الجامع لعلوم الإمام أحمد - التفسير وعلوم القرآن

أحمد بن حنبل

باب معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل وما نزل منه بمكة وما نزل بالمدينة

كتاب علوم القرآن وما جاء في آياته من تفسير باب معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل وما نزل منه بمكة وما نزل بالمدينة 3155 - أول ما نزل وآخر ما نزل قال المروذي: قال أحمد: أول شيء نزل من القرآن {اقْرَأْ} وآخر شيء نزل من القرآن المائدة. "طبقات الحنابلة" 1/ 141، "بدائع الفوائد" 3/ 99 3156 - ما جاء فيما نزل بمكة نزل بالمدينة من القرآن قال المروذي: قال أحمد: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} بالمدينة {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} بمكة نزلت، وقال: أربع سور نزلت بالمدينة: (البقرة) و (آل عمران) و (النساء) و (المائدة) وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ} [الحج: 52] أربع آيات آخرها {تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج: 55] هذِه نزلت بمكة، والباقي بالمدينة. "طبقات الحنابلة" 1/ 149 قال المروذي: وقال: أربع سور أنزلت بالمدينة: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، قال: بالمدينة، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} قال: بمكة.

وقال المروذي: قال أحمد: وقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} بالمدينة صحيح، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} بمكة فمنه ما هو بالمدينة ومنه ما هو بمكة، فالبقرة مدنية وفيها {يَاأَيُّهَا النَّاسُ}. "بدائع الفوائد" 3/ 99

باب وجوب تعلم القرآن وحفظه وفضل حمله

باب وجوب تعلم القرآن وحفظه وفضل حمله 3157 - وجوب تعلم القرآن إذا لم يوجد من يقوم به قال صالح بن زياد السوسي: سألت أبا عبد اللَّه عن الإمام يخاف أن يُمتحن على الإمامة؟ قال: يتركها. قلت: فالمؤذن يخاف أن يمتحن على الأذان؟ قال: يتركه. قلت: فالمقرئ يخاف أن يمتحن على القراءة؟ قال: لا يتركها؛ ليس كل الناس يحفظ القرآن. "طبقات الحنابلة" 1/ 468 - 469 3158 - ما جاء في أن أول ما يقرأه ويتعلمه القرآن قال عبد اللَّه: قال أبي: حدثنا ابن علية قال: إنما كرهوا الكتاب؛ لأن من كان قبلكم اتخذوا الكتب فأعجبوا بها، فكانوا يكرهون أن يشتغلوا بها عن القرآن. "العلل" رواية عبد اللَّه (2731) قال الخلال: قال أحمد بن بشر بن سعيد الكندي: سألت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل قلت: رجل قرأ القرآن وحفظه، وهو يكتب الحديث، يختلف إلى المسجد، ويقرأ ويُقرئ ويفوته الحديث أن يطلبه، فإن طلب الحديث فاته المسجد، وإن قصد المسجد فاته طلبُ الحديث، فما تأمره؟ قال: بذا وبذا، فأعدت عليه القول مرارًا، كل ذلك يُجيبني جوابًا واحدًا: بذا وبذا. "الطبقات" 1/ 50 - 51

3159 - فضل حمل القرآن وتلاوته

قال الميموني: سألت أحمد: أيما أحب إليك أبدأ ابني بالقرآن أو بالحديث؟ قال: بالقرآن. قلت: أعلمه كله؟ قال: إلا أن يعسر عليه فتعلمه منه، ثم قال لي: إذا قرأ أولًا تعود القراءة ولزمها. "طبقات الحنابلة" 2/ 595، "الآداب الشرعية" 2/ 33، "الفروع" 1/ 551، "معونة أولي النهى" 2/ 305 3159 - فضل حمل القرآن وتلاوته قال ابن هانئ: قلت لأبي عبد اللَّه: قلت لأبي عبد اللَّه: ما معني: "لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار" (¬1)؟ قال: هذا يرجى لمن القرآن في قلبه، ألا تمسّه النار. "في إهاب" يعني: في جلد، يعني: في قلب رجل. وقال في موضع آخر: "في إهاب" في جلد. "مسائل بن هانئ" (2019) ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 4/ 151، والدارمي 4/ 2086 (3353)، وأبو يعلى 3/ 284 (1745)، والطبراني 17/ 308 (850) من طريق ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر. . الحديث. قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 158: رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وفيه خلاف. وقال الألباني في "الصحيحة" (3562): وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات؛ على ضعف في مشرح بن هاعان ردًا على قول الحافظ فيه: مقبول، وقد قال ابن عدي: صدوق، لا بأس به.

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "إنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ عز وجل بشئ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ" (¬1) يعني القرآن. وقال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا جرير، عن منصور، عن هلال، عن فروة بن نوفل الأشجعي قال: كنت جارًا لخباب، فخرجت يومًا من المسجد، وهو آخذ بيدي، فقال: يا هنتاه، تقرب إلى اللَّه عز وجل بما استطعت، فإنك لن تقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه. "الزهد" ص 46 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا سيار، حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: إن اللَّه تبارك وتعالى يقول: أريد عذاب عبادي، فإذا نظرت إلى جلساء القرآن، وعمار المساجد، وولدان الإسلام سكن غضبي يقول: صرفت عذابي. "الزهد"، رواية عبد اللَّه صـ 122 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن المعلى -رجل من كندة- عن (فلان بن عبد الرحمن بن يزيد) (¬2) قال: قال عبد اللَّه: إن هذا القرآن شافع مشفع وما حل ¬

_ (¬1) رواه الترمذي (2912). وقال البخاري في "خلق أفعال العباد" (404): هذا الخبر لا يصح لإرساله وانقطاعه. وقال الألباني في "الضعيفة" (1957) وهذا مع إرساله فيه العلاء بن الحارث، وكان قد اختلط، وهذا وقد كنت غفلت عن هذِه العلة فأوردت الحديث في "الصحيحة" (961) وخرجته هناك بنحو مما هنا دون أن أتنبه لها. أهـ بتصرف. (¬2) هو محمد بن عبد الرحمن بن يزيد أبو جعفر الكوفي، روى عن: عمه الأسود بن =

مصدق، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 194 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا هارون، -يعني: ابن عنبرة- عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد اللَّه قال: إن هذِه القلوب أوعية فأشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيره. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 201 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثني محمد بن بشر، حدثنا مسعر قال: سمعت معنًا قال: قال عبد اللَّه: إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب اللَّه القرآن. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 203 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا حجاج، أنبأنا جرير، عن سليمان بن شرحبيل، عن أبي أمامة أنه قال: اقرءوا القرآن، ولا يغرنكم المصاحف المعلقة؛ فإن اللَّه عز وجل لا يعذب قلبًا وعاءً للقرآن. "الزهد" رواية عبد اللَّه 253 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، أنبأنا يونس، أخبرني مولى الأحنف بن قيس قال: كان الأحنف قلما خلا إلا دعا بالمصحف. "الزهد" رواية عبد اللَّه 286 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا أبو معاوية الغلابي، حدثني رجل من قوم عامر أن عامرًا أتى امرأة من بلعنبر يعزيها على أخ لها كان آخر من بقى ¬

_ = يزيد وأبيه عبد الرحمن بن يزيد وعلقمة بن قيس. وروى عنه الحكم بن عتيبة ومسلمة ابن كهيل. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 25/ 648.

من أهلها، فقال لها: تعزي بالقرآن؛ فإنه من لم يتعز بالقرآن تقطعت نفسه على الدنيا. "الزهد" رواية عبد اللَّه 287 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد اللَّه، حدثنا وهب قال: قيل لرجل ألا تنام؟ قال: إن عجائب القرآن أذهبت نومي. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 315 قال عبد اللَّه: قرأت على أبي: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي الأحوص، وأبي البختري أن ابن مسعود، قال: تعلموا القرآن واتلوه؛ فإنكم تؤجرون بكل اسم فيه عشرا، أما إني لا أقول بألف لام ميم عشرا ولكن بالألف عشرا وباللام عشرا وبالميم عشرا. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 377 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثني سيار، حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار، يقول: يا حملة القرآن ما زرع القرآن في قلوبكم، فإن القرآن ربيع المؤمنين كما أن الغيث ربيع الأرض، فقد ينزل الغيث من السماء فيصيب الحش فيه الحبة ولا يمنعه نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن فيه، حيلة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ أين أصحاب سورة؟ أين أصحاب سورتين؟ ما علمتم فيها؟ "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 386 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا يحيى بن آدم، حدثني عبد الرحمن بن حميد قال: سمعت أبا إسحاق يقول: أقرأ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنة.

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر وبهز قالا: حدثنا شعبة، وحجاج، حدثني شعبة قال: سمعت علقمة بن مرثد يحدث: عن سعيد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان بن عفان، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (¬1). قال بهز في حديثه: خيركم من تعلم القرآن وعلمه". قال محمد بن جعفر وحجاج في حديثهما: قال أبو عبد الرحمن السلمي: فذلك الذي أقعدني هذا المقعد. "الزهد" رواية عبد اللَّه 438 قال الخلال: كتب إليّ يوسف بن عبد اللَّه الإسكافي: حدثنا الحسن ابن علي بن الحسن أنه سأل أبا عبد اللَّه عن الرجل يشرع له وجه بر فيحمل نفسه على الكراهة، وآخر يشرع له فيسر بذلك، فأيهما أفضل؟ قال: ألم تسمع قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من تعلم القرآن وهو كبير يشق عليه فله أجران" (¬2). "تقرير القواعد" 1/ 136 ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 1/ 58، والبخاري (5027). (¬2) رواه الإمام أحمد 6/ 48، والبخاري (4937)، ومسلم (798) من حديث عائشة - رضي اللَّه عنها- بنحوه.

3160 - ما جاء في فضل قراءة {قل هو الله أحد}

فصل ما جاء في فضل قراءة سور من القرآن 3160 - ما جاء في فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ: حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فكأنما قرأ ثلث القرآن" (¬1). فلم يقم لي على أمر بين. قال إسحاق: إنما معنى ذلك أن اللَّه عز وجل جعل لكلامه فضلًا على سائر الكلام، ثم فضل بعض كلامه على بعضٍ، فجعل لبعضه ثوابًا أضعاف ما جعل لغيره من كلامه، فـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إنما تعدل بثلث القرآن أي: لتحريض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمته على تعليمه وكثرة قراءته، وليس معناه: أن لو قرأ القرآن من أوله إلى آخره أن قراءة ثلاث مرات: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ذلك. لا، ولو قرأ أكثر من مائتي مرة، وكذلك قراءة سائر السور إذ فضل بعضها على بعض، وجعل ثواب بعضها أكثر من ثواب بعض، ولكن فيما وصف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيان أن كل قراءة قدر هذِه السور التي فضلت وبين ثوابها لا يعدلها شيء من القرآن إذا كان كقدره. "مسائل الكوسج" (3235) ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 3/ 23، والبخاري (5013) من حديث أبي سعيد الخدري، ومسلم (811) من حديث أبي الدرداء.

باب آداب الناس مع القرآن

باب آداب الناس مع القرآن 3161 - حكم نقش القرآن على الجدر وفي الثياب وغيرها قال إسحاق بن منصور: قلت لأحمد بن حنبل: يُكتب في الخاتم ذكر اللَّه عز وجل، أو شيء من القرآن؟ قال: لا يكتب فيه ذكر اللَّه عز وجل. قال إسحاق: كما قال؛ لما يدخل فيه الخلاء. "مسائل الكوسج" (3481) قال المروذي: سألت أبا عبد اللَّه عن الستر يكتب عليه القرآن، فكره ذلك، وقال: لا يكتب القرآن على شيء منصوب، لا ستر ولا غيره. "الورع" (455) 3162 - تزيين المصاحف بالذهب وتعشيره قال إسحاق بن منصور: قلت: يكره أن يزين المصحف بالذهب أو يعشر؟ قال: أما يعشعر فليس به بأس، وأما النقط ما أنفعه، والتزين بالذهب والفضة مكروه. قال إسحاق: كل هذا مكروه؛ لأنه محدث. "مسائل الكوسج" (3498)

3163 - حكم تقسيم المصحف لحمله

3163 - حكم تقسيم المصحف لحمله قال أبو الفضل صالح: سألت أبي عن رجل عنده مصحف جامع، يريد أن ينقضه، ويجعله أثلاثًا؛ ليكون أخف عليه، فأيش ترى في ذلك؟ قال: لا أعلم به بأسًا. "مسائل صالح" (138) 3164 - حكم تسمية السور بأسمائها قال إسحاق: يكره أن يقال: سورة كذا وكذا؛ لما سنَّ ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- ذلك؟ قال: لا أدري ما هو. قال إسحاق: لا، بل السنة أن يقال: سورة كذا وكذا؛ لما سن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- (¬1) ذلك. "مسائل الكوسج" (3326) 3165 - حرق المصحف أو الصحف التي فيها الذكر ومحو اللوح بالقدم قال إسحاق بن منصور: قلت: يحرق المصحف إذا كان فيه ذكر اللَّه عز وجل؟ قال أحمد: الدفن عندي كان أحسن. ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 1/ 374، والبخاري (1747)، ومسلم (1296).

قال إسحاق: كما قال، إلا أن يمحى الاسم ثم يحرق إن شاء. "مسائل الكوسج" (3225) قال إسحاق بن منصور: قلت: الصحف تجتمع عند الرجل فيها اسم اللَّه عز وجل أيحرقها؟ قال: يمحوها أعجب إليّ. قال إسحاق: يمحو ذكر اللَّه تعالى منه، ثم يحرق إن شاء أو يدفن. "مسائل الكوسج" (3522) قال ابن هانئ: ومحوت قدام أبي عبد اللَّه لوحًا بشيء، فقال: لا تملأ ثيابك سوادًا، أمح لوحك برجلك. "مسائل ابن هانئ" (2003) قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا صاحب لنا عن مغيرة عن إبراهيم أنه كان يقول في الصحف إذا بلي، قال يدفن ولا يحرق. سمعت أبي يقول هذا من حديث شيخ كتبنا عنه يقال له: إبراهيم بن عطية. "العلل" رواية عبد اللَّه (2245)

باب آداب معلم القرآن ومتعلمه

باب آداب معلم القرآن ومتعلمه 3166 - 1 - أن يقصد بذلك رضا اللَّه عز وجل لا لغرض من أغراض الدنيا قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الوهاب، أنبأنا الحريري، عن أبي الورد، عن وهب بن منبه قال: ظهرت في بني إسرائيل قراء فسقة، وسيكثرون فيكم. "الزهد" رواية عبد اللَّه 128 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبيد اللَّه بن محمد قال: سمعت ابن عامر يقول: كانت لغزوان أم، وكانت ترى شغله بالقرآن فتقول: يا هذا الذي قد شغلك ما ترى فيه؟ قال: فيقول: أرى فيه موعودًا حسنًا ووعيدًا شديدًا. قال: فتقول له: هل ترى فيه أنيقًا أضللناها عام كذا وكذا؟ قال: فيقول: أرى فيه موعودًا حسنًا ووعيدًا شديدًا. "الزهد" رواية عبد اللَّه 256 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا هاشم، حدثنا المبارك، عن الحسن قال: قال عمر بن الخطاب: اقرءوا كتاب اللَّه عز وجل، وسلوا اللَّه عز وجل به قبل أن يقرأه أقوام يسألون به الناس. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 477

3167 - هل للمسلم أن يعلم غير المسلمين القرآن؟

3167 - هل للمسلم أن يُعلم غير المسلمين القرآن؟ قال أبو داود: سمعت أحمد سئل، عن المسلم يعلم ولد المجوسي واليهودي والنصراني القرآن؟ قال: لا يعجبني. "مسائل أبي داود" (1837) قال مهنا: سألت أحمد: هل ترى للرجل المسلم أن يعلم غلامًا مجوسيًا شيئًا من القرآن؟ قال: إن أسلم فنعم، وإلا فأكره أن يضع القرآن في غير موضعه. قلنا: فيعلمه أن يصلي على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: نعم. "أحكام أهل الملل" 1/ 121 (131)، "معونة أولي النهى" 4/ 483. 3168 - 2 - التخلق بالخلق الحسن والخصال الحميدة قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، حدثنا مالك بن مغول، حدثنا أبو يعفور، عن المسيب بن إبراهيم، عن عبد اللَّه بن مسعود قال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخطئون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيًا محزونًا حليمًا سكينًا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيًا ولا غافلًا ولا صخابًا ولا ضاحكًا ولا حديدًا. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 201 - 202 قال عبد اللَّه: قرأت على أبي هذا الحديث: حدثنا محمد بن مصعب قال: سمعت مخلد بن حسين ذكر: عن هشام أن عجوزًا كانت مولاة

3169 - 3 - تعهد القرآن والإكثار من تلاوته

لعامر، وكانت تكون معه في بيته، قالت: ما كان يخلو بأحد دوني إلا أنه دخل عليه قوم مرة، فكلموه بشيء لم أدر ما قالوا، غير أني سمعت عامرًا وهو يقول لهم: أذكركم اللَّه، أنشدكم اللَّه أن تكونوا عارًا على أهل القرآن. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 278 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا حجاج، حدثنا حمزة الزيات، عن منصور السلمي عن الحسن قال: اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه، رب حامل فقه غير فقيه، ومن لم ينفعه علمه ضره جهله. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 347 3169 - 3 - تعهد القرآن والإكثار من تلاوته قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ما أشد ما جاء فيمن حفظ القرآن، ثم نسيه. قيل لأحمد: يعني ينسى من حفظه؟ قال: نعم، ينام عنه حتى ينسى. "مسائل أبي داود" (493) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو خلدة، عن أبي العالية قال: كنا نعد من أعظم الذنب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام لا يقرأ منه شيئًا. قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا زيد بن الحباب، أنبأنا خالد بن دينار قال: سمعت أبا العالية قال: كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 368

3170 - في كم يختم القرآن؟

3170 - في كم يختم القرآن؟ قال إسحاق بن منصور: قلت: في كم يقرأ الرجل القرآن؟ قال: أقل ما سمعنا أربعون، وأكره له دون ثلاث. قال إسحاق: كما قال، أجاد. "مسائل الكوسج" (379) قال إسحاق: وأمَّا قارئ القرآن حفظًا أو نظرًا فإِنَّه يُستحب له أن لا يجاوزَ أربعين يومًا حتَّى يكون خاتمًا فيه مرة؛ لما أمرَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما- أن يقرأه في أربعين حين سأله: إنِّي جمعتُ القرآنَ ففي كم أقرؤه؟ فبدأ: "اقرأه في أربعين" (¬1). فالرخصة لمن جمعَ القرآن هذا الوقت أكثره، مع أن أكثر الرواية أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حيث سأله قال له: "اقرأه في شهر" (¬2)، ونرجو الأربعين؛ لما ذكر في الحديث. وأما الذي يُستحب لمن حمل القرآن حتى حفظ أن يقرأ في السبع أو الثمان، وإن كان في ثلاث فهو أفضل، ولا يقرؤه في دون ثلاث، إلا أن يحب في الأحايين ختم القرآن ليدعو دعوةً يطمع في الإجابة، كنحو دخوله الكعبة، أو ليلة القدر، أو ما أشبه ذلك، فأما الإمام ففي ثلاث. "مسائل الكوسج" (3447) ¬

_ (¬1) رواه أبو داود (1395)، والترمذي (2947) وقال: حديث حسن غريب. وقال الألباني في "الصحيحة" (1512): وظاهر إسناده الصحة. (¬2) رواه الإمام أحمد 2/ 158 مطولًا، والبخاري (5054)، ومسلم (1159) من حديث عبد اللَّه بن عمرو.

قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: أكثر ما سمعنا أن يختم القرآن في أربعين. "مسائل أبي داود" (494) قال ابن هانئ: وسئل: في كم يقرأ الرجل القرآن؟ قال: أقل ما يقرأ في سبع. "مسائل ابن هانئ" (506) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 443 قال عبد اللَّه: كان أبي يختم القرآن في النهار في كل سبعة، يقرأ في كل يوم سُبعًا. وقال حنبل: كان أبو عبد اللَّه يختم من الجمعة إلى الجمعة. "المغني" 2/ 611 نقل بكر بن محمد عن أبيه وقد سأله عن الرجل يختم القرآن في أقل من سبع؟ قال: ما يعجبني، ولا أعلم فيه رخصة، ثم ذكر أبو عبد اللَّه بعد أن نظر في حديث عبد اللَّه بن عمرو: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث" (¬1). فهذِه رخصة. "الآداب الشرعية" 2/ 280 ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 2/ 165، وأبو داود (1395)، والترمذي (2949)، وابن ماجه (1347). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الألباني في "صفة صلاة النبي" ص 119: رواه الإمام أحمد بسند صحيح. وانظر: "صحيح أبي داود". (1257).

قال المروذي: كنت مع أبي عبد اللَّه نحوًا من أربعة أشهر بالعسكر، ولا يدع قيام الليل، وقراءة النهار، فما علمت بختمة ختمها، وكان يُسرُّ بذلك. "الآداب الشرعية" 2/ 282

باب ما جاء في آداب تلاوة القرآن

باب ما جاء في آداب تلاوة القرآن 1 - القراءة في مكان طاهر 3171 - حكم القراءة في الطريق قال إسحاق بن منصور: قلت لأحمد -رضي اللَّه عنه-: يقرأ في الطريق؟ قال: لا بأس. "مسائل الكوسج" (411) قال ابن هانئ: وخرجت مع أبي عبد اللَّه إلى مسجد الجامع، فسمعته يقرأ سورة الكهف، ففهمت من قراءته: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}. "مسائل ابن هانئ" (1964) 3172 - حكم قراءة القرآن في الحمام قال إسحاق بن منصور: قلت: هل يقرأ في الحمام؟ قال: ما هو ببيت قراءة. قال إسحاق: كما قال. "مسائل الكوسج" (62) 3173 - 2 - قراءة بسم اللَّه الرحمن الرحيم عند كل سورة سوى براءة قال صالح: وسألته عن سورة الأنفال وسورة التوبة: هل يجوز للرجل أن يفصل بينهما بـ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؟ قال أبي: يُنتهى في القرآن إلى ما أجمعوا عليه أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-

3174 - تحسين الصوت بالقرآن والجهر به

لا يزاد فيه ولا ينقص. "مسائل صالح" (168) 3174 - تحسين الصوت بالقرآن والجهر به قال صالح: قلت: قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" (¬1) ما معناه؟ قال أبي: التزيين: أن يحسنه. "مسائل صالح" (287) قال صالح: قلت: قوله: "ما أذن اللَّه لشيء كإذنه لنبي يتغني بالقرآن يجهر به" (¬2) ما معناه؟ قال أبي: إذا رفع صوته فقد تغني به. "مسائل صالح" (288) قال ابن هانئ: وقال أبو عبد اللَّه يومًا، وكنت سألته عنه: تدري ما معنى: "من لم يتغن بالقرآن" (¬3). ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 4/ 83، وأبو داود (1468)، وابن ماجه (1342) والنسائي 2/ 179، وصححه ابن حبان 3/ 25 (749)، والحاكم 1/ 571. وعلقه البخاري قبل حديث (7544) كلهم من حديث البراء بن عازب وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1320) وقال: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عوسجة وهو ثقة. . (¬2) رواه الإمام أحمد 2/ 271، والبخاري (5023)، ومسلم (792) من حديث أبي هريرة. (¬3) رواه الإمام أحمد 1/ 172، وأبو داود (1469)، والدارمي 4/ 2187 (3531)، وصححه ابن حبان 1/ 326 (120)، والحاكم 1/ 569 قال الألباني في "صحيح أبي داود" (1321): إسناده صحيح.

3175 - حكم القراءة بالنظر دون النطق

قلت: لا. قال: هو الرجل يرفع صوته، هذا معناه، إذا رفع صوته فقد استغنى به. "مسائل ابن هانئ" (2021) 3175 - حكم القراءة بالنظر دون النطق قال عبد اللَّه، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن الحسين، حدثنا ربيع بن منذر، عن أبيه قال: رأيت الربيع بن خثيم يقرأ في المصحف ولا يحرك شفتيه. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 410 3176 - حكم القراءة بالألحان قال صالح: قال أبي: كنا عند وهب بن جرير سنة مائتين، وكان محمد بن سعيد الترمذي قد نزل قريبًا من منزل أبي داود، فاجتمعنا عند وهب بن جرير، فقال لي إنسان: قل لمحمد يقرأ. فقلت: ما سمعت قراءته قط، أو كلامًا نحو هذا. فقلت لأبي: إنه يحكى عنك أنك قلت: ما سمعت قراءته، وإني لأشتهي أن أسمعها. فقال: قد كان مني ما أخبرتك، وما علمت إلَّا خيرًا، إلَّا هذِه القراءة. "مسائل صالح" (347) قال ابن هانئ: رأيت أبا عبد اللَّه يضرب ابنته على اللحن وينتهرها. "مسائل ابن هانئ" (508) قال ابن هانئ: ورأيت أبا عبد اللَّه، وكنت أقرأ عليه شيئًا في الحديث، فأشكل عليه حرف من {الر كِتَابٌ} فلحنه.

ثم قال أبو عبد اللَّه: كان أبو النضر إذا أشكل عليه شيء من هذا لحنه. "مسائل ابن هانئ" (1965) قال عبد اللَّه: سمعت أبي وقد سئل عن القراءة بالألحان فقال: محدث، إلَّا أن يكون طباع ذلك، يعني طبع الرجل كما كان أبو موسى الأشعري. "مسائل عبد اللَّه" (1598) قال عبد اللَّه: فال أبي: كنا عند وهب بن جرير، وكان محمد بن سعيد الترمذي، فسألوه أن يقرأ. فقال: لا أقرأ أو يأمرني أحمد. قال: فلم أفعل. قال أبو عبد الرحمن: فقلت لمحمد بن سعيد: لم لم تقرأ؟ قال: خفت ألا تعجبه قراءتي فتكون عليّ وصمة. "والعلل" رواية عبد اللَّه (2563) قال عبد اللَّه: سألت أبي عن القراءة بالألحان فكرهها، وقال: لا إلا أن يكون طبع الرجل مثل قراءة أبي موسى حدرًا. "العلل" رواية عبد اللَّه (2564) قال الخلال: وأخبرني يوسف بن موسى أن أبا عبد اللَّه سئل عن القراءة بالألحان؟ فقال: لا يعجبني، إلّا أن يكون جرمه. قيل له: فيقرأ بحزن يتكلف ذلك؟ قال: لا يتعلمه، إلَّا أن يكون جرمه (¬1). وقال: وأخبرني محمد بن علي السمسار أن يعقوب بن بختان حدثهم أنه قال لأبي عبد اللَّه: فالقرآن بالألحان؟ ¬

_ (¬1) الجرم: الحلق، والصوت، أو جهارة الصوت جمعه أجرام، وجروم، وجرم بضمتين (القاموس المحيط 4/ 89).

فقال: لا، إلَّا أن يكون جرمه -أو قال: صوته مثل صوت أبي موسى، فأما أن يتعلمه فلا. وقال: وأخبرني محمد بن الحسن، أن الفضل حدثهم قال: سمعت أبا عبد اللَّه سئل عن الألحان، فكرهه وقال: يحسَّنه بصوته، من غير تكلف. "الأمر بالمعروف" للخلال (200 - 202) وقال الخلال: أخبرني منصور بن الوليد قال: حدثنا علي بن سعيد قال: سألت أبا عبد اللَّه عن القراءة بالألحان؟ فقال: ما يعجبني هو محدث. وقال: أخبرني الحسين بن الحسن قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث قال: سئل أبو عبد اللَّه عن القراءة بالألحان؟ وأنا محمد بن علي قال حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سألت أبا عبد اللَّه عن القراءة بالألحان؟ فقال: كل شيءٍ محدث فإنه لا يعجبني، إلَّا أن يكون صوت الرجل، لا يتكلفه. قلت: ما لم يكن شيئًا بعينه لا يعدوه؟ قال: نعم. وقال: أخبرني محمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم أن أبا عبد اللَّه قيل له: القراءة بالألحان والترنُّم عليه؟ قال: بدعة. قيل له: إنهم يجتمعون عليه ويسمعونه. قال: اللَّه المستعان. وقال: وأنا أبو بكر المروذي، قال: سئل أبو عبد اللَّه عن القراءة بالألحان فقال: بدعة، لا يُسمع.

وقال: أخبرني الحسن بن صالح العطار قال: حدثنا يعقوب الهاشمي قال: سمعت أبي أنه سأل أبا عبد اللَّه عن القراءة بالألحان؟ فقال: هو بدعة ومحدث. قلت: تكرهه يا أبا عبد اللَّه. قال: نعم، إلا ما كان من طبع، كما كان أبو موسى، أما من يتعلمه بالألحان فمكروه. قلت: إن محمد بن سعيد الترمذي ذكر أنه قرأ ليحيى بن سعيد. فقال: صدقت، كان قرأ له، وقال: قراءة القرآن بالألحان مكروهة. "الأمر بالمعروف" للخلال (205 - 209). قال الخلال: أخبرني أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: إنهم قالوا عنك: إنك كنت عند وهب بن جرير، فسألت ابن سعيد أن يقرأ، فقال: ما سمعت منها شيئًا قط، وقال: لا يعجبني إلَّا أن يكون جرم الرجل مثل جرم أبي موسى الأشعري حين قال له عمر: ذكرنا ربنا يا أبا موسى، فقرأه عنده. وذكر عن أنس وعن التابعين فيه كراهية (¬1). قلت: أليس يروى عن معاوية بن قرة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجع عام الفتح وقال: لو شئت أن أحكي لكم اللحن (¬2). فأنكر أبو عبد اللَّه أن يكون هذا على معنى الألحان. ¬

_ (¬1) رواه ابن أبي شيبة 6/ 120 (29940)، والدارمي 4/ 2194 (3545). (¬2) رواه الإمام أحمد 4/ 86، والبخاري (4281)، ومسلم (794) عن معاوية بن قرة عن عبد اللَّه بن مغفل -رضي اللَّه عنه- به. وليس فيه لفظ اللحن. بل القراءة والترجيع.

وما روي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لنَّبِيٍّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآن" (¬1). وقوله: "لَيْسَ مِنَّا مَن لَم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآن" (¬2). فقال: كان ابن عيينة يقول: فيستغني بالقرآن، يعني: الصوت. وقال وكيع: يستغني به. وقال الشافعي: يرفع صوته. وأنكر أبو عبد اللَّه الأحاديث التي يحتج بها في الرخصة في الألحان. "الأمر بالمعروف" للخلال (213) قال الخلال: وأخبرنا أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: إن رجلًا له جارية تقرأ بالألحان، وقد خرج أحاديث يحتج بها. فأنكر أن يكون على معنى الألحان. قلت: قد روى ابن جُريج عن عطاء أنه لم ير بقراءة الألحان بأسًا. فقال: قد روي عن ابن جريج شيء ليس أدرى كيف هو. قال الخلال: قال المروذي: وقرئ على أبي عبد اللَّه: محمد بن إدريس قال: شهدت الأعمش وقرأ عند عورك بن الحضرمي، فقرأ هذِه القراءة بالألحان فقال الأعمش: قرأ رجل عند أنس نحو هذِه القراءة فكره ذلك أنس. وقرئ على أبي عبد اللَّه: إسماعيل، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين: سُئل عن هذِه الأصوات التي يقرأ بها، فقال: هو محدث. "الأمر بالمعروف" للخلال (216 - 218) ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 2/ 271، والبخاري (5023)، ومسلم (792) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-. (¬2) رواه الإمام أحمد 1/ 172 البخاري (7527) من حديث أبي هريرة.

قال الخلال: وأنا أبو بكر قال: قرئ على أبي عبد اللَّه: بهز قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا عمران: عبد اللَّه بن طلحة الخزاعي، أن رجلًا كان يقرأ لهم بالمدينة في مسجد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فطرب ذات ليلة فأنكر ذلك القاسم بن محمد وقرأ هذِه الآية {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}. وقال: أخبرنا الحسن بن جحدر قال: حدثنا عبد اللَّه بن يزيد العكبريُّ قال: سمعت رجلًا سأل أحمد بن حنبل فقال: ما تقول في القراءة بالألحان؟ فقال له أبو عبد اللَّه: ما اسمك؟ قال: محمد. قال: فيسرك أن يقال: يا موحاماد، ممدودًا. وقال: وأخبرنا أبو بكر المروذي قال: سمعت عبد الرحمن المتطبِّب يقول: قلت لأبي عبد اللَّه في قراءة الألحان؟ فقال: يا أبا الفضل، اتخذوه أغاني، اتخذوه أغاني، لا يسمع من هؤلاء. "الأمر بالمعروف" للخلال (220 - 222) وقال الخلال: أخبرني محمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: يعجبني من قراءة القرآن السهلة، فأما هذِه الألحان فلا تعجبني. وقال: أخبرني أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد اللَّه ونحن راجعون من العسكر يقول لرجل: لو قرأ؟ وجعل أبو عبد اللَّه ربما تغرغرت عيناه. وقال: وكنت أرى أبا بكر المروذي إذا جاء من يقرأ القراءة السهلة الحزينة يأمره فيقرأ.

3177 - ما جاء في قراءات القرآن وما يستحب منها وما يكره

وكان أكثر ما أراه يقول له: اقرأ: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)} [الواقعة: 49 - 50]. وقال الخلال: أخبرني إسماعيل بن الفضل بطرسوس قال: سمعت أبا أمية محمد بن إبراهيم قال: سألت أبا عبد اللَّه عن القوم يجتمعون ويقرأ لهم القارئ قراءة حزينة، فيكون ربما أطفئوا السُّرج؟ فقال لي أحمد: إن كان يقرأ قراءة أبي موسى فلا بأس. "الأمر بالمعروف" (225 - 228) 3177 - ما جاء في قراءات القرآن وما يستحب منها وما يكره قال صالح: وسمعت أبي يقول: قال شعبة: لو كلمت أبا حصين لطم عيني. سمعت أبي يقول: قال أبو حصين: كنت ولا يصطلى بناري. قال أبي: كان الأعمش يقرئ في المسجد، وكان قارئ يقرأ على الأعمش، فقال للقارئ: إِذا قرأت الحوت فاهمزها. قال: وكان أبو حصين يسمع قراءتهم، وكان أبو حصين يؤمهم، قال: فصلى بهم، فقرأ الحوت فهمزها، فلما انصرفوا قال الأعمش: لقد أصبح صلب الحوت مكسورًا. قال: فقام أبو حصين بالنعل فلطمه، فشجه. قال: وكان أبو حصين رجلًا من العرب. قال: فلم يقل له الأعمش شيئا. قال: فتحول الأعمش من بني أسد.

قال أبي: قال شعبةٍ: قال أبو مريم لأبي حصين: حدثك يحيى بن وثاب، أن مسروقًا حدثه، أن عبد اللَّه حدثه؟ -قال: واجترأ عليه- قال أبو حصين: نعم. "مسائل صالح" (423) قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن توبة الهلالي قال -وكان يقرأ قراءة عبد اللَّه- {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ} [النمل: 66]. "مسائل صالح" (502) قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن: (عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ) أحبُّ إليك أو {عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: الآية 46]. قال: (عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ). "مسائل أبي داود" (1838) قال أبو داود: سمعت أحمد سئل: {مُلْكُ} أو {مَالِكِ} [الفاتحة: 4]؟ قال: {مَالِكِ} أكثر ما جاء في الحديث. "مسائل أبي داود" (1839) قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]. "مسائل أبي داود" (1840) قال أبو داود: سمعت أحمد قال: قراءة أهل المدينة أعجب إليّ. "مسائل أبي داود" (1841) قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: اقرأ ما في المصحف. "مسائل أبي داود" (1842) قال أبو داود: سمعت أحمد قيل له: إن روحا المقري زعم أن أسماء هي أم سلمة.

أراد بذلك أن حديث شهر عن أسماء. وعن شهر، عن أم سلمة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأ: {عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} (¬1) أنهما واحد؟ فأنكر أحمد ذلك وقال: اختلف حماد وهارون في هذا الحديث. "مسائل أبي داود" (2020) قال ابن هانئ: سألت أبا عبد اللَّه: أيهما أعجب إليك من القراءات؟ قال: قراءة نافع، أو كما قرأ نافع، ثم قال: كما قرأ عاصم. "مسائل ابن هانئ" (510) ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 6/ 294، وأبو داود (3983)، والترمذي (2932) من طريق هارون النحوي عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب عن أم سلمة. الحديث. ورواه الإمام أحمد 6/ 454، وأبو داود (3982) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد. الحديث. قال الترمذي: هذا حديث قد رواه غير واحد عن ثابت البناني نحو هذا، وهو حديث ثابت البناني، وقد روي هذا الحديث أيضا عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد، وسمعت عبد بن حميد يقول: أسماء بنت يزيد هي أم سلمة الأنصارية، قال أبو عيسى: كلا الحديثين عندي واحد، وقد روى شهر بن حوشب غير حديث عن أم سلمة الأنصارية وهي أسماء بنت يزيد. أهـ. وقال الطبري في "تفسيره" 7/ 53: لا نعلم هذِه القراءة قرأ بها أحد إلا بعض المتأخرين، واعتلَّ في ذلك بخبر روي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قرأ ذلك كذلك غير صحيح السند؛ وذلك حديث روي عن شهر بن حوشب فمرة يقول: عن أم سلمة، ومرة يقول: عن أسماء بنت يزيد. ولانعلم أبنت يزيد يريد؛ ولا نعلم الشهر سماعا يصح عن أم سلمة، والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قراءة الأمصار، وذلك رفع {عَمَلٌ}. وقال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 6/ 6: وشهر بن حوشب قد تكلم فيه غير واحد، ووثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين. وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/ 378: فهذا ما استنكر من حديث شهر في سعة روايته، وما ذاك بالمنكر جدا.

