وتفيد النقول التي أثبتها ابن مفلح من هذا الكتاب في "الآداب الشرعية" أنه في الآداب والمواعظ والتدبير (¬2). - "العبادات الخمس": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: جزء. وكذا العليمي 4/ 25، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 30). - "فتوى فقيه العرب": ذكره سبطه في "مرآة الزمان" 4/ 481 وقال: إنه جزء. - "الفرائض للوازم الفقه": ذكره سبطه في "مرآة الزمان" 4/ 481 وقال: ¬

_ (¬1) "مؤلفات ابن الجوزي" (ص 142). (¬2) "الآداب الشرعية" 1/ 238، 241، 2/ 184، 221، 3/ 465.

إنه جزء. - "فضائل الفقه": ذكره سبطه في "مرآة الزمان" 4/ 481 وقال: إنه جزء. - "لغة الفقه": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: جزءان. وكذا العليمي 4/ 27. - "مختصر الفنون": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في بضعة عشر مجلدًا. وكذا العليمي 4/ 27. - "مختصر المختصر في أحكام النظر": كذا سماه ابن حميد في "الدر المنضد" (ص 30). وذكره ابن رجب باسم: "معتصر المختصر في مسائل النظر". وقال: إنه دون كتاب "جُنة النظر" الذي هو التعليقة الوسطى. - "المسائل المفردة": ذكره سبطه في مرآة الزمان 4/ 481 وقال إنه جزء. - "مسبوك الذهب في المذهب": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلد. وكذا العليمي 4/ 25 وسبطه في "مرآة الزمان" 4/ 481. وجعله المرداوي من جملة مصادره في "الإنصاف" كما في المقدمة (ص 17). - "المعتمد في الأصول": ذكره سبطه في "تذكرة الخواص" (¬1). - "المناسك": ذكره سبطه في "مرآة الزمان" 4/ 481 وقال: إنه جزء. - "المنفعة في المذاهب الأربعة": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلدان. ¬

_ (¬1) "مؤلفات ابن الجوزي" (ص 215).

* إبراهيم بن الصقال (ت 599 هـ)

* إبراهيم بن الصقّال (ت 599 هـ) هو إبراهيم بن محمد بن أحمد بن الصقَّال الطِّيبي، ثم البغدادي الأزجي الفقيه الإمام أبو إسحاق، مفتي العراق، ويلقب موفق الدين. ولد في خامس عشر شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة. سمع من: ابن الطلاية، وابن ناصر، وأبي بكر بن الزاغوني، وأبي الوقت، وغيرهم. وقرأ الفقه على: القاضي أبي يعلى بن أبي خازم، وأبي حكيم النهرواني، ويقال: إنه قرأ على أبي الفتح بن المني أيضا. حدث، وسمع منه: ابن القطيعي، وروى عنه: ابن الدبيثي، والحافظ الضياء، وابن النجار. قال القادسي: كان خيرا صالحا، حسن الطريقة، جميل السيرة، بعيد المثال. قال ابن رجب: كان من أكابر العدول، وشهود الحضرة، وأعيان المفتيين المعتمد على فتاويهم وأقوالهم في المجالس والمحافل، متين الديانة، حسن المعاشرة، طيب المفاكهة. وبرع في الفقه مذهبا وخلافا وجدالا، وأتقن علم الفرائض، والحساب، وشدا طرفا من العربية، وكتب خطا حسنا، ودرس، وأفتى وناظر. ومن مصنفاته: "الترغيب". توفي آخر يوم الاثنين، ثاني ذي الحجة، سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وصلي عليه من الغد عند المنظرة بباب الأزج، وحمل على الرؤوس، ودفن بباب حرب، وشيعه خلق عظيم (¬1). ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 538.

* الحافظ عبد الغني المقدسي (ت 600 هـ)

* الحافظ عبد الغَني المَقْدسي (ت 600 هـ) هو الإمام تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع ابن حسن بن جعفر، أبو محمد المقدسي، الجماعيلي، ثم الدمشقي المنشأ، الصالحي، الحنبلي. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بجماعيل، سمع الكثير بدمشق، والإسكندرية، وبيت المقدس، ومصر، وبغداد، وحران، والموصل، وأصبهان، وهمذان، وكتب الكثير. سمع من: أبي الفتح ابن البطي، وأبي الحسن علي بن رباح الفراء، والشيخ عبد القادر الجيلي، والحافظ أبي طاهر السلفي، وأبي المكارم بن هلال، والحافظ أبي موسى المديني، ومحمد بن عبد الواحد الصائغ. وروى عنه: ولداه أبو الفتح وأبو موسى، وعبد القادر الرّهاوي، والشيخ موفق الدين، والضياء، وابن خليل، والفقيه اليونيني، ومحمد بن مهلهل الجيتي، وهو آخر من سمع منه. ولم يزل يطلب، ويسمع، ويكتب، ويسهر، ويدأب، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويتقي اللَّه، ويتعبد، ويصوم، ويتهجد، وينشر العلم، إلى أن مات. وقال الضياء: كل من رأيت من المحدثين يقول: ما رأينا مثل عبد الغني. قال التاج الكندي: لم يكن بعد الدارقطني مثل الحافظ عبد الغني المقدسي (¬1). ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 21/ 444، "تذكرة الحفاظ" 4/ 1372، "شذرات الذهب" 4/ 345، "ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد" 2/ 126، "المقصد الأرشد" 2/ 152، "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 1.

- من مؤلفاته: - " العمدة في الأحكام": طُبع في مطابع الحكومة بالرياض سنة (1389 هـ/ 1969 م) على نفقة الملك فيصل رحمه اللَّه. وحققه الأستاذ محمود الأرناؤوط، وراجعه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، ونشرته دار المأمون للتراث بدمشق سنة (1405 هـ/ 1985 م). - "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر": طُبع الكتاب بتحقيق وتعليق د. فالح الصغير في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة (1410 هـ/ 1990 م). - "الجامع الصغير لأحكام البشير النذير": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: لم يتمه. وكذا العليمي 4/ 59، والبغدادي في "الهدية" 1/ 589. نسخه الخطية: توجد منه أجزاء في دار الكتب الظاهرية، بيانها كالتالي: - الجزء التاسع والعاشر برقم (233 - حديث) يقعان في (41) ورقة. - الجزء السادس برقم (234 - حديث) يقع في (19) ورقة. - الجزء السابع برقم (234 - حديث) يقع في (26) ورقة. - الجزء الأول برقم (234 - حديث) يقع في (10) ورقات. - الجزء الأول من الصيام (وفيه قطعة من فضائل أبي بكر ومن المناسك) (¬1). - "الصِّلات من الأحياء إلى الأموات": ذكره ابن رجب، وقال: جزءان. وكذا العليمي في "المنهج" 4/ 59، والذهبي في "السير" 21/ 447، والبغدادي في "الهدية" 1/ 589. - "الأقسام التي أقسم بها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-": ذكره ابن رجب في "الذيل"، ¬

_ (¬1) المنتخب من فهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية (ص 351).

* يحيى الأزجي (ت بعد 600 هـ بقليل)

وقال: في جزء، وكذا العليمي 4/ 59 والبغدادي في "الهدية" 1/ 589. - "الأحكام على أبواب الفقه": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: ستة أجزاء. وكذا العليمي 4/ 60، وسماه الذهبي في "السير" 21/ 447: "الأحكام الكبرى"، وسماه ابن بدران في "المدخل": "عمدة الأحكام الكبرى". ووصفه فقال: وهو كتاب في ثلاث مجلدات، عز نظيره. - "الروضة": ذكره المرداوي في "الإنصاف" 3/ 50. * يحيى الأزجي (ت بعد 600 هـ بقليل) هو يحيى بن يحيى الأزجي الفقيه صاحب "نهاية المطلب في علم المذهب"، وهو كتاب كبير جدا حذا فيه حذو "نهاية المطلب" لإمام الحرمين وأكثر استمداده من "المجرد" للقاضي أبي يعلى و"الفصول" لابن عقيل وفيه أشياء ساقطة لا تحقيق فيها. قال ابن رجب: ذكر في كتابه أنه قرأ بنفسه على ابن كليب الحراني، ولم أعلم له ترجمة، ولا وجدته مذكورًا في تاريخ، ويغلب على ظني أنه توفي بعد الستمائة بقليل، ورأيت في كلام ابن الوليد المحدث: أن هذا الأزجي كان من كبار أصحاب أحمد وزهادهم، ولم يزد على ذلك (¬1). * عبد الحليم ابن تيمية (603 هـ) هو عبد الحليم بن محمد بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد بن تيمية، أبو محمد ابن الشيخ فخر الدين. ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. وسمع الحديث ببغداد من ابن كليب، وابن المعطوش، وابن الجوزي، ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 248، "المقصد الأرشد" 3/ 114.

* أسعد بن المنجا (606 هـ)

وأبي أحمد ابن سكينة، وغيرهم. وأقام ببغداد مدة طويلة. وقرأ الفقه، والأصول، والخلاف، والحساب، والهندسة، والفلسفة، والعلوم القديمة، حتى برع في ذلك كله. ذكر ابن النجار أن الحافظ ضياء الدين سمع منه "جزء ابن عرفة" عن ابن كليب. وتوفي سادس شوال، سنة ثلاث وستمائة بحران. وذكر والده في كتابه "الترغيب" أن لولده عبد الحليم هذا -كتابًا سماه "الذخيرة"، وذكر عنه فروعًا في دقائق الوصايا، وعويص المسائل الدورية، ونحوها (¬1). * أسعد بن المُنَجَّا (606 هـ) هو أسعد، ويسمى محمد بن المنجا بن بركات بن المؤمل التنوخي المقرئ، ثم الدمشقي، القاضي وجيه الدين أبو المعالي، ويقال في أبيه: أبو المنجا، وفي جده أبو البركات، ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة. وسمع بدمشق من أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، وببغداد من أبي الفضل الإرموي، وأبي العباس المايدائي، وأبي مسكين الرضواني، والنقيب أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي. قال المنذري: وتفقه ببغداد على مذهب الإِمام أحمد مدة، وحصل طرفا من معرفة المذهب. ارتحل إلى بغداد وتفقه بها، وبرع في المذهب، وأخذ الفقه عن الشيخ عبد القادر الجيلي وغيره، وتفقه بدمشق على شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج، أخذ عنه الشيخ الموفق. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 74.

* غلام ابن المني، ابن الماشطة (610 هـ)

حدث وسمع منه جماعة، منهم الحافظ المنذري، وروى عنه ابن خليل في "معجمه"، وابن البخاري. عاش سبعا وثمانين سنة حتى توفي في ثاني عشرين ربيع الأول سنة ست وستمائة، ودفن بسفح قاسيون (¬1). - من مؤلفاته: - " الخلاصة": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في الفقه، مجلد. وكذا العليمي 4/ 82، وجعله المرداوي من مصادر "الإنصاف" كما نص في المقدمة (ص 18). - "النهاية في شرح الهداية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في بضعة عشر مجلدًا. وكذا العليمي 4/ 82، وابن العديم في "بغية الطلب" 4/ 1583 وقال: عشرين مجلدًا. - "كتاب العمدة": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في الفقه، أصغر من الخلاصة. وكذا العليمي 4/ 82. * غُلام ابن المَنِّي، ابن الماشطة (610 هـ) هو إسماعيل بن علي بن الحسين الأزجي المأموني الحنبلي، العلامة الأصولي الفيلسوف يعرف بابن الماشطة، ويقال له: الفخر غلام ابن المني. مولده في صفر سنة تسع وأربعين وخمس مئة. سمع الحديث من شيخه أبي الفتح بن المنى، ولاحق بن علي بن ركاة، وشهدة، وغيرهم. وقرأ الفقه والخلاف على شيخه أبي الفتح بن المنى، ولازمه حتى برع، وصار أوْحد زمانه في علم الفقه والخلاف والأصلين والنظر والجدل. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 98، "العبر في خبر من غبر" 5/ 17.

قال الذهبي في "السير": سمع منه جماعة، وأخذ عنه الشيخ مجد الدين ابن تيمية، ولم أسمع منه، ولا كلمته كلمة؛ تفقه على ابن المنِّي وسمع منه، ومن لاحق بن كاره، وأشغل بمسجد المأمونية بعد شيخه، وكانت له حلقة بجامع القصر للنظر، وكان يتوقد ذكاء. له تصانيف في المعقول، وتعليقة في الخلاف. وتخرج به الأصحاب ورتب ناظرا في ديوان المطبق، فذمت سيرته، فعزل، وبقي محبوسا مدة، وأخرج، وتمرض أشهرا. قال ابن النجار: برع الفخر إسماعيل في المذهب والأصلين والخلاف، وكان حسن العبارة، مقتدرا على رد الخصوم، كانت الطوائف مجمعة على فضله وعلمه. . إلى أن قال: ولم يكن في دينه بذاك، حكى لي ابنه عبد اللَّه في معرض المدح له: أنه قرأ المنطق والفلسفة على ابن مرقش النصراني، فكان يتردد إلى البيعة. وقال: سمعت من أثق به أن الفخر صنف كتابا سماه "نواميس الأنبياء" يذكر فيه أنهم كانوا حكماء كهرمس وأرسطو، فسألت بعض تلامذته الخصيصين به عن ذلك فما أنكره، وقال: كان متسمحا في دينه، متلاعبا به. وكان دائما يقع في رواة الحديث، ويقول: هم جهال لا يعرفون العلوم العقلية، ولا معاني الحديث الحقيقية، بل هم مع اللفظ الظاهر. مات في ثامن ربيع الأول سنة عشر وستمائة، ودفن من يومه بداره بدرب الجب، ثم نقل بعد ذلك إلى باب حرب (¬1). ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 22/ 28، "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 140، "شذرات الذهب" 5/ 41.

* محمد بن معالي بن الحلاوي (ت 611 هـ)

- من مؤلفاته: - " التعليقة": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وأفاد أنها مشهورة. وكذا العليمي 4/ 97، والذهبي في "السير" 22/ 29، والبغدادي في "الهدية" 1/ 212. وهو كتاب في الخلاف كما صرح بذلك الذهبي وصاحب "الهدية". نسخه الخطية: توجد منه قطعة في الظاهرية: مجاميع (3808) عمرية 72/ 5 في (23) ورقة (38 ق - 60 ق) كتبت بخط تعليق، عدد الأسطر: 16 - 21. ومنها نسخة في الجامعة الإسلامية 7073/ 5. - "المفردات": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 97. - "جَنة الناظر وجُنة المناظر": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 97، والبغدادي في "الهدية" 1/ 212. * محمد بن معالي بن الحلاوي (ت 611 هـ) هو محمد بن معالي بن غنيمة المأموني المقرئ الفقيه الزاهد أبو بكر بن الحلاوي عماد الدين. قيل: إن مولده بعد الثلاثين وخمسمائة. سمع من ابن أبي الفتح ابن الكروخي وأبي الفضل بن ناصر، وأبي بكر ابن الزاغوني، وسعيد بن البنا، وغيرهم، وتفقه على أبي الفتح ابن المني وتفقه عليه الشيخ مجد الدين بن تيمية، وتفقه عليه أيضًا أبو زكريا يحيى بن الصيرفي، وسمع منه هو وابن القطيعي. له تصانيف، منها: "المنيرة في الأصول". توفي ليلة الجمعة ثامن عشر رمضان سنة إحدى عشرة وستمائة، ودفن بمقبرة باب حرب قبل صلاة الجمعة (¬1). ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 163، "شذرات الذهب" 5/ 48، "المقصد الأرشد" 2/ 503.

* العماد المقدسي (ت 614 هـ)

* العماد المقْدِسي (ت 614 هـ) هو إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور الشيخ العِماد المقدسي، الحنبلي، الزاهد، القدوة، أبو إسحاق رضي اللَّه عنه أخو الحافظ عبد الغني، ولد بجمّاعيل في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وهاجر إلى دمشق في سنة إحدى وخمسين. سمع من: أبي المكارم عبد الواحد بن هِلال، وأبي نصر عبد الرحيم بن يوسف البغدادي، وصالح بن المبارك بن الرِخلة، وعبد اللَّه بن عبد الصمد السُّلمي، وشهدة الكاتبة، وأبي الفضل عبد اللَّه بن أحمد الخطيب. وروى عنه: الضياء المقدسي، وابن خليل، والبِرزالي، والقوصي، والحافظ المنذري، وابن عبد الدائم. كان عالمًا بالقراءات، والنحو، والفرائض، وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي، وأقرأ بها. جمع بين العلم والعمل، أحد الورعين، الزهاد، وصاحب ليل واجتهاد. توفي ليلة السابع عشر -وقيل: السادس عشر- من ذي القعدة فجأة، وحكي عنه أنه لما جاءه الموت جعل يقول: يا حيّ يا قيّوم لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث فأغِثني، واستقبل القبلة، وتشهّد، ومات (¬1). - من مؤلفاته: - " الفروق في المسائل الفقهية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 120 والذهبي في "السير" 22/ 48. - "الأحكام": ذكره ابن رجب في "الذيل"، قائلًا: وصنف كتابًا في الأحكام ولم يتمه. وكذا العليمي 4/ 120، والذهبي في "السير" 22/ 48. ¬

_ (¬1) "تاريخ الإسلام" 44/ 182.

* أبو البقاء العكبري (ت 616 هـ)

* أبو البقاء العُكْبَري (ت 616 هـ) هو الإمام محب الدين عبد اللَّه بن الحسين ابن أبي البقاء عبد اللَّه بن الحسين، أبو البقاء العكبري الأصل، البغدادي، الأزجي، الضرير، النحوي، الحنبلي، الفرضي، صاحب التصانيف. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر، وقرأ النحو على أبي محمد ابن الخشاب، وأبي البركات بن نجاح، وتفقّه على القاضي أبي يعلى الصغير، وأبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني، وبرع في الفقه والأصول، وحاز قصب السبق في العربية. سمع من: أبي الفتح البطي، وأبي زرعة المقدسي، وأبي بكر بن النقور. قال ابن النجار: قرأت عليه كثيرًا من مصنفاته، وصحبته مدة طويلة، وكان ثقة، حسن الأخلاق، متواضعًا. روى عنه: الدُّبيثي، والضياء المقدسي، والجمال ابن الصيرفي. مات ليلة الأحد ثامن ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " أجوبة مسائل وردت من حلب": ذكره ابن رجب في "الذيل" 3/ 234، وذكر بإزائه كتابًا أخر باسم "مسائل مفردة"، ولعلها في النحو، وقد سماها السواس في مقدمة تحقيق "المشوف المعلم" (ص 22) باسم "مسائل نحو مفردة". - "بلغة الرائض في علم الفرائض": ذكره ابن رجب في "الذيل" 3/ 233، والعليمي 4/ 132، وحاجي خليفة في "الكشف" (ص 253) ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 22/ 91، "تاريخ الإسلام" 44/ 294، "البداية والنهاية" 13/ 85، "بغية الوعاة" 2/ 38.

والبغدادي في "الهدية" 1/ 459. - "التلخيص في الفرائض": ذكره حاجي خليفة في "الكشف" (ص 480)، والبغدادي في "الهدية" 1/ 459. - "التعليق في مسائل الخلاف": ذكره ابن رجب في "الذيل" 3/ 233، وقال: في الفقه. وكذا العليمي 4/ 132، والذهبي في "السير" 22/ 93. - "شرح لغة الفقهاء": ذكره ابن رجب في "الذيل" 3/ 234، باسم "شرح لغة الفقه"، وقال: أملاه على ابن النجار الحافظ. وذكره العليمي 4/ 135، والبغدادي في "الهدية" 1/ 459 وسماه: "المنتخب من كتاب المحتسب" في لغة الفقه. - "شرح الهداية": ذكره ابن رجب في "الذيل" 3/ 233، وخرّج منه بعض الوجوه والنقول الغريبة في المذهب. وذكره العليمي في "المنهج" 4/ 132، والذهبي في "السير" 22/ 93، وابن تيمية في "الفتاوى" 20/ 228 وقال: لكنه لم يكمل ذلك. واعتمد عليه المرداوي في جملة مصادر "الإنصاف" كما في المقدمة (ص 22)، وقال: قطعة منه. - "مذاهب الفقهاء": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 132. - "المرام في نهاية الأحكام": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في المذهب، وكذا ذكره العليمي 4/ 132، والبغدادي في "الهدية" 1/ 459. - "المنقِّح من الخطل في علم الجدل": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 132. - "الناهض في علم الفرائض": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 132، وذكره البغدادي في "الإيضاح" 2/ 617 و"الهدية" 1/ 459.

* محمد بن عبد الله بن سنينة السامري (ت 616 هـ)

* محمد بن عبد اللَّه بن سنينة السامري (ت 616 هـ) هو محمد بن عبد اللَّه بن الحسين السامري، الفقيه الفرضي، أبو عبد اللَّه ويلقب نصير الدين، ويعرف بابن سنينة، ونسبه ابن النجار فقال: محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن الحسين بن أحمد بن قاسم بن إدريس المعروف بابن سنينة. ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بسامراء. وسمع من ابن البطي، وأبي حكيم النهرواني، وعبد اللطيف بن أبي سعد ببغداد، وتفقه على أبي حكيم، ولازمه مدة، وبرع في الفقه والفرائض. وولي القضاء بسامراء، ولقب في أيام ولايته: معظم الدين. قال ابن النجار: كان شيخًا جليلًا، فاضلًا نبيلًا، حسن المعرفة بالمذهب والخلاف، له مصنفات حسنة، وما أظنه روى شيئًا من الحديث. توفي ليلة الثلاثاء السابع عشر من رجب سنة ست عشرة وستمائة ببغداد وله إحدى وثمانون سنة، وصلي عليه من الغد بالنظامية، وأم الناس في الصلاة عليه عبد العزيز بن دلف، ودفن بمقبرة باب حرب (¬1). - من مؤلفاته: - " المستوعِب": طُبع منه إلى الآن أربعة أجزاء من أول الكتاب إلى آخر العقيقة بدراسة وتحقيق د. مساعد بن قاسم الفالح، نشر مكتبة المعارف (1413 هـ/ 1993 م). وقد استوعب السامري في كتابه هذا ثمانية مصنفات لمن سبقه من علماء المذهب، كشف عن أسمائها في المقدمة بقوله: "وضمَّنت كتابي هذا من أصول المذهب وفروعه ما استوعب جميع ما تضمنه "مختصر الخرقي"، ¬

_ (¬1) "تاريخ الإسلام" 44/ 316، "سير أعلام النبلاء" 22/ 144، "تاريخ بغداد" 5/ 438، "المقصد الأرشد" 2/ 423، "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 348.

و"التنبيه" لغلام الخلاّل، و"الإرشاد" لابن أبي موسى، و"الجامع الصغير" و"الخصال" للقاضي أبي يعلى، و"الخصال" لابن البنا، وكتاب "الهداية" لأبي الخطاب، و"التذكرة" لابن عقيل. ثم قال: "فمن حصل كتابي هذا أغناه عن جميع هذِه الكتب المذكورة، إذ لم أُخلَّ بمسألة منها إلا وقد ضمنته حكمها، أو ما فيها من الروايات، وأقاويل أصحابنا التي تضمّنتها جميع هذِه الكتب، اللهم إلا أن يكون في بعض نسخها نقصان، ولقد تحريت أصح ما قدرت عليه منها. ثم زدت على ذلك مسائل وروايات لم تذكر في هذِه الكتب نقلتها من "الشافي" للخلال (¬1)، ومن "المجرد"، ومن "كفاية المفتي" ومن غيرها من كتب أصحابنا رضي اللَّه عنهم" (¬2). - "الفروق": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وأحال عليه في "القواعد" (ص: 24، 270، 271، 296، 297، 371)، وذكره العليمي 4/ 137 وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 424. وابن بدران في "المدخل" (ص 460) وامتدحه بقوله: هو كتاب نافع جدا. حَقق قسم العبادات من هذا الكتاب، الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمد اليحيى، وقدمه رسالة لنيل درجة الماجستير في كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود. وصدر عن دار الصميعي (1418 هـ/ 1997 م) في مجلد. - "البستان في الفرائض": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 137، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 424. ¬

_ (¬1) كذا، والصواب: غلام الخلال. (¬2) "المستوعب" 1/ 76 - 79.

* ابن بختيار البعقوبي (ت 617 هـ)

* ابن بُخْتِيار البَعْقوبي (ت 617 هـ) هو محمد بن الفضل أبي المكارم بن بختيار البعقوبي، أبو عبد اللَّه، بهاء الدين، ويعرف بالحجة. سمع من: أبي الفتح بن شاتيل، وغيره. قال ابن النجار: سكن دقوقا ووعظ بها، وروى بها عن أبي القوت، وعن جماعة مجاهيل، وظهر كذبه وتخليطه وذكر أنه سمع من أبي الوقت (¬1). - من مؤلفاته: - " شرح العبادات الخمس": حققه فهد بن عبد الرحمن بن ثنيان العبيكان، وطبع بمكتبة العبيكان سنة (1415 هـ/ 1995 م). * الموفّق ابن قُدامة المقْدسي (620 هـ) هو عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر موفق الدين، أبو محمد المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي. مولده بجماعيل من عمل نابلس سنة إحدى وأربعين وخمسمائة في شعبان، وهاجر مع أهل بيته وأقاربه، وله عشر سنين، وحفظ القرآن، ولزم الاشتغال من صغره، ورحل هو وابن خاله الحافظ عبد الغني في أول سنة إحدى وستين في طلب العلم إلى بغداد فأدركا نحو أربعين يوما من جنازة الشيخ عبد القادر، فنزلا عنده بالمدرسة، واشتغلا عليه تلك الأيام، وسمعا منه ومن هبة اللَّه بن الحسن الدقاق، وأبي الفتح بن البطي، وخلق كثير. وتلا بحرف نافع على أبي الحسن البطائحي، وبحرف أبي عمرو على أستاذه أبي الفتح بن المنِّي، وسمع بدمشق من أبي المكارم بن هلال، وعدة. ¬

_ (¬1) "تاريخ الإسلام" 44/ 380.

حدث عنه البهاء عبد الرحمن، والجمال أبو موسى ابن الحافظ، وابن نقطة، وخلق كثير. قال ابن النجار: كان إمام الحنابلة بجامع دمشق، وكان ثقة حجة نبيلًا، غزير الفضل، نزهًا، ورعًا عابدًا، على قانون السلف، عليه النور والوقار، ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامه. قال الضياء: كان الموفق لا يناظر أحدا إلا وهو يتبسم، وسمعت البهاء يصفه بالشجاعة، . . وكان يتقدم إلى العدو وجرح في كفه، وكان يرامي العدو. توفي يوم الفطر، ودفن من الغد سنة عشرين وستمائة، وكان الخلق لا يحصون (¬1). - من مؤلفاته: - " العُمدة": طُبع في مطبعة المنار بالقاهرة، سنة (1352 هـ/ 1934 م) في (176) صفحة. وعليه تعليقات قليلة. وطُبع في مطبعة العلوم بمصر سنة (1357 هـ/ 1938 م). وطُبع في مطبعة الفجالة الجديدة بالقاهرة سنة (1379 هـ / 1960 م) عُنيت بنشره مكتبة النهضة الحديثة، بمكة المكرمة، قابل الأصل وحرره الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، وشرحه وعلق عليه الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن البسام، ونسقه وأشرف على طبعه بسطاوي حجازي. كما طبع عدة طبعات أخرى. - "الكافي": طُبع في المكتب الإسلامي بدمشق سنة (1382 هـ/ 1962 م). بتحقيق الأستاذ زهير الشاويش على نفقة الشيخ علي بن عبد اللَّه آل ثاني. وطبع طبعة أخرى بدار هجر سنة (1419 هـ/ 1998 م). ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 22/ 166 - 172، "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 281 - 298.

- "المقنع": طبع مع حاشية للشيخ سليمان بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب، في مطبعة المنار بالقاهرة سنة (1322 هـ/ 1903 م) بعناية الشيخ محمد رشيد رضا، وصدر في جزأين. ثم طبع بالمطبعة السلفية بالقاهرة أيضا. ومعه الحاشية المذكورة، إلا أن هناك اختلافًا بين الحاشيتين اختلافًا بينًا بالزيادة والنقص. وطبع طبعة ثالثة مع الحاشية المذكورة بمطابع الدجوي بالقاهرة سنة (1400 هـ/ 1980 م) في أربعة أجزاء، ونشرته المؤسسة السعيدية بالرياض. هذا بالإضافة إلى طباعته مع شرحيه: "الشرح الكبير" و"المبدع". وطبع طبعه أخرى مع "الشرح الكبير" و"الإنصاف" وصدر عن دار هجر سنة (1414 هـ/ 1993 م). - "المغني في شرح الخرقي": طُبع مع "الشرح الكبير" لابن أخيه الشمس محمد بن أبي عمر، في مطبعة المنار بالقاهرة، في السنوات (1341 هـ - 1348 هـ/ 1922 م - 1929 م)، بأمر الملك عبد العزيز آل سعود، طيب اللَّه ثراه، وأشرف على الطباعة والتصحيح وعلق عليه الشيخ محمد رشيد رضا والشيخ أبو الطاهر، رحمهم اللَّه جميعًا. وصدر في (12) مجلدًا، وفي مقدمته ترجمة للمؤلفَيْنِ مع بيان مزايا الكتابين، كتبها الشيخ عبد القادر بن بدران الشامي الدوماني. 2 - ثم طُبع "المغني" مستقلا بمطبعة المنار، أيضًا، في (9) أجزاء، وصدر مصورًا بعد ذلك. 3 - وطُبع في مطابع سجل العرب بالقاهرة في السنوات (1388 هـ - 1390 هـ/ 1968 م - 1970 م)، بتحقيق الدكتور طه محمد الزيني، ومحمود عبد الوهاب فايد، وعبد القادر أحمد عطا، ونشرته مكتبة القاهرة بمصر. 4 - وطُبع بالأوفست في دار الكتاب العربي ببيروت سنة (1392 هـ/

1972 م) عن السابقة. 5 - وطبع طبعة محققة بدار هجر ونشر سنة (1406 هـ/ 1986 م) في (15) مجلدًا مع الفهارس. - "الهادي" = "عمدة الحازم في الزوائد على مختصر أبي القاسم": طبع على نفقة الشيخ علي بن الشيخ عبد اللَّه بن قاسم آل ثاني حاكم قطر الأسبق، في بيروت، مطابع دار العباد، ولم يؤرخ الطبع. وطبعته وزارة الأوقاف القطرية طبعة أخرى (1428 هـ - 2007) م. - "روضة الناظر وجُمة المناظر": طُبع قديمًا مع شرحه للشيخ عبد القادر ابن بدران المسمى "نزهة الخاطر العاطر" بالمطبعة السلفية لصاحبها محب الدين الخطيب؛ الذي أشرف على الطبعة بأمر الملك عبد العزيز آل سعود رحمه اللَّه، سنة (1342 هـ/ 1923 م). ثم طُبع بتحقيق الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن السعيد، نشرتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة (1399 هـ/ 1979 م). وهي تمثل القسم الثاني من رسالته "ابن قدامة وآثاره الأصولية". وطُبع محققًا على عدة نسخ خطية، قام بتحقيقه الدكتور عبد الكريم النملة، ونشرته مكتبة الرشد بالرياض سنة (1414 هـ/ 1994 م). - "قواعد أصول الفقه": طُبع بتعليق جمال الدين القاسمي بدمشق. - "رسالة في السماع": طُبعت هذِه الرسالة في القاهرة سنة (1396 هـ/ 1976 م) تحت عنوان: فتيا في ذم الشبابة والرقص والغناء، في (78) صفحة. أشرف على نشرها محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عقيل. كما طبعها الشيخ محمد حامد الفقي سنة (1349 هـ/ 1930 م) ضمن مجموع باسم "دفائن الكنوز". - "الفتاوى": قال ابن رجب في "الذيل" 3/ 293: وله فتاوى ومسائل

* سليمان بن عمر بن المشبك (ت بعد 620 هـ)

منثورة، ورسائل شتَّى كثيرة. اهـ. وخرّج في "الذيل" كثيرًا من فتاويه ومسائله التي لا توجد في كتبه المشهورة، منها ما نقله من خط السيف ابن المجد من فتاوى جدِّه الموفَّق. وفي "القلائد الجوهرية" لابن طولون (ص 468)، و"الإنصاف" 15/ 229 ما يفيد أن هذِه الفتاوى مدونة في كتاب واحد. وذكر له صاحب "معجم المؤلفين" 2/ 227 كتابًا باسم "الأجوبة" فلعله هو نفس "الفتاوى". - "مختصر الهداية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلد. وكذا العليمي 4/ 155، والذهبي في "السير" 22/ 168 وقال: مجيليد. * سليمان بن عمر بن المشبك (ت بعد 620 هـ) كمال الدين أبو الربيع الحراني، الفقيه، الأصولي. قال ابن حمدان: كان رجلًا صالحا ورعا، فاضلا في الأصلين والخلاف والمذهب. توفي بعد العشرين وستمائة بحران (¬1). - من مؤلفاته: - " العبادات الخمس": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 194. - "مختصر الهداية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وكذا العليمي 4/ 194، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 1/ 429. - "الوفاق والخلاف بين الأئمة الأربعة": ذكره ابن رجب، وكذا العليمي 4/ 194، وابن مفلح في "المقصد" 1/ 429. - "مسائل الخلاف": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 194، ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 381 - 382.

* الفخر ابن تيمية (622 هـ)

ووقع فيه: مسائل خلاف في أصول فقه. - "الراجح في أصول الفقه": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وكذا ذكره العليمي 4/ 194، وابن مفلح في "المقصد" 1/ 429. * الفخر ابن تيمية (622 هـ) هو فخر الدين محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي ابن عبد اللَّه بن تيمية أبو عبد اللَّه الحراني الحنبلي صاحب الديوان الخطب والتفسير الكبير. ولد في شعبان سنة اثنتين وأربعين بحران، وتفقه على أحمد بن أبي الوفاء، وحامد بن أبي الحجر، وتفقه ببغداد على ابن المنّي، وأحمد بن بكروس، وبرع في المذهب، وساد، وأخذ العربية عن أبي محمد بن الخشاب، وسمع الحديث من أبي الفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت، وشهدة، وصنف مختصرا في المذهب، وله النظم والنثر. وسمع الشيخ فخر الدين بحران من أبي النجيب السهروردي قدم عليهم. وحدث عنه الشهاب القوصي وقال: قرأت عليه خطبه بحران وروى عنه ابن أخيه الإمام مجد الدين، والجمال يحيى بن الصيرفي وجماعة. قال ابن نقطة: شيخ ثقة فاضل، صحيح السماع مكثر، سمعت منه بحران في المرتين. وقال ابن النجار: سمعت منه ببغداد وحران، وكان شيخًا فاضلًا، حسن الأخلاق، متوددًا، صدوقًا، متدينًا، وقال ابن الساعي: هو موصوف بالفضل والدين. توفي في صفر سنة اثنتين وعشرين وستمائة وله ثمانون سنة (¬1). ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 22/ 288 - 290، "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 324.

* البهاء المقدسي (ت 634 هـ)

- من مؤلفاته: - " بلغة الساغب وبغية الراغب": طبع في مجمع الفقه الإسلامي بجدة، بدارسة وتحقيق الشيخ بكر بن عبد اللَّه أبو زيد، ونشرته دار العاصمة (1417 هـ/ 1997 م) في مجلد واحد. - "تخليص المطلب في تلخيص المذهب": ذكره المؤلف في مقدمة "بلغة الساغب" (ص 21)، وابن رجب في "الذيل" 2/ 326، وقال بأن له ثلاث مصنفات في المذهب، على طريقة "البسيط"، و"الوسيط"، و"الوجيز" للغزالي، أكبرها "تخليص المطلب. . " وأوسطها "ترغيب القاصد. . "، وأصغرها "بلغة الساغب. . ". وعدّه المرداوي في جملة مصادر كتابه "الإنصاف" كما في المقدمة (ص 18) قال: إلى الوصايا. - "ترغيب القاصد في تقريب المقاصد": ذكره المؤلف في مقدمة "بلغة الساغب" (ص 31)، وابن رجب في "الذيل"، والعليمي في "المنهج" 4/ 169. - "الموضح في الفرائض": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 169، والبغدادي في "الهداية" 2/ 111. - "شرح الهداية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: لم يتمه، وكذا العليمي 4/ 169، وابن مفلح في "المقصد" 2/ 408. * البهاء المقدسي (ت 634 هـ) هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بهاء الدين المقدسي، الفقيه الزاهد، أبو محمد. ولد سنة ست -ويقال: خمس- وخمسين وخمسمائة. وسمع بدمشق من أبي عبد اللَّه بن أبي الصقر، وغيره. ورحل إلى بغداد، وسمع بها من شُهدة، وعبد الحق اليوسفي، وطبقتهما، وسمع بحران من أحمد بن أبي الوفاء الفقيه. ويقال: إنه تفقه

* سلامة بن صدقة (ت 627 هـ)

ببغداد على ابن المني، وتفقه بدمشق على الشيخ موفق الدين ولازمه وعلق عنه الفقه واللغة، وقرأ العربية. وصنف في الفقه والحديث والرقائق. وقال سبط ابن الجوزي: كان يؤم بمسجد الحنابلة بنابلس، ثم انتقل إلى دمشق. قال: وكان صالحًا ورعًا زاهدًا، غازيًا مجاهدًا، جوادًا سمحًا. وقال المنذري: كان فيه تواضع، وحسن خلق، وأقبل في آخر عمره على الحديث إقبالًا كليًّا، وكتب منه الكثير، وحدث بنابلس، ودمشق. توفي في سابع ذي الحجة سنة أربع وعشرين وستمائة، ودفن من يومه بسفح قاسيون، رحمه اللَّه تعالى (¬1). - من مؤلفاته: - " العدة في شرح العمدة": نشر في المكتبة السلفية بالقاهرة لصاحبها محب الدين الخطيب الذي عُني بالتقديم له والتعليق عليه. وطبع طبعة أخرى بتحقيق د. عبد اللَّه التركي، وصدر عن مؤسسة الرسالة (1421 هـ/ 2000 م) في مجلدين. وله طبعات أخرى. - "شرح المقنع": ذكره الذهبي في "السير" 22/ 271 نقلًا عن الضياء المقدسي. وكذا ابن طولون في "القلائد الجوهرية" (ص 475). * سلامة بن صدقة (ت 627 هـ) هو سلامة بن صدقة بن سلامة بن الصَّولي، الحراني الفقيه، الفرضي أبو الخير، ويلقب موفق الدين. سمع ببغداد من أبي السعادات الفزاز، وغيره. وتفقه بها. قال ابن حمدان: كان من أهل الفتوى، مشهورًا بعلم الفرائض، ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 360 - 361، "الدر المنضد" 1/ 356.

* الحسين بن المبارك (631 هـ)

والحساب والجبر والمقابلة، سمعت عليه كثيرًا من "الطبقات" لابن سعد، وقرأت عليه ما صنفه في الحساب والجبر والمقابلة، وأجوبته فى الفتوى غالبًا: نعم أو لا. روى عنه الأبرقوهي، سمع منه بحران. وقال المنذري: لنا منه إجازة. توفي في المحرم سنة سبع وعشرين وستمائة بحران (¬1). - من مؤلفاته: - " كتاب في الفرائض": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وذكره العليمي في "المنهج" 4/ 191، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 1/ 418. * الحسين بن المبارك (631 هـ) هو الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم بن موسى بن عمران الربعي الزبيدي الأصل، البغدادي البابصري، الشيخ سراج الدين، أبو عبد اللَّه بن أبي بكر بن أبي عبد اللَّه. ولد سنة ست -أو سبع- وأربعين وخمسمائة، وقيل: سنة خمس وأربعين. قرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث من جده أبي الوقت، وأبي الفتوح الطائي وأبي حامد الغرناطي، وأبي زرعة وغيرهم، وتفقه في المذهب، وأفتى ودرس بمدرسة الوزير أبي المظفر بن هبيرة. كانت له معرفة حسنة بالأدب، وخرجت له مشيخة، وصنف تصانيف، منها: كتاب "البلغة في الفقه" وله نظما في اللغات والقراءات. وحدث ببغداد ودمشق وحلب وغيرها من البلاد، وسمع منه أمم، وروى عنه خلق كثير من الحفاظ وغيرهم، منهم الدبيثي، والضياء، وآخر من حدث عنه: أبو العباس الحجار الصالحي. سمع منه "صحيح البخاري" وغيره. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 371 - 372، "الدر المنضد" 1/ 359.

* نصر بن عبد الرزاق الجيلي (ت 633 هـ)

توفى في ثالث عشرين صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور (¬1). * نصر بن عبد الرزاق الجيلي (ت 633 هـ) هو نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن أبي صالح بن جنكي دوست، الجيلي الأصل، البغدادي، عماد الدين، أبو صالح بن أبي بكر بن أبي محمد. ولد في سحر رابع عشرين ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمسمائة. وقرأ القرآن في صباه. وسمع الحديث من والده، وعمه عبد الوهاب، وأبي هاشم عيسى بن أحمد الدوشاني، وسعيد بن صافي الحمالي، وغيرهما. وأجاز له أبو العلاء الهمداني، والسلفي، وأبو موسى المديني، وغيرهم. واشتغل بالفقه على والده، وعلى أبي الفتح بن المني. وقرأ الخلاف وعلم النظر على الفخر التوقاني الشافعي. ولما ولي الظاهر بن الناصر الخلافة -وكان من خيار الخلفاء، وأحسنهم سيرة قلد أبا صالح قضاء القضاة لجميع مملكته، والنظر في جميع الوقوف العامة ووقوف المدارس الشافعية والحنفية وغيرهما، ثم عزل في زمن المستنصر، وهو أول من دُعي بقاضي القضاة من أصحابنا، وأول من استقل منهم بولاية قضاء القضاء. وقد صنف في الفقه كتابًا سماه "إرشاد المبتدئين" وأملى مجالس في الحديث وخرج لنفسه أربعين حديثًا. أثنى عليه الحافظ الضياء، ووصفه بالخير. وتفقه عليه جماعة، وانتفعوا ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 405 - 411، "الدر المنضد" 1/ 365.

* ابن الحنبلي (ت 634 هـ)

وسمع منه الحديث خلق كثير، وروى عنه جماعة. منهم: عبد الصمد بن أبي الجيش، والنجيب الحراني، والكمال البزار. توفى سحر يوم الأحد سادس عشر شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة (¬1). * ابن الحنبلي (ت 634 هـ) هو عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي ابن أحمد الأنصاري، الخزرجي السعدي، العبالي، الشيرازي الأصل، الدمشقي، ناصح الدين أبو الفرج بن أبي العلاء بن أبي البركات بن أبي الفرج المعروف بابن الحنبلي. ولد ليلة الجمعة سابع عشر شوال سنة أربع وخمسين وخمسمائة بدمشق. سمع من: والده، والقاضي أبي الفضل محمد بن الشهرزوري، وأبي شاكر السقلاطوني، ولاحق بن كاره، وابن الجوزي، والحافظ أبي موسى المديني. وهو آخر من سمع منه، وأبي العباس الترك، وغيرهم. ودخل بلادًا كثيرة، واجتمع بفضلائها وصالحيها، وفاوضهم، وأخذ عنهم وقدم مصر مرتين وأقام ببغداد مدة يشتغل على أبي الفتح بن المني. وقرأ على أبي البقاء العكبري "الفصيح" لثعلب من حفظه، وبعض "التصريف" لابن جني. واشتغل بالوعظ، وبرع فيه، وحصل له القبول التام، وكان له حرمة عند الملوك والسلاطين، خصوصًا ملوك الشام بني أيوب، وحضر فتح بيت المقدس مع السلطان صلاح الدين. ودرّس بعدة مدارس، وانتهت إليه رئاسة المذهب بعد الشيخ موفق الدين، وكان يساميه في حياته. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 411 - 423، "الدر المنضد" 1/ 365 - 366.

* ابن أبي الفهم الحراني (634 هـ)

وقال ابن النجار: كان فقيهًا، فاضلًا، أديبًا، حسن الأخلاق. وقال أبو شامة: كان واعظًا، متواضعًا متفننا، له تصانيف، وله بنيت المدرسة التي بالجبل للحنابلة، يعني مدرسة الصاحبية. سمع منه خالد النابلسي، وابن النجار الحافظ. وكتب عنه عبد الصمد بن أبي الجيش ببغداد أناشيد. وسمع منه بدمشق خلق كثير. وخرج له الزكي البرزالي، وروى عنه. توفى يوم السبت ثالث المحرم سنة أربع وثلاثين وستمائة بدمشق. ودفن من يومه بتربتهم بسفح قاسيون (¬1). - من مؤلفاته: - " أقيسة المصطفى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-": طُبع في مطبعة السعادة بالقاهرة سنة (1393 هـ/ 1973 م) ونشرته دار الكتب الحديثة بتحقيق أحمد حسن جابر وعلي أحمد الخطيب. وأعادت نشره الدار العربية للكتاب سنة (1403 هـ/ 1983 م) وكذلك المكتبة العصرية (صيدا - بيروت) سنة (1415 هـ / 1994 م). - "الإنجاد في الجهاد": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: صنفه بحلب. وذكره العليمي 4/ 215، والبغدادي في "الهدية" 1/ 524. * ابن أبي الفهم الحراني (634 هـ) هو عبد القادر بن عبد القاهر بن أبي الفرج عبد المنعم بن أبي الفهم الفقيه، الإمام ناصح الدين أبو الفرج الحراني الحنبلي. ولد سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وقيل في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة بحران. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 411 - 423، "الدر المنضد" 1/ 365 - 366.

* عبد الغني ابن تيمية (ت 639 هـ)

وسمع من: ابن طبرزد، وابن كليب، وابن صدقة الحراني، ويحيى الثقفي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وأقرأ وحدث وأفاد ودرس وأفتى. كتب عنه عمر بن الحاجب وقال: عرض عليه قضاء حران فامتنع وكان مفتيا صالحا لم يكن ببلده مثله. وروى عنه: الحافظ المنذري والنجم أحمد بن حمدان الفقيه. وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، وكان ابن تيمية يبالغ في تعظيم شأنه ومعرفته بالمذهب. توفى في الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وستمائة بحران (¬1). - من مؤلفاته: - " المُذهب المنضد في مذهب أحمد": ذكره ابن رجب في "الذيل" نقلًا عن ابن حمدان. وقال: ضاع منه في طريق مكة. وذكره العليمي 4/ 219، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 160، والبغدادي في "الهدية" 1/ 596. - "المناسك": ذكره ابن رجب في "الذيل"، قائلًا: وصنّف منسكًا وسطًا جيدًا. هـ. وكذا العليمي 4/ 219، وابن مفلح في "المقصد" 2/ 165، والبغدادي في "الهدية" 1/ 596. * عبد الغني ابن تيمية (ت 639 هـ) هو عبد الغني بن محمد بن القاسم بن محمد بن: تيمية الحراني، سيف الدين أبو محمد، ابن الشيخ فخر الدين أبي عبد اللَّه، ولد في ثاني صفر ¬

_ (¬1) "تاريخ الإسلام" 46/ 200، "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 441 - 444.

* عمر بن المنجا (ت 641 هـ)

سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بحران. وسمع بها من والده، وعبد القادر الرهاوي، وعبد الوهاب بن أبي حبة، وحماد الحراني، وغيرهم. ورحل إلى بغداد سنة ثلاث وستمائة، فسمع بها من عبد الوهاب ابن سكينة وضياء بن الخريف، وغيرهما. وطلب، وقرأ بنفسه، وأخذ الفقه عن الفخر إسماعيل غلام ابن المني وغيره. ورجع إلى حران، وقام مقام أبيه في وظائفه بعد وفاته، وكان يخطب ويعظ ويدرس، ويلقي التفسير في الجامع على كرسي. له تصنيف: "الزائد على تفسير الوالد" و"إهداء القرب إلى ساكني الترب". قال ابن حمدان: ولم أسمع منه، ولا قرأت عليه شيئًا. وسمعت بقراءته على والده كثيرًا. وقال المنذري: لقيته بحران وغيرها، وعلقت عنه بنهر الجوز بالقرب من شاطئ الفرات شيئًا. توفى في سابع عشر المحرم سنة تسع وثلاثين وستمائة بحران (¬1). * عمر بن المنجا (ت 641 هـ) هو عمر بن أسعد بن المنجا بن بركان بن المؤمل، التنوخي المقرئ، الحراني المولد الدمشقي الدار، القاضي شمس الدين أبو الفتوح، وأبو الخطاب ابن القاضي وجيه الدين أبو المعالي. ولد بحران سنة سبع وخمسين وخمسمائة، ونشأ بها وتفقه على والده ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 480 - 483، "الدر المنضد" 1/ 375 - 376.

وسمع من عبد الوهاب بن أبي حبة. وقدم دمشق، وسمع بها من القاضيين: أبي سعد بن أبي عصرون، وأبي الفضل بن الشهرزوري، وأبي عبد اللَّه بن صدقة، وأبي المعالي بن صابر. ورحل إلى العراق وخراسان، وسمع ببغداد من ابن بوش. وابن سكينة، واشتغل على أبي القاسم محمود بن المبارك المعروف بالمجبر الشافعي، وولي القضاء بحران قديمًا، ثم انتقل إلى دمشق، واستوطنها، ودرس بها بالمسمارية، وتولى خدمًا ديوانية في الدولة المُعظمية. روى عنه: الحافظ أبو عبد اللَّه البرزالي، ومجد الدين بن العديم، وسعد الخير النابلسي، والحسن بن الخلال، ووزرة ابنته. وهي خاتمة من روى عنه بالسماع، وأجاز لابن الشيرازي. توفي في سابع عشر -وقيل: في ثامن عشر- ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودفن بسفح قاسيون (¬1). - من مؤلفاته: - " المعتمد والمعوّل": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 242. - "حاشية على المستوعب": ذكره ابن رجب في "الذيل"، بقوله: ورأيت نسخة "المستوعب" وقد قرأها عمر بن المنجّا على والده قراءة بحث، وعليها حواش علقها عنه بخطه. ا. هـ. وبهذا يصح نسبة هذِه الحاشية للابن عمر، كما يصح نسبتها للأب أسعد. وذكره العليمي 4/ 242، وابن مفلح في "المقصد" 2/ 296. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 490 - 492، "الدر المنضد" 1/ 379.

* عبد الرحمن المقدسي (643 هـ)

* عبد الرحمن المقدسي (643 هـ) هو عبد الرحمن بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي، محيي الدين، أبو سليمان ابن الحافظ أبي محمد. ولد في شوال سنة ثلاث أو أربع وثمانين وخمسمائة. وسمع بدمشق من الخشوعي وغيره. ورحل، وسمع بمصر من البوصيري والأرتاحي، وإسماعيل بن ياسين، وغيرهما، وسمع ببغداد من ابن الجوزي وطبقته، وتفقه على الشيخ الموفق حتى برع في الفقه. وكان يؤم معه في جامع بني أمية بمحراب الحنابلة. وأفتى ودرس الفقه، وحدث، وروى عنه ابن النجار. وسئل عنه الحافظ الضياء، فقال: فاضل خير دين، كثير التلاوة. وقال أبو شامة: كان من أئمة الحنابلة رحمه اللَّه تعالى، وكان من الصالحين. توفي في تاسع عشر صفر سنة ثلاث وأربعين وستمائة، ودفن بسفح قاسيون (¬1). - من مؤلفاته: - " تذكرة مختصرة في أصول الفقه": له نسخه خطية من محفوظات المكتبة الظاهرية بدمشق ضمن مجموع برقم (3828) وهي على الورقات (16: 43) منه، وهي مكتوبة بخط نسخ جيد، وبهامشها بعض التصحيحات، وكتبت بيد علي بن محمد بن عباس البعلي الحنبلي، دون ذكر تاريخ النسخ. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 503 - 504، "الدر المنضد" 1/ 382.

* الضياء المقدسي (643 هـ)

* الضياء المقدسي (643 هـ) هو محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي، أبو عبد اللَّه المقدسي ثم الدمشقي الصالحي ضياء الدين الحنبلي صاحب التصانيف. ولد سنة تسع وستين وخمسمائة. أجاز له السلفي وشهدة، وسمع من: أبي المعالي بن صابر، وأبي المجد البانياسي، وأحمد بن الموازينى، وطبقتهم بدمشق، وأبي القاسم البوصيري وطبقته بمصر، والمبارك بن المعطوش وابن الجوزي وطبقتهما ببغداد، وأبي جعفر الصيدلاني وطبقته بأصبهان، وعبد الباقي بن عثمان بهمذان، والمؤيد الطوسي وطبقته بنيسابور، وأبي المظفر بن السمعاني بمرو، ورحل مرتين إلى أصبهان وسمع بها ما لا يوصف كثرة، وحصل أصولا كثيرة ونسخ وصنف وصحح ولين وجَرَّح وعدَّل، وكان المرجوع إليه في هذا الشأن. وروى عنه: القاضي تقي الدين، وابن الموازينى، وابن الفراء، والنجم الشعراوي، وآخرون. قال تلميذه عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبد اللَّه شيخ وقته ونسيج وحده علما وحفظا وثقة ودينا من العلماء الربانيين وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي، كان شديد التحري في الرواية، مجتمهدا في العبادة، كثير الذكر منقطعا متواضعا، سهل العارية. قال ابن النجار: حافظ متقن حجة عالم بالرجال ورع تقي ما رأيت مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته. توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة (¬1). ¬

_ (¬1) "تذكرة الحفاظ" 4/ 1405 - 1406، "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 514.

- من مؤلفاته: - " الأحكام": ذكره ابن رجب، وقال: يعوز قليلًا، في نحو عشرين جزءًا، في ثلاث مجلدات. وكذا العليمي 4/ 253، والذهبي في "السير" 23/ 128، قال: لم يتم. وذكره حاجي خليفة في "الكشف" (ص 22) وقال: ثمان مجلدات. والبغدادي في "الهدية" 2/ 123، وعندهما باسم: "الأحكام في الفقه". نسخه الخطية: ذكر د. التركي في "المذهب الحنبلي" 2/ 256 أن لديه نسخة خطية من الكتاب، ولم يذكر مصدرها، تقع في (120) ورقة، في حجم (15) سطرًا. وهي نسخة كاملة واضحة الخط، نسخها لنفسه مظفر ابن الأمير حاج بن المؤيد سنة (720 هـ). لكن الدكتور عبد الرحمن العثيمين عقَّب على هذا في هامش "ذيل الطبقات" 3/ 518 بأن هذا الكلام فيه نظر؛ لأن الكتاب لم يتمه المؤلف، كما أن ابن رجب وغيره يقولون: في ثلاث مجلدات. - "الشافي على الكافي في السنن": ذكره ابن بدران في "المدخل" (ص 433). نسخه الخطية: توجد أجزاء منه في المكتبة الظاهرية ضمن مجموع (3758). كُتبت بخط المؤلف. - الجزء الأول: يحتوي على (16) ورقة: (1 - 15) ق. والورقة (16) مستقلة، لعلها من الجزء الثاني، أو جزء آخر، وفيها أحاديث في الزكاة. - الجزء الثاني: يحتوي على (16) ورقة: (19 - 34) ق. - الجزء الثالث: يحتوي على (16) ورقة: (35 - 50) ق. ويوجد الجزء الثاني من نسخة أخرى في خمس أوراق (51 - 55 هـ) ق. ورتب هذا الجزء ترتيبًا مختلفًا، ولا شبه بينه وبين الجزء الثاني من النسخة الأولى.

* أحمد بن عيسى بن قدامة (643 هـ)

وهو أيضًا بخط المؤلف (¬1). وتوجد منه صورة في جامعة أم القرى (199) وذكر اسم المؤلف في الفهرس خطأ: موفق الدين عبد اللَّه عبد الواحد المقدسي (620 هـ). 3 - "أحكام الصِّبا": ذكره بروكلمان 2/ 97. وأحال على مخطوطاته في فهارس دار الكتب المصرية. وذكر الأستاذ فؤاد السيد في "فهرس المخطوطات المصورة" 1/ 55، الجزء الثاني منه في جملة مخطوطات دار الكتب المصرية رقم (906 - حديث)، ويقع هذا الجزء في (389) ورقة في حجم (19 × 27 سم)، كتب في القرن الثامن. * أحمد بن عيسى بن قدامة (643 هـ) هو أحمد بن عيسى بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن قدامة، المقدسي الصالحي، المحدث الحافظ، سيف الدين أبو العباس ابن مجد الدين أبي المجد ابن شيخ الإسلام موفق الدين أبي محمد. ولد سنة خمس وستمائة بالجبل. سمع من جده الكثير، ومن أبي اليمن الكندي، وأبي القاسم بن الحرستاني، وطبقتهم. ورحل، وسمع ببغداد من أبي الفتح بن عبد السلام، وخلق من الأصحاب: ابن ناصر، وأبي الوقت. وكتب بخطه الكثير. وخرج وألَّف. قال الحسيني: خَرَّج وحدث، وكان حسن التخريج فاضلًا. توفى في مستهل شعبان سنة ثلاث وأربعين وستمائة بسفح قاسيون (¬2). ¬

_ (¬1) "فهرس مجاميع المدرسة العمرية في دار الكتب الظاهرية"، صنع ياسين محمد السواس، (ص 99). (¬2) "تذكرة الحفاظ" 4/ 1446، "ذيل طبقات الحنابلة" 3/ 524 - 526.

* المجد بن تيمية (652 هـ)

- من مؤلفاته: - " الرد على محمد بن طاهر القيسراني": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلد كبير، ونقل عن الذهبي في "السير" 23/ 119 أنه اختصره إلى نحو الربع. وسبب تأليف هذا الكتاب: هو أن الحافظ المؤرخ أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي المعروف بابن القيسراني (ت 507 هـ)، ألف كتابًا باسم "صفوة التصوف" -وهو مطبوع- ذهب فيه مذهب إباحة السماع؛ أي الغناء، وكان ظاهري المذهب. فألف ابن قدامة هذا الكتاب في الرد عليه في هذا الموضوع، ورد عليه أيضًا في أشياء أخرى وردت في كتابه المذكور. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في مجاميع الظاهرية بدمشق (3828) باسم "مسودة الرد على ابن طاهر". وتحتوي هذِه النسخة على (29) ورقة (197 - 225) ق. وهي نسخة سيئة، عليها قيد، وقف بالضيائية من جبل قاسيون (¬1). * المجد بن تيمية (652 هـ) هو عبد السلام بن عبد اللَّه بن الخضر بن محمد بن علي الحراني، مجد الدين أبو البركات بن تيمية. ولد سنة تسعين وخمسمائة تقريبا، وتفقه على عمه فخر الدين الخطيب، وسار إلى بغداد، وهو مراهق مع السيف ابن عمه، فسمع من أبي أحمد بن سكينة، وابن طبرزد، وعدة. وسمع بحران من حنبل المكبر، وعبد القادر الحافظ، وتلا بالعشر على الشيخ عبد الواحد بن سلطان. ¬

_ (¬1) "فهرس مجاميع المدرسة العمرية في دار الكتب الظاهرية"، صنع ياسين السواس، (ص 482).

حدث عنه: ولده شهاب الدين، والدمياطي، وأمين الدين بن شقير. وكان يدري القراءات، وصنف فيها أرجوزة. وقد حج في سنة إحدى وخمسين على درب العراق، وانبهر علماء بغداد لذكائه وفضائله، والتمس منه أستاذ دار الخلافة محيي الدين ابن الجوزي الإقامة عندهم، فتعلل بالأهل والوطن. قال الشيخ تقي الدين أبا العباس: كان الشيخ جمال الدين بن مالك يقول: ألين للشيخ المجد الفقه كما ألين لداود الحديد. وقال الشيخ: وكانت في جدنا حدة، قال: وحكى البرهان المراغي أنه اجتمع بالشيخ المجد، فأورد على الشيخ نكتة، فقال: الجواب عنها من ستين وجها: الأول كذا، الثاني كذا، وسردها إلى آخرها، وقال: قد رضينا منك بإعادة الأجوبة، فخضع البرهان له وانبهر. وقال العلامة ابن حمدان: كنت أطالع على درس الشيخ وما أبقي ممكنا، فإذا أصبحت وحضرت ينقل أشياء كثيرة لم أعرفها قبل. عرض على الفخر مصنفه "جنة الناظر" وكتب له عليه في سنة ست وستمائة وعظمه، فهو شيخه في علم النظر، وأبو البقاء شيخه في النحو والفرائض، وأبو بكر بن غنيمة صاحب ابن المني شيخه في الفقه، وابن سلطان شيخه في القراءات. وقد أقام ببغداد ستة أعوام مكبًا على الاشتغال، ورجع، ثم ارتحل إلى بغداد قبل العشرين وستمائة، فتزيد من العلم، وصنف التصانيف، مع الدين والتقوى، وحسن الاتباع، وجلالة العلم. توفي بحران يوم الفطر سنة اثنتين وخمسين وستمائة (¬1). ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 3/ 291 - 293.

- من مؤلفاته: - " المحرر في الفقه": طُبع في مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة، سنة (1360 هـ/ 1950 م) بعناية الشيخ محمد حامد الفقي. وبهامشه حواش ونكت للشمس ابن مفلح (ت 763 هـ) صاحب "الفروع"، وصدر في جزأين. ثم أعادت طبعه مكتبة المعارف بالرياض سنة (1404 هـ/ 1984 م). - "المذهب الصحيح الواضح في مسألة وضع الجوائح": طُبع في مطبعة المنار بالقاهرة سنة (1341 هـ/ 1922 م). وطبع طبعة ثانية سنة (1349 هـ/ 1931 م)، وصدر في مجلدين. - "المنتقى من الأحكام الكبرى": طُبع أولًا في المطبعة الفاروقية في دلهي بالهند سنة (1296 هـ) في مجلد. مع مقدمة للشيخ أبي الفتح عبد الرشيد ابن محمود الإبراهيمي المحمدي. وطبع في المطبعة الرحمانية في دلهي سنة (1332 هـ / 1914 هـ) في مجلد. وطبع في القاهرة، في المكتبة التجارية الكبرى، سنة (1350 هـ/ 1931 م) بتصحيح وتعليق: محمد حامد الفقي، وصدر في جزأين بعنوان "المنتقى من أخبار المصطفى". وطبع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي سنة (1351 هـ/ 1933 م). وفي المطبعة السلفية سنة (1380 هـ/ 1960 م). بالإضافة إلى طبعاته مع شرحه "نيل الأوطار" للشوكاني. - "المسودة في الأصول": طبع في مطبعة المدني بالقاهرة، بتحقيق وتصحيح: محمد محيي الدين عبد الحميد، سنة (1384 هـ/ 1964 م). وطبع طبعة أخرى بتحقيق: د. أحمد الذروي، نشر دار الفضيلة ودار ابن حزم ط 1 (1422 هـ - 2001 م).

- "منتهى الغاية لشرح الهداية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: بيض منه أربع مجلدات كبار إلى أوائل الحج (¬1)، والباقي لم يبيضه. وذكره ابن بدران في "المدخل" (ص 220)، وقال: وكثيرًا ما رأينا الأصحاب ينقلون عن تلك المسودة، ورأيت منها فصولًا على هوامش بعض الكتب. اهـ. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في مكتبة جامع عنيزة، كُتبت بخط أبي بكر موسى بن أبي بكر بن الحاج عمر الحنبلي (¬2). ويلاحظ من بعض نقول المنقور في "مجموعه" أنه كان عنده نسخة من الكتاب، فإنه ينقل عنه أحيانًا بالحرف من غير واسطة (¬3). - "الإلمام في أحاديث الأحكام": منه نسخة في مكتبة أحمد الثالث باستانبول رقم (466) عدد أوراقها (214) ورقة، كُتبت سنة (838 هـ) بخط نسخ جميل مشكول بالحركات، كتبها عمر بن إبراهيم بن يحيى الصوفي الشافعي، وقوبلت هذِه النسخة على نسخة صحيحة روجعت على نسخة عليها خط المؤلف (¬4). - "الأحكام الكبرى": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في عدة مجلدات. وكذا العليمي 4/ 268، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 163. ¬

_ (¬1) ذكره المرداوي في "الإنصاف" 8/ 73، الموضع الذي انتهى إليه من كتاب الحج، وهو مسألة من وجب عليه الحج فتوفي قبله فإنه يخرج عنه من جميع ماله حجة وعمرة. . إلخ. (¬2) "علماء نجد" للبسام 3/ 269. (¬3) "الفواكه العديدة" 1/ 78، 162، 278. (¬4) "فهرس المخطوطات المصورة"، لفؤاد سيد 1/ 61.

* شعلة (ت 656 هـ)

* شعْلَة (ت 656 هـ) هو أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسين المصلي الحنبلي المقرئ، شعلة. تلا على علي بن عبد العزيز الأربلي، وتفقه وقرأ العربية وبرع في الأدب والقراءات، وصنف تصانيف كثيرة ونظم الشعر الحسن. قال الذهبي: كان صالحًا خيرًا تقيًا متواضعًا. وقال أيضًا: كان شابًا فاضلًا ومقرئًا محققًا ذا ذكاء مفرط وفهم ثاقب ومعرفة تامة بالعربية واللغة، وشعره في غاية الجودة، نظم في الفقه وفي التاريخ وغيره. نظم "الشمعة في السبعة"، وشرَح "الشاطبية"، وأشياء. وله نظم في غاية الاختصار ونهاية الجودة. توفي في صفر سنة ست وخمسين وستمائة (¬1). * ابن رزين (ت 656 هـ) هو عبد الرحمن بن رزين بن عبد العزيز بن نصر بن عبيد بن علي بن أبي الجيش الغساني، الحواري الحواراني. سمع بدمشق من: أبي العباس أحمد بن سلامة النجار، وببغداد من: أبي المظفر محمد بن المني. كان فقيها فاضلا، وكان يصاحب ابن الجوزي ويلازمه، وتوكل له في بناء مدرسة بدمشق، ثم ذهب إلى بغداد لأجل رفع حسابها إليه. وكان بها سنة ست وخمسين، فقتل شهيدا بسيف التتار (¬2). ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 23/ 360، "شذرات الذهب" 5/ 281. (¬2) "تاريخ الإسلام" 48/ 263، "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 39، "المقصد الأرشد" 2/ 88.

* يوسف بن الجوزي (656 هـ)

- من مؤلفاته: - " النهاية مختصر الهداية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 280، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 36)، وكلهم ذكروه باسم "اختصار الهداية". وذكره حاجي خليفة في "الكشف" (ص 1989) باسم "النهاية في اختصار الهداية". وكذا ورد اسمه في جملة مصادر "الإنصاف" للمرداوي 1/ 19 وفي مواضع أخرى منه 1/ 58، 155. وذكره بهذا الاسم صفي الدين عبد المؤمن عبد الحق القطيعي في مقدمة كتابه "إدراك الغاية". - "مختصر المختصر": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 280. - "التهذيب في اختصار المغني": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في مجلدين، وسمى فيه الشيخ موفق الدين شيخنا، ولعله اشتغل عليه. وكذا ذكره العليمي 4/ 280، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 88. - "تعليقة في الخلاف": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وكذا العليمي 4/ 280، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 36). - "شرح الخرقي": ذكره المرداوي في "الإنصاف" 1/ 21 في جملة مصادره التي اعتمد عليها، وكذلك ذكره ابن النجار في "شرح الكوكب المنير" 3/ 240. * يوسف بن الجوزي (656 هـ) هو يوسف بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن حماد بن الجوزي، القرشي التيمي، البكري. ابن الشيخ جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي. ولد في ليلة سابع عشر ذي القعدة سنة ثمانين وخمسمائة ببغداد.

سمع من: أبيه، ويحمى بن بوش، وذاكر بن كامل، وابن كليب، وأبي منصور عبد اللَّه بن محمد بن عبد السلام، وابن المغطوش، وأبي الحسن بن محمد بن يعيش. وقرأ القرآن بالروايات العشر على ابن الباقلاني بواسط. وروى عنه: الدمياطي، والرشيد بن أبي القاسم، وجماعة. واشتغل بالفقه والخلاف والأصول، وبرع في ذلك. وكان أمهر فيه من أبيه، ووعظ في صغره على قاعدة أبيه، وعلا أمره وعظم شأنه، وولي الولايات الجليلة. قال الذهبي: كان صدرا كبيرا وافر الجلالة ذا سمت وهيبة وعبارة فصيحة، روسل به إلى الملوك، وبلغ أعلى المراتب، وكان محمود الطريقة محببا إلى الرعية، بقي في الأستاذ دارية سائر أيام المستعصم. ضربت عنقه صبرًا عند هولاكو في صفر سنة ست وخمسين وستمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " المذهب الأحمد في مذهب أحمد": طبع في مطبعة الكيلاني بالقاهرة سنة (1401 هـ/ 1981 م). وأعادت طبعه المؤسسة السعيدية بالرياض. - "الطريق الأقرب": ذكره العليمي 4/ 276، وأحال عليه ابن مفلح في "الفروع" 4/ 126، وذكره المرداوي في جملة مصادره لـ "الإنصاف" كما أثبته في المقدمة (ص 17). - "الإيضاح في الجدل": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 276، والبغدادي في "الهدية" 2/ 555. وهو من مصادر المرداوي في كتابه "التحرير" كما في مقدمته (ص 33). ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" 22/ 372، "تاريخ الإسلام" 48/ 306، "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 20، "المقصد الأرشد" 2/ 137.

* يحيى الصرصري (ت 656 هـ)

* يحيى الصرصري (ت 656 هـ) هو يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور بن المعمر بن عبد السلام الأنصاري الصرصري، الرريراني، جمال الدين، أبو زكريا. ولد في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. قرأ القرآن بالروايات على أصحاب ابن عساكر البطايحي. وسمع الحديث من: الشيخ علي بن إدريس اليعقوبي الزاهد، وأجاز له الشيخ عبد المغيث الحربي وغيره. وحفظ الفقه واللغة. ويقال: إنه كان يحفظ "صحاح" الجوهري بكماله. قال ابن رجب: كان صالحًا قدوة، عظيم الاجتهاد، كثير التلاوة، عفيفًا صبورًا قنوعًا، محبًا لطريقة الفقراء ومخالطتهم. وكان يحضر معهم السماع، ويرخص في ذلك. وكان شديدا في السنة، منحرفًا على المخالفين لها. وشعره مملوء بذكر أصول السنة، ومدح أهلها، وذم مخالفيها. ولما دخل هولاكو وجنده الكفار إلى بغداد كان الشيخ يحمي بها. فلما دخلوا عليه قاتلهم. ويقال: إنه قتل منهم بعكازه. ثم قتلوه شهيدًا سنة ست وخمسين وستمائة (¬1). - من مؤلفاته: 1 - " نظم الخرقي" = "الدرة اليتيمة والمحجة المستقيمة": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وابن مفلح في "المقصد" 3/ 114، والبغدادي في "الهدية" 2/ 523. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق رقم (2739) ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 32، "المقصد الأرشد" 3/ 114.

* عبد الرزاق الرسعني (ت 661 هـ)

عدد أوراقها (85) ورقة، في حجم (15) سطرًا، بخط نسخ واضح، نسخ أحمد ابن سالم بن سلامة النقيعي، سنة (774 هـ). ومنها صورة في جامعة أم القرى (20). - ومنه نسخة أخرى في دار الكتب الظاهرية رقم (2749) عدد أوراقها (84) ورقة، بخط نسخ، نسخ إبراهيم الصرصري، سنة (652 هـ). - ومنه نسخة في برلين رقم (4511) تقع في (98) ورقة، كتبت سنة (833 هـ) (¬1). - ونسخة أخرى بمكتبة برلين بألمانيا رقم (1514) عدد أوراقها (98) ورقة، في حجم (15) سطرًا، بخط نسخ معتاد، نسخ محمد بن علي بن محمد الحنبلي، سنة (853 هـ). ومنها صورة في جامعة أم القرى (76). - ونسخة ثالثة في شستربتي بإيرلندا رقم (4798). 2 - "نظم زوائد الكافي على الخرقي" = "واسطة العقد الثمين وعمدة الحافظ الأمين": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وابن مفلح في "المقصد" 3/ 114، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 37). * عبد الرزاق الرسعني (ت 661 هـ) هو عبد الرزاق بن رزق اللَّه بن أبي بكر بن خلف بن أبي الهيجاء الرسعني، الفقيه المحدث المفسر، عز الدين، أبو محمد. ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة برأس عين الخابور. وسمع الحديث ببلده من: أبي المجد القزويني، وغيره، وببغداد من: ¬

_ (¬1) "تاريخ التراث العربي" لفؤاد سزكين 1/ 3/ 236.

عبد العزيز بن منينا، والداهري، وعمر بن كرم، وغيرهم. وبدمشق من: أبي اليمن الكندي، وابن الحرستاني، والخضر بن كامل، والشيخ موفق الدين، وأبي الفتوح بن الجلاجلي، وغيرهم. وبحلب من: الافتخار الهاشمي، وببلدان أخر. وتفقه على: الشيخ موفق الدين، وصحب الشيخ العماد، وطائفة من أهل الدين والعلم والصلاح. وروى عنه: ابنه أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الرزاق، والدمياطي الحافظ في "معجمه"، وغير واحد. وبالإجازة: أبو المعالي الأبرقوهي، وأبو الحسن ابن البندنيجي الصوفي، وزينب بنت الكمال. وقرأ العربية والأدب، وتفنن في العلوم. وولي مشيخة دار الحديث بالموصل. وكان فاضلًا في فنون من العلم والأدب، ذا فصاحة وحسن عبارة، متمسكًا بالسنة والآثار، ويصدع بالسنة عند المخالفين كالرافضة. توفي ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " المنتصر في شرح المختصر": ذكره ابن بدران في "المدخل" (ص 416) وقال: لم أر له ذكرًا في كتب الفقهاء على أني وجدت بخط محمد بن كنان الصالحي أنه رأى له شرحًا على الخرقي مزجًا في مجلدين. اهـ. وأرّخ وفاته سنة (660 هـ). وذكر أن كتابه في التفسير يحتوي على ذكر فروع الفقه على الخلاف بدون دليل. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 77، "المقصد الأرشد" 2/ 132.

* محمد بن تميم الحراني (ت 675 هـ)

* محمد بن تميم الحراني (ت 675 هـ) أبو عبد اللَّه الفقيه. تفقه على: الشيخ مجد الدين ابن تيمية، وعلى أبي الفرج بن أبي الفهم، وسافر إلى ناصر الدين البيضاوي ليشتغل عليه، فأدركه أجله وهو شاب ولم يتحقق من موته وهو قريب من سنة خمس وسبعين وستمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " المختصر": وهو مشهور باسمه، فيقال: "مختصر ابن تميم" ويقال: "ابن تميم"، حُقق في رسالة تقدم بها الطالب علي بن إبراهيم القصير إلى جامعة الإمام محمد بن سعود لنيل درجة الدكتوراه سنة (1414 هـ). * يحيى بن الصيرفي (678 هـ) هو يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح بن رافع بن علي بن إبراهيم الحراني، الفقيه المحدث المعمر، جمال الدين، أبو زكريا بن الصيرفي. ويعرف بابن الجيشي أيضا، نزيل دمشق ولد سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة بحران. وسمع بها من: الحافظ عبد القادر الرهاوي، والخطيب فخر الدين، وغيرهما. ورحل إلى بغداد سنة سبع وستمائة. فسمع من: ابن طبرزد، وابن الأخضر، وأحمد بن الدبيقي، وعبد العزيز بن منينا، وعلي بن محمد بالموصل. وثابت بن مشرف، وأبي البقاء العكبري. وسمع بدمشق من: أبي اليمن الكندي، وابن ملاعب، وابن الحستاني، والشيخ موفق الدين، وغيرهم. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 131، "المقصد الأرشد" 2/ 386.

وأخذ الفقه بدمشق عن الشيخ موفق الدين، وببغداد عن: أبي بكر بن غنيمة بن الحلاوي، وأبي البقاء العكبري، والفخر إسماعيل، وغيرهم. وسمع منه: الحافظ الدمياطي، وذكره في "معجمه"، والحافظ الحارثي، والشيخ علي الموصلي، وابن أبي الفتح البعلي، والقاضي سليمان بن حمزة، والشيخ تقي الدين ابن تيمية، وأبو الحسن بن العطار، وخلق. قال البرزالي في "تاريخه": كان من الشيوخ والفقهاء المتعبدين والمعتبرين في مذهبه، كثير الديانة والتعبد، وأشغل الناس وأفاد، وانتفع به. وقال الذهبي: برع في المذهب، ودرس وناظر، وتخرج به الأصحاب. وكان لطيف القدر جدا، ضخم العلم والعمل، صاحب تعبد وأوراد وتهجد. توفي عشية الجمعة رابع صفر سنة ثمان وسبعين وستمائة بدمشق (¬1). - من مؤلفاته: - " نوادر المذهب": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: فيها فوائد غريبة. ونقل عنه في مواضع، وكذا ابن مفلح في "الآداب الشرعية" 1/ 308، 374، والمرداوي في "الإنصاف" 15/ 134. - "مختصر الفنون": ذكره ابن مفلح في "الفروع" 2/ 639. - "كتاب في عقوبات الجرائم": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: جزء، كتبه للافتخار الحراني والي دمشق، وكان له به اختصاص، وكان صالحًا عادلًا. وكذا ذكره العليمي 4/ 312. - "انتهاز الفرص في من أفتى بالرخص": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: جزء. وكذا العليمي 4/ 312. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 149، "المقصد الأرشد" 3/ 87.

* عبد الله بن رفيعا (ت 679 هـ)

* عبد اللَّه بن رفيعا (ت 679 هـ) هو عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمود بن رفيعا الجزري، المقرئ الفرضي، نزيل الموصل، أبو محمد. ويلقب ضياء الدين. قرأ بالسبع على: علي بن مفلح البغدادي. وأخذ الحروف عن: أبي عمرو ابن الحاجب، وأبي عبد اللَّه الفاسي، والسديد عيسى بن أبي الحزم. وسمع الحديث من جماعة. قرأ عليه: ابن خروف الموصلي الحنبلي، وأكثر عنه، وسمع منه "الأحكام" للشيخ مجد الدين ابن تيمية عنه. وكان يثني على فضائله وأجاز لعلي بن عبد الصمد بن أبي الجيش غير مرة. وصنف تصانيف في القراءات. ونظم في القراءات وغيرها، وفي الفرائض قصيدة معروفة لامية، وكان شيخ القراء بالموصل. مات في سادس جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وستمائة بالموصل (¬1). * الجلال العَكبري (681 هـ) هو عبد الجبار بن عبد الخالق بن محمد بن أبي نصر بن عبد اللَّه بن عبد الباقي بن عَكبر الزاهد بن عبد الخالق بن محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن منصور بن سالم بن تميم بن أبي نصر بن عبد اللَّه بن سالم بن عبد اللَّه بن عمر ابن الخطاب. البغدادي العَكبري جلال الدين أبو محمد. هكذا ساقه ابن رجب وقال: هكذا رأيت نسبه، وفيه نظر. ولد سنة تسع عشرة وستمائة ببغداد. سمع من: ابن اللتي، والقاضي أبي صالح الجيلي، وأحمد بن يعقوب ¬

_ (¬1) "تاريخ الإسلام" 50/ 322، "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 155، "المقصد الأرشد" 2/ 24.

* كتيلة (ت 681 هـ)

المارستاني، ومحمد بن أبي السهل الواسطي، وأحمد بن عمر القادسي. وسمع منه جماعة، منهم: نسيبه نصير الدين أحمد بن عبد السلام بن عكبر. اشتغل بالفقه والأصول، والتفسير، والوعظ، وبرع في ذلك، وله النظم والنثر، والتصانيف الكثيرة، منها: تفسير القرآن في ثمان مجلدات، ومسائل خلاف، وأربعون حديثا تكلم عليها، وله مسموعات ومجازات. ودرس بالمستنصرية. توفي يوم الاثنين سابع عشرين شعبان سنة إحدى وثمانين وستمائة (¬1). * كُتَيْلَة (ت 681 هـ) هو عبد اللَّه بن أبي بكر بن أبي البدر البغدادي، الحربي، الزاهد. ويعرف بالشيخ عبد اللَّه كتيلة. ولد سنة خمس وستمائة. وسمع الحديث بدمشق من: الحافظ الضياء المقدسي، وسليمان الأسعردي، وأجاز له: الشيخ موفق الدين. وتفقه في المذهب ببغداد على القاضي أبي صالح. وارتحل. وتفقه بحران على الشيخ مجد الدين ابن تيمية، وابن تميم صاحب "المختصر"، وبدمشق على الشيخ موفق الدين بن أبي عمر، وغيره. وبمصر على أبي عبد اللَّه بن حمدان، ونقل عنهم فوائد. وحدث وسمع منه: عبد الرزاق بن القوطي، وغيره. وحكى عنه: أبو عبد اللَّه بن الدباهي الزاهد. قال ابن رجب: كان قدوة زاهدا عابدا ذا أحوال وكرامات، وكان أرباب الدولة وغيرهم يعظمونه ويحترمونه، وله أتباع وأصحاب. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 162، "المقصد الأرشد" 2/ 165.

* الشمس ابن أبي عمر (682 هـ)

توفي يوم الجمعة منتصف رمضان سنة إحدى وثمانين وستمائة ببغداد (¬1). - من مؤلفاته: - " المهم في شرح الخرقي": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وأفاد منه في "القواعد" (ص 332)، وذكره العليمي 4/ 316، وابن مفلح في "المقصد" 2/ 26، والمرداوي في "الإنصاف" 1/ 57. - "مصنف في السماع": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 6/ 314. وقال الصفدي في "الوافي" 17/ 87: جمع مجلدًا في ما في السماع من الخلاف. - "كتاب العُدة": ذكره المرداوي في "تصحيح الفروع" 4/ 658. * الشمس ابن أبي عمر (682 هـ) عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي، الجماعيلي الأصل العمادي، الفقيه الإمام، الزاهد الخطيب، قاضي القضاة، شيخ الإسلام، شمس الدين، أبو محمد، وأبو الفرج، ابن الشيخ أبي عمر. ولد في المحرم سنة سبع وتسعين وخمسمائة بالدير بسفح قاسيون. وسمع من أبيه، وعمه الشيخ موفق الدين وعرض عليه كتاب "المقنع" وشرحه عليه. وأذن له في إقرائه، وإصلاح ما يرى أنه يحتاج إلى إصلاح فيه. ثم شرحه بعده في عشر مجلدات. واستمد فيه من "المغني". وأخذ الأصول عن السيف الآمدي، ودرس وأفتى، وأقرأ العلم زمانًا طويلًا وانتفع به الناس، وانتهت إليه رياسة المذهب في عصره، بل رياسة العلم في زمانه. ¬

_ (¬1) "تاريخ الإسلام" 51/ 76، "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 165، "المقصد الأرشد" 2/ 25.

قال الذهبي: وكان الشيخ محيي الدين -يعني النووي- يقول: هذا أجل شيوخي. وممن أخذ عنه العلم: الشيخ تقي الدين بن تيمية، والشيخ مجد الدين إسماعيل بن محمد الحراني، وكان يقول: ما رأيت بعيني مثله. وحدث بالكثير. وخرج له أبو الحسن بن اللبان مشيخة في أحد عشر جزءًا. وأخرج له الحافظ الحارثي أخرى. وحدث بهما. وحدثنا عنه جماعة، منهم: داود بن العطار، والمزي، والبرزالي. وتوفي ليلة الثلاثاء سلخ ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وستمائة، ودفن من الغد عند والده بسفح قاسيون (¬1). - من مؤلفاته: - " الشرح الكبير" = "الشافي في شرح المقنع" = "تسهيل المطلب في تحصيل المذهب" (¬2): طُبع الشرح الكبير بهامش "المغني"، ومرتبًا على ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في: "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 172، "المقصد الأرشد" 2/ 107، "المنهج الأحمد" 4/ 317. (¬2) قال الدكتور عبد اللَّه التركي: حقق ذلك ابن مانع رحمه اللَّه في مقدمته لطبعة "المبدع" (ص 10) أنه نفسه "الشرح الكبير" معتمدًا على ما ورد في منظومة ابن عبد القوي -وهو تلميذ الشيخ ابن أبي عمر- وهي قصيدة دالية نظم بها المقنع، وفيها: لقد يسر المطلوب في "شرح المقنع" ... وقرّب للطلاب كل مبعد وأغنى عن "المغني" بـ "تسهيل مطلب" ... لمن يبتغي تحصيل مذهب أحمد ويؤيد هذا التحقيق أن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية، وكذلك نسخة أحمد الثالث بتركيا، كلتاهما تحمل اسم: "تسهيل المطلب"، ويوجد على طرة الجزأين: الثالث والخامس من النسخة المحفوظة في المكتبة العامة السعودية بالرياض، العبارة التالية: . . . شرح المقنع في الفقه وهو تسهيل المطلب في تحصيل المذهب. واللَّه أعلم. . "المذهب الحنبلي" 2/ 291.

* عبد الرحمن الضرير (684 هـ)

أبوابه، في مطبعة المنار بالقاهرة سنة (1341 هـ/ 1992 م) كما سبق بيانه. - ثم طُبع مفردًا على ترتيب "المغني" أيضًا، وصُور مراتٍ عدة. - وطبعته هجر طبعة أخرى مع إعادة ترتيبه حسب أصوله الخطية، مع أصله "المقنع" ومع "الإنصاف" للمرداوي ونشر سنة (1414 هـ/ 1993 م) في (32) مجلدًا مع الفهارس الفنية. * عبد الرحمن الضرير (684 هـ) هو عبد الرحمن بن عمر بن أبي القاسم بن علي الضرير البصري الإمام الفقيه نور الدين أبو طالب حفظ القرآن بالبصرة ثم قدم بغداد وسكن مدرسة أبي حكيم وحفظ بها كتاب "الهداية" لأبي الخطاب وبرع فيه، أذن له في الفتوى سنة ثمان وأربعين. وسمع من الشيخ مجد الدين ابن تيمية أحكامه، وكتابه "المحرر"، وسمع ببغداد من جماعة منهم الصاحب أبي محمد بن الجوزي وسمع من الشيخ مجد الدين، وأبي بكر الخازن، ومحمد بن علي بن أبي السهل، وكان بارعا في الفقه وله معرفة بالحديث والتفسير. تفقه عليه جماعة منهم الشيخ صفي الدين عبد المؤمن وسمع منه، وروى عنه جماعة بالإجازة، وكان له فطنة عظيمة ونادرة عجيبة. توفي ليلة السبت وهو عيد الفطر سنة أربع وثمانين وستمائة، ودفن في دكة القبور بين يدي قبر الإمام أحمد (¬1). - من مؤلفاته: - " الواضح في شرح الخرقي": طبع بتحقيق د. عبد الملك الدهيش، ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 194، "شذرات الذهب" 5/ 386، "المقصد الأرشد" 2/ 101.

* ابن كوشيار (بعد 690 هـ)

بدار خضر سنة (1421 هـ/ 2000 م). - "الحاوي الكبير": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في مجلدتين. وذكره العليمي 4/ 327، وابن مفلح في "المقصد" 2/ 102، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 38)، والبغدادي في "الهدية" 1/ 525. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في دار الكتب الظاهرية برقم (2260) عدد أوراقها (303) ورقة، بخط نسخ جيد. - "الحاوي الصغير": ذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 19) في جملة الكتب المعتمدة. وأحال عليه ابن النجار في "شرح الكوكب المنير" 3/ 307، 407. - "الكافي في شرح الخرقي": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 327، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 38). - "الشافي في المذهب": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 327، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 38). - "مختصر المجرد": ذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 19) في جملة مصادره. قال: جزء منه في البيوع. - "تعليقة في الخلاف": ذكره ابن رجب في "الذيل"، قال: طريقة في الخلاف، تحتوي على عشرين مسألة. وكذا ذكره العليمي 4/ 327. * ابن كوشيار (بعد 690 هـ) هو داود بن عبد اللَّه بن كوشيار الحنبلي الفقيه المناظر الأصولي، شرف الدين أبو أحمد. كان فقيها بارعا عارفا بالفقه والأصلين درس ببغداد بالمدرسة المستعصمية ثم بالمستنصرية.

* أحمد بن حمدان الحراني (ت 695 هـ)

صنف في أصول الفقه كتابا سماه "الحاوي"، وفى أصول الدين كتابا سماه "تحرير الدلائل"، توفى بعد التسعين وستمائة (¬1). * أحمد بن حمدان الحراني (ت 695 هـ) هو أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان بن شبيب بن حمدان بن محمود ابن شبيب بن غياث بن سابق بن وثاب النمري الحراني، الفقيه الأصولي، القاضي نجم الدين، أبو عبد اللَّه بن أبي الثناء، نزيل القاهرة، وصاحب التصانيف. ولد سنة ثلاث وستمائة بحران. سمع الكثير بحران من الحافظ عبد القادر الرهاوي، ومن الخطيب أبي عبد اللَّه ابن تيمية، وابن روزبة، وغيرهم، وبحلب من الحافظ ابن خليل، وغيره، وبدمشق من ابن غسان، وابن صباح، وبالقدس من الأوقي، وغيرهم، وطلب بنفسه، وقرأ على الشيوخ وتفقه على الناصحين الحرانيين: ابن أبي الفهم، وابن جميع، وأخذ عن الخطيب فخر الدين، وجالس ابن عمه الشيخ مجد الدين، وبحث معه كثيرًا، وبرع في الفقه، وانتهت إليه معرفة المذهب، ودقائقه وغوامضه. وروى عنه الدمياطي، والحارثي، وابنه، والمزي، وأبو الفتح اليعمري، والبرزالي، وغيرهم. توفي يوم الخميس سادس صفر سنة خمس وتسعين وستمائة بالقاهر (¬2). ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 323، "المقصد الأرشد" 1/ 382، "شذرات الذهب" 5/ 447. (¬2) "تاريخ الإسلام" 14/ 63، "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 266، "المقصد الأرشد" 1/ 100، "شذرات الذهب" 5/ 428.

- من مؤلفاته: - " صفة الفتوى والمفتى والمستفتي" = "آداب المفتي": طُبع في المكتب الإسلامي بدمشق سنة (1380 هـ/ 1961 م) خرّج أحاديثه وعلّق عليه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه اللَّه، وأعيدت طباعته سنة (1397 هـ/ 1976 م). - "الرعايتان (الكبرى والصغرى) ": ذكرهما الصفدي في "الوافي بالوفيات" 6/ 360، وابن رجب، والعليمي 4/ 346، وابن مفلح في "المقصد" 1/ 99. واعتمدهما المرداوي في "الإنصاف" 1/ 18 من ضمن مصادره. النسخ الخطية: يوجد الجزء الثاني من "الرعاية الكبرى" في مكتبة شستربتي بإيرلندا، رقم (3541) عدد أوراقه (278) ورقة، في حجم (21) سطرًا، بخط نسخ ممتاز، نُسخ سنة (706 هـ). ومنه نسخة في جامعة أم القرى (40) وأخرى في الجامعة الإسلامية (7475). ويبدأ هذا الجزء بباب الأطعمة المباحة، وينتهي بباب المكاتبة. وقد حُقق في رسالة جامعية في الجامعة الإسلامية. - "الغاية القصوى شرح الرعاية الكبرى": توجد منه نسخة في دار الكتب الظاهرية برقم (2755) عدد أوراقها (308) ورقات، في حجم (21) سطرًا، بخط نسخ واضح، نسخ محمد بن محمد، سنة (994 هـ). وهذِه النسخة عبارة عن الجزء الثالث من الكتاب، يبدأ بكتاب النكاح، وينتهي بباب الآداب الشرعية بعد كتاب الإقرار. وهذا يفيد أن الكتاب يتألف من ثلاثة مجلدات كبار. ومنه صورتان في جامعة أم القرى (23 و 196) وأخرى في الجامعة

الإسلامية (7474) تحت عنوان: "الرعاية الكبرى". - وتوجد قطعة منه في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد برقم 1/ 23011 مجاميع، عدد أوراقها (275) ورقة، نسخت سنة (811 هـ). - "المعتمد في الفقه الحنبلي": توجد منه نسخة خطية في دار الكتب الظاهرية تحتوي على ثلاثة أجزاء (1، 2، 3) عدد أوراقها (802) ورقة، بخط نسخ غير معجم، ناسخها المؤلف ابن حمدان. ويوجد الجزء الأول منه منفردًا في الظاهرية -أيضًا- رقم (2694) عدد أوراقه (244) ورقة. ومنه صورة في الجامعة الإسلامية برقم (7741). - "الكفاية من شرح الهداية": توجد منه قطعة في دار الكتب الظاهرية رقم (2694) تحتوي على جزأين (1، 2) عدد أوراقها (309) ورقة، بخط نسخي قديم معجم، ناسخها المؤلف. - "الجامع المتصل في مذهب أحمد": توجد منه قطعة في دار الكتب الظاهرية رقم (2694) عدد أوراقها (19) ورقة، بخط قليل الإعجام. ومنه قطعة أخرى في الظاهرية أيضًا عدد أوراقها (21) ورقة، بخط المؤلف. - "الإيجاز": منه نسخة في الظاهرية رقم (2694) عدد أوراقها (22) ورقة، بخط نسخ غير معجم، ناسخها المؤلف. - "نهاية المبتدئين": ذكره ابن مفلح في "الآداب الشرعية" وأفاد منه في عدة مواضع (¬1). وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 6/ 111، كما أحال عليه ابن النجار في "شرح الكوكب المنير" كثيرًا. ¬

_ (¬1) "الآداب الشرعية" 1/ 29، 74، 85، 119، 150، 151، 183، 215، 230، 2/ 443.

* أبو البركات بن المنجا (695 هـ)

- "الإفادات بأحكام العبادات": ذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 18). - "التقريب في اختصار المغني": ذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 22) في جملة المصادر المعتمدة عنده، وقال: إلى آخر كتاب الجمعة بخطه، وسماه "التقريب"، وهو كتاب عظيم. - "شرح المقنع": ذكره ابن حميد في "الدر المنضد" (ص 39) قال: في أربع مجلدات. - "المقنع في أصول الفقه": ذكره ابن النجار في "شرح الكوكب المنير" 3/ 256، 534، وابن بدران في "المدخل" (ص 466)، وذكر أنه اختصره أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد الحرّاني، المعروف بابن الحبال (ت 749 هـ) ثم إنه شرح هذا المختصر. - "الوافي في أصول الفقه": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 346. - "جامع العلوم": ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" (ص 565)، وذكره الدكتور عبد الرحمن العثيمين في تعليقه على "المقصد الأرشد" 1/ 99 باسم "جامع الفنون"، وقال: في الأدب، مجموع كبير، رأيت منه نسختين: إحداهما في مكتبة دار الكتب المصرية رقم (163)، والثانية في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد رقم (308)، وعلمت أن بباريس نسخة منه رقم (2323). * أبو البركات بن المُنَجّا (695 هـ) هو المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا بن بركات بن المؤمل التنوخي، المعري الأصل، الدمشقي، الفقيه الأصولي، المفسر النحوي، زين الدين أبو البركات بن عز الدين أبي عمر بن القاضي وجيه الدين أبي المعالي، ولد في

عاشر ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وستمائة. حضر على أبي الحسن بن المقير، وجعفر الهمداني، وسالم بن صصري. وسمع من السخاوي، وابن مسلمة، والقرطبي، وجماعة، وتفقه على أصحاب جده، وأصحاب الشيخ موفق الدين، وقرأ الأصول على كمال الدين التفليسي، وغيره. وقرأ النحو على ابن مالك، وبرع في ذلك كله، ودرس وأفتى، وناظر وصنف، وانتهت إليه رئاسة المذهب بالشام في وقته. سمع منه ابن العطار، والمزي، والبرزالي. وأبو الفضل بن الحموي، وأخذ عنه الفقه الشيخ تقي الدين ابن تيمية، والشيخ شمس الدين بن الفخر البعلي، والشيخ تقي الزريراني. توفي يوم الخميس رابع شعبان سنة خمس وتسعين وستمائة بدمشق، وتوفيت زوجته أم محمد ست البهاء بنت الصدر الخُجندي ليلة الجمعة خامس الشهر، وصف عليهما معًا عقيب صلاة الجمعة بجامع دمشق، ودفنا بتربة بيت المنجا بسفح قاسيون (¬1). - من مؤلفاته: - " الممتع شرح المقنع": طُبع الكتاب بتحقيق د. عبد الملك الدهيش، بدار خضر (1418 هـ/ 1997 م) وصدر في ستة أجزاء، قال محققه في نهاية المقدمة: ولا زال جزء من الكتاب مفقودًا لم نقف عليه حتى الآن، ويشمل الجزء المفقود الكتب التالية: الطلاق، الرجعة، الإيلاء، الظّهار، اللِّعان، العِدَد، الرضاع، النفقات. ¬

_ (¬1) "تاريخ الإسلام" 52/ 278، "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 271، "شذرات الذهب" 5/ 433.

* ابن نعمة النابلسي (697 هـ)

وكان الكتاب قد حقق وقُدِّم رسالةً لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود، قدمها د. عبد اللَّه بن عبد الكريم اللاحم سنة (1415 هـ). - "شرح المحصول": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: شرع فيه ولم يكمله، واختصر نصفه. وكذا العليمي 4/ 348. - "مصنف في أصواء الفقه": ذكره البرزالي في "المقتفى" 1/ 241، ونقله عنه ابن رجب. * ابن نعمة النابلسي (697 هـ) هو أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم، أبو العباس شهاب الدين، ابن نعمة النابلسي. الحنبلي فقيه اشتهر بعلم تعبير الرؤيا ولد ليلة الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة ثمان وعشرين وستمائة بنابلس وسمع بها من عمه تقي الدين يوسف ومن الصاحب محيي الدين بن الجوزي وسمع من سبط السلفي وغيره. روى عن جماعة من أصحاب السلفي. تعلم بنابلس ومصر ودمشق. قال الذهبي: فقيه إمام عالم لا يدرك شأوه في علم التعبير. مات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وستمائة، ودفن بباب الصغير (¬1). - من مؤلفاته: - كتاب في الأحكام: ذكره ابن رجب في "الذيل" نقلًا عن الذهبي، ووصفه بأنه: مصنف نفيس. وكذا ذكره العليمي 4/ 354. وينظر: "برنامج الوادي آشي" 103، و"المعجم المختص" 27، و"الوافي بالوفيات" 7/ 48، و"فوات الوفيات" 1/ 86، و"الشذرات" 7/ 764. ¬

_ (¬1) "تاريخ الإسلام" 52/ 316، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 318، "المقصد الأرشد" 1/ 127، "شذرات الذهب" 5/ 437.

* ابن عبد القوي (699 هـ)

* ابن عبد القوي (699 هـ) هو محمد بن عبد القوي بن بدران بن عبد اللَّه المقدسي، المرداوي، الفقيه المحدث النحوي، شمس الدين أبو عبد اللَّه. ولد سنة ثلاث وستمائة بمردا. سمع الحديث من خطيب مردا، وعثمان بن خطيب القرافة، وابن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل، وطلب وقرأ بنفسه. وتفقه على الشيخ شمس الدين بن أبي عمر وغيره، وبرع في العربية واللغة، واشتغل ودرس، وأفتى وصنف. قال الذهبي: كان حسن الديانة، دمث الأخلاق، كثير الإفادة، مطرحا للتكلف، ولي تدريس الصاحبية مدة، وكان يحضر دار الحديث، ويشتغل بها، وبالجبل. وله حكايات ونوادر، وكان من محاسن الشيوخ. وتخرج به جماعة وممن قرأ عليه العربية: الشيخ تقي الدين ابن تيمية. روى عنه إسماعيل بن الخباز في مشيخته. توفي في ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وستمائة، ودفن بسفح قاسيون (¬1). - من مؤلفاته: - " عقد الفرائد وكنز الفوائد": طُبع على نفقة الشيخ علي بن عبد اللَّه آل ثاني أمير قطر السابق، حققه زهير الشاويش، ونشره في المكتب الإسلامي بدمشق سنة (1384 هـ/ 1964 م) في جزأين. - "منظومة الآداب": وهما منظومتان: صغرى وكبرى (¬2)، وطُبعت ¬

_ (¬1) "تاريخ الإسلام" 52/ 446، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 320، "المقصد الأرشد" 2/ 459، "شذرات الذهب" 5/ 452. (¬2) "المدخل" (ص 419، 461).

* الأدمي (700 هـ وقيل: 815 هـ)

المنظومة الكبرى مع شرحها للسفاريني المسمى "غذاء الألباب". - "مجمع البحرين": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: لم يتمه. وذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (21) في جملة مصادر كتابه. وقال: قطعة منه إلى أثناء الزكاة. وأفاد في الموضع المذكور أنه شرح على "المقنع" للموفّق ابن قدامة المقدسي. وطريقته فيه، كما قال هو في المقدمة: ابتدئ بالأصح في المذهب نقلًا أو الأقوى دليلًا، وإلا قلت مثلًا: روايتان أو وجهان (¬1). - "نظم الفروق": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 4/ 458، والبغدادي في "الهدية" 2/ 139، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 40)، وهو الوحيد الذي سماه: "نظم الفروق". - "نظم المفردات": ذكره ابن بدران في "المدخل" (ص 419)، والشيخ علي بن محمد الهندي في "التحفة السنية في الفوائد والقواعد الفقهية" (ص 108)، والدكتور عبد الرحمن العثيمين في تعليقه على "المقصد الأرشد" 2/ 460 وأفاد أن له شرحًا جيدًا للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي (¬2). * الأدمي (700 هـ وقيل: 815 هـ) هو الشيخ تقي الدين أحمد بن محمد الأدمي البغدادي. قال العليمي: صاحب "المنور في راجح المحرر" (¬3)، و"المنتخب". ¬

_ (¬1) "الإنصاف" 1/ 24. (¬2) "مفردات مذهب الإمام أحمد في الصلاة" للمنيف (ص 12). (¬3) ذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 19)، والعليمي في "المنهج" 5/ 72، وابن عبد الهادي في "جمع الجوامع" كما نقل عنه المنقور في "مجموعه" 1/ 153. له نسخة في مكتبة الموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف الكويتية رقم 2/ 293 عدد أوراقها (61) ورقة، في حجم (24) سطرًا، ناقصة من الآخر.

* ابن أبي الفتح البعلي (709 هـ)

ولم أطلع له على ترجمة (¬1). * ابن أبي الفتح البعلي (709 هـ) هو محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلي الفقيه المحدث النحوي شمس الدين أبو عبد اللَّه. ولد سنة خمس وأربعين وستمائة. قاله الذهبي. وقال غيره: في أول سنة أربع وأربعين ببعلبك. وسمع بها من الفقيه محمد اليونيني. وبدمشق من: إبراهيم بن خليل، ومحمد بن عبد الهادي، وابن عبد الدايم، وعمر الكرماني، وابن مهير البغدادي صاحب ابن بوش، وجماعة من أصحاب الخشوعي، وابن طبرزد، وطبقته. وعني بالحديث، وطلب وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، وتفقه على: ابن أبي عمر وغيره، حتى برع وأفتى. وقرأ العربية واللغة على ابن مالك، ولازمه حتى برع في ذلك. قال الذهبي: كان إماما في المذهب، والعربية والحديث، غزير الفوائد متقنًا. صنف كتبا كثيرة مفيدة. وكان ثقة صالحا، متواضعًا على طريقة السلف، مطرح للتكلف في أموره، حسن البشر، حدثنا بدمشق وبعلبك وطرابلس. وأم بمحراب الحنابلة بجامع دمشق مدة طويلة، ودرس به بحلقة الصالح ابن صاحب حمص. ودرس بالصدرية، ودرس الحديث بها، وأعاد بمدرسة الحنبلية وغيرها من المدارس. ودرس بالحنبلية وقتا. وأفتى زمنا طويلا. وتصدى للاشتغال، وتخرج به جماعة، وانتفعوا به. ¬

_ (¬1) "المنهج الأحمد" 5/ 72.

توفي بالقاهرة في ثامن عشر المحرم سنة تسع وسبعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " المطلع على أبواب المقنع": طُبع في المكتب الإسلامي وصدر سنة (1385 هـ/ 1965 م) في مجلد. وعليه تعليقات للشيخ شعيب الأرنؤوط ومحمد محمد شراب. ثم أعيد طبعه في المكتب الإسلامي أيضا بإضافة نسخة ثالثة، ومعه "معجم ألفاظ الفقه الحنبلي"، وهو عبارة عن فهرس ألفاظ للمطلع صنعه محمد منير الأدلبي. وصدر سنة (1410 هـ/ 1981 م). وقام الباحثان عبد ربه بن موسى الزهراني ومحمد تركي عمر بتحقيقه وتقديمه لنيل درجة الماجستير من جامعة أم القرى سنة (1413 هـ). - "مختصر المقنع": له نسخة خطية في المكتب البلدي بالإسكندرية رقم (3831). - "تلخيص روضة الناظر": ذكره بروكلمان 2/ 93، وقال الدكتور العثيمين في تعليقه على "المقصد الأرشد" 2/ 486: اختصرها اختصارًا جيدًا، رأيته مخطوطًا. وتوجد منه نسخة في المتحف البريطاني رقم (3100/ 7401). ومنها صورة في جامعة أم القرى (66 - أصول الفقه). - "شرح الرعاية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، قال: ابتدأ فيها. يعني ولم يكملها. وكذا ذكره العليمي 4/ 380، وحاجي خليفة في "الكشف" (ص 908)، والبغدادي في "الهدية" 2/ 141. ¬

_ (¬1) "تذكرة الحفاظ" 4/ 1501، "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 372، "المقصد الأرشد" 2/ 48، "شذرات الذهب" 6/ 20.

* مسعود بن أحمد الحارثي (ت 711 هـ)

* مسعود بن أحمد الحارثي (ت 711 هـ) هو مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد بن عياش الحارثي البغدادي، ثم المصري الفقيه، المحدث الحافظ، قاضي القضاة سعد الدين أبو محمد، وأبو عبد الرحمن. ولد سنة اثنين -أو ثلاث- وخمسين وستمائة. سمع بمصر من: الرضي بن البرهان، والنجيب الحراني، وابن علاف، وجماعة من أصحاب البوصيري وطبقته. وبالإسكندرية من: عثمان بن عوف، وابن الفرات، وبدمشق من: أحمد بن أبي الخير، وأبي زكريا بن الصيرفي. وعني بالحديث، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه الكثير. وخرج لجماعة من الشيوخ معاجم. منهم: الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والأبرقوهي وغيرهما. وتفقه على ابن أبي عمر وغيره. وروى عنه: إسماعيل بن الخباز -وهو أسن منه- وأبو الحجاج المزي، وأبو محمد البرزالي. قال الذهبي: كان عارفا بمذهبه ثقة متقنا صينا مليح الشكل فصيح العبارة وافر التجمل كبير القدر حج غير مرة. وقال أيضًا: كتب الكثير وحصل الأصول، وتقدم في هذا الشأن وخرج لجماعة، وتكلم على الحديث ورجاله وعلى التراجم فأحسن وشفي وخطه قوي حلو معروف شحذت منه مجلس التميمي فما سمح به. قال ابن رجب: وكلامه في الحديث أجود من كلامه في الفقه؛ فإنه كان أجود فنونه. وتوفي في سحر يوم الأربعاء رابع عشر في الحجة سنة إحدى عشرة

* ابن شيخ الحزاميين (711 هـ)

وسبعمائة بالقاهرة، ودفن من يومه بالقرافة (¬1). - من مؤلفاته: - " شرح المقنع": ذكره ابن رجب في "الذيل"، قائلًا: شرح قطعة من كتاب "المقنع" في الفقه من العارية إلى آخر الوصايا. وأحال عليه ابن مفلح في "الآداب الشرعية" 3/ 390، 399، وابن اللحام في "قواعده". واعتمده المرداوي في جملة مصادر كتابه "الإنصاف"، ذكر ذلك في "المقدمة" (ص 21). نسخه الخطية: توجد منه نسخة في دار الكتب المصرية رقم (6 - فقه حنبلي). * ابن شيخ الحزاميين (711 هـ) هو أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مسعود بن عمر الواسطي الحزامي، الزاهد القدوة العارف، عماد الدين أبو العباس، ابن شيخ الحزاميين. ولد في حادي عشر -أو ثاني عشر- ذي الحجة سنة سبع وخمسين وستمائة بشرقي واسط. كان أبوه شيخ الطائفة الأحمدية، ونشأ الشيخ عماد الدين بينهم، وألهمه اللَّه من صغره طلب الحق ومحبته، والنفور عن البدع وأهلها. فاجتمع بالفقهاء بواسط كالشيخ عز الدين الفاروتي وغيره. وقرأ شيئا من الفقه على مذهب الشافعي. ثم دخل بغداد، وصحب بها طوائف من الفقهاء، وحج واجتمع بمكة بجماعة منهم. وأقام بالقاهرة مدة ببعض خوانقها، وخالط طوائف الفقهاء، ولم يسكن قلبه إلى شيء من الطوائف المحدثة. واجتمع بالإسكندرية بالطائفة الشاذلية، فوجد عندهم ما يطلبه من لوايح المعرفة، ¬

_ (¬1) "تذكرة الحفاظ" 4/ 1495، "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 387، "المقصد الأرشد" 3/ 29، "شذرات الذهب" 6/ 29.

والمحبة والسلوك، فأخذ ذلك عنهم، وانتفع بهم، واقتفى طريقتهم وهديهم. ثم قدم دمشق، فرأى الشيخ تقي الدين ابن تيمية وصاحبه، فدله على مطالعة السيرة النبوية، فأقبل على "سيرة ابن إسحاق" تهذيب ابن هشام، فلخصها واختصرها، وأقبل على مطالعة كتب الحديث والسنة والآثار، وتخلى من جميع طرائقه وأحواله، وأذواقه وسلوكه، واقتفى آثار الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وهديه، وطرائقه المأثورة عنه في كتب السنن والآثار، واعتنى بأمر السنة أصولا وفروعا، وشرع في الرد على طوائف المبتدعة الذين خالطهم وعرفهم من الاتحادية وغيرهم، وبين عوراتهم، وكشف أستارهم، وانتقل إلى مذهب الإمام أحمد. وكان الشيخ تقي الدين ابن تيمية يعظمه ويجله، ويقول عنه: هو جنيد وقته. قال ابن رجب: كتب عنه الذهبي والبرزالي، وسمع منه جماعة من شيوخنا وغيرهم. توفي آخر نهار السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة إحدى عشر وسبعمائة. بالمارستان الصغير بدمشق (¬1). - من مؤلفاته: - " البلغة" مختصر الكافي: ذكره ابن رجب في "الذيل"، قال: في مجلد، وحاجي خليفة في "كشف الظنون" (ص 252) بإزاء "البلغة والإقناع". وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 41). - "البلغة والإقناع في حل شبهة مسألة السماع": ذكره حاجي خليفة في "الكشف" (ص 252) ¬

_ (¬1) "تذكرة الحفاظ" 4/ 149، "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 380، "المقصد الأرشد" 1/ 73، "شذرات الذهب" 6/ 24.

* الطوفي (ت 716 هـ)

* الطوفي (ت 716 هـ) هو سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد، الطوفي الصرصري ثم البغدادي، الفقيه الأصولي، المتفنن، نجم الدين أبو الربيع. سمع الحديث من: الرشيد بن أبي القاسم، وإسماعيل بن الطبال، والمفيد عبد الرحمن بن سليمان الحراني، والمحدث أبي بكر القلانسي، وغيرهم. دخل بغداد سنة إحدى وتسعين فحفظ "المحرر في الفقه" وبحثه على الشيخ تقي الدين الزيرراتي. وقرأ العربية والتصريف على أبي عبد اللَّه محمد بن الحسين الموصلي، والأصول على النصر الفاروقي وغيره. وقرأ الفرائض وشيئا من المنطق، وجالس فضلاء بغداد في أنواع الفنون، وعلق عنهم. ثم سافر إلى دمشق سنة أربع وسبعمائة، فسمع بها الحديث من القاضي تقي الدين سلمان بن حمزة وغيره. ولقي الشيخ تقي الدين ابن تيمية، والمزي، والشيخ مجد الدين الحراني، وجالسهم. وقرأ على ابن أبي الفتح البعلي بعض "ألفية ابن مالك". ثم سافر إلى ديار مصر سنة خمس وسبعمائة، فسمع بها من الحافظ عبد المؤمن بن خلف، والقاضي سعد الدين الحارثي. وقرأ على أبي حيان النحوي "مختصره لكتاب سيبويه" وجالسه. وأقام بالقاهرة مدة، وولي بها الإعادة بالمدرستين: المنصورية، والناصرية، في ولاية الحارثي. وصنف تصانيف كثيرة. ويقال: إن له بقوص خزانة كتب من تصانيفه فإنه أقام بها مدة. قال ابن رجب: له نظم كثير رائق، وقصائد في مدح النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان مع ذلك كله شيعيًا منحرفا في الاعتقاد عن السنة، حتى أنه قال عن نفسه: حنبلي

رافضي أشعري، ووجد له في الرفض قصائد، وهو يلوح في كثير من تصانيفه، حتى إنه صنف كتابًا سماه "العذاب الواصب على أرواح النواصب". ومن دسائسه الخبيثة: أنه قال في شرح الأربعين للنووي: اعلم أن من أسباب الخلاف الواقع بين العلماء: تعارض الروايات والنصوص، وبعض الناس يزعم أن السبب في ذلك: عمر بن الخطاب، وذلك أن الصحابة استأذنوه في تدوين السنة من ذلك الزمان، فمنعهم من ذلك وقال: لا أكتب مع القرآن غيره، مع علمه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اكتبوا لأبي شاه خطبة الوداع"، وقال: "قيدوا العلم بالكتابة". قالوا: فلو ترك الصحابة يدون كل واحد منهم ما روى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لانضبطت السنة، ولم يبقَ بين آخر الأمة وبين النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في كل حديث إلا الصحابي الذي دون روايته، لأن تلك الدواوين كانت تتواتر عنهم إلينا، كما تواتر البخاري ومسلم ونحوهما. فانظر إلى هذا الكلام الخبيث المتضمن: أن أمير المؤمنين -رضي اللَّه عنه- هو الذي أضل الأمة، قصدًا منه وتعمدًا. ولقد كذب في ذلك وفجر. مات في بلد الخليل عليه السلام بعد رجوعه من الحج في رجب سنة ست عشرة وسبعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " مختصر الروضة" = "البلبل في أصول الفقه": طبع مفردًا في مؤسسة النور للطباعة والتجليد بالرياض سنة (1383 هـ/ 1963 م) باسم "البلبل" في حجم صغير. ثم أعادت نشره مكتبة الإمام الشافعي بالرياض سنة (1410 هـ/ 1990 م). وطبعته مكتبة ابن تيمية بالقاهرة. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 404، "شذرات الذهب" 6/ 39، "المقصد الأرشد" 1/ 425.

- "شرح مختصر الروضة": طبع بتحقيق: د. عبد اللَّه التركي، وصدر عن مؤسسة الرسالة سنة (1407 هـ/ 1987 م) في ثلاثة مجلدات كبار. وطُبع في مطابع الشرق الأوسط بالرياض سنة (1409 هـ/ 1989 م) بتحقيق الدكتور/ الفاضل إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد آل إبراهيم، قدمه رسالة دكتوراه إلى جامعة أم القرى. كما حقق الجزء الثاني منه الدكتور بابا ابن بابا آدو، في رسالة دكتوراه بنفس الجامعة سنة (1408 هـ). - "عَلَم الجَذِل في عِلْم الجدل" = "جَدَل القُرآن": طبع ضمن النشرات الإسلامية التي تصدرها جمعية المستشرقين الألمان بتحقيق: فولفهارت هانيريش سنة (1408 هـ/ 1987 م). - "درء القول القبيح في التحسين والتقبيح": ذكره المصنف في كتابه "شرح مختصر الروضة" 1/ 202، 241، 281، 402، 410 باسم: رد القول. . . وذكره في 1/ 122، 172، 199، 234، 269، 2/ 139، 422، 3/ 476، 615، 661 باسم: إبطال التحسين والتقبيح. وذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 6. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في مكتبة شهيد علي - السليمانية - باستانبول، ضمن مجموع برقم (2315)، عدد أوراقها (83) ورقة، في حجم (24) سطرًا، نسخت سنة (727 هـ)، بقلم محمد بن عبد الواحد البغدادي عن نسخة المصنف. - "شرح الخِرَقي": ذكره ابن رجب في "الذيل" وقال: شرح نصفه. وكذا العليمي 5/ 6. وذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 21) في جملة مصادره، قال: قطعة إلى النكاح.

* محمد الجيلي (723 هـ)

- "القواعد الكبرى": ذكره المصنف في كتابه "شرح مختصر الروضة" 3/ 330، 426، 661، 705، وابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 6. - "القواعد الصغرى": ذكره المصنف في كتابه "شرح مختصر الروضة" 1/ 184، 214، 2/ 47، 507، 3/ 139، 209، 276، 661، وابن رجب في "الذيل" 2/ 367، والعليمي 5/ 6. - "مقدمة في علم الفرائض": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 6. - "مُختصر الحاصل": ذكره المصنف في كتابه "شرح مختصر الروضة" 1/ 199، 426، وابن رجب في "الذيل" 2/ 367، والعليمي 5/ 6، والبغدادي في "الهدية" 1/ 400، ونسب الحاصل للرازي! وذكره ابن بدران في "المدخل" (ص 467). - "مختصر المحصول": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 6، وابن بدران في "المدخل" (ص 241). - "معراج الوصول إلى علم الأصول": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: في أصول الفقه. والعليمي 5/ 6، وحاجي خليفة في "الكشف" (ص 1738). - "الآداب الشرعية": ذكره المصنف في كتابه "شرح مختصر الروضة" 1/ 80، وفي كتابه "الانتصارات الإسلامية في رد شبه النصرانية" الورقة (154/ أ). * محمد الجيْلي (723 هـ) هو شمس الدين أبو عبد اللَّه محمد بن محمود الجيلي، نزيل بغداد، المدرس للحنابلة بالبشيرية.

* شيخ الإسلام ابن تيمية (728 هـ)

قال ابن رجب: كان فقيها فاضلا. له مصنف في الفقه، سماه: "الكفاية" لم يتمه، وذكر فيه: أن أحمد نص على أن من وصى بقضاء الصلاة المفروضة عنه نفذت وصيته. توفي في يوم الثلاثاء عاشر جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة (¬1). * شيخ الإسلام ابن تيمية (728 هـ) أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد اللَّه بن أبي القاسم بن الخضر ابن محمد بن تيمية الحراني، ثم الدمشقي، الإمام الفقيه، المجتهد المحدث، الحافظ المفسر، الأصولي الزاهد، تقي الدين أبو العباس، شيخ الإسلام وعلم الأعلام. ولد يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة بحران. وقدم به والده وبإخوته إلى دمشق، عند استيلاء التتار على البلاد، سنة سبع وستين وستمائة. فسمع الشيخ بها من: ابن عبد الدايم، وابن أبي اليسر، وابن عبد، والمجد بن عساكر، ويحيى بن الصيرفي الفقيه، وأحمد بن أبي الخير الحداد، والقاسم الأربلي، والشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وخلق كثير. وعنى بالحديث. وسمع "المسند" مرات، والكتب الستة، و"معجم الطبراني الكبير"، وما لا يحصى من الكتب والأجزاء. أخذ الفقه والأصول عن: والده، وعن: الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والشيخ زين الدين بن المنجا. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 454، "شذرات الذهب" 6/ 61.

وقرأ في العربية أياما على: سليمان بن عبد القوي، ثم أخذ "كتاب سيبويه" فتأمله ففهمه. أقبل على تفسير القرآن الكريم، فبرز فيه، وأحكم أصول الفقه، والفرائض، والحساب والجبر والمقابلة، وغير ذلك من العلوم، ونظر في علم الكلام والفلسفة، وبرز في ذلك على أهله، ورد على رؤسائهم وأكابرهم، ومهر في هذِه الفضائل، وتأهل للفتوى والتدريس، وله دون العشرين سنة، وأفتى من قبل العشرين أيضا، وأمده اللَّه بكثرة الكتب وسرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم، وبطء النسيان، حتى قال غير واحد: إنه لم يكن يحفظ شيئا فينساه. ثم شرع في الجمع والتصنيف من العشرين ولم يزل في علو وازدياد في العلم والقدر إلى آخر عمره. قال الذهبي: كان من بحور العلم ومن الأذكياء المعدودين والزهاد الأفراد والشجعان الكبار والكرماء الأجواد، أثنى عليه الموافق والمخالف. وقد امتحن وأوذي مرات وحبس بقلعة مصر والقاهرة والإسكندرية وبقلعة دمشق مرتين، وبها توفي. ثم قال: وقد انفرد بفتاوى نيل من عرضه لأجلها وهي مغمورة في بحر علمه، فاللَّه تعالى يسامحه ويرضى عنه فما رأيت مثله، وكل أحد من الأمة فيؤخذ من قوله ويترك. توفى سحر ليلة الاثنين العشرين من القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة (¬1). ¬

_ (¬1) "تذكرة الحفاظ" 4/ 192، "ذيل طبقات الحنابلة" 4/ 491، "المقصد الأرشد" 1/ 132.