قال ابن هانئ: سألت أبا عبد اللَّه قلت: نصلي خلف من يقرأ قراءة حمزة (¬1)؟ قال: إن كان رجلًا يقبل منك فانهه. "مسائل ابن هانئ" (1953) قال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: لو صليت خلف من يقرأ قراءة حمزة أعدت الصلاة. أرى أني سمعته يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول ذلك. "مسائل ابن هانئ" (1954) قال عبد اللَّه: قيل لأبي: فأي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة. فإن لم يكن فعاصم. قيل: فالأعمش مثل حمزة؟ قال: فالأعمش أحب إليّ في القراءة منه. "مسائل عبد اللَّه" (292) قال عبد اللَّه: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم. قال: وأكره من قراءة حمزة الكسر الشديد والاضجاع. "العلل" رواية عبد اللَّه (4507) وقال أبو الحارث: ذكر لأبي عبد اللَّه قراءة حمزة، فقال: أنا أكرهها. قيل له وما تكرهه منها؟ ¬

_ (¬1) قراءة حمزة من القراءات المتواترة التي أجاز العلماء باتفاق جواز الصلاة والتعبد بها ولا تبطل الصلاة بالقراءة بها واللَّه أعلم. انظر مجموع الفتاوى 12/ 570 حيث قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه: وأما من قرأ بقراءة أبي جعفر ويعقوب ونحوها فلا تبطل الصلاة بها باتفاق الأئمة. أهـ.

قال: هذا الإدغام والإضجاع الشديد مثل جآب وطآب وحآق. "طبقات الحنابلة" 1/ 178 قال أحمد بن يزيد الوراق: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن الهمز الشديد؟ فقال: لا يعجبني الهمز الشديد. وقال: تعجبني القراءة السهلة. "طبقات الحنابلة" 1/ 213 قال حرب: سألت أحمد عن الإدغام فكرهه. وقال حرب: سألت أحمد عن قراءة حمزة، فقال: لا تعجبني. وكرهها كراهية شديدة، والكسائي. وقال حرب: سمعت أحمد يكره الإمالة مثل: {وَالضُّحَى} و {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وقال: أكرهُ الخَفْضَ الشديد والإدغام. "طبقات الحنابلة" 1/ 390 وقال حبيش بن سندي: سئل أبو عبد اللَّه عن قراءة حمزة، فقال: نعم أكرهها أشد الكراهية. قيل له: ما تكره منها؟ قال: هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد إنما هي إيه وآه. "طبقات الحنابلة" 1/ 391 - 392 قال أبو حمدون المقرئ: قلت له: ما تكره من قراءة حمزة؟ قال: الكسر والإدغام. فقلت له: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أين الألف واللام؟ فقال: إن كان هكذا فلا بأس. "طبقات الحنابلة" 1/ 475 قال عبد الرحمن المتطبب: قلت لأحمد: إني صليتُ اليوم خلف من يقرأ قراءة حمزة، فأعدت الصلاة؟

قال: فقال لي: ما عليك مأثم. "طبقات الحنابلة" 2/ 80 قال عبد الوهاب بن الحكم: قال أحمد بن حنبل: أحب القراءات إليَّ نافع، فإن لم، فعاصم. "الطبقات" 2/ 92 قال محمد بن الهيثم المقرئ: سألت أحمد: ما تكره من قراءة حمزة، قال: الكسر والإدغام. فقلت له: حدثنا خلف بن تميم قال: كنت أقرأ على حمزة، فمر به سفيان الثوري فجلس إليه، وسأله عن مسألة، فقال له: يا أبا عمارة أما القرآن والفرائض فقد سلمناهما لك. قال أحمد: أنتم أهل القرآن، وأنتم أعلم به. "طبقات الحنابلة" 2/ 273 - 274 قال محمد بن عبيد اللَّه: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل يقول: أجمع أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على هذا المصحف. "الطبقات" 2/ 320 قال ابن الجوزي: أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن حمد الدوني، قال: أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار قال: أنا الحسين بن محمد بن حبش، قال: أنا موسى بن جرير الرقي، قال: حدثني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، قال: قلت لأبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل: أي القراءات تختار لي فأقرأ بها؟ فقال: قراءة أبي عمرو بن العلاء، لغة قريش والفصحاء من الصحابة. "المناقب" لابن الجوزي ص 264

3178 - 4 - الفهم والتدبر لما يقرأ

قال المروذي: كان أبو عبد اللَّه يقرأ {السِّجْنُ} {السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ} [يوسف: 33]. "بدائع الفوائد" 3/ 95 قال المروذي: قال أبو عبد اللَّه: قال ابن إدريس: وددت أني قرأت قراءة أهل المدينة. "بدائع الفوائد" 3/ 103 قال الحسن بن محمد بن الحارث: قلت: أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة؟ قال: أكرهه أشد كراهة، إنما هي قراءة محدثه وكرهها شديدًا حتى غضب. "إغاثة اللهفان" ص 119 قال الفضيل بن زياد: إن رجلًا قال لأبي عبد اللَّه: فما أترك من قراءته؟ قال: الإدغام، والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب. ونقل جعفر بن محمد عنه: أنه سئل عنها فكرهها، وقال: كرهها ابن إدريس. وأراه قال: وعبد الرحمن بن مهدي، وقال: ما أدري، أيش هذِه القراءة؟ ! ثم قال: وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب. "إغاثة اللهفان" ص 169 3178 - 4 - الفهم والتدبر لما يقرأ قال ابن هانئ: سمعت أبي يقول: قال أبو عبد اللَّه: يا أبا إسحاق، ترك الناس فهم القرآن. "مسائل ابن هانئ" (513)

3179 - ذكر البكاء والرجل يسقط عند القراءة

3179 - ذكر البكاء والرجل يسقط عند القراءة قال صالح: سمعت أبي يقول: عبد اللَّه بن شداد لم يسمع من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا، سمع من علي ومن عمر، سمعت نشيج عمر. "مسائل صالح" (705) قال الخلال: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: سمعت محمد بن سعيد الترمذي يقول: قرأت على يحيى فسقط حتى ذهب عقله. قال أبو عبد اللَّه: لو قدر أن يدفع هذا أحد لدفعه يحيى، في كثرة علمه. قال الخلال: قلت: سمعت أبا خيثمة يقول: قرأ محمد بن سعيد الترمذي على يحيى، فسقط حتى حُمِلَ في كساءٍ، فكان عبد الرحمن ينكر سقوط يحيى. وكان محمد بن سعيد يقرأ عند عبد الرحمن فبكى. قال أبو عبد اللَّه: كان القارئ يقرأ فيخرج الفضيل بن عياض وهو يبكي، فيبكي الناس، ثم قال: بلغني عن محمد بن سعيد أنه قرأ على يحيى، فكان يذهب عقله، أو كان يغمى عليه، ثم قال: لو كان يحيى يقدر أن يدفعه لدفعه. "الأمر بالمعروف" للخلال (229 - 230) قال عبد اللَّه: ما رأيت أبي يبكي قط إلا في حديث توبة كعب. "الآداب الشرعية" 2/ 105

3180 - حكم الحدر في القراءة

3180 - حكم الحدر في القراءة قال حرب: سألت أحمد عن السرعة في القراءة، فكرهه، إلا أن يكون لسان الرجل كذلك، أو لا يقدر أن يترسل. قيل: فيه إثم؟ قال: أما الإثم، فلا أجترئ عليه. "الآداب الشرعية" 2/ 297 قال جعفر بن أحمد: وقد سئل: إذا قام الرجل من الليل أيما أحب إليك: الترسل أم السرعة، فقال: أليس قد جاء بكل حرف كذا وكذا حسنة. قالوا له: في السرعة؟ قال: إذا صور الحرف بلسانه ولم يسقط من الهجاء. "الآداب الشرعية" 2/ 297 3181 - الشك عند القراءة في الياء والتاء قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عبد المؤمن قال: حدثنا داود، عن الشعبي، عن علقمة بن قيس النخعي قال: كان عبد اللَّه يقول: إذا شككتم في الياء والتاء فاجعلوها ياء فإن القرآن ذكر فذكروه. "مسائل صالح" (846) 3182 - هل يجوز التفسير عند القراءة؟ قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول لرجل: اقعد اقرأ، فجئته أنا بالمصحف فقعد، فقرأ عليه، فكان يمر بالآية فيقف أبو عبد اللَّه، فيقول له:

3183 - هل يفسر القرآن بالشعر؟

ما تفسيرها؟ فيقول: لا أدري، فيفسرها لنا، فربما خنقته العبرة فيردها، وكان إذا مر بالسجدة سجد الذي يقرأ وسجدنا معه، فقرأ مرة فلم يسجد، فقلت لأبي عبد اللَّه: لأي شيء لم تسجد؟ قال: لو سجد سجدنا معه، قد قال ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- للذي قرأ: أنت إمامنا إن سجدت سجدنا (¬1)، وكان يعجبه أن يسلم فيها. "بدائع الفوائد" 3/ 95 3183 - هل يفسر القرآن بالشعر؟ قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد اللَّه وقد سئل عن القرآن يتمثل له الرجل بالشعر؟ قال: لا يعجبني هذا أن يتأول الشعر على كتاب اللَّه، وقد روي عن ابن عباس -يعني: الرخصة في ذلك (¬2). "تهذيب الأجوبة" (815)، "العدة في أصول الفقه" 3/ 719، "المسودة" 1/ 383 3184 - تفسير القرآن على مقتضى اللغة هل يجوز أم لا؟ قال في رواية المروذي في قوله تعالي: {إِنَّنِي مَعَكُمَا}: هو جائز في اللغة يقول الرجل: سأجري عليك رزقا، أي: افعل بك خيرا. وقال أيضًا: تفسير روح اللَّه إنما معناها: أنها روح خلقها اللَّه تعالى، كما يقال: عبد اللَّه، وسماء اللَّه، وأرض اللَّه. "العدة في أصول الفقه" 3/ 714 ¬

_ (¬1) رواه البيهقي 2/ 324. (¬2) رواه الطبري في "تفسيره" 9/ 192 (25393).

3185 - هل يجوز التفسير بإعراب القرآن؟

3185 - هل يجوز التفسير بإعراب القرآن؟ قال حرب بن إسماعيل: قلت: الرجل يفسر إعراب القرآن فيقول {الْحَمْدُ لِلَّهِ} رفع لأنه ابتداء و {قُل} جزم لأنه أمر و {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين: 1] و {وَالنَّازِعَاتِ} [النازعات: 1] قسم ونحو هذا؟ قال: إذا كان شيئًا قد تكلم فيه رجوت. "تهذيب الأجوبة" 1/ 308 - 311 روى صالح عن أبيه فقال: قال اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ} [المائدة: 95] فلما حكم أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الظبي بشاة (¬1)، وفي النعامة ببدنة (¬2)، وفي الضبع بكبش (¬3)، دل على أنه أراد السنة. وقال: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} فلما استدل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذبحوا البقرة عن سبعة دل على أن ذلك أيسر، وقال: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 196] قال: من قال من أصحاب رسول -صلى اللَّه عليه وسلم- يكون آخر ذلك يوم عرفة، استقر حكم الآية على ذلك. ¬

_ (¬1) حكم في الظبي بشاة عمر بن الخطاب، رواه مالك في "الموطأ" ص 267 (239)، وعبد الرزاق 4/ 401، 403 (8214)، (8224)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1206 (6804). (¬2) حكم في النعامة ببدنة: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وزيد بن ثابت، رواه عبد الرزاق 4/ 398 (8205)، والبيهقي 5/ 182 وزاد فيه: ابن عباس ومعاوية. . (¬3) حكم في الضبع بكبش: عمر بن الخطاب، رواه مالك في "الموطأ" ص 267 (239)، وعبد الرزاق 4/ 403 (8224). وقاله علي بن أبي طالب رواه عد الرزاق 4/ 403 (8223)، وابن أبي شيبة 3/ 245 (13958)، (13960). وابن عباس رواه ابن أبي شيبة 3/ 245 (13961).

3186 - لا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل

وقال: لما كان أكثر قول أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن الكلالة من لا ولد له ولا والد (¬1)، استقر حكم الآية على ذلك. "العدة" 3/ 721 - 724 3186 - لا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، حدثني يونس، عن ابن شهاب، أن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- قال: إن هذا كلام اللَّه عز وجل، فضعوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 46 قال الميموني: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد يقول: ثلاث ليس لهن أصل: المغازي، والملاحم، والتفسير. "المسودة" 1/ 382 3187 - ما جاء فيمن اشتهروا بالتفسير من العلماء قال المروذي: قال أحمد: ذهبت إلى ابن سواء، فكان يقرأ بنسخة لعبد الوهاب، فكان يقرأ ويفسر، قال ابن سواء: كان سعيد يقرأ ويفسر، قال: وكان قتادة يقرأ ويفسر. ¬

_ (¬1) قاله أكثر الصحابة منهم أبو بكر وعمر، رواه عبد الرزاق 10/ 303 (19190)، وابن أبي شيبة 6/ 301 (31591)، والدارمي 4/ 1944 (3015)، والبيهقي 6/ 224.

3188 - موقف سعيد بن جبير من تفسير الحجاج للقرآن

وقال لرجل: لو قرأت فسمعنا ونحن نسير من العسكر، فكان الرجل يقرأ وأبو عبد اللَّه يسمع، وربما زاد أبو عبد اللَّه الحرف والآية فتفيض عيناه، وسمعته يفسر القرآن، وقال: قال مجاهد: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات (¬1)، وقال: أعيتني الفرائض فما أحسنها. "بدائع الفوائد" 3/ 95 قال المروذي: قال أحمد: وقال ابن عيينة: قال لي ابن جريج: اقرأ عليَّ حتى أفسر لك، قال: وكان ابن جريج قد كتب التفسير عن ابن عباس وعن مجاهد. "بدائع الفوائد" 3/ 103 3188 - موقف سعيد بن جبير من تفسير الحجاج للقرآن قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا سيار بن حاتم أبو سلمة العنزي قال: حدثنا جعفر، قال: حدثنا مالك بن دينار قال: سألت سعيد بن جبير وهو في المسجد الحرام: يا أبا عبد اللَّه ما أميركم هذا؟ قال: يفسر القرآن تفسير زرقي في طاعة شامية -يعني: الحجاج. "مسائل صالح" (689) 3189 - رأي الإمام أحمد في تفسير الحلبي قال عبد الصمد بن الفضل: سُئل أحمد بن حنبل عن "تفسير الكلبي"؟ فقال أحمد: من أوله إلى آخره كذب. ¬

_ (¬1) رواه ابن أبي شيبة 6/ 153 (30278)، والدارمي 1/ 725 (1160).

فقيل له: فيحل النظر فيه؟ فقال: لا. "طبقات الحنابلة" 2/ 105

باب ما جاء في تفسير سور القرآن

باب ما جاء في تفسير سور القرآن (¬1) 3190 - ما جاء في سورة الفاتحة قال أبو داود: سمعت أحمد سئل: {مَالِكِ} أو {مَالِكِ} [الفاتحة: 4]؟ قال: {مَالِكِ} أكثر ما جاء في الحديث. "مسائل أبي داود" (1839) قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]. "مسائل أبي داود" (1840) قال أبو داود: سمعت أحمد قال: قراءة أهل المدينة أعجب إليّ. "مسائل أبي داود" (1841) قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: اقرأ ما في المصحف. "مسائل أبي داود" (1842) 3191 - ما جاء في سورة البقرة وقال عبد اللَّه: سألته عن قوله جل وعز {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}؛ فقال: قال قتادة: ما كان بعد الموت عن الحساب والجنة والنار. سألته عن قوله: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}؛ فقال: قال قتادة: جعله اللَّه هدى وضياء لمن صدق به -يعني: القرآن. ¬

_ (¬1) راعينا في هذا الباب الترتيب على ترتيب سور القرآن، ومراعاة ترتيب ورود الآيات في السورة كما في المصحف ولم يكن الترتيب على حسب تاريخ وفاة الراوي.

سألته عن اليقين قال: يعلم أن الصلاة حق يؤمن هذِه الأشياء -يعني: مثل الصلاة والصوم. "العلل" رواية عبد اللَّه (1320). قال ابن أبي الدنيا: حدثنا إسحاق قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن ابن سابط، عن عمرو بن ميمون، عن عبد اللَّه {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} قال: حجارة من كبريت، خلقها اللَّه عنده كيف شاء. "صفة النار" 145 (232) قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي: حدثنا إبراهيم بن خالد قال: حدثنا رباح قال: حُدثت عن شُعيب الجبائي قال: كانت الشجرة التي نهى اللَّه عنها آدم -صلى اللَّه عليه وسلم- وزوجه شبه البر تسمى الدعة، وكان لباسهما النور. "الزهد" صـ 62، "العلل" رواية عبد اللَّه (430، 3793) قال المروذي: وقرئ على أبي عبد اللَّه: {لَّا شِيَةَ فِيهَا} قال: لا سواد فيها. {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68]، قال: لا كبيرة ولا صغيرة. "بدائع الفوائد" 3/ 95 قال المروذي: قرئ عليه: {اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ} [البقرة: 86]، قال: باعوها. "بدائع الفوائد" 3/ 96 قال المروذي: وسئل عن قوله تعالى: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} [البقرة: 88] قال: أوعية. "بدائع الفوائد" 3/ 103

قال صالح: وسألت أبي عن قوله: كانوا لا يختلفون في الأهلة حتى قتل عثمان (¬1) ما معناه؟ قال: لا أدري، دعه. "مسائل صالح" (224) قال المروذي: وسئل عن صيام {ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} [البقرة: 196]، قال: كملت للهدي {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}، فأما أهل مكة فليس عليهم هدي ولا لمن كان بأطراف ما تقصر فيه الصلاة. "بدائع الفوائد" 3/ 103 - 104 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234]، قال: والعشر: ليال أو أيام، ثم قال: لو كانت ليالي كان يكون نقصان يوم؛ لكنها أيام وليال عشرة. "بدائع الفوائد" 3/ 100 قال المروذي: قال أحمد {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ. . .} إلى قوله: {وَمَتِّعُوهُنَّ} [البقرة: 236] قال: هذِه لها نصف الصداق، وإن متعت فحسن، وإن لم تمتع فحسن، قال ابن عباس: تمتع بخادم (¬2) ونحو ذا ابن عمر. تمتع بدرع وإزار (¬3)، ونحو هذا {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} [البقرة: 236] "بدائع الفوائد" 3/ 101 - 102 ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" 1/ 573 (764)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 39/ 493. (¬2) رواه ابن أبي شيبة 4/ 146 (18708) والطبري في "تفسيره" 2/ 544، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 2/ 442 (2349)، والبيهقي 7/ 244. (¬3) رواه ابن أبي شيبة 4/ 146 (18707)، والبيهقي 7/ 244.