من مؤلفاته: عمد الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم النجدي (ت 1392 هـ) رحمه اللَّه وأجزل له المثوبة إلى تراث شيخ الإسلام ابن تيمية فحققه وبوبه ورتبه وفهرسه حتى صار موسوعة إسلامية كبرى، تقع في سبعة وثلاثين جزءًا، ثم أمر بطبعها وتوزيعها على العلماء في داخل المملكة وخارجها الملك سعد بن عبد العزيز آل سعود رحمه اللَّه تعالى. ومن مؤلفات شيخ الإسلام المطبوعة أيضًا: - "منهاج السنة النبوية": طبع بتحقيق د. محمد رشاد سالم، نشر جامعة الإمام محمد بن سعود. - "درء تعارض العقل والنقل": طبع بتحقيق د. محمد رشاد سالم، نشر جامعة الإمام محمد بن سعود. - "بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية": طبع بتحقيق: د. موسى الدويش، نشر مكتبة العلوم والحكم، ط 1 (1408 هـ/ 1988 م). - "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح": طبع بتحقيق: د. علي الألمعي، ود. عبد العزيز العسكر، ود. حمدان الحمدان، نشر دار الفضيلة، ط 1 (1424 هـ/ 2004 م). - "بيان تلبيس الجهمية" طبع بتحقيق مجموعة من الأساتذة، نشر وزارة الأوقاف السعودية، ط 1 (1426 هـ). - شرح قطعة من كتاب "العمدة" في الفقه للشيخ موفق الدين: طُبع شرح كتاب الطهارة بتحقيق ودراسة الدكتور/ سعود بن صالح العطيشان، ونشرته مكتبة العبيكان في الرياض سنة (1412 هـ/ 1992 م) في مجلد واحد. كما

* الزريراني (729 هـ)

طُبع شرح كتاب الصلاة من أوله إلى آخر باب آداب المشي إلى الصلاة بتحقيق الشيخ/ خالد المشيقح. نشرته دار العاصمة بالرياض (1418 هـ/ 1997 م). وطُبع كتاب الصيام منه بتحقيق الشيخ زايد بن أحمد النشيري، في مجلدين، نشرته دار الأنصاري للنشر والتوزيع سنة (1417 هـ / 1997 م). وطُبع شرح كتاب الحج بتحقيق الدكتور/ صالح بن محمد الحسن في مجلدين، نشرته مكتبة الحرمين في الرياض سنة (1409 هـ/ 1989 م). - "بيان الدليل على بطلان التحليل": طبع في مطبعة كردستان العلمية بالقاهرة سنة (1328 هـ/ 1910 م) بعنوان: إقامة الدليل على بطلان التحليل. وطبع طبعة أخرى بتحقيق د. فيحان المطيري، نشر مكتبة لينة، ط 2 (1416 هـ/ 1996 م). - "السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية": طبع في المطبعة الخيرية بالقاهرة (1332 هـ/ 1913 م) وبالمطبعة السلفية سنة (1387 هـ/ 1968 م) بتحقيق محب الدين الخطيب. وطبع عدة طبعات أخرى، بالإضافة إلى طباعته ضمن "مجموع الفتاوى". * الزِّريراني (729 هـ) عبد اللَّه بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن أبي البركات بن مكي بن أحمد الزريراني، ثم البغدادي، الإمام فقيه العراق، ومفتي الآفاق، تقي الدين أبو بكر. ولد في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وستمائة. سمع الحديث من: إسماعيل بن الطبال، ومحمد بن ناصر بن حلاوة، وأبي عنان الطيبي، وست الملوك: فاطمة بنت أبي البدر، وغيرهم. ثم ارتحل إلى دمشق، فقرأ المذهب على: الشيخ زين الدين بن المنجا،

والشيخ مجد الدين الحراني. قرأ عليه جماعة من الفقهاء، وتخرج به أئمة، وأجاز لجماعة. كان عارفا بأصول الدين ومعرفة المذهب والخلاف وبالحديث وبأسماء الرجال والتواريخ واللغة والعربية وغير ذلك. وانتهت إليه معرفة الفقه بالعراق، وطالع "المغني" للموفق ثلاثا وعشرين مرة، وكان يستحضر كثيرا منه وعلق عليه حواشي، وولى القضاء، ودرس بالبشرية ثم بالمستنصرية واستمر فيها إلى حين وفاته، وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد. توفي ليلة الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وسبعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " شرح المحرر": ذكره ابن رجب في "الذيل"، قائلًا: شرع في شرح المحرر، فكتب من أوله قطعة. وكذا ذكره العليمي 5/ 46. - "حواشي المغني": ذكره ابن رجب في "الذيل"، قائلًا: وذكر أنه طالع "المغني" للشيخ موفق الدين ثلاثًا وعشرين مرة. وكان يستحضر كثيرًا منه أو أكثره، وعلق عليه حواشي وفوائد. وكذا ذكره العليمي 5/ 46. وأحال عليه المرداوي في "الإنصاف" 20/ 58. - "الفروق": ذكره العليمي 5/ 46. وقال ابن رجب في ترجمة ولده: الشرف عبد الرحيم الزريراني: وقد اختصر "فروق" السامري، وزاد عليها فوائد واستدراكات من كلام أبيه وغيره (¬2). اهـ. فلعل لأبيه تعاليق على الفروق. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 5/ 1، "شذرات الذهب" 6/ 90، "المقصد الأرشد" 2/ 55. (¬2) "الذيل" 5/ 105.

* الدجيلي (733 هـ)

* الدجيلي (733 هـ) الحسين بن يوسف بن محمد بن أبي السري الدجيلي، ثم البغدادي، الفقيه، المقرئ الفرضي، النحوي الأديب، سراج الدين أبو عبد اللَّه. ولد سنة أربع وستين وستمائة. سمع الحديث ببغداد من: إسماعيل بن الطبال، ومفيد الدين الحربي الضرير وابن الدواليبي. وبدمشق من: أبي الفتح البعلي، والمزي الحافظ. وله إجازة من: الكمال الزار، وعبد الحميد بن الزجاج، وتفقه على: الزريراني. اشتغل عليه جماعة، وانتفعوا به في الفقه وفي الفرائض، منهم: يوسف ابن محمد السرمري، والشرف بن سلوم قاضي حري. كان خيِّرًا فاضلا، متمسكًا بالسنة، كثير الذكاء، حسن الشكل، دمث الأخلاق، متواضعا. وكان في مبدأ أمره: يسلك طريق الزهد، والتقشف البليغ، والعبادة الكثيرة، ثم فتحت عليه الدنيا. وكان له مع ذلك أوراد ونوافل. وتوفي ليلة السبت سادس ربيع الأول سنة اثنين وثلاثين وسبعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " الوجيز": طبع بدار الفلاح بتحقيق د. ناصر السلامة، (1423 هـ/ 2003 م). - "الكافية في علم الفرائض": أشار إليه ابن رجب في "الذيل"، وقال: له قصيدة لامية في الفرائض. وذكرها بهذا الاسم البغدادي في "الإيضاح" 2/ 258، و"الهدية" 1/ 314 قال: منظومة في الفرائض على المذاهب الأربعة (243) بيتًا. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 5/ 30، "المقصد الأرشد" 2/ 349.

* عبد الرحمن بن محمود بن عبيدان (ت 734 هـ)

توجد منه نسخة في دار الكتب المصرية رقم (39 - فقه حنبلي). * عبد الرحمن بن محمود بن عبيدان (ت 734 هـ) عبد الرحمن بن محمود بن عبيدان البعلي، الفقيه الزاهد العارف، زين الدين أبو الفرج. ولد سنة خمس وسبعين وستمائة. سمع الحديث. وتفقه على: الشيخ تقي الدين وغيره. انتفع به جماعة منهم: الإمام العلامة عز الدين حمزة ابن شيخ السلامية. برع وأفتى. وكان إمامًا، عارفًا بالفقه وغوامضه، والأصول والحديث، والعربية والتصوف، زاهدًا عابدًا، ورعًا متألهًا ربانيًا. صحب الشيخ عماد الدين الواسطي، وتخرج به في السلوك. توفي في منتصف صفر سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ببعلبك (¬1). - من مؤلفاته: - " زوائد الكافي والمحرر على المقنع": طُبع في المكتب الإسلامي بدمشق سنة (1379 هـ / 1960 م) بتحقيق محمد زهير الشاويش. - "المطلع في الأحكام على أبواب المقنع": قال الدكتور عبد الرحمن العثيمين في هامش "الدر المنضد" 2/ 491: حققه صديقنا الشيخ عبد العزيز الغامدي وبعض زملائه ونالوا عليه درجات علمية، وذلك في جامعة أم القرى. - "شرح المقنع": ذكره ابن رجب في "الذيل"، قال: شرح قطعة من أوله. وكذا ذكره العليمي 5/ 62، والبغدادي في "الهدية" 1/ 526. وذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 21) قال: قطعة منه إلى ستر العورة. - "مختصر المغني": ذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 22) في جملة المصادر، قال: بخطه. ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 5/ 50، "شذرات الذهب" 6/ 107.

* صفي الدين القطيعي (739 هـ)

* صفي الدين القطيعي (739 هـ) عبد المؤمن بن عبد الحق بن عبد اللَّه بن علي بن مسعود القطيعي الأصل، البغدادي، الفقيه، الإمام الفرضي المتقن، صفي الدين أبو الفضائل، ابن الخطيب كمال الدين أبي محمد. ولد في سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وستمائة ببغداد. وسمع بها الحديث من: عبد الصمد بن أبي الجيش، وأبي الفضل بن الدباب، والكمال البزار، وابن الكسار. وسمع بدمشق من: الشرف أحمد بن هبة اللَّه بن عساكر، وست الأهل بنت علوان، وجماعة، وبمكة من: الفخر التوريزي. وأجاز له: ابن البخاري، وأحمد بن شيبان، وزينب بنت مكي، وابن وضاح، وخلق من أهل الشام ومصر والعراق. وتفقه على: أبي طالب عبد الرحمن بن عمر البصري. قال ابن رجب: سمع منه خلق كثيرون. وأجاز لي ما يجوز له روايته غير مرة. وقال أيضًا: وكان إمامًا فاضلًا، ذا مروءة، وأخلاق حسنة، وحسن هيئة وشكل، عظيم الحرمة، شريف النفس، متفردا في بيته، لا يغشى الأكابر ولا يخالطهم، ولا يزاحمهم في المناصب، بل الأكابر يترددون إليه، وقد نهى أصحابه عن السعي له في تدريس المستنصرية، ولم يتعرض لها، مع تمكنه من ذلك، ولما حبس الجماعة الذين كتبوا على مسألة الزيارة، موافقة للشيخ تقي الدين لم يتعرض له، هيبة له واحترامًا، وحبس سائرهم وأوذوا. اشتغل في أول عمره -بعد الفقه- بالكتابة والأعمال الديوانية مدة، ثم ترك ذلك، وأقبل على العلم، ولازمه مدة مطالعة وكتابة، وتصنيفًا وتدريسًا، واشتغالًا وإفتاءً، إلى حين وفاته.

- قال ابن رجب: وله رحمه اللَّه أوهام كثيرة في تصانيفه، حتى في الفرائض، من حيث توجيه المسائل وتعليلها، رحمه اللَّه تعالى وسامحه. توفي رحمة اللَّه تعالى ليلة الجمعة عاشر صفر، سنة تسع وثلاثين وسبعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " قواعد الأصول ومعاقد الفصول": طُبع في المطبعة السلفية في مصر دون تاريخ. وطُبع في عالم الكتب في بيروت سنة (1406 هـ/ 1986 م). وطُبع في جامعة أم القرى بمكة المكرمة - معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي - سنة (1409 هـ/ 1989 م) بتحقيق وتعليق الدكتور علي بن عباس الحكمي. وطُبع ضمن "متون أصولية في المذاهب الأربعة" (ص: 80 - 145) في دمشق. نشرته المكتبة الهاشمية بتعليق الشيخ جمال الدين القاسمي دون تاريخ. وصورته مكتبة الإمام الشافعي بالرياض عن الطبعة الثانية سنة (1410 هـ/ 1990 م). وله طبعات أخرى. - "شرح المحرر" = "تحرير المقرر في تقرير المحرر": حقق الطالب دخيل ربه بن سلطان السلمي قسمًا من الكتاب من أوله إلى باب ما يكره للمصلي وما لا يكره، وقدمه رسالة لنيل الماجستير من جامعة أم القرى سنة (1418 هـ). وحقق منه الطالب محمد بن إبراهيم سعود النجيدي قسمًا من باب الصداق إلى آخر الكتاب، في رسالة ماجستير في نفس الجامعة سنة (1418 هـ). ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 5/ 77، "المقصد الأرشد" 2/ 167.

- "إدراك الغاية في اختصار الهداية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلد لطيف. وذكره أيضًا 2/ 446 في ترجمة تلميذ المصنف: شمس الدين محمد بن الشيخ أحمد السقّا. وكذا العليمي 5/ 67. وذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 20) في جملة المصادر. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في مكتبة الموسوعة الفقهية بالكويت رقم (949) عدد أوراقها (109) ورقات في حجم (17) سطرًا، بخط نسخي مشكول في الغالب بقلم المؤلف، وعليها حاشية في الورقة الأولى بخط جمال الدين يوسف بن عبد الهادي المقدسي (ت 909 هـ). وقد كتب العلاّمة المؤرخ إبراهيم بن عيسى النجدي على أكثر من موضع منها أن هذِه النسخة بخط المؤلف. وكتب لمؤلفها ترجمة مختصرة على طرة الكتاب (¬1). - "شرح العمدة": ذكره ابن رجب، وقال: مجلدان. والعليمي 5/ 67، والبغدادي في "الهدية" 1/ 631 وسماه: "العُدّة شرح العمدة". - "شرح إدراك الغاية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 67، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 43). - "تحقيق الأمل في علمي الأصول والجدل": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 67، والبغدادي في "الهدية" 1/ 631. - "تلخيص المنقح من الجدل": ذكره له ابن رجب وغيره، وهو اختصار لكتاب أبي البقاء العكبري (ت 616 هـ) في الجدل المسمى "المنقح من الخطل في علم الجدل". - "تسهيل الوصول إلى علم الأصول": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 67، والبغدادي في "الهدية" 1/ 631. ¬

_ (¬1) نوادر مخطوطات علامة الكويت الشيخ الدحيان، للعجمي، (ص 17).

* المرتب (ت 742 هـ)

- "اللامع المغيث في علم المواريث": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 67، والبغدادي في "الهدية" 1/ 631. - "أسرار المواريث": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: جزء، تكلم فيه على حِكَم الإرثِ ومصالحه. وكذا ذكره العليمي 5/ 67. - "شرح المسائل الحسابية من الرعاية الكبرى": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلد لطيف. وكذا ذكره العليمي 5/ 67، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 43). * المرتب (ت 742 هـ) شمس الدين بن رمضان المرتب، الفقيه الأصولي. مولده: سنة ست وستين وستمائة. تطاول زمن الزريراني لتدريس المستنصرية. واشتغل عليه جماعة في الأصول والفروع. اختصر المذهب من "المغني". نقل محقق "الذيل" د. عبد الرحمن العثيمين عن ابن رجب في "المنتقى" أنه سمع من: رشيد الدين بن أبي القاسم، وعلي بن الفويرة، وابن الطبال، وغيرهم. وقرأ "مختصر الخرقي" على مفيد الدين الحربي. ونقل أيضًا أنه توفي سنة نيف وأربعين وسبعمائة ببغداد (¬1). * الشّرف الزّريْراني (741 هـ) عبد الرحيم بن عبد اللَّه بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل الزريراني البغدادي، الفقيه، الإمام شرف الدين أبو محمد. ولد ببغداد، ونشأ بها وحفظ "المحرر" وسمع الحديث واشتغل به. ثم رحل إلى دمشق وسمع بها من: زينب بنت الكمال، وجماعة من ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 5/ 85.

- "إدراك الغاية في اختصار الهداية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلد لطيف. وذكره أيضًا 2/ 446 في ترجمة تلميذ المصنف: شمس الدين محمد بن الشيخ أحمد السقّا. وكذا العليمي 5/ 67. وذكره المرداوي في مقدمة "الإنصاف" (ص 20) في جملة المصادر. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في مكتبة الموسوعة الفقهية بالكويت رقم (949) عدد أوراقها (109) ورقات في حجم (17) سطرًا، بخط نسخي مشكول في الغالب بقلم المؤلف، وعليها حاشية في الورقة الأولى بخط جمال الدين يوسف بن عبد الهادي المقدسي (ت 909 هـ). وقد كتب العلاّمة المؤرخ إبراهيم بن عيسى النجدي على أكثر من موضع منها أن هذِه النسخة بخط المؤلف. وكتب لمؤلفها ترجمة مختصرة على طرة الكتاب (¬1). - "شرح العمدة": ذكره ابن رجب، وقال: مجلدان. والعليمي 5/ 67، والبغدادي في "الهدية" 1/ 631 وسماه: "العُدّة شرح العمدة". - "شرح إدراك الغاية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 67، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 43). - "تحقيق الأمل في علمي الأصول والجدل": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 67، والبغدادي في "الهدية" 1/ 631. - "تلخيص المنقح من الجدل": ذكره له ابن رجب وغيره، وهو اختصار لكتاب أبي البقاء العكبري (ت 616 هـ) في الجدل المسمى "المنقح من الخطل في علم الجدل". - "تسهيل الوصول إلى علم الأصول": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والعليمي 5/ 67، والبغدادي في "الهدية" 1/ 631. ¬

_ (¬1) نوادر مخطوطات علامة الكويت الشيخ الدحيان، للعجمي، (ص 17).

أصول الدين للرازي. قرأ الفقه على: الشيخ مجد الدين الحراني، ولازم أبا الحجاج المزي الحافظ، حتى برع عليه في الرجال، وأخذ عن الذهبي وغيره. واعتنى بالحديث والرجال والعلل، وتفقه، وأفتى، وبرع وجمع، وتصدى للإفادة والاشتغال في القراءة والحديث، والنحو. وله توسع في العلوم وذهن سيال. وكتب بخطه الحسن المتقن الكثير. وصنف تصانيف كثيرة بعضها كملت، وبعضها لم يكمله، لهجوم المنية عليه في سن الأربعين. توفي في عاشر جمادى الأول سنة أربع وأربعين وسبعمائة (¬1). من مؤلفاته: - " قواعد أصول الفقه": طبع بدمشق ضمن مجموع يحتوي على ثلاثة كتب: 1 - أصول التفسير محررًا عن "النقاية" للسيوطي بتعليق القاسمي. 2 - مسائل أصول الفقه لابن حزم، بتعليق ابن الأمير الصنعاني. 3 - قواعد أصول الفقه بتعليق القاسمي. - "الصارم المنكي في الرد على السبكي في مسألة شد الرحل لزيارة القبور": طبع الكتاب في حيدر آباد الدكن بالهند، وطبع بدار الكتب العلمية في بيروت سنة (1405 هـ/ 1985 م). - "تعليقة على منتقى المجد بن تيمية": طُبع بتحقيق محمد حامد الفقي بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة (1373 هـ/ 1954 م)، كما قام الأستاذ عامر حسن صبري بتحقيقه وتقديمه لنيل درجة الدكتوراه في جامعة أم القرى ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 5/ 115، "المقصد الأرشد" 2/ 360.

* ابن الحبال (ت 749 هـ)

بمكة المكرمة سنة (1403 هـ/ 1983 م). - "المحرر في الأحكام": نشره محمد سعيد فدا بمكة المكرمة، وطُبع بمصر بتصحيح الشيخ محمد بن أحمد بن علي المزيني، المالكي، وطبع في دار المعرفة بتحقيق: يوسف المرعشلي ومحمد سليم سمارة وجمال حمدي الذهبي سنة (1412 هـ/ 1992 م). - "الأحكام الكبرى": ذكره ابن رجب في "الذيل"، قال: "الأحكام الكبرى" المرتبة على "أحكام الحافظ الضياء" وقال: كمل منها سبع مجلدات. وكذا ذكره العليمي 5/ 78. - "الرد على إلكيا الهَرّاسي": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: جزء كبير. وكذا العليمي 5/ 79. - "الأحكام في فقه الحنابلة": ذكره الصفدي في "الوافي بالوفيات" 2/ 161، وابن حجر في "الدرر الكامنة" 3/ 332 ولم يكمله، ويقع في (8) مجلدات. وله أجزاء حديثية كثيرة ذكرها ابن رجب في ترجمته، وتبعه العليمي في "المنهج". * ابن الحَبّال (ت 749 هـ) هو محمد بن أحمد بن عبد اللَّه بن أبي الفرج بن أبي الحسن بن سرايا بن الوليد الحراني. نزيل مصر، الفقيه القاضي، بدر الدين أبو عبد اللَّه، ويعرف بابن الحبال: ولد بعد السبعين وستمائة تقريبًا. وسمع من العز الحراني، وابن خطيب المزة، والشيخ نجم الدين بن حمدان، وغيرهم. وتفقه وبرع، وأفتى، وأعاد بعدة مدارس، وناب في الحكم بظاهر القاهرة.

* ابن قيم الجوزية (ت 751 هـ)

وحدث، وروى عنه جماعة، منهم: ابن رافع، وكان حسن المناظرة، لين الجانب، لطيف الذات، ذا ذهن ثاقب. توفي في تاسع عشر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وسبعمائة (¬1). مؤلفاته: - " شرح مختصر المقنع": ذكره ابن بدران ص 466، وتوجد منه قطعة في الظاهرية (2694) في (12) ورقة، بخط قديم قليل الإعجام. - "شرح الخرقي": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مختصر جدا. وكذا العليمي 5/ 84، وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 361. - "مختصر المقنع في أصول الفقه لابن حمدان": ذكره ابن بدران في "المدخل" ص 466. - "الفنون": ذكره ابن رجب، وابن مفلح 5/ 84. * ابن قيم الجوزية (ت 751 هـ) هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن جريز الزرعي، ثم الدمشقي شمس الدين أبو عبد اللَّه بن قيم الجوزية. ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة. وسمع من الشهاب النابلسي العابر، والقاضي تقي الدين سليمان، وفاطمة بنت جوهر، وعيسى المطعم، وأبي بكر بن عبد الدايم، وجماعة. وتفقه في المذهب، وبرع وأفتى، ولازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه. قال ابن رجب: وكان رحمه اللَّه ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشغف بالمحبة، والإنابة والاستغفار، والافتقار إلى اللَّه، والإنكسار له، والإطراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علمًا، ولا أعرف بمعاني ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 5/ 141 - 142، "الدر المنضد" 2/ 513.

القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو المعصوم، ولكن لم أرَ في معناه مثله. وقد امتحن وأوذي مرات، وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة، منفردًا عنه، ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ. وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة. وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة، وكثرة الطواف أمرًا يتعجب منه. وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاء يعظمونه، ويتتلمذون له، كابن عبد الهادي وغيره. توفى رحمه اللَّه وقت عشاء الآخرة ليلة الخميس ثالث عشرين رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة. وصلَّى عليه من الغد بالجامع عقيب الظهر، ثم بجامع جراح. ودفن بمقبرة الباب الصغير، وشيعه خلق كثير، ورئيت له منامات كثيرة حسنة رضي اللَّه عنه (¬1). من مؤلفاته: - " زاد المعاد في هدي خير العباد": طُبع سنة (1298 هـ) في الهند بالمطبعة النظامية في مجلدين بلا تجزئة، وطبع سنة (1347 هـ) في مصر بمطبعة أنصار السنة المحمدية، بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي في أربعة مجلدات، وطبع في مؤسسة الرسالة محققًا بعناية الشيخ عبد القادر الأرناؤوط وشعيب الأرناؤوط. وأعيد طبعه مرارًا. وقام الأستاذ محمد أديب الجادر بإعداد فهارس تفصيلية لهذِه الطبعة، طُبعت في مجلد مستقل، أُلحق بالمجلدات الخمسة. - "إعلام الموقعين عن رب العالمين": طُبع بالمطبعة المنيرية بمصر بدون ذكر التاريخ، وطُبع بمطبعة السعادة بمصر سنة (1374 هـ/ 1955 م) ¬

_ (¬1) "ذيل طبقات الحنابلة" 5/ 170 - 179، "الدر المنضد" 2/ 521 - 523.

بتحقيق عبد الرحمن الوكيل، وطُبع سنة (1389 هـ/ 1969 م) بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد. وطبعته دار ابن الجوزي بتحقيق الشيخ مشهور آل سلمان، وكتب له مقدمة هامة. - "الطرق الحكمية في السياسة الشرعية": طُبع بمطبعة الآداب بمصر سنة (1317 هـ)، ثم أُعيد طبعه بمطبعة السنة المحمدية سنة (1371 هـ/ 1951) بعناية الشيخ محمد حامد الفقي، وطُبع مرات عديدة. - "إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان": طُبع في مطبعة النهضة الحديثة بمصر، بتحقيق الشيخ محمد جمال الدين القاسمي، دون ذكر تاريخ النشر، وذكر على الطرة أنها نقلت من أصل مخطوط سنة (885 هـ) من المكتبة القاسمية بدمشق. وطبع طبعه أخرى بتحقيق الدكتور عمر الحفيان. - "بدائع الفوائد": طُبع في المطبعة المنيرية (لصاحبها محمد منير الدمشقي) في القاهرة، بدون تاريخ وصدر في أربعة أجزاء بمجلدين. وطُبع طبعة ثانية بتحقيق محمد بشير عيون، ونشرته مكتبة دار البيان بدمشق، سنة (1415 هـ/ 1994 م) في مجلدين. وطبعه مجمع الفقه طبعه محققة في مجلدين. - "الفروسية المحمدية": طُبع بمصر سنة (1360 هـ/ 1941 م) بتعريف وتصحيح عزت العطار الحسيني. - "الفراسة": طبع بتحقيق وتعليق صلاح السامرائي، 1986 م. - "كتاب الصلاة وحكم تاركها": طُبع سنة (1342 هـ/ 1923 م) بالمطبعة السلفية بمصر، ضمن "مجموعة الحديث النجدية". وطُبع سنة (1347 هـ/ 1926 م) مفردًا بالمطبعة السلفية في مصر، وطبع عام (1401 هـ/ 1981 م) في المكتب الإسلامي بتحقيق تيسير زعيتر.

- "أحكام أهل الذمة": قام بتحقيقه د. صبحي الصالح رحمه اللَّه، وقد اعتمد على نسخة خطية وحيدة من مكتبة الأستاذ أحمد بهاء الدين، مدير المدرسة المحمدية في مدراس بالهند، عدد أوراقها (569) ورقة، نسخت سنة (869 هـ). وصدرت الطبعة الأولى منه سنة (1381 هـ/ 1961 م) بمطبعة جامعة دمشق في مجلدين. - "الكلام على مسألة السماع": حققه راشد بن عبد العزيز الحمد، على نسخة خطية محفوظة بالإسكوريال (مدريد) برقم (1593)، ومنها صورة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة برقم (1461)، وهي نسخة فريدة. وصدر الكتاب عن دار العاصمة بالرياض سنة (1409 هـ/ 1989 م). - "تحفة المودود بأحكام المولود": طُبع عدة طبعات، منها: إحداهما: طبعة الأستاذ عبد الحكيم شرف الدين الهندي، طبع في بومباي (الهند) سنة (1380 هـ/ 1960 م). والثانية: بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، نشرته دار البيان (بدمشق) سنة (1391 هـ/ 1971 م) وقد اعتنى بتخريج أحاديثه. - "بيان الدليل على استغناء المسابقة عن التحليل": ذكره بهذا الاسم ابن رجب في "الذيل"، والداودي في "طبقات المفسرين" 2/ 92. وقد أشار المؤلف إلى هذا الكتاب في "إعلام الموقعين" في ذكر الحيل المباحة وأمثلتها من الفقه. - "كتاب نكاح المُحْرِم": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والداودي في "طبقات المفسرين" 2/ 93. - "كتاب حكم إغمام هلال رمضان": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والداودي 2/ 93.

- "التحبير فيما يحل ويحرم من لباس الحرير": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والداودي في "طبقات المفسرين" 2/ 93، والبغدادي في "هدية العارفين" 2/ 158. وكلهم سموه باسم: "التحرير فيما يحل ويحرم من لباس الحرير". وأما تسميته "التحبير. . " فهي التي ذكرها المؤلف في كتابه "زاد المعاد" (¬1). - "الاجتهاد والتقليد": ذكره المؤلف في كتابه "مفتاح السعادة" وفي "تهذيب السنن". - "المسائل الطرابلسية": ذكره ابن رجب في "الذيل"، والداودي في "طبقات المفسرين" 2/ 93، وقالا: في ثلاث مجلدات. وابن العماد في "الشذرات" 6/ 170 وقال: مجلدان. وذكر الدكتور العموش في مقدمة تحقيق كتاب "الروح" (ص 55) أن الكتاب مخطوط. ولابن القيم مصنفات مطبوعه أخرى غير ما ذكرنا، ولمجمع الفقه الإسلامي بجده جهود طيبة في إخراج تراثه في طبعات محققة بإخراج جيد، ويخرج هذا المشروع على شكل مجموعات، ومن الكتب التي تمت إلى الآن غير ما ذكرنا: "طريق الهجرتين"، "الداء والدواء"، "عدة الصابرين"، "الفوائد"، "حادي الأرواح". وبالجملة فإن كتب ابن القيم يعاد تحقيقها وطباعتها بصورة يصعب استيعابها، وأهمها في الوقت الحالي "مشروع مؤلفات ابن القيم" المشار إليه. ¬

_ (¬1) 3/ 488، 4/ 78 من طبعة الرسالة.

* ابن مفلح (ت 763 هـ)

* ابن مُفْلح (ت 763 هـ) هو محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج المقدسي ثم الصالحي الراميني شمس الدين، أبو عبد اللَّه شيخ الحنابلة في وقته بل شيخ الإسلام وأحد الأئمة الأعلام. سمع من عيسى المطعم وغيره، وناب في الحكم عن قاضي القضاة جمال الدين المرداوي، وقرأ عليه "المقنع" وغيره من الكتب في علوم شتى، وتزوج ابنته وله منها سبعة أولاد ذكور وإناث. وقال ابن كثير: وكان بارعًا فاضلًا متفتنًا ولا سيما في علم الفروع وكان غاية في نقل مذهب الإمام أحمد. وحضر عند الشيخ تقي الدين ونقل عنه كثيرا وكان يقول له: ما أنت ابن مفلح أنت مفلح، وكان أخبر الناس بمسائله واختياراته حتى إن ابن القيم كان يراجعه في ذلك. لازم القاضي شمس الدين ابن مسلم وقرأ عليه الفقه والنحو، والأصول على القاضي برهان الدين الزرعي، وسمع من الحجار وطبقته، وكان يتردد إلى ابن الفويره والقحفاوي النحويين، وإلى المزي والذهبي ونقل عنهما كثيرا وكانا يعظمانه، وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي يثنى عليه كثيرًا. توفي ليلة الخميس ثاني رجب سنة ثلاث وستين وسبعمائة بسكنه بالصالحية وصلى عليه يوم الخميس بعد الظهر بالجامع المظفري وكانت جنازته حافلة حضرها القضاة والأعيان، ودفن بالروضة بالقرب من الشيخ موفق الدين (¬1). ¬

_ (¬1) "المقصد الأرشد" 2/ 517 - 519، "شذرات الذهب" 6/ 199 - 202.

- من مؤلفاته: - " الفروع": طُبع بمطبعة المنار بالقاهرة سنة (1341 هـ/ 1922 م)، ومعه "تصحيح الفروع" للمرداوي، بعناية صاحبها الشيخ محمد رشيد رضا، وقدم له الأستاذ الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع. وطُبع طبعة ثانية بدار مصر للطباعة سنة (1379 هـ/ 1959 م) بإشراف عبد اللطيف السبكي ومراجعة عبد الستار أحمد فراج، وصدر في ستة مجلدات. وأعادت دار عالم الكتب ببيروت طبعه عن طريق التصوير بالأوفست سنة (1402 هـ/ 1982 م). وطبعته مؤسسة الرسالة ومعه "تصحيح المرداوي" و"حاشية ابن قُنْدس" ط 1 (1424 هـ/ 2003 م). - "النُّكت والفوائد السّنية": طُبع على هامش "المحرر" في مطبعة السنة المحمدية سنة (1369 هـ/ 1950 م). - "الآداب الشرعية": طُبع في ثلاثة أجزاء في مطبعة المنار بالقاهرة سنة (1348 هـ/ 1929 م)، بعناية الشيخ محمد رشيد رضا، وأعادت نشره مكتبة الرياض الحديثة سنة (1391 هـ/ 1971 م). ثم حققه شعيب الأرنؤوط وعمر القيام، على أربع نسخ خطية، وصدر عن مؤسسة الرسالة سنة (1416 هـ/ 1996 م) في ثلاثة أجزاء. - "كتاب في أصول الفقه": حققه الدكتور فهد بن محمد السدحان، وقسمه قسمين: الأول قدمه رسالة ماجستير، والثاني رسالة دكتوراه، تقدم بذلك لجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية. - "حاشية على المقنع": ذكرها ابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 520، وابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 113) قال: في أربع مجلدات. والعليمي في "المنهج" 5/ 119. - "شرح المقنع": ذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" 14/ 294 قال:

* يوسف المرداوي (769 هـ)

نحو ثلاثين مجلدًا كما أخبرني بذلك قاضي القضاة جمال الدين. وكذا ذكره ابن مفلح 2/ 519 والعليمي 5/ 119. - "تعليقة على منتقى الأحكام": ذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" 14/ 294 وقال: في مجلدين. وكذا ذكره العليمي 5/ 119. * يوسف المَرْدَاوي (769 هـ) هو يوسف بن محمد بن التقى عبد اللَّه بن محمد بن محمود المرداوي جمال الدين القاضي الحنبلي ولد سنة سبعمائة تقريبًا، سمع من: أبي بكر ابن أحمد بن عبد الدائم وفاطمة بنت الفراء وست الوزراء التنوخية وهدية بنت عسكر والتقى سليمان وولى قضاء الحنابلة سبع عشرة سنة بعد تمنع وكان نزهًا عفيفًا وقورًا خاشعًا. وقال ابن حجي جمع كتابا في الأحكام وكان ابن مفلح عين تلامذته وكانت وفاته في ثامن شهر ربيع الأول سنة 769 وقد جاوز السبعين (¬1). - من مؤلفاته: - " كفاية المستقنع لأدلة المقنع": حُقق الكتاب في جامعة أم القرى، حققه عبد اللَّه بن عائض الزهراني ومحمد بن عبد اللَّه الغامدي وسمير بن خليل المالكي، وقدم لنيل درجة الماجستير سنة (1415 هـ)، وحققه كاملًا الشيخ حسين عكاشة، نشر دار الكيان (1426 هـ/ 2005 م). - "الواضح الجلي في نقض حكم ابن قاضي الجبل الحنبلي": طُبع ضمن مجموع في المناقلة والاستبدال بالأوقاف، عني بجمعه وتحقيقه الدكتور محمد سليمان الأشقر. - "الكفاية في الفرائض": توجد منه نسخة خطية في مكتبة الموسوعة ¬

_ (¬1) "المقصد الأرشد" 3/ 145 - 147، "الدرر الكامنة" 4/ 470.

* ابن شيخ السلامية (769 هـ)

الفقهية بالكويت رقم (911) في (10) ورقات، مسطرتها (19) سطرًا، بخط نسخي مقروء، ولم يذكر اسم الناسخ. وقد كُتبت وقوبلت على نسخة المصنف كما ذكر ذلك في آخر الكتاب. وعلى طرة النسخة أنها برسم عبد العزيز بن عبد اللطيف بن محمد الشهير بـ "ابن البغدادي" البعلي الحنبلي (¬1). - "مختصر المحرر في الأحكام": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 177). - "حواشٍ على المقنع": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 177). - "شرح المقنع": ذكره ابن حجر في "الدرر الكامنة" 4/ 470، وابن حميد في "السحب" (ص 1178) نقلًا عن ابن حِجِّي. * ابن شيخ السَّلاميَّة (769 هـ) هو حمزة بن موسى بن أحمد بن الحسين بن بدران، عز الدين أبو يعلى، المعروف بـ ابن شيخ السلامية. سمع من الحجار وتفقه على جماعة ودرس بالحنبلية وبمدرسة السلطان حسن بالقاهرة وأفتى وصنف تصانيف عدة، وكان له اطلاع جيد ونقل مفيد على مذاهب العلماء المعتبرين واعتناء جيد بنصوص أحمد وفتاوى الشيخ تقى الدين بن تيمية، وله فيه اعتقاد صحيح وقبول لما يقوله ويوالى عليه ويعادى فيه. توفى ليلة الأحد حادى عشر الحجة سنة تسع وستين وسبعمائة ودفن عند والده وجده عند جامع الأفرم بتربته (¬2). ¬

_ (¬1) نوادر مخطوطات علامة الكويت الدحيان، للعجمي، (ص 59). (¬2) "المقصد الأرشد" 1/ 362 - 364، "شذرات الذهب" 6/ 214.

من مؤلفاته: - " نقض إجماع ابن حزم": ذكره النعيمي في "الدارس" 2/ 75 باسم: "شرح مراتب الإجماع". وابن طولون في "القلائد الجوهرية" 2/ 423 باسم: استدراكات على ابن حزم. قال د. عبد اللَّه التركي في "المذهب الحنبلي" 2/ 386: ويوجد في عالم المطبوعات كتاب بعنوان "نقض مراتب الإجماع"، وهو مطبوع بهامش "مراتب الإجماع"، منسوبًا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، ولم أجد له في المصادر التي ذكرت تصانيفه أن له كتابًا بهذا العنوان أو بعنوان مقارب، والذي يبدو في النظر أن هذا الكتاب المطبوع هو نفس كتاب ابن شيخ السلامية، ولكن ظن ناشره أو ناسخه أنه لابن تيمية من أجل كثرة النقول عنه في هذا الكتاب، ولا غرابة في ذلك، فقد كان ابن شيخ السلامية -كما قال مترجموه- من المعتنين بفتاوى شيخ الإسلام، المنتصرين لآرائه وأقواله. فليحرر. واللَّه أعلم. - "الآداب الشرعية": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 35) قال: في مجلدين. - "النكت على المحرر": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 35) وقال: في مجلدين. ونقل منه شذرات مما يُعدُّ من غرائب تعاليقه. وقال: كلامه يدل على جودة فقه وذكائه. - "شرح منتقى الأحكام": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 35) نقلًا عن ابن كثير قال: قطعة صالحة. وقال ابن رافع: جمع على المنتقى في الأحكام عدة مجلدات. اهـ. وكذا ذكره ابن مفلح في "المقصد الأرشد" 1/ 362 - 363، والعليمي في "المنهج" 5/ 132. - "مختصر شرح الهداية": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 35).

* ابن قاضي الجبل (771 هـ)

- "رفع المثاقلة في منع المناقلة": ذكره العليمي في "المنهج" 5/ 132، والمرداوي في "الإنصاف" 16/ 525. * ابن قاضي الجبل (771 هـ) هو شرف الدين أبو العباس أحمد بن الحسن بن عبد اللَّه بن أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة الحنبلي المقدسي الأصل ثم الدمشقي المشهور بابن قاضي الجبل. مولده على ما كتبه بخطه في الساعة الأولى من يوم الاثنين تاسع شعبان سنة ثلاث وتسعين وستمائة. قرأ على الشيخ تقي الدين بن تيمية عدة مصنفات في علوم شتى وأذن له في الإفتاء فأفتى في شبيبته وسمع في الصغر من الفراء وابن الواسطي ثم طلب بنفسه بعد العشر وسبعمائة وأجازه والده والمنجا التنوخي وابن القواس وابن عساكر وغيرهم كثر، ودرس بعدة مدارس ثم طلب في آخر عمره إلى مصر ليدرس بمدرسة السلطان حسن، وولي مشيخة سعيد السعداء، وأقبل عليه أهل مصر وأخذوا عنه، وأقام بها مدة يدرس ويشغل ويفتي، ورأس على أقرانه إلى أن ولي القضاء بدمشق بعد جمال الدين المرداوي سنة سبع وستين وكان عنده مداراة وحب للمنصب، ووقع بينه وبين الحنابلة، وباشر القضاء دون الأربع سنين إلى أن مات وهو قاض. توفي بمنزله بالصالحية يوم الثلاثاء رابع عشر رجب ودفن بتربة جده (¬1). - من مؤلفاته: - " كتاب المناقلة في الأوقاف وما في ذلك من النزاع والخلاف": طُبع ضمن مجموع ثلاث رسائل في نفس الموضوع، عني بجمعه وتحقيقه الدكتور محمد سليمان الأشقر. ¬

_ (¬1) "الدرر الكامنة" 1/ 120 - 121، "الشذرات" 6/ 239 - 240.

- "القواعد الفقهية": ذكره العليمي في "المنهج الأحمد" 5/ 136، وتوجد منه نسخة في الظاهرية رقم (2754) عدد أوراقها (157) ورقة بخط معتاد. وتتألف هذِه النسخة من الجزء الأول من الكتاب، ومنه صورة في جامعة أم القرى (274). - "الفائق": ذكره ابن رجب في "الذيل" 2/ 453 (ط الفقي -حيث سقطت ترجمة المصنف من آخر طبعة د. العثيمين)، قال: مجلد كبير. وابن مفلح في "المقصد الأرشد" 1/ 95، والعليمي في "المنهج الأحمد" 5/ 136، وابن حميد في "السحب" (ص 133، 135). وهو من جملة مصادر "الإنصاف" كما في المقدمة (ص 20) قال: إلى النكاح. وذكر الشطي في "مختصر طبقات الحنابلة" (ص 71) أنه اطلع على هذا الكتاب بخط جمال الدين ابن عبد الهادي. - "كتاب في أصول الفقه": ذكره ابن رجب في "الذيل" 2/ 453، وقال: مجلد كبير لم يتمه وصل فيه إلى أوائل القياس. اهـ. وذكره ابن مفلح في "المقصد الأرشد" 1/ 95، والعليمي في "المنهج" 5/ 136. - "تنقيح الأبحاث في رفع التيمم للأحداث": ذكره ابن رجب في "الذيل"، وقال: مجلد صغير. - "الرد على إِلْكِيا الهَرّاسي": ذكره ابن رجب في "الذيل"، قال: كتب فيه مجلدين. وذكره ابن حميد في "السحب" (ص 135). - "قطر الغمام في شرح أحاديث الأحكام": قال ابن رجب في "الذيل" 2/ 453: وشرح "المنتقى" للشيخ مجد الدين؛ قطعة من أوله، سماه "قطر الغمام. . ".

* الزركشي (ت 772 هـ)

* الزّرْكَشي (ت 772 هـ) هو شمس الدين أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن محمد الزركشي المصري الحنبلي الشيخ العلامة كان إمامًا في المذهب له تصانيف مفيدة. أخذ الفقه عن قاضي القضاة موفق الدين عبد اللَّه الحجاوي قاضي الديار المصرية، وقال ولده الشيخ زين الدين عبد الرحمن أخبرني والدي أن عمره -يعني: عند وفاته- نحو خمسين سنة، وأن أصله من عرب بني مهنا الذين هم من جند الشام ناحية الرحبة. توفي ليلة السبت رابع عشرى جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة في حياة والدته الحاجة فقها ودفن بالقرافة الصغرى (¬1). من مؤلفاته: - " شرح الخرقي": طُبع بدراسة وتحقيق وتخريج الشيخ الفاضل عبد اللَّه ابن عبد الرحمن الجبرين، وصدر عن مكتبة العبيكان سنة (1413 هـ/ 1993 م) في سبعة مجلدات. - "شرح الوجيز": شرح منه قطعة، وحُققت هذِه القطعة في رسالة جامعية في الجامعة الإسلامية. - "شرح المحرر": ذكره العليمي في "المنهج" 5/ 137 وقال: من النكاح إلى أثناء الصداق، قدر مجلد. وذكر الشيخ ابن جبرين في مقدمة تحقيق "شرح الزركشي على الخرقي" (ص 90) أن ابن نصر اللَّه البغدادي نقل نقولًا من هذا الكتاب وعزاها للزركشي، في حواشٍ له وُجدت على إحدى نُسخ الشرح المذكور، وهي نسخة الخَيَّال. ونقل من هذا الشرح ابن فيروز في حاشيته على "الروض المربع". ¬

_ (¬1) "الشذرات" 6/ 224 - 225.

* ابن المجاور (ت 772 هـ)

* ابن المُجاوِر (ت 772 هـ) هو الحسن بن محمد بن صالح بن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن علي بن المجاور بن عبد اللَّه القرشي المطلبي بدر الدين النابلسي الحنبلي. ولد في أول القرن، وسمع من يونس الدبوسي بالقاهرة ونحوه ومن عبد اللَّه بن محمد بن نعمة بنابلس ومن جمالية بنت أحمد بالإسكندرية ومن جماعة بدمشق، وعلق عنه الذهبي وذكره في "المعجم المختص"، وقد ذكره البرزالي في "تعاليقه" وأنه أوقفه على تصنيف له في فضل عيادة المرضى وآخر في تحريم الغيبة وأنه ألفهما سنة 29 وحدث بهما مرات، وعلق البرزالي منهما فوائد. وقال ابن رافع: قرأ بنفسه وكتب بخطه وجمع مؤلفات منها "الغيث السكاب في إرخاء الذؤاب" وتخرج بأبي حيان، وشرح اللمحة له في العربية، ورأيت بخطه كتابا جمعه في أخبار المهدي الذي يخرج في آخر الزمان تعب فيه. وولي بدر الدين إفتاء دار العدل ودرس للحنابلة بمدرسة أم الأشرف بالتبانة، قال الزركشي: وخلف كتبا كثيرة ودينا. قال: وله معجم شيوخ أجاد فيه. كذا قال، وكان قال قبل ذلك في حقه: لم يكن في العلم والسيرة بذاك. وكانت وفاته في جمادى الآخرة سنة 772 (¬1). - من مؤلفاته غير ما ذكرت: - "حجة المعقول والمنقول في شرح روضة الأصول": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 25) قال: وهو من أجلّ تآليفه. ¬

_ (¬1) "الدرر الكامنة" 2/ 36 - 37.

* السرمري (ت 776 هـ)

وكذا ذكره ابن حميد في "السحب الوابلة" (ص 369) نقلًا عن العلامة عبد القادر بن محمد الجزيري. * السُّرَّمَرِّي (ت 776 هـ) هو يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد بن علي بن إبراهيم العبادي الحنبلي جمال الدين السرمري ثم الدمشقي العقيلي نزيل دمشق. سمع ببغداد من الصفي عبد المؤمن والدقوقي وغيرهما وبدمشق من أصحاب ابن عبد الدائم فمن بعدهم، وخرج لغير واحد، وحدث بالإجازة عن الحجار، وتفقه على سراج الدين الحسين بن يوسف التبريزي. وقد أخذ عنه ابن رافع مع تقدمه وذكره في "معجمه" وكان يذكر أن تصانيفه بلغت مائة وزادت في بضعة وعشرين علما. توفي في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة 776 وقد جاوز الثمانين (¬1). - من مؤلفاته: - " إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة": مطبوع بتحقيق الشيخ حسين عكاشة، نشر دار الكيان. - "نظم مختصر ابن رزين": ذكره العليمي 5/ 144، وابن العماد في "الشذرات" 6/ 249. - "الأرجوزة الجليلة في الفرائض الحنبلية": ذكره الزركلي في "الأعلام" 8/ 251 ورمز إلى وجود مخطوطته. وذكره الدوسري في ذيل "الدر المنضد" (ص 89) وقال: منه نسخة بدار الكتب المصرية رقم (91 - فرائض). - "صحاح الأحكام وسلاح الحكام": ذكره البغدادي في "الهدية" 2/ 558. ¬

_ (¬1) "الدرر الكامنة" 4/ 473 - 474، "الشذرات" 6/ 249.

* بدر الدين البعلي (ت 777 هـ، وقيل: 778 هـ)

- "الإفادات المنظومة في العبادات المختومة": ذكره البغدادي في "الهدية" 2/ 558. * بدْر الدين البعْلي (ت 777 هـ، وقيل: 778 هـ) محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن يعلى، أبو عبد اللَّه، بدر الدين البعلي: شيخ الحنابلة في بعلبك، وكان عليه مدار الفتوى فيها (¬1). سمع من أبي الفتح اليونيني. - من مؤلفاته: - " التسهيل": طُبع بتحقيق: د. عبد اللَّه الطيار، ود. عبد العزيز الحجيلان، وصدر عن دار العاصمة بالرياض سنة (1413 هـ/ 1993 م) ثم سنة (1418 هـ/ 1998 م) في مجلد لطيف. - "مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية" = "الدرر المضية": طُبع في مطبعة السنة المحمدية بتقديم الشيخ محمد حامد الفقي، وقام بالتصحيح الشيخ عبد المجيد سليم. وصدر سنة (1368 هـ/ 1949 م) في مجلد. * يوسف المَرْداوي (783 هـ) هو ولي الدين يوسف بن ماجد بن أبي المجد بن عبد الخالق المرداوي الحنبلي. حدث عن: الحجار، وابن الرضي، والشرف بن الحافظ، وغيرهم. كان فاضلًا فقيهًا وامتحن مرارًا بسبب فتياه بمسألة ابن تيمية في الطلاق، وكذا في عدة مسائل. وكان شديد التعصب لمسائل ابن تيمية، وسجن بسبب ذلك ولا يرجع ¬

_ (¬1) "الدرر الكامنة" 4/ 84، "الأعلام" للزركلي 6/ 286.

* العيفناوي (ت 784 هـ)

حتى إنه بلغه أن الشيخ شهاب الدين بن المصري يحط في درسه على ابن تيمية في الجامع، فجاء إليه وضربه بيده وأهانه. مات في تاسع عشر صفر سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " شرح المحرر": ذكره الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة" 4/ 468، وابن حميد في "الدر المنضد" (ص 48). - "النهاية في تصحيح الفروع": ذكره ابن حميد في "الدر المنضد" (ص 48) بهذا الاسم. وذكره الشيخ ابن مانع في تقديمه لكتاب "الفروع" (ص 8) باسم: "نهاية الحكم المشروع في تصحيح الفروع". وقال: نقل عنه شارح "الإقناع". - "المقرر على أبواب المحرر": توجد منه نسخة في دار الكتب المصرية رقم (25922 ب) عدد أوراقها (74) ورقة، في حجم (33) سطرًا، بخط نسخ حسن، نسخ محمد أبو المحارم بن عبد اللَّه بن الزين، سنة (831 هـ). ومنه صورة في جامعة أم القرى (218). * العيفناوي (ت 784 هـ) هو زين الدين عبد الرحمن بن حمدان العيفناوي. ولد بعيفنا من نابلس، وقدم الشام لطلب العلم، فتفقه بابن مفلح وغيره، وسمع من جماعة. تميز في الفقه، مع الدين والتعفف. توفي سنة أربع وثمانين وسبعمائة (¬2). ¬

_ (¬1) "الدرر الكامنة" 4/ 468، "إنباء الغمر" 2/ 83، "شذرات الذهب" 6/ 282. (¬2) "إنباء الغمر" 2/ 112، "شذرات الذهب" 6/ 283.

* ابن بردس (ت 786 هـ)

- من مؤلفاته: - " مختصر الأحكام للمرداوي": ذكره ابن حجر في "إنباء الغمر" 2/ 112، وابن العماد في "الشذرات" 6/ 284، وابن حميد في "السحب" (ص 487). * ابن بَرْدَس (ت 786 هـ) هو إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان الحنبلي البعلبكي حافظها الإمام علاء الدين أبو الفداء. مولده في الثامن عشر من جمادى الثانية سنة عشرين وسبعمائة. حدث عن: والده، وأبي الفتح اليونيني، ومحمد بن الخباز، وسمع من جمع من المسندين. وأجاز له: أحمد بن علي بن مسعود، وأبو العباس الحجار، والقاسم ابن عساكر، ومحمد ابن الزراد، وعدة. وروى عنه طائفة منهم: ابنه العلامة تاج الدين، والحافظ أبو حامد بن ظهيرة، والجلال محمد بن أحمد الخطيب، وعلي بن محمد بن خليل. وكان إمامًا عالمًا حافظًا مكثرًا صالحًا كثير الديانة حسن الخلق لطيف البشر غزير المروءة مع الصيانة مفيدا انتفع به جمع كثير. وله المؤلفات الحسنة منها نظم "نهاية ابن الأثير"، ونظم "طبقات الحفاظ" للذهبي، وله حواش على "الفروع": ذكرها ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 18) ووصفها بأنها حسنة. توفي سنة ست وثمانين وسبعمائة ببعلبك (¬1). ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 2/ 144، "الدرر الكامنة" 1/ 378، "المقصد الأرشد" 1/ 273، "ذيل تذكرة الحفاظ" لتقي الدين مكي ص 166.

* الحافظ ابن رجب (ت 795 هـ)

* الحافظ ابن رجب (ت 795 هـ) هو عبد الرحمن بن أحمد بن رجب ببن الحسين بن محمد بن مسعود الشيخ العلامة الحافظ الزاهد شيخ الحنابلة زين الدين أبو الفرج بن الشيخ الإمام المقرئ المحدث شهاب الدين البغدادي ثم الدمشقي. ولد في بغداد في ربيع الأول سنة ست وثلاثين وسبعمائة. قدم مع والده وهو صغير. وأجازه: ابن النقيب وأجاز له: النووي، وسمع بنفسه بمكة على: الفخر عثمان بن يوسف. واشتغل بسماع الحديث باعتناء والده، فسمع من: الخباز وابن العطار بدمشق، ومن الميدومي بمصر، ومن جماعة من أصحاب ابن البخاري. ومهر في فنون الحديث أسماءً ورجالًا وعللًا وطرقًا واطلاعًا على معانيه. وكان لا يعرف شيئا من أمور الناس ولا يتردد إلى أحد من ذوي الولايات وكان يسكن المدرسة السكرية بالقصاعين. ويقال: إنه جاء إلى شخص حفار فقال له: احفر لي هنا لحدًا، وأشار إلى بقعة قال الحفار. فحفرت له فنزل فيه فأعجبه واضطجع وقال: هذا جيد. فمات بعد أيام فدفن فيه. توفي ليلة الاثنين رابع رمضان سنة خمس وتسعين وسبعمائة بأرض الحميرية ببستان كان استأجره (¬1). - من مؤلفاته: - " فتح الباري": وصل فيه إلى الجنائز، وهو مطبوع، طبعته دار ابن الجوزي بتحقيق الشيخ: طارق عوض اللَّه، ط 1 (1417 هـ/ 1996 م). ودار ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 2/ 175، "الدرر الكامنة" 2/ 321، "ذيل تذكرة الحفاظ" لتقي الدين مكي 1/ 180، "المقصد الأرشد" 2/ 81.

الغرباء بالمدينة، بتحقيق مجموعة من الإخوة المصريين. - "أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور" نشرته دار الفلاح بالفيوم بتحقيق: طلعت الحلوني، ط 1 (2004 م). وله عدة طبعات أخرى. - "القواعد": طُبع بمطبعة الصدق الخيرية بالقاهرة، سنة (1352 هـ/ 1933 م) ونشرته مكتبة الخانجي على نفقة فوزان السابق. وطُبع بمؤسسة نبع الفكر العربي للطباعة بالقاهرة، سنة (1392 هـ/ 1972 م) ونشرته مكتبة الكليات الأزهرية. وقام بتحقيقه علي بن عبد العزيز المطرودي وسعيد بن متعب القحطاني وعبد الرحمن بن دخيل، وقُدِّم لنيل درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة (1415 هـ). وحققه الشيخ مشهور آل سلمان، ونشرته دار ابن عفان، ط 1 (1419 هـ/ 1998 م). - "الاستخراج لأحكام الخراج": طُبع في المطبعة الإسلامية بالأزهر سنة (1352 هـ/ 1934 م) بتحقيق عبد اللَّه الصديق. وله طبعات أخرى. - "أحكام الخواتيم": طُبع في دار الكتب العلمية ببيروت سنة (1405 هـ/ 1985 م) بتصحيح وتعليق عبد اللَّه القاضي. وطُبع طبعة جديدة، بدراسة وتحقيق الدكتور عبد اللَّه بن محمد بن أحمد الطريقي، ونشرته مكتبة المعارف بالرياض سنة (1412 هـ/ 1992 م). وهو أيضًا ضمن "مجموع رسائل الحافظ ابن رجب" من تحقيق الشيخ طلعت الحلواني، نشر دار الفاروق، والمجموع يضم ثلاثين رسالة لابن رجب، سنذكر بعضًا منها. - "نزهة الأسماع في مسألة السماع": طبع بالرياض بتحقيق أم عبد اللَّه بنت محروس العسيلي، وطُبع أيضا مع المجموع. - "شرح المحرر": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد"

(ص 51). وأحال عليه ابن اللحام في "القواعد الأصولية" (ص 126). وتوجد منه قطعة في جامعة الإمام بالرياض رقم 5/ 4761. - "رسالة في رؤية هلال ذي الحجة": مطبوع ضمن مجموع الرسائل. - "أحكام النساء": توجد منه قطعة في دار الكتب الظاهرية رقم (4909)، عدد أوراقها (10) ورقات، ومسطرتها مختلفة، بخط عادي. ومنها صورة في أم القرى (55). كما توجد قطعة من كتاب في "أحكام النساء" بالظاهرية أيضًا، ضمن مجموع رقم (3797)، عدد أوراقها (10) ورقات، وهذِه القطعة لم يعرف مؤلفها، فلعل لها صلة بالسابقة. - "إزالة الشنعة عن الصلاة بعد نداء الجمعة": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر" (ص 50)، وابن حميد في "السحب" (ص 476) باسم "مسألة الصلاة يوم الجمعة بعد الزوال وقبل الصلاة". - "مُشْكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 50)، وفي كتابه "سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث" (ص 27)، ونقل فيه عنه نقولًا كثيرة. - "الإيضاح والبيان في إطلاق كلام الغضبان": كذا ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 50). - "الكشف والبيان عن حقيقة النذور والأيمان": ذكره ابن حميد في "السحب الوابلة" (ص 476). - "إخراج الزكاة على الفور": وُجد ملحقًا بالنسخة الخطية رقم (79 - فقه حنبلي) من كتاب "الخواتيم"، وطُبع مع المجموع. وغير ذلك من المصنفات، وانظر: "مجموع رسائل الحافظ ابن رجب" 1/ 39 جمع وتحقيق: طلعت الحلواني، نشر دار الفاروق.

* الشمس الجعفري (ت 797 هـ)

* الشمس الجعفري (ت 797 هـ) هو محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم، الجعفري النابلسي، أبو عبد اللَّه، شمس الدين المعروف بالجنة. ولد بنابلس سنة سبع وعشرين تقريبا. سمع الحديث من: شمس الدين بن يوسف بإجازته من السبط، وابن الخباز، وصلاح الدين العلائي، والشيخ إبراهيم الزيتاوي، وغيرهم مما لا يحصى كثرة. وصحب ابن قيم الجوزية فقرأ عليه أكثر تصانيفه وكان خطه حسنا جدا. وحدث وأفتى وانتفع به الناس، وكانت له عناية بالحديث ويقظة فيه. وكان يلقب بالجنة لكثرة ما عنده من العلوم؛ لأن الجنة فيها ما تشتهي الأنفس وكان عنده ما تشتهي أنفس الطلبة، وانتهت إليه الرحلة في زمانه. ولما مات ولده قاضي القضاة حصل له عليه اختلاط وسلب عقله، واستمر على ذلك إلى أن مات ببلده نابلس في شوال من سنة سبع وتسعين وسبعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " تصحيح الخلاف المطلق في المقنع": ذكره العليمي في "المنهج" 5/ 173 قال: مطولًا ومختصرًا. وكذا ذكره ابن العماد في "الشذرات" 6/ 349. وهو من مصادر المرداوي في كتابه "الإنصاف"، ذكره في المقدمة (ص 23). - "شرح الوجيز": ذكرته المصادر السابقة، وقالوا: شرع فيه ولم يكمله. ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 2/ 273، "شذرات الذهب" 6/ 349.

* الجمال المقدسي (798 هـ)

* الجمال المقدسي (798 هـ) هو يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي عمر المقدسي الحنبلي أبو المحاسن جمال الدين بن تقي الدين بن العز أخو مسند عصره صلاح الدين الصالحي. ولد في سنة إحدى وعشرين وسبعمائة. سمع من: الحجار، وابن الزراد، وغيره. قال ابن حجر: أجاز لي، وكان إمام مدرسة ابن أبي عمر، أثنى عليه ابن حجي بالفضل وجودة الذهن وصحة الفهم. مهر في مذهبه، وكان يعاب بفتواه بمسألة الطلاق التيمية. توفي يوم الأحد ثامن عشر رمضان سنة ثمان وتسعين وسبعمائة (¬1). - من مؤلفاته: 1 - " مسودة في الفقه" (في مجلدين). 2 - "تعاليق على المحرر". 3 - "التحفة والفائدة في الأدلة المتزايدة على أن الطلاق الثلاث واحدة". 4 - "الرد على المعترضين على ابن تيمية في الطلاق". 5 - "مسألة الطلاق بأداة الشرط". 6 - "الرد على من قال: إن الطلاق الثلاث بلفظ واحد يقع ثلاثًا". 7 - "الرسالة إلى ابن رجب في الطلاق الثلاث". ذكرها كلها ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 174 - 175). قال: وقال في مسألة الطلاق الثلاث، والطلاق بأداة الشرط، وغير ذلك مما كان يفتي به: إني لم أقلد في ذلك ابن تيمية. ويذكر أن قد نذر على نفسه نذرًا: ألف درهم، لمن جاءه بدليل قاطع في ذلك، وأنه متى وجد ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 2/ 313، "الدرر الكامنة" 4/ 445، "الدر المنضد" 2/ 589.

* إبراهيم ابن مفلح (803 هـ)

دليلًا قاطعًا رجع إليه، وجعل ذلك لمن أتاه به. ثم قال: له الكلام الكثير على مسألة الطلاق، وسمعت والدي يذكر أن له فيه قريبًا من سبعين كراسة، فمن ثم قال بعض شيوخنا: كان مجتهدًا. اهـ. يعني مجتهدًا في هذِه المسألة بالذات، وهذا مبني على القول بجواز تجزؤ الاجتهاد، وهو مذهب الجمهور. * إبراهيم ابن مفلح (803 هـ) هو إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الراميني الأصل ثم الدمشقي الإمام العلامة الحافظ شيخ الحنابلة ورئيسهم برهان الدين وتقي الدين أبو إسحاق. ولد سنة سبع وأربعين. حفظ كتبًا عديدة وأخذ عن جماعة منهم والده، وجده قاضى القضاة المرداوي، وقرأ على القاضي بهاء الدين ابن أبي البقاء السبكي. اشتغل وأفتى ودرس وناظر وصنف وشاع اسمه واشتهر ذكره فدرس بدار الحديث الأشرفية بالصالحية والصاحبة وغيرهما. وكان ذا دين وخير وصلاح. ناب في الحكم مدة للقاضي علاء الدين ابن المنجى وغيره. وانتهت إليه في آخر عمره مشيخة الحنابلة وكان له ميعاد في الجامع الأموي بمحراب الحنابلة بكرة نهار السبت يسرد فيه -على ما يقال- نحو مجلد صغير ويحضر مجلسه الفقهاء من كل مذهب، ثم ولى القضاء في رجب سنة إحدى وثمانمائة. ووقع بينه وبين عبد الجبار المعتزلي مناظرات وإلزامات بحضرته فأعجبه ومال إليه فتكلم معه في الصلح فأجاب إلى ذلك. توفي يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان سنة ثلاث وثمانمائة ودفن عند رجل والده بالروضة (¬1). ¬

_ (¬1) "المقصد الأرشد" 1/ 226، "الدر المنضد" 2/ 592.

* ابن النقيب المقدسي (ت 803 هـ)

- من مؤلفاته: - " شرح المقنع": ذكره ابن مفلح في "المقصد الأرشد" 1/ 237، والعليمي في "المنهج" 5/ 186، والبغدادي في "الهدية" 1/ 19. - "شرح مختصر ابن الحاجب": ذكره ابن مفلح في "المقصد" 1/ 237، والعليمي في "المنهج" 5/ 186، والبغدادي في "الهدية" 1/ 19. وقالوا في هذا الكتاب والذي قبله: عُدم غالبهما في فتنة تيمورلنك عند اجتياحه دمشق. * ابن النقيب المقدسي (ت 803 هـ) هو إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم الشيخ الإمام العالم أقضى القضاة برهان الدين بن الشيخ العماد عماد الدين النقيب. تفقه على جماعة منهم ابن مفلح، وكان يستحضر فقهه جيدا. وأتقن الفرائض وناب عن قاضى القضاة شمس الدين النابلسي وباشر مباشرة حسنة. وله "تعليقة على المقنع". مات في خامس رمضان سنة ثلاث وثمانمائة ودفن بالروضة وقد ناهز الستين (¬1). * ابن اللحام (ت 803 هـ) هو علي بن محمد بن عباس الشيخ الإمام العلامة الأصولي علاء الدين الشهير ابن اللحام شيخ الحنابلة في وقته. تفقه ببلده على شمس الدين بن اليونانية. ¬

_ (¬1) "المقصد الأرشد" 1/ 214، "الدر المنضد" 2/ 593.

اشتغل على الشيخ: زين الدين بن رجب، وأذن له في الإفتاء. وأخذ الأصول على الشيخ: شهاب الدين الزهري ودرس وناظر واجتمع عليه الطلبة وانتفعوا به. وكان أبوه لحاما فمات وعلاء الدين رضيع، فرباه خاله وعلمه صنعة الكتابة، ثم حبب إليه الطلب فطلب بنفسه وأنجب إلى أن صار شيخ الحنابلة بالشام مع ابن مفلح. وأفتى وناب في الحكم ووعظ بالجامع الأموي في حلقة ابن رجب بعده، وكان يعمل مواعيد نافعة ويذكر مذاهب المخالفين وينقلها من كتبهم محررة. قال ابن حجر: كان حسن المجالسة كثير التواضع، وترك الحكم بأخرة وانجمع على الاشتغال ويقال: عرض عليه قضاء الشام استقلالا فامتنع. وقدم القاهرة بعد الكائنة العظمى بدمشق مع من جفل عند أخذ تمرلنك حلب، فسكنها وولي تدريس المنصورية ثم نزل عنها. توفي في عيد الفطر سنة ثلاث وثمانمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " تجريد العناية في تحرير أحكام النهاية": وحُقّق بجامعة الإمام سنة (1403 هـ) حققه الباحث عبد اللَّه بن موسى العمّار، وتقدم به لنيل درجة الماجستير. ونشرته مكتبة الرشد، ط 1 (1425 هـ/ 2004 م). - "القواعد والفوائد الأصولية": طُبع في مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة (1375 هـ/ 1956 م) بعناية صاحبها الشيخ محمد حامد الفقي. وقام الباحثان ناصر الغامدي وعائض بن عبد اللَّه بتحقيقه، وقدماه لنيل ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 1/ 25، "المقصد الأرشد" 2/ 237، "الدر المنضد" 2/ 596 "شذرات الذهب" 7/ 31.

* ابن أبي المجد (804 هـ)

درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة (1415 هـ). - "المختصر في أصول الفقه" = "إحكام الأحكام الفرعية": طُبع في المركز العلمي بجامعة أم القرى بتحقيق: محمد مظهر بقا، ونشرته دار الفكر بدمشق سنة (1400 هـ/ 1980 م). - "الأخبار العلمية من اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية": طُبع بمطبعة كردستان العلمية بالقاهرة سنة (1339 هـ/ 1920 م) ضمن الجزء الرابع من "فتاوى شيخ الإسلام" بتحقيق إسماعيل بن السيد إبراهيم الأسعردي. وطُبع في مطبعة السنة المحمدية بعناية صاحبها محمد حامد الفقي سنة (1369 هـ/ 1950 م) على نسخة حصل عليها من مكتبة الشيخ عبد الرزاق حمزة. وطبع طبعة أخرى بتحقيق أحمد الخليل، نشر دار العاصمة، ط 1 (1418 هـ/ 1998 م). * ابن أبي المجد (804 هـ) أبو بكر بن أبي المجد بن ماجد بن أبي المجد بن بدر بن سالم السعدي الدمشقي ثم المصري الحنبلي عماد الدين. ولد سنة ثلاثين وسبعمائة. سمع من: المزي والذهبي وغيرهما. قال الحافظ ابن حجر: اجتمعت به وأعجبني سمته وانجماعه وملازمته للعبادة. وقد حدث عن الذهبي بترجمة البخاري بسماعه منه. وأحب الحديث فحصل طرفًا صالحًا منه، وسكن مصر قبل الستين فقرر في طلب الشيخونية فلم يزل بها حتى مات. وجمع الأوامر والنواهي من الكتب الستة وجوده وكان مواظبا على العمل بما فيه، وله "اختصار تهذيب الكمال". وله مختصر في الفقه ذكره

* الشمس النابلسي (805 هـ)

المرداوي في "الإنصاف" 1/ 20 في جملة مصادره، ووصفه بالضخامة. مات في آخر جمادى الأولى سنة أربع وثمانمائة (¬1). * الشمس النابلسي (805 هـ) هو شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد بن محمود النابلسي الحنبلي الشيخ الإمام العلامة. ولد في حدود الأربعين وسبعمائة بنابلس ونشأ بها. تفقه على الشيخ شمس الدين بن عبد القادر وقرأ عليه العربية وأحكمها. وقدم دمشق بعد السبعين وحضر دروس أبي البقاء واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما، وكان في أول أمره خياطا بنابلس، ثم شهد على القضاة واشتهر فصار يقصد في الأشغال واستقر كبير الشهود. قال الحافظ ابن حجر: وقع بينه وبين القاضي علاء الدين بن المنجا فسعى عليه في القضاء فولي سنة ست وتسعين وسبعمائة واستمر القضاء نوبا بينهما ثم دخل مع التمرية في أذى الناس ونسبت إليه أمور منكرة وأخذ أسيرا معهم، فهرب من بغداد وكانوا قد حكموا بفسقه لما يتعاطاه مع التمرية من الأمور المنكرة، فعاد في المحرم سنة أربع فلم يبال بذلك وسعى في القضاء، فعزل به تقي الدين أحمد بن المنجا ومات بعده بأيام يسيرة، ولم يكن مرضيا في الشهادة ولا في القضاء، وهو أول من أفسد أوقاف دمشق وباع أكثرها بالطرق الواهية. قال ابن العماد: وكانت له حلقة لإقراء العربية يحضرها الفضلاء، ودرس بعدة مدارس وكان ذا عظمة وبهجة زائدة. ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 5/ 32، "الضوء اللامع" 11/ 66، "الدر المنضد" 2/ 597، "شذرات الذهب" 7/ 42.

* نصر الله التستري (812 هـ)

توفي بمنزله بالصالحية ليلة السبت ثاني عشر المحرم سنة خمس وثمانمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " تصحيح المقنع": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (153) على ظن أنه له. * نصر اللَّه التستري (812 هـ) هو نصر اللَّه بن أحمد بن محمد بن عمر الجلال، أبو الفتح التستري البغدادي الحنبلي. ولد سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ببغداد. مات أبوه وهو صغير فرباه الشيخ الصالح أحمد السقا وأقرأه القرآن واشتغل بالفقه فمهر. سمع الحديث من: جمال الدين الحضري، وكمال الدين الأنباري، وآخرين، وأسانيدهم نازلة. وقرأ الأصول على: بدر الدين الأربلي، وأخذ عن الكرماني شارح البخاري. واشتهر بالاشتغال بالحديث وولي غالب تداريس الحديث ببغداد كالمستنصرية والمجاهدية ومسجد يانس وكان يذكر الناس فيها مدة وانتفعوا بذلك ثم خرج منها في سنة تسع وثمانين، فوصل إلى دمشق فبالغوا في إكرامه. ثم قدم القاهرة في سنة تسعين باستدعاء ابنه وكان قد دخلها قبله فاستقر في تدريس الحديث بها. ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 5/ 116، "الضوء اللامع" 7/ 107، "الدر المنضد" 2/ 600، "شذرات الذهب" 7/ 52.

وكذا ولي بها تدريس الحنابلة بعد موت الصلاح محمد بن الأعمى في سنة خمس وتسعين وسبعمائة وتصدى للتدريس والإفتاء. قال ابن حجر: اجتمعت به فاستفدت منه وسمعت من إنشائه وقد حدث بـ "جامع المسانيد" لابن الجوزي بإسناد نازل. توفي في عشر صفر سنة اثنتي عشرة وثمانمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " نظم الوجيز": ذكره ابن حجر في "إنباء الغمر" 6/ 196 وقال: ستة آلاف بيت. والسخاوي في "الضوء" 10/ 198 وقال: تزيد على سبعة آلاف بيت. وابن العماد في "الشذرات" 7/ 99 وقال: هو نظم للوجيز في الفقه في ستة آلاف بيت. وذكره البغدادي في "الهدية" 2/ 493، وسماه ابن حميد في "الدر المنضد" (ص 49): "الكبير في الفقه". - "مختصر منتهى السول والأمل" لابن الحاجب: ذكره ابن حجر في "إنباء الغمر" 6/ 196، والسخاوي في "الضوء اللامع" 10/ 198. - "شرح منتهى السول والأمل" لابن الحاجب: ذكره البغدادي في "الهدية" 2/ 439. - "حاشية على شرح الزركشي" = "تنقيح الزركشي": ذكرها البغدادي في "الهدية" 2/ 493. ولعلها لولده المحب ابن نصر اللَّه (ت 844 هـ) كما هو موجود بهامش إحدى النسخ الخطية التي اعتمد عليها الشيخ ابن جبرين في تحقيق الشرح المذكور. - "أرجوزة في الفرائض": ذكرها ابن حجر في "إنباء الغمر" 6/ 196 ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 6/ 196، "الضوء اللامع" 10/ 198، "الدر المنضد" 2/ 605، "شذرات الذهب" 7/ 99.

* عبد الرزاق الحنبلي (819 هـ)

وقال: مئة بيت جيدة في بابها، والزركلي في "الأعلام" 8/ 29، ورمز إلى وجود نسخة خطية منها مع شرحها لسبط المارديني، وهي قصيدة لامية شرحها عثمان بن قائد النجدي (ت 1097 هـ). - "حاشية على الفروع لابن مفلح": ذكرها البغدادي في "الهدية" 2/ 493، وقال ابن مانع في مقدمة "الفروع" (ص 8): وشرحه -أي الفروع- العلامة القاضي نصر اللَّه بن أحمد، البغدادي، ثم المصري، الحنبلي، ذكره في مواضع من "شرح الإقناع"، وذكر في "تصحيح الفروع" أنه حاشية. * عبد الرزاق الحنبلي (819 هـ) الشيخ الفقيه والد شهاب الدين. اشتغل على القاضي علاء الدين بن اللحام في الفقه والحديث، وباشر عند الأمير محمد وأخوه. قال ابن المبرد: كان عنده دين وعمل وسكون، يقتصد في أموره. حفظ "محرر الشيخ شمس الدين بن عبد الهادي" وصنف عليه كتابًا، واختصر "قواعد ابن رجب". قال ابن قاضي شهبة: توفي بمرض الاستسقاء يوم الأحد سابع عشر ربيع الأول سنة تسع عشرة وثمانمائة وقد قارب الخمسين (¬1). * عز الدين المقدسي (820 هـ) هو عز الدين محمد بن بهاء الدين علي بن عز الدين عبد الرحمن بن محمد بن التقي سليمان المقدسي الحنبلي خطيب. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة. ¬

_ (¬1) "الجوهر المنضد" ص 69.

* ابن المغلي (ت 828 هـ)

عني بالعلم، وسمع على: ست العرب بنت محمد بن الفخر وغيرها، ومهر في الفقه والحديث، وأخذ عن: ابن رجب وابن المحب. ودرس بدار الحديث الأشرفية بالجبل. قال ابن حجر: كان ذكيًا فصيحًا، وكان في آخر عمره عين الحنابلة. وكان يذاكر بأشياء حسنة وينظم الشعر، ولما توقف على "عنوان الشرف" لابن المقرئ أعجبه فسلك على طريقه نظمًا. توفي مغرب ليلة الأحد سابع عشر ذي القعدة سنة عشرين وثمانمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " النظم المفيد الأحمد في مفردات الإمام أحمد": طُبع مفردًا بالمطبعة السلفية بالقاهرة، مع تعاليق عليه لصاحبها محب الدين الخطيب، وصدر سنة (1344 هـ/ 1925 م). وطُبع مع شرحه "منح الشفاء الشافيات" للبهوتي. * ابن المُغْلي (ت 828 هـ) هو علي بن محمود بن أبي بكر، القاضي علاء الدين السلماني ثم الحموي، المعروف بابن المغلي الحنبلي. ولد سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. وكان أبوه تاجرا من العراق وسكن سلمية فعرف بذلك نسبة إلى المغل. وتفقه ببلده ثم بدمشق، فأخذ عن جماعة منهم الحافظ ابن رجب. وكان يتوقد ذكاء فحفظ جملة من المختصرات في العلوم المختلفة. وكان يحفظ كثيرا من الشروح والقصائد الطوال، وينظم الشعر الوسط، ويكرر على محفوظاته المختصرة، ويستحضر شيئا كثيرا من الفنون. ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 7/ 290، "شذرات الذهب" 7/ 147.

* ابن زكنون، ابن عروة الحنبلي (ت 837 هـ)

قال ابن حجر: وما أظن أنه كان في عصره من يدانيه في ذلك، وإن كان فيهم من هو أصح ذهنا منه. ولي قضاء حماة بعد التسعين، ثم ولي قضاء حلب في سنة أربع وثمانمائة، ثم ولي قضاء الديار المصرية من سنة سبع عشرة إلى أن مات مضافا إلى قضاء حماة فكان يستنيب فيها. وكان شديد البأو والإعجاب حتى وصفه بعضهم بأنه يحيط علما بالمذاهب الأربعة، مع احتمال ما يقع ممن يناظره من الجفاء، ويكظم غيظه ولا يشفي صدره، ويكرم الطلبة ويرفدهم بماله وكان واسع الحال جدا. توفي بالقاهرة يوم الجمعة حادي عشر صفر سنة ثمان وعشرين وثمانمائة (¬1). - من مؤلفاته: - تعليقات على الفروع: أشار إليها ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 91، 92). وذكر ابن حميد في "السحب" (ص 776) أنه رأى هذِه التعليقات، وقال عنها: تدل على قوة نفسه في العلم وفقهه، وأكثرها اعتراض عليه في نقله عن الكتب. * ابن زكنون، ابن عروة الحنبلي (ت 837 هـ) هو علي بن حسين بن عروة المشرقي ثم الدمشقي الحنبلي أبو الحسن ابن زكنون. سمع من: علي بن يحيى بن يوسف الرحبي، ويوسف الصيرفي، ومحمد ابن محمد بن داود، وغيرهم، وكان يذكر أنه سمع من ابن المحب. قال ابن حجر: كان زاهدًا عابدًا قانتا خيرًا لا يقبل لأحد شيئًا، ولا يأكل ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 8/ 86، "المقصد الأرشد" 2/ 264، 6/ 34، "الدر المنضد" 2/ 612.

إلا من كسب يده. ثم أقبل على العبادة والاشتغال فبرع، وأقبل على "مسند أحمد" فرتبه على الأبواب. وكان منقطعا في مسجد يعرف بمسجد القدم خارج دمشق، وكان يقرئ الأطفال ثم انقطع ويصلي الجمعة بالجامع الأموي، ويقرأ عليه بعد الصلاة في الشرح، وثار بينه وبين الشافعية شر كبير بسبب الاعتقاد. وكان ممن جبله اللَّه تعالى على حب الشيخ تقي الدين ابن تيمية وكان الناس يعظمونه ويعتقدون فيه الصلاح والخير ويتباركون به وبدعائه. توفي يوم الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري": ذكره السخاوي في "الضوء" 5/ 214 وقال في ذلك: رتب المسند على أبواب البخاري وسماه. .، وشرحه في مئة وعشرين مجلدًا. طريقته فيه: أنه إذا جاء لحديث الإفك، مثلًا، يأخذ نسخة من شرحه للقاضي عياض، فيضعها بتمامها، وإذا مرت به مسألة فيها تصنيف مفرد لابن القيم، أو شيخه ابن تيمية، أو غيرها، وضعه بتمامه. ويستوفي ذاك الباب من "المغني" لابن قدامة ونحوه. وذكر ابن حميد في "السحب" (ص 735) وقال: وقد رأيت في رحلتي سنة (1281 هـ) في مدرسة شيخ الإسلام الشيخ أبي عمر، منها -أي مؤلفات ابن زكنون- الكثير الطيب، منها شرحه للمسند في مئة وسبعة وعشرين مجلدًا. ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 9/ 318، "المقصد الأرشد" 2/ 237، "الدر المنضد" 2/ 622.

* المخزومي (ت 841 هـ)

وذكره ابن بدران في "المدخل" (ص 474 - 475) وقال: رأيت منه أربعة وأربعين مجلدًا، قال: وفيه شرح البخاري للحافظ ابن رجب. وللأخ الشيخ عمر الحفيان دراسة على الكتاب، ضمن أطروحته لنيل درجة الدكتوراه، يسَّر اللَّه له إتمامها. وقد قدمتُ الكلام على الكتاب بتفصيل أكثر عند الحديث عن المؤلفات على "المسند" ص 65 من هذا المجلد. * المخزومي (ت 841 هـ) هو محمد بن عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن مكي بن يوسف بن محمد الشمس أبو الفضائل بن القاضي الزين أبي المحاسن المخزومي الخالدي نسبا العلوي الحسيني سبط الحراني الأصل الحلبي ثم المصري الحنبلي. ولد ليلة الجمعة سادس شوال سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها. وتفقه بأبيه فبحث عليه نصف "المقنع" ثم أكمله إلا قليلا في القاهرة على الشمس الشامي وكذا أخذ "ألفية ابن عبد المعطي" بحثا عن أبيه وكثيرا من "ألفية ابن مالك" عن يحيى العجيسي وبحث في أصول الدين على الشمس ابن الشماع الحلبي. وجمع كتابا في تراجم أحرار العشاق سماه: "صبوة الشريف الظريف" ومنتخبا من شعره ومراسلات بينه وبين بعض المعاشيق سماه: "الإشارة إلى باب الستارة" وكذا نظم "العمدة" لابن قدامة في أرجوزة. ومات بصفد وهو كاتب سرها في شعبان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة (¬1). ¬

_ (¬1) "الضوء اللامع" 7/ 278.

* الجعفري (ت 842 هـ)

* الجعفري (ت 842 هـ) هو تاج الدين عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الجعفري النابلسي. قال العليمي: الشيخ الإمام العالم القاضي كان من أهل الفضل وهو من بيت علم ورياسة وكان يكتب على الفتوى عبارة حسنة تدل على فضله. وصنف "مناسك الحج" وهو حسن، وله رواية في الحديث وخط حسن. ولي قضاء الحنابلة بنابلس وباشر مدة طويلة، وتوفي بها سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة (¬1). * أبو شعر (ت 844 هـ) هو عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم بن سليمان الزين أبو الفرج الدمشقي الصالحي الحنبلي، ويعرف بأبي شعر. ولد في ثالث عشر شعبان سنة ثمانين وسبعمائة وقيل: سنة ثمان وثمانين. قرأ القرآن على: ابن الموصلي، وتفقه بجماعة منهم الحافظ ابن رجب وكذا انتفع بالشهاب ابن حجي، وسمع من: عبد القادر بن إبراهيم الأرموي، والجمال بن الشرائحي، وعائشة ابنة ابن عبد الهادي، وآخرين. قال السخاوي: كان إماما علامة متقدما في استحضار الفقه واسع الاطلاع في مذاهب السلف ومعرفة أحوال القوم ذاكرا لنبذة من الجرح والتعديل عفيفا نزها ورعا متقشفا منعزلا عن الناس معظما للسنة وأهلها بارعا في التفسير مستحضرا لكثير من ذلك جيد التذكير مع المهابة والوقار وجمال الصورة والحياء وكثرة الخشوع ولطف المزاج وحسن النادرة ¬

_ (¬1) "الدر المنضد" 2/ 628، "شذرات الذهب" 7/ 245.

* ابن نصر الله البغدادي (ت 844 هـ)

والفكاهة وسلامة الصدر ومزيد التواضع وقلة الكلام وعذوبة المنطق وعدم التكلف والمثابرة على التلاوة والتهجد والعبادة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحبة الزائدة للعلم والرغبة في مطالعته واقتناء كتبه بحيث اجتمع له من الأصول الحسان ما انفرد به عن أهل بلده. توفي بعد أن تعلل أشهرا في ليلة السبت سادس عشر شوال سنة أربع وأربعين وثمانمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " حواشٍ على الوجيز": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 61) قائلًا: له حواشٍ على كُتُبٍ من كُتب الفقه، منها على كتاب "الوجيز" على المسائل التي ليست في المذهب. * ابن نصر اللَّه البغدادي (ت 844 هـ) هو أحمد بن نصر اللَّه بن أحمد بن محمد بن عمر الشيخ الإمام العلامة شيخ المذهب ومفتي الديار المصرية قاضي القضاة محب الدين البغدادي الأصل ثم المصري. مولده: رابع عشر شهر رجب الفرد سنة خمس وستين وسبعمائة. سمع ببغداد من والده الشيخ نصر اللَّه، ومن: نجم الدين أبي بكر بن قاسم، ونور الدين علي بن أحمد المقرئ. وعنى بالحديث، ثم قدم القاهرة مع والده وأخذ عن مشايخها منهم: الشيخ سراج الدين البلقيني، وزين الدين العراقي، وابن الملقن، وأخذ عن الحافظ ابن رجب، وسمع بحلب من الشهاب بن المرحل. ¬

_ (¬1) "المقصد الأرشد" 2/ 90، "الضوء اللامع" 4/ 82، "الدر المنضد" 2/ 633، "شذرات الذهب" 7/ 253.

وولي تدريس الظاهرية البرقوقية وغيرها وناب في الحكم عن ابن المغلي. استقل بوظيفة القضاء في صفر سنة ثمان وعشرين، ثم عزل منها ثم أعيد في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة. وناظر وأفتى وانتفع به الناس وكان متضلعًا بالعلوم الشرعية من تفسير وحديث وفقه وأصول. قال ابن مفلح: وهو من أجل مشايخنا وانتهت إليه مشيخة الحنابلة بعد موت مستخلفه قاضي القضاة علاء الدين بن المغلي. توفي في خامس عشر جمادى الأول سنة أربع وأربعين وثمانمائة، وصلي عليه بمصلى باب النصر (¬1). - من مؤلفاته: - " حواشٍ على الفروع": ذكرها تلميذه ابن مفلح في "المقصد" 1/ 203، وأفاد محققه الدكتور عبد الرحمن العثيمين أن منها نسخة خطية في مكتبة عبد اللَّه بن حميد. وذكرها العليمي في "المنهج" 5/ 223، وابن العماد في "الشذرات" 7/ 250، وابن حميد في "السحب" (ص 269). وهو من مصادر المرداوي في كتابه "الإنصاف"، ذكره في المقدمة (ص 23). نسخه الخطية: توجد منه نسخة في مكتبة الرياض بالسعودية العامة. وقد سقط من أولها ومن آخرها شيء قليل، والموجود منها يشتمل على خمس وثمانين ومئة صفحة (¬2). ¬

_ (¬1) "إنباء الغمر" 9/ 139، "المقصد الأرشد" 2/ 201 "الضوء اللامع" 2/ 233، "شذرات الذهب" 7/ 250. (¬2) مقدمة تحقيق "حاشية ابن قندس على الفروع"، لصالح بن عبد الرحمن بن صالح الفوزان، (ص 33).

* عبد العزيز بن علي المقدسي (ت 846 هـ)

- "حواشٍ على المحرر": ذكرها تلميذه ابن مفلح في "المقصد الأرشد" 2/ 203، ووصفها بالحسن. وكذا العليمي في "المنهج" 5/ 223، وابن العماد في "الشذرات" 7/ 250. - "مختصر الخرقي": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 6). - وله حواشٍ على "الكافي"، "المغني"، "الرعاية"، "الوجيز"، "قواعد ابن رجب"، "المنتقى في الحديث" ذكرها ابن حميد في "السحب" (ص 269، 272). * عبد العزيز بن علي المقدسي (ت 846 هـ) هو عبد العزيز بن علي بن العز بن عبد العزيز بن عبد المحمود، عز الدين البغدادي الأصل ثم المقدسي منشأ. أخذ الفقه عن الشيخ علاء الدين بن اللحام وعرض عليه الخرقى واعتنى بالوعظ وكان يستحضر كثيرا من "تفسير البغوي"، واعتنى بعلم الحديث وله مشاركة في الفقه والأصول ولي بعد الفتنة قضاء بيت المقدس وطالت مدته وجرى له فصول، ثم ولي قضاء دمشق، ثم صرف عنها فولي تدريس المؤيدية ثم ولي قضاء مصر مدة، ثم ولي قضاء دمشق في دفعات يكون مجموعها ثمان سنين، وكان منظورًا لم تحمد سيرته في القضاء. توفي ليلة الأحد مستهل ذي القعدة سنة ست وأربعين وثمانمائة وصلي عليه من الغد بالجامع الأموي وحضر جنازته القضاة وبعض أركان الدولة ودفن عند والده بمقابر باب كيسان إلى جانب الطريق (¬1). ¬

_ (¬1) "المقصد الأرشد" 2/ 172 - 174.

* محمد بن أحمد بن سعيد المقدسي (ت 855 هـ)

- من مؤلفاته: - " الخلاصة": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 4/ 223 فقال: اختصر "المغني" لابن قدامة في أربع مجلدات، وضم إليه مسائل من "المنتقى" لابن تيمية، وغيره، وسماه "الخلاصة". اهـ. ومثله في "السحب" لابن حميد (ص 547). - "شرح الخرقي": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 4/ 223 وقال: في مجلدين. وابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 68) وقال: في مجلد، وقد ابتعته هو واختصار "المغني" من تركة شيخنا الشيخ تقي الدين. اهـ. - "مختصر أصول الطوفي": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 4/ 223، وابن حميد في "السحب" (ص 547). - "عمدة الناسك في معرفة المناسك": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 4/ 223، وابن حميد في "السحب" (ص 547)، والبغدادي في "الهدية" 1/ 583. * محمد بن أحمد بن سعيد المقدسي (ت 855 هـ) شمس الدين الحنبلي قاضي مكة المشرفة. ولد بكفر لبد من أعمال نابلس في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وسكن مدينة حلب قديمًا ودمشق، وسمع على الأعيان وقرأ على ابن اللحام والتقي ابن مفلح والحافظ ابن رجب، وكان عالمًا خيرًا كتب الشروط ووقع على الحكام دهرًا طويلًا وتفرد بذلك. وجاور بمكة مرارا وجلس بالحضرة النبوية بالمدينة الشريفة بالروضة واستجازه الأعيان وآخر مجاوراته سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، فمات

قاضي مكة في تلك السنة، فجهز إليه الولاية في أوائل سنة أربع وخمسين فاستمر بها قاضيا نحو سنة وتوفي في أوائل هذِه السنة (¬1). - من مؤلفاته: - " المسائل المهمة فيما يحتاج إليه العاقد عند الخطوب المدلهمة": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 6/ 309، والعليمي في "المنهج" 5/ 238، وابن العماد في "الشذرات" 7/ 286. ونسبه البغدادي في "الإيضاح" 2/ 476، و"الهدية" 1/ 583 إلى عز الدين المقدسي (ت 846 هـ). نسخه الخطية: توجد منه نسخة في مكتبة شستربتي ضمن مجموع برقم (3292) وهي في (13) ورقة، نسخها أحمد بن محمد، الحرّاني في القرن التاسع تقديرًا. وموضوع الرسالة مسائل في الفقه الحنبلي فيما يتعلق بأحكام الزواج. - "شرح الوجيز": ذكره ابن حميد في "الدر المنضد" (ص 50)، وقال: في خمس مجلدات. - "الشافي" و"الكافي": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 6/ 309، وقال: مجلد. وبهذا الاسم ذكره أيضًا ابن حميد في "السحب" (ص 847). وذكره باسم "المنتخب الشافي من كتاب الكافي"، العليمي في "المنهج" 5/ 239، وابن العماد في "الشذرات" 7/ 286 وقالا: اختصر فيه الكافي للموفق. - "كشف الغمة بتيسير الخلع لهذِه الأمة": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 6/ 309، وقال: مجلد لطيف. والعليمي في "المنهج" 5/ 239. ¬

_ (¬1) "شذرات الذهب" 7/ 286.

* ابن قندس (ت 861 هـ)

* ابن قندس (ت 861 هـ) تقي الدين البعلي. قرأ القران على الشيخ تاج الدين بن بردس وغيره وتفقه في المذهب وحفظ فيه "المقنع" للشيخ موفق الدين، وعني بعلم الحديث كثيرا وقرأ الأصول على ابن العصباني بحمص وأذن له في الإفتاء والتدريس جماعة منهم الشيخ شرف الدين بن مفلح، ثم قرأ المعاني والبيان على الشيخ يوسف الرومي، والنحو على ابن أبي الجوف. طلبه الشيخ عبد الرحمن بن داود وأجلسه في مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر فتصدى لإقراء الطلبة ونفعهم ثم ولي نيابة الحكم لقاضي القضاة عز الدين البغدادي مدة، ثم ترك ذلك وأقبل على الاشتغال في العلم وكسب يده وكان من الصلحاء. توفي في يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وثمانمائة، وصُلي عليه بجامع الحنابلة، وكان يومًا مشهودًا، ودفن بالروضة قريبًا من الشيخ موفق (¬1). - من مؤلفاته: - " حاشية على الفروع": مطبوعة مع "الفروع"، نشر مؤسسة الرسالة. - "حاشية على المحرر": ذكره ابن مفلح في "المقصد" 3/ 78، والعليمي في "المنهج" 5/ 248، وابن العماد في "الشذرات" 7/ 300. وهو من مصادر المرداوي في "الإنصاف" ذكره مع حاشية "الفروع". يوجد منها في مكتبة الرياض العامة بالسعودية نسخة خطية، تبدأ قبل باب مصارف الزكاة بثمانية عشر سطرًا، ويشمل الموجود منها على ثمان وستين ومائتي صفحة، وفيها نقص وطمس قليل. ¬

_ (¬1) "المقصد الأرشد" 3/ 154.

* ابن زهرة الحمصي (ت 868 هـ)

* ابن زهرة الحمصي (ت 868 هـ) هو عبد اللَّه بن أبي بكر بن خلد بن موسى بن زَهرة الحمصي الحنبلي ابن عم عبد الرحمن بن محمد الماضي. ولد تقريبًا سنة أربع وثمانين وسبعمائة بحمص وسمع بها من إبراهيم بن فرعون قطعة من آخر "الصحيح" وحدث بها، قرأها عليه النجم بن فهد. توفي سنة ثمان وستين وثمانمائة وله نحو مائة سنة أو أكثر (¬1). - من مؤلفاته: - حاشية على الفروع: ذكرها العليمي في "المنهج" 5/ 256 قائلًا: قرأ الفروع على قاضي القضاة علاء الدين بن المُغلي، وبحثه عليه، وله عليه حاشية لطيفة. ا. هـ. وكذا ذكرها ابن العماد في "الشذرات" 7/ 307، وابن حميد في "السحب" (ص 614). * عز الدين الكناني (876 هـ) هو عز الدين أبو البركات أحمد بن إبراهيم بن نصر اللَّه بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن نصر اللَّه بن أحمد الكناني العسقلاني الأصل ثم المصري الحنبلي. ولد في ذي القعدة سنة ثمانمائة وتوفي والده وهو رضيع فنشأ هو واشتغل بالعلم وبرع ولقي المشايخ وروى الكثير ودأب في الصغر، وحصل أنواعًا من العلوم ثم باشر نيابة الحكم بالديار المصرية عن ابن سالم ثم عن ابن المغلي ثم عن المحب بن نصر اللَّه، ثم ولي قضاء الديار المصرية وكتب الكثير في علوم شتى، ولكن لم ينتفع بما كتبه لإخماله لذلك، ودرس وأفتى وناظر. ¬

_ (¬1) "الضوء اللامع" 5/ 15، "الدر المنضد" 2/ 695.

وكان مرجع الحنابلة في الديار المصرية إليه، ولم يزل كذلك إلى أن توفي ليلة السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة ست وسبعين وثمانمائة، وصلى عليه السلطان قايتباي والقضاة وأركان الدولة، وكانت جنازته حافلة ودفن بالصحراء من القاهرة (¬1). - من مؤلفاته: - " مختصر المحرر": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 7)، والعليمي في "المنهج" 5/ 273، وابن العماد في "الشذرات" 7/ 322. - "تصحيح المحرر"، "نظم المحرر": ذكرهما العليمي في "المنهج" 5/ 273، وابن العماد في "الشذرات" 7/ 322، وابن حميد في "السحب" (ص 92) مع "مختصر المحرر". وذكر له ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 7) تصحيح المحرر فقط. واعتمده المرداوي في "الإنصاف" من مصادره كما نصَّ على ذلك في المقدمة (ص 23). - "تصحيح المقنع": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 7) وأشار محققه الدكتور عبد الرحمن العثيمين إلى وجود نسخة خطية منه في مكتبة الشيخ عبد اللَّه بن حميد. - "مختصر الطوفي في الأصول": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 7). وذكر له أيضًا: اختصار بعض "شرح الطوفي" لجده. وذكر له ابن حميد في "السحب" (ص 92) نقلًا عن "معجم السيوطي" كتابًا باسم "شرح مختصر الطوفي". ¬

_ (¬1) "الضوء اللامع" 1/ 205، "شذرات الذهب" 7/ 321 - 322.

* يوسف بن علي بن عادل (بعد 880 هـ)

- "نظم الطوفي": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 7). وذكر له هو وابن حميد، أيضًا: "نظم المنهاج" للبيضاوي، "نظم جمع الجوامع" للسبكي، "نظم مختصر ابن الحاجب"، "توضيح مختصر ابن الحاجب". - "مختصر الخرقي" = "تصحيح الخرقي": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 7)، وكذا ذكره ابن حميد في "الدر المنضد" (ص 50). وذكره جدّه في "السحب" (ص 92) -نقلًا عن "معجم السيوطي"- باسم "تصحيح الخرقي". - "مختصر قواعد ابن رجب": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 7). - "كتاب في الفقه": ذكره ابن عبد الهادي (ص 7)، وذكر له أيضًا: "نظم التحفة"، "شرح بعض المنورة". - "مختصر تصحيح الخلاف المطلق الذي في المقنع": ذكره العليمي في "المنهج" 5/ 273. والأصل الذي اختصره ألفه الشمس الجعفري النابلسي (ت 797 هـ). * يوسف بن علي بن عادل (بعد 880 هـ) ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 793)، وقال: لم أجد له ترجمة. وله مصنفات ذكرت له، ومنها: - "حاشية على المحرر في الفقه": ذكرها ابن حميد في "السحب" (ص 793) وقال محققه الدكتور عبد الرحمن العثيمين في الهامش: وذكر المؤلف في هامش آخر نسخته من "الذيل على طبقات الحنابلة" بمثل ما ذكر هنا. وزاد هناك: ونقل الشيخ عثمان بن أحمد النجدي ثم الأزهري

* ابن التنبالي (ت 883 هـ)

ابن قائد في حاشيته على المنتهى عن ابن عادل (¬1). ورأيت بخط بعضهم قال: قال ابن عادل في "حاشيته على المحرر". اهـ. وتوجد من هذِه الحاشية نسخة خطية في مكتبة الموسوعة الكويتية رقم (2/ 293). * ابن التنبالي (ت 883 هـ) هو جمال الدين يوسف بن محمد المرداوي السعدي الحنبلي المعروف بابن التنبالي الإمام الفقيه العلامة. قال العليمي: كان من أهل العلم والدين، وكان يحفظ "الفروع" و"جمع الجوامع" وغيرهما، ويكتب على الفتوى، وتلمذ له جماعات من الأفاضل، وتوفي بدمشق سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة (¬2). - من مؤلفاته: - " مختصر الفروع" = "الحلوى": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 182) قال: اختصر "الفروع" في كتاب سماه "الحلوى". وذكر أن له تصنيفًا آخر على "الفروع". - "شرح التجريد": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 182) قال: شرح قطعة من "تجريد الحنابلة". اهـ. - "الكفاية في الفرائض": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1180). ¬

_ (¬1) حاشية النجدي 4/ 166، 185، 369، 5/ 55، 60، 62، 83، 93، 347، الصادرة عن مؤسسة الرسالة مع منتهى الإرادات. (¬2) "الدر المنضد" 2/ 677 - 678، "شذرات الذهب" 7/ 366.

* الجراعي (ت 883 هـ)

* الجراعي (ت 883 هـ) هو أبو بكر بن زيد بن أبي بكر بن زيد بن عمر بن محمود التقي الحسني الجراعي الدمشقي الصالحي الحنبلي. ولد تقريبًا في سنة خمس وعشرين وثمانمائة بجراع من أعمال نابلس، وهو رفيق الشيخ علاء الدين المرداوي في الاشتغال على الشيخ تقي الدين ابن قندس، وباشر نيابة القضاء بدمشق، وتوجه إلى الديار المصرية فاستخلفه القاضي عز الدين الكناني في الحكم وباشر عنه بالمدرسة الصالحية. توفي ليلة الخميس حادي عشر رجب سنة ثلاث وثمانين بصالحية دمشق، وحصل التأسف على فقده (¬1). - من مؤلفاته: - " غاية المطلب في معرفة المذهب": حقق هذا الكتاب في رسالة جامعية قُدمت في الجامعة الإسلامية. وطبعته دار الكتب العلمية بتحقيق محمد إسماعيل، ط 1 (1424 هـ/ 2004 م). - "حلية الطراز في حل مسائل الألغاز": طبع بتحقيق: مساعد الفالح، نشر دار العاصمة، ط 1 (1414 هـ). - "تحفة الراكع والساجد في أحكام المساجد": طُبع في المكتب الإسلامي سنة (1401 هـ/ 1981 م). - "شرح مختصر أصول الفقه لابن اللحام": قام بدراسته وتحقيقه الباحث عبد العزيز القايدي في رسالة ماجستير قدمها إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة (1408 هـ). ¬

_ (¬1) "الضوء اللامع" 11/ 32، "شذرات الذهب" 7/ 337.

* البرهان ابن مفلح (884 هـ)

- "أرجوزة في السواك": ذكرها ابن حميد في "السحب" (ص 312). وهي مذكورة بكاملها في حاشية ابن فيروز على "الزاد" وعلى "الروض". - "الترشيح في بيان مسائل الترجيح": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 11/ 33، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 281، و"الهدية" 1/ 237. - "مختصر أحكام النساء لابن الجوزي": ذكره ابن حميد في السحب (ص 308). - "فتيا في حكم إحداث الكنائس": منها نسخة في مجاميع دار الكتب المصرية رقم (228 - فقه حنبلي). وذكر العليمي في "المنهج" 5/ 283 ملخص هذِه الفتوى. وكذا ابن حميد في "السحب" (ص 312). - "شرح التسهيل": ذكره ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 144). - "تصحيح الخلاف المطلق": ذكره ابن العماد في "الشذرات" 7/ 337 وقال: مجلد لطيف. ولم يسم الكتاب الذي صححه، فلعله هو نفس "التسهيل" للبعلي. واللَّه أعلم. * البرهان ابن مفلح (884 هـ) هو إبراهيم بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج بن عبد اللَّه القاضي برهان الدين أبو إسحاق ابن الشيخ أكمل الدين أبي عبد اللَّه بن الشرف أبي محمد ابن العلامة صاحب "الفروع" في المذهب. ولد في سنة خمس عشرة وثمانمائة بدمشق، ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا منها "المقنع" و"مختصر ابن الحاجب" الأصلي و"الشاطبية" و"الرائية" و"ألفية ابن مالك".

* العلاء المرداوي (885 هـ)

وعرض على جماعة وتلا بالسبع على بعض القراء. وأخذ عن العلاء البخاري فنونا في الفقه وعن جده وسمع عليه الحديث وكذا أخذ عن آخرين حتى عن فقيه الشافعية التقي بن قاضي شهبة وأذن له وسمع أيضا على ابن ناصر الدين وابن المحب الأعرج. وولي قضاء دمشق غير مرة فحمدت سيرته، بل وطلب لقضاء مصر فتعلل. توفي ليلة الرابع من شعبان سنة أربع وثمانين وثمانمائة بالصالحية، وصلى عليه من الغد في جمع حافل شهده النائب وخلق ودفن عند سلفه بالصالحية (¬1). - من مؤلفاته: - " المبدع في شرح المقنع": طُبع في المكتب الإسلامي بدمشق سنة (1385 هـ - 1388 هـ/ 1965 م - 1968 م) بتحقيق الشيخين: عبد القادر الأرنؤوط وشعيب الأرنؤوط، وصدر في تسعة مجلدات. وأعيد طبعه مرارًا. - "مرقاة الوصول إلى علم الوصول": توجد منه نسختان في المكتبة السعودية العامة بالرياض رقم (596). * العلاء المرداوي (885 هـ) هو علي بن سليمان بن أحمد بن محمد العلاء الدمشقي الصالحي الحنبلي ويعرف بالمرداوي. ولد تقريبا من سنة عشرين وثمانمائة بمراد، ونشأ بها فحفظ القرآن وقرأ في الفقه على أحمد بن يوسف. ثم تحول إلى دمشق وقرأ "المقنع" تصحيحا على أبي الفرج عبد الرحمن ¬

_ (¬1) "الضوء اللامع" 1/ 152، "شذرات الذهب" 7/ 338.

ابن إبراهيم الطرابلسي الحنبلي، وحفظ غيره كـ "الألفية". لازم التقي بن قندس في الفقه وأصوله والعربية وغيرها حتى كان جل انتفاعه به، ثم قدم القاهرة وأخذ عن علمائها، وتصدى للإقراء بدمشق ومصر وللإفتاء. وهو عالم متقن محقق لكثير من الفنون منصف منقاد إلى الحق متعفف ورع. توفي في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وثمانمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف": طُبع بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة (1374 هـ/ 1955 م) صححه الشيخ محمد حامد الفقي، وتم الطبع على نفقة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود رحمه اللَّه، وصدر في (12) مجلدًا. ثم طبعته هجر مع "المقنع" و"الشرح الكبير" طبعة محققة سنة (1414 هـ/ 1993 م) في (32) مجلدًا مع الفهارس. - "التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع": طُبع في المطبعة السلفية بمصر، بدون تاريخ، بتصحيح لجنة التصحيح بالمطبعة، وتمت كلفة الطباعة على نفقة قاسم بن درويش فخرو. - "تصحيح الفروع": طُبع بهامش "الفروع" على نسخة فريدة كانت في ملك الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع رحمه اللَّه. وطبع طبعة أخرى مع "الفروع" و"حاشية ابن قندس" وصدر عن مؤسسة الرسالة. - "تحرير المنقول في تهذيب الأصول": حققه الشيخ أبو بكر عبد اللَّه ذكوري في رسالة قدمها إلى الجامعة الإسلامية سنة (1403 هـ/ 1983 م) لنيل درجة الدكتوراه. ¬

_ (¬1) "الضوء اللامع" 5/ 225 - 227، "شذرات الذهب" 7/ 340.

- "التحبير شرح التحرير": حقق في ثلاث رسائل تقدم بها كل من عوض بن محمد القرني، وعبد الرحمن بن عبد اللَّه الجبري، وأحمد بن محمد السرّاح إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة (1414 هـ/ 1994 م) لنيل درجة الدكتوراه. - "مختصر الفروع مع زيادات عليه": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 5/ 226 قال: في مجلد كبير. وكذا ابن حميد في "السحب" (ص 742). - "شرح قطعة من مختصر الطوفي": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 5/ 226، وابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 100)، وابن حميد في "السحب" (ص 742). - "فهرست القواعد الأصولية": ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" 5/ 226 وقال: في كراسة. - "شرح الآداب": ذكره العليمي في "المنهج" 5/ 290، وابن العماد في "الشذرات" 7/ 341، وابن حميد في "السحب" (ص 743).

المرحلة الرابعة: مرحلة استقرار المذهب (من أواخر القرن التاسع الهجري حتى وقتنا الحالي)

المرحلة الرابعة: مرحلة استقرار المذهب (من أواخر القرن التاسع الهجري حتى وقتنا الحالي) استقر فيها المذهب تماما وقام متأخروا المذهب مثل أسلافهم في التصنيف من غير تحرير أو تخريج إلا نادرًا، ولكن تميزت هذِه الفترة ببيان ما استقر عليه المذهب من روايات وأوجه في مقابل الروايات والأوجه التي خالفها جمهور الحنابلة. ونذكر في الصفحات التالية تعريف بأهم علماء تلك المرحلة وأهم مؤلفاتهم: * ابن العماد الحموي (885 هـ) هو شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن العماد الحموي الحنبلي. رحل في ابتداء أمره إلى القاهرة واشتغل بالعلم على القاضي جمال الدين بن هشام، ثم اشتغل بدمشق على الشيخ جمال الدين يوسف المرداوي، وتفقه على ابن قندس وأذن له بالإفتاء وباشر نيابة الحكم بحلب. ثم قدم القاهرة وأقام بها مدة يحترف بالشهادة. وحصل بينه وبين جماعة الحنابلة تنافر؛ لأنه كان عنده قوة نفس وعدم مداراة. ثم خرج من القاهرة فأتى مدينة حمادة، فتوفي بها في شعبان سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " المقصد المنجح لفروع ابن مفلح": ذكره حاجي خليفة في "الكشف" (ص 1256، 1806) ونقله عنه ابن حميد في "السحب" (ص 113)، وحفيده في "الدر المنضد" (ص 53). ¬

_ (¬1) "المنهج الأحمد" 5/ 284، "الدر المنضد" 2/ 680، "شذرات الذهب" 7/ 338.

* الشهاب ابن المبرد (899 هـ)

* الشهاب ابن المبرد (899 هـ) هو أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي المعروف بابن المبرد الحنبلي الإمام العالم القاضي. ولد بالصالحية ونشأ بها فحفظ القرآن، و"مختصر الخرقي". سمع الحديث علي: زين الدين عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الرحمن ابن العز محمد بن سليمان، وأبيه. وتفقه بأحمد بن يوسف المرداوي، والشيخ تقي الدين وغيرهما. وناب في القضاء عن العلاء بن مفلح بدمشق مدة. وكان محمودًا في ولايته يقوم في الحق على الكبير والصغير. قال السخاوي: كان محمود السيرة عفيفا دينا متواضعا ذا مروءة وهمة وكرم طارحا للتكلف. واختلفت الروايات في تاريخ وفاته، والأصح ما قاله ولده حيث قال: توفي ليلة الجمعة ثاني عشرين شهر رجب سنة تسع وتسعين وثمانمائة بالصالحية (¬1). - من مؤلفاته: 1 - " شرح الخرقي" (بقي منه قليل لم يكمله). 2 - "الفحص الغويص في حل مسائل العويص" (في ألغاز الفرائض). 3 - كتاب "السحر في وجود صوم يوم الغيم والقتر". 4 - "مقدمة فى الفرائض". أربعتها ذكرها ابن حميد في "السحب" (ص 123) نقلًا عن "سُكُرْ دان الأخبار" لابن طولون الحنفي. ¬

_ (¬1) "الضوء اللامع" 2/ 92، "الجوهر المنضد " ص 29، "شذرات الذهب" 7/ 323.

* العلاء البغدادي (900 هـ)

* العلاء البغدادي (900 هـ) هو علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن البهاء البغدادي الحنبلي الإمام العلامة الفقيه المحدث. ولد سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة تقريبا في جهة العراق. أخذ الحديث عن: الأمين الكركي، والشمس بن الطحان، وابن ناظر الصاحبة، وأخذ العلم عن الشيخ تقي الدين بن قندس، والنظام، والبرهان ابني مفلح. وصار من أعيان الحنابلة أفتى ودرس، وتوجه إلى القاهرة فاجتمع عليه حنابلتها وقرؤوا عليه وأجاز بعضهم بالإفتاء والتدريس وزار بيت المقدس والخليل عليه السلام. قال ابن العماد: وباشر نيابة القضاء بدمشق وكان معظمًا عند أهلها وأكابرها ورعا متواضعا على طريقة السلف. وتوفي بها يوم السبت ثالث عشر جمادى الآخرة سنة تسعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " فتح الملك العزيز بشرك الوجيز": ذكره العليمي في "المنهج" 5/ 315، وقال: في خمس مجلدات. وقال ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص 104): شرح منه قطعة. نسخه الخطية: يوجد منه الجزء الرابع في مصورات جامعة الإمام محمد ابن سعود رقم (2455 ف) عدد أوراقه (241) ورقة، نُسخ سنة (887 هـ). ويوجد منه المجلد الرابع أيضًا في دار الكتب الظاهرية رقم (173) عدد أوراقه (432) ورقة، في حجم (27) سطرًا. ويبدأ هذا الجزء من الوكالة، وينتهي إلى كتاب النكاح، باب: عشرة النساء. ¬

_ (¬1) "الجوهر المنضد" ص 104، "شذرات الذهب" 7/ 365.

* بدر الدين السعدي (902 هـ)

- "شرح العمدة": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 761) نقلًا عن السخاوي في "الضوء اللامع" ولا يوجد في النسخة المطبوعة منه. * بدر الدين السعدي (902 هـ) هو بدر الدين أبو المعالي قاضي القضاة محمد بن ناصر الدين أبي عبد اللَّه محمد بن أبي بكر بن خالد بن إبراهيم السعدي المصري الحنبلي. ولد بالقاهرة سنة خمس أو ست وثلاثين وثمانمائة. سمع على الحافظ ابن حجر وغيره، واشتغل في الفقه على عالم الحنابلة جمال الدين بن هشام ولازمه، ثم لازم العز الكناني. وقرأ كثيرا من العلوم وحققها وحصل أنواعا من الفنون وأتقنها وبرع في المذهب وصار من أعيانه وأخذ عن علماء الديار المصرية وغيرهم ممن ورد إلى القاهرة وأتقن العربية وغيرها من العلوم الشرعية والعقلية وتميز وفاق أقرانه ولزم خدمة شيخه القاضي عز الدين وفضل عليه فاستخلفه في الأحكام الشرعية وهو شاب ابن خمس وعشرين سنة أو نحوها، وأذن له في الإفتاء والتدريس وشهد بأهليته وندبه للوقائع المهمة والأمور المشكلة فساد على أبناء جنسه وعظم أمره وعلا شأنه واشتهر صيته وأفتى ودرس. وحج إلى بيت اللَّه الحرام، وقرأ على القاضي علاء الدين المرداوي لما توجه إلى القاهرة كتابه "الإنصاف" وغيره ولازمه، فشهد بفضله وأذن له بالإفتاء والتدريس أيضا، ولم يزل أمره في ازدياد وعلمه في اجتهاد، وباشر نيابة الحكم أكثر من خمس عشرة سنة، وصار مفتي دار العدل، وكانت مباشرته بعفة ونزاهة، ثم ولي قضاء القضاة بالديار المصرية بعد موت شيخه العز الكناني فحصل بتوليته الجمال لممالك الإسلام، وسلك أحسن الطرق من النزاهة والعفة حتى في قبول الهدية.

* يوسف ابن عبد الهادي (909 هـ)

توفي فجأة وقت الصبح من يوم الثلاثاء ثلاث ذي القعدة سنة اثنتين وتسعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " مناسك الحج على الصحيح من المذهب": ذكره العليمي في "المنهج" 5/ 319 وقال: وهو في غاية الحسن. وذكره ابن العماد في "الشذرات" 7/ 367، وابن حميد في "السحب" (ص 1045)، قال: منسك مشهور ليس بمطول. * يوسف ابن عبد الهادي (909 هـ) هو يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن عبد الهادي الصالحي، جمال الدين، ابن المبرد. ولد سنة أربعين وثمانمائة. أخذ الحديث عن خلائق من أصحاب ابن حجر، وابن العراقي، وابن البالسي، والجمال بن الحرستاني، والصلاح بن أبي عمر، وابن ناصر الدين، وغيرهم. قرأ على الشيخ أحمد المصري الحنبلي، والشيخ محمد، والشيخ عمر العسكريين، وصلى بالقرآن ثلاث مرات وقرأ "المقنع" على الشيخ تقي الدين الجراعي، والشيخ تقي الدين بن قندس، والقاضي علاء الدين المرداوي، وحضر دروس خلائق منهم: القاضي برهان الدين بن مفلح والبرهان الزرعي. وناب في القضاء في سنة ست وتسعين وثمانمائة. قال ابن العماد: كان إماما علَّامة يغلب عليه علم الحديث والفقه، ويشارك في النحو والتصريف والتصوف والتفسير. ¬

_ (¬1) "المنهج الأحمد" 5/ 315، "الدر المنضد" 2/ 695، "شذرات الذهب" 7/ 366.

وتوفي يوم الاثنين سادس عشر المحرم سنة تسع وتسعمائة (¬1). - من مؤلفاته (¬2): - " مغني ذوي الأفهام": طبع بتحقيق فضيلة الشيخ: عبد العزيز آل الشيخ، مطبعة السنة المحمدية، ط 1 (1391 هـ). وطبع أيضًا بتصحيح وتعليق عبد اللَّه الدهيش سنة (1388 هـ/ 1968 م) على نفقة دار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية. - "غاية السول إلى علم الأصول": حقق في الجامعة الإسلامية في رسالة جامعية. - "سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث": طبعه الشيخ: محمد حامد الفقي في مطبعة السنة المحمدية بمصر سنة (1372 هـ/ 1953 م). وطبع في مطبعة النهضة الحديثة بمكة المكرمة سنة (1398 هـ/ 1978 م) بعناية الشيخ عبد اللَّه بن عمر بن دهيش. وطبع أخيرًا بتحقيق الدكتور عبد العزيز الحجيلان، وصدر عن دار ابن الجوزي سنة (1418 هـ/ 1997 م). - "زينة العرائس من الطرق النفائس": طبع بتحقيق: د. رضوان بن غربية، نشر دار ابن حزم ط 1 (1422 هـ). ¬

_ (¬1) "الضوء اللامع" 10/ 308، "شذرات الذهب" 8/ 43. (¬2) معظم مؤلفاته ذكرها د. محمد عثمان شبير في كتابه "الإمام يوسف بن عبد الهادي وأثره في الفقه الإسلامي" نشر دار الفرقان، عمان، ط 1 (1422 هـ/ 2001 م) وذكرها أيضًا أ. محمد أسعد طلس في مقدمة تحقيق كتابه "ثمار المقاصد في ذكر المساجد"، وكذلك الأستاذ/ محمد صلاح الخيمي، فقد كتب مقالة للتعريف بمؤلفات ابن عبد الهادي رتبها على حروف المعجم، نُشرت في مجلة معهد المخطوطات العربية، الصادرة بالكويت في رمضان سنة (1402 هـ): مج 26، ج 2، (ص 775 - 812).

- "الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي": حققه الدكتور رضوان بن غريبة، وقدمه رسالة لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة أم القرى سنة (1409 هـ)، ونشرته دار المجتمع بجدة سنة (1411 هـ/ 1991 م) بثلاثة أجزاء في مجلدين. - "الإغراب في أحكام الكلاب": طُبع في دار الوطن بالرياض، بتحقيق: الدكتور عبد العزيز الحجيلان، والدكتور عبد اللَّه الطيار. - "الاختيار في بيع العقار": توجد منه نسخة بالظاهرية رقم 3249/ 8 مجاميع. وهي رسالة جمع فيها ما ورد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأحاديث في بيع العقار. - "آداب الحمّام وأحكامه": توجد منه نسخة بالظاهرية برقم (4549) عدد أوراقها (102) ورقة، بخط المؤلف، تاريخ نسخه سنة (885 هـ). - "التوعد بالرجم والسياط لفاعل اللواط": توجد منه نسخة في الظاهرية (3215/ 1) مجاميع، يقع في (25) ورقة، انتهى منه مؤلفه سنة (892 هـ). وهو كتاب جمع فيه أحكام اللواط وجزاء اللوطي، وأحوال المرد والمخنثين. - "شرح منظومة في الفقه الحنبلي": توجد منه قطعة في الظاهرية ضمن مجموع برقم (3783) في (10) ورقات (94 ق - 103 ق) في مسطرة مختلفة (18 - 19 سطرًا)، منسوخة بخط المؤلف. - "الفتاوى الأحمدية": ذكره الغزي في "النعت الأكمل" (ص 70) وقال: مشتملة على مهمات المسائل. قال الأستاذ أسعد طلس: وهي منثورة في مجاميع شتى، كمجموع (35 - سيرة) وغيره (¬1). وذكر حبيب الزيات في "خزائن الكتب" (ص 81) أنه يوجد ¬

_ (¬1) مقدمة تحقيق "ثمار المقاصد" (ص 31).

في ضمن محتويات المجموع (41) فتاوى وتعليقات شتى لابن عبد الهادي. وتوجد فتاوى سنة (902 هـ) بالظاهرية رقم (3212) مجاميع، عدد أوراقها (5) ورقات بخط المؤلف (¬1). وتوجد فتاوى سنة (903 هـ) في فهرس ابن عبد الهادي بالظاهرية (¬2). وتوجد فتاوى سنة (905 هـ) بالظاهرية رقم (1904/ 2) مجاميع. عدد أوراقها (37) ورقة بخط المؤلف أيضًا (¬3). - "القواعد الكلية والضوابط الفقهية": توجد منه نسخة في الظاهرية ضمن مجموع رقم (3216) تقع في (14) ورقة بخط نستعليق غير معجم، وهو خط المؤلف. وهو كتاب مهم في بابه، تحدث فيه المؤلف عن القواعد الكلية عند الحنابلة، ورتبها ترتيبًا جميلًا، ولكنه لم يتمها (¬4). - "مجمع الأصول": منه نسخة في مكتبة شستربتي (3548). - "مقبول المنقول من علمي الجدل والأصول": ذكره الزركلي في "الأعلام" 8/ 226. وتوجد منه نسخة في مكتبة برلين رقم (7708) عدد أوراقها (17) ورقة. وهي مصورة في جامعة أم القرى 4/ 1070 - مجاميع. وذكر بروكلمان 6/ 434 له نسخة أخرى في برلين برقم (4419). - "الثغر الباسم في تخريج أحاديث أبي القاسم": ذكره الغزي في "النعت" (ص 70)، وابن مانع في مقدمة الطبعة الأولى لمختصر الخرقي، ¬

_ (¬1) ذكره الخيمي في مجلة معهد المخطوطات 2/ 797. (¬2) ذكره الخيمي في مجلة معهد المخطوطات 2/ 785. (¬3) ذكره الخيمي في مجلة معهد المخطوطات 2/ 797. (¬4) مقدمة تحقيق "ثمار المقاصد" (ص 29)، وخزائن الكتب، لحبيب الزيات (ص 81).

- الصادرة عن دار السلام بدمشق سنة (1378 هـ). - "إيضاح طرق السلام في أحكام الولاية والإمامة": توجد منه نسخة في الظاهرية ضمن مجموع رقم 3301/ 1. عدد أوراقها (167) ورقة بخط المؤلف، وفي وسطه خرم كبير. - "بيان القول السديد في أحكام تسري العبيد": توجد منه نسخة في الظاهرية ضمن مجموع رقم (3194/ 3). تقع في حدود (7) ورقات، بخط المؤلف. - "تحفة الوصول إلى علم الأصول": ذكره البغدادي في "الهدية" 2/ 561، والزركلي في "الأعلام" 8/ 225. وذكر له بروكلمان 6/ 434 نسخة في برلين بخط المؤلف، كتبت سنة (865 هـ). - "جمع الجوامع": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1167) وقال في وصفه: جمع فيه الكتب الكبار الجامعة لأشتات المسائل كالمغني والشرح الكبير والفروع وغيرها، وزاد نقولات غريبة بديعة، ويرمز فيه للخلاف بحمرة على طريقة "الفروع". ووسع الكلام فيه؛ بحيث ينقل الرسائل والفتاوى الطويلة بتمامها، ورأيت الجزء الأول منه بخطه بيده بتاريخ سنة (62) وآخر من أثناء البيوع بخطه أيضًا سنة (68). اهـ. وذكر البسام في "علماء نجد" 1/ 548 أنه رأى الجزء الثالث والستين منه وقد وصل فيه إلى كتاب الإجارة، وهو بخط المؤلف. نسخه الخطية: يوجد منه الجزء الأول في مكتبة الموسوعة الفقهية بالكويت (من مكتبة الدحيان) رقم (53) عدد أوراقه (186) ورقة، بخط المؤلف، نسخه سنة (876 هـ). أوله: الحمد للَّه القديم في الذات والصفات. . وبعد، فهذا كتاب جمع

الجوامع على مذهب الإمام أحمد، رحمه للَّه، وإنما سميته جمع الجوامع لأني جمعت فيه بين الكتب الجوامع. . وآخره: وقد تقدم بعض هذِه الأحكام في باب الآنية، وباب ستر العورة (¬1). ومن خلال مطالعة ما نقله عنه المنقور في "مجموعه" يتبين أن منهج المؤلف في هذا الكتاب: أن يعرض أبحاث الباب الواحد في فروع متتابعة قد تتجاوز المئة فرع، فيكون شبيهًا بكتاب "الفصول" لابن عقيل. - "الزهور البهية فى شرح القواعد الفقهية": ذكره بروكلمان 6/ 434 بعد "مقبول المنقول" في ضمن كلام مخلوط لا يفهم معناه، فقال: وهو -أي مقبول المنقول- "شرح الزهور البهية في شرح القواعد الفقهية"، مختصر من شرح لمحمد بن عيسى بن كنان الحنفي (ت 1153 هـ) ولكنه ربما يكون على "عمدة المبتدي" كما ذكر حاجي خليفة في "كشف الظنون" 4/ 8350 مخطوط برلين 4420. اهـ. - "شرح مغني ذوي الأفهام": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1168) وأفاد أنه لخص هذا الشرح من كتابه الحافل "جمع الجوامع". قال: ولو تم هذا الكتاب لبلغ ثلاثمائة مجلد، عمل منه مئة وعشرين مجلدًا. - "الصوت المسمع في تخريج أحاديث المقنع": ذكره الغزي في "النعت الأكمل" (ص 70). - "عمدة المبتدي في الفقه الحنبلي": ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" (ص 1171). ¬

_ (¬1) نوادر مخطوطات علامة الكويت الشيخ الدحيان. للعجمي (ص 31).