3192 - ما جاء في سورة آل عمران

قال المروذي: قال أحمد: {الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} هو: الزوج، وقد قال قوم: هو الولي، فإذا عفا الرجل أعطاها المهر كاملًا. {أَنْ يَعْفُونَ} [البقرة: 237]، قال: تكون المرأة تترك للزوج ما عليه فتكون قد عفت. "بدائع الفوائد" 3/ 102 قال المروذي: قال أحمد {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} [البقرة: 255]: لا تأخذه نعسة. "بدائع الفوائد" 3/ 97 قال المروذي: وقال: قرأ زيد بن ثابت: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} [البقرة: 259] وهو أشبه: {إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ}. "بدائع الفوائد" 3/ 100 قال عبد اللَّه: قال أبي: أخبرت عن فضيل، عن ليث، عن مجاهد في قول اللَّه عز وجل {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} قال: الفقه والعلم. "السنة" رواية عبد اللَّه 1/ 377 3192 - ما جاء في سورة آل عمران قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: في القرآن المحراب {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} [آل عمران: 37] هو محراب مثل محاريبنا هذِه؟ قال: لا أدري أي محراب هو. وفي بعض التفسير ذكر محراب داود. "بدائع الفوائد" 3/ 103

3193 - ما جاء في سورة النساء

قال عبد اللَّه: حدثنا أبي: حدثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد -يعني: الأنصاري- عن سعيد بن المسيب قال: سمعت ابن العاص يقول: ما أحد لقي اللَّه عز وجل إلا بذنب، إلا يحيى بن زكريا، ثم قرأ سعيد: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: 39] فرفع من الأرض شيئا، فقال: الحصور ذكره مثل هذا، وأشار يحيى بطرف إصبعه. وقال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا حجاج، حدثنا شريك، عن أبي روق، عن الضحاك قال: السيد: الحسن الخلق، والحصور: الذي حصر عن النساء. "الزهد" ص 114 [قال عبد اللَّه قال أبي، وقال عباب، عن ابن المبارك: السيد: الذي يطيع ربه ولا يعصيه.] (*) قال المروذي: قال أحمد: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} [آل عمران: 92]: الجنة. "بدائع الفوائد" 3/ 96 قال المروذي: قال أحمد: {فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران: 117]: برد. "بدائع الفوائد" 3/ 97. 3193 - ما جاء في سورة النساء قال صالح: سئل أبي عن الآية إذا جاءت تحتمل أن تكون عامة، وتحتمل أن تكون خاصة؟ فقال: إذا كان للآية ظهر ينظر فأعلمت السنة، فهو الدليل على ظاهرها، ومنه قول اللَّه تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: 11]، فلو كانت على ظاهرها لزم من قال بالظاهر أن يورث كل من وقع عليه اسم ولد، وإن كان قاتلًا أو يهوديًّا أو نصرانيًّا أو مجوسيًّا أو عبدًا، قال

_ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: أضفنا المسألة هنا لأنه ورد في ملحق التصويبات بآخر الكتاب ما نصه: رواية عبد اللَّه في سورة مريم تنقل إلى سورة آل عمران صـ 447.

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ وَلا الكَافِرُ المُسَلِمَ" (¬1). كان ذلك معنى الآية. فإذا لم يكن عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شيء مشروح يخبر فيه عن خصوص ينظر إلى ما عمل أصحابه به، فيكون ذلك معنى الآية، فإذا اختلفوا ينظر إلى أي القولين أشبه بقول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ فيكون العمل عليه. "مسائل صالح" (519) قال صالح: سألت أبي عن الآية إذا كان يحتمل أن تكون عامة، ويحتمل أن تكون خاصة، ما السبيل فيها؟ فقال: إذا كان لآية ظاهر، ينظر ما عملت به السنة، فهي الدليل على ظاهرها، ومنه قوله تعالى {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: 11] فلما كانت على ظاهرها لزم من قال بالظاهر أن يورث كل من وقع اسم الولد عليه، وإن كان قاتلًا، أو يهوديًّا، أو نصرانيًّا، أو عبدًا. فلما قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "لَا يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ وَلَا الكَافِرُ المُسْلِمَ" قال: ذلك معنى الآية. "مسائل صالح" (1600) قال إسحاق بن منصور: أخبرنا أحمد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن حماد، عن إبراهيم، عن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- في قوله: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] قال: نزلت في المسلمين والمشركين، وقال علي -رضي اللَّه عنه-: في المشركين. ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 5/ 200، والبخاري (4283) ومسلم (1614) من حديث أسامة ابن زيد.

قال أحمد -رضي اللَّه عنه-: نزلت في سبايا أوطاس (¬1). قال إسحاق: كما قال. "مسائل الكوسج" (3264) قال ابن هانئ: قرأت على أبي عبد اللَّه: محمد بن جعفر وحجاج قالا: حدثنا شعبة عن منصور، عن سعيد، قال: أمرني عبد الرحمن بن أبزى: أن أسأل ابن عباس، عن هاتين الآيتين: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} وسألته، فقال: لم ينسخها شيء. وعن هذِه الآية: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}. قال: نزلت في أهل الشرك. قال حجاج: الشرك: الجاهلية. قال لي أبو عبد اللَّه: وهم شعبة؛ إنما هو سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى. وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: نزلت التي في الفرقان بمكة إلى قوله: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}. قال أبو عبد اللَّه: هي مثقلة. "مسائل ابن هانئ" (1536) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا وكيع وابن بشر قال: نا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] وأنا قدرتها عليك (¬2). "السنة" لعبد اللَّه 2/ 427 (940). ¬

_ (¬1) يعني ما رواه الإمام أحمد 3/ 72، ومسلم (1456) من حديث أبي سعيد الخدري. (¬2) رواه سعيد بن منصور في "سننه" 4/ 1312 (662)، وابن جرير في "تفسيره" 4/ 179

3194 - ما جاء في سورة المائدة

قال الخلال: أخبرني عصمة بن عصام، قال: ثنا حنبل قال: قلت لأبي عبد اللَّه: إن قوما يحتجون بهذِه الآية: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]، فقال أبو عبد اللَّه: ما أصابك من حسنة فمن اللَّه، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، واللَّه قضاها. "السنة" للخلال 1/ 431 (909). قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا ابن مهدي، عن أبي الأشهب، عن الحسن قال: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142] قال: إنما قل؛ لأنه لغير اللَّه عز وجل. "الزهد" صـ 332 3194 - ما جاء في سورة المائدة نقل عبد اللَّه عنه في قوله تعالى {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، قال: العهود. "الفروع" 6/ 349 نقل عنه المروني في قوله تعالي: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} [المائدة: 1] قال: كان ابن عباس يأخذ بذنب الجنين، ويقول: هذا من بهيمة الأنعام (¬1). "بدائع الفوائد" 3/ 99 ¬

_ = (9983)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 1011 (5661)، واللالكائي في "شرح أصول أعتقاد أهل السنة" 3/ 554 (978). وذكره السيوطي في "الدر" 2/ 331 وعزاه لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. (¬1) رواه الطبري في "تفسيره" 4/ 389 (10927)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" 2/ 448 لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.

قال المروذي: وقال: في المائدة ثمان عشرة فريضة حلال وحرام يعمل بها، وليس فيها شيء لا يعمل به إلا آية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} [المائدة: 2] قال: هذِه منسوخة. "بدائع الفوائد" 3/ 99 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: 3]، قال: على الأصنام، قال: وكل شيء ذبح على الأصنام لا يؤكل، {تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ}، قال: كعاب فارس يقال لها: النرد وأشباه ذلك. "بدائع الفوائد" 3/ 101 قال صالح: سألت أبي عن قول إبراهيم: كان يعجبهم حديث جرير؛ لأن إسلامه كان بعد نزول المائدة؟ (¬1) فقال: لقول اللَّه تبارك وتعالى {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6] وكانت الآية قبلُ. "مسائل صالح" (202) وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: وكيع عن سفيان، عن منصور، عن الحكم {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} [المائدة: 20] قال: الدار والمرأة والخادم. قال سفيان: قال منصور: عن الحكم: أو ثنتين من هذِه الثلاثة. "العلل" رواية عبد اللَّه (3765)، (3766) وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: عبد اللَّه بن الوليد قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش أو منصور، عن ابن عباس في هذِه الآية {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} قال: من كان له -يعني: خادمًا وامرأة. "العلل" رواية عبد اللَّه (3767) ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 4/ 358، والبخاري (387)، ومسلم (272) من حديث جرير، في باب المسح على الخفين.

وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: مؤمل قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن ابن عباس {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} قال: البيت والخادم. "العلل" رواية عبد اللَّه (3768) وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش قال: قال ابن عباس: {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} هو قال: البيت والخادم. "العلل" رواية عبد اللَّه (3769) وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: قال: وكتبنا من كتاب الأشجعي مما أعطاهم ابنه في حديث سفيان، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} [المائدة: 20] قال: من كان له امرأة وخادم فهو من الملوك. "العلل" رواية عبد اللَّه (3771) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق، قثنا معمر، عن قتادة في قوله عز وجل: {الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ} قال: هي الشام. "فضائل الصحابة" 2/ 1138 (1713) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا حسين في تفسير شيبان، عن قتادة قوله عز وجل: {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} قال: أمر القوم بها كما أمروا بالصلاة والزكاة والحج والعمرة. {قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ} [المائدة: 22] قال: وذكر لنا أن قومًا جبارين كانوا بالأرض المقدسة لهم أجسام وخلق منكر. "فضائل الصحابة" 2/ 1138 - 1139 (1714)

قال عبد اللَّه: سألته عن قوله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]؛ فقال: تقى الأشياء، لا يقع فيما لا يحل له. "العلل" رواية عبد اللَّه (1320). قال عبد اللَّه، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35]، قال: القربة في الأعمال. "الزهد" 428 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة: 97]، قال: كان ابن عباس يقول: لو ترك الناس الحج سنة واحدة ماتوا طرًّا (¬1). "بدائع الفوائد" 3/ 99 قال صالح: قال أبي: رُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} [المائدة: 106] من أهل الكتاب (¬2). "مسائل صالح" (625) قال عبد اللَّه: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب: {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} [المائدة: 106] قال: من أهل الكتاب. "مسائل عبد اللَّه" (1574) ¬

_ (¬1) رواه عبد الرزاق 5/ 13 (8827) بلفظ: لو ترك الناس زيارة هذا البيت عامًا واحدًا ما مطروا. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" 2/ 101 لسعيد بن منصور، ولفظه: لو ترك الناس الحج عامًا واحدًا لا يحج أحد ما نوظروا. (¬2) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1229 (6934).

3195 - ما جاء في سورة الأنعام

قال الخلال: أخبرنا المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: فإن قوما يحتجون بقول اللَّه تعالى: {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ}، قال أبو عبد اللَّه: قد اختلفوا في هذا، قال قوم: هم غير أهل العشائر. [المائدة: 106]. "أحكام أهل الملل" 1/ 218 (390) قال عبد اللَّه، حدثنا أبي، أخبرنا محمد بن الحسن بن آتش أخبرنا منذر، عن وهب بن منبه: إن المائدة أنزلت وعليها قرصة من شعير وأحوات. "الزهد" رواية عبد اللَّه ص 117 3195 - ما جاء في سورة الأنعام نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام: 89] قال: أهل المدينة. ونقل عنه المروذي في قوله تعالى {قِنوَانٌ} [الأنعام: 99]، قال: نضيج. "بدائع الفوائد" 3/ 98 قال ابن هانئ: قال أبو عبد اللَّه: تدري ما الدم المسفوح؟ قلت: لا. قال: الدم الذي لا تخالطه صفرة ولا شيء. "مسائل ابن هانئ" (2029) قال صالح: سألت أبي عن رجل ذبح بسكين، فمسح السكين بخرقة، ثم قطع بها جبنا رطبا، هل يؤكل الجبن أم لا؟ قال: إذا كانت السكين ليس عليها أثر دم، وقطع الجبن، وليس عليه أثر دم لا بأس به.

3196 - ما جاء في سورة الأعراف

قلت: وكيف القول إن أصاب السكين بول، فمسحه؟ قال: البول لا يشبه الدم، قد يصلي الرجل وفي ثوبه من الدم القليل، ولا يعيد لذاك، والبول يعيد من القليل والكثير. قال اللَّه عز وتعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} [الأنعام: 145]. قال أبي: فسمعت سفيان يقول: المسفوح: العبيط. "مسائل صالح" (265) نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} [الأنعام: 145]: هو العبيط، ولا يكاد أن يكون. قال أحمد: في اللحم الصفرة فيغسل. "بدائع الفوائد" 3/ 101 3196 - ما جاء في سورة الأعراف قال أبو رجاء محمد بن حمدويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبا معاذ النحوي يقول: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 182] قال: أظهر لهم النعم، وأنسيهم الشكر. "القضاء والقدر" للبيهقي ص 243 (323). نقل عنه المروذي في قوله تعالى: قال: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف: 204]: في الصلاة والخطبة. "بدائع الفوائد" 3/ 101

3197 - ما جاء في سورة الأنفال

3197 - ما جاء في سورة الأنفال قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه الرازي، عن سعيد بن جبير {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] قال: يحول بين المؤمن والكفر وبين الكافر والإيمان (¬1). "السنة" لعبد اللَّه 2/ 405 (880). قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا ابن فضيل، حدثنا الأعمش، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} قال: يحول بين المؤمن والكفر ومعاصي اللَّه، ويحول بين الكافر وبين الإيمان وطاعة اللَّه عز وجل. "السنة" لعبد اللَّه 2/ 408 (888). وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن حجر بن عنبس في قوله جل وعز: {مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35] قال: المكاء: التصفيق، التصدية: الصفير. حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا موسى بن قيس، عن حجر بن عنبس قال: المكاء: الصفير، والتصدية: وضع يده على فيه. حدثني أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا موسى بن قيس، عن حجر بن عنبس، وقد شهد مع علي الجمل، قال: المكاء: الصفير. قال أبي: أخطأ فيه وكيع، وأصاب يحيى بن آدم وأبو نعيم. "العلل" رواية عبد اللَّه (1599)، (1600)، (1601) ¬

_ (¬1) رواه ابن جرير في "تفسيره" 6/ 213 (15890) من طريق سفيان عن الأعمش، به.

3198 - ما جاء في سورة التوبة

وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن سلمة، عن الضحاك قال: المكاء: التصفيق، والتصدية: الصفير. حدثنا أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سلمة بن نبيط، عن أبيه وقد رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: المكاء: الصفير، قال أبي: أخطأ وكيع، وأصاب أبو نعيم. "العلل" رواية عبد اللَّه (1602)، (1603) قال عبد اللَّه: قال أبي: قال اللَّه تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [سورة الأنفال: 41] قال عبد اللَّه: قلت لأبي: ابن السبيل من هو؟ قال: منقطع به. "مسائل عبد اللَّه" (915) قال حنبل: حدثني أبو عبد اللَّه، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن شعبة بن دينار، عن عكرمة في قوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] قال: الحصون، {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} قال: الإناث. "المؤتلف والمختلف" للدارقطني 3/ 1379 - 1380 3198 - ما جاء في سورة التوبة قال الخلال: أخبرني حمزة بن القاسم، وعبد اللَّه بن حنبل، وعصمة ابن عصام في آخرين قالوا: حدثنا حنبل قال: قال أبو عبد اللَّه: وكانوا يحدون في أيديهم، ويحمون في أعناقهم إذا لم يؤدوا. قيل له: فترى ذلك؟ قال: نعم، وهو الصغار الذي قال اللَّه عز وجل: {وَهُمْ صَاغِرُونَ} لا يؤخذ إلا من يده، كما قال اللَّه عز وجل: {عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}. "أحكام أهل الملل" (164 - 165)

نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} [التوبة: 40]، قال: على أبي بكر، وكان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أنزلت عليه السكينة. "بدائع الفوائد" 3/ 99 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت -يعني: البناني، عن أنس أن أبا طلحة الأنصاري قرأ سورة براءة، فلما أتى على هذه الآية {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] قال: أرى ربنا عز وجل سيستنفرنا شيوخًا وُشَّبانًا، جهزوني- أي بَنِيّ، فقال بنوه: يرحمك اللَّه قد غزوت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر -رضي اللَّه عنهما-، فنحن نغزو عنك، فأبى، فجهزوه فركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام، فلم يتغير، فدفنوه فيها. "الزهد" 306 - 307 قال صالح: سألت أبي عن هذِه الآية: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [التوبة: 60]؟ قال أبي: {الصَّدَقَاتُ}: زكاة الإبل، والبقر، والغنم، والمال، وكل شيء. وبعض الناس يقول: {الْفُقَرَاءِ}: فقراء المهاجرين. وبعض الناس يقول: الفقراء: الذين لا يسألون. {وَالْمَسَاكِينِ}: مساكين الناس. {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا}: السلطان. {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}: قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يتألف قريشًا على الإسلام، ألا تراه أعطى الأقرع بن حابس وغيره (¬1)، ¬

_ (¬1) رواه البخاري (3150)، ومسلم (1062) من حديث ابن مسعود.

3199 - ما جاء في سورة هود

يتألفهم على الإسلام. {وَفِي الرِّقَابِ}: يعتق منها. {وَالْغَارِمِينَ}: المديونون. {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ}: يحمل منها في سبيل اللَّه. {وَابْنِ السَّبِيلِ}: المنقطع بهم. "مسائل صالح" (26) 3199 - ما جاء في سورة هود قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يونس بن محمد، أخبرنا صالح يعني المري عن الحسن، أن نوحًا عليه السلام لم يدع على قومه حتى نزلت هذِه الآية: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)} [هود: 36]، فانقطع رجاؤه عند ذلك منهم قال: فدعا عليهم عند ذلك. "الزهد" 67 قال عبد اللَّه وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثنا إبراهيم بن خالد المؤذن الصنعاني قال: حدثني رباح قال: حدثني النعمان بن عبيد عن وهب بن سليمان، عن شعيب الجبائي قال: لو أن ماء الأرض لم يسبق ماء السماء بأربعين يومًا لأخرب ماء السماء حين أقبل من السماء مثل الجبال بغضب اللَّه لشدخ الجبال وخد الأرض خدودًا لا تعمر أبدًا، ولكنه فتحت أبواب السماء وأقبل ماء السماء، والأرض بكر فمكث نوح عليه السلام في السفينة من حيث ركب فيها إلى أن قيل: {يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي} [هود: 44] ستة أشهر وأيامًا، ثم جعلت تُغرر أربعين يومًا، ثم نزل نوح على الجودي، وكانت السفينة قد حجت بنوح فوقفت به موقف عرفة، ثم دفعت به كما يدفع الحاج، ثم باتت بالمزدلفة، ثم

دفعت، ثم جعلت تقف به على الجمار، ثم أفاضت به إلى البيت فطافت به سبعًا، وطافت بين الصفا والمروة سبعًا؛ وعلا الماء فوق أطول جبل في الأرض مسيرة خمسة أشهر صعدًا. وزعم معمر: أن الماء على فوق كل شيء خمسة عشر ذراعًا، أو قال: باعًا. قال رباح: بلغني أن الشجرة التي عمل منها نوح السفينة نبتت حين ولد نوح، فكان طولها ثلاثمائة ذراع، وعرضها ثمانون أو ستون ذراعًا. قال معمر: الجودي بالجزيرة. "العلل" رواية عبد اللَّه (422، 3789) قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن: (عَمِلَ غيرَ صالحٍ)، أحب إليك أو {عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46]، قال: (عَمِلَ غيرَ صالحٍ). "مسائل أبي داود" (1838) قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا وهيب بن الورد الحضرمي المكي قال: لما عاتب اللَّه عز وجل نوحًا في ابنه، فأنزل عليه: {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هود: 46] قال: فبكى ثلاثمائة عام، حتى صار تحت عينيه مثل الجدول من البكاء. "الزهد" 66 قال المروذي: قال أحمد: {فَضَحِكَتْ} [هود: 71]: حاضت. "بدائع الفوائد" 3/ 97 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، أخبرنا جعفر، أخبرنا أبو عمران، عن عبد اللَّه بن رباح، عن كعب، {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود: 75] قال: كان إذا ذكر النار قال: أواه أواه من النار. "الزهد" 100

قال حرب: سألت إسحاق، قول اللَّه عز وجل {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود: 107]، قال: أتت هذه الآية على كل وعيد في القرآن. "مسائل حرب" 429 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا شعيب بن حرب، أخبرني رجل من أهل الكوفة، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، في قوله عز وجل: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [هود: 113] قال: لا ترضوا أعمالهم. "الزهد" 444 قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: أيش تفسير: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [هود: 113]، قال: لا ترضوا أعمالهم. "بدائع الفوائد" 3/ 103 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا إسماعيل، أنا منصور بن عبد الرحمن قال: سألت الحسن عن قوله: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: 118، 119] فقال: الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم لربك، ومن رحم غير مختلف، قلت: ولذلك خلقهم؟ قال: نعم، خلق هؤلاء لجنته، وخلق هؤلاء لناره، وخلق هؤلاء لرحمته، وخلق هؤلاء لعذابه (¬1). "السنة" لعبد اللَّه 2/ 430 (950)، "العلل" رواية عبد اللَّه (5836) ¬

_ (¬1) رواه الطبري في "تفسيره" 7/ 138 (18719)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 2093، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 645، وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

3200 - ما جاء في سورة يوسف

3200 - ما جاء في سورة يوسف نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف: 18]: لا جزع فيه. "بدائع الفوائد" 3/ 101 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20]، قال: بعشرين درهمًا. "بدائع الفوائد" 3/ 97 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26]، قال: قد قال قوم: حكيم من أهلها، وقال قوم: القميص الشاهد، وقال قوم: الصبر. "بدائع الفوائد" 3/ 101 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، أخبرنا إسماعيل، أنبأنا يونس، عن الحسن قال: قال نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رحم اللَّه يوسف لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث" قوله: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] ثم يبكي الحسن ويقول: ونحن إذا نزل بنا أمر فزعنا إلى الناس (¬1). قال عبد اللَّه: حدثني أبي، أخبرنا إسماعيل، أخبرنا يونس، عن الحسن قال: قال نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رحم اللَّه يوسف لو أنا جاءني الرسول بعد طول السجن لأسرعت للإجابة" (¬2). ¬

_ (¬1) رواه الطبري في "تفسيره" 7/ 221 (19320)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 7/ 2148 (11635) من طريق ابن علية، عن يونس به. وعزاه السيوطي في "الدر" 4/ 37: للإمام أحمد في "الزهد"، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ. . (¬2) أورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 42 وعزاه للإمام أحمد في "الزهد"، وابن المنذر.