* الشهاب العسكري (910 هـ)

- "قرة العين فيما حصل من الاتفاق والاختلاف بين المذهبين": ذكره المؤلف في كتابه "مناقب الإمام أحمد" ونقله عنه المنقور في "مجموعه" 1/ 52. وعزاه الخيمي لفهرس مؤلفات ابن عبد الهادي بالظاهرية (¬1). وتوجد منه نسخة في مكتبة شستربتي برقم (3504). وهو كتاب فيه المسائل الخلافية بين الإمامين الشافعي وأحمد بن حنبل. - "شرح تجريد العناية": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1168). وقد جمع الشيخ ناصر السلامة (بالرياض) نسخ مؤلفات يوسف ابن المبرد ويعمل على إخراجها في مجموع كبير. * الشهاب العسكري (910 هـ) شهاب الدين الصالحي الدمشقي الحنبلي مفتي الحنابلة. أخذ عن: الشيخ شهاب الدين بن زيد، والنظام بن مفلح، والشيخ تقي الدين، والقاضي علاء الدين المرداوي، والشيخ أبي بكر الجراعي وغيرهم. حفظ "المقنع" و"الطوفي" و"الخلاصة" واشتغل وحصل، وأذن له في الإفتاء وعمره قريب من خمس وعشرين سنة. قال ابن العماد: كان صالحا دينا زاهدا مباركا يكتب على الفتاوى كتابة عظيمة ولم يكن له في زمنه نظير في العلم والتواضع والتقشف على طريقة السلف منقطعا عن الناس قليل المخالطة لهم. توفي في ذي الحجة سنة عشرة وتسعمائة (¬2). - من مؤلفاته: - " التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح": ذكره المحبي في ¬

_ (¬1) مجلة معهد المخطوطات 2/ 785. (¬2) "الجوهر المنضد" ص 15، "شذرات الذهب" 8/ 57.

* الشيشيني (ت 919 هـ)

"الكواكب السائرة" 1/ 149، وابن حميد في "السحب" (ص 172) نقلًا عن ابن طولون، وقرظه بقوله: وهو كتاب مفيد لكنه اخترمته المنية قبل إتمامه، وبلغني أن الشهاب الشويكاني -تلميذه- شرع في تكملته. وقال في ترجمة الشويكي المذكور: وصنف في مجاورته كتاب "التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح" وزاد عليهما أشياء مهمة. قال ابن طولون: وسبقه إلى ذلك شيخه الشهاب العسكري لكنه مات قبل إتمامه، فإنه وصل فيه إلى الوصايا، واختصره أبو الفضل ابن النجار ولكنه عقد عبارته (¬1). ونقل منه المنقور في أربعة مواضع من "مجموعه". * الشيشيني (ت 919 هـ) هو الشيخ العلامة قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد الشيشيني المصري الحنبلي. ولد بمصر ونشأ بها وقرأ على علمائها، فأخذ الفقه وغيره عن والده، وعن الشيخ نصر اللَّه بن أحمد الكناني. ولي قضاء الحنابلة بمصر سنين وكان إماما علامة وولي قضاء الحنابلة بعده ولده قاضي القضاة عز الدين. قال ابن شطي: كان رحمه اللَّه من أعيان العلماء فقيها عالما كاملا ذا هيبة ووقار وأبهة. وتوفي في صفر سنة تسع عشرة وتسعمائة (¬2). - من مؤلفاته: - " المقرر على المحرر": ذكره ابن حميد في "السحب" على الظن، ¬

_ (¬1) السحب الوابلة (ص 216). وينظر ما سيأتي في ترجمة الشويكي (ص 322). (¬2) "الكوكب السائرة" 1/ 153، "شذرات الذهب" 8/ 91، "مختصر طبقات الحنابلة" ص 87.

* عبد الرحمن العليمي (ت بعد 928 هـ)

فقال: وأظنه شارح "المحرر" بالشرح المبسوط، الغريب الفوائد، المسمى بالمقرر. * عبد الرحمن العليمي (ت بعد 928 هـ) هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الزين بن الشمس العليمي. ولد سنة سبع وثمانين وثمانمائة بالرملة، وبها نشأ. قرأ القران وحفظه وأجيز بها من مشايخ القراءة. وسمع الحديث على جماعة منهم: الخليفة العباسي المتوكل على اللَّه عبد العزيز، والحافظ السخاوي، والقطب الخيري، والحافظ عثمان الديمي، والجلال البكري، وغيرهم. واشتغل بالعلم على مذهب الإمام أحمد، وحفظ "مختصر الخرقي" و"المقنع". تفقه على والده، وأخذ عنه جملة من العلوم، ثم بعد وفاته لازم الشيخ شهاب الدين العمري وحضر وعظه ودروسه. وأخذ ببيت المقدس عن العلامة الكمال بن أبي شريف. ثم رحل إلى القاهرة وأقام بها عشر سنين ولزم قاضي الحنابلة بالديار المصرية الشيخ البدر السعدي. ثم ولي قضاء الرملة سنة تسعين وثمانمائة وسافر إليها وأقام بها سنتين، ثم أضيف إليها قضاء القدس والخليل ونابلس وأقام بمكة نحو شهر ملازمًا للتلاوة والعبادة خصوصا بعد انفصاله عن القضاء فإنه انقطع بالمسجد الأقصى يدرس ويفتي. ومات بعد سنة ثمان وعشرين وتسعمائة بالقدس الشريف (¬1). ¬

_ (¬1) "النعت الأكمل" ص 52، "السحب الوابلة" 2/ 516، "مختصر طبقات الحنابلة" ص 81.

* الشويكي (939 هـ)

- من مؤلفاته: 1 - " الإتحاف في اختصار الإنصاف": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 518) قال: لم يعمل منه إلا النصف. 2 - "تصحيح الخلاف المطلق في المقنع": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 518). * الشويكي (939 هـ) هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد الشويكي النابلسي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي مفتي الحنابلة بدمشق العلامة الزاهد. ولد سنة خمس أو ست وسبعين وثمانمائة بقرية الشويكة من بلاد نابلس، ثم قدم دمشق وسكن صالحيتها. وحفظ القرآن العظيم بمدرسة أبي عمر، و"الخرقي" و"الملحة" وغير ذلك، ثم سمع الحديث على ناصر الدين بن زريق. توفي بالمدينة المنورة في ثامن عشر صفر سنة تسعة وثلاثين وتسعمائة، ودفن بالبقيع (¬1). - من مؤلفاته: - " التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح": طبع الكتاب في مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة (1371 هـ/ 1952 م). وقد قام بتحقيقه مؤخرًا الأستاذ ناصر بن عبد اللَّه الميمان، وقدمه لنيل درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى، وطبع في المكتبة المكية بمكة المكرمة سنة (1418 هـ/ 1997 م). ¬

_ (¬1) "شذرات الذهب" 8/ 228، "النعت الأكمل" ص 150، "السحب الوابلة" 1/ 215.

* ابن عطوة (948 هـ)

* ابن عطوة (948 هـ) هو أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد التميمي. ولد في العيينة من أرض اليمامة وإليها نسبته ونشأ بها وقرأ على علمائها. ثم رحل إلى دمشق لطلب العلم وأقام بها مدة. وقرأ على أجلاء مشايخها منهم: العلامة الشيخ شهاب الدين العسكري، وقرأ على غيره: كالجمال يوسف بن عبد الهادي، والعلاء المرداوي. وبرع ومهر في الفقه فأجازه مشايخه وأثنوا عليه. فرجع إلى بلده موفور النصيب من العلم والدين والورع فصار الرجوع إليه في قطر نجد والمشار إليه في مذهب الإمام أحمد، وانتفع به خلق كثير من أهل نجد وتفقهوا عليه. توفي ليلة الثلاثاء ثالث رمضان سنة ثمان وأربعين وتسعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " الروضة الأنيقة": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 275) وحفيده في "الدر المنضد" (ص 57)، والبغدادي في "الهدية" 1/ 142، والبسام في "علماء نجد" 1/ 551. واستكثر المنقور من النقل عنه في "مجموعه الفقهي". - "التحفة البديعة": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 275)، وحفيده في "الدر المنضد" (ص 58)، والبغدادي في "الهدية" 1/ 142، والبسام في "علماء نجد" 1/ 551. وأحال عليه المنقور في "مجموعه" 1/ 265. - "درر الفوائد وعقيان القلائد": ذكره ابن حميد في "السحب" ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 1/ 274، "الأعلام" 1/ 270، "سيل السابلة" 3/ 1516.

* الشهاب ابن النجار (949 هـ)

(ص 275)، والبسام في "علماء نجد" 1/ 551 مع التحفة والروضة. وقال: وهذِه الثلاثة كلها في الفقه. - كتاب في المناسك: ذكره البسام 1/ 551 وقال: اطلعت على أوله. * الشهاب ابن النجار (949 هـ) هو أحمد بن عبد العزيز بن علي بن إبراهيم بن رشيد الشهاب القاهري الحنبلي النجار أبوه. ولد تقريبا سنة إحدى وستين وثمانمائة بحدرة علاء من القاهرة، نشأ فحفظ القرآن وكتبا كـ "العمدة" و"المقنع" و"ألفية النحو" و"الملحة" و"الطوفي" و"الشاطبية"، وعرض على الأمين الأقصرائي وسيف الدين والأمشاطي والفخر المقدسي والجوجري والبكري والبامي واشتغل في الفقه على البدر السعدي والشهاب الشيني ولازم الأبناسي والعلاء الحصني في العربية والأصلين وغيرها، وقرأ على الزين زكريا في الرسالة القشيرية وغيرها، وحج وتميز وفهم وتنزل في الجهات كالشيخونية، لم يلِ القضاء إلا بعد إكراه الغوري له المرة بعد الأخرى ثم ترك القضاء في الدولة العثمانية. مات سنة تسع وأربعين وتسعمائة، وهو آخر مشايخ الإسلام من أولاد العرب انقراضا (¬1). - من مؤلفاته: 1 - " شرح الوجيز". 2 - "حاشية على التنقيح". ذكرهما ابن حميد في "السحب" (ص 160) وقال عن الأول: لم يتم. ¬

_ (¬1) "الضوء اللامع" 1/ 349، "شذرات الذهب" 8/ 376.

* موسى الحجاوي (968 هـ)

* موسى الحجاوي (968 هـ) هو موسى بن أحمد بن موسي بن سالم، شرف الدين أبو النجا الحجاوي الصالحي. مفتي الحنابلة بدمشق. كان إمامًا بارعًا أصوليًّا فقيهًا محدثًا ورعًا، انتهت إلية مشيخة الحنابلة والفتوى، وكان بيده تدريس الحنابلة بمدرسة أبي عمر والجامع الأموي. انتفع به جماعة منهم القاضي شمس الدين بن طريف، والقاضي شمس الدين الرجيحي، والقاضي شهاب الدين الشويكي. وانفرد في عصره بتحقيق مذهب الإمام أحمد، وصار إليه المرجع، واشتغل عليه جمع من علماء الديار النجدية الأوائل مثل: أحمد بن محمد ابن مُشرَّف، وزامل بن سلطان، وأبي النور عثمان بن محمد بن إبراهيم، المعروف بأبي جده، وبابن أبي حميدان، وغيرهم. وكان ذلك سببًا في انتشار مصنفاته والاشتغال عليها في نجد منذ ذلك الوقت إلى العصر الحاضر. توفي يوم الخميس الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة ثمان وستين وتسعمائة، ودفن بأسقل الروضة (¬1). - من مؤلفاته: - " الإقناع": طبع في المطبعة التجارية الكبرى بالقاهرة، بتصحيح وتعليق عبد اللطيف محمد موسى السبكي سنة (1351 هـ/ 1932 م) وصدر في أربعة أجزاء في مجلدين. وأُعيد تصويره في دار المعرفة ببيروت، دون تاريخ. وطبعته دار هجر سنة (1418 هـ/ 1998 م) طبعة محققة في أربعة ¬

_ (¬1) "شذرات الذهب" 8/ 327، "الأعلام" 7/ 320.

مجلدات مع الفهارس. - "زاد المستقنع": طبع في المطبعة السلفية بالقاهرة سنة (1344 هـ/ 1925 م) في آخر "منح الشفاء الشافيات" للشيخ منصور البهوتي باسم "مختصر المقنع في فقه الإمام أحمد". وطبع في المطبعة السلفية أيضًا طبعة مفردة سنة (1345 هـ/ 1926 م) ثم في السنوات: (1368 هـ) و (1374 هـ) و (1379 هـ) و (1385 هـ). وله عدة طبعات أخرى بمصر والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى طبعاته مع شرحه. وتمتاز طبعة النهضة الحديثة بمكة المكرمة (دون تاريخ) بمقدمة مهمة، كتبها مصحح الكتاب ومحققه الشيخ علي بن محمد بن عبد العزيز الهندي، ذكر فيها المسائل التي خالف فيها المؤلف الراجح في المذهب المعمول به عند المتأخرين، وهو ما ذكر في الإقناع والمنتهى والتنقيح، وعدد اثنتان وثلاثون مسألة. - "حاشية التنقيح": طبع بتحقيق: د. يحيى الجردي، ونشرته دار المنار في المدينة المنورة، في مجلد واحد، سنة (1412 هـ/ 1992 م). - "حاشية الفروع": ذكره ابن العماد في "الشذرات" 8/ 327، وله نسخة خطية في المكتبة الوطنية بجامع عنيزة، كما ذكر ذلك البسام في كتابه "علماء نجد" 3/ 271. - "شرح المفردات": ذكره ابن العماد في "الشذرات" 8/ 327، والشيخ علي بن محمد الهندي في ترجمته للحجاوي في مقدمة "زاد المستقنع" (ص 13). - "شرح منظومة الآداب لابن عبد القوي": ذكره السفاريني في "غذاء الألباب" 1/ 6، وأفاد أنه اقتصر في هذا الشرح على الأحكام بأوجز عبارة مع حذفه لأكثر أبيات المنظومة، أو كثير منها.

* ابن النجار (972 هـ)

واعتمد عليه السفاريني -مع مصادر أخرى- في تأليف كتابه المذكور. * ابن النجار (972 هـ) هو محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفتوحي، تقي الدين أبو البقاء، أبو بكر ابن شهاب الدين الشهير بابن النجار. أخذ الفقه والأصول عن والده، وحفظ كتاب "المقنع" وغيره من المتون، وسافر إلى الشام وأقام بها مدة من الزمان، وانفرد بعد والده بالإفتاء والتدريس بالأقطار المصرية، ثم بعد وفاة الشهاب الشويكي بالمدينة المنورة، والحجاوي بالشام انفرد في سائر أقطار الأرض. توفي عصر يوم الجمعة ثامن عشر صفر سنة 972 هـ (¬1). - من مؤلفاته: - " منتهى الإرادات": طُبع بتحقيق الشيخ عبد الغني عبد الخالق رحمه اللَّه، في دار الجيل الجديد، ونشرته دار العروبة في مجلدين سنة (1381 هـ/ 1962 م). وقدم للطبعة الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع. وطبع مع حاشية عثمان بن أحمد النجدي عليه، طبعة محققة، وصدر عن مؤسسة الرسالة سنة (1419 هـ/ 1999 م) في خمسة مجلدات. - "معونة أولي النَّهى": طُبع بتحقيق د. عبد الملك الدهيش، وصدر عن دار خضر سنة (1416 هـ/ 1995 م) في ستة مجلدات كبار. - "الكوكب المنير في اختصار التحرير": طُبع بعنوان "مختصر التحرير في أصول السادة الحنابلة" في مطبعة مصطفى البابي الحلبي في مصر سنة (1367 هـ/ 1948 م). وأعادت نشره مكتبة ابن تيمية في القاهرة سنة (1413 هـ/ 1993 م). ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 2/ 854 - 856، "الأعلام" 6/ 6.

* الفارضي (981 هـ)

بالإضافة إلى طبعته مع شرحه. - "شرح الكوكب المنير": طبع في مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة (1372 هـ/ 1953 م) باعتناء الشيخ محمد حامد الفقي رحمه اللَّه. وهي طبعة ناقصة، ثم طَبَع الشيخ محمد حامد النقصَ بعد العثور على نسخ أخرى. وهي طبعة كثيرة الأخطاء والتصحيفات. ثم طُبع بتحقيق د. محمد الزحيلي، ود. نزيه حماد، في دار الفكر بدمشق سنة (1400 هـ/ 1980 م) في أربعة مجلدات، قام بنشره مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة. ونُشر أيضًا بمكتبة العبيكان. * الفارضي (981 هـ) هو شمس الدين محمد الفارضي القاهري الحنبلي، الشاعر المشهور الإمام العلامة. أخذ عن جماعة من علماء مصر، واستشهد الشيخ شمس الدين العلقمي بكلامه في "شرح الجامع الصغير". وأخذ عن الفارضي كثير من الأجلاء منهم العلامة شمس الدين محمد المقدسي العلمي مدرس القصاعية بدمشق. توفى سنة إحدى وثمانين وتسعمائة (¬1). - من مؤلفاته: - " منظومة في الفرائض" = الفارضية: طُبع في مطبعة الترقي في دمشق سنة (1346 هـ/ 1928 م) كما طبعه الشيخ محمد جميل الشطي سنة (1349 هـ/ 1931 م). ¬

_ (¬1) "شذرات الذهب" 8/ 393، "السحب الوابلة" 2/ 1106 - 1113.

* مرعي الكرمي (1033 هـ)

* مَرْعي الكَرْمي (1033 هـ) هو مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أحمد الكرمي نسبة لطور كرم قرية بقرب نابلس، ثم المقدسي. أخذ عن الشيخ محمد المرداوي وعن القاضي يحيى الحجاوي ودخل مصر وتوطنها وأخذ بها عن الشيخ الإمام محمد حجازي الواعظ، والمحقق أحمد الغنيمي، وكثير من المشايخ المصريين. وأجازه شيخه وتصدر للإقراء والتدريس بجامع الأزهر ثم تولى المشيخة بجامع السلطان حسن وكان منهمكًا على العلوم انهماكًا كليًّا فقطع زمانه بالإفتاء والتدريس والتحقيق والتصنيف فسارت بتآليفه الركبان ومع كثرة أضداده وأعدائه ما أمكن أن يطعن فيها أحد، ولا أن ينظر بعين الإزراء إليها بلغت نحو سبعين كتابا. توفى سنة ثلاث وثلاثين بعد الألف (¬1). - من مؤلفاته: - " دليل الطالب": طُبع في مبطعة محمد علي صبيح وأولاده بالقاهرة. وطُبع في المكتب الإسلامي بدمشق مع حاشية الشيخ محمد بن عبد العزيز ابن مانع، رحمه اللَّه تعالى. وصدرت الطبعة الأولى سنة (1381 هـ/ 1962 م). ثم أعيد طبعه سنة (1389 هـ/ 1969 م) وسنة (1400 هـ/ 1980 م). واعتُمد في إخراجه على نسخة خطية واحدة منسوخة سنة (1246 هـ). وطُبع بتحقيق الشيخ عبد اللَّه بن عمر البارودي، نشر مؤسسة الكتب الثقافية سنة (1405 هـ/ 1985 م). وطُبع في مؤسسة الرسالة سنة (1417 هـ/ 1997 م)، وفي مطبعة العبيكان سنة (1418 هـ/ 1998 م). ¬

_ (¬1) "خلاصة الأثر" 4/ 358.

بالإضافة إلى طباعته مع شرحيه: "منار السبيل"، و"نيل المآرب". - "غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى": طُبع في دار السلام (المكتب الإسلامي فيما بعد) بدمشق سنة (1378 هـ/ 1959 م) في ثلاثة أجزاء بعناية محمد جميل الشطي وزهير الشاويش. ثم أعادت نشره المؤسسة السعيدية بالرياض. بالإضافة إلى طباعته مع شرحه " مطالب أولي النُّهى ". - "رسالة في التقليد": توجد منها نسخة في الظاهرية (3673) في أربع ورقات بخط نسخ معتاد. - "تشويق الأنام إلى حج بيت اللَّه الحرام": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1120)، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 292. وتوجد منه نسخة في مكتبة جامعة برنستون رقم (3296) عدد أوراقها (38) ورقة، في حجم (23) سطرًا، بخط نسخ حسن، نسخ عبد اللَّه بن شحاتة، الحنبلي، سنة (1165 هـ). ومنها صورة في جامعة أم القرى (238). - "مقدمة الخائض في علم الفرائض": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1119) والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 543، و"الهدية" 2/ 427. - "تحقيق الرجحان بصوم يوم الشك من رمضان": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1121) والبغدادي في "الهدية" 2/ 426 ومحقق "الشهادة الزكية" في المقدمة (ص 13). ووعد الدوسري في هامش "الدر المنضد" (ص 56) بالقيام بإصداره. - "المسائل اللطيفة في فسخ الحج إلى العمرة الشريفة": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1121)، والبغدادي في "الهدية" 2/ 427 ونسبه في "الإيضاح" 2/ 475 إلى لسان الدين بن الخطيب. - "إيقاف العارفين على حكم أوقاف السلاطين": ذكره ابن حميد في

* منصور البهوتي (1051 هـ)

"السحب" (ص 1120)، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 159 وسماه في "الهدية" 2/ 426: "إيقاظ العارفين. . ". - "رياض الأزهار في حكم السماع والأوتار": ذكره البغدادي في "الإيضاح" 1/ 599. - "محرك ساكن الغرام إلى بيت اللَّه الحرام": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1120)، والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 442 و"الهدية" 2/ 427. - "نزهة الناظرين في الغزاة والمجاهدين": ذكره البغدادي في "الإيضاح" 2/ 642، و"الهدية" 2/ 427. - "تهذيب الكلام في حكم أرض مصر والشام": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1120)، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 342، و"الهدية" 2/ 427. - "السراج المنير في استعمال الذهب والحرير": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1121)، والبغدادي في "الهدية" 2/ 427. * منصور البُهُوتي (1051 هـ) هو منصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن أحمد بن علي بن إدريس، أبو السعادات البهوتي. أخذ من الجمال يوسف البهوتي، والشيخ عبد الرحمن البهوتي، والشيخ محمد الشامي المرداوي، وأكثر أخذه عنه. وأخذ عنه: الشيخ محمد بن أبي السرور البهوتي، وإبراهيم بن أبي بكر الصالحي، وغيرهما، وكان ممن انتهى إليه الإفتاء والتدريس. توفي يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين بعد الألف

بمصر (¬1). - من مؤلفاته: - " الروض المربع شرح زاد المستقنع": طُبع في دمشق على نفقة مصححه الشيخ محمد توفيق السيوطي الحنبلي، سنة (1305 هـ). - وطُبع في المطبعة الخيرية بالقاهرة سنة (1342 هـ/ 1924 م) على هامش "نيل المآرب" للرحيباني. - وطُبع في المطبعة السلفية سنة (1348 هـ/ 1930 م) بتصحيح صاحب المطبعة: الشيخ محب الدين الخطيب. - وطُبع في دار المعارف بمصر دون تاريخ: جزءان في مجلد، قام بتصحيحه ومراجعته الشيخان: أحمد بن محمد شاكر، وعلي بن محمد شاكر. وله عدة طبعات أخرى مجردة، وبعضها مع الحواشي. ويسر اللَّه إخراجه قريبًا عن دار الفلاح. - "شرح المنتهى" = "دقائق أولي النهى في شرح المنتهى": طُبع في المطبعة الشرفية بالقاهرة سنة (1319 هـ/ 1902 م) بهامش "كشاف القناع"، اعتنى بها مقبل الذكير. وهي طبعة مشحونة بالخطأ والتصحيف، ومملوءة بالنقص والتحريف، ومضطربة -أشد الأضطراب- في تحديد نصها، وفصله عن شرحها. وطُبع في مطبعة السُّنة المحمدية سنة (1366 هـ/ 1947 م) بتصحيح صاحبها الشيخ محمد حامد الفقي. وهي طبعة مستقلة تقع في ثلاثة أجزاء. وفيها من الأخطاء ما في الطبعة السابقة. وصدر عن مؤسسة الرسالة في بيروت في سبعة مجلدات مع حاشية النجدي سنة (1421 هـ/ 2000 م). ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 1/ 1131 - 1132.

- "حاشية على المنتهى" - "إرشاد أولي النهى إلى دقائق المنتهى": طُبع بتحقيق د. عبد الملك الدهيش، وصدر عن مكتبة النهضة الحديثة بمكة المكرمة سنة (1421 هـ/ 2000 م). - "كشّاف القناع" = "شرح الإقناع": طُبع في المطبعة الشرفية بمصر سنة (1319 هـ/ 1902 م) بعناية مقبل الذكير. وتقع في أربعة أجزاء، وعلى هامشها "شرح المنتهى" لنفس المؤلف. وطُبع في مطبعة السُّنة المحمدية بعناية صاحبها الشيخ محمد حامد الفقي سنة (1366 هـ/ 1947 م). وتقع هذِه الطبعة في ستة مجلدات. وطُبع في سنة (1388 هـ/ 1968 م) نشرته مكتبة النصر الحديثة بالرياض، راجعه وعلق عليه هلال مصيلحي ومصطفى هلال. وطُبع في مطبعة الحكومة بمكة المكرمة سنة (1394 هـ/ 1974 م). ونشرته أيضًا دار الفكر وعالم الكتب في بيروت. وطبعته وزارة العدل بالمملكة العربية السعودية محققًا في خمسة عشر مجلدًا بإشراف الشيخ عبد العزيز بن قاسم. - "شرح المفردات" = "مِنَح الشفاء الشافيات": طُبع بالمطبعة السلفية بالقاهرة سنة (1343 هـ/ 1925 م) بعناية صاحبها الشيخ محب الدين الخطيب. وطُبع في مجلدين بتصحيح ومراجعة عبد الرحمن حسن محمود، نشرته المؤسسة السعيدية بالرياض. وله عدة طبعات أخرى. - "عمدة الطالب لنيل المآرب": طُبع مفردًا بتحقيق أحمد بن صالح بن إبراهيم الطويان، وصدر عن دار طويق بالرياض سنة (1418 هـ/ 1998 م) في مجلد لطيف. بالإضافة إلى طبعاته مع شرحه "هداية الراغب". - "إعلام الأعلام بقتال من انتهك حرمة بيت اللَّه الحرام": حققه ونشره

* سليمان بن مشرف التميمي (1079 هـ)

الشيخ جاسم بن سليمان الفُهيد الدوسري، ضمن سلسلة "المدارج العلية إلى الآثار الحنبلية". - "حاشية الإقناع" = "كشف القناع": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1132) وحفيده في "الدر المنضد" (ص 57)، والبغدادي في "الهدية" 2/ 476. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة رقم (1408) عدد أوراقها (311) ورقة، في حجم مختلف، مكتوبة بخط نسخ معتاد، نسخ سليمان بن موسى بن سليمان، سنة (1118 هـ). ومنه نسخة في مكتبة جامع عنيزة الوطنية، ونسخة في مكتبة الشيخ عبد اللَّه ابن محمد بن حميد بمكة المكرمة. - "نصيحة الناسك ببيان أحكام المناسك": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1133) وقال: مختصر. وذكره المؤلف في كتابه "كشاف القناع" 2/ 399. ط. دار الفكر. * سليمان بن مُشَرّف التَّميمي (1079 هـ) هو سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف التميمي. جد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولد في العيينة ونشأ بها، وقرأ على علمائها، منهم الشيخ عبد اللَّه بن محمد بن إسماعيل، وتتلمذ عليه خلق كثير، منهم الشيخ عبد اللَّه بن أحمد -ابن شيخه المتقدم. قصد بالأسئلة من البلدان فكتب عليها كتابات سديدة، وتأهل للتصنيف، قال ابن حميد في "السحب" (ص 414): "وكان سديد الفتاوى والتحريرات، له فتاوى لو جُمعت لجاءت في مجلّد ضخم، ولكنها لا توجد مجموعة،

* البلباني (1083 هـ)

ويا ليتها جُمعت، فإنها عظيمة النفع غزيرة الجمع". وقال عبد الوهاب بن محمد بن حميدان بن تركي: "وله فتاوى كثيرة جدًّا، تتبعها بعض تلامذته، وذكر أنها بلغت نحوًا من أربعمئة مسألة، بسط القول فيها" (¬1). توفي سنة تسع وسبعين بعد الألف (¬2). - من مؤلفاته: - " مصباح السالك في أحكام المناسك": طُبع في مطبعة أم القرى على نفقة الشيخ محمد بن عبد اللطيف. - "شرح الإقناع": أتلفه لما رأى "كشاف القناع" للبهوتي. * البَلْباني (1083 هـ) هو محمد بن بدر الدين عبد القادر بن محمد، أبو عبد اللَّه، شمس الدين البعلي، البلباني، ثم الدمشقي. من كبار أصحاب الشهاب الوفائي الحنبلي، وسمع ببعلبك ودمشق على الشهاب العيثاوي، والشمس الميداني، وانتهت إليه رياسة العلم بالصالحية بعد وفاة الشيخ علي القبودي، وأخذ عنه جمع من أعيان العلماء، منهم محمد بن سليمان المغربي وأبو المواهب الحنبلي وعبد القادر بن عبد الهادي وغيرهم، وولي الخطابة بالجامع المظفري المعروف. ووصف ابن حميد مصنفاته بأنها "لم تكن على قدره". توفي سنة 1083 هـ (¬3). ¬

_ (¬1) "علماء نجد" 2/ 372. (¬2) "السحب الوابلة" 2/ 413 - 415، "الأعلام" 3/ 130. (¬3) "السحب الوابلة" 2/ 902 - 905.

- من مؤلفاته: - " أخصر المختصرات": طُبع في مطبعة الترقي الماجدية بمكة المكرمة سنة (1332 هـ/ 1914 م) في (40) صفحة. وطُبع بدمشق سنة (1339 هـ/ 1921 م) وبهامشه تعليق للشيخ عبد القادر بن بدران. وطُبع في المطبعة السلفية بمصر سنة (1370 هـ/ 1951 م) بعناية صاحبها الشيخ محب الدين الخطيب. وأثبت تعاليق الشيخ ابن بدران، إلا أنه حذف بعضًا منها. وطبع مع حاشية ابن بدران (1346 هـ) عليه بتحقيق محمد ناصر العجمي، وصدر عن دار البشائر الإسلامية في بيروت سنة (1416 هـ/ 1996 م). وله طبعات أخرى مفردة، بالإضافة إلى طبعته مع شرحه " كشف المخدرات ". - "كافي المبتدي": طُبع في المطبعة السلفية بمصر دون تاريخ، في مجلد (156 صفحة). وشرحه الشيخ أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد، البعلي (ت 1189 هـ) وهو أخو صاحب "كشف المخدرات". وهذا الشرح يسمى "الروض الندي شرح كافي المبتدي". طُبع في المطبعة السلفية بمصر دون تاريخ، في مجلد. - "مختصر الإفادات": ذكره ابن بدران في "المدخل" (ص 447 - 448) وسماه ابن حميد في "السحب" (ص 905): "ربع العبادات". نسخه الخطية: توجد منه نسخة في الظاهرية بعنوان "مختصر في ربع العبادات مع الآداب وزيادات"، محفوظة برقم (6908) عدد أوراقها (162) ورقة، بخط نسخ، نسخها أحمد الحنبلي، سنة (1195 هـ).

* محمد الخلوتي (1088 هـ)

* محمد الخَلْوتي (1088 هـ) محمد بن أحمد بن علي البهوتي الحنبلي الشهير بالخلوتي المصري العالم العلم إمام المعقول والمنقول المفتى المدرس ولد بمصر وبها نشأ. أخذ الفقه عن العلامة عبد الرحمن البهوتي، ولازم خاله منصور البهوتي وغيرهما. وأخذ العلوم العقلية عن الشهاب الغنيمي وبه تخرج وانتفع واختص بعده بالنور الشبراملسي ولازمه فكان لا يفارقه في دروسه من العلوم النظرية وكان يجري بينهما في الدرس محاورات ونكات دقيقة لا يعرفها من الحاضرين إلا من كان من أكابر المحققين، وكان الشبراملسي يجله ويثنى عليه ويعظمه ويحترمه ولا يخاطبه إلا بغاية التعظيم لما هو عليه من الفضل؛ ولكونه رفيقه في الطلب ولم يزل ملازما له حتى مات. وكانت وفاته بمصر ليلة الجمعة تاسع عشر ذي الحجة سنة 1088 هـ (¬1). - من مؤلفاته: - " حاشية على المنتهى": ذكرها المحبي في "الخلاصة" 3/ 390، وابن حميد في "السحب" (ص 869). وقالوا: جُردت بعد موته من نسخته فبلغت أربعين كراسًا. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في الظاهرية رقم (6281) عدد أوراقها (307) ورقة، بخط معتاد، نسخ مصطفى بن عمر، سنة (1118 هـ). - ومنه نسخة في المكتبة الأزهرية رقم (47645). - "حاشية على الإقناع": ذكرته المصادر السابقة. وقالوا: جُردت بعد موته من هوامش نسخته فبلغت اثني عشر كراسًا. ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 2/ 869 - 870، "الأعلام" 6/ 12.

* ابن العماد (1089 هـ)

نسخه الخطية: توجد منه نسخة في الظاهرية رقم (11041) عدد أوراقها (86) ورقة، بخط نسخ، نسخ محمد محمد، الحنبلي، سنة (1118 هـ). - "بغية الناسك في أحكام المناسك": توجد منه نسخة في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة رقم (264) عدد أوراقها (17) ورقة، في حجم (23) سطرًا، بخط تعليق. وذكر الدوسري في هامش "الدر المنضد" (ص 59) أن له نسخة أخرى بدار الكتب المصرية. * ابن العماد (1089 هـ) أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد، المعروف بابن العماد، العكري الدمشقي الحنبلي. صاحب "شذرات الذهب في أخبار مَنْ ذهب". أخذ عن أعلام المشايخ في دمشق، منهم الشيخ أيوب، والشيخ عبد الباقي مفتي الحنابلة، ومحمد شمس الدين الصالحي، وأجازوه، ثم رحل إلى القاهرة، فأقام بها مدة طويلة وأخذ عن علمائها، منهم الشيخ سلطان المزاحي، والشبراملسي، البابي وغيرهم. أخذ عنه: عثمان بن أحمد النجدي، ومصطفى الحموي المكي. مات بمكة في ذي الحجة سنة 1089 هـ عن ثمان وخمسين سنة (¬1) - من مؤلفاته: - " شرح الغاية" = "بغية أولي النّهى شرح غاية المنتهى": ذكره المحبي في "الخلاصة" 2/ 340 ولكن جعله شرحًا على "المنتهى". وتبعه في ذلك ابن حميد في "السحب" (ص 461)، والبغدادي في "الإيضاح" 2/ 570، و"الهدية" 1/ 508. وذكره الشطي في "مختصر طبقات الحنابلة" (ص 124) ونقل قول ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 2/ 460 - 465.

* ابراهيم العوفي (ت 1094 هـ)

المحبي: "حرره تحريرًا أنيقًا" ثم قال: وصل فيه إلى باب الوكالة فقط. وقال ابن بدران في "المدخل" (ص 445): "شرحه شرحًا لطيفًا، دل على فقهه، وجودة قلمه، ولكنه لم يتمه، ثم ذيّل على شرحه هذا العلّامة الجراعي، فوصل فيه إلى باب الوكالة". نسخه الخطية: توجد منه نسخة في دار الكتب الظاهرية، رقم (8704)، (8703). * ابراهيم العوفي (ت 1094 هـ) هو إبراهيم بن أبي بكر بن إسماعيل برهان الدين الذنابي العوفي نسبة إلى عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه عنه الصلحي الأصل المصري المولد والوفاة. ولد بالقاهرة سنة ثمان وثلاثين وألف، ونشأ بمصر وأخذ الفقه عن شيخ المذهب منصور البهوتي، والحديث عن جمع من شيوخ الأزهر وأجازه غالب شيوخه. وكان لطيف المذاكرة حسن المحاضرة قوي الفكرة واسع العقل، وكان فيه رئاسة وحشمة ومروءة، وكان من أكابر مصر في كمال أدواته وعلومه مع الكرم المفرط والإحسان إلى أهل العلم والمترددين عليه وكان حسن الخلق والأخلاق وكان يرجع إليه في العلوم الدنيوية لكثرة تدبره للأمور ومطالعته لها. توفي بالقاهرة ظهر يوم الاثنين رابع عشر ربيع الثاني سنة أربع وتسعين بعد الألف (¬1). - من مؤلفاته: - " بغية المتتبع في حل ألفاظ الروض المربع": ذكره ابن حميد في ¬

_ (¬1) "النعت الأكمل" ص 252، "السحب الوابلة" 1/ 17، "مختصر طبقات الحنابلة" ص 126.

* عثمان بن أحمد بن قائد (ت 1097 هـ)

"الدر المنضد" (ص 59) وقال: جِلدٌ واحد. توجد منه نسخة في المكتبة البلدية بالإسكندرية رقم (3340)، وأخرى بدار الكتب المصرية رقم (1 - فقه حنبلي). - "شرح المنتهى": ذكره المحبي في "الخلاصة" 1/ 9 وقال: في مجلدات. وكذا الغزي في "النعت" (ص 252)، وابن حميد في "السحب" (ص 18). - "كتاب في المناسك": ذكره المحبي في "الخلاصة" 1/ 9 وقال: وشَرَحه في مجلدين. - "كتاب في الفرائض": منه نسخة في المكتبة الأزهرية برقم (562 بخيت 44622). وذكر المحبي أن له رسائل كثيرة في الفرائض والحساب. ويوجد في فهرس مخطوطات الأزهرية (ج 2 ص 715) كتاب بعنوان "مجمع الطرقات في بيان قسمة التركات" تأليف إبراهيم بن أبي بكر التُّوني الصالحي، كتبه بخطه سنة (1092 هـ). كذا ذكره الزركلي 1/ 34 وكحالة في "المعجم" 1/ 16، 17. فلعله هو نفس المترجَم، تحرَّفت فيه كلمة "العوفي" إلى "التوني". واللَّه أعلم. * عثمان بن أحمد بن قائد (ت 1097 هـ) هو عثمان بن أحمد بن سعيد بن عثمان بن قائد، النجدي مولدًا الدمشقي رحلة القاهري مسكنا ومدفنا. ولد في بلدة العيينة من قرى نجد ونشأ بها، وقرأ على علامتها الشيخ عبد اللَّه بن ذهلان -وهو ابن عمته- وأخذ عنه الفقه وعن غيره. ثم ارتحل إلى دمشق فأخذ عن علمائها الفقه والأصول والنحو وغيرها.

وحضر دروس شيخ الحنابلة بها الشيخ أبي المواهب فوقع بينهما نزاع رحل على أثره إلى مصر، فأخذ عن علمائها واختص بشيخ المذهب فيها الشيخ ابن الخلوتي فأخذ عنه دقائق الفقه وعدة فنون. وزاد انتفاعه بها جدًا حتى تمهر وحقق ودقق واشتهر في مصر ونواحيها. توفي بمصر يوم الاثنين رابع عشر جمادى الأولى سنة سبع وتسعمائة وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " هداية الراغب شرح عمدة الطالب": طبعه الشيخ محمد سرور الصبان، الأمين العام الأسبق لرابطة العالم الإسلامي، رحمه اللَّه. وطُبع في مطبعة المدني بمصر بتحقيق الشيخ حسين مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق، رحمه اللَّه. وقال البسام: "وقد مَنَّ اللَّه علي، فقمت بدمج أصله بشرحه، وفى عمته بالأدلة النقلية، وحذفت ما لا تدعو إليه الحاجة من المسائل، وأضفت إليه زيادات هامة فيما علّقت عليه بحاشية لما استجدّ من المسائل، وتحقيق المسائل الخلافية، فجاء -وللَّه الحمد- قرة عين للمستفيدين، أسأل اللَّه تعالى عملًا خالصًا لوجهه، وقد سميته: "نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب"، أما التعليقات والحاشية فسميتها "الاختيارات الجلية في المسائل الخلافية". وقد جاء مطبوعًا في أربعة أجزاء بمجلدين (¬2). بالإضافة إلى ذلك توجد حاشية على "هداية الراغب" لتلميذ المؤلف: أحمد بن محمد بن عوض، المرداوي، تسمى "فتح مولي المواهب على ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 2/ 697، "الأعلام" 4/ 202، "تسهيل السابلة" 3/ 1576. (¬2) "علماء نجد" 5/ 132 - 133.

هداية الراغب" في عدة مجلدات، منها نسخة في مكتبة جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية رقم (2237). - "حاشية على منتهى الإرادات": طبعه د. عبد اللَّه التركي محققًا مع "منتهى الإرادات"، وصدر عن مؤسسة الرسالة سنة (1419 هـ/ 1999 م). وحُقق أيضًا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقُدِّم لنيل درجة الماجستير مشاركةً بين علي بن يوسف الزهراني، وخالد بن عبد اللَّه الشمراني وليلى بنت ناصر المقبل سنة (1418 هـ). - "شرح أرجوزة التُّسْتَري في الفرائض": توجد منه نسخة في مكتبة الموسوعة الفقهية بالكويت رقم (197) عدد أوراقها (48) ورقة، في (19) سطرًا، بخط نسخ حسن، نسخها صالح بن دخيل آل جار اللَّه آل سابق، سنة (1339 هـ) عن نسخة كتبها سالم الحجاوي الحنبلي سنة (1133 هـ) وجرت مقابلتها على نسخة شيخ الشيخ أحمد المرداوي، وهو عن شيخه المصنف: عثمان النجدي (¬1). - "الإسعاف في إجارة الأوقاف": ذكره البسام في "علماء نجد" 5/ 134 وقال: رسالة صغيرة (مخطوطة). - "قطع النزاع في أحكام الرضاع": ذكرها ابن حميد في "السحب" (ص 699)، والبسام في "علماء نجد" 5/ 134. ¬

_ (¬1) "نوادر المخطوطات" للعجمي (ص 43).

* صالح البهوتي (1121 هـ)

* صالح البُهُوتي (1121 هـ) هو صالح بن حسن بن أحمد بن علي البهوتي الأزهري العلامة الفقيه الفرضي. ولد في القاهرة ونشأ بها. أخذ عن أشياخ وقته فأخذ الحديث عن الشيخ عامر الشبراوي. وأخذ الفقه عن الشيخ منصور البهوتي، والشيخ محمد الخلوتي ولازمه. وأخذ الفرائض عن الشيخ سلطان المزاحي، ومحمد الدلجومني. وقرأ واشتغل ومهر في الفقه ولا سيما الفرائض فإنه اشتهر بإتقانها ونظم فيه ألفيته المشهورة، وكان عمدة مذهبه في المعقول والمنقول والحديث. توفي يوم الجمعة ثامن عشر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين ومائة وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " عمدة كل فارض": طُبع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة (1372 هـ/ 1953 م) مع شرحه المسمى "العذب الفائض" للشيخ إبراهيم بن عبد اللَّه الشَّمَّري (ت 1189 هـ). - "نظم الكافي": ذكره ابن حميد الحفيد في "الدر المنضد" (ص 60). - "وسيلة الراغب لعمدة الطالب": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 426) وقال: وهو نظم مطول نحو ثلاثة آلاف بيت، إلا أنه ركيك، فلم يكن نظمه على قدر علمه. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في دار الكتب المصرية رقم (37 - فقه حنبلي) عدد أوراقها (151) ورقة، في (13) سطرًا، بخط نسخ واضح، وهو ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 2/ 425، "الأعلام" 3/ 190، "تسهيل السابلة" 3/ 1589.

* أحمد المنقور (1125 هـ)

خط المؤلف، نسخه سنة (1113 هـ). - "مسلك الراغب شرح دليل الطالب": منه نسخة في دار الكتب المصرية رقم (62 - فقه حنبلي) كُتبت سنة (1243 هـ). * أحمد المَنْقور (1125 هـ) هو أحمد بن محمد التميمي النجدي الشهير بالمنقور. قرأ على العلامة الشيخ عبد اللَّه بن ذهلان، وغيره من علماء نجد. وأخذ عنه ابنه إبراهيم وغيره. قال ابن حميد: اجتهد مع الورع والديانة والقناعة والصبر على الفقر والعيال وكان يتعيش من الزراعة مع الحرص على دروس العلم، ومهر في الفقه مهارة تامة. توفي سنة خمس وعشرين ومائة وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " المجموع الفقهي": طُبع في المكتب الإسلامي بدمشق سنة (1380 هـ/ 1960 م): جزءان في مجلد واحد، بعنوان "الفواكه العديدة في المسائل المفيدة". وقدم له الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع. - كتاب في المناسك: ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 253)، والغزي في "النعت" (ص 267) وقال: جمع فيه ثلاثة مناسك. وطُبع له "جامع المناسك الثلاثة الحنبلية" في المكتب الإسلامي في دمشق سنة (1379 هـ/ 1959 م). وذكر الشيخ ابن مانع في تقدمته للكتاب أنه هو نفس كتاب "المناسك" الذي ذكره له مترجموه. - "الحاوي": ذكره ابن حميد الحفيد في "الدر المنضد" (ص 61). ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 1/ 252، "الأعلام" 1/ 240، "تسهيل السابلة" 3/ 1593.

* عبد القادر التغلبي (1135 هـ)

ولعله اسم لكتابٍ جمعت فيه فتاويه وأجوبته الفقهية. فقد قال ابن حميد الجدّ في "السحب": له جوابات عن مسائل فقهية مسددة. * عبد القادر التّغْلبي (1135 هـ) هو عبد القادر بن عمر بن أبي تغلب بن سالم بن محمد بن نصر بن المنتصر بن علي بن عثمان بن حسين بن قاسم بن محمد السديس التغلبي الدمشقي. ولد في دمشق سنة اثنتين وخمسين وألف، ونشأ بها. أخذ عن علمائها ولازم العلامة الحافظ عبد الباقي البعلي وقرأ عليه التفسير والحديث ومصطلحه والفقه وأصوله والفرائض والنحو والمعاني وغيرها. ثم من بعده ولده العلامة أبو المواهب، والعلامة بدر الدين البلباني في الفقه، وفي العربية الشيخ يحيى الشاوي المغربي، وخلق وأجازوه. وكذا أجازه العلامة إبراهيم بن حسن الكوراني، وغيره من علماء الشام وغيرها. وبرع ومهر في الفقه خصوصًا الفرائض وحرر وقرر ودرس وأفاد وأجاد. تخرج عليه جمع من الحنابلة وغيرهم أجلهم: العلامة محمد بن أحمد السفاريني، والشيخ أحمد بن عبد اللَّه البعلي الشهير بالخطيب، وغيرهما. قال ابن حميد: كان دينًا صالحًا عابدًا خاشعًا ناسكًا مصون اللسان منورًا بشوش الوجه. وانتهت إليه رئاسة المذهب في الشام. وأشغل نفسه بالتدريس. توفي في ثامن عشر ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائة وألف (¬1). ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 2/ 563، "مختصر طبقات الحنابلة" ص 132، "الأعلام" 4/ 41، "تسهيل السابلة" 3/ 1597.

* السفاريني (1188 هـ)

- من مؤلفاته: - " نيل المآرب بشرح دليل الطالب": طُبع في المطبعة الأميرية ببولاق بمصر سنة (1288 هـ/ 1865 م). - وطُبع بالمطبعة الخيرية في مصر سنة (1324 هـ/ 1906 م) وبهامشه "الروض المربع". - وطُبع في مطبعة محمد علي صبيح بالقاهرة سنة (1374 هـ/ 1955 م). ثم نشرته مكتبة الفلاح بالكويت سنة (1398 هـ/ 1978 م) بتصحيح وإشراف الشيخ رشدي السيد سليمان، ثم طبعته طبعة بإصدار جديد سنة (1403 هـ/ 1983 م) بتحقيق الدكتور محمد سليمان الأشقر في مجلدين. * السّفَاريني (1188 هـ) هو محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفارييني، أبو العون شمس الدين المسند الحافظ المتقن. ولد بقرية سفارين سنة أربع عشرة ومائة وألف، ونشأ بها وحفظ القرآن وأتقنه. ثم قدم دمشق فقرأ العلم في الجامع الأموي على مشايخ فضلاء فمنهم في الحديث والفقه والفرائض والأصلين: الشيخ عبد القادر التغلبي، والشيخ مصطفى بن عبد الحق اللبدي، والشيخ مصطفى الكرمي، والشيخ عبد الرحيم الكرمي. وفي أنواع الفنون: العلامة عبد الغني النابلسي، والشيخ أحمد المنيني، وغيرهم كثيرين. وأجازوه بإجازات مطولة ومختصرة. وبرع في فنون العلم، وجمع بين الأمانة والفقه والديانة والصيانة وفنون العلم والصدق وحسن الخلق والسمت الحسن، وكان محمود السيرة نافذ الكلمة رفيع المنزلة عند الخاص والعام سخي النفس كريمًا مهابًا معظمًا

عليه أنوار العلم بادية. وكان حسن التقرير والتحرير لطيف الإشارة بليغ العبارة حسن الجمع والتأليف لطيف الترتيب والتصنيف لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، صنف تصانيف جليلة في كل فن، وتآليفه مفيدة نافعة مقبولة. وتخرج به جمع كثير من أئمة الشام ونجد. وكانت وفاته سنة ثمان أو تسع وثمانين ومائة وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " غذاء الألباب شرح منظومة الآداب": طُبع في مطبعة النجاح بالقاهرة سنة (1324 هـ/ 1906 م)، ونشرته مكتبة الرياض الحديثة. - وطُبع في دار الاتحاد العربي للطباعة بالقاهرة سنة (1391 هـ/ 1971 م) في مجلدين ضخمين. - وطُبع في مطبعة الحكومة بمكة المكرمة سنة (1393 هـ/ 1973 م) بتدقيق وتصحيح الشيخ محمد علي الصابوني. - "شرح عمدة الأحكام" - "كشف اللثام": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 841)، وحفيده في "الدر المنضد" (ص 42) وقال: جلدان. وذكره صاحب "النعت الأكمل" (ص 302)، وصاحب "مختصر طبقات الحنابلة" (ص 141). توجد منه نسخة في الظاهرية. - "شرح دليل الطالب": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 842) وقال: وصل فيه إلى الحدود. وكذا ذكره الغزي في "النعت" (ص 303)، ¬

_ (¬1) "النعت الأكمل" ص 301، "السحب الوابلة" 2/ 839، "مختصر طبقات الحنابلة" ص 140، "تسهيل السابلة" 3/ 1619.

* الشهاب الحلبي (1189 هـ)

والبغدادي في "الهدية" 2/ 340. وقال ابن بدران في "المدخل" (ص 445): لم نره ولم نجد من أخبرنا أنه رآه. اهـ. - "تحفة النساك في فضل السواك": ذُكر في "السحب" (ص 842) و"النعت" (303). - "التحقيق في بطلان التلفيق": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 842)، والغزي في "النعت" (ص 303)، والبغدادي في "الهدية" 2/ 340. وتوجد منه نسخة في مكتبة شستربتي رقم (4907). - "الأجوبة النجدية عن الأسئلة النجدية": ذكره الغزي في "النعت" (ص 303)، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 29، و"الهدية" 2/ 240. - "الأجوبة الوهبية عن الأسئلة الزُّغبِيَّة": ذكره الغزي في "النعت" (ص 303)، والبغدادي في "الإيضاح" 1/ 29 و"الهدية" 2/ 240. - "الذخائر لشرح منظومة الكبائر الواقعة في الإقناع": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 842) وسماه: "دراري الذخائر شرح منظومة الكبائر". وتوجد منه نسخة في مكتبة الموسوعة الكويتية برقم (330) بعنوان "غرر الذخائر. . " عدد أوراقها (81) ورقة، في (25) سطرًا، بخط نسخ معتاد، نسخها عبد اللَّه بن محمد أمين الداغستاني، سنة (1226 هـ). * الشهاب الحلبي (1189 هـ) هو أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد الحلبي الأصل البعلي الدمشقي الشيخ الإمام الزاهد الورع الفقيه. ولد في ثامن رمضان سنة ثمان ومائة وألف. اشتغل بطلب العلم فقرأ على جماعة، وأخذ عنهم الحديث وغيره منهم: أبو المواهب، والشيخ عبد القادر التغلبي، وانتفع به ولازمه. ومنهم الشيخ

أحمد المغربي، والأستاذ عبد الغني النابلسي، ومحمد المواهبي الدمشقي، والشيخ مصطفى بن سوار، والشيخ محمد الكاملي، والشيخ محمد العجلوني، والملا إلياس الكردي، والشيخ عواد الحنبلي، وغيرهم. قال ابن حميد: وكان عالمًا فاضلًا عاملًا بعلمه ناسكًا خاشعًا متواضعًا بقية العلماء العاملين فرضيًا أصوليًا عابدًا لم يكن أحد على طريقته ممن أدركناه مع الفضل الذي لا ينكر. وتنبل وتفوق وحاز فضلًا لاسيما بالفرائض ودرس بالجامع الأموي وانتفع به الناس سلفًا وخلفًا. وحج ودرس بالمدينة المنورة ولازمه جماعة من أهلها وتولى إفتاء الحنابلة بعد موت الشيخ إبراهيم المواهبي. توفي في السادس عشر من المحرم سنة تسع وثمانين ومائة وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " الروض النَّديّ شرح كافي المبتدي": طُبع في المطبعة السلفية في مصر في مجلد، دون تاريخ، على نفقة حاكم قطر، آنذاك، الشيخ علي بن عبد اللَّه آل ثاني. وأخرجته حديثًا دار النوادر بدمشق. - "الذَّخر الحرير في شرح مختصر التحرير": ذكره البغدادي في "الهدية" 1/ 179. ومنه نسخة خطية في المكتبة العامة السعودية بالرياض رقم 341/ 86 بها نقص في مواضع. ¬

_ (¬1) "النعت الأكمل" ص 308، "السحب الوابلة" 1/ 173، "مختصر طبقات الحنابلة" ص 144، "الأعلام" 1/ 162، "تسهيل السابلة" 3/ 1623.

* إبراهيم الشمري (1189 هـ)

- "منية الرائض لشرح عمدة كل فارض": ذكره البغدادي في "الإيضاح" 2/ 595، و"الهدية" 1/ 179. وأفاد الزركلي في "الأعلام" 1/ 162 أن له نسخة في خزانة الجاويش ببيروت. * إبراهيم الشّمَّري (1189 هـ) هو إبراهيم بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن سيف الشمري، النجدي أصلًا المدني مولدًا ومنشأ ووفاة. ولد في المدينة المنورة ونشأ بها. فقرأ القرآن ثم قرأ على علمائها والواردين إليها من علماء الأقاليم. وبرع في الفقه والفرائض والحساب وشارك في جميع الفنون وانتهت إليه رئاسة المذهب الحنبلي في الحجاز لا سيما في علم الفرائض فكان يرحل إليه لأجله ويرسل إليه كل عويصة فينعم بحله. توفي بالمدينة سنة تسع وثمانين ومائة وألف، ودفن بالبقيع وخلف أولادًا نجباء (¬1) - من مؤلفاته: - " العَذب الفائض شرح ألفية الفرائض": طبع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة (1372 هـ/ 1953 م). * عبد الرحمن البَعْلي (1192 هـ) هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد البعلي الشهرة الحلبي الشيخ العلم الفاضل الصالح. ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 1/ 40، "الأعلام" 1/ 50، "تسهيل السابلة" 3/ 1624.

ولد بدمشق صحوة يوم الأحد ثاني عشر جمادى الأولى سنة عشر ومائة وألف. ونشأ بها وتلا القرآن العظيم على والده في مدة يسيرة واشتغل بطلب العلم. قرأ على أبي الفضائل عواد بن عبيد اللَّه الكوري في مقدمات العلوم. ولما توفي والده لزم دروس الأستاذ أبي المواهب في الفقه والحديث، ودروس الفقيه عبد القادر التغلبي في علوم شتى وأجازه إجازة عامة. ثم لازم الشيخ المواهبي وأجازه. وأخذ التفسير والتصوف عن: الأستاذ عبد الغني النابلسي ولازمه وأجازه إجازة عامة. وأخذ عن المجد الخلوتي ولازمه وأجاز له. وأخذ الفرائض والحساب عن الشيخ مصطفى اللبدي. وحفظ القرآن العظيم على البرهان إبراهيم الدمشقي. ثم ارتحل إلى الروم ورجع منها على حلب، فأخذ بها عن جملة من أساطين العلم. وعظم قدره وارتفع أمره، وكان له شعر لطيف جمعه في ديوان فائق محتو على الرقائق. توفي بحلب سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف، ودفن بها (¬1). - من مؤلفاته: - " كشف المخدّرات في شرح أخصر المختصرات": طُبع في المطبعة السلفية في مصر دون تاريخ. وعليه بعض التعليقات للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني. - "النور الوامض في علم الفرائض": ذكره الزركلي في "الأعلام" 3/ 314. ¬

_ (¬1) "النعت الأكمل" ص 311، "السحب الوابلة" 2/ 496، "مختصر طبقات الحنابلة" ص 145، "الأعلام" 2/ 314، "تسهيل السابلة" 3/ 1626.

* الدمنهوري (1192 هـ)

- "بداية العابد وكفاية الزاهد": حققه محمد بن ناصر العجمي، وصدر الكتاب عن دار البشائر الإسلامية في بيروت سنة (1417 هـ/ 1997 م). - "بلوغ القاصد جُلّ المقاصد": ذكره الطباخ في "إعلام النبلاء" 7/ 97. وهو شرح لـ "بداية العابد وكفاية الزاهد" كما هو مرقوم في عنوان مخطوطته. منه نسخة خطية في الظاهرية رقم (13973) عدد أوراقها (63) ورقة، بخط نسخ، نُسخت سنة (1171 هـ). * الدَّمَنْهوري (1192 هـ) هو أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري. ولد بدمنهور في حدود سنة تسعين وألف، تعلم بالأزهر، وولي مشيخته، ودرس المذاهب الأربعة، حتى عرف بالمذاهبي. أحد علماء مصر المكثرين من التصنيف في الفقه وغيره، وكان قوالًا للحق هابته الأمراء وقصدته الملوك. توفي بالقاهرة سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " الفتح الرباني بمفردات الإمام أحمد بن حنبل الشيباني": طبع بتحقيق: د. عبد اللَّه الطيار، وعبد العزيز الحجيلان، وصدر عن دار العاصمة في الرياض سنة (1415 هـ/ 1995 م) في مجلدين. * إسماعيل الجُرَاعي (1202 هـ) إسماعيل بن عبد الكريم بن محيي الدين بن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الهادي بن علي بن محمد بن زيد الشهير بالجراعي الدمشقي الشريف ¬

_ (¬1) "النعت الأكمل" ص 317، "الأعلام" 1/ 164.

لأمه، النابلسي الأصل. ولد بدمشق في خامس ذي القعدة سنة أربع وثلاثون ومائة ألف ونشأ بها في كنف والده. ختم القرآن على: الشيخ إسماعيل اللبدي الحنبلي. أخذ القراءات علمًا عن: شيخ الإقراء بدمشق إبراهيم بن عباس الحافظ، وعن: مقريء الديار المصرية عبد الرحمن القاهري حين قدم دمشق. أخذ العقائد المنسوبة إلى ابن تيمية، وابن قدامة، والشمس محمد البلباني على: والده، وأخذ عنه أيضًا الفقه والفرائض والحساب. أخذ علوم العربية والمنطق والأصلين عن: الشيخ المجلد السلمي، وعبد الرحمن الصناديقي، ومحمد بن عبد الرحمن الغزي. .، وغيرهم. أخذ الفقه عن كل من: أبي الفضائل عواد الكوري، ووالده: العز عبد الكريم، ومصطفى بن عبد الحق اللبدي. .، وغيرهم. أخذ علم الحديث عن: صالح بن إبراهيم الجنيني، والعماد إسماعيل. .، وغيرهما. وتولى إفتاء الحنابلة بدمشق في سنة خمس وتسعين ومائة وألف وعزل عنها حتى استقرت له إلى وفاته. توفي ظهر يوم الاثنين الحادي عشر من جمادى الأولى سنة اثنتين ومائتين وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " شرح دليل الطالب": ذكره الغزي في "النعت" (ص 328)، وقال: في مجلدين، قرَّظه له العلماء من أهل المذهب وغيره. وكذلك ذكره ¬

_ (¬1) "النعت الأكمل" ص 325، "السحب الوابلة" 1/ 285، "مختصر طبقات الحنابلة" ص 147، "تسهيل السابلة" 3/ 1634.

* ابن فيروز (1205 هـ)

الشطي في "المختصر" (ص 148). - "شرح غاية المنتهى": ذكره ابن حميد في "السحب" (285) قائلًا: ألّف شرحًا بديعًا على "غاية المنتهى" لكنه لم يتم. ينقل عنه كثيرًا الشيخ حسن ابن عمر الشطي في كتابه "شرح زوائد الغاية". * ابن فَيْروز (1205 هـ) عبد الوهاب بن محمد بن عبد اللَّه بن فيروز التميمي الأحسائي. ولد يوم الثلاثاء غرة جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف. أخذ عن: والده منذ صغره فقرأ عليه الحديث ومصطلحه والأصلين والنحو والمعاني والفقه والحساب وغير ذلك. أخذ الحساب أيضًا عن: العلامة عبد الرحمن الزواوي المالكي. أخذ النحو عن: الشيخ عيسى بن مطلق. كان ماهرًا في جميع ما قرأ وبهر في الفهم حتى فاق أقرانه بل ومن فوقه فصار كثيرًا من رفقائه تلامذة والده يقرأون عليه. وكان ذا حرص واجتهاد إلى الغاية قليل الخروج من المدرسة وأكب على تحصيل العلم وإدمان المطالعة والمراجعة والمذاكرة لم تنصرف همته إلى غيره. وكان كثير التحرير بديع التقرير سديد الكتابة قل أن يقرأ كتابًا إلا ويكتب عليه بحثًا واستدراكات غريبة ولطائف عجيبة. توفاه اللَّه في مرضه في شهر رمضان سنة خمس ومائتين وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " حاشية على الروض المربع": ذكرها البسام في "علماء نجد" 5/ 61، 63 قال: "حاشية نفيسة. . . وصل فيها إلى الشركة، وحين ألّفها ¬

_ (¬1) "النعت الأكمل" ص 331، "السحب الوابلة" 2/ 681، "تسهيل السابلة" 3/ 1639.

* الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1206 هـ)

كان ابن عشرين سنة، وقد رأيت منها عدة نسخ، وكنا نراجعها أثناء قراءتنا "شرح الزاد" على شيخنا عبد الرحمن السعدي، فنجد فيها فوائد قيمة". وتوجد منها نسخة في مكتبة جامع عنيزة الوطنية، بخط الشيخ علي الحمد. ومنها نسخة في مكتبة جامعة برنستون رقم (2817) عدد أوراقها (92) ورقة، في مسطرة مختلفة، بخط نسخ معتاد. وهي من المصادر الأساسية لحاشية العنقري على "شرح الزاد". - "حاشية على شرح المنتهى للبهوتي": ذكرها ابن حميد في "السحب" (ص 682) وقال: (ملأ حواشيه بخطه الضعيف المنوِّر، فلم يدع فيه محلًا فارغًا. بحيث إني جردتها في مجلد، وضممت إليها ما تيسر من غيرها، وفيها فوائد بديعة، لا توجد في كتاب). وقال ابن مانع في مقدمة طبعة "المنتهى" (ص 4): حقّق فيها ودقق. - "القول السديد في جواز التقليد": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 683)، والبسام في "علماء نجد" 5/ 61 نقلًا عن والد المؤلف، وقال: هي من أحسن تآليفه. * الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1206 هـ) الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف النجدي التميمي. شيخ الإسلام ومجدد القرن الثاني عشر. ولد سنة خمس عشرة بعد المائة وألف في بلد العيينة بنجد. حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، واشتغل في طلب العلم على أبيه، وكان حاد الفهم سريع الإدراك والحفظ. ورحل مرتين إلى الحجاز فمكث في المدينة المنورة مدة وقرأ بها على

بعض أعلامها كالشيخ عبد اللَّه بن إبراهيم النجدي، والعلامة الشيخ محمد حياة السندي المدني. رحل إلى البصرة لطلب العلم وأخذ عن: الشيخ علي أفندي الطاغستاني، وعن: المحدث الشيخ إسماعيل العجلوني، وغيرهما من العلماء وأجازوه بكتب الحديث وغيرها على اصطلاح أهل الحديث من المتأخرين. أخذ عنه كثيرون منهم: أبناؤه الأربعة، وحفيده الشيخ حمد بن ناصر، والشيخ عبد العزيز بن عبد اللَّه الحصين، وغيرهم. ولما امتلأ وطابه من الآثار وعلم السنة وبرع في مذهب الإمام أحمد أخذ ينصر الحق ويحارب البدع ويقاوم ما أدخله الجاهلون في الدين الحنيف والشريعة السمحاء وأعانه قوم أخلصوا العبادة للَّه وحده على طريقته التي هي إقامة التوحيد الخالص والدعاية إليه وإخلاص الوحدانية للَّه وحده. ولما قصد الدرعية بنجد ناصره وقبل دعوته أميرها محمد بن سعود وآزره من بعده ابنه عبد العزيز ثم ابنه سعود بن عبد العزيز وقاتلوا من خالفه فاتسع نطاق ملكهم واستولوا على شرق الجزيرة العربية كله ثم كان لهم جانب عظيم من اليمن وملكوا مكة والمدينة وقبائل الحجاز. كانت وفاته في الدرعية سنة ست ومائتين وألف عن واحد وتسعين عاما (¬1). - من مؤلفاته: - " آداب المشي إلى الصلاة": وهي رسالة لطيفة في نحو (60) ¬

_ (¬1) "النعت الأكمل" ص 335، "المدخل" لابن بدران ص 449، "مختصر طبقات الحنابلة" ص 150، "تسهيل السابلة" 3/ 1642.

* الميقاتي (1223 هـ)

صفحة، طبعت في المطبعة السورتية في بومباي سنة (1336 هـ/ 1918 م)، وفي مطبعة المنار بالقاهرة سنة (1340 هـ/ 1922 م)، وفي المطبعة الماجدية بمكة المكرمة سنة (1367 هـ/ 1948 م)، وفي جامعة الإمام ضمن مؤلفات الشيخ سنة (1400 هـ/ 1980 م). - "كتاب الطهارة": طبع في جامعة الإمام ضمن مؤلفات الشيخ سنة (1400 هـ). - "أربع قواعد تدور الأحكام عليها": طبع في جامعة الإمام ضمن مؤلفات الشيخ (1400 هـ). - "إبطال وقف الجَنَف والإثم": وهي فتوى لشيخ الإسلام في الوقف طبعت ملحقة مع "مذكرة في قضية المحرومين وإبطال شروط الواقفين" لأحمد محمد شاكر. دار المعارف، القاهرة (1372 هـ/ 1953 م). - "مختصر الإنصاف والشرح الكبير": طبع الكتاب بالمطبعة السلفية بمصر عن نسخة خطية من مكتبة الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللطيف، نسخت سنة (1224 هـ). وطبع في جامعة الإمام ضمن مؤلفات الشيخ سنة (1400 هـ). * الميِقَاتي (1223 هـ) عبد اللَّه بن عبد الرحمن الميقاتي الحلبي الحنبلي موفق الدين. ولد بحلب سنة اثنتين وستين ومائة وألف. وهو من فضلاء الحنابلة. توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " اللوامع الضيائية في الفرائض": طُبع في المطبعة العلمية بحلب سنة (1342 هـ/ 1924 م). ¬

_ (¬1) "النعت الأكمل" ص 346، "الأعلام" 4/ 97، "تسهيل السابلة" 3/ 1655.

* عبد الله بن داود الزبيري (1225 هـ)

- "تحفة المطالع": ذكره الطباخ في "إعلام النبلاء" 7/ 178، والغزي في "النعت" (ص 346). وذكر الشيخ راغب الطباخ في ترجمته أنه شرح "العقود البرهانية" -وهي منظومة في الفرائض على المذهب الشافعي- بكتاب سماه "الفرائد الجمانية"، وأنه مخطوط في المكتبة المولوية بحلب. * عبد اللَّه بن داود الزُّبيْري (1225 هـ) ولد في بلد سيدنا الزبير بقرب البصرة ونشأ بها فقرأ القرآن والعلم. ارتحل إلى الإحساء للأخذ عن علامتها: الشيخ محمد بن فيروز فلازمه وأخذ عنه وعن: ولده الشيخ عبد الوهاب وغيرهما. تمهر في الأصول والفقه والفرائض والعربية، ثم رجع إلى بلده فدرس فيها وأفتى. صنف تصانيف منها: "الصواعق والرعود في الرد على ابن سعود"، و"مناسك الحج" ورسالة في الربا والصرف وغير ذلك. توفي سنة خمس وعشرين ومائتين وألف في بلد الزبير (¬1). * سليمان بن عبد اللَّه بن عبد الوهاب (ت 1233 هـ) سليمان بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب النجدي. المحدث الفقيه الأصولي الكاتب. ولد سنة ألف ومائتين من الهجرة في بلدة الدرعية. فنشأ في وسط علمي فقرأ القرآن حتى حفظه، ثم أقبل برغبته الشديدة ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 2/ 619، "الأعلام" 4/ 85، "تسهيل السابلة" 3/ 1656.

على العلم والطلب. فقرأ على: أبيه الشيخ عبد اللَّه، وعلى: الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان ابن معمر، وعلى: الشيخ عبد اللَّه بن فاضل من علماء الدرعية، وعلى: الشيخ محمد بن علي بن غريب. وأخذ علم الفرائض عن الشيخ عبد الرحمن بن خميس. وكان نادرة في العلم والحفظ والذكاء، له المعرفة المتناهية بالحديث، ورجاله وحسنه وضعيفه، يسامي في ذلك أكابر المتقدمين من الحفاظ والمحدثين، عالمًا بالتفسير والفقه والأصول والنحو، حسن الخط. وكان مع ما ذكرنا عنه من الفضل والعلم، شديد الغيرة على حرمات الدين، أمارًا بالمعروف نهايًا عن المنكر، لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، وقد أكرمه اللَّه تعالى بالشهادة سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين من الهجرة (¬1). - من مؤلفاته: - " حاشية على المقنع": ذكرها البسام في كتابه "علماء نجد" 2/ 345 وقال: طُبعت عدة مرات مع "المقنع"، وطُبعت لأول مرة مع "المقنع" في مطبعة المنار عام (1322 هـ)، فلم تنسب لأحد؛ لجهل الناشر بمؤلفها، فإن المترجَم لم يضع اسمه عليها، ثم أُعيد طبعها في مطبعة الفتح (¬2). يقول الناشر: الظاهر أنها للشيخ سليمان بن عبد اللَّه ابن الشيخ محمد ابن عبد الوهاب. ودفعًا لبقية هذا اللَّبس أُحرِّر هنا تأكيد نسبتها إلى الشيخ سليمان بلا شك من عدة وجوه. فذكر ثلاثة وجوه، ثم قال: ومما ينبغي معرفته أن الحاشية في طبعة المنار غير الحاشية في الطبعة ¬

_ (¬1) "تسهيل السابلة" 3/ 1662، "مشاهير علماء نجد" ص 44. (¬2) هي المطبعة السلفية، لصاحبها محب الدين الخطيب رحمه اللَّه.

* غنام النجدي (1237 هـ)

السلفية، فبينهما اختلاف كثير من حيث الزيادة والنقص، فتجد في واحدة ما لم تجده في الأخرى. . . على أن الذي ينبغي أن نقوله: إن هذِه الحاشية من أنفس الحواشي، ولولاها لكانت الفائدة من "المقنع" قليلة، ولكنها كملته وأوضحته. - "تحفة الناسك بأحكام المناسك": طُبعت ضمن مجموعة "جامع المسالك في أحكام المناسك" على المذاهب الأربعة، كما طُبعت ضمن مجموع رسائله بتحقيق: د. الوليد آل فريان، بدار عالم الفوائد في مكة المكرمة سنة (1420 هـ/ 2000 م). * غَنَّام النَّجْدي (1237 هـ) غنام بن محمد بن غنام النجدي الحنبلي. ولد في بلد سيدنا الزبير وأخذ عن علمائها، ولما تحول إلى البصرة أخذ عن: العلامة ابن فيروز، ثم رحل إلى بغداد فقرأ فيها مدة ثم ارتحل إلى الشام وقطن فيها إلى أن مات. درس في الجامع الأموي على شيخه أحمد العطار، وأخذ عن: جمع من المشايخ الفضلاء منهم: عبد الجبار النقشبندي، والشيخ الصالح أحمد اللبدي. ولم يزل ملازمًا على الدروس والمطالعة مع تعاطيه التجارة بالتحري والصدق والورع. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " حاشية على شرح المنتهى": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 812) وقال: "ملأ حواشيه -أي شرح المنتهى- بالفوائد والأبحاث، ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 2/ 811، "الأعلام" 5/ 121، "تسهيل السابلة" 3/ 1665.

* ابن جامع النجدي (1240 هـ)

حتى لم يترك فيه موضعًا خاليًا، فكانت هذِه النسخة مشهورة بين الطلبة بدمشق يُحضرونها وقت مطالعتهم". وذكره البسام في "علماء نجد" 5/ 351، 353. - "المنتهى في الفقه والفرائض والاطلاع على غوامضها": ذكره الدوسري في ذيل "الدر المنضد" (ص 101). * ابن جامع النّجْدي (1240 هـ) عثمان بن جامع النجدي ثم الزبيري الفقية النبيه الورع الصالح. تفقه على: شيخ وقته الشيخ محمد بن فيروز في الفقه وغيره. فأدرك في الفقه إدراكًا تامًا. طلبه أهل البحرين من شيخه المذكور ليكون قاضيًا لهم ومفتيًا ومدرسًا لهم فأرسله إليهم. فباشرها سنين عديدة بحسن الفقه والسيرة والورع والديانة وأحبه خاصتهم وعامتهم. ولم يزل على حسن الاستقامة والإعزاز التام إلى أن توفاه اللَّه سنة أربعين ومائتين وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " الفوائد المنتخبات شرح أخصر المختصرات": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 702) وقال: شرح مبسوط، نحو ستين كراسًا، جمع فيه جمعًا غريبًا. وذكره البسام في "علماء نجد" 5/ 110 نقلًا عن الشيخ محمد بن فيروز، ووصفه بقوله: وجمع من الفوائد زبدة كتب المذهب. ثم قال البسام: وشرحه لأخصر المختصرات كان في مكتبة الشيخ صالح العبد اللَّه البسام، وبِيعَ مع كتبه بعد وفاته، ولا أعلم من آل إليه. وتوجد نسخة أخرى منه في مكتبة الأوقاف بالكويت رقم (39) عدد ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 2/ 701، "تسهيل السابلة" 3/ 1668.

* مصطفى الرحيباني (1243 هـ)

أوراقهما (378) ورقة، في حجم (25) سطرًا، بخط المؤلف، فرغ منها سنة (1224 هـ). * مُصْطفى الرُّحيْباني (1243 هـ) هو مصطفى بن سعد بن عبده السيوطي شهرة، الرحيبانى مولدا ثم الدمشقي. أخذ الفقه عن الشيخ أحمد البعلي ومحمد بن مصطفي اللبدي النابلسي وآخرون، وروى عنه وانتفع به أناس كثيرون. تولى نظارة الجامع الأموي والإفتاء على مذهب أحمد بن حنبل، وانتهت إليه رئاسة الفقه في زمانه. توفى بدمشق ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الثاني سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " مطالب أولي النهى في شرح الغاية": طُبع في المكتب الإسلامي سنة (1381 هـ/ 1962 م) وصدر في ستة مجلدات، وطبع طبعة أخرى في تسعة مجلدات. * عبد اللَّه ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1242 هـ) هو عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب. ولد في الدرعية سنة 1165 هـ، ونشأ بها في كنف والده نشأة دينية صالحة، وقرأ القرآن حتى حفظه، ثم شرع في القراءة على والده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فتفقه في المذاهب الإسلامية. أخذ عنه العلم خلق كثير من فطاحلة علماء نجد وجهابذتهم، منهم أبناءه الثلاثة: الشيخ الإمام سليمان والشيخ عبد الرحمن والشيخ علي، وابن أخيه ¬

_ (¬1) "الأعلام للزركلي" 7/ 234، مقدمة التحقيق لـ "مطالب أولى النهي" 1/ 5.

* ابن سلوم (1346 هـ)

الشيخ عبد الرحمن بن حسن والشيخ علي ابن أخيه الشيخ حسين، والشيخ محمد بن سلطان وغيرهم، وكان إلى جانب قيامه بتعليم العلم وبثه مرجع قضاة المملكة السعودية في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، وابنه الإمام سعود وابنه الإمام عبد اللَّه. وكان إلى جانب علمه، شجاعًا اشتهر عنه يوم دخول إبراهيم باشا للدرعية، وقوفه في أحد أبوابها (باب البجيري) وقد شهر سيفه وقاتل قتال الأبطال وهو يقول: بطن الأرض على عز، خير من ظهرها على ذل! وسلم في تلك الوقعة، وبعد استيلاء إبراهيم على الدرعية (1233) اعتقله وأرسله إلى مصر، فتوفي بها. ألف كتبا كثيرة، منها: منسك صغير في الحج، و"جواب أهل السنة النبوية"، و"الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة"، ورسالة في الرد على اعتراضات بعض الشيعة والزيدية، وله الكثير من الفتاوى والرسائل المطبوعة ضمن "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" 1/ 48 - 317 (¬1). * ابن سَلُّوم (1346 هـ) هو محمد بن علي بن سلوم التميمي النجدي، عالم بالفرائض والهيئة، ولد في العطار -من قرى سدير، بنجد- وانتقل إلى الأحساء؛ للأخذ عن علامتها ابن فيروز، فقرأ عليه في التفسير والحديث والفقه والأصلين، فمهر في ذلك لاسيما في الفرائض. ثم ارتحل إلى بلدة سوق الشيوخ، وجلس فيها للتدريس، وتوفي فيها. وكان رحمه اللَّه دائم المطالعة، لين الجانب، كريم الأخلاف، حسن الخط، جيد الضبط. ¬

_ (¬1) "مشاهير علماء نجد" صـ 4.

توفي يوم الجمعة ثاني عشر رمضان سنة ست وأربعين ومائتين بعد الألف (¬1). - من مؤلفاته: - " وسيلة الراغبين وبغية المستفيدين" = "الشرح الصغير للبرهانية": قال البسام: طبعه أمير بريدة سابقًا: عبد اللَّه بن فيصل بن فرحان، وصدّره الشيخ عمر بن حسن بترجمة المؤلف. . . وهذا الشرح عندي بخط جميل جدا، وكان الفراغ من تأليفه في 10/ 6/ 1214 هـ. اهـ. وطُبع في مطبعة السُّنة المحمدية بتصحيح وتعليق صاحبها الشيخ محمد حامد الفقي، وصدر سنة (1365 هـ) في مجلد لطيف (72 ص). - "الفواكه الشهية في حل منظومة القلائد البرهانية في الفرائض" = "الشرح الكبير للبرهانية": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1009) وقال: حقّق فيه ودقّق، وجمع فيه زبدة الفن، وقرّظ له عليه شيخه (¬2) وغيره من العلماء نظمًا ونثرًا. وذكر البسام أنه موجود عنده وعليه تقاريظ العلماء. نسخه الخطية: توجد منه نسخة في مكتبة الموسوعة الفقهية بالكويت رقم 216/ 1 عدد أوراقها (91) ورقة، في حجم (23) سطرًا، بخط نسخ، قام بنسخها كاظم بن الحاج عبد اللَّه بن طعمة، الشافعي، سنة (1236 هـ). - ومنه نسختان في مكتبة جامع عنيزة الوطنية، نُسِخَتا سنة (1275 هـ) (¬3). ويعتبر هذا الكتاب شرحًا لمنظومة في الفرائض تسمى "العقود البرهانية" (1) ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 3/ 1007، "الأعلام" 6/ 297، "تسهيل السابلة" 3/ 1674. (¬2) يريد بذلك: الشيخ محمد بن فيروز عالم الأحساء في زمانه. (¬3) هامش "السحب الوابلة" (ص 1010) وعلماء نجد 6/ 294.

* حسن الشطي (1274 هـ)

تقع في (112) بيتًا من بحر الرجز، للشيخ محمد بن حجازي بن محمد الحلبي، الشافعي، المعروف بـ "ابن برهان" (ت 1205 هـ) (¬1). - "مختصر المنقور": ذكره ابن حميد في "السحب" (ص 1010)، والبسام في "علماء نجد" 6/ 295. * حَسَن الشَّطّي (1274 هـ) هو حسن بن عمر بن معروف الشطي الحنبلي. فقيه فرضي، بغدادي الأصل، دمشقي المولد والوفاة، ولد في شهر صفر سنة خمس ومائتين بعد الألف. أخذ في طلب العلم بدمشق عن الشمس محمد الكزبري، والشهاب أحمد العطار، وتفقه على الشيخ مصطفى السيوطي، وغنام النجدي، ورحل إلى بغداد، فأخذ عن مشايخ من أجلهم محمد البكيري، وإلى الأقطار الحجازية، فأخذ عن محمد بن طاهر الكوراني. توفي ليلة السبت، رابع عشر جمادى الثانية سنة أربع وسبعين ومائتين بعد الألف، ودفن في السفح القاسيوني في مقبرة بني الشطي (¬2). - من مؤلفاته: - " منحة مولي الفتح في تجريد زوائد الغاية والشرح": طُبع في هوامش "مطالب أَولي النهى". - "الفوز بالنجاح": طبعه الشيخ محمد جميل الشَّطِّي في دمشق مع ¬

_ (¬1) ترجمه الطباخ في كتابه "إعلام النبلاء" 7/ 129، نشر دار القلم العربي بحلب، 1408 هـ. (¬2) "مختصر طبقات الحنابلة" لابن شطي (ص 188)، "السحب الوابلة" 9/ 351، "الأعلام" 2/ 209، "تسهيل السابلة" 3/ 1697.

* أبا بطين (1282 هـ)

"رسالة في البسملة" ورسالة أخرى في "التقليد والتلفيق" جردها من كتاب "منحة مولي الفتح". - "المنسك الكبير" = "السبل السوالك لبيان المناسك": ذكره محمد جميل الشَّطِّي، وتوجد منه نسخة بمكتبة الموسوعة الكويتية باسم "السُّبل السوالك لبيان المناسك"، محفوظة برقم (892) عدد أوراقها (24) ورقة، في (15) سطرًا، بخط نسخ واضح، نسخها عبد الرحمن بن عثمان آل جلال، سنة (1311 هـ). واختصره: محمد بن حسن الشَّطِّي (ت 1307 هـ) ومحمد بن عثمان الرُّحَيْباني (ت 1308 هـ). * أبا بُطَيْن (1282 هـ) هو الإمام الفقيه الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سلطان بن خميس، الملقب كأسلافه أبا بطين، العائذي نسبًا، الحنبلي مذهبًا، النجدي بلدًا. ولد في بلدة الروضة من بلدان سدير، لعشر بقين من ذي القعدة سنة أربع وتسعين ومائة وألف، ونشأ بها وقرأ على عالمها محمد بن الحاج عبد اللَّه بن طراد الدوسري الحنبلي، فمهر في الفقه، ثم رحل إلى شقراء عاصمة الوشم بنجد واستوطنها، وقرأ على قاضيها الشيخ عبد العزيز بن عبد اللَّه الحُصين الناصري التميمي، تلميذ شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، قرأ عليه في التفسير والحديث والفقه وأصول الدين، وحتى برع في ذلك كله، وأخذ عن الشيخ أحمد بن حسن بن رشيد العفالقي الإحسائي، وعن الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر التميمى، وجد واجتهد حتى صار إماما من أئمة العلم في زمنه. ولما تولى الإمام سعود بن عبد العزيز على الحرمين الشريفين سنة (1220 هـ)

ولاه قضاء الطائف فباشره بعفة وتثبت، وعدالة تامة، وتأن في الأحكام، وجلس هناك للتدريس والتعليم، وقرأ عليه جماعة كثيرون في الحديث والتفسير، وعقائد السلف. وقرأ هو على السيد حسين الجفري في النحو. ثم رجع إلى بلدة شقراء، وصار قاضيا عليها، وعلى جميع بلدان الوشم، وجلس مع القضاء في شقراء للتدريس والتعليم، وأخذ عنه العلم جماعة منهم: الشيخ محمد بن عبد اللَّه بن سليم، والشيخ محمد بن عمر بن سليم، وغيرهم. ثم إن الإمام تركي بن عبد اللَّه بن محمد بن سعود، أرسله إلى بلدة عنيزة قاضيا عليها وعلى جميع بلدان القصيم، سنة (1248 هـ). وكان رحمه اللَّه جلدا على التعليم والتدريس، لا يمل ولا يضجر، كريما سخيا ساكنا وقورا، دائم الصمت قليل الكلام، كثير التهجد والعبادة، قليل المجيء إلى الناس. ولما كان في (1270 هـ) رجع من مدينة عنيزة إلى شقراء، وأقام بها حتى توفي في السابع من جمادى الأولى سنة (1282 هـ) (¬1). - من مؤلفاته: - " حاشية على شرح الزاد": طُبعت في المطبعة السلفية في مصر سنة (1348 هـ - 1349 هـ/ 1930 م - 1931 م) في مجلدين، ثم أعيد طبعها في مجلدين أيضًا دون تاريخ. - "مختصر بدائع الفوائد": ذكره ابن حميد -وهو تلميذ المترجم- في "السحب" (ص 632) وقال: اختصره في نحو نصفه. وذكره البسام في "علماء ¬

_ (¬1) "السحب الوابلة" 2/ 626، "الأعلام" 4/ 97، "تسهيل السابلة" 3/ 1702، "مشاهير علماء نجد وغيرهم" 2/ 67.

* محمد الشطي (1307 هـ)

نجد" 4/ 239 وقال: رأيته في مكتبة آل مانع في عنيزة بخط المؤلف. - "حاشية على شرح المنتهى": ذكرها البسام في "علماء نجد" 4/ 239 ووصفها بالنفاسة، وقال: جردها من نسخته تلميذُه وسبطه الشيخ عبد الرحمن ابن محمد المانع. - "مختصر قواعد ابن رجب": ذكره د. العثيمين في هامش "السحب" (ص 632) وقال: رأيته. قال البسام: وله فتاوى وتحريرات سديدة؛ بعضها طُبع مع مجاميع رسائل علماء نجد، وبعضها لم يطبع، ولو جُمعت وحدها لجاءت مجلدًا حافلًا بالفوائد وغرائب المسائل. * محمد الشَّطِّي (1307 هـ) هو محمد بن حسن بن عمر بن معروف الشطي الحنبلي. فرضي، فقيه. مولده ووفاته في دمشق، ولد يوم السبت عاشر جمادى الثانية سنة ثمان وأربعين ومائتين بعد الألف. لازم دروس والده، ثم بعد وفاته لازم شيخ دمشق عبد اللَّه الحلبي، وكان والده استجاز له من بعض أئمة دمشق سعيد الحلبي، وحامد العطار، ومحمد التميمي، فأجازوه. وكان إليه -مع أخيه أحمد- المنتهى في الفقه، والفرائض، والحساب، والهندسة، وكان يميل إلى إحياء المذاهب المندرسة، ونشرها. توفي بعد عصر الخميس سنة سبع وثلاثمائة بعد الألف، ودفن صباح الجمعة بمقبرة الذهبية (¬1). ¬

_ (¬1) "مختصر طبقات الحنابلة" لابن شطي (ص 197)، "الأعلام" 6/ 93، "تسهيل السابلة" 3/ 1725.

* عبد الغني بن ياسين اللبدي (1317 هـ)

- من مؤلفاته: - " الفتح المبين في تلخيص كلام الفرضيين": رسالة صغيرة في الفرائض، ألفها سنة (1276 هـ) وهي أول مؤلفاته، وطبعت سنة (1351 هـ). - "صحائف الرائض في علم الفرائض": ذكره حفيد المؤلف في "المختصر" (ص 198) وقال: نحو سبعين صحيفة، جعل في كل صحيفة منه بحثًا مخصوصًا. - "تسهيل الأحكام فيما تحتاج إليه الحكام": ذكره حفيد المؤلف في "المختصر" (ص 198) وقال: يحتوي على نيف وألف مادة. - "المطالب الوفية فيما تحتاج إليه النواب الشرعية": ذكره حفيد المؤلف في "المختصر" (ص 199). - "القواعد الحنبلية في التصرفات الأملاكية": ذكره حفيد المؤلف في "المختصر" (ص 199)، والزركلي في "الأعلام" 6/ 93، ورمز إلى طباعته. - "مختصر المنسك الكبير": ذكره حفيد المؤلف في "المختصر" (ص 199). - "مختصر الأحكام الشرعية": اختصر فيه كتابه "القواعد الحنبلية"، وتوجد منه نسخة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد برقم (7429) في (51) ورقة نسخها بخطه سنة (1301 هـ). * عبد الغني بن ياسين اللَّبدي (1317 هـ) هو عبد الغني بن ياسين اللبدي النابلسي. طلب العلم في مصر، وكان جل انتفاعه على الشيخ يوسف البرقاوي (ت 1320 هـ) ثم حج وجاور بمكة مدة وصار مدرسًا بالحرم المكي. وعرف بالتقى والنقاء وحسن الهيئة، ولم يزل مقبلًا على شأنه حتى توفي

* محمد بن سبيع البسيوني (ت بعد 1338 هـ)

بمكة سنة (1317 هـ) (¬1). - من مؤلفاته: - " حاشية على نيل المآرب شرح دليل الطالب" = "تيسير المطالب إلى فهم وتحقيق نيل المارب": حققها د. محمد سليمان الأشقر، وصدرت عن دار البشائر الإسلامية في بيروت سنة (1419 هـ/ 1999 م). - "دليل الناسك لأداء المناسك": نشره محمد يوسف الباز، الكتبي بمكة المكرمة سنة (1330 هـ) ثم أعيد نشره سنة (1398 هـ) في الكويت. * محمد بن سبيع البسيوني (ت بعد 1338 هـ) هو محمد بن سبيع بن يحيى الذهبي البسيوني، الفقيه، كان شيخ الحنابلة بمصر (¬2). - من مؤلفاته: - " الأقوال المرضية لنيل المطالب الأخروية في الفقه": منه نسخة في المكتبة الأزهرية رقم 95/ 26590 عدد أوراقها (102) ورقة، في (20) سطرًا، بخط نسخ معتاد. ومنها صورة في جامعة أم القرى (15). * ابن بَدْران (1346 هـ) هو عبد القادر بن أحمد بن مصطفي بن عبد الرحيم بن محمد، المعروف بابن بدران. من أهل دوما ثم دمشق. فقيه، أصولي، أديب، مؤرخ، مشارك في أنواع من العلوم. ولد بدوما بقرب دمشق، وعاش وتوفي بدمشق. تلقى ¬

_ (¬1) "مختصر طبقات الحنابلة" ص 209، و"تكملة النعت الأكمل" صـ 395. (¬2) "الأعلام" 6/ 136.

* ابن عتيق النجدي (1349 هـ)

العلم في مدة لا تزيد عن ست سنوات عن جهابذة المشايخ، أشهرهم الشيخ محمد بن عثمان الحنبلي، المشهور بخطيب دوما، ثم بعد ذلك عكف على المطالعة لنفسه حتى برع في علوم كثيرة. قال عنه تلميذه خير الدين الزركلي: كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهًا للمظاهر، قانعًا بالكفاف. توفي في شهر ربيع الثاني عام ست وأربعين وثلاثمائة وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " نزهة الخاطر العاطر شرح روضة الناظر"، "كتاب البدرانية شرح المنظومة الفارضية"، "كفاية المرتقي إلى شرح فرائض الخرقي"، "حاشية على أخصر المختصرات للبَلْباني"، "العقود الياقوتية في جيد الأسئلة الكويتية"، "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل". وله مؤلفات أخرى كثيرة تقارب 46 عنوان، ذكرها الشيخ العجمي في كتابه "علامة الشام" وعرّف بأماكن وجود مخطوطاتها، وبيان ما طُبع منها. * ابن عَتيِق النّجْدي (1349 هـ) سعد بن حمد بن عتيق: قاض، من علماء نجد، ولد في مدينة (الأفلاج) عام 1249 هـ، ثم رحل إلى الهند لطلب العلم، فاتصل بصديق حسن خان. وعاد إلى بلاده في فترة استيلاء ابن الرشيد على نجد، فانكمش في داره. ثم ولي القضاء والتدريس في الرياض. قال عنه صاحب "تسهيل السابلة": لم أر مثله فيمن تقدمه أو عاصره، ولأهل الرياض خصوصًا ونجد عمومًا، فيه اعتقاد يفوق الحد. ¬

_ (¬1) "الأعلام" 4/ 162، "تسهيل السابلة" 3/ 1781.

* ابن خوقير (1349 هـ)

توفي يوم الاثنين بعد العصر ثالث عشر جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاث مائة وألف (¬1). - من مؤلفاته: - " نيل المراد بنظم متن الزاد": طُبع في المطابع الأهلية بالرياض سنة (1402 هـ/ 1982 م) بمراجعة وإشراف: الشيخ إسماعيل بن سعد بن العتيق. * ابن خُوقِير (1349 هـ) هو الشيخ التقي المحقق أبو بكر ابن الشيخ محمد عارف الإمام بالمسجد الحرام ابن العلامة الشيخ عبد القادر بن محمد علي خوقير الكتبي الحنبلي. ولد سنة 1284 هـ بمكة المكرمة وبعد أن قرأ القرآن اشتغل بطلب العلم من صغره وكان شغوفًا بكتب الحديث والعكوف على مطالعتها. كان -رحمه اللَّه- يسافر إلى الهند لجلب كتب السلف ونشرها بمكة وينتهز الفرصة فيتلقى العلم عن علماء الهند الأعلام. قال عن نفسه: رويت عن مشائخ معروفين مشهورين بعلو الإسناد منهم: . . الشيخ ابن محسن الأنصاري الخزرجي السعدي لقيته في سياحتي بالهند سنة 1313 هـ وسمعت منه الأولية وقرأت عليه الكثير من الأوائل السنبلية للعلامة محمد بن سعيد سنبل وأجازني بها كما يروي عن الشيخ محمد بن ناصر الحازمي اليماني الحسني عن شيخه محمد طاهر سنبل وكتب لي بخطه إجازة مطولة مخطوطة عندي وهي أجل غنم عندي. عكف الشيخ أبو بكر على مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب فشغلت ذهنه مسألة التوحيد وشرع يدعو بعدها إلى التوحيد، وكان رحمه اللَّه شديد ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في: "الأعلام" 3/ 84، "تسهيل السابلة" 3/ 1791.

* ابن ضويان (1353 هـ)

الإنكار والنقمة على الذين يشدون الرحال للأولياء ويقدمون النذور لهم ويتمسحون بالمقابر ويتذللون لها ويطلبون منها جلب الخير لهم أو دفع الشر عنهم وكان -رحمه اللَّه- يوصي بقراءة صحيح البخاري ويقول: إني قرأت البخاري وعرفت شرح الحديث بعضه ببعض. توفي بمكة المكرمة عام 1349 هـ (¬1). - من مؤلفاته: - " مختصر في فقه الإمام أحمد": طُبع في المطبعة المنيرية بالقاهرة في السنة التي توفي فيها المؤلف. ويقع في (40) صفحة. * ابن ضُوَيَّان (1353 هـ) هو الشيخ العالم الفقيه المؤرخ النسابة إبراهيم بن محمد ضويان يمت بنسبه إلى قبيلة آل زهير التي تنسب إلى قبيلة بني صخر. ولد بمدينة الرس بالقصيم سنة ألف ومائتين وخمس وسبعين من الهجرة ونشأ بها وقرأ على علمائها منهم الشيخ صالح بن قرناس بن عبد الرحمن بن قرناس ثم رحل إلى مدينتي عنيزة وبريدة بالقصيم فقرأ على الشيخ عبد العزيز بن محمد بن مانع وعلى الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم ثم عاد إلى الرس وتولى القضاء بها وتدريس العلم في مسجدها فتخرج على يديه كثير من طلاب العلم شغلوا مناصب القضاء والوعظ والتدريس. منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد. توفي فجأة في ليلة عيد الفطر سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وخمسين من الهجرة، وكان على جانب عظيم من التواضع والزهد والورع -رحمه اللَّه ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في: "مشاهير علماء نجد وغيرهم" عبد الرحمن آل الشيخ صـ 437.

* عبد الله العنقري (1373 هـ)

وغفر له وعفا عنه- إنه سميع مجيب (¬1). - من مؤلفاته: - " منار السبيل في شرح الدليل": طُبع في مؤسسة دار السلام (المكتب الإسلامي فيما بعد) بدمشق سنة (1378 هـ/ 1959 م) في مجلدين. وطُبع طبعة ثانية في المكتب الإسلامي سنة (1404 هـ/ 1984 م). وطُبع في دمشق سنة (1404 هـ/ 1984 م). نشره مكتب الإحسان، وعليه حاشية: "النكت والفوائد" للشيخ عصام القلعجي. وله عدة طبعات أخرى. - "حاشية على شرح الزاد": ذكرها تلميذه الشيخ عبد العزيز بن ناصر ابن رشيد في مقدمة "منار السبيل" (ص: و) وقال: رأيتها بخطه. * عبد اللَّه العنْقَري (1373 هـ) هو الشيخ المحقق عبد اللَّه بن عبد العزيز العنقري التميمي النجدي. ولد في بلدة ثرمداء من قرى إقليم الوشم بنجد سنة 1290 هـ وتوفي والده وهو في الثالثة من عمره. وفي السابعة من عمره كف بصره فقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب ثم شرع في تلقي مبادئ العلوم الدينية والعربية في بلدة ثرمداء، ثم سمت همته وتاقت نفسه إلى المزيد من العلوم والتضلع منها فقصد مدينة الرياض، ولازم الشيخ العلامة عبد اللَّه ابن الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن ابن حسن ابن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، والشيخ الفقيه حسن ابن الشيخ حسين والشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد الطيف ابن الشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ محمد بن إبراهيم بن محمود والشيخ حمد بن محمد بن فارس ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في: "مشاهير علماء نجد وغيرهم" عبد الرحمن آل الشيخ صـ 335.

والشيخ إسحاق أخذ عنهم في التوحيد والحديث والفقه الحنبلي والنحو والفرائض. وفي سنة 1336 هـ عينه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود قاضيًا لإقليم سدير فسكن بلدة المجمعة قاعدة هذا الإقليم، وكان -رحمه اللَّه- إلى جانب اشتغاله بالقضاء يقوم بالتدريس ونشر العلم، فتخرج على يديه زهاء ستة وثلاثين من طلبة العلم نذكر منهم فضيلة الشيخ عبد اللَّه بن عبد الوهاب بن مزاحم والشيخ الورع الزاهد محمد الخيال والشيخ حمود التويجري وغيرهم. ظل رحمه اللَّه قاضيًا ستة وثلاثين عامًا وبعدها تقدمت به السن وأرهقته الشيخوخة واستقال من منصب القضاء، وتفرغ للتدريس ونشر العلم والتأليف. توفي رحمه اللَّه في الثاني من شهر صفر سنة 1373 هـ عن عمر يناهز الثلاثة والثمانين عامًا قضاه في التحصيل والقضاء ونشر العلم (¬1). - من مؤلفاته: - " حاشية الروض المربع": طبعت الحاشية مع المتن في مطابع السنة المحمدية بالقاهرة، دون تأريخ، وصدرت في ثلاثة مجلدات. وطبعت أيضًا في مطبعة السعادة سنة (1390 هـ/ 1970 م). - "مجموع فتاوى": يقع في (13) ورقة، كتب في حياته سنة (1354 هـ) بقلم عبد العزيز بن حمد بن مقرن، ومنه نسخة في جامعة الملك سعود برقم (333)، وقد طبعه د. الوليد آل فريان ضمن كتابه "الشيخ عبد اللَّه العنقري حياته وفقهه وفتاواه". ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في: "مشاهير علماء نجد وغيرهم" عبد الرحمن آل الشيخ صـ 381.

* عبد الرحمن بن ناصر السعدي (1376 هـ)

* عبد الرحمن بن ناصر السَّعْدي (1376 هـ) عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اللَّه آل سعدي الناصري التميمي الحنبلي. ولد في مدينة عنيزة بالقصيم سنة ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة وتوفيت أمه وله أربع سنين ثم توفي والده وهو في الثانية عشر من عمره، دخل مدرسة تحفيظ القرآن وهو في الحادية عشرة من عمره وحفظه عن ظهر قلب وهو في الرابعة عشر من عمره، ثم اشتغل بطلب العلم، فقرأ على إبراهيم بن حمد بن جاسر في الحديث وقرأ على محمد بن عبد الكريم الشبل في الفقه والنحو وقرأ على الشيخ صالح بن عثمان قاضي عنيزة في التوحيد والتفسير والفقه وأصوله والنحو وهو أكثر من قرأ عليه حيث لازمه ملازمة تامة حتى توفي. وقرأ على الشيخ عبد اللَّه بن عائض، وعلى الشيخ علي السناني والشيخ علي بن ناصر أبو وادي قرأ عليه في الحديث والأمهات الست وأجازه في ذلك وقرأ على الشيخ محمد الشنقيطي نزيل الحجاز قديمًا ثم بلدة الزبير قرأ عليه في التفسير والحديث ومصطلح الحديث أثناء إقامة الشنقيطي بمدينة عنيزة. أخذ عنه العلم خلق كثير منهم: الشيخ سليمان بن إبراهيم البسام، والشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع، والشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن البسام، والشيخ محمد بن صالح آل عثيمين، والشيخ عبد اللَّه بن عبد العزيز ابن عقيل، وعبد اللَّه بن حسن آل بريكان. .، وغيرهم كثير. توفي رحمه اللَّه قبل فجر يوم الخميس الموافق 22 جمادى الآخرة سنة 1376 هـ، وصلى عليه الناس بعد صلاة ظهر يوم الخميس في حشد عظيم لم يشهد في عنيزة له مثيل (¬1). ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في: "الأعلام" للزركلي 3/ 340، "مشاهير علماء نجد وغيرهم" عبد الرحمن آل الشيخ صـ 392، و"علماء نجد" للبسام 3/ 218.

* محمد بن إبراهيم آل الشيخ (1389 هـ)

- من مؤلفاته: " المختارات الجلية في المسائل الفقهية"، "المناظرات الفقهية"، "الإرشاد"، "حاشية على الفقه"، "الجمع بين الإنصاف ونظم ابن عبد القوي"، "منظومة في أحكام الفقه"، "القواعد والأصول الجامعة" وكلها مطبوعة. وله رسائل أخرى في الفقه وأصوله وقواعده، وهي في عمومها موجهة إلى الطلاب المبتدئين والمتدرجين، وحافزة للهمم، وجامعة بين الفقه وأصوله وقواعده. * محمد بن إبراهيم آل الشيخ (1389 هـ) هو العلامة الجليل الأصولي المحدث الفقيه الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، مفتي الديار السعودية ورئيس قضاتها في حياته رحمه اللَّه. ولد في مدينة الرياض في السابع عشر من شهر محرم سنة ألف وثلاثمائة وإحدى عشرة من الهجرة ونشأ في كنف والده الشيخ إبراهيم ولما بلغ الثامنة من عمره أدخله مدرسة تحفيط القرآن عند مقرئ يدعى عبد الرحمن بن مفيريج فختم القرآن نظرا وهو في الحادية عشرة من عمره وطرأ عليه العمى وهو في الرابعة عشرة من عمره فأعاد قراءة القرآن مرة أخرى عن ظهر قلب حتى ختمه وحفظه تاما ثم شرع في قراءة العلم في مختصرات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومبادئ النحو والفرائض على والده الشيخ إبراهيم ثم شرع في القراءة على عمه الشيخ عبد اللَّه ابن الشيخ عبد اللطيف في كتاب التوحيد ثم في العقيدة الواسطية والحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية وقرأ عليه في أصول التفسير والحديث وقرأ على الشيخ سعد ابن الشيخ حمد بن عتيق في الفقه

ومصطلح الحديث ولازمه ملازمة تامة وقرأ على الشيخ حمد بن فارس في الألفية وغيرها من المؤلفات النحوية وقرأ عليه في الفقه وقرأ على الشيخ عبد اللَّه بن راشد بن جلعود العنزي نزيل مدينة الرياض آنذاك في الفرائض ولم يزل مجدًا في طلب العلم إلى أن توفي عمه الشيخ عبد اللَّه ابن الشيخ عبد اللطيف سنة 1339 هـ فعينه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود خلفًا لعمه في الفتيا وإمامة المسجد والتدريس فصار يؤم الناس الفروض الخمسة في مسجد عمه المشهور بمسجد الشيخ "بحي دخنة" ويجلس فيه لطلبة العلم يقرأون عليه في مختلف العلوم. وقد تخرج على يديه أفواج من العلماء كثيرون شغلوا مناصب القضاء والتدريس والدعوة إلى اللَّه والإرشاد، منهم: الشيخ عبد اللَّه بن محمد بن حُمَيد، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد اللَّه بن يوسف الوابل، والشيخ عبد اللَّه بن سليمان المسعري، والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد، والشيخ صالح بن الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ. توفي ظهر يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة ألف وثلاثمائة وتسع وثمانين عن عمر بلغ ثمان وسبعين سنة وثمانية شهور وثمانية أيام، وانزعج الناس لموته وحزنوا عليه حزنا شديدا وصلوا عليه في الجامع الكبير وأم الصلاة عليه الشيخ عبد العزيز بن باز وبعد فراغهم من الصلاة خرجوا به إلى المقبرة محمولا على الأعناق وكان الجمع عظيما والزحام شديدًا وشيعه جلالة الملك فيصل آل سعود والعلماء والأمراء والوزراء وجميع سكان مدينة الرياض وقبر بمقبرة العود (¬1). ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في: "مشاهير علماء نجد وغيرهم" عبد الرحمن آل الشيخ صـ 169، "علماء نجد" للبسام 1/ 242، و"الأعلام" للزركلي 5/ 306.

* عبد الرحمن بن محمد بن علي بن قاسم (ت 1393 هـ)

- من مؤلفاته: - فتاوى كثيرة تبلغ مجلدات، جمعها ورتبها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم. طبعت سنة (1399 هـ/ 1979 م)، وله فتاوى غير ما جمعه ابن قاسم تبلغ عدة مجلدات لا تزال محفوظة في ملفات دار الإفتاء. - "تحذير الناسك مما أحدثه ابن محمود في المناسك" طبع سنة (1376 هـ/ 1957 م). * عبد الرحمن بن محمد بن علي بن قاسم (ت 1393 هـ) عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن قاسم، العاصمي، القحطاني، النجدي، الشيخ، الفقيه، الورع، الزاهد، المحقق، النسابة. ولد في البير من قرى المحمل، ونشأ بها، وقرأ بها القرآن ومبادئ العلوم، ثم رحل إلى مدينة الرياض وقرأ على الشيخ عبد اللَّه بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن (ت 1339 هـ) والشيخ حمد بن فارس (ت 1345 هـ)، والشيخ عبد اللَّه بن عبد العزيز العنقري (ت 1373 هـ) وغيرهم. قام برحلات كثيرة وبجهود علمية جبارة لجمع وترتيب وإخراج الكتب والرسائل والفتاوى العلمية من خزائن المكتبات في الدول العربية والأجنبية مع ما يعانيه من مرض عضال، وقد كان كثير المطالعة في كتب الأصول والفروع والعربية والتاريخ والأنساب مع ما أوتيه من قوة في الحفظ، وسرعة في الفهم حتى كان مثار الإعجاب من مشايخه وجلسائه. توفي رحمه اللَّه في الثامن من شهر شعبان سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وتسعين من الهجرة (¬1). ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في: "مشاهير علماء نجد وغيرهم" عبد الرحمن آل الشيخ صـ 432، "علماء نجد" للبسام 3/ 202، و"الأعلام" للزركلي 3/ 336.

* الشيخ عبد العزيز ابن باز (ت 1420 هـ)

- من مؤلفاته: - " حاشية على الروض المربع": طُبعت في المطابع الأهلية بالرياض بين سنة (1397 هـ) وسنة (1400 هـ)، باعتناء وتصحيح الشيخ عبد اللَّه الجبرين بالاشتراك مع سعد بن عبد الرحمن: ابن المؤلف. قال عنها البسام: سلك فيها مسلك التحقيق. - "إحكام الأحكام شرح أصول الأحكام": وهو شرح لكتابه "أصول الأحكام" وهو مطبوع بدمشق بمطبعة الترقي عام (1375 هـ). وله أيضًا: "حاشية على الرحبية"، "حاشية ثلاثة الأصول". وقد قام المترجَم بجمع تراث شيخ الإسلام ابن تيمية، من فتاوى ورسائل وأبحاث، المطبوع منها والمخطوط، فحققه ورتّبه وفهرسه فهارس مقربة موضحة، حتى صار موسوعة إسلامية كبرى تقع في (37) مجلدًا. كما قام بجمع فتاوى علماء نجد ورسائلهم ونصائحهم التي كانت مبعثرة مفرقة، فجمعها وحققها ورتبها. رحمه اللَّه وأجزل له المثوبة. * الشيخ عبد العزيز ابن باز (ت 1420 هـ) هو عبدُ العزيز بن عبد اللَّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللَّه آل باز. وُلد في مدينة الرّياض في اليوم الثّاني عشر من الشّهر الثّاني عشر من عام ثلاثين بعد الثّلاثمائة والألف. ونشأَ في أسرةٍ كريمةٍ فيها أهلُ علمٍ وفضلٍ، وكان رحمه اللَّه منذ نشأته ذا همّةٍ عاليةٍ، وحرصٍ على تحصيل العلم، وجِدِّ فيه، وقد حفظ القرآنَ قبل البلوغ، وكان رحمه اللَّه بصيرًا، وحصلَ له مرضٌ في السَّنَة السّادسة عشرة من عُمُرِه، ضعفَ فيها بصرُه، وأخذَ في الضَّعْفِ حتّى انتهى تمامًا في سنِّ العشرين، ولكن اللَّه عز وجل عوّضهُ بصيرةً في قلبِه، ونُورًا وإيمانًا، فنشأ على

علمٍ وفضلٍ، وجِدٍّ واجتهادٍ في تحصيل العلم، حتّى نبغَ في سنٍّ مبكِّرةٍ. من شيوخُه: الشّيخُ محمّد بن عبد اللّطيف بن عبد الرّحمن بن حسن بن الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب رحمةُ اللَّه على الجميع، والشّيخُ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرّحمن ابن حسن قاضي الرّياض، والشّيخُ سعد بن حَمَد بن عَتيق قاضي الرّياض، والشّيخُ حَمَد بن فارس وكيل بيت المال، والشّيخُ سعد وَقّاص البخاريُّ أخذ عنه علمَ التّجويد في مكّة المكرّمة في سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمائة وألف، أمّا شيخُه الذي تتلمذَ عليه كثيرًا، والذي لازمه سنينَ طويلةً، واستفادَ من علمِه، فهو سماحةُ الشّيخ محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّطيف بن عبد الرّحمن بن حسن بن الشّيخ الإمام محمّد ابن عبد الوهّاب رحمةُ اللَّه على الجميع، فقد دَرَسَ عليه العلومَ الكثيرةَ المتنوّعة، واستفادَ من علمه كثيرًا، وكان رحمه اللَّه يُجِلُّ شيخَهُ، ويثني عليه، ويدعُو له كثيرًا، رحمةُ اللَّه على الجميع. أمّا تلاميذُه: فهم كثيرون يصعبُ عدُّهم، ومنهم: الغالبيّةَ العظمى من القُضاة وأساتذة الجامعات في الكليّات الشّرعيّة الآن، وكذلك في كثيرٍ من المعاهد والمدارس ومنهم: الأفواجَ الخمسةَ الأُولى الذين تخرّجُوا من كليّة الشّريعة في الرّياض، وهم الفوجُ الأوّلُ الذي تخرّج في عام ستّةٍ وسبعين وثلاثمائة وألف، وكذلك الأفواجُ التي تلتهُم، وآخرُها الفوجُ الذي تخرّج سنة ثمانين وثلاثمائة وألف، وهي السَّنَةُ التي تسبقُ انتقالَهُ إلى الجامعة الإسلاميّة حيث كان يدرِّسُ في كليّة الشّريعة. وبعد انتقاله من المدينة إلى الرّياض كان له دروسٌ في جامع الإمام تركي بن عبد اللَّه، وفي أحد المساجد القريبة من منزله، وأخذ عنه العلم فيها كثيرون من أساتذة الجامعات وغيرهم. وكان رحمه اللَّه عالِمًا بالحديث والفقه، مرجعًا في الفتوى في داخل

* الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت 1421 هـ)

المملكة وخارجها قد حصلَ له سؤددٌ في العلم، ومنزلة عالية، ومكانةٌ رفيعةٌ، يشهدُ بذلك الخاصُّ والعامُّ، ولم يحصل هذا السُّؤدد من فراغٍ وإخلادٍ إلى الرّاحة، وإنّما حصّله بالجِّدِّ والاجتهاد منذ نعومة أظفاره. وقد أقمتُ بالقرب مِنْ منزله بالرياض لأكثر من سنتين فحظيتُ بكثرة سماعه ورؤيته وزيارته في مجلسه المفتوح، وما يُقال عنه من أخلاقٍ وفضل أقل بكثير مما يستحق، نسأل اللَّه أنْ يجعل ذلك في ميزان حسناته. توفّي رحمه اللَّه في صبيحة يوم الخميس السّابع والعشرين من شهر المحرّم عام (1420 هـ)، قبل أذان الفجر بدقائق، وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة الجمعة، ودُفن في مقبرة العَدْلِ في مكّة المكرّمة، وشهدَ جنازتَهُ العددُ الذي لا يحصيه إلاّ اللَّه (¬1). - من مؤلفاته: " الفوائد الجليلة في المباحث الفرضية"، "نقدُ القوميّة العربيّة على ضوء الإسلام والواقع"، "التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة"، "رسالة موجزة في الزكاة"، "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة"، وله ثلاث رسائل في كيفية صلاة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، ووجوب صلاة الجماعة، وأين يضع المصلي يده بعد الركوع. * الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت 1421 هـ) هو محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أحمد بن مُقبل، من الوهَبة، من بنِي تميم، وجدُّه الرابع عثمان أُطلق عليه عُثيمين، واشتهرت هذِه الأسرة بالنسبة إليه بهذا ¬

_ (¬1) ترجم له العديد، منهم: د. عبد المحسن البدر في محاضرة ألقاها بمسجد الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ليلة الجمعة السّادس من شهر صفر عام 1420 هـ بعنوان: الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من الرعيل الأول، ومنها استفدنا غالب الترجمة.

الإطلاق (عُثيمين مأخوذ من عثمان). وُلد في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 1347 هـ في مدينة عُنيزة، إحدى مدن القصيم، ونشأ نشأة صالِحة طيِّبة. تعلَّم القراءةَ والكتابةَ في الكتَّاب، وتعلَّم القرآنَ على جدِّه لأمِّه عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، فحفظ القرآن وتتلمذ على الشيخ العلاَّمة عبد الرحمن بن ناصر السَّعدي رحمه اللَّه، ولَمَّا فُتح معهد الرياض العلمي استأذن شيخَه عبد الرحمن بن سعدي في الالتحاق به، فدرس فيه وبعد انتهائه منه، فُتح المعهد العلمي بعُنيزة سنة 1374 هـ، وصار يدرسُ على شيخه الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، ويقوم بالتدريس في معهد عُنيزة العلمي، وكان مع ذلك منتسبًا إلى كليَّة الشريعة، يذهب إلى الرياض لأداء الاختبار في نهاية كلِّ سنة دراسية، حتى أنهى الدراسة في الكليَّة. وبعد افتتاح كليَّة الشريعة وأصول الدِّين بالقصيم انتقل من التدريس في المعهد إليها، واستمرَّ في التدريس فيها إلى أن توفي رحمه اللَّه. ولَمَّا تُوفِّيَ شيخُه عبد الرحمن بن سعدي سنة 1376 هـ تولَّى الإمامة والخطابةَ والتدريس في المسجد الجامع الكبير بعُنيزة، واستمرَّ على ذلك حتى توفَّاه اللَّه. أبرز شيوخه الذين درس عليهم: الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، درس عليه في المسجد الكبير بعُنيزة، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمهما اللَّه، درس عليهما في معهد الرياض العلمي. وأمَّا تلاميذه، فهم كثر، أخذوا عنه العلمَ في معهد عنيزة العلمي، وكلية الشريعة وأصول الدِّين بالقصيم، وفي الجامع الكبير بعُنيزة، فتدريسُه في الجامع الكبير مدَّتُه خمسٌ وأربعون سنة، وتدريسه في المعهد والكليَّة مدَّتُه

سبعٌ وأربعون سنة، فتلاميذه في هذِه المُدَّة الطويلة كثيرون جدًّا، وقد حضرتُ له قرابة السنة، فكان رحمه اللَّه لا يكل من التدريس، حتى أنه كان من الصعب على من يرتبط بعمل متابعة كل دروس الشيخ. وكان عددٌ كبير من الطلبة من داخل المملكة وخارجها يرتحِلون إليه لتلقِّي العلمَ عنه لا سيما في الصيف، حيث يكون له فيه دروسٌ كثيرة، في الصباح وبعد العصر وبعد المغرب، ولا ينقطع عن التدريس بعد المغرب في جميع أيَّام السنة. وكان للشيخ رحمه اللَّه مكانة مرموقةٌ ومنزلةٌ رفيعةٌ، فقد رُزق القبول، وأحبَّه الناسُ، وحرصوا على سماع دروسه وفتاواه، واقتناء آثاره العلمية، وأشرطة دروسه ومحاضراته، وهو عالمٌ كبيرٌ، وفقيهٌ متمكِّن، وهو محلُّ التوقير والإجلال من الولاة والعلماء وطلبة العلم. وكان من تقدير الولاة في المملكة العربية السعودية له أنَّهم عندما يزورون القصيم يزورونه في منزله، فقد زاره الملك خالد، والملك فهد، والملك عبد اللَّه أثناء ولايته للعهد، والأمير سلطان، وهو أهل للتوقير والاحترام. وهو مع ذلك من أشدِّ الناس تواضعًا، ومحبَّةً للخير، ونفعًا للناس، وإشفاقًا على الطلبة، وحرصًا على إفادتهم، وتحصيلهم العلم، وجمعهم بين العلم والعمل. وقد مُنح جائزة الملك فيصل رحمه اللَّه العالمية لخدمة الإسلام عام 1414 هـ، وجاء في الحيثيات التي أبدتها لجنة الاختيار لمنحه الجائزة ما يلي: أولًا: تحلِّيه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع، ورحابة الصدر، وقول الحق، والعمل لمصلحة المسلمين، والنصح لخاصتهم وعامتهم. ثانيًا: انتفاع الكثيرين بعلمه؛ تدريسًا وإفتاءً وتأليفًا.

ثالثًا: إلقاؤه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة. رابعًا: مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كثيرة. خامسًا: اتباعه أسلوبًا متميزًا في الدعوة إلى اللَّه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتقديمه مثلًا حيًّا لمنهج السلف الصالح؛ فكرًا وسلوكًا. توفي رحمه اللَّه مساء يوم الأربعاء، الخامس عشر من شهر شوال عام 4121 هـ، وصُلِّي عليه في المسجد الحرام عقِب صلاة العصر من يوم الخميس، ودُفن في مقبرة العدل بمكة، وشهد الصلاةَ عليه وتشييع جنازته خلق كثير رحمه اللَّه (¬1). - مؤلفاته المطبوعة (¬2): 1 - " الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع". 2 - "أثر المعاصي على الفرد والمجتمع". 3 - "أحكام الأضحية والذكاة". 4 - "70 سؤالًا عن أحكام الجنائز". 5 - "60 سؤالًا عن أحكام الحيض". 6 - "أحكام الصيام وفتاوى الاعتكاف". 7 - "أحكام قصر الصلاة للمسافر". 8 - "أحكام من القرآن الكريم" الفاتحة والبقرة. ¬

_ (¬1) له تراجم كثيرة منها: محاضرة ألقاها د. عبد المحسن البدر في مسجد الجامعة الإسلامية بالمدينة ليلة الجمعة (24/ 10/ 1421 هـ) بعنوان: الشيخ محمد بن عثيمين رحمه اللَّه تعالى من العلماء الربانيين، ومنها استفدنا غالب الترجمة. وانظر ترجمة الشيخ في "الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين". (¬2) كما وردت في "الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين" بقلم تلميذه وليد الحسين، سلسلة إصدرارت الحكمة.

9 - "الاختيارات والترجيحات" -جمعها ورتبها عبد اللَّه بن يوسف الحافي. 10 - "إرشاد العباد إلى معرفة اللَّه وتوحيده". 11 - "إزالة الستار عن الجواب المختار لهداية المختار". 12 - "أسئلة من بعض بائعي السيارات". 13 - "أسئلة مهمة". 14 - "أسئلة وأجوبة عن ألفاظ ومفاهيم في ميزان الشريعة". 15 - "أسئلة وأجوبة في صلاة العيدين". 16 - "أسماء اللَّه وصفاته". 17 - "أصول التفسير". 18 - "الأصول من علم الأصول". 19 - "إعلام المسافرين ببعض آداب وأحكام السفر". 20 - "أقسام المداينة". 21 - "الإلمام ببعض آيات الأحكام تفسير واستنباط" للمرحلة المتوسطة العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود. 22 - بعض الأذكار والأدعية اليومية (مطوية). 23 - "التحذير من فتنة التكفير". 24 - "تخريج أحاديث الروض المربع" (لم يُطبع). 25 - "تسهيل الفرائض". 26 - "تفسير قوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ} ". 27 - "تقريب التدمرية". 28 - "التمسك بالسنة النبوية وآثاره". 29 - "تنبيه الأفهام بشرح عمدة الأحكام" للمرحلة المتوسطة للمعاهد لتابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود.