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، أخبرنا إسماعيل، عن يونس قال: قال الحسن: أُلقي يوسف في الجب، وهو ابن سبع عشرة سنة، فكان في العبودية، وفي السجن، وفي الملك ثمانين سنة، ثم جمع له شمله، فعاش ثلاثا وخمسين سنة. "الزهد" 103 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 49]، قال: يحلبون. "بدائع الفوائد" 3/ 100 قال المروذي: قال أبو عبد اللَّه: استعمل عمر -رضي اللَّه عنه- رجلًا فأبى أن يدخل له في عمل، فقال -يعني: عمر: يوسف قد سُأل العمل فاستعمل على خزائن الأرض (¬1). "بدائع الفوائد" 3/ 99 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {أَيَّتُهَا الْعِيرُ} [يوسف: 70]، قال: حمر تحمل الطعام. "بدائع الفوائد" 3/ 95 قال المروذي: قال يُقرأ: {صُوَاعَ الْمَلِكِ} [يوسف: 72] وصاع، وصواع أصوب، قال: وكان من ذهب. "بدائع الفوائد" 3/ 98 قال المروذي: قال أحمد {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ} [يوسف: 92]: لا تعيير. "بدائع الفوائد" 3/ 101 ¬

_ (¬1) رواه عبد الرزاق 11/ 323، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 380.

3201 - ما جاء في سورة الرعد

نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي} [يوسف: 93]، قال: شم ريحه من مسيرة سبعة أيام. "بدائع الفوائد" 3/ 100 قال المروذي: قال أحمد: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98]: أخر دعاءه إلى السحر. "بدائع الفوائد" 3/ 97 قال المروذي: قال أحمد: وأهل مصر يقولون: الشام باديتهم. قال يوسف: {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} [يوسف: 100]. قال المروذي: وقال أحمد: ليس أحد من الأنبياء تمنى الموت غير يوسف، قال: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} [يوسف: 101] الآية. "بدائع الفوائد" 3/ 98 3201 - ما جاء في سورة الرعد نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد: 2]، قال: كان ابن عباس يقول: ترون السموات ولا ترون العمد (¬1). "بدائع الفوائد" 3/ 96 قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن عمر بن أبي زائدة، قال: سمعت عكرمة يقول: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} [الرعد: الآية 13] قال: الرعد: ملك يزجر السحاب بصوته. "مسائل صالح" (459) ¬

_ (¬1) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 288 (1348)، وابن أبي حاتم 7/ 2216 (12089)، والطبري 7/ 328 (20052 - 20053، 20058 - 20059).

قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، ومحمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد قال: الرعد: ملك يزجر السحاب بصوته. "مسائل صالح" (460) قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن المسعودي، عن سلمة بن كهيل، عن رجل، عن علي قال: سئل عن الرعد فقال: ملك. وسئل عن البرق فقال: مخاريق بأيدي الملائكة. "مسائل صالح" (461) قال صالح: حدثني أبي: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن أشوع، عن ربيعة بن الأبيض، عن علي قال: البرق: مخاريق الملائكة. "مسائل صالح" (462) قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي محمد الهاشمي، عن أبيه، عن علي قال: الرعد: ملك والبرق: مخراق من حديد. "مسائل صالح" (463) قال صالح: حدثني أبي قال؛ حدثنا عفان قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا موسى البزاز، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس قال: الرعد: ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإبل بحدائه. "مسائل صالح" (464) قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن الزبير قال: حدثنا عتاب بن زياد التميمي، قال: سمعت عكرمة يقول: الرعد: ملك في

السماء يجمع السحاب كما يجمع الراعي الإبل. "مسائل صالح" (465) قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا إسماعيل بن سالم، عن أبي صالح في قوله: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} [الرعد: الآية 13] قال: الرعد: ملك من الملائكة يسبح. "مسائل صالح" (466) قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا حسين بن محمد في تفسير شيبان، عن قتادة في قوله: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13] قال: الرعد: خلق من خلق اللَّه سامع مطيع له، وذكر لنا أن رجلا أنكر القرآن وكذب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: فأرسل اللَّه عليه صاعقة فأهلكته، وأنزل اللَّه فيه: {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13]، قال: شديد القوة. "مسائل صالح" (467) قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا معتمر، عن أبيه، عن أبي عمران الجوني قال: إن من فوقكم بحرًا من نار، فمنها تكون الصواعق. "مسائل صالح" (468) قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا أبان بن يزيد، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الرحمن بن صحار العبدي: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث إلى جبار يدعوه إلى اللَّه، فقال: أرأيتم ربكم؟ ذهب هو؟ أو فضة هو؟ ألؤلؤ هو؟ أسرقة هو؟ قال: فبينما هو كذلك يجادله، إذ بعث اللَّه سحابة، فرعدت وبرقت، فأرسلت عليه صاعقة، فقتلته، فأنزل اللَّه: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ

3202 - ما جاء في سورة إبراهيم

يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: الآية 13] (¬1). "مسائل صالح" (469) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا وكيع، نا ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39] قال: إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت (¬2). "السنة" لعبد اللَّه 2/ 411 (897). 3202 - ما جاء في سورة إبراهيم قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يونس، حدثنا شيبان، عن قتادة قوله عز وجل: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5]، قال: كان مطرف يقول: نعم العبد الصبار الشكور الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر. "الزهد" 295 نقل عنه المروذي: وقال: في القرآن اثنان وثمانون موضعًا الصبر محمود، وموضعان مذموم، قال: المذموم {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا} ¬

_ (¬1) رواه الطبري 7/ 360 (20266). ولفظه: عن عبد الرحمن بن صحار العبدي: أنه بلغه أن نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث إلى جبار. .، ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 332 (1021) عن صالح كما هنا سندًا ومتنًا -ولكن وقع فيه عبد اللَّه بن صحار بدل عبد الرحمن بن صحار. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 99. وعزاه إلى ابن جرير والخرائطي في "مكارم الأخلاق" عن عبد الرحمن بن صحار. (¬2) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 293، والطبري في "تفسيره" 7/ 399 (20462)، والبيهقي في "الشعب" 3/ 322 (3666) من طرق عن ابن أبي ليلى، به.

[إبراهيم: 21] {امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} [ص: 6] أو قال: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} [البقرة: 175] شك المروذي. "بدائع الفوائد" 3/ 103 قال صالح: أملاه على أبي: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن عبد اللَّه قال في هذِه الآية: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48] قال: أرض كالفضة بيضاء نقية لم يسفك عليها دم، ولم يعمل فيها خطيئة، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، حفاة عراة قيامًا -نحسب- كما خلقوا، حتى يلجمهم العرق، شك شعبة في: قيام وحده. قال شعبة: ثم سمعته يقول: سمعت عمرو بن ميمون، ولم يذكر عبد اللَّه، ثم عاودته، فقال: حدثنا هبيرة، عن عبد اللَّه. "مسائل صالح" (877) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن خيثمة، عن البراء بن عازب قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}، قال: نزلت في عذاب القبر. "السنة" رواية عبد اللَّه (1430) قال عبد اللَّه: قال أبي: نا هشيم، عن العوام، عن المسيب بن رافع في قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}، قال: نزلت في صاحب القبر. "السنة" رواية عبد اللَّه (1431) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن علقمة بن

3203 - ما جاء في سورة الحجر

مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: ذكر عذاب القبور قال: يقال له: من ربك؟ قال: فيقول: ربي اللَّه ونبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذلك قوله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} يعني بذلك المسلم. "السنة" رواية عبد اللَّه (1437) 3203 - ما جاء في سورة الحجر قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن، عن عبد اللَّه في قوله: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22] قال: يبعث اللَّه الريح فتلقح السحاب. قال: ثم تمر به، فيدر كما تدر اللقحة، ثم تمطر. "مسائل صالح" (489) وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: مؤمل قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن مجاهد في قوله عز وجل {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 92] فقال: عن لا إله إلا اللَّه. "العلل" رواية عبد اللَّه (3785) وقال عبد اللَّه؛ قرأت على أبي: محمد بن حميد أبو سفيان المعمري، عن سفيان وأسود بن عامر قال: حدثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد في قوله عز وجل {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93] قال: عن لا إله إلا اللَّه. "العلل" رواية عبد اللَّه (3786)

3204 - ما جاء في سورة النحل

3204 - ما جاء في سورة النحل نقل عنه المروذي: قال أحمد: {عَلَى تَخَوُّفٍ} [النحل: 47]: على نقصان. "بدائع الفوائد" 3/ 101 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} [النحل: 75]، قال: كان ابن مسعود يقرأ: حيث ما وجد لا يأت بخير قال: أحسن هذا الحرف، وقرأه هو (¬1). "بدائع الفوائد" 3/ 98 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا علي بن ثابت، عن رجل، عن الحسن في قوله عز وجل: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] قال: نرزقه قناعة. "الزهد" 339 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا روح، حدثنا عون، عن الحسن، أنه قال في قوله عز وجل: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]، قال: ما يطيب لأحد الحياة إلا في الجنة. "الزهد" 344 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ} [النحل: 112]، قال: مكة. "بدائع الفوائد" 3/ 95 ¬

_ (¬1) لم أقف على هذِه القراءة هكذا، بينما الذي نقله ابن جني في "المحتسب" 2/ 11 أن ابن مسعود قرأ: أينما يُتَوَجَّهْ، على حذف المفعول، أي: أينما يوجه وجهه.

3205 - ما جاء في سورة الإسراء

3205 - ما جاء في سورة الإسراء نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {أَكْثَرَ نَفِيرًا} [الإسراء: 6]، قال: رجالا. "بدائع الفوائد" 3/ 98 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا عباد بن راشد قال: سمعت الحسن، قرأ: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: 13]، لقد عدل عليك من جعلك حسيب نفسك. "الزهد" 350 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن {كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء: 25]، قال: الأواب إلى اللَّه بقلبه وعمله. "الزهد" 349 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا نوح بن قيس، عن محمد بن سيف، عن الحسن في قوله: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59] قال: الموت الذريع. "الزهد" 338 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71]، قال: هو في التفسير بكتابها. "بدائع الفوائد" 3/ 103 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الإسراء: 86]، قال: القرآن. "بدائع الفوائد" 3/ 97

3206 - ما جاء في سورة الكهف

3206 - ما جاء في سورة الكهف نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا} [الكهف: 1 - 2]، قال: إنما هو: قيمًا ولم يجعل له عوجًا. "بدائع الفوائد" 3/ 98 قال المروذي: قال أحمد: {أَزْكَى طَعَامًا} [الكهف: 19]: أحل. "بدائع الفوائد" 3/ 98 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا إبراهيم بن خالد، حدثني رباح قال: سألت عمر بن حبيب عن قوله عز وجل: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] قال حدثني داود بن رافع أن مجاهدًا كان يقول: من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فليس بمعجزي، يقول: وعيد من اللَّه عز وجل (¬1). "السنة" لعبد اللَّه 2/ 427 - 428 (943). قال ابن هانئ: وسئل عن الإيواء، كم يكون؟ قال: أقله ساعة، قال اللَّه تعالى: {إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ} [الكهف: 63]، فكان إيواؤهما ساعة وأكثر. وعلى المكث، قال اللَّه تعالى: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: من الآية 50] فهذا إيواء على المكث. "مسائل ابن هانئ" (1534) نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} [الكهف: 96]، قال: الجبلين. "بدائع الفوائد" 3/ 97 ¬

_ (¬1) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" 5/ 384، واللفظ له. ورواه الطبري في "تفسيره" 8/ 217 (23031) مختصرًا.

3207 - ما جاء في سورة مريم

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا بسام، عن أبي الفضيل قال: سأل ابن الكواء عليًا -رضي اللَّه عنه- عن: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} قال: منهم أهل حروراء. "السنة" رواية عبد اللَّه 2/ 636 (1516) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، ثنا هشيم، ثنا حصين، عن مصعب بن سعد، عن سعد في قوله عز وجل: {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} قال: قلت له: أهم الخوارج؟ قال: لا، ولكنهم أصحاب الصوامع، والخوارج الذين زاغوا فأزاغ اللَّه قلوبهم. "السنة" رواية عبد اللَّه 2/ 641 (1534) 3207 - ما جاء في سورة مريم قال عبد اللَّه قال أبي، وقال عباب، عن ابن المبارك: السيد: الذي يطيع ربه ولا يعصيه. (*) قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرزاق قال: سمعت معمرا يقول: قال الصبيان ليحيى بن زكريا: اذهب بنا فلنلعب، قال: ما للعب خلقنا، قال: فأنزل اللَّه عز وجل: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12]. "الزهد" 114 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {يَاأُخْتَ هَارُونَ} [مريم: 28] قلت: هو هارون أخو موسى؟ قال: نعم، كان المشركون قد اختصموا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: بين موسى وعيسى كذا وكذا، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قد كان هذا

_ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ورد في ملحق التصويبات بآخر الكتاب ما نصه: رواية عبد اللَّه في سورة مريم تنقل إلى سورة آل عمران صـ 447.

3208 - ما جاء في سورة طه

بدعًا بين الأنبياء" (¬1). "بدائع الفوائد" 3/ 99 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} قال: سمع صريف القلم أو الأقلام. قال وكيع مرة في حديثه: حتى سمع صريف القلم والأقلام. "السنة" لعبد اللَّه (1231) 3208 - ما جاء في سورة طه قال أبو داود: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا معتمر، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} قال: السر: ما أسر في نفسه، وأخفى: ما لم يكن وهو كائن (¬2). "الإبانة" كتاب القدر 2/ 165 (1638). نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7]، قال: السر ما كان في القلب يسره، وأخفى: الذي لم يكن بعد، يعلمه هو. "بدائع الفوائد" 3/ 98 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه: 30 - 31]، قال: أشركه معي يا رب، قال: افعل بنا هذا، قال: هذا دعاء. ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 4/ 252، ومسلم (2135) من حديث المغيرة، ولفظه: "إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم". (¬2) رواه الطبري في "تفسيره" 8/ 393، والحاكم 2/ 378، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 312 (238) من طرق عن عطاء بن السائب به.

3209 - ما جاء في سورة الأنبياء

قال: ومن قرأ: (أشدد به أزري) (¬1) قال: قال موسى: أنا أشركه في أمري. قال: كلا الوجهين حسن. "بدائع الفوائد" 3/ 98 نقل عنه المروذي: قال من قرأ: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}، قال: موسى وهارون، ومن قرأ: (سحران) قال: هذان كتابان واحد بعد واحد (¬2). "بدائع الفوائد" 3/ 102 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا وكيع، نا أبو العميس، عن عبد اللَّه بن مخارق، عن أبيه، عن عبد اللَّه {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}، قال: عذاب القبر. "السنة" رواية عبد اللَّه (1429) 3209 - ما جاء في سورة الأنبياء قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا وكيع، قثنا إسرائيل، عن فرات القزاز، عن الحسن قال: {الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} قال: الشام. "فضائل الصحابة" 2/ 1134 (1705) ¬

_ (¬1) هي قراءة ابن عامر وحده. انظر: "السبعة" ص 418، و"حجة القراءات" لابن زنجلة ص 452. (¬2) قال ابن القيم: هكذا رأيته، وهو وهم، وإنما هذا تفسير الآية التي في القصص. . وأما آية (طه) فليس فيها إلا قراءة واحدة ومعنى واحد {لَسَاحِرَانِ} يريدون موسى وهارون، فاشتبهت الآيتان على الناقل أو السامع. اهـ. قلت: انظر: "السبعة" ص 495، و"حجة القراءات" لابن زنجلة ص 547.

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا وكيع، نا سفيان، عن حصين، عن أبي مالك: {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71] قال: الشام. "فضائل الصحابة" 2/ 1134 (1706) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا حسين في تفسير شيبان، عن قتادة: قوله عز وجل: {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71]، قال: أنجاهما اللَّه من أرض العراق إلى أرض الشام. "فضائل الصحابة" 2/ 1139 (1715) قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} [الأنبياء: 87]، قال: أوحى اللَّه إلى الحوت أن لا تضري له عظما ولا لحما، ثم ابتلعه حوت آخر، {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} ظلمة الحوت، وحوت آخر، وظلمة البحر. "الزهد" 44 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا جميع بن عمير، عن مجالد، عن الشعبي قال: قال رجل عنده: مكث عليه السلام في بطن الحوت أربعين يوما، فقال الشعبي: ما مكث إلا أقل من يوم؛ التقمه ضحى، فلما كان بعد العصر، وقاربت الشمس الغروب، تثاوب الحوت، فرأى يونس عليه السلام ضوء الشمس، فقال: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] قال: فنبذه وقد صار كأنه فرخ، فقال رجل للشعبي: أتنكر قدرة اللَّه عز وجل؟ قال: ما أنكر قدرة اللَّه عز وجل، ولو أراد اللَّه عز وجل أن يجعل في بطنها سوقا لفعل.

3210 - ما جاء في سورة الحج

قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن السدي، عن أبي مالك قال: لبث يونس عليه السلام في بطن الحوت أربعين يوما. "الزهد" 45 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا} [الأنبياء: 99] قال: عيسى والعزير. "بدائع الفوائد" 3/ 99 3210 - ما جاء في سورة الحج نقل عنه المروذي في قوله تعالى {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: 25]، قال: لو أن رجلًا بعدن أبين هم بقتل رجل وهو في الحرم هذا قول اللَّه: {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25]، هكذا قال ابن مسعود (¬1). قال: وقد خرج جابر من المدينة إلى مكة مجاورًا (¬2). "بدائع الفوائد" 3/ 100 ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 1/ 428، والبزار 5/ 390 (2024)، وأبو يعلى 9/ 262 (5384)، والطبري في "تفسيره" 9/ 131 (25023). قال السيوطي في "الدر المنثور" 2/ 633: وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن راهويه وأحمد وعبد بن حميد والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم -وصححه- وابن مردويه، عن ابن مسعود رفعه. فذكره. ففيه خلاف في رفعه ووقفه. (¬2) رواه عبد الرزاق 5/ 22 (8850)، وابن أبي شيبة 3/ 180 (13298) عن عطاء قال: جاور عندنا جابر بن عبد اللَّه، وابن عمر، وابن عباس، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري.

نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} [الحج: 33]، قال: اشترى ابن المنكدر بجميع ما كان معه بدنة وتأول هذِه الآية. "بدائع الفوائد" 3/ 101 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} إلى: {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج: 52 - 55]، قال: هذِه نزلت بمكة والباقي بالمدينة. "بدائع الفوائد" 3/ 101 ما جاء في سورة المؤمنون نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ} [المؤمنون: 7]، قال: الزنا. "بدائع الفوائد" 3/ 101 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: 14]، قال: نفخ فيه الروح. "بدائع الفوائد" 3/ 101 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا وكيع، حدثنا أبو الأشهب قال: سمعت الحسن يقول {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] قال: كانوا يعملون ما يعملون من أعمال البر وهم مشفقون ألا ينجيهم ذلك من عذاب اللَّه عز وجل. "الزهد" صـ 346 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا العلاء بن عبد الكريم، سمعت مجاهدا يقول {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} [المؤمنون: 63]

3211 - ما جاء في سورة النور

قال: أعمال لا بد لهم من أن يعملوها (¬1). "السنة" لعبد اللَّه 2/ 426 (939). 3211 - ما جاء في سورة النور قال عبد اللَّه: سألت أبي عن {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} [النور: الآية 31] قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، وأسود بن عامر، عن أبي إسحاق، عن من حدثه، عن ابن عباس في قوله تعالى: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} [النور: 31]، قال: الذي لا يستحي منه النساء. "مسائل عبد اللَّه" (1225) قال الخلال: أخبرني محمد بن علي، قال: حدثنا أبو بكر الأثرم، قال: سألت أبا عبد اللَّه. وأخبرني الحسين بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن داود، أن أبا عبد اللَّه سئل عن الرجل ينظر إلى شعر امرأة أبيه، وامرأة ابنه، وأم امرأته؟ فقال: هذا في القرآن {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}: إلا لكذا، وكذا. زاد محمد: فرخص أن ينظر إلى شعورهن. قلت له: فينظر إلى ساق امرأة أبيه وصدرها؟ قال: لا، ما يعجبني، ثم قال: أنا أكره أن ينظر من أمه وأخته إلى مثل ذلك، وإلى كل شيء لشهوة، قال محمد: منها الشهوة. ¬

_ (¬1) هو في "تفسير مجاهد" 2/ 433 من رواية ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. ورواه الطبري في "تفسيره" 9/ 228 (25578). وذكره السيوطي في "الدر" 6/ 107 وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

زاد الأثرم: قلت لأبي عبد اللَّه: فينظر إلى شعر أم امرأته؟ فذكر حديث سعيد بن جبير، قال: فتلا عليَّ الآية، ثم قال: لا أراها فيهن (¬1)، ثم قال: إسماعيل كان يشوش في هذا، قال مرة: قال: لا أراها فيهن، وقال مرة: لا أراها فيهم. قلت له: فابنة امرأته، أينظر إلى شعرها؟ فذهب إلى أنها لا تبدي ذلك إلا لمن في هذِه الآية. وقال: أخبرني محمد بن أبي هارون، أن سندي الخواتيمي حدثهم، قال: سئل أبو عبد اللَّه. وأخبرني محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، أن أباه حدثه، قال: حدثني أحمد بن القاسم. وأخبرني زكريا بن الفرج، عن أحمد بن القاسم: أن أبا عبد اللَّه سئل عن الرجل ينظر إلى شعر حميته، فقال: أليس يقول سعيد بن جبير، وقرأ الآية: {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ} [النور: 60]، ثم قال سعيد: لا أراها فيهم قال: وقد بلغني عن عكرمة أنه سئل عن العم لِمَ لَمْ يذكر فيمن ذكر من القرابة -الأب والأخ ومن سواه؟ قال: أرى ذلك من أجل ألا يصفها لابنه من طريق النكاح (¬2). قال سندي: لم لم يذكر فيمن يرى الزينة؟ قال: يقال: إنه من قبل ولده، يصفها لولده من طريق النكاح. ¬

_ (¬1) رواه ابن أبي شيبة (17286). عن إسماعيل بن علية، عن أيوب قال: قلت لسعيد بن جبير: أيرى الرجل رأس جدته قال: فتلا عليّ الآية. . قال: أراها فيهن. اهـ. كذا فيه ولعل (لا) سقطت من مطبوع "المصنف" واللَّه أعلم. (¬2) رواه ابن أبي شيبة 4/ 13 (17287).

قال أبو عبد اللَّه: وإنما هو تأويل من عكرمة. "أحكام النساء" (27 - 34) أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، قال: أملى عليَّ أبي: قال اللَّه تبارك وتعالى {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} [النور: 31]. أخبرني محمد بن علي قال: حدثنا الأثرم، أن أبا عبد اللَّه قيل له: فقوله: {أَوْ نِسَائِهِنَّ} قال: قد ذهب بعض الناس إلى أنها لا تضع خمارها عند اليهودية والنصرانية؛ لأنها ليست من نسائهن، وأما أنا فأذهب إلى أنه لا تنظر اليهودية ولا النصرانية؛ ومن ليس من نسائها إلى الفرج، ولا تقبلها حين تلد، فأما الشعر، فلا بأس. أو قال: أرجو ألا يكون به بأس. "أحكام النساء" (33 - 34) قال ابن هانئ: سألت أبا عبد اللَّه عن المسلمة تكشف رأسها عند نساء أهل الذمة، قال: لا يحل لها أن تكشف رأسها عند نساء أهل الذمة؛ لأن اللَّه يقول: {أَوْ نِسَائِهِنَّ}. "مسائل ابن هانئ" (1839) قال ابن هانئ: وسمعت أبا عبد اللَّه وسئل عن هذِه الآية: {أَوْ نِسَائِهِنَّ}، قال: نساء أهل الكتاب: اليهودية والنصرانية لا يقبلان المسلمة، ولا ينظران إليها. "مسائل ابن هانئ" (1841)

وقال الخلال: وأخبرني عبد الملك الميموني، أن أبا عبد اللَّه سُئل عن القابلة من أهل الكتاب؟ فسمعته يقول: عدة كرهوه: مكحول وأهل الشام لم ير أن عليه أن تكون القابلة يهودية أو نصرانية (¬1)، وعمر كتب إلى أهل الشام: أمنعوا نساءهم أن يدخلوا مع نسائكم الحمامات (¬2)، ثم قال: ليس له ذاك الإسناد، ثم قال: أراهم تأولوا هذِه الآية: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}، قرأ عليَّ. ثم قال وهذا خبرك فيه أن يكون يلي ذاك منها غير أهل دينها. قلت: فتكره أنت يا أبا عبد اللَّه أن تكون النصرانية أو اليهودية تقبل المسلمة منا؟ قال: نعم أكرهه. "أحكام النساء" (37) قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: لا ينظر العبد إلى شعر مولاته. وكرهه. "مسائل عند اللَّه" (1224) قال الخلال: قال عبد اللَّه: قال أبي، وروي عن ابن عباس أنه قال: لا بأس أن ينظر العبد إلى شعر مولاته، فكأنه تأول: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ}، وقال سعيد بن المسيب: لا تغرنكم هذِه الآية التي في سورة النور: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ}، إنما عنى بها الإماء (¬3). لا ينبغي للمرأة أن ينظر عبدها إلى جبينها، ولا إلى قرطها، ولا إلى شعرها، ولا إلى شيء من محاسنها. "أحكام النساء" (59) ¬

_ (¬1) رواه عبد الرزاق 1/ 296 (1136) عن مكحول وعبادة بن نسي وسليمان. (¬2) السابق. (¬3) رواه ابن أبي شيبة 4/ 11 (17264، 17268) عنهما.

قال الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مطر، أن أبا طالب حدثهم، أنه سأل أبا عبد اللَّه: يرى العبد شعر مولاته؟ قال: لا. قلت: حديث ابن عباس، شريك يقول: عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس قال: لا بأس أن يرى العبد شعر مولاته؟ قال: لم يرو هذا غير السدي، وكان ابن عباس يتأول هذِه الآية في النور: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} قرأ إلى {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} وقال ابن المسيب: لا تغرنكم هذِه الآية في سورة النور، لا ينظر العبد إلى شعر مولاته. قال أبو عبد اللَّه: وهو رجل ينظر إليها على حال لا ينبغي أن ينظر، فهذا أعجب إليَّ، ولم يُسمع إليَّ حديث السدي عن أبي مالك، عن ابن عباس، فأما التابعون فغير واحد نهى عنه. "أحكام النساء" (66) قال الخلال: أخبرنا عبد اللَّه، قال: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: الذي لا إرب له في النساء، مثل فلان. أخبرنا عبد اللَّه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر، عن عون، عن عكرمة، قال: الذي لا يقوم زبه. وقال بكر بن خنيس: الذي لا يقوم ذكره. "أحكام النساء" (74 - 75) قال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد، قال: قرأت على أبي عبد اللَّه: العبد ينظر إلى شعر سيدته؟ قال: هو موضع فيه شنعة، ابن عباس

يسهل فيه، وابن المسيب يقول: لا تغرنكم هذِه الآية: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم} إنما يعني: الإماء. قلت: يا أبا عبد اللَّه: تحتاج في الإماء إلى تنزيل، ما تكلم الناس في أن الأمة تنظر إلى شعر سيدها، وأن على الأمة من شعر سيدتها أو يديها شيء؟ قال لي: فينظر العبد إلى جسدها؟ ! قلت: الجسد لم يتكلم الناس فيه، والشعر واليد لعله شيء لا يضبط، وهو ملكها، يراها في كل وقت وأظنه قال في هذا الموضع: هي مسألة فيها شنعة. إلا أني فارقته على أن الكراهية فيه أن ينظر العبد إلى شعر سيدته. وقال: حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، عن بجالة التميمي: {الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النور: 58] في القراءة الأولى: (إلا الذين لم يبلغوا الحلم مما ملكت أيمانكم). "أحكام النساء" (56 - 57) قال الخلال: أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن طارق، عن سعيد بن المسيب: لا تغرنكم الآية التي في سورة النور {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} أنما عنى بها الإماء، لا ينبغي للمرأة أن ينظر عبدها وإلى جبينها ولا إلى قرطها ولا إلى شعرها، ولا إلى أي شيء من محاسنها. قال أبي: وبلغني عن ابن مهدي، عن حسين بن عربي، عن يونس بن إسحاق. . . هذا الحديث.

قال أبي: حدثناه يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال: حدثني أبو حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي في قوله: {لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النور: 58]، إنما عنى بها النساء. "أحكام النساء" (60) قال الخلال: أخبرني محمد بن علي قال: حدثنا الأثرم، قال: سألت أبا عبد اللَّه عن العبد ينظر إلى شعر مولاته؟ فقال: لا ينظر إلى شعر مولاته. وذكر حديث سعيد بن المسيب، قلت له: فما قوله {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ}؟ قال: يقول: من النساء. قيل لأبي عبد اللَّه: الخصي ينظر إلى شعر مولاته؟ قال: لا. قيل: الخصي وغير الخصي عندك في هذا سواء؟ قال: نعم. وجعل يستعظم ما يستجيز بعض الناس من إدخال الخصيان على نسائهم. وذكرت لأبي عبد اللَّه حديث ابن عباس: لا بأس أن ينظر إلى شعر مولاته، فقال: ابن عباس كان له تأويل في القرآن كثير، ثم قال: وهذا من أي وجه هو؟ قلت له: السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس، فقال: نعم. قلت: أفليس هذا إسنادًا؟ قال: ليس به بأس. "أحكام النساء" (65)

3212 - ما جاء في سورة الفرقان

3212 - ما جاء في سورة الفرقان قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، وحدثني -يعني: ابن مهدي- عن أبي الأشهب، عن الحسن قال: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)} [الفرقان: 62]، قال: من عجز بالليل فإن له في النهار مستعتب، ومن عجز في النهار كان له في الليل مستعتب، قال: ولا يزال العبد بخير ما إذا قال قال اللَّه، وإذا عمل عمل للَّه عز وجل. "الزهد" ص 332 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن قال: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63] قال: حلماء، وإن جهل عليهم لم يجهلوا، هذا نهارهم إذا انتشروا به في الناس، [وقوله تعالى]: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان: 64] هذا ليلهم إذا خلوا بينهم وبين ربهم تبارك وتعالى، وفي هذِه الآية {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان: 65] قال: علموا أن كل غريم مفارق غريمه إلا غريم جهنم. "الزهد" 349 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا أبو عبيدة الحلبي، عن حيوة، عن يزيد بن أبي حبيب، في قول اللَّه عز وجل: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [سورة الفرقان: 67] قال: أولئك أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، كانوا لا يأكلون طعاما يلتمسون به تنعما، ولا يلبسون ثيابا يلتمسون جمالا، وكانت قلوبهم على قلب واحد. "الزهد" صـ 254

3213 - ما جاء في سورة الشعراء

3213 - ما جاء في سورة الشعراء قال المروذي: قال أحمد: بعث شعيب إلى مدينتين، قال: عذبوا {يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء: 189] قال: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78)} [الأعراف: 78]. "بدائع الفوائد" 3/ 98 3214 - ما جاء في سورة النمل قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا يحيى بن أدم، نا شريك، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ} قال: اللَّه {وَمَنْ حَوْلَهَا} قال: الملائكة. "السنة لعبد اللَّه" 1/ 300 (582) نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} [النمل: 40] قال: هو أن ينظر قبل أن يرجع طرفه إليه. قال: وإنما كان قد علم الاسم الذي يستجاب فدعا به. "بدائع الفوائد" 3/ 101 قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن توبة الهلالي قال -وكان يقرأ قراءة عبد اللَّه- {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ} [النمل: 66]. "مسائل صالح" (502)

3215 - ما جاء في سورة القصص

3215 - ما جاء في سورة القصص قال عبد اللَّه، حدثني أبي، حدثنا روح، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]، قال: خذ من دنياك لآخرتك أن تعمل فيها بطاعته. "الزهد" 452 نقل عنه المروذي: عن مجاهد قال في قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} [القصص: 79]، قال: في ثياب أرجوان أحمر. وعن قتادة: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} قال: على ألف بغلة شهباء، عليها مياثر الأرجوان. "الورع" (567، 568) 3216 - ما جاء في سورة العنكبوت قال المروذي: قرئ عليه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]، قال: الذي قال سفيان: إذا اختلفتم في شيء فانظروا ما عليه أهل التقوى، يتأول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}. "بدائع الفوائد" 3/ 97 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا} [العنكبوت: 27]، قال: الثناء قال: يتولى إبراهيم الملل كلها يتولونه. "بدائع الفوائد" 3/ 96

3217 - ما جاء في سورة لقمان

3217 - ما جاء في سورة لقمان قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن رجل، عن مجاهد، {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [لقمان: 12]، قال: الفقه والإصابة في القول في غير نبوة. "الزهد" صـ 64 3218 - ما جاء في سورة السجدة قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] قَالَ: "قِيَامُ العَبْدِ مِنْ اللَّيْلِ" (¬1). "الزهد" 39 قال المروذي: قال أحمد: {نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ} [السجدة: 27]: هي أبين لا يأتيها المطر إنما يساق إليها الماء، وقد مررت بها بليل. "بدائع الفوائد" 3/ 98 3219 - ما جاء في سورة الأحزاب قال المروذي في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7]، قال: قدمه على نوح، قال: هذِه حجة على القدرية. "بدائع الفوائد" 3/ 101 ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 5/ 232، ورواه الطبري في "تفسيره" 10/ 241 (28240)، والطبراني 20/ 103 (200) من طريق حماد بن سلمة به.

نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ} [الأحزاب: 25]، قال: جاءت ريح فقطعت أطناب الفساطيط فرجعوا. "بدائع الفوائد" 3/ 96 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} [الأحزاب: 49]، قال: هده ليس عليها عدة، وقال سعيد بن جبير: لكل مطلقة متاع (¬1)، [وقال: ] ابن المسيب: ليس لها متاع (¬2). قال أبو عبد اللَّه: من متع فحسن، ومن لم يمتع فحسن. "بدائع الفوائد" 3/ 102 قال صالح: سألت أبي عن المرأة التي وهبت نفسها للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تزوجها؟ قال: فيه اختلاف، أما مجاهد فكان يقول: {إِنْ وَهَبَتْ} [الأحزاب: 50]. أي: لم تهب (¬3). "مسائل صالح" (220) قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا زكريا، عن عامر قوله عز وجل: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51]، قال: كن نساء وهبن أنفسهن للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فدخل ببعضهن وأرْجأ بعضهن لم يتزوجن بعده، منهن أم شريك الدوسية. "العلل" رواية عبد اللَّه (29) ¬

_ (¬1) رواه سعيد بن منصور 2/ 7 (1784)، والبيهقي 7/ 257. (¬2) رواه ابن أبي شيبة 4/ 145 (18696). (¬3) رواه بنحوه ابن أبي شيبة 3/ 557 (17166) وروى عنه أيضًا 3/ 558 (17172) أنه قال: فعلت ولم يفعل.