30 - "التوبة". 31 - "توجيهات للمؤمنات حول التبرج والسفور". 32 - "توجيه الراغبين إلى اختيارات الشيخ ابن عثيمين" جمع وإعداد محمد بن عبد اللَّه الذياب. 33 - "التوحيد ومعنى الشهادتين وحكم المتابعة". 34 - "ثمانية وأربعون سؤالًا في الصيام". 35 - "حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة". 36 - "حقوق الراعي والرعية". 37 - "حكم تارك الصلاة". 38 - "الحكمة من إرسال الرسل". 39 - "الخلاف بين العلماء، أسبابه وموقفنا منه". 40 - "دور المرأة في إصلاح المجتمع". 41 - "الرِّبا - صوره، أقسام الناس فيه". 42 - رسالة إلى الدعاة. 43 - رسالة في أحكام الميت وغسله. 44 - رسالة في أن الطلاق الثلاث واحدة ولو بكلمات. 45 - رسالة في الحجاب. 46 - رسالة في الدماء الطبيعية للنساء. 47 - رسالة في زكاة الحلي. 48 - رسالة في صفة الصلاة. 49 - رسالة في الصلاة والطهارة لأهل الأعذار. 50 - رسالة في قصر الصلاة للمبتعثين. 51 - رسالة في المسح على الخفين.

52 - رسالة في مواقيت الصلاة. 53 - رسالة في الوصول إلى القمر. 54 - "رسائل وفتاوى في المسح على الخفين والتيمم". 55 - "رسائل فقهية". 56 - "زاد الداعية إلى اللَّه عز وجل". 57 - "الزواج". 58 - "سؤال وجواب". 59 - "شرح أصول الإيمان" نبذة في العقيدة. 60 - "شرح ثلاثة الأصول". 61 - "شرح حديث جبريل عليه السلام". 62 - "شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين". 63 - "شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية". 64 - "شرح الأصول الستة". 65 - "شرح كشف الشبهات". 66 - "شرح لمعة الاعتقاد". 67 - "شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية". 68 - "الشرح الممتع على زاد المستقنع". 69 - "الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات". 70 - "صفة الحج والعمرة". 71 - "الضياء اللامع من الخطب الجوامع". 72 - "الطاعة والمعصية وأثرها في المجتمع". 73 - "عقيدة أهل السنة والجماعة". 74 - "الفتاوى الاجتماعية".

75 - "فتاوى أركان الإسلام" وهو آخر كتاب طُبع للشيخ في حياته وتوفي بعده بثلاثة أسابيع تقريبًا، ولم يصدر له كتاب في حياته بعد هذا الكتاب. 76 - "فتاوى التعزية". 77 - "فتاوى الحج والعمرة والزيارة". 78 - "الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية". 79 - "فتاوى الصيد". 80 - "فتاوى منار الإسلام". 81 - "الفتاوى المكية". 82 - "الفتاوى النسائية". 83 - "فتاوى وتوجيهات في الإجازة والرحلات". 84 - "فتاوى ورسائل في الأفراح". 85 - "فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" (كتاب الطهارة). 86 - "فتح رب البرية بتلخيص الحموية" وهو تلخيص لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية - الحموية - وهو أول كتاب ألفه الشيخ في حياته، وهو من المؤلفات التي كتبها بنفسه عام 1380 هجرة. 87 - "فصول في حكم الصيام والتراويح والزكاة". 88 - "القضاء والقدر". 89 - "القواعد المُثلى في صفات اللَّه وأسمائه الحسنى". 90 - "القول المفيد على كتاب التوحيد". 91 - "كتاب العلم". 92 - "لقاء الباب المفتوح". 93 - "لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد". 94 - "مجالس شهر رمضان".

95 - "مجموعة أسئلة في بيع وشراء الذهب". 96 - "مجموعة دروس وفتاوى الحرم المكي من 1408 - 1411 هجرية". 97 - "مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين" وأعدها الشيخ فهد بن ناصر السليمان. 98 - "محاذير الكوافيرات". -مطوية. 99 - "مختارات من إعلام الموقعين". 100 - "مختارات من اقتضاء الصراط المستقيم". 101 - "مختارات من زاد المعاد". 102 - "مختارات من الطرق الحكمية". 103 - "مختارات من فتاوى الصلاة". 104 - "مشكلات الشباب في ضوء الكتاب والسنة". 105 - "مصطلح الحديث". 106 - "مكارم الأخلاق". 107 - "من أحكام الأضحية". 108 - "مناسك الحج، والعمرة والمشروع في الزيارة". 109 - "المنتقى من بدائع الفوائد". 110 - "منظومة في الأصول والقواعد الفقهية" وهي عبارة عن نظم مائة نظمها الشيخ وشرحها بنفسه. 111 - "من منكرات الأفراح". 112 - "المنهج لمريد العمرة والحج". 113 - "نبذة في الصيام". 114 - "نيل الأرب من قواعد ابن رجب".

المرحلة الخامسة: إحياء تراثه (بدأت من منتصف القرن الرابع عشر الهجري حتى وقتنا الحاضر)

المرحلة الخامسة: إحياء تراثه (بدأت من منتصف القرن الرابع عشر الهجري حتى وقتنا الحاضر) وتتمثل هذِه المرحلة في إحياء التراث الحنبلي وتحقيقه، وساعد على ذلك: - جعل تحقيق التراث من وسائل الحصول على الشهادات العالمية. - اهتمام الجامعات والمراكز البحثية ومجامع الفقه بنشر التراث الحنبلي محققًا، ونرى ذلك واضحًا في جهود جامعة الإمام محمد بن سعود في إحياء تراث شيخ الإسلام وتحقيقه، وتراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وجهود مجمع الفقه بجده في نشر تراث الإمام ابن القيم وتحقيقه. - إنشاء مؤسسات لتحقيق مخطوطات التراث الحنبلي. - الجهود الفردية والجماعية في نشر الكتب التراثية محققة. وتولي المملكة العربية السعودية خاصة جل عنايتها من أجل إحياء التراث الحنبلي ونشره منذ نشأتها، وهذِه الثروة العلمية التي تزخر بها المملكة العربية السعودية الآن فيما يخص أصول المذهب وفروعه وأعلامه ومكتباته والدراسات التي أنجزت حوله لتشهد بمدى الخدمة الجليلة التي قامت بها المملكة ولا تزال تقوم تجاه المذهب. قال الشيخ أبو زهرة: وإذا كان المذهب الجليل قد فقد الأتباع في الماضي، فإن اللَّه عز وجل قد عوضه في الحاضر، وذلك أن بلاد الجزيرة العربية تسير حكومتها في أقضيتها وعبادتها على مقتضى أحكامه، وكان ذلك تعويضا كريمًا، وإخلافًا حسنًا، لأن بلاد الجزيرة العربية تطبق الشريعة في كل أقضيتها ولا تقصرها على نظام البيت (قانون الأسرة)، بل أنها تطبق أحكام الحدود والقصاص تطبيقًا صحيحًا كاملًا، فالحدود فيها

قائمة، ومعالم الشريعة فيها معلنة، وأحكام المعاملات المالية كلها مستمدة من ذلك المذهب الجليل. .، وأخذت الصدقات الإسلامية، وجمعت زكاة المال في السائمة والزرع والنقدين وعروض التجارة، وبذلك قامت دولة الشريعة محكمة البنيان، ثابتة الأركان (¬1). ¬

_ (¬1) "أحمد بن حنبل: حياته وعصره وآراؤه الفقهية" لأبي زهرة صـ 462.

الباب الثاني أصول مذهب الإمام أحمد والأصحاب من بعده

الباب الثاني أصول مذهب الإمام أحمد والأصحاب من بعده كانت حياة الإمام أحمد على نهج النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وصحابته من بعده وتابعيهم، وهكذا كانت أصوله الفقهية، لم يتعد طريقة الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولم يجاوزها إلى غيرها. قال الشيخ أبو زهرة: أما أحمد ابن حنبل، فكانت له مدرسة تجاوز بها الحقب، وعلا إلى عهد الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعهد أصحابه، فتخرج في الفقه على المجموعة الفقهية التي رويت عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم في أقضيته، والأحكام المأثورة عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ورويت عن أصحابه عليهم السلام في أقضيتهم وفتاويهم، سواء في ذلك ما رجعوا فيه إلى كتاب اللَّه وسنة رسوله صلى اللَّه عليه وسلم، وما اجتهدوا فيه من آراء، فكانت تلك المجموعة التي رواها، والتي رحل إلى الأقطار الإسلامية في سبيل جمعها هي المدرسة الفقهية التي تخرج عليها (¬1). وحيث علمت ذلك فاعلم أنه قد صرح المجتهدون من أهل مذهبه التابعين له في الأصول أن فتاواه رضي اللَّه عنه مبنية على خمسة أصول: 1 - النصوص. 2 - ما أفتى به الصحابة. 3 - إذا اختلف الصحابة تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى الكتاب والسنة. 4 - الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف. ¬

_ (¬1) "أحمد بن حنبل: حياته وعصره وآراؤه الفقهية" لأبي زهرة صـ 244.

5 - القياس: يستعمله للضرورة. وهناك من الأصول الملحقة بهذِه الأصول المتفق عليها بين الأئمة أصول أخرى مختلف فيها بينهم من آخذ بالواحد منها، ومن لا يعتبره أو مقدم له، أو مؤخر أو من منكر على عد الآخرين له أصلا، ومن معول عليه بأولية في الاعتبار. وهي: - الاستحسان. - الاستصحاب. - سد الذرائع وإبطال الحيل. - الأخذ بالمصالح المرسلة. - شرع من قبلنا. - العرف. وسنفصل في الصفحات التالية إن شاء اللَّه ما أجملناه، وقبل أن نخوض في ذلك، نبين موقف الامام أحمد من الإجماع ودعوى إنكاره له: قال القاضي أبو يعلى: الإِجماع حجة مقطوع عليها، يجب المصير إليها، وتحرم مخالفته، ولا يجوز أن تجتمع الأمَّةُ على الخطأ (¬1). وقد نص أحمد -رحمه اللَّه- على هذا في رواية عبد اللَّه وأبي الحارث: في الصحابة إذا اختلفوا لم يُخْرَج من أقاويلهم، أرأيت إن أجمعوا، له أن يخرج من أقاويلهم؟ هذا قول خبيث، قول أهل البدع، لا ينبغي أن يخرج من أقاويل الصحابة إذا اختلفوا. ¬

_ (¬1) هذا ما هو متفق عليه عند عامة الحنابلة انظر "التمهيد" 3/ 224 لأبي الخطاب، "الروضة" 1/ 315 - 316 لأبي محمد، "المسودة" 2/ 615 لأبي البركات، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية 20/ 10/ 247 - 248، 19/ 271.

وقد علق القول في رواية عبد اللَّه فقال: من ادعى الإِجماع فقد كذب، لعل الناس قد اختلفوا، هذِه دعوى بشر المَرِّيسي والأصم، ولكن يقول: لا نعلم، لعل الناس اختلفوا ولم يبلغه. وكذلك نقل المروذي عنه: أنه قال: كيف يجوز للرجل أن يقول: أجمعوا؟ ! إذا سمعتهم يقولون: أجمعوا فاتهمهم، لو قال: إني لم أعلم لهم مخالفًا جاز. وكذلك نقل أبو طالب عنه: أنه قال: هذا كذب، ما علمه أن الناس مجمعون؟ ! ولكن يقول: لا أعلم فيه اختلافًا، فهو أحسن من قوله: إجماع الناس. وكذلك نقل أبو الحارث: لا ينبغي لأحد أن يدعي الإِجماع، لعل الناس اختلفوا. وظاهر هذا الكلام أنه قد منع صحة الإِجماع، وليس ذلك على ظاهره، وإنما قال هذا على طريق الورع، نحو أن يكون هناك خلاف لم يبلغه. أو قال هذا في حق من ليس له معرفة بخلاف السلف؛ لأنه قد أطلق القول بصحة الإِجماع في رواية عبد اللَّه وأبي الحارث. وادعى الإِجماع في رواية الحسن بن ثواب، فقال: أذهب في التكبير من غداة يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، فقيل له: إلى أي شيء تذهب؟ قال: بالإِجماع عمر وعلي وعبد اللَّه بن مسعود، وعبد اللَّه بن عباس. وهذا قول جماعة الفقهاء والمتكلمين (¬1). قال ابن القيم: ولم يكن يقدم على الحديث الصحيح عملا ولا رأيا ولا قياسا ولا قول صاحب ولا عدم علمه بالمخالف الذي يسميه كثير من الناس إجماعا ويقدمونه على الحديث الصحيح وقد كذب أحمد من ادعى هذا الإجماع ولم يسغ تقديمه على الحديث الثابت وكذلك الشافعي أيضا نص ¬

_ (¬1) "العدة في أصول الفقه" 1/ 1056 - 1059.

في رسالته الجديدة على أن ما لا يعلم فيه بخلاف لا يقال له إجماع، ولفظه: ما لا يعلم فيه خلاف فليس إجماعا. وقال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول ما يدعي فيه الرجل الإجماع، فهو كذب، من ادعى الإجماع فهو كاذب، لعل الناس اختلفوا ما يدريه! ولم ينته إليه فليقل: لا نعلم الناس اختلفوا هذِه دعوى بشر المرسى والأصم، ولكنه يقول: لا نعلم الناس اختلفوا أو لم يبلغني ذلك. هذا لفظه. ونصوص رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أجل عند الإمام أحمد وسائر أئمة الحديث من أن يقدموا عليها توهم إجماع مضمونه عدم العلم بالمخالف، ولو ساغ لتعطلت النصوص وساغ لكل من لم يعلم مخالفا في حكم مسألة أن يقدم جهله بالمخالف على النصوص، فهذا هو الذي أنكره الإمام أحمد والشافعي من دعوى الإجماع، لا ما يظنه بعض الناس أنه استبعاد لوجوده (¬1). قال ابن بدران: فلا يتوهمن متوهم أن الإمام أنكر الإجماع إنكارا عقليا وإنما أنكر العلم بالإجماع على حادثة واحدة انتشرت في جميع الأقطار وبلغت الأطراف الشاسعة ووقف عليها كل مجتهد ثم أطبق الكل فيها على قول واحد وبلغت أقوالهم كلها مدعى الإجماع عليها، وأنت خبير بأن العادة لا تساعد على هذا كما يعلمه كل منصف تخلى عن الجمود والتقليد، نعم يمكن أن يعلم هذا في عصر الصحابة دون ما بعدهم من العصور لقلة المجتهدين يومئذ وتوفر نقل المحدثين على نقل فتاواهم وأرائهم. فلا تتهمن أيها العاقل الإمام بإنكار الإجماع مطلقا؛ فتفترى عليه (¬2). ¬

_ (¬1) "إعلام الموقعين" 1/ 30. وانظر: "شرح أصول فتاوى الإمام أحمد للإمام ابن القيم" من تصنيف الأخ الشيخ مجدي حمدي. (¬2) "المدخل" لابن بدران صـ 285.

المبحث الأول: الأصول المتفق عليها

قال الشيخ أبو زهرة: وننتهي من هذا إلى أمرين: أولهما: أن أحمد -رضي اللَّه عنه- لا ينفي وجود الإجماع نفيا مطلقا في كل مسائل العلم، بل ينفيه في الدعاوي التي كان يدعيها بعض العلماء في جيله. كما نفاه أبو يوسف في دعوى الأوزاعي أن رأيه عليه عامة أهل العلم، وكما كان ينفيه الشافعي في وجه من يناظره، ولا يحتج بالإجماع ليرد الحديث الصحيح. ثانيهما: أن أحمد -رضي اللَّه عنه- كان يقرر أن هناك مسائل لا يعلم فيها مخالفًا وأن مثل هذِه المسائل يأخذ بها إذا لم يجد حديثًا في موضعها، بل يقول إنه لا يعلم مخالفًا، وذلك ورع في الدين (¬1). المبحث الأول: الأصول المتفق عليها * الأصل الأول: النصوص للنصوص -أي الكتاب والسنة- عند الإمام أحمد رحمه اللَّه المكانة الأولى في الاستدلال، وقد اشتهر بوقوفه عندها، وطلبه لها حتى اجتمع له من النصوص ما لم يجتمع لغيره، فكان إذا تكلم، تكلم بها، وإذا أفتى أفتى بموجبها. ويمسك عن الفتوى ما لم تكن موافقة للكتاب والسنة. قال ابن هانئ: قيل لأبي عبد اللَّه: يكون الرجل في قومه، فيسأل عن الشيء فيه اختلاف؛ قال: يفتي بما يوافق الكتاب والسنة، وما لم يوافق الكتاب والسنة أمسك عنه. قال ابن القيم: فإذا وجد النص -يعني الإمام- أفتى بموجبه ولم يلتفت إلى ما خالفه ولا من خالفه كائنا من كان، ولهذا لم يلتفت إلى خلاف عمر في المبتوتة؛ لحديث فاطمة بنت قيس، ولا إلى خلافة في التيمم؛ ¬

_ (¬1) "أحمد بن حنبل: حياته وعصره وآراؤه الفقهية" لأبي زهرة صـ 244.

مرتبة السنة من الكتاب عند الإمام أحمد

للجنب لحديث عمار بن ياسر، ولا خلافة في استدامة المحرم الطيب الذي تطيب به قبل إحرامه؛ لصحة حديث عائشة في ذلك، ولا خلافه في منع المفرد والقارن من الفسخ إلى التمتع؛ لصحة أحاديث الفسخ، وهذا كثير جدا (¬1). وكان الإمام أحمد رحمه اللَّه دائما يطلب النصوص فِي مناقشاته ومناظراته، وفيما كتبه في الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن، وتأولته على غير تأويله وكان دائما يطالبهم بالنصوص لإثبات ما ذكروا، فكان من أحسن مناظرتهم أن يقال: ائتونا بكتاب أو سنة حتى نجيبكم إلى ذلك وإلا فلسنا نجيبكم إلى ما لم يدل عليه الكتاب والسنة (¬2). مرتبة السنة من الكتاب عند الإمام أحمد: كان الإمام أحمد رحمه اللَّه: يرى أن القرآن هو القسم الأول من الأصل الأول، والسنة القسم الثاني، وجعل ابن القيم النصوص في رتبة واحدة، يفيد بأن منزلتهما من حيث العمل والاحتجاج عند الإمام واحدة. قال الشيخ أبو زهرة: وكون الإمام أحمد لا يفرق بين القرآن والسنة من حيث العمل، أو يجعلهما في رتبة واحدة، هذا لا يتنافى مع اعتبار القرآن الأصل الأول في الاعتبار؛ لأنه المبين لمقدار الاحتجاج في السنة، والأصل الذي تقوم عليه الشرائع الثابتة بها، والتقدم في الاعتبار لا يتعارض مع التلاقي بينهما في أحكام الشريعة، من غير تعارض ولا تناف ولا تضاد (¬3). ¬

_ (¬1) "إعلام الموقعين" 1/ 29. (¬2) "مجموع الفتاوى" 20/ 162. (¬3) "أحمد بن حنبل: حياته وعصره وآراؤه الفقهية" لأبي زهرة صـ 243.

والسنة عند الإمام متممة للقرآن الكريم ومبينة له، ولذلك لا تعارض بينهما، بل يحمل ظاهر القرآن على ما جاءت به السنة، فتخصص عامه، وتقيد مطلقه، وتبين مجمله. وقد صنف الإمام أحمد -رضي اللَّه عنه- كتابا في طاعة الرسول صلى اللَّه عليه وسلم رد فيه على من احتج بظاهر القرآن في معارضة سنن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وترك الاحتجاج بها، فقال في أثناء خطبته: إن اللَّه جل ثناؤه وتقدست أسماؤه، بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأنزل عليه كتابه الهدى والنور لمن اتبعه، وجعل رسوله الدال على ما أراد من ظاهره وباطنه، وخاصه وعامه، وناسخه ومنسوخه، وما قصد له الكتاب، فكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم هو المعبر عن كتاب اللَّه، الدال على معانيه، شاهده في ذلك أصحابه الذين ارتضاهم اللَّه لنبيه، واصطفاهم له، ونقلوا ذلك عنه فكانوا هم أعلم الناس برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وبما أراد اللَّه من كتابه، بمشاهدتهم وما قصد له الكتاب، فكانوا هم المعبرين عن ذلك بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال جابر: ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بين أظهرنا عليه يتنزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به. ثم ساق الآيات الدالة على طاعة الرسول (¬1). قال الشيخ أبو زهرة: وإن هذا الكلام يدل على ثلاثة أمور: أحدهما: أن ظاهر القرآن لا يقدم على السنة، وذلك صريح قوله. وثانيهما: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو الذي يفسر القرآن، وليس لأحد أن يتأول فيه أو يفسره، لأن السنة وحدها بيانه، فلا يطلب البيان من غير طريقها. ¬

_ (¬1) "إعلام الموقعين" 2/ 272.

* الأصل الثاني: فتاوى الصحابة

ثالثها: أن الصحابة هم الذين يفسرون القرآن، إذا لم يكن ثمة أثر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأنهم هم الذين شاهدوا التنزيل، وسمعوا التأويل، وعرفوا سنة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فتفسيرهم من السنة (¬1). * الأصل الثاني: فتاوى الصحابة روى عبدوس بن مالك عن أبي عبد اللَّه، قال: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والاقتداء بهم وترك البدع. قال ابن بدران: فكانت فتاواه لذلك من تأملها وتأمل فتاوى الصحابة رأى مطابقة كل منهما على الأخرى ورأى الجميع كأنها تخرج من مشكاة واحدة، حتى إن الصحابة إذا اختلفوا على قولين جاء عنه في المسألة روايتان، وكان تحريه لفتاوى الصحابة كتحري أصحابه لفتاواه ونصوصه بل أعظم، حتى إنه ليقدم فتاواهم على الحديث المرسل (¬2). قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ: قلت لأبي عبد اللَّه حديث عن رسول اللَّه مرسل برجال ثبت أحب إليك أو حديث عن الصحابة والتابعين متصل برجال ثبت؟ قال أبو عبد اللَّه: عن الصحابة أعجب إلى (¬3). قال الشيخ أبو زهرة: ولذلك كانت أقوال الصحابة وفتاويهم حجة عنده -أي الإمام أحمد- تلي حجة أحاديث الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الصحيحة، وتتقدم على المرسل من الأحاديث، والضعيف من الأخبار، وقد اتفق العلماء -الذين نقلوا فقهه- على ذلك، ولم يختلفوا فيه، فكلهم مجمع على أنه كان يأخذ بفتوى الصحابة، ولا يجتهد برأيه ما وجد في موضوع الفتوى أثرا منقولا ¬

_ (¬1) "أحمد بن حنبل: حياته وعصره وآراؤه الفقهية" لأبي زهرة صـ 244. (¬2) "المدخل" لابن بدران صـ 73. (¬3) "مسائل ابن هانئ" (1914).

مرتبة الأخذ بفتوى الصحابي عنده في الأصول

عن صحابي (¬1). ومن ثم صارت فتاواه إمامًا وقدوة لأهل السنة على اختلاف طبقاتهم، حتى إن المخالفين لمذهبه في الاجتهاد والمقلدين لغيره ليعظمون نصوصه وفتاواه ويعرفون لها حقها وقربها من النصوص وفتاوى الصحابة. مرتبة الأخذ بفتوى الصحابي عنده في الأصول: فتوى الصحابي عند الإمام أحمد في المرتبة الثانية بعد النص -الكتاب والسنة- وقد ادعى بعض العلماء أن الإمام أحمد إذا وجد فتوى الصحابي لا يلتفت إلى النصوص ولا يتجه إليها، لأن فتوى الصحابي أغنته عن الاستنباط، أي لا يجتهد إلا حيث لم يجد فتوى الصحابي، وهذا زعم خاطئ فقد قال الإمام في رواية الأثرم: إذا كان في المسألة عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم حديث لم نأخذ فيها بقول أحد من الصحابة ولا بقول من بعدهم. ويرد ذلك الزعم أيضًا ما ذكرناه عن ابن القيم في الأصل الأول حيث قال: فإذا وجد النص -يعني الإمام- أفتى بموجبه ولم يلتفت إلى ما خالفه ولا من خالفه كائنا من كان ولهذا لم يلتفت إلى خلاف عمر في المبتوتة لحديث فاطمة بنت قيس .. (¬2)، وذكر أمثلة كثيرة لذلك. * الأصل الثالث: الاختيار من أقوال الصحابة إذا اختلفوا فتاوى الصحابة عند الإمام أحمد كانت على درجتان: أولاهما: إذا لم يعرف خلاف بينهم في تلك الفتوى، أو وجد قول لأحدهم ولم يهده استقراؤه إلى قول آخر. وثانيهما: إذا اختلفوا فيما بينهم، ووجد قولان أو ثلاثة، كما كان في ¬

_ (¬1) "أحمد بن حنبل" لأبي زهرة، صـ 245 - 246. (¬2) "إعلام الموقعين" 1/ 29.

مسألة ميراث الأخوة الأشقاء، أو لأب مع أبي الأب، فإنهم اختلفوا في ذلك على أقوال، فأبو بكر اعتبر أبا الأب كالأب يحجب الأخوة، وزيد اعتبره كأخ بشرط ألا يقل عن الثلث، وعلي اعتبره كالأخ بشرط ألا يقل عن السدس، وهكذا. أما في المرتبة الأولى، فإنه يأخذ بقول الصحابي، ولا يسمى ذلك إجماعًا خلافًا للحنفية، وقد وافق في ذلك الشافعي، ومن أمثال ذلك أخذه برأي أنس في قبوله شهادة العبد. فاعتبره أحمد قولا واحدًا لا يعلم خلافه. وأما المرتبة الثانية، فإنه قد اختلف النقل عن أحمد فيها، فقيل إنه يعتبر أقوالهم جميعًا، وتعتبر تلك الأقوال أقوالا له، فيكون في المسألة عنده قولان، أو ثلاثة على حسب اختلاف أقوال أولئك، وذلك لأنه يتحرج من أن يقدم برأيه بعض هذِه الأقوال على بعض، إذ كلهم من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ملتمس نورًا وهداية، وهم الذين شاهدوا التنزيل، وعاينوا الرسول، وساعة مع الرسول أخير من اجتهاد سنين (¬1). قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ: قيل لأبي عبد اللَّه: يكون الرجل في قومه فيسأل عن الشيء فيه اختلاف؟ قال: يفتي بما وافق الكتاب والسنة، وما لم يوافق الكتاب والسنة أمسك عنه. قيل له: أفيجاب عليه؟ قال: لا. (¬2) وهذِه الرواية تتفق مع المنصوص عليه في رسالة الشافعي رضي اللَّه عنه، فإنه كان يتخير من أقوال الصحابة ما يجده أقرب إلى النصوص، كما اختار من أقوال الصحابة في المسألة ميراث الإخوة على الجد الصحيح قول زيد ورجحه بالقياس الفقهي، وقرر أنه لولا الأقوال المأثورة لكان يقتضي ¬

_ (¬1) "ابن حنبل" لأبي زهرة، صـ 286 - 287. (¬2) "مسائل ابن هانيء" (1922).

القياس أن يحجب الأخوة الجد. وأبو حنيفة كان يسلك مثل ذلك المسلك فكان يتخير من أقوال الصحابة إن اختلفوا، وكان لا يخرج عن أقوالهم إلى غيرها، ولكنه يأخذ بما شاء، ويدع ما شاء. وهناك رواية ثالثة عن الإمام أحمد، وهي أنه: إذا اختلف الصحابة لا يتخير من أول الأمر من بين الأقوال أقربها إلى النصوص، بل يرجح أولا أقوال الخلفاء. وقد روى هذِه الرواية أيضًا ابن القيم في موضع آخر من كتابه "إعلام الموقعين" فقد جاء فيه ما نصه: إذا قال الصحابي قولا، فإما أن يخالفه صحابي آخر، أو لا يخالفه، فإن خالفه مثله لم يكن قول أحدهما حجة على الآخر، وإن خالفه أعلم منه، كما إذا خالف الخلفاء الراشدون أو بعضهم غيرهم من الصحابة في حكم، فهل يكون الشق الذي فيه الخلفاء الراشدون أو بعضهم حجة على الآخرين، فيه قولان للعلماء، وهما روايتان عن الإمام أحمد، والصحيح أن الشق الذي فيه الخلفاء أو بعضهم أرجح وأولى أن يؤخذ به من الشق الآخر، فإن كان الأربعة في شق، فلا شك أنه الصواب، وإن كان أكثرهم في شق، فالصواب فيه أغلب، وإن كانوا اثنين فشق أبي بكر وعمر أقرب إلى الصواب؛ فإن اختلف أبو بكر وعمر، فالصواب مع أبي بكر، وهذِه جملة لا يعرف تفصيلها إلا من له خبرة واطلاع على ما اختلف فيه الصحابة وعلى الراجح من أقوالهم (¬1). وتقديم أقوال الخلفاء على هذِه الرواية له وجهة، لأن قول الخلفاء قد ¬

_ (¬1) "إعلام الموقعين" 4/ 119.

صادف عملا ارتضاه جمهور المسلمين وقبلوه، بل آثروه، لأنه لو كان مخالفًا لكتاب اللَّه وسنة رسوله، أو كان غيره أقرب منها، لقوموا آراء الخليفة ونهوه وله من دينه وقوة عقله، وهدايته ما يجعله يستسيغ رأي مخالفه، إن ثبت له أنه أقرب إلى الدين وكتاب اللَّه وسنة رسوله ومصلحة المصلحين والدارس لحياة الخلفاء الأولين، وخصوصًا أبا بكر وعمر، يرى أن رأيهما كان مزكى في أكثر الأحوال بموافقة جمهور المؤمنين، فهو رأي يقارب الإجماع، فكان تقديمه له وجهة قوية. ويظهر أن أحمد -رضي اللَّه عنه- كان إذا وجد آراء للخلفاء الراشدين أو لبعضهم اختارها دودن غيرها، وإن لم يجد اختار أقرب الآراء إلى كتاب اللَّه وسنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإن لم يبد له وجه من القرب ترك الأمر وتوقف، أو كان له في الموضوع قولان، فجاء الذين من بعده فوجدوا هذِه الأحوال وروى بعضهم الفتوى التي اختار فيها قول الخلفاء، وجاء راو آخر فلم يرو إلا واقعة التخير بالقرب من الأصول، وجاء ثالث، فروى واقعة ترك الأقوال جملة، ونسبتها كلها إليه فكل رواية صادقة لأنها روت واقعة صحيحة، ومن مجموع هذِه الروايات، وهذِه الوقائع يستبين رأيه، وهو الترجيح أولا بقائل القول، ثم بدليله، ثم ترك الأقوال بعدها (¬1). ومما تقدم يمكن تلخيص رأي الإمام أحمد في قول الصحابي -الأصلين الثاني والثالث- في النقاط التالية: 1 - إذا كان قول الصحابي مما لا مجال للرأي فيه، فإن له حكم المرفوع عند أحمد. واختار أبو الخطاب، وابن عقيل: أنه ليس له حكم المرفوع، بل ¬

_ (¬1) "أحمد بن حنبل" لأبي زهرة، صـ 287 - 290.

* فتوى التابعي

حكمه حكم المجتهد فيه. 2 - إذا كان قول الصحابي مما للرأي فيه مجال، وانتشر، ولم يظهر خلافه، فظاهر كلام أحمد أنه إجماع وحجة. 3 - إذا كان قول الصحابي مما للرأي فيه مجال، ولم ينتشر، ولم يظهر خلافه، وكان موافقًا للقياس أو مخالفًا ومعه قياس أضعف، فهو حجة، نقل هذا القاضي أبو يعلى. 4 - إذا كان قول الصحابي مما للرأي فيه مجال، ولم ينتشر، ولم يظهر خلافه، وكان مخالفًا للقياس، ففيه روايتان: الأولى: أنه حجة ويقدم على القياس، وهي التي رجحها المتأخرون. الثانية: أنه ليس بحجة، ويقدم القياس عليه، وهي أضعف ثبوتًا من الأولى (¬1). * فتوى التابعي: إذا لم يكن نص ولا فتوى صحابي، ولا حديث مرسل، فهل يحتج الإمام بفتوى التابعي؟ فيه روايتان: إحداهما: تقول يحتج به، والأخرى: تقول لا يحتج به، وفقه التابعي كتفسيره. ومن قال يحتج به، اختلفوا في تقديمه على القياس، ففريق قدمه على القياس، لأن القياس لا يلجأ إليه إلا عند الضرورة، ولا ضرورة؛ وفي الموضوع فتوى التابعي، خاصة إن كان معروفًا بالفضل والتقى، فتعتبر أثرًا سلفيًا يقدم على الرأي الفقهي. ¬

_ (¬1) انظر: "أصول مذهب الإمام أحمد" صـ 438 - 439، "المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة" صـ 199 - 200.

* الأصل الرابع: الأخذ بالحديث المرسل والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه

وفريق قدم القياس عليه، لأنه دليل معتبر ولا دليل يعارضه. قال الشيخ أبو زهرة: المشهور عند الحنابلة المقرر عند علمائهم أن أحمد رضي اللَّه عنه كان في كثير من الأحيان يباعد الاجتهاد بالرأي تورعًا حتى كان إذا لم يجد أثرًا أخذ بفتاوى علماء الأثر، كمالك والثوري وابن عيينة والأوزاعي وغيرهم، ومن كان شأنه كذلك فلابد أنه كان يقبل فتاوى بعض كبار التابعين كسعيد بن المسيب والفقهاء السبعة الذين انتهى إليهم فقه عمر وابن عمر وزيد بن ثابت، ولا يأخذ بهذِه الأقوال على أنها أصل فقهي، بل بالاحتياط والاستئناس كما كان شأنه في الخبر الضعيف (¬1). * الأصل الرابع: الأخذ بالحديث المرسل والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه اعتبر الإمام أحمد المرسلات من الأحاديث حجة، ولكنه أخرها عن فتوى الصحابة، وضعها في قرن مع الأحاديث الضعيفة -وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه فالعمل به بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح وقسم من أقسام الحسن ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف (¬2)، بل إلى صحيح وضعيف- وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثرا يدفعه ولا قول صاحب ولا إجماعا على خلافه كان العمل به عنده ¬

_ (¬1) "أحمد بن حنبل: حياته وعصره وآراؤه الفقهية" لأبي زهرة صـ 300. (¬2) قال ابن تيمية في "الفتاوى" 18/ 23: وأما قسمة الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، فهذا أول من عرف أنه قسمه هذه القسمة أبو عيسي الترمذي، ولم تعرف هذه القسمة عن أحد قبله، وقد بين أبو عيسي مراده بذلك، فذكر أن الحسن ما تعددت طرقه ولم يكن فيهم متهم بالكذب، ولم يكن شاذا، وهو دون الصحيح الذي عرفت عدالة ناقليه وضبطهم.

أولى من القياس. وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافقه على هذا الأصل من حيث الجملة: فقدَّم الإمام أبو حنيفة حديث القهقهة في الصلاة على محض القياس، وأجمع أهل الحديث على ضعفه، وقدَّم حديث الوضوء بنبيذ التمر على القياس وأكثر أهل الحديث يضعفه، وقدَّم حديث أكثر الحيض عشرة أيام وهو ضعيف باتفاقهم على محض القياس فإن الذي تراه في اليوم الثالث عشر مساو في الحد والحقيقة والصفة لدم اليوم العاشر، وقدَّم حديث لا مهر أقل من عشرة دراهم وأجمعوا على ضعفه بل بطلانه على محض القياس فإن بذل الصداق معاوضة في مقابلة بذل البضع فما تراضيا عليه جاز قليلا كان أو كثيرًا. وقدَّم الإمام الشافعي خبر تحريم صيد وج مع ضعفه على القياس، وقدم خبر جواز الصلاة بمكة في وقت النهي مع ضعفه ومخالفته لقياس غيرها من البلاد، وقدم في أحد قوليه حديث من قاء أو رعف فليتوضأ وليبن على صلاته على القياس مع ضعف الخبر وإرساله. وأما الإمام مالك فإنه يقدم الحديث المرسل والمنقطع والبلاغات وقول الصحابى على القياس. ويمكن تلخيص موقف الإمام أحمد من الحديث المرسل والحديث الضعيف في النقاط الآتية: 1 - أن الإمام أحمد رحمه اللَّه يأخذ بالمرسل إذا لم يجد نصا، ولا قول صاحب، ولا إجماعا على خلافه، فإن ذلك مقدم عليه. 2 - أن المرسل عنده في رتبة الحديث الضعيف، ورأيه فيه قريب من رأيه في الضعيف. فالحديث الضعيف لم يكن يقول به إذا وجد خلافه، أو أثبت منه، وإنما كان يقدمه، ويقدم المرسل على القياس، كما ذكر ابن القيم عنه.

* الأصل الخامس: القياس للضرورة

3 - أن المرسل عنده أيضا ليس في رتبة واحدة، كما أن الضعيف ليس في رتبة واحدة. وهذا بالطبع في مرسل غير الصحابي، أما مرسل الصحابي فإنه لم ينقل عنه فيه خلاف (¬1). * الأصل الخامس: القياس للضرورة كان للإمام أحمد موقف حسن في القياس، فلم ينفِ القياس نفيًا باتّا، كما فعل الظاهرية الذين حكموا بالنصوص دون سواها، ولم يغال في القياس مغالاة العراقيين، وأخذ به وقرره عندما قال: لا يستغني أحد عن القياس. قال ابن القيم: فإذا لم يكن عند الإمام أحمد في المسألة نص ولا قول الصحابة أو واحد منهم ولا أثر مرسل أو ضعيف عدل إلى الأصل الخامس وهو القياس فاستعمله للضرورة، وقد قال في كتاب الخلال نقلا عن الميموني: سألت الشافعي عن القياس، فقال: إنما يصار إليه عند الضرورة (¬2). قال الشيخ أبو زهرة: وهي كلمة حق بالنسبة للمفتي الذي يتصدى للإفتاء، فإنه مضطر إليه لا محالة، لأن الناس يجدّ لهم من الحوادث ما يقتضي قياس غير منصوص على منصوص، ولا يستطيع الفقيه أن يجد شيئًا من ذلك، فإما ألا يفتي فيكون الناس في حرج شديد، ولا يعلمون أحكام الدين في أعمالهم، وإما أن يفتي، رفعًا للحرج، وإجابة لداعي الإرشاد والهداية (¬3). ¬

_ (¬1) "أصول مذهب الإمام أحمد" صـ 338 - 339. (¬2) "إعلام الموقعين" 1/ 32، وانظر الرواية في "العدة" 4/ 1366، "المسودة" 2/ 710. (¬3) "ابن حنبل" لأبي زهرة صـ 315.

ومع هذا النقل عن الإمام أحمد، وأنه يحتج بالقياس؛ فقد رويت عنه رواية أخرى: أنه ينفي القياس. إذ جاء في رواية الميموني عن الإمام أحمد أنه قال: يتجنب المتكلم في الفقه هذين الأصلين: المجمل، والقياس (¬1). ونقل أبو الحارث عن الإمام أحمد؛ وقد ذكر أهل الرأي وردهم للحديث؛ فقال: ما تصنع بالرأي والقياس، وفي الأثر ما يغنيك عنه؟ ! (¬2) فظاهر هذا أن الإمام أحمد -رضي اللَّه عنه- لا يرى العمل بالقياس، ولا يقول به، ما دام في الأثر ما يغني عنه أما إذا لم يجد فيصار للقياس للضرورة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: القياس الصحيح حق؛ فإن اللَّه بعث رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- بالعدل، وأنزل الميزان مع الكتاب، والميزان يتضمن العدل، وما يعرف به العدل، وقد فسروا إنزال ذلك بأن ألهم العباد معرفة ذلك. واللَّه ورسوله يسوي بين المتماثلين، ويفرق بين المختلفين، وهذا هو القياس الصحيح (¬3). وقال ابن القيم: وقد كان أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يجتهدون في النوازل، أو يقيسون بعض الأحكام على بعض، ويعتبرون النظير بنظيره، ثم أشار إلى قول المزني، رحمه اللَّه، بأن الفقهاء في عصر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى يومنا وهلم جرا، استعملوا المقاييس في الفقه في جميع الأحكام في أمر دينهم؛ قال: وأجمعوا بأن نظير الحق حق، ونظير الباطل باطل، فلا يجوز لأحد إنكار القياس، لأنه التشبيه بالأمور، والتمثيل عليها (¬4). ¬

_ (¬1) "ابن حنبل" لأبي زهرة صـ 317 (¬2) "الروايتين والوجهين - المسائل الأصولية" صـ 65، "العدة في أصول الفقه" 4/ 1280 - 1282، "التمهيد في أصول الفقه" 3/ 365 - 368. (¬3) "مجموع الفتاوى" 19/ 176. (¬4) "إعلام الموقعين" 1/ 203.

هل كان الامام يأخذ بالقياس بجميع أنواعه، أو يفرق بين هذِه الأنواع؟ قال القاضي أبو يعلى: القياس على ضربين: واضح وخفي، فالواضح ما وجد معنى الأصل في الفرع بكماله كعلة الربا في البر، فحملنا الأرز عليه، لأن فيه معنى البر من الكيل والجنس. والإمام أحمد قد استعمل هذا القياس في رواية ابن القاسم؛ فقال: لا يجوز الحديد والرصاص متفاضلًا، قياسًا على الذهب والفضة. أما الخفي فهو قياس غلبة الشبه، وصورته: أن يتجاذب الحادثة أصلان: حاظر ومبيح، ولكل واحد من الأصلين أوصاف خمسة، والحادثة لا تجمع أوصاف واحد منهما، غير أنها بأحد الأصلين أكثر شبها مثل: إن كانت بالإباحة أشبه بأربعة أوصاف، وبالحظر بثلاثة أوصاف ففي هذا روايتان؛ إحداهما: ليس هذا بقياس أصلًا، والقياس ما وجد في الفرع أوصاف الأصل بكمالها، فإذا وجد بعضها في الفرع، لم يكن قياسًا. نص عليه الإمام أحمد، رحمه اللَّه، في رواية أحمد بن الحسين بن حسان؛ فقال: القياس أن يقاس الشيء على الشيء إذا كان مثله في كل أحواله، فأما إذا أشبهه في حال وخالفه في حال فأردت أن تقيس عليه، فهذا خطأ. قد خالفه في بعض أحواله، ووافقه في بعض، فإذا كان مثله في كل أحواله فأقبلت به وأدبرت به، فليس في نفسي منه شيء. والرواية الثانية: أنه قياس صحيح، وتلحق الحادثة بأكثرهما ولا يؤخر حكمهما، وقد نبه أحمد على هذا في رواية حرب، في يهودي قذف يهودية؛ يتلاعنان؟ قال: ليس لهذا وجه، لأنه ليس عدلًا، واللعان إنما هو شهادة، وليس بعدل فتجوز شهادته. كأنه لم ير بينهما اللعان، فقد قاس اللعان على الشهادة في امتناعه من الكافر مع قلة شبهه بالشهادة، وكثرة

هل يجري القياس في جميع المسائل الشرعية أو لا؟

شَبَهِه بالأيمان، فدل هذا من قوله على جوازه مع كثرة الشبه (¬1). هل يجري القياس في جميع المسائل الشرعية أو لا؟ إن المتابع والمتتبع لأقوال الإمام أحمد وأصحابه من بعده، يجد أنهم لا يفرقون في استعمال القياس والعمل به فيما تدرك علته، ومن ذلك الحدود والكفارات والمقدرات والأسباب، قال الطوفي في "شرح مختصر الروضة": إن إجراء القياس في الأسباب هو مذهبنا، وكذا جريان القياس في المقدرات والحدود والكفارات، وهو ما قال به الإمام أحمد (¬2)، وذكر الأدلة على ذلك، وفند مزاعم المخالف لهم. قال ابن القيم: فهذِه الأصول الخمسة من أصول فتاويه وعليها مدارها وقد يتوقف في الفتوى لتعارض الأدلة عنده أو لاختلاف الصحابة فيها أو لعدم اطلاعه فيها على أثر أو قول أحد من الصحابة والتابعين، وكان شديد الكراهة والمنع للإفتاء بمسألة ليس فيها أثر عن السلف كما قال لبعض أصحابه إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام. وكان يسوغ استفتاء فقهاء الحديث وأصحاب مالك ويدل عليهم ويمنع من استفتاء من يعرض عن الحديث ولا يبني مذهبه عليه ولا يسوغ العمل بفتواه (¬3). ¬

_ (¬1) "العدة في أصول الفقه" 4/ 1325. (¬2) "شرح مختصر الروضة" 3/ 448. (¬3) "إعلام الموقعين" 1/ 32 - 33.

المبحث الثاني: الأصول المختلف فيها

المبحث الثاني: الأصول المختلف فيها * أولًا: الاستحسان نقل القاضي أبو يعلى عن الإمام أحمد رحمه اللَّه، أنه أطلق القول في الاستحسان في مسائل وذكر منها: أ- قوله في رواية صالح في المضارب: إذا خالف فاشترى غير ما أمره به صاحب المال: فالربح لصاحب المال، ولهذا أجرة مثله إلا أن يكون الربح يحيط بأجرة مثله فيذهب، وكنت أذهب إلى أن الربح لصاحب المال، ثم استحسنت. ب- قوله في رواية الميموني: استحسن أن يتيمم لكل صلاة، ولكن القياس أنه بمنزلة الماء، حتى يحدث، أو يجد الماء. ج- قوله في رواية المروذي: يجوز شري أرض السواد، ولا يجوز بيعها. فقيل له: كيف يشتري ممن لا يملك؟ فقال: القياس كما تقول، ولكن هو استحسان، واحتج بأن أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رخصوا في شراء المصاحف، وكرهوا بيعها. هذا يشبه ذلك. ثم قال القاضي أخيرًا عن الاستحسان: إنه حجة، وإنه أولى القياسين، إلا أنهم استحسنوه ليفصلوا بهذِه التسمية بينه وبين ما لم يكن معدولًا إليه لكونه أولى مما عُدل عنه (¬1). قال ابن قدامة: القول بالاستحسان مذهب أحمد رحمه اللَّه، وهو أن تترك حكمًا إلى حكم هو أولى منه، وهذا مما لا ينكر، وإن اختلفت تسميته، فلا فائدة في الاختلاف في الاصطلاحات مع الاتفاق في المعنى (¬2). ¬

_ (¬1) "العدة في أصول الفقه" 5/ 1604. (¬2) "روضة الناظر مع الشرح" 1/ 408.

* ثانيا: الاستصحاب

وقال أبو البركات: ويحتمل عندي أن يكون الاستحسان ترك القياس الجلي وغيره، لدليل نص من خبر واحد، أو غيره، أو ترك القياس لقول الصحابي فيما لا يجري فيه القياس (¬1). أما شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه اللَّه: فقد جعل الاستحسان قسمين: الأول: الاستحسان بمجرد الرأي: وهذا يرده، ويعتبر القول به شرعًا في الدين بما لم يأذن به اللَّه، ويعتبر كل استحسان خالص النص بالرأي استحسانًا باطلًا لا يجوز القول به ولا اعتباره. الثاني: الاستحسان لدليل: وهو العدول عن القياس لما هو أقوى منه، وعنده أن هذا الاستحسان يعد حجة (¬2). وخلاصة الأمر: أن جمهور الحنابلة يقولون بالاستحسان، وينصون على أنه مذهب أحمد، رحمه اللَّه، وإن نقل عنهم رد الاستحسان فذلك راجع إلى القول بالاستحسان من غير دليل (¬3). * ثانيًا: الاستصحاب الاستصحاب هو ظن دوام الشيء بناء على ثبوت وجوده قبل ذلك. وهذا الظن حجة عند الأكثرين منهم مالك وأحمد وجماعة من أصحاب الشافعي خلافا لجمهور الحنفية وأبي الحسين البصري وجماعة من المتكلمين (¬4). قال القاضي أبو يعلى: وهو على ضربين: أحدهما: استصحاب براءة الذمة من الوجوب حتى يدل دليل شرعي عليه. ¬

_ (¬1) "المسودة" 2/ 836. (¬2) "مجموع الفتاوى" 31/ 339. (¬3) "المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة" صـ 257. (¬4) "المدخل" لابن بدران صـ 292.

* ثالثا: سد الذرائع وإبطال الحيل

وهذا صحيح بالإجماع من أهل العلم، والاحتجاج به سائغ. وإلى هذا المعنى أومأ أحمد -رحمه اللَّه- في رواية صالح ويوسف بن موسى: لا يُخمّس السَّلَب، ما سمعنا أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خمس السَّلَب. فجعل عدم الدليل الشرعي مبقيًا على الأصل في منع التخميس ونفي الاستحقاق. وكذلك نقل الأثرم وابن بَدِينا في الحُلي يوجد لُقَطَة: إنما جاء الحديث في الدراهم والدنانير. فمنع من تملّك الحُلي، واستدام الأصل، وهو عدم الملك في اللقطة؛ لأنه لم يرد دليل، وإنما ورد في الدراهم والدنانير (¬1). قال الشيخ أبو زهرة: الحنابلة يأخذون بالاستصحاب أصلا من أصول الفتيا، ويتوسعون فيه أكثر من الحنفية، وأكثر من المالكية، ويقاربون الشافعية في ذلك، وإنه في الواقع كلما أكثر الفقهاء، ووسعوا في باب الاستدلال بالرأي قل اعتمادهم على الاستصحاب، وكلما قللوا من الاستدلال بالرأي أكثروا من اعتبار الاستصحاب، وذلك استقراء ثابت (¬2). * ثالثًا: سد الذرائع وإبطال الحيل قال ابن بدران: سد الذرائع هو مذهب مالك وأصحابنا، وهو ما ظاهره مباح ويتوصل به إلى محرم وأباحه أبو حنيفة والشافعي ومعناه عند القائل به يرجع إلى إبطال الحيل ولذلك أنكر المتأخرون من الحنابلة على أبي الخطاب ومن تابعه عقد باب في كتاب الطلاق يتضمن الحيلة على تخليص الحالف من يمينه في بعض الصور وجعلوه من باب الحيل الباطلة (¬3). ¬

_ (¬1) "العدة في أصول الفقه" 4/ 1263 - 1264. (¬2) "ابن حنبل" لأبي زهرة صـ 342 - 343. (¬3) "المدخل" لابن بدران صـ 301 - 302.

قال صالح: حدثني أبي، قال: الحيل لا نراها (¬1). وقال أبو داود: سمعت أحمد ذكر الحيل من أمر أصحاب الرأي؛ فقال: يحتالون لنقض سنن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬2). وقال ابن بطة: حدثني أبو حفص عمر بن أحمد بن عبد اللَّه بن شهاب قال: حدثنا أبي، حدثنا أبو بكر الأثرم قال: وقيل لأبي عبد اللَّه في حديث عبد اللَّه بن عمرو: ولا يحل لواحد منهما أن يفارق صاحبه خشية أن يستقيله، يرويه ابن عجلان. قال أبو عبد اللَّه: وفي حديث عبد اللَّه بن عمرو إبطال الحيل. قال أبو عبد اللَّه: ألا ترى أن اللَّه عز وجل مسخ قوما قردة باستعمالهم الحيلة في دينهم، والمواربة في دينهم، ومخادعتهم لربهم، مع أنهم أظهروا التمسك وتحريم ما حرمه رب العالمين، مع فساد باطنهم وقبيح مرادهم فقال: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} [الأعراف: 163] ذكر لنا -واللَّه أعلم- أن الحيتان كانت تأتيهم يوم السبت كالمخاض آمنة، فلا يعرضون لها، ثم لا يرونها إلى يوم السبت الآخر، فلما طال نظرهم إليها وتأسفهم عليها تشاوروا فيها، فقال بعضهم لبعض: إن اللَّه عز وجل إنما حرمها يوم السبت فاصنعوا لها المصايد يوم الجمعة، فإذا جاء يوم السبت فدخلت فيها فخذوها يوم الأحد، ففعلوا ذلك، وكان ما قص اللَّه عز وجل علينا من خبرهم (¬3). قال صاحب "المغني": والحيل كلها محرمة لا تجوز في شيء من الدين ¬

_ (¬1) "مسائل صالح" (1179). (¬2) "مسائل أبي داود" (1784). (¬3) "إبطال الحيل" ص 108 - 109 (60).

* رابعا: المصالح المرسلة

وهي أن يظهر اعتقادا مباحا يريد به محرما مخادعة وتوصلا إلى فعل ما حرم اللَّه واستباحة محظوراته أو إسقاط واجب أو دفع حق (¬1). قال ابن تيمية: وقد بسطنا الكلام على قاعدة إبطال الحيل وسد الذرائع في كتاب كبير مفرد، وقررنا فيه مذهب أهل المدينة بالكتاب والسنة، وإجماع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار (¬2). وتابع ابن القيم شيخه واستدل على وجوب سد الذرائع بتسعة وتسعين دليلًا ذكرها في كتابه "إعلام الموقعين" (¬3). والخلاصة: أن الإمام أحمد وأصحابه يرون وجوب سد الذرائع وإبطال الحيل، وأن الأمر فيه نكير شديد على من توسع فيها، وتتبعها، وأفتى بها؛ ليحل الحرام ويحرم الحلال. قال عبد الخالق بن منصور: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من كان عنده كتاب "الحيل" في بيته يفتي به فهو كافر بما أنزل اللَّه على محمد صلى اللَّه عليه وسلم (¬4). * رابعًا: المصالح المرسلة كان منهج الإمام أحمد التمسك بما عليه السلف الصالح، يأخذ بفتاواهم المنصوص عليها، فإذا لم يجد نصًّا لهم أخذ بمناهجهم، واتبع مثل طريقهم، حتى يكون دائمًا مستضيئًا بمشكاتهم، وقد أخذوا بالمصلحة سبيلًا من سبل الفتوى، فحق عليه أن يأخذ بها. وقد أخذ بها في كثير من المسائل (¬5)، ومن الأمثلة على ذلك: جمع القرآن الكريم في المصحف، تضمين الصانع، ¬

_ (¬1) "المغني" 4/ 63. (¬2) "مجموع الفتاوى" 20/ 349. (¬3) 3/ 149. (¬4) "الطبقات" 2/ 105 - 106، "بيان الدليل على بطلان التحليل" 186. (¬5) "ابن حنبل" لأبي زهرة صـ 347 بتصرف يسير.

قتل الجماعة بالواحد، ومنع بيع أمهات الأولاد. وقد أخذ بها رحمه اللَّه في السياسة الشرعية بشكل عام -وهي ما ينهجه الإمام لإصلاح الناس، وحملهم على ما فيه مصلحة، وإبعادهم عما فيه مفسدة- وفتاويه التي هي من قبيل السياسة الشرعية كثيرة، منها: نفي أهل الفساد والدعارة إلى بلد يؤمن فيه من شرهم، ومنها تغليظ الحد على شرب الخمر في نهار رمضان، ومنها عقوبة من طعن في الصحابة، وقرر أن ذلك واجب، وليس للسلطان أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستنيبه، فإن تاب وإلا كرر العقوبة (¬1). هل يعتبر الأصحاب من بعد الإمام المصلحة المرسلة دليلًا من الأدلة الشرعية أو لا؟ قال ابن بدران: واختلف في حجية المصالح المرسلة فذهب أصحابنا إلى اعتبارها (¬2)، وقال ابن قدامة رحمه اللَّه: إنها ليست بحجة (¬3)، وتبعه على ذلك أبو البركات، فقال: المصالح المرسلة لا يجوز بناء الأحكام عليها، قاله ابن الباقلاني وجماعة المتكلمين وهو قول متأخري أصحابنا أهل الأصول والجدل، وقال مالك: يجوز ذلك (¬4). وأما ابن القيم رحمه اللَّه فإنه حينما عدّ أصول فتاوى الإمام أحمد، رحمه اللَّه، لم يذكر المصالح المرسلة (¬5) مثها، ولكننا حينما نقرأ في ¬

_ (¬1) "المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة" صـ 231. (¬2) "المدخل" لابن بدران صـ 300. (¬3) "روضة الناظر" 2/ 54، تحقيق: الدكتور عبد الكريم النملة. (¬4) "المسودة" 2/ 830. (¬5) لأنه يرى أنه داخل في باب القياس الصحيح.

كثير من كتبه نجده يذكر المصالح، وأن الشريعة جاءت لتحقيقها، وهو من مجتهدي الحنابلة وأئمتهم (¬1)، وقد قال: فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها (¬2). كما يستدلون بما جاء عنه في "الطرق الحكمية" وفي أثناء كلامه على جواز العمل في السلطنة بالسياسة الشرعية، نقل كلام ابن عقيل، مقرًّا له ومستدلًا به، ثم يعلق على ذلك ابن القيم رحمه اللَّه بأن قال: فإذا ظهرت أمارات العدل، وأسفر وجهه بأي طريق كان، فثم شرع اللَّه ودينه (¬3). وجاء عنه قوله: وتعليق العقود والفسوخ والتبرعات والالتزامات بالشروط، أمر قد تدعو إليه الضرورة، أو الحاجة، أو المصلحة، فلا يستغني عنه المكلف (¬4). أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه فقد جاء عنه في "الفتاوى" في إجاباته: بأن اللَّه بعث الرسل لتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها (¬5). وأما ابن بدران في تعليقه على "الروضة" فقد قال: والمختار عندي اعتبار أصل المصالح المرسلة، ولكن الاسترسال فيها وتحقيقها يحتاج إلى نظر ¬

_ (¬1) "أصول الإمام أحمد" د. عبد اللَّه التركي ص 473. (¬2) "إعلام الموقعين" 3/ 14، وانظر: "شرح أصول فتاوى الإمام أحمد للإمام ابن القيم" من تصنيف الأخ الشيخ مجدي حمدي. (¬3) "الطرق الحكمية" ص 13. (¬4) "إعلام الموقعين" 3/ 399. (¬5) "مجموع الفتاوى" 29/ 271.

سديد وتدقيق (¬1). وخلاصة الأمر: أن الحنابلة لا يهدرون المصالح في فتاواهم ودراساتهم، ولكن ما دامت مصالح شهد لها الشرع بعمومات، أو قواعد كلية وأصول عامة، أو اعتبر جنسها، فهي في الواقع غير مستقلة ببناء الأحكام عليها. هذا، وقد اشترط الحنابلة للعمل بالمصالح المرسلة شروطًا، هي: 1 - أن تكون المصلحة متفقة مع مقاصد الشارع الإسلامي، بأن تكون ملائمة للمصلحة التي أخذ بها السلف الصالح، رضي اللَّه عنهم، وبالأولى لا تنافي أصلًا ولا دليلًا من أدلته، بل تكون متفقة مع المصالح التي قصد الشارع إلى تحصيلها، بأن تكون من جنسها، وليست غريبة عنها، وإن لم يشهد لها دليل خاص. 2 - أن يكون بالأخذ بها رفع حرج لازم في الدين، فلو لم يؤخذ بالمصلحة في موضعها لكان الناس في حرج، واللَّه تعالى يقول: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]. 3 - يشترط أن تكون معقولة في ذاتها، جرت على المناسبات المعقولة التي إذا عرضت على أهل العقول تلقوها بالقبول. 4 - أن لا تكون فيما نص عليه، ولا يعارض التشريع بها نصًّا ولا إجماعًا. ويمكن أن نشير إلى نقطة أخرى قد تطرق إليها علماء الأصول وهي المصالح والنصوص (¬2). ¬

_ (¬1) انظر "روضة الناظر مع الشرح" 1/ 416. (¬2) "المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة" ص 234.

* خامسا: شرع من قبلنا

* خامسًا: شرع من قبلنا قال ابن بدران: أما شرع من قبلنا فإنه يجوز أن يتعبد نبي بشريعة نبي قبله عقلا لأنه ليس بمحال ولا يلزم منه محال وكان نبينا صلى اللَّه عليه وسلم قبل البعثة متعبدا في الفروع بشرع من قبل عند القاضي والحلواني، وأومأ إليه أحمد، واختار ابن عقيل والمجد أنه كان متعبدا بشريعة إبراهيم عليه السلام ولم يكن صلى اللَّه عليه وسلم على ما كان عليه قومه. قال حنبل: قال أحمد: من زعم أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان على دين قومه، فهو قول سوء، أليس كان لا يأكل ما ذبح على النصب؟ ! وبعد البعثة تعبد بشرع من قبله. ونقل في "التحرير" هذا القول عن أحمد والشافعي وأكثر أصحابهما والحنفية والمالكية (¬1)، ومن ثم كان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ عند أكثر أصحابنا وغيرهم. قال القاضي وغيره: بمعنى أنه موافق لا متابع انتهى. وخلاصة الأمر: أن جمهور الحنابلة يرجحون أن شرع من قبلنا شرع لنا إما بكتاب أو بخبر الصادق أو بنقل متواتر فأما الرجوع إليهم أو إلى كتبهم فلا، وقال الشيخ تقي الدين وغيره ويثبت أيضا بأخبار الآحاد عن نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬2). * سادسًا: العرف الحنابلة يلاحظون العرف في كثير من فتاواهم وأحكامهم، وبخاصة في باب المعاملات، لأنهم يتوسعون فيها، ويعتبرون المعاني والمقاصد، ولا يقفون عند الألفاظ فقط، وفي صيغ العقود ينظرون كثيرا إلى ما تعارف ¬

_ (¬1) "تيسير التحرير" 3/ 130. (¬2) "المدخل" لابن بدران ص 294 بتصرف.

عليه الناس، وفي الشروط في المعاملات والأنكحة يعتبرون المشروط عرفا، كالمشروط شرعا، ولذلك يجرون العرف مجرى الشرط (¬1). ويكثر تطبيق العرف لدى الحنابلة في مسائل الأيمان والحنث فيها، فإن مرجعها عندهم إلى العرف (¬2). قال ابن القيم: وقد أجرى العرف مجرى النطق في أكثر من مائة موضع منها نقد البلد في المعاملات وتقديم الطعام إلى الضيف. . إلخ (¬3). وخلاصة الأمر: أن الحنابلة يعتبرون العرف، ويستخدمونه في التطبيق فيما تختلف فيه أعراف الناس وبيئتهم، ولا يعد ذلك اختلافًا في الأحكام الشرعية ولا أصل الخطاب، كما أن العرف لا يعد دليلًا مستقلًا من الأدلة الشرعية، وإنما هو قاعدة من القواعد الفقهية يظهر أثرها في مجال التطبيق فقط (¬4). هذِه هي أصول مذهب الإمام أحمد وأصحابه من بعده، وكلها ينتهي إلى السنة، وهي كيفما تنوعت، وتفرعت، تنبع من معين واحد، وهو الآثار، فهو إما أن يستقى من الآثار نصًا فإن لم يجد أثرًا يسعفه في قضيته، حاكى الأثر في طريقته، فهي مأخوذة منها بالمنهاج، كما أخذت فروع كثيرة من الآثار بالنص، وهو في كلا الأمرين متبع ينهج منهاج السلف، أو يقول مقالة السلف. ولو استقريت الأصول أصلا أصلا لوجدت أنه ينهج المنهاج السلفي لا يعدوه ولا يسلك غير سبيله، فقد وجد السلف يقيسون الأشباه بالأشباه، ¬

_ (¬1) "أصول الإمام أحمد" ص 593. (¬2) "القواعد" لابن رجب ص 295. (¬3) "إعلام الموقعين" 2/ 393 - 394. (¬4) "المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة" ص 261.