3220 - ما جاء في سورة سبأ

3220 - ما جاء في سورة سبأ نقل عنه المروذي: قال: {عَيْنَ الْقِطْرِ} [سبأ: 12]، قال: النحاس المذاب. وقال في قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ} [سبأ: 14] مكث على عصاه سنة، فلما نخرت العصا وقع. وقال في قوله تعالى: {ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} [سبأ: 16] الأراك. وقال في قوله تعالى: {سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ: 16]. السيل هو السيل، والعرم: هو مسناة البحر. وقال في قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]: ما لم يكن فيه سرف أو تقتير. وقال في قوله تعالى: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} [سبأ: 52]. قال: التناول بالأيدي. "بدائع الفوائد" 3/ 97 3221 - ما جاء في سورة يس نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} [يس: 14] قال: قوينا. [{مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ}] قال: هي أنطاكية، {وجَاءَ}: الثالث. وقد اجتمع الناس على الاثنين. "بدائع الفوائد" 3/ 103

3222 - ما جاء في سورة الصافات

3222 - ما جاء في سورة الصافات نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} [الصافات: 48] قال: قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يرين غيرهم. "بدائع الفوائد" 3/ 97 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن خليد في قول اللَّه عز وجل: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 55]، قال: في وسطها. قال: رأى جماجمهم تغلي، فقال فلان: واللَّه لولا أن اللَّه عز وجل عرفه إياه ما عرفه، لقد تغير (حبره وسبره) (¬1)، فعند ذلك يقول: {تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} [الصافات: 56] قال: بلغنا أنه حين اطلع رأى جماجمهم تغلي. "الزهد" 291 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة في قول اللَّه عز وجل: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات: 143] قال: كان طويل الصلاة في الرخاء، قال: وإن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر وإذا صرع وجد متكئًا. "الزهد" 44 3223 - ما جاء في سورة ص قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا سيار، حدثني جعفر قال: سمعت أبا عمران الجوني، وقرأ هذِه الآية: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا ¬

_ (¬1) في "الزهد": (خيره وستره)، والمثبت من "تفسير عبد الرزاق" 2/ 122 (2521) ولعله أصوب. واللَّه أعلم.

الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ} [ص: 21 - 22] قال: تسوروا على داود {إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} فقال لهما: اجلسا مجلس الخصم فجلسا مجلس الخصم، فقال لهما: قصا، فقال أحدهما: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} قال: فعجب داود، قال: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} قال: فأغلظ له أحدهما، وقال: يا داود، إنك لأهل أن يقرع رأسك بالعصا وارتفعا، فعرف داود أنما وبخ بذنبه، قال: فسجد مكانه أربعين يوما وليلة، لا يرفع رأسه إلا إلى صلاة فريضة، قال: حتى يبس وقرحت جبهته، وقرحت كفاه وركبتاه، قال: فأتاه ملك فقال: يا داود، إني رسول ربك إليك، وإنه يقول لك: ارفع رأسك؛ فقد غفرت لك، فقال: فكيف يارب، وأنت حكم عدل، وأنت ديان الدين، لا يتجوز عنك ظلم ظالم، كيف تغفر لي ظلامة الرجل؟ قال: فترك ما شاء اللَّه، ثم أتاه ملك آخر، فقال: يا داود، إني رسول ربك إليك، وإنه يقول لك: إنك تأتيني يوم القيامة أنت وابن صوريا، تختصمان إليّ، فأقضي له عليك، ثم أسألها إياه، فيهبها لي، ثم أعطيه من الجنة حتى يرضى، ثم أغفرها لك قال: الآن أعلم يارب أنك قد غفرت لي. قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد اللَّه بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، أخبرنا عبد الرحمن بن بوذريه قال: في زبور آل داود ثلاثة أحرف: طوبى لمن لم يسلك سبيل الخاطئين، وطوبى لمن لم يأتمر بأمر الظالمين، وطوبى لمن لم يجالس البطالين. "الزهد" 90 - 91

3224 - ما جاء في سورة الزمر

نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَخَرَّ رَاكِعًا} [ص: 24]، قال: كان ابن مسعود لا يسجد فيها، يقول: هي توبة نبي (¬1). "بدائع الفوائد" 3/ 103 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 33] قال: ضرب أعناقها. وقال في قوله تعالى: {أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} [ص: 46] قال: أخلصوا بذكر الآخرة. "بدائع الفوائد" 3/ 96 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، ثنا المطلب بن زياد، ثنا ليث، عن مجاهد في قوله عز وجل: {مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ} [ص: 62] قال: يقول أبو جهل في النار: أين عمار؟ أين بلال. "فضائل الصحابة" 2/ 1085 - 1086 (1602) قال المروذي: وقرئ عليه: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]، قال: مشددة مخالفة على الجهمية. "بدائع الفوائد" 3/ 96 3224 - ما جاء في سورة الزُمَر قال المروذي: قال أحمد {فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ} [الزمر: 6]: البحر وحوتٌ في حوت (¬2). "بدائع الفوائد" 3/ 101 ¬

_ (¬1) رواه عبد الرزاق 3/ 388 (5873)، وابن أبي شيبة 1/ 371 (4269 - 4271)، وفي الباب عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، رواه أبو داود (1410) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1271). (¬2) قال ابن القيم: هذا تفسير {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} وذِكْر في ظلمات ثلاث وهم.

3225 - ما جاء في سورة غافر

قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن جابر، عن الشعبي: {فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ} [الزمر: الآية 21] قال: كل ندى وماء في الأرض أصله من السماء. قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عبد القدوس بن الحجاج قال: حدثتنا عبدة بنت خالد بن معدان، عن أبيها خالد، قال: إن المطر يخر تحت العرش، فينزل من سماء إلى سماء، حتى ينتهي إلى السماء الدنيا، فيجتمع في موضع يقال له: الأبزم، فتجيء السحابة السوداء فتشربه. "مسائل صالح" (470، 471). 3225 - ما جاء في سورة غافر قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه في قوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} [غافر: 19] قال: هو الرجل يكون في القوم فتمر به المرأة فيلحظها بصره. "الورع" (368) قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي -بخط يده- حدثنا إبراهيم بن خالد قال: حدثنا رباح قال: حُدثت عن وهب بن سليمان، عن شعيب الجبائي قال: كان اسم مؤمن آل فرعون سمعان. "العلل" رواية عبد اللَّه (429، 3790) 3226 - ما جاء في سورة فصلت قال الأثرم: قلت لأبي عبد اللَّه: في تفسير مجاهد {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ} [فصلت: 5].

3227 - ما جاء في سورة الزخرف

قال: كالجعبة للنبل (¬1)؟ قال: فإن كان يسمى جعبة لنبل فليس ما احتج به الذي قال هذا بشيء. ثم قال: ينبغي أن يسأل عن هذا أهل العربية. "اقتضاء الصراط المستقيم" 1/ 138 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري، أن عمر بن الخطاب قال وهو يخطب الناس على المنبر: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} [فصلت: 30] فقال: استقاموا واللَّه بطاعة اللَّه، ثم لم يروغوا روغان الثعلب. "الزهد" 144 3227 - ما جاء في سورة الزخرف قال أبو الطيب بن نزار: حدثنا أحمد بن حنبل -في السجن، والقيد في رجله- قال: حدثني بعض أصحابنا عن الأشجعي، عن سفيان في قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3] قال: وصفناه. "طبقات الحنابلة" 1/ 476 3228 - ما جاء في سورة الأحقاف قال المروذي: قال أحمد: {الأحقاف}: الرمل. "بدائع الفوائد" 3/ 95 ¬

_ (¬1) رواه الطبري في "تفسيره" 11/ 85 (30420).

3229 - ما جاء في سورة الفتح

3229 - ما جاء في سورة الفتح قال المروذي في قوله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ} [الفتح: 9]، قال: يعزروه: النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويسبحوه: اللَّه تعالى. "بدائع الفوائد" 3/ 100 3230 - ما جاء في سورة الحجرات قال المروذي: قال أحمد: {لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ} [الحجرات: 14]: لا يظلمكم. "بدائع الفوائد" 3/ 96 3231 - ما جاء في سورة ق نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق: 21]، قال أحمد: يسوق إلى أمر اللَّه، والشهيد: يشهد عليه بما عمل. "بدائع الفوائد" 3/ 101 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا سريج، حدثنا مهدي -يعني: ابن ميمون، عن يونس بن خباب قال: قال لي مجاهد وكان لي أخا: ألا أنبئكم بالأواب الحفيظ؟ قلت: بلى، قال: هو الرجل يذكر ذنبه إذا خلا يستغفر لذنبه. "الزهد" 452 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا عبد الوهاب في تفسير سعيد، عن قتادة: قوله عز وجل: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} [ق: 41] قال سعيد:

3232 - ما جاء في سورة الذاريات

قال قتادة: كنا نتحدث أنه ينادي من صخرة بيت المقدس، قال: وهى وسط الأرض. "فضائل الصحابة" 2/ 1140 - 1141 (1718) 3232 - ما جاء في سورة الذاريات قال ابن هانئ: قال أبو عبد اللَّه: وروى ابن جريج، عن محمد بن المرتفع: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]: سبيل الخلاء البول. "مسائل ابن هانئ" (2230) نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} [الذاريات: 59]، قال: سجل من العذاب. "بدائع الفوائد" 3/ 97 3233 - ما جاء في سورة الطور قال المروذي: قال أحمد: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: 6]: جهنم. "بدائع الفوائد" 3/ 100 قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا وكيع، نا العلاء بن عبد الكريم، عن أبي كريمة الكندي قال: كنا جلوسًا عند زاذان فقرئت هذِه الآية: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} قال زاذان: عذاب القبر. "السنة" رواية عبد اللَّه (1459)

3234 - ما جاء في سورة النجم

3234 - ما جاء في سورة النجم نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} [النجم: 17]: لم ينصرف يمينا ولا شمالا، {وَمَا طَغَى}: لم ينظر إلى فوق. "بدائع الفوائد" 3/ 102 قال الخلال: أخبرني محمد بن علي قال: حدثنا مهنا قال: سألت أحمد عن قول من قال: ما بين الحدين؟ فقال: هذا قول ابن عباس. {إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32]، قال: هو ما بين الحدين، حد الدنيا وحد الآخرة. فقلت: من ذكره عن ابن عباس؟ فقال: سفيان بن عيينة، عن ابن شبرمة، مرسل عن ابن عباس: في قوله: {إِلَّا اللَّمَمَ} فقال: هو ما بين الحدين (¬1). سألت أحمد عن قول ابن عباس: ما بين الحدين، حد الدنيا، وحد الآخرة؟ فقال لي: أي شيء هو؟ فقلت: لا أدري؟ ثم سألته مرة أخرى: فقال: مكثت زمانًا لا أدري ما هو، فكرت فإذا هو فيما رأيت: حد الدنيا، يقول: الزنا الذي تُقام فيه الحدود، وحد الآخرة: فهو العذاب يوم القيامة، فهو ما بين ذلك. قال الخلال: أخبرني منصور بن الوليد، أن جعفر بن محمد حدثهم، ¬

_ (¬1) لم أجده من هذا الطريق، ورواه الطبري في "تفسيره" 11/ 528 (32582)، (32584) من طريق شعبة، عن الحكم عن ابن عباس. و (32585) من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس. و (32589) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن عباس. ورواه الطبري (32583) والبغوي في "مسند ابن الجعد" (270) من طريق شعبة، عن الحكم وقتادة، عن ابن عباس.

3235 - ما جاء في سورة القمر

قال: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: سمعت ابن عيينة يقول في قوله: {إِلَّا اللَّمَمَ}، قال: هو ما بين حدود الآخرة والدنيا، يريد أن اللَّه يغفر اللمم. قال أبو عبد اللَّه: حدود الدنيا؛ هو مثل: السرقة، والزنا، وعدَّ أشياء، وحدود الآخرة: ما يجد في الآخرة، فاللمم الذي بينهما. "أحكام النساء" (7 - 8) نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم: 37] قال: بُلي بالذبح، ذبح ابنه فوفى، وبُلي بحرق النار فوفى، وذكر الثالثة فوفى، فلم أحفظه. وقال: في (النجم): في آخرها يسجد ثم يقوم فيقرأ، هذا في الإمام. "بدائع الفوائد" 3/ 103 3235 - ما جاء في سورة القمر قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا محمد بن مسلم، قال: أخبرنا أيوب بن موسى، عن محمد بن كعب -في قوله: {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر: 12] قال: كان القدر قبل البلاء. "مسائل صالح" (477) قال صالح: حدثني أبي قال: وحدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا أبان -يعني: ابن يزيد- عن قتادة قال: {عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر: 12] قال: ماء الأرض وماء السماء. "مسائل صالح" (478)

3236 - ما جاء في سورة الرحمن

قال عبد اللَّه بن أحمدة حدثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن زياد بن إسماعيل المخزومي، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: جاء مشركو قريش إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يخاصمونه في القدر فنزلت {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (¬1) [القمر: 48 - 49] في أهل القدر. وقال: حدثني أبي، نا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن محمد بن كعب قال: نزلت هذِه الآية {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} في أهل القدر (¬2). "السنة" لعبد اللَّه 2/ 419 (918 - 919). قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن سالم بن أبي حفصة، عن محمد بن كعب القرظي قال: نزلت تعييرًا لأهل القدر {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}. "السنة" لعبد اللَّه 2/ 427 (941). 3236 - ما جاء في سورة الرحمن نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [الرحمن: 6] قال: الشجر: ما كان إلى الطول قائم، والنجم: النبات الذي على وجه الأرض. "بدائع الفوائد" 3/ 96 ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 2/ 444 مسنده ومتنه سواء، ورواه مسلم (2656) عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب عن وكيع به. (¬2) رواه الفريابي في "القدر" ص 169 (246)، والطبري في "تفسيره" 11/ 569 (32839)، والآجري في "الشريعة" ص 189 (447)، وابن بطة في "الإبانة" كتاب القدر 2/ 114 (1535)، واللالكائي في "شرح أصول أهل السنة" 4/ 757 (1260).

نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {ذَاتُ الْأَكْمَامِ} [الرحمن: 11] قال: الطلع. "بدائع الفوائد" 3/ 97 قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه -وأنا أسمع- من عبد الوهاب في تفسير سعيد عن قتادة: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}: إن للَّه مقامًا هو قائمه، وأن المؤمنين خافوا ذلك المقام، فعملوا للَّه ودأبوا، ونصبوا بالليل والنهار. "الورع" (622) قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه -وأنا أسمع- عن روح. عن أبي الدرداء: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] فقلت: وإن زنى. وإن سرق؟ قال: " وإن زنى وإن سوق، رغم أنف أبي الدرداء" (¬1). قال أبو عبد اللَّه: ما سمعناه إلا من روح. قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه -وأنا أسمع- وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} قال: هو الرجل يهم بالمعصية، فيذكر اللَّه، فيدعها. قال مجاهد: فله الأجر مرتين. قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه -وأنا أسمع- يعلى، عن مجاهد، في قوله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} قال: لمن خاف مقام اللَّه عليه. وقال يعلى مرة: مخافة مقام اللَّه عليه. قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه: عن منصور، عن إبراهيم في ¬

_ (¬1) لم أجده من طريق روح، ورواه الإمام أحمد 2/ 357، والنسائي في "الكبرى" (11560) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء.

3237 - ما جاء في سورة الواقعة

قوله {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} قال: إذا أراد أن يذنب أمسك من مخافة اللَّه. قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه -وأنا أسمع- عن عفان، عن بكر ابن أبي موسى، عن أبيه في قوله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} قال: جنتان من ذهب للسابقين وجنتان من فضة للتابعين. "الورع" (371 - 375) قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم قال في هذِه الآية: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46]، قال: إذا أراد أن يذنب أمسك مخافة اللَّه عز وجل. "الزهد" 437 - 438 3237 - ما جاء في سورة الواقعة قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر قال: حدثنا عباد بن عمرو، قال: سألت الحسن: قلت: أبا سعيد ما الحور العين؟ قال: هنَّ عجائزكم هؤلاء الدرد، ينشئهن اللَّه خلقًا آخر، فقال يزيد بن أبي مريم السلولي للحسن: من حدثك هذا الحديث يا أبا سعيد؟ قال: فحسر عن كُمَّ قميصه فقال: حدثني فلان بن فلان المهاجري، وحدثني فلان بن فلان الأنصاري، حتى عد خمسة من المهاجرين وأربعة من الأنصار. "مسائل صالح" (707) نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ} [الواقعة: 22]، قال: كثيرٌ بياضُ أعينِهِنَّ، شديدٌ سوادُ الحدقِ.

ونقل عنه أيضًا في قوله تعالى: {يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ} [الواقعة: 46]، قال: الكفر. وقال {شُرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة: 55]: الإبل. "بدائع الفوائد" 3/ 97 قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي يحيى -يعني: القتات، وهو الكناسي، وقد روى عنه أبو بكر بن عياش- عن مجاهد قال: {الْمُزْنِ} [الواقعة: 69]: السحاب. "مسائل صالح" (486) قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا أسامة بن زيد، عن معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب، قال: رأيت ابن عباس على بغلة فسأل تبيعًا ابن امرأة كعب هل سمعت كعبًا يقول في السحاب شيئًا؟ قال: نعم، سمعت كعبًا يقول: السحاب غربال المطر، لولا السحاب أفسد المطر ما أصاب. فقال ابن عباس: صدقت، قد سمعت كعبًا يقول هذا. "مسائل صالح" (488) قال حرب: سمعت إسحاق في قول اللَّه: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: الآية 79] قال: النسخة التي في السماء {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} قال: الملائكة. "مسائل حرب" (346) نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {غَيْرَ مَدِينِينَ} [الواقعة: 86] قال: محاسبين. "بدائع الفوائد" 3/ 95

3238 - ما جاء في سورة المجادلة

3238 - ما جاء في سورة المجادلة قال حرب: سألت إسحاق بن راهويه عن قوله {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7]، قال: حيث ما كنت هو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه. "مسائل حرب" (412) 3239 - ما جاء في سورة الحشر نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} [الحشر: 10]، قال: العجم. "بدائع الفوائد" 3/ 97 3240 - ما جاء في سورة الطلاق قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، في قوله عز وجل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2] قال: مخرجه أن يعلم أن اللَّه عز وجل هو يمنعه وهو يعطيه {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] قال: أليس كل من توكل على اللَّه كفاه؟ ألا من توكل عليه يكفر عنه سيئاته، ويعظم له أجرا قال: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق: 3] وقال فيمن توكل على اللَّه، وفيمن لم يتوكل عليه: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3]: آجلا. "الزهد" 419 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]، قال: هذِه نسختها التي في البقرة: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ

أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] قال: يفرض لكل حامل مطلقة كانت أو متوفى عنها زوجها لها النفقة حتى تضع. "بدائع الفوائد" 3/ 95 قال ابن هانئ: سألت أبا عبد اللَّه عن حديث أبي الضحى، عن ابن عباس؟ قال أبو عبد اللَّه: أما ما روى أبو داود الطيالسي: قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة سمع أبا الضحى يحدث، عن ابن عباس قال: قوله: {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قال: في كل أرض خلق مثل إبراهيم (¬1). "مسائل ابن هانئ" (1885) قال ابن هانئ: قرأت على أبي عبد اللَّه: وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم -يعني: ابن مهاجر- عن مجاهد، عن ابن عباس قال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} قال: لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم، وكفركم تكذيبكم بها (¬2). "مسائل ابن هانئ" (1886) قال ابن هانئ: قرأت على أبي عبد اللَّه: روح قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} من السماء السابعة، إلى الأرض السابعة. "مسائل ابن هانئ" (1887) ¬

_ (¬1) رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (832) ثم قال: إسناد هذا عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- صحيح، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعًا. أهـ وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/ 21: وهو محمول إن صح نقله عنه على أنه أخذه ابن عباس -رضي اللَّه عنه- عن الإسرائيليات واللَّه أعلم. (¬2) أورده ابن القيم في "روضة المحبين" ص 317 ثم قال معقبًا: فالمسألة الدقيقة اللطيفة التي تبذل لغير أهلها كالمرأة الحسناء التي تهدى إلى ضرير مقعد. أهـ.

قال ابن هانئ: قرأت على أبي عبد اللَّه: علي بن حفص في تفسير ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} من السماء السابعة إلى الأرض السابعة. "مسائل ابن هانئ" (1888) قال ابن هانئ قرأت على أبي عبد اللَّه: عبد الرزاق قال: حدثنا معمر، عن قتادة في قوله عز وجل: {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: الآية 12] قال: في كل سماء، وفي كل أرض خلق من خلقه، وأمر من أمره، وقضاء من قضائه عز وجل. "مسائل ابن هانئ" (1889). قال ابن هانئ: قرأت على أبي عبد اللَّه: يحيى بن سعيد، عن سفيان قال: حدثني إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس، قوله: {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} قال: لو أخبرتكم بتفسيرها لرجمتموني بالحجارة. "مسائل ابن هانئ" (1890). قال ابن هانئ: قلت لأبي عبد اللَّه: حديث عطاء بن السائب فيه: محمد كمحمدكم، وآدم كآدم، وإبراهيم كإبراهيم. قال: ليس حديثه في هذا بشيء، اختلط عطاء بن السائب، ليس فيها شيء من: آدم كآدم، ولا نبي كنبيكم. "مسائل ابن هانئ" (1891). قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا أبو تميلة قال: أخبرني عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله عز وجل: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: أخيار المؤمنين أبو بكر وعمر. "فضائل الصحابة" 1/ 205

3241 - ما جاء في سورة الملك

3241 - ما جاء في سورة الملك نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {مَاؤُكُمْ غَوْرًا} [الملك: 30]، قال: لا تناله الرشاء، {بِمَاءٍ مَعِينٍ} قال: على وجه الأرض. "بدائع الفوائد" 3/ 100 3242 - ما جاء في سورة القلم قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يونس، عن شيبان، عن قتادة {كَالصَّرِيمِ} كأنما قد صرمت. "العلل" رواية عبد اللَّه (5854) قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: مررت بها فيما بين صنعاء وقرية عبد الرزاق. فرأيت أنا الأرض وهي يقال لها: ضروان أرض سوداء لا ينبت فيها شيء، إذا خرجت من آخرها أرض حمراء تعلم أنها محترقة. "العلل" رواية عبد اللَّه (5855) نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} [القلم: 17] قال: هذِه مدينة ضروان (¬1) قد مررت بها، وهي قريبة من عبد الرزاق، رأيتها سوداء حمراء، أثر النار يتبين فيها، ليس فيها أثر زرع ولا خضرة، إنما غدوا على أن يصرموها أو يجدوها وفيها حرث، وكانوا قد أقسموا ألا يدخلها مسكين. "بدائع الفوائد" 3/ 96 ¬

_ (¬1) ضروان: بالضاد المعجمة بفتحات، قرية قريبة من صنعاء. "معجم البلدان": 3/ 456.

نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} [القلم: 28]، قال: أعدلهم. "بدائع الفوائد" 3/ 96 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} [القلم: 20]، قال: قد أكلتها النار حتى تركتها سوداء. "بدائع الفوائد" 3/ 96 وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: وكيع قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي {يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 43] قال: المكتوبة. "العلل" رواية عبد اللَّه (3749) وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: أبو أحمد قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم. وعن أبيه، عن إبراهيم التيمي {يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} قال: الصلاة المكتوبة. "العلل" رواية عبد اللَّه (3750) وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: مؤمل قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن عدي بن ثابت في قوله: {يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} قال: الصلاة المكتوبة. "العلل" رواية عبد اللَّه (3751) وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: محمد بن الصباح قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن سعيد بن جبير في قوله: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 43] قال: كانوا يدعون إلى الصلاة فلا يجيبونها من غير عذر. "العلل" رواية عبد اللَّه (3753)

3243 - ما جاء في سورة المعارج

وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن سفيان، عن أبي سنان، عن سعيد بن جبير في هذِه الآية: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} قال: الصلاة في جماعة. "العلل" رواية عبد اللَّه (3755) قال أبو الحسن الأسدي: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، حدثنا سفيان الثوري عن أبي سنان، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 43] قال: الصلاة في الجماعة. "طبقات الحنابلة" 1/ 158 3243 - ما جاء في سورة المعارج قال المروذي: وقال: من قرأ سال سائل قال: سال واد، ومن قرأ {سَأَلَ} [المعارج: 1] قال: دعا. "بدائع الفوائد" 3/ 102 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} [المعارج: 8]، قال: مثل دردي الزيت. "بدائع الفوائد" 3/ 96 قال المروذي: قال: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج: 16]: تأكل لحم الساقين. "بدائع الفوائد" 3/ 102

3244 - ما جاء في سورة نوح

3244 - ما جاء في سورة نوح قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا عبد الجليل، عن شهر، قال: بينا الناس عند عبد اللَّه بن عمرو يستفتونه، فقال كعب: هلك أخي، هكذا تكون الفتن، اذهب إليه فقل له: لا تكذبن على اللَّه، فإن غضب فدعه، وإن لم يغضب فاسأله. فأتاه فقال له: يقول لك كعب: لا تكذبن علي اللَّه، فقال: نصح لي أخي، إنه من كذب على اللَّه سود اللَّه وجهه يوم القيامة. قال: فإني أسألك عن الشمس والقمر، أفي السموات السبع هما، أم في السماء الدنيا، أم في الهواء، أم دون ذلك؟ قال: بل هما في السموات السبع، ووجوههما إلى العرش، وأقفيتهما إلى الأرض، قال اللَّه: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: الآية 16]. قال: فإنه يسألك عن الرعد فما هو؟ قال: ملك يزجر السحاب بالتسبيح كما يزجر الحادي الحثيث الإبل، إذا اشتدت سحابة ضمها، لو يفضي إلى الأرض صعق من يبصره. قال: فإنه يسألك عن البرق ما هو؟ قال: هو من كذا وكذا من البرد. قال عبد الملك: أحسبه قال: من اصطفاق (¬1) البرد في السماء. قال اللَّه: {مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} [النور: الآية 43]. قال: فإنه يسألك أين تلتقي أرواح أهل الجنة وأرواح أهل النار؟ قال: أما أرواح أهل الجنة فتلتقي بالجابية، وأما أرواح أهل النار فبحضرموت. قال: فإنه يسألك عن الحشر ما هو؟ ¬

_ (¬1) أي اضطرابه من صفق كضرب لقطًا ومعنى: بتصرف "مختار الصحاح " ص 153.

3245 - ما جاء في سورة المزمل

قال: نار تزوي الناس، تظهر من قبل المشرق. "مسائل صالح" (487) 3245 - ما جاء في سورة المزمل نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} [المزمل: 6] قال: قيام الليل من المغرب إلى طلوع الفجر، والناشئة لا تكون إلا من بعد رقدة، ومن لم يرقد لا يقال لها: ناشئة. {أَشَدُّ وَطْئًا} [المزمل: 6] قال: هي أشد تبينًا تفهم ما يقرأ وتعي أذنك. "بدائع الفوائد" 3/ 106 قال ابن أبي الدنيا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبو عاصم، عن رجل {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} قال: الشوك، يأخذ الحلق لا يدخل ولا يخرج. "صفة النار" 64 - 65 (83) 3246 - ما جاء في سورة المدثر نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4]، قال: عملك فأصلحه. وقال في قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5]، الرجز: عبادة الأوثان. قال المروذي: قرئ على أي عبد اللَّه: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر: 6] قال: تمنن بما أعطيت، فتأخذ أكثر. "طبقات الحنابلة" 1/ 143، بدائع الفوائد" 3/ 95

3247 - ما جاء في سورة القيامة

قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد القدوس بن بكر قال: سمعت محمد بن النضر الحارثي يذكر في قوله عز وجل: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56] قال: أنا أهل لأن يتقيني عبدي، فإن لم يفعل كنت أهلا لأن أغفر له. "الزهد" 441 3247 - ما جاء في سورة القيامة قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا أبي وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير {يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} [القيامة: 5] قال: يقول: سوف أتوب. "الزهد" 443 3248 - ما جاء في سورة المرسلات قال المروذي: قال أحمد {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا} [المرسلات: 25]: تكفتون فيها الأحياء: الشعر والدم، وتدفنون فيها موتاكم. قال المروذي: وسمعته يقول: يدفن فيها ثلاثة أشياء: الأظافر والشعر والدم. وقال: {وَأَمْوَاتًا} [المرسلات: 26]: تدفن فيها الأموات. وقال: {مَاءً فُرَاتًا} [المرسلات: 27]: عذبًا. "بدائع الفوائد" 3/ 96

3249 - ما جاء في سورة النبأ

3249 - ما جاء في سورة النبأ قال صالح: حدثني أبي قال: وحدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني، قال: حدثني أبي، عن عكرمة في قوله: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: الآية 14] قال: {الْمُعْصِرَاتِ}: السحاب، و {مَاءً ثَجَّاجًا}: ماء صبا، وقد قال: كثيرًا. "مسائل صالح" (480). قال صالح: حدثني أبي: قال محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن كيسان، سمع ابن الزبير يقول: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: الآية 14]. "مسائل صالح" (481). قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وَأَنزَلْنَا بالْمُعْصِرَاتِ): الريح، وكذلك يقرؤها (بالْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا): منصبا. "مسائل صالح" (482). قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: {مِنَ الْمُعْصِرَاتِ} قال: السماء، وبعضهم يقول: الريح. "مسائل صالح" (483). قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن ابن عباس أنه قرأ: (وأنزلنا بالمعصرات) قال: الريح. "مسائل صالح" (584)

3250 - ما جاء في سورة التكوير

قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا عمر بن سعد، أبو داود قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ} قال: الرياح. "مسائل صالح" (485) قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن، عن عبد اللَّه في قوله: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: الآية 14] قال: يبعث اللَّه الريح، فتحمل الماء، فتمري به السحاب، فيدر كما تدر اللقحة، ثم يبعث -أو قال: ثم يرسل من السماء أمثال العزالئ فتصيبه الريح- أو قال: الرياح فينزل متفرقا. "مسائل صالح" (490). قال أبو عبد اللَّه البوشنجي: ثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أنبأ حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله عز وجل {وَكَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ: 34] قال: هي المتتابعة الممتلئة. قال: وربما سمعت العباس يقول: اسقنا وادهق لنا. "البعث والنشور" ص 190 (358) 3250 - ما جاء في سورة التكوير قال المروذي: قال أحمد: {الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} [التكوير: 4]: لم تحلب ولم تصر. "بدائع الفوائد" 3/ 98 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: 5]، قال: جمعت، وقال قوم: ماتت. "بدائع الفوائد" 3/ 102

3251 - ما جاء في سورة الانفطار

قال المروذي: قال أحمد: {عَسْعَسَ}: أظلم. "بدائع الفوائد" 3/ 96 3251 - ما جاء في سورة الانفطار قال المروذى: قال أحمد: {الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} [الانفطار: 3]: فاضت. "بدائع الفوائد" 3/ 101 3252 - ما جاء في سورة الطارق قال المروذي في قوله تعالى: {ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق: 11] قال: المطر، والصدع: النبات. "بدائع الفوائد" 3/ 96 3253 - ما جاء في سورة الفجر نقل عنه المروذي: وقرئ عليه: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 7] قال: لم تزل. "بدائع الفوائد" 3/ 96 نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} [الفجر: 9] قال: نقبوا الصخر وجاءوا عليهم جلود النمار، قد جابوها: قد نقبوها. "بدائع الفوائد" 3/ 56

3254 - ما جاء في سورة البلد

3254 - ما جاء في سورة البلد نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]، قال: منتصبًا. "بدائع الفوائد" 3/ 100 3255 - ما جاء في سورة الشمس قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا أنس بن عياض، سمعت أبا حازم يقول: قال اللَّه عز وجل {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 8] قال: الفاجرة ألهمها اللَّه تعالى الفجور، والتقية ألهمها اللَّه عز وجل التقوى. "السنة" لعبد اللَّه 2/ 408 (890) 3256 - ما جاء في سورة الليل. قال ابن هانئ: سألني أبو عبد اللَّه عن قول اللَّه عز وجل: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [الليل: 6]؟ قلت: ما هو؟ قال: بالخلف. "مسائل ابن هانئ" (2028) قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الصحمد، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن، في قوله عز وجل: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} [الليل: 8] قال: بخل بما لم يبق، واستغنى بغير غنى. "الزهد" 349

3257 - ما جاء سورة العاديات

3257 - ما جاء سورة العاديات قال المروذي: وقال: أي شيء تفسير: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)} [العاديات: 6]؟ قلت: لكفور، قال: نعم. "بدائع الفوائد" 3/ 97 3258 - ما جاء في سورة القارعة نقل عنه المروزي في قوله تعالى: {كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} [القارعة: 4] قال: مثل الفراش الذي يطير عند السراج فيحترق. "بدائع الفوائد" 3/ 96 3259 - ما جاء في سورة التكاثر قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه: عن قتادة، عن مطرف بن عبد اللَّه، عن أبيه قال: أنتهيت إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} قال: "يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو تصدقت فأمضيت، أو لبست فأبليت" (¬1). "الورع" (628) قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه -وأنا أسمع- أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} فقالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنوا فلان أكثر من بني فلان، فألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالًا. "الورع" (629) ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 4/ 24، ومسلم (2958).

قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه: عن قتادة ويونس في تفسير شيبان عن قتادة: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}، قال: كانوا يقولون: نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعزّ من بني فلان، وكل يوم يتساقطون إلى الأرض -قال يونس: يتساقطون إلى الآخرة- واللَّه ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور. "الورع" (635) قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه -وأنا أسمع- عبد الرزاق، وأخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: {عِلْمَ الْيَقِينِ} قال: كنا نحدث أنه الموت. "الورع" (630) قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه: عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال: إن اللَّه تبارك وتعالى سائل كل ذي نعمة فيما أنعم عليه. "الورع" (631) قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه: عن بكير بن عتيق، عن سعيد ابن جبير أنه أتي بشربة عسل، فقال: هذا من النعيم الذي تسألون عنه. "الورع" (627) قال المروذي: قرئ على أبي عبد اللَّه: عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال: عن كل شيء من لذة الدنيا. "الورع" (626) نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8]، قال: نعيم الدنيا. "بدائع الفوائد" 3/ 98

3260 - ما جاء في سورة الماعون

3260 - ما جاء في سورة الماعون نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4 - 5] قال: كانوا يؤخرونها حتى يخرج الوقت. "بدائع الفوائد" 3/ 101 قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا روح، حدثنا هاشم، عن الحسن في قوله عز وجل: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} [الماعون: 6] قال: إن صلاها صلاها رياء، وإن لم يصلها لم يبالها. "الزهد" 334 قال صالح: قال أبي: وقال ابنه سعد في حديث الزهري، عن سعيد بن المسيب: {الْمَاعُونَ} [الماعون: 7] بلسان قريش: المال. فأنكره إبراهيم، وقال: الزهري مرسل، فقال سعد: كنت حدثت به عن سعيد، فأبى وقال: لا. "مسائل صالح" (906) (¬1) قال المروذي: قال أحمد: {الْمَاعُونَ} [الماعون: 7]: الفأس والقدر وأشباه ذلك. "بدائع الفوائد " 3/ 101 ما جاء في سورة المسد نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 2]، قال: ما كسب: ولده. "بدائع الفوائد" 3/ 98 ¬

_ (¬1) طبعة الدار العلمية بالهند ط 1988، وهي ساقطة من ط. دار الوطن التي اعتمدنا عليها.

قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن سفيان وابن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن السدي، عن يزيد، عن عروة بن الزبير قال: {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [المسد: 5] قال: سلسلة سبعون ذراعا. قال وكيع: من حديد ذرعها. سألته من يزيد هذا؟ فقال: يزيد مولى عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. "العلل" رواية عبد اللَّه (4243). ما جاء في سورة الفلق نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1]، قال: وادٍ في جهنم، الـ {غَاسِقٍ}: القمر، وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لعائشة: "هذا الغاسق قد طلع" (¬1) يعني: القمر، {النَّفَّاثَاتِ}: السحر، و {الْعُقَدِ}: الذين يعقدون السحر، {حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} قال: هو الحسد الذي يتحاسد الناس. قلت: أيش تفسير {إِذَا وَقَبَ}؟ قال: لا أدري. "بدائع الفوائد" 3/ 95 ¬

_ (¬1) رواه الإمام أحمد 6/ 61، والترمذي (3366) وقال: حسن صحيح. أهـ ولفظ الإمام: قالت عائشة: أرانى القمر حين طلع فقال: "تعوذي باللَّه من شر هذا الغاسق".

باب في الختم وآدابه

باب في الختم وآدابه 3261 - الوقت المستحب للختم قال أبو داود: قلت لأحمد: قال ابن المبارك: إذا كان الشتاء فاختم في أول الليل، وإذا كان الصيف فاختمه في أول النهار؟ فرأيت كأنه أعجبه. "مسائل أبي داود" (455) 3262 - استحباب جمع الأهل عند الختم والدعاء عقبه قال عبد اللَّه: سألت أبي عن الدعاء عند ختم القرآن قائمًا أو قاعدًا؟ فقال: يقال: إن أنسًا كان يجمع عياله عند الختم (¬1). قال أبي: وكان المعمر بن سليمان إذا أراد أن يختم اجتمع إليه جماعة أراه قال: يدعو ويدعون -يعني: إذا ختم. قلت لأبي: يدعو إذا قرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} أو يبتدئ من البقرة، فقال: إذا ختم القرآن دعا. "مسائل عبد اللَّه" (321) ¬

_ (¬1) رواه الدارمي 4/ 2180 (3517)، والطبراني 1/ 242 (674) والبيهقي في "الشعب" 2/ 368 (2575) وقال: هذا هو الصحيح موقوف. وقال النووي في "الأذكار" (321): وروى ابن أبي داود بإسنادين صحيحين. . . وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 172: رواه الطبراني ورجاله ثقات.

قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد اللَّه قلت: أختم القرآن أجعله في الوتر أو في التراويح حتى يكون لنا دعاء بين اثنين كيف أصنع، قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع وادع بنا ونحن في الصلاة، وأطل القيام. قلت: بم أدعو؟ قال: بما شئت. ففعلت كما أمرني وهو خلفي يدعو قائمًا ورفع يديه. "طبقات الحنابلة" 2/ 192 نقل حرب عنه: أنه استحب إذا ختم الرجل القرآن أن يجمع أهله ويدعو. "جلاء الأفهام" (567)

أخطاء طباعية واستدراكات

أخطاء طباعية واستدراكات لوحظ الأخطاء الآتية في "الجامع لعلوم الإمام" بعد الطباعة (*)

_ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: وقد تم استدراكها في مواطنها من هذه النسخة الإلكترونية

المجلد الثالث عشر

المجلد الثالث عشر ص 459 / س 16: "لا خرب" تعدل: "لأخرب". صـ 459 / س 18: "السما" تعدل: "السماء". صـ 473 / س 13، 14، رواية عبد اللَّه في سورة مريم تنقل إلى سورة آل عمران صـ 447.

§1/1