ويعطون حكم النظير لنظيره، فأخذ بالقياس إن لم يجد نصًا. ووجد الصحابة يبقون الشيء على ما هو عليه من حكم، حتى يتغير الموضوع أو تتغير الحال، فأفتى بما سماه العلماء من بعده استصحاب الحال وأبقى الأحكام الثابتة على ما هي عليه، حتى يقوم الدليل على التغيير الموجب لحكم آخر، غير الذي ثبت في الماضي، لزوال ما كان يقتضيه ويثبته. ووجد الصحابة في عصر الراشدين قد أخذوا بالمصالح المرسلة، واعتبروها وحدها مسوغا للحكم إن لم يكن ثمة نص، فوجد الصحابة جمعوا القرآن في المصاحف وجمعوا الناس على مصحف واحد، ووجدهم قتلوا الجماعة بالواحد، وضمنوا الأجير العام، لأنهم رأوا المصالح في ذلك، وسنوا بذلك لمن يتبعهم في طرق الاجتهاد أن يتبعهم فاتبعهم أحمد في ذلك، وأفتى بالمصالح المرسلة كما أفتوا، واختارها أصلا من أصول الاستدلال، إذ قد فتحوا له عين الطريق، فسلكه متبعًا لهم، مهتديًا بهديهم سالكًا سبيلهم. ووجدهم قد أعطوا الوسيلة حكم الغاية، والمقدمة حكم النتيجة، فجعلوا وسيلة المطلوب مطلوبة، ووسيلة الممنوع ممنوعة، فأفتى بما سمى من بعد بالذرائع، سدًا وطلبًا. وبذلك كان في فقهه كله سلفيًا تابعًا سواء في ذلك ما اجتهد فيه وما نقل حكمه؛ فكان من مشكاة السلف دائمًا في فقهه، وإن ذلك لم يجعل فقهه جامدًا، بل جعله خصبًا نيرًا (¬1). ¬

_ (¬1) "ابن حنبل" لأبي زهرة صـ 383.

الباب الثالث: مصطلحات مذهب الإمام أحمد

الباب الثالث: مصطلحات مذهب الإمام أحمد (¬1) المبحث الأول: ألفاظ الإمام أحمد في أجوبته ودلالتها ألفاظ الإمام رضي اللَّه عنه على ثلاثة أقسام: الأول: صريحة في الحكم بما لا يحتمل غيرها. الثاني: أو ظاهرة فيه مع احتمال غيرها. الثالث: محتملة لشيئين فأكثر على السواء. وتفصيل ذلك في ما يلي: 1 - ألفاظ الوجوب: قال ابن حامد: اعلم وفقنا اللَّه وإياك للصواب أن أجوبته إذا وردت بلفظ (الأحب إلي) فذلك عَلَمٌ للإيجاب (¬2). وقيل: فإن قال: (أحبُّ إليَّ كذا)، (ولا أحب كذا)، فإطلاق هذا يقتضي الاستحباب دون الإيجاب، لأن هذا هو المعهود في عرف التخاطب (¬3). ¬

_ (¬1) من المصادر الأساسية التي استفدنا منها في هذا الباب: كتاب "تهذيب الأجوبة" لابن حامد، و"صفة الفتوى" لابن حمدان، ومقدمة "الإنصاف" للمرداوي، و"المدخل" لابن بدران، و"مصطلحات الفقهاء والأصوليين"، أ. د. محمد الحفناوي، نشر دار السلام، و"مصطلحات المذاهب الفقهية" د. مريم الظفيري. (¬2) "تهذيب الأجوبة" 2/ 618. (¬3) وهذا رأي أبي يعلى وابن حامد وجماعة من الحنابلة. انظر "العدة في أصول الفقه" 5/ 1627.

2 - ألفاظ الندب

قال المرداوي (¬1): وقال في "الرعاية"، و"الحاوي": وإن قال: يفعل السائل كذا (احتياطًا) فهو واجب. وقيل: مندوب. وقال نقلًا عن ابن حامد رحمه اللَّه: وإن قال (يعجبني) فهو للوجوب (¬2). 2 - ألفاظ الندب: قول الإمام أحمد -رضي اللَّه عنه-: (أحب كذا) أو (يعجبني) أو (أعجب إليَّ) أو (هذا حسن) أو (أحسن) أو (أستحسن كذا) أو (أستحب كذا) أو (أختار كذا) للاستحباب والندب على الصحيح من المذهب وعليه جماهير الأصحاب (¬3)، وقيل: للوجوب. 3 - ألفاظ التحريم: قول الإمام: (هذا حرام) صريح في الحرمة. قوله: (لا ينبغي) أو (لا يصلح) أو (أستقبحه) أو هو (قبيح) أو (لا أراه) يحمله الأصحاب على التحريم (¬4). فإن قال: (هذا حرام) ثم قال: (أكرهه) أو (لا يعجبني) فحرام، وقيل: يكره (¬5). قال ابن حامد: إذا صدر الجواب من إمامنا في مسألة بأن يقول (لا تجزئ) أو طلاق يقول: (أخشى أن يقع) أو ما شابه ذلك فكله عَلَمٌ للتحريم كأنه قال قد وقع الطلاق (¬6). ¬

_ (¬1) راجع: "الإنصاف" 12/ 248، 249. (¬2) "تهذيب الأجوبة" 2/ 660. (¬3) راجع: "الفروع" 1/ 67، و"مفاتيح الفقه الحنبلي" للدكتور سالم الثقفي 2/ 21. (¬4) "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد" ص 137. (¬5) راجع: "الإنصاف" 12/ 248. (¬6) "تهذيب الأجوبة" 2/ 595.

4 - ألفاظ دالة على الكراهة

وقوله: (لا يعجبني) أو (لا أحبه) أو (لا أستحسنه) أو (يفعل السائل كذا احتياطًا). وقيل: ذلك كله للتحريم، وقيل: للتنزيه. وقوله: (أخشى) أو (أخاف أن يكون) أو (لا يكون) ظاهر في المنع كما ذكر المرداوي رحمه اللَّه (¬1). وقيل: بالوقف. قال أبو يعلى: وكذلك إذا قال: (هذا شنيع عند الناس) فإن هذا يقتضي المنع (¬2). وقوله: (لا يجوز)، (ما أراه) تفيد التحريم، وعليه عامة الأصحاب (¬3). قال ابن حمدان: والأولى النظر إلى القرائن في الكل، فإن دلت على وجوب أو ندب أو تحريم، أو كراهة، أو إباحة، حمل قوله عليه سواء تقدمت، أو تأخرت أو توسطت (¬4). 4 - ألفاظ دالة على الكراهة: وقوله: (أكره هذا)، قال أبو يعلى: وأما الكراهة فقد روي عنه ألفاظ تقتضي التنزيه، وألفاظ اقتضت التحريم. وقال: ويجب أن يقال في جوابه بأحب وأكره، إذا نقل عنه في مسألة صريح القول بالتحريم، أجاب فيها بأكره، حمل على التحريم، فيبنى مطلق كلامه على مقيده. وإذا لم يكن عنه صريح القول حمل على التنزيه؛ لأن هذِه اللفظة تستعمل في التحريم وفي التنزيه (¬5). ¬

_ (¬1) راجع: "الإنصاف" 12/ 249. (¬2) "العدة في أصول الفقه" 5/ 1625. (¬3) "المدخل المفصل" 1/ 244 للشيخ بكر أبو زيد. (¬4) راجع: "صفة الفتوى" ص 39. (¬5) "العدة في أصول الفقه" 5/ 1633.

5 - ألفاظ دالة على الإباحة

5 - ألفاظ دالة على الإباحة: قال ابن حامد: وكل ما يرد عن أبي عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- في الأجوبة إذا سئل عن إباحة شيء؛ فقال: (لا ينبغي هذا)، أو أجاب فقال: (ينبغي هذا) إن أكده هما حق بمثابة جوابه (لا يفعل هذا) و (يفعل هذا) (¬1). قال ابن حامد: فإن أجاب بأنه (يصلح) كانت للإباحة والتحليل (¬2). قوله: (يجوز) أو (لا بأس بكذا) أو (أرجو أن لا بأس به) أو (لا نرى به بأسًا) أو (أرجو) يدل على الإباحة وفاقًا (¬3). فإن أجاب في شيء ثم قال في نحوه (أخير منه) فهو للجواز، وقيل للكراهة. 6 - ألفاظ تدل على التسوية في الحكم عند بعضهم، وعلى الفرق عند الآخرين: قال ابن حامد: فـ (الأهون) و (الأشد) يحتمل وجهين (¬4). إن سئل الإمام أحمد -رضي اللَّه عنه- عن شيء فأجاب، ثم سئل عن غيره فقال: ذاك (أهون)، أو (أشد)، أو (أبشع)، فإن إجابته تدل على التسوية عند بعض الفقهاء؛ لأن الشيئين قد يستويان في الوجوب، والندب، والتحريم، والكراهة، والإباحة، ويكون أحدهما آكد؛ لأن بعض الواجبات عنده آكد من بعض. ¬

_ (¬1) "تهذيب الأجوبة" 2/ 581. (¬2) "تهذيب الأجوبة" 2/ 590. (¬3) راجع: "صفة الفتوى" ص 91، "الإنصاف" 12/ 249، "مفاتيح الفقه الحنبلي" 2/ 25، "المدخل المفصل" 1/ 244. (¬4) "تهذيب الأجوبة" 2/ 667.

7 - ألفاظ تدل على الإذن بأنها مذهبه مع ضعف لا يوجب الرد

وقال ابن حامد: اللفظ يقتضي الفرق في الحكم، فإن قوله: (أهون) يجوز أن يريد به نفي التحريم فيكون مكروهًا، أو نفي الوجوب فيكون مندوبًا. والأولى النظر إلى القرائن في الكل، وما عرف من عادة أحمد رضي اللَّه عنه في ذلك ونحوه وحسن الظن به، وحمله على أصلح المحامل. وأربحها، وأرجحها، وأنجحها (¬1). 7 - ألفاظ تدل على الإذن بأنها مذهبه مع ضعف لا يوجب الرد: إذا سئل الإمام أحمد عن شيء فقال: (أجبن عنه). قال ابن حامد: أنه إذن منه بأنه مذهبه، وأنه ضعيف لا يقوي القوة التي يقطع بها، ولا يضعف الضعف الذي يوجب الرد (¬2). ومن أمثلته: قوله عن الرجل الذي يأتي أهله في رمضان ناسيًا: (أجبن عنه أن أقول ليس عليه شيء). وكذلك إذا قال الإمام: (إني لأتفزعه)، أو (لأتهيبه)، أو (لا أجترئ عليه) أو (لأتوقاه)، أو (من الناس من يتوقاه)، أو (إني لأستوحش منه) (¬3). 8 - ألفاظ تدل على الوقف لا غير: قال ابن حامد: إذا صدر الجواب من أبي عبد اللَّه بـ (ما سمعت) و (لا أعرف) فذلك لا يكسب قطعا بتحريم ولا تحليل ولا إبطال بل يقتضي ذلك الوقف لا غير (¬4). وقوله: (أخشى) أو (أخاف أن يكون) أو (ألَّا) كيجوز، أو (لا يجوز) أو ¬

_ (¬1) راجع: "صفة الفتوى" ص 93، 94. (¬2) "تهذيب الأجوبة" 2/ 678. (¬3) راجع: "مفاتيح الفقه الحنبلي" 2/ 30. (¬4) "تهذيب الأجوبة" 2/ 674.

9 - ألفاظ تدل على إعلام السائل بالأحكام وبيان المراد لا التوقف

(وأجبن عنه) فقيل: يحمل على التوقف؛ لتعارض الأدلة (¬1). 9 - ألفاظ تدل على إعلام السائل بالأحكام وبيان المراد لا التوقف: قال ابن حامد: وكل ما ينقل عن أبي عبد اللَّه من الأجوبة بـ (أخاف) أن يكون قد لزمه، أو (أخاف أن يكون قد أفسد صلاته أو حنث) أو فذلك بأسره مستحق به إعلام الأحكام وبيان المراد. .، إذا ورد منه الجواب بهذِه الصيغة فإن ذلك عَلَمٌ لإيجاب الحكم ولإثباته، وهذا مذهب شيوخنا، قطع عبد العزيز وغيره به (¬2). قال القاضي أبو يعلى: وكذلك إذا قال (أخاف أن لا يكون)، أو (يكون) فإنه يجري مجرى الصريح (¬3). 10 - ألفاظ تدل على التوسعة على السائل وترك الضيق عليه: إذا كان جوابه (إن شاء)، قال ابن حامد: وذلك عندي توسعة على السائل وترك الضيق عليه، فإن فعله أو تركه لم يكن حرجًا، وهو الأشبه عندي بظاهر المذهب (¬4). 11 - ألفاظ تدل على رده ما عورض به من جواب من أحد أصحابه: قوله (لا يجوز هذا) أو (هذا فاسد) أو (لا يقنع) أو (هذا لا يكتفى به)، قال ابن حامد: وهذا أمر بين العلماء منتشر (¬5). ¬

_ (¬1) "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد" لابن بدران ص 142 (¬2) "تهذيب الأجوبة" 2/ 607 - 608. (¬3) "العدة" 5/ 1624. (¬4) "تهذيب الأجوبة" 2/ 638. (¬5) "تهذيب الأجوبة" 2/ 638.

المبحث الثاني: مصطلحات الأصحاب في نقل المذهب وحكايته، والترجيح فيه

المبحث الثاني: مصطلحات الأصحاب في نقل المذهب وحكايته، والترجيح فيه 1 - إذا قيل (وعنه): يعني الإمام أحمد رضي اللَّه عنه. 2 - قولهم: (نصًّا): معناه: نسبته إلى الإمام أحمد رضي اللَّه عنه. 3 - قول الأصحاب وغيرهم: (المذهب كذا) قد يكون بنص الإمام، أو بإيمائه، أو بتخرجهم ذلك، واستنباطهم من قوله، أو تعليله. 4 - قولهم: (على الأصح)، أو (الصحيح)، أو (الظاهر)، أو (الأظهر)، أو (المشهور)، أو (الأشهر)، أو (الأقوى)، أو (الأقيس) قد يكون عن الإمام رضي اللَّه عنه أو عن بعض أصحابه. قال ابن حمدان رحمه اللَّه: ثم (الأصح) عن الإمام -رضي اللَّه عنه- أو الأصحاب: قد يكون شهرة، وقد يكون نقلًا، وقد يكون دليلًا، أو عند القائل، وكذا القول في (الأشهر، والأظهر، والأولى، والأقيس)، ونحو ذلك (¬1). 5 - قولهم: (وقيل): قد يكون رواية بالإيماء، أو وجهًا، أو تخريجًا، أو احتمالًا (¬2). 6 - (الرواية): قد تكون نصًّا، أو إيماء، أو تخريجًا من الأصحاب. والروايات المطلقة نصوص للإمام أحمد وكذا قولنا و (عنه) (¬3). قال ابن حمدان رحمه اللَّه: واختلاف الأصحاب في ذلك ونحوه كثير لا طائل فيه، إذ اعتماد المعنى على الدليل ما لم يخرج عن أقوال الإمام، ¬

_ (¬1) "صفة الفتوى" ص 113، 114. (¬2) "الإنصاف" 12/ 366. (¬3) المصدران السابقان.

وصحبه. وما قاربها، أو ناسبها إلا أن يكون مجتهدًا مطلقًا، أو في مذهب إمامه، أو يرى في مسألة خلاف قول إمامه وأصحابه لدليل ظهر له، وقوى عنده، وهو أهل لذلك (¬1). 7 - من قال من الأصحاب: (هذِه المسألة رواية واحدة) أراد نص الإمام أحمد -رضي اللَّه عنه-. 8 - من قال: (فيها روايتان) فإحداهما بنص، والأخرى بإيماء أو تخريج من نصٍ آخر، أو نص جهله منكره. 9 - من قال: (فيها وجهان) أراد عدم نصه عليهما سواء جهل مسنده أو علمه. 10 - (القولان): قد يكون الإمام أحمد نص عليهما -كما ذكره أبو بكر عبد العزيز في "الشافي"، أو على أحدهما، وأومأ إلى الآخر، قد يكون مع أحدهما وجه، أو تخريج، أو احتمال بخلافه. 11 - (التخريج): هو نقل حكم مسألة إلى ما يشبهها، والتسوية بينهما فيه (¬2). والتخريج في معنى الوجه (¬3) ولا يكون تخريجا ولا احتمالا إلا إذا فهم المعنى (¬4). 12 - (التخريج، والنقل): التخريج أعم من النقل، لأن التخريج يكون من القواعد الكلية للإمام، أو الشرع، أو العقل، لأن حاصل معناه بناء فرع على أصل بجامع مشترك. ¬

_ (¬1) "صفة الفتوى" ص 114. (¬2) "المسودة" 2/ 946. (¬3) "الإنصاف" 12/ 256. (¬4) "صفة الفتوى" ص 114، "الإنصاف" 1/ 6.

وأما النقل: فهو أن ينقل النص عن الإمام، ثم يخرج عليه فروعًا فيجعل كلام الإمام أصلًا، وما يخرجه فرعًا وذلك الأصل مختص بنصوص الإمام. 13 - (الاحتمال): قد يكون لدليل مرجوح بالنسبة إلى ما خالفه، أو دليل مساوٍ له (¬1). 14 - (التوقف): هو ترك العمل بالأول، والثاني، والنفي، والإثبات إن لم يكن فيهما قول لتعارض الأدلة، وتعادلها عنده، فله حكم ما قبل الشرع من حظر أو إباحة، وقف (¬2). 15 - (على الأصح): يقصد به ابن مفلح في "الفروع" أصح الروايتين. 16 - (في الأصح): يقصد به ابن مفلح في "الفروع" أصح الوجهين. 17 - (وعنه كذا، أو: وقيل كذا): يقصد بهما ابن مفلح في "الفروع" أن المقدم خلافه. 18 - إذا قال: (ويتوجه، أو يقوي، أو عن قول، أو رواية، وهو أو هي أظهر، أو أشهر، أو متجه، أو غريب، أو بعد حكم مسألة: فدل، أو هذا يدل، أو ظاهره، أو يؤيده، أو المراد كذا) فهو من عنده. 19 - إذا قال: (المنصوص، أو الأصح، أو الأشهر، أو المذهب كذا) فثم قول. ¬

_ (¬1) "المسودة" 2/ 648. (¬2) المرجع السابق.

وبالتتبع لهذِه المصطلحات نجدها تنقسم إلى خمسة أقسام (¬1): - القسم الأول: ألفاظ تعني نقل المذهب بالرواية عن الإمام أحمد وهي على نوعين: 1 - "الصريح" ويعبر عنه الأصحاب بلفظ: (الرواية) و (الروايات المطلقة) وما في معناها: (نصًّا/ النص/ نص عليه/ المنصوص عليه/ وعنه/ رواه الجماعة). 2 - "التنبيهات" وهي حكاية الراوي حركة الإمام الجوابية (¬2)، ولهم في هذا عدة عبارات منها: (أومأ إليه/ أشار إليه/ دل كلامه عليه/ توقف فيه/ سكت عنه). فهذِه تعني حكاية الوارد عن الإمام أحمد بالرواية عنه، فليس للأصحاب فيها سوى النقل. - القسم الثاني: وألفاظه: (الوجه/ الاحتمال/ التخريج/ النقل والتخريج/ الاتجاه، ويقال: التوجيه/ القول/ قياس المذهب/ الوقف) وهذِه من فقه الأصحاب في إطار أصول المذهب، وقواعده، والتنظير بمسائله فيما لا نص فيه، ولا رواية عن الإمام؛ حينما تعوزهم الرواية عن ¬

_ (¬1) "المدخل المفصل" 1/ 172 - 177 بتصرف. (¬2) نقل يحيى بن معين عن العباس، قال: سمعت أحمد بن حنبل وسُئل وهو على باب أبي النضر هاشم بن القاسم، فقيل له: يا أبا عبد اللَّه، ما تقول في موسى بن عبيدة الربذي، وفي محمد بن إسحاق؟ فقال: أما محمد بن إسحاق فهو رجل تكتب عنه هذه الأحاديث -كأنه يعني: المغازي ونحوها- وأما موسى بن عبيدة فلم يكن به بأس، ولكنه إذا جاء الحلال والحرام أردنا قومًا هكذا. وقبض أبو الفضل على أصابع يديه الأربع من من كل يد، ولم يضم الإبهام، وأرانا أبو الفضل يديه، وأرانا أبو العباس. "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 60.

الإمام، ويفقدون النص عنه، فإن الفقيه المتمذهب يفزع إلى نصوص إمامه فيجيل نظره في ذلك النص: في منطوقه، ومفهومه، وعامه، وخاصه، ومطلقه، ومقيده، مستظهرًا علته، مبينًا مدركه، حتى يتم له بيان الحكم التكليفي فيما لم يتكلم فيه الإمام في إطار المذهب على وجه التخريج، أو الوجه، أو الاحتمال، أو قياس المذهب، فيحصل للفقيه المتمذهب أمران: أولها: بيان حكم الواقعة، أو الفرع المقرر المفترض. وثانيها: أن يكون ذلك الحكم في دائرة المذهب بواحد من المسالك الممنوحة لمجتهد المذهب من الأصحاب المتقدم ذكرها. - القسم الثالث: ألفاظ من الأصحاب يصدق أي مصطلح منها على أي مصطلح في القسمين قبله، منها: (المذهب/ ظاهر المذهب/ القول). - المذهب كذا: سواء كان من نص الإمام، أم مخرجًا عليه. وقد أطال ابن حمدان في "صفة الفتوى" في الحط على من ينصون على أن كذا هو المذهب بلا علم ولا هدى، وبسط القول بمبحث نفيس محذرًا من الاغترار بهم، ولأهميته نقله عنه المرداوي في: خاتمة "الإنصاف" 12/ 267 - 276. - ظاهر المذهب: هو المشهور من المذهب (¬1)، أي: سواء كان رواية، أو وجهًا، ونحوه. قال المرداوي في مقدمة: "تصحيحه" (¬2): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى: وقد نقل عن أبي البركات جدنا، أنه كان يقول لمن يسأله عن ظاهر المذهب، أنه ما رجحه أبو الخطاب في "رؤوس مسائله"، قال: ¬

_ (¬1) "الإنصاف" 1/ 7. (¬2) مقدمة "تصحيح الفروع": 1/ 52.

ومما يعرف منه ذلك: "المغني" لأبي محمد، و"شرح الهداية" لجدنا. ومن كان خبيرًا بأصول أحمد، ونصوصه؛ عرف الراجح من مذهبه في عامة المسائل. - القول: يشمل: الوجه، والاحتمال، والتخريج، وقد يشمل الرواية، وهو كثير في كلام المتقدمين كأبي بكر، وابن أبي موسى، وغيرهما، والمصطلح الآن على خلافه. قال البهوتي على قول الحجاوي في: "الإقناع": (على قول واحد): من غير تحرض للخلاف طلبًا للاختصار، وكذلك صنعت في شرحه، والقول: يعم ما كان رواية عن الإمام، أو وجفا للأصحاب. . (¬1). - القسم الرابع: اصطلاحات في نقلهم الخلاف المطلق في المذهب بلا ترجيح ومنها: (على روايتين/ فيه روايات/ على وجهين/ فيه أوجه/ أو احتمالان/ أو احتمالات/ أو: احتمل كذا/ قيل كذا، وقيل كذا/ قيل وقيل/ قال فلان كذا، وقال فلان كذا/. . ونحوها). - القسم الخامس: اصطلاحات في مقام الترجيح والاختيار، والتصحيح والتضعيف في المذهب ومنها: (الأصح/ في الأصح/ في المشهور/ على المشهور/ الأشهر/. . وهكذا في ألفاظ أخرى) وكل ألفاظ هذين القسمين، تكون حسب اصطلاح كل فقيه في كتابه. ¬

_ (¬1) "كشاف القناع": 1/ 17، "الإنصاف": 1/ 6 - 7.

المبحث الثالث: مصطلحات الأصحاب في نقل بعضهم عن بعض

المبحث الثالث: مصطلحات الأصحاب في نقل بعضهم عن بعض 1 - (التصحيح): إذا أطلقه صاحب "تصحيح الفروع" يريد به: تصحيح الخلاف المطلق في "المقنع". 2 - (تصحيح المحرر): إذا أطلقه صاحب "تصحيح الفروع" يريد به: تصحيح شيخه القاضي عز الدين الكناني. 3 - (تقرير) أو (خطه) أو (خط شيخنا): يرمز بها الشيخ العنقري في حاشيته على "الروض المربع" إلى حاشية الشيخ أبا بطين على "شرح المنتهى". 4 - (خلافا له): اصطلاح للشيخ مرعي في "غاية المنتهى" مشيرا لخلاف "الإقناع" فإن تناقض قال: (خلافا لهما). 5 - (ويتجه): اصطلاح للشيخ مرعي في "غاية المنتهى" مشيرا لما بحثه جازِمًا به. 6 - (ويتجه احتمال): اصطلاح للشيخ مرعي في "غاية المنتهى" مشيرا لما بحثه وتردد. 7 - (بالجملة): يذكرها الزركشي في "شرح الخرقي"؛ ليدل على عموم الحكم، وعدم الاستثناء. 8 - (في الجملة): أ- يذكرها الزركشي في "شرح الخرقي" أيضا؛ ليدل على وجود الحكم في جملة المسائل وهو مجملها لا جميعها. ب- يذكرها الموفق في "المقنع"، قال المرداوي: وتارة يذكر حكم المسألة مفصلا فيها، ثم يطلق روايتين فيها، ويقول: (في الجملة) بصيغة التمريض، كما ذكره في آخر الغصب (¬1). ¬

_ (¬1) "الإنصاف" 1/ 4.

المبحث الرابع: حروف الخلاف في المذهب الحنبلي

المبحث الرابع: حروف الخلاف في المذهب الحنبلي حروف الخلاف في المذهب الحنبلي ثلاثة (¬1): 1 - (حتى): وهي للخلاف القوي، مثالها: قولهم: (لا تجوز الصلاة في أوقات النهي حتى ما له سبب) إشارة إلى خلاف من يقول بجواز صلاة ذوات الأسباب، وهو رواية عن الإمام أحمد رضي اللَّه عنه، واختارها الشيخ تقي الدين، وجمع من الأصحاب. 2 - (إن): وهي للخلاف المتوسط. مثالها: قولهم: (إذا استناب المعضوب عن حجة فرضه أجزأه، وإن عوفي بعد إحرام نائبه). إشارة إلى خلاف من يقول بعدم الإجزاء وهو المذهب كما في "الإقناع"، و"المنتهى". 3 - (لو): وهي للخلاف الضعيف. مثالها: قولهم: (يكره الأذان، والإقامة للنساء ولو بلا رفع صوت) إشارة إلى خلاف من يقول بعدم الكراهة بلا رفع صوت قياسًا على التنبيه، وهو قول ابن عقيل وغيره. وعند بعضهم أن (لو) للخلاف القوي، و (إن) للمتوسط، و (حتى) للضعيف، ولا مشاحة في الاصطلاح. قال الشيخ بكر أبو زيد: إن هذِه الحروف الثلاثة: (حتى، ولو، وإن) يستعملها الأصحاب للإشارة إلى الخلاف في المذهب، وقد تأتي لتحقيق الحكم، ونفي الاشتباه والإيهام، وما سوى ذلك مما ذكر تحكم. واللَّه أعلم (¬2). ¬

_ (¬1) "التحفة السنية في الفوائد والقواعد الفقهية" ص 92. (¬2) "المدخل المفصل" 1/ 320.

المبحث الخامس: مصطلحات الكتب في كتب الحنابلة

المبحث الخامس: مصطلحات الكتب في كتب الحنابلة 1 - " الشرح": إذا أطلق "الشرح الكبير" في كتب الحنابلة فإنه يراد به "شرح المقنع" المسمى بـ "الشافي" لابن أبي عمر المقدسي شمس الدين. قال ابن بدران رحمه اللَّه بعد أن ذكر ذلك: وهذا اصطلاح خاص، وإلا فالقاعدة أن شارح متن متى أطلق "الشرح الكبير" أو الشارح أراد به أول شارح لذلك المتن. لكن لما كان كتاب "المقنع" أصلًا لمتون المتأخرين، وكان شمس الدين أول شارح له لا جرم استعملوا هذا الاصطلاح ولا مشاحة فيه (¬1). 2 - "الخلاف الكبير" - "الانتصار" يقصد بها: "الانتصار في المسائل الكبار" لأبي الخطاب الكلوذاني. 3 - "الخلاف الصغير" يقصد به: "رؤوس المسائل" لأبي الخطاب الكلوذاني. 4 - "التمهيد في أصول الفقه" أو "أصول الفقه": أسمان لكتاب لأبي الخطاب الكلوذاني. 5 - "الفتاوى" - "المجموع" - "الفتاوى المصرية" يقصد بها: "مجموع فتاوى ابن تيمية" 6 - "الروضة": في "تحرير المنقول" للمرداوي، في الفقه لا يعلم مصنفه. 7 - "الفصول" أو "كفاية المفتي": أسمان لكتاب لأبي الوفاء ابن عقيل (ت 513 هـ). 8 - "المهم": شرح لـ "مختصر الخرقي". للفقيه الزاهد عبد اللَّه الحربي البغدادي (ت 681 هـ). ¬

_ (¬1) "المدخل" ص 409.

9 - "الوجيز": كتاب لعبد اللَّه الزريراني البغدادي فقيه العراق (ت 729 هـ). 10 - "القواعد": كتاب لابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ)، واسمه كاملًا: "تقرير القواعد وتحرير الفوائد". 11 - "الحاوي": كتاب للفقيه عبد الرحمن الضرير البصري (ت 684 هـ). 12 - "المنتخب": كتاب لعبد الوهاب الشيرازي ثم الدمشقي (ت 536 هـ). 13 - "الغنية": كتاب لعبد القادر ابن جنكي دوست الجيلي البغدادي (ت 561 هـ). 14 - "البلغة": كتاب لمحمد بن الخضر الحراني (ت 622 هـ). 15 - "المستوعب" بكسر العين: كتاب لمحمد بن عبد اللَّه بن الحسين السامري (610 هـ). 16 - "المفردات": اسم لمؤلفات متعددة في المذهب أشهرها: "النظم المفيد الأحمد في مفردات الإمام أحمد" للقاضي محمد بن علي الخطيب (ت 907 هـ). 17 - "المطلع": لمحمد بن أبي الفتح النحوي اللغوي، وقد سمى كتابه هذا "المطلع على أبواب المقنع" فسر فيه الكلمات الغريبة الواقعة في المقنع (ت 709 هـ) 18 - "الفروع": لابن مفلح (ت 763 هـ). 19 - "المبدع": شرح للمقنع لإبراهيم بن مفلح المقدسي الصالحي (ت 884 هـ)

المبحث السادس: مصطلحات الأعلام في كتب الحنابلة

المبحث السادس: مصطلحات الأعلام في كتب الحنابلة 1 - (المتقدمون): المراد بهم حين يقال: (المذهب عند المتقدمين): الفقهاء من أول الإمام أحمد رضي اللَّه عنه إلى ابن حامد (ت 403 هـ). 2 - (المتوسطون): يراد بهم: من تلامذة ابن حامد وعلى رأسهم تلميذه القاضي أبي يعلي، (ت 459 هـ) إلى ابن مفلح الحفيد برهان الدين إبراهيم بن محمد صاحب كتاب "المبدع شرح المقنع" (ت 884 هـ). 3 - (المتأخرون): يراد بهم: من علاء الدين علي بن سليمان المرداوي (ت 885 هـ) إلى الشيخ محمد بن عبد اللَّه العامري (ت 1295 هـ). 4 - (الجماعة): إذا قيل في المذهب الحنبلي (رواية الجماعة) فالمراد بهم (¬1): أ- أحمد بن حميد أبو طالب المشكاني (ت 244 هـ). ب- صالح بن الإمام أحمد رضي اللَّه عنه (ت 266 هـ). جـ- حنبل بن إسحاق بن حنبل ابن عم الإمام أحمد (ت 273 هـ). د- عبد الملك بن عبد الحميد الميموني (ت 274 هـ). هـ- حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني (ت 280 هـ). و- إبراهيم بن إسحاق بن بشير البغدادي الحربي (ت 285 هـ). ز- عبد اللَّه بن الإمام أحمد رضي اللَّه عنه (ت 290 هـ). 5 - (القاضي): يطلق علماء الحنابلة منذ عصر القاضي أبي يعلى إلى أثناء المائة الثامنة لفظ (القاضي) ويريدون به علامة زمانه محمد بن الحسين الفراء الملقب بـ "أبي يعلى الكبير" (ت 458 هـ). ¬

_ (¬1) "التحفة السنية" ص 96.

وكذا إذا قالوا: (أبو يعلى). أما إذا قالوا: (أبو يعلى الصغير) فالمراد به ولده محمد صاحب "الطبقات" (ت 526 هـ). وأما المتأخرون كصاحب "الإقناع"، و"المنتهى"، ومن بعدهما فيطلقون لفظ (القاضي) ويريدون به القاضي علاء الدين علي بن سليمان المرداوي ثم الصالحي (ت 885 هـ). وكذلك يلقبونه بالمنقح؛ لأنه نقح "المقنع" في كتابه "التنقيح المشبع" ويسمونه المجتهد في تصحيح المذهب (¬1). 6 - (القاضي الشهيد): هو محمد بن محمد بن الحسين بن محمد الفراء، صاحب "طبقات الحنابلة" وغيرها، أحد ثلاثة أبناء للقاضي أبي يعلى مات مقتولًا في بيته الذي كان ينام فيه وحده، على يد لصوص دخلوا لسرقة ماله وذلك في سنة (526 هـ). 7 - (قاضي الأقاليم): هو عبد العزيز بن علي البكري، ويعرف بابن العز المقدسي (ت 846 هـ). 8 - (أبو بكر): إذا أطلق لفظ (أبي بكر) يراد به أحمد بن حمد بن الحجاج المروذي (ت 275 هـ). 9 - (الشيخ): أ- المراد به عند المتأخرين: موفق الدين بن قدامة المقدسي (ت 620 هـ). ب- قال ابن بدران: وكثيرًا ما يطلق المتأخرون (الشيخ) ويريدون به ابن تيمية ومنهم ابن قندس في حواشي "الفروع" (¬2). ¬

_ (¬1) "المدخل" لابن بدران ص 408، 409. (¬2) "المدخل" ص 410.

وقال صاحب "الإقناع": ومرادي بالشيخ يعني حيث أطلق شيخ الإسلام بحر العلوم أبو العباس أحمد بن تيمية. انتهى (¬1). جـ- وفي "تحرير المنقول" للمرداوي، قال الشيخ بكر أبو زيد: لم يتحرر لي من هو، فلينظر (¬2). 10 - لفظ (شيخنا): أ- إذا أطلقه ابن عقيل، وأبو الخطاب أرادوا به القاضي أبا يعلى. ب- وإذا أطلقه ابن تميم في "مختصره" يريد به: ناصح الدين أبو الفرج ابن أبي الفهم، ت (634 هـ). وربما قال: شيخنا أبو الفرج. جـ- وإذا أطلقه ابن رزين في "مختصره" يريد به: الموفق ابن قدامة. د- وإذا أطلقه ابن اللحام في "القواعد والفوائد الأصولية" يريد به: الحافظ ابن رجب. هـ- وإذا أطلقه ابن القيم وابن مفلح (صاحب الفروع) أرادا به: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه. و- يقيده أبو الحسن الآمدي في "عمدة الحاضر وكفاية المسافر في الفقه" ويقول: (شيخنا ابن أبي موسى في الإرشاد). 11 - (شيخ الإسلام): اشتهر به في المذهب: أ- موفق الدين ابن قدامة رحمه اللَّه. ب- ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ). 12 - (شيخ المذهب): أطلق على أربعة: أ- القاضي أبو يعلى (ت 458 هـ). ¬

_ (¬1) "المدخل" ص 410. (¬2) "المدخل المفصل" 1/ 202.

ب- الموفق ابن قدامة (ت 620 هـ). جـ- المرداوي صاحب "الإنصاف" (ت 885 هـ). د- (شيخ المذهب -أو شيخ الحنابلة في مصر): هو منصور بن يونس بن صلاح الدين أبو السعادات البهوتي صاحب "كشاف القناع" وغيره من الكتب المفيدة (ت 1051 هـ). 13 - (الشيخان): المراد بهما عند المتأخرين. أ- موفق الدين ابن قدامة رحمه اللَّه. (ت 620 هـ) ب- مجد الدين عبد السلام بن تيمية (ت 652 هـ). 14 - (الشارح): أ- يراد به عند المتأخرين الشيخ شمس الدين بن عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر المقدسي (ت 682 هـ)، وهو ابن أخ الموفق، وتلميذه. ب- ويراد به عند الشيخ حسن بن عمر الشطي ت (1274 هـ)، في "منحة مولي الفتح في تجريد زوائد الغاية والشرح" ابن العماد في "شرح الغاية". 14 - (شرحه): في "الحاشية على المنتهى" لابن قائد النجدي يريد به: ابن النجار صاحب "المنتهى". 15 - (الحجة): هو محمد بن أبي المكارم الفضل أبو عبد اللَّه يلقب بهاء الدين ويعرف بالحجة (ت 617 هـ). 16 - (المصنف): إذا أطلقه الشيخ محمد بن عبد اللَّه الحسين (ت 1381 هـ) في "زوائد الزاد" يريد موفق الدين عبد اللَّه بن أحمد بن قدامة (ت 620 هـ). 17 - (الناظم): هو محمد بن عبد القوي بن بدران المقدسي له "منظومة الآداب" صغرى، وكبرى (ت 699 هـ).

18 - (الخرقي): هو عمر بن الحسين بن عبد اللَّه الخرقي (ت 334 هـ). 19 - (الجَنَّة): هو محمد بن عبد القادر بن عثمان النابلسي تلميذ ابن القيم، (ت 797 هـ)، وسمي بذلك؛ لأن تلاميذه كانوا يجدون عنده كل ما يشتهون من أصناف العلم، وقد تقدمت ترجمته. 20 - (ابن نقطة): محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي (ت 629 هـ). 21 - (ابن سنينة): محمد بن عبد اللَّه السامري (ت 616 هـ). 22 - (النجم): هو أحمد بن حمدان بن شبيب الحراني (ت 695 هـ). 23 - (القطب): محمد بن مسعود الشيرازي قطب الدين (ت 710 هـ). 24 - (تقي الدين): يقصدون به أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، يلقب بشيخ الإسلام، والشيخ، وشيخنا، وابن تيمية، وأبي العباس (ت 728 هـ). 25 - (الفخر): في "تحرير المنقول" للمرداوي: هو فخر الدين أبو محمد إسماعيل بن علي البغدادي الحنبلي المعروف بابن الوفاء (ت 610 هـ). 26 - (أبو الفرج): في "تحرير المنقول" للمرداوي أيضا: هو عبد الواحد ابن محمد بن علي الأنصاري الشيرازي ثم المقدسي الحراني الحنبلي (ت 486 هـ). 27 - (البناء -أو ابن البناء): أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد العزيز البغدادي (ت 471 هـ). 28 - (صاحب "الوجيز"): الحسين بن يوسف بن محمد الدجيلي البغدادي (ت 732 هـ). 29 - (صاحب "البلغة" في الفقه): الحسين بن المبارك بن محمد البغدادي (ت 631 هـ).

30 - (غلام الخلال): أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد (ت 363 هـ). 31 - (الخلال): أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر (ت 311 هـ). 32 - (ابن حامد): ابن حامد بن علي البغدادي شيخ القاضي أبي يعلى (ت 403 هـ). 33 - (الأثرم): أحمد بن محمد بن هانئ الطائي مات بعد الستين ومائتين. 34 - (ابن ثابت): إذا أطلقه ابن أبي يعلى في "الطبقات" يريد به: الخطيب البغدادي صاحب "تاريخ بغداد". 35 - (أبو حفص): إذا أطلقه صاحب "رؤوس المسائل" يريد به: عمر بن إبراهيم، المعروف بابن المسلم. 36 - (أبو محمد): كنية لعدد من علماء المذهب، فيشكل تحديد من هو إذا أطلق! 37 - (تاج): في "الحاشية على المنتهى" لابن قائد النجدي يريد به: تاج الدين البهوتي. 38 - (الجراعي): اصطلاح للشطي في حاشيته على "الغاية" يريد به: إسماعيل بن عبد الكريم الجراعي الدمشقي (ت 1202 هـ). 39 - (الجوزي): إذا أطلقه المرداوي في "تحرير المنقول" يريد به: أبو المحاسن يوسف بن الشيخ أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي. 40 - (السعدي): في "نيل المآرب" لابن بسام يراد به الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت 1376 هـ). 41 - (فارض): في "الحاشية على المنتهى" لابن قائد النجدي يريد به: محمد الفارضي (ت 952 هـ).

42 - (المجتهد)، (المجتهد في تصحيح المذهب): أطلقه أهل طبقة المرداوي عليه. 43 - (المفلحي): لقب يذكر في كتب التراجم على بني مفلح. 44 - (المواهبي): لقب لأسرة تنحدر من آل تيمية جدهم الأعلى: إبراهيم بن تيمية. 45 - (المروزي): يقصد به هيدام بن قتيبة (ت 274 هـ). 46 - (الشهاب) أو (الفتوحي): يقصد به شهاب الدين أحمد بن عبد العزيز في حاشية عثمان بن قائد النجدي على "منتهى الإرادات". 47 - (النجم): في "شرح مختصر أصول الفقه" للجراعي يقصد به: نجم الدين أحمد بن محمد بن شبيب الحراني (ت 695 هـ). 48 - (ابن المنادي): هو أحمد بن جعفر بن محمد بن عبد اللَّه (ت 336 هـ). 49 - (ابن قاضي الجبل): هو أحمد بن الحسن بن عبد اللَّه بن أبي عمر المقدسي من بني قدامة من تلامذة شيخ الإسلام بن تيمية صاحب "الفائق" (ت 771 هـ). 50 - (ابن حمدان): هو أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان بن شبيب ابن حمدان النميري الحراني (ت 695 هـ). 51 - (أبو بكر النجاد): هو أحمد بن سليمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس المحدث (ت 348 هـ). 52 - (ابن نصر اللَّه): هو أحمد بن نصر اللَّه بن أحمد بن محمد بن عمر (ت 844 هـ). 54 - (الحربي): هو إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم (ت 285 هـ).

55 - (ابن شاقْلَا): هو إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان ابن شاقلا (ت 369 هـ). 56 - (حرب الكرماني): هو حرب بن إسماعيل بن خلف الحنظلي الكرماني. 57 - (ابن شيخ السلامية): هو حمزة بن موسى بن أحمد بن الحسين بن بدران (ت 769 هـ). 58 - (الطوفي): هو سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد الطوفي ثم البغدادي (ت 710 هـ). 59 - (ابن رزين): هو عبد الرحمن بن رزين بن عبد اللَّه بن نصر بن عبيد الغساني الحوراني ثم الدمشقي (ت 656 هـ). 60 - (الشريف): هو أبو جعفر الهاشمي العباسي (ت 470 هـ). 61 - (المجد): هو عبد السلام بن عبد اللَّه بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن علي ابن تيمية الحراني (ت 652 هـ). 62 - (ابن الزغواني): هو علي بن عبد اللَّه بن نصر بن السري الزاغوني البغدادي (ت 527 هـ). 63 - (ابن عبدوس): هو علي بن عمر بن أحمد بن عمار بن أحمد بن علي بن عبدوس الحراني (ت 559 هـ). 64 - (ابن عقيل): هو علي بن محمد بن عقيل البغدادي (ت 513 هـ). 65 - (البوشنجي): هو محمد بن إبراهيم بن سعيد بن موسى (ت 290 هـ). 66 - (ابن أبي موسى): هو محمد بن أحمد بن أبي موسى الهاشمي (ت 729 هـ). 67 - (ابن تميم): محمد بن تميم الحراني الفقيه (ت 675 هـ).

68 - (الآجري): هو محمد بن الحسن بن عبد اللَّه (ت 360 هـ). 69 - (الحلواني): هو محمد بن علي بن محمد بن عثمان بن مراق الحلواني (ت 505 هـ). 70 - (الزركشي): هو محمد بن عبد اللَّه بن محمد الزركشي المصري (ت 774 هـ). 71 - (أبو الخطاب): هو محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلوذاني البغدادي (ت 510 هـ). 72 - (ابن المنجا): منجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخي (ت 695 هـ). 73 - (ابن الصيرفي): يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح بن رافع بن علي الحراني (ت 678 هـ). 74 - (ابن هبيرة): هو يحيى بن محمد بن هبيرة الدوري ثم البغدادي (ت 560 هـ). 75 - (الآزجي): هو يحيى بن يحيى الأزجي الفقيه صاحب "نهاية المطلب في علم المذهب". 76 - (ابن قندس): هو أبو بكر بن إبراهيم بن قندس تقي الدين البعلي (ت 861 هـ).

المبحث السابع رموز حرفية ذكرت في كتب المذهب الحنبلي

المبحث السابع رموز حرفية ذكرت في كتب المذهب الحنبلي - " ء" عند ابن عبد الهادي في "مغني ذوي الأفهام": تعني: والمسائل الغريبة التي عدتها أربعة آلاف، وتعني أيضًا: وَوفَاق الشافعي. - "هـ" ترمز لكلمة انتهى للإشعار بنهاية الكلام المنقول. - "أو" يذكرها يوسف بن ماجد المرداوي (ت 783 هـ) في كتاب له في بعض مواضع الخلاف. - "ت" عند ابن عبد الهادي في "مغني ذوي الأفهام" تعني: أن المسألة فيها خلاف في المذهب. - "ح" تأتي في كتب "المسائل" عند الإمام أحمد للتحويل، والانتقال من إسناد إلى إسناد آخر، وهي من اصطلاح المحدثين، وعند ابن عبد الهادي في "مغني ذوي الأفهام" تعني: وأبي حنيفة. - "خ" عند ابن مفلح في "الفروع" علامة على خلاف الأئمة الثلاثة، وكذلك عند ابن عبد الهادي في "مغني ذوي الأفهام". - "ح. ش منتهى" حاشية الشيخ علي بن عبد اللَّه بن عيسى على "شرح المنتهى" للشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن أبا بطين. - "ر" عند ابن مفلح في "الفروع" علامة على وجود روايتين عن الإمام أبي حنيفة أو الإمام مالك. - "ش" عند الزركشي وابن البناء رمز لبدء الشرح. عند ابن مفلح في "الفروع" علامة لخلاف الشافعي. عند ابن حميد في حاشيته على "شرح المنتهى" للبهوتي علامة على شرح الشيشيني للمحرر.

"ص" في "المقنع في شرح مختصر الخرقي" للبناء إشارة إلى المتن من "المختصر". رمز لحواشي ابن نصر اللَّه الحنبلي المتوفي سنة (844 هـ) على شرح الزركشي على مختصر الخرقي". في "المفردات" للبهاء المقدسي رمز لما ذكره الأصحاب ردًّا على الكيا. - "ع" في "المفردات" رمز لما زاده ابن عقيل في الرد على الكيا. في "الفروع" لابن مفلح- علامة لما أجمع عليه، وكذلك عند ابن عبد الهادي في "مغني ذوي الأفهام". وفي حاشية ابن حميد على "شرح المنتهى" يقصد به عبد الرحمن البهوتي (ت 1089 هـ). - "ع ب" في حاشية ابن حميد على "شرح المنتهى" للبهوتي يقصد الشيخ عبد الوهاب بن فيروز (ت 1205 هـ). - "غ" الشيخ الغنام بن محمد النجدي ثم الدمشقي (ت 1240 هـ). - "المص" المصنف - يقصد به ابن النجار صاحب "منتهى الإرادات" (ت 980 هـ). - "مص" في "الحاشية على منتهى الإرادات" لابن قائد النجدي يقصد به منصور ابن يونس البهوتي (ت 1051 هـ). - "م" عند ابن مفلح في "الفروع" علامة على خلاف مالك. عند ابن عبيدان في "زوائد الكافي والمحرر على المقنع" إذا انفرد صاحب "المحرر" بمسألة، جعل أولهام وآخرها نقطة. - "مط" يقصد به المتن المطبوع لكتاب: "أخصر المختصرات" للبلباني في شرح "كشف المخدرات" للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي. - "م ر" الإمام مرعى بن يوسف بن أبي بكر (ت 1033 هـ).

- "م س" محمد بن أحمد السفاريني (ت 118 هـ). - "هـ" عند ابن مفلح في "الفروع" علامة على خلاف أبي حنيفة. - "و" عند ابن مفلح في "الفروع" علامة على وفاق الأئمة الثلاثة للحنابلة، أو للأصح من مذهبهم، وكذلك علامة على وفاق أحدهم، وعند ابن عبد الهادي في "مغني ذوي الأفهام": وفاق الأئمة الثلاثة للحنابلة. - "ود" عند ابن عبد الهادي في "مغني ذوي الأفهام": وما فيه خلاف عندنا. - "وش" عند ابن عبد الهادي: تعني: ووفاق الشافعي. - "وهـ" عند ابن عبد الهادي: تعني: وأبي حنيفة. - "ن" عند ابن عبد الهادي: ووفاق أبي حنيفة. - "ي" عند ابن عبد الهادي تعني: أن المسألة لا خلاف فيها في المذهب. اختصارات ذكرها الشيخ العنقري النجدي (ت 1373 هـ) في حاشيته على "الروض المربع": - "ح ق ع" "حاشية منصور على الإقناع". - "م ص" أو ح "منتهى" "حاشية منصور على المنتهى". - "ع ن" "حاشية عثمان على المنتهى". - "م خ" "حاشية محمد الخلوتي على المنتهى". - "عوض" من هامش نسخة من متن "المنتهى" عليها تملك أحمد بن عوض المرداوي. - "فيروز" "حاشية فيروز على شرح المنتهى". - "م ق ر" من مجموع المنقور.

الباب الرابع تعدد الروايات عند الإمام أحمد: أسبابه، وكيف تعامل أصحابه معها

الباب الرابع تعدد الروايات عند الإمام أحمد: أسبابه، وكيف تعامل أصحابه معها القارئ لفتاوى الإمام أحمد يجد جواباته تنقسم إلى أربعة أقسام: 1 - جوابات أقسم عليها الإمام أحمد: وقد ألف في ذلك ابن القاضي أبي يعلى (ت 526 هـ) مصنفًا بعنوان: "المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد". 2 - جوابات لم يختلف فيها قول الإمام أحمد: وقد جمع أحد الباحثيين، وهو إبراهيم جالو محمد، تلك المسائل وقام بدراستها، وقدمها لنيل درجة الماجستير في الجامعة الإسلامية سنة 1419 هـ. 3 - جوابات ورد فيها روايتين عن الإمام أحمد في المسألة الواحدة: وأول من صنف في ذلك القاضي أبي يعلى (ت 458 هـ) في كتابه "الروايتين والوجهين"، جمع فيه ما يقارب من ألف مسألة، وذكر في كل مسألة روايتين أو وجهين، مع الاستدلال لكل رواية أو وجه بدليل أو أكثر من الكتاب أو السنة أو أقوال الصحابة أو التابعين، أو ذكر وجه ذلك من قياس أو تعليل مع بيان ما يرى أنه الراجح أو المذهب. 4 - جوابات ورد فيها أكثر من روايتين عن الإمام أحمد في المسألة الواحدة: وصنف ابن القاضي أبي يعلى في ذلك كتابه "التمام لما صح في الراويتين والثلاث والأربع عن الإمام والمختار من الوجهين عن أصحابه العرانين الكرام".

والحق أن تعدد الروايات عنه ترجع إلى عدة أسباب من أهمها ما يلي: 1 - أن الإمام رضي اللَّه عنه قد يجد للصحابة في المسألة قولين، ولم يجد حديثًا يرجح به أحد القولين على الآخر، فيترك المسألة، وفيها القولان المأثوران عن الصحابة. وقد تكون الأقوال أكثر من اثنين. قال ابن القيم رحمه اللَّه: إذا اختلفت الصحابة تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى الكتاب، والسنة، ولم يخرج عن أقوالهم، فإن لم يتبين له موافقة أحد الأقوال حكى الخلاف فيها، ولم يجزم بقول (¬1). أهـ. 2 - أن الإمام رضي اللَّه عنه كان متورعًا يكره البدعة في الدين، وأن يقول فيه من غير علم، ولما اضطر إلى الفتوى، وكثر استفتاؤه كان يتردد في القول أحيانًا، فقد يفتي بمقتضى الرأي، ثم يعلم الأثر في الموضوع، وقد يكون مغايرًا لما أفتى، فيرجع إليه مؤثرًا الرجوع عن أن يقول بغير الحديث، وربما لا يعلم من نقل عنه الرأي الأول الرجوع، فينقل عنه القولان في موضوع واحد، وبذلك نجد الرأي مختلف عند الرواة، أما الإمام فله رأي واحد في نفسه، وفي الواقع، ونفس الأمر. 3 - أن الإمام قد يفتى في إحدى الواقعات بما يتفق مع الأثر، ثم يفتي في واقعة أخرى تقارب الأولى، ولكن اقترنت بأحوال، وملابسات جعلت الأنسب أن يفتي فيها بما يخالف الأولى، فيجيء الرواة، فيروون الاثنين، وهم يحسبون أن بينهما تضاربًا؛ لعدم نظرهم إلى الملابسات التي اقترنت بكل واقعة منهما، والحقيقة أن لا تضارب؛ لأن كل واحدة جاءت في حال، وأحاطت بها ملابسات فصلتها عن الأخرى. ¬

_ (¬1) "أعلام الموقعين" 1/ 35.

4 - أن الإمام أحمد كان يضطر إلى استعمال الرأي، ومعلوم أن أوجه الرأي مختلفة متضاربة، وقد يتعارض في نظره وجهان من أوجه الرأي، أو يذكر الاحتمالين، أو الوجهين فتنسب الأصحاب إليه قولين (¬1). 5 - تفاوت أصحاب الإمام الذين نقلوا عنه مسائله في مراتب الفهم والفقه ودقة النقل عن الإمام. وأمثلة ذلك كثير، ومثاله: ما نقله الخلال عن حنبل: قال حنبل: قال أحمد: إن نسي التسمية على الذبيحة والكلب أبيح. قال الخلال: سها حنبل في نقله فإن في أول مسألته: إذا نسي وقتل لم يؤكل (¬2). ونقل حنبل أيضًا عن الإمام أحمد أنه قال في تكفين المحرم: لا تُغطى رجلاه. قال الخلال: لا أعرف هذا في الأحاديث، ولا رواه أحد عن أبي عبد اللَّه غير حنبل، وهو عندي وهم من حنبل، والحمل على أنه يغطي جميع المحرم، إلا رأسه، لأن إحرام الرجل في رأسه، ولا يمنع من تغطية رجليه في حياته، فكذلك في مماته (¬3). 6 - اختلاف الأصحاب والمصنفين في المذهب في تفسير ألفاظ الإمام أحمد في جواباته ودلالتها. ¬

_ (¬1) راجع: "أحمد بن حنبل" لأبي زهرة ص 200، و"تاريخ المذاهب الإسلامية" له أيضًا ص 539. (¬2) "المغني" 13/ 258. (¬3) "الروايتين والوجهين" 1/ 217، "المغني" 3/ 479.

عمل الأصحاب عند تعدد الروايات عن الإمام أحمد: 1 - إذا وجدوا عن الإمام في مسألة قولين عدلوا أولًا إلى الجمع بينهما بطريقة من طرق الأصول: إما يحمل عام على خاص أو مطلق على مقيد فإذا أمكن ذلك كان القولان مذهبه، وإن تعذر الجمع بينهما وعلم التاريخ فاختلف الأصحاب، فقال قوم: الثاني مذهبه، وقال آخرون: الثاني والأول، وقالت طائفة: الأول ولو رجع عنه. وصحح القول الأول المرداوي في "تصحيح الفروع". فإن جهل التاريخ فمذهبه أقرب الأقوال من الأدلة أو قواعد مذهبه ويخص عام كلامه بخاصه في مسألة واحدة (¬1). 2 - إن أفتى في مسألتين متشابهتين بحكمين مختلفين في وقتين؛ قال بعضهم: وبَعُدَ الزمن، ففي جواز النقل والتخريج -ولا مانع- وجهان. أحدهما: لا يجوز، ذكره أبو الخطاب في "التمهيد" وغيره، واقتصر عليه المجد، وجزم به الشيخ الموفق في "الروضة"، وقدمه ابن مفلح في أصوله، والطوفي في مختصره، وشرحه، وصاحب "الحاوي الكبير" وغيرهم. والوجه الثاني: يجوز ذلك، ذكره ابن حامد عن بعض الأصحاب، وجزم به في "المطلع"، وقدمه في "الرعايتين"، واختاره الطوفي في مختصره، وقال: إذا كان بعد الجد والبحث. وصحح المرداوي القول الأول، وقال: وكثير من الأصحاب على ذلك، وقد عمل به الشيخ الموفق، والمجد وغيرهما، وهو الصواب. فعلى الأول ¬

_ (¬1) راجع نص كلام ابن مفلح في ذلك، وتعليق المرداوي عليه في "الفروع"، و"تصحيح الفروع" المطبوعان مع "حاشية ابن قندس" نشر مؤسسة الرسالة 1/ 45 وما بعدها. ونقله ابن بدران أيضًا عنهما في "المدخل" صـ 136 وما بعدها.

يكون القول المخرج وجها لمن خرجه، وعلى الثاني يكون رواية مخرجة، ذكره ابن حمدان، وغيره. وقال ابن حمدان أيضا: قلت: إن علم التاريخ ولم يجعل أول قوليه في مسألة واحدة مذهبا له؛ جاز نقل حكم الثانية إلى الأولى في الأقيس، ولا عكس، إلا أن يجعل أول قوليه في مسألة واحدة مذهبا له مع معرفة التاريخ، وإن جهل التاريخ جاز نقل حكم أقربهما من كتاب، أو سنة، أو إجماع، أو أثر، أو قواعد الإمام ونحوه إلى الأخرى في الأقيس، ولا عكس، إلا أن يجعل أول قوليه في مسألة واحدة مذهبا له مع معرفة التاريخ، وأولى، لجواز كونها الأخيرة دون الراجحة (¬1). واعلم أن الخلاف في هذِه المسألة مبني على مسألة هل ما قيس على كلام الإمام أحمد مذهب له، أم لا؟ فيها قولان: الأول: أن ما قيس على مذهبه هو مذهب له. قال ابن مفلح: وهو الأشهر (¬2). وهو مذهب الأثرم، والخرقي، وغيرهما من المتقدمين، وقاله ابن حامد وغيره في "الرعايتين"، و"آداب المفتي"، و"الحاوي"، وغيرهم. وصححه المرداوي. الثاني: ليس بمذهب له. قال ابن حامد: عامة مشايخنا مثل الخلال، وأبي بكر عبد العزيز، وأبي علي، وإبراهيم، وسائر من شاهدناهم لا يجوزون نسبته إليه، وأنكروا على الخرقي ما رسمه في كتابه من حيث إنه قاس على قوله انتهى، ونصره الحلواني. ¬

_ (¬1) "تصحيح الفروع" مع "الفروع" و"حاشية ابن قندس" 1/ 42. (¬2) "الفروع" مع "تصحيح الفروع" و"حاشية ابن قندس" 1/ 42.

وقيل: إن جاز تخصيص العلة فهو مذهبه، وإلا فلا. قال الموفق في "الروضة"، والطوفي في مختصرها، وغيرهما: إن بين العلة فمذهبه في كل مسألة وجدت فيها تلك العلة، كمذهبه فيما نص عليه، وإن لم يبين العلة فلا وإن أشبهتها، إذ هو إثبات مذهب بالقياس، ولجواز ظهور الفرق له لو عرضت عليه (¬1). ¬

_ (¬1) انظر: "تصحيح الفروع" مع "الفروع" و"حاشية ابن قندس" 1/ 44. .

الباب الخامس مراحل تطور كتب الفقه الحنبلي وأصوله أو العلاقات بين نصوص الفقه الحنبلي

الباب الخامس مراحل تطور كتب الفقه الحنبلي وأصوله (¬1) أو العلاقات بين نصوص الفقه الحنبلي ¬

_ (¬1) من المصادر الأساسية التي اعتمدنا عليها في هذا الباب كتاب "المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة" للشيخ عبد الملك بن دهيش.

جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة لدار الْفَلاح وَلَا يجوز نشر هَذَا الْكتاب بِأَيّ صِيغَة أَو تَصْوِيره PDF إِلَّا بِإِذن خطي من صَاحب الدَّار الْأُسْتَاذ/ خَالِد الرِّبَاط الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009 م رقم الْإِيدَاع بدار الْكتب 19194/ 2009 دَار الْفَلاح للبحث العلمي وَتَحْقِيق التراث 18 شَارِع أحمس - حَيّ الجامعة - الفيوم ت: 01000059200 [email protected]

الْجَامِعُ لِعُلوْم الإِمَامِ أَحْمد [2]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

§1/